Professional Documents
Culture Documents
أو
ح الَعْقُوْلِ
حيْحِ الَنْ ُقوْلِ ِلصَرِيْ ِ
ُموَافَقَةُ صَ ِ
الزء السادس
وقوله تعال ما يادل ف آيات ال إل الذين كفروا فل يغررنك تقلبهم ف البلد سورة غافر 4
وقوله تعال وكذلك جعلنا لكل نب عدوا شياطي النس والن يوحى بعضهم إل بعض زخرف القول
غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغي إليه أفئدة الذين ل يؤمنون بالخرة وليضوه
وليقترفوا ما هم مقترفون سورة النعام 113 112وأمثال ذلك وهذا باب واسع ف كتاب ال
ومقصودنا تنبيه الؤمني على حال مثل هؤلء ف كتاب ال وإل فالقصود هنا دفعهم عن الرسل ومن
جاهد الكفار والنافقي ل يتج عليهم بأقوال من كذبوه من الرسلي ولكن الؤمن بالرسل يستفيد بذا
أن جنس هؤلء هم الكذبون للرسل وأما طريق الرد عليهم فلنا فيه مسالك الول
أن نبي فساد ما ادعوه معارضا للرسول من عقلياتم
الثان أن نبي أن ما جاء به الرسول معلوم بالضرورة من دينه أو معلوم بالدلة اليقينية وحينئذ
فل يكن مع تصديق الرسول أن نالف ذلك وهذا ينتفع به كل من آمن بالرسول
الثالث
أن نبي أن العقول الصريح يوافق ما جاءت به الرسل ل يناقضه إما بأن ذلك معلوم بضرورة
العقل وإما بأنه معلوم بنظره وهذا أقطع لجة النازع مطلقا سواء كان ف ريب من اليان بالرسول
وبأنه أخب بذلك أو ل يكن كذلك فإن هؤلء العارضي منهم خلق كثي ف قلوبم ريب ف نفس اليان
بالرسالة وفيهم من ف قلبه ريب ف كون الرسول أخب بذا وهؤلء الذين تكلمنا على قانونم الذين
قدموا فيه عقلياتم على كلم ال ورسوله عادتم يذكرون ذلك ف مسائل العلو ل ونوها فإن النصوص
الت ف الكتاب والسنة بإثبات علو ال على خلقه كثية منتشرة قد برتم بكثرتا وقوتا وليس معهم ف
نفي ذلك ل آية من كتاب ال ول حديث عن رسول ال ول قول أحد من سلف المة إل أن يرووا ف
ذلك ما يعلم أنه كذب كحديث عوسجة وأمثاله وإما أن يتجوا با يعلم أنه ل دللة له على مطلوبم
كاستدللم بأنه أحد والحد ل يكون فوق العرش
لنه لو كان فوق العرش ل يكن أحدا بناء على أن ما فوق العرش يكون جسما والسم منقسم
فل يكون أحدا والجسام متماثلة فيكون له كفو ونظي وقد بي فساد مثل هذة الدلة السمعية بوجوه
كثية ف غي هذا الوضع وبينا أن اسم الواحد والحد ل يقع ف لغة العرب إل على نقيض مطلوبم
كقوله تعال وإن أحدا من الشركي استجارك فأجره حت يسمع كلم ال سورة التوبة 6وقوله ذرن
ومن خلقت وحيدا سورة الدثر 11وقوله وإن كانت واحدة فلها النصف سورة النساء 11وقوله
أيود أحدكم أن تكون له جنة من نيل وأعناب سورة البقرة 266وقوله فابعثوا أحدكم بورقكم
سورة الكهف 19إل قوله ول يشعرن بكم أحدا سورة الكهف 19وقوله كتب عليكم إذا حضر
أحدكم الوت سورة البقرة 185وقوله شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الوت سورة الائدة 106
وقوله يود أحدهم لو يعمر ألف سنة سورة البقرة 96وقوله ول يكن له كفوا أحد سورة الخلص
4وقوله
قل إن لن يين من ال أحد سورة الن 22وقوله ول يشرك بعبادة ربه أحدا سورة
الكهف 110وأمثال ذلك كثي وأن لفظ الثل والساوى منتفيان ف لغة العرب عما ادعوا هم تاثلهما
وتساويهما كقوله تعال وإن تتولوا يستبدل قوما غيكم ث ل يكونوا أمثالكم سورة ممد 38فقد
نفى التماثل عن صنفي من بن آدم فنفى التماثل عن اليوان والنسان والفلك والتراب أول فعلم أنه
ليس ف لغة العرب أن يكون كل ما كان متحيزا ماثل لكل ما هو متحيز متحيز وإن ادعى بعض
التكلمي تاثل ذلك عقل فالقصود أن هذا ليس مثل ف اللغة والقرآن نزل بلغة العرب فل يوز حله
على اصطلح حادث ليس من لغتهم لو كان معناه صحيحا فكيف إذا كان باطل ف العقل وقوله تعال
وما يستوي العمى والبصي سورة فاطر 19وما يستوى الحياء ول الموات سورة فاطر 22وقوله
ل يستوى أصحاب النار وأصحاب النة سورة الشر 20
وعقلؤهم يعلمون فساد ما يستدلون به من الدلة الشرعية وكلهم يعترف بأن مثل هذه الدلة ل
تعارض ما ف القرآن من إثبات العلو والفوقية ونو ذلك ولذا ل يكن معهم على نفى ذلك أصل
يعتصمون به من جهة الرسول وإنا يتمسكون با يظنونه من العقليات فيحتاجون إل بيان تقدي ذلك
على الدلة الشرعية وإذا كان كذلك فنحن نبي أن الدلة العقلية موافقة للدلة النقلية ل معارضة لا
ونذكر ما ذكروه هم ف ذلك ليكون أبلغ ف الجة قالوا وهذا لباب ما ذكروه الرازي ف الربعي قال
أنه تعال ليس ف جهة ول مكان قال وادعى كثي من الخالفي العلم البديهي بأن كل موجودين ل بد
من كون أحدها ساريا ف الخر كالعرض والوهر أو مباينا عنه ف الهة كالوهرين
قال
وهذا باطل لوجوه أحدها
لو كان بديهيا لمتنع إطباق المع العظيم على إنكاره وهم ما سوى النابلة والكرامية الثان
أن مسمى النسان مشترك بي الشخاص ذوات الحياز الختلفة والقادير الختلفة فهو من
حيث هو متنع أن يكون له قدر معي وحيز معي وإل ل يكن مشتركا فيه بي كل الشخاص فإن قلت
فالنسان من حيث هو إنسان ل وجود له إل ف العقل والكلم ف الوجودات الارجية قلت الغرض منه
أنه ل يتنع تعقل أمر ل يثبت العقل له جهة ول قدرا وهذا ينع كون تلك القدمة بديهية الثالث
أن اليال والوهم ل يكننا أن نستحضر لنفسيهما
لنه إذا كان ف جانب والعال ف جانب كان البعد بينهما مصورا فهذا ما ذكروه فيقال
قد ذكرت عمن ذكرتوه من منازعيكم أنم ادعوا العلم البديهي ببطلن قولكم وصحة نقيضه
حيث جوزت وجود موجود ل يشار إليه بأنه هنا وهناك وأنه يوز وجود موجودين ليس أحدها ساريا
ف الخر ول مباينا عنه بالهة فقال هؤلء النازعون نن نعلم بالبديهة بطلن هذا فاحتجتم إل مقامي
أحدها
أن تبينوا أن بطلن هذا ليس معلوما بالبديهية وإل فإذا كان بطلن القول معلوما بالبديهة ل
يكن إقامة الدليل على صحته لن النظريات ل تعارض الضروريات بل ما عارضها كان من باب
السفسطة والقام الثان
بيان ثبوت ذلك فإنه ل يلزم من عدم العلم بامتناعه أو العلم بإمكانه ثبوت ذلك ف الارج
وإذا ثبت هذان القامان لكم فإما أن يكن مع ذلك القول بقتضى النصوص من أن ال فوق العرش أو ل
يكن فإن أمكن ذلك ل يكن بي ما ذكرتوه من العقولت وبي النصوص اللية تعارض وإن ل يكن
ذلك ثبت التعارض بينهما فقد تبي أن ثبوت التعارض
مبن على هذه القدمات الثلث فإن ل تثبت الثلث بطل كلمكم فكيف إذا تبي بطلن واحدة
منها فكيف إذا تبي بطلنا كلها
وبيان ذلك ف كل مقام
أما القام الول
فإن الثبتي قالوا إنم يعلمون بالبديهة امتناع وجود موجودين ل يكون أحدها ساريا ف الخر
ول مباينا له بالهة وأنه ل يكن وجود موجود قائم بنفسه ل يكن الشارة إليه بل قد يقولون إن
علمهم بأن ال فوق العال علم ضروري فطري وأن اللق كلهم إذا حزبم شدة أو حاجة ف أمر وجهوا
قلوبم إل ال يدعونه ويسألونه وأن هذا أمر متفق عليه بي المم الت ل تغي فطرتا ل يصل بينهم
بتواطئ واتفاق ولذا يوجد هذا ف فطرة العراب والعجائز والصبيان من السلمي واليهود والنصارى
والشركي ومن ل يقرأ كتابا ول يتلق مثل هذا عن معلم ول أستاذ وهذا القدر ما زال يذكره الصنفون
ف هذا الباب من أهل الكلم والديث وغيهم قالوا وإذا كان هذا ما ييز هؤلء الذين ل يتواطئوا
بثبوته عندهم كانوا صادقي فإنه يتنع على المع الكثي الكذب من غي تواطئ وبثل هذا علم ثبوت ما
يب به أهل التواتر ما يعلم بالس والضرورة فإن الخب إذا ل يكن خبه مطابقا فإما أن يكون متعمدا
للكذب وإما أن يكون مطئا وتعمد الكذب يتنع ف العادة على المع الكثي من غي تواطئ والطأ على
المع الكثي متنع ف
المور السية والضرورية قالوا وهذا بلف إثبات موجودين ليس أحدها داخل ف الخر ول
خارجا عنه فإن هذا ل تقوله إل طائفة يذكرون أنم علموا ذلك بالنظر ل بالضرورة وقد تلقاه بعضهم
عن بعض فهو قول تواطئوا عليه ولذا ل يقول ذلك من ل ينظر ف كلم النفاة وأما القرار بعلو ال
تعال ورفع اليدي إليه فهو ما اتفقت عليه المم الذين يقولون ذلك ويفعلونه من غي اتفاق ول مواطأة
وحينئذ فالمع الكثي إما أن يوز عليهم التفاق على مالفة البديهيات وإما أن ل يوز فإن ل يز ذلك
عليهم ثبت أن هذه القدمة بديهية لنه اتفق عليها أمم كثية بدون التواطؤ وإن جاز ذلك عليهم بطل
احتجاجهم على أن هذه القدمة ليست بديهية فإن المع الكثي أنكروها وإذا بطلت حجتهم على أنا
ليست بديهية بقى أحد التناظرين يقول إن مقدمته معلومة له بالبديهة والخر ل يكنه إبطال قوله فل
تكون له حجة عقلية على بطلن قوله وهو الطلوب فكيف والنفاة ل يدعون بديهيات فطرية ول
سعيات شرعية
وإنا يدعون نظريات عقلية والثبتون يقولون معنا نظريات عقلية مع البديهيات الفطرية ومع
السمعيات اليقينية الشرعية النبوية وأيضا فيقال إذا قال النارعون الثبتون إن قولنا معلوم بالبديهة ل يكن
أن يناظر بقضية نظرية لنه ل يكن القدح بالنظريات ف الضروريات كما ل يقبل قدح السوفسطائي
بنظره فيما يقول الناس إنه معلوم بالبديهة ول يقبل مرد قوله على منازعه بل الرجع ف القضايا الفطرية
الضرورية إل أهل الفطر السليمة الت ل تتغي فطرتا بالعتقادات الوروثة والهواء ومن العلوم أن هذه
القدمة مستقرة ف فطر جيع الناس الذين ل يصل لم ما يغي فطرتم من ظن أو هوى والنفاة ل
ينازعون ف أن هذا ثابت ف الفطرة لكن يزعمون أن هذا من حكم الوهم واليال وأن حكم الوهم
واليال إنا يقبل ف السيات ل ف العقليات قالوا ويتبي خطأ الوهم واليال ف ذلك بأن يسلم للعقل
مقدمات تستلزم نقيض حكمه مثل أن يسلم للعق مقدمات تستلزم ثبوت موجود ليس بسم ول ف
جهة فيعلم حينئذ أن حكمه الول باطل والثبتون يقولون هذا كلم باطل لوجوه
أحدها
أنه إذا جاز أن يكون ف الفطرة حكمان بديهيان أحدها مقبول والخر مردود كان هذا قدحا
ف مبادئ العلوم كلها وحينئذ ل يوثق بكم البديهة الثان
أنه جوز ذلك فالتمييز بي النوعي إما أن يكون بقضايا بديهية أو نطرية مبنية على البديهية
وكلها باطل فإنا إذا جوزنا أن يكون ف البديهيات ما هو باطل ل يكن العلم بأن تلك البديهية الميزة
بي ما هو صحيح من البديهيات الول وما هو كاذب مقبول التمييز حت يعلم أنا من القسم الصحيح
وذلك ل يعلم إل ببديهية أخرى مبينة ميزة وتلك ل يعلم أنا من البديهيات الصحيحة إل بأخرى
فيفضى إل التسلسل الباطل أو ينتهى المر إل بديهية مشتبهة ل يصل با التمييز والنظريات موقوفة
على البديهيات فإذا جاز أن تكون البديهيات مشتبهة فيها حق وباطل كانت النظريات البنية عليها أول
بذلك وحينئذ فل يبقى علم يعرف به حق وباطل وهذا جامع كل سفسطة وبتقدير ثبوت السفسطة ل
تكون لنا عقليات يثبت با شيء فضل عن أن تعارض الشرعيات
الثالث
أن قول القائل إن الوهم يسلم للعقل قضايا بديهية تستلزم إثبات وجود موجود تتنع الشارة
السية إليه منوع الرابع
أنه بتقدير التسليم بكون القدمة جدلية فإن الوهم إذا سلم للعقل مقدمة ل ينتفع العقل بتلك
القضية إل أن تكون معلومة له بالبديهة الصحيحة فإذا ل يكن له سبيل إل هذا انسدت العارف على
العقل وكان تسليم الوهم إنا يعل القضية جدلية ل برهانية وهذا وحده ل ينفع ف العلوم البهانية
العقلية الامس أن قول القائل إن حكم الوهم واليال إنا يقبل ف السيات دون العقليات إنا يصح إذا
ثبت أن ف الارج موجودات ل يكن أن تعرف بالس بوجه من الوجوه وهذا إنا يثبت إذا ثبت أن ف
الوجود الارجي ما ل يكن الشارة السية إليه وهذا أول السألة فإن الثبتي يقولون ليس ف الوجود
الارجي إل ما يكن الشارة السية إليه أول يعقل موجود ف الارج إل كذلك فإذا قيل لم حكم
الوهم واليال مقبول ف السيات دون العقليات والراد بالعقليات موجودات خارجة قائمة بأنفسها ل
يكن الشارة السية إليها قالوا إيطالكم لكم الفطرة الذي سيتموه الوهم واليال موقوف على ثبوت
هذه العقليات وثبوتا موقوف على إبطال هذا
الكم وإذا ل يثبت هذا إل بعد هذا ول هذا إل بعد هذا كان هذا من الدور المتنع السادس
أن يقال إن أردت بالعقليات ما يقوم بالقلب من العلوم العقلية الكلية ونوها فليس الكلم هنا ف
هذه ونن ل نقبل مرد حكم الس ول اليال ف مثل هذه العلوم الكلية العقلية وإن أردت بالعقليات
موجودات خارجة ل يكن الشارة السية إليها فلم قلتم إن هذا موجود فالناع ف هذا ونن نقول إن
بطلن هذا معلوم بالبديهة السابع
أن يقال الوهم واليال يراد به ما كان مطابقا وما كان مالفا فأما الطابق مثل توهم النسان
لن هو عدوه أنه عدوه وتوهم الشاة أن الذئب يريد أكلها وتيل النسان لصورة ما رآه ف نفسه بعد
مغيبه ونو ذلك فهذا الوهم واليال حق وقضاياه صادقة وأما غي الطابق فمثل أن يتخيل النسان أن ف
الارج ما ل وجود له ف الارج وتوهه ذلك مثل من يتوهم فيمن يبه أنه يبغضه ومثل ما يتوهم
النسان أن الناس يبونه ويعظمونه والمر بالعكس وال ل يب كل متال فخور فالختال الذي يتخيل
ف نفسه أنه عظيم فيعتقد ف نفسه أكثر ما يستحقه وأمثال ذلك قالوا وإذا كان المر كذلك فلم قلتم
إن حكم الفطرة بأن الوجودين إما متباينان وإما متحايثان من حكم الوهم واليال الباطل ونن نقول إنه
من حكم الوهم واليال الطابق
فإذا قلتم إن العقل دل على أنه باطل كان الشأن ف القدمات الت ينبن عليها ذلك وتلك
القدمات أضعف ف الفطرة من هذه القدمات فكيف يدفع القوى بالضعف الثامن
أن الثبتي قالوا بل القدمات العارضة لذا الكم هي من الوهم واليال الباطل مثل إثبات
الكليات ف الارج وتصور النفى والثبات الطلقي ثابتي ف الارج وتصور العداد الجردة ثابتة ف
الارج فإن هذه التصورات كلها ل تكون إل ف الذهن ومن اعتقد أنا ثابتة ف الارج فقد توهم وتيل
ما ل حقيقة له وجعل هذا التوهم واليال الباطل مقدمة ف دفع القضايا البديهية التاسع
أن يقال ل نسلم أن ف الفطرة قضايا تستلزم نتائج تناقض ما حكمت به أول كما يدعونه فإن
هذا مبن على أن القدمات الستلزمة ما يناقض الكم الول مقدمات صحيحة وليس المر كذلك كما
سنبينه إن شاء ال تعال فإن هذه القدمات هي النافية لعلو ال على خلقه ومباينته لعباده والقدمات
الستلزمة لذا ليست مسلمة فضل عن أن تكون بديهية الوجه العاشر
أن الذين جعلوا هذه القضايا من حكم الوهم الباطل هم طائفة من نفاة الصفات الهمية من
التكلمي والتفلسفة ومن تلقى ذلك عنهم وهذا معروف ف كتب ابن سينا ومن اتبعه من أهل النطق
وكثي من أهل النطق كابن رشد الفيد وغيه يالف ابن سينا فيما ذكره ف هذا الباب ف
الليات والنطقيات ويذكر أن مذهب الفلسفة التقدمي بلف ما ذكره وأما الساطي قبله فالنقل
عنهم مشهور بلفهم ف هذا الباب والقصود أن هذا الكلم عامة من تكلم به من التأخرين أخذوه من
ابن سينا ومن تدبر كلمه وكلم أتباعه فيه وجده ف غاية التناقض والفساد فإنه قال ف إشاراته الت هي
كالصحف لؤلء التفلسفة اللحدة لا ذكر مواد القياس وتكلم عن القضايا من جهة ما يصدق با وذكر
أن أصناف القضايا الستعملة فيما بي القائسي ومن يرى مراهم أربعة مسلمات ومظنونات وما معها
ومشتبهات بغيها ومتخيلت قلت
التخيلت هي مواد القياس الشعري والشتبهات هي مواد السوفسطائي وما قبل ذلك هو مواد
البهان والطاب والدل قال
والسلمات إما معتقدات وإما مأخوذات والعتقدات أصنافها ثلثة الواجب قبولا والشهورات
والوهيات والواجب قبولا أوليات ومشاهدات ومربات وما معها من الدسيات والتواترات
وقضايا أقيستها معها وتكلم عن القضايا الواجب قبولا با ليس هذا موضعه وقد بسط الكلم فيما ف
منطقهم اليونان من الفساد مثل كلمهم ف الفرق بي الذاتيات واللزمة للماهية ودعواهم أن الد
القيقي يفيد تعريف الاهية وأن القائق مركبة من الجناس والفصول وكلمهم ف الكليات المسة وما
ذكروه ف مواد البهان ودعواهم أن التصورات الكتسبة ل تنال إل بدهم والتصديقات الكتسبة ل
تصل إل بثل قياسهم وغي ذلك ما ليس هذا موضعه والقصود هنا أنه قال وأما القضايا الوهية الصرفة
فهي قضايا كاذبة إل أن الوهم النسان يقضي با قضاء شديد القوة لنه ليس يقبل ضدها ومقابلها
بسبب أن الوهم تابع للحس فما ل يوافق الحسوس ل يقبله الوهم ومن العلوم أن الحسوسات إذا كان
لا مبادئ وأصول كانت تلك قبل الحسوسات ول تكن مسوسة ول يكن وجودها على نو وجود
الحسوسات فلم يكن أن يتمثل ذلك
الوجود ف الوهم ولذا كان الوهم مساعدا للعقل ف الصول الت تنتج وجود تلك البادئ فإذا
تعديا معا إل النتيجة نكص الوهم وامتنع عن قبول ما سلم موجبه وهذا الصنف من القضايا أقوى ف
النفس من الشهورات الت ليست بأولية وتكاد تشاكل الوليات وتدخل ف الشبهات با وهي أحكام
للنفس ف أمور متقدمة على الحسوسات أو أعم منها على نو ما يب أن ل يكون لا وعلى نو ما
يب أن يكون أو يظن ف الحسوسات مثل اعتقاد العتقد أنه ل بد من خلء ينتهي إليه اللء إذا تناهى
وأنه ل بد ف كل موجود أن يكون مشارا إل جهة وجوده وهذه الوهيات لول مالفة السنن الشرعية
لا لكانت تكون مشهورة وإنا يثلم ف شهرتا الديانات القيقية والعلوم الكمية ول يكاد الدفوع عن
ذلك يقاوم نفسه ف دفع ذلك لشدة استيلء الوهم على أن ما يدفعه الوهم ول يقبله إذا كان ف
الحسوسات
فهو مدفوع منكر بل إنه باطل شنع بل تكاد أن تكون الوليات والوهيات الت ل تزاحم من
غيها مشهورة ول تنعكس قلت
وقد ذكر ف غي هذا الوضع شرح القوى الدراكة وذكر القوة الت تتخيل با الحسوسات والت
تفظ با وسى الول على اصطلحهم السن الشترك والثانية اليال قال
وأيضا فاليوانات ناطقها وغي ناطقها تدرك ف الحسوسات الزئية معان جزئية غي مسوسة
ول متأدية من طريق الواس مثل إدراك الشاة معن ف الذئب غي مسوس وإدراك الكبش معن ف
النعجة غي مسوس إدراكا جزئيا يكم به كما يكم الس با يشاهده فعندك قوة هذا شأنا وأيضا
فعندك وعند كثي من اليوانات العجم قوة تفظ هذه العان بعد حكم الاكم با غي الافظ للصور
وهذه هي الذاكرة
قال
وتد قوة أخرى لا أن تركب وتفصل ما يليها من الصور الأخوذة عن الس والعان الدركة
بالوهم وتركب أيضا الصور بالعان وتفصلها عنها وتسمى عند استعمال العقل مفكرة وعند استعمال
الوهم متخيلة وكأنا قوة ما للوهم وبتوسط الوهم للعقل قلت
والقصود أن يعرف اصطلحهم ومرادهم بلفظ اليال والوهم ونو ذلك وأن اليال هو تصور
العيان الحسوسة ف الباطن والوهم تصور العان الت ليست مسوسة ف تلك العيان وكلها تصور
معي جزئي والعقل هو الكم العام الكلي الذي ل يتص بعي معينة ول معن معي وإذا عرف ذلك
فيقال هذه القوة ف الباطن بنلة القوى السية ف الظاهر والقدح فيها كالقدح ف السيات وهذه القوة
ل يوز أن يناقض تصورها للمعقول كما ل يناقض سائر القوى السية
للمعقول لن العقولت أمور كلية تتناول هذا العي وهذا العي سواء كان جوهرا قائما بنفسه
أو معن ف الوهر والس الباطن والظاهر ل يتصور إل أمورا معينة فل منافاة بينهما فالس الظاهر
يدرك العيان الشاهدة وما قام با من العان الظاهرة كاللوان والركات والذي سوه الوهم جعلوه
يدرك ما ف الحسوسات من العان الت ل تدرك بالس الظاهر كالصداقة والعداوة ونو ذلك والتخيل
هو بثل تلك الحسوسات ف الباطن ولذا جعلوا الدراكات ثلثة الس والتخيل والعقل قال ابن سينا
الشيء يكون مسوسا عندما يشاهد ث يكون متخيل عند غيبته بتمثل صورته ف الباطن كزيد
الذي أبصرته مثل إذا غاب عنك فتخيلته وقد يكون معقول عندما يتصور من زيد مثل معن النسان
الوجود أيضا لغيه وهو عندما يكون مسوسا تكون غشيته غواش غريبة عن ما هيته لو أزيلت عنه ل
تؤثر ف كنه ما هيته مثل أين ووضع وكيف ومقدار بعينه لو
توهت بدله غيه ل يؤثر ف حقيقة ما هية إنسانيته والس يناله من حيث هو مغمور ف هذه
العوارض الت تلحقه بسبب الادة الت خلق منها ل يردها عنه ول يناله إل بعلقة وضعية بي حسه
ومادته ولذلك ل يتمثل ف الس إل ظاهر صورته إذا زال وأما اليال الباطن فيتخيله مع تلك العوارض
ل يقتدر على تريده الطلق عنها لكنه يرده عن تلك العلقة الذكورة الت يتعلق با الس فهو يتمثل
صورته مع غيبوبة حاملها وأما العقل فيقتدر على تريد الاهية الكنوفة باللواحق الغريبة الشخصة مستثبتا
إياها حت كأنه عمل بالحسوس عمل جعله مغفل وأما ما هو ف ذاته برئ عن الشوائب الادية ومن
اللواحق
الغريبة الت ل تلزم ما هيته عن ماهيته فهو معقول لذاته ليس يتاج إل عمل يعمل به يعده لن
يعقل ما من شأنه أن يعقله بل لعله ف جانب ما من شأنه أن يعقله قلت
هذا الكلم هو من أصول أقواهم ومنه وقعوا ف الشتباه واللتباس حت صاروا ف ضلل عظيم
فإنه يقال قوله وقد يكون معقول عندما يتصور من زيد مثل معن النسان الوجود أيضا لغيه أتعن به
أن ذلك النسان العقول الذي يكون لذا ولذا هو شيء ثابت ف الارج هو بعينه لذا العي ولذا
العي مغاير للنسان العي ولصفاته القائمة به أم تعن به النسان العقول الكلى الثابت ف العقل الذي
يتناول العينات تناول اللفظ العام لفرداته فإن أردت الول فهذا باطل ل حقيقة له ونن نعلم بالضرورة
أن هذا النسان العي ليس فيه شيء من النسان العي الخر بل كل
منهما متص بذاته وصفاته ول يشتركا ف شيء ثابت ف الارج أصل ولذا يكون أحدها
موجودا مع عدم الخر وبالعكس ويوت أحدها مع حياة الخر وبالعكس ويتأل أحدها مع لذة الخر
وبالعكس ولذا قال الشارحون لكلمه كالرازي إن الشخص العي إما أن يدرك بيث ينع نفس
إدراكه من الشركة وإما أن ل يكون كذلك والول ل يلو إما أن يتوقف حصول ذلك الدراك على
وجود ذلك الدرك ف الارج أو ل يتوقف فهذه أقسام ثلثة أولا الدراك الذي يتمع فيه المران وهو
أن يكون مانعا من الشركة ويكون متوقفا على وجود الدرك ف الارج وهذا هو إدراك الس فإن إذا
أبصرت زيدا فالبصر ينع لذاته من أن يكون مشركا فيه بي كثيين وهذا البصار ل يصل إل عند
حصول الدرك ف الارج
وثانيها أن يصل فيه أحد الوضعي دون الخر فيكون مانعا من الشركة ولكنه ل يتوقف على
الوجود الارجي وهو التخيل فإن إذا شاهدت زيدا ث غاب فإن أتيله على ما هو عليه من الشخصية
فنفس ما تيلته ينع من الشركة وأما هذا الدراك فإنه ل يتوقف على وجود الدرك ف الارج فإن
يكنن أن أتيله بعد عدمه وثالثها أن يلو عن الوضعي جيعا فل يكون مانعا من الشركة ول موقوفا
على وجود الدرك ف الارج وهو السمى بالدراك العقلي قلت فقد بينوا أن الدراك العقلي هو ما ل
ينع الشركة ول يشترط فيه وجود الدرك من خارج ومعلوم أن هذا هو إدراك الكليات الثابتة ف العقل
وإذا كان كذلك فقوله وهو عندما يكون مسوسا تكون غشيته غواش غريبة عن ماهيته لو أزيلت عنه ل
توثر ف كنه ما هيته كلم يستلزم أن يكون ف الارج شيئان أحدها ما هية مردة عن الحسوسات
والثان مسوسات غشيت تلك الاهية الجردة العقولة الثابتة ف الارج وهذا باطل يعلم بطلنه
بالضرورة من تصور ما يقول
فإنه إن كان العقول الجرد ل يكون إل ف النفس فكيف يكون ف الارج معقول مرد تقارنه
العينات الحسوسة واحدا بعد واحد أو تقارنه تارة وتفارقه أخرى وقوله مثل أين ووضع وكيف ومقدار
بعينه لو توهت بدله غيه ل يؤثر ف حقيقة ما هية إنسانيته يقال له نعم إذا تصورنا بدل العن غيه ل
يؤثر فيما ف النفس من النسان العقول الكلى الجرد فإن مطابقته لذا العي كمطابقته لذا العي كما
ل يؤثر ذلك ف لفظ النسان الطلق فإن مطابقته لذا العي كمطابقته لذا العي فشمول اللفظ ومعناه
الذي هو ف الذهن سواء لكن ذلك العي إذا توهنا بدله غيه ل يكن ف ذلك البدل من هذا العي شيء
أصل بل كان البدل نظيه وشبيهه ومثله فإما أن يكون هو إياه أو يكون ف الارج حقيقة معينة ف هذا
العي هي نفسها حقيقة ثابتة ف هذا العي فهذا هو مل الغلط ويقال لن ظن هذا لا خلق ال هذا العي
كانت تلك القيقة موجودة قبله أو حدثت معه فإن حدثت معه معينة ل مطلقة كلية لن الكلي ل
يتوقف على وجود هذا العي وإن كانت موجودة قبله فإن كانت
مردة عن العيان ل يتج فيها إل شيء من العينات وإل فالقول ف مقارنتها لذلك العي
كالقول ف هذا وأيضا فإنه يقال هل اتنقلت من غيه وقارنته أو قامت به وبغيه فإن انتقلت من غيه
فارفت ذلك العي فثبت أن العي ل يتاج إل مطلق يقارنه وإن قامت به وبغيه فإما أن يكون جوهرا
أو عرضا فإن كانت عرضا فالعرض الواحد ل يكون ف ملي وإن كانت جوهرا فالوهر الواحد ل
يكون ف ملي فإن قال هذا ف الواهر الحسوسة وأما الواهر العقولة فقد تقوم بحلي قيل إن أردت
بالواهر العقولة ما ف القلوب فتلك أعراض ل جواهر وإن أردت هذه الكليات الت تدعي وجودها ف
الارج فتلك ل مل لا عندك فضل عن أن تقوم بحلي وهذا أيضا ما يناقض قولم إن الطلق جزء من
العي فكيف يكون ما ل يتخصص بيز ول مكان جزءا ما يتخصص بيز ومكان وإذا قال القائل
العقول الذي ل حيز له ول مكان ول جهة ول يشار إليه جزء وبعض وداخل ف هذا السم التحيز
الذي له مكان وجهة وحيز لعلم كل عاقل فساد ما يقول وهذا حقيقة قول هؤلء وأيضا فتلك القيقة
الجردة الطلقة إذا كانت كلية والكلي ل ينع تصوره من وقوع الشركة فيه وكانت جزءا من العي
كان ف
كل معي كليات كثية ل ينع تصورها من وقوع الشركة فيها فيكون ف كل إنسان معي
حيوان كلي وناطق كلي وإنسان كلي وجسم كلي وحساس كلي وقائم بنفسه كلي وجوهر كلي
وموجود كلي وملوق كلي وآكل كلي وشارب كلي ومتنفس كلي وأمثال ذلك ما يكن أن يوصف
به النسان ومن العلوم بصريح العقل أن الكلي الذي قد يعم جزئيات كثية ل يكون بعض جزئي
واحد فإن الكثي ل يكون بعض القليل وجزءه ول يكون ما يتناول أمورا كثية ويشملها ويعمها أو
يصلح لذلك بعض واحد ل يقبل العموم والشركة وقوله
والس يناله من حيث هو مغمور ف هذه العوارض الت تلحقه بسبب الادة الت خلق منها ل
يردها عنه ول يناله إل بعلقة وضعية فيقال
هذا مبن على أن ف الارج شيئا موجودا ف هذا النسان العي عرض له هذا النسان العي
وهذا مكابرة للحس والعقل والادة الت خلق منها بدنه ليست موجودة الن بل استحالت وعدمت
وليس فيه الساعة من أصل وقوله
ل يردها عنه إنا يصح لو كان هنا مادة موجودة مغايرة لذا البدن الشهود حت يكن تريد
أحدها عن الخر نعم إن أريد بالادة البدن وأن الروح مقارنة للبدن فهذا كلم صحيح
لكن الروح معينة والبدن معي ومقارنة أحدها الخر مكن وهؤلء يشتبه عليهم مقارنة الروح
للبدن وتريدها عنه بقارنة الكليات العقولة لزئياتا وتريدها عنها والفرق بي هذا وهذا أبي من أن
يتاج إل بسط وهم يلتبس عليهم أحدها بالخر فيأخذون لفظ التجريد والقارنة بالشتراك ويقولون
العقول الفارقة للمادة ول ييزون بي كون الروح قد تكون مقارنة للبدن وبي العقولت الكلية الت ل
تتوقف على وجود معي فإن الروح الت هي النفس الناطقة موجودة ف الارج قائم بنفسه إذا فارقت
البدن وأما العقليات الكلية النتزعة من العينات فإنا هي ف الذهان ل ف العيان فيجب الفرق بي
تريد الروح عن البدن وتريد الكليات عن العينات وأما قوله
وكذلك ل يتمثل ف الس إل ظاهر صورته فسبب هذا أن الس ل يدركه كله وإن كان كله
مسوسا بعن أنه يكن إحساسه ورؤيته ف الملة ولكن باطنه ليس بحسوس لنا
عند رؤية ظاهره ل لعدم إمكان إحساسه لكن ل حتجاب باطنه أو لعن آخر وهذا أيضا من
مثارات غلطهم فإنم قد ل يفرقون ف الحسوس بي ما هو مسوس بالفعل لنا وبي ما يكن إحساسه
وإن كنا الن ل نستطيع أن نسه فإن عن بالحسوس الول فل ريب أن العيان منها ما هو مسوس
ومنها ليس بحسوس وما أخبتنا به النبياء من الغيب ليس مسوسا لنا فل نشهده الن بل هو غيب عنا
ولكن هو ما يكن إحساسه وما يسه الناس بعد الوت ولذا كانت عبارة النبياء عليهم السلم تقسم
المور إل غيب وشهادة قال تعال الذين يؤمنون بالغيب سورة البقرة 3وقال تلك من أنباء الغيب
نوحيها إليك سورة هود 49وقال هو ال الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة هو الرحن الرحيم
سورة الشر 22وأما هؤلء فيقسمونا إل مسوس ومعقول والعقول ف القيقة ما كان ف العقل وأما
الوجودات الارجية فيمكن أن ينالا الس وأن يوقف الحساس با على شروط متيقنه الن
وأما قوله
وأما اليال الباطن فيتخيله مع تلك العوارض ل يقتدر على تريده الطلق عنها لكنه يرده عن
تلك العلقة الذكورة الت تعلق با الس فهو يتمثل صورته مع غيبوبة حاملها فيقال له
هذه حجة عليكم فإن ما يتخيله النسان ف نفسه إنا هو موجود ف نفسه فالصورة اليالية
ليست موجودة ف الارج ول يشترط ف التخيل ثبوت التخيل ف الارج وقولكم يتخيله مع تلك
العوارض إثبات لشيئي ول حقيقة لذلك بل ل يتخيل إل الصورة الت هي عرض قائم بنفسه وقولكم
فهو يتمثل صورته مع غيبوبة حاملها كلم ملتبس فإن الصورة الت تيلها ف نفسه ليس لا حامل ف
الارج وحامل الصورة الت ف الارج هو موجود معها فالصورة الحمولة ف الارج ليست عي ما ف
نفسه وما ف نفسه ليست الصورة الحمولة والتحقيق أنه يتخيل الصورة مع غيبوبتها بالكلية عن حسه
الظاهر ليس مع غيبوبة حاملها قط سواء عن بالصورة نفس الشخص التصور أو نفس الشكل القائم به
وقوله
إن اليال يتخيله مع تلك العوارض ل يقدر على
تريده الطلق عنها لكنه يردها عن تلك العلقة الذكورة الت تعلق با الس وأما العقل فيقدر
على تريد الاهية الكنوفة باللواحق الغريبة الشخصة مستثبتا إياها حت كأنه عمل بالحسوس عمل
جعله معقول فقد يعترض على ذلك بأن يقال إنه يقتضي أن تريد اليال الكلي من جنس تريد العقل
فإن ما يتخيله الختال هو مثال الحسوس العي فلم يرد منه معن كلي أصل لكن إن ارتسم فيه صورة
تشاكله كما ترتسم ف الائط صورة تشاكل الصورة العينة ث قد يتخيل العي بميع صفاته وقد يتخيل
بعضها دون بعض وقد يتصور عينه مع مغيب صورة بدنه كان التصور حقيقته العينة كالروح دون
النسانية الطلقة وأما العقل فقد يراد به عقل الصورة العينة فهو من جهة كونه تصورا معينا من جنس
التخيل ومن جهة كونه ل يتص بشكل معي من جنس تصور العقل وقد يراد بالعقل تصور الكلي
الطلق كتصور النسان الطلق وجوابه أن النسان الطلق قد يتخيل مطلقا والبهائم لا تيل كلي ولذا
إذا رأت الشعي حنت إليه ولول أن ف خيالا صورة مطلقة مطابقة لذا الشعي وهذا الشعي ل تطلب
هذا العي حت تذوقه
فطلبها له إذا رأته يقتضي أنا أدركت أن هذا مثل الول وإنا تدرك التماثل إذا كان ف النفس
صورة تطابق التماثلي يعتب با تاثلهما لكن يقال فحينئذ ل فرق بي التخيل والتعقل من جهة كون
كل منهما يكون معينا ويكون مطلقا وكل منهما ليس عي ما فيه هو عي الوجود ف العقل بل مثاله
فقوله
حت كأنه عمل بالحسوس عمل جعله معقول تقيقة أن الحسوس ل يعمل به شي أصل ول
فيه معقول أصل بل العقل تثل معقول يطابق الحسوس وأمثاله وقوله
وأما ما هو ف ذاته برىء عن الشوئب الادية وعن اللواحق الغريبة الت ل تلزم ماهيته عن ماهيته
فهو معقول لذاته ففيه كلمان
أحدها أن يقال ثبوت مثل هذا العقول تبع لثبوت العقول النتزع من الحسوس وذلك ليس
إل ف العقل ل وجود له ف الارج فيكون العقول الجرد كذلك وحينئذ فليس ف ذلك ما يقتضي أن
يكون ف الارج معقول مرد الثان أن يقال ثبوت هذه العقولت الجردة ف الارج فرع إمكان
وجودها وإمكان وجودها مبن على إمكان وجود ما ل يكن
الحساس به فل يوز إثبات إمكان وجود ذلك بناء على وجود هذه الجردات لن ذلك دور
قبلى وهو متنع والقصود أن ف كلمهم ما يقتضي أنه ليس ف العقولت إل ما يعقله العاقل ف نفسه
مثل العلم الكلي وقد يدعون ثبوت هذه العقولت ف الارج فيتناقضون وهذا موجود ف كلم أكثرهم
يقولون كلهم الكليات وجودها ف الذهان ل ف العيان ث يقول بعضهم إن الكليات تكون موجودة ف
الارج ولذا كثيا ما يرد بعضهم على بعض ف هذا الوضع وهو من أصول ضللتم ومازاتم
وكلمهم ف العقولت الجردة من هذا النمط وليس لم دليل على إثباتا وإذا حرر ما يعلونه دليل ل
تثبت إل أمور معقولة ف الذهن واسم الوهر عندهم يقال على خسة أنواع على العقل والنفس والادة
والصورة والسم وهم متنازعون ف واجب الوجود هل هو داخل ف مسمى الوهر على قولي فأرسطو
وأتباعه يعلونه من مقولة الوهر وابن سينا وأتباعه ل يعلونه من مقولة الوهر وإذا حرر ما يثبتونه من
العقل والنفس والادة والصورة ل يوجد عندهم إل ما هو معقول ف النفس أو ما هو جسم أو عرض
قائم بسم كما قد بسط ف موضعه
والراد هنا أن يعرف أن العقولت الت هي العلوم الكلية الثابتة ف النفس ل ينازع فيها عاقل
وكذلك تصور العينات الوجودة ف الارج سواء كان التصور عينا قائمة بنفسها أو معن قائما بالعي
وسواء سي ذلك التصور تعقل أو تيل أو توها فليس القصود الناع ف اللفاظ بل القصود العان
وإذا عرف أن النسان يقوم به تصور لمور معينة موجودة ف الارج وتصور كلي مطابق للمعينات تبي
ما وقع من الشتباه ف هذا الباب فقول القائل إن حكم الوهم أو اليال قد يناقض حكم العقل إذا أراد
به أن التصور العي الذي ف النفس لا هو مسوس أو لا يسه كالعدواة والصداقة قد يناقض العقل الذي
حكمه كلي عام كان هذا باطل وإن أراد به أن العقل يثبت أمورا قائمة بنفسها تقوم با معان وتصوره
للمحسوسات ولا قام با يناقض ذلك كان هذا أيضا باطل فإنه ل منافاة بي هذا وهذا وذلك لن
الكلم ليس ف مناقضة تصور الزئيات للكليات بل ف تناقض القضايا الكلية بالسلب والياب
وإذا أراد به أن ما ساه الوهم واليال يكم حكما كليا يناقض حكما كليا للعقل وهذا هو
مرادهم كان هذا تناقضا منهم وذلك أنم قد فسروا حكم الوهم الناقض للعقل عندهم بأنه يقضي قضاء
كليا يناقض القضاء الكلي العلوم بالعقل مثل أنه يقضي أنه ما من موجود إل ويكن الشارة إليه وما من
موجودين إل وأحدها مايث للخر أو مباين له وينع وجود موجود ل داخل العال ول خارجه وأمثال
ذلك فيقال لم هذه قضايا كلية وأحكام عامة وأنتم قلتم إن الوهم هو الذي يدرك ف الحسوسات
الزئية معان جزئية غي مسوسة ول متأدية من طريق الس كإدراك الصداقة والعداوة إدراكا جزئيا
يكم به كما يكم الس با نشاهده وكذلك اليال عندكم يفظ ما يتصوره من الحسوسات الزئية
فإذا كان الوهم واليال إنا يدرك أمورا جزئية بنلة الس وهذه القضايا الت تزعمون أنا تعارض حكم
العقل قضايا كلية علم بذلك أن هذه ليست من إدراك الوهم واليال كما أنا ليست من إدراك الس
وإنا هي قضايا كلية عقلية بنلة أمثالا من القضايا الكلية العقلية وهذا ل ميد لم عنه وهذا بنلة الكم
بإن كل وهم وخيال فإنا يدرك أمورا جزئية
فهذه القضية الكلية عقلية وإن كانت حكما على المور الوهية اليالية وكذلك إذا قلت كل
صداقة فإنا ضد للعداوة فهذا حكم با ف عقل كل الفراد الت هي وهية وكذلك إذا قلنا كل مسوس
فإنه جزئي فهذه قضية كلية عقلية تتناول كل حسي ومعلوم أنه كلما كان الكم أعم كان أقرب إل
العقل فقولنا كل موجود قائم بنفسه فإنه يشار إليه وكل موجودين فإما أن يكونا متبايني وإما أن يكونا
متحايثي من أعم القضايا وأشلها فكيف تكون من الوهيات الت ل تكون إل جزئية وحينئذ فقولم إن
حكم الوهم واليال قد يناقض حكم العقل بنلة قولم إن حكم الس قد يناقض حكم العقل وبنلة
قولم إن حكم العقل يناقض حكم العقل وليس الكلم ف الس والوهم واليال والعقل إذا كان فاسدا
عرضت له آفة فإن هذا ل ريب ف إمكان تناقض أحكامه وإنا الكلم ف الس الطلق وتوابعه ما سوه
هم توها وتيل وأيضا فقد قال ابن سينا ف مقامات العارفي أول درجات حركات العارفي ما
يسمونه هم الرادة وهو ما يعترى الستبصر
باليقي البهان أو الساكن النفس إل العقد اليان من الرغبة ف اعتلق العروة الوثقى فيتحرك
سره إل القدس لينال من روح التصال فما دامت درجته هذه فهو مريد ث إنه يتاج إل الرياضة
والرياضة موجهة إل ثلثة أغراض الول تنحية ما سوى الق عن مست الثار والثان تطويع النفس
المارة للنفس الطمئنة لتنجذب قوى التخيل والتوهم إل التوهات الناسبة للمر القدسي منصرفة عن
التوهات الناسبة للمر السفلي والثالث تلطيف السر للتنبيه والول يعي عليه الزهد والثان يعي عليه
العبادة الشفوعة بالفكر ث اللان الستخدمة لقوى النفس الوقعة لا يلحن با من الكلم موقع القبول ف
الوهام والثالث يعي عليه الفكر اللطيف والعشق العفيف
قلت
وقد تكلمنا على ما ف هذا الكلم من حق وباطل ف غي هذا الوضوع والقصود هنا أنه جعل
من المور الت يتاج إليها العارف ما يذب قوى التخيل والوهم إل التوهات الناسبة للمرالقدسي من
العبادة وساع اللان وساع الوعظ فإن كان المر القدسي أمرا معقول مردا ل داخل العال ول
خارجه وقوى الوهم والتخيل ل تناسب إل المور السية دون العقلية الجردة كان هذا من الكلم
الذي يناقض بعضه بعضا بل كان الواجب على العارف أن يعرض عما يكم به الوهم واليال لينال
معرفة المر القدسي العقول الجرد الذي يناقض حكم الوهم واليال ل يناسبة ولكن ما ذكره ف
مقدمات العارفي هو المر الفطري فإن القلوب الطالبة ل إذا تركت با يصرف إرادتا إل العلو
ويصرف إرادتا عن السفل كان هذا مناسبا لطلوبا ومرادها ومبوبا ومعبودها فإن ال الذي هو العلي
العلى هو العبود الحبوب الراد الطلوب فإذا حركت النفس با يصرف قواها إل إرادته انصرفت قواها
إل العلو وأعرضت عن السفل والذي يبي هذا أن هذه القوة الوهية وفعلها الذي هو الوهم ل يريدون
به أن يتوهم ف الشيء ما ليس فيه وهو الوهم الكاذب
وكذلك لفظ التخيل ل يريدون تيل ما ل وجود له ف الارج بل هذا وهذا يتناول عندهم
توهم ما له وجود ف الارج وتيل ما له وجود ف الارج وهو إدراك صحيح صادق مطابق وذلك لن
لفظ الوهم واليال كثيا ما يطلق على تصور ما ل حقيقة له ف الارج بل هذا العن هو العروف من
لغة العرب قال الوهري
وهت ف الساب أوهم وها إذا غلطت فيه وسهوت ووهت ف الشيء بالفتح أوهم وها إذا
ذهب هك إليه وأنت تريد غيه وتوهت أي ظننت وأوهت غيي إيهاما والتوهم مثله واتمت فلنا
بكذا والسم التهمة بالتحريك ويقال أوهم ف الساب مائة أي أسقط وأوهم ف صلته ركعة ويقال قد
أيهم إذا صار به الريبة قلت
فهذا أبو نصر الوهري قد نقل ف صحاحه الشهور ف لغة العرب أن مادة هذا اللفظ تستعمل
ف جهة الغلط بعن الطأ
تارة وتستعمل بعن الطن تارة ول ينقل أنا تستعمل بعن اليقي وهم يستعملونا ف تصور يقين
وهو تصور العان الت ليست بحسوسة ول ريب ف ثبوتا كعداوة الذئب للنعجة وصداقة الكبش لا
وهو ف لغة العرب يقال ف هذه العان تصورتا وعملتها وتققتها وتيقنتها وتبينتها ونو ذلك من
اللفاظ الدالة على العلم ول يقال توهتها إل إذا ل تكن معلمه فاصطلحهم مضاد للمعروف ف لغة
العرب بل وف سائر اللغات وإذا كان كذلك فالدراك الصحيح الذي يسمونه هم توها وتيل هو نوع
من التصور والشعور والعرفة يوضح ذلك أنم قالوا ف إثبات القوة الوهية كما قال ابن سينا اليوانات
ناطقها وغي ناطقها تدرك ف الحسوسات الزئية معان جزئية غي مسوسة ول متأدية من طريق
الواس مثل إدراك الشاة معن ف الذئب غي مسوس وإدراك الكبش معن ف النعجة غي مسوس إدراكا
جزئيا يكم به كما يكم الس با يشاهده فعندك قوة هذا شأنا وعند كثي من اليوانات العجم قوة
تفظ هذه العان بعد حكم الاكم با غي الافظ للصورة
فقد تبي أن هذه القوة تدرك معان غي مسوسة وغي متأدية من الس ففرق بينها وبي السية
واليالية بأن اليالية إدراك ما تأدى من الس وقد فسر الشارحون ما دل عليه كلمه فقالوا هذ بيان
إثبات الوهم والافظة أما الوهم فقوة يدرك اليوان با معان جزئية ل تتأد من الواس إليها كإدراك
العداوة والصداقة والوافقة والخالفة ف أشخاص جزئية فإدراك تلك العان دليل على وجود قوة تدركها
وكونا ما ل يتأدى من الواس دليل على مغايرتا للحس الشترك ووجودها ف اليوانات العجم دليل
على مغايرتا للنفس الناطقة قالوا وقد يستدل على ذلك أيضا بأن النسان ربا ياف شيئا يقتضي عقله
المن منه كالوتى وما يالف عقله فهو غي عقله وقال ابن سينا
أيضا ف إشاراته كل ملتذ به فهو سبب كمال يصل للمدرك هو بالقياس إليه خي ث ل يشك
أن الكمالت وإدراكاتا متفاوته فكمال الشهوة مثل أن يتكيف العضو
الذات بكيفية اللوة مأخوذة عن مادتا ولو وقع مثل ذلك ل عن سبب خارج كانت اللذة
قائمة وكذلك اللموس والشموم ونوها وكمال القوة الغضبية أن تتكيف النفس بكيفية غضب أو
بكيفية شعور بأذى يصل من الغضوب عليه والوهم التكيف بيئة ما يرجوه أو يذكره وعلى هذا الال
سائر القوى والقصود أنه جعل كمال الوهم اتصافه بصفة ما يرجوه أو يذكره والرجو ف الستقبل
والذكور ف الاضي كلها ل بد أن يكون هنا ما يوافقه ويبه فإن الكمال كما قد ذكروه إنا يكون
بإدراك اللئم ل الناف والقوة الوهية هي الت تدرك با الصداقة والعداوة والوافقة والخالفة والصداقة
هي الولية الت أصلها الحبة والعداوة أصلها البغض فالقوة الوهية عندهم هي الت يدرك با اليوان ما
يبه وما يبغضه
من العان الت ل تدرك بالس واليال ث يكون حبه وبغضه لحل ذلك العن تبعا لبه وبغضه
ذلك العن فالشاة إذا توهت أن ف الذئب قوة تنافرها أبغضته والتيس إذا توهم أن ف الشاة قوة تلئمه
أحبها فهذه القوة هي الت تدرك الحبوبات والكروهات من العان القائمة بالحسوسات وهي الت
يصل با الرجاء والوف فيجو حصول الحبوب وياف حصول الكروه ولذا علقوا الرجاء والوف
با كما تقدم من كلمهم وجعلوا كمالا ف التكييف بيئة ما ترجوه أو تذكره وقالوا إن خوف النسان
من الوتى ونوهم هو بذه القوة وعلى هذا فكل حب وبغض ورجاء وخوف لا ل يسه اليوان بسه
الظاهر فهو بذه القوة ولذا عظموا شأنا فقال ابن سينا ف شفائه ف القوة السماة بالوهم هي الرئيسة
الاكمة ف اليوان حكما ليس فصل كالكم العقلي ولكن حكما تييليا مقرونا بالزئية وبالصورة
السية وعنه تصدر أكثر الفعال اليوانية
وقال أيضا
ف شفائه ويشبه أن تكون القوة الوهية هي بعينها الفكرة التخيلة والتذكره وهي بعينها
الاكمة فتكون بعينها حاكمة وبأفعالا وحركاتا متخيلة با تعمل من الصور والعان والتذكرة با ينتهي
إليه عملها وأما الافظة فهي قوة خزانتها فهذه ألفاظه ومن الناس من قال هذا يدل على اضطرابه ف أمر
هذه القوى وليس القصود هنا الكلم فيما يتنازعون فيه وهو أن هذه الدراكات الزئية والفعال الزئية
هل هي للنفس وإن كان بواسطة السم أو هي للجسم وهل مل هذه شيء واحد أو أشياء متعددة وهل
هو بقوة واحدة أو بقوى متعددة فإن الكلم ف هذا ما ل يتعلق بالقصود ف هذا الكان فإنه ل خلف
بي العقلء أن النسان بل وغيه من اليون يتصور ف غيه ما يبه ويواليه عليه ويرجو وجوده ويتصور
ما يبغضه ويعاديه عليه وياف وجوده
فهذا التصور أمر معلوم ف النسان وف اليوان وهم سوا التصور وها وقالوا إنه يصل بقوة
تسمى الوهية والناس متنازعون ف إدراك اليوان وأفعاله كالسمع والبصر والتفكر والعقل وغيذلك من
أنواع التصورت والفعال سواء كان تصور ولية أو عداوة أو غي ذلك هل هو بقوى ف اليوان أم ل
فالول قول المهور والثان قول من يقول إنه ليس للعبد قدره مؤثرة ف مقدوره والولون على قولي
منهم من يص القوى بالفعال الختيارية ومنهم من يعله ف جيع الوادث وهؤلء نوعان منهم من
يقول بقول التفلسفة الذين يقولون إن ال موجب بذاته بدون مشيئته وعلمه بالزئيات وهذا باطل شرعا
وعقل ومنهم من يقول إن ال خالق ذلك كله بشيئته وعلمه وقدرته وهذا مذهب سلف المة وأئمتها
وجهور علمائها يثبتون ما ف العيان من القوى والطبائع ويثبتون للعبد قدرة حقيقية وإرادة ويقولون إن
هذه المور جعلها ال أسبابا لحكامها وهو يفعل با كما قال تعال حت إذا أقلت سحابا ثقال سقناه
لبلد ميت فأنزلنا به الاء فأخرجنا به من كل الثمرات سورة العراف 57
وقال تعال وما أنزل ال من السماء ماء فأحيا به الرض بعد موتا سورة البقرة 164إل غي
ذلك من نصوص الكتاب والسنة وكلم السلف والئمة الذكور ف غي هذا الوضع ولذا نص أحد بن
حنبل والارث الحاسب وغيها أن العقل غريزة ف النسان ولكن من قال بالقول الول من نفاة
السباب والقوى الذين سلكوا مسلك الشعري ف نفي ذلك قالوا إن العقل إنا هو نوع من العلوم
الضرورية كما قال ذلك القاضي أبو بكر بن الطيب والقاضي أبو يعلى والقاضي أبو بكر بن العرب
وغيهم والقصود أن هذا التصور لعان ف العيان الشهودة كتصور أن هذا يوافقن ويوالين وينفعن
وفيه ما أحبه وهذا يالفن ويعادين ويضرن وفيه ما أبغضه أمر متفق عليه بي العقلء سواء قبل بتعدد
القوى أو اتادها أو عدمها وسواء قيل الدرك هو النفس أو البدن
إذا كان كذلك فيقال إذاكان الوهم مفسرا عندهم با ذكوره من تصور معن غي مسوس ف
العيان الحسوسة وأل يتأدى من الس فمعلوم أن هذا تدخل فيه كل صفة تقوم بالي من الصفات
الباطنة كالقدرة والرادة والب والبغض والشهوة والغضب وأمثال ذلك فإن القدرة ف القادر كالعداوة
ف العدو والصداقة ف الصديق بل قد يكون ظهور الولية والعداوة والب والبغض إل الس الظاهر
أقرب من ظهور القدرة وعلى هذا فيكون تصور اللك واللك هو أيضا من الوهم فإن كون الشخص
العي ملكا لغيه أو مالكا لغيه هو تصور معن ف الشخص الحسوس وذلك العن غي مسوس ول
يتخيل تيل الحسوسات وكذلك تصور الشهوة والنفرة يكون أيضا من باب التصور الوهي ف
اصطلحهم وكذلك تصور الل ف الغي واللذة فيه هو من الباب فإن ما يده اليوان ف نفسه من اللذة
والل غي مسوس فإن قيل
هذه المور تدرك بآثار تظهر يدرك الس تلك الظواهر فل يقال هي موهومة قيل
إن كان هذا كافيا فمعلوم أن تصور الشاة صورة الذئب الحسوسة إدراك لتلك الصورة فتلك
الصورة مستلزمة للعداوة
وكذلك إدراك التيس صورة الشاة وكذلك إدراك النسان شعار صديقه وعدوه مثل إدراك كل
من الطائفتي القتتلتي شعار الخرى السموعة بالذن كالشعائر التداعى با والرئية كالرايات الرئية هي
أيضا ما يدرك بالس ويستدل با على الولية والعداوة الت ليست بحسوسة بل هي ف الشخاص
الحسوسة ففي الملة ليس من شرط الصورة الوهية عندهم أن يدركها الوهم بل توسط شيء
مسوس بل ل تدرك تلك العان إل ف الشياء الحسوسة ول بد أن تدرك تلك الشياء الحسوسة
فيكون الوهم مقارنا للحس ل بد من ذلك وإل فلو أدرك الوهم ما يدركه مردا عن الس لكان يدرك
ما يدركه ل ف أعيان مسوسة فل بد أن يدرك بباطنه وهو القوة السماة بالوهم عندهم وبظاهره وهو
الس ما ف الدرك من المر الباطن وهو العن كالصداقة والعداوة والظاهر وهو الشخص الذي هو مل
ذلك وعلى هذا فميل كل جنس إل ما يناسبه ف الباطن هو بسبب إدراك هذه القوة كما يتفق ف
التحابي والتباغضي والتحابون قد يكون تابم لشتراكهم ف التعاون على ما ينفعهم ودفع ما يضرهم
كما يوجد ف أجناد العساكر وأهل الدينة الواحدة وأهل الدين الواحد والنسب الواحد ونو ذلك
وف الملة فميل اليوان إل ما يظن أنه ينفعه ونفوره عما يظن أنه يضره بسبب هذه القوة فإن
إدراكه كون هذا نافعا له موافقا له ملئما له وكون هذا ضارا له مالفا له منافرا له هو بذه القوة وعلى
هذا فينبغي أن يكون إدراك ما ف الغذية والدوية من اللءمة هو بذه القوة فإن النسان يتوهم ف البز
أنه يلئمه إذا أكله كما يتوهم الفرس ذلك ف الشعي ويتوهم ف السيف أنه يضره إذا ضرب به كما
يتوهم المار ذلك ف العصا وف الملة فتصور النسان بل واليوان لا ينفعه ويضره هو بذه القوة
على موجب اصطلحهم فإن النسان إذا رأى بئرا مفورة يتصور أنه إن وقع فيها عطب كان هذا بذه
القوة لن الس إنا شهد مكانا عميقا أما كونه يضر النسان إذا سقط فيه فهذا ل يعلم بالس ولذا
كان من ل تييز له يسقط ف مثل هذا الكان كالصب والجنون والبهيمة وإن كان له حس فالذي يسميه
الناس عقل ساه هؤلء ووها وتصور النسان أن هذا ماله وهذا مال غيه وهذه الدار داره وهذه دار
غيه هو بذه القوة لن الس الظاهر ل ييز بي هذا وهذا وإنا يعرف هذا من هذا بقوة باطنة تتصورف
الحسوس ما ليس بحسوس وهو أن هذه الدار أو الال له أو لقاربه أو لصدقائه وتلك الدار أو الال
للجانب او العداء فإن هذه العان هي ف الحسوس وليست مسوسة وإدراك كون هذا النسان
عادل جوادا رحيما شجاعا وهذا ظالا بيل قاسيا جبانا هو على موجب اصطلحهم وهم فإن
هذا إدراك أمور غي مسوسة ف الحسوسات وكذلك سائر الخلق الت با مدح وقدح مثل الب
والفجور والعفة والصدق والكذب والكرم واللؤم وأمثال ذلك فإن هذه معان تقوم بالشخص الحسوس
ونفس الخلق القائمة فيه ليست بحسوسة وإنا يس بالفعال الظاهرة الصادرة عنها كما يس
بالفعال الظاهرة الصادرة عن الصداقة والعداوة ومعلوم أن إدراك هذه المور هي ما يدخل ف مسمى
العقل والعلم والعرفة عند عامة العقلء بل إدراك كون العروف معروفا وكون النكر منكرا هو أيضا ما
يدخل ف الوهم على اصطلحهم فإن العروف هو الحبوب الوافق اللئم والنكر هو الكروه الخالف
الناف وما يدرك به هذه العان من المور السية وهم بل على قولم كل معن يدرك ف العيان
الحسوسة فإدراكه بالوهم ول يبقى فرق بي الوهيات والعقليات ف مثل هذا إل كون الوهيات جزئية
والعقليات كلية ومعلوم أن إدراك كثي من هذه العان من خواص العقل وما يبي هذا أن الرجل إذا
رأى امرأته مع من يظن به السوء كان هذا إدراكا لمر
غيمسوس ف الحسوس وهو إدراك ما ينافيه وهو ميل الجنب إل امرأته وميل امرأته إليه
وكذلك الرأة إذا وجدت مع زوجها امرأة أخرى فظنت أن بينهما اتصال وحصلت لا الغية فالغية إنا
تصل بذه القوة فإن الغية من باب كراهة الؤذى وبغضه وهو من جنس إدراك العداوة فيما يغار منه
كما أن الرجل ييل إل أبيه وأمه وزوجته لا يستشعره من مبتهم ومودتم وإدراك ما منهم من الحبة
والودة هو أيضا عندهم وهم لنه إدراك ف الحسوس با ليس بحسوس وهو الولية الت بينهما كما
قالوا ف إدراك التيس معن ف الشاة وإذا رأى النسان امرأة أجنبية فقد يدرك منها أنا تيل إليه فيكون
كإدراك التيس معن ف الشاة وقد يدرك منها أنا تنفر عنه فيكون كإدراك الشاة معن ف الذئب وهذا
باب واسع والقصود أن يمع بي هذا وبي ما قاله ابن سينا ف مقامات العارفي وهو خاتة مصحفهم
وقد قال الرازي هذا الباب أجل ما ف هذا الكتاب فإنه رتب علم الصوفية ترتيبا ما سبقه إليه من قبله
ول يلحقه من بعده وأقره الطوسي على هذا الكلم وقال قد ذكر الفاضل
الشارح أن هذا الباب أجل ما ف هذا الكتاب فإنه رتب فيه علوم الصوفية ترتيبا ما سبقه إليه من
قبله ول لقه من بعده وهذا الذي هو غاية ما عند هؤلء من معارف الصوفية إذا تدبره من يعرف ما
بعث ال به رسوله وما عليه شيوخ القوم الؤمنون بال ورسوله التبعون للكتاب والسنة تبي له أن ما
ذكره ف الكتاب بعد كمال تقيقه ل يصي به الرجل مسلما فضل عن أن يكون وليا ل وأولياء ال هم
الؤمنون التقون فإن غايته هو الفناء ف التوحيد الذي وصفه وهو توحيد غلة الهمية التضمن نفي
الصفات مع القول بقدم الفلك وأن الرب موجب بالذات ل فاعل بشيئته ول يعلم الزئيات ولو قدر
أنه فناء ف توحيد الربوبية التضمن للقرار با بعث ال به رسوله من الساء والصفات ل يكن هذا
التوحيد وحده موجبا لكون الرجل مسلما فضل عن أن يكون عارفا وليا ل إذ كان هذا التوحيد يقر به
الشركون عباد الصنام فيقرون بأن ال خالق كل شيء وربه ومليكه وإنا يعل الفناء ف هذا التوحيد
هو غاية العارفي صوفية هؤلء اللحدة كابن الطفيل صاحب رسالة حي بن يقظان وأمثاله ولذا
يستأنسون با يدونه من كلم أب حامد
موافقا لقولم إذ كان ف كثي من كلمه ما يوافق الباطل من قول هؤلء كما ف كثي من كلمه
رد لكثي من باطلهم ولذا صار كالبزخ بينهم وبي السلمي فالسلمون ينكرون ما وافقهم فيه من
الباطل عند السلمي وهم ينكرون عليه ما خالفهم فيه من الباطل عند السلمي ومن أسباب ذلك أن
هؤلء جعلوا غاية النسان وكماله ف مرد أن يعلم الوجود أو يعلم الق فيكون عالا معقول مطابقا
للعال الوجود وهو التشبه بالله على قدر الطاقة وجعلوا ما يأت به من العبادات والخلق إنا هي
شروط وأعوان على مثل ذلك فلم يثبتوا كون الرب تعال مألوها يب لذاته ويكون كمال النفس أنا
تبه فيكون كمالا ف معرفته ومبته بل جعلوا الكمال مرد معرفة الوجود عند أئمتهم أو ف مرد معرفته
عند من يقرب إل السلم منهم فهذا أحد نوعي ضللم والنوع الخر أنه لو قدر كمالا ف مرد العلم
فما عندهم ليس بعلم بل كثي منه جهل
والقدر الذي حصل لم من العلم ل تصل به النجاة فضل عن حصول السعادة الكبى فهم
أبعد عن الكمال البشرى عن النجاة ف الخرة والسعادة من اليهود والنصارى من حيث هم كذلك وإن
كان من اليهود والنصارى من هو أبعد عن ذلك من كان أقرب إل السلم من اليهود والنصارى إذ
النجاة والسعادة باتباع الرسل علما وعمل وكتبهم ليس فيها إيان بنب معي ول بكتاب معي ل توراة
ول إنيل ول قرآن ول إبراهيم ول موسى ول عيسى بل ول فيها إثبات رب معي وإنا فيها إثبات
موجود كلي وأمور كليه ول فيها المر بعبادة ال وحده ل شريك له والنهي عن عبادة ما سواه ومعلوم
أن النجاة والسعادة ل تصل إل بذلك بل ليس عندهم اليان بال وملئكته وكتبه ورسله والبعث بعد
الوت ول اليان بأن ال قدر مقادير العباد فإنه عندهم ل يعلم الزئيات فكيف يقدرها ومعلوم أن
السعادة ل تصل إل بذلك وهؤلء لا كان قولم مالفا للفطرة الت فطر ال عليها عباده من القرار به
ومن مبته كان ما ذكروه من كمال النفس منافيا لذا ولذا ولذا اضطرب كلمهم ف هذا الباب فتارة
يتاجون أن يقروا با يوجب مبته وموالته مع القرار به سبحانه بعلوه على خلقه وتارة يدعون ما
يوجب انتفاء هذا وهذا
وقد تقدم أقوالم ف الوهم ومعناه عندهم والقضايا الوهية والقصود أن يمع بي النظر ف ذلك
وبي ما ذكروه ف مقامات العارفي الذي هو أجل ما عندهم وكثي منه أو أكثره كلم جيد ولكن
القتصار عليه وحده مع ما عندهم ل يوجب ناة النفوس من العذاب فضل عن حصول السعادة لا
ولكن كل ما قالوه هم وغيهم من حق فمقبول ويتبي من ذلك الق وغيه بطلن ما يناقضه من
الباطل الذي قالوه أيضا قال ابن سينا
العارف يريد الق الول ل لشيء غيه ول يؤثر شيئا على عرفانه وتعبده له فقط ولنه مستحق
للعبادة ولنا نسبة شريفة إليه ل لرغبة ول لرهبة وإن كانتا فيكون الرغوب فيه أو الهروب عنه هو
الداعي وفيه الطلوب ويكون الق ليس الغاية بل الواسطة إل شيء غيه وهو الغاية وهو الطلوب دونه
فيقال
هذا الذي قاله من كون الق تعال عند العارف هو الراد العبود لنفسه ل يراد لغيه فيكون هو
الواسطة إل ذلك الغي ويكون ذلك الغي هو الغاية كلم صحيح وهو من مبادئ ما يتكلم
فيه أهل اليان والرادة بل هو من شعائرهم ومن أشهر المورعندهم وقد قال تعال ول تطرد
الذين يدعون ربم بالغداة والعشي يريدون وجهه سورة النعام 52وقال تعال وما لحد عنده من
نعمه تزى إل ابتغاء وجه ربه العلى ولسوف يرضى سورة الليل 21 19وقال تعال وإن كنت
تردن ال ورسوله والدار الخرة فإن ال أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما سورة الحزاب 29وقال
تعال فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه سورة الائدة 54وقال والذين آمنوا أشد حبا ل سورة
البقرة 165وقال تعال قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيتكم وأموال
اقترفتموها وتارة تشون كسادها ومساكن ترضونا أحب إليكم من ال ورسوله وجهاد ف سبيله
فتربصوا سورة التوبة 24وقد قال تعال ومن أحسن دينا من أسلم وجهه ل وهو مسن وأتبع ملة
إبراهيم حنيفا واتذ ال إبراهيم خليل سورة النساء 125
وف الصحيح عن النب من غي وجه أنه قال إن ال اتذن خليل كما اتذ إبراهيم خليل وف
الصحيحي أنه قال ثلث من كن فيه وجد حلوة اليان من كان ال ورسوله أحب إليه ما سواها
ومن كان يب الرء ل يبه إل ل ومن كان يكره أن يرجع ف الكفر بعد إذ أنقذه ال منه كما يكره أن
يلقي ف النار وف الصحيحي عنه أنه قال والذي نفسي بيده ل يؤمن أحدكم حت أكون أحب إليه من
ولده ووالده والناس أجعي وف الصحيح أن عمر رضي ال عنه قال وال يا رسول ال
لنت أحب إل من كل شيء إل من نفسي فقال ل يا عمر حت أكون أحب إليك من نفسك
فقال وال يا رسول ال لنت أحب إل من نفسي فقال الن يا عمر فإذا كان هذا ف حب الرسول
التابع لب ال فكيف ف حب ال الذي إنا وجب حب الرسول لبه والذي ل يوز أن نب شيئا من
الخلوقات مثل حبه بل ذلك من الشرك قال تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا يبونم
كحب ال والذين آمنوا أشد حبا ل سورة البقرة 165وهذا هو دين السلم الذي بعث ال به رسله
وأنزل به كتبه وهو أن يعبد ال وحده ل شريك له والعبادة تمع كمال الب مع كمال الذل فل
يكون أحد مؤمنا حت يكون ال أحب إليه من كل ما سواه وأن يعبد ال ملصا له الدين فهذا الذي
ذكره ف مقامات العارفي هو أول قدم يضعه الؤمن ف اليان ول يكون مؤمنا من ل يتصف بذا وقد
اتفق سلف المة وأئمتها وعلماؤها على أن ال يب لذاته ل ينازع ف ذلك إل طائفة من أهل الكلم
والرأي الذين سلكوا مسلك الهمية ف بعض أمورهم فقالوا إنه ل يب ول يب
وابن سينا والفلسفة وإن كانوا يردون على هؤلء كما يرد عليهم أئمة الدين فهم أقرب إل
الق من ابن سينا وأتباعه كما سنبينه إن شاء ال تعال وقد قال طائفة من النظار إن الرادة ل تتعلق إل
بعدوم مدث وهو ما يراد أن يفعل فأما القدي الواجب بنفسه فل تتعلق به الرادة وقالوا قول القائل
أريد ال أي أريد عبادته ونو ذلك وقال آخرون بل الرادة تتعلق بنفس القدي الواجب بنفسه كما
نطقت به النصوص والتحقيق أنه ل منافاة بي القولي فإن كون الشيء مبوبا لذاته مرادا لذاته هو أن
الحب الريد ل يطلب إرادته لا سواه بل كان هو أقصى مراده وإنا يكون الشيء مرادا مبوبا لا
للمحب الريد ف التصال بذلك من السرور واللذة إذ الحبة ل تكون إل لا يلئم الحب فما يصل
عند ذكره ومعرفته والنظر إليه من اللذة هو مطلوب الحب الريد الحب لذاته
كما ثبت ف صحيح مسلم عن صهيب رضي ال عنه قال قال رسول ال إذا دخل أهل النة
النة نادى مناد يا أهل النة إن لكم عند ال موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون ما هو أل يبيض
وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا النة ويرنا من النار قال فيكشف الجاب فينظرون إليه فما أعطاهم
شيئا أحب إليهم من النظر إليه وهو الزيادة وف السنن عن النب اللهم إن أسألك لذة النظر إل وجهك
والشوق إل لقائك فقد بي الرسول أن ال ل يعط أهل النة
شيئا أحب إليهم من النظر إليه وهذا غاية مراد العارفي وهذا موجب حبهم إياه لذاته ل لشيء
آخر فمن قال إنه ل يب لذاته ول يتلذذ بالنظر إليه كما تزعمه طائفة من أهل الكلم والرأي فقد
أخطأ ومن قال إن مبة ذاته وإرادة ذاته ل تتضمن حصول لذة العبد ببه ول يطلبه العبد ول يريده بل
يكون العبد مبا مريدا لا ل يصل له لذة به فقد أبطل ومن قال إن العبد يفن عن حظوظه وإراداته
وأراد بذلك أنه يفن عن حظوظه وإرادته التعلقة بالخلوقات فقد أصاب وأما إن أراد انه يفن عن كل
إرادة وحب وتبقى جيع المور عنده سواء فهذا مكابر لسه ونفسه وكل مراد مبوب لذاته فل معن
لكونه مرادا مبوبا لذاته إل أن ذاته هو غاية مطلب الطالبي بعن أن ما يصل لم من النعم واللذة هو
غاية مطلوبم ل يطلبونا لجل غيها فأما بتقدير أن تنتفي كل لذة فل يتصور حب فإن حب ما ل لذة
ف الشعور به متنع
وعلى هذا فقول القائل العارف يريد الق الول ل لشيء غيه ول يؤثر شيئا على عرفانه ل
منافاة بينهما وكذلك قوله وتعبده له فقط ل يناف قوله ولنه مستحق للعبادة ولنا نسبة شريفة إليه بل
كونه تعبده له فقط إنا كان ممودا لنه مستحق للعبادة وإنا انبغى للعبد أن يفعلها لنا نسبة شريفة
وإل فلو فعل العبد ما ل خي فيه كان مذموما لكن يفرق بي من يكون قد عرف ال معرفة أحبه لجلها
وبي من سع مدح أهل العرفة فاشتاق إل كونه منهم لا ف ذلك من الشرف فإن هذا ف القيقة إنا
مراده تعظيم نفسه وجعل العرفة طريقا إليها وكذلك كل من أراد ال لمر من المور كما حكى أن أبا
حامد بلغه أن من أخلص ل أربعي يوما تفجرت ينابيع الكمة من قلبه على لسانه قال فأخلصت
أربعي يوما فلم يتفجر شيء فذكرت ذلك لبعض العارفي فقال ل إنك أنا أخلصت للحكمة ل تلص
ل وذلك لن النسان قد يكون مقصوده نيل العلم والكمة أو نيل الكاشفات والتأثيات أو نيل
تعظيم الناس له ومدحهم إياه أو غي ذلك من الطالب
وقد عرف أن ذلك يصل بالخلص ل وإرادة وجهه فإذا قصد أن يطلب ذلك بالخلص ل
وإرادة وجهه كان متناقضا لن من أراد شيئا لغيه فالثان هو الراد القصود بذاته والول يراد لكونه
وسيلة إليه فإذا قصد أن يلص ل ليصي عالا أو عارفا أو ذا حكمة أو متشرفا بالنسبة إليه أو صاحب
مكاشفات وتصرفات ونو ذلك فهو هنا ل يرد ال بل جعل ال وسيلة له إل ذلك الطلوب الدن وإنا
يريد ال ابتداء من ذاق حلوة مبته وذكره وفطر العباد مبولة على مبته لكن منهم من فسدت فطرته
قال تعال فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة ال الت فطر الناس عليها ل تبديل للق ال سورة الروم 30
وف الصحيحي عن النب أنه قال كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويجسانه كما
تنتج البهيمة بيمة جعاء هل تسون فيها من جدعاء ث يقول أبو هريرة اقرأوا إن شئتم فطرة ال الت
فطر الناس عليها ل تبديل للق ال سورة الروم 30وف صحيح مسلم عن عياض بن حار عن النب
فيما يروي عن ربه تعال قال إن خلقت عبادي حنفاء
فاجتالتهم الشياطي وحرمت عليهم ما احللت لم وأمرتم أن يشركوا ب مال أنزل به سلطانا
وأما قول القائل ل للرغبة والرهبة فهذا له ثلث معان أحدها أن يراد به ل لرغبة ف حصول مطلوب
الحب من الحبوب لذاته ول لرهبة من ذلك وهذا متنع فإنه ما من عبد مريد مب إل وهو يطلب
حصول شيء وياف فواته والثان أنه ل يرغب ف التمتع بخلوق ول ياف من التضرر بخلوق فيمكن
أن يعبد ال من يعبده بدون هذه الرغبة والرهبة كما قال عمر رضي ال عنه نعم العبد صهيب لو ل
يف ال ل يعصه وف الثر لو ل أخلق جنة ول نارا أما كنت أهل أن أعبد وقد ثبت ف الصحيح أن
أهل النة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس
وكذلك اللئكة فلول تتع أهل النة بذلك التسبيح الذي هو لم كالنفس ل يكن المر كذلك
وقد ثت ف الديث الصحيح التقدم قوله فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه والثالث أن يراد
أن العبد ل يرهب ما يضره كأل العذاب ول يرغب فيما يتاج إليه كالطعام والشراب فهذا متنع فإن ما
جعل ال العبد متاجا إليه متألا إذا ل يصل له ل بد أن يرغب ف حصوله ويرهب من فواته وما كان
ملتذا به غي متأل بفواته كأكل أهل النة وشربم فهذا يرغب فيه ول يرهب من فواته فوجود تلك اللذة
العليا الاصلة بعرفة ال ورؤيته ل يناف وجود لذات أخر حاصلة بإدراك بعض الخلوقات ومن نفى
الول من الهمية والعتزلة ومن وافقهم فقد أخطأ ومن نفى الثانية من التفلسفة والتصوفة على طريقهم
فقد أخطأ مع أن هؤلء التفلسفة ل يثبتون حقيقة الول فإنم ل يثبتون أن الرب تبه اللئكة والؤمنون
وإنا يعلون الغاية تشبههم به ل حبهم إياه وفرق بي أن تكون الغاية كون هذا مثل هذا
وبي أن تكون الغاية كون هذا يب هذا مبة عبودية وذلك ولذا قالوا الفلسفة هي التشبه
بالله على قدر الطاقة ولذا كان مطلوب هؤلء إنا هو نوع من العلم والقدرة الذي يصل لم به شرف
فمطلوبم من جنس مطلوب فرعون بلف النفاء الذين يعبدون ال مبة له وذل له وهم ايضا ل
يثبتون معرفة تصل با النجاة والسعادة بعد الوت بل العروف عندهم وجود مطلق او مقيد بالسلوب
ول يثبتون بعد الوت تدد نظر إليه إذ الفارقات عندهم ليس فيها حركة أصل ل من الناظر ول من
النظور إليه وهو خلف ما دلت عليه الدللة الشرعية والعقلية
فصل
ث قال
إشارة الستحل بوسيط الق مرحوم من وجه فإنه ل يطعم لذة البهجة به فيستطعمها إنا
معارفته مع اللذات
الخدجة فهو حنون إليها غافل عما وراءها وما مثله بالقياس إل العارفي إل مثل الصبيان
بالقياس إل الحتنكي فإنم لا غفلوا عن طيبات يرص عليها البالغون واقتصرت بم الباشرة على
طيبات اللعب وصاروا يتعجبون من أهل الد إذا أزوروا عنها عائفي لا عاكفي على غيها كذلك من
غض النقص بصره عن مطالعة بجة الق أعلى كفيه با يليه من اللذات لذات الزور فتركها ف دنياه عن
كره وما تركها إل ليستأجل أضعافها وإنا يعبد ال ويطيعه ليخوله ف الخرة ويشبعه منها فيبعث إل
مطعم شهى ومشرب هن ومنكح بى إذا بعثر عنه فل مطمح لبصره ف أوله وآخرته إل إل لذات فبقبه
وذبذبه والستبصر بداية
القدس ف شجون واجب اليثار قد عرف اللذة الق وول وجهه ستها مترحا على هذا الأخوذ
عن رشده إل ضده وإن كان ما يتوخاه بكده مبذول له حسب وعده فيقال
ينبغي أن يفرق بي كون النسان مبا مريدا وبي كونه يعرف أنه مب مريد وكذلك يفرق بي
كونه سامعا رائيا عالا وبي كونه عالا بكونه كذلك ذاكرا له ومثال ذلك أن النسان ل يفعل اختياريا
وهو يعلم أنه يفعله إل بإرادة فكل من شهد السجد ليصلي فيه الصلة الاضرة وهو يعلم أنا المعة أو
الفجر امتنع أن يصلي إل وهو ناو لذه الصلة ومع هذا فقد يظن كثي من الناس أنه ل ينوي أو ل
تصل له نية حت يتكلم بذلك وربا كرر ذلك ورفع صوته به وآذى من حوله وأصابه من جنس ما
يصيب الجنون وكذلك العرفة بال فطرية ضرورية كما قد بسط ف موضعه وكذلك حب ال ورسوله
حاصل لكل مؤمن ويظهر ذلك با إذا خي الؤمن بي أهله وماله وبي ال ورسوله فإنه يتار ال ورسوله
والؤمنون متفاضلون ف هذه الحبة ولكن النافقون الذين أظهروا السلم ولا يدخل اليان ف
قلوبم ليسوا من هؤلء وما من مؤمن إل وهو إذا ذكر له رؤية ال اشتاق إل ذلك شوقا ل يكاد يشتاقه
إل شيء وقد قال السن البصري لو علم العابدون أنم ل يرون ربم ف الخرة لذابت أنفسهم ف
الدنيا والب ل يقوى بسبب قوة العرفة وسلمة الفطرة ونقصها من نقص العرفة ومن خبث الفطرة
بالهواء الفاسدة ول ريب أن النفوس تب اللذة بالكل والشرب والنكاح وقد تشتغل النفوس بأدن
الحبوبي عن أعلها لقوة حاجته العاجلة إليه كالائع الشديد الوع فإن أله بالوع قد يشغله عن لذة
مناجاته ل ف الصلة ولذا قال ف الديث الصحيح ل يصلي أحدكم بضرة طعام ول وهو يدافع
الخبثي وإن كانت الصلة قرة عي العارفي والنسان إنا يشتاق إل ما يشعر به من الحبوبات فأما ما
ل يشعر به فهو ل يشتاق إليه وإن كان لو شعر به لكان شوقه إليه أشد من شوقه إل غيه
ولا كانت النة فيها كل نعيم يتنعم به العباد من غي تنغيص ما يعرفونه وما ل يعرفونه كما
قال تعال فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي سورة السجدة 17وقال وفيها ما تشتهيه
النفس وتلذ العي سورة الزخرف 71وف الصحيح عن النب قال يقول ال تعال إن أعددت
لعبادي الصالي ما ل عي رأت ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر بله ما اطلعتم عليه ث قرأ فل
تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي سورة السجدة 17الية وكان النعيم الذي فيها منه ما له نظي
عند الخاطبي إذا ذكر اشتاقوا إليه ومنه ما ل نظي له عندهم أخبهم ال تعال منه با له نظي فإنه بذلك
يصل شوقهم ورغبتهم فيما أمروا به ث إذا فعلوا ما أمروا به نالوا بذلك مال يطر بقلوبم كما أخب
بذلك الكتاب والسنة ولذة النظر وإن كانت أفضل اللذات وسببها وهو حب ال ورسوله موجود ف
قلب كل مؤمن لكن الظاهر من الب هو الشهوات ومعرفة الناس لكون ذلك مشتهاة ومرغوبا فيها وأن
مبتها
غالبة وذكرهم لذلك أظهر من معرفتهم با ف حب ال ورسوله والنظر إليه من ذلك ومن
ذكرهم لذلك وإن كان ذلك موجودا فيهم فوجود الشيء غي معرفته وذكره وظهوره فذكر ال ف
كتابه من اللذات الظاهرة كالكل والشرب والنكاح ما يعرف كل أحد أنه لذة وما تشتاق إليه كل
نفس ويعرفون أنه ما يرغب فيه وذلك ل ينال إل بعبادة ال وطاعته وهم إذا عبدوا ال فقد يصل لم
من حلوة العرفة والعبادة ما هو أعظم من ذلك وإذا كشف الجاب ف الخرة فنظروا إليه كان ذلك
أحب إليهم من جيع ما أعطاهم فكان ترغيبهم ف العبادة بذلك شائقا لم إل هذا وكان كمن أسلم
رغبة ف الدنيا فلم تغرب الشمس إل والسلم أحب إليه ما طلعت عليه الشمس وكمن دخل ف العلم
والدين لرغبة ف مال أو جاه أو رهبة من عزل أو عقوبة أو أخذ مال فلما ذاق حلوة العلم واليان كان
ذلك أحب إليه ما طلعت عليه الشمس وإذا كان هذا ف الدنيا فما الظن با ف الخرة وإذا عرفت هذا
عرفت شيئي أحدها أن كل مؤمن تقق إيانه فإنا يعبد ال وال أحب إليه من كل ما سواه وإن كان ل
يستشعر هذا ف
نفسه بل يكون ما يرجوه من الكل والشرب والنكاح وما يافه من العقاب باعثا له على العبادة
لكن إذا ذاق حلوة اليان وطعم العبادة كان ال أحب إليه من كل شيء وإن كان يغيب عن علمه
باله حت ل يرغب ول يرهب إل من غي ذلك فما كل مبوب واجب يستحضر ف كل وقت ول
تصل به الرغبة ول من فواته الرهبة بل تصل الرغبة الرهبة بالحبوب الدن والرهوب الدن ويقوده
ذلك إل الحبوب العلى وهذا موجود فيمن ذاق طعم الحبوب العلى فإنه قد يعرض له هوى ف
مبوب أدن فيكون حضوره ودواعي الشهوة إليه يوجب تقديه مع علمه بأنه يفوته بذلك ما هو أحب
إليه منه وكمن يشتهي شيئا فيتناوله وهو يعلم أنه يضره وأنه يفوته به ما هو أحب إليه بل يعلم أنه
يوجب له ما يضره وأنه يفوته به ما هو أحب إليه بل يعلم أنه يوجب له ما يضره فإذا حصل له ترهيب
يصده عن ذلك أو رغبة فيما ترغب فيه نفسه حت يترك ذاك كان هذا دواء نافعا له يشتاق به إل
الحبوب العلى وال قد أنزل كتابه شفاء لا ف الصدور وهدى للخلق ورحة لم وبعث رسوله
بالكمة وأما ما ذكره هذا الرجل من الكلم الزخرف الذي قال ال فيه وكذلك جعلنا لكل نب عدوا
شياطي النس والن يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما
يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين ل يؤمنون بالخرة وليضوه وليقترفوا ما هم مقترفون سورة النعام
113 112
وذلك أنه عظم من يعبد الق لذاته وعبادة الق تعال لذاته أصل عظيم وهو أصل اللة النيفية
وأساس دعوة النبياء لكن هذا حاصل فيما جاءت به الرسل ل ف طريق أصحابه فإن أصحابه ل يعبدون
ال بل ول يبونه أصل بل ول يطيعونه وإنا العبادات عندهم رياضة للنفوس لتصل إل علمهم الذي
يدعون أنه كمال النفس والكمال عندهم ف التشبيه به ل ف أن يكون مبوبا مرادا ولذا ل يتكلم أحد
منهم ف مقامات العارفي بثل هذا الكلم الذي تكلم به ابن سينا وهو أراد أن يمع بي طريقهم وطريق
العارفي أهل التصوف فأخذ ألفاظا مملة إذ فسر مراد كل واحد منها تبي أن القوم من أبعد الناس عن
مبة ال وعبادته وأنم أبعد عن ذلك من اليهود والنصارى بكثي كثي ولذا يظهر فيهم من إهال
العبادات والوراد والذكار والدعوات ما ل يظهر ف اليهود والنصارى ومن سلك منهم مسلك
العبادات فإن ل يهده ال إل حقيقة دين السلم وإل صار آخر أمره ملحدا من اللحدة من جنس ابن
عرب وابن سبعي وأمثالما وأيضا فإنه استحقر ما وعد الناس به ف الخرة من أنواع النعيم وطلب
تزهيد الناس فيما رغبهم ال فيه وهو مضادة للنبياء وهو ف القيقة منكر لوجود ذلك كما هو ف
القيقة منكر لوجود مبة ال ومعرفته والنظر إليه وإنا الذي أثبته من ذلك خيال كما أن الذي أثبته من
لذة العرفة إنا هو مرد كونه عالا معقول موازيا للعال
الوجود وظن أنه بذا تصل اللذة الت يسعد با ف الخرة وينجو با من العذاب وهذا ضلل
عظيم وقد أعرض الرازي عن الكلم على هذا فلم يدحه ول يذمه وأما الطوسي فمدحه عليه لنه
ملحد من جنسه والكلم على هؤلء مبسوط ف موضعه
فصل
ث قال
إشارة أول درجات حركات العارفي ما يسمونه هم الرادة وهو ما يعترى الستبصر باليقي
البهان أو الساكن النفس إل العقد اليان من الرغبة ف اعتلق العروة الوثقى فيتحرك سرة إل القدس
لينال من روح التصال فما دامت درجته هذه فهو مريد إشارة ث إنه يتاج إل الرياضة والرياضة
متوجهة إل ثلثة أغراض الول تنحية ما دون الق عن مست اليثار والثان تطويع النفس المارة للنفس
الطمئنة لتنجذب قوى التوهم والتخيل
إل التوهات الناسبة للمر القدسي منصرفة عن التوهات الناسبة للمر السفلي والثالث تلطيف
السر للتنبه والول يعي عليه الزهد القيقي والثان تعي عليه أشياء العبادة الشفوعة بالفكرة ث اللان
الستخدمة لقوى النفس الوقعة لا يلحن با من الكلم موقع القبول من الوهام والثالث نفس الكلم
الواعظ من قائل زكى بعبارة بليغة ونغمة رخيمة وست رشيد وأما الغرض الثالث فيعي عليه الفكر
اللطيف والعشق العفيف الذي تأمر فيه شائل العشوق ليس سلطان الشهوة فيقال
قد ذكر أن الريد يتاج ف الرياضة الت تسمى السلوك إل ثلثة أشياء متعلقة بالقصد والعمل
والعلم أما القصد فأن ل يقصد إل الق فينحى ما سواه عن طريق القصد فل يقصد إل إياه وهذا حق
لكن ل يكون إل على دين الرسلي وأما إرادة ال ومبته دون ما سواه فليس هو طريق هؤلء التفلسفة
بل هو متنع على أصولم الفاسدة وليس زهدهم زهد النبياء ولكن زهدهم للتوفر على مطلوبم الذي
يرونه كمال ل على عبادة ال
وأما العمل فهو تطويع قوة النفس المارة بالسوء لقوتا الطمئنة وهذا متفق عليه لكن عند أهل
اللل أن هذا تكميل لعبادة ال وطاعته وعند اللحدة إنا هو تديب للنفس لتستعد لا جعلوه هم كمال
وليس القصود هنا ذكر ما ف هذا الكلم من حق وباطل فإن هذا له موضع آخر وإنا القصود ذكر ما
يتعلق بكلمهم ف قوى التوهم والتخيل فإنه قال لتنجذب قوى التخيل والوهم إل التوهات الناسبة
للمر القدسي منصرفة عن التوهات الناسبة للمر السفلي فذكر أن القصود انذاب قوى التخيل
والوهم إل التوهات الناسبة للمر القدسي ول يقل إل التوهات والتخيلت كما قال انذاب قوى
التخيل والوهم لنه يريد أن يذب قوى التخيل والوهم فالتخيل لصور الحسوسات والوهم لا فيها من
العان والذب يكون إل التوهات الناسبة للمر القدسي ل إل التخيل فإنه ليس القصود جذبا إل
صورة متخيلة بل إل أمر متوهم وهو العان الت تبها النفس لن الوهم كما تقدم تصور العان الحبوبة
ف العيان وهي الت تكون لجلها الولية والعداوة
والقصود حصول التوهات الناسبة للمر القدسي والنصراف عن التوهات الناسبة للمر
السفلي والتوهات هي تصور ما يب ويبغض ويوال ويعادي ويوافق ويالف ويرجي وياف من العان
الت ف العيان فييد أن يتصور ما يب ويرجي لينجذب إليه وما يكره وياف لينجذب عنه ويكون ما
يب ويرجي ف المر القدسي والكروه والخوف ف المر السفلي وقد ذكر أن الراد العبود لذاته هو
ال تعال فل بد أن يتصور ما يوجب حبه ال وبغضه لا يصرفه عن ذلك وأن يتصور من رجائه وخوفه
ما يصرفه إليه كما يتصور ف الدنيا ما يذبه عنها وإذا كان قد قال هذا مع قوله إن الوهم أن يتصور ف
الحسوسات أمرا غي مسوس ل يكن هذا حت يتصور ف حق ال تعال ما يوجب انذاب القلب إليه
وقد سى ذلك توها وقوله
ولتنجذب قوة التخيل والوهم إل التوهات الناسبة للمر القدسي إن أريد التوهات الناسبة
لقدس الرب تعال مثل كونه هو الذي يستحق أن يعبد ويمد وأمثال ذلك من العان الناسبة لعبادته فقد
جعل الشعور بذه من باب التوهم
وإن أريد به توهم معان ف غي الرب فتلك ل يتاج إليها ف عبادته تعال فل يتاج العابد ل إل
أن يتصور ما يناسب مبته ل وعبادته بشعوره با يوجب مبة ال وعبادته إياه دون ما سواه فإن عبادة
ال وحدة تصل إذا عرف من ال ما تصل به مبته ل فل يتاج أن يعرف من غيه ما يوجب مبته ل
ولو قدر أن تصوره لغيه يوجب مبته فقد جعل طلب ما يوجب انذاب قوة التخيل والوهم إل
التوهات الناسبة للمر القدسي فهذه المور سواء كانت صفات ل أو أمورا تقتضي مبة ال فإنه
جعلها من باب التوهم وهذا يوجب كون ال عاليا على خلقه من وجوه أحدها
أنه قد ذكر أن اليوانات ناطقها وغي ناطقها تدرك ف الحسوسات الزئية معان جزئية غي
مسوسة ول متأدية من طريق الواس وهذه قوة الوهم كما تقدم فإذا كان قد قال مع ذلك إنه ل بد من
تطويع القوة المارة للقوة الطمئنة لتنجذب قوى التخيل والتوهم إل التوهات الناسبة للمر القدسي
منصرفة عن التوهات الناسبة للمر السفلي والتوهات الناسبة لرادة ال وحده إنا تكون بتصور معن
فيه يوجب انذاب القلب إليه وهو سبحانه ينع تصوره من وقوع الشركة فيه فإنه واحد ل شريك له
وهم يقولون انصر نوعه ف شخصه فل يوز أن يكون
التصور الاذب للقلب إليه وحده إل تصور معي ف معي وهذا هو التوهم عندهم فهذا تصريح
منهم بأن التوهم تصور صفاته فقولم مع ذلك بنفي إدراك هذه القوة له تناقض الثان
أن القوة التوهة إذا كانت ل تتصور إل ف معي والعي ل يكون كليا امتنع أن يكون هذا
معقول إذا كانت العقولت هي الكليات كما قد يقولونه ولنه ل حجة لم على إثبات معقول غي
الكليات الثالث
أن هذا يوجب أن يكون مسوسا أي يكن الحساس به وهو رؤيته كما ثبت أنه يرى ف
الخرة لن التوهم عندهم أن يتصور ف الحسوس ما ليس بحسوس فإذا كان هو سبحانه يب أن
يوال ويب دون ما سواه وكان ذلك بتوهم المور الناسبة لذلك التوهم وهو تصور أمر غي مسوس
ف معي مسوس لزم أن يكون هومعينا مسوسا الوجه الرابع
أنه جعل الذي يعي على تطويع النفس ثلثة أشياء العبادة الشفوعة بالفكرة ث اللان
الستخدمة لقوى النفس الوقعة لا لن با من الكلم موقع القبول من الوهام والثالث نفس الكلم
الواعظ ومعلوم أن العبادة ل تكون إل بقصد وإرادة والقصد والرادة
الذي تتجذب معه قوى التخيل والتوهم إل التوهات الناسبة لعبادة ال منصرفة عن الناسبة
للمر السفلي ل يكون إل إذا تصور ف الراد الذي انذبت إليه قوة التوهم ما يوجب إرادته ومبته
فتكون إرادته توجب موالته ومبته بل وخوفه ورجاءه وهذا كله عندهم من عمل القوة التوهة فدل
على أنه ل بد عندهم أن يكون الق تعال ما يتعلق الوهم بعان فيه وهذا لزم لكلمهم ل ميد عنه
الوجه الامس
أنه قال الوقعة لا لن با من الكلم موقع القبول من الوهام فبي أنه يطلب كون الوهم يقبل
الكلم اللحن والقوة الوهية هي الت تدرك العن الحبوب والكروه ف العي الحسوس الزئي كما
تقدم فدل بذا على أن الكلم اللحن يكون فيه ما يوجب قبول الوهم للكلم الذي يدعو إل عبادة ال
ومبته وذلك با تقدم من كون الوهم هو الذي يشعر بالعان الت تب وتبغض وتوال وتعادي فكان
حب العبد لربه وعبادته إياه مشروطا بتوهه ف ربه ما يبه العبد فوجب كون الرب عندهم مسوسا
وكون الوهم يتصور فيه ما يب لجله السادس
أنه قال لينجذب التخيل والوهم إل التوهات الناسبة للمر القدسي منصرفة عن التوهات
الناسبة للمر السفلي
جهة أو ل يتص أو ل تصره أو نو ذلك من العبارات الجملة الت يراد با أنه ليس فوق
فيحتاج حينئذ أن يصرف فطرته علما وإرادة عما فطر عليه فما ذكره ف مقامات العارفي موافق لا
فطر ال عليه عباده أجعي بلف ما ذكره هناك فإنه مالف للفطرة كما تقدم الثامن
أن الشرائع اللية جاءت با يوافق الفطرة التاسع
أنه قد اتفق على ذلك سلف المة العاشر أنه دلت على ذلك الدلئل العقلية اليقينية الادي
عشر
أن موجب ما ذكروه أن ل يكون الرب معبودا إل يتعلق العن الذي سوه الوهم به وأن من
نفى تعلق الوهم بعن ف الرب فقد أبطل كون الرب مبوبا معبودا فمن قال بعد ذلك إنه ل يقبل ف
الليات هذه القضايا الوهية فقد نفى كون الرب مستحقا لن يعبد وأن يب وهذا حقيقة قولم ولذا
كان حقيقة قولم تعطيل الرب عن أن يكون موجودا وأن يكون مقصودا وأن يكون معبودا وعلى هذا
كانت أئمتهم كالقرامطة الباطنية الذين قادوا حقيقة قولم وكذلك باطنية الصوفية الذين وافقوهم
كأصحاب ابن عرب وابن سبعي فإن الذين عرفوا حقيقة قولم كالتلمسان كانوا من أبعد
الناس عن عبادة ال وطاعته وطاعة رسله وأشدهم فجورا وتعديا لدود ال وانتهاكا لحارمه
ومالفة لكتابه ولرسوله وقد بسط الكلم على هذا ف غي هذا الوضع وحينئذ فنقول قوله إن القضايا
الوهية كاذبة إن أراد به القضايا الكلية الت تناقض معقول فتلك عندهم ليست من قضايا الوهم وإن
أراد به ما يدركه الوهم من المور العينة ف الحسوسات فتلك صادقة عنده ل كاذبة وهي ل تعارض
الكليات وقوله إن الوهم النسان يقضي با قضاء شديد القوة لنه ليس يقبل ضدها ويقابلها فيقال له
هذا يقتضي تكنها من الفطرة وثبوتا ف النفس وأن الفطرة ل تقبل نقيضها وهذا يقتضى
صحتها وثبوتا ل ضعفها وفسادها وأما قوله
لن الوهم تابع للحس فما ل يوافق الحسوس ل يقبله الوهم فيقال له
إن أردت بالوهم التابع للحس ما سيته وها وهو توهم معان جزئية غي مسوسة ف
الحسوسات الزئية فل ريب أن
الوهم تابع للحس وهذا الوهم قد ذكرت أنه صحيح مطابق كالس فإن قدحت ف هذا قدحت
ف الس وإن جعلت هذا معارضا للعقل كان بنلة جعل الس معارضا للعقل وإن أردت بالوهم ما
يقضي قضاء كليا أن إثبات موجود ل داخل العال ول خارجه مال ونو ذلك من القضايا الكلية الت
تزعم أنا معارضة للعقل كان هذا الكلم باطل من وجهي أحدها
أن هذه قضايا كلية مطلقة والوهم قد ذكرت أن تصوراته جزئية فل يكون هذا من الوهيات
الثان
أن يقال هذه القضايا الكلية كسائر القضايا الكلية الت مبادئها من الس كالقضاء بأن السواد
والبياض يتضادان والركة والسكون يتناقضان والسم الواحد ل يكون ف مكاني وأمثال ذلك بل هذه
بنلة الكم بأن الوجود إما أن يكون قائما بنفسه وإما أن يكون قائما بغيه وإما أن يكون قديا وإما أن
يكون مدثا وإما أن يكون واجبا بنفسه وإما أن يكون مكنا بنفسه وأمثال ذلك فالقدح ف هذه القضايا
الكلية كالقدح ف تلك فإن جاز القدح ف هذه لن مبادئها الس جاز القدح ف تلك وإل فل إذ الس
وما يتبعه ما يسمونه توها وتيل ل يدرك إل أمورا معينة جزئية ث يقضي الذهن قضاء كليا فإن جاز أن
تكون تلك القضايا الكلية باطلة بسبب كون مبدئها من هذا الوهم الذي هو ف الصل صحيح
عندهم جاز أن تكون القضايا الكلية باطلة إذا كان مبدئها من الس عندهم ولو قال قائل يكن
ف الوجود غي الحسوس أن يكون ل واجبا ول مكنا ول قديا ول مدثا ول قائما بنفسه ول قائما
بغيه كان بنلة قول القائل يكن فيه أن يكون ل مباينا لغيه ول مايثا له ول مداخل له ول خارجا عنه
وإن جاز أن يقال لذا هذه قضايا وهية والوهم تابع للحس جاز أن يقال للول وهذه قضايا وهية أو
يقال قضايا حسية وحكم الس والوهم ل يقبل إل ف السيات فل يكم ف الوجود الطلق وتوابعه لن
ذلك معقول غي مسوس فما به ترد تلك القضايا الكلية يكن أن يقال ف أمثالا من القضايا الكلية
التناولة لميع الوجودات والعلومات وأما قوله ف بيان أنا كاذبة من العلوم أن الحسوسات إذا كان
لا مبادئ وأصول كانت تلك قبل الحسوسات ول تكن مسوسة ول يكن وجودها على نو وجود
الحسوسات فلم يكن أن يتمثل ذلك الوجود ف الوهم
فيقال له
هذا كلم على تقدير أن يكون للمحسوسات مباد ل يكن تعلق الس با وهذا هو رأس
السألة وأول الناع فإذا جعلت هذا حجة ف إثبات مطلوبك فقد صادرت على الطلوب ث يقال لك
الوهم إنا يتصور عندك ف المور الزئية وهذه القضايا كلية ل جزئية ويقال لك أيضا هذا بعينه يرد
عليك ف تقسيم الوجود إل قائم بنفسه وبغيه وقدي ومدث وجوهر وعرض وعلة ومعلول ونو ذلك
فإن ما ذكرته من هذه القضايا يتناول هذه ويقال لك ما تعن بقولك إن الحسوسات إذا كان لا مباد
وأصول كانت قبل الحسوسات أتعن به أن ما أحسسناه له مباد وأصول ل نسها أم تعن به أن ما
يكن أن يس به يب أن يكون له مبدأ ل يكن الحساس به فإن عنيت الول فهو مسلم لكن ل يلزم
من عدم إحساسنا با أن ل يكون الحساس با مكنا ول يقول عاقل إن كل ما ل نشهده الن ل يكن
أن نشهده بعد الوت أو ف وقت آخر فإنه ما من عاقل إل يوز أن يكون فوق الفلك ما ل نشهده
الن بل يوز أن تكون هناك أفلك ونوم ل ندركها فضل عن غيها وإن قال إنه ل بد أن يكون لكل
ما يكن أن يس به مبدأ ل
يكن أن نس به فهذا منوع وهو رأس السألة ول يذكر عليه دليل وهو ف إشاراته ل يذكر
على ذلك من الدلة إل ما ذكره الرازي وأمثاله فإن قال ف الوجود وعلله إنه قد يغلب على أوهام الناس
أن الوجود هو الحسوس وأن ما ل يناله الس بوهره ففرض وجوده مال وأن ما ل يتخصص بكان
أو يوضع بذاته كالسم أو بسبب ما هو فيه كأحوال السم فل حظ له من الوجود قال
وأنت يتأتى لك أن تتأمل نفس الحسوس فتعلم منه بطلن قول هؤلء فإنك ومن يستحق أن
ياطب تعلمان أن هذه الحسوسات قد يقع عليها اسم واحد ل على الشتراك الصرف بل بسب معن
واحد مثل اسم النسان فإنكما ل تشكان ف أن وقوعه على زيد وعمرو بعن واحد موجود فذلك
العن الوجود ل يلو إما أن يكون بيث يناله الس أو ل يكون فإن كان بعيدا من أن يناله الس فقد
أخرج التفتش من الحسوسات ما ليس بحسوس وهذا
أعجب وإن كان مسوسا فله ل مالة وضع وأين ومقدار معي وكيف معي ل يتأتى أن يس
بل ول أن يتخيل إل كذلك فإن كل مسوس وكل متخيل فإنه يتخصص ل مالة بشيء من هذه
الحوال وإذا كان كذلك ل يكن ملئما لا ليس بتلك الال فلم يكن مقول على كثيين يتلفون ف
تلك الال فإذن النسان من حيث هو واحد بالقيقة بل من حيث القيقة الصلية الت ل تتلف فيها
الكثرة غي مسوس بل معقول صرف وكذلك الال ف كل كلي فهذا لفظه وأتباعه مشوا خلفه فأثبتوا
ما ليس بحسوس بإثبات الكليات العقولة وقد عرف بالضطرار أن الكليات ل تكون كلية إل ف العقل
ل ف الارج بل ليس ف الارج كلي ألبتة والذي يقال أنه كلي طبيعي ل يوجد إل معينا جزئيا فما
كان كليا ف العقل يوجد ف الارج معينا ل كليا كما قد بسط ف موضعه فهذا الكلم وأمثاله هو
الذي يثبت به أن الوجود مبادئ ل يكن أن يس با وأما قوله إذا كانت للمحسوسات مبادئ كانت
غي مسوسة فتلبيس لن لفظ الحسوس يراد به ما هو مسوس لنا
بالفعل وما يكن إحساسه ول ريب أن الحسوسات بالفعل لا مبادئ غي مسوسة لكن ل
قلت إن كل ما يكن إحساسه له مبدأ ل يكن إحساسه هذا حكاية الذهب وأما قوله
ولذا كان الوهم مساعدا للعقل ف الصول الت تنتج وجود تلك البادئ فإذا تعديا معا إل
النتيجة نكص الوهم وامتنع عن قبول ما سلم موجبه فهذا منوع وقد عرف أن أدلته على إثبات ذلك من
جنس هذه الدلة الت أثبت با الوجودات العقلية الثابتة ف الارج بإثبات كليات وهو مثل إثباته لا كان
خارج الذهن ث يقال له الوهم الساعد للعقل إن أردت به ما سيته وها وهو ما يتصور ف الحسوسات
الزئية معان غي مسوسة كالصداقة والعداوة فليس ف هذه التصورات مقدمة تساعد على إثبات
موجود ل يكن الحساس به بل تلك القدمات مثل إثبات الكليات وأمثالا ليس فيها مقدمة يتصورها
هذا الوهم وإن أردت بالوهم الساعد ما يقضي قضايا كلية مثل قضاء الذهن بأن بي هذا النسان وهذا
النسان إنسانية مشتركة ونو ذلك فهذه قضايا عقلية ل وهية وأيضا فالقاضي بإثبات إنسانية مطلقة
هو القاضي بأن كل
موجودين ل بد أن يكون أحدها مباينا للخر أو مايثا له كما أنه هو القاضي بأن كل
موجودين ل بد أن يقارن وجود أحدها الخر أو يتقدم عليه وأن كل موجود فلبد أن يكون قائما
بنفسه أو بغيه فهذه القضايا الكلية إن سيتها وهية كانت العقليات هي الوهيات وإن سيتها عقليات
وقدرت تناقضها لزم تناقض العقليات واعلم أن هؤلء قد ييبون بواب يكن أن ياب به كل من قدح
ف العقليات الكلية وقولك
فإذا تعديا معا إل النتيجة نكص الوهم يقال لك
ما الوهم الناكص أهو الذي سيته وها فذاك إنا يتصور معان جزئية فليس له ف الكليات حكم
ل بقبول ول رد فل يقال فيه ل يقبل ول ينكص كما ل يقال ف القضايا الكلية إن الس يقبلها ول
يردها كما ل يقال إن البصر ييز بي الصوات والسمع ييز بي اللوان وإن قلت إن العقل يثبت
موجودا معينا ل يكن الشارة إليه والوهم ل يتصور معينا ل يشار إليه
فيقال لك العقل إنا يثبت أمورا كلية مطلقة ل يثبت شيئا معينا إل بواسطة غيه كالس وتوابع
الس ولذا كان القياس العقلي النطقي ل ينتج إن ل يكن فيه قضية كلية وإذا أردنا أن ندخل شيئا من
العينات تت القضايا الكلية فل بد من تصور للمعينات غي التصور للقضايا الكلية فإذا علمنا أن كل
شيء فإما قائم بنفسه وإما بغيه وأن كل موجود فإما واجب بنفسه وإما مكن بنفسه وأن كل موجود
فإما قدي وإما مدث وأن كل موجود أو كل مكن فهو إما جوهر وإما عرض وأردنا أن نكم على
معي بأنه قدي أو مدث أو جوهر أو عرض أو واجب أو مكن أو نو ذلك فل بد من أن نعينه بغي ما
به علمنا تلك القضية الكلية فتصور العي الداخل ف القضية الكلية شيء وتصور القضية الكلية شيء
آخر فليتدبر الفاضل هذا ليتبي له أن من ل يثبت موجودا يكن الحساس به ل يثبت إل قضايا كلية ف
الذهان كما يثبتون العدد الطلق والقدار الطلق والقائق الطلقة والوجود الطلق وكل هذه أمور ثابتة
ف الذهان ل موجودة ف العيان ولذا من أثبت أن ف الوجود موجودا واجبا قديا وقال إنه يتنع
الشارة إليه امتنع أن يكون عنده معينا متصا ولزم أن يكون مطلقا مردا ف الذهن فل حقيقة له ف
الارج
وهذا مذهب أئمة الهمية فإنم يثبتون موجودا مطلقا يتنع وجوده ف الارج فابن سينا وأتباعه
يقولون هو وجود مطلق بشرط نفي جيع المور الثبوتية وهو أبلغ القوال ف كونه معدوما وآخرون
يقولون هو مطلق بشرط نفي المور الثبوتية والسلبية ل بشرط شيء من المور الثبوتية والسلبية كما
يقول هذا وهذا طائفة من ملحدة الباطنة ومن وافقهم من الصوفية ومن العلوم أو الوجود الشروط فيه
نفي هذا وهذا متنع فكيف بالشروط فيه النفي فإن ما اشترط فيه العدم كان أول بالعدم ما ل يشترط
فيه وجود ول عدم وما اشترط فيه نفي الوجود والعدم جيعا وهذا هو الطلق بشرط الطلق وهم
يقررون ف منطقهم ما هو متفق عليه بي العقلء من أن الطلق بشرط الطلق ل وجود له ف الارج
ويقررون أن الفصول الميزة بي موجودين ل بد أن تكون أمورا وجودية ل تكون عدمية وهم ل ييزون
الوجود الواجب عن الوجود المكن إل بأمور عدمية ومن ظن أن مذهب ابن سينا إثبات وجود خاص
بنلة الوجود الشروط
بسلب جيع القائق فجعل فيه وجودا مشتركا ووجودا متصا فلم يفهم مذهبه كما فعل ذلك
الطوسى منتصرا له فلم يفهم مذهبه والقونوى وأمثاله يقولون هو الطلق ل بشرط وهذا إما أن يكون
متنعا ف الارج وإما أن يكون جزءا من المكنات فيكون الواجب جزءا من المكنات وقد بسط بيان
تناقض أقوالم ف غي هذا الوضع واعتب ما ذكرناه من أن كل ما يثبتونه بالبهان القياسي فإنه قضايا
كلية مطلقة بأنم إذا أرادوا أن يعينوا شيئا موجودا ف الارج داخل ف تلك القضية الكلية عينوه إما
بالس الباطن أو الظاهر إذ العقل يدرك الكليات والس هو الذي يدرك الزئيات فإذا أثبتوا أن الركة
الدارية مسبوقة بالتصور وأرادوا تعيي ذلك عينوا إما نفس النسان فيشيون إليها وإما النفس الفلكية
فيشرون إل الفلك وإن أثبتوا وجود موجود معي ف الارج يدخل تت هذه القضية من غي إشارة إليه
تعذر ذلك عليهم وكذلك إذا ثبت بالعقل أن الكل أعظم من الزء وأن المور الساوية لشي واحد
متساوية وأن الشيء الواحد ل يكون موجودا معدوما ونو ذلك فمت أراد النسان إدخال معي ف هذه
القضية
الكلية أشار إليه والقضايا الكلية تارة يكون لزئياتا وجود ف الارج وتارة تكون مقدورة ف
الذهان ل وجود لا ف العيان وهذه كثيا ما يقع فيها الغلط واللتباس وليس القصود الول بالعلم إل
علم ما هو ثابت ف الارج وأما القدرات الذهنية فتلك بسب ما يطر للنفوس من التصورات سواء
كانت حقا أو باطل وما يثبته هؤلء النفاة من إثبات موجود ل يكن الشارة إليه ول هو داخل العال
ول خارجه عند التأمل والتدبي تبي أنه من القدرات الذهنية ل من الوجودات العينية وغي ابن سينا
وأتباعه من النطقيي مثل أب البكات صاحب العتب وغيه ل يرجوا هذه القضايا الت ساها ابن سينا
وهيات من الوليات البديهيات كما أخرجها ابن سينا وما أظن صاحب النطق أرسطو أخرجها أيضا
وأما قوله
وهذا الضرب من القضايا أقوى ف النفس من
الشهورات الت ليست بأوليه وتكاد تشاكل الوليات وتدخل ف الشبهات با إل آخره يقال له
هذا أيضا ما يبي قوتا وصدقها فإنم اعترفوا بأنا أقوى من الشهورات الت ليست بأولية وهذه
الشهورات عند أكثر العقلء من العقليات الضروريات فإذا كانت هذه أقوى منها لزم أن تكون أقوى
من بعض العقليات الضروريات وذلك يوجب صدقها وذلك أنه قال فأما الشهورات فمنها هذه
الوليات ونوها ما يب قبوله ل من حيث هي واجب قبولا بل من حيث عموم العتراف با ومنها
الراء السماة بالحمودة وربا خصصناها باسم الشهورة إذ ل عمدة لا إل الشهرة وهي أن لو خلى
النسان وعقله الجرد ووهه وحسه ول يؤدب بقبوله قضايا ما والعتراف با ول يكنه الستقرار بظنه
القوي إل حكم لكثرة الزئيات ول يستدع إليها ما ف طبعه النسان من الرحة والجل والنفة
والمية وغي ذلك ل يقض با النسان طاعة لعقله أو وهه
وحسه مثل حكمنا أن سلب مال النسان للنسان قبيح وأن الكذب قبيح ومن هذا النس ما
يسبق إل وهم كثي من الناس وليس شيء من هذا يوجبه العقل الساذج ولو توهم النسان نفسه وأنه
خلق دفعة تام العقل ول يسمع أدبا ول يطع انفعال نفسانيا أو خلقا ل يقض ف أمثال هذه القضايا
بشيء بل أمكنه أن يهله ويتوقف فيه وليس كذلك حال قضائه لن الكل أعظم من الزء وهذه
الشهورات قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة وإن كانت صادقة فليست تنسب إل الوليات ونوها إذا
ل تكن بينة الصدق عند العقل الول إل بنظر وإن كانت ممودة عنده والصادق غي الحمود وكذلك
الكاذب غي الشنيع ورب شنيع حق ورب ممود كاذب
والشهورات إما من الواجبات وإما من التأديبات الصلحية وما تتطابق عليها الشرائع اللية وإما
خلقيات وانفعاليات وإما استقرائيات وهي إما بسب الطلق وإما بسب صناعة قلت
ليس هذا موضع بسط القول قال ابن سينا
وأما القضايا الوهية الصرفة فهي قضايا كاذبة إل أن الوهم النسان يقضي با قضاء شديد
القوة لنه ليس يقبل ضدها ومقابلها بسبب أن الوهم تابع للحس فما ل يوافق الس ل يقبله الوهم ومن
العلوم أن الحسوسات إذا كان لا مبادىء وأصول كانت تلك قبل الحسوسات ول تكن مسوسة ول
يكن
وجودها على نو وجود الحسوسات فلم يكن أن يتمثل ذلك الوجود ف الوهم ولذا كان
الوهم مساعدا للعقل ف الصول الت تنتج وجود تلك البادىء فإذا تعديا معا إل النتيجة نكص الوهم
وامتنع عن قبول ما سلم موجبه وهذا الضرب من القضايا أقوى ف النفس من الشهورات الت ليست
بأولية وتكاد تشاكل الوليات وتدخل ف الشبهات با وهي أحكام للنفس ف أمور متقدمة على
الحسوسات أو أعم منها على نو ما يب أن ل يكون لا وعلى نو ما يب أن يكون أو يظن ف
الحسوسات مثل اعتقاد العتقد أنه ل بد من خلء ينتهي إليه اللء إذا تناهى وأنه ل بد ف كل موجود
من أن يكون مشارا إل جهة وجوده فيقال له
هذا الكلم إنا يصح أن لو ثبت وجود أمور ل يكن الحساس با حت يكون حكم هذه ف ما
هو مقدم على تلك أو ما هو أعم منها وثبوت وجود هذه المور إنا يصح إذا ثبت إمكان ذلك وإمكان
ذلك إنا يصح إذا ثبت بطلن هذه القضايا الت يسميها الوهيات فلو أبطلت هذه الوهيات بإثبات ذلك
لزم الدور فإن هذه القضايا تكم بامتناع وجود ما ل يكن الشارة إليه والقدمات
الت تثبت ذلك ليست مسلمة عندها بل ل يكن عندها تسليم ما يستلزم نقيض ذلك فإنه قدح
ف الضروريات بالنظريات وأيضا فالوهم عندهم إنا يتصور معان جزئية وهذه قضايا كليه فامتنع أن
تكون وهية وأيضا فما يثبت به وجود هذه الوجودات قضايا سوفسطائية كما يبي ف موضعه وأما
قوله
وهذه الوهيات لول مالفة السنن الشرعية لا لكانت تكون مشهورة وإنا تثلم ف شهرتا
الديانات القيقية والعلوم الكمية فيقال له
هذا من أصدق الدليل على صحتها وذلك أن هذه مشهورة عند جيع المم الذين ل تغي
فطرتم وعند جيع المم التبعي لسنن النبياء عليهم الصلة والسلم من السلمي واليهود والنصارى
وإنا يقدح فيها البتدعة من أهل الديانات كالعتزلة ونوهم وابن سينا لا كان من أتباع القرامطة
الباطنية وهو يعاشر أهل الديانات البتدعي من الرافضة والعتزلة أو من فيه شعبة من ذلك
وهؤلء يقولون إن ال ليس فوق العرش ل تكن هذه مشهورة عند هؤلء ومن العلوم باتفاق
هؤلء وغيهم أن النبياء ل يقدحوا ف هذه القضايا ول أخبوا با يناقضها بل أخبار النبياء كلها توافق
هذه القضايا والقرآن والتوراه والنيل فيها من الوافق لذه القضايا ما ل يصيه إل ال وكذلك ف
الخبار النبوية والثار السلفية بل ل يعرف عن أحد من الصحابة والتابعي وتابعيهم قول يناقض إثبات
هذه القضايا وابن سينا وأمثاله مقرون بأن الكتب اللية إنا جاءت با يوافق مذهب الثبتة للصفات
والعلو ل با يناقض ذلك وهم يسمون ذلك تشبيها ويقولون الكتب اللية إنا جاءت بالتشبيه ويعلون
هذا ما احتجوا به كما قد حكينا كلمه ف ذلك وأنه احتج بذلك على هؤلء الذين وافقوه على نفي
الصفات والعلو وقال إذا كان هذا التوحيد الق والنبياء ل تب به بل بنقيضه فكذلك ف أمر العاد
فكيف يزعم مع هذا أن السنن الشرعية والديانات القيقية منعت هذه أن تكون مشهورة فعلم أن الانع
لشهرتا هو قول ل يوجد عن النبياء وأتباع النبياء وأن شهرتا إنا امتنعت بي هؤلء الذين ابتدعوا
قول ليس مشروعا
وحينئذ فيكون الانع من شهرتا عند من ل تشتهر عنده سنة بدعية ل شرعية وديانة وضعها
بعض الناس ليست منقولة عن نب من النبياء ول ريب أن الشركي والبدلي من أهل الكتاب لم
شرائع وديانات ابتدعوها ووضعوها وتلك ل يب قبولا عند العقلء وإنا يب أن يتبع ما يثبت نقله عن
النبياء العصومي صلوات ال وسلمه عليهم وكذلك قوله إنه يثلم ف شهرتا العلوم الكمية فيقال له
قد نقل غيك عن الفلسفة القدماء أنم كانوا يقولون بوجب هذه القضايا كما بي ذلك ابن رشد
الفيد وغيه بل النقول عن متقدمي الفلسفة وأساطينهم قبل أرسطو وعن كثي من متأخريهم القول با
هو أبلغ من هذه القضايا من قيام الوادث بالواجب وما يتبع ذلك كما تقدم نقل بعض ذلك عنهم
وقوله
ول يكاد الدفوع عن ذلك يقاوم نفسه ف دفع ذلك لشدة استيلء الوهم فيقال له
هذا يدل على تكنها ف الفطرة وثبوتا ف البلة وأنا مغروزة ف النفوس فمن دفع ذلك عن
نفسه ل يقاوم نفسه ول يكنه دفعها عن نفسه
وهذا حد العلم الضروري وهو الذي يلزم نفس العبد لزوما ل يكنه معه دفعه عن نفسه فإذا ل
يكن النسان أن يدفع هذه القضايا عن نفسه ول يقاوم نفسه ف دفعها تبي أنا ضرورية وأن هؤلء
الدافعي لا يريدون تغيي فطرة ال الت فطر الناس عليها وتغيي خلقه كأمثالم من الاحدين الكذبي
بالق الذين يكذبون بالق العلوم بالبهتان والسفسطة وأن قدحهم ف هذه كقدح أمثالم من
السوفسطائية ف أمثال هذه وأما قوله
لشدة استيلء الوهم فقد قلنا غي مرة قد فسروه بالقوة الت تتصور معان جزئية ف مسوسات
جزئية وهذا الوهم إنا تصرفه ف الزئيات من العان وأما هذه القضايا فهي قضايا كلية فهي من حكم
العقل الصريح فالخالف لا مالف لصريح العقل وهو التبع لقضايا الوهم الفاسد فإنه يثبت موجودا
مطلقا بشرط الطلق أو موجودا ل داخل العال ول خارجه وهذا الوجود ل يثبته ف الارج إل الوهم
واليال الفاسد ل يثبته ل عقل صريح ول نقل صحيح بل ول وهم مطابق ول خيال مستقيم كما ل
يثبته حس سليم فنفاة ذلك ينفون موجب العقل والشرع والس السليم والوهم الستقيم واليال القوي
ويثبون ما ل يدرك إل بوهم فاسد وخيال فاسد
وقوله
على أن ما يدفعه الوهم ول يقبله إذا كان ف الحسوسات فهو مدفوع منكر فيقال له
هذا أيضا حجة عليكم فإن النازع يقول إنه ل يقم دليل شرعي ول عقلي على إثباث موجود ل
يكن أن يعرف بالس بوجه من الوجوه وإن كان ل يكن أن يعرفه كثي من الناس بسه ول يكن أن
يعرف بالس ف كثي من الحوال وقد عرف من مذهب السلف وأهل السنة والماعة أن ال يكن أن
يرى ف الخرة وكذلك اللئكة والن يكن أن ترى وما يقوم بالرئيات من الصفات يكن أن يعرف
بطريقها كما تعرف السموعات بالسمع واللموسات باللمس ويقول إن الرسل صلوات ال عليهم
قسموا الوجودات إل غيب وشهادة وأمروا النسان باليان با أخبوا به من الغيب وكون الشيء
شاهدا وغائبا أمر يعود إل كونه الن مشهودا أو ليس الن بشهود فما ل يكن الن مشهودا يكن أن
يشهد بعد ذلك بلف هؤلء النفاة فإنم قسموا الوجودات ف الارج إل مسوس وإل معقول ل يكن
الحساس به بال وهذا ما ينفيه صريح العقل ل ما يثبته وإنا العقول الصرف ما كان ثابتا ف العقل
كالعلوم الكلية وليس للكليات وجود ف الارج مع أنه قد يقال إنه يكن الحساس با أيضا إذا أمكن
الحساس
بحلها كما يكن الحساس بأمثالا من العراض كالعلم والقدرة والرادة وغي ذلك لكن نن
ل نس الن بذه المور بالس الظاهر وعدم إحساسنا الن بذلك ل ينع أن اللئكة يكنها الحساس
بذلك وأنه يكننا الحساس بذلك ف حال أخرى وأنه يكن كل واحد أن يس با ف باطن غيه كما
يكنه الحساس الن بوجهه وعينه وإن كان النسان ل يرى وجهه وعينه فقد يشهد النسان من غيه
ما ل يشهده من نفسه وقد بسط الكلم على هذه المور ف غي هذا الوضع وأيضا فالس نوعان حس
ظاهر يسه النسان بشاعره الظاهرة فياه ويسمعه ويباشره بلده وحس باطن كما أن النسان يس با
ف بطنه من اللذة والل والب والبغض والفرح والزن والقوة والضعف وغي ذلك والروح تس
بأشياء ل يس با البدن كما يس من يصل له نوع تريد بالنوم وغيه بأمور ل يس با غيه ث
الروح بعد الوت تكون أقوى تردا فترى بعد الوت وتس بأمور ل تراها الن ول تس با وف
النفس من يصل له ما يوجب أن يرى بعينه ويسمع بأذنه ما ل يراه الاضرون ول يسمعونه كما يرى
النبياء اللئكة ويسمعون
كلمهم وكما يرى كثي من الناس الن ويسمعون كلمهم وأما ما يقوله بعض الفلسفة إن
هذه الرئيات والسموعات إنا هي ف نفس الرائي ل ف الارج فهذا ما قد علم بطلنه بأدلة كثية وقد
بسط الكلم على ذلك ف غي هذا الوضع ومن كان له نوع خبة بالن إما بباشرته لم ف نفسه وف
الناس أو بالخبار التواترة له عن الناس علم من ذلك ما يوجب له اليقي التام بوجودهم ف الارج دع
ما تواتر من ذلك عن النبياء وكذلك ما تواتر عن النبياء من وصف اللئكة هو ما يوجب العلم
اليقين بوجودهم ف الارج كقصة إبراهيم الكرمي وميئهم إل إبراهيم وإتيانه لم بالعجل السمي
ليأكلوه وبشارتم لسارة بإسحاق ويعقوب ث ذهابم إل لوط وماطبتهم له وإهلك قرى قوم لوط وقد
قص ال هذه القصة ف غي موضع وكذلك قصة مري وإرسال ال إليها جبيل ف صورة بشر حت نفخ
فيها الروح وكذلك قصة إتيان جبيل إل النب تارة ف صورة أعراب
وتارات ف صورة دحية الكلب فمن علم أن الروح قد تس با ل يس به البدن وأن من الناس
من يس بروحه وبدنه ما ل يسه غيه من الناس توسع له طرق الس ول ير الس مقصورا على ما
يبه جهور الناس ف الدنيا بذا البدن فإن هذا الس إنا يدرك بعض الوجودات وحينئذ فإذا قيل إن
كل قائم بنفسه أو كل موجود يكن الحساس به فإنه يراد بذلك ما هو أعم من هذا الس بيث يدخل
ف ذلك هذا وهذا وليس للنفاة دليل على إثبات ما ليس بحسوس بذا الس والعقليات الت يثبتونا إنا
هي الكليات الثابتة ف الذهن وتلك ف القيقة وجودها ف الذهان ل ف العيان
وهذا منتهى ما عند ابن سينا وأمثاله من الفلسفة ولذا كان كمال النسان عندهم أن يصي
عالا معقول موازيا للعال الوجود ويعلون النعيم والعذاب أمرين قائمي بالنفس من جلة أعراضها ل
ينفصل شيء من ذلك عنها وقد بينا بعض ما ف هذا القول من الضلل ف غي هذا الوضع ولذا جعل
ف منطقه العلوم اليقينية العقلية ف هذه العقليات ونفى أن تكون الشهورات العملية من اليقينيات ونفى
أن يكون ما يثبت الوجودات السية الغائبة من اليقينيات وسى هذه وهيات فبإنكاره هذا أنكر
الوجودات الغائبة عن إحساس أكثر الناس ف هذه الدنيا فلم يصدق بالوجودات الغائبة ول بكثي ما
يشاهد ف هذا العال من اللئكة والن وغي ذلك وبإنكاره الشهورات أن تكون يقينية أنكر موجب
القوة العملية ف النفس الت با تستحسن ما ينفعها من العمال وتستقبح ما يضرها فأخرج العمال الت
ل تكمل النفس إل با من أن تكون يقينية كما أخرجها من أن تكون من الكمال ول يعل كمال
النفس إل مرد علم مرد ل حب معه ل تعال ف القيقة وإنا العمال عندهم لجل إعداد النفس لنيل
ما يظنونه كمال من العلم وهذا العلم الذي يدعونه غالبه جهل وما فيه من العلم فليس علما
بوجودات معينة وإنا هو علم أمور مطلقة ف الذهن ل وجود لا ف الارج فلم يصل له من
الكمالت العلمية والعملية ما يوجب سعادتم ف الخرة ول ناتم من النار وكان كثي من اليهود
والنصارى أقرب إل السعادة والنجاة منهم كما قد بسط ف موضعه والقصود هنا أن الناس متفقون
على أن حكم الذهن بأنه ما من موجود قائم بنفسه إل ويكن الشارة إليه وأنه يتنع وجود موجودين
ليس أحدها مباينا للخر ول مايثا له بل أن صانع العال فوق العال ليس ما تواطأ عليه الناس وقبله
بعضهم عن بعض كقول النفاة إنه يكن وجود موجود ل داخل العال ول خارجه بل ذلك ما أقربه
بفطرهم وعرفوه ببدائه عقولم وضرورات قلوبم والقادحون فيها يسلمون ذلك ويدعون أن فطر الناس
أخطأت ف هذا الكم وأنه من حكم الوهم واليال الباطل فإذا كانوا معترفي بأن هذا ما أقروا به بل
مواطأة ل يكن أن يقال إنم كذبوا على فطرهم لن هؤلء القائلي بذلك أضعاف أضعاف أضعاف أهل
التواتر بل هم جاهي بن آدم فإذا قالوا إن هذا أمر نده ف قلوبنا وفطرتنا وجب تصديقهم ف ذلك
وحينئذ فل يوز إبطال هذه القضايا البديهية بقضايا نظرية
لن البديهيات أصل للنظريات فلو جاز القدح بالنظريات ف البديهيات والنظريات ل تصح إل
بصحة البديهيات كان ذلك قدحا ف أصل النظريات فلزم من القدح ف البديهيات بالنظريات فساد
النظريات وإذا فسدت ل يصح القدح با وهو الطلوب فهذا ونوه يبي أنه ل تسمع من النفاة حجة
على إبطال مثل هذه القضية البديهية ث يبي فساد ما استدل به على بطلن ذلك فأما قول الرازي لو
كان بديهيا لمتنع اتفاق المع العظيم على إنكاره وهم ما سوى النابلة والكرامية
فعنه
أجوبة أحدها أن يقال من العلوم أن هذا ل ينكره إل من يقول بأن ال ليس داخل العال ول
خارجه وينكرون أن يكون ال نفسه فوق العال فإنم يقولون لو كان فوق العرش لكان مباينا له بالهة
مشارا إليه وذلك متنع عندهم فيجوزون وجود موجودين ليس أحدها مباينا للخر ول مداخل له
ووجود موجود قائم بنفسه ل يشار إليه ويقولون البارى ليس مباينا للعال ول مداخل له وطائفة من
الفلسفة تقول مثل ذلك فيما تثبته من العقول والنفس الناطقة ولم ف النفس الفلكية قولن
وإذا كان كذلك فجماهي اللئق يالفون هؤلء ويقولون بأن ال نفسه فوق العال وإذا كان
ال نفسه فوق العال فإن كان ذلك مستلزما لواز الشارة إليه وأن يكون مباينا للعال بالهة فلزم الق
حق وامتنع حينئذ وجود موجود ل مباين للعال ول مايث له ول يشار إليه وإن أمكن أن يكون هو
نفسه فوق العال ويكون مع ذلك غي مشار إليه ول مباين للعال بالهة بطل قول هؤلء النفاة فإنم إنا
نفوا أن تكون نفسه فوق العال لن ذلك عندهم مستلزم لكونه مشارا إليه ومباينا للعال بالهة وإذا بطل
قولم حصل القصود ول يكن إل هذه القدمات الضرورية حاجة فالقصود أنه ل يوافقهم على أنه ليس
فوق العال إل أقل الناس ومن ل يوافقهم على ذلك فإما أن ينكر وجود موجودين ليس أحدها مباينا
للخر ول مايثا له وإما أن ل ينكر ذلك فإن ل ينكر ذلك مع إنكار قولم بأنه ليس فوق العال كان
إنكاره لقولم أعظم من ترك إنكاره لا يبطل قولم فإن القصود ما يبطل قولم فإذا كان الناس إما منكر
له وإما منكر لا يستلزم إبطاله ثبت اتفاق جهور الناس على إنكاره وهو الطلوب ث يقال هذه القضية
قد صرح أئمة الطوائف الذين كانوا قبل أن يلق ال الكرامية والنبلية بأنا قضية بديهية ضرورية فمن
ذلك ما
ذكره عبد العزيز بن يي الكي الشهور صاحب اليدة وهو من القدماء الذين لقوا الشافعي
ومن هو أقدم من الشافعي وهو من مشاهي متكلمي أهل السنة الذين اتفقت الشعرية مع سائر الطوائف
الثبتة على تعظيمه واتباعه قال ف
الرد على الزنادقة والهمية زعمت الهمية ف قوله تعال الرحن على العرش استوى سورة
طه 5إنا العن استول كقول العرب استوى فلن على مصر استوى فلن عل الشام يريد استول عليها
قال
فيقال له هل يكون خلق من خلق ال أتت عليه مدة ليس ال بستول عليه فإذا قال ل قيل له
فمن زعم ذلك فمن قوله من زعم ذلك فهو كافر يقال له يلزمك أن تقول إن العرش قد أتت عليه مدة
ليس ال بستول عليه وذلك أن ال تبارك وتعال أخب أنه خلق العرش قبل خلق السموات والرض ث
استوى عليه بعد خلق السموات والرض
قال ال عز وجل وهو الذي خلق السموات والرض ف ستة أيام وكان عرشه على الاء سورة
هود 7فأخب أن العرش كان على الاء قبل السموات والرض ث قال خلق السموات والرض وما
بينهما ف ستة أيام ث استوى على العرش الرحن فاسأل به خبيا سورة الفرقان 59وقوله الذين
يملون العرش ومن حوله يسبحون بمد ربم سورة غافر 7وقوله استوى إل السماء فسواهن سبع
سوات سورة البقرة 29وقوله ث استوى إل السماء وهو دخان فقال لا وللرض ائتيا طوعا أو
كرها قالتا أتينا طائعي سورة فصلت 11فأخب أنه استوى على العرش فيلزمك أن تقول الدة الت
كان على العرش فيها قبل خلق السموات والرض ليس ال بستول عليه إذ كان استوى على العرش
معناه عندك استول فإنا استول بزعمك ف ذلك الوقت ل قبله وقد روى عمران بن حصي عن النب
أنه قال اقبلوا البشرى يا بن تيم قالوا قد بشرتنا فأعطنا قال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن قالوا قد قبلنا
فأخبنا عن أول هذا المر كيف كان
قال كان ال قبل كل شيء وكان عرشه على الاء وكتب ف اللوح ذكر كل شيء وروى عن
أب رزين وكان يعجب النب مسألته أنه قال يا رسول ال أين كان ربنا قبل أن يلق السموات والرض
قال كان ف عماء ما قوله هواء وما تته هواء ث خلق العرش على الاء قال
فقال الهمي أخبن كيف استوى على العرش أهو كما يقال استوى فلن على السرير فيكون
السرير قد حوى فلنا وحده إذا كان عليه فيلزمك أن تقول إن العرش قد حوى ال وحده إذا كان عليه
لنا ل نعقل الشيء على الشيء إل هكذا قال فيقال له أما قولك كيف استوى فإن ال ل يرى عليه
كيف وقد أخبنا أنه استوى على العرش ول يبنا كيف استوى فوجب
على الؤمني أن يصدقوا ربم باستوائه على العرش وحرم عليهم أن يصفوا كيف استوى لنه ل
يبهم كيف ذلك ول تره العيون ف الدنيا فتصفه با رأت وحرم عليهم أن يقولوا عليه من حيث ل
يعلمون فآمنوا ببه عن الستواء ث ردوا علم كيف استوى إل ال ولكن يلزمك أيها الهمي أن تقول
إن ال مدود وقد حوته الماكن إذ زعمت ف دعواك أنه ف الماكن لنه ل يعقل شيء ف مكان إل
والكان قد حواه كما تقول العرب فلن ف البيت والاء ف الب فالبيت قد حوى فلنا والب قد
حوى الاء ويلزمك أشنع من ذلك لنك قلت أفظع ما قالت به النصارى وذلك أنم قالوا إن ال عز
وجل ف عيسى وعيسى بدن إنسان واحد فكفروا بذلك وقيل لم ما أعظم ال إذ جعلتموه ف بطن مري
وأنتم تقولون إنه ف كل مكان وف بطون النساء كلهن وبدن عيسى وأبدان الناس كلهم ويلزمك أيضا
أن تقول إنه ف أجواف الكلب والنازير لنا أماكن وعندك أن ال ف كل مكان تعال ال عن ذلك
علوا كبيا فلما شنعت مقالته قال أقول إن ال ف كل مكان ل كالشيء ف الشيء ول كالشيء على
الشيء ول كالشيء خارجا عن الشيء ول مباينا للشيء قال فيقال له أصل قولك القياس والعقول فقد
دللت بالقياس والعقول على أنك ل تعبد شيئا لنه لو كان شيئا داخل فمن القياس والعقول أن يكون
داخل ف الشيء أو
خارجا منه فلما ل يكن ف قولك شيئا استحال أن يكون كالشيء ف الشيء أو خارجا من
الشيء فوصفت لعمرى ملتبسا ل وجود له وهو دينك وأصل مقالتك التعطيل هذا كلم عبد العزيز
يبي أن القياس العقول يوجب أن مال يكون ف الشيء ول خارجا منه فإنه ل يكون شيئا وأن ذلك
صفة توجب أن ما ل يكون ف الشيء ول خارجا منه فإنه ل يكون شيئا وأن ذلك صفة العدوم الذي
ل وجود له والقياس هو القيسة العقلية والعقول هو العلوم الضرورية وعبد العزيز هذا وجود النبلية
والكرامية كما تقدم وقال أبو ممد عبد ال بن سعيد بن كلب إمام الارث الحاسب وأبو العباس
القلنسي والشعري وأمثالم ومن ذكر ذلك عنه أبو بكر بن فورك فيما جعه من كلمه فإنه جع من
كلمه وجع كلم الشعري أيضا وبي اتفاقهما ف عامة أصولما قال ابن كلب
وأخرج من النظر والب قول من قال ل ف العال ول خارج منه فنفاه نفيا مستويا لنه لو قيل له
صفة بالعدم ما قدر أن يقول فيه أكثر منه ورد أخبار ال نصا وقال ف ذلك ما ل يوز ف خب ول
معقول وزعم أن هذا هو التوحيد الالص والنفي الالص عندهم هو الثبات الالص وهم عند أنفسهم
قياسون قال فإن قالوا هذا إفصاح منكم بلو الماكن منه وانفراد
العرش به قيل إن كنتم تعنون خلو الماكن من تدبيه وأنه عال با فل وإن كنتم تذهبون إل
خلوها من استوائه عليها كما استوى على العرش فنحن ل نتشم أن تقول استوى ال على العرش
ونتشم أن نقول استوى على الرض واستوى على الدار وف صدر البيت وقال أيضا
أبو ممد عبد ال بن سعيد بن كلب ويقال لم أهو فوق ما خلق فإن قالوا نعم قيل ما تعنون
بقولكم إنه فوق ما خلق فإن قالوا بالقدرة والعزة قيل لم ليس عن هذا سألناكم وإن قالوا السألة خطأ
قيل فليس هو فوق فإن قالوا نعم ليس هو فوق قيل لم وليس هو تت فإن قالوا ول تت أعدموه لن
ما كان ل تت ول فوق فعدم وإن قالوا هو فوق وهو تت قيل لم فوق تت وتت فوق وقال أيضا
يقال لم إذا قلنا النسان ل ماس ول مباين للمكان فهذا مال فل بد من نعم قيل لم فهو ل ماس ول
مباين فإذا قالوا نعم قيل لم فهو بصفة الحال من الخلوقي الذي ل يكون ول يثبت ف الوهم فإذا قالوا
نعم قيل فينبغي أن يكون بصفة الحال من هذه الهة وقيل لم أليس ل يقال لا ليس بثابت ف النسان
ماس ول مباين فإذا قالوا نعم قيل فأخبونا عن معبودكم ماس هو أو مباين فإذا قالوا ل يوصف بما قيل
لم
فصفة إثبات الالق كصفة عدم الخلوق فلم ل تقولون عدم كما تقولون للنسان عدم إذا
وصفتموه بصفة العدم وقيل لم إذا كان عدم الخلوق وجودا له فإذا كان العدم وجودا كان الهل علما
والعجز قوة وقد ذكر هذا الكلم وأشباهه ذكره عنه أبو بكر بن فورك ف الكتاب الذي أفرده لقالته
وقال فيه إنه أحب من ساه من أعيان أهل عصره أن أجع له متفرق مقالت أب ممد بن كلب وشيخ
أهل الدين وإمام الحققي النتصر للحق وأهله البي بجج ال الذاب عن دين ال لا من به ال تعال من
معال طرق دينه الق وصراطه الستقيم السيف السلول على أهل الهواء والبدع الوفق لتباع الق
والؤيد بنصرة الدى والرشيد وأثن عليه ثناء عظيما قال وكان ذلك على أثر ما جعت من متفرق
مقالت شيخنا الشعري قال ولا كان الشيخ الول والمام السابق أبو ممد عبد ال ابن سعيد المهد
لذه القواعد الؤسس لذه الصول والفاصل بسن ثنائه بي حجج الق وشبه الباطل بالتنبيه على طرق
الكلم فيه والدال على موضع الوصل والفصل والمع والفرق الفاتق لرتق الباطيل والكاشف عن لبس
ما زخرفوا وموهوا وذكر كلما طويل ف الثناء عليه
والقصود أن ابن كلب إمام الشعري وأصحابه ومن قبلهم كالارث الحاسب وأمثاله يبي أن
من قال ل هو ف العال ول خارج منه فقوله فاسد خارج عن طريق النظر والب وأنه قد رد خب ال
نصا ولو قيل له صفة بالعدم ما قدر أن يقول أكثر منه وأنه قال ما ل يوز ف خب ول معقول وأنم قالوا
هذا هو التوحيد الالص وهو النفي الالص فجعلوا النفي الالص هو التوحيد الالص وهذا الذي قاله
هو الذي يقوله جيع العقلء الذين يتكلمون بصريح العقل بلف من تكلم ف العقول با هو وهم
وخيال فاسد ولذلك قال إذا قالوا ليس هو فوق وليس هو تت فقد أعدموه لن ما كان ل تت ول
فوق فعدم وهذا كله يناقض قول هؤلء الوافقي للمعتزلة والفلسفة من متأخري الشعرية ومن وافقهم
من النبلية والالكية والنفية والشافعية وغيهم من طوائف الفقهاء الذين يقولون ليس هو تت وليس
هو فوق وذكر حجة ثالثة فقال أنتم تصفونه بالصفات المتنعة الت مضمونا المع بي التقابلي ف
الوجودات فيلزمكم أن تصفوه بسائر التقابلت قال فيقال لم إذا قلنا النسان يعن وغيه من العيان
القائمة بأنفسها ل ماس ول مباين للمكان فهذا مال باعترافهم وهم يقولون إنه ل ماس ول مباين
للمكان فيصفونه بالصفة
الستحيلة المتنعة ف الخلوق الت ل تثبت ف التوهم ويقولون يوز أن نصفه با يتنع تصوره
وتوهه ف غيه من هذه السلوب فإذا جوزوا أن يوصف با يتنع تصوره ف سائر الوجودات فليصفوه
بسائر المتنعات من الوجودات فيقولوا ل هو قدي ول مدث ول قائم بنفسه ول بغيه ول متقدم على
غيه ول مقارن له ونو ذلك ويقولوا هذه إنا يتنع ف غيه من الوجودات ل فيه وحينئذ فيقولون ل هو
حي ول ميت ول عال ول جاهل ول قادر ول عاجز ول موجود ول معدوم وهذا منتهى قول القرامطة
وهو جع النقيضي أو رفع النقيضي ومن العلوم أن العقل إذا جزم بامتناع اجتماع المرين أو امتناع
ارتفاعهما سواء كان أحدها وجودا والخر عدما وهو التناقض الاص أو كانا وجودين فإنا نعلم ذلك
ابتداء با نشهده ف الوجودات الت نشهدها كما أن ما يثبت من الصفات كالياة والعلم والقدرة
والكلم وأمثال ذلك إنا نعلمه ابتداء با نعلمه ف الوجودات الت نعرفها ث إذا أخبنا الصادق الصدوق
عن الغيب الذي ل نشهده فإنا نفهم مراده الذي أراد أن يفهمنا إياه لا بي ما أخب به من الغيب وبي
ما علمناه ف الشاهد من القدر الامع الذي فيه نوع تناسب وتشابه فإذا أخبنا عما ف النة من الاء
واللب والعسل والمر والرير والذهب ل نفهم ما أراد إفهامنا إن ل نعلم هذه الوجودات ف الدنيا
ونعلم أن بينها وبي ما ف النة قدرا مشتركا وتناسبا
وتشابا يقتضي أن نعلم ما أراد بطابه وإن كانت تلك الوجودات مالفة لذه من وجع آخر
كما قال ابن عباس ليس ف الدنيا ما ف النة إل الساء رواه العمش عن أب ظبيان عن ابن عباس وقد
رواه غي واحد منهم ممد ابن جرير الطبي ف التفسي ف قوله وأتوا به متشابا سورة البقرة 25
وإذا كان بي الخلوق والخلوق قدر فارق مع نوع من إثبات القدر الشترك الذي يقتضي التناسب
والتشابه من بعض الوجوه فمعلوم أن ما بي الالق والخلوق من الفارقة والباينة أعظم ما بي الخلوق
والخلوق فهذا ما يوجب نفي ماثلة صفاته لصفات خلقه ويوجب أن ما بينهما من الباينة والفارقة
أعظم ما بي ملوق وملوق مع أنه لول أن بي مسمى الوجود والوجود والي والي والعليم والعليم
والقدير والقدير وأمثال ذلك من العن التفق التواطىء الناسب والتشابه ما
يوجب فهم العن ل يفهمه ول أمكن أن يفهم أحد ما أخب به عن المور الغائبة وإذا كان هذا
ف الطاب السمعي البي فكذلك ف النظر القياسي العقلي فإنا نعرف ما غاب عنا باعتباره با شهدناه
فيعتب الغائب بالشاهد ويصل ف قلوبنا بسبب ما نشهده من العيان والزئيات الوجودة قضايا كلية
عقلية فيكون إدراج العينات فيها هو قياس الشمول كالذي يسميه النطقيون القدمتان والنتيجة ويكون
اعتبار العي بالعن هو قياس التمثيل الامع الشترك سواء كان هو دليل الكم أو علة دليل الكم
والناس ف هذا القام منهم من يزعم أن القياس البهان هو قياس الشمول وأن قياس التمثيل ل يفيد
اليقي بل ل يسمى قياسا إل بطريق الجاز كما يقول ذلك من يقوله من أهل النطق ومن وافقهم من
نفاة قياس التمثيل ف العقليات والشرعيات كابن حزم وأمثاله ومنهم من ينفي قياس التمثيل ف العقليات
دون الشرعيات كأب العال ومتبعيه مثل الغزال والرازي والمدي وأب ممد القدسي وأمثالم ومنهم
من يعكس ذلك قيثبت قياس التمثيل ف العقليات دون الشرعيات كما هو قول أئمة أهل الظاهر مثل
داود بن علي وأمثاله
وقول كثي من العتزلة البغداديي كالنظام وأمثاله ومن الشيعة المامية كالفيد والرتضى
والطوسي وأمثالم وكثي من هؤلء يقول إن قياس التمثيل هو الذي يستحق أن يسمى قياسا على سبيل
القيقة وأما تسمية قياس الشمول قياسا فهو ماز كما ذكر ذلك الغزال وأبو ممد القدسي وغيها
والذي عليه جهور الناس وهو الصواب أن كليهما قياس حقيقة وأن كليهما يفيد اليقي تارة والظن
أخرى بل ها متلزمان فإن قياس التمثيل مضمونه تعلق الكم بالوصف الشترك الذي هو علة الكم أو
دليل العلة أو هو ملزوم للحكم وهذا الشترك هو الد الوسط ف قياس الشمول فإذا قال القايس نبيذ
النطة السكر حرام قياسا على نبيذ العنب لنه شراب مسكر فكان حراما قياسا عليه وبي أن السكر
هو مناط التحري فيجب تعلق التحري بكل مسكر كان هذا قياس تثيل وهو بنلة أن يقول هذا شراب
مسكر وكل مسكر حرام فالسكر الذي جعله ف هذا القياس حدا أوسط هو الذي جعله ف ذلك القياس
الامع الشترك الذي هو مناط الكم فل فرق بينهما عند التحقيق ف العن بل ها متلزمان وإنا
يتفاوتان ف ترتيب العان والتعبي عنها ففي الول يؤخر الكلم ف الشترك الذي هو الد الوسط وبيان
أنه مستلزم للحكم متضمن له يذكر الصل الذي هو نظي الفرع ابتداء وف الثان يقدم الكلم ف الد
الوسط يبي شوله وعمومه وأنه مستلزم للحكم ابتداء
والقصود هنا أنا إذا حكمنا بعقولنا حكما كليا يعم الوجودات أو يعم العلومات مثل قولنا إن
الوجود إما واجب وإما مكن وإما قدي وإما مدث وإما قائم بنفسه وإما قائم بغيه وإما مشار إليه وإما
قائم بالشار إليه وكل موجودين فأحدها إما متقدم على الخر وإما مقارن له وإما مباين له وإما مايث
له وقلنا إن الصانع إما أن يكون متقدما على العال أو مقارنا له وإما أن يكون خارجا عنه أو داخل فيه
كان علمنا بذه القضايا الكلية العامة بتوسط ما علمناه من الوجودات فإذا كنا نعلم أن العلوم إما أن
يكون موجودا وإما أن يكون معدوما فادعى مدع أن الواجب ل يقال إنه موجود ول معدوم أو ليس
بوجود ول معدوم كما يقول ذلك من يقوله من القرامطة الباطنية كنا وإن ل نشهد الغائب نعلم أن هذا
الب العام والقضية الكلية تتناوله وغيه وإذا قلنا لذا هل يكنك إثبات شيء ف الشاهد ليس بوجود ول
معدوم قال ل قلنا له فكيف تثبت ف الغائب ما ليس بوجود ول معدوم كنا قد أبطلنا قوله فإذا قال أنا
ل أصفه ل بذا ول بذا بل أنفى عنه هذين الوصفي التقابلي لن اتصافه بأحدها إنا يكون لو كان
قابل لحدها وهو ل يقبل واحدا منهما لنه لو قبل ذلك لكان جسما إذ هذه من صفات الجسام فإذا
قدرنا موجودا ليس بسم ل يقبل ل هذا ول هذا قيل له فهكذا سائر اللحدة إذا قالوا ل نصفه ل
بالياة ول بالوت ول بالعلم ول الهل ول القدرة ول العجز
ول الكلم ول الرس ول البصر ول العمى ول السمع ول الصمم لن اتصافه بأحدها فرع
لقبوله لحدها وهو ل يقبل واحدا منهما لن القابل للتصاف بذلك ل يكون إل جسما فإن هذه من
صفات الجسام فإذا قدرنا موجودا ليس بسم ل يقبل هذا ول هذا فما كان جوابا لؤلء اللحدة فهو
جواب لك فما تاطب به أنت النفاة الذين ينفون ما تثبته أنت ياطبك به الثبتون لا تنفيه أنت حذو
القذة بالقذة ونن نيبك با يصلح أن تيب أنت ونن به لسائر اللحدة فإن حجتك عليهم قاصرة
وبوثك معهم ضعيفة كما بينا ضعف مناظرة هؤلء اللحدة ف غي موضع
وذلك من وجوه
أحدها
أن يقال إن ما يقدر عدم قبوله لذا وهذا أشد نقصا واستحالة وامتناعا من وصفه بأحد
النقيضي مع قبوله لحدها وإذا قدرنا جسما حيا عالا قادرا سيعا بصيا متكلما كالنسان واللك
وغيها كان ذلك خيا من السم العمى الصم البكم وإن أمكن أن يتصف بضد الكمال وهذا
السم العمى الصم الذي يكن اتصافه بتلك الكمالت
أكمل من الماد الذي ل يكن اتصافه ل بذا ول بذا والسم الماد خي من العدم الذي
يكون ل مباينا لغيه ول مداخل له ول قديا ول مدثا ول واجبا ول مكنا فأنت وصفته با ل يوصف
به إل ما هو أنقص من كل ناقص الوجه الثان
أن يقال قولك فهذه م صفات الجسام لفظ ممل فإن عنيت أن هذه الصفات ل يوصف با
إل من هو من جنس الخوقات وإذا وصفنا الرب با لزم أن يكون من جنس الوجودات ماثل لا كان
هذا باطل فإنك ل تعلم أن هذه ل يوصف با إل ملوق فإن هذا أول السألة فلو قدرت أن تبي أن هذه
ل يوصف با إل ملوق ل تتج إل هذا الكلم ويقال لك ل سبيل لك إل هذا النفي ول دليل عليه
وإن قلت إن هذه الصفات توصف با الخلوقات وتوصف با الجسام قيل لك نعم وليس ف كون
الجسام الخلوقة توصف با ما ينع اتصاف الرب با هو اللئق به من هذا النوع كاسم الوجود
والثابت والق والقائم بنفسه ونو ذلك فإن هذه المور كلها توصف با الجسام الخلوقة فإن طرد
قياسه لزم اللاد الحض والقرمطة وأن يرفع النقيضي جيعا فيقول ل موجود ول معدوم ول ثابت ول
منتف ول حق ول باطل ول قائم بنفسه ول بغيه وهذا لزم قول من نفى هذه الصفات وحينئذ فيلزمه
المع بي النقيضي أو رفع
النقيضي ويلزمه أن يثله بالمتنعات والعدومات فل يفر من مذور إل وقع فيما هو شر منه
الواب الثالث
أن يقال لذا الناف للمباينة والداخلة أنت تصفه بأنه موجود قائم بنفسه قدي حي عليم قدير
وأنت ل تعرف موجودا هو كذلك إل جسما فل بد من أحد المرين إما أن تقول هو موجود حي
عليم قدي وليس بسم فيقال لك وهو أيضا له حياة وعلم وقدرة وليس بسم ويقال لك هو مباين للعال
عال عليه وليس بسم وإن قلت يلزم من كونه مباينا للعال عاليا عليه أن يكون جسما لن ل أعقل
الباينة والحايثة إل من صفات الجسام قيل لك ويلزم من كونه حيا عليما قديرا أن يكون جسما لنك
ل تعقل موجودا حيا عليما قديرا إل جسما فهذا نظي هذا فما تقوله ف أحدها يلزمك نظيه ف الخر
وإل كنت متناقضا مفرقا بي التامثلي وإما أن تقول أنا أقول إنه موجود قائم بنفسه حي عليم قدير لن
ذلك قد علم بالشرع والعقل وإن لزم أن يكون جسما التزمته لن لزم الق حق قيل لك وهكذا يقول
من يقول إنه فوق العال مباين له أنا أصفه بذلك لنه قد ثبت ذلك بالشرع والعقل وإذا لزم من ذلك أن
يكون جسما التزمته لن لزم الق حق
وإما أن تقول أنا ل أعرف لفظ السم أو تقول لفظ السم فيه إجال وإبام فإن عنيت به
السم العروف ف اللغة وهو بدن النسان ل أسلم أن ل أعلم موجودا حيا عالا قادرا إل ما كان مثل
بدن النسان فإن الروح هي أيضا حية عالة قادرة وليست من جنس البدن وكذلك اللك وغيه وإن
عنيت بالسم أنه يقبل التفريق والتجزئة والتبعيض بيث ينفصل بعضه عن بعض بالفعل قيل أنا أتصور
موجودا عالا قادرا قبل أن أعلم أنه يكن تفريقه وتبعيضه فل يلزم من تصوري للموجود الي العال
القادر أن يكون قابل لذا التفريق والتبعيض وإن عنيت بالسم أنه يكن أن يشار إليه إشارة حسية ل
يكن هذا متنعا عندي بل هذا هو الواجب فإن كل ما ل يكن أن يشار إليه ل يكون موجودا وإن
عنيت بالسم أنه مركب من الواهر النفردة السية أو من الادة والصورة اللذين يعلن جوهران
عقليان فأنا ليس عندي شيء من الجسام كذلك فضل عن أن يقدر مثل ذلك فإذا كنت نافيا لذلك ف
الخلوقات البسيطة فتنيه رب العالي عن ذلك أول وإن عنيت بالتبعيض أنه يكن أن يرى منه شيء
دون شيء كما قال ابن عباس وعكرمه وغيها من السلف ما يوافق ذلك ل أسلم لك أن هذا متنع
وإن عنيت بالسم أنه ياثل شيئا من الخلوقات ل نسلم اللزمة فأي شيء أجبت به اللحدة
من هذه الجوبة قال لك الثبت لباينته للعال وعلوه عليه مثل ما قلت أنت لؤلء اللحدة قال ما تعن
بقولك لو كان عاليا على العال مباينا له كان جسما إن عنيت أنه بدن ل نسلم لك اللزمة وإن عنيت
أنه يقبل التفريق والتبعيض فكذلك وإن عنيت أنه مركب من الواهر الفردة أو من الادة والصورة ل
نسلم اللزمة أيضا وإن عنيت أنه يكون ماثل لشيء من الخلوقات ل نسلم اللزمة وإن عنيت أنه
يشار إليه أو أنه يرى منه شيء دون شيء منع انتفاء اللزم والواب الرابع
أن يقال الكم بأن العلوم إما موجود وإما معدوم وأن الوجود إما قائم بنفسه وإما قائم بغيه
وإما واجب وإما مكن وإما قدي وإما مدث وإما متقدم على غيه وإما مقارن له وإما مباين لغيه وإما
مايث له وأن القائم بنفسه او القائم القابل لصفات الكمال إما حي وإما ميت وإما عال وإما جاهل وإما
قادر أو عاجز وأن ما ل يقبل ذلك أنقص ما يقبله وأن التصف بصفات الكمال أكمل من التصف
بصفات النقص ومن ل يقبل التصاف ل بذا ول بذا وهذه العلوم وأمثالا مستقرة ف العقول وهي إما
علوم ضرورية
أو قريبة من الضرورية والقطع با أعظم من القطع بوجود موجود ل يكن الشارة السية إليه
وأن الواجب الوجود ل يشار إليه فإن ما يشار إليه فهو جسم فلو أشي إليه لكان جسما وليس بسم
فإن هذه المور إما أن تكون معلومة الفساد بالضرورة أو بالنظر وإما أن تكون إذا علمت ل تعلم إل
بطرق نظرية فل يكن القدح با ف تلك القدمات الضرورية فالعتبار والقياس تارة يكون بلفظ الشمول
والعموم وتارة بلفظ التشبيه والتمثيل وكذلك إذا قلنا إما أن يكون قائما بنفسه أو بغيه أو قديا أو
مدثا أو واجبا أو مكنا فكذلك إذا قلنا إما أن يكون مباينا أو مايثا أو داخل أو خارجا فبي ابن
كلب وغيه من أئمة النظار لؤلء النفاة أنكم إذا جوزت خلو الرب عن الوصفي التقابلي الذين
يعلمون أنه يتنع خلو الوجود عنهما لزمكم مثل ذلك وأن تصفوه بسائر المتنعات فقال إذا وصفتموه
بأنه ل ماس ول مباين وأنتم تعلمون أن الوجود الذي تعرفونه ل يكون إل ماسا أو متباينا فوصفتموه با
هو عندكم مال فيما تعرفونه من الوجودات لزمكم أن تصفوه بأمثال ذلك من الحالت فتقولون ل
قدي ول مدث ول قائم بنفسه ول غيه ول حي ول ميت ول عال ول جاهل وأمثال ذلك وذكر
أيضا حجة أخرى رابعة فقال أليس يقال لا ليس بثابت
ف النسان ل ماس ول مباين فإذا قالوا نعم قيل فأخبونا عن معبودكم ماس أو مباين فإذا قالوا
ل يوصف بما قيل لم فصفة إثبات الالق كصفة عدم الخلوق فلم ل تقولون عدم كما تقولون
للنسان عدم إذا وصفتموه بصفة العدم يقول أنتم تعرفون أن سلب هذين التقابلي جيعا هو من
صفات العدومات فالوجود الذي تعرفونه القائم بنفسه ل يقال إنه ليس مباينا لغيه من المور القائمة
بأنفسها ول ماسا لا بلف العدوم فإنه يقال ل هو ماس لغيه ول مباين له فإذا وصفتموه بصفة
العدوم فجعلتم ما هو صفة لا هو عدم ف الوجودات صفة للخالق الوجود الثابت وحيئنذ فيمكن أن
يوصف بأمثال ذلك فيقال هو عدم كما يوصف ما عدم من الناسي بأنه عدم فقال لم إذا كان عدم
الوجود وجودا له فإذا كان العدم وجودا كان الهل عالا والعجز قوة أي إذا جعلتم العدوم الذي ل
يعقل إل معدوما جعلتموه موجودا أمكن حينئذ أن يعل الهل علما والعجز قوة والوت حياة والرس
كلما والصمم سعا والعمى بصرا وأمثال ذلك وهذا حقيقة قول النفاة فإنم يصفون الرب با ل
يوصف به إل العدوم بل يصفون الوجود الواجب بنفسه الذي ل يقبل العدم بصفات المتنع الذي ل
يقبل الوجود فإن كان هذا مكنا أمكن أن يعل أحد التناقضي صفه لنقيضه كما ذكر
ول ريب أن النفاة ل تقر بوصفه بالمتناع والعدم والنقائص ولكن تقول لنصفه ل بذا ول
بذا ل نصفه بالعلم ول بالهل ول الياة ول الوت ول القدرة ول العجز ول الكلم ول الرس فإذا
قيل لم إن ل يوصف بصفة الكمال لزم اتصافه بذه النقائص قالوا هذا إنا يكون فيما يقبل التصاف
بذا وهذا ويقول النطقيون هذان متقابلن تقابل العدم واللكة ل تقابل السلب والياب والتقابلن
تقابل السلب والياب ل يرتفعان جيعا بلف التقابلي تقابل العدم واللكة كالياة والوت والعمى
والبصر فإنما قد يرتفعان جيعا إذا كان الحل ل يقبلهما كالمادات فإنا ل تقبل الياة والبصر والعلم
ل يقل فيها أنا حية ول ميتة ول عالة ول جاهلة وقد أشكل كلمهم هذا على كثي من النظار وأضلوا
به خلقا كثيا حت المدي وأمثاله من أذكياء النظار اعتقدوا أن هذا كلم صحيح وأنه يقدح ف الدليل
الذي استدل به السلف والئمة ومتكلموا أهل الثبات ف إثبات السمع والبصر وغي ذلك من الصفات
وهذا من جلة تلبيسات أهل النطق والفلسفة الت راجت على هؤلء فأضلتهم عن كثي من الق
الصحيح العلوم بالعقل الصريح وجواب هذا من وجوه بسطناها ف غي هذا الوضع منها أن يقال فما
يقبل التصاف بذه الصفات مع إمكان
انتفائها عنه أكمل من ل يقبل التصاف با بال فاليوان الذي يقبل أن يتعاقب عليه العدم
واللكة فيكون إما سيعا وإما أصم وإما بصيا وإما أعمى وإما حيا وإما ميتا أكمل من الماد الذي ل
يقبل ل هذا ولهذا بل اليوان الوصوف بذه النقائض مع إمكان اتصافه بذا الكمال أكمل من الماد
الذي ل يقبل ذلك فإذا قلتم إن الوجود الواجب ل يقبل التصاف بصفات الكمال مع أن التصف
بالنقائص يكنه التصاف با جعلتموه أنقص من اليوانات وجعلتموه بنلة المادات وكان من وصفه
بذه النقائص مع إمكان اتصافه بالكمالت خيا منكم فمن وصفه بالعمى والصمم والعور مع إمكان
زوال هذه النقائص عنه كان خيا منكم وهم يشنعون با يكى عن بعض ضلل اليهود والنصارى من
أن ال ندم على الطوفان حت عض على إصبعيه وجرى الدم وبكى على الطوفان حت رمد وعادته
اللئكة وآل على نفسه أنه ل يغرق بنيه وأن بعض بن إسرائيل وجده ينوح على خراب بيت القدس
وف بعض كتب النصارى أنه ينام ومن قال إن بشرا كمسيح الدى ومسيح الضللة أنه ال مع كونه
يأكل ويشرب وأنه أعور وأمثال هؤلء الذين يصفونه بذه النقائص مع إمكان اتصافه
بالكمال هم خي من يقول ل يكن اتصافه بصفات الكمال بال بل من جعله يأكل ويشرب
فهو خي من يقول ل يكن أن يكون حيا ول عالا ول قادرا فإن الي الذي يأكل ويشرب خي من
الماد الذي ل يعلم ول يتكلم ول يسمع ول يبصر علم أن من نفى عنه صفات الكمال كان شرا من
جيع هذه الطوائف فإنم جعلوه كالعدوم أو الماد وهؤلء شبهوه باليوان الذي فيه صفة كمال مع
نوع من النقص فكان تعطيل الول له عن صفات الكمال وتثيله له بالعدومات والمادات شرا من
تعطيل هذا له عن بعض صفات الكمال مع إثباته لكثي من صفات الكمال وكان تشبيهه له باليوان
أمثل من تشبيه ذاك له بالماد والعدوم وهكذا من قيل له هو واجب فإنه إن ل يكن واجبا كان مكنا
وهو قدي فإنه إن ل يكن قديا كان مدثا وهو خالق فإن القائم بنفسه إن ل يكن خالقا كان ملوقا وهو
مباين للعال خارج عنه فإنه إن ل يكن مباينا له خارجا عنه كان داخل فيه مصور موزا ومن ذكر
ذلك المام أحد فيما خرجه ف الرد على الزندقة والهمية قال بيان ما أنكرت الهمية الضلل أن
يكون ال
على العرش قلنا ل أنكرت أن ال على العرش وقد قال ال عز وجل الرحن على العرش استوى
سورة طه 5فقالوا هو تت الرضي السابعة كما هو على العرش فهو على العرش وف السموات وف
الرض وف كل مكان ل يلو منه مكان ول يكون ف مكان دون مكان وتلوا آيات من القرآن وهو
ال ف السموات وف الرض سورة النعام 3فقلنا قد عرف السلمون أماكن كثية ليس فيها من عظم
الرب شيء فقالوا أي شيء قلنا أحشاؤكم وأجوافكم وأجواف النازير والشوش والماكن القذرة
ليس فيها من عظم الرب شيء وقد أخبنا أنه ف السماء فقال أأمنتم من ف السماء أن
يسف بكم الرض سورة اللك 16أم أمنتم من ف السماء أن يرسل عليكم حاصبا سورة
اللك 17وقال تعال إليه يصعد الكلم الطيب سورة فاطر 10وقال إن متوفيك ورافعك إل سورة
آل عمران 55وقال بل رفعه ال إليه سورة النساء 158وقال وله من ف السموات والرض ومن
عنده سورة النبياء 19وقال يافون ربم من فوقهم سورة النحل 50وقال ذي العارج سورة
العارج 3وقال وهو القاهر فوق عباده سورة النعام 18وقال وهو العلي العظيم سورة البقرة
255فهذا خب ال أنه ف السماء ووجدنا كل شيء أسفل مذموما بقول ال عز وجل إن النافقي ف
الدرك السفل من النار سورة النساء 145وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلنا من الن والنس
نعلهما تت أقدامنا ليكونا من السفلي سورة فصلت 29
وقلنا لم أليس تعلمون أن إبليس مكانه مكان فلم يكن ال ليجتمع هو و إبليس ف مكان واحد
ولكن معن قول ال عز وجل وهو ال ف السموات وف الرض سورة آل عمران 129يقول هو إله
من ف السموات وإله من ف الرض وهو ال على العرش وقد أحاط ال بعلمه ما دون العرش ل يلو من
علم ال مكان ول يكون علم ال ف مكان دون مكان وذلك قوله تعال لتعلموا أن ال على كل شيء
قدير وأن ال قد أحاط بكل شيء علما سورة الطلق 12ومن العتبار ف ذلك لو أن رجل كان ف
يديه قدح من قوارير صاف وفيه شيء صاف لكان بصر ابن آدم قد أحاط بالقدح
من غي أن يكون ابن آدم ف القدح وال وله الثل العلى قد أحاط بميع خلقه من غي أن
يكون ف شيء من خلقه وخصلة أخرى لو أن رجل بنآ دارا بميع مرافقها ث أغلق بابا وخرج منها
كان ابن آدم ل يفى عليه كم بيت ف داره وكم سعة كل بيت من غي أن يكون صاحب الدار ف
جوف الدار فال عز وجل وله الثل العلى قد أحاط بميع ما خلق وعلم كيف هو وما هو من غي أن
يكون ف شيء ما خلق وما تأول الهمية من قول ال عز وجل ما يكون من نوى ثلثة إل هو
رابعهم سورة الجادلة 7فقالوا إن ال عز وجل 4مقنا وفينا قال قلنا فلم قطعتم الب من أوله بأذن ال
كفر وإذا أردت أن تعلم أن الهمي كاذب على ال حي زعم أنه ف كل مكان ول يكون ف
مكان دون مكان فقل له أليس ال كان ول شيء فيقول نعم فقل له حي خلق الشيء خلقه ف نفسه أو
خارجا من نفسه فإنه يصي إل ثلثة أقاويل واحد منها إن زعم أن ال خلق ف نفسه فقد كفر حي زعم
أنه خلق الن والشياطي ف نفسه وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ث دخل فيهم كان هذا أيضا كفرا
حي زعم أنه دخل ف كل مكان وحش قذر ردىء وإن قال خلقهم خارجا عن نفسه ث ل يدخل فيهم
رجع عن قوله كله أجع وهو قول أهل السنة فقد بي المام أحد ما هو معلوم بصريح العقل وبديهته
من أنه ل بد إذا خلق اللق من أن يلقه مباينا له أو مايثا له ومع الحايثة إما
أن يكون هو ف العال وإما أن يكون العال فيه لنه سبحانه قائم بنفسه والقائم بنفسه إذا كان
مايثا لغيه فل بد أن يكون أحدها حال ف الخر بلف ما ل يقوم بنفسه كالصفات فإنا قد تكون
جيعا قائمة بغيها فهذا القسم ل يتج أن يذكره لظهور فساده وان أحدا ل يقول به إذ من العلوم لكل
أحد أن ال تعال قائم بنفسه ل يوز أن يكون من جنس العراض الت تفتقر إل مل يقوم به وكذلك
من هذا النس قول من يقول ل هو مباين ول مايث لا كان معلوما بصريح العقل بطلنه ل يدخله ف
التقسيم إذ من الستقر ف صريح العقل أن الوجود إما مباين لغيه وإما مداخل له فانتفاء هذين القسمي
يبطل قول من يعله ل مباينا ول مداخل كالعدوم وقول من يعله حال ف العال مفتقرا إل الحل
كالعراض إذ الفتقر إل الحل ل يقوم بنفسه ول يكون غنيا عما سواه فيمتنع أن يكون واجب الوجود
بنفسه وهذا 4ل يقل مثل هذا أحد من العقلء وإن قال بعضهم ما يستلزم ذاك فما كل من قال مذهبا
التزم لوازمه وقد نفى أيضا قول من يقول هو ف كل مكان بتقسيم آخر من هذا النس إذ القائل بأنه ل
داخل العال ول خارجه ل يكنه أن
ينفي قول من يقول إنه ف كل مكان لنه إن جوز وجود موجود ل داخل العال ول خارجه ول
يقبل الشارة إليه ل يكنه مع هذا السلب أن ينفي قول من يقول هو ف كل مكان ل كالسم مع
السم ول كالعرض مع العرض أو السم فإنه إذا احتج على نفي ذلك بأنه لو كان ف كل مكان للزم
احتياجه إل مل أو نو ذلك قال له النازع هو ف كل مكان وهو مع ذلك ل يتاج إل مل فإن
الحتاج إل الحل إنا هو العرض أو السم وهو ليس بسم ول عرض بل هو ل ماس للشياء ول مباين
لا إذ الماسة والباينة من صفات السم وهو ليس بسم كما قد يقول إنه ف كل مكان وليس بال
ول ماس ول مباين فإذا قال الناف هذا ل يعقل قال له نظيه الذي يقول ل داخل العال ول خارجه
وقولك أيضا ل يعقل فكل القولي مالف للمعروف ف العقول فليس إبطال أحدها دون الخر بأول
من العكس وإنا يكن أن يرد على الطائفتي أهل الفطر السليمة الذين ل يقولوا ما يناقض صريح العقل
ومن العلوم أن من قال إنه ف العال مثل كون القائم بنفسه ف
القائم بنفسه كان قوله أقل فسادا من قول من قال إنه ف العال كالقائم بغيه مع القائم بنفسه
فإن هذا ل يقوله عاقل فإذا بطل الول بطل الثان فأبطل المام أحد هذا القول أيضا فقال بيان ما
ذكره ال ف القرآن من قوله تعال وهو معكم سورة الديد 4وهذا على وجوه قول ال لوسى إنن
معكما سورة طه 46يقول ف الدفع عنكما وقال ثان اثني إذ ها ف الغار إذ يقول لصاحبه ل تزن
إن ال معنا سورة التوبه 40يقول ف الدفع عنا وقال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثية بإذن ال وال
مع الصابرين سورة البقرة 249يقول ف النصر لم على عدوهم وقال فل تنوا وتدعوا إل السلم
وأنتم العلون وال معكم سورة ممد 35ف النصر لكم على عدوكم
وقال يستخفون من الناس ول يستخفون من ال وهو معهم سورة النساء 108يقول بعلمه
فيهم وقال فلما تراءا المعان قال أصحاب موسى إنا لدركون قال كل إن معي رب سيهدين سورة
الشعراء 62 61يقول ف العون على فرعون قال فلما ظهرت الجة على الهمي لا ادعى على ال أنه
مع خلقه ف كل شيء غي ماس للشيء ول مباين منه فقلنا إذا كان غي مباين أليس هو ماسا قال ل قلنا
فكيف يكون ف كل شيء غي ماس له ول مباين له فلم يسن الواب فقال بل كيف فخدع الهال
بذه الكلمة وموه عليهم فقلنا له إذا كان يوم القيامة أليس أنا هو النة
والنار والعرش والواء قال بلى قلنا فأين يكون ربنا قال يكون ف الخرة ف كل شيء كما كان
حيث كانت الدنيا ف كل شيء قلنا فإن مذهبكم أن ما كان من ال على العرش فهو على العرش وما
كان من ال ف النة فهو ف النة وما كان من ال ف النار فهو ف النار وما كان من ال ف الواء فهو ف
الواء فعند ذلك تبي للناس كذبم على ال تعال فكان المام أحد وغيه من الئمة يبينون فساد قول
الهمية سواء قالوا إنه ف كل مكان أو قالوا ل داخل العال ول خارجه أوتن قالوا إنه ف العال من العال
أو خارج العال إذ جاع قولم أنه ليس مباينا للعال متصا با فوق العال ث هم مع هذا مضطربون
يقولون هذا تارة وهذا تارة ول يكن بعض طوائفهم أن يفسد مقالة الخرى لشتراكهم ف الصل
الفاسد ولذا كان الولية والتادية منهم الذين يقولون إنه ف كل
مكان يتجون على النفاة منهم الذين يقولون ليس مباينا للعال ول مداخل له بانا قد اتفقنا على
أنه ليس فوق العال وإذا ثبت ذلك تعي مداخلته للعال إما أن يكون وجوده وجود العال أو يل ف
العال أو يتحد به كما قد عرف من مقالتم والذين أنكروا اللول والتاد من الهمية ليست لم على
هؤلء حجة إل من جنس حجة الثبتة عليهم وهو قول الثبتة إن ما ل يكون ل داخل ول مباينا غي
موجود فإن أقروا بصحة هذه الجة بطل قولم وإن ل يقروا بصحتها أمكن إخوانم الهمية اللولية أن
ل يقروا بصحة حجتهم إذ ها من جنس واحد واعتب ذلك با ذكره الرازي ف الرد على اللولية فإنه
لا ذكر الكلم ف أنه يتنع حلول ذاته أو صفة من صفاته ف شيء ذكر أن النصارى تقول باللول تارة
والتاد أخرى قال واللول باطل لن اللول إنا يعقل إذا كان الال مفتقرا إل الحل فحلوله بصفة
الواز ينفي افتقار الال إل الحل وبصفه الوجوب يقتضي افتقار الواجب إل غيه وحدوثه أو قدم
الحل
قال فإن قلت إنه قد يقتضي اللول بشرط وجود الحل أو الحل يقتضي حلوله فيه فلم يلزم
قدم الحل ول حلول الواجب قلت كلها ينع وجوب اللول والتاد باطل لن التحدين إن بقيا عند
التاد أو عدما وحصل ثالث فل اتاد فإن بقي أحدها دون الخر فل اتاد لمتناع كون العدوم عي
الوجود قال الرازي ناظرت بعض النصارى فقلت تسلم أنه ل يلزم من عدم الدليل عدم الدلول قال
نعم فقلت فما الدليل على أنه تعال ل يل ف بدن زيد ول عمرو والذبابة والنملة فقال لنه ثبت ف حق
عيسى أنه أحيي الموات وأبرأ
الكمة والبرص ول يوجد ف حق غيه فقلت له فقد سلمت أنه ل يلزم من عدم الدليل عدم
الدلول ولنه ظهر على يد موسى قلب العصا ثعبانا وانقلب الشبة ثعبانا أعجب من انقلب اليت حيا
فهو أول بالدللة على اللول ف الملة قال وبالملة مذهب النصارى واللولية أخس من أن يلتفت
إليه قلت ما ذكره من إبطال اللول بإلزام النصارى كلم صحيح ولكن هذا إنا يستقيم على قول أهل
الثبات الثبتي لباينته للعال فأما على قول الهمية النفاة فل تستقيم هذه الجة وذلك أن اللولية على
وجهي أحدها أهل اللول الاص كالنصارى والغالية من هذه المة الذين يقولون باللول إما ف على
وإما ف غيه والثان القائلون باللول العام الذين يقولون ف جيع الخلوقات نوا ما قالته النصارى ف
السيح عليه السلم أو ما هو شر
منه ويقولون النصارى إنا كفروا لنم خصصوا كما يقول ذلك التادية أصحاب صاحب
الفصوص وأمثاله وهم كثيون ف الهمية بل عامة عباد الهمية وفقهائهم وعامة الذين ينتسبون إل
التحقيق من الهمية هم من هؤلء كابن الفارض وابن سبعي والقونوي والتلمسان وأمثالم فإذا قال
الهمي الذي يقول إنه ف كل مكان ويقول مع ذلك بأن وجوده غي وجود الخلوقات أو يقول بالتاد
من وجه والباينة من وجه كما هو قول ابن عرب وأمثاله كما حكى المام أحد عنهم يقول إنه ف كل
مكان ل ماس للمكنة ول مباين لا وأنه حال ف العال أو متحد به ل كحلول العراض والجسام ف
الجسام وأشباه ذلك فاحتج موافقوهم على نفي الباينة كالرازي وأمثاله با ذكروه من قولم اللول
إنا يعقل إذا كان الال مفتقرا إل الحل فإما أن يكون اللول جائزا أو واجبا فإن كان جائزا انتفى
افتقاره إل الحل فلزم المع بي النقيضي أن يكون مفتقرا إل الحل غي مفتقر إليه لكون حلوله جائزا
ل واجبا وإن كان اللول واجبا ل يكن الال واجبا بنفسه بل بغيه
قال لم اللولية قولكم اللول العقول يقتضي افتقار الال إل الحل إنا يكون إذا كان الال
عرضا فضل عن أن يكون جسما فضل عن أن يكون ل جسما ول عرضا فإما إذا قدر حال ليس بسم
ول عرض فلم قلتم إن حلوله يقتضي افتقاره إل الحل وقالوا لم إذا جوزت وجود موجود ل مباين لغيه
ول حال فيه فلم ل يوز وجود موجود حال ف غيه ليس مفتقرا إليه فإذا قلتم ل نعقل حال ف شيء
إل مفتقرا إليه قيل لكم هذا كما قلتموه للمثبتة هذا من حكم الوهم واليال لا قال الثبتة ل نعقل
موجودا إل مباينا لغيه أو مايثا له وهذا هو السؤال الذي أورده أحد من جهة الهمية حيث قالوا هو
ف كل مكان ل ماس ول مباين فضل عن أن يقولوا مفتقرا فإن الفتقار إنا يعقل ف حلول العراض
فأما حلول العيان القائمة بأنفسها ف العيان القائمة بأنفسها فل يب فيه الفتقار والقائلون باللول
إنا يقولون هو حلول عي ف عي ل حلول صفة ف مل فلهذا قال لم المام أحد وأمثاله أهو ماس أو
مباين فإذا سلبوا هذين التقابلي تبي مالفتهم لصريح العقل وكانت هذه الجة عليهم خيا من حجة
الرازي حيث إنه نفى حلول العرض ف مله فإن هذا ل يقله أحد
وكذلك ما نفاه من التاد ليس فيه حجة على ما ادعوه من التاد فإنم ل يقولون ببقائهما
بالما ول ببقاء أحدها وإنا يشبهون التاد باتاد الاء واللب والاء والمر واتاد النار والديد فقوله
هذا ليس باتاد نزاع لفظي فهم يسمون هذا اتادا فل بد من بيان بطلن ما أثبتوه من اللول والتاد
وإل كان الدليل منصوبا ف غي مل الناع وأما الئمة الذين ردوا على اللولية فأبطلوا نفس ما ادعوه
وإن كان هؤلء ل يقرون بأنا نقول باللول كما ل يقر القائلون بأنه ل داخل العال ول خارجه
بالتعطيل فلزوم اللول لؤلء كلزوم التعطيل لؤلء والتعطيل شر من اللول ولذا كان العامة من
الهمية إنا يعتقدون أنه ف كل مكان وخاصتهم ل تظهر لعامتهم إل هذا لن العقول تنفر عن التعطيل
أعظم من نفرتا عن اللول وتنكر قول من يقول إنه ل داخل العال ول خارجه أعظم ما تنكر أنه ف
كل مكان فكان السلف يردون خي قوليهم وأقربما إل العقول وذلك مستلزم فساد القول الخر
بطريق الول
ومن العجب أن الهمية من العتزلة وغيهم ينسبون الثبتي للصفات إل قول النصارى كما قد
ذكر ذلك عنهم أحد وغيه من العلماء وبذا السبب وضعوا على ابن كلب حكاية راجت على بعض
السبي إل السنة فذكروها ف مثالبه وهو أنه كان له أخت نصرانية وأنا هجرته لا أسلم وأنه قال لا أنا
أظهرت السلم لفسد على السلمي دينهم فرضيت عنه لجل ذلك وهذه الكاية إنا افتراها بعض
الهمية من العتزلة ونوهم لن ابن كلب خالف هؤلء ف إثبات الصفات وهم ينسبون مثبتة الصفات
إل مشابة النصارى وهم أشبه بالنصارى لنه يلزمهم أن يقولوا إنه ف كل مكان وهذا أعظم من قول
النصارى أو أن يقولوا ما ما هو شر من هذا وهو أنه ل داخل العال ول خارجه ولذا كان غي واحد
من العلماء كعبد العزيز الكي وغيه يردون عليهم بثل هذا ويقولون إذا كان السلمون كفروا من يقول
إنه
حل ف السيح وحده فمن قال باللول ف جيع الوجودات أعظم كفرا من النصارى بكثي وهم
ل يكنهم أن يردوا على من قال باللول إن ل يقولوا بقول أهل الثبات القائلي بباينته للعال فيلزمهم
أحد المرين إما اللول وإما التعطيل والتعطيل شر من اللول ول يكنهم إبطال قول أهل اللول مع
قولم بالنفي الذي هو شر منه وإنا يكن ذلك لهل الثبات وهم وإن قالوا إن مذهب النصارى
واللولية أخس من أن يلتفت إليه فل يقدرون على إبطاله مع قولم بالتجهم ولذا ل يكن فيما ذكروه
حجة على إبطاله فيلزمهم إما إمكان تصحيح قول النصارى واللولية وإما أبطال قولم وهذا ل حيلة فيه
لن تدبر ذلك وهب أنم يكنهم إبطال قول النصارى ف تصيصهم السيح باللول والتاد حيث يقال
إذا جوز اللول والتاد بالسيح جاز بغيه فإن القائلي بعموم اللول والتاد يلتزمون هذا ويقولون
النصارى كفرهم لجل التخصيص وكذلك عباد الصنام إنا أخطأوا من حيث عبدوا بعض الظاهر دون
بعض والعارف الحقق عندهم من ل يقتصر على بعض الظاهر والجال بل يعيد كل شيء كما قد
صرح بذلك ابن عرب صاحب الفتوحات الكية وفصوص الكم وأمثاله من أئمة هؤلء الهمية القائلي
بوحدة الوجود
الذين هم مققو أهل اللول والتاد ولذا كان هؤلء لم الظهور والستطالة على نفاة اللول
والباينة جيعا بل هؤلء يضعون لولئك ويعتقدون فيهم ولية ال وينصرونم على أهل اليان القائلي
بباينة الالق للمخلوق كما قد رأيناه وجربناه وسبب ذلك أن قول هؤلء اللولية والتادية مسقف
بالتأله والتعبد والتصوف والخلق ودعوى الكاشفات والخاطبات ونو ذلك ما ل يكاد يفهمه أكثر
النفاة فإذا كانوا ل يفهمون حقيقة قولم سلموا إليهم ما يقولونه وظنوا أن هذا من جنس كلم أكابر
أولياء ال الذين أطلعهم ال من القائق على ما يقصر عنه عقول أكثر اللئق وسلموا لم ما ل يفهمونه
من أقوالم كما يسلمون للنب ما ل يفهمونه من أقواله فيعظمون هؤلء كما يعظمون الرسول بثابة من
صدق ممدا رسول ال ومسيلمة الكذاب صدق كل منهما ف أنه رسول ال كحال أهل الردة الذين
آمنوا بسيلمة التنب مع دعواهم أنم مؤمنون بحمد رسول ال ول يعرفون ما بي قول هذا وقول هذا
من الناقضة والنافاة لعدم تققهم ف اليان بحمد رسول ال فهكذا نفاة العلو والصفات من الهمية
أو نفاة العلو وحده إذا سعوا النصوص اللية الثبتة للعلو والصفات أعرضوا عن فهم
معناها وإثبات موجبها ومقتضاها وآمنوا بألفاظ ل يعرفون مغزاها وآمنوا للرسول إيانا ممل
بأنه ل يقول إل حقا ول يكن ف قلوبم من العلم بباينة ال للقه وعلوه عليهم ما ينفون به بدعة
اللولية والتادية وأمثالم لن أحد التقابلي إنا يرتفع عن القلب بإثبات مقابله وأحد النقيضي ل يزول
عن القلب زوال مستقرا إل بإثبات نقيضه فإذا كان حقيقة المر أن الرب تعال إما مباين للعال وإما
مداخل له كان من ل يثبت الباينة ل يكن عنده ما يناف الداخلة بل إما أن يقر بالداخلة وإما أن يبقى
خاليا عن اعتقاد التقابلي التناقضي ول يكنه مع عدم اعتقاد نقيض قول أن يعتقد فساده ول ينكره ول
يرده بل يبقى بنلة من سع أن ممدا قال إنه رسول ال وأن مسليمة قال إنه رسول ال وهو ل يصدق
واحدا منهما ول يكذب واحد منهما فمثل هذا يتنع أن يرد على مسيلمة أو يكذبه فهكذا من كان ل
يقر بأن الالق تعال مباين للمخلوق ل يكنه أن يناقض قول من يقول باللول والتاد بل غايته أن ل
يوافقه كما ل يوافق قول أهل الثبات فهو ل يؤمن با قاله ممد رسول ال والؤمنون به ول با قاله
مالفوه الدجالون الكذابون من أهل اللول والتاد وغيهم من نفاة العلو
وقول النفاة للمباينة الداخلة جيعا لا كان ف حقيقة المر نفيا للمتقابلي التناقضي بنلة قول
القرامطة الذين يقولون ل حي ول ميت ول عال ول جاهل ول قادر ول عاجز كان قولم ف العقل
أفسد من قول من ل يؤمن بحمد ول بسيلمة فإن كلها مبطل لكن بطلن سلب النقيضي وما هو ف
معن النقيضي أبي ف العقل من القرار بنبوة رسول من رسل ال صلى ال عليهم أجعي فلهذا ل تكاد
تد أحدا من نفاة الباينة والداخلة جيعا أو من الواقفة ف الباينة يكنه مناقضة اللولية والتادية مناقضة
يبطل با قولم بل أي حجة احتج با عليهم عارضوه بثلها وكانت حجتهم أقوى من حجته فإذا قال
لم ل يعقل اللول إل حلول العرض فيكون الال مفتقرا إل الحل أو قال ما هو أبلغ من هذا ما احتج
به الئمة عليهم لو كان حال ل يل من الباينة والماسة فإن القائم بنفسه إذا حل ف القائم بنفسه ل يل
من هذا وهذا قالوا للنفاة هذا أنا يكون إذا كان الال متحيزا او قائما بتحيز أو قالوا هذا هو العقول
من حلول الجسام وأعراضها فأما إذا قدرنا موجودا قائما بنفسه ليس بسم ول متحيز ل يتنع أن
يكون حال بل افتقار إل الحل ول ماسة ول مباينة
فإن قال إخوانم من النفاة للعلو والباينة هذا ل يعقل قالوا لم إذا عرضنا على العقل وجود
موجود قائم بنفسه ل مباين للعال ول مايث له ول داخل فيه ول خارج عنه وعرضنا على العقل وجود
موجود ف العال قائم بنفسه ل ماس له ول مباين له وليس بسم ول متحيز أو وجود موجود مباين له
وليس بسم ول متحيز كان هذا أقرب إل العقل وذلك أن وجود موجود ل يشار إليه ول يكون
متحيزا ل جسما ول جوهرا إما أن يكون مكنا وإما أن ل يكون فإن ل يكن مكنا بطل قول من يثبت
موجودا ل داخل العال ول خارجه ول يشار إليه وكان حينئذ قول من أثبت موجودا خارج العال أو
داخله وقال إنه ل يشار إليه أقل فسادا ف العقل من هذا وإن كان وجود موجود ل يشار إليه ول يكون
جسما ول متحيزا مكنا ف العقل فمن العلوم إذا قيل مع ذلك إنه خارج العال ل يب أن يشار إليه ول
يكون جسما منقسما ول مطابقا موازيا ماذيا للعرش ل أكب منه ول أصغر ول مساويا وإن قيل مع
ذلك إنه حال ف العال ل يز أن يقال إنه ماس أو مباين لن الماسة والباينة عندهم من عوارض السم
الشار إليه فما
ل يكون جسما ل يشار إليه ل يوصف ل بذا ول بذا وإذا كان قائما بنفسه ل يشار إليه امتنع
أن يقال هو عرض أو كالعرض الفتقر إل الحل بل إثبات ما ل يشار إليه وهو داخل العال أو خارجه
أقرب إل ما تثبته العقول من إثبات ما ل يشار إليه ول هو داخل العال ول خارجه وما يقرر هذه
الجج أن هؤلء النفاة لا أرادوا بيان إمكان وجود موجود ل داخل العال ول خارجه وأن نفي ذلك
ليس معلوما بضرورة العقل احتجوا على ذلك بإثبات الكليات واحتجوا بأن الفلسفة وطائفة من
متكلمي السلمي من العتزلة والشيعة والشعرية أثبتوا النفس وقالوا إنا ل داخل البدن ول خارجه ول
توصف بركة ول سكون ول مباينة لغيها ول حلول فيه قالوا وقول هؤلء ليس معلوم الفساد
بالضرورة والثبتون لا طلبوا بيان فساد قولم بينوا أن الكليات وجودها ف الذهان ل ف العيان وأن
قول هؤلء معلوم الفساد بالضرورة حت عند جاهي التكلمي من العتزلة والشعرية والكرامية وغيهم
والقصود هنا أن يقال لؤلء إذا جوزت إثبات كليات ل
داخل العال ول خارجه مع أنا متعلقة بعينات بل جعلتموها جزءا من العينات حيث قلتم الطلق
جزء من العي وجوزت وجود نفوس مردات عقلية ل داخل العال ول خارجه مع أنا متعلقة بأبدان بن
آدم تعلق التدبي والتصريف وجوزت أيضا وجود نفس فلكية كذلك على أحد قوليكم فما الانع أن
يكون واجب الوجود مع تدبيه وتصريفه للعال متعلقا به تعلق النفوس بالبدان وتعلق الكليات بالعيان
والنصارى ل يصلون إل أن يقولوا إن اللهوت ف الناسوت كالنفس ف البدن بل مباينة اللهوت
للناسوت عندهم أعظم من مباينة النفس للبدن فإذا جوزت ما يكون ل داخل العال ول خارجه مع تعلقه
بالبدان أعظم من تعلق اللهوت بالناسوت عند النصارى أمكن أن يكون واجب الوجود متعلقا
بالبدان بل بالوجودات كلها كذلك وكان قول الهمية الذين يقولون إن اللهوت ف كل مكان أقرب
إل العقول من قول من يقول إن الجردات ف البدان والعيان وما يزيد المر وضوحا أن هؤلء
الفلسفة الشائي ومن وافقهم من التكلمة والتصوفة يثبتون خسة أنواع من الواهر واحد منها هو
الوهر الذي يكن إحساسه وهو السم ف اصطلحهم وأربعة هي جواهر عقلية ل يكن الحساس با
وهي العقل
والنفس والادة والصورة مع اتفاقهم على أن الجسام الحسوسة مركبة من الادة والصورة وها
جوهران عقليان كما يقولون إن العيان العينة الحسوسة فيها كليات طبيعية عقلية هي أجزاء منها فإذا
كان هؤلء يثبتون ف الواهر الحسوسة ومعها جواهر عقلية ل ينالا السن بال ويعلون هذا حال
وهذا مل ل يكنهم مع ذلك أن ينكروا كون الوجود الواجب هو حال أو مل لذه الحسوسات
وهذا هو الذي انتهى إليه مققوهم كابن سبعي وأمثاله فإنم جعلوا الوجود الواجب مع المكن كالادة
مع الصورة وكالصورة مع الادة أو ما يشبه ذلك يعلون الوجود الواجب جزءا من المكن كما أن
الطلق جزء من العي حت أن ابن رشد الفيد وأمثاله يعلون الوجود الواجب كالشرط ف وجود
المكنات الذي ل يتم وجود المكنات إل به مع أن الشرط قد يكون وجوده مشروطا بوجود الشروط
فيكون كل منهما شرطا ف وجود الخر وهذا حقيقة قولم يعلون الواجب مع المكن كل منهما
مفتقر إل الخر ومشروط به كالادة والصورة فابن عرب يعل أعيان المكنات ثابتة ف العدم والوجود
الواجب فاض عليها فل يتحقق وجوده إل با ول تتحقق ماهيتها إل به وبن قوله على أصلي فاسدين
أحدها أن الوجود واحد ليس هنا وجودان أحدها واجب بنفسه والخر بغيه والثان أن
وجود كل شيء زائد على حقيقته وماهيته وأن العدوم شيء موافقة لن قال هذا وهذا من العتزلة
والفلسفة ومن وافقهم من متأخري الشعرية فالقائق والذوات عنده ثابتة ف العدم ووجود الق فاض
عليها فكان كل منهما مفتقرا إل الخر ولذا يقول إن الق يتصف بميع صفات الخلوقات من
النقائض والعيوب وأن الخلوق يتصف بميع صفات ال تعال من صفات الكمال كما قال أل ترى
الق يظهر بصفات الحدثات وأخبا بذلك عن نفسه وبصفات النقص وصفات الذم أل ترى الخلوق
يظهر بصفات الق فهي من أولا إل آخرها صفات له كما أن صفات الحدثات حق للحق ولذا قال
فالمر الالق الخلوق والمر الخلوق الالق كل ذلك من عي واحدة ل بل هو العي الواحدة وهو
العيون الكثية فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر سورة الصافات
102فالولد عي أبيه فما رأى يذبح غي نفسه وفديناه بذبح عظيم سورة الصافات 107
فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان بل بكم ولد من هو عي الوالد وخلق منها زوجها سورة
النساء 1فما نكح سوى نفسه وقال فيعبدن وأعبده ويمدن وأحده وقال ولا كان فرعون ف مرتبة
الكم قال أنا ربكم العلى سورة النازعات 24أي وإن كان الكل أربابا بنسبة ما فأنا العلى منهم
با أعطيته من الكم فيكم ولا علمت السحرة صدق فرعون فيما قاله ل ينكروه وأقروا
بذلك وقالوا إنا تقضي هذه الياة الدنيا فاقض ما أنت قاض سورة طه 72فالدولة لك
فصح قوله أنا ربكم العلى سورة النازعات 24وإن كان عي الق وقال فكان موسى أعلم بالمر
من هارون لنه علم ما عبده أصحاب العجل لعلمه بأن ال قد قضى أن ل يعبد إل إياه وما حكم ال
بشيء إل وقع فكان عتب موسى على أخيه هارون لا وقع المر ف إنكاره وعدم اتساعه فإن العارف
من يرى الق ف كل شيء بل يراه عي كل شيء وقال ف قصة قوم نوح ومكروا مكرا كبارا سورة
نوح 22لن الدعوة إل ال مكر بالدعو فإنه ما عدم من البداية فيدعى إل الغاية
وقوله ادعوا إل ال عي الكر فأجابوه مكرا كما دعاهم مكرا فقالوا ف مكرهم ل تذرن
آلتكم ول تذرن ودا ول سواعا ول يغوث ويعوق ونسرا سورة نوح 23فإنم إذا تركوا هؤلء جهلوا
من الق على قدر ما تركوا من هؤلء فإن اللحق ف كل معبود وجها يعرفه من عرفه ويهله من جهله
كما قال ف الحمدين وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه سورة السراء 23أي حكم وفسر قوله قضى
بعن قدر ل بعن أمر قال وما حكم ال بشيء إل وقع والعارف يعرف من عبد وف أي صورة ظهر
حت عبد وأن التفريق والكثرة كالعضاء ف الصورة الحسوسة وكالقوى العنوية ف الصورة الروحانية
فما عبد غي ال ف كل معبود
وأمثال هذا الكلم كثي ف كلم هذا وأمثاله كابن سبعي الذي حقق قول هؤلء الفلسفة تقيقا
ل يسبق إليه وكان آخر قوله وأن ال ف النار نار وف الاء ماء وف اللو حلو وف الر مر وأنه ف كل
شيء تصوره ذلك الشيء كما قد بسط الكلم عليه غي هذا الوضع وكذلك ابن حوية الذي يتكلم
بنحو هذا ف مواضع من كلمه وكذلك ابن الفارض ف قصيدته الشهورة الت يقول فيها لا صلوات
بالقام أقيمها وأشهد فيها أنا ل صلت كلنا مصل واحد ساجد إل حقيقته بالمع ف كل سجدة
فإن العارف الحقق من هؤلء يقول أرسل من نفسه إل نفسه رسول بنفسه فهو الرسل
والرسل إليه والرسول ويقول من هو من أكب من أضلوه من أهل الزهادة والعبادة مع الصدق ف
تسبيحاته وأذكاره الوجود واحد وهو ال ول أرى الواحد ول أرى ال ويقول أيضا نطق الكتاب
والسنة بثنوية الوجود والوجود واحد ل ثنوية فيه ويكرر ذلك كما يكرر السلمون سبحان ال والمد
ل ول إله إل ال وال أكب وعنده أن هذا غاية التحقيق والعرفان ويىء من هو أفضل التكلمي من
النفاة للعلو يعتقد ف مثل هذا أنه كان من أفضل أهل الرض أو أفضلهم ويأخذ ورقة فيها سر مذهبه
يرقى با الرضى كما يرقى السلمون بفاتة الكتاب كما أخبنا بذلك الثقاة وهم يقدمون تلك الرقية
على فاتة الكتاب
ويقول من هو من شعرائهم العارفي وما أنت غي الكون بل أنت عينه ويشهد هذا السر من
هو ذائق
ويقول وتلتذ إن مرت على جسدي يدى لن ف التحقيق لست سواكم
وأمثال هذا كثي والتكلمة النفاة منهم من يوافق هؤلء ومنهم من ل يوافقهم ومن وافقهم
يقال له أين ذاك النفي ل داخل ول خارج من هذا الثبات وهو أنه وجود كل موجود فيقول هذا
حكم عقلي وهذا حكم ذوقي أو يرجع عن ذلك النفي ويقول الطلق جزء من العينات والوجود
الواجب للموجودات مثل الكلي الطبيعي للعيان كالنس لنواعه والنوع لشخاصه كاليوانية ف
اليوانات والنسانية ف الناسي وهذا غايته أن يعله شرطا ف وجود المكنات ل مبدعا فاعل لا فإن
الكليات ل تبدع أعيانا بل غايتها إذا كانت موجودة ف الارج أن تكون شرطا ف وجودها بل جزءا
منها ومن ل يوافقهم أكثرهم يسلمون لم أقوالم أو يقولون نن ل نفهم هذا أو يقولون هذا ظاهره
كفر لكن قد تكون له أسرار وحقائق يعرفها أصحابا
ومن هؤلء من يعاونم وينصرهم على أهل اليان النكرين للحلول والتاد وهو شر من ينصر
النصارى على السلمي فإن قول هؤلء شر من قول النصارى بل هو شر من ينصره الشركي على
السلمي فإن قول الشركي الذين يقولون إنا نعبدهم ليقربونا إل ال زلفى سورة الزمر 3خي من
قول هؤلء فإن هؤلء أثبتوا خالقا وملوقا غيه يتقربون به إليه وهؤلء يعلون وجود الالق وجود
الخلوق وغاية من تده يتحرى الق منهم أن يقول العال ل هو ال ول غي ال ولا وقعت منة هؤلء
اللحدة الشهورة وجرى فيها ما جرى من الحوال ونصر ال السلم عليهم طلبنا شيوخنا لنتوبم
فجاء من كان من شيوخهم وقد استعد لن يظهر عندنا غاية ما يكنه أن يقوله لنا ليسلم من العقاب
فقلنا له العال هو ال أو غيه فقال ل هو ال ول غيه وهذا ما كان عنده هو القول الذي ل يكن أحد
أن يالف فيه ولو علم أنا ننكره لا قاله لنا وكان من أعيان شيوخهم ومققيهم
ومن له أتباع ومريدون وله ولصحابه سلطان ودولة ومعرفة ولسان وبيان حت أدخلوا معهم من
ذوي السلطان والقضاة والشيوخ والعامة ما كان دخولم ف ذلك سببا لنتقاص السلم ومصيه أسوا
من دين النصارى والشركي لول ما من ال به من نصر السلم عليهم وبيان فساد أقاويلهم وإقامة
الجة عليهم وكشف حقائق ما ف أقوالم من التلبيس الذي باطنه كفر وإلاد ل يفهمه إل خواص
العباد والقصود هنا أن اللولية إذا أراد النفاة للمباينة واللول جيعا من متكلمة الفلسفة والعتزلة
والشعرية كابن سينا والرازي وأب حامد وأمثالم أن يردوا عليهم حجة عقلية تبطل قولم ل يكنهم
ذلك كما تقدم بل يلزم من تويزهم إثبات وجود ل داخل العال ول خارجه تويز قول اللولية ولذا
ل تد ف النفاة من يرد على اللولية ردا مستقيما بل إن ل يكن موافقا لم كان معهم بنلة الخنث
كالرافضي مع الناصب فإن الرافضي ل يكنه أن يقيم حجة على الناصب الذي يكفره علنا أو يفسقه فإنه
إذا قال للرافضي باذا عملت أن عليا مؤمن ول ل من أهل النة قبل ثبوت إمامته وهذا إنا يعلم بالنقل
والنقل إما متواتر وإما آحاد فإن قال له الرافضي با تواتر من إسلمه ودينه وجهاده وصلته وغي ذلك
من عباداته
قال له وهذا أيضا متواتر عن أب بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو ابن العاص وغيهم من
الصحابة وأنت تعتقد كفرهم أو فسقهم وقال له أيضا أنت تقول إن عليا كان يستجيز التقية وأن يظهر
خلف ما يبطن ومن كان هذا قوله أمكن أن يظهر السلم مع نفاقه ف الباطن فإن قال الرافضي
للناصب علمت ذلك بثناء النب وشهادته له باليان والنة كقوله لعطي الراية رجل يب ال ورسوله
ويبه ال ورسوله وقوله أما ترضى أن تكون من بنلة هارون من موسى ونو ذلك قال له الناصب قد
نقل أضعاف ذلك عن أب بكر وعمر وعثمان وأنت تطعن ف تلك النقولت أو تقول إنم ارتدوا بعد
موته فما يؤمنك إن كان قولك ف هؤلء صحيحا أن يكون على كذلك
وأيضا فهذه الحاديث إنا نقلها الصحابة الذين تذكر أنت كفرهم وفسقهم والكافر والفاسق
ل تقبل روايته فإن قال هذه نقلها الشيعة قال له الناصب الشيعة ل يكونوا موجودين على عهد النب
وهم يقولون إن الصحابة ارتدوا إل نفرا قليل إما عشرة أو أقل أو أكثر ومثل هؤلء يوز عليهم الواطأة
على الكذب فإن قال أنا أثبت إيانه بالقرآن كقوله تعال والسابقون الولون من الهاجرين والنصار
والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه سورة التوبة 100وقال ممد رسول ال والذين
معه أشداء على الكفاررحاء بينهم سورة الفتح 29وقال وكل وعد ال السن سورة النساء 95
وقوله لقد رضي ال عن الومني إذ يبايعونك تت الشجرة سورة الفتح 18قال له الناصب هذه
اليات تتناول أبا بكر وعمر وغيها من الهاجرين والنصار كما تتناول عليا ليس ف ظاهرها ما يص
عليا فإن جاز أن يدعى خروج هؤلء منها أو أنم دخلوا فيها ث خرجوا بالردة أمكن الوارج الذين
يكفرون عليا أن يقولوا مثل ذلك والقصود هنا أن الرافضة ل يكنهم إقامة حجة صحيحة على
الوارج وإنا يتمكن من ذلك أهل السنة والماعة الذين يقرون بعموم هذه اليات وتناولا
لهل بيعة الرضوان كلهم ويقرون بالحاديث الصحيحة الروية ف فضائل الصحابة وأنم كانوا صادقي
ف روايتهم فهم الذين يكنهم الرد على الوارج والروافض بالطرق الصحيحة السليمة عن التناقص
وهكذا الرد على الولية وبيان إبطال قولم بالق إنا يتمكن منه أهل السنه الثبتة لعلو ال على خلقه
ومباينته لم فإن قول هؤلء نقيض قول اللولية ومن علم ثبوت أحد النقيضي أمكنه إبطال ما يقابله
بلف قول النفاة فإنه متضمن رفع النقيضي أو ما ها ف معن النقيضي ورفع النقيضي أشد بطلنا من
إثبات أحدها بل أشد بطلنا من الناقض الباطل فإن رفعهما يعلم امتناعه بصريح العقل وأما انتفاء
أحدها فهو أخفى ف العقل من رفعهما فمن رفع النقيضي أو ما ف معناها ل يكنه إبطال قول من
أثبت أحدها وما من حجة يتج با من رفع التقابلي إل ويكن من أثبت أحدها أن يتج عليه با هو
أقوى منها من جنسها ولذا كان إطباق العقول السليمة على إنكار قول النفاة التقابلي أعظم من
إطباقها على إنكار قول اللولية لن الوجود الواجب الوجود كلما وصف بصفات العدومات المتنعات
كان أعظم بطلنا وفسادا من وصفه با هو أقرب إل الوجود وما يبي هذا أن الصفات السلبية ليس
فيها بنفسها مدح ول توجب
كمال للموصوف إل أن تتضمن أمر وجوديا كوصفه سبحانه بأنه ل تأخذه سنة ول نوم فإنه
يتضمن كمال حياته وقيوميته وكذلك قوله تعال وما مسنا من لغوب سورة ق 38متضمن كمال
قدرته وقوله ل يعزب عنه مثقال ذرة ف السموات ول ف الرض سورة سبأ 3يقتضي كمال علمه
وكذلك قوله ل تدركه البصار سورة النعام 103يقتضي عطمته بيث ل تيط به البصار
وكذلك نفي الثل والكفو عنه يقتضي أن كل ما سواه فإنه عبد ملوك له وذلك يقتضي من كماله ما ل
يصل إذا كان له نظي مستغن عنه مشارك له ف الصنع فإن ذلك نقص ف الصانع فأما العدم الحض
والنفي الصرف مثل كونه ل يكن رؤيته بال وكونه ل مباينا للعال ول مداخل له فإن هذا أمر يوصف
به العدوم فإن العدوم ل يكن رؤيته بال وليس هو مباينا للعال ول مداخل له والعدوم الحض ل
يتصف بصفة كمال ول مدح ولذا كان تنيه ال تعال بقوله سبحان ال يتضمن مع نفي صفات النقص
عنه إثبات ما يلزم ذلك من عظمته فكان ف التسبيح تعظيم له مع تبئته من السوء ولذا جاء التسبيح
عند العجائب الدالة على عظمته كقوله تعال سبحان الذي أسرى بعبده ليل سورة السراء 1وامثال
ذلك ولا قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون سورة
الصافات 180كان تنيهه عما وصفوه به متضمنا لعظمته اللزمة لذلك النفي وإذا كان
كذلك فنفاة النقيضي وما هو ف معن النقيضي ل يتضمن وصفهم له بذلك شيئا من الثبات ول
التعظيم بلف القائلي باللول ف جيع المكنة فإنم يصفونه با فيه تعظيم له ولذا يقول من يذر
الطائفتي إن هؤلء قصدوا تنيهه وهؤلء قصدوا تعظيمه فإذا كان التنيه إن ل يتضمن تعظيما ل يكن
مدحا كان من وصفه با فيه تعظيم أقرب إل العقول من وصفه با يشركه فيه العدوم من غي أن يكون
فيه تعظيم فلم يكن أولئك النفاة أن يبطلوا حجج هؤلء العظمي وإذا ردوا عليهم ببيان ما ف قولم من
إثبات ما ل يعقل أو التناقص قالوا لم إن ف قولم من إثبات ما ل يعقل ومن التناقص ما هو أعظم من
ذلك فإن قال النفاة هؤلء اللولية قد أثبتوا حلول يقتضي افتقاره إل الحل كالصورة مع الادة
وكالوجود مع الثبوت ونو ذلك ما يقتضي أن أحدها متاج إل الخر ونن قد بينا إنا يعقل اللول
إذا كان الال متاجا إل الحل وذلك باطل لن ذلك يناقض وجوبه كما تقدم فقد أبطلنا قول هؤلء
قيل عن هذا جوابان أحدها أنه ليس كل من قال باللول يقول بافتقاره إل الحل بل كثي من القائلي
باللول يقولون إنه ف كل مكان مع استغنائه عن
الحل وهو قول النجارية وكثي من الهمية وقول من يقول باللول الاص كالنصارى وغيهم
الثان أنه بتقدير أن يكون اللول مستلزما للفتقار فأنتم لن تثبتوا غناه عما سواه فإن طريقة الرازي
والمدى وأمثالما ف إثبات الصانع هي طريقة ابن سينا ف إثبات واجب الوجود وهذه الطريقة ل تدل
على إثبات موجود قائم بنفسه واجب الوجود وإن قيل إنا تدل على ذلك فلم تدل على أنه مغاير
للعال بل يوز أن يكون هو العال ومن طريقهم قال هؤلء بوحدة الوجود فإن طريقتهم الشهورة أن
الوجود ينقسم إل واجب ومكن والمكن ل بد له من واجب فيلزم ثبوت الواجب على التقديرين وهذا
القدر يدل على أنه ل بد من وجود واجب ومن قال كل موجود واجب فقد وف بوجب هذه الجة
ومن قال إن الوجود الواجب مع المكن كالصورة مع الادة أو كالوجود مع الثبوت فقد وف بوجب
هذه الجة بل ل يكنهم إثبات لوجود واجب مغاير للممكن إن ل يثبتوا أن ف الوجود ما هو مكن
يقبل الوجود والعدم وهم يدعون أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم قد يكون قديا أزليا ول يكنهم
إقامة دليل على ثبوت المكان بذا العتبار ولذا لا احتاجوا إل إثبات المكان استدلوا بأن الادث ل
بد له من مدث وأن الوادث مشهودة
وهذا حق لكنه يدل على أن الحدث ل بد له من قدي فيلزم ثبوت قدي لكن ل يلزم من ذلك
عندهم أن يكون واجب الوجود ثابتا إل بذلك التقسيم إذ كانوا يوزون على القدي أن يكون مكن
الوجود فإذا قالوا القدي إن كان مكنا فل بد له من واجب ل يكنهم إثبات واجب إل بإثبات هذا
المكن وهذا متنع وهو أيضا مستلزم للدور فإنه ل يكنهم إثبات واجب الوجود إل بإثبات مكن
الوجود ول يكن إثبات مكن الوجود إل بإثبات أن الحدث مكن وله فاعل وذلك ل يستلزم إل إثبات
قدي والقدي عندهم ل يب أن يكون واجب الوجود فل يكنهم أن يثبتوا واجب الوجود حت يثبتوا
مكن الوجود الذي قد يكون قديا وهذا ل يكن إثباته إل بإثبات المكن الذي هو حادث وهذا ل يدل
إل على إثبات قدي والقدي عندهم ل يستلزم أن يكون واجب الوجود وأيضا فإذا أثبتوا واجب الوجود
فإنم ل يثبتوا أنه مغاير لذه الشهودات إل بطريقة التركيب وهي باطلة وحينئذ فيمكن أن يقول لم
أهل اللول الواجب هو حال وإيضاح ذلك أنم قسموا الوجود إل واجب ومكن لكن جعلوا المكن
منه ما هو قدي ومنه ما هو مدث وحينئذ فل يكن إثبات الواجب إل بإثبات هذا المكن وهذا المكن
ل يكن إثباته وأيضا فهم ل يثبتون المكن إل بإثبات الادث والادث ل بد له من القدي والقدي ل
يستلزم أن يكون واجبا
وإذا قالوا القدي إن كان واجبا ثبت الواجب وإن كان مكنا ثبت الواجب فيلزم ثبوت الواجب
على التقديرين قيل هذا إذا صح لزم أنه ل بد من واجب كما أن الوجود مستلزم أنه ل بد من واجب
وهذا ما ل نزاع فيه لكنه ل يدل على أثبات صانع ول على أنه مغاير للفلك ول على أنه ليس بال بل
يستلزم أنه ل بد من موجود يتنع عدمه وهذا ما يوافق عليه منكرو الصانع والقائلون بقدم العال وأهل
اللول وغيهم فتبي أنه ليس ف كلمهم إبطال مذهب اللول والقصود هنا أن السلف والئمة كانوا
يردون من أقوال النفاة ما هو أقرب إل الثبات فيكون ردهم لا هو أقرب إل النفي بطريق الول وقول
النفاة لبماينته للعال ومداخلته له أبعد عن العقل من قول الثبتي لنه قائم بنفسه ف كل مكان مع نفي
ماسته ومباينته والسلف ردوا هذا وهذا وكان ذلك تنبيها على إبطال اللول بعن حلول العرض ف
الحل لكن هذا ل يقل به أحد وإن كان النفاة ل يكنهم إل إبطاله خاصة دون أقوال أهل اللول
العروفة عنهم وما يبي هذا أن الطوائف كلها اتفقت على إثبات موجود واجب بنفسه قدي أزل ل
يوز عليه العدم ث تنازعوا فيما يب له ويتنع عليه فالنفاة تصفه بذه الصفات السلبية أنه ل مباين
للعال ول مداخل ول فوق ول تت ول يصعد إليه شيء ول ينل منه شيء
ول يقرب إليه شيء ول يقرب هو من شيء وأمثال ذلك بل ويقولون أيضا إنه ل تكن رؤيته
ول غي ذلك من الحساس به ول يكن الشارة إليه وآخرون منهم يقولون ليس له علم ول قدرة ول
حياة ول غي ذلك من الصفات وآخرون يقولون ل يسمى موجودا حيا عالا قادرا إل مازا أو
بالشتراك اللفظي وأن هذه الساء ل تدل على معن معقول ويقولون إذا أثبتنا هذه الصفات لزم أن
يكون متحيزا والتحيز مركب أو كالوهر الفرد ف الصغر ونو ذلك فيفرون من هذه الصفات ل
عتقادهم أن ذلك يقتضى التجسيم والجسام عندهم موجودة لكنها عند بعضهم مدثة وعند بعضهم
مكنة فإذا وصفوا الواجب القدي بذلك لزم أن يكون عندهم مكنا أو مدثا وذلك يناف وجوبه وقدمه
ويقولون إن هذه القدمات معلومة بالنظر وأما الثبتون فيقولون الوصوف بذه الصفات السلبية ل يكون
إل متنعا والمتناع يناف الوجود فضل عن وجوب الوجود فيقولون إن الواصفي له بذه الصفات
وصفوه با ل يتصف به إل ما يتنع وجوده ومن وصف ما يب وجوده با يتنع وجوده فقد جعله دون
العدوم المكن الوجود ويقولون إن هذه القدمات معلومة بالضرورة فهم يقولون لولئك أنتم قررت من
وصفه بالمكان فوصفتموه بالمتناع ومن وصفه بالدوث فوصفتموه بالعدم
ويقولون إن الجسام الامدة خي من الوصوف بذه الصفات فضل عن الجسام الية الناقصة
فضل عن الجسام الية الكاملة ومن العلوم أنه إذا دار المر بي جسم حي كامل وبي معدوم أو متنع
كان ذلك خيا من هذا وإذا كانت هذه التنيجة لزمة لقدمات يقول أهلها إنا معلومة بالضطرار
كانت أثبت من مقدمات يقول أهلها أنتم ل تعلمونا إل بالنظر مع اختلفهم ف كل مقدمة منها فعلم
بذلك أن الثبتة هم أقطع با يقولونه وأشد تعظيما لا يثبتونه وأن النفاة أقرب إل الظن وأبعد عن التعظيم
والثبات يبي ذلك أن عمدة النفاة على أنه لو ثبتت هذه الصفات من العلو والباينة ونو ذلك للزم أن
يكون جسما وكون الواجب القدي جسما متنع وهذه القدمة هي نظرية باتفاقهم وكل طائفة منهم
تطعن ف طريق الخرين والعمدة فيها طريقان طريق الهمية والعتزلة وطريق الفلسفة ومن وافق على
هذه القدمة من الفقهاء وأهل الكلم من الشعرية وغيهم فهو تبع فيها إما للمعتزلة والهمية وإما
للفلسفة فاما العتزلة والهمية فطريقهم هي طريق العراض والركات
وأنه لو ثبت للقدي الصفات والفعال لكان مل للعراض والركات وذلك يقتضي تعاقبها عليه
وذلك يوجب حدوثه وقد عرف أن الفلسفة مع طوائف من أهل الديث والفقه والتصوف والكلم
يطعنون ف هذه الطريقة وقد صنف الشعرى نفسه كتابا بي فيه عجز العتزلة عن إثبات هذه الطريق
كما سيأت بيان ذلك وأما طريقة الفلسفة فهي مبنية على أن واجب الوجود ل يكون متصفا بالصفات
لن ذلك يستلزم التركيب وقد علم ما بينه نظار السلمي من فساد هذه الطريق فإذا ليس بي النفاة
مقدمة اتفقوا عليها يبنون عليها النفي بل هم يشتركون فيه كاشتراك الشركي وأهل الكتاب ف تكذيب
الرسول واشتراك أهل البدع ف مالفة الديث والسنة ومآخذ كل فريق غي مآخذ الخر وإذا كانت
مقدماتم ليست ما اتفقوا عليه بل ول اتفق عليه أكثرهم بل أكثرهم ينكر صدق جيعها علم أنا ليست
مقدمات فطرية ضرورية لن الضرويات ل ينكرها جهور العقلء الذين ل يتواطأوا عليها ول يكفي أن
تكون بعض القدمات معلومة بل لبد أن تكون الميع معلومة وما ل تكن معلومة بالضرورة فل بد أن
تستلزمها مقدمات ضرورية وليس معهم شيء من ذلك بل غاية
هؤلء لفظ التركيب وأنه ل يكون واجبا وقد علم ما ف ذلك من الجال والشتراك وغاية
هؤلء أن العراض ل تبقى وجهور العقلء يالفون ف ذلك وأن الفعال يب تناهيها وقد علم نزاع
العقلء فيها وجهورهم ينعون امتناع تناهيها من الطرفي وقد ذكرنا اعتراض الرموي وغيه على
شيوخه ف هذه القدمات وقد سبقه إل ذلك الرازي وغيه وقدحوا فيها قدحا بينوا به فسادها على وجه
ل يعترضوا عليه وإن كان الرازي يعتمدها ف مواضع أخر فنظره استقر على القدح فيها وكذلك الثي
البري ف كتابه العروف بتحرير الدلئل ف تقرير السائل هو وغيه قدحوا ف تلك الطرق وبينوا فساد
عمدة الدليل وهو بطلن حوداث ل أول لا وذكر البري الدليل التقدم دليل الركة والسكون وقولم
لو كان السم أزليا لكان إما متحركا وإما ساكنا والقسمان باطلن أما الول فلنا لو كانت متحركة
للزم المع بي السبوقية بالغي وعدم السبوقية بالغي لن الركة تقتضي السبوقية بالغي والزل يقتضي
عدم السبوقية فيلزم المع بينهما ولنا لو كانت متحركة لكانت بال ل يلو عن الوادث وكل ما ل
يلو عن الوادث فهو حادث وإل لكان الادث أزليا وهو مال ولنا لو كانت متحركة
لكانت الركة اليومية موقوفة على انقضاء ما ل ناية له وانقضاء ما ل ناية له مال والوقوف
على الحال مال ولنا لو كانت متحركة لكان قبل كل حركة حركة أخرى ل إل أول وهو مال
ولن الاصل من الركة اليومية إل الزل جلة ومن الركة الت قبل الركة اليومية إل الزل جلة
أخرى فتطبق إحداها على الخرى بأن يقابل الزء الول من الملة الثانية بالزء الول من الملة
الول والثان بالثان فإما أن يتطابقا إل غي النهاية أو ل يتطابقا فإن تطابقا كان الزائد مثل الناقص وإن
ل يتطابقا لزم انقطاع الملة الثانية وإذا لزم انقطاع الملة الثانية لزم انقطاع الملة الول أيضا لن
الول ل تزيد على الثانية إل برتبة واحدة ث تكلم على تقدير السكون وهذا هو الذي تقدم ذكر
الرازي له ومن تدبر كتب أهل الكلم من العتزلة وغيهم ف حدوث الجسام علم أن هذا عمدة القوم
قال البري والعراض على قوله يلزم السبوقية بالغي وعدم السبوقية بالغي قلنا ل نسلم وإنا يلزم المع
بينهما أن لو كان الواحد مسبوقا بالغي وغي مسبوق بالغي وليس كذلك فإن السبوق بالغي ل يكون
إل الركة وغيالسبوق بالغي هو السم فل يلزم المع بي السبوقية وعدم السبوقية ف شيء واحد
قلت وهذا العتراض فيه نظر ولكن العتراض التقدم وهو
أن السبوق لغي آحاد الركةل جنسها فكل من أجزائها مسبوق بالغي وأما النس ففيه الناع
اعتراض جيد وإل فإذا كانت الركة من لوازم السم ل يكن سابقا لا فكيف يقال إن الركة مسبوقة
بالسم وكأن البري ل يفهم مقصود القائل إن الركة تقتضي السبوقية بالغي فظن أنه أراد أنا
مسبوقة بالسم وإنا أراد أن الركة تقتضي أن يكون بعض أجزائها سابقا على بعض قال البري وأما
قوله لو كانت متحركة لكانت بالة ل تلو عن الوادث وما ل يلو عن الوادث فهو حادث قلنا ل
نسلم قوله لو ل يكن كذلك لكان الادث أزليا قلنا ل نسلم وإنا يلزم ذلك لو كانت الادث الواح 4
د يصي بعينه أزليا وليس كذلك بل يكون قبل كل حادث آخر ل إل أول فل يلزم قدم الادث أما قوله
فإنا لو كانت متحركة لكان الادث اليومي موقوفا على انقضاء ما ل ناية له قلنا ل نسلم بل يكون
الادث اليومي مسبوقا بوادث ل أول لا ول قلتم بأن ذلك غي جائز والناع ما وقع إل فيه واما قوله
بأن الاصل من الركة اليومية إل الزل جلة قلنا ل نسلم وإنا يلزم ذلك أن لو كانت الركات متمعه
ف الوجود ليحصل منها جلة ومموع واستدل هو على حدوث العال بأن صانع العال إن كان موجبا
بالذات لزم دوام آثاره فل يكون ف الوجود حادث وإن كان
فاعل بالختيار امتنع أن يكون مفعوله أزليا لنه يكون قاصدا إل إياد الوجود وتصيل الاصل
مال وقد اعترض بعضهم على دليله بأنه يوز ان يكون بعضه حادثا له فاعل بالختيار وبعضه قدي له
موجب بالذات وجوزه بعضهم بأنه يوز أن يكون موجبا بالذات ومعلوله فاعل بالختيار أحدث غيه
قلت وهذا العتراض ساقط لن ما كان فاعل بالختيار فحدوث فعله بعد أن ل يكن حادث من
الوادث فإذا كان مفعول لعلة تامة موجبة امتنع أن يتخلف عنها معلولا ول يوز أن يدث عنها شيء
ول عن لزمها ول لزم لزمها وهلم جرا وإن قدر أن البعض الادث له فاعل واجب بنفسه غي فاعل
للخر فهذا مع انه ل يقله أحد وأدلة التوحيد للصانع تبطله فهو يبطل حجة القائلي بالقدم لن عمدتم
أن الواجب بنفسه ل يتأخر عنه فعله فإذا جوزوا تأخر فعله عنه بطل أصل حجتهم وهذا الدليل الذي
احتج به قد ذكرنا ف غي موضع أنه يبطل قول الفلسفة بانه صدر عن علة موجبة وان قولم هذا
يتضمن حدوث الوادث بل سبب وأما الفاعل باختياره يتنع أن يقارنه فعله فقد تكلمنا على هذا ف
غي هذا الوضع ولكن نبي فساد قول الفلسفة بأن يقال الفاعل بالختيار إما أن يوز أن يقارنه فعله
وإما أن يب تأخره فإن وجب تأخره بطل قولم بقدم العال فإن الفعل إذا لزم تأخره كان تأخر الفعول
أول إن جعل الفعول غي الفعل وإن جعل العفول هو
الفعل فقد لزم تأخره فتأخره لزم على التقديرين وإن جاز مقارنة فعله له فإما أن يكون التسلسل
مكنا وإما أن يكون متنعا فإن كان متنعا لزم أن يكون للحوادث أول وحينئذ فإذا كان الفعل القارن
قديا ل يقدح هذا ف وجوب حدوث الفعولت وهذا يقوله من يقول إنه أحدث الوادث يتخليق قدي
أزل قائم بذاته كما تقول ذلك طوائف من السلمي وإن كان التسلسل مكنا أمكن أن يكون بعد ذلك
الفعل فعل آخر وبعده فعل آخر وهلم جرا وأن تكون هذه الفلك حادثة بعد ذلك كما أخبت به
النصوص وهو الطلوب والبري وغيه اعترضوا على هذه القدمة لا ذكروها ف حجة من احتج على
حدوث العال بانه مكن وكل مكن فهو مدث لن الؤثر فيه إما أن تؤثر فيه حالة وجوده وهو باطل
لن التأثي حالة الوجود يكون إياد الوجود وتصيل الاصل وهو مال وإما حال العدم وهو مال لنه
يستلزم المع بي الوجود والعدم فتعي أن يكون ل حال الوجود ول حال العدم وهو حال الدوث
فاعترض البري وغيه على ذلك بأنه ل ل يوز أن يكون التأثي حال الوجود قوله يكون تصيل
للحاصل قلنا ل نسلم لن التأثي عبارة عن كون الرجح مترجح الوجود على العدم بالؤثر وجاز أن
يكون المكن مترجح الوجود على العدم حال الوجود فيقول له من يعارضه ف دليله مثل ذلك فإذا قال
لو كان الفعل الذي فعله الفاعل الختار أزليا لكان الفاعل قاصدا إل إياد الوجود وتصيل الاصل
قالوا بل وجود الوجود وحصول الاصل مقصده واختياره فقولك لو كان قاصدا إل إياد
الوجود إن أردت إل إياد ما هو موجود بدون قصده فهذا منوع وإنا يستقيم هذا إذا ثبت أن الزل
ل يكن أن يكون مرادا مقصودا وهو أول السألة وإن أردت إل إياد ما هو موجود بقصده فهذا هو
الدعى فكأنك قلت لو كان مقصودا لزل موجودا بقصده لكان موجودا بقصده وإذا كان هذا هو
الدعي فلم قلت إنه مال ولكن يلزم هؤلء على هذا التقدير أن ل يكون فرق بي الوجب بالذات
والفاعل بالختيار وهم يقولون إن أريد بالوجب بالذات أنه ل يزل فاعل فهذا ل ينع كونه متارا على
هذا التقدير وإن أريد به ما يلزمه موجبه ومعلوله فهذا أيضا ل ينع كونه متارا أيضا على هذا التقدير
وهذا القسم باطل بل شك سواء سى موجبا أو متارا لن ذلك يستلزم ان ل يدث شيء من الوادث
فإن موجبه إذا كان لزما له ولزم اللزم لزم كانت جيع الوجبات لوازم قدية فل يكون شيء من
الحدثات صادرا عنه ول عن غيه إذ القول ف كل ما يقدر واجبا كالقول فيه فيلزم أن ل يكون
للحوادث فاعل ول ريب أن هذا لزم للفلسفة الدهرية الليي وغيهم كأرسطوا والفاراب وابن سينا
لزوما ل ميد عنه وأن قولم يستلزم أن
ل يكون للحوادث فاعل وأن هذه الوادث المكنة حصلت بعد عدمها من غي واجب ول
فاعل وإما القسم الول وهو كونه ل يزل فاعل سواء سى موجبا أو متارا فهذا ل يوجب قدم هذا
العال لمكان توقفه على أفعال قبل ذلك كما تدث سائر الوادث الزئية
فصل
والقصود ف هذا القام أن هؤلء النفاة للعلو الباينة ل يتفقوا على مقدمة واحدة يبنون عليها
مطلوبم بل كل منهم يقدح ف مقدمة الخر وإذا كان اتفاقهم على النفي مبنيا على القدمات الت با
اعتقدوا النفي وتلك القدمات متنازع فيها بينهم ليس فيها مقدمات متفق عليها تبن عليها النتيجة
الذكورة علم أن ما اشتركوا فيه من التنيجة كان من لوازم ما اعتقدوه من القضايا الختلف فيها ل
القضايا الضرورية وحينئذ فاتفاقهم على النفي ل ينع أن يكون اتفاقا على خلف العلوم بالضرورة كما
لو كان لرجل مال كثي وله غرماء كثيون فأقام كل منهم شاهدين بقدر من الال واستوفاه حت استوف
الال كله وكل من الغرماء يقدح ف شهود الخر كان اللزم من الكم بشهادة الشهود كلهم أخذ مال
ذلك الرجل كله ول يقال إن هؤلء عدد كثي ل يتفقون على الكذب فإنم ل يتفقوا على خب واحد بل
كل طائفة
أخبت بب تكذبا فيه الخرى ولزم من مموع الخبار أخذ الال فهم ل يبوا بقضية واحدة
توجب أخذ الال بل الكذب مكن عليهم كلهم كذلك التفقون على رد بعض ما أخب به الرسول
وعلم بضرورات العقول يكن أن يقع منهم على هذا الوجه وهذا كاشتراك الكفار ف تكذيب الرسول
وقول هؤلء هو ساحر وهؤلء هو كاهن وهؤلء هو منون فهم ف القيقة متلفون ل متفقون وأيضا
فاتفاق العدد الكثي على تعمد الكذب الذين يعلمون أنه كذب يوز إذا كان ذلك عن تواطئ منهم وأما
اتفاق اللق الكثي على الكذب خطأ فهو مكن بالنظر والمور الضرورية فقد يعب عنها بعبارات فيها
إجال واشتباه يظن كثي من الناس أن مفهومها ل ياف الضرورة وإنا يعلم أنا مالفة للضرورة من ميز
بي معانيها وفصل العن الخالف للضرورة من غيه فإذا كان قد سبق قليل من الناس إل اعتقاد خطأ
يتضمن مالفة الضرورة كان هذا جائزا باتفاق العقلء فإن السفسطة توز على الطائفة القليلة تعمدا
فكيف خطأ فإذا تلقى تلك القوال عن أولئك السابقي إليها عدد آخرون واشتهرت بي من اتبعهم
فيها صاروا متواطئي على قبولا لا فيها من الشتباه والجال مع تضمنها مالفة الضرورة وإن كان كثي
من القائلي با أو أكثرهم ل يعلمون ذلك وهذا هو السبب ف اتفاق
طوائف كثية على مقالت يعلم أنا باطلة بضرورة العقل كمقالت النصارى والرافضة والهمية
ث إن التقدمي من النظار يكمون إجاع اللئق على نقيض قول النفاة كما ذكروه أبو ممد عبد ال
بن سعيد بن كلب إمام الشعرى وأصحابه ذكره ف كتاب الصفات ما نقله عنه أبو بكر بن فورك
فقال ف كتاب الصفات ف باب القول ف الستواء فرسول ال وهو صفوة ال من خلقه وخيته من بريته
وأعلمهم جيعا به ييز السؤال بأين ويقوله يستصوب قول القائل إنه ف السماء ويشهد له باليان عند
ذلك وجهم بن صفوان وأصحابه ل ييزون الين زعموا وييلون القول به ولو كان خطأ كان رسول
ال أحق بالنكار له وكان ينبغي أن يقول لا ل تقول ذلك فتوهي أن ال عز وجل مدود وأنه ف
مكان دون مكان ولكن قول إنه ف كل مكان دون مكان لنه الصواب دون ما قلت
كل لقد أجازه رسول ال مع علمه با فيه وأنه أصوب القاويل والمر الذي يب اليان لقائله
ومن أجله شهد لا باليان حي قالته فكيف يكون الق ف خلف ذلك والكتاب ناطق به وشاهد له
قال ولو ل يشهد لصحة مذهب الماعة ف هذا الفن خاصة إل ما ذكرنا من هذه المور لكان فيه ما
يكفي كيف وقد غرس ف بنية الفطرة ومعارف الدميي من ذلك ما ل شيء أبي منه ول أوكد لنك ل
تسأل أحدا من الناس عنه عربيا ول عجميا ول مؤمنا ول كافرا فتقول أين ربك إل قال ف السماء إن
أفصح أو أوما بيده أو أشار بطرفه إن كان ل يفصح ل يشي إل غي ذلك من أرض ول سهل ول جبل
ول رأينا أحدا داعيا له إل رافعا يديه إل السماء ول وجدنا أحدا غي الهمية يسأل عن ربه فيقول ف
كل مكان كما يقولون وهم يدعون أنم أفضل الناس كلهم فتاهت العقول وسقطت الخبار واهتدى
جهم وحده وخسون رجل معه نعوذ بال من مضلت الفت فقد ذكر ابن كلب ف هذا الكلم أن
العلم بأن ال فوق فطرى مفروز ف فطر العباد اتفق عليه عامتهم وخاصتهم وأنه ل يالف الماعة ف
ذلك إل نفر قليل يدعون أنم أفضل الناس جهم ونفر قليل معه وبي أيضا ابن كلب أن قول الهمية
هو نظي قول الدهرية وهو كما قال فإن منتهى كلم الهمية إل أنه ل موجود إل العال قال يقال
للجمهية أليست الدهرية كفارا ملحدين ف قولم
إن الدهر هو واحد إل أنه ل ينفك عن العال ول ينفك العال منه ول يباين العال ول يباينه ول
ياس العال ول ياسه ول يداخل شيئا من العال ول يداخله لنه واحد والعال غي مفارق له فإذا قالوا
نعم قيل لم صدقتم فلم أثبتم العبود بعن الدهر وأكفرت من قال بثل مقالتكم وهل تدون بينكم
وبينهم فرقا أكثر من أن سيتموه بغي ما سوه به وقد قلتم إنه غي مفارق للعال ول العال مفارق له ول
هو داخل ف العال ول العال داخل فيه ول ماس للعال ول العال ماس له فأين تذهبون يا أول اللباب
إن كنتم تعقلون من أول أن يكون قد شبه ال بلقه نن أو أنتم ول رجعتم على من خالفكم بالتكفي
وزعمتم أنم قد كفروا لنم قالوا واحد منفرد بائن فلم ل كنتم أول بالكفر والتشبيه منهم إذ زعمتم
مثل زعم اللحدين وقلتم مثل مقالة الخالفي الضالي وخرجتم من توحيد رب العالي قال وكذلك
مشاركتكم الثنوية ف إلادهم لا قالوا إن الشياء من شيئي ل تنفك منهما ول ينفكان منها وإن الشياء
تولدت عنهما ومنهما وأن النور والظلمة ل ناية لما ف أنفسهما وأن أحدها مازج الخر فتولدت
الشياء منهما وقلتم لم كيف يكون ما ل ناية له يفعل شيئا ل ف نفسه وكيف يىء ما ل ناية له
فيكون ف غيه فقيل لكم مثل ذلك كيف يكون مال ناية له يفعل شيئا ل ف نفسه ول بائنا من نفسه
ويلزمكم إذا زعمتم أنه ل تفاق النور والظلمة أن
اللق تولدوا منه كما ألزمكم النانية حيث زعموا أن النور والظلمة أصل الشياء وأن الشياء
تدث منهما وأنما ل ينفكان ما كان بعدها ول ينفك عنهما كذلك زعمتم أن الواحد الذي ليس
كمثله شيء سورة الشورى 11تعال عما قلتم كان ل ناية له ث خلق الشياء غي منفكة منه ول هو
منفك منها ول يفارقها ول تفارقه فأعظمتم معناهم ومنعتم القول والعبارة فيقال هذا الذي ذكره ابن
كلب من موافقة الهمية ف القيقة للدهرية والثنوية يققه ما فعلته غالية الهمية من القرامطة الباطنية
فأنم ركبوا لم قول من قول الفلسفة الدهرية وقول الجوس الثنوية وقولم هو منتهى قول الهمية
وكان ذلك مصداق قول النب ف الديث الصحيح لتأخذن أمت مأخذ المم قبلها شبا بشب وذراعا
بذراع قالوا فارس والروم قال ومن الناس إل هؤلء
وف الديث الخر الصحيح لتركب سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حت لو دخلوا
جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى قال فمن ومشابة اليهود والنصارى أيسر من مشابة
فارس والروم فإن الفرس كانوا موسا والروم إن ل يكونوا نصارى كانوا مشركي صابئة وغي صابئة
فلسفة وغي فلسفة والباطنية ركبوا مذهبهم من قول الجوس ومن دخل فيهم ومن قول الشركي من
الروم ومن دخل فيهم كاليونان ونوهم وأما الشعري وأئمة أصحابه فهم مصرحون بأن ال نفسه فوق
العرش كما ذكر ذلك ف كتبه كلها الوجز والبانة والقالت وغي ذلك قال إن قال قائل ما تقولون ف
الستواء قيل نقول إن ال عز وجل مستو على عرشه كما قال الرحن على العرش استوى سورة طه 5
وقد قال إليه يصعد الكلم
الطيب والعمل الصال يرفعه سورة فاطر 10وقال بل رفعه ال إليه سورة النساء 158وقال
يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه سورة السجدة 5وقال تعال حكاية عن فرعون يا
هامان ابن ل صرحا لعلي أبلغ السباب أسباب السموات فاطلع إل إله موسى وإن لظنه كاذبا سورة
غافر 37 36كذب موسى ف قوله إن ال عز وجل فوق السموات وقال عز وجل أأمنتم من ف
السماء أن يسف بكم الرض سورة اللك 16فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق
السموات وكل ما عل فهو ساء فالعرش أعلى السموات وليس إذا قال أأمنتم من ف السماء يعن جيع
السماء وإنا أراد العرش الذي هو أعلى
السموات أل ترى أن ال عز وجل ذكر السموات فقال وجعل القمر فيهن نورا سورة نوح
16ول يرد أن القمر يلؤهن جيعا وأنه فيهن جيعا ورأينا السلمي جيعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نو
السماء لن ال عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السموات فلول أن ال عز وجل على العرش
ل يرفعوا أيديهم نو العرش كما ل يطونا إذا دعوا نو الرض قال وقال قائلون من العتزلة والهمية
والرورية إن معن قول ال تعال الرحن على العرش استوى سورة طه 5أنه استول وملك وقهر وأن
ال عز وجل ف كل مكان وجحدوا أن يكون ال على عرشه كما قال أهل الق وذهبوا ف الستواء إل
القدرة ولو كان هذا كما ذكروه كان ل فرق بي العرش والرض السابعة لن ال قادر على كل شيء
والرض فال قادر عليها
وعلى كل ما ف العال فلو كان ال مستويا على العرش بعن الستيلء وهو سبحانه مستول على
الشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الرض وعلى السماء وعلى الشوش والقذار لنه قادر
على الشياء مستول عليها وإذا كان قادرا على الشياء كلها ول يز عند أحد من السلمي أن يقول إن
ال مستو على الشوش والخلية ل يز أن يكون الستواء على العرش الستيلء الذي هو عام ف
الشياء كلها ووجب أن يكون معن الستواء يتص العرش دون الشياء كلها قال وزعمت العتزلة
والرورية والهمية أن ال ف كل مكان فلزمهم أنه ف بطن مري والشوش والخلية وهذا خلف الدين
تعال ال عن قولم وقال دليل آخر وقال ال عز وجل وما كان لبشر
أن يكلمه ال إل وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسول فيوحي بإذنه ما يشاء سورة
الشورى 51فقد خصت الية البشر دون غيهم من ليس من جنس البشر ولو كانت الية عامة للبشر
وغيهم كان أبعد من الشبهة وإدخال الشك على من يسمع الية أن يقول ما كان لحد أن يكلمه ال
إل وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسول فيتفع الشك والية من أن يقول ما كان لنس من
الجناس أن أكلمه إل وحيا أو من وراء حجاب أو أرسل رسول ويترك أجناسا ل يعمهم بالية فدل ما
ذكرنا على أنه خص البشر دون غيهم قلت ومقصود الشعري من هذا أنه على قول النفاة ل فرق بي
البشر وغيهم فإنه عندهم ل يجب ال تعال أحدا بجاب منفصل عنه بل هو متجب عن جيع اللق
بعن أنه ل يكن أحد أن يراه فاحتجابه عن بعضهم دون بعض دل على نقيض قولم وذلك أن نفاة
الباينة يفسرون الحتجاب بعن عدم الرؤية لانع من الرؤية ف العي ونو ذلك من المور الت ل تنفصل
عن الحجوب بل نسبتها إل جيع الشياء واحدة قال الشعري دليل آخر قال تعال ث ردوا إل ال
مولهم الق سورة النعام 62وقال تعال ولو ترى
إذ وقفوا على ربم سورة النعام 30وقال ولو ترى إذ الجرمون ناكسوا رءؤسهم عند ربم
سورة السجدة 12وقال تعال وعرضوا على ربك صفا سورة الكهف 48وكل ذلك يدل على أنه
ليس ف خلقه ول خلقه فيه وأنه مستو على عرشه سبحانه وتعال عما يقول الظالون علو كبيا الذين ل
يثبتوا له ف وصفهم حقيقة ول أوجبوا له بذكرهم إياه وحدانية إذ كل كلمهم يؤول إل التعطيل وجيع
أوصافهم تدل على النفي يريدون بذلك زعموا التنيه ونفي التشبيه فنعوذ بال من تنيه يوجب النفي
والتعطيل قلت فقد احتج على عدم مداخلته يقول تعال ولو ترى إذ وقفوا على ربم سورة النعام
30وقوله ث ردوا إل ال مولهم الق سورة النعام 62وقوله تعال ناكسوا رءؤسهم عند ربم
سورة السجدة 12وقوله وعرضوا على ربك صفا سورة الكهف 48فإنه لو كانت نسبته إل جيع
المكنة واحدة ول يتص بالعلو لكان ف الردود كما هو ف الردود إليه وف
الواقف كما هو ف الوقوف عليه وف الناكس كما هو فيمن نكس رأسه عنده وف العروض
كما هو ف العروض عليه فهذه النصوص تنفى مداخلته للخلق وتوجب مباينته لم فلو أمكن وجود
موجود ل مباين ول مايث لكان نسبة ذاته إل جيع الخلوقات نسبة واحدة وهو مناقض لا ذكر وقوله
مع نفى الداخلة أنه على العرش يبي أنه يثبت الباينة ل ينفيها كما ينفى الداخلة وقال الشعري أيضا
وروت العلماء عن ابن عباس رضي اللع عنهما أنه قال تفكروا ف خلق ال ول تفكروا ف ذات ال فإن
بي كرسيه إل السماء ألف عام وال عز وجل فوق ذلك قلت وهذه الديث رواه الاكم أبو ممد
العسال ف كتاب العرفة له من حديث عبد الوهاب الوراق الرجل الصال ثنا على بن عاصم عن عطاء
بن السايب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال تفكروا ف خلق ال ول تفكروا ف ذات ال فإن ما بي
كرسيه إل السماء سبعة الف نور وهو فوق ذلك قال عبد
الوهاب الوراق من زعم أن ال ههنا فهو جهمي خبيث إن ال فوق العرش وعلمه ميط بالدنيا
والخرة قال الشعري وما يؤكد أن ال مستو على عرشه دون الشياء كلها ما نقله أهل الرواية عن
رسول ال من أحاديث النول كقوله ينل ال كل ليلة إل السماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه هل
من مستغفر فأغفر له هل من داع فأستجيب له حت يطلع الفجر قال الشعري دليل آخر قال ال تعال
يافون ربم من فوقهم سورة النحل 50وقال تعال تعرج اللئكة والروح إليه سورة العارج 4
وقال ث استوى إل السماء وهي دخان سورة فصلت 11وقال ث استوى على العرش الرحن فاسأل
به خبيا سورة الفرقان 59وقال ث استوى على العرش ما لكم من دونه من ول ول شفيع سورة
السجدة 4فكان ذلك يدل على أنه تعال ف السماء مستو على عرشه والسماء
بإجاع الناس ليست الرض فدل على أن ال منفرد بوحدانيته مستو على عرشه وقال الشعري
دليل آخر قال عز وجل وجاء ربك واللك صفا صفا سورة الفجر 22وقال تعال هل ينظرون إل أن
يأتيهم ال ف ظلل من الغمام واللئكة سورة البقرة 210وقال تعال ث دنا فتدل فكان قاب قوسي
أو أدن فأوحى إل عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى إل قوله لقد رأى
من آيات ربه الكبى سورة النجم 18 7وقال عز وجل لعيسى بن مري إن متوفيك ورافعك إل
سورة آل عمران 55وقال وما قتلوه يقينا بل رفعه ال إليه سورة النساء 158 157وأجعت المة
على أن ال رفع عيسى إل السماء قال الشعري ومن دعاء أهل السلم جيعا إذ هم
رغبوا إل ال تعال ف المر النازل بم يقولون جيعا يا ساكن العرش ومن حلفهم جيعا ل
والذي احتجب بسبع ساوات فقد حكى الشعري إجاع السلمي إل أن ال فوق العرش وأن خلقه
مجوبون عنه بالسموات وهذا مناقض لقول من يقول إنه ل داخل العال ول خارجه فإن هؤلء يقولون
ليس للعرش به اختصاص وليس شيء من الخلوقات يجب عنه شيئا ومن أثبت الرؤية منهم إنا يفسر
رفع الجاب بلق إدراك ف العي ل أن يكون هناك حجاب منفصل يجب العبد عن الرؤية وقال
القاضي أبو بكر الباقلن ف كتاب البانة والتمهيد وغيها فإن قال قائل أتقولون إنه ف كل مكان قيل
له معاذ ال بل هو مستو على عرشه كما أخب ف كتابه فقال الرحن على العرش استوى سورة طه 5
وقال إليه يصد الكلم الطيب والعمل الصال يرفعه سورة فاطر 10وقال أأمنتم من ف السماء أن
يسف بكم الرض فإذا هي تور سورة اللك 16
ولو كان ف كل مكان لكان ف بطن النسان وفمه والشوش والواضع الت نرغب عن ذكرها
ولوجب أن يزيد بزيادة المكنة إذا خلق منها ما ل يكن وينقص بنقصانا إذا بطل منها ما كان ولصح
أن يرغب إليه إل نو الرض وإل خلفنا وإل ييننا وشائلنا وهذا قد أجع السلمون على خلفه وتطئة
قائله فقد وافق القاضي أبو بكر لب السن الشعري وأنكر أن يكون ف كل مكان وجعل مقابل ذلك
أنه على العرش ل يعل مقابل ذلك أنه ل داخل العال ول خارجه فإن القسام أربعة ليس لا خامس إما
أن يكون نفسه مباينا للعال وإما أن يكون مداخل له وإما أن يكون مباينا ومداخل وإما أن يكون ل
مباينا ول مداخل فهؤلء جعلوا مقابلة الداخلة الباينة ول يقولوا ل داخل العال ول خارجه وهؤلء
أئمة طوائفهم وقال القاضي أبو يعلى ف كتاب إبطال التأويل فإذا ثبت أنه على العرش فالعرش ف جهة
وهو على عرشه
قال وقد منعنا ف كتابنا هذا ف غي موضع إطلق الهة عليه قال والصواب جواز القول بذلك
لن أحد أثبت هذه الصفة الت هي الستواء على العرش وأثبت أنه ف السماء وكل من أثبت هذا أثبت
الهة قال والدليل عليه أن العرش ف جهة بل خلف وقد ثبت بنص القرآن أنه مستو عليه فاقتضى أنه
ف جهة ولن كل عاقل من مسلم وكافر إذا دعا فإنا يرفع يديه ووجهه إل نو السماء وف هذا كفاية
قال ولن من نفى الهة من العتزلة والشعرية يقول ليس ف جهة ول خارجا منها وقائل هذا بثابة من
قال بإثبات موجود مع وجود غيه ول يكون وجود أحدها قبل وجود الخر ول بعده ولن العوام ل
يفرقون بي قول القائل طلبته فلم أجده ف موضع ما وبي قوله طلبته فإذا هو معدوم قلت وهذا الذي
اختلف فيه قول القاضي اختلف فيه أصحاب أحد وغيهم فكان طائفة يقولون العلو من الصفات
السمعية البية كالوجه واليد ونوذلك وهذا قول طوائف من الصفاتية ولذا نفاة من متأخري الصفاتية
من نفى الصفات السمعية البية كأتباع صاحب الرشاد
وأما الشعري وأئمة أصحابه فإنم متفقون على إثبات الصفات السمعية مع تنازعهم ف العلو
هل هو من الصفات العقلية أو السمعية وأما أئمة الصفاتية كابن كلب وسائر السلف فعندهم أن العلو
من الصفات العلومة بالعقل وهذا قول المهور من أصحاب أحد وغيهم وإليه رجع القاضي أبو يعلى
آخرا وهو قول جهور أهل الديث والفقه والتصوف وهو قول الكرامية وغيهم وأما الستواء فهو من
صفات السمعية عند من يعله من الصفات الفعلية بل نزاع فإن ذلك ل يعلم إل بالسمع وهذا الذي
ذكره ابن كلب وغيه من أن النازع من السلمي ف أن ال فوق العرش كانوا قليلي جدا يبي خطأ
من قال إن الناع إنا هو مع الكرامية والنبلية بل جاهي اللق من جيع الطوائف على الثبات جهور
أئمة الفقهاء من النفية والالكية والشافعية والنبلية والداوودية وجهور أهل التصوف والزهد والعبادة
وجهور أهل التفسي وجهور أهل الديث وجهور أهل الكلم من الكرامية والكلبية والشعرية
والشامية وجهور الرجئة وجهور قدماء الشيعة وإنا اللف ف ذلك معروف عن جهم وأتباعه
والعتزلة ومن
وافقهم من الوارج ومتأخري الشيعة ومتأخري الشعرية وللمعتزلة والفلسفة فيها قولن بل
وهذا هو النقول عن أكثر الفلسفة أيضا كما ذكر أبو الوليد ابن رشد الفيد وهو من أتبع الناس
لقالت الشائي أرسطو وأتباعه ومن أكثر الناس عناية با وموافقة لا وبيانا لا خالف فيه ابن سينا
وأمثاله لا حت صنف كتاب تافت التهافت وانتصر فيه لخوانه الفلسفة ورد فيه على أب حامد ف
كتابه الذي صنفه ف تافت الفلسفة مع أن ف كلم أب حامد من الوافقة للفلسفة ف مواضع كثية ما
هو معروف وإن كان يقال إنه رجع عن ذلك واستقر أمره على التلقى من طريقة أهل الديث بعد أن
أيس من نيل مطلوبه من طريقة التكلمي والتفلسفة والتصوفة أيضا فالقصود أن ابن رشد ينتصر
للفلسفة الشائي أرسطو وأتباعه بسب المكان وقد تكلمنا على كلمه وكلم أب حامد ف غي هذا
الواضع وبينا صواب ما رده أبو حامد من ضلل التفلسفة وبينا ما تقوى به الواضع الت استضعفوها من
رده بطرق أخرى لن الرد على أهل الباطل ل يكون مستوعبا إل إذا اتبعت السنة من كل الوجوه وإل
فمن وافق السنة من وجه وخالفها من وجه طمع فيه خصومه من الوجه الذي خالف فيه السنة واحتجوا
عليه با وافقهم عليه من تلك القدمات الخالفة للسنة وقد تدبرت عامة ما يتج به أهل الباطل عل من
هو أقرب إل الق منهم فوجدته إنا تكون حجة الباطل قوية لا تركوه من الق الذي
أرسل ال به رسوله وأزل به كتابه فيكون من تركوه م ذلك الق من أعظم حجة البطل عليهم
ووجدت كثيا من أهل الكلم الذي هم أقرب إل الق من يردون عليه يوافقون خصومهم تارة على
الباطل ويالفونم ف الق أخرى ويستطيلون عليهم با وافقوهم عليه من الباطل وبا خالفوهم فيه من
الق كما يوافق التكلمة النفاة للصفات أو لبعضها كالعلو وغيه لن نفى ذلك من التفلسفة وينازعونم
ف مثل بقاء العراض أو مثل تركيب الجسام من الواهر النفردة أو وجوب تناهي جنس الوادث
ونو ذلك والقصود هنا أن ابن رشد نقل عن الفلسفة إثبات الهة وقرر ذلك بطرقهم العقلية الت
يسمونا الباهي مع أنه يزعم أنه ل يرتضي طرق أهل الكلم بل يسميها هو وأمثاله من الفلسفة الطرق
الدلية ويسمون التكلمي أهل الدل كما يسميهم بذلك ابن سينا وأمثاله فإنم لا قسموا أنواع القياس
العقلي الشمول الذي ذكروه ف النطق إل برهان وخطاب وجدل وشعري وسوفسطائي زعموا أن
مقاييسهم ف العلم اللي من النوع البهان وأن غالب مقاييس التكلمي إما من الدل وإما من الطاب
كما يوجد هذا ف كلم هؤلء التفلسفة كالفاراب وابن سينا وممد بن يوسف العامري
ومبشر بن فاتك وأب علي بن اليثم والسهروردي القتول وابن رشد وأمثالم وإن كانوا ف هذه
الدعاوى ليسوا صادقي على الطلق بل القيسة البهانية ف العلم اللي ف كلم التكلمي أكثر منها
ف كلمهم وأشرف وإن كان قد يوجد ف كلم التكلمي أقيسة جدلية وخطابية بل سوفسطائيه فهذه
النواع ف العلم اللي هي ف كلم الفلسفة أكثر منها ف كلم التكلمي وأضعف إذ ا قوبل ما تكلموا
فيه من العلم اللي با تكلم فيه التكلمون بل ويستعملون من هذا الضرب ف الطبيعيات بل وف
الرياضيات قطعة كبية والقصود هنا ذكر ما ذكره ابن رشد عنهم وهذا لفظه ف كتاب مناهج الدلة
ف الرد على الصوليي قال القول ف الهة وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة ف أول المر
يثبتونا ل سبحانه حت نفتها العتزلة ث تبعهم على نفيها متأخرو الشعرية كأب العال ومن
اقتدى بقوله وظواهر الشرع تقتضي إثبات الهة مثل قوله تعال الرحن على العرش استوى سورة طه
5ومثل قوله تعال وسع كرسيه السموات والرض سورة البقرة 255ومثل قوله ويمل عرش ربك
فوقهم يومئذ ثانية سورة الاقة 17ومثل قوله يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه ف يوم
كان مقداره ألف سنة ما تعدون سورة السجدة 5ومثل قوله تعرج اللئكة والروح إليه سورة
العارج 4ومثل قوله أأمنتم من ف السماء أن يسف بكم الرض فإذا هي تور سورة اللك 16إل
غي ذلك من اليات الت إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤول وإن قيل فيها إنا من التشابات
عاد الشرع كله متشابا لن الشرائع كلها مبنية علىأن ال ف السماء وأن منها تنل اللئكة بالوحي إل
النبيي وأن من السماء نزلت الكتب وإليها
كان السراء بالنب حت قرب من سدرة النتهى قال وجيع الكماء قد اتفقوا على أن ال
واللئكة ف السماء كما اتفقت جيع الشرائع على ذلك والشبهة الت قادت نفاة الهة إل نفيها هو أنم
اعتقدوا أن إثبات الهة يوجب إثبات الكان وإثبات الكان يوجب إثبات السمية قال ونن نقول إن
هذا كله غي لزم فإن الهة غي الكان وذلك أن الهة هي إما سطوح السم نفسه الحيطة به وهي
ستة وبذا نقول إن للحيوان فوقا وسفل ويينا وشال وأماما وخلفا وإما سطوح جسم آخر تيط
بالسم من الهات الست فأما الهات الت هي سطوح السم نفسه فليست بكان للجسم نفسه أصل
وأما سطوح السم الحيطة به فهي له مكان مثل سطوح الواء الحيطة بالنسان وسطوح الفلك
الحيطة بسطوح الواء هي أيضا مكان للهواء وهذه الفلك بعضها ميط ببعض ومكان له وأما سطح
الفلك الارج فقد تبهن انه ليس خارجه جسم
لنه لو كان كذلك لوجب أن يكون خارج ذلك السم أيضا جسم آخر وير المر إل غي
ناية فإذا سطح آخر أجسام العال ليس مكانا أصل إذ ليس يكن أن يوجد فيه جسم فإذا إن قام البهان
على وجود موجود ف هذه الهة فواجب أن يكون غي جسم فالذي يتنع وجوده هنالك هو عكس ما
ظنه القوم وهو موجود هو جسم ل موجود ليس بسم وليس لم أن يقولوا إن خارج العال خلء وذلك
أن اللء قد تبي ف العلوم النظرية امتناعه لن ما يدل عليه اسم اللء ليس هو شيئا أكثر من أبعاد
ليس فيها جسم أعن طول وعرضا وعمقا لنه إن وقعت البعاد عنه عاد عدما وإن أنزل اللء موجودا
لزم أن تكون اعراض موجودة ف غي جسم وذلك لن البعاد هي أعراض من باب الكمية ول بد
ولكنه قد قيل ف الراء السالفة القدية والشرائع الغابرة إن ذلك الوضع هو مسكن الروحانيي يريدون
ال واللئكة وذلك أن ذلك الوضع ليس بكان ول يويه زمان وكذلك إن كان كل ما يويه الزمان
والكان فاسدا فقد يلزم أن يكون ما هنالك غي فاسد ول كائن
وقد تبي هذا العن فيما أقوله وذلك أنه لا ل يكن ههنا شيء يدرك إل هذا الوجود الحسوس
أو العدم وكان من العروف بنفسه أن الوجود إنا ينسب إل الوجود أعن أنه يقال إنه موجود ف
الوجود إذ ل يكن أن يقال إنه موجود ف العدم فإن كان ههنا موجود هو أشرف الوجودات فواجب
أن ينسب من الوجود الحسوس إل الزء الشرف وهي السموات ولشرف هذا الزء قال ال تعال
للق السموات والرض أكب من خلق الناس سورة غافر 57قال فهذا كله يظهر على التمام للعلماء
الراسخي ف العلم فقد ظهر لك من هذا أن إثبات الهة واجب بالشرع والعقل وأنه الذي جاء به
الشرع وانبن عليه فإن إبطال هذه القاعدة إبطال للشرائع وأن وجه العسر ف تفهيم هذا العن مع نفي
السمية هو
أنه ليس ف الشاهد مثال له وهو بعينه السبب ف أنه ل يصرح الشرع بنفي السم عن الالق
سبحانه لن المهور إنا يقع لم التصديق بكم الغائب مت كان ذلك معلوم الوجود ف الشاهد مثل
العلم ف الفاعل فإنه لا كان ف الشاهد شرطا ف وجوده كان شرطا ف وجود الصانع الغائب وأما مت
كان الكم الذي ف الغائب غي معلوم الوجود ف الشاهد عن الكثر ول يعلمه إل العلماء الراسخون
فإن الشرع يزجر عن طلب معرفته إن ل تكن بالمهور حاجة إل معرفته مثل العلم بالنفس أو يضرب
له مثال ف الشاهد فإن بالمهور حاجة إل معرفته ف سعادتم وإن ل يكن ذلك الثال هو المر القصود
فتفهيمه مثل كثي ما جاء من أحوال العاد والشبهة الواقعة ف نفي الهة عند الذين نفوها ليس يتفطن
المهور لا ل سيما إذا ل يصرح لم بأنه ليس بسم فيجب أن يتثل ف هذا كله فعل الشرع ول يتأول
ما ل يصرح الشرع بتأويله والناس ف هذه الشياء ف الشرع على ثلث رتب صنف ل
يشعرون بالشكوك العارضة ف هذا العن وخاصة مت تركت هذه الشياء على ظاهرها ف
الشرع وهؤلء هم الكثرون وهم المهور وصنف عرفوا حقيقة هذه الشياء وهم العلماء الراسخون ف
العلم وهؤلء هم القل من الناس وصنف عرضت لم ف هذه الشياء شكوك ول يقدروا على حلها
وهؤلء هم فوق العامة ودون العلماء وهذ الصنف هم الذين يوجد ف حقهم التشابه ف الشرع وهم
الذين ذمهم ال تعال وأما عند العلماء والمهور فليس ف الشرع تشابه فعلى هذا العن ينبغي أن يفهم
التشابه ومثال ما عرض لذا الصنف من الشرع مثال ما يعرض لبز الب مثل الذي هو الغذاء النافع
لكثر البدان أن يكون لقل البدان ضارا وهو نافع للكثر وكذلك التعليم الشرعي هو نافع للكثر
وربا ضر القل ولذا الشارة بقوله تعال وما يضل به إل الفاسقي سورة البقرة 26لكن هذا إنا
يعرض ف آيات الكتاب العزيز على القل منها والقل من الناس وأكثر ذلك هي اليات الت تتضمن
العلم عن أشياء ف الغائب ليس لا مثال ف الشاهد فيعب عنها بالشاهد الذي هو أقرب الوجودات
إليها وأكثرها شبها با فيعرض لبعض الناس أن
يرى المثل به هو المثل نفسه فتلزمه الية والشك وهو الذي يسمى متشابا ف الشرع وهذا
ليس يعرض للعلماء والمهور وهم صنفا الناس بالقيقة لن هؤلء هم الصحاء والغذاء اللئم إنا
يوافق أبدان الصحاء وأما أولئك فمرضى والرضى هم القل ولذلك قال تعال فأما الذين ف قلوبم
زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله سورة آل عمران 7وهؤلء هم أهل الدل والكلم
وأشد ما عرض على الشريعة من هذا الصنف أنم تأولوا كثيا ما ظنوه ليس على ظاهره وقالوا إن هذا
التأويل هو القصود به وإنا أتى به ف صورة التشابه ابتلء لعباده واختبارا لم ونعوذ بال من هذا الظن
بال بل نقول إن كتاب ال العزيز إنا جاء معجزا من جهة الوضوح والبيان فإذا ما أبعد عن مقصد
الشرع من قال فيما ليس بتشابه إنه متشابه ث أوله بزعمه وقال لميع الناس إن فرضكم هو اعتقاد هذا
التاويل مثل ما قالوه ف آية الستواء على العرش وغي ذلك ما قالوا إن ظاهره متشابه وبالملة فأكثر
التأويلت الت زعم القائلون با أنا القصود من الشرع إذا تؤملت
وجدت ليس يقوم عليها برهان ول تفعل فعل الظاهر ف قبول المهور لا وعلمهم عنها فإن
القصود الول ف العلم ف حق المهور إنا هو العمل فما كان أنفع ف العمل فهو أجدر فأما القصود
بالعلم ف حق العلماء فهو المران جيعا أعن العلم والعمل قال ومثال من أول شيئا من الشرع وزعم
أن ما أوله هو الذي قصد الشرع وصرح لذلك التأويل للجمهور مثال من أتى إل دواء قد ركبه طبيب
ماهر الفظ صحة جيع الناس أو الكثر فجاء رجل فلم يلئمه ذلك الدواء الركب العظم لرداءة مزاج
كان به ليس يعرض إل لقل الناس فزعم أن بعض تلك الدوية الت صرح باسه الطبيب الول ف ذلك
الدواء العام الركب ل يرد به ذلك الدواء الذي جرت به العادة ف ذلك أن يدل بذلك السم عليه وإنا
أراد به دواء آخر ما يكن أن تدل عليه بذلك استعارة بعيدة فأزال ذلك الدواء الول من ذلك الركب
العظم
وجعل فيه بدله الدواء الذي ظن أنه قصده الطبيب وقال للناس هذا هو الذي قصده الطبيب
الول فاستعمل الناس ذلك الدواء الركب على الوجه الذي تأوله عليه هذا التأول ففسدت به أمزجة
كثي من الناس فجاء آخرون شعروا بفساد أمزجة الناس عن ذلك الدواء الركب فراموا إصلحه بأن
أبدلوا بعض أدويته بدواء آخر غي الدواء الول فعرض من ذلك للناس نوع من الرض غي الرض الول
فجاء ثالث فتأول أدوية ذلك الركب على غي التأويل الثان فعرض للناس نوع ثالث من الرض غي
النوعي التقدمي فجاء متأول رابع فتأول دواء آخر غي الدوية التقدمة فعرض للناس نوع رابع من
الرض غي المراض التقدمة فلما طال الزمان بذا الدواء الركب العظم وسلط الناس التأويل على
أدويته وغيوها وبدلوها عرض منه للناس أمراض شت حت فسدت النفعة القصودة بذلك الدواء الركب
ف حق أكثر الناس وهذه حال الفرق الادثة ف هذه الشريعة وذلك أن كل فرقة منهم تأولت ف الشريعة
تاويل غي
التأويل الذي تأولته الفرقة الخرى وزعمت أنه الذي قصد صاحب الشرع حت تزق الشرع
كل مزق وبعد جدا عن موضوعه الول ولا علم مثل هذا يعرض ول بد ف شريعته قال ستفترق أمت
على ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار إل واحدة يعن بالواحدة الت سلكت ظاهر الشرع ول تؤوله
تأويل صرحت به للناس قال وأنت إذا تأملت ما عرض ف هذه الشريعة ف هذا الوقت من الفساد
العارض فيها من قبل التأويل تبينت أن هذا الثال صحيح فأول من غي هذا الدواء العظم هم الوارج
ث العتزلة بعدهم ث الشعرية ث الصوفية ث جاء أبو حامد فطم الوادي على القرى وذلك أنه صرح
بالكمة كلها للجمهور وبآراء
الكماء على ما أداه إليه فهمه وذلك ف كتابه الذي ساه بالقاصد وزعم أنه إنا ألف هذا
الكتاب للرد عليهم ث وضع كتابه العروف بتهافت الفلسفة فكفرهم فيه ف مسائل ثلثة من جهة
خرقهم فيها الجاع فيها زعم وبدعهم ف مسائل وأتى فيه بجج مشككه وشبه مية أضلت كثيا من
الناس عن الكمة والشريعة جيعا ث قال ف كتابه العروف بواهر القرآن إن الذي أثبته ف كتاب
التهافت هي أقاويل جدلية وأن الق إنا أثبته ف الضنون به على غي أهله ث جاء ف كتابه العروف
بشكاة النوار فذكر فيه مراتب العارفي بال وقال إن سائرهم مجوبون إل الذين اعتقدوا أن ال
سبحانه غي مرك السماء الول وهو الذي صدر عنه هذا الحرك وهذا تصريح منه باعتقاد مذاهب
الكماء ف العلوم اللية وهو قد قال ف غي ما موضع إن علومهم اللية تمينات بلف المر ف سائر
علومهم وأما ف كتابه الذي ساه بالنقذ من الضلل فتحامل فيه على
الكماء وأشار إل أن العلم إنا يصل باللوة والفكرة وأن هذه الرتبة من جنس مراتب النبياء
ف العلم وكذلك صرح بذلك بعينه ف كتابه الذي ساه بكيمياء السعادة فصار الناس بسبب هذا
التخليط والتشويش فرقتي فرقة انتدبت لذم الكماء والكمة وفرقة انتدبت لتأويل الشرع وروم صرفه
إل الكمة وهذا كله خطأ بل ينبغي أن يقر الشرع على ظاهره ول يصرح للجمهور بالمع بينه وبي
الكمة لن التصريح بذلك هو تصريح بنتائج الكمة لم دون أن يكون عندهم برهان عليها وهذا ل
يل ول يوز أعن التصريح بشيء من نتائج الكمة ل يكن عنده البهان عليها لنه ل يكون مع العلماء
الامعي بي الشرع والعقل ول مع المهور التبعي لظاهر الشرع فلحق من فعله هذا إخلل بالمرين
جيعا أعن بالكمة وبالشرع عند أناس وحفظ المرين أيضا جيعا عند آخرين أما إخلله بالشريعة فمن
جهة إفصاحة فيها بالتأويل الذي ل يب الفصاح به وأما إخلله بالكمة فلفصاحه أيضا بعان فيها ل
يب أن يصرح با إل ف كتاب البهان وأما حفظه للمرين جيعا فإن كثيا من الناس ل يرى
بينهما تعارضا من جهة المع الذي استعمل منهما وأكد هذا العن بأن عرف وجه المع بينهما وذلك
ف كتابه الذي ساه التفرقة بي السلم والزندقة وذلك أنه عدد فيه أصناف التأويلت وقطع فيه على أن
التأول ليس بكافر وإن خرق الجاع ف التأويل فإذا ما فعل من هذه الشياء هو ضار للشرع بوجه
وللحكمة بوجه ونافع لما بوجه وهذا الذي فعله هذا الرجل إذا فحص عنه ظهر أنه ضار بالذات
للمرين جيعا أعن الكمة والشريعة وأنه نافع لما بالعرض وذلك أن الفصاح بالكمة لن ليس من
أهلها يلزم عن ذلك بالذات إما إبطال الكمة وإما إبطال الشريعة وقد يلزم عنها بالعرض المع بينهما
والصواب كان أل يصرح بالكمة للجمهور فأما وقد وقع التصريح فالصواب أن تعلم الفرقة من
المهور الت ترى أن الشريعة مالفة للحكمة أنا ليست مالفة لا وكذلك يعرف الذين يرون أن الكمة
مالفة لا من الذين ينتسبون للحكمة أنا غي مالفة لا وذلك بأن يعرف كل أحد من الفريقي
أنه ل يقف على كنهها بالقيقة أعن على كنه الشريعة ول على كنه الكمة وأن الرأي ف الشريعة
الذي اعتقد أنه مالف للحكمة هو رأي إما مبتدع ف الشريعة لمن أصلها وإما رأي خطأ ف الكمة
أعن تأويل خطأ عليها كما عرض ف مسألة علم الزئيات وف غيها من السائل قال ولذا العن
اضطررنا نن ف هذا الكتاب أن نعرف أصول الشريعة فإن أصولا إذا تؤملت وجدت أشد مطابقة
للحكمة ما أول عليها وكذلك الرأي ف الذي ظن ف الكمة أنه مالف للشريعة يعرف أن السبب ف
ذلك أنه ل يط علما بالكمة ول بالشريعة ولذلك اضطرنا نن إل وضع قول ف موافقه الكمة
للشريعة قال فإذا تبي هذا فلنرجع إل حيث كنا فنقول إن
الذي بقى علينا من هذا الزء من السائل الشهورة هي مسألة الرؤية فإنه قد يظن أن هذه السألة
هي بوجه ما داخلة ف هذا الزء أعن ف الزء العدوم يعن جزء التنيه فإنه تكلم ف التنيه بعد تكلمه
ف الصفات الثبوتية فقال فإنه قد يظن أن هذه السألة هي بوجه ما داخله ف هذا الزء أعن ف الزء
العدوم لقوله تعال ل تدركه البصار وهو يدرك البصار سورة النعام 103ولذلك أنكرتا العتزلة
وردت الثار الواردة ف الشرع بذلك مع كثرتا وشهرتا فشنع المر عليهم والسبب ف وقوع هذه
الشبهة ف الشرع أن العتزلة لا اعتقدوا انتفاء السمية عنه سبحانه واعتقدوا وجوب التصريح با لميع
الكلفي وجب عندهم إذا انتفت السمية أن تنتفى الهة وإذا انتفت الهة انتفت الرؤية إذ كل مرئي ف
جهة من الرائي فاضطروا لذا العن إل رد الشرع النقول وأعلوا الحاديث بأنا أخبار آحاد وأخبار
الحاد ل توجب العلم مع أن ظاهر القرآن معارض لا أعن قوله ل تدركه البصار سورة النعام
103
قال وأما الشعرية فراموا المع بي العتقادين أعن بي انتفاء السمية وب جواز الرؤية لا ليس
بسم بالس فعسر ذلك عليهم ولاؤا ف ذلك إل حجج سوفسطائية موهة أعن الجج ال توهم أنا
حجج وهي كاذبة وذلك أنه يشبه أن يكون يوجد ف الجج ما يوجد ف الناس أعن كما يوجد ف
الناس الفاضل التام الفضيلة يوجد فيهم من هو دون ذلك ف الفضل ويوجد فيهم من يوهم أنه فاضل
وليس بفاضل وهو الرائي وكذلك المر ف الجج أعن أن منها ما هو ف غاية اليقي ومنها ما هو دون
اليقي ومنها حجج مرائية وهي الت توهم أنا يقي وهي كاذبة والقاويل الت سلكها الشعرية ف هذه
السألة منها أقاويل ف دفع دليل العتزلة ومنها أقاويل لم ف جواز إثبات الرؤية لا ليس بسم وأنه ليس
بعرض من فرضها مال فأما ما عاندوا به قول العتزلة أن كل مرئي فهو ف جهة من الرائي فمنهم من
قال إن هذا إنا هو حكم الشاهد ل حكم الغائب وإن هذا الوضع ليس هو من الواضع الت يب فيها
نقل حكم الشاهد إل الغائب وإنه جائز أن يرى النسان ما ليس ف جهة إذ كان جائزا أن يرى النسان
بالقوة البصرة نفسها
دون عي وهؤلء اختلط عليهم إدراك العقل مع إدراك البصر فإن العقل هو الذي يدرك ما ليس
ف جهة أعن ف مكان وأما إدراك البصر فظاهر من أمره أن من شرطه أن يكون الرئي منه ف جهة أعن
ف مكان ول ف كل جهة بل ف جهة ما مصوصة ولذلك ليس تتأت الرؤية بأي وضع اتفق أن يكون
البصر من الرئي بل بأوضاع مدودة وشروط مدودة أيضا وهي ثلثة أشياء حضور الضوء والسم
الشفاف التوسط بي البصر والبصر وكون البصر ذا لون والرد لذه المور العروفة بنفسها ف البصار
هو رد للوائل العلومة بالطبع للجميع وإبطال لميع علوم النظر والندسة وقد قال القوم أعن الشعرية
إن أحد الواضع الت يب فيها أن ينقل حكم الشاهد إل الغائب هو الشرط مثل حكمنا بأن كل عال
حي لكون الياة تظهر ف الشاهد شرطا ف وجود العلم قلنا لم وكذلك يظهر ف الشاهد أن هذه
الشياء هي شرط ف الرؤية فألقوا الغائب فيها بالشاهد على أصلكم
قال وقد رام أبو حامد ف كتابه العروف بالقاصد أن يعاند هذه القدمة أعن أن كل مرئي ف
جهة من الرائي بأن النسان ينظر ذاته ف الرآة وليست ذاته منه ف جهة ول ف غي جهة تقابله وذلك
أنه لا كان يبصر ذاته وكانت ذاته ل تل ف الرآة الت ف الهة القابلة فهو يبصر ذاته ف غي جهة قال
وهذه مغالطة فإن الذي يبصر هو خيال ذاته فقط واليال هو ف جهة إذ كان اليال ف الرآة والرآة ف
جهة وأما حجتهم الت أتوا با ف إمكان رؤية ما ليس بسم فإن الشهور عندهم من ذلك حجتان
إحداها وهي الشهر عندهم ما يقولونه من أن الشيء ل يلو من أن يرى من جهة أنه متلون أو من
جهة أنه جسم أو من جهة أنه لون أو من جهة أنه موجود وربا عددوا جهات أخر غي هذه الوجوه ث
يقولون وباطل أن يرى من قبل أنه جسم إذ لو كان كذلك لا رئي ما
هو غي جسم وباطل أن يرى من قبل أنه ملون إذ لو كان كذلك لا رئي اللون وباطل أن يرى
لكان أنه لون إذ لو كان كذلك لا رئي السم قالوا وإذا بطلت جيع هذه القسام الت تتوهم ف هذا
الباب ل يبق أن يرى الشيء إل من قبل أنه موجود قال والغالطة ف هذا القول بينة فإن الرئي منه ما
هو مرئي بذاته ومنه ما هو مرئي من قبل الرئي بذاته وهذه هي حال اللون والسم فإن اللون مرئي بذاته
والسم مرئي من قبل اللون وكذلك ما ل يكن له لون ل يبصر ولو كان الشيء إنا يرى من حيث هو
موجود فقط لوجب أن تبصر الصوات وسائر الحسوسات المس فكان يكون البصر والسمع وسائر
الواس المس حاسة واحدة وهذا كله خلف ما يعقل وقد اضطر التكلمون لكان
هذه السألة وما أشبهها إل أن يسلموا أن اللوان مكنة أن تسمع والصوات مكنة أن ل تسمع
وهذا كله خروج عن الطبع وعما يكن أن يعقله النسان فإن من الظاهر أن حاسة البصر غي حاسة
السمع وأن مسوس هذه غي مسوس تلك وأن آلة هذه غي آلة تلك وأنه ليس يكن أن ينقلب البصر
سعا كما ل يكن أن يعود اللون صوتا والذين يقولون إن الصوت يكن أن يبصر ف وقت فقد يب أن
يسألوا فيقال لم ما هو البصر فل بد أن يقولوا هو قوة تدرك با الرئيات اللوان وغيها ث يقال لم ما
هو السمع فل بد أن يقولوا هو قوة تدرك با الصوات فإذا وضعوا هذا قيل لم فهل البصر عند إدراكه
الصوات هو بصر فقط أو سع فقط فإذا قالوا سع فقط فقد سلموا أنه ل يدرك اللوان وإن قالوا بصر
فقط فليس يدرك الصوات وإذا ل يكن بصرا فقط لنه يدرك الصوات ول سعا فقط لنه يدرك
اللوان فهو بصر وسع معا وعلى هذا فتكون الشياء كلها شيئا واحدا حت التضادات وهذا شيء فيما
أحسب يسلمه التكلمون من أهل ملتنا أو يلزمهم تسليمه يعن هؤلء الشعرية
قال وهو رأى سوفسطائي لقوام مشهورين بالسفسطة وأما الطريقة الثانية الت سلكها
التكلمون ف جواز الرؤية فهي الطريقة الت اختارها أبو العال ف كتابه العروف بالرشاد وتلخيصها أن
الواس إنا تدرك ذوات الشياء وما تنفضل به الوجودات بعضها من بعض فهي أحوال ليست بذوات
فالواس ل تدركها وإنا تدرك الذات والذات هي نفس الوجود الشترك لميع الوجودات فإذا الواس
إنا تدرك الشيء من حيث هو هو موجود قلت هذه الجة من جنس الول لكن هذه على قول مثبتة
الحوال وتلك على رأى نفاة الحوال لكن ذكرها على هذا الوجه فيه تناقض حيث جعل الحوال ل
ترى بل إنا يرى الوجود والوجود حال عند مثبتة الحوال لكن مضمون ذلك أنا تدرك للحال
الشتركة وهي الوجود ل لا اختصت به ث قال ابن رشد وهذا كله ف غاية الفساد ومن أبي ما يظهر
به فساد هذا القول أنه لو كان البصر إنا يدرك الشياء لوجودها لا أمكنه أن يفرق بي البيض والسود
لن الشياء ل تفترق بالشيء
الذي تشترك فيه ولكان ف الملة ل يكن ف الواس ل ف البصر أن يدرك فصول اللوان ول
ف السمع أن يدرك فصول الصوات ول ف الطعم أن يدرك فصول الطعومات وللزم أن يكون مدارك
الحسوسات بالس واحدا فل يكون فرق بي مدرك السمع ومدرك البصر وهذا كله ف غاية الروج
عما يعقله النسان وإنا تدرك الواس ذوات الشياء الشار إليها يتوسط إدراكها لحسوساتا الاصة با
فوجه الفالطة ف هذا هو أنه ما يدرك ثانيا أخذ أنه يدرك بذاته قال ولول النشأ على هذه القاويل
وعلى التعظيم للقائلي با لا أمكن أن يكون فيها شيء من القناع ول وقع با التصديق لحد سليم
الفطرة قال والسبب ف مثل هذه الية الواقعة ف الشريعة حت ألأت القائلي بنصرتا ف زعمهم إل
مثل هذه القاويل الجينة الت هي ضحكة عند من عن بتمييز أصناف القاويل أدن عناية هو التصريح
ف الشرع با ل يأذن به ال ورسوله وهو التصريح ينفي
السمية للجمهور وذلك أنه من العسي أن يتمع ف اعتقاده واحد أن ههنا موجودا ليس بسم
وأنه مرئي بالبصار لن مدرك البصار هي ف الجسام أو أجسام وكذلك رأى قوم أن هذه الرؤية هي
مزيد علم ف ذلك الوقت وهذا ل يليق أيضا الفصاح به للجمهور فإنه لا كان العقل من المهور ل
ينفك عن التخيل بل ما ل يتخيلون هو عندهم عدم وكان تيل ما ليس بسم ل يكن والتصديق بوجود
ما ليس بتخيل غي مكن عندهم عدل الشرع عن التصريح لم بذا العن ووصف لم نفسه سبحانه
بأوصاف تقرب من قوة التخيل مثل ما وصفه به من السمع والبصر والوجه وغي ذلك مع تعريفهم أنه
ل يانسه شيء من الوجودات التخيلة ول يشبهه ولو كان القصد تعريف المهور أنه ليس بسم لا
صرح لم بشيء من ذلك بل لا كان أرفع الوجودات التخيلة هو النور ضرب الثال به إذ كان النور هو
أشهر الوجودات عند الس والتخيل وبذا النحو من التصور أمكن أن يفهموا العان
الوجودات ف العاد أعن تلك العان مثلت لم بأمور متخيلة مسوسة فإذا مت أخذ الشرع ف
أوصاف ال على ظاهره ل تعرض فيه هذه الشبهة ول غيها لنه إذا قيل إنه نور وإن له حجابا من نور
كما جاء ف القرآن والسنن الثابتة ث قيل إن الؤمني يرونه ف الدار الخرة كما ترى الشمس ل يعرض
ف هذا كله شك ول شبهة ف حق المهور ول حق العلماء وذلك أنه قد تبهن عند العلماء أن تلك
الال مزيد علم لكن مت صرح به للجمهور بطلت عندهم الشريعة كلها أو كفروا الصرح لم با فمن
خرج عن منهاج الشريعة ف هذه الشياء فقد ضل عن سواء السبيل وأنت إذا تأملت الشرع وجدته مع
أنه قد ضرب للجمهور ف هذا العن الثالت الت ل يكن تصورهم إياها دونا فقد نبه العلماء على تلك
العان أنفسها الت ضرب مثالتا للجمهور فيجب أن يوقف عند حد الشرع ف نو التعليم الذي خص
به صنفا صنفا من الناس لئل يتلط التعليمان كلها فتفسد الكمة الشرعية النبوية ولذلك قال عليه
السلم إنا معاشر النبياء أمرنا أن ننل الناس منازلم وأن ناطبهم على قدر عقولم ومن جعل
الناس شرعا واحدا ف التعليم فهو كمن جعلهم شرعا واحدا ف عمل من العمال وهذا كله خلف
الحسوس والعقول قال وقد تبي لك من هذا أن الرؤية معن ظاهر وأنه ليس يعرض فيه شبهة إذا أخذ
الشرع على ظاهره ف حق ال تبارك وتعال أعن إذا ل يصرح فيه بنفي السمية ول إثباتا قلت هذا
الرجل قد ذكر ف كتابه أن أصناف الناس أربعة الشوية والشعرية والعتزلة والباطنية باطنية الصوفية
وهو ييل إل باطنية الفلسفة الذين يوجبون إقرار المهور على الظاهر كما يفعل ذلك من يقول بقولم
من أهل الكلم والفقه والديث ليس هو من باطنية الشيعة كالساعيلية ونوهم الذين يظهرون اللاد
ويتظاهرون بلف شرائع السلم وهو ف نفي الصفات أسوأ حال من العتزلة وأمثالم بنلة
إخوانه الفلسفة الباطنية حت أنه يعل العلم هو العال والعلم هو القدرة وهو مع موافقته لبن سينا على
نفي الصفات يبي فساد طريقته الت احتج با وخالف با قدماء الفلسفة وهو أن ما شهد به الوجود من
الوجود الواجب يتنع كونه موصوفا لن ذلك تركيب ووافق أبا حامد مع تشنيعه عليه على أن استدلل
ابن سينا على نفي الصفات بأن وجوب الوجود مستلزم لنفي التركيب الستلزم لنفي الصفات طريقة
فاسدة واختار طريقة العتزلة وهي أن ذلك التركيب والركب يفتقر إل مركب وهي أيضا من نط تلك
ف الفساد وكذلك أيضا زيف طريقهم الت استدلوا با على نفي التجسيم زيف طريقة ابن سينا وطرق
العتزلة والشعرية بكلم طويل واعتمد هو ف نفي التجسيم على إثبات النفس الناطقة وأنا ليست بسم
فيلزم أن يكون ال ليس بسم ول ريب أن هذه الجة أفسد من غيها فإن الستدلل على نفي كون
النفس جسما أضعف بكثي من نفي ذلك ف الواجب والنازعون له ف النفي أكثر من النازعي له ف
ذلك لكن ما يطعمه ويطمعه أمثاله ف ذلك ضعف مناظرة أب حامد لم ف مسألة النفس فإن أبا حامد
بي فساد أدلتهم الت استدلوا با على نفي كون الواجب ليس بسم وبي أنه ل حجة لم على ذلك
وإنا الجة على ذلك طريق
العتزلة طريقة العراض والوادث وأما ف مسألة النفس فهو موافق لم على قولم لعتقاده
صحة طريقهم وابن رشد يذم أبا حامد من الوجه الذي يدحه به علماء السلمي ويعظمونه عليه
ويدحه من الوجه الذي يذمه به علماء السلمي وإن كانوا قد يقولون إنه رجع عن ذلك لن أبا حامد
يالف الفلسفة تارة ويوافقهم أخرى فعلماء السلمي يذمونه با وافقهم فيه من القوال الخالفة للحق
الذي بعث ال به ممدا الوافقة لصحيح النقول وصريح العقول كما وقع من النكار عليه أشياء ف
كلم رفيقه أب السن الرغينان وأب نصر القشيي وأب بكر الطرشوشي وأب بكر بن العرب وأب
عبد ال الازري وأب عبد ال الذكي وممود الوارزمي وابن عقيل وأب البيان الدمشقي
ويوسف الدمشقي وابن حدون القرطب القاضي وأب الفرج بن الوزي وأب ممد القدسي وأب عمرو
بن الصلح وغي واحد من علماء السلمي وشيوخهم
والتفلسفة الذين يوافقون ما ذكره من أقوالم يذمونه لا اعتصم به من دين السلم ووافقه من
الكتاب والسنة كما يفعل ذلك ابن رشد الفيد هذا وابن الطفيل صاحب رسالة حي بن يقظان وابن
سبعي وابن هود وأمثالم وهؤلء وأمثالم يعظمون ما وافق فيه الفلسفة كما يفعل ذلك صاحب خلع
النعلي وابن عرب صاحب الفصوص وأمثالم من يأخذ العان الفلسفية يرجها ف قوالب الكاشفات
والخاطبات الصوفية ويقتدي ف ذلك با وجده من ذلك ف كلم أب حامد ونوه وأما عوام هؤلء
فيعظمون اللفاظ الائلة مثل لفظ اللك واللكوت والبوت وأمثال ذلك ما يدونه ف كلم هؤلء
وهم ل يدرون هل أراد التكلم بذلك ما أراده ال ورسوله أم أراد بذلك ما أراده اللحدة كابن سينا
وأمثاله
والقصود هنا أن ابن رشد هذا مع اعتقاده أقوال الفلسفة الباطنية ل سيما الفلسفة الشائي
أتباع أرسطو صاحب التعاليم الذين لم التصانيف العروفة ف الفلسفة ومع أن قول ابن رشد هذا ف
الشرائع من جنس قول ابن سينا وأمثاله من اللحدة من أنا أمثال مضروبة لتفهيم العامة ما يتخيلونه ف
أمر اليان بال واليوم الخر وأن الق الصريح الذي يصلح لهل العلم فإنا هو أقوال هؤلء الفلسفة
وهذه عند التحقيق منتهاها التعطيل الحض وإثبات وجود مطلق ل حقيقة له ف الارج غي وجود
المكنات وهو الذي انتهى إليه أهل الوحدة القائلون باللول والتاد كابن سبعي وأمثاله من حقق هذه
الفلسفة ومشوا على طريقة هؤلء التفلسفة الباطنية من متكلم ومتصوف ومن أخذ با يوافق ذلك من
كلم أب حامد وأمثاله وزعموا أنم يمعون بي الشريعة اللية والفسلفة اليونانية كما زعم ذلك
أصحاب رسائل إخوان الصفا وأمثالم من هؤلء اللحدة وابن رشد هذا مع خبته بكلم هؤلء
وموافقته لم يقول إن جيع الكماء قد اتفقوا على أن ال اللئكة ف السماء كما اتفقت جيع الشرائع
على ذلك وقرر ذلك بطريق عقلية من جنس تقرير ابن كلب والارث الحاسب وأب العباس القلنسي
والشعري
والقاضي أب بكر وأب السن التميمي وابن الزاغون وأمثالم من يقول إن ال فوق العرش وليس
بسم وقال هؤلء التفلسفة كما يقوله هؤلء التكلمون الصفاتية إن إثبات العلو ل ل يوجب إثبات
السمية بل ول إثبات الكان وبناء ذلك على أن الكان هو السطح الباطن من السم الاوي اللقي
للسطح الظاهر من السم الحوى وهذا قول أرسطو وأتباعه فهؤلء يقولون مكان النسان هو باطن
الواء الحيط به وكل سطح باطن من الفلك فهو مكان للسطوح الظاهرة با يلقيه ومعلوم أنه ليس
وراء الجسام سطح جسم باطن يوي شيئا فل مكان هناك على اصطلحهم إذ لو كان هناك موى
لسطح السم لكان الاوي جسما وإذا كان كذلك فالوجود هناك ل يكون ف مكان ول يكون جسما
ولذا قال فإذا إن قام البهان على وجود موجود ف هذه الهة فواجب أن يكون غي جسم فالذي يتنع
وجود هناك هو موجود جسم ل وجود ما ليس بسم
فقرر إمكان ذلك كما قرر إثباته كما ذكره من أنه ل بد من نسبة بينه وبي العال الحسوس
والذي يكن منازعوه من الفلسفة أن يقولوا له ل يكن أن يوجد هناك شيء ل جسم ول غيه أما
السم فلما ذكره وأما غيه فلنه يكون مشارا إليه بأنه هناك وما أشي إليه فهو جسم وهذا كما يقوله
العتزلة للكلبية وقدماء الشعرية ومن وافقهم من أهل الديث كالتميميي وأمثالم وأتباعهم فيقول ابن
رشد لم ما تقوله الكلبية للمعتزلة وهو أن وجود موجود ليس هو وراء أجسام العال ول داخل فيها إما
أن يكون مكنا وإما أن ل يكون فإن ل يكن مكنا بطل قولكم وإن كان مكنا فوجود موجود هو وراء
أجسام العال وليس بسم أول بالواز لنا إذا عرضنا على العقل وجود موجود قائم بنفسه ل ف العال
ول خارجا عنه ول يشار إليه وعرضنا عليه وجود موجود يشار إليه فوق العال ليس بسم كان إنكار
العقل للول
أعظم من إنكاره للثان فإن كان الول مقبول وجب قبول الثان وإن كان الثان مردودا وجب
رد الول فل يكن منازعو هؤلء أن يبطلوا قولم مع إثباتم لوجود قائم بنفسه ل داخل العال ول
خارجه ول يشار إليه وما ذكره ابن رشد من أن هذه الصفة صفة العلو ل يزل أهل الشريعة ف أول
المر يثبتونا ل تعال حت نفتها العتزلة ث تبعهم على نفيها متأخروا الشعرية كلم صحيح وهو يبي
خطأ من يقول إن الناع ف ذلك ليس إل مع الكرامية والنبلية وكلمه هذا أصح ما زعمه ابن سينا
حيث ادعى أن السنن اللية منعت الناس عن شهرة القضايا الت ساها الوهيات مثل أن كل موجود
فلبدان يشار إليه فإن تلك السنن ليست إل سنن العتزلة والرافضة والساعيلية ومن وافقهم من أهل
البدع ليست سنن النبياء والرسلي صلوات ال عليهم أجعي وما نقله ابن رشد عن هذه المه
فصحيح وهذا مم يرجح أن نقله لقوال الفلسفة أصح من نقل ابن سينا لكن التحقيق أن الفلسفة ف
هذه السألة على قولي وكذلك ف مسألة ما يقوم بذاته من الفعال وغيها من المور للفلسفة ف ذلك
قولن
والرازي إذ قال اتفق الفلسفة فإنا عنده ما ف كتب ابن سينا وذويه وكذلك الفلسفة الذين
يرد عليهم أبو حامد إنا هم هؤلء ول ريب أن مسائل الليات والنبوات ليس لرسطو وأتباعه فيها
كلم طائل أما النبوات فل يعرف له فيها كلم وأما الليات فكلمه فيها قليل جدا وأما عامة كلم
الرجل فهو ف الطبيعيات والرياضيات ولم كلم ف الروحانيات من جنس كلم السحرة والشركي
وأما كلمهم ف واجب الوجود بنفسه فكلم قليل جدا مع ما فيه من الطأ وهم ل يسمونه واجب
الوجود ول يقسمون الوجود إل واجب ومكن وإنا فعل هذا بن سينا وأتباعه ولكن يسمونه الحرك
الول والعلة الول كما قد بسطت أقوالم ف موضع آخر وعلم ما بعد الطبيعة عندهم هو العلم الناظر
ف الوجود ولواحقه وتلك أمور كلية عامة مطلقة تتناول الواجب وغيه وبعض كلمهم ف ذلك خطأ
وبعضه صواب وغالبه تقسم لجناس الواهر والعراض ولذا كانوا نوعي نوعا نظارين مقسمي
للكليات ونوعا متألي بالعبادة والزهد على أصولم أو جامعي بي المرين كالسهروردي القتول
وأتباع ابن سبعي وغيهم
وأما كلمهم ف نفس العلة الول فقليل جدا ولذا كانوا على قولي منهم من يثبت موجودا
واجبا مباينا للفلك ومنهم من ينكر ذلك وحجج مثبت ذلك على نفاته منهم حجج ضعيفة وقدماؤهم
كأرسطو كانوا يستدلون بأنه ل بد للحركة من مرك ل يتحرك وهذا ل دليل عليه بل الدليل يبطله
وابن سينا سلك طريقته العروفة وهو الستيدلل بالوجود على الواجب ث دعواه أن الواجب ل يوز أن
يتعدد ول تكون له صفة وهذه أيضا طريقة ضعيفة ولعلها أضعف من طريقة أولئك أو نوها أو قريب
منها وإذا كان كلم قدمائهم ف العلم بال تعال قليل كثي الطأ فإنا كثر كلم متأخريهم لا صاروا
من أهل اللل ودخلوا ف دين السلمي واليهود والنصارى وسعوا ما أخبت به النبياء من أساء ال
وصفاته وملئكته وغي ذلك فأحبوا أن يستخرجوا من أصول سلفهم ومن كلمهم ما يكون فيه موافقة
لا جاءت به النبياء لا رأوا ف ذلك من الق العظيم الذي ل يكن جحده والذي هو أشرف العارف
وأعلها فصار كل منهم يتكلم بسب اجتهاده فالفاراب لون وابن سينا لون وأبو البكات صاحب
العتب لون وابن رشد الفيد لون والسهروردي القتول لون وغي هؤلء ألوان أخر وهم ف هواهم
بسب ما يتيسر لم من النظر ف كلم أهل
اللل فمن نظر ف كلم العتزلة والشيعة كابن سينا وأمثاله فكلمه لون ومن خالط أهل السنة
وعلماء الديث كأب البكات وابن رشد فكلمه لون آخر أقرب إل صريح العقول وصحيح النقول
من كلم ابن سينا لكن قد يفي ذلك على من يعن النظر ويظن أن قول ابن سينا أقرب إل العقول
كما يظن أن كلم العتزلة والشيعة أقرب إل العقول من كلم الشعرية والكرامية وغيهم من أهل
الكلم ومن نظار أهل السنه والماعة ومن العلوم بعد كمال النظر واستيفائه أن كل من كان إل السنة
وإل طريقة النبياء أقرب كان كلمه ف الليات بالطرق العقلية أصح كما أن كلمه بالطرق النقلية
أصح لن دلئل الق وبراهينه تتعاون وتتعاضد ل تتناقص وتتعارض وما ذكره ابن رشد ف اسم الكان
يتوجه عند من يسلم له مذهب أرسطو وأن الكان هو السطح الداخل الاوي الماس للسطح الارج
الحوى ومعلوم أن من الناس من يقول إن للناس ف الكان أقوال أخر منهم من يقول إن الكان هو
السم الذي يتمكن غيه عليه ومنهم من يقول إن الكان هو ما كان تت غيه وإن ل يكن ذلك
متمكنا عليه ومنهم من يزعم أن الكان هو اللء وهو أبعاد والناع ف هذا الباب نوعان أحدها
معنوي كمن يدعى وجود مكان هو جوهر قائم بنفسه ليس هو السم وأكثر العقلء ينكرون ذلك
والثان نزاع لفظي وهو من يقول الكان ما ييط بغيه ويقول آخر ما يكون غيه عليه أو ما
يتمكن عليه ول ريب أن لفظ الكان يقال على هذا وهذا ومن هنا نشأ تنازع أهل الثبات هل يقال إن
ال تعال ف مكان أم ل وهذا كتنازعهم ف الهة واليز لكن قد يقر بلفظ الهة من ل يقر بلفظ اليز
أو الكان وربا أقر بلفظ اليز أو الكان من ل يقر بالخر وسبب ذلك إما اتباع ما ورد أو اعتقاد أن ف
أحد اللفظي من العن الردود ما ليس ف الخر وحقيقة المر ف العن أن ينظر إل القصود فمن اعتقد
أن الكان ل يكون إل ما يفتقر إليه التمكن سواء كان ميطا به أو كان تته فمعلوم أن ال سبحانه ليس
ف مكان بذا العتبار ومن اعتقد أن العرش هو الكان وأن ال فوقه مع غناه عنه فل ريب أنه ف مكان
بذا العتبار فما يب نفيه بل ريب افتقار ال تعال إل ما سواه فإنه سبحانه غن عن ما سواه وكل
شيء فقي إليه فل يوز أن يوصف بصفة تتضمن افتقاره إل ما سواه وأما إثبات النسب والضافات بينه
وبي خلقه فهذا متفق عليه بي أهل الرض وأما علوه على العال ومباينته للمخلوقات فمتفق عليه بي
النبياء والرسلي وسلف المة وأئمتها وبي هؤلء الفلسفة كما ذكر ذلك عنهم ولكن آخرون من
الفلسفة ينازعون ف ذلك
فصل فهذا ونوه بعض كلم رؤوس أهل الكلم والفلسفة ف هذا الباب يبي خطأ من جعل
الناع ف ذلك مع الكرامية والنبلية ويبي أن أكثر طوائف العقلء يقولون بالعلو وبامتناع وجود
موجود ل داخل العال ول خارجه وأما كلم من نقل مذهب السلف والئمة فأكثر من أن يكن سطره
قال الشيخ أبو نصر السجزي
ف كتاب البانة له فأئمتنا كسفيان الثوري ومالك وسفيان بن عيينة وحاد بن سلمة وحاد بن
ويد وعبد ال بن البارك وفضيل بن عياض وأحد ابن حنبل وإسحاق بن إبراهيم النظلي متفقون على
أن ال سبحانه بذاته فوق العرش وأن علمه بكل مكان وأنه يرى يوم القيامة بالبصار فوق العرش وأنه
ينل إل ساء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم با شاء فمن خاف شيئا من ذلك فهو منهم برئ وهم
منه براء وأبو نصر هذا كان مقيما بكة ف أثناء الائة الامسة وقال قبله الشيخ أبو عمر الطلمنكي
الالكي أحد أئمة وقته بالندلس ف كتاب الوصول إل معرفة الصول قال وأجع
السلمون من أهل السنة على أن معن قوله وهو معكم أينما كنتم سورة الديد 4ونو ذلك
من القرآن أن ذلك علمه وأن ال فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء وقال أيضا قال أهل
السنة ف قوله الرحن على العرش استوى سورة طه 5أن الستواء من ال على عرشه الجيد على
القيقة ل على الجاز وقال الشيخ نصر القدسي الشافعي الشيخ الشهور ف كتاب الجة له إن قال
قائل قد ذكرت ما يب على أهل السلم من أتباع كتاب ال وسنة ورسوله وما أجع عليه الئمة
والعلماء والخذ با عليه أهل السنة والماعة فاذكر مذاهبهم وما أجعوا من اعتقادهم وما يلزمنا من
الصي إليه من إجاعهم فالواب أن الذي أدركت عليه أهل العلم ومن لقيتهم وأخذت عنهم ومن بلغن
قوله من غيهم فذكر جل اعتقاد أهل السنة وفيه أن ال مستو على عرشه بائن من خلقه كما قال ف
كتابه أحاط بكل شيء علما سورة الطلق 12وأحصى كل شيء عددا سورة الن 28
وقال قبله الافظ أبو نعيم الصبهان الشهور صاحب التصانيف الشهورة كحلية الولياء
وغيها ف عقيدته الشهورة عنه طريقتنا طريقة التبعي للكتاب والسنة وإجاع سلف المة فما اعتقدوه
اعتقدناه فما اعتقدوه أن الحاديث الت تثبت عن النب ف العرش واستواء ال عليه يقولون با ويثبتونا
ومن غي تكييف ول تثيل ول تشبيه وأن ال بائن عن خلقه واللق بائنون منه ل يل فيهم ول يتزج
بم وهو مستو على عرشه ف ساواته من دون أرضه وقال الشيخ أبو أحد الكرخي المام الشهور ف
أثناء الائة الرابعة ف العقيدة الت ذكر أنا اعتقاد أهل السنة والماعة وهي العقيدة الت كتبها للخليفة
القادر بال وقرأها على الناس وجع الناس عليها وأقرتا طوائف أهل السنة وكان قد استتاب من خرج
عن السنة من العتزلة والرافضة ونوهم سنة ثلث عشرة وأربعمائة وكان حينئذ قد ترك ولةالمور
لظهار السنة لا كان الاكم الصري وأمثاله من أئمة اللحدة قد انتشر أمرهم وكان أهل ابن سينا
وأمثالم
من أهل دعوتم وأظهر السلطان ممود بن سبكتكي لعنة أهل البدع على النابر وأظهر السنة
وتناظر عنده ابن اليصم وابن فورك ف مسألة العلو فرأى قوة كلم ابن اليصم فرجح ذلك ويقال إنه
قال لبن فورك فلو أردت تصف العدوم كيف كنت تصفه بأكثر من هذا أو قال فرق ل بي هذا الرب
الذي تصفه وبي العدوم وأن ابن فورك كتب إل أب إسحاق السفرايين يطلب الواب عن ذلك فلم
يكن الواب إل أنه لو كان فوق العرش للزم أن يكون جسما ومن الناس من يقول إن السلطان لا ظهر
له فساد قول ابن فورك سقاه السم حت قتله وتناظر عنده فقهاء الديث من أصحاب الشافعي وغيهم
وفقهاء الرأي فرأى قوة مذهب أهل الديث فرجحه وغزا الشركي بالند وهذه العقيدة مشهورة وفيها
كان ربنا وحده ول شيء معه ول مكان يويه فخلق كل شيء بقدرته وخلق العرش ل لاجته إليه
فاستوى عليه استواءاستقرار كيف شاء واراد ل استقرار راحة كما يستريح اللق وهو يدبر السموات
والرض ويدبر ما فيهما ومن ف الب والبحر ل مدبر غيه ول
حافظ سواه يرزقهم ويرضهم ويعافيهم وييتهم واللق كلهم عاجزون اللئكة والنبيون
والرسلون وسائر اللق أجعي وهو القادر بقدرة والعال بعلم أزل غي مستفاد وهو السميع بسمع
والبصي ببصر تعرف صفتهما من نفسه ل يبلغ كنههما أحد من خلقه متكلم بكلم يرج منه ل بآلة
ملوقة كآلة الخلوقي ل يوصف إل با وصف به نفسه أو وصفه به نبيه وكل صفة وصف با نفسه أو
وصفه با نبيه فهي صفة حقيقة ل صفة ماز وقال أبو عمر بن عبد الب ف كتاب التمهيد ف شرح
الوطأ لا تكلم على حديث النول قال هذا حديث ثابت من جهة النقل صحيح السناد ل يتلف أهل
الديث ف صحته وهو منقول من طرق سوى هذه من أخبار العدول عن النب وفيه دليل على أن ال ف
السماء على
العرش فوق سبع سوات كما قالت الماعة وهو من حجتهم على العتزلة ف قولم إن ال بكل
مكان قال والدليل على صحة قول أهل الق قوله تعال وذكر عدة آيات إل أن قال وهذا أشهر
وأعرف عند العامة والاصة من أن يتاج إل أكثر من حكايته لنه اضطرار ل يوقفهم عليه أحد ول
أنكره عليهم مسلم وقال أبو عمر أيضا أجع علماء الصحابة والتابعي الذين حل عنهم التأويل قالوا ف
تأويل قوله تعال ما يكون من نوى ثلثة إل هو رابعهم سورة الجادلة 7هو على العرش وعلمه ف
كل مكان وما خالفهم ف ذلك أحد يتج بقوله
وقال أيضا أهل السنة ممعون على القرار بالصفات الواردة كلها ف القرآن والسنة واليان با
وحلها على القيقة ل على الجاز إل أنم ل يكيفون شيئا من ذلك ول يدون فيه صفة مصورة وأما
أهل البدع الهمية والعتزلة كلها والوارج فكلهم ينكرها ول يمل منها شيئا على القيقة ويزعم أن
من أقر با مشبه وهم عند من أقر با نافون للمعبود بلشون والق فيما قاله القائلون با نطق به كتاب
ال وسنة ورسوله وهم أئمة الماعة قال الشيخ العارف معمر بن أحد الصبهان أحد شيوخ الصوفية
ف أواخر الائة الرابعة أحببت أن أوصى أصحاب بوصية من السنة وموعظة من الكمة وأجع ما كان
عليه أهل الديث والثر وأهل العرفة والتصوف من التقدمي والتأخرين قال
فيها وأن ال استوى على عرشه بل كيف ول تشبيه ول تأويل والستواء معقول والكيف فيه
مهول وأنه عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه واللق منه بائنون بل حلول ول مازجة ل
اختلط ول ملصقة لنه الفرد البائن من اللق الواحد الغن عن اللق وأن ال سيع بصي عليم خبي
يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا وينل كل ليلة إل ساء
الدنيا كيف شاء فيقول هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه
حت يطلع الفجر قال ونزول الرب إل السماء بل كيف ول تشبيه ول تأويل فمن أنكر النول وتأول
فهو مبتدع ضال وقال عبد الرحن بن أب حات سألت أب وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة يعن ف
أصول الدين وما أدركا عليه العلماء ف جيع المصار فقالوا أدركنا العلماء ف جيع المصار حجازا
وعراقا ومصرا وشاما وينا فكان من مذاهبهم أن اليان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلم ال غي
ملوق بميع جهاته إل أن قال وأن ال على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه ف كتابه وعلى
لسان رسوله بل كيف أحاط بكل شيء علما
وقال الشيخ أبو ممد القدسي إن ال وصف نفسه بالعلو ف السماء ووصفه بذلك رسوله خات
النبياء وأجع على ذلك جيع العلماء من الصحابة والتقياء والئمة من الفقهاء فتواترت الخبار بذلك
على وجه حصل به اليقي وجع ال عليه قلوب السلمي وجعله مغروزا ف طباع اللق أجعي فتراهم
عند نزول الكرب يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون نوها للدعاء أيديهم وينتظرون ميء الفرج من
ربم وينطقون بذلك بألسنتهم ول ينكر ذلك إل مبتدع غال ف بدعته أو مفتون بتقليده واتباعه على
ضللته قال وأنا ذاكر ف هذا الزء بعض ما بلغن ف ذلك عن رسول ال وصحابته والئمة القتدين
بسنته على وجه يصل القطع واليقي بصحة ذلك عنهم ونعلم تواتر الرواية بوجوه منهم ليزداد من وقف
عليه من الؤمني إيانا وننبه من خفى ذلك عليه حت يصي كالشاهد له عيانا وقال أبو عبد ال القرطب
الالكي لا ذكر اختلف الناس ف تفسي الستواء قال وأظهر القوال ما تظاهرت عليه الي والخبار
والفضلء الخبار أن ال على عرشه كما أخب ف كتابه وعلى لسان نبيه بل كيف بائن من جيع خلقه
هذا مذهب السلف الصال فيما نقل عنهم الثقات
وقال أيضا ف كتابه الكبي ف التفسي لا تكلم على آية الستواء قال هذه مسألة الستواء
وللعلماء فيها كلم وأجزاء وقد بينا أقوال العلماء فيها ف شرح الساء السن وذكرنا فيها أربعة عشر
قول وذكر قول النفاة من التكلمي فقال وأنم يقولون إذا وجب تنيه الرب عن اليز فمن ضرورة ذلك
ولواحقه له تنيه الرب عن الهة فليس بهة فوق عندهم لنه يلزم من ذلك عندهم مت اختص بهة أن
يكون ف مكان وحيز ويلزم على الكان واليز الركة والسكون ويلزم من ذلك التغي والدوث وذكر
قول هؤلء التكلمي وقال قد كان السلف الول ل يقولون بنفي الهة ول ينطقون بذلك بل نطقوا هم
والكافة بإثباتا ل تعال كما نطق كتابه وأخبت رسله ول ينكر أحد من السلف
الصال أنه استوى على عرشه حقيقة وإنا جهلوا كيفية الستواء وأما كلم السلف أنفسهم
فأكثر من أن يكن حصره فال أبو بكر النقاش صاحب التفسي والرسالة حدثنا أبو العباس السراج قال
سعت قتيبة بن سعيد يقول هذا قول الئمة ف السلم والسنة والماعة نعرف ربنا ف السماء السابعة
على عرشه كما قال الرحن على العرش استوى سورة طه 5وروى أبو بكر اللل ف كتاب السنة
أنبأ أبو بكر الروذي ثنا ممد بن الصباح النيسابوري ثنا سليمان بن داود أبو داود الفاف قال قال
إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال ال تعال الرحن على العرش استوى سورة طه 5إجاع أهل العلم
أنه فوق العرش ويعلم كل شيء ف أسفل الرضي السابعة وف قعور البحار وف رواية وف رؤوس
الجام وبطون الودية وف كل موضع كما يعلم علم ما ف السموات السبع وما دون العرش أحاط بكل
شيء علما فل تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة ف ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل قد عرف
ذلك كله وأحصاه ول يعجزه معرفة شيء عن معرفة غيه
وروى عبد ال بن أحد ف كتاب السنة وعبد الرحن بن أب حات ف كتاب الرد على الهمية
عن سعيد بن عامر الضبعي إمام أهل البصرة علما ودينا من طبقة شيوخ الشافعي وأحد وإسحق أنه ذكر
عنده الهمية فقال هم شر قول من اليهود والنصارى قد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الديان مع
السلمي على أن ال فوق العرش وقالوا هو ليس عليه شيء ورويا أيضا عن عبد الرحن بن مهدي
المام الشهور وهو من هذه الطبقة قال أصحاب جهم يريدون أن يقولوا إن ال ل يكلم موسى
ويريدون أن يقولوا ليس ف السماء شيء وأن ال ليس على العرش أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإل قتلوا
وروى عبد ال بن أحد عن عباد بن العوام الواسطي من تلك الطبقة قال كلمت بشر الريسي وأصحابه
فرأيت آخر كلمهم ينتهي إل أن يقولوا ليس ف السماء شيء ورويا عن علي بن عاصم شيخ البخاري
وغيه قال ناظرت جهميا فتبي من كلمه أنه ل يرى أن ف السماء ربا وروى عبد ال بن أحد عن
سليمان بن حرب قال سعت حاد بن زيد وذكر هؤلء الهمية فقال إنا ياولون أن يقولوا ليس ف
السماء شيء وروى عبد ال وغيه عن أبيه أحد بن حنبل ثنا شريح بن
النعمان سعت عبد ال بن نافع الصائغ سعت مالك بن أنس يقول ال ف السماء وعلمه ف كل
مكان وروى هذا الكلم مالك مكي خطيب قرطبة فيما جعه من تفسي مالك نفسه وكل هذه السانيد
صحيحة وروى أبو بكر البيهقي بإسناد صحيح عن الوزاعي قال كنا نن والتابعون متوافرون نقول إن
ال تعال فوق عرشه ونؤمن با وردت به السنة من صفاته فقد ذكر الوزاعي وهو أحد الئمة ف عصر
تابعي التابعي الذي كان فيه مالك وابن الاجشون وابن أب ذئب ونوهم أئمة أهل الجاز والليث بن
سعد ونوه أئمة أهل مصر والثوري وابن أب ليلى وأبو حنيفة ونوهم أئمة أهل الكوفة وحاد بن زيد
وحاد بن سلمه ونوها أئمة أهل البصره وهؤلء ونوهم أئمة السلم شرقا وغربا ف ذلك الزمن وقد
حكى الوزاعي عن شهرة القول بذلك ف زمن التابعي وهم أيضا متطابقون على ما كان عليه التابعون
كما ذكرنا قول مالك وحاد بن زيد وغيها
وقال أبو حنيفة ف كتاب الفقه الكب العروف الشهور عند أصحابه الذي رووه بالسناد عن
أب مطيع الكم بن عبد ال البلخي قال قال أبو حنيفة عمن قال ل أعرف رب ف السماء أم ف الرض
فقال قد كفر لن ال يقول الرحن على العرش استوى سورة طه 5وعرشه فوق سبع ساوات قال أبو
مطيع قلت فإن قال إنه على العرش ولكنه يقول ل أدري العرش ف السماء أم ف الرض قال هو كافر
لنه أنكر أن يكون ف السماء لنه تعال ف أعلى عليي وأنه يدعى من أعلى ل من أسفل وف لفظ قال
سألت أبا حنيفة عمن قال ل أعرف رب ف السماء أو ف الرض قال قد كفر لن ال يقول الرحن
على العرش استوى سورة طه 5وعرشه فوق سبع سوات
قال فإنه يقول على العرش استوى ولكنه ل يدري العرش ف الرض أم ف السماء قال إذا أنكر
أنه ف السماء فقد كفر وروى عبد ال بن أحد وغيه بأسانيد صحيحة عن عبد ال بن البارك أنه قيل
له باذا نعرف ربنا قال بأنه فوق ساواته على عرشه بائن من خلقه ول نقول كما يقول الهمية بأنه
ههنا ف الرض ومن ذكر هذا عن ابن البارك البخاري ف كتاب خلق أفعال العباد وهكذا قال المام
أحد وغيه وقال ممد بن إسحاق بن خزية اللقب بإمام الئمة من ل يقل بأن ال فوق ساواته وأنه
على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وال ضربت عنقه ث ألقي على مزبلة لئل يتأذى
بنت ريه أهل القبلة ول أهل الذمة وهذا معروف عنه رواه الاكم ف تاريخ نيسابور وأبو عثمان
النيسابوري ف رسالته الشهورة وروى اللل بإسناد كلهم ثقات عن سفيان بن عيينة قال سئل ربيعة
بن أب عبد الرحن عن قوله الرحن على العرش استوى سورة طه 5قال الستواء غي مهول والكيف
غي معقول ومن ال الرسالة وعلى الرسول البلغ وعلينا التصديق وهذا
الكلم مروى عن مالك بن أنس صاحب ربيعة من وجوه متعددة يقول ف بعضها الستواء
معلوم وف بعضها غي مهول وف بعضها استواؤه غي مهول فيثبت العلم بالستواء وينفي العلم بالكيفية
وروى ابن أب حات عن هشام بن عبيد ال الرازي أنه حبس رجل ف التجهم فتاب فجيء به إل هشام
ليمتحنه فقال له أتشهد أن ال على عرشه بائن من خلقه قال ل أدري ما بائن من خلقه قال ردوه إل
البس فإنه ل يتب بعد وروى أيضا عن عبد ال بن أب جعفر الرازي أنه جعل يضرب قرابة له بالنعل
على رأسه يرى رأي جهم ويقول ل حت يقول الرحن على العرش استوى بائن من خلقه وعن جرير
بن عبد الميد الرازي أنه قال كلم الهمية أوله عسل وآخره سم وإنا ياولون أن يقولوا ليس ف
السماء إله وجيع الطوائف تنكر هذا إل من تلقى ذلك عن الهمية كالعتزلة ونوهم من القلسفة فأما
العامة من جيع المم فل يستريب اثنان ف أن فطرهم مقرة بأن ال فوق العال وأنم إذا قيل لم ل هو
داخل العال ول خارجه ول يصعد إليه شيء ول ينل منه شيء ول يقرب إليه شيء ول يقرب هو من
شيء ول يجب العباد عنه شيء ول ترفع إليه اليدي ول تتوجه القلوب إليه طالبة له ف العلو فإن
فطرهم تنكر ذلك وإذا أنكروا هذا ف هذه القضية
العينة الت هي الطلوب فإنكارهم لذلك ف القضايا الطلقة العامة الت تتناول هذا وغيه أبلغ
وأبلغ وأما خواص المم فمن العلوم أن قول النفاة ل ينقل عن نب من النبياء بل جيع النقول عن
النبياء موافق لقول أهل الثبات وكذلك خيار هذه المة من الصحابة والتابعي لم بإحسان ل ينقل
عنهم إل ما يوافق قول أهل الثبات وأول من ظهر عنه قول النفاة هو العد بن درهم والهم بن
صفوان وكانا ف أوائل الائة الثانية فقتلهما السلمون وأما سائر أئمة السلمي مثل مالك والثوري
والوزاعي وأب حنيفة والشافعي وأحد بن حنبل وغيهم فالكتب ملوءة بالنقل عنهم لا يوافق قول أهل
الثبات وكذلك شيوخ أهل الدين مثل الفضيل بن عياض وبشر الاف وأحد بن أب الواري وسهل
بن عبد ال التستري وعمرو بن عثمان الكي والارث الحاسب وممد بن خفيف الشيازي وغي هؤلء
وكتب أهل الثار ملوءة بالنقل عن السلف والئمة لا يوافق قول أهل الثبات ول ينقل عن أحد منهم
حرف واحد صحيح يوافق قول النفاة فإذا كان سلف الئمة وأئمتها وأفضل قرونا متفقي على قول
أهل الثبات فكيف يقال ليس هذا إل قول الكرامية والنبلية ومن العلوم أن ظهور قول أهل الثبات
قبل زمن أحد بن حنبل كان أعظم من ظهوره ف هذا الزمان فكيف يضاف ذلك إل أتباعه
وأيضا فعبد ال بن سعيد بن كلب والارث الحاسب وأبو العباس القلنسي وأبو السن بن
مهدي الطبي وعامة قدماء الشعرية يقولون إن ال بذاته فوق العرش ويردون على النفاة غاية الرد
وكلمهم ف ذلك كثي مذكور ف غي هذا الوضع والقصود هنا التنبيه على بطلن ما يعارض به النفاة
من الجج العقلية وأما النفي فلم يكن يعرف إل عن الهمية كالعتزلة ونوهم ومن وافقهم من
الفلسفة وإل فالنقول عن أكثر الفلسفة هو قول أهل الثبات كما نقله ابن رشد الفيد عنهم وهو من
أعظم الناس انتصارا لم وسلوكا لطريقتهم ل سيما لرسطو وأتباعه مع أنه ييل إل القول يقدم العال
أيضا الوجه الثان من أجوبة قوله لو كان بديهيا لمتنع اتفاق المع العظيم على إنكاره وهم ما سوى
النابلة والكرامية هو أن يقال ل يطبق على ذلك إل من أخذه بعضهم عن بعض كما أخذ النصارى
دينهم بعضهم عن بعض وكذلك اليهود والرافضة وغيهم فأما أهل الفطر الت ل تغي فل ينكرون هذا
العلم وإذا كان كذلك فأهل الذاهب الوروثة ل يتنع إطباقهم على حجد العلوم البديهية فإنه
ما من طائفة من طوائف الضلل وإن كثرت إل وهي متمعة على جحد بعض العلوم الضرورية
الوجه الثالث أن يقال ما من طائفة من طوائف الكلم والفلسفة إل وجهور الناس يقولون إنم حجدوا
العلوم الضرورية فالقائلون بأن المكن قد يترجح أحد طرفيه بل مرجح من القادر أو غيه يقول جهور
العقلء إنم حجدوا العلوم الضرورية والقائلون بأن الجسام ل تبقى والعراض ل تبقى يقول جهور
الناس إنم جحدوا العلوم الضرورية والقائلون بأن الصوات التعاقبة تكون قدية أزلية العيان باقية وأن
الصوات السموعة من الدميي هي قدية يقول جهور العقلء إنم خالفوا العلم الضروري والقائلون
بأن الكلم هو معن واحد هو المر بكل ما أمر به والب عن كل ما أخب به وأنه إن عب عنه بالعربية
كان هو القرآن وإن عب عنه بالعبية كان هو التوراة يقول جهور العقلء إنم حجدوا العلم الضروري
والقائلون بأن العال هو العلم والعلوم والعاقل هو العقل والعقول والعاشق هو العشق والعشوق واللذة
هي اللتذ والعلم هو القدرة والقدرة هي الرادة يقول جهور العقلء إنم خالفوا العلوم الضرورية
والقائلون بأن الوجود الواجب وجود مطلق بشرط الطلق أو ل بشرط يقول جهور العقلء
إنم خالفوا العلوم الضرورية والقائلون بأن النفس ل تدرك إل الكليات دون الزئيات يقول جهور
العقلء إنم خالفوا العلم الضروري والقائلون بأن كل موجود يوز أن تتعلق به الدراكات المسة
وأن الصوت يرى والطعم يسمع واللون يشم يقول جهور العقلء إنم خالفوا العلم الضروري
والقائلون بأنه يدث إرادة ل ف مل أو يدث فناء ل ف مل يقول جهور العقلء إن فساد قولم معلوم
بالضرورة والقائلون بأن افرادة تدث ف النسانت من غي سبب يوجب حدوثها ما يقول جهور
العقلء إن فساد قولم معلوم بالضرورة والقائلون بأنه حي عليم قدير من غي حياة ول علم ول قدرة
ما يقول جهور العقلء إن فساد قولم معلوم بالضرورة والقائلون بأن النب نص على على باللفة نصا
جليا اشاعه بي السلمي فكتموه ول يظهروه يقول جهور العقلء إن قولم معلوم الفساد بالضرورة
والقائلون بأن للمة إماما معصوما عمره سنتان أو ثلث أو أربع دخل السرداب من أكثر من أربعمائة
سنة أو أن عليا ل يت
وأمثال ذلك يقول جهور الناس إن قولم معلوم الفساد بالضرورة وكذلك قول القائلي بأن
العراض ل تبقى زماني ما يقول جهور العقلء إن فساده معلوم بالضرورة وكذلك من يقول إن النب
كان يسمى النافقي مؤمني ويعل إيانم كإيان الؤمني غي النافقي وهم مع ذلك ملدون ف النار ما
يعلم جهور السلمي فساده بالضطرار من دين السلم وكذلك القائلون بأن القرآن العزيز زيد فيه
زيادات ونقص منه أشياء ما يعلم بالضرورة امتناعه ف العادة وقول النصارى إن الكلمة اتدث بالسيح
وإنا ليست هي الب الامع للقانيم وهي مع ذلك الرب الذي يلق ويرزق وهي جوهر والوهر
عندهم واحد ليس إل الب ما يقول الناس إنه معلوم الفساد بالضرورة ومثل هذا إذا تتبعناه كثي
فوجود القوال الت يقول جهور الناس إنا معلومة الفساد بالضرورة ف قول طوائف كثية من الناس
أكثر من أن تستوعب فكيف يقال ل يوز إطباق المع الكثي على إنكار ما علم بالبديهة
ولكن إذا قيل ما الفرق بي هذا وبي ما ل يكن التواطؤ عليه من إثبات منف أو نفي ثابت
كما ف خب أهل التواتر كان الواب أن الفطر الت ل تتواطأ يتنع اتفاقها على حجد ما يعلم باليديهة
فأما مع الواطأة فل يتنع اتفاق خلق كثي على الكذب الذي يعلمون كلهم أنه كذب وإن تضمن من
حجد السيات والضروريات وإثبات نقيضها ما شاء ال وأما ف الذاهب فقد يتمع على حجد
الضروريات جع كثي إذا كان هناك شبهة أو هوى فيكون عامتهم ل يفهموا ما قاله خاصتهم مثل
التعبي عن هذا السألة بنفى الهة واليز والكان فيظن عامتهم أن مرادهم تنيه ال تعال عن أن يكون
مصورا ف خلقه أو مفتقرا إل ملوق فيوافقون على هذا العن الصحيح ظاني أنه مفهوم تلك العبارة
فأما إذا فهموا هم حقيقة قولم وهو أنه ما فوق السموات رب ول وراء العال شيء موجود فهذا ل
يوافقهم عليه بعد فهمه أحد بفطرته وإنا يوافقهم عليه من قامت عنده شبهة من شبه النفاة ل سيما إن
كان له هوى وغرض وإذا كان التفقون على هذا النفي بعد فهمه إنا قالوه لا قامت عندهم من حجج
النفاة أمكن غلطهم ف ذلك وخطؤهم واتفاقهم على حجد ما يالف ذلك وإن كان معلوما بالضرورة
كما
وقع مثل ذلك ف عامة فرق أهل الضلل ومع هذا فل يكاد يوجد منهم من يرجع إل فطرته بل
هوى إل وفطرته تنكر إثبات موجود ل مباين ول مايث لكن يقهر فطرته بالشبهة أو العادة أو التقليد
كما يقهر النصران فطرته إذا أنكرت أن يكون ال هو السيح بن مري وعامة هؤلء إذا أصابت أحدا
منهم ضرورة تلجئه إل دعاء ال وجد ف قلبه معن يطلب العلو ل يلتفت ينة ول يسرة ففطرته
وضرورته تقر بالعلو وينكر وجود موجود ل مايث ول مباين وعقيدته الت اعتقدها تقليدا أو عادة أو
شبهة تناقض فطرته وضرورته الوجه الرابع أن يقال هذا معارض با هو أبلغ منه فإن الموع الكثية
يقولون إنم يدون ف أنفسهم عند الضرورة معن يطلب العلو ف توجه قلوبم إل ال ودعائه وأنه يتنع
ف عقولم وجود موجود ل داخل العال ول خارجه وأن هذا معلوم لم بالضرورة فإن امتنع القاف
المع العظيم على مالفة البديهة فتجب الجة الثبتة فيبطل نقيضها وإن ل تتنع بطلت حجة النفاة
فيثبت بطلنا على التقديرين
فصل وأما الوجه الثان فقوله إن مسمى النسان الشترك بي الشخاص متنع أن يكون له قدر
معن وحيز معن وما أوردوه من أن
هذا ل وجود له إل ف العقل وأن الناع ف الوجودات الارجية وجوابه بأن الغرض تعقل أمر ل
يثبت العقل له جهة ول قدرا وهذا ينع كون تلك القدمة بديهية فجوابه من وجوه أحدها أن الثبتي
إنا ادعوا أنه ل يوجد ف الارج موجودان إل ول بد أن يكون أحدها مايثا للخر أو مباينا له وأما ما
ف النفس من العلوم الكلية فلم ينفوه ومن العلوم أنه ل يلزم من كون العلوم الكلية ثابتة ف النفس إمكان
ثبوتا ف الارج وإذا لو يلزم ذلك إمكان وجود موجود ف الارج ل مايث للخر ول مباين له وأما
قوله القصود أنه مكن تعقل أمر ل يثبت له العقل جهة ول قدرا فيقال بتقدير صحة ذلك هذا يفيد
إمكان تعقل ثبوته ف النفس ل يفيد إمكان تعلقه ف الارج فمورد الناع ل دليل عليه وما أثبته ليس
مورد الناع الوجه الثان أن يقال هذه العان الكلية هي كلية باعتبار مطابقتها لفرداتا كما يطابق
اللفظ العام لفراده وأما هي ف نفسها
فأعراض معينة كل منها عرض معي قائم ف نفس معينة كما يقوم اللفظ العي بالفم العي
والط العي بالورق العي فالط يطابق اللفظ واللفظ يطابق العن الذهن والعن يطابق الوجود
الارجي وكل من تلك الثلثة قد يقال له عام وكلي ومطلق باعتبار شوله للعيان الوجودة ف الارج
وأما هو ف نفسه فشيء معي مشخص وإذا كان كذلك فالنسان الطلق من حيث هو الذي تصوره
الذهن هو علم وعرض معي ف مل معي فإذا قدر أن مل العلم وغيه من صفات النسان كالب
والرضا والبغض وغي ذلك ما يشار إليه إشارة حسية كما يقوله جهور اللق كانت الشارة إل ما فيه
من العراض كالشارة إل كل عرض قائم بحله وحينئذ فإذا كان الشار إليه حسيا له قدر معي وحيز
معي فلمحل الصور الذهينة قدر معي وحيز معي وله أيضا جهة والكليات الثابتة ف النفس كالزئيات
الثابتة فيها فالنفس تعلم النسان الطلق والنسان العي والشارة إل أحدها كالشارة إل الخر فل
فرق حينئذ بي تصور النسان الشترك الكلي والنسان العي الزئي من هذه الهة لكن أحدها ل
يوجد إل ف النفس والخر يوجد ف الارج ويوجد تصورة ف النفس والوجه الثالث أن يقال هذه
الاهية الطلقة من حيث هي هي
إما أن يقال هي ثابتة ف الارج وإما أن ل يقال هي ثابتة ف الارج فإن من الناس من يقول
بثبوت الاهيات الجردة منفردة عن العيان كالقائلي بالثل الفلطونية ومن الناس من يقول بثبوتا
مقارنة للمعينات والطلق بزء من العي ويقولون الطلق ل بشرط موجود ف الارج وأما الطلق بشرط
الطلق فليس موجودا ف الارج ويسمون الطلق ل بشرط الكلي الطبيعي والطلق بشرط الطلق هو
العقلي وكونه كليا ومطلقا هو الكلي النطقي إذ العقل عندهم مركب من الطبيعي والنطقي فيقول
النسان من حيث هو مع قطع النظر عن جيع قيوده هو الطبيعي وكونه عاما وكليا ومطلقا هو النطقي
والؤلف منهما هو العقلي وآخرون يقولون ليس ف الارج ما هو كلي ف الارج أصل بل ليس ف
الارج إل ما هو معي مصوص ولكن ما كان ف النفس كليا يوجد ف الارج ول يوجد ف الارج إل
معينا فإذا قيل الكلي الطبيعي موجود ف الارج وأريد به أن الطبيعة الت يردها العقل كلية توجد ف
الارج ول توجد فيه إل معينة فهذا صحيح وإذا قيل إن الطبيعة الكلية مع كونا كلية توجد ف الارج
أو أن الكلي الذي ل ينع تصوره من وقوع الشركة فيه جزء من العي الذي ينع تصوره من وقوع
الشركة فيه أو أن هذا النسان العي مركب من جوهرين أحدها حيوان والخر ناطق أو من عرضي
حيوانية وناطقية أو نو هذه القالت هذا كله
باطل وقد بسط الكلم على هذا ف غي هذا الوضع والقصود هنا أن يقال هذه الكليات إما أن
يقال إنا ثابتة ف الارج وأما أن ل يقال فإن ل يقل بذلك ل يكن فيها حجة على إمكان وجود موجود
ف الارج ل يشار إليه وإذا قيل بثبوتا ف الارج فمن العلوم أن هذا ليس من العلوم البديهية الولية بل
ل يقل هذا إل طائفة من أهل النطق اليونان وهم متناقضون ف ذلك ويقولون القول ويقولون ما يناقضه
وبعضهم ينكر على بعض إثبات ذلك وإذا كان كذلك ل يصلح أن يعل مثل هذه القضية مقدمة ف
إبطال قضية اعترف با جاهي المم واعترفوا بأنا مركوزة ف فطرهم مغروزة ف أنفسهم وأنم
مضطرون إليها ل يكنهم دفعها عن أنفسهم لكن طائفة منهم تقول إنا مع هذا خطأ لعتقادهم أنا
وإن كانت ضرورية ف فطرتم ففطرتم تسلم مقدمات تنتج نقيضها وهؤلء ل ينازعون أنا فطرية
مبتدأة ف النفوس ولكن يقدحون فيها بطرق نظرية فإذا قال لم الثبتون نن ل نقبل القدح ف القضايا
البتداة ف النفس بالقضايا النظرية أو قالوا نن ل نسلم لكم القدمات الت تستدلون با على نقيض هذه
القضايا كما ل نسلم لكم ثبوت الكليات ف الارج ونو ذلك ظهر انقطاع العارض لم وأنم يريدون
دفع القضايا الضرورية بجرد الدعاوي الوهية اليالية
فصل
وأما الوجه الثالث فقوله إن اليال والوهم ل يكنهما أن يستحضرا لنفسهما صورة وشكل
ول للقوة الباصرة وغيها من القوى فهذه الجة من جنس حجة ابن سينا على ذلك فإنه قال ف
إشاراته ف الجة الثانية لو كان كل موجود بيث يدخل ف الوهم والس لكان الس والوهم يدخل ف
الس والوهم ولكان العقل الذي هو الكم الق يدخل ف الوهم ومن بعد هذه الصول فليس شيء من
العشق والجل والوجل والغضب والشجاعة والب ما يدخل ف الس والوهم وهي من علئق المور
الحسوسة فما ظنك بوجودات إن كانت خارجة الذوات عن درجة الحسوسات وعلئقها وجواب
ذلك من وجوه أحدها أن يقال الوهم واليال والقوة الباصرة وغي ذلك من
القوى هي من باب العراض الباطنة ف النسان وكذلك العشق والجل والوجل ونوها ومن
العلوم أن أحدا ل يقل إن كل عرض له شكل وصورة وأنا غاية من يقول ذلك أن يقوله ف السم
القائم بنفسه ل ف العرض بل العراض الظاهرة الشهودة كاللوان والركات والطعوم والروائح ليس لا
ف أنفسها شكل وصورة قائمة بنفسها فكيف بالعراض الباطنة فإن قال بل هذه لا صورة وشكل إما
باعتبار ملها وصورتا وشكلها بسب السم الذي قامت به أو بعل نفس العرض القائم بالسم له
صورة وشكل يقال وهذا يكن أن يقال ف العراض الباطنة القائمة بباطن النسان كحسه الباطن
وتوهه وتيله القائم بدماغه ونفسه ونو ذلك فإن هذه أعراض قائمة ببعض بدن النسان وبروحه الت
هي النفس الناطقة أو بما وذلك جسم له شكل وصورة فلها من الشكل والصورة من جنس ما للطعم
واللون والركات الوجه الثان أن هذه المور إما أن تكون قائمة بنفسها وإما أن تكون قائمة بغيها
فإن قال هي قائمة بنفسها مثل أن يريد
بالوهم واليال الروح الباطن ف الدماغ الذي تقوم به هذه القوى أو جسما آخر فمعلوم أن
ذلك له ما لغيه من الجسام من الشكل والصورة وإن كانت قائمة بذه الجسام فلها حكم أمثالا من
العراض القائمة بالجسام فعلى التقديرين ل يثبت بذلك إمكان وجود موجود ل جسم ول قائم بسم
فضل عن أن يثبت وجود ما ليس ف جهة وما ل يكن الشارة إليه وهكذا القول ف الجل والوجل
وسائر العراض النفسانية فإن قال هذه العراض عندي قائمة بالنفس الناطقة وتلك ليست جسما ول
قوة ف جسم ول يكن الشارة إليها وليست داخل السموات والرض ول خارج السموات والرض
ول تصعد ول تنل ول تتحرك ول تسكن فيقال له هذا منتف ف التخيل والتوهم ونو ذلك ما يعرف
بأن مله قائم بنفسه وهو جسم ث يقال إن ثبت ما تقوله ف النفس الناطقة كان ذلك حجة ف إثبات
موجود ل يكن الشارة إليه وإن ل يثبت ذلك ل يكن ف مرد الدعوى حجة لك ف إثبات موجود قائم
بنفسه ل يكن الشارة إليه وقال لك النازع جيع هذه العراض عندي يكن الشارة إليها بالشارة إل
ملها كما يشار إل غيها من العراض ويكن الحساس با وإن كنت الن ل أحس با كما ل أحس
ببعض أعضاء بدن الباطنة والظاهرة
وأهل اللل يعلمون أن اللئكة والن موجودون ف الارج وجهور العباد ل يسون بم
والعقلء ل يرتابون ف إمكان أن يكون فوق الفلك ما ل نشاهده نن الن وهذا معلوم بالضرورة
الوجه الثالث أن يقال الثبتون قالوا إنه ل يكن وجود موجودين إل أن يكون أحدها مباينا للخر أو
مايثا له أو قالوا ل يكن وجود موجود ل يكن الشارة إليه أو ل يكن وجود موجود ل داخل العال
ول خارجه ونو ذلك فهذه قضية كلية ل تبطل إن قبلت البطلن إل بثبوت نقيضها وقول القائل إن
اليال والوهم ل يكنهما أن يستحضرا لنفسهما صورة ول شكل ول للقوة الباصرة وغيها من القوى
كلم أجنب ل يقدح ف مقصودهم سواء كان حقا أو باطل إل أن يثبت أن ما ل يكن الوهم واليال
أن يثبت له صورة وشكل ل يكن الشارة إليه بل يكون ل مايثا لغيه ول مباينا له ونو ذلك ومعلوم
أن هذا باطل فإن القوة الباصرة وغيها من القوى قائمة بالسم يشار إليها كما يشار إل كل عرض
قائم بسم وهي مايثة لحلها كما تايث العراض للجواهر وتايث سائر الرض القائمة لحلها كما
يايث العرض العرض فليست خارجه عن الباينة والحايثة فلم يكن ف إثبات ذلك ما يناقص دعواهم
الكلية الت قالوا إنا معلومة بالضرورة 281الوجه
الرابع أن يقال قول القائل إن الوهم واليال والقوة الباصرة وغيها من القوى والعشق والجل
والوجل والغضب والشجاعة ل تدخل ف الس والوهم واليال إما أن يعن به ل يكن النسان أن يس
هذه المور أو ل يكن الحساس با بال فإن أراد الول ل يكن فيه حجة وإن أراد الثان منعه النازع
وقال بل هذا ما يكن الحساس به وطالبه بالدليل على أنه ل يكن الحساس به الوجه الامس أن
يقال حكم النسان بأن هذه العراض والقوى أو النفس الاملة لا ل يتصور أن تس با أضعف من
حكمه بأن كل موجودين فل بد أن يكون أحدها مباينا للخر أو مايثا له وبأن كل موجود قائم بنفسه
مشار إليه ونو ذلك بل يقال بأن العاقل إذا رجع إل فطرته وقيل له هل يكن أن يلق ال ف النسان
قوة يس با إما بالشاهدة وإما باللمس وإما بغي ذلك ما ف باطن غيه من القوى والعراض ومل ذلك
وعرض على فطرته وجود موجود ل داخل العال ول خارجه كان جزمه بامتناع هذا أقوى من جزمه
بامتناع الول فإذا كان كذلك ل يكن أن يزم بامتناع الول ويعل امتناعه دليل على إمكان الثان
وأما الوجه الرابع فقوله العقل يتصور النفي والثبات ث يكم بتناقضهما مع أنه ل يكم بكون
إحداها ساريا ف الخر أو مباينا عنه ف الهة فجوابه من وجوه أحدها أن ما يتصوره العقل من النفي
والثبات إما أن يكون معينا أو مطلقا فإن كان إثبات معي ونفيه كان تصوره تبعا لذلك العي فإذا كان
ذلك العي مايثا لغيه أو مباينا كان تصوره كذلك فإذا كان العقل يزم بانتفاء وجود موجودين ل
متبايني ل متحايثي نفى الثالث وإن تصور النفي الطلق والثبات الطلق كان هذا من القضايا العامة
الكلية والكليات وجودها ف الذهان ل ف العيان وقد تقدم أن الكلم إنا هو ف الوجود الارجي ل
الذهن الثان أن يقال ل نسلم أنه ل يكم بكون أحدها مايثا للخر بل تصوره للنفي والثبات مله
الذهن وتصور أحدها هو حيث هو تصور الخر ول نعن بالحايثة إل هذا الوجه الثالث أن يقال هو
عب عن قول هؤلء بعباة ل يقولونا فإنم ل يقولون إن كل موجودين ل بد أن يكون أحدها ساريا ف
الخر أو مباينا عنه فإن العراض الجتمعة ف مل واحد ليس كل منها مباينا للخر ول يقال إن العرض
سار ف العرض بل يقال إن العراض سارية ف الحل اللهم إل أن يعب معب بلفظ
السريان عن كون أحد العرضي بيث هو الخر فإن هذا قد يسمى مايثة ومداخلة ومامعة
ونو ذلك وإذا كان كذلك فتصور النفي وتصور الثبات يتمعان كما تتمع سائر التصورات
والتصورات ملها كلها مل العلم من النسان وهذه كلها متحايثة متجامعة قائمة بحل واحد وأما
الوجه الامس فقوله إن البديهية حاكمة بأن كل موجودين فإما أن يكون أحدها ساريا عنه أو مباينا
عنه ف الهة أو ل ساريا ول مباينا ث إنا ند العقل متوقفا عن القسم الثالث إل لبهان يثبته أو ينفيه
فجوابه من وجوه أحدها أن يقال مرد تقدير الذهن للقسام ل يدل على إمكانا ف الارج فإنه يقدر
أن الشيء إما موجود وإما معدوم وإما ل موجود ول معدوم وأن الوجود إما أن يكون واجبا وإما أن
يكون مكنا وإما أن يكون ل واجبا ول مكنا وأنه إما قدي وإما مدث وإما قائم بنفسه أو بغيه أو ل
قائم بنفسه ول بغيه وأمثال ذلك من التقديرات ث ل يكن هذا دليل على إمكان كل هذه القسام ف
الارج
فكذلك تقديره لن الشيء إما مايث وإما مباين وإما غي مايث ول مباين ل يدل على إمكان
كل من القسام ف الارج الثان أن يقال القوم ل يقولون إما سارى وإما مباين ولكن يقولون إما أن
يكون مباينا له وإما أن يكون مايثا له أي بيث هو سواء كان ساريا فيه سريان الصفة ف الوصوف
وإما أن يكونا جيعا ساريي ف موصوف واحد كالياة والقدرة القائمة لوصوف واحد وحينئذ فل
يسلم توقف العقل عن نفي القسم الثالث فإن من يقول أنا أعلم بالضرورة أن الوجودين إما أن يكونا
متبايني وإما أن يكونا متحايثي يزم بانتفاء موجود ل يكون مباينا للموجود الخر ول مايثا له الوجه
الثالث أن يقال القسم الثالث إما أن يقول إنه مكن إمكانا ذهنيا أو خارجيا والمكان الذهن معناه عدم
العلم بالمتناع والثان معناه العلم بالمكان ف الارج وهو قد فسر مراده بالول وهو عدم العلم حت
يقوم دليل وحينئذ فيقال مرد المكان الذهن وهو عدم العلم بالمتناع ل يدل على المكان الارجي
ول العلم به وإنا غايته أن يقول إن ل أعرف إمكانه ول امتناعه والدعي يقول أنا اعلم امتناعه
بالضرورة وقد ذكرنا أنم طوائف متفرقون اتفقوا على ذلك من غي مواطأة وذلك يقتضي أنم صادقون
فيما يبون به عن فطرهم
ومعلوم أن العلوم الضرورية ل يقدح فيها نفي الناف لا فكيف يقدح فيها شك الشاك فيها
والواب الرابع أن يقال ل نسلم توقف العقل بعد التصور التام بل ل يتوقف إل لعدم التصور أو لوجود
ما ينع من الكم لظن أو هوى كسائر النازعي ف القضايا الضرورية من أهل الحود والتكذيب
ومعلوم أن هؤلء كثيون ف بن آدم فإن ال قد أخب عن قوم فرعون أنم حجدوا بآياته واستيقنتها
أنفسهم وقال تعال عن اليهود الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم
ليكتمون الق وهم يعلمون سورة البقرة 146وقال تعال أفتطعمون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق
منهم يسمعون كلم ال ث يرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون سورة البقرة 75وقال عن
الشركي فإنم ل يكذبونك ولكن الظالي بآيات ال يحدون سورة النعام 33وقال موسى لفرعون
لقد علمت ما أنزل هؤلء إل رب السموات والرض بصائر سورة السراء 102وقد أخب عن
كذب طوائف وإذا كان كثي من الطوائف يتعمدون الكذب والتكذيب با يعلمون أنه حق وهذا جحد
لا علموه وتيقنوه علم أن ف الطوائف من قد يتفقون على حجد ما يعلمونه وكل طائفة
جاز عليها الواطأة على الكذب جاز عليها ذلك ويوز أيضا أن يشبته عليها الق بالباطل حت
تحد ما هو حق ف نفسه لشتباهه عليها وإن كان معلوما بالضرورة عند غيها فإنه إذ جاز تعمد
الكذب عليهم فجواز الطأ عليهم أول ومعلوم أن الس قد يغلط والعقل قد يغلط فيجوز على الطائفة
العينة غلط حسهم أوعقلهم وإذا كانت العان دقيقة وفيها ألفاظ مملة وقد ألقى بعضهم إل بعض أن
هذه القول باطل وكفر أمكن أن ل يتصوروه على وجهه وإن كان غيهم يتصوره لسلمته من الوى
ومن العتقاد الانع من ذلك وأما قوله ف الوجه السادس إن العقل يدرك ماهيات كمراتب العداد مع
أنه ل يكنه أن يكم على كل واحدة منها بأن موضعها كذا أو مقدارها كذا فجوابه من وجوه
أحدها ما أجاب به بعض أصحابم حيث قال هذا ل يرد عليهم لن العداد أمور ذهنية والكلم ف
أمور خارجية الوجه الثان أن يقال العدد مع العدود والتقدير مع القدر
كالد مع الحدود والسم مع السمى والعلم مع العلوم ونو ذلك فالعلم والقول والعدد والد
الذي هو القول الدال والتقدير ونو ذلك هي قائمة بالعال القائل العاد الاد القدر وإذا كان العدد هو
معن يقوم بالعاد كان حكمه حكم سائر ما يقوم بالنسان من هذه المور وموضع ذلك نفس النسان
وأما مقدارها فهو تابع ملها كأمثالا من العراض الوجه الثالث أن يقال هذه العداد هي من جلة
الكليات والقول فيها كالقول ف كليات النواع ومن العلوم أن أصحاب فيثاغورس لا أثبتوا عددا مردا
قائما بنفسه أنكر ذلك عليهم جاهي العقلء من إخوانم وغيهم وكانوا أضعف قول من أصحاب
أفلطن الذين أثبتوا القائق الجردة الكلية قائمة بأنفسها الت يسمونا الثل الفلطونية فإذا كان قد
تقدم بطلن حجة من احتج بكليات القائق فبطلن حجة من احتج بكليات العدد أول وأحرى
فصل
قال الرازي وإذا عرفت ذلك فنقول العن من اختصاص الشيء بالهة والكان أنه يكن
الشارة السية إليه بأنه هنا أو هناك والعال متص بالهة والكان بذا العن فإن كان الباري
كذلك كان ماسا للعال أو ماذيا له قطعا ث قول أكثر الكرامية إنه متص بهة فوق ماس للعرش
أو مباين عنه ببعد متناه وقالت اليصمية هو مباين عن ببعد غي متناه فيقال الناس لم ف هذا القام أقوال
منهم من يقول هو نفسه فوق العرش غي ماس ول بينه وبي العرش فرجة وهذا قول ابن كلب
والارث الحاسب وأب العباس القلنسي والشعري وابن الباقلن وغي واحد من هؤلء وقد وافقهم
على ذلك طوائف كثيون من أصناف العلماء من أتباع الئمة الربعة وأهل الديث والصوفية وغيهم
وهؤلء يقولون إنه بذاته فوق العرش وليس بسم ول هو مدود ول متناه ومنهم من يقول هو نفسه
فوق العرش وإن كان موصوفا بقدر له ل يعلمه غيه ث من هؤلء من ل يوز عليه ماسة العرش ومنهم
من يوز ذلك وهذا قول أئمة أهل الديث والسنة وكثي من أهل الفقه والصوفية والكلم غي الكرامية
فأما أئمة أهل السنة والديث
وأتباعهم فل يطلقون لفظ السم نفيا ول إثباتا وأما كثي من أهل الكلم فيطلقون لفظ السم
كهشام بن الكم وهشام الواليقي وأتباعهما قال الرازي لنا وجوه الول لو كان مشارا إليه فإن ل
ينقسم كان ف القارة كالوهر الفرد وتعال عنه وفاقا وإن انقسم كان مركبا وقد سبق بطلنه قال
وعب أصحابنا عن هذا بأنه لو كان العرش فإن كان أكب منه أو مثله كان منقسما لكون العرش منقسما
وإن كان أصغر فإن بلغ إل صغر الوهر الفرد جاءت القارة النه عنها وفاقا وإل لزم التركيب ث قال
بأن كل متحيز قابل للقسمة كفاه أن يقول كل متحيز فإنه يينه غي يساره وقدامه غي خلفه ولزم
التركيب فيقال العتراض على هذا من وجوه أحدها قول من يقول هو فوق العرش وليس بنقسم ول
متحيز ول له يي ول يسار يتميز منه بعضه عن بعض كما يقول ذلك من يقوله من الكلبيه والكرامية
والشعرية ومن وافقهم من أهل الديث والصوفية الذين يقولون هو فوق العرش وليس بسم
كالتميميي والقاضي أب يعلى وأتباعه كابن الزاغون وغي ذلك وكما يقول ذلك من يقوله من
الفلسفة كما حكاه ابن رشد عن الكماء كما تقدم بعض ذلك وهؤلء خلق كثيون فإن هؤلء
يقولون ل نسلم أنه إذا ل ينقسم كان كالوهر الفرد ويقولون ل نسلم أنه يلزم أنه يكون أكب من
العرش أو أصغر أو مساويا فإن هذه القسام الثلثة إنا تلزم إذا كان جسما متحيزا مدودا فإذا كان فوق
العرش وليس بسم مقدر مدود ل يلزم ل هذا ول هذا مع أنه مشار إليه فإن قال النفاة فساد هذا
معلوم بالضرورة فإنا نعلم بالضرورة أن ما كان فوق غيه فإما أن يكون أكب منه أو أصغر منه أو بقدره
ونعلم أنه يتميز منه جانب عن جانب وهذا هو النقسام قال لم الثبتة تويز هذا أقرب إل العقل من
تويز وجود موجود ل داخل العال ول خارجه ول يشار إليه وتويز وجود موجودين ليس أحدها
مايثا للخر ول مباينا له وأنتم تقولون إن الكم بكون الشيء أكب من غيه وأصغر ومساويا وأنه مباين
له ومايث له ومشار إليه ونو ذلك هو من حكم الوهم التابع للحس وتقولون إن حكم الوهم ل يقبل
ف غي المور السية وتزعمون أن الكلم ف صفات الرب تعال من هذا الباب فيقال لكم إن كان مثل
هذا الكم غي مقبول ل يقبل حكمكم
بأنه إما أكب وإما أصغر وإما مساو فإن هذا حكم على ذوات القدار فإذا قدر ما ل مقدار له
وهو فوق غيه ل يلزمه شيء من القسام الثلثة وإن كان مثل هذا الكم مقبول لزم الكم بأن كل
موجودين فل بد أن يكون أحدها مايثا للخر أو مباينا له ومن العلوم بضرورة العقل أنا إذا عرضنا
على العقل أو الوهم أو اليال أو الس أو ما شئت فقل قولي أحدها يتضمن إثبات موجود ل داخل
العال ول خارجه ول يشار إليه والخر يتضمن إثبات موجود خارج العال ليس بسم ول منقسم ول
يكون أكب من العال ول أصغر كان إنكار العقل إن أنكر القولي للول أعظم وتويزه إن جوز القولي
للثان أعظم فإن ادعى الدعى أن فساد قول من يثبت موجودا خارج العال ل أكب ول أصغر ول
مساويا معلوم بالضرورة قيل له وفساد قول من يثبت موجودا ل داخل العال ول خارجه وهو معلوم
بالضرورة بطريق الول وقد تقدم بيان قول من يقول إن فساد هذا القول معلوم بالضرورة وإن النازعي
له يقولون هذا حكم الوهم ل حكم العقل فهكذا يقول هؤلء إن قولكم هذا فاسد من حكم الوهم ل
من حكم العقل ولك هؤلء النفاة فيهم جهل وظلم فإنم يتجون على منازعيهم بجة هي لم ألزم
ويثبتون قولم بجة هي على قول منازعيهم أدل وهذا القول مع أنه أقرب إل العقل فهو أقرب إل
السمع فإن صاحبه ل يتاج أن يتأول النصوص الثبتة للعلو والفوقية والستواء
فيكون قوله أقرب إل اتفاق الشرع والعقل وأقرب إل الشرع منفردا وأقرب إل العقل منفردا
فيكون أرجح من قولم على كل تقدير وهكذا هو عند أهل السلم فإن الكلبية والكرامية والشعرية
أقرب إل السنة والق من جهمية الفلسفة والعتزلة ونوهم باتفاق جاهي السلمي وعوامهم الواب
الثان أنه يقال له ما تعن بقولك إن كل مشار إليه فإما أن ينقسم أو ل ينقسم أتعن بالنقسام إمكان
تفريقه وتزئته وتبعضه أم تعن به أن كل مشار إليه إذا ل يكن بقدر الوهر الفرد فإنه يكون مركبا من
الواهر النفردة أو تعن به أنه يشار إل شيء منه دون شيء ويرى منه شيء دون شيء ويتميز منه شيء
عن شيء فإن أردت الول بطل لزم التقدير الول فإنه ل يلزم من كونه ل يكن تفريقه وتبعيضه
وتقسيمه أن يكون صغيا بقدر الوهر الفرد فإنا نعلم بالضطرار إمكان كون الشيء كبيا عظيما مع
أنه ل يكن تفريقه وتبعيضه وتقسيمه بل قد تنازع الناس ف كثي من الخلوقات هل تقبل التفريق أو ل
تقبله ومن قال إنا تقبله أثبته بالدليل ل يقل إنه معلوم بالضرورة وإن أردت أن كل مشار إليه فإنه
يكون مركبا من الواهر الفردة إذا ل يكن حقيا منعت هذا وقيل لك هذا مبن على أن العيان
الشهودة مركبة من الواهر النفردة وأكثر العقلء من السلمي وغيهم ينكرون ذلك بل أكثرهم
طوائف أهل الكلم تنكر ذلك كالشامية والضرارية والنجارية والكلبية وكثي من الكرامية وغي هؤلء
وكذلك إن عن به أنه مركب من الادة والصورة كما يقول بعض الفلسفة فأكثر العقلء
ينكرون ذلك والصواب قول من ينكر ذلك كما هو مذكور ف غي هذا الوضع وبتقدير تسليمه ينازع
من سلمه ف صحة القدمة الثانية وينع صحة انتفاء اللزم وإن أردت به العن الثالث وهو أنه يتميز منه
شيء عن شيء فيقال لك هذا القول لزم لميع اللئق أما الصفاتية فإنم يثبتون العلم والقدرة
والرادة والكلم ومن العلوم أن هذه معان متميزة ف أنفسها ليس كل واحد منها هو الخر وأما غيهم
فيعلمون الفرق بي كونه عالا وكونه قادرا وكونه حيا ونو ذلك والتفلسفة يعلمون الفرق بي كونه
موجودا وكونه واجبا وكونه عاقل وعقل وعاشقا وعشقا ولذيدا وملتذا ونو ذلك ففي الملة لزوم
مثل هذه العان التعددة التكثرة لزم لميع اللئق وهذه مسألة الصفات فإذا قال النفاة عندنا العلم
هو الرادة والرادة هي القدرة والوجوب هو الوجود ونو ذلك كان لم جوابان أحدها أن يقال هذا
معلوم الفساد بالضرورة كما تقدم ول يرتاب عاقل ف فساد مثل هذا بعد تصوره والثان أن يقال إذا
جاز لكم أن تثبتوا معان متعددة ومتغايرة ف الحكام واللوازم والساء ليس التغاير بينها تغاير العموم
والصوص كاللون والسواد وتقولون إنه ل تعدد فيها ول كثرة ول انقسام جاز
لنازعكم أن يثبت ذاتا فوق العال ل انقسام فيها ول تركيب وكان هذا أقرب إل العقل فإن
جاز أن تقولوا ل يتميز العلم عن القدرة ول الرادة عن الياة جاز أن يقول ل يتميز ما ياذي يي
العرش عما ياذي يسار العرش ومن العلوم أن التعدد ف الصفات أظهر من التعدد ف القدر فإن كان
ذلك مقبول كان هذا أول بالقبول وإن كان هذا مردودا كان ذلك أول بالرد ول يكن أحد من العقلء
أن يرد ما يثبت أنه من العان التعددة العلومة بصريح العقل مع نطق الشرع بذلك ف غي موضع فإن ال
تعال أثبت لنفسه من الساء السن الت تتعدد معانيها كالعليم والقدير والرحيم والعزيز وغي ذلك
وأثبت له من الكلمات الت ل تعادلا ما شهد به الكتاب العزيز فقد أثبت أسائه وكلماته وف ضمن
ذلك تعدد صفاته وهو الواحد السمى بأسائه السن النعوت بصفاته العلى الصادق العدل ف كلماته
التامات صدقا وعدل وإذا كانت هذه الجة مبنية على نفي الصفات فقد علم فساد أصلها الوجه
الثالث أن يقال قولك وإن انقسم كان مركبا وقد سبق بطلنه قد سبق قولك إنه ليس بتحيز لن كل
متحيز منقسم لذاته بناء على نفي الزء وكل منقسم لذاته مكن لفتقاره إل
جزئه الذي هو غيه وكون الفتقر إل الغي مكنا بالذات ومعلوم أن هذه الجة قد تبي فسادها
بطريق البسط ف مواضع متعددة وبي أن مبناها على ألفاظ مملة مشتبهة وهي أصل توحيد الفلسفة
وقد بي نظار السلمي فسادها كما بي ذلك أبو حامد الغزال وغيه والرازي أجاب الفلسفة عن
حجة التركيب ف مسألة الصفات فقال ف ناية العقول قوله يلزم من إثبات الصفات وقوع الكثرة ف
القيقة اللية فتكون تلك القيقة مكنة قلنا إن عنيتم به احتياج تلك القيقة إل سبب خارجي فل يلزم
لحتمال استناد تلك الصفات إل الذات الواجبة لذاتا وإن عنيتم به توقف الصفات ف ثبوتا على تلك
الذات الخصوصة فذلك ما يلتزمه فأين الحال وأيضا فعندكم الضافات صفات وجودية ف الارج
فيلزمكم ما ألزمتمونا ف الصفات ف الصور الرتسمة ف ذاته من العقولت وقال أيضا ما يقق فساد
قول الفلسفة أنم قالوا إن ال
عال بالكليات وقالوا إن العلم بالشيء عبارة عن حصول صورة مساوية للمعلوم ف العال وقالوا
إن صورة العلومات موجودة ف ذات ال تعال حت ابن سينا قال إن تلك الصفة إذا كانت غي داخلة ف
الذات بل كانت من لوازم الذات ومن كان هذا مذهبا له كيف يكنه أن ينكر الصفات وف الملة فل
فرق بي الصفاتية وبي الفلسفة إل أن الصفاتية يقولون إن الصفات قائمة بالذات والفلسفة يقولون إن
هذه الصورة العقلية عوارض متقومة بالذات والذي تسميه الصفاتية صفة يسميه الفلسفي عارضا والذي
يسميه الصفات قياما يسميه الفلسفي قواما وتقوما فل فرق إل بالعبارات وإل فل فرق ف العن الوجه
الرابع أن يقال إذا كان لفظ التحيز والنقسام
والزء والفتقار والغي ألفاظا مملة فلفظ التحيز يراد به ما حازه غيه من الوجودات وليس
مرادهم بذا ويراد به ما كان منحازا عن غيه أو ما كان بيث يشار إليه وإن ل يكن معه موجود سواه
وهذا مرادهم بلفظ التحيز ولذا يقولون العال متحيز ولفظ التقسام يراد به النقسام العروف الذي
يتضمن تفريق الجزاء وليس هذا مرادهم ويراد به ما يتميز منه شيء عن شيء أو جانب عن جانب
وهذا مرادهم ولفظ الزء يراد به ما كان منفردا فانضم إليه غيه أو ما أمكن التفريق بينه وبي غيه
وليس هذا مرادهم ويراد به ما حصل المتياز بينه وبي غيه وهذا مرادهم ولفظ الفتقار يراد به أن
يكون الشيء مفتقرا إل فاعل يفعله وليس هذا مرادهم هنا ويراد به أن يكون ملزما لغيه فل يوجد
أحدها إل مع الخر وهذا مرادهم وقد يقال إنه يراد به كون الشيء مفتقرا إل أمر منفصل عنه وليس
هذا مرادهم هنا ويراد أن يكون الشيء ل يتم إل با يدخل فيه ما يقال إنه جزء كالصفة وهذا مرادهم
هنا وإذا عرف ذلك كان مضمون كلمهم أنه لوكان مشارا إليه للزم أن ل يوجد إل بلوازمه الت ل
يوجد إل با الداخلة ف مسمى اسه ومعلوم أن ما كان كذلك ل يتنع أن يكون واجب الوجود بنفسه
الستلزمه لذه اللزمات التصفة بذه الصفات بل إذا كانت حقيقته متصفة بصفات الكمال الوجودية
كانت أحق بالوجود من أن ل يوصف إل بأمور سلبية يستلزم أن تكون متنعة الوجود مشبهة
بالعدومات والمادات فما ل يتصف بشيء من صفات الكمال فل تكون له حياة ول علم ول
قدرة ول كلم ول فعل ول عظمه ول رحة بل يكون موجودا مطلقا أو مردا كان متنع الوجود ول
واجب الوجود وما ل يكون إل كامل ل يكون إل بكماله وما يب أن يكون حيا عليما قديرا ل يكون
إل بياته وقدرته وعلمه وليس لزوم صفات الكمال له واستلزامه إياها موجبا لكونه ل يكون موجودا
بنفسه وتسمية السمى هذا جزءا وبعضا ونو ذلك غايته أن يقال ل يكن وجود الكل إل بوجود بعضه
ومن العلوم أن وجود الكل ل يوجد إل بوجود الكل فيكون الكل موجودا بالكل ول يتضمن ذلك
افتقارا له إل غيه فإذا كان قول القائل إنه مفتقر إل نفسه أو كله ل يقدح ف وجوب وجوده فقوله هو
مفتقر إل صفته أو بعضه أول أن ل يقدح ف وجوب وجوده وما يبي ذلك أن هؤلء التفلسفة يقولون
إن وجوده مستلزم لوجود العلولت المكنات فل يتصور وجوده بدون وجودات مكنة معلومة منفصلة
عنه وذلك ل يقدح عندهم ف وجوب وجوده بنفسه فكيف يقدح ف وجوب وجوده كونه مستلزما
لصفات كمال لزمه له قائمة بنفسه فإن كان استلزامه لغيه افتقارا إليه فاقتقاره إل معلولة
النفصل أعطم امتناعا وإن ل يكن افتقارا إل اللزم ل يكن استلزامه الصفات افتقارا إليها ومثل
هذا التناقض كثي ف كلم الخالفي للسنة تقيقا لقوله تعال ولو كان من عند غي ال لوجدوا فيه
اختلفا كثيا سورة النساء 82قال الرازي والوجه الثان لوكان مشارا إليه لكان متناهيا من جيع
الوانب لا سبق من تناهي البعاد ولن عدم تناهيه إن كان من جيع الوانب فإنه مالط للعال وما فيه
من القاذورات تعال عنه وإن كان من بعضها فالانب التناهي إن وافق غي التناهي ف الاهية صح على
التناهي أن ينقلب غي متناه وبالعكس فصح عليه الفصل والوصل وإن خالفه فيها وكل مركب من
أجزاء متلفة الطبائع ففيه أجزاء بسيطة فأمكن على كل منها أن ياس ما على يينه ويساره وبالعكس
فصح عليه الوصل والفصل وكل ما كان كذلك كان تأليفه بؤلف تعال عنه وكل متناه من جيع
الوانب أمكن وجوده أزيد وأنقص ما وجد
فاختصاصه بذلك القدر الخصص ولنه لو كان متناهيا من جيع الوانب ل يكن فوق كل
الوجودات لنه يكون فوقه أمكنة خالية عنه والصم ينفيه فيقال العتراض على هذا من وجوه أحدها
قول من يقول هو فوق العرش ول يوصف بالتناهي ول بعدمه إذ ل يقبل واحدا منها وهو قول من تقدم
من يقول هو فوق العرش ول يوصف بأن له قدرا كما يقول ذلك من يقوله من أهل الكلم والفقه
والديث والتصوف من الكلبية والكرامية والشعرية ومن وافقهم من أتباع الئمة من أصحاب أحد
ومالك والشافعي وغيهم وإذا قال لم النفاة هذا متنع ف بديهة العقل قالوا لم القول بوجود موجود
ل يشار إليه ول يقبل الوصف بالنهاية وعدمها ول بدخول العال ول خروج منه أظهر فسادا ف بديهة
العقل فإنا إذا عرضنا على العقل وجود موجود خارج العال بائن منه ل يوصف بثبوت النهاية ول
انتفائها ووجود موجود ل داخل العال ول خارجه ول بائن ول مايث ول متناه ول غي متناه كان
الثان أظهر فسادا ف العقل كما ت تقدم نظيه القول الثان قول من يقول هو غي متناه إما من جانب
وإما من جيع الوانب كما قال ذلك طوائف أيضا من أهل الكلم والفقهاء وغيهم وحكاه
الشعري ف القالت عن طوائف فإذا قيل لم هذا متنع قالوا قول منازعينا أظهر امتناعا وإذا قيل لم
يلزمكم أن يكون مالطا للعال قالوا منازعونا منهم من يقول هو بذاته ف كل مكان ومنهم من ينفي
ذلك ونن يكننا أن نقول كما قال هؤلء وهؤلء وإذا ادعى هؤلء إمكان ذلك من غي مالطة ادعينا
مثل ذلك والقول الثالث قول السلف والئمة وأهل الديث والكلم والفقه والتصوف الذين يقولون له
حد ل يعلمه غيه فإذا قيل لؤلء كان متناه من جيع الوانب أمكن وجوده أزيد وأنقص ما وجد
واختصاصه بذلك القدر الخصص منفصل منعوا هذا كما تقدم ذكره وقالوا ل نسلم أن كل ما اختص
بقدر افتقر إل مصص منفصل عنه ول نسلم أن كل ما ثبت لواجب الوجود من خصائصه يكن أن
يوجد بلف ذلك
وقد تقدم الكلم على هاتي القدمتي اعتراف هؤلء الحتجي بما بفسادها وأما قوله لو كان
متناهيا من جيع الوانب ل يكن فوق كل الوجودات لنه يكون فوقه أمكنه خالية منه فكلم ساقط
لنه ليس هناك شيء موجود ل مكان ول غي مكان وإنا هناك إما خلء هو عدم مض ونفي صرف
ليس شيئا موجودا على قول طائفة وإما أنه ل يقال هناك ل خلء ول ملء وعلى كل تقدير فليس
هناك شيء موجود بل يقال لن احتج بذا أنت تقول ليس فوق العال شيء موجود ول وراء العال شيء
موجود مع أنه متناه عندك فكيف يب أن يكون فوق رب العالي شيء موجود ث قال أنتم تزعمون
أنكم تتجون بالعقولت اليقينية ل بالقدمات الدلية فهب أنه ل يكون فوق جيمع الوجودات فأين
دليلكم العقلي على امتناع هذا الوجه الرابع قول بعض هؤلء النفاة لبعض ل قلتم إن عدم تناهيه إن
كان من جيع الوانب فإنه مالط للعال وما فيه من القاذورات تعال عنه ول ل يوز أن يكون غي متناه
من جيع الوانب وهو غي مالط فإن قالوا لن فرض مشار إليه غي متناه ل يالط العال متنع ف صريح
العقل قيل وفرض موجود قائم بنفسه ل يشار إليه ول يكون مباينا لغيه متنع ف صريح العقل
فإن قلتم هذا ف حكم الوهم قالوا وإثبات الخالطة لا ل ناية له من حكم الوهم وهؤلء
النفاة لباينته للعال منهم من يقول إنه جسم وهو ف كل مكان وفاضل عن جيع الماكن وهو مع ذلك
متناه غي أن مساحته أكب من مساحة العال لنه أكب من كل شيء وقال بعضهم مساحته على قدر
مساحة العال وقال بعضهم هو جسم له مقدار ف الساحة ول ندري كم ذلك القدر ومنهم من يقول
إنه جسم تل الشياء فيه وهو الفضاء وليس بذى غاية ول ناية وقال بعضهم هو الفضاء وليس بسم
والشياء قائمه به وقال بعضهم ليس لساحة البارئ
ناية ول غاية وإنه ذاهب ف الهات الست اليمي والشمال والمام واللف والفوق والتحت
قالوا وما كان كذلك ل يقع عليه اسم جسم ول طويل ول عريض ول عميق وليس بذى حدود ول
هيئة ول قطب حكى هذه القوال الشعري ف القالت وحكى عن زهي الثري أنه كان يقول إن ال
بكل مكان وإنه مع ذلك مستو على عرشه وأنه يرى بالبصار بل كيف وأنه موجود الذات بكل مكان
وأنه ليس بسم ول مدود ول يوز عليه اللول والماسة ويزعم أنه ييء يوم القيامة كما قال تعال
وجاء ربك واللك صفا صفا سورة الفجر 22بل كيف وكذلك أبو معاذ التومن وهذا القول الذي
حكاه الشعري عن هؤلء يشبه قول كثي من الصوفية والسالية كأب طالب الكي وغيه فهؤلء
القائلون بأنه بذاته ف كل مكان على أقوال منهم من يقول له قدر ومنهم من يقول ليس له غاية ول ناية
ومنهم من يقول هو جسم ومنهم من يقول ليس بسم ث من هؤلء من
يقول إنه غي متناه من جيع الوانب وهو مع ذلك ل يالط الشياء وأيضا فإنم إذا قالوا إنه
يالط الشياء قالوا هذا ل يقدح ف كماله كما أن الشعاع ل يقدح فيه أنه فوق القذار وقول هؤلء
وإن كان باطل كما قد بي ف غي هذا الوضع فالقصود أن النفاة الذين يقولون ل بداخل العال ول
خارجه ل يكنهم إبطال قول هؤلء بل قد يقول القائل إن قول هؤلء اللولية خي من قول أولئك
العطلة الذين يقولون ل داخل العال ول خارجه ولذا قال من قال متكلمة الهمية ل يعبدون شيئا
ومتعبدة الهمية يعبدون كل شيء ومنهم من يقول هذا تارة وهذا تارة ومنهم من يقول هذا اعتقادي
وهذا ذوقي ووجدى وإنا يتمكن من إبطال قول هؤلء كلهم أهل السنة الثبتة الذين يقولون إنه مباين
للعال فأما بعض هذه الطوائف مع بعضهم فإنم متناقضون فإذا قالوا ل نسلم أنه يب أن يالط العال
أو ل نسلم أن ف ذلك مذورا بل يكن عدم الخالطة أو الخالطة بل نقص ول عيب كان قول هؤلء
من جنس أقوال أولئك فإنم أثبتوا ما ييله العقل فإذا قالوا لولئك هذا من حكم الوهم ل من حكم
العقل كان
هذا بنلة قول أولئك إن إحالة موجود ل داخل العال ول خارجه من حكم الوهم فإنم قد قالوا
إنه حكم ف غي الحسوس بكم الحسوس فإن ل يكن ف الوجود ما ل يكن الحساس به بطل قولم
وإن كان فيه ما ل يكن الحساس به وادعى هؤلء أنه غي متناه من جيع الوانب هوغي جسم عند
بعضهم وجسم عند آخرين منهم كان الكم حينئذ بكونه يكون مالطا للعال وأن ذلك متنع عليه
حكما على غي الحسوس بكم الحسوس وهم ل يقبلون هذا الكم ث إن الكلم هنا من جهة من
يقول إنه مشار إليه ويقول إنه متناه وهو مع ذلك جسم أو ليس بسم وإذا قال هؤلء كل مشار إليه
فهو جسم كان كقولم لو كان فوق العرش لكان مشارا إليه ولكان جسما وقد نازعهم ف ذلك
طوائف وتبي أن قول من قال هو فوق العرش وليس بسم ليس هو أبعد عن العقل من قول من قال إنه
ل داخل العال ول خارجه أصل فإن هذا أقرب إل العدوم من ذلك وكل ما كان أقرب إل العدم كان
أبعد عن الوجود الواجب فهكذا من قال يشار إليه وهو غي متناه ول يالط أو يالط ول نقص ف
ذلك فقوله ليس أبعد عن العقل من قول أولئك بل نظي قولم أن يقال إنه ف كل مكان بذاته ول يشار
إليه ول ناية له كما قال بعضهم
فهذه القوال حكم ببطلنا حاكم واحد فإن رد حكمه ف بعضها رد ف سائرها فهذا جواب
هؤلء الوجه الامس قول من يقول ل نسلم أنه إذا كان متناهيا من بعض الهات يلزم ما ذكره من
الحذور وقوله الانب التناهي إن وافق غي التناهي ف الاهية صح عليه أن ينقلب غي متناه وإل لزم
التركيب فيصح الفصل والوصل وما كان كذلك احتاج إل مؤلف يؤلفه قالوا ل نسلم أنه يوز عليه
الفصل والوصل والال هذه لمكان أن يكون ذلك التصال من لوازم الذات كقيام الصفات اللزمة
لوصوفها وأيضا الوافقة ف الاهية إنا تقتضي جواز انقلبه غي متناه إن ل يكن القدار العي من لوازم
وجوده فإن قال إن كل متص بقدر فهو مكن فهي القدمة الثانية وقد تقدم إبطالا فل يكنه حينئذ
تقرير القدمة الول إل بالثانية فل يكون قد أقام دليل على أنه إذا كان متناهيا لزم التناهي من جيمع
الوانب إل لفتقار الختصاص إل مصص وهذا إن كان دليل صحيحا فهو كاف سواء قدر التناهي
من جيع الوانب أو بعضها وإن ل يكن صحيحا بطل كلمه على بطلن تناهيه من جيمع الوانب
ومن بعضها
قال الرازي الوجه الثالث أنه لو كان مشارا إليه فإن صح عليه الركة والسكون كان مدثا لا
سبق ف مسألة الدوث وإل كان كالزمن القعد وهو نقص تعال عنه فيقال العتراض عليه من وجوه
أحدها أن يقال قد تقدم إبطال هؤلء لدليل الركة والسكون كما أبطله الرازي نفسه ف كتبه العقلية
الحضة وأبطل كل ما احتج به النفاة من غي اعتراض على إبطال ذلك وكذلك أبطله المدي والرموي
وغيها الثان قول من يقول هو مع كونه مشارا إليه ل يقبل الوصف بالركة والسكون ول بضد ذلك
كما يقولون هم إنه ل يقبل الوصف بالدخول والروج والباينة والحايثة ونو ذلك من التقابلت فإذا
قيل لؤلء إثبات مشار إليه ل يقبل ذلك غي معقول قالوا هذا أقرب إل العقل من إثبات موجود قائم
بنفسه ل يشار إليه وهؤلء إذا قيل لم إما أن يكون مباينا وإما أن يكون مايثا قالوا هذا من عوارض
السم فإذا قدر موجود ل يقبل ذلك ل يوصف بباينة ول مايثة فيقول لم هؤلء كونه موصوفا
بالركة
والسكون فرع على قبوله لذلك فإذا قدر موجود مشار إليه ل يقبل ذلك ل يوصف بأحدها
ومن الناس من يقول الركة من خصائص السم ومنهم من يقول الركة يوصف با ما ليس بسم
كمن يقول بإثبات نوع من الركة للنفس ويقول إنا غي جسم وكذلك قول من قال مثل ذلك ف
الواجب الثالث أن يقال اتصاف التصف بالركة والسكون إما أن يكون صفة كمال أو ل فإن ل يكن
صفة كمال ل يكن سلب ذلك نقصا فل مذور فيه وإن كان صفة كمال أمكن اتصافه بذلك فل
مذور فيه فإن قيل هو صفة كمال للجسم دون غيه قيل إما أن نعلم ثبوت موجود غي السم أول
نعلمه فإن ل نعلمه ل يكن إثبات موجود قائم بنفسه ل تكون الركة كمال وإن علمنا وجود موجود
ليس بسم فالعلم بذلك ليس بضروري بل هو نظري فل بد له من دليل وحينئذ فإما أن يكن وجود
مشار إليه ليس بسم أو ل يكن فإن أمكن جاز أن يشار إل الباري تعال ويكون فوق العرش وليس
بسم وإن ل يكن وجود مشار إليه إل أن يكون جسما فل بد من دليل يدل على إثبات وجود موجود
ل يكن الشارة إليه ول يكون جسما
وهذه الوجوه هي أدلة ثبوت ذلك فإذا قيل لو ل يصح عليه الركة والسكون لكان كالزمن ل
يكن إثبات ذلك إل إذا ثبت أن كل مشار إليه يقبل الركة والسكون وأن كل مشار إليه جسم وهذا
ل يثبت إل إذا بطل قول من يقول يكن أن يشار إليه ول يكون جسما أو يكن أن يكون فوق العرش
ول يكون جسما وهؤلء ل يكن إبطال قولم إل إذا بطل قول من يقول بوجود موجود قائم بنفسه ل
يشار إليه لنه بتقدير صحة قول هؤلء يكن صحة قول أولئك فإنه إذا جاز ف العقل إمكان وجود
موجود قائم بنفسه ل يشار إليه ول يباين غيه ول يايثه أمكن وجود موجود قائم بنفسه فوق عرشه ل
يشار إليه وكان هذا أقرب إل العقل من ذلك فإذا كان إبطال قول هؤلء مستلزما لبطلن قول الدعي
ل يبطل قولم إل ببطلن قوله وإذا بطل قوله كانت الجة على صحته باطلة فتبي أن هذه الجة يلزم
من صحة مقدمتيها بطلن قول الدعي الحتج با فل يكن الستدلل با عليه وهو الطلوب فإنا إن
صحت استلزمت بطلن دعواه وإن ل تصح ل يكن الستدلل با على دعواه فبطلت الدللة على
التقديرين وهو الطلوب الرابع أن يقال كثي من النظار يقولون صحة الركة ليست
من خصائص كونه مشارا إليه فإن كثيا من هؤلء يوز أن يقوم به ما هو متجدد أو حادث وإن
قال إنه غي مشار إليه وقد تقدم قول الرازي إن عامة الطوائف يلزمهم القول بلول الوادث وإن أنكروا
ذلك مع أن نفاة العلو من هؤلء ينعون جواز الشارة إليه كما يقول ذلك من يقوله من الفلسفة
والعتزلة والشعرية وغيهم بل التفلسفة يوزون حلول الوادث با ليس بسم غي الواجب كما
يقولون مثل ذلك ف النفس الفلكية والنسانية ث أكثر أهل الكلم من هؤلء يقولون إن ذلك الادث
القائم بالواجب تدد بعد أن ل يكن فهؤلء يصفونه بقيام الوادث به ف وقت دون وقت ومع هذا فل
يعلونه ف حال انتفاء ذلك كالزمن القعد فيقول هؤلء يكن أن تقوم به الوادث وهو نوع من الركة
ول يكون مشارا إليه ول يكون عند انتفاء ذلك كالزمن فإن سلم أولئك لم إمكان ذلك بطلت الجة
وإن ل يسلموا ذلك لم قالوا هذا أقرب إل العقل من إثبات موجود قائم بنفسه ليشار إليه وإن كان
هذا من حكم الوهم فكذلك الول وإل لزم امتناع موجود قائم بنفسه ليشار إليه وهو الطلوب وما
يوضح هذا أن لفظ الركة قد يعن به النتقال من حيز إل حيز وقد يعن به ما هو أعم من ذلك
كالركة ف الكيف والكم والوضع مثل مصي النفس عالة وقادرة ومريدة ومصي السم أسود وأحر
وحلوا وحامضا ومثل الغتذاء والنمو الاصل ف اليوان والنبات ومثل حركة الفلك ف حيز واحد
فهذه قد تسمى حركات وإن ل يكن قد خرج السم فيها من حيز إل حيز آخر
وإذا كان لفظ الركة من جنس لفظ الدوث كان البحث عن قيام أحدها به كالبحث عن
قيام الخر به ومعلوم أن كثيا من النظار يصفونه بذلك ول يقولون هو جسم قال الرازي الوجه الرابع
الكان الذي يزعم الصم حصوله فيه إن كان موجودا وهو منقسم كان جسما ولزم قدم الجسام
لذواته وأيضا الكان مستغن ف وجوده عن التمكن لوازه اللء وفاقا والباري تعال عند الصم يتنع
كونه ل ف حيز فكان مفتقرا إل اليز وكان الكان بالوجوب واللية أول وإن كان معدوما استحال
حصول الوجود فيه ول يلزم علينا كون السم ف الكان لن العن منه كونه يكن الشارة إل أحد
جوانبه بأنه غي الخر ومتصل به وهذا العن ف الباري يوجب التركيب وتعال عنه والواب عن هذا
من وجوه أحدها أن يقال ل نسلم الصر بل قد يكون اليز تارة
موجودا وتارة معدوما فإنه إذا كان ف الزل وحده ل يكن معه شيء موجود فضل عن أن
يكون ف شيء موجود ث لا خلق العال فإما أن يكون مداخل للعال وإما أن يكون مباينا له وإذا امتنع
أن يكون هو نفسه دخل ف العال أو دخل العال فيه وجب أن يكون مباينا له وإذا كان مباينا للعال
أمكن أن يكون فوق العال ويكون ما يسمى حينئذ مكانا أمرا وجوديا ول يلزم أن يكون ملزما له فل
يلزم قدم الخلوقات ول افتقاره إل شيء منها بل كان مستغنيا عنها وما زال مستغنيا عنها وإن كان
عاليا عليها فعلوه على العرش وعلى غيه من الخلوقات ل يوجب افتقاره إليه فإن السماء عالية على
الرض وليست مفتقرة إليها والواء عال على الرض وليس مفتقرا إليها وكذلك اللئكة عالون على
الرض وليسوا مفتقرين إليها فإذا كان الخلوق العال ل يب أن يكون مفتقرا إل السافل فالعلى العلى
الالق لكل شيء الغن عن كل شيء أول أن ل يكون مفتقرا إل الخلوقات مع علوه عليها الوجه
الثان أن قول القائل إنه ف مكان لفظ فيه إجال وتلبيس والثبتون لعلو ال على خلقه ل يتاجون أن
يطلقوا القول بأنه ف مكان بل منهم كثي ل يطلقون ذلك بل ينعون منه لا فيه من الجال فإذا قال
القائل إنه لو كان ف مكان ل يل إما أن يكون الكان موجودا أو معدوما قيل له إذا قيل إن الشيء ف
مكان وفسر الكان بأنه معدوم
كان حقيقته أنه وحده ليس معه غيه إذ ل يقول عاقل إنه ف مكان معدوم وإنه مع هذا ف شيء
موجود قد أحاط به أو كان هو فوقه أو غي ذلك إذ هذا كله من صفات الوجودات وإذا كان كذلك
فقول القائل وإن كان الكان معدوما استحال حصول الوجود فيه إنا يلزم لو قدر أن هناك أمرا يكون
الواجب فيه فأما إذا فسر ذلك بأنه وحده ليس معه غيه امتنع أن يقال إنه ف غيه الثالث أن يقال إذا
كنت أنت وعامة العقلء تقولون إن السم ف مكان ول يلزم من هذا أن يكون ف شيء موجود لنه
يستلزم أبعادا ل تتناهى ول ف معدوم لن العدم ل يكون فيه شيء فقولم أول بالقبول والواز وأما
قوله إن العن من كون السم ف الكان كونه بيث يكن الشارة إل أحد جوانبه بأنه غي الخر
ومتصل به فيقال له وبذا العن فسرت قولم بأنك قلت العن من اختصاص الشيء بالهة والكان أنه
يكن الشارة السية إليه بأنه هنا أو هناك وأما قولم هذا العن يوجب التركيب ف الباري فهذا هو
الجة الول وقد تقدم جوابا فإذن هذه الجة ل تتم إل بالول فل تعل حجة أخرى وحجة التركيب
قد تقدم بيان فسادها الرابع أن يقال لفظ اليز والكان قد يعن به أمر
وجودي وأمر عدمي وقد يعن بالكان أمر وجودي وباليز أمر عدمي ومعلوم أن هؤلء الثبتي
للعلو يقولون إنه فوق ساواته على عرشه بائن من خلقه وإذا قالوا أنه بائن من جيع الخلوقات فكل ما
يقدر موجودا من المكنة والحياز فهو من جلة الوجودات فإذا كان بائنا عنها ل يكن داخل فيها فل
يكون داخل ف شيء من المكنة والحياز الوجودية على هذا التقدير ول يلزم قدم شيء من ذلك على
هذا التقدير وإذا قالوا إنه فوق العرش ل يقولوا إن العرش كان موجودا معه ف الزل بل العرش خلق
بعد أن ل يكن وليس هوداخل ف العرش ول هو مفتقر إل العرش بل هو الامل بقوته للعرش ولملة
العرش فكيف يلزم على هذا أن يكون معه ف الزل بل كيف يلزم على هذا أن يكون داخل ف العرش
أو مفتقرا إليه وإنا يلزم ما ذكره من ل بد له من شيء ملوق يتوي عليه وهذا ليس قول من يقول إنه
بائن عن جيع الخلوقات الوجه الامس أن يقال قوله الباري عند الصم يتنع كونه ل ف حيز لفظ
ممل فإن قال إنه مفتقر عنده إل حيز وجودي فهذا ل يقله الصم وول يعرف أحدا قاله وإن قاله من
ل يعرف ل يلتفت إليه ول ريب عند السلمي أن ال تعال غن عن كل ما سواه فكيف يقال إنه مفتقر
إل حيز عدمي فالعدم ليس بشيء حت يقال إن الرب مفتقرا إليه أو ليس بفتقر إليه
وإذا فسر اليز بأمر عدمي ل يز أن يقال إن العدم الذي ليس بشيء أحق باللية من الوجود
القائم بنفسه فعلم أن هذه الجة مغلطة مضة وأن لفظ اليز لفظ ممل وهؤلء يريدون باليز تارة ما
هو موجود ويريدون به تارة ما هو معدوم وكذلك لفظ الكان لكن الغالب عليهم أنم يريدون باليز ما
هو معدوم وبالكان ما هو موجود ولذا يقولون العال ف حيز وليس ف مكان وإذا كان كذلك فمن
أثبت متحيزا ف حيز عدمي ل يعل هناك موجودا غيه سواء كان ذلك واجبا أو مكنا وإذا كان كذلك
ل يب أن يكون هناك ما يب أن يكون موجودا معه فضل عن أن يكون هو مفتقرا إليه الوجه
السادس أن يقال هذه الحة مبنية على أن كل مشار إليه مركب وأن ذلك متنع ف الواجب فإن أردت
بالتركيب أن غيه ركبه أو أنه يقبل التفريق ونو ذلك ل تسلم الول وإن عينت بالتركيب إمكان
الشارة إل بعضه دون بعض فللناس هنا جوابان أحدها قول من يقول هو فوق العال وليس بشار إليه
أو هو مشار إليه وهو ل يتبعض فيشار إل بعضه دون بعض لن الشارة إل البعض دون البعض إنا
تعقل فيما له أبعاض فإذا قدر مشار إليه ل يتبعض ل يكن أن يقال هذا فيه
والثان قول من يقول يكن الشارة إل بعضه دون بعض ويقول التبعيض النفي عنه هو مفارقة
بعضه لبعض وأما كونه يرى بعضه دون بعض فليس هذا منفيا عنه بل هو من لوازم وجوده وإذا قال
الثان هذا تركيب وهو متنع فقد عرف بطلن هذه الجة الوجه السابع أن يقال إذا كان فوق العرش
فل يلو إما أن يلزم أن يكون جسما أو ل يلزم فإن ل يلزم بطل مذهب النفي فإن مدار قولم على أن
العلو يستلزم أن يكون جسما فإذا ل يلزم ذلك ل يكن ف كونه على العرش مذور وإن لزم أن يكون
جسما فإن لزم هذا القول قدم ما يكون جسما وحينئذ فقول القائل إن كان الكان موجودا كان
جسما ولزم قدم الجسام لدوامه ل يكون مذورا على هذا التقدير ول يصح الستدلل على انتفاء
الكان بذا العتبار وأما الوجه الثامن فقوله الكان مستغن ف وجوده عن التمكن لواز اللء وفاقا
والباري عند الصم يتنع كونه ل ف اليز فكان مفتقرا إل اليز يعترض عليه الصم بأنا ل نسلم أنه
على هذا التقدير يكون كل مكان مستغنيا عن التمكن فإنه ل يقول عاقل إن شيئا من المكنات مستغنية
عن الواجب الوجود فإذا جعل ما سى مكانا عن المكنات البدعات ل تعال ل يز أن يقال هو مستغن
عنه وأيضا يقال إن عنيت بكون الكان مستغنيا عن التمكن أنه ل يفتقر إل كون التمكن عليه فهذا
مسلم لكنه ل يفيدك إل إذا
قيل إن التمكن مفتقرا إل وجود الكان الستغن عنه وهذا ل يذكره ف التقسيم وإن عنيت أنه
يستلزم استغناءه عن فاعل مبدع فهذا ليس بلزم على هذا التقدير فإن المكنة كلها مفتقرة إل فاعل
مبدع وإن استغنت عن متمكن وإذا كان وجوده مستلزما للحيز على هذا التقدير ل يكن مفتقرا إل ما
هو مستغن عنه بل كان وجوده مستلزما لمور لزمة له مفتقرة إليه وذلك ل يوجب أن يكون غيه
مستغنيا عنه ول أن يكون مفتقرا إل ما هو مستغن عنه كما أن الذات إذا كانت مستلزمة للصفات ل
يب أن تكون الصفات أحق باللية هذا عند من يقول بالصفات وكذلك من يقول بالحوال من
السلمي ومن نفى الميع كالفلسفة الدهرية فعندهم أن وجود الواجب مستلزم لوجود المكنات مع
أنا هي الفتقرة إليه وهو مستغن عنها ونكتة العتراض أنه إذا فرض افتقاره إل مكان مستغن عنه فل
ريب ان هذا باطل بالتفاق لنه يلزم أن يكون الالق فقيا إل ما هو مستغن عنه وهذا يناف وجوب
وجوده وأما إذا كان ما سى مكانا مفتقرا إليه وهو البدع الالق له ل يكن فيما ذكره ما يبطل ذلك
أما إذا قدر أن وجوده ل يستلزم وجود ذلك ول يشترط فيه ذلك لكن حصل بكم الواز ل
بكم الوجوب فهذا ظاهر وأما إذا قدر أن ذلك لزم له فغايته أن وجوده مستلزم لا يكون الرب
ملزوما له وهو مفتقر إل الرب تعال وقد عرف كلم الناس ف مثل هذا قال الرازي الوجه الامس ف
نفي علوه على اللق أن الحياز إن تساوت ف تام الاهية كان حصوله ف بعضها بدل عن الخر جائزا
فافتقر فيه إل مرجح وإن تالفت فيها كانت متباينة بالعدد والاهية تتص بواص معينة وصفات معينة
وهي غي متناهية فقد وجد ف الزل مع ال أشياء قائمة بأنفسها غي متناهية ول يرتضيه مسلم
والعتراض على هذا من وجوه أحدها أن يقال الحياز أمور عدمية كما قد عرف فإنم يقولون العال
ف حيز واليز عندهم عدمى ولو قال قائل إن اليز قد يكون وجوديا فالثبتون يقولون نن نقول إنه
فوق العال وحده كما كان قبل الخلوقات وليس هو ف حيز وجودي فإذا
سيت ما هناك حيزا كان تسميته للعدم حيزا وهو اصطلحهم وحينئذ فالعدم الحض ليس هو
أشياء موجودة حت يقال إنا متماثلة أو متلفة فإن قيل من الناس من يقول اليز جوهر قائم بنفسه ل
ناية له قيل هذا القول إن كان صحيحا ثبت قدم اليز الوجودي وحينئذ فتبطل الجة الت مبناها على
نفي ذلك وإن كان باطل بطلت الجة أيضا كما تقدم فهي باطلة على تقدير النقيضي فثبت بطلنا ف
نفس المر الوجه الثان أن يقال ل ل يوز أن تكون الحياز متساوية ف الاهية قوله حصوله ف
بعضها بدل عن الخر جائز فيفتقر إل مرجح يقال له نعم وإذا افتقر إل مرجح فإنه يرجح بعضها
بقدرته ومشيئته كما ترجح سائر المور الائزة بعضها على بعض وكما يرجح خلق العال ف بعض
الحياز على بعض مع إمكان أن يلقه ف حيز آخر وكما رجح ما خلقه بقدار على مقدار وصفة على
صفة مع إمكان أن يلقه على قدر وصفة أخرى الوجه الثالث أن يقال ترجح بعض الحياز على بعض
متفق
عليه بي العقلء سواء قالوا بالفاعل بالختيار أو بالعلة الوجبة فإن القائلي بالعلة الوجبة يقولون
إنا اقتضت وجود العال ف هذا اليز دون غيه وأما على القول بالفاعل الختار فالمر ظاهر وإذا كان
ترجيح بعض الحياز على بعض متفقا عليه بي العقلء ل يكن ف ذلك مذور وإذا قيل هذا ترجيح
لبعضها على بعض ف المكن قيل فإذا جاز ذلك ف المكن فهو ف الواجب أول بالواز فإن الرجح إن
كان موجبا بالذات فترجيحه لا يتعلق به أول من ترجيحه لا يتعلق بغيه وإن كان فاعل
بالختيارفاختياره لا يتعلق به أول من اختياره لا يتعلق بغيه وإذا قيل هذا يلزم منه قيام المور
الختيارية بذاته قيل قد عرف أنم يعترفون بذلك وهو لزم لعامة العقلء الوجه الرابع أن يقال أهل
الثبات القائلون بأن ال سبحانه فوق العال لم ف جواز الفعال القائمة بذاته التعلقه بشيئته وقدرته
قولن مشهوران أحدها قول من يقول ل يوز ذلك كما يقوله ابن كلب والشعري ومن اتبعهما من
أصحاب أب حنيفة وأحد ومالك والشافعي وغيهم فهؤلء يقولون استواؤه مفعول له فعله ف العرش
ويقولون إنه خلق العال تته من غي أن يصل منه انتقال وتول من حيز إل حيز ويقولون إنه خصص
العال بذلك اليز بشيئته وقدرته
والقول الثان قول من يقول إنه يفعل أفعال قائمة بنفسه باختياره ومشيئته كما وصف نفسه ف
القرآن بالستواء إل السماء وعلى العرش وبالتيان والجيء وطي السموات بيمينه وغي ذلك ما هو
قول أئمة أهل الديث وكثي من أهل الكلم ومن وافقهم من أصحاب أب حنيفة ومالك والشافعي
وأحد فهؤلء يقولون إن ما يصل من الترجيح لبعض الحياز على بعض بأفعاله القائمة بنفسه هو
بشيئته وقدرته فحصل الواب عن هذا على قول الطائفتي جيعا الوجه الامس أن يقال اليز إما أن
يقال إنه موجود وإما أن يقال إنه معدوم فإن قيل هو معدوم ل يلزم أن يكون مع ال ف الزل شيء
موجود وإن قيل هو موجود فإما إن يكون وجوده ف الزل متنعا وإما أن الحياز متماثله ف تام الاهية
فإن العدم الحض ل يتميز فيه شيء عن شيء وحينئذ فالتخصيص الفتقر إل الرجح يصل إما بقدرته
ومشيئته على قول السلمي وجهور اللق وإما بالذات عند من يوز نظي ذلك وإن كان وجوده ف
الزل مكنا فل مذور فيه فبطل انتفاء اللزم الوجه السادس أن يقال التقسيم الذكور غي حاصر وذلك
لن الحياز إما أن تكون متماثلة وإما أن تكون متلفة وعلى التقديرين فإما أن تكون متناهية وإما أن
تكون غي متناهية فإن كان
وجود أحياز وجودية غي متناهية متنعا بطل هذا التقسيم ول يلزم بطلن غيه وكذلك أي قسم
بطل ل يلزم بطلن غيه وذلك لن هؤلء النفاة منهم من يقول بثبوت أحياز قدية إما بنفسها وإما
بغيها كما تقول طائفة منهم بأن القدماء خسة الواجب بنفسه واليز الذي هو اللء والدهر والادة
والنفس ويقول آخرون منهم بثبوت أبعاد ل ناية لا وإن ل يقولوا بغي ذلك وما يذكر من هذه القوال
ونوها وإن قيل إنه باطل فالقائلون بغي ذلك بذه القوال هم العارضون لنصوص الكتاب والسنة وهم
الذين يدعون أن معهم عقليات برهانية تناف ذلك فإذا خوطبوا على موجب أصولم وبي أنه ليس ف
العقليات ما يناف النصوص اللية على كل مذهب كان هذا من تام نصر ال لرسوله وإظهار لنوره
الوجه السابع أن يقال مقدمات هذه الجة ليست برهانية فإنه على تقدير تاثل الحياز إنا يلزم الفتقار
إل الرجح وهذا غي متنع وأما على التقدير الثان فيلزم ثبوت أحياز متلفة أما كونا غي متناهية فذلك
غي لزم وحينئذ فيقال إذا قدر أن هذه الحياز مفتقرة إليه مكنة بنفسها واجبة به أمكن أن يقال فيا ما
يقوله من يوز أن يكون معه ما هو من لوازم ذاته كما عرف من مذاهب الطوائف ويقال على وجه
التقسيم إن امتنع أن يكون معه ما هو من لوازم ذاته تعي القسم الول وإل جاز الثان
والقصود بيان فساد أمثال هذا الكلم بالجج العقلية الحضة فإن هؤلء النفاة يستعينون على
معارضة النصوص اللية بأقوال الفلسفة وغيها الخالفة لدين الرسلي فإذا احتج لنصر النصوص اللية
با هو من هذا النس كان ذلك خيا من فعلهم الوجه الثامن أن يقال الحياز إن كانت عدمية ل يكن
ف ذلك مذور سواء كانت متماثلة أو متلفة فإن ثبوت أعدام غي متناهية ف الزل غي مذور والثبت
ل يقول إنه يفتقر إل حيز وجودي منفصل عنه فإن هذا ليس هو معروفا من أقوال الثبتي وإن قدر قائل
يقوله أمكنه أن يقول هذا من لوازم ذاته وحينئذ فإن جاز أن يلزمه أمر وجودي كان هذا مكنا وإل تعي
قول من يعل اليز عدميا فعلم أنه ل حجة فيما ذكره الوجه التاسع أن من السلمي من يقول قد
قامت به ف ال زل معان ل ناية لا كعلوم ل ناية لا وكلمات ل ناية لا وإرادات ل ناية لا ونو
ذلك ومن الناس من يقول بثبوت أبعاد ل ناية لا وحينئذ فإن كان علوه على العال مكنا بدون ثبوت
أحياز قدية متلفة غي متناهية ل يضرهم بطلن هذا اللزم وإن قيل إن ذلك يستلزم هذا القول كان
نفيه متاجا إل دليل وهو ل يذكر على نفيه وإنا قنع بجة مسلمة وهى أن السلمي ليس فيهم من
يرتضي أن يوجد معه ف الزل أشياء موجودة
قائمة بأنفسها غي متناهية ومعلوم أن هذا ل يرتضيه السلمون من أهل الثبات وغيهم
لعتقادهم أن ذلك ليس من لوازم قولم فإذا قدر أنه من لوازم قولم احتاج نفيه إل دليل ول يوز أن
يتج على ذلك بالسمع لن السمع الدال على علو ال على خلقه أظهر وأكثر وأبي ما يدل على مثل
هذا فإن الحتج إذا احتج بثل قوله تعال ال خالق كل شيء سورة الزمر 62و رب العالي سورة
الفاتة 2ونو ذلك ل يدل إل على أن الحياز الوجودة ملوقه ل وهو ربا وهذا ل ينازع فيه مسلم
لكن الستدلل بالسمع على قدم شيء من ذلك أضعف من الستدلل على أن ال تعال ليس فوق
العالي فل يكن دفع أقوى الدللتي بأضعفهما الوجه العاشر أن يقال هذا الرازي وأمثاله يدعون أنه
ليس ف السمع ما يصرح بأن ال كان وحده ث ابتدأ إحداث الشياء من العدم بل يقولون با هو أبلغ
من ذلك كما يذكر مثل ذلك ف كتاب الطالب العالية وغي ذلك من كتبه وأما النصوص الكثية الدالة
على علو ال على خلقه فل ينازعون ف كثرتا وظهور دللتها ول يدعون أنه عارضها نصوص سعية
تدفع موجبها وإنا يدعون أنه عارضها العقل وإذا كان المر كذلك ل يز أن يدفع موجب النصوص
الكثية الدالة على أن ال فوق بأدلة سعية ليست ف الظهور والكثرة بنلتها
بل إذا قدر تعارض الدلة السمعية كان الترجيح مع الكثر القوى دللة بل ريب فعلم أنه ل
يوز دفع موجب نصوص العلو بالقدمة الت أثبتها بالسمع والقدمة السمعية إما نص أو إجاع ول نص
ف السألة وأما الجاع فهو يقول إنه ل يكن العلم بإجاع من بعد الصحابة ومعلوم أنه ليس عن
الصحابة بل ول التابعي ول الئمة الشهورين ما يقرر مطلوبه بل النقول التواترة عنهم توافق إثبات
العلو ل نفيه وأيضا فالجاع عنده دليل ظن ومعلوم أن النصوص الدالة على العلو أكثر وأقوى دللة
من النصوص الدالة على كون الجاع حجة فكيف يوز أن تدفع النصوص الكثية البينة الدللة
بنصوص دونا ف الظهور والكثرة وبالملة من بن كونه تعال ليس على العرش على مقدمة سعية فقوله
ف غاية الضعف كيفما احتج سواء ادعاها نصية أو إجاعية مع أن قوله أيضا ف غاية الفساد ف العقل
عند من خب حقائق الدلة العقلية فقوله فاسد ف صحيح النقول وصريح العقول وال يقول الق وهو
يهدي السبيل قال الرازي الوجه السادس العال كرة فإن الكسوف القمري يرى ف البلد الشرقية ف
أول الليل وف البلد الغربية ف
آخره فلو كان ال ف جهة فوق لكان أسفل بالنسبة إل سكان الوجه الخر وأنه باطل
والعتراض على هذا من وجوه أحدها أن يقال القائلون بأن العال كرة يقولون إن الحيط هو العلى
وإن الركز الذي هو جوف الرض هو السفل ويقولون إن السماء عالية على الرض من جيع الهات
والرض تتها من جيع الهات ويقولون قسمان حقيقية وإضافية فالقيقية جهتان وها العلو والسفل
فالفلك وما فوقها هو العال مطلقا وما ف جوفها هو السافل مطلقا وأما الضافية فهي بالنسبة إل
اليوان فما حاذى رأسه كان فوقه وما حاذى رجليه كان تته وما حاذى جهته اليمن كان عن يينه
وما حاذى اليسرى كان عن يساره وما كان قدامه كان أمامه وما كان خلفه كان وراءه وقالوا هذه
الهات تتبدل فإن ما كان علوا له قد يصي سفل له كالسقف مثل يكون تارة فوقه وتاره تته وعلى
هذا التقدير فإذا علق رجل جعلت رجلء إل السماء ورأسه إل الرض أو مشت نلة تت سقف
رجلها إل السقف وظهرها إل الرض كان هذا
اليوان باعتبار الهة القيقية السماء فوقه والرض تته ل يتغي الكم وأما باعتبار الضافة إل
رأسه ورجليه فيقال إن السماء والرض فوقه وإذا كان كذلك فاللئكة الذين ف الفلك من جيع
الوانب هم باعتبار القيقة كلهم فوق الرض وليس بعضهم تت بعض ول هم تت شيء من الرض
أي الذين ف ناحية الشمال ليسوا تت الذين ف ناحية النوب وكذلك من كان ف ناحية برج السرطان
ليس تت من كان ف ناحية برج العقرب وإن كان بعض جوانب السماء تلى رؤوسنا تارة وأرجلنا
أخرى وإن كان فلك الشمس فوق القمر وكذلك السحاب وطي الواء هو من جيع الوانب فوق
الرض وتت السماء ليس شيء منه تت الرض ول من ف هذا الانب تت من ف هذا الانب
وكذلك ما على ظهر الرض من البال والنبات واليوان والناسي وغيهم هم من جيع جوانب
الرض فوقها وهم تت السماء وليس أهل هذه الناحية تت أهل هذه الناحية ول أحد منهم تت
الرض ول فوق السماء ألبتة فكيف تكون السماء تت الرض أو يكون من هو فوق السماء تت
الرض ولو كان شيء منهم تت الرض للزم أن يكون كل منهم تت الرض وفوقها ولزم أن تكون
كل من اللئكة وطي الواء وحيتان الاء ودواب الرض فوق الرض وتت الرض ويلزم أن يكون كل
شيء فوق ما يقابله وتته ولزم أن يكون كل من جانب
السماء فوق الخر وتت الرض وأن يكون العرش إذا كان ميطا بالعال تت السماء وتت
الرض مع أنه فوق السماء وفوق الرض ولزم أن تكون النة تت الرض وتت جهنم مع أنا فوق
السموات وفوق الرض وفوق جهنم ولزم أن يكون أهل عليي تت أهل سجي مع أنم فوقهم فإذا
كانت هذه اللوازم وأمثالا باطلة باتفاق أهل العقل واليان علم أنه ل يلزم من كون الالق فوق
السموات أن يكون تت شيء من الخلوقات وكان من احتج بثل هذه الجة إنا احتج باليال الباطل
الذي ل حقيقة له مع دعواه أنه من الباهي العقلية فإن كان يتصور حقيقة المر فهو معاند جاحد متج
با يعلم أنه باطل وإن كان ل يتصور حقيقة المر فهو من أجهل الناس بذه المور العقلية الت هي
موافقه لا أخبت به الرسل وهو يزعم أنا تناقض الدلة السمعية فهو كما قيل فإن كنت ل تدري
فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالصيبة أعظم
الوجه الثان أن يقال هب أنا ل نأخذ با يقوله هؤلء أليس من العلوم عند جيع الناس أن
السموات فوق الرض والواء فوق الرض والسحاب والطي فوق الرض واليتان والدواب والشجر
فوق الرض الرض واللئكة الذين ف السموات فوق الرض وأهل عليي فوق أهل سجي والعرش
أعلى الخلوقات
كما ف الصحيحي عن النب أنه قال إذا سألتم ال النة فسلوه الفردوس فإنه أعلى النة وأوسط
النة وسقفه عرش الرحن وهذه المور بعضها متفق عليه عند جيع العقلء وما ل يعرفه جيع العقلء
فهو معلوم عند من يقول به ول يقل أحد من العقلء إن هذه المور تت الرض وسكانا وعلم العقلء
بذلك أظهر من علمهم بكرية الفلك لو قدر أن ذلك معارض لذا فكيف إذا ل يعارضه وإذا كانت
الخلوقات الت ف الفلك والواء والرض ل يلزم من علوها على ما تتها أن تكون تت ما ف الانب
الخر من العال فالعلى العلى سبحانه أول أن ل يلزم من علوه على العال أن يكون تت شيء منه
الوجه الثالث أن يقال هذه الجة إما أن تكون سعية وإما أن تكون عقلية ومن العلوم أنا ليست سعية
ولو كانت سعية لكانت السمعيات الت تدل على علو ال تعال أنص وأكثر وأظهر على مال يفى على
مسلم وإن كانت عقلية فل بد من بيان مقدماتا بالعقل وهو ل يذكر إل قوله فإن كان ال ف جهة فوق
لكان أسفل بالنسبة إل
سكان الوجه الخر من الرض وأنه باطل فذكر مقدمتي ل يدل عليهما لزوم كونه أسفل
بالنسبه إل بعض الخلوقات وبطلن هذا اللزم والنازع ينازع ف كل من القدمتي فل يسلم لزوم
السفول وإن سلم لزومه فل بد من دليل عقلي ينفي به ذلك وهو ل يذكر على ذلك دليل ول يوز أن
يقال هذا يوجب النقص وهو منه عنه لوجهي أحدها أن الثبت ل يسلم أن هذا نقص أل ترى أن
الفلك موصوفة بالعلو على الرض مع لزوم ما ذكر من السفول تت سكان الوجه الخر وليس ذلك
نقصا فيها وكذلك كل ما يوصف بالعلو على ما تته مثل الواء والسحاب والطي واليوان والنبات
والبال والعدن ومثل اللئكة والنة والعرش وغي ذلك فإذا كانت الخلوقات العالية أشرف ف النفوس
من الخلوقات السافلة ول يكن ما ذكره من هذا السفول الضاف مانعا من هذا الشرف والرتبة ول
يوجب ذلك نقصا علم أن هذا ليس بنقص فإن قيل الناحية الخرى ليس فيها حيوان ونبات ومعادن
وجبال وإنا فيها ماء وكذلك السحاب والطر قد ينع كونه فيها قيل هذا ل يضرنا فإنا نعلم أن
الكواكب والشمس والقمر فوق الرض مطلقا وعلوها على الرض ليس بنقص فيها وإن قدر ما تيلوه
ف السفول وكذلك إذا قدر هناك مثل ما ف هذا الوجه ولو
كان ما هناك سافل للزم أن تكون الشمس والقمر والسموات إذا ظهرت علينا تت ذلك
الانب من الرض وتت ما هناك ولزم انه ل تزال الفلك تت الكواكب والشمس والقمر تت
الرض وهذا ف غاية الفساد ومن العجب أن هؤلء النفاة يعتمدون ف إبطال كتاب ال وسنة أنبيائه
ورسله وما اتفق عليه سلف المة وأئمتها وما فطر ال عليه عباده وجعلهم مضطرين إليه عند قصده
ودعائه ونصب عليه الباهي العقلية الضرورية على مثل هذه الجة الت ل يعتمدون فيها إل على مرد
خيال ووهم باطل مع دعواهم أنم هم الذين يقولون بوجب العقل ويدفعون موجب الوهم واليال
وكل من له معرفة يعلم أن قول القائل إن الشمس والقمر والكواكب الدائرة ف الفلك هي بالليل تت
الرض وهو من حكم الوهم الفاسد واليال الباطل ليس له حقيقه ف الارج فييدون بذا الوهم
واليال الفاسد أن يبطلوا صريح العقول وصحيح النقول ف أعظم الصول ويولوا بي القلوب وقصد
خالقها وعبادته بثل هذا الوهم واليال الفاسد اللتبس على من ل يفهم حقيقة قولم الوجه الثان أن
يقال أنتم تقولون ل يقم دليل عقلى على نفي النقص عن ال تعال كما ذكر ذلك الرازي متلقيا له عن
أب العال وأمثاله وإنا ينفون النقص بالدلة السمعية وعمدتم فيه على
الجاع وهو ظن عنده والنصوص الدالة عليه دون النصوص الدالة على العلو ف الكثرة والقوة
وإذا كان كذلك وكان علو ال تعال على خلقه ثابتا بالسمع كان السمع مثبتا لا نفيتموه ل نافيا له ول
يكن ف السمع ما ينفي هذا العن وإن سيتموه نقصا فإنه إذا كان عمدتم الجاع فل إجاع ف موارد
الناع ول يوز الحتجاج بإجاع ف معارضة النصوص البية بل ريب فإن ذلك يستلزم انعقاد الجاع
على مالفة النصوص وذلك متنع ف البيات وإنا يدعيه من يدعيه ف الشرعيات ويقولون نن نستدل
بالجاع على أن النص منسوخ الوجه الرابع أن يقال إذا قدرنا موجودين أحدها عظيم كبي أعظم من
السموات والرض بيث يكنه ان ييط بذلك كله ويتوي عليه وآخر ول يشار إليه وليس هو داخل
العال ول خارجه كان من العلوم بالضرورة أن الول أكمل وأعظم فإذا قال القائل هذه العظمة تقتضي
إذا كان ميطا بالعال أن يكون تت شيء منه كان من العلوم أن وصف ذاك له بأنه ل داخل العال ول
خارجه ول يشار إليه ول يصعد إليه شيء ول ينل منه شيء ول ييط بشيء ول يوصف بأنه عظيم
كبي ف نفسه ول أنه
ليس بعظيم كبي ف نفسه أعظم نقصا من وصفه بإحاطة ما يستلزم إحاطته بميع الوجودات
الوجه الامس أن يقال هب أن العال كرى فلم قلت إنه إذا كان فوق العال يلزم أن يكون تت بعضه
فإن هذا إنا يلزم إذا قدر أنه ميط بالعال كله من جيع الهات فأما إذا قدر أنه فوق العال من هذه
الهة الت عليها اليوان والنبات والعدن ل يلزم أن يكون تت العال من تلك الهة فلو فرضنا ملوقي
أحدها مدور والخر فوق الدور ليس ميطا به كما يعل النسان تت قدمه حصة أو بندقة ل يلزم أن
يكون الذي فوق الدور تت الدور يوجه من الوجوه وإذا قيل الحيط بالدور كالفلك التاسع الحيط
بالرض هو العال من كل جانب قيل هو العال بالنسبة إل ما ف جوف الدور وأما بالنسبة إل ما فوق
الدور فل بل الحيط وما ف جوفه تت ذلك الفوقان مطلقا كما أن المصة والبندقة تت الرجل
الوضوعة عليها وما يوضح ذلك أن مركز الفلك هو السفل الطلق للفلك والفلك من كل جانب عال
عليه فإذا قدر فوق الفلك من الانب الذي يلي الانب الذي عليه النام ما هو أعلى من الفلك من هذا
الانب وليس ميطا به ول مركز العال مركزا له امتنع أن يكون هذا تت شيء من العال بل هو قطعا
فوق الفلك من هذا الانب وليس تتها من ذلك الانب فيلزم أن يكون هو فوقها ل تتها
وإذا قال القائل هذا كما ل يوصف بالسفول فهو ل يوصف أيضا بالعلو فإن العال الطلق هو
الحيط إذا ليس إل الحيط والركز وهذا إذا ل يكن ميطا ل يكن عاليا قيل عن هذا جوابان أحدها أنه
على هذا التقدير إذا كان ميطا ل يكن سافل ألبتة بل يكون عاليا وعلى هذا فإن كان هو الظاهر الذي
ليس فوقه شيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء ولو أدل الدل ببل لبط عليه كان ميطا بالعال عاليا
عليه مطلقا ول يلزم من ذلك أن يكون فلكا ول مشابا للفلك فإن الواحد من الخلوقات تيط قبضته با
ف يده من جيع جوانبها وليس شكلها شكل يده بل ول شكل يده شكلها وذكر أن بعض الشيوخ
سئل عن كون الرب عاليا ميطا بالعال مسكا له فقال بعض ملوقاته كالباشق مثل يقبض بيده حصة
فيكون فوقها ميطا با مسكا لا فإذا كان هذا ل يتنع ف بعض ملوقاته فكيف يكون متنعا ف حقه
الثان أنه إذا قدر أنه عال وليس بحيط ل يلزم أن يكون له مركز ول أن يكون مركز العال مركزا له
وأن يكون الركز هو السفل بالنسبة إليه وأن يكون العال هو الحيط بالنسبة إليه بل ذلك بل ذلك إنا
يلزم ف الحيط كالنقطة من الدائرة فإذا قدر ما ليس بدائرة ول هو كرة ل يكن له مركز كنقطة الدائرة
ولذا لو
قدر أن السموات ليست ميطة بالرض ل يكن لا مركز مع تقدير الكرة الستديرة فل بد لا
من نقطة ف وسطها هو الركز وأما ما ليس بستدير ول هو كرة فليس مركز الكرة وهو النقطة الت
وسطها مركزا له سواء جعل فوق الستدير أو تته فل يتنع أن يكون شيء فوق الستدير وتته إذا ل
يكن مستديرا ول يكون مع هذا مشاركا للمستدير ف أن النقطة لت هي الحيطة مركزا له بل الركز
نسبته إل جيع جهات الحيط واحدة وليست نسبته إل ما فوق الحيط أو تته إذا قدر أن فوقه شيء أو
تته شيء ليس بستدير نسبة واحدة بل يكون الركز مع الحيط تت هذا الشيء العي الذي ليس
بستدير كما قد يكن أن يكون قوق شيء آخر فالركز بالنسبة إل الحيط تته والحيط فوقه وأما ما
يقدر فوق الحيط فهو عال على الميع قطعا ويتنع أن يقال إنه ليس فوق الحيط فإنه معلوم بصريح
العقل أن الواء فوق الرض والسماء فوق الرض وهذا معلوم قبل أن يعلم كون السماء ميطة بالرض
بل الحاطة قد يظن أنا مناقضة للعلو ل يقول أحد إن العلم بالعلو موقوف على العلم با ول إن العلو
مشروط با فإن الطي فوق الرض وليس ميطا به والسحاب فوق الرض وليس ميطا با وكل جزء من
أجزاء الفلك هو فوق الرض وليس ميطا با فتبي أن العلو معن معقول مع أنه ل يشترط فيه الحاطة
وإن كانت الحاطة ل تناقضه
وهؤلء النفاة حائرون تارة ويعلون الحاطة مناقضة للعلو وتارة يعلونا شرطا ف العلو لزمة
له ونن قد بينا خطأهم ف هذا وهذا فل هي مناقضة له ول هي منافية له ولذا كان الناس يعلمون أن
السماء فوق الرض والسحاب فوق الرض قبل أن يطر بقلوبم أنا ميطة بالرض وكذلك يعلمون
أن ال فوق العال وإن ل يعلموا أنه ميط به وإذا علموا أنه ميط ل ينع ذلك علمهم بأنه فوقه فتبي أنه
ليس من شرط العلم بكون الشيء عاليا أن يعلم أنه ميط ولو كانت الحاطة شرطا ف العلم امتنع العلم
بالشروط دون شرطه ولكن لا كان ف نفس المر الفلك عالية ميطة كانت الحاطة والعلو متلزمي
ف هذا مال فإن قدر أن كل عال فهو ميط كان العلو والحاطة متلزمي وإن قدر وجود موجود عال
ليس بحيط ل تكن الحاطة لزمة للعلو فقد تبي أنه بتقدير أن يكون الرب عاليا ليس بحيط فهو عال
وبتقدير أن يكون عاليا ميط فهو عال فثبت علوه على التقديرين وهو الطلوب وإذا كان هذا معقول ف
ملوقي ففي الالق بطريق الول وقد قررت هذا على وجه آخر بأن يقال فإن قيل الحيط ل يتميز منه
جانب دون جانب بكونه فوقا وسفل فل يكن إذا قدر شيء
خارجا عنه أن يقال هو فوقه إل كما يقال هو سفله وحينئذ ففرض شيء خارجا عن الدور
الحيط مع كونه فوقه جع بي الضدين قيل الواب عن هذا من وجوه أحدها أن هذا الكلم إن كان
صحيحا لزم بطلن حجتكم وإن ل يكن صحيحا لزم بطلنا فثبت بطلنا على تقدير النقيضي فيلزم
بطلنا ف نفس المر لن الق ف نفس المر ل يلو عن النقيضي بيان ذلك أن الحيط إما أن يصح
أن يقال إن بعضه عال وبعضه سافل وإما أن ل يصح فإن ل يصح بطل أن يكون الارج عنه تت شيء
من العال بل إذا قدر أنه ييط به ولو بقبضته له لزم أن يكون عاليا عليه مطلقا ول يكن سافل تت
شيء من العال وإن صح أن يكون بعضه عاليا وبعضه سافل أمكن أن يكون مباينا للعال من الهة
العالية فيكون عاليا عليه وإن قيل بل الحيط إذا حاذى رؤوسنا كان عاليا وإذا حاذى أرجلنا كان
سافل فل يزال بعضه عاليا وبعضه سافل قيل فعلى هذا التقدير يكون العال ما كان فوق رؤوسنا
وحينئذ فإذا كان مباينا للعال من جهة رؤوسنا دون أرجلنا ل يزل عاليا علينا دائما وهو الطلوب الوجه
الثان أن يقال هب أنه ميط بالعال وفوقه من
جيع الهات فإنا يلزم ما ذكرت أن لو كان من جنس فلك من الفلك فإن التخيل قد يتوهم
أن ما استدار وأحاط بالفلك كان تت بعض العال من بعض الهات ومن العلوم أن ال تعال ليس
مثل فلك من الفلك ول يلزم إذا كان فوق العال وميطا به أن يكون مثل فلك فإنه العظيم الذي ل
أعظم منه وقد قال ال تعال وما قدروا ال حق قدره والرض جيعا قبضته يوم القيامة والسموات
مطويات بيمينه سورة الزمر 67وقد ثبت ف الصحيح عن النب من غي وجه ما يوافق ذلك مثل
حديث أب هريرة عن النب أنه قال يقبض ال الرض ويطوي السموات بيمينه ث يهزهن ث يقول أنا
اللك أين ملوك الرض وف رواية إنا تكون بيده مثل الكرة ف يد الصبيان وروى ما هو أقل من ذلك
والقصود أنه إذا كان ال أعظم وأكب وأجل من أن يقدر العباد قدره أو تدركه أبصارهم أو ييطون به
علما وأمكن أن تكون السموات والرض ف قبضته ل يب والال هذه أن يكون تت العال أو تت
شيء منه فإن الواحد من الدميي إذا قبض قبضة أو بندقة أو حصة أو حبة خردل وأحاط با بغي ذلك
ل يز أن يقال إن أحد جانبيها فوقه لكون يده لا أحاطت با كان منها
الانب السفل يلي يده من جهة سفلها ولو قدر من جعلها فوق بعضه بذا العتبار ل يكن هذا
صفة نقص بل صغة كمال وكذلك أمثال ذلك من إحاطة الخلوق ببعض الخلوقات كاحاطة النسان
با ف جوفه وإحاطة البيت با فيه وإحاطة السماء با فيها من الشمس والقمر والكواكب فإذا كانت
هذه الحيطات ل يوز أن يقال إنا تت الحاط وأن ذلك نقص مع كون الحيط ييط به غيه فالعلى
العلى الحيط بكل شيء الذي تكون الرض جيعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه كيف
يب أن يكون تت شيء ما هو عال عليه أو ميط به ويكون ذلك نقصا متنعا وقد ذكر أن بعض
الشايخ سئل عن تقريب ذلك إل العقل فقال للسائل إذا كان باشق كبي وقد أمسك برجله حصة أليس
يكون مسكا لا ف حال طيانه وهو فوقها وميط با فإذا كان مثل هذا مكنا ف الخلوق فكيف يتعذر
ف الالق قال الرازي واحتج الصم بالعلم الضروري بأن كل موجودين فإن أحدها سار ف الخر أو
مباين عنه ف الهة
قال والواب أن دعوى الضرورة قد سبق بطلنا وبقي القسم الثالث فهذه القدمة توجب
الدور لتوقف ثبوتا على نفيها والعتراض على هذا أن دعوى الضرورة ل يكن إبطالا إل بتكذيب
الدعي أو بيان حطئه والدعون لذلك أمم كثية منتشرة يعلم أنم ل يتواطأوا على الكذب فالقدح ف
ذلك كالقدح ف سائر الخبار التواترة فل يوز أن يقال إنم كذبوا فيما أخبوا به عن أنفسهم من
العلم الضروري وأيضا فالنازع يسلم أن مثل هذا مستقر ف فطر جيع الناس وبدائههم وأنم مضطرون
إليه ل يكنهم دفعه عن أنفسهم إل كما يكن دفع أمثاله ما هم مضطرون إليه وإنا يقولون إن هذه
الضرورة خطأ وهي من حكم الوهم وقد تقدم بيان فساد ذلك وأن هذه القضية كلية عقلية ل خبية
معينة ولو كانت خبية معينة فالزم با كالزم بسائر السيات الباطنة والظاهرة فهي ل ترج عن
العقليات الكلية والسيات العينة وكما يتنع اتفاق الطوائف الكثية الت ل تتواطأ على دعوى الكذب
ف مثل
ذلك يتنع اتفاقهم على الطأ ف مثل ذلك ولو جاز الطأ ف مثل ذلك ل يكن الزم با يب به
الناس عما عرفوه بالس أو الضرورة لمكان غلطهم ف ذلك فإن غلط الس الظاهر أو الباطن أو العقل
يقع لحاد الناس ولطائفة حصل بينها مواطأة وتلقى بعضها عن بعض كالذاهب الوروثة وكقول
التابعي لكون هذا معلوما بالضرورة فإنم أهل مذهب تلقاه بعضهم عن بعض وأما الازمون بالضرورة
ف أن ال فوق العال أو أنه ل يعقل موجود قائم بنفسه ل يشار إليه ول يعقل موجودان ليس أحدها
مايثا للخر ول مباينا له وأن مثل هذا متنع بالضرورة الت يدونا ف أنفسهم كسائر علومهم الضرورية
فهؤلء أمم كثية ل يتواطأوا ول يتفقوا على مذهب معي وأما قوله وبقي القسم الثالث فهذه القدمة
توجب الدور لتوقف ثبوتا على نفيها فليس المر كذلك لن هذه القدمة الضرورية ل يتوقف ثبوتا
على نفي ما يعارضها كسائر العارف الضرورية بل نعلم بالضرورةأن ماعارضها من النظريات فهو باطل
على سبيل الملة وإن ل نذكر حل الشبه على وجه التفصيل كما نعلم فساد سائر النظريات
السوفسطائية العارضة للعلوم الضرورية وإذا قال القائل ل تثبت هذه القدمة حت ينفى العارض البطل
لا ونفي ذلك ل يكون إل بثبوتا
كان قوله منوعا غي مقبول باتفاق العقلء على نظائر ذلك فإن كل مقدمة ضرورية ل يتوقف
ثبوتا على نفي ما يقدح فيها والستدلل با ل يتوقف على ذلك بل هم يقولون إن القضايا اليقينية
سواء كانت ضرورية أو نظرية ل يتوقف العلم بوجبها على نفي العارض ولو توقف على ذلك ل يعلم
أحد شيئا لن ما يطر بالقلوب من الشبهات العارضة ل ناية له فكيف يتاج ف العلوم الضرورية إل
نفي العارض ولذا كان جيع العقلء السالي الفطرة يكمون بوجب هده القضية الضرورية قبل أن
يعلموا أن ف الوجود من ينكرها ويالفها وأكثر الفطر السليمة إذا ذكر لم قول النفاة بادروا إل
تهيلهم وتكفيهم ومنهم من ل يصدق أن عاقل يقول ذلك لظهور هذه القضية عندهم واستقرارها ف
أنفسهم فينسبون من خالفها إل النون حت يروا ذلك ف كتبهم أو يسمعوه من أحدهم ولذا تد
النكر لذه القضية يقر با عند الضرورة ول يلتفت إل ما اعتقده من العارض لا فالنفاة لعلو ال إذا
حزب أحدهم شدة وجه قلبه إل العلو يدعو ال ولقد كان عندي من هؤلء النافي لذا من هو من
مشايهم وهو يطلب من حاجة وأنا أخاطبه ف هذا الذهب كأن غي منكر له وأخرت قضاء حاجته
حت ضاق صدره فرفع طرفه ورأسه إل السماء وقال يا ال فقلت له أنت مقق لن ترفع طرفك
ورأسك وهل فوق عندك أحد فقال استغفر ال ورجع عن ذلك لا تبي له أن اعتقاده يالف
فطرته ث بينت له فساد هذا القول فتاب من ذلك ورجع إل قول السلمي الستقر ف فطرهم قال
الرازي واحتج الصم أيضا بأن اختصاص السم باليز والهه إنا كان لكونه قائما بالنفس يعن وهذا
ثابت لكل قائم بنفسه وإذا كان ف جهة كان ف جهة فوق لن اختصاص الشرف بالشرف هو
الناسب ولن اللق بطباعهم وقلوبم السليمة يرفعون أيديهم إليها عند التضرع والدعاء قال والواب
أن اختصاص السم باليز والهة قد يكون لذاته الخصوصة فإنه ل يب أن يكون اختصاص كل شيء
بصفة لصفة أخرى والعتراض على ذلك أن يقال إن عنيت بذاته الخصوصة هو ما
يتاز به جسم عن جسم كما يقال اختصاص الفلك باليز لكونه فلكا واختصاص الاء باليز
لكونه ماء واختصاص الواء باليز لكونه هواء فهذا باطل ل يقوله عاقل فإن جيع الجسام مشتركة ف
الختصاص باليز والهة والكم العام الشترك بينها ل يكون إل لا امتاز به بعضها عن بعض فإنه لو
كان لا امتاز به بعضها عن بعض وجب أن يتص ببعضها كسائر ما كان من ملزومات الخصصات
الميزات وإذا قيل إن الختلفات يوز أن تشترك ف لزم عام كاشتراك أنواع اليوانات الختلفة ف
اليوانية فهذا صحيح لكن ل يوز أن يكون الكم العام الشترك فيه لجل ما يتص به كل حيوان
وإذا قيل إن الكم الواحد بالنوع يوز أن يعلل بعلتي متلفتي كما يعلل حل الدم بالردة والقتل والزنا
وكما يعلل اللك بالرث والبيع والصطياد وكما يعلل وجوب الغسل بالنزال واليلج واليض
فالوجوب الثابت بذا السبب ليس هو بعينه الوجوب الثابت بذا السبب لكنه نظيه مع أنما يتلفان
بسب اختلف السباب فليس اللك الثابت بالرث مساويا للملك الثابت بالبيع من كل وجه بل له
خصائص يتاز با عنه وكذلك حل الدم الثابت بالردة ليس مساويا لل الدم الثابت بالقتل بل بينهما
فروق معروفة وكذلك الغسل الشروع باليض مالف للغسل الشروع باليلج من بعض الوجوه وأما
النزال واليلج فهما نوع واحد وأما ما جزم العقل بثبوته للقدر الشترك فيجب أن يضاف إل قدر
مشترك والعقل يزم بثبوت اليز والهة لكل جسم من غي أن يعلم كل جسم بل ل يعقل
حقيقة السم عنده إل مع كونه متحيزا ذا جهة فصار هذا من لوازم القدر الشترك فل يوز أن يضاف
إل الخصصات وقوله ل يب أن يكون اختصاص كل شيء بصفه لصفة أخرى إنا تكون حجة لو
قيل العلة ف ثبوت هذه الصفة لصفة أخرى وليس هذا هو الدعى بل الدعى أن هذا من لوازم القدر
الشترك سواء قيل إنه معلول له أو لزم غي معلول له وحينئذ فل يتاج أن نقول ثبت لصفة أخرى بل
يكن أن يكون لزما لنفس الذات لكن هو لزم لسائر ما يشابها ف اليز والهة فلم يكن لزومه لا من
جهة ما يتاز به عن غيها بل من جهة القدر الشترك بينها وبي غيها من الجسام فعلم أن اتصاف
السم بكونه متحيزا وذا جهة لزم له لعموم كونه جسما ل لصوص العينات بعن أن الشترك مستلزم
لذا الكم وإن عنيت بذاته الخصوصة القدر الشترك بي الجسام فلفظ السم ممل إن عنيت به كل
ما يشار إليه فتسمية مثل هذا جسما ما ينازعك فيه من ينازعك من أهل الثبات والكلم ف العان
العقلية ل ف النازعات اللفظية وصاحب هذا القول قد ينع أن كل ما يشار إليه مركب من الواهر
الفردة أو من الادة والصورة وحينئذ فالناس هنا طوائف منهم من يقول لك هو فوق العال وليس
بسم ومنهم من يقول لك هو فوق العال وهو جسم بعن أنه يشار إليه ل بعن أنه مركب ومنهم من
يسلم لك أنه يلزم أن يكون مركبا ومنهم من ل يطلق اللفاظ البدعية ف النفي ول الثبات بل يراعي
العان العقلية واللفاظ الشرعية فيقولون لك القدر الشترك بينهما هو القيام بالنفس فإنا كلها مشتركة
ف القيام بالنفس وف التحيز وف الهة فهذه أمور متلزمة ويقول لك كثي منهم أو أكثرهم ل يعقل
قائم بنفسه غي متحيز كما ل يعقل قائم بغيه إل وهو صفة سواء سى عرضا أو ل يسم فإثبات الثبت
قائما بنفسه ل يشار إليه أمر ل يعقل عند عامة العقلء كإثباته قائما بغيه ليس صفة له ويوضح ذلك
أن الجسام متلفة على أصح قول الناس وإنا اشتركت ف مسمى القيام بالنفس والقدار مع القيام
بالنفس فكما أن التحيز والهة ها من لوازم القدار العام ل من لوازم ما يتص ببعضها فكذلك ها من
لوازم القيام بالنفسى العام ل من لوازم ما يتص ببعضها وإن عنيت بلفظ السم ما هو مركب من الادة
والصورة أو من الواهر الفردة كما هو قول طوائف من أهل الكلم والفلسفة فهنا النازعون لك
صنفان منهم من يقول هو جسم مركب من الواهر الفردة أو من الادة والصورة وهؤلء وإن كان
قولم باطل فليس لك حجة تبطل با قولم بل هم على إبطال قولك أقدر منك على إبطال قولم فإن
كل قول يكون أبعد عن الق
تكون حجج صاحبه أضعف من حجج من هو أقل خطأ منه وقول العطلة لا كان أبعد عن
الق من قول الجسمة كانت حجج أهل التعطيل أضعف من حجج أهل التجسيم ولا كان مرض
التعطيل أعظم كان عناية الكتب اللية بالرد على أهل التعطيل أعظم وكانت الكتب اللية قد جاءت
بإثبات صفات الكمال على وجه التفضيل مع تنيهه عن أن يكون له فيها مثيل بل يثبتون له الساء
والصفات وينفون عنه ماثلة الخلوقات ويأتون بإثبات مفصل ونفي ممل فيثبتون أن ال حي عليم قدير
سيع بصي غفور رحيم ودود إل غي ذلك من الصفات ويثبتون مع ذلك أنه ل ند له ول مثل له ول
كفو له ول سى له ويقول تعال ليس كمثله شيء وهو السميع البصي سورة الشورى 11ففي قوله
ليس كمثله شيء رد على أهل التمثيل وف قوله وهو السميع البصي رد على أهل التعطيل ولذا قيل
المثل يعبد صنما والعطل يعبد عدما والقصود هنا أن هؤلء النفاة ل يكنهم إقامة حجة على غلة
الجسمة الذي يصفونه بالنقائص حت الذين يقولون ما يكى عن بعض اليهود أنه بكى على الطوفان
حت رمد وأنه عض يده حت جرى منه الدم ندما ونو ذلك من القالت الت هي من أفسد القالت
وأعظمها كفرا ليس مع هؤلء النفاة القائلي بأنه بداخل العال ول خارجه حجة عقليه يبطلون با مثل
هؤلء القوال الباطلة فكيف با هو دونا من الباطل فكيف بالقوال الصحيحة
وذلك أن عمدتم على أن هذه الصفات تستلزم التجسيم وهو باطل وعمدتم ف نفي التجسيم
على امتناع اتصافه بالصفات ويسمونه التركيب أو على حدوث السم الذى مبناه على أن ما ل يلو
عن الوادث فهو حادث وعلى أن ما اختص بشيء فل بد له من مصص من غي فرق بي الواجب
بذاته القدي الزل وبي غيه مع العلم بأنه ل بد للموجود الواجب من حقيقة يتص با يتميز با عما
سواه وأن ما اختصت به حقيقته يتنع أن يكون لا مصص كما يتنع أن يكون لوجوده الواجب موجب
أو لعلمه معلم أو لقدرته مقدور ونو ذلك وإذا كان كذلك فهؤلء يقولون لك الختصاص باليز
والهة إنا كان لكون الختص با قائما بالنفس فيكون كل قائم بنفسه متصا باليز والهة ويقولون إن
عنيت أن كل متص بهة إنا اختص بنس اليز والهة لذاته الخصوصة فقد ظهر بطلن ذلك وإن
قلت إنا اختص بالهة الخصوصة واليز الخصوص لذاته الخصوصة ل ينازعك ف ذاك بل يقولون
الختصاص بنس الهة واليز كان لنس القيام بالنفس فجنس الختصاص لزم لنس القيام بالنفس
فكل قائم بنفسه متص بيز وجهة فقد تبي أن كونه متحيزا ذا جهة لزم لعموم كونه جسما ل
لصوص جسم معي وحينئذ فإذا قلت كما أن الختصاص بالهة واليز من لوازم القيام بالنفس فهو
مستلزم لكونه جسما قالوا لك ونن نقول بذلك
وكذلك إذا قلت لم كما ل تعقلون قائما بنفسه إل متصا بهة وحيز فل تعقلون قائما بنفسه
إل جسما قالوا لك ونن نقول بذلك فإذا شرعت معهم ف نفي السم كان لم طريقان أحدها أن
يقولوا هذا قدح ف الضروريات بالنظريات فل نقبله كما تقدم والثان أن يبينوا بطلن أدلة النافيه
للتجسيم وأنت تعترف ببطلنا فأنت ف غي موضع من كتبك ومن تقدمك كالغزال وغيه تبينون
فساد حجج التكلمي على أن كل جسم مدث وتقدحون فيها با ل يكن إبطاله كما فعلت ف
الباحث الشرقية والطالب العالية بل كما فعل من بعدك كالمدي والرموي وغيها وأنتم ف مواضع
أخر تقدحون ف حجج من احتج على أن السم مركب وكل مركب فهو مفتقر بذاته وتقدحون ف
أدلة الفلسفة الت احتجوا با على إمكان كل مركب كما فعل الغزال ف تافت الفلسفة وكما فعله
الرازي والمدي وغيها وهذه الجة وهي الحتجاج بكون الرب قائما بنفسه على كونه مشار إليه
وأنه فوق العال لا كانت حجةعقلية ل يكن مدافعتها وكانت ما ناظر به الكرامية لب إسحاق
السفرايين فر أبو إسحاق وغيه إل إنكار كون الرب قائما بنفسه بالعن العقول
وقال ل أسلم أنه قائم بنفسه إل بعن أنه غن عن الحل فجعل قيامه بنفسه وصفا عدميا ل ثبوتيا
وهذا لزم لسائرهم ومعلوم أن كون الشيء قائما بنفسه أبلغ من كونه قائما بغيه فإذا كان العرض
القائم بغيه يتنع أن يكون عدميا فقيام السم بنفسه أبلغ ف المتناع وإذا كان الخلوق قائما بنفسه
فمعلوم أن هذه صفة كمال تيز با السم عن العرض فخالق الميع كيف ل يتصف إل بذه الصفة
الكمالية بل ل يكون قائما بنفسه ول بغيه إل بعن عدمي فيكون الخلوق متصا بصفة موجودة
كمالية والالق ل يتصف إل بالمر العدمي فيكون الخلوق متصفا بصفة كمال وجودية والالق متصا
بالمر العدمى والعدم ل يكون قط صفة كمال إل إذا تضمن أمرا وجوديا فما ليس بوجود ول كمال ف
الوجود فليس بكمال فإذن ل يكن القيام بالنفس متضمنا لمر وجودي بل ل معن له إل العدم الحض
ل يكن صفة كمال وعدم افتقاره إل الغي أمر عدمي والعدمي إن ل يتضمن صفة ثبوتية ل يكن صفة
كمال والعدم الحض ل يفتقر إل مل وكل صفة ل يشاركه فيها العدوم ل تكن صفة كمال وأما
الصنف الثان فهم يوافقونك على أن صانع العال ليس بركب من الواهر الفردة ول من الادة والصورة
فليس هو بسم وحينئذ فقولك إن اختصاص السم باليز والهة قد يكون
لذاته الخصوصة إن عنيت بذاته الخصوصة هذا التركيب فهذا العن منوع عنده فضل عن أن
يكون علة لذا الكم وإن عنيت بذاته الخصوصة ما هو مشترك بي الجسام من كونا مشارا إليها
فل يسلم لك أن ف الوجود قائما بنفسه غي مشار إليه قال الرازي ف حجة خصمه وإذا كان ف جهة
كان ف جهة فوق لن اختصاص الشرف بالشرف هو الناسب قال والواب قوله جهة فوق أشرف
الهات خطاب ل يثبت به العقليات قال ولن العال كرة فل فوق إل وهو تت بالنسبة ولنه إن ل
يكن لمتداده ف جهة العلو ناية فكل نقطة فوقها نقطة أخرى فل شيء يفرض فيه إل وهو سفل وإن
كان له ناية كان فوق طرفه العلى خلء أعلى منه فلم يكن علوا مطلقا ولن الشرف الاصل بسبب
الهة للجهة بالذات وللحاصل فيها بالعرض فكان الكان ف هذا الباب أشرف منه تعال ال عن ذلك .