You are on page 1of 82

‫‪Elmahad.free.

fr‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬

‫ب غية ال مرت اد في ا لر د ع لى ال متف لسفة وا لقرا مطة وال باط نية‬


‫ابن تي مية‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫و على سيدنا ممد صدر الكتاب سئل شيخ السلم علم العلماء العلم تقي الدين أبو العباس أحد بن عبد الليم بن عبد السلم‬
‫ابن تيمية الران رحهم ال تعال‬
‫ما تقول السادة العلماء أئمة الدين ف الديث الروي الذي لفظه ‪ #‬أول ما خلق ال العقل فقال له أقبل فأقبل ث قال له أدبر فأدبر‬
‫فقال وعزت ما خلقت خلقا أكرم علي منك فبك آخذ وبك أعطي وبك الثواب والعقاب ‪ #‬والديث الخر الذي لفظه كنت كنا‬
‫ل أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت اللق ليعرفون فب عرفون‬

‫والديث الثالث الذي لفظه كان ال ول شيء معه وهو الن على ما عليه كان ‪ #‬هل هذه الحاديث صحيحة أم سقيمة أو بعضها‬
‫صحيح وبعضها سقيم وما الصحيح منها وهل فيها زيادة الراوي العدل أم ل وما معناها على الطلق ‪ #‬وكان يط الكاتب ف‬
‫الاشية وما نصه رواية الشيخ ‪ #‬والقصود بيان ما بن على هذه الحاديث من مقالت القائلي بوحدة الوجود وما يتصل بذلك من‬
‫أقاويل الفلسفة والقرامطة الباطنية ونو ذلك وبيان الق من الباطل وبال تعال التوفيق‬

‫أجاب رضي ال عنه وأرضاه ‪ #‬المد ل رب العالي أما الديث الول فهو باللفظ الذكور قد رواه من صنف ف فضل العقل ‪#‬‬
‫كداود بن الحب ونوه واتفق أهل العرفة بالديث على أنه ضعيف بل هو موضوع على رسول ال ‪ #‬وقد ذكر الافظ أبو حات‬
‫البست وأبو السن الدارقطن‬

‫والشيخ أبو الفرج ابن الوزي وغيهم أن الحاديث الروية عن النب ف العقل ل أصل لشيء منها وليس ف رواتا ثقة يعتمد ‪ #‬فقد‬
‫ذكر أبو الفرج بن الوزي ف كتابه العروف عن هذه الحاديث الوضوعات عامة ما روي ف العقل عن النب وروى القزاز عن‬
‫الافظ أب بكر الطيب ‪ #‬حدثن ممد بن علي الصوري سعت عبد الغن بن سعيد‬

‫الافظ يقول أنا أبو السن علي بن عمر يعن الدارقطن كتاب العقل وضعه أربعة أولم ميسرة بن عبد ربه ث سرقه منه داود بن الحب‬
‫فركبه بأسانيد غي أسانيد ميسره وسرقه عبد العزيز بن أب رجاء فركبه بأسانيد أخر ‪ #‬ث سرقه سليمان بن عيسى السجزي فأتى‬
‫بأسانيد أخر ‪ #‬قال وهو على ما قال الدارقطن ‪ #‬وقد رويت ف العقل أحاديث كثية ليس فيها شيء يثبت‬

‫منها ما يرويه مروان بن سال وإسحاق بن أب فروة وأحد بن بشي ونصر بن طريف وابن سعان وسليمان بن عيسى‬

‫وكلهما متروكون وقد كان بعضهم يضع الديث ويسرقه الخر ويغي إسناده فلم نر التطويل بذكرها قلت ومع هذا فقد روى أبو‬
‫الفرج هذا الديث من طريق سيف بن ممد عن سفيان الثوري عن الفضل بن عثمان عن أب هريرة عن النب أنه قال لا خلق ال‬
‫العقل قال له قم فقام ث قال له أدبر فأدبر ث قال له أقبل فأقبل ث قال له أقعد فقعد فقال ما خلقت خلقا هو خي منك ول أكرم علي‬
‫منك ول أحسن منك بك آخذ وبك أعطي وبك أعرف وبك الثواب وعليك العقاب‬

‫قال أبو الفرج هذا حديث ل يصح عن رسول ال ‪ #‬وقال يي بن معي الفضل رجل سوء ‪ #‬وقال ابن حبان وحفص بن عمر ‪#‬‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫يروي الوضوعات ل يل لحد الحتجاج به وأما سيف فكذاب بإجاعهم‬

‫ورواه أيضا من كتاب أب جعفر العقيلي من حديث سعيد بن الفضل القرشي ‪ #‬حدثنا عمر بن أب صال العتكي عن أب غالب ‪#‬‬
‫عن أب أمامة قال قال رسول ال لا خلق ال العقل قال له أقبل فأقبل‬

‫ث قال له أدبر فأدبر فقال وعزت ما خلقت خلقا هو أعجب إل منك فبك آخذ وبك أعطي وبك الثواب وعليك العقاب ‪ #‬قال أبو‬
‫الفرج هذا حديث ل يصح عن رسول ال وذكر أن سعيدا وعمرا مهولن ‪ #‬قال وقد روى من طريق علي وأب هريرة وليس فيها‬
‫شيء يثبت ‪ #‬قال أحد بن حنبل هذا الديث موضوع ليس له أصل ‪ #‬قال العقيلي ل يثبت ف هذا الباب شيء فهذا اتفاق أهل‬
‫العرفة على بطلن هذا الديث مع أن أكثر ألفاظه لا خلق العقل قال له وهذا بنلة قوله‬

‫أول ما خلق ال العقل بالنصب لكن هذا اللفظ يكن هؤلء اللحدون أن يغيوا إعرابه بلف ذلك اللفظ فإنه ل حيلة لم ف ‪#‬‬
‫إعرابه ‪ #‬ث إنه من العجب أن هذا الديث قد جعله عمدتم ف أصول الدين والعرفة والتحقيق من يروم المع بي الشريعة اللية‬
‫والفلسفة اليونانية الشائية وكل هؤلء غيوه وإن كان موضوعا فرووه أول ما خلق ال العقل فقال له أقبل وجعلوا هذا حجة وموافقا‬
‫لا يقوله‬

‫الفلسفة الشاؤون أتباع أرسطو من قولم أول الصادرات عن واجب الوجود هو العقل الول ‪ #‬وقد شاع هذا ف كلم كثي من‬
‫التأخرين بعد أن رأوه ف كتب رسائل إخوان الصفا فإن هذه الرسائل هي عمدة لؤلء‬

‫ووجدوا نو هذا ف كلم أب حامد ف مواضع وإن قيل إنه رجع عن ذلك ‪ #‬ث وقع بعده ف كلم من سلك هذه السبيل من ‪#‬‬
‫الهمية والتفلسفة من القائلي بوحدة الوجود وغيهم وهذا باطل من وجوه كثية أحدها أن هذا الديث بذا اللفظ والعراب ل‬
‫يروه أحد من رواة الديث ل بإسناد صحيح ول سقيم بل الديث الروي وإن كان بإسناد سقيم لفظه أول ما خلق ال العقل بنصب‬
‫أول والعقل وذلك ل حجة فيه على أن العقل أول ملوق خلق إذ لفظه أول ما خلق ال العقل قال له أقبل فأقبل فهو نصب على‬
‫الظرف إذ ما هي الصدرية وهي والفعل بتأويل الصدر الذي يعله ظرفا كما يقال أول ما لقيت فلنا سلمت عليه أي ف أول أوقات‬
‫لقيه سلمت عليه ‪ #‬وإذا كان معناه أنه قال له ف أول أوقات خلقه هذا القول ل يدل على أنه أول ملوق بل هو دليل على أنه خلق‬
‫قبله غيه‬

‫إذ قد قال له ف أول أوقات خلقه ما خلقت خلقا أكرم علي منك وإن كان قد تذلق من تذلق من الهميي القائلي بوحدة ‪#‬‬
‫الوجود وغيهم ففسروا القبال والدبار با ل يدل عليه اللفظ واختلفوا ف ذلك حت أن صاحب البيد يفسر القبال والدبار با يرجع‬
‫مصوله إل أصله الفاسد من أن وجوده وجود الق ‪ #‬فمعلوم أن هذا ليس هو قول هؤلء الفلسفة ولكن أرسطو حكى عن بعض‬
‫قدماء الفلسفة أنه كان يقول الوجود واحد ورد ذلك عليه‬

‫فقول هؤلء يواطئ هذا القول الذي ل يرضه هؤلء الفلسفة وقد كان صاحب البيد يقول عن صاحب الفصوص والفتوحات ‪00‬‬
‫الكية إن كلمه فلسفة مموجة أي عفنة فيكون كلمه هو فلسفة منتنة وسواء كان قولم أو ل يكن فمعلوم أن اللفظ الذكور ل يدل‬
‫على ما فسره به بوجه من وجوه دللت اللفظ ولكن هؤلء سلكوا مسلك القرامطة الباطنية وهم من التفلسفة النتسبي إل السلم‬
‫وكان ابن سينا يقول كان أب من أهل دعوتم ولذلك قرأت كتب الفلسفة ومعلوم أن مقالت هؤلء من ابعد القالت عن الشرع‬
‫والعقل فإنم يسفسطون‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬

‫ف العقليات ويقرمطون ف السمعيات فيحرفون الكلم عن مواضعه أعظم من التحريف الذي عيب به اليهود والنصارى إل من ‪#‬‬
‫تقرمط من الميي من متفلسفيهم فإنه شبيه بم ‪ #‬وقد علم بالضطرار أن ما يفسرون به كلم ال تعال ورسوله بل وكلم غيها‬
‫ليس داخل ف مرادهم فضل عن أن يكون هو الراد بل غالب تفاسيهم منافية لا أراده ال تعال إما من ذلك اللفظ وإما من غيه وإن‬
‫كان طوائف من الشهورين بالفقه والتصوف يطلقون هذه العبارات السلمية بالتفاسي الفلسفية القرمطية فقد صرحوا بأن ذلك‬
‫مأخوذ عن هؤلء كما ذكر أبو حامد ف كتابه معيار العلم لا تكلم على الدود قال‬

‫ولكنا أوردنا حدودا مفصلة لتحصل الدربة بكيفية ترير الد وتأليفه فإن المتحان والمارسة للشيء تفيده قوة عليه ل مالة ‪# #‬‬
‫والثان لن يقع الطلع على معان أساء أطلقها الفلسفة وقد أوردناها ف كتاب تافت الفلسفة إذ ل يكن مناظرتم إل بلغتهم‬
‫وعلى حكم اصطلحهم وإذا ل نفهم ما أوردناه ف اصطلحهم ل يكن مناظرتم ‪ #‬فقد أوردنا حدود ألفاظ أطلقوها ف الليات‬
‫والطبيعيات وشيئا قليل من الرياضيات فلتؤخذ هذه الدود على أنا شرح السم ‪ #‬فإن قام البهان على أن ما شرحوه هو كما‬
‫شرحوه اعتقد حدا وإل اعتقد شرحا للسم وإنا قدمنا هذه القدمة لتعلم أن ما نورده من الدود شرح لا أراده الفلسفة بإطلق ل‬
‫حكم بأن ما ذكروه على ما ذكروه فإن ذلك إنا يتوقف على النظر ف موجب البهان عليه‬

‫قال والستعمل ف الليات أربع عشرة لفظة وهو ‪ #‬الباري تعال وهو السمى بلسانم البدأ الول ‪ #‬والعقل ‪ #‬والنفس ‪# #‬‬
‫والعقل الكلي ‪ #‬وعقل الكل ‪ #‬والنفس الكلي ‪ #‬ونفس الكل ‪ #‬واللك ‪ #‬والعلة ‪ #‬والعلول ‪ #‬والبداع ‪ #‬واللق ‪#‬‬
‫والحداث ‪ #‬والقدي ‪ #‬إل أن قال ‪ #‬العقل الكلي وعقل الكل والنفس الكلي ونفس الكل وبيانه أن الوجودات عندهم يعن‬
‫الفلسفة ثلثة أقسام ‪ #‬أجسام وهي أخسها ‪ #‬وعقول فعالة وهي أشرفها لبائتها عن الادة وعلقة الادة حت أنا ل ترك الواد‬
‫أيضا إل بالشوق‬

‫وأوسطها النفوس وهي الت تنفعل عن العقل وتفعل ف الجسام فهي واسطة ‪ #‬ويعنون باللئكة السماوية نفوس الفلك فإنا حية ‪#‬‬
‫عندهم ‪ #‬وباللئكة القربي العقول الفعالة ‪ #‬فالعقل الكلي يعنون به العن العقول القول على كثيين متلفي بالعدد من العقول الت‬
‫لشخاص الناس ول وجود لا ف القوام بل ف التصور فإنك إذا قلت النسان الكلي أشرت به إل العن العقول من النسان الوجود‬
‫ف سائر الشخاص الذي هو ف العقل صورة واحدة تطابق سائر أشخاص الناس ول وجود لنسانية واحدة هي إنسانية زيد وهي‬
‫بعينها إنسانية عمرو ولكن ف العقل نصل صورة النسان من شخص واحد مثل وتطابق سائر أشخاص الناس كلهم فيسمى ذلك‬
‫النسانية الكلية فهذا ما يعن بالعقل الكلي ‪ #‬وأما عقل الكل فيطلق على معنيي لن الكل يطلق على معنيي ‪ #‬أحدها وهو الوفق‬
‫للفظ أن يراد بالكل جلة العال فعقل الكل على هذا العن بعن شرح اسه أنه جلة الذوات الجردة عن الادة من جيع الهات الت ل‬
‫تتحرك ل بالذات ول بالعرض ول تتحرك إل بالشوق وآخر رتبة هذه الملة هو العقل الفعال‬

‫الخرج للنفس النسانية ف العلوم القلية من القوة إل الفعل وهذه الملة هي مبادئ الكل بعد البدأ الول ‪ #‬والبدأ الول هو مبدع‬
‫الكل ‪ #‬وأما الكل بالعن الثان فهو الرم القصى أعن الفلك التاسع الذي يدور ف اليوم والليلة فيتحرك بركته كل ما هو حشوه‬
‫من السموات كلها فيقال لرمه جرم الكل ولركته حركة الكل وهو اعظم الخلوقات وهو الراد بالعرش عندهم فعقل الكل بذا‬
‫العن جوهر مرد عن الادة من كل الهات وهو الحرك لركة الكل على سبيل التشويق لنفسه ووجوده أول وجود مستفاد عن‬
‫الول ويزعمون أنه الراد بقوله عليه الصلة والسلم أول ما خلق ال العقل فقال له أقبل فأقبل الديث إل آخره ‪ #‬قال وأما النفس‬
‫الكلي فالراد به العن القول على‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫كثيين متلفي بالعدد ف جواب ما هو أي الت كل واحد منها نفس خاصة لشخص كما ذكرنا ف العقل الكلي ونفس الكل على‬
‫قياس عقل الكل جلة الواهر الغي جسمانية الت هي كمالت مدبرة للجسام السماوية الحركة لا على سبيل التشويق والختيار‬
‫العقلي ‪ #‬ونسبة نفس الكل إل عقل الكل كنسبة أنفسنا إل العقل الفعال ‪ #‬ونفس الكل هو مبدأ قريب لوجود الجسام الطبيعية‬
‫ومرتبته ف نيل الوجود بعد مرتبة عقل الكل ووجوده فائض عن وجوده ‪ #‬وقد قال أبو حامد قبل هذا ‪ #‬وأما العقول الفعالة فهي‬
‫نط آخر ‪ #‬والراد بالعقل الفعال كل ماهية مردة عن الادة اصل فحد العقل الفعال أما من جهة ما هو عقل أنه جوهر صوري ذاته‬
‫ماهية مردة عن ذاتا ل بتجريد غيها عن الادة وعن علئق الادة بل هي ماهية كل موجود ‪ #‬فأما من جهة أنه فعال فإنه ‪ #‬جوهر‬
‫بالصفة الذكورة ومن شأنه أن يرج العقل اليولن من القوة إل الفعل بإشراقه عليه‬

‫وليس الراد بالوهر التحيز كما يريده التكلمون بل هو قائم بنفسه ل ف موضوع ‪ #‬والصوري احتراز عن السم وما ف الواد ‪#‬‬
‫‪ #‬وقولم ل بتجريد غيه احتراز عن العقولت الرتسمة ف النفس من أشخاص الاديات فإنا تتجرد بتجريد العقل إياها ل بتجريدها‬
‫بذتا إذ العقل الفعال الخرج لنفوس الدميي بالعلوم من القوة إل الفعل فنسبته إل العقولت والقوة العاقلة كنسبة الشمس إل‬
‫البصار والبصرات والقوة الباصرة إذ يرج البصار من القوة إل الفعل ‪ #‬وقد يسمون هذه العقول اللئكة ‪ #‬وف وجود جوهر‬
‫على هذا الوجه يالفهم التكلمون إذ ل وجود لعال بنفسه غي متحيز إل ال وحده ‪ #‬واللئكة عندهم أجسام لطيفة متحيزة عند‬
‫أكثرهم ‪ #‬وتصحيح ذلك بطريق البهان وما ذكرناه شرح السم ث قال حد النفس هو عندهم اسم مشترك يقع على معن يشترك‬
‫فيه النسان واليوان والنبات وعلى معن آخر يشترك فيه النسان واللئكة السماوية عندهم ‪ #‬فحد النفس بالعن الول عندهم أنه‬

‫كمال جسم طبيعي آل ذي حياة بالقوة ‪ #‬وحد النفس بالعن الخر أنه ‪ #‬جوهر غي جسم وهو كمال للجسم متحرك مرك له ‪#‬‬
‫بالختيار عن مبدأ قطعي أي عقلي بالفعل أو بالقوة ‪ #‬فالذي بالقوة هو فصل للنفس النسانية ‪ #‬والذي بالفعل هو فصل للنفس‬
‫اللكية ‪ #‬قلت قوله عنهم إن نفس الكل هو مبدا قريب للجسام الطبيعية فيه كلم بينهم من جهة أن أكثرهم يقولون أن العقل نفسه‬
‫هو البدأ للجسام ‪ #‬وكذلك قوله العقول الفعالة فيه كلم من جهة أن السمى بالعقل الفعال عندهم هو الخر العاشر كما قد بينه‬
‫أنه هو الذي يرج نفوس الدميي من القوة إل الفعل‬

‫وما ذكره عنهم من الفرق بي العقول والنفوس وبي الجسام بأن تلك مردة عن الادة والجسام ف الادة منبئ على أن للجسم ‪#‬‬
‫مادة هي جوهر قائم بنفسه وهو من أعظم الباطل ‪ #‬وما ذكروه من التجريد واحترازهم عن العقولت بقوله ‪ #‬ل بتجريد غيه‬
‫يقتضي الشتراك ف مسمى العقل ‪ #‬وهذا العقل عرض من العراض وذاك جوهر قائم بنفسه ‪ #‬ول ريب أن كلمهم ف إثبات ذلك‬
‫وإن كان مهيبا عند من ل يعن النظر فيه فهو عند التحقيق ف غاية الفساد والتناقض والضطراب كما قد أوضحناه ف غي هذا الوضع‬
‫‪ #‬وكذلك ما ذكره عن التكلمي ف التحيز فإن لم ف ذلك نزاعا وفيه تفصيل ليس هذا موضعه‬

‫لكن ليس القصود هنا إل أن أبا حامد وأمثاله يقرون بأن جعل هذه العان الفلسفية مسميات بذه الساء النبوية هو من كلم ‪#‬‬
‫هؤلء التفلسفة ‪ #‬فإذا وجد مثل ذلك ف كلم واحد من هؤلء علم أنه احتذى حذوهم لئل يغتر بذلك من قد ينازع ف ذلك أو‬
‫يرتاب فيه أو ل يطر بقلبه لسن ظنه بن يتكلم بالعبارات السلمية النبوية أنه ل يريد با ما يعنيه هؤلء التفلسفة وما أحسن ما قال‬
‫شيخ السلم الروي فيمن هو أحسن حال من هؤلء من أهل الكلم قال أخذوا مخ الفلسفة فلبسوه لاء السنة ‪ #‬وبسبب هذا ضل‬
‫طوائف من ل ينكشف لم حقيقة مقاصد الناس فل يفهمون ما يقصده النبياء والرسل ول ما يقصده هؤلء حت يقابلوا بي هذه‬
‫العان وتلك فيعلمون هل هي متفقة متشابة ام متلفة بل متضادة بل قد يرفون كلم أئمتهم إذا ظهر السلمون فيصرفونه إل ما يقبله‬
‫السلمون وكذلك ذكر الكاشفون لسرار القرامطة والاتكون لستارهم كالقاضي أب بكر الطيب والقاضي أب يعلى‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬

‫وطوائف كثية ما وجدنا مصداقه ف كتب القرامطة من أنم وضعوا لنفسهم اصطلحات روجوها على السلمي ومقصودهم با ‪#‬‬
‫مقصود الفلسفة الصابئي والجوس الثنوية كقولم السابق والتال يعنون به العقل والنفس ‪ #‬ويقولون هو اللوح والقلم ‪ #‬وأصل‬
‫دينهم مأخوذ من دين الجوس والصابئي ‪ #‬وكذلك السهروردي اللب القتول كلمه ف الباطن يأخذه من‬

‫مادة الفلسفة الصابئي والجوس وبذه العان يتميز عن غيه من الفلسفة الشائية ولذا يعظم النوار وهؤلء الذين سلكوا مسلك‬
‫فارس والروم هم من الداخلي ف قوله ف الديث الصحيح ‪ #‬لتأخذن مآخذ المم قبلكم شبا بشب وذراعا بذراع قالوا يا رسول ال‬
‫فارس والروم قال ومن الناس إل هؤلء ‪ #‬وقد بسطنا ما يتعلق بذا ف غي هذا الوضع ‪ #‬ث إنم مع إقرارهم بأن جعل هذه العان‬
‫الصابئية الفلسفية هي مسميات هذه الساء النبوية او الت يقال إنا نبوية هو من كلم هؤلء التفلسفة يقطعون بذلك ف مواضع أخر‬
‫بل فيما يعلونه من أشرف العلوم والعارف حت إنم يعلونه من العلوم الت يضن با على غي‬

‫أهلها ومن العلم الكنون الذي ينكره أهل الغزة بال ول يعرفه إل أهل العلم بال وهذا موجود ف مواضع كثية كما ف كتاب التفرقة‬
‫بي اليان والزندقة لا ذكر أن الكفر هو تكذيب الرسول ف شيء ما جاء به وقيل مع ذلك أن التصديق أنه ينظر أن الب وحقيقته‬
‫العتراف بوجود ما أخب الرسول بوجوده إل أن للوجود خس مراتب ذات وحسي وخيال وعقلي وشبهي ‪ #‬والكلم على هاتي‬
‫القدمتي وما ف الول من التفريط والتقصي عن الق وما ف الثانية من العدوان والزيادة على الق له مواضع غي هذا لكن القصود‬
‫أنه قال ‪ #‬وأما الوجود العقلي فأمثله كثية إل أن قال ‪ #‬الثال الثان قوله عليه الصلة والسلم إن ال تعال خر طينة آدم بيده‬
‫أربعي صباحا ‪ #‬فقد أثبت ل تعال يدا ومن قام عند البهان على استحالة يد ال تعال هي جارحة مسوسة أو متخيلة يثبت ل‬
‫تعال يدا روحانية‬

‫عقلية أعن أنه يثبت معن اليد وحقيقتها وروحها دون تصورها إذ روح اليد ومعناها ما يبطش به ويفعل ويعطي وينع وال تعال‬
‫يعطي وينع بواسطة اللئكة كما قال عليه السلم اول ما خلق ال العقل فقال بك أعطي وبك أمنع ‪ #‬ول يكن أن يكون الراد‬
‫بذلك العقل عرضا كما يعتقده التكلمون إذ ل يكن أن يكون العرض أو ملوق بل يكون عبارة عن ذات ملك من اللئكة سي عقل‬
‫من حيث يعقل الشياء بوهره وذاته من غي حاجة إل تعلم ‪ #‬وربا يسميها قلما باعتبار أنه ينقش به حقائق العلوم ف ألواح قلوب‬
‫النبياء والولياء وسائر اللئكة وحيا وإلاما فإنه روى من حديث أن أول ما خلق ال القلم فإن ل يرجع ذلك إل العقل تناقض‬
‫الديثان ويوز أن يكون لشيء واحد أساء كثية باعتبارات متلفة فسمي عقل باعتبار ذاته وملكا باعتبار نسبته إل ال تعال ف كونه‬
‫واسطة بينه وبي اللق وقلما باعتبار إضافته إل ما يصدر منه من نقش العلوم باللام والوحي كما سي جبيل روحا باعتبار ذاته‬
‫وأمينا باعتبار ما أودع من السرار وذا قوة باعتبار قدرته وشديد القوى باعتبار كمال قوته‬

‫ومكينا عند ذي العرش باعتبار قرب منلته ومطاعا باعتبار كونه متبوعا ف حق بعض اللئكة ‪ #‬وهذا القائل يكون قد أثبت قلما‬
‫عقليا ل حسيا وخياليا ل كونيا وكذلك من ذهب إل أن اليد عبارة عن صفة ل تعال إما القدرة وإما غيها كما اختلف فيه‬
‫التكلمون ‪ #‬فقد جعل ف تأويل هؤلء اليد والقلم والعقل عبارة عن شيء واحد وجعله هو الراد بذلك عندهم ف هذه الساء‬
‫الواردة ف الكتاب والسنة ‪ #‬وكذلك قال ف كتاب مشكاة النوار لا تكلم على الشكاة والصباح والزجاجة والشجرة والزيت والنار‬
‫وجعل الشكاة هو الروح السي والزجاجة الروح اليال والصباح العقل والشجرة الروح الفكري والزيت الروح القدسي النبوي‬
‫الذي يتص به النبياء وبعض الولياء وهذا الكتاب كالعنصر لذهب التادية القائلي بوحدة الوجود وإن كان صاحب الكتاب ل‬
‫يقل بذلك بل قد يكفر من يقول بذلك لكن ذاك لا فيه من الجال تارة ومن التفلسف وإبراز مقاصد الفلسفة ف اللفاظ النبوية‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫وتأويلها عليها تارة ومن الخالفة لا دل عليه الكتاب‬

‫والسنة والجاع تارة بل ومن الخالفة لا علم بالعقل الصريح تارة ولا فيه من المور الت يقولون إنا تستلزم قولم ‪ #‬ولذا عظم‬
‫إنكار أئمة السلم لذا الكتاب ونوه حت جرت ف ذلك فصول يطول وصفها ‪ #‬وقد جعل الكتاب ثلثة فصول ‪ #‬الفصل الول‬
‫ف بيان أن النور الق هو ال تعال وأن اسم النور لغيه ماز مض ل حقيقة له وعاد كلمه إل أن النور بعن الوجود وقد سلك ابن‬
‫سينا قبله نوا من ذلك ما جع به بي الشريعة والفلسفة وكذلك سلك الساعيلية الباطنية ف كتابم اللقب برسائل إخوان الصفا‬
‫وكذلك فعل ابن رشد بعده ‪ #‬وكذلك التادية يعلون ظهوره وتليه ف الصور بعن وجوده فيها ‪ #‬والكلم على هذا واسع‬
‫مذكور ف غي هذا الوضع إذ الغرض هنا بيان ما يعلم به من كلمهم من متابعتهم للمتفلسفة الصابئي‬

‫والتعبي عن تلك العان بألفاظ النبياء والرسلي مع العلم من كل من اوت العلم واليان بل من كل مؤمن بأن ما ف هؤلء من ‪#‬‬
‫مالفة كتاب ال تعال ورسله ودينه أعظم ما ف اليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل ‪ #‬ث قال الفصل الثان ف بيان مثال الشكاة‬
‫الصباح والزجاجة والشجرة والزيت والنار ‪ #‬ومعرفة هذا تستدعي تقدي قطبي يتسع الجال فيهما إل غي حد مدود ‪ #‬الول ف‬
‫بيان سر التمثيل ومنهاجه ووجه ضبط أرواح العان بقوالب المثلة ‪ #‬والثان ف بيان مراتب الرواح البشرية النورانية إذ بعرفتها‬
‫تعرف أمثلة القرآن ‪ #‬وأما الفصل الثالث ففي معن قوله إن ل سبعي حجابا من نور وظلمة لو كشفها لحرقت سبحات وجهه ما‬
‫أدركه بصره ‪ #‬وف بعض الروايات سبعمائة وف بعضها سبعي ألفا ‪ #‬قلت وقد بسطنا الكلم على هذه الية واسم ال النور‬
‫والجب‬

‫وما يتعلق بذلك ف غي هذا الوضع وتكلمنا على ما ذكره هو وأبو عبد ال الرازي وأمثالما ف ذلك وبينا أن هذا الديث بذا اللفظ‬
‫كذب على رسول ال باتفاق أهل العرفة بالديث ل يوجد ف شيء من دواوين الديث وذكرنا الديث الذي ف الصحيح حديث‬
‫أب موسى عن النب أن ال ل ينام ول ينبغي له أن ينام يفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل‬
‫عمل الليل حجابه النور أو النار لو كشفه لحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه وذكرنا الحاديث والثار ف الجب‬
‫وكلم السلف والئمة ف ذلك وبينا مالفة الهمية من التفلسفة وغيهم وأشباههم للنصوص التواترة ف ذلك مع مالفتهم للعقل‬

‫الصريح ولكن من ل يكن له عناية تامة باتباع الرسلي واقتفاء آثارهم والهتداء بأعلمهم ومنارهم واقتباس النور من مشكاة أنوارهم‬
‫فإنه يعل الديث الصحيح ضعيفا والضعيف صحيحا والعن الق باطل والباطل حقا صريا كما يوجد ف كلم سائر الارجي عن‬
‫منهاج السابقي الولي من الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان البتدعي فيما فارقوا به طريق سلف المة وأئمتها وسائر أهل‬
‫السنة والماعة وهم الطائفة الهدية النصورة إل قيام الساعة كما قال رسول ال ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق ل يضرهم‬
‫من خالفهم ول من خذلم حت تقوم الساعة ‪ #‬ولا تكلم صاحب مشكاة النوار على طريق هؤلء ف الباطن بألفاظ الكتاب والسنة‬
‫ف الظاهر وإن كان قد روى أنه رجع عن ذلك كله ومن الناس من يطعن ف إضافة هذه الكتب إليه والقصود التنبيه على ما ف هذه‬
‫الكتب الخالفة للكتاب والسنة من الضلل لئل يغتر با وبنسبتها إل العظمي أقوام جهال ‪ #‬قال القطب الول ف سر التمثيل‬
‫ومنهاجه اعلم أن العال عالان روحان وجسمان وإن شئت قلت حسي وعقلي وإن‬

‫شئت قلت علوي وسفلي والكل متقارب وإنا يتلف باختلف العبارات فإن اعتبتما ف أنفسهما قلت جسمان وروحان وإذا‬
‫اعتبتما بالضافة إل العي الدركة لما قلت حسي وعقلي وإذا اعتبتما بإضافة أحدها إل الخر قلت علوي وسفلي وربا سيت‬
‫احدها عال اللك والشهادة والخر عال الغيب واللكوت ومن يطلب القائق من اللفاظ ربا تي عند كثرة اللفاظ وتيل كثرة‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫العان والذي تنكشف له القائق يعل العان أصل واللفاظ تبعا وأمر الضعيف بالعكس منه إذ يطلب القائق من اللفاظ وإل‬
‫الفريقي الشارة بقوله تعال ^ أفمن يشي مكبا على وجهه أهدى أم من يشي سويا على صراط مستقيم ^ ‪ #‬وإذا عرفت معن‬
‫العالي فاعلم أن العال اللكوت عال غيب إذ هو غائب عن الكثرين والعال السي عال شهادة إذ تشهده الكافة والعال السي مرقاة‬
‫إل العال العقلي ولو ل يكن بينهما اتصال ومناسبة ل نسد طريق الترقي إليه ولو تعذر ذلك لتعذر السفر إل الضرة الربوبية والقرب‬
‫من ال تعال فلن يقرب من ال أحد ما ل يطأ ببوحة حظية القدس‬

‫والعال الرتفع عن إدراك الس واليال وهو الذي نعنيه بعال القدس وإذا اعتبنا جلته بيث ل يرج منها شيء ول يدخل فيها ما ‪#‬‬
‫هو غريب منه سيناه حظية القدس وربا سيناه الروح البشري الذي هو مرى لوائح القدس الوادي القدس ث هذه الظية فيها‬
‫حظائر بعضها أشد إمعانا ف معان القدس ولكن لفظ الظية ييط بميع طبقاتا فل تظنن أن هذه اللفاظ معقولة عند غي أرباب‬
‫البصائر ‪ #‬واشتغال الن بشرح كل لفظ مع ذكره يصدن عن القصد فعليك بالتشمي لفهم اللفاظ فأرجع إل الغرض فأقول ‪ #‬لا‬
‫كان عال الشهادة مرقاة إل عال اللكوت فكان سلوك الصراط الستقيم عبارة عن هذا الترقي وقد يعب عنه بالدين وبنازل الدى ولو‬
‫ل يكن بينهما مناسبة واتصال لا تصور الترقي من احدها إل الخر فجعلت الرحة اللية عال الشهادة على موازنة عال اللكوت فما‬
‫من شيء من هذا العال إل وهو مثال لشيء ف ذلك العال وربا كان الشيء الواحد مثال لشياء من عال اللكوت وربا كان للشيء‬
‫الواحد من اللكوت أمثلة كثية من عال الشهادة وإنا يكون‬

‫مثال إذا ماثله نوعا من الماثلة وطابقه نوعا من الطابقة وإحصاء تلك المثلة يستدعي استقصاء جيع موجودات العالي بأسرها ولن‬
‫تفي به القوة البشرية فغايت أن أعرفك فيها أنوذجا لتستدل باليسي منها على الكثي وينفتح لك باب الستبصار بذا النمط من‬
‫السرار فأقول ‪ #‬إن كان ف عال اللكوت جواهر نورانية شريفة عالية يعب عنها باللئكة منها تفيض النوار على الرواح البشرية‬
‫ولجلها قد تسمى أربابا ويكون ال تعال رب الرباب لذلك ويكون لا مراتب ف نورانيتها متقاربة فالبحري أن يكون مثالا ف عال‬
‫الشهادة الشمس والقمر والكواكب والسالك للطريق أول ينتهي إل ما درجته درجة الكواكب فيتضح له إشراق نورها وينكشف له‬
‫أن العال السفل بأسره تت سلطانه وتت إشراق نوره ويلوح له من كماله وعلو درجته ما يبادر فيقول هذا رب ث إن اتضح ما‬
‫فوقه ما رتبته رتبة القمر رأى أفول الول ف مغيب الوى بالضافة أل ما فوقه فقال ل ^ ل أحب الفلي ^ وكذلك يترقى حت‬
‫ينتهي إل ما مثاله الشمس فياه أكب وأعلى فياه قابل للمثال بنوع مناسبة له معه والناسبة مع ذي النقص نقص وأفول أيضا فمنه‬
‫يقول وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض حنيفا ومعن الذي إشارة مبهمة ل‬

‫مناسبة لا إذ لو قال قائل ما مثال مفهوم الذي ل يتصور إن ياب عنه فالنه عن كل مناسبة هو الول الق ‪ #‬إل أن قال فأقول علم‬
‫التعبي يعرفك أيضا منهاج ضرب المثال لن الرؤيا جزء من النبوة أما ترى أن الشمس ف الرؤيا تعبيها السلطان لا بينهما من‬
‫الشاركة والماثلة ف معن روحان وهو الستيلء على الكافة مع فيضان الثار على الميع والقمر تعبيه الوزير لفاضة الشمس نورها‬
‫بواسطة القمر على العال عند غيبتها عنه كما يفيض السلطان آثاره بواسطة الوزير على من يغيب عن حضرة السلطان وأن من رأى‬
‫ف يده خاتا يتم به أفواه الرجال وفروج النساء فتعبيه أنه مؤذن يؤذن قبل الصبح ف رمضان وأن من يرى أنه يصب الزيت ف‬
‫الزيتون فتعبيه أن تته جارية هي أمه وهو ل يعرف وباستقصاء ابواب التعبي تزيدك أنسا بذا النس فل يكن اشتغال بعددها بل‬
‫أقول ‪ #‬كما أن ف الوجودات العالية الروحانية ما مثاله الشمس والقمر‬

‫والكواكب فكذلك فيما له أمثلة أخرى إذا اعتبت منه أوصاف أخر سوى النورانية فإن كان ف تلك الوجودات ما هو ثابت ل يتغي‬
‫وعظيم ل يستصغر ومنه تتفجر إل أودية القلوب البشرية مياه العارف ونفائس الكاشفات فمثاله الطور وإن كان ث موجودات تتلقى‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫تلك النفائس أول بعضهم بعد البعض فمثاله الوادي وإن كانت تلك النفائس بعد اتصالا بالقلوب البشرية تري من قلب إل قلب‬
‫فهذه القلوب أيضا أودية ومفتتح الوادي قلوب النبياء ث العلماء ث من بعدهم فإن كانت هذه الودية دون الول ومنه تغترف‬
‫فبالري أن يكون الول هو الوادي الين لكثرة ينه وبركته وعلو درجته وإن كان الوادي الدون يتلقى من آخر درجات الوادي‬
‫الين فمغترفه شاطئ الوادي الين دون لته وبيدائه وإن كان روح النب سراجا منيا أو كان ذلك الروح مقتبسا بواسطة وحي كما‬
‫قال تعال ^ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ^ فما منه القتباس مثاله النار وإن كان التلقنون من النبياء بعضهم على مض‬
‫التقليد لا يسمعه وبعضهم على حظ من البصية فمثال حظ القلد الب ومثال خظ الستبصر الذوة والقبس والشهاب فإن صاحب‬
‫الذوق مشارك للنب ف بعض الحوال ومثال تلك‬

‫الشاركة الصطلء وإنا يصطلي بالنار من معه النار ل من يسمع خبها وإن كان أول منازل النبياء الترقي إل العال القدس عن‬
‫كدورة الس واليال فمثال ذلك النل الوادي القدس وإن كان ل يكن وطء ذلك الوادي القدس إل بإطراح الكوني أعن الدنيا‬
‫والخرة والتوجه إل الواحد الق وكانت الدنيا والخرة متقابلتي متحاذيتي وها عارضان للجوهر النوران البشري يكن إطراحهما‬
‫مرة والتلبس بما مرة أخرى ‪ #‬فمثال إطراحهما عند الحرام للمتوجه إل كعبة القدس خلع النعلي بل يترقى إل الضرة حضرة‬
‫الربوبية مرة أخرى ونقول إن كان لتلك الضرة شيء بواسطته تنتقش العلوم الفضلة من الواهر القابلة لا فمثاله القلم وإن كان ف‬
‫تلك الواهر القابلة لا ما بعضها سابقة التلقي ومنها ما ينتقل إل غيها فمثاله اللوح الحفوظ والكتاب والرق النشور وإن كان‬

‫فوق الناقش للعلوم شيء هو مسخر فمثاله اليد وإن كان لذه الضرة الشتملة على اليد واللوح والقلم والكتاب ترتيب منظوم فمثاله‬
‫الصورة النسية وإن كان يوجد للصورة النسية نوع ترتيب على هذه الشاكلة فهي على صورة الرحان وفرق بي أن يقال على‬
‫صورة الرحان وبي أن يقال على صورة ال لن الرحة اللية هي الت صورت الضرة اللية بذه الصورة ‪ #‬ث أنعم على آدم‬
‫فأعطاه صورة متصرة جامعة لميع أصناف ما ف العال حت كأنه كل ما ف العال فهو نسخة من العال متصرة ‪ #‬وصورة آدم أعن‬
‫هذه الصورة مكتوبة بط ال تعال وهو الط اللي الذي ليس برقم وحروف إذ تنه خطه عن أن يكون رقما وحروفا كما تنه‬
‫كلمه عن أن يكون صوتا ولفظا وقلمه عن أن يكون خشبا أو قصبا ويده عن أن تكون لما وعظما ولول هذه الرحة لعجز الدمي‬
‫عن معرفة ربه إذ ل يعرف ربه إل من عرف نفسه فلما كان هذا ف آثار الرحة كان على صورة الرحان ل‬

‫على صورة ال فإن حضرة اللية غي حضرة الرحة وغي حضرة اللك وغي حضرة الربوبية ولذلك أمر بالعياذ بميع هذه الضرات‬
‫فقال ^ قل أعوذ برب الناس مالك الناس إله الناس ^ ‪ #‬ولول هذا العن لكان قوله إن ال خلق آدم على صورة الرحان غي منظوم‬
‫لفظا بل كان ينبغي أن يقول على صورته واللفظ الوارد ف الصحيح الرحان ولن تييز حضرة اللك من حضرة الربوبية يستدعي‬
‫شرحا طويل فلنتجاوزه ويكفيك من النوذج هذا القدر فإن هذا بر ل ساحل له وإن وجدت ف نفسك نفورا عن هذه المثال‬
‫فآنس قلبك بقوله تعال ^ أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ^ الية وأنه كيف ورد ف التفسي أن الاء هو العرفة والقرآن‬
‫والودية القلوب ‪ #‬ث قال خاتة واعتذار ‪ #‬ل تظنن من هذا النوذج وطريق ضرب الثال رخصة من ف‬

‫رفع الظواهر واعتقادا ف إبطالا حت أقول مثل ل يكن مع موسى نعلن ول يسمع الطاب بقوله فاخلع نعليك حاشا ل فإن إبطال‬
‫الظواهر رأي الباطنية الذين نظروا بالعي العوراء إل أحد العالي ول يعرفوا الوازنة بينهما ول يفهموا وجهه ‪ #‬كما إن إبطال‬
‫السرار مذهب الشوية فالذي يرد الظاهر حشوى والذي يرد الباطن باطن والذي يمع بينهما كامل لذلك قال عليه السلم‬
‫للقرآن ظاهر وباطن وحد ومطلع وإنا نقل هذا عن علي بن أب طالب موقوفا عليه بل أقول فهم موسى من المر بلع النعلي إطراح‬
‫الكوني فامتثل المر ظاهرا بلع النعلي وباطنا بإطراح العالي فهذا هو العتبار أي العبور من الشيء إل غيه ومن الظاهر إل السر‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫وفرق بي من سع قول رسول ال ل تدخل‬

‫اللئكة بيتا فيه كلب فيقتن الكلب ف البيت ويقول ليس الظاهر مرادا بل الراد تلية بيت القلب عن كلب الغضب فإنه ينع العرفة‬
‫الت هي من أنوار اللئكة إذ الغضب غول العقل وبي من يتثل المر ف الظاهر ث يقول الكلب ليس كلبا لصورته بل لعناه وهو‬
‫السبعية والضراوة وإذا كان حفظ البيت الذي هو مقر الشخص والبدن واجبا عن صورة الكلب فلن يب حفظ بيت القلب وهو‬
‫مقر الوهر القيقي الاص عن شر الكلبية أول فأنا أجع بي الظاهر والسر جيعا فهذا هو الكامل وهو العن بقولم الكامل من ل‬
‫يطفئ نور معرفته نور ورعه ولذلك ترى الكامل ل تسمح نفسه بترك حد واحد من حدود الشرع مع كمال البصية وهذه مغلطة‬
‫بسببها وقع‬

‫بعض السالكي ف إباحة وطى بساط الحكام ظاهرا حت أنه ربا ترك أحدهم الصلة وزعم أنه دائما ف الصلة بسره وهذا أسوأ‬
‫بغلطه من المقى الباحية الذين تأخذهم الترهات كقول بعضهم إن ال غن عن عملنا وقول بعضهم إن الباطن مشحون بالبائث‬
‫وليس يكن تزكيتها ول مطمع ف استئصال الغضب والشهوة لظنه أنه مأمور باستئصالما وهذه حاقات ‪ #‬وقد أبطلنا جيع ذلك ف‬
‫كتاب الام العوام ومنشأ الرسالة ف أحكام الزيغ والضللة ‪ #‬وأما ما ذكرناه فهو كبوة جواد وهفوة سالك جره الشيطان فدله‬

‫ببل غرور وأرجع إل حديث النعلي فأقول ظاهر خلع النعلي منبه على ترك الكوني فالثال ف الظاهر حق وأداؤه إل السر الباطن‬
‫حقيقة ولكل حق حقيقة وأهل هذه الرتبة هم الذين بلغوا درجة الزجاجة كما سيأت معن الزجاجة لن اليال الذي من طينته يتخذ‬
‫الثال صلب كثيف يجب السرار ويول بينك وبي النوار ولكن إذا صفى حت صار كالزجاج الصاف صار غي حائل عن النوار‬
‫بل صار مع ذلك حافظا للنوار عن النطفاء بعواصف الريح وسيأتيك قصة الزجاجة ‪ #‬فاعلم أن العال الكثيف اليال السفلي صار‬
‫ف حق النبياء زجاجة ومشكاة للنوار ومصفاة للسرار ومرقاة إل العال العلى وبذا تعرف أن الثال الظاهر حق ووراءه سر وقس‬
‫على هذا الطور والنار وغيها ‪ #‬قلت ليس القصود هنا الكلم الفصل على ما ف هذا الكلم وأمثاله فإن علماء السلمي قد بينوا من‬
‫ذلك ما فيه كفاية‬

‫وقد تكلمنا ف غي هذا الوضع على ما شاء ال تعال من ذلك ‪ #‬والكلم الملي إن مثل هذا الكلم يشتمل على أمور باطلة من ‪#‬‬
‫جهة النقل كقوله إن ف الصحيح إن ال خلق آدم على صورة الرحان وقوله على صورته ليس ف الصحيح فهذا من أبي الباطل فإن‬
‫اللفظ الذي ف الصحيح من غي وجه على صورته ‪ #‬وأما قوله على صورة الرحان فيوى عن ابن عمر وفيه كلم قد ذكرناه مع ما‬
‫قاله عامة طوائف الناس ف هذا الديث ف غي هذا الوضع ويشتمل على أمور باطلة وهي ف أنفسها مالفة للشرع والعقل مثل ما فيه‬
‫من أن ملكا من اللئكة وهو العقل الفعال مبدع لميع ما تته من الخلوقات أو أن اللئكة يسمونا العقول والنفوس أبدع بعضها‬
‫بعضا أو أن عال الشهادة هو الحسوسات وعال الغيب العقولت أو أن تفسي القرآن هو مثل تعبي الرؤيا وأمثال ذلك ما ليس‬

‫هو من قول السلمي واليهود والنصارى بل من أقوال اللحدة من الصابئي والفلسفة والقرامطة ‪ #‬وفيها ما هو من جنس الشارة‬
‫والعتبار الذي سلكه الفقهاء والصوفية كما ف قوله إن اللئكة ل تدخل بيتا فيه كلب فإذا قيس على تطهي القلب عن الخلق‬
‫البيثة كان هذا من جنس إشارات الصوفية وقياس الفقهاء ‪ #‬ومنه ما هو من جنس القياس الفاسد كما ذكر من أن موسى أمر مع‬
‫خلعه للنعلي بلع الدنيا والخرة وأن ما ينل على قلوب أهل العرفة من جنس خطاب تكليم موسى وتكليمه بذا باطل باتفاق سلف‬
‫المة وأئمتها وهو مبسوط ف غي هذا الوضع وما فيه من تعظيم المر‬

‫والنهي وقتل من يبيح الحرمات كلم حسن فإن أبا حامد هو ف علم العاملة والمر والنهي كلمه من جنس كلم أمثاله من أهل‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫التصوف والفقه وأما ما ساه هو علم الكاشفة فكلمه فيه ألوان فتارة يذكره بصوت أهل الفلسفة وتارة بصوت الهمية وتارة بصوت‬
‫هو من تصويت أهل الديث والعرفة وتارة يطعن على هؤلء وتارة يذكر ما هو غي ذلك ‪ #‬وكلمنا ف هذا الواب إنا كان على‬
‫فساد ما احتجوا به ف قوله أول ما خلق ال العقل فبينا فساد كلمهم من وجوه ‪ #‬الول أن كلم ابن الوزي على حديث العقل قد‬
‫تقدم حيث بدأنا بالديث وذكرنا ما قال فيه أئمة العلم وانقضى‬

‫الثان أن هؤلء ل يعلون العقول والنفوس الت يثبتها الفلسفة من عال اللق بل يفسرون عال اللق بعال الجسام بناء على أن ‪#‬‬
‫اللق التقدير وأن الجسام هي ذوات القدرات ‪ #‬ويقولون بناء على أصل هؤلء الفلسفة والذين وافقهم عليه هؤلء أن العقول‬
‫والنفوس ليست أجساما بل هي عال المر عندهم كما يقولون ما يذكره أبو حامد ف مواضع الفرق بي عال اللك واللكوت‬
‫والبوت ‪ #‬ويفسرون عال اللك بعال الجسام ‪ #‬وعال اللكوت بعال النفوس لنا باطن للجسام ‪ #‬وعال البوت بالعقول‬
‫لنا غي متصلة بالجسام ول متعلقة با ومنهم من يعكس ‪ #‬وقد يعلون السلم واليان والحسان مطابقا لذه المور ومعلوم أن‬
‫ما جاء ف الكتاب والسنة من لفظ اللكوت كقوله تعال ^ بيده ملكوت كل شيء ^ ‪ #‬وقوله ف ركوعه سبحان ذي البوت‬
‫واللكوت والكبياء والعظمة ل يرد به هذا باتفاق السلمي ول دل كلم أحد من السلف والئمة على التقسيم الذي يذكرونه بذه‬
‫اللفاظ وهم يعبون بذه العبارات العروفة عند السلمي عن تلك العان الت تلقوها عن الفلسفة‬

‫وضعا وضعوه ث يريدون أن ينلوا كلم ال تعال ورسوله على ما وضعوه من اللغة والصطلح وهذا لو كانت تلك العان الت‬
‫يذكرها الفلسفة صحيحة ما جاز بل كان من الكذب على ال تعال وعلى رسوله أنه يقال أنه أرادها فكيف وأكثر تلك العان باطلة‬
‫ومضطربة وما يذكرونه من القيسة العقلية على ثبوتا أقيسة ضعيفة بل فاسدة وقد اعترف أساطي الفلسفة بأنا ل تفضي إل اليقي‬
‫وكل منهم يعب عن العان الفلسفية بعبارات إسلمية ومنهم من ل يبي لكثر الناس أن مراده ذلك ومنهم من يزعم أن تلك العان‬
‫حصلت له بطريق الكشف والشاهدة كما يزعمه صاحب الفتوحات الكية وأشباهه وقد يقول عن اللئكة أنوار ف أنوار وأنوار ف‬
‫ظلل وأنوار ف ظلمه ‪ #‬والول هي العقول ‪ #‬والثان هي النفوس الفلكية ‪ #‬والثالث النفوس الطبيعية ‪ #‬ومعلوم أن اللئكة الذين‬
‫وصفهم ال تعال ف الكتاب والسنة ل ينطبقون على هذه العقول العشرة والنفوس التسعة الت يذكرونا كما قد بسطنا الكلم ف ذلك‬
‫ف غي هذا الوضع ‪ #‬ولذا يؤول بم المر إل أن يعلوا اللئكة والشياطي أعراضا تقوم بالنفس ليس أعيانا قائمة بنفسها حية ناطقة‬
‫ومعلوم بالضطرار أن هذا خلف ما أخبت به الرسل واتفق عليه السلمون وإن كان قد يعن بالشيطان العات التمرد من كل نوع‬
‫وقد يعن به بعض الناس عرضا‬

‫وهذا كما يعلون كلم ال ما يفيض على نفس النب من غي أن يثبتوا ل تعال كلما خارجا عما ف نفس النب وعند التحقيق فل ‪#‬‬
‫فرق عندهم بي الفيض على نفس النب وسائر النفوس إل من جهة كونا أصفى وأجل وحينئذ فيكون القرآن كلم النب وهذا حقيقة‬
‫قول الوحيد الذي قال ف القرآن ^ إن هذا إل قول البشر ^ كما قد بينا ف غي هذا الوضع ‪ #‬ولذا يقولون إنه ل يسجد لدم إل‬
‫اللئكة الرضية ويعنون بالسجود انقياد هذه القوى للبشر كما ف جواهر القرآن ‪ #‬قال وأما الفعال فبحر متسع أكنافه ول ينال‬
‫بالستقصاء أطرافه بل ليس ف الوجود إل ال وأفعاله فكل ما سواه فعله لكن القرآن اشتمل على اللق منها الواقع ف عال الشهادة‬
‫كذكر السموات والكواكب والرض والبال والبحار واليوان والنبات وإنزال‬

‫الاء الفرات وسائر أصناف النبات واليوان وهي الت ظهرت للحس وأشرف أفعاله وأعجبها وأدلا على جللة صانعها مال يظهر‬
‫للحس بل هو من عال اللكوت وهي اللئكة الروحانية والروح والقلب أعن العارف بال تعال من جلة أجزاء الدمي فإنا أيضا من‬
‫جلة عال الغيب واللكوت وخارج عن عال اللك والشهادة ومنها اللئكة الرضية الوكلة بنس النسان وهي الت سجدت لدم‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫عليه السلم ‪ #‬ومنها الشياطي السلطة على جنس النسان وهي الت امتنعت عن السجود لدم ‪ #‬ومنها اللئكة السماوية وأعلهم‬
‫الكروبيون وهم العاكفون ف حظية القدس ل التفات لم إل الدميي بل ل التفات لم إل غي ال تعال لستغراقهم بمال الضرة‬
‫حضرة الربوبية وجللا فهم قاصرون عليه لاظهم يسبحون الليل والنهار ل يفترون ول تستبعد أن يكون ف عباد ال من يشغله جلل‬
‫ال تعال عن اللتفات إل آدم وذريته ول يستعظم الدمي إل هذا الد فقد قال رسول ال إن ل أرضا بيضاء تسي الشمس فيها‬
‫ثلثي يوما هي مثل أيام الدنيا ثلثي مرة مشحونة خلقا ل يعلمون أن ال تعال خلق آدم وإبليس رواه ابن عباس فاستوسع ملكة ال‬
‫تعال‬

‫قلت فهذا الكلم سيعظمه ف بادئ الرأي أو مطلقا من ل يعرف حقيقة ما جاء به الرسول ول يعلم حقيقة الفلسفة الت طبق هذا ‪#‬‬
‫الكلم عليها وعب عنها بعبارات السلمي ‪ #‬فأما قول القائل إن القرآن اشتمل على اللق وهي الت ظهرت للحس وأشرف أفعال ال‬
‫ما ل يظهر للحس يعن ول يشتمل القرآن عليه فهذا مع ما فيه من الغض بالقرآن وذكر اشتماله على القسم الناقص دون الكامل‬
‫وتطرق أهل اللاد إل الستخفاف با جاءت به الرسل هو كذب صريح يعلم صبيان السلمي أنه كذب على القرآن ‪ #‬فإن ف‬
‫القرآن من الخبار عن الغيب من اللئكة والن والنة والنار وغي ذلك ما ل يفى على أحد وهو أكثر من أن يذكر هنا وف القرآن‬
‫من الخبار بصفات اللئكة وأصنافهم وأعمالم ما ل يهتدي هؤلء إل عشره إذ ليس عندهم من ذلك إل شيء قليل ممل بل‬
‫الرسول إنا بعث ليخبنا بالغيب والؤمن من آمن بالغيب ‪ #‬وما ذكره من الشاهدات فإنا ذكره آية ودللة وبينة على ما أخب به من‬
‫الغيب فهذا وسيلة وذلك هو القصود ‪ #‬ث يقال إنه إنا ذكر الوسيلة يا سبحان ال إذا ل يكن الخبار عن هذا القسم ف هذا الكتاب‬
‫الذي ليس تت أدي السماء كتاب أشرف منه وعلم هذا ل يؤخذ عن الرسول الذي هو أفضل خلق ال تعال ف كل شيء ف العلم‬
‫والتعليم وغي ذلك أيكون ذكر هذا ف كلم أرسطو وذويه وأصحاب رسائل إخوان الصفا وأمثال هؤلء الذين يثبتون ذلك بأقيسة‬
‫مشتملة على دعاوى مردة ل نقل صحيح ول عقل صريح بل تشبه القيسة الطردية الالية عن التأثي وتعود عند التحقيق إل خيالت‬
‫ل حقيقة لا ف الارج كما سننبه عليه‬

‫وكذلك روح النسان وقلبه ف الكتاب والسنة من الخبار عن ذلك ما ل يكاد يصيه إل ال تعال ‪ #‬ث قوله بعد ذلك ومنها ‪#‬‬
‫اللئكة الرضية الوكلة بنس النسان وهي الت سجدت لدم وزعم أن ملئكة السموات والكروبيي ل يسجدوا لدم هو أبعد قول‬
‫عن أقوال السلمي واليهود والنصارى فإن القرآن قد أخب أنه سجد اللئكة كلهم أجعون فأتى بصيغة العموم ث أكدها تأكيدا بعد‬
‫تأكيد ‪ #‬فليت شعري إذا أراد التكلم الخبار عن سجود جيع اللئكة هل يكنه أبلغ من هذه العبارة لكن من يفسر اللئكة بقوى‬
‫النفوس ل يستبعد أن يقول مثل هذا واللئكة السماوية عندهم هي النفوس الفلكية ‪ #‬والكروبيون على أصطلحهم هم العقول‬
‫العشرة ‪ #‬ومعلوم أن هذا كله ليس من أقوال أهل اللل اليهود والنصارى فضل عن السلمي ‪ #‬وقول القائل إن اولئك ل يلتفتون إل‬
‫الدميي هو من أقوال الفلسفة الضالي ‪ #‬والشهور عند أهل السنة والماعة أن النبياء والولياء أفضل من جيع اللئكة‬

‫وقد قال عبد ال بن سلم ما خلق ال خلقا أكرم عليه من ممد فقيل له يا أبا يوسف ول جبائيل ول ميكائيل فقال يا ابن أخي ‪#‬‬
‫أو تعرف ما جبائيل وميكائيل إنا جبائيل وميكائيل خلق مسخر مثل الشمس والقمر ما خلق ال خلقا أكرم عليه من ممد ‪ #‬وثبت‬
‫بالسناد الذي على شرط الصحيح عن عبد ال بن عمر أنه قال قالت اللئكة يا ربنا قد جعلت لبن ادم الدنيا ياكلون منها ويشربون‬
‫فاجعل لنا الخرة كما جعلت لم الدنيا فقال ل افعل ث اعادوا عليه فقال ل افعل ث اعادوا عليه فقال وعزت ل اجعل صال ذرية من‬
‫خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان‬

‫وروى هذا عبد ال بن احد ف كتاب السنة عن النب باسناد مرسل والرسل يصلح للعتضاد بل نزاع وقد تكلمت عن هذه ‪#‬‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫السألة بكلم مبسوط كتبناه من سني كثية ‪ #‬وأما قوله ومنها الشياطي السلطة على جنس النسان وهي الت امتنعت عن السجود‬
‫فغلط ايضا فأنه ل يؤمر بالسجود من جنس هؤلء ال إبليس ول يؤمر بالسجود لدم إحد من ذريته فكيف يوصفون بالمتناع الذكور‬
‫‪ #‬وإذا كان رب العباد يسمع كلم عباده وييب دعاءهم عند السلمي فأي نقص على اللئكة إذا استغفروا لم ‪ #‬بل كان من‬
‫قولم إن ال ل ييب داعيا ول يقدر على تغيي ذرة‬

‫ف العال وإنا دعاء العباد تصرف نفوسهم ف هيول العال وأن العال لزم لذاته ل يكنه دفعه عن هذا اللزوم بل أئمتهم على أنه ل‬
‫يشعر بأعيان خلقه وإذا كانوا كذلك ل يستنكر لم أن يقولوا ف ملئكته هذا ‪ #‬وأما قوله مستغرقون بمال الضرة وجللا ‪#‬‬
‫فهذا الكلم من جنس الطامات فإن هذا من جنس ما يسميه بعض الصوفية الفناء وهو استغراق القلب ف الق حت ل يشعر بغيه‬
‫ومعلوم باتفاق الناس أن حال البقاء أكمل من الفناء وهذه حال النبياء والرسلي واللئكة القربي‬

‫ومعلوم أن الرسل أفضل اللق وهم يدعون العباد إل ال تعال ويعلمونم وياهدونم ويأكلون الطعام ويشون ف السواق فلو ‪#‬‬
‫كانت تلك الال أكمل لكان من ل يرسل أكمل من الرسل ‪ #‬وهذا خلف دين السلمي واليهود والنصارى لكنه يوافق دين غالية‬
‫الصابئة من التفلسفة الذين يفضلون الفيلسوف على النب والرسول وحال‬

‫الهمية التادية الذين يفضلون الول أو خات الولياء على الرسل ومعلوم أن هذا باطل وكفر عند السلمي ‪ #‬وأما قوله ول تستبعد‬
‫أن يكون ف عباد ال تعال من يشغله جلل ال تعال عن اللتفات إل آدم وذريته فهذا ليس صفة كمال بل اللئكة يسبحون الليل‬
‫والنهار ل يفترون وهم مع ذلك يدبرون من أمر اللق ما أمروا بتدبيه وقد أمر ال تعال اللئكة بالسجود لدم فسجدوا كلهم‬
‫أجعون إل إبليس‬

‫وقد أخب النب أن أهل النة يلهمون التسبيح كما يلهم أهل الدنيا النفس ‪ #‬ومعلوم أن النفس ل يشغل النسان عما يزاوله من ‪#‬‬
‫العمال فحينئذ كان التسبيح والشاهدة للل ال تعال ل يشغلهم عن التدبي الذي وكلوا به وهذا المع أكمل ل سيما وهم‬
‫يقولون كمال النسان التشبه بالله على حسب الطاقة وقد وافقهم هؤلء على هذا العن ‪ #‬وكذلك قولم ف الل العلى وإذا كان‬
‫ذلك فمعلوم أن ال تعال ل يشغله ما يفعله عن معرفته وله وذكره شيء بل هو سبحانه ل يشغله ما سع عن سع ول تغلطه السائل‬
‫ول يتبم بالاح اللحي ‪ #‬وإن كان قولم ف ال تعال موافقا لقول السلمي ف علمه وقدرته ومشيئته فالكلم مع من يذكر مطابقة‬
‫الكتاب والسنة لقولم وهذا ل يكون إل مسلما فل يكن ذكره الطابقة مع الخالفة لصول السلمي ‪ #‬وأما مع من ل يبال بدين‬
‫الرسول أو يفضل الفيلسوف على النب فهذا لكلمه مقام آخر يستقصي فيه هذا الستقصاء كما بسط تناقض أقوالم على أصولم‬
‫وفسادها على كل أصل ف غي هذا الوضع وقد قال ال تعال الذين ^ يملون العرش ومن حوله يسبحون بمد ربم‬

‫ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الحيم ربنا‬
‫وأدخلهم جنات عدن الت وعدتم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتم إنك أنت العزيز الكيم ^ اليتي ‪ #‬ومعلوم أن حلة‬
‫العرش ومن حوله من أعظم القربي من اللئكة بل قد ذكر من ذكر من الفسرين أن اللئكة القربي هم حلة العرش والكروبيون من‬
‫اللئكة مشتقون من كرب إذا قرب فالراد وصفهم بالقرب ل بالكرب الذي هو الشدة كما يظن ذلك طوائف من هؤلء ويفرقون‬
‫بي الكروبيي والروحانيي بأن أولئك ف عال اللل وهؤلء ف عال المال فإن هذا توهم وخيال ل يقله أحد من علماء أهل اللل‬
‫التلقي ما يقولونه عن الرسل صلى ال عليهم وسلم أجعي والحاديث والثار ف هذا الباب كثية ليس هذا موضع ذكرها ‪#‬‬
‫والديث الذي ذكره عن ابن عباس من الوضوعات الكذوبات باتفاق أهل العلم ول يوجد ف شيء من كتب الديث العتمدة وإنا‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫يوجد هذا الكلم أو نوه ف جزء فيه التفكر والعتبار لبن أب الدنيا‬

‫وأيضا فهؤلء يعتقدون من جهة علم اليئة أن هذا الديث باطل فإذا كان هؤلء يفسرون عال اللق بعال الجسام وعال المر ‪#‬‬
‫بعال العقول والنفوس ويزعمون أنا ليست أجساما وعندهم هذا العال ل يقال فيه أنه ملوق بل هو مبدع بطل قولم إن أول ملوق‬
‫هو العقل ‪ #‬وإن كان هذا التقسيم هو خلف إجاع السلمي إذ هم ممعون على أن ال تعال خالق كل شيء وأن كل ما سواه‬
‫فهو ملوق وصفاته ليست خارجة عن مسمى اسه بل القرآن كلم ال غي ملوق ‪ #‬وقد ثبت ف الصحيح عن النب أنه قال خلقت‬
‫اللئكة من نور وخلق إبليس من مارج من نار وخلق آدم ما وصف لكم ‪ #‬وإن كان بعضهم قد نازع ف بعض العراض كما ف‬
‫أفعال العباد الت تنازع فيها القدرية ول ينازعوا ف العيان واللئكة من‬

‫العيان ل من العراض فهي من الخلوقات باتفاق السلمي وليس بي أهل اللل خلف ف أن اللئكة جيعهم ملوقون ول يعل أحد‬
‫منهم الصنوعات نوعي عال خلق وعال أمر بل الميع عندهم ملوق ‪ #‬ومن قال إن قوله تعال ^ أل له اللق والمر ^ أريد به هذا‬
‫التقسيم الذي ذكره فقد خالف إجاع السلمي ‪ #‬وأما نظارهم الذين يتكلمون بلفظ الوهر والسم والعرض فمتفقون على أن جيع‬
‫اللئكة أجسام بل متفقون على أن كل مكن إما أن يكون جسما أو عرضا مع تنازعهم ف السم هل هو منقسم إل الجزاء الت ل‬
‫تنقسم أو غي منقسم ومتنع عندهم وجود قائم بنفسه وليس بسم وهم متنازعون ف الوجود مطلقا ‪ #‬ومن ذكر من التأخرين‬
‫كالشهرستان والرازي والمدي ونوهم‬

‫أنم تكلموا ف حدوث الجسام ول يعتمدوا دليل على نفي ما ليس بسم كالعقول والنفوس الت تثبتها الفلسفة بل سكتوا عن ذلك‬
‫فليس المر كما ذكروا بل قد صرح أئمة التكلمي بأن نفي ذلك معلوم بالضرورة الستغنية عن الدليل وكثي منهم يقول إن كل‬
‫موجودين فإما متباينان وإما متحايثان وأن هذا معلوم بالضرورة ‪ #‬وأما المكنات فمتفقون على أن هذا التقسيم ثابت فيها بالضرورة‬
‫وهذا كله مبسوط ف غي هذا الوضع ‪ #‬فإذا قيل لفظ اللق مشترك ف اصطلحهم كما ذكره أبو حامد عنهم فقال وحد اللق هو‬
‫اسم مشترك قد يقال خلق لفادة وجود كيف كان وكذلك قد يقال خلق لفادة وجود حاصل عن مادة وصورة كيف كان وقد‬
‫يقال خلق هذا العن الثان لكن بطريق الختراع من غي سبق مادة فيها قوة وجوده وإمكانه ‪ #‬وإذا كان لفظ اللق مشتركا عندهم‬
‫بي مطلق الياد وبي الياد الختص بالجسام العنصرية أمكن أن يمل قوله أول ما خلق ال العقل على العن الول‬

‫وما ذكروه من نفي اللق عن العقول والنفوس فهو على الصطلحي الخرين اللذين قد تكلم بما أبو حامد تارة ذاكرا وتارة ‪#‬‬
‫أثرا ‪ #‬قيل ل ريب أن القوم لم أوضاع واصطلحات كما لكل أمة ولكل أهل فن وصناعة ولغتهم ف الصل يونانية وإنا ترجت‬
‫تلك العان بالعربية ونن نتاج إل معرفة اصطلحهم لعرفة مقاصدهم وهذا جائز بل حسن بل قد يب أحيانا كما أمر النب زيد بن‬
‫ثابت أن يتعلم كتاب اليهود وقال ل آمنهم ‪ #‬قال البخاري ف صحيحه وقال خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت أن النب أمره أن‬
‫يتعلم كتاب يهود حت كتبت للنب كتبه‬

‫وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه فإذا كان هذا ف كتب العاجم بألسنتهم ومعرفتنا بلغات الناس واصطلحاتم نافعة ف معرفتنا مقاصدهم‬
‫ث نكم فيها كتاب ال تعال فما وافقه فهو حق وما خالفه فهو باطل كما قال ال تعال ^ كان الناس أمة واحدة فبعث ال النبيي‬
‫مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالق ليحكم بي الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إل الذين أوتوه من بعد ما جاءتم‬
‫البينات بغيا بينهم فهدى ال الذين آمنوا لا اختلفوا فيه من الق بإذنه وال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم ^ ‪ #‬والختلف‬
‫نوعان ‪ #‬نوع ف جنس اللغة كالعربية والفارسية والرومية واليونانية ويقال هي ونوع ف أصنافهم إذ قد يكون ف اللفاظ العرفية‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫العامة والصطلحية الاصة نظي ما ف لغة العرب ‪ #‬ولغة هؤلء الصنفي منهم كانت من هذا النمط فأما اللفاظ الت أنزل ال با‬
‫القرآن الذي تله رسول ال على السلمي وأخذوا عنه لفظه ومعناه وتناقل ذلك أهل العلم بالكتاب والسنة بينهم خلف عن سلف‬
‫فهذه ل يوز أن يرجع ف معانيها إل مرد أوضاعهم ول ريب أن القوم أخذوا العبارات السلمية القرآنية والسنية فجعلوا يضعون لا‬
‫معان توافق معتقدهم ث ياطبون با ويعلون مراد ال تعال ورسوله من‬

‫جنس ما أرادوا فحصل بذا من التلبيس على كثي من أهل اللة ومن تريف الكلم عن مواضعه ومن اللاد ف أساء ال تعال وآياته‬
‫ما ال به عليم ولذا قد يوافقون السلمي ف الظاهر ولكنهم ف الباطن زنادقة منافقون ‪ #‬وهذا كما جاءوا إل لفظ الحدث وف‬
‫القدي فقالوا ‪ #‬الحداث هو مشترك يطلق على وجهي ‪ #‬أحدها زمان ‪ #‬والخر غي زمان ‪ #‬فمعن الحداث الزمان الياد‬
‫للشيء بعد أن ل يكن له وجود ف زمان سابق ‪ #‬ومعن الحداث غي الزمان هو إفادة الشيء وجودا وذلك الشيء ليس له ف ذاته‬
‫ذلك الوجود ل بسب زمان دون زمان بل بسب كل زمان ‪ #‬وغرضهم بذا الوضع حت يطلقوا بي السلمي أن السماوات‬
‫والرض وما بينهما مدث ملوق فيظن الظان أنم ل ينازعون ف كون ذلك مدثا ملوقا مع العلم الضروري أن قولم فيها ليس ما‬
‫أخبت به الرسل واتفق عليه أهل اللل‬

‫وكذلك أيضا قولم إن البداع رسم مشترك لفهومي أحدها ما ينشؤه الشيء ل عن شيء ول بواسطة شيء ‪ #‬والفهوم الثان ‪#‬‬
‫أن يكون للشيء وجود مطلق عن سبب ترتب بل متوسط وله ف ذاته أن ل يكون موجودا وقد أفقد الذي ف ذاته إفقادا تاما ‪ #‬قالوا‬
‫وبذا الفهوم العقل الول مبدع ف كل حال لنه ليس وجوده من ذاته فله ف ذاته العدم وقد أفقد ذلك إفقادا تاما ‪ #‬ومعلوم أن هذا‬
‫العن ليس هو العروف من لفظ البداع ف اللغة الت نزل با القرآن كما ف قوله تعال ^ بديع السماوات والرض ^ ونو ذلك‬
‫ولفظ اللق أبعد عن هذا العن فإن مثل هذا العن يعلم بالضطرار أنه ليس هو الراد بلفظ اللق ف القرآن والسنة ‪ #‬وقد فسروا لفظ‬
‫اللق بثلثة معان ليس فيها واحد هو الراد ف كلم ال تعال ورسوله والؤمني فإن ما يذكرونه من إفادة وجود اللئكة بالعن الول‬
‫وما يذكرونه ف اختراع الفلك والعناصر بالعن الثان ل يرد واحدا منها النبياء والؤمنون وذلك معلوم بالضطرار والتواتر والجاع‬

‫أما العن الثالث فكذلك فليس ف كلم الرسل ما يثبت أن اللق حاصل ف أجسام هي مادة وصورة بل كلمهم ينفي ذلك وهذا ‪#‬‬
‫بي فقد تبي أن أهلل اللل التفقي على أن ال تعال خلق اللئكة ل يريدون خلقهم بالعن الول وهو الذي يريده الفلسفة كما ف‬
‫قوله تعال ^ فاستفتهم ألربك البنات ولم البنون أم خلقنا اللئكة إناثا وهم شاهدون ^ وقوله تعال ^ وجعلوا اللئكة الذين هم‬
‫عباد الرحن إناثا أشهدوا خلقهم سنكتب شهادتم ويسألون ^ وقوله تعال ^ جاعل اللئكة رسل أول أجنحة مثن وثلث ورباع‬
‫يزيد ف اللق ما يشاء إن ال على كل شيء قدير ^ وقد أخب ال تعال ف كتابه أن من أعمال اللئكة وعبادتم وحركاتم وكلمهم‬
‫وأصنافهم ما يناف أصولم ويبطلها وكذلك قول النب ف الديث الصحيح خلقت اللئكة من نور وخلق إبليس من نار وخلق آدم ما‬
‫وصف لكم ‪ #‬وقد بي ف غي هذا الوضع أن قولم بصدور العقول والنفوس عنه هو نظي قول من جعل له بني وبنات كما قال‬
‫تعال ^ وجعلوا ل شركاء الن وخلقهم وخرقوا له بني وبنات بغي علم سبحانه وتعال عما يصفون بديع السماوات والرض أن‬
‫يكون له ولد ول تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ذلكم ال ربكم ل إله إل هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو‬
‫على كل شيء وكيل ل تدركه البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف البي ^ ‪ #‬وتبي أيضا أن قولم بتولد ذلك عنه هو كقول‬
‫من يقول يتولد اللئكة‬

‫أو السيح عنه وقد قال تعال ^ لن يستنكف السيح أن يكون عبدا ل ول اللئكة القربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكب‬
‫فيسحشرهم إليه جيعا ^ وقال تعال ^ وقالوا اتذ الرحن ولدا ^ الية وقال تعال ^ وله من ف السماوات والرض ومن عنده ل‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫يستكبون ف عبادته ول يستحسرون ^ وقال تعال ^ ول يأمركم أن تتخذوا اللئكة والنبيي أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم‬
‫مسلمون ^ ‪ #‬وهذا باب واسع ليس هذا موضعه قد بسطناه ف غي هذا الوضع وأما خلق السماوات والرض فقد نص القرآن‬
‫والتوراة أنه خلق ذلك ف ستة أيام وتواترت بذلك الحاديث ث اتفق عليه أهل اللل فكيف يوز أن يفسر بالختراع اللزم لذاته من‬
‫غي سبق مادة كما ذكروه ف العن الثالث‬

‫ولفظ اللق الذكور ف القرآن يتضمن معنيي كلها يناقض قولم ‪ #‬يتضمن البداع والنشاء العروف ويتضمن التقدير ‪# #‬‬
‫وعندهم العقول والنفوس ليس لا مقدار ول هي أيضا مبدعة البداع العروف ‪ #‬والسماوات ليست مبدعة البداع العروف وقد قال‬
‫تعال ^ وخلق كل شيء فقدره تقديرا ^ ‪ #‬فذكر لفظ اللق لكل شيء وذكر أنه قدر كل شيء تقديرا واللئكة عندهم ل تقدر بل‬
‫ول تلق اللق العروف عند السلمي وهذا يدل على مناقضتهم للرسل أيضا مع كثرة أدلة ذلك باللغة الت خوطبوا با فهذا أصل ‪#‬‬
‫الصل الثان أن يقال لفظ اللق الذكور ف القرآن ليس مشتركا بالضرورة والتفاق ول يقل أحد من السلمي أن قوله خلقت‬
‫اللئكة من نور وخلق إبليس من مارج من نار وخلق آدم ما‬

‫وصف لكم يدل على معان متباينة كلفظ العي والقرء ونو ذلك ‪ #‬فإن زعموا أن لفظ اللق ف القرآن والسنة متضمن للتقدير حت‬
‫يفرقوا بي عال اللق والمر بطل قولم أول ملوق العقل فإنه على هذا الصطلح ل يكون ملوقا ‪ #‬وإن زعموا أنه يتضمن الياد‬
‫كيفما كان بطل تقسيمهم لعال اللق وعال المر ومنعهم أن تكون اللئكة ملوقة مع أن فساد هذا معلوم بالضطرار من دين‬
‫السلمي فإنه ليس لحد أن يقول أن اللئكة ليست ملوقة ول يقبل منه تفسي ذلك بال مع النفي وهذا يدل على مناقضتهم للرسل‬
‫مع كثرة أدلة ذلك ‪ #‬الوجه الثالث ‪ #‬أن هؤلء يدعون أن العقل الول صدر عنه جيع ما تته فصدر عنه عقل ونفس وفلك وعن‬
‫العقل عقل ونفس وفلك إل العقل الفعال فإنه صدر عنه جيع ما تته من الواد والصور ويسمون هؤلء الرباب الصغرى واللة‬
‫الصغرى ‪ #‬ومعلوم بالضطرار من جيع أهل اللل من السلمي واليهود‬

‫والنصارى أن شيئا من اللئكة ليس هو فاعل لميع الصنوعات ول أنه مبدع لميع ما تت فلك القمر بل قال ال تعال ‪ ^ #‬ول‬
‫يأمركم أن تتخذوا اللئكة والنبيي أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ^ ‪ #‬وقال ال تعال ^ وكم من ملك ف السماوات‬
‫ل تغن شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لن يشاء ويرضى ^ ‪ #‬وقال تعال ^ قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فل يلكون‬
‫كشف الضر عنكم ول تويل ^ ‪ #‬وقال ال تعال ^ قل ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل يلكون مثقال ذرة ف السماوات ول ف‬
‫الرض وما لم فيهما من شرك وما له منهم من ظهي ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له حت إذا فزع عن قلوبم قالوا ماذا قال‬
‫ربكم قالوا الق وهو العلي الكبي ^ ‪ #‬وقال تعال ^ لن يستنكف السيح أن يكون عبدا ل ول اللئكة القربون ومن يستنكف عن‬
‫عبادته ويستكب فسيحشرهم إليه جيعا ^ وقال ال تعال ^ وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول وهم‬
‫بأمره يعملون يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول يشفعون إل لن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إن إله من دونه‬
‫فذلك نزيه جهنم كذلك نزي الظالي ^ وقال ال تعال ^ وقالوا اتذ الرحن ولدا لقد جئم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه‬
‫وتنشق الرض وتر البال هدا أن دعوا للرحن ولدا وما ينبغي‬

‫للرحن أن يتخذ ولدا إن كل من ف السماوات والرض إل آت الرحن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ^‬
‫‪ #‬ولن ما اتفق عليه أهل اللل من أن اللئكة سجدوا لدم يبطل قول هؤلء إن أضعف العقول الت هي اللئكة عندهم هو مبدع‬
‫جيع البشر ورب كل ما تت فلك القمر ‪ #‬الوجه الرابع ‪ #‬إن من تدبر الكتب الصنفة ف العقل لهل الثار تبي له تريف هؤلء‬
‫مع ضعف الصل ومن أشهرها كتاب العقل لداود بن الحب وهو قدي ف أوائل الائة الثالثة روى عنه الارث بن أب أسامة ونوه‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫وكذلك مصنفات غيه رووا فيها عن ابن عباس أنه دخل على أم الؤمني عائشة فقال يا أم الؤمني أرأيت الرجل يقل قيامه ويكثر‬
‫رقاده وآخر يكثر قيامه ويقل رقاده أيهما أحب إل ال قالت سألت رسول ال عما سألتن عنه فقال أحسنهما عقل فقلت يا رسول‬
‫ال إنا أسألك عن عبادتما فقال يا عائشة إنما ل يسئلن عن عبادتما إنا يسئلن عن عقولما فمن كان أعقل كان أفضل ف الدنيا‬
‫والخرة‬

‫ورووا فيها عن الباء بن عازب قال قال رسول ال إن لكل إنسان سبيل مطية وثيقة ومجة واضحة وأوثق الناس مطية وأحسنهم ‪#‬‬
‫دللة ومعرفة بالجة الواضحة أفضلهم عقل ‪ #‬ورووا فيها عن ابن عمر قال قال رسول ال إن الرجل ليكون من أهل الصيام وأهل‬
‫الصلة وأهل الج وأهل الهاد فما يزىء يوم القيامة إل بقدر عقله‬

‫وعن علي قال قال رسول ال وال لقد سبق إل جنات عدن أقوام ما كانوا بأكثر الناس صلة ول صياما ول حجا ول اعتمارا ‪#‬‬
‫ولكنهم عقلوا عن ال تعال مواعظه فوجلت منه قلوبم واطمأنت إليه النفوس وخشعت منهم الوارح ففاقوا الليفة بطيب النلة‬
‫وحسن الدرجة عند الناس ف الدنيا وعند ال ف الخرة ‪ #‬فهذه الحاديث ونوها هي ما روي بالسانيد ف العقل ‪ #‬وف ضمن‬
‫هذه الحاديث ونوها رووا الديث التقدم أول ما خلق ال العقل قال له أقبل فأقبل وقال له أدبر فأدبر فقال وعزت ما خلقت خلقا‬
‫أكرم علي منك فبك آخذ وبك أعطي وبك الثواب وعليك العقاب ‪ #‬فهل يشك من سع هذه الحاديث أن الراد بذلك عقل‬
‫النسان ليس الراد ما هو أعظم الخلوقات الوجودات بعد الباري عندهم وهو عندهم أبدع كل ما سواه وأن الستدلل بذا الديث‬
‫ونوه على إرادة هذا العن من أعظم الضلل وأبعد الباطل والحال هذا لعمري لو كان ذلك ثابتا عن رسول ال وقد قال أبو حات بن‬
‫حبان البست لست أحفظ عن رسول ال خبا صحيحا ف العقل لن أبان بن أب‬

‫عياش وابن وردان وعمي بن عمران وعلي بن زيد والسن بن دينار وعباد بن كثي وميسرة بن عبد ربه وداود بن‬

‫الحب ومنصور بن سقي وذويهم كلهم ضعفاء هذا مع أن أبا حات هذا مع فضيلته وبراعته وحفظه كان يتهم بأن ف كلمه من جنس‬
‫الفلسفة أشياء حت جرت له بسبب ذلك قصة معروفة عند العلماء باله ‪ #‬وقد تقدم كلم سائر أهل العرفة ف أحاديث العقل‬
‫واتفاقهم على ضعفها كما قال أبو الفرج بن الوزي ‪ #‬وقد قال أبو الفرج بن الوزي ف ذم الوى وغيه النقول عن رسول ال ف‬
‫فضل العقل كثي إل أنه بعيد الثبوت ‪ #‬وقال أبو جعفر العقيلي ل يثبت ف هذا الت شيء من هذا النحو وهذا الذي قاله ها ونوها‬
‫معروف لن كان له خبة بالثار‬

‫بل لفظ العقل اسم ليس له وجود ف القرآن وإنا يوجد ما تصرف منه لفظ العقل نو يعقلون وتعقلون وما يعقلها إل العالون وف ‪#‬‬
‫القرآن الساء التضمنة له كاسم الجر والنهي واللباب ونو ذلك ‪ #‬وكذلك ف الديث ل يكاد يوجد لفظ الصدر ف كلم النب‬
‫ف حديث صحيح إل ف مثل الديث الذي ف الصحيحي عن أب سعيد الدري قال خرج رسول ال ف أضحى أو فطر إل الصلى‬
‫فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإن رأيتكن أكثر أهل النار فقلن وب يا رسول ال‬

‫فقال تكثرن اللعن وتكفرن العشي ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الازم من إحداكن قلن وما نقصان عقلنا ‪#‬‬
‫وديننا يا رسول ال فقال أليس شهادة الرأة نصف شهادة الرجل قلن بلى قال هذا من نقصان عقلها قال وإذا حاضت ل تصل ول‬
‫تصم قلن بلى قال فهذا من نقصان دينها وهذا الديث ونوه ل ينقض ما ذكره الافظ أبو حات وأبو الفرج والعقيلي وغيهم إذ ليس‬
‫هو ف فضل العقل وإنا ذكر فيه نقصان عقل النساء ‪ #‬وذلك أن العقل مصدر عقل يعقل عقل إذا ضبط وأمسك ما يعلمه ‪ #‬وضبط‬
‫الرأة وإمساكها لا تعلمه أضعف من ضبط الرجل وإمساكه ومنه سي العقال عقال لنه يسك البعي ويره ويضبطه وقد شبه النب‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫ضبط القلب للعلم بضبط العقال للبعي فقال ف الديث التفق‬

‫عليه استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها ‪ #‬وقال مثل القرآن مثل البل العقلة إن تعاهدها‬
‫صاحبها أمسكها وإن أرسلها ذهبت ‪ #‬وف الديث الخر أعقلها وأتوكل أو أرسلها بل قال اعقلها وتوكل ‪ #‬فالعقل والمساك‬
‫والضبط والفظ ونو ذلك ضد الرسال والطلق والهال والتسييب ونو ذلك وكلها يكون بالسم الظاهر للجسم الظاهر‬
‫ويكون بالقلب الباطن للعلم الباطن فهو ضبط العلم وإمساكه وذلك مستلزم لتباعه فلهذا صار لفظ العقل يطلق على‬

‫العمل بالعلم كما قد بسطنا الكلم على مسمى العقل وأنواعه ف غي هذا الوضع ‪ #‬إذا الغرض هنا بيان كذب هؤلء على ال تعال‬
‫وعلى رسوله ‪ #‬الوجه الامس ‪ #‬أن العقل ف لغة السلمي كلهم أولم عن آخرهم ليس ملكا من اللئكة ول جوهرا قائما بنفسه‬
‫بل هو العقل الذي ف النسان ول يسم أحد من السلمي قط أحدا من اللئكة عقل ول نفس النسان الناطقة عقل بل هذه من لغة‬
‫اليونان ومن العلوم أن حل كلم رسول ال أو كلم ال تعال على ما ل يوجد ف لغته الت خاطب با أمته ول ف لغة أمته وإنا توجد‬
‫ف لغة أمة ل ياطبهم بلغتهم ول تتخاطب أمته بلغتهم فهذا يبي أن الذين وضعوا الحاديث الت رويت ف ذلك ليس الراد با عند‬
‫واضعيها ما أثبته الفلسفة من الوهر القائم بنفسه فهؤلء الستدلون بذه الحاديث على قول التفلسفة ل يفهموا كلم الكاذبي‬
‫الواضعي للحديث بل حرفوا معناها كما حرفوا لفظها فإذا كان هذا حالم ف الديث الذي استدلوا به فكيف ف غيه فتبي أن‬
‫استدللم باطل قطعا ‪ #‬الوجه السادس ‪ #‬أن العقل ف الكتاب والسنة وكلم الصحابة والئمة ل يراد به جوهر قائم بنفسه باتفاق‬
‫السلمي وإنا يراد به العقل الذي ف النسان الذي‬

‫هو عند من يتكلم ف الوهر والعرض من قبيل العراض ل من قبيل الواهر ‪ #‬وهذا العقل ف الصل مصدر عقل يعقل عقل كما‬
‫ييء ف القرآن ^ وتلك المثال نضربا للناس وما يعقلها إل العالون ^ ‪ ^ #‬أفلم يسيوا ف الرض فتكون لم قلوب يعقلون با أو‬
‫آذان يسمعون با ^ ^ ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا ل يعقلون ^ ^ وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا‬
‫ف أصحاب السعي ^ ‪ #‬وهذا كثي وهذا مثل لفظ السمع فإنه ف الصل مصدر سع يسمع سعا وكذلك البصر فإنه مثل البصار ث‬
‫يعب بذه اللفاظ عن القوى الت يصل با الدراك فيقال للقوة الت ف العي بصر والقوة الت يكون با السمع سع وبذين الوجهي‬
‫يفسر السلمون العقل ‪ #‬ومنهم من يقول العقل هو من جنس العلم كما يقوله القاضي أبو بكر بن الباقلن وأبو الطيب الطبي وأبو‬
‫يعلى بن الفراء وغيهم‬

‫ومنهم من يقول هو الغريزة الت با يتهيأ العلم كما نقل ذلك عن المام أحد بن حنبل والارث الحاسب ويدخل ذلك ف العقل ‪#‬‬
‫العملي وهو العمل بقتضى العلم ‪ #‬وأما تسمية الشخص العاقل عقل أو الروح عقل فهذا وإن كان يسوغ نظيه ف اللغة فقد‬
‫يسمون الفاعل الشخص بالصدر فيسمى‬

‫عدل وصوما وفطرا فليس هذا من المور الطردة ف كلمهم فل يسمون الكل والشارب أكل وشربا ولو كان ذلك ما يسوغ ف‬
‫القياس بيث يسوغ أن يسمى كل فاعل باسم مصدره فهذا إنا يسوغ ف الستعمال ل ف الستدلل فليس لحد أن يضع هو مازا‬
‫لنفسه يمل عليه كلم ال تعال ورسوله وكلم من تكلم قبله إذ القصود بالكلم هو فهم مراد التكلم سواء كان لفظه يدل على‬
‫العن وهو القيقة أو ل يدل إل مع القرينة وهو الجاز ‪ #‬فليس لحد أن يسمى الوهر القائم بنفسه عقل ث يمل عليه كلم النب‬
‫‪ #‬ومعلوم بالضطرار لن يعرف لغة النب والسلمي الذين يتكلمون بلغته أن هذا ليس هو مراد النب ف اسم العقل فليس هذا مراد‬
‫السلمي باسم العقل ول يوجد ذلك ف استعمال السلمي وخطابم ‪ #‬وإذا كان كذلك ل يز أن يتمسكوا بشيء من كلم الرسول‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫الذي فيه لفظ العقل لو كان ثابتا على إثبات الوهر الذي يسمونه عقل ‪ #‬ومن تدبر ما يوجد من كلم السلمي عامتهم وخاصتهم‬
‫سلفهم وأئمتهم وفقهائهم ومدثيهم وصوفيتهم ومفسريهم وناتم ومتكلميهم ل يد ف كلم أحد منهم لفظ العقل مقول على ما‬
‫يزعمه هؤلء من التفلسفة ول على ما يقال أنه ملك من اللئكة‬

‫ول يسمون أحدا من اللئكة عقل ول ال تعال عقل إل من أخذ ذلك عن الفلسفة ‪ #‬هذا مع أنه مذكور ف كتب الصول ‪#‬‬
‫والكلم ف ذلك فيه من الناع أقوال كثية تنازع فيها أهل الكلم وأهل النظر النتسبي إل السلم ث إن قول التفلسفة عندهم قول‬
‫آخر ‪ #‬واعلم أن القصود ف هذا القام أن لفظ العقل ل يعب به عن جوهر قائم بنفسه ل عن ملك ول غيه ف عبارة رسول ال‬
‫وأصحابه والتابعي وسائرعلماء السلمي فل يوز أن يمل شيء من كلمهم الذكور فيه لفظ العقل على مراد هؤلء التفلسفة‬
‫بالعقول العشرة ونو ذلك فينقطع دابر من يعل لم عمدة ف الشريعة من هذا الوجه ‪ #‬ث بعد هذا الناع بي الناس ف فرعي ‪#‬‬
‫أحدها أن العقل الذي هو النسان ما هو ‪ #‬الثان أن ما يعنيه التفلسفة بلفظ العقل هل له وجود أم ل ‪ #‬وقد ذكروا ف كتب‬
‫الصول الناع ف ذلك جلة كما يذكره القاضي أبو بكر الباقلن والقاضي أبو الطيب والقاضي أبو يعلى وأبو الوفاء بن عقيل‬

‫وأبو العال الوين وأبو الطاب وأبو السن بن الزاغون والقاضي أبو بكر بن العرب العافري وأكثر أهل الكلم ‪ #‬فإن هؤلء‬
‫يتارون أن العقل الذي هو مناط التكليف هو ضرب من العلوم الضرورية كالعلم باستحالة اجتماع الضدين وكون السم ف مكاني‬
‫ونقصان الواحد عن الثني والعلم بوجب العادات فإذا أخبه‬

‫مب بأن الفرات يري دراهم ل يوز صدقه ومن أخب بنبات شجرة بي يديه وحل ثرة وإدراكها ف ساعة واحدة ل ينتظر ذلك‬
‫ليأكل منها وإذا أخب بأن الرض تنشق ويرج منها فارس بسلح يقتله ل يهرب فزعا فإذا حصل له العلم بذلك كان عاقل ولزمه‬
‫التكليف ‪ #‬ث قد نقل عن طوائف من الئمة والعلماء ما يقتضي أنه القوة الت يعقل با ‪ #‬وعن طوائف ما يقتضي أنه قد يكون‬
‫مكتسبا فروى أبو السن التميمي ف كتاب العقل عن ممد بن أحد بن مزوم عن إبراهيم الرب عن أحد بن حنبل أنه قال العقل‬
‫غريزة والكمة فطنة والعلم ساع والرغبة ف الدنيا هوى والزهد فيها عفاف‬

‫وقد فسر القاضي أبو يعلى ذلك بأن قوله غريزة أنه خلق ل ابتداء وليس باكتساب ‪ #‬وذكر عن أب ممد البباري أنه قال ليس ‪#‬‬
‫العقل باكتساب إنا هو فضل من ال ‪ #‬وذكر عن أب السن التميمي أنه قال ف كتاب العقل ليس بسم ول صورة ول جوهر وإنا‬
‫هو نور فهو كالعلم ‪ #‬وعن بعضهم أنه قال هو قوة يفصل با بي حقائق العلومات ‪ #‬وعن أب بكر بن فورك أنه قال هو العلم‬
‫الذي يتنع به من فعل القبيح ‪ #‬وعن بعضهم أنه ما حسن معه التكليف‬

‫ث قال القاضي ومعن ذلك كله متقارب ولكن ما ذكرناه أول لنه مفسر خلفا لا حكي عن قوم من الفلسفة أنه اكتساب وقال ‪#‬‬
‫قوم هو عرض مالف لسائر العلوم والعراض وعن قوم هو مادة وطبيعة ‪ #‬وقال آخرون هو جوهر بسيط ‪ #‬قلت وبعض هذه‬
‫القوال الت خالفها هي نو من القوال الت جعلها متقاربة ‪ #‬فإن من قال هو العلم الذي يتنع به من فعل القبيح ل يد العقل الذي‬
‫هو مناط التكليف الذي يفرق به بي العاقل والجنون الذي حدوه هم وجعلوه ضربا من العلوم الضرورية بل هذا العقل هو من مناط‬
‫النجاة والسعادة وهو من العقل المدوح الذي صنفت الكتب فضل ف فضيلة ‪ #‬والذي حدوه أول قد يفعل صاحبه أنواع القبائح‬
‫ويكون من قيل فيه لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف أصحاب السعي‬

‫وهذا العقل المدوح قد يكون اكتسابا ‪ #‬وأيضا من قال هو عرض مالف لسائر العلوم والعراض فقوله موافق لقول من قال هو ‪#‬‬
‫قوة يفصل با بي حقائق العلومات وقول أحد هو غريزة يتناول هذه القوة ولذا فرق بي ذلك وبي العلم ‪ #‬وأبو السن التميمي‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫قال هو كالعلم ول يقل هو من العلم فهنا أمور ‪ #‬أحدها علوم ضرورية يفرق با بي الجنون الذي رفع القلم عنه وبي العاقل الذي‬
‫جرى عليه القلم فهذا مناط التكليف ‪ #‬والثان علوم مكتبسة تدعو النسان إل فعل ما ينفعه وترك ما يضره فهذا أيضا ل نزاع ف‬
‫وجوده وهو داخل فيما يمد با عند ال من العقل ومن عدم هذا ذم وإن كان من الول وما ف القرآن من مدح من يعقل وذم من ل‬
‫يعقل يدخل فيه هذا النوع وقد عدمه من قال ^ لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف أصحاب السعي ^ ‪ #‬الثالث العمل بالعلم يدخل ف‬
‫مسمى العقل أيضا بل هو من أخص ما يدخل ف اسم العقل المدوح ‪ #‬وهذان النوعان ل ينازع الولون ف وجودها ول ف أنما‬
‫يسميان عقل ولكن قالوا كلمنا ف العقل الذي هو مناط التكليف للفرق بي العاقل والجنون وهذان ل يدخلن ف ذلك فالناع‬
‫فيهما لفظي ‪ #‬المر الرابع ‪ #‬الغريزة الت با يعقل النسان فهذه ما تتوزع ف وجودها فأنكر كثي من الولي أن يكون ف النسان‬
‫قوة يعلم با غي العلم أو قوة‬

‫يبصر با غي البصر أو قوة يسمع با غي السمع وجعلوا إثبات ذلك من جنس قول الفلسفة والطبائعية الذين يعلون ف النسان قوى‬
‫يفعل با وقد بالغ ف ذلك طوائف منهم القاضي أبو بكر بن العرب ف العواصم والقواصم وأصل ذلك تقريرهم أن ال خالق كل شيء‬
‫ول خالق غيه وهذا مذهب سلف المة وأئمتها وسائر أهل السنة والماعة وهو أحسن ما امتاز به الشعري عن طوائف التكلمي‬
‫وبالغ ف ذلك حت جعل أخص أوصاف الرب القدرة على الختراع وزعم أن هذا معن اللية وف الصل رد على القدرية القائلي‬
‫بأن ال تعال ل يلق أفعال اليوان وعلى الفلسفة وأتباعهم من أهل النجوم والطبع القائلي بفاعل غي ال لكن زاد من زاد منهم ف‬
‫ذلك أشياء ليست من السنة بل تالف السنة حت ردوا بدعة ببدعة فدخل بعضهم ف إثبات الب الذي أنكره السلف والئمة حت‬
‫توسل بذلك قوم إل إسقاط المر والنهي والوعد والوعيد وأنكر من أنكر منهم ما جعله ال تعال من‬

‫السباب حت خرجوا عن الشرع والعقل وقالوا إن ال يدث الشبع والري عند وجود الكل والشرب ل بما وكذلك يدث النبات‬
‫عند نزول الطر ل به ونو ذلك وهذا خلف ما جاء به الكتاب والسنة قال ال تعال ^ وهو الذي يرسل الرياح بشرا بي يدي رحته‬
‫حت إذا أقلت سحابا ثقال سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الاء فأخرجنا به من كل الثمرات ^ وقال ال تعال ^ وما أنزل ال من السماء‬
‫من ماء فأحيا به الرض بعد موتا وبث فيها من كل دابة ^ وقال تعال ^ وأحيينا به بلدة ميتا ^ وقال تعال ^ يضل به كثيا ويهدي‬
‫به كثيا ^ وقال ^ يهدي به ال من اتبع رضوانه سبل السلم ^ ومثل هذا كثي ونفى هذه السباب أن تكون أسبابا ف المور‬
‫الخلوقة هو شبيه بنفي طوائف من التصوفة ونوهم لا يأمرون به من أعمال القلوب وغيها من المور الشروعة نظرا إل القدر‬
‫ودعوى التوكل كما بسطنا الكلم ف ذلك ف غي هذا الوضع ‪ #‬ولذا قال من نظر إل هذين النرافي كاب حامد واب الفرج بن‬
‫الوزي وغيها ف كتاب التوكل اعلم أن اللتفات إل السباب شرك ف التوحيد ومو السباب أن تكون أسبابا تغيي ف وجه العقل‬
‫والعراض عن السباب بالكلية قدح ف الشرع‬

‫والسلف والئمة متفقون على إثبات هذه القوى فالقوى الت با يعقل كالقوي الت با يبصر وال تعال خالق ذلك كله كما أن ‪#‬‬
‫العبد يفعل ذلك بقدرته بل نزاع منهم وال تعال خالقه وخالق قدرته فإنه ل حول ول قوة إل بال ‪ #‬والول اسم لكل تول من‬
‫حال إل حال والقوة عام ف كل قوة على الول فنفي القوة كنفي الول وقد بسطنا الكلم ف غي هذا الوضع فيما يقع من الشتباه‬
‫والناع ف قدرة العبد هل هي مؤثرة ف الفعل أو ف بعض صفاته أو غي مؤثرة بال ‪ #‬وقد وقع تسمية هذه القوة عقل ف كلم‬
‫طوائف منهم أبو العال الوين ذكر ف أصول الفقه أن العقل معن يدرك به العلم وجلة صفات الي وكان يقول ف التعليق أنه تثبيت‬
‫سة إدراك النفس‬

‫وقد خالفه صاحبه أبو القاسم النصاري وقال هذا فيه نظر فاعلموه وقال الحققون من أئمتنا العقل هو العلم بدليل أنه يقال عقلت ‪#‬‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫وما علمت أو علمت وما عقلت وإن كان فرق بي اللفظي ففي إطلق أهل العرف وتقييدهم وهذا كما أن العال ف القيقة ذو العلم‬
‫سواء كان العلم علم الشريعة والدين أو غيه من العلوم وإذا أطلق مطلق فقال رأيت العلماء أو جاءن عال فل يفهم من إطلقه‬
‫أصحاب الرف والصناعات بل ل يفهم منه إل علماء الشريعة ‪ #‬وكذلك العقل إذا أطلق فإنا يراد به عقل التكليف وهو ما به يكن‬
‫التمييز والستدلل على ما وراء الحسوس ويرج به صاحبه عن حد العتوهي وتسمية العقلء عاقل وهذا قول أب السن وإنا قاله‬
‫لن النحل تراه ينسج أشكال مسدسة يعجز عنها كثي من العقلء وكذلك غي النحل من البهائم والعل فلهذا قال العاقل من تسميه‬
‫العقلء عاقل ‪ #‬والعقل القيد يتناول جنس العلم فلهذا قال الشافعي رحة ال عليه المام أعقل الطائر عن به أكيس الطي ‪ #‬وقد‬
‫ذكر أبو بكر بن فورك عن الئمة ف العقل أقوال ث زيفها وحلها على مامل ‪ #‬فنقل عن الشافعي وأب عبد ال بن ماهد أنما قال‬
‫العقل آلة التمييز‬

‫وحكى عن أب العباس القلنسي قال العقل قوة التمييز ‪ #‬وعن الارث الحاسب أنه قال العقل أنوار وبصائر ‪ #‬ث قال الوجه أن ‪#‬‬
‫ل يصح ما ينقل عن هؤلء الئمة فإن اللة تستعمل ف الجسام البنية واستعمالا ف العراض ماز على أنا نقول كل حاسة من‬
‫الواس آلة التمييز وليس عقل ول الؤمنون با عقلء والكفار معهم عقول ومعهم آلة التمييز ث ل ييزون بي الق والباطل ‪ #‬فإن‬
‫قالوا أردنا بذلك انه يصح با التمييز والستدلل والكفار يصح منهم ذلك ‪ #‬قلنا هذا يبطل بالدليل والنظر وقول الرسول والفت فإن‬
‫كان واحد من ذكرناه ييز به بي الحكام وليس ذلك من العقل ف شيء فإن صحت هذه الكاية فإن العن با ما يقع به التمييز‬
‫ويكن معه الستدلل على ما وراء الحسوس واللف يرجع إل‬

‫العبارة قال والشافعي رحه ال تعال ل يسلك مسالك التكلمي ول يراع ما راعوه وكذلك ل يعقل من القوة إل القدرة ‪#‬‬
‫والقلنسي أطلق ما أطلقه توسعا ف العبارة وكذلك الحاسب إذ العقل ليس ببصية ول نور ولكن يستفاد به النوار والبصائر ‪ #‬قال‬
‫أبو القاسم النصاري ول اختلف بي أصحابنا ف العن فقد سى ال تعال اليان نورا فقال ^ أفمن شرح ال صدره للسلم فهو‬
‫على نور من ربه ^ ‪ #‬وشيخنا المام يعن أبا العال أطلق ما أطلقه توسعا ولو كان العقل معن يدرك به العلم فما العلم الذي يدرك‬
‫به العقل وكيف يتميز أحدها عن الخر ل سيما والعلم عنده خارج عن قبيل العتقاد ‪ #‬قلت ل يفى ما ف هذا الكلم من الغض‬
‫عن الئمة الذين هم أحق بالق منهم وكلمهم سديد فإن القوة الت جعل ال با العلم والعمل ل ينكرها من العقلء إل من وافق‬
‫هؤلء على نفيها ‪ #‬وقول الشافعي وأحد والحاسب ومن وافقهم قول واحد وإنا رد قولم بالباطل ‪ #‬فأما قوله إن اللة إنا تستعمل‬
‫ف الجسام وهي من العراض ماز فيقال له هذا منوع ث الشافعي إنا استعملها مقيدة بالضافة‬

‫فلو كانت عند الطلق ل تتناول إل جسما لكانت مع الضافة الت ذكرها كقولم أبرة الذراع وأرنبة النف وإنسان العي وقلب‬
‫السد وقلب العقرب ونو ذلك ما أحدثت فيه الضافة فمن الناس من يقول هذا ماز ‪ #‬والحققون يعلمون أن هذا وضع جديد ل‬
‫يستعمل فيه اللفظ ف غي موضوعه إذ هذا الضاف ل يكن موضوعا لغي هذا العن ث هب أن ذلك ماز فأي عيب ف ذلك إذا ظهر‬
‫القصود ومن الذي قال إن الد والدليل ل يستعمل فيهما الجاز القرون با يبي معناه دع ما ليس حدا ‪ #‬وأما قوله فعلى طريقة من‬
‫يفرق بي الد والرسم وأما من يعل القصود بالد هو التمييز بي الحدود وغيه كما هو مذهب التكلمي فالميع يسمى عنده حدا‬
‫‪ #‬وأما قوله كل حاسة من الواس آلة التمييز فليس كذلك لن الاسة ل ييز با بي الشياء بل مرد السمع الذي يدرك الصوت ل‬
‫ييز بي الصوت وغيه بل يس الصوت ‪ #‬ث الكم على الصوت بأنه غي اللون يعرف بغي الاسة وهو العقل وبه يعرف غلط الس‬
‫إذا الحول يرى الوحد اثني والمرور يد اللو مرا لكن العقل به ييز سلمة الس من فساده إذ‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫قد استقر عنده ما يدرك بالس السليم فإذا رأى من له عقل حسا يدرك به خلف ذلك علم فساده ونظر ف سبب فساده وكذلك‬
‫الجنو‬
‫ن قد يرى أحر وأحر وأبيض وأبيض ول ييز بي الدينار وبي الدرهم وغيه ول بي اليام ول بي ثوبه وثوب غيه وفعله وفعل غيه‬
‫مع وجود حسه ‪ #‬وأما الكفار فلهم التمييز الذي يصح معه التكليف الذي به فارقوا الجنون وليس من شرط عقل الكل تييز كل‬
‫حق من كل باطل بل هذا ل يوجد لعامة اللق ‪ #‬وأما نقضه بالدليل والنظر فذلك ييز به شيء بعينه ليس هو آلة لكل تييز والعقل‬
‫آلة لكل تييز فيه ييز بي دليل ودليل ونظر ‪ #‬وأما قول أب القاسم لو كان العقل معن يدرك به العلم فبم ييز العلم عنه فقول ضعيف‬
‫‪ #‬فإنه إذا كان ييز بي أنواع العلم فيميز بي الضروري وغيه وما يصل بالواس وغيه فكيف ل ييز بينه وبي القوة الت با يصل‬
‫كما ييز بي البصار وقوة البصر فإنا نعلم أن ف العي قوة فارقت با قوة اليد حت كأن هذه يرى با وهذا ل يرى با ‪ #‬ونعلم أن‬
‫ف العاقل قوة فارق با الجنون حت كان هذا يعقل وهذا ل يعقل وأن قدر أنه ساه عن العلم ‪ #‬وعمدة جهور الذين قالوا ليس العقل‬
‫إل ضرب من العلوم الضرورية أنم قالوا ليس بوهر لن الدليل قد دل على أن الواهر‬

‫كلها من جنس واحد خلفا للملحدة ف قولم إنا متلفة لن معن الثلي فاسد أحدها مسد صاحبه وناب منابه والواهر على هذا‬
‫لن كل واحد منها متحرك وساكن وعال فلو كان العقل جوهرا لكان من جنس العاقل ول يستغن العاقل بوجود نفسه ف كونه‬
‫عاقل عن وجود مثله وما هو من جنسه وقد ثبت أنه ليس بعاقل بنفسه فمحال أن يكون عاقل بوهر من جنسه ولنه لو كان جوهرا‬
‫لصح قيامه بذاته ووجوده ل بعاقل ولصح أن يفعل ويكلف لن ذلك ما يوز على الواهر وف امتناع ذلك دليل على أنه ليس بوهر‬
‫‪ #‬وثبت أنه غي عرض ‪ #‬قالوا ومال أن يكون عرضا غي سائر العلوم حت يكون الكامل العقل غي عال بنفسه ول بالدركات ول‬
‫بشيء من الضروريات إذ ل دليل يوجب تضمن أحدها للخر وذلك ناية الحالة ‪ #‬ومال أن يكون اكتسابا لنه يؤدي إل أن‬
‫الصب ومن‬

‫عدمت منه الواس المس ليسوا بعقلء لنه ل نظر لم ول استدلل يكسبون به العقل وف الجاع على حصول الي العاقل منهم‬
‫دليل على فساد هذا ول يوز أن يكون العقل هو الياة لن العقل يبطل ويزول ول يرج الي عن كونه حيا وقد يكون الي حيا‬
‫وإن ل يكن عالا بشيء أصل ول يوز أن يكون هو جيع العلوم الضرورية ول العلوم الت تقع عقيب الدراكات المسة لن هذا‬
‫يؤدي إل أن الخرس والطرش والكمه ليسوا بعقلء لنم ل يعلمون الشاهدات والسموعات والدركات الت تعلم باضطرار ل‬
‫باستدلل ‪ #‬ول يوز أن يكون العلم تسي حسن وتقبيح قبيح ووجوب واجب وتري مرم ومن جلة العلوم الت هي عقل لن هذه‬
‫الحكام كلها معلومة من جهة السمع دون قضية العقل فوجب أن يكون بعض العلوم الضرورية وهو ما ذكره وما كان ف معناه من‬
‫أن الوجود ل يلو من أن يكون لوجوده أول وأن الوجود ل يكون موجودا معدوما ف حال واحدة وأن التحرك عن الكان ل يوز‬
‫أن يكون ساكنا فيه ف حال واحدة وأن الذات الواحدة ل يوز أن تكون حية ميتة ونو ذلك من الوصاف التضادة فهذا الدليل هو‬
‫عمدتم كلهم ف الملة هذه الفاظ القاضي أب يعلى الفراء ‪ #‬وهذا القول قالته العتزلة قبل التكلمة الصفاتية ومن اتبعهم ولكن‬
‫أدخلوا فيه العلم بسن أفعال وقبحها‬

‫قال أبو علي البائي العقل عشرة أنواع من العلم وعد منها العلوم البديهية والعلوم الصادرة عن الواس العلم بسن الشيء وقبحه ‪#‬‬
‫ووجوب شكر النعم وقبح الكفر والظلم والكذب ‪ #‬والتكلمة الصفاتية الذين قالوا أنه بعض العلوم الضرورية ل ييزوه بتمييز‬
‫مضبوط بل كبيهم القاضي أبو بكر قرر أنه بعض العلوم الضرورية كما تقدم وملخص تلك الجة أنه ل يوز التصاف بالعقل مع‬
‫اللو عن جيع العلوم أو بعضها فثبت أنه من العلوم وليس هو من العلوم النظرية إذ شرط ابتداء النظر تقدم العقل فانصر العقل إذا ف‬
‫العلوم الضرورية ويستحيل أن يقال هو جيع العلوم الضرورية فإن الضرير ومن ل يدرك يتصف بالعقل مع انتفاء علوم ضرورية عنه ‪#‬‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫فاستبان بذلك أن العقل من العلوم الضرورية وليس كلها وسبيل تعيينه والتنصيص عليه أن يقال كل علم ل يلو العاقل منه عند الذكر‬
‫ول يشاركه فيه من ليس بعاقل إشارة إل العلوم الصادرة عن الواس والعلوم‬

‫باللم واللذات فإنه يستوي ف دركها العقلء وغيهم من الطفال والبهائم وهذا إذا قلنا للبهائم علوم بالحسوسات فيخرج من‬
‫مقتضى السب أنه العلوم الضرورية بواز الائزات واستحالة الستحيلت والعلم بأن العلوم ل يلو عن نفي أو إثبات والوجود ل يلو‬
‫من القدم والدوث والب ل يلو من الصدق والكذب وعد القاضي من ذلك العلم بجاري العادات ‪ #‬وهذه الجة الت احتجوا با‬
‫ليست صحيحة وإن كانت ف بادئ الرأي مهيبة إذ مدار الجة على أنه لو ل يكن من العلوم لمكن وجوده بدون العلم لعدم الدليل‬
‫على تلزمهما ‪ #‬وهم يعبون عن هذه النكتة بعبارات تارة يقولون إذا كانا خلفي غي ضدين أمكن وجود أحدها مع ضد الخر‬
‫كالياة والعلم والقدرة ‪ #‬وتارة يقولون ما تقدم ‪ #‬وتارة يعلون ذلك كأنه مقدمة بينة أو مسلمة فيقولون لو ل يكن من العلم لاز‬
‫أن يلو العاقل عن جيع العلم وكل هذا ضعيف فإنه ليس كل خلفي يوز وجود أحدها مع ضد الخر بل اللفي قد يكونان‬
‫متلزمي من الطرفي أو من أحدها كالس مع الركة الرادية وكالس مع العلم الاصل عقيب الحساس بل هذا شأن كل سبب‬
‫تام بسببه وكل معلول عله وكل متضايفي كالبوة والبنوة فإنما خلفان ومع هذا فهما متلزمان ل يوز وجود أحدها مع عدم‬
‫الخر فضل عن ضده‬

‫وقولم ل دليل حينئذ على تضمن أحدها الخر ليس بسديد لوجهي أحدها أنه ل يلزم من عدم الدليل عدم الدلول عليه ف نفس ‪#‬‬
‫المر فل يكفي ف نفي تلزمهما مرد عدم دليله ‪ #‬الثان إذا قدر أن العقل هو الغريزة كان العلم باستلزامه للعلم ضروريا ل يتاج‬
‫إل دليل فإن وجود العلم مستلزم للقوة الت هي شرط ف العلم كما أن وجود السمع والبصر مستلزم للقوة الت با يسمع ويبصر‬
‫والشروط بدون شرطه مال وإن كان هذا شرطا ف العادة وال قادر على خرق العادة فإن الكلم ف الواقع ل فيما يكن وقوعه ‪#‬‬
‫وأيضا فإذا قيل إن العقل اسم لجموع الغريزة والعلم الاصل با كان ما ذكروه بعض مسمى العقل فل يوجد اسم العقل إل مع‬
‫وجوده وإن ل يكن هو مموع العقل ‪ #‬وأيضا فمن العلوم أنه يدخل ف مسمى العقل العمل الذي يتص به العقلء من جلب النفعة‬
‫ودفع الضرة وهذا ما يفرق به بي العاقل والجنون ف عرف الناس كما يفرق بينهما بعلوم ضرورية فليس جعله اسا للعلوم الضرورية‬
‫بأول من جعله اسا للعمال الضرورية الت ل يلو العاقل منها فإنه من رؤى يلقى نفسه ف نار أو ماء فيغرق أو نو ذلك من الضار‬
‫الت ل فائدة فيها ونو ذلك من الفعال الارجة عن أفعال العقلء سلب عنه العقل حت ينتهي به إل حد الجنون وإذ كان كذلك‬
‫فهم بي أمرين‬

‫إن جعلوا هذه العمال وأعمال العقلء داخلة ف مسمى العقل بطل قولم هو من جنس العلم فقط ‪ #‬وإن قالوا أفعال العقلء دليل ‪#‬‬
‫على العلم الذي هو عقل وكذلك أفعال الجاني دليل على فوات هذه العلوم ‪ #‬قيل لم فحينئذ قد صار العقل يستلزم أمورا ليست‬
‫داخلة ف مسماه فل يتنع حينئذ أن يقال هو الغريزة الستلزمة لذه العلوم كما قلتم هو العلوم الستلزمة لذه العمال ‪ #‬الوجه السابع‬
‫‪ #‬إن هذا ما يبي كذب هذا الديث الروى كما رووه فإن العقل إذا كان ف لغة السلمي هو عرض قائم بغيه ل يكن ما يلق‬
‫منفردا عن العاقل وإنا يلق بعد خلق العقلء ‪ #‬وأيضا فإن مثل هذا ل ياطب وليقبل وليدبر ‪ #‬وأيضا فقوله ما خلقت خلقا أكرم‬
‫علي منك ل يوز أن يضاف إل ال تعال فإنه من العلوم أن النبياء واللئكة أكرم على ال منه إذ كان ف بعض صفانم ‪ #‬ولو قدر‬
‫أن العقل ف لغتهم يكون جوهرا أو ملكا وقدر أن هذا اللفظ قاله الرسول ل يز أن يراد به ما يقوله الفلسفة ومن سلك سبيلهم لا‬
‫بينا أنه يدل على أنه خلق قبله خلقا آخر ‪ #‬وأيضا فقوله بك آخذ وبك أعطي وبك الثواب وبك العقاب‬

‫خصه بذه العراض وعندهم هو البدع لكل ما سواه من العقول والنفوس والفلك والنفوس البشرية والعناصر والولدات فكيف‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫يصه بأربعة أعراض وأيضا فقوله لا خلقه قال له أقبل فأقبل يقتضي أنه خاطبه ف أول أوقات خلقه وعندهم يتنع أن يكون خلقه ف‬
‫زمان بل يتنع أن يكون ملوقا عندهم كما تقدم ‪ #‬الوجه الثامن أن هؤلء سعوا ف الديث أن أول ما خلق ال القلم وهذا الديث‬
‫معروف ليس مثل الول رواه أبو داود ف سننه عن النب وروى عن ابن عباس وغيه من الصحابة لكن السلف متنازعون‬

‫هل الراد بذلك أول ما خلقه من هذا العال الذي خلقه ف ستة أيام وكان عرشه على الاء كما قال ^ هو الذي خلق السموات ‪#‬‬
‫والرض ف ستة أيام وكان عرشه على الاء ^ ‪ #‬وعلى هذا القول فالعرش كان ملوقا قبل ذلك ‪ #‬أو هو ملوق قبل العرش على‬
‫قولي ذكرها الافظ أبو العلء المدان وغيه والحاديث الصحيحة تدل على القول الول فقال هؤلء أن ذلك الذي تسميه‬
‫الفلسفة العقل الول هو القلم وهذا كثي ف كلمهم وف كلم صاحب جواهر القرآن وهو من نوع كلم القرامطة‬

‫قال ف الواهر واعلم أن القرآن والخبار تشتمل على كثي من هذا النس فانظر إل قوله قلب الؤمن بي اصبعي من أصابع ‪#‬‬
‫الرحان فإن روح الصبع القدرة على سرعة التقليب وإنا قلب الؤمن بي لة ملك ولة شيطان هذا يهديه وهذا يغويه وال تعال بما‬
‫يقلب قلوب العباد كما تقلب أنت الشياء بأصبعيك وانظر كيف تشارك نسبة اللكي السخرين إل ال تعال أصبعك ف روح‬
‫الصبيعة وخالف ف الصورة واستخرج من هذا قوله إن ال خلق آدم على صورته وسائر اليات والحاديث الوهة عند الهلة للتشبيه‬
‫والذكي يتنبه بثال واحد والبليد ل يزيده التكثي إل تيا ومهما عرفت معن الصبع أمكنك الترقي إل‬

‫القدم واليد واليمي والوجه والصورة وأخذت لميعهاأمرا روحانيا ل جسمانيا فتعلم أن روح القلم وحقيقته الت ل بد من تقيقها إذا‬
‫ذكرت حد القلم وهو الذي يكتب به وإن كان ف الوجود شيء يسطر بواسطته نقش العلوم ف ألواح القلوب فأخلق به أن يكون هو‬
‫القلم فإن ال تعال علم بالقلم علم النسان ما ل يعلم وهذا القلم روحان إذ وجد فيه روح القلم وحقيقته ول يعوزه إل قالبه وصورته‬
‫وكون القلم من خشب أو قصب ليس من حقيقة القلم ولذلك ل يوجد ف حده القيقي ولكل شيء حد وحقيقة هي روحه فإذا‬
‫اهتديت إل الرواح صرت روحانيا وفتحت لك أبواب اللكوت وأهلت لوافقة الل العلى وحسن أولئك رفيقا ‪ #‬ول تستبعد أن‬
‫يكون ف القرآن إشارات من هذا النس فإن كنت ل تقدر على احتمال ما يقرع سعك من هذا النمط ما ل يسند التفسي إل‬
‫الصحابة فإن التقليد غالب عليك فانظر إل تفسي قوله تعال على ما قاله الفسرون ^ أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها‬
‫فاحتمل السيل زبدا رابيا وما يوقدون عليه ف النار ابتغار حلية أو متاع زيد مثله ^ الية‬

‫وأنه كيف مثل العلم بالاء والقلوب بالودية والينابيع والضلل بالزبد ث نبهك ف آخرها فقال ^ كذلك يضرب ال المثال ^ ‪#‬‬
‫ويكفيك هذا القدر من هذا العن فل تطيق أكثر منه ‪ #‬وبالملة فاعلم إن كل ما ل يتمله فهمك فإن القرآن يلقيه إليك على الوجه‬
‫الذي لو كنت ف النوم مطالعا بروحك اللوح الحفوظ لتمثل لك ذلك بثال مناسب يتاج إل التعبي واعلم أن التأويل يري مرى‬
‫التعبي انتهى كلمه ‪ #‬فهذا الكلم ونوه من جنس كلم الفلسفة القرامطة فيما أخب ال به من أمور اليان بال واليوم الخر‬
‫ويعلون ذلك أمثال مضروبة لتفهيم الرب واللئكة والعاد وغي ذلك والكلم عليهم مبسوط ف غي هذا الوضع ‪ #‬وصاحب‬
‫الواهر لكثرة نظره ف كلمهم واستمداده منهم مزج ف كلمه كثيا من كلمهم وإن كان قد يكفرهم بكثي ما يوافقهم عليه ف‬
‫موضع آخر وف أواخر كلمه قطع بأن كلمهم ل يفيد علما ول يقينا بل وكذلك قطع ف كلم التكلمي وآخر ما اشتغل به النظر ف‬
‫صحيحي البخاري ومسلم ومات وهو مشتغل بذلك‬

‫وإنا القصود هنا التنبيه على ما ذكروه فإن كثيا اغتروا بذا لنم وجدوه ف كلمه وحرمته عند السلمي ليست مثل حرمة من ل ‪#‬‬
‫يدخل ف الفقه والتصوف دخوله ولذا كثر فيه كلم أئمة طوائف الفقهاء والصوفية مثل أب بكر الطرطوشي وأب عبد ال الازري‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫الغرب وغيها من الالكية‬

‫مثل أب السن الرغينان وأب البيان القرشي وأب عمرو بن الصلح وابن شكر وأولد القشيي وغيهم من الشافعية ومثل أب ‪#‬‬
‫الوفاء بن عقيل وأب الفرج بن الوزي بن النبلية مع أن هذين أقرب إل مذاهب النفاة من غيها من النبلية‬

‫وأما النفية فكلمهم فيه لون آخر وكانت قد جرت له قصة معروفة معهم ومع أصحاب الشافعية ‪ #‬وهذا الذي ذكره باطل من ‪#‬‬
‫وجوه كثية ‪ #‬منها أن القلم إذا كان أول ملوق وهو العقل عندهم ل يصح تفسيه با ينقض العلم ف قلوب بن آدم لن ذلك‬
‫عندهم إنا هو العقل الفعال وهو العاشر وأول ملوق على زعمهم هو العقل الول ‪ #‬الثان أن تسمية اللئكة الت يعلونا هي‬
‫العقول أقلم إذ تسمية بعضهم قلما شيء ل يعرف ف كلم أحد من المم ل حقيقة ول مازا أصل فالتعبي بلفظ القلم عن ملك‬
‫يكون عندهم قد أبدع هذا الوجود من أبطل الباطل ‪ #‬الثالث أن الذي ف الديث أن ال خلق القلم وأمره أن يكتب ف اللوح قبل‬
‫خلق بن آدم بل ف صحيح مسلم أن ال تعال قدر مقادير اللئق قبل أن يلق السماوات والرض بمسي ألف سنة وكان عرشه‬
‫على الاء فكيف يكون إنا سي قلما لنه ينقش العلوم ف قلوب بن آدم ‪ #‬الرابع أن خاصية القلم كونه يكتب به فإذا قدر أن خاصية‬
‫شيء‬

‫من الشياء أن يكتب له أمكن تشبيهه بالقلم أما إذا كانت له أفعال عظيمة غي ذلك فليس تشبيهه بالقلم بأول من تشبيهه بغي ذلك‬
‫‪ #‬والعقل عندهم قد صدرت عنه الواهر والواد والصور وما تقوم به النفوس والجسام من جيع العراض كالياة والعلم والقدرة‬
‫والكلم والكوان واللوان والطعوم والروائح وغي ذلك فلي شيء يسمى باسم عرض من العراض الت تصدر عنه دون أن يسمى‬
‫با تقتضيه سائر العراض بل والواهر الت صدرت عنه وهو عندهم قد فاض عنه اللواح الت يكتب فيها فهل يكون القلم مبدعا‬
‫للوح وهل ف الديث أن اللوح تولد عن القلم أو ما يشبه ذلك ‪ #‬ولئن جاز تسمية هذا قلما فتسمية لسان النسان قلما أقرب فإنه‬
‫جسم مستطيل مستدق الرأس يشبه القلم وهو إذا خاطب بالعلم نقش العلم ف القلب وخاصيته هي التفهيم دون سائر الفعال ‪ #‬وقد‬
‫يقال للقلم أحد اللساني فتسمية اللسان قلما أشبه وأنسب ومع هذا فلم يسمع أن النب أو واحدا من الصحابة أراد بلفظ القلم اللسان‬
‫كلسانه أو لسان اللك الذي نزل عليه فكيف إذا عب به عما هو أبعد من ذلك ‪ #‬الامس أن السلمي يعلمون بالضطرار أن النب ل‬
‫يرد بالقلم ما تريده الفلسفة بلفظ العقل‬

‫السادس أنه من الذي قال ما يوجد ف قلوب بن آدم من العلم إنا هو من فيض العقل الفعال الذي تقوله الفلسفة فإن دليل ‪#‬‬
‫الفلسفة على ذلك ضعيف بل باطل والكتب اللية ل تب بذلك بل الخبار اللية تدل على تعدد ما يلقى ف قلوب بن آدم وأنه‬
‫ليس ملكا واحدا بل ملئكة كثيون وقد وكلت بم أيضا الشياطي فامتنع أن يكون ف الوجود ما يلقى العلم ف القلوب على ما‬
‫ذكروه ‪ #‬السابع أن ما ذكره ف حد القلم ليس مستقيما إذ لو صح لصح تسمية كل من علم العلم قلما وإن كان القلم ل يشترط ف‬
‫تسمية أن يكون من مادة مصوصة فل بد له من صورة من أي مادة كانت كما قال تعال ^ ولو أن ما ف الرض من شجرة أقلم ^‬
‫وقال تعال ^ إذ يلقون أقلمهم أيهم يكفل مري ^ ‪ #‬الثامن قوله لكل شيء حد وحقيقة هي روحه وهو إنا عن به مثل كونه كاتبا‬
‫كما جعل حقيقة القلم وحده كونه ينقش العلم وجعل هذا الد والقيقة موجودة ف العقل ومعلوم بطلن هذا بالضطرار فإن حقيقة‬
‫الوهر الوجودة ل يكون مرد كونه موصوفا بفعل منفصل عنه أو متصل به ولو قدر أن تلك الصفة توجد ف حده لكانت فصل تيزه‬
‫عن غيه مع مشاركة غيه له ف النس الشترك وذلك ينع ثبوت القيقة لغيه أما أن يعل هي الد والقيقة وحدها فهذا ظاهر‬
‫البطلن‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫التاسع أنه قد ذكرنا أن للسلف ف العرش والقلم أيهما خلق قبل الخر قولي كما ذكر الافظ أبو العلء المدان وغيه ‪# #‬‬
‫أحدها أن القلم خلق أول كما أطلق ذلك غي واحد وذلك هو الذي يفهم ف الظاهر ف كتب من صنف ف الوائل كالافظ أب‬
‫عروبة بن أب معشر الران وأب القاسم الطبان للحديث الذي رواه أبو داود ف سننه عن عبادة بن الصامت أنه قال يا بن إنك لن‬
‫تد طعم اليان حت تعلم أن ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن ليصيبك سعت رسول ال يقول إن أول ما خلق ال‬
‫القلم فقال له اكتب فقال يا رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حت تقوم الساعة يا بن سعت رسول ال يقول من مات‬
‫على غي هذا فليس من ‪ #‬والثان أن العرش خلق أول قال المام عثمان بن سعيد الدارمي ف مصنفه ف الرد على الهمية‬

‫حدثنا ممد بن كثي العبدي حدثنا سفيان الثوري حدثنا أبو هاشم عن ماهد عن ابن عباس قال إن ال كان على عرشه قبل أن ‪#‬‬
‫يلق شيئا فكان أول ما خلق ال القلم فأمره أن يكتب ما هو كائن وإنا يري الناس على أمر قد فرغ منه ورواه أيضا أبو القاسم‬
‫الللكائي ف كتابه ف شرح أصول السنة من حديث يعلى عن سفيان عن أب هاشم عن ماهد قال قيل لبن عباس إن أناسا يقولون ف‬
‫القدر قال يكذبون لئن أخذت بشعر أحدهم ل نصونه أي لخذن بناصيته إن ال كان على عرشه قبل أن يلق شيئا فخلق القلم‬
‫فكتب ما هو كائن إل يوم القيامة وإنا يري الناس على أمر قد فرغ منه‬

‫وكذلك ذكر الافظ أبو بكر البيهقي ف كتاب الساء والصفات لا ذكر بدء اللق فذكر حديث عبد ال بن عمرو وعمران بن ‪#‬‬
‫حصي وغيها وسنذكر هذين الديثي إن شاء ال تعال ث ذكر حديث العمش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي أنه سئل‬
‫عن قوله تعال ^ وكان عرشه على الاء ^ على أي شيء كان الاء قال على مت الريح‬

‫وروى حديث القاسم بن أب بزة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس أنه كان يدث أن رسول ال قال أن أول شيء خلقه ال القلم ‪#‬‬
‫وأمره فكتب كل شيء يكون ‪ #‬قال البيهقي ويروى ذلك عن عبادة بن الصامت مرفوعا قال البيهقي وإنا أراد وال أعلم أول شيء‬
‫خلقه بعد خلق الاء والريح والعرش القلم وذلك بي ف حديث عمران بن حصي ث خلق السماوات والرض ‪ #‬وف حديث أب‬
‫ظبيان عن ابن عباس موقوفا عليه ث خلق النون فدحا الرض عليها‬

‫وروى بإسناده الديث العروف عن وكيع عن العمش عن أب ظبيان عن ابن عباس قال أول ما خلق ال عز وجل من شيء القلم ‪#‬‬
‫فقال له اكتب فقال يا رب وما أكتب قال اكتب القدر قال فجرى با هو كائن من ذلك إل قيام الساعة قال ث خلق النون فدحا‬
‫الرض عليها فارتفع بار الاء ففتق منه السموات واضطرب النون فمادت الرض فأثبتت بالبال وأن البال لتفخر على الرض إل‬
‫يوم القيامة قلت حديث عمران بن حصي الذي ذكره هو ما رواه البخاري من غي وجه ‪ #‬منها ما رواه ف كتاب التوحيد ف باب‬
‫وكان عرشه على الاء وهو رب العرش العظيم‬

‫قال أبو العالية استوى إل السماء ارتفع ‪ #‬وقال ماهد استوى عل على العرش ‪ #‬وذكر من حديث أب حزة عن العمش عن ‪#‬‬
‫صفوان بن مرز عن عمران بن حصي قال إن عند النب إذ جاءه قوم من بن تيم فقال اقبلوا البشرى يا بن تيم فقالوا بشرتنا فأعطنا‬
‫فدخل ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ ل يقبلها بنو تيم فقالوا قبلنا جئناك لنتفقه ف الدين ولنسألك عن أول‬
‫هذا المر‬

‫ما كان قال كان ال ول يكن شيء قبله وكان عرشه على الاء ث خلق السماوات والرض وكتب ف الذكر كل شيء ث أتان رجل‬
‫فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونا وأي ال لوددت أنا قد ذهبت ول أقم ‪ #‬ورواه‬
‫البيهقي كما رواه ممد بن هارون الرويان ف مسنده وعثمان بن سعيد الدارمي وغيها من حديث الثقات التفق على ثقتهم عن أب‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫إسحاق الفزاري عن العمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن مرز عن عمران بن حصي قال أتيت النب فعقلت ناقت بالباب ث‬
‫دخلت فأتاه نفر من بن تيم فقال اقبلوا البشرى يا بن تيم قالوا بشرتنا فأعطنا فجاءه نفر من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل‬
‫اليمن إذا ل يقبلها إخوانكم من بن تيم فقالوا قبلنا يا رسول ال أتيناك لنتفقه ف الدين ونسألك عن أول‬

‫هذا المر كيف كان قال كان ال ول يكن شيء غيه وكان عرشه على الاء ث كتب ف الذكر كل شيء ث خلق السماوات والرض‬
‫قال ث أتان رجل فقال أدرك ناقتك فقد ذهبت فخرجت فوجدتا ينقطع دونا السراب وأي ال لوددت أن كنت تركتها ‪ #‬ففي‬
‫الديث الصحيح بيان أنه كتب ف الذكر ما كتبه بعد أن كان عرشه على الاء وقبل أن يلق السماوات والرض ‪ #‬وأما حديث عبد‬
‫ال بن عمرو فقد رواه مسلم ف صحيحه من حديث ابن وهب أخبن أبو هانء الولن عن أب عبد الرحن البلي عن عبد ال بن‬
‫عمرو بن العاص قال سعت رسول ال يقول كتب ال مقادير اللئق قبل أن يلق السماوات والرض بمسي‬

‫ألف سنة وعرشه على الاء رواه مسلم أيضا من حديث حيوة ونافع بن يزيد كلها عن أب هانء الولن مثله غي أنما ل يذكرا‬
‫وعرشه على الاء وقد رواه البيهقي من حديث حيوة بن شريح أخبن أبو هانء الولن أنه سع أبا عبد الرحن البلي أنه سع عبد‬
‫ال بن عمرو بن العاص يقول إنه سع رسول ال يقول قدر ال القادير قبل أن يلق السماوات والرض بمسي ألف سنة ورواه‬
‫البيهقي أيضا من حديث ابن أب مري حدثنا الليث‬

‫ونافع بن يزيد قال حدثنا أبو هانء عن أب عبد الرحن البلي عن عبد ال بن عمرو بن العاص قال قال رسول ال فرغ ال من‬
‫القادير وأمور الدنيا قبل أن يلق السماوات والرض وعرشه على الاء بمسي ألف سنة ‪ #‬ففي هذا الديث الصحيح ما ف ذلك‬
‫من أنه قدر القادير وعرشه على الاء قبل أن يلق السماوات والرض لكن بي فيه مقدار السبق وأن ذلك قبل خلق السماوات‬
‫والرض بمسي ألف سنة وقد ضبط هذه الزيادة المامان الفقيهان الليث بن سعد وعبد ال بن وهب ‪ #‬فقوله ف الديث فرغ ال‬
‫من القادير وأمور الدنيا قبل أن يلق السماوات والرض وعرشه على الاء بمسي ألف سنة يوافق حديث عبادة الذي ف السنن أنه لا‬
‫خلق ال القلم قال له اكتب قال وما أكتب قال ما هو كائن إل يوم القيامة وكذلك ف حديث ابن عباس وغيه وهذا يبي إنا أمره‬
‫حينئذ أن يكتب مقدار هذا اللق إل قيام الساعة ل يكتب حينئذ ما يكون بعد ذلك وهذا يؤيد حجة من جعله أول الخلوقات من‬
‫هذا اللق الذي أمره بكتابته فإنه سبحانه كتبه وقدره قبل أن يلقه بمسي ألف سنة ‪ #‬وبكل حال فهذه الحاديث الت ف الصحاح‬
‫والسنن والسانيد والثار الت عن الصحابة والتابعي تبي أن هذا القلم ليس ما يدعيه هؤلء أنه الذي يسمونه العقل الول أو الفعال‬
‫فإنه أمره أن يكتب فقط ل أن يفعل شيئا غي ذلك‬

‫والعقل عندهم أبدع جيع الكائنات وأمره أن يكتب ف الذكر وهو اللوح فيكون اللوح قد خلق قبل أن يكتب القلم شيئا إذ ‪#‬‬
‫الكتابة ل تكون إل ف اللوح وأيضا فإنه أمره بالكتابة ففرغت تلك الكتابة كما قال فرغ ال من القادير وأمور الدنيا قبل أن يلق‬
‫السماوات والرض وعندهم القلم إذا فسروه بالعقل الذي ينقش العلوم ف قلوب بن آدم كتابته دائمة كلما حدث إنسان كتب ف‬
‫قلبه ما يكتبه إل موته ‪ #‬وكذلك إن فسروه بالعقل الول فإن كتابته دائمة وأيضا فإنه كتب ف الذكر القادير قبل أن يلق السماوات‬
‫والرض بمسي ألف سنة ‪ #‬وعندهم أن العقل مقارن للسماوات ل يتقدمها وأيضا فإخباره ف الديثي الصحيحي با يوافق القرآن‬
‫من أن العرش كان على الاء قبل خلق السماوات والرض وذكره فيهما أن التقدير وهو الكتابة بالقلم كان بي ذلك كما جاء عن‬
‫الصحابة يبطل أن يكون العقل الول هو أول الخلوقات وإن سوه هم قلما بل يبطل أن يكون القلم الذي ذكره السلف أيضا ملوقا‬
‫قبل العرش وف ذلك آثار متعددة قال عثمان بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن أب بشر عن ماهد قال بدء اللق العرش والاء‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫وقال أيضا حدثنا عبد ال بن صال الصري حدثنا ابن ليعة ورشدين بن سعد عن أب عبد الرحن البلي عن عبد ال بن عمرو قال ‪#‬‬
‫لا أراد ال تبارك وتعال أن يلق شيئا إذ كان عرشه على الاء وإذ ل أرض ول ساء خلق الريح فسلطها على الاء حت‬

‫اضطربت أمواجه وأثار ركامه فأخرج من الاء دخانا وطينا وزبدا فأمر الدخان فعل وسا فخلق منه السماوات وخلق من الطي‬
‫الرضي وخلق من الزبد البال وروى البيهقي من حديث الشيب حدثنا أبو هلل ممد بن سليم حدثنا خباب العرج قال كتب‬
‫يزيد بن أب مسلم إل جابر بن زيد يسأله عن بدء اللق قال العرش والاء والقلم وال أعلم أي ذلك بدأ قبل‬

‫وروى من حديث سعيد بن منصور حدثنا أبو عوانة عن أب بشر عن ماهد قال بدء اللق العرش والاء والواء وخلقت الرض من ‪#‬‬
‫الاء وقال بدء اللق يوم الحد والثني والثلثاء والربعاء وخلق القوات ونبات الرض يوم الميس وجيع اللق يوم المعة‬
‫وتودت اليهود يوم السبت ويوم من الستة كألف سنة ما تعدون وروى بإسناده عن الشيبان عن عون بن عبد ال عن أخيه‬

‫عبيد ال عن أب هريرة عن النب قال إن ف المعة ساعة ل يوافقها أحد يسأل ال عز وجل فيها شيئا إل أعطاه إياه قال وقال عبد ال‬
‫بن سلم إن ال ابتدأ اللق فخلق الرض يوم الحد ويوم الثني وخلق السماوات يوم الثلثاء ويوم الربعاء وخلق القوات وما ف‬
‫الرض يوم الميس ويوم المعة إل صلة العصر وهي ما بي صلة العصر إل أن تغرب الشمس والثار ف هذا كثية وإن كان قد‬
‫تنوزع هل كانء بدء خلق هذا العال يوم السبت أو يوم الحد ‪ #‬وقد روى ف ابتدائه يوم السبت حديث رواه مسلم فالذي عليه‬
‫المهور وعامة الحاديث أن ابتداءه يوم الحد فإذا ثبت بالنصوص الصحيحة أن العرش خلق أول وأن التقدير كان لذا اللق بطل‬
‫أصل حجتهم ‪ #‬وما يوضح ذلك ما ذكره البخاري ف صحيحه ف كتاب بدء اللق فقال‬

‫وروى عيسى عن رقبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال سعت عمر رضي ال عنه يقول قام فينا رسول ال مقاما ‪#‬‬
‫فأخبنا عن بدء اللق حت دخل أهل النة منازلم وأهل النار منازلم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه ‪ #‬فهو قد ذكر البتدأ‬
‫وجعل النتهى دخول الدارين ومعلوم أن ما‬

‫يكون بعد ذلك من تفاصيل أحوال أهل الدارين ل يدخل ف هذا فعلم أنه أريد هذا اللق ‪ #‬وذكر البخاري أيضا الديث الذي ف‬
‫الصحيحي عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة قال قال رسول ال لا قضى ال اللق كتب ف كتابه فهو عنده فوق العرش إن‬
‫^ رحت سبقت غضب ‪ #‬فقوله لا قضى ال اللق أي أكمله وأته كما قال ^ فقضاهن سبع سوات ف يومي‬

‫ومعلوم أن الراد باللق هنا خلق هذا العال ل خلق الدار الخرة وهو العادة فإنه قال سبحانه ^ وهو الذي يبدؤ اللق ث يعيده ^ ‪#‬‬
‫وهذا كله يشهد لن هذا اللق هو القدر بالقلم كما تقدم ‪ #‬فإن قيل فقد احتج طوائف من أهل السنة على أن القرآن غي ملوق‬
‫بذه الثار وهي قوله أول ما خلق ال القلم فقال له اكتب قالوا فبي أنه أول ملوق وإن خاطبه بالكتابة ولو كان كلمه ملوقا لكان‬
‫يفتقر إل مل يقوم به ولكان كلمه ملوقا قبل القلم فإنه خلقه بكلمه ‪ #‬قيل قد يقال حجتهم مستقيمة وإن كان العرش قبله فإن‬
‫الذين يقولون القرآن ملوق يقولون هو ملوق من الخلوقات ف هذا العال كسائر ما خلق فيه من الواهر والعراض ‪ #‬وهو عند‬
‫أكثرهم عرض خلقه قائما ببعض أجسام العال كما يلق أصوات الرياح ونوها ‪ #‬وعند بعضهم هو جسم ‪ #‬وعلى التقديرين هو‬
‫عندهم جزء من هذا العال ‪ #‬فإذا ثبت أن أول ما خلقه من هذا العال القلم بطل أن يكون خلق قبله شيئا من هذا العال‬

‫الوجه العاشر ‪ #‬أن النصوص والثار التواترة عن النب وأصحابه والتابعي متطابقة على ما دل عليه القرآن من أن ال خلق ‪#‬‬
‫السماوات والرض ف ستة أيام وإن كان العرش ملوقا قبل ذلك ‪ #‬وهذا أيضا متفق عليه بي أهل اللل كاليهود والنصارى وهو‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪28‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫مذكور ف التوراة وغيها كما ذكر ف القرآن ‪ #‬ولذا شرح ال لهل اللل اجتماع أهل الدينة ف كل أسبوع يوما يعبدون ال فيه‬
‫ويتخذونه عيدا وجعل للمسلمي يوم المعة الذي جع فيه اللق ففي الصحيحي واللفظ للبخاري عن أب هريرة أنه سع رسول ال‬
‫يقول نن الخرون السابقون يوم القيامة بيد أنم أوتوا الكتاب من قبلنا ث هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا ال‬
‫فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد‬

‫وف صحيح مسلم عن أب هريرة وحذيفة قال قال رسول ال أضل ال عن المعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان ‪#‬‬
‫للنصارى يوم الحد فجاء ال بنا فهدانا ال ليوم المعة فجعل المعة والسبت والحد وكذلك هم لنا تبع يوم القيامة نن الخرون‬
‫ف أهل الدنيا والولون يوم القيامة القضي لم قبل اللئق وف لفظ القضي بينهم ‪ #‬وف السند عن أب هريرة قال قيل للنب لي‬
‫شيء سي يوم المعة قال لن فيها طبعت طينة أبيك آدم وفيها الصعقة والبعثة وفيها البطشة وف آخر ثلث ساعات منها ساعة من‬
‫دعا ال فيها استجيب له ‪ #‬وف السند أيضا عن سلمان الفارسي قال قال ل النب أتدري ما يوم المعة قلت هو اليوم الذي جع ال‬
‫فيه أبوكم قال لكن أدري ما يوم المعة ل يتطهر الرجل فيحسن طهوره ث يأت المعة‬

‫فينصت حت يقضي المام صلته إل كان كفارة له ما بينه وبي المعة القبلة ما اجتنبت القتلة ‪ #‬وف صحيح مسلم عن أب هريرة‬
‫أن رسول ال قال خي يوم طلعت عليه الشمس يوم المعة فيه خلق آدم وفيه أدخل النة وفيه أخرج منها ول تقوم الساعة إل ف يوم‬
‫المعة وف السنن الثلثة والسند عن أوس بن أوس عن النب قال إن من أفضل أيامكم يوم المعة فيه خلق آدم عليه السلم وفيه قبض‬
‫وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلة فيه فإن صلتكم معروضة علي قالوا يا رسول ال وكيف تعرض صلتنا عليك وقد‬
‫أرمت أي يقولون قد بليت أي صرت رميما فقال إن ال عز وجل حرم على الرض أن تأكل أجساد النبياء صلوات ال عليهم ‪#‬‬
‫ولا ثبت بذه الحاديث الت ف الصحاح والسنن والسانيد‬

‫وغيها أن آدم خلق يوم المعة وثبت أنه آخر الخلوقات بل نزاع علم أن ابتداء اللق كان يوم الحد لن القرآن قد أخب أن اللق‬
‫كان ف ستة أيام وبذا النقل التواتر مع شهادة ما عند أهل الكتاب على ذلك وموافقة الساء وغي ذلك علم ضعف الديث العارض‬
‫لذلك مع أنه ف نفسه متعارض ‪ #‬والديث قد رواه عن طريق بن جريج أخبن إساعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد ال بن‬
‫رافع مول أم سلمة عن أب هريرة قال أخذ رسول ال بيدي فقال خلق ال عز وجل التربة يوم السبت وخلق فيها البال يوم الحد‬
‫وخلق الشجر يوم الثني وخلق‬

‫الكروه يوم الثلثاء وخلق النور يوم الربعاء وبث فيها الدواب يوم الميس وخلق آدم بعد العصر من يوم المعة ف آخر اللق ف‬
‫آخر ساعة من ساعات المعة فيما بي العصر إل الليل ‪ #‬فهذا الديث قد بي ما يوافق سائر الحاديث من أن آدم خلق يوم المعة‬
‫وأنه خلق آخر اللق ‪ #‬ومعلوم بنصوص القرآن أن اللق كان ف ستة أيام وذلك يدل على ما وقع فيه من الوهم بذكر اللق يوم‬
‫السبت ‪ #‬والقصود هنا أنه من العلوم أن السبوع ليس له حد موجود ف السماء كما يوجد ف اليوم والليلة والشهر بل إنا يعد عدا‬
‫لن ال خلق هذا اللق ف ستة أيام ث استوى على العرش فانتشرت أيام السبوع ف العال من جهة إخبار النبياء ول يعلم ذلك إل‬
‫من أخذ عنهم ولذا كانت المم الذين ل يتلقوا ذلك ليس ليام السبوع ف لغتهم ذكر بال كالترك والببر وإذا نطقوا با نطقوا بلغة‬
‫الفرس مثل أو العرب فكان ف هذا الجتماع العام حفظ ليام السبوع وفيه تذكي بالسبوع الول الذي خلق ال فيه اللق ومعلوم‬
‫أن هذا الجتماع والخبار باللق ف ستة أيام معلوم بالضطرار من دين أهل اللل ‪ #‬وهؤلء عندهم أن هذه السماوات ما زالت‬
‫هكذا ول تزال هكذا متحركة على هذا الوجه من الزل إل البد ول يزال العقل الول أو الفعال الذي يسمونه بالقلم هذا أو هذا‬
‫مقارنا لا ‪ #‬وليس عندهم قيامة تنشق فيها السماوات وتنفطر‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬

‫ويستحيل عندهم أن تكون السماوات مسبوقة سبقا زمانيا بشيء من الشياء ل بربا ول بعرشه ول بغي ذلك فضل عن أن تكون ‪#‬‬
‫مسبوقة بتقدير مقاديرها بمسي ألف سنة فهل يكن أن يكون ما أخب به النبياء مطابقا لقولم وأن يكون نبينا ممد أراد با أخب به‬
‫ما يريده هؤلء با يذكرونه من فلسفتهم هذا ما يعلم كل من فهم الكلمي أنه باطل بالضطرار وأن الكلمي متنافيان قطعا وإن‬
‫كان ف بعض ما يقولونه ما هو موافق لا أخب به الرسول فهذا ل بد منه ف كلم كل طائفة بل نن نعلم بالضطرار أن اليهود‬
‫والنصارى كفار ف دين السلم ونعلم بالضطرار أنم أكثر موافقة لا أخب به الرسول ولا أمر به من هؤلء فكيف يكن دعوى‬
‫موافقة هؤلء له بل هذا من أعظم الهل والنفاق والنافقون ف الدرك السفل من النار وإن كان قد تقق بعض الكفر والنفاق على‬
‫بعض الؤمني ويغفر ال له إذا كان مؤمنا إيانا صحيحا مع جهله ببعض ما أخب به الرسول ‪ #‬وف الصحيحي من حديث أب هريرة‬
‫واللفظ لسلم عن معمر قال الزهري أل أحدثك بديثي عجيبي قال الزهري أخبن‬

‫حيد بن عبد الرحن عن أب هريرة عن رسول ال قال أسرف رجل على نفسه فلما حضره الوت أوصى بنيه فقال إذا أنا مت‬
‫فاحرقون ث اسحقون ث اذرون ف الريح ف البحر فوال لئن قدر علي رب ليعذبن عذابا ما عذبه أحدا قال ففعلوا ذلك به فقال‬
‫للرض أدي ما أخذت فإذا هو قائم فقال له ما حلك على ما صنعت قال خشيتك يا رب أو قال مافتك فغفر له بذلك ‪ #‬وقال‬
‫الزهري وحدثن حيد عن أب هريرة عن رسول ال قال دخلت امرأة النار ف هرة ربطتها فل هي أطعمتها ول هي أرسلتها تأكل من‬
‫خشاش الرض حت ماتت قال الزهري ذلك لئل يتكل رجل ل ييأس رجل‬

‫وف الصحيح أيضا من حديث مالك وغيه عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة أن رسول ال قال قال رجل ل يعمل حسنة ‪#‬‬
‫قط لهله إذا أنا مت فحرقوه ث اذروا نصفي ف الب ونصفي ف البحر فوال لئن قدر ال عليه ليعذبنه عذابا ل يعذبه أحد من العالي‬
‫فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم فامر ال الب فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ث قال ل فعلت هذا قال من خشيتك يا رب‬
‫وأنت أعلم فغفر ال له ‪ #‬وقد بسطنا الكلم على هذا الديث ف مسألة التكفي وما فيها من اضطراب الناس ف غي هذا الوضع وبينا‬
‫أن من تأول قوله ف هذا الديث قدر بعن ضيق أو بعن قضى فلم يصب مقصود الديث‬

‫وبينا أن الؤمن الذي ل ريب ف إيانه قد يطىء ف بعض المور العلمية العتقادية فيغفر له كما يغفر له ما يطىء فيه من المور‬
‫العملية وأن حكم الوعيد على الكفر ل يثبت ف حق الشخص العي حت تقوم عليه حجة ال الت بعث با رسله كما قال تعال ^ وما‬
‫كنا معذبي حت نبعث رسول ^ وأن المكنة والزمنة الت تفتر فيها النبوة ل يكون حكم من خفيت عليه آثار النبوة حت أنكر ما‬
‫جاءت به خطأ كما يكون حكمه ف المكنة والزمنة الت ظهرت فيها آثار النبوة وذكرنا حديث حذيفة الذي فيه يأت على الناس‬
‫زمان ل يعرفون فيه صلة ول زكاة ول صوما ول حجا إل الشيخ الكبي والعجوز الكبية يقولن أدركنا آباءنا وهم يقولون ل إله إل‬
‫ال فقيل لذيفة ما يغن عنهم قول ل إله إل ال وهم ليعرفون صلة ول زكاة ول صوما ول حجا قال تنجيهم من النار تنجيهم من‬
‫النار وذكرنا قول النب والؤمني ^ ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ^ دعاء قد استجابه ال كما ثبت ذلك ف صحيح مسلم من‬
‫حديث أب هريرة وابن عباس ففي صحيح مسلم عن العلء بن عبد الرحن عن‬

‫أبيه عن أب هريرة قال لا أنزلت على رسول ال ^ ل ما ف السماوات وما ف الرض وإن تبدوا ما ف أنفسكم أو تفوه ياسبكم به‬
‫ال فيغفر لن يشاء ويعذب من يشاء وال على كل شيء قدير ^ قال فاشتد ذلك على أصحاب رسول ال فأتوا رسول ال ث بركوا‬
‫على الركب فقالوا يا رسول ال كلفنا من العمال ما نطيق الصلة والصيام والهاد والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الية ول نطيقها‬
‫قال رسول ال أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابي من قبلكم سعنا وعصينا بل قولوا ^ سعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك الصي‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫^ قالوا سعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك الصي فلما اقترأها القوم وذلت با ألسنتهم أنزل ال ف إثرها ^ آمن الرسول با أنزل إليه من‬
‫ربه والؤمنون كل آمن بال وملئكته وكتبه ورسله ل نفرق بي أحد من رسله وقالوا سعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك الصي ^ فلما‬
‫فعلوا ذلك نسخها ال تعال فأنزل ال عز وجل ^ ل يكلف ال نفسا إل وسعها لا ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا ل تؤاخذنا إن‬
‫نسينا أو أخطأنا ^ قال نعم ^ ربنا ول تمل علينا إصرا كما حلته على الذين من قبلنا ^ قال نعم ^ ربنا ول‬

‫تملنا ما ل طاقة لنا به ^ قال نعم ^ واعف عنا واغفر لنا وارحنا أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين ^ قال نعم ‪ #‬وف صحيح‬
‫مسلم أيضا عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال لا نزلت هذه الية ^ وإن تبدوا ما ف أنفسكم أو تفوه ياسبكم به ال ^ قال‬
‫دخل قلوبم منها شيء ل يدخل قلوبم من شيء فقال النب قولوا سعنا وأطعنا وسلمنا قال فألقى ال اليان ف قلوبم فأنزل ال تعال‬
‫^ ل يكلف ال نفسا إل وسعها لا ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ^ قال قد فعلت ^ واغفر لنا‬
‫ربنا ول تمل علينا إصرا كما حلته على الذين من قبلنا قال قد قعلت وارحنا أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين ^ قال قد‬
‫فعلت ‪ #‬الوجه الادي عشر ‪ #‬قوله ل تستبعد أن يكون ف القرآن إشارات من هذا النس إن أراد أن مثل هذه الشارة تكون هي‬
‫معن الكلم ومقصوده فهذا تريف الكلم عن مواضعه وإلاد ف آيات ال من جنس ضلل القرامطة وأمثالم من اللحدة ‪ #‬وإن‬
‫أراد أن الية مع دللتها على العن الذي يدل عليه لفظها قد يكون فيها إشارة إل معن آخر يناسبه فهذا هو القياس والعتبار فالذي‬

‫تريده الصوفية بالشارة هو الذي يريده الفقهاء بالقياس والعتبار وهذا صحيح إذا روعيت شروطه عند أكثر العلماء ‪ #‬ومعلوم أن‬
‫مراده هنا هو القسم الول فهو من جنس كلم القرامطة اللحدة ‪ #‬وأما ما استشهد به من قوله تعال ^ أنزل من السماء ماء ^‬
‫فيقال ل خلف بي السلمي أن ف القرآن أمثال ف هذه الية وف غيها بل يقال فيه أكثر من أربعي مثل ومعلوم أن المثل ليس هو‬
‫المثل به بل يشبهه من جهة العن الشترك وهذا شأن كل قياس وتثيل واعتبار كما ف قوله تعال ^ مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ^‬
‫‪ #‬وقوله ^ مثل الذين ينفقون أموالم ف سبيل ال ^ الية وقوله ^ فمثله كمثل صفوان عليه تراب ^ الية وأمثال ذلك وقوله ^ ال‬
‫نور السماوات والرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ^ الية وهذه الية وهي قوله ^ أنزل من السماء ماء ^ وهي أيضا على‬
‫ظاهرها كسائر اليات مع تضمنها للمثل الذكور فإنه سبحانه قال ^ أنزل من السماء ماء ^ وهو على ظاهره وهو الاء العروف فإنه‬
‫أخب بإنزاله ث أخب بعد ذلك بالزبد الذي يرج ما يوقد عليه النار ابتغاء حلية أو متاع ث قال بعد ذلك ^ كذلك يضرب ال الق‬
‫والباطل ^ فلما ذكر الثل والتشبيه وهذا من المثال الذي قال ف آخرها ^ كذلك يضرب ال المثال ^ فقد صرح فيها بأنه يضرب‬
‫المثال كما ضرب هذا الثل وقد بي سبحانه الصل الشبه به ث ذكر الشبه فانطبق الكلم على حقيقته وظاهره ومن توهم أنه أراد‬
‫مرد العلم كما توهه التوهم فقد غلط لكنه أراد به أول هذا الاء وجعله مثل مضروبا للعلم كما ف الصحيحي عن أب موسى عن‬
‫النب أنه قال مثل ما بعثن ال به‬

‫من الدى والعلم كمثل غيث كثي أصاب أرضا فكانت منها طائفة قبلت الاء فأنبتت الكل والعشب الكثي وكانت منها طائفة‬
‫أمسكت الاء فشرب الناس وسقوا وكانت منها طائفة إنا هي قيعان ل تسك ماء ول تنبت كل فذلك مثل من فقه ف دين ال ونفعه‬
‫ما بعثن ال به فعلم وعلم ومثل من ل يرفع بذلك رأسا ول يقبل هدى ال الذي أرسلت به ‪ #‬فهذا الديث مثل هذه الية كلها‬
‫بي فيه المثل والمثل به وهل يوز أن يراد بالكلم ما مثل به ول يراد به عي السمى باللفظ من غي دللة ينصبها على ذلك ومعلوم‬
‫أن هذا من جنس الستعارة والتشبيه فهل يمل اللفظ على ذلك بجرده وإن ساغ ذلك ساغ أن يقال ^ وكل شيء أحصيناه ف إمام‬
‫مبي ^ أنه علي بن أب طالب وغيه ‪ #‬ويقال ف اللؤلؤ والرجان أنما السن والسي لن هذا مات مسموما وهذا مات مقتول‬
‫وأمثال ذلك من تأويلت القرامطة الذين يملون اللفظ على غي مسماه العروف بجرد شبه بينهما من غي دللة بل ول استعمال‬
‫لذلك اللفظ ف ذلك العن الثان ف اللغة‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬

‫الوجه الثان عشر ‪ #‬قوله وإن القرآن يلقيه إليك على الوجه الذي لو كنت ف النوم مطالعا بروحك اللوح الحفوظ لتمثل لك ‪#‬‬
‫ذلك بثال مناسب يتاج إل التعبي يتضمن أصلي فاسدين ليسا من أصول السلمي بل من أصول الفلسفة الضالة وهي أن ما يب به‬
‫نبينا ص وغيه من النبياء من أمور الغيب إنا هو من جنس النامات الت يراها الناس فإن النائم تضرب له المثال ف منامه بنوع يشابه‬
‫تأويل الرؤيا ولذا كان مدار تأويل الرؤيا على معرفة القياس والعتبار والرؤيا الصادقة وإن كانت جزأ من ستة وأربعي جزءا من أجزا‬
‫النبوة وف الصحيحي كان أول ما بدىء به رسول ال من الوحي الرؤيا الصادقة وكان ل يرى رؤيا إل جاءت مثل فلق الصبح فرؤيا‬
‫النبياء كمال قال ابن عباس وحي‬

‫وقد ل تتاج إل تعبي كما رأى إبراهيم عليه الصلة والسلم ذبح ولده فأصبح يريد أن يذبه حت فداه ال وهذا قول السلمي ‪#‬‬
‫واليهود والنصارى خلف ما يزعمه بعض اللحدة كصاحب الفصوص من أن رؤياه كان تعبيها ذبح الكبش وأن إبراهيم غلط ف‬
‫ذلك فلم يعرف تعبي الرؤيا حت فداه ربه من وهم إبراهيم ما هو فداء ف نفس المر وأنه قال ^ إن هذا لو البلء البي ^ ‪ #‬أي‬
‫الختيار البي أي الظاهر يعن الختبار ف العلم هل يعلم ما يقتضيه موطن الرؤيا من التعبي أم ل لنه يعلم أن موطن اليال يطلب‬
‫التعبي ‪ #‬قال فغفل إبراهيم فما وف الوطن حقه ‪ #‬ومعلوم عند كل مسلم أن هذا ليس من أقوال من يؤمن بالرسل ويقدر قدرهم ل‬
‫سيما إبراهيم الليل خي البية بعد ممد كما ثبت ذلك ف‬

‫الديث الصحيح أنه خي البية ورواه مسلم ف صحيحه وهو المة أي القدوة لميع الؤمني بعده ‪ #‬وهو الذي جعله للناس إماما‬
‫واتذه خليل ‪ #‬وقد قال ^ ومن أحسن دينا من أسلم وجهه ل وهو مسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتذ ال إبراهيم خليل ^ ‪ #‬بل‬
‫من رؤيا الؤمني ما يكون مطابقا للظاهر ل يتاج إل تأويل فإذا كان ف رؤيا الؤمني والنبياء ما ل يتاج إل تعبي بل يكون الرئي‬
‫ف النام هو الوجود ف اليقظة فكيف يكون القرآن كلم ال الذي أنزله بلسان عرب مبي وجعل هدى وبيانا مشتمل على ما هو من‬
‫جنس أحاديث الرؤيا الفتقرة إل التعبي ث كيف يكون ذلك والرسول ث الصحابة والتابعون ل يتأولوا القرآن ول يعبوه با يالف‬
‫مقتضاه ودللته كما كانوا كثيا ما يعبون الرؤيا با يالف الظاهر العروف منها والقائق الخب با الظاهرة العروفة ف القرآن من أمر‬
‫اليوم الخر ونعوت الربوبية وإن كانت ليست ماثلة ف القيقة القائق الوجودة ف الدنيا كما قال ابن عباس ليس ف الدنيا شيء ما‬
‫ف النة إل الساء رويناه من حديث وكيع عن العمش عن أب ظبيان عن ابن عباس‬

‫فذلك ليقتضي أن ل يكون الكلم دل عليها بطريق القيقة بل ل ينع أن تكون هي الساء الذكورة ف القرآن أحق من مسميات ‪#‬‬
‫الدنيا حت يقال إن دللتها على مدلولا ل حقيقة له إل ما يدل عليه بطريق التعبي كالرؤيا إذ من العلوم أن ما رآه يوسف من سجود‬
‫القمرين والكواكب ورؤيا اللك من البقر والسنبل ل يكن موجودا ف الارج وإنا هو ف نفسه ومدلوله ف الارج سجود أبويه‬
‫وإخوته وسني الصب والدب فهل يقول من يؤمن بال ورسله أن ما أخب به الرسول من صفات ربه وصفات اللئكة واليوم الخر‬
‫وغي ذلك إنا هي أمور ذهنية ل وجود لا ف الارج بل لا تعبي كالرؤيا ‪ #‬وهل هذا إل نسبة الرسل إل الكذب الصريح فإن الب‬
‫الذي يقوله الرائي لو أطلقه ول يقل ف النام وأراد به تأويل الرؤيا لكان كاذبا باتفاق العقلء ‪ #‬فلو قال مبا سجد ل الشمس‬
‫والقمر والكواكب ول يقل ف النام أو قال رأيت سبع بقرات سان يأكلهن سبع عجاف ول‬

‫يقل ف النام لكان كاذبا وكذبه جيع الناس إذ اللفظ ل يدل على ذلك ل حقيقة ول مازا ولو كان مازا ل يز ذكره إل بقرينة تبي‬
‫الراد ‪ #‬وإذا قال رأيت هذا ف النام كان مصدقا ف أنه رأى ف النام كذلك وإن ل يكن تأويله ف اليقظة كذلك لعلم الناس أن ما‬
‫يرى ف النام ل يب أن يكون هو التأويل ف اليقظة بل يكون مشابا له من بعض الوجوه ول يقل أحد من المم أن مرد الشابة الت‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫بي الرئي ف النام وبي تأويل الرؤيا يكفي ف استعمال اللفظ على وجه الستعارة بل لو تاطب الناس بثل هذا ل يفهم أحد ما أراد‬
‫غيه وللستعارة والتشبيه حدود معروفة ف الطاب ‪ #‬وأما الرؤيا وتأويلها فباب ل ينضبط له حد وقد يكون تأويلها ل يشبهها إل‬
‫بوجه بعيد ل يهتدي له إل حذاق العبين ‪ #‬ول ريب أن هذا الذي ذكره هو من أصول الفلسفة القرامطة الباطنية ف ردهم ما أخب‬
‫به الرسول من العاد وغيه إل أمثال مضروبة لكن أهل اللل يعلمون بالضطرار أن هذا باطل وأن هذا نسبة للنبياء إل الكذب‬
‫الصريح ويعلمون بالضطرار أن الرسل ل تقصد مرد ما يذكرونه ث من العلوم أن الرؤيا إن ل يعلم تعبيها ل يكن فيها فائدة بل قد‬
‫يضل الرائي إذا حلها على ظاهرها فإذا كان القرآن ونوه كذلك ل بد له من مثل هذا التعبي وهو التأويل عند هؤلء القرامطة فأحق‬
‫الناس بعرفة ذلك الصحابة ول بد أن يبينه الرسول ولو لواصهم بل يب أن يبي أيضا لعوامهم وإل كان ذلك إضلل لم ودعاء لم‬
‫إل العقائد الفاسدة‬

‫ومن العلوم بالتواتر علما ضروريا لن له خبة متوسطة بأحوال الصحابة أنم كانوا أعظم اللق منافاة لثل هذه التحريفات الت ‪#‬‬
‫يسمونا التعبي والتأويل خاصتهم وعامتهم وأن جيع ما ينقل عنهم ما يالف الظاهر العروف فهو كذب مفترى مثل ما يزعم أهل‬
‫البطاقة والفر ونو ذلك ما يدعونه من العلوم الباطنة النقولة عن علي كرم ال وجهه وأهل البيت رضي ال عنهم وقد ثبت‬
‫بالحاديث الصحيحة الثابتة عن علي رضي ال عنه التلقاة بالقبول ما يكذب ذلك كقوله لا قيل له هل عهد‬

‫إليكم رسول ال عهدا ل يعهده إل الناس فقال ل والذي فلق البة وبرأ النسمة إل فهما يؤتيه ال عبدا ف كتابه وما ف هذه الصحيفة‬
‫فكان فيها العقل يعن عقل القتيل وهو أسنان الديات وفيها افتكاك السي وفيها ل يقتل مسلم بكافر ‪ #‬وكذلك ف الصحيح عنه أنه‬
‫قال ما عندنا من رسول ال كتاب نقرؤه إل كتاب ال وما ف هذه الصحيفة وفيها الدينة حرام ما بي عي إل ثور من أحدث فيها‬
‫حدثا فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي ونو ما تقدم ومثل هذا عن علي رضي ال عنه كثي ‪ #‬وكذلك ما يذكره بعض الناس‬
‫عن عمر أنه قال كان النب وأبو بكر يتحدثان وكنت كالزني بينهما ‪ #‬فإن هذا كذب باتفاق أهل العرفة ل يروه أحد منهم ل‬
‫بإسناد صحيح ول ضعيف ول يذكره إل من هو من أجهل خلق ال بأحوال الصحابة رضي ال عنهم وإن كان فيمن يذكره من‬
‫ينتسب إل التحقيق والتوحيد والعرفان ‪ #‬وأما حديث أب هريرة حفظت عن رسول ال جرابي‬

‫أما أحدها فبثثته فيكم وأما الخر فلو بثثته لقطعتم هذا البلعوم فهذا صحيح لكن الذي كان ف الراب الخر إنا هو الخبار عن‬
‫الفت الت تكون ف المة كما قال ابن عمر لو حدثكم أبو هريرة أنكم تقتلون خليفتكم وتربون بيت ربكم وتفعلون كذا وكذا لقلتم‬
‫كذب أبو هريرة ‪ #‬ول يكن ف الراب باتفاق العلماء ما يدعيه هؤلء ول كان أبو هريرة عندهم من الواص الذي ينفرد بعلم‬
‫أسرارهم وحقائقهم وإنا الذي يذكر عنه أنه صاحب السر الذي ل يعلمه غيه فهو حذيفة وكان ذلك السر معرفته بأعيان النافقي‬
‫وكان أحفظهم لحاديث الفت ل لنه خص بعلمها بل لنه اعتن با كما ثبت ذلك عنه‬

‫ث كيف يصح أن يكون القرآن بنلة أحاديث الرؤيا هذا والقرآن موصوف بأنه هدى وبيان للناس وأن على الرسول البلغ البي ‪#‬‬
‫وأي بيان أو بلغ مبي فيما هو من جنس الرؤيا الت لا تعبي ول يب بتعبيها ومن العلوم أن هذه الحاديث النبوية التواترة وآثار‬
‫الصحابة والتابعي كلها توافق ما يفهم من القرآن وتنع أن يكون الراد ما يراد بالرؤيا من التعبي ث هل يقول مؤمن عاقل إن الشمس‬
‫والقمر والنجوم ف قوله ^ والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ^ تأويلها من جنس تأويل قول يوسف ^ رأيت أحد عشر‬
‫كوكبا والشمس والقمر رأيتهم ل ساجدين ^ وأن السنبل ف قوله ^ مثل الذين ينفقون أموالم ف سبيل ال كمثل حبة أنبتت سبع‬
‫سنابل ^ من جنس السنبلة ف قول اللك ^ سبع سنبلت خضر ^ ‪ #‬وأن البقرة ف قوله تعال ^ إن ال يأمركم أن تذبوا بقرة ^‬
‫وقوله ^ ومن البقر اثني قل الذكرين حرم أم النثيي ^ كالبقر ف قول اللك ^ إن أرى سبع بقرات سان يأكلهن سبع عجاف ^‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫وأن الراد بالمر ف قوله ^ إنا المر واليسر ^ كالراد بالمر ف قول أحد صاحب السجن ^ إن أران أعصر خرا ^ وأمثال ذلك‬
‫‪ #‬ولكن من زعم أن ما رآه الليل من الكواكب والشمس هي إشارة‬

‫إل أمور من هذا النس كالنفس والعقل ل ينكر أن يقول ما يتشأبه هذا ومن طرد هذا القياس جعل الراد بالصلة معرفة أسرارهم‬
‫والراد بالصوم كتمان أسرارهم والراد بالج قصد شيوخهم القدسي ويدي أب لب أبو بكر وعمر واللؤلؤ والرجان السن والسي‬
‫و ^ علمت نفس ما قدمت وأخرت ^ علم جبائيل بتقدي ممد وتأخي علي وأئمة الكفر طلحة والزبي و ^ لئن أشركت ليحبطن‬
‫عملك ^ لئن أشركت بي أب بكر وعلي ف الولية ونو ذلك من تأويلت القرامطة فإنم أئمة هذا الباب الذي كانوا به أضل الناس‬
‫عن سواء السبيل وهو ف الصل إنا صدر عن زنادقة منافقي أرادوا التلبيس به على جهال السلمي ف الظاهر وخالفوهم ف الباطن ^‬
‫وإذا لقوا الذين آمنوا‬

‫قالوا آمنا وإذا خلوا إل شياطينهم قالوا إنا معكم إنا نن مستهزؤن ال يستهزىء بم ويدهم ف طغيانم يعمهون ^ ^ وإذا قيل لم‬
‫آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء أل إنم هم السفهاء ولكن ل يعلمون ^ ‪ #‬وذكر مثل هذا طويل ليس هذا موضع‬
‫استقصائه ‪ #‬الصل الثان من الصلي الفاسدين كون روح العبد تطالع اللوح الحفوظ فإن هذا هو قول هؤلء من التفلسفة القرامطة‬
‫أن اللوح الحفوظ وهو العقل الفعال أو النفس الكلية وذلك ملك من اللئكة وأن حوادث الوجود منتقشة فيه فإذا اتصلت به النفس‬
‫الناطقة فاضت عليها ‪ #‬وكل من علم ما جاء به الرسول يعلم بالضطرار أن مراده باللوح الحفوظ ليس هو هذا ول اللوح الحفوظ‬
‫ملك من اللئكة باتفاق السلمي بل قد أخب أنه قرآن ميد ف لوح مفوظ وقال ^ إنه لقرآن كري ف كتاب مكنون ل يسه إل‬
‫الطهرون ^ كما قال ف الية الخرى ^ فمن شاء ذكره ف صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة ^ ‪ #‬وقال ^‬
‫وإنه ف أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ^ وقال ^ وكل شيء أحصيناه ف إمام مبي ^ وقال ^ ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر أن‬
‫الرض يرثها عبادي الصالون ^ وقال ^ وما من دابة ف الرض ول‬

‫طائر يطي بناحيه إل أمم أمثالكم ما فرطنا ف الكتاب من شيء ^ على أصح القولي وقال تعال ^ أل تعلم أن ال يعلم ما ف السماء‬
‫والرض أن ذلك ف كتاب أن ذلك على ال يسي ^ وقال ^ وما أصاب من مصيبة ف الرض ول ف أنفسكم إل ف كتاب من قبل‬
‫أن نبأها إن ذلك على ال يسي ^ ‪ #‬ول يقل أحد من علماء السلمي أن أرواح كل من رأى مناما تطلع على اللوح الحفوظ بل قد‬
‫جاء ف الديث أنه لينظر فيه غي ال عز وجل ف حديث أب الدرداء ‪ #‬ث اللوح الحفوظ فوق السماوات والنفس والعقل اللذان‬
‫يذكرونما متصلن بفلك القمر دون ما فوقهما من العقول والنفوس ‪ #‬وقوله إن كنت ل تقوى على احتمال ما يقرع سعك من هذا‬
‫النمط ما ل تسند التفسي للصحابة فإن التقليد غالب عليك ‪ #‬يقال له إنا ل أحتمل هذا النمط لن أعلم بالضطرار أنه باطل وأن‬
‫ال ل يرده فردي للقرمطة ف السمعيات كردي للسفسطة ف العقليات وذلك كردي لكل قول أعلم بالضطرار أنه كذب وباطل ولو‬
‫نقل مثل هذا النمط عن أحد من الصحابة والتابعي لعلمت أنه كذب عليهم ولذا تد القرامطة ينقلون هذا عن علي عليه السلم‬
‫ويدعون أن هذا العلم الباطن‬

‫الخالف لا علم من الظاهر مأخوذ عنه ث ل يستفيدوا بذا النقل عن علي عليه السلم عند السلمي إل زيادة كذب وخزي فإن‬
‫السلمي يعلمون بالضطرار أن عليا ل يقول مثل هذا وأهل العلم منهم قد علموا بالنقول الصحيحة الثابتة عن علي ما يبي كذب هذا‬
‫ويبي أن من ادعى على علي أنه كان عنده عن النب علم خصه به فقد كذب كما هو مبسوط ف غي هذا الوضع ‪ #‬وقد دخل كثي‬
‫من هذه القرمطة ف كلم كثي من التصوفة كما دخل ف كلم التكلمة وقد ذكر أبو عبد الرحن السلمي ف كتاب حقائق التفسي‬
‫قطعة من هذا النس عن جعفر الصادق رضي ال عنه ‪ #‬وأهل العلم بعفر وأحوال يعلمون قطعا أن ذلك مكذوب على جعفر كما‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪34‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫كذب عليه الناقلون عنه الدول ف اللل وكتاب الفر والبطاقة والفت واختلج العضاء والرعود والبوق ونو ذلك ما هو من‬
‫كلم أهل النجوم والفلسفة ينقلونه عن جعفر وأهل العلم باله يعلمون‬

‫أن هذا كله كذب عليه بل أعجب من ذلك ظن طوائف أن كتاب رسائل إخوان الصفا هو عن جعفر الصادق وهذا الكتاب هو أصل‬
‫مذهب القرامطة الفلسفة فينسبون ذلك إليه ليجعلوا ذلك مياثا عن أهل البيت وهذا من أقبح الكذب وأوضحه فإنه ل نزاع بي‬
‫العقلء أن رسائل إخوان الصفا إنا صنفت بعد الائة الثالثة ف دولة بن بويه قريبا من بناء القاهرة ‪ #‬وقد ذكر أبو حيان التوحيدي ف‬
‫كتاب المتاع والؤانسة من كلم أب الفرج بن طراز مع بعض واضعيها ومناظرته لم ومن كلم أب‬

‫سليمان النطقي فيهم وغي ذلك ما يتبي به بعض الال وفيها نفسها بيان أنا صنفت بعد أن استول النصارى على سواحل الشام‬
‫ومن العلوم بالتواتر أن استيلئهم على سواحل الشام كان بعد الائة الثالثة وجعفر رضي ال عنه توف سنة ثان وأربعي ومائة قبل‬
‫وضع هذه الرسائل بنحو مائت سنة فهذا وأمثاله يبي أن نقل مثل هذه التحريفات الت قد ساها تأويل وتعبيا عن الصحابة وأهل‬
‫البيت والشايخ ل يزيدها عند أهل العلم واليان إل علما بكذب منتحليها وعلما بهلهم وضللم فل يظن أن مرد النقل والرواية‬
‫ينفق الباطل عند أهل العلم واليان كما قد ينفق عليه وعلى أمثاله من النقول الباطلة ما ل يعلمه إل ال لقلة علمهم بالديث والثار‬
‫وأحوال السلف وعلومهم كما ينفق عليهم من القولت الفاسدة ما ل يعلمه إل ال تعال فإن أهل العلم واليان مؤيدون بصحيح‬
‫النقول وصريح العقول ‪ #‬وأما التفسي الثابت عن الصحابة والتابعي فذلك إنا قبلوه لنم قد علموا أن الصحابة بلغوا عن النب لفظ‬
‫القرآن ومعانيه جيعا كما ثبت ذلك عنهم مع أن هذا ما يعلم بالضرورة عن عادتم فإن الرجل لو صنف‬

‫كتاب علم ف طب أو حساب أو غي ذلك وحفظه تلمذته لكان يعلم بالضطرار أن همهم تشوق إل فهم كلمه ومعرفة مراده وإن‬
‫بجرد حفظ الروف ل تكتفي به القلوب فكيف بكتاب ال الذي أمر ببيانه لم وهو عصمتهم وهداهم وبه فرق ال بي الق‬
‫والباطل والدى والضلل والرشاد والغي وقد أمرهم باليان با أخب به فيه والعمل با فيه وهم يتلقونه شيئا بعد شيء كما قال تعال‬
‫^ وقالوا لول نزل عليه القرآن جلة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيل ^ الية وقال تعال ^ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس‬
‫على مكث ونزلناه تنيل ^ ‪ #‬وهل يتوهم عاقل أنم كانوا إنا يأخذون منه مرد حروفه وهم ل يفقهون ما يتلوه عليهم ول ما‬
‫يقرؤونه ول تشتاق نفوسهم إل فهم هذا القول ول يسألونه عن ذلك ول يبتدىء هو بيانه لم هذا ما يعلم بطلنه أعظم ما يعلم‬
‫بطلن كتمانم ما تتوفر المم والدواعي على نقله ‪ #‬ومن زعم أنه ل يبي لم معان القرآن أو أنه بينها وكتموها عن التابعي فهو‬
‫بنلة من زعم أنه بي لم النص على علي وشيئا آخر من الشرائع والواجبات وأنم كتموا ذلك أو أنه ل يبي لم معن الصلة والزكاة‬
‫والصيام والج ونو ذلك ما يزعم القرامطة أن له باطنا يالف الظاهر كما يقولون إن الصلة معرفة أسرارهم والصيام كتمان‬
‫أسرارهم والج زيارة شيوخهم وهو نظي قولم أن أبا بكر وعمر كانا منافقي‬

‫قصدها إهلك الرسول وأن أبا لب أقامهما لذلك وأنما يدا أب لب وهو الراد ف زعمهم بقوله ^ تبت يدا أب لب وتب ^ وقولم‬
‫إن الشراك الذي قال ال ^ لئن أشركت ليحبطن عملك ^ هو إشراك أب بكر وعلي ف الولية وأن ال أمره بإخلص الولية لعلي‬
‫دون أب بكر وقال لئن أشركت بينهما ليحبطن عملك ونو ذلك من تفسي القرامطة ‪ #‬فقولنا بتفسي الصحابة والتابعي لعلمنا بأنم‬
‫بلغوا عن الرسول ما ل يصل إلينا إل بطريقهم وأنم علموا معن ما أنزل ال على رسوله تلقيا عن الرسول فيمتنع أن نكون نن‬
‫مصيبي ف فهم القرآن وهم مطئون وهذا يعلم بطلنه ضرورة عادة وشرعا ‪ #‬الوجه الثالث عشر ‪ #‬أن أبا حامد ف كتاب التفرقة‬
‫بي اليان والزندقة مع أنه قد توسع فيه ف تأويلت الحرفي غاية التوسع وذكر فيه من المور ما قد بسطنا الكلم عليه ف غي هذا‬
‫الوضع جزم بكفر هؤلء كما جزم به سائر علماء السلمي كما جزم بكفرهم ف التهافت وغيه ورد أيضا التأويلت الت ذكرها ف‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫مشكاة النوار وغيه فقال‬

‫فصل من الناس من يبادر إل التأويل بغلبات الظنون من غي برهان قاطع ول ينبغي أن يبادر إل تكفيه ف كل مقام بل ينظر فيه ‪#‬‬
‫فإن كان تأويله ف أمر ل يتعلق بأصول العقائد ومهماتا فل نكفره وذلك كقول بعض الصوفية إن الراد برؤية الليل عليه السلم‬
‫الكوكب والقمر والشمس وقوله هذا رب غي ظاهرها بل هي جواهر روحانية ملكية ونورانيتها عقلية ل حسية ولا درجات متقاربة‬
‫ف الكمال ونسبة ما بينها من التفاوت كنسبة الكواكب والقمر والشمس ويستدل عليه بأن الليل عليه السلم أجل من أن يعتقد ف‬
‫جسم أنه إله حت يتاج إل أن يشاهد أفوله افترى أنه لو ل يأفل أكان يتخذه إلا ولو ل يعرف استحالة اللية من حيث كونه جسما‬
‫مقدرا واستدل بأنه كيف يكن أن يكون أول ما رأى الكوكب والشمس هي الظهر وهي أول ما تبدو واستدل بأن ال تعال قال‬
‫أول ^ وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والرض ^ ث حكى هذا القول فكيف يكن أن يتوهم ذلك بعد كشف اللكوت له‬
‫وهذه دللت ظنية وليست براهي قاطعة ‪ #‬أما قوله هو أجل من ذلك فقد قيل إنه كان صبيا لا جرى له ذلك ول يبعد أن يطر لن‬
‫سيكون نبيا ف صباه مثل هذا الاطر ث يتجاوزه‬

‫على قرب ول يبعد أن تكون دللة الفول على الدوث عنده أظهر من دللة التقدر والسمية وأما رؤية الكوكب أول فقد روي أنه‬
‫كان ف صباه مبوسا ف غار وإنا خرج بالليل ‪ #‬وأما قوله تعال أول ^ وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والرض ^ فيجوز‬
‫أن يكون ال تعال قد ذكر حال نايته ث رجع إل حال بدايته فهذه وأمثالا ظنون يظنها براهي من ل يعرف حقيقة البهان وشرطه‬
‫فهذا جنس تأويلهم ‪ #‬وقد تأولوا ف العصا والنعلي ف قوله تعال لوسى ^ فاخلع نعليك ^ وقوله تعال ^ وألق ما ف يينك ^ ولعل‬
‫الظن ف مثل هذه المور الت ل تتعلق بأصول العتقاد تري مرى البهان ف أصول العتقاد فل يكفر فيه ول يبدع نعم إن كان فتح‬
‫هذا الباب يؤدي إل تشويش قلوب العوام فيبدع فيه صاحبه ف كل ما ل يؤثر عن السلف ذكره ويقرب منه قول بعض الباطنية أن‬
‫عجل السامري مؤول إذ كيف يلو خلق كثي عن عاقل يعلم أن التخذ من الذهب ل يكون إلا وهذا أيضا ظن إذ ل يستحيل أن‬
‫تنتهي طائفة من الناس إليه كعبدة الوثان وكونه نادرا ل يورث يقينا ‪ #‬قال فأما ما يتعلق من هذا النس بأصول العقائد الهمة‬
‫فيجب‬

‫تكفي من يغي الظاهر بغي برهان قاطع كالذي ينكر حشر الجساد وينكر العقوبات السية ف الخرة بظنون وأوهام واستبعادات من‬
‫غي برهان قاطع فيجب تكفيه قطعا إذ ل برهان على استحالة رد الرواح إل الجساد ورد ذلك عظيم الضرر ف الدين فيجب‬
‫تكفي كل من تعلق به وهو مذهب أكثر الفلسفة ‪ #‬ويب تكفي من قال منهم إن ال عز وجل ل يعلم إل نفسه أو ل يعلم إل‬
‫الكليات فأما المور الزئية التعلقة بالشخاص فل يعلمها لن ذلك تكذيب للرسول قطعا وليس من قبيل الدرجات الت ذكرناها ف‬
‫التأويل إذ أدلة القرآن والخبار على تفهيم حشر الجساد وتفهيم تعلق علم ال تعال بكل ما يري على النسان ماوزة حدا ل يقبل‬
‫التأويل وهم معترفون بأن هذا ليس من التأويل ولكن قالوا لا كان صلح اللق ف أن يعتقدوا حشر الجساد لقصور عقولم عن فهم‬
‫العاد العقلي وكان صلحهم ف أن يعتقدوا أن ال تعال عال با يري عليهم ورقيب عليهم ليورث ذلك رغبة رعبة ف قلوبم جاز‬
‫للرسول أن يفهمهم ذلك قالوا وليس بكاذب من أصلح غيه فقال ما فيه صلحه وإن ل يكن كما قاله ‪ #‬وهذا القول باطل قطعا‬
‫لنه تصريح بالتكذب ث طلب عذرا ف أنه ل‬

‫يكذب ويب إجلل منصب النبوة عن هذه الرذيلة ففي الصدق وإصلح اللق به مندوحة عن الكذب وهذه أول درجات الزندقة‬
‫وهي رتبة بي العتزال وبي الزندقة الطلقة فإن العتزلة تقرب مناهجهم من مناهج الفلسفة إل ف هذا المر الواحد وهو من العتزل‬
‫ل يوز الكذب على رسول ال بثل هذا العذر بل يؤول الظاهر مهما ظهر له بالبهان خلفه والفلسفي ل تقتصر ماوزته للظواهر‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪36‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫على ما يقبل التأويل على قرب أو على بعد ‪ #‬وأما الزندقة الطلقة فهو أن ينكر أصل العاد عقليا وحسيا وينكر الصانع للعال أصل‬
‫ورأسا ‪ #‬وأما إثبات العاد بنوع عقلي مع نفي اللم واللذات السية وإثبات الصانع مع نفي علمه بتفاصيل المور فهي زندقة مقيدة‬
‫بنوع اعتراف بصدق النبياء وظاهر ظن والعلم عند ال أن هؤلء هم الرادون بقوله ستفترق أمت نيفا وسبعي فرقة كلهم ف النة إل‬
‫الزنادقة‬

‫وهي فرقة هذا لفظ الديث ف بعض الروايات ولفظ الديث يدل على أنه أراد به الزنادقة من أمته إذ قال ستفترق أمت ومن ل‬
‫يعترف بنبوته فليس من أمته والذين ينكرون أصل العاد وأصل الصانع فليسوا معترفي بنبوته إذ يزعمون أن الوت عدم مض وأن‬
‫العال ل يزل كذلك موجودا بنفسه من غي صانع ول يؤمنون بال ول باليوم الخر وينسبون النبياء إل التلبيس فل يكن نسبتهم إل‬
‫المة فإذا ل معن لزندقة هذه المة إل ما ذكرناه ‪ #‬قلت أما هذا الديث فل أصل له بل هو موضوع كذب باتفاق أهل العرفة‬
‫بالديث ول يروه أحد من أهل الديث العروفي بذا اللفظ ‪ #‬بل الديث الذي ف كتب السنن والساند عن النب من وجوه أنه قال‬
‫ستفترق أمت على ثلث وسبعي فرقة واحدة ف النة واثنتان وسبعون ف النار‬

‫وروي عنه أنه قال هي الماعة ‪ #‬وف حديث آخر هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحاب ‪ #‬وأيضا فلفظ الزندقة ل ‪#‬‬
‫يوجد ف كلم النب كما ل يوجد ف القرآن وهو لفظ أعجمي معرب أخذ من كلم الفرس بعد ظهور السلم وعرب وقد تكلم به‬
‫السلف والئمة ف توبة الزنديق ونو ذلك فأما الزنديق الذي تكلم الفقهاء ف قبول توبته ف الظاهر فالراد به عندهم النافق الذي‬
‫يظهر السلم ويبطن الكفر وإن كان مع ذلك يصلي ويصوم ويج ويقرأ القرآن وسواء كان ف باطنه يهوديا أو نصرانيا أو مشركا أو‬
‫وثنيا وسواء كان معطل للصانع وللنبوة أو للنبوة فقط أو لنبوة نبينا فقط فهذا زنديق وهو منافق وما ف القرآن والسنة من ذكر‬
‫النافقي يتناول مثل هذا بإجاع السلمي ولذا كان هؤلء مع تظاهرهم بالسلم قد يكونون أسوأ حال من الكافر الظهر كفره من‬
‫اليهود والنصارى مثل كما قال تعال ^ إن النافقي ف الدرك السفل من النار ولن تد لم نصيا إل الذين تابوا‬

‫وأصلحوا واعتصموا بال وأخلصوا دينهم ل فأولئك مع الؤمني وسوف يؤت ال الؤمني أجرا عظيما ^ ‪ #‬ومثل هؤلء النافقي‬
‫كفار ف الباطن باتفاق السلمي وإن كانوا مظهرين للشهادتي والقرار با جاء به الرسول ومؤدين للواجبات الظاهرة فإن ذلك ل‬
‫ينفعهم ف الخرة إذ ل يكونوا مؤمني بقلوبم باتفاق أئمة السلمي ‪ #‬وبذا يظهر ضعف ما ذكره من أنه ل معن لزندقة هذه المة‬
‫إل ما ذكره من الزندقة القيدة الت هي مذهب الفلسفة الشائي فإن الزندقة ف هذه المة وغيها باتفاق أئمة السلمي أعم من هذا‬
‫كما يذكره الفقهاء كلهم ف باب توبة الزنديق وسائر أحكامه وإن ل يكن لفظ الزنديق واردا ف الكتاب والسنة بل معناه عندهم‬
‫النافق وقد قال تعال ^ يوم ل يزي ال النب والذين آمنوا معه نورهم يسعى بي أيديهم وبإيانم يقولون ربنا أتم لنا نورنا واغفر لنا‬
‫إنك على كل شيء قدير ^ ‪ #‬وقال تعال ^ يوم ترى الؤمني والؤمنات يسعى نورهم بي أيديهم وبإيانم بشراكم اليوم جنات‬
‫تري من تتها النار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم يوم يقول النافقون والنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم‬

‫قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحة وظاهره من قبله العذاب ينادونم أل نكن معكم قالوا‬
‫بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم المان حت جاء أمر ال وغركم بال الغرور فاليوم ل يؤخذ منكم ول من الذين‬
‫كفروا مأواكم النار هي مولكم وبئس الصي ^ ‪ #‬وقال تعال ^ النافقون والنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالنكر وينهون عن‬
‫العروف ويقبضون أيديهم نسوا ال فنسيهم إن النافقي هم الفاسقون وعد ال النافقي والنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي‬
‫حسبهم ولعنهم ال ولم عذاب مقيم ^ ‪ #‬وقال تعال ^ إن ال جامع النافقي والكافرين ف جهنم جيعا الذين يتربصون بكم فإن‬
‫كان لكم فتح من ال قالوا أل نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا أل نستحوذ عليكم وننعكم من الؤمني فال يكم بينكم‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫يوم القيامة ولن يعل ال للكافرين على الؤمني سبيل إن النافقي يادعون ال وهو خادعهم وإذا قاموا إل الصلة قاموا كسال‬
‫يراءون الناس ول يذكرون ال إل قليل ^ ‪ #‬وف القرآن من ذكر النافقي ف عامة السور الدنية كالبقرة والنساء والتوبة وغيها ما ل‬
‫يكن استقصاؤه بل جيع من بلغته دعوة ممد فإنم ثلثة أصناف مؤمن وكافر ومنافق هو كافر ف الباطن مسلم ف الظاهر وقد أنزل‬
‫ال وصف الصناف الثلثة ف أول سورة البقرة فأنزل أربع آيات ف الؤمني وآيتي ف الكافرين وبضع عشرة آية ف النافقي فقال‬
‫تعال ^ ومن الناس من يقول آمنا بال وباليوم الخر وما هم بؤمني‬

‫يادعون ال والذين آمنوا وما يدعون إل أنفسهم وما يشعرون ف قلوبم مرض فزادهم ال مرضا ولم عذاب أليم با كانوا يكذبون‬
‫وإذا قيل لم ل تفسدوا ف الرض قالوا إنا نن مصلحون أل إنم هم الفسدون ولكن ل يشعرون وإذا قيل لم آمنوا كما آمن الناس‬
‫قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء أل إنم هم السفهاء ولكن ل يعلمون وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إل شياطينهم قالوا إنا‬
‫معكم إنا نن مستهزءون ^ ‪ #‬وبالملة فقد ذكر ال تعال من أمور النافقي ف السور الدنية كما أومأنا إليه كسورة البقرة والنساء‬
‫والتوبة والحزاب والفتح وغيها ما يطول ذكره وعامة ما يوجد النفاق ف أهل البدع فإن الذي ابتدع الرفض كان منافقا زنديقا‬
‫وكذلك يقال عن الذي ابتدع التجهم وكذلك رؤوس القرامطة والرمية وأمثالم ل ريب أنم من أعظم النافقي وهؤلء ل يتنازع‬
‫السلمون ف كفرهم‬

‫وأما تكفي من ل يكن منافقا فهذا فيه تفصيل قد بسطناه ف غي هذا الوضع وبينا الفرق بي من قامت عليه الجة النبوية الت ‪#‬‬
‫يكفر تاركها وبي الخطىء الجتهد ف اتباع الرسول إذا اقتضى خطؤه نفى بعض ما أثبته أو إثبات بعض ما نفاه حت نفس القالة‬
‫الواحدة يكفر بتكذيبها من قامت عليه الجة دون من ل تقم كالذي قال إذا مت فاسحقون ث اذرون ف اليم فوال لئن قدر ال علي‬
‫ليعذبن عذابا ما عذبه أحدا من العالي ‪ #‬فإن اليان بقدرة ال على كل شيء ومعاد البدان من أصول اليان ومع هذا فهذا لا كان‬
‫مؤمنا بال وأمره ونيه وكان إيانه بالقدرة والعاد ممل فظن أن تريقه ينع ذلك فعل ذلك ومعلوم أنه لو كان قد بلغه من العلم أن‬
‫ال يعيده وإن حرق كما بلغه أنه يعيد البدان ل يفعل ذلك ‪ #‬وقد بسطنا الكلم ف مقالت الناس ف التكفي وبيان الصواب ف غي‬
‫هذا الوضع ‪ #‬والقصود أن أبا حامد ذكر هنا أن هذه التأويلت الت أشار إليها ف مشكاة النوار ل يقم دليل قاطع يقتضيها وتكلم‬
‫ف تبديع أهلها با تقدم وذكر أن ما يتعلق بأصول العقائد فيجب تكفي من بغي الظاهر فيه بغي برهان قاطع وقطع بتكفي الفلسفة‬
‫كما تقدم كما قطع بتكفيهم ف تافت الفلسفة‬

‫وقال بعد ذلك ف قانون التكفي ‪ #‬هو أن تعلم أن النظريات قسمان قسم يتعلق بأصول العقائد وقسم يتعلق بالفروع ‪ #‬وأصول ‪#‬‬
‫اليان ثلثة اليان بال وبرسوله وباليوم الخر وما عداه فروع قال واعلم أنه ل تكفي ف الفروع أصل لكن ف بعضها تطئة كما ف‬
‫الفقهيات وف بعضها تبديع كالطأ التعلق بالمامة وأحوال الصحابة ‪ #‬إل أن قال ومهما وجد التكذيب وجد التكفي ولو كان ف‬
‫الفروع فلو قال قائل مثل البيت الذي بكة ليس هي الكعبة الت أمر ال بجها فهذا كفر إذ قد ثبت تواترا عن رسول ال خلفه ولو‬
‫أنكر شهادة الرسول لذلك البيت بأنه الكعبة ل ينفعه إنكاره بل يعلم قطعا أنه معاند ف إنكاره إل أن يكون قريب عهد من السلم‬
‫ول يتواتر عنده ذلك وكذلك من نسب عائشة رضي ال عنها وعن أبيها إل الفاحشة وقد نزل القرآن بباءتا فهو كافر لن هذا‬
‫وأمثاله ل يكن إنكاره إل‬

‫بتكذيب الرسول أو إنكار التواتر والتواتر ينكره النسان بلسانه ول يكنه أن يهله بقلبه نعم لو أنكر ما ثبت بأخبار الحاد فل يلزمه‬
‫به الكفر ولو أنكر ما ثبت بالجاع فهذا عندي فيه نظر لن معرفة كون الجاع حجة متلف فيه فهذا حكم الفروع ‪ #‬فأما‬
‫الصول الثلثة وكل ما ل يتمل التأويل ف نفسه وتواتر نقله ول يتصور أن يقوم برهان على خلفه فمخالفته تكذيب مض ومثاله ما‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪38‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫ذكرناه من حشر الجساد والنة والنار وإحاطة علم ال تعال بتفاصيل المور وما يتطرق إليه احتمال تأويل ولو بالجاز البعيد فينظر‬
‫فيه إل البهان فإن كان قطعيا وجب القول به لكن إن كان ف إظهاره مع العوام ضرر لقصور فهمهم فإظهار بدعة وإن ل يكن‬
‫البهان قطعيا لكن يفيد ظنا غالبا وكان مع ذلك ل يعم ضرره ف الدين كنفي العتزل الرؤية عن الباري تعال فهذه بدعة وليس بكفر‬
‫‪ #‬وأما ما يظهر له ضرر فيقع ف مل الجتهاد والنظر فيحتمل أن يكفر وأن ل يكفر ومن جنس ذلك ما يدعيه بعض من يدعي‬
‫التصوف أنه قد‬

‫بلغ حالة بينه وبي ال تعال أسقطت عنه الصلة وحل له شرب المر والعاصي وأكل مال السلطان فهذا من ل أشك ف وجوب قتله‬
‫وإن كان ف الكم بلوده ف النار نظر وقتل مثل هذا أفضل من قتل مائة كافر إذ ضرره ف الدين أعظم ويفتح به باب من الباحة ل‬
‫يسد فضرر هذا فوق ضرر من يقول بالباحة مطلقا فإنه يتنع من الصغاء إليه لظهور كفره وأما هذا فإنه يهدم الشرع من الشرع‬
‫ويزعم أنه ل يرتكب فيه إل تصيص عموم الكتاب إذ خصص عموم آيات التكليفات لن ليس له مثل درجته ف الدين وربا يزعم أنه‬
‫يلبس الدنيا ويفارق العاصي بظاهره وهو بباطنه برىء عنها ويتداعى هذا إل أن يدعي كل فاسق مثل حاله وينحل به عصام الشرع‬
‫ولينبغي أن يظن أن التكفي ونفيه ينبغي أن يدرك قطعا ف كل مقام بل التكفي حكم شرعي يرجع إل إباحة الال وسفك الدماء‬
‫والكم باللود ف النار فمأخذه كمأخذ سائر الحكام الشرعية فتارة يدرك بيقي وتارة يدرك بظن غالب وتارة يتردد فيه ومهما‬
‫حصل تردد فالتوقف عن التكفي أول والبادرة إل التكفي إنا تغلب على طباع من يغلب عليهم الهل‬

‫ول بد من التنبيه لقاعدة أخرى وهي أن الخالف قد يالف نصا متواترا ويزعم أنه مؤول ولكن ذكر تأويله ل انقداح له أصل عن ‪#‬‬
‫اللسان ل على قرب ول على بعد فذلك كفر وصاحبه مكذب وإن كان يزعم أنه مؤول ‪ #‬مثاله ما رأيته ف كلم بعض الباطنية أن‬
‫ال تعال واحد بعن أنه يعطي الوحدة ويلقها وعال بعن أنه يعطي العلم ويلقه لغيه وموجود بعن أنه يوجد غيه ‪ #‬فأما أن يكون‬
‫ف نفسه واحدا أو موجودا وعالا بعن اتصافه به فل وهذا كفر صراح لن حل الوحدة على إياد الوحدة ليس من التأويل ف شيء‬
‫ول تتمله لغة العرب أصل ولو كان خالق الوحدة يسمى واحدا للقه الوحدة لسمى ثلثا أو أربعا لنه خلق العداد أيضا فأمثلة‬
‫هذه القالت تكذيبات إن عب عنها بالتأويلت ‪ #‬ث قال فصل ‪ #‬قد تكلمت ف هذه التقسيمات أن النظر ف التكفي يتعلق‬

‫بأمور أحدها أن النص الشرعي إذا عدل به عن ظاهره هل يتمل التأويل أم ل وإذا احتمل التأويل فهو قريب أو بعيد ‪ #‬الثان ف‬
‫النص التروك أنه لو ثبت تواترا أو آحادا أو ثبت بالجاع الجرد ‪ #‬الثالث ف أن صاحب القالة هل تواتر عنده الب أو بلغه الجاع‬
‫إذ كل من يولد ل تكون المور عنده متواترة ول مواضع الجاع عنده متميزة عن مواضع اللف ‪ #‬الرابع النظر ف دليله الباعث له‬
‫على مالفة الظاهر أهو على شرط البهان أم ل ‪ #‬الامس ف أن ذكر تلك القالة هل يعظم ضررها ف الدين أم ل ‪ #‬قلت ليس‬
‫القصود هنا تعقب كلمه ف التكفي فإن هذه مسألة كبية وفيها اضطراب عظيم ل يتمله هذا الوضع وإنا القصود الكلم‬

‫على تصويب التأويل وتطئته والقطع بذلك فإنه قد ذكر أن من النصوص ما ل يتمل التأويل وجعل أمثال تلك التأويلت تكذيبات‬
‫ومن تدبر هذا وجد جهور ما تذكره الفلسفة بل والعتزلة ف التأويل هو من هذا الباب ول ريب أن العتزلة أقرب إل السلم من‬
‫الفلسفة ومن أشهر مسائلهم الت امتحنوا الناس عليها قولم إن القرآن ملوق وقالوا معن أن ال متكلم وأنه تكلم أنه خلق ف غيه‬
‫كلما ‪ #‬وقد قال هنا أن حل الوحدة على إياد الوحدة ليس من التأويل ف شيء ول تتمله لغة العرب أصل ولو كان خالق الوحدة‬
‫واحدا للقه الوحدة لسمي ثلثا وأربعا لنه خلق العداد أيضا ‪ #‬ومثل هذا يقال ف الكلم والرادة والرضا والغضب وأشباه ذلك‬
‫ما تقول الهمية من العتزلة وغيهم أنه خلقه ف غيه فتسمى واتصف به فإن حل التكلم على الذي أوجد الكلم ف غيه بنلة حل‬
‫العال والقادر والسميع والبصي على الذي أوجد العلم والقدرة والسمع والبصر ف غيه ولو كان متكلما با يلقه ف غيه لكان ما‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫تنطق به‬

‫اليدي واللود الت قالت ^ أنطقنا ال الذي أنطق كل شيء ^ متكلما به وكان ذلك كلم ال ول يكن فرق بي أن يقول هو وبي‬
‫أن ينطق غيه ث إنه إذا قام الدليل على أنه خالق أفعال العباد لزم أن يكون هو التكلم بكل ما يوجد من الكلم كما قاله بعض‬
‫‪ %‬التادية ‪ % #‬وكل كلم ف الوجود كلمه ‪ %‬سواء علينا نثره ونظامه‬
‫وحينئذ ل فرق بي قول فرعون ^ أنا ربكم العلى ^ و ^ ما علمت لكم من إله غيي ^ وبي القول الذي يسمعه موسى ^ ‪#‬‬
‫إنن أنا ال ل إله إل أنا فاعبدن وأقم الصلة لذكري ^ ‪ #‬وهكذا تصرح به هؤلء الهمية التادية كما وجدته ف كتبهم وكما‬
‫شافهن بذلك حذاقهم ومققوهم وشيوخهم ‪ #‬ويقولون إنه هو التكلم على لسان كل قائل ل يكتفون بأن يكون هو الذي أنطق كل‬
‫شيء كما يقول السلمون ‪ #‬بل يقولون إنه الناطق ف كل شيء فل يتكلم إل هو ول يسمع إل هو حت قول مسيلمة الكذاب‬
‫والدجال وفرعون يصرحون بأن أقوالم هي قوله وخاطبت بذلك بعضهم فذكرت له الدجال فقال يكون الدجال مستثن من ذلك‬
‫الشرع ‪ #‬فقلت له هذا ل يكن على أصلكم ف الوحدة فتحي وبقي ف حية‬

‫ومن أصولم المع بي النقيضي والضدين ‪ #‬وقول هؤلء هو ف القيقة قول الهمية الذين كفرهم السلف والئمة لكن أولئك ‪#‬‬
‫ظهر عنهم أنم قالوا إن ال بذاته ف كل مكان وكل من القائلي للقولي قد يقول مقالة الخر كما بينته ف غي هذا الوضع ‪ #‬فإن‬
‫هؤلء يقولون بالظاهر وإنه ظهر ف الشياء ‪ #‬فقلت لبعضهم فالظاهر وجود أو عدم ‪ #‬قال وجود ‪ #‬قلت فهي غيه أم ل فإن قلتم‬
‫غيه فقد قلتم بوجودين وإن قلتم ل بطل ما قررتوه فتحي ‪ #‬ولذا لا فهم السلف حقيقة قول هؤلء كفروهم كما قال عبد ال بن‬
‫البارك ما ذكره البخاري ف كتاب خلق الفعال قال وقال ابن مقاتل سعت ابن البارك يقول من قال ^ إنن إنا ال ل إله إل أنا‬
‫فاعبدن ^ ملوق فهو كافر ول ينبغي لخلوق أن يقول ذلك‬

‫قال وقال ابن البارك ل نقل كما قالت الهمية انه ف الرض هاهنا بل على العرش استوى ‪ #‬وقيل له كيف نعرف ربنا فقال ‪#‬‬
‫فوق ساواته على عرشه وقال لرجل منهم أبطنك خال منه فبهت الخر ‪ #‬وقال من قال ل إله إل هو ملوق فهو كافر وإنا لنحكي‬
‫كلم اليهود والنصارى ول نستطيع أن نكي كلم الهمية قال البخاري وقال علي بن عاصم ما الذين قالوا إن ل ولدا أكفر من‬
‫الذين قالوا إن ال ل يتكلم ‪ #‬قال البخاري وقال أبو الوليد سعت يي بن سعيد وذكر له‬

‫أن قوما يقولون القرآن ملوق قال فقال كيف يصنعون بقوله ^ قل هو ال أحد ^ كيف يصنعون بقوله ^ إنن أنا ال ل إله إل أنا ^‬
‫‪ #‬قال وقال سليمان بن داود الاشي من قال القرآن ملوق فهو كافر وإن كان القرآن ملوقا كما زعموا فلم صار فرعون أول بأن‬
‫يلد ف النار إذ قال ^ أنا ربكم العلى ^ حيث زعموا أن هذا ملوق ‪ #‬والذي قال ^ إنن أنا ال ل إله إل أنا فاعبدن ^ هذا أيضا‬
‫قد ادعى ما ادعى فرعون فلم صار فرعون أول بأن يلد ف النار من هذا وكلها عنده ملوق فأخب بذلك أبو عبيد فاستحسبه‬
‫وأعجبه‬

‫قلت القصود التنبيه على أن السلف فهموا حقيقة قول هؤلء الهمية الذي هو حقيقة قول القرامطة ومن وافقوه من الفلسفة ‪#‬‬
‫فإنم ينفون الصفات وهم ف القيقة ينفون الساء أيضا لكن يتاجون إل إطلقها ف الظاهر لجل تظاهرهم بالسلم ويتأولونا على‬
‫أنه خلق معانيها ف غيه وهذه هي القاعدة العروفة وهو أن الصفة إذا قامت بحل عاد حكمها على ذلك الحل دون غيه ووجب أن‬
‫يشتق لذلك الحل من لفظها اسم ول يشتق لغيه السم والعتزلة تنازع أهل الثبات ف بعضها كما تنازعهم القرامطة ف بعضها‬
‫وطرد ذلك ف أساء الفعال كالعادل ونوه فإن الفهوم من مذهب الفقهاء وأصحاب الئمة الربعة وأهل الديث والصوفية وطوائف‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫من أهل الكلم طرد ذلك ومن ل يطرده انتقضت حجته ول فرق ف ذلك بي نوع ونوع ف القيقة ولكن من الذاهب ما قل قائله‬
‫وخفي وظهر مالفته لا استقر ف قلوب السلمي ومنها ما كثر قائله وبقي نفور القلب عن ذلك القول ومفتتحه أعظم ولو فرض أن‬
‫شخصا مؤمنا باطنا وظاهرا ولكن جهل وضل ف صفة القدرة أو العلم حت ظن أن القدرة تقوم بغيه والعلم بغيه كما هو قول‬
‫الباطنية لكان حاله كحال من هو مؤمن باطنا وظاهرا وقد جهل وضل حت اعتقد أن الكلم ل تقوم به بل بغيه وكثي من أهل‬
‫القالت قد أخرج بعض الوجودات عن قدرته ومنع قدرته عن أشياء كحال الذي قال لولده ما قال فهذه القالت هي كفر لكن‬
‫ثبوت التكفي ف حق الشخص العي موقوف على قيام الجة الت يكفر تاركها وإن أطلق القول بتكفي من يقول ذلك فهو مثل‬
‫إطلق القول بنصوص الوعيد مع أن ثبوت حكم الوعيد ف حق الشخص العي موقوف‬

‫على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه ولذا أطلق الئمة القول بالتكفي مع أنم ل يكموا ف عي كل قائل بكم الكفار بل الذين‬
‫استمحنوهم وأمروهم بالقول بلق القرآن وعاقبوا من ل يقل بذلك إما بالبس والضرب والخافة وقطع الرزق بل بالتكفي أيضا ل‬
‫يكفروا كل واحد منهم وأشهر الئمة بذلك المام أحد وكلمه ف تكفي الهمية مع معامتله مع الذين امتحنوه وحبسوه وضربوه‬
‫مشهور معروف ‪ #‬وإنا القصد هنا التنبيه على أن عامة هذه التأويلت مقطوع ببطلنه وأن الذي يتأوله أو يسوغ تأويله فقد يقع‬
‫بالطأ ف نظيه أو فيه بل قد يكفر من يتأوله ونن قد بسطنا الكلم ف هذه البواب ف‬
‫غي هذا الوضع وإنا الغرض ف هذا الواب التنبيه على مالفة أقوال هؤلء التفلسفة لدين السلم وأن أقوالم هذه الت أدخلها من‬
‫أدخلها من التكلمة والتصوفة ف دين السلم ليست موافقة لقوال الرسل بل نقطع بخالفتها وأنا أنبه على نكت فيما ذكره ‪#‬‬
‫الوجه الرابع عشر ‪ #‬إن ما ذكره ف قصة إبراهيم الليل عليه السلم من أنه أراد بالكوكب القمر والشمس ما يذكره التفلسفة من‬
‫العقول والنفوس كما ف الشكاة‬

‫وأن الشمس هي العقل لكونه هو الفيض على النفس كالشمس مع القمر وهم مضطربون ف هذا التأويل فإن العقول عندهم عشرة ‪#‬‬
‫والنفوس تسعة والشمس والقمر إثنان والكواكب كثية فلينطبق هذا على هذا ‪ #‬ولذا كلمهم ف الطابقة مضطرب كما تقدم ‪#‬‬
‫وملخصه أنه جعل الكواكب من النفوس التعددة ‪ #‬وجعل القمر كنفس الفلك التاسع وجعل الشمس هي العقل ‪ #‬لكن القصود أن‬
‫هذا ما يعلم بالضطرار أنه ليس هو الراد بالية ول يقله أحد من الصحابة والتابعي وأئمة السلمي بل قد اتفق كل من تكلم ف‬
‫تفسي القرآن من الصحابة والتابعي ومن بعدهم من علماء السلمي على أن الراد بالكوكب والقمر والشمس ما هو معروف من‬
‫مسميات هذه الساء وهذه العيان الشهودة الستكثرة ول كان أحد من الصحابة والتابعي وأئمة السلمي يثبت العقول والنفوس‬
‫كما يثبتها هؤلء التفلسفة ول اللئكة الذكورون ف الكتاب والسنة على الصفة الت ينص هؤلء عليها وما يذكرونه من العقول‬
‫والنفوس فضل عن أن تسميها عقول ونفوسا بل بينهما من الفروق والخالفات ما ل يكاد يصيه إل ال ‪ #‬ولفظ الكوكب والشمس‬
‫والقمر معرفا بلم التعريف والبزوغ والفول ل يتمل ما يذكرونه من العقول والنفوس ف لغة العرب بوجه من الوجوه ‪ #‬والذين‬
‫نقلوا القرآن لفظه ومعناه عن الرسول قد علم بالتواتر‬

‫والضطرار عنهم أن الراد بالشمس والقمر الشمس والقمر كما أن ذلك هو الراد بذين السي ف عامة القرآن كقوله تعال ^ ومن‬
‫آياته الليل والنهار والشمس والقمر ل تسجدوا للشمس ول للقمر واسجدوا ل الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ^ ‪ #‬وقوله ^‬
‫والشمس تري لستقر لا ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حت عاد كالعرجون القدي ل الشمس ينبغي لا أن تدرك‬
‫القمر ول الليل سابق النهار وكل ف فلك يسبحون ^ ‪ #‬وقوله ^ وجدتا وقومها يسجدون للشمس من دون ال وزين لم الشيطان‬
‫أعمالم فصدهم عن السبيل فهم ل يهتدون أل يسجدوا ل الذي يرج البء ف السماوات والرض ويعلم ما تفون وما تعلنون ال‬
‫ل إله إل هو رب العرش العظيم ^ ‪ #‬وقوله ^ إذا الشمس كورت ^ ‪ #‬وقوله ف وصف القمر ^ والقمر قدرناه منازل حت عاد‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫كالعرجون القدي ل الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر ول الليل ^ الية ولكن هذا من جنس تأويل القرامطة كالسهروردي اللب‬
‫وأمثاله إن الراد بالشمس هنا عقل النسان والنجوم حواسه وبالبال أعضاؤه ونو ذلك ما يتأول فيه نصوص القيامة على موت‬
‫النسان وهو كتأويل بعض كبار التادية الذين يفسرون طلوع الشمس من مغربا بطلوع كلمهم وبطلوع النفس من البدن ولنول‬
‫عيسى بن مري من السماء بنول روحانيته أو جزئها على هذا الشخص وكان اسم أمه مري وأمثال ذلك‬

‫ومعلوم أن حل كلم ال ورسوله على معن من العان ل بد فيه من شيئي ‪ #‬أحدها أن يكون ذلك العن حقا ف دين السلم ‪#‬‬
‫يصلح إخبار الرسول عنه ‪ #‬الثان أن يكون قد دل عليه بالنص لفظ يدل عليه دللة لفظ على معناه وكل من القدمتي هنا معلوم‬
‫انتفاؤه قطعا بالضطرار فإن من فهم ما يقوله هؤلء من العقول والنفوس وإن سوها ملئكة وفهم ما جاءت به الرسل عن الخبار‬
‫بلئكة ال واعتب أحد القولي بالخر علم بالضطرار أن قول هؤلء من أعظم القوال منافاة لقوال الرسل وأن ذلك من أعظم الكفر‬
‫ف دين الرسل وأن حقيقته حقيقة قول من يقول ^ ولد ال وإنم لكاذبون ^ ومن خرق له بني وبنات بغي علم سبحانه وتعال عما‬
‫يصفون وحقيقة قوله الذي أخب عنه رسوله ف الديث الصحيح حيث قال يقول ال تعال شتمن ابن آدم وما ينبغي له ذلك وكذبن‬
‫ابن آدم وما ينبغي له ذلك فأما شتمه إياي فقوله إن اتذت ولدا وأنا الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد وأما‬
‫تكذيبه إياي فقوله لن يعيدن كما بدأن وليس أول اللق بأهون علي من إعادته‬

‫وهذا الديث منطبق على هؤلء التفلسفة فإن قولم ف البدأ بالتوليد عنه وف العاد بعود النفس إل عالها من دون إعادة اللق ‪#‬‬
‫يتضمن من شتم ال وتكذيبه ما أخب به رسوله وهذا باب واسع ‪ #‬لكن القدمة الثانية أغرب وهو كون لفظ الكواكب والقمر‬
‫والشمس ف القرآن أريد بالكواكب النفوس الكلية وبالقمر نفس الكل وبالشمس العقل فإن هذا ما يعلم بالضطرار أن لفظ القرآن ل‬
‫يتمله ل حقيقة ول مازا كما ل يتمل أن يراد بلفظ الشمس والقمر والكواكب آدم وحواء وأولدها ول هم أبو إبراهيم وأخوته‬
‫كما كان مثل ذلك التأويل ف رؤيا يوسف كما ل يتمل أنه أراد بالشمس والقمر والكواكب سلطان وقته ووزيره وأعوانه وشبه‬
‫ذلك ما قد يعب به العابر ف من رأى الشمس والقمر والكواكب ث الرائي كيوسف الصديق إنا مثله له ف منامه سجود هذا الشمس‬
‫والقمر والكواكب لكن ل تكن هي الساجدة ف الارج بل قيل له ذلك ف نفسه وهؤلء يزعمون أن إبراهيم ل يرد هذا الشمس‬
‫والقمر والكواكب ل ف نفسه ول ف الارج فكيف إذا حل على ما هو أبعد وهذا الواب ل يتمل البسط ‪ #‬الوجه الثالث ‪ #‬أن‬
‫يقال قصة إبراهيم الليل الت قصها ال تعال ف كتابه مع أنا من أعظم سبل العتبار لتحقيق التوحيد فقد ضل با فريقان من الناس‬

‫وأضل ضللتهم أنم اعتقدوا أن إبراهيم لا قال ^ هذا رب ^ ف الثلثة مبا أو مستفهما أو مقدرا أراد أن هذا هو الذي خلق‬
‫السماوات والرض وأنه رب العالي ث أنم لا ظنوا أنه أراد هذا سلك هؤلء سبيل وهؤلء سبيل ولو تدبروا القصة لعلموا أنا تدل‬
‫على نقيض قولم ‪ #‬فالفريق الول طوائف من أئمة أهل الكلم من الهمية والعتزلة ومن اتبعهم من غيهم حت مثل ابن عقيل وأب‬
‫حامد وغيهم قالوا إن هذا الذي سلكه إبراهيم هو الدليل الذي سلكه هؤلء ف حدوث الجسام حيث استدلوا على ذلك با قام با‬
‫من العراض الادثة كالركة وأثبتوا حدوث العراض أو بعضها ولزومها للجسم أو بعضها ث قالوا وما ل ينفك عن الوادث فهو‬
‫حادث ث منهم من أخذ ذلك مسلما ومنهم من تفطن للسؤال الوارد هنا وهو الفرق بي ما ل ينفك عن عي الحدث أو نوعه فإن‬
‫الحدث العي إذا قدر أنه لزم لغيه فل ريب أنه حادث هذا معلوم بالضرورة والتفاق واما ما يستلزم نوع الحدث فإنا يعلم حدوثه‬
‫إذا قدر امتناع حوادث ل أول لا فخاضوا ف تقرير هذه القدمة با ذكروه ‪ #‬والقصود هنا أن من هؤلء من جعل هذا هو دليل‬
‫إبراهيم الليل على إثبات الصانع وهو أنه استدل بالفول الذي هو الركة والنتقال على حدوث ما قام به ذلك ولو تدبروا لعلموا أن‬
‫قصة إبراهيم هي على نقيض مطلوبم من الفول أما أول فإن إبراهيم إنا قال ^ ل أحب الفلي ^ والفول هو الغيب والختفاء‬
‫بالعلم القائم التواتر الضروري ف النفس واللغة ول ينقل أحد أن الفول مرد الركة ‪ #‬وأما ثانيا فإنه قد قال ^ فلما رأى القمر‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫بازغا قال هذا رب فلما أفل‬

‫قال لئن ل يهدن رب لكونن من القوم الضالي فلما رأى الشمس بازغة قال هذا رب هذا أكب فلما أفلت قال يا قوم إن بريء ما‬
‫تشركون ^ ‪ #‬ومعلوم أنه من حي البزوغ ظهرت فيه الركة فلو كانت هي الدليل على الدوث ل يستمر على ما كان عليه إل‬
‫حي الغيب بل هذا يدل على أن الركة ل يستدل با أو ل تكن تدل عنده على نفس مطلوبة ‪ #‬وأما ثالثا فإنا قال ^ ل أحب‬
‫الفلي ^ فنفى مبته فقط ول يتعرض لا ذكروه ‪ #‬وأما رابعا فمن العلوم أن أحدا من العقلء ل يكن يظن أن كوكبا من الكواكب‬
‫دون غيه من الكواكب هو رب كل شيء حت يكون رب سائر الكواكب والفلك والشمس والقمر وقد بسطنا الكلم ف ذلك ف‬
‫غي هذا الوضع ‪ #‬والفريق الثان من فسر ذلك من متفلسفة الصوفية أنه هو النفوس والعقول كما ذكره أبو حامد ‪ #‬ومعلوم أن هذا‬
‫أفسد من الول بكثي مع أنه ف الشكاة رجح حال من يعتقد إلية هذه فيما رأى على طوائف السلمي الصفاتية القرين برب العالي‬
‫فإنه لا ذكر الجة ث أخذ ف تفسي الديث الكذوب أن ل‬

‫سبعي حجابا من نور وظلمة لو كشفها لحرقت سبحات وجهه كل ما أدركه بصره ‪ #‬وف بعضها سبعمائة وف بعضها سبعي ألف‬
‫حجاب فقسم الجب والحجوبي ثلثة أقسام ‪ #‬الول الحجوبون بحض الظلمة وهم العطلة للصانع ‪ #‬الثان الحجوبون بنور‬
‫مقرون بظلمة وهي ثلثة انواع ‪ #‬حسية وخيالية وعقلية ‪ #‬فالسية كطوائف من الشركي والجوس ‪ #‬واليالية كطوائف من‬
‫السلمي من الجسمة والكرامية والعقلية قال هم الحجوبون بالنوار اللية يعرفون مقامات عقلية فعبدوا إلا سيعا بصيا متكلما عالا‬
‫قادرا مريدا حسيا منها عن الهات فكن فهموا هذه الصفات على حسب مناسبة صفاتم وربا صرح‬

‫أحدهم فقال كلمه صوت ككلمنا وربا ترقى بعضهم فقال ل بل هو كحديث أنفسنا ول صوت ول حرف ولذلك إذا طولبوا‬
‫بقيثة السمع والبصر رجعوا إل التشبيه من حيث العن وإن أنكروها باللفظ إذ ل يدركوا أصل معان هذه الطلقات ف حق ال‬
‫تعال وكذلك قالوا ف إرادته أنا حادثة مثل إرادتنا وأنا طلب وقصد مثل قصدنا ‪ #‬وقال وهذه مذاهب مشهورة فل حاجة إل‬
‫تفصيلها فهؤلء مجوبون بملة النوار مع ظلمة القامات العقلية فهؤلء كلهم أصناف القسم الثان الحجوبون بنور مقرون بظلمة ‪#‬‬
‫القسم الثالث الحجوبون بحض النوار وهم أصناف ل يكن إحصاؤهم فأشي إل ثلثة أصناف منهم ‪ #‬فالول طائفة عرفوا العان‬
‫والصفات تقيقا وأدركوا أن‬

‫إطلق اسم الكلم والرادة والقدرة والعلم وغيها على صفاته ليس مثل إطلقه على البشر فتحاشوا عن تعريفه بذه الصفات وعرفوه‬
‫بالضافة إل الخلوقات كما عرف موسى ف جواب قول فرعون ^ وما رب العالي ^ فقالوا إن الرب القدس النه عن الفهوم‬
‫الظاهر من معان هذه الصفات هو مرك السماوات ومدبرها ‪ #‬والصنف الثان ترقوا عن هؤلء من حيث ظهر لم أن ف السموات‬
‫كثرة وأن مرك كل ساء خاصة موجود آخر يسمى فلكا وفيهم كثرة وأما نسبتهم إل النوار اللية فنسبة الكواكب إل النوار‬
‫الحسوسة ث لح لم أن هذه السماوات ف ضمن فلك آخر يتحرك الميع بركته ف اليوم والليلة مرة وقالوا الرب هو الحرك للجرم‬
‫القصى النطوي على الفلك كلها إذا الكثرة منتفية عنه ‪ #‬والصنف الثالث ترقوا عن هؤلء وقالوا إن تريك الجسام بطريق‬
‫الباشرة ينبغي أن يكون خدمة لرب العالي وعبادة له وطاعة من عبد من عباده يسمى ملكا نسبته إل النوار اللية الحضة نسبة‬
‫القمر إل النوار‬

‫الحسوسة فزعموا أن الرب هو الطاع من جهة الحرك ويكون الرب تعال مركا للكل بطريق المر ل بطريق الباشرة ث ف فهم ذلك‬
‫المر وماهيته غموض يقصر عنه أكثر الفهام ول يتمله هذا الكتاب ‪ #‬فهؤلء كلهم أصناف مجوبون بالنوار الحضة وإنا‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫الوحدون الواصلون إل حضرة الق صنف رابع تلى لم أيضا أن هذا الطاع موصوف بصفة تناف الوحدانية الحضة والكمال البلغ‬
‫كثي ل يتمل هذا الكتاب كشفه وإن نسبة هذا الطاع نسبة الشمس إل النوار الحسوسة فتوجهوا من الذي يرك السماوات ومن‬
‫الذي أمر بتحريكها إل الذي فطر السماوات والرض ‪ #‬وفطر المر بتحريكها فوصلوا إل موجود منه عن كل ما أدركه بصر من‬
‫قبلهم فأحرقت سبحات وجهه الزل العلى جيع ما أدركه بصر الناظرين وبصيتم إذ وجدوه مقدسا منها عن جيع ما وصفه من‬
‫قبل ث هؤلء انقسموا فمنهم من احترق منه جيع ما أدركه بصره وانحق‬

‫وتلشى لكن بقي هو ملحظا للجمال القدس وملحظا ذاته من جاله الذي ناله بالوصول إل الضرة اللية فانحقت منه البصرات‬
‫دون البصر وجاوز هؤلء طائفة هم خواص الواص فأحرقتهم سبحات وجهه من أنفسهم وغشيهم سلطان اللل فانحقوا وتلشوا‬
‫ف ذواتم ول يبق لم لاظ إل أنفسهم لغيابم عن أنفسهم ول يبق إل الواحد الق وصار معن قوله ^ كل شيء هالك إل وجهه ^‬
‫لم ذوقا وحال وقد أشرنا إل ذلك ف الفصل الول وذكرنا أنه كيف أطلقوا التاد وكيف ظنوه فهذه ناية الواصلي ‪ #‬ومنهم من‬
‫ل يتدرج ف الترقي على التفصيل الذي ذكرناه ول يطل عليهم الطريق فسبقوا من أول مرة إل معرفة القدس وتنيه الربوبية عن كل ما‬
‫يب تنيهه فغلب عليهم أول ما غلب على آخر الخرين إذ هجم عليهم التجلي دفعة فأحرقت سبحات وجهه جيع‬

‫ما يكن أن يدركه بصر حسي وبصية عقلية من غي تدرج ويشبه أن يكون الول طريق الليل والثان طريق البيب صلوات ال‬
‫عليهما وال أعلم بأسرارها وأنوار غاياتما فهذه إشارة إل الحجوبي بالنور والظلمة ول يبعد أن يبلغ عددهم إذا فصلت القامات‬
‫وتتبع حجب السالكي سبعي ألفا ولكن إذا فتشت ل تد واحدا منهم خارجا عن القسام الت حصرناها فإنم إما مجوبون بصفاتم‬
‫البشرية أو بالس أو باليال أو بقايسة العقل أو بالنور الحض كما سبق وهذا آخر الكتاب ‪ #‬فهذا الكلم مع ما فيه من تصويب‬
‫نفاة الصفات من التفلسفة والقرامطة ونوهم وتطئة الصفاتية الذين هم سلف المة وأئمتها وأهل الديث والتصوف والفقه وحذاق‬
‫أهل الكلم من الكلبية‬

‫والشعرية والكرامية والشامية وغيهم ‪ #‬ويتضمن أيضا تفضيل الذين يعتقدون ف أحد النفوس والعقول أنه رب العالي وغايتهم أن‬
‫يعلوا ذلك هي اللئكة ‪ #‬ويتضمن تفضيل من يعتقد ف ملك من اللئكة أنه رب العالي على من يقر برب العالي من الصفاتية‬
‫السلمي واليهود والنصارى وإذا كان معلوما بالضطرار من دين الرسل كلهم أن الفلسفة الصابئة الذين يعبدون اللئكة مع قولم‬
‫أنم ملوقون هم أسوأ حال من أهل الكتاب اليهود والنصارى مع ما وصف ال به هؤلء من القالت الغالية من التجسيم والتعطيل‬
‫^ وقد ذكر ال تعال ف كتابه العزيز عن اليهود أنم قالوا ^ يد ال مغلولة ^ وأنم قالوا ^ إن ال فقي ونن أغنياء‬

‫وذكر أنه خلق السماوات والرض وما بينهما ف ستة أيام وما مسه من لغوب لا قال من قال من اليهود أنه استراح يوم السبت ‪#‬‬
‫فنه نفسه عن أن يسه لغوب وذكر قول النصارى أن السيح هو ال وأنه ابن ال وأن ال ثالث ثلثة ‪ #‬ومع هذا فالشركون الذين‬
‫يعبدون اللئكة أو غيها أسوأ حال من هؤلء باتفاق السلمي مع إقرارهم برب العالي فكيف بتفضيل من يقول أن ملكا هو رب‬
‫العالي على طوائف السلمي واليهود والنصارى الذين يثبتون الصفات ولو فرض أن بعضهم أخطأ ف بعض ذلك هذا شبيه ما ذكره‬
‫ال بقوله ^ أل تر إل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلء أهدى من الذين آمنوا‬
‫سبيل ^ ومنشأ‬

‫هذا الضلل الذي وقع ف قصة إبراهيم ما تقدم ذكره من ظنهم أنه قال إن الكوكب أو القمر أو الشمس رب العالي وليس المر‬
‫كذلك بل إبراهيم عليه السلم خاطب قومه الشركي الذين كانوا مع إقرارهم برب العالي يعبد أحدهم ما يستحسنه ويهواه ويراه‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫نافعا له فهذا يعبد الشتري وهذا يعبد الزهرة وهذا يعبد غيها كما كانت الكواكب تعبد وكان أعظم ما يعبد من ذلك الشمس‬
‫والقمر لظهور تأثيها ف العال وكانوا ينسبون هياكل العبادات لذه العبودات فيقولون هيكل الشمس هيكل القمر هيكل زحل‬
‫هيكل الشتري هيكل الريخ هيكل الزهرة هيكل عطارد ‪ #‬وقد ذكر الصنفون لخبارهم أن أحد مسجدي دمشق وحران كان هيكل‬
‫الشتري والخر هيكل الزهرة وكان إبراهيم عليه السلم قد ولد بران كما هو معروف عند أهل الكتاب وجهور السلمي وكان‬
‫أبوه‬

‫ف ملك النمروذ وكان قد استول على العراق وغيها وكانوا صابئة فلسفة يعبدون الكواكب ‪ #‬وقد صنف من صنف ف ماطبة‬
‫الكواكب والسحر على مذهبهم مثل كتاب السر الكتوم ف السحر وماطبة النجوم ونو ذلك ما يذكر فيه مذهب الكلدانيي‬
‫والكشدانيي وكانوا مع بنائهم هياكل النجوم‬

‫يبنون هيكل العلة الول وهيكل العقل وهيكل النفس ويفرقون بي هذا وهذا وبقوا بران وواسط أكثر من ثلثائة سنة ف مدة‬
‫السلم وتنازع الفقهاء ف قبول الزية منهم ومنهم من جعل للشافعي وأحد قولي فيهم ‪ #‬واستقراء القول فيهم على التفصيل بأن‬
‫من دان منهم بدين أهل الكتاب ألق بم وإل فل فدخلوا ف النصرانية وشرح حالم يطول‬

‫والقصود أن ماطبة الليل عليه السلم تضمنت الرد على الفلسفة الصابئي الشركي وأمثالم فإن أحدهم كانت عبادته تابعة لا ‪#‬‬
‫يبه ويهواه فإنم إنا يتبعون الظن وما توى النفس وأحدهم يظن أن عبادة هذا الكوكب وماطبته تنفعه يلب منفعة ودفع مضرة‬
‫فيتخذه إلا مع إقراره بأنه مربوب ليس هو رب العالي وهؤلء أحد أنواع الشركي وكانوا تارة يتخذون لذه الكواكب أجساما على‬
‫ما يظنونه موافقا لطبائعها كما يلبسون لا من اللباس ويتختمون لا بالواتيم ويتحرون لا من اليام ما يظنونه موافقا لطبائعها وقد‬
‫سي ذلك علم الستخدام والروحانيات وقد يتمثل لحدهم شيطان ياطبه فيقول هذه روحانية الكوكب أو خادمه كما كان لصنام‬
‫العرب شياطي تاطبهم ‪ #‬وكذلك ف بلد الترك والند من الشياطي الت تاطب الشركي ما‬

‫هو معروف ولذا قال الليل ف آخر أمره ^ إن بريء ما تشركون إن وجهت وجهي للذي فطر السماوات والرض حنيفا وما أنا‬
‫من الشركي ^ فتبأ عما كانوا يشركونه بال وذكر أنه وجه قصده وعبادته للذي فطر السماوات والرض وهذه النيفية ملة إبراهيم‬
‫الت بعث ال با الرسل وهي عبادة ال وحده ل شريك له وليس ف لفظه إحداث إقرار الصانع بل كان القرار بالصانع ثابتا عندهم‬
‫لذا قال ف الية الخرى ^ قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم القدمون فإنم عدو ل إل رب العالي ^ ‪ #‬وقا أيضا ^ قد‬
‫كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم وما تعبدون من دون ال كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم‬
‫العداوة والبغضاء أبدا حت تؤمنوا بال وحده ^ وقال تعال ^ وإذ قال إبراهيم لبيه وقومه إنن براء ما تعبدون إل الذي فطرن فإنه‬
‫سيهدين وجعلها كلمة باقية ف عقبه لعلهم يرجعون ^ ‪ #‬فبهذا وغيه يتبي أن القوم كانوا مشركي بال مثل ما كان مشركوا‬
‫العرب قال تعال ^ وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون ^ فهم يعلون معه آلة أخرى يعبدونا مع اعترافهم أنه وحده رب‬
‫العالي كما ذكر ال تعال ذلك ف غي موضع ف القرآن ف مثل قوله ^ قل لن الرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون ل قل‬
‫أفل تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون ل قل أفل تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يي‬
‫^ ول يار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون ل قل فأن تسحرون‬

‫وكانوا يتخذونم شفعاء وشركاء كما أخب القرآن بذلك ولذا قال الليل ^ ل أحب الفلي ^ ‪ #‬فذكر أنه ل يب الفلي لنم ‪#‬‬
‫كانوا على عادتم على عادة الشركي يعبد أحدهم ما يبه ويهواه ويتخذ إله هواه ‪ #‬وقوله ^ ل أحب الفلي ^ كلم مناسب‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫ظاهر فإن الفل يغيب عن عابده فل يبقى وقت أفوله من يعبده ويستعينه وينتفع به ومن عبد ما يطلب منه النفعة ودفع الضرة فل بد‬
‫أن يكون ذلك ف جيع الوقات فإذا أفل ظهر بالس حينئذ أنه ل يكون سببا ف نفع ول ضر فضل عن أن يكون مستقل ‪ #‬ولذا‬
‫قال إبراهيم ف مناظرته لم ^ وحاجه قومه قال أتاجون ف ال وقد هدان ول أخاف ما تشركون به إل أن يشاء رب شيئا وسع رب‬
‫كل شيء علما أفل تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم ول تافون أنكم أشركتم بال ما ل ينل به عليكم سلطانا فأي الفريقي أحق‬
‫بالمن إن كنتم تعلمون الذين آمنوا ول يلبسوا إيانم بظلم أولئك لم المن وهم مهتدون ^ ‪ #‬وهذه ماجة قوم كانوا يوفونه‬
‫بآلتهم كما هي عادة الشركي يوفون من يكفر بطواغيتهم أي مضرة ذلك فقال الليل ^ وكيف أخاف ما أشركتم ^ فعدلتموه‬
‫بال تعبدونه كما يعبد ال ول تافون أنكم أشركتم بال ما ل ينل به عليكم سلطانا فإن ال ل ينل كتابا من السماء ول يرسل‬
‫^ رسول بعبادة شيء سواه كما قال تعال ^ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون‬

‫وقال تعال ^ وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون ^ ‪ #‬وقال تعال ^ ولقد بعثنا ف كل أمة ‪#‬‬
‫رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت ^ ‪ #‬وف الصحيحي عن ابن مسعود قال لا نزلت هذه الية ^ الذين آمنوا ول يلبسوا إيانم‬
‫بظلم ^ شق ذلك على أصحاب رسول ال وقالوا أينا ل يظلم نفسه فقال النب أل تسمعوا إل قول العبد الصال ^ إن الشرك لظلم‬
‫عظيم ^ ‪ #‬وقد بسطنا هذا ف غي هذا الوضع ولكن نبهنا على القصود ‪ #‬الوجه الامس عشر ‪ #‬قوله فأقول إن كان ف عال‬
‫اللكوت جواهر نورانية شريفة علية يعب عنها باللئكة فيها تفيض النوار على الرواح البشرية ولجلها قد تسمى أربابا ويكون ال‬
‫رب الرباب لذلك ويكون لا مراتب ف نورانيتها متفاوتة‬

‫فبالري أن يكون مثالا ف عال الشهادة الشمس والقمر والكواكب إل آخر الكلم ‪ #‬فيقال لريب أن تسمية هذه أربابا هو كلم‬
‫اليونانيي وأمثالم من الشركي فأنم يصرحون ف كتبهم بتسمية هذه الجردات الت يقولون أنا اللئكة أربابا وآلة ويقولون هي‬
‫الرباب الصغرى واللة الصغرى وهؤلء التفلسفة الصابئة يعبدون اللئكة والكواكب ‪ #‬وأما الرسل وأتباعهم الوحدون فقد قال‬
‫ال تعال ^ ما كان لبشر أن يؤتيه ال الكتاب والكم والنبوة ث يقول للناس كونوا عبادا ل من دون ال ولكن كونوا ربانيي با كنتم‬
‫تعلمون الكتاب وبا كنتم تدرسون ول يأمركم أن تتخذوا اللئكة والنبيي أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ^ ‪ #‬وقال‬
‫تعال ^ يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم ول تقولوا على ال إل الق إنا السيح عيسى بن مري رسول ال وكلمته ألقاها إل مري‬
‫وروح منه فآمنوا بال ورسله ول تقولوا ثلثة انتهوا خيا لكم إنا ال إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما ف السماوات وما ف‬
‫الرض وكفى بال وكيل لن يستنكف السيح أن يكون عبدا ل ول اللئكة القربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبفسيحشرهم‬
‫إليه جيعا ^ ‪ #‬وقال تعال ^ وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بي‬
‫أيديهم وما خلفهم ول يشفعون إل لن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إن إله من دونه فذلك نزيه جهنم كذلك‬
‫^ نزي الظالي‬

‫وقال تعال ^ وكم من ملك ف السماوات ل تغن شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لن يشاء ويرضى ^ ‪ #‬وقال تعال ^ قل ‪#‬‬
‫ادعوا الذين زعمتم من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل ^ ‪ #‬وقال تعال ^ قل ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل‬
‫يلكون مثقال ذرة ف السماوات ول ف الرض وما لم فيهما من شرك وما منهم له من ظهي ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له‬
‫حت إذا فزع عن قلوبم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الق وهو العلي الكبي ^ وأمثال ذلك كثي ‪ #‬ث هذا معلوم بالضطرار أن اللئكة‬
‫ليست أربابا ول تسمى ف الشريعة أربابا ‪ #‬فقول القائل ولجلها قد تسمى أربابا ‪ #‬يقال هذه التسمية هي من التسمية الذكورة ف‬
‫قوله تعال ^ إن هي إل أساء سيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل ال با من سلطان ^ ‪ #‬وكما قال يوسف الصديق ^ يا صاحب السجن‬
‫أأرباب متفرقون خي أم ال الواحد القهار ما تعبدون من دونه إل أساء سيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل ال با من سلطان ^ ‪ #‬بل ل‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪46‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫رب إل ال ربنا ورب آبائنا الولي ‪ #‬وإذا قيل ف البشر رب كذا فإنا يضاف إل غي الكلف كما‬

‫يقال رب الدار ورب الثوب وكما قال لب الحوص الشمي أرب إبل أنت أم رب غنم ‪ #‬وكما قال إذا اختلف البيعان فالقول ما‬
‫قال رب السلعة وهذا ما يبي ضلل بعضم أن يتأول كلم شيوخ التادية فإنه لا قال ف الفصوص فصح قول فرعون ^ أنا ربكم‬
‫العلى ^ وإن كان عي الق زعم بعض أتباعه بقوله إنا صح قوله كما يقال رب الثوب ورب الدار ونو ذلك‬

‫وأعجب من ذلك قول بعض أكابرهم أنه أراد رب كم ‪ #‬ومعلوم أن هذه القوال لول أنه يقولا بعض السرفي من الشيوخ ‪#‬‬
‫ويضلون با أكابر من الناس لكان الؤمن ف غنية عنها وعن حكايتها وردها لظهور فسادها لكل أحد ‪ #‬فيقال لذا إن صاحب‬
‫الفصوص عنده قد صرح بذهبه تصريا أزال الشبهة ف غي موضع فل حاجة إل هذا التكليف وقد قال ‪ #‬لا كان فرعون ف منصب‬
‫التحكم وأنه الليفة بالسيف وإن جار ف العرف الناموسي لذلك قال ^ أنا ربكم العلى ^ أي إن كان الكل أربابا بنسبة ما فأنا‬
‫العلى منهم با أعطيته ف الظاهر من الكم فيكم قال ولا علمت السحرة صدقه فيما قاله ل ينكروه وأقروا له بذلك وقالوا له اقض‬
‫ما أنت قاض فالدولة لك فصح قوله ^ أنا ربكم العلى ^ وإن كان عي الق فقد صرح أنه عي الق وأن قوله ^ أنا ربكم العلى‬
‫^ صح مع كون الميع أربابا بنسبة ما فالعبد عنده هو الرب‬

‫ث يقال له فرعون قد قال ^ ما علمت لكم من إله غيي ^ وقال لوسى ^ وما رب العالي ^ فأنكر الصانع وذكر ال ذلك عنه ‪#‬‬
‫فل حاجة إل تأويل كلمه ‪ #‬ويقال له ال سبحانه ذكر هذا الكلم عنه منكرا له غاية النكار مبينا لعقوبته فقال ^ وهل أتاك‬
‫حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد القدس طوى اذهب إل فرعون إنه طغى فقل هل لك إل أن تزكى وأهديك إل ربك فتخشى فأراه‬
‫الية الكبى فكذب وعصى ث أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم العلى فأخذه ال نكال الخرة والول إن ف ذلك لعبة لن‬
‫يشى ^ ‪ #‬فقد صح من ال سبحانه أنه أخذ نكال على ذلك وجعله ف ذلك عبة وجعل الناداة بذه الكلمة عينها عي الكفر حيث‬
‫قال فكذب وعصى ث أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم العلى ^ ‪ #‬وقد قالوا إن قوله الخرة والول أي كلمته الول وهي‬
‫قوله ^ ما علمت لكم من إله غيي ^ ‪ #‬وكلمته الخرى وهي قوله ^ فقال أنا ربكم العلى ^ فإن هذه أعظم من تلك ث يقال‬
‫أوجب ذلك إنه ل يوز لحد أن يقول للنس والن أنا ربكم غي ال تعال ول يوز لحد أن يعل غي ال ربا كما ل يوز أن‬
‫يوصف بالربوبية مطلقا إل ال وحده ل شريك له ‪ #‬الوجه السادس عشر ‪ #‬ما ذكر ف تفسي قصة موسى والوادي القدس وتفسي‬
‫ذلك‬

‫فنقول هؤلء التفلسفة ف العقول والنفوس قد أشلوا هذا من الصول الخالفة لدين السلمي واليهود والنصارى ما ل يتسع هذا ‪#‬‬
‫الوضع لذكره مع أن دللة هذه اللفاظ على تلك العان أفسد ما رده من التأويلت ونن نعلم بالضطرار من ملة السلمي واليهود‬
‫والنصارى أن الطور الذي كلم ال عليه موسى هو جبل من البال والطور البل وعلم بالضطرار من دين أهل اللل والنقل بالتواتر أن‬
‫ال لا كلم موسى كلمه من الشجرة وأنه كان يرج منها نار مسوسة وأن موسى عليه السلم لا ضرب امرأته الخاض قال ^ لعلي‬
‫آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى ^ طلب أن ييء بذوة نار أو يد من يبه وأنه سبحانه وتعال كلمه وهو بالوادي القدس‬
‫طوى وعلم أن هذا التكليم الذي كلمه موسى ل يكلم غيه من النبياء والرسل إل ما يذكر من مناجاة النب ليلة العراج وعلى ما‬
‫ذكروه فل فرق بي موسى وغيه من النبياء بل وغي النبياء قال تعال ^ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إل نوح والنبيي من بعده‬
‫وأوحينا إل إبراهيم وإساعيل وإسحاق ويعقوب والسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ورسل قد‬
‫قصصناهم عليك ورسل ل نقصصهم عليك وكلم ال موسى تكليما رسل مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس على ال حجة بعد‬
‫الرسل ^ ‪ #‬وقال تعال ^ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم ال ورفع بعضهم درجات ^ ‪ #‬وقال تعال ^ ولا‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪47‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫جاء موسى ليقاتنا وكلمه ربه قال رب أرن أنظر إليك قال لن تران ولكن انظر إل البل فإن استقر مكانه فسوف تران فلما‬

‫تلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول الؤمني ^ ‪ #‬وقال تعال ف سباق ذكر‬
‫النبياء ^ واذكر ف الكتاب موسى أنه كان ملصا وكان رسول نبيا وناديناه من جانب الطور الين وقربناه نيا ووهبنا له من رحتنا‬
‫أخاه هارون نبيا ^ ‪ #‬وقد ذكر مناداته له ومناجاته إياه ف مواضع من القرآن ول يذكر أنه فعل ذلك بغيه من النبياء وهذا ما أجع‬
‫عليه السلمون وأهل الكتاب أن تكليم ال تعال لوسى من خصائصه الت فضيلة با على غيه من النبياء والرسل ‪ #‬وف الصحاح من‬
‫الحاديث مثل حديث الشفاعة وماجة آدم موسى وذكر فضيلته بتكليم ال تعال إياه‬

‫وكذلك ف حديث العراج من رواية شريك عن أنس وهو ف الصحيحي وهذا يطول ‪ #‬ث السلف والئمة ضللوا بل كفروا من ‪#‬‬
‫قال إن ال خلق كلما ف الشجرة أو الواء فسمعه موسى كما يقول الهمية من العتزلة وغيهم ‪ #‬ومعلوم أن هذا أقرب إل أقوال‬
‫الرسل من قول هؤلء التفلسفة الذين‬

‫يزعمون أن ذلك فيض فاض من العقل على نفس النب كما يفيض على سائر النبياء وغيهم فإن هذا ليس من مقالت أهل اللل ل‬
‫سنيهم ول بدعيهم لكن من مقالت الصابئة التفلسفة الذين ليس عندهم ف القيقة ل كلم ول ملئكة تنل بكلمه بل عندهم ل‬
‫تييز بي موسى وهارون ول بينهما وبي فرعون ‪ #‬فكيف يتصور على أصلهم أن يتص موسى برسالته وكلمه غايته أن القلوب‬
‫عندهم مثل آنية توضع تت السماء فيقع فيها الطر أو نبات تنبسط عليه الشمس فتجففه فيكون ذلك بسب القابل ولذا يكن‬
‫عندهم أن يكلم كل واحد كما كلم موسى ‪ #‬وعندهم قد يسمع أحدهم ما سعه موسى وقد ذكر ذلك صاحب الشكاة ف غي هذا‬
‫الوضع ‪ #‬وهذا القول ل ريب أنه يعلم بالضطرار من دين السلم أنه باطل وقد بينا ف غي هذا الوضع الشبهة الباطلة الت قالا من‬
‫قالا من التكلمي ف ساع كلم ال ورؤيته حيث قالوا إن ذلك ليس إل مرد إدراك يصل ف نفس العبد من غي أسباب منفصلة عنه‬

‫وهذا ما أوقع الطائفة التادية وغيهم من البتدعة ف دعوى رؤيته ف الدنيا ‪ #‬وهو أيضا ما يريهم على دعوى مقام التكليم ‪#‬‬
‫نعوذ بال من الضللة ونسأله الدى والثبات عليه ‪ #‬وتدهم قد فتحوا هذه الرأة على ال فل يزال أحد هؤلء يدعي ما خص به‬
‫الكلم ف شريف مقامه الليل ول ييزون لضللم ونفاقهم بي ما يوحيه ال تعال إل أنبيائه وبي أوليائه من اللام والديث الذي‬
‫يب عرضه على الكتاب والسنة وبي تكليمه لنبيه موسى من وراء حجاب كما قال تعال ^ وما كان لبشر أن يكلمه ال إل وحيا أو‬
‫من وراء حجاب أو يرسل رسول فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليم حكيم ^ ‪ #‬ففرق بي ما يوحيه والياء العلم الفي السريع وبي‬
‫تكليمه لوسى من وراء حجاب نداء وناء وقد قال تعال ‪ ^ #‬وإذ أوحيت إل الواريي أن آمنوا ب وبرسول ^ ‪ #‬وقال ^‬
‫وأوحينا إل أم موسى أن أرضعيه ^ ‪ #‬وف الصحيحي عن النب أنه قال قد كان ف المم قبلكم‬

‫مدثون فإن يكن ف امت فعمر فهذا وأمثاله ما يكون لغي النبياء ‪ #‬فأما تكليم ال تعال لوسى فإنه ل يكن لعامة الرسل والنبياء‬
‫فضل عمن سواهم ‪ #‬ولا كان هؤلء التفلسفة ومن سلك سبيلهم يعلون كلم ال كله لوسى وغيه من النبياء ما يفيض على‬
‫نفوسهم من العقل الفعال زادت التادية درجة أخرى فجعلوا كلمه كل ما يظهر من شيء من الوجودات ‪ #‬وهؤلء يصرح‬
‫أحدهم بأن ما يسمعه من بشر مثله أعظم من تكليم ال لوسى لن ذلك بزعمهم كلم ال من الشجرة وهي جاد وهذا كلم ال من‬
‫اليوان واليوان أعظم من الماد ‪ #‬وطائفة أخرى منهم يقولون إن اللام الجرد وهي العان الت تتنل على قلوبم أعظم من تكليم‬
‫ال موسى لن هذا بزعمهم خطاب مض بل واسطة ول حجاب وموسى خوطب بجاب الرف الصوت وأمثال هذا الكلم الذي‬
‫يتضمن ترفع أحدهم عن تكليم ال لوسى الذي علم بالضطرار من دين أهل اللل السلمي واليهود والنصارى أنه أعظم من خطابه‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫وإيائه لسائر النبياء والرسلي ولذا يقولون إن الولية أعظم من النبوة والنبوة أعظم من الرسالة وينشدون ‪ % #‬مقام النبوة ف برزخ‬
‫‪ % %‬فويق الرسول ودون الول‬

‫ويقولون إن ولية النب أعظم من نبوته ونبوته أعظم من رسالته ث قد يدعي أحدهم أن وليته وولية سائر الولياء تابعة لولية ‪#‬‬
‫خات الولياء وأن جيع النبياء والرسل من حيث وليتهم هي عندهم أعظم من نبوتم ورسالتهم وإنا يستفيدون العلم بال الذي هو‬
‫عندهم القول بوحدة الوجود من مشكاة خات الولياء وشبهتهم ف أصل ذلك أن قالوا الول يأخذ عن ال بغي واسطة والنب والرسول‬
‫بواسطة ولذا جعلوا ما يفيض ف نفوسهم ويعلونه من باب الخاطبات اللية والكاشفات الربانية أعظم من تكليم موسى بن عمران‬
‫وهو ف القيقة إياءات شيطانية ووساوس نفسانية ^ وإن الشياطي ليوحون إل أوليائهم ^ ولو هدوا لعلموا أن أفضل ما عند الول‬
‫ما يأخذه عن الرسول ل ما يأخذه عن قلبه وأن أفضل الولياء الصديقون وأفضلهم أبو بكر وكان هو أفضل من عمر مع أن عمر كان‬
‫مدثا كما ثبت ف الصحيحي عن النب أنه قال قد كان ف المم قبلكم مدثون فإن يكن ف أمت أحد فعمر ‪ #‬وف الترمذي لو ل‬
‫أبعث فيكم لبعث فيكم عمر وقال إن‬

‫ال ضرب الق على لسان عمر وقلبه ومع هذا فالصديق إنا كان يتلقى من مشكاة النبوة فهو أفضل مطلقا لن ما يأخذه عن معصوم‬
‫من الطأ والحدث ليس بعصوم بل يقع له الصواب والطأ ولذا يتاج أن يزن باليزان النبوي العصوم جيع ما يقع له أي لغي الخذ‬
‫من مشكاة النبوة فهذا حال مدث السابقي الولي وهو عمر بن الطاب وهو أفضل من غيه والصديق أكمل منه وأت مقاما فهذا‬
‫حال خي السابقي الولي وأفضل اللق بعد النبياء والرسلي فكيف بؤلء الذين فيهم من الباطل والضلل ما ل يعلمه إل ذو اللل‬
‫والكرام وكذلك جعله أمره بلع النعلي يتضمن ترك الدنيا والخرة أمر ل يدل عليه ل حقيقة اللفظ ول مازه إن صح الجاز ول‬
‫يذكر عن أحد من السلمي ل من الصحابة ول التابعي ول من غيهم إن ذلك مرادا من هذا اللفظ بل قد ذكروا أن سبب‬

‫المر بلعهما كونما كانا من جلد حار غي ذكي ث هذا اللع صار سنة اليهود عند عباداتم ونن قد أمرنا بخالفتهم ف ذلك‬
‫فكيف يعل مضمون هذا اللع مشروعا لنا ونن نأباه ‪ #‬وف السنن عن النب قال إن اليهود ل يصلون ف نعالم فخالفوهم ‪ #‬وف‬
‫الصحيحي عن أنس قال رأيت رسول ال يصلي ف نعليه ‪ #‬وف السند وسنن أب داود عن أب سعيد الدري قال بينما رسول ال‬
‫يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالم فلما قضى رسول ال صلته قال ما حلكم على‬
‫إلقائكم نعالكم قالوا رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا فقال رسول ال إن جبيل أتان فأخبن أن فيهما قذرا ‪ #‬وقال إذا جاء‬
‫أحدكم إل السجد فلينظر فإن رأى ف نعليه قذرا أو أذى فليمسحه وليصل فيهما‬

‫وفيهما أيضا عن أب هريرة أن رسول ال قال إذا وطىء أحدكم بنعليه الذى فإن التراب له طهور ‪ #‬وف رواية إذا وطىء الذى ‪#‬‬
‫بفيه فطهورها التراب ‪ #‬فكثي من الناس يقول ف تفضيل نبينا ممد ما مضمونه إن موسى أمر بلع نعليه بالوادي القدس ونبينا ل‬
‫يؤمر بشيء ليلة العراج مع علو درجته على موسى ‪ #‬ولو كان ف ذلك أمر بترك الدنيا والخرة لكان ممد مأمور بذلك وكان ذلك‬
‫شرعا لنا ‪ #‬والتعبي عن هذه العان بذه العبارات مع دعوى أنه بذا النل حصل له الطاب وهو الذي يوقع طوائف ف بيداء‬
‫الضللت ظنا أن هذا القام وما يشبهه ينال بالزهد أو غيه فيطلب أحدهم ما ل يصلح للنبياء فضل عن أن يصلح لمثاله حت يقع‬
‫فيما هو من جنس حال أعظم البتدعة بل حال الكفار والنافقي قال أبو ملز لحق بن حيد ف قوله ^ ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه‬
‫ل يب العتدين ^ ‪ #‬قال إن يسأل النسان منازل النبياء‬

‫وبثل هذا ضل ابن قسي صاحب كتاب خلع النعلي ‪ #‬حت ذكر ف كتابه من أنواع الباطل ما ذكره وشرحه ابن عرب صاحب ‪#‬‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪49‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫الفصوص فتارة يشتمه ويسبه ويقول إنه من أجهل الناس وتارة يعل كلمه ف ناية التحقيق والعرفان ‪ #‬ومن العلوم أنه ل بد ف‬
‫كلمه وكلم غيه من أمور صحيحة ومعان حسنة لكن هي متضمنة من الباطل والضلل ما يفوق الوصف ‪ #‬فإن أحد هؤلء إن‬
‫أمكنه أن يدعي اللية أو النبوة ولو بعبارة غريبة ل ينفر عنه الناس فعل حت كان ف زماننا غي واحد من اجتمع ب وأنكرت عليه‬
‫وجرى لنا ف القيام عليهم فصول من يدعي الرسالة ظانا أن هذا يسلم له إذا ل تسلم له النبوة فيدعون الرسالة فإذا جاء من ياف منه‬
‫من العلماء‬

‫ادعى أحدهم الرسال العام الكون كإرسال الرياح وإرسال الشياطي وتارة يدعي إرسال الرسل كقصة صاحب يس أي ف‬
‫فترةصاحب يس ‪ #‬وقد وضح للعال أن الرسالة الت وصف با النبياء منوعة إذ هي أخص من النبوة وعلم أن النبوة بعد ممد منفية‬
‫بقوله إن ال ختم ب النبوة والرسالة ‪ #‬وأما الرسال الثان فل يكون مع مشافهة الرسول إل ف حياته وأما بعد موته فتبليغ القرآن‬
‫واليان والسنة أمر مشترك ‪ #‬وتارة يدعي أحدهم أنه خات الولياء ظانا أن خات الولياء أفضلهم قياسا على خات النبياء ث يدعون‬
‫لات الولياء ما هو أعظم من النبوة والرسالة ‪ #‬وخات الولياء كلمة ل حقيقة لفضلها ومرتبتها وإنا تكلم أبو عبد ال الترمذي بشيء‬
‫من ذلك غلطا ل يسبق إليه ول يتابع عليه ول يستند فيه إل شيء‬

‫ومسمى هذا اللفظ هو آخر مؤمن يبقى ويكون بذلك خات الولياء وليس ذلك أفضل الولياء باتفاق السلمي بل أفضل الولياء ‪#‬‬
‫سابقهم وأقربم إل الرسول وهو أبو بكر ث عمر إذ الولياء يستفيدون من النبياء فأقربم إل الرسول أفضل بلف خات الرسل فإنه‬
‫ال أكرمه بالرسالة ول يله على غيه فقياس مسمى أحد اللفظي على الخر ف وجوب كونه أفضل من أبعد القياس ‪ #‬وتارة يدعي‬
‫أحدهم الهدية أو القبطية ويقول أنا القطب الغوث الفرد الامع ويدخل ف هذه الساء ما هو من خصائص الربوبية مثل كونه‬

‫يعطي الولية من يشاء ويصرفها عن من يشاء وال يقول لسيد ولد آدم ^ إنك ل تدي من أحببت ^ ‪ #‬وقال ^ ليس لك من المر‬
‫من شيء ^ ‪ #‬وقد بسطنا الكلم ف هذه المور لاجة الناس إل ذلك ف غي هذا الوضع‬
‫فصل ‪ #‬وهذا كله إذا ميز وجود القلم وغيه من الخلوقات عن وجود الرب تعال كما عليه أهل اللل وجهور العقلء من غيهم‬
‫‪ #‬وأما على قول هؤلء الدعي التحقيق الذين يدعون أن الوجود‬

‫واحد فل يتميز وجود مبدع عن وجود مبدع ول وجود خالق عن وجود ملوق وهم يصرحون بذا ف كتبهم وف كلمهم ولكنهم‬
‫ف حية وضلل فإنم إذا يشهدون أن بي الوجودات تباينا وتفرقا فييدون أن يمعوا بي ما ادعوه من وحدة الوجود وبي التعدد‬
‫للموجود فاضطربوا ف ذلك ‪ #‬فأما صاحب الفصوص فكلمه يدور على أصلي ‪ #‬أحدها أن الشياء كلها ثابتة ف العدم مستغنية‬
‫بنفسها نظي قول من يقول العدوم شيء ولكن هذا ل يفرق بي ذات الالق وذات الخلوق إذ ليس عنده ذات واجبة متميزة‬
‫بوجودها عن الذوات المكنة وإن كان قد يتناقض ف ذلك قولم فإنم كلهم يتناقضون وكل من خالف الرسول فل بد أنه يتناقض‬
‫^ قال تعال ^ إنكم لفي قول متلف يؤفك عنه من إفك ^ وقال ^ ولو كان من عند غي ال لوجدوا فيه اختلفا كثيا‬
‫الصل الثان ‪ #‬أن الوجود الذي لذه الذوات الثابتة هو عي وجود الق الواجب ولذا قال ف أول الفصوص ف الشيثية‬

‫ومن هؤلء يعن الذين ل يسألون ال ^ من يعلم أن علم ال به ف جيع أحواله هو ما كان عليه من حال ثبوت عينه قبل وجودها ^‬
‫ويعلم أن الق ل يعطيه إل ما أعطاه عينه من العلم به وهو ما كان عليه من حال ثبوته فيعلم علم ال به من أين حصل وما ث صنف‬
‫من أهل ال أعلى وأكشف من هذا الصنف فهم الواقفون على سر القدر وهم على قسمي منهم من يعلم ذلك ممل ومنهم من يعلم‬
‫ذلك مفصل والذي يعلمه مفصل أعلى وأت من الذي يعلمه ممل فإنه يعلم ما ف علم ال فيه إما بإعلم ال إياه ما أعطاه عينه من‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪50‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫العلم به وإما بأن يكشف له عينه الثابتة وانتقالت الحوال عليها إل ما ل يتناها وهو وأعلى فإنه يكون ف علمه بنفسه بنلة علم ال‬
‫به لن الخذ من معدن واحد هذا لفظه فهو مع كونه جعل عينه ثابتة قبل الوجود زعم أن الق ل يعطيه إل ما أعطاه عينه من العلم‬
‫به فجعل الق تعال عاجزا ل يقدر إل على ما كانت عليه عينه وجعله ل يعلم بخلوقاته من جهة نفسه بل يراها ف حال ثبوتا الت ل‬
‫تفتقر فيه إليه فيعلم أحوالا حينئذ وزعم أن العبد قد يساويه ف هذا العلم ولذا صرح بدوث علم ال ومساواة العبد له ف ذلك فقال‬
‫لن الخذ من معدن واحد إل أنه من جهة العبد عناية من ال تعال سبقت له هي من جلة أحوال عينه يعرفها صاحب هذا الكشف‬
‫إذا أطلعه ال على ذلك أي على أحوال عينه‬

‫إل أن قال فبهذا القدر نقول إن العناية اللية سبقت لذا العبد بذه الساواة ف إفادة العلم ومن هنا يقول ال تعال حت نعلم وهي ‪#‬‬
‫كلمة مققة العن ما هي كما يتوهه من ليس له ف هذا الشرب شرب ‪ #‬فبي مساواة العبد له ف العلم وإن علم ال حادث كما أن‬
‫علم العبد حادث وهذا أصل مذهبه أن كل واحد من وجود الق وثبوت اللق يساوي الخر ويفتقر إليه كما ذكره ف الليلية‬
‫‪ %‬وغيها ولذا يقول ‪ % #‬فيعبدن وأعبده ‪ %‬ويمدن وأحده‬
‫ويقول إن الق يتصف بميع صفات العبد الحدثات وإن الحدث يتصف بميع صفات الرب مع أنه يقول إنما شيء واحد إذ ‪#‬‬
‫ل‬

‫فرق ف القيقة بي الوجود والثبوت فهو يقول ف الكون كله نظي ما قالته اللكانية من النصارى ف السيح لكنه يزيد عليهم بأن‬
‫يسوي بي الق واللق وأن الق مفتقر إل اللق وأن المر عنده ل يزل كذلك مع زيادته عليهم فإنه قال ف جيع الخلوقات أعظم‬
‫ما قالوه ف السيح ث أخذ يتكلم ف منح الق ذاته وبي أنه إذا منح العبد وجوده فإنا يكون بسب ما عليه ذواتم ول يرون إل‬
‫صورة ذواتم ف وجوده ول يرون الق أبدا ول يكن أن يروه ل ف الدنيا ول ف الخرة إذ ليس له وجود سوى وجود ذوات‬
‫الخلوقات وما سوى وجود الخلوقات فعدم ‪ #‬قال فأما النح والبات والعطايا الذاتية فل تكون أبدا إل عن تلي إلي والتجلي من‬
‫الذات ل يكون إل بصورة استعداد التجلي له وغي ذلك ل يكون فإذا التجلي له ما رأى سوى صورته ف مرآة الق ول يرى الق‬
‫ول يكن أن يراه مع علمه أنه ما رأى صورته إل فيه كالرآة‬

‫ف الشاهد إذا رأيت الصور فيها ل تراها مع علمك أنك ما رأيت الصور أو صورتك إل فيها فأبرز ال تعال ذلك مثال نصبه لتجليه‬
‫للذوات ليعلم التجلي له أنه ما رآه وما ث مثال أقرب ول أشبه بالرؤية والتجلى من هذا وأجهد ف نفسك عندما ترى الصورة ف‬
‫الرآة أن ترى جرم الرآة ل تراه أبدا البتة إل أن قال وإذا ذقت هذا ذقت الغاية الت ليس فوقها غاية ف حق الخلوق فل تطمع ول‬
‫تتعب نفسك ف أن تترقى ف أعلى من هذا الدرج فما هو ث أصل وما بعده إل العدم الحض فهو مرآتك ف رؤيتك نفسك وأنت‬
‫مرآته ف رؤيته أساءه وظهور أحكامها وليست سوى عينه فاختلط المر وأنبهم فمنا من جهل ف علمه وقال والعجز عن درك‬
‫الدراك إدراك ومنا من علم فلم يقل مثل هذا وهو أعلى القول بل أعطاهم العلم السكوت ما أعطاه العجز وهذا هو أعلى عال بال‬
‫هذا لفظه ‪ #‬ث أنه ل يكتف بذا الذي ذكره ما حقيقته جحود الالق وأنه ليس ث موجود سوى الخلوقات وهو حقيقة قول فرعون‬
‫فجعل العال بذلك أعلى عال بال حت جعل الرسل جيعهم والنبياء يستفيدون هذا العلم من مشكاة الذي جعله خات الولياء وجعله‬
‫أفضل من خات الرسل من جهة القيقة والعلم به وأنه يأخذ عن الصل من حيث يأخذ اللك الذي يوحي إل خات الرسل وأن خات‬
‫الرسل إنا هو سيد ف الشفاعة فسيادته ف هذا القام الاص ل على العموم‬

‫فقال وليس هذا العلم إل لات الرسل وخات الولياء حت أن الرسل ل يرونه مت رأوه إل من مشكاة خات الولياء وأن الرسالة ‪#‬‬
‫والنبوة أعن نبوة الشرائع ورسالته ينقطعان والولية ل تنقطع أبدا فالرسلون من كونم أولياء ل يرون ما ذكرناه إل من مشكاة خات‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪51‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫الولياء فكيف من دونم من الولياء وإن كان خات الولياء تابعا ف الكم لا جاء به خات الرسل من التشريع فذلك ل يقدح ف‬
‫مقامه ول يناقض ما ذهبنا إليه فإنه ف وجه يكون أنزل كما أنه من وجه يكون أعل وقد ظهر ف ظاهر شرعنا ما يؤيد ما ذهبنا إليه ف‬
‫فضل عمر ف أسارى بدر بالكم فيهم وف تأبي النخل ما يلزم الكامل أن يكون له التقدم‬

‫ف كل شيء وف كل مرتبة وإنا نظر الرجال إل التقدم ف رتبة العلم بال هنالك مطلبهم وأما حوادث الكوان فل تعلق لواطرهم با‬
‫ولا مثل النب النبوة بالائط من اللب وقد كمل سوى موضع لبنة فكان النب تلك اللبنة غي أنه ل يراها إل كما قال لبنة واحدة فكان‬
‫يرى نفسه موضع تلك اللبنة وأما خات الولياء فل بدله من هذه الرؤية فيى ما مثل به رسول ال ويرى ف الائط موضع لبنتي من‬
‫ذهب وفضة فيى اللبنتي اللتي ينقص الائط بما ويكمل بما لبنة ذهب ولبنة فضة ول بد أن يرى نفسه منطبعا‬

‫ف موضع تينك اللبنتي فيكون خات الولياء تلك اللبنتي فيكمل الائط والسبب الوجب لكونه رآها لبنتي أنه تابع لشرع خات الرسل‬
‫ف الظاهر وهو موضع اللبنة الفضة وهو ظاهر وما يتبعه فيه من الحكام كما هو آخذ عن ال ف السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع‬
‫فيه لنه يرى المر على ما هو عليه فل بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية ف الباطن فإنه أخذ من العدن الذي يأخذ منه اللك‬
‫الذي يوحي به إل الرسل فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع فكل بن من أن لدن آدم إل آخر نب ما منهم أحد‬
‫يأخذ إل من مشكاة خات النبيي وإن تأخر وجود طينته فإنه بقيقته موجود وهو قوله كنت نبيا وآدم بي الاء والطي وغيه من‬
‫النبياء ما كان نبيا إل حي بعث وكذلك خات النبياء كان وليا وآدم بي الاء والطي وغيه من الولياء ما كان وليا إل بعد تصيل‬
‫شرائط الولية من الخلق اللية ف التصاف با من كون ال تعال تسمى بالول الميد فخات الرسل من حيث وليته نسبته مع‬
‫التم الولية نسبة النبياء والرسل معه فإنه الول الرسول النب وخات‬

‫الولياء الول العارف الخذ عن الصل الشاهد للمراتب وهو حسنة من حسنات خات الرسل ممد مقدم الماعة وسيد ولد آدم ف‬
‫فتح باب الشفاعة فعي حال خاصا ما عمم وف هذا الال الاص مقدم على الساء اللية فإن الرحن ما شفع عند النتقم ف أهل‬
‫البلء إل بعد شفاعة الشافعي ففاز ممد بالسيادة ف هذا القام الاص فمن فهم الراتب والقامات ل يعسر عليه قبول مثل هذا الكلم‬
‫إل أن قال وبذا العلم سي شيث لنه معناه هبة ال فبيده مفتاح العطايا على اختلف أصنافها ونسبها فإن ال وهبه لدم أول ما وهبه‬
‫وما وهبه إل منه لن الولد سر أبيه فمنه خرج وإليه عاد فما أباه غريب لن عقل عن ال وكل عطاء ف الكون على هذا الجرى فما‬
‫ف أحد من ال شيء وما ف أحد من سوى نفسه شيء وإن تنوعت عليه الصور وما كل أحد يعرف هذا وإن المر على ذلك إل‬
‫آحاد من أهل ال فإذا رأيت من يعرف ذلك فاعتمد عليه وذلك هو عي صفات خلصة خاصة الاصة من عموم أهل ال تعال فأي‬
‫صاحب كشف شاهد صورة تلقى إليه ما ل يكن عنده من العارف وتنه ما ل يكن قبل ذلك ف يده فتلك الصورة عينه ل غيه فمن‬
‫شجرة نفسه جن ثرة غرسه‬

‫وقال أيضا ف الدريسية من أسائه السن العلي على من وما ث إل هو فهو العلي لذاته أو عن ماذا وما هو إل هو فعلوه لنفسه ‪#‬‬
‫وهو من حيث الوجود عي الوجوات فالسمى مدثات هي العلية لذاتا وليست إل هو فهو العلي ل علو إضافة لن العيان الت لا‬
‫العدم الثابتة فيه ما شت رائحة من الوجود فهي على حالا مع تعداد الصور ف الوجودات والعي واحدة من الجموع ف الجموع‬
‫فوجود الكثي من الساء وهي النسب وهي أمور عدمية وليس إل العي الت هي الذات فهو العلي لنفسه ل بالضافة فما ف العال من‬
‫هذه القيقة علو إضافة لكن الوجوه الوجودية متفاضلة فعلو الضافة موجود ف العي الواحدة من حيث الوجوه الكثية لذلك يقول‬
‫فيه هؤلء هو أنت ل أنت قال أبو سعيد الراز وهو وجه من وجوه الق ولسان من ألسنته ينطق عن نفسه بأن ال تعال ل يعرف إل‬
‫بمعه بي الضداد ف الكم عليه با فهو الول والخر والظاهر والباطن فهو عي ما ظهر ف حال‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬

‫بطونه وهو عي ما بطن ف حال ظهوره وما ث من يراه غيه وما ث من ينطق عنه فهو ظاهر لنفسه باطن عنه وهو السمى أبو سعيد‬
‫الراز وغي ذلك من أساء الحدثات ‪ #‬إل أن قال ومن عرف ما قررناه ف العداد وأن نفيها عي إثباتا علم أن الق النه هو اللق‬
‫الشبه وإن كان قد تيز اللق من الالق بالمر الالق الخلوق والمر الخلوق الالق كل ذلك من عي واحدة ل بل هو العي‬
‫الواحدة وهو العيون الكثية فانظر ماذا ترى ^ قال يا أبت أفعل ما تؤمر ^ والولد عي أبيه فما رأى يذبح سوى نفسه وفداه بذبح‬
‫عظيم فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان وظهر بصورة والد ل بل بكم ولد والوالد من هو عي الوالد ^ وخلق منها زوجها‬
‫^ فما نكح سوى نفسه فمنه الصاحبة والولد والمر واحد ف العدد فمن الطبيعة ومن الظاهر فيها وما رأيناها نقصت با ظهر فيها ول‬
‫زادت بعد ما ظهر وما الذي ظهر غيها وما هي عي‬

‫ما ظهر لختلف الصور بالكم فهذا بارد يابس وهذا حار يابس فجمع بي اليبسي وأبان بغي ذلك والامع الطبيعة ل بل العي‬
‫الطبيعية بل معال الطبيعة صور ف مرآة واحدة ل بل صورة واحدة ف مراء متلفة فما ث إل حية لتفرق النظر ومن عرف ما قلناه ل‬
‫ير وإن كان ف مزيد علم وليس المر إل حكم الحل والحل عي العي الثابتة فيها يتنوع الق ف الحل بتنوع الحكام عليه فيقبل‬
‫كل حكم وما يكم عليه إل عي ما تلى فيه ما ث إل هذا ث أنشد ‪ % #‬فالق خلق بذا الوجه فاعتبوا ‪ %‬وليس خلقا بذاك الوجه‬
‫فلذكروا ‪ % # % %‬من يدر ما قلت ل تذل بصيته ‪ %‬وليس يدريه إل من له بصرو ‪ % # %‬جع وفرق فإن العي واحدة ‪%‬‬
‫‪ %‬وهي الكثية ل تبقي ول تذر‬
‫فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي فيه تستغرق جيع ‪#‬‬

‫المور الوجودية والنسب العدمية بيث ل يكن أن يفوته نصيب منها وسواء كانت ممودة عرفا وعقل وشرعا أو مذمومة عرفا‬
‫وعقل وشرعا وليس ذلك إل لسمى ال تعال خاصة ‪ #‬فهذا وغيه من كلمه يبي أن الوجود عنده واحد وليس للخالق وجود‬
‫مباين لوجود الخلوقات بل وجودها عينه ث يذكر الظاهر اليال والراتب وهي عنده الذوات الثابتة ف العدم الساوية للوجود ‪ #‬وأما‬
‫أساء ال تعال فهي عنده النسبة الت بي الوجود وبي هذه الراتب وهي ف القيقة أمور عدمية وكل من الوجود والثبوت ل ينفك‬
‫عن الخر ول يستغن عنه وهو شبيه بقول من يقول الوجود غي الاهية وهو ملزم لا والادة غي الصورة وهي ملزمة لا‬

‫لكن صاحب الفصوص يعل وجود هذا الوجود الق الذي هو وجود كل شيء فهو الوصوف عنده بميع صفات النقص والذم ‪#‬‬
‫والكفر والفواحش والكذب والهل كما هو الوصوف عنده بصفات الدح والكمال فهو العال والاهل والبصي والعمى والؤمن‬
‫والكافر والناكح والنكوح والصحيح والريض والداعي والجيب والتكلم والستمع هذا كله يذكره ف مواضع من كلمه وهذا عنده‬
‫غاية الكمال وف هذا العن ينشدون ‪ % #‬وكل كلم ف الوجود كلمه ‪ %‬سواء علينا نثره ونظامه ‪ # %‬وهو عنده هوية العال‬
‫ليس له حقيقة مباينة للعال وقد يقول ل هو العال ول غيه وقد يقول هو العال أيضا وهو غيه وأمثال هذه القالت الت يمع فيها‬
‫من العن بي النقيضي مع سلب النقيضي إذ ليس مذهبه ف الغيين مذهب الصفاتية‬

‫فصل ‪ #‬وأما صاحبه القونوي فقد كان التلمسان صاحب القونوي وكان هو أحذق متأخريهم يقول إنه كان أت من شيخه ابن‬
‫عرب وكان ابن سبعي يقول عن التلمسان إنه أت تقيقا من شيخه القونوي ‪ #‬والقونوي أعرض عن كون العدوم ثابتا ف العدم فإن‬
‫هذا القول معلوم الفساد عند الئمة ف العقول والنقول ولكن سلك طريقا هي أبلغ‬

‫ف التعطيل مضمونا أن الق هو الوجود الطلق والفرق بينه وبي اللق من جهو التعيي فإذا عي كان خلقا وإذا أطلق الوجود كان‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪53‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫هو الق ‪ #‬هذا وقد علم أن الطلق بشرط إطلقه ل وجود له ف الارج عن مل العلم فليس ف الارج إنسان مطلق بشرط الطلق‬
‫ول حيوان مطلق بشرط الطلق ‪ #‬فإذا قال إن الق تعال هو الوجود بشرط الطلق فهذا ل وجود له ف الارج وإنا الذهن يقدر‬
‫وجودا مطلقا كما يقدر حيوانا مطلقا وإنسانا مطلقا وفرسا مطلقا وجسما مطلقا ‪ #‬وإن قال إنه الطلق ل بشرط فهذا إما أن يقال‬
‫أنه ل وجود له ف الارج أيضا ‪ #‬وأما أن يقال هو موجود ف الارج لكن بشرط التعيي إذ ليس ف الارج إل وجود معي ‪ #‬فعلى‬
‫أحد التقديرين يكون وجود الق هو الوجود العي الخلوق وعلى الخر ل وجود له ف الارج ‪ #‬وكلمهم كله يدور على هذين‬
‫القطبي إما أن يعلوا الق ل وجود له ول حقيقة ف الارج أصل وإنا هو أمر مطلق ف الذهان ‪ #‬وأما أن يعلوه عي وجود‬
‫الخلوقات فل يكون للمخلوقات خالق غيها أصل ول يكون رب كل شيء ول مليكه وهذا حقيقة قول القوم وإن كان بعضهم ل‬
‫يشعر بذلك‬

‫ولا كان هؤلء نسخة الهمية الذين تكلم فيهم السلف والئمة مع كون أولئك كانوا أقرب إل السلم كان كلم الهمية يدور ‪#‬‬
‫أيضا على هذين الصلي فهم يظهرون للناس والعامة أن ال بذاته موجود ف كل مكان أو يعتقدون ذلك ‪ #‬وعند التحقيق إما‬
‫يصفونه بالسلب الذي يستوجب عدمه كقولم ليس بداخل العال ل خارجه ول مباين له ول مايث له ول متصل به ول منفصل عنه‬
‫وأشباه هذه السلوب ‪ #‬فكلم أول الهمية وآخرهم يدور على هذين الصلي ‪ #‬إما النفي والتعطيل الذي يقتضي عدمه ‪ #‬وإما‬
‫الثبات الذي يقتضي أنه هو الخلوقات أو جزء منها أو صفة لا وكثي منهم يمع بي هذا النفي وهذا الثبات التناقضي وإذا حوقق‬
‫ف ذلك قال ذاك السلب مقتضى نظري وهذا الثبات مقتضى شهودي وذوقي ‪ #‬ومعلوم أن العقل والذوق إذا تناقضا لزم بطلنما‬
‫أو بطلن أحدها وأما ابن سبعي فقوله يشبه هذا من وجه وهذا من وجه وهو إل قول القونوي أقرب لكنه يعله الوجود الثابت‬
‫الذي يتلف على صور الوجودات فإنه يقول بثبوت الاهيات الطلقة ف الوجودات العينة ول يقول بانفكاكها عن الوجود وهذا قول‬
‫ابن سينا وأمثاله من الفلسفة ‪ #‬وهذا كما ترى مع موافقته لقول من يقول العدوم شيء فهو يالفه من هذين الوجهي ويقول مع‬
‫ذلك إن وجوده هو تصور الاهيات فهو‬

‫تارة يعله بنلة الادة السمية والشياء بنلة صورها والقول بأن السم مركب من الادة والصورة قول الفلسفة الشائي وابن سبعي‬
‫يتذي حذوهم ويقول إنه مقدم عليهم وعلى غيهم ويقول إنه أنشأ الكمة الت رمز إليها هرامس الدهور الولية وبي العلم الذي‬
‫رامت إفادته الداية النبوية وقد تنازعوا ف إمكان انفراد الادة عن الصورة‬

‫فأرسطو وأصحابه على أنه يكن انفكاكها عنها بلف أفلطون ويزعمون أن الادة جوهر روحان قائم بنفسه وأن الصورة ‪#‬‬
‫السمية جوهر قائم با وأن السم يتولد من هذين الوهرين ‪ #‬والعقلء والحققون يعلمون أن هذا باطل كما قد بسطناه ف غي‬
‫هذا الوضع ‪ #‬واليول عندهم أربعة أقسام الصناعية والطباعية والكلية والولية ‪ #‬فالصناعية كالدرهم الذي له مادة وهي الفضة‬
‫وصورة وهي الشكل العي وكذلك الدينار والات والسرير والكرسي ونو ذلك وهذا القسم ل نزاع فيه بي العقلء ولكن هذه‬
‫الصورة عرض من أعراض هذا‬

‫السم وصفة له ليست جوهرا قائما بنفسه وهذا أمر معلوم بالضرورة حسا وعقل ‪ #‬وأما الطباعية فكصور اليوان والنبات والعدن‬
‫فإنه أيضا ملوق من مادة كالواء والاء والتراب وهذا أيضا ل نزاع فيه لكن هذه الصورة جوهر قائم بنفسه مستحيل عن تلك الواد‬
‫ليست هي صفة له كالول ‪ #‬وإذا تدبر العاقل هذين النوعي علم فساد قول من يعل الصورة ف النوعي جوهرا كما يقوله من يقوله‬
‫من التفلسفة ومن يعل الصورة ف الوضعي صفة وعرضا كما يقوله من يقوله من التكلمة السمية ‪ #‬وأما القسم الثالث الذي هو‬
‫الكلي فهو دعواهم أن السم له مادة هي جوهر قائم بنفسه ل يس وإنا هي مورد التصال تارة والنفصال العارضيي للجسم تارة‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪54‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫وأن هناك شيء هو غي السم الوصوف بالتصال تارة والنفصال أخرى وهذه الادة باطلة عند جاهي العقلء كما قد بيناه ف غي‬
‫موضع وإن كان أيضا تركيب السم من الواهر الفردة باطل أيضا عند جاهي العقلء فل هذا ول هذا ‪ #‬ث هذه الادة قد ذكروا‬
‫عن أفلطون أنه قال يكن انفرادها عن الصورة كما يكون عنه نظي ذلك ف الدة وهي الدهر وف الكان وهو اللء إنما جوهران‬
‫قائمان خارجان عن أقسام العال وف الثل العلقة الفلطونية الكان والزمان والادة والصور قول متشابه‬

‫وجهور العقلء يعلمون أن هذا الذي أثبته ف الارج إنا هو ف الذهان ل ف العيان ‪ #‬ومن العلوم أن قول من يقول أن هذه ‪#‬‬
‫الادة الدعاة أنا جزء للجسم يكن تردها عن الصورة شبيه بقول من يقول العدوم شيء ثابت ثبوتا مردا ليس وجوده ‪ #‬وف ذلك‬
‫الناظرة العروفة لب إسحاق السفرائين مع الصاحب إساعيل بن عباد رفيق القاضي عبد البار وكلها تلميذا أب عبد ال‬

‫البصري اللقب القائم بنصر طريقة أب علي وأب هاشم لا ذكر له ابن عباد إن الفلسفة القائلي بقدم اليول أعقل من أن يريدوا بذلك‬
‫الوجود وإنا أرادوا ثبوت الذوات الت تقوله العتزلة فعارضه السفرائين بأن قال العتزلة أعقل من أن يريدوا بقولم إن العدوم شيء‬
‫ثابت إل ما أراده أولئك بقولم بأن الادة قدية موجودة فتكون العتزلة قائلة بقدم الواد الت هي الجسام ‪ #‬ومن هنا ذكر‬
‫الشهرستان وغيه تقارب القولي وإن كان كلها باطل وإن كان قول هؤلء الفلسفة أشد بطلنا إذ هو باطل مكرر فإن دعوى‬
‫تركيب الجسام من الادة والصورة اللذين ها جوهران قائمان بأنفسهما دعوى باطلة كما هو قول أرسطو وذويه‬

‫ث دعوى انفرادها باطل على باطل ‪ #‬وأيضا فإن هؤلء التفلسفة قد يقولون وجود الشياء زائد على ذواتا ف الارج ويفرقون ‪#‬‬
‫بي الواجب والمكن بأن الوجود الواجب هو الوجود القيد بقيد كونه غي عارض لشيء من الاهيات بلف المكن كما يذكره ابن‬
‫سينا وغيه عن مذهبهم ‪ #‬وحينئذ فيكون قد جعوا ف هذا أنواع الباطل من المكن وجعلوا الواجب هو الوجود الطلق الذي ل‬
‫يتحقق إل ف الذهان ل ف العيان وهو ف القيقة تعطيل لوجود الواجب ‪ #‬وعلى هذا فقول القائلي من العتولة والتفلسفة بأن‬
‫الوجود ماهية موجودة ف الارج زائدة على الوجود ف الارج الذي هو الوجود ف الارج وأن الوجود قائم بتلك الاهية هو شبيه‬
‫بقول من يقول إن السم مادة هي جوهر قائم بنفسه وهو مل الصورة السمية الت هي أيضا جوهر وهؤلء يعمدون إل الشيء‬
‫الواحد العلوم واحدا بالس والعقل يلعونه اثني إذ كان له وجود عين ووجود ذهن فظنوا أن الذهن خارجي ‪ #‬ث جاء الدعون‬
‫أنم مققوهم إل ما يعلم أنما متباينان وهو وجود الالق سبحانه البائن التميز عن وجود الخلوق فزعموا أنه هو وأن الوجود واحد‬
‫ل يتميز منه وجود الالق ‪ #‬فقول ابن سبعي يشبه قول ابن عرب من حيث أن قوله يشبه قول أهل‬

‫الادة والصورة كما يشبه قول ذلك قول أهل الثبوت والوجود الفرقي بينهما الذين يقولون العدوم شيء لكن ابن عرب يعل الوجود‬
‫الذي هو حال ف الثبوت والثبوت مل له هو وجود الق كما تقدم ‪ #‬فهو وإن كان يقول بأن الوجود واحد فهو يقول بالتاد‬
‫واللول من هذا الوجه ‪ #‬ول ريب أن القولي متناقضان وهو يذكر تناقض ذلك ويشي إل أن ذلك هو الية وهو أعلى العلم ‪#‬‬
‫وابن سبعي يعل وجود الق هو الثابت بدءا الذي هو كالادة واللق هو النتقل الذي هو الصورة فهو وإن قال بأن الوجود واحد‬
‫فهو يقول بالتاد واللول من هذه الوجه لكن الق عنده مل للخلق وعلى قول ابن عرب حال ف اللق وقد تقدم ذكر بعض قول‬
‫ابن عرب ‪ #‬وأما ابن سبعي ففي بعض ألواحه يقول قد رأى الصورة الحيطة بميع الصور لا اسم من حيث هي صورة ف متصور‬
‫قائم بذاته وهي قائمة به وللمتصور من حيث هو موصوف با اسم ولا ارتبطا ارتباطا ل يصح انفكاكه أبدا دخلت العمرة ف الج‬
‫إل يوم القيامة ول يصح الخبار عن مطلق الصورة إل ومطلق التصور ضمنا ول‬

‫عن ميط التصور إل والصورة ضمنا فالتصور بالصورة يسمى بظاهر الصورة ظاهرا وبباطنها باطنا ويكم عليه حكم قبلته الصورة من‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪55‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫إطلق وحصر وغيبة وحضور وأحدية وكثرة وجع وتفرقة وسذاجة ولون وحركة وسكون إل ما ل ينضبط كثرة من الساء‬
‫والصفات فللصورة من حيث هي جيع التعددات والتنقلت والتحولت والتفاضل وللمتصور من حيث هو ل من جهتها ل وصف‬
‫ول نعت ول اسم ول رسم ول حد وإن كان له شيء من ذلك كله ولكن بأول مرتبة صورية إطلقية فله الطلقات الحديه والمع‬
‫والسذاجة والسكون والثبوت وشبه ذلك وللصورة ل من حيث هي لكن من تقدير قيامها بفايض هذه ول حدثت عنها ول عنه إل‬
‫بقيد ارتباط بعضها ببعض ولو ف أول مرتبة من مراتب الرتباط بفائض ذلك وهي الضرة والكثرة والتفرقة واللوان والركات‬
‫والتنقلت لكن ل يقع الديث أبدا إل عنهما‬

‫معا وإن كان الكثرة والتعداد وأخواتا فتأمل كل كلم منطوق به فأي القسمي غلب عليه فاحكم به فإن كان الكثرة والتعدد‬
‫وأخواتا فاعلم أن الخاطب به هو الصورة واللق يتصورها وصفا وإن غلبت الوحدة وأخواتا فالخاطب بذلك التصور الق فإذا‬
‫رأيت التعدد والتنقل والركة والولدة فذلك للصورة واللق وإذا رأيت الوحدة والثبوت ول يلد ول يولد فذلك للحق القائم على‬
‫كل نفس با كسبت وكل شيء هالك إل وجهه فهو الق القائم على كل شيء لن العراض وهي الصورة ل تبقى زماني أصل بل‬
‫تتبدل ف كل نفس إما بثل أو بضده أو خلف لنا لذاتا فانية وإنا السمى بقاء هو توارد المثال ف كل نفس فيظن أن الثان عي‬
‫الول وليس كذلك ول ينبغي ذلك لن القائم به كل يوم هو ف شأن يريد تعال كل نفس فيد الثل بعد الثل ول يشعر بذلك‬
‫الحجوب فيظن أن ذلك الول باق وهيهات ل بقاء إل ل وحده والفناء لكل ما سواه بالذات ف كل نفس والصورة الزئية تبقى‬
‫بتوال المثال إل أن قال وأما مطلق الصورة‬

‫فبقاؤها بعد اللو عن الصور سواء كانت أمثال لا أو مضادة أو مغايرة لقصود عمران مطلق الصورة الوجودية صورا فالوجود واحد‬
‫وهو القائم بميع الصور غي الال عنها على التعاقب والصور هي الالكة دواما التعاقبة دواما كائنة فانية شاهدة غائبة قدية حديثة‬
‫موجودة معدومة ‪ #‬فابن سبعي ف هذا الكلم جعله كالادة وجعل الخلوق كالصورة وها مرتبطان ل يكن انفكاك أحدها عن‬
‫الخر ‪ #‬وف هذا من الباطل والكفر ما ل يفي على عاقل مع ما ف الكلم غي ذلك مثل قوله عن الصور إنا أعراض والعرض ل‬
‫يبقى زماني ‪ #‬فإن الذين قالوا إن العرض ل يبقى زماني وإن كان أكثر العقلء على خلفه ل يقصدوا الصورة الت هي السم وإنا‬
‫قصدوا العراض القائمة بالسم ولكن يكي عن النظام أنه قال الجسام ل تبقى زماني فهذا يشبه قول النظام‬

‫وف كلم ابن عرب ما يشبه هذا ‪ #‬وتارة يعله الوجود الطلق الذي تتعاقب عليه الوجودات العينات ويعل الوجودات العينة ‪#‬‬
‫بنلة الاهيات وإن ل يعلها ثابتة ف العدم كما قال ف لوح آخر أجل عند أصحابه من ذلك اللوح وهو عندهم ناية التحقيق حت قد‬
‫يعلونه ف رؤوسهم مبالغة ف حفظه وتذكرة قال هو الكل بك معينا وكل الكل بك ل معينا وأنت الزء به معينا وجزء الزء به ل‬
‫معينا وأنت ل به ل شيء وهو ل بك ثابت أبدا فالكمال له بك معينا وكمال الكمال له ل بك ل معينا وبدونك ل وصف له إل‬
‫الثبوت وهو الوجود ف كل موجود وهو مع كل شيء ومت سرى ف ذلك الشيء حكم إل غيه فمنه ل من ذلك الشيء فله هو‬

‫ف ذلك الكم إياده وللشيء فيه الشبه فقط لنه ف الاء ماء وف النار نار وف اللو حلو وف الرمر فهما سرى حكم من شيء إل‬
‫شيء فله هو ف ذلك الكم إياده وللشيء فيه التشبه فهذا الكلم يتضمن أنه هو وجود العال وكل جزء من العال إما أن يوجد معينا‬
‫كهذا النسان وهذا النبات أو مطلقا كالنسان والنبات فكل جزء إذا أخذ غي معي فهو جزء من وجود العال فهو والعال هو الكل‬
‫للجزء إذا عي وإذا أطلق ول يعي فهو كل النوع الذي هو كل الشخص ‪ #‬واعلم أنا ل نقصد ف هذا الواب الرد على هؤلء وبيان‬
‫ما ف كلمهم من الكفر والباطل والضلل فقد أوضحنا ذلك ف غي هذا الوضع وبيناه بيانا شافيا ‪ #‬وإنا القصد هنا التنبيه على جل‬
‫أقوالم لتتصور فإن تصورها يكفي ف بيان بطلنا فإن هذا الكلم وإن تضمن أنه ليس غي العال وتضمن تعطيل أن يكون للعال خالق‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫مباين له كما هو معلوم بالضرورة من دين جيع أهل اللل بل من دين كل من يقر بالصانع وهم يصرحون بذلك كما يقول ابن عرب‬
‫إن العال صورته وهويته فإنه متناقض باطل ف نفسه فإن الناس يعرفون انقسام الكلي إل جزئياته كانقسام النس إل أنواعه وإل‬
‫أشخاص أنواعه كانقسام اليوان إل الناطق والعجم وانقسام الناطق إل العرب والعجمي وانقسام الكلمة الصطلحية إل السم‬
‫والفعل والرف‬

‫وانقسام الاء إل الطهور والطاهر والنجس وأشباه ذلك وهنا اسم القسوم يصدق على القسام وانقسام الكل إل أجزائه كقسمة‬
‫الياث بي الورثة والعقار وغيه بي الشركاء ومنه ونبئهم أن الاء قسمة بينهم ومنه انقسام الدار إل السقف والرض واليطان‬
‫وأعضاء الوضوء إل مغسول ومسوح ‪ #‬وهذا القسم هو الذي أراده من قسم الكلم إل السم والفعل والرف وإذا كان كذلك‬
‫فهؤلء تارة يعلون الق تعال لجزاء العال كالكل لجزائه فيجعلون كل شيء من العال بعضا منه وجزءا له كأمواج البحر من البحر‬
‫‪ %‬وينشدون ‪ % #‬وما البحر إل الوج ل شيء غيه ‪ %‬وإن فرقته كثرة بالتعدد‬
‫وتارة يعلونه هو الوجود الطلق النقسم إل قائم بنفسه وغيه وربا يعلونه الوجود من حيث هو النقسم إل واجب ومكن ‪# #‬‬
‫فإذا أرادوا الول كان هو نفس العال إذ العشرة ليست غي الحاد لكن لا صورة الجتماع وكما أن أعضاء الوضوء ليست غي‬
‫المسوح والغسول ولكن ل وجود للجملة إل بأجزائها‬

‫ث من العجائب أنم يبنون كلمهم على غاية النفي والتنيه الذي هو مض التعطيل فينفون الصفات لن الصفات تستلزم ف ‪#‬‬
‫زعمهم التركيب والركب مفتقر إل أجزائه وأجزاؤه غيه والفتقر إل غيه مكن ليس بواجب بنفسه فهذه هي عمدتم ف نفي صفاته‬
‫الثبوتية ‪ #‬وقد بسطنا الكلم على فساد هذه الجة ف غي هذا الوضع بسطا تاما وبينا أن عامة ما فيها وف أمثالا من القدمات إنا‬
‫هي قضايا سفسطائية قد ألفت من ألفاظ مملة متشابة تشتمل على حق وباطل كما قال المام أحد ف هؤلء يتكلمون بالتشابه من‬
‫الكلم ويدعون جهال الناس با يشبهون عليهم ‪ #‬فإن لفظ التركيب العروف ف اللغة وهم يريدونه لذلك وكذلك لفظ الزء‬
‫والفتقار والغي وإنا يعنون بلفظ التركيب معان اصطلحوا على تسميتها تركيبا وهي نوعان ‪ #‬الصفات والقادير ‪ #‬فالول كقولم‬
‫النسان مركب من اليوان والناطق ‪ #‬والنسانية مركبة من اليوانية والناطقية ‪ #‬ومعلوم أن اليوان والناطق صفتان للنسان‬
‫والصفة ل توجد بدون الوصوف وأما تسمية اليوان والناطق غيين للنسان فتسمية إصطلحية أيضا ‪ #‬وأما قولم إن الركب مفتقر‬
‫إل جزئه فتسمية هذا افتقار أيضا لفظ اصطلحي وإنا هو ملزم فإن هذا الوصوف ل يوجد بدون وصفه فهما متلزمان ليس هناك‬
‫شيء ثابت غي اليوان والناطق حت يوصف بأنه مفتقر‬

‫إل اليوان والناطق بل القصود أن حقيقة النسان مستلزمة لن يكون حيوانا ناطقا وقولم إن أجزائه غيه فإنه اصطلح طائفة فإن‬
‫للناس ف لفظ الغي إصطلحي مشهورين ‪ #‬أحدها اصطلح العتزلة والكرامية ونوهم من يقول الصفة غي الوصوف وهؤلء فيهم‬
‫من ينفي الصفات كالعتزلة ومنهم من يثبتها كالكرامية وهم يقولون إن الغيين ها الشيئان أو ها ما جاز العلم بأحدها دون الخر‬
‫‪ #‬والثان اصطلح أكثر الصفاتية من الشعرية وغيهم إن الغيين ما جاز مفارقة أحدها الخر بوجود زمان أو مكان ومن هؤلء‬
‫من يقول ما جاز مفارقة أحدها الخرولذا يقولون إن الصفات ل هي الوصوف ول هي غيه وكذلك جزء الملة كالواحد من‬
‫العشرة واليد من النسان قد يقولون فيها ذلك والولون يقولون الصفة غي الوصوف ‪ #‬وأما حذاق الصفاتية من الكلبية وغيهم‬
‫فهم على منهاج الئمة كما ذكر المام أحد ف الرد على الهمية لا سألوه عن القرآن أهو ال أم غي ال ل يقولون الصفة ل هي‬
‫الوصوف ول هي غيه بل ل يقولون الصفة هي الوصوف ول يقولون هي غيه فيمتنعون عن الطلقي ول ينفون الطلقي وهذا‬
‫سديد فإن لفظ الغي لا كان فيه إجال ل يطلق نفيه حت يتبي الراد فإن أريد بأنه غي مباين له فليس هو غيه وإن أريد أنه ليس هو‬
‫إياه أو أنه يكن العلم به دونه فنعم هو غيه وإذا فصل القال زال الشكال فإذا قيل إن الصفة أو الزء غيه بأحد الصطلحي كان‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫باطل وإذا قيل إنا غيه بالصطلح الخر ل يتنع أن يكون لزما‬

‫للموصوف وحينئذ فيكون الوصوف مستلزما لصفة ل توجب أن يكون مفتقرا إل حقيقة مستغنية عنه كافتقار المكنات إل واجب‬
‫الوجود ‪ #‬والذي علم بصريح العقل أن ما كان واجب الوجود بذاته ل تكون حقيقته مفتقرة إل حقيقة أخرى مباينة لذاته لن ذلك‬
‫ينع أن يكون واجبا بذاته ولذلك انصرت قسمة الوجود إل واجب بذاته ومكن بذاته وكان العتراف بالوجود الواجب أمرا‬
‫ضروريا ل يكن دفعه وليس من العتراف به اعتراف بصانع العال بل فرعون وأمثاله من ينكر الالق تعال ل يدفع وجود موجود‬
‫واجب الوجود وإنا الشأن ف تعيينه فقد يقربه ويزعم أنه العال كما هو حقيقة قول هؤلء ‪ #‬ولذا لا كان متكلمة الصفاتية أقرب إل‬
‫الق الذي جاءت به الرسل كان الغالب على عباراتم لفظ الصانع فإنه شبيه بلفظ الرب والالق ونو ذلك ما كثر لفظه ف الكتاب‬
‫والسنة ولا كان القرب إل الق بعدهم العتزلة كان الغالب على كلمهم لفظ قدي فيقولون القدي والحدث لنم أثبتوه بناء على‬
‫حدوث الجسام والحدث ل بد له من مدث ‪ #‬وأما هؤلء التفلسفة فلما كانوا أبعد عن طريقة الرسل كان الغالب على كلمهم‬
‫واجب الوجود ‪ #‬ول ريب أن تقرير ذلك يسهل فإن الوجود أمر مسوس مشهود والوجود إما أن يكون من حيث ذاته قابل للعدم‬
‫وإما أن ل يكون ‪ #‬فالثان هو الواجب والول إذا كان موجودا فقد يكن الوجود والعدم وحينئذ فيمتنع أن يكون وجوده من ذاته‬
‫فإنا ل تتص بوجود ول عدم بل التحقيق أنه ليس له بدون وجوده ذات يكم عليها إل ما يقدر‬

‫ف الذهن ومت قدر وجود ليس وجوده من ذاته تعي أن يكون وجوده من غيه فكل موجود وجوده إما بنفسه وإما بغيه وإذا كان‬
‫كل مكن موجود بغيه لزم قطعا وجود موجود ليس بمكن وكل موجود ليس بمكن فوجود الواجب لزم على التقديرين ضرورة‬
‫‪ #‬فهذا الوجود الواجب الذي يشهد به هذا البهان الذي يذكرونه وإن تنوعوا ف تصويره يتنع أن يفتقر إل ما هو مباين لذاته فإنه‬
‫حينئذ ل يكون موجودا بنفسه بل به أو بذلك الغي فقط وهو خلف ما دل عليه البهام من أنه ل بد من موجود بنفسه ل يتوقف‬
‫على غيه لن وجوده بنفسه يناقض كونه متوقفا عليه وتوقفه عليه يناقض كونه واجبا بنفسه فيكون واجبا بنفسه ل واجبا بنفسه وهو‬
‫جع بي النقيضي ولنه ان كان ذلك الغي واجبا بنفسه كان هو الواجب وكان الول مكنا وإن كان ذلك الغي مكنا فهو مفتقر إل‬
‫الواجب فلو كان كل منهما مفتقرا إل الخر والراد بالفتقار هنا افتقار العلول إل علته لزم أن يكون كل منهما علة الخر والعلول‬
‫متوقف على علته فيلزم أن يكون كل منهما متوقفا على معلوله التوقف على ذاته فتكون ذاته مستلزمة التقدم على ذاته ومستلزمة‬
‫التأخر على ذاته وذلك مستلزم كونا موجودة معدومة ف الال الواحد وهو جع بي النقيضي وهذا هو الدور القبلي وهو متنع لذاته‬
‫‪ #‬وأما الدور العي وهو كون كل واحد من الشيئي ل يوجد إل مع الخر فهذا ليس بمتنع وهو دور الشروط مثل المور التقارنة‬
‫فإن البوة ل توجد إل مع البني ومعلول العلة ل يوجد أحدها إل مع الخر وأمثال ذلك من المور التلزمة فواجب الوجود يتنع أن‬
‫يقف وجوده على‬

‫شيء مباين له توقف العلول على العلة وأما كون ذاته مستلزمة لصفاته فهذا ل يقتضي أن يكون متوقفا على مباين له توقف العلول‬
‫على العلة أكثر ما يقال إن ذاته ل توجد إل مع هذا وهذا لو كان مباينا له منفصل عنه ل يكن ما ذكروه من إثبات واجب الوجود‬
‫تابعا له كيف وهم يزعمون أنه مستلزم لوجود العال والعال لزم له ل يكن مفارقته له فمن يكون قوله ف واجب الوجود بذا الال‬
‫كيف يتنع أن تكون له صفات تستلزم ذاته سواء سي ذلك تركيبا أو ل يسم إذ ل عبة بالعبارات والعان الذي يقوم الدليل على‬
‫نفيها وإثباتا فكيف والصفات ليست مباينة له ول منفصلة عنه ‪ #‬وإذا قيل إن حقيقته أو وجوده أو نو ذلك يتوقف عليها فغايته أن‬
‫يفسر بالتلزم وهو توقف أحد التلزمي على الخر أو توقف الشروط على شرطه ليس هو توقف العلول على علته وهذا ل ينع‬
‫كونه واجب الوجود بعن أن ذاته ليست لا علة منفصلة عن ذاته وهذا هو الذي أثبته البهان ولذا كان هذا بنلة أن يقال هو‬
‫متوقف على ذاته أو مفتقر إل ذاته كما يقال هو واجب لذاته وموجود بذاته وهذا ل ريب فيه وإذا فسر القائل قوله إنه مفتقر إل ذاته‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪58‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫بذا العن كان هذا العن حقا وإن كان ف العبارة ما فيها وإذا ل يكن هذا متنعا بل كان هذا واجبا فإذا قيل هو مفتقر إل ما تعلونه‬
‫جزأه أو صفته وكان الراد بذلك استلزام ذاته لذلك وامتناع وجود ذاته بدون ذلك كان هذا أول بالواز وأبعد عن المتناع وقد‬
‫بسطنا الكلم على شبه هذه القامات العظيمة الت تل شبه هؤلء وغيهم ف غي هذا الوضع ‪ #‬والقصود هنا أنم إذا كانوا يقولون‬
‫بنع الصفات وغيها ما هو مستلزم للتعطيل حذرا من هذا العن الذي يسمونه تركيبا وليس هو‬

‫تركيبا ث يعلونه جلة العال الت لا أجزاء حقيقية غيها وهو مركب منها وكل جزء مباين للخر منفصل عنه فمعلوم أن هذا هو‬
‫التركيب وأن كل ما نفوه ونزهوه عنه أثبتوه ف ثان الال على أقبح الوجوه مع التعطيل الحض ولذا كانوا يرون المع بي كل نفي‬
‫وتنيه وإن استلزم التعطيل وبي كل تشبيه وتثيل ويرون ذلك هو الكمال ومعلوم أن ذلك مع ما فيه من الكفر من الانبي فهو‬
‫مشتمل على المع بي النقيضي من وجوه ل تصى وهو حقيقة مذهب القوم وهم يصرحون بذلك ث من العلوم أن بعض أجزاء‬
‫العال يشاهد عدمه بعد الوجود ووجوده بعد العدم كصور اليوان والنبات والعدن وأنواع من العراض وهذا معلوم بالس أنه ليس‬
‫واجب الوجود بل هو مكن الوجود لقبوله العدم وما كان واجب الوجود لذاته ل يقبل العدم إذ لو قبل العدم لكان مكن الوجود‬
‫ومكن العدم وهذا ليس بواجب الوجود بذاته وإذا كانت هذه الجزاء الت شوهد عدمها يتنع اتصافها بوجوب الوجود ل يكن أن‬
‫يقال أن الكل واجب الوجود بل أكثر ما يقول هذا الفتري ما تقوله العطلة الدهرية إن منه ما هو واجب‬

‫الوجود ومنه ما ليس بواجب الوجود وأن واجب الوجود هو الفلك مثل أو العناصر أو العقول والنفوس مع ذلك وهذا وإن كان‬
‫هذا القول يؤذن بتعطيل الصانع وهو غاية الكفر باتفاق كل ذي عقل ودين فمعلوم أنه أقرب من قول أن كل العال هو واجب‬
‫الوجود فتبا لطائفة تدعي التحقيق والعرفان ويكون قولا أقبح وأعظم كفرا وضلل من قول أكفر اللق بالرحن ‪ #‬ولول أن ف‬
‫هؤلء القوم من يظن أنه مقر بال وأنه معظم ل وأن هذا الذي يقوله تعظيم للحق لكانوا أكفر من هؤلء من كل وجه لكنهم اجهل‬
‫منهم قطعا ‪ #‬وتارة بعله هؤلء كالكلي النقسم إل جزئياته فيجعلونه الوجود أو الوجود الطلق ‪ #‬ومعلوم إن الطلق ل وجود له ف‬
‫الارج ول يوجد إل معينا وهذا من أوائل ما ف النطق عندهم والطلق بشرط إطلقه قد اتفقوا على أنه ل يوجد ف الارج ‪ #‬وأما‬
‫الطلق ل بشرط فقد غلط فيه بعضهم كالرازي وادعى وجوده ف الارج وأنه جزء من العي ‪ #‬والمهور يعلمون أن ما يوجد ف‬
‫الارج ليس إل معينا ليس مطلقا أصل وابن سبعي يعله تارة ف كلمه الكلي وأجزاء العال أجزاؤه وتارة يعله الكلي الذي هو‬
‫الوجود فل يكون له وجود ف‬

‫الارج بال ولكن كلمه يقتضي أنه يعل الكلي الطلق موجودا ف العي على القول الضعيف وإذا نزلنا معه على هذا التقدير يكون‬
‫الرب تعال عندهم جزءا من كل موجود ملوق ‪ #‬فهم بي أن يعلوه جلة الخلوقات أو جزءا من كل ملوق أو صفة لكل ملوق أو‬
‫يعلونه عدما مضا ل وجود له إل ف الذهان ل ف العيان ث هم مع هذا التعطيل الصريح والفك القبيح يتناقضون ول يثبتون على‬
‫مقام ولذا رأيت كلمهم كله مضطربا ل ينضبط لا فيه من التناقض ولكن لا كنت أبينه وأوضحه أذكر القواعد العلمية الت يعرف‬
‫الناس حقيقة ما يكن حل كلمهم عليه وميزت بي قول هذا وقول هذا وبينت ما فيه من التناقض حت أطلع الناس على ما هم فيه‬
‫من الكفر والذيان مع دعواهم التحقيق والعرفان وتعظيم الناس لم وهيبتهم لم وظنهم أنم من كبار أولياء ال العارفي وسادات‬
‫الحققي وإنا هم بالنسبة إل هؤلء كالنتسبي إل الئمة الصادقي‬

‫فابن سبعي وذووه ل وصف له عندهم بسوى الثبوت بناء على أصلهم الفاسد وهو أن الوجود من حيث هو وجود مع قطع النظر ‪#‬‬
‫عن الوجود الواجب والمكن هو ثابت وقد خاطبن ف ذلك أفضل هؤلء فقلت له الوجود من حيث هو وجود ل حقيقة له ف‬
‫الارج وإنا هو أمر يقدره العقل كالنسان من حيث هو إنسان واليوان من حيث هو حيوان والسم من حيث هو جسم وأمثال‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫ذلك فإن الارج ل يوجد فيه شيء إل معينا متميزا عما سواه ل يوجد فيه حقيقة من القائق من حيث هي هي مردة عن كل تعي‬
‫وتيز ‪ #‬وهذا الوضع الذي هو أصل ضلل هؤلء قد سبقهم إليه طوائف من أهل الفلسفة والكلم وهؤلء حذوا حذوهم وزادوا‬
‫عليهم فظن أولئك أن الطلق يكون موجودا ف الارج ثابتا ف العيان القيدة الاصة وهو الذي يسمونه الكلي الطبيعي ويعلونه‬
‫موجودا ف الارج كالنسان بل قيد ول شرط واليوان بل قيد ول شرط والسم بل قيد ول شرط والوجود بل قيد ول شرط‬

‫ول ريب أن الفرق بي الطلق ل بشرط وبي الطلق بشرط الطلق فرق معقول فإن الطلق بشرط الطلق ضد القيد ل يتناول ‪#‬‬
‫القيد بال ولذا اتفقوا على أن هذا ل يكون وجوده إل ف الذهن ‪ #‬وأما الطلق ل بشرط فهم يسلمون أيضا أنه ل يوجد إل معينا‬
‫مقيدا إما بقيد كونه ف الذهن أو ف الارج أو بقيد كونه واحدا أو كثيا ونو ذلك ولكن كثيا من أئمتهم يدعون أنه يوجد ف‬
‫العيان كما اتفق الناس على أنه يوجد ف الذهان مع أن حقيقته من حيث هي هي ليست مقيدة بقيد كونا ف الذهان أو ف العيان‬
‫مع أنا لن تلو عن أحدها ففرق بي ما هو داخل ف القيقة وبي ما هو لزم لا ‪ #‬كما أن من هؤلء من ادعى ثبوت هذه القائق‬
‫مردة عن العيان كما يقوله أصحاب الثل الفلطونية ‪ #‬وقولم بإثبات هذه الاهيات الطلقة مع قول فريق بانفصالا عن العيان هو‬
‫شبيه بقولم بإثبات الادة الطبيعية جوهرا مردا ثابتا ف السم عن صورته مع قول فريق منهم بإمكان انفصال هذه الادة عن الصور‬
‫جيعها وقد بسطنا القول ف هذا وذكرنا ألفاظ أئمتهم ف هذا وبينا ما وقع ف ذلك من الغلط البي البي لكل عاقل يفهم ما يقال بيانا‬
‫يقينا ضروريا وذكرنا الصواب الذي عليه جهور العقلء بأنه ليس ف العيان الوجود ف الارج شيء مطلق أصل بال وأنه إنا هو‬
‫عي العيان أشي إليه فقيل هذا النسان فإنه يعلم بالس والعقل إنه ليس فيه شيء مشترك بينه وبي غيه ول شيء مطلق سواء قيل‬
‫مطلق ل بشرط أو مطلق‬

‫بشرط الطلق وتكلمنا على ما يذكرونه من هذه الوارد واللواحق والعراض حواش غريبة عرضت للحقيقة وأنا خرجت عن‬
‫القيقة وبسطنا الكلم ف ذلك بسطا تبي به أنه اشتبه على القوم ما يكون ف الذهن واليال با يكون ف الوجود والارج فظنوا ما‬
‫يتخيلونه ف أنفسهم من هذه القائق كالوجود الطلق والنسان الطلق موجودا ف الارج فهم ف الوهم واليال الذي ليس بطابق‬
‫للحقائق مع كونم قد ينكرون ما كان من الوهم واليال حقا مطابقا للخارج كما قد بسطنا ذلك ف غي هذا الوضع ‪ #‬وقول‬
‫هؤلء بإثبات الاهيات الطلقة الجردة وبالواد الجردة وإثباتا ف العيان هو شبيه بقول من يثبت الحوال ثابتة ف العيان وقول من‬
‫يع‬
‫ل لكل معي من الوجودات ماهية ثابتة ف العدم ويعل الاهيات غي معولة وهؤلء يقولون وجود كل شيء زائد على ماهيته ولكن‬
‫نريد بالاهية الاهية الشخصية الت ل تكون لغيه كما يقوله من يقوله من العتزلة والرافضة وأولئك يقولون بنحو ذلك لكن يقولون‬
‫بإثبات الاهية النوعية الكلية وكل هذه المور إنا هي ثابتة ف الذهان ل ف العيان وإن كان بعضهم ينكر على غيه أشد النكار‬
‫قوله الذي قال ما هو نظيه وأبلغ منه أو هو ف القيقة كما ينكر طائفة من متكلمي الصفاتية القائلي بالحوال كالقاضي أب بكر‬
‫والقاضي أب يعلى على من يقول العدوم شيء حت يكفروه بذلك‬

‫وقولم بإثبات الحوال هو من نط قولم حيث يقرون بإثبات ثابت ل موجود ول معدوم وكما ينكر الفلسفة على من يقول‬
‫بالحوال وبأن العدوم شيء ‪ #‬فقولم بإثبات الاهيات الطلقة ف العيان مع قولم بإثبات الواد للجسم وتركب السم من جوهرين‬
‫مادة وصورة هو مع كونه من نط هذا القول فهو إن ل يكن أبعد منه فليس دونه ف الضعف إذ جعله حقيقة مطلقة ل تتقيد ثابتة ف‬
‫شيء مقيد وحاصلة له مع أن تلك تنقسم إل واحد وكثي وهذا ل ينقسم إن هذا من العجب فهل يعل مورد التقسيم جزءا من‬
‫القسمي ثابتا ف العيان وهل هذا إل تسوية بي قسمة الكلي إل جزيئاته والكلي إل اجزائه مع أنم يفرقون بينهما وغاية ما قد‬
‫ييبون به عن هذا أن يقولوا الطلق من حيث هو ل يوصف ل بنفي ول بإثبات فل يقال هو واحد ول كثي ول ينقسم ول ل ينقسم‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫ونو ذلك مع أن مققيهم كإبن سينا يقول إنه ل يوجد إل موجودا ف العيان أو ف الذهن وعلى هذا فيكون الوجود الطلق ل يوجد‬
‫إل ف العيان الوجودة فلو كان وجود الرب هو الطلق للزم أن يكون جزءا من أعيان الخلوقات مع أنه يلزمه أن يكون ثابتا ف‬
‫الوجود الواجب والوجود المكن فل يكون هو واجب الوجود وهذا تناقض كما قد بسطناه ف غي هذا الوضع ‪ #‬ومعلوم أن هذا‬
‫الواب ل يقصد فيه بيان هذه السائل تصويرا‬

‫وتريرا وتقريرا وإنا نبهنا على النكت الت ضل با هؤلء الذين يدعون أنم أفضل العال وأكمل الناس وهم ف القيقة يندرجون ف‬
‫قوله تعال ^ وإذا قيل لم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء أل إنم هم السفهاء ولكن ل يعلمون ^ وف قوله تعال‬
‫^ فلما جاءتم رسلهم بالبينات فرحوا با عندهم من العلم وحاق بم ما كانوا به يستهزؤون فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بال وحده‬
‫وكفرنا با كنا به مشركي فلم يك ينفعهم إيانم لا رأوا بأسنا سنة ال الت قد خلت ف عباده وخسر هنالك الكافرون ^ ‪ #‬وكذلك‬
‫قال بعد ذلك وهو الوجود ف كل موجود وهو مع كل شيء وقد بينا أن هذا الكلم يشبه قول من يعل الوجود زائدا على الاهية‬
‫وهو يشبه قول ابن عرب من هذا الوجه لكن ابن عرب يشبه قول قول العتزلة والرافضة القائلي بأن العدوم الشخص شيء وهذا يشبه‬
‫قول التفلسفة الذين يقولون إن الاهيات الكلية الطلقة ثابتة ف العيان وما تقدم ف ذلك اللوح يالف قول ابن عرب كما تقدم وهو‬
‫ف هذا اللوح جعله بنلة الصورة ووجود الاهية وهنالك جعله بنلة الادة للصورة ولذا قالوا وهو مع كل شيء ومت سرى من ذلك‬
‫الشيء حكم إل غيه فمنه ل من ذلك الشيء فجعل الشيء للشيء ليس هو إياه‬

‫ث قال فله ف ذلك الكم إياده وللشيء منه الشبه فقط لنه ف الاء ماء وف النار نار وف اللو حلو وف الر مر فجعله وجود ‪#‬‬
‫الذوات ‪ #‬ومعلوم أن من قال الاهيات الكلية ثابتة ف العيان أو من قال إن وجود كل شيء زائد على ماهيته يقول إن الاهية الطلقة‬
‫العينة والاهية الشخصة منه وجودها ولذا قال فهو ف الاء ماء وف النار نار ‪ #‬وهذا من جنس قول ابن عرب وهو متضمن أصلي‬
‫فاسدين ‪ #‬أحدها أن ف الاء والنار واللو والر حقيقتي ‪ #‬إحداها وجودها ‪ #‬والثان ذاتما الغايرة لوجودها سوداء قيل هي‬
‫ماهية معينة أو مطلقة ‪ #‬وهذا وإن كان باطل فهو قول مشهور لطوائف من العتزلة والرافضة وطوائف من الفلسفة ‪ #‬والثان أن ال‬
‫هو ماء ف الاء وهو نار ف النار وهو حلو ف اللو ومر ف الر إذ هو عنده نفس وجود الوجودات وهذا من أبطل الباطل وأعظم‬
‫الكفر والضلل ث ضرب لذلك مثل فاسدا فقال مثال‬

‫ذلك هو مع السراج نور بصورته فتسرج منه سرج كثية شبهه والياد لن هو مع كل شيء بصورة ذلك الشيء ولو كانت تلك‬
‫السرج الت أوقدت من السراج من ماهيته هو لفنيت مادته بإيقاد جلة من السرج وكان يظهر فيه الضعف قليل حت يفن وإنا‬
‫الستمداد من المر الذي هو مع كل شيء بصورة ذلك الشيء ول صورة له هو إذ لو قيدته صورة ما ل يكن مع كل شيء إل معها‬
‫فقط تعال وتقدس فهو الوجود كله ول وجود لشيء معه إل لعلمه به ‪ #‬فذكر أن اليقاد من وجود السراج ل من ماهيته وأنه هو‬
‫وجود السراج وهو مع الاهية بصورة الاهية والفرق بي وجود السراج وماهيته باطل ‪ #‬وأما قوله لو كانت تلك السرج من ماهيته‬
‫لفنيت ‪ #‬فيقال له وكذلك لو كانت من وجوده لو قدر هناك وجود غي ماهيته فكيف وليس هناك شيء إل السراج الحسوس وهو‬
‫حقيقة السراج وذاته وماهيته ف الارج وما الفرق بي اليقاد من ماهيته ومن وجوده إن قدرناها شيئي ‪ #‬فإن قال لن وجوده ف‬
‫الواجب‬

‫قيل له فهذه الدعوى ل تكون هي الدليل وأنت ذكرت هذا دليل على أن الستمداد من وجود مقارن للماهية بصورتا ‪ #‬ث يقال ‪#‬‬
‫إذا قيل أوقدت هذه السرج من هذا السراج فمن إما أن تكون للتبعيض وإما أن تكون لبتداء الغاية ‪ #‬والول باطل فإن السراج ل‬
‫يزل فيه شيء أصل ول تبعض ول نقص من ذاته شيء أصل ولو كانت للتبعيض للزم أن يزول بعض الوجود والاهية إن قيل بالفرق‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫بينهما ‪ #‬وأما الثان إذا قيل هي لبتداء الغاية فهذا ل مذور فيه سواء قيل إن اليقاد من ماهية السراج أو من وجوده أو منهما إن‬
‫فرق بينهما أو قيل إنا هنالك شيء واحد واليقاد منه كما هو قول أهل الق وذلك أن ذبالة الصباح بتقريبها إل الصباح وماورتا‬
‫له يدث ال فيها ذلك النور من غي أن ينقص من ذلك النور الول شيء ولذا يشبهون العلم بذا فيقولون كل أحد يستفيد من علم‬
‫العال من غي أن ينقص منه شيء بل التعلم يعل ال ف نفسه نظي ما ف نفس العلم من غي أن ينقص ما ف نفس العلم وكذلك يعل‬
‫ال ف رأس الذبالة من النور من جنس ما ف الذبالة الول وتكب وتصغر وتقوى وتضعف بسب ذلك وسواء كان هذا هو الواء‬
‫الحيط استحال ناراكما قد تستحيل النار هواء أو غي ذلك فليس هو شيء نقص من الول فبطل تثيله هذا وهو يزعم الفلسفة ‪#‬‬
‫والتلسفة تعلم ذلك وتقول إن الواء استحال نارا ومن هنا نظي من ف قوله تعال ^ وسخر لكم ما ف السماوات وما ف الرض جيع‬
‫^ منه‬

‫وقوله ^ وما بكم من نعمة فمن ال ^ ‪ #‬وقوله ^ إنا السيح عيسى بن مري رسول ال وكلمته ألقاها إل مري وروح منه ^ ‪# #‬‬
‫وقوله إنا الستمداد من المر الذي هو مع كل شيء بصورة ذلك الشيء ول صورة فهو يقتضي ثبوت شيئي وجود وشيء والق أن‬
‫الستمداد أنه ليس هناك إل شيء واحد وبكل حال فالستمداد من خالق ذلك الشيء وربه ومليكه الذي ليس هو إياه بوجه من‬
‫الوجوه بل هو ربه وخالقه ومليكه وليس ال مع كل شيء بصورة ذلك الشيء أصل تعال ال عن ذلك ‪ #‬ومن العجب أن هؤلء‬
‫يفرون بزعمهم من التشبيه والتجسيم وقد صنف ابن سبعي ف ذلك ورد فيه على بعض من كان ينكر عليه من شيوخ أهل مكة‬
‫بأشياء له إل غي ذلك ث يزعمون أنه يشبه كل شيء بصورته وأنه جزء من كل جسم فلم يعلوه جسما تاما بل جزء جسم كما قد‬
‫يعلونه ف موضع آخر وجود كل جسم وإن ل يكن للجسم الزء الذي أثبتوه وجعلوه شبيها للجماد واليوان والنبات بل هو عي‬
‫وجود الماد واليوان والنبات ‪ #‬ث قال فهو الوجود كله ل وجود لشيء معه إل لعلمه به أنت‬

‫علمه فأنت به ثابت من حيثية تغايره وعلمه إياه وهو التعيي وبه هو موجود من حيثية أن علمه عي ذاته وهي أن ل تعيي وأنت العي‬
‫من حيث أنت صورة ف العلم ل من حيث إطلق العلم فهذا يتضمن أن الشياء الت جعلها موجودة ووحودها عي الق هي علم‬
‫الق ‪ #‬وليس هذا قول أهل السنة الذين يقولون إن الشياء ثابتة ف علم ال قبل وجودها ليست ثابتة ف الارج فإن هؤلء ل يقولون‬
‫إن الشياء الوجودة عي علمه ول يقولون إن الشياء الحسوسة بعد وجودها هي كما كانت ف العلم بل يقولون إن ال علمها‬
‫وقدرها قبل أن تكون والخلوق قد يعلم أشياء قبل أن تكون كما نعلم نن ما وصف لنا من أشراط الساعة وصفة القيامة وغي ذلك‬
‫قبل أن يكون ومن العلوم أن علمنا بذلك ليس هو من جنس القيقة الوجودة ف الارج فإنا إذا علمنا الاء والنار ل يكن ف قلوبنا ماء‬
‫ونار ولكن علمه بذلك يطابقه مطابقة العلم العلوم ث اللفظ يطابق العلم مطابقة اللفظ العن ث الط يطابق اللفط وهذه الراتب الربع‬
‫الشهودة هي الوجود العين والعلمي واللفظي والرسي وجود ف العيان وف الذهان وف اللسان وف البنان وقد تشبه هذه الطابقة‬
‫مطابقة الصورة الت ف الرآة للوجه ومطابقة النقش الذي ف الشمعة والطي لنقش الات الذي يطبع ذلك له ‪ #‬وليس هو أيضا قول‬
‫من يقول إن العدوم شيء ثابت ف الارج مستغن عن ال فإنه قد قال وأنت ل به ل شيء وهذا يالف فيه ابن عرب والصواب معه‬
‫فيه وإن كان أضل من وجه آخر بل قوله لون آخر‬

‫فإنه جعل علمه بالشياء عي الشياء إذ جعل ل وجود معه إل لعلمه بذلك الشيء وجعل نفس الشياء علمه ولذا أثبت التغاير من‬
‫وجه وعدمه من وجه وقال فأنت به ثابت من حيثية متغايرة ومن حيثية أن علمه عي ذاته ‪ #‬وهذا الثان يشبه قول الفلسفة الذين‬
‫يقولون إنه عاقل ومعقول وعقل وأن ذلك واحد ‪ #‬ويقال إن أبا الذيل العلف يقرب إل مذهبهم ‪ #‬وفساد هذا القول معلوم قد‬
‫بسط ف غي هذا الوضع لكن هو لا التزم أن يكون وجود الشياء غي ماهيتها وهو عندهم عي وجود الشياء ول‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪62‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫بد من إثبات مغايرة الشياء واستقبح أن يعل الشياء ثابتة ف العيان جعلها عي علمه فوقع ف شر ما فر منه حيث جعل نفس‬
‫الشياء الثابتة ف الارج عي علمه وهذا من جنس قوله أنه عي وجود الشياء وهو ف القيقة تعطيل لنفسه ولعلمه إذ جعل وجوده‬
‫وجود الشياء وعلمه هو الشياء ث يقول إن علمه عي ذاته فهذه ثلث عظائم ‪ #‬ث قال فإن عرفته ف كل شيء عي كل شيء إل‬
‫الصورة العينة ل تهله ف صورة أصل ول تكن فيمن يتجلى له ف غي الصورة الت يعرفها وسيعود منه حت يتجلى له ف الصورة الت‬
‫يعرفها فيتبعه وهذا وإن كان من السعداء فهو بعيد من أهل العلم بال جدا وأي معرفة لن يعرف الطلق مقيدا بصورة ما فهذا إل‬
‫الهل أقرب منه إل العلم غي أن بركة اليان وسعادته شلته فتنعم ف النة من وراء غيب اليان ويشفع له النب والذي صدقه فرفعت‬
‫له الجب وقتا ما فتنعم بالشاهدة حسب حاله وعلى قدر نصيبه من رسوخه ف اليان وأخذه بنصيبه من مقام الحسان فإذا هو كأنه‬
‫يراه ل أنه يراه وأين هذا القام من مقام من رآه منذ عرفه ف كل شيء عي كل‬

‫شيء سوى تقييد الشيء وتعينه بأنه هذا فإنه ل يوز إليه الشارة لنه ل تقيده صورة قط فمن عرفه كما قلنا ورآه ف كل شيء ل‬
‫ينسه قط ول ينسحب عليه من عقاب الية شيء وهي قوله تعال ^ نسوا ال فنسيهم ^ حاشاهم من ذلك بل ذكروه دائما فذكرهم‬
‫ورأوه ف كل شيء ومع كل شيء فشاهدهم كذلك وشهد لم بالكمال ‪ #‬قلت وهذا الكلم الذي ذكره من تليه تارة ف غي‬
‫الصورة الت يعرفها التجلي له حت يتعوذ منه وما ذكره من أن هذه الال ناقصة أخذه من كلم ابن عرب وابن عرب يتج ف ذلك‬
‫بالديث الأثور ف ذلك فإن ابن عرب كان أعلم بالديث والتصوف من هذا وإن كان كلها من أبعد الناس عن معرفة الديث‬
‫والتصوف الشروع بل ها أقل الناس معرفة بالكتاب والسنة وآثار سلف المة وابن سبعي أعلم بالفلسفة من ابن عرب‬

‫وأما الكلم فكلها يأخذه من مشكاة واحدة من مشكاة صاحب الرشاد وأتباعه كالرازي فإن ابن عرب ذكر ف أول الفتوحات ‪#‬‬
‫الكية ثلث عقائد ورمز إل الرابعة وذكر العقيدة الت ف كلم صاحب الرشاد مردة ث ذكرها مع الدليل الكلمي الذي ذكره ث‬
‫انتقل إل عقيدة فلسفية أبعد عن اعتقاد أهل الثبات ث رمز إل هذا التوحيد الذي أفصح به ف الفصوص وعاد قولم إل تقيق‬
‫التعطيل الذي هو حقيقة قول فرعون وكان نقلهم لكلم التكلمة والتفلسفة من كلم الرازي ف الحصل وغيه وهو يذكر أن ذلك‬
‫حصل له بالكشف حت كان القاضي باء الدين ابن الزكي يذكر أنه كان يقع بينه وبي والده منازعة ف كلمه إذ كان من الغلة فيه‬
‫العظمي لمره حت حدثن مي الدين بن‬

‫الصري وكان من أخص أصحابه أنه قال ف معرض كلم له أفضل اللق عندي بعد رسول ال علي وفاطمة والسن والسي ومي‬
‫الدين ابن عرب وكان يقول إن كلمه حصل له على طريق الكشف قال فوجدت نسخة من الحصل بطه رخيصة جدا فجئت با إل‬
‫والدي وقلت نسخ الحصل فلول شدة رغبته ف معرفة كلم هذا الرجل لا كان كتبها بطه أو كلما نو هذا ‪ #‬وأما ابن سبعي‬
‫فأصل مادته من كلم صاحب الرشاد وإن أظهر تنقصه ونوه من الكلم ومن كلم ابن رشد الفيد ويبالغ ف تعظيم ابن الصائع‬
‫الشهي بابن باجة وذويه ف الفلسفة وسلك طريقة الشوذية ف‬

‫التحقيق وأخذ من كلم أبن عرب وسلك طريقا ف تقيقهم مغايرا لطريق غيه وإن كان مشاركا لم ف الكثر وها وأمثالما‬
‫يستمدان كثيا ما سلكه أبو حامد ف التصوف الخلوط بالفلسفة ولعل هذا من أقوى السباب ف سلوكهم هذا الطريق ‪ #‬وأبو‬
‫حامد مادته الكلمية من كلم شيخه ف الرشاد والشامل ونوها مضموما إل ما تلقاه من القاضي أب بكر الباقلن لكنه ف أصول‬
‫الفقه سلك ف الغالب مذهب ابن الباقلن مذهب الواقفة وتصويب الجتهدين ونو ذلك وضم إل ذلك ما أخذه من كلم أب زيد‬
‫الدبوسي وغيه ف القياس ونوه وأما ف الكلم فطريقته طريقة شيخه دون القاضي أب بكر وشيخه ف أصول الفقه ييل إل مذهب‬
‫الشافعي وطريقة الفقهاء الت هي أصوب من طريقة الواقفة‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪63‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬

‫ومادة أب حامد ف الفلسفة من كلم ابن سينا ولذا يقال أبو حامد أمرضه الشفاء ومن كلم أصحاب رسائل إخوان الصفا ‪#‬‬
‫ورسائل أب حيان التوحيدي ونو ذلك وأما ف التصوف وهو أجل علومه وبه نبل فأكثر مادته من كلم الشيخ أب طالب الكي الذي‬
‫يذكره ف النجيات ف الصب والشكر والرجاء والوف والحبة والخلص فإن عامته مأخوذ من كلم أب طالب الكي لكن كان أبو‬
‫طالب أشد وأعلى ‪ #‬وما يذكره ف ربع الهلكات فأخذ غالبه من كلم الارث الحاسب‬

‫ف الرعاية كالذي يذكره ف ذم السد والعجب والفخر والرياء والكب ونو ذلك ‪ #‬وأما شيخه أبو العال فمادته الكلمية أكثرها‬
‫من كلم القاضي أب بكر ونوه واستمد من كلم أب هاشم البائي على متارات له وكان قد فسر الكلم على أب قاسم السكاف‬
‫عن أب إسحاق السفرائين ولكن القاضي هو عندهم أول ‪ #‬ولقد خرج عن طريقة القاضي وذويه ف مواضع إل طريقة العتزلة وأما‬
‫كلم أب السن نفسه فلم يكن يستمد منه وإنا ينقل كلمه ما يكيه عنه الناس ‪ #‬والرازي مادته الكلمية من كلم أب العال‬
‫والشهرستان فإن الشهرستان أخذه عن النصاري النيسابوري عن أب العال وله مادة قوية من كلم أب السي البصري وسلك‬
‫طريقته ف أصول الفقه كثيا وهي أقرب إل طريقة الفقهاء من طريقة الواقفة‬

‫وف الفلسفة مادته من كلم ابن سينا والشهرستان أيضا ونوها وأما التصوف فكان فيه ضعيفا كما كان ضعيفا ف الفقه ‪ #‬ولذا ‪#‬‬
‫يوجد ف كلم هذا وأب حامد ونوها من الفلسفة ما ل يوجد ف كلم أب العال وذويه ‪ #‬ويوجد ف كلم هذا وأب حامد ونوها‬
‫من الفلسفة ما ل يوجد ف كلم أب العال وذويه ‪ #‬ويوجد ف كلم هذا واب العال وأب حامد من مذهب النفاة العتزلة ما ل‬
‫يوجد ف كلم أب السن الشعري وقدماء أصحابه ويوجد ف كلم أب السن من النفي الذي أخذه من العتزلة ما ل يوجد ف كلم‬
‫أب ممد بن كلب الذي أخذ أبو السن طريقه ويوجد ف كلم ابن كلب من النفي الذي قارب فيه العتزلة ما ل يوجد ف كلم‬
‫أهل الديث والسنة والسلف والئمة وإذا كان الغلط شبا صار ف التباع ذراعا ث باعا حت آل هذا الآل فالسعيد من لزم السنة‬
‫فصل ‪ #‬ومن تدبر الديث وألفاظه على أنه حجة على هؤلء التادية الهمية ل لم وأنه مبطل لذهبهم مع أنم يعلونه عمدتم ف‬
‫دعواهم ظهوره ف كل صورة من الصور الشهودة ف الدنيا والخرة حت ف المادات والقاذورات ‪ #‬والديث مستفيض بل متواتر‬
‫عن النب وهو حديث طويل فيه قواعد من أمور اليان بال وباليوم الخر أخرجاه ف الصحيحي من غي وجه من‬

‫حديث الزهري عن سعيد بن السيب وعطاء بن يزيد عن أب هريرة وأب سعيد ‪ #‬وأخرجاه أيضا من حديث زيد بن أسلم عن عطاء‬
‫بن يسار عن أب سعيد ورواه مسلم عن جابر موقوفا كالرفوع وهو معروف من حديث ابن مسعود وغيه ففي الصحيحي من‬
‫حديث أب هريرة أن أناسا قالوا لرسول ال يا رسول ال هل نرى ربنا يوم القيامة ‪ #‬فقال رسول ال هل تضارون ف رؤية القمر ليلة‬
‫البدر قالوا ل يا رسول ال قال هل تضارون ف رؤية الشمس ليس دونا سحاب قالوا ل قال فإنكم ترونه كذلك يمع ال الناس يوم‬
‫القيامة فيقول من كان يعبد‬

‫شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه‬
‫المة فيها منافقوها فيأتيهم ال تبارك وتعال ف صورة غي صورته الت يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بال منك هذا مكاننا‬
‫حت يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم ال ف صورته الت يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بي‬
‫ظهري جهنم فأكون أنا وأمت أول من يز ول يتكلم يومئذ إل الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم اللهم سلم وف جهنم كلليب‬
‫مثل شوك السعدان هل رأيتم شوك السعدان قالوا نعم يا رسول ال قال فإنا مثل شوك السعدان غي أنه ل يعلم قدر عظمها إل ال‬
‫تطف الناس بأعمالم فمنهم الوبق بعمله ومنهم الخردل أو الجازي حت ينجي حت إذا فرغ ال من القضاء بي العباد وأراد أن‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪64‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫يرج برحته من أراد من أهل النار أمر اللئكة أن يرجوا من النار من كان ل يشرك بال شيئا من أراد أن يرحه من كان يقول ل‬
‫إله إل ال فيعرفونم ف النار يعرفونم بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إل اثر السجود حرم ال على النار أن تأكل أثر السجود‬
‫فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الياة فينبتون‬

‫وف لفظ البخاري منه كما تنبت البة ف حيل السيل ث يفرغ ال من القضاء بي العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار وهو ‪#‬‬
‫آخر أهل النة دخول إل النة فيقول أي رب أصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبن ريها وأحرقن ذكاؤها فيدعوا ال ما شاء أن‬
‫يدعوه ث يقول ال تبارك وتعال هل عسيت أن فعلت ذلك بك أن تسأل غيه فيقول ل يا رب ل أسألك غيه ويعطي ربه من عهود‬
‫ومواثيق ما شاء ال فيصرف ال وجهه عن النار فإذا اقبل على النة ورآها سكت ما شاء ال أن يسكت ث يقول أي رب قدمن إل‬
‫باب النة فيقول ال له أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن ل تسألن غي الذي أعطيتك ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول أي‬
‫رب ويدعو ال حت يقول له فهل عسيت أن أعطيتك ذلك أن تسأل غيه فيقول ل وعزتك فيعطي ربه ما شاء من عهود ومواثيق‬
‫فيقدمه إل باب النة فإذا قام على باب النة انفهقت له النة فرأى ما فيها من الي والسرور فيسكت ما شاء ال أن يسكت ث يقول‬
‫أي رب‬

‫أدخلن النة فيقول ال له أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن ل تسأل غي ما أعطيتك ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول أي رب‬
‫ل أكون أشقى خلقك فل يزال يدعو ال حت يضحك ال تبارك تعال منه فإذا ضحك ال منه قال أدخل النة فإذا دخلها قال ال له‬
‫تنه فيسأل ربه ويتمن حت أن ال ليذكره من كذا ومن كذا حت إذا انقطعت به المان قال ال ذلك لك ومثله معه ‪ #‬قال عطاء بن‬
‫يزيد وأبو سعيد الدري مع أب هريرة ل يرد عليه من حديثه شيئا حت إذا حدث أبو هريرة أن ال قال لذلك الرجل ومثله معه ‪#‬‬
‫قال أبو سعيد وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة ‪ #‬قال أبو هريرة ما حفظت إل قوله ذلك لك ومثله معه ‪ #‬قال أبو سعيد أشهد أن‬
‫حفظت من رسول ال قوله ذلك لك وعشرة أمثاله ‪ #‬قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل النة دخول النة ‪ #‬وهذا الديث من‬
‫أصح حديث على وجه الرض معروف من حديث‬

‫ابن شهاب الزهري أحفظ المة للسنة ف زمانه كان عنده عن سعيد بن السيب أفضل التابعي وعن عطاء بن يزيد الليثي عن أب‬
‫هريرة فكان تارة يدث به عنهما وتارة عن أحدها كما هو عادة الزهري ف أحاديث كثية ‪ #‬وهذا الذي ذكرنا رواية إبراهيم بن‬
‫سعد عنه عن عطاء بن يزيد ومنه رواه مسلم كما ذكر وعطف عليه رواية شعيب عنه عن سعيد بن السيب وعطاء قال وساق‬
‫الديث بثل معن حديث إبراهيم وأما البخاري فرواه من حديث شعيب عن الزهري عنهما مرتي ورواه من حديث إبراهيم بن سعد‬
‫أيضا الذي ساقه مسلم ‪ #‬ورواه من حديث معمر أيضا عن الزهري عن عطاء‬

‫وف الصحيحي أيضا من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أب سعيد الدري أن ناسا ف زمن رسول ال قالوا لرسول ‪#‬‬
‫ال هل نرى ربنا يوم القيامة قال رسول ال نعم هل تضارون ف رؤية الشمس بالظهية صحوا ليس معها سحاب قالوا ل يا رسول ال‬
‫قال وهل تضارون ف رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب قالوا ل يا رسول ال قال ما تضارون ف رؤية ال تبارك وتعال‬
‫يوم القيامة إل كما تضارون ف رؤية أحدها إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد ول يبقى أحد كان يعبد غي‬
‫ال من الصنام والنصاب إل يتساقطون ف النار حت إذا ل يبق إل من كان يعبد ال من بر وفاجر وغي أهل الكتاب فتدعي اليهود‬
‫فيقال لم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزيز ابن ال فيقال كذبتم ما اتذ ال من صاحبة ول ولد فماذا تبغون قالوا عطشنا يا رب‬
‫فاسقنا فيشار إليهم أل تردون فيحشرون إل النار كأنا سراب يطم بعضها بعضا فيتساقطون ف النار ث‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫تدعى النصارى فيقال لم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد السيح بن ال فيقال لم كذبتم ما اتذ ال من صاحبة ول ولد فيقال لم‬
‫ماذا تبغون فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم أل تردون فيحشرون إل النار كأنا سراب يطم بعضها بعضا فيتساقطون ف‬
‫النار حت إذا ل يبق إل من كان يعبد ال من بر وفاجر أتاهم رب العالي ف أدن صورة من الت رأوه فيها قال ما تنتظرون فيتبع كل‬
‫أمة ما كانت تعبد قالوا يا ربنا فارقنا الناس ف الدنيا أفقر ما كنا إليهم ول نصاحبهم فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بال منك ل نشرك‬
‫بال شيئا مرتي أو ثلثا حت أن بعضهم ليكان أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه فيقولون نعم فيكشف عن ساق فل يبقى‬
‫من كان يسجد ل تعال من تلقاء نفسه إل أذن ال له بالسجود ول يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إل جعل ال ظهره طبقة واحدة‬
‫كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ث يرفعون رؤوسهم وقد تول ف صورته الت رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا‬
‫ث يضرب السر على جهنم وتل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم قيل يا رسول ال وما السر قال دحض مزلة فيه خطا طيف‬
‫وكلليب‬

‫وحسك تكون فيها شوكة يقال له السعدان فيمر الؤمنون كطرف العي وكالبق وكالريح وكالطي وكأجاود اليل والركبان فناج‬
‫مسلم ومدوش مرسل ومكدوس ف نار جهنم حت إذا خلص الؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد منا شدة‬
‫ال ف استقصاء الق من الؤمني ل يوم القيامة لخوانم الذين ف النار يقولون ربا كانوا يصومون معنا ويصلون ويجون فيقال لم‬
‫اخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيا قد أخذت النار إل نصف ساقيه وإل ركبتيه ث يقولون ربنا ما‬
‫بقي فيها أحد من أمرتنا به فيقول ارجعوا فمن وجدت ف قلبه مثقال دينار من خي فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيا ث يقولون ربا ل‬
‫نذر فيها أحد من أمرتنا ث يقول أرجوا فمن وجدت ف قلبه نصف دينار فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيا ث يقولون ربنا ل نذر فيها‬
‫من أمرتنا أحدا ث يقول ارجعوا فأخرجوا من وجدت ف قلبه مثقال ذرة من خي فيخرجون خلقا كثيا ث يقولون ربنا ل نذر فيها خيا‬
‫‪ #‬وكان أبو سعيد يقول إن ل تصدقون بذا الديث فاقرؤا إن شئتم ^ إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت‬
‫من لدنه أجرا عظيما ^ فيقول ال عز وجل شفعت اللئكة وشفعت النبيون وشفع الؤمنون ول يبق إل أرحم الراحي فيقبض قبضة‬
‫من النار فيخرج قوما‬

‫ل يعملوا خيا قط قد عادوا حما فيلقيهم ف نر ف افواه النة يقال له نر الياة فيخرجون كما ترج البة ف حيل السيل أل ترونا‬
‫تكون إل الجر أو إل الشجر ما يكون إل الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إل الظل فيكون أبيض فقالوا يا رسول ال كأنك‬
‫كنت ترعى بالبادية قال فيخرجون كاللؤلؤ ف رقابم الوات تعرفهم أهل النة هؤلء عتقاء ال تعال الذين أدخلهم ال النة بغي عمل‬
‫عملوه ول خي قدموه ث يقول أدخلوا النة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا أعطيتنا ما ل تعط أحدا من العالي فيقول لكم عندي‬
‫أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا فيقول رضائي فل أسخط عليكم بعده أبدا وهذا سياق مسلم من حديث‬
‫حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم ث أتبعه برواية الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أب هلل عن زيد بن‬

‫أسلم قال نو حديث حفص بن ميسرة وزاد بعد قوله بغي عمل عملوه ول خي قدموه فيقال لم لكم ما رأيتم ومثله معه ‪ #‬قال أبو‬
‫سعيد بلغن أن السر أدق من الشعرة وأحد من السيف وليس ف حديث الليث فيقولون ربنا أعطيتنا ما ل تعط أحدا من العالي ‪ #‬ث‬
‫رواه من حديث هشام بن سعد قال حدثنا زيد بن أسلم نو حديث حفص وقد زاد ونقص شيئا ‪ #‬وأخرجه البخاري من حديث‬
‫زيد أيضا‬

‫وف صحيح مسلم من حديث ابن جريج أخبن أبو الزبي أنه سع جابر بن عبد ال يسأل عن الورود فقال نيء نن يوم القيامة ‪#‬‬
‫عن كذا وكذا ‪ #‬قلت صوابه على تلخيص كما جاء مفسرا أظن أن ذلك فوق الناس‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪66‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬

‫قال فتدعى المم بأوثانا وما كانت تعبد الول فالول ث يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول ما تنتظرون فيقولون ننتظر ربنا فيقول أنا ‪#‬‬
‫ربكم فيقولون حت ننظر إليك فيتجلى لم يضحك قال فينطلق بم ويتبعونه ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورا ث يتبعونه‬
‫وعلى جسر جهنم كلليب أو حسك تأخذ من شاء ال ث يطفىء نور النافقي ث ينجو الؤمنون فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر‬
‫ليلة البدر سبعون ألفا ل ياسبون ث الذين يلونم كأضوإ نم ف السماء ث كذلك ث تل الشفاعة ويشفعون حت يرج من النار من‬
‫قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي ما يزن شعية فيجعلون بفناء النة ويعلون أهل النة يرشون عليهم الاء حت ينبتوا نبات‬
‫الشيء ف السيل وتذهب حراقه ث يسأل حت يعل له الدنيا وعشرة أمثالا معها ‪ #‬فهذه الحاديث ونوها اعتمدها هؤلء الهمية‬
‫التادية ف قولم أن ال يظهر ف الصور كلها ويعلونه ظاهرا ف كل صورة من حيوان ونبات ومعدن وغي ذلك ليظهر ف الصور‬
‫كلها إذ هو الوجود كله عندهم وعندهم أن ذاته ل ترى بال كما قال صاحب الفصوص ف الكمة الياسية‬

‫قال العقل إذا ترد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره كانت معرفته بال على التنيه ل على التشبيه وإذا أعطاه ال العرفة بالتجلي‬
‫كملت معرفته بال فنه ف موضع وشبه ف موضع فرأى سريان الق ف الصور الطبيعية العنصرية وما بقيت له صورة إل ويرى عي‬
‫الق عينها وهذه العرفة التامة الت جاءت با الشرائع النلة من عند ال وحكمت بذه العرفة الوهام كلها ولذلك كانت الوهام‬
‫أقوى سلطانا ما ف هذه النشأة من العقول لن العاقل لو بلغ ما بلغ ف عقله ل يل عن حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل فالوهم‬
‫هو السلطان العظم ف هذه الصورة الكاملة النسانية وبه جاءت الشرائع النلة فشبهت ونزهت شبهت ف التنيه بالوهم ونزهت ف‬
‫التشبيه بالعقل فارتبط الكل بالكل فلم يتمكن أن يلو تنيه عن تشبيه ول تشبيه عن تنيه قال تعال ^ ليس كمثله شيء ^ فنه ^‬
‫وهو السميع البصي ^ فشبه وهي أعظم آية أنزلت ف التنيه ومع ذلك ل تل عن التشبيه بالكاف وهو أعلم‬

‫العلماء بنفسه وما عب عن نفسه إل با ذكرناه ث قال ^ سبحان ربك رب العزة عما يصفون ^ وما يصفونه إل با تعطيه عقولم فنه‬
‫نفسه عن تنيههم إذ حددوه بذلك التنيه وذلك لقصور العقول عن إدراك مثل هذا ث جاءت الشرائع كلها با تكم به الوهام فلم‬
‫يل الق عن صفة يظهر فيها كذا قالت وبذا جاءت الرسل فعملت المم على ذلك فأعطاها الق التجلي فلحقت بالرسل وراثة‬
‫فنطقت با نطقت به رسل ال وبعد أن تتصور هذا فترخى الستور وتدل الجاب على عي النتقد والعتقد والصور وإن كانت من‬
‫بعض صور ما تلى فيها الق ولكن قد أمرنا بالستر ليظهر تفاضل استعداد الصور وأن التجلي ف صور بكم استعداد تلك الصورة‬
‫فينسب إليه ما تعطيه حقيقتها ولوازمها ل بد من ذلك إل أن قال قال ال تعال ^ وإذا سألك عبادي عن فإن قريب أجيب دعوة‬
‫الداع إذا دعان ^ إذ ل يكون ميبا إل إذا كان من يدعوه وإن كان عي الداعي الجيب فل خلف ف اختلف الصور فهما صورتان‬
‫بل مثل وتلك الصور كلها كالعضاء لزيد فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة‬

‫مشخصة وإن يده ليست صورة رجله ول رأسه ول عينه ول حاجبه فهذا تكثي الواحد الكثر بالصور الواحد بالعي وكالنسان واحد‬
‫بالعي فل شك أن عمرا ما هو زيد ول خالد ول جعفر وأن أشخاص هذه العي الواحدة ل تتناهى وجودا فهو وإن كان واحدا‬
‫بالعي فهو كثي بالصور والشخاص وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الق عينه يتجلى ف القيامة ف صورة فيعرف ث يتحول ف‬
‫صورة فينكر ث يتحول عنها ف صورة فيعرف وهو هو التجلي وليس غيه ف كل صورة ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة‬
‫الخرى فكأن العي الواحدة قامت مقام الرآة فإذا نظر الناظر فيها إل صورة معتقدة ف ال عرفه فأقر به وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد‬
‫غيه أنكره كما يرى ف الرآة صورته وصورة غيه فالرآة عي واحدة والصور كثية ف عي الرائي ‪ #‬وهذا الديث يبي فساد‬
‫مذهبهم بضد ما توهوه من وجوه ‪ #‬أحدها أن ناسا سألوا رسول ال هل يرون ربم يوم القيامة ول يسألوه عن رؤيته ف الدنيا فإن‬
‫هذا كان معلوما عندهم أنم ل يرونه ف الدنيا وقد أخبهم النب بذلك كما روي ذلك عن النب من وجوه‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬

‫منها ما رواه مسلم ف صحيحه من حديث يونس وصال عن ابن شهاب أن سال بن عبد ال أخبه أن عبد ال بن عمر أخبه أن عمر‬
‫بن الطاب رضي ال عنه انطلق مع رسول ال ف رهط من أصحابه قبل ابن صياد حت وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بن مغالة‬
‫وقد قارب ابن صياد يومئذ اللم فلم يشعر حت ضرب النب ظهره بيده ث قال رسول ال لبن صياد أتشهد أن رسول ال فنظر إليه‬
‫ابن صياد‬

‫فقال أشهد أنك رسول الميي فقال ابن صياد لرسول ال أتشهد أن رسوله ال فرضه رسول ال وقال آمنت بال وبرسله ث قال له‬
‫رسول ال ماذا ترى فقال ابن صياد يأتين صادق وكاذب فقال له رسول ال خلط عليك المر ث قال له رسول ال إن قد خبأت لك‬
‫خبأ فقال ابن صياد هو الدخ فقال له رسول ال اخسأ فلن تعدو قدرك فقال عمر بن الطاب رضي ال عنه ذرن يا رسول ال أضرب‬
‫عنقه فقال له رسول ال إن يكن هو فلن تسلط عليه وإن ل يكن هو فل خي لك ف قتله وقال سال بن عبد ال سعت عبد ال بن‬
‫عمر يقول انطلق بعد ذلك رسول ال وأب بن كعب إل النخل الت فيها ابن صياد حت إذا دخل رسول ال النخل طفق يتقي بذوع‬
‫النخل وهو يتل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد فرآه رسول ال وهو مضطجع على فراش ف قطيفة له فيها زمزمة‬
‫فرأت أم ابن صياد رسول ال وهو يتقي بذوع النخل فقالت لبن صياد يا صاف هو اسم ابن صياد هذا ممد فسار ابن صياد فقال‬
‫رسول ال لو تركته بي‬

‫قال سال قال عبد ال بن عمر فقام رسول ال ف الناس فأثن على ال با هو أهله ث ذكر الدجال فقال إن لنذركموه ما من نب ‪#‬‬
‫إل وقد أنذره قومه لقد أنذره نوح ولكن أقول لكم قول ل يقله نب لقومه تعلموا إنه أعور وأن ال ليس بأعور ‪ #‬قال ابن شهاب‬
‫وأخبن عمر بن ثابت النصاري أنه أخب بعض أصحاب رسول ال أن رسول ال قال يوم حذر الناس الدجال أنه مكتوب بي عينيه‬
‫كافر يقرؤه من كره عمله أو يقرؤه كل مؤمن وقال تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه حت يوت ‪ #‬وقد روي هذا العن من وجوه‬
‫أخر عن النب ففرق النب بي ما قبل الوت وما بعده وأخب أنه لن يراه أحد قبل المات ف سياق بيانه لم أن الدجال ليس هو ال كما‬
‫ذكر لم أنه أعور وأن ربم ليس بأعور وذكر لم مع ذلك أنم ل يرون ربم ف الدنيا ليعلموا أن كل ما يرى ف الدنيا ليس هو ال‬
‫وهذا يرفع قول بعض الهال التقرمطة من هؤلء أنه لن يرى ربه حت يوت أي توت نفسه وهواه فإن هذا وإن ل يكن هو مدلول‬
‫اللفظ ول يتمله مثل هذا اللفظ فلو كان حقا ل يصح أن يكون دليل لم‬

‫على أن الدجال ليس هو ربم فإنه إذا جوز عند موت هوى النفس أن يرى بعينه ال ل يصح حينئذ أن يكون ينفي عن كل مرئي‬
‫بالعي ف الدنيا أنه ال ‪ #‬واعلم أن الصحابة والتابعي وأئمة السلمي وأهل السنة من جيع الطوائف متفقون على أن الؤمني يرون‬
‫ربم ف الخرة عيانا كما يرون الشمس والقمر كما تواترت بذلك الحاديث عن النب ومتفقون على أنه ل يراه أحد بعينه ف الدنيا‬
‫كما ذكر أبو بكر اللل ف كتاب السنة عن حنبل عن إسحاق بن حنبل قال سعت أبا عبد ال يعن أحد بن حنبل يقول إن ال ل‬
‫يرى ف الدنيا ويرى ف الخرة ثبت ف القرآن وف السنة وعن أصحاب رسول ال والتابعي ‪ #‬وأما رؤية النب وتنازع عائشة وابن‬
‫عباس فقد بسطنا الكلم فيه ف غي هذا الوضع وبينا أن الثابت عن ابن عباس ث عن المام أحد هو شيء واحد وهو إما إطلق‬
‫الرؤية وإما تقييدها بالفؤاد وأما التقييد بأنه رآه بعينه فلم يثبت ل عن ابن عباس ول عن أحد بن حنبل ونوها‬

‫وأما الحاديث الت يرويها بعض الناس ف أن النب رأى ربه بالطواف أو بعرفة أو ف بعض سكك الدينة فكلها كذب موضوعة ‪#‬‬
‫باتفاق أهل العلم ‪ #‬وتنازع التأخرون النتسبون إل السنة ف الكفار هل يجبون عنه ف الخرة مطلقا أو يرونه ث يجبون على ثلثة‬
‫أقوال ‪ #‬فقال طوائف من أهل الكلم والفقه وغيهم من أصحاب مالك ل يرونه بال وقالت طائفة منهم أبو السن بن سال وغيه‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪68‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫بل يرونه ث يجب عنهم كما يدل على ذلك أحاديث معروفة ‪ #‬وقال أبو بكر بن خزية بل يراه النافقون من هذه المة دون غيهم‬

‫وقد بسطنا الكلم على ذلك ف غي هذا الوضع ‪ #‬وأما من سوى أهل السنة فلهم قولن متطرفان ‪ #‬أحدها وهو قول الهمية ‪#‬‬
‫ومن وافقهم من العتزلة والتفلسفة وغيهم أنه ل يرى بال بل رؤيته متنعة عندهم ‪ #‬والثان قول بعض التكلمي وبعض جهال‬
‫الصوفية أنه يرى ف الدنيا وقد ذكر ذلك أبو طالب الكي عن بعض الصوفية ورد عليه ‪ #‬وكذلك حكاه الشعري ف القالت عن‬
‫طائفة منهم ‪ #‬ومن الناس من يعل للشعري نفسه ف هذه السألة قولي وبعض أصحابه جوزوا وقوع ذلك‬

‫وليس الناع ف إمكان ذلك وقدرة ال عليه فإن هذا ل نزاع فيه بي مثبت الرؤية وإنا الناع هل يقع ذلك ف الدنيا فمن أصحابه ‪#‬‬
‫من يسوغ وقوعه بسب ما تدعو إليه الدواعي وقد يصل ذلك لبعض الناس وهذا باطل مالف للنصوص ولجاع السلف والئمة بل‬
‫نفاة الرؤية مع كونم مبطلي أجل من هؤلء وهؤلء أقرب إل الشرك منهم وأما هؤلء التادية فهم يمعون بي النفي العام والثبات‬
‫العام فعندهم أن ذاته ل يكن أن ترى بال وليس لا اسم ول صفة ول نعت إذ هو الوجود الطلق الذي ل يتعي وهو من هذه الهة‬
‫ل يرى ول اسم له ويقولون إنه يظهر ف الصور كلها وهذا عندهم هو الوجود السى ل الذات ومن هذه الهة فهو يرى ف كل شيء‬
‫ويتجلى ف كل موجود لكنه ليكن أن ترى نفسه بل تارة يقولون كما يقول ابن عرب ترى الشياء فيه وتارة يقولون يرى هو ف‬
‫الشياء وهو تليه ف الصور ‪ #‬وتارة يقولون كما يقول ابن سبعي عي ما ترى ذات ل ترى وذات ل ترى عي ما ترى وهم جيعا‬
‫يتجون بالديث وهم مضطربون لن ما جعلوه هو الذات عدم مض إذ الطلق ل وجود له ف الارج مطلقا بل ريب فلم يبق إل ما‬
‫سوه مظاهر ومال فيكون الالق عي الخلوقات ل سواها وهم معترفون بالية والتناقض مع ما هم فيه من التعطيل والحود ‪ #‬وقد‬
‫تقدم قول صاحب الفصوص ف الفص الشيثي وأن التجلي‬

‫له ل يرى إل صورته ف مرآة الق ول رأى الق ول يكن أن يراه مع علمه أنه ما رأى صورته إل فيه كالرآة ف الشاهد ترى الصورة‬
‫فيها وهي ل ترى مع علمك أنك ما رأيت الصورة إل فيها ‪ #‬وزعم أنك إذا ذقت هذا ذقت الغاية الت ليس فوقها غاية ف حق‬
‫الخلوق فل تطمع ول تتعب نفسك ف أن تترقى ف أعلى من هذه الدرج فما هو ث أصل وهذا تصريح بامتناع الرؤية وهو حقيقة‬
‫قولم إذ هم من غلة الهمية ث مع ذلك يعلونه نفس الوجودات كما يقول صاحب الفصوص ومن أسائه السن العلي على من‬
‫وما ث إل هو أو عن ماذا وما هو إل هو فعلوه لنفسه وهو من حيث الوجود عي الوجودات فالسمى مدثات هي العلية لنفسها‬
‫وليست إل هو وكذلك ابن سبعي يقول فعي ما ترى ذات ل ترى وذات ل ترى عي ما ترى ‪ #‬واعلم أن طائفة من يثبت الرؤية‬
‫من أصحاب الشعري بل وبعض النتسبي إل المام أحد يفسرون الرؤية بنحو تفسي الهمية كالريسي والعتزلة فيقولون هي زيادة‬
‫علم وانكشاف بيث نعلم ضرورة ما كان يعلم نظرا وهؤلء يعلونا من جنس العلم‬

‫وأرفع منهم من يعلها مع تعلقها بالعي وكونا مشروطة بوجود الرئي من هذا النمط فيقول هي مرد خلق إدراك ف العي وأنه ل ‪#‬‬
‫حجاب إل الانع الضاد لا ف مل الرؤية فإذا أزيل حصلت الرؤية كما أنه ل مانع من العلم إل الهل الضاد فإذا زال حصلت الرؤية‬
‫ولضرار وحفص الفرد والنجار ف نفس الرؤية أقوال قريبة من هذا ليس هذا موضعها وكل ذلك فرارا ما أخب به الرسول من الرؤية‬

‫العيانية وهو قد أفصح با غاية الفصاح وأوضحها غاية اليضاح وبي لم أعظم رؤية يعرفونا وأنه يرونه كذلك فزالت الشبهة ‪#‬‬
‫وقد ناظرت غي واحد من هؤلء من نفاة الرؤية ومرفيها من شيعي ومعتزل وغيها وذكرت لم الشبهة الت تذكرها نفاة الرؤية‬
‫فقلت هي كلها مبنية على مقدمتي ‪ #‬إحداها أن الرؤية تستلزم كذا وكذا كالقابلة والتحيز وغيها ‪ #‬والثان أن هذه اللوازم منتفية‬
‫عن ال تعال فكل ما يذكره هؤلء فأحد المرين فيه لزم إما أن ل يكون لزما بل يكن الرؤية مع عدمه وهذا السلك سلكه‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪69‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫الشعري وطوائف كالقاضي أحيانا وابن عقيل وغيهم لكن أكثر العقلء يقولون إن من ذلك ما هو معلوم الفساد بالضرورة ‪ #‬وإما‬
‫أن يكون لزما فل يكون مال فليس ف العقل ول ف السمع ما ييله بل إذا قدر أنه لزم للرؤية فهو حق لن الرؤية حق قد علم ذلك‬
‫بالضطرار عن خي البية أهل العلم بالخبار النبوية ‪ #‬وهؤلء التادية لا فهموا قول هؤلء الذين ل حقيقة للرؤية عندهم إل زوال‬
‫حجاب ف النسان كالفة الت فيه الانعة من الرؤية قالوا إنه يكن زوال هذا الجاب فتحصل الشاهدة وضموا ذلك إل بقية أصولم‬
‫الفاسدة من أنه ل مباينا لعباده بل هو الوجود الطلق فقالوا يرى‬

‫ف الظاهر وإن كانت ذاته ل ترى بال ‪ #‬وهذا الكلم هو تعطيل للخالق ولرؤيته ودعوى الربوبية لكل أحد كما قال صاحب‬
‫الفصوص ولا كان فرعون ف منصب التحكم وأنه الليفة بالسيف وإن جار ف العرف الناموسي لذلك قال ^ أنا ربكم العلى ^ أي‬
‫وإن كان الكل أربابا بنسبة ما فأنا العلى منهم با أعطيته ف الظاهر من التحكم فيهم ولا علمت السحرة صدقه فيما قاله ل ينكروه‬
‫وأقروا له بذلك وقالوا له إنا تقضي هذه الياة الدنيا فاقض ما أنت قاض فالدولة لك فصح قوله ^ أنا ربكم العلى ^ وإن كان عي‬
‫الق ‪ #‬فإذا كان قد جعل فرعون صادقا ف قوله ^ أنا ربكم العلى ^ وهو عنده عي الق فالدجال أيضا أحق بذا الصدق فإنه‬
‫يقول للسماء أمطري فتمطر وللرض أنبت فتنبت وللخربة أخرجي كنوزك فتخرج الربة كنوزها تتبعه ‪ #‬ففي صحيح مسلم عن‬
‫النواس بن سعان قال ذكر رسول ال الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حت ظنناه ف طائفة النخل فلما رجعنا إليه عرف ذلك فينا‬
‫فقال ما شأنكم قلنا يا رسول ال ذكرت الرجال فخفضت فيه ورفعت حت ظنناه ف طائفة النخل فقال غي الدجال أخوفن عليكم إن‬
‫يرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يرج ولست فيكم‬

‫فامرؤ حجيج نفسه وال خليفت على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافية كأن أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ‬
‫فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بي الشام والعراق فعاث يينا وعاث شال يا عباد ال فاثبتوا قلنا يا رسول ال وما لبثه ف الرض‬
‫قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قلنا يا رسول ال فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه‬
‫صلوات يوم قال ل أقدروا له قدره قلنا يا رسول ال وما إسراعه ف الرض قال كالغيث استدبرته الريح فيأت على القوم فيدعوهم‬
‫فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأشبعه ضروعا وأمده‬
‫خواصر ث يأت القوم فيدعوهم فيدون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون محلي ليس بأيديهم شيء من أموالم وير بالربة فيقول‬
‫أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ث يدعو رجل متل شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتي رمية الغرض ث يدعوه‬
‫فيقبل ويهلل ووجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث ال السيح بن مري فينل عند النارة البيضاء شرقي دمشق بي مهرودتي‬
‫واضعا‬

‫كفيه على أجنحة ملكي إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تدر منه جان كاللؤلؤ فل يل لكافر يد ريح نفسه إل مات ونفسه ينتهي‬
‫حيث ينتهي طرفه فيطلبه حت يدركه بباب لد فيقتله ث يأت عيسى قوما قد عصمهم ال منه فيمسح عن وجوههم ويدثهم بدرجات‬
‫ف النة فبينما هو كذلك إذ أوحى ال إل عيسى أن قد أخرجت عبادا ل ل يدان لحد أن يقاتلهم فحرز عبادي إل الطور ويبعث‬
‫ال يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بية طبية فيشربون ما فيها وير آخرهم فيقولون لقد كان بذه‬
‫مرة ماء ويصر نب ال عيسى وأصحابه حت يكون رأس الثور لحدهم خيا من مائة دينار لحدكم اليوم فيغب نب ال وأصحابه‬
‫فيسل ال عليهم النفف ف رقابم فيصبحون موتى كموت نفس واحدة ث يهبط نب ال عيسى وأصحابه إل الرض فل يدون‬
‫موضع شب إل مله زههم ونتنهم فيغب نب ال عيسى وأصحابه إل ال فيسل ال طيا كأعناق البخت‬

‫فتطرحهم حيث شاء ال ث يرسل ال مطرا ل يكن منه بيت مدر ول وبر فيغسل الرض كلها حت يتركها كالزلفة ث يقال للرض‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪70‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫أنبت ثرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون تتها ويبارك ف الرسل حت أن اللقحة من البل لتكفي الفئام‬
‫من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث ال ريا طيبة‬
‫فتأخذهم تت أباطهم فتفيض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تارج المر فعليهم تقوم الساعة ‪ #‬وف‬
‫الصحيحي من حديث ابن شهاب أخبن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة أن أبا سعيد الدري قال حدثنا رسول ال يوما حديثا طويل‬
‫عن الدجال فكان فيما حدثنا قال يأت وهو مرم عليه أن يدخل نقاب الدينة فينتهي إل بعض السباخ الت تلي الدينة فيخرج إليه‬
‫يومئذ رجل هو خي الناس أو من خي الناس فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدثنا‬

‫رسول ال حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ث أحييته أتشكون ف المر فيقولون ل فيقتله ث يييه فيقول حي يييه وال ما‬
‫كنت فيك قط أشد بصية من الن قال فييد الدجال أن يقتله فل يسلط عليه ‪ #‬وف صحيح مسلم من حديث أب الوداك واسم أب‬
‫الوداك جب بن نوف عن أب سعيد الدري قال قال رسول ال يرج الدجال فيتوجه قبله رجل من الؤمني فتلقاه مشايخ الدجال‬
‫فيقولون له أين تعمد فيقول اعمد إل هذا الذي خرج قال فيقولون له أو ما تؤمن بربنا فيقول ما هو بربنا حقا فيقولون اقتلوه فيقول‬
‫بعضهم لبعض أليس قد ناكم ربكم من أن تقتلوا أحدا دونه قال فينطلقون به إل‬

‫الدجال فإذا رآه الؤمن قال يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكره رسول ال فيأمر الدجال به فيشبح فيقول خذوه واشبحوه فيوسع‬
‫ظهره وبطنه ضربا فيقول أو ما تؤمن ب قال فيقول أنت السيح الكداب قال فيؤمر به فيوشر باليشار من مفرقه حت يفرق بي رجليه‬
‫قال ث يشي الدجال بي القطعتي قال ث يقول له قم فيستوي قائما ث يقول أتؤمن ب فيقول ما ازددت فيك إل بصية قال ث يقول‬
‫أيها الناس إنه ل يفعل هذا بعدي بأحد من الناس قال فيأخذ الدجال ليذبه فيجعل ما بي رقبته إل ترقوته ناسا فل يستطيع إليه‬
‫سبيل قال فيأخذه بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس إنا قذفه ف النار وإنا ألقي ف النة ‪ #‬فقال رسول ال هذا أعظم الناس‬
‫شهادة عند رب العالي فإذا كان فرعون صادقا ف قوله ^ أنا ربكم العلى ^ مع أنه ل يأت بشبهة‬

‫صادقة فالدجال أحق أن يكون صادقا على قول هؤلء ويكفيك بقوم ضلل أن يكون فرعون والدجال صادقي على مذهبهم وها‬
‫أعظما عدو ل من النس وأعظم اللق فرية ف دعوى اللية ولذا أنذرت الرسل جيعها بالدجال وأما فرعون فلم يذكر ال ف القرآن‬
‫قصة كافر عدو له أكثر وأكب من قصته ومعلوم أن موسى وعيسى ها الرسولن الكريان صاحبا التوراة والنيل وموسى أرسل إل‬
‫فرعون وعلى يديه كان هلكه والدجال ينل ال إليه عيسى بن مري فيقتله فيقتل مسيح الدى الذي قيل أنه ال مسيح الضللة الذي‬
‫يزعم أنه ال ولا كانت دعواه الربوبية متنعة ف نفسها ل يكن ما معه من الوارق حجة لصدقه بل كانت منة وفتنة يضل ال با من‬
‫يشاء ويهدي من يشاء كالعجل وغيه لكنه أعظم فتنة وفتنته ل تتص بالوجودين ف زمانه بل حقيقة فتنته الباطل الخالف للشريعة‬
‫القرون بالوارق فمن أقر با يالف الشريعة لارق فقد أصابه نوع من هذه الفتنة وهذا كثي ف كل زمان ومكان لكن هذا العي فتنة‬
‫أعظم الفت فإذا عصم ال عبده منها سواء أدركه أو ل يدركه كان معصوما ما هو دون هذه الفتنة فكثي يدعون أو يدعى لم اللية‬
‫بنوع من الوارق دون هذه ‪ #‬وآخرون يدعون النبوة وآخرون يدعون الولية أو الهدية أو ختم الولية أو الرسالة أو الشيخة وقد‬
‫رأيت من هؤلء طوائف ‪ #‬وف الصحيحي من حديث مالك عن أب الزناد عن العرج عن أب‬

‫هريرة عن النب قال ل تقوم الساعة حت يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلثي كلهم يزعم أنه رسول ال ‪ #‬وف الصحيح عن ساك‬
‫عن جابر بن سرة قال سعت رسول ال يقول إن بي يدي الساعة كذابي ‪ #‬قال ساك وسعت أخي يقول قال جابر فاحذروهم ‪#‬‬
‫وقد روى مسلم ف أوائل الصحيح من وجهي عن مسلم بن يسار أنه سع أبا هريرة يقول قال رسول ال يكون ف آخر الزمان‬
‫دجالون كذابون يأتونكم من الحاديث ما ل تسمعوا أنتم ول آباؤكم فإياكم وإياهم ل يضلونكم ول يفتنونكم‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪71‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬

‫وهذا كما يدخل فيه من يدث عن غيه فالذي يقول إنه يدث عن قلبه عن ربه أو أنه يأخذ عن ال بل واسطة وأنه يأخذ من ‪#‬‬
‫حيث يأخذ اللك الذي يوحى به إل الرسول وأنه يدث بقتضى القيسة القطعية أول فإن هذا يدعي ما هو عنده أعلى وإن كان له‬
‫نصيب من قوله تعال ^ ومن أظلم من افترى على ال كذبا أو قال أوحي إل ول يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل ال ^‬
‫‪ #‬وقد سأل بعضهم مالكا عن بعض من كان بالعراق من هؤلء البطلي فقال كلمة أو كلما فيه هؤلء الدجاجلة قال ما سعت جع‬
‫دجاجلة إل من مالك ‪ #‬وأصل الدجل التغطية والتمويه والتلبيس ومعلوم أن أتباع مسيلمة‬

‫الكذاب والسود العنسي وطليحة السدي وسجاح كانوا مرتدين وقد قاتلهم أصحاب رسول ال مع أن مسيلمة إنا ادعى الشاركة‬
‫ف النبوة ل يدعي اللوهية ول أتى بقرآن يناقض التوحيد بل جاء بكلم يتضمن ما ادعاه من الشركة ف الرسالة وأسجاع من الكلم‬
‫الذي ل فائدة فيه ولذا قال أبو بكر لبعض بن حنيفة وقد استقرأهم شيئا من قرآن مسيلمة فلما قرأوه قال ويكم أين يذهب بعقولكم‬
‫إن هذا الكلم ل يرج من إل‬

‫وذلك نو قوله يا ضفدع بنت ضفدعي نقي ما تنقي ل الاء تكدرين ول الشارب تنعي رأسك ف الاء وذنبك ف الطي ‪# #‬‬
‫وقوله والزارعات زرعا والاصدات حصدا والعاجنات عجنا والابزات خبزا أهالة وسنا إن الرض بيننا وبي قريش نصفي ولكن‬
‫قريش قوم ل يعدلون ‪ #‬وقوله والفيل وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل إن ذلك من خلق ربنا الليل ‪ #‬ولا كتب إل رسول ال من‬
‫مسيلمة رسول ال إل ممد رسول ال أما بعد فإن أشركت ف المر معك فكتب النب يقول من ممد رسول ال إل مسيلمة الكذاب‬
‫أما بعد فإنك لو سألتن بياض هذه ما أعطيتك إياه ‪ #‬فمن ادعى أنه مؤمن با يقوله هؤلء وإن اتبع الرسول ف الشرائع مع مشاركته‬
‫له ف مشاهدة ذلك فهو فوقه ف التحقيق والعلم بال لنه يأخذ من حيث اللك الذي يوحي به إل الرسول ‪ #‬فل ريب أن هذا القول‬
‫أعظم فرية من قول مسيلمة الكذاب لكن هؤلء ل يكونوا طائفة متنعة يدا وياربون فيها السلمون بل هم موافقون‬

‫ف الظاهر على أنه ل رسول إل ممد وأكثر أتباعهم ل يعلمون أن هذا قول رئيسهم ‪ #‬ث منهم قوم منافقون ل يهرون بذلك بي‬
‫السلمي كما كان مسيلمة يهر بدعواه النبوة حت كان مؤذنه يقول أشهد أن ممدا ومسيلمة رسول ال ومن هؤلء من هو ف‬
‫الباطن أكفر من الشركي فضل عن أهل الكتاب ومنهم قوم يقرأون الكتب التضمنة لذلك علنية وقد ل يفهمون ما فيها من‬
‫الكفريات ‪ #‬وقد قال ل أفضل شيوخ هؤلء بالديار الصرية لا أوقفته على بعض ما ف هذا الكتاب مثل هذا الوضع وغيه فقال هذا‬
‫كفر وقال ل ف ملس آخر هذا الكتاب عندنا من أربعي سنة نعظمه ونعظم صاحبه ما أظهر لنا هذه الصائب إل أنت ‪ #‬ومنهم‬
‫طائفة قد ل يكونون متعمدين الكذب لكنهم ملبوس عليهم الضللة بيث يظنون أن الرسول ل يعلم القائق وإنا علم العمال‬
‫الظاهرة ويشركون ف ذلك إخوانم من التفلسفة ف نو ذلك وتد هؤلء ل يعتمدون على المور العلمية والسائل البية عن ال‬
‫تعال وأسائه وصفاته على كلم ال ورسوله وهذا من أصول الضلل الت وقع فيها أو ف بعضها طوائف من أهل الزيغ والنافقي ‪#‬‬
‫ومنهم طائفة يتأولون بعض هذه القالت الكفرية إذا خاطبهم الاهل الذي ل يفهم ما فيها أو يفوضون علمها إل الشيخ ويقولون‬
‫الشيخ أعلم‬

‫با قال كأنه نب معصوم مع كثرة ما ف كلمه من الباطل والكذب والهل وإن ل يكن كفرا مع ما فيها من الكفر بل قول هؤلء‬
‫يتضمن تعطيل التوحيد وحقيقة الرسالة وها أصل السلم ‪ #‬وقد تتضمن أيضا تعطيل اليان با ف اليوم الخر من الثواب والعقاب‬
‫بل ويتضمن أيضا تعطيل ما جاءت به الرسل من المر والنهي فهذه أصول اليان ف كل ملة وزمان اليان بال ورسله وباليوم الخر‬
‫والعمل الصال قال تعال ^ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئي والنصارى من آمن بال واليوم الخر وعمل صالا فل خوف‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫عليهم ول هم يزنون ^ ‪ #‬وقال تعال ^ ولكن الب من آمن بال واليوم الخر واللئكة والكتاب والنبييي ^ ‪ #‬وقال تعال ^ آمن‬
‫الرسول با أنزل إليه من ربه والؤمنون كل آمن بال وملئكته وكتبه ورسله ^ ‪ #‬وف حديث جبيل الذي ف الصحيح من حديث‬
‫أب هريرة ف مسلم ومن حديث عمر وهو طويل ف أول مسلم قال ما اليان قال أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله والبعث بعد‬
‫الوت وتؤمن بالقدر خيه‬

‫وشره وقال تعال ^ ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى ال ومنهم من حقت عليه الضللة‬
‫^ ‪ #‬وقال تعال ^ وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون ^ ‪ #‬وقال تعال قال اهبطا منها جيعا‬
‫بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم من هدى فمن اتبع هداي فل يضل ول يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونشره‬
‫يوم القيامة أعمى ^ ‪ #‬ولا كان هؤلء من إخوان القرامطة الفلسفة الباطنية وأولئك بدلوا الصول الثلثة الت هي أصول السعادة ف‬
‫كل ملة اليان بال وباليوم الخر والعمل الصال كما ذكر ذلك ف سورة البقرة والائدة فذكر الذين آمنوا ^ والذين هادوا والنصارى‬
‫والصابئي ^ بقوله تعال ^ من آمن بال واليوم الخر وعمل صالا فل خوف عليهم ول هم يزنون ^ وف البقرة ^ فلهم أجرهم‬
‫عند ربم ^ ‪ #‬فالقرامطة فالقرامطة الذين يضاهئون الصابئة الفلسفة والجوس الثنوية عطلوا وحرفوا اليان بال وكذلك اليان‬
‫باليوم الخر وكذلك العمل الصال حت جعلوا ما جاءت به الشريعة من أساء العمال إنا هي رموز‬

‫وإشارات إل حقائقهم كقولم إن الصلة معرفة أسرارنا والصيام كتمان أسرارنا والج زيارة شيوخنا القدسي وأمثال ذلك كان ف‬
‫كلم هؤلء من التعطيل والتحريف لليان بال واليوم الخر والعمل الصال ما ضاهوهم به وكما أن مذهب القرامطة وإلادها‬
‫ونفاقها ل يكن يظهر ابتداء لن اتبعهم من الشيعة بل كانوا أولئك يظنون أنم متبعون للشريعة وكان ف الشيعة من البدعة من والوهم‬
‫عليه مع تسك الشيعة با هم عليه من السلم كذلك قول هؤلء ل يظهر ابتداء لن اتبعهم من مفرط ف معرفة السنة من متجهم‬
‫ضعيف ف التصوف أو ف التفقه بل يكون فيه من البدعة والهم عليه وهو متمسك با هو عليه من السلم ولكن الحققون منهم‬
‫لطريقهم هم الذين يصيون مثل القرامطة كما قيل لفضل مققيهم وقد قرىء عليه الفصوص هذا يالف القرآن فقال القرآن كله‬
‫شرك وإنا التوحيد ف كلمنا ‪ #‬وقال ل فرق بي الزوجة والم عندنا ولكن هؤلء الحجوبون قالوا حرام فقلنا عليكم ‪ #‬ولذا تد‬
‫الحقق منهم يستحل الحرمات من المر والفواحش وترك‬

‫الصلوات والكذب وموالت اليهود والنصارى بل يكون أعظم شرا ف الباطن من اليهودي والنصران التمسك بشريعته البدلة‬
‫النسوخة ولكن ف اليهود والنصارى من هو شر منهم لوافقته لم على هذا اللاد ولا كانت القرامطة إنا لبسوا على الناس بدخولم‬
‫من باب موالة أولياء ال من أهل البيت كذلك دخل هؤلء من من باب موالة أولياء ال ولا كان ف غلة الشيعة من يعتنق نبوة علي‬
‫أو ألوهيته وكان أيضا ف غلة التنسكة من يعتقد ف بعض الشايخ إلهية أو نبوة كان هؤلء كذلك وزادوا على ذلك حيث جعلوا‬
‫خات الولياء أعلى من جيع النبياء والرسل حت خات الرسل وجعلوا اللية ف كل شيء ‪ #‬ولا كان للقرامطة ف الدعوة مراتب‬
‫كذلك لؤلء ف إلادهم مراتب فأول ذلك زعمهم أن الولية أفضل من النبوة والنبوة أفضل من الرسالة وينشدون ‪ % #‬مقام النبوة‬
‫‪ %‬ف برزخ ‪ %‬فويق الرسول ودون الول‬
‫وهذا ما يبوحون به لعوامهم ويناظرون الناس عليه ويقولون ولية النب أفضل من نبوته ونبوته أفضل من رسالته لن وليته اتصاله ‪#‬‬
‫بال والنبوة إخبار الق له والرسالة تبليغه للناس والول أرفع فهذه مقدمة ‪ #‬ث يقولون والولية باقية إل يوم القيامة وتلك الولية‬
‫بعينها الت‬

‫كانت للرسول هي باقية ف أمته فتارة يقولون هي ف كل زمان لشخص وتارة يقولون هي لات الولياء ‪ #‬وهؤلء قد يعظمون المام‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫أحد جدا والشيخ عبد القادر جدا فإن ابن عرب يعظم هذين جدا وينتسب ف الرقة إل الشيخ عبد القادر وهم يغلون ف ذلك حت‬
‫أنه كان كثي من شيوخهم له غلو ف الشيخ عبد القادر فأخذ يفسر ما ينقل عنه من أنه قيل له يا سيد اللق بعد الق وأصحابه‬
‫القتصدون يفسرون ذلك بسيد أهل زمانه فزعم هذا الشيخ أنه سيد اللق مطلقا بناء على أن الولية الحمدية قائمة به ومن اتصف با‬
‫كان السيد مطلقا وجرى هذا بجلس كنت فيه وكان فيه أحد الشايخ من أولد الشيخ عبد القادر وهو رجل مسلم ل يعتقد شيئا من‬
‫هذا لكن ذكر صاحب الجلس هذا عن ذلك الشيخ الغال وأن آخر رد عليه وكان هذا الراد قد اعتدى علينا فقلت الصواب مع هذا‬
‫الراد كائنا من كان فإن الق يب اتباعه من كل أحد والباطل يب رده على كل أحد وهذا باطل ما يقوله مسلم فإن الولية القائمة‬
‫بالنب هي بعينها ل تنتقل إل أحد وأما مثلها فلم يصل لب بكر وعمر ول لحد من النبياء والرسل‬

‫فضل عن أن تصل للشيخ عبد القادر أو غيه وهذا من جنس ما تدعيه الرافضة المامية من العصمة عن علي وغيه ويعلونم مثل‬
‫رسول ال وكان بالشام طائفة منهم سألوا مرة أبا البقاء خلف بن يوسف النابلسي الشيخ الحدث الشهور فقالوا يا زين الدين أنت‬
‫تقول إن مولنا أمي الؤمني عليا ما كان معصوما فقال ما أخفيكم شيئا وكان يقول مثل هذا كثيا أبو بكر وعمر عندنا خي منه وما‬
‫كانا معصومي ‪ #‬وأقبح من غلو هؤلء ما كان عليه التسمون بالوحدين ف متبوعهم اللقب بالهدي ممد بن التومرت الذي أقام‬
‫دولتهم با أقامها به من الكذب والحال وقتل السلمي واستحلل الدماء والموال فعل الوارج الارقي ومن البتداع ف الدين مع ما‬
‫كان عليه من الزهد والفضيلة التوسطة ومع ما ألزمهم به من الشرائع السلمية والسنن النبوية فجمع بي خي وشر لكن من أقبح ما‬
‫انتحلوه فيه خطبتهم له على النابر بقولم المام العصوم والهدي العلوم ‪ #‬وبلغن أن بعض عقلء خلفائهم جع العلماء فسألم عن‬
‫ذلك فسكتوا‬

‫خوفا لنه كان من تظاهر بإنكار شيء من ذلك قتل علنية إن أمكن وإل قتل سرا ويقال أنم قتلوا القاضي أبا بكر بن العرب‬
‫والقاضي عياضا السبت وغيها ‪ #‬وجهالم يغلون ف ابن التومرت حت يعلوه مثل النب وينشدون ‪ % #‬إذا كان من بالشرق ف‬
‫‪ %‬الغرب مثله ‪ %‬فللوا له الشتاق أن يتحيا‬
‫وهم يقولون ف الطبة الذي أيد بالكمة فكان أمره حتما واكتنف بالعدل اللئح والنور الواضح الذي مل الرض فلم يدع فيها ‪#‬‬
‫ظلما ول ظلما ‪ #‬وقد اتفق السلمون على أنه ليس من الخلوقي من أمره حتم على الطلق إل الرسل الذين قال ال تعال فيهم ^‬
‫وما أرسلنا من رسول إل ليطاع بإذن ال ^ وأما من دونم فيطاع إذا أمر با أمروا به وأما إذا أمربلف ذلك ل يطع كما ف‬
‫الصحيحي عن النب أنه قال من‬

‫أطاعن فقد أطاع ال ومن أطاع أميي فقد أطاعن ومن عصان فقد عصى ال ومن عصى أميي فقد عصان ‪ #‬وف الصحيحي‬
‫أيضا عن عبد ال بن عمر عن النب أنه بعث أميا على سرية قال على الرء السمع والطاعة ما ل يؤمر بعصية ال فإذا أمر بعصية ال‬
‫فل سع ول طاعة ‪ #‬وقد قال الصديق رضي ال عنه لا تول أيها الناس القوي فيكم الضعيف عندي حت آخذ منه الق والضعيف‬
‫فيكم القوي عندي حت آخذ له الق ‪ #‬وقال أطيعون ما أطعت ال فإذا عصيت ال فل طاعة ل عليكم وبلغن أن ذلك الستخلف‬
‫لا جع العلماء وسألم عن قولم العصوم وأمسك الكثرون قام بعضهم فقال قد أجع السلمون وأهل السنة أو العلماء أو كما قال‬
‫على أن خي هذه المة بعد نبيها أبو بكر وأجعوا أنه ل يكن معصوما وانفض الجلس على بطلن قولم العصوم وأزيلت من النابر‬
‫إما من ذلك الجلس أو غيه وقد اتفق أئمة الدين على أنه ل معصوم ف المة غي رسول ال ‪ #‬وقول بعضهم النب معصوم والول‬
‫مفوظ إن أراد بالفظ ما يشبه العصمة فهو باطل وهذا باب دخل منه الضلل على طوائف ضاهوا النصرانية‬

‫كما قال تعال ^ اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال والسيح بن مري وما أمروا إل ليعبدوا إلا واحدا ل إله إل هو سبحانه‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪74‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫عما يشركون ^ ‪ #‬وقد روي عن النب أنه قال أحلوا لم الرام وحرموا عليهم اللل فكانت تلك عبادتم ‪ #‬وقال تعال ^ قل يا‬
‫أهل الكتاب تعالوا إل كلمة سواء بيننا وبينكم أن ل نعبد إل ال ول نشرك به شيئا ^ هذا حق الالق ‪ ^ #‬ول يتخذ بعضنا بعضا‬
‫أربابا من دون ال ^ وهذا حق الخلوق ^ فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون ^ ‪ #‬فتارة يعلون ف العظمي من البشر نوعا من‬
‫اللية وهذا قد ظهر قبحه وبطلنه أكثر من القسم الثان وهو أنم يضاهون بالرسل العظمي من غي الرسل وكل من هذين خلل ف‬
‫الشهادتي اللتي ها أصل السلم شهادة أن ل إله إل ال وشهادة أن ممدا عبده ورسوله خات النبيي والرسلي‬

‫وأما الغلة من الرافضة وأشباههم الذين يصرحون بعصمة من يعظمونه من الئمة والشايخ والعلماء فضل لم أظهر من ضلل ‪#‬‬
‫طائفة أخرى وهم ل يقولون أنم معصومون لكن يعاملونم معاملة العصوم حت قد يعادى أحدهم من يقول عن أحدهم أنه أخطأ وإن‬
‫كان القائل معظما لن قال ذلك فيه مكرما له مل له ول يقل ذلك على وجه النتقاص ولكن البيان أنه ل معصوم إل رسول ال وأن‬
‫من سواه يصيب ويطىء بل قد يستحل عقوبته أو أذيته للقول الذي أجع أئمة الدين على أنه الق الذي يب اعتقاده كما قال النب‬
‫لب بكر الصديق رضي ال عنه ف تعبي الرؤيا أصبت بعضا وأخطأت بعضا والديث ف الصحيحي وكما قال لا ذكرت له سبيعة‬
‫عن أب السنابل بن بعكك أنه قال ما أنت بناكحة حت تعتدي الجلي فقال كذب أبو السنابل حللت فانكحي ‪ #‬وهذه الفتيا قد‬
‫أفت با علي وابن عباس‬

‫وقد ثبت ف الصحيحي عن النب أنه قال قد كان ف المم قبلكم مدثون فإن يكن ف أمت أحد فعمر ‪ #‬وقال إن ال ضرب الق ‪#‬‬
‫على لسان عمر وقلبه وف الترمذي لو ل أبعث فيكم لبعث فيكم عمر وقال ابن عمر ما سعت عمر يقول لشيء كذا وكذا إل كان‬
‫كما كان يقول ‪ #‬وقال علي كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر ‪ #‬ومع هذا فقد كان الصديق الذي هو أفضل منه يقومه‬
‫ف أشياء كثية كما قومه يوم صلح الديبية ويوم موت النب بل كان آحاد الناس يبي‬

‫له الصواب فيجع إل قوله كما راجعته امرأة ف قوله لئن بلغن أن أحدا زاد على صداقه أزواج النب وبناته إل رددت الفضل ف بيت‬
‫الال فقالت له امرأة ل ترمنا شيئا أعطانا ال إياه وقرأت قوله تعال ^ وآتيتم إحداهن قنطارا ^ فرجع إل قولا وأمثال هذا ولا كان‬
‫أهل العراق يتجون على الشافعي بقول علي وعبد ال جع كتاب اختلف علي وعبد ال وذكر كثيا من السائل الت ترك الناس فيها‬
‫قولما والسنة بلف ذلك وأعظم الناس موافقة للسنة أبو بكر الصديق فإنه ل يكاد يفظ له مسألة يالف با النص كما حفظ لغيه‬
‫من اللفاء والصحابة ومع هذا فقد قال له النب ما تقدم ذكره وهذا كله لينازع فيه أحد من أهل العلم والدين ولكن ابتلى السلمون‬
‫بهال وضلل يدعون القائق والحوال وهم ل‬

‫يعرفوا معرفة عموم السلمي من النساء والرجال ‪ #‬وأما الرسول فعصمته فيما استقر تبليغه من الرسالة باتفاق الؤمني كما قال ال‬
‫تعال ^ وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نب إل إذا تن ألقى الشيطان ف أمنيته فينسخ ال ما يلقى الشيطان ث يكم ال آياته وال‬
‫عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين ف قلوبم مرض والقاسية قلوبم وإن الظالي لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم‬
‫أنه الق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبم وإن ال لاد الذين آمنوا إل صراط مستقيم ^ ‪ #‬وليس هذا موضع ذكر تنازع الناس‬
‫هل كان اللقاء ف السمع أو ف اللفظ إذ ل نزاع بي الئمة ف أنه ل يقر على ما هو خطأ ف تبليغ الرسالة فإن معصوم الرسالة ل‬
‫يصل مع تويز هذا ‪ #‬وأما تنازع الناس ف غي هذا كتنازعهم ف وقوع الطأ والصغائر فإنم أيضا ل يقرون على ذلك فإذا قيل هم‬
‫معصومون من القرار على ذلك كان ف ذلك احتراز من الناع الشهور بل إذا كان عامة السلف والئمة وجهور المة يوز ذلك‬
‫على النبياء ويقولون هم معصومون من القرار على الذنوب ويقولون وقوع ما وقع إنا كان لكمال النهاية ل لتفضيل البداية فإن ال‬
‫يب التوابي ويب التطهرين كما دل الكتاب والسنة والثار على ذلك ‪ #‬وما ف ذلك من التأسي والقتداء بم فكيف يغيهم لكن‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪75‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫غيهم ليس معصوما من القرار على خطأ إذ أفضل اللق بعد النبياء الصديقون ول يقدح ف صديقيتهم وقوع الطأ منهم بل لول‬
‫ذلك لكان الصديق‬

‫بنلة النب والذين يغلون ف هؤلء هو أن قصد تعظيمهم بذلك فيه غض ونقص بن هو خي منهم وهم النبياء والرسل كما أن الذي‬
‫يغلو ف النبياء والرسل يكون غلوه عيبا وغضا باللوهية كما قال تعال ^ ول يأمركم أن تتخذوا اللئكة والنبيي أربابا أيأمركم‬
‫بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ^ ‪ #‬وف الصحيحي عنه أنه قال ل تطرون كما أطرت النصارى عيسى بن مري إنا أنا عبد فقولوا عبد‬
‫ال ورسوله ‪ #‬وقال تعال ^ قل يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم ول تقولوا على ال إل الق إنا السيح عيسى بن مري رسول ال‬
‫وكلمته ألقاها إل مري وروح منه فآمنوا بال ورسوله ول النب المي تقولوا ثلثة انتهوا خي لكم إنا ال إله واحد سبحانه أن يكون‬
‫له ولد له ما ف السماوات وما ف الرض وكفى بال وكيل لن يستنكف السيح أن يكون عبدا ل ول اللئكة القربون ومن‬
‫يستنكف عن عبادته ويستكب فسيحشرهم إليه جيعا ^ ‪ #‬وقال تعال ^ قل يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم غي الق ول تتبعوا‬
‫^ أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيا وضلوا عن سواء السبيل‬

‫وهؤلء يسبون ال كما كان معاذ بن جبل يقول ل ترحوهم فقد سبوا ال مسبة ما سبه با أحد من البشر ‪ #‬وف الصحيح عن النب‬
‫أنه قال ما أحد أصب على أذى سعه من ال يعلون له ولدا وشريكا وهو يعافيهم ويرزقهم وف الصحيح أيضا عن النب أنه قال يقول‬
‫ال تعال شتمن ابن آدم وما ينبغي له ذلك وكذبن ابن آدم وما ينبغي له ذلك فأما شتمه إياي فقوله أن ل ولدا وأنا الحد الصمد ل‬
‫ألد ول أولد ول يكن ل كفوا أحد وأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدن كما بدأن وليس أول اللق بأهون علي من إعادته ‪ #‬وال‬
‫سبحانه وتعال له حقوق ل يشركه فيها أحد ورسله لم حقوق ل يشركهم فيها غي الرسل والقرار بذين هو أصل السلم فحق ال‬
‫تعال أن نعبده ول نشرك به شيئا كما ف الصحيحي عن معاذ بن جبل قال‬

‫قال النب يا معاذ أتدري ما حق ال على عباده قلت ال ورسوله أعلم قال حقه عليهم أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا يا معاذ أتدري‬
‫ما حق العباد على ال إذا فعلوا ذلك قلت ال ورسوله أعلم قال أن ل يعذبم وقد أخب ال سبحانه عن كل من الرسلي كنوح وهود‬
‫وصال أنه قال ^ اعبدوا ال ما لكم من إله غيه ^ وقال ^ فاتقوا ال وأطيعون ^ وقال ^ ومن يطع ال ورسوله ويشى ال ويتقه‬
‫فأولئك هم الفائزون ^ فالطاعة ل ولرسله البلغي عنه كما قال تعال ^ ومع يطع الرسول فقد أطاع ال ^ ‪ #‬وأما الشية والتقوى‬
‫فلله وحده وقال تعال ^ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بال ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيل ^ فالتسبيح‬
‫ل وحده والتعزير والتوقي للرسول واليان بال ورسوله وقال تعال ^ إياك نعبد وإياك نستعي ^ وقال تعال ^ فل تشوا الناس‬

‫واخشون ^ وقال ^ إنا ذلكم الشيطان يوف أولياءه فل تافوهم وخافون إن كنتم مؤمني ^ وقال عن إبراهيم ^ فابتغوا عند ال‬
‫الرزق واعبدوه واشكروا له ^ وقال تعال ^ واذكروا نعمت ال عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم‬
‫واتقوا ال وعلى ال فليتوكل الؤمنون ^ ‪ #‬وقال ^ فإذا فرغت فانصب وإل ربك فارغب ^ وقال تعال ^ وأن الساجد ل فل‬
‫تدعوا مع ال أحدا ^ وقال ^ قل ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل يلكون مثقال ذرة ف السماوات ول ف الرض وما لم فيهما‬
‫من شرك وما له منهم من ظهي ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له ^ وقال تعال ^ من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه ^ وقال ^‬
‫ول يشفعون إل لن ارتضى ^ وقال ^ ما لكم من دونه من ول ول شفيع ^ وقال ^ قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فل يلكون‬
‫كشف الضر عنكم ول تويل أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحته ويافون عذابه إن عذاب ربك‬
‫كان مذورا ^ وقال تعال ^ وقاتلوهم حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل ^ ‪ #‬ومثل هذا ف القرآن كثي بل هذا هو أصل‬
‫القصود بالقرآن وأما‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪76‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬

‫الرسول فقد قال تعال ^ النب أول بالؤمني من أنفسهم وأزواجه أمهاتم ^ ‪ #‬وقال تعال ^ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم‬
‫وإخوانكم وأزواجكم وعشيتكم وأموال اقترفتموها وتارة تشون كسادها ومساكن ترضونا أحب إليكم من ال ورسوله وجهاد ف‬
‫سبيله فتربصوا حت يأت ال بأمره ^ وقال تعال ^ يلفون بال لكم ليضوكم وال ورسوله أحق أن يرضوه ^ وقال تعال ^ ولو أنم‬
‫رضوا ما آتاهم ال ورسوله وقالوا حسبنا ال سيؤتينا ال من فضله ورسوله ^ ‪ #‬ففي التوكل قالوا حسبنا ال ول يقولوا ورسوله وف‬
‫اليتاء قالوا سيؤتينا ال ورسوله لن اليتاء الحمود ل بد أن يكون ما أباحه الرسول وأذن فيه مبلغا عن ال وإل فمن أوت ملكا أو‬
‫مال غي مأذون له فيه شرعا كان معاقبا عليه وإن جرت به القادير إذ يب الفرق بي اليتاء الكون والدين كما يب الفرق بي‬
‫القضاء الكون والدين والمر الكون والدين والكم الكون والدين والرادة الكونية والدينية والكلمات الكونية والدينية والذن‬
‫الكون والدين والبعث الكون والدين والرسال الكون والدين وأشباه ذلك ما دل القرآن على الفرق بينهما فما كان موافقا للشريعة‬
‫الت بعث با رسوله فهو الدين الذي يقوم‬

‫به الؤمنون وما كان مالفا لذلك وإن كان قدره ال ويكون شرا ف حق صاحبه وعقوبة وكان عاقبته فيه عاقبة سوء فإن العاقبة‬
‫للمتقي ول حجة لحد بالقدر بل الحتج به حجته داحضة والعتذر به عذره غي مقبول وقال تعال ^ ل تد قوما يؤمنون بال واليوم‬
‫الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم وأبنائهم أو إخوانم أو عشيتم أولئك كتب ف قلوبم اليان وأيدهم بروح منه‬
‫ويدخلهم جنات تري من تتها النار خالدين فيها رضي ال عنهم ورضوا عنه أولئك حزب ال إل إن حزب ال هم الفلحون ^‬
‫وقال تعال ^ يسألونك عن النفال قل النفال ل والرسول ^ ‪ #‬وقال تعال ^ واعلموا أن ما غنمتم من شيء فإن ل خسه‬
‫وللرسول لذي القرب واليتامى والساكي وابن السبيل إن كنتم آمنتم بال وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى المعان وال‬
‫على كل شيء قدير ^ ‪ #‬وقال تعال ^ ذلك بأنم شاقوا ال ورسوله ومن يشاقق ال ورسوله فإن ال شديد العقاب ^ ‪ #‬وقد ذكر‬
‫طاعة الرسول ف أكثر من ثلثي موضعا من القرآن فهذا وأمثاله من حقوق الرسول ‪ #‬وأما الؤمنون وولة المور من العلماء‬
‫والمراء ومن يدخل ف ذلك من الشايخ واللوك فلهم حقوق بسب ما يقومون به من الدين فيطاعون ف طاعة ال ويب له من‬
‫النصيحة والعاونة على الب والتقوى وغي ذلك ما هو‬

‫من حقوقهم لعموم الؤمني أيضا من الناصحة والوالة وغيها من القوق ما دل عليه الكتاب والسنة وليس هذا موضع تفصيل ذلك‬
‫‪ #‬وكل من جعل غي الرسول بنلة الرسول ف خصائص الرسالة فهو مضاه لن جعل معه رسول آخر كمسيلمة ونوه وإن افترقا ف‬
‫بعض الوجوه ث يكون هؤلء شرا إذا فضلوا متبوعهم على الرسول وقد يكون اتباع مسيلمة شرا إذا كان متبوع هؤلء مؤمنا بال‬
‫ورسوله ول يفضلوه على الرسول ‪ #‬ولا أظهرت ما ف كتب هؤلء من النفاق واللاد أخذ بعض من يقول بتفضيل الول على‬
‫الرسول ونو ذلك يتأولون ذلك على ما تقدم ذكره من تفضيل ولية الرسول على نبوته ورسالته حت خاطبن ف ذلك بعضهم وأخذ‬
‫يتأول كلم ابن عرب ف استفادة النبياء والرسل من مشكاة ناره لنه هو ولية الرسول والرسل يستفيدون من مشكاة خات الرسل‬
‫فيلزم أنم يستفيدون من مشكاة خات الولياء فأخذت أول أوقفه على ألفاظ ابن عرب التقدمة الت كتبتها هنا حيث ذكر فيها إن هذا‬
‫العلم الذي هو تقيقهم وتوحيدهم وحقيقته التعطيل ليس إل لات الرسل وخات الولياء وما يراه أحد من النبياء والرسل إل من‬
‫مشكاة الرسول الات ول يراه أحد من الولياء إل من مشكاة خات الولياء حت أن الرسل ل يروونه مت رأوه إل من مشكاة خات‬
‫الولياء فإن الرسالة والنبوة أعن نبوة التشريع ورسالته ينقطعان والولية ل تنقطع أبدا فالرسلون من كونم أولياء ل‬

‫يرون ما ذكرناه إل من مشكاة خات الولياء فكيف بن دونم من الولياء وإن كان خات الولياء تابعا ف الكم لا جاء به خات‬
‫الرسل من التشريع فلذلك ل يقدح ف مقدمه ول يناقض ما ذهبنا إليه فإنه من وجه يكون أعلى ومن وجه يكون أنزل ‪ #‬فقد صرح‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪77‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫ف هذا الكلم بعد أن زعم أن النبياء والرسل ل يرونه إل من مشكاة خات الرسل وأن النبياء والرسل أيضا ل يرونه أيضا إل من‬
‫مشكاة خات الولياء لكونم أيضا أولياء ث أعاد قوله فقال فالرسلون من كونم أيضا أولياء ل يرون ما ذكرناه إل من مشكاة خات‬
‫الولياء ‪ #‬وهذا تصريح بأن وليتهم القائمة بم دون ولية خات الولياء ضد ما يتظاهرون به ث صرح بأن خات الولياء أعلى من‬
‫خات النبياء من وجه وصرح فيما بعد بأنه موضع لبنتي ‪ #‬فقال فهو موضع اللبنة الفضية وهو ظاهره ومايتبعه فيه من الحكام كما‬
‫هو آخذ عن ال ف السر ما هو ف الصورة الظاهرة متبع فيه فإنه يرى المر على ما هو عليه فل بد أن يراه هكذا ‪ #‬فزعم أنه مع‬
‫متابعته له ف الحكام الظاهرة يأخذ عن ال ف السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه وهذا مقام مسيلمة الكذاب‬

‫ول ريب أن هارون وإن كان نبيا مع موسى فلم يكن معه بذه النلة بل كان موسى يبلغه عن ال ما ل يكن يأخذه هارون عن ‪#‬‬
‫ال وهذا ادعى أنه مع ممد فوق ما كان هارون مع موسى ول يرض بذلك بل هذا ف الحكام الظاهرة فقط وهذا أيضا مقام الذين‬
‫إذا جاءتم آية قالوا لن نؤمن حت نؤت مثل ما أوت رسل ال وهذا يزعم أنه قد أوت مثل ما أوت رسل ال ‪ #‬ث قال وهو موضع‬
‫اللبنة الذهبية ف الباطن فإنه أخذ من العدن الذي يأخذ منه اللك الذي يوحى به إل الرسول ‪ #‬فزعم أنه يأخذ من فوق اللك‬
‫والرسول يأخذ من اللك فهو أعلى منه ف أعلى القسمي وهو علم التحقيق والعرفة كما قال ف أثناء كلمه فما يلزم الكامل أن‬
‫يكون له التقدم ف كل شيء وف كل مرتبة وإنا نظر الرجال إل التقدم ف رتبة العلم بال فهناك مطلبهم وأما حوادث الكوان فل‬
‫تعلق لواطرهم با ‪ #‬وإذا كان متقدما على الرسول ف أعلى القسمي وهو العلم ومشارك له ف العلم بالحكام فمعلوم أن مسيلمة‬
‫الكذاب ل يدع مثل هذا ول‬

‫الختار بن أب عبيد الكذاب الذي ثبت فيه الديث الذي ف صحيح مسلم عن أساء عن النب أنه قال وسيكون ف ثقيف كذاب ومبي‬
‫‪ #‬فالبي كان هو الجاج ‪ #‬والكذاب هو الختار بن أب عبيد ‪ #‬وقد قيل لبن عمر أو لبن عباس أن الختار يزعم أنه يوحى إليه‬
‫فقال صدق ^ وإن الشياطي ليوحون إل اوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لشركون ^ ‪ #‬وقيل لخر إن الختار يزعم أنه‬
‫ينل عليه فقال صدق ^ هل أنبئكم على من تنل الشياطي تنل على كل أفاك أثيم ^ ‪ #‬فلما اربت هذا لن كان يعظمهم غاية‬
‫التعظيم ويتأول كلمهم على‬

‫ما تقدم انبهر حيث رآه قد صرح بالتفضيل على النب وعلى جيع النبياء وأنم يأخذون من مشكاة ولية نفسه ل من ولية الرسول‬
‫ث بينت له بطلن تلك الصول بأن أحدا من الرسل ل يأخذ عن الخر هذا العلم لوجهي ‪ #‬أحدها أن هذا إلاد وتعطيل ل يعتقده‬
‫إل زنديق فكيف يعتقده رسول ‪ #‬الثان أن الرسل أوصى ال إليهم وعلمهم ما علمهم ل يلهم ف ذلك على من يلق بعد فقد تيقن‬
‫أن قول هؤلء يستلزم قول الدجال بلف مسيلمة ونوه من تعمد للكذب وبلف القرامطة وما استلزم الباطل فهو باطل ‪ #‬وقد‬
‫ثبت ف الصحيحي عن أب هريرة قال قال رسول ال إذا فرغ أحدكم من التشهد الخي فليستعذ بال من اربع من عذاب جهنم ومن‬
‫عذاب القب ومن فتنة الحيا والمات ومن شر فتنة السيح الدجال ‪ #‬وف لفظ له وإذا تشهد أحدكم فليستعذ بال من أربع يقول‬
‫اللهم إن أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القب ومن فتنة الحيا والمات ومن شر فتنة السيح الدجال ‪ #‬وف رواية طاوس‬
‫سعت أبا هريرة يقول قال رسول ال عوذوا‬

‫بال من عذاب النار عوذوا بال من عذاب القب عوذوا بال من فتنة السيح الدجال عوذوا بال من فتنة الحيا والمات وروى العرج‬
‫عن أب هريرة مثله ‪ #‬وف إفراد مسلم عن أب الزبي عن طاوس عن ابن عباس أن رسول ال كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم‬
‫السورة من القرآن يقول قولوا اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القب وأعوذ بك من فتنة السيح الدجال‬
‫وأعوذ بك من فتنة الحيا والمات ‪ #‬قال مسلم بلغن أن طاوسا قال لبنه دعوت با ف صلتك قال ل قال أعد صلتك ‪ #‬وهذا‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪78‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫الذي ذكره عن طاوس قول طائفة من الفقهاء من أصحاب أحد وغيهم يرون وجوب هذا الدعاء ول ريب أنه أوكد الدعية‬
‫الشروعة ف هذا الوضع فإن النب ل ينقل عنه أنه أمر بدعاء بعد التشهد إل هذا الدعاء وإنا نقل عنه أنه كان يقول أدعية مشروعة‬
‫وأمره‬

‫أوكد من فعله باتفاق السلمي ولذا كان الذين ذكروا هذا الدعاء ف هذا الوضع من الصنفي أعلم بالسنة واتبع لا من ذكر غيه ول‬
‫يذكره ‪ #‬وقد ثبت عن النب أنه أمر أصحابه بذا التعوذ خارج الصلة أيضا وقد جاء مطلقا ومقيدا ف الصلة ومعلوم أن ما ذكر معه‬
‫من عذاب جهنم وعذاب القب وفتنة الحيا والمات أمر به كل مصل إذ هذه الفت مرية على كل أحد ول ناة إل بالنجاة منها فدل‬
‫على أن فتنة الدجال كذلك ولو ل تصب فتنته إل مرد الذين يدركونه ل يؤمر بذلك كل اللق مع العلم بأن جاهي العباد ل‬
‫يدركونه ول يدركه إل أقل القليل من الناس الأمورين بذا الدعاء وهكذا إنذار النبياء إباه أمهم حت أنذر نوح قومه يقتضي تويف‬
‫عموم فتنته وإن تأخر وجود شخصه حت يقتله السيح بن مري عليه السلم وكثيا ما كان يقع ف قلب أن هؤلء الطائفة ونوهم أحق‬
‫الناس باتباع الدجال فإن القائلي بالتاد أو اللول العي كقول النصارى ف السيح والغالية الالكة ف علي أوفيه وف غيه كما ذهب‬
‫إل ذلك طوائف من غلة الشيعة وغلة التصوفة ل يتنع على قولم أن يكون الدحال ونوه هو ال فكيف القائلون بالوحدة أو‬
‫التاد أو اللول الطلق الذين يعلون فرعون والعجل والصنام وغي ذلك هي عي الق كما تقدم ‪ #‬وقد كان يعرض لكثي من‬
‫الناس إشكال ف كون النب قال ف الدجال أنه أعور وأن ربكم ليس بأعور فقالي حاجة إل نفي ربوبيته‬

‫بدليل العور مع كثرة الدلة الت يعلم با كذبه وكذب كل بشر قال إنه ال حت أن طائفة من أهل الكلم إخوان أولئك التادية ف‬
‫النفي كالرازي كذبوا هذا الديث وقالوا النب أجل من أن يتاج ف نفي الربوبية إل أن يدل أمته بذا ‪ #‬واعلم أن الديث ثابت‬
‫متفق عليه مستفيض من وجوه ‪ #‬منها حديث ابن عمر التقدم الذي سقناه ف مسلم وهو ف الصحيحي وفيه فقام رسول ال ف‬
‫الناس فأثن على ال با هو له أهل ث ذكر الدجال فقال إن لنذركموه ما من نب إل وقد أنذره قومه لقد أنذره نوح قومه ولكن‬
‫أقول لكم فيه قول ل يقله نب لقومه تعلمون أنه أعور وأن ال ليس بأعور وف لفظ أن رسول ال ذكر الدجال بي ظهران الناس فقال‬
‫إن ال ليس بأعور أل إن السيح الدجال أعور العي اليمن كأن عينه عنبة طافية ‪ #‬وف الصحيحي عن أنس بن مالك قال قال رسول‬
‫ال ما من نب إل قد أنذر أمته العور الكذاب إل إنه أعور وأن ربكم ليس بأعور بي عينيه ك ف ر‬

‫وف رواية مكتوب بي عينيه ك ف ر أي كافر ‪ #‬وف رواية الدجال مسوح العي مكتوب بي عينيه كافر أتجاها ك ف ر يقرؤه ‪#‬‬
‫كل مسلم ‪ #‬وف الصحيح من حديث حذيفة إن الدجال مسموح العي عليها ظفرة غليظة مكتوب بي عينه كافر يقرؤه كل مؤمن‬
‫كاتب وغي كاتب ‪ #‬واعلم أن النب ل يقل أنه أعور وأن ربكم ليس بأعور لن ذلك وحده هو الدليل على كذبه وامتناع دعواه‬
‫وأنه لول العور ل تكن هناك أدلة أخرى يبي ذلك أنه قال لقولن لكم فيه قول ل يقله نب لمته أنه أعور وأن ربكم ليس بأعور ‪#‬‬
‫ولو كان هذا هو الدليل وحده على نفي ربوبيته ل يعلم كذبه بدون ذلك لوجب على النبياء كلهم أن يبينوا ذلك لوجوب بيان‬
‫كذبه عليهم بل قد ذكر مع ذلك أدلة أخرى منها ‪ #‬أنه مكتوب بي عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن ‪ #‬ومنها أن أحدا منا لن يرى ربه‬
‫حت يوت‬

‫ومنها أن جنته نار وناره جنة كما ف الصحيحي أيضا عن أب هريرة قال قال رسول ال أل أخبكم عن الدجال حديثا ما حدث ‪#‬‬
‫به نب قومه إنه أعور وأنه ييء معه مثل النة والنار فالت يقول إنا النة هي النار وإن أنذركم به كما أنذر به نوح قومه ‪ #‬وف‬
‫الصحيح أيضا عن حذيفة وعقبة بن عامر عن النب قال الدجال يرج وأن معه ماء ونارا فالاء‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪79‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫الذي يراه الناس ماء فنار ترق وأما الذي يراه الناس نارا فماء بارد وعذب من أدرك ذلك منكم فليقع ف الذي يراه نارا فإنه ماء‬
‫عذب طيب ‪ #‬ذكر هذه العلمات الظاهرة فإن فتنة الدجال أعظم فتنة تكون ف الدنيا ‪ #‬وف الصحيح عن هشام بن عامر سعت‬
‫رسول ال يقول ما بي خلق آدم إل قيام الساعة خلق أكب من الدجال وهو يرج بعد‬

‫بلء شديد يصيب الناس وشبهات عظيمة مع رغبة عظيمة ورهبة عظيمة ويتبعه أكثر الناس حت اليهود مع دعواهم الكتاب هم أكثر‬
‫الناس تبعا له ‪ #‬كما جاء ف الصحيح عن أنس بن مالك أن رسول ال قال يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون الفا عليهم الطيالسة‬
‫‪ #‬وإذا كان قوم موسى قد عبدوا العجل واعتقدوا أنه ال وفيهم هارون نب ال ناهم فلم ينتهوا حت رجع إليهم موسى وألقى‬
‫اللواح ‪ #‬والنصارى فهم متفقون على أن السيح هو ال تعال ال علوا كبيا ويقولون مع ذلك هو ابن ال ‪ #‬أيضا فكيف يتنع على‬
‫قولم أن يقال ذلك ف بشر ‪ #‬وهؤلء الذين يدعون الفلسفة والكلم والتصوف وهم يدعون أنم أكمل الناس معرفة بالتوحيد‬
‫والتحقيق وأتبع الناس للشريعة وغيها ويفضلون أنفسهم على الرسل ول ريب أنم من أحذق الناس ف الفلسفة ويقولون أنه يظهر ف‬
‫كل صورة ويقولون أن عباد العجل ما عبدوا إل ال كما قال ابن عرب ف الفصوص ث قال هارون لوسى عليهما السلم ^ إن‬
‫خشيت أن تقول فرقت بي بن إسرائيل ^ فتجعلن سببا ف تفريقهم فإن عبادة العجل ظهرت بينهم فكان فيهم من عبده إتباعا‬
‫للسامري‬

‫وتقليدا له ومنهم من توقف عن عبادته حت يرجع إليهم موسى فيسألونه عن ذلك فخشي هارون أن ينسب ذلك التفريق بينهم إليه‬
‫فكان موسى أعلم بالمر من هارون لنه علم ما عبده أصحاب العجل لعلمه بأن ال قد قضى أن ل يعبد إل إياه وما حكم ال بشيء‬
‫إل وقع فكان عتب موسى أخاه هارون لا وقع المر ف إنكاره وعدم اتساعه فإن العارف من يرى الق ف كل شيء بل يراه عي كل‬
‫شيء ‪ #‬إل أن قال فكان عدم قوة أرداع هارون بالفعل أن ينفذ ف أصحاب العجل بالتسلط على العجل كما تسلط موسى عليه‬
‫حكمة من ال تعال ظاهرة ف الوجود ليعبد ف كل صورة وإن ذهبت تلك الصورة بعد ذلك فما ذهبت إل بعد ما تلبست عند‬
‫عابدها باللوهية فإذا كان المتان الكتابيتان اليهود والنصارى اعتقدوا ما تقدم ف إنسان وعجل ‪ #‬وكذلك الغلة من هذه المة‬
‫الضاهون لكفار أهل الكتاب وهؤلء الصابئة الفلسفة وإن انتسبوا إل اللل يقولون ما هو أبلغ من ذلك من ظهوره ف كل صورة‬
‫فيكيف بن هو أبعد من هؤلء الطوائف عن العلم واليان ولذا ل يلص من فتنة الدجال إل الؤمنون صرفا من أمة ممد‬

‫وقد كان عندنا بدمشق الشيخ الشهور الذي يقال له ابن هود وكان من أعظم من رأيناه من هؤلء التادية زهدا ومعرفة ورياضة ‪#‬‬
‫وكان من أشد الناس تعظيما لبن سبعي ومفضل له عنده على ابن عرب وغلمه ابن إسحاق وأكثر الناس من الكبار والصغار كانوا‬
‫يطيعون أمره وكان أصحابه الواص به يعتقدون فيه أنه ال وأنه أعن ابن هود هو السيح بن مري ويقولون إن أمه كان اسها مري‬
‫وكانت نصرانية ويعتقدون أن قول النب ينل فيكم ابن مري هو هذا وأن روحانية عيسى تنل عليه ‪ #‬وقد ناظرن ف ذلك من كان‬
‫أفضل الناس إذ ذاك معرفة بالعلوم الفلسفية وغيها مع دخوله ف الزهد والتصوف وجرى لم ف ذلك ماطبات ومناظرات يطول‬
‫ذكرها جرت بين وبينهم حت بينت لم فساد دعواهم بالحاديث الصحيحة الواردة ف نزول عيسى بن مري وأن ذلك الوصف ل‬
‫ينطبق على هذا وبينت فساد ما دخلوا فيه من القرمطة حت ظهرت مباهلتهم وحلفت لم أن ما ينتظرونه من هذا ل يكون ول يتم‬
‫وأن ال ل يتم أمر هذا الشيخ فأبر ال تلك القسام والمد ل رب العالي هذا مع تعظيمهم ل‬

‫بعرفت عندهم وإل فهم يعتقدون أن سائر الناس مجوبون جهال بقيقتهم وغوامضهم وإل فمن كان عند هؤلء يصلح أن ياطب‬
‫بأسرارهم إنا الناس عندهم كالبهائم حت قال ل شيخ مشهور من شيوخهم لا بنت له حقيقة قولم فأخذ يستحسن ويعظم معرفت‬
‫بقولم وقال هؤلء الفقهاء صم بكم عمي فهم ل يعقلون فقلت له هب أن الفقهاء كذلك أبا ل أهذا القول موافق لدين السلم‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪80‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫فيتحي الجتهدون ويضطربون إذا شبه عليهم ‪ #‬وقال ل بعض من كان يصدق هؤلء التادية ث رجع عن ذلك فكان من أفضل‬
‫الناس ونبلئهم وأكابرهم ما الانع من أن يظهر ال ف صورة بشر والنب يقول ف الدجال أنه أعور وأن ربكم ليس بأعور فلول جواز‬
‫ظهوره ف هذه الصورة لا احتاج إل هذا ف كلم له وأخذ يتج بذلك على إمكان أن يكون ابن هود ال فبينت له امتناع ذلك من‬
‫وجوه وتكلمت معه ف ذلك بكلم طال عهدي به لست أضبطه الن حت تبي له بطلن ذلك وذكرت له أن هذا الديث ل حجة‬
‫فيه وال سبحانه قد بي عبودية السيح وكفر من ادعى فيه اللية بأنواع غي ذلك كقوله تعال ^ ما السيح بن مري إل رسول قد‬
‫خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلن الطعام ^ فأكل الطعام لزم لكل بشر‬

‫وقال تعال ^ لقد كفر الذين قالوا إن ال هو السيح بن مري قل فمن يلك من ال شيئا إن أراد أن يهلك السيح بن مري وأمه ومن ‪#‬‬
‫ف الرض جيعا ‪ #‬وقال تعال ^ ل تأخذه سنة ول نوم ^ ‪ #‬وقال تعال ^ ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد ^ وأمثال ذلك‬
‫واعلم أن ما تذكره النفاة الدعون للتنيه من التفلسفة والتكلمة على نفي كونه جسما أو جوهرا أو متحيزا أو منقسما أو كونه ف‬
‫جهة أو متحركا ونو ذلك ل يفدهم شيئا من هذا العام ول أوجب اعتقاد نفي اللية ف السيح والدجال فإن هؤلء بعينهم هم الذين‬
‫يعتقدون إلهية السيح الدجال والسيح بن مري ونوها مع تصريهم بوصف الرب بتلك الصفات السلبية وذلك أنم إما أن يقولوا‬
‫تدرع اللهوت بالناسوت وحل به أو ظهر فيه أو هذه مظاهر ومال اللية أو تعات الق أو نو ذلك من مقالت التاد والذي‬
‫شاهدناه أن أحذق الناس ف الفلسفة والنفي والتنيه كان أتبع الناس لؤلء إذ هم بزعمهم يمعون بي التنيه والتشبيه ف كل ما‬
‫يصفونه به حت وصفوه بكل عيب وكل نقص وكل صفة لحدث كما قال صاحب الفصوص أل ترى الق يظهر بصفات الحدثات‬
‫وأخب بذلك عن نفسه وبصفات النقص وبصفات الذم أل ترى‬

‫الخلوق يظهر بصفات الق من أولا إل آخرها وكلها حق له كما هي صفات الحدثات حق للحق ‪ #‬وقال أيضا ومن أسائه‬
‫السن العلي على من وما ث إل هو فهو العلي لذاته أو عن ماذا وما هو إل هو فعلوه لنفسه وهو من حيث الوجود عي الوجودات‬
‫فالسمى مدثات هي العلية لذاتا وليست إل هو إل أن قال فهو عي ما ظهر وهو عي ما بطن ف حال ظهوره وما ث من يراه غيه‬
‫وما ث من يبطن عنه فهو ظاهر لنفسه باطن عنه وهو السمى أبو سعيد الراز وغي ذلك من أساء الحدثات إل أن قال ومن عرف ما‬
‫قررناه ف العداد وأن نفيها عي إثباتا علم أن الق النه هو اللق الشبه وإن كان قد تيز اللق من الالق فالمر الالق الخلوق‬
‫والمر الخلوق الالق كل ذلك من عي واحدة ل بل هو العي الواحدة وهو العيون الكثية فانظر ماذا ترى ^ قال يا أبت افعل ما‬
‫تؤمر ^ والولد عي أبيه فما رأى يذبح سوى نفسه ^ وفداه بذبح عظيم ^ فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان وظهر بصورة‬
‫ولد ل بل بكم ولد من هو عي الوالد ^ خلق منها زوجها ^ فما‬

‫نكح سوى نفسه إل أن قال فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جيع المور الوجودية والنسب العدمية بيث‬
‫ل يكن أن يفوته نعت منها وسواء كانت ممودة عرفا وعقل وشرعا أو مذمومة عرفا وعقل وشرعا وليس ذلك إل لسمى ال تعال‬
‫خاصة ‪ #‬فصرح بأن الق النه هو اللق الشبه وصرح بأنه النعوت بكل نعت مذموم وممود وصرح بأنه أبو سعيد الراز وغيه‬
‫من أساء الحدثات كما صرح بأن السمى مدثات هي العلية لذاتا وليست إل هو وقال أيضا اعلم أن التنيه عند أهل القائق هو ف‬
‫الناب اللي عي التحديد والتقييد فالنه إما جاهل وإما صاحب سوء أدب ولكن إذا أطلقناه وقال به فالقائل بالشرائع الؤمن إذا نزه‬
‫ووقف عند التنيه ول ير غي ذلك فقد أساء الدب وكذب الق والرسل صلوات ال عليهم وهو ل يشعر ويتخيل أنه ف الاصل‬
‫وهو ف الفائت وهو كمن آمن ببعض وكفر ببعض ول سيما وقد علم أن ألسنة الشرائع الليهة إذا نطقت عن الق تعال لا نطقت به‬
‫إنا جاءت به ف العموم على الفهوم الول‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ال نس يــ ــ ـم‬
‫وعلى الصوص على كل مفهوم يفهم من وجوه ذلك اللفظ ثان إن كان ف وضع ذلك اللسان فإن للحق ف كل خلق ظهورا فهو‬
‫الظاهر من كل مفهوم وهو الباطن عن كل فهم إل عن فهم من قال إن العال صورته وهويته إل أن قال وهو السم الظاهر كما أنه‬
‫بالعن روح ما ظهر فهو الباطن فنسبته لا ظهر من صور العال نسبة الروح الدبر للصورة فيوجد ف حد النسان مثل ظاهره وباطنه‬
‫وكذلك كل مدود فالق تعال مدود بكل حد وصور العال ل تنضبط ولياط با ول يعلم حدود كل صورة منها إل على قدر ما‬
‫حصل لكل عال من صورة فكذلك يهل حد الق فإنه ل يعلم حده إل بعلم حد كل صورة وهذا مال حصوله فحد الق مال‬
‫وكذلك من شبهه وما نزهه فقد قيده وحدده وما عرفه ومن جع ف معرفته بي التنيه والتشبيه ووصفه بالوصفي على الجال لنه‬
‫يستحيل ذلك على التفصيل‬

‫لعدم الحاطة با ف العال من صور فقد عرفه ممل ل على التفصيل كما عرف نفسه ممل ل على التفصيل وكذلك ربط النب معرفة‬
‫الق بعرفة النفس فقال من عرف نفسه فقد عرف ربه وقال تعال ^ سنريهم آياتنا ف الفاق ^ وهو ما خرج عنك وف أنفسهم وهو‬
‫عينك ^ حت يتبي لم ^ أي للناظر أنه الق من حيث أنك صورته وهو روحك فأنت له كالصورة السمية لك وهو لك كالروح‬
‫الدبر لصورة جسدك والد يشمل الظاهر والباطن منك فإن الصورة الباقية إذا زال عنها الروح الدبر لا ل تبق إنسانا ولكن يقال فيها‬
‫أنا صورة تشبه صورة النسان فل فرق بينها وبي صورة من خشب أو حجارة ول ينطلق عليها إسم إنسان إل بالجاز ل بالقيقة‬
‫وصورة العال ل يكن زوال الق عنها أصل فحد اللوهية له بالقيقة ل بالجاز كما هو حد النسان إذا كان حيا وكما أن ظاهر‬
‫صورة النسان تثن بلسانا على روحها ونفسها والدبر لا كذلك جعل ال صورة العال تسبح بمده ولكن ل نفقه تسبيحهم لنا ل‬
‫نيط با ف العال من الصورة فالكل ألسنة للحق‬

‫ناطقة بالثناء على الق ولذلك قال المد ل رب العالي أي إليه ترجع عواقب الثناء فهو النه الثن عليه وأنشد ‪ % #‬فإن قلت‬
‫بالتنيه كنت مقيدا ‪ %‬وإن قلت بالتشبيه كنت مددا ‪ % # %‬وإن قلت بالمرين كنت مسددا ‪ %‬وكنت إماما ف العارف سيدا‬
‫‪ % # %‬فمن قال بالشفاع كان مشركا ‪ %‬ومن قال بالفراد كان موحدا ‪ % # %‬فإياك والتشبيه إن كنت ثانيا ‪ %‬وإياك‬
‫‪ %‬والتنيه إن كنت مفردا ‪ % # %‬فما أنت هو بل أنت هو وتراه ‪ %‬ف عي المور مسرحا ومقيدا‬
‫إل أمثال هذا الكلم الذي يقوله هؤلء الدجالون الكذابون ويقولون تارة إن النب أعطاهم إياه وتارة أنم أخذوا عن ال بل ‪#‬‬
‫واسطة والنب وسائر الرسل يستفيدون منهم وتارة أنم والق أخذوه من معدن واحد ‪ #‬ومع هذا فقد جرى للمؤمني مع أتباعهم من‬
‫الحنة ما هي أشهر الحن الواقعة ف السلم ومعلوم أن هذه الحنة هي نتيجة منة الدجال بل هذه النتيجة أقرب إل منة الدجال من‬
‫غيها لن الناع ف مثل دعوى الدجال قد سوا بعد وقد انتصروا غاية النتصار لا هو قول فرعون والدجال وعادوا من خالفهم ما‬
‫هو أعظم من معاداة الدجال مع معرفة حذاقهم بأنه قول فرعون وقوله إنا على مذهب فرعون وزعمهم مع ذلك أنم أكمل اللق‬
‫وأعظمهم معرفة وتقيقا وتوحيدا‬

‫فإذا كان هذا حال بن آدم عوامهم وخواصهم من جيع الصناف ف النسان ظهر أن ما ذكره النب من الدلئل على نفي ربوبية ‪#‬‬
‫الدجال كان من أحسن الدلة وأثبتها وأنفعها للعامة والاصة وظهر بذا أن غيه من النبياء وإن ل يقلها لكون الدلة متعددة فالذي‬
‫قالا كان أعلم با ينفع الناس وأحرص عليهم وأرحم بم كما قال تعال ^ ولقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم‬
‫حريص عليكم بالؤمني رؤوف رحيم ^ فإن الدليل الوضح الظاهر عند اضطراب القلوب واشتباه الق وافتتان كثي من اللق أو‬
‫أكثرهم ينفع ويظهر الق ويدفع الباطل ما ل تسعه الدلة السية وإن كانت قطعية يقينية والقصود من الدلة والعلم هدى العباد‬
‫وإرشادهم فكل ما كان من الدلة أدل على الق وأنفع للخلق كان أرجح ما ليس كذلك ‪ #‬والمد ل الذي بعث إلينا رسول من‬
‫أنفسنا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والكمة فهذا هو الوجه الول وبيان أن أحدا من الناس ل يرى ال ف الدنيا بعينه ل ف‬
‫‪Elmahad.free.fr‬‬ ‫‪82‬‬ ‫الن سي ـــ ــم‬
‫صورة ول ف غي صورة وأن الديث الذي احتج به التادية على تليه لم من الصور ف الدنيا يدل على نقيض ذلك‬
‫الوجه الثان ‪ #‬إنم سألوا النب هل نرى ربنا يوم القيامة فقال هل تضامون ف رؤية الشمس صحوا ليس دونا سحاب قالوا ل قال‬
‫فهل تضامون ف رؤية القمر صحوا ليس دونه سحاب قالوا ل قال فإنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر‬

‫ولو كانت الرؤية هي تليه ف صور الخلوقات كلها كما يقوله التادية لقال لم إنكم ترون ربكم ف هذه الصور إذ هم ل ‪#‬‬
‫يرتقبون عندهم ف القيامة تليا غي هذا التجلي الذي ف الدنيا وإنا تفاوت الناس عندهم بقدر ترد أنفسهم حت يشهدوا الوجود‬
‫الساري ف كل شيء ل فرق ف ذلك عندهم بي دار ودار ‪ #‬وهذا ايضا حجة على من يعل أنه ل مانع للرؤية إل عدم الدراك ف‬
‫العي فإنه على قوله ل فرق ‪ #‬وعلى كل من القولي فإنم ل يرونه كما يرون الشمس والقمر وإن كان تشبيها للرؤية ل للمرئي‬
‫بالرئي إذ كاف التشبيه دخلت على ما الصدرية فإنه على قول التادية هو موجود فيهم كوجوده ف الشمس والقمر والكواكب‬
‫والبل واليوان والنبات فيمتنع أن يروه كما يرون الشمس والقمر مباينا لم منفصل عنهم وعن غيهم من الوجودات ‪ #‬وعلى قول‬
‫أولئك ل يرونه مواجهة عيانا وإنا الرؤية من جنس العلم أو نوع منه وقولم قول التادية ف رؤية الوجود الطلق وف البخاري إنكم‬
‫ترون ربكم عيانا ‪ #‬وما يبي ذلك أنه ليس ف الوجودات الرئية ف الدنيا أعظم من هذين ول يكن أن يراها النسان أكمل من‬
‫الرؤية الت وصفها النب وهذا يبي أن الؤمني يرون ربم أكمل ما يعرف من الرؤية‬

‫وعلى قول هؤلء إنا يرى أخفى ما يكون أو يرى على وجه تستوي الوجودات كلها ف رؤيته فإنم إذا جعلوه الوجود الطلق ‪#‬‬
‫ووصفوه بالسلوب كانت الرؤية من جنس العلم إن هذا ونوه ل يرى بالعي وإن جعلوه الوجود الذي ف الخلوقات جعلوا رؤيته‬
‫كرؤية كل موجود من خفي وجلي وعلى التقديرين فهم مالفون للنصوص السلبية الت احتجوا با‬
‫الوجه الثالث ‪ #‬إنه قال ل تضامون ف رؤيته ول تضارون ف رؤيته أي ل يلحقكم ضي ول ضيم ‪ #‬وروى ل تضارون ول‬
‫تضامون أي ل يضر بعضكم بعضا ول ينضم بعضكم إل بعض كما جرت عادة الناس بالزدحام عند رؤية الشيء الفي كاللل‬
‫ونوه وهذا كله بيان لرؤيته ف غاية التجلي والظهور بيث ل يلحق الرائي ضرر ول ضيم كما يلحقه عند رؤية الشيء الفي والبعيد‬
‫والحجوب ونو ذلك ‪ #‬وعلى قول هؤلء الهمية المر بالعكس فإنم إذا قالوا يتجلى ف كل صورة من صورة الذباب والبعوض‬
‫والبق واللل والسها ونو ذلك من الجسام الصغية فمعلوم ما يلحق ف رؤيتها من الضيم ل سيما وعند صاحب الفصوص ل يراه‬
‫إنا يرى الذوات الت يتجلى فيها وأما إذا جعل الرؤية من جنس العلم فجنس هذه ل يبقى فيها ضرر ول ضيم ول يلحق فيها زحة‬
‫ول مشقة فتكون بي ذلك ما هو علم أو كالعلم عدي الفائدة بعيد‬

‫الناسبة ل يليق بن هو من آحاد الناس فضل عن أكمل اللق وأعظمهم معرفة وبيانا وعلى آله وصحبه أجعي وسلم تسليما كثيا إل‬
‫يوم الدين ‪ #‬ت الزء الول من بغية الرتاد ف الرد على التفلسفة والقرامطة والباطنية أهل اللاد من القائلي باللول والتاد من‬
‫كلم المام شيخ السلم أب العباس تقي الدين أحد بن عبد السلم بن تيمية الران رحه ال تعال وأسكنه الفردوس برحته آمي‬
‫ويتلوه الزء الثان إن شاء ال تعال ‪ #‬الوجه الرابع أنه قال ف الديث يمع ال الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه إل‬
‫آخره والمد ل رب العالي وصلى ال على عبده ونبيه ورسوله وخيته وصفوته ممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا‬

You might also like