You are on page 1of 147

‫دَرْءُ تَعَارُضِ العَقْلِ وَالنّقْلِ‬

‫أو‬
‫ح الَعْقُوْلِ‬
‫حيْحِ الَنْ ُقوْلِ ِلصَرِيْ ِ‬
‫ُموَافَقَةُ صَ ِ‬

‫شيخ السلم ابن تيمية‬

‫الزء السادس‬

‫الوجه الثالث والربعي‬


‫أن يقال العارضون للكتاب والسنة بآرائهم ل يكنهم أن يقولوا إن كل واحد من الدليلي‬
‫التعارضي هو يقين وقد تناقضا على وجه ل يكن المع بينهما فإن هذا ل يقوله عاقل يفهم ما يقول‬
‫ولكن ناية ما يقولونه إن الدلة الشرعية ل تفيد اليقي وإن ما ناقضها من الدلة البدعية الت يسمونا‬
‫العقليات تفيد اليقي فينفون اليقي عن الدلة السمعية الشرعية ويثبتونه لا ناقضها من أدلتهم البتدعة الت‬
‫يدعون أنا براهي قطعية ‪.‬‬
‫ولذا كان لزم قولم اللاد والنفاق والعراض عما جاء به الرسول والقبال على ما يناقض‬
‫ذلك كالذين ذكرهم ال تعال ف كتابه من مادل الرسل كما قال وهت كل أمة برسولم ليأخذوه‬
‫وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الق فأخذتم فكيف كان عقاب سورة غافر ‪5‬‬

‫وقوله تعال ما يادل ف آيات ال إل الذين كفروا فل يغررنك تقلبهم ف البلد سورة غافر ‪4‬‬
‫وقوله تعال وكذلك جعلنا لكل نب عدوا شياطي النس والن يوحى بعضهم إل بعض زخرف القول‬
‫غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغي إليه أفئدة الذين ل يؤمنون بالخرة وليضوه‬
‫وليقترفوا ما هم مقترفون سورة النعام ‪ 113 112‬وأمثال ذلك وهذا باب واسع ف كتاب ال‬
‫ومقصودنا تنبيه الؤمني على حال مثل هؤلء ف كتاب ال وإل فالقصود هنا دفعهم عن الرسل ومن‬
‫جاهد الكفار والنافقي ل يتج عليهم بأقوال من كذبوه من الرسلي ولكن الؤمن بالرسل يستفيد بذا‬
‫أن جنس هؤلء هم الكذبون للرسل وأما طريق الرد عليهم فلنا فيه مسالك الول‬
‫أن نبي فساد ما ادعوه معارضا للرسول من عقلياتم‬
‫الثان أن نبي أن ما جاء به الرسول معلوم بالضرورة من دينه أو معلوم بالدلة اليقينية وحينئذ‬
‫فل يكن مع تصديق الرسول أن نالف ذلك وهذا ينتفع به كل من آمن بالرسول‬

‫الثالث‬
‫أن نبي أن العقول الصريح يوافق ما جاءت به الرسل ل يناقضه إما بأن ذلك معلوم بضرورة‬
‫العقل وإما بأنه معلوم بنظره وهذا أقطع لجة النازع مطلقا سواء كان ف ريب من اليان بالرسول‬
‫وبأنه أخب بذلك أو ل يكن كذلك فإن هؤلء العارضي منهم خلق كثي ف قلوبم ريب ف نفس اليان‬
‫بالرسالة وفيهم من ف قلبه ريب ف كون الرسول أخب بذا وهؤلء الذين تكلمنا على قانونم الذين‬
‫قدموا فيه عقلياتم على كلم ال ورسوله عادتم يذكرون ذلك ف مسائل العلو ل ونوها فإن النصوص‬
‫الت ف الكتاب والسنة بإثبات علو ال على خلقه كثية منتشرة قد برتم بكثرتا وقوتا وليس معهم ف‬
‫نفي ذلك ل آية من كتاب ال ول حديث عن رسول ال ول قول أحد من سلف المة إل أن يرووا ف‬
‫ذلك ما يعلم أنه كذب كحديث عوسجة وأمثاله وإما أن يتجوا با يعلم أنه ل دللة له على مطلوبم‬
‫كاستدللم بأنه أحد والحد ل يكون فوق العرش‬

‫لنه لو كان فوق العرش ل يكن أحدا بناء على أن ما فوق العرش يكون جسما والسم منقسم‬
‫فل يكون أحدا والجسام متماثلة فيكون له كفو ونظي وقد بي فساد مثل هذة الدلة السمعية بوجوه‬
‫كثية ف غي هذا الوضع وبينا أن اسم الواحد والحد ل يقع ف لغة العرب إل على نقيض مطلوبم‬
‫كقوله تعال وإن أحدا من الشركي استجارك فأجره حت يسمع كلم ال سورة التوبة ‪ 6‬وقوله ذرن‬
‫ومن خلقت وحيدا سورة الدثر ‪ 11‬وقوله وإن كانت واحدة فلها النصف سورة النساء ‪ 11‬وقوله‬
‫أيود أحدكم أن تكون له جنة من نيل وأعناب سورة البقرة ‪ 266‬وقوله فابعثوا أحدكم بورقكم‬
‫سورة الكهف ‪ 19‬إل قوله ول يشعرن بكم أحدا سورة الكهف ‪ 19‬وقوله كتب عليكم إذا حضر‬
‫أحدكم الوت سورة البقرة ‪ 185‬وقوله شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الوت سورة الائدة ‪106‬‬
‫وقوله يود أحدهم لو يعمر ألف سنة سورة البقرة ‪ 96‬وقوله ول يكن له كفوا أحد سورة الخلص‬
‫‪ 4‬وقوله‬

‫قل إن لن يين من ال أحد سورة الن ‪ 22‬وقوله ول يشرك بعبادة ربه أحدا سورة‬
‫الكهف ‪ 110‬وأمثال ذلك كثي وأن لفظ الثل والساوى منتفيان ف لغة العرب عما ادعوا هم تاثلهما‬
‫وتساويهما كقوله تعال وإن تتولوا يستبدل قوما غيكم ث ل يكونوا أمثالكم سورة ممد ‪ 38‬فقد‬
‫نفى التماثل عن صنفي من بن آدم فنفى التماثل عن اليوان والنسان والفلك والتراب أول فعلم أنه‬
‫ليس ف لغة العرب أن يكون كل ما كان متحيزا ماثل لكل ما هو متحيز متحيز وإن ادعى بعض‬
‫التكلمي تاثل ذلك عقل فالقصود أن هذا ليس مثل ف اللغة والقرآن نزل بلغة العرب فل يوز حله‬
‫على اصطلح حادث ليس من لغتهم لو كان معناه صحيحا فكيف إذا كان باطل ف العقل وقوله تعال‬
‫وما يستوي العمى والبصي سورة فاطر ‪ 19‬وما يستوى الحياء ول الموات سورة فاطر ‪ 22‬وقوله‬
‫ل يستوى أصحاب النار وأصحاب النة سورة الشر ‪20‬‬

‫وعقلؤهم يعلمون فساد ما يستدلون به من الدلة الشرعية وكلهم يعترف بأن مثل هذه الدلة ل‬
‫تعارض ما ف القرآن من إثبات العلو والفوقية ونو ذلك ولذا ل يكن معهم على نفى ذلك أصل‬
‫يعتصمون به من جهة الرسول وإنا يتمسكون با يظنونه من العقليات فيحتاجون إل بيان تقدي ذلك‬
‫على الدلة الشرعية وإذا كان كذلك فنحن نبي أن الدلة العقلية موافقة للدلة النقلية ل معارضة لا‬
‫ونذكر ما ذكروه هم ف ذلك ليكون أبلغ ف الجة قالوا وهذا لباب ما ذكروه الرازي ف الربعي قال‬
‫أنه تعال ليس ف جهة ول مكان قال وادعى كثي من الخالفي العلم البديهي بأن كل موجودين ل بد‬
‫من كون أحدها ساريا ف الخر كالعرض والوهر أو مباينا عنه ف الهة كالوهرين‬

‫قال‬
‫وهذا باطل لوجوه أحدها‬
‫لو كان بديهيا لمتنع إطباق المع العظيم على إنكاره وهم ما سوى النابلة والكرامية الثان‬
‫أن مسمى النسان مشترك بي الشخاص ذوات الحياز الختلفة والقادير الختلفة فهو من‬
‫حيث هو متنع أن يكون له قدر معي وحيز معي وإل ل يكن مشتركا فيه بي كل الشخاص فإن قلت‬
‫فالنسان من حيث هو إنسان ل وجود له إل ف العقل والكلم ف الوجودات الارجية قلت الغرض منه‬
‫أنه ل يتنع تعقل أمر ل يثبت العقل له جهة ول قدرا وهذا ينع كون تلك القدمة بديهية الثالث‬
‫أن اليال والوهم ل يكننا أن نستحضر لنفسيهما‬

‫صورة ول شكل ول للقوة الباصرة وغيها من القوى الرابع‬


‫أن العقل يتصور النفي والثبات ث يكم بتناقضهما مع أنه ل يكم بكون أحدها ساريا ف‬
‫الخر أو مباينا عنه ف الهة أو ل ساريا ول مباينا ث إنا ند العقل يتوقف عن القسم الثالث إل لبهان‬
‫يثبته أو ينفيه وأن العقل يدرك ماهيات مراتب العداد مع أنه ل يكنه أن يكم على أحد منها بأن‬
‫موضوعها كذا ومقدارها كذا إذا عرفت ذلك فنقول العن من اختصاص الشيء بالهة والكان أنه‬
‫يكن الشارة السية إليه بأنه هنا أو هناك والعال متص بالهة والكان بذا العن فإن كان الباري‬
‫كذلك كان ماسا للعال أو ماذيا له قطعا ث قالت الكرامية إنه تعال متص بهة فوق ماسا للعرش أو‬
‫مباينا عنه ببعد متناه وهو قول أكثر طوائفهم وإما مباينا عنه ببعد غي متناه وهو قول اليصمية وهذا ل‬
‫يعقل مع إثبات الهة‬

‫لنه إذا كان ف جانب والعال ف جانب كان البعد بينهما مصورا فهذا ما ذكروه فيقال‬
‫قد ذكرت عمن ذكرتوه من منازعيكم أنم ادعوا العلم البديهي ببطلن قولكم وصحة نقيضه‬
‫حيث جوزت وجود موجود ل يشار إليه بأنه هنا وهناك وأنه يوز وجود موجودين ليس أحدها ساريا‬
‫ف الخر ول مباينا عنه بالهة فقال هؤلء النازعون نن نعلم بالبديهة بطلن هذا فاحتجتم إل مقامي‬
‫أحدها‬
‫أن تبينوا أن بطلن هذا ليس معلوما بالبديهية وإل فإذا كان بطلن القول معلوما بالبديهة ل‬
‫يكن إقامة الدليل على صحته لن النظريات ل تعارض الضروريات بل ما عارضها كان من باب‬
‫السفسطة والقام الثان‬
‫بيان ثبوت ذلك فإنه ل يلزم من عدم العلم بامتناعه أو العلم بإمكانه ثبوت ذلك ف الارج‬
‫وإذا ثبت هذان القامان لكم فإما أن يكن مع ذلك القول بقتضى النصوص من أن ال فوق العرش أو ل‬
‫يكن فإن أمكن ذلك ل يكن بي ما ذكرتوه من العقولت وبي النصوص اللية تعارض وإن ل يكن‬
‫ذلك ثبت التعارض بينهما فقد تبي أن ثبوت التعارض‬

‫مبن على هذه القدمات الثلث فإن ل تثبت الثلث بطل كلمكم فكيف إذا تبي بطلن واحدة‬
‫منها فكيف إذا تبي بطلنا كلها‬
‫وبيان ذلك ف كل مقام‬
‫أما القام الول‬
‫فإن الثبتي قالوا إنم يعلمون بالبديهة امتناع وجود موجودين ل يكون أحدها ساريا ف الخر‬
‫ول مباينا له بالهة وأنه ل يكن وجود موجود قائم بنفسه ل يكن الشارة إليه بل قد يقولون إن‬
‫علمهم بأن ال فوق العال علم ضروري فطري وأن اللق كلهم إذا حزبم شدة أو حاجة ف أمر وجهوا‬
‫قلوبم إل ال يدعونه ويسألونه وأن هذا أمر متفق عليه بي المم الت ل تغي فطرتا ل يصل بينهم‬
‫بتواطئ واتفاق ولذا يوجد هذا ف فطرة العراب والعجائز والصبيان من السلمي واليهود والنصارى‬
‫والشركي ومن ل يقرأ كتابا ول يتلق مثل هذا عن معلم ول أستاذ وهذا القدر ما زال يذكره الصنفون‬
‫ف هذا الباب من أهل الكلم والديث وغيهم قالوا وإذا كان هذا ما ييز هؤلء الذين ل يتواطئوا‬
‫بثبوته عندهم كانوا صادقي فإنه يتنع على المع الكثي الكذب من غي تواطئ وبثل هذا علم ثبوت ما‬
‫يب به أهل التواتر ما يعلم بالس والضرورة فإن الخب إذا ل يكن خبه مطابقا فإما أن يكون متعمدا‬
‫للكذب وإما أن يكون مطئا وتعمد الكذب يتنع ف العادة على المع الكثي من غي تواطئ والطأ على‬
‫المع الكثي متنع ف‬
‫المور السية والضرورية قالوا وهذا بلف إثبات موجودين ليس أحدها داخل ف الخر ول‬
‫خارجا عنه فإن هذا ل تقوله إل طائفة يذكرون أنم علموا ذلك بالنظر ل بالضرورة وقد تلقاه بعضهم‬
‫عن بعض فهو قول تواطئوا عليه ولذا ل يقول ذلك من ل ينظر ف كلم النفاة وأما القرار بعلو ال‬
‫تعال ورفع اليدي إليه فهو ما اتفقت عليه المم الذين يقولون ذلك ويفعلونه من غي اتفاق ول مواطأة‬
‫وحينئذ فالمع الكثي إما أن يوز عليهم التفاق على مالفة البديهيات وإما أن ل يوز فإن ل يز ذلك‬
‫عليهم ثبت أن هذه القدمة بديهية لنه اتفق عليها أمم كثية بدون التواطؤ وإن جاز ذلك عليهم بطل‬
‫احتجاجهم على أن هذه القدمة ليست بديهية فإن المع الكثي أنكروها وإذا بطلت حجتهم على أنا‬
‫ليست بديهية بقى أحد التناظرين يقول إن مقدمته معلومة له بالبديهة والخر ل يكنه إبطال قوله فل‬
‫تكون له حجة عقلية على بطلن قوله وهو الطلوب فكيف والنفاة ل يدعون بديهيات فطرية ول‬
‫سعيات شرعية‬

‫وإنا يدعون نظريات عقلية والثبتون يقولون معنا نظريات عقلية مع البديهيات الفطرية ومع‬
‫السمعيات اليقينية الشرعية النبوية وأيضا فيقال إذا قال النارعون الثبتون إن قولنا معلوم بالبديهة ل يكن‬
‫أن يناظر بقضية نظرية لنه ل يكن القدح بالنظريات ف الضروريات كما ل يقبل قدح السوفسطائي‬
‫بنظره فيما يقول الناس إنه معلوم بالبديهة ول يقبل مرد قوله على منازعه بل الرجع ف القضايا الفطرية‬
‫الضرورية إل أهل الفطر السليمة الت ل تتغي فطرتا بالعتقادات الوروثة والهواء ومن العلوم أن هذه‬
‫القدمة مستقرة ف فطر جيع الناس الذين ل يصل لم ما يغي فطرتم من ظن أو هوى والنفاة ل‬
‫ينازعون ف أن هذا ثابت ف الفطرة لكن يزعمون أن هذا من حكم الوهم واليال وأن حكم الوهم‬
‫واليال إنا يقبل ف السيات ل ف العقليات قالوا ويتبي خطأ الوهم واليال ف ذلك بأن يسلم للعقل‬
‫مقدمات تستلزم نقيض حكمه مثل أن يسلم للعق مقدمات تستلزم ثبوت موجود ليس بسم ول ف‬
‫جهة فيعلم حينئذ أن حكمه الول باطل والثبتون يقولون هذا كلم باطل لوجوه‬

‫أحدها‬
‫أنه إذا جاز أن يكون ف الفطرة حكمان بديهيان أحدها مقبول والخر مردود كان هذا قدحا‬
‫ف مبادئ العلوم كلها وحينئذ ل يوثق بكم البديهة الثان‬
‫أنه جوز ذلك فالتمييز بي النوعي إما أن يكون بقضايا بديهية أو نطرية مبنية على البديهية‬
‫وكلها باطل فإنا إذا جوزنا أن يكون ف البديهيات ما هو باطل ل يكن العلم بأن تلك البديهية الميزة‬
‫بي ما هو صحيح من البديهيات الول وما هو كاذب مقبول التمييز حت يعلم أنا من القسم الصحيح‬
‫وذلك ل يعلم إل ببديهية أخرى مبينة ميزة وتلك ل يعلم أنا من البديهيات الصحيحة إل بأخرى‬
‫فيفضى إل التسلسل الباطل أو ينتهى المر إل بديهية مشتبهة ل يصل با التمييز والنظريات موقوفة‬
‫على البديهيات فإذا جاز أن تكون البديهيات مشتبهة فيها حق وباطل كانت النظريات البنية عليها أول‬
‫بذلك وحينئذ فل يبقى علم يعرف به حق وباطل وهذا جامع كل سفسطة وبتقدير ثبوت السفسطة ل‬
‫تكون لنا عقليات يثبت با شيء فضل عن أن تعارض الشرعيات‬

‫الثالث‬
‫أن قول القائل إن الوهم يسلم للعقل قضايا بديهية تستلزم إثبات وجود موجود تتنع الشارة‬
‫السية إليه منوع الرابع‬
‫أنه بتقدير التسليم بكون القدمة جدلية فإن الوهم إذا سلم للعقل مقدمة ل ينتفع العقل بتلك‬
‫القضية إل أن تكون معلومة له بالبديهة الصحيحة فإذا ل يكن له سبيل إل هذا انسدت العارف على‬
‫العقل وكان تسليم الوهم إنا يعل القضية جدلية ل برهانية وهذا وحده ل ينفع ف العلوم البهانية‬
‫العقلية الامس أن قول القائل إن حكم الوهم واليال إنا يقبل ف السيات دون العقليات إنا يصح إذا‬
‫ثبت أن ف الارج موجودات ل يكن أن تعرف بالس بوجه من الوجوه وهذا إنا يثبت إذا ثبت أن ف‬
‫الوجود الارجي ما ل يكن الشارة السية إليه وهذا أول السألة فإن الثبتي يقولون ليس ف الوجود‬
‫الارجي إل ما يكن الشارة السية إليه أول يعقل موجود ف الارج إل كذلك فإذا قيل لم حكم‬
‫الوهم واليال مقبول ف السيات دون العقليات والراد بالعقليات موجودات خارجة قائمة بأنفسها ل‬
‫يكن الشارة السية إليها قالوا إيطالكم لكم الفطرة الذي سيتموه الوهم واليال موقوف على ثبوت‬
‫هذه العقليات وثبوتا موقوف على إبطال هذا‬

‫الكم وإذا ل يثبت هذا إل بعد هذا ول هذا إل بعد هذا كان هذا من الدور المتنع السادس‬
‫أن يقال إن أردت بالعقليات ما يقوم بالقلب من العلوم العقلية الكلية ونوها فليس الكلم هنا ف‬
‫هذه ونن ل نقبل مرد حكم الس ول اليال ف مثل هذه العلوم الكلية العقلية وإن أردت بالعقليات‬
‫موجودات خارجة ل يكن الشارة السية إليها فلم قلتم إن هذا موجود فالناع ف هذا ونن نقول إن‬
‫بطلن هذا معلوم بالبديهة السابع‬
‫أن يقال الوهم واليال يراد به ما كان مطابقا وما كان مالفا فأما الطابق مثل توهم النسان‬
‫لن هو عدوه أنه عدوه وتوهم الشاة أن الذئب يريد أكلها وتيل النسان لصورة ما رآه ف نفسه بعد‬
‫مغيبه ونو ذلك فهذا الوهم واليال حق وقضاياه صادقة وأما غي الطابق فمثل أن يتخيل النسان أن ف‬
‫الارج ما ل وجود له ف الارج وتوهه ذلك مثل من يتوهم فيمن يبه أنه يبغضه ومثل ما يتوهم‬
‫النسان أن الناس يبونه ويعظمونه والمر بالعكس وال ل يب كل متال فخور فالختال الذي يتخيل‬
‫ف نفسه أنه عظيم فيعتقد ف نفسه أكثر ما يستحقه وأمثال ذلك قالوا وإذا كان المر كذلك فلم قلتم‬
‫إن حكم الفطرة بأن الوجودين إما متباينان وإما متحايثان من حكم الوهم واليال الباطل ونن نقول إنه‬
‫من حكم الوهم واليال الطابق‬

‫فإذا قلتم إن العقل دل على أنه باطل كان الشأن ف القدمات الت ينبن عليها ذلك وتلك‬
‫القدمات أضعف ف الفطرة من هذه القدمات فكيف يدفع القوى بالضعف الثامن‬
‫أن الثبتي قالوا بل القدمات العارضة لذا الكم هي من الوهم واليال الباطل مثل إثبات‬
‫الكليات ف الارج وتصور النفى والثبات الطلقي ثابتي ف الارج وتصور العداد الجردة ثابتة ف‬
‫الارج فإن هذه التصورات كلها ل تكون إل ف الذهن ومن اعتقد أنا ثابتة ف الارج فقد توهم وتيل‬
‫ما ل حقيقة له وجعل هذا التوهم واليال الباطل مقدمة ف دفع القضايا البديهية التاسع‬
‫أن يقال ل نسلم أن ف الفطرة قضايا تستلزم نتائج تناقض ما حكمت به أول كما يدعونه فإن‬
‫هذا مبن على أن القدمات الستلزمة ما يناقض الكم الول مقدمات صحيحة وليس المر كذلك كما‬
‫سنبينه إن شاء ال تعال فإن هذه القدمات هي النافية لعلو ال على خلقه ومباينته لعباده والقدمات‬
‫الستلزمة لذا ليست مسلمة فضل عن أن تكون بديهية الوجه العاشر‬
‫أن الذين جعلوا هذه القضايا من حكم الوهم الباطل هم طائفة من نفاة الصفات الهمية من‬
‫التكلمي والتفلسفة ومن تلقى ذلك عنهم وهذا معروف ف كتب ابن سينا ومن اتبعه من أهل النطق‬

‫وكثي من أهل النطق كابن رشد الفيد وغيه يالف ابن سينا فيما ذكره ف هذا الباب ف‬
‫الليات والنطقيات ويذكر أن مذهب الفلسفة التقدمي بلف ما ذكره وأما الساطي قبله فالنقل‬
‫عنهم مشهور بلفهم ف هذا الباب والقصود أن هذا الكلم عامة من تكلم به من التأخرين أخذوه من‬
‫ابن سينا ومن تدبر كلمه وكلم أتباعه فيه وجده ف غاية التناقض والفساد فإنه قال ف إشاراته الت هي‬
‫كالصحف لؤلء التفلسفة اللحدة لا ذكر مواد القياس وتكلم عن القضايا من جهة ما يصدق با وذكر‬
‫أن أصناف القضايا الستعملة فيما بي القائسي ومن يرى مراهم أربعة مسلمات ومظنونات وما معها‬
‫ومشتبهات بغيها ومتخيلت قلت‬
‫التخيلت هي مواد القياس الشعري والشتبهات هي مواد السوفسطائي وما قبل ذلك هو مواد‬
‫البهان والطاب والدل قال‬
‫والسلمات إما معتقدات وإما مأخوذات والعتقدات أصنافها ثلثة الواجب قبولا والشهورات‬

‫والوهيات والواجب قبولا أوليات ومشاهدات ومربات وما معها من الدسيات والتواترات‬
‫وقضايا أقيستها معها وتكلم عن القضايا الواجب قبولا با ليس هذا موضعه وقد بسط الكلم فيما ف‬
‫منطقهم اليونان من الفساد مثل كلمهم ف الفرق بي الذاتيات واللزمة للماهية ودعواهم أن الد‬
‫القيقي يفيد تعريف الاهية وأن القائق مركبة من الجناس والفصول وكلمهم ف الكليات المسة وما‬
‫ذكروه ف مواد البهان ودعواهم أن التصورات الكتسبة ل تنال إل بدهم والتصديقات الكتسبة ل‬
‫تصل إل بثل قياسهم وغي ذلك ما ليس هذا موضعه والقصود هنا أنه قال وأما القضايا الوهية الصرفة‬
‫فهي قضايا كاذبة إل أن الوهم النسان يقضي با قضاء شديد القوة لنه ليس يقبل ضدها ومقابلها‬
‫بسبب أن الوهم تابع للحس فما ل يوافق الحسوس ل يقبله الوهم ومن العلوم أن الحسوسات إذا كان‬
‫لا مبادئ وأصول كانت تلك قبل الحسوسات ول تكن مسوسة ول يكن وجودها على نو وجود‬
‫الحسوسات فلم يكن أن يتمثل ذلك‬

‫الوجود ف الوهم ولذا كان الوهم مساعدا للعقل ف الصول الت تنتج وجود تلك البادئ فإذا‬
‫تعديا معا إل النتيجة نكص الوهم وامتنع عن قبول ما سلم موجبه وهذا الصنف من القضايا أقوى ف‬
‫النفس من الشهورات الت ليست بأولية وتكاد تشاكل الوليات وتدخل ف الشبهات با وهي أحكام‬
‫للنفس ف أمور متقدمة على الحسوسات أو أعم منها على نو ما يب أن ل يكون لا وعلى نو ما‬
‫يب أن يكون أو يظن ف الحسوسات مثل اعتقاد العتقد أنه ل بد من خلء ينتهي إليه اللء إذا تناهى‬
‫وأنه ل بد ف كل موجود أن يكون مشارا إل جهة وجوده وهذه الوهيات لول مالفة السنن الشرعية‬
‫لا لكانت تكون مشهورة وإنا يثلم ف شهرتا الديانات القيقية والعلوم الكمية ول يكاد الدفوع عن‬
‫ذلك يقاوم نفسه ف دفع ذلك لشدة استيلء الوهم على أن ما يدفعه الوهم ول يقبله إذا كان ف‬
‫الحسوسات‬

‫فهو مدفوع منكر بل إنه باطل شنع بل تكاد أن تكون الوليات والوهيات الت ل تزاحم من‬
‫غيها مشهورة ول تنعكس قلت‬
‫وقد ذكر ف غي هذا الوضع شرح القوى الدراكة وذكر القوة الت تتخيل با الحسوسات والت‬
‫تفظ با وسى الول على اصطلحهم السن الشترك والثانية اليال قال‬
‫وأيضا فاليوانات ناطقها وغي ناطقها تدرك ف الحسوسات الزئية معان جزئية غي مسوسة‬
‫ول متأدية من طريق الواس مثل إدراك الشاة معن ف الذئب غي مسوس وإدراك الكبش معن ف‬
‫النعجة غي مسوس إدراكا جزئيا يكم به كما يكم الس با يشاهده فعندك قوة هذا شأنا وأيضا‬
‫فعندك وعند كثي من اليوانات العجم قوة تفظ هذه العان بعد حكم الاكم با غي الافظ للصور‬
‫وهذه هي الذاكرة‬

‫قال‬
‫وتد قوة أخرى لا أن تركب وتفصل ما يليها من الصور الأخوذة عن الس والعان الدركة‬
‫بالوهم وتركب أيضا الصور بالعان وتفصلها عنها وتسمى عند استعمال العقل مفكرة وعند استعمال‬
‫الوهم متخيلة وكأنا قوة ما للوهم وبتوسط الوهم للعقل قلت‬
‫والقصود أن يعرف اصطلحهم ومرادهم بلفظ اليال والوهم ونو ذلك وأن اليال هو تصور‬
‫العيان الحسوسة ف الباطن والوهم تصور العان الت ليست مسوسة ف تلك العيان وكلها تصور‬
‫معي جزئي والعقل هو الكم العام الكلي الذي ل يتص بعي معينة ول معن معي وإذا عرف ذلك‬
‫فيقال هذه القوة ف الباطن بنلة القوى السية ف الظاهر والقدح فيها كالقدح ف السيات وهذه القوة‬
‫ل يوز أن يناقض تصورها للمعقول كما ل يناقض سائر القوى السية‬

‫للمعقول لن العقولت أمور كلية تتناول هذا العي وهذا العي سواء كان جوهرا قائما بنفسه‬
‫أو معن ف الوهر والس الباطن والظاهر ل يتصور إل أمورا معينة فل منافاة بينهما فالس الظاهر‬
‫يدرك العيان الشاهدة وما قام با من العان الظاهرة كاللوان والركات والذي سوه الوهم جعلوه‬
‫يدرك ما ف الحسوسات من العان الت ل تدرك بالس الظاهر كالصداقة والعداوة ونو ذلك والتخيل‬
‫هو بثل تلك الحسوسات ف الباطن ولذا جعلوا الدراكات ثلثة الس والتخيل والعقل قال ابن سينا‬
‫الشيء يكون مسوسا عندما يشاهد ث يكون متخيل عند غيبته بتمثل صورته ف الباطن كزيد‬
‫الذي أبصرته مثل إذا غاب عنك فتخيلته وقد يكون معقول عندما يتصور من زيد مثل معن النسان‬
‫الوجود أيضا لغيه وهو عندما يكون مسوسا تكون غشيته غواش غريبة عن ما هيته لو أزيلت عنه ل‬
‫تؤثر ف كنه ما هيته مثل أين ووضع وكيف ومقدار بعينه لو‬

‫توهت بدله غيه ل يؤثر ف حقيقة ما هية إنسانيته والس يناله من حيث هو مغمور ف هذه‬
‫العوارض الت تلحقه بسبب الادة الت خلق منها ل يردها عنه ول يناله إل بعلقة وضعية بي حسه‬
‫ومادته ولذلك ل يتمثل ف الس إل ظاهر صورته إذا زال وأما اليال الباطن فيتخيله مع تلك العوارض‬
‫ل يقتدر على تريده الطلق عنها لكنه يرده عن تلك العلقة الذكورة الت يتعلق با الس فهو يتمثل‬
‫صورته مع غيبوبة حاملها وأما العقل فيقتدر على تريد الاهية الكنوفة باللواحق الغريبة الشخصة مستثبتا‬
‫إياها حت كأنه عمل بالحسوس عمل جعله مغفل وأما ما هو ف ذاته برئ عن الشوائب الادية ومن‬
‫اللواحق‬

‫الغريبة الت ل تلزم ما هيته عن ماهيته فهو معقول لذاته ليس يتاج إل عمل يعمل به يعده لن‬
‫يعقل ما من شأنه أن يعقله بل لعله ف جانب ما من شأنه أن يعقله قلت‬
‫هذا الكلم هو من أصول أقواهم ومنه وقعوا ف الشتباه واللتباس حت صاروا ف ضلل عظيم‬
‫فإنه يقال قوله وقد يكون معقول عندما يتصور من زيد مثل معن النسان الوجود أيضا لغيه أتعن به‬
‫أن ذلك النسان العقول الذي يكون لذا ولذا هو شيء ثابت ف الارج هو بعينه لذا العي ولذا‬
‫العي مغاير للنسان العي ولصفاته القائمة به أم تعن به النسان العقول الكلى الثابت ف العقل الذي‬
‫يتناول العينات تناول اللفظ العام لفرداته فإن أردت الول فهذا باطل ل حقيقة له ونن نعلم بالضرورة‬
‫أن هذا النسان العي ليس فيه شيء من النسان العي الخر بل كل‬

‫منهما متص بذاته وصفاته ول يشتركا ف شيء ثابت ف الارج أصل ولذا يكون أحدها‬
‫موجودا مع عدم الخر وبالعكس ويوت أحدها مع حياة الخر وبالعكس ويتأل أحدها مع لذة الخر‬
‫وبالعكس ولذا قال الشارحون لكلمه كالرازي إن الشخص العي إما أن يدرك بيث ينع نفس‬
‫إدراكه من الشركة وإما أن ل يكون كذلك والول ل يلو إما أن يتوقف حصول ذلك الدراك على‬
‫وجود ذلك الدرك ف الارج أو ل يتوقف فهذه أقسام ثلثة أولا الدراك الذي يتمع فيه المران وهو‬
‫أن يكون مانعا من الشركة ويكون متوقفا على وجود الدرك ف الارج وهذا هو إدراك الس فإن إذا‬
‫أبصرت زيدا فالبصر ينع لذاته من أن يكون مشركا فيه بي كثيين وهذا البصار ل يصل إل عند‬
‫حصول الدرك ف الارج‬

‫وثانيها أن يصل فيه أحد الوضعي دون الخر فيكون مانعا من الشركة ولكنه ل يتوقف على‬
‫الوجود الارجي وهو التخيل فإن إذا شاهدت زيدا ث غاب فإن أتيله على ما هو عليه من الشخصية‬
‫فنفس ما تيلته ينع من الشركة وأما هذا الدراك فإنه ل يتوقف على وجود الدرك ف الارج فإن‬
‫يكنن أن أتيله بعد عدمه وثالثها أن يلو عن الوضعي جيعا فل يكون مانعا من الشركة ول موقوفا‬
‫على وجود الدرك ف الارج وهو السمى بالدراك العقلي قلت فقد بينوا أن الدراك العقلي هو ما ل‬
‫ينع الشركة ول يشترط فيه وجود الدرك من خارج ومعلوم أن هذا هو إدراك الكليات الثابتة ف العقل‬
‫وإذا كان كذلك فقوله وهو عندما يكون مسوسا تكون غشيته غواش غريبة عن ماهيته لو أزيلت عنه ل‬
‫توثر ف كنه ما هيته كلم يستلزم أن يكون ف الارج شيئان أحدها ما هية مردة عن الحسوسات‬
‫والثان مسوسات غشيت تلك الاهية الجردة العقولة الثابتة ف الارج وهذا باطل يعلم بطلنه‬
‫بالضرورة من تصور ما يقول‬

‫فإنه إن كان العقول الجرد ل يكون إل ف النفس فكيف يكون ف الارج معقول مرد تقارنه‬
‫العينات الحسوسة واحدا بعد واحد أو تقارنه تارة وتفارقه أخرى وقوله مثل أين ووضع وكيف ومقدار‬
‫بعينه لو توهت بدله غيه ل يؤثر ف حقيقة ما هية إنسانيته يقال له نعم إذا تصورنا بدل العن غيه ل‬
‫يؤثر فيما ف النفس من النسان العقول الكلى الجرد فإن مطابقته لذا العي كمطابقته لذا العي كما‬
‫ل يؤثر ذلك ف لفظ النسان الطلق فإن مطابقته لذا العي كمطابقته لذا العي فشمول اللفظ ومعناه‬
‫الذي هو ف الذهن سواء لكن ذلك العي إذا توهنا بدله غيه ل يكن ف ذلك البدل من هذا العي شيء‬
‫أصل بل كان البدل نظيه وشبيهه ومثله فإما أن يكون هو إياه أو يكون ف الارج حقيقة معينة ف هذا‬
‫العي هي نفسها حقيقة ثابتة ف هذا العي فهذا هو مل الغلط ويقال لن ظن هذا لا خلق ال هذا العي‬
‫كانت تلك القيقة موجودة قبله أو حدثت معه فإن حدثت معه معينة ل مطلقة كلية لن الكلي ل‬
‫يتوقف على وجود هذا العي وإن كانت موجودة قبله فإن كانت‬
‫مردة عن العيان ل يتج فيها إل شيء من العينات وإل فالقول ف مقارنتها لذلك العي‬
‫كالقول ف هذا وأيضا فإنه يقال هل اتنقلت من غيه وقارنته أو قامت به وبغيه فإن انتقلت من غيه‬
‫فارفت ذلك العي فثبت أن العي ل يتاج إل مطلق يقارنه وإن قامت به وبغيه فإما أن يكون جوهرا‬
‫أو عرضا فإن كانت عرضا فالعرض الواحد ل يكون ف ملي وإن كانت جوهرا فالوهر الواحد ل‬
‫يكون ف ملي فإن قال هذا ف الواهر الحسوسة وأما الواهر العقولة فقد تقوم بحلي قيل إن أردت‬
‫بالواهر العقولة ما ف القلوب فتلك أعراض ل جواهر وإن أردت هذه الكليات الت تدعي وجودها ف‬
‫الارج فتلك ل مل لا عندك فضل عن أن تقوم بحلي وهذا أيضا ما يناقض قولم إن الطلق جزء من‬
‫العي فكيف يكون ما ل يتخصص بيز ول مكان جزءا ما يتخصص بيز ومكان وإذا قال القائل‬
‫العقول الذي ل حيز له ول مكان ول جهة ول يشار إليه جزء وبعض وداخل ف هذا السم التحيز‬
‫الذي له مكان وجهة وحيز لعلم كل عاقل فساد ما يقول وهذا حقيقة قول هؤلء وأيضا فتلك القيقة‬
‫الجردة الطلقة إذا كانت كلية والكلي ل ينع تصوره من وقوع الشركة فيه وكانت جزءا من العي‬
‫كان ف‬

‫كل معي كليات كثية ل ينع تصورها من وقوع الشركة فيها فيكون ف كل إنسان معي‬
‫حيوان كلي وناطق كلي وإنسان كلي وجسم كلي وحساس كلي وقائم بنفسه كلي وجوهر كلي‬
‫وموجود كلي وملوق كلي وآكل كلي وشارب كلي ومتنفس كلي وأمثال ذلك ما يكن أن يوصف‬
‫به النسان ومن العلوم بصريح العقل أن الكلي الذي قد يعم جزئيات كثية ل يكون بعض جزئي‬
‫واحد فإن الكثي ل يكون بعض القليل وجزءه ول يكون ما يتناول أمورا كثية ويشملها ويعمها أو‬
‫يصلح لذلك بعض واحد ل يقبل العموم والشركة وقوله‬
‫والس يناله من حيث هو مغمور ف هذه العوارض الت تلحقه بسبب الادة الت خلق منها ل‬
‫يردها عنه ول يناله إل بعلقة وضعية فيقال‬
‫هذا مبن على أن ف الارج شيئا موجودا ف هذا النسان العي عرض له هذا النسان العي‬
‫وهذا مكابرة للحس والعقل والادة الت خلق منها بدنه ليست موجودة الن بل استحالت وعدمت‬
‫وليس فيه الساعة من أصل وقوله‬
‫ل يردها عنه إنا يصح لو كان هنا مادة موجودة مغايرة لذا البدن الشهود حت يكن تريد‬
‫أحدها عن الخر نعم إن أريد بالادة البدن وأن الروح مقارنة للبدن فهذا كلم صحيح‬
‫لكن الروح معينة والبدن معي ومقارنة أحدها الخر مكن وهؤلء يشتبه عليهم مقارنة الروح‬
‫للبدن وتريدها عنه بقارنة الكليات العقولة لزئياتا وتريدها عنها والفرق بي هذا وهذا أبي من أن‬
‫يتاج إل بسط وهم يلتبس عليهم أحدها بالخر فيأخذون لفظ التجريد والقارنة بالشتراك ويقولون‬
‫العقول الفارقة للمادة ول ييزون بي كون الروح قد تكون مقارنة للبدن وبي العقولت الكلية الت ل‬
‫تتوقف على وجود معي فإن الروح الت هي النفس الناطقة موجودة ف الارج قائم بنفسه إذا فارقت‬
‫البدن وأما العقليات الكلية النتزعة من العينات فإنا هي ف الذهان ل ف العيان فيجب الفرق بي‬
‫تريد الروح عن البدن وتريد الكليات عن العينات وأما قوله‬
‫وكذلك ل يتمثل ف الس إل ظاهر صورته فسبب هذا أن الس ل يدركه كله وإن كان كله‬
‫مسوسا بعن أنه يكن إحساسه ورؤيته ف الملة ولكن باطنه ليس بحسوس لنا‬

‫عند رؤية ظاهره ل لعدم إمكان إحساسه لكن ل حتجاب باطنه أو لعن آخر وهذا أيضا من‬
‫مثارات غلطهم فإنم قد ل يفرقون ف الحسوس بي ما هو مسوس بالفعل لنا وبي ما يكن إحساسه‬
‫وإن كنا الن ل نستطيع أن نسه فإن عن بالحسوس الول فل ريب أن العيان منها ما هو مسوس‬
‫ومنها ليس بحسوس وما أخبتنا به النبياء من الغيب ليس مسوسا لنا فل نشهده الن بل هو غيب عنا‬
‫ولكن هو ما يكن إحساسه وما يسه الناس بعد الوت ولذا كانت عبارة النبياء عليهم السلم تقسم‬
‫المور إل غيب وشهادة قال تعال الذين يؤمنون بالغيب سورة البقرة ‪ 3‬وقال تلك من أنباء الغيب‬
‫نوحيها إليك سورة هود ‪ 49‬وقال هو ال الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة هو الرحن الرحيم‬
‫سورة الشر ‪ 22‬وأما هؤلء فيقسمونا إل مسوس ومعقول والعقول ف القيقة ما كان ف العقل وأما‬
‫الوجودات الارجية فيمكن أن ينالا الس وأن يوقف الحساس با على شروط متيقنه الن‬

‫وأما قوله‬
‫وأما اليال الباطن فيتخيله مع تلك العوارض ل يقتدر على تريده الطلق عنها لكنه يرده عن‬
‫تلك العلقة الذكورة الت تعلق با الس فهو يتمثل صورته مع غيبوبة حاملها فيقال له‬
‫هذه حجة عليكم فإن ما يتخيله النسان ف نفسه إنا هو موجود ف نفسه فالصورة اليالية‬
‫ليست موجودة ف الارج ول يشترط ف التخيل ثبوت التخيل ف الارج وقولكم يتخيله مع تلك‬
‫العوارض إثبات لشيئي ول حقيقة لذلك بل ل يتخيل إل الصورة الت هي عرض قائم بنفسه وقولكم‬
‫فهو يتمثل صورته مع غيبوبة حاملها كلم ملتبس فإن الصورة الت تيلها ف نفسه ليس لا حامل ف‬
‫الارج وحامل الصورة الت ف الارج هو موجود معها فالصورة الحمولة ف الارج ليست عي ما ف‬
‫نفسه وما ف نفسه ليست الصورة الحمولة والتحقيق أنه يتخيل الصورة مع غيبوبتها بالكلية عن حسه‬
‫الظاهر ليس مع غيبوبة حاملها قط سواء عن بالصورة نفس الشخص التصور أو نفس الشكل القائم به‬
‫وقوله‬
‫إن اليال يتخيله مع تلك العوارض ل يقدر على‬

‫تريده الطلق عنها لكنه يردها عن تلك العلقة الذكورة الت تعلق با الس وأما العقل فيقدر‬
‫على تريد الاهية الكنوفة باللواحق الغريبة الشخصة مستثبتا إياها حت كأنه عمل بالحسوس عمل‬
‫جعله معقول فقد يعترض على ذلك بأن يقال إنه يقتضي أن تريد اليال الكلي من جنس تريد العقل‬
‫فإن ما يتخيله الختال هو مثال الحسوس العي فلم يرد منه معن كلي أصل لكن إن ارتسم فيه صورة‬
‫تشاكله كما ترتسم ف الائط صورة تشاكل الصورة العينة ث قد يتخيل العي بميع صفاته وقد يتخيل‬
‫بعضها دون بعض وقد يتصور عينه مع مغيب صورة بدنه كان التصور حقيقته العينة كالروح دون‬
‫النسانية الطلقة وأما العقل فقد يراد به عقل الصورة العينة فهو من جهة كونه تصورا معينا من جنس‬
‫التخيل ومن جهة كونه ل يتص بشكل معي من جنس تصور العقل وقد يراد بالعقل تصور الكلي‬
‫الطلق كتصور النسان الطلق وجوابه أن النسان الطلق قد يتخيل مطلقا والبهائم لا تيل كلي ولذا‬
‫إذا رأت الشعي حنت إليه ولول أن ف خيالا صورة مطلقة مطابقة لذا الشعي وهذا الشعي ل تطلب‬
‫هذا العي حت تذوقه‬

‫فطلبها له إذا رأته يقتضي أنا أدركت أن هذا مثل الول وإنا تدرك التماثل إذا كان ف النفس‬
‫صورة تطابق التماثلي يعتب با تاثلهما لكن يقال فحينئذ ل فرق بي التخيل والتعقل من جهة كون‬
‫كل منهما يكون معينا ويكون مطلقا وكل منهما ليس عي ما فيه هو عي الوجود ف العقل بل مثاله‬
‫فقوله‬
‫حت كأنه عمل بالحسوس عمل جعله معقول تقيقة أن الحسوس ل يعمل به شي أصل ول‬
‫فيه معقول أصل بل العقل تثل معقول يطابق الحسوس وأمثاله وقوله‬
‫وأما ما هو ف ذاته برىء عن الشوئب الادية وعن اللواحق الغريبة الت ل تلزم ماهيته عن ماهيته‬
‫فهو معقول لذاته ففيه كلمان‬
‫أحدها أن يقال ثبوت مثل هذا العقول تبع لثبوت العقول النتزع من الحسوس وذلك ليس‬
‫إل ف العقل ل وجود له ف الارج فيكون العقول الجرد كذلك وحينئذ فليس ف ذلك ما يقتضي أن‬
‫يكون ف الارج معقول مرد الثان أن يقال ثبوت هذه العقولت الجردة ف الارج فرع إمكان‬
‫وجودها وإمكان وجودها مبن على إمكان وجود ما ل يكن‬

‫الحساس به فل يوز إثبات إمكان وجود ذلك بناء على وجود هذه الجردات لن ذلك دور‬
‫قبلى وهو متنع والقصود أن ف كلمهم ما يقتضي أنه ليس ف العقولت إل ما يعقله العاقل ف نفسه‬
‫مثل العلم الكلي وقد يدعون ثبوت هذه العقولت ف الارج فيتناقضون وهذا موجود ف كلم أكثرهم‬
‫يقولون كلهم الكليات وجودها ف الذهان ل ف العيان ث يقول بعضهم إن الكليات تكون موجودة ف‬
‫الارج ولذا كثيا ما يرد بعضهم على بعض ف هذا الوضع وهو من أصول ضللتم ومازاتم‬
‫وكلمهم ف العقولت الجردة من هذا النمط وليس لم دليل على إثباتا وإذا حرر ما يعلونه دليل ل‬
‫تثبت إل أمور معقولة ف الذهن واسم الوهر عندهم يقال على خسة أنواع على العقل والنفس والادة‬
‫والصورة والسم وهم متنازعون ف واجب الوجود هل هو داخل ف مسمى الوهر على قولي فأرسطو‬
‫وأتباعه يعلونه من مقولة الوهر وابن سينا وأتباعه ل يعلونه من مقولة الوهر وإذا حرر ما يثبتونه من‬
‫العقل والنفس والادة والصورة ل يوجد عندهم إل ما هو معقول ف النفس أو ما هو جسم أو عرض‬
‫قائم بسم كما قد بسط ف موضعه‬

‫والراد هنا أن يعرف أن العقولت الت هي العلوم الكلية الثابتة ف النفس ل ينازع فيها عاقل‬
‫وكذلك تصور العينات الوجودة ف الارج سواء كان التصور عينا قائمة بنفسها أو معن قائما بالعي‬
‫وسواء سي ذلك التصور تعقل أو تيل أو توها فليس القصود الناع ف اللفاظ بل القصود العان‬
‫وإذا عرف أن النسان يقوم به تصور لمور معينة موجودة ف الارج وتصور كلي مطابق للمعينات تبي‬
‫ما وقع من الشتباه ف هذا الباب فقول القائل إن حكم الوهم أو اليال قد يناقض حكم العقل إذا أراد‬
‫به أن التصور العي الذي ف النفس لا هو مسوس أو لا يسه كالعدواة والصداقة قد يناقض العقل الذي‬
‫حكمه كلي عام كان هذا باطل وإن أراد به أن العقل يثبت أمورا قائمة بنفسها تقوم با معان وتصوره‬
‫للمحسوسات ولا قام با يناقض ذلك كان هذا أيضا باطل فإنه ل منافاة بي هذا وهذا وذلك لن‬
‫الكلم ليس ف مناقضة تصور الزئيات للكليات بل ف تناقض القضايا الكلية بالسلب والياب‬
‫وإذا أراد به أن ما ساه الوهم واليال يكم حكما كليا يناقض حكما كليا للعقل وهذا هو‬
‫مرادهم كان هذا تناقضا منهم وذلك أنم قد فسروا حكم الوهم الناقض للعقل عندهم بأنه يقضي قضاء‬
‫كليا يناقض القضاء الكلي العلوم بالعقل مثل أنه يقضي أنه ما من موجود إل ويكن الشارة إليه وما من‬
‫موجودين إل وأحدها مايث للخر أو مباين له وينع وجود موجود ل داخل العال ول خارجه وأمثال‬
‫ذلك فيقال لم هذه قضايا كلية وأحكام عامة وأنتم قلتم إن الوهم هو الذي يدرك ف الحسوسات‬
‫الزئية معان جزئية غي مسوسة ول متأدية من طريق الس كإدراك الصداقة والعداوة إدراكا جزئيا‬
‫يكم به كما يكم الس با نشاهده وكذلك اليال عندكم يفظ ما يتصوره من الحسوسات الزئية‬
‫فإذا كان الوهم واليال إنا يدرك أمورا جزئية بنلة الس وهذه القضايا الت تزعمون أنا تعارض حكم‬
‫العقل قضايا كلية علم بذلك أن هذه ليست من إدراك الوهم واليال كما أنا ليست من إدراك الس‬
‫وإنا هي قضايا كلية عقلية بنلة أمثالا من القضايا الكلية العقلية وهذا ل ميد لم عنه وهذا بنلة الكم‬
‫بإن كل وهم وخيال فإنا يدرك أمورا جزئية‬

‫فهذه القضية الكلية عقلية وإن كانت حكما على المور الوهية اليالية وكذلك إذا قلت كل‬
‫صداقة فإنا ضد للعداوة فهذا حكم با ف عقل كل الفراد الت هي وهية وكذلك إذا قلنا كل مسوس‬
‫فإنه جزئي فهذه قضية كلية عقلية تتناول كل حسي ومعلوم أنه كلما كان الكم أعم كان أقرب إل‬
‫العقل فقولنا كل موجود قائم بنفسه فإنه يشار إليه وكل موجودين فإما أن يكونا متبايني وإما أن يكونا‬
‫متحايثي من أعم القضايا وأشلها فكيف تكون من الوهيات الت ل تكون إل جزئية وحينئذ فقولم إن‬
‫حكم الوهم واليال قد يناقض حكم العقل بنلة قولم إن حكم الس قد يناقض حكم العقل وبنلة‬
‫قولم إن حكم العقل يناقض حكم العقل وليس الكلم ف الس والوهم واليال والعقل إذا كان فاسدا‬
‫عرضت له آفة فإن هذا ل ريب ف إمكان تناقض أحكامه وإنا الكلم ف الس الطلق وتوابعه ما سوه‬
‫هم توها وتيل وأيضا فقد قال ابن سينا ف مقامات العارفي أول درجات حركات العارفي ما‬
‫يسمونه هم الرادة وهو ما يعترى الستبصر‬

‫باليقي البهان أو الساكن النفس إل العقد اليان من الرغبة ف اعتلق العروة الوثقى فيتحرك‬
‫سره إل القدس لينال من روح التصال فما دامت درجته هذه فهو مريد ث إنه يتاج إل الرياضة‬
‫والرياضة موجهة إل ثلثة أغراض الول تنحية ما سوى الق عن مست الثار والثان تطويع النفس‬
‫المارة للنفس الطمئنة لتنجذب قوى التخيل والتوهم إل التوهات الناسبة للمر القدسي منصرفة عن‬
‫التوهات الناسبة للمر السفلي والثالث تلطيف السر للتنبيه والول يعي عليه الزهد والثان يعي عليه‬
‫العبادة الشفوعة بالفكر ث اللان الستخدمة لقوى النفس الوقعة لا يلحن با من الكلم موقع القبول ف‬
‫الوهام والثالث يعي عليه الفكر اللطيف والعشق العفيف‬

‫قلت‬
‫وقد تكلمنا على ما ف هذا الكلم من حق وباطل ف غي هذا الوضوع والقصود هنا أنه جعل‬
‫من المور الت يتاج إليها العارف ما يذب قوى التخيل والوهم إل التوهات الناسبة للمرالقدسي من‬
‫العبادة وساع اللان وساع الوعظ فإن كان المر القدسي أمرا معقول مردا ل داخل العال ول‬
‫خارجه وقوى الوهم والتخيل ل تناسب إل المور السية دون العقلية الجردة كان هذا من الكلم‬
‫الذي يناقض بعضه بعضا بل كان الواجب على العارف أن يعرض عما يكم به الوهم واليال لينال‬
‫معرفة المر القدسي العقول الجرد الذي يناقض حكم الوهم واليال ل يناسبة ولكن ما ذكره ف‬
‫مقدمات العارفي هو المر الفطري فإن القلوب الطالبة ل إذا تركت با يصرف إرادتا إل العلو‬
‫ويصرف إرادتا عن السفل كان هذا مناسبا لطلوبا ومرادها ومبوبا ومعبودها فإن ال الذي هو العلي‬
‫العلى هو العبود الحبوب الراد الطلوب فإذا حركت النفس با يصرف قواها إل إرادته انصرفت قواها‬
‫إل العلو وأعرضت عن السفل والذي يبي هذا أن هذه القوة الوهية وفعلها الذي هو الوهم ل يريدون‬
‫به أن يتوهم ف الشيء ما ليس فيه وهو الوهم الكاذب‬

‫وكذلك لفظ التخيل ل يريدون تيل ما ل وجود له ف الارج بل هذا وهذا يتناول عندهم‬
‫توهم ما له وجود ف الارج وتيل ما له وجود ف الارج وهو إدراك صحيح صادق مطابق وذلك لن‬
‫لفظ الوهم واليال كثيا ما يطلق على تصور ما ل حقيقة له ف الارج بل هذا العن هو العروف من‬
‫لغة العرب قال الوهري‬
‫وهت ف الساب أوهم وها إذا غلطت فيه وسهوت ووهت ف الشيء بالفتح أوهم وها إذا‬
‫ذهب هك إليه وأنت تريد غيه وتوهت أي ظننت وأوهت غيي إيهاما والتوهم مثله واتمت فلنا‬
‫بكذا والسم التهمة بالتحريك ويقال أوهم ف الساب مائة أي أسقط وأوهم ف صلته ركعة ويقال قد‬
‫أيهم إذا صار به الريبة قلت‬
‫فهذا أبو نصر الوهري قد نقل ف صحاحه الشهور ف لغة العرب أن مادة هذا اللفظ تستعمل‬
‫ف جهة الغلط بعن الطأ‬
‫تارة وتستعمل بعن الطن تارة ول ينقل أنا تستعمل بعن اليقي وهم يستعملونا ف تصور يقين‬
‫وهو تصور العان الت ليست بحسوسة ول ريب ف ثبوتا كعداوة الذئب للنعجة وصداقة الكبش لا‬
‫وهو ف لغة العرب يقال ف هذه العان تصورتا وعملتها وتققتها وتيقنتها وتبينتها ونو ذلك من‬
‫اللفاظ الدالة على العلم ول يقال توهتها إل إذا ل تكن معلمه فاصطلحهم مضاد للمعروف ف لغة‬
‫العرب بل وف سائر اللغات وإذا كان كذلك فالدراك الصحيح الذي يسمونه هم توها وتيل هو نوع‬
‫من التصور والشعور والعرفة يوضح ذلك أنم قالوا ف إثبات القوة الوهية كما قال ابن سينا اليوانات‬
‫ناطقها وغي ناطقها تدرك ف الحسوسات الزئية معان جزئية غي مسوسة ول متأدية من طريق‬
‫الواس مثل إدراك الشاة معن ف الذئب غي مسوس وإدراك الكبش معن ف النعجة غي مسوس إدراكا‬
‫جزئيا يكم به كما يكم الس با يشاهده فعندك قوة هذا شأنا وعند كثي من اليوانات العجم قوة‬
‫تفظ هذه العان بعد حكم الاكم با غي الافظ للصورة‬

‫فقد تبي أن هذه القوة تدرك معان غي مسوسة وغي متأدية من الس ففرق بينها وبي السية‬
‫واليالية بأن اليالية إدراك ما تأدى من الس وقد فسر الشارحون ما دل عليه كلمه فقالوا هذ بيان‬
‫إثبات الوهم والافظة أما الوهم فقوة يدرك اليوان با معان جزئية ل تتأد من الواس إليها كإدراك‬
‫العداوة والصداقة والوافقة والخالفة ف أشخاص جزئية فإدراك تلك العان دليل على وجود قوة تدركها‬
‫وكونا ما ل يتأدى من الواس دليل على مغايرتا للحس الشترك ووجودها ف اليوانات العجم دليل‬
‫على مغايرتا للنفس الناطقة قالوا وقد يستدل على ذلك أيضا بأن النسان ربا ياف شيئا يقتضي عقله‬
‫المن منه كالوتى وما يالف عقله فهو غي عقله وقال ابن سينا‬
‫أيضا ف إشاراته كل ملتذ به فهو سبب كمال يصل للمدرك هو بالقياس إليه خي ث ل يشك‬
‫أن الكمالت وإدراكاتا متفاوته فكمال الشهوة مثل أن يتكيف العضو‬

‫الذات بكيفية اللوة مأخوذة عن مادتا ولو وقع مثل ذلك ل عن سبب خارج كانت اللذة‬
‫قائمة وكذلك اللموس والشموم ونوها وكمال القوة الغضبية أن تتكيف النفس بكيفية غضب أو‬
‫بكيفية شعور بأذى يصل من الغضوب عليه والوهم التكيف بيئة ما يرجوه أو يذكره وعلى هذا الال‬
‫سائر القوى والقصود أنه جعل كمال الوهم اتصافه بصفة ما يرجوه أو يذكره والرجو ف الستقبل‬
‫والذكور ف الاضي كلها ل بد أن يكون هنا ما يوافقه ويبه فإن الكمال كما قد ذكروه إنا يكون‬
‫بإدراك اللئم ل الناف والقوة الوهية هي الت تدرك با الصداقة والعداوة والوافقة والخالفة والصداقة‬
‫هي الولية الت أصلها الحبة والعداوة أصلها البغض فالقوة الوهية عندهم هي الت يدرك با اليوان ما‬
‫يبه وما يبغضه‬

‫من العان الت ل تدرك بالس واليال ث يكون حبه وبغضه لحل ذلك العن تبعا لبه وبغضه‬
‫ذلك العن فالشاة إذا توهت أن ف الذئب قوة تنافرها أبغضته والتيس إذا توهم أن ف الشاة قوة تلئمه‬
‫أحبها فهذه القوة هي الت تدرك الحبوبات والكروهات من العان القائمة بالحسوسات وهي الت‬
‫يصل با الرجاء والوف فيجو حصول الحبوب وياف حصول الكروه ولذا علقوا الرجاء والوف‬
‫با كما تقدم من كلمهم وجعلوا كمالا ف التكييف بيئة ما ترجوه أو تذكره وقالوا إن خوف النسان‬
‫من الوتى ونوهم هو بذه القوة وعلى هذا فكل حب وبغض ورجاء وخوف لا ل يسه اليوان بسه‬
‫الظاهر فهو بذه القوة ولذا عظموا شأنا فقال ابن سينا ف شفائه ف القوة السماة بالوهم هي الرئيسة‬
‫الاكمة ف اليوان حكما ليس فصل كالكم العقلي ولكن حكما تييليا مقرونا بالزئية وبالصورة‬
‫السية وعنه تصدر أكثر الفعال اليوانية‬

‫وقال أيضا‬
‫ف شفائه ويشبه أن تكون القوة الوهية هي بعينها الفكرة التخيلة والتذكره وهي بعينها‬
‫الاكمة فتكون بعينها حاكمة وبأفعالا وحركاتا متخيلة با تعمل من الصور والعان والتذكرة با ينتهي‬
‫إليه عملها وأما الافظة فهي قوة خزانتها فهذه ألفاظه ومن الناس من قال هذا يدل على اضطرابه ف أمر‬
‫هذه القوى وليس القصود هنا الكلم فيما يتنازعون فيه وهو أن هذه الدراكات الزئية والفعال الزئية‬
‫هل هي للنفس وإن كان بواسطة السم أو هي للجسم وهل مل هذه شيء واحد أو أشياء متعددة وهل‬
‫هو بقوة واحدة أو بقوى متعددة فإن الكلم ف هذا ما ل يتعلق بالقصود ف هذا الكان فإنه ل خلف‬
‫بي العقلء أن النسان بل وغيه من اليون يتصور ف غيه ما يبه ويواليه عليه ويرجو وجوده ويتصور‬
‫ما يبغضه ويعاديه عليه وياف وجوده‬

‫فهذا التصور أمر معلوم ف النسان وف اليوان وهم سوا التصور وها وقالوا إنه يصل بقوة‬
‫تسمى الوهية والناس متنازعون ف إدراك اليوان وأفعاله كالسمع والبصر والتفكر والعقل وغيذلك من‬
‫أنواع التصورت والفعال سواء كان تصور ولية أو عداوة أو غي ذلك هل هو بقوى ف اليوان أم ل‬
‫فالول قول المهور والثان قول من يقول إنه ليس للعبد قدره مؤثرة ف مقدوره والولون على قولي‬
‫منهم من يص القوى بالفعال الختيارية ومنهم من يعله ف جيع الوادث وهؤلء نوعان منهم من‬
‫يقول بقول التفلسفة الذين يقولون إن ال موجب بذاته بدون مشيئته وعلمه بالزئيات وهذا باطل شرعا‬
‫وعقل ومنهم من يقول إن ال خالق ذلك كله بشيئته وعلمه وقدرته وهذا مذهب سلف المة وأئمتها‬
‫وجهور علمائها يثبتون ما ف العيان من القوى والطبائع ويثبتون للعبد قدرة حقيقية وإرادة ويقولون إن‬
‫هذه المور جعلها ال أسبابا لحكامها وهو يفعل با كما قال تعال حت إذا أقلت سحابا ثقال سقناه‬
‫لبلد ميت فأنزلنا به الاء فأخرجنا به من كل الثمرات سورة العراف ‪57‬‬

‫وقال تعال وما أنزل ال من السماء ماء فأحيا به الرض بعد موتا سورة البقرة ‪ 164‬إل غي‬
‫ذلك من نصوص الكتاب والسنة وكلم السلف والئمة الذكور ف غي هذا الوضع ولذا نص أحد بن‬
‫حنبل والارث الحاسب وغيها أن العقل غريزة ف النسان ولكن من قال بالقول الول من نفاة‬
‫السباب والقوى الذين سلكوا مسلك الشعري ف نفي ذلك قالوا إن العقل إنا هو نوع من العلوم‬
‫الضرورية كما قال ذلك القاضي أبو بكر بن الطيب والقاضي أبو يعلى والقاضي أبو بكر بن العرب‬
‫وغيهم والقصود أن هذا التصور لعان ف العيان الشهودة كتصور أن هذا يوافقن ويوالين وينفعن‬
‫وفيه ما أحبه وهذا يالفن ويعادين ويضرن وفيه ما أبغضه أمر متفق عليه بي العقلء سواء قبل بتعدد‬
‫القوى أو اتادها أو عدمها وسواء قيل الدرك هو النفس أو البدن‬

‫إذا كان كذلك فيقال إذاكان الوهم مفسرا عندهم با ذكوره من تصور معن غي مسوس ف‬
‫العيان الحسوسة وأل يتأدى من الس فمعلوم أن هذا تدخل فيه كل صفة تقوم بالي من الصفات‬
‫الباطنة كالقدرة والرادة والب والبغض والشهوة والغضب وأمثال ذلك فإن القدرة ف القادر كالعداوة‬
‫ف العدو والصداقة ف الصديق بل قد يكون ظهور الولية والعداوة والب والبغض إل الس الظاهر‬
‫أقرب من ظهور القدرة وعلى هذا فيكون تصور اللك واللك هو أيضا من الوهم فإن كون الشخص‬
‫العي ملكا لغيه أو مالكا لغيه هو تصور معن ف الشخص الحسوس وذلك العن غي مسوس ول‬
‫يتخيل تيل الحسوسات وكذلك تصور الشهوة والنفرة يكون أيضا من باب التصور الوهي ف‬
‫اصطلحهم وكذلك تصور الل ف الغي واللذة فيه هو من الباب فإن ما يده اليوان ف نفسه من اللذة‬
‫والل غي مسوس فإن قيل‬
‫هذه المور تدرك بآثار تظهر يدرك الس تلك الظواهر فل يقال هي موهومة قيل‬
‫إن كان هذا كافيا فمعلوم أن تصور الشاة صورة الذئب الحسوسة إدراك لتلك الصورة فتلك‬
‫الصورة مستلزمة للعداوة‬

‫وكذلك إدراك التيس صورة الشاة وكذلك إدراك النسان شعار صديقه وعدوه مثل إدراك كل‬
‫من الطائفتي القتتلتي شعار الخرى السموعة بالذن كالشعائر التداعى با والرئية كالرايات الرئية هي‬
‫أيضا ما يدرك بالس ويستدل با على الولية والعداوة الت ليست بحسوسة بل هي ف الشخاص‬
‫الحسوسة ففي الملة ليس من شرط الصورة الوهية عندهم أن يدركها الوهم بل توسط شيء‬
‫مسوس بل ل تدرك تلك العان إل ف الشياء الحسوسة ول بد أن تدرك تلك الشياء الحسوسة‬
‫فيكون الوهم مقارنا للحس ل بد من ذلك وإل فلو أدرك الوهم ما يدركه مردا عن الس لكان يدرك‬
‫ما يدركه ل ف أعيان مسوسة فل بد أن يدرك بباطنه وهو القوة السماة بالوهم عندهم وبظاهره وهو‬
‫الس ما ف الدرك من المر الباطن وهو العن كالصداقة والعداوة والظاهر وهو الشخص الذي هو مل‬
‫ذلك وعلى هذا فميل كل جنس إل ما يناسبه ف الباطن هو بسبب إدراك هذه القوة كما يتفق ف‬
‫التحابي والتباغضي والتحابون قد يكون تابم لشتراكهم ف التعاون على ما ينفعهم ودفع ما يضرهم‬
‫كما يوجد ف أجناد العساكر وأهل الدينة الواحدة وأهل الدين الواحد والنسب الواحد ونو ذلك‬

‫وف الملة فميل اليوان إل ما يظن أنه ينفعه ونفوره عما يظن أنه يضره بسبب هذه القوة فإن‬
‫إدراكه كون هذا نافعا له موافقا له ملئما له وكون هذا ضارا له مالفا له منافرا له هو بذه القوة وعلى‬
‫هذا فينبغي أن يكون إدراك ما ف الغذية والدوية من اللءمة هو بذه القوة فإن النسان يتوهم ف البز‬
‫أنه يلئمه إذا أكله كما يتوهم الفرس ذلك ف الشعي ويتوهم ف السيف أنه يضره إذا ضرب به كما‬
‫يتوهم المار ذلك ف العصا وف الملة فتصور النسان بل واليوان لا ينفعه ويضره هو بذه القوة‬
‫على موجب اصطلحهم فإن النسان إذا رأى بئرا مفورة يتصور أنه إن وقع فيها عطب كان هذا بذه‬
‫القوة لن الس إنا شهد مكانا عميقا أما كونه يضر النسان إذا سقط فيه فهذا ل يعلم بالس ولذا‬
‫كان من ل تييز له يسقط ف مثل هذا الكان كالصب والجنون والبهيمة وإن كان له حس فالذي يسميه‬
‫الناس عقل ساه هؤلء ووها وتصور النسان أن هذا ماله وهذا مال غيه وهذه الدار داره وهذه دار‬
‫غيه هو بذه القوة لن الس الظاهر ل ييز بي هذا وهذا وإنا يعرف هذا من هذا بقوة باطنة تتصورف‬
‫الحسوس ما ليس بحسوس وهو أن هذه الدار أو الال له أو لقاربه أو لصدقائه وتلك الدار أو الال‬
‫للجانب او العداء فإن هذه العان هي ف الحسوس وليست مسوسة وإدراك كون هذا النسان‬
‫عادل جوادا رحيما شجاعا وهذا ظالا بيل قاسيا جبانا هو على موجب اصطلحهم وهم فإن‬
‫هذا إدراك أمور غي مسوسة ف الحسوسات وكذلك سائر الخلق الت با مدح وقدح مثل الب‬
‫والفجور والعفة والصدق والكذب والكرم واللؤم وأمثال ذلك فإن هذه معان تقوم بالشخص الحسوس‬
‫ونفس الخلق القائمة فيه ليست بحسوسة وإنا يس بالفعال الظاهرة الصادرة عنها كما يس‬
‫بالفعال الظاهرة الصادرة عن الصداقة والعداوة ومعلوم أن إدراك هذه المور هي ما يدخل ف مسمى‬
‫العقل والعلم والعرفة عند عامة العقلء بل إدراك كون العروف معروفا وكون النكر منكرا هو أيضا ما‬
‫يدخل ف الوهم على اصطلحهم فإن العروف هو الحبوب الوافق اللئم والنكر هو الكروه الخالف‬
‫الناف وما يدرك به هذه العان من المور السية وهم بل على قولم كل معن يدرك ف العيان‬
‫الحسوسة فإدراكه بالوهم ول يبقى فرق بي الوهيات والعقليات ف مثل هذا إل كون الوهيات جزئية‬
‫والعقليات كلية ومعلوم أن إدراك كثي من هذه العان من خواص العقل وما يبي هذا أن الرجل إذا‬
‫رأى امرأته مع من يظن به السوء كان هذا إدراكا لمر‬

‫غيمسوس ف الحسوس وهو إدراك ما ينافيه وهو ميل الجنب إل امرأته وميل امرأته إليه‬
‫وكذلك الرأة إذا وجدت مع زوجها امرأة أخرى فظنت أن بينهما اتصال وحصلت لا الغية فالغية إنا‬
‫تصل بذه القوة فإن الغية من باب كراهة الؤذى وبغضه وهو من جنس إدراك العداوة فيما يغار منه‬
‫كما أن الرجل ييل إل أبيه وأمه وزوجته لا يستشعره من مبتهم ومودتم وإدراك ما منهم من الحبة‬
‫والودة هو أيضا عندهم وهم لنه إدراك ف الحسوس با ليس بحسوس وهو الولية الت بينهما كما‬
‫قالوا ف إدراك التيس معن ف الشاة وإذا رأى النسان امرأة أجنبية فقد يدرك منها أنا تيل إليه فيكون‬
‫كإدراك التيس معن ف الشاة وقد يدرك منها أنا تنفر عنه فيكون كإدراك الشاة معن ف الذئب وهذا‬
‫باب واسع والقصود أن يمع بي هذا وبي ما قاله ابن سينا ف مقامات العارفي وهو خاتة مصحفهم‬
‫وقد قال الرازي هذا الباب أجل ما ف هذا الكتاب فإنه رتب علم الصوفية ترتيبا ما سبقه إليه من قبله‬
‫ول يلحقه من بعده وأقره الطوسي على هذا الكلم وقال قد ذكر الفاضل‬

‫الشارح أن هذا الباب أجل ما ف هذا الكتاب فإنه رتب فيه علوم الصوفية ترتيبا ما سبقه إليه من‬
‫قبله ول لقه من بعده وهذا الذي هو غاية ما عند هؤلء من معارف الصوفية إذا تدبره من يعرف ما‬
‫بعث ال به رسوله وما عليه شيوخ القوم الؤمنون بال ورسوله التبعون للكتاب والسنة تبي له أن ما‬
‫ذكره ف الكتاب بعد كمال تقيقه ل يصي به الرجل مسلما فضل عن أن يكون وليا ل وأولياء ال هم‬
‫الؤمنون التقون فإن غايته هو الفناء ف التوحيد الذي وصفه وهو توحيد غلة الهمية التضمن نفي‬
‫الصفات مع القول بقدم الفلك وأن الرب موجب بالذات ل فاعل بشيئته ول يعلم الزئيات ولو قدر‬
‫أنه فناء ف توحيد الربوبية التضمن للقرار با بعث ال به رسوله من الساء والصفات ل يكن هذا‬
‫التوحيد وحده موجبا لكون الرجل مسلما فضل عن أن يكون عارفا وليا ل إذ كان هذا التوحيد يقر به‬
‫الشركون عباد الصنام فيقرون بأن ال خالق كل شيء وربه ومليكه وإنا يعل الفناء ف هذا التوحيد‬
‫هو غاية العارفي صوفية هؤلء اللحدة كابن الطفيل صاحب رسالة حي بن يقظان وأمثاله ولذا‬
‫يستأنسون با يدونه من كلم أب حامد‬

‫موافقا لقولم إذ كان ف كثي من كلمه ما يوافق الباطل من قول هؤلء كما ف كثي من كلمه‬
‫رد لكثي من باطلهم ولذا صار كالبزخ بينهم وبي السلمي فالسلمون ينكرون ما وافقهم فيه من‬
‫الباطل عند السلمي وهم ينكرون عليه ما خالفهم فيه من الباطل عند السلمي ومن أسباب ذلك أن‬
‫هؤلء جعلوا غاية النسان وكماله ف مرد أن يعلم الوجود أو يعلم الق فيكون عالا معقول مطابقا‬
‫للعال الوجود وهو التشبه بالله على قدر الطاقة وجعلوا ما يأت به من العبادات والخلق إنا هي‬
‫شروط وأعوان على مثل ذلك فلم يثبتوا كون الرب تعال مألوها يب لذاته ويكون كمال النفس أنا‬
‫تبه فيكون كمالا ف معرفته ومبته بل جعلوا الكمال مرد معرفة الوجود عند أئمتهم أو ف مرد معرفته‬
‫عند من يقرب إل السلم منهم فهذا أحد نوعي ضللم والنوع الخر أنه لو قدر كمالا ف مرد العلم‬
‫فما عندهم ليس بعلم بل كثي منه جهل‬

‫والقدر الذي حصل لم من العلم ل تصل به النجاة فضل عن حصول السعادة الكبى فهم‬
‫أبعد عن الكمال البشرى عن النجاة ف الخرة والسعادة من اليهود والنصارى من حيث هم كذلك وإن‬
‫كان من اليهود والنصارى من هو أبعد عن ذلك من كان أقرب إل السلم من اليهود والنصارى إذ‬
‫النجاة والسعادة باتباع الرسل علما وعمل وكتبهم ليس فيها إيان بنب معي ول بكتاب معي ل توراة‬
‫ول إنيل ول قرآن ول إبراهيم ول موسى ول عيسى بل ول فيها إثبات رب معي وإنا فيها إثبات‬
‫موجود كلي وأمور كليه ول فيها المر بعبادة ال وحده ل شريك له والنهي عن عبادة ما سواه ومعلوم‬
‫أن النجاة والسعادة ل تصل إل بذلك بل ليس عندهم اليان بال وملئكته وكتبه ورسله والبعث بعد‬
‫الوت ول اليان بأن ال قدر مقادير العباد فإنه عندهم ل يعلم الزئيات فكيف يقدرها ومعلوم أن‬
‫السعادة ل تصل إل بذلك وهؤلء لا كان قولم مالفا للفطرة الت فطر ال عليها عباده من القرار به‬
‫ومن مبته كان ما ذكروه من كمال النفس منافيا لذا ولذا ولذا اضطرب كلمهم ف هذا الباب فتارة‬
‫يتاجون أن يقروا با يوجب مبته وموالته مع القرار به سبحانه بعلوه على خلقه وتارة يدعون ما‬
‫يوجب انتفاء هذا وهذا‬

‫وقد تقدم أقوالم ف الوهم ومعناه عندهم والقضايا الوهية والقصود أن يمع بي النظر ف ذلك‬
‫وبي ما ذكروه ف مقامات العارفي الذي هو أجل ما عندهم وكثي منه أو أكثره كلم جيد ولكن‬
‫القتصار عليه وحده مع ما عندهم ل يوجب ناة النفوس من العذاب فضل عن حصول السعادة لا‬
‫ولكن كل ما قالوه هم وغيهم من حق فمقبول ويتبي من ذلك الق وغيه بطلن ما يناقضه من‬
‫الباطل الذي قالوه أيضا قال ابن سينا‬
‫العارف يريد الق الول ل لشيء غيه ول يؤثر شيئا على عرفانه وتعبده له فقط ولنه مستحق‬
‫للعبادة ولنا نسبة شريفة إليه ل لرغبة ول لرهبة وإن كانتا فيكون الرغوب فيه أو الهروب عنه هو‬
‫الداعي وفيه الطلوب ويكون الق ليس الغاية بل الواسطة إل شيء غيه وهو الغاية وهو الطلوب دونه‬
‫فيقال‬
‫هذا الذي قاله من كون الق تعال عند العارف هو الراد العبود لنفسه ل يراد لغيه فيكون هو‬
‫الواسطة إل ذلك الغي ويكون ذلك الغي هو الغاية كلم صحيح وهو من مبادئ ما يتكلم‬

‫فيه أهل اليان والرادة بل هو من شعائرهم ومن أشهر المورعندهم وقد قال تعال ول تطرد‬
‫الذين يدعون ربم بالغداة والعشي يريدون وجهه سورة النعام ‪ 52‬وقال تعال وما لحد عنده من‬
‫نعمه تزى إل ابتغاء وجه ربه العلى ولسوف يرضى سورة الليل ‪ 21 19‬وقال تعال وإن كنت‬
‫تردن ال ورسوله والدار الخرة فإن ال أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما سورة الحزاب ‪ 29‬وقال‬
‫تعال فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه سورة الائدة ‪ 54‬وقال والذين آمنوا أشد حبا ل سورة‬
‫البقرة ‪ 165‬وقال تعال قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيتكم وأموال‬
‫اقترفتموها وتارة تشون كسادها ومساكن ترضونا أحب إليكم من ال ورسوله وجهاد ف سبيله‬
‫فتربصوا سورة التوبة ‪ 24‬وقد قال تعال ومن أحسن دينا من أسلم وجهه ل وهو مسن وأتبع ملة‬
‫إبراهيم حنيفا واتذ ال إبراهيم خليل سورة النساء ‪125‬‬
‫وف الصحيح عن النب من غي وجه أنه قال إن ال اتذن خليل كما اتذ إبراهيم خليل وف‬
‫الصحيحي أنه قال ثلث من كن فيه وجد حلوة اليان من كان ال ورسوله أحب إليه ما سواها‬
‫ومن كان يب الرء ل يبه إل ل ومن كان يكره أن يرجع ف الكفر بعد إذ أنقذه ال منه كما يكره أن‬
‫يلقي ف النار وف الصحيحي عنه أنه قال والذي نفسي بيده ل يؤمن أحدكم حت أكون أحب إليه من‬
‫ولده ووالده والناس أجعي وف الصحيح أن عمر رضي ال عنه قال وال يا رسول ال‬

‫لنت أحب إل من كل شيء إل من نفسي فقال ل يا عمر حت أكون أحب إليك من نفسك‬
‫فقال وال يا رسول ال لنت أحب إل من نفسي فقال الن يا عمر فإذا كان هذا ف حب الرسول‬
‫التابع لب ال فكيف ف حب ال الذي إنا وجب حب الرسول لبه والذي ل يوز أن نب شيئا من‬
‫الخلوقات مثل حبه بل ذلك من الشرك قال تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا يبونم‬
‫كحب ال والذين آمنوا أشد حبا ل سورة البقرة ‪ 165‬وهذا هو دين السلم الذي بعث ال به رسله‬
‫وأنزل به كتبه وهو أن يعبد ال وحده ل شريك له والعبادة تمع كمال الب مع كمال الذل فل‬
‫يكون أحد مؤمنا حت يكون ال أحب إليه من كل ما سواه وأن يعبد ال ملصا له الدين فهذا الذي‬
‫ذكره ف مقامات العارفي هو أول قدم يضعه الؤمن ف اليان ول يكون مؤمنا من ل يتصف بذا وقد‬
‫اتفق سلف المة وأئمتها وعلماؤها على أن ال يب لذاته ل ينازع ف ذلك إل طائفة من أهل الكلم‬
‫والرأي الذين سلكوا مسلك الهمية ف بعض أمورهم فقالوا إنه ل يب ول يب‬

‫وابن سينا والفلسفة وإن كانوا يردون على هؤلء كما يرد عليهم أئمة الدين فهم أقرب إل‬
‫الق من ابن سينا وأتباعه كما سنبينه إن شاء ال تعال وقد قال طائفة من النظار إن الرادة ل تتعلق إل‬
‫بعدوم مدث وهو ما يراد أن يفعل فأما القدي الواجب بنفسه فل تتعلق به الرادة وقالوا قول القائل‬
‫أريد ال أي أريد عبادته ونو ذلك وقال آخرون بل الرادة تتعلق بنفس القدي الواجب بنفسه كما‬
‫نطقت به النصوص والتحقيق أنه ل منافاة بي القولي فإن كون الشيء مبوبا لذاته مرادا لذاته هو أن‬
‫الحب الريد ل يطلب إرادته لا سواه بل كان هو أقصى مراده وإنا يكون الشيء مرادا مبوبا لا‬
‫للمحب الريد ف التصال بذلك من السرور واللذة إذ الحبة ل تكون إل لا يلئم الحب فما يصل‬
‫عند ذكره ومعرفته والنظر إليه من اللذة هو مطلوب الحب الريد الحب لذاته‬
‫كما ثبت ف صحيح مسلم عن صهيب رضي ال عنه قال قال رسول ال إذا دخل أهل النة‬
‫النة نادى مناد يا أهل النة إن لكم عند ال موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون ما هو أل يبيض‬
‫وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا النة ويرنا من النار قال فيكشف الجاب فينظرون إليه فما أعطاهم‬
‫شيئا أحب إليهم من النظر إليه وهو الزيادة وف السنن عن النب اللهم إن أسألك لذة النظر إل وجهك‬
‫والشوق إل لقائك فقد بي الرسول أن ال ل يعط أهل النة‬

‫شيئا أحب إليهم من النظر إليه وهذا غاية مراد العارفي وهذا موجب حبهم إياه لذاته ل لشيء‬
‫آخر فمن قال إنه ل يب لذاته ول يتلذذ بالنظر إليه كما تزعمه طائفة من أهل الكلم والرأي فقد‬
‫أخطأ ومن قال إن مبة ذاته وإرادة ذاته ل تتضمن حصول لذة العبد ببه ول يطلبه العبد ول يريده بل‬
‫يكون العبد مبا مريدا لا ل يصل له لذة به فقد أبطل ومن قال إن العبد يفن عن حظوظه وإراداته‬
‫وأراد بذلك أنه يفن عن حظوظه وإرادته التعلقة بالخلوقات فقد أصاب وأما إن أراد انه يفن عن كل‬
‫إرادة وحب وتبقى جيع المور عنده سواء فهذا مكابر لسه ونفسه وكل مراد مبوب لذاته فل معن‬
‫لكونه مرادا مبوبا لذاته إل أن ذاته هو غاية مطلب الطالبي بعن أن ما يصل لم من النعم واللذة هو‬
‫غاية مطلوبم ل يطلبونا لجل غيها فأما بتقدير أن تنتفي كل لذة فل يتصور حب فإن حب ما ل لذة‬
‫ف الشعور به متنع‬

‫وعلى هذا فقول القائل العارف يريد الق الول ل لشيء غيه ول يؤثر شيئا على عرفانه ل‬
‫منافاة بينهما وكذلك قوله وتعبده له فقط ل يناف قوله ولنه مستحق للعبادة ولنا نسبة شريفة إليه بل‬
‫كونه تعبده له فقط إنا كان ممودا لنه مستحق للعبادة وإنا انبغى للعبد أن يفعلها لنا نسبة شريفة‬
‫وإل فلو فعل العبد ما ل خي فيه كان مذموما لكن يفرق بي من يكون قد عرف ال معرفة أحبه لجلها‬
‫وبي من سع مدح أهل العرفة فاشتاق إل كونه منهم لا ف ذلك من الشرف فإن هذا ف القيقة إنا‬
‫مراده تعظيم نفسه وجعل العرفة طريقا إليها وكذلك كل من أراد ال لمر من المور كما حكى أن أبا‬
‫حامد بلغه أن من أخلص ل أربعي يوما تفجرت ينابيع الكمة من قلبه على لسانه قال فأخلصت‬
‫أربعي يوما فلم يتفجر شيء فذكرت ذلك لبعض العارفي فقال ل إنك أنا أخلصت للحكمة ل تلص‬
‫ل وذلك لن النسان قد يكون مقصوده نيل العلم والكمة أو نيل الكاشفات والتأثيات أو نيل‬
‫تعظيم الناس له ومدحهم إياه أو غي ذلك من الطالب‬
‫وقد عرف أن ذلك يصل بالخلص ل وإرادة وجهه فإذا قصد أن يطلب ذلك بالخلص ل‬
‫وإرادة وجهه كان متناقضا لن من أراد شيئا لغيه فالثان هو الراد القصود بذاته والول يراد لكونه‬
‫وسيلة إليه فإذا قصد أن يلص ل ليصي عالا أو عارفا أو ذا حكمة أو متشرفا بالنسبة إليه أو صاحب‬
‫مكاشفات وتصرفات ونو ذلك فهو هنا ل يرد ال بل جعل ال وسيلة له إل ذلك الطلوب الدن وإنا‬
‫يريد ال ابتداء من ذاق حلوة مبته وذكره وفطر العباد مبولة على مبته لكن منهم من فسدت فطرته‬
‫قال تعال فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة ال الت فطر الناس عليها ل تبديل للق ال سورة الروم ‪30‬‬
‫وف الصحيحي عن النب أنه قال كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويجسانه كما‬
‫تنتج البهيمة بيمة جعاء هل تسون فيها من جدعاء ث يقول أبو هريرة اقرأوا إن شئتم فطرة ال الت‬
‫فطر الناس عليها ل تبديل للق ال سورة الروم ‪ 30‬وف صحيح مسلم عن عياض بن حار عن النب‬
‫فيما يروي عن ربه تعال قال إن خلقت عبادي حنفاء‬

‫فاجتالتهم الشياطي وحرمت عليهم ما احللت لم وأمرتم أن يشركوا ب مال أنزل به سلطانا‬
‫وأما قول القائل ل للرغبة والرهبة فهذا له ثلث معان أحدها أن يراد به ل لرغبة ف حصول مطلوب‬
‫الحب من الحبوب لذاته ول لرهبة من ذلك وهذا متنع فإنه ما من عبد مريد مب إل وهو يطلب‬
‫حصول شيء وياف فواته والثان أنه ل يرغب ف التمتع بخلوق ول ياف من التضرر بخلوق فيمكن‬
‫أن يعبد ال من يعبده بدون هذه الرغبة والرهبة كما قال عمر رضي ال عنه نعم العبد صهيب لو ل‬
‫يف ال ل يعصه وف الثر لو ل أخلق جنة ول نارا أما كنت أهل أن أعبد وقد ثبت ف الصحيح أن‬
‫أهل النة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس‬

‫وكذلك اللئكة فلول تتع أهل النة بذلك التسبيح الذي هو لم كالنفس ل يكن المر كذلك‬
‫وقد ثت ف الديث الصحيح التقدم قوله فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه والثالث أن يراد‬
‫أن العبد ل يرهب ما يضره كأل العذاب ول يرغب فيما يتاج إليه كالطعام والشراب فهذا متنع فإن ما‬
‫جعل ال العبد متاجا إليه متألا إذا ل يصل له ل بد أن يرغب ف حصوله ويرهب من فواته وما كان‬
‫ملتذا به غي متأل بفواته كأكل أهل النة وشربم فهذا يرغب فيه ول يرهب من فواته فوجود تلك اللذة‬
‫العليا الاصلة بعرفة ال ورؤيته ل يناف وجود لذات أخر حاصلة بإدراك بعض الخلوقات ومن نفى‬
‫الول من الهمية والعتزلة ومن وافقهم فقد أخطأ ومن نفى الثانية من التفلسفة والتصوفة على طريقهم‬
‫فقد أخطأ مع أن هؤلء التفلسفة ل يثبتون حقيقة الول فإنم ل يثبتون أن الرب تبه اللئكة والؤمنون‬
‫وإنا يعلون الغاية تشبههم به ل حبهم إياه وفرق بي أن تكون الغاية كون هذا مثل هذا‬

‫وبي أن تكون الغاية كون هذا يب هذا مبة عبودية وذلك ولذا قالوا الفلسفة هي التشبه‬
‫بالله على قدر الطاقة ولذا كان مطلوب هؤلء إنا هو نوع من العلم والقدرة الذي يصل لم به شرف‬
‫فمطلوبم من جنس مطلوب فرعون بلف النفاء الذين يعبدون ال مبة له وذل له وهم ايضا ل‬
‫يثبتون معرفة تصل با النجاة والسعادة بعد الوت بل العروف عندهم وجود مطلق او مقيد بالسلوب‬
‫ول يثبتون بعد الوت تدد نظر إليه إذ الفارقات عندهم ليس فيها حركة أصل ل من الناظر ول من‬
‫النظور إليه وهو خلف ما دلت عليه الدللة الشرعية والعقلية‬
‫فصل‬
‫ث قال‬
‫إشارة الستحل بوسيط الق مرحوم من وجه فإنه ل يطعم لذة البهجة به فيستطعمها إنا‬
‫معارفته مع اللذات‬

‫الخدجة فهو حنون إليها غافل عما وراءها وما مثله بالقياس إل العارفي إل مثل الصبيان‬
‫بالقياس إل الحتنكي فإنم لا غفلوا عن طيبات يرص عليها البالغون واقتصرت بم الباشرة على‬
‫طيبات اللعب وصاروا يتعجبون من أهل الد إذا أزوروا عنها عائفي لا عاكفي على غيها كذلك من‬
‫غض النقص بصره عن مطالعة بجة الق أعلى كفيه با يليه من اللذات لذات الزور فتركها ف دنياه عن‬
‫كره وما تركها إل ليستأجل أضعافها وإنا يعبد ال ويطيعه ليخوله ف الخرة ويشبعه منها فيبعث إل‬
‫مطعم شهى ومشرب هن ومنكح بى إذا بعثر عنه فل مطمح لبصره ف أوله وآخرته إل إل لذات فبقبه‬
‫وذبذبه والستبصر بداية‬

‫القدس ف شجون واجب اليثار قد عرف اللذة الق وول وجهه ستها مترحا على هذا الأخوذ‬
‫عن رشده إل ضده وإن كان ما يتوخاه بكده مبذول له حسب وعده فيقال‬
‫ينبغي أن يفرق بي كون النسان مبا مريدا وبي كونه يعرف أنه مب مريد وكذلك يفرق بي‬
‫كونه سامعا رائيا عالا وبي كونه عالا بكونه كذلك ذاكرا له ومثال ذلك أن النسان ل يفعل اختياريا‬
‫وهو يعلم أنه يفعله إل بإرادة فكل من شهد السجد ليصلي فيه الصلة الاضرة وهو يعلم أنا المعة أو‬
‫الفجر امتنع أن يصلي إل وهو ناو لذه الصلة ومع هذا فقد يظن كثي من الناس أنه ل ينوي أو ل‬
‫تصل له نية حت يتكلم بذلك وربا كرر ذلك ورفع صوته به وآذى من حوله وأصابه من جنس ما‬
‫يصيب الجنون وكذلك العرفة بال فطرية ضرورية كما قد بسط ف موضعه وكذلك حب ال ورسوله‬
‫حاصل لكل مؤمن ويظهر ذلك با إذا خي الؤمن بي أهله وماله وبي ال ورسوله فإنه يتار ال ورسوله‬

‫والؤمنون متفاضلون ف هذه الحبة ولكن النافقون الذين أظهروا السلم ولا يدخل اليان ف‬
‫قلوبم ليسوا من هؤلء وما من مؤمن إل وهو إذا ذكر له رؤية ال اشتاق إل ذلك شوقا ل يكاد يشتاقه‬
‫إل شيء وقد قال السن البصري لو علم العابدون أنم ل يرون ربم ف الخرة لذابت أنفسهم ف‬
‫الدنيا والب ل يقوى بسبب قوة العرفة وسلمة الفطرة ونقصها من نقص العرفة ومن خبث الفطرة‬
‫بالهواء الفاسدة ول ريب أن النفوس تب اللذة بالكل والشرب والنكاح وقد تشتغل النفوس بأدن‬
‫الحبوبي عن أعلها لقوة حاجته العاجلة إليه كالائع الشديد الوع فإن أله بالوع قد يشغله عن لذة‬
‫مناجاته ل ف الصلة ولذا قال ف الديث الصحيح ل يصلي أحدكم بضرة طعام ول وهو يدافع‬
‫الخبثي وإن كانت الصلة قرة عي العارفي والنسان إنا يشتاق إل ما يشعر به من الحبوبات فأما ما‬
‫ل يشعر به فهو ل يشتاق إليه وإن كان لو شعر به لكان شوقه إليه أشد من شوقه إل غيه‬

‫ولا كانت النة فيها كل نعيم يتنعم به العباد من غي تنغيص ما يعرفونه وما ل يعرفونه كما‬
‫قال تعال فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي سورة السجدة ‪ 17‬وقال وفيها ما تشتهيه‬
‫النفس وتلذ العي سورة الزخرف ‪ 71‬وف الصحيح عن النب قال يقول ال تعال إن أعددت‬
‫لعبادي الصالي ما ل عي رأت ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر بله ما اطلعتم عليه ث قرأ فل‬
‫تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي سورة السجدة ‪ 17‬الية وكان النعيم الذي فيها منه ما له نظي‬
‫عند الخاطبي إذا ذكر اشتاقوا إليه ومنه ما ل نظي له عندهم أخبهم ال تعال منه با له نظي فإنه بذلك‬
‫يصل شوقهم ورغبتهم فيما أمروا به ث إذا فعلوا ما أمروا به نالوا بذلك مال يطر بقلوبم كما أخب‬
‫بذلك الكتاب والسنة ولذة النظر وإن كانت أفضل اللذات وسببها وهو حب ال ورسوله موجود ف‬
‫قلب كل مؤمن لكن الظاهر من الب هو الشهوات ومعرفة الناس لكون ذلك مشتهاة ومرغوبا فيها وأن‬
‫مبتها‬
‫غالبة وذكرهم لذلك أظهر من معرفتهم با ف حب ال ورسوله والنظر إليه من ذلك ومن‬
‫ذكرهم لذلك وإن كان ذلك موجودا فيهم فوجود الشيء غي معرفته وذكره وظهوره فذكر ال ف‬
‫كتابه من اللذات الظاهرة كالكل والشرب والنكاح ما يعرف كل أحد أنه لذة وما تشتاق إليه كل‬
‫نفس ويعرفون أنه ما يرغب فيه وذلك ل ينال إل بعبادة ال وطاعته وهم إذا عبدوا ال فقد يصل لم‬
‫من حلوة العرفة والعبادة ما هو أعظم من ذلك وإذا كشف الجاب ف الخرة فنظروا إليه كان ذلك‬
‫أحب إليهم من جيع ما أعطاهم فكان ترغيبهم ف العبادة بذلك شائقا لم إل هذا وكان كمن أسلم‬
‫رغبة ف الدنيا فلم تغرب الشمس إل والسلم أحب إليه ما طلعت عليه الشمس وكمن دخل ف العلم‬
‫والدين لرغبة ف مال أو جاه أو رهبة من عزل أو عقوبة أو أخذ مال فلما ذاق حلوة العلم واليان كان‬
‫ذلك أحب إليه ما طلعت عليه الشمس وإذا كان هذا ف الدنيا فما الظن با ف الخرة وإذا عرفت هذا‬
‫عرفت شيئي أحدها أن كل مؤمن تقق إيانه فإنا يعبد ال وال أحب إليه من كل ما سواه وإن كان ل‬
‫يستشعر هذا ف‬

‫نفسه بل يكون ما يرجوه من الكل والشرب والنكاح وما يافه من العقاب باعثا له على العبادة‬
‫لكن إذا ذاق حلوة اليان وطعم العبادة كان ال أحب إليه من كل شيء وإن كان يغيب عن علمه‬
‫باله حت ل يرغب ول يرهب إل من غي ذلك فما كل مبوب واجب يستحضر ف كل وقت ول‬
‫تصل به الرغبة ول من فواته الرهبة بل تصل الرغبة الرهبة بالحبوب الدن والرهوب الدن ويقوده‬
‫ذلك إل الحبوب العلى وهذا موجود فيمن ذاق طعم الحبوب العلى فإنه قد يعرض له هوى ف‬
‫مبوب أدن فيكون حضوره ودواعي الشهوة إليه يوجب تقديه مع علمه بأنه يفوته بذلك ما هو أحب‬
‫إليه منه وكمن يشتهي شيئا فيتناوله وهو يعلم أنه يضره وأنه يفوته به ما هو أحب إليه بل يعلم أنه‬
‫يوجب له ما يضره وأنه يفوته به ما هو أحب إليه بل يعلم أنه يوجب له ما يضره فإذا حصل له ترهيب‬
‫يصده عن ذلك أو رغبة فيما ترغب فيه نفسه حت يترك ذاك كان هذا دواء نافعا له يشتاق به إل‬
‫الحبوب العلى وال قد أنزل كتابه شفاء لا ف الصدور وهدى للخلق ورحة لم وبعث رسوله‬
‫بالكمة وأما ما ذكره هذا الرجل من الكلم الزخرف الذي قال ال فيه وكذلك جعلنا لكل نب عدوا‬
‫شياطي النس والن يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما‬
‫يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين ل يؤمنون بالخرة وليضوه وليقترفوا ما هم مقترفون سورة النعام‬
‫‪113 112‬‬
‫وذلك أنه عظم من يعبد الق لذاته وعبادة الق تعال لذاته أصل عظيم وهو أصل اللة النيفية‬
‫وأساس دعوة النبياء لكن هذا حاصل فيما جاءت به الرسل ل ف طريق أصحابه فإن أصحابه ل يعبدون‬
‫ال بل ول يبونه أصل بل ول يطيعونه وإنا العبادات عندهم رياضة للنفوس لتصل إل علمهم الذي‬
‫يدعون أنه كمال النفس والكمال عندهم ف التشبيه به ل ف أن يكون مبوبا مرادا ولذا ل يتكلم أحد‬
‫منهم ف مقامات العارفي بثل هذا الكلم الذي تكلم به ابن سينا وهو أراد أن يمع بي طريقهم وطريق‬
‫العارفي أهل التصوف فأخذ ألفاظا مملة إذ فسر مراد كل واحد منها تبي أن القوم من أبعد الناس عن‬
‫مبة ال وعبادته وأنم أبعد عن ذلك من اليهود والنصارى بكثي كثي ولذا يظهر فيهم من إهال‬
‫العبادات والوراد والذكار والدعوات ما ل يظهر ف اليهود والنصارى ومن سلك منهم مسلك‬
‫العبادات فإن ل يهده ال إل حقيقة دين السلم وإل صار آخر أمره ملحدا من اللحدة من جنس ابن‬
‫عرب وابن سبعي وأمثالما وأيضا فإنه استحقر ما وعد الناس به ف الخرة من أنواع النعيم وطلب‬
‫تزهيد الناس فيما رغبهم ال فيه وهو مضادة للنبياء وهو ف القيقة منكر لوجود ذلك كما هو ف‬
‫القيقة منكر لوجود مبة ال ومعرفته والنظر إليه وإنا الذي أثبته من ذلك خيال كما أن الذي أثبته من‬
‫لذة العرفة إنا هو مرد كونه عالا معقول موازيا للعال‬

‫الوجود وظن أنه بذا تصل اللذة الت يسعد با ف الخرة وينجو با من العذاب وهذا ضلل‬
‫عظيم وقد أعرض الرازي عن الكلم على هذا فلم يدحه ول يذمه وأما الطوسي فمدحه عليه لنه‬
‫ملحد من جنسه والكلم على هؤلء مبسوط ف موضعه‬
‫فصل‬
‫ث قال‬
‫إشارة أول درجات حركات العارفي ما يسمونه هم الرادة وهو ما يعترى الستبصر باليقي‬
‫البهان أو الساكن النفس إل العقد اليان من الرغبة ف اعتلق العروة الوثقى فيتحرك سرة إل القدس‬
‫لينال من روح التصال فما دامت درجته هذه فهو مريد إشارة ث إنه يتاج إل الرياضة والرياضة‬
‫متوجهة إل ثلثة أغراض الول تنحية ما دون الق عن مست اليثار والثان تطويع النفس المارة للنفس‬
‫الطمئنة لتنجذب قوى التوهم والتخيل‬

‫إل التوهات الناسبة للمر القدسي منصرفة عن التوهات الناسبة للمر السفلي والثالث تلطيف‬
‫السر للتنبه والول يعي عليه الزهد القيقي والثان تعي عليه أشياء العبادة الشفوعة بالفكرة ث اللان‬
‫الستخدمة لقوى النفس الوقعة لا يلحن با من الكلم موقع القبول من الوهام والثالث نفس الكلم‬
‫الواعظ من قائل زكى بعبارة بليغة ونغمة رخيمة وست رشيد وأما الغرض الثالث فيعي عليه الفكر‬
‫اللطيف والعشق العفيف الذي تأمر فيه شائل العشوق ليس سلطان الشهوة فيقال‬
‫قد ذكر أن الريد يتاج ف الرياضة الت تسمى السلوك إل ثلثة أشياء متعلقة بالقصد والعمل‬
‫والعلم أما القصد فأن ل يقصد إل الق فينحى ما سواه عن طريق القصد فل يقصد إل إياه وهذا حق‬
‫لكن ل يكون إل على دين الرسلي وأما إرادة ال ومبته دون ما سواه فليس هو طريق هؤلء التفلسفة‬
‫بل هو متنع على أصولم الفاسدة وليس زهدهم زهد النبياء ولكن زهدهم للتوفر على مطلوبم الذي‬
‫يرونه كمال ل على عبادة ال‬

‫وأما العمل فهو تطويع قوة النفس المارة بالسوء لقوتا الطمئنة وهذا متفق عليه لكن عند أهل‬
‫اللل أن هذا تكميل لعبادة ال وطاعته وعند اللحدة إنا هو تديب للنفس لتستعد لا جعلوه هم كمال‬
‫وليس القصود هنا ذكر ما ف هذا الكلم من حق وباطل فإن هذا له موضع آخر وإنا القصود ذكر ما‬
‫يتعلق بكلمهم ف قوى التوهم والتخيل فإنه قال لتنجذب قوى التخيل والوهم إل التوهات الناسبة‬
‫للمر القدسي منصرفة عن التوهات الناسبة للمر السفلي فذكر أن القصود انذاب قوى التخيل‬
‫والوهم إل التوهات الناسبة للمر القدسي ول يقل إل التوهات والتخيلت كما قال انذاب قوى‬
‫التخيل والوهم لنه يريد أن يذب قوى التخيل والوهم فالتخيل لصور الحسوسات والوهم لا فيها من‬
‫العان والذب يكون إل التوهات الناسبة للمر القدسي ل إل التخيل فإنه ليس القصود جذبا إل‬
‫صورة متخيلة بل إل أمر متوهم وهو العان الت تبها النفس لن الوهم كما تقدم تصور العان الحبوبة‬
‫ف العيان وهي الت تكون لجلها الولية والعداوة‬

‫والقصود حصول التوهات الناسبة للمر القدسي والنصراف عن التوهات الناسبة للمر‬
‫السفلي والتوهات هي تصور ما يب ويبغض ويوال ويعادي ويوافق ويالف ويرجي وياف من العان‬
‫الت ف العيان فييد أن يتصور ما يب ويرجي لينجذب إليه وما يكره وياف لينجذب عنه ويكون ما‬
‫يب ويرجي ف المر القدسي والكروه والخوف ف المر السفلي وقد ذكر أن الراد العبود لذاته هو‬
‫ال تعال فل بد أن يتصور ما يوجب حبه ال وبغضه لا يصرفه عن ذلك وأن يتصور من رجائه وخوفه‬
‫ما يصرفه إليه كما يتصور ف الدنيا ما يذبه عنها وإذا كان قد قال هذا مع قوله إن الوهم أن يتصور ف‬
‫الحسوسات أمرا غي مسوس ل يكن هذا حت يتصور ف حق ال تعال ما يوجب انذاب القلب إليه‬
‫وقد سى ذلك توها وقوله‬
‫ولتنجذب قوة التخيل والوهم إل التوهات الناسبة للمر القدسي إن أريد التوهات الناسبة‬
‫لقدس الرب تعال مثل كونه هو الذي يستحق أن يعبد ويمد وأمثال ذلك من العان الناسبة لعبادته فقد‬
‫جعل الشعور بذه من باب التوهم‬

‫وإن أريد به توهم معان ف غي الرب فتلك ل يتاج إليها ف عبادته تعال فل يتاج العابد ل إل‬
‫أن يتصور ما يناسب مبته ل وعبادته بشعوره با يوجب مبة ال وعبادته إياه دون ما سواه فإن عبادة‬
‫ال وحدة تصل إذا عرف من ال ما تصل به مبته ل فل يتاج أن يعرف من غيه ما يوجب مبته ل‬
‫ولو قدر أن تصوره لغيه يوجب مبته فقد جعل طلب ما يوجب انذاب قوة التخيل والوهم إل‬
‫التوهات الناسبة للمر القدسي فهذه المور سواء كانت صفات ل أو أمورا تقتضي مبة ال فإنه‬
‫جعلها من باب التوهم وهذا يوجب كون ال عاليا على خلقه من وجوه أحدها‬
‫أنه قد ذكر أن اليوانات ناطقها وغي ناطقها تدرك ف الحسوسات الزئية معان جزئية غي‬
‫مسوسة ول متأدية من طريق الواس وهذه قوة الوهم كما تقدم فإذا كان قد قال مع ذلك إنه ل بد من‬
‫تطويع القوة المارة للقوة الطمئنة لتنجذب قوى التخيل والتوهم إل التوهات الناسبة للمر القدسي‬
‫منصرفة عن التوهات الناسبة للمر السفلي والتوهات الناسبة لرادة ال وحده إنا تكون بتصور معن‬
‫فيه يوجب انذاب القلب إليه وهو سبحانه ينع تصوره من وقوع الشركة فيه فإنه واحد ل شريك له‬
‫وهم يقولون انصر نوعه ف شخصه فل يوز أن يكون‬

‫التصور الاذب للقلب إليه وحده إل تصور معي ف معي وهذا هو التوهم عندهم فهذا تصريح‬
‫منهم بأن التوهم تصور صفاته فقولم مع ذلك بنفي إدراك هذه القوة له تناقض الثان‬
‫أن القوة التوهة إذا كانت ل تتصور إل ف معي والعي ل يكون كليا امتنع أن يكون هذا‬
‫معقول إذا كانت العقولت هي الكليات كما قد يقولونه ولنه ل حجة لم على إثبات معقول غي‬
‫الكليات الثالث‬
‫أن هذا يوجب أن يكون مسوسا أي يكن الحساس به وهو رؤيته كما ثبت أنه يرى ف‬
‫الخرة لن التوهم عندهم أن يتصور ف الحسوس ما ليس بحسوس فإذا كان هو سبحانه يب أن‬
‫يوال ويب دون ما سواه وكان ذلك بتوهم المور الناسبة لذلك التوهم وهو تصور أمر غي مسوس‬
‫ف معي مسوس لزم أن يكون هومعينا مسوسا الوجه الرابع‬
‫أنه جعل الذي يعي على تطويع النفس ثلثة أشياء العبادة الشفوعة بالفكرة ث اللان‬
‫الستخدمة لقوى النفس الوقعة لا لن با من الكلم موقع القبول من الوهام والثالث نفس الكلم‬
‫الواعظ ومعلوم أن العبادة ل تكون إل بقصد وإرادة والقصد والرادة‬

‫الذي تتجذب معه قوى التخيل والتوهم إل التوهات الناسبة لعبادة ال منصرفة عن الناسبة‬
‫للمر السفلي ل يكون إل إذا تصور ف الراد الذي انذبت إليه قوة التوهم ما يوجب إرادته ومبته‬
‫فتكون إرادته توجب موالته ومبته بل وخوفه ورجاءه وهذا كله عندهم من عمل القوة التوهة فدل‬
‫على أنه ل بد عندهم أن يكون الق تعال ما يتعلق الوهم بعان فيه وهذا لزم لكلمهم ل ميد عنه‬
‫الوجه الامس‬
‫أنه قال الوقعة لا لن با من الكلم موقع القبول من الوهام فبي أنه يطلب كون الوهم يقبل‬
‫الكلم اللحن والقوة الوهية هي الت تدرك العن الحبوب والكروه ف العي الحسوس الزئي كما‬
‫تقدم فدل بذا على أن الكلم اللحن يكون فيه ما يوجب قبول الوهم للكلم الذي يدعو إل عبادة ال‬
‫ومبته وذلك با تقدم من كون الوهم هو الذي يشعر بالعان الت تب وتبغض وتوال وتعادي فكان‬
‫حب العبد لربه وعبادته إياه مشروطا بتوهه ف ربه ما يبه العبد فوجب كون الرب عندهم مسوسا‬
‫وكون الوهم يتصور فيه ما يب لجله السادس‬
‫أنه قال لينجذب التخيل والوهم إل التوهات الناسبة للمر القدسي منصرفة عن التوهات‬
‫الناسبة للمر السفلي‬

‫والسفلي ضد العلوي فدل ذلك على أن القدسي علوي فإن قيل‬


‫يراد بذلك علو القدر أو الصفات قيل‬
‫هذا ل يصح هنا لن قوى الوهم إنا تنجذب إل معان غي مسوسة ف أمر مسوس وما كان‬
‫مسوسا أمكن أن يكون فوق العال السابع‬
‫أن يقال ما أشار إليه من هذه العان وإن كان التعبي عنه بعباراته غي معروف فهذا هو الذي‬
‫فطر ال عليه عباده فإنم إذا حزبم أمر احتاجوا فيه إل توجيه قلوبم إل ال توجهوا إل العلو وتصوروا‬
‫أن ال جواد كري ييب دعوة الضطر إذا دعاه ويرزقهم وينصرهم فعرفوا منه ما يوافق مطلوبم‬
‫ومرادهم ومبوبم وهذا هو الذي يسميه هؤلء التوهم وأيضا فمن كان مبا له مبا لذكره متلذذا‬
‫بناجاته فإنه يد ف فطرته معن يطلب العلو ويتصور أن ربه متصف با يستحق لجله أن يعبد ويب‬
‫ويطاع وهذا هو الذي يسمونه التوهم ويد قلبه منصرفا إل العلو منصرفا عن السفل إل إذا كان قد‬
‫غيت فطرته فإن قيل له ربك ليس فوق أو غي ذلك بأن يقال ليس ف‬

‫جهة أو ل يتص أو ل تصره أو نو ذلك من العبارات الجملة الت يراد با أنه ليس فوق‬
‫فيحتاج حينئذ أن يصرف فطرته علما وإرادة عما فطر عليه فما ذكره ف مقامات العارفي موافق لا‬
‫فطر ال عليه عباده أجعي بلف ما ذكره هناك فإنه مالف للفطرة كما تقدم الثامن‬
‫أن الشرائع اللية جاءت با يوافق الفطرة التاسع‬
‫أنه قد اتفق على ذلك سلف المة العاشر أنه دلت على ذلك الدلئل العقلية اليقينية الادي‬
‫عشر‬
‫أن موجب ما ذكروه أن ل يكون الرب معبودا إل يتعلق العن الذي سوه الوهم به وأن من‬
‫نفى تعلق الوهم بعن ف الرب فقد أبطل كون الرب مبوبا معبودا فمن قال بعد ذلك إنه ل يقبل ف‬
‫الليات هذه القضايا الوهية فقد نفى كون الرب مستحقا لن يعبد وأن يب وهذا حقيقة قولم ولذا‬
‫كان حقيقة قولم تعطيل الرب عن أن يكون موجودا وأن يكون مقصودا وأن يكون معبودا وعلى هذا‬
‫كانت أئمتهم كالقرامطة الباطنية الذين قادوا حقيقة قولم وكذلك باطنية الصوفية الذين وافقوهم‬
‫كأصحاب ابن عرب وابن سبعي فإن الذين عرفوا حقيقة قولم كالتلمسان كانوا من أبعد‬

‫الناس عن عبادة ال وطاعته وطاعة رسله وأشدهم فجورا وتعديا لدود ال وانتهاكا لحارمه‬
‫ومالفة لكتابه ولرسوله وقد بسط الكلم على هذا ف غي هذا الوضع وحينئذ فنقول قوله إن القضايا‬
‫الوهية كاذبة إن أراد به القضايا الكلية الت تناقض معقول فتلك عندهم ليست من قضايا الوهم وإن‬
‫أراد به ما يدركه الوهم من المور العينة ف الحسوسات فتلك صادقة عنده ل كاذبة وهي ل تعارض‬
‫الكليات وقوله إن الوهم النسان يقضي با قضاء شديد القوة لنه ليس يقبل ضدها ويقابلها فيقال له‬
‫هذا يقتضي تكنها من الفطرة وثبوتا ف النفس وأن الفطرة ل تقبل نقيضها وهذا يقتضى‬
‫صحتها وثبوتا ل ضعفها وفسادها وأما قوله‬
‫لن الوهم تابع للحس فما ل يوافق الحسوس ل يقبله الوهم فيقال له‬
‫إن أردت بالوهم التابع للحس ما سيته وها وهو توهم معان جزئية غي مسوسة ف‬
‫الحسوسات الزئية فل ريب أن‬

‫الوهم تابع للحس وهذا الوهم قد ذكرت أنه صحيح مطابق كالس فإن قدحت ف هذا قدحت‬
‫ف الس وإن جعلت هذا معارضا للعقل كان بنلة جعل الس معارضا للعقل وإن أردت بالوهم ما‬
‫يقضي قضاء كليا أن إثبات موجود ل داخل العال ول خارجه مال ونو ذلك من القضايا الكلية الت‬
‫تزعم أنا معارضة للعقل كان هذا الكلم باطل من وجهي أحدها‬
‫أن هذه قضايا كلية مطلقة والوهم قد ذكرت أن تصوراته جزئية فل يكون هذا من الوهيات‬
‫الثان‬
‫أن يقال هذه القضايا الكلية كسائر القضايا الكلية الت مبادئها من الس كالقضاء بأن السواد‬
‫والبياض يتضادان والركة والسكون يتناقضان والسم الواحد ل يكون ف مكاني وأمثال ذلك بل هذه‬
‫بنلة الكم بأن الوجود إما أن يكون قائما بنفسه وإما أن يكون قائما بغيه وإما أن يكون قديا وإما أن‬
‫يكون مدثا وإما أن يكون واجبا بنفسه وإما أن يكون مكنا بنفسه وأمثال ذلك فالقدح ف هذه القضايا‬
‫الكلية كالقدح ف تلك فإن جاز القدح ف هذه لن مبادئها الس جاز القدح ف تلك وإل فل إذ الس‬
‫وما يتبعه ما يسمونه توها وتيل ل يدرك إل أمورا معينة جزئية ث يقضي الذهن قضاء كليا فإن جاز أن‬
‫تكون تلك القضايا الكلية باطلة بسبب كون مبدئها من هذا الوهم الذي هو ف الصل صحيح‬

‫عندهم جاز أن تكون القضايا الكلية باطلة إذا كان مبدئها من الس عندهم ولو قال قائل يكن‬
‫ف الوجود غي الحسوس أن يكون ل واجبا ول مكنا ول قديا ول مدثا ول قائما بنفسه ول قائما‬
‫بغيه كان بنلة قول القائل يكن فيه أن يكون ل مباينا لغيه ول مايثا له ول مداخل له ول خارجا عنه‬
‫وإن جاز أن يقال لذا هذه قضايا وهية والوهم تابع للحس جاز أن يقال للول وهذه قضايا وهية أو‬
‫يقال قضايا حسية وحكم الس والوهم ل يقبل إل ف السيات فل يكم ف الوجود الطلق وتوابعه لن‬
‫ذلك معقول غي مسوس فما به ترد تلك القضايا الكلية يكن أن يقال ف أمثالا من القضايا الكلية‬
‫التناولة لميع الوجودات والعلومات وأما قوله ف بيان أنا كاذبة من العلوم أن الحسوسات إذا كان‬
‫لا مبادئ وأصول كانت تلك قبل الحسوسات ول تكن مسوسة ول يكن وجودها على نو وجود‬
‫الحسوسات فلم يكن أن يتمثل ذلك الوجود ف الوهم‬
‫فيقال له‬
‫هذا كلم على تقدير أن يكون للمحسوسات مباد ل يكن تعلق الس با وهذا هو رأس‬
‫السألة وأول الناع فإذا جعلت هذا حجة ف إثبات مطلوبك فقد صادرت على الطلوب ث يقال لك‬
‫الوهم إنا يتصور عندك ف المور الزئية وهذه القضايا كلية ل جزئية ويقال لك أيضا هذا بعينه يرد‬
‫عليك ف تقسيم الوجود إل قائم بنفسه وبغيه وقدي ومدث وجوهر وعرض وعلة ومعلول ونو ذلك‬
‫فإن ما ذكرته من هذه القضايا يتناول هذه ويقال لك ما تعن بقولك إن الحسوسات إذا كان لا مباد‬
‫وأصول كانت قبل الحسوسات أتعن به أن ما أحسسناه له مباد وأصول ل نسها أم تعن به أن ما‬
‫يكن أن يس به يب أن يكون له مبدأ ل يكن الحساس به فإن عنيت الول فهو مسلم لكن ل يلزم‬
‫من عدم إحساسنا با أن ل يكون الحساس با مكنا ول يقول عاقل إن كل ما ل نشهده الن ل يكن‬
‫أن نشهده بعد الوت أو ف وقت آخر فإنه ما من عاقل إل يوز أن يكون فوق الفلك ما ل نشهده‬
‫الن بل يوز أن تكون هناك أفلك ونوم ل ندركها فضل عن غيها وإن قال إنه ل بد أن يكون لكل‬
‫ما يكن أن يس به مبدأ ل‬

‫يكن أن نس به فهذا منوع وهو رأس السألة ول يذكر عليه دليل وهو ف إشاراته ل يذكر‬
‫على ذلك من الدلة إل ما ذكره الرازي وأمثاله فإن قال ف الوجود وعلله إنه قد يغلب على أوهام الناس‬
‫أن الوجود هو الحسوس وأن ما ل يناله الس بوهره ففرض وجوده مال وأن ما ل يتخصص بكان‬
‫أو يوضع بذاته كالسم أو بسبب ما هو فيه كأحوال السم فل حظ له من الوجود قال‬
‫وأنت يتأتى لك أن تتأمل نفس الحسوس فتعلم منه بطلن قول هؤلء فإنك ومن يستحق أن‬
‫ياطب تعلمان أن هذه الحسوسات قد يقع عليها اسم واحد ل على الشتراك الصرف بل بسب معن‬
‫واحد مثل اسم النسان فإنكما ل تشكان ف أن وقوعه على زيد وعمرو بعن واحد موجود فذلك‬
‫العن الوجود ل يلو إما أن يكون بيث يناله الس أو ل يكون فإن كان بعيدا من أن يناله الس فقد‬
‫أخرج التفتش من الحسوسات ما ليس بحسوس وهذا‬

‫أعجب وإن كان مسوسا فله ل مالة وضع وأين ومقدار معي وكيف معي ل يتأتى أن يس‬
‫بل ول أن يتخيل إل كذلك فإن كل مسوس وكل متخيل فإنه يتخصص ل مالة بشيء من هذه‬
‫الحوال وإذا كان كذلك ل يكن ملئما لا ليس بتلك الال فلم يكن مقول على كثيين يتلفون ف‬
‫تلك الال فإذن النسان من حيث هو واحد بالقيقة بل من حيث القيقة الصلية الت ل تتلف فيها‬
‫الكثرة غي مسوس بل معقول صرف وكذلك الال ف كل كلي فهذا لفظه وأتباعه مشوا خلفه فأثبتوا‬
‫ما ليس بحسوس بإثبات الكليات العقولة وقد عرف بالضطرار أن الكليات ل تكون كلية إل ف العقل‬
‫ل ف الارج بل ليس ف الارج كلي ألبتة والذي يقال أنه كلي طبيعي ل يوجد إل معينا جزئيا فما‬
‫كان كليا ف العقل يوجد ف الارج معينا ل كليا كما قد بسط ف موضعه فهذا الكلم وأمثاله هو‬
‫الذي يثبت به أن الوجود مبادئ ل يكن أن يس با وأما قوله إذا كانت للمحسوسات مبادئ كانت‬
‫غي مسوسة فتلبيس لن لفظ الحسوس يراد به ما هو مسوس لنا‬

‫بالفعل وما يكن إحساسه ول ريب أن الحسوسات بالفعل لا مبادئ غي مسوسة لكن ل‬
‫قلت إن كل ما يكن إحساسه له مبدأ ل يكن إحساسه هذا حكاية الذهب وأما قوله‬
‫ولذا كان الوهم مساعدا للعقل ف الصول الت تنتج وجود تلك البادئ فإذا تعديا معا إل‬
‫النتيجة نكص الوهم وامتنع عن قبول ما سلم موجبه فهذا منوع وقد عرف أن أدلته على إثبات ذلك من‬
‫جنس هذه الدلة الت أثبت با الوجودات العقلية الثابتة ف الارج بإثبات كليات وهو مثل إثباته لا كان‬
‫خارج الذهن ث يقال له الوهم الساعد للعقل إن أردت به ما سيته وها وهو ما يتصور ف الحسوسات‬
‫الزئية معان غي مسوسة كالصداقة والعداوة فليس ف هذه التصورات مقدمة تساعد على إثبات‬
‫موجود ل يكن الحساس به بل تلك القدمات مثل إثبات الكليات وأمثالا ليس فيها مقدمة يتصورها‬
‫هذا الوهم وإن أردت بالوهم الساعد ما يقضي قضايا كلية مثل قضاء الذهن بأن بي هذا النسان وهذا‬
‫النسان إنسانية مشتركة ونو ذلك فهذه قضايا عقلية ل وهية وأيضا فالقاضي بإثبات إنسانية مطلقة‬
‫هو القاضي بأن كل‬

‫موجودين ل بد أن يكون أحدها مباينا للخر أو مايثا له كما أنه هو القاضي بأن كل‬
‫موجودين ل بد أن يقارن وجود أحدها الخر أو يتقدم عليه وأن كل موجود فلبد أن يكون قائما‬
‫بنفسه أو بغيه فهذه القضايا الكلية إن سيتها وهية كانت العقليات هي الوهيات وإن سيتها عقليات‬
‫وقدرت تناقضها لزم تناقض العقليات واعلم أن هؤلء قد ييبون بواب يكن أن ياب به كل من قدح‬
‫ف العقليات الكلية وقولك‬
‫فإذا تعديا معا إل النتيجة نكص الوهم يقال لك‬
‫ما الوهم الناكص أهو الذي سيته وها فذاك إنا يتصور معان جزئية فليس له ف الكليات حكم‬
‫ل بقبول ول رد فل يقال فيه ل يقبل ول ينكص كما ل يقال ف القضايا الكلية إن الس يقبلها ول‬
‫يردها كما ل يقال إن البصر ييز بي الصوات والسمع ييز بي اللوان وإن قلت إن العقل يثبت‬
‫موجودا معينا ل يكن الشارة إليه والوهم ل يتصور معينا ل يشار إليه‬

‫فيقال لك العقل إنا يثبت أمورا كلية مطلقة ل يثبت شيئا معينا إل بواسطة غيه كالس وتوابع‬
‫الس ولذا كان القياس العقلي النطقي ل ينتج إن ل يكن فيه قضية كلية وإذا أردنا أن ندخل شيئا من‬
‫العينات تت القضايا الكلية فل بد من تصور للمعينات غي التصور للقضايا الكلية فإذا علمنا أن كل‬
‫شيء فإما قائم بنفسه وإما بغيه وأن كل موجود فإما واجب بنفسه وإما مكن بنفسه وأن كل موجود‬
‫فإما قدي وإما مدث وأن كل موجود أو كل مكن فهو إما جوهر وإما عرض وأردنا أن نكم على‬
‫معي بأنه قدي أو مدث أو جوهر أو عرض أو واجب أو مكن أو نو ذلك فل بد من أن نعينه بغي ما‬
‫به علمنا تلك القضية الكلية فتصور العي الداخل ف القضية الكلية شيء وتصور القضية الكلية شيء‬
‫آخر فليتدبر الفاضل هذا ليتبي له أن من ل يثبت موجودا يكن الحساس به ل يثبت إل قضايا كلية ف‬
‫الذهان كما يثبتون العدد الطلق والقدار الطلق والقائق الطلقة والوجود الطلق وكل هذه أمور ثابتة‬
‫ف الذهان ل موجودة ف العيان ولذا من أثبت أن ف الوجود موجودا واجبا قديا وقال إنه يتنع‬
‫الشارة إليه امتنع أن يكون عنده معينا متصا ولزم أن يكون مطلقا مردا ف الذهن فل حقيقة له ف‬
‫الارج‬

‫وهذا مذهب أئمة الهمية فإنم يثبتون موجودا مطلقا يتنع وجوده ف الارج فابن سينا وأتباعه‬
‫يقولون هو وجود مطلق بشرط نفي جيع المور الثبوتية وهو أبلغ القوال ف كونه معدوما وآخرون‬
‫يقولون هو مطلق بشرط نفي المور الثبوتية والسلبية ل بشرط شيء من المور الثبوتية والسلبية كما‬
‫يقول هذا وهذا طائفة من ملحدة الباطنة ومن وافقهم من الصوفية ومن العلوم أو الوجود الشروط فيه‬
‫نفي هذا وهذا متنع فكيف بالشروط فيه النفي فإن ما اشترط فيه العدم كان أول بالعدم ما ل يشترط‬
‫فيه وجود ول عدم وما اشترط فيه نفي الوجود والعدم جيعا وهذا هو الطلق بشرط الطلق وهم‬
‫يقررون ف منطقهم ما هو متفق عليه بي العقلء من أن الطلق بشرط الطلق ل وجود له ف الارج‬
‫ويقررون أن الفصول الميزة بي موجودين ل بد أن تكون أمورا وجودية ل تكون عدمية وهم ل ييزون‬
‫الوجود الواجب عن الوجود المكن إل بأمور عدمية ومن ظن أن مذهب ابن سينا إثبات وجود خاص‬
‫بنلة الوجود الشروط‬
‫بسلب جيع القائق فجعل فيه وجودا مشتركا ووجودا متصا فلم يفهم مذهبه كما فعل ذلك‬
‫الطوسى منتصرا له فلم يفهم مذهبه والقونوى وأمثاله يقولون هو الطلق ل بشرط وهذا إما أن يكون‬
‫متنعا ف الارج وإما أن يكون جزءا من المكنات فيكون الواجب جزءا من المكنات وقد بسط بيان‬
‫تناقض أقوالم ف غي هذا الوضع واعتب ما ذكرناه من أن كل ما يثبتونه بالبهان القياسي فإنه قضايا‬
‫كلية مطلقة بأنم إذا أرادوا أن يعينوا شيئا موجودا ف الارج داخل ف تلك القضية الكلية عينوه إما‬
‫بالس الباطن أو الظاهر إذ العقل يدرك الكليات والس هو الذي يدرك الزئيات فإذا أثبتوا أن الركة‬
‫الدارية مسبوقة بالتصور وأرادوا تعيي ذلك عينوا إما نفس النسان فيشيون إليها وإما النفس الفلكية‬
‫فيشرون إل الفلك وإن أثبتوا وجود موجود معي ف الارج يدخل تت هذه القضية من غي إشارة إليه‬
‫تعذر ذلك عليهم وكذلك إذا ثبت بالعقل أن الكل أعظم من الزء وأن المور الساوية لشي واحد‬
‫متساوية وأن الشيء الواحد ل يكون موجودا معدوما ونو ذلك فمت أراد النسان إدخال معي ف هذه‬
‫القضية‬

‫الكلية أشار إليه والقضايا الكلية تارة يكون لزئياتا وجود ف الارج وتارة تكون مقدورة ف‬
‫الذهان ل وجود لا ف العيان وهذه كثيا ما يقع فيها الغلط واللتباس وليس القصود الول بالعلم إل‬
‫علم ما هو ثابت ف الارج وأما القدرات الذهنية فتلك بسب ما يطر للنفوس من التصورات سواء‬
‫كانت حقا أو باطل وما يثبته هؤلء النفاة من إثبات موجود ل يكن الشارة إليه ول هو داخل العال‬
‫ول خارجه عند التأمل والتدبي تبي أنه من القدرات الذهنية ل من الوجودات العينية وغي ابن سينا‬
‫وأتباعه من النطقيي مثل أب البكات صاحب العتب وغيه ل يرجوا هذه القضايا الت ساها ابن سينا‬
‫وهيات من الوليات البديهيات كما أخرجها ابن سينا وما أظن صاحب النطق أرسطو أخرجها أيضا‬
‫وأما قوله‬
‫وهذا الضرب من القضايا أقوى ف النفس من‬

‫الشهورات الت ليست بأوليه وتكاد تشاكل الوليات وتدخل ف الشبهات با إل آخره يقال له‬
‫هذا أيضا ما يبي قوتا وصدقها فإنم اعترفوا بأنا أقوى من الشهورات الت ليست بأولية وهذه‬
‫الشهورات عند أكثر العقلء من العقليات الضروريات فإذا كانت هذه أقوى منها لزم أن تكون أقوى‬
‫من بعض العقليات الضروريات وذلك يوجب صدقها وذلك أنه قال فأما الشهورات فمنها هذه‬
‫الوليات ونوها ما يب قبوله ل من حيث هي واجب قبولا بل من حيث عموم العتراف با ومنها‬
‫الراء السماة بالحمودة وربا خصصناها باسم الشهورة إذ ل عمدة لا إل الشهرة وهي أن لو خلى‬
‫النسان وعقله الجرد ووهه وحسه ول يؤدب بقبوله قضايا ما والعتراف با ول يكنه الستقرار بظنه‬
‫القوي إل حكم لكثرة الزئيات ول يستدع إليها ما ف طبعه النسان من الرحة والجل والنفة‬
‫والمية وغي ذلك ل يقض با النسان طاعة لعقله أو وهه‬

‫وحسه مثل حكمنا أن سلب مال النسان للنسان قبيح وأن الكذب قبيح ومن هذا النس ما‬
‫يسبق إل وهم كثي من الناس وليس شيء من هذا يوجبه العقل الساذج ولو توهم النسان نفسه وأنه‬
‫خلق دفعة تام العقل ول يسمع أدبا ول يطع انفعال نفسانيا أو خلقا ل يقض ف أمثال هذه القضايا‬
‫بشيء بل أمكنه أن يهله ويتوقف فيه وليس كذلك حال قضائه لن الكل أعظم من الزء وهذه‬
‫الشهورات قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة وإن كانت صادقة فليست تنسب إل الوليات ونوها إذا‬
‫ل تكن بينة الصدق عند العقل الول إل بنظر وإن كانت ممودة عنده والصادق غي الحمود وكذلك‬
‫الكاذب غي الشنيع ورب شنيع حق ورب ممود كاذب‬

‫والشهورات إما من الواجبات وإما من التأديبات الصلحية وما تتطابق عليها الشرائع اللية وإما‬
‫خلقيات وانفعاليات وإما استقرائيات وهي إما بسب الطلق وإما بسب صناعة قلت‬
‫ليس هذا موضع بسط القول قال ابن سينا‬
‫وأما القضايا الوهية الصرفة فهي قضايا كاذبة إل أن الوهم النسان يقضي با قضاء شديد‬
‫القوة لنه ليس يقبل ضدها ومقابلها بسبب أن الوهم تابع للحس فما ل يوافق الس ل يقبله الوهم ومن‬
‫العلوم أن الحسوسات إذا كان لا مبادىء وأصول كانت تلك قبل الحسوسات ول تكن مسوسة ول‬
‫يكن‬

‫وجودها على نو وجود الحسوسات فلم يكن أن يتمثل ذلك الوجود ف الوهم ولذا كان‬
‫الوهم مساعدا للعقل ف الصول الت تنتج وجود تلك البادىء فإذا تعديا معا إل النتيجة نكص الوهم‬
‫وامتنع عن قبول ما سلم موجبه وهذا الضرب من القضايا أقوى ف النفس من الشهورات الت ليست‬
‫بأولية وتكاد تشاكل الوليات وتدخل ف الشبهات با وهي أحكام للنفس ف أمور متقدمة على‬
‫الحسوسات أو أعم منها على نو ما يب أن ل يكون لا وعلى نو ما يب أن يكون أو يظن ف‬
‫الحسوسات مثل اعتقاد العتقد أنه ل بد من خلء ينتهي إليه اللء إذا تناهى وأنه ل بد ف كل موجود‬
‫من أن يكون مشارا إل جهة وجوده فيقال له‬
‫هذا الكلم إنا يصح أن لو ثبت وجود أمور ل يكن الحساس با حت يكون حكم هذه ف ما‬
‫هو مقدم على تلك أو ما هو أعم منها وثبوت وجود هذه المور إنا يصح إذا ثبت إمكان ذلك وإمكان‬
‫ذلك إنا يصح إذا ثبت بطلن هذه القضايا الت يسميها الوهيات فلو أبطلت هذه الوهيات بإثبات ذلك‬
‫لزم الدور فإن هذه القضايا تكم بامتناع وجود ما ل يكن الشارة إليه والقدمات‬

‫الت تثبت ذلك ليست مسلمة عندها بل ل يكن عندها تسليم ما يستلزم نقيض ذلك فإنه قدح‬
‫ف الضروريات بالنظريات وأيضا فالوهم عندهم إنا يتصور معان جزئية وهذه قضايا كليه فامتنع أن‬
‫تكون وهية وأيضا فما يثبت به وجود هذه الوجودات قضايا سوفسطائية كما يبي ف موضعه وأما‬
‫قوله‬
‫وهذه الوهيات لول مالفة السنن الشرعية لا لكانت تكون مشهورة وإنا تثلم ف شهرتا‬
‫الديانات القيقية والعلوم الكمية فيقال له‬
‫هذا من أصدق الدليل على صحتها وذلك أن هذه مشهورة عند جيع المم الذين ل تغي‬
‫فطرتم وعند جيع المم التبعي لسنن النبياء عليهم الصلة والسلم من السلمي واليهود والنصارى‬
‫وإنا يقدح فيها البتدعة من أهل الديانات كالعتزلة ونوهم وابن سينا لا كان من أتباع القرامطة‬
‫الباطنية وهو يعاشر أهل الديانات البتدعي من الرافضة والعتزلة أو من فيه شعبة من ذلك‬

‫وهؤلء يقولون إن ال ليس فوق العرش ل تكن هذه مشهورة عند هؤلء ومن العلوم باتفاق‬
‫هؤلء وغيهم أن النبياء ل يقدحوا ف هذه القضايا ول أخبوا با يناقضها بل أخبار النبياء كلها توافق‬
‫هذه القضايا والقرآن والتوراه والنيل فيها من الوافق لذه القضايا ما ل يصيه إل ال وكذلك ف‬
‫الخبار النبوية والثار السلفية بل ل يعرف عن أحد من الصحابة والتابعي وتابعيهم قول يناقض إثبات‬
‫هذه القضايا وابن سينا وأمثاله مقرون بأن الكتب اللية إنا جاءت با يوافق مذهب الثبتة للصفات‬
‫والعلو ل با يناقض ذلك وهم يسمون ذلك تشبيها ويقولون الكتب اللية إنا جاءت بالتشبيه ويعلون‬
‫هذا ما احتجوا به كما قد حكينا كلمه ف ذلك وأنه احتج بذلك على هؤلء الذين وافقوه على نفي‬
‫الصفات والعلو وقال إذا كان هذا التوحيد الق والنبياء ل تب به بل بنقيضه فكذلك ف أمر العاد‬
‫فكيف يزعم مع هذا أن السنن الشرعية والديانات القيقية منعت هذه أن تكون مشهورة فعلم أن الانع‬
‫لشهرتا هو قول ل يوجد عن النبياء وأتباع النبياء وأن شهرتا إنا امتنعت بي هؤلء الذين ابتدعوا‬
‫قول ليس مشروعا‬

‫وحينئذ فيكون الانع من شهرتا عند من ل تشتهر عنده سنة بدعية ل شرعية وديانة وضعها‬
‫بعض الناس ليست منقولة عن نب من النبياء ول ريب أن الشركي والبدلي من أهل الكتاب لم‬
‫شرائع وديانات ابتدعوها ووضعوها وتلك ل يب قبولا عند العقلء وإنا يب أن يتبع ما يثبت نقله عن‬
‫النبياء العصومي صلوات ال وسلمه عليهم وكذلك قوله إنه يثلم ف شهرتا العلوم الكمية فيقال له‬
‫قد نقل غيك عن الفلسفة القدماء أنم كانوا يقولون بوجب هذه القضايا كما بي ذلك ابن رشد‬
‫الفيد وغيه بل النقول عن متقدمي الفلسفة وأساطينهم قبل أرسطو وعن كثي من متأخريهم القول با‬
‫هو أبلغ من هذه القضايا من قيام الوادث بالواجب وما يتبع ذلك كما تقدم نقل بعض ذلك عنهم‬
‫وقوله‬
‫ول يكاد الدفوع عن ذلك يقاوم نفسه ف دفع ذلك لشدة استيلء الوهم فيقال له‬
‫هذا يدل على تكنها ف الفطرة وثبوتا ف البلة وأنا مغروزة ف النفوس فمن دفع ذلك عن‬
‫نفسه ل يقاوم نفسه ول يكنه دفعها عن نفسه‬

‫وهذا حد العلم الضروري وهو الذي يلزم نفس العبد لزوما ل يكنه معه دفعه عن نفسه فإذا ل‬
‫يكن النسان أن يدفع هذه القضايا عن نفسه ول يقاوم نفسه ف دفعها تبي أنا ضرورية وأن هؤلء‬
‫الدافعي لا يريدون تغيي فطرة ال الت فطر الناس عليها وتغيي خلقه كأمثالم من الاحدين الكذبي‬
‫بالق الذين يكذبون بالق العلوم بالبهتان والسفسطة وأن قدحهم ف هذه كقدح أمثالم من‬
‫السوفسطائية ف أمثال هذه وأما قوله‬
‫لشدة استيلء الوهم فقد قلنا غي مرة قد فسروه بالقوة الت تتصور معان جزئية ف مسوسات‬
‫جزئية وهذا الوهم إنا تصرفه ف الزئيات من العان وأما هذه القضايا فهي قضايا كلية فهي من حكم‬
‫العقل الصريح فالخالف لا مالف لصريح العقل وهو التبع لقضايا الوهم الفاسد فإنه يثبت موجودا‬
‫مطلقا بشرط الطلق أو موجودا ل داخل العال ول خارجه وهذا الوجود ل يثبته ف الارج إل الوهم‬
‫واليال الفاسد ل يثبته ل عقل صريح ول نقل صحيح بل ول وهم مطابق ول خيال مستقيم كما ل‬
‫يثبته حس سليم فنفاة ذلك ينفون موجب العقل والشرع والس السليم والوهم الستقيم واليال القوي‬
‫ويثبون ما ل يدرك إل بوهم فاسد وخيال فاسد‬
‫وقوله‬
‫على أن ما يدفعه الوهم ول يقبله إذا كان ف الحسوسات فهو مدفوع منكر فيقال له‬
‫هذا أيضا حجة عليكم فإن النازع يقول إنه ل يقم دليل شرعي ول عقلي على إثباث موجود ل‬
‫يكن أن يعرف بالس بوجه من الوجوه وإن كان ل يكن أن يعرفه كثي من الناس بسه ول يكن أن‬
‫يعرف بالس ف كثي من الحوال وقد عرف من مذهب السلف وأهل السنة والماعة أن ال يكن أن‬
‫يرى ف الخرة وكذلك اللئكة والن يكن أن ترى وما يقوم بالرئيات من الصفات يكن أن يعرف‬
‫بطريقها كما تعرف السموعات بالسمع واللموسات باللمس ويقول إن الرسل صلوات ال عليهم‬
‫قسموا الوجودات إل غيب وشهادة وأمروا النسان باليان با أخبوا به من الغيب وكون الشيء‬
‫شاهدا وغائبا أمر يعود إل كونه الن مشهودا أو ليس الن بشهود فما ل يكن الن مشهودا يكن أن‬
‫يشهد بعد ذلك بلف هؤلء النفاة فإنم قسموا الوجودات ف الارج إل مسوس وإل معقول ل يكن‬
‫الحساس به بال وهذا ما ينفيه صريح العقل ل ما يثبته وإنا العقول الصرف ما كان ثابتا ف العقل‬
‫كالعلوم الكلية وليس للكليات وجود ف الارج مع أنه قد يقال إنه يكن الحساس با أيضا إذا أمكن‬
‫الحساس‬

‫بحلها كما يكن الحساس بأمثالا من العراض كالعلم والقدرة والرادة وغي ذلك لكن نن‬
‫ل نس الن بذه المور بالس الظاهر وعدم إحساسنا الن بذلك ل ينع أن اللئكة يكنها الحساس‬
‫بذلك وأنه يكننا الحساس بذلك ف حال أخرى وأنه يكن كل واحد أن يس با ف باطن غيه كما‬
‫يكنه الحساس الن بوجهه وعينه وإن كان النسان ل يرى وجهه وعينه فقد يشهد النسان من غيه‬
‫ما ل يشهده من نفسه وقد بسط الكلم على هذه المور ف غي هذا الوضع وأيضا فالس نوعان حس‬
‫ظاهر يسه النسان بشاعره الظاهرة فياه ويسمعه ويباشره بلده وحس باطن كما أن النسان يس با‬
‫ف بطنه من اللذة والل والب والبغض والفرح والزن والقوة والضعف وغي ذلك والروح تس‬
‫بأشياء ل يس با البدن كما يس من يصل له نوع تريد بالنوم وغيه بأمور ل يس با غيه ث‬
‫الروح بعد الوت تكون أقوى تردا فترى بعد الوت وتس بأمور ل تراها الن ول تس با وف‬
‫النفس من يصل له ما يوجب أن يرى بعينه ويسمع بأذنه ما ل يراه الاضرون ول يسمعونه كما يرى‬
‫النبياء اللئكة ويسمعون‬
‫كلمهم وكما يرى كثي من الناس الن ويسمعون كلمهم وأما ما يقوله بعض الفلسفة إن‬
‫هذه الرئيات والسموعات إنا هي ف نفس الرائي ل ف الارج فهذا ما قد علم بطلنه بأدلة كثية وقد‬
‫بسط الكلم على ذلك ف غي هذا الوضع ومن كان له نوع خبة بالن إما بباشرته لم ف نفسه وف‬
‫الناس أو بالخبار التواترة له عن الناس علم من ذلك ما يوجب له اليقي التام بوجودهم ف الارج دع‬
‫ما تواتر من ذلك عن النبياء وكذلك ما تواتر عن النبياء من وصف اللئكة هو ما يوجب العلم‬
‫اليقين بوجودهم ف الارج كقصة إبراهيم الكرمي وميئهم إل إبراهيم وإتيانه لم بالعجل السمي‬
‫ليأكلوه وبشارتم لسارة بإسحاق ويعقوب ث ذهابم إل لوط وماطبتهم له وإهلك قرى قوم لوط وقد‬
‫قص ال هذه القصة ف غي موضع وكذلك قصة مري وإرسال ال إليها جبيل ف صورة بشر حت نفخ‬
‫فيها الروح وكذلك قصة إتيان جبيل إل النب تارة ف صورة أعراب‬

‫وتارات ف صورة دحية الكلب فمن علم أن الروح قد تس با ل يس به البدن وأن من الناس‬
‫من يس بروحه وبدنه ما ل يسه غيه من الناس توسع له طرق الس ول ير الس مقصورا على ما‬
‫يبه جهور الناس ف الدنيا بذا البدن فإن هذا الس إنا يدرك بعض الوجودات وحينئذ فإذا قيل إن‬
‫كل قائم بنفسه أو كل موجود يكن الحساس به فإنه يراد بذلك ما هو أعم من هذا الس بيث يدخل‬
‫ف ذلك هذا وهذا وليس للنفاة دليل على إثبات ما ليس بحسوس بذا الس والعقليات الت يثبتونا إنا‬
‫هي الكليات الثابتة ف الذهن وتلك ف القيقة وجودها ف الذهان ل ف العيان‬

‫وهذا منتهى ما عند ابن سينا وأمثاله من الفلسفة ولذا كان كمال النسان عندهم أن يصي‬
‫عالا معقول موازيا للعال الوجود ويعلون النعيم والعذاب أمرين قائمي بالنفس من جلة أعراضها ل‬
‫ينفصل شيء من ذلك عنها وقد بينا بعض ما ف هذا القول من الضلل ف غي هذا الوضع ولذا جعل‬
‫ف منطقه العلوم اليقينية العقلية ف هذه العقليات ونفى أن تكون الشهورات العملية من اليقينيات ونفى‬
‫أن يكون ما يثبت الوجودات السية الغائبة من اليقينيات وسى هذه وهيات فبإنكاره هذا أنكر‬
‫الوجودات الغائبة عن إحساس أكثر الناس ف هذه الدنيا فلم يصدق بالوجودات الغائبة ول بكثي ما‬
‫يشاهد ف هذا العال من اللئكة والن وغي ذلك وبإنكاره الشهورات أن تكون يقينية أنكر موجب‬
‫القوة العملية ف النفس الت با تستحسن ما ينفعها من العمال وتستقبح ما يضرها فأخرج العمال الت‬
‫ل تكمل النفس إل با من أن تكون يقينية كما أخرجها من أن تكون من الكمال ول يعل كمال‬
‫النفس إل مرد علم مرد ل حب معه ل تعال ف القيقة وإنا العمال عندهم لجل إعداد النفس لنيل‬
‫ما يظنونه كمال من العلم وهذا العلم الذي يدعونه غالبه جهل وما فيه من العلم فليس علما‬

‫بوجودات معينة وإنا هو علم أمور مطلقة ف الذهن ل وجود لا ف الارج فلم يصل له من‬
‫الكمالت العلمية والعملية ما يوجب سعادتم ف الخرة ول ناتم من النار وكان كثي من اليهود‬
‫والنصارى أقرب إل السعادة والنجاة منهم كما قد بسط ف موضعه والقصود هنا أن الناس متفقون‬
‫على أن حكم الذهن بأنه ما من موجود قائم بنفسه إل ويكن الشارة إليه وأنه يتنع وجود موجودين‬
‫ليس أحدها مباينا للخر ول مايثا له بل أن صانع العال فوق العال ليس ما تواطأ عليه الناس وقبله‬
‫بعضهم عن بعض كقول النفاة إنه يكن وجود موجود ل داخل العال ول خارجه بل ذلك ما أقربه‬
‫بفطرهم وعرفوه ببدائه عقولم وضرورات قلوبم والقادحون فيها يسلمون ذلك ويدعون أن فطر الناس‬
‫أخطأت ف هذا الكم وأنه من حكم الوهم واليال الباطل فإذا كانوا معترفي بأن هذا ما أقروا به بل‬
‫مواطأة ل يكن أن يقال إنم كذبوا على فطرهم لن هؤلء القائلي بذلك أضعاف أضعاف أضعاف أهل‬
‫التواتر بل هم جاهي بن آدم فإذا قالوا إن هذا أمر نده ف قلوبنا وفطرتنا وجب تصديقهم ف ذلك‬
‫وحينئذ فل يوز إبطال هذه القضايا البديهية بقضايا نظرية‬

‫لن البديهيات أصل للنظريات فلو جاز القدح بالنظريات ف البديهيات والنظريات ل تصح إل‬
‫بصحة البديهيات كان ذلك قدحا ف أصل النظريات فلزم من القدح ف البديهيات بالنظريات فساد‬
‫النظريات وإذا فسدت ل يصح القدح با وهو الطلوب فهذا ونوه يبي أنه ل تسمع من النفاة حجة‬
‫على إبطال مثل هذه القضية البديهية ث يبي فساد ما استدل به على بطلن ذلك فأما قول الرازي لو‬
‫كان بديهيا لمتنع اتفاق المع العظيم على إنكاره وهم ما سوى النابلة والكرامية‬
‫فعنه‬
‫أجوبة أحدها أن يقال من العلوم أن هذا ل ينكره إل من يقول بأن ال ليس داخل العال ول‬
‫خارجه وينكرون أن يكون ال نفسه فوق العال فإنم يقولون لو كان فوق العرش لكان مباينا له بالهة‬
‫مشارا إليه وذلك متنع عندهم فيجوزون وجود موجودين ليس أحدها مباينا للخر ول مداخل له‬
‫ووجود موجود قائم بنفسه ل يشار إليه ويقولون البارى ليس مباينا للعال ول مداخل له وطائفة من‬
‫الفلسفة تقول مثل ذلك فيما تثبته من العقول والنفس الناطقة ولم ف النفس الفلكية قولن‬
‫وإذا كان كذلك فجماهي اللئق يالفون هؤلء ويقولون بأن ال نفسه فوق العال وإذا كان‬
‫ال نفسه فوق العال فإن كان ذلك مستلزما لواز الشارة إليه وأن يكون مباينا للعال بالهة فلزم الق‬
‫حق وامتنع حينئذ وجود موجود ل مباين للعال ول مايث له ول يشار إليه وإن أمكن أن يكون هو‬
‫نفسه فوق العال ويكون مع ذلك غي مشار إليه ول مباين للعال بالهة بطل قول هؤلء النفاة فإنم إنا‬
‫نفوا أن تكون نفسه فوق العال لن ذلك عندهم مستلزم لكونه مشارا إليه ومباينا للعال بالهة وإذا بطل‬
‫قولم حصل القصود ول يكن إل هذه القدمات الضرورية حاجة فالقصود أنه ل يوافقهم على أنه ليس‬
‫فوق العال إل أقل الناس ومن ل يوافقهم على ذلك فإما أن ينكر وجود موجودين ليس أحدها مباينا‬
‫للخر ول مايثا له وإما أن ل ينكر ذلك فإن ل ينكر ذلك مع إنكار قولم بأنه ليس فوق العال كان‬
‫إنكاره لقولم أعظم من ترك إنكاره لا يبطل قولم فإن القصود ما يبطل قولم فإذا كان الناس إما منكر‬
‫له وإما منكر لا يستلزم إبطاله ثبت اتفاق جهور الناس على إنكاره وهو الطلوب ث يقال هذه القضية‬
‫قد صرح أئمة الطوائف الذين كانوا قبل أن يلق ال الكرامية والنبلية بأنا قضية بديهية ضرورية فمن‬
‫ذلك ما‬

‫ذكره عبد العزيز بن يي الكي الشهور صاحب اليدة وهو من القدماء الذين لقوا الشافعي‬
‫ومن هو أقدم من الشافعي وهو من مشاهي متكلمي أهل السنة الذين اتفقت الشعرية مع سائر الطوائف‬
‫الثبتة على تعظيمه واتباعه قال ف‬
‫الرد على الزنادقة والهمية زعمت الهمية ف قوله تعال الرحن على العرش استوى سورة‬
‫طه ‪ 5‬إنا العن استول كقول العرب استوى فلن على مصر استوى فلن عل الشام يريد استول عليها‬
‫قال‬
‫فيقال له هل يكون خلق من خلق ال أتت عليه مدة ليس ال بستول عليه فإذا قال ل قيل له‬
‫فمن زعم ذلك فمن قوله من زعم ذلك فهو كافر يقال له يلزمك أن تقول إن العرش قد أتت عليه مدة‬
‫ليس ال بستول عليه وذلك أن ال تبارك وتعال أخب أنه خلق العرش قبل خلق السموات والرض ث‬
‫استوى عليه بعد خلق السموات والرض‬

‫قال ال عز وجل وهو الذي خلق السموات والرض ف ستة أيام وكان عرشه على الاء سورة‬
‫هود ‪ 7‬فأخب أن العرش كان على الاء قبل السموات والرض ث قال خلق السموات والرض وما‬
‫بينهما ف ستة أيام ث استوى على العرش الرحن فاسأل به خبيا سورة الفرقان ‪ 59‬وقوله الذين‬
‫يملون العرش ومن حوله يسبحون بمد ربم سورة غافر ‪ 7‬وقوله استوى إل السماء فسواهن سبع‬
‫سوات سورة البقرة ‪ 29‬وقوله ث استوى إل السماء وهو دخان فقال لا وللرض ائتيا طوعا أو‬
‫كرها قالتا أتينا طائعي سورة فصلت ‪ 11‬فأخب أنه استوى على العرش فيلزمك أن تقول الدة الت‬
‫كان على العرش فيها قبل خلق السموات والرض ليس ال بستول عليه إذ كان استوى على العرش‬
‫معناه عندك استول فإنا استول بزعمك ف ذلك الوقت ل قبله وقد روى عمران بن حصي عن النب‬
‫أنه قال اقبلوا البشرى يا بن تيم قالوا قد بشرتنا فأعطنا قال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن قالوا قد قبلنا‬
‫فأخبنا عن أول هذا المر كيف كان‬

‫قال كان ال قبل كل شيء وكان عرشه على الاء وكتب ف اللوح ذكر كل شيء وروى عن‬
‫أب رزين وكان يعجب النب مسألته أنه قال يا رسول ال أين كان ربنا قبل أن يلق السموات والرض‬
‫قال كان ف عماء ما قوله هواء وما تته هواء ث خلق العرش على الاء قال‬
‫فقال الهمي أخبن كيف استوى على العرش أهو كما يقال استوى فلن على السرير فيكون‬
‫السرير قد حوى فلنا وحده إذا كان عليه فيلزمك أن تقول إن العرش قد حوى ال وحده إذا كان عليه‬
‫لنا ل نعقل الشيء على الشيء إل هكذا قال فيقال له أما قولك كيف استوى فإن ال ل يرى عليه‬
‫كيف وقد أخبنا أنه استوى على العرش ول يبنا كيف استوى فوجب‬

‫على الؤمني أن يصدقوا ربم باستوائه على العرش وحرم عليهم أن يصفوا كيف استوى لنه ل‬
‫يبهم كيف ذلك ول تره العيون ف الدنيا فتصفه با رأت وحرم عليهم أن يقولوا عليه من حيث ل‬
‫يعلمون فآمنوا ببه عن الستواء ث ردوا علم كيف استوى إل ال ولكن يلزمك أيها الهمي أن تقول‬
‫إن ال مدود وقد حوته الماكن إذ زعمت ف دعواك أنه ف الماكن لنه ل يعقل شيء ف مكان إل‬
‫والكان قد حواه كما تقول العرب فلن ف البيت والاء ف الب فالبيت قد حوى فلنا والب قد‬
‫حوى الاء ويلزمك أشنع من ذلك لنك قلت أفظع ما قالت به النصارى وذلك أنم قالوا إن ال عز‬
‫وجل ف عيسى وعيسى بدن إنسان واحد فكفروا بذلك وقيل لم ما أعظم ال إذ جعلتموه ف بطن مري‬
‫وأنتم تقولون إنه ف كل مكان وف بطون النساء كلهن وبدن عيسى وأبدان الناس كلهم ويلزمك أيضا‬
‫أن تقول إنه ف أجواف الكلب والنازير لنا أماكن وعندك أن ال ف كل مكان تعال ال عن ذلك‬
‫علوا كبيا فلما شنعت مقالته قال أقول إن ال ف كل مكان ل كالشيء ف الشيء ول كالشيء على‬
‫الشيء ول كالشيء خارجا عن الشيء ول مباينا للشيء قال فيقال له أصل قولك القياس والعقول فقد‬
‫دللت بالقياس والعقول على أنك ل تعبد شيئا لنه لو كان شيئا داخل فمن القياس والعقول أن يكون‬
‫داخل ف الشيء أو‬

‫خارجا منه فلما ل يكن ف قولك شيئا استحال أن يكون كالشيء ف الشيء أو خارجا من‬
‫الشيء فوصفت لعمرى ملتبسا ل وجود له وهو دينك وأصل مقالتك التعطيل هذا كلم عبد العزيز‬
‫يبي أن القياس العقول يوجب أن مال يكون ف الشيء ول خارجا منه فإنه ل يكون شيئا وأن ذلك‬
‫صفة توجب أن ما ل يكون ف الشيء ول خارجا منه فإنه ل يكون شيئا وأن ذلك صفة العدوم الذي‬
‫ل وجود له والقياس هو القيسة العقلية والعقول هو العلوم الضرورية وعبد العزيز هذا وجود النبلية‬
‫والكرامية كما تقدم وقال أبو ممد عبد ال بن سعيد بن كلب إمام الارث الحاسب وأبو العباس‬
‫القلنسي والشعري وأمثالم ومن ذكر ذلك عنه أبو بكر بن فورك فيما جعه من كلمه فإنه جع من‬
‫كلمه وجع كلم الشعري أيضا وبي اتفاقهما ف عامة أصولما قال ابن كلب‬
‫وأخرج من النظر والب قول من قال ل ف العال ول خارج منه فنفاه نفيا مستويا لنه لو قيل له‬
‫صفة بالعدم ما قدر أن يقول فيه أكثر منه ورد أخبار ال نصا وقال ف ذلك ما ل يوز ف خب ول‬
‫معقول وزعم أن هذا هو التوحيد الالص والنفي الالص عندهم هو الثبات الالص وهم عند أنفسهم‬
‫قياسون قال فإن قالوا هذا إفصاح منكم بلو الماكن منه وانفراد‬

‫العرش به قيل إن كنتم تعنون خلو الماكن من تدبيه وأنه عال با فل وإن كنتم تذهبون إل‬
‫خلوها من استوائه عليها كما استوى على العرش فنحن ل نتشم أن تقول استوى ال على العرش‬
‫ونتشم أن نقول استوى على الرض واستوى على الدار وف صدر البيت وقال أيضا‬
‫أبو ممد عبد ال بن سعيد بن كلب ويقال لم أهو فوق ما خلق فإن قالوا نعم قيل ما تعنون‬
‫بقولكم إنه فوق ما خلق فإن قالوا بالقدرة والعزة قيل لم ليس عن هذا سألناكم وإن قالوا السألة خطأ‬
‫قيل فليس هو فوق فإن قالوا نعم ليس هو فوق قيل لم وليس هو تت فإن قالوا ول تت أعدموه لن‬
‫ما كان ل تت ول فوق فعدم وإن قالوا هو فوق وهو تت قيل لم فوق تت وتت فوق وقال أيضا‬
‫يقال لم إذا قلنا النسان ل ماس ول مباين للمكان فهذا مال فل بد من نعم قيل لم فهو ل ماس ول‬
‫مباين فإذا قالوا نعم قيل لم فهو بصفة الحال من الخلوقي الذي ل يكون ول يثبت ف الوهم فإذا قالوا‬
‫نعم قيل فينبغي أن يكون بصفة الحال من هذه الهة وقيل لم أليس ل يقال لا ليس بثابت ف النسان‬
‫ماس ول مباين فإذا قالوا نعم قيل فأخبونا عن معبودكم ماس هو أو مباين فإذا قالوا ل يوصف بما قيل‬
‫لم‬

‫فصفة إثبات الالق كصفة عدم الخلوق فلم ل تقولون عدم كما تقولون للنسان عدم إذا‬
‫وصفتموه بصفة العدم وقيل لم إذا كان عدم الخلوق وجودا له فإذا كان العدم وجودا كان الهل علما‬
‫والعجز قوة وقد ذكر هذا الكلم وأشباهه ذكره عنه أبو بكر بن فورك ف الكتاب الذي أفرده لقالته‬
‫وقال فيه إنه أحب من ساه من أعيان أهل عصره أن أجع له متفرق مقالت أب ممد بن كلب وشيخ‬
‫أهل الدين وإمام الحققي النتصر للحق وأهله البي بجج ال الذاب عن دين ال لا من به ال تعال من‬
‫معال طرق دينه الق وصراطه الستقيم السيف السلول على أهل الهواء والبدع الوفق لتباع الق‬
‫والؤيد بنصرة الدى والرشيد وأثن عليه ثناء عظيما قال وكان ذلك على أثر ما جعت من متفرق‬
‫مقالت شيخنا الشعري قال ولا كان الشيخ الول والمام السابق أبو ممد عبد ال ابن سعيد المهد‬
‫لذه القواعد الؤسس لذه الصول والفاصل بسن ثنائه بي حجج الق وشبه الباطل بالتنبيه على طرق‬
‫الكلم فيه والدال على موضع الوصل والفصل والمع والفرق الفاتق لرتق الباطيل والكاشف عن لبس‬
‫ما زخرفوا وموهوا وذكر كلما طويل ف الثناء عليه‬

‫والقصود أن ابن كلب إمام الشعري وأصحابه ومن قبلهم كالارث الحاسب وأمثاله يبي أن‬
‫من قال ل هو ف العال ول خارج منه فقوله فاسد خارج عن طريق النظر والب وأنه قد رد خب ال‬
‫نصا ولو قيل له صفة بالعدم ما قدر أن يقول أكثر منه وأنه قال ما ل يوز ف خب ول معقول وأنم قالوا‬
‫هذا هو التوحيد الالص وهو النفي الالص فجعلوا النفي الالص هو التوحيد الالص وهذا الذي قاله‬
‫هو الذي يقوله جيع العقلء الذين يتكلمون بصريح العقل بلف من تكلم ف العقول با هو وهم‬
‫وخيال فاسد ولذلك قال إذا قالوا ليس هو فوق وليس هو تت فقد أعدموه لن ما كان ل تت ول‬
‫فوق فعدم وهذا كله يناقض قول هؤلء الوافقي للمعتزلة والفلسفة من متأخري الشعرية ومن وافقهم‬
‫من النبلية والالكية والنفية والشافعية وغيهم من طوائف الفقهاء الذين يقولون ليس هو تت وليس‬
‫هو فوق وذكر حجة ثالثة فقال أنتم تصفونه بالصفات المتنعة الت مضمونا المع بي التقابلي ف‬
‫الوجودات فيلزمكم أن تصفوه بسائر التقابلت قال فيقال لم إذا قلنا النسان يعن وغيه من العيان‬
‫القائمة بأنفسها ل ماس ول مباين للمكان فهذا مال باعترافهم وهم يقولون إنه ل ماس ول مباين‬
‫للمكان فيصفونه بالصفة‬
‫الستحيلة المتنعة ف الخلوق الت ل تثبت ف التوهم ويقولون يوز أن نصفه با يتنع تصوره‬
‫وتوهه ف غيه من هذه السلوب فإذا جوزوا أن يوصف با يتنع تصوره ف سائر الوجودات فليصفوه‬
‫بسائر المتنعات من الوجودات فيقولوا ل هو قدي ول مدث ول قائم بنفسه ول بغيه ول متقدم على‬
‫غيه ول مقارن له ونو ذلك ويقولوا هذه إنا يتنع ف غيه من الوجودات ل فيه وحينئذ فيقولون ل هو‬
‫حي ول ميت ول عال ول جاهل ول قادر ول عاجز ول موجود ول معدوم وهذا منتهى قول القرامطة‬
‫وهو جع النقيضي أو رفع النقيضي ومن العلوم أن العقل إذا جزم بامتناع اجتماع المرين أو امتناع‬
‫ارتفاعهما سواء كان أحدها وجودا والخر عدما وهو التناقض الاص أو كانا وجودين فإنا نعلم ذلك‬
‫ابتداء با نشهده ف الوجودات الت نشهدها كما أن ما يثبت من الصفات كالياة والعلم والقدرة‬
‫والكلم وأمثال ذلك إنا نعلمه ابتداء با نعلمه ف الوجودات الت نعرفها ث إذا أخبنا الصادق الصدوق‬
‫عن الغيب الذي ل نشهده فإنا نفهم مراده الذي أراد أن يفهمنا إياه لا بي ما أخب به من الغيب وبي‬
‫ما علمناه ف الشاهد من القدر الامع الذي فيه نوع تناسب وتشابه فإذا أخبنا عما ف النة من الاء‬
‫واللب والعسل والمر والرير والذهب ل نفهم ما أراد إفهامنا إن ل نعلم هذه الوجودات ف الدنيا‬
‫ونعلم أن بينها وبي ما ف النة قدرا مشتركا وتناسبا‬

‫وتشابا يقتضي أن نعلم ما أراد بطابه وإن كانت تلك الوجودات مالفة لذه من وجع آخر‬
‫كما قال ابن عباس ليس ف الدنيا ما ف النة إل الساء رواه العمش عن أب ظبيان عن ابن عباس وقد‬
‫رواه غي واحد منهم ممد ابن جرير الطبي ف التفسي ف قوله وأتوا به متشابا سورة البقرة ‪25‬‬
‫وإذا كان بي الخلوق والخلوق قدر فارق مع نوع من إثبات القدر الشترك الذي يقتضي التناسب‬
‫والتشابه من بعض الوجوه فمعلوم أن ما بي الالق والخلوق من الفارقة والباينة أعظم ما بي الخلوق‬
‫والخلوق فهذا ما يوجب نفي ماثلة صفاته لصفات خلقه ويوجب أن ما بينهما من الباينة والفارقة‬
‫أعظم ما بي ملوق وملوق مع أنه لول أن بي مسمى الوجود والوجود والي والي والعليم والعليم‬
‫والقدير والقدير وأمثال ذلك من العن التفق التواطىء الناسب والتشابه ما‬

‫يوجب فهم العن ل يفهمه ول أمكن أن يفهم أحد ما أخب به عن المور الغائبة وإذا كان هذا‬
‫ف الطاب السمعي البي فكذلك ف النظر القياسي العقلي فإنا نعرف ما غاب عنا باعتباره با شهدناه‬
‫فيعتب الغائب بالشاهد ويصل ف قلوبنا بسبب ما نشهده من العيان والزئيات الوجودة قضايا كلية‬
‫عقلية فيكون إدراج العينات فيها هو قياس الشمول كالذي يسميه النطقيون القدمتان والنتيجة ويكون‬
‫اعتبار العي بالعن هو قياس التمثيل الامع الشترك سواء كان هو دليل الكم أو علة دليل الكم‬
‫والناس ف هذا القام منهم من يزعم أن القياس البهان هو قياس الشمول وأن قياس التمثيل ل يفيد‬
‫اليقي بل ل يسمى قياسا إل بطريق الجاز كما يقول ذلك من يقوله من أهل النطق ومن وافقهم من‬
‫نفاة قياس التمثيل ف العقليات والشرعيات كابن حزم وأمثاله ومنهم من ينفي قياس التمثيل ف العقليات‬
‫دون الشرعيات كأب العال ومتبعيه مثل الغزال والرازي والمدي وأب ممد القدسي وأمثالم ومنهم‬
‫من يعكس ذلك قيثبت قياس التمثيل ف العقليات دون الشرعيات كما هو قول أئمة أهل الظاهر مثل‬
‫داود بن علي وأمثاله‬

‫وقول كثي من العتزلة البغداديي كالنظام وأمثاله ومن الشيعة المامية كالفيد والرتضى‬
‫والطوسي وأمثالم وكثي من هؤلء يقول إن قياس التمثيل هو الذي يستحق أن يسمى قياسا على سبيل‬
‫القيقة وأما تسمية قياس الشمول قياسا فهو ماز كما ذكر ذلك الغزال وأبو ممد القدسي وغيها‬
‫والذي عليه جهور الناس وهو الصواب أن كليهما قياس حقيقة وأن كليهما يفيد اليقي تارة والظن‬
‫أخرى بل ها متلزمان فإن قياس التمثيل مضمونه تعلق الكم بالوصف الشترك الذي هو علة الكم أو‬
‫دليل العلة أو هو ملزوم للحكم وهذا الشترك هو الد الوسط ف قياس الشمول فإذا قال القايس نبيذ‬
‫النطة السكر حرام قياسا على نبيذ العنب لنه شراب مسكر فكان حراما قياسا عليه وبي أن السكر‬
‫هو مناط التحري فيجب تعلق التحري بكل مسكر كان هذا قياس تثيل وهو بنلة أن يقول هذا شراب‬
‫مسكر وكل مسكر حرام فالسكر الذي جعله ف هذا القياس حدا أوسط هو الذي جعله ف ذلك القياس‬
‫الامع الشترك الذي هو مناط الكم فل فرق بينهما عند التحقيق ف العن بل ها متلزمان وإنا‬
‫يتفاوتان ف ترتيب العان والتعبي عنها ففي الول يؤخر الكلم ف الشترك الذي هو الد الوسط وبيان‬
‫أنه مستلزم للحكم متضمن له يذكر الصل الذي هو نظي الفرع ابتداء وف الثان يقدم الكلم ف الد‬
‫الوسط يبي شوله وعمومه وأنه مستلزم للحكم ابتداء‬

‫والقصود هنا أنا إذا حكمنا بعقولنا حكما كليا يعم الوجودات أو يعم العلومات مثل قولنا إن‬
‫الوجود إما واجب وإما مكن وإما قدي وإما مدث وإما قائم بنفسه وإما قائم بغيه وإما مشار إليه وإما‬
‫قائم بالشار إليه وكل موجودين فأحدها إما متقدم على الخر وإما مقارن له وإما مباين له وإما مايث‬
‫له وقلنا إن الصانع إما أن يكون متقدما على العال أو مقارنا له وإما أن يكون خارجا عنه أو داخل فيه‬
‫كان علمنا بذه القضايا الكلية العامة بتوسط ما علمناه من الوجودات فإذا كنا نعلم أن العلوم إما أن‬
‫يكون موجودا وإما أن يكون معدوما فادعى مدع أن الواجب ل يقال إنه موجود ول معدوم أو ليس‬
‫بوجود ول معدوم كما يقول ذلك من يقوله من القرامطة الباطنية كنا وإن ل نشهد الغائب نعلم أن هذا‬
‫الب العام والقضية الكلية تتناوله وغيه وإذا قلنا لذا هل يكنك إثبات شيء ف الشاهد ليس بوجود ول‬
‫معدوم قال ل قلنا له فكيف تثبت ف الغائب ما ليس بوجود ول معدوم كنا قد أبطلنا قوله فإذا قال أنا‬
‫ل أصفه ل بذا ول بذا بل أنفى عنه هذين الوصفي التقابلي لن اتصافه بأحدها إنا يكون لو كان‬
‫قابل لحدها وهو ل يقبل واحدا منهما لنه لو قبل ذلك لكان جسما إذ هذه من صفات الجسام فإذا‬
‫قدرنا موجودا ليس بسم ل يقبل ل هذا ول هذا قيل له فهكذا سائر اللحدة إذا قالوا ل نصفه ل‬
‫بالياة ول بالوت ول بالعلم ول الهل ول القدرة ول العجز‬

‫ول الكلم ول الرس ول البصر ول العمى ول السمع ول الصمم لن اتصافه بأحدها فرع‬
‫لقبوله لحدها وهو ل يقبل واحدا منهما لن القابل للتصاف بذلك ل يكون إل جسما فإن هذه من‬
‫صفات الجسام فإذا قدرنا موجودا ليس بسم ل يقبل هذا ول هذا فما كان جوابا لؤلء اللحدة فهو‬
‫جواب لك فما تاطب به أنت النفاة الذين ينفون ما تثبته أنت ياطبك به الثبتون لا تنفيه أنت حذو‬
‫القذة بالقذة ونن نيبك با يصلح أن تيب أنت ونن به لسائر اللحدة فإن حجتك عليهم قاصرة‬
‫وبوثك معهم ضعيفة كما بينا ضعف مناظرة هؤلء اللحدة ف غي موضع‬
‫وذلك من وجوه‬
‫أحدها‬
‫أن يقال إن ما يقدر عدم قبوله لذا وهذا أشد نقصا واستحالة وامتناعا من وصفه بأحد‬
‫النقيضي مع قبوله لحدها وإذا قدرنا جسما حيا عالا قادرا سيعا بصيا متكلما كالنسان واللك‬
‫وغيها كان ذلك خيا من السم العمى الصم البكم وإن أمكن أن يتصف بضد الكمال وهذا‬
‫السم العمى الصم الذي يكن اتصافه بتلك الكمالت‬

‫أكمل من الماد الذي ل يكن اتصافه ل بذا ول بذا والسم الماد خي من العدم الذي‬
‫يكون ل مباينا لغيه ول مداخل له ول قديا ول مدثا ول واجبا ول مكنا فأنت وصفته با ل يوصف‬
‫به إل ما هو أنقص من كل ناقص الوجه الثان‬
‫أن يقال قولك فهذه م صفات الجسام لفظ ممل فإن عنيت أن هذه الصفات ل يوصف با‬
‫إل من هو من جنس الخوقات وإذا وصفنا الرب با لزم أن يكون من جنس الوجودات ماثل لا كان‬
‫هذا باطل فإنك ل تعلم أن هذه ل يوصف با إل ملوق فإن هذا أول السألة فلو قدرت أن تبي أن هذه‬
‫ل يوصف با إل ملوق ل تتج إل هذا الكلم ويقال لك ل سبيل لك إل هذا النفي ول دليل عليه‬
‫وإن قلت إن هذه الصفات توصف با الخلوقات وتوصف با الجسام قيل لك نعم وليس ف كون‬
‫الجسام الخلوقة توصف با ما ينع اتصاف الرب با هو اللئق به من هذا النوع كاسم الوجود‬
‫والثابت والق والقائم بنفسه ونو ذلك فإن هذه المور كلها توصف با الجسام الخلوقة فإن طرد‬
‫قياسه لزم اللاد الحض والقرمطة وأن يرفع النقيضي جيعا فيقول ل موجود ول معدوم ول ثابت ول‬
‫منتف ول حق ول باطل ول قائم بنفسه ول بغيه وهذا لزم قول من نفى هذه الصفات وحينئذ فيلزمه‬
‫المع بي النقيضي أو رفع‬

‫النقيضي ويلزمه أن يثله بالمتنعات والعدومات فل يفر من مذور إل وقع فيما هو شر منه‬
‫الواب الثالث‬
‫أن يقال لذا الناف للمباينة والداخلة أنت تصفه بأنه موجود قائم بنفسه قدي حي عليم قدير‬
‫وأنت ل تعرف موجودا هو كذلك إل جسما فل بد من أحد المرين إما أن تقول هو موجود حي‬
‫عليم قدي وليس بسم فيقال لك وهو أيضا له حياة وعلم وقدرة وليس بسم ويقال لك هو مباين للعال‬
‫عال عليه وليس بسم وإن قلت يلزم من كونه مباينا للعال عاليا عليه أن يكون جسما لن ل أعقل‬
‫الباينة والحايثة إل من صفات الجسام قيل لك ويلزم من كونه حيا عليما قديرا أن يكون جسما لنك‬
‫ل تعقل موجودا حيا عليما قديرا إل جسما فهذا نظي هذا فما تقوله ف أحدها يلزمك نظيه ف الخر‬
‫وإل كنت متناقضا مفرقا بي التامثلي وإما أن تقول أنا أقول إنه موجود قائم بنفسه حي عليم قدير لن‬
‫ذلك قد علم بالشرع والعقل وإن لزم أن يكون جسما التزمته لن لزم الق حق قيل لك وهكذا يقول‬
‫من يقول إنه فوق العال مباين له أنا أصفه بذلك لنه قد ثبت ذلك بالشرع والعقل وإذا لزم من ذلك أن‬
‫يكون جسما التزمته لن لزم الق حق‬

‫وإما أن تقول أنا ل أعرف لفظ السم أو تقول لفظ السم فيه إجال وإبام فإن عنيت به‬
‫السم العروف ف اللغة وهو بدن النسان ل أسلم أن ل أعلم موجودا حيا عالا قادرا إل ما كان مثل‬
‫بدن النسان فإن الروح هي أيضا حية عالة قادرة وليست من جنس البدن وكذلك اللك وغيه وإن‬
‫عنيت بالسم أنه يقبل التفريق والتجزئة والتبعيض بيث ينفصل بعضه عن بعض بالفعل قيل أنا أتصور‬
‫موجودا عالا قادرا قبل أن أعلم أنه يكن تفريقه وتبعيضه فل يلزم من تصوري للموجود الي العال‬
‫القادر أن يكون قابل لذا التفريق والتبعيض وإن عنيت بالسم أنه يكن أن يشار إليه إشارة حسية ل‬
‫يكن هذا متنعا عندي بل هذا هو الواجب فإن كل ما ل يكن أن يشار إليه ل يكون موجودا وإن‬
‫عنيت بالسم أنه مركب من الواهر النفردة السية أو من الادة والصورة اللذين يعلن جوهران‬
‫عقليان فأنا ليس عندي شيء من الجسام كذلك فضل عن أن يقدر مثل ذلك فإذا كنت نافيا لذلك ف‬
‫الخلوقات البسيطة فتنيه رب العالي عن ذلك أول وإن عنيت بالتبعيض أنه يكن أن يرى منه شيء‬
‫دون شيء كما قال ابن عباس وعكرمه وغيها من السلف ما يوافق ذلك ل أسلم لك أن هذا متنع‬

‫وإن عنيت بالسم أنه ياثل شيئا من الخلوقات ل نسلم اللزمة فأي شيء أجبت به اللحدة‬
‫من هذه الجوبة قال لك الثبت لباينته للعال وعلوه عليه مثل ما قلت أنت لؤلء اللحدة قال ما تعن‬
‫بقولك لو كان عاليا على العال مباينا له كان جسما إن عنيت أنه بدن ل نسلم لك اللزمة وإن عنيت‬
‫أنه يقبل التفريق والتبعيض فكذلك وإن عنيت أنه مركب من الواهر الفردة أو من الادة والصورة ل‬
‫نسلم اللزمة أيضا وإن عنيت أنه يكون ماثل لشيء من الخلوقات ل نسلم اللزمة وإن عنيت أنه‬
‫يشار إليه أو أنه يرى منه شيء دون شيء منع انتفاء اللزم والواب الرابع‬
‫أن يقال الكم بأن العلوم إما موجود وإما معدوم وأن الوجود إما قائم بنفسه وإما قائم بغيه‬
‫وإما واجب وإما مكن وإما قدي وإما مدث وإما متقدم على غيه وإما مقارن له وإما مباين لغيه وإما‬
‫مايث له وأن القائم بنفسه او القائم القابل لصفات الكمال إما حي وإما ميت وإما عال وإما جاهل وإما‬
‫قادر أو عاجز وأن ما ل يقبل ذلك أنقص ما يقبله وأن التصف بصفات الكمال أكمل من التصف‬
‫بصفات النقص ومن ل يقبل التصاف ل بذا ول بذا وهذه العلوم وأمثالا مستقرة ف العقول وهي إما‬
‫علوم ضرورية‬

‫أو قريبة من الضرورية والقطع با أعظم من القطع بوجود موجود ل يكن الشارة السية إليه‬
‫وأن الواجب الوجود ل يشار إليه فإن ما يشار إليه فهو جسم فلو أشي إليه لكان جسما وليس بسم‬
‫فإن هذه المور إما أن تكون معلومة الفساد بالضرورة أو بالنظر وإما أن تكون إذا علمت ل تعلم إل‬
‫بطرق نظرية فل يكن القدح با ف تلك القدمات الضرورية فالعتبار والقياس تارة يكون بلفظ الشمول‬
‫والعموم وتارة بلفظ التشبيه والتمثيل وكذلك إذا قلنا إما أن يكون قائما بنفسه أو بغيه أو قديا أو‬
‫مدثا أو واجبا أو مكنا فكذلك إذا قلنا إما أن يكون مباينا أو مايثا أو داخل أو خارجا فبي ابن‬
‫كلب وغيه من أئمة النظار لؤلء النفاة أنكم إذا جوزت خلو الرب عن الوصفي التقابلي الذين‬
‫يعلمون أنه يتنع خلو الوجود عنهما لزمكم مثل ذلك وأن تصفوه بسائر المتنعات فقال إذا وصفتموه‬
‫بأنه ل ماس ول مباين وأنتم تعلمون أن الوجود الذي تعرفونه ل يكون إل ماسا أو متباينا فوصفتموه با‬
‫هو عندكم مال فيما تعرفونه من الوجودات لزمكم أن تصفوه بأمثال ذلك من الحالت فتقولون ل‬
‫قدي ول مدث ول قائم بنفسه ول غيه ول حي ول ميت ول عال ول جاهل وأمثال ذلك وذكر‬
‫أيضا حجة أخرى رابعة فقال أليس يقال لا ليس بثابت‬

‫ف النسان ل ماس ول مباين فإذا قالوا نعم قيل فأخبونا عن معبودكم ماس أو مباين فإذا قالوا‬
‫ل يوصف بما قيل لم فصفة إثبات الالق كصفة عدم الخلوق فلم ل تقولون عدم كما تقولون‬
‫للنسان عدم إذا وصفتموه بصفة العدم يقول أنتم تعرفون أن سلب هذين التقابلي جيعا هو من‬
‫صفات العدومات فالوجود الذي تعرفونه القائم بنفسه ل يقال إنه ليس مباينا لغيه من المور القائمة‬
‫بأنفسها ول ماسا لا بلف العدوم فإنه يقال ل هو ماس لغيه ول مباين له فإذا وصفتموه بصفة‬
‫العدوم فجعلتم ما هو صفة لا هو عدم ف الوجودات صفة للخالق الوجود الثابت وحيئنذ فيمكن أن‬
‫يوصف بأمثال ذلك فيقال هو عدم كما يوصف ما عدم من الناسي بأنه عدم فقال لم إذا كان عدم‬
‫الوجود وجودا له فإذا كان العدم وجودا كان الهل عالا والعجز قوة أي إذا جعلتم العدوم الذي ل‬
‫يعقل إل معدوما جعلتموه موجودا أمكن حينئذ أن يعل الهل علما والعجز قوة والوت حياة والرس‬
‫كلما والصمم سعا والعمى بصرا وأمثال ذلك وهذا حقيقة قول النفاة فإنم يصفون الرب با ل‬
‫يوصف به إل العدوم بل يصفون الوجود الواجب بنفسه الذي ل يقبل العدم بصفات المتنع الذي ل‬
‫يقبل الوجود فإن كان هذا مكنا أمكن أن يعل أحد التناقضي صفه لنقيضه كما ذكر‬

‫ول ريب أن النفاة ل تقر بوصفه بالمتناع والعدم والنقائص ولكن تقول لنصفه ل بذا ول‬
‫بذا ل نصفه بالعلم ول بالهل ول الياة ول الوت ول القدرة ول العجز ول الكلم ول الرس فإذا‬
‫قيل لم إن ل يوصف بصفة الكمال لزم اتصافه بذه النقائص قالوا هذا إنا يكون فيما يقبل التصاف‬
‫بذا وهذا ويقول النطقيون هذان متقابلن تقابل العدم واللكة ل تقابل السلب والياب والتقابلن‬
‫تقابل السلب والياب ل يرتفعان جيعا بلف التقابلي تقابل العدم واللكة كالياة والوت والعمى‬
‫والبصر فإنما قد يرتفعان جيعا إذا كان الحل ل يقبلهما كالمادات فإنا ل تقبل الياة والبصر والعلم‬
‫ل يقل فيها أنا حية ول ميتة ول عالة ول جاهلة وقد أشكل كلمهم هذا على كثي من النظار وأضلوا‬
‫به خلقا كثيا حت المدي وأمثاله من أذكياء النظار اعتقدوا أن هذا كلم صحيح وأنه يقدح ف الدليل‬
‫الذي استدل به السلف والئمة ومتكلموا أهل الثبات ف إثبات السمع والبصر وغي ذلك من الصفات‬
‫وهذا من جلة تلبيسات أهل النطق والفلسفة الت راجت على هؤلء فأضلتهم عن كثي من الق‬
‫الصحيح العلوم بالعقل الصريح وجواب هذا من وجوه بسطناها ف غي هذا الوضع منها أن يقال فما‬
‫يقبل التصاف بذه الصفات مع إمكان‬

‫انتفائها عنه أكمل من ل يقبل التصاف با بال فاليوان الذي يقبل أن يتعاقب عليه العدم‬
‫واللكة فيكون إما سيعا وإما أصم وإما بصيا وإما أعمى وإما حيا وإما ميتا أكمل من الماد الذي ل‬
‫يقبل ل هذا ولهذا بل اليوان الوصوف بذه النقائض مع إمكان اتصافه بذا الكمال أكمل من الماد‬
‫الذي ل يقبل ذلك فإذا قلتم إن الوجود الواجب ل يقبل التصاف بصفات الكمال مع أن التصف‬
‫بالنقائص يكنه التصاف با جعلتموه أنقص من اليوانات وجعلتموه بنلة المادات وكان من وصفه‬
‫بذه النقائص مع إمكان اتصافه بالكمالت خيا منكم فمن وصفه بالعمى والصمم والعور مع إمكان‬
‫زوال هذه النقائص عنه كان خيا منكم وهم يشنعون با يكى عن بعض ضلل اليهود والنصارى من‬
‫أن ال ندم على الطوفان حت عض على إصبعيه وجرى الدم وبكى على الطوفان حت رمد وعادته‬
‫اللئكة وآل على نفسه أنه ل يغرق بنيه وأن بعض بن إسرائيل وجده ينوح على خراب بيت القدس‬
‫وف بعض كتب النصارى أنه ينام ومن قال إن بشرا كمسيح الدى ومسيح الضللة أنه ال مع كونه‬
‫يأكل ويشرب وأنه أعور وأمثال هؤلء الذين يصفونه بذه النقائص مع إمكان اتصافه‬

‫بالكمال هم خي من يقول ل يكن اتصافه بصفات الكمال بال بل من جعله يأكل ويشرب‬
‫فهو خي من يقول ل يكن أن يكون حيا ول عالا ول قادرا فإن الي الذي يأكل ويشرب خي من‬
‫الماد الذي ل يعلم ول يتكلم ول يسمع ول يبصر علم أن من نفى عنه صفات الكمال كان شرا من‬
‫جيع هذه الطوائف فإنم جعلوه كالعدوم أو الماد وهؤلء شبهوه باليوان الذي فيه صفة كمال مع‬
‫نوع من النقص فكان تعطيل الول له عن صفات الكمال وتثيله له بالعدومات والمادات شرا من‬
‫تعطيل هذا له عن بعض صفات الكمال مع إثباته لكثي من صفات الكمال وكان تشبيهه له باليوان‬
‫أمثل من تشبيه ذاك له بالماد والعدوم وهكذا من قيل له هو واجب فإنه إن ل يكن واجبا كان مكنا‬
‫وهو قدي فإنه إن ل يكن قديا كان مدثا وهو خالق فإن القائم بنفسه إن ل يكن خالقا كان ملوقا وهو‬
‫مباين للعال خارج عنه فإنه إن ل يكن مباينا له خارجا عنه كان داخل فيه مصور موزا ومن ذكر‬
‫ذلك المام أحد فيما خرجه ف الرد على الزندقة والهمية قال بيان ما أنكرت الهمية الضلل أن‬
‫يكون ال‬

‫على العرش قلنا ل أنكرت أن ال على العرش وقد قال ال عز وجل الرحن على العرش استوى‬
‫سورة طه ‪ 5‬فقالوا هو تت الرضي السابعة كما هو على العرش فهو على العرش وف السموات وف‬
‫الرض وف كل مكان ل يلو منه مكان ول يكون ف مكان دون مكان وتلوا آيات من القرآن وهو‬
‫ال ف السموات وف الرض سورة النعام ‪ 3‬فقلنا قد عرف السلمون أماكن كثية ليس فيها من عظم‬
‫الرب شيء فقالوا أي شيء قلنا أحشاؤكم وأجوافكم وأجواف النازير والشوش والماكن القذرة‬
‫ليس فيها من عظم الرب شيء وقد أخبنا أنه ف السماء فقال أأمنتم من ف السماء أن‬

‫يسف بكم الرض سورة اللك ‪ 16‬أم أمنتم من ف السماء أن يرسل عليكم حاصبا سورة‬
‫اللك ‪ 17‬وقال تعال إليه يصعد الكلم الطيب سورة فاطر ‪ 10‬وقال إن متوفيك ورافعك إل سورة‬
‫آل عمران ‪ 55‬وقال بل رفعه ال إليه سورة النساء ‪ 158‬وقال وله من ف السموات والرض ومن‬
‫عنده سورة النبياء ‪ 19‬وقال يافون ربم من فوقهم سورة النحل ‪ 50‬وقال ذي العارج سورة‬
‫العارج ‪ 3‬وقال وهو القاهر فوق عباده سورة النعام ‪ 18‬وقال وهو العلي العظيم سورة البقرة‬
‫‪ 255‬فهذا خب ال أنه ف السماء ووجدنا كل شيء أسفل مذموما بقول ال عز وجل إن النافقي ف‬
‫الدرك السفل من النار سورة النساء ‪ 145‬وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلنا من الن والنس‬
‫نعلهما تت أقدامنا ليكونا من السفلي سورة فصلت ‪29‬‬

‫وقلنا لم أليس تعلمون أن إبليس مكانه مكان فلم يكن ال ليجتمع هو و إبليس ف مكان واحد‬
‫ولكن معن قول ال عز وجل وهو ال ف السموات وف الرض سورة آل عمران ‪ 129‬يقول هو إله‬
‫من ف السموات وإله من ف الرض وهو ال على العرش وقد أحاط ال بعلمه ما دون العرش ل يلو من‬
‫علم ال مكان ول يكون علم ال ف مكان دون مكان وذلك قوله تعال لتعلموا أن ال على كل شيء‬
‫قدير وأن ال قد أحاط بكل شيء علما سورة الطلق ‪ 12‬ومن العتبار ف ذلك لو أن رجل كان ف‬
‫يديه قدح من قوارير صاف وفيه شيء صاف لكان بصر ابن آدم قد أحاط بالقدح‬
‫من غي أن يكون ابن آدم ف القدح وال وله الثل العلى قد أحاط بميع خلقه من غي أن‬
‫يكون ف شيء من خلقه وخصلة أخرى لو أن رجل بنآ دارا بميع مرافقها ث أغلق بابا وخرج منها‬
‫كان ابن آدم ل يفى عليه كم بيت ف داره وكم سعة كل بيت من غي أن يكون صاحب الدار ف‬
‫جوف الدار فال عز وجل وله الثل العلى قد أحاط بميع ما خلق وعلم كيف هو وما هو من غي أن‬
‫يكون ف شيء ما خلق وما تأول الهمية من قول ال عز وجل ما يكون من نوى ثلثة إل هو‬
‫رابعهم سورة الجادلة ‪ 7‬فقالوا إن ال عز وجل ‪ 4‬مقنا وفينا قال قلنا فلم قطعتم الب من أوله بأذن ال‬

‫يقول أل تر أن ال يعلم ما ف السموات وما ف الرض ما يكون من نوى ثلثة إل هو رابعهم‬


‫يعن إل ال بعلمه رابعهم ول خسة إل هو بعلمه سادسهم ول أدن من ذلك ول أكثر إل هو معهم‬
‫يعن بعلمه فيهم أينما كانوا ث ينبئهم با عملوا يوم القيامة إن ال بكل شيء عليم سورة الجادلة ‪7‬‬
‫يفتح الب بعلمه فيهم ويتمه بعلمه ويقال للجهمي إذا قال إن ال معنا بعظمة نفسه قيل له هل يغفر‬
‫ال لكم فيما بينه وبي خلقه فإن قال نعم فقد زعم أن ال يباين خلقه وأن خلقه دونه وإن قال ل‬

‫كفر وإذا أردت أن تعلم أن الهمي كاذب على ال حي زعم أنه ف كل مكان ول يكون ف‬
‫مكان دون مكان فقل له أليس ال كان ول شيء فيقول نعم فقل له حي خلق الشيء خلقه ف نفسه أو‬
‫خارجا من نفسه فإنه يصي إل ثلثة أقاويل واحد منها إن زعم أن ال خلق ف نفسه فقد كفر حي زعم‬
‫أنه خلق الن والشياطي ف نفسه وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ث دخل فيهم كان هذا أيضا كفرا‬
‫حي زعم أنه دخل ف كل مكان وحش قذر ردىء وإن قال خلقهم خارجا عن نفسه ث ل يدخل فيهم‬
‫رجع عن قوله كله أجع وهو قول أهل السنة فقد بي المام أحد ما هو معلوم بصريح العقل وبديهته‬
‫من أنه ل بد إذا خلق اللق من أن يلقه مباينا له أو مايثا له ومع الحايثة إما‬

‫أن يكون هو ف العال وإما أن يكون العال فيه لنه سبحانه قائم بنفسه والقائم بنفسه إذا كان‬
‫مايثا لغيه فل بد أن يكون أحدها حال ف الخر بلف ما ل يقوم بنفسه كالصفات فإنا قد تكون‬
‫جيعا قائمة بغيها فهذا القسم ل يتج أن يذكره لظهور فساده وان أحدا ل يقول به إذ من العلوم لكل‬
‫أحد أن ال تعال قائم بنفسه ل يوز أن يكون من جنس العراض الت تفتقر إل مل يقوم به وكذلك‬
‫من هذا النس قول من يقول ل هو مباين ول مايث لا كان معلوما بصريح العقل بطلنه ل يدخله ف‬
‫التقسيم إذ من الستقر ف صريح العقل أن الوجود إما مباين لغيه وإما مداخل له فانتفاء هذين القسمي‬
‫يبطل قول من يعله ل مباينا ول مداخل كالعدوم وقول من يعله حال ف العال مفتقرا إل الحل‬
‫كالعراض إذ الفتقر إل الحل ل يقوم بنفسه ول يكون غنيا عما سواه فيمتنع أن يكون واجب الوجود‬
‫بنفسه وهذا ‪ 4‬ل يقل مثل هذا أحد من العقلء وإن قال بعضهم ما يستلزم ذاك فما كل من قال مذهبا‬
‫التزم لوازمه وقد نفى أيضا قول من يقول هو ف كل مكان بتقسيم آخر من هذا النس إذ القائل بأنه ل‬
‫داخل العال ول خارجه ل يكنه أن‬

‫ينفي قول من يقول إنه ف كل مكان لنه إن جوز وجود موجود ل داخل العال ول خارجه ول‬
‫يقبل الشارة إليه ل يكنه مع هذا السلب أن ينفي قول من يقول هو ف كل مكان ل كالسم مع‬
‫السم ول كالعرض مع العرض أو السم فإنه إذا احتج على نفي ذلك بأنه لو كان ف كل مكان للزم‬
‫احتياجه إل مل أو نو ذلك قال له النازع هو ف كل مكان وهو مع ذلك ل يتاج إل مل فإن‬
‫الحتاج إل الحل إنا هو العرض أو السم وهو ليس بسم ول عرض بل هو ل ماس للشياء ول مباين‬
‫لا إذ الماسة والباينة من صفات السم وهو ليس بسم كما قد يقول إنه ف كل مكان وليس بال‬
‫ول ماس ول مباين فإذا قال الناف هذا ل يعقل قال له نظيه الذي يقول ل داخل العال ول خارجه‬
‫وقولك أيضا ل يعقل فكل القولي مالف للمعروف ف العقول فليس إبطال أحدها دون الخر بأول‬
‫من العكس وإنا يكن أن يرد على الطائفتي أهل الفطر السليمة الذين ل يقولوا ما يناقض صريح العقل‬
‫ومن العلوم أن من قال إنه ف العال مثل كون القائم بنفسه ف‬

‫القائم بنفسه كان قوله أقل فسادا من قول من قال إنه ف العال كالقائم بغيه مع القائم بنفسه‬
‫فإن هذا ل يقوله عاقل فإذا بطل الول بطل الثان فأبطل المام أحد هذا القول أيضا فقال بيان ما‬
‫ذكره ال ف القرآن من قوله تعال وهو معكم سورة الديد ‪ 4‬وهذا على وجوه قول ال لوسى إنن‬
‫معكما سورة طه ‪ 46‬يقول ف الدفع عنكما وقال ثان اثني إذ ها ف الغار إذ يقول لصاحبه ل تزن‬
‫إن ال معنا سورة التوبه ‪ 40‬يقول ف الدفع عنا وقال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثية بإذن ال وال‬
‫مع الصابرين سورة البقرة ‪ 249‬يقول ف النصر لم على عدوهم وقال فل تنوا وتدعوا إل السلم‬
‫وأنتم العلون وال معكم سورة ممد ‪ 35‬ف النصر لكم على عدوكم‬

‫وقال يستخفون من الناس ول يستخفون من ال وهو معهم سورة النساء ‪ 108‬يقول بعلمه‬
‫فيهم وقال فلما تراءا المعان قال أصحاب موسى إنا لدركون قال كل إن معي رب سيهدين سورة‬
‫الشعراء ‪ 62 61‬يقول ف العون على فرعون قال فلما ظهرت الجة على الهمي لا ادعى على ال أنه‬
‫مع خلقه ف كل شيء غي ماس للشيء ول مباين منه فقلنا إذا كان غي مباين أليس هو ماسا قال ل قلنا‬
‫فكيف يكون ف كل شيء غي ماس له ول مباين له فلم يسن الواب فقال بل كيف فخدع الهال‬
‫بذه الكلمة وموه عليهم فقلنا له إذا كان يوم القيامة أليس أنا هو النة‬

‫والنار والعرش والواء قال بلى قلنا فأين يكون ربنا قال يكون ف الخرة ف كل شيء كما كان‬
‫حيث كانت الدنيا ف كل شيء قلنا فإن مذهبكم أن ما كان من ال على العرش فهو على العرش وما‬
‫كان من ال ف النة فهو ف النة وما كان من ال ف النار فهو ف النار وما كان من ال ف الواء فهو ف‬
‫الواء فعند ذلك تبي للناس كذبم على ال تعال فكان المام أحد وغيه من الئمة يبينون فساد قول‬
‫الهمية سواء قالوا إنه ف كل مكان أو قالوا ل داخل العال ول خارجه أوتن قالوا إنه ف العال من العال‬
‫أو خارج العال إذ جاع قولم أنه ليس مباينا للعال متصا با فوق العال ث هم مع هذا مضطربون‬
‫يقولون هذا تارة وهذا تارة ول يكن بعض طوائفهم أن يفسد مقالة الخرى لشتراكهم ف الصل‬
‫الفاسد ولذا كان الولية والتادية منهم الذين يقولون إنه ف كل‬

‫مكان يتجون على النفاة منهم الذين يقولون ليس مباينا للعال ول مداخل له بانا قد اتفقنا على‬
‫أنه ليس فوق العال وإذا ثبت ذلك تعي مداخلته للعال إما أن يكون وجوده وجود العال أو يل ف‬
‫العال أو يتحد به كما قد عرف من مقالتم والذين أنكروا اللول والتاد من الهمية ليست لم على‬
‫هؤلء حجة إل من جنس حجة الثبتة عليهم وهو قول الثبتة إن ما ل يكون ل داخل ول مباينا غي‬
‫موجود فإن أقروا بصحة هذه الجة بطل قولم وإن ل يقروا بصحتها أمكن إخوانم الهمية اللولية أن‬
‫ل يقروا بصحة حجتهم إذ ها من جنس واحد واعتب ذلك با ذكره الرازي ف الرد على اللولية فإنه‬
‫لا ذكر الكلم ف أنه يتنع حلول ذاته أو صفة من صفاته ف شيء ذكر أن النصارى تقول باللول تارة‬
‫والتاد أخرى قال واللول باطل لن اللول إنا يعقل إذا كان الال مفتقرا إل الحل فحلوله بصفة‬
‫الواز ينفي افتقار الال إل الحل وبصفه الوجوب يقتضي افتقار الواجب إل غيه وحدوثه أو قدم‬
‫الحل‬

‫قال فإن قلت إنه قد يقتضي اللول بشرط وجود الحل أو الحل يقتضي حلوله فيه فلم يلزم‬
‫قدم الحل ول حلول الواجب قلت كلها ينع وجوب اللول والتاد باطل لن التحدين إن بقيا عند‬
‫التاد أو عدما وحصل ثالث فل اتاد فإن بقي أحدها دون الخر فل اتاد لمتناع كون العدوم عي‬
‫الوجود قال الرازي ناظرت بعض النصارى فقلت تسلم أنه ل يلزم من عدم الدليل عدم الدلول قال‬
‫نعم فقلت فما الدليل على أنه تعال ل يل ف بدن زيد ول عمرو والذبابة والنملة فقال لنه ثبت ف حق‬
‫عيسى أنه أحيي الموات وأبرأ‬

‫الكمة والبرص ول يوجد ف حق غيه فقلت له فقد سلمت أنه ل يلزم من عدم الدليل عدم‬
‫الدلول ولنه ظهر على يد موسى قلب العصا ثعبانا وانقلب الشبة ثعبانا أعجب من انقلب اليت حيا‬
‫فهو أول بالدللة على اللول ف الملة قال وبالملة مذهب النصارى واللولية أخس من أن يلتفت‬
‫إليه قلت ما ذكره من إبطال اللول بإلزام النصارى كلم صحيح ولكن هذا إنا يستقيم على قول أهل‬
‫الثبات الثبتي لباينته للعال فأما على قول الهمية النفاة فل تستقيم هذه الجة وذلك أن اللولية على‬
‫وجهي أحدها أهل اللول الاص كالنصارى والغالية من هذه المة الذين يقولون باللول إما ف على‬
‫وإما ف غيه والثان القائلون باللول العام الذين يقولون ف جيع الخلوقات نوا ما قالته النصارى ف‬
‫السيح عليه السلم أو ما هو شر‬

‫منه ويقولون النصارى إنا كفروا لنم خصصوا كما يقول ذلك التادية أصحاب صاحب‬
‫الفصوص وأمثاله وهم كثيون ف الهمية بل عامة عباد الهمية وفقهائهم وعامة الذين ينتسبون إل‬
‫التحقيق من الهمية هم من هؤلء كابن الفارض وابن سبعي والقونوي والتلمسان وأمثالم فإذا قال‬
‫الهمي الذي يقول إنه ف كل مكان ويقول مع ذلك بأن وجوده غي وجود الخلوقات أو يقول بالتاد‬
‫من وجه والباينة من وجه كما هو قول ابن عرب وأمثاله كما حكى المام أحد عنهم يقول إنه ف كل‬
‫مكان ل ماس للمكنة ول مباين لا وأنه حال ف العال أو متحد به ل كحلول العراض والجسام ف‬
‫الجسام وأشباه ذلك فاحتج موافقوهم على نفي الباينة كالرازي وأمثاله با ذكروه من قولم اللول‬
‫إنا يعقل إذا كان الال مفتقرا إل الحل فإما أن يكون اللول جائزا أو واجبا فإن كان جائزا انتفى‬
‫افتقاره إل الحل فلزم المع بي النقيضي أن يكون مفتقرا إل الحل غي مفتقر إليه لكون حلوله جائزا‬
‫ل واجبا وإن كان اللول واجبا ل يكن الال واجبا بنفسه بل بغيه‬

‫قال لم اللولية قولكم اللول العقول يقتضي افتقار الال إل الحل إنا يكون إذا كان الال‬
‫عرضا فضل عن أن يكون جسما فضل عن أن يكون ل جسما ول عرضا فإما إذا قدر حال ليس بسم‬
‫ول عرض فلم قلتم إن حلوله يقتضي افتقاره إل الحل وقالوا لم إذا جوزت وجود موجود ل مباين لغيه‬
‫ول حال فيه فلم ل يوز وجود موجود حال ف غيه ليس مفتقرا إليه فإذا قلتم ل نعقل حال ف شيء‬
‫إل مفتقرا إليه قيل لكم هذا كما قلتموه للمثبتة هذا من حكم الوهم واليال لا قال الثبتة ل نعقل‬
‫موجودا إل مباينا لغيه أو مايثا له وهذا هو السؤال الذي أورده أحد من جهة الهمية حيث قالوا هو‬
‫ف كل مكان ل ماس ول مباين فضل عن أن يقولوا مفتقرا فإن الفتقار إنا يعقل ف حلول العراض‬
‫فأما حلول العيان القائمة بأنفسها ف العيان القائمة بأنفسها فل يب فيه الفتقار والقائلون باللول‬
‫إنا يقولون هو حلول عي ف عي ل حلول صفة ف مل فلهذا قال لم المام أحد وأمثاله أهو ماس أو‬
‫مباين فإذا سلبوا هذين التقابلي تبي مالفتهم لصريح العقل وكانت هذه الجة عليهم خيا من حجة‬
‫الرازي حيث إنه نفى حلول العرض ف مله فإن هذا ل يقله أحد‬

‫وكذلك ما نفاه من التاد ليس فيه حجة على ما ادعوه من التاد فإنم ل يقولون ببقائهما‬
‫بالما ول ببقاء أحدها وإنا يشبهون التاد باتاد الاء واللب والاء والمر واتاد النار والديد فقوله‬
‫هذا ليس باتاد نزاع لفظي فهم يسمون هذا اتادا فل بد من بيان بطلن ما أثبتوه من اللول والتاد‬
‫وإل كان الدليل منصوبا ف غي مل الناع وأما الئمة الذين ردوا على اللولية فأبطلوا نفس ما ادعوه‬
‫وإن كان هؤلء ل يقرون بأنا نقول باللول كما ل يقر القائلون بأنه ل داخل العال ول خارجه‬
‫بالتعطيل فلزوم اللول لؤلء كلزوم التعطيل لؤلء والتعطيل شر من اللول ولذا كان العامة من‬
‫الهمية إنا يعتقدون أنه ف كل مكان وخاصتهم ل تظهر لعامتهم إل هذا لن العقول تنفر عن التعطيل‬
‫أعظم من نفرتا عن اللول وتنكر قول من يقول إنه ل داخل العال ول خارجه أعظم ما تنكر أنه ف‬
‫كل مكان فكان السلف يردون خي قوليهم وأقربما إل العقول وذلك مستلزم فساد القول الخر‬
‫بطريق الول‬

‫ومن العجب أن الهمية من العتزلة وغيهم ينسبون الثبتي للصفات إل قول النصارى كما قد‬
‫ذكر ذلك عنهم أحد وغيه من العلماء وبذا السبب وضعوا على ابن كلب حكاية راجت على بعض‬
‫السبي إل السنة فذكروها ف مثالبه وهو أنه كان له أخت نصرانية وأنا هجرته لا أسلم وأنه قال لا أنا‬
‫أظهرت السلم لفسد على السلمي دينهم فرضيت عنه لجل ذلك وهذه الكاية إنا افتراها بعض‬
‫الهمية من العتزلة ونوهم لن ابن كلب خالف هؤلء ف إثبات الصفات وهم ينسبون مثبتة الصفات‬
‫إل مشابة النصارى وهم أشبه بالنصارى لنه يلزمهم أن يقولوا إنه ف كل مكان وهذا أعظم من قول‬
‫النصارى أو أن يقولوا ما ما هو شر من هذا وهو أنه ل داخل العال ول خارجه ولذا كان غي واحد‬
‫من العلماء كعبد العزيز الكي وغيه يردون عليهم بثل هذا ويقولون إذا كان السلمون كفروا من يقول‬
‫إنه‬

‫حل ف السيح وحده فمن قال باللول ف جيع الوجودات أعظم كفرا من النصارى بكثي وهم‬
‫ل يكنهم أن يردوا على من قال باللول إن ل يقولوا بقول أهل الثبات القائلي بباينته للعال فيلزمهم‬
‫أحد المرين إما اللول وإما التعطيل والتعطيل شر من اللول ول يكنهم إبطال قول أهل اللول مع‬
‫قولم بالنفي الذي هو شر منه وإنا يكن ذلك لهل الثبات وهم وإن قالوا إن مذهب النصارى‬
‫واللولية أخس من أن يلتفت إليه فل يقدرون على إبطاله مع قولم بالتجهم ولذا ل يكن فيما ذكروه‬
‫حجة على إبطاله فيلزمهم إما إمكان تصحيح قول النصارى واللولية وإما أبطال قولم وهذا ل حيلة فيه‬
‫لن تدبر ذلك وهب أنم يكنهم إبطال قول النصارى ف تصيصهم السيح باللول والتاد حيث يقال‬
‫إذا جوز اللول والتاد بالسيح جاز بغيه فإن القائلي بعموم اللول والتاد يلتزمون هذا ويقولون‬
‫النصارى كفرهم لجل التخصيص وكذلك عباد الصنام إنا أخطأوا من حيث عبدوا بعض الظاهر دون‬
‫بعض والعارف الحقق عندهم من ل يقتصر على بعض الظاهر والجال بل يعيد كل شيء كما قد‬
‫صرح بذلك ابن عرب صاحب الفتوحات الكية وفصوص الكم وأمثاله من أئمة هؤلء الهمية القائلي‬
‫بوحدة الوجود‬

‫الذين هم مققو أهل اللول والتاد ولذا كان هؤلء لم الظهور والستطالة على نفاة اللول‬
‫والباينة جيعا بل هؤلء يضعون لولئك ويعتقدون فيهم ولية ال وينصرونم على أهل اليان القائلي‬
‫بباينة الالق للمخلوق كما قد رأيناه وجربناه وسبب ذلك أن قول هؤلء اللولية والتادية مسقف‬
‫بالتأله والتعبد والتصوف والخلق ودعوى الكاشفات والخاطبات ونو ذلك ما ل يكاد يفهمه أكثر‬
‫النفاة فإذا كانوا ل يفهمون حقيقة قولم سلموا إليهم ما يقولونه وظنوا أن هذا من جنس كلم أكابر‬
‫أولياء ال الذين أطلعهم ال من القائق على ما يقصر عنه عقول أكثر اللئق وسلموا لم ما ل يفهمونه‬
‫من أقوالم كما يسلمون للنب ما ل يفهمونه من أقواله فيعظمون هؤلء كما يعظمون الرسول بثابة من‬
‫صدق ممدا رسول ال ومسيلمة الكذاب صدق كل منهما ف أنه رسول ال كحال أهل الردة الذين‬
‫آمنوا بسيلمة التنب مع دعواهم أنم مؤمنون بحمد رسول ال ول يعرفون ما بي قول هذا وقول هذا‬
‫من الناقضة والنافاة لعدم تققهم ف اليان بحمد رسول ال فهكذا نفاة العلو والصفات من الهمية‬
‫أو نفاة العلو وحده إذا سعوا النصوص اللية الثبتة للعلو والصفات أعرضوا عن فهم‬

‫معناها وإثبات موجبها ومقتضاها وآمنوا بألفاظ ل يعرفون مغزاها وآمنوا للرسول إيانا ممل‬
‫بأنه ل يقول إل حقا ول يكن ف قلوبم من العلم بباينة ال للقه وعلوه عليهم ما ينفون به بدعة‬
‫اللولية والتادية وأمثالم لن أحد التقابلي إنا يرتفع عن القلب بإثبات مقابله وأحد النقيضي ل يزول‬
‫عن القلب زوال مستقرا إل بإثبات نقيضه فإذا كان حقيقة المر أن الرب تعال إما مباين للعال وإما‬
‫مداخل له كان من ل يثبت الباينة ل يكن عنده ما يناف الداخلة بل إما أن يقر بالداخلة وإما أن يبقى‬
‫خاليا عن اعتقاد التقابلي التناقضي ول يكنه مع عدم اعتقاد نقيض قول أن يعتقد فساده ول ينكره ول‬
‫يرده بل يبقى بنلة من سع أن ممدا قال إنه رسول ال وأن مسليمة قال إنه رسول ال وهو ل يصدق‬
‫واحدا منهما ول يكذب واحد منهما فمثل هذا يتنع أن يرد على مسيلمة أو يكذبه فهكذا من كان ل‬
‫يقر بأن الالق تعال مباين للمخلوق ل يكنه أن يناقض قول من يقول باللول والتاد بل غايته أن ل‬
‫يوافقه كما ل يوافق قول أهل الثبات فهو ل يؤمن با قاله ممد رسول ال والؤمنون به ول با قاله‬
‫مالفوه الدجالون الكذابون من أهل اللول والتاد وغيهم من نفاة العلو‬

‫وقول النفاة للمباينة الداخلة جيعا لا كان ف حقيقة المر نفيا للمتقابلي التناقضي بنلة قول‬
‫القرامطة الذين يقولون ل حي ول ميت ول عال ول جاهل ول قادر ول عاجز كان قولم ف العقل‬
‫أفسد من قول من ل يؤمن بحمد ول بسيلمة فإن كلها مبطل لكن بطلن سلب النقيضي وما هو ف‬
‫معن النقيضي أبي ف العقل من القرار بنبوة رسول من رسل ال صلى ال عليهم أجعي فلهذا ل تكاد‬
‫تد أحدا من نفاة الباينة والداخلة جيعا أو من الواقفة ف الباينة يكنه مناقضة اللولية والتادية مناقضة‬
‫يبطل با قولم بل أي حجة احتج با عليهم عارضوه بثلها وكانت حجتهم أقوى من حجته فإذا قال‬
‫لم ل يعقل اللول إل حلول العرض فيكون الال مفتقرا إل الحل أو قال ما هو أبلغ من هذا ما احتج‬
‫به الئمة عليهم لو كان حال ل يل من الباينة والماسة فإن القائم بنفسه إذا حل ف القائم بنفسه ل يل‬
‫من هذا وهذا قالوا للنفاة هذا أنا يكون إذا كان الال متحيزا او قائما بتحيز أو قالوا هذا هو العقول‬
‫من حلول الجسام وأعراضها فأما إذا قدرنا موجودا قائما بنفسه ليس بسم ول متحيز ل يتنع أن‬
‫يكون حال بل افتقار إل الحل ول ماسة ول مباينة‬
‫فإن قال إخوانم من النفاة للعلو والباينة هذا ل يعقل قالوا لم إذا عرضنا على العقل وجود‬
‫موجود قائم بنفسه ل مباين للعال ول مايث له ول داخل فيه ول خارج عنه وعرضنا على العقل وجود‬
‫موجود ف العال قائم بنفسه ل ماس له ول مباين له وليس بسم ول متحيز أو وجود موجود مباين له‬
‫وليس بسم ول متحيز كان هذا أقرب إل العقل وذلك أن وجود موجود ل يشار إليه ول يكون‬
‫متحيزا ل جسما ول جوهرا إما أن يكون مكنا وإما أن ل يكون فإن ل يكن مكنا بطل قول من يثبت‬
‫موجودا ل داخل العال ول خارجه ول يشار إليه وكان حينئذ قول من أثبت موجودا خارج العال أو‬
‫داخله وقال إنه ل يشار إليه أقل فسادا ف العقل من هذا وإن كان وجود موجود ل يشار إليه ول يكون‬
‫جسما ول متحيزا مكنا ف العقل فمن العلوم إذا قيل مع ذلك إنه خارج العال ل يب أن يشار إليه ول‬
‫يكون جسما منقسما ول مطابقا موازيا ماذيا للعرش ل أكب منه ول أصغر ول مساويا وإن قيل مع‬
‫ذلك إنه حال ف العال ل يز أن يقال إنه ماس أو مباين لن الماسة والباينة عندهم من عوارض السم‬
‫الشار إليه فما‬

‫ل يكون جسما ل يشار إليه ل يوصف ل بذا ول بذا وإذا كان قائما بنفسه ل يشار إليه امتنع‬
‫أن يقال هو عرض أو كالعرض الفتقر إل الحل بل إثبات ما ل يشار إليه وهو داخل العال أو خارجه‬
‫أقرب إل ما تثبته العقول من إثبات ما ل يشار إليه ول هو داخل العال ول خارجه وما يقرر هذه‬
‫الجج أن هؤلء النفاة لا أرادوا بيان إمكان وجود موجود ل داخل العال ول خارجه وأن نفي ذلك‬
‫ليس معلوما بضرورة العقل احتجوا على ذلك بإثبات الكليات واحتجوا بأن الفلسفة وطائفة من‬
‫متكلمي السلمي من العتزلة والشيعة والشعرية أثبتوا النفس وقالوا إنا ل داخل البدن ول خارجه ول‬
‫توصف بركة ول سكون ول مباينة لغيها ول حلول فيه قالوا وقول هؤلء ليس معلوم الفساد‬
‫بالضرورة والثبتون لا طلبوا بيان فساد قولم بينوا أن الكليات وجودها ف الذهان ل ف العيان وأن‬
‫قول هؤلء معلوم الفساد بالضرورة حت عند جاهي التكلمي من العتزلة والشعرية والكرامية وغيهم‬
‫والقصود هنا أن يقال لؤلء إذا جوزت إثبات كليات ل‬

‫داخل العال ول خارجه مع أنا متعلقة بعينات بل جعلتموها جزءا من العينات حيث قلتم الطلق‬
‫جزء من العي وجوزت وجود نفوس مردات عقلية ل داخل العال ول خارجه مع أنا متعلقة بأبدان بن‬
‫آدم تعلق التدبي والتصريف وجوزت أيضا وجود نفس فلكية كذلك على أحد قوليكم فما الانع أن‬
‫يكون واجب الوجود مع تدبيه وتصريفه للعال متعلقا به تعلق النفوس بالبدان وتعلق الكليات بالعيان‬
‫والنصارى ل يصلون إل أن يقولوا إن اللهوت ف الناسوت كالنفس ف البدن بل مباينة اللهوت‬
‫للناسوت عندهم أعظم من مباينة النفس للبدن فإذا جوزت ما يكون ل داخل العال ول خارجه مع تعلقه‬
‫بالبدان أعظم من تعلق اللهوت بالناسوت عند النصارى أمكن أن يكون واجب الوجود متعلقا‬
‫بالبدان بل بالوجودات كلها كذلك وكان قول الهمية الذين يقولون إن اللهوت ف كل مكان أقرب‬
‫إل العقول من قول من يقول إن الجردات ف البدان والعيان وما يزيد المر وضوحا أن هؤلء‬
‫الفلسفة الشائي ومن وافقهم من التكلمة والتصوفة يثبتون خسة أنواع من الواهر واحد منها هو‬
‫الوهر الذي يكن إحساسه وهو السم ف اصطلحهم وأربعة هي جواهر عقلية ل يكن الحساس با‬
‫وهي العقل‬

‫والنفس والادة والصورة مع اتفاقهم على أن الجسام الحسوسة مركبة من الادة والصورة وها‬
‫جوهران عقليان كما يقولون إن العيان العينة الحسوسة فيها كليات طبيعية عقلية هي أجزاء منها فإذا‬
‫كان هؤلء يثبتون ف الواهر الحسوسة ومعها جواهر عقلية ل ينالا السن بال ويعلون هذا حال‬
‫وهذا مل ل يكنهم مع ذلك أن ينكروا كون الوجود الواجب هو حال أو مل لذه الحسوسات‬
‫وهذا هو الذي انتهى إليه مققوهم كابن سبعي وأمثاله فإنم جعلوا الوجود الواجب مع المكن كالادة‬
‫مع الصورة وكالصورة مع الادة أو ما يشبه ذلك يعلون الوجود الواجب جزءا من المكن كما أن‬
‫الطلق جزء من العي حت أن ابن رشد الفيد وأمثاله يعلون الوجود الواجب كالشرط ف وجود‬
‫المكنات الذي ل يتم وجود المكنات إل به مع أن الشرط قد يكون وجوده مشروطا بوجود الشروط‬
‫فيكون كل منهما شرطا ف وجود الخر وهذا حقيقة قولم يعلون الواجب مع المكن كل منهما‬
‫مفتقر إل الخر ومشروط به كالادة والصورة فابن عرب يعل أعيان المكنات ثابتة ف العدم والوجود‬
‫الواجب فاض عليها فل يتحقق وجوده إل با ول تتحقق ماهيتها إل به وبن قوله على أصلي فاسدين‬

‫أحدها أن الوجود واحد ليس هنا وجودان أحدها واجب بنفسه والخر بغيه والثان أن‬
‫وجود كل شيء زائد على حقيقته وماهيته وأن العدوم شيء موافقة لن قال هذا وهذا من العتزلة‬
‫والفلسفة ومن وافقهم من متأخري الشعرية فالقائق والذوات عنده ثابتة ف العدم ووجود الق فاض‬
‫عليها فكان كل منهما مفتقرا إل الخر ولذا يقول إن الق يتصف بميع صفات الخلوقات من‬
‫النقائض والعيوب وأن الخلوق يتصف بميع صفات ال تعال من صفات الكمال كما قال أل ترى‬
‫الق يظهر بصفات الحدثات وأخبا بذلك عن نفسه وبصفات النقص وصفات الذم أل ترى الخلوق‬
‫يظهر بصفات الق فهي من أولا إل آخرها صفات له كما أن صفات الحدثات حق للحق ولذا قال‬
‫فالمر الالق الخلوق والمر الخلوق الالق كل ذلك من عي واحدة ل بل هو العي الواحدة وهو‬
‫العيون الكثية فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر سورة الصافات‬

‫‪ 102‬فالولد عي أبيه فما رأى يذبح غي نفسه وفديناه بذبح عظيم سورة الصافات ‪107‬‬
‫فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان بل بكم ولد من هو عي الوالد وخلق منها زوجها سورة‬
‫النساء ‪ 1‬فما نكح سوى نفسه وقال فيعبدن وأعبده ويمدن وأحده وقال ولا كان فرعون ف مرتبة‬
‫الكم قال أنا ربكم العلى سورة النازعات ‪ 24‬أي وإن كان الكل أربابا بنسبة ما فأنا العلى منهم‬
‫با أعطيته من الكم فيكم ولا علمت السحرة صدق فرعون فيما قاله ل ينكروه وأقروا‬

‫بذلك وقالوا إنا تقضي هذه الياة الدنيا فاقض ما أنت قاض سورة طه ‪ 72‬فالدولة لك‬
‫فصح قوله أنا ربكم العلى سورة النازعات ‪ 24‬وإن كان عي الق وقال فكان موسى أعلم بالمر‬
‫من هارون لنه علم ما عبده أصحاب العجل لعلمه بأن ال قد قضى أن ل يعبد إل إياه وما حكم ال‬
‫بشيء إل وقع فكان عتب موسى على أخيه هارون لا وقع المر ف إنكاره وعدم اتساعه فإن العارف‬
‫من يرى الق ف كل شيء بل يراه عي كل شيء وقال ف قصة قوم نوح ومكروا مكرا كبارا سورة‬
‫نوح ‪ 22‬لن الدعوة إل ال مكر بالدعو فإنه ما عدم من البداية فيدعى إل الغاية‬

‫وقوله ادعوا إل ال عي الكر فأجابوه مكرا كما دعاهم مكرا فقالوا ف مكرهم ل تذرن‬
‫آلتكم ول تذرن ودا ول سواعا ول يغوث ويعوق ونسرا سورة نوح ‪ 23‬فإنم إذا تركوا هؤلء جهلوا‬
‫من الق على قدر ما تركوا من هؤلء فإن اللحق ف كل معبود وجها يعرفه من عرفه ويهله من جهله‬
‫كما قال ف الحمدين وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه سورة السراء ‪ 23‬أي حكم وفسر قوله قضى‬
‫بعن قدر ل بعن أمر قال وما حكم ال بشيء إل وقع والعارف يعرف من عبد وف أي صورة ظهر‬
‫حت عبد وأن التفريق والكثرة كالعضاء ف الصورة الحسوسة وكالقوى العنوية ف الصورة الروحانية‬
‫فما عبد غي ال ف كل معبود‬

‫وأمثال هذا الكلم كثي ف كلم هذا وأمثاله كابن سبعي الذي حقق قول هؤلء الفلسفة تقيقا‬
‫ل يسبق إليه وكان آخر قوله وأن ال ف النار نار وف الاء ماء وف اللو حلو وف الر مر وأنه ف كل‬
‫شيء تصوره ذلك الشيء كما قد بسط الكلم عليه غي هذا الوضع وكذلك ابن حوية الذي يتكلم‬
‫بنحو هذا ف مواضع من كلمه وكذلك ابن الفارض ف قصيدته الشهورة الت يقول فيها لا صلوات‬
‫بالقام أقيمها وأشهد فيها أنا ل صلت كلنا مصل واحد ساجد إل حقيقته بالمع ف كل سجدة‬

‫وما كان ل صلى سواى ول تكن صلت لغيى ف أدا كل ركعة‬


‫إل أن قال ومازلت أياها وإياى ل تزل ول فرق بل ذات لذات أحبت إل رسول كنت من‬
‫مرسل وذات بآيات على استدلت فإن دعيت كنت الجيب وإن أكن منادى أجابت من دعان ولبت‬
‫وقد رفعت تاء الخاطب بيننا وف رفعها عن فرقة الفرق رفعت وفارق ضلل الفرق فالمع منتج‬
‫هدى فرقة بالتاد تدت‬

‫فإن العارف الحقق من هؤلء يقول أرسل من نفسه إل نفسه رسول بنفسه فهو الرسل‬
‫والرسل إليه والرسول ويقول من هو من أكب من أضلوه من أهل الزهادة والعبادة مع الصدق ف‬
‫تسبيحاته وأذكاره الوجود واحد وهو ال ول أرى الواحد ول أرى ال ويقول أيضا نطق الكتاب‬
‫والسنة بثنوية الوجود والوجود واحد ل ثنوية فيه ويكرر ذلك كما يكرر السلمون سبحان ال والمد‬
‫ل ول إله إل ال وال أكب وعنده أن هذا غاية التحقيق والعرفان ويىء من هو أفضل التكلمي من‬
‫النفاة للعلو يعتقد ف مثل هذا أنه كان من أفضل أهل الرض أو أفضلهم ويأخذ ورقة فيها سر مذهبه‬
‫يرقى با الرضى كما يرقى السلمون بفاتة الكتاب كما أخبنا بذلك الثقاة وهم يقدمون تلك الرقية‬
‫على فاتة الكتاب‬

‫ويقول من هو من شعرائهم العارفي وما أنت غي الكون بل أنت عينه ويشهد هذا السر من‬
‫هو ذائق‬
‫ويقول وتلتذ إن مرت على جسدي يدى لن ف التحقيق لست سواكم‬
‫وأمثال هذا كثي والتكلمة النفاة منهم من يوافق هؤلء ومنهم من ل يوافقهم ومن وافقهم‬
‫يقال له أين ذاك النفي ل داخل ول خارج من هذا الثبات وهو أنه وجود كل موجود فيقول هذا‬
‫حكم عقلي وهذا حكم ذوقي أو يرجع عن ذلك النفي ويقول الطلق جزء من العينات والوجود‬
‫الواجب للموجودات مثل الكلي الطبيعي للعيان كالنس لنواعه والنوع لشخاصه كاليوانية ف‬
‫اليوانات والنسانية ف الناسي وهذا غايته أن يعله شرطا ف وجود المكنات ل مبدعا فاعل لا فإن‬
‫الكليات ل تبدع أعيانا بل غايتها إذا كانت موجودة ف الارج أن تكون شرطا ف وجودها بل جزءا‬
‫منها ومن ل يوافقهم أكثرهم يسلمون لم أقوالم أو يقولون نن ل نفهم هذا أو يقولون هذا ظاهره‬
‫كفر لكن قد تكون له أسرار وحقائق يعرفها أصحابا‬

‫ومن هؤلء من يعاونم وينصرهم على أهل اليان النكرين للحلول والتاد وهو شر من ينصر‬
‫النصارى على السلمي فإن قول هؤلء شر من قول النصارى بل هو شر من ينصره الشركي على‬
‫السلمي فإن قول الشركي الذين يقولون إنا نعبدهم ليقربونا إل ال زلفى سورة الزمر ‪ 3‬خي من‬
‫قول هؤلء فإن هؤلء أثبتوا خالقا وملوقا غيه يتقربون به إليه وهؤلء يعلون وجود الالق وجود‬
‫الخلوق وغاية من تده يتحرى الق منهم أن يقول العال ل هو ال ول غي ال ولا وقعت منة هؤلء‬
‫اللحدة الشهورة وجرى فيها ما جرى من الحوال ونصر ال السلم عليهم طلبنا شيوخنا لنتوبم‬
‫فجاء من كان من شيوخهم وقد استعد لن يظهر عندنا غاية ما يكنه أن يقوله لنا ليسلم من العقاب‬
‫فقلنا له العال هو ال أو غيه فقال ل هو ال ول غيه وهذا ما كان عنده هو القول الذي ل يكن أحد‬
‫أن يالف فيه ولو علم أنا ننكره لا قاله لنا وكان من أعيان شيوخهم ومققيهم‬

‫ومن له أتباع ومريدون وله ولصحابه سلطان ودولة ومعرفة ولسان وبيان حت أدخلوا معهم من‬
‫ذوي السلطان والقضاة والشيوخ والعامة ما كان دخولم ف ذلك سببا لنتقاص السلم ومصيه أسوا‬
‫من دين النصارى والشركي لول ما من ال به من نصر السلم عليهم وبيان فساد أقاويلهم وإقامة‬
‫الجة عليهم وكشف حقائق ما ف أقوالم من التلبيس الذي باطنه كفر وإلاد ل يفهمه إل خواص‬
‫العباد والقصود هنا أن اللولية إذا أراد النفاة للمباينة واللول جيعا من متكلمة الفلسفة والعتزلة‬
‫والشعرية كابن سينا والرازي وأب حامد وأمثالم أن يردوا عليهم حجة عقلية تبطل قولم ل يكنهم‬
‫ذلك كما تقدم بل يلزم من تويزهم إثبات وجود ل داخل العال ول خارجه تويز قول اللولية ولذا‬
‫ل تد ف النفاة من يرد على اللولية ردا مستقيما بل إن ل يكن موافقا لم كان معهم بنلة الخنث‬
‫كالرافضي مع الناصب فإن الرافضي ل يكنه أن يقيم حجة على الناصب الذي يكفره علنا أو يفسقه فإنه‬
‫إذا قال للرافضي باذا عملت أن عليا مؤمن ول ل من أهل النة قبل ثبوت إمامته وهذا إنا يعلم بالنقل‬
‫والنقل إما متواتر وإما آحاد فإن قال له الرافضي با تواتر من إسلمه ودينه وجهاده وصلته وغي ذلك‬
‫من عباداته‬
‫قال له وهذا أيضا متواتر عن أب بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو ابن العاص وغيهم من‬
‫الصحابة وأنت تعتقد كفرهم أو فسقهم وقال له أيضا أنت تقول إن عليا كان يستجيز التقية وأن يظهر‬
‫خلف ما يبطن ومن كان هذا قوله أمكن أن يظهر السلم مع نفاقه ف الباطن فإن قال الرافضي‬
‫للناصب علمت ذلك بثناء النب وشهادته له باليان والنة كقوله لعطي الراية رجل يب ال ورسوله‬
‫ويبه ال ورسوله وقوله أما ترضى أن تكون من بنلة هارون من موسى ونو ذلك قال له الناصب قد‬
‫نقل أضعاف ذلك عن أب بكر وعمر وعثمان وأنت تطعن ف تلك النقولت أو تقول إنم ارتدوا بعد‬
‫موته فما يؤمنك إن كان قولك ف هؤلء صحيحا أن يكون على كذلك‬

‫وأيضا فهذه الحاديث إنا نقلها الصحابة الذين تذكر أنت كفرهم وفسقهم والكافر والفاسق‬
‫ل تقبل روايته فإن قال هذه نقلها الشيعة قال له الناصب الشيعة ل يكونوا موجودين على عهد النب‬
‫وهم يقولون إن الصحابة ارتدوا إل نفرا قليل إما عشرة أو أقل أو أكثر ومثل هؤلء يوز عليهم الواطأة‬
‫على الكذب فإن قال أنا أثبت إيانه بالقرآن كقوله تعال والسابقون الولون من الهاجرين والنصار‬
‫والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه سورة التوبة ‪ 100‬وقال ممد رسول ال والذين‬
‫معه أشداء على الكفاررحاء بينهم سورة الفتح ‪ 29‬وقال وكل وعد ال السن سورة النساء ‪95‬‬
‫وقوله لقد رضي ال عن الومني إذ يبايعونك تت الشجرة سورة الفتح ‪ 18‬قال له الناصب هذه‬
‫اليات تتناول أبا بكر وعمر وغيها من الهاجرين والنصار كما تتناول عليا ليس ف ظاهرها ما يص‬
‫عليا فإن جاز أن يدعى خروج هؤلء منها أو أنم دخلوا فيها ث خرجوا بالردة أمكن الوارج الذين‬
‫يكفرون عليا أن يقولوا مثل ذلك والقصود هنا أن الرافضة ل يكنهم إقامة حجة صحيحة على‬

‫الوارج وإنا يتمكن من ذلك أهل السنة والماعة الذين يقرون بعموم هذه اليات وتناولا‬
‫لهل بيعة الرضوان كلهم ويقرون بالحاديث الصحيحة الروية ف فضائل الصحابة وأنم كانوا صادقي‬
‫ف روايتهم فهم الذين يكنهم الرد على الوارج والروافض بالطرق الصحيحة السليمة عن التناقص‬
‫وهكذا الرد على الولية وبيان إبطال قولم بالق إنا يتمكن منه أهل السنه الثبتة لعلو ال على خلقه‬
‫ومباينته لم فإن قول هؤلء نقيض قول اللولية ومن علم ثبوت أحد النقيضي أمكنه إبطال ما يقابله‬
‫بلف قول النفاة فإنه متضمن رفع النقيضي أو ما ها ف معن النقيضي ورفع النقيضي أشد بطلنا من‬
‫إثبات أحدها بل أشد بطلنا من الناقض الباطل فإن رفعهما يعلم امتناعه بصريح العقل وأما انتفاء‬
‫أحدها فهو أخفى ف العقل من رفعهما فمن رفع النقيضي أو ما ف معناها ل يكنه إبطال قول من‬
‫أثبت أحدها وما من حجة يتج با من رفع التقابلي إل ويكن من أثبت أحدها أن يتج عليه با هو‬
‫أقوى منها من جنسها ولذا كان إطباق العقول السليمة على إنكار قول النفاة التقابلي أعظم من‬
‫إطباقها على إنكار قول اللولية لن الوجود الواجب الوجود كلما وصف بصفات العدومات المتنعات‬
‫كان أعظم بطلنا وفسادا من وصفه با هو أقرب إل الوجود وما يبي هذا أن الصفات السلبية ليس‬
‫فيها بنفسها مدح ول توجب‬

‫كمال للموصوف إل أن تتضمن أمر وجوديا كوصفه سبحانه بأنه ل تأخذه سنة ول نوم فإنه‬
‫يتضمن كمال حياته وقيوميته وكذلك قوله تعال وما مسنا من لغوب سورة ق ‪ 38‬متضمن كمال‬
‫قدرته وقوله ل يعزب عنه مثقال ذرة ف السموات ول ف الرض سورة سبأ ‪ 3‬يقتضي كمال علمه‬
‫وكذلك قوله ل تدركه البصار سورة النعام ‪ 103‬يقتضي عطمته بيث ل تيط به البصار‬
‫وكذلك نفي الثل والكفو عنه يقتضي أن كل ما سواه فإنه عبد ملوك له وذلك يقتضي من كماله ما ل‬
‫يصل إذا كان له نظي مستغن عنه مشارك له ف الصنع فإن ذلك نقص ف الصانع فأما العدم الحض‬
‫والنفي الصرف مثل كونه ل يكن رؤيته بال وكونه ل مباينا للعال ول مداخل له فإن هذا أمر يوصف‬
‫به العدوم فإن العدوم ل يكن رؤيته بال وليس هو مباينا للعال ول مداخل له والعدوم الحض ل‬
‫يتصف بصفة كمال ول مدح ولذا كان تنيه ال تعال بقوله سبحان ال يتضمن مع نفي صفات النقص‬
‫عنه إثبات ما يلزم ذلك من عظمته فكان ف التسبيح تعظيم له مع تبئته من السوء ولذا جاء التسبيح‬
‫عند العجائب الدالة على عظمته كقوله تعال سبحان الذي أسرى بعبده ليل سورة السراء ‪ 1‬وامثال‬
‫ذلك ولا قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون سورة‬

‫الصافات ‪ 180‬كان تنيهه عما وصفوه به متضمنا لعظمته اللزمة لذلك النفي وإذا كان‬
‫كذلك فنفاة النقيضي وما هو ف معن النقيضي ل يتضمن وصفهم له بذلك شيئا من الثبات ول‬
‫التعظيم بلف القائلي باللول ف جيع المكنة فإنم يصفونه با فيه تعظيم له ولذا يقول من يذر‬
‫الطائفتي إن هؤلء قصدوا تنيهه وهؤلء قصدوا تعظيمه فإذا كان التنيه إن ل يتضمن تعظيما ل يكن‬
‫مدحا كان من وصفه با فيه تعظيم أقرب إل العقول من وصفه با يشركه فيه العدوم من غي أن يكون‬
‫فيه تعظيم فلم يكن أولئك النفاة أن يبطلوا حجج هؤلء العظمي وإذا ردوا عليهم ببيان ما ف قولم من‬
‫إثبات ما ل يعقل أو التناقص قالوا لم إن ف قولم من إثبات ما ل يعقل ومن التناقص ما هو أعظم من‬
‫ذلك فإن قال النفاة هؤلء اللولية قد أثبتوا حلول يقتضي افتقاره إل الحل كالصورة مع الادة‬
‫وكالوجود مع الثبوت ونو ذلك ما يقتضي أن أحدها متاج إل الخر ونن قد بينا إنا يعقل اللول‬
‫إذا كان الال متاجا إل الحل وذلك باطل لن ذلك يناقض وجوبه كما تقدم فقد أبطلنا قول هؤلء‬
‫قيل عن هذا جوابان أحدها أنه ليس كل من قال باللول يقول بافتقاره إل الحل بل كثي من القائلي‬
‫باللول يقولون إنه ف كل مكان مع استغنائه عن‬

‫الحل وهو قول النجارية وكثي من الهمية وقول من يقول باللول الاص كالنصارى وغيهم‬
‫الثان أنه بتقدير أن يكون اللول مستلزما للفتقار فأنتم لن تثبتوا غناه عما سواه فإن طريقة الرازي‬
‫والمدى وأمثالما ف إثبات الصانع هي طريقة ابن سينا ف إثبات واجب الوجود وهذه الطريقة ل تدل‬
‫على إثبات موجود قائم بنفسه واجب الوجود وإن قيل إنا تدل على ذلك فلم تدل على أنه مغاير‬
‫للعال بل يوز أن يكون هو العال ومن طريقهم قال هؤلء بوحدة الوجود فإن طريقتهم الشهورة أن‬
‫الوجود ينقسم إل واجب ومكن والمكن ل بد له من واجب فيلزم ثبوت الواجب على التقديرين وهذا‬
‫القدر يدل على أنه ل بد من وجود واجب ومن قال كل موجود واجب فقد وف بوجب هذه الجة‬
‫ومن قال إن الوجود الواجب مع المكن كالصورة مع الادة أو كالوجود مع الثبوت فقد وف بوجب‬
‫هذه الجة بل ل يكنهم إثبات لوجود واجب مغاير للممكن إن ل يثبتوا أن ف الوجود ما هو مكن‬
‫يقبل الوجود والعدم وهم يدعون أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم قد يكون قديا أزليا ول يكنهم‬
‫إقامة دليل على ثبوت المكان بذا العتبار ولذا لا احتاجوا إل إثبات المكان استدلوا بأن الادث ل‬
‫بد له من مدث وأن الوادث مشهودة‬

‫وهذا حق لكنه يدل على أن الحدث ل بد له من قدي فيلزم ثبوت قدي لكن ل يلزم من ذلك‬
‫عندهم أن يكون واجب الوجود ثابتا إل بذلك التقسيم إذ كانوا يوزون على القدي أن يكون مكن‬
‫الوجود فإذا قالوا القدي إن كان مكنا فل بد له من واجب ل يكنهم إثبات واجب إل بإثبات هذا‬
‫المكن وهذا متنع وهو أيضا مستلزم للدور فإنه ل يكنهم إثبات واجب الوجود إل بإثبات مكن‬
‫الوجود ول يكن إثبات مكن الوجود إل بإثبات أن الحدث مكن وله فاعل وذلك ل يستلزم إل إثبات‬
‫قدي والقدي عندهم ل يب أن يكون واجب الوجود فل يكنهم أن يثبتوا واجب الوجود حت يثبتوا‬
‫مكن الوجود الذي قد يكون قديا وهذا ل يكن إثباته إل بإثبات المكن الذي هو حادث وهذا ل يدل‬
‫إل على إثبات قدي والقدي عندهم ل يستلزم أن يكون واجب الوجود وأيضا فإذا أثبتوا واجب الوجود‬
‫فإنم ل يثبتوا أنه مغاير لذه الشهودات إل بطريقة التركيب وهي باطلة وحينئذ فيمكن أن يقول لم‬
‫أهل اللول الواجب هو حال وإيضاح ذلك أنم قسموا الوجود إل واجب ومكن لكن جعلوا المكن‬
‫منه ما هو قدي ومنه ما هو مدث وحينئذ فل يكن إثبات الواجب إل بإثبات هذا المكن وهذا المكن‬
‫ل يكن إثباته وأيضا فهم ل يثبتون المكن إل بإثبات الادث والادث ل بد له من القدي والقدي ل‬
‫يستلزم أن يكون واجبا‬

‫وإذا قالوا القدي إن كان واجبا ثبت الواجب وإن كان مكنا ثبت الواجب فيلزم ثبوت الواجب‬
‫على التقديرين قيل هذا إذا صح لزم أنه ل بد من واجب كما أن الوجود مستلزم أنه ل بد من واجب‬
‫وهذا ما ل نزاع فيه لكنه ل يدل على أثبات صانع ول على أنه مغاير للفلك ول على أنه ليس بال بل‬
‫يستلزم أنه ل بد من موجود يتنع عدمه وهذا ما يوافق عليه منكرو الصانع والقائلون بقدم العال وأهل‬
‫اللول وغيهم فتبي أنه ليس ف كلمهم إبطال مذهب اللول والقصود هنا أن السلف والئمة كانوا‬
‫يردون من أقوال النفاة ما هو أقرب إل الثبات فيكون ردهم لا هو أقرب إل النفي بطريق الول وقول‬
‫النفاة لبماينته للعال ومداخلته له أبعد عن العقل من قول الثبتي لنه قائم بنفسه ف كل مكان مع نفي‬
‫ماسته ومباينته والسلف ردوا هذا وهذا وكان ذلك تنبيها على إبطال اللول بعن حلول العرض ف‬
‫الحل لكن هذا ل يقل به أحد وإن كان النفاة ل يكنهم إل إبطاله خاصة دون أقوال أهل اللول‬
‫العروفة عنهم وما يبي هذا أن الطوائف كلها اتفقت على إثبات موجود واجب بنفسه قدي أزل ل‬
‫يوز عليه العدم ث تنازعوا فيما يب له ويتنع عليه فالنفاة تصفه بذه الصفات السلبية أنه ل مباين‬
‫للعال ول مداخل ول فوق ول تت ول يصعد إليه شيء ول ينل منه شيء‬

‫ول يقرب إليه شيء ول يقرب هو من شيء وأمثال ذلك بل ويقولون أيضا إنه ل تكن رؤيته‬
‫ول غي ذلك من الحساس به ول يكن الشارة إليه وآخرون منهم يقولون ليس له علم ول قدرة ول‬
‫حياة ول غي ذلك من الصفات وآخرون يقولون ل يسمى موجودا حيا عالا قادرا إل مازا أو‬
‫بالشتراك اللفظي وأن هذه الساء ل تدل على معن معقول ويقولون إذا أثبتنا هذه الصفات لزم أن‬
‫يكون متحيزا والتحيز مركب أو كالوهر الفرد ف الصغر ونو ذلك فيفرون من هذه الصفات ل‬
‫عتقادهم أن ذلك يقتضى التجسيم والجسام عندهم موجودة لكنها عند بعضهم مدثة وعند بعضهم‬
‫مكنة فإذا وصفوا الواجب القدي بذلك لزم أن يكون عندهم مكنا أو مدثا وذلك يناف وجوبه وقدمه‬
‫ويقولون إن هذه القدمات معلومة بالنظر وأما الثبتون فيقولون الوصوف بذه الصفات السلبية ل يكون‬
‫إل متنعا والمتناع يناف الوجود فضل عن وجوب الوجود فيقولون إن الواصفي له بذه الصفات‬
‫وصفوه با ل يتصف به إل ما يتنع وجوده ومن وصف ما يب وجوده با يتنع وجوده فقد جعله دون‬
‫العدوم المكن الوجود ويقولون إن هذه القدمات معلومة بالضرورة فهم يقولون لولئك أنتم قررت من‬
‫وصفه بالمكان فوصفتموه بالمتناع ومن وصفه بالدوث فوصفتموه بالعدم‬

‫ويقولون إن الجسام الامدة خي من الوصوف بذه الصفات فضل عن الجسام الية الناقصة‬
‫فضل عن الجسام الية الكاملة ومن العلوم أنه إذا دار المر بي جسم حي كامل وبي معدوم أو متنع‬
‫كان ذلك خيا من هذا وإذا كانت هذه التنيجة لزمة لقدمات يقول أهلها إنا معلومة بالضطرار‬
‫كانت أثبت من مقدمات يقول أهلها أنتم ل تعلمونا إل بالنظر مع اختلفهم ف كل مقدمة منها فعلم‬
‫بذلك أن الثبتة هم أقطع با يقولونه وأشد تعظيما لا يثبتونه وأن النفاة أقرب إل الظن وأبعد عن التعظيم‬
‫والثبات يبي ذلك أن عمدة النفاة على أنه لو ثبتت هذه الصفات من العلو والباينة ونو ذلك للزم أن‬
‫يكون جسما وكون الواجب القدي جسما متنع وهذه القدمة هي نظرية باتفاقهم وكل طائفة منهم‬
‫تطعن ف طريق الخرين والعمدة فيها طريقان طريق الهمية والعتزلة وطريق الفلسفة ومن وافق على‬
‫هذه القدمة من الفقهاء وأهل الكلم من الشعرية وغيهم فهو تبع فيها إما للمعتزلة والهمية وإما‬
‫للفلسفة فاما العتزلة والهمية فطريقهم هي طريق العراض والركات‬

‫وأنه لو ثبت للقدي الصفات والفعال لكان مل للعراض والركات وذلك يقتضي تعاقبها عليه‬
‫وذلك يوجب حدوثه وقد عرف أن الفلسفة مع طوائف من أهل الديث والفقه والتصوف والكلم‬
‫يطعنون ف هذه الطريقة وقد صنف الشعرى نفسه كتابا بي فيه عجز العتزلة عن إثبات هذه الطريق‬
‫كما سيأت بيان ذلك وأما طريقة الفلسفة فهي مبنية على أن واجب الوجود ل يكون متصفا بالصفات‬
‫لن ذلك يستلزم التركيب وقد علم ما بينه نظار السلمي من فساد هذه الطريق فإذا ليس بي النفاة‬
‫مقدمة اتفقوا عليها يبنون عليها النفي بل هم يشتركون فيه كاشتراك الشركي وأهل الكتاب ف تكذيب‬
‫الرسول واشتراك أهل البدع ف مالفة الديث والسنة ومآخذ كل فريق غي مآخذ الخر وإذا كانت‬
‫مقدماتم ليست ما اتفقوا عليه بل ول اتفق عليه أكثرهم بل أكثرهم ينكر صدق جيعها علم أنا ليست‬
‫مقدمات فطرية ضرورية لن الضرويات ل ينكرها جهور العقلء الذين ل يتواطأوا عليها ول يكفي أن‬
‫تكون بعض القدمات معلومة بل لبد أن تكون الميع معلومة وما ل تكن معلومة بالضرورة فل بد أن‬
‫تستلزمها مقدمات ضرورية وليس معهم شيء من ذلك بل غاية‬
‫هؤلء لفظ التركيب وأنه ل يكون واجبا وقد علم ما ف ذلك من الجال والشتراك وغاية‬
‫هؤلء أن العراض ل تبقى وجهور العقلء يالفون ف ذلك وأن الفعال يب تناهيها وقد علم نزاع‬
‫العقلء فيها وجهورهم ينعون امتناع تناهيها من الطرفي وقد ذكرنا اعتراض الرموي وغيه على‬
‫شيوخه ف هذه القدمات وقد سبقه إل ذلك الرازي وغيه وقدحوا فيها قدحا بينوا به فسادها على وجه‬
‫ل يعترضوا عليه وإن كان الرازي يعتمدها ف مواضع أخر فنظره استقر على القدح فيها وكذلك الثي‬
‫البري ف كتابه العروف بتحرير الدلئل ف تقرير السائل هو وغيه قدحوا ف تلك الطرق وبينوا فساد‬
‫عمدة الدليل وهو بطلن حوداث ل أول لا وذكر البري الدليل التقدم دليل الركة والسكون وقولم‬
‫لو كان السم أزليا لكان إما متحركا وإما ساكنا والقسمان باطلن أما الول فلنا لو كانت متحركة‬
‫للزم المع بي السبوقية بالغي وعدم السبوقية بالغي لن الركة تقتضي السبوقية بالغي والزل يقتضي‬
‫عدم السبوقية فيلزم المع بينهما ولنا لو كانت متحركة لكانت بال ل يلو عن الوادث وكل ما ل‬
‫يلو عن الوادث فهو حادث وإل لكان الادث أزليا وهو مال ولنا لو كانت متحركة‬

‫لكانت الركة اليومية موقوفة على انقضاء ما ل ناية له وانقضاء ما ل ناية له مال والوقوف‬
‫على الحال مال ولنا لو كانت متحركة لكان قبل كل حركة حركة أخرى ل إل أول وهو مال‬
‫ولن الاصل من الركة اليومية إل الزل جلة ومن الركة الت قبل الركة اليومية إل الزل جلة‬
‫أخرى فتطبق إحداها على الخرى بأن يقابل الزء الول من الملة الثانية بالزء الول من الملة‬
‫الول والثان بالثان فإما أن يتطابقا إل غي النهاية أو ل يتطابقا فإن تطابقا كان الزائد مثل الناقص وإن‬
‫ل يتطابقا لزم انقطاع الملة الثانية وإذا لزم انقطاع الملة الثانية لزم انقطاع الملة الول أيضا لن‬
‫الول ل تزيد على الثانية إل برتبة واحدة ث تكلم على تقدير السكون وهذا هو الذي تقدم ذكر‬
‫الرازي له ومن تدبر كتب أهل الكلم من العتزلة وغيهم ف حدوث الجسام علم أن هذا عمدة القوم‬
‫قال البري والعراض على قوله يلزم السبوقية بالغي وعدم السبوقية بالغي قلنا ل نسلم وإنا يلزم المع‬
‫بينهما أن لو كان الواحد مسبوقا بالغي وغي مسبوق بالغي وليس كذلك فإن السبوق بالغي ل يكون‬
‫إل الركة وغيالسبوق بالغي هو السم فل يلزم المع بي السبوقية وعدم السبوقية ف شيء واحد‬
‫قلت وهذا العتراض فيه نظر ولكن العتراض التقدم وهو‬

‫أن السبوق لغي آحاد الركةل جنسها فكل من أجزائها مسبوق بالغي وأما النس ففيه الناع‬
‫اعتراض جيد وإل فإذا كانت الركة من لوازم السم ل يكن سابقا لا فكيف يقال إن الركة مسبوقة‬
‫بالسم وكأن البري ل يفهم مقصود القائل إن الركة تقتضي السبوقية بالغي فظن أنه أراد أنا‬
‫مسبوقة بالسم وإنا أراد أن الركة تقتضي أن يكون بعض أجزائها سابقا على بعض قال البري وأما‬
‫قوله لو كانت متحركة لكانت بالة ل تلو عن الوادث وما ل يلو عن الوادث فهو حادث قلنا ل‬
‫نسلم قوله لو ل يكن كذلك لكان الادث أزليا قلنا ل نسلم وإنا يلزم ذلك لو كانت الادث الواح ‪4‬‬
‫د يصي بعينه أزليا وليس كذلك بل يكون قبل كل حادث آخر ل إل أول فل يلزم قدم الادث أما قوله‬
‫فإنا لو كانت متحركة لكان الادث اليومي موقوفا على انقضاء ما ل ناية له قلنا ل نسلم بل يكون‬
‫الادث اليومي مسبوقا بوادث ل أول لا ول قلتم بأن ذلك غي جائز والناع ما وقع إل فيه واما قوله‬
‫بأن الاصل من الركة اليومية إل الزل جلة قلنا ل نسلم وإنا يلزم ذلك أن لو كانت الركات متمعه‬
‫ف الوجود ليحصل منها جلة ومموع واستدل هو على حدوث العال بأن صانع العال إن كان موجبا‬
‫بالذات لزم دوام آثاره فل يكون ف الوجود حادث وإن كان‬

‫فاعل بالختيار امتنع أن يكون مفعوله أزليا لنه يكون قاصدا إل إياد الوجود وتصيل الاصل‬
‫مال وقد اعترض بعضهم على دليله بأنه يوز ان يكون بعضه حادثا له فاعل بالختيار وبعضه قدي له‬
‫موجب بالذات وجوزه بعضهم بأنه يوز أن يكون موجبا بالذات ومعلوله فاعل بالختيار أحدث غيه‬
‫قلت وهذا العتراض ساقط لن ما كان فاعل بالختيار فحدوث فعله بعد أن ل يكن حادث من‬
‫الوادث فإذا كان مفعول لعلة تامة موجبة امتنع أن يتخلف عنها معلولا ول يوز أن يدث عنها شيء‬
‫ول عن لزمها ول لزم لزمها وهلم جرا وإن قدر أن البعض الادث له فاعل واجب بنفسه غي فاعل‬
‫للخر فهذا مع انه ل يقله أحد وأدلة التوحيد للصانع تبطله فهو يبطل حجة القائلي بالقدم لن عمدتم‬
‫أن الواجب بنفسه ل يتأخر عنه فعله فإذا جوزوا تأخر فعله عنه بطل أصل حجتهم وهذا الدليل الذي‬
‫احتج به قد ذكرنا ف غي موضع أنه يبطل قول الفلسفة بانه صدر عن علة موجبة وان قولم هذا‬
‫يتضمن حدوث الوادث بل سبب وأما الفاعل باختياره يتنع أن يقارنه فعله فقد تكلمنا على هذا ف‬
‫غي هذا الوضع ولكن نبي فساد قول الفلسفة بأن يقال الفاعل بالختيار إما أن يوز أن يقارنه فعله‬
‫وإما أن يب تأخره فإن وجب تأخره بطل قولم بقدم العال فإن الفعل إذا لزم تأخره كان تأخر الفعول‬
‫أول إن جعل الفعول غي الفعل وإن جعل العفول هو‬

‫الفعل فقد لزم تأخره فتأخره لزم على التقديرين وإن جاز مقارنة فعله له فإما أن يكون التسلسل‬
‫مكنا وإما أن يكون متنعا فإن كان متنعا لزم أن يكون للحوادث أول وحينئذ فإذا كان الفعل القارن‬
‫قديا ل يقدح هذا ف وجوب حدوث الفعولت وهذا يقوله من يقول إنه أحدث الوادث يتخليق قدي‬
‫أزل قائم بذاته كما تقول ذلك طوائف من السلمي وإن كان التسلسل مكنا أمكن أن يكون بعد ذلك‬
‫الفعل فعل آخر وبعده فعل آخر وهلم جرا وأن تكون هذه الفلك حادثة بعد ذلك كما أخبت به‬
‫النصوص وهو الطلوب والبري وغيه اعترضوا على هذه القدمة لا ذكروها ف حجة من احتج على‬
‫حدوث العال بانه مكن وكل مكن فهو مدث لن الؤثر فيه إما أن تؤثر فيه حالة وجوده وهو باطل‬
‫لن التأثي حالة الوجود يكون إياد الوجود وتصيل الاصل وهو مال وإما حال العدم وهو مال لنه‬
‫يستلزم المع بي الوجود والعدم فتعي أن يكون ل حال الوجود ول حال العدم وهو حال الدوث‬
‫فاعترض البري وغيه على ذلك بأنه ل ل يوز أن يكون التأثي حال الوجود قوله يكون تصيل‬
‫للحاصل قلنا ل نسلم لن التأثي عبارة عن كون الرجح مترجح الوجود على العدم بالؤثر وجاز أن‬
‫يكون المكن مترجح الوجود على العدم حال الوجود فيقول له من يعارضه ف دليله مثل ذلك فإذا قال‬
‫لو كان الفعل الذي فعله الفاعل الختار أزليا لكان الفاعل قاصدا إل إياد الوجود وتصيل الاصل‬

‫قالوا بل وجود الوجود وحصول الاصل مقصده واختياره فقولك لو كان قاصدا إل إياد‬
‫الوجود إن أردت إل إياد ما هو موجود بدون قصده فهذا منوع وإنا يستقيم هذا إذا ثبت أن الزل‬
‫ل يكن أن يكون مرادا مقصودا وهو أول السألة وإن أردت إل إياد ما هو موجود بقصده فهذا هو‬
‫الدعى فكأنك قلت لو كان مقصودا لزل موجودا بقصده لكان موجودا بقصده وإذا كان هذا هو‬
‫الدعي فلم قلت إنه مال ولكن يلزم هؤلء على هذا التقدير أن ل يكون فرق بي الوجب بالذات‬
‫والفاعل بالختيار وهم يقولون إن أريد بالوجب بالذات أنه ل يزل فاعل فهذا ل ينع كونه متارا على‬
‫هذا التقدير وإن أريد به ما يلزمه موجبه ومعلوله فهذا أيضا ل ينع كونه متارا أيضا على هذا التقدير‬
‫وهذا القسم باطل بل شك سواء سى موجبا أو متارا لن ذلك يستلزم ان ل يدث شيء من الوادث‬
‫فإن موجبه إذا كان لزما له ولزم اللزم لزم كانت جيع الوجبات لوازم قدية فل يكون شيء من‬
‫الحدثات صادرا عنه ول عن غيه إذ القول ف كل ما يقدر واجبا كالقول فيه فيلزم أن ل يكون‬
‫للحوادث فاعل ول ريب أن هذا لزم للفلسفة الدهرية الليي وغيهم كأرسطوا والفاراب وابن سينا‬
‫لزوما ل ميد عنه وأن قولم يستلزم أن‬
‫ل يكون للحوادث فاعل وأن هذه الوادث المكنة حصلت بعد عدمها من غي واجب ول‬
‫فاعل وإما القسم الول وهو كونه ل يزل فاعل سواء سى موجبا أو متارا فهذا ل يوجب قدم هذا‬
‫العال لمكان توقفه على أفعال قبل ذلك كما تدث سائر الوادث الزئية‬
‫فصل‬
‫والقصود ف هذا القام أن هؤلء النفاة للعلو الباينة ل يتفقوا على مقدمة واحدة يبنون عليها‬
‫مطلوبم بل كل منهم يقدح ف مقدمة الخر وإذا كان اتفاقهم على النفي مبنيا على القدمات الت با‬
‫اعتقدوا النفي وتلك القدمات متنازع فيها بينهم ليس فيها مقدمات متفق عليها تبن عليها النتيجة‬
‫الذكورة علم أن ما اشتركوا فيه من التنيجة كان من لوازم ما اعتقدوه من القضايا الختلف فيها ل‬
‫القضايا الضرورية وحينئذ فاتفاقهم على النفي ل ينع أن يكون اتفاقا على خلف العلوم بالضرورة كما‬
‫لو كان لرجل مال كثي وله غرماء كثيون فأقام كل منهم شاهدين بقدر من الال واستوفاه حت استوف‬
‫الال كله وكل من الغرماء يقدح ف شهود الخر كان اللزم من الكم بشهادة الشهود كلهم أخذ مال‬
‫ذلك الرجل كله ول يقال إن هؤلء عدد كثي ل يتفقون على الكذب فإنم ل يتفقوا على خب واحد بل‬
‫كل طائفة‬

‫أخبت بب تكذبا فيه الخرى ولزم من مموع الخبار أخذ الال فهم ل يبوا بقضية واحدة‬
‫توجب أخذ الال بل الكذب مكن عليهم كلهم كذلك التفقون على رد بعض ما أخب به الرسول‬
‫وعلم بضرورات العقول يكن أن يقع منهم على هذا الوجه وهذا كاشتراك الكفار ف تكذيب الرسول‬
‫وقول هؤلء هو ساحر وهؤلء هو كاهن وهؤلء هو منون فهم ف القيقة متلفون ل متفقون وأيضا‬
‫فاتفاق العدد الكثي على تعمد الكذب الذين يعلمون أنه كذب يوز إذا كان ذلك عن تواطئ منهم وأما‬
‫اتفاق اللق الكثي على الكذب خطأ فهو مكن بالنظر والمور الضرورية فقد يعب عنها بعبارات فيها‬
‫إجال واشتباه يظن كثي من الناس أن مفهومها ل ياف الضرورة وإنا يعلم أنا مالفة للضرورة من ميز‬
‫بي معانيها وفصل العن الخالف للضرورة من غيه فإذا كان قد سبق قليل من الناس إل اعتقاد خطأ‬
‫يتضمن مالفة الضرورة كان هذا جائزا باتفاق العقلء فإن السفسطة توز على الطائفة القليلة تعمدا‬
‫فكيف خطأ فإذا تلقى تلك القوال عن أولئك السابقي إليها عدد آخرون واشتهرت بي من اتبعهم‬
‫فيها صاروا متواطئي على قبولا لا فيها من الشتباه والجال مع تضمنها مالفة الضرورة وإن كان كثي‬
‫من القائلي با أو أكثرهم ل يعلمون ذلك وهذا هو السبب ف اتفاق‬
‫طوائف كثية على مقالت يعلم أنا باطلة بضرورة العقل كمقالت النصارى والرافضة والهمية‬
‫ث إن التقدمي من النظار يكمون إجاع اللئق على نقيض قول النفاة كما ذكروه أبو ممد عبد ال‬
‫بن سعيد بن كلب إمام الشعرى وأصحابه ذكره ف كتاب الصفات ما نقله عنه أبو بكر بن فورك‬
‫فقال ف كتاب الصفات ف باب القول ف الستواء فرسول ال وهو صفوة ال من خلقه وخيته من بريته‬
‫وأعلمهم جيعا به ييز السؤال بأين ويقوله يستصوب قول القائل إنه ف السماء ويشهد له باليان عند‬
‫ذلك وجهم بن صفوان وأصحابه ل ييزون الين زعموا وييلون القول به ولو كان خطأ كان رسول‬
‫ال أحق بالنكار له وكان ينبغي أن يقول لا ل تقول ذلك فتوهي أن ال عز وجل مدود وأنه ف‬
‫مكان دون مكان ولكن قول إنه ف كل مكان دون مكان لنه الصواب دون ما قلت‬

‫كل لقد أجازه رسول ال مع علمه با فيه وأنه أصوب القاويل والمر الذي يب اليان لقائله‬
‫ومن أجله شهد لا باليان حي قالته فكيف يكون الق ف خلف ذلك والكتاب ناطق به وشاهد له‬
‫قال ولو ل يشهد لصحة مذهب الماعة ف هذا الفن خاصة إل ما ذكرنا من هذه المور لكان فيه ما‬
‫يكفي كيف وقد غرس ف بنية الفطرة ومعارف الدميي من ذلك ما ل شيء أبي منه ول أوكد لنك ل‬
‫تسأل أحدا من الناس عنه عربيا ول عجميا ول مؤمنا ول كافرا فتقول أين ربك إل قال ف السماء إن‬
‫أفصح أو أوما بيده أو أشار بطرفه إن كان ل يفصح ل يشي إل غي ذلك من أرض ول سهل ول جبل‬
‫ول رأينا أحدا داعيا له إل رافعا يديه إل السماء ول وجدنا أحدا غي الهمية يسأل عن ربه فيقول ف‬
‫كل مكان كما يقولون وهم يدعون أنم أفضل الناس كلهم فتاهت العقول وسقطت الخبار واهتدى‬
‫جهم وحده وخسون رجل معه نعوذ بال من مضلت الفت فقد ذكر ابن كلب ف هذا الكلم أن‬
‫العلم بأن ال فوق فطرى مفروز ف فطر العباد اتفق عليه عامتهم وخاصتهم وأنه ل يالف الماعة ف‬
‫ذلك إل نفر قليل يدعون أنم أفضل الناس جهم ونفر قليل معه وبي أيضا ابن كلب أن قول الهمية‬
‫هو نظي قول الدهرية وهو كما قال فإن منتهى كلم الهمية إل أنه ل موجود إل العال قال يقال‬
‫للجمهية أليست الدهرية كفارا ملحدين ف قولم‬

‫إن الدهر هو واحد إل أنه ل ينفك عن العال ول ينفك العال منه ول يباين العال ول يباينه ول‬
‫ياس العال ول ياسه ول يداخل شيئا من العال ول يداخله لنه واحد والعال غي مفارق له فإذا قالوا‬
‫نعم قيل لم صدقتم فلم أثبتم العبود بعن الدهر وأكفرت من قال بثل مقالتكم وهل تدون بينكم‬
‫وبينهم فرقا أكثر من أن سيتموه بغي ما سوه به وقد قلتم إنه غي مفارق للعال ول العال مفارق له ول‬
‫هو داخل ف العال ول العال داخل فيه ول ماس للعال ول العال ماس له فأين تذهبون يا أول اللباب‬
‫إن كنتم تعقلون من أول أن يكون قد شبه ال بلقه نن أو أنتم ول رجعتم على من خالفكم بالتكفي‬
‫وزعمتم أنم قد كفروا لنم قالوا واحد منفرد بائن فلم ل كنتم أول بالكفر والتشبيه منهم إذ زعمتم‬
‫مثل زعم اللحدين وقلتم مثل مقالة الخالفي الضالي وخرجتم من توحيد رب العالي قال وكذلك‬
‫مشاركتكم الثنوية ف إلادهم لا قالوا إن الشياء من شيئي ل تنفك منهما ول ينفكان منها وإن الشياء‬
‫تولدت عنهما ومنهما وأن النور والظلمة ل ناية لما ف أنفسهما وأن أحدها مازج الخر فتولدت‬
‫الشياء منهما وقلتم لم كيف يكون ما ل ناية له يفعل شيئا ل ف نفسه وكيف يىء ما ل ناية له‬
‫فيكون ف غيه فقيل لكم مثل ذلك كيف يكون مال ناية له يفعل شيئا ل ف نفسه ول بائنا من نفسه‬
‫ويلزمكم إذا زعمتم أنه ل تفاق النور والظلمة أن‬

‫اللق تولدوا منه كما ألزمكم النانية حيث زعموا أن النور والظلمة أصل الشياء وأن الشياء‬
‫تدث منهما وأنما ل ينفكان ما كان بعدها ول ينفك عنهما كذلك زعمتم أن الواحد الذي ليس‬
‫كمثله شيء سورة الشورى ‪ 11‬تعال عما قلتم كان ل ناية له ث خلق الشياء غي منفكة منه ول هو‬
‫منفك منها ول يفارقها ول تفارقه فأعظمتم معناهم ومنعتم القول والعبارة فيقال هذا الذي ذكره ابن‬
‫كلب من موافقة الهمية ف القيقة للدهرية والثنوية يققه ما فعلته غالية الهمية من القرامطة الباطنية‬
‫فأنم ركبوا لم قول من قول الفلسفة الدهرية وقول الجوس الثنوية وقولم هو منتهى قول الهمية‬
‫وكان ذلك مصداق قول النب ف الديث الصحيح لتأخذن أمت مأخذ المم قبلها شبا بشب وذراعا‬
‫بذراع قالوا فارس والروم قال ومن الناس إل هؤلء‬

‫وف الديث الخر الصحيح لتركب سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حت لو دخلوا‬
‫جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى قال فمن ومشابة اليهود والنصارى أيسر من مشابة‬
‫فارس والروم فإن الفرس كانوا موسا والروم إن ل يكونوا نصارى كانوا مشركي صابئة وغي صابئة‬
‫فلسفة وغي فلسفة والباطنية ركبوا مذهبهم من قول الجوس ومن دخل فيهم ومن قول الشركي من‬
‫الروم ومن دخل فيهم كاليونان ونوهم وأما الشعري وأئمة أصحابه فهم مصرحون بأن ال نفسه فوق‬
‫العرش كما ذكر ذلك ف كتبه كلها الوجز والبانة والقالت وغي ذلك قال إن قال قائل ما تقولون ف‬
‫الستواء قيل نقول إن ال عز وجل مستو على عرشه كما قال الرحن على العرش استوى سورة طه ‪5‬‬
‫وقد قال إليه يصعد الكلم‬
‫الطيب والعمل الصال يرفعه سورة فاطر ‪ 10‬وقال بل رفعه ال إليه سورة النساء ‪ 158‬وقال‬
‫يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه سورة السجدة ‪ 5‬وقال تعال حكاية عن فرعون يا‬
‫هامان ابن ل صرحا لعلي أبلغ السباب أسباب السموات فاطلع إل إله موسى وإن لظنه كاذبا سورة‬
‫غافر ‪ 37 36‬كذب موسى ف قوله إن ال عز وجل فوق السموات وقال عز وجل أأمنتم من ف‬
‫السماء أن يسف بكم الرض سورة اللك ‪ 16‬فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق‬
‫السموات وكل ما عل فهو ساء فالعرش أعلى السموات وليس إذا قال أأمنتم من ف السماء يعن جيع‬
‫السماء وإنا أراد العرش الذي هو أعلى‬

‫السموات أل ترى أن ال عز وجل ذكر السموات فقال وجعل القمر فيهن نورا سورة نوح‬
‫‪ 16‬ول يرد أن القمر يلؤهن جيعا وأنه فيهن جيعا ورأينا السلمي جيعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نو‬
‫السماء لن ال عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السموات فلول أن ال عز وجل على العرش‬
‫ل يرفعوا أيديهم نو العرش كما ل يطونا إذا دعوا نو الرض قال وقال قائلون من العتزلة والهمية‬
‫والرورية إن معن قول ال تعال الرحن على العرش استوى سورة طه ‪ 5‬أنه استول وملك وقهر وأن‬
‫ال عز وجل ف كل مكان وجحدوا أن يكون ال على عرشه كما قال أهل الق وذهبوا ف الستواء إل‬
‫القدرة ولو كان هذا كما ذكروه كان ل فرق بي العرش والرض السابعة لن ال قادر على كل شيء‬
‫والرض فال قادر عليها‬

‫وعلى كل ما ف العال فلو كان ال مستويا على العرش بعن الستيلء وهو سبحانه مستول على‬
‫الشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الرض وعلى السماء وعلى الشوش والقذار لنه قادر‬
‫على الشياء مستول عليها وإذا كان قادرا على الشياء كلها ول يز عند أحد من السلمي أن يقول إن‬
‫ال مستو على الشوش والخلية ل يز أن يكون الستواء على العرش الستيلء الذي هو عام ف‬
‫الشياء كلها ووجب أن يكون معن الستواء يتص العرش دون الشياء كلها قال وزعمت العتزلة‬
‫والرورية والهمية أن ال ف كل مكان فلزمهم أنه ف بطن مري والشوش والخلية وهذا خلف الدين‬
‫تعال ال عن قولم وقال دليل آخر وقال ال عز وجل وما كان لبشر‬

‫أن يكلمه ال إل وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسول فيوحي بإذنه ما يشاء سورة‬
‫الشورى ‪ 51‬فقد خصت الية البشر دون غيهم من ليس من جنس البشر ولو كانت الية عامة للبشر‬
‫وغيهم كان أبعد من الشبهة وإدخال الشك على من يسمع الية أن يقول ما كان لحد أن يكلمه ال‬
‫إل وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسول فيتفع الشك والية من أن يقول ما كان لنس من‬
‫الجناس أن أكلمه إل وحيا أو من وراء حجاب أو أرسل رسول ويترك أجناسا ل يعمهم بالية فدل ما‬
‫ذكرنا على أنه خص البشر دون غيهم قلت ومقصود الشعري من هذا أنه على قول النفاة ل فرق بي‬
‫البشر وغيهم فإنه عندهم ل يجب ال تعال أحدا بجاب منفصل عنه بل هو متجب عن جيع اللق‬
‫بعن أنه ل يكن أحد أن يراه فاحتجابه عن بعضهم دون بعض دل على نقيض قولم وذلك أن نفاة‬
‫الباينة يفسرون الحتجاب بعن عدم الرؤية لانع من الرؤية ف العي ونو ذلك من المور الت ل تنفصل‬
‫عن الحجوب بل نسبتها إل جيع الشياء واحدة قال الشعري دليل آخر قال تعال ث ردوا إل ال‬
‫مولهم الق سورة النعام ‪ 62‬وقال تعال ولو ترى‬

‫إذ وقفوا على ربم سورة النعام ‪ 30‬وقال ولو ترى إذ الجرمون ناكسوا رءؤسهم عند ربم‬
‫سورة السجدة ‪ 12‬وقال تعال وعرضوا على ربك صفا سورة الكهف ‪ 48‬وكل ذلك يدل على أنه‬
‫ليس ف خلقه ول خلقه فيه وأنه مستو على عرشه سبحانه وتعال عما يقول الظالون علو كبيا الذين ل‬
‫يثبتوا له ف وصفهم حقيقة ول أوجبوا له بذكرهم إياه وحدانية إذ كل كلمهم يؤول إل التعطيل وجيع‬
‫أوصافهم تدل على النفي يريدون بذلك زعموا التنيه ونفي التشبيه فنعوذ بال من تنيه يوجب النفي‬
‫والتعطيل قلت فقد احتج على عدم مداخلته يقول تعال ولو ترى إذ وقفوا على ربم سورة النعام‬
‫‪ 30‬وقوله ث ردوا إل ال مولهم الق سورة النعام ‪ 62‬وقوله تعال ناكسوا رءؤسهم عند ربم‬
‫سورة السجدة ‪ 12‬وقوله وعرضوا على ربك صفا سورة الكهف ‪ 48‬فإنه لو كانت نسبته إل جيع‬
‫المكنة واحدة ول يتص بالعلو لكان ف الردود كما هو ف الردود إليه وف‬

‫الواقف كما هو ف الوقوف عليه وف الناكس كما هو فيمن نكس رأسه عنده وف العروض‬
‫كما هو ف العروض عليه فهذه النصوص تنفى مداخلته للخلق وتوجب مباينته لم فلو أمكن وجود‬
‫موجود ل مباين ول مايث لكان نسبة ذاته إل جيع الخلوقات نسبة واحدة وهو مناقض لا ذكر وقوله‬
‫مع نفى الداخلة أنه على العرش يبي أنه يثبت الباينة ل ينفيها كما ينفى الداخلة وقال الشعري أيضا‬
‫وروت العلماء عن ابن عباس رضي اللع عنهما أنه قال تفكروا ف خلق ال ول تفكروا ف ذات ال فإن‬
‫بي كرسيه إل السماء ألف عام وال عز وجل فوق ذلك قلت وهذه الديث رواه الاكم أبو ممد‬
‫العسال ف كتاب العرفة له من حديث عبد الوهاب الوراق الرجل الصال ثنا على بن عاصم عن عطاء‬
‫بن السايب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال تفكروا ف خلق ال ول تفكروا ف ذات ال فإن ما بي‬
‫كرسيه إل السماء سبعة الف نور وهو فوق ذلك قال عبد‬

‫الوهاب الوراق من زعم أن ال ههنا فهو جهمي خبيث إن ال فوق العرش وعلمه ميط بالدنيا‬
‫والخرة قال الشعري وما يؤكد أن ال مستو على عرشه دون الشياء كلها ما نقله أهل الرواية عن‬
‫رسول ال من أحاديث النول كقوله ينل ال كل ليلة إل السماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه هل‬
‫من مستغفر فأغفر له هل من داع فأستجيب له حت يطلع الفجر قال الشعري دليل آخر قال ال تعال‬
‫يافون ربم من فوقهم سورة النحل ‪ 50‬وقال تعال تعرج اللئكة والروح إليه سورة العارج ‪4‬‬
‫وقال ث استوى إل السماء وهي دخان سورة فصلت ‪ 11‬وقال ث استوى على العرش الرحن فاسأل‬
‫به خبيا سورة الفرقان ‪ 59‬وقال ث استوى على العرش ما لكم من دونه من ول ول شفيع سورة‬
‫السجدة ‪ 4‬فكان ذلك يدل على أنه تعال ف السماء مستو على عرشه والسماء‬

‫بإجاع الناس ليست الرض فدل على أن ال منفرد بوحدانيته مستو على عرشه وقال الشعري‬
‫دليل آخر قال عز وجل وجاء ربك واللك صفا صفا سورة الفجر ‪ 22‬وقال تعال هل ينظرون إل أن‬
‫يأتيهم ال ف ظلل من الغمام واللئكة سورة البقرة ‪ 210‬وقال تعال ث دنا فتدل فكان قاب قوسي‬
‫أو أدن فأوحى إل عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى إل قوله لقد رأى‬
‫من آيات ربه الكبى سورة النجم ‪ 18 7‬وقال عز وجل لعيسى بن مري إن متوفيك ورافعك إل‬
‫سورة آل عمران ‪ 55‬وقال وما قتلوه يقينا بل رفعه ال إليه سورة النساء ‪ 158 157‬وأجعت المة‬
‫على أن ال رفع عيسى إل السماء قال الشعري ومن دعاء أهل السلم جيعا إذ هم‬

‫رغبوا إل ال تعال ف المر النازل بم يقولون جيعا يا ساكن العرش ومن حلفهم جيعا ل‬
‫والذي احتجب بسبع ساوات فقد حكى الشعري إجاع السلمي إل أن ال فوق العرش وأن خلقه‬
‫مجوبون عنه بالسموات وهذا مناقض لقول من يقول إنه ل داخل العال ول خارجه فإن هؤلء يقولون‬
‫ليس للعرش به اختصاص وليس شيء من الخلوقات يجب عنه شيئا ومن أثبت الرؤية منهم إنا يفسر‬
‫رفع الجاب بلق إدراك ف العي ل أن يكون هناك حجاب منفصل يجب العبد عن الرؤية وقال‬
‫القاضي أبو بكر الباقلن ف كتاب البانة والتمهيد وغيها فإن قال قائل أتقولون إنه ف كل مكان قيل‬
‫له معاذ ال بل هو مستو على عرشه كما أخب ف كتابه فقال الرحن على العرش استوى سورة طه ‪5‬‬
‫وقال إليه يصد الكلم الطيب والعمل الصال يرفعه سورة فاطر ‪ 10‬وقال أأمنتم من ف السماء أن‬
‫يسف بكم الرض فإذا هي تور سورة اللك ‪16‬‬

‫ولو كان ف كل مكان لكان ف بطن النسان وفمه والشوش والواضع الت نرغب عن ذكرها‬
‫ولوجب أن يزيد بزيادة المكنة إذا خلق منها ما ل يكن وينقص بنقصانا إذا بطل منها ما كان ولصح‬
‫أن يرغب إليه إل نو الرض وإل خلفنا وإل ييننا وشائلنا وهذا قد أجع السلمون على خلفه وتطئة‬
‫قائله فقد وافق القاضي أبو بكر لب السن الشعري وأنكر أن يكون ف كل مكان وجعل مقابل ذلك‬
‫أنه على العرش ل يعل مقابل ذلك أنه ل داخل العال ول خارجه فإن القسام أربعة ليس لا خامس إما‬
‫أن يكون نفسه مباينا للعال وإما أن يكون مداخل له وإما أن يكون مباينا ومداخل وإما أن يكون ل‬
‫مباينا ول مداخل فهؤلء جعلوا مقابلة الداخلة الباينة ول يقولوا ل داخل العال ول خارجه وهؤلء‬
‫أئمة طوائفهم وقال القاضي أبو يعلى ف كتاب إبطال التأويل فإذا ثبت أنه على العرش فالعرش ف جهة‬
‫وهو على عرشه‬

‫قال وقد منعنا ف كتابنا هذا ف غي موضع إطلق الهة عليه قال والصواب جواز القول بذلك‬
‫لن أحد أثبت هذه الصفة الت هي الستواء على العرش وأثبت أنه ف السماء وكل من أثبت هذا أثبت‬
‫الهة قال والدليل عليه أن العرش ف جهة بل خلف وقد ثبت بنص القرآن أنه مستو عليه فاقتضى أنه‬
‫ف جهة ولن كل عاقل من مسلم وكافر إذا دعا فإنا يرفع يديه ووجهه إل نو السماء وف هذا كفاية‬
‫قال ولن من نفى الهة من العتزلة والشعرية يقول ليس ف جهة ول خارجا منها وقائل هذا بثابة من‬
‫قال بإثبات موجود مع وجود غيه ول يكون وجود أحدها قبل وجود الخر ول بعده ولن العوام ل‬
‫يفرقون بي قول القائل طلبته فلم أجده ف موضع ما وبي قوله طلبته فإذا هو معدوم قلت وهذا الذي‬
‫اختلف فيه قول القاضي اختلف فيه أصحاب أحد وغيهم فكان طائفة يقولون العلو من الصفات‬
‫السمعية البية كالوجه واليد ونوذلك وهذا قول طوائف من الصفاتية ولذا نفاة من متأخري الصفاتية‬
‫من نفى الصفات السمعية البية كأتباع صاحب الرشاد‬

‫وأما الشعري وأئمة أصحابه فإنم متفقون على إثبات الصفات السمعية مع تنازعهم ف العلو‬
‫هل هو من الصفات العقلية أو السمعية وأما أئمة الصفاتية كابن كلب وسائر السلف فعندهم أن العلو‬
‫من الصفات العلومة بالعقل وهذا قول المهور من أصحاب أحد وغيهم وإليه رجع القاضي أبو يعلى‬
‫آخرا وهو قول جهور أهل الديث والفقه والتصوف وهو قول الكرامية وغيهم وأما الستواء فهو من‬
‫صفات السمعية عند من يعله من الصفات الفعلية بل نزاع فإن ذلك ل يعلم إل بالسمع وهذا الذي‬
‫ذكره ابن كلب وغيه من أن النازع من السلمي ف أن ال فوق العرش كانوا قليلي جدا يبي خطأ‬
‫من قال إن الناع إنا هو مع الكرامية والنبلية بل جاهي اللق من جيع الطوائف على الثبات جهور‬
‫أئمة الفقهاء من النفية والالكية والشافعية والنبلية والداوودية وجهور أهل التصوف والزهد والعبادة‬
‫وجهور أهل التفسي وجهور أهل الديث وجهور أهل الكلم من الكرامية والكلبية والشعرية‬
‫والشامية وجهور الرجئة وجهور قدماء الشيعة وإنا اللف ف ذلك معروف عن جهم وأتباعه‬
‫والعتزلة ومن‬

‫وافقهم من الوارج ومتأخري الشيعة ومتأخري الشعرية وللمعتزلة والفلسفة فيها قولن بل‬
‫وهذا هو النقول عن أكثر الفلسفة أيضا كما ذكر أبو الوليد ابن رشد الفيد وهو من أتبع الناس‬
‫لقالت الشائي أرسطو وأتباعه ومن أكثر الناس عناية با وموافقة لا وبيانا لا خالف فيه ابن سينا‬
‫وأمثاله لا حت صنف كتاب تافت التهافت وانتصر فيه لخوانه الفلسفة ورد فيه على أب حامد ف‬
‫كتابه الذي صنفه ف تافت الفلسفة مع أن ف كلم أب حامد من الوافقة للفلسفة ف مواضع كثية ما‬
‫هو معروف وإن كان يقال إنه رجع عن ذلك واستقر أمره على التلقى من طريقة أهل الديث بعد أن‬
‫أيس من نيل مطلوبه من طريقة التكلمي والتفلسفة والتصوفة أيضا فالقصود أن ابن رشد ينتصر‬
‫للفلسفة الشائي أرسطو وأتباعه بسب المكان وقد تكلمنا على كلمه وكلم أب حامد ف غي هذا‬
‫الواضع وبينا صواب ما رده أبو حامد من ضلل التفلسفة وبينا ما تقوى به الواضع الت استضعفوها من‬
‫رده بطرق أخرى لن الرد على أهل الباطل ل يكون مستوعبا إل إذا اتبعت السنة من كل الوجوه وإل‬
‫فمن وافق السنة من وجه وخالفها من وجه طمع فيه خصومه من الوجه الذي خالف فيه السنة واحتجوا‬
‫عليه با وافقهم عليه من تلك القدمات الخالفة للسنة وقد تدبرت عامة ما يتج به أهل الباطل عل من‬
‫هو أقرب إل الق منهم فوجدته إنا تكون حجة الباطل قوية لا تركوه من الق الذي‬

‫أرسل ال به رسوله وأزل به كتابه فيكون من تركوه م ذلك الق من أعظم حجة البطل عليهم‬
‫ووجدت كثيا من أهل الكلم الذي هم أقرب إل الق من يردون عليه يوافقون خصومهم تارة على‬
‫الباطل ويالفونم ف الق أخرى ويستطيلون عليهم با وافقوهم عليه من الباطل وبا خالفوهم فيه من‬
‫الق كما يوافق التكلمة النفاة للصفات أو لبعضها كالعلو وغيه لن نفى ذلك من التفلسفة وينازعونم‬
‫ف مثل بقاء العراض أو مثل تركيب الجسام من الواهر النفردة أو وجوب تناهي جنس الوادث‬
‫ونو ذلك والقصود هنا أن ابن رشد نقل عن الفلسفة إثبات الهة وقرر ذلك بطرقهم العقلية الت‬
‫يسمونا الباهي مع أنه يزعم أنه ل يرتضي طرق أهل الكلم بل يسميها هو وأمثاله من الفلسفة الطرق‬
‫الدلية ويسمون التكلمي أهل الدل كما يسميهم بذلك ابن سينا وأمثاله فإنم لا قسموا أنواع القياس‬
‫العقلي الشمول الذي ذكروه ف النطق إل برهان وخطاب وجدل وشعري وسوفسطائي زعموا أن‬
‫مقاييسهم ف العلم اللي من النوع البهان وأن غالب مقاييس التكلمي إما من الدل وإما من الطاب‬
‫كما يوجد هذا ف كلم هؤلء التفلسفة كالفاراب وابن سينا وممد بن يوسف العامري‬

‫ومبشر بن فاتك وأب علي بن اليثم والسهروردي القتول وابن رشد وأمثالم وإن كانوا ف هذه‬
‫الدعاوى ليسوا صادقي على الطلق بل القيسة البهانية ف العلم اللي ف كلم التكلمي أكثر منها‬
‫ف كلمهم وأشرف وإن كان قد يوجد ف كلم التكلمي أقيسة جدلية وخطابية بل سوفسطائيه فهذه‬
‫النواع ف العلم اللي هي ف كلم الفلسفة أكثر منها ف كلم التكلمي وأضعف إذ ا قوبل ما تكلموا‬
‫فيه من العلم اللي با تكلم فيه التكلمون بل ويستعملون من هذا الضرب ف الطبيعيات بل وف‬
‫الرياضيات قطعة كبية والقصود هنا ذكر ما ذكره ابن رشد عنهم وهذا لفظه ف كتاب مناهج الدلة‬
‫ف الرد على الصوليي قال القول ف الهة وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة ف أول المر‬

‫يثبتونا ل سبحانه حت نفتها العتزلة ث تبعهم على نفيها متأخرو الشعرية كأب العال ومن‬
‫اقتدى بقوله وظواهر الشرع تقتضي إثبات الهة مثل قوله تعال الرحن على العرش استوى سورة طه‬
‫‪ 5‬ومثل قوله تعال وسع كرسيه السموات والرض سورة البقرة ‪ 255‬ومثل قوله ويمل عرش ربك‬
‫فوقهم يومئذ ثانية سورة الاقة ‪ 17‬ومثل قوله يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه ف يوم‬
‫كان مقداره ألف سنة ما تعدون سورة السجدة ‪ 5‬ومثل قوله تعرج اللئكة والروح إليه سورة‬
‫العارج ‪ 4‬ومثل قوله أأمنتم من ف السماء أن يسف بكم الرض فإذا هي تور سورة اللك ‪ 16‬إل‬
‫غي ذلك من اليات الت إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤول وإن قيل فيها إنا من التشابات‬
‫عاد الشرع كله متشابا لن الشرائع كلها مبنية علىأن ال ف السماء وأن منها تنل اللئكة بالوحي إل‬
‫النبيي وأن من السماء نزلت الكتب وإليها‬
‫كان السراء بالنب حت قرب من سدرة النتهى قال وجيع الكماء قد اتفقوا على أن ال‬
‫واللئكة ف السماء كما اتفقت جيع الشرائع على ذلك والشبهة الت قادت نفاة الهة إل نفيها هو أنم‬
‫اعتقدوا أن إثبات الهة يوجب إثبات الكان وإثبات الكان يوجب إثبات السمية قال ونن نقول إن‬
‫هذا كله غي لزم فإن الهة غي الكان وذلك أن الهة هي إما سطوح السم نفسه الحيطة به وهي‬
‫ستة وبذا نقول إن للحيوان فوقا وسفل ويينا وشال وأماما وخلفا وإما سطوح جسم آخر تيط‬
‫بالسم من الهات الست فأما الهات الت هي سطوح السم نفسه فليست بكان للجسم نفسه أصل‬
‫وأما سطوح السم الحيطة به فهي له مكان مثل سطوح الواء الحيطة بالنسان وسطوح الفلك‬
‫الحيطة بسطوح الواء هي أيضا مكان للهواء وهذه الفلك بعضها ميط ببعض ومكان له وأما سطح‬
‫الفلك الارج فقد تبهن انه ليس خارجه جسم‬

‫لنه لو كان كذلك لوجب أن يكون خارج ذلك السم أيضا جسم آخر وير المر إل غي‬
‫ناية فإذا سطح آخر أجسام العال ليس مكانا أصل إذ ليس يكن أن يوجد فيه جسم فإذا إن قام البهان‬
‫على وجود موجود ف هذه الهة فواجب أن يكون غي جسم فالذي يتنع وجوده هنالك هو عكس ما‬
‫ظنه القوم وهو موجود هو جسم ل موجود ليس بسم وليس لم أن يقولوا إن خارج العال خلء وذلك‬
‫أن اللء قد تبي ف العلوم النظرية امتناعه لن ما يدل عليه اسم اللء ليس هو شيئا أكثر من أبعاد‬
‫ليس فيها جسم أعن طول وعرضا وعمقا لنه إن وقعت البعاد عنه عاد عدما وإن أنزل اللء موجودا‬
‫لزم أن تكون اعراض موجودة ف غي جسم وذلك لن البعاد هي أعراض من باب الكمية ول بد‬
‫ولكنه قد قيل ف الراء السالفة القدية والشرائع الغابرة إن ذلك الوضع هو مسكن الروحانيي يريدون‬
‫ال واللئكة وذلك أن ذلك الوضع ليس بكان ول يويه زمان وكذلك إن كان كل ما يويه الزمان‬
‫والكان فاسدا فقد يلزم أن يكون ما هنالك غي فاسد ول كائن‬

‫وقد تبي هذا العن فيما أقوله وذلك أنه لا ل يكن ههنا شيء يدرك إل هذا الوجود الحسوس‬
‫أو العدم وكان من العروف بنفسه أن الوجود إنا ينسب إل الوجود أعن أنه يقال إنه موجود ف‬
‫الوجود إذ ل يكن أن يقال إنه موجود ف العدم فإن كان ههنا موجود هو أشرف الوجودات فواجب‬
‫أن ينسب من الوجود الحسوس إل الزء الشرف وهي السموات ولشرف هذا الزء قال ال تعال‬
‫للق السموات والرض أكب من خلق الناس سورة غافر ‪ 57‬قال فهذا كله يظهر على التمام للعلماء‬
‫الراسخي ف العلم فقد ظهر لك من هذا أن إثبات الهة واجب بالشرع والعقل وأنه الذي جاء به‬
‫الشرع وانبن عليه فإن إبطال هذه القاعدة إبطال للشرائع وأن وجه العسر ف تفهيم هذا العن مع نفي‬
‫السمية هو‬

‫أنه ليس ف الشاهد مثال له وهو بعينه السبب ف أنه ل يصرح الشرع بنفي السم عن الالق‬
‫سبحانه لن المهور إنا يقع لم التصديق بكم الغائب مت كان ذلك معلوم الوجود ف الشاهد مثل‬
‫العلم ف الفاعل فإنه لا كان ف الشاهد شرطا ف وجوده كان شرطا ف وجود الصانع الغائب وأما مت‬
‫كان الكم الذي ف الغائب غي معلوم الوجود ف الشاهد عن الكثر ول يعلمه إل العلماء الراسخون‬
‫فإن الشرع يزجر عن طلب معرفته إن ل تكن بالمهور حاجة إل معرفته مثل العلم بالنفس أو يضرب‬
‫له مثال ف الشاهد فإن بالمهور حاجة إل معرفته ف سعادتم وإن ل يكن ذلك الثال هو المر القصود‬
‫فتفهيمه مثل كثي ما جاء من أحوال العاد والشبهة الواقعة ف نفي الهة عند الذين نفوها ليس يتفطن‬
‫المهور لا ل سيما إذا ل يصرح لم بأنه ليس بسم فيجب أن يتثل ف هذا كله فعل الشرع ول يتأول‬
‫ما ل يصرح الشرع بتأويله والناس ف هذه الشياء ف الشرع على ثلث رتب صنف ل‬

‫يشعرون بالشكوك العارضة ف هذا العن وخاصة مت تركت هذه الشياء على ظاهرها ف‬
‫الشرع وهؤلء هم الكثرون وهم المهور وصنف عرفوا حقيقة هذه الشياء وهم العلماء الراسخون ف‬
‫العلم وهؤلء هم القل من الناس وصنف عرضت لم ف هذه الشياء شكوك ول يقدروا على حلها‬
‫وهؤلء هم فوق العامة ودون العلماء وهذ الصنف هم الذين يوجد ف حقهم التشابه ف الشرع وهم‬
‫الذين ذمهم ال تعال وأما عند العلماء والمهور فليس ف الشرع تشابه فعلى هذا العن ينبغي أن يفهم‬
‫التشابه ومثال ما عرض لذا الصنف من الشرع مثال ما يعرض لبز الب مثل الذي هو الغذاء النافع‬
‫لكثر البدان أن يكون لقل البدان ضارا وهو نافع للكثر وكذلك التعليم الشرعي هو نافع للكثر‬
‫وربا ضر القل ولذا الشارة بقوله تعال وما يضل به إل الفاسقي سورة البقرة ‪ 26‬لكن هذا إنا‬
‫يعرض ف آيات الكتاب العزيز على القل منها والقل من الناس وأكثر ذلك هي اليات الت تتضمن‬
‫العلم عن أشياء ف الغائب ليس لا مثال ف الشاهد فيعب عنها بالشاهد الذي هو أقرب الوجودات‬
‫إليها وأكثرها شبها با فيعرض لبعض الناس أن‬

‫يرى المثل به هو المثل نفسه فتلزمه الية والشك وهو الذي يسمى متشابا ف الشرع وهذا‬
‫ليس يعرض للعلماء والمهور وهم صنفا الناس بالقيقة لن هؤلء هم الصحاء والغذاء اللئم إنا‬
‫يوافق أبدان الصحاء وأما أولئك فمرضى والرضى هم القل ولذلك قال تعال فأما الذين ف قلوبم‬
‫زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله سورة آل عمران ‪ 7‬وهؤلء هم أهل الدل والكلم‬
‫وأشد ما عرض على الشريعة من هذا الصنف أنم تأولوا كثيا ما ظنوه ليس على ظاهره وقالوا إن هذا‬
‫التأويل هو القصود به وإنا أتى به ف صورة التشابه ابتلء لعباده واختبارا لم ونعوذ بال من هذا الظن‬
‫بال بل نقول إن كتاب ال العزيز إنا جاء معجزا من جهة الوضوح والبيان فإذا ما أبعد عن مقصد‬
‫الشرع من قال فيما ليس بتشابه إنه متشابه ث أوله بزعمه وقال لميع الناس إن فرضكم هو اعتقاد هذا‬
‫التاويل مثل ما قالوه ف آية الستواء على العرش وغي ذلك ما قالوا إن ظاهره متشابه وبالملة فأكثر‬
‫التأويلت الت زعم القائلون با أنا القصود من الشرع إذا تؤملت‬

‫وجدت ليس يقوم عليها برهان ول تفعل فعل الظاهر ف قبول المهور لا وعلمهم عنها فإن‬
‫القصود الول ف العلم ف حق المهور إنا هو العمل فما كان أنفع ف العمل فهو أجدر فأما القصود‬
‫بالعلم ف حق العلماء فهو المران جيعا أعن العلم والعمل قال ومثال من أول شيئا من الشرع وزعم‬
‫أن ما أوله هو الذي قصد الشرع وصرح لذلك التأويل للجمهور مثال من أتى إل دواء قد ركبه طبيب‬
‫ماهر الفظ صحة جيع الناس أو الكثر فجاء رجل فلم يلئمه ذلك الدواء الركب العظم لرداءة مزاج‬
‫كان به ليس يعرض إل لقل الناس فزعم أن بعض تلك الدوية الت صرح باسه الطبيب الول ف ذلك‬
‫الدواء العام الركب ل يرد به ذلك الدواء الذي جرت به العادة ف ذلك أن يدل بذلك السم عليه وإنا‬
‫أراد به دواء آخر ما يكن أن تدل عليه بذلك استعارة بعيدة فأزال ذلك الدواء الول من ذلك الركب‬
‫العظم‬

‫وجعل فيه بدله الدواء الذي ظن أنه قصده الطبيب وقال للناس هذا هو الذي قصده الطبيب‬
‫الول فاستعمل الناس ذلك الدواء الركب على الوجه الذي تأوله عليه هذا التأول ففسدت به أمزجة‬
‫كثي من الناس فجاء آخرون شعروا بفساد أمزجة الناس عن ذلك الدواء الركب فراموا إصلحه بأن‬
‫أبدلوا بعض أدويته بدواء آخر غي الدواء الول فعرض من ذلك للناس نوع من الرض غي الرض الول‬
‫فجاء ثالث فتأول أدوية ذلك الركب على غي التأويل الثان فعرض للناس نوع ثالث من الرض غي‬
‫النوعي التقدمي فجاء متأول رابع فتأول دواء آخر غي الدوية التقدمة فعرض للناس نوع رابع من‬
‫الرض غي المراض التقدمة فلما طال الزمان بذا الدواء الركب العظم وسلط الناس التأويل على‬
‫أدويته وغيوها وبدلوها عرض منه للناس أمراض شت حت فسدت النفعة القصودة بذلك الدواء الركب‬
‫ف حق أكثر الناس وهذه حال الفرق الادثة ف هذه الشريعة وذلك أن كل فرقة منهم تأولت ف الشريعة‬
‫تاويل غي‬

‫التأويل الذي تأولته الفرقة الخرى وزعمت أنه الذي قصد صاحب الشرع حت تزق الشرع‬
‫كل مزق وبعد جدا عن موضوعه الول ولا علم مثل هذا يعرض ول بد ف شريعته قال ستفترق أمت‬
‫على ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار إل واحدة يعن بالواحدة الت سلكت ظاهر الشرع ول تؤوله‬
‫تأويل صرحت به للناس قال وأنت إذا تأملت ما عرض ف هذه الشريعة ف هذا الوقت من الفساد‬
‫العارض فيها من قبل التأويل تبينت أن هذا الثال صحيح فأول من غي هذا الدواء العظم هم الوارج‬
‫ث العتزلة بعدهم ث الشعرية ث الصوفية ث جاء أبو حامد فطم الوادي على القرى وذلك أنه صرح‬
‫بالكمة كلها للجمهور وبآراء‬

‫الكماء على ما أداه إليه فهمه وذلك ف كتابه الذي ساه بالقاصد وزعم أنه إنا ألف هذا‬
‫الكتاب للرد عليهم ث وضع كتابه العروف بتهافت الفلسفة فكفرهم فيه ف مسائل ثلثة من جهة‬
‫خرقهم فيها الجاع فيها زعم وبدعهم ف مسائل وأتى فيه بجج مشككه وشبه مية أضلت كثيا من‬
‫الناس عن الكمة والشريعة جيعا ث قال ف كتابه العروف بواهر القرآن إن الذي أثبته ف كتاب‬
‫التهافت هي أقاويل جدلية وأن الق إنا أثبته ف الضنون به على غي أهله ث جاء ف كتابه العروف‬
‫بشكاة النوار فذكر فيه مراتب العارفي بال وقال إن سائرهم مجوبون إل الذين اعتقدوا أن ال‬
‫سبحانه غي مرك السماء الول وهو الذي صدر عنه هذا الحرك وهذا تصريح منه باعتقاد مذاهب‬
‫الكماء ف العلوم اللية وهو قد قال ف غي ما موضع إن علومهم اللية تمينات بلف المر ف سائر‬
‫علومهم وأما ف كتابه الذي ساه بالنقذ من الضلل فتحامل فيه على‬

‫الكماء وأشار إل أن العلم إنا يصل باللوة والفكرة وأن هذه الرتبة من جنس مراتب النبياء‬
‫ف العلم وكذلك صرح بذلك بعينه ف كتابه الذي ساه بكيمياء السعادة فصار الناس بسبب هذا‬
‫التخليط والتشويش فرقتي فرقة انتدبت لذم الكماء والكمة وفرقة انتدبت لتأويل الشرع وروم صرفه‬
‫إل الكمة وهذا كله خطأ بل ينبغي أن يقر الشرع على ظاهره ول يصرح للجمهور بالمع بينه وبي‬
‫الكمة لن التصريح بذلك هو تصريح بنتائج الكمة لم دون أن يكون عندهم برهان عليها وهذا ل‬
‫يل ول يوز أعن التصريح بشيء من نتائج الكمة ل يكن عنده البهان عليها لنه ل يكون مع العلماء‬
‫الامعي بي الشرع والعقل ول مع المهور التبعي لظاهر الشرع فلحق من فعله هذا إخلل بالمرين‬
‫جيعا أعن بالكمة وبالشرع عند أناس وحفظ المرين أيضا جيعا عند آخرين أما إخلله بالشريعة فمن‬
‫جهة إفصاحة فيها بالتأويل الذي ل يب الفصاح به وأما إخلله بالكمة فلفصاحه أيضا بعان فيها ل‬

‫يب أن يصرح با إل ف كتاب البهان وأما حفظه للمرين جيعا فإن كثيا من الناس ل يرى‬
‫بينهما تعارضا من جهة المع الذي استعمل منهما وأكد هذا العن بأن عرف وجه المع بينهما وذلك‬
‫ف كتابه الذي ساه التفرقة بي السلم والزندقة وذلك أنه عدد فيه أصناف التأويلت وقطع فيه على أن‬
‫التأول ليس بكافر وإن خرق الجاع ف التأويل فإذا ما فعل من هذه الشياء هو ضار للشرع بوجه‬
‫وللحكمة بوجه ونافع لما بوجه وهذا الذي فعله هذا الرجل إذا فحص عنه ظهر أنه ضار بالذات‬
‫للمرين جيعا أعن الكمة والشريعة وأنه نافع لما بالعرض وذلك أن الفصاح بالكمة لن ليس من‬
‫أهلها يلزم عن ذلك بالذات إما إبطال الكمة وإما إبطال الشريعة وقد يلزم عنها بالعرض المع بينهما‬
‫والصواب كان أل يصرح بالكمة للجمهور فأما وقد وقع التصريح فالصواب أن تعلم الفرقة من‬
‫المهور الت ترى أن الشريعة مالفة للحكمة أنا ليست مالفة لا وكذلك يعرف الذين يرون أن الكمة‬

‫مالفة لا من الذين ينتسبون للحكمة أنا غي مالفة لا وذلك بأن يعرف كل أحد من الفريقي‬
‫أنه ل يقف على كنهها بالقيقة أعن على كنه الشريعة ول على كنه الكمة وأن الرأي ف الشريعة‬
‫الذي اعتقد أنه مالف للحكمة هو رأي إما مبتدع ف الشريعة لمن أصلها وإما رأي خطأ ف الكمة‬
‫أعن تأويل خطأ عليها كما عرض ف مسألة علم الزئيات وف غيها من السائل قال ولذا العن‬
‫اضطررنا نن ف هذا الكتاب أن نعرف أصول الشريعة فإن أصولا إذا تؤملت وجدت أشد مطابقة‬
‫للحكمة ما أول عليها وكذلك الرأي ف الذي ظن ف الكمة أنه مالف للشريعة يعرف أن السبب ف‬
‫ذلك أنه ل يط علما بالكمة ول بالشريعة ولذلك اضطرنا نن إل وضع قول ف موافقه الكمة‬
‫للشريعة قال فإذا تبي هذا فلنرجع إل حيث كنا فنقول إن‬

‫الذي بقى علينا من هذا الزء من السائل الشهورة هي مسألة الرؤية فإنه قد يظن أن هذه السألة‬
‫هي بوجه ما داخلة ف هذا الزء أعن ف الزء العدوم يعن جزء التنيه فإنه تكلم ف التنيه بعد تكلمه‬
‫ف الصفات الثبوتية فقال فإنه قد يظن أن هذه السألة هي بوجه ما داخله ف هذا الزء أعن ف الزء‬
‫العدوم لقوله تعال ل تدركه البصار وهو يدرك البصار سورة النعام ‪ 103‬ولذلك أنكرتا العتزلة‬
‫وردت الثار الواردة ف الشرع بذلك مع كثرتا وشهرتا فشنع المر عليهم والسبب ف وقوع هذه‬
‫الشبهة ف الشرع أن العتزلة لا اعتقدوا انتفاء السمية عنه سبحانه واعتقدوا وجوب التصريح با لميع‬
‫الكلفي وجب عندهم إذا انتفت السمية أن تنتفى الهة وإذا انتفت الهة انتفت الرؤية إذ كل مرئي ف‬
‫جهة من الرائي فاضطروا لذا العن إل رد الشرع النقول وأعلوا الحاديث بأنا أخبار آحاد وأخبار‬
‫الحاد ل توجب العلم مع أن ظاهر القرآن معارض لا أعن قوله ل تدركه البصار سورة النعام‬
‫‪103‬‬

‫قال وأما الشعرية فراموا المع بي العتقادين أعن بي انتفاء السمية وب جواز الرؤية لا ليس‬
‫بسم بالس فعسر ذلك عليهم ولاؤا ف ذلك إل حجج سوفسطائية موهة أعن الجج ال توهم أنا‬
‫حجج وهي كاذبة وذلك أنه يشبه أن يكون يوجد ف الجج ما يوجد ف الناس أعن كما يوجد ف‬
‫الناس الفاضل التام الفضيلة يوجد فيهم من هو دون ذلك ف الفضل ويوجد فيهم من يوهم أنه فاضل‬
‫وليس بفاضل وهو الرائي وكذلك المر ف الجج أعن أن منها ما هو ف غاية اليقي ومنها ما هو دون‬
‫اليقي ومنها حجج مرائية وهي الت توهم أنا يقي وهي كاذبة والقاويل الت سلكها الشعرية ف هذه‬
‫السألة منها أقاويل ف دفع دليل العتزلة ومنها أقاويل لم ف جواز إثبات الرؤية لا ليس بسم وأنه ليس‬
‫بعرض من فرضها مال فأما ما عاندوا به قول العتزلة أن كل مرئي فهو ف جهة من الرائي فمنهم من‬
‫قال إن هذا إنا هو حكم الشاهد ل حكم الغائب وإن هذا الوضع ليس هو من الواضع الت يب فيها‬
‫نقل حكم الشاهد إل الغائب وإنه جائز أن يرى النسان ما ليس ف جهة إذ كان جائزا أن يرى النسان‬
‫بالقوة البصرة نفسها‬

‫دون عي وهؤلء اختلط عليهم إدراك العقل مع إدراك البصر فإن العقل هو الذي يدرك ما ليس‬
‫ف جهة أعن ف مكان وأما إدراك البصر فظاهر من أمره أن من شرطه أن يكون الرئي منه ف جهة أعن‬
‫ف مكان ول ف كل جهة بل ف جهة ما مصوصة ولذلك ليس تتأت الرؤية بأي وضع اتفق أن يكون‬
‫البصر من الرئي بل بأوضاع مدودة وشروط مدودة أيضا وهي ثلثة أشياء حضور الضوء والسم‬
‫الشفاف التوسط بي البصر والبصر وكون البصر ذا لون والرد لذه المور العروفة بنفسها ف البصار‬
‫هو رد للوائل العلومة بالطبع للجميع وإبطال لميع علوم النظر والندسة وقد قال القوم أعن الشعرية‬
‫إن أحد الواضع الت يب فيها أن ينقل حكم الشاهد إل الغائب هو الشرط مثل حكمنا بأن كل عال‬
‫حي لكون الياة تظهر ف الشاهد شرطا ف وجود العلم قلنا لم وكذلك يظهر ف الشاهد أن هذه‬
‫الشياء هي شرط ف الرؤية فألقوا الغائب فيها بالشاهد على أصلكم‬

‫قال وقد رام أبو حامد ف كتابه العروف بالقاصد أن يعاند هذه القدمة أعن أن كل مرئي ف‬
‫جهة من الرائي بأن النسان ينظر ذاته ف الرآة وليست ذاته منه ف جهة ول ف غي جهة تقابله وذلك‬
‫أنه لا كان يبصر ذاته وكانت ذاته ل تل ف الرآة الت ف الهة القابلة فهو يبصر ذاته ف غي جهة قال‬
‫وهذه مغالطة فإن الذي يبصر هو خيال ذاته فقط واليال هو ف جهة إذ كان اليال ف الرآة والرآة ف‬
‫جهة وأما حجتهم الت أتوا با ف إمكان رؤية ما ليس بسم فإن الشهور عندهم من ذلك حجتان‬
‫إحداها وهي الشهر عندهم ما يقولونه من أن الشيء ل يلو من أن يرى من جهة أنه متلون أو من‬
‫جهة أنه جسم أو من جهة أنه لون أو من جهة أنه موجود وربا عددوا جهات أخر غي هذه الوجوه ث‬
‫يقولون وباطل أن يرى من قبل أنه جسم إذ لو كان كذلك لا رئي ما‬

‫هو غي جسم وباطل أن يرى من قبل أنه ملون إذ لو كان كذلك لا رئي اللون وباطل أن يرى‬
‫لكان أنه لون إذ لو كان كذلك لا رئي السم قالوا وإذا بطلت جيع هذه القسام الت تتوهم ف هذا‬
‫الباب ل يبق أن يرى الشيء إل من قبل أنه موجود قال والغالطة ف هذا القول بينة فإن الرئي منه ما‬
‫هو مرئي بذاته ومنه ما هو مرئي من قبل الرئي بذاته وهذه هي حال اللون والسم فإن اللون مرئي بذاته‬
‫والسم مرئي من قبل اللون وكذلك ما ل يكن له لون ل يبصر ولو كان الشيء إنا يرى من حيث هو‬
‫موجود فقط لوجب أن تبصر الصوات وسائر الحسوسات المس فكان يكون البصر والسمع وسائر‬
‫الواس المس حاسة واحدة وهذا كله خلف ما يعقل وقد اضطر التكلمون لكان‬

‫هذه السألة وما أشبهها إل أن يسلموا أن اللوان مكنة أن تسمع والصوات مكنة أن ل تسمع‬
‫وهذا كله خروج عن الطبع وعما يكن أن يعقله النسان فإن من الظاهر أن حاسة البصر غي حاسة‬
‫السمع وأن مسوس هذه غي مسوس تلك وأن آلة هذه غي آلة تلك وأنه ليس يكن أن ينقلب البصر‬
‫سعا كما ل يكن أن يعود اللون صوتا والذين يقولون إن الصوت يكن أن يبصر ف وقت فقد يب أن‬
‫يسألوا فيقال لم ما هو البصر فل بد أن يقولوا هو قوة تدرك با الرئيات اللوان وغيها ث يقال لم ما‬
‫هو السمع فل بد أن يقولوا هو قوة تدرك با الصوات فإذا وضعوا هذا قيل لم فهل البصر عند إدراكه‬
‫الصوات هو بصر فقط أو سع فقط فإذا قالوا سع فقط فقد سلموا أنه ل يدرك اللوان وإن قالوا بصر‬
‫فقط فليس يدرك الصوات وإذا ل يكن بصرا فقط لنه يدرك الصوات ول سعا فقط لنه يدرك‬
‫اللوان فهو بصر وسع معا وعلى هذا فتكون الشياء كلها شيئا واحدا حت التضادات وهذا شيء فيما‬
‫أحسب يسلمه التكلمون من أهل ملتنا أو يلزمهم تسليمه يعن هؤلء الشعرية‬

‫قال وهو رأى سوفسطائي لقوام مشهورين بالسفسطة وأما الطريقة الثانية الت سلكها‬
‫التكلمون ف جواز الرؤية فهي الطريقة الت اختارها أبو العال ف كتابه العروف بالرشاد وتلخيصها أن‬
‫الواس إنا تدرك ذوات الشياء وما تنفضل به الوجودات بعضها من بعض فهي أحوال ليست بذوات‬
‫فالواس ل تدركها وإنا تدرك الذات والذات هي نفس الوجود الشترك لميع الوجودات فإذا الواس‬
‫إنا تدرك الشيء من حيث هو هو موجود قلت هذه الجة من جنس الول لكن هذه على قول مثبتة‬
‫الحوال وتلك على رأى نفاة الحوال لكن ذكرها على هذا الوجه فيه تناقض حيث جعل الحوال ل‬
‫ترى بل إنا يرى الوجود والوجود حال عند مثبتة الحوال لكن مضمون ذلك أنا تدرك للحال‬
‫الشتركة وهي الوجود ل لا اختصت به ث قال ابن رشد وهذا كله ف غاية الفساد ومن أبي ما يظهر‬
‫به فساد هذا القول أنه لو كان البصر إنا يدرك الشياء لوجودها لا أمكنه أن يفرق بي البيض والسود‬
‫لن الشياء ل تفترق بالشيء‬

‫الذي تشترك فيه ولكان ف الملة ل يكن ف الواس ل ف البصر أن يدرك فصول اللوان ول‬
‫ف السمع أن يدرك فصول الصوات ول ف الطعم أن يدرك فصول الطعومات وللزم أن يكون مدارك‬
‫الحسوسات بالس واحدا فل يكون فرق بي مدرك السمع ومدرك البصر وهذا كله ف غاية الروج‬
‫عما يعقله النسان وإنا تدرك الواس ذوات الشياء الشار إليها يتوسط إدراكها لحسوساتا الاصة با‬
‫فوجه الفالطة ف هذا هو أنه ما يدرك ثانيا أخذ أنه يدرك بذاته قال ولول النشأ على هذه القاويل‬
‫وعلى التعظيم للقائلي با لا أمكن أن يكون فيها شيء من القناع ول وقع با التصديق لحد سليم‬
‫الفطرة قال والسبب ف مثل هذه الية الواقعة ف الشريعة حت ألأت القائلي بنصرتا ف زعمهم إل‬
‫مثل هذه القاويل الجينة الت هي ضحكة عند من عن بتمييز أصناف القاويل أدن عناية هو التصريح‬
‫ف الشرع با ل يأذن به ال ورسوله وهو التصريح ينفي‬

‫السمية للجمهور وذلك أنه من العسي أن يتمع ف اعتقاده واحد أن ههنا موجودا ليس بسم‬
‫وأنه مرئي بالبصار لن مدرك البصار هي ف الجسام أو أجسام وكذلك رأى قوم أن هذه الرؤية هي‬
‫مزيد علم ف ذلك الوقت وهذا ل يليق أيضا الفصاح به للجمهور فإنه لا كان العقل من المهور ل‬
‫ينفك عن التخيل بل ما ل يتخيلون هو عندهم عدم وكان تيل ما ليس بسم ل يكن والتصديق بوجود‬
‫ما ليس بتخيل غي مكن عندهم عدل الشرع عن التصريح لم بذا العن ووصف لم نفسه سبحانه‬
‫بأوصاف تقرب من قوة التخيل مثل ما وصفه به من السمع والبصر والوجه وغي ذلك مع تعريفهم أنه‬
‫ل يانسه شيء من الوجودات التخيلة ول يشبهه ولو كان القصد تعريف المهور أنه ليس بسم لا‬
‫صرح لم بشيء من ذلك بل لا كان أرفع الوجودات التخيلة هو النور ضرب الثال به إذ كان النور هو‬
‫أشهر الوجودات عند الس والتخيل وبذا النحو من التصور أمكن أن يفهموا العان‬

‫الوجودات ف العاد أعن تلك العان مثلت لم بأمور متخيلة مسوسة فإذا مت أخذ الشرع ف‬
‫أوصاف ال على ظاهره ل تعرض فيه هذه الشبهة ول غيها لنه إذا قيل إنه نور وإن له حجابا من نور‬
‫كما جاء ف القرآن والسنن الثابتة ث قيل إن الؤمني يرونه ف الدار الخرة كما ترى الشمس ل يعرض‬
‫ف هذا كله شك ول شبهة ف حق المهور ول حق العلماء وذلك أنه قد تبهن عند العلماء أن تلك‬
‫الال مزيد علم لكن مت صرح به للجمهور بطلت عندهم الشريعة كلها أو كفروا الصرح لم با فمن‬
‫خرج عن منهاج الشريعة ف هذه الشياء فقد ضل عن سواء السبيل وأنت إذا تأملت الشرع وجدته مع‬
‫أنه قد ضرب للجمهور ف هذا العن الثالت الت ل يكن تصورهم إياها دونا فقد نبه العلماء على تلك‬
‫العان أنفسها الت ضرب مثالتا للجمهور فيجب أن يوقف عند حد الشرع ف نو التعليم الذي خص‬
‫به صنفا صنفا من الناس لئل يتلط التعليمان كلها فتفسد الكمة الشرعية النبوية ولذلك قال عليه‬

‫السلم إنا معاشر النبياء أمرنا أن ننل الناس منازلم وأن ناطبهم على قدر عقولم ومن جعل‬
‫الناس شرعا واحدا ف التعليم فهو كمن جعلهم شرعا واحدا ف عمل من العمال وهذا كله خلف‬
‫الحسوس والعقول قال وقد تبي لك من هذا أن الرؤية معن ظاهر وأنه ليس يعرض فيه شبهة إذا أخذ‬
‫الشرع على ظاهره ف حق ال تبارك وتعال أعن إذا ل يصرح فيه بنفي السمية ول إثباتا قلت هذا‬
‫الرجل قد ذكر ف كتابه أن أصناف الناس أربعة الشوية والشعرية والعتزلة والباطنية باطنية الصوفية‬
‫وهو ييل إل باطنية الفلسفة الذين يوجبون إقرار المهور على الظاهر كما يفعل ذلك من يقول بقولم‬
‫من أهل الكلم والفقه والديث ليس هو من باطنية الشيعة كالساعيلية ونوهم الذين يظهرون اللاد‬
‫ويتظاهرون بلف شرائع السلم وهو ف نفي الصفات أسوأ حال من العتزلة وأمثالم بنلة‬
‫إخوانه الفلسفة الباطنية حت أنه يعل العلم هو العال والعلم هو القدرة وهو مع موافقته لبن سينا على‬
‫نفي الصفات يبي فساد طريقته الت احتج با وخالف با قدماء الفلسفة وهو أن ما شهد به الوجود من‬
‫الوجود الواجب يتنع كونه موصوفا لن ذلك تركيب ووافق أبا حامد مع تشنيعه عليه على أن استدلل‬
‫ابن سينا على نفي الصفات بأن وجوب الوجود مستلزم لنفي التركيب الستلزم لنفي الصفات طريقة‬
‫فاسدة واختار طريقة العتزلة وهي أن ذلك التركيب والركب يفتقر إل مركب وهي أيضا من نط تلك‬
‫ف الفساد وكذلك أيضا زيف طريقهم الت استدلوا با على نفي التجسيم زيف طريقة ابن سينا وطرق‬
‫العتزلة والشعرية بكلم طويل واعتمد هو ف نفي التجسيم على إثبات النفس الناطقة وأنا ليست بسم‬
‫فيلزم أن يكون ال ليس بسم ول ريب أن هذه الجة أفسد من غيها فإن الستدلل على نفي كون‬
‫النفس جسما أضعف بكثي من نفي ذلك ف الواجب والنازعون له ف النفي أكثر من النازعي له ف‬
‫ذلك لكن ما يطعمه ويطمعه أمثاله ف ذلك ضعف مناظرة أب حامد لم ف مسألة النفس فإن أبا حامد‬
‫بي فساد أدلتهم الت استدلوا با على نفي كون الواجب ليس بسم وبي أنه ل حجة لم على ذلك‬
‫وإنا الجة على ذلك طريق‬

‫العتزلة طريقة العراض والوادث وأما ف مسألة النفس فهو موافق لم على قولم لعتقاده‬
‫صحة طريقهم وابن رشد يذم أبا حامد من الوجه الذي يدحه به علماء السلمي ويعظمونه عليه‬
‫ويدحه من الوجه الذي يذمه به علماء السلمي وإن كانوا قد يقولون إنه رجع عن ذلك لن أبا حامد‬
‫يالف الفلسفة تارة ويوافقهم أخرى فعلماء السلمي يذمونه با وافقهم فيه من القوال الخالفة للحق‬
‫الذي بعث ال به ممدا الوافقة لصحيح النقول وصريح العقول كما وقع من النكار عليه أشياء ف‬
‫كلم رفيقه أب السن الرغينان وأب نصر القشيي وأب بكر الطرشوشي وأب بكر بن العرب وأب‬

‫عبد ال الازري وأب عبد ال الذكي وممود الوارزمي وابن عقيل وأب البيان الدمشقي‬
‫ويوسف الدمشقي وابن حدون القرطب القاضي وأب الفرج بن الوزي وأب ممد القدسي وأب عمرو‬
‫بن الصلح وغي واحد من علماء السلمي وشيوخهم‬

‫والتفلسفة الذين يوافقون ما ذكره من أقوالم يذمونه لا اعتصم به من دين السلم ووافقه من‬
‫الكتاب والسنة كما يفعل ذلك ابن رشد الفيد هذا وابن الطفيل صاحب رسالة حي بن يقظان وابن‬
‫سبعي وابن هود وأمثالم وهؤلء وأمثالم يعظمون ما وافق فيه الفلسفة كما يفعل ذلك صاحب خلع‬
‫النعلي وابن عرب صاحب الفصوص وأمثالم من يأخذ العان الفلسفية يرجها ف قوالب الكاشفات‬
‫والخاطبات الصوفية ويقتدي ف ذلك با وجده من ذلك ف كلم أب حامد ونوه وأما عوام هؤلء‬
‫فيعظمون اللفاظ الائلة مثل لفظ اللك واللكوت والبوت وأمثال ذلك ما يدونه ف كلم هؤلء‬
‫وهم ل يدرون هل أراد التكلم بذلك ما أراده ال ورسوله أم أراد بذلك ما أراده اللحدة كابن سينا‬
‫وأمثاله‬

‫والقصود هنا أن ابن رشد هذا مع اعتقاده أقوال الفلسفة الباطنية ل سيما الفلسفة الشائي‬
‫أتباع أرسطو صاحب التعاليم الذين لم التصانيف العروفة ف الفلسفة ومع أن قول ابن رشد هذا ف‬
‫الشرائع من جنس قول ابن سينا وأمثاله من اللحدة من أنا أمثال مضروبة لتفهيم العامة ما يتخيلونه ف‬
‫أمر اليان بال واليوم الخر وأن الق الصريح الذي يصلح لهل العلم فإنا هو أقوال هؤلء الفلسفة‬
‫وهذه عند التحقيق منتهاها التعطيل الحض وإثبات وجود مطلق ل حقيقة له ف الارج غي وجود‬
‫المكنات وهو الذي انتهى إليه أهل الوحدة القائلون باللول والتاد كابن سبعي وأمثاله من حقق هذه‬
‫الفلسفة ومشوا على طريقة هؤلء التفلسفة الباطنية من متكلم ومتصوف ومن أخذ با يوافق ذلك من‬
‫كلم أب حامد وأمثاله وزعموا أنم يمعون بي الشريعة اللية والفسلفة اليونانية كما زعم ذلك‬
‫أصحاب رسائل إخوان الصفا وأمثالم من هؤلء اللحدة وابن رشد هذا مع خبته بكلم هؤلء‬
‫وموافقته لم يقول إن جيع الكماء قد اتفقوا على أن ال اللئكة ف السماء كما اتفقت جيع الشرائع‬
‫على ذلك وقرر ذلك بطريق عقلية من جنس تقرير ابن كلب والارث الحاسب وأب العباس القلنسي‬
‫والشعري‬

‫والقاضي أب بكر وأب السن التميمي وابن الزاغون وأمثالم من يقول إن ال فوق العرش وليس‬
‫بسم وقال هؤلء التفلسفة كما يقوله هؤلء التكلمون الصفاتية إن إثبات العلو ل ل يوجب إثبات‬
‫السمية بل ول إثبات الكان وبناء ذلك على أن الكان هو السطح الباطن من السم الاوي اللقي‬
‫للسطح الظاهر من السم الحوى وهذا قول أرسطو وأتباعه فهؤلء يقولون مكان النسان هو باطن‬
‫الواء الحيط به وكل سطح باطن من الفلك فهو مكان للسطوح الظاهرة با يلقيه ومعلوم أنه ليس‬
‫وراء الجسام سطح جسم باطن يوي شيئا فل مكان هناك على اصطلحهم إذ لو كان هناك موى‬
‫لسطح السم لكان الاوي جسما وإذا كان كذلك فالوجود هناك ل يكون ف مكان ول يكون جسما‬
‫ولذا قال فإذا إن قام البهان على وجود موجود ف هذه الهة فواجب أن يكون غي جسم فالذي يتنع‬
‫وجود هناك هو موجود جسم ل وجود ما ليس بسم‬

‫فقرر إمكان ذلك كما قرر إثباته كما ذكره من أنه ل بد من نسبة بينه وبي العال الحسوس‬
‫والذي يكن منازعوه من الفلسفة أن يقولوا له ل يكن أن يوجد هناك شيء ل جسم ول غيه أما‬
‫السم فلما ذكره وأما غيه فلنه يكون مشارا إليه بأنه هناك وما أشي إليه فهو جسم وهذا كما يقوله‬
‫العتزلة للكلبية وقدماء الشعرية ومن وافقهم من أهل الديث كالتميميي وأمثالم وأتباعهم فيقول ابن‬
‫رشد لم ما تقوله الكلبية للمعتزلة وهو أن وجود موجود ليس هو وراء أجسام العال ول داخل فيها إما‬
‫أن يكون مكنا وإما أن ل يكون فإن ل يكن مكنا بطل قولكم وإن كان مكنا فوجود موجود هو وراء‬
‫أجسام العال وليس بسم أول بالواز لنا إذا عرضنا على العقل وجود موجود قائم بنفسه ل ف العال‬
‫ول خارجا عنه ول يشار إليه وعرضنا عليه وجود موجود يشار إليه فوق العال ليس بسم كان إنكار‬
‫العقل للول‬

‫أعظم من إنكاره للثان فإن كان الول مقبول وجب قبول الثان وإن كان الثان مردودا وجب‬
‫رد الول فل يكن منازعو هؤلء أن يبطلوا قولم مع إثباتم لوجود قائم بنفسه ل داخل العال ول‬
‫خارجه ول يشار إليه وما ذكره ابن رشد من أن هذه الصفة صفة العلو ل يزل أهل الشريعة ف أول‬
‫المر يثبتونا ل تعال حت نفتها العتزلة ث تبعهم على نفيها متأخروا الشعرية كلم صحيح وهو يبي‬
‫خطأ من يقول إن الناع ف ذلك ليس إل مع الكرامية والنبلية وكلمه هذا أصح ما زعمه ابن سينا‬
‫حيث ادعى أن السنن اللية منعت الناس عن شهرة القضايا الت ساها الوهيات مثل أن كل موجود‬
‫فلبدان يشار إليه فإن تلك السنن ليست إل سنن العتزلة والرافضة والساعيلية ومن وافقهم من أهل‬
‫البدع ليست سنن النبياء والرسلي صلوات ال عليهم أجعي وما نقله ابن رشد عن هذه المه‬
‫فصحيح وهذا مم يرجح أن نقله لقوال الفلسفة أصح من نقل ابن سينا لكن التحقيق أن الفلسفة ف‬
‫هذه السألة على قولي وكذلك ف مسألة ما يقوم بذاته من الفعال وغيها من المور للفلسفة ف ذلك‬
‫قولن‬

‫والرازي إذ قال اتفق الفلسفة فإنا عنده ما ف كتب ابن سينا وذويه وكذلك الفلسفة الذين‬
‫يرد عليهم أبو حامد إنا هم هؤلء ول ريب أن مسائل الليات والنبوات ليس لرسطو وأتباعه فيها‬
‫كلم طائل أما النبوات فل يعرف له فيها كلم وأما الليات فكلمه فيها قليل جدا وأما عامة كلم‬
‫الرجل فهو ف الطبيعيات والرياضيات ولم كلم ف الروحانيات من جنس كلم السحرة والشركي‬
‫وأما كلمهم ف واجب الوجود بنفسه فكلم قليل جدا مع ما فيه من الطأ وهم ل يسمونه واجب‬
‫الوجود ول يقسمون الوجود إل واجب ومكن وإنا فعل هذا بن سينا وأتباعه ولكن يسمونه الحرك‬
‫الول والعلة الول كما قد بسطت أقوالم ف موضع آخر وعلم ما بعد الطبيعة عندهم هو العلم الناظر‬
‫ف الوجود ولواحقه وتلك أمور كلية عامة مطلقة تتناول الواجب وغيه وبعض كلمهم ف ذلك خطأ‬
‫وبعضه صواب وغالبه تقسم لجناس الواهر والعراض ولذا كانوا نوعي نوعا نظارين مقسمي‬
‫للكليات ونوعا متألي بالعبادة والزهد على أصولم أو جامعي بي المرين كالسهروردي القتول‬
‫وأتباع ابن سبعي وغيهم‬

‫وأما كلمهم ف نفس العلة الول فقليل جدا ولذا كانوا على قولي منهم من يثبت موجودا‬
‫واجبا مباينا للفلك ومنهم من ينكر ذلك وحجج مثبت ذلك على نفاته منهم حجج ضعيفة وقدماؤهم‬
‫كأرسطو كانوا يستدلون بأنه ل بد للحركة من مرك ل يتحرك وهذا ل دليل عليه بل الدليل يبطله‬
‫وابن سينا سلك طريقته العروفة وهو الستيدلل بالوجود على الواجب ث دعواه أن الواجب ل يوز أن‬
‫يتعدد ول تكون له صفة وهذه أيضا طريقة ضعيفة ولعلها أضعف من طريقة أولئك أو نوها أو قريب‬
‫منها وإذا كان كلم قدمائهم ف العلم بال تعال قليل كثي الطأ فإنا كثر كلم متأخريهم لا صاروا‬
‫من أهل اللل ودخلوا ف دين السلمي واليهود والنصارى وسعوا ما أخبت به النبياء من أساء ال‬
‫وصفاته وملئكته وغي ذلك فأحبوا أن يستخرجوا من أصول سلفهم ومن كلمهم ما يكون فيه موافقة‬
‫لا جاءت به النبياء لا رأوا ف ذلك من الق العظيم الذي ل يكن جحده والذي هو أشرف العارف‬
‫وأعلها فصار كل منهم يتكلم بسب اجتهاده فالفاراب لون وابن سينا لون وأبو البكات صاحب‬
‫العتب لون وابن رشد الفيد لون والسهروردي القتول لون وغي هؤلء ألوان أخر وهم ف هواهم‬
‫بسب ما يتيسر لم من النظر ف كلم أهل‬

‫اللل فمن نظر ف كلم العتزلة والشيعة كابن سينا وأمثاله فكلمه لون ومن خالط أهل السنة‬
‫وعلماء الديث كأب البكات وابن رشد فكلمه لون آخر أقرب إل صريح العقول وصحيح النقول‬
‫من كلم ابن سينا لكن قد يفي ذلك على من يعن النظر ويظن أن قول ابن سينا أقرب إل العقول‬
‫كما يظن أن كلم العتزلة والشيعة أقرب إل العقول من كلم الشعرية والكرامية وغيهم من أهل‬
‫الكلم ومن نظار أهل السنه والماعة ومن العلوم بعد كمال النظر واستيفائه أن كل من كان إل السنة‬
‫وإل طريقة النبياء أقرب كان كلمه ف الليات بالطرق العقلية أصح كما أن كلمه بالطرق النقلية‬
‫أصح لن دلئل الق وبراهينه تتعاون وتتعاضد ل تتناقص وتتعارض وما ذكره ابن رشد ف اسم الكان‬
‫يتوجه عند من يسلم له مذهب أرسطو وأن الكان هو السطح الداخل الاوي الماس للسطح الارج‬
‫الحوى ومعلوم أن من الناس من يقول إن للناس ف الكان أقوال أخر منهم من يقول إن الكان هو‬
‫السم الذي يتمكن غيه عليه ومنهم من يقول إن الكان هو ما كان تت غيه وإن ل يكن ذلك‬
‫متمكنا عليه ومنهم من يزعم أن الكان هو اللء وهو أبعاد والناع ف هذا الباب نوعان أحدها‬
‫معنوي كمن يدعى وجود مكان هو جوهر قائم بنفسه ليس هو السم وأكثر العقلء ينكرون ذلك‬

‫والثان نزاع لفظي وهو من يقول الكان ما ييط بغيه ويقول آخر ما يكون غيه عليه أو ما‬
‫يتمكن عليه ول ريب أن لفظ الكان يقال على هذا وهذا ومن هنا نشأ تنازع أهل الثبات هل يقال إن‬
‫ال تعال ف مكان أم ل وهذا كتنازعهم ف الهة واليز لكن قد يقر بلفظ الهة من ل يقر بلفظ اليز‬
‫أو الكان وربا أقر بلفظ اليز أو الكان من ل يقر بالخر وسبب ذلك إما اتباع ما ورد أو اعتقاد أن ف‬
‫أحد اللفظي من العن الردود ما ليس ف الخر وحقيقة المر ف العن أن ينظر إل القصود فمن اعتقد‬
‫أن الكان ل يكون إل ما يفتقر إليه التمكن سواء كان ميطا به أو كان تته فمعلوم أن ال سبحانه ليس‬
‫ف مكان بذا العتبار ومن اعتقد أن العرش هو الكان وأن ال فوقه مع غناه عنه فل ريب أنه ف مكان‬
‫بذا العتبار فما يب نفيه بل ريب افتقار ال تعال إل ما سواه فإنه سبحانه غن عن ما سواه وكل‬
‫شيء فقي إليه فل يوز أن يوصف بصفة تتضمن افتقاره إل ما سواه وأما إثبات النسب والضافات بينه‬
‫وبي خلقه فهذا متفق عليه بي أهل الرض وأما علوه على العال ومباينته للمخلوقات فمتفق عليه بي‬
‫النبياء والرسلي وسلف المة وأئمتها وبي هؤلء الفلسفة كما ذكر ذلك عنهم ولكن آخرون من‬
‫الفلسفة ينازعون ف ذلك‬
‫فصل فهذا ونوه بعض كلم رؤوس أهل الكلم والفلسفة ف هذا الباب يبي خطأ من جعل‬
‫الناع ف ذلك مع الكرامية والنبلية ويبي أن أكثر طوائف العقلء يقولون بالعلو وبامتناع وجود‬
‫موجود ل داخل العال ول خارجه وأما كلم من نقل مذهب السلف والئمة فأكثر من أن يكن سطره‬
‫قال الشيخ أبو نصر السجزي‬
‫ف كتاب البانة له فأئمتنا كسفيان الثوري ومالك وسفيان بن عيينة وحاد بن سلمة وحاد بن‬
‫ويد وعبد ال بن البارك وفضيل بن عياض وأحد ابن حنبل وإسحاق بن إبراهيم النظلي متفقون على‬
‫أن ال سبحانه بذاته فوق العرش وأن علمه بكل مكان وأنه يرى يوم القيامة بالبصار فوق العرش وأنه‬
‫ينل إل ساء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم با شاء فمن خاف شيئا من ذلك فهو منهم برئ وهم‬
‫منه براء وأبو نصر هذا كان مقيما بكة ف أثناء الائة الامسة وقال قبله الشيخ أبو عمر الطلمنكي‬
‫الالكي أحد أئمة وقته بالندلس ف كتاب الوصول إل معرفة الصول قال وأجع‬

‫السلمون من أهل السنة على أن معن قوله وهو معكم أينما كنتم سورة الديد ‪ 4‬ونو ذلك‬
‫من القرآن أن ذلك علمه وأن ال فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء وقال أيضا قال أهل‬
‫السنة ف قوله الرحن على العرش استوى سورة طه ‪ 5‬أن الستواء من ال على عرشه الجيد على‬
‫القيقة ل على الجاز وقال الشيخ نصر القدسي الشافعي الشيخ الشهور ف كتاب الجة له إن قال‬
‫قائل قد ذكرت ما يب على أهل السلم من أتباع كتاب ال وسنة ورسوله وما أجع عليه الئمة‬
‫والعلماء والخذ با عليه أهل السنة والماعة فاذكر مذاهبهم وما أجعوا من اعتقادهم وما يلزمنا من‬
‫الصي إليه من إجاعهم فالواب أن الذي أدركت عليه أهل العلم ومن لقيتهم وأخذت عنهم ومن بلغن‬
‫قوله من غيهم فذكر جل اعتقاد أهل السنة وفيه أن ال مستو على عرشه بائن من خلقه كما قال ف‬
‫كتابه أحاط بكل شيء علما سورة الطلق ‪ 12‬وأحصى كل شيء عددا سورة الن ‪28‬‬

‫وقال قبله الافظ أبو نعيم الصبهان الشهور صاحب التصانيف الشهورة كحلية الولياء‬
‫وغيها ف عقيدته الشهورة عنه طريقتنا طريقة التبعي للكتاب والسنة وإجاع سلف المة فما اعتقدوه‬
‫اعتقدناه فما اعتقدوه أن الحاديث الت تثبت عن النب ف العرش واستواء ال عليه يقولون با ويثبتونا‬
‫ومن غي تكييف ول تثيل ول تشبيه وأن ال بائن عن خلقه واللق بائنون منه ل يل فيهم ول يتزج‬
‫بم وهو مستو على عرشه ف ساواته من دون أرضه وقال الشيخ أبو أحد الكرخي المام الشهور ف‬
‫أثناء الائة الرابعة ف العقيدة الت ذكر أنا اعتقاد أهل السنة والماعة وهي العقيدة الت كتبها للخليفة‬
‫القادر بال وقرأها على الناس وجع الناس عليها وأقرتا طوائف أهل السنة وكان قد استتاب من خرج‬
‫عن السنة من العتزلة والرافضة ونوهم سنة ثلث عشرة وأربعمائة وكان حينئذ قد ترك ولةالمور‬
‫لظهار السنة لا كان الاكم الصري وأمثاله من أئمة اللحدة قد انتشر أمرهم وكان أهل ابن سينا‬
‫وأمثالم‬
‫من أهل دعوتم وأظهر السلطان ممود بن سبكتكي لعنة أهل البدع على النابر وأظهر السنة‬
‫وتناظر عنده ابن اليصم وابن فورك ف مسألة العلو فرأى قوة كلم ابن اليصم فرجح ذلك ويقال إنه‬
‫قال لبن فورك فلو أردت تصف العدوم كيف كنت تصفه بأكثر من هذا أو قال فرق ل بي هذا الرب‬
‫الذي تصفه وبي العدوم وأن ابن فورك كتب إل أب إسحاق السفرايين يطلب الواب عن ذلك فلم‬
‫يكن الواب إل أنه لو كان فوق العرش للزم أن يكون جسما ومن الناس من يقول إن السلطان لا ظهر‬
‫له فساد قول ابن فورك سقاه السم حت قتله وتناظر عنده فقهاء الديث من أصحاب الشافعي وغيهم‬
‫وفقهاء الرأي فرأى قوة مذهب أهل الديث فرجحه وغزا الشركي بالند وهذه العقيدة مشهورة وفيها‬
‫كان ربنا وحده ول شيء معه ول مكان يويه فخلق كل شيء بقدرته وخلق العرش ل لاجته إليه‬
‫فاستوى عليه استواءاستقرار كيف شاء واراد ل استقرار راحة كما يستريح اللق وهو يدبر السموات‬
‫والرض ويدبر ما فيهما ومن ف الب والبحر ل مدبر غيه ول‬

‫حافظ سواه يرزقهم ويرضهم ويعافيهم وييتهم واللق كلهم عاجزون اللئكة والنبيون‬
‫والرسلون وسائر اللق أجعي وهو القادر بقدرة والعال بعلم أزل غي مستفاد وهو السميع بسمع‬
‫والبصي ببصر تعرف صفتهما من نفسه ل يبلغ كنههما أحد من خلقه متكلم بكلم يرج منه ل بآلة‬
‫ملوقة كآلة الخلوقي ل يوصف إل با وصف به نفسه أو وصفه به نبيه وكل صفة وصف با نفسه أو‬
‫وصفه با نبيه فهي صفة حقيقة ل صفة ماز وقال أبو عمر بن عبد الب ف كتاب التمهيد ف شرح‬
‫الوطأ لا تكلم على حديث النول قال هذا حديث ثابت من جهة النقل صحيح السناد ل يتلف أهل‬
‫الديث ف صحته وهو منقول من طرق سوى هذه من أخبار العدول عن النب وفيه دليل على أن ال ف‬
‫السماء على‬

‫العرش فوق سبع سوات كما قالت الماعة وهو من حجتهم على العتزلة ف قولم إن ال بكل‬
‫مكان قال والدليل على صحة قول أهل الق قوله تعال وذكر عدة آيات إل أن قال وهذا أشهر‬
‫وأعرف عند العامة والاصة من أن يتاج إل أكثر من حكايته لنه اضطرار ل يوقفهم عليه أحد ول‬
‫أنكره عليهم مسلم وقال أبو عمر أيضا أجع علماء الصحابة والتابعي الذين حل عنهم التأويل قالوا ف‬
‫تأويل قوله تعال ما يكون من نوى ثلثة إل هو رابعهم سورة الجادلة ‪ 7‬هو على العرش وعلمه ف‬
‫كل مكان وما خالفهم ف ذلك أحد يتج بقوله‬
‫وقال أيضا أهل السنة ممعون على القرار بالصفات الواردة كلها ف القرآن والسنة واليان با‬
‫وحلها على القيقة ل على الجاز إل أنم ل يكيفون شيئا من ذلك ول يدون فيه صفة مصورة وأما‬
‫أهل البدع الهمية والعتزلة كلها والوارج فكلهم ينكرها ول يمل منها شيئا على القيقة ويزعم أن‬
‫من أقر با مشبه وهم عند من أقر با نافون للمعبود بلشون والق فيما قاله القائلون با نطق به كتاب‬
‫ال وسنة ورسوله وهم أئمة الماعة قال الشيخ العارف معمر بن أحد الصبهان أحد شيوخ الصوفية‬
‫ف أواخر الائة الرابعة أحببت أن أوصى أصحاب بوصية من السنة وموعظة من الكمة وأجع ما كان‬
‫عليه أهل الديث والثر وأهل العرفة والتصوف من التقدمي والتأخرين قال‬

‫فيها وأن ال استوى على عرشه بل كيف ول تشبيه ول تأويل والستواء معقول والكيف فيه‬
‫مهول وأنه عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه واللق منه بائنون بل حلول ول مازجة ل‬
‫اختلط ول ملصقة لنه الفرد البائن من اللق الواحد الغن عن اللق وأن ال سيع بصي عليم خبي‬
‫يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا وينل كل ليلة إل ساء‬
‫الدنيا كيف شاء فيقول هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه‬
‫حت يطلع الفجر قال ونزول الرب إل السماء بل كيف ول تشبيه ول تأويل فمن أنكر النول وتأول‬
‫فهو مبتدع ضال وقال عبد الرحن بن أب حات سألت أب وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة يعن ف‬
‫أصول الدين وما أدركا عليه العلماء ف جيع المصار فقالوا أدركنا العلماء ف جيع المصار حجازا‬
‫وعراقا ومصرا وشاما وينا فكان من مذاهبهم أن اليان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلم ال غي‬
‫ملوق بميع جهاته إل أن قال وأن ال على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه ف كتابه وعلى‬
‫لسان رسوله بل كيف أحاط بكل شيء علما‬

‫وقال الشيخ أبو ممد القدسي إن ال وصف نفسه بالعلو ف السماء ووصفه بذلك رسوله خات‬
‫النبياء وأجع على ذلك جيع العلماء من الصحابة والتقياء والئمة من الفقهاء فتواترت الخبار بذلك‬
‫على وجه حصل به اليقي وجع ال عليه قلوب السلمي وجعله مغروزا ف طباع اللق أجعي فتراهم‬
‫عند نزول الكرب يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون نوها للدعاء أيديهم وينتظرون ميء الفرج من‬
‫ربم وينطقون بذلك بألسنتهم ول ينكر ذلك إل مبتدع غال ف بدعته أو مفتون بتقليده واتباعه على‬
‫ضللته قال وأنا ذاكر ف هذا الزء بعض ما بلغن ف ذلك عن رسول ال وصحابته والئمة القتدين‬
‫بسنته على وجه يصل القطع واليقي بصحة ذلك عنهم ونعلم تواتر الرواية بوجوه منهم ليزداد من وقف‬
‫عليه من الؤمني إيانا وننبه من خفى ذلك عليه حت يصي كالشاهد له عيانا وقال أبو عبد ال القرطب‬
‫الالكي لا ذكر اختلف الناس ف تفسي الستواء قال وأظهر القوال ما تظاهرت عليه الي والخبار‬
‫والفضلء الخبار أن ال على عرشه كما أخب ف كتابه وعلى لسان نبيه بل كيف بائن من جيع خلقه‬
‫هذا مذهب السلف الصال فيما نقل عنهم الثقات‬

‫وقال أيضا ف كتابه الكبي ف التفسي لا تكلم على آية الستواء قال هذه مسألة الستواء‬
‫وللعلماء فيها كلم وأجزاء وقد بينا أقوال العلماء فيها ف شرح الساء السن وذكرنا فيها أربعة عشر‬
‫قول وذكر قول النفاة من التكلمي فقال وأنم يقولون إذا وجب تنيه الرب عن اليز فمن ضرورة ذلك‬
‫ولواحقه له تنيه الرب عن الهة فليس بهة فوق عندهم لنه يلزم من ذلك عندهم مت اختص بهة أن‬
‫يكون ف مكان وحيز ويلزم على الكان واليز الركة والسكون ويلزم من ذلك التغي والدوث وذكر‬
‫قول هؤلء التكلمي وقال قد كان السلف الول ل يقولون بنفي الهة ول ينطقون بذلك بل نطقوا هم‬
‫والكافة بإثباتا ل تعال كما نطق كتابه وأخبت رسله ول ينكر أحد من السلف‬

‫الصال أنه استوى على عرشه حقيقة وإنا جهلوا كيفية الستواء وأما كلم السلف أنفسهم‬
‫فأكثر من أن يكن حصره فال أبو بكر النقاش صاحب التفسي والرسالة حدثنا أبو العباس السراج قال‬
‫سعت قتيبة بن سعيد يقول هذا قول الئمة ف السلم والسنة والماعة نعرف ربنا ف السماء السابعة‬
‫على عرشه كما قال الرحن على العرش استوى سورة طه ‪ 5‬وروى أبو بكر اللل ف كتاب السنة‬
‫أنبأ أبو بكر الروذي ثنا ممد بن الصباح النيسابوري ثنا سليمان بن داود أبو داود الفاف قال قال‬
‫إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال ال تعال الرحن على العرش استوى سورة طه ‪ 5‬إجاع أهل العلم‬
‫أنه فوق العرش ويعلم كل شيء ف أسفل الرضي السابعة وف قعور البحار وف رواية وف رؤوس‬
‫الجام وبطون الودية وف كل موضع كما يعلم علم ما ف السموات السبع وما دون العرش أحاط بكل‬
‫شيء علما فل تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة ف ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل قد عرف‬
‫ذلك كله وأحصاه ول يعجزه معرفة شيء عن معرفة غيه‬

‫وروى عبد ال بن أحد ف كتاب السنة وعبد الرحن بن أب حات ف كتاب الرد على الهمية‬
‫عن سعيد بن عامر الضبعي إمام أهل البصرة علما ودينا من طبقة شيوخ الشافعي وأحد وإسحق أنه ذكر‬
‫عنده الهمية فقال هم شر قول من اليهود والنصارى قد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الديان مع‬
‫السلمي على أن ال فوق العرش وقالوا هو ليس عليه شيء ورويا أيضا عن عبد الرحن بن مهدي‬
‫المام الشهور وهو من هذه الطبقة قال أصحاب جهم يريدون أن يقولوا إن ال ل يكلم موسى‬
‫ويريدون أن يقولوا ليس ف السماء شيء وأن ال ليس على العرش أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإل قتلوا‬
‫وروى عبد ال بن أحد عن عباد بن العوام الواسطي من تلك الطبقة قال كلمت بشر الريسي وأصحابه‬
‫فرأيت آخر كلمهم ينتهي إل أن يقولوا ليس ف السماء شيء ورويا عن علي بن عاصم شيخ البخاري‬
‫وغيه قال ناظرت جهميا فتبي من كلمه أنه ل يرى أن ف السماء ربا وروى عبد ال بن أحد عن‬
‫سليمان بن حرب قال سعت حاد بن زيد وذكر هؤلء الهمية فقال إنا ياولون أن يقولوا ليس ف‬
‫السماء شيء وروى عبد ال وغيه عن أبيه أحد بن حنبل ثنا شريح بن‬

‫النعمان سعت عبد ال بن نافع الصائغ سعت مالك بن أنس يقول ال ف السماء وعلمه ف كل‬
‫مكان وروى هذا الكلم مالك مكي خطيب قرطبة فيما جعه من تفسي مالك نفسه وكل هذه السانيد‬
‫صحيحة وروى أبو بكر البيهقي بإسناد صحيح عن الوزاعي قال كنا نن والتابعون متوافرون نقول إن‬
‫ال تعال فوق عرشه ونؤمن با وردت به السنة من صفاته فقد ذكر الوزاعي وهو أحد الئمة ف عصر‬
‫تابعي التابعي الذي كان فيه مالك وابن الاجشون وابن أب ذئب ونوهم أئمة أهل الجاز والليث بن‬
‫سعد ونوه أئمة أهل مصر والثوري وابن أب ليلى وأبو حنيفة ونوهم أئمة أهل الكوفة وحاد بن زيد‬
‫وحاد بن سلمه ونوها أئمة أهل البصره وهؤلء ونوهم أئمة السلم شرقا وغربا ف ذلك الزمن وقد‬
‫حكى الوزاعي عن شهرة القول بذلك ف زمن التابعي وهم أيضا متطابقون على ما كان عليه التابعون‬
‫كما ذكرنا قول مالك وحاد بن زيد وغيها‬

‫وقال أبو حنيفة ف كتاب الفقه الكب العروف الشهور عند أصحابه الذي رووه بالسناد عن‬
‫أب مطيع الكم بن عبد ال البلخي قال قال أبو حنيفة عمن قال ل أعرف رب ف السماء أم ف الرض‬
‫فقال قد كفر لن ال يقول الرحن على العرش استوى سورة طه ‪ 5‬وعرشه فوق سبع ساوات قال أبو‬
‫مطيع قلت فإن قال إنه على العرش ولكنه يقول ل أدري العرش ف السماء أم ف الرض قال هو كافر‬
‫لنه أنكر أن يكون ف السماء لنه تعال ف أعلى عليي وأنه يدعى من أعلى ل من أسفل وف لفظ قال‬
‫سألت أبا حنيفة عمن قال ل أعرف رب ف السماء أو ف الرض قال قد كفر لن ال يقول الرحن‬
‫على العرش استوى سورة طه ‪ 5‬وعرشه فوق سبع سوات‬
‫قال فإنه يقول على العرش استوى ولكنه ل يدري العرش ف الرض أم ف السماء قال إذا أنكر‬
‫أنه ف السماء فقد كفر وروى عبد ال بن أحد وغيه بأسانيد صحيحة عن عبد ال بن البارك أنه قيل‬
‫له باذا نعرف ربنا قال بأنه فوق ساواته على عرشه بائن من خلقه ول نقول كما يقول الهمية بأنه‬
‫ههنا ف الرض ومن ذكر هذا عن ابن البارك البخاري ف كتاب خلق أفعال العباد وهكذا قال المام‬
‫أحد وغيه وقال ممد بن إسحاق بن خزية اللقب بإمام الئمة من ل يقل بأن ال فوق ساواته وأنه‬
‫على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وال ضربت عنقه ث ألقي على مزبلة لئل يتأذى‬
‫بنت ريه أهل القبلة ول أهل الذمة وهذا معروف عنه رواه الاكم ف تاريخ نيسابور وأبو عثمان‬
‫النيسابوري ف رسالته الشهورة وروى اللل بإسناد كلهم ثقات عن سفيان بن عيينة قال سئل ربيعة‬
‫بن أب عبد الرحن عن قوله الرحن على العرش استوى سورة طه ‪ 5‬قال الستواء غي مهول والكيف‬
‫غي معقول ومن ال الرسالة وعلى الرسول البلغ وعلينا التصديق وهذا‬

‫الكلم مروى عن مالك بن أنس صاحب ربيعة من وجوه متعددة يقول ف بعضها الستواء‬
‫معلوم وف بعضها غي مهول وف بعضها استواؤه غي مهول فيثبت العلم بالستواء وينفي العلم بالكيفية‬
‫وروى ابن أب حات عن هشام بن عبيد ال الرازي أنه حبس رجل ف التجهم فتاب فجيء به إل هشام‬
‫ليمتحنه فقال له أتشهد أن ال على عرشه بائن من خلقه قال ل أدري ما بائن من خلقه قال ردوه إل‬
‫البس فإنه ل يتب بعد وروى أيضا عن عبد ال بن أب جعفر الرازي أنه جعل يضرب قرابة له بالنعل‬
‫على رأسه يرى رأي جهم ويقول ل حت يقول الرحن على العرش استوى بائن من خلقه وعن جرير‬
‫بن عبد الميد الرازي أنه قال كلم الهمية أوله عسل وآخره سم وإنا ياولون أن يقولوا ليس ف‬
‫السماء إله وجيع الطوائف تنكر هذا إل من تلقى ذلك عن الهمية كالعتزلة ونوهم من القلسفة فأما‬
‫العامة من جيع المم فل يستريب اثنان ف أن فطرهم مقرة بأن ال فوق العال وأنم إذا قيل لم ل هو‬
‫داخل العال ول خارجه ول يصعد إليه شيء ول ينل منه شيء ول يقرب إليه شيء ول يقرب هو من‬
‫شيء ول يجب العباد عنه شيء ول ترفع إليه اليدي ول تتوجه القلوب إليه طالبة له ف العلو فإن‬
‫فطرهم تنكر ذلك وإذا أنكروا هذا ف هذه القضية‬

‫العينة الت هي الطلوب فإنكارهم لذلك ف القضايا الطلقة العامة الت تتناول هذا وغيه أبلغ‬
‫وأبلغ وأما خواص المم فمن العلوم أن قول النفاة ل ينقل عن نب من النبياء بل جيع النقول عن‬
‫النبياء موافق لقول أهل الثبات وكذلك خيار هذه المة من الصحابة والتابعي لم بإحسان ل ينقل‬
‫عنهم إل ما يوافق قول أهل الثبات وأول من ظهر عنه قول النفاة هو العد بن درهم والهم بن‬
‫صفوان وكانا ف أوائل الائة الثانية فقتلهما السلمون وأما سائر أئمة السلمي مثل مالك والثوري‬
‫والوزاعي وأب حنيفة والشافعي وأحد بن حنبل وغيهم فالكتب ملوءة بالنقل عنهم لا يوافق قول أهل‬
‫الثبات وكذلك شيوخ أهل الدين مثل الفضيل بن عياض وبشر الاف وأحد بن أب الواري وسهل‬
‫بن عبد ال التستري وعمرو بن عثمان الكي والارث الحاسب وممد بن خفيف الشيازي وغي هؤلء‬
‫وكتب أهل الثار ملوءة بالنقل عن السلف والئمة لا يوافق قول أهل الثبات ول ينقل عن أحد منهم‬
‫حرف واحد صحيح يوافق قول النفاة فإذا كان سلف الئمة وأئمتها وأفضل قرونا متفقي على قول‬
‫أهل الثبات فكيف يقال ليس هذا إل قول الكرامية والنبلية ومن العلوم أن ظهور قول أهل الثبات‬
‫قبل زمن أحد بن حنبل كان أعظم من ظهوره ف هذا الزمان فكيف يضاف ذلك إل أتباعه‬

‫وأيضا فعبد ال بن سعيد بن كلب والارث الحاسب وأبو العباس القلنسي وأبو السن بن‬
‫مهدي الطبي وعامة قدماء الشعرية يقولون إن ال بذاته فوق العرش ويردون على النفاة غاية الرد‬
‫وكلمهم ف ذلك كثي مذكور ف غي هذا الوضع والقصود هنا التنبيه على بطلن ما يعارض به النفاة‬
‫من الجج العقلية وأما النفي فلم يكن يعرف إل عن الهمية كالعتزلة ونوهم ومن وافقهم من‬
‫الفلسفة وإل فالنقول عن أكثر الفلسفة هو قول أهل الثبات كما نقله ابن رشد الفيد عنهم وهو من‬
‫أعظم الناس انتصارا لم وسلوكا لطريقتهم ل سيما لرسطو وأتباعه مع أنه ييل إل القول يقدم العال‬
‫أيضا الوجه الثان من أجوبة قوله لو كان بديهيا لمتنع اتفاق المع العظيم على إنكاره وهم ما سوى‬
‫النابلة والكرامية هو أن يقال ل يطبق على ذلك إل من أخذه بعضهم عن بعض كما أخذ النصارى‬
‫دينهم بعضهم عن بعض وكذلك اليهود والرافضة وغيهم فأما أهل الفطر الت ل تغي فل ينكرون هذا‬
‫العلم وإذا كان كذلك فأهل الذاهب الوروثة ل يتنع إطباقهم على حجد العلوم البديهية فإنه‬

‫ما من طائفة من طوائف الضلل وإن كثرت إل وهي متمعة على جحد بعض العلوم الضرورية‬
‫الوجه الثالث أن يقال ما من طائفة من طوائف الكلم والفلسفة إل وجهور الناس يقولون إنم حجدوا‬
‫العلوم الضرورية فالقائلون بأن المكن قد يترجح أحد طرفيه بل مرجح من القادر أو غيه يقول جهور‬
‫العقلء إنم حجدوا العلوم الضرورية والقائلون بأن الجسام ل تبقى والعراض ل تبقى يقول جهور‬
‫الناس إنم جحدوا العلوم الضرورية والقائلون بأن الصوات التعاقبة تكون قدية أزلية العيان باقية وأن‬
‫الصوات السموعة من الدميي هي قدية يقول جهور العقلء إنم خالفوا العلم الضروري والقائلون‬
‫بأن الكلم هو معن واحد هو المر بكل ما أمر به والب عن كل ما أخب به وأنه إن عب عنه بالعربية‬
‫كان هو القرآن وإن عب عنه بالعبية كان هو التوراة يقول جهور العقلء إنم حجدوا العلم الضروري‬
‫والقائلون بأن العال هو العلم والعلوم والعاقل هو العقل والعقول والعاشق هو العشق والعشوق واللذة‬
‫هي اللتذ والعلم هو القدرة والقدرة هي الرادة يقول جهور العقلء إنم خالفوا العلوم الضرورية‬

‫والقائلون بأن الوجود الواجب وجود مطلق بشرط الطلق أو ل بشرط يقول جهور العقلء‬
‫إنم خالفوا العلوم الضرورية والقائلون بأن النفس ل تدرك إل الكليات دون الزئيات يقول جهور‬
‫العقلء إنم خالفوا العلم الضروري والقائلون بأن كل موجود يوز أن تتعلق به الدراكات المسة‬
‫وأن الصوت يرى والطعم يسمع واللون يشم يقول جهور العقلء إنم خالفوا العلم الضروري‬
‫والقائلون بأنه يدث إرادة ل ف مل أو يدث فناء ل ف مل يقول جهور العقلء إن فساد قولم معلوم‬
‫بالضرورة والقائلون بأن افرادة تدث ف النسانت من غي سبب يوجب حدوثها ما يقول جهور‬
‫العقلء إن فساد قولم معلوم بالضرورة والقائلون بأنه حي عليم قدير من غي حياة ول علم ول قدرة‬
‫ما يقول جهور العقلء إن فساد قولم معلوم بالضرورة والقائلون بأن النب نص على على باللفة نصا‬
‫جليا اشاعه بي السلمي فكتموه ول يظهروه يقول جهور العقلء إن قولم معلوم الفساد بالضرورة‬
‫والقائلون بأن للمة إماما معصوما عمره سنتان أو ثلث أو أربع دخل السرداب من أكثر من أربعمائة‬
‫سنة أو أن عليا ل يت‬

‫وأمثال ذلك يقول جهور الناس إن قولم معلوم الفساد بالضرورة وكذلك قول القائلي بأن‬
‫العراض ل تبقى زماني ما يقول جهور العقلء إن فساده معلوم بالضرورة وكذلك من يقول إن النب‬
‫كان يسمى النافقي مؤمني ويعل إيانم كإيان الؤمني غي النافقي وهم مع ذلك ملدون ف النار ما‬
‫يعلم جهور السلمي فساده بالضطرار من دين السلم وكذلك القائلون بأن القرآن العزيز زيد فيه‬
‫زيادات ونقص منه أشياء ما يعلم بالضرورة امتناعه ف العادة وقول النصارى إن الكلمة اتدث بالسيح‬
‫وإنا ليست هي الب الامع للقانيم وهي مع ذلك الرب الذي يلق ويرزق وهي جوهر والوهر‬
‫عندهم واحد ليس إل الب ما يقول الناس إنه معلوم الفساد بالضرورة ومثل هذا إذا تتبعناه كثي‬
‫فوجود القوال الت يقول جهور الناس إنا معلومة الفساد بالضرورة ف قول طوائف كثية من الناس‬
‫أكثر من أن تستوعب فكيف يقال ل يوز إطباق المع الكثي على إنكار ما علم بالبديهة‬
‫ولكن إذا قيل ما الفرق بي هذا وبي ما ل يكن التواطؤ عليه من إثبات منف أو نفي ثابت‬
‫كما ف خب أهل التواتر كان الواب أن الفطر الت ل تتواطأ يتنع اتفاقها على حجد ما يعلم باليديهة‬
‫فأما مع الواطأة فل يتنع اتفاق خلق كثي على الكذب الذي يعلمون كلهم أنه كذب وإن تضمن من‬
‫حجد السيات والضروريات وإثبات نقيضها ما شاء ال وأما ف الذاهب فقد يتمع على حجد‬
‫الضروريات جع كثي إذا كان هناك شبهة أو هوى فيكون عامتهم ل يفهموا ما قاله خاصتهم مثل‬
‫التعبي عن هذا السألة بنفى الهة واليز والكان فيظن عامتهم أن مرادهم تنيه ال تعال عن أن يكون‬
‫مصورا ف خلقه أو مفتقرا إل ملوق فيوافقون على هذا العن الصحيح ظاني أنه مفهوم تلك العبارة‬
‫فأما إذا فهموا هم حقيقة قولم وهو أنه ما فوق السموات رب ول وراء العال شيء موجود فهذا ل‬
‫يوافقهم عليه بعد فهمه أحد بفطرته وإنا يوافقهم عليه من قامت عنده شبهة من شبه النفاة ل سيما إن‬
‫كان له هوى وغرض وإذا كان التفقون على هذا النفي بعد فهمه إنا قالوه لا قامت عندهم من حجج‬
‫النفاة أمكن غلطهم ف ذلك وخطؤهم واتفاقهم على حجد ما يالف ذلك وإن كان معلوما بالضرورة‬
‫كما‬

‫وقع مثل ذلك ف عامة فرق أهل الضلل ومع هذا فل يكاد يوجد منهم من يرجع إل فطرته بل‬
‫هوى إل وفطرته تنكر إثبات موجود ل مباين ول مايث لكن يقهر فطرته بالشبهة أو العادة أو التقليد‬
‫كما يقهر النصران فطرته إذا أنكرت أن يكون ال هو السيح بن مري وعامة هؤلء إذا أصابت أحدا‬
‫منهم ضرورة تلجئه إل دعاء ال وجد ف قلبه معن يطلب العلو ل يلتفت ينة ول يسرة ففطرته‬
‫وضرورته تقر بالعلو وينكر وجود موجود ل مايث ول مباين وعقيدته الت اعتقدها تقليدا أو عادة أو‬
‫شبهة تناقض فطرته وضرورته الوجه الرابع أن يقال هذا معارض با هو أبلغ منه فإن الموع الكثية‬
‫يقولون إنم يدون ف أنفسهم عند الضرورة معن يطلب العلو ف توجه قلوبم إل ال ودعائه وأنه يتنع‬
‫ف عقولم وجود موجود ل داخل العال ول خارجه وأن هذا معلوم لم بالضرورة فإن امتنع القاف‬
‫المع العظيم على مالفة البديهة فتجب الجة الثبتة فيبطل نقيضها وإن ل تتنع بطلت حجة النفاة‬
‫فيثبت بطلنا على التقديرين‬
‫فصل وأما الوجه الثان فقوله إن مسمى النسان الشترك بي الشخاص متنع أن يكون له قدر‬
‫معن وحيز معن وما أوردوه من أن‬
‫هذا ل وجود له إل ف العقل وأن الناع ف الوجودات الارجية وجوابه بأن الغرض تعقل أمر ل‬
‫يثبت العقل له جهة ول قدرا وهذا ينع كون تلك القدمة بديهية فجوابه من وجوه أحدها أن الثبتي‬
‫إنا ادعوا أنه ل يوجد ف الارج موجودان إل ول بد أن يكون أحدها مايثا للخر أو مباينا له وأما ما‬
‫ف النفس من العلوم الكلية فلم ينفوه ومن العلوم أنه ل يلزم من كون العلوم الكلية ثابتة ف النفس إمكان‬
‫ثبوتا ف الارج وإذا لو يلزم ذلك إمكان وجود موجود ف الارج ل مايث للخر ول مباين له وأما‬
‫قوله القصود أنه مكن تعقل أمر ل يثبت له العقل جهة ول قدرا فيقال بتقدير صحة ذلك هذا يفيد‬
‫إمكان تعقل ثبوته ف النفس ل يفيد إمكان تعلقه ف الارج فمورد الناع ل دليل عليه وما أثبته ليس‬
‫مورد الناع الوجه الثان أن يقال هذه العان الكلية هي كلية باعتبار مطابقتها لفرداتا كما يطابق‬
‫اللفظ العام لفراده وأما هي ف نفسها‬

‫فأعراض معينة كل منها عرض معي قائم ف نفس معينة كما يقوم اللفظ العي بالفم العي‬
‫والط العي بالورق العي فالط يطابق اللفظ واللفظ يطابق العن الذهن والعن يطابق الوجود‬
‫الارجي وكل من تلك الثلثة قد يقال له عام وكلي ومطلق باعتبار شوله للعيان الوجودة ف الارج‬
‫وأما هو ف نفسه فشيء معي مشخص وإذا كان كذلك فالنسان الطلق من حيث هو الذي تصوره‬
‫الذهن هو علم وعرض معي ف مل معي فإذا قدر أن مل العلم وغيه من صفات النسان كالب‬
‫والرضا والبغض وغي ذلك ما يشار إليه إشارة حسية كما يقوله جهور اللق كانت الشارة إل ما فيه‬
‫من العراض كالشارة إل كل عرض قائم بحله وحينئذ فإذا كان الشار إليه حسيا له قدر معي وحيز‬
‫معي فلمحل الصور الذهينة قدر معي وحيز معي وله أيضا جهة والكليات الثابتة ف النفس كالزئيات‬
‫الثابتة فيها فالنفس تعلم النسان الطلق والنسان العي والشارة إل أحدها كالشارة إل الخر فل‬
‫فرق حينئذ بي تصور النسان الشترك الكلي والنسان العي الزئي من هذه الهة لكن أحدها ل‬
‫يوجد إل ف النفس والخر يوجد ف الارج ويوجد تصورة ف النفس والوجه الثالث أن يقال هذه‬
‫الاهية الطلقة من حيث هي هي‬

‫إما أن يقال هي ثابتة ف الارج وإما أن ل يقال هي ثابتة ف الارج فإن من الناس من يقول‬
‫بثبوت الاهيات الجردة منفردة عن العيان كالقائلي بالثل الفلطونية ومن الناس من يقول بثبوتا‬
‫مقارنة للمعينات والطلق بزء من العي ويقولون الطلق ل بشرط موجود ف الارج وأما الطلق بشرط‬
‫الطلق فليس موجودا ف الارج ويسمون الطلق ل بشرط الكلي الطبيعي والطلق بشرط الطلق هو‬
‫العقلي وكونه كليا ومطلقا هو الكلي النطقي إذ العقل عندهم مركب من الطبيعي والنطقي فيقول‬
‫النسان من حيث هو مع قطع النظر عن جيع قيوده هو الطبيعي وكونه عاما وكليا ومطلقا هو النطقي‬
‫والؤلف منهما هو العقلي وآخرون يقولون ليس ف الارج ما هو كلي ف الارج أصل بل ليس ف‬
‫الارج إل ما هو معي مصوص ولكن ما كان ف النفس كليا يوجد ف الارج ول يوجد ف الارج إل‬
‫معينا فإذا قيل الكلي الطبيعي موجود ف الارج وأريد به أن الطبيعة الت يردها العقل كلية توجد ف‬
‫الارج ول توجد فيه إل معينة فهذا صحيح وإذا قيل إن الطبيعة الكلية مع كونا كلية توجد ف الارج‬
‫أو أن الكلي الذي ل ينع تصوره من وقوع الشركة فيه جزء من العي الذي ينع تصوره من وقوع‬
‫الشركة فيه أو أن هذا النسان العي مركب من جوهرين أحدها حيوان والخر ناطق أو من عرضي‬
‫حيوانية وناطقية أو نو هذه القالت هذا كله‬

‫باطل وقد بسط الكلم على هذا ف غي هذا الوضع والقصود هنا أن يقال هذه الكليات إما أن‬
‫يقال إنا ثابتة ف الارج وأما أن ل يقال فإن ل يقل بذلك ل يكن فيها حجة على إمكان وجود موجود‬
‫ف الارج ل يشار إليه وإذا قيل بثبوتا ف الارج فمن العلوم أن هذا ليس من العلوم البديهية الولية بل‬
‫ل يقل هذا إل طائفة من أهل النطق اليونان وهم متناقضون ف ذلك ويقولون القول ويقولون ما يناقضه‬
‫وبعضهم ينكر على بعض إثبات ذلك وإذا كان كذلك ل يصلح أن يعل مثل هذه القضية مقدمة ف‬
‫إبطال قضية اعترف با جاهي المم واعترفوا بأنا مركوزة ف فطرهم مغروزة ف أنفسهم وأنم‬
‫مضطرون إليها ل يكنهم دفعها عن أنفسهم لكن طائفة منهم تقول إنا مع هذا خطأ لعتقادهم أنا‬
‫وإن كانت ضرورية ف فطرتم ففطرتم تسلم مقدمات تنتج نقيضها وهؤلء ل ينازعون أنا فطرية‬
‫مبتدأة ف النفوس ولكن يقدحون فيها بطرق نظرية فإذا قال لم الثبتون نن ل نقبل القدح ف القضايا‬
‫البتداة ف النفس بالقضايا النظرية أو قالوا نن ل نسلم لكم القدمات الت تستدلون با على نقيض هذه‬
‫القضايا كما ل نسلم لكم ثبوت الكليات ف الارج ونو ذلك ظهر انقطاع العارض لم وأنم يريدون‬
‫دفع القضايا الضرورية بجرد الدعاوي الوهية اليالية‬

‫فصل‬
‫وأما الوجه الثالث فقوله إن اليال والوهم ل يكنهما أن يستحضرا لنفسهما صورة وشكل‬
‫ول للقوة الباصرة وغيها من القوى فهذه الجة من جنس حجة ابن سينا على ذلك فإنه قال ف‬
‫إشاراته ف الجة الثانية لو كان كل موجود بيث يدخل ف الوهم والس لكان الس والوهم يدخل ف‬
‫الس والوهم ولكان العقل الذي هو الكم الق يدخل ف الوهم ومن بعد هذه الصول فليس شيء من‬
‫العشق والجل والوجل والغضب والشجاعة والب ما يدخل ف الس والوهم وهي من علئق المور‬
‫الحسوسة فما ظنك بوجودات إن كانت خارجة الذوات عن درجة الحسوسات وعلئقها وجواب‬
‫ذلك من وجوه أحدها أن يقال الوهم واليال والقوة الباصرة وغي ذلك من‬

‫القوى هي من باب العراض الباطنة ف النسان وكذلك العشق والجل والوجل ونوها ومن‬
‫العلوم أن أحدا ل يقل إن كل عرض له شكل وصورة وأنا غاية من يقول ذلك أن يقوله ف السم‬
‫القائم بنفسه ل ف العرض بل العراض الظاهرة الشهودة كاللوان والركات والطعوم والروائح ليس لا‬
‫ف أنفسها شكل وصورة قائمة بنفسها فكيف بالعراض الباطنة فإن قال بل هذه لا صورة وشكل إما‬
‫باعتبار ملها وصورتا وشكلها بسب السم الذي قامت به أو بعل نفس العرض القائم بالسم له‬
‫صورة وشكل يقال وهذا يكن أن يقال ف العراض الباطنة القائمة بباطن النسان كحسه الباطن‬
‫وتوهه وتيله القائم بدماغه ونفسه ونو ذلك فإن هذه أعراض قائمة ببعض بدن النسان وبروحه الت‬
‫هي النفس الناطقة أو بما وذلك جسم له شكل وصورة فلها من الشكل والصورة من جنس ما للطعم‬
‫واللون والركات الوجه الثان أن هذه المور إما أن تكون قائمة بنفسها وإما أن تكون قائمة بغيها‬
‫فإن قال هي قائمة بنفسها مثل أن يريد‬

‫بالوهم واليال الروح الباطن ف الدماغ الذي تقوم به هذه القوى أو جسما آخر فمعلوم أن‬
‫ذلك له ما لغيه من الجسام من الشكل والصورة وإن كانت قائمة بذه الجسام فلها حكم أمثالا من‬
‫العراض القائمة بالجسام فعلى التقديرين ل يثبت بذلك إمكان وجود موجود ل جسم ول قائم بسم‬
‫فضل عن أن يثبت وجود ما ليس ف جهة وما ل يكن الشارة إليه وهكذا القول ف الجل والوجل‬
‫وسائر العراض النفسانية فإن قال هذه العراض عندي قائمة بالنفس الناطقة وتلك ليست جسما ول‬
‫قوة ف جسم ول يكن الشارة إليها وليست داخل السموات والرض ول خارج السموات والرض‬
‫ول تصعد ول تنل ول تتحرك ول تسكن فيقال له هذا منتف ف التخيل والتوهم ونو ذلك ما يعرف‬
‫بأن مله قائم بنفسه وهو جسم ث يقال إن ثبت ما تقوله ف النفس الناطقة كان ذلك حجة ف إثبات‬
‫موجود ل يكن الشارة إليه وإن ل يثبت ذلك ل يكن ف مرد الدعوى حجة لك ف إثبات موجود قائم‬
‫بنفسه ل يكن الشارة إليه وقال لك النازع جيع هذه العراض عندي يكن الشارة إليها بالشارة إل‬
‫ملها كما يشار إل غيها من العراض ويكن الحساس با وإن كنت الن ل أحس با كما ل أحس‬
‫ببعض أعضاء بدن الباطنة والظاهرة‬

‫وأهل اللل يعلمون أن اللئكة والن موجودون ف الارج وجهور العباد ل يسون بم‬
‫والعقلء ل يرتابون ف إمكان أن يكون فوق الفلك ما ل نشاهده نن الن وهذا معلوم بالضرورة‬
‫الوجه الثالث أن يقال الثبتون قالوا إنه ل يكن وجود موجودين إل أن يكون أحدها مباينا للخر أو‬
‫مايثا له أو قالوا ل يكن وجود موجود ل يكن الشارة إليه أو ل يكن وجود موجود ل داخل العال‬
‫ول خارجه ونو ذلك فهذه قضية كلية ل تبطل إن قبلت البطلن إل بثبوت نقيضها وقول القائل إن‬
‫اليال والوهم ل يكنهما أن يستحضرا لنفسهما صورة ول شكل ول للقوة الباصرة وغيها من القوى‬
‫كلم أجنب ل يقدح ف مقصودهم سواء كان حقا أو باطل إل أن يثبت أن ما ل يكن الوهم واليال‬
‫أن يثبت له صورة وشكل ل يكن الشارة إليه بل يكون ل مايثا لغيه ول مباينا له ونو ذلك ومعلوم‬
‫أن هذا باطل فإن القوة الباصرة وغيها من القوى قائمة بالسم يشار إليها كما يشار إل كل عرض‬
‫قائم بسم وهي مايثة لحلها كما تايث العراض للجواهر وتايث سائر الرض القائمة لحلها كما‬
‫يايث العرض العرض فليست خارجه عن الباينة والحايثة فلم يكن ف إثبات ذلك ما يناقص دعواهم‬
‫الكلية الت قالوا إنا معلومة بالضرورة ‪ 281‬الوجه‬

‫الرابع أن يقال قول القائل إن الوهم واليال والقوة الباصرة وغيها من القوى والعشق والجل‬
‫والوجل والغضب والشجاعة ل تدخل ف الس والوهم واليال إما أن يعن به ل يكن النسان أن يس‬
‫هذه المور أو ل يكن الحساس با بال فإن أراد الول ل يكن فيه حجة وإن أراد الثان منعه النازع‬
‫وقال بل هذا ما يكن الحساس به وطالبه بالدليل على أنه ل يكن الحساس به الوجه الامس أن‬
‫يقال حكم النسان بأن هذه العراض والقوى أو النفس الاملة لا ل يتصور أن تس با أضعف من‬
‫حكمه بأن كل موجودين فل بد أن يكون أحدها مباينا للخر أو مايثا له وبأن كل موجود قائم بنفسه‬
‫مشار إليه ونو ذلك بل يقال بأن العاقل إذا رجع إل فطرته وقيل له هل يكن أن يلق ال ف النسان‬
‫قوة يس با إما بالشاهدة وإما باللمس وإما بغي ذلك ما ف باطن غيه من القوى والعراض ومل ذلك‬
‫وعرض على فطرته وجود موجود ل داخل العال ول خارجه كان جزمه بامتناع هذا أقوى من جزمه‬
‫بامتناع الول فإذا كان كذلك ل يكن أن يزم بامتناع الول ويعل امتناعه دليل على إمكان الثان‬
‫وأما الوجه الرابع فقوله العقل يتصور النفي والثبات ث يكم بتناقضهما مع أنه ل يكم بكون‬
‫إحداها ساريا ف الخر أو مباينا عنه ف الهة فجوابه من وجوه أحدها أن ما يتصوره العقل من النفي‬
‫والثبات إما أن يكون معينا أو مطلقا فإن كان إثبات معي ونفيه كان تصوره تبعا لذلك العي فإذا كان‬
‫ذلك العي مايثا لغيه أو مباينا كان تصوره كذلك فإذا كان العقل يزم بانتفاء وجود موجودين ل‬
‫متبايني ل متحايثي نفى الثالث وإن تصور النفي الطلق والثبات الطلق كان هذا من القضايا العامة‬
‫الكلية والكليات وجودها ف الذهان ل ف العيان وقد تقدم أن الكلم إنا هو ف الوجود الارجي ل‬
‫الذهن الثان أن يقال ل نسلم أنه ل يكم بكون أحدها مايثا للخر بل تصوره للنفي والثبات مله‬
‫الذهن وتصور أحدها هو حيث هو تصور الخر ول نعن بالحايثة إل هذا الوجه الثالث أن يقال هو‬
‫عب عن قول هؤلء بعباة ل يقولونا فإنم ل يقولون إن كل موجودين ل بد أن يكون أحدها ساريا ف‬
‫الخر أو مباينا عنه فإن العراض الجتمعة ف مل واحد ليس كل منها مباينا للخر ول يقال إن العرض‬
‫سار ف العرض بل يقال إن العراض سارية ف الحل اللهم إل أن يعب معب بلفظ‬

‫السريان عن كون أحد العرضي بيث هو الخر فإن هذا قد يسمى مايثة ومداخلة ومامعة‬
‫ونو ذلك وإذا كان كذلك فتصور النفي وتصور الثبات يتمعان كما تتمع سائر التصورات‬
‫والتصورات ملها كلها مل العلم من النسان وهذه كلها متحايثة متجامعة قائمة بحل واحد وأما‬
‫الوجه الامس فقوله إن البديهية حاكمة بأن كل موجودين فإما أن يكون أحدها ساريا عنه أو مباينا‬
‫عنه ف الهة أو ل ساريا ول مباينا ث إنا ند العقل متوقفا عن القسم الثالث إل لبهان يثبته أو ينفيه‬
‫فجوابه من وجوه أحدها أن يقال مرد تقدير الذهن للقسام ل يدل على إمكانا ف الارج فإنه يقدر‬
‫أن الشيء إما موجود وإما معدوم وإما ل موجود ول معدوم وأن الوجود إما أن يكون واجبا وإما أن‬
‫يكون مكنا وإما أن يكون ل واجبا ول مكنا وأنه إما قدي وإما مدث وإما قائم بنفسه أو بغيه أو ل‬
‫قائم بنفسه ول بغيه وأمثال ذلك من التقديرات ث ل يكن هذا دليل على إمكان كل هذه القسام ف‬
‫الارج‬

‫فكذلك تقديره لن الشيء إما مايث وإما مباين وإما غي مايث ول مباين ل يدل على إمكان‬
‫كل من القسام ف الارج الثان أن يقال القوم ل يقولون إما سارى وإما مباين ولكن يقولون إما أن‬
‫يكون مباينا له وإما أن يكون مايثا له أي بيث هو سواء كان ساريا فيه سريان الصفة ف الوصوف‬
‫وإما أن يكونا جيعا ساريي ف موصوف واحد كالياة والقدرة القائمة لوصوف واحد وحينئذ فل‬
‫يسلم توقف العقل عن نفي القسم الثالث فإن من يقول أنا أعلم بالضرورة أن الوجودين إما أن يكونا‬
‫متبايني وإما أن يكونا متحايثي يزم بانتفاء موجود ل يكون مباينا للموجود الخر ول مايثا له الوجه‬
‫الثالث أن يقال القسم الثالث إما أن يقول إنه مكن إمكانا ذهنيا أو خارجيا والمكان الذهن معناه عدم‬
‫العلم بالمتناع والثان معناه العلم بالمكان ف الارج وهو قد فسر مراده بالول وهو عدم العلم حت‬
‫يقوم دليل وحينئذ فيقال مرد المكان الذهن وهو عدم العلم بالمتناع ل يدل على المكان الارجي‬
‫ول العلم به وإنا غايته أن يقول إن ل أعرف إمكانه ول امتناعه والدعي يقول أنا اعلم امتناعه‬
‫بالضرورة وقد ذكرنا أنم طوائف متفرقون اتفقوا على ذلك من غي مواطأة وذلك يقتضي أنم صادقون‬
‫فيما يبون به عن فطرهم‬

‫ومعلوم أن العلوم الضرورية ل يقدح فيها نفي الناف لا فكيف يقدح فيها شك الشاك فيها‬
‫والواب الرابع أن يقال ل نسلم توقف العقل بعد التصور التام بل ل يتوقف إل لعدم التصور أو لوجود‬
‫ما ينع من الكم لظن أو هوى كسائر النازعي ف القضايا الضرورية من أهل الحود والتكذيب‬
‫ومعلوم أن هؤلء كثيون ف بن آدم فإن ال قد أخب عن قوم فرعون أنم حجدوا بآياته واستيقنتها‬
‫أنفسهم وقال تعال عن اليهود الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم‬
‫ليكتمون الق وهم يعلمون سورة البقرة ‪ 146‬وقال تعال أفتطعمون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق‬
‫منهم يسمعون كلم ال ث يرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون سورة البقرة ‪ 75‬وقال عن‬
‫الشركي فإنم ل يكذبونك ولكن الظالي بآيات ال يحدون سورة النعام ‪ 33‬وقال موسى لفرعون‬
‫لقد علمت ما أنزل هؤلء إل رب السموات والرض بصائر سورة السراء ‪ 102‬وقد أخب عن‬
‫كذب طوائف وإذا كان كثي من الطوائف يتعمدون الكذب والتكذيب با يعلمون أنه حق وهذا جحد‬
‫لا علموه وتيقنوه علم أن ف الطوائف من قد يتفقون على حجد ما يعلمونه وكل طائفة‬

‫جاز عليها الواطأة على الكذب جاز عليها ذلك ويوز أيضا أن يشبته عليها الق بالباطل حت‬
‫تحد ما هو حق ف نفسه لشتباهه عليها وإن كان معلوما بالضرورة عند غيها فإنه إذ جاز تعمد‬
‫الكذب عليهم فجواز الطأ عليهم أول ومعلوم أن الس قد يغلط والعقل قد يغلط فيجوز على الطائفة‬
‫العينة غلط حسهم أوعقلهم وإذا كانت العان دقيقة وفيها ألفاظ مملة وقد ألقى بعضهم إل بعض أن‬
‫هذه القول باطل وكفر أمكن أن ل يتصوروه على وجهه وإن كان غيهم يتصوره لسلمته من الوى‬
‫ومن العتقاد الانع من ذلك وأما قوله ف الوجه السادس إن العقل يدرك ماهيات كمراتب العداد مع‬
‫أنه ل يكنه أن يكم على كل واحدة منها بأن موضعها كذا أو مقدارها كذا فجوابه من وجوه‬
‫أحدها ما أجاب به بعض أصحابم حيث قال هذا ل يرد عليهم لن العداد أمور ذهنية والكلم ف‬
‫أمور خارجية الوجه الثان أن يقال العدد مع العدود والتقدير مع القدر‬

‫كالد مع الحدود والسم مع السمى والعلم مع العلوم ونو ذلك فالعلم والقول والعدد والد‬
‫الذي هو القول الدال والتقدير ونو ذلك هي قائمة بالعال القائل العاد الاد القدر وإذا كان العدد هو‬
‫معن يقوم بالعاد كان حكمه حكم سائر ما يقوم بالنسان من هذه المور وموضع ذلك نفس النسان‬
‫وأما مقدارها فهو تابع ملها كأمثالا من العراض الوجه الثالث أن يقال هذه العداد هي من جلة‬
‫الكليات والقول فيها كالقول ف كليات النواع ومن العلوم أن أصحاب فيثاغورس لا أثبتوا عددا مردا‬
‫قائما بنفسه أنكر ذلك عليهم جاهي العقلء من إخوانم وغيهم وكانوا أضعف قول من أصحاب‬
‫أفلطن الذين أثبتوا القائق الجردة الكلية قائمة بأنفسها الت يسمونا الثل الفلطونية فإذا كان قد‬
‫تقدم بطلن حجة من احتج بكليات القائق فبطلن حجة من احتج بكليات العدد أول وأحرى‬
‫فصل‬
‫قال الرازي وإذا عرفت ذلك فنقول العن من اختصاص الشيء بالهة والكان أنه يكن‬
‫الشارة السية إليه بأنه هنا أو هناك والعال متص بالهة والكان بذا العن فإن كان الباري‬

‫كذلك كان ماسا للعال أو ماذيا له قطعا ث قول أكثر الكرامية إنه متص بهة فوق ماس للعرش‬
‫أو مباين عنه ببعد متناه وقالت اليصمية هو مباين عن ببعد غي متناه فيقال الناس لم ف هذا القام أقوال‬
‫منهم من يقول هو نفسه فوق العرش غي ماس ول بينه وبي العرش فرجة وهذا قول ابن كلب‬
‫والارث الحاسب وأب العباس القلنسي والشعري وابن الباقلن وغي واحد من هؤلء وقد وافقهم‬
‫على ذلك طوائف كثيون من أصناف العلماء من أتباع الئمة الربعة وأهل الديث والصوفية وغيهم‬
‫وهؤلء يقولون إنه بذاته فوق العرش وليس بسم ول هو مدود ول متناه ومنهم من يقول هو نفسه‬
‫فوق العرش وإن كان موصوفا بقدر له ل يعلمه غيه ث من هؤلء من ل يوز عليه ماسة العرش ومنهم‬
‫من يوز ذلك وهذا قول أئمة أهل الديث والسنة وكثي من أهل الفقه والصوفية والكلم غي الكرامية‬
‫فأما أئمة أهل السنة والديث‬
‫وأتباعهم فل يطلقون لفظ السم نفيا ول إثباتا وأما كثي من أهل الكلم فيطلقون لفظ السم‬
‫كهشام بن الكم وهشام الواليقي وأتباعهما قال الرازي لنا وجوه الول لو كان مشارا إليه فإن ل‬
‫ينقسم كان ف القارة كالوهر الفرد وتعال عنه وفاقا وإن انقسم كان مركبا وقد سبق بطلنه قال‬
‫وعب أصحابنا عن هذا بأنه لو كان العرش فإن كان أكب منه أو مثله كان منقسما لكون العرش منقسما‬
‫وإن كان أصغر فإن بلغ إل صغر الوهر الفرد جاءت القارة النه عنها وفاقا وإل لزم التركيب ث قال‬
‫بأن كل متحيز قابل للقسمة كفاه أن يقول كل متحيز فإنه يينه غي يساره وقدامه غي خلفه ولزم‬
‫التركيب فيقال العتراض على هذا من وجوه أحدها قول من يقول هو فوق العرش وليس بنقسم ول‬
‫متحيز ول له يي ول يسار يتميز منه بعضه عن بعض كما يقول ذلك من يقوله من الكلبيه والكرامية‬
‫والشعرية ومن وافقهم من أهل الديث والصوفية الذين يقولون هو فوق العرش وليس بسم‬

‫كالتميميي والقاضي أب يعلى وأتباعه كابن الزاغون وغي ذلك وكما يقول ذلك من يقوله من‬
‫الفلسفة كما حكاه ابن رشد عن الكماء كما تقدم بعض ذلك وهؤلء خلق كثيون فإن هؤلء‬
‫يقولون ل نسلم أنه إذا ل ينقسم كان كالوهر الفرد ويقولون ل نسلم أنه يلزم أنه يكون أكب من‬
‫العرش أو أصغر أو مساويا فإن هذه القسام الثلثة إنا تلزم إذا كان جسما متحيزا مدودا فإذا كان فوق‬
‫العرش وليس بسم مقدر مدود ل يلزم ل هذا ول هذا مع أنه مشار إليه فإن قال النفاة فساد هذا‬
‫معلوم بالضرورة فإنا نعلم بالضرورة أن ما كان فوق غيه فإما أن يكون أكب منه أو أصغر منه أو بقدره‬
‫ونعلم أنه يتميز منه جانب عن جانب وهذا هو النقسام قال لم الثبتة تويز هذا أقرب إل العقل من‬
‫تويز وجود موجود ل داخل العال ول خارجه ول يشار إليه وتويز وجود موجودين ليس أحدها‬
‫مايثا للخر ول مباينا له وأنتم تقولون إن الكم بكون الشيء أكب من غيه وأصغر ومساويا وأنه مباين‬
‫له ومايث له ومشار إليه ونو ذلك هو من حكم الوهم التابع للحس وتقولون إن حكم الوهم ل يقبل‬
‫ف غي المور السية وتزعمون أن الكلم ف صفات الرب تعال من هذا الباب فيقال لكم إن كان مثل‬
‫هذا الكم غي مقبول ل يقبل حكمكم‬

‫بأنه إما أكب وإما أصغر وإما مساو فإن هذا حكم على ذوات القدار فإذا قدر ما ل مقدار له‬
‫وهو فوق غيه ل يلزمه شيء من القسام الثلثة وإن كان مثل هذا الكم مقبول لزم الكم بأن كل‬
‫موجودين فل بد أن يكون أحدها مايثا للخر أو مباينا له ومن العلوم بضرورة العقل أنا إذا عرضنا‬
‫على العقل أو الوهم أو اليال أو الس أو ما شئت فقل قولي أحدها يتضمن إثبات موجود ل داخل‬
‫العال ول خارجه ول يشار إليه والخر يتضمن إثبات موجود خارج العال ليس بسم ول منقسم ول‬
‫يكون أكب من العال ول أصغر كان إنكار العقل إن أنكر القولي للول أعظم وتويزه إن جوز القولي‬
‫للثان أعظم فإن ادعى الدعى أن فساد قول من يثبت موجودا خارج العال ل أكب ول أصغر ول‬
‫مساويا معلوم بالضرورة قيل له وفساد قول من يثبت موجودا ل داخل العال ول خارجه وهو معلوم‬
‫بالضرورة بطريق الول وقد تقدم بيان قول من يقول إن فساد هذا القول معلوم بالضرورة وإن النازعي‬
‫له يقولون هذا حكم الوهم ل حكم العقل فهكذا يقول هؤلء إن قولكم هذا فاسد من حكم الوهم ل‬
‫من حكم العقل ولك هؤلء النفاة فيهم جهل وظلم فإنم يتجون على منازعيهم بجة هي لم ألزم‬
‫ويثبتون قولم بجة هي على قول منازعيهم أدل وهذا القول مع أنه أقرب إل العقل فهو أقرب إل‬
‫السمع فإن صاحبه ل يتاج أن يتأول النصوص الثبتة للعلو والفوقية والستواء‬

‫فيكون قوله أقرب إل اتفاق الشرع والعقل وأقرب إل الشرع منفردا وأقرب إل العقل منفردا‬
‫فيكون أرجح من قولم على كل تقدير وهكذا هو عند أهل السلم فإن الكلبية والكرامية والشعرية‬
‫أقرب إل السنة والق من جهمية الفلسفة والعتزلة ونوهم باتفاق جاهي السلمي وعوامهم الواب‬
‫الثان أنه يقال له ما تعن بقولك إن كل مشار إليه فإما أن ينقسم أو ل ينقسم أتعن بالنقسام إمكان‬
‫تفريقه وتزئته وتبعضه أم تعن به أن كل مشار إليه إذا ل يكن بقدر الوهر الفرد فإنه يكون مركبا من‬
‫الواهر النفردة أو تعن به أنه يشار إل شيء منه دون شيء ويرى منه شيء دون شيء ويتميز منه شيء‬
‫عن شيء فإن أردت الول بطل لزم التقدير الول فإنه ل يلزم من كونه ل يكن تفريقه وتبعيضه‬
‫وتقسيمه أن يكون صغيا بقدر الوهر الفرد فإنا نعلم بالضطرار إمكان كون الشيء كبيا عظيما مع‬
‫أنه ل يكن تفريقه وتبعيضه وتقسيمه بل قد تنازع الناس ف كثي من الخلوقات هل تقبل التفريق أو ل‬
‫تقبله ومن قال إنا تقبله أثبته بالدليل ل يقل إنه معلوم بالضرورة وإن أردت أن كل مشار إليه فإنه‬
‫يكون مركبا من الواهر الفردة إذا ل يكن حقيا منعت هذا وقيل لك هذا مبن على أن العيان‬
‫الشهودة مركبة من الواهر النفردة وأكثر العقلء من السلمي وغيهم ينكرون ذلك بل أكثرهم‬
‫طوائف أهل الكلم تنكر ذلك كالشامية والضرارية والنجارية والكلبية وكثي من الكرامية وغي هؤلء‬

‫وكذلك إن عن به أنه مركب من الادة والصورة كما يقول بعض الفلسفة فأكثر العقلء‬
‫ينكرون ذلك والصواب قول من ينكر ذلك كما هو مذكور ف غي هذا الوضع وبتقدير تسليمه ينازع‬
‫من سلمه ف صحة القدمة الثانية وينع صحة انتفاء اللزم وإن أردت به العن الثالث وهو أنه يتميز منه‬
‫شيء عن شيء فيقال لك هذا القول لزم لميع اللئق أما الصفاتية فإنم يثبتون العلم والقدرة‬
‫والرادة والكلم ومن العلوم أن هذه معان متميزة ف أنفسها ليس كل واحد منها هو الخر وأما غيهم‬
‫فيعلمون الفرق بي كونه عالا وكونه قادرا وكونه حيا ونو ذلك والتفلسفة يعلمون الفرق بي كونه‬
‫موجودا وكونه واجبا وكونه عاقل وعقل وعاشقا وعشقا ولذيدا وملتذا ونو ذلك ففي الملة لزوم‬
‫مثل هذه العان التعددة التكثرة لزم لميع اللئق وهذه مسألة الصفات فإذا قال النفاة عندنا العلم‬
‫هو الرادة والرادة هي القدرة والوجوب هو الوجود ونو ذلك كان لم جوابان أحدها أن يقال هذا‬
‫معلوم الفساد بالضرورة كما تقدم ول يرتاب عاقل ف فساد مثل هذا بعد تصوره والثان أن يقال إذا‬
‫جاز لكم أن تثبتوا معان متعددة ومتغايرة ف الحكام واللوازم والساء ليس التغاير بينها تغاير العموم‬
‫والصوص كاللون والسواد وتقولون إنه ل تعدد فيها ول كثرة ول انقسام جاز‬

‫لنازعكم أن يثبت ذاتا فوق العال ل انقسام فيها ول تركيب وكان هذا أقرب إل العقل فإن‬
‫جاز أن تقولوا ل يتميز العلم عن القدرة ول الرادة عن الياة جاز أن يقول ل يتميز ما ياذي يي‬
‫العرش عما ياذي يسار العرش ومن العلوم أن التعدد ف الصفات أظهر من التعدد ف القدر فإن كان‬
‫ذلك مقبول كان هذا أول بالقبول وإن كان هذا مردودا كان ذلك أول بالرد ول يكن أحد من العقلء‬
‫أن يرد ما يثبت أنه من العان التعددة العلومة بصريح العقل مع نطق الشرع بذلك ف غي موضع فإن ال‬
‫تعال أثبت لنفسه من الساء السن الت تتعدد معانيها كالعليم والقدير والرحيم والعزيز وغي ذلك‬
‫وأثبت له من الكلمات الت ل تعادلا ما شهد به الكتاب العزيز فقد أثبت أسائه وكلماته وف ضمن‬
‫ذلك تعدد صفاته وهو الواحد السمى بأسائه السن النعوت بصفاته العلى الصادق العدل ف كلماته‬
‫التامات صدقا وعدل وإذا كانت هذه الجة مبنية على نفي الصفات فقد علم فساد أصلها الوجه‬
‫الثالث أن يقال قولك وإن انقسم كان مركبا وقد سبق بطلنه قد سبق قولك إنه ليس بتحيز لن كل‬
‫متحيز منقسم لذاته بناء على نفي الزء وكل منقسم لذاته مكن لفتقاره إل‬

‫جزئه الذي هو غيه وكون الفتقر إل الغي مكنا بالذات ومعلوم أن هذه الجة قد تبي فسادها‬
‫بطريق البسط ف مواضع متعددة وبي أن مبناها على ألفاظ مملة مشتبهة وهي أصل توحيد الفلسفة‬
‫وقد بي نظار السلمي فسادها كما بي ذلك أبو حامد الغزال وغيه والرازي أجاب الفلسفة عن‬
‫حجة التركيب ف مسألة الصفات فقال ف ناية العقول قوله يلزم من إثبات الصفات وقوع الكثرة ف‬
‫القيقة اللية فتكون تلك القيقة مكنة قلنا إن عنيتم به احتياج تلك القيقة إل سبب خارجي فل يلزم‬
‫لحتمال استناد تلك الصفات إل الذات الواجبة لذاتا وإن عنيتم به توقف الصفات ف ثبوتا على تلك‬
‫الذات الخصوصة فذلك ما يلتزمه فأين الحال وأيضا فعندكم الضافات صفات وجودية ف الارج‬
‫فيلزمكم ما ألزمتمونا ف الصفات ف الصور الرتسمة ف ذاته من العقولت وقال أيضا ما يقق فساد‬
‫قول الفلسفة أنم قالوا إن ال‬

‫عال بالكليات وقالوا إن العلم بالشيء عبارة عن حصول صورة مساوية للمعلوم ف العال وقالوا‬
‫إن صورة العلومات موجودة ف ذات ال تعال حت ابن سينا قال إن تلك الصفة إذا كانت غي داخلة ف‬
‫الذات بل كانت من لوازم الذات ومن كان هذا مذهبا له كيف يكنه أن ينكر الصفات وف الملة فل‬
‫فرق بي الصفاتية وبي الفلسفة إل أن الصفاتية يقولون إن الصفات قائمة بالذات والفلسفة يقولون إن‬
‫هذه الصورة العقلية عوارض متقومة بالذات والذي تسميه الصفاتية صفة يسميه الفلسفي عارضا والذي‬
‫يسميه الصفات قياما يسميه الفلسفي قواما وتقوما فل فرق إل بالعبارات وإل فل فرق ف العن الوجه‬
‫الرابع أن يقال إذا كان لفظ التحيز والنقسام‬

‫والزء والفتقار والغي ألفاظا مملة فلفظ التحيز يراد به ما حازه غيه من الوجودات وليس‬
‫مرادهم بذا ويراد به ما كان منحازا عن غيه أو ما كان بيث يشار إليه وإن ل يكن معه موجود سواه‬
‫وهذا مرادهم بلفظ التحيز ولذا يقولون العال متحيز ولفظ التقسام يراد به النقسام العروف الذي‬
‫يتضمن تفريق الجزاء وليس هذا مرادهم ويراد به ما يتميز منه شيء عن شيء أو جانب عن جانب‬
‫وهذا مرادهم ولفظ الزء يراد به ما كان منفردا فانضم إليه غيه أو ما أمكن التفريق بينه وبي غيه‬
‫وليس هذا مرادهم ويراد به ما حصل المتياز بينه وبي غيه وهذا مرادهم ولفظ الفتقار يراد به أن‬
‫يكون الشيء مفتقرا إل فاعل يفعله وليس هذا مرادهم هنا ويراد به أن يكون ملزما لغيه فل يوجد‬
‫أحدها إل مع الخر وهذا مرادهم وقد يقال إنه يراد به كون الشيء مفتقرا إل أمر منفصل عنه وليس‬
‫هذا مرادهم هنا ويراد أن يكون الشيء ل يتم إل با يدخل فيه ما يقال إنه جزء كالصفة وهذا مرادهم‬
‫هنا وإذا عرف ذلك كان مضمون كلمهم أنه لوكان مشارا إليه للزم أن ل يوجد إل بلوازمه الت ل‬
‫يوجد إل با الداخلة ف مسمى اسه ومعلوم أن ما كان كذلك ل يتنع أن يكون واجب الوجود بنفسه‬
‫الستلزمه لذه اللزمات التصفة بذه الصفات بل إذا كانت حقيقته متصفة بصفات الكمال الوجودية‬
‫كانت أحق بالوجود من أن ل يوصف إل بأمور سلبية يستلزم أن تكون متنعة الوجود مشبهة‬
‫بالعدومات والمادات فما ل يتصف بشيء من صفات الكمال فل تكون له حياة ول علم ول‬
‫قدرة ول كلم ول فعل ول عظمه ول رحة بل يكون موجودا مطلقا أو مردا كان متنع الوجود ول‬
‫واجب الوجود وما ل يكون إل كامل ل يكون إل بكماله وما يب أن يكون حيا عليما قديرا ل يكون‬
‫إل بياته وقدرته وعلمه وليس لزوم صفات الكمال له واستلزامه إياها موجبا لكونه ل يكون موجودا‬
‫بنفسه وتسمية السمى هذا جزءا وبعضا ونو ذلك غايته أن يقال ل يكن وجود الكل إل بوجود بعضه‬
‫ومن العلوم أن وجود الكل ل يوجد إل بوجود الكل فيكون الكل موجودا بالكل ول يتضمن ذلك‬
‫افتقارا له إل غيه فإذا كان قول القائل إنه مفتقر إل نفسه أو كله ل يقدح ف وجوب وجوده فقوله هو‬
‫مفتقر إل صفته أو بعضه أول أن ل يقدح ف وجوب وجوده وما يبي ذلك أن هؤلء التفلسفة يقولون‬
‫إن وجوده مستلزم لوجود العلولت المكنات فل يتصور وجوده بدون وجودات مكنة معلومة منفصلة‬
‫عنه وذلك ل يقدح عندهم ف وجوب وجوده بنفسه فكيف يقدح ف وجوب وجوده كونه مستلزما‬
‫لصفات كمال لزمه له قائمة بنفسه فإن كان استلزامه لغيه افتقارا إليه فاقتقاره إل معلولة‬

‫النفصل أعطم امتناعا وإن ل يكن افتقارا إل اللزم ل يكن استلزامه الصفات افتقارا إليها ومثل‬
‫هذا التناقض كثي ف كلم الخالفي للسنة تقيقا لقوله تعال ولو كان من عند غي ال لوجدوا فيه‬
‫اختلفا كثيا سورة النساء ‪ 82‬قال الرازي والوجه الثان لوكان مشارا إليه لكان متناهيا من جيع‬
‫الوانب لا سبق من تناهي البعاد ولن عدم تناهيه إن كان من جيع الوانب فإنه مالط للعال وما فيه‬
‫من القاذورات تعال عنه وإن كان من بعضها فالانب التناهي إن وافق غي التناهي ف الاهية صح على‬
‫التناهي أن ينقلب غي متناه وبالعكس فصح عليه الفصل والوصل وإن خالفه فيها وكل مركب من‬
‫أجزاء متلفة الطبائع ففيه أجزاء بسيطة فأمكن على كل منها أن ياس ما على يينه ويساره وبالعكس‬
‫فصح عليه الوصل والفصل وكل ما كان كذلك كان تأليفه بؤلف تعال عنه وكل متناه من جيع‬
‫الوانب أمكن وجوده أزيد وأنقص ما وجد‬

‫فاختصاصه بذلك القدر الخصص ولنه لو كان متناهيا من جيع الوانب ل يكن فوق كل‬
‫الوجودات لنه يكون فوقه أمكنة خالية عنه والصم ينفيه فيقال العتراض على هذا من وجوه أحدها‬
‫قول من يقول هو فوق العرش ول يوصف بالتناهي ول بعدمه إذ ل يقبل واحدا منها وهو قول من تقدم‬
‫من يقول هو فوق العرش ول يوصف بأن له قدرا كما يقول ذلك من يقوله من أهل الكلم والفقه‬
‫والديث والتصوف من الكلبية والكرامية والشعرية ومن وافقهم من أتباع الئمة من أصحاب أحد‬
‫ومالك والشافعي وغيهم وإذا قال لم النفاة هذا متنع ف بديهة العقل قالوا لم القول بوجود موجود‬
‫ل يشار إليه ول يقبل الوصف بالنهاية وعدمها ول بدخول العال ول خروج منه أظهر فسادا ف بديهة‬
‫العقل فإنا إذا عرضنا على العقل وجود موجود خارج العال بائن منه ل يوصف بثبوت النهاية ول‬
‫انتفائها ووجود موجود ل داخل العال ول خارجه ول بائن ول مايث ول متناه ول غي متناه كان‬
‫الثان أظهر فسادا ف العقل كما ت تقدم نظيه القول الثان قول من يقول هو غي متناه إما من جانب‬

‫وإما من جيع الوانب كما قال ذلك طوائف أيضا من أهل الكلم والفقهاء وغيهم وحكاه‬
‫الشعري ف القالت عن طوائف فإذا قيل لم هذا متنع قالوا قول منازعينا أظهر امتناعا وإذا قيل لم‬
‫يلزمكم أن يكون مالطا للعال قالوا منازعونا منهم من يقول هو بذاته ف كل مكان ومنهم من ينفي‬
‫ذلك ونن يكننا أن نقول كما قال هؤلء وهؤلء وإذا ادعى هؤلء إمكان ذلك من غي مالطة ادعينا‬
‫مثل ذلك والقول الثالث قول السلف والئمة وأهل الديث والكلم والفقه والتصوف الذين يقولون له‬
‫حد ل يعلمه غيه فإذا قيل لؤلء كان متناه من جيع الوانب أمكن وجوده أزيد وأنقص ما وجد‬
‫واختصاصه بذلك القدر الخصص منفصل منعوا هذا كما تقدم ذكره وقالوا ل نسلم أن كل ما اختص‬
‫بقدر افتقر إل مصص منفصل عنه ول نسلم أن كل ما ثبت لواجب الوجود من خصائصه يكن أن‬
‫يوجد بلف ذلك‬

‫وقد تقدم الكلم على هاتي القدمتي اعتراف هؤلء الحتجي بما بفسادها وأما قوله لو كان‬
‫متناهيا من جيع الوانب ل يكن فوق كل الوجودات لنه يكون فوقه أمكنه خالية منه فكلم ساقط‬
‫لنه ليس هناك شيء موجود ل مكان ول غي مكان وإنا هناك إما خلء هو عدم مض ونفي صرف‬
‫ليس شيئا موجودا على قول طائفة وإما أنه ل يقال هناك ل خلء ول ملء وعلى كل تقدير فليس‬
‫هناك شيء موجود بل يقال لن احتج بذا أنت تقول ليس فوق العال شيء موجود ول وراء العال شيء‬
‫موجود مع أنه متناه عندك فكيف يب أن يكون فوق رب العالي شيء موجود ث قال أنتم تزعمون‬
‫أنكم تتجون بالعقولت اليقينية ل بالقدمات الدلية فهب أنه ل يكون فوق جيمع الوجودات فأين‬
‫دليلكم العقلي على امتناع هذا الوجه الرابع قول بعض هؤلء النفاة لبعض ل قلتم إن عدم تناهيه إن‬
‫كان من جيع الوانب فإنه مالط للعال وما فيه من القاذورات تعال عنه ول ل يوز أن يكون غي متناه‬
‫من جيع الوانب وهو غي مالط فإن قالوا لن فرض مشار إليه غي متناه ل يالط العال متنع ف صريح‬
‫العقل قيل وفرض موجود قائم بنفسه ل يشار إليه ول يكون مباينا لغيه متنع ف صريح العقل‬
‫فإن قلتم هذا ف حكم الوهم قالوا وإثبات الخالطة لا ل ناية له من حكم الوهم وهؤلء‬
‫النفاة لباينته للعال منهم من يقول إنه جسم وهو ف كل مكان وفاضل عن جيع الماكن وهو مع ذلك‬
‫متناه غي أن مساحته أكب من مساحة العال لنه أكب من كل شيء وقال بعضهم مساحته على قدر‬
‫مساحة العال وقال بعضهم هو جسم له مقدار ف الساحة ول ندري كم ذلك القدر ومنهم من يقول‬
‫إنه جسم تل الشياء فيه وهو الفضاء وليس بذى غاية ول ناية وقال بعضهم هو الفضاء وليس بسم‬
‫والشياء قائمه به وقال بعضهم ليس لساحة البارئ‬

‫ناية ول غاية وإنه ذاهب ف الهات الست اليمي والشمال والمام واللف والفوق والتحت‬
‫قالوا وما كان كذلك ل يقع عليه اسم جسم ول طويل ول عريض ول عميق وليس بذى حدود ول‬
‫هيئة ول قطب حكى هذه القوال الشعري ف القالت وحكى عن زهي الثري أنه كان يقول إن ال‬
‫بكل مكان وإنه مع ذلك مستو على عرشه وأنه يرى بالبصار بل كيف وأنه موجود الذات بكل مكان‬
‫وأنه ليس بسم ول مدود ول يوز عليه اللول والماسة ويزعم أنه ييء يوم القيامة كما قال تعال‬
‫وجاء ربك واللك صفا صفا سورة الفجر ‪ 22‬بل كيف وكذلك أبو معاذ التومن وهذا القول الذي‬
‫حكاه الشعري عن هؤلء يشبه قول كثي من الصوفية والسالية كأب طالب الكي وغيه فهؤلء‬
‫القائلون بأنه بذاته ف كل مكان على أقوال منهم من يقول له قدر ومنهم من يقول ليس له غاية ول ناية‬
‫ومنهم من يقول هو جسم ومنهم من يقول ليس بسم ث من هؤلء من‬

‫يقول إنه غي متناه من جيع الوانب وهو مع ذلك ل يالط الشياء وأيضا فإنم إذا قالوا إنه‬
‫يالط الشياء قالوا هذا ل يقدح ف كماله كما أن الشعاع ل يقدح فيه أنه فوق القذار وقول هؤلء‬
‫وإن كان باطل كما قد بي ف غي هذا الوضع فالقصود أن النفاة الذين يقولون ل بداخل العال ول‬
‫خارجه ل يكنهم إبطال قول هؤلء بل قد يقول القائل إن قول هؤلء اللولية خي من قول أولئك‬
‫العطلة الذين يقولون ل داخل العال ول خارجه ولذا قال من قال متكلمة الهمية ل يعبدون شيئا‬
‫ومتعبدة الهمية يعبدون كل شيء ومنهم من يقول هذا تارة وهذا تارة ومنهم من يقول هذا اعتقادي‬
‫وهذا ذوقي ووجدى وإنا يتمكن من إبطال قول هؤلء كلهم أهل السنة الثبتة الذين يقولون إنه مباين‬
‫للعال فأما بعض هذه الطوائف مع بعضهم فإنم متناقضون فإذا قالوا ل نسلم أنه يب أن يالط العال‬
‫أو ل نسلم أن ف ذلك مذورا بل يكن عدم الخالطة أو الخالطة بل نقص ول عيب كان قول هؤلء‬
‫من جنس أقوال أولئك فإنم أثبتوا ما ييله العقل فإذا قالوا لولئك هذا من حكم الوهم ل من حكم‬
‫العقل كان‬

‫هذا بنلة قول أولئك إن إحالة موجود ل داخل العال ول خارجه من حكم الوهم فإنم قد قالوا‬
‫إنه حكم ف غي الحسوس بكم الحسوس فإن ل يكن ف الوجود ما ل يكن الحساس به بطل قولم‬
‫وإن كان فيه ما ل يكن الحساس به وادعى هؤلء أنه غي متناه من جيع الوانب هوغي جسم عند‬
‫بعضهم وجسم عند آخرين منهم كان الكم حينئذ بكونه يكون مالطا للعال وأن ذلك متنع عليه‬
‫حكما على غي الحسوس بكم الحسوس وهم ل يقبلون هذا الكم ث إن الكلم هنا من جهة من‬
‫يقول إنه مشار إليه ويقول إنه متناه وهو مع ذلك جسم أو ليس بسم وإذا قال هؤلء كل مشار إليه‬
‫فهو جسم كان كقولم لو كان فوق العرش لكان مشارا إليه ولكان جسما وقد نازعهم ف ذلك‬
‫طوائف وتبي أن قول من قال هو فوق العرش وليس بسم ليس هو أبعد عن العقل من قول من قال إنه‬
‫ل داخل العال ول خارجه أصل فإن هذا أقرب إل العدوم من ذلك وكل ما كان أقرب إل العدم كان‬
‫أبعد عن الوجود الواجب فهكذا من قال يشار إليه وهو غي متناه ول يالط أو يالط ول نقص ف‬
‫ذلك فقوله ليس أبعد عن العقل من قول أولئك بل نظي قولم أن يقال إنه ف كل مكان بذاته ول يشار‬
‫إليه ول ناية له كما قال بعضهم‬

‫فهذه القوال حكم ببطلنا حاكم واحد فإن رد حكمه ف بعضها رد ف سائرها فهذا جواب‬
‫هؤلء الوجه الامس قول من يقول ل نسلم أنه إذا كان متناهيا من بعض الهات يلزم ما ذكره من‬
‫الحذور وقوله الانب التناهي إن وافق غي التناهي ف الاهية صح عليه أن ينقلب غي متناه وإل لزم‬
‫التركيب فيصح الفصل والوصل وما كان كذلك احتاج إل مؤلف يؤلفه قالوا ل نسلم أنه يوز عليه‬
‫الفصل والوصل والال هذه لمكان أن يكون ذلك التصال من لوازم الذات كقيام الصفات اللزمة‬
‫لوصوفها وأيضا الوافقة ف الاهية إنا تقتضي جواز انقلبه غي متناه إن ل يكن القدار العي من لوازم‬
‫وجوده فإن قال إن كل متص بقدر فهو مكن فهي القدمة الثانية وقد تقدم إبطالا فل يكنه حينئذ‬
‫تقرير القدمة الول إل بالثانية فل يكون قد أقام دليل على أنه إذا كان متناهيا لزم التناهي من جيمع‬
‫الوانب إل لفتقار الختصاص إل مصص وهذا إن كان دليل صحيحا فهو كاف سواء قدر التناهي‬
‫من جيع الوانب أو بعضها وإن ل يكن صحيحا بطل كلمه على بطلن تناهيه من جيمع الوانب‬
‫ومن بعضها‬
‫قال الرازي الوجه الثالث أنه لو كان مشارا إليه فإن صح عليه الركة والسكون كان مدثا لا‬
‫سبق ف مسألة الدوث وإل كان كالزمن القعد وهو نقص تعال عنه فيقال العتراض عليه من وجوه‬
‫أحدها أن يقال قد تقدم إبطال هؤلء لدليل الركة والسكون كما أبطله الرازي نفسه ف كتبه العقلية‬
‫الحضة وأبطل كل ما احتج به النفاة من غي اعتراض على إبطال ذلك وكذلك أبطله المدي والرموي‬
‫وغيها الثان قول من يقول هو مع كونه مشارا إليه ل يقبل الوصف بالركة والسكون ول بضد ذلك‬
‫كما يقولون هم إنه ل يقبل الوصف بالدخول والروج والباينة والحايثة ونو ذلك من التقابلت فإذا‬
‫قيل لؤلء إثبات مشار إليه ل يقبل ذلك غي معقول قالوا هذا أقرب إل العقل من إثبات موجود قائم‬
‫بنفسه ل يشار إليه وهؤلء إذا قيل لم إما أن يكون مباينا وإما أن يكون مايثا قالوا هذا من عوارض‬
‫السم فإذا قدر موجود ل يقبل ذلك ل يوصف بباينة ول مايثة فيقول لم هؤلء كونه موصوفا‬
‫بالركة‬

‫والسكون فرع على قبوله لذلك فإذا قدر موجود مشار إليه ل يقبل ذلك ل يوصف بأحدها‬
‫ومن الناس من يقول الركة من خصائص السم ومنهم من يقول الركة يوصف با ما ليس بسم‬
‫كمن يقول بإثبات نوع من الركة للنفس ويقول إنا غي جسم وكذلك قول من قال مثل ذلك ف‬
‫الواجب الثالث أن يقال اتصاف التصف بالركة والسكون إما أن يكون صفة كمال أو ل فإن ل يكن‬
‫صفة كمال ل يكن سلب ذلك نقصا فل مذور فيه وإن كان صفة كمال أمكن اتصافه بذلك فل‬
‫مذور فيه فإن قيل هو صفة كمال للجسم دون غيه قيل إما أن نعلم ثبوت موجود غي السم أول‬
‫نعلمه فإن ل نعلمه ل يكن إثبات موجود قائم بنفسه ل تكون الركة كمال وإن علمنا وجود موجود‬
‫ليس بسم فالعلم بذلك ليس بضروري بل هو نظري فل بد له من دليل وحينئذ فإما أن يكن وجود‬
‫مشار إليه ليس بسم أو ل يكن فإن أمكن جاز أن يشار إل الباري تعال ويكون فوق العرش وليس‬
‫بسم وإن ل يكن وجود مشار إليه إل أن يكون جسما فل بد من دليل يدل على إثبات وجود موجود‬
‫ل يكن الشارة إليه ول يكون جسما‬

‫وهذه الوجوه هي أدلة ثبوت ذلك فإذا قيل لو ل يصح عليه الركة والسكون لكان كالزمن ل‬
‫يكن إثبات ذلك إل إذا ثبت أن كل مشار إليه يقبل الركة والسكون وأن كل مشار إليه جسم وهذا‬
‫ل يثبت إل إذا بطل قول من يقول يكن أن يشار إليه ول يكون جسما أو يكن أن يكون فوق العرش‬
‫ول يكون جسما وهؤلء ل يكن إبطال قولم إل إذا بطل قول من يقول بوجود موجود قائم بنفسه ل‬
‫يشار إليه لنه بتقدير صحة قول هؤلء يكن صحة قول أولئك فإنه إذا جاز ف العقل إمكان وجود‬
‫موجود قائم بنفسه ل يشار إليه ول يباين غيه ول يايثه أمكن وجود موجود قائم بنفسه فوق عرشه ل‬
‫يشار إليه وكان هذا أقرب إل العقل من ذلك فإذا كان إبطال قول هؤلء مستلزما لبطلن قول الدعي‬
‫ل يبطل قولم إل ببطلن قوله وإذا بطل قوله كانت الجة على صحته باطلة فتبي أن هذه الجة يلزم‬
‫من صحة مقدمتيها بطلن قول الدعي الحتج با فل يكن الستدلل با عليه وهو الطلوب فإنا إن‬
‫صحت استلزمت بطلن دعواه وإن ل تصح ل يكن الستدلل با على دعواه فبطلت الدللة على‬
‫التقديرين وهو الطلوب الرابع أن يقال كثي من النظار يقولون صحة الركة ليست‬

‫من خصائص كونه مشارا إليه فإن كثيا من هؤلء يوز أن يقوم به ما هو متجدد أو حادث وإن‬
‫قال إنه غي مشار إليه وقد تقدم قول الرازي إن عامة الطوائف يلزمهم القول بلول الوادث وإن أنكروا‬
‫ذلك مع أن نفاة العلو من هؤلء ينعون جواز الشارة إليه كما يقول ذلك من يقوله من الفلسفة‬
‫والعتزلة والشعرية وغيهم بل التفلسفة يوزون حلول الوادث با ليس بسم غي الواجب كما‬
‫يقولون مثل ذلك ف النفس الفلكية والنسانية ث أكثر أهل الكلم من هؤلء يقولون إن ذلك الادث‬
‫القائم بالواجب تدد بعد أن ل يكن فهؤلء يصفونه بقيام الوادث به ف وقت دون وقت ومع هذا فل‬
‫يعلونه ف حال انتفاء ذلك كالزمن القعد فيقول هؤلء يكن أن تقوم به الوادث وهو نوع من الركة‬
‫ول يكون مشارا إليه ول يكون عند انتفاء ذلك كالزمن فإن سلم أولئك لم إمكان ذلك بطلت الجة‬
‫وإن ل يسلموا ذلك لم قالوا هذا أقرب إل العقل من إثبات موجود قائم بنفسه ليشار إليه وإن كان‬
‫هذا من حكم الوهم فكذلك الول وإل لزم امتناع موجود قائم بنفسه ليشار إليه وهو الطلوب وما‬
‫يوضح هذا أن لفظ الركة قد يعن به النتقال من حيز إل حيز وقد يعن به ما هو أعم من ذلك‬
‫كالركة ف الكيف والكم والوضع مثل مصي النفس عالة وقادرة ومريدة ومصي السم أسود وأحر‬
‫وحلوا وحامضا ومثل الغتذاء والنمو الاصل ف اليوان والنبات ومثل حركة الفلك ف حيز واحد‬
‫فهذه قد تسمى حركات وإن ل يكن قد خرج السم فيها من حيز إل حيز آخر‬

‫وإذا كان لفظ الركة من جنس لفظ الدوث كان البحث عن قيام أحدها به كالبحث عن‬
‫قيام الخر به ومعلوم أن كثيا من النظار يصفونه بذلك ول يقولون هو جسم قال الرازي الوجه الرابع‬
‫الكان الذي يزعم الصم حصوله فيه إن كان موجودا وهو منقسم كان جسما ولزم قدم الجسام‬
‫لذواته وأيضا الكان مستغن ف وجوده عن التمكن لوازه اللء وفاقا والباري تعال عند الصم يتنع‬
‫كونه ل ف حيز فكان مفتقرا إل اليز وكان الكان بالوجوب واللية أول وإن كان معدوما استحال‬
‫حصول الوجود فيه ول يلزم علينا كون السم ف الكان لن العن منه كونه يكن الشارة إل أحد‬
‫جوانبه بأنه غي الخر ومتصل به وهذا العن ف الباري يوجب التركيب وتعال عنه والواب عن هذا‬
‫من وجوه أحدها أن يقال ل نسلم الصر بل قد يكون اليز تارة‬

‫موجودا وتارة معدوما فإنه إذا كان ف الزل وحده ل يكن معه شيء موجود فضل عن أن‬
‫يكون ف شيء موجود ث لا خلق العال فإما أن يكون مداخل للعال وإما أن يكون مباينا له وإذا امتنع‬
‫أن يكون هو نفسه دخل ف العال أو دخل العال فيه وجب أن يكون مباينا له وإذا كان مباينا للعال‬
‫أمكن أن يكون فوق العال ويكون ما يسمى حينئذ مكانا أمرا وجوديا ول يلزم أن يكون ملزما له فل‬
‫يلزم قدم الخلوقات ول افتقاره إل شيء منها بل كان مستغنيا عنها وما زال مستغنيا عنها وإن كان‬
‫عاليا عليها فعلوه على العرش وعلى غيه من الخلوقات ل يوجب افتقاره إليه فإن السماء عالية على‬
‫الرض وليست مفتقرة إليها والواء عال على الرض وليس مفتقرا إليها وكذلك اللئكة عالون على‬
‫الرض وليسوا مفتقرين إليها فإذا كان الخلوق العال ل يب أن يكون مفتقرا إل السافل فالعلى العلى‬
‫الالق لكل شيء الغن عن كل شيء أول أن ل يكون مفتقرا إل الخلوقات مع علوه عليها الوجه‬
‫الثان أن قول القائل إنه ف مكان لفظ فيه إجال وتلبيس والثبتون لعلو ال على خلقه ل يتاجون أن‬
‫يطلقوا القول بأنه ف مكان بل منهم كثي ل يطلقون ذلك بل ينعون منه لا فيه من الجال فإذا قال‬
‫القائل إنه لو كان ف مكان ل يل إما أن يكون الكان موجودا أو معدوما قيل له إذا قيل إن الشيء ف‬
‫مكان وفسر الكان بأنه معدوم‬

‫كان حقيقته أنه وحده ليس معه غيه إذ ل يقول عاقل إنه ف مكان معدوم وإنه مع هذا ف شيء‬
‫موجود قد أحاط به أو كان هو فوقه أو غي ذلك إذ هذا كله من صفات الوجودات وإذا كان كذلك‬
‫فقول القائل وإن كان الكان معدوما استحال حصول الوجود فيه إنا يلزم لو قدر أن هناك أمرا يكون‬
‫الواجب فيه فأما إذا فسر ذلك بأنه وحده ليس معه غيه امتنع أن يقال إنه ف غيه الثالث أن يقال إذا‬
‫كنت أنت وعامة العقلء تقولون إن السم ف مكان ول يلزم من هذا أن يكون ف شيء موجود لنه‬
‫يستلزم أبعادا ل تتناهى ول ف معدوم لن العدم ل يكون فيه شيء فقولم أول بالقبول والواز وأما‬
‫قوله إن العن من كون السم ف الكان كونه بيث يكن الشارة إل أحد جوانبه بأنه غي الخر‬
‫ومتصل به فيقال له وبذا العن فسرت قولم بأنك قلت العن من اختصاص الشيء بالهة والكان أنه‬
‫يكن الشارة السية إليه بأنه هنا أو هناك وأما قولم هذا العن يوجب التركيب ف الباري فهذا هو‬
‫الجة الول وقد تقدم جوابا فإذن هذه الجة ل تتم إل بالول فل تعل حجة أخرى وحجة التركيب‬
‫قد تقدم بيان فسادها الرابع أن يقال لفظ اليز والكان قد يعن به أمر‬

‫وجودي وأمر عدمي وقد يعن بالكان أمر وجودي وباليز أمر عدمي ومعلوم أن هؤلء الثبتي‬
‫للعلو يقولون إنه فوق ساواته على عرشه بائن من خلقه وإذا قالوا أنه بائن من جيع الخلوقات فكل ما‬
‫يقدر موجودا من المكنة والحياز فهو من جلة الوجودات فإذا كان بائنا عنها ل يكن داخل فيها فل‬
‫يكون داخل ف شيء من المكنة والحياز الوجودية على هذا التقدير ول يلزم قدم شيء من ذلك على‬
‫هذا التقدير وإذا قالوا إنه فوق العرش ل يقولوا إن العرش كان موجودا معه ف الزل بل العرش خلق‬
‫بعد أن ل يكن وليس هوداخل ف العرش ول هو مفتقر إل العرش بل هو الامل بقوته للعرش ولملة‬
‫العرش فكيف يلزم على هذا أن يكون معه ف الزل بل كيف يلزم على هذا أن يكون داخل ف العرش‬
‫أو مفتقرا إليه وإنا يلزم ما ذكره من ل بد له من شيء ملوق يتوي عليه وهذا ليس قول من يقول إنه‬
‫بائن عن جيع الخلوقات الوجه الامس أن يقال قوله الباري عند الصم يتنع كونه ل ف حيز لفظ‬
‫ممل فإن قال إنه مفتقر عنده إل حيز وجودي فهذا ل يقله الصم وول يعرف أحدا قاله وإن قاله من‬
‫ل يعرف ل يلتفت إليه ول ريب عند السلمي أن ال تعال غن عن كل ما سواه فكيف يقال إنه مفتقر‬
‫إل حيز عدمي فالعدم ليس بشيء حت يقال إن الرب مفتقرا إليه أو ليس بفتقر إليه‬

‫وإذا فسر اليز بأمر عدمي ل يز أن يقال إن العدم الذي ليس بشيء أحق باللية من الوجود‬
‫القائم بنفسه فعلم أن هذه الجة مغلطة مضة وأن لفظ اليز لفظ ممل وهؤلء يريدون باليز تارة ما‬
‫هو موجود ويريدون به تارة ما هو معدوم وكذلك لفظ الكان لكن الغالب عليهم أنم يريدون باليز ما‬
‫هو معدوم وبالكان ما هو موجود ولذا يقولون العال ف حيز وليس ف مكان وإذا كان كذلك فمن‬
‫أثبت متحيزا ف حيز عدمي ل يعل هناك موجودا غيه سواء كان ذلك واجبا أو مكنا وإذا كان كذلك‬
‫ل يب أن يكون هناك ما يب أن يكون موجودا معه فضل عن أن يكون هو مفتقرا إليه الوجه‬
‫السادس أن يقال هذه الحة مبنية على أن كل مشار إليه مركب وأن ذلك متنع ف الواجب فإن أردت‬
‫بالتركيب أن غيه ركبه أو أنه يقبل التفريق ونو ذلك ل تسلم الول وإن عينت بالتركيب إمكان‬
‫الشارة إل بعضه دون بعض فللناس هنا جوابان أحدها قول من يقول هو فوق العال وليس بشار إليه‬
‫أو هو مشار إليه وهو ل يتبعض فيشار إل بعضه دون بعض لن الشارة إل البعض دون البعض إنا‬
‫تعقل فيما له أبعاض فإذا قدر مشار إليه ل يتبعض ل يكن أن يقال هذا فيه‬

‫والثان قول من يقول يكن الشارة إل بعضه دون بعض ويقول التبعيض النفي عنه هو مفارقة‬
‫بعضه لبعض وأما كونه يرى بعضه دون بعض فليس هذا منفيا عنه بل هو من لوازم وجوده وإذا قال‬
‫الثان هذا تركيب وهو متنع فقد عرف بطلن هذه الجة الوجه السابع أن يقال إذا كان فوق العرش‬
‫فل يلو إما أن يلزم أن يكون جسما أو ل يلزم فإن ل يلزم بطل مذهب النفي فإن مدار قولم على أن‬
‫العلو يستلزم أن يكون جسما فإذا ل يلزم ذلك ل يكن ف كونه على العرش مذور وإن لزم أن يكون‬
‫جسما فإن لزم هذا القول قدم ما يكون جسما وحينئذ فقول القائل إن كان الكان موجودا كان‬
‫جسما ولزم قدم الجسام لدوامه ل يكون مذورا على هذا التقدير ول يصح الستدلل على انتفاء‬
‫الكان بذا العتبار وأما الوجه الثامن فقوله الكان مستغن ف وجوده عن التمكن لواز اللء وفاقا‬
‫والباري عند الصم يتنع كونه ل ف اليز فكان مفتقرا إل اليز يعترض عليه الصم بأنا ل نسلم أنه‬
‫على هذا التقدير يكون كل مكان مستغنيا عن التمكن فإنه ل يقول عاقل إن شيئا من المكنات مستغنية‬
‫عن الواجب الوجود فإذا جعل ما سى مكانا عن المكنات البدعات ل تعال ل يز أن يقال هو مستغن‬
‫عنه وأيضا يقال إن عنيت بكون الكان مستغنيا عن التمكن أنه ل يفتقر إل كون التمكن عليه فهذا‬
‫مسلم لكنه ل يفيدك إل إذا‬

‫قيل إن التمكن مفتقرا إل وجود الكان الستغن عنه وهذا ل يذكره ف التقسيم وإن عنيت أنه‬
‫يستلزم استغناءه عن فاعل مبدع فهذا ليس بلزم على هذا التقدير فإن المكنة كلها مفتقرة إل فاعل‬
‫مبدع وإن استغنت عن متمكن وإذا كان وجوده مستلزما للحيز على هذا التقدير ل يكن مفتقرا إل ما‬
‫هو مستغن عنه بل كان وجوده مستلزما لمور لزمة له مفتقرة إليه وذلك ل يوجب أن يكون غيه‬
‫مستغنيا عنه ول أن يكون مفتقرا إل ما هو مستغن عنه كما أن الذات إذا كانت مستلزمة للصفات ل‬
‫يب أن تكون الصفات أحق باللية هذا عند من يقول بالصفات وكذلك من يقول بالحوال من‬
‫السلمي ومن نفى الميع كالفلسفة الدهرية فعندهم أن وجود الواجب مستلزم لوجود المكنات مع‬
‫أنا هي الفتقرة إليه وهو مستغن عنها ونكتة العتراض أنه إذا فرض افتقاره إل مكان مستغن عنه فل‬
‫ريب ان هذا باطل بالتفاق لنه يلزم أن يكون الالق فقيا إل ما هو مستغن عنه وهذا يناف وجوب‬
‫وجوده وأما إذا كان ما سى مكانا مفتقرا إليه وهو البدع الالق له ل يكن فيما ذكره ما يبطل ذلك‬
‫أما إذا قدر أن وجوده ل يستلزم وجود ذلك ول يشترط فيه ذلك لكن حصل بكم الواز ل‬
‫بكم الوجوب فهذا ظاهر وأما إذا قدر أن ذلك لزم له فغايته أن وجوده مستلزم لا يكون الرب‬
‫ملزوما له وهو مفتقر إل الرب تعال وقد عرف كلم الناس ف مثل هذا قال الرازي الوجه الامس ف‬
‫نفي علوه على اللق أن الحياز إن تساوت ف تام الاهية كان حصوله ف بعضها بدل عن الخر جائزا‬
‫فافتقر فيه إل مرجح وإن تالفت فيها كانت متباينة بالعدد والاهية تتص بواص معينة وصفات معينة‬
‫وهي غي متناهية فقد وجد ف الزل مع ال أشياء قائمة بأنفسها غي متناهية ول يرتضيه مسلم‬
‫والعتراض على هذا من وجوه أحدها أن يقال الحياز أمور عدمية كما قد عرف فإنم يقولون العال‬
‫ف حيز واليز عندهم عدمى ولو قال قائل إن اليز قد يكون وجوديا فالثبتون يقولون نن نقول إنه‬
‫فوق العال وحده كما كان قبل الخلوقات وليس هو ف حيز وجودي فإذا‬

‫سيت ما هناك حيزا كان تسميته للعدم حيزا وهو اصطلحهم وحينئذ فالعدم الحض ليس هو‬
‫أشياء موجودة حت يقال إنا متماثلة أو متلفة فإن قيل من الناس من يقول اليز جوهر قائم بنفسه ل‬
‫ناية له قيل هذا القول إن كان صحيحا ثبت قدم اليز الوجودي وحينئذ فتبطل الجة الت مبناها على‬
‫نفي ذلك وإن كان باطل بطلت الجة أيضا كما تقدم فهي باطلة على تقدير النقيضي فثبت بطلنا ف‬
‫نفس المر الوجه الثان أن يقال ل ل يوز أن تكون الحياز متساوية ف الاهية قوله حصوله ف‬
‫بعضها بدل عن الخر جائز فيفتقر إل مرجح يقال له نعم وإذا افتقر إل مرجح فإنه يرجح بعضها‬
‫بقدرته ومشيئته كما ترجح سائر المور الائزة بعضها على بعض وكما يرجح خلق العال ف بعض‬
‫الحياز على بعض مع إمكان أن يلقه ف حيز آخر وكما رجح ما خلقه بقدار على مقدار وصفة على‬
‫صفة مع إمكان أن يلقه على قدر وصفة أخرى الوجه الثالث أن يقال ترجح بعض الحياز على بعض‬
‫متفق‬

‫عليه بي العقلء سواء قالوا بالفاعل بالختيار أو بالعلة الوجبة فإن القائلي بالعلة الوجبة يقولون‬
‫إنا اقتضت وجود العال ف هذا اليز دون غيه وأما على القول بالفاعل الختار فالمر ظاهر وإذا كان‬
‫ترجيح بعض الحياز على بعض متفقا عليه بي العقلء ل يكن ف ذلك مذور وإذا قيل هذا ترجيح‬
‫لبعضها على بعض ف المكن قيل فإذا جاز ذلك ف المكن فهو ف الواجب أول بالواز فإن الرجح إن‬
‫كان موجبا بالذات فترجيحه لا يتعلق به أول من ترجيحه لا يتعلق بغيه وإن كان فاعل‬
‫بالختيارفاختياره لا يتعلق به أول من اختياره لا يتعلق بغيه وإذا قيل هذا يلزم منه قيام المور‬
‫الختيارية بذاته قيل قد عرف أنم يعترفون بذلك وهو لزم لعامة العقلء الوجه الرابع أن يقال أهل‬
‫الثبات القائلون بأن ال سبحانه فوق العال لم ف جواز الفعال القائمة بذاته التعلقه بشيئته وقدرته‬
‫قولن مشهوران أحدها قول من يقول ل يوز ذلك كما يقوله ابن كلب والشعري ومن اتبعهما من‬
‫أصحاب أب حنيفة وأحد ومالك والشافعي وغيهم فهؤلء يقولون استواؤه مفعول له فعله ف العرش‬
‫ويقولون إنه خلق العال تته من غي أن يصل منه انتقال وتول من حيز إل حيز ويقولون إنه خصص‬
‫العال بذلك اليز بشيئته وقدرته‬

‫والقول الثان قول من يقول إنه يفعل أفعال قائمة بنفسه باختياره ومشيئته كما وصف نفسه ف‬
‫القرآن بالستواء إل السماء وعلى العرش وبالتيان والجيء وطي السموات بيمينه وغي ذلك ما هو‬
‫قول أئمة أهل الديث وكثي من أهل الكلم ومن وافقهم من أصحاب أب حنيفة ومالك والشافعي‬
‫وأحد فهؤلء يقولون إن ما يصل من الترجيح لبعض الحياز على بعض بأفعاله القائمة بنفسه هو‬
‫بشيئته وقدرته فحصل الواب عن هذا على قول الطائفتي جيعا الوجه الامس أن يقال اليز إما أن‬
‫يقال إنه موجود وإما أن يقال إنه معدوم فإن قيل هو معدوم ل يلزم أن يكون مع ال ف الزل شيء‬
‫موجود وإن قيل هو موجود فإما إن يكون وجوده ف الزل متنعا وإما أن الحياز متماثله ف تام الاهية‬
‫فإن العدم الحض ل يتميز فيه شيء عن شيء وحينئذ فالتخصيص الفتقر إل الرجح يصل إما بقدرته‬
‫ومشيئته على قول السلمي وجهور اللق وإما بالذات عند من يوز نظي ذلك وإن كان وجوده ف‬
‫الزل مكنا فل مذور فيه فبطل انتفاء اللزم الوجه السادس أن يقال التقسيم الذكور غي حاصر وذلك‬
‫لن الحياز إما أن تكون متماثلة وإما أن تكون متلفة وعلى التقديرين فإما أن تكون متناهية وإما أن‬
‫تكون غي متناهية فإن كان‬

‫وجود أحياز وجودية غي متناهية متنعا بطل هذا التقسيم ول يلزم بطلن غيه وكذلك أي قسم‬
‫بطل ل يلزم بطلن غيه وذلك لن هؤلء النفاة منهم من يقول بثبوت أحياز قدية إما بنفسها وإما‬
‫بغيها كما تقول طائفة منهم بأن القدماء خسة الواجب بنفسه واليز الذي هو اللء والدهر والادة‬
‫والنفس ويقول آخرون منهم بثبوت أبعاد ل ناية لا وإن ل يقولوا بغي ذلك وما يذكر من هذه القوال‬
‫ونوها وإن قيل إنه باطل فالقائلون بغي ذلك بذه القوال هم العارضون لنصوص الكتاب والسنة وهم‬
‫الذين يدعون أن معهم عقليات برهانية تناف ذلك فإذا خوطبوا على موجب أصولم وبي أنه ليس ف‬
‫العقليات ما يناف النصوص اللية على كل مذهب كان هذا من تام نصر ال لرسوله وإظهار لنوره‬
‫الوجه السابع أن يقال مقدمات هذه الجة ليست برهانية فإنه على تقدير تاثل الحياز إنا يلزم الفتقار‬
‫إل الرجح وهذا غي متنع وأما على التقدير الثان فيلزم ثبوت أحياز متلفة أما كونا غي متناهية فذلك‬
‫غي لزم وحينئذ فيقال إذا قدر أن هذه الحياز مفتقرة إليه مكنة بنفسها واجبة به أمكن أن يقال فيا ما‬
‫يقوله من يوز أن يكون معه ما هو من لوازم ذاته كما عرف من مذاهب الطوائف ويقال على وجه‬
‫التقسيم إن امتنع أن يكون معه ما هو من لوازم ذاته تعي القسم الول وإل جاز الثان‬
‫والقصود بيان فساد أمثال هذا الكلم بالجج العقلية الحضة فإن هؤلء النفاة يستعينون على‬
‫معارضة النصوص اللية بأقوال الفلسفة وغيها الخالفة لدين الرسلي فإذا احتج لنصر النصوص اللية‬
‫با هو من هذا النس كان ذلك خيا من فعلهم الوجه الثامن أن يقال الحياز إن كانت عدمية ل يكن‬
‫ف ذلك مذور سواء كانت متماثلة أو متلفة فإن ثبوت أعدام غي متناهية ف الزل غي مذور والثبت‬
‫ل يقول إنه يفتقر إل حيز وجودي منفصل عنه فإن هذا ليس هو معروفا من أقوال الثبتي وإن قدر قائل‬
‫يقوله أمكنه أن يقول هذا من لوازم ذاته وحينئذ فإن جاز أن يلزمه أمر وجودي كان هذا مكنا وإل تعي‬
‫قول من يعل اليز عدميا فعلم أنه ل حجة فيما ذكره الوجه التاسع أن من السلمي من يقول قد‬
‫قامت به ف ال زل معان ل ناية لا كعلوم ل ناية لا وكلمات ل ناية لا وإرادات ل ناية لا ونو‬
‫ذلك ومن الناس من يقول بثبوت أبعاد ل ناية لا وحينئذ فإن كان علوه على العال مكنا بدون ثبوت‬
‫أحياز قدية متلفة غي متناهية ل يضرهم بطلن هذا اللزم وإن قيل إن ذلك يستلزم هذا القول كان‬
‫نفيه متاجا إل دليل وهو ل يذكر على نفيه وإنا قنع بجة مسلمة وهى أن السلمي ليس فيهم من‬
‫يرتضي أن يوجد معه ف الزل أشياء موجودة‬

‫قائمة بأنفسها غي متناهية ومعلوم أن هذا ل يرتضيه السلمون من أهل الثبات وغيهم‬
‫لعتقادهم أن ذلك ليس من لوازم قولم فإذا قدر أنه من لوازم قولم احتاج نفيه إل دليل ول يوز أن‬
‫يتج على ذلك بالسمع لن السمع الدال على علو ال على خلقه أظهر وأكثر وأبي ما يدل على مثل‬
‫هذا فإن الحتج إذا احتج بثل قوله تعال ال خالق كل شيء سورة الزمر ‪ 62‬و رب العالي سورة‬
‫الفاتة ‪ 2‬ونو ذلك ل يدل إل على أن الحياز الوجودة ملوقه ل وهو ربا وهذا ل ينازع فيه مسلم‬
‫لكن الستدلل بالسمع على قدم شيء من ذلك أضعف من الستدلل على أن ال تعال ليس فوق‬
‫العالي فل يكن دفع أقوى الدللتي بأضعفهما الوجه العاشر أن يقال هذا الرازي وأمثاله يدعون أنه‬
‫ليس ف السمع ما يصرح بأن ال كان وحده ث ابتدأ إحداث الشياء من العدم بل يقولون با هو أبلغ‬
‫من ذلك كما يذكر مثل ذلك ف كتاب الطالب العالية وغي ذلك من كتبه وأما النصوص الكثية الدالة‬
‫على علو ال على خلقه فل ينازعون ف كثرتا وظهور دللتها ول يدعون أنه عارضها نصوص سعية‬
‫تدفع موجبها وإنا يدعون أنه عارضها العقل وإذا كان المر كذلك ل يز أن يدفع موجب النصوص‬
‫الكثية الدالة على أن ال فوق بأدلة سعية ليست ف الظهور والكثرة بنلتها‬

‫بل إذا قدر تعارض الدلة السمعية كان الترجيح مع الكثر القوى دللة بل ريب فعلم أنه ل‬
‫يوز دفع موجب نصوص العلو بالقدمة الت أثبتها بالسمع والقدمة السمعية إما نص أو إجاع ول نص‬
‫ف السألة وأما الجاع فهو يقول إنه ل يكن العلم بإجاع من بعد الصحابة ومعلوم أنه ليس عن‬
‫الصحابة بل ول التابعي ول الئمة الشهورين ما يقرر مطلوبه بل النقول التواترة عنهم توافق إثبات‬
‫العلو ل نفيه وأيضا فالجاع عنده دليل ظن ومعلوم أن النصوص الدالة على العلو أكثر وأقوى دللة‬
‫من النصوص الدالة على كون الجاع حجة فكيف يوز أن تدفع النصوص الكثية البينة الدللة‬
‫بنصوص دونا ف الظهور والكثرة وبالملة من بن كونه تعال ليس على العرش على مقدمة سعية فقوله‬
‫ف غاية الضعف كيفما احتج سواء ادعاها نصية أو إجاعية مع أن قوله أيضا ف غاية الفساد ف العقل‬
‫عند من خب حقائق الدلة العقلية فقوله فاسد ف صحيح النقول وصريح العقول وال يقول الق وهو‬
‫يهدي السبيل قال الرازي الوجه السادس العال كرة فإن الكسوف القمري يرى ف البلد الشرقية ف‬
‫أول الليل وف البلد الغربية ف‬

‫آخره فلو كان ال ف جهة فوق لكان أسفل بالنسبة إل سكان الوجه الخر وأنه باطل‬
‫والعتراض على هذا من وجوه أحدها أن يقال القائلون بأن العال كرة يقولون إن الحيط هو العلى‬
‫وإن الركز الذي هو جوف الرض هو السفل ويقولون إن السماء عالية على الرض من جيع الهات‬
‫والرض تتها من جيع الهات ويقولون قسمان حقيقية وإضافية فالقيقية جهتان وها العلو والسفل‬
‫فالفلك وما فوقها هو العال مطلقا وما ف جوفها هو السافل مطلقا وأما الضافية فهي بالنسبة إل‬
‫اليوان فما حاذى رأسه كان فوقه وما حاذى رجليه كان تته وما حاذى جهته اليمن كان عن يينه‬
‫وما حاذى اليسرى كان عن يساره وما كان قدامه كان أمامه وما كان خلفه كان وراءه وقالوا هذه‬
‫الهات تتبدل فإن ما كان علوا له قد يصي سفل له كالسقف مثل يكون تارة فوقه وتاره تته وعلى‬
‫هذا التقدير فإذا علق رجل جعلت رجلء إل السماء ورأسه إل الرض أو مشت نلة تت سقف‬
‫رجلها إل السقف وظهرها إل الرض كان هذا‬
‫اليوان باعتبار الهة القيقية السماء فوقه والرض تته ل يتغي الكم وأما باعتبار الضافة إل‬
‫رأسه ورجليه فيقال إن السماء والرض فوقه وإذا كان كذلك فاللئكة الذين ف الفلك من جيع‬
‫الوانب هم باعتبار القيقة كلهم فوق الرض وليس بعضهم تت بعض ول هم تت شيء من الرض‬
‫أي الذين ف ناحية الشمال ليسوا تت الذين ف ناحية النوب وكذلك من كان ف ناحية برج السرطان‬
‫ليس تت من كان ف ناحية برج العقرب وإن كان بعض جوانب السماء تلى رؤوسنا تارة وأرجلنا‬
‫أخرى وإن كان فلك الشمس فوق القمر وكذلك السحاب وطي الواء هو من جيع الوانب فوق‬
‫الرض وتت السماء ليس شيء منه تت الرض ول من ف هذا الانب تت من ف هذا الانب‬
‫وكذلك ما على ظهر الرض من البال والنبات واليوان والناسي وغيهم هم من جيع جوانب‬
‫الرض فوقها وهم تت السماء وليس أهل هذه الناحية تت أهل هذه الناحية ول أحد منهم تت‬
‫الرض ول فوق السماء ألبتة فكيف تكون السماء تت الرض أو يكون من هو فوق السماء تت‬
‫الرض ولو كان شيء منهم تت الرض للزم أن يكون كل منهم تت الرض وفوقها ولزم أن تكون‬
‫كل من اللئكة وطي الواء وحيتان الاء ودواب الرض فوق الرض وتت الرض ويلزم أن يكون كل‬
‫شيء فوق ما يقابله وتته ولزم أن يكون كل من جانب‬

‫السماء فوق الخر وتت الرض وأن يكون العرش إذا كان ميطا بالعال تت السماء وتت‬
‫الرض مع أنه فوق السماء وفوق الرض ولزم أن تكون النة تت الرض وتت جهنم مع أنا فوق‬
‫السموات وفوق الرض وفوق جهنم ولزم أن يكون أهل عليي تت أهل سجي مع أنم فوقهم فإذا‬
‫كانت هذه اللوازم وأمثالا باطلة باتفاق أهل العقل واليان علم أنه ل يلزم من كون الالق فوق‬
‫السموات أن يكون تت شيء من الخلوقات وكان من احتج بثل هذه الجة إنا احتج باليال الباطل‬
‫الذي ل حقيقة له مع دعواه أنه من الباهي العقلية فإن كان يتصور حقيقة المر فهو معاند جاحد متج‬
‫با يعلم أنه باطل وإن كان ل يتصور حقيقة المر فهو من أجهل الناس بذه المور العقلية الت هي‬
‫موافقه لا أخبت به الرسل وهو يزعم أنا تناقض الدلة السمعية فهو كما قيل فإن كنت ل تدري‬
‫فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالصيبة أعظم‬
‫الوجه الثان أن يقال هب أنا ل نأخذ با يقوله هؤلء أليس من العلوم عند جيع الناس أن‬
‫السموات فوق الرض والواء فوق الرض والسحاب والطي فوق الرض واليتان والدواب والشجر‬
‫فوق الرض الرض واللئكة الذين ف السموات فوق الرض وأهل عليي فوق أهل سجي والعرش‬
‫أعلى الخلوقات‬

‫كما ف الصحيحي عن النب أنه قال إذا سألتم ال النة فسلوه الفردوس فإنه أعلى النة وأوسط‬
‫النة وسقفه عرش الرحن وهذه المور بعضها متفق عليه عند جيع العقلء وما ل يعرفه جيع العقلء‬
‫فهو معلوم عند من يقول به ول يقل أحد من العقلء إن هذه المور تت الرض وسكانا وعلم العقلء‬
‫بذلك أظهر من علمهم بكرية الفلك لو قدر أن ذلك معارض لذا فكيف إذا ل يعارضه وإذا كانت‬
‫الخلوقات الت ف الفلك والواء والرض ل يلزم من علوها على ما تتها أن تكون تت ما ف الانب‬
‫الخر من العال فالعلى العلى سبحانه أول أن ل يلزم من علوه على العال أن يكون تت شيء منه‬
‫الوجه الثالث أن يقال هذه الجة إما أن تكون سعية وإما أن تكون عقلية ومن العلوم أنا ليست سعية‬
‫ولو كانت سعية لكانت السمعيات الت تدل على علو ال تعال أنص وأكثر وأظهر على مال يفى على‬
‫مسلم وإن كانت عقلية فل بد من بيان مقدماتا بالعقل وهو ل يذكر إل قوله فإن كان ال ف جهة فوق‬
‫لكان أسفل بالنسبة إل‬

‫سكان الوجه الخر من الرض وأنه باطل فذكر مقدمتي ل يدل عليهما لزوم كونه أسفل‬
‫بالنسبه إل بعض الخلوقات وبطلن هذا اللزم والنازع ينازع ف كل من القدمتي فل يسلم لزوم‬
‫السفول وإن سلم لزومه فل بد من دليل عقلي ينفي به ذلك وهو ل يذكر على ذلك دليل ول يوز أن‬
‫يقال هذا يوجب النقص وهو منه عنه لوجهي أحدها أن الثبت ل يسلم أن هذا نقص أل ترى أن‬
‫الفلك موصوفة بالعلو على الرض مع لزوم ما ذكر من السفول تت سكان الوجه الخر وليس ذلك‬
‫نقصا فيها وكذلك كل ما يوصف بالعلو على ما تته مثل الواء والسحاب والطي واليوان والنبات‬
‫والبال والعدن ومثل اللئكة والنة والعرش وغي ذلك فإذا كانت الخلوقات العالية أشرف ف النفوس‬
‫من الخلوقات السافلة ول يكن ما ذكره من هذا السفول الضاف مانعا من هذا الشرف والرتبة ول‬
‫يوجب ذلك نقصا علم أن هذا ليس بنقص فإن قيل الناحية الخرى ليس فيها حيوان ونبات ومعادن‬
‫وجبال وإنا فيها ماء وكذلك السحاب والطر قد ينع كونه فيها قيل هذا ل يضرنا فإنا نعلم أن‬
‫الكواكب والشمس والقمر فوق الرض مطلقا وعلوها على الرض ليس بنقص فيها وإن قدر ما تيلوه‬
‫ف السفول وكذلك إذا قدر هناك مثل ما ف هذا الوجه ولو‬
‫كان ما هناك سافل للزم أن تكون الشمس والقمر والسموات إذا ظهرت علينا تت ذلك‬
‫الانب من الرض وتت ما هناك ولزم انه ل تزال الفلك تت الكواكب والشمس والقمر تت‬
‫الرض وهذا ف غاية الفساد ومن العجب أن هؤلء النفاة يعتمدون ف إبطال كتاب ال وسنة أنبيائه‬
‫ورسله وما اتفق عليه سلف المة وأئمتها وما فطر ال عليه عباده وجعلهم مضطرين إليه عند قصده‬
‫ودعائه ونصب عليه الباهي العقلية الضرورية على مثل هذه الجة الت ل يعتمدون فيها إل على مرد‬
‫خيال ووهم باطل مع دعواهم أنم هم الذين يقولون بوجب العقل ويدفعون موجب الوهم واليال‬
‫وكل من له معرفة يعلم أن قول القائل إن الشمس والقمر والكواكب الدائرة ف الفلك هي بالليل تت‬
‫الرض وهو من حكم الوهم الفاسد واليال الباطل ليس له حقيقه ف الارج فييدون بذا الوهم‬
‫واليال الفاسد أن يبطلوا صريح العقول وصحيح النقول ف أعظم الصول ويولوا بي القلوب وقصد‬
‫خالقها وعبادته بثل هذا الوهم واليال الفاسد اللتبس على من ل يفهم حقيقة قولم الوجه الثان أن‬
‫يقال أنتم تقولون ل يقم دليل عقلى على نفي النقص عن ال تعال كما ذكر ذلك الرازي متلقيا له عن‬
‫أب العال وأمثاله وإنا ينفون النقص بالدلة السمعية وعمدتم فيه على‬

‫الجاع وهو ظن عنده والنصوص الدالة عليه دون النصوص الدالة على العلو ف الكثرة والقوة‬
‫وإذا كان كذلك وكان علو ال تعال على خلقه ثابتا بالسمع كان السمع مثبتا لا نفيتموه ل نافيا له ول‬
‫يكن ف السمع ما ينفي هذا العن وإن سيتموه نقصا فإنه إذا كان عمدتم الجاع فل إجاع ف موارد‬
‫الناع ول يوز الحتجاج بإجاع ف معارضة النصوص البية بل ريب فإن ذلك يستلزم انعقاد الجاع‬
‫على مالفة النصوص وذلك متنع ف البيات وإنا يدعيه من يدعيه ف الشرعيات ويقولون نن نستدل‬
‫بالجاع على أن النص منسوخ الوجه الرابع أن يقال إذا قدرنا موجودين أحدها عظيم كبي أعظم من‬
‫السموات والرض بيث يكنه ان ييط بذلك كله ويتوي عليه وآخر ول يشار إليه وليس هو داخل‬
‫العال ول خارجه كان من العلوم بالضرورة أن الول أكمل وأعظم فإذا قال القائل هذه العظمة تقتضي‬
‫إذا كان ميطا بالعال أن يكون تت شيء منه كان من العلوم أن وصف ذاك له بأنه ل داخل العال ول‬
‫خارجه ول يشار إليه ول يصعد إليه شيء ول ينل منه شيء ول ييط بشيء ول يوصف بأنه عظيم‬
‫كبي ف نفسه ول أنه‬

‫ليس بعظيم كبي ف نفسه أعظم نقصا من وصفه بإحاطة ما يستلزم إحاطته بميع الوجودات‬
‫الوجه الامس أن يقال هب أن العال كرى فلم قلت إنه إذا كان فوق العال يلزم أن يكون تت بعضه‬
‫فإن هذا إنا يلزم إذا قدر أنه ميط بالعال كله من جيع الهات فأما إذا قدر أنه فوق العال من هذه‬
‫الهة الت عليها اليوان والنبات والعدن ل يلزم أن يكون تت العال من تلك الهة فلو فرضنا ملوقي‬
‫أحدها مدور والخر فوق الدور ليس ميطا به كما يعل النسان تت قدمه حصة أو بندقة ل يلزم أن‬
‫يكون الذي فوق الدور تت الدور يوجه من الوجوه وإذا قيل الحيط بالدور كالفلك التاسع الحيط‬
‫بالرض هو العال من كل جانب قيل هو العال بالنسبة إل ما ف جوف الدور وأما بالنسبة إل ما فوق‬
‫الدور فل بل الحيط وما ف جوفه تت ذلك الفوقان مطلقا كما أن المصة والبندقة تت الرجل‬
‫الوضوعة عليها وما يوضح ذلك أن مركز الفلك هو السفل الطلق للفلك والفلك من كل جانب عال‬
‫عليه فإذا قدر فوق الفلك من الانب الذي يلي الانب الذي عليه النام ما هو أعلى من الفلك من هذا‬
‫الانب وليس ميطا به ول مركز العال مركزا له امتنع أن يكون هذا تت شيء من العال بل هو قطعا‬
‫فوق الفلك من هذا الانب وليس تتها من ذلك الانب فيلزم أن يكون هو فوقها ل تتها‬

‫وإذا قال القائل هذا كما ل يوصف بالسفول فهو ل يوصف أيضا بالعلو فإن العال الطلق هو‬
‫الحيط إذا ليس إل الحيط والركز وهذا إذا ل يكن ميطا ل يكن عاليا قيل عن هذا جوابان أحدها أنه‬
‫على هذا التقدير إذا كان ميطا ل يكن سافل ألبتة بل يكون عاليا وعلى هذا فإن كان هو الظاهر الذي‬
‫ليس فوقه شيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء ولو أدل الدل ببل لبط عليه كان ميطا بالعال عاليا‬
‫عليه مطلقا ول يلزم من ذلك أن يكون فلكا ول مشابا للفلك فإن الواحد من الخلوقات تيط قبضته با‬
‫ف يده من جيع جوانبها وليس شكلها شكل يده بل ول شكل يده شكلها وذكر أن بعض الشيوخ‬
‫سئل عن كون الرب عاليا ميطا بالعال مسكا له فقال بعض ملوقاته كالباشق مثل يقبض بيده حصة‬
‫فيكون فوقها ميطا با مسكا لا فإذا كان هذا ل يتنع ف بعض ملوقاته فكيف يكون متنعا ف حقه‬
‫الثان أنه إذا قدر أنه عال وليس بحيط ل يلزم أن يكون له مركز ول أن يكون مركز العال مركزا له‬
‫وأن يكون الركز هو السفل بالنسبة إليه وأن يكون العال هو الحيط بالنسبة إليه بل ذلك بل ذلك إنا‬
‫يلزم ف الحيط كالنقطة من الدائرة فإذا قدر ما ليس بدائرة ول هو كرة ل يكن له مركز كنقطة الدائرة‬
‫ولذا لو‬

‫قدر أن السموات ليست ميطة بالرض ل يكن لا مركز مع تقدير الكرة الستديرة فل بد لا‬
‫من نقطة ف وسطها هو الركز وأما ما ليس بستدير ول هو كرة فليس مركز الكرة وهو النقطة الت‬
‫وسطها مركزا له سواء جعل فوق الستدير أو تته فل يتنع أن يكون شيء فوق الستدير وتته إذا ل‬
‫يكن مستديرا ول يكون مع هذا مشاركا للمستدير ف أن النقطة لت هي الحيطة مركزا له بل الركز‬
‫نسبته إل جيع جهات الحيط واحدة وليست نسبته إل ما فوق الحيط أو تته إذا قدر أن فوقه شيء أو‬
‫تته شيء ليس بستدير نسبة واحدة بل يكون الركز مع الحيط تت هذا الشيء العي الذي ليس‬
‫بستدير كما قد يكن أن يكون قوق شيء آخر فالركز بالنسبة إل الحيط تته والحيط فوقه وأما ما‬
‫يقدر فوق الحيط فهو عال على الميع قطعا ويتنع أن يقال إنه ليس فوق الحيط فإنه معلوم بصريح‬
‫العقل أن الواء فوق الرض والسماء فوق الرض وهذا معلوم قبل أن يعلم كون السماء ميطة بالرض‬
‫بل الحاطة قد يظن أنا مناقضة للعلو ل يقول أحد إن العلم بالعلو موقوف على العلم با ول إن العلو‬
‫مشروط با فإن الطي فوق الرض وليس ميطا به والسحاب فوق الرض وليس ميطا با وكل جزء من‬
‫أجزاء الفلك هو فوق الرض وليس ميطا با فتبي أن العلو معن معقول مع أنه ل يشترط فيه الحاطة‬
‫وإن كانت الحاطة ل تناقضه‬

‫وهؤلء النفاة حائرون تارة ويعلون الحاطة مناقضة للعلو وتارة يعلونا شرطا ف العلو لزمة‬
‫له ونن قد بينا خطأهم ف هذا وهذا فل هي مناقضة له ول هي منافية له ولذا كان الناس يعلمون أن‬
‫السماء فوق الرض والسحاب فوق الرض قبل أن يطر بقلوبم أنا ميطة بالرض وكذلك يعلمون‬
‫أن ال فوق العال وإن ل يعلموا أنه ميط به وإذا علموا أنه ميط ل ينع ذلك علمهم بأنه فوقه فتبي أنه‬
‫ليس من شرط العلم بكون الشيء عاليا أن يعلم أنه ميط ولو كانت الحاطة شرطا ف العلم امتنع العلم‬
‫بالشروط دون شرطه ولكن لا كان ف نفس المر الفلك عالية ميطة كانت الحاطة والعلو متلزمي‬
‫ف هذا مال فإن قدر أن كل عال فهو ميط كان العلو والحاطة متلزمي وإن قدر وجود موجود عال‬
‫ليس بحيط ل تكن الحاطة لزمة للعلو فقد تبي أنه بتقدير أن يكون الرب عاليا ليس بحيط فهو عال‬
‫وبتقدير أن يكون عاليا ميط فهو عال فثبت علوه على التقديرين وهو الطلوب وإذا كان هذا معقول ف‬
‫ملوقي ففي الالق بطريق الول وقد قررت هذا على وجه آخر بأن يقال فإن قيل الحيط ل يتميز منه‬
‫جانب دون جانب بكونه فوقا وسفل فل يكن إذا قدر شيء‬

‫خارجا عنه أن يقال هو فوقه إل كما يقال هو سفله وحينئذ ففرض شيء خارجا عن الدور‬
‫الحيط مع كونه فوقه جع بي الضدين قيل الواب عن هذا من وجوه أحدها أن هذا الكلم إن كان‬
‫صحيحا لزم بطلن حجتكم وإن ل يكن صحيحا لزم بطلنا فثبت بطلنا على تقدير النقيضي فيلزم‬
‫بطلنا ف نفس المر لن الق ف نفس المر ل يلو عن النقيضي بيان ذلك أن الحيط إما أن يصح‬
‫أن يقال إن بعضه عال وبعضه سافل وإما أن ل يصح فإن ل يصح بطل أن يكون الارج عنه تت شيء‬
‫من العال بل إذا قدر أنه ييط به ولو بقبضته له لزم أن يكون عاليا عليه مطلقا ول يكن سافل تت‬
‫شيء من العال وإن صح أن يكون بعضه عاليا وبعضه سافل أمكن أن يكون مباينا للعال من الهة‬
‫العالية فيكون عاليا عليه وإن قيل بل الحيط إذا حاذى رؤوسنا كان عاليا وإذا حاذى أرجلنا كان‬
‫سافل فل يزال بعضه عاليا وبعضه سافل قيل فعلى هذا التقدير يكون العال ما كان فوق رؤوسنا‬
‫وحينئذ فإذا كان مباينا للعال من جهة رؤوسنا دون أرجلنا ل يزل عاليا علينا دائما وهو الطلوب الوجه‬
‫الثان أن يقال هب أنه ميط بالعال وفوقه من‬

‫جيع الهات فإنا يلزم ما ذكرت أن لو كان من جنس فلك من الفلك فإن التخيل قد يتوهم‬
‫أن ما استدار وأحاط بالفلك كان تت بعض العال من بعض الهات ومن العلوم أن ال تعال ليس‬
‫مثل فلك من الفلك ول يلزم إذا كان فوق العال وميطا به أن يكون مثل فلك فإنه العظيم الذي ل‬
‫أعظم منه وقد قال ال تعال وما قدروا ال حق قدره والرض جيعا قبضته يوم القيامة والسموات‬
‫مطويات بيمينه سورة الزمر ‪ 67‬وقد ثبت ف الصحيح عن النب من غي وجه ما يوافق ذلك مثل‬
‫حديث أب هريرة عن النب أنه قال يقبض ال الرض ويطوي السموات بيمينه ث يهزهن ث يقول أنا‬
‫اللك أين ملوك الرض وف رواية إنا تكون بيده مثل الكرة ف يد الصبيان وروى ما هو أقل من ذلك‬
‫والقصود أنه إذا كان ال أعظم وأكب وأجل من أن يقدر العباد قدره أو تدركه أبصارهم أو ييطون به‬
‫علما وأمكن أن تكون السموات والرض ف قبضته ل يب والال هذه أن يكون تت العال أو تت‬
‫شيء منه فإن الواحد من الدميي إذا قبض قبضة أو بندقة أو حصة أو حبة خردل وأحاط با بغي ذلك‬
‫ل يز أن يقال إن أحد جانبيها فوقه لكون يده لا أحاطت با كان منها‬

‫الانب السفل يلي يده من جهة سفلها ولو قدر من جعلها فوق بعضه بذا العتبار ل يكن هذا‬
‫صفة نقص بل صغة كمال وكذلك أمثال ذلك من إحاطة الخلوق ببعض الخلوقات كاحاطة النسان‬
‫با ف جوفه وإحاطة البيت با فيه وإحاطة السماء با فيها من الشمس والقمر والكواكب فإذا كانت‬
‫هذه الحيطات ل يوز أن يقال إنا تت الحاط وأن ذلك نقص مع كون الحيط ييط به غيه فالعلى‬
‫العلى الحيط بكل شيء الذي تكون الرض جيعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه كيف‬
‫يب أن يكون تت شيء ما هو عال عليه أو ميط به ويكون ذلك نقصا متنعا وقد ذكر أن بعض‬
‫الشايخ سئل عن تقريب ذلك إل العقل فقال للسائل إذا كان باشق كبي وقد أمسك برجله حصة أليس‬
‫يكون مسكا لا ف حال طيانه وهو فوقها وميط با فإذا كان مثل هذا مكنا ف الخلوق فكيف يتعذر‬
‫ف الالق قال الرازي واحتج الصم بالعلم الضروري بأن كل موجودين فإن أحدها سار ف الخر أو‬
‫مباين عنه ف الهة‬

‫قال والواب أن دعوى الضرورة قد سبق بطلنا وبقي القسم الثالث فهذه القدمة توجب‬
‫الدور لتوقف ثبوتا على نفيها والعتراض على هذا أن دعوى الضرورة ل يكن إبطالا إل بتكذيب‬
‫الدعي أو بيان حطئه والدعون لذلك أمم كثية منتشرة يعلم أنم ل يتواطأوا على الكذب فالقدح ف‬
‫ذلك كالقدح ف سائر الخبار التواترة فل يوز أن يقال إنم كذبوا فيما أخبوا به عن أنفسهم من‬
‫العلم الضروري وأيضا فالنازع يسلم أن مثل هذا مستقر ف فطر جيع الناس وبدائههم وأنم مضطرون‬
‫إليه ل يكنهم دفعه عن أنفسهم إل كما يكن دفع أمثاله ما هم مضطرون إليه وإنا يقولون إن هذه‬
‫الضرورة خطأ وهي من حكم الوهم وقد تقدم بيان فساد ذلك وأن هذه القضية كلية عقلية ل خبية‬
‫معينة ولو كانت خبية معينة فالزم با كالزم بسائر السيات الباطنة والظاهرة فهي ل ترج عن‬
‫العقليات الكلية والسيات العينة وكما يتنع اتفاق الطوائف الكثية الت ل تتواطأ على دعوى الكذب‬
‫ف مثل‬

‫ذلك يتنع اتفاقهم على الطأ ف مثل ذلك ولو جاز الطأ ف مثل ذلك ل يكن الزم با يب به‬
‫الناس عما عرفوه بالس أو الضرورة لمكان غلطهم ف ذلك فإن غلط الس الظاهر أو الباطن أو العقل‬
‫يقع لحاد الناس ولطائفة حصل بينها مواطأة وتلقى بعضها عن بعض كالذاهب الوروثة وكقول‬
‫التابعي لكون هذا معلوما بالضرورة فإنم أهل مذهب تلقاه بعضهم عن بعض وأما الازمون بالضرورة‬
‫ف أن ال فوق العال أو أنه ل يعقل موجود قائم بنفسه ل يشار إليه ول يعقل موجودان ليس أحدها‬
‫مايثا للخر ول مباينا له وأن مثل هذا متنع بالضرورة الت يدونا ف أنفسهم كسائر علومهم الضرورية‬
‫فهؤلء أمم كثية ل يتواطأوا ول يتفقوا على مذهب معي وأما قوله وبقي القسم الثالث فهذه القدمة‬
‫توجب الدور لتوقف ثبوتا على نفيها فليس المر كذلك لن هذه القدمة الضرورية ل يتوقف ثبوتا‬
‫على نفي ما يعارضها كسائر العارف الضرورية بل نعلم بالضرورةأن ماعارضها من النظريات فهو باطل‬
‫على سبيل الملة وإن ل نذكر حل الشبه على وجه التفصيل كما نعلم فساد سائر النظريات‬
‫السوفسطائية العارضة للعلوم الضرورية وإذا قال القائل ل تثبت هذه القدمة حت ينفى العارض البطل‬
‫لا ونفي ذلك ل يكون إل بثبوتا‬
‫كان قوله منوعا غي مقبول باتفاق العقلء على نظائر ذلك فإن كل مقدمة ضرورية ل يتوقف‬
‫ثبوتا على نفي ما يقدح فيها والستدلل با ل يتوقف على ذلك بل هم يقولون إن القضايا اليقينية‬
‫سواء كانت ضرورية أو نظرية ل يتوقف العلم بوجبها على نفي العارض ولو توقف على ذلك ل يعلم‬
‫أحد شيئا لن ما يطر بالقلوب من الشبهات العارضة ل ناية له فكيف يتاج ف العلوم الضرورية إل‬
‫نفي العارض ولذا كان جيع العقلء السالي الفطرة يكمون بوجب هده القضية الضرورية قبل أن‬
‫يعلموا أن ف الوجود من ينكرها ويالفها وأكثر الفطر السليمة إذا ذكر لم قول النفاة بادروا إل‬
‫تهيلهم وتكفيهم ومنهم من ل يصدق أن عاقل يقول ذلك لظهور هذه القضية عندهم واستقرارها ف‬
‫أنفسهم فينسبون من خالفها إل النون حت يروا ذلك ف كتبهم أو يسمعوه من أحدهم ولذا تد‬
‫النكر لذه القضية يقر با عند الضرورة ول يلتفت إل ما اعتقده من العارض لا فالنفاة لعلو ال إذا‬
‫حزب أحدهم شدة وجه قلبه إل العلو يدعو ال ولقد كان عندي من هؤلء النافي لذا من هو من‬
‫مشايهم وهو يطلب من حاجة وأنا أخاطبه ف هذا الذهب كأن غي منكر له وأخرت قضاء حاجته‬
‫حت ضاق صدره فرفع طرفه ورأسه إل السماء وقال يا ال فقلت له أنت مقق لن ترفع طرفك‬

‫ورأسك وهل فوق عندك أحد فقال استغفر ال ورجع عن ذلك لا تبي له أن اعتقاده يالف‬
‫فطرته ث بينت له فساد هذا القول فتاب من ذلك ورجع إل قول السلمي الستقر ف فطرهم قال‬
‫الرازي واحتج الصم أيضا بأن اختصاص السم باليز والهه إنا كان لكونه قائما بالنفس يعن وهذا‬
‫ثابت لكل قائم بنفسه وإذا كان ف جهة كان ف جهة فوق لن اختصاص الشرف بالشرف هو‬
‫الناسب ولن اللق بطباعهم وقلوبم السليمة يرفعون أيديهم إليها عند التضرع والدعاء قال والواب‬
‫أن اختصاص السم باليز والهة قد يكون لذاته الخصوصة فإنه ل يب أن يكون اختصاص كل شيء‬
‫بصفة لصفة أخرى والعتراض على ذلك أن يقال إن عنيت بذاته الخصوصة هو ما‬

‫يتاز به جسم عن جسم كما يقال اختصاص الفلك باليز لكونه فلكا واختصاص الاء باليز‬
‫لكونه ماء واختصاص الواء باليز لكونه هواء فهذا باطل ل يقوله عاقل فإن جيع الجسام مشتركة ف‬
‫الختصاص باليز والهة والكم العام الشترك بينها ل يكون إل لا امتاز به بعضها عن بعض فإنه لو‬
‫كان لا امتاز به بعضها عن بعض وجب أن يتص ببعضها كسائر ما كان من ملزومات الخصصات‬
‫الميزات وإذا قيل إن الختلفات يوز أن تشترك ف لزم عام كاشتراك أنواع اليوانات الختلفة ف‬
‫اليوانية فهذا صحيح لكن ل يوز أن يكون الكم العام الشترك فيه لجل ما يتص به كل حيوان‬
‫وإذا قيل إن الكم الواحد بالنوع يوز أن يعلل بعلتي متلفتي كما يعلل حل الدم بالردة والقتل والزنا‬
‫وكما يعلل اللك بالرث والبيع والصطياد وكما يعلل وجوب الغسل بالنزال واليلج واليض‬
‫فالوجوب الثابت بذا السبب ليس هو بعينه الوجوب الثابت بذا السبب لكنه نظيه مع أنما يتلفان‬
‫بسب اختلف السباب فليس اللك الثابت بالرث مساويا للملك الثابت بالبيع من كل وجه بل له‬
‫خصائص يتاز با عنه وكذلك حل الدم الثابت بالردة ليس مساويا لل الدم الثابت بالقتل بل بينهما‬
‫فروق معروفة وكذلك الغسل الشروع باليض مالف للغسل الشروع باليلج من بعض الوجوه وأما‬
‫النزال واليلج فهما نوع واحد وأما ما جزم العقل بثبوته للقدر الشترك فيجب أن يضاف إل قدر‬

‫مشترك والعقل يزم بثبوت اليز والهة لكل جسم من غي أن يعلم كل جسم بل ل يعقل‬
‫حقيقة السم عنده إل مع كونه متحيزا ذا جهة فصار هذا من لوازم القدر الشترك فل يوز أن يضاف‬
‫إل الخصصات وقوله ل يب أن يكون اختصاص كل شيء بصفه لصفة أخرى إنا تكون حجة لو‬
‫قيل العلة ف ثبوت هذه الصفة لصفة أخرى وليس هذا هو الدعى بل الدعى أن هذا من لوازم القدر‬
‫الشترك سواء قيل إنه معلول له أو لزم غي معلول له وحينئذ فل يتاج أن نقول ثبت لصفة أخرى بل‬
‫يكن أن يكون لزما لنفس الذات لكن هو لزم لسائر ما يشابها ف اليز والهة فلم يكن لزومه لا من‬
‫جهة ما يتاز به عن غيها بل من جهة القدر الشترك بينها وبي غيها من الجسام فعلم أن اتصاف‬
‫السم بكونه متحيزا وذا جهة لزم له لعموم كونه جسما ل لصوص العينات بعن أن الشترك مستلزم‬
‫لذا الكم وإن عنيت بذاته الخصوصة القدر الشترك بي الجسام فلفظ السم ممل إن عنيت به كل‬
‫ما يشار إليه فتسمية مثل هذا جسما ما ينازعك فيه من ينازعك من أهل الثبات والكلم ف العان‬
‫العقلية ل ف النازعات اللفظية وصاحب هذا القول قد ينع أن كل ما يشار إليه مركب من الواهر‬

‫الفردة أو من الادة والصورة وحينئذ فالناس هنا طوائف منهم من يقول لك هو فوق العال وليس‬
‫بسم ومنهم من يقول لك هو فوق العال وهو جسم بعن أنه يشار إليه ل بعن أنه مركب ومنهم من‬
‫يسلم لك أنه يلزم أن يكون مركبا ومنهم من ل يطلق اللفاظ البدعية ف النفي ول الثبات بل يراعي‬
‫العان العقلية واللفاظ الشرعية فيقولون لك القدر الشترك بينهما هو القيام بالنفس فإنا كلها مشتركة‬
‫ف القيام بالنفس وف التحيز وف الهة فهذه أمور متلزمة ويقول لك كثي منهم أو أكثرهم ل يعقل‬
‫قائم بنفسه غي متحيز كما ل يعقل قائم بغيه إل وهو صفة سواء سى عرضا أو ل يسم فإثبات الثبت‬
‫قائما بنفسه ل يشار إليه أمر ل يعقل عند عامة العقلء كإثباته قائما بغيه ليس صفة له ويوضح ذلك‬
‫أن الجسام متلفة على أصح قول الناس وإنا اشتركت ف مسمى القيام بالنفس والقدار مع القيام‬
‫بالنفس فكما أن التحيز والهة ها من لوازم القدار العام ل من لوازم ما يتص ببعضها فكذلك ها من‬
‫لوازم القيام بالنفسى العام ل من لوازم ما يتص ببعضها وإن عنيت بلفظ السم ما هو مركب من الادة‬
‫والصورة أو من الواهر الفردة كما هو قول طوائف من أهل الكلم والفلسفة فهنا النازعون لك‬
‫صنفان منهم من يقول هو جسم مركب من الواهر الفردة أو من الادة والصورة وهؤلء وإن كان‬
‫قولم باطل فليس لك حجة تبطل با قولم بل هم على إبطال قولك أقدر منك على إبطال قولم فإن‬
‫كل قول يكون أبعد عن الق‬

‫تكون حجج صاحبه أضعف من حجج من هو أقل خطأ منه وقول العطلة لا كان أبعد عن‬
‫الق من قول الجسمة كانت حجج أهل التعطيل أضعف من حجج أهل التجسيم ولا كان مرض‬
‫التعطيل أعظم كان عناية الكتب اللية بالرد على أهل التعطيل أعظم وكانت الكتب اللية قد جاءت‬
‫بإثبات صفات الكمال على وجه التفضيل مع تنيهه عن أن يكون له فيها مثيل بل يثبتون له الساء‬
‫والصفات وينفون عنه ماثلة الخلوقات ويأتون بإثبات مفصل ونفي ممل فيثبتون أن ال حي عليم قدير‬
‫سيع بصي غفور رحيم ودود إل غي ذلك من الصفات ويثبتون مع ذلك أنه ل ند له ول مثل له ول‬
‫كفو له ول سى له ويقول تعال ليس كمثله شيء وهو السميع البصي سورة الشورى ‪ 11‬ففي قوله‬
‫ليس كمثله شيء رد على أهل التمثيل وف قوله وهو السميع البصي رد على أهل التعطيل ولذا قيل‬
‫المثل يعبد صنما والعطل يعبد عدما والقصود هنا أن هؤلء النفاة ل يكنهم إقامة حجة على غلة‬
‫الجسمة الذي يصفونه بالنقائص حت الذين يقولون ما يكى عن بعض اليهود أنه بكى على الطوفان‬
‫حت رمد وأنه عض يده حت جرى منه الدم ندما ونو ذلك من القالت الت هي من أفسد القالت‬
‫وأعظمها كفرا ليس مع هؤلء النفاة القائلي بأنه بداخل العال ول خارجه حجة عقليه يبطلون با مثل‬
‫هؤلء القوال الباطلة فكيف با هو دونا من الباطل فكيف بالقوال الصحيحة‬

‫وذلك أن عمدتم على أن هذه الصفات تستلزم التجسيم وهو باطل وعمدتم ف نفي التجسيم‬
‫على امتناع اتصافه بالصفات ويسمونه التركيب أو على حدوث السم الذى مبناه على أن ما ل يلو‬
‫عن الوادث فهو حادث وعلى أن ما اختص بشيء فل بد له من مصص من غي فرق بي الواجب‬
‫بذاته القدي الزل وبي غيه مع العلم بأنه ل بد للموجود الواجب من حقيقة يتص با يتميز با عما‬
‫سواه وأن ما اختصت به حقيقته يتنع أن يكون لا مصص كما يتنع أن يكون لوجوده الواجب موجب‬
‫أو لعلمه معلم أو لقدرته مقدور ونو ذلك وإذا كان كذلك فهؤلء يقولون لك الختصاص باليز‬
‫والهة إنا كان لكون الختص با قائما بالنفس فيكون كل قائم بنفسه متصا باليز والهة ويقولون إن‬
‫عنيت أن كل متص بهة إنا اختص بنس اليز والهة لذاته الخصوصة فقد ظهر بطلن ذلك وإن‬
‫قلت إنا اختص بالهة الخصوصة واليز الخصوص لذاته الخصوصة ل ينازعك ف ذاك بل يقولون‬
‫الختصاص بنس الهة واليز كان لنس القيام بالنفس فجنس الختصاص لزم لنس القيام بالنفس‬
‫فكل قائم بنفسه متص بيز وجهة فقد تبي أن كونه متحيزا ذا جهة لزم لعموم كونه جسما ل‬
‫لصوص جسم معي وحينئذ فإذا قلت كما أن الختصاص بالهة واليز من لوازم القيام بالنفس فهو‬
‫مستلزم لكونه جسما قالوا لك ونن نقول بذلك‬

‫وكذلك إذا قلت لم كما ل تعقلون قائما بنفسه إل متصا بهة وحيز فل تعقلون قائما بنفسه‬
‫إل جسما قالوا لك ونن نقول بذلك فإذا شرعت معهم ف نفي السم كان لم طريقان أحدها أن‬
‫يقولوا هذا قدح ف الضروريات بالنظريات فل نقبله كما تقدم والثان أن يبينوا بطلن أدلة النافيه‬
‫للتجسيم وأنت تعترف ببطلنا فأنت ف غي موضع من كتبك ومن تقدمك كالغزال وغيه تبينون‬
‫فساد حجج التكلمي على أن كل جسم مدث وتقدحون فيها با ل يكن إبطاله كما فعلت ف‬
‫الباحث الشرقية والطالب العالية بل كما فعل من بعدك كالمدي والرموي وغيها وأنتم ف مواضع‬
‫أخر تقدحون ف حجج من احتج على أن السم مركب وكل مركب فهو مفتقر بذاته وتقدحون ف‬
‫أدلة الفلسفة الت احتجوا با على إمكان كل مركب كما فعل الغزال ف تافت الفلسفة وكما فعله‬
‫الرازي والمدي وغيها وهذه الجة وهي الحتجاج بكون الرب قائما بنفسه على كونه مشار إليه‬
‫وأنه فوق العال لا كانت حجةعقلية ل يكن مدافعتها وكانت ما ناظر به الكرامية لب إسحاق‬
‫السفرايين فر أبو إسحاق وغيه إل إنكار كون الرب قائما بنفسه بالعن العقول‬

‫وقال ل أسلم أنه قائم بنفسه إل بعن أنه غن عن الحل فجعل قيامه بنفسه وصفا عدميا ل ثبوتيا‬
‫وهذا لزم لسائرهم ومعلوم أن كون الشيء قائما بنفسه أبلغ من كونه قائما بغيه فإذا كان العرض‬
‫القائم بغيه يتنع أن يكون عدميا فقيام السم بنفسه أبلغ ف المتناع وإذا كان الخلوق قائما بنفسه‬
‫فمعلوم أن هذه صفة كمال تيز با السم عن العرض فخالق الميع كيف ل يتصف إل بذه الصفة‬
‫الكمالية بل ل يكون قائما بنفسه ول بغيه إل بعن عدمي فيكون الخلوق متصا بصفة موجودة‬
‫كمالية والالق ل يتصف إل بالمر العدمي فيكون الخلوق متصفا بصفة كمال وجودية والالق متصا‬
‫بالمر العدمى والعدم ل يكون قط صفة كمال إل إذا تضمن أمرا وجوديا فما ليس بوجود ول كمال ف‬
‫الوجود فليس بكمال فإذن ل يكن القيام بالنفس متضمنا لمر وجودي بل ل معن له إل العدم الحض‬
‫ل يكن صفة كمال وعدم افتقاره إل الغي أمر عدمي والعدمي إن ل يتضمن صفة ثبوتية ل يكن صفة‬
‫كمال والعدم الحض ل يفتقر إل مل وكل صفة ل يشاركه فيها العدوم ل تكن صفة كمال وأما‬
‫الصنف الثان فهم يوافقونك على أن صانع العال ليس بركب من الواهر الفردة ول من الادة والصورة‬
‫فليس هو بسم وحينئذ فقولك إن اختصاص السم باليز والهة قد يكون‬

‫لذاته الخصوصة إن عنيت بذاته الخصوصة هذا التركيب فهذا العن منوع عنده فضل عن أن‬
‫يكون علة لذا الكم وإن عنيت بذاته الخصوصة ما هو مشترك بي الجسام من كونا مشارا إليها‬
‫فل يسلم لك أن ف الوجود قائما بنفسه غي مشار إليه قال الرازي ف حجة خصمه وإذا كان ف جهة‬
‫كان ف جهة فوق لن اختصاص الشرف بالشرف هو الناسب قال والواب قوله جهة فوق أشرف‬
‫الهات خطاب ل يثبت به العقليات قال ولن العال كرة فل فوق إل وهو تت بالنسبة ولنه إن ل‬
‫يكن لمتداده ف جهة العلو ناية فكل نقطة فوقها نقطة أخرى فل شيء يفرض فيه إل وهو سفل وإن‬
‫كان له ناية كان فوق طرفه العلى خلء أعلى منه فلم يكن علوا مطلقا ولن الشرف الاصل بسبب‬
‫الهة للجهة بالذات وللحاصل فيها بالعرض فكان الكان ف هذا الباب أشرف منه تعال ال عن ذلك ‪.‬‬

You might also like