You are on page 1of 168

‫دَرْءُ تَعَارُضِ العَقْلِ وَالنّقْلِ‬

‫أو‬
‫ح الَعْقُوْلِ‬
‫حيْحِ الَنْ ُقوْلِ ِلصَرِيْ ِ‬
‫ُموَافَقَةُ صَ ِ‬

‫شيخ السلم ابن تيمية‬

‫الزء السابع‬

‫قلت ‪ :‬ولقائل أن يقول ‪ :‬تقرير العلو بالدلة العقلية ثبت من طرق ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أن يقال إذا ثبت بالعقل أنه مباين للمخلوقات وثبت أن العال كرى وأن العلو الطلق فوق‬
‫الكرة لزم أن يكون ف العلو بالضرورة ‪.‬‬
‫وهذه مقدمات عقلية ليس فيها خطاب وذلك لن العال إذا كان مستديرا فله جهتان حقيقيتان العلو‬
‫والسفل فقط وإذا كان مباينا للعال امتنع أن يكون ف السفل داخل فيه فوجب أن يكون ف العلو مباينا له وقد‬
‫تقدم أن الناف قال إن العال كرة واستدل على ذلك بالكسوف القمري إذا كان يتقدم ف الناحية الشرقية على‬
‫الغربية والقول بأن الفلك مستدير هو قول جاهي علماء السلمي والنقل بذلك ثابت عن الصحابة والتابعي‬
‫بل قد ذكر أبو السي بن النادى وأبو ممد بن حزم وابن الوزي وغيهم أنه ليس ف ذلك خلف بي‬
‫الصحابة والتابعي وغيهم من علماء السلمي وقد نازع ف ذلك طوائف من أهل الكلم والرأي من الهمية‬
‫والعتزلة وغيهم وقد قال ال تعال وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل ف فلك يسبحون‬
‫سورة النبياء ‪ 33‬وقال ل الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر ول الليل سابق النهار وكل ف فلك يسبحون‬
‫سورة يس ‪40‬‬

‫قال ابن عباس وغيه ف فلكه مثل فلكة الغزل وف حديث جبي بن مطعم عن النب الذي رواه أبو‬
‫داود والترمذي وغيها أن أعرابيا قال يا رسول ال جهدت النفس وجاع العيال وهلك الال فادع ال لنا فإنا‬
‫نستشفع بك على ال ونستشفع بال عليك فسبح رسول ال حت عرف ذلك ف وجوه أصحابه ث قال ويك‬
‫أتدري ما ال شأن ال أعظم من ذلك إن ال ل يستشفع به على أحد من خلقه إن عرشه على ساواته هكذا‬
‫وقال بأصابعه مثل القبة وإنه ليأط به أطيط الرحل الديد براكبه وهذا مبسوط ف غي هذا الوضع وإذا كان‬
‫الصم قد استدل بذلك كان ذلك حجة عليه فإذا كان العال كريا وقد ثبت بالضرورة أنه إما مداخل له وإما‬
‫مباين له وليس بداخل له وجب أن يكون مباينا له وإذا كان مباينا له وجب أن يكون فوقه إذ ل فوق إل‬
‫الحيط وما كان وراءه‬

‫الطريق الثان أن يقال علو الالق على الخلوق وأنه فوق العال أمر مستقر ف فطر العباد معلوم لم‬
‫بالضرورة كما اتفق عليه جيع المم إقرارا بذلك وتصديقا من غي أن يتواطأوا على ذلك ويتشاعروا وهم‬
‫يبون على أنفسهم أنم يدون التصديق بذلك ف فطرهم الطريق الثالث أن يقال هم عندما يضطرون إل‬
‫قصد ال وإرادته مثل قصده عند الدعاء والسألة يضطرون إل توجه قلوبم إل العلو فكما انم مضطرون إل‬
‫دعائه وسؤاله هم مضطرون إل أن يوجهوا قلوبم إل العلو إليه ل يدون ف قلوبم توجها إل جهة أخرى ول‬
‫استواء الهات كلها عندها وخلو القلوب عن قصد جهة من الهات بل يدون قلوبم مضطرة إل أن تقصد‬
‫جهة علوهم دون غيها من الهات وهذا الوجه يتضمن بيان اضطرارهم إل قصده ف العلو وتوجههم عند‬
‫دعائه إل العلو والول يتضمن فطرتم على القرار بأنه ف العلو والتصديق بذلك فهذا فطرة واضطرار إل العلم‬
‫والتصديق والقرار وذاك اضطرار إل القصد والرادة والعمل التضمن للعلم والتصديق والقرار الطريق الرابع‬
‫أن يقال قوله جهة فوق أشرف الهات خطاب ليس كذلك وذلك لنه قد ثبت بصريح العقول أن المرين‬
‫التقابلي إذا كان أحدها صفة كمال والخر صفة نقص فإن ال يوصف بالكمال منهما دون النقص فلما‬
‫تقابل الوت والياة وصف‬

‫بالياة دون الوت ولا تقابل العلم والهل وصف بالعلم دون الهل ولا تقابل القدرة والعجز وصف‬
‫بالقدرة دون العجز ولا تقابل الكلم والبكم وصف بالكلم دون البكم ولا تقابل السمع والبصر والصمم‬
‫والعمى وصف بالسمع والبصر دون الصمم والعمى ولا تقابل الغن والفقر وصف بالغن دون الفقر ولا تقابل‬
‫الوجود والعدم وصف بالوجود دون العدم ولا تقابل الباينة للعال والداخلة له وصف بالباينة دون الداخلة‬
‫وإذا كان مع الباينة ل يلو إما أن يكون عاليا على العال أو مسامتا له وجب أن يوصف بالعلو دون السامتة‬
‫فضل عن السفول والنازع يسلم أنه موصوف بعلو الكانة وعلو القهر وعلو الكانة معناه أنه أكمل من العال‬
‫وعلو القهر مضمونه أنه قادر على العال فإذا كان مباينا للعال كان من تام علوه أن يكون فوق العال ل ماذيا‬
‫له ول سافل عنه ولا كان العلو صفة كمال كان ذلك من لوازم ذاته فل يكون مع وجود غيه إل عاليا عليه‬
‫ل يكون قط غي عال عليه كما ثبت ف الصحيح الذي ف صحيح مسلم وغيه عن أب هريرة عن النب أنه‬
‫كان يقول ف دعائه أنت الول فليس قبلك شيء وأنت الخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر‬

‫فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ولذا كان مذهب السلف والئمة أنه مع نزوله إل‬
‫ساء الدنيا ل يزال فوق العرش ل يكون تت الخلوقات ول تكون الخلوقات ميطة به قط بل هو العلي‬
‫العلى العلي ف دنوه القريب ف علوه ولذا ذكر غي واحد إجاع السلف على أن ال ليس ف جوف‬
‫السماوات ولكن طائفة من الناس قد يقولون إنه ينل ويكون العرش فوقه ويقولون إنه ف جوف السماء وإنه‬
‫قد تيط به الخلوقات وتكون أكب منه وهؤلء ضلل جهال مالفون لصريح العقول وصحيح النقول كما‬
‫أن النفاة الذين يقولون ليس داخل العال ول خارجه جهال ضلل مالفون لصريح العقول وصحيح النقول‬
‫فاللولية والعطلة متقابلن‬

‫الطريق الامس أن يقال إذا كان مباينا للعال فإما أن يقدر ميطا به أو ل يقدر ميطا به سواء قدر أنه‬
‫ميط به دائما أو ميط به بعض الوقات كما يقبض يوم القيامة الرض ويطوي السماوات فإن قدر ميطا به‬
‫كان عاليا عليه علو الحيط على الحاط به وقد تقدم قولم ان الفلك كرى فيلزم أن تكون الفلك ميطة‬
‫بالرض وهي فوقها باتفاق العلماء فما كان ميطا بالميع أول بالعلو والرتفاع سبحانه وتعال وإن ل يكن‬
‫ماثل لشيء من الخلوقات ول مانسا للفلك ول غيها وإن ل يقدر ميطا به فإن كان العال كريا وليس‬
‫لبعض جهاته اختصاص بالعلو فإذا كان مباينا له لزم أن يكون عاليا كيفما كان المر وإن قدر أن العال ليس‬
‫بكرى أو هو كرى ولكن بعض جهاته لا اختصاص بالعلو مثل أن نقول إن ال وضع الرض وبسطها للنام‬
‫فالهة الت تلي رؤوس الناس هي جهة العلو من العال دون الخرى فحينئذ إذا كان مباينا وقدر أنه غي ميط‬
‫فل بد من اختصاصه بهة العلو أو غيها ومن العلوم أن جهة العلو أحق بالختصاص لن الهة العالية‬
‫أشرف بالذات من السافلة ولذا اتفق العلماء على أن جهة السماوات أشرف من جهة الرض وجهة الرأس‬
‫أشرف من جهة الرجل فوجب اختصاصه بي النوعي وأفضلهما إذ اختصاصه بالناقص الرجوح متنع‬

‫وأما قول الناف ولن العال كرة فل فوق إل وهو تت بالنسبة فيقال له هذا خطأ لا تقدم من أن‬
‫الحيط باتفاق العقلء عال على الركز وأن العقلء متفقون على أن الشمس والقمر والكواكب إذا كانت ف‬
‫السماء فل تكون إل فوق الرض وكذلك السحاب والطي ف الواء وأيضا فإن هذا التحت أمر خيال وهي‬
‫ل حقيقة له وليس فيه نقص كالعلق برجليه ل تكون السماء تته إل ف الوهم الفاسد واليال الباطل وكذلك‬
‫النملة الاشية تت السقف فالشمس والقمر والنجوم السابة ف أفلكها ل تكون بالليل تتنا إل ف الوهم‬
‫واليال الفاسد وأيضا فإنه مع كونه كريا ل يتنع أن نتص إحدى جهتيه بوصف اختصاص أل ترى أن‬
‫الرض مع قولم إنا كرية فإن هذه الهة الت عليها اليوان والنبات والعدن أشرف من الهة الت غمرها الاء‬
‫وإذا كانت هذه الهة أشرف جهت الرض ل يتنع أن يكون ما ياذيها أشرف ما ياذي الهة الخرى فما‬
‫كان فوق الفلك من هذه الهة أشرف ما يكون من تلك الهة الخرى وما يوضح ذلك أن مقتضى طبيعة‬
‫الاء والتراب عند من يعتب ذلك أن يكون الاء قد غمر الرض كلها من هذه الناحية كما غمرها‬

‫من تلك الناحية لن الاء بالطبع يعلو على التراب ومع هذا فقد اختص هذا الوجه بأن الاء منوع عنه‬
‫وف السند عن النب أنه قال ما من ليلة إل والبحر يستأذن ربه ف أن يغرق بن آدم فيمنعه ربه وأهل الطبع‬
‫والساب قد حاروا ف سبب جفاف هذا الوجه حت قالوا هذا سببه عناية الرب مع أن هذا عندهم إذا قالوه‬
‫ينقض مذاهبهم وإذا كان هذا فيما شوهد فما الانع أن يكون فوق الفلك من هذا الانب ما هو متص بأمر‬
‫يقتضي اختصاص الرب بالعلو عليه من هذا الوجه وأما قوله إن ل يكن لمتداده ف جهة العلو ناية فكل نقطة‬
‫فوقها أخرى فل شيء يفرض فيه إل وهو سفل وإن كان له ناية كان فوق طرف العلو خلء أعلى منه فلم‬
‫يكن علوا مطلقا فجوابه من وجوه أحدها أن يقال العلى العلى هو الذي ليس فوقه شيء أصل كما قال‬
‫النب ف الديث الصحيح أنت‬
‫الول فليس قبلك شيء وأنت الخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وحينئذ فهذا‬
‫اللق الذكور إما أن يكون شيئا موجودا وإما أن ل يكون شيئا موجودا فإن كان الول فهو من العال وال‬
‫فوقه إذ هو العلى العلى الظاهر الذي ليس فوقه شيء وإن ل يكن شيئا موجودا فهذا ل يوصف بأنه فوق‬
‫غيه ول تته ول يقال إن تته شيء ول فوقه شيء إذ هو عدم مض ونفي صرف فل يوز أن يقال إن فوق‬
‫ال شيء والعدم ليس بشيء ل سيما العدم المتنع فإنه ليس بشيء باتفاق العقلء ويتنع أن يكون فوق ال‬
‫شيء فهو عدم متنع الثان أن يقال غاية الكمال ف العلو أن ل يكون فوق العال شيء موجود وال موصوف‬
‫بذلك وما ذكرته من اللء إذا قدر أنه ل بد منه ل يقدح ذلك ف علوه الذي يستحقه كما أنه سبحانه‬
‫موصوف بأنه على كل شيء قدير والمتنع لنفسه الذي ليس بشيء ول يدخل ف العموم ل يكون عدم دخوله‬
‫نقصا ف قدرته الشاملة وكذلك هو سبحانه بكل شيء عليم فيعلم الشياء على ما هي عليه فما ل يكن‬
‫موجودا ل يعلمه موجودا كما قال تعال قل أتنبئون ال با ل يعلم ف السماوات ول ف الرض سورة يونس‬

‫( ‪ ) 18‬ول يكون نفي هذا العلم نقصا بل هو من تام كماله لنه يقتضي أن يعلم الشياء على ما هي‬
‫عليه ونظائر هذا كثية الثالث أن يقول له إخوانه الذين يقولون إنه ل ناية له ف ذاته قولك إن ما ل يتناهى‬
‫فكل نقطة منها فوقها نقطة فكل شيء منه سفل ل يقدح ف مطلوبنا فإن مقصودنا أن ل يكون غيه أعلى منه‬
‫بل هو عال على كل موجود ث بعد ذلك إذا قدرت أنه ما منه شيء إل وغيه منه أعلى منه ل يقدح هذا ف‬
‫مقصوده ول ف كماله فإنه ل يعل على شيء منه إل ما هو منه ل من غيه وأيضا فإن مثل هذا ل بد منه‬
‫والواجب إثبات صفات الكمال بسب المكان وأيضا فإن مثل هذا كمال ف العلو ول يقدح ف العال أن‬
‫يكون بعضه أعلى من بعض إذا ل يكن غيه عاليا عليه وأيضا فإن الناس متنازعون ف صفاته هل بعضها‬
‫أفضل من بعض مع أنا كاملة ل نقص فيها بوجه من الوجوه وهل بعض كلمه أفضل من بعض مع كمال‬
‫الميع والسلف والمهور على أن بعض كلمه أفضل من بعض وبعض صفاته أفضل من بعض مع كونا‬
‫كلها كاملة ل نقص فيها كما دلت‬

‫على ذلك نصوص الكتاب والسنة كقوله تعال ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بي منها أو مثلها‬
‫سورة البقرة ‪ 106‬وكقوله حاكيا عن ربه إن رحت تغلب غضب وف لفظ سبقت غضب وقوله قل هو ال‬
‫أحد سورة الخلص ‪ 1‬تعدل ثلث القرآن وقوله ف فاتة الكتاب ل ينل ف التوراة ول ف النيل ول ف‬
‫الزبور ول ف القرآن مثلها فنفى أن يكون لا مثل وقوله عن آية الكرسي إنا أعظم آية ف القرآن‬
‫وقوله أعوذ برضاك من سخطك وبعافاتك من عقوبتك وبك منك ل أحصي ثناء عليك أنت كما‬
‫أثنيت على نفسك وقوله يي ال ملى ل يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق‬
‫السماوات والرض فإنه ل يغض ما ف يينه والقسط بيده الخرى يفض ويرفع فأخب أن الفضل بيده اليمن‬
‫والقسط بيده الخرى مع أن كل يديه يي كما ف الصحيح عن النب القسطون على منابر من نور عن يي‬
‫الرحن وكلتا يديه يي الذين يعدلون ف حكمهم وأهليهم وما ولوا فإذا كانت صفاته كلها كاملة ل نقص‬
‫فيها وبعضها أفضل من بعض ل يتنع أن يكون هو العال علوا مطلقا وإن كان منه ما هو أعلى من غيه‬

‫وأما قوله إن الشرف الاصل بسبب الهة لا بالذات وللحاصل فيها بالعرض فجوابه من وجوه‬
‫أحدها أن هذا إنا يكن أن يقال إذا كانت الهة أمرا وجوديا فأما إذا كانت أمرا عدميا والراد بذلك أنه فوق‬
‫العال مباين له ليس معه هناك موجود غيه ل يكن هناك شيء موجود غيه يستحق العلو ل جهة ول غيها‬
‫فضل عن أن يستحق غيه العلو والشرف والذات وهؤلء يتكلمون بلفظ الهة واليز والكان ويعنون با‬
‫تارة أمرا معدوما وتارة أمرا موجودا ولذا كان أهل الثبات من أهل الديث والسلفية من جيع الطوائف‬
‫منهم من يطلق لفظ الهة ومنهم من ل يطلقه وها قولن لصحاب أحد والشافعي ومالك وأب حنيفة‬
‫وغيهم من أهل الديث والرأي وكذلك لفظ ( الكان ) منهم من يطلقه ومنهم من ينع منه وأما لفظ‬
‫التحيز فمنهم من ينفيه وأكثرهم ل يطلقه ول ينفيه لن هذه ألفاظ مملة تتمل حقا وباطل وإذا كان كذلك‬
‫فيقال قول القائل إن ال ف جهة أو حيز أو مكان إن أراد به شيئا موجودا غي ال فذلك من جلة ملوقاته‬
‫ومصنوعاته فإذا قالوا إن ال فوق ساواته على عرشه بائن من خلقه امتنع أن يكون مصورا أو ماطا بشيء‬
‫موجود غيه سواء سى مكانا أو جهة أو حيزا أو غي ذلك ويتنع أيضا أن يكون متاجا إل‬

‫شيء من ملوقاته ل عرش ول غيه بل هو بقدرته الامل للعرش ولملته فإن البائن عن الخلوقات‬
‫العال عليها يتنع أن يكون ف جوف شيء منها وإذا قيل إنه ف السماء كان العن إنه ف العلو وهو مع ذلك‬
‫فوق كل شيء ليس ف جوف السماوات فإن السماء هو العلو وكل ما عل فهو ساء يقال سا يسمو سوا أي‬
‫عل يعلو علوا وهذا اللفظ يعم كل ما يعلو ل يص بعض أنواعه بسبب القرينة فإذا قيل فليمدد بسبب إل‬
‫السماء فقد يراد به السقف وإذا قيل نزل الطر من السماء كان نزوله من السحاب وإذا قيل العرش ف السماء‬
‫فالراد به ما فوق الفلك وإذا قيل ال ف السماء فالراد بالسماء ما فوق الخلوقات كلها أو يراد أنه فوق‬
‫السماء وعليها فأما أن يكون ف جوف السماوات فليس هذا قول أهل الثبات أهل العلم والسنة ومن قال‬
‫بذلك فهو جاهل كمن يقول إن ال ينل ويبقى العرش فوقه أو يقول إنه يصره شيء من ملوقاته فهؤلء‬
‫ضلل كما أن أهل النفي ضلل وإن أراد بسمى الهة واليز والكان أمرا معدوما فالعدوم ليس شيئا فإذا‬
‫سى السمى ما فوق الخلوقات كلها حيزا وجهة ومكانا كان العن أن ال وحده هناك ليس هناك غيه من‬
‫الوجودات ل‬

‫جهة ول حيز ول مكان بل هو فوق كل موجود من الحياز والهات والمكنة وغيها سبحانه‬
‫وتعال الوجه الثان أن يقال لو عارضكم معارض وقال الهة وإن كانت موجودة فهي ملوقة له مصنوعة‬
‫وهي مفتقرة إليه وهو مستغن عنها فإن العرش مثل إذا سي جهة ومكانا وحيزا فال تعال هو ربه وخالقه‬
‫والعرش مفتقر إل ال افتقار الخلوق إل خالقه وال غن عنه من كل وجه فليس ف كونه فوق العرش وفوق‬
‫ما يقال له جهة ومكان وحيز وإن كان موجودا إثبات شرف لذلك الخلوق أعظم من شرف ال تعال وهذا‬
‫قد ييب به من يثبت اللء ويعله مبدعا ل تعال الوجه الثالث أنه إذا كان عاليا على ما يسمى جهة ومكانا‬
‫كان هو أعلى منه فأي شرف وعلو كان لذلك الوجود بالذات أو بالعرض فعلو ال أكمل منه الوجه الرابع‬
‫أن يقال ل نسلم أن العلو الاصل بسبب الهة هو لا بالذات ولغيها بالعرض إذ الهة تابعة لغيها سواء‬
‫كانت موجودة أو معدومة وعلوها تبع لعلو العال با فكيف يكون العلو للتابع بالذات وللمتبوع بالعرض‬
‫وقولنا عال بالهة مثل قولنا عال بالعلو وعال بالعلم وقادر بالقدرة أو عال علو الكانة أو عال بالقهر فليس ف‬
‫ذلك ما‬

‫يوجب أن تكون الكانة والقهر والعلو والعلم أكمل من القاهر العال العال ذي الكانة العالية ومهما‬
‫قدر أنه يسمى جهة فإما أن يكون عدما فل شرف له أصل وإما أن يقدر موجودا إما صفة ل وإما ملوقا ل‬
‫وعلى التقديرين فالوصوف أكمل من الصفة والالق أكمل من الخلوق فكيف تكون الصفات والخلوقات‬
‫أكمل من الوصوف الالق سبحانه وتعال الوجه الامس أن الهة قد نعن با نسبة وإضافة كاليمي واليسار‬
‫والمام والوراء فالعلو إذا سي جهة بذا العتبار كان العال بالهة معناه أن بينه وبي ما هو عال عليه نسبة‬
‫وإضافة أوجبت أن يكون هذا فوق هذا فهل يقال إن هذه النسبة والضافة الت با وصف العال بأنه عال‬
‫أكمل من ذاته العالية الوصوفة بذا العلو والنسبة الوجه السادس أن يقال هذا الذي قاله إنا يتوجه ف الخلوق‬
‫إذا عل على سقف أو منب أو عرش أو كرسي أو نو ذلك فإن ذلك الكان كان عاليا بنفسه وهذا صار عاليا‬
‫لا صار فوقه بسبب علو ذلك فالعلو لذلك السقف والسرير والنب بالذات ولذا الذي صعد عليه بالعرض‬
‫فكلمهم يتوجه ف مثل هذا وهذا ف حق ال وهم وخيال فاسد وتثيل ل بلقه وتشبيه له بم ف صفات‬
‫النقص الت يتعال عنها‬
‫وهؤلء النفاة كثيا ما يتكلمون بالوهام واليالت الفاسدة ويصفون ال بالنقائص ولفات ويثلونه‬
‫بالخلوقات بل بالناقصات بل بالعدومات بل بالمتنعات فكل ما يضيفونه إل أهل الثبات الذين يصفونه‬
‫بصفات الكمال وينهونه عن النقائص والعيوب وأن يكون له ف شيء من صفاته كفو أو سي فما يضيفونه‬
‫إل هؤلء من زعمهم أنم يكمون بوجب الوهم واليال الفاسد أو أنم يصفون ال بالنقائص والعيوب أو‬
‫أنم يشبهونه بالخلوقات هو بم أخلق وهو بم أعلق وهم به أحق فإنك ل تد أحدا سلب ال ما وصف به‬
‫نفسه من صفات الكمال إل وقوله يتضمن لوصفه با يستلزم ذلك من النقائص والعيوب ولثيله بالخلوقات‬
‫وتده قد توهم وتيل أوهاما وخيالت فاسدة غي مطابقة بن عليها قوله من جنس هذا الوهم واليال وأنم‬
‫يتوهون ويتخيلون أنه إذا كان فوق العرش متاجا إل العرش كما أن اللك إذا كان فوق كرسيه كان متاجا‬
‫إل كرسيه وهذا عي التشبيه الباطل والقياس الفاسد ووصف ال بالعجز والفقر إل اللق وتوهم أن استواءه‬
‫مثل استواء الخلوق أول يعلمون أن ال يب أن نثبت له صفات الكمال وننفي عنه ماثلة الخلوقات وأنه‬
‫ليس كمثله شيء سورة الشورى ‪ 11‬ل ف ذاته ول ف صفاته ول أفعاله فل بد من تنيهه عن النقائص‬
‫والفات وماثلة شيء من الخلوقات وذلك يستلزم إثبات صفات الكمال والتمام الت ليس فيها كفو لذي‬
‫اللل والكرام وبيان ذلك هنا أن ال مستغن عن كل ما سواه وهو خالق كل‬

‫ملوق ول يصر عاليا على اللق بشيء من الخلوقات بل هو سبحانه خلق الخلوقات وهو بنفسه عال‬
‫عليها ل يفتقر ف علوه عليها إل شيء منها كما يفتقر الخلوق إل ما يعلو عليه من الخلوقات وهو سبحانه‬
‫حامل بقدرته للعرش ولملة العرش وف الثر أن ال لا خلق العرش أمر اللئكة بمله قالوا ربنا كيف نمل‬
‫عرشك وعليه عظمتك فقال قولوا ل حول ول قوة إل بال فإنا أطاقوا حل العرش بقوته تعال وال إذا جعل‬
‫ف ملوق قوة أطاق الخلوق حل ما شاء أن يمله من عظمته وغيها فهو بقوته وقدرته الامل للحامل‬
‫والحمول فكيف يكون مفتقرا إل شيء وأيضا فالحمول من العباد بشيء عال لو سقط ذلك العال سقط هو‬
‫وال أغن وأجل وأعظم من أن يوصف بشيء من ذلك وأيضا فهو سبحانه خلق ذلك الكان العال والهة‬
‫العالية واليز العال إذا قدر شيئا موجودا كما لو جعل ذلك اسا للعرش وجعل العرش هو الكان العال كما ف‬
‫شعر حسان تعال علوا فوق عرش إلنا وكان مكان ال أعلى وأعظما‬

‫فالقصود أنه خلق الكان وعله وبقوته صار عاليا والشرف الذي حصل لذلك الكان العال منه ومن‬
‫فعله وقدرته ومشيئته فإذا كان هو عاليا عل ذلك وهو الالق له وذلك مفتقر إليه من كل وجه وهو مستغن‬
‫عنه من كل وجه فكيف يكون قد استفاد العلو منه ويكون ذلك الكان أشرف منه وإنا صار له الشرف به‬
‫وال مستحق للعلو والشرف بنفسه ل بسبب سواه فهل هذا وأمثاله إل من اليالت والوهام الباطلة الت‬
‫تعارض با فطرة ال الت فطر الناس عليها والعلوم الضرورية والقصود الضرورية والعلوم البهانية القياسية‬
‫والكتب اللية والسنن النبوية وإجاع أهل العلم واليان من سائر البية قال الرازي ف حجة خصمه ولن‬
‫اللق بطباعهم وقلوبم السليمة يرفعون أيديهم إليها عند التضرع والدعاء وأجاب عن ذلك بأن رفع اليدي‬
‫إل السماء معارض لوضع البهة على الرض والعتراض على هذا من وجوه أحدها أن يقال وضع البهة‬
‫على الرض ل يتضمن قصدهم لحد ف السفل بل السجود با يعقل أنه تواضع وخضوع للمسجود له ل‬
‫طلب وقصد من هو ف السفل بلف رفع اليدي إل العلو عند الدعاء فإنم يقصدون به الطلب من هو ف‬
‫العلو‬

‫والستدلل هو بقصدهم القائم بقلوبم وما يتبعه من حركات أبدانم والداعي يد من قلبه معن‬
‫يطلب العلو والساجد ل يد من قلبه معن يطلب السفل بل الساجد أيضا يقصد ف دعائه العلو فقصد العلو‬
‫عند الدعاء يتناول القائم والقاعد والراكع والساجد الوجه الثان أن وضع البهة على الرض يفعله الناس لكل‬
‫من تواضعوا له من أهل الرض والسماء ولذا يسجد الشركون للصنام والشمس والقمر سجود عباده وقد‬
‫سجد ليوسف أبواه وإخوته من سجود تية ل عبادة لكون ذلك كان جائزا ف شرعهم وأمر ال اللئكة‬
‫بالسجود لدم والسجود ل يتص بن هو ف الرض بل ل يكاد يفعل لن هو ف بطنها بل لن هو على ظهرها‬
‫عال عليها وأما توجيه القلوب والبصار واليدي عند الدعاء إل السماء فيفعلونه إذا كان الدعو ف العلو فإذا‬
‫دعوا ال فعلوا ذلك وإن قدر منهم من يدعو الكواكب ويسألا أو يدعو اللئكة فإنه يفعل ذلك فعلم أن‬
‫قصدهم بذلك التوجه إل جهة الدعو السئول الذي يسألونه ويدعونه حت لو قدر أن أحدهم يدعو صنما أو‬
‫غيه ما يكون على الرض لكان توجه قلبه ووجهه وبدنه إل جهة معبوده الذي يسأله ويدعوه كما يفعله‬
‫النصارى ف كنائسهم فإنم يوجهون قلوبم وأبصارهم وأيديهم إل الصور الصورة ف اليطان وإن كان‬
‫قصدهم صاحب الصورة وكذلك من قصد الوتى ف قبورهم فإنه يوجه‬

‫قصده وعينه إل من ف القب فإذا قدر أن القب أسفل منه توجه إل أسفل وكذلك عابد الصنم إذا كان‬
‫فوق الكان الذي فيه الصنم فإنه يوجه قلبه وطرفه إل أسفل لكون معبوده هناك فعلم بذلك أن اللق متفقون‬
‫على أن توجيه القلب والعي واليد عند الدعاء إل جهة الدعو فلما كانوا يوجهون ذلك إل جهة السماء عند‬
‫ال علم إطباقهم على أن ال ف جهة السماء الوجه الثالث أن الواحد منهم إذا اجتهد ف الدعاء حال سجوده‬
‫يد قلبه يقصد العلو مع أن وجهه يلي الرض بل كلما ازداد وجهه ذل وتواضعا ازداد قلبه قصدا للعلو كما‬
‫قال تعال واسجد واقترب سورة العلق ‪ 19‬وقال النب أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فعلم أنم‬
‫يفرقون بي توجه وجوههم ف حال السجود إل الرض وتوجيه القلوب ف حال الدعاء إل من ف السماء‬
‫والقلوب حال الدعاء ل تقصد إل العلو وأما الوجوه واليدي فيتنوع حالا تارة تكون ف حال السجود إل‬
‫جهة الرض لكون ذلك غاية الضوع وتارة تكون حال القيام مطرقة لكون ذلك أقرب إل الشوع وتارة‬
‫تتوجه إل السماء لتوجه القلب‬

‫وقد صح عن النب أنه نى عن رفع البصر ف الصلة إل السماء وقال لينتهي أقوام عن رفع أبصارهم‬
‫إل السماء ف الصلة أو ل ترجع إليهم أبصارهم وأما رفع البصر حال الدعاء خارج الصلة ففيه نزاع بي‬
‫العلماء وإنا ني عن رفع البصر ف الصلة لنه يناف الشوع الأمور به ف الصلة قال تعال فتول عنهم يوم‬
‫يدع الداع إل شيء نكر خشعا أبصارهم سورة القمر ( ‪ ) 76‬وقال يوم يرجون من الجداث سراعا‬
‫كأنم إل نصب يوفضون خاشعة أبصارهم سورة العارج ( ‪ ) 4443‬قال وتراهم يعرضون عليها خاشعي‬
‫من الذل ينظرون من طرف خفي سورة الشورى ‪ 45‬ورأى عمر رضي ال عنه رجل يصلي وهو يلتفت‬
‫فقال لو خشع قلب هذا لشعت جوارحه فخشوع القلب يستلزم خشوع البصر وذله وذلك يناف رفعه وف‬
‫اعتبار هذا ف الدعاء نزاع ولذا يوجد من ياطب العظم عنده ل يرفع‬

‫بصره إليه ومعلوم أنه لو كانت الهات بالنسبة إل ال سواء ل نؤمر بذا الوجه الرابع أن السجود من‬
‫باب العبادة والضوع للمسجود له كالركوع والطواف بالبيت وأما السؤال والدعاء ففيه قصد السئول الدعو‬
‫وتوجيه القلب نوه ل سيما عند الضرورة فإن السائل الداعي يقصد بقلبه جهة الدعو السئول بسب ضرورته‬
‫واحتياجه إليه وإذا كان كذلك كان رفع رأسه وطرفه ويديه إل جهة متضمن لقصده إياه ف تلك الهة‬
‫بلف الساجد فإنه عابد ذليل خاشع وذلك يقتضي الذل والضوع ليس فيه ما يقتضي توجيه الوجه واليد‬
‫نوه لكن إن كان داعيا وجه قلبه إليه وهذا حجة من فرق بي رفع البصر ف حال الصلة وحال الدعاء‬
‫الوجه الامس أن يقال قصد القلوب للمدعو ف العلو أمر فطري عقلي اتفقت عليه المم من غي مواطأة وأما‬
‫السجود فأمر شرعي يفعل طاعة للمر كما تستقبل الكعبة حال العبادة طاعة للمر وحينئذ فالحتجاج با ف‬
‫فطر العباد من قصد من ف العلو وهذا ل معارض له قال واحتج الصم أيضا باليات الواردة الوهة للجهة‬
‫كقوله تعال الرحن على العرش استوى سورة طه ‪ 5‬وقوله يافون ربم من فوقهم سورة النحل ‪ 50‬وقوله‬
‫وهو القاهر فوق عباده سورة النعام ‪62‬‬

‫قال والواب أن الظواهر النقلية إذا عارضت الدلئل العقلية ل يكن تصديقهما ول تكذيبهما لمتناع‬
‫اجتماع النقيضي وارتفاعهما ول تصديق النقل وتكذيب العقل لن العقل أصل النقل فتكذيبه لتصديقه يوجب‬
‫تكذيبهما فتعي تصديق العقل وتفويض علم النقل إل ال أو الشتغال بتأويل الظواهر وجواب هذا أن يقال‬
‫القول بأن ال تعال فوق العال معلوم بالضطرار من الكتاب والسنة وإجاع سلف المة بعد تدبر ذلك كالعلم‬
‫بالكل والشرب ف النة والعلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب والعلم بأن ال بكل شيء عليم وعلى كل شيء‬
‫قدير والعلم بأنه خلق السماوات والرض وما بينهما بل نصوص العلو قد قيل إنا تبلغ مئي من الواضع‬
‫والحاديث عن النب والصحابة والتابعي متواترة موافقة لذلك فلم يكن بنا حاجة إل نفي ذلك من لفظ معي‬
‫قد يقال إنه يتمل التأويل ولذا ل يكن بي الصحابة والتابعي نزاع ف ذلك كما تنطق بذلك كتب الثار‬
‫الستفيضة التواترة ف ذلك وهذا يعلمه من له عناية بذا الشأن أعظم ما يعلمون أحاديث الرجم والشفاعة‬

‫والوض واليزان وأعظم ما يعلمون النصوص الدالة على خب الواحد والجاع والقياس وأكثر ما‬
‫يعلمون النصوص الدالة على الشفعة وسجود السهو ومنع نكاح الرأة على عمتها وخالتها ومنع مياث القاتل‬
‫ونو ذلك ما تلقاه عامة المة بالقبول ولذا كان السلف مطبقي على تكفي من أنكر ذلك لنه عندهم‬
‫معلوم بالضطرار من الدين والمور العلومة بالضرورة عند السلف والئمة وعلماء الدين قد ل تكون معلومة‬
‫لبعض الناس إما لعراضه عن ساع ما ف ذلك من النقول فيكون حي انصرافه عن الستماع والتدبر غي‬
‫مصل لشرط العلم بل يكون ذلك المتناع مانعا له من حصول العلم بذلك كما يعرض عن رؤية اللل فل‬
‫يراه مع أن رؤيته مكنة لكل من نظر إليه وكما يصل لن ل يصغي إل استماع كلم غيه وتدبره ل سيما إذا‬
‫قام عنده اعتقاد أن الرسول ل يقول مثل ذلك فيبقى قلبه غي متدبر ول متأمل لا به يصل له هذا العلم‬
‫الضروري ولذا كان كثي من علماء اليهود والنصارى يؤمنون بأن ممدا رسول ال وأنه صادق ويقولون إنه‬
‫ل يرسل إليهم بل إل الميي لنم أعرضوا عن ساع الخبار التواترة والنصوص التواترة الت تبي أنه كان‬
‫يقول إن ال أرسله إل أهل الكتاب بل أكثرهم ل يقرون بأن الليل بن الكعبة هو وإساعيل ول أن إبراهيم‬
‫ذهب إل تلك الناحية مع أن هذا من أعظم المور تواترا لعراضهم وكثي من الرافضة تنكر أن يكون أبو‬
‫بكر وعمر مدفوني عند النب‬

‫وف الغالية من يقول إن السن والسي ل يكونا ولدين لعلي وإنا ولدها سلمان الفارسي وكثي من‬
‫الرافضة ل تعلم أن عليا زوج بنته لعمر ول أنه كان له ابن كان يسمى عمر وأما دعوى التقية والكراه فهذا‬
‫شعار الذهب عندهم وبعض العتزلة أنكر وقعة المل وصفي وكثي من الناس ل يعلمون وقعة الرة ول فتنة‬
‫ابن الشعث وفتنة يزيد بن الهلب ونوها من الوقائع التواترة الشهورة بل كثي من الناس بل من النسوبي‬
‫إل العلم ل يعلمون مغازي رسول ال التواترة الشهورة وترتيبها وما كان فيه قتال أو ل يكن فل يعلمون أيا‬
‫قبل بدر أو أحد وأيا قبل الندق أو خيب وأيا قبل فتح مكة أو حصار الطائف ول يعلمون هل كان ف تبوك‬
‫قتال أو ل يكن ول يعلمون عدد أولد النب الذكور والناث ول يعلمون كم صام رمضان وكم حج واعتمر‬
‫ول كم صلى إل بيت القدس بعد هجرته ول أي سنة فرض رمضان ول يعلمون هل أمر بصوم يوم عاشوراء‬
‫ف عام واحد أو أكثر ول يعلمون هل كان يداوم على قصرا لصلة ف السفر أم ل ول يعلمون هل كان يمع‬
‫بي الصلتي وهل كان يفعل ذلك كثيا أم قليل إل أمثال هذه المورا لت كلها معلومة بالتواتر عند أهل‬
‫العلم‬

‫بأحواله وغيهم ليس عنده فيها ظن فضل عن علم بل ربا أنكر ما تواتر عنه ومعلوم أن أئمة الهمية‬
‫النفاة والعتزلة وأمثالم من أبعد الناس عن العلم بعان القرآن والخبار وأقوال السلف وتد أئمتهم من أبعد‬
‫الناس عن الستدلل بالكتاب والسنة وإنا عمدتم ف الشرعيات على ما يظنونه إجاعا مع كثرة خطئهم فيما‬
‫يظنونه إجاعا وليس بإجاع وعمدتم ف أصول الدين على ما يظنونه عقليات وهي جهليات ل سيما مثل‬
‫الرازي وأمثاله الذين ينعون أن يستدل ف هذه السائل بالكتاب والسنة واعتب ذلك با تده ف كتب أئمة‬
‫النفاة مثل أب السي البصري وأمثاله ومثل أب حامد والرازي وأمثالما فأبو السي البصري وأمثاله من‬
‫العتزلة يعتمدون ف أصول دينهم على أحاديث قد جعها عبد الوهاب بن أب حية البغدادي فيها الكذب‬
‫والضعف وأضعاف أضعافها من الخبار التواترة ل يعرفونا البتة حت يعتقدون أنه ليس ف الرؤية إل حديث‬
‫جرير بن عبد ال البجلي عن النب أنه قال إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر فإن استطعتم أن ل‬
‫تغلبوا على صلة قبل طلوع‬

‫الشمس وقبل غروبا فافعلوا ويقولون هذا ل يروه إل قيس بن أب حازم وكان يبغض عليا فيظنون أنه‬
‫ليس ف الرؤية إل هذا الديث وأهل العلم بالديث يعلمون أحاديث الرؤية متواترة أعظم من تواتر كثي ما‬
‫يظنونه متواترا وقد احتج أصحاب الصحيح منها أكثر ما خرجوه ف الشفعة والطلق والفرائض وسجود‬
‫السهو ومناقب عثمان وعلي وتري الرأة على عمتها وخالتها والسح على الفي والجاع وخب الواحد‬
‫والقياس وغي ذلك من البواب الذين يقولون إن أحاديثها متواترة فأحاديث الرؤية أعظم من حديث كل‬
‫نوع من هذه النواع وف الصحاح منها أكثر ما فيها من هذه النواع مثل حديث أب هريرة الطويل ف تليه‬
‫يوم القيامة ومرورهم على الصراط وهو ف الصحيح أيضا من حديث أب سعيد ومن حديث جابر‬

‫وف الصحيحي حديث أب موسى ف رؤيته ف النة وف الصحيحي ف حديث الشفاعة رؤيته لربه‬
‫وف الصحيح حديث صهيب ف رؤية أهل النة وأما أحاديث العلو وما يتضمن هذا العن فأضعاف أضعاف‬
‫أحاديث الرؤية فأبو السي وأمثاله من العتزلة وكذلك الغزال والرازي وأمثالما من فروع الهمية هم من‬
‫أقل الناس علما بالحاديث النبوية وأقوال السلف ف أصول الدين وف معان القرآن وفيما بلغوه من الديث‬
‫حت أن كثيا منهم ل يظن أن السلف تكلموا ف هذه البواب‬

‫ومن كان له علم بذا الباب علم أن كلم السلف ف هذه السائل الصولية كمسألة العلو وإثبات‬
‫الصفات البية وغي ذلك أضعاف أضعاف كلمهم ف مسائل الد والخوة والطلق والظهار واليلء وتيمم‬
‫النب ومس الحدث للمصحف وسجود السهو ومسائل اليان والنذور والفرائض وغي ذلك ما تواتر به‬
‫النقل عنهم وهذا الصل قد بسطناه ف مواضع مثل كلمنا ف تواتر معجزات الرسول وغي ذلك ما يتاج إل‬
‫معرفة هذا الصل وأنه قد يتواتر عند أهل العلم بالشيء ما ل يتواتر عند غيهم وأهل العلم بالديث أخص‬
‫الناس بعرفة ما جاء به الرسول ومعرفة أقوال الصحابة والتابعي لم بإحسان فإليهم الرجع ف هذا الباب ل إل‬
‫من هو أجنب عن معرفته ليس له معرفة بذلك ولول أنه قلد ف الفقه لبعض الئمة لكان ف الشرع مثل آحاد‬
‫الهال من العامة فإن قيل قلت إن أكثر أئمة النفاة من الهمية والعتزلة كانوا قليلي العرفة با جاء عن‬
‫الرسول واقوال السلف ف تفسي القرآن وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ففي النفاة كثي من له معرفة‬
‫بذلك قيل هؤلء أنواع نوع ليس لم خبة بالعقليات بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الكم والدليل‬
‫ويعتقدونا براهي قطعية وليس لم قوة على الستقلل با بل هم ف القيقة مقلدون فيها وقد اعتقد أقوال‬
‫أولئك فجميع ما يسمعونه من القرآن والديث‬

‫وأقوال السلف ل يملونه على ما يالف ذلك بل إما أن يظنوه موافقا لم وإما أن يعرضوا عنه‬
‫مفوضي لعناه وهذه حال مثل أب حات البست وأب سعد السمان العتزل ومثل أب ذر الروي وأب بكر‬
‫البيهقي والقاضي عياض وأب الفرج ابن الوزي وأب السن علي بن الفضل القدسي وأمثالم والثان من‬
‫يسلك ف العقليات مسلك الجتهاد ويغلط فيها كما غلط غيه فيشارك الهمية ف بعض أصولم الفاسدة مع‬
‫أنه ل‬

‫يكون له من البة بكلم السلف والئمة ف هذا الباب ما كان لئمة السنة وإن كان يعرف متون‬
‫الصحيحي وغيها وهذه حال أب ممد بن حزم وأب الوليد الباجي والقاضي أب بكر بن العرب وأمثالم‬
‫ومن هذا النوع بشر الريسي وممد بن شجاع الثلجي وأمثالما ونوع ثالث سعوا الحاديث والثار وعظموا‬
‫مذهب السلف وشاركوا التكلمي الهمية ف بعض أصولم الباقية ول يكن لم من البة بالقرآن والديث‬
‫والثار ما لئمة السنة والديث ل من جهة العرفة والتمييز بي صحيحها وضعيفها ول من جهة الفهم لعانيها‬
‫وقد ظنوا صحة بعض الصول العقلية للنفاة الهمية ورأوا ما بينهما من التعارض وهذا حال أب بكر بن‬
‫فورك والقاضي أب يعلى وابن عقيل وأمثالم‬

‫ولذا كان هؤلء تارة يتارون طريقة أهل التأويل كما فعله ابن فورك وأمثاله ف الكلم على مشكل‬
‫الثار وتارة يفوضون معانيها ويقولون تري على ظواهرها كما فعله القاضي أبو يعلى وأمثاله ف ذلك وتارة‬
‫يتلف اجتهادهم فيجحون هذا تارة وهذا تارة كحال ابن عقيل وأمثاله وهؤلء قد يدخلون ف الحاديث‬
‫الشكلة ما هو كذب موضوع ول يعرفون أنه موضوع وما له لفظ يدفع الشكال مثل أن يكون رؤيا منام‬
‫فيظنونه كان ف اليقظة ليلة العراج ومن الناس من له خبة بالعقليات الأخوذة عن الهمية وغيهم وقد‬
‫شاركهم ف بعض أصولا ورأى ما ف قولم من مالفة المور الشهورة عند أهل السنة كمسألة القرآن والرؤية‬
‫فإنه قد اشتهر عند العامة والاصة أن مذهب السلف وأهل السنة والديث أن القرآن كلم ال غي ملوق وأن‬
‫ال يرى ف الخرة فأراد هؤلء أن يمعوا بي نصر ما اشتهر عند اهل السنة والديث وبي موافقة الهمية ف‬
‫تلك الصول العقلية الت ظنها صحيحة ول يكن لم من البة الفصلة بالقرآن ومعانيه والديث وأقوال‬
‫الصحابة ما لئمة السنة والديث فذهب مذهبا مركبا من هذا وهذا وكل الطائفتي ينسبه إل التناقض‬

‫وهذه طريقة الشعري وأئمة أتباعه كالقاضي أب بكر وأب إسحاق السفرايين وأمثالما ولذا تد‬
‫أفضل هؤلء كالشعري يذكر مذهب أهل السنة والديث على وجه الجال ويكيه بسب ما يظنه لزما‬
‫ويقول إنه يقول بكل ما قالوه وإذا ذكر مقالت أهل الكلم من العتزلة وغيهم حكاها حكاية خبي با عال‬
‫بتفصيلها وهؤلء كلمهم نافع ف معرفة تناقض العتزلة وغيهم ومعرفة فساد أقوالم وأما ف معرفة ما جاء به‬
‫الرسول وما كان عليه الصحابة والتابعون فمعرفتهم بذلك قاصرة وإل فمن كان عالا بالثار وما جاء عن‬
‫الرسول وعن الصحابة والتابعي من غي حسن ظن با يناقض ذلك ل يدخل مع هؤلء إما لنه علم من حيث‬
‫الملة أن أهل البدع الخالفي لذلك مالفون للرسول قطعا وقد علم أنه من خالف الرسول فهو ضال كأكثر‬
‫أهل الديث أو علم مع ذلك فساد أقوال أولئك وتناقضها كما علم أئمة السنة من ذلك ما ل يعلمه غيهم‬
‫كمالك وعبد العزيز الاجشون وحاد بن زيد وحاد بن سلنة وسفيان بن عيينة وابن البارك ووكيع بن الراح‬
‫وعبد ال بن إدريس وعبد الرحن بن مهدي ومعاذ بن معاذ ويزيد بن هارون الواسطي ويي بن سعيد القطان‬
‫وسعيد بن عامر والشافعي وأحد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم وأب عبد الرحن القاسم بن‬

‫سلم وممد بن إساعيل البخاري ومسلم بن الجاج النيسابوري والدارميي أب ممد عبد ال بن عبد‬
‫الرحن وعثمان بن سعيد وأب حات وأب زرعة الرازيي وأب داود السجستان وأب بكر الثرم وحرب‬
‫الكرمان ومن ليصى عدده إل ال من أئمة السلم وورثة النبياء وخلفاء الرسل فهؤلء كلهم متفقون على‬
‫نقيض قول النفاة كما تواترت الثار عنهم وعن غيهم من أئمة السلف بذلك من غي خلف بينهم ف ذلك‬
‫الوجه الثان أن يقال نصوص ذلك صرية ل تتمل التأويل بل التأويلت الذكورة ف ذلك من جنس تأويلت‬
‫القرامطة الباطنية وهي باطلة كما قد بي ف موضعه بل معلومة الفساد بالضرورة كما بي بطلن تأويل كل‬
‫من تأول استوى على غي ما يتضمن علوه على العرش مثل تأويله بالقدرة والكانة أو غي ذلك الوجه الثالث‬
‫أن يقال ل نسلم أنه عارض ذلك دليل عقلي أصل بل العقليات الت عارضتها هذه السمعيات هي من جنس‬
‫شبه السوفسطائية الت هي أوهام وخيالت غي مطابقة وكل من قالا ل يل من أن يكون مقلدا لغيه أو ظانا‬
‫ف نفسه وإل فمن رجع ف مقدماتا إل الفطر السليمة واعتب تأليفها ل يد فيما يعارض السمعيات برهانا‬
‫مؤلفا من مقدمات يقينية تأليفا صحيحا وجهور من تده‬

‫يعارض با أو يعتمد عليها إذا بينت له فسادها وما فيها من الشتباه واللتباس قال هذه قالا فلن‬
‫وفلن وكانوا فضلء فكيف خفي عليهم مثل هذا فينتهون بعد إعراضهم عن كلم العصوم الذي ل ينطق عن‬
‫الوى وإجاع السلف الذين ل يتمعون على ضللة ومالفة عقول بن آدم الت فطرهم ال عليها إل تقليد‬
‫رجال يقولون إن هذه القضايا عقلية برهانية وقد خالفهم ف ذلك رجال آخرون من جنسهم مثلهم وأكثر‬
‫منهم وعامة من تده من طلبة العلم النتسبي إل فلسفة أو كلم أو تصوف أو فقه أو غي ذلك إذا عارض‬
‫نصوص الكتاب والسنة با يزعم أنه برهان قطعي ودليل عقلي وقياس مستقيم وذوق صحيح ونو ذلك إذا‬
‫حاققته وجدته ينتهي إل تقليد لن عظمه إذا كان من التباع أو إل ما افتراه هو أو توهه إن كان من التبوعي‬
‫وللطائفتي نصيب ما ذكره ال ف أشباههم قال تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا يبونم كحب‬
‫ال والذين آمنوا أشد حبا ل ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة ل جيعا وأن ال شديد العذاب‬
‫إذ تبأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بم السباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبأ‬
‫منهم كما تبأوا منا كذلك يريهم ال أعمالم حسرات عليهم وما هم بارجي من النار سورة البقرة‬
‫‪ 165167‬وقال تعال ويوم بعض الظال على يديه يقول يا ليتن اتذت مع الرسول سبيل يا ويلت ليتن ل‬
‫أتذ فلنا خليل لقد أضلن‬

‫عن الذكر بعد إذ جاءن وكان الشيطان للنسان خذول سورة الفرقان ‪ 2927‬وقال تعال يوم‬
‫تقلب وجوههم ف النار يقولون يا ليتنا أطعنا ال وأطعنا الرسول وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكباءنا فأضلونا‬
‫السبيل ربنا آتم ضعفي من العذاب والعنهم لعنا كبيا سورة الحزاب ‪ 6866‬وقال تعال وإذ يتحاجون‬
‫ف النار فيقول الضعفاء للذين استكبوا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين‬
‫استكبوا إنا كل فيها إن ال قد حكم بي العباد سورة غافر ‪ 48 47‬الوجه الرابع أن يقال ل نسلم أنه‬
‫بتقدير ما يذكر من التعارض ل يكن تصديقهما بل يكن ذلك فإن ما ينفيه صريح العقل من صفات النقص‬
‫وإثبات الماثلة بي الالق وصفاته والخلوق وصفاته ل يثبته السمع الصحيح وما أثبته السمع الصحيح الصريح‬
‫ل ينفه عقل صريح وحينئذ فل يوز أن يتعارض العقل الصريح والسمع الصحيح وإنا يظن تعارضهما من‬
‫غلط ف مدلولما أو مدلول أحدها كمن يعارض الدللت العقلية الصرية من السوفسطائية وأمثالم وكمن‬
‫يظن تعارض الدلة السمعية من اللحدة‬

‫وكثيا ما يشتبه ذلك وتتعارض الدللتان عند من يكن السفسطة واللاد لشبه قامت به فتكون الفة‬
‫من إدراكه ل من الدرك كالحول الذي يرى الواحد اثني والمرور الذي يد اللو مرا وإل فالسمع الصحيح‬
‫هو القول الصادق من العصوم الذي ل يوز أن يكون ف خبه كذب ل عمدا ول خطأ والعقول الصحيح هو‬
‫ما كان ثابتا أو منتفيا ف نفس المر ل بسب إدراك شخص معي وما كان ثابتا أو منتفيا ف نفس المر ل‬
‫يوز أن يب عنه الصادق بنقيض ذلك بل من شهد الكائنات على ما هي عليه وجدها مطابقة لب الصادق‬
‫كما قال تعال سنريهم آياتنا ف الفاق وف أنفسهم حت يتبي لم أنه الق أو ل يكف بربك أنه على كل‬
‫شيء شهيد سورة فصلت ‪ 53‬فأخب أنه سييهم من اليات العيانية الشهودة لم ما يبي لم أن القرآن حق‬
‫وقال تعال ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الق ويهدي إل صراط العزيز الميد‬
‫سورة سبأ ‪ 6‬فمن أوت العلم رأى أن ما أنزل إليه به من ربه هو الق وأما ما كان عنده ما يظنه علما وهو‬
‫جهل فذاك يرى المر على خلف ما هو عليه مثل من زاغ فأزاغ ال قلبه وكان ف قلبه مرض فزاده ال مرضا‬
‫ومن يقلب ال أفئدتم وأبصارهم كما ل يؤمنوا به أول مرة ومن الصم والبكم‬

‫العمي الذين ل يرجعون إل ما كانوا عليه من الدى أو ل يكونوا يعقلون بال وأمثال هؤلء قال‬
‫تعال فيهم والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم ف الظلمات من يشأ ال يضلله ومن يشأ يعله على صراط مستقيم‬
‫سورة النعام ‪ 39‬وقد ضرب ال مثل هؤلء وهؤلء ف غي موضع من القرآن كسورة النور وغيها الوجه‬
‫الامس أن يقال ل نسلم أن تصديق النقل الثبت لعلو ال على خلقه وتكذيب ما يناقض ذلك ما يسمى‬
‫معقول يوجب القدح ف أصل النقل كما ف قوله لن العقل أصل للنقل فتكذيبه لتصديقه موجب لتكذيبهما‬
‫قلنا ل نسلم أن العقول الناف لعلو ال على خلقه أصل للنقل فإنه ليس كل ما يسمى معقول ول كل ما يعلم‬
‫بالعقل يتوقف العلم بصحة السمع عليه فتلك المور الت ل يتوقف العلم بصحة السمع عليها ليست أصل‬
‫للسمع ول يوز أن يقال جنس العقول به يعلم بالسمع فل يوز أن يرد شيء منه فإن العقلء متفقون على أن‬
‫جنس العقولت ل يلزم من تكذيب بعضها تكذيب السمع وإن قدر أنا عقليات صحيحة مثل مسائل‬
‫الساب الدقيقة وغيها فإنا مع كونا‬

‫عقليات صحيحة ل يلزم من القدح فيها القدح ف السمع فكيف بالعقولت الت فيها خطأ كثي‬
‫وتنازع عظيم بل كل من كان عن الشرائع أبعد كان اضطرابم ف عقلياتم أكثر كالفلسفة فإن بينهم من‬
‫الختلف ف عقلياتم حت ف النطق واليئة والطبيعيات ما ل يكاد يصى وكلمهم ف الليات قليل وعلمهم‬
‫با ضعيف ومسائلها عندهم يسية وهي مع هذا عندهم لم جل غث على رأس جبل وعر ل سهل فيتقى‬
‫ول سي فينتقل وأساطينهم معترفون بأنه ل سبيل لم إل اليقي فيها وإنا يتكلمون فيها بالول والخلق وهم‬
‫مع هذا متنازعون فيها أعظم من تنازع كل فرقة من مبتدعة أهل اللل ف المور اللية وإذا كان جنس ما‬
‫يسميه هؤلء عقليات فيه خطأ كثي باتفاق الناس وبالضرورة ل يكن أن يقبل جنس ما يقال له عقليات فضل‬
‫عن أن يعارض به ولو قبل جنس ما يقال له عقليات كله للزم من المع بي النقيضي ما شاء ال فنفاة الزء‬
‫الذي هو الوهر الفرد ومثبتوه كل منهم يقول إن ذلك معلوم بالعقل والقائلون ببقاء بعض العراض مع‬
‫القائلي بفنائها والقائلون بتماثل الجسام مع القائلي باختلفها والقائلون‬

‫بوجوب تناهي الوادث مع القائلي بعدم جواز تناهيها وأضعاف ذلك بل العقليات الصحيحة ما كان‬
‫معقول للفطر السليمة الصحيحة الدراك الت ل يفسد إدراكها وهذا القدر ل يزال موجودا ف بن آدم وإن‬
‫فسد رأى قوم ل يلزم فساد رأي آخرين لكن إذا تنازع الناس وادعى كل فريق أن قولنا هو الذي تشهد به‬
‫الفطر السليمة ل يفصل بينهم إل ما يتفقون على صدق شهادته إما كتاب منل من السماء يكم بينهم وإما‬
‫شهادة فطر تقر الطائفتان أنا صحيحة الدراك صادقة الب فل يكم بي التنازعي إل حاكم يسلمان لكمه‬
‫والقصود هنا أنه ل يقول عاقل إن كل ما يسمى معقول يوز قبوله فضل عن أن يب فضل عن أن يعارض‬
‫به معقول آخر فضل عن أن يعارض به كتاب منل من عند ال وإذا كان كذلك ل يكن ف رد كثي ما‬
‫يسمى معقول رد لسائرها فإذا رد ما يسمى معقول ما ل يتوقف العلم بصحة السمع عليه ل يكن ف هذا رد‬
‫للصل العقول الذي به يعلم السمع وهو الطلوب وإذا كان كذلك فالعقول الذكور هنا الذي عارضوا به‬
‫اليات اللية والحاديث النبوية هو ما ذكروه ف نفي علو ال على خلقه وليس شيء من ذلك ما يتاج ف‬
‫العلم بصحة السمع إليه فإن إثبات موجود ل يكن أن يشار إليه ول يكون داخل العال ول خارجه‬

‫ومقدمات ذلك الستلزمة له ل يتوقف العلم بصحة السمع على شيء من ذلك فإنا نعلم بالضطرار‬
‫بعد تأمل أحوال النب وأصحابه والتابعي لم بإحسان أن الذين آمنوا بالرسول وجزموا بصدقه وهم باتفاق‬
‫السلمي أعلم المة بصدقه وصدق ما أخب به وصحة ذلك ل يكونوا ف إيانم وعلمهم بصدقه يستدلون‬
‫بشيء من هذه القدمات على صحة ذلك ول مناظرين با أحدا ول يقيمون با حجة على غيهم فضل عن أن‬
‫يكونوا هم ل يعلموا صدقه إل بعد العلم بذه القدمات الستلزمة لوجود موجود ل يشار إليه وأن صانع العال‬
‫ليس بداخل العال ول خارجه ول فوق العال رب ول على العرش إله وما يوضح ذلك أنا نعلم بالعادة‬
‫الطردة أن القضايا الت با علموا أنه رسول ال الصادق فيما يب به عن ال لو كانت مستلزمة لقول نفاة العلو‬
‫وأن ال ليس مباينا للعال ول هو فوق السماوات ول يكن الشارة إليه ول عرج أحد من اللئكة ول ممد‬
‫إليه نفسه ول نزل من عنده نفسه شيء ل ملك ول غيه لكانت هذه اللوازم تصل ف نفوسهم كما حصلت‬
‫ف أنفس غيهم لسيما مع كثرة اللق وانتشار السلم ودخول الناس ف دين ال أفواجا ولو كانت هذه‬
‫القضايا مستقرة ف أنفسهم لمتنع ف العادة أن ل يتكلموا با فضل عن أن يتكلموا بنقيضها ولو وجب ف‬
‫العادة أن يعارضوا با ما دل عليه ظاهر السمع لكانوا يسألونه ويقولون ما دلت‬

‫عليه هذه اليات والحاديث الت أخبتنا با يناقض هذه القضايا الت علمنا با أنك رسول ال الصادق‬
‫عليه فما يكننا أن نمع بي تصديقك ف دعوى الرسالة وبي الخبار بذه المور بل تصديقك ف دعوى‬
‫الرسالة يقتضي تكذيب مقتضى هذه الخبار فكيف نصنع هل لا تأويل يوافق ما به علمنا أنك صادق أم نن‬
‫مأمورون بأن نقرأ ما ظاهره كفر وكذب يقدح ف أصول إياننا ونعرض بقلوبنا وعقولنا عن فهم ذلك وتدبره‬
‫والنظر فيه وهذا فيه عذاب عظيم للعقول وفساد عظيم ف القلوب إذا كان الرجل مأمورا أن يقرأ ف الليل‬
‫والنهار كلما يقرأ به ف صلته وغي صلته ويزم بأنه صدق ل كذب وأن من كفر برف منه فهو كافر‬
‫وذلك الكلم مشتمل على أخبار ظاهرها ومفهومها يناقض ما به علم صدق ذلك الكلم بل هو باطل وضلل‬
‫وكفر فيورثه ذلك الية والضطراب ويرض قلبه أعظم مرض ويكون تأله بذلك ووجع قلبه أعظم بكثي من‬
‫مرض بدنه ووجع يده ورجله فإنه حينئذ إن قبل ما به صدق هذا الرسول قدح ف الكلم الذي أخبه أنه حق‬
‫وصدق فيكون ذلك الدليل الذي دله على صدقه دله على كذب الفهوم من أخباره وإن صدق الفهوم من‬
‫أخباره أبطل شاهد صدقه ومن العلوم أن أخباره لو عارضت معقول لم غي ما به علموا صدقه لوجب‬
‫ذلك من الية والل والفساد ما ل يعلمه إل ال فكيف إذا كان العارض له ما به علموا صدقه‬

‫وقد كان الصحابة يسألون رسول ال ويسأل بعضهم بعضا عن أدن شبهة تعرض ف خطابه وخبه‬
‫مثل ما كان يوم الديبية لا صال النب مشركي مكة على أن يرجع ذلك العام بأصحابه الذين قدموا معه‬
‫معتمرين وبايعهم بيعة الرضوان تت الشجرة وهم السابقون الولون وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة فصال‬
‫الشركي على أن يرجع بم ذلك العام ويرد إل الشركي من جاءه مؤمنا مهاجرا ول يرد الشركون من ذهب‬
‫إليهم مرتدا وامتنعوا من أن يكتبوا ف كتاب الصلح بسم ال الرحن الرحيم وأن يكتبوا هذا ما قاضى عليه‬
‫ممد رسول ال وأمثال ذلك والقصود أن كثيا من الصحابة اشتد عليهم ذلك وأجلهم عمر فجاء إل النب‬
‫فقال يا رسول ال ألسنا على الق وعدونا على الباطل قال بلى قال فعلم نعطي الدنية ف ديننا قال إن رسول‬
‫ال وهو ناصري ولست أعصيه فقال أل تكن تدثنا أنا نأت البيت ونطوف به فقال بلى أقلت لك أنك تأتيه‬
‫هذا العام قال ل قال فإنك آتيه ومطوف به ث ذهب عمر إل أب بكر فقال له مثل ما قال للنب وأجابه أبو بكر‬
‫بثل ما أجابه النب من غي أن يكون سع جواب النب‬

‫والقصة مستفيضة رواها أهل الصحيح والسند والغازي والسي والتفسي والفقه وسائر العلماء فهذا‬
‫عمر وهو الذي قال فيه النب إنه قد كان ف المم قبلكم مدثون فإن يكن ف أمت أحد فعمر أخرجه ف‬
‫الصحيحي وقال إن ال ضرب الق على لسان عمر وقلبه وقال لو ل أبعث فيكم لبعث فيكم عمر رواه‬
‫الترمذي إل غي ذلك من فضائله وقد اشتبه عليه معن نص وليس ف ظاهره ما يناف الواقع بل هو ظن أن‬
‫ظاهره يناف الواقع فإن ال تعال قال لتدخلن السجد الرام إن شاء ال آمني ملقي رؤوسكم ومقصرين‬
‫سورة الفتح ‪27‬‬

‫وكان النب أخبهم بذلك قبل نزول الية خبا مطلقا ومن العلوم باتفاق الفقهاء أن الرجل إذا قال‬
‫وال لفعلن كذا وكذا ول يكن هناك سبب ول نية توجب التعجيل كان له أن يؤخره إل وقت آخر فلم يكن‬
‫ف ظاهر خطاب ال ورسوله ما يقتضي تعجيل إتيان البيت والطواف به ومع هذا لا ظن هذا الذي هو أفضل‬
‫المة بعد أب بكر أن ظاهره يقتضي التعجيل أورده على النب ث على صديقه وأجابه كل منهما ف مغيب‬
‫الخر بأنه ليس ف الطاب ما يقتضي التعجيل وإنا الذي فهم ذلك من الطاب غلط ف فهمه فالغلط منه ل‬
‫لنقص ف دللة الطاب وأيضا ففي الصحيح أنه قال من نوقش الساب عذب قالت عائشة فقلت يا رسول‬
‫ال أليس ال يقول ف كتابه فسوف ياسب حسابا يسيا سورة النشقاق ‪ 8‬فقال ذلك العرض ومن نوقش‬
‫الساب عذب ومعلوم أن قوله فسوف ياسب حسابا يسيا ل يدل ظاهره على أن الحاسب يناقش بل‬
‫الظاهر من لفظ الساب اليسي أنه ل تكون فيه مناقشة ومع هذا فلما قال من نوقش الساب عذب فظنت‬
‫امرأة تبه ويبها وهي أحب النساء إليه وأبوها أحب الرجال إليه أن ظاهر خطابه يعارض تلك الية سألته عن‬
‫ذلك ول تسكت‬

‫وكذلك ف الديث الصحيح أنه قال والذي نفسي بيده ل يلج النار أحد بايع تت الشجرة قالت‬
‫حفصة فقلت يا رسول ال أليس ال يقول وإن منكم إل واردها سورة مري ‪ 71‬فقال أل تسمعيه قال ث‬
‫ننجي الذين اتقوا ونذر الظالي فيها جثيا سورة مري ‪ 72‬وقد بي ف الديث الصحيح الذي رواه جابر‬
‫وغيه أن الورود هو الرور على الصراط ومعلوم أنه إذا كان قد أخبهم أن جيع اللق يعبون الصراط‬
‫ويردون النار بذا العتبار ل يكن قوله لم فلن ل يدخل النار منافيا لذا العبور ولذا قال لا أل تسمعيه قال‬
‫ث ننجي الذين اتقوا فأخبها أن هذا الورود ل يناف عدم الدخول الذي أخبت به فالذين ناهم ال بعد‬
‫الورود الذي هو العبور ل يدخلوا النار ولفظ الورود والدخول قد يكون فيه إجال فقد يقال لن دخل سطح‬
‫الدار إنه دخلها ووردها وقد يقال لن مر على السطح ول يثبت فيها إنه ل يدخلها فإذا قيل فلن ورد هذا‬
‫الكان الرديء ث ناه ال منه وقيل فلن ل يدخله ال إياه كان كل البين صدقا ل منافاة بينهما وقوله تعال‬
‫وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما‬

‫مقضيا ث ننجي الذين اتقوا ونذر الظالي فيها جثيا سورة مري ‪ 72 71‬فيه بيان نعمة ال على التقي‬
‫أنم مع الورود والعبور عليها وسقوط غيهم فيها نوا منها والنجاة من الشر ل تستلزم حصوله بل تستلزم‬
‫انعقاد سببه فمن طلبه أعداؤه ليهلكوه ول يتمكنوا منه يقال ناه ال منهم ولذا قال تعال ونوحا إذ نادى‬
‫من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم سورة النبياء ‪ 76‬ومعلوم أن نوحا ل يفرق ث خلص‬
‫بل نى من الغرق الذي أهلك ال به غيه كما قال فأنيناه وأصحاب السفينة سورة العنكبوت ‪15‬‬
‫وكذلك قوله عن لوط ونيناه من القرية الت كانت تعمل البائث سورة النبياء ‪ 74‬ومعلوم أن لوطا ل‬
‫يصبه العذاب الذي أصابم من الجارة والقلب وطمس البصار وكذلك قوله ولا جاء أمرنا نينا هودا‬
‫والذين آمنوا معه برحة منا ونيناهم من عذاب غليظ سورة هود ‪ 58‬وقوله فلما جاء أمرنا نينا صالا‬
‫والذين آمنوا معه برحة منا ومن خزي يومئذ سورة هود ‪66‬‬

‫وأمثال ذلك يبي سبحانه أنه نى عباده الؤمني من العذاب الذي أصاب غيهم وكانوا معرضي له‬
‫لول ما خصهم ال من أسباب النجاة لصابم ما أصاب أولئك فلفظ النجاة من الشر يقتضي انعقاد سبب‬
‫الشر ل نفس حصوله ف النجى فقوله تعال ث ننجي الذين اتقوا سورة مري ‪ 72‬ل يقتضي أنم كانوا‬
‫معذبي ث نوا لكن يقتضي أنم كانوا معرضي للعذاب الذي انعقد سببه وهذا هو الورود فقوله لن يدخل‬
‫النار أحد بايع تت الشجرة ل يناف هذا الورود فإن مرد الورود ليس بعذاب بل هو تعريض للعذاب وهو إنا‬
‫نفى دخول الذي هو العذاب ل ينف التقريب من العذاب ول انعقاد سببه ول الدخول على سطح مكان‬
‫العذاب ومع هذا لا اشتبه ذلك على امرأته سألته عن ذلك وذكرت ما يعارض خبه ف فهمها ول تسكت‬
‫وقد كان يفعل المر فيسألونه هل هو بوحي فيجب طاعته أو هو رأي يكن معارضته برأي أصلح منه‬
‫ويشيون عليه ف الرأي برأي آخر فيقبل منهم ويوافقهم كما سأله الباب بن النذر لا نزل ببدر فقال يا‬
‫رسول ال أرأيت هذا النل الذي نزلته أهو منل أنزلكه ال فليس لنا أن نتعداه أم هو الرأي‬

‫والرب والكيدة فقال بل هو الرأي والرب والكيدة فقال ليس هذا بنل قتال ولا صال غطفان عام‬
‫الندق على نصف ثر الدينة لا تألبت عليهم الحزاب من قريش وحلفائها وأهل ند وجوعهم وبن قريظة‬
‫اليهود جيان الدينة وكانت تلك القضية من أعظم البلء والحنة وفيها أنزل ال سورة الحزاب فلما صالهم‬
‫على نصف ثرها قال له سعد ما مضمونه إن كان ال أمرك بذا سعنا وأطعنا وإن كان رأيا منك أردت به‬
‫مصلحتنا فقد كنا ف الاهلية وما أحد منهم ينال منها ثرة إل بشرى أو قرى فحي أعزنا ال بالسلم نعطيهم‬
‫ثرنا أو كما قال فبي له النب إن لا رأيت العداء قد تزبوا عليكم خشيت أن تضعفوا عنهم فرأيت أن أدفع‬
‫هؤلء ببعض الثمر فإذا كنتم ثابتي صابرين فل حاجة إل هذا وف الصحيح أنم كانوا ف بعض السفار فنفد‬
‫زادهم فاستأذنوه ف نر ظهرهم وهي البل الت يركبونا فأذن لم فأتاه عمر وأخبه أنم إن نروا ظهرهم‬
‫تضرورا بذلك وطلب أن تمع أزوادهم ويدعو فيها‬

‫بالبكة ليغنيهم ال بذلك عن نر ظهرهم ففعل ذلك وكذلك ف الصحيح أنه أعطى أبا هريرة نعلة‬
‫ليبشر الناس بأن الوحدين ف النة فلقيه عمر فرده وقال للنب إنم إذا سعوا بذلك اتكلوا فترك ذلك بل كان‬
‫يأمرهم بالمر الذي يب عليهم طاعته فيعارضه بعضهم با ل يصلح للمعارضة فيجيبهم فإن ف الصحيح أنه‬
‫ناهم عن الوصال فقالوا إنك تواصل فقال إن لست كهيئتكم إن أبيت عند رب يطعمن ويسقين ومعلوم أن‬
‫هذه معارضة فاسدة لو أوردها بعض طلبة الفقهاء أجابه آخر بأن امره ونيه يب طاعته فيه وحكمه لزم‬
‫للمة باتفاق السلمي بل ذلك معلوم بالضطرار من دينه وإن كان بعض الناس‬

‫ينازع ف المر الطلق هل يفيد الياب أم ل فلم ينازع ف أنه إذا بي ف المر أنه للياب يب طاعته‬
‫ول أنه إذا صرح ابتداء بالياب تب طاعته ولكن نزاعهم ف مراده بالمر الطلق هل يعلم به أنه أراد به‬
‫الياب فهذا نزاع ف العلم براده ل نزاع ف وجوب طاعته فيما أراد به الياب فإن ذلك ل ينازع فيه إل‬
‫مكذب به والقصود أن حكم النهي لزم للمة وأما فعله فقد يكون متصا به باتفاق المة بل قد تنازعوا ف‬
‫تعدي حكم فعله إل غيه على ما هو معروف فإذا أمر السلمي أو ناهم أمرا ونيا علموا به مراده ل يكن‬
‫لحد منهم أن يعارض ذلك بفعله باتفاق العلماء وإنا يتكلمون ف تعارض دللة القول والفعل إذا ل يعلموا‬
‫مراده بالقول كما تكلموا ف نيه عن استقبال القبلة واستدبارها بغائط أو بول مع أنه قد رآه ابن عمر مستقبل‬
‫الشام مستدبر الكعبة وهو يتخلى فهنا قد يظن بعضهم أن نيه ليس عاما بل خاص إذا ل يكن حائل ويوفق‬
‫بي القول والفعل ويظن بعضهم الفرق بي الستقبال والستدبار ويظن بعضهم أن أحدها منسوخ لعتقاده‬
‫التعارض‬

‫ويظن بعضهم أن الفعل خاص له فهذا كله لعدم علمهم بأن النهي عام مكم وأما إذا علموا أن نيه‬
‫عام مكم غي منسوخ كانوا متفقي على أنه ل يعارض بفعله فتبي أن من عارض نيه عن الوصال بقوله إنك‬
‫تواصل كا ‪ +‬ت معارضته خطأ باتفاق العلماء ومع هذا فقد أجابه ببيان الفرق وقال إن لست كأحدكم إن‬
‫أبيت عند رب يطعمن ويسقين بل لا غي عادته يوم الفتح فصلى الصلوات بوضوء واحد سأله عمر فقال إنك‬
‫فعلت شيئا ل تكن تفعله فقال عمدا فعلته وهذا وأمثاله كثي هذا من الؤمني به الحبي له فاما معارضة‬
‫الكفار له با ل يصلح للمعارضة عند أهل النظر والبة بالناظرة على سبيل الدل بالباطل فكثية مثل‬
‫معارضتهم له لا نزل قوله تعال إنكم وما تعبدون من دون ال حصب جهنم أنتم لا واردون سورة النبياء‬
‫‪ 98‬فقام ابن الزبعرى وغيه فقالوا قد عبد السيح فآلتنا خي أم هو فأنزل ال تعال ولا اضرب ابن مري مثل‬
‫إذا قومك منه يصدون سورة الزخرف ‪ 57‬أي يضجون وقالوا أآلتنا خي أم هو ما ضربوه لك إل جدل بل‬
‫هم قوم‬

‫خصمون إن هو إل عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثل لبن إسرائيل سورة الزخرف ‪ 59 58‬وأنزل ال‬
‫تعال إن الذين سبقت لم منا السن أولئك عنها مبعدون ل يسمعون حسيسها وهم ف ما اشتهت أنفسهم‬
‫خالدون سورة النبياء ‪ 102 101‬وقد ظن طائفة من الناس أن قوله وما تعبدون سورة النبياء ‪ 98‬لفظ‬
‫يعم كل معبود من دون ال لكل أمة فيتناول السيح وغيه وجعلوا هذا ما استدلوا به على عموم الساء‬
‫الوصولة مثل من وما والذي واستدل بذلك بعضهم على جواز تأخي البيان عن وقت الطاب قالوا لن‬
‫اللفظ عام وأخر بيان الخصص إل أن نزل قوله إن الذين سبقت لم منا السن سورة النبياء ‪ 101‬وهذا‬
‫خطأ ولو كان قول هؤلء صحيحا لكانت معارضته الشركي صحيحة فإن من سع اللفظ العام ول يسمع‬
‫الخصص فأورد على التكلم كان إيراده مستقيما وهذا سوء ظن من قاله بكلم ال ورسوله وحسن ظن‬
‫بالشركي ولكن هؤلء وأمثالم الذين يعلون الفهوم العقول الظاهر من القرآن مردودا بآرائهم كما رده‬
‫الشركون بالسيح فإن قول الشركي إن السيح ل يدخل النار واللئكة ل تدخل النار كلم صحيح أصح ما‬
‫يعارض به العارضون لكلم ال ورسوله‬

‫فإذا كانت معارضة ابن الزبعري باطلة فمعارضة هؤلء أبطل وهي باطلة قبل نزول القرآن وقبل رد‬
‫ال عليهم وما نزل من القرآن كان مبينا لبطلنا الذي هو ثابت ف نفسه يكن علمه بالعقل فإن ال إنا‬
‫خاطب بقوله إنكم وما تعبدون من دون ال سورة النبياء ‪ 98‬الشركي الذين يعبدون الوثان ل ياطب‬
‫بذلك أهل الكتاب بل اليات الكية عامتها خطاب لن كذب الرسل مطلقا وأما ما ياطب به من صدق‬
‫جنس الرسول من أهل الكتاب والؤمني ففي السور الدنية والقرآن قد فصل بي الشركي وأهل الكتاب ف‬
‫غي موضع كقوله ل يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والشركي سورة البينة ‪ 1‬وقوله إن الذين آمنوا‬
‫والذين هادوا والصابئي والنصارى والجوس والذين أشركوا سورة الج ‪ 17‬وقوله لم إنكم وما تعبدون‬
‫من دون ال سورة النبياء ‪ 98‬بنلة قوله أن تقولوا إنا أنزل الكتاب على طائفتي من قبلنا وإن كنا عن‬
‫دراستهم لغافلي سورة النعام ‪156‬‬

‫وبنلة قوله وأقسموا بال جهد أيانم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى المم فلما جاءهم‬
‫نذير ما زادهم إل نفورا سورة فاطر ‪ 42‬وأمثال ذلك ما فيه ضمي الخاطب والغائب وهو متناول لولئك‬
‫الشركي لكن يتناول غيهم من جهة العن والعتبار وتاثل الالي فلما قال تعال إنكم وما تعبدون من‬
‫دون ال حصب جهنم أنتم لا واردون لو كان هؤلء آلة ما وردوها وكل فيها خالدون سورة النبياء ‪98‬‬
‫‪ 99‬أخب أن آلتهم الت يعبدونا حصب جهنم ول يدخل ف هذا السيح وأمثاله فإنم ل يكونوا يعبدونم‬
‫وقوله لو كان هؤلء آلة ما وردوها سورة النبياء ‪ 99‬دليل على انتفاء اللية فإن الله ل يدخل النار‬
‫والدليل ل ينعكس فل يلزم أن يكون من ل يدخل النار إلا فمن ورد النار ل يكن إلا وليس كل من ل يردها‬
‫إله لكن كانت معارضة ابن الزبعرى وأشباهه من جهة العن والقياس والعتبار أي إذا كانت آلتنا دخلوا‬
‫النار لكونم معبودين وجب أن يكون كل معبود يدخل النار والسيح معبود فيجب أن يدخلها فعارضوه‬
‫بالقياس والقياس مع وجود الفارق الؤثر قياس فاسد فبي ال الفرق بأن السيح عبد حي مطيع ل ل يصلح‬

‫أن يعبد لجل النتقام من غيه بلف الوثان فإنا حجارة فإذا عذبت لتحقيق عدم كونا آلة‬
‫وانتقاما من عبدها كان ذلك مصلحة ليس فيها عقوبة لن ل يصلح أن يعاقب ولذا قال تعال ولا ضرب ابن‬
‫مري مثل سورة الزخرف ‪ 157‬أي جعلوه مثل للتهم فقاسوها به فهذا حال من عارض النص البي‬
‫بالقياس الفاسد وهو حال الذين يعارضون النصوص اللية بأقيستهم الفاسدة فيقولون لو كان له علم وقدرة‬
‫ورحة وكلم وكان مستويا على عرشه للزم أن يكون مثل الخلوق الذي له علم وقدرة ورحة وكلم ويكون‬
‫مستويا على العرش ولو كان مثل الخلوق للزم أن يوز عليه الدوث وإذا جاز عليه الدوث امتنع وجوب‬
‫وجوده وقدمه فهذا من جنس معارضة ابن الزبعرى حيث قاس ما أخب ال عنه بشيء آخر ليس مثله بل‬
‫بينهما فرق والفرق بي ال وبي ملوقاته أعظم من الفرق بي السيح وبي الوثان فإن كلها ملوق ل تعال‬
‫وأما قياس الالق بالخلوق وقول القائل لو كان متصفا بالصفات والفعال القائمة به لكان ماثل للمخلوق‬
‫التصف بالصفات والفعال القائمة به ففي غاية الفساد فإن تشابه الشيئي من بعض الوجوه ليقتضي تاثلهما‬
‫ف جيع الشياء فإذا كان السيح الشابه للتهم ف وجوه كثية ل تكاد تصى مثل كون هذا كان معدوما‬
‫وهذا كان معدوما وهذا مدث مكن وهذا مدث مكن‬

‫غيه وهذا مفتقر إل غيه وهذا يقدر عليه غيه وهذا يقدر عليه غيه وهذا تعترض عليه الفات والعلل‬
‫كالتفريق والتجزئة والتبعيض وهذا تعترض عليه الفات والعلل كالتفريق والتجزئة والتبعيض وهذا يكن إفساده‬
‫واستحالته وهذا يكن إفساده واستحالته وأمثال ذلك من المور الت يب تنيه الرب عنها فمع اشتراكهما ف‬
‫هذه المور الت يب تنه الرب عنها ل يصح قياس أحدها بالخر ول أن يثبت له من الكم ما ثبت له وإن‬
‫كانا قد اشتركا ف هذه المور فالالق سبحانه الذي يفارق غيه بأعظم ما فارق به السيح آلتهم هو أول‬
‫وأحق بأن ليثل بلقه لجل موافقته ف بعض الساء والصفات إذ أصل هذا القياس الفاسد أن الشيئي إذا‬
‫اشتركا وتشابا ف بعض الشياء لزم اشتراكهما وتاثلهما ف غي ذلك ما ليس من لوازم الشترك وهذا كله‬
‫خطأ فاحش وبعضه أفحش من بعض فالشيئان إذا اشتركا ف شيء لزم أن يشتركا ف لوازمه فإن ثبوت اللزوم‬
‫يقتضي ثبوت اللزم فاما ما ليس من لوازمه فل يب اشتراكهما فيه فكون العبود من حصب جهنم ليس من‬
‫لوازم كونه معبودا بل من لوازم كونه معبودا يصلح دخوله النار والسيح ونوه ل يصلح دخولم النار‬
‫وكذلك ثبوت الوجود والياة والعلم والقدرة والستواء والنول ونو ذلك من المور الت يوصف با الالق‬
‫والخلوق ليس من لوازمها‬

‫المكان والدوث والفات والنقائص فإن المكان من لوازم ما ليس واجبا بنفسه والدوث من لوازم‬
‫العدوم وإمكان الفات والنقائص من لوازم ما يقبل ذلك وهذه الصفات صفات كمال ل تستلزم الفات بل‬
‫قد تكون منافية للفات والنقائص والناف للشيء ل يكون من لوازمه بل هو مناقض للوازمه فكيف يعل‬
‫الناف كاللزم والقصود أن الشركي كانوا يعارضون الرسول با يتخيلونه مناقضا لقوله وإن ل يكن ف ظاهر‬
‫قوله ما يناقض ل معقول ول منقول فكيف إذا كان ظاهر قوله يناقض صريح العقول الذي عليه أئمة أرباب‬
‫العقول ل سيما إذا كان ذلك العقول هو الذي ل يكن تصديقه إل به فإذا كان قد أظهر ما يطعن ف دليل‬
‫صدقه وشاهده كان معارضته بذلك أول الشياء وكذلك أيضا لا أخبهم بالسراء وشجرة الزقوم أنكر ذلك‬
‫طائفة منهم وزعموا أن العقل ينفي ذلك وأنزل ال تعال وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس والشجرة‬
‫اللعونة ف القرآن سورة السراء ‪ 60‬وف الصحيح عن ابن عباس أنه قال هي رؤيا عي أريها رسول ال ليلة‬
‫أسري به‬
‫قال تعال سبحان الذي أسرى بعبده ليل من السجد الرام إل السجد القصى الذي باركنا حوله‬
‫لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصي سورة السراء ‪ 1‬وقال أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى‬
‫عند سدرة النتهى عندها جنة الأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى سورة النجم ‪ 16 12‬وقال تعال وما‬
‫صاحبكم بجنون ولقد رآه بالفق البي وما هو على الغيب بضني وما هو بقول شيطان رجيم سورة التكوير‬
‫‪ 25 22‬فإذا كان ما أخبهم به من رؤية اليات الت أراه ال إياها ليلة السراء قد أنكروها وكذبوه لجلها‬
‫واستبعدوا ذلك بعقولم مع أن ذلك ليس متنعا ف العقل فكيف با هو متنع ف صريح العقل وكذلك أيضا‬
‫أنكروا أن يبعث ال بشرا رسول وجعلوا ذلك منكرا متنعا ف عقولم كما قال تعال وما منع الناس أن‬
‫يؤمنوا إذ جاءهم الدى إل أن قالوا أبعث ال بشرا رسول سورة السراء ‪ 24‬وقال أكان للناس عجبا أن‬
‫أوحينا إل رجل منهم أن أنذر الناس سورة يونس ‪2‬‬

‫وقال تعال وإذ رأوك إن يتخذونك إل هزوا أهذا الذي بعث ال رسول سورة الفرقان ‪ 41‬وقال‬
‫تعال وقالوا لول أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي المر ث ل ينظرون ولو جعلناه ملكا لعلناه رجل‬
‫وللبسنا عليهم ما يلبسون سورة النعام ‪ 9‬وقال تعال وما قدروا ال حق قدره إذ قالوا ما أنزل ال على بشر‬
‫من شيء سورة النعام ‪ 91‬وقد حكى نو ذلك عمن تقدم من الكفار كقول قوم فرعون أنؤمن لبشرين‬
‫مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوها فكانوا من الهلكي سورة الؤمني ‪ 48 47‬وقول قوم نوح ما نراك إل‬
‫بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إل الذين هم أراذلنا سورة هود ‪ 27‬وقالت أصناف المم لرسلهم إن أنتم إل‬
‫بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا سورة ابراهيم ‪ 10‬حت قالت الرسل إن نن إل بشر‬
‫مثلكم ولكن ال ين على من يشاء من عباده سورة إبراهيم ‪ 11‬وأمثال هذا فقد ذكر عن الشركي أنم‬
‫أنكروا إرسال رسول من البشر ودفعوا ذلك بعقولم‬

‫وهذا قول من يحد النبوات من الباهة مشركي الند وغيهم ولم شبه معروفة يزعمون أنا براهي‬
‫عقلية تقدح ف جواز إرسال الرسل ولذا قال تعال وما أرسلنا من قبلك إل رجال نوحي إليهم من أهل‬
‫القرى سورة يوسف ‪ 109‬وقال وما أرسلنا من قبلك إل رجال نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم‬
‫ل تعلمون سورة النحل ‪ 43‬وقال قل ما كنت بدعا من الرسل سورة الحقاف ‪ 9‬وأمثال ذلك وكذلك‬
‫لا أخبهم بالعاد عارضوه بعقولم وقد ذكر ال تعال من حججهم الت احتجوا با ف إنكار العاد ما هو‬
‫مذكور ف القرآن كقوله تعال وضرب لنا مثل ونسي خلقه قال من ييي العظام وهي رميم قل يييها الذي‬
‫أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أو ليس‬
‫الذي خلق السماوات والرض بقادر على أن يلق مثلهم بلى وهو اللق العليم سورة يس ‪ 81 78‬وقد‬
‫ذكر طعنهم ف الرسالة والعاد جيعا ف قوله تعال ق والقرآن الجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال‬
‫الكافرون هذا‬

‫شيء عجيب أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد قد علمنا ما تنقص الرض منهم وعندنا كتاب حفيظ‬
‫سورة ق ‪ 4 1‬ث ذكر الدلة عليهم إل قوله أفعيينا باللق الول بل هم ف لبس من خلق جديد سورة ق‬
‫‪ 15‬وهذه السورة قد تضمنت من أصول اليان ما أوجبت أن النب كان يقرأ با ف الجامع العظام فيقرأ با‬
‫ف خطبة المعة وف صلة العيد وكان من كثرة قراءته لا يقرأ با ف صلة الصبح وكل ذلك ثابت ف‬
‫الصحيح قال تعال وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لبعوثون خلقا جديدا قل كونوا حجارة أو حديدا أو‬
‫خلقا ما يكب ف صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم‬
‫ويقولون مت هو قل عسى أن يكون قريبا يوم يدعوكم فتستحجيبون بمده وتظنون إن لبثتم إل قليل سورة‬
‫السراء ‪ 52 49‬وقد ذكر نو ذلك عمن مضى من الكذبي للرسل كقولم عن رسولم أيعدكم أنكم إذا‬
‫متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مرجون هيهات هيهات لا توعدون إن هي إل حياتنا الدنيا‬

‫نوت ونيا وما نن ببعوثي إن هو إل رجل افترى على ال كذبا وما نن له بؤمني سورة الؤمنون‬
‫‪ 38 35‬وقال تعال وقالوا ما هي إل حياتنا الدنيا نوت ونيا وما يهلكنا إل الدهر وما لم بذلك من علم‬
‫إن هم إل يظنون سورة الاثية ‪ 24‬وأمثال هذا ف القرآن كثي وذكر عنهم أنم طعنوا ف الرسول بعقولم‬
‫بأمور ظنوها لزمة له كقولم وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويشي ف السواق لول أنزل إليه ملك‬
‫فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كن أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالون إن تتبعون إل رجل مسحورا‬
‫سورة الفرقان ‪ 8 7‬قال تعال انظر كيف ضربوا لك المثال فضلوا فل يستطيعون سبيل سورة الفرقان ‪9‬‬
‫وكذلك قالوا عمن قبله من الرسل كما قال فرعون أم أنا خي من هذا الذي هو مهي ول يكاد يبي فلول‬
‫ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه اللئكة مقترني سورة الزخرف ‪ 53 52‬وقالوا لشعيب إنا لنراك‬
‫فينا ضعيفا ولول رهطك لرجناك وما أنت علينا بعزيز سورة هود ‪ 91‬والقصود هنا أن الرسول ممدا كان‬
‫يعارضه من‬

‫الؤمني به والكفار من ل يكاد يصى معارضة ل ترد عليه ول تكن إل من جهل العارض ول يكن ف‬
‫ظاهر الكلم الذي يقوله لم ومفهومه ومعناه ما يالفه صريح العقول بل كان العارضون يعارضون بعقولم ما‬
‫ل يستحق العارضة فلو كان فيما بلغهم إياه عن ال من أسائه وصفاته ونو ذلك ما يالف ظاهره صريح‬
‫العقول لكان هذا أحق بالعارضة وكان يتنع ف مستمر العادة أن مثل هذا ل يعارضه أحد ل معارضة دافع‬
‫طاعن ول معارضة مستشكل مسترشد فكيف إذا كان يعارض القضايا العقلية الت با علموا نبوته وأنه رسول‬
‫ال إليهم فكيف تكون العارضة بذلك أول أن تقع من الكفار والسلمي أما الكفار فيقولون له نن ل نعلم‬
‫صدقك إل بأن نعلم بعقولنا أمورا تناقض ما يفهم ويظهر ما تبنا به فالصدق لك يكون متناقضا متلعبا ل‬
‫يكنه أن يقبل بعض أخبارك إل برد بعضها وهذا ليس فعل العالي الصادقي دائما بل فعل من يكذب تارة‬
‫ويصدق أخرى أو يصيب تارة ويطىء أخرى وأما السلمون الظهرون للسلم فقد كان فيهم منافقون وف‬
‫الؤمني ساعون لم يتعلقون بأدن شبهة يوقعون با الشك والريب ف قلوب الؤمني وكان فيهم من له معرفة‬
‫وذكاء وفضيلة وقراءة للكتب ومدارسة لهل الكتاب مثل أب عامر الفاسق الذي كان يقال له عامر الراهب‬
‫الذي اتذ له النافقون مسجد الضرار‬

‫وأيضا فقد كان اليهود والنصارى يعارضونه با ل يصلح للمعارضة ويقدحون ف القرآن بأدن شبهة‬
‫وياطبون بذلك من أسلم كما قالوا للمغية بن شعبة أنتم تقرأون ف كتابكم يا أخت هارون سورة مري‬
‫‪ 28‬وموسى بن عمران كان قبل عيسى بسني كثية فظنوا أن هارون الذكور هو هارون أخو موسى وهذا‬
‫من فرط جهلهم فإن عاقل ل يفى عليه أن موسى كان قبل عيسى بسني كثية وأن مري أم عيسى ليست‬
‫أخت موسى وهارون ول هو السيح ابن أخت موسى وليس ف من له تييز وإن كان من أكذب الناس من‬
‫يرى أن يتكلم بثل هذا الذي يضحك عليه به كل من سعه فكيف بن هو أعظم الناس عقل وعلما ومعرفة‬
‫غلبت عقول بن آدم ومعارفهم وعلومهم حت استجاب له كل ذي عقل مصدقا لبه مطيعا لمره وذل له أو‬
‫خاف منه كل من ل يستجب له وظهر به من العلم والبيان والدى واليان ما قد مل الفاق وأشرق به‬
‫الوجود غاية الشراق فكان النصارى الذين سعوا هذا لو كان لم تييز لعلموا أن مثل هذا الرجل العظيم‬
‫الذي جاء بالقرآن ل يفى عليه أن السيح ليس هو ابن أخت موسى بن عمران ول يتكلم بثل ذلك ولو‬
‫كانت أختهما لكان إضافتها إل موسى أول من إضافتها إل هارون فكان يقال لا يا أخت موسى لكن لا‬
‫اتفق أن مري هذه بنت عمران وذانك‬

‫موسى وهارون ابنا عمران فكان لفظ عمران فيه اشتراك والشتراك غالب على أساء العلم نشأت‬
‫الشبهة حت سأل الغية النب عن ذلك فقال أل قلت لم إنم كانوا يسمون بأساء أنبيائهم والصالي قبلهم إن‬
‫هارون هذا كان رجل ف بن إسرائيل سوه باسم هارون النب فمن كانوا يعارضونه بثل هذه العارضة كيف‬
‫يسكتون عن معارضته إذا كان الطاب الذي أخب به والفهوم الظاهر منه بل الصريح منه الذي ل يتمل‬
‫التأويل مالفا لصريح العقل بل مالفا لا به يعلم صدقه وصدق النبياء قبله وهل كان أهل الكتاب يقولون له‬
‫ما جئت به يقدح ف نبوات النبياء قبلك فإنا ل يكننا أن نصدقك إل بقضايا عقلية با يعلم صدق الرسل وما‬
‫أظهرته للناس وبينته لم وأخبتم به يناقض الصول العقلية الت با نعلم تصديق النبياء واعلم أن من أمعن‬
‫النظر ف هذا القام وتوابعه حصل له أمور جليلة بطلن قول من يقول العلم بصحة السمع ل يكون إل بقضايا‬
‫عقلية مناقضة للمفهوم الظاهر من أخبار ال ورسوله بل بطلن قول من يعل صريح العقل مناقضا لخباره‬

‫بل بطلن قول من يدعي أن أقوال الهمية النفاة لعلو ال على خلقه ما هي معروفة بصريح العقل‬
‫سواء كانت موافقة لب الرسول أو مالفة له وذلك من وجوه أحدها أن إيان الؤمني به العالي بصدقه‬
‫حصل بدون هذه القضايا الثان أن أحدا منهم ل يورد هذه العارضة ول يستشكل هذا الذي هو تناقض ف‬
‫زعم هؤلء الثالث أن النافقي ل يورد أحد منهم هذا الرابع أن الشركي ل يورد أحد منهم هذا الامس أن‬
‫أهل الكتاب ل يورد أحد منهم هذا السادس أنه ل يعهد إليهم أن ل يصدقوا بضمون هذه الظواهر ول‬
‫يعتقدوا موجبها ول أمرهم بترك تدبرها وفهمها وعقلها ول بتأويلها تأويل يصرفها عن العن الظاهر الفهوم‬
‫منها ول بتفويضها وقولم ل نعلم معناها السابع أن الصحابة ل يوصوا التابعي بذلك الثامن أن التابعي ل‬
‫يوردوا على الصحابة ول أورد بعضهم على بعض ظهور هذا التناقض والتعارض ول سأل بعضهم بعضا كيف‬
‫نصنع هل نتبع موجب النصوص أو موجب العقول العارضة‬

‫ونتأول النصوص أو نصرف قلوبنا عن فهمها وتدبرها وعقلها ونقول ل ندري ما معناها فإن قيل‬
‫فهذا الذي ذكرته ظاهر ل يفى على من تأمل أمور السلم كيف كانت وكيف ظهر السلم ومع هذا فهذه‬
‫الشبه العقلية الت احتج با النفاة قد ضل با خلق كثي من هذه المة ومن أهل الكتاب فهل كانت عقول‬
‫الكفار أصح من عقول هؤلء ث إذا كان المر هكذا فكيف وقع ف هذا من وقع قيل القصود هنا فساد قول‬
‫من يقول إن تصديق الرسول ل يكن إل بقضايا عقلية تناقض مفهوم ما أخب به وهذا يلزم من قال ذلك من‬
‫الهمية والعتزلة وأتباعهم من الشعرية ومن دخل معهم من الفقهاء من أصحاب الئمة الربعة والصوفية أن‬
‫تصديق الرسول ل يكن إل بأن يستدل على حدوث العال بدوث الجسام وانه يستدل على ذلك بدوث ما‬
‫قام با من العراض مطلقا أو الركات وأن ذلك مبن على امتناع حوادث ل أول لا وذلك يستلزم نفي‬
‫الفعال القائمة بذات ال تعال التعلقة بشيئته واختياره بل نفي صفاته وأن يكون القرآن ملوقا وأن ال ل يرى‬
‫ف الخرة ول يكون فوق العال فمن قال إن تصديقه فيما أخب به ل يكن إل بذه الطريق كان قوله معلوم‬
‫الفساد بالضطرار من دين السلم ولذا قال الشعري وغيه إن هذه الطريق مبتدعة ف دين النبياء بل مرمة‬
‫غي‬
‫مشروعة ول ريب أن عقل من آمن بال والرسول كان خيا من عقل من سلك هذه الطريق من أهل‬
‫الكلم وأما عقول الكفار فل ريب وإن كانت عقول جنس الؤمني خيا من عقولم لكن قد يكون عند‬
‫الكافر من العقل والتمييز ما ينعه أن يقول ما يقوله كثي من أهل البدع أل ترى أن أكاذيب الرافضة ل‬
‫يرضاها أكثر العقلء من الكفار فكذلك عقول الشركي الذين كانوا على عهد النب ل تكن تقبل أن ترد‬
‫رسالته بثل هذا الكلم الذي فيه من الدقة والغموض ما ل يفهمه أكثر الناس ومن فهمه من العقلء علم أنه‬
‫من باب الذيان والبهتان يبي لك كل ذلك أن العرب مع شركها كانت مقرة بأن ال رب كل شيء وخالقه‬
‫ومليكه مقرة بالقدر وكانت عقولم من هذا الوجه خيا من عقل من جعل كثيا من الحدثات ل يلقه ال‬
‫ول قدره ول أراده وكانت العرب أيضا تقر بأن ال فاعل متار ما شاء كان وما ل يشأ ل يكن فكانت‬
‫عقولم خيا من عقول الدهرية الفلسفة الذين يقولون بأن العال صدر عن علة تامة موجبة له كما يقوله‬
‫الدهرية الليون ول ريب أن من أنكر الصانع وقال بأن العال واجب بذاته فعقله أفسد من عقل هؤلء‬
‫والعرب ل تكن تقول بذا اللهم إل أن يكون ف تضاعيفهم آحاد تقوله ولكن ل يكن هذا القول ظاهرا فيهم‬
‫بل الظاهر فيهم القرار بالالق وعلمه وقدرته ومشيئته وهذه الشبه شبه الهمية هي ف الصل نشأت من‬
‫ملحدة‬

‫المم النكرين للصانع وهؤلء أجهل الطوائف وأقلهم عقل فلهذا ل تكن العرب تعارض بثل هذه‬
‫الشبه وإنا ذكر ال تعال نظي قول الهمية عن مثل فرعون وأمثاله من العطلة كالذي حاج إبراهيم ف ربه‬
‫ول ريب أن العطلة شر من الشركي والعرب وإن كانوا مشركي ل يكن الظاهر فيهم التعطيل للصانع وإن‬
‫كان قد يكون ف أضعافهم من هو ف الرتابي ف الصانع أو الاحدين له كما ف تضاعيف كل أمة حت ف‬
‫الصلي من هو من هؤلء إذ النافقون ل يزالوا ف المة ولن يزالوا على اختلف أصنافهم وإذا عرف أن‬
‫القصود بيان فساد قول من يزعم أنه ل يكن تصديق الرسول إل بالطريق الهمية الناقضة لثبات ما أخب به‬
‫من صفات ال وكلمه وأفعاله حصل القصود وأما من قال إن هذه العقولت تعارض الفهوم الظاهر من‬
‫اليات والحاديث من غي أن يقول إن العلم بصدق الرسول موقوف عليها كما يقوله من يعتقد صحة هذه‬
‫الطريق طريقة الستدلل على الصانع بدوث العراض وتركيب الجسام وإن قال إنه يكن تصديق الرسول‬
‫بدونا كما يقوله الشعري نفسه وكثي من أصحابه والرازي وأمثاله وكثي من الفقهاء وأهل الديث‬
‫والصوفية ويوجد شيء من هذا ف كلم الحاسب وأب حات البست والطاب وأب السن التميمي والقاضي أب‬
‫يعلى وابن عقيل وابن الزاغون وغي هؤلء فإن هؤلء وجهور السلمي يقولون إنه‬
‫يكن تصديق الرسول بدون طريقة حدوث العراض وتركيب الجسام لكن هؤلء وغيهم يعتقدون‬
‫صحة تلك الطرق وإن قالوا إن تصديق الرسول ليتوقف عليها ث منهم من يقول إنا ل تعارض النصوص بل‬
‫يكن المع بينهما وهذه طريقة الشعري وأئمة أصحابه يثبتون الصفات البية الت جاء با القرآن مع‬
‫اعتقادهم صحة طريقة الستدلل بدوث العراض وتركيب الجسام وهذه طريقة أب حات بن حبان البست‬
‫وأب سليمان الطاب والتميميي كأب السن التميمي وغيه من أهل بيته وأب علي بن أب موسى والقاضي أب‬
‫يعلى وأب بكر البيهقي وابن الزاغون وخلق كثي من طوائف السلمي من النفية والالكية والشافعية والنبلية‬
‫ومن هؤلء من يدعي التعارض بينهما كالرازي وأمثاله كما يقول ذلك من يوجب الستدلل بطريقة حدوث‬
‫العراض كالعتزلة وأب العال وأتباعه فهؤلء مشتركون ف أن هذه الطريقة العقولة لم مناقضة لا يفهم من‬
‫اليات والحاديث سواء قالوا إن تصديق الرسول موقوف عليها كما يقوله من يقوله من العتزلة وأتباع‬
‫صاحب الرشاد أو ل يقولوا ذلك كما يقوله من يوافق الشعري والرازي وجهور السلمي على‬

‫أن تصديق الرسول ليس موقوفا عليها وليس القصود ف هذا القام إل إبطال قول من يدعي أن تقدي‬
‫النقل على العقل العارض له يقدح ف العقل الذي به علم صحة السمع وقد تبي أن فساد هذا القول معلوم‬
‫بالضطرار من الدين معلوم بالضطرار من العادة وأن الذين آمنوا بالرسول وعلموا صدقه ل يكن علمهم‬
‫موقوفا على هذه القضايا وما يشترك فيه الفريقان أن يقال أهل العقول الذين سعوا القرآن والكفار من‬
‫الشركي وأهل الكتاب ف العصور التقدمة ل يكن منهم من طعن فيه أو أورد عليه مالفة هذه الخبار عن‬
‫صفات ال لصريح العقول فلو كان العلم بنقيض ذلك ثابتا ف عقول بن آدم ل يكن ف العادة أن يكون هذا‬
‫الكلم الذي طبق مشارق الرض ومغاربا وظهر وليه على عدوه بالجة الباهرة والسيف القاهر وف صريح‬
‫العقول ما يناقض أخباره ول أحد من العقلء يتفطن لذلك ل على وجه الطعن ول على وجه الستشكال مع‬
‫أن هذه العقليات ما تتوفر المم والدواعي على استخراجها واستنباطها لو كانت صحيحة لنا متعلقة بأشرف‬
‫الطالب والعلم به الذي تتوفر المم على طلب معرفة صفاته نفيا وإثباتا فلو كانت هذه الطرق الدالة على‬
‫السلب طرقا صحيحة تعلم بالعقل لكان مع الداعي التام يب تصيلها فإنه مع كمال القدرة‬

‫والداعي يب وجود القدور فكان يب أن تظهر هذه من أفضل الناس عقل ودينا فلما ل يكن المر‬
‫كذلك علم أن ذلك كان لفسادها وأنم لصحة عقولم ل يعتقدوها كما ل يعتقدوا مذهب القرامطة الباطنية‬
‫والرافضة الغالية وأمثالم من الطوائف الت يعلم فساد قولم بصريح العقول ومعلوم أن الباطل ليس له حد‬
‫مدود فل يب أن يطر ببال أهل العقل والدين كل باطل وأن يردوه فإن هذا ل ناية له بلف ما هو حق‬
‫معلوم بصريح العقل ف حق ال تعال ل سيما إذا كان ما يب اعتقاده بل يتوقف تصديق الرسول على معرفته‬
‫فإن هذا يتنع أن تكون العصور الفاضلة مع كثرة أهلها وفضلهم عقل ودينا ل يعلموها ول يقولوها فعلم‬
‫بذلك أن هذه العارضات ليست من العقليات الصحيحة الت هي مستقرة ف صريح العقل بل هي من اليالت‬
‫الفاسدة الشابة للعقليات الت تنفق على طائفة من الناس دون طائفة كما نفقت على الهمية ومن وافقهم‬
‫دون جهور عقلء بن آدم ولذا كان أعظم نفاقها على أجهل الناس وأعظمهم تكذيبا بالق وتصديقا بالباطل‬
‫من القرامطة الباطنية واللولية والتادية وأمثالم ومن العلوم أن أهل التواتر ل يوز عليهم ف مستقر العادة‬
‫أن يكذبوا ول أن يكتموا ما تتوفر المم والدواعي على نقله فكما أن الفطر فيها مانع من الكذب ففيها داع‬
‫إل الظهار والبيان فكذلك ها هنا كما أن العقول التباينة والفطر الختلفة إذا أخبت عما تعلمه بضرورة أو‬

‫حس ل تتفق على الكذب ول الطأ فكذلك أيضا العقول التباينة والفطر الختلفة إذا سعت ما يعلم‬
‫بصريح العقل بطلنه وفساده ل تتفق على العراض عن النظر والستدلل حت يعرف فساده وبطلنه ولذا ل‬
‫تظهر ف امة من المم أقوال باطلة إل كان فيهم من يعرف بطلن ذلك فيتكلم بذلك مع من يثق به وإن وافق‬
‫ف الظاهر لغرض من الغراض ولذا تد خلقا من الرافضة والساعيلية والنصيية يعلمون ف الباطن فساد‬
‫قولم ويتكلمون بذلك مع من يثقون به وكذلك بي النصارى خلق عظيم يعلمون فساد قول النصارى‬
‫وكذلك بي اليهود وهذه المة قد كان فيها ف القرون الثلثة منافقون ل يعلم عددهم ل ال وقد جاورهم‬
‫من الشركي وأهل الكتاب أمم أخر وهم طوائف متباينة فما يكن احدا أن ينقل أنه كان قبل العد بن درهم‬
‫وجهم بن صفوان من ظهر عنه القول بأن العقول تناف ما ف القرآن من إثبات العلو والصفات أو بعض‬
‫الصفات ل من الؤمني ول من أهل الكتاب ول من سائر الكافرين ومن العلوم أن هذا إذا كان مستقرا ف‬
‫صريح العقول فل بد مع توفر المم والدواعي أن يستخرج ويستنبط وإذا استخرج واستنبط فل بد مع توفر‬
‫المم والدواعي أن يتكلم به وإذا تكلم به فل بد مع‬

‫توفر المم والدواعي أن ينقل أل ترى أنه لا تكلم به واحد وهو العد بن درهم نقل الناس ذلك ث‬
‫الهم بعده كذلك ول نقل إن هذا ل يكن ف نفس أحد فإن هذا ل يكن نفيه ول ينقل أن أحدا من هؤلء ل‬
‫يناج به بعض الناس فإن هذا ل يكن نفيه بل قلنا إنه ل يظهر وعدم ظهوره مع الكثرة والقوة الوجبة لتوفر‬
‫المم والدواعي على استخراجه واستنباطه إن كان حقا يوجب أنه ليس حقا فإن معرفة ال وما يستحقه من‬
‫الصفات نفيا وإثباتا أعظم الطالب ونن نعلم بالضطرار أن سلف المة كانوا أعظم الناس رغبة ف هذا ومبة‬
‫له فإذا كان الق هو قول النفاة وعلى ذلك أدلة عقلية يستخرجها الناظر بعقله وهم من أعقل الناس وأرغبهم‬
‫ف هذا الطلب امتنع مع ذلك أن ل يكون منهم من يفطن لذا الق وإذا تفطنوا له مع قوة دينهم ورغبتهم ف‬
‫الي كانوا يظهرونه ويبينونه وذلك يوجب ظهوره وانتشاره لو كان حقا وكذلك الكفار لم رغبة ف معرفة‬
‫ذلك وإظهاره لو كان حقا لا فيه من معارضة الرسول ومناقضته ولا فيه من معرفة الق واعلم أن هذا كما‬
‫يقال ف أمتنا فإنه يقال ف بن إسرائيل فإن التوراة ملوءة بإثبات الصفات الت يسميها النفاة تشبيها وتسيما‬
‫ومن العلوم أن التوراة قد تداولا من المم ما ل يصيهم إل ال وقد انتشرت بي النصارى كما انتشرت بي‬
‫اليهود فلو كان ما فيها من الصفات وإثبات العلو ل ما يناقض صريح العقل لكان ذلك من أعظم ما كان‬

‫ينبغي أن يتعنت به بنو إسرائيل وغيهم لوسى فقد ذكر عنهم من تعنت بوسى أشياء ل تعلم بصريح‬
‫العقل فقد اذوا موسى وقالوا إنه آدر وإنه قتل هارون ودس عليه قارون بغيا لرميه بالزنا ليؤذي موسى بذلك‬
‫وقال تعال يا أيها الذين آمنوا ل تكونوا كالذين آذوا موسى فبأه ال ما قالوا سورة الحزاب ‪ 69‬ومع هذا‬
‫فأذى موسى بذلك أذى ل يشهد به صريح العقل فلو كان ما أخبهم به ما يناقض صريح العقل لكان أذاه‬
‫بالقدح ف ذلك أبي وأظهر وأول أن يستعمله من يريد الذى له وقد قال تعال يا بن إسرائيل اذكروا نعمت‬
‫الت أنعمت عليكم وأن فضلتكم على العالي سورة البقرة ‪ 47‬وقال وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا‬
‫نعمة ال عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما ل يؤت أحدا من العالي سورة الائدة ‪20‬‬
‫وقال ولقد آتينا بن إسرائيل الكتاب والكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالي سورة‬
‫الاثية ‪ 16‬وقد كان القوم ماورين للروم والقبط والنبط والفرس وهم أئمة الفلسفة والصابئي والشركي‬
‫من جيع الصناف وقد ذكروا أن‬

‫أساطي الفلسفة كفيثاغورس وسقراط وأفلطن قدموا الشام وتعلموا الكمة من لقمان وأصحاب‬
‫داود وسليمان فكيف يكون ما تدل عليه التوراة ويفهم منها مناقضا لصريح العقول الذي ل ينبغي أن يشك‬
‫عاقل فيه ول يظهر ذلك ل ف أوليائها ول أعدائها بل الطوائف كلها متمعة على تعظيم الذي جاء بالتوراة‬
‫خاضعي له فهل يكون كتاب ملوءا ما ظاهره كذب وفرية على ال ووصف له با يتنع عليه ول يوز ف حقه‬
‫ول يظهر بي العقلء مناقضته ومعارضته ومن اعتب المور وجد الرجل يصنف كتابا ف طب وحساب أو نو‬
‫أو فقه أو ينشىء خطبة أو رسالة أو ينظم قصيدة أو أرجوزة فيلحن فيها لنة أو يغلط ف العن غلطة فل‬
‫يسكت الناس حت يتكلموا فيه ويبينوا ذلك ويرجون من الق إل زيادة من الباطل وإن كان صاحب ذلك‬
‫الكلم ل يدعوهم إل طاعته واستتباعه ويذم من يالفه فضل عن أن يكفره ويبيح قتاله وشتمه فإذا كان الذي‬
‫جاء بالقرآن ودعا الناس إل طاعته واستتباعه وأن يكون هو الطاع الذي ل ينبغي مالفته ف شيء دق ول جل‬
‫ويقول إن السعادة لن أطاعه والشقاء لن خالفه ويعظم مطيعيه ويعدهم بكل خي ويلعن مالفيه ويبيح دماءهم‬
‫وأموالم وحريهم فمن العلوم ان مثل هذه الدعوى ل يدعيها إل أكمل الناس وأحقهم با وهم الرسل‬
‫الصادقون أو أكذب الناس وأبعدهم عنها كالتنبئي الكاذبي‬
‫ومعلوم أن صاحب هذه الدعوة تعاديه النفوس وتسده كما قال ورقة بن نوفل للنب لا أخبه با جاءه‬
‫فقال إن قومك سيخرجوك قال أو مرجي هم قال نعم إنه ل يأت أحد بثل ما جئت به إل عودي وإن‬
‫يدركن يومك أنصرك نصرا مؤزرا ومن العلوم أن أعداء من يقول مثل هذا إذا كان الفهوم من كلمه‬
‫والظاهر من خطابه هو كذب على ال ووصفه با يب تنيهه عنه وبا يعلم بصريح العقل أن ال منه عنه وأنه‬
‫من وصفه بذلك كان قائل من التشبيه والتجسيم با يالف صريح العقل بل يكون صاحبه كافرا كاذبا مفتريا‬
‫على ال كان هذا من أعظم ما تتوفر المم والدواعي على معارضته به والطعن ف ذلك والقدح ف نبوته به‬
‫وهكذا موسى بن عمران وبنو إسرائيل كان بقتضى العادة الطردة أنه ل بد ف كل عصر من أن يظهر إنكار‬
‫مثل ذلك والقدح فيما جاء به موسى وأن يكون الؤذون له يؤذونه بذلك وأعظم منه فإذا قيل إنه قد وجد‬
‫طعن ف موسى وممد بثل هذا‬

‫قلنا نعم وجد بعد أن ظهرت مقالة الهمية ف السلمي وحديث اللحدة من القرامطة الباطنية الذين‬
‫أخذوا شر قول الهمية وشر قول الرافضة وركبوا منهما قول ثالثا شرا منهما ونن ل نقل إنه ل يقدح أحد‬
‫ف النبياء والرسلي ول كذبم ول عارضهم ف نفس ما دعوا إليه من التوحيد والنبوة والعاد وعارضوهم‬
‫بعقولم ول يعارضوهم معارضة صحيحة بل كان ما عارضوا به فاسدا ف العقل فهؤلء الذين حدثوا من‬
‫العارضي هم أسوأ حال من أولئك العارضي فإن القرامطة الباطنية شر من عباد الصنام من العرب وشر من‬
‫اليهود والنصارى فمجادلة هؤلء وأمثالم بالباطل ليس بعجيب فما زال ف الرض من يادل بالباطل ليدحض‬
‫به الق ولكن قلنا إذا كان الظاهر الفهوم ما خبوا به مالفا لصريح العقل امتنع ف العادة أن ل يعارض أولئك‬
‫العداء به ول يستشكله الصدقاء مع طول الزمان وتفرق المة فإذا كان العدو يعارض بالعقول الفاسد‬
‫فكيف ل يعارض بالعقول الصريح وإذا كان الول يستشكل ما ل إشكال فيه لطأه هو نفسه فكيف ل‬
‫يستشكل ما هو مشكل يالف ظاهره بل نصه للحق العلوم بصريح العقل فقلنا عدم وجود هذه العارضات‬
‫مع توفر المم والدواعي على وجودها لو كانت حقا دليل على أنا باطل كما أن عدم نقل ما تتوفر المم‬
‫والدواعي على نقله لو كان موجودا دليل على أنه كذب بلف وجود الطعن والعارضة فإنه ليس دليل على‬
‫صحة ما‬

‫عارض به وطعن كما أن مرد نقل الناقل ليس دليل على صحة ما نقل فليتدبر الفاضل هذا النوع من‬
‫النظر والكلم فإنه ينفتح له أبواب من الدى ول حول ول قوة إل بال فإن الهمية النفاة هم من أفسد الناس‬
‫عقل وأعظمهم جهل وإن كان قد يصل لحدهم ملك وسلطان بيد او لسان كما حصل لفرعون ونرود بن‬
‫كنعان ونوها ولذا وصف ال لؤلء وأشباههم بأنم ل يسمعون ول يعقلون ومن تدبر القائق وجد كل‬
‫من كان أقرب إل التصديق با جاءت به الرسل والعمل به كان أكمل عقل وسعا وكل من كان أبعد عن‬
‫التصديق با جاءت به الرسل والعمل به كان أنقص عقل وسعا ول ريب أن قول أهل التعطيل واللاد ومن‬
‫دخل منهم من أهل اللول والتاد ومن شاركهم ف بعض أصولم الستلزمة لتعطيلهم وإلادهم من سائر‬
‫العباد هي من أفسد القوال وأكذبا وأعظمها تناقضا وأكثر المور أدلة على نقيضها من الدلة العقلية‬
‫والسمعية لكن اشتبه بعض أصولم على كثي من أهل اليان فظنوا أن ذلك برهان عقلي معارض للقرآن‬
‫اللي ول يعلموا أن البهان موافق للقرآن معاضد ل مناقض معارض وأن دلئل اليات والفاق العيانية موافقة‬
‫للدلئل القرآنية إذ كانت أدلة الق شهودا صادقي وحكاما ل يثبت عندهم إل الق البي ومن العلوم أن‬
‫أخبار الصادقي وشهاداتم وإثباتاتم تتعاون وتتعاضد وتتناصر وتتساعد ل تتناقض ول تتعارض وإن قدر أن‬

‫أحدهم يغلط خطأ أو يكذب أحيانا فل بد أن يظهر خطؤه وكذبه وهذا ما استقراه الناس ف أحاديث‬
‫الحدثي للحاديث النبوية ل يعرف أن أحدا منهم غلط أو كذب إل وظهر لهل صناعته كذبه أو خطؤه‬
‫وكذلك الناظرون أهل النظر والستدلل ف الدلة السمعية أو العقلية ما يكاد يغلط غالط منهم إل ويعرف‬
‫الناس غلطه من أبناء جنسه وغيهم والهمية النفاة العطلة قلبوا حقائق الدلة والباهي العقلية والسمعية ث‬
‫ادعوا أن معهم دللت عقلية تعارض اليات السمعية فحرفوا اليات وبدلوها بالتأويل بعد أن أفسدوا العقول‬
‫بزخرف الباطيل قال تعال وكذلك جعلنا لكل نب عدوا شياطي النس والن يوحي بعضهم إل بعض‬
‫زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغي إليه أفئدة الذين ل يؤمنون بالخرة‬
‫وليضوه وليقترفوا ما هم مقترفون أفغي ال أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصل والذين آتيناهم‬
‫الكتاب يعلمون أنه منل من ربك بالق فل تكونن من المترين وتت كلمات ربك صدقا وعدل ل مبدل‬
‫لكلماته وهو السميع العليم سورة النعام ‪ 115 112‬فإذا رأيت الدلئل اليقينية تدل على أن ما أخب به‬
‫الرسول ل يناقض العقول بل يوافقها وأن ما ادعاه النفاة من مناقضة البهان‬

‫لدلول القرآن قول باطل فل تعجب من كثرة أدلة الق وخفاء ذلك على كثيين فإن دلئل الق‬
‫كثية وال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم وقل لذه العقول الت خالفت الرسول ف مثل هذه الصول‬
‫عقول كادها باريها واتل قوله تعال وجعلنا لم سعا وأبصارا وأفئدة فما أغن عنهم سعهم ول أبصارهم ول‬
‫أفئدتم من شيء إذ كانوا يحدون بآيات ال وحاق بم ما كانوا به يستهزؤون سورة الحقاف ‪ 26‬وما‬
‫يوضح المر ف ذلك أن يقال من العلوم أن موسى وممدا صلى ال عليهما وسلم وأمثالما كانوا من أكمل‬
‫الناس معرفة وخبة وعقل باتفاق من آمن بم ومن كفر فإن الكافر بم يقول كانوا من أدهى الناس وأخبهم‬
‫بالمور وأعرفهم بالطرق الت تنال با القاصد والسباب الت تطلب با الرادات فسعوا فيما يصدقهم به الناس‬
‫ويطيعونم با كان عندهم من العرفة والذق والذكاء وأما الؤمن بم فيقول إن ال خصهم من العلم والعقل‬
‫والعرفة واليقي با ل يشركهم فيه أحد من العالي قال وهب بن منبه لو وزن عقل ممد بعقل أهل الرض‬
‫لرجح وإذا كان كذلك امتنع ف صريح العقل أن من يريد أن الناس يصدقونه ويطيعونه يذكر لم ما يوجب‬
‫ف صريح العقل تكذيبه‬

‫ومعصيته والقدح فيما جاء به ومعارضته فإن كان الفهوم العروف ما أخبوا به الناس مناقضا لصريح‬
‫العقل وهم ل يعرفوا أنه مناقض لصريح العقل فقد وصفهم من قال ذلك من نقص العقل وفساده با أجع‬
‫الناس على فساده وإن علموا أنه مناقض لصريح العقل وأظهروه ول يبينوه ول يذكروا ما يمع بينه وبي‬
‫صريح العقول فقد سعوا فيما به يكذبم الكذب ويرتاب الصدق ويستطيل به أعداؤهم على أوليائهم فيكون‬
‫أولياؤهم ف الريب والضطراب وأعداؤهم قد فوقوا إليهم النشاب وحزبوا عليهم الحزاب وهم ل يستطيعون‬
‫نصر ما جاء به الرسول بل يطلبون العراض عن ساعه ومنع الناس من استماعه ول يفعله إل من هو أقل‬
‫الناس عقل وإذا كان هؤلء بإجاع أهل الرض كاملي العقول والعرفة بل أكمل الناس عقل ومعرفة تبي أن‬
‫الدين الذي أظهروه وبينوه وأخبوا به ووصفوه ل يكن عندهم مناقضا لصريح العقول ول منافيا لق مقبول‬
‫بل كان عندهم ل يالف ذلك إل كل كاذب جهول وما يوضح المر ف ذلك أن النب قد ظهر وانتشر ما‬
‫أخب به من تبديل أهل الكتاب وتريفهم وما أظهر من عيوبم وذنوبم وتنيهه ل عما وصفوه به من النقائص‬
‫والعيوب‬

‫كقوله تعال لقد سع ال قول الذين قالوا إن ال فقي ونن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم النبياء بغي‬
‫حق ونقول ذوقوا عذاب الريق سورة آل عمران ‪ 181‬وقوله تعال وقالت اليهود يد ال مغلولة غلت‬
‫أيديهم ولعنوا با قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا‬
‫وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إل يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها ال ويسعون ف الرض‬
‫فسادا وال ل يب الفسدين سورة الائدة ‪ 65 64‬وقوله تعال ولقد خلقنا السماوات والرض وما بينهما‬
‫ف ستة أيام وما مسنا من لغوب سورة ق ‪ 38‬ونزه نفسه عما وصفوه به من الفقر والبخل والعياء فالعياء‬
‫من جنس العجز الناف لكمال القدرة والفقر من جنس الاجة إل الغي الناف لكمال الغن والبخل من جنس‬
‫منع الي وكراهة العطاء الناف لكمال الرحة والحسان وكمال القدرة والرحة والغن عن الغي مستلزم سائر‬
‫صفات الكمال فإن الفاعل إذا كان عاجزا ل يفعل وإذا كان قادرا ول يرد فعل الي ل يفعله فإذا كان قادرا‬
‫مريدا له فعل الي ث إن كان متاجا إل غيه كان معاوضا ل مسنا متفضل وكان فيه نقص من وجه آخر‬
‫فإذا كان مع‬

‫هذا غنيا عن الغي ل يفعل إل لجرد الحسان والرحة وهذا غاية الكمال وقد نزه ال سبحانه نفسه‬
‫ف القرآن عما زعمته النصارى من الولد والشريك فقال تعال يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم ول تقولوا‬
‫على ال إل الق إنا السيح عيسى بن مري رسول ال وكلمته ألقاها إل مري وروح منه فآمنوا بال ورسله ول‬
‫تقولوا ثلثة انتهوا خيا لكم إنا ال إله واحد سبحانه سورة النساء ‪ 171‬وقال لقد كفر الذين قالوا إن ال‬
‫هو السيح ابن مري قل فمن يلك من ال شيئا إن أراد أن يهلك السيح ابن مري وأمه ومن ف الرض جيعا‬
‫سورة الائدة ‪ 17‬وقال تعال لقد كفر الذين قالوا إن ال ثالث ثلثة وما من إله إل إله واحد وإن ل ينتهوا‬
‫عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفل يتوبون إل ال ويستغفرونه وال غفور رحيم سورة‬
‫الائدة ‪ 74 73‬ث إنه جع اليهود والنصارى ف قوله وقالت اليهود عزير ابن ال وقالت النصارى السيح ابن‬
‫ال ذلك قولم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم ال أن يؤفكون سورة التوبة ‪ 30‬ومن‬
‫العلوم لن له عناية بالقرآن أن جهور اليهود ل تقول إن عزير ابن ال وإنا قاله طائفة منهم كما قد نقل أنه‬
‫قال فنحاص بن‬

‫عازورا أو هو وغيه وبالملة إن قائلي ذلك من اليهود قليل ولكن الب عن النس كما قال الذين‬
‫قال لم الناس إن الناس قد جعوا لكم سورة آل عمران ‪ 173‬فال سبحانه بي هذا الكفر الذي قاله بعضهم‬
‫وعابه به فلو كان ما ف التوراة من الصفات الت تقول النفاة إنا تشبيه وتسيم فإن فيها من ذلك ما تنكره‬
‫النفاة وتسميه تشبيها وتسيما بل فيها إثبات الهة وتكلم ال بالصوت وخلق آدم على صورته وأمثال هذه‬
‫المور فإن كان هذا ما كذبته اليهود وبدلته كان إنكار النب لذلك وبيان ذلك أول من ذكر ما هو دون‬
‫ذلك فكيف والنصوص عنه موافق للمنصوص ف التوراة فإنك تد عامة ما جاء به الكتاب والحاديث ف‬
‫الصفات موافقا مطابقا لا ذكر ف التوراة وقد قلنا قبل ذلك إن هذا كله ما يتنع ف العادة توافق الخبين به‬
‫من غي مواطأة وموسى ل يواطىء ممدا وممد ل يتعلم من أهل الكتاب فدل‬

‫ذلك على صدق الرسولي العظيمي وصدق الكتابي الكريي وقلنا إن هذا لو كان مالفا لصريح‬
‫العقول ل يتفق عليه مثل هذين الرجلي اللذين ها وأمثالما أكمل العالي عقل من غي أن يستشكل ذلك‬
‫وليهما الصدق ول يعارض با يناقضه عدوها الكذب ويقولن إن إقرار ممد لهل الكتاب على ذلك من غي‬
‫أن يبي كذبم فيه دليل على أنه ليس ما كذبوه وافتروه على موسى مع أن هذا معلوم بالعادة فإن هذا ف‬
‫التوراة كثي جدا وليس لمة كثية عظيمة منتشرة ف مشارق الرض ومغاربا غرض ف أن تكذب من تعظمه‬
‫غاية التعظيم با يقدح فيه وتبي فساد أقواله ولكن لم غرض ف أن يكذبوا كذبا يقيمون به رياستهم وبقاء‬
‫شرعهم والقدح فيما جاء به من ينسخ شيئا منهم كما لم غرض ف الطعن على عيسى ابن مري وعلى ممد‬
‫صلى ال عليهما وسلم فإذا قالوا ما هو جنس القدح ف عيسى وممد كان تواطؤهم على الكذب فيه مكنا‬
‫فأما إذا قالوا ما هو من جنس القدح ف موسى فيمتنع تواطؤهم على ذلك ف العادة مع علمهم بأنه يقدح ف‬
‫موسى كما يتنع تواطؤ النصارى على ما يعلمون أنه قدح ف السيح‬

‫وأما السلمون فقد عصمهم ال من أن يتفقوا على خطأ لكن يعلم بطرد العادات أنه يتنع تواطؤهم‬
‫على ما يعلمون أنه قدح ف نبوته فإن هذا ل يفعله إل من هو مبغض له مكذب ونن نعلم أن اليهود ل يتفقوا‬
‫على بغض موسى وتكذيبه ول اتفقت النصارى على بغض السيح وتكذيبه فضل عن أن تتفق طائفة من‬
‫السلمي على بغض ممد وتكذيبه وإذا اتفقت طائفة على بغضه وتكذيبه مثل غالية الساعيلية والرمية‬
‫الباطنية وأمثالم ل تكن هذه الطائفة من أهل اليان به وقد انكشف ول المد أمرهم وانتك سترهم وقد‬
‫تتفق الطائفة على قول يكون متضمنا للقدح فيمن تعظمه ول يعلم ذلك كما يتفق مثل ذلك للنصارى‬
‫والرافضة وأمثالم من جهال الطوائف الذين اعتقدوا عقائد فاسدة فظنوها حقا وكذب بعضهم فنقلها لم عن‬
‫السيح أو علي فصدقوا ذلك الناقل ل لثبوت صدقه عندهم لكن لوافقته لم فيما يعتقدونه وهذا سبب كثرة‬
‫الكذب والضلل بي النصارى والرافضة والغلة من العامة وغيهم وإذا كان كذلك فهذه القوال الت ف‬
‫التوراة إن كانت مالفة لصريح العقل ل يكن ف إضافتها إل موسى إل بطريق القدح فيه فيمتنع اتفاق اليهود‬
‫على نقلها عنه وإن ل تكن مالفة لصريح العقل ل يكن حينئذ ف نقلها عن موسى مذور فثبت أنه ليوز‬
‫تكذيب نقل هذه عن موسى لعتقاده مالفتها بالعقل الصريح‬

‫فإن قيل إن الذي كذبا لم كان يعتقد صدقها أو كان غرضه إضللم كما أن كثيا من هذه المة‬
‫يكذب على النب أكاذيب لعتقاده أنا حق صحيح يب على الناس قبوله فيكذب أحاديث ف ذلك ليقبل‬
‫الناس ما يعتقده كما وقع مثل هذا لطوائف من أهل البدع والكلم وبعض التفقهة والتزهدة مثل الويباري‬
‫الذي كان يكذب للمرجئة والكرامية وغيهم أحاديث توافق قولم ومثل بعض التفقهة الذين كذبوا أحاديث‬
‫توافق رأيهم لعتقادهم أنه صدق ومثل طائفة من أهل الزهد والعبادة كذبوا أحاديث ف الترغيب والترهيب‬
‫وقالوا نن كذبنا له ما كذبنا عليه ومثل الذين كذبوا أحاديث ف فضائل الشخاص والبقاع والزمنة وغي‬
‫ذلك لظنهم أن موجب ذلك حق أو لغرض آخر واخرون من الزنادقة واللحدة كذبوا أحاديث مالفة‬
‫لصريح العقل ليهجنوا با السلم ويعلوها قادحة فيه مثل حديث عرق اليل الذي فيه أنه خلق خيل فأجراها‬
‫فعرقت فخلقت نفسه من ذلك العرق فخلق نفسه من ذلك العرق فإن هذا الديث وأمثاله ل يكذبه من يعتقد‬
‫صدقه لظهور‬

‫كذبه وإنا كذبه من مقصوده إظهار الكذب بي الناس كما يقولون إنه وضعه بعض أهل الهواء‬
‫ليقول إن أهل الديث يروون مثل هذا ومع هذا فكل أهل الديث متفقون على لعنه من وضعه وما يشبه‬
‫ذلك حديث المل الورق وأنه ينل عشية عرفة على جل أورق فيصافح الشاة ويعانق الركبان وحديث‬
‫رؤيته لربه ف الطواف أو رؤيته ليلة العراج بعي رأسه وعليه تاج يلمع بل وكل حديث فيه رؤيته لربه ليلة‬
‫العراج عيانا فإنا كلها أحاديث مكذوبة موضوعة باتفاق أهل العرفة بالديث لكن الذين وضعوها يكن أنم‬
‫كانوا زنادقة فوضعوها ليهجنوا با من يرويها ويعتقدها من الهال ويكن أن الذين وضعوها كانوا من الهال‬
‫الذين يظنون مثل هذا حقا وأنم إذا وضعوه قووا الق كما وضع كثي من هؤلء أحاديث ف فضائل الصحابة‬
‫أب بكر وعمر وعثمان ل سيما ما وضعوه ف فضائل علي من الكاذيب فإنه ل يكاد يصى مع أن ف‬
‫فضائلهم الصحيحة ما يغن عن الباطل ومثل ما وضعوه ف مثالبهم ل سيما ما وضعته الرافضة ف مثالب اللفاء‬
‫وغيهم فإن فيه من الكاذيب ما ل يصيه إل ال والقصود أن العترض يقول يكن أن يكون الذين كذبوا ما‬
‫ف‬

‫التوراة من الصفات على موسى كانوا يعتقدونا فكذبوها أو كان مقصودهم إضلل اليهود وبث‬
‫الكذب فيهم لفساد دينهم قيل هذا القدر يكن أن يفعله الواحد والثنان والطائفة القليلة ولكن هؤلء إذا‬
‫حدثوا به عامة اليهود مع معرفتهم واختلفهم فل بد إذا كان معلوما فساده بصريح العقل أن يرده بعضهم أو‬
‫يستشكله ويقول إن مثل هذا يقدح ف موسى فحيث قبلوه كلهم علم أنم ل يكونوا يعتقدون أنه فاسد ف‬
‫صريح العقل ومن العلوم عند أهل الكتاب أن قدماءهم ل يكونوا ينكرون ما ف التوراة من الصفات وإنا‬
‫حدث فيهم بعد ذلك لا صار فيهم جهمية إما متفلسفة مثل موسى بن ميمون وأمثاله وإما معتزلة مثل أب‬
‫يعقوب البصي وأمثاله فإن اليهود لم بالعتزلة اتصال وبينهما اشتباه ولذا كانت اليهود تقرأ الصول المسة‬
‫الت للمعتزلة ويتكلمون ف أصول اليهود با يشابه كلم العتزلة كما أن كثيا من زهاد الصوفية يشبه النصارى‬
‫ويسلك ف زهده وعبادته من الشرك والرهبانية ما يشبه سلوك النصارى ولذا أمرنا ال تعال أن نقول ف‬
‫صلتنا اهدنا الصراط‬

‫الستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غي الغضوب عليهم ول الضالي سورة الفاتة ‪ 7 6‬والنصارى‬
‫يشبهون الخلوق بالالق ف صفات الكمال واليهود تشبه الالق بالخلوق ف صفات النقص ولذا أنكر القرآن‬
‫على كل من الطائفتي ما وقعت فيه من ذلك فلو كان ما ف التوراة من هذا الباب لكان إنكار ذلك للهدى‬
‫من أعظم السباب وكان فعل النب والصحابة والتابعي لذلك من أعظم الصواب ولكان النب ينكر ذلك من‬
‫جنس إنكار النفاة فنقول إثبات هذه الصفات يقتضي التجسيم والتجسيد والتشبيه والتكييف وال منه عن‬
‫ذلك فإن عامة النفاة إنا يردون هذه الصفات بأنا تستلزم التجسيم ومن السلمي وأهل الكتاب من يقول‬
‫بالتجسيد فلو كان هذا تسيما وتسيدا يب إنكاره لكان الرسول إل إنكار ذلك أسبق وهو به أحق وإن‬
‫كان الطريق إل نفي العيوب والنقائص وماثلة الالق للقه هو ما ف ذلك من التجسيد والتجسيم كان إنكار‬
‫ذلك بذا الطريق الستقيم كما فعله من أنكر ذلك بذا الطريق هو الصراط الستقيم من القائلي بوجب ذلك‬
‫من أهل الكلم فلما ل ينطق النب ول أصحابه والتابعون برف من ذلك بل كان ما نطق به‬

‫موافقا مصدقا لذلك وكان اليهود إذا ذكروا بي يديه أحاديث ف ذلك يقرأ من القرآن ما يصدقها‬
‫كما ف الصحيحي عن عبد ال بن مسعود أن يهوديا قال للنب إن ال يوم القيامة يسك السماوات على إصبع‬
‫والرضي على إصبع والبال على إصبع والشجر والثرى على إصبع وسائر اللئق على إصبع ث يهزهن ث‬
‫يقول أنا اللك أين ملوك الرض فضحك رسول ال تعجبا وتصديقا لقول الب ث قرأ قوله تعال وما قدروا‬
‫ال حق قدره والرض جيعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعال عما يشركون‬
‫سورة الزمر ‪ 67‬وأخب هو با يوافق ذلك غي مرة كما ف حديث ابن عمر الذي ف الصحيحي أن النب قرأ‬
‫على النب هذه الية ث قال يقول ال أنا البار أنا التكب أنا اللك أنا التعال يجد نفسه قال فجعل رسول ال‬
‫يرددها حت رجف به النب حت ظننا أنه سيخر به فهذا كله ذكرناه لا بينا أن ما يالف هذه النصوص من‬
‫القضايا الت يقال إنا عقلية ليست ما يتاج إليه ف العلم بصدق الرسول فعلم‬

‫بطلن قول القائل إن تقدي النقل على العقل يوجب القدح فيه بالقدح ف أصله حيث تبي أن ذلك‬
‫ليس قدحا ف أصله وهذا الكلم ف الصل هو من قول الهمية العتزلة وأمثالم وليس من قول الشعري‬
‫وأئمة أصحابه وإنا تلقاه عن العتزلة متأخرو الشعرية لا مالوا إل نوع التجهم بل الفلسفة وفارقوا قول‬
‫الشعري وأئمة أصحابه الذين ل يكونوا يقرون بخالفة النقل للعقل بل انتصبوا لقامة أدلة عقلية توافق السمع‬
‫ولذا أثبت الشعري الصفات البية بالسمع وأثبت بالعقل الصفات العقلية الت تعلم بالعقل والسمع فلم يثبت‬
‫بالعقل ما جعله معارضا للسمع بل ما جعله معاضدا له وأثبت بالسمع ما عجز عنه العقل وهؤلء خالفوه‬
‫وخالفوا أئمة أصحابه ف هذا وهذا فلم يستدلوا بالسمع ف إثبات الصفات وعارضوا مدلوله با ادعوه من‬
‫العقليات والذي كان أئمة السنة ينكرونه على ابن كلب والشعري بقايا من التجهم والعتزال مثل اعتقاد‬
‫صحة طريقة العراض وتركيب الجسام وإنكار اتصاف ال بالفعال القائمة الت يشاؤها ويتارها وأمثال‬
‫ذلك من السائل الت أشكلت على من كان أعلم من الشعري بالسنة والديث وأقوال السلف والئمة‬
‫كالارث الحاسب وأب علي الثقفي وأب بكر بن إسحاق الصبغي مع أنه قد قيل إن‬

‫الارث رجع عن ذلك وذكر عنه غي واحد ما يقتضي الرجوع عن ذلك وكذلك الصبغي والثقفي قد‬
‫روى أنما استتيبا فتابا وقد وافق الشعري على هذه الصول طوائف من أصحاب أحد ومالك والشافعي‬
‫وأب حنيفة وغيهم منهم من تبي له بعد ذلك الطأ فرجع عنه ومنهم من اشتبه عليه ذلك كما اشتبه غي‬
‫ذلك على كثي من السلمي وال يغفر لن اجتهد ف معرفة الصواب من جهة الكتاب والسنة بسب عقله‬
‫وإمكانه وإن أخطأ ف بعض ذلك والقصود أنه ل يكن ف النسوبي إل السنة ولو كان فيه نوع من البدعة‬
‫من يزعم أن صريح العقول يالف مدلول الكتاب والسنة بل كل من تكلم بذلك كان عند المة من أهل‬
‫البدع الضلة فضل عن أن يقال إن ما به يعلم صدق الرسول من العقول مناقض لدلول الكتاب والسنة إذ هذا‬
‫الكلم يفتح على صاحبه من الزندقة واللاد ما يرجه عن طرد قوله إل غاية الهل والضلل والكفر واللاد‬
‫وإن ل يطرد قوله ظهر منه التناقض والفساد ما ل يوافقه عليه ل أهل التوحيد والق واليان ول طائفة من‬
‫طوائف العباد وبذا كان يصف الشعري كل من يواليه ويبه من النسوبي إل السنة والماعة كما ف رسالة‬
‫أب بكر البيهقي الت كتبها إل بعض ولة المور لا كان وقع براسان من لعنة أهل البدع ما وقع وقصد بعض‬

‫الناس إدخال الشعرية فيهم وقد ذكر الرسالة أبو القاسم ابن عساكر ف تبيي كذب الفترى قال‬
‫البيهقي ف أثناء الرسالة فليعلم الشيخ العميد أن أبا السن من أولد أب موسى الشعري رضي ال عنه ث‬
‫ذكر من فضائل أب موسى والشعريي وذرية أب موسى أمورا معروفة إل أن قال إل أن بلغت النوبة إل‬
‫شيخنا أب السن الشعري فلم يدث ف دين ال حدثا ول يأت فيه ببدعة بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعي‬
‫ومن بعدهم من الئمة ف أصول الدينا فبصرنا بزيادة شرح وتبيي وأن ما قالوه وجاء به الشرع ف الصول‬
‫صحيح ف العقول خلف ما زعمه أهل الهواء من أن بعضه ل يستقيم ف الراء فكان ف بيانه‬

‫تقوية ما ل يزل عليه أهل السنة والماعة ونصرة أقاويل من مضى من الئمة كأب حنيفة وسفيان‬
‫الثوري من أهل الكوفة والوزاعي وغيه من أهل الشام ومالك والشافعي من أهل الرمي ومن نا نوها من‬
‫أهل الجاز وغيها من سائر البلد كأحد بن حنبل وغيه من أهل الديث والليث بن سعد وغيه وممد بن‬
‫إساعيل البخاري ومسلم بن الجاج النيسابوري إمامي أهل الثار وذلك دأب من تصدر من الئمة ف هذه‬
‫المة وصار رأسا ف العلم من أهل السنة ف قدي الدهر وحديثه إل أن قال وحي كثرت البتدعة ف هذه‬
‫المة وتركوا ظاهر الكتاب والسنة وأنكروا ما ورد أنه من صفات ال تعال نو الياة والقدرة والعلم والشيئة‬
‫والسمع والبصر والكلم وجحدوا ما دل عليه من العراج وعذاب القب واليزان وأن النة والنار ملوقاتان وأن‬
‫أهل اليان يرجون من النيان وما لنبينا من الوض والشفاعة وأن اللفاء الربعة‬

‫كانوا مقي فيما قاموا به من الولية وزعموا أن شيئا من ذلك ل يستقيم على العقل ول يصح ف‬
‫الرأي أخرج ال من نسل أب موسى الشعري إماما قام بنصرة دين ال وجاهد بلسانه وبنانه من صد عن سبيل‬
‫ال وزاد ف التبيي لهل اليقي أن ما جاء به الكتاب والسنة وما كان عليه سلف المة مستقيم على العقول‬
‫الصحيحة والراء ومضمون الرسالة إزالة ما وقع من الفتنة وإطابة قلوب أهل السنة قال أبو القاسم بن‬
‫عساكر وإنا كان انتشار ما ذكره أبو بكر البيهقي من الحنة واستعار ما أشار بإطفائه ف رسالته من الفتنة ما‬
‫تقدم به من سب حزب الشيخ أب السن الشعري ف دولة السلطان طغرلبك ووزارة أب نصر الكندري‬
‫وكان السلطان حنفيا سنيا وكان وزيره معتزليا رافضيا فلما أمر السلطان بلعن البتدعة على النابر ف المع‬
‫قرن الكندري للتسلي والتشفي اسم الشعرية‬

‫بأساء أرباب البدع وامتحن الئمة الفاضل وعزل أبا عثمان النيسابوري عن خطابة نيسابور وفوضها‬
‫إل بعض النفية فأم المهور وخرج الستاذ أبو القاسم وأبو العال عن البلد ث ذكر زوال تلك الحنة ف‬
‫دولة ابن ذلك السلطان ووزارة النظام وهذا الذي ذكره عنه البيهقي هو العروف ف كتبه وعند أئمة أصحابه‬
‫وذكر ابن عساكر عن جاعة ما يوافق كلم البيهقي فذكر أن أبا السن القابسي وهو من كبار أئمة الالكية‬
‫بالغرب سئل عنه فكان ف جوابه واعلموا أن أبا السن الشعري ل يأت من هذا المر يعن الكلم إل ما أراد‬
‫به إيضاح السنن والتثبيت عليها ودفع الشبه عنها وقال أبو بكر بن فورك انتقل الشيخ أبو السن الشعري‬

‫من مذاهب العتزلة إل نصرة مذاهب أهل السنة والماعة بالجج العقلية وصنف ف ذلك الكتب‬
‫وذكر ابن عساكر كلمه ف مصنفاته وقوله فإن قال قائل قد أنكرت قول العتزلة والقدرية والهمية والرورية‬
‫والرافضة والرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم الت با تدينون قيل له قولنا الذي به نقول وديانتنا‬
‫الت با ندين التمسك بكتاب ال وسنة نبيه وما روي عن الصحابة والتابعي وأئمة الديث ونن بذلك‬
‫معتصمون وبا كان عليه أحد بن حنبل نضر ال وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون ولن خالف‬

‫قوله مانبون لنه المام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان ال به الق عند ظهور الضلل وأوضح به‬
‫النهاج وقمع به بدع البتدعي وزيغ الزائغي وشك الشاكي فرحة ال عليه من إمام مقدم وكبي مفهم وعلى‬
‫جيع أئمة السلمي وجلة قولنا أنا نقر بال وملئكته وكتبه ورسله وما جاء من عند ال وما رواه الثقات عن‬
‫رسول ال ل نرد من ذلك شيئا وأن ال إله واحد فرد صمد ل يتخذ صاحبة ول ولدا وأن ممدا عبده ورسوله‬
‫وأن النة والنار حق وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من ف القبور وأن ال مستو على عرشه كما‬
‫قال الرحن على العرش استوى سورة طه ‪ 5‬وأن له وجها كما قال ويبقى وجه ربك ذو اللل والكرام‬
‫سورة طه ‪ 27‬وأن له يدين كما قال بل يداه مبسوطتان سورة الائدة ‪ 64‬وكما قال لا خلقت‬

‫بيدي سورة ص ‪ 75‬وأن له عيني بل كيف كما قال تري بأعيننا سورة القمر ‪ 15‬إل أن قال‬
‫ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ال وسنة نبيه وإجاع السلمي وما كان ف معناه ول نبتدع ف دين ال‬
‫بدعة ل يأذن ال با ول نقول على ال ما ل نعلم ونقول إن ال ييء يوم القيامة كما قال وجاء ربك واللك‬
‫صفا صفا سورة الفجر ‪ 22‬وأن ال يقرب من عباده كيف يشاء كما قال ونن أقرب إليه من حبل الوريد‬
‫سورة ق ‪ 16‬وكما قال ث دنا فتدل فكان قاب قوسي أو أدن سورة النجم ‪ 9 8‬فهذا الكلم وأمثاله ف‬
‫كتبه وكتب أئمة أصحابة يبينون أنم يعتصمون ف مسائل الصول الت تنازع فيها الناس بالكتاب والسنة‬
‫والجاع وأن دينهم التمسك بالكتاب والسنة وما روي عن الصحابة والتابعي وأئمة الديث ث خصوا المام‬
‫أحد بالتباع والوافقة لا أظهره من السنة بسبب ما وقع له من الحنة فأين هذا من قول من ل يعل الكتاب‬
‫والسنة والجاع طريقا إل معرفة صفات ال وأمثال ذلك من مسائل الصول فضل عمن يدعى تقدي عقله‬
‫ورأيه على مدلول الكتاب والسنة وما كان عليه سلف المة ويقول إذا تعارض القرآن وعقولنا قدمنا عقولنا‬
‫على القرآن‬

‫ولذا كان الشعري وأئمة أصحابه من الثبتي لعلو ال بذاته على العال كما كان ذلك مذهب ابن‬
‫كلب والارث الحاسب وأب العباس القلنسي وأب بكر الصبغي وأب علي الثقفي وأمثالم لكن للبقايا الت‬
‫بقيت على ابن كلب وأتباعه من بقايا التجهم والعتزال كطريقة حدوث العراض وتركيب الجسام احتاج‬
‫من سلك طريقهم إل طرد تلك القوال فاحتاج أن يلتزم قول الهمية والعتزلة ف نفي الصفات البية ويقدم‬
‫عقله على النصوص اللية ويالف سلفه وأئمته الشعرية وصار ما مدح به الشعري وأئمة أصحابه من السنة‬
‫والتابعة النبوية عنده من أقوال الجسمة الشوية كما أن العتزلة لا نصروا السلم ف مواطن كثية وردوا على‬
‫الكفار بجج عقلية ل يكن أصل دينهم تكذيب الرسول ورد أخباره ونصوصه لكن احتجوا بجج عقلية إما‬
‫ابتدعوها من تلقاء أنفسهم وإما تلقوها عمن احتج با من غي أهل السلم فاحتاجوا أن يطردوا أصول أقوالم‬
‫الت احتجوا با لتسلم عن النقص والفساد فوقعوا ف أنواع من رد معان الخبار اللية وتكذيب الحاديث‬
‫النبوية وأصل ما أوقعهم ف نفي الصفات والكلم والفعال والقول بلق القرآن وإنكار الرؤية والعلو ل على‬
‫خلقه هي طريقة حدوث العراض وتركيب الجسام وعنها لزمهم ما خالفوا به الكتاب والسنة والجاع ف‬
‫هذا القام مع مالفتهم للمعقولت الصرية الت ل تتمل‬
‫النقيض فناقضوا العقل والسمع من هذا الوجه وصاروا يعادون من قال بوجب العقل الصريح أو‬
‫بوجب النقل الصحيح وهم وإن كان لم من نصر بعض السلم أقوال صحيحة فهم فيما خالفوا به السنة‬
‫سلطوا عليهم وعلى السلمي أعداء السلم فل للسلم نصروا ول للفلسفة كسروا فإن قيل إنا ل يعارض‬
‫سلف الؤمني والكفار التقدمون لذه النصوص لنم كانوا قوما عربا فصحاء يفهمون ما أريد با ول يكونوا‬
‫يفهمون منها إثبات أن ذاته نفسه فوق العرش ول ما يشبه ذلك من المور الستلزمة للتجسيم فلما ل يفهموا‬
‫منها ما فهمه التأخرون من هذا الثبات ل يكن الفهوم منها عندهم معارضا لشيء من الدلة العقلية وأما‬
‫التأخرون فلما صاروا يستدلون با على الثبات الستلزم للتجسيم صار من يريد أن يرد عليهم يعارضهم‬
‫بالدلة العقلية النافية فهذا خلصة ما يكن أن يقوله من يعظم الرسول والسلف من النفاة فيقال هذا باطل‬
‫من وجوه متعددة أحدها أن يقال فعلى هذا التقدير ل يكون الفهوم الظاهر من هذه النصوص إثبات العلو‬
‫على العال والصفات ول يوز أن يقال ظواهر هذه النصوص غي مراد ول أنه قد تعارضت الدلئل النقلية‬
‫والعقلية فإنه إذا قدر أنا ل تدل على الثبات ل دللة قطعية ول ظاهرة بطل أن يكون ف ظاهرها ما يفهم منه‬
‫الثبات‬

‫ومن العلوم أن هذا خلف قول الطوائف كلها من الثبتة والنفاة حت من الفلسفة القائلي بقدم العال‬
‫وإنكار معاد البدان فإنم معترفون با اعترف به سائر اللق من أن الظاهر الفهوم منها هو إثبات الصفات‬
‫لكن هؤلء التفلسفة يقولون إن الرسول ل يرد بيان العلم والخبار بالمر على وجهه وإنا أراد التخييل وإن‬
‫تضمن ذلك التدليس وإظهار خلف ما يبطن والكذب للمصلحة وهذا قول اللحدة الباطنية وفساد هذا‬
‫معلوم من وجوه أكثر ما يعلم به فساد قول الهمية والعتزلة ولذا كان هؤلء عند السلمي ملحدة زنادقة‬
‫الوجه الثان أن يقال التفاسي الثابتة التواترة عن الصحابة والتابعي لم بإحسان تبي أنم إنا كانوا يفهمون‬
‫منها الثبات بل والنقول التواترة الستفيضة عن الصحابة والتابعي ف غي التفسي موافقة للثبات ول ينقل عن‬
‫أحد من الصحابة والتابعي حرف واحد يوافق قول النفاة ومن تدبر الكتب الصنفة ف آثار الصحابة والتابعي‬
‫بل الصنفة ف السنة من كتاب السنة والرد على الهمية للثرم ولعبد ال بن أحد وعثمان بن سعيد الدارمي‬
‫وممد بن إساعيل البخاري وأب داود السجستان وعبد ال بن ممد العفي والكم بن معبد الزاعي‬
‫وحشيش بن أصرم النسائي وحرب بن إساعيل الكرمان وأب بكر اللل وممد بن إسحاق بن خزية وأب‬
‫القاسم الطبان وأب الشيخ الصبهان وأب أحد العسال وأب‬
‫نعيم الصبهان وأب السن الدارقطن وأب حفص بن شاهي وممد بن إسحاق بن منده وأب عبد ال‬
‫بن بطة وأب عمر الطلمنكي وأب ذر الروي وأب ممد اللل والبيهقي وأب عثمان الصابون وأب نصر‬
‫السجزي وأب عمر بن عبد الب وأب القائم الللكائي وأب إساعيل النصاري وأب القاسم التيمي وأضعاف‬
‫هؤلء رأى ف ذلك من الثار الثابتة التواترة عن الصحابة والتابعي ما يعلم معه بالضطرار أن الصحابة‬
‫والتابعي كانوا يقولون با يوافق مقتضى هذه النصوص ومدلولا وأنم كانوا على قول أهل الثبات الثبتي‬
‫لعلو ال نفسه على خلقه الثبتي لرؤيته القائلي بأن القرآن كلمه ليس بخلوق بائن عنه وهذا يصي دليل من‬
‫وجهي أحدها من جهة إجاع السلف فإنم يتنع أن يمعوا ف الفروع على خطأ فكيف ف الصول الثان‬
‫من جهة أنم كانوا يقولون با يوافق مدلول النصوص ومفهومها ل يفهمون منها ما يناقض ذلك ولذا كان‬
‫الذين أدركوا التابعي من أعظم الناس قول بالثبات وإنكارا لقول النفاة كما قال يزيد بن هارون الواسطي من‬
‫قال إن ال على العرش استوى خلف ما يقر ف نفوس العامة فهو جهمي وقال الوزاعي كنا والتابعون‬
‫متوافرون نقر بأن ال فوق عرشه ونؤمن با وردت به السنة من صفاته الثالث أن من له عناية بآثار السلف‬
‫يعلم علما يقينيا أن قول النفاة إنا حدث فيهم ف أثناء الائة الثانية وأن أول من ظهر ذلك عنه العد‬

‫ابن درهم والهم بن صفوان وقد قتلهما السلمون وكلم السلف والئمة ف ذم الهمية أعظم وأكثر‬
‫من أن يذكر هنا حت كان غي واحد من الئمة يرجهم عن عداد المة وقال يوسف بن أسباط وعبد ال بن‬
‫البارك أصول الثنتي وسبعي فرقة أربع الوارج والشيعة والرجئة والقدرية فقيل لبن البارك فالهمية فأجاب‬
‫بأن أولئك ليسوا من أمة ممد ولصحاب أحد ف الهمية هل هم من الثنتي وسبعي فرقة أم هم خارجون‬
‫عنها كاللحدة الزنادقة قولن والهمية باتفاقهم هم نفاة الصفات الذين يقولون إن ال ليس فوق العال ول‬
‫يرى ول تقوم به صفة ول فعل وابن كلب ومتبعوه خالفوهم ف العلو والصفات ووافقوهم على نفي الفعال‬
‫القائمة به وغيها ما يتعلق بشيئته وقدرته فكيف يكن مع هذا أن يقال إن السلف كانوا من القائلي بنفي‬
‫العلو والصفات وإذا كانوا من الثتبة امتنع أن يقال إنم عرفوا أن القرآن إنا يدل على قول الثبات وخالفوه‬
‫الوجه الرابع أن يقال القرآن إما أن يقال إنه بنفسه دال على العلو وإثبات ما يفهم منه من الصفات وإما أن‬
‫يقال إنه ينفي ذلك وإما أن يقال إنه ل يدل على ذلك ل بنفي ول إثبات فإن قيل بالول ثبت القصود وعلم‬
‫أن مدلول القرآن ومفهومه هو‬

‫الثبات وتبي ما ذكر من أنه يتنع أن يكون العقل الصريح معارضا لذلك وإن قيل بالثان كان هذا‬
‫معلوم الفساد بالضطرار فإنه ليس ف القرآن آية واحدة ظاهرة ف نفي الصفات وغاية ما يريد من يستدل‬
‫بذلك أن يستدل بقوله ليس كمثله شيء سورة الشورى ‪ 11‬وقوله ول يكن له كفوا أحد سورة الخلص‬
‫‪ 4‬ونو ذلك وهذه اليات إنا تنفي ماثلة صفاته لصفات الخلوقات ل تنفي ثبوت الصفات ول ريب أن‬
‫القرآن تضمن إثبات الصفات ونفي ماثلة الخلوقات فأما أن يكون فيه ما ينفي الصفات فهذا من أعظم البهتان‬
‫الذي يظهر أنه كذب لكل عاقل ولذا لا كان النفاة يعتمدون على ما ينفي التمثيل كقوله تعال ليس كمثله‬
‫شيء وقوله ول يكن له كفوا أحد وهذا ل يدل على مقصودهم ف اللغة الت نزل با القرآن بل هو على‬
‫نقيض مقصودهم أدل فإن هذا يدل على ثبوت شيء موصوف بصفات الكمال ل ماثل له ف ذلك وهم ل‬
‫يثبتوا ذلك احتاجوا إل أن يفتروا على اللغة بعد أن افتروا على العقل فصاروا مفترين على الشرع والعقل‬
‫واللغة فيقول أحدهم لو كان موصوفا بالعلو لكان جسما ولو كان جسما لكان ماثل لسائر الجسام وال قد‬
‫نفى عنه الثل فهذا أعظم ما يعتمدون عليه من جهة السمع وقد بي ف غي هذا الوضع فساد هذا من وجوه‬
‫كثية منها أن يقال هنا ثلث مقدمات حصل فيها التلبيس أحدها كون كل‬

‫عال جسما والثان كون الجسام متماثلة والثالث كون هذا التماثل هو الراد بالثل ف لغة العرب الت‬
‫نزل با القرآن ومنشأ الغلط من الشتباه والشتراك والجال ف لفظ السم ولفظ الثل فيقال السم ف لغة‬
‫العرب هو البدن وهو عندكم ما يكن الشارة إليه فالواء والاء والنار ونو ذلك ليس هو جسما ف لغة‬
‫العرب وهو ف اصطلحكم جسم وإذا كان السم ف لغة العرب أخص منه ف عرفكم وقد علم بصريح‬
‫العقل أن الذهب ليس مثل الفضة ول البز مثل التراب ول الدم كالذهب فما يسمى ف لغة العرب جسدا‬
‫وجسما ونو ذلك هو ما يعلم أنه ليس متماثل بصريح العقل والس فكيف با هو أعم من ذلك مثل كونه‬
‫يشار إليه أو كونه يقبل البعاد الثلثة الطول والعرض والعمق مع أن هذه اللفاظ ليس مرادهم با ما هو‬
‫معناها ف اللغة العروفة فإن هؤلء عندهم البة الواحدة كالعدسة والسمسمة بل الذرة الت قال ال فيها إن‬
‫ال ل يظلم مثقال ذرة سورة النساء ‪ 40‬هي ف اصطلحهم طويلة عريضة عميقة ومن العلوم بالضطرار من‬
‫لغة العرب أنم يقولون عن نوع النسان هذا طويل وهذا قصي وكذلك أعضاء النسان كيده‬

‫ورجله وعنقه يقولون هذا طويل وهذا قصي ويقولون هذا عريض وهذا دقيق ورقيق لعنقه ويده وأما‬
‫العميق عندهم فيقال ف مثل البار ونوها ل يقولون لفم النسان إنه عميق ول لذنه وعينه ونو ذلك فكيف‬
‫بالعدسة والسمسمة والذرة فإذا قالوا عن الشيء إنه طويل عريض عميق ل يقصدوا بذلك العروف ف اللغة‬
‫وما يعقله الناس من معن الطول والعرض والعمق بل يقصدون هذا العن العام الذي وضعوا له لفظ الطول‬
‫والعرض والعمق ث يقولون مع هذا إن كل ما وصف بذه العان العامة فإنه يب أن يكون متماثل مستويا ف‬
‫الد والقيقة ل يتلف إل باختلف أعراضه فهذا القول من أبعد القوال عن العقول الذي يعرفه الناس‬
‫بسهم وعقلهم ث بتقدير أن يكون كذلك فل يتمارى عاقلن أن لفظ الثل ف لغة العرب وسائر المم ليس‬
‫الراد به هذا وأنه إذا قيل إن كذا مثل كذا أو ليس مثله وهذا ليس له مثل فإنه ليس الفهوم من الثل كون هذا‬
‫بيث يشار إليه وكون هذا بيث يشار إليه أو كون كل منهما له قدر أو له طول وعرض وعمق ل بالعن‬
‫اللغوي ول با هو أقرب إليه فضل عن اصطلحهم ونن نعلم بالضرورة من لغة العرب أنم ل يقولون البل‬
‫مثل النار ول الواء مثل الاء ول المل مثل البقر ول الشمس والقمر مثل الذهب والفضة مع اشتراكهما ف‬
‫كثي من الصفات الزائدة على‬

‫مطلق القدار بل قد نفى ف القرآن كون الشيء مثل غيه مع كون كل منهما جسما بل حيوانا بل‬
‫إنسانا كما ف قوله وإن تتولوا يستبدل قوما غيكم ث ل يكونوا أمثالكم سورة ممد ‪ 38‬وقال تعال‬
‫أفرأيتم ما تنون أأنتم تلقونه أم نن الالقون نن قدرنا بينكم الوت وما نن بسبوقي على أن نبدل أمثالكم‬
‫وننشئكم ف ما ل تعلمون سورة الواقعة ‪ 61 58‬وهذا ف لغة العرب لقول شاعرهم ليس كمثل الفت‬
‫زهي خلق يوازيه ف الفضائل‬
‫وقال الخر ما إن كمثلهم ف الناس واحد‬
‫فكيف يوز مع هذا أن يستدل بقوله ليس كمثله شيء أو قوله ول يكن له كفوا أحد على أنه ل‬
‫صفة له أو ل يرى ف الخرة أو ليس فوق العرش بناء على تلك القدمات وهو أنه لو كان كذلك لكان‬
‫جسما والجسام متماثلة وال قد نفى الثل ومن عجيب ما يتجون به أنم يقولون لو كان متصفا بذلك‬
‫لكان جسما ولو كان جسما لكان منقسما والنقسم ليس بواحد وال قد أخب أنه واحد مع أنه ل يوجد ف‬
‫لغة العرب بل ول غيهم‬

‫من المم استعمال الواحد الحد والوحيد إل فيما يسمونه هم جسما ومنقسما كقوله تعال ذرن‬
‫ومن خلقت وحيدا سورة الدثر ‪ 11‬وقوله تعال وإن كانت واحدة فلها النصف سورة النساء ‪ 11‬وقوله‬
‫واضرب لم مثل رجلي جعلنا لحدها جنتي من أعناب إل قوله قال له صاحبه وهو ياوره سورة‬
‫الكهف ‪ 37 32‬وقوله أيود أحدكم أن تكون له جنة من نيل وأعناب سورة البقرة ‪ 266‬وقوله تعال‬
‫ول يظلم ربك أحدا سورة الكهف ‪ 49‬وقوله ول يشرك ف حكمه أحدا سورة الكهف ‪ 26‬وقوله ول‬
‫يشرك بعبادة ربه أحدا سورة الكهف ‪ 110‬وقوله ول تستفت فيهم منهم أحدا سورة الكهف ‪ 23‬وقوله‬
‫قل إن لن يين من ال أحد سورة الن ‪ 22‬وقوله وأن الساجد ل فل تدعو مع ال احدا سورة الن‬
‫‪ 18‬وقوله وإن أحد من الشركي استجارك فأجره حت يسمع كلم ال سورة التوبة ‪6‬‬
‫وقوله ودخل معه السجن فتيان قال أحدها إن أران أعصر خرا سورة يوسف ‪ 36‬إل قوله أما‬
‫أحدكما فيسقي ربه خرا سورة يوسف ‪ 41‬وقوله قالت إحداها يا أبت استأجره سورة القصص ‪ 26‬إل‬
‫قوله إن أريد أن أنكحك إحدى ابنت هاتي سورة القصص ‪ 27‬وقوله ول يكن له كفوا أحد سورة‬
‫الخلص ‪ 4‬والعرب وغيهم من المم يقولون رجل ورجلن اثنان وثلثة رجال وفرس واحد وجل واحد‬
‫ودرهم واحد وثوب واحد ورأس واحد وذكر واحد وأمي واحد وملك واحد ومسكن واحد وسيد واحد‬
‫وأمثال ذلك ما ل يصيه إل ال تعال فلفظ الواحد وما يتصرف منه ف لغة العرب وغيهم من المم ل يطلق‬
‫إل على ما يسمونه هم جسما منقسما لن ما ل يسمونه هم جسما منقسما ليس هو شيئا يعقله الناس ول‬
‫يعلمون وجوده حت يعبوا عنه بل عقول الناس وفطرهم مبولة على إنكاره ونفيه فلو قدر وجود هذا ف‬
‫الارج أو إمكان وجوده لحتيج بعد ذلك إل أن يثبت لفظ الواحد ف لغة العرب يعبون با عنه إذ ليس كل‬
‫ما وجد أو أمكن وجوده يب أن يتصوره أهل اللغة ويكون داخل فيما عبوا عنه من لغتهم‬

‫وإذا قدر أن أهل اللغة عبوا بلفظ الواحد والحد ف لغتهم عن هذا ل يز أن يقال إن لفظ الواحد ف‬
‫لغتهم ل يقع إل عليه لا ذكرناه من أن لفظ الواحد وما اشتق منه إنا عرف واشتهر استعماله ف اللغة فيما‬
‫يعلونه هم جسما منقسما وذلك ليس بواحد عندهم فمسمى الواحد عندهم منتف ف اللغة وإن قدر وجوده‬
‫لكان نادرا ف اللغة والغالب الشهور ف اللغة أن اسم الواحد يتناول ما ليس هو الواحد ف اصطلحهم وإذا‬
‫كان كذلك ل يز أن يتج بقوله تعال وإلكم إله اواحد سورة البقرة ‪ 163‬وقوله قل هو ال أحد ونو‬
‫ذلك ما أنزله ال بلغة العرب وأخبنا فيه أنه أحد وأنه إله واحد على أن الراد ما سوه هم ف اصطلحهم‬
‫واحدا ما ليس معروفا ف لغة العرب بل إذا قال القائل دللة القرآن على نقيض مطلوبم أظهر كان قد قال‬
‫الق فإن القرآن نزل بلغة العرب وهم ل يعرفون الواحد ف العيان إل ما كان قديا بنفسه متصفا بالصفات‬
‫مباينا لغيه مشارا إليه وما ل يكن مشارا إليه أصل ول مباينا لغيه ول مداخل له فالعرب ل تسميه واحدا‬
‫ول أحدا بل ول تعرفه فيكون السم الواحد والحد دل على نقيض مطلوبم منه ل على مطلوبم‬

‫يؤيد هذا أنم يقولون اللفظ الشهور ف اللغة الذي يتداوله الاص والعام ل يوز أن يكون موضوعا‬
‫بإزاء العن الدقيق الذي ل يفهمه إل خواص الناس وهذا ما استدل به نفاة الحوال على مثبتيها وقالوا‬
‫العروف ف اللغة أن الركة هي كون السم متحركا وأما ما يدعونه من أن الركة أمر يوجب كون السم‬
‫متحركا فهذا العن ل يفهمه إل الاصة فضل عن أن يعلموا أن لفظ الركة موضوع له ولفظ الركة لفظ‬
‫مشهور يتداوله الاصة والعامة فل يوز أن يكون مفهومه ما ل يتصوره التخاطبون به وهذا بعينه يقال لؤلء‬
‫النفاة الذين يسمون نفيهم توحيدا فيقال هذا الواحد الذي تثبتونه وهو أنه ل يشار إليه ول يتميز منه شيء عن‬
‫شيء ونو ذلك أمر ل يتصوره إل بعض الناس بل قليل منهم والذين تصوروه تنازعوا ف إمكان وجوده ف‬
‫الارج فمنهم من قال وجود هذا ف الارج متنع وإذا كان كذلك ولفظ الواحد مشهور ف اللغات كلها‬
‫أشهر من لفظ الركة فل يوز أن يكون مسمى هذا السم ف اللغة العروفة معن ل يتصوره إل قليل من‬
‫الناس وهم متنازعون ف إمكان ثبوته ف الارج وإذا ل يكن هذا العن هو الراد بلفظ الواحد والحد ل يز‬
‫الستدلل بالسمع الوارد بلغة العرب على هذا‬

‫ولو قيل إنه يوز استعمال لفظ الواحد ف لغتهم ف هذا العن إما بطريق الجاز والشتراك أو التواطؤ‬
‫قيل هب أنه يوز لن بعدهم أن يستعمل ذلك لكن نن نعلم أنم ل يستعملوه ف ذلك لنم ل يكونوا يثبتون‬
‫هذا العن وبتقدير أن يكون مستعمل ف هذا وهذا فإنه يكون دال على ما به الشتراك فل يدل على ما يتاز‬
‫به أحدها عن الخر فل يدل على مل الناع ولو قدر أنه حقيقة ف أحدها ماز ف الخر لكان حقيقة ف‬
‫العن الذي يسبق إل أفهام الناس عند الطلق وهو العروف ولو قدر أنه مشترك اشتراكا لفظيا ل يز تعيي‬
‫مل الناع إل بقرينة تدل على تعيينه والقرائن اللفظية إنا تدل على نقيض قولم ل على عي قولم فإنه ليس ف‬
‫الكتاب إثبات واحد بالعن الذي ادعوه فضل عن أن يكون ال موصوفا به وهذا الواحد الذي يثبته هؤلء من‬
‫جنس الحوال الت يثبتها أولئك ومن جنس الشيء العدوم الذي يثبته من يقول العدوم شيء ومن جنس‬
‫الكليات والجردات كالعقول والادة والصورة العقلية الت يثبتها الفلسفة فهؤلء يثبتون ف الارج ما ل وجود‬
‫له ف الارج لكن مثبتة الحوال أعقل وهذا كان فيهم من هو أهل الثبات فإنم عرفوا أنا ليست موجودة ف‬
‫الارج لكن تناقضوا حيث قالوا ل موجودة ول معدومة فصاروا مشابي للقرامطة الباطنية التفلسفة الذين‬
‫يقولون ل موجود ول معدوم ول حي ول ميت ومن قال العدوم شيء وهو ثابت وليس بوجود يشبه‬
‫التفلسفة الذين جعلوا‬

‫الكليات الجردات أمورا موجودة ف الارج لكن تناقضوا حيث فرقوا بي الوجود والثبوت والقصود‬
‫أن كل هؤلء يمعهم إثبات أمور يدعون أنا موجودة ف الارج وهي ليتصورها إل طائفة قليلة من الناس‬
‫فضل عن أن تكون اللفاظ العروفة الشهورة ف اللغة دالة عليها ول ريب أنم أخطأوا ف العان العقولة ث ف‬
‫مدلول اللفاظ السموعة فتبي لك أن قولم يتضمن من الفرية على اللغة والعقل من جنس ما تضمن من‬
‫الفرية على الشرع وأنم ل يكنهم أن يقولوا إن الشرع دل على قولم بوجه من الوجوه ل بطريق القيقة ول‬
‫بطريق الجاز فإذا أريد بيان انتفاء دللة النص على ما ادعوه من مسمى الواحد كان هنا طرق أحدها أن هذا‬
‫اللفظ ل يستعمل إل فيما نفوه دون ما أثبتوه الثان أن نبي انتفاء ما أثبتوه ف الارج وحينئذ فل يكون كلم‬
‫ال دال على وجود ما ليس بوجود الثالث أن ما يذكرونه ل يتصوره عامة الناس ل العرب ول غيهم فل‬
‫يكون اللفظ موضوعا له ودال عليه وإن كان له وجود ول يقال هو بتقدير وجوده يشمله لفظ الواحد لا تقدم‬
‫من أن اللفظ الشهور بي الاص والعام ل يكون مسماه ما ل يتصوره إل الاصة الرابع أنه بتقدير شوله لا‬
‫أثبتوه وما نفوه فل ريب أن شوله لا‬

‫نفوه أظهر إذ ل يعرف استعماله ف ذلك فل يكنهم دعوى اختصاص معن الواحد با ادعوه الامس‬
‫أنه بتقدير عمومه وكونه متواطئا إنا يدل على القدر الشترك ل على خصوص ما أثبتوه السادس أنه بتقدير‬
‫كون أحدهم مازا فالقيقة هي ما نفوه دون ما أثبتوه لنه العن الذي يسبق إل أفهام الخاطبي السابع أنه‬
‫بتقدير الشتراك اللفظي ل يوز إرادة ما ادعوه إل بقرينة ويكفينا ف هذا القام أل نستدل به على أحدها‬
‫الثامن أن من يستدل به على ما نفوه لن القرائن اللفظية الذكورة ف القرآن تدل عليه لنه أثبت لذا الواحد‬
‫صفات متعددة وأفعال متعددة وتلك تستلزم ما نفوه ل ما أثبتوه التاسع أن يقال اسم الحد ل يستعمل ف‬
‫حق غي ال إل مع الضافة أو ف غي الوجب كقوله قال أحدها إن أران أعصر خرا سورة يوسف ‪36‬‬
‫وقال ول يظلم ربك أحدا سورة الكهف ‪ 489‬وقال وإن أحد من الشركي استجارك سورة التوبة ‪6‬‬
‫فهو أبلغ ف أثبات الوحدانية من اسم الواحد ومع هذا فلم يستعمل إل فيما نفوه ف مثل قوله ول يكن له‬
‫كفوا أحد وأمثاله ل يعرف استعمال الحد فيما ادعوه ل ف النفي والثبات فكيف اسم الواحد‬

‫العاشر أن القرآن أثبت الوحدانية ف اللية بقوله وإلكم إله واحد سورة البقرة ‪ 62‬وقوله وقال ال‬
‫ل تتخذوا إلي اثني إنا هو إله واحد فإياي فارهبون سورة النحل ‪ 51‬وقوله حكاية عن الشركي أجعل‬
‫اللة إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب سورة ص ‪ 5‬وأمثال ذلك وأما كون القدي واحدا أو الواجب واحدا‬
‫فهذا إنا يعرف عن الهمية من التكلمي والفلسفة فإنم قالوا القدي واحد وهو لفظ ممل يراد به أن الله‬
‫القدي واحد وهذا حق ويراد به أن مسمى القدي واحد ث قالوا لو أثبتنا له الصفات لكان القدي أكثر من‬
‫واحد وقالت جهمية الفلسفة الواجب واحد وهو ممل يراد به الله الواجب بذاته وهذا حق ويراد به‬
‫مسمى الواجب ث قالوا لو أثبتنا له الصفات لتعدد الواجب ومعلوم أن التوحيد الذي ف القرآن هو الول ل‬
‫هذا وكذلك التوحيد الذي جاءت به السنة واتفق عليه الئمة فتبي أن لفظ التوحيد والواحد والحد ف‬
‫وضعهم واصطلحهم غي التوحيد والواحد والحد ف القرآن والسنة والجاع وف اللغة الت جاء با القرآن‬
‫وحينئذ فل يكنهم الستدلل با جاء ف كلم ال ورسله وف‬

‫لفظ التوحيد على ما يدعونه هم لن دللة الطاب إنا تكون بلغة التكلم وعادته العروفة ف خطابه ل‬
‫بلغة وعادة واصطلح أحدثه قوم آخرون بعد انقراض عصره وعصر الذين خاطبهم بلغته وعادته كما قال‬
‫تعال وما أرسلنا من رسول إل بلسان قومه ليبي لم سورة ابراهيم ‪ 4‬بل لفظ التوحيد والحد والواحد‬
‫الوجود ف كلم ال ورسوله يدل على نقيض قولم وأنه موصوف بالصفات الثبوتية كما تقدم التنبيه عليه من‬
‫أنه ل يعرف مسمى الواحد ف لغة العرب إل ما كان كذلك ومن أن ال وصف هذا الواحد بالصفات الثبوتية‬
‫وساه بالساء التضمنة للمعان الثبوتية ف غي موضع فلو قدر أن لفظ الواحد فيه اشتراك وإجال لكان ما بينه‬
‫القرآن من اتصافه بالصفات الثبوتية رافعا للجال والشتراك موافقا لقول أهل الثبات دون النفاة وهذه الدلة‬
‫كلما تدبرها العاقل تبي له قطعا أن هؤلء النفاة مناقضون للرسول هم ف جانب والرسل ف جانب كمناقضة‬
‫القرامطة الباطنية وأمثالم وأن استدلل هؤلء بنصوص النبياء على نفيهم من جنس استدلل القرامطة على‬
‫شريعتهم اللادية بنصوص النبياء وما يبي ذلك أن كلم ال ورسوله صدق بل أصدق الكلم كلم ال‬
‫والكلم الصدق يتضمن الخبار عن المور على ما هي عليه ل على خلف ما هي عليه بلف الكلم الذي‬
‫هو كذب سواء كان‬

‫صاحبه يعلم أنه كذب أو كان مطئا يظن أنه صدق مطابق للحقائق وليس كذلك كما هو كلم‬
‫هؤلء النفاة للصفات فإن الواحد الذي يثبتونه ل حقيقة له ف الارج فيمتنع أن يكون كلم ال مبا عن‬
‫وجوده ف الارج وذلك أنم يعلون القائق التنوعة كل واحدة هي الخرى بل امتياز أصل فيجعلون الذات‬
‫القائمة بنفسها هي الصفة القائمة با كما يعلون العال عي العلم والقادر عي القدرة ومنهم من يعل العلم‬
‫عي العلوم ويعلون كل صفة هي الخرى كما يعلون العلم هو القدرة والقدرة هي الرادة أو يعلون النوع‬
‫الكلي العام القسوم إل أعيان هو واحدا بالعي بيث تكون هذه العي هي تلك العي كما يقولون الوجود‬
‫واحد والوجود الواجب هو الوجود الطلق بشرط الطلق الذي ل يتص بوجه من الوجوه أو بشرط عدم‬
‫كل أمر وجودي عنه فل يتص بكونه واجبا أو عالا أو قادرا أو حيا أو نو ذلك من المور الت توجب‬
‫اختصاصه بوجود دون موجود وإذا حققوا المر ل يفرقوا بي الوجود الواجب الالق القدي الفاطر الغن عن‬
‫كل ما سواه والوجود المكن الحدث الخلوق الفطور الفقي الذي ل يستغن عنه بوجه من الوجه عن خالقه‬
‫بل ل يزال فقيا إليه ويعلون الكلم النقسم إل المر والنهي والب هو نفس المر والنهي والب وإن عي‬
‫الكلم الذي هو أمر عي الكلم الذي هو‬

‫خب وعي الكلم الذي هو أمر بالصلة هو عي الكلم الذي هو أمر بالصيام وعي الكلم الذي هو‬
‫خب عن ال هو عي الكلم الذي هو خب عن أب لب فيجمعون ف ذلك بي كون الواحد العام الكلي‬
‫الشترك الذي ل يكون إل ف الذهن هو الحاد العينة الوجودة ف الارج ول يفرقون بي الواحد بالنوع‬
‫والواحد بالعي كما ل يفرق بي هذا وهذا أهل وحدة الوجود الذين قالوا الوجود واحد وجعلوا وجود‬
‫الالق عي وجود الخلوقات والذين قالوا القائق التنوعة كالمر والب حقيقة واحدة فالواحد الذي يثبته‬
‫النفاة أو من أخذ ببعض أقوالم ل بد أن يتضمن بعضهم هذا مثل جعل الذات هي الصفات أو جعل كل صفة‬
‫هي الخرى أو جعل الكلي القسوم إل أنواع هو نفس العيان الختلفة الوجودة ف الارج وجعل ما يتنع‬
‫وجوده ف الارج ول يكون إل ف الذهن أمرا موجودا ف الارج يب وجوده ف الارج وجعل ما يب‬
‫وجوده ف الارج ما يتنع وجوده ف الارج فل يكون إل ف الذهن ومنتهاهم ف توحيدهم ف إثبات‬
‫واحدين أحدها الوهر الفرد الذي يثبته من يثبته من العتزلة ومن وافقهم من أهل الكلم مع أن‬

‫جهور العقلء ينكرونه مع دعوى النظام أن ف كل جسم من ذلك ما ل يتناهى والثان الواهر‬
‫العقلية الت يثبتها من يثبتها من التفلسفة مع أن جهور العقلء يعلمون بالضرورة أنا إنا هي ف الذهان ل ف‬
‫العيان مثل الكليات الطلقة الت توصف با العيان وهم يقولون إن القائق الوجودة ف الارج الت يسمونا‬
‫النواع كالنسان والفرس وغيها من أنواع اليوان مركبة من هذه ومثل الادة الكلية والصورة الوهرية‬
‫اللتي يدعون أنما جوهران عقليان يتركب منهما كل جسم ومثل العقول العشرة الت يدعون أنا مردات فإن‬
‫هؤلء يصورون ما يعقله النسان من العقولت الجردات الفارقات للعيان الحسوسة فتوهوا أن تلك‬
‫العقولت الجردات هي موجودة ف الارج مفارقات للعيان الحسوسة وإنا هي أمور متصورة ف الذهان‬
‫ل أنا موجودة مع كونا كلية أو مع كونا مردة ف العيان ث يدعون تركب النواع منها كما يدعي أولئك‬
‫تركب العيان من الجزاء الت يسمونا الواهر النفردة وقد بسط الكلم على هذه المور ف موضع آخر‬
‫وبي أن هذا الواحد الذي يثبتونه ف العلم اللي والطبيعي والنطقي ل حقيقة له إل ف الذهن ومن تصور هذا‬
‫حق التصور تبي له من غلط هؤلء‬

‫وضللم ما يطول وصفه وتبي له أن ضلل هؤلء ف العقليات من جنس ضللم ف السمعيات وأنم‬
‫كما أخب تعال عن أصحاب النار وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف أصحاب السعي سورة اللك ‪10‬‬
‫وكان من أصول هذا اللاد والتعطيل الذي سوه توحيدا هو فرارهم من تعدد صفات الواحد الق وتعدد‬
‫أسائه وكلمه مع أن ذلك ل مذور فيه بل هو الق الذي ل يكن جحده ومن فهم هذا انل له ما يقوله من‬
‫يقوله من التفلسفة إن الواحد ل يصدر عنه إل واحد وما يقوله من تركيب النواع من الجناس والفصول‬
‫وأن ذلك الفرد الذي تتركب منه هذه القائق هو أيضا أمر يقدر ف الذهن ل حقيقة له ف الارج وما يقولونه‬
‫من أن الواحد ل يكون فاعل وقابل وأمثال ذلك ما يعبون عنه بلفظ الواحد وهو واحد يقدر ف الذهان ل‬
‫حقيقة له ف الارج وإن قيل إن القرآن ل يدل على العلو والصفات ل بنفي ول إثبات كان هذا أيضا باطل‬
‫ومعلوم البطلن من وجوه أحدها أن العلم بدللة النصوص على العلو والصفات أمر ضروري فالقدح فيه من‬
‫جنس القدح فيما دل عليه القرآن من خلق السماوات والرض ومن نعيم النة والنار ول ريب أن دللة‬
‫القرآن والديث على ذلك أعظم من دللته على اليزان والشفاعة والوض‬

‫وفتنة القب ومساءلة منكر ونكي وأعظم من دللته على أن ممدا خات النبيي وأنه أفضل اللق وأن‬
‫النبياء أفضل من غيهم وأن السابقي الولي من أهل النة وأعظم من دللته على تنيه ال عن البخل‬
‫والكذب والظلم ونو ذلك من النقائص وبالملة فما من صنف من الصناف العلومة بالضرورة من الدين إل‬
‫وتطريق التأويل إل نصوصه من جنس تطريقه إل نصوص العلو والصفات أو أبلغ من ذلك أو قريب من ذلك‬
‫الوجه الثان أن يقال جيع الطوائف متفقة على أن ظواهر النصوص مثبتة للعلو والصفات ولذا كان الخالفون‬
‫لذلك يقولون إما بالتأويل التضمن لصرف ذلك عن ظاهره وإما بالتفويض مع قولم ظاهر ذلك غي مراد فلو‬
‫ل يكن ظاهرها دال على الثبات لا احتاجوا إل هذا ولدفعوا أصل ظهور هذه الدللة كما يدفع ظهور الدللة‬
‫ف غي ذلك ما تقدم التمثيل به وغي ذلك الثالث أن يقال نن نعلم بالضرورة أن ظهور دللة هذه النصوص‬
‫على العلو والصفات أعظم من ظهور ما كان الؤمنون والكافرون يوردونه على السؤالت عما يظنونه مشكل‬
‫من القرآن كما تقدم تثيل وإذا كان كذلك ول يسألوا عن ذلك علم قطعا أنه ل يكن منافيا لا يعلمونه‬
‫بعقولم‬

‫الوجه الرابع أن يقال فعلى هذا التقدير يتنع تعارض العقل والسمع إذا ل يكن للسمع ظاهر يالف‬
‫العقل وهذا هو كان القصود بالكلم وإنا ذكرنا مسألة العلو على طريق التمثيل لنم يذكرون ذلك فيها‬
‫فيقال ليس ف ظاهر القرآن ما يالف الدلة العقلية وهو الطلوب الوجه الامس أن المم والدواعي متوفرة‬
‫على طلب العلم بذه السائل وهي من أجل علوم الدين ومعرفتها إما واجبة أو مؤكدة الستحباب وما كان‬
‫كذلك يتنع ف الشرع والعادة أن الرسول ل يبي أمرها بنفي ول إثبات الوجه السادس أن العلم بذه السائل‬
‫إما أن يكون من الدين وإما أن ل يكون فإن قيل ليس ذلك من الدين بيث ل يكون العلم با أفضل من الهل‬
‫با وهذا خلف العلوم بالضطرار من دين السلمي وكل دين فإن العلم بال وما يستحقه من الساء‬
‫والصفات ل ريب أنه ما يفضل ال به بعض الناس على بعض أعظم ما يفضلهم بغي ذلك من أنواع العلم ول‬
‫ريب أن ذلك يتضمن من المد ل والثناء عليه وتعظيمه وتقديسه وتسبيحه وتكبيه ما يعلم به أن ذلك ما‬
‫يبه ال ورسوله وسواء قيل إن ذلك واجب أو مستحب فالقصود أنه من الحمود السن الفضل عند ال‬
‫ورسوله فيكون ذلك من الدين وقد قال تعال اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم‬
‫السلم دينا سورة الائدة ‪3‬‬
‫وقال تعال يهدي به ال من اتبع رضوانه سبل السلم سورة الائدة ‪ 16‬وقال تعال إن هذا القرآن‬
‫يهدي للت هي أقوم سورة السراء ‪ 9‬وقال كنتم خي أمة أخرجت للناس سورة آل عمران ‪ 110‬وأمثال‬
‫ذلك من النصوص الت يدل كل منها على أن بيان هذا ومعرفته ما جاء به الرسول ونزل به هذا الكتاب‬
‫وعلمته هذه المة وتضمنه هذا الدين فل يكن أن يقال إن الرسول والؤمني أعرضوا عنه فلم يكن لم به علم‬
‫ول لم فيه كلم ل بنفي ول إثبات والواب السادس عن أصل الجة أن يقال ل نسلم أن العقل يناف‬
‫موجب هذه النصوص بل هذه العقولت النافية لذلك فاسدة كما تقدم التنبيه على فسادها فضل عن أن‬
‫يكون العقول الناف لا هو الصل ف العلم بالسمع فإن غاية هذه العقولت أن يقال لو كان فوق العال لكان‬
‫جسما وذلك منتف وقد علم جواب أهل الثبات عن هذه الجة فإن منهم من منع القدمة الول مثل كثي‬
‫من أهل الكلم والفلسفة وغيها من أصحاب ابن كلب والشعري وأهل الفقه والديث والتصوف من‬
‫أصحاب مالك والشافعي وأحد وأب حنيفة وغيهم والفلسفة كما ذكره ابن رشد ونوه ومنهم من منع‬
‫الثانية كالشامية والكرامية وغيها ومنهم من فصل عن معن السم‬

‫فإن قيل إن معناه ما ليس بلزم للعلو مثل كونه ماثل للمخلوقات منع الول فإن قيل إن معناه لزم‬
‫للعلو مثل كونه مشارا إليه منع الثانية فهو يقول إنه فوق العال قطعا كما علم ذلك بالعقل والسمع فإذا قيل‬
‫لو كان فوقه لكان جسما فالراد بعن السم إما أن يكون لزما للعلو وإما أن ل يكون لزما فإن كان لزما‬
‫ل مالة منعت القدمة الثانية وهي انتفاء اللزم وإن ل يكن لزما منعت القدمة الول وهي التلزم وكل ما‬
‫يقال ف هذا القام من اللفاظ الجملة مثل لفظ التحيز والركب ونو ذلك يستفصل عن معناه كما يستفصل‬
‫عن معن لفظ السم فإذا تلخص مل الناع ف معن معقول مثل كون الراد بذلك ما تقوم به الصفات أو ما‬
‫يتميز منه شيء عن شيء ونو ذلك من العان ل يسلم انتفاء ذلك بل نقول هذا ل بد من ثبوته بالعقل‬
‫الصريح كما دل عليه النقل الصحيح الواب السابع أن يقال بل العقل الصريح موافق للسمع ل منازع له‬
‫والعقل قد دل على أن ال تعال فوق العال وهذه طريقة حذاق أهل النظر من أهل الثبات كما هو طريق‬
‫السلف والئمة يعلون العلو من الصفات العلومة بالعقل وهذه طريقة أب ممد بن كلب وأتباعه كأب العباس‬
‫القلنسي والارث الحاسب وأشباههما‬

‫من أئمة الشعرية وهي طريقة ممد بن كرام وأتباعه وطريقة أكثر أهل الديث والفقه والتصوف‬
‫وإليها رجع القاضي أبو يعلى وأمثاله ولكن طائفة من الصفاتية من أصحاب الشعري ومن وافقهم من‬
‫أصحاب أحد وغيهم يظنون أن العلو من الصفات البية كالوجه واليدين ونو ذلك وأنم إذا أثبتوا ذلك‬
‫أثبتوه لجيء السمع به فقط ولذا كان من هؤلء من ينفي ذلك ويتأول نصوصه أو يعرض عنها كما يفعل‬
‫مثل ذلك ف نصوص الوجه واليد ومن سلك هذه الطريقة فإنه يبطل الدلة الت يقال إنا نافية لذه الصفة كما‬
‫يبطل به ما به ينفون صفة الستواء والوجه واليد ويبي أنه ل مذور ف إثباتا كما يقول مثل ذلك ف الستواء‬
‫والوجه واليد ونو ذلك من الصفات البية وهؤلء كلمهم أمت من كلم نفاة الصفات البية نقل وعقل‬
‫وإذا قيل إن ف كلمهم تناقضا أو أنم يقولون ما ل يعقل ففي كلم النفاة من التناقض وما ل يعقل أكثر ما ف‬
‫كلمهم فهم بالنسبة إل النفاة أكمل علما بالعقول والنقول وأما بالنسبة إل السلف والئمة أهل الثبات‬
‫فيظهر من تناقضهم وقولم ما ل يعقل ما يظهر به رجحان طريقة السلف والئمة عليهم وتنسد به معارضة‬
‫النفاة لم ويتبي به الق الذي ل يعدل عنه من فهمه ول حول ول قوة إل بال ث الثبتون للعلو بالعقل لم‬
‫طرق منها أنم يقولون العلم بذلك ضروري مستقر ف فطر بن آدم‬

‫ومنها أنم يقولون قصدهم لربم عند الاجات الت ليقضيها إل هو هو أيضا ضروري وقصدهم له‬
‫بتوجه قلوبم إل العلو أيضا ضروري فهم مفطورون على القرار به وأنه ف العلو وعلى أنم متاجون إليه‬
‫يسألونه عند الضرورات وعلى أنم يقصدونه ف العلو ل ف السفل وأن قلوبم بفطرتا تتوجه إل العلو اللهم‬
‫إل من أفسد فطرته وقصد أن يصدها عن مقتضاها مع أن هذا عند القيقة بغلب مع فطرته ويضل عنه ما كان‬
‫يفتريه ومنها أنم يقولون إن ذلك أمر متفق عليه بي العقلء السليمي الفطرة وكل منهم يب بذلك عن فطرته‬
‫من غي مواطأة من بعضهم لبعض ويتنع ف مثل هؤلء أن يتفقوا على تعمد الكذب عادة ويتنع أيضا غلطهم‬
‫ف المور الفطرية الضرورية فإن ذلك يسد باب العلم والعرفة وأن يثق النسان بشيء من علومه ومت قدح ف‬
‫مثل هذا كان القدح ف مقدمات ما يدعى أنه معارض لذلك أسهل بكثي فإن العارضي لبد فيما يعارضون به‬
‫من العقليات من قضايا تلقاها بعضهم عن بعض فيجوز عليهم فيها من التفاق على الغلط وعلى تعمد الكذب‬
‫ما ل يوز على التفقي على قضايا ل يتلقها بعضهم عن بعض مع كثرة هؤلء وتنوع أصنافهم ومنها أنم‬
‫يثبتون العلو بطرق نظرية كقولم كل موجودين فإما أن أن يكون أحدها مباينا للخر وإما أن يكون مداخل‬
‫له ونو ذلك من الطرق العلومة لم فمعهم من العلم الضروري والقصد الضروري واتفاق العقلء الذين ل‬
‫يتواطأوا على قضاياهم والعقليات‬

‫النظرية ما ليس للنفاة ما يشابه وليس مع النفاة إل أقيسة نظرية قد بي فسادها ومن ل يعلم فسادها‬
‫على التفصيل كفاه أن يعلم فسادها ممل فإنا مالفة للمعارف الضرورية ولا أجعت عليه فطر البية مع‬
‫مالفتها لا جاء ف الكتب اللية كالتوراة والنيل وغيها من الكتب فالعلم الوروث عن النبياء من بن‬
‫إسرائيل وغيهم مع علم عامة السلمي بخالفتها للقرآن ولسنة النب ولا أجع عليه سلف المة وخيار قرونا‬
‫ولا أجع عليه عامة الؤمني وأعيان المة من كل صنف والواب الثامن أن يقال لن أجاب بذا عن النصوص‬
‫إذا احتججت على من ينفي ما تثبته بالنصوص كإثبات القدر إن كنت من الثبتي له أو إثبات النة والنار وما‬
‫فيهما من الكل والشرب واللباس ونو ذلك إن كنت من الثبتي له وإثبات وجوب الصلة والزكاة والصيام‬
‫والج وتري الربا والمر وغي ذلك من الشرائع إن كنت من الثبتي له إذا قال لك منازعك هذه الظواهر الت‬
‫احتججت با قد عارضها دلئل عقلية وجب تقديها عليها فما كان جوابك لؤلء كان جواب أهل الثبات‬
‫لك فإن قلت ما أثبته معلوم بالضطرار من الدين قال لك أهل الثبات للعلو وهذا معلوم لنا بالضطرار من‬
‫الدين فإن قلت أنا ل أسلم هذا لكم قالوا لك ومن نازعك من القرامطة أو الفلسفة أو العتزلة ل يسلم لك‬
‫ما ادعيته من الضرورة‬

‫فإن قلت ل يقدح ف علمي الضروري منازعة غيي قالوا لك ل يقدح ف علمنا الضروري منازعتك‬
‫لنا فإن قلت أنا إذا نازعن منازع ف الضروريات الت عندي سكت عنه ول أنازعه قيل لك وهذا ما يكن‬
‫الثبت أن يقوله لك كما تقوله لنازعك أيضا لكن أنت ل توف بذا بل تتناقض وتاصم أهل الثبات وتنكر‬
‫عليهم بل قد تعاديهم أو تكفرهم فإن كان ما فعلته سائغا لك ساغ لولئك النفاة أن ياصموك ويعادوك‬
‫ويكفروك كما فعلت هذا بأهل الثبات وإن كنت تنكر على من يعاديك ويكفرك من النفاة لا أثبته فأنكر‬
‫على نفسك معاداتك وتكفيك لهل الثبات لا نفيته وإن قلت أنا ل أثق بصدقهم أنم يعلمون ذلك اضطرارا‬
‫أو ل أثق ببتم بالعلم الضروري قيل لك ومنازعك الناف ل يثق بصدقك وعلمك أيضا فإن قلت هو يعلم‬
‫من دين وعقلي ما يوجب معرفته بصدقي وعلمي قيل لك وأنت تعرف من دين أهل الثبات وعقلهم ما‬
‫يوجب معرفتك بصدقهم وعلمهم وإن قلت أنا أبي فساد العقليات الت يعارض با النفاة لا أثبته قيل لك‬
‫والثبتون لا تنفيه يثبتون فساد العقليات الت تعارضهم أنت با‬

‫وإن قلت أنا وأولئك النفاة متفقون على النفي لا أثبته هؤلء قيل لك والطائفة الفلنية والفلنية‬
‫متفقتان على النفي لا أثبته واعلم أنه ليس من أهل الرض إل من يكن ماطبته بذه الطريق حت غلة النفاة‬
‫من الهمية والقرامطة والفلسفة فإنم ل بد أن يثبتوا شيئا من السمعيات بوجه من الوجوه إذ ل يكن أحدا‬
‫من الطوائف أن ينفي جيع ما أثبته السمع من القضايا البية والطلبية وإذا قال أنا أثبت ما جاء به السمع‬
‫لكون علمته بالعقل ل لجيء السمع به أمكن أن ياب بثل ذلك ف إثبات العلو والصفات أيضا وأمكن أن‬
‫ياب بواب آخر وهو أن كل من أقر بالنبوات بوجه من الوجوه فل بد له أن يثبت بأقوال النبياء ما تكون‬
‫الجة فيه مرد قولم ولو أنه من المور العلمية السياسية فإن هؤلء كلهم ل بد له من العمل بالشرائع إما ف‬
‫الظاهر وإما للجمهور وإما ف أوائل سلوكهم وإن كان من ل يثبت النبوات بوجه فل بد له من العمل بقول‬
‫غي النبياء كاللوك والفلسفة ونوهم بل ل بد للنسان أن يفهم كلم بن جنسه إذ النسان مدن بالطبع ل‬
‫يستقل بتحصيل مصاله فل بد لم من الجتماع للتعاون على الصال ول يتم ذلك إل بطريق يعلم به بعضهم‬
‫ما يقصده غيه‬

‫وأي طريق فرض من الشارة والعبارة والكتابة وغي ذلك كان ذلك من جنس السمعيات والنقليات‬
‫فإن جاع ذلك ما به يعلم مراد الغي فإن نفى ناف ذلك بطريق جعله معارضا له من عقلياته فل بد لن أثبت‬
‫ما يثبته من السمعيات أن ييبه بواب فما كان جوابا له كان نظيه جوابا لهل الثبات فيما علموا أنه مراد‬
‫للرسول وقد بسط الكلم على هذا ف غي هذا الوضع الواب التاسع أن يقال نن ل نرضى أن نيبكم با‬
‫أجبتم به النفاة وذلك أنكم مقصرون ف مناظرة النفاة لا أثبتموه عقل وسعا فإنكم ف كثي من مناظراتكم لم‬
‫تصيون إل الكابرة ودعوى ما يعلمون هم نقيضها كما تفعلونه ف مسألة الرؤية والكلم وإثبات الصفات‬
‫بدون إثبات لوازم ذلك إذ أنتم كثيا ما تثبتون الشيء بدون لوازمه أو مع وجود منافيه ومن هنا تسلط عليكم‬
‫القرامطة والفلسفة والعتزلة ونوهم من النفاة وكلم أئمتكم معهم كلم قاصر يظهر قصوره لن كان خبيا‬
‫بالعقليات وسبب ذلك تقصيهم ف مناظرتم حيث سلموا لم مقدمات عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة‬
‫فاحتاجوا إل إثبات لوازمها فاضطروا إما إل موافقتهم على الباطل وإما إل التناقض الذي يظهر به فساد قولم‬
‫وإما إل العجز الذي يظهر به قصورهم وانقطاعهم‬

‫ث أخذوا يناظرون أهل الثبات للعلو ونوه با به ناظرهم أولئك ويتسلطون على العاجز عن مناظرتم‬
‫من الثبتي كما تسلط عليهم أولئك فصاروا بنلة من قصروا ف جهاد من يليهم من الكفار حت غلبوهم‬
‫وهزموههم فقاموا يقاتلون من يليهم من السلمي كما قاتلهم أولئك الكفار حت ظهر الباطل والكفر والضلل‬
‫بتفريطهم أول ف جهاد من يليهم من الكفار وعداوتم ثانيا على من يليهم من السلمي وصاروا على ضد ما‬
‫وصف ال به الؤمني حيث قال أشداء على الكفار رحاء بينهم سورة الفتح ‪ 29‬أذلة على الؤمني أعزة‬
‫على الكافرين سورة الائدة ‪ 54‬فصاروا أعزة على الؤمني أذلة على الكافرين كما نعت النب الوارج حيث‬
‫قال يقتلون أهل السلم ويدعون أهل الوثان وحال الهمية والرافضة شر من حال الوارج فإن الوارج‬
‫كانوا‬

‫يقاتلون السلمي ويدعون قتال الكفار وهؤلء أعانوا الكفار على قتال السلمي وذلوا للكفار فصاروا‬
‫معاوني للكفار أذلء لم معادين للمؤمني أعزاء عليهم كما قد وجد مثل ذلك ف طوائف القرامطة والرافضة‬
‫والهمية النفاة واللولية ومن استقرأ أحوال العال رأى من ذلك عبا وصار ف هؤلء شبه من الذين قال ال‬
‫تعال فيهم أل تر إل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلء‬
‫أهدى من الذين آمنوا سبيل أولئك الذين لعنهم ال ومن يلعن ال فلن تد له نصيا سورة النساء ‪52 51‬‬
‫ولذا تد كثيا من هؤلء النفاة يصنف ف الشرك والسحر وعبادة الكواكب والوثان وف النفاق والزندقة الت‬
‫توجد ف كلم كثي من الفلسفة وغيهم بل يضع لؤلء الكفار والنافقي ويذل لم ويريد أن يعلو على‬
‫الؤمني ويقهرهم وإن كان هذا بسبب ضعف من قاتله من الؤمني وتفريطهم وعداوتم كما أن قهر أولئك‬
‫الكفار له كان بسبب ضعفه الاصل من تفريطه وعدوانه فالذم لحق له بقدر ما فرط فيه من حقوق ال‬
‫وتعداه من حرماته كما أن هؤلء يلحقهم أيضا الذم بقدر ما فرطوا فيه من حقوق ال وتعدوه من حرماته‬
‫وقد قال تعال ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم انكم ف العذاب مشتركون سورة الزخرف ‪ 39‬والقصود هنا أن‬
‫يقال لؤلء الذين ينفون العلو ويثبتون بعض الصفات نن ل نرضى أن نيبكم با تيبون به أنتم نفاة الصفات‬

‫وغيها ما أثبته الرسول بل نيبكم وأولئك جيعا ببيان أنه ليس معكم فيما تالفون به النصوص ل‬
‫عقل صريح ول نقل صحيح بل ليس معكم ف ذلك إل الكاذيب الموهة الزخرفة باللفاظ الجملة الوهة‬
‫الت تلقاها بعضكم عن بعض تقليدا لسلفكم فإذا فسر معناها وكشف عن مغزاها ظهر فسادها بصريح‬
‫العقول كما علم فسادها بصحيح النقول وتبي أيضا أن حجة الرسول قائمة على من بلغه ما جاء به ليس‬
‫لحد أن يعارض شيئا من كلمه برأيه وهواه بل على كل أحد أن يكون معه كما قال تعال فل وربك ل‬
‫يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما سورة النساء‬
‫‪ 65‬ونن ل نسلم ما سلمتموه أنتم من القدمات الفاسدة كما سلمتموه لن عارض الكتاب من القرامطة‬
‫والفلسفة والعتزلة وغيهم بل نسد عليهم الطريق الت منها دخلوا على السلم وننعهم القدمات الت جعلوها‬
‫أصل علم الكلم الذي خالفوا به الكتاب والسنة وإجاع النام‬

‫الوجه الرابع والربعون أن يقال العقليات الت يقال إنا أصل للسمع وأنا معارضة له ليست ما‬
‫يتوقف العلم بصحة السمع عليها فامتنع أن تكون أصل له بل هي أيضا باطلة وقد اعترف بذلك أئمة أهل‬
‫النظر من أهل الكلم والفلسفة فإن جاع هذه الطرق هي طريقان أو ثلثة طريقة العراض والستدلل با‬
‫على حدوث الوصوف با أو ببعضها كالركة والسكون وطريقة التركيب والستدلل با على أن الوصوف‬
‫با مكن أو مدث فهاتان الطريقتان هي جاع ما يذكر ف هذا الباب والثالثة الستدلل بالختصاص على‬
‫إمكان الختص أو حدوثه قد يقال إنا طريقة أخرى وقد تدخل ف الول والستدلل باجتماع الواهر‬
‫وافتراقها على رأي من يقول إن السم مركب من الواهر النفردة يدخل ف الول وف الثانية أما دخولا ف‬
‫الول فبناء على أن الواهر ل تلو من الجتماع والفتراق كما ل يلو السم بل الوهر من الركة‬
‫والسكون‬

‫وأما دخولا ف الثانية فبناء على أن السم مركب من الواهر النفردة أو من الادة والصورة وحينئذ‬
‫فيكون إما مكنا عند من يستدل بذلك على المكان وإما مدثا عند من يستدل بذلك على الدوث ولكن‬
‫الستدلل بذه الطريق مبن على أن السم مركب من الواهر الحسوسة الت ل تنقسم وهي الواهر النفردة‬
‫أو من الواهر العقلية وهي الادة والصورة وهذا ما ينازعهم فيه جهور العقلء بلف كون السم ل يلو عن‬
‫نوع من العراض فل يالف فيه إل شذوذ ث الطريقة الول مبنية على امتناع وجود ما ل يتناهى من‬
‫الوادث والثانية مبنية على أن ما اجتمعت فيه معان لزم أن يكون مكنا أو حادثا والثالثة مبنية على أن الختص‬
‫ل بد له من مصص منفصل عنه وهذه القدمات الثلث قد نازع فيها جهور العقلء وكل من هذه الطرق‬
‫تسلكه الهمية والعتزلة نفاة الصفات والفعال ويسلكه أيضا نفاة الفعال القائمة به دون الصفات وأما‬
‫التفلسفة القائلون بقدم العال نفاة الصفات فأصل كلمهم مبن على طريقة التركيب بناء على أن الوصوف‬
‫مركب وإذا استدلوا‬

‫بطريقة العراض فإنا يستدلون با على أن الوصوف با مكن ويسندون ذلك إل التركيب فإنا‬
‫استدللم بالعراض على حدوث الوصوف فل يكنهم بل هذا نقيض قولم وكل من الطائفتي تطعن ف‬
‫طريقة الخرى وتبي فسادها ومعلوم أن التكلمي القائلي بإثبات الصفات ل تعال أقرب إل السلم والسنة‬
‫من نفاة الصفات وأن نفاة الصفات القائلي بدوث السماوات والرض أقرب إل السلم والسنة من القائلي‬
‫بقدم ذلك ومن كان إل السلم والسنة أقرب كانت عقلياته الت يعارض با النصوص اللية أقل بعدا عن دين‬
‫السلمي فإذا كان أئمة العلم قد أنكروا هذه الت هي أقرب من غيها إل العقل والنقل وبينوا أنا فاسدة ف‬
‫العقل مرمة ف الشرع كان ما هو أبعد منها وأضعف أعظم فسادا ف العقل وتريا ف الشرع وما زال أئمة‬
‫العلم على ذلك حت أئمة النظر من أهل الكلم والفلسفة فالستدلل بالركة والسكون على حدوث التحرك‬
‫الساكن بل الستدلل بالعراض مطلقا على حدوث ما قامت به من الواهر والجسام والستدلل بدوث‬
‫الصفات على حدوث ما قامت به من الوصوفات والستدلل بتركب الجسام من الواهر ونو ذلك وجعل‬
‫ذلك طريقا إل العلم بدوث العال وإل العلم‬

‫بإثبات الصانع تعال هو طريق الهمية والعتزلة ونوهم من أهل الكلم الذموم عند السلف الحدث‬
‫ف السلم وهم الذين ابتدعوا هذه الطريق والستدلل با والتزام لوازمها والتفريع عليها وإن كان قد شركهم‬
‫ف ذلك قوم من غي السلمي أو سبقوهم إل ذلك سواء كانوا من الصابئي أو اليهود أو غيهم والقصود أن‬
‫ظهور هذه ف السلم كان ابتداؤه من جهة هؤلء التكلمي البتدعي وهذه هي من اعظم أصول هؤلء‬
‫التكلمي وهذه وأمثالا هي من الكلم الذي اتفق سلف المة وأئمتها على ذمه والنهي عنه وتهيل أصحابه‬
‫وتضليلهم حيث سلكوا ف الستدلل طرقا ليست مستقيمة واستدلوا بقضايا متضمنة للكذب فلزمهم با‬
‫مسائل خالفوا با نصوص الكتاب والسنة وصرائح العقول فكانوا جاهلي كاذبي ظالي ف كثي من مسائلهم‬
‫ووسائلهم وأحكامهم ودلئلهم وكلم السلف والئمة ف ذم ذلك كثي مشهور ف عامة كتب السلم وما‬
‫من أحد قد شدا طرفا من العلم إل وقد بلغه من‬

‫ذلك بعضه لكن كثي من الناس ل ييطوا علما بكثي من أقوال السلف والئمة ف ذلك وبعانيها وقد‬
‫جع الناس من كلم السلف والئمة ف ذلك مصنفات مفردة مثل ما جعه الشيخ أبو عبد الرحن السلمي‬
‫ومثل الصنف الكبي الذي جعه الشيخ أبو إساعيل عبد ال بن ممد النصاري اللقب بشيخ السلم الذي‬
‫ساه ذم الكلم وأهله ومن ذلك ف كتب الثار والسنة ما شاء ال ومن ذكر اتفاق السلف على ذلك الغزال‬
‫ف أجل كتبه الذي ساه إحياء علوم الدين قال فإن قلت فعلم الدل والكلم مذموم كعلم النجوم أو هو مباح‬
‫أو مندوب إليه فاعلم أن للناس ف هذا غلوا وإسرافا ف أطراف فمن قائل إنه بدعة وحرام وإن العبد أن يلقى‬
‫ال بكل ذنب سوى الشرك خي له من أن يلقاه بالكلم ومن قائل إنه واجب فرض إما على الكفاية أو على‬
‫العيان وإنه أجل العمال وأعلى القربات‬

‫وإنه تقيق لعلم التوحيد ونضال عن دين ال قال وإل التحري ذهب الشافعي ومالك وأحد بن حنبل‬
‫سفيان وجيع أهل الديث من السلف قال ابن عبد العلى سعت الشافعي يوم ناظر حفصا الفرد وكان من‬
‫متكلمي العتزلة يقول لن يلقى ال العبد بكل ذنب ما خل الشرك خي له من أن يلقاه بشيء من الكلم وإن‬
‫سعت من حفص كلما ل أقدر أن أحكيه وقال أيضا قد اطلعت من أهل الكلم على شيء ما كنت ظننته قط‬
‫ولن يبتلى العبد بكل ما نى ال عنه ما عدا الشرك خي له من أن ينظر ف الكلم وقال أيضا لو علم الناس ما‬
‫ف الكلم من الهواء لفروا منه فرارهم من السد‬

‫وقال حكمي ف أهل الكلم أن يضربوا بالريد ويطاف بم ف العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من‬
‫ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلم قال وقال احد بن حنبل ل يفلح صاحب الكلم أبدا ول تكاد ترى‬
‫أحدا نظر ف الكلم إل وف قلبه دغل قال وبالغ فيه حت هجر الارث الحاسب مع زهده وورعه بسبب‬
‫تصنيفه كتابا ف الرد على البتدعة وقال ويك ألست تكي بدعتهم أول ث ترد عليهم ألست تمل الناس‬
‫بتصنيفك على مطالعة البدعة والتفكر ف تلك الشبهات فيدعوهم ذلك إل الرأي والبحث قلت هجران أحد‬
‫للحارث ل يكن لذا السبب الذي ذكره أبو حامد وإنا هجره لنه كان على قول ابن كلب الذي وافق‬
‫العتزلة‬

‫على صحة طريق الركات وصحة طريق التركيب ول يوافقهم على نفي الصفات مطلقا بل كان هو‬
‫وأصحابه يثبتون أن ال فوق اللق عال على العال موصوف بالصفات ويقررون ذلك بالعقل وإن كان‬
‫مضمون مذهبه نفي ما يقوم بذات ال تعال من الفعال وغيها ما يتعلق بشيئته واختياره وعلى ذلك بن‬
‫كلمه ف مسألة القرآن وهذا هو العروف عند من له خبة بكلم أحد من أصحابه وغيهم من علماء أهل‬
‫الديث والسنة ولب عبد ال السي والد أب القاسم الرقي صاحب الختصر الشهور كتاب ف قصص من‬
‫هجرة أحد سأل فيه لب بكر الروذي عن ذلك فأجابه عن قصصهم واحدا واحدا وقد ذكر ذلك أيضا أبو‬
‫بكر اللل ف كتاب السنة وقد ذكر ذلك ابن خزية وغيه من يعرف حقيقة هذه المور وكذلك السري‬
‫السقطي كان يذر النيد بن ممد من شقاشق الارث ث ذكر غي واحد أن الارث رجع عن ذلك كما‬
‫ذكره معمر بن زياد ف أخبار‬

‫شيوخ أهل العرفة والتصوف وذكر أبو بكر الكلباذي ف كتاب التعرف لذاهب التصوف عن‬
‫الارث الحاسب أنه كان يقول إن ال يتكلم بصوت وهذا يناقض قول ابن كلب وأبو حامد ليس له من‬
‫البة بالثار النبوية والسلفية ما لهل العرفة بذلك الذين ييزون بي صحيحه وسقيمه ولذا يذكر ف كتبه من‬
‫الحاديث والثار الوضوعة والكذوبة ما لو علم أنا موضوعة ل يذكرها وأحد رضي ال عنه قد رد على‬
‫الهمية وغيهم بالدلة السمعية والعقلية وذكر من كلمهم وحججهم ما ل يذكره غيه بل استوف حكاية‬
‫مذهبهم وحججهم أت استيفاء ث أبطل ذلك بالشرع والعقل وقد نقل أبو حامد ف كتابه ما ذكر أنه سعه من‬
‫بعض النابلة وهو‬

‫أن أحد ل يتأول إل ثلثة أحاديث وهذا غلط على أحد وقد بسط الكلم على هذا ف غي هذا‬
‫الوضع وتبي ما ف هذا الكلم وتوابعه من الصواب والطأ نقل وتوجيها ولو اقتصر أبو حامد على ما نقله من‬
‫كتاب ابن عبد الب عن الئمة ل يكن فيه شيء من هذا الطأ فإن ابن عبد الب وأمثاله أعلم بالثار من هؤلء‬
‫ولكن لعله نقل ذلك من كلم أب طالب أو غيه ونظي هذا ما ذكره أبو العال ف كتابه أصول الفقه السمى‬
‫بالبهان لا ذكر مذاهب الناس ف القياس العقلي والشرعي‬
‫فقال القياس فيما ذكره أصحاب الذاهب ينقسم إل شرعي وعقلي ث الناظرون ف الصول والنكرون‬
‫تفرقوا على مذاهب فذهب بعضهم إل رد القياسي وقال القائلون هذا مذهب منكري النظر وقال قائلون‬
‫بالقياس العقلي والسمعي وهذا مذهب الصوليي والقياسيي من الفقهاء وذهب ذاهبون إل القول بالقياس‬
‫العقلي وجحد القياس الشرعي وهذا مذهب النظام وطوائف من الرافضة والباضية والزارقة ومعظم فرق‬
‫الوارج إل النجدات وصار صائرون إل النهي عن القياس النظري والمر بالقياس الشرعي‬

‫قال وهذا مذهب أحد بن حنبل والقتصدين من أتباعه وليس ينكرون إفضاء النظر العقلي إل العلم‬
‫ولكن ينهون عن ملبسته والشتغال به قال وذهب الغلة من الشوية وأهل الظاهر إل رد القياس العقلي‬
‫والشرعي قال أبو العال أطلق النقلة القياس العقلي وإن عنوا به النظر العقلي فهو من نوعه إذا استجمع شرائط‬
‫الصحة مفض إل العلم مأمور به شرعا والقياس الشرعي متقبل معمول به إذا صح على السب اللئق به وإن‬
‫عن الناقلون بالقياس العقلي اعتبار شيء بشيء ووقوف نظر ف غائب على استثارة معن ف شاهد فهذا باطل‬
‫عندي ل أصل له فليس ف العقولت قياس وقد فهم عنا ذلك طلبه العقولت‬

‫قلت هذا الذي ذكره أبو العال من إنكار القياس ف العقولت وافقه عليه طائفة من التاخرين كأب‬
‫حامد والرازي وأب ممد القدسي وقالوا قياس التمثيل إنا يكون ف الشرعيات والنطقيون قد يدعون أن قياس‬
‫التمثيل ف العقليات إنا يفيد الظن واما جهور العقلء فعلى أنه ل فرق بي قياس الشمول وقياس التمثيل ف‬
‫إفادة العلم والظن فإن ما يعل ف قياس الشمول حدا أوسط يعل ف قياس التمثيل مناط الكم ويسمى العلة‬
‫والوصف والشترك فإذا قيل النبيذ السكر حرام لنه مسكر وكل مسكر حرام فهذا قياس شول ول بد له من‬
‫دليل يدل على صحة القدمة الكبى القائلة كل مسكر حرام فإذا استدل بقياس التمثيل قال لنه مسكر فكان‬
‫حراما قياسا على عصي العنب السكر ث يبي أن العلة ف الصل هو السكر فالدليل الدال على علية الوصف‬
‫ف الصل هو الدال على صحة القدمة الكبى والسكر هو الوصف الذي علق به الكم وهو مناطه وهو‬
‫الشترك بي الصل والفرع الذي علق به الكم والسكر التصف بالسكر هو الد الوسط الكرر ف قياس‬
‫الشمول الذي هو ممول ف القدمة الصغرى موضوع ف الكبى وأول ما ذكره عن أحد فقد أنكره‬
‫أصحاب أحد حت قال أبو البقاء العكبي لن قرأ عليه كتاب البهان هذا النقل ليس بصحيح عن مذهب‬
‫المام أحد وهو كما قال فإن أحد ل ينه عن نظر ف دليل عقلي صحيح يفضي إل الطلوب بل ف كلمه ف‬
‫أصول الدين ف الرد على الهمية وغيهم من الحتجاج بالدلة العقلية‬
‫على فساد قول الخالفي للسنة ما هو معروف ف كتبه وعند أصحابه ولكن أحد ذم من الكلم‬
‫البدعي ما ذمه سائر الئمة وهو الكلم الخالف للكتاب والسنة والكلم ف ال ودينه بغي علم واستدل أحد‬
‫بقوله تعال قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والث والبغي بغي الق وأن تشركوا بال ما ل‬
‫ينل به سلطانا وأن تقولوا على ال ما ل تعلمون سورة العراف ‪ 33‬وأحد أشهر وأكثر كلما ف أصول‬
‫الدين بالدلة القطعية نقلها وعقلها من سائر الئمة لنه ابتلي بخالفي السنة فاحتاج إل ذلك والوجود ف‬
‫كلمه من الحتجاج بالدلة العقلية على ما يوافق السنة ل يوجد مثله ف كلم سائر الئمة ولكن قياس التمثيل‬
‫ف حق ال تعال ل يسلكه أحد ل يسلك فيه إل قياس الول وهو الذي جاء به الكتاب والسنة فإن ال ل‬
‫ياثل غيه ف شيء من الشياء حت يتساويا ف حكم القياس بل هو سبحانه أحق بكل حد وأبعد عن كل ذم‬
‫فما كان من صفات الكمال الحضة الت ل نقص فيها بوجه من الوجوه فهو أحق به من كل ما سواه وما‬
‫كان من صفات النقص فهو أحق بتنيهه عنه من كل ما سواه والقرآن لا بي قدرته على إعادة اللق بفعله لا‬
‫هو أبلغ من ذلك كان هذا من باب قياس الول وكذلك بي تنيهه عن الولد والشريك وكذلك أحد سلك‬
‫هذا السلك كما ذكر ف موضعه مثل بيانه لمكان كونه عالا بميع الخلوقات مع كونه بائنا عن العال فوق‬

‫العرش بقياسي عقليي أحدها أن النسان قد يكون معه قدح صاف فيى ما فيه مع مباينته له فالرب‬
‫سبحانه قدرته على العال ومباينته له أعظم من قدرة هذا على ما ف يديه فل تتنع رؤيته لا فيه وإحاطته به مع‬
‫مباينته له والقياس الثان من بن دارا وخرج منها فهو يعلم ما فيها لكونه فعلها وإن ل يكن فيها فالرب الذي‬
‫خلق كل شيء وأبدعه هو أحق بأن يعلم ما خلق وهو اللطيف البي وإن ل يكن حال ف الخلوقات‬
‫والقصود أن أحد يستدل بالدلة العقلية على الطالب اللية إذا كانت صحيحة إنا يذم ما خالف الكتاب‬
‫والسنة أو الكلم بل علم والكلم البتدع ف الدين كقوله ف رسالته إل التوكل ل أحب الكلم ف هذا إل ما‬
‫كان ف كتاب ال أو حديث عن رسول ال أو الصحابة أو التابعي فأما غي ذلك فإن الكلم فيه غي ممود‬
‫وهو ل يكره إذا عرف معان الكتاب والسنة أن يعب عنها بعبارات أخرى إذا احتيج إل ذلك بل هو قد فعل‬
‫ذلك بل يكره العان البتدعة ف هذا أي فيما خاض الناس فيه من الكلم ف القرآن والرؤية والقدر والصفات‬
‫إل با يوافق الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعي‬

‫ولذا كره الكلم ف السم وف اليز وف اللفظ بالقرآن نفيا وإثباتا لا ف كل من النفي والثبات من‬
‫باطل وكلمه ف هذه المور مبسوط ف موضع آخر كما هو معروف ف كتابه وخطابه والذموم شرعا ما‬
‫ذمه ال ورسوله كالدل بالباطل والدل بغي علم والدل ف الق بعد ما تبي فاما الجادلة الشرعية كالت‬
‫ذكرها ال تعال عن النبياء عليهم السلم وأمر با ف مثل قوله تعال قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا‬
‫سورة هود ‪ 32‬وقوله وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه سورة النعام ‪ 83‬وقوله تعال أل تر إل‬
‫الذي حاج إبراهيم ف ربه سورة البقرة ‪ 258‬وقوله تعال وجادلم بالت هي أحسن سورة النحل ‪125‬‬
‫وأمثال ذلك فقد يكون واجبا أو مستحبا وما كان كذلك ل يكن مذموما ف الشرع وما ذكره أبو حامد‬
‫الغزال من كلم السلف ف ذم أهل الكلم لول أنه معروف عنهم ف كتب يعتمد عليها ل يذكره هنا‬

‫وقد نقل من ذلك ما نقله من كتاب أب عمر بن عبد الب الذي ساه فضل العلم وأهله وما يلزمهم ف‬
‫تأديته وحله وأبو عمر من أعلم الناس بالثار والتمييز بي صحيحها وسقيمها ومن ذلك ما نقله أبو حامد‬
‫أيضا عن أحد أنه قال علماء الكلم زنادقة قال وقال مالك أرأيت إن جاء من هو أجدل منه أيدع دينه كل‬
‫يوم لدين جديد قال يعن أن أقوال التجادلي تتقاوم قال وقال مالك ل توز شهادة أهل الهواء والبدع فقال‬
‫بعض أصحابه ف تأويله إنه أراد بأهل الهواء أهل الكلم على أي مذهب كانوا قلت هذا الذي كن عنه أبو‬
‫حامد هو ممد بن خويز منده‬

‫البصري المام الالكي وقد قال إن أهل الهواء عند مالك وأصحابه الذين ترد شهادتم هم أهل‬
‫الكلم قال فكل متكلم فهو من أهل الهواء والبدع عند مالك وأصحابه وكل متكلم فهو عندهم من أهل‬
‫الهواء أشعريا كان أو غي أشعري هكذا ذكره عنه ابن عبد الب ومنه نقل ذلك أبو حامد لكن كن عن‬
‫التصريح بذلك قال أبو حامد وقال أبو يوسف من طلب العلم بالكلم تزندق‬

‫قال وقد اتفق أهل الديث من السلف على هذا ول ينحصر ما ينقل عنهم من التشديدات فيه وقالوا‬
‫ما سكت عنه الصحابة مع أنم أعرف بالقائق وأفصح ف ترتيب اللفاظ من غيهم إل لعلمهم با يتولد منه‬
‫ولذلك قال النب هلك التنطعون هلك التنطعون أي التعمقون ف البحث والستقصاء قال واحتجوا بأن ذلك‬
‫لو كان من الدين لكان أهم ما يأمر به النب ويعلم طريقه ويثن على أربابه فقد علمهم الستنجاء وندبم إل‬
‫حفظ الفرائض‬

‫وأثن عليهم وناهم عن الكلم ف القدر وعلى هذا استمر الصحابة فالزيادة على الستاذ طغيان وظلم‬
‫وهم الستاذون والقدوة ونن التباع والتلمذة قال وأما الفرقة الخرى فاحتجوا بأن الحذور من الكلم إن‬
‫كان هو من أجل لفظ الوهر والعرض وهذه الصطلحات الغريبة الت ل تعهدها الصحابة فالمر فيه قريب‬
‫إذ ما من علم إل وقد أحدث فيه اصطلحات لجل التفهم كالديث والتفسي والفقه ولو عرض عليهم عبارة‬
‫النقض والكسر والتعدية والتركيب وفساد الوضع لا كانوا يفهمونه وإحداث عبارة للدللة على مقصود‬
‫صحيح كإحداث آنية على‬
‫هيئة جديدة لستعمالا ف مباح وإن كان الحذور هو العن فنحن ل نعن به إل معرفة الدليل على‬
‫حدوث العال ووحدانية اللق تعال وصفاته كما جاء به الشرع فمن أين ترم معرفة ال بالدليل وإن كان‬
‫الحذور هو الشغب والتعصب والعداوة والبغض وما يفضي إليه الكلم فذلك يرم ويب الحتراز منه كما‬
‫أن الكب والرياء وطلب الرياسة ما يفضي إليه علم الديث والتفسي والفقه وهو مرم يب الحتراز منه ولكن‬
‫ل ينع من العلم لجل أدائه إليه وكيف يكون ذكر الجة والطالبة والبحث عنها مظورا وقد قال ال تعال‬
‫قل هاتوا برهانكم سورة النمل ‪ 64‬وقال تعال ليهلك من هلك عن بينه ويي من حي عن بينة سورة‬
‫النفال ‪42‬‬

‫وقال تعال إن عندكم من سلطان سورة يونس ‪ 68‬أي من حجة وبرهان وقال تعال قل فلله‬
‫الجة البالغة سورة النعام ‪ 149‬وقال تعال أل تر إل الذي حاج إبراهيم ف ربه إل قوله فبهت الذي‬
‫كفر سورة البقرة ‪ 258‬وذكر إبراهيم ومادلته وإفحامه خصمه ف معرض الثناء عليه وقال تعال وتلك‬
‫حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه سورة النعام ‪ 83‬وذكر كلما طويل ذكرناه وتكلمنا على ما فيه من‬
‫مقبول ومردود كلما مبسوطا ف غي هذا الوضع إل أن قال فهذا ما يكن أن يذكر للفريقي ث ذكر تفصيل‬
‫اختاره مضمونه أن فيه مضرة من إثارة الشبهات وتريك العقائد وإزالتها عن الزم والتصميم ومضرة ف‬
‫تأكيد اعتقاد البتدعة وتثبيته ف صدورهم بيث تنبعث‬

‫دواعيهم ويشتد حرصهم على الصرار عليه ولكن هذا الصرار بواسطة التعصب الذي يثور عن الدل‬
‫قلت الضرة الت ذكرها نوعان أحدها يتعلق بالعلم وهو التنبيه على شبه الباطل الت تضعف اعتقاد الق‬
‫وتفضي إل الباطل والثان يتعلق بالقصد وهو إثارة الوى والمية والعصبية الت تدعو إل الصرار ولو على‬
‫الباطل لئل يغلب الشيطان قال وأما منفعته فقد يظن أن فائدته كشف القائق ومعرفتها على ما هي عليه‬
‫وهيهات فليس ف الكلم وفاء بذا الطلب الشريف وهذا إذا سعته من مدث أو حشوى ربا خطر ببالك أن‬
‫الناس أعداء ما جهلوا فاسع هذا من خب الكلم ث قله بعد حقيقة البة وبعد التغلغل فيه إل منتهى درجة‬
‫التكلمي وجاوز ذلك إل التعمق ف علوم أخرى سوى نوع الكلم وتقق أن الطريق إل حقائق العرفة من‬
‫هذا الوجه مسدود قال ولعمري ل ينفك الكلم عن كشف وتعريف‬

‫وإيضاح لبعض المور ولكن على الندور وف أمور جلية تكاد تنال قبل التعمق ف صناعة الكلم قال‬
‫بل منفعته شيء واحد وهو حراسة العقيدة الت ترجناها على العوام وحفظها عن تشويشات البتدعة بأنواع‬
‫الدل فإن العامي يستفزه جدل البتدع وإن كان فاسدا ومعارضة الفاسد بالفاسد نافعة والناس متعبدون بذه‬
‫العقيدة الت قدمناها إذ ورد الشرع با لا فيها من صلح دينهم ودنياهم واجتماع السلف عليها والعلماء‬
‫متعبدون بفظ ذلك على العوام من تلبيسات البتدعة كما تعبد السلطي بفظ أموالم عن تجمات الغصاب‬
‫والظلمة قال وإذا وقعت الحاطة بضرره ومنفعته فينبغي أن يكون‬

‫كالطبيب الاذق ف استعمال الدواء الطر إذ ل يضعه إل ف موضعه وذلك ف وقت الاجة وعلى‬
‫قدر الاجة قلت فهذا كلم أب حامد مع معرفته بالكلم والفلسفة وتعمقه ف ذلك يذكر اتفاق سلف أهل‬
‫السنة على ذم الكلم ويذكر خلف من نازعهم ويبي أنه ليس فيه فائدة إل الذب عن العقائد الشرعية الت‬
‫أخب با الرسول لمته وإذا ل يكن فيه فائدة إل الذب عن هذه العقائد امتنع أن يكون معارضا لا فضل عن‬
‫أن يكون مقدما عليها فامتنع أن يكون الكلم العقلي القبول مناقضا للكتاب والسنة وما كان من ذلك مناقضا‬
‫للكتاب والسنة وجب أن يكون من الكلم الباطل الردود الذي ل ينازع ف ذمه أحد من السلمي ل من‬
‫السلف والئمة ول أحد من اللف الؤمني أهل العرفة بعلم الكلم والفلسفة وما يقبل من ذلك وما يرد وما‬
‫يمد وما يذم وإن من قبل ذلك وحده كان من أهل الكلم الباطل الذموم باتفاق هؤلء هذا مع أن السلف‬
‫والئمة يذمون ما كان من الكلم والعقليات والدل باطل وإن قصد به نصر الكتاب والسنة فيذمون من قابل‬
‫بدعة ببدعة وقابل الفاسد بالفاسد فكيف من قابل السنة بالبدعة وعارض الق بالباطل وجادل ف آيات ال‬
‫بالباطل ليدحض به الق‬

‫ولكن القصود هنا بيان ما ذكره من اتفاق أئمة السنة على ذمه وما ذكره من أنه هو وطريق التفلسفة‬
‫ل يفيد كشف القائق ومعرفتها مع خبته بذلك وهو تكلم بسب ما بلغه عن السلف وما فهمه وعلمه ما‬
‫يمد ويذم ول تكن خبته بأقوال السلف وحقيقة ما جاء به الرسول كخبته با سلكه من طرق أهل الكلم‬
‫والفلسفة فلذلك ل يكن ف كلمه من هذا الانب من العلم والبة ما فيه من الانب الذي هو به أخب من‬
‫غيه وذلك أن ما ذكره من أن مضرته هي إثارة الشبهات ف العلم وإثارة التعصب ف الرادة إنا يقال إذا كان‬
‫الكلم ف نفسه حقا بأن تكون قضاياه ومقدماته صادقة بل معلومة فإذا كان مع ذلك قد يورث النظر فيه‬
‫شبها وعداوة قيل فيه ذلك والسلف ل يكن ذمهم للكلم لجرد ذلك ول لجرد اشتماله على ألفاظ‬
‫اصطلحية إذا كانت معانيها صحيحة ول حرموا معرفة الدليل على الالق وصفاته وأفعاله بل كانوا أعلم‬
‫الناس بذلك وأعرفهم بأدلة ذلك ول حرموا نظرا صحيحا ف دليل صحيح يفضي إل علم نافع ول مناظرة ف‬
‫ذلك نافعة إما لدي مسترشد وإما لعانة مستنجد وإما لقطع مبطل متلدد بل هم أكمل الناس نظرا واستدلل‬
‫واعتبارا وهم نظروا ف أصح الدلة وأقومها فإن الناظر‬
‫الطالب للعلم إما أن يكون نظره ف كلم معلم يبي له وياطبه با يعرفه الق وإما أن يكون ف نفس‬
‫المور الثابتة الت يب عنها التكلم ويريد أن يعلم أمرها التعلم كسائر الناظرين ف الطب والنحو وغي ذلك إما‬
‫أن ينظر ف كلم العلمي لذا الفن وإما أن ينظر فيما من شأنه أن يب عنه كالبدان واللغات والسلف كان‬
‫نظرهم ف خي الكلم وأفضله وأصدقه وأدله على الق وهو كلم ال تعال وهم ينظرون ف آيات ال تعال‬
‫الت ف الفاق وف أنفسهم فيون ذلك من الدلة ما يبي أن القرآن حق قال تعال سنريهم آياتنا ف الفاق‬
‫وف أنفسهم حت يتبي لم أنه الق سورة فصلت ‪ 53‬والناظرة الحمودة نوعان والذمومة نوعان وذلك لن‬
‫الناظر إما أن يكون عالا بالق وإما أن يكون طالبا له وإما أن ل يكون عالا به ول طالبا له فهذا الثالث هو‬
‫الذموم بل ريب وأما الولن فمن كان عالا بالق فمناظرته الحمودة أن يبي لغيه الجة الت تديه إن كان‬
‫مسترشدا طالبا للحق إذا تبي له أو يقطعه ويكف عدوانه إن كان معاندا غي متبع للحق إذا تبي له ويوقفه‬
‫ويسلكه ويبعثه على النظر ف أدلة الق إن كان يظن أنه حق وقصده الق وذلك لن الخاطب بالناظرة إذا‬
‫ناظره العال البي للحجة إما أن‬

‫يكون من يفهم الق ويقبله فهذا إذا بي له الق فهمه وقبله وإما أن يكون من ل يقبله إذا فهمه أو‬
‫ليس له غرض ف فهمه بل قصده مرد الرد له فهذا إذا نوظر بالجة انقطع وانكف شره عن الناس وعداوته‬
‫وهذا هو القصود الذي ذكره أبو حامد وغيه وهو دفع أعداء السنة الجادلي بالباطل عنها وإما أن يكون‬
‫الق قد التبس عليه وأصل قصده الق لكن يصعب عليه معرفته لضعف علمه بأدلة الق مثل من يكون قليل‬
‫العلم بالثار النبوية الدالة على ما أخب به من الق أو لضعف عقله لكونه ل يكنه أن يفهم دقيق العلم أو ل‬
‫يفهمه إل بعد عسر أو قد سع من حجج الباطل ما اعتقد موجبه وظن أنه ل جواب عنه فهذا إذا نوظر بالجة‬
‫أفاده ذلك إما معرفة بالق وإما شكا وتوقفا ف اعتقاده الباطل أو ف اعتقاده صحة الدليل الذي استدل به عليه‬
‫وبعث هته على النظر ف الق وطلبه إن كان له رغبة ف ذلك فإن صار من أهل العصبية الذين يتبعون الظن‬
‫وما توى النفس ألق بقسم العاندين كما تقدم واما الناظرة الذمومة من العال بالق فأن يكون قصده مرد‬
‫الظلم والعدوان لن يناظره ومرد إظهار علمه وبيانه لرادة العلو ف الرض فإذا أراد علوا ف الرض أو فسادا‬
‫كان مذموما على إرادته‬

‫ث قد يكون من الفجار الذين يؤيد ال بم الدين كما قال النب إن ال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر‬
‫فكما ياهد الكفار فاجر فينتفع السلمون بهاده فقد يادلم فاجر فينتفع السلمون بداله لكن هذا يضر نفسه‬
‫بسوء قصده وربا أوقعه ذلك ف أنواع من الكذب والبدعة والظلم فيجره إل أمور أخرى وقد وقع ف ذلك‬
‫كثي من هؤلء وهؤلء وأما إن كان الناظر غي عال بالق بأن ليعرف الق ف نفس السألة أو يعرف الق‬
‫لكن ل يعرف بعض الجج أو الواب عن بعض العارضات أو المع بي دليلي متعارضي وأمثال ذلك فهذا‬
‫إذا ناظر طالبا لعرفة الق وأدلته والواب عما يعارضها والمع بي الدلة الصحيحة كان ممودا وإن ناظر بل‬
‫علم فتكلم با ل يعرف من القضايا والقدمات كان مذموما والسلف رضوان ال عليهم كانت مناظرتم مع‬
‫الكفار وأهل البدع كالوارج وغيهم من القسم الول وكانت مناظرة بعضهم لبعض ف مسائل الحكام‬
‫والتفسي تارة من القسم الول وتارة من‬

‫القسم الثان وهي الشاورة الت مدحهم ال عليها بقوله عز وجل وأمرهم شورى بينهم سورة‬
‫الشورى ‪ 38‬وما ذكره ال تعال عن النبياء والؤمني من الجادلة يتناول هذا وهذا وقد ذم ال تعال ف‬
‫القرآن ثلثة أنواع من الجادلة ذم صاحب الجادلة بالباطل ليدحض به الق وذم الجادلة ف الق بعدما تبي‬
‫وذم الحاجة فيما ل يعلم الحاج فقال تعال وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الق سورة غافر ‪ 5‬وقال تعال‬
‫يادلونك ف الق بعدما تبي الية سورة النفال ‪ 6‬وقال ها أنتم هؤلء حاججتم فيما لكم به علم فلم‬
‫تاجون فيما ليس لكم به علم سورة آل عمران ‪ 66‬والذي ذمه السلف والئمة من الجادلة والكلم هو من‬
‫هذا الباب فإن أصل ذمهم الكلم هو الكلم الخالف للكتاب والسنة وهذا ل يكون ف نفس المر إل باطل‬
‫فمن جادل به جادل بالباطل وإن كان ذلك الباطل ل يظهر لكثي من الناس أنه باطل لا فيه من الشبهة فإن‬
‫الباطل الحض الذي يظهر بطلنه لكل أحد ل يكون قول ومذهبا لطائفة تذب عنه وإنا يكون باطل مشوبا‬
‫بق كما قال تعال‬

‫ل تلبسون الق بالباطل وتكتمون الق وأنتم تعلمون سورة آل عمران ‪ 71‬أو تكون فيه شبهة‬
‫لهل الباطل وإن كانت باطلة وبطلنا يتبي عند النظر الصحيح كالذين قالوا إن ممدا شاعر وكاهن ومنون‬
‫قالوا إنه شاعر لن الشعر كلم موزون مقفى فشبهوا القرآن به من هذا الوجه والكاهن يب أحيانا بواحدة‬
‫تصدق فشبهوا الرسول به من هذا الوجه والجنون يقول ويفعل خلف ما ف عقول ذوي العقول فلما زعموا‬
‫أن ما يأت به الرسول يالف ما يأت به العقلء نسبوه إل ذلك لكن ما ينصبه ال من الدلة ويهدي إليه عباده‬
‫من العرفة يتبي به الق من الباطل الذي يشتبه به ولكن ليس كل من عرف الق إما بضرورة أو بنظر أمكنه‬
‫أن يتج على من ينازعه بجة تديه أو تقطعه فإن ما به يعرف النسان الق نوع وما به يعرفه به غيه نوع‬
‫وليس كل ما عرفه النسان أمكنه تعريف غيه به فلهذا كان النظر أوسع من الناظرة فكل ما يكن الناظرة به‬
‫يكن النظر فيه وليس كل ما يكن النظر فيه يكن مناظرة كل أحد به‬
‫ولذا كان أهل العلم بالديث لم علوم ضرورية بأقوال الرسول ومقاصده ل يشركهم فيها إل من‬
‫شركهم ف أسبابا والقصود هنا أن السلف كانوا أكمل الناس ف معرفة الق وأدلته والواب عما يعارضه‬
‫وإن كانوا ف ذلك درجات وليس كل منهم يقوم بميع ذلك بل هذا يقوم بالبعض وهذا يقوم بالبعض كما ف‬
‫نقل الديث عن النب وغي ذلك من أمور الدين والكلم الذي ذموه نوعان أحدها أن يكون ف نفسه باطل‬
‫وكذبا وكل ما خالف الكتاب والسنة فهو باطل وكذب فإن أصدق الكلم كلم ال والثان أن يكون فيه‬
‫مفسدة مثلما يوجد ف كلم كثي منهم من النهي عن مالسة أهل البدع ومناظرتم وماطبتهم والمر بجرانم‬
‫وهذا لن ذلك قد يكون أنفع للمسلمي من ماطبتهم فإن الق إذا كان ظاهرا قد عرفه السلمون وأراد بعض‬
‫البتدعة أن يدعو إل بدعته فإنه يب منعه من ذلك فإذا هجر وعزر كما فعل أمي الؤمني عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه بصبيغ بن عسل التميمي وكما كان السلمون يفعلونه أو قتل كما قتل السلمون‬

‫العد بن درهم وغيلن القدري وغيها كان ذلك هو الصلحة بلف ما إذا ترك داعيا وهو ل يقبل‬
‫الق إما لواه وإما لفساد إدراكه فإنه ليس ف ماطبته إل مفسدة وضرر عليه وعلى السلمي والسلمون أقاموا‬
‫الجة على غيلن ونوه وناظروه وبينوا له الق كما فعل عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه واستتابه ث نكث‬
‫التوبة بعد ذلك فقتلوه وكذلك علي رضي ال عنه بعث ابن عباس إل الوارج فناظرهم ث رجع نصفهم ث‬
‫قاتل الباقي والقصود أن الق إذا ظهر وعرف وكان مقصود الداعي إل البدعة إضرار الناس قوبل بالعقوبة‬
‫قال ال تعال والذين ياجون ف ال من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربم وعليهم غضب ولم‬
‫عذاب شديد سورة الشورى ‪ 16‬وقد ينهون عن الجادلة والناظرة إذا كان الناظر ضعيف العلم بالجة‬
‫وجواب الشبهة فيخاف عليه أن يفسده ذلك الضل كما ينهى الضعيف ف القاتلة أن يقاتل علجا قويا من‬
‫علوج الكفار فإن ذلك يضره ويضر السلمي بل منفعة وقد ينهى عنها إذا كان الناظر‬

‫معاندا يظهر له الق فل يقبله وهو السوفسطائي فإن المم كلهم متفقون على أن الناظرة إذا انتهت‬
‫إل مقدمات معروفة بينة بنفسها ضرورية وجحدها الصم كان سوفسطائيا ول يؤمر بناظرته بعد ذلك بل إن‬
‫كان فاسد العقل داووه وإن كان عاجزا عن معرفة الق ول مضرة فيه تركوه وإن كان مستحقا للعقاب‬
‫عاقبوه مع القدرة إما بالتعزير وإما بالقتل وغالب اللق ل ينقادون للحق إل بالقهر والقصود أنم نوا عن‬
‫الناظرة من ل يقوم بواجبها أو مع من ل يكون ف مناظرته مصلحة راجحة أو فيها مفسدة راجحة فهذه أمور‬
‫عارضة تتلف باختلف الحوال وأما جنس الناظرة بالق فقد تكون واجبة تارة ومستحبة أخرى وف الملة‬
‫جنس الناظرة والجادلة فيها ممود ومذموم ومفسدة ومصلحة وحق وباطل ومنشأ الباطل من نقص العلم أو‬
‫سوء القصد كما قال تعال إن يتبعون إل الظن وما توى النفس سورة النجم ‪ 23‬ومنشأ الق من معرفة‬
‫الق والحبة له وال هو الق البي ومبته أصل كل عبادة فلهذا كان أفضل المور على الطلق معرفة ال‬
‫ومبته وهذا هو ملة إبراهيم خليل ال تعال الذي جعله ال للناس إماما وجعله أمة يأت به اللق وهو الذي ناظر‬
‫العطلي والشركي‬

‫كما ذكر ال تعال ماجته لن حاجه ف ربه إذ قال إبراهيم رب الذي ييي وييت قال أنا أحيي‬
‫وأميت قال إبراهيم فإن ال يأت بالشمس من الشرق فأت با من الغرب فبهت الذي كفر سورة البقرة‬
‫‪ 258‬وماجته لقومه الذين كانوا يعبدون الكواكب والهمية نفاة الصفات الذين هم رؤوس أهل الكلم‬
‫الذموم قولم مأخوذ من قول خصمائه كما هو مأخوذ من قول فرعون خصم موسى عليه السلم فإن فرعون‬
‫أظهر جحد الصانع وعلوه على خلقه وجحد تكليمه لوسى وقوم إبراهيم كانوا مشركي كما أخب ال تعال‬
‫عنهم بذلك وكان فيهم من هو معطل كما ذكر ال تعال ذلك والفلسفة القائلون بدعوة الكواكب فيهم‬
‫الشرك وفيهم العطل ونفي الصفات من أقوالم فمنهم من ل يثبت لذا العال الشهود ربا أبدعه كما هو قول‬
‫الدهرية الطبيعية منهم ويعلون العال نفسه واجب الوجود بذاته ومنهم من يثبت له مبدعا واجبا بنفسه أبدعه‬
‫كما هو قول الدهرية اللية منهم ويقولون إن الواجب ليس له صفة ثبوتية بل صفاته إما سلب وإما إضافة‬
‫وأما مركبة منهما وكان العد بن درهم من أهل حران وكان فيهم بقايا من الصابئي والفلسفة خصوم‬
‫إبراهيم الليل عليه السلم فلهذا أنكر تكليم موسى وخلة إبراهيم موافقة لفرعون والنمروذ بناء على أصل‬
‫هؤلء‬

‫النفاة وهو أن الرب تعال ل يقوم به كلم ول يقوم به مبة لغيه فقتله السلمون ث انتشرت مقالته‬
‫فيمن ضل من هذا الوجه والحبة متضمنة للرادة ومسألة الكلم والرادة ضل فيهما طوائف كما ضلوا ف‬
‫إنكار العلو الذي أنكره فرعون على موسى كما قد بسط هذا ف موضعه وما يبي هذا أن السلف ل يذموا‬
‫التكلم بأساء مفردة كالوهر والسم والعرض فإن السم الفرد ليس بكلم ول يتكلم به أحد وإنا ذموا‬
‫الكلم الؤلف الدال على معان والذين كانوا يتكلمون بذه الساء كان كلمهم متضمنا لمور فيها افتراء على‬
‫ال ورسوله إما إثبات ما نفاه ال وإما نفي ما أثبته ال ومتضمنة لعان باطلة هي كذب وباطل ف نفس المر‬
‫والقصود هنا التنبيه على جنس ما مدحه السلف وذموه وأنم كانوا أعرف الناس بالق وأدلته وبطلن ما‬
‫يعارضه وإنا يظن بم التقصي ف هذا من كان جاهل بقيقة الق وبا جاء به الرسول من العلم واليان وبا‬
‫وصل إليه السلف والئمة فجهله بالول يوجب أن ل يعلم الق بل يعتقد نقيضه وجهله بالثان يوجب ظنه أن‬
‫ليس فيما جاء به الرسول بيان الق بأدلته والناظرة عنه وجهله بالثالث يوجب ظنه أن السلف ذموا الكلم‬
‫بالدلة الصحيحة الفضية‬
‫إل العلم بال وصفاته خوفا من الشبهات والهواء بل الصل ف ذم السلف للكلم هو اشتماله على‬
‫القضايا الكاذبة والقدمات الفاسدة التضمنة للفتراء على ال تعال وكتابه ورسوله ودينه فهذا هو الكلم‬
‫الذموم بالذات وهو الكلم الكاذب الباطل وأما الكلم الذي هو حق وصدق فهذا ل يذم بالذات وإنا يذم‬
‫التكلم به أحيانا لشتمال ذلك على مضرة عارضة مثل ما يرم القذف وإن كان القاذف صادقا إذا ل يكن له‬
‫أربعة شهداء ومثل ما ترم الغيبة والنميمة ونو ذلك ما هو صدق لكن فيه ظلم للغي وأما الكلم ف الدين‬
‫فنوعان أحدها أمر والثان خب والكلم ف أصول الدين هو من نوع الثان ول ريب أن ال تعال أخب بإثبات‬
‫أمور ونفى أمور وأصدق الكلم كلم ال فما ناقض ذلك كان كذبا وقول على ال غي الق كما قال تعال‬
‫يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم ول تقولوا على ال إل الق سورة النساء ‪ 171‬وقال تعال أل يؤخذ‬
‫عليهم ميثاق الكتاب أن ل يقولوا على ال إل الق سورة العراف ‪ 169‬وقال تعال إن الذين اتذوا‬
‫العجل سينالم غضب من ربم وذلة ف الياة الدنيا وكذلك نزي الفترين سورة العراف ‪152‬‬

‫وقال تعال سبحان ربك رب العزة عما يصفون سورة الصافات ‪ 180‬وأمثال ذلك وعامة الكلم‬
‫الذي ذمه السلف تشتمل مسائله على كذب وفرية ودلئل مسائله على كذب وفرية كأقوال الهمية النفاة لا‬
‫أثبته ال تعال له من الساء والصفات وكلم القدرية النافية لا أثبته ال من قدرته ومشيئته ودلئل الهمية‬
‫النفاة هو استدللم بدليل الواهر والعراض فإنم زعموا أن العيان الشاهدة كالسماوات والرض مركبة‬
‫من الواهر النفردة أو من الادة والصورة وأن الركب مسبوق بزئه ومفتقر إل مركب يركبه فيكون مدثا‬
‫ومكنا وما قام با من الصفات والركات أعراض والعراض أو بعضها حادثة وما كان شخصه حادثا وجب‬
‫أن يكون نوعه حادثا فيمتنع وجود حوادث ل تتناهى وقالوا بذا عرفنا أن السماوات ملوقة وبذلك عرفنا أن‬
‫ال موجود فلزمهم على ذلك أن ينفوا صفات ال وأفعاله وذلك باطل شرعا وعقل ول يكن ما أقاموه دليل‬
‫صحيحا فل هم عرفوا الق بدليل صحيح قوي ول‬

‫هم نصروه بيزان مستقيم ولكنهم قد يقابلون الفاسد بالفاسد فإن أعداء اللة قد يقيمون شبهة على‬
‫نقيض ما جاء به الرسول كشبهة الدهرية على قدم السماوات فيقابلون ذلك بفاسد آخر كاستدللم على‬
‫حدوث ذلك بدليل العراض والصفات وحفظ مثل هذا الكلم لعتقاد العوام كدفع الظلمة عنهم بعقوبات‬
‫فيها عدوان ومن ظن أن اللف أعلم بالق وأدلته أو الناظرة فيه من السلف فهو بنلة من زعم أنم أقوم‬
‫بالعلم والهاد وفتح البلد منهم وكل الظني طريق من ل يعرف حقيقة الدين ول حال السلف السابقي‬
‫وهذا مثل كلم الرافضة وأمثالم من أهل الفرية الذين يتضمن قولم التكذيب بالق والتصديق بالباطل فهؤلء‬
‫فيما يدثون به من الكذب ويكذبون به من الصدق ف القولت بنلة أهل الكلم الباطل ف البحث والنظر‬
‫كالهمية الذين يكذبون بالق ويصدقون بالباطل ف العقليات ولذا كان غي واحد من السلف يقرن بي‬
‫الهمية والرافضة وها شر أهل الهواء وكان الكلم الذموم عند السلف أعظم من الشهادة بالزور وظلم الق‬

‫وذلك لن الكاذب الظال إذا علم أنه كاذب ظال كان معترفا بذنبه معتقدا لتحري ذلك فترجى له‬
‫التوبة ويكون اعتقاده التحري وخوفه من ال تعال من السنات الت يرجى أن يحو ال با سيئاته واما إذا‬
‫كذب ف الدين معتقدا أن كذبه صدق وافترى على ال ظانا أن فريته حق فهذا أعظم ضررا وفسادا ولذا‬
‫كان السلف يقولون البدعة أحب إل إبليس من العصية لن العصية يتاب منها والبدعة ل يتاب منها ولذا‬
‫أمر النب بقتال الوارج البتدعي مع كثرة صلتم وصيامهم وقراءتم ونى عن الروج على أئمة الظلم وأمر‬
‫بالصب عليهم وكان يلد رجل يشرب المر فلعنه رجل فقال ل تلعنه فإنه يب ال ورسوله وجاءه ذو‬
‫الويصرة التميمي وبي عينيه أثر السجود فقال يا ممد اعدل فإنك ل تعدل فقال ويك ومن يعدل إذا ل‬
‫أعدل لقد خبت وخسرت إن ل أعدل ث قال يرج من ضئضىء هذا أقوام يقر أحدكم صلته مع صلتم‬
‫وصيامه مع صيامهم وقراءته‬

‫مع قراءتم يقرأون القرآن ل ياوز حناجرهم يرقون من السلم كما يرق السهم من الرمية أينما‬
‫لقيتموهم فاقتلوهم فإن ف قتلهم أجرا عند ال لن قتلهم يوم القيامة فهذا البتدع الاهل لا ظن أن ما فعله‬
‫الرسول ليس بعدل كان ظنه كاذبا وكان ف إنكاره ظالا وهذا حال كل مبتدع نفى ما أثبته ال تعال أو أثبت‬
‫ما نفاه ال أو اعتقد حسن ما ل يسنه ال أو قبح ما ل يكرهه ال فاعتقادهم خطأ وكلمهم كذب وإرادتم‬
‫هوى فهم أهل شبهات ف آرائهم وأهواء ف إراداتم فالسلف ذموا أهل الكلم الذين هم أهل الشبهات‬
‫والهواء ل يذموا أهل الكلم الذين هم أهل كلم صادق يتضمن الدليل على معرفة ال تعال وبيان ما‬
‫يستحقه وما يتنع عليه ولكن قد يورث شبهة وهوى وقد اعترف أبو حامد بأن ما ذكره هو من الكلم‬
‫والفلسفة ليس فيه كشف القائق ومعرفته‬

‫وأما حراسة عقيدة العوام فيقال أول ل بد أن يكون الحروس هو نفس ما ثبت عن الرسول أنه أخب‬
‫به لمته فأما إذا كان الحروس فيه ما يوافق خب الرسول وفيه ما يالفه كان تييزه قبل حراسته أول من الذب‬
‫عما يناقض خب الرسول فإن حاجة الؤمني إل معرفة ما قاله الرسول وأخبهم به ليصدقوا به ويكذبوا بنقيضه‬
‫ويعتقدوا موجبه قبل حاجتهم إل الذب عن ذلك والرد على من يالفه فإذا كان التكلم الذي يقول إنه يذب‬
‫عن السنة قد كذب هو بكثي ما أخب به الرسول واعتقد نقيضه كان مبتدعا مبطل متكلما بالباطل فيما خالف‬
‫فيه خب الرسول كما أن ما وافق فيه خب الرسول فهو فيه متبع للسنة مق يتكلم بالق وأهل الكلم الذين‬
‫ذمهم السلف ل يلو كلم أحد منهم عن مالفة السنة ورد لبعض ما أخب به الرسول كالهمية والشبهة‬
‫والوارج والروافض والقدرية والرجئة ويقال بأنا ل بد أن ترس السنة بالق والصدق والعدل ل ترس‬
‫بكذب ول ظلم فإذا رد النسان باطل بباطل وقابل بدعة ببدعة كان هذا ما ذمه السلف والئمة‬

‫وهؤلء كما ذكره أبو حامد يدخلون ف هذا وكلم السلف ف ذم الكلم متناول لا ذمه ال ف كتابه‬
‫وال سبحانه قد ذم ف كتابه الكلم بالباطل والكلم بغي علم والول كثي وأما الثان فقد قال تعال قل إنا‬
‫حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والث والبغي بغي الق وأن تشركوا بال ما ل ينل به سلطانا وأن‬
‫تقولوا على ال ما ل تعلمون سورة العراف ‪ 33‬وقال تعال ها أنتم هؤلء حاججتم فيما لكم به علم فلم‬
‫تاجون فيما ليس لكم به علم سورة آل عمران ‪ 66‬وقال ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر‬
‫والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئول سورة السراء ‪ 36‬وهذا النوعان مذمومان ف القضاء والفتيا والتفسي‬
‫قال النب القضاة ثلثة قاض ف النة وقاضيان ف النار رجل علم الق وقضى به فهو ف النة ورجل قضى‬
‫للناس على جهل فهو ف النار ورجل علم الق وحكم بلفه فهو ف النار‬

‫وف السنن من قال ف القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ومن قال ف القرآن برأيه فأخطأ فليتبوأ مقعده من‬
‫النار فهذان النوعان من الكلم مذمومان مطلقا ل سيما ما كان ف نفسه كذبا باطل وأما جنس النظر‬
‫والناظرة فهذا ل ينه السلف عنه مطلقا بل هذا إذا كان حقا يكون مأمورا به تارة ومنهيا عنه أخرى كغيه من‬
‫أنواع الكلم الصدق فقد ينهى عن الكلم الذي ل يفهمه الستمع أو الذي يضر الستمع وعن الناظرات الت‬
‫تورث شبهات وأهواء فل تفيد علما ول دينا ومن هذا الباب أنه خرج على طائفة من أصحابه وهم يتناظرون‬
‫ف القدر فقال أبذا أمرت أم إل هذا دعيتم أن تضربوا كتاب ال بعضه ببعض وإنا نزل القرآن ليصدق بعضه‬
‫بعضا ل ليكذب بعضه بعضا فإذا كانت الناظرة تتضمن أن كل واحد من التناظرين يكذب ببعض الق ني‬
‫عنها لذلك وأكثر الختلف بي ذوي الهواء من‬

‫هذا الباب كالقائلي بأن ال جسم متحيز ف جهة والنافي لذلك والقائلي إن ال يب العباد والنافي‬
‫لذلك وأمثال ذلك من الكلم الجمل التشابه الذي يتضمن حقا وباطل ف جانب النفي والبثات والكلم‬
‫بلفظ السم والوهر والعرض ف مسائل الصفات هو من هذا الباب قال أبو عبد الرحن السلمي وقد ذكره‬
‫شيخ السلم ف ذم الكلم من طريقه سعت أبا نصر أحد بن حامد السجزي يقول سعت أب يقول قلت لب‬
‫العباس بن سريج ما التوحيد قال توحيد أهل العلم وجاعة السلمي شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول‬
‫ال وتوحيد أهل الباطل الوض ف العراض والجسام وإنا بعث النب بإنكار ذلك والقصود هنا بيان فساد‬
‫الطرق العارضة للكتاب والسنة واما بيان اشتمال الكتاب والسنة على الطرق الت با تصل معرفة ال واليان‬
‫به وبرسله وباليوم الخر فهذا مذكور ف موضع آخر وقد قال أبو حامد أيضا لا ذكر أقسام العلوم فإن قلت‬
‫ل ل تورد ف أقسام العلوم الكلم والفلسفة وتبي أنما ممودان أو‬

‫مذمومان فاعلم أن حاصل ما يشتمل عليه علم الكلم من الدلة الت ينتفع با فالقرآن والخبار‬
‫مشتملة عليه وما خرج عنه فهو إما مادلة مذمومة وهي من البدع وإما مشاغبات بالتعلق بناقضات الفرق‬
‫وتطويل وقت بنقل القالت الت أكثرها ترهات وهذيانات تزدريها الطباع وتجها الساع وبعضها خوض‬
‫فيما ل يتعلق بالدين ول يكن شيء منها مألوفا ف العصر الول فكان الوض فيه بالكلية من البدع قال أبو‬
‫السن الشعري ف رسالته إل أهل الثغر بباب البواب ووقفت على ما التمستموه من ذكر الصول الت عول‬

‫سلفنا رحة ال عليهم عليها وعدلوا إل الكتاب والسنة من أجلها واتباع خلفنا الصال لم ف ذلك‬
‫وعدولم عما صار إليه أهل البدع من الذاهب الت أحدثوها وصاروا إل مالفة الكتاب والسنة با وما ذكرت‬
‫من شدة الاجة إل ذلك فبادرت أيدكم ال بإجابتكم إل ما التمستموه وذكرت لكم جل من الصول‬
‫مقرونة بأطراف من الجاج تدلكم على صوابكم ف ذلك وخطأ أهل البدع فيما صاروا إليه من مالفتهم‬
‫وخروجهم عن الق الذي كانوا عليه قبل هذه البدع معهم ومفارقتهم بذلك الدلة الشرعية وما أتى به‬
‫الرسول منها ونبه عليها وموافقتهم بذلك لطرق الفلسفة الصادين عنها والاحدين لا أتت به الرسل صلوات‬
‫ال عليهم منها اعلموا أرشدكم ال أن الذي‬

‫مضى عليه سلفنا ومن اتبعهم من صال خلفنا أن ال تعال بعث ممدا إل سائر العالي وهم أحزاب‬
‫متشتتون وفرق متباينون منهم كتاب يدعو إل ال با ف كتابه وفلسفي قد تشعبت به الباطيل ف أمور يدعيها‬
‫بقضايا العقول وبرهي ينكر أن يكون ل رسول ودهري يدعي الهال ويبط ف عشواء الضلل وثنوي قد‬
‫اشتملت عليه الية وموسي يدعي ما ليس له به خبة وصاحب صنم يعكف عليه ويزعم أن له ربا يتقرب‬
‫بعبادة ذلك الصنم إليه لينبههم جيعا على حدثهم ويدعوهم إل توحيد الحدث لم ويبي لم طرق معرفته با‬
‫فيهم من آثار صنعته ويأمرهم برفض كل ما كانوا عليه من سائر الباطيل بعد تنبيهه عليه السلم لم على‬
‫فسادها ودللته على صدقه فيما يبهم به عن ربم باليات الباهرة والعجزات القاهرة ويوضح لم سائر‬

‫ما تعبدهم ال به من شريعته وأنه عليه السلم دعا جاعتهم إل ذلك ونبههم على حدثهم با فيهم من‬
‫اختلف الصور واليئات وغي ذلك من اختلف اللغات وكشف لم عن طريق معرفة الفاعل لم با فيهم وف‬
‫غيهم ما يقتضي وجوده ويدل على إرادته وتدبيه حيث قال عز وجل وف أنفسكم أفل تبصرون سورة‬
‫الذاريات ‪ 21‬فنبههم عز وجل بتقلبهم ف سائر اليئات الت كانوا عليها على ذلك وشرح لم ذلك بقوله‬
‫سبحانه ولقد خلقنا النسان من سللة من طي ث جعلناه نطفة ف قرار مكي ث خلقنا النطفة علقة فخلقنا‬
‫العلقة مضغة فخلقنا الضغة عظاما فكسونا العظام لما ث أنشأناه خلقا آخر فتبارك ال أحسن الالقي سورة‬
‫الؤمنون ‪ 14 12‬وهذا من أوضح ما يقتضي الدللة على حدث النسان‬

‫ووجود الحدث له من قبل أن العلم قد أحاط بأن كل متغي ل يكون قديا وذلك أن تغيه يقتضي‬
‫مفارقة حال كان عليها قبل تغيه وكونه قديا ينفي تلك الال فإذا حصل متغيا با ذكرناه من اليئات الت ل‬
‫يكن قبل تغيه عليها دل ذلك على حدوثها وحدوث اليئة الت كان عليها قبل حدوثها إذ لو كانت قدية لا‬
‫جاز عدمها وذلك أن القدي ل يوز عدمه وإذا كان هذا على ما قلنا وجب أن يكون ما عليه الجسام من‬
‫التغي منتهيا إل هيئات مدثة ل تكن الجسام قبلها موجودة بل كانت معها مدثة ويدل ترتيب ذلك على‬
‫مدث قادر حكيم من قبل أن ذلك ل يوز أن يقع بالتفاق فيتم من غي مرتب له ول قاصد إل ما وجد منه‬
‫فيها دون ما كان يوز وقوعها عليه من اليئات الخالفة لا وجواز تقدمها ف الزمان وتأخرها وحاجتها بذلك‬
‫إل مدثها ومرتبها لن سللة الطي والاء الهي يتمل من اليئات ضروبا كثية ل يقتضي واحد منها سللة‬

‫الطي ول الاء الهي بنفسه ول يوز أن يقع شيء من ذلك فيها بالتفاق لحتمالا لغيه فإذا وجدنا‬
‫ما صار إليه النسان ف هيئته الخصوصة به دون غيه من الجسام وما فيه من اللت العدة لصاله كسمعه‬
‫وبصره وشه وحسه وآلت ذوقه وما أعد له من آلت الغذاء الت ل قوام له إل با على ترتيب ما قد أحوج‬
‫إليه من ذلك حت يوجد ف حال حاجته إل الرضاع بل أسنان تنعه من غذائه وتول بينه وبي مرضعته فإذا‬
‫نقل من ذلك وخرج إل غذاء ل ينتفع به ول يصل منه إل غرضه إل بطحنها له جعل له منها بقدر ما به‬
‫الاجة ف ذلك إليه والعدة العدة لطبخ ما يصل إليها من ذلك وتلطيفه حت يصل إل الشعر والظفر وغي ذلك‬
‫من سائر العضاء ف مار لطيف قد هيئت لذلك بقدار ما يقيمها والكبد العدة لتسخينها با يصل من حرارة‬
‫القلب‬

‫والرئة الهيأة لخراج بار الرارة الت ف القلب وإدخال ما يعتدل به من الواء البارد باجتذاب الناخر‬
‫وما فيها من اللت العدة لروج ما يفضل من الغذاء عن مقدار الاجة ف مار ينفذ ذلك منها وغي ذلك ما‬
‫يطول شرحه ما ل يصح وقوعه بالتفاق ول يستغن فيما هو عليه عن مقوم له يرتبه إذ كان ذلك ل يصح أن‬
‫يترتب وينقسم ف سللة الطي والاء الهي بغي صانع لا مدبر عند كل عاقل متأمل كما ل يصح أن تترتب‬
‫الدار على ما تتاج إليه فيها من البناء بغي مدبر يقسم ذلك فيها ويقصد إل ترتيبها ث زادهم ال تعال ف‬
‫ذلك بيانا بقوله عز وجل إن ف خلق السماوات والرض واختلف الليل والنهار‬

‫ليات لول اللباب سورة آل عمران ‪ 190‬فدلم تعال بركة الفلك على القدار الذي باللق‬
‫الاجة إليه ف مصالهم الت ل تفى مواقع انتفاعهم با كالليل الذي جعل لسكونم ولتبيد ما زاد عليهم من‬
‫حر الشمس ف زروعهم وثارهم والنهار الذي جعل لنتشارهم وتصرفهم ف معايشهم على القدر الذي‬
‫يتملونه ف ذلك ولو كان دهرهم كله ليل لضر بم ما فيه من الظلمة الت تقطعهم عن التصرف ف‬
‫مصالهم وتول بينهم وبي إدراك منافعهم وكذلك لو كان دهرهم كله نارا لضر بم ذلك ودعاهم ما فيه‬
‫من الضياء إل التصرف ف طلب العاش مع حرصهم على ذلك إل ما ل يطيقونه فأداهم قلة الراحلة إل‬
‫عطبهم فجعل لم من النهار قسطا لتصرفهم ل يوز بم قدر الطاقة فيه وجعل لم من الليل قسطا لسكونم ل‬
‫يقصر عن درك حاجتهم لتعتدل ف ذلك‬

‫أحوالم وتكمل مصالهم وجعل لم من الر والبد فيهما بقدار ما لم ولثمارهم ولواشيهم من‬
‫الصلح رفقا لم وجعل لون ما ييط بم من السماء ملوما لبصارهم ولو كان لونا على خلف ذلك من‬
‫اللوان لفسدها ودلم على حدثها با ذكرناه من حركاتا واختلف هيئاتا كما ذكرنا آنفا ودلم على‬
‫حاجتها وحاجة الرض وما فيهما من الكم مع عظمهما وثقل أجرامهما إل إمساكه عز وجل لما بقوله‬
‫تعال إن ال يسمك السماوات والرض أن تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد بعده إنه كان حليما غفورا‬
‫سورة فاطر ‪ 41‬فعرفنا تعال أن وقوفهما ل يصح أن يكون من غيه وأن وقوفهما‬

‫ل يوز أن يكون بغي موقف لما ث نبهنا على فساد قول الفلسفة بالطبائع وما يدعونه من فعل‬
‫الرض والاء والنار والواء ف الشجار وما يرج منها من سائر الثمار بقوله عز وجل وف الرض قطع‬
‫متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونيل صنوان وغي صنوان يسقى باء واحد ونفضل بعضها على بعض‬
‫ف الكل ث قال عز وجل إن ف ذلك ليات لقوم يعقلون سورة الرعد ‪ 4‬ث نبه تعال خلقه على أنه واحد‬
‫باتساق أفعاله وترتيبها وأنه تعال ل شريك له فيها بقوله عز وجل لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا سورة‬
‫النبياء ‪ 22‬ووجه الفساد بذلك لو كانا إلي ما اتسق أمرها على نظام ول يتم على إحكام وكان ل بد أن‬
‫يلحقهما العجز أو يلحق أحدها عند التمانع ف الفعال والقدرة على ذلك وذلك أن كل واحد منهما ل يلو‬
‫أن يكون قادرا على‬
‫ما يقدر عليه الخر على طريق البدل من فعل الخر أو ل يكون كل واحد منهما قادرا على ذلك فإن‬
‫كان كل واحد منهما قادرا على فعل ما يقدر عليه الخر بدل منه ل يصح أن يفعل كل واحد منهما ما يقدر‬
‫عليه الخر إل بترك الخر له وإذا كان كل واحد منهما ل يفعل إل بترك الخر له جاز أن ينع كل واحد‬
‫منهما صاحبه من ذلك ومن يوز أن ينع ول يفعل إل بترك غيه له فهو مذموم عاجز وإن كان كل واحد‬
‫منهما ل يقدر على فعل مقدور الخر بدل منه وجب عجزها وحدوث قدرتيهما والعاجز ل يكون إلا ول‬
‫ربا ث نبه النكرين للعادة مع إقرارهم بالبتداء على جواز إعادته تعال لم حيث قال لم لا استنكروها‬
‫وقالوا من يي العظام وهي رميم قل يييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل‬

‫خلق عليم ث أوضح ذلك بقوله الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون‬
‫سورة يس ‪ 80 79‬فدلم با يشاهدونه من جعله النار من العفار والرخ وها شجرتان خضراوان إذا حكت‬
‫إحداها الخرى بتحريك الريح لا اشتعل النار فيهما على جواز إعادته الياة ف العظام النخرة واللود التمزقة‬
‫ث نبه عباد الصنام بتعريفه لم على فساد ما صاروا إل عبادتا مع نتها بقوله تعال أتعبدون ما تنحتون ث‬
‫قال تعال وال خلقكم وما تعملون سورة الصافات ‪ 96 95‬فبي لم فساد عبادتا ووجوب عبادته دونا‬
‫بأنا إذا كانت ل تصي أصناما إل بنحتكم لا فأنتم أيضا لن تكونوا على ما أنتم عليه‬

‫من الصور واليئات إل بفعلي وإن مع خلقي لكم وما تنحتونه خالق لنحتكم إذ كنت أنا القدر لكم‬
‫عليه والمكن لكم منه ث رد على النكرين لرسله بقوله عز وجل وما قدروا ال حق قدره إذ قالوا ما أنزل ال‬
‫على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس سورة النعام ‪ 91‬وقال‬
‫تعال رسل مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس على ال حجة بعد الرسل سورة النساء ‪ 165‬ث احتج النب‬
‫على أهل الكتب با ف كتبهم من ذكر صفته والدللة على اسه ونعته وتدى النصارى لا كتموا ما ف كتبهم‬
‫من ذلك وجحدوه بالباهلة عند أمر ال عز وجل له بذلك بقوله فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من‬

‫العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ث نبتهل فنجعل لعنة ال‬
‫على الكاذبي سورة آل عمران ‪ 61‬وقال لليهود لا بتوه فتمنوا الوت إن كنتم صادقي سورة البقرة ‪94‬‬
‫فلم يد أحد منهم على ذلك مع اجتماعهم على تكذيبه وتناهيهم ف عداوته واجتهادهم ف التنفي عنه لا‬
‫أخبهم بلول الوت بم إن أجابوه إل ذلك فلول معرفتهم باله ف كتبهم وصدقه فيما يبهم لقدموا على‬
‫إجابته ولسارعوا إل فعل ما يعلمون أن فيه توهي أمره ث إن ال تعال بعد إقامة الجج عليهم أزعج خواطر‬
‫جاعتهم للنظر فيما دعاهم إليه ونبههم عليه باليات الباهرة والعجزات القاهرة وأيده بالقرآن الذي تدى به‬
‫فصحاء قومه الذين بعث‬

‫إليهم لا قالوا إنه مفترى أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات أو سورة من مثله وقد خاطبهم فيه بلغتهم‬
‫فعجزوا عن ذلك مع إخباره لم أنم ل يأتون بثله ولو تظاهر على ذلك النس والن وقطع عليه السلم‬
‫عذرهم به وعذر غيهم كما قطع موسى عليه السلم عذر السحرة وغيهم ف زمانه بالعصا الت فضحت‬
‫سحرهم وبان با كان منها لم ولغيهم أن ذلك من فعل ال تعال وأن هذا ليس تبلغه قدرتم ول تطمع فيه‬
‫خواطرهم وكما قطع عيسى عليه السلم عذر من كان ف زمانه من الطباء الذين قد برعوا ف معرفة العقاقي‬
‫وقوى ما ف الشائش وقدر ما ينتهي إليه علجهم وتبلغه حيلهم بإحياء الوتى بغي علج وإبراء الكمه‬
‫والبرص وغي ذلك ما‬

‫برهم به وأظهر لم منه ما يعلمون بيسي الفكر أنه خارج عن قدرهم وما يصلون إليه بيلهم وكذلك‬
‫قد أزاح نبينا بالقرآن وما فيه من العجائب علل الفصحاء من أهل وقطع به عذرهم لرؤيتهم أنه خارج عما‬
‫انتهت إليه فصاحتهم ف لغاتم ونظموه ف شعرهم وبسطوه ف خطبهم وأوضح لميع من بعث إليه من الفرق‬
‫الت ذكرناها فساد ما كانوا عليه بجج ال وبيناته ودل على صحة ما دعاهم إليه بباهي ال وآياته حت ل‬
‫يبق لحد منهم شبهة فيه ول احتيج مع ما كان عليه السلم ف ذلك إل زيادة من غيه ولو ل يكن ذلك‬
‫كذلك ل يكن له عليه السلم حجة على جاعتهم ول كانت طاعته لزمة لم مع خصامهم وشدة عنادهم‬
‫ولكانوا قد احتجوا عليه بذلك ودفعوه عما يوجب‬

‫طاعتهم له وقرعوه بتقصيه عن إقامة الجة عليهم فيما يدعوهم إليه مع طول تديه لم وكثرة‬
‫تبكيتهم وطول مقامه فيهم ولكنهم ل يدوا إل ذلك سبيل مع حرصهم عليه وإذا كان هذا على ما ذكرناه‬
‫علم صحة ما ذهبنا إليه ف دعوته عليه الصلة والسلم إل التوحيد وإقامة الجة على ذلك وإيضاحه الطرق‬
‫إليها وقد أكد ال تعال دللة نبوته با كان من خاص آياته عليه السلم الت تنقض با عاداتم كإطعامه‬
‫الماعة الكثية ف الجاعة الشديدة من الطعام اليسي وسقيهم الاء ف العطش الشديد من الاء اليسي وهو ينبع‬
‫من بي أصابعه حت رووا ورويت مواشيهم وكلم الذب وإخبار الذراع الشوية أنا مسمومة وانشقاق القمر‬
‫وميء الشجرة إليه عند دعائها إليه ورجوعها إل مكانا بأمره لا وإخباره لم عليه‬

‫السلم با تنه صدورهم وما يغيبون به عنه من أخبارهم ث دعاهم عليه السلم إل معرفة ال عز وجل‬
‫وإل طاعته فيما كلف تبليغه إليهم بقوله تعال وأطيعوا ال وأطيعوا الرسول سورة التغابن ‪ 12‬وعرفهم أمر‬
‫ال بإبلغه ذلك وما ضمنه له من عصمته منهم بقوله تعال يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن ل‬
‫تفعل فما بلغت رسالته وال يعصمك من الناس سورة الائدة ‪ 67‬فعصمه ال منهم مع كثرتم وشدة بأسهم‬
‫وما كانوا عليه من شدة عنادهم وعداوتم له حت بلغ رسالة ربه إليهم مع كثرتم ووحدته وتبي أهله منه‬
‫ومعاداة عشيته وقصد جيع الخالفي له حي سفه آراءهم فيما‬

‫كانوا عليه من تعظيم أصنامهم وعبادة النيان وتعظيم الكواكب وإنكار الربوبية وغي ذلك ما كانوا‬
‫عليه حت بلغ الرسالة وأدى المانة وأوضح الجة ف فساد جيع ما ناهم ما كانوا عليه ودلم على صحة‬
‫جيع ما دعاهم إل اعتقاده وفعله بجج ال وبيناته وأنه عليه السلم ل يؤخر عنهم بيان شيء ما دعاهم إليه‬
‫عن وقت تكليفهم فعله لا يوجبه تأخي ذلك عنهم من سقوط تكليفه لم وإنا جوز فريق من أهل العلم تأخي‬
‫البيان فيما أجله ال من الحكام قبل لزوم فعله لم فأما تأخي ذلك عن وقت فعله فغي جائز عند كافتهم‬
‫ومعلوم عند سائر العقلء أن ما دعا النب إليه من واجهه من أمته من اعتقاد حدثهم ومعرفة الحدث لم‬
‫وتوحيده ومعرفة أسائه السن وما هو عليه من صفات نفسه وصفات‬

‫فعله وتصديقه فيما بلغهم من رسالته ما ل يصح أن يؤخر عنهم البيان فيه لنه عليه السلم ل يعل لم‬
‫فيما كلفهم من ذلك من مهلة ول أمرهم بفعله ف الزمن التراخى عنه وإنا أمرهم بفعل ذلك على الفور وإنا‬
‫كان ذلك من قبل أنه لو أخر ذلك عنهم لكان قد كلفهم ما ل سبيل لم إل فعله وألزمهم ما ل طريق لم إل‬
‫الطاعة فيه وهذا غي جائز عليه لا يقتضيه ذلك من بطلن أمره وسقوط طاعته ولذا العن ل يوجد عن أحد‬
‫من صحابته خلف ف شيء ما وقف عليه جاعتهم ول شك ف شيء منه ول نقل عنهم كلم ف شيء من‬
‫ذلك ول زيادة على ما نبههم عليه من الجج بل مضوا جيعا على ذلك وهم متفقون ل يتلفون ف حدثهم‬
‫ول‬

‫ف توحيد الحدث لم وأسائه وصفاته وتسليم جيع القادير إليه والرضا فيها بأقسامه لا قد ثلجت به‬
‫صدورهم وتبينوا وجوه الدلة الت نبههم عليه السلم عليها عند دعائه لم إليها وعرفوا با صدقه ف جيع ما‬
‫أخبهم به وإنا تكلفوا البحث والنظر فيما كلفوه من الجتهاد ف حوادث الحكام عند نزولا بم وحدوثها‬
‫فيهم وردها إل معان الصول الت وقفهم عليها ونبههم بالشارة على ما فيها فكان منهم رحة ال عليهم ف‬
‫ذلك ما نقل إلينا عنهم من طريق الجتهاد الت اتفقوا عليها والطرق الت اختلفوا فيها ول يقلد بعضهم بعضا‬
‫ف جيع ما صاروا إليه من جيع ذلك لا كلفوه من الجتهاد وأمروا به فأما ما دعاهم إليه عليه السلم من‬
‫معرفة حدثهم والعرفة‬
‫بحدثهم ومعرفة أسائه السن وصفاته العليا وعدله وحكمته فقد بي لم وجوه الدلة ف جيعه حت‬
‫ثلجت صدورهم به واستغنوا عن استئناف الدلة فيه وبلغوا جيع ما وقفوا عليه من ذلك واتفقوا عليه إل من‬
‫جاء بعدهم فكان عذرهم فيما دعوا إليه من ذلك مقطوعا با نبههم عليه النب من الدلة على ذلك وما‬
‫شاهدوه من آياته الدالة على صدقه وعذر سائر من تأخر عنه مقطوع بنقلهم ذلك إليهم ونقل أهل كل زمان‬
‫حجة على من بعدهم من غي أن نتاج أرشدكم ال ف العرفة لسائر ما دعينا إل اعتقاده إل استئناف أدلة غي‬
‫الدلة الت نبه النب عليها ودعا سائر أمته إل تأملها إذ كان من الستحيل أن يأت ف ذلك أحد بأهدى‬

‫ما أتى به أو يصلوا من ذلك إل ما بعد عنه عليه السلم وجيع ما اتفقوا عليه من الصول مشهور ف‬
‫أهل النقل الذين عنوا بفظ ذلك وانقطعوا إل الحتياط فيه والجتهاد ف طلب الطرق الصحيحة إليه من‬
‫الحدثي والفقهاء يعلمه أكابرهم أصاغرهم ويدرسونه صبيانم ف كتاتيبهم لتقرر ذلك عندهم وشهرته فيهم‬
‫واستغنائهم ف العلم بصحة جيع ذلك بالدلة الت نبههم صاحب الشريعة عليها ف وقت دعوته واعلموا‬
‫أرشدكم ال أن ما دل على صدق النب من العجزات بعد تنبيهه لسائر التكلفي على حدثهم ووجود الحدث‬
‫لم قد أوجب صحة أخباره ودل على أن ما أتى به من الكتاب والسنة من عند ال عز وجل وإذا ثبت‬
‫باليات صدقه فقد علم صحة كل ما أخب به النب‬

‫عنه وصارت أخباره عليه السلم أدلة على صحة سائر ما دعانا إليه من المور الغائبة عن حواسنا‬
‫وصفات فعله وصار خبه عليه السلم عن ذلك سبيل إل إدراكه وطريقا إل العلم بقيقته وكان ما يستدل به‬
‫من أخباره عليه السلم على ذلك أوضح دللة من دللة العراض الت اعتمد على الستدلل با الفلسفة ومن‬
‫اتبعها من القدرية وأهل البدع النحرفي عن الرسل عليهم السلم من قبل أن العراض ل يصح الستدلل با‬
‫إل بعد رتب كثية يطول اللف فيها ويدق الكلم عليها فمنها ما يتاج إليه ف الستدلل على وجودها‬
‫والعرفة بفساد شبه النكرين لا والعرفة بخالفتها للجواهر ف كونا ل تقوم بنفسها ول يوز ذلك على شيء‬
‫منها والعرفة بأنا ل تبقى والعرفة باختلف أجناسها وأنه ل يصح انتقالا من مالا والعرفة بأن ما ل ينفك‬
‫منها فحكمه ف الدث حكمها ومعرفة ما يوجب ذلك من الدلة وما‬

‫يفسد به شبه الخالفي ف جيع ذلك حت يكن الستدلل با على ما هي أدلة عليه عند مالفينا الذين‬
‫يعتمدون ف الستدلل على ما ذكرناه با لن العلم بذلك ل يصح عندهم إل بعد العرفة بسائر ما ذكرناه‬
‫آنفا وف كل رتبة ما ذكرنا فرق تالف فيها ويطول الكلم معهم عليها وليس يتاج أرشدكم ال ف‬
‫الستدلل بب الرسول على ما ذكرناه من العرفة بالمر الغائب عن حواسنا إل مثل ذلك لن آياته والدلة‬
‫على صدقه مسوسة مشاهدة قد أزعجت القلوب وبعثت الواطر على النظر ف صحة ما يدعو إليه وتأمل ما‬
‫استشهد به على صدقه والعرفة بأن آياته من قبل ال تدرك بيسي الفكر فيها وأنا ل يصح أن‬

‫تكون من البشر لوضوح الطرق إل ذلك ول سيما مع إزعاج ال قلوب سائر من أرسل إليه النب على‬
‫النظر ف آياته برق عوائدهم له وحلول ما يعدهم به من النقم عند إعراضهم عنه ومالفتهم له على ما ذكرنا‬
‫ما كان من ذلك عند دعوة موسى وعيسى وممد صلى ال عليهم وسلم وإذا كان ذلك على ما وصفنا بان‬
‫لكم أرشدكم ال أن طرق الستدلل بأخبارهم عليهم السلم على سائر ما دعينا إل معرفته ما ل يدرك‬
‫بالواس أوضح من الستدلل بالعراض إذ كانت أقرب إل البيان على حكم ما شوهد من أدلتهم الحسوسة‬
‫ما اعتمدت عليه الفلسفة ومن اتبعهم من أهل الهواء واغتروا با لبعدها عن الشبهة كما ذكرناه وقرب من‬
‫أخلد من ذكرنا إل الستدلل به من الشبه وكذلك ما منع ال رسله من العتماد‬

‫عليه لغموض ذلك على كثي من أمروا بدعائهم وكلفوا عليهم السلم إلزامهم فرضه فأخلد سلفنا‬
‫رحة ال عليهم ومن اتبعهم من اللف الصال بعد ما عرفوه من صدق النب فيما دعاهم إليه من العلم بدثهم‬
‫ووجود الحدث لم با نبههم عليه من الدلة إل التمسك بالكتاب والسنة وطلب الق ف سائر ما دعوا إل‬
‫معرفته منها والعدول عن كل ما خالفها لثبوت نبوته عليه السلم عندهم وثقتهم بصدقه فيما أخبهم به عن‬
‫ربم لا وثقته الدللة لم فيه وكشفته لم العبة وأعرضوا عما صارت إليه الفلسفة ومن اتبعهم من القدرية‬
‫وغيهم من أهل البدع من الستدلل بذلك على ما كلفوا معرفته لستغنائهم بالدلة الواضحة ف ذلك عنه‬
‫وإنا صار من أثبت حدث العال والحدث له من الفلسفة إل الستدلل بالعراض والواهر لدفعهم الرسل‬
‫وإنكارهم لواز ميئهم وإذا كان العلم قد حصل لنا بواز‬

‫ميئهم ف العقول وغلط من دفعهم ذلك وبان صدقهم باليات الت ظهرت عليهم ل يسع لن عرف‬
‫من ذلك ما عرفه أن يعدل عن طرقهم إل طرق من دفعهم وأحال ميئهم فلما كان هذا واجبا لا ذكرناه عند‬
‫سلف المة واللف كان اجتهاد اللف ف طلب أخبار النب والحتياط ف عدالة الرواة لا واجبا عندهم‬
‫ليكونوا فيما يعتقدونه من ذلك على يقي ولذلك كان أحدهم يرحل إل البلد البعيدة ف طلب الكلمة تبلغه‬
‫عن رسول ال حرصا على معرفة الق من وجهه وطلبا للدلة الصحيحة فيه حت تثلج صدورهم با يعتقدونه‬
‫وتسكن نفوسهم إل ما يتدينون به ويفارقوا بذلك من ذمه ال ف تقليده لن يعظمه من سادته بغي دللة‬
‫تقتضي ذلك ولا كلفهم ال عز وجل ذلك وجعل أخبار نبيه‬
‫طريقا إل العارف با كلفهم إل آخر الزمان حفظ أخباره عليه السلم ف سائر الزمنة ومنع من تطرق‬
‫الشبه عليها حت ل يروم أحد تغيي شيء منها أو تبديل معن كلمة قالا إل كشف ال تعال ستره وأظهر ف‬
‫المة أمره حت يرد ذلك عليه العرب والعجمي ومن قد أهل لفظ ذلك من حلة علمه عليه السلم والبلغي‬
‫عنه كما حفظ كتابه حت ل يطيق أحد من أهل الزيغ على تريك حرف ساكن فيه أو تسكي حرف متحرك‬
‫إل يبادر القراء ف رد ذلك عليه مع اختلف لغاتم وتباين أوطانم لا أراده ال عز وجل من صحة الداء عنه‬
‫ووقوع التبليغ لا أتى به نبينا عليه السلم إل من يأت ف آخر الزمان‬

‫لنقطاع الرسل بعده واستحالة خلوهم من حجة ال عليهم حت قد ظهر ذلك بينهم وأيست من نيله‬
‫خواطر النحرفي عنه وجعل ال ما حفظه من ذلك وجع القلوب عليه حجة على من تعبد بعده عليه السلم‬
‫بشريعته ودللة لن دعا إل قبول ذلك من ل يشاهد الخبار وأكمل ال لميعهم طرق الدين وأغناهم با عن‬
‫التطلع إل غيها من الباهي ودل على ذلك بقوله تعال اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت‬
‫ورضيت لكم السلم دينا سورة الائدة وليس يوز أن يب ال عز وجل عن إكماله الدين مع الاجة إل‬
‫غي ما أكمل لم الدين به وبي النب معن‬

‫ذلك ف حجة الوداع لن كان بضرته من الم الغفي من أمته عند اقتراب أجله ومفارقته لم بقوله‬
‫اللهم هل بلغت فلو كنا نتاج مع ما كان منه عليه السلم ف معرفة ما دعانا إليه إل ما رتبه أهل البدع من‬
‫طرق الستدلل لا كان مبلغا إذ كنا نتاج ف العرفة بصحة ما دعانا إليه إل علم ما ل يبينه لنا من هذه‬
‫الطرق الت ذكروها ولو كان هذا كما قالوا لكان فيما دعانا إليه وقوله بنلة اللغز ولو كان كذلك لعارضه‬
‫النافقون وسائر الرصدين لعداوته ف ذلك ول ينعهم مانع كما ل ينعهم من تعنيته ف طلب اليات ومادلته‬
‫ف سائر الوقات ولكنهم ل يدوا سبيل إل الطعن لنه عليه السلم ل يدع شيئا ما بم الاجة إليه ف معرفة‬
‫سائر ما دعاهم إل اعتقاده‬

‫أو مثل فعله كذا إل وقد بينه لم ويزيد هذا وضوحا قوله عليه السلم إن قد تركتكم على مثل‬
‫الواضحة ليلها كنهارها وإذا كان هذا على ما وصفنا علم أنه ل يبق بعد ذلك عتب لزائغ ول طعن لبتدع إذ‬
‫كان عليه السلم قد أقام الدين بعد أن أرسى أوتاده وأحكم أطنابه ول يدع النب لسائر من دعاه إل توحيد‬
‫ال حاجة إل غيه ول لزائغ طعنا عليه ث مضى ممودا بعد إقامة الجة وتبليغ الرسالة وأداء المانة والنصيحة‬
‫لسائر المة حت ل يوج أحدا من أمته إل البحث عن شيء قد أغفله هو ما ذكره لم أو معن أسره إل أحد‬
‫من أمته بل قد قال عليه السلم ف القام الذي ل ينكتم قوله‬
‫فيه لستحالة كتمانه على من حضره أو طي شيء منه على من شهده إن خلفت فيكم ما إن تسكتم‬
‫به لن تضلوا كتاب ال وسنت ولعمري إن فيهما الشفاء من كل أمر مشكل والبء من كل داء معضل وإن ف‬
‫حراستهما من الباطل على ما تقدم ذكرنا له آية لن نصح نفسه ودللة لن كان الق قصده قال وفيما ذكرنا‬
‫دللة على صحة ما استندوا إل الستدلل به وقوة لا عرفوا الق منه فإذا كان ذلك على ما وصفنا فقد علمتم‬
‫بت أهل البدع لم ف نسبتهم لم إل التقليد وسوء اختيارهم لم ف الفارقة لم والعدول عما كانوا عليه‬
‫معهم وبال التوفيق وإذ قد بان با ذكرناه استقامة طرق‬

‫استدللم وصحة معارفهم فلنذكر الن ما أجعوا عليه من الصول قلت الطريقة الذكورة ف القرآن‬
‫هي الستدلل بدوث النسان وغيه من الحدثات العلوم حدوثها بالشاهدة ونوها على وجود الالق‬
‫سبحانه وتعال فحدوث النسان يستدل به على الحدث ل يتاج أن يستدل على حدوثه بقارنة التغي أو‬
‫الوادث له ووجوب تناهي الوادث والفرق بي الستدلل بدوثه والستدلل على حدوثه بي والذي ف‬
‫القرآن هو الول ل الثان كما قال تعال أم خلقوا من غي شيء أم هم الالقون سورة الطور ‪ 35‬فنفس‬
‫حدوث اليوان والنبات والعدن والطر والسحاب ونو ذلك معلوم بالضرورة بل مشهود ل يتاج إل دليل‬
‫وإنا يعلم بالدليل ما ل يعلم بالس وبالضرورة والعلم بدوث هذه الحدثات علم ضروري ل يتاج إل دليل‬
‫وذلك معلوم بالس أو بالضرورة إما بإخبار يفيد العلم الضروري أو غي ذلك من العلوم الضرورية وحدوث‬
‫النسان من الن كحدوث الثمار من الشجار وحدوث‬

‫النبات من الرض وأمثال ذلك ومن العلوم بالس أن نفس الثمرة حادثة كائنة بعد أن ل تكن‬
‫وكذلك النسان وغيه كما قال تعال أول يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ول يك شيئا سورة مري ‪67‬‬
‫وقال تعال قال كذلك قال ربك هو علي هي وقد خلقتك من قبل ول تك شيئا سورة مري ‪ 9‬ومعلوم أن‬
‫هذه الخلوقات خلقت من غيها كما خلق النسان من نطفة والطائر من بيضة والثمر من شجرة والشجرة‬
‫من نواة والسنبلة من حبة ومعلوم أن ما منه خلق هذا استحال وزال فالبة الت أنبتت سبع سنابل ل تبق حبة‬
‫ول يبق منها شيء بل استحال وقد تنازع الناس ف هذا الوضع فقال طائفة من أهل الكلم هنا أجسام‬
‫وجواهر منتقلة من حال إل حال كالجتماع بعد الفتراق والفتراق بعد الجتماع وأن تلك الواهر باقية‬
‫ولكن تغيت صفاتا وأعراضها وأنكر هؤلء أن تكون نفس العيان القائمة بنفسها انقلبت حقيقتها‬
‫فاستحالت ذاتا ولكن تغيت صفاتا وهذا مبن على أن الجسام مركبة من الواهر الفردة وهؤلء يقولون‬
‫إنا يعلم بالس والضرورة حدوث ما يدث من العراض والصفات وأما حدوث شيء من الجسام القائمة‬
‫بأنفسها فل نعلمه إل بالستدلل‬
‫والذي ذكره الشعري أول مبن على هذا الصل وهو ف ذلك موافق لن قال به من العتزلة وغيهم‬
‫وهذا من البقايا الت بقيت عليه من أصولم العقلية بعد رجوعه عن مذهبهم وبيانه لبطلن أقوالم الت أظهروا‬
‫با خلف أهل السنة والماعة وجهور العقلء من أصناف الناس أهل النظر والفلسفة وغيهم يقولون إن‬
‫هذا باطل وأن الجسام يستحيل بعضها إل بعض كما يقول ذلك الفقهاء والطباء وغيهم وكما يشهد ذلك‬
‫وإن الادث هو نفس أعيان اليوان والنبات ل مرد صفاتا وينكرون أن الجسام مركبة من الواهر الفردة‬
‫والنكرون للجوهر الفرد أكثر طوائف الكلم كالنجارية والضرارية والشامية والكلبية وطائفة من الكرامية‬
‫مع جهور الفلسفة وقالت طائفة من الفلسفة وغيهم بل الجسام الت يستحيل بعضها إل بعض بينها مادة‬
‫وهي هيول مشتركة بينها هي بعينها باقية ل تتبدل وإنا تبدلت الصورة وتلك اليول جوهر عقلي‬

‫وجهور العقلء أيضا ينكرون ذلك وذلك أن الن إذا صار حيوانا والاء هواء والواء ماء ونو ذلك‬
‫فالسم الثان له عي وصفات ليست عي الول ول صفاته وإنا يشتركان ف النوع وهو أن هذا له قدر وهذا‬
‫له قدر وكل منهما يقبل التصال والنفصال لكن ليس عي قدر هذا هو عي قدر هذا ول نفس ما يقوم به‬
‫التصال والنفصال من أحدها هو عي الخر الذي يقوم به التصال والنفصال وأحدها إذا قبل التصال‬
‫والنفصال فهو اجتماعه وافتراقه وذلك عرض له والقابل للجتماع الذي هو التصال هو القابل للفتراق‬
‫الذي هو النفصال بعن أن نفس القائم به هو هو ولكن تفرق بعد اجتماعه كالثوب والجر ونوها ما يقطع‬
‫ويكسر وهو كالشمعة الت تتلف صورها وهي هي بعينها وكالفضة الت تتلف صورها مع بقاء عينها فنفس‬
‫العي الت هي الوهر والسم باقية وإنا تغي شكلها وصفتها وذلك هو الصورة العرضية الت تغيت ل تتغي‬
‫القيقة ولفظ الصورة لفظ مشترك يراد بالصورة الشكل واليئة كصورة الات والشمعة والادة الاملة لذه‬
‫الصورة هي السم بعينه ويراد بالصورة نفس السم التصور وهذا السم التصور‬

‫ليس له مادة تمله فإن السم القائم بنفسه ل يكون شائعا ف جسم قائم بنفسه لكن خلق من مادة‬
‫كما خلق النسان من الن وهذه الادة ل تبقى مع وجود ما خلق منها بل تفن وتعدم شيئا فشيئا وهذا هو‬
‫العدم الشهود ف العيان فإن ال تعال كما ينشىء ما يلقه شيئا فشيئا فيفن ما يعدمه شيئا فشيئا وقد بسط‬
‫الكلم على هذه المور ف غي هذا الوضع وإذا كان كذلك فالطريقة الذكورة ف القرآن هي العلومة بالس‬
‫والضرورة ول يتاج مع ذلك إل إقامة دليل على حدوث ما يدث من العيان بل يستدل بذلك على وجود‬
‫الحدث تعال وأما العتزلة والهمية ومن تبعهم فطريقتهم الشهورة ف إثبات حدوث العال وإثبات الصانع‬
‫هي الستدلل بإثبات العراض أول وإثبات حدوثها ثانيا وبيان استحالة خلو الواهر عنها ثالثا وبيان استحالة‬
‫حوادث ل أول لا رابعا وقد وافقهم عليها أكثر الشعرية وغيهم وهذه هي الت ذمها الشعري وبي أنا‬
‫ليست طريقة النبياء صلوات ال وسلمه عليهم ول من اتبعهم وإنا سلكها من يالفهم من الفلسفة وأتباعهم‬
‫البتدعة كما تقدم وقد تقدم نقل كلمه ف ذلك وهو القصود وكلمه يقتضي أنا مرمة ف الدين‬

‫مبتدعة ل حاجة إليها لطول مقدماتا وغموضها وما فيها من الناع وهذا هو الذي قصدناه وهو أنه‬
‫نقل اتفاق السلف على الستغناء عن هذه الطريقة واما بطلنا فذاك مقام آخر ليس ف كلمه تعرض لذلك‬
‫ولذا كان ما سلكه هو من جنس هذه الطريق قال الشهرستان ف مسألة حدوث العال وللمتكلمي طريقان‬
‫ف السألة إحداها إثبات حدوثه والثان إبطال القول بالقدم أما الول فقد سلك عامتهم طريق الثبات بإثبات‬
‫العراض كما تقدم ذكره قال وأما الثان فقد سلك شيخنا أبو السن الشعري رضي ال عنه طريق البطال‬
‫فقال لو قدرنا قدم الواهر ل يل من أمور إما أن تكون متمعة أو مفترقة أو ل متمعة ول مفترقة أو متمعة‬
‫ومفترقة معا أو بعضها متمعا وبعضها مفترقا وبالملة ليس يلو من اجتماع وافتراق‬

‫وجواز طريان الجتماع والفتراق عليها أو تبدل بعضها ببعض وهي بذاتا ل تتمع ول تفترق لن‬
‫حكم الذات ل يتبدل فل بد إذا من جامع فارق قال وقد أخذ الستاذ أبو إسحاق السفرايين هذه الطريق‬
‫فكساها عبارة أخرى قلت هذه الطريقة إنا أراد با امتناع قدم جيع الواهر فهي مبنية على إثبات الوهر‬
‫الفرد حت يكن أن يفرض إمكان اجتماع الواهر وافتراقها وإل فإذا قيل إن من الجسام ما هو واحد ف‬
‫نفسه أو كل جسم متشابه فهو واحد ف نفسه أو قيل إنه مركب من الادة والصورة ل يلزم الفتراق فيما هو‬
‫واحد ف نفسه ول يسلم النازع إمكان افتراق كل جسم فيمنع قوله‬

‫ل يلو من اجتماع وافتراق وجواز طريان الجتماع والفتراق بل ويكن مع هذا أن يقال هي مركبة‬
‫من الواهر وينع قبول كل منهما للفتراق لكن يبنيه على أن الواهر متماثلة فما جاز على أحدها جاز على‬
‫الخر ول ريب أن تاثل الواهر والجسام إن سلمه النازع كان القول بدوث الجسام كلها ظاهرا فإن‬
‫منها ما هو حادث قطعا فيكون جيعها قابل للحدوث وما قبل الدوث ل يكن بنفسه موجودا فل بد له من‬
‫صانع وهو الذي ساه جامعا فارقا لكن هم يقولون إن الادث العلوم حدوثه هو العراض وحينئذ فل يكون‬
‫ف الواهر ما يعلم حدوثه إل بالدليل وإن أراد با امتناع قدم بعض الواهر فهذا ل ينازعه فيه من يقول إن‬
‫العيان الحدثة جواهر وهم أكثر العقلء فإنه من العلوم بالضطرار حدوث ما يشهد حدوثه من اليوان‬
‫والنبات والعدن لكن من يقول بأن الجسام مركبة من جواهر قد يقول إن الحدث تأليف وتركيب وهي‬
‫أعراض واما جهور العقلء فيقولون إن الحدث الشهود جواهر قائمة بأنفسها فالقصود أن من قال الجسام‬
‫مركبة من الواهر النفردة فهذه الجة توجب أنه ل بد لذلك التركيب من مركب وكلم الشعري الذي‬
‫ذكره الشهرستان مبن على هذا الصل ومن نازع ف ذلك ل يفده شيئا‬

‫وإذا دلت هذه الجة فإنا تدل على حدوث التركيب الذي هو عرض ل تدل على حدوث الواهر‬
‫إل بالطريقة الول وهي إثبات حدوث التركيب وامتناع حوادث غي متناهية وهذه الطريقة تسلكها الكرامية‬
‫ونوهم من يقول إن ال جسم قدي أزل وإنه ل يزل ساكنا ث ترك لا خلق العال ويتجون على حدوث‬
‫الجسام الخلوقة بأنا مركبة من الواهر الفردة فهي تقبل الجتماع والفتراق ول تلوا من اجتماع وافتراق‬
‫وهي أعراض حادثة ل تلو منها وما ل يلو من الوادث فهو حادث وأما الرب فهو عندهم واحد ل يقبل‬
‫الجتماع والفتراق ولكنه ل يزل ساكنا والسكون عندهم أمر عدمي وهو عدم الركة عما من شأنه أن‬
‫يتحرك كما يقول ذلك من يقوله من التفلسفة وهؤلء يقولون إن الباري ل يزل خاليا من الوادث حت قامت‬
‫به بلف الجسام الركبة من الواهر الفردة فإنا ل تلو من الجتماع والفتراق قال الشهرستان وربا‬
‫سلك أبو السن طريقا ف حدوث النسان بكونه من نطفة أمشاج وتقلبه ف أطوار اللقة وأكوار الفطرة‬
‫وليس يشك ف أنه ما غي ذاته ول بدل‬

‫صفاته ل البوان ول الطبيعة فتعي احتياجه إل صانع مدبر قال وما ثبت من الحكام لشخص واحد‬
‫أو لسم واحد ثبت ف الكل لشتراك الكل ف السمية قال الشهرستان وهذه الطريقة تمع الثبات‬
‫والبطال قلت هذه الطريقة هي التقدمة الت ذكرها الشعري ف رسالته إل أهل الثغر وهي مبنية على أنه‬
‫أثبت حدوث النسان با فيه من اختلف الصور واليئات ولذا قال إنه سلك طريقا ف إثبات حدوث النسان‬
‫فجعل حدوثه هو الدلول وجعل الدليل اختلف الصور عليه وقد جعل الصورة الادثة دليل على حدوث‬
‫التصور ول بد ف هذه الطريقة من بيان امتناع حوادث ل أول لا فهذه الطريقة من جنس طريقة العراض‬
‫لكنها أخص دليل ومدلول فإن اليئات أخص ومدلولا إنا هو حدوث ما حدثت هيئته ودليل أولئك يعم‬
‫ولكن الشعري عدل عن طريقة غامضة إل طريقة واضحة وهي الطريقة هي الت يسميها الرازي وأمثاله‬
‫الستدلل بدوث الصفات والعراض القائمة بالجسام فإنم يقولون ف‬

‫الستدلل على وجود الصانع ما قاله الرازي ف ناية العقول وغيه وقد ذكرنا ف غي هذا الوضع ما‬
‫ذكره من ذلك ف الربعي وقال ف النهاية اعلم أن الستدلل على ما ل يعلم بالضرورة إنا يكون با يعلم‬
‫بالضرورة والعلوم بالضرورة الجسام والعراض القائمة با وكل منهما إما أن يعتب إمكانه أو حدوثه فل جرم‬
‫كانت الدلة الدالة على الصانع تعال هذه السالك الربعة وذكر أن الول هو الستدلل بدوث الجسام‬
‫لقيام العراض با أو بعضها با فهذه هي الطريقة الشهورة عند الهمية والعتزلة ومن اتبعهم من الشعرية‬
‫والكرامية ومن دخل ف ذلك من الفقهاء أتباع الئمة الربعة وغيهم‬

‫وهذه هي الت ذكر الشعري أنا طريقة الفلسفة ومن اتبعهم من القدرية وذكر أنا مبتدعة مذمومة ف‬
‫الدين ل يسلكها السلف الصال وذكر أنا خطرة مبتدعة وأنه ل حاجة إليها قال الرازي والثان الستدلل‬
‫بإمكان الجسام على وجود الصانع تعال قال وهذه عمدة الفلسفة قلت هذه طريقة ابن سينا ومن وافقه‬
‫ليست طريقة قدماء الفلسفة وهي مبنية على أصلهم الفاسد ف التوحيد ونفي الصفات الذي بي الناس فساده‬
‫وتناقضهم فيه وهو طريقة التركيب الذي يقولون إن التصف بالصفات مركب والركب مفتقر إل أجزائه قد‬
‫تكلمنا عليها ف مواضع قال الرازي والسلك الثالث الستدلل بإمكان الصفات على وجود الصانع سواء‬
‫كانت الجسام واجبة أو مكنة قدية أو حادثة‬

‫قلت وهذه الجة مبنية على تاثل الجسام وقد بي الناس فساد هذه الجة وبي الرازي نفسه‬
‫فسادها بل وجهور العقلء على فسادها وقد بي ذلك ف موضع آخر على وجه ل يبقى ف القلب شبهة قال‬
‫الرازي والسلك الرابع الستدلل بدوث الصفات والعراض على وجود الصانع ولنفرض الكلم ف أعراض‬
‫ل يقدر عليها البشر مثل صيورة النطفة التشابة الجزاء إنسانا فإذا كانت تلك التركيبات أعراضا حادثة‬
‫والعبد غي قادر عليها فل بد من فاعل آخر ث من ادعى أن العلم باجة الحدث إل الفاعل ضروري ادعى‬
‫الضرورة هاهنا ومن بن ذلك على المكان أو على القياس على حدوث الذوات فكذلك يقول ف حدوث‬
‫الصفات قال والفرق بي الستدلل بإمكان الصفات وبي الستدلل بدوثها أن الول يقتضي أن ل يكون‬
‫الفاعل جسما والثان ل يقتضي ذلك قلت قد ذكرنا ف غي موضع أن هذا السلك صحيح لكن‬

‫الرازي قصر فيه من وجهي أحدها أنه ل يستدل بنفس الدوث بل يعل الدوث دليل على إمكان‬
‫الادث ث يقول والمكن ل بد له من مرجح وهذا المكان الذي يثبته هو المكان الذي يثبته ابن سينا وهو‬
‫المكان الذي يشترك فيه القدي والادث فجعل القدي الزل مكنا يقبل الوجود والعدم وهذا ما خالفوا فيه‬
‫سلفهم وسائر العقلء فإنم متفقون على أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل حادثا وابن سينا‬
‫وأتباعه يوافقون الناس على ذلك لكن يتناقضون وقد بسط الكلم على ذلك ف مواضع كما تكلمنا على ذلك‬
‫فيما ذكره الرازي ف إثبات الصانع ف أول الطالب العالية وأول الربعي وبينا فساد ذلك وأنه على هذا‬
‫التقدير ل ينفى لم دليل على إثبات واجب الوجود الوجه الثان أنه جعل ذلك استدلل بدوث الصفات‬
‫والعراض ليس بستقيم بل هو مبن على مسألة الوهر الفرد وقد ذكرنا ف غي موضع أن هؤلء بنوا مثل هذا‬
‫الكلم على مسألة الوهر الفرد وأن الجسام مركبة من الواهر الفردة وأن الادث إنا هو اجتماع الواهر‬
‫وافتراقها وحركتها وسكونا وهذه الربعة هي الكوان عندهم أو حدوث غي ذلك من العراض فيجعلون‬
‫تبديل العيان وإحداثها إنا هو تبديل أعراض وإحداثها‬

‫وقد قابلهم ف ذلك طائفة من التفلسفة كابن سينا وأمثاله فجعلوا الصور كلها جواهر كما جعل‬
‫أولئك الصور كلها أعراضا وذلك أن هؤلء التفلسفة نظروا ف الصنوعات كالات والدرهم والسيف والسرير‬
‫والبيت والثور ونو ذلك ما يؤلفه الدميون ويصورونه فوجدوها مركبة من مادة كالفضة ويسمونا أيضا‬
‫اليول واليول ف لغتهم معناه الحل وتصرفهم فيه بسب عرفهم الاص كتصرف متكلمي العرب ف اللغة‬
‫العربة فهذه الصنوعات مركبة من مادة هي الحل ومن صورة وهي الشكل الاص وهذا نظر صحيح ث‬
‫زعموا أن صور اليوان والنبات والعدن لا مادة هي هيولها كذلك وأن النار والواء والتراب لا أيضا مادة‬
‫هي هيولها ومنهم من قال جيع الجسام لا مادة مشتركة وهي هيولها وجعلوا اليول ثلث مراتب صناعية‬
‫وطباعية وكلية وتنازعوا هل تنفرد الادة الكلية عن الصور فتكون اليول مردة عن الصور على قولي وإثبات‬
‫هذه الادة الجردة يذكر عن شيعة أفلطن وإنكار ذلك قول أصحاب أرسطو‬

‫والتحقيق أن الصور الصناعية إنا هي أعراض وصفات قائمة بالجسام كالفضة والديد والشب‬
‫والغزل واللب ونو ذلك وأما اليوان والنبات والعدن فهي جواهر استحالت عن جواهر أخرى وإثبات مادة‬
‫مشتركة بينها باقية مع اختلف الصور عليها قول باطل كما أن إثبات أولئك للجوهر الفرد قول باطل‬
‫والذين قالوا إن بدن النسان وأمثاله من الحدثات إنا حدثت أعراضه ل تدث عي قائمة أخطأوا والذين‬
‫قالوا إن جيع الصور جواهر أخطأوا بل الصورة قد تكون عرضا كالشكل والصور الصناعية من هذا الباب‬
‫وقد يعب بالصورة عن نفس الشيء الصور كالنسان فالصورة هنا جوهر قائم بنفسه ليس قائما بوهر آخر‬
‫والقرآن العزيز ذكر خلق ال تعال لا خلقه من الواهر الت هي أعيان قائمة بأنفسها مع ما نشهده من إحداث‬
‫الصفات والعراض أيضا والستدلل بذلك على الالق سبحانه وجعل ذلك من آياته هو ما بينه القرآن‬

‫ولكن هؤلء ل يسلكوا طريقة القرآن من وجهي أحدها أنم جعلوا الوادث إنا هي أعراض ل‬
‫أعيان كما جعله الرازي وغيه لكن الرازي وغيه مع ذلك استدلوا بذلك على إثبات الصانع فكان دليل‬
‫صحيحا ف نفسه وإن كان فيه تقصي من ذلك الوجه ومن حيث رد ذلك إل طريقة المكان الثان ما ذكره‬
‫الشعري حيث إنه استدل بذلك على حدوث مل هذه الصفات والعراض بناء على أن الادث صورة هي‬
‫عرض ولا مل فتكون الجسام الت هي مل هذه العراض حادثة وهذا ل يتم إل ببيان امتناع حوادث ل أول‬
‫لا ث إذا أراد أن يستدل بذلك على حدوث سائر الجسام احتاج أن يبنيه على تاثل الجسام وهذه ثلث‬
‫مقدمات ينازعهم فيها أكثر العقلء بل يبينون فسادها بصريح العقول فهي من جنس طريقة العتزلة لكن‬
‫مقصود الشعري أن هذه الطريقة تغن الناس عن تلك الطريقة الطويلة الكثية القدمات الغامضة الت يقع فيها‬
‫نزاع فإذا كانت الطريقتان مشتركتي ف البناء على امتناع حوادث ل أول لا وهذه الطريقة ل تتاج إل ما‬
‫تتاج إليه تلك فكانت هذه أقرب وأيسر فبحث الشعري مع العتزلة ف هذه الطريقة من جنس بوثه‬

‫معهم ف غي ذلك من أصولم فإنه يبي تناقضهم ويلزمهم فيما نفوه نظي ما يلزمونه لهل الثبات فيما‬
‫أثبتوه فيستفاد من مناظرته لم معرفة فساد كثي من أصولم ولكن سلم لم أصول وافقهم عليها مثل تسليمه‬
‫لم صحة طريق العراض مع طولا ومثل إثباته للصانع بذه الطريق الت هي من جنسها وبن ذلك على إثبات‬
‫الوهر الفرد فلزم من تسليمه ذلك لم لوازم أراد أن يمع بينها وبي ما أثبته من الرؤية وإثبات الكلم‬
‫والصفات والعلو ل تعال فقال جهور طوائف العقلء من أهل السنة والديث وغيهم ومن العتزلة والفلسفة‬
‫وغيهم إن هذا مناقضة مالفة لصريح العقول ولذا قال من قال بقيت عليه بقية من العتزال وقالوا إنه‬
‫وافقهم على بعض أصولم الت بنوا عليها قولم كهذا الصل وهذا مثل ما ذكره أبو نصر السجزي ف البانة‬
‫قال حكى ممد بن عبد ال الغرب الالكي وكان فقيها صالا عن الشيخ أب سعيد البقي وهو من شيوخ‬
‫فقهاء الالكيي ببقة عن أستاذه خلف العلم وكان من فقهاء الالكيي قال أقام الشعري أربعي سنة على‬
‫العتزال ث أظهر التوبة فرجع عن الفروع وثبت على الصول قال أبو نصر وهذا كلم خبي بذهب الشعري‬
‫وغوره‬

‫قلت ليس مراده بالصول ما أظهروه من مالفة السنة فإن الشعري مالف لم فيما أظهروه من مالفة‬
‫السنة كمسألة الرؤية والقرآن والصفات ولكن أصولم الكلمية العقلية الت بنوا عليها الفروع الخالفة للسنة‬
‫مثل هذا الصل الذي بنوا عليه حدوث العال وإثبات الصانع فإن هذا أصل أصولم كما قد بينا كلم أب‬
‫السي البصري وغيه ف ذلك وأن الصل الذي بنت عليه العتزلة كلمها ف أصول الدين هو هذا الصل‬
‫الذي ذكره الشعري لكنه مالف لم ف كثي من لوازم ذلك وفروعه وجاء كثي من أتباعه التأخرين كأتباع‬
‫صاحب الرشاد فأعطوا الصول الت سلمها للمعتزلة حقها من اللوازم فوافقوا العتزلة على موجبها وخالفوا‬
‫شيخهم أبا السن وأئمة أصحابه فنفوا الصفات البية ونفوا العلو وفسروا الرؤية بزيد علم ل ينازعهم فيه‬
‫العتزلة وقالوا ليس بيننا وبي العتزلة خلف ف العن وإنا خلفهم مع الجسمة وكذلك قالوا ف القرآن إن‬
‫القرآن الذي قالت العتزلة إنه ملوق نن نوافقهم على خلقه ولكن ندعي ثبوت معن آخر وأنه واحد قدي‬
‫والعتزلة تنكر تصور هذا بالكلية وصارت العتزلة والفلسفة مع جهور العقلء يشنعون عليهم بخالفتهم‬
‫لصريح العقل ومكابرتم للضروريات‬

‫وسبب ذلك تسليمهم لم صحة تلك الصول الت ذكر الشعري أنا مبتدعة ف السلم مع أنه يكن‬
‫بيان أن قول الشعري وأصحابه أقرب إل صريح العقول من قول العتزلة كما يكن أن يبي أن قول العتزلة‬
‫أقرب إل صريح العقول من قول الفلسفة لكن هذا يفيد أن هذا القول أقرب إل العقول وإل الق ل يفيد‬
‫أنه هو الق ف نفس المر فهذا ينتفع به من ناظر الطاعن على الشعرية من العتزلة والطاعن على العتزلة من‬
‫الفلسفة فتبي له أن قول هؤلء خي من قول أصحابك فإنه كما أن كل من كان أقرب إل السنة فقوله أقرب‬
‫إل الدلة الشرعية فكذلك قوله أقرب إل الدلة العقلية ول ريب أن هذا ما ينبغي سلوكه فكل قول أو قائل‬
‫كان إل الق أقرب فإنه يبي رجحانه على ما كان عن الق أبعد أل ترى أن ال تعال لا نصر الروم على‬
‫الفرس وكان هؤلء أهل كتاب وهؤلء أهل أوثان فرح الؤمنون بنصر ال لن كان إل الق أقرب على من‬
‫كان عنه أبعد وأيضا فيمكن القريب إل الق أن ينازع‬

‫البعيد عنه ف الصل الذي احتج به عليه البعيد وأن يوافق القريب إل الق للسلف الول الذين كانوا‬
‫على الق مطلقا مثال ذلك أن متأخري الشعرية إذا ناظروا العتزلة ف مسألة الرؤية وقالت لم العتزلة رؤية‬
‫مرئي ل يواجه ول يقابل مالف لصريح العقل أمكن الشعرية ومن وافقهم على نفي القابلة والواجهة كطائفة‬
‫من أصحاب أحد وغيهم من أصحاب الئمة الربعة أن يقولوا لم الرؤية ثابتة بالسنة الستفيضة بل التواترة‬
‫عن النب وبإجاع السلف من أهل العصر الول ويكن تقريرها أيضا بالعقل كما بيناه ف غي هذا الوضع فل‬
‫يلو مع ذلك إما أن يكن الرؤية بدون الواجهة والقابلة وإما أن ل يكن فإن أمكن ذلك انقطعت العتزلة وإن‬
‫ل يكن كانوا بي أمرين إما موافقة العتزلة على نفي القابلة لنتفاء الباينة والعلو وإما موافقة أهل الديث على‬
‫الباينة والعلو التضمن معن القابلة والواجهة وهذا أول باتباع الشعري لنه قول أئمة مذهبهم كابن كلب‬
‫وغيه بل وقول الشعري أيضا وغيه من قدماء الصحاب فإن قال له العتزل إذا قلت ذلك لزمك أن يكون‬
‫متحيزا وأنت قد وافقتن على بطلن ذلك أمكن الشعري أن يقول له إما أن يكون علوه على العرش ومباينته‬
‫للخلق مع نفي التحيز مكنا وإما أن‬

‫ل يكون فإن كان مكنا انقطع العتزل وإن ل يكن مكنا قال له أنا وافقتك على نفي التحيز لعتقادي‬
‫صحة الدليل الدال على أن كل متحيز فهو مدث لا اتفقنا عليه من أن التحيز ل بد أن يكون مركبا من‬
‫الواهر النفردة فيصح عليه الجتماع والفتراق ويصح عليه الركة والسكون وكل ما قبل ذلك ل يل من‬
‫الوادث والوادث يب أن تكون متناهية لا انتهاء وما كان مستلزما لا له انتهاء كان له ابتداء فإذا كان‬
‫التحيز ل ينفك عما له ابتداء كان له ابتداء لن وجود اللزوم بدون اللزم متنع فيقول الشعري هذا الدليل‬
‫إن كان صحيحا ودليل الرؤية والعلو والباينة أيضا صحيح أمكن أن أقول بوجب ذلك وأثبت العلو والرؤية‬
‫والباينة بدون التحيز وإن قدر أنه ل يكن المع بي هذين فموافقت للسلف والئمة ف إثبات الرؤية والعلو‬
‫والباينة مع موافقت للكتاب والسنة أول من موافقتك على هذه القدمة وهي امتناع وجود ما ل يتناهى فإن‬
‫هذه القدمة لكل طائفة فيها قولن فللفلسفة فيها قولن وللمعتزلة فيها قولن وللشعرية فيها قولن ولهل‬
‫السنة والديث والفقه فيها قولن وأكثر العقلء على جواز وجود ما ل يتناهى ف الملة لكن منهم‬

‫من يوز ذلك ف الاضي كما يوزه ف الستقبل ومنهم من يوزه ف الستقبل دون الاضي والدلة‬
‫الدالة على امتناع ذلك قد عرف ضعفها ويقول له وقد علمت بالضطرار أن تصديق السلف للرسول ل يكن‬
‫مبنيا عليها فل يكون العلم بصدق الرسول موقوفا عليها ول علمي أيضا بصدق الرسول موقوفا عليها ول‬
‫معرفت للصانع تعال موقوفة عليها وليست هذه الطرق وأمثالا هي الطرق العقلية الت دل القرآن عليها وأرشد‬
‫إليها فإن تلك طرق صحيحة عقلية ل يكن عاقل أن ينازع فيها فإن حدوث الحدثات مشهود معلوم بالس‬
‫وافتقار الحدث إل مدث معلوم بضرورة العقل بل العقل الصريح يعلم افتقار كل ما يعلم حدوثه إل مدث‬
‫كما يعلم افتقار جنس الحدثات إل مدث فتعلم العيان الزئية الوجودة ف الارج كما تعلم القضية الكلية‬
‫الشاملة لا إل سائر ما ف هذا الباب من اليات الدالة على معرفة الصانع سبحانه كما قد بسط ف موضعه‬

‫وإذا كان كذلك تبي أن العلم بصدق الرسول ليس موقوفا على شيء من القدمات الناقضة لثبات‬
‫الصفات البية والرؤية والعلو على العرش ونو ذلك ما دل عليه السمع وهو الطلوب‬
‫فصل وما يوضح ذلك أن هذه الطرق البتدعة ف السلم ف إثبات الصانع الت أحدثها العتزلة‬
‫والهمية وتبعهم عليها من وافقهم من الشعرية وغيهم من أصحاب الئمة الربعة وغيهم قد طعن فيها‬
‫جهور العقلء فكما طعن فيها السلف والئمة وأتباعهم وذموا أهل الكلم با كذلك طعن فيها حذاق‬
‫الفلسفة وبينوا أن الطرق الت دل عليها القرآن العزيز أصح منها وإن كان أولئك العتزلة والشعرية أقرب إل‬
‫السلم من هؤلء الفلسفة من وجه آخر فأما ذم السلف والئمة لذا الكلم فمشهور كثي وقد قال أبو‬
‫القاسم ابن عساكر ف كتابه العروف بتبيي كذب الفترى فيما ينسب إل الشعري فإن قيل غاية ما تدحون‬
‫به أبا السن أن تثبتوا أنه‬
‫متكلم وتدلونا على أنه بالعرفة برسوم الدل متوسم ول فخر ف ذلك عند العلماء من ذوي التسنن‬
‫والتباع لنم يرون أن من تشاغل بذلك من أهل البتداع فقد حفظ عن غي واحد من علماء السلم عيب‬
‫التكلمي وذم أهل الكلم ولو ل يذمهم غي الشافعي لكفى فإنه قد بالغ ف ذمهم وأوضح حالم وشفى وأنتم‬
‫تنتسبون إل مذهبه فهل اقتديتم ف ذلك به ث روى ابن عساكر بإسناده عن الفرياب حدثن بشر بن الوليد‬
‫سعت أبا يوسف يقول من طلب الدين بالكلم تزندق ومن طلب غريب الديث كذب ومن طلب الال‬
‫بالكيمياء أفلس قال البيهقي وروى هذا أيضا عن مالك بن أنس وقال قال البيهقي وإنا يريد وال أعلم بالكلم‬

‫كلم أهل البدع فإن ف عصرها إنا كان يعرف بالكلم أهل البدع فأما أهل السنة فقلما كانوا‬
‫يوضون ف الكلم حت اضطروا إليه بعد قال ابن عساكر وأما قول الشافعي فأخبنا فلن وذكر من كتاب‬
‫مناقب الشافعي لعبد الرحن بن أب حات ثنا يونس بن عبد العلى سعت الشافعي يقول لن يبتلى الرء بكل ما‬
‫نى ال عنه سوى الشرك خي له من الكلم ولقد اطلعت من أهل الكلم على شيء ما ظننت أن مسلما يقول‬
‫ذلك قال ابن أب حات ثنا أحد بن أصرم الزن قال قال أبو ثور سعت الشافعي يقول ما تردى أحد بالكلم‬
‫فأفلح‬

‫وقال ابن أب حات ثنا الربيع قال رأيت الشافعي وهو نازل من الدرجة وقوم ف الجلس يتكلمون‬
‫بشيء من الكلم فصاح فقال إما أن تاورونا بي وإما أن تقوموا عنا وروى أيضا عن ابن عبد الكم سعت‬
‫الشافعي يقول لو علم الناس ما ف الكلم ف الهواء لفروا منه كما يفر من السد قال ابن عساكر فإنا عن‬
‫الشافعي الكلم البدعي الخالف عند اعتباره للدليل الشرعي قال وقد بي زكريا بن يي الساجي ف روايته‬
‫هذه الكاية عن الربيع أنه أراد بالنهي عن الكلم قوما تكلموا ف القدر ولذلك حكم بالتبديع ويدل عليه ما‬
‫أخبنا فلن وروى بإسناده عن ممد بن إسحاق بن خزية سعت يونس بن عبد العلى يقول جئت الشافعي‬
‫بعد ما كلم حفصا الفرد فقال غبت عنا يا‬

‫أبا موسى لقد اطلعت من أهل الكلم على شيء وال ما توهته قط ولن يبتلى الرء بكل ما نى ال‬
‫عنه ما خل الشرك بال خي له من أن يبتلى بالكلم قال فالشافعي إنا عن بقالته كلم حفص القدري وأمثاله‬
‫قلت حفص الفرد ل يكن من القدرية وإنا كان على مذهب ضرار بن عمرو الكوف وهو من الثبتي للقدر‬
‫لكنه من نفاة الصفات وكان أقرب إل الثبات من العتزلة والهمية وقد ذكر ذلك الشعري ف القالت‬
‫فقال ذكر الضرارية أصحاب ضرار بن عمرو والذي فارق ضرار بن عمرو به العتزلة قوله إن أعمال العباد‬
‫ملوقة وإن فعل واحدا لفاعلي أحدها خلقه وهو ال والخر اكتسبه وهو العبد وإن ال فاعل لفعال العباد ف‬
‫القيقة وهم فاعلون لا ف‬

‫القيقة وكان يزعم أن الستطاعة قبل الفعل ومع الفعل وأنا بعض الستطيع وأن النسان أعراض‬
‫متمعة وكذلك السم أعراض متمعة وأن العراض قد يوز أن تنقلب أجساما وكان يزعم أن كل ما تولد‬
‫عن فعله كالل الادث عن الضربة وذهاب الجر الادث عن الدفعة فعل ل سبحانه وللنسان وكان يزعم‬
‫ان معن أن ال عال قادر أنه ليس باهل ول عاجز وكذلك كان يقول ف سائر صفات الباري لنفسه قال‬
‫وكان يزعم أن ال سخلق حاسة سادسة يوم القيامة للمؤمني يرون با ماهيته أي ما هو قال وقد تابعه على‬
‫ذلك حفص الفرد وغيه فهذا الذي ذكره الشعري من قول ضرار وحفص الفرد ف القدر هو مالف لقول‬
‫العتزلة بل هو من أعدل القوال وأشبهها وقوله إل قول الشعري وأصحابه ف القدر والرؤية أقرب من قوله‬
‫إل قول العتزلة بل هو ف القدر أقرب إل قول أهل الديث والفقهاء وسائر أهل السنة‬

‫وأعدل من قول الشعري حيث جعل العبد فاعل حقيقة وأثبت استطاعتي ونو ذلك ما أثبته أئمة‬
‫الفقهاء وأهل الديث كما هو مذكور ف موضعه قال ابن عساكر فأما الكلم الوافق للكتاب والسنة الوضح‬
‫لقائق الصول عند الفتنة فهو ممود عند العلماء وروي عن ابن خزية سعت الربيع يقول لا كلم الشافعي‬
‫حفصا الفرد فقال حفص القرآن ملوق قال له الشافعي كفرت بال العظيم وعن الربيع قال حضرت الشافعي‬
‫أو حدثن أبو شعيب أل إن أعلم أنه حضر عبد ال بن عبد الكم ويوسف بن عمرو بن يزيد وحفص الفرد‬
‫وكان الشافعي يسميه النفرد فسأل حفص عبد ال بن عبد الكم فقال ما تقول‬

‫ف القرآن فأب أن ييبه فسأل يوسف بن عمرو فلم يبه فكلها أشار إل الشافعي فسأل الشافعي‬
‫واحتج عليه فطالت فيه الناظرة فقام الشافعي بالجة عليه بأن القرآن كلم ال غي ملوق وكفر حفصا الفرد‬
‫قال الربيع فلقيت حفصا ف السجد بعد فقال أراد الشافعي قتلي وروي عن الشافعي قال ما ناظرت أحدا‬
‫أحببت أن يطىء إل صاحب بدعة فإن أحب أن ينكشف أمره للناس قال البيهقي إنا أراد الشافعي بذا‬
‫الكلم حفصا الفرد وأمثاله من أهل البدع وهكذا مراده بكل ما حكي عنه من ذم الكلم وذم أهله غي أن‬
‫بعض الرواة أطلقه وبعضهم قيده‬

‫وروى البيهقي عن أب الوليد بن الارود قال دخل حفص الفرد على الشافعي فقال لنا لن يلقى ال‬
‫العبد بذنوب مثل جبال تامة خي له من أن يلقاه باعتقاد حرف ما عليه هذا الرجل وأصحابه وكان يقول‬
‫بلق القرآن قلت حفص الفرد كما هو معروف عند أهل العلم بقالت الناس بإثبات القدر فهو من نفات‬
‫الصفات القائلي بأن ال تعال ل تقوم به صفة ول كلم ول فعل وأصل حجتهم ف ذلك هو دليل العراض‬
‫التقدم فإن القرآن كلم والكلم عندهم كسائر الصفات والفعال ل يقوم إل بسم والسم مدث فكان‬
‫إنكار الشافعي عليه لجل الكلم الذي دعاهم إل هذا ل تكن مناظرته له ف القدر ومن ظن أن الشافعي ناظره‬
‫ف القدر فقد أخطأ خطأ بينا فإن الناس كلهم إنا نقلوا مناظرته له ف القرآن هل هو ملوق أم ل وأهل‬
‫القالت متفقون على أن حفصا ل يكن من نفاة القدر بل من‬

‫مثبتيه وقد ظن البيهقي وغيه أنه إنا ذم مذهب القدرية فقال وإنا ذم الشافعي مذهب القدرية أل تراه‬
‫قال بشيء من هذه الهواء واستحب ترك الدال فيه وكأنه سع ما رويناه عن عمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫عن النب أنه قال ل تالسوا أهل القدر ول تفاتوهم الديث أو غي ذلك من الخبار الواردة ف معناه وعلى‬
‫مثل ذلك جرى أئمتنا ف قدي الدهر عند الستغناء عن الكلم فيه فإذا احتاجوا إليه أجابوا با ف كتاب ال ث‬
‫ف سنة رسول ال من الدللة على إثبات القدر ل تعال وأنه ل يري ف ملكوت السماوات والرض شيء إل‬
‫بكم ال وبقدرته وإرادته وكذلك ف سائر مسائل‬

‫الكلم اكتفوا با فيها من الدللة على صحة قولم حت حدثت طائفة سوا ما ف كتاب ال من الجة‬
‫عليهم متشابا وقالوا نترك القول بالخبار أصل وزعموا أن الخبار الت حلت عليهم ل تصح ف عقولم فقام‬
‫جاعة من أئمتنا بذا العلم وبينوا لن وفق للصواب ورزق الفهم أن جيع ما ورد ف تلك الخبار صحيح ف‬
‫العقول وما ادعوه ف الكتاب من التشابه باطل ف العقول وحي أظهروا بدعهم وذكروا ما اغتر به أهل‬
‫الضعف من شبههم أجابوهم فكشفوا عنها با هو حجة عندهم كما فعل الشافعي فيما حكينا عنه لوجوب‬
‫المر بالعروف والنهي عن النكر وما ف ترك إنكار النكر والسكوت عنه من الفساد والتعدي وكانوا ف‬
‫القدي إنا يعرفون بالكلم أهل الهواء فأما أهل السنة والماعة فمعولم فيما يعتقدون الكتاب والسنة وكانوا‬
‫ل يتسمون بتسميتهم قال وإنا يعن وال أعلم بقوله من ارتدى بالكلم ل يفلح كلم أهل الهواء الذين‬
‫تركوا الكتاب والسنة وجعلوا معولم‬

‫عقولم وأخذوا ف تسوية الكتاب عليها وحي حلت عليهم السنة بزيادة بيان لنقض أقاويلهم اتموا‬
‫رواتا وأعرضوا عنها قال فأما أهل السنة فمذهبهم ف الصول مبن على الكتاب والسنة وإنا أخذ من أخذ‬
‫منهم ف العقل إبطال لذهب من زعم أنه غي مستقيم ف العقل إل أن قال البيهقي وف كل هذا دللة أن‬
‫الكلم الذموم إنا هو كلم أهل البدع الذي يالف الكتاب والسنة فأما الكلم الذي يوافق الكتاب والسنة‬
‫ويبي بالعقل والعبة فإنه ممود مرغوب فيه عند الاجة تكلم فيه الشافعي وغيه من أئمتنا رضي ال عنهم‬
‫قال وكان عبد ال بن يزيد بن هرمز شيخ مالك بن أنس أستاذ الشافعي بصيا بالكلم والرد على أهل الهواء‬
‫وروى من تاريخ يعقوب بن سفيان عن ابن وهب قال‬

‫قال مالك كان ابن هرمز رجل كنت أحب أن أقتدي به وكان قليل الكلم قليل الفتيا شديد التحفظ‬
‫وكان كثيا ما يفت الرجل ث يبعث ف إثره فيده إليه حت يبه بغي ما أفتاه قال وكان بصيا بالكلم وكان‬
‫يرد على أهل الهواء وكان من أعلم الناس با اختلف فيه الناس من هذه الهواء وروى ابن عساكر من طريق‬
‫البيهقي عن الاكم سعت أبا بكر بن عبد ال بن يوسف الفيد من أصل كتابه سعت السي بن الفضل‬
‫البجلي يقول دخلت على زهي بن حرب بعد ما قدم من عند الأمون وقد امتحنه فأجاب إل ما سأله وكان‬
‫أول ما قال ل يا أبا علي تكتب عن الرتدين فقلت معاذ ال ما أنت برتد وقد قال ال تعال من كفر بال من‬
‫بعد إيانه إل من أكره وقلبه مطمئن باليان سورة النحل ‪ 106‬فوضع ال عن الكره ما يسمعه ف القرآن ث‬
‫سألته عن أشياء يطول ذكرها فقال أشدها‬

‫علينا أن قال لنا ما تقولون ف عيسى قلنا من عيسى يا أمي الؤمني قال عيسى بن مري قلنا رسول ال‬
‫قال وكلمته قلنا نعم قال فما تقولون فيمن قال ليس عيسى كلمة ال قلنا كافر يا أمي الؤمني قال فقال لنا‬
‫أليس عيسى كلمة ال قلنا بلى قال أفمخلوق أم غي ملوق قلنا ملوق قال فمن زعم أنه غي ملوق قلنا كافر‬
‫يا أمي الؤمني قال فما تقولون ف القرآن قلنا كلم ال عز وجل قال ملوق أو غي ملوق قلنا غي ملوق قال‬
‫فمن زعم أنه ملوق قلنا كافر قال فمن زعم أن عيسى غي ملوق وهو كلمة ال قلنا كافر قال يا سبحان ال‬
‫عيسى كلمة ال ومن نفى اللق عنه كافر والقرآن كلمة ال ومن يثبت اللق عليه كافر قال السي فأعلمته‬
‫ما يب من القول وقلت له قد كان الكي يتلف إليكم ويقول لكم إن أعلم من هذا الباب ما ل تعلمون‬
‫فتعلموا ذلك من فتحملكم الرياسة على ترك ذلك ويقول لكم يكون لكم ما تعلمتموه من عدة تعتدونا‬
‫لعدائكم فإن هجموا ل تتاجوا إل طلب العدة وإن ل يضركم العداء ل يضركم العداد للعدة‬

‫فتأبون ذلك والجة ف هذا الباب كيت وكيت فقال وال وددت أن كنت أعلم هذا كما تعلمه يوم‬
‫دخلت على الأمون وأن ثلث روايت ساقطة عن ث نظر إل يي بن معي وهو معه فقال له وأنا أقول كما‬
‫تقول فقال ل زهي فعلم ابن فإنه حدث فخلوت به ف السجد فعلمته ذلك ث انصرفت قال الاكم السي‬
‫بن الفضل البجلي صاحب عبد العزيز الكي القدم ف معرفة الكلم ه قلت هذه الكاية وقع فيها تغيي إن‬
‫كان أصلها صحيحا فإن زهي بن حرب ويي بن معي ونوها من امتحن ف زمن الحنة ل يتمعوا بالأمون‬
‫ول ناظرهم بل ذهب إل الثغر بطرسوس وكتب إل نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب أن يتحن‬
‫الناس فامتنعوا من الجابة فكتب إليه كتابا ثانيا يغلظ فيه ويأمر بقتل القاضيي بشر بن الوليد وعبد الرحن بن‬
‫إسحاق إن ل ييبا ويأمر بتقييد من ل يب من العلماء فامتنع من الجابة سبعة منهم زهي بن حرب الذكور‬
‫ث أجاب بعد القيد خسة منهم‬

‫زهي بن حرب وبقي أحد بن حنبل وممد بن نوح ل ييبا فحمل إليه مقيدين فمات ممد بن نوح ف‬
‫الطريق ومات الأمون قبل وصول أحد بن حنبل إليه وهذا كله معلوم عند أهل العلم بذلك ل يتلفوا ف ذلك‬
‫فإن كانت قد جرت مناظرة مع زهي بن حرب فلعل ذلك كان مع غي الأمون ولعل ذلك كان بي يدي نائبه‬
‫إسحاق بن إبراهيم فإنه هو الذي باشرهم بالحنة وإنا الذي ناظر الهمية ف الحنة هو أحد بن حنبل وكان‬
‫ذلك ف خلفة العتصم بعد أن بقي ف البس أكثر من سنتي وجعوا له أهل الكلم من البصرة وغيها من‬
‫الهمية والعتزلة والنجارية مثل أب عيسى ممد بن عيسى برغوث صاحب حسي النجار وناظرهم ثلثة أيام‬
‫وقطعهم ف تلك الناظرات كما قد شرحنا تلك الناظرت ف غي هذا الوضع وهذه الجة الت ذكرت ف‬
‫حكاية زهي بن حرب ذكرها المام أحد وتكلم عليها فيما كتبه ف الرد على الهمية وهو ف البس قبل‬
‫اجتماعه بم للمناظرة فكان الواب عن هذه ما هو بعد عند الئمة كأحد بن حنبل وأمثاله قال أحد فيما‬
‫كتبه ث إن الهمي ادعى أمرا آخر فقال‬

‫أنا أجد آية ف كتاب ال تدل على القرآن أنه ملوق فقلنا أي آية قال قول ال عز وجل إنا السيح‬
‫عيسى ابن مري رسول ال وكلمته ألقاها إل مري سورة النساء ‪ 171‬وعيسى ملوق فقلنا إن ال منعك‬
‫الفهم ف القرآن إن عيسى تري عليه ألفاظ ل تري على القرآن لنه يسمى مولودا ورضيعا وطفل وغلما‬
‫يأكل ويشرب وهو ماطب بالمر والنهي يري عليه الوعد والوعيد ث هو من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم فل‬
‫يل لنا أن نقول ف القرآن ما نقول ف عيسى فهل سعتم ال يقول ف القرآن ما قال ف عيسى ولكن العن من‬
‫قول ال جل ثناؤه إنا السيح عيسى ابن مري رسول ال وكلمته‬

‫ألقاها إل مري فالكلمة الت ألقاها إل مري حي قال له كن فكان عيسى بكن فعيسى ليس هو الكن‬
‫ولكن بالكن كان فالكن من ال قول وليس الكن ملوقا وكذبت النصارى والهمية على ال ف أمر عيسى‬
‫وذلك أن الهمية قالوا عيسى روح ال وكلمته إل أن كلمته ملوقة وقالت النصارى عيسى روح ال من ذات‬
‫ال وكلمة ال من ذات ال كما يقال إن هذه الرقة من هذا الثوب قلنا نن إن عيسى بالكلمة كان وليس‬
‫عيسى هو الكلمة وأما قول ال تعال وروح منه سورة النساء ‪ 171‬يقول من أمره كان الروح فيه كقوله‬
‫وسخر لكم ما ف السماوات وما ف الرض جيعا منه سورة الاثية ‪ 13‬يقول من أمره وتفسي‬
‫روح ال إنا معناها أنا روح يلكها ال خلقها ال كما يقال عبد ال وساء ال وأرض ال فبي المام‬
‫أحد أن الهمية العطلة والنصارى اللولية ضلوا ف هذا الوضع فإن الهمية النفاة يشبهون الالق تعال‬
‫بالخلوق ف صفات النقص كما ذكر ال تعال عن اليهود أنم وصفوه بالنقائص وكذلك الهمية النفاة إذا‬
‫قالوا هو ف نفسه ل يتكلم ول يب ونو ذلك من نفيهم واللولية يشبهون الخلوق بالالق فيصفونه بصفات‬
‫الكمال الت ل تصلح إل ل كما فعلت النصارى ف السيح ومن جع بي النفي واللول كحلولية الهمية مثل‬
‫صاحب الفصوص وغيه قالوا أل ترى الق يظهر بصفات الحدثات وأخب بذلك عن نفسه وبصفات النقص‬
‫والذم أل ترى الخلوق يظهر بصفات الق فهي كلها صفات له كما أن صفات الخلوق حق ل فهم يصفون‬
‫الخلوق بكل ما يوصف به الالق ويصفون‬

‫الالق بكل ما يوصف به الخلوق فإن الوحدة والتاد واللول العام يقتضي ذلك ولفظ الكلم مثل‬
‫لفظ الرحة والمر والقدرة ونو ذلك من ألفاظ الصفات الت يسمونا ف اصطلح النحاة مصادر ومن لغة‬
‫العرب أن لفظ الصدر يعب به عن الفعول كثيا كما يقولون درهم ضرب المي ومنه قوله تعال هذا خلق‬
‫ال سورة لقمان ‪ 11‬أي ملوقة فالمر يراد به نفس مسمى الصدر كقوله أفعصيت أمري سورة طه ‪93‬‬
‫فليحذر الذين يالفون عن أمره سورة النور ‪ 63‬ذلك أمر ال أنزله إليكم سورة الطلق ‪ 5‬ويراد به الأمور‬
‫به كقوله تعال وكان أمر ال قدرا مقدورا سورة الحزاب ‪ 38‬أتى أمر ال فل تستعجلوه سورة النحل ‪1‬‬
‫فالول هو من كلم ال وصفاته والثان مفعول ذلك وموجبه ومقتضاه وكذلك لفظ الرحة يراد با صفة ال‬
‫الت يدل عليها اسه الرحن الرحيم كقوله تعال ربنا وسعت كل شيء رحة وعلما سورة غافر ‪ 7‬ويراد با‬
‫ما يرحم به عباده من‬

‫الخلوقات كقول النب إن ال خلق الرحة يوم خلقها مائة رحة وقوله عن ال تعال يقول للجنة أنت‬
‫رحت أرحم بك من أشاء من عبادي ويقول للنار أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي وكذلك الكلم‬
‫يراد به الكلم الذي هو الصفة كقوله تعال وتت كلمة ربك صدقا وعدل سورة النعام ‪ 115‬وقوله‬
‫يريدون أن يبدلوا كلم ال سورة الفتح ‪ 15‬ويراد به ما فعل بالكلمة كالسيح الذي قال له كن فكان فخلقه‬
‫من غي أب على غي الوجه العتاد العروف ف‬

‫الدميي فصار ملوقا بجرد الكلمة دون جهور الدميي كما خلق آدم وحواء أيضا على غي الوجه‬
‫العتاد فصار عيسى عليه السلم ملوقا بجرد الكلمة دون سائر الدميي وف هذا الباب باب الضافات إل ال‬
‫تعال ضلت طائفتان طائفة جعلت جيع الضافات إل ال إضافة خلق وملك كإضافة البيت والناقة إليه وهذا‬
‫قول نفاة الصفات من الهمية والعتزلة ومن وافقهم حت ابن عقيل وابن الوزي وأمثالما إذا مالوا إل قول‬
‫العتزلة سلكوا هذا السلك وقالوا هذه آيات الضافات ل آيات الصفات كما ذكر ذلك ابن عقيل ف كتابه‬
‫السن بنفي التشبيه وإثبات التنيه وذكره أبو الفرج ابن الوزي ف منهاج الوصول وغيه وهذا قول ابن حزم‬
‫وأمثاله من وافقوا الهمية على نفي الصفات وإن كانوا منتسبي إل الديث والسنة وطائفة بإزاء هؤلء‬
‫يعلون جيع الضافات إليه صفة ويقولون بقدم الروح فمنهم من يقول بقدم روح العبد لقوله‬

‫ونفخت فيه من روحي سورة الجر ‪ 29‬وهم من جنس النصارى الذين يقولون بأن روح عيسى‬
‫من ذات ال تعال ومن هؤلء من ينتسب إل أهل السنة والديث إل المام أحد وغيه من أئمة السنة‬
‫كطائفة أهل طبستان وجيلن وأتباع الشيخ عدي وغيهم وطائفة ثالثة تقف ف روح العبد هل هي ملوقة‬
‫أم ل وهم منتسبون إل السنة والديث من أصحاب أحد وغيهم والناع بي متأخري أصحاب أحد وغيهم‬
‫هو ف الضافات البية كالوجه واليد والروح وأما العتزلة فيطردون ذلك ف الكلم وغيه وقد بي أحد الرد‬
‫على الطائفتي الوليي وهؤلء الطائفتان أيضا يضلون ف الضاف بن فإن الجرور بالضافة حكمه حكم‬
‫الضاف كقوله تعال ولكن حق القول من سورة السجدة ‪ 13‬وقوله تعال وروح منه سورة النساء ‪171‬‬
‫فالطائفتان يعلون القول منه كالروح منه ث يقول النفاة والروح ملوقة بائنة عنه فالقول ملوق بائن عنه ويقول‬
‫اللولية القول صفة له ليس لخلوق فالروح الت منه صفة له ليست ملوقة‬

‫والفرق بي البابي أن الضاف إذا كان معن ل يقوم بنفسه ول بغيه من الخلوقات وجب أن يكون‬
‫صفة ل تعال قائما به وامتنع أن تكون إضافته إضافة ملوق مربوب وإن كان الضاف عينا قائمة بنفسها‬
‫كعيسى وجبيل وأرواح بن آدم امتنع ان تكون صفة ل تعال لن ما قام بنفسه ل يكون صفة لغيه فقوله‬
‫تعال فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لا بشرا سويا سورة مري ‪ 17‬وقوله ف عيسى وروح منه وقوله تعال قل‬
‫الروح من أمر رب سورة السراء ‪ 85‬يتنع أن يكون شيء من هذه العيان القائمة بنفسها صفة ل تعال‬
‫لكن العيان الضافة إل ال تعال على وجهي أحدها أن تضاف إليه من جهة كونه خلقها وأبدعها فهذا‬
‫شامل لميع الخلوقات كقولم ساء ال وأرض ال ومن هذا الباب فجميع الخلوقي عباد ال وجيع الال مال‬
‫ال وجيع البيوت والنوق ل والوجه الثان أن يضاف إليه لا خصه ال به من معن يبه ويرضاه ويأمر به كما‬
‫خص البيت العتيق بعبادة فيه ل تكون ف غيه وكما خص الساجد بأن يفعل فيها ما يبه ويرضاه من‬
‫العبادات وأن‬
‫تصان عن الباحات الت ل تشرع فيها فضل عن الكروهات وكما يقال عن مال الفيء والمس هو‬
‫مال ال ورسوله ومن هذا الوجه فعباد ال هم الذين عبدوه وأطاعوا أمره فهذه إضافة تتضمن ألوهيته وشرعه‬
‫ودينه وتلك إضافة تتضمن ربوبيته وخلقه وهذه الضافة العامة ل تتضمن إل خلقه وربوبيته وكذلك كلماته‬
‫نوعان كلماته الدينية التضمنة شرعه ودينه كالقرآن وكلماته الكونية الت با كون الكائنات وهي الكلمات‬
‫الت كان النب يستعيذ با ف قوله أعوذ بكلمات ال التامات الت ل ياوزها بر ول فاجر فإن كلماته الت با‬
‫كون الخلوقات ل يرج عنها بر ول فاجر بلف كلماته الت شرع با دينه فإن الفجار عصوها كما عصاها‬
‫إبليس ومن اتبعه وال تعال ل يضيف إليه من الخلوقات شيئا إضافة تصيص إل‬

‫لختصاصه بأمر يوجب الضافة وإل فمجرد كونه ملوقا وملوكا ل يوجب أن يص بالضافة وبذا‬
‫يتبي فساد قول النفاة الذين يقولون ف قوله تعال ما منعك أن تسجد لا خلقت بيدي سورة ص ‪ 75‬من‬
‫القوال ما ل اختصاص لدم به كقولم بقدرته أو بنعمته أو أن العن خلقته أنا أو أنه أضافه إل نفسه إضافة‬
‫تصيص فإن هذه العان كلها موجودة ف اللئكة وإبليس والبهائم فل بد أن يثبت لدم من اختصاصه بكونه‬
‫سبحانه خلقه بيديه ما ل يثبت لؤلء وكذلك أيضا إذا قيل عن القرآن العزيز أو غيه إنه كلم ال فإن هذا ل‬
‫يوجب أن تكون إضافته إليه إضافة خلق وملك لوجهي أحدها أنه صفة والصفات إذا أضيفت إليه كانت‬
‫إضافة وصف ل إضافة خلق الثان أن هذا يقتضي أن يكون كل كلم خلقه ال كلمه فيكون إنطاقه لا أنطقه‬
‫من الخلوقات كلما له ومن عرف أن ال خالق كل شيء لزمه أن يعل كل كلم ف الوجود كلمه كما‬
‫فعل ذلك حلولية الهمية كابن عرب وغيه حيث قالوا وكل كلم ف الوجود كلمه سواء علينا نثره‬
‫ونظامه‬

‫ول يوز أن تكون إضافته إليه لختصاصه بعن يبه ويرضاه كما أضاف إليه البيت والناقة بقوله تعال‬
‫وطهر بيت للطائفي والقائمي سورة الج ‪ 26‬وقوله ناقة ال وسقياها سورة الشمس ‪ 13‬لن هذا يوجب‬
‫أن يكون كل كلم يبه ال فإنه كلمه فيكون النسان إذا أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بي الناس يكون‬
‫ذلك كلم ال ويكون الشاهد إذا شهد بشهادة أمر با تكون كلم ال ويكون كل من حدث بديث عن‬
‫النب فإنا حدث بكلم ال تعال والناس قد تنازعوا ف مثل قوله أخذتوهن بأمانة ال واستحللتم فروجهن‬
‫بكلمة ال هل الراد با الكلمة الت شرعها ال وهي عقدة النكاح أو الراد كلمة ال الت تكلم با وهي شرعه‬
‫وإذنه وتليله لذلك والصواب أن الراد بقوله كلمة ال كلمه الذي تكلم به التضمن إذنه وتليله وشرعه ل‬
‫العقد الذي هو كلم العباد ومن قال‬
‫إن الراد به العقد فقد أخطأ من وجوه متعددة قد بسطناها ف غي هذا الوضع وتكلمنا على ذلك ف‬
‫مسألة مفردة ول يعرف قط أنه أضيف إل ال كلم إل كلم تكلم ال به ولكن لو قدر أنه قد يراد بالكلم‬
‫الضاف إل ال ما أمر به وقدر أنه حصل نزاع ف قوله وكلمة ال هي العليا سورة التوبة ‪ 40‬هل الراد‬
‫الكلمة الت يبها ويأمر با أو الكلمة الت تكلم با وهي نفس أمره وخبه وكذلك قوله من قاتل لتكون كلمة‬
‫ال هي العليا فمن قال الراد بالميع كلم ال الذي تكلم به اطردت الضافة على قوله ولو قدر أن قائل قال‬
‫أضيف إليه من الكلم ما يبه ويرضاه وإن ل يكن تكلم به ل يكن أن يعل كون القرآن‬

‫كلمه من هذا الباب بالضرورة والتفاق إذ لزم ذلك أن يكون القرآن بنلة ما أمر به من الشهادة‬
‫والخبار وتقوي السلع وخرص النخل وسائر أنواع الكلم الصادق الذي يب التكلم به فيكون كل من تكلم‬
‫بشيء من ذلك قد تكلم بكلم ال ويكون كون القرآن كلم ال هو من هذا الباب ول يكون ل عز وجل ف‬
‫نفسه كلم إل ما تكلم به اللق وهذا ما يعلم بالضطرار من دين السلم فساده ث قول القائل الكلم الذي‬
‫يبه ال ويرضاه ويأمر به أو الكلم الذي يكرهه وينهى عنه يقتضي أن هناك مبة ورضاء وأمرا غي الأمور به‬
‫وكلما هو ني غي النهي عنه وذلك هو كلمه الذي هو أمره ونيه فالمر والنهي غي الأمور به والنهي عنه‬
‫وهذا على قول من اشتبه عليه أمر الضافة ف هذه الواضع وإل فالصواب ف قوله واستحللتم فروجهن بكلمة‬
‫ال أنا كلمته الت تكلم با وكذلك قوله تعال وكلمة ال هي العليا سورة التوبة ‪40‬‬

‫هي كلمته الت تكلم با وكل كلم تكلم به سبحانه مبا فإنه صدق كما أن كل كلم تكلم به آمرا‬
‫فهو عدل وقد تت كلماته صدقا وعدل فالكلم له نسبة إل التكلم به وهو المر الخب به وله نسبة إل‬
‫التكلم فيه وهو الأمور به والخب عنه فكلم ال الذي تكلم به يشترك كله ف كونه تكلم به ث ما أخب به‬
‫عن نفسه مثل قوله تعال قل هو ال أحد سورة الخلص ‪ 1‬وآية الكرسي وغي ذلك أفضل ما أخب به عن‬
‫خلقه وذكر فيه أحوالم كقوله تعال تبت يدا أب لب وتب سورة السد ‪ 1‬وهذا أصح القولي لهل السنة‬
‫وغيهم وهو قول جهور العلماء من الولي والخرين فإن طائفة من النتسبي إل السنة وغيهم يقولون إن‬
‫نفس كلم ال تعال ل يتفاضل ف نفسه بناء على أنه قدي والقدي ل يتفاضل ويتأولون قوله تعال ما ننسخ‬
‫من آية أو ننسها نأت بي منها أو‬

‫مثلها سورة البقرة ‪ 106‬أي خي لكم وأنفع والصواب الذي عليه جهور السلف والئمة أن بعض‬
‫كلم ال أفضل من بعض كما دل على ذلك الشرع والعقل ففي الديث الثابت عن النب أنه قال لب سعيد‬
‫ابن العلى لعلمنك سورة ل ينل ف التوراة ول ف النيل ول ف الزبور ول ف القرآن مثلها ث أخبه أنا‬
‫فاتة الكتاب فأخب النب أنه ليس ف القرآن لا مثل فبطل قول من قال بتماثل جيع كلم ال وكذلك ثبت ف‬
‫الصحيح أنه قال لب بن كعب أتدري أي آية ف كتاب ال أعظم فقال ال ل إله إل هو الي القيوم سورة‬
‫البقرة ‪ 255‬فضرب بيده ف صدري وقال ليهنك العلم أبا النذر فبي أن هذه الية أعظم من غيها من اليات‬

‫وقد ثبت عنه ف الصحيحي من غي وجه أن قل هو ال أحد سورة الخلص ‪ 1‬تعدل ثلث القرآن‬
‫وذلك أن القرآن إما خب وإما إنشاء والب إما خب عن الالق وإما عن الخلوق فثلثه قصص وثلثه أمر وثلثه‬
‫توحيد فهي تعدل ثلث القرآن بذا العتبار وأيضا فالكلم وإن اشترك من جهة التكلم به ف أنه تكلم بالميع‬
‫فقد تفاضل من جهة التكلم فيه فإن كلمه الذي وصف به نفسه وأمر فيه بالتوحيد أعظم من كلمه الذي‬
‫ذكر فيه بعض خلقه وأمر فيه با هو دون التوحيد وأيضا فإذا كان بعض الكلم خيا للعباد وأنفع لزم أن‬
‫يكون ف نفسه أفضل من هذه الهة فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنا هو لتفاضله ف نفسه وإل فالشيئان التساويان‬
‫من كل وجه ل يكون ثواب أحدها أكثر ول نفعه أعظم والقصود هنا شيئان أحدها أن الذين يعظمون‬
‫الشعري وأمثاله من أهل الكلم كالبيهقي وابن عساكر وغيها وقد عرفوا ذم الشافعي وغيه من الئمة‬
‫للكلم ذكروا أن الكلم الذموم هو كلم أهل البدع وقالوا إنا كان يعرف ف عصرهم بالكلم أهل البدع‬

‫وأنه أراد بذلك كلم مثل حفص الفرد وأمثاله وأنه لا حدثت طائفة ست ما ف كتاب ال من الجة‬
‫عليهم متشابا وقالوا بترك القول بالخبار الت رواها أهل الديث وزعموا أن الخبار الت حلت عليهم ل‬
‫تصح ف عقولم قام جاعة من أئمتنا وبينوا أن جيع ما ورد ف الخبار صحيح ف العقول وما ادعوه ف‬
‫الكتاب من التشابه باطل ف العقول وكانوا ف القدي إنا يعرفون بالكلم أهل الهواء فاما أهل السنة والماعة‬
‫فمعولم فيما يعتقدون الكتاب والسنة فكانوا ل يسمون تسميتهم وإنا يعن بقوله من ارتدى بالكلم ل يفلح‬
‫كلم أهل الهواء الذين تركوا الكتاب والسنة وجعلوا معولم عقولم وأخذوا ف تسوية الكتاب والسنة عليها‬
‫فأما أهل السنة فمذهبهم ف الصول مبن على الكتاب والسنة وإنا أخذ من أخذ منهم ف العقل إبطال لذهب‬
‫من زعم أنه غي مستقيم ف العقل قلت وهذا اتفاق من علماء الشعرية مع غيهم من الطوائف العظمي‬
‫للسلف على أن الكلم الذموم عند السلف كلم من يترك الكتاب والسنة ويعول ف الصول على عقله فكيف‬
‫بن يعارض‬

‫الكتاب والسنة بعقله وهذا هو الذي قصدنا إبطاله وهو حال أتباع صاحب الرشاد الذين وافقوا‬
‫العتزلة ف ذلك وأما الرازي وأمثاله فقد زادوا ف ذلك على العتزلة فإن العتزلة ل تقول إن الدلة السمعية ل‬
‫تفيد اليقي بل يقولون إنا تفيد اليقي ويستدلون با أعظم ما يستدل با هؤلء الثان أن كلم المام الشافعي‬
‫رضي ال عنه ونوه من الئمة تضمن ذم كلم حفص الفرد وأمثاله ف مسألة القرآن والكلم ف ذلك مبن‬
‫على نفي قيام الفعال به فإن العتزلة يقولون الكلم ل بد له من فعل يتعلق بشيئة التكلم وقدرته فلو قام به‬
‫الكلم لقامت به الفعال وهي حادثة فكان يكون مل للحوادث وبطل الدليل الذي استدللنا به على حدوث‬
‫العال وقد بينا أن ذم الشافعي لكلم حفص وأمثاله ل يكن لجل لنكار القدر فإن حفصا ل ينكره وإنا كان‬
‫لنكار الصفات والفعال البن على دليل العراض وهكذا كان كلم المام أحد وغيه من الئمة ف ذم‬
‫الكلم كان متناول لكلم الهمية وكلم أحد وأمثاله ف ذلك كثي ظاهر معلوم فإن مناظرته للجهمية ورده‬
‫عليهم أشهر وأكثر من أن‬

‫يذكر هنا وكان من الناظرين له أبو عيسى ممد بن عيسى برغوث وهو على قول حسي النجار‬
‫والنجار من الثبتة للقدر وكذلك كانوا يذمون الريسي وغيه من الثبتي للقدر فتبي أن كلمهم ف ذم أهل‬
‫الكلم ل يكن لجل إنكار القدر بل كان ذمهم للجهمية أعظم من ذمهم للقدرية قال الشعري ف القالت‬
‫ذكر قول السي بن ممد النجار كان هو وأصحابه يقولون إن أعمال العباد ملوقة ل تعال وهم فاعلون لا‬
‫وأنه ليكون ف ملك ال إل ما يريده وأن ال ل يزل مريدا أن يكون ف وقته ما علم أنه يكون ف وقته مريدا‬
‫أن ل يكون ما علم أنه ل يكون وأن الستطاعة ل يوز أن تتقدم الفعل وأن العون من ال يدث ف حال‬
‫الفعل مع الفعل وهو الستطاعة فإن الستطاعة الواحدة ل يفعل با فعلن وأن لكل فعل استطاعة تدث معه‬
‫إذا حدث وأن الستطاعة ل تبقى وأن ف وجودها وجود الفعل وف عدمها عدم الفعل وذكر سائر قوله ف‬
‫القدر من جنس قول الشعري وأصحابه‬

‫وأن النسان ل يفعل ف غيه وأنه ل يفعل الفعال إل ف نفسه كنحو الركات والسكون والرادات‬
‫والعلوم والكفر واليان وأن النسان ل يفعل ألا ول إدراكا ول رؤية ول يفعل شيئا على طريق التولد قال‬
‫وكان برغوث ييل إل قوله قال وكان يزعم أن ال ل يزال جوادا بنفي البخل عنه ول يزل متكلما بعن أنه‬
‫ل يزل غي عاجز عن الكلم وأن كلم ال مدث ملوق وكان يقول ف التوحيد بقول العتزلة إل ف باب‬
‫الرادة والود وكان يالفهم ف القدر ويقول بالرجاء وكان يزعم أنه جائز أن يول ال العي إل القلب‬
‫ويعل ف العي قوة القلب فيى ال النسان بعينه أي يعلمه با وكان ينكر الرؤية ل بالبصار على غي هذا‬
‫الوجه‬

‫قلت فقول ضرار والنجار وأتباعهما كبغوث وحفص وقول بشر الريسي ونوه من أهل الكلم‬
‫الذين ذمهم الشافعي وأحد وغيها من الئمة ليس فيه إنكار للقدر بل فيه إثبات له وإنا ذموهم لا ف قولم‬
‫من نفي ما وصف ال به نفسه مع أن قول النجار وضرار خي من قول العتزلة وقولما ف الرؤية يشبه قول من‬
‫ينفي العلو ويثبت الرؤية من الشعرية ونوهم وأصل كلمهم الذي بنوا عليه نفي ذلك ما تقدم من الصول‬
‫الثلثة ليس لم غيها وهي دليل العراض والتركيب والختصاص‬
‫فصل وما يبي ذلك ما ذكره الشيخ أبو سليمان الطاب ف رسالته العروفة ف الغنية عن الكلم‬
‫وأهله قال فيها وقفت على مقالتك وظهور ما ظهر با من مقالت أهل الكلم وخوض الائضي فيها وميل‬
‫بعض منتحلي السنة إليها واغترارهم با‬

‫واعتذارهم ف ذلك بأن الكلم وقاية للسنة وجنة لا يذب به عنها ويزاد بسلحه عن حريها وفهمت‬
‫ما ذكرته من ضيق صدرك بجالسهم وتعذر المر عليك ف مفارقتهم لن موقفك بي أن تسلم لم ما يدعونه‬
‫من ذلك فتقبله وبي أن تقابلهم على ما يزعمونه فترده وتنكره وكل المرين يصعب عليك أما القبول فلن‬
‫الدين ينعك منه ودلئل الكتاب والسنة تول بينك وبينه وأما الرد والقابلة فلنم يطالبونك بأدلة العقول‬
‫ويؤاخذونك بقواني الدل ول يقنعون منك بظواهر المور وسألتن أن أمدك با يضرن ف نصرة الق من‬
‫علم وبيان وف رد مقالة هؤلء القوم من حجة وبرهان وأن أسلك ف ذلك طريقة ل يكنهم دفعها ول يسوغ‬
‫لم من جهة العقل جحدها وإنكارها فرأيت إسعافك لزما ف حق الدين وواجب النصيحة لماعة السلمي‬
‫فإن الدين النصيحة‬

‫واستشهد بقول النب الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لن يا رسول ال قال ل‬
‫ولكتابه ولرسوله ولئمة السلمي وعامتهم قال واعلم أن هذه الفتنة قد عمت اليوم وشلت وشاعت ف البلد‬
‫واستفاضت فل يكاد يسلم من رهج غبارها إل من عصمه ال وذلك مصداق قول النب بدأ السلم غريبا‬
‫وسيعود غريبا كما بدأ فطوب للغرباء قال ث إن تدبرت هذا الشأن فوجدت عظم السبب‬

‫فيه أن الشيطان صار اليوم بلطيف حيلته يسول لكل من أحس من نفسه بزيادة فهم وفضل ذكاء‬
‫وذهن ويوهه أنه إن رضي ف علمه ومذهبه بظاهر من السنة واقتصر على واضح بيان منها كان أسوة للعامة‬
‫وعد واحدا من المهور والكافة وأنه قد ضل فهمه واضمحل لطفه وذهنه فحركهم بذلك على التنطع ف‬
‫النظر والتبدع لخالفة السنة والثر ليبينوا بذلك عن طبقة الدهاء ويتميزوا ف الرتبة عمن يرونه دونم ف الفهم‬
‫والذكاء فاختدعهم بذه القدمة حت استزلم عن واضح الحجة وأورطهم ف شبهات تعلقوا بزخارفها وتاهوا‬

‫عن حقائقها ول يلصوا منها إل شفاء نفس ول قبلوها بيقي علم قال ولا رأوا كتاب ال ينطق‬
‫بلف ما انتحلوه ويشهد عليهم بباطل ما اعتقدوه ضربوا بعض آياته ببعض وتأولوها على ما سنح لم ف‬
‫عقولم واستوى عندهم على ما وضعوه من أصولم ونصبوا العداوة لخبار رسول ال ولسنته الأثورة عنه‬
‫وردوها على وجوهها وأساءوا ف نقلتها القالة ووجهوا عليهم الظنون ورموهم بالتزيد ونسبوهم إل ضعف‬
‫النة وسوء العرفة با يروونه من الديث والهل بتأويله ولو سلكوا سبيل القصد ووفقوا عند ما انتهى بم‬
‫التوقيف لوجدوا برد اليقي وروح القلوب ولكثرت البكة‬

‫وتضاعف النماء وانشرحت الصدور ولضاءت فيها مصابيح النور وال يهدي من يشاء إل صراط‬
‫مستقيم فهذا الذي وصفه الشيخ أبو سليمان الطاب هو حال أهل الكلم الذين يعارضون الكتاب والسنة‬
‫بعقلهم فيتأولون الكتاب على غي تأويله ويردون الديث با يكنهم مثل زعمهم أنه خب واحد وإن كان من‬
‫الستفيضات التلقاة بالقبول ومثل غي ذلك من وجوه الرد لن الصول الت بنوا عليها دينهم تناقض منصوص‬
‫الكتاب والسنة كطريقة العراض والتركيب والختصاص ونو ذلك ما تقدم وهم فيما خاضوا فيه من‬
‫العقليات العارضة للنصوص ف حية وشبهة وشك من كان منهم فاضل ذكيا قد عرف نايات أقدامهم كان‬
‫ف حية وشك ومن كان منهم ل يصل إل الغاية كان مقلدا لؤلء فهو يدع تقليد النب العصوم وإجاع‬
‫الؤمني العصوم ويقلد رؤوس الكلم الخالف للكتاب والسنة الذين هم ف شك وحية ولذا ل يوجد أحد‬
‫من هؤلء إل وهو إما حائر شاك وإما متناقض يقول قول ويقول ما يناقضه فيلزم بطلن أحد القولي أو‬
‫كلها ل يرجون عن الهل البسيط مع كثرة النظر والكلم أو عن‬

‫الهل الركب الذي هو ظنون كاذبة وعقائد غي مطابقة وإن كانوا يسمون ذلك براهي عقلية وأدلة‬
‫يقينية فهم أنفسهم ونظراؤهم يقدحون فيها ويبينون أنا شبهات فاسدة وحجج عن الق حائدة وهذا المر‬
‫يعرفه كل من كان خبيا بال هؤلء بلف أتباع الرسول التبعي له فإنم ينكشف لم أن ما جاء به الرسول‬
‫هو الوافق لصريح العقول وهو الق الذي ل اختلف فيه ول تناقض قال تعال أفل يتدبرون القرآن ولو‬
‫كان من عند غي ال لوجدوا فيه اختلفا كثيا سورة النساء ‪ 82‬فهؤلء مثل نور ال ف قلوبم كمشكاة‬
‫فيها مصباح الصباح ف زجاجة الزجاجة كأنا كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة ل شرقية ول‬
‫غربية يكاد زيتها يضيء ولو ل تسسه نار نور على نور يهدي ال لنوره من يشاء ويضرب ال المثال للناس‬
‫وال بكل شيء عليم سورة النور ‪ 35‬نور اليان ونور القرآن نور صريح العقول ونور صحيح النقول كما‬
‫قال بعض السلف يكاد الؤمن ينطق بالكمة وإن ل يسمع فيها بأثر فإذا جاء الثر كان نورا على نور‬

‫وقال غي واحد من الصحابة كجندب بن عبد ال وعبد ال بن عمر تعلمنا اليان ث تعلمنا القرآن‬
‫فازددنا إيانا قال تعال وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان ولكن‬
‫جعلناه نورا ندي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إل صراط مستقيم صراط ال الذي له ما ف السماوات‬
‫وما ف الرض أل إل ال تصي المور سورة الشورى ‪ 53 52‬وأما أهل البدع الخالفة للكتاب والسنة فهم‬
‫إما ف الهل البسيط وإما ف الهل الركب كالكفار فالولون كظلمات ف بر لي يغشاه موج من فوقه‬
‫موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض أذا أخرج يده ل يكد يراها ومن ل يعل ال له نورا فما له‬
‫من نور سورة النور ‪ 40‬والخرون كسراب بقيعة يسبه الظمآن ماء حت إذا جاءه ل يده شيئا ووجد ال‬
‫عنده فوفاه حسابه وال سريع الساب سورة النور ‪ 39‬فأهل الهل والكفر البسيط ل يعرفون الق ول‬
‫ينصرونه وأهل الهل والكفر الركب يعتقدون أنم عرفوا وعلموا والذي معهم ليس بعلم بل جهل‬

‫قال أبو سليمان الطاب واعلم أن الئمة الاضي والسلف التقدمي ل يتركوا هذا النمط من الكلم‬
‫وهذا النوع من النظر عجزا عنه ول انقطاعا دونه وقد كانوا ذوي عقول وافرة وأفهام ثاقبة وقد كان وقع ف‬
‫زمانم هذه الشبه والراء وهذه النحل والهواء وإنا تركوا هذه الطريقة وأعرضوا عنها لا توفوا من فتنتها‬
‫وحذروه من سوء مغبتها وقد كانوا على بينه من أمرهم وعلى بصية من دينهم لا هداهم ال له من توفيقه‬
‫وشرح به صدورهم من نور معرفته ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب وحكمته وتوقيف السنة وبيانا غناء‬
‫ومندوحة عما سواها وأن الجة قد وقعت بما والعلة أزيت بكانما فلما تأخر الزمان بأهله وفترت‬
‫عزائمهم ف طلب حقائق علوم الكتاب والسنة وقلت عنايتهم واعترضهم اللحدون بشبههم والتحذلقون‬
‫بدلم حسبوا أنم إن ل يردوهم عن أنفسهم بذا النمط من الكلم ول يدافعوهم بذا النوع من الدل ل‬
‫يقووا‬

‫بم ول يظهروا ف الجاج عليهم فكان ذلك ضلة من الرأي وغبنا فيه وخدعة من الشيطان وال‬
‫الستعان قلت هو كما قال أبو سليمان فإن السلف كانوا أعظم عقول وأكثر فهوما وأحد أذهانا وألطف‬
‫إدراكا كما قال عبد ال بن مسعود من كان منكم مستنا فليست بن قد مات فإن الي ل تؤمن عليه الفتنة‬
‫أولئك أصحاب ممد أبر هذه المة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم ال لصحبة نبيه وإقامة دينه‬
‫فاعرفوا لم حقهم وتسكوا بديهم فإنم كانوا على الدى الستقيم وقد تواترت النصوص عن النب بأن خي‬
‫قرون هذه المة القرن الذي بعث فيهم ث الذين يلونم ث الذين يلونم وأعظم الفضائل فضيلة العلم واليان‬
‫فهم أعلم المة باتفاق علماء المة ول يدعوا الطرق البتدعة الذمومة عجزا عنها بل كانوا كما قال عمر بن‬
‫عبد العزيز على كشف المور أقوى وبالي لو كان ف تلك المور أحرى‬
‫وقول الطاب تركوا هذه الطريقة وأضربوا عنها لا توفوه من فتنتها وحذروه من سوء مغبتها فسنبي‬
‫إن شاء ال أن تلك الطرق الخالفة للسنة هي ف نفسها باطلة فأضربوا عنها كما يضرب عن الكذب والقول‬
‫الباطل وإن كان مزخرفا مزينا ول يستجيزوا أن يقابلوا الفاسد بالفاسد ويردوا البدعة بالبدعة وأما الكلم‬
‫الذي ل يدرى أصدق هو أم كذب فهو بنلة الشاهد الذي ل يعلم صدقه فهذا قد يعرض عنه خوفا أن يكون‬
‫باطل وكذبا فهذا يكون ف الطرق الجهولة الال ول ريب أن كثيا من الناس ل يعلم أحق هي أم باطل‬
‫فينهى عن القول با ل يعلم وقد ينهى بعض الناس عن أن ينظر فيما يعجز عن فهمه ومعرفة الق فيه من‬
‫الباطل خوفا من أن يزل ذهنه فيضل ول يكن هداه فالوف يكون فيما ل يعلم حاله او ل يعلم حال سالكه‬
‫وإن كان حقا وأما الكلم الخالف للنصوص فهو ف نفسه باطل فالنهي عنه كالنهي عن الكذب والكفر ونو‬
‫ذلك وقوله وقد كانوا على بينة من أمرهم وعلى بصية من دينهم لا هداهم ال له من توفيقه وشرح به‬
‫صدورهم من نور معرفته‬

‫فهذا بيان لنم كانوا أهل علم ويقي ل أهل جهل وتقليد وأنه حصل لم معرفة يقينية ضرورية بدى‬
‫ال لم وشرح صدورهم كما قد بسط هذا ف غي هذا الوضع وبي أن اليان والعلم ل يتوقف على النظر‬
‫الذي أحدثه أهل الكلم فضل عن الكلم الخالف للنصوص وقوله ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب‬
‫والسنة غن ومندوحة عما سواها فهذا لن الكتاب والسنة قد بي الق وبي الطرق الت با يعرف الق‬
‫وذكر من الدلة العقلية والمثال الضروبة الت هي مقاييس برهانية ما هو اكمل ف تصيل العلم واليقي ما‬
‫أحدثه أهل البدع من أهل الكلم والفلسفة وليس هدى الكتاب بجرد كونه خبا كما يظنه بعضهم بل قد‬
‫نبه وبي ودل على ما به يعرف الق من الباطل من الدلة والباهي وأسباب العلم واليقي كما قد بسط هذا‬
‫ف غي هذا الوضع وما ذكره من أنه لا تأخر الزمان وفترت عزائم بعض الناس عن طلب حقائق علوم‬
‫الكتاب والسنة أخذوا يردون شبه اللحدين‬

‫بالكلم البتدع الستلزم مالفة النصوص فهو كما قال وقد تأملت هذا ف عامة البواب فوجدته‬
‫كذلك بل وجدت جيع أهل البدع يلزمهم أن ل يكونوا مصدقي بتنيل القرآن ول بتفسيه وتأويله ف كثي‬
‫من المور والعلم واليان يتضمن التصديق بالتنيل وما دل عليه من التأويل وما من بدعة من بدع الهمية‬
‫وفروعهم إل وقد قالوا ف القرآن با يقدح ف تنيله وقالوا ف معانيه با يقدح ف تفسيه وتأويله فمن تأمل‬
‫طرق العتزلة ونوهم الت ردوا با على أهل الدهر والفلسفة ونوهم فيما خالفوا فيه السلمي رآهم قد بنوا‬
‫ما خالفوا فيه النصوص على أصول فاسدة ف العقل ل قطعوا با عدو الدين ول أقاموا على موالة السنة واتباع‬
‫سبيل الؤمني كما فعلوه ف دليل العراض والتركيب والختصاص وكذلك من ناظرهم من الكلبية وغيهم‬
‫فيما خالفوا فيه السنة من مسائل الصفات والقدر وغي ذلك بنوا كثيا من الرد عليهم على أصول فاسدة إما‬
‫أصول وافقوهم عليها ما أحدثه أولئك كموافقة من وافقهم على دليل العراض والتركيب ونوها وإما أصول‬
‫عارضوهم با فقابلوا الباطل بالباطل كما فعلوه ف مسائل القدر والوعد والوعيد ومسائل الساء والحكام‬
‫فإن أولئك كذبوا بالقدر وأوجبوا إنفاذ الوعيد وقاسوا ال بلقه فيما يسن ويقبح وهؤلء أبطلوا حكمه ال‬

‫تعال وحقيقة رحته وعدله وقالوا ما يقدح ف أمره ونيه ووعده ووعيده وتوقفوا ف بعض أمره ونيه‬
‫ووعده ووعيده فصار أولئك يكذبون بقدرته وخلقه ومشيئته وهؤلء يكذبون برحته وحكمته وببعضه أمره‬
‫ونيه ووعده ووعيده كما قد بسط ف موضعه فكان ما دفعوا به أهل البدع من أصول مبتدعة باطلة وافقوهم‬
‫عليها أو أصول مبتدعة باطلة قاتلوهم فيها ضلة من الرأي وغبنا فيه وخدعة من الشيطان بل الق أنم‬
‫ليوافقون على باطل وليقابلهم باطلهم بباطل وهذا كما أصاب كثيا من الناس من أهل العبادة والزهد‬
‫والتصوف والفقر أعرضوا عن السماع الشرعي والزهد الشرعي والسلوك الشرعي فاحتاجوا أن يعتاضوا عن‬
‫ذلك بسماع بدعي وزهد بدعي وسلوك بدعي يوافق فيه بعضا بعضا ف باطل أو يقابل باطلهم بباطل آخر‬
‫وكما أصاب كثيا من الناس مع الولة الذين أحدثو الظلم فإنم تارة يوافقونم على بعض ظلمهم فيعاونونم‬
‫على الث والعدوان وتارة يقابلون ظلمهم بظلم آخر فيخرجون عليهم‬

‫ويقاتلونم بالسيف وهو قتال الفتنة فمن الناس من يوافق على الظلم ول يقابل الظلم مثل ما كان بعض‬
‫أهل الشام ومنهم من كان يقابله بالظلم والعدوان ول يوافق على حق ول على باطل كالوارج ومنهم من‬
‫كان تارة يوافق على الظلم وتارة يدفع الظلم بالظلم مثل حال كثي من أهل العراق وكثي من الناس مع أهل‬
‫البدع الكلمية والعملية بذه النلة إما أن يوافقوهم على بدعهم الباطلة وإما أن يقابلوها ببدعة أخرى باطلة‬
‫وإما أن يمعوا بي هذا وهذا وإنا الق ف أن ل يوافق البطل على باطل أصل ول يدفع باطله بباطل أصل‬
‫فيلزم الؤمن الق وهو ما بعث ال به رسوله ول يرج عنه إل باطل يالفه ل موافقة لن قاله ول معارضة‬
‫بالباطل لن قال باطل وكل المرين يستلزم معارضة منصوصات الكتاب والسنة با يناقض ذلك وإن كان ل‬
‫يظهر ذلك ف بادي الرأي قال أبو سليمان فإن قال هؤلء القوم فإنكم قد أنكرت الكلم‬

‫ومنعتم استعمال أدلة العقول فما الذي تعتمدون عليه ف صحة أصول دينكم ومن أي طريق تتوصلون‬
‫إل معرفة حقائقها وقد علمتم أن الكتاب ل يعلم حقه وأن الرسول ل يثبت صدقه إل بأدلة العقول وأنتم قد‬
‫نفيتموها قال أبو سليمان قلنا إنا ل ننكر أدلة العقول والتوصل با إل العارف ولكنا ل نذهب ف استعمالا‬
‫إل الطريقة الت سلكتموها ف الستدلل بالعراض وتعلقها بالواهر وانقلبا فيها على حدث العال وإثبات‬
‫الصانع ونرغب عنها إل ما هو أوضح بيانا وأصح برهانا وإنا هو شيء أخذتوه عن الفلسفة وتابعتموهم عليه‬
‫وإنا سلكت الفلسفة هذه الطريقة لنم ل يثبتون النبوات ول يرون لا حقيقة فكان أقوى شيء عندهم ف‬
‫الدللة على إثبات هذه المور ما تعلقوا به من الستدلل بذه الشياء فأما مثبتوا النبوات فقد أغناهم ال عز‬
‫وجل عن ذلك وكفاهم كلفة الؤونة ف ركوب هذه الطريقة النعرجة الت ل يؤمن العنت على راكبها‬

‫واليداع والنقطاع على سالكها قلت وهذا الذي ذكره الطاب يبي أن طريقة العراض من الكلم‬
‫الذموم الذي ذمه السلف والئمة وأعرضوا عنه كما ذكر ذلك الشعري وغيه وأن الذين سلكوها سلكوها‬
‫لكونم ل يسلكوا الطرق النبوية الشرعية فمن ل يسلك الطرق الشرعية احتاج إل الطرق البدعية بلف من‬
‫أغناه ال بالكتاب والكمة والطاب ذكر أن هذه الطريقة متعبة موفة فسالكها ياف عليه أن يعجز أو أن‬
‫يهلك وهذا كما ذكره الشعري وغيه من ل يزموا بفساد هذه الطريقة وإنا ذموها لكونا بدعة أو لكونا‬
‫صعبة متعبة قد يعجز سالكها أو لكونا موفة خطرة لكثرة شبهاتا وهكذا ذكر الطاب ف كتاب شعار الدين‬
‫ما يتضمن هذا العن ولذا كان من ل يعلم بطلن هذه الطريقة أو اعتقد صحتها قد يقول ببعض موجباتا‬
‫كما يقع مثل ذلك ف كلم الطاب وأمثاله ما يوافق موجبها وقد أنكره عليه أئمة السلف والعلم كما هو‬
‫مذكور ف غي هذا الوضع وهذا قد وقع فيه طوائف من أصناف الناس من أصحاب أحد ومالك والشافعي‬
‫وأب حنيفة وغيهم‬

‫وأما قوله إنم أخذوا هذه الطريقة من الفلسفة كما ذكر ذلك الشعري فيقال كثي من الفلسفة‬
‫يبطل هذه الطريقة كأرسطو وأتباعه فلم يوجد عنهم ومن الفلسفة من يقول با والذين قالوا با من أهل‬
‫الكلم ليس كلهم أخذها عن الفلسفة بل قد تتشابه القلوب كما قال تعال كذلك قال الذين من قبلهم مثل‬
‫قولم تشابت قلوبم سورة البقرة ‪ 118‬وقال تعال كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إل قالوا‬
‫ساحر أو منون أتواصوا به بل هم قوم طاغون سورة الذاريات ‪ 53 52‬وأكثر التكلمي السالكي لا‬
‫مناقضون للقول الشهور عن الفلسفة ل موافقون لم بل يردون على أرسطو وأصحابه ف النطق والطبيعيات‬
‫والليات قال الطاب وبيان ما ذهب إليه السلف من أئمة السلمي ف الستدلل على معرفة الصانع وإثبات‬
‫توحيده وصفاته وسائر ما ادعى أهل الكلم تعذر الوصول إليه إل من الوجه الذي يذهبون إليه ومن الطريقة‬
‫الت يسلكونا ويزعمون أن من ل يتوصل‬

‫إليه من تلك الوجوه كان مقلدا غي موحد على القيقة هو أن ال سبحانه لا أراد إكرام من هداه‬
‫لعرفته بعث رسوله ممدا بشيا ونذيرا وداعيا إل ال بإذنه وسراجا منيا وقال له يا أيها الرسول بلغ ما أنزل‬
‫إليك من ربك وإن ل تفعل فما بلغت رسالته سورة الائدة ‪ 67‬وقال ف خطبة الوداع وف مقامات شت‬
‫وبضرته عامة أصحابه أل هل بلغت وكان الذي أنزل عليه من الوحي وأمر بتبليغه هو كمال الدين وتامه‬
‫لقوله تعال اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت سورة الائدة ‪ 3‬فلم يترك شيئا من أمور الدين‬
‫قواعده وأصوله وشرائعه وفصوله إل بينه وبلغه على كماله وتامه ول يؤخر بيانه عن وقت الاجة إليه إذ ل‬
‫خلف بي فرق المة أن تأخي البيان عن وقت الاجة ل يوز بال ومعلوم أن أمر التوحيد وإثبات الصانع ل‬
‫تزال الاجة ماسة إليه أبدا ف كل وقت وزمان ولو أخر عنه البيان لكان التكليف واقعا با ل سبيل‬

‫للناس إليه وذلك فاسد غي جائز وإذا كان المر على ما قلناه وقد علم يقينا أن النب ل يدعهم ف أمر‬
‫التوحيد إل الستدلل بالعراض وتعلقها بالواهر وانقلبا فيها إذ ل يكن واحدا من الناس أن يروى عنه‬
‫ذلك ول عن أحد من أصحابه من هذا النمط حرفا واحدا فما فوقه ل من طريق تواتر ول آحاد علم أنم قد‬
‫ذهبوا خلف مذهب هؤلء وسلكوا غي طريقتهم ولو كان ف الصحابة قوم يذهبون مذاهب هؤلء ف الكلم‬
‫والدل لعدوا من جلة التكلمي ولنقل إلينا أساء متكلميهم كما نقل إلينا أساء فقهائهم وقرائهم وزهادهم‬
‫فلما ل يظهر ذلك دل على أنه ل يكن لذا الكلم عندهم أصل قال الطاب وإنا ثبت عندهم أمر التوحيد‬
‫من وجوه أحدها ثبوت النبوة بالعجزات الت أوردها نبيهم من كتاب قد أعياهم أمره وأعجزهم شأنه وقد‬
‫تداهم به وبسورة من مثله‬

‫وهم العرب الفصحاء والطباء والبلغاء فكل عجز عنه ول يقدر على شيء منه بوجه إما بأن ل يكون‬
‫ف قولم ول ف طباعهم أن يتكلموا بكلم يضارع القرآن ف جزالة لفظه وبديع نظمه وحسن معانيه وإما أن‬
‫يكون ذلك ف وسعهم وتت قدرهم طبعا وتركيبا ولكن منعوه وصرفوا عنه ليكون آية لنبوته وحجة عليهم ف‬
‫وجوب تصديقه وإما أن يكونوا إنا عجزوا عن علم ما جع ف القرآن من أنباء ما كان والخبار عن الوادث‬
‫الت تدث وتكون وعلى الوجوه كلها فالعجز موجود والنقطاع حاصل هذا إل ما شاهدوه من آياته وسائر‬
‫معجزاته الشهودة عنه الارجة عن سوم الطباع الناقضة للعادات كتسبيح الصا ف كفه وحني الذع لفارقته‬
‫ورجف البل تته وسكونه لا ضربه برجله وانذاب الشجرة بأغصانا وعروقها إليه وسجود البعي له ونبوع‬

‫الاء من بي أصابعه حت توضأ به بشر كثي وربو الطعام اليسي بتبيكه فيه حت أكل منه عدد جم‬
‫وإخبار الذراع إياه بأنا مسمومة وأمور كثية سواها يكثر تعدادها هي مشهورة ومموعة ف الكتب الت‬
‫أنشئت لعرفة هذا الشأن قال الطاب فلما استقر ما شاهدوه من هذه المور ف نفوسهم وثبت ذلك ف‬
‫عقولم صحت عندهم نبوته وظهرت عن غيه بينونته ووجب تصديقه على ما أنبأهم عنه من الغيوب ودعاهم‬
‫إليه من أمر وحدانية ال عز وجل وأمر صفاته وإل ذلك ما وجدوه ف أنفسهم وف سائر الصنوعات من آثار‬
‫الصنعة ودلئل الكمة الشاهدة على أن لا صانعا حكيما عالا خبيا تام القدرة بالغ الكمة وقد نبههم‬
‫الكتاب عليه ودعاهم إل تدبره وتأمله والستدلل به على ثبوت ربوبيته فقال عز وجل وف أنفسكم أفل‬
‫تبصرون سورة الذاريات ‪ 21‬إشارة إل ما فيها من آثار الصنعة ولطيف الكمة الدالي على وجود الصانع‬

‫الكيم لا ركب فيها من الواس الت عنها يقع الدراك والوارح الت يباشر با القبض والبسط‬
‫والعضاء العدة للفعال الت هي خاصة با كالضراس الادثة فيهم عند استغنائهم عن الرضاع وحاجتهم إل‬
‫الغذاء فيقع با الطحن له وكالعدة الت اتذت لطبخ الغذاء والكبد الت يسلك إليها صفاوته وعنها يكون‬
‫انقسامه على العضاء ف ماري العروق الهيأة لنفوذه إل أطراف البدن وكالمعاء الت يرسب إليها تفل الغذاء‬
‫وطحانه فيبز عن البدن وكقوله تعال أفل ينظرون إل البل كيف خلقت وإل السماء كيف رفعت وإل‬
‫البال كيف نصبت وإل الرض كيف سطحت سورة الغاشية ‪ 20 17‬وكقوله تعال إن ف خلق‬
‫السماوات والرض واختلف الليل والنهار ليات لول اللباب سورة آل عمران ‪ 190‬وما أشبه ذلك من‬
‫جلل الدلة وظواهر الجج الت يدركها كافة ذوي العقول وعامة من يلزمه حكم الطاب ما‬

‫يطول تتبعه واستقراؤه فعن هذه الوجوه ثبت عندهم أمر الصانع وكونه ث بينوا وحدانيته وعلمه‬
‫وقدرته با شاهدوه من اتساق أفعاله على الكمة واطرادها ف سبلها وجريها على ادللا ث علموا سائر صفاته‬
‫توقيفا عن الكتاب النل الذي بان حقه وعن قول النب الذي قد ظهر صدقه ث تلقى جلة أمر الدين عنهم‬
‫أخلفهم وأتباعهم كافة عن كافة قرنا بعد قرن فتناولوا ما سبيله الب منها تواترا واستفاضة على الوجه الذي‬
‫تقوم به الجة وينقطع فيها العذر ث كذلك من بعدهم عصرا بعد عصر إل آخر من تنتهي إليه الدعوة وتقوم‬
‫عليه با الجة فكان ما اعتمده السلمون من الستدلل ف ذلك أصح وأبي وف التوصل إل القصود به أقرب‬
‫إذ كان التعلق ف أكثره إنا هو بعان درك الس وبقدمات من العلم مركبة‬

‫عليها ل يقع اللف ف دللتها قلت ذكر الطاب طريقي إل معرفة ال وصفاته طريقا سعية وطريقا‬
‫عقلية وكلها طريق شرعية معروفة بالقرآن أما الول فهو أن تعلم نبوة النب با أظهره ال على يديه من‬
‫العجزات وبغي ذلك ث يعرفون بذلك ما أخبهم به ودعاهم إليه من التوحيد وإثبات الصفات وهذا لن نفس‬
‫القرار بالصانع سبحانه فطري ضروري أو معلوم بأدن نظر وتأمل يصل لعموم اللق ث معرفة صدق‬
‫الرسول تعلم با أظهره من العجزات الدالة على صدق الرسول وقد نبه الطاب أن فيما جاء به الرسول من‬
‫بيان الطرق العقلية الت يعرف با ثبوت الالق وتوحيده وصفاته فإن الرسول ل يكن تعريفه للناس ما عرفهم‬
‫إياه بجرد خبه وإن كان ذلك بعد ثبوت صدقه كما يظنه كثي من أهل الكلم بل عرفهم ما به يعرف ثبوت‬
‫الالق ووحدانيته وصفاته وما به يعرف صدقه فبي أن ما جاء به من أصول‬

‫الدين وأدلته العقلية الت يعلم با ما يكن معرفته بالعقل وأخبهم عن الغيب الذي ل يكنهم معرفته‬
‫بجرد عقلهم ولذا قال الطاب وإل ذلك ما وجدوه ف أنفسهم وف سائر الصنوعات من آثار الصنعة‬
‫ودلئل الكمة الشاهدة على أن لا صانعا حكيما عالا خبيا تام القدرة بالغ الكمة قال وقد نبههم الكتاب‬
‫عليه ودعاهم إل تدبره وتأمله والستدلل به على ثبوت ربوبيته فقال عز وجل وف أنفسكم أفل تبصرون‬
‫سورة الذاريات ‪ 21‬إل قوله وما أشبه ذلك من جلل الدلة وظواهر الجج الت يذكرها كافة ذوي العقول‬
‫وعامة من يلزمه حكم الطاب ما يطول تتبعه واستقراؤه فعن هذه المور ثبت عندهم أمر الصانع وكونه ث‬
‫بينوا وحدانيته وعلمه وقدرته با شاهدوه من اتساق أفعاله على الكمة واطرادها ف سبلها وجريها على إدللا‬
‫ث علموا سائر صفاته توقيفا عن الكتاب إل آخر كلمه وهذا ما اعترف به النظار من جيع الطوائف من‬
‫العتزلة والشعرية والكرامية وغيهم كما قال القاضي عبد البار ف أول كتابه الصنف ف تثبيت نبوة نبينا قال‬
‫المد ل‬

‫الذي من على عباده بإرسال رسله وختمهم بسيدهم ممد فأرسله بالدى ودين الق ليظهره على‬
‫الدين كله ولو كره الشركون وإنا يعرف الرسول من عرف الرسل وقد حصل لك العلم به تبارك وتعال با‬
‫ف كتاب الصباح وغيه وأجلها وأعظمها وأوضحها وأبينها ما ف القرآن ما نبه ال عليه وجعله ف عقول‬
‫العقلء فينبغي أن يراعيه ويدي النظر فيه ويواصل الفكر ف آيات ال ويعتب بالنقل والعتبار تنال العرفة‬
‫وكذلك قال الشعري ف كتابه الشهور العروف باللمع لا ذكر خلق النسان واستدل به على الالق تعال‬
‫كما قد حكينا كلمه وذكرنا كلمه وكلم القاضي أب بكر عليه وأن كلمه أجود مع أنه جعل النسان ما‬
‫يستدل على خلق جواهره بأنا ل تلو من الوادث بناء على أن الدوث الشهود إنا هو حدوث العراض‬
‫كالتأليف والتركيب وهو الراد باللق بناء على ثبوت الوهر الفرد وهذا وإن كان ضعيفا وأكثر علماء‬
‫السلمي ينازعون ف هذا فالقصود أنه استدل باللق على الالق قال القاضي أبو بكر ث قال أبو السن مؤيدا‬
‫لا ذكره من حدوث النسان وحدوث تصويره‬

‫وتعلقه بالق خلقه ومدبر دبره وقد قال تعال أفرأيتم ما تنون أأنتم تلقونه أم نن الالقون سورة‬
‫الواقعة ‪ 59 58‬فما استطاعوا بجة أن يقولوا إنم يلقون مع تنيهم الولد فل يكون ومع كراهتهم له يكون‬
‫قال وقال تنبيها للقه على وحدانيته وف أنفسكم أفل تبصرون سورة الذاريات ‪ 21‬فبي لم عجزهم‬
‫وفقرهم إل صانع صنعهم ومدبر دبرهم قال القاضي أبو بكر واعلموا أن الغرض بذكر هاتي اليتي الخبار‬
‫عن ال ف نص كتابه با دلم العقول عليه وتقريبه والتنبيه على موضع الستدلل به من جهة السمع ليكون‬
‫الرء عند ساعه أقرب إل العلم بإدراك ما يلتمس علمه وترتيب ما النظر فيه على حقه وموجبه وأن يمع لهل‬
‫التوحيد القرين بالسمع بي دلئل العقول وتنبيه السمع عليها وأن النظر ف مقدورات ال والعتبار با طريقا‬
‫إل العلم بصانعها الدبر لا والالق لعيانا قال وأما وجه التنبيه من قوله أفرأيتم ما تنون أأنتم‬

‫تلقونه أم نن الالقون سورة الواقعة ‪ 59 58‬فهو أن من سبيل الالق النشىء أن يكون ما خلقه‬
‫واقعا بقصده وإرادته وأن يد نفسه قادرة عليه وعلى إياد عينه إن كان مترعا له أو على تصويره وتطيطه إن‬
‫كان اللق تصويرا وتقديرا قال وإذا ثبتت هذه الملة وعلمنا أن وجود الولد بوجود بنيته وهيئته وليس‬
‫بقصور على إرادة الوالد ول ما يد ف نفسه القدرة عليه ثبت بذلك أن الولد الخلوق ليس من فعل الوالد‬
‫على سبيل الباشرة ول على جهة التولد عن حركاته قال وأما وجه التنبيه من قوله وف أنفسكم أفل تبصرون‬
‫سورة الذاريات ‪ 21‬رده لم إل العتبار ف أحوالم وتنقلهم من حال إل حال ومن تركيب إل تركيب‬
‫وعجيب ما قد فعل بذواتم من التصوير والتأليف وخلق الواس ومواضعها وتركيب كل عضو من أعضائهم‬
‫على صفة ما يتاج إل استعماله فيه من اليد للبطش والرجل للمشي وغي ذلك من جوارحهم وما يتجدد ف‬
‫أنفسهم من الوادث الت ل تكن ويزول عنهم من المور الت يؤثرون استدامتها مع علمهم بأن الصورة ل بد‬
‫لا من مصور وأن التأليف للدار والكتابة وضروب النسوجات والصنوعات ل بد لا ف عقولم من صانع‬
‫مؤلف وأن التغي ف صفاته مع جواز بقائه على ما يعب عنه ل بد له من ناقل نقله ومغي غيه وأنم يب أن‬
‫يعلموا بذلك أن تصوير النسان وتغيه ف الحوال الت ذكرها أول أن يتعلق بصور صوره وناقل نقله وغيه‬
‫من تركيب إل تركيب وحال إل‬

‫حال أن النسان أقرب إل علم هذا بالتنبيه من ناحية السمع عليه وأجدر أن يتحقق علم ما فيه وإن‬
‫كان لو أفرد بعقله وأحيل على صحيح نظره لقال با نبه السمع على مواضعه وإن احتاج ف ذلك إل فضل‬
‫فكر بالكد والروية وإتعاب النفس ف طلب الق قال فهذا وجه التنبيه ما تله من التنيل وذكر ف التوحيد‬
‫والعاد نوا من ذلك بلف نفي التشبيه فإنه جعله من باب ما دل القرآن عليه بالب وأما ما ذكره هو وغيه‬
‫من أنم عرفوا صدق الرسول بالعجزات ابتداء فهذا يكون على وجهي أحدها أنم عرفوا إثبات الالق‬
‫بالضرورة ث عرفوا صدق الرسول بالعجزات والثان أن يقال نفس ظهور العجزات دلت على إثبات الالق‬
‫وعلى صدق رسوله كما كان إظهار موسى لليات مثل العصا واليد دليل على الصانع وعلى صدق الرسول‬
‫ولذا لا قال له فرعون لئن اتذت إلا غيي لجعلنك من السجوني سورة الشعراء ‪ 29‬قال له موسى أو‬
‫لو جئتك بشيء مبي قال فأت به إن كنت من الصادقي فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبي ونزع يده فإذا هي‬
‫بيضاء للناظرين سورة الشعراء ‪ 33 31‬فأظهر موسى هذه اليات لا قال له فرعون لئن اتذت إلا غيي‬
‫لجعلنك من السجوني فدل ذلك على أنه أظهرها لثبات‬

‫العلم بالصانع ولصدق الرسول والدلة الدالة على صدق الرسول كثية مبسوطة ف غي هذا الوضع‬
‫وبنبوته يستدل على تفصيل صفات ال وأسائه وعلى توحيده الذي هو عبادته وحده ل شريك له وهو توحيد‬
‫اللية وكذلك على توحيد الربوبية فكل نوعي التوحيد ما يكن علمه بالسمع وهذا ما اعترف به غي واحد‬
‫من حذاق النظار وقالوا إنه يكن العلم بصدق الرسول قبل العلم بالوحدانية مع أن الطاب أراد وال أعلم بعلم‬
‫التوحيد علم صفات الرب سبحانه وأسائه فإنم يسمون ذلك علم التوحيد وذلك ما يكن معرفته بالشرع فإنه‬
‫يعلم بالفطرة وبالعقل إثبات الصانع على طريق الجال وأما تفصيل صفاته وأسائه فتعلم بالسمع وأيضا فإذا‬
‫عرف أن العلوم اللية حقيقتها موجودة عند النبياء عليهم السلم فإنم الصادقون الصدوقون فيما يبون به‬
‫من ذلك وأن الواجب تلقى ذلك عنهم كان العلم بأن هذا يستفاد من الرسول يكن إثباته با يعلم أنه رسول‬
‫وإذا علم أنه رسول تعلم منه هذا‬

‫الطلوب كما إذا عرف أن علج الرضى يؤخذ من الطباء والستفتاء يرجع فيه إل الفتي وأمر التقوي‬
‫يرجع فيه إل القومي فإذا عرف أن هذا طبيب أو مفت أو مقوم رجع إليه ف ذلك وهذا مبسوط ف غي هذا‬
‫الوضع وبي أن العلم بصدق النب له طرق متعددة فمن ادعى من التكلمي العتزلة والهمية وموافقيهم أنه ل‬
‫يكن العلم بصدقه إل بعد العلم بدوث الجسام وأن ذلك ل يعلم إل بطريقة العراض فقوله خطأ مبتدع‬
‫وهو الذي ذكر الطاب أنه ل يسلك أحد من السلف هذه الطريق وأما الطريق العقلية الت ذكرها فهي طريق‬
‫دل عليها القرآن وأرشد إليها ونبه عليها وهي الستدلل با يدونه ف أنفسهم وف سائر الصنوعات من آثار‬
‫الصنعة ودلئل الكمة الشاهدة على أن لا صانعا حكما عالا خبيا إل قوله فعن هذه الوجوه ثبت عندهم أمر‬
‫الصانع وكونه ث تبينوا وحدانيته وعلمه وقدرته با‬

‫شاهدوه من اتساق أفعاله على الكمة واطرادها ف سبلها وجريها على إدللا وهذا لن الفعل الواحد‬
‫التسق النتظم ل يكون عن اثني ول يكون إل عن عال قادر كما بي ف غي هذا الوضع فهذه الصفات‬
‫ونوها ما يعلم بالعقل قال ث علموا سائر صفاته توقيفا عن الكتاب النل وهذه كالصفات البية مثل الوجه‬
‫واليدين والستواء على العرش ونو ذلك قال الطاب فأما العراض فإن التعلق با إما أن يكون عذرا وإما أن‬
‫يكون تصحيح الدللة من جهتها عسرا متعذرا وذلك أن اختلف الناس قد كثر فيها فمن قائل ل عرض ف‬
‫الدنيا ناف لوجود العراض أصل وقائل إنا هي قائمة بأنفسها ل تالف الواهر ف هذه الصفة إل غي ذلك‬
‫من الختلف فيها وأوردوا ف نفيها شبها قوية فالستدلل با والتعلق بأدلتها ل يصح إل بعد التخلص من‬
‫تلك الشبه والنفكاك عنها والطريقة الت‬

‫سلكناها سليمة من هذه الفات برية من هذه العيوب فقد بان ووضح فساد قول من زعم وادعى من‬
‫التكلمي أن من ل يتوصل إل معرفة ال تعال وتوحيده من الوجه الذي يصححونه من الستدلل فإنه غي‬
‫موحد ف القيقة لكنه مستسلم مقلد وأن سبيله سبيل الذرية ف كونا تبعا للباء ف السلم وثبت أن قائل‬
‫هذا القول مطىء وبي يدي ال ورسوله متقدم وبعامة الصحابة وجهور السلف مزر وعن طريق السنة عادل‬
‫وعن نجها ناكب قلت وهذا الذي ذكره الطاب بي ظاهر بتقدير أن تكون تلك الطريق صحيحة ف نفسها‬
‫موصلة إل العلم فإن سلوكها والال هذه إما غرر وخطر وإما مشق صعب بل معجوز عنه فإنا تتاج إل‬
‫تصحيح مقدمات كثية دقيقة متنازع فيها وقد ل تثبت للنسان فيضل عنها فكانت بنلة من يريد الج من‬
‫طريق بعيدة موفة يكن سالكها أن يصل بعد جهد ومشقة ويكن أن‬

‫ينقطع فمثل هذه الطريق قد يعجز صاحبها وقد يضل بعد جهد ومشقة عظيمة إذا ل يكن فيها موف‬
‫وإذا كان فيها موف فقد يهلك قبل الوصول ومعلوم أن من عدل إل هذه الطريق وترك الطريق الستقيمة‬
‫الواضحة المنة اليسرة كان ظلوما جهول وأما بتقدير أن تكون طريقا فاسدة كما يعرفه من عرف حقيقتها‬
‫فإنا إما أن ل توصل إل مطلوب لن النظر ف الدليل الفاسد يستلزم الهل الركب ل مالة بل قد ل يصل‬
‫معه ل علم ول جهل وهذا حال كثي من حذاق النظار الذين سلكوها وإما أن توصل إل نقيض الق إذا‬
‫اعتقد سالكها صدق بعض مقدماتا الكاذبة وهذه حال كثي من اعتقد صحتها وعارض بوجبها صحيح‬
‫النقول وصريح العقول وهي حال أهل البدع من العتزلة والهمية ومن وافقهم على مقتضاها فإنا منشأ‬
‫ضلل ما شاء ال تعال من طوائف أهل الكلم كما قد بسط هذا ف غي هذا الوضع فالولون يبقون ف‬
‫الهل البسيط وهؤلء يصيون ف الهل الركب‬

‫قال الطاب فهذا قولم ورأيهم ف عامة السلف وجهور الئمة وفقهاء اللف فل تشتغل رحك ال‬
‫بكلمهم ول تغتر بكثرة مقالتم فإنا سريعة التهافت كثية التناقض وما من كلم تسمعه لفرقة منهم إل‬
‫ولصومهم عليه كلم يوازنه أو يقاربه فكل بكل معارض وبعض ببعض مقابل وإنا يكون تقدم الواحد منهم‬
‫وفلجه على خصمه بقدر حظه من البيان وحذقه ف صنعه الدل والكلم وأكثر ما يظهر به بعضهم على بعض‬
‫إنا هو إلزام من طريق الدل على أصول مؤصلة لم ومناقضات على مقالت حفظوها عليهم فهم يطالبونم‬
‫بقودها وطردها فمن تقاعد عن شيء منها سوه من طريق الدل منقطعا وجعلوه مبطل وحكموا بالفلج‬
‫لصمه عليه والدل ل يبي به حق ول تقوم به حجة وقد يكون الصمان على مقالتي متلفتي كلتاها باطل‬
‫ويكون الق ف ثالثة غيها فمناقضة أحدها صاحبه غي مصحح مذهبه وإن‬

‫كان مفسدا به قول خصمه لنما متمعان معا ف الطأ مشتركان فيه كقول الشاعر فيهم حجج‬
‫تافت كالزجاج تالا حقا وكل كاسر مكسور‬
‫وإنا كان المر كذلك لن واحدا من الفريقي ل يعتمد ف مقالتها الت ينصرها أصل صحيحا وإنا‬
‫هي أوضاع تتكافأ وتتقابل فيكثر القال ويدوم الختلف ويقل الصواب قال ال تعال ولو كان من عند غي‬
‫ال لوجدوا فيه اختلفا كثيا سورة النساء ‪ 82‬فأخب سبحانه أن ما كثر فيه الختلف فليس من عنده وهذا‬
‫من أدل الدليل على أن مذاهب التكلمي مذاهب فاسدة لكثرة ما يوجد فيها من الختلف الفضي بم إل‬
‫التكفي والتضليل وذلك صفة الباطل الذي أخب ال عنه ‪.‬‬
‫ث قال سبحانه ف صفة الق بل نقذف بالق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق سورة النبياء ‪18‬‬
‫قال الطاب فإن قيل دلئل النبوة ومعجزات النب ما عدا القرآن إنا نقلت إلينا من طريق الحاد دون التواتر‬
‫والجة ل تقوم بنقل الحاد على من كان ف الزمان التأخر لواز وقوع الغلط فيها واعتراض الفات من‬
‫الكذب وغيه عليها قيل هذه الخبار وإن كانت شروط التواتر ف آحادها معدومة فإن جلتها راجعة من‬
‫طريق العن إل التواتر ومتعلقة به جنسا لن بعضها يوافق بعضا ويانسه إذ كل ذلك واقع تت العجاز‬
‫والمر الزعج للخواطر الناقض لجرى العادات قال ومثال ذلك أن يروي قوم أن حات طي وهب لرجل مائة‬

‫من البل ويروي آخرون أنه وهب لرجل آخر ألفا من الغنم ويروي آخرون أنه وهب لخر عشرة‬
‫أرؤس من اليل والرقيق إل ما يشبه ذلك حت يكثر عدد ما يروى عنه فهو وإن ل يثبت التواتر ف كل واحد‬
‫منها نوعا نوعا فقد ثبت التواتر ف جنسها وحصل من جلتها العلم بأن حاتا سخي كذلك هذه المور وإن ل‬
‫يثبت لفراد أعيانا تواتر فقد ثبت برواية الم الغفي الذي ل يصى عددهم ول يتوهم التواطؤ ف الكذب‬
‫عليهم أنه قد جاء بعن معجز للبشر خارج عما ف قدرهم فصح بذلك أمر نبوته وقال الطاب أيضا فيما‬
‫ألقه بكتاب شعار الدين وبراهي السلمي الكلم الكروه الذي زجر عنه العلماء وعابوه هو التجرد‬

‫ف مذهب الكلم والتعمق فيه على الوجه الذي يذهب إليه التكلمون وذلك أنم ادعوا الوقوف على‬
‫حقائق المور من جهة العقول وزعموا أن شيئا من العلومات ل يذهب عليهم علمه ول يعجزهم إدراكه على‬
‫سبيل التحديد والتحقيق قلت هذا هو حقيقة قول من ل يعل السمعيات تفيد العلم إنا يصل العلم عنده من‬
‫جهة العقل فقط وقول من يظن أنه بجرد عقله يعرف ما جاءت به الشرائع ولذا قال المام أحد ف أول‬
‫رسالته ف السنة الت رواها عنه عبدوس بن مالك العطار ليس ف السنة قياس ول يضرب لا المثال ول تدرك‬
‫بالعقول فبي أن ما جاء به الرسول ل يوز أن يعارض بضرب المثال له ول يدركه كل أحد بقياس ول‬
‫يتاج أن يثبته بقياس بل هو ثابت بنفسه وليس كل ما ثبت يكون له نظي وما ل نظي له ل قياس فيه فل‬
‫يتاج النصوص خبا وأمرا إل قياس بلف من أراد أن ينال كل ما جاءت به الرسل بعقله ويتلقاه من طريق‬
‫القياس‬

‫كالقياس العقلي النطقي وهو قياس الشمول أو قياس التمثيل ونو ذلك فإن كل من هذا وهذا يسمى‬
‫قياسا وقد تنازع الناس ف اسم القياس هل هو حقيقة ف قياس التمثيل ماز ف قياس الشمول كما يقوله أبو‬
‫حامد الغزال وأبو ممد القدسي وغيها أو هو حقيقة ف قياس الشمول ماز ف قياس التمثيل كما يقوله أبو‬
‫ممد بن حزم وغيه أو القياس حقيقة فيهما كما يقوله المهور على ثلثة أقوال وأيضا فهم متنازعون ف‬
‫النس أيهما هو الذي يوصل إل العلم وكثي من الناس من أهل النطق اليونان ونوهم يزعم أن الوصل إل‬
‫العلم هو قياس الشمول فقط دون قياس التمثيل وكثي من أهل الكلم يرجح قياس التمثيل ويقول إن قياسهم‬
‫النطقي قياس الشمول قليل الفائدة أو عديها وحقيقة المر أن القياسي متلزمان فكل قياس شول هو‬
‫متضمن لتمثيل وكل قياس تثيل هو متضمن لشمول فإن القايس قياس التمثيل ل بد أن يعلق الكم بالوصف‬
‫الشترك فإذا قال النبيذ السكر حرام لنه مسكر فكان حراما كخمر العنب فقد علق‬

‫التحري بالسكر و بد له من دليل يدل على تعلق الكم بذلك الوصف الشترك إما بنص أو إجاع أو‬
‫غي ذلك من الطرق الدالة على أن الكم معلل بذلك الوصف الشترك بي الصل والفرع وهو الذي يسمى‬
‫جواب الطالبة فإن القايس إذا قاس توجه عليه منوع أحدها منع الكم ف الصل والثان منع ثبوت الوصل‬
‫الذي علق به الكم ف الصل والثالث منع وجوده ف الفرع وهذه السولة الثلثة قد يسهل جوابا والرابع‬
‫منع علة الوصف وهو منع كون الكم متعلقا به وهذا أعظم السولة وذلك الوصف الذي علق به الكم‬
‫يسمونه علة وسببا وداعيا وموجبا ومناطا وباعثا وأمارة وعلمة ومشتركا وأمثال ذلك ث إذا أراد الستدل أن‬
‫يصوغ هذا قياس شول قال النبيذ مسكر وكل مسكر حرام ول بد له من إثبات هذه القضية الكبى وهو قوله‬
‫كل مسكر حرام كما يتاج الول إل إثبات كون السكر هو مناط التحري والذي جعله الول مناط الكم‬
‫جعله الثان الد الوسط التكرر ف القدمتي ول بد لكل منهما من الدللة على ذلك وكل من القياسي‬
‫يتضمن حكما عاما كليا ولذا اتفق أرباب القياس الشمول النطقي على أنه لبد فيه من قضية كلية‬
‫واتفق أرباب القياس التمثيلي على أنه ل بد فيه من مشترك بي الصل والفرع والشترك هو الكلي‬
‫لكن ف قياس الشمول ل يب أن يبي ثبوت الكلي ف صورة من الصور العينة بل يقول الرجل السواد‬
‫والبياض ل يتمعان وإن ل يعي سوادا أو بياضا معيني ويقول الكل أعظم من الزء ول يعي شيئا وأما قياس‬
‫التمثيل فل بد فيه من تعيي أصل يقاس به الفرع ويثل به فيقال هذا السواد وهذا البياض ل يتمعان فكذلك‬
‫سائر السواد والبياض وهذا الكل أعظم من هذا الزء وهلم جرا ويقول أهل التمثيل هذا أنفع لن الكليات ل‬
‫وجود لا ف العيان إنا وجودها ف الذهان فإذا مثل الفرع بعي ثابت ف الارج أفاد ذلك معرفة شيء‬
‫موجود معي بلف الكلي الذي ل تتمثل أعيانه ف الارج ولذا كل متكلم ف كليات مقدرة ل يتصور‬
‫أعيانا الوجودة ف الارج فإما أن يكون كلمه قليل الفائدة بل عديها وإما أن يكون كثي الطأ والغلط وإما‬
‫أن يتمع فيه المران ويقولون أيضا إن العلم بكل واحد واحد من العيان يصل با به يصل العي‬

‫الخر فإنا إذا قلنا الكل أعظم من الزء كان علمنا بأن هذا الكل أعظم من هذا الزء كعلمنا بذلك ف‬
‫الكل الخر فلم نستفد بالقضية الكلية علما بعي إل والعلم بذلك العي مستغن عن القضية الكلية ففيه تطويل‬
‫بل فائدة ويقول أهل قياس الشمول بل قياس التمثيل ل يفيد إل بتوسط تعليق الكم بالشترك وهو الد‬
‫الوسط فل بد فيه من قضية كلية أيضا لكن قد يدعى القايس المثل تعليق الكم بالشترك بجرد التمثيل ول‬
‫يقيم دليل على أن الوصف الشترك الامع بي الصل والفرع هو مناط الكم الذي هو الد الوسط وربا‬
‫أثبت ذلك بطرق ل تفيد العلم كالستقراء الناقص الذي هو نوع السب والتقسيم ونو ذلك ففي كل من‬
‫القياسي قضية كلية لكن صاحب الشمول يثبتها وصاحب التمثيل ل يثبتها قال أصحاب التمثيل بل صاحب‬
‫الشمول ل يكنه إثباته إل بطريق التمثيل وإل فإذا نازعه النازع ف الشمول والعموم ل يكن له طريق إل ذكر‬
‫العيان بأن يقول هذا الكل أعظم من هذا‬

‫الزء وإذا قيل بل العقل يقضي بالقضية الكلية قضاء عاما قيل إنا كان ذاك بواسطة علمه بالزئيات‬
‫فيعود إل التمثيل ولذا توجد عامة قضاياهم الكلية منتقضة باطلة لنم يدعون فيها العموم بناء على ما عرفوه‬
‫من التجارب والعادات وتكون تلك منتقضة ف نفس المر كما هو الواقع فإن من قال كل نار فإنا ترق ما‬
‫لقته إنا قال لجل إحساسه با أحس به من جزئيات هذا الكلي وقد انتفض ذلك عليه بلقاتا للياقوت‬
‫والسمندل وغي ذلك وبسط الكلم ف هذا له موضع آخر والقصود هنا التنبيه على أن كل واحد من قياس‬
‫التمثيل والشمول يفيد أمرا كليا مطلقا بواسطته يصل العلم بالعينات الوجودة ف الارج ث قد يكون العلم‬
‫بتلك العينات غنيا عن ذينك القياسي والعي الذي ل نظي له ل يعلم ل بذا القياس ول بذا القياس وقد‬
‫تكون الكلية منتقضة فالقياس ل يصل بنفسه العلم بالعينات وقد ل يصل العلم به مطلقا وقد يكون كثي‬
‫النتقاض بلف النصوص النبوية فإنا ل تكون إل حقا وهي تب عن العينات على ما هي عليه وأعظم‬
‫الطالب العلم بال تعال وأسائه وصفاته وأفعاله وأمره ونيه وهذا كله ل تنال خصائصه ل بقياس الشمول ول‬
‫بقياس التمثيل فإن ال تعال ل مثل له فيقاس به ول يدخل هو‬

‫وغيه تت قضية كلية تستوي أفرادها فلهذا كانت طريقة القرآن وهي طريقة السلف والئمة أنم ل‬
‫يستعملون ف الليات قياس تثيل وقياس شول تستوي أفراده بل يستعملون من هذا وهذا قياس الول فإن ال‬
‫له الثل العلى فإذا أدخل هو سبحانه وغيه تت قضية كلية مثل أن يقال القائم بنفسه ل يفتقر إل الحل كما‬
‫يفتقر العرض مثل أو قيل كل موجود فله خاصية ل يشركه فيها غيه ونو ذلك كان هو سبحانه أحق بثل‬
‫هذه المور من سائر الوجودات فهو أحق بالغن عن الحل من كل قائم بنفسه وهو أحق بانتقاء الشارك له ف‬
‫خصائصه من كل موجود وكذلك إذا قيس قياس تثيل فكل كمال يستحقه موجود من جهة وجودة فالوجود‬
‫الواجب أحق به وكل نقص ينه عنه موجود لكمال وجوده فالوجود الواجب أحق بتنيهه عنه وهو أحق‬
‫بانتفاء أحكام العدم وأنواعه وأشباهه وملزوماته عنه من كل موجود وإذا كان المر الوجودي كالرؤية مثل‬
‫ل يتعلق إل بأمور موجودة ل يوز أن تتعلق بعدوم لن العدم ل يكون سببا ف للوجود وكان كل‬

‫ما كان أكمل وجودا كان أحق بأن يرى كان الباري سبحانه بأن يرى أحق من كل موجود وإذا كان‬
‫تعذر الرؤية أحيانا قد يكون لضعف البصار وكان ف الوجودات القائمة بنفسها ما تتعذر أحيانا رؤيته‬
‫لضعف أبصارنا ف الدنيا كان ضعفها ف الدنيا عن رؤيته أول وأول وليس القصود هنا الكلم على أعيان‬
‫السائل ولكن القصود بيان مسمى القياس وأنه وإن كان قد يصل به من العلوم أمور عظيمة فإنه ل يصل به‬
‫كل مطلوب ول يطرد ف كل شيء فطرق العلم ثلث أحدها الس الباطن والظاهر وهو الذي تعلم به المور‬
‫الوجودة بأعيانا والثان العتبار بالنظر والقياس وإنا يصل العلم به بعد العلم بالس فما أفاده الس معينا‬
‫يفيده العقل والقياس كليا مطلقا فهو ل يفيد بنفسه علم شيء معي لكن يعل الاص عاما والعي مطلقا فإن‬
‫الكليات إنا تعلم بالعقل كما أن العينات إنا تعلم بالحساس والثالث الب والب يتناول الكليات والعينات‬
‫والشاهد والغائب فهو أعم وأشل لكن الس والعيان أت وأكمل‬

‫وقد تنازع الناس ف السمع والبصر أيهما أكمل فذهبت طائفة منهم ابن قتيبة إل أن السمع أكمل‬
‫لعموم ما يعلم به وشوله وذهب المهور إل أن البصر أكمل فليس الخب كالعاين وليس كل ما يعاين يكن‬
‫الخبار عنه وليس العلم الاصل بالب كالعلم الاصل بالعيان وإن كان الب ل ريب ف صدقه لكن نفس‬
‫الرئي العاين ل يصل العلم به قبل العيان كما يصل عند العيان والتحقيق ف هذا الباب أن العيان أت وأكمل‬
‫والسماع أعم وأشل فيمكن أن يعلم بالسماع والب أضعاف ما يكن علمه بالعيان والبصر أضعافا مضاعفة‬
‫ولذا كان الغيب كله إنا يعلم بالسماع والب ث يصي الغيب شهادة والخب عنه معاينا وعلم اليقي عي‬
‫اليقي والقصود هنا أن الب أيضا ل يفيد إل مع الس أو العقل فإن الخب عنه إن كان قد شوهد كان قد‬
‫علم بالس وإن ل يكن شوهد فل بد أن يكون شوهد ما يشبهه من بعض الوجوه وإل ل يعلم بالب شيء‬
‫فل يفيد الب إل بعد الس والعقل فكما أن العقل بعد الس فالب بعد العقل والس فالخبار يتضمن هذا‬

‫وهذا وكما أنه ليس كل ما علم بالقياس والعقل والعتبار يكن الحساس بواحد واحد من أعيانه‬
‫فكذلك ليس كل ما علم بالب والسماع يكن اعتباره بالقياس إما لعدم النظي له من كل وجه وإما لغي ذلك‬
‫ث إذا كان الب صادقا ل كذب فيه أمن معه من النتقاض والفساد بلف القياس فإن كثيا ما يبن فيه على‬
‫قضايا كلية تكون منتقضة وإن كان فيه ما ليس منتقضا والقصود أنه ليس كل شيء يكن علمه بالقياس ول‬
‫كل شيء يتاج فيه إل القياس فلهذا قال الئمة ليس ف النصوصات النبوية قياس وأما كونا ل تعارض‬
‫بالمثال الضروبة فهذا هو الذي ذكرناه من أن النصوص ل يعارضه دليل عقلي صحيح أما قولم ل تدرك‬
‫بالعقول فإن نفس الغريزة العقلية الت تكون للشخص قد تعجز عن إدراك كثي من المور ل سيما الغائبات‬
‫فمن رام بعقل نفسه أن يدرك كل شيء كان جاهل ل سيما إذا طعن ف الطرق السمعية النبوية البية وهذا‬
‫هو الذي يسلكه من يسلكه من الفلسفة ومن يشبههم من أهل الكلم وهؤلء هم الذين يذكر أبو حامد‬
‫الغزال وغيه تافتهم‬

‫وتناقضهم وأن ما يدعونه من العارف اللية بعقولم جهوره باطل وإن كان قد وقع ف كلمه من‬
‫كلم هؤلء أمور قيل أنه رجع عنها ول ريب أن الرسل صلوات ال عليهم يبون اللق با تعجز عقولم عن‬
‫معرفته ول يبونم با يعلمون امتناعه فهم يبونم بحارات العقول ل بحالتا فمن أراد أن يعرف ما‬
‫أخبت به الرسل بعقله كان شبيها بن قال ال تعال فيه وإذا جاءتم آية قالوا لن نؤمن حت نؤتى مثل ما أوت‬
‫رسل ال ال أعلم حيث يعل رسالته سورة النعام ‪ 124‬وقال بل يريد كل امرىء منهم أن يؤتى صحفا‬
‫منشرة سورة الدثر ‪ 52‬قال الطاب وذهب العلماء إل خلف هذا الرأي وجعلوا العلومات قسمي قسم‬
‫يكن استدراكه وتثبته حقيقة وقسم ل يعلم إل ظاهره ول يتعرض لعلم باطنه وطلب كيفيته وانتهوا ف ذلك‬
‫إل ما نطق به الكتاب وهو قوله سبحانه وما يعلم تأويله إل ال والراسخون ف العلم يقولون آمنا به سورة‬
‫آل عمران ‪ 7‬يعلون‬
‫الوقف عند قوله إل ال ويستأنفون الكلم فيما بعده وهو مذهب الصحابة وعبد ال بن مسعود وأب‬
‫بن كعب وعائشة وابن عباس قالوا وقد حجب عنا أنواعا من العلم كعلم قيام الساعة وكعلم الروح حي‬
‫يقول ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر رب وما أوتيتم من العلم إل قليل سورة السراء ‪ 85‬وقال‬
‫تعال ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم سورة الائدة ‪ 101‬وقال ل يسأل عما يفعل وهم يسألون‬
‫سورة النبياء ‪ 23‬قلت قد ذكرنا معن لفظ التأويل ف غي هذا الوضع وأنه ف اللغة الت نزل با القرآن يراد‬
‫به حقيقة الشيء كالكيفية الت ل يعلمها إل ال كما قال مالك الستواء معلوم والكيف مهول ويراد به‬
‫التفسي وهو كقوله الستواء معلوم فإن تفسيه ومعناه معلوم ويراد به تريف الكلم عن مواضعه كتأويلت‬
‫الهمية مثل تأويل من تأول استوى بعن استول وهذا الذي اتفق السلف والئمة على بطلنه وذم أصحابه‬
‫ومثل هذا ل يقال فيه ل يعلمه إل ال بل يقال إنه باطل وتريف وكذب ولكن ف القسم الول يقال ل يعلمه‬
‫إل ال وأما القسم الثان فيعلمه ال وقد يعلمه الراسخون ف العلم‬

‫قال الطاب فلم ينته أهل التعمق من التكلمي حت تكلموا ف الروح وتكلموا ف القدر والتعديل‬
‫والتجوير وتكلموا ف النفس والعقل وما بينهما وتكلموا ف أشياء ل تعنيهم ول تدي عليهم شيئا كالكلم ف‬
‫الزء والطفرة وما أشبه ذلك من المور الت ل طائل لا ول فائدة فيها فزجر العلماء عن الوض ف هذه‬
‫المور وخافوا فتنتها والروج منها إل ما يفضي بالرء إل أنواع من الكروه من القوال الشنعة والذاهب‬
‫الفاسدة ورأوا أن يقتصروا من الكلم على ما انتهى إليه بيان الدين وتوقيف الشريعة قلت فقد ذكر الطاب‬
‫ف الكلم الذموم ما ل يدركه النسان بعقله وما ل فائدة فيه وما ل يدركه النسان بعقله إذا تكلم فيه تكلم‬
‫بل علم والكلم بل علم ذمه ال ف كتابه وما ل فائدة فيه هو من باب ما ل يعن النسان ول يفيده ومن باب‬
‫العلم الذي ل ينفع وقد استعاذ النب من علم ل ينفع ولذا يقال العلم ما قام عليه الدليل والنافع منه ما جاء به‬
‫الرسول وهذان النوعان ها اللذان يذكرها أبو حامد وغيه ف وصف غي العلوم الشرعية فيقول هي بي علوم‬
‫صادقة ل منفعة فيها ونعوذ بال من علم ل ينفع وبي ظنون كاذبة ل ثقة با وإن بعض الظن إث فالول‬
‫كالعلم بدقائق اليئة وحركات الكواكب وغي ذلك ما هو بعد التعب الكثي ل يفيد إل تضييع الزمان‬
‫وتعذيب اليوان‬

‫والثان كالعلم بأحكام النجوم الت غالبها ظنون ل تغن من الق شيئا والطأ فيها أكثر من الصواب‬
‫والكذب فيها أكثر من الصدق وهذان النوعان غي ما ذكر أول ذمه لا فيه من الطر والعسر والعجز وهذه‬
‫الثلثة غي ما هو كذب ف نفسه وباطل فإن هذا هو الكلم الذموم ف نفسه فما كان كذبا غي مطابق للحق‬
‫فهو مذموم ف نفسه بلف ما فيه عسر وهو حق فإن هذا وإن ذم من وجه فقد يمد من وجه آخر بلف ما‬
‫ل يدركه النسان أو ما ل فائدة فيه فإن هذا قد يقال إن مضرته تضييع الزمان من جنس اللعب واللهو الذي‬
‫ل ينفع أو من جنس البطالة وتضييع الزمان لكن مت أفضى بصاحبه إل اعتقاد الباطل حقا والكذب صدقا‬
‫كان من القسم الذموم بنفسه وكل كلم ناقض نصوص النبياء فإنه من الكلم الذموم بنفسه وهو باطل قطعا‬
‫وأما قوله وتكلموا ف الروح والقدر والتعديل والتجوير والعقل والنفس فقد يظن أن الكلم ف هذا مذموم‬
‫مطلقا وليس كذلك بل الكلم ف ذلك وغيه بالق النافع ل يذم وإنا يذم الكلم الباطل والكلم بل علم‬
‫والكلم الق لن يعجز عن معرفته كما قال ابن مسعود ما من رجل يدث قوما حديثا ل تبلغه عقولم إل‬
‫كان فتنة لبعضهم وقال علي رضي ال عنه حدثوا الناس با يعرفون‬

‫ودعوا ما ينكرون أتريدون أن يكذب ال ورسوله وأما الكلم الق النافع فهو ممود غي مذموم قال‬
‫الطاب ث إن الكتاب والسنة ل يستوفيا بيان جيع ما يتاج الناس إليه نصا وتسمية فاحتجنا إل انتزاع أحكام‬
‫الوادث ف ضمن الساء والنصوص من طريق العان والعقول من النصوص فاستنبطه العلماء وتكلموا فيه من‬
‫طريق القياس ول يتجاوزوه إل الكلم فيما ل أصل له من الكتاب والسنة ول يتعرضوا لا ورد الكتاب ث‬
‫السنة بالزجر عنه وعن الوض فيه وكان هذا موضع الفرق بي الكلمي قال وقد أشار الشافعي إل هذه‬
‫الملة وأبان عنها با زجر عنه من النظر ف الكلم وعابه من مذاهب التكلمي وبا زجر عنه من التقليد وجب‬
‫عليه من النظر والستدلل فعلمنا أن الذي زجر عنه ليس هو الذي أمر به وتبينا أن له ف الصول مذهبا ثالثا‬
‫ليس بالتقليد ول بالتجريد لذاهب القتحمي ف غمرات الكلم والائضي ف أوديته وإنا هو الستدلل‬
‫بعقول أصول‬

‫الدين الت مرجعها إل علوم الس ومقدماتا والنظر التعلق بالصول الت هي الكتاب والسنة الصحيحة‬
‫الت ينقطع العذر با قال ونن ل نعد فيما أوردناه من الكلم ف كتاب شعار الدين هذه الملة وإن كان‬
‫الذي عبناه ف مسألة الغنية عن الكلم هو الذهب الخر الذي تقدم ذكرنا له وهو مذهب الغلو والفراط وما‬
‫يقابله من مذاهب من يرى التقليد ول يقول بجج العقول فهو ف التفريط والتقصي مواز لذاهب التكلمي ف‬
‫الغلو والفراط والطريقة الثلى هي القصد والعتدال وهو ما نتاره ونذهب إليه قال وسبيل ما نأتيه ونذره من‬
‫هذا الباب سبيل القياس فإنا نستعمله ف مواضع ونأباه ف مواضع فل يكون ذلك منا مناقضة وكذلك ما نطلقه‬
‫من جواز الكلم ف موضع وكراهته ف موضع آخر والصل ف مذاهب الناس كلهم ثلث مقالت القول‬
‫بالس حسب وهو مذهب الدهرية فإنم قالوا با يدركه الس ول يقولوا بعقول ول خب وقال قوم بالس‬
‫والعقول حسب ول يقولوا بالب وهو مذهب الفلسفة لنم ل يثبتون‬
‫النبوة وقال أهل القالة الثالثة بالس والنظر والثر وهم جاعة السلمي وهو قول علمائنا وبه نقول‬
‫قلت تفصيل مقالت الناس مبسوط ف غي هذا الوضع فإن الدهرية ل تنكر جنس العقول بل تنكر من العقول‬
‫ما ل يكون جنسه مسوسا وهذا فيه كلم مبسوط ف غي هذا الوضع وإنا كفروا بإنكارهم الغيب الذي‬
‫أخبت به الرسل والفلسفة أيضا ل تنكر جنس الب بل تقول بالخبار التواترة وغيها ولكن ينكرون‬
‫استفادة المور الغائبة بأخبار النبياء وهم قد يعظمون النبياء صلوات ال عليهم ويوجبون اتباع شرائعهم‬
‫ويأمرون بقتل من يرج عنها لكن يعلون مقصودها هو إقامة مصال الناس ف دنياهم بالعدل الذي شرعته‬
‫النبياء وأما المور اللية والعاد ونو ذلك فيزعمون أنم ل يبوا عنها با يصل به العلم ولكن خاطبوا‬
‫الناس فيه بطريق التخييل وضرب الثل الذي ينتفع به المهور وحقيقة قولم هو ما ذكره الطاب من أنم ل‬
‫يعلون خب النبياء طريقا إل العلم وقد ذكرنا من كلم من دخل معهم ف هذا الصل الفاسد من النتسبي‬
‫إل السلمي ما تبي به هذا الصل وبينا من ضللم وكذبم ف هذا القول ما قد بسط ف موضعه‬

‫وحقيقة ما يزعمونه ف العقول إنا هو أمور ذهنية كلية قائمة ف الذهن ل حقيقة لا ف الارج وما‬
‫يثبتونه من الجردات العقليات بل وواجب الوجود الذي يثبتونه وغي ذلك يعود إل هذا ومن هنا استطال‬
‫عليهم إخوانم الفلسفة الطبيعية والدهرية فإن أولئك ل ينكروا مثل هذه العقليات ولكن أنكروا وجود هذه‬
‫ف الارج وادعوا أن كل موجود ف الارج فل بد أن يكن إحساسه والفريقان جيعا كذبوا بالكتاب وبا‬
‫أرسل ال به رسله من الخبار بالغيب إل من كان منهم من الصابئة النفاء الذين يؤمنون بال واليوم الخر‬
‫ويعملون صالا فأولئك هم سعداء ف الخرة كما قال تعال إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى‬
‫والصابئي من آمن بال واليوم الخر وعمل صالا فلهم أجرهم عند ربم ول خوف عليهم ول هم يزنون‬
‫سورة البقرة ‪ 62‬وأما الصابئة الشركون الذين يعبدون الكواكب والوثان ونوهم من الفلسفة الشركي‬
‫فهؤلء كفار كسائر الشركي والفلسفة اليونانية فلسفة الشائي عامتها من هذه الفلسفة فإن اليونان كانوا‬
‫مشركي يعبدون الكواكب والوثان وف مقالتم حق وباطل كما ف مقالت مشركي العرب والند وغيهم‬
‫من أصناف الشركي وهذا مبسوط ف موضعه‬

‫وأما ما ذكره الطاب من القياس والعتبار ف الحكام الشرعية وأن الكتاب والسنة ل يستوفيا بيان‬
‫جيع ما يتاج إليه الناس نصا فهذا كلم ف القياس العملي الشرعي وهو مبسوط ف موضعه والناس ف هذا‬
‫بي إفراط وتفريط كما هم كذلك ف القياس العقلي البي فطائفة تزعم أن أكثر الوادث ل تتناولا‬
‫النصوص بل إنا تعلم بالقياس وطائفة بآرائهم يزعمون أن القياس كله باطل حت يردون الستدلل السمى‬
‫بتنقيح الناط ويردون قياس الول وفحوى الطاب والعلة النصوصة ويرجعون إل العموم واستصحاب الال‬
‫وكل من الطائفتي مطئة غالطة فإن الطائفة الول بست الكتاب والسنة حقهما وقصرت ف معرفتهما‬
‫وفهمهما واعتصمت بأنواع من القيسة الطردية الت ل تغن من الق شيئا أو بتقليد قول من ل تعرف حجة‬
‫قائله وكثيا ما تد هؤلء إذا فتشت حجتهم إنا هي مرد دعوى بأن يظن أحدهم أن الكم الثابت ف‬
‫الصل معلق بالوصف الشترك من غي دليل يدله على ذلك بل بجرد اشتباه قام ف نفسه‬

‫أو بجرد استحسان ورأي ظن به أن مثل ذلك الكم ينبغي تعليقه بذلك الوصف وأحدهم يبن الباب‬
‫على مثل هذه القواعد الت مت حوقق عليها سقط بناؤه وربا تسكوا من الثار الضعيفة با يعلم أهل العرفة‬
‫بالثر أنه من الوضوع الكذوب فضل عن أن يكون من كلم العصوم وقد يتمسكون با يظهر لم من ألفاظ‬
‫العصوم ول تكون دالة على ما فهموه واما الطائفة الثانية فتعتصم من استصحاب الال ونفي الكم لعدم‬
‫دليله ف زعم أحدهم مع ظهور الدلة الشرعية با يبي به فساد قولا ويفرق بي التماثلي تفريقا ل يأت به‬
‫عاقل فضل عن نب معصوم وتمد على ما تراه ظاهر النص مع خطائها ف فهم النص ومراد قائله وتسلب‬
‫الشريعة حكمها وماسنها ومعانيها وتضيف إل ال ورسوله من الكم الناف للعدل والحسان ما يب أن ينه‬
‫عنه اللك العادل والرجل العاقل والناس كلهم متفقون على الجتهاد والتفقه الذي يتاج فيه إل إدخال‬
‫القضايا العينة تت الحكام الكلية العامة الت نطق با الكتاب والسنة وهذا هو الذي يسمى تقيق الناط‬
‫كالجتهاد ف تعيي القبلة عند الشتباه والجتهاد ف عدل الشخص العي والنفقة بالعروف للمرأة العينة‬
‫والثل لنوع الصيد أو للصيد لعي والثل الواجب ف إتلف الال العي وصلة الرحم الواجبة ودخول أنواع‬

‫من السكرات ف اسم المر وأنواع من العاملت ف اسم الربا واليسر وأمثال ذلك ما فيه إدخال‬
‫أعيان تت نوع وإدخال نوع خاص تت نوع أعم منه فهذا الجتهاد ما اتفق عليه العلماء وهو ضروري ف‬
‫كل شريعة فإن الشارع غاية ما يكنه بيان الحكام بالساء العامة الكلية ث يتاج إل معرفة دخول ما هو‬
‫أخص منها تتها من النواع والعيان وقد احتج من احتج من الئمة الثبتي للقياس عليه بثل هذا القياس‬
‫وأن القرآن العزيز ورد بثل هذا ف القبلة وجزاء الصيد وعدل الشخص ونو ذلك وهذا ل حجة فيه فإن مثل‬
‫هذا ل نزاع فيه وهو ضروري ل بد منه ول يكن إثبات حكم النوع أو عي إل بثل هذا ونفاة القياس ل‬
‫يسمونه قياسا وإن ساه السمى قياسا كان نزاعا لفظيا والتحقيق أن دخول العيان ف العن العام الذي دل‬
‫عليه الطاب هو من قياس الشمول وأن تثيل بعض العيان والنواع ببعض هو من قياس التمثيل لكن شول‬
‫اللفظ لذا ولذا بطريق العموم يغن عن قياس التمثيل‬
‫ونفاة القياس العروفون بالسنة ل ينازعون ف العموم وإن ساه السمى قياسا كليا بل هو عمدتم‬
‫وعصمتهم هو واستصحاب الال فهذا نوع ومن نازع ف القياس والعموم جيعا كما فعل ذلك من فعله من‬
‫الرافضة فهؤلء سدوا على أنفسهم طريق معرفة الحكام فلهذا يتجون با يزعمون أنه قول العصوم ومن‬
‫الناس من يظن أن العلة النصوصة هي السماة بتحقيق الناط وهي داخلة فيه وليس كذلك فإن هذه فيها نزاع‬
‫وهنا نوع ثان يسمى تقيق الناط وهو أن يكون الشارع قد نص على الكم ف عي معينة وقد علم بالنص‬
‫والجاع أن الكم ل يتص با بل يتناولا وغيها فيحتاج أن ينقح مناط الكم أي ييز الوصف الذي تعلق‬
‫به ذلك الكم بيث ل يزاد عليه ول ينقص منه وهذا كأمره للعراب الذي استفتاه لا جامع امرأته ف‬
‫رمضان بالكفارة ث لا أتى بالعرق قال أطعمه أهلك وأمره لن سأله عن فأرة وقعت ف سن بأن تلقى وما‬
‫حولا ويأكل السمن وأمره لن سأل عمن أحرم بعمرة وعليه جبة وهو متضمخ بلوق أن ينع عنه البة‬
‫ويغسل اللوق ويصنع ف‬

‫عمرته ما كان صانعا ف حجته وأمره لن ابتاع صاعا جيدا من التمر بصاعي من الرديء أن يبيع‬
‫الرديء بدراهم ث يبتاع با جيدا ومثل أمره لبيرة لا عتقت أن تتار ومثل رجه لاعز والغامدية وقطعه لسارق‬
‫رداء صفوان والخزومية وغيها وأمثال ذلك فإنه من العلوم لميع العلماء أن حكم النب ليس مصوصا بتلك‬
‫العيان بل يتناول ما كان مثلها لكن يتاجون إل معرفة مناط الشترك الذي به علق الشارع الكم وهذا قد‬
‫يكون ظاهرا وقد يكون خفيا فالظاهر مثل كون سبب الرجم هو زنا الحصن وسبب القطع هو السرقة والفي‬
‫مثل كون الكفارة وجبت لصوص الماع أو لعموم الفطار وهل وجبت لنوع من الفطار أو لنسه وهل‬
‫وجب لوقاع ف صوم صحيح ف رمضان أو لوقاع ف صوم واجب ف رمضان سواء كان صحيحا أو فاسدا‬
‫كما يب ف الحرام الواجب سواء كان صحيحا أو فاسدا فهذا ما تنازع فيه الفقهاء وكذلك لا أجاب عن‬
‫الفأرة الت وقعت ف السمن فل ريب أن الكم ليس مصوصا بتلك الفأرة والسمن ول بنوع من الفأر ونوع‬
‫من السان فل بد من إثبات حكم عام وهذا النوع يقر به كثي من منكري القياس أو أكثرهم وكثي من‬
‫الفقهاء ل يسميه قياسا بل يثبتون به الكفارات والدود وإن كانوا ل يثبتون ذلك بالقياس فإنه‬

‫هنا قد علم يقينا أن الكم ليس مصوصا بورد النص فل يوز نفيه عما سواه بالتفاق كما يكن‬
‫ذلك ف صور القياس الحض السمى بتخريج الناط فإنه لا نى عن التفاضل ف الصناف الستة ل يعلم أن‬
‫حكم غيها حكمها إل بدليل يدل على ذلك ولذا كان بعض نفاة القياس لا حكموا ف مثل هذا بأن الكم‬
‫مصوص بفأرة وقعت ف سن دون سائر اليتات والنجاسات الواقعة ف سائر الائعات ظهر خطاؤهم يقينا فإن‬
‫الشارع صلوات ال عليه ل يعلق الكم ف خطابه بفأرة وقعت ف سن ولكن السائل سأله عن ذلك والسائل‬
‫إذا سأل عن حكم عي معينة أو نوع باسه ل يب أن يكون الكم معلقا متصا با سأل عنه السائل بل قد‬
‫يكون ما سأل عنه السائل داخل ف حكم عام كما أنه إذا سئل عن عي معينة ل يكن الكم مصوصا بتلك‬
‫العي ولفرق بي أن يسأل عن عي أو نوع فليس ف جوابه ما يقتضي اختصاص الكم بورد السؤال فهذا من‬
‫أعظم الغلط وهنا يظهر تفاضل العلماء با آتاهم ال من العلم فمن استخرج الناط الذي دل عليه الكتاب‬
‫والسنة دل على فهمه لراد الرسول مثل أن يقول القائل الكم هنا ليس متعلقا بجرد اليتة بل بالبيث الذي‬
‫قال ال تعال فيه ويل لم الطيبات ويرم عليهم البائث سورة العراف ‪ 157‬فإن اليتة وإن‬

‫شاركت النير والدم ف التحري فقد شل الميع اسم البيث فالتحري متناول للوصف العام ليس‬
‫مصوصا بنوع من النواع وكلم الرسول ليس فيه دليل على الختصاص بنوع لتعلق الكم بالوصف العام‬
‫الشترك وهو البث فيكون البيث الامد الواقع ف السمن حكمه حكم الفأرة سواء كان دما أو ميتة‬
‫متجسدة ونو ذلك ث ينظر ف السمن فيعلم أنه ل اختصاص ف الشرع له بذلك بل سائر الدهان كذلك ث‬
‫سائر الائعات كذلك ث يبقى النظر هل يفرق بي الاء وسائر الائعات أو يسوى بينهما وهل يفرق بي الامد‬
‫والائع أو يسوى بينهما وهل يفرق بي القليل والكثي أو يسوى بينهما هذا من الواضع الفية الت تنازع فيها‬
‫العلماء والقصود هنا أن مثل هذا ل يرده إل جهلة نفاة القياس وكذلك العلة النصوصة وكذلك القياس ف‬
‫معن الصل وقياس الول وأما القياس الذي يستخرج علة الصل فيه بالناسبة فهذا مل اجتهاد ولذا تنازع‬
‫الفقهاء القياسون من أصحاب أحد وغيهم ف ذلك فمنهم من ل يقول إل بالعلة النصوصة ومنهم من يقول‬
‫بالؤثر‬

‫وهو ما نص على تأثيه ف نظي ذلك الكم كالصغر فإنه قد علم أن الشارع علق به ولية الال فإذا‬
‫علق به ولية النكاح كان هذا إثباتا لعلة هذا الكم بنظيه الؤثر وأما إذا ل يكن مؤثرا فهو الذي يسمونه‬
‫الناسب الغريب وفيه قولن مشهوران فإنه استدلل على أن الشرع علق الكم بالوصف لجرد ما رأيناه ف‬
‫الصلحة ومن تدبر الدلة الشرعية منصوصها ومستنبطها تبي له أن القياس الصحيح هو التسوية بي التماثلي‬
‫وهو من العدل الذي أمر ال به ورسوله وأنه حق ل يوز أن يكون باطل فإن الرسول بعث بالعدل فلم يسو‬
‫بي شيئي ف حكم إل لستوائهما فيما يقتضي تلك التسوية ول يفرق بي اثني ف حكم إل لفتراقهما فيما‬
‫يقتضي ذلك الفرق ول يوز أن يتناقض قياس صحيح ونص صحيح كما ل يتناقض معقول صريح ومنقول‬
‫صحيح بل إذا ظن بعض الناس تعارض النص والقياس كان أحد المرين لزما إما أن القياس فاسد وإما أن‬
‫النص ل دللة له ومع هذا فالكتاب والسنة بينا جيع الحكام بالساء العام لكن يتاج إدخال العيان ف‬
‫ذلك إل فهم دقيق ونظر ثاقب لدخال كل معي تت نوع وإدخال ذلك النوع تت نوع آخر بينه الرسول‬
‫وحينئذ فكل من الوادث شلها خطاب الشارع وتناولا العتبار الصحيح وخطاب الشارع العام‬
‫الشامل دل عليها بطريق العمومم الذي يرجع إل تقيق الناط وهو ف معن قياس الشمول البهان والعتبار‬
‫الصحيح تناولا بطريق قياس التمثيل الذي يتضمن التسوية بي التماثلي والفرق بي الختلفي والتماثل‬
‫والختلف ثابت ف نفس المر وقد نصب ال عليه أدلة تدل عليه وكما أن القياس الشمول والتمثيلي‬
‫يرجعان إل أصل واحد ول يوز تناقضهما إل مع فسادها أو فساد أحدها فكذلك الطاب العام والعتبار‬
‫الصحيح يرجعان إل أصل واحد ول يوز تناقضهما إل لفساد دللتهما أو دللة أحدها وهذا تنبيه على‬
‫مامع نظر الولي والخرين ف جيع استدللم ومن تبصر ف ذلك وفهمه وعلم ما فيه من الحاطة تبي له أن‬
‫دلئل ال تعال ل تتتناقض وأن ما جاء به الرسول هو الق الوافق لصرائح العقول وأن ما شرعه للعباد هو‬
‫العدل الذي به صلح العاش والعاد وإن فهم مع ذلك مسألة التحسي والتقبيح العقلي وارتباطها بسألة‬
‫الناسبات ورجوع جنس التحسي والتقبيح إل حصول الحبوب ودفع الكروه وهو العروف والنكر كما‬
‫يرجع جنس الب إل الوجود والعدم وأن هذا يرجع إل الق النافع وف مقابلته الباطل الذي ل ينفع وهذا‬
‫يرجع إل الق‬

‫الوجود وف مقابلته العدوم تبي له أيضا تناسب جيع العلوم الصحيحة والوجودات العتدلة والشرائع‬
‫اللية وأعطى كل ذي حق حقه وال يقول الق وهو يهدي السبيل سورة الجزاب ‪ 4‬ومن ل يعل ال له‬
‫نورا فما له من نور سورة النور ‪ 40‬وإذا أحسن العتبار تبي له ما ف منطق اليونان وفلسفتهم من الصواب‬
‫والطأ ف الد والبهان ل سيما ف مواد القياس والبهان وتبي له كثي من خطأهم ف التفريق بي التماثلي‬
‫والتسوية بي الختلفي مثلما ذكروه ف مواد البهان من قبول بعض القضايا الت سوها يقينية واعتقدوها كلية‬
‫وليس المر كذلك وردهم لبعض القضايا الت سوها مشهورات ووهيات مع كونا قد تكون أقوى من كثي‬
‫من القضايا الت سوها يقينية كما قد ذكر ف غي هذا الوضع فهذا لعة من كلم علماء الكلم وغيهم ف‬
‫طريقة العراض ونوها‬

‫فصل وأما كلم الفلسفة ف هذا الباب فقال القاضي أبو الوليد بن رشد الفيد ف كتابه العروف‬
‫بالصول ف العقائد قد رأيت أن أفصح ف هذا الكتاب عن الظاهر من العقائد الت قصد الشرع حل المهور‬
‫عليها ونتحرى ف ذلك كله مقصد الشارع بسب الهد والستطاعة فإن الناس قد اضطربوا ف هذا العن كل‬
‫الضطراب ف هذه الشريعة حت حدثت فرق ضالة وأصناف متلفة كل واحد منهم يرى أنه على الشريعة‬
‫الول وأن من خالفه إما مبتدع وإما كافر مستباح الدم والال وهذا كله عدول عن مقصد الشارع وسببه ما‬
‫عرض لم من الضلل عن مقصد فهم الشريعة وأشهر هذه الطوائف ف زماننا هذا أربعة الطائفة الت تسمى‬
‫بالشعرية والت تسمى بالعتزلة والطائفة الت تسمى بالباطنية والطائفة الت تسمى بالشوية وكل هذه الطوائف‬
‫قد اعتقدت ف‬

‫ال اعتقادات متلفة وصرفت كثيا من ألفاظ الشرع عن ظاهرها إل تأويلت نزلوها ف تلك‬
‫العتقادات وزعم كل منهم أن اعتقاده هو الشريعة الول الت قصد بالمل عليها جيع الناس وأن من زاغ‬
‫عنها فهو إما كافر وإما مبتدع وإذا تؤملت جيعها وتؤمل مقصد الشرع ظهر أن جلها أقاويل مدثة وتأويلت‬
‫مبتدعة وأنا أذكر ما ذلك من ايري مرى العقائد الواجبة ف الشرع الذي ل يتم اليان إل به وأترى ف‬
‫ذلك مقصد الشارع دون ما جعل أصل ف الشرع وعقيدة من عقائده من قبل التأويل الذي ليس بصحيح‬
‫وأبدأ من ذلك بتعريف ما قصد الشارع أن يعتقده المهور ف ال تبارك وتعال والطرق الت سلك بم ف‬
‫ذلك وذلك ف الكتاب العزيز ونبتدي من ذلك بعرفة الطريق الت تفضي إل وجود الصانع إذ كانت أول‬
‫معرفة يب أن يعلمها الكلف وقبل ذلك فينبغي أن‬

‫نذكر آراء تلك الفرق الشهورة فنقول أما الفرقة الت تدعى بالشوية فإنم قالوا إن طريق معرفة وجود‬
‫ال سبحانه هو السمع ل العقل أعن أن اليان بوجوده الذي كلف الناس التصديق به يكفي فيه أن يتلقى من‬
‫صاحب الشرع ويؤمن به إيانا كما يتلقى منه أحوال العاد وغي ذلك ما ل مدخل للعقل فيه قال وهذه‬
‫الفرقة الظاهر منها أنا مقصرة عن مقصود الشرع ف الطريق الت نصبها للجميع مفضية إل معرفة وجود ال‬
‫تبارك وتعال قلت ليس القصود هنا الكلم على كل ما يقوله هذا الرجل فإن حصره للمسلمي ف هذه‬
‫الطوائف الربع تقصي منه إذ السلف والئمة وخيار السلمي ليس منهم واحد من هذه الطوائف فإن العتزلة‬
‫قد عرفت بدعتهم عند السلمي والشعرية جاءوا بعدهم وما كان ف كلمهم من حق فهو قول السلف‬
‫والئمة وما كان فيه من باطل فهو ما أحدث كأقوال العتزلة وغيهم‬

‫وأما الباطنية فهم أبعد عن السلف والئمة من هؤلء وهؤلء وأما الذين ساهم بالشوية فهذا الذي‬
‫ذكره عنهم إن أريد به أن اليان بوجود الرب تبارك وتعال يكفي فيه مرد إخبار من ل يعلم صدقه بعد فهذا‬
‫قول ل يقوله عاقل يعقل ما يقول فضل عن أن يكون هذا قول طائفة لا قول أو قول سلف المة وأئمتها‬
‫ولكن غاية ما قد يقال إن الزم بوجود الرب تعال يكفي ف اليان بأي طريق من الطرق حصل ذلك وقد‬
‫تنازع الناس ف الزم هل يكن أن يكون بغي علم أم ل وهل يصل اليان بدون العلم به أم ل وإذا حصل‬
‫اليان بدون العلم فهل يب بعد ذلك طلب العلم به أم ل وتنازعوا ف العلم به هل يصل ضرورة وموهبة أم‬
‫ل يصل إل كسبا ونو ذلك من السائل الت ليس هذا موضعها وكذلك العلم بصدق الرسول أو غيه من‬
‫الخبين له طرق متنوعة ليس هذا موضعها فغي الرسول إذا أخب بشيء قد يعلم صدقه بوجوه متنوعة فالرسول‬
‫أول أن يعلم صدقه كذلك وقد يفرق ف التصديق بي شخص وشخص فهذا وأمثاله ما يقوله من يتكلم ف‬
‫العلم‬

‫فهؤلء قد يقولون العلم بوجود الرب هو فطري ضروري ل يتوقف على النظر والعلم بصدق الرسول‬
‫مع ما يقترن برسالته من آيات الصدق الت تصل أيضا بالضرورة وإذا حصل العلم بالصانع تعال وبالرسول‬
‫بعلوم ضرورية أمكن بعد هذا أن يعلم تفصيل العرفة بال وصفاته وغي ذلك بطريق السماع من الرسول وما‬
‫يبي هذا أن الذين خاطبهم الرسول كان عامتهم مقرين بالصانع وكانت آيات رسالته وأعلم نبوته أظهر عند‬
‫طالب الق من أن تفى على عاقل وأيضا فقد يقال إن من الناس من يصل له العلم بال الرسول وأنه عال‬
‫صادق فيما يذكره من العلوم اللية والعارف الدينية ث يعرف من الرسول هذه العلوم كما قد يسلكه أبو‬
‫حامد وهذا الرجل وغي واحد ف العلم بالنبوة فيقولون نعلم أن هذا نب كما نعلم أن هذا طبيب وأن هذا‬
‫شاهد عدل وأن هذا أمي وسائر الصناعات‬

‫فإنه إذا علم وجود النوع كان العلم بأن هذا الشخص من أهل هذا النوع له طرق متنوعة فهذه طريق‬
‫تعرف به نبوة النب قبل العلم بتفصيل العلوم اللية والدينية وبالملة فالعلم بنبوة النب لا طرق كثية قد‬
‫ذكرت ف غي هذا الوضع فالذين يسلكون ف معرفة ال تعال طريق السماع والب الجرد يعرفون صدق النب‬
‫أول ث يعلمون ببه ما أخب به والعلم بصدق النب ليس موقوفا على إثبات القدمات الت يذكرها كثي من‬
‫أهل الكلم كالعتزلة ومن تبعهم لا سلكوا ف ذلك طريق إثبات حدوث الجسام با ادعوه من التركيب وبا‬
‫اتصفت به من الختصاص وبا قام با من العراض والوادث وظنوا أنه ل طريق إل العلم بصدق الرسول إل‬
‫هذه أخذوا يشنعون على من ل يسلك هذه الطرق أو قال ما يناقض مقدماتا وقد عرف بطلن طريقهم شرعا‬
‫وعقل ولم ولنحوهم من أهل الكلم الباطل تشنيعات على أهل الماعة‬

‫وقد تقدم من كلم أب سليمان الطاب وغيه ف الغنية عن الكلم وأهله وبيان طريق العرفة ما يتعلق‬
‫بذا الوضوع ومثل هذا موجود ف كلم عامة أئمة السلمي فإنم يذمون الطريق الت أحدثها أهل الكلم‬
‫كالعتزلة ونوهم ولكن هؤلء الذين ابتدعوها يذمون من ل يسلكها من عوام السلمي وعلمائهم ويسمونم‬
‫حشوية فإن لفظ الشوية أول ما عرف الذم به من كلم العتزلة ونوهم رووا عن عمرو بن عبيد أنه قال كان‬
‫عبد ال بن عمر حشويا وهم يسمون العامة الشو كما تسميهم الرافضة والفلسفة المهور ويسمون مذهب‬
‫الماعة مذهب الشو فلما كان السلف والئمة يردونم إل الشرع وظنوا هم أن الشرع ل يدل إل بجرد‬
‫خب الرسول قالوا بطريق اللزام فيلزم أن يكون وجود الصانع تعال يكفي فيه مرد خب الرسول بوجوده‬
‫وكان هذا من تقصيهم ف معرفة الشرع فإن الشرع يتضمن بيان الدلئل العقلية الت يتاج إليها وينتفع با ف‬
‫هذا الباب وقد اعترف بذلك أئمة طوائف الكلم والفلسفة الذين يقولون ل تعرف إل بالعقل بل الذين‬
‫يقولون بأن وجودب العرفة والنظر ثابت ف العقل كما سنذكر إن شاء ال تعال بعض كلمهم ف ذلك فإن‬

‫الكتاب والرسول وإن كان يب أحيانا بب مرد كما يأمر أحيانا بأمر مرد فهو يذكر مع إخباره عن‬
‫ال تعال وملئكته وكتبه ورسله من الدللة والبيان والدى والرشاد ما يبي الطرق الت يعلم با ثبوت ذلك‬
‫وما يهدى القلوب ويدل العقول على معرفة ذلك ويذكر من اليات والمثال الضروبة الت هي مقاييس عقلية‬
‫وبراهي يقينية ما ل يكن أن يذكر أحد من أهل الكلم والفلسفة ما يقاربه فضل عن ذكر ما ياثله أو يفضل‬
‫عليه ومن تدبر ذلك رأى أنه ل يذكر أحد طريقا عقليا يعرف به وجود الصانع أو شيء من أحواله من أهل‬
‫الكلم والفلسفة إل وقد جاء القرآن با هو خي منه وأكمل وأنفع وأقوى وأقطع بتقدير صحة ما يذكره‬
‫هؤلء‬
‫فصل وما يبي أصل الكلم ف هذا القام أنه قد تنازع الناس ف أصل العرفة بال هل تصل ضرورة‬
‫ف قلب العبد أو ل تصل إل بالنظر أو تصل بذا تارة وهذا تارة فذهب كثي من أهل الكلم من العتزلة‬
‫والشعرية ومن وافقهم من الطوائف من أصحاب أحد ومالك والشافعي وأب حنيفة‬

‫وغيهم إل أنا ل تصل إل بالنظر وهؤلء يقولون ف أول واجب على العبد هل هو النظر‬
‫والستدلل الؤدي إل معرفة ال أو العرفة وقد تنازعوا ف ذلك على قولي ذكرها هؤلء الطوائف من‬
‫أصحاب أحد وغيهم والناع لفظي فإن النظر واجب وجوب الوسيلة من باب ما ل يتم الواجب إل به‬
‫والعرفة واجبة وجوب القاصد فأول واجب وجوب الوسائل هو النظر وأول واجب وجوب القاصد هو‬
‫العرفة ومن هؤلء من يقول أول واجب هو القصد إل النظر وهو أيضا نزاع لفظي فإن العمل الختياري‬
‫مطلقا مشروط بالرادة وحكى عن أب هاشم أنه قال أول الواجبات الشك وقال كثي من أهل الكلم‬
‫والصوفية والشيعة وغيهم إن العرفة يبتديها ال اختراعا ف قلوب العقلء البالغي من غي سبب يتقدم وغي‬
‫نظر وبث وأنا تقع ضرورة ويذكر ذلك عن صال قبة وفضل الرقاشي وغيها‬

‫وعن الاحظ أنه قال معرفة ال ضرورية وأنا تقع ف طباع نامية عقب النظر والستدلل وأن العبد‬
‫غي مأمور با ويذكر نو ذلك عن ثامة بن أشرس وذكروا عن الهم أنه قال معرفة ال واقعة باختيار ال ل‬
‫باختيار العبد لن العبد ل يفعل شيئا وقال جهور طوائف السلمي يكن أن تقع ضرورة ويكن أن تقع بالنظر‬
‫بل قال كثي من هؤلء إنا تقع بذا تارة وبذا تارة فالذين جوزوا وقوعها ضرورة هم عامة اهل السنة وسائر‬
‫الثبتي للقدر كالشعري وغيه وتنازع نظارهم هل ذلك بطريق خرق العادة أو هو معتاد على قولي ومن‬
‫هؤلء القائلي بأنا تصل تارة بالضرورة وتارة بالنظر أبو حامد والرازي والمدي وغيهم ولذا لا أوردوا‬
‫عليهم ف مسألة وجوب النظر أن العرفة قد‬

‫تصل بغي الس والب والنظر بطريق تصفية النفس وأنا طريق الصوفية وأنم جازمون با هم عليه من‬
‫العقائد ف العارف اللية بلف أصحاب النظر فإنه قد ل يصل لم مثل هذا الزم وإذا كان كذلك‬
‫فالرياضة إن ل تتعي طريقا إل تصيل معرفة ال فل أقل من أن تكون هي من جلة الطرق الفيدة لعرفة ال‬
‫تعال فقال الرازي ف كتابه الكبي ناية العقول ف الواب العقائد الاصلة عند التصفية إما أن تكون ضرورية‬
‫وإما أن ل تكون فإن كانت ضرورية فل كلم لنا فيها فإنا قد نسلم أن النظريات يكن أن تصي ضرورية وإن‬
‫ل تكن ضرورية فل يلو إما أن تكون تلك العقائد بال يلزم من زوالا زوال شيء من العلوم الضرورية أو ل‬
‫يلزم فإن لزم فتلك العلوم إنا حصلت مرتبة على تلك العلوم الضرورية ول معن للعلم النظري إل ذلك وإن ل‬
‫يلزم فتلك العقائد ليست إل عقائد تقليدية فل عبة حينئذ بذلك فإن أمثال تلك العقائد قد توجد لصحاب‬
‫الرياضة من البطلي من اليهود والنصارى والدهرية‬

‫وكذلك قال أبو السن المدي ف كتابه الكبي السمى أبكار الفكار ف مسألة وجودب النظر لا ذكر‬
‫حجة من ذكر من جهة النازع إنا ل نسلم أنه ل طريق إل معرفة ال إل بالنظر والستدلل بل أمكن حصولا‬
‫بطريق آخر إما بأن يلق ال تعال العلم للمكلف بذلك من غي واسطة وإما بأن يبه به من ل يشك ف‬
‫صدقه كالؤيد بالعجزات الصادقة وإما بطريق السلوك والرياضة وتصفية النفس وتكميل جوهرها حت تصي‬
‫متصلة بالعوال العلوية مطلعة على ما ظهر وبطن من غي احتياج إل تعليم وتعلم وقال ف الواب قولم ل‬
‫نسلم توقف العرفة على النظر قلنا نن إنا نقول بوجوب النظر ف حق من ل يصل له العلم بال‬

‫بغي النظر وإل فمن حصلت له العرفة بال بغي النظر فالنظر ف حقه غي واجب وكذلك ذكر هذا‬
‫غي واحد من أئمة الكلم من أصحاب الشعري وغيهم ذكروا أن العرفة بال تعال قد تصل ضرورة وأنم‬
‫مع قولم بوجوب النظر فإنم يقولون بإيان العامة إما لصول العرفة لم ضرورة وإما لكونم حصل لم من‬
‫النظر ما يقتضي العرفة وإما لصحة اليان بدون العرفة ونقلوا صحة إيان العامة عن جيعهم ومن ذكر ذلك‬
‫أبو السن الطبي العروف بالكيا ف كتابه الكلم أو بعض نظرائه من أصحاب الستاذ أب العال قال فإن قيل‬
‫إذا قلتم إن النظر واجب والعرفة واجبة فما قولكم ف العوام وسائر الناس الذين ل ينظرون ول يعرفون أهم‬
‫مؤمنون أم كافرون قلنا اختلف ف هذا علماء الصول أما أبو هاشم رأس القدرية فإنه ركب البلق العقوق ف‬
‫هذا وقال من ل يعرف ال فهو كافر غي مؤمن وقال العرفة واجبة فإذا ل تصل فضدها النكرة والنكرة كفر‬
‫وقرره بأن هؤلء العامة يقولون إنم‬

‫ميون ف الذاهب أم غي ميين فإن قلتم إنم ميون بي الرفض والعتزال والقدر والتجسيم والتشبيه‬
‫وغي ذلك من الذاهب فهذا خطأ وعناد وإن قلتم ل ييون بل يتبعون بعض الذاهب فل يكن اختيار بعض‬
‫الذاهب إل بدليل وذلك هو العلم والنظر قال وأما علماؤنا فكلهم ممعون على أن العامة مؤمنون وأنم‬
‫حشو النة إل أنم اختلفوا ف ذلك فقال قائلون إنم عالون بال تعال عارفون بالدلة إل أن عبارتم غي‬
‫مفصحة باللفاظ الصطلح عليها وإل فالدلة ف طي عقولم ونشر نفوسهم وإذا رأى أحدهم خضرة تفوه‬
‫يقول سبحان ال وهذا نظر منه وقالوا ل معن للعلم إل اعتقاد العلوم على ما هو عليه وهذا موجود ف حق‬
‫العامة ث إنم قالوا ف العلوم النظرية ما قولكم فيها أتيزون وجودها ضرورة أم ل تيزون وإن ل توزوا ذلك‬
‫فقد أبعدت وإن جوزت ذلك فأل قلتم مثله هاهنا ويكون التكليف الوارد ف حقهم‬

‫قول ل إله إل ال ممد رسول ال وتكون العارف ضرورية قال وقال قائلون من علمائنا هم مؤمنون‬
‫غي عالي لن للعلم حقيقة فإن وجدت حكمنا بانم عالون وإل فل والعلم معرفة العلوم على ما هو به على‬
‫وجه ل يكن النلل عنه ول النفكاك منه وإذا طرأت عليه شبهة ل يرتاع لا ول يتشكك وهذا العلم بناؤه‬
‫على طريق يفيد العلم ول يوجد هذا ف حق العامة فإنم وإن اعتقدوا العلوم على ما هو به إل أنم يعرضه‬
‫التشكك إذا ذكرت لم شبهة إذ ل يقدرون على دفعها بطريق يستند العلم إليه لنم يدفعون الشبه باتباع‬
‫الباء والتعصب الذي نشأوا عليه وهذا ل يصل به العلم وإذا قال إن العلم حصل بغي اتباع الباء والتقليد‬
‫فهذا عال حقيقة كسادات الصوفية فإن العارف ف حقهم ضرورة قال وأما قوله بأن العامة ينظرون قلنا‬
‫لعمري ذاك كله مبادىء النظر وما وصلوا إل غاية النظر وهو وقوف منهم على أحد شطري الشيء لنم‬
‫يقولون العال حادث ويوز أن يكون‬

‫حادثا ويوز أن يكون قديا مثل فيعتقد حدوثه ول ينظر إل الانب الخر والعال يستعرض السالك‬
‫ويشرحها بالدارك وينهى النظر إل الغاية القصوى قال فإن قيل كيف يكونون مؤمني وليسوا بعارفي قلنا‬
‫لن ال تعال أوجب عليهم هذا القدر ول يوجب عليهم العلم وهذا معلوم بضرورة العقل مستندا إل السمع‬
‫فإن الرسول كان يكتفي من العراب بالتصديق مع علمنا بقصور علمهم عن معرفة النظر والدلة بل يب‬
‫عليهم نفي الشك عنهم فإذا كانوا قد نفوا الشك واللبس عنهم وعقائدهم مستقرة فهم مؤمنون ول نقول‬
‫يب العلم بل لو زال الشك عنهم بب التواتر ظاهرا أو قول بعض الشايخ أو منام هائل ف حق الصوم ث‬
‫سكنت قلوبم إل اعتقادهم صح ذلك فإن ل يزل عنهم الشك إل بالعلم فعند ذلك ل بد منه قال وف القرآن‬
‫حجاج وإن ل يكن فيه الغلبة والفلج غي أن العامي يكتفي به كقوله تعال أفعيينا بالق الول سورة ق ‪15‬‬
‫وليس من أنكر الشر ينكره لجل العياء وكذلك قوله تعال ويعلون ل ما يكرهون سورة النحل ‪62‬‬
‫ألكم الذكر وله النثى سورة النجم ‪ 21‬وليس هذا يدل على نفي الولد قطعا فمبادىء النظر كافية لم فإن‬
‫قيل فإذا ل يب هذا النظر على كافة الناس فهل يب على الحاد قلنا أجل يب ف كل عصر أن يقوم به‬
‫آحاد الناس وهو فرض من فروض الكفايات كالهاد وتعلم القرآن‬

‫وغي ذلك من فروض الكفايات فأما عامة الناس فل يتعي عليهم العلم بل العتقاد الصحيح يكفيهم‬
‫قلت القصود أن الطائفة الول الذين قالوا إن العامة عليهم العلم قالوا إنه قد يصل لم ضرورة وقد يصل‬
‫بالنظر والطائفة الثانية الذين اكتفوا بالعتقاد اعترفوا بأن من الناس من يصل له العرفة ضرورة كسادات‬
‫الصوفية وأما ذكره من أن الجاج الذي ف القرآن يكتفي به العامي وإن ل يكن فيه الغلبة والفلج فهذا الكلم‬
‫يقوله مثل هذا الرجل وأمثاله من أهل الكلم الاهلي بقائق ما جاء به التنيل وما بعث به الرسول حت قد‬
‫يقول بعضهم إن الطريقة البهانية ليست ف القرآن وهؤلء جهلهم بعان الدلة البهانية الت دل عليها القرآن‬
‫كجهلهم بقائق ما أخب به القرآن بل جهلهم بقائق ما دل عليه الشرع من الدلئل العقلية والطالب البية‬
‫أعظم من جهلهم با سلكوه من الطرق البدعية الت سوها عقلية وقد رأيت ف كلم هذا الرجل وأمثاله من‬
‫ذلك عجائب يالفون با صريح العقول مع مالفتهم لصحيح النقول ونقص علمهم وإيانم با جاء به الرسول‬
‫والكلم على هذا مبسوط ف غي هذا الوضع‬

‫وقد بينا ف غي هذا الوضع أن الطرق الت جاء با القرآن هي الطرق البهانية الت تصل العلم ف‬
‫الطالب اللية مثال ذلك أنه يستدل بقياس الول البهان ل يستدل بقياس التمثيل والتعديل وذلك أن ال‬
‫تعال ليس ماثل لشيء من الوجودات فل يكن أن يستعمل ف حقه قياس شول منطقي تستوي أفراده ف‬
‫الكم كما ل يستعمل ف حقه قياس تثيل يستوي فيه الصل والفرع فإنه سبحانه ل مثل له وإنا يستعمل ف‬
‫حقه من هذا وهذا قياس الول مثل أن يقال كل نقص ينه عنه ملوق من الخلوقات فالالق تعال أول‬
‫بتنيهه عنه وكل كمال مطلق ثبت لوجود من الوجودات فالالق تعال أول بثبوت الكمال الطلق الذي ل‬
‫نقص فيه بوجه من الوجوه لنه سبحانه واجب الوجود فوجوده أكمل من الوجود المكن من كل وجه ولنه‬
‫مبدع المكنات وخالقها فكل كمال لا فهو منه وهو معطيه والذي خلق الكمال وأبدعه وأعطاه أحق بأن‬
‫يكون له الكمال كما يقولون كل كمال ف العلول فهو من العلة وكان الشركون يقولون إن اللئكة بنات‬
‫ال كما حكى ال ذلك عنهم بقوله وجعلوا اللئكة الذين هم عباد الرحن إناثا سورة الزخرف ‪ 19‬وهم‬
‫مع هذا يعلون البنات نقصا وعيبا ويرون الذكر كمال فقال لم كيف تصفون ربكم بأنقص الوصفي وأنتم‬
‫مع هذا ل ترضون هذا لنفسكم فهذا احتجاج عليهم بطريق‬

‫الول ف بطلن قولم إن له البنات ولم البني ل يتج بذلك على نفي الولد مطلقا كما يقول من‬
‫يفتري على القرآن قال تعال ويعلون لا ل يعلمون نصيبا ما رزقناهم تال لتسألن عما كنتم تفترون سورة‬
‫النحل ‪ 56‬ويعلون ل البنات سبحانه ولم ما يشتهون وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو‬
‫كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيسكه على هون أم يدسه ف التراب أل ساء ما يكمون للذين ل‬
‫يؤمنون بالخرة مثل السوء ول الثل العلى وهو العزيز الكيم إل قوله تعال ويعلون ل ما يكرهون‬
‫وتصف ألسنتهم الكذب أن لم السن ل جرم أن لم النار وأنم مفرطون سورة النحل ‪ 62 57‬فبي‬
‫سبحانه وتعال أنم يفضلون أنفسهم على ربم ويعلون له ما يكرهون ويقولون بوصفهم الكذب أن لم‬
‫السن وأنم يعلون لنفسهم ما يشتهون وأن ما جعلوا ل نظيه إذا بشر به أحدهم ظل وجهه مسودا يتوارى‬
‫من القوم من سوء ما بشر به أيسكه على هون أم يدسه ف التراب أل ساء ما يكمون فبي سبحانه أن هذا‬
‫الكم حكم سيء كما قال تعال ف الية الخرى ألكم الذكر وله النثى تلك إذا قسمة ضيزى سورة‬
‫النجم ‪ 22 21‬أي قسمة جائرة وقال ف‬

‫الية الخرى وجعلوا له من عباده جزءا إن النسان لكفور مبي أم اتذ ما يلق بنات وأصفاكم‬
‫بالبني وإذا بشر أحدهم با ضرب للرحن مثل ظل وجهه مسودا وهو كظيم أو من ينشأ ف اللية وهو ف‬
‫الصام غي مبي وجعلوا اللئكة الذين هم عباد الرحن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتم ويسألون‬
‫سورة الزخرف ‪ 19 15‬فقال تعال مقيما للحجة ماطبا باستفهام النكار البي لبطلن ما أنكره وامتناعه وأن‬
‫ذلك مستقر ف الفطر أم اتذ ما يلق بنات وأصفاكم بالبني سورة الزخرف ‪ 16‬فإنه لو قدر على سبيل‬
‫الفرض أن يتخذ أولدا أكان يتخذ ما يلق بنات ويصفيكم بالبني أي يعل البني صافي لكم ل يشرككم ف‬
‫اتاذ البني بل تكونون أنتم مصوصون بي الصنفي وهو سبحانه مصوص بالصنف النقوص ث ذكر عنهم‬
‫ما يبي فرط نقص البنات عندهم فقال وإذا بشر أحدهم با ضرب للرحن مثل سورة الزخرف ‪ 17‬وهن‬
‫الناث كما ذكر ذلك ف سورة النحل أي بالذي جعله مثل للرحن وهن البنات اللت جعل للرحن مثلهن‬
‫فضربه للرحن مثل أي جعله له مثل حيث مثل به اللئكة الذين جعلهم بنات ال فجعلهن ياثلن البنات اللت‬
‫جعل الرحن مثلهن فضرب للرحن أي‬
‫جعل له مثل ياثل البنات اللت إذا بشر أحدهم با ظل وجهه مسودا وهو كظيم ث بي نقص النساء‬
‫فقال أو من ينشأ ف اللية سورة الزخرف ‪ 18‬وهن النساء تربي ف اللية وهو ف الصام غي مبي سورة‬
‫الزخرف ‪ 18‬وهي الرأة ل تكاد تتكلم بجة لا إل كانت عليها فبي أنن من نقصهن يكملن باللية الت‬
‫تزينهن ف أعي الرجال وهي ل تبي ف الصام وعدم البيان صفة نقص فإن ال ميز النسان بالنطق والبيان‬
‫الذي فضله به على سائر اليوان كما قال تعال الرحن علم القرآن خلق النسان علمه البيان سورة الرحن‬
‫‪ 4 1‬وقال اقرأ وربك الكرم الذي علم بالقلم علم النسان ما ل يعلم سورة العلق ‪ 5 3‬وأهل النطق‬
‫يقولون النسان هو اليوان الناطق ولا كان هذا أظهر صفاته قال تعال فورب السماء والرض إنه لق مثل‬
‫ما أنكم تنطقون سورة الذاريات ‪ 23‬وقد قال تعال أفرأيتم اللت والعزى ومناة الثالثة الخرى سورة‬
‫النجم ‪ 20 19‬وهذه هي الصنام الكبى الت كانت بدائن الجاز فإنه كانت‬

‫اللت لهل الدينة والعزى لهل مكة ومناة الثالثة الخرى لهل الطائف وهذه كلها مؤنثة كما قال‬
‫ف الية الخرى إن يدعون من دونه إل إناثا وإن يدعون إل شيطانا مريدا سورة النساء ‪ 117‬وهذه‬
‫جعلوها شركاء له تعبد من دونه وسوها بأسائه مع التأنيث كما قيل إن اللت من الله والعزى من العزيز‬
‫ومناة من من ين إذا قدر وكانوا يسمونا الربة وهم سوها بذه الساء الت فيها وصفها لا باللية والعزة‬
‫والتقدير والربوبية وهي أساء سوها هم وآباؤهم ما أنزل ال با من سلطان أي من كتاب وحجة فإن ال تعال‬
‫ل يأمر أحدا بأن يعبد أحدا غيه ول يعل لغيه شركاء ف إليته كما قال تعال واسأل من أرسلنا من قبلك‬
‫من رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون سورة الزخرف ‪45‬‬

‫وهو سبحانه دائما ينه نفسه ف كتابه العزيز عن الشريك والولد كما ذكره ف سورة النحل حيث‬
‫قال ويعلون لا ل يعلمون نصيبا ما رزقناهم سورة النحل ‪ 56‬الية وما بعدها وقال وقل المد ل الذي‬
‫ل يتخذ ولدا ول يكن له شريك ف اللك ول يكن له ول من الذل وكبه تكبيا سورة السراء ‪ 111‬وقال‬
‫تعال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالي نذيرا الذي له ملك السماوات والرض ول يتخذ‬
‫ولدا ول يكن له شريك ف اللك سورة الفرقان ‪ 2 1‬وقال تعال قل هو ال أحد ال الصمد ل يلد ول يولد‬
‫ول يكن له كفوا أحد سورة الخلص وقال وجعلوا ل شركاء الن وخلقهم وخرقوا له بني وبنات بغي‬
‫علم سبحانه وتعال عما يصفون سورة النعام ‪ 100‬وقالت الن وأنه تعال جد ربنا ما اتذ صاحبة ول‬
‫ولدا سورة الن ‪ 3‬وإذا أراد أن يتج سبحانه على نفي الولد مطلقا ل يذكر هذه الجة الت ل يفهم وجهها‬
‫من ل يعرف ما ف القرآن من الجاج وظن هو‬
‫وأمثاله من أهل الضلل أن حجاجهم أكمل من حجاج القرآن وأنم حققوا أصول الدين أعظم من‬
‫تقيق الصحابة والتابعي بل يذكر سبحانه الجة الناسبة للمطلوب كقوله تعال وقالوا اتذ ال ولدا سبحانه‬
‫بل له ما ف السماوات والرض كل له قانتون بديع السماوات والرض وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن‬
‫فيكون سورة البقرة ‪ 117 116‬وقال تعال وجعلوا ل شركاء الن وخلقهم وخرقوا له بني وبنات بغي‬
‫علم سبحانه وتعال عما يصفون بديع السماوات والرض أن يكون له ولد ول تكن له صاحبة وخلق كل‬
‫شيء وهوبكل شيء عليم سورة النعام ‪ 101 100‬والكلم على هذه اليات وما فيها من السرار مذكور‬
‫ف غي هذا الوضع وقد بي هناك أن هؤلء اليات تضمنت إبطال قول البطلي من الشركي والصابئي وأهل‬
‫الكتاب وتضمنت إبطال ما كان يقوله مشركو العرب وما يقوله النصارى وما يقوله مشركو الصابئة‬
‫وفلسفتهم الذين يقولون بتولد العقول أو العقول والنفوس عنه ومن أراد المع بي كلمهم وبي النبوات‬
‫ساها ملئكة ويقول العقل كالذكر والنفس كالنثى فهؤلء خرقوا له بني وبنات بغي علم‬

‫ث بي سبحانه أنه مبدع للسماوات والرض والبداع خلق الشيء على غي مثال بلف التولد الذي‬
‫يقتضي تناسب الصل والفرع وتانسهما والبداع خلق الشيء بشيئة الالق وقدرته مع استقلل الالق به‬
‫وعدم شريك له والتولد ل يكون إل بزء من الولد بدون مشيئته وقدرته ول يكون إل بانضمام أصل آخر إليه‬
‫وقال تعال أن يكون له ولد ول تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم سورة النعام ‪101‬‬
‫فبي بطلن كون الولد له من غي صاحبة لقوله ول تكن له صاحبة سورة النعام ‪ 101‬فإن التولد ل يكون‬
‫إل من أصلي وليس ف الوجودات ما يكون وحده مولدا لشيء بل قد خلق ال تعال من كل شيء زوجي‬
‫وهو سبحانه الفرد الذي ل زوج له وقد بسط هذا ف غي هذا الوضع وبي فساد قول التفلسفة الذين يقولون‬
‫ل يصدر عن الواحد إل واحد حت قالوا إن الواجب ل يصدر عنه أول إل عقل ث بتوسط العقل صدر عقل‬
‫ونفس وفلك‬

‫وهذا الكلم وإن كان فساده معلوما من وجوه كثية كما قد بسط ف موضعه فالقصود هنا أنه ليس‬
‫ف الوجودات الواحد البسيط الذي يصفونه وهو الجرد عن جيع صفات الثبات الذي ل يوصف إل‬
‫بالسلوب والضافات بل هذا الواحد ل حقيقة له وأيضا فإنه ل يعرف ف الوجود واحد صدر عنه بجرده‬
‫شيء وما يثلون به من أن النار ل يصدر عنها إل الحراق والتسخي والاء ل يصدر عنه إل التبيد والشمس‬
‫يصدر عنها الشعاع ونو ذلك كلها حجج عليهم فإن هذه الثار ل تصدر عن مرد هذه الجسام وطبائعها‬
‫بل ل تكون السخونة والحراق إل عن شيئي أحدها النار أو الشعاع أو الركة فإن هذه الثلثة من أسباب‬
‫السخونة والثان مل قابل لذلك كبدن اليوان والنبات ونو ذلك وإل فالسمندل والياقوت وغيها لا ل تكن‬
‫فيه قوة القبول ل ترقه النار وكذلك الشعاع ل بد له من مل يقبل النعكاس عليه وإل فإذا ل يكن هناك‬
‫جسم قابل له ل يدث الشعاع وهؤلء اللحدة يقولون إن الول الواجب الوجود الذي‬

‫يسمونه العلة هو ذات بسيطة ليس له نعت من النعوت وأنه صدر عنه عقل هو واحد بسيط أيضا لنه‬
‫ل يصدر عن الواحد إل واحد ث صدر عنه عقل ونفس وفلك وليس هذا نظي ما يثلون به من الحاد فإن‬
‫آثارها كانت بشاركة من القوابل الوجودة وهنا كل ما سوى الول فهو معلول له ليس هناك موجود غيه‬
‫ليشترك هو وذلك الوجود ف ذلك كاشتراك الشمس والطارح القابلة واشتراك النار والوارد القابلة فقوله‬
‫تعال أن يكون له ولد ول تكن له صاحبة سورة النعام ‪ 101‬بيان أن التولد ل يكون إل بي اثني وهو‬
‫سبحانه ل صاحبة له فكيف يكون له ولد وهذا القدر لا كان مستقرا ف فطر الناس كان عامة ما يسمونه‬
‫تولدا ونتاجا إنا يكون عن أصلي فالمور الت تسمى متولدات كالشبع والري ونو ذلك إنا حدثت عن‬
‫أصلي فعل العبد والسباب الخر العاونة له وكذلك النظار يقولون النتيجة ل تكون إل عن مقدمتي‬
‫ويشبهون حصول النتيجة عن القدمتي بصول النتاج عن الصلي من‬

‫اليوان لن هذين أصلن ف التوليد وهذين أصلن ف التولد ث قال تعال وخلق كل شيء سورة‬
‫النعام ‪ 101‬وذلك بيان لنه إذا كان خالقا لميع الشياء فكيف يكون فيها ما هو متولد عنه والمع بي‬
‫اللق والتوليد متنع كما يتنع المع بي التولد والتعبد كما قال تعال وقالوا اتذ الرحن ولدا لقد جئتم شيئا‬
‫إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الرض وتر البال هدا أن دعوا للرحن ولدا وما ينبغي للرحن أن‬
‫يتخذ ولدا إن كل من ف السماوات والرض إل آت الرحن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا سورة مري ‪88‬‬
‫‪ 94‬وقال تعال وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون سورة النبياء ‪ 26‬حت أنه استدل بذا‬
‫طائفة من الفقهاء على أن ولد النسان يعتق عليه إذا ملكه فل يكون عبده من هذه الية لنه سبحانه بي تناف‬
‫التوليد والتعبيد‬

‫وهذا الكم معلوم بأدلة أخرى كما ف الصحيح أن النب مر بامرأة مح على باب فسطاط فقال لعل‬
‫صاحبها يلم با قالوا أجل قال لقد همت أن ألعنه لعنة تدخل معه قبه كيف يورثه وهو ل يل له كيف‬
‫يستعبده وهو ل يل له فبي أنه إذا وطىء تلك البلى وسقى ماءه زرع غيه فإنه بتلك الزيادة الت تصل منه‬
‫ف الني يصي شريكا له ف التولد وحينئذ فل يل له أن يستعبده ول أن يعله موروثا عنه كما يورث ماله‬
‫فإذا كان هذا بشاركته ف التولد مع أن الولد قد انعقد من ماء غيه فكيف بالولد الذي انعقد منه وكذلك‬
‫قوله تعال وهو بكل شيء عليم سورة النعام ‪ 101‬كما قال ف الية الخرى لقد أحصاهم وعدهم عدا‬
‫سورة مري ‪ 94‬فإن إحاطة العلم والعد بم فيه بيان أنه ل يكون منهم إل ما يعلمه ل ينفردون عنه بشيء كما‬
‫ينفرد الولد عن والده والشريك عن شريكه‬

‫وقوله ف الية الخرى بديع السماوات والرض وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون سورة‬
‫البقرة ‪ 117‬بيان لكونه سبحانه يلق الشياء بكلمته وأنا منقادة له فإذا قال لا كن كانت وهذا مناف للتوليد‬
‫بل خلق السيح عليه السلم بكلمة كن وقد علم ف الشاهد أن من يدبر الشياء بجرد كلمته ليس كالذي‬
‫يتاج إل أن تولد منه الشياء فكيف يوصف بالتولد وهو سبحانه ف جيع ما يقضيه إنا يقول له كن فيكون‬
‫وأما ما ذكره من قوله تعال أفعيينا باللق الول سورة ق ‪ 15‬وقول ذلك القائل من أنكر اللق فلم ينكره‬
‫لجل كونه عيي باللق الول فيقال له مثل هذا الكلم إذا قاله ملحد طاعن ف القرآن كان فيه من الدللة‬
‫على جهله وضلله ما ل يقدر على وصفه النسان وذلك أن ال تعال ف كتابه ذكر من دلئل العاد وبراهينه‬
‫ما ل يقدر أحد على أن يأت بقريب منه وذكر فيه من أصناف الجج ما ينتفع به عامة اللق‬

‫فإنه سبحانه دل على إمكان إحياء الوتى وقدرته على ذلك بطريق الوجود والعيان وبطريق العتبار‬
‫والبهان والول أعظم الطريقي فل شيء أدل على إمكان الشيء من وجوده فذكر ف كتابه ما أحياه من‬
‫الوتى ف غي موضع كما قال تعال ف سورة البقرة وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حت نرى ال جهرة‬
‫فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ث بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون سورة البقرة ‪ 56 55‬فهذه ف‬
‫قصة موت بن إسرائيل الذين سألوه الرؤية وقال ف قصة البقرة فقلنا اضربوه ببعضها كذلك ييي ال الوتى‬
‫ويريكم آياته لعلكم تعقلون سورة البقرة ‪ 73‬وقال ف الذين خرجوا من ديارهم أل تر إل الذين خرجوا من‬
‫ديارهم وهم ألوف حذر الوت فقال لم ال موتوا ث أحياهم إن ال لذو فضل على الناس سورة البقرة ‪243‬‬
‫الية وهي قصة معروفة وقال تعال أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أن ييي هذه ال‬
‫بعد موتا فأماته ال مائة عام ث بعثه قال كم‬

‫لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إل طعامك وشرابك ل يتسنه وانظر إل‬
‫حارك ولنجعلك آية للناس وانظر إل العظام كيف ننشزها ث نكسوها لما فلما تبي له قال أعلم أن ال على‬
‫كل شيء قدير سورة البقرة ‪ 259‬فقص هذه القصة الت فيها موت البشر مائة عام وموت حاره ومعه طعامه‬
‫وشرابه ث إحياء هذا اليت وإحياء حاره وبقاء طعامه وشرابه ل يتغي ول يفسد وهو ف دار الكون والفساد‬
‫الت ل يبقى فيها ف العادة طعام وشراب بدون التغي بعض هذه الدة وهذا يبي قدرته على إحياء الدميي‬
‫والبهائم وإبقاء الطعمة والشربة لهل النة ف دار اليوان بأعظم الدللت وذكر بعد ذلك قول إبراهيم‬
‫رب أرن كيف تيي الوتى قال أو ل تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلب قال فخذ أربعة من الطي فصرهن إليك‬
‫ث اجعل على كل جبل منهن جزءا ث ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن ال عزيز حكيم سورة البقرة ‪ 260‬فأمره‬
‫بلط الطيار الربعة مثل مضروبا لختلط الخلط الربعة ث أحي الطيار وميز بي هذا وهذا وجعلهن‬
‫يأتي سعيا إجابة‬

‫لدعوة الداعي فكان ف ذلك من الدليل ما ل يفى على ذي تصيل فهذه خس قصص ف إحياء‬
‫الدميي وقصة ف إحياء البهائم وقصة ف إبقاء الطعام والشراب وقصة ف إحياء الطي وذكر ف غي موضع‬
‫إحياء السيح للموتى وذكر قصة أصحاب الكهف وبقاءهم ثلثائة سنة وتسع سني نياما ل يأكلون ول‬
‫يشربون وهم أحياء ل يفسدوا وقال ف القصة وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد ال حق وأن الساعة ل‬
‫ريب فيها سورة الكهف ‪ 21‬فهذه القصص فيها من الخبار بالوجود ما هو من أعظم الدلئل على القدرة‬
‫والمكان لحياء ال الوتى وصدق هذه الخبار يعلم با به يعلم صدق الرسول ويعلم بأخبار أخرى من غي‬
‫طريق الرسول وإخباره با من أعلم نبوته كما قد بسط ف موضع آخر‬

‫وأما الصنف الثان وهو طريق إثبات المكان والقدرة بالعتبار والقياس بطريق الول فإنه سبحانه‬
‫يستدل على ذلك تارة بلق النبات ويبي أن قدرته على إحياء الوتى كقدرته على إنبات النبات وتارة يستدل‬
‫على ذلك بلق اليوان نفسه وأن قدرته على العادة كقدرته على البتداء وأول وتارة يبي ذلك بقدرته على‬
‫خلق السماوات والرض كما ف قوله تعال يا أيها الناس إن كنتم ف ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب‬
‫ث من نطفة ث من علقة ث من مضغة ملقة وغي ملقة لنبي لكم ونقر ف الرحام ما نشاء إل أجل مسى ث‬
‫نرجكم طفل ث لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوف ومنكم من يرد إل أرذل العمر لكيل يعلم من بعد علم شيئا‬
‫وترى الرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الاء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بيج ذلك بأن ال هو الق وأنه‬
‫ييي الوتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من ف القبور سورة الج آيه‬
‫‪ 75‬وف هذا الكلم العزيز من أنواع العتبار ما ل يتمله هذا الكان وقال تعال وهو الذي يرسل الرياح‬
‫بشرى بي يدي رحته حت إذا أقلت سحابا ثقال سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الاء فأخرجنا به من كل الثمرات‬
‫كذلك نرج الوتى لعلكم تذكرون سورة‬

‫العراف ‪ 57‬فبي أن إخراج النبات بالاء ما يتذكر به إخراج الوتى من قبورهم وقال تعال ونزلنا‬
‫من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الصيد والنخل باسقات لا طلع نضيد رزقا للعباد وأحيينا به‬
‫بلدة ميتا كذلك الروج سورة ق ‪ 119‬وقال تعال وال الذي أرسل الرياح فتثي سحابا فسقناه إل بلد‬
‫ميت فأحيينا به الرض بعد موتا كذلك النشور سورة فاطر ‪ 9‬وقال تعال أفرأيتم ما تنون أأنتم تلقونه أم‬
‫نن الالقون نن قدرنا بينكم الوت وما نن بسبوقي على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما ل تعلمون ولقد‬
‫علمتم النشأة الول فلول تذكرون سورة الواقعة ‪ 62 58‬وقال تعال أو ليس الذي خلق السماوات‬
‫والرض بقادر على أن يلق مثلهم بلى وهو اللق العليم سورة يس ‪ 81‬وقال تعال أو ل يروا أن ال‬
‫الذي خلق السماوات والرض ول يعي بلقهن بقادر على أن ييي الوتى بلى إنه على كل شيء قدير‬
‫الحقاف ‪ 33‬وقال تعال وهو الذي يبدأ اللق ث يعيده وهو أهون عليه سورة الروم ‪27‬‬

‫وقد بي سبحانه من حجج منكري العاد والواب عنها وتقريره ما يطول هذا الوضع باستقصائه كما‬
‫ف قوله وضرب لنا مثل ونسي خلقه قال من ييي العظام وهي رميم قل يييها الذي أنشأها أول مرة وهو‬
‫بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون سورة يس ‪ 80 78‬إل آخر‬
‫اليات وهذا باب واسع ليس هذا موضع بسطه فأما الية الت ذكرها القائل التقدم وهي قوله أفعيينا باللق‬
‫الول سورة ق ‪ 15‬فإن العرب تقول عي وعي بأمره إذا ل يهتد لوجهه ويقول الرجل عييت بأمري إذا ل‬
‫يهتد لوجهه وأعيان هو وقال الشاعر عيوا بأمرهم كما عييت ببيضتها المامة‬
‫فالعي بالمر يكون عاجزا عنه مثل أن ليدري ما يفعل به فقال سبحانه باستفهام النكار التضمن‬
‫نفي ما استفهم عنه وأن ذلك معلوم عند الخاطب أفعيينا باللق الول سورة ق ‪ 15‬فلم نكن عالي با‬
‫نصنع فيه ول قادرين عليه أم خلقناه بعلمنا وقدرتنا وأتينا فيه من الحكام والتقان با دل على ذلك كمال‬
‫علمنا وحكمتنا وقدرتنا وهذا نظي قوله أو ل يرو أن ال الذي خلق السماوات‬

‫والرض ول يعي بلقهن بقادر على أن ييي الوتى بلى إنه على كل شيء قدير سورة الحقاف ‪33‬‬
‫ومن الستقر ف بدائة العقول أن خلق السماوات والرض أعظم من خلق الدميي فإذا كان فيها من الدللة‬
‫على علم خالقها وقدرته وحكمته ما بر العقل أفل يكون ذلك دال على أنه قادر على إحياء الوتى ل يعي‬
‫بذلك كما ل يعى بالول بطريق الول والخرى ولعل هذا الاهل ل يفهم هذه الية فظن أن قوله ول يعى‬
‫بلقهن الحقاق ‪ 33‬هو من العياء الذي هو النصب واللغوب وأن العن إذا كنا ما تعبنا ف اللق الول‬
‫فكيف نتعب ف الثان فإن كان هذا هو الذي فهمه من الية كما يفهم ذلك جهال العامة الذين ل يعرفون لغة‬
‫العرب ول تفسي القرآن ول يفرقون بي عي وأعيا فقد أوتى من جهة جهله بالعقل والسمع وهؤلء‬
‫البتدعون يهلون حقائق ما جاء به الرسول ويعرضون عنه ث يكمون بوجب جهلهم أن ليس ف ذلك من‬
‫الباهي من‬
‫جنس ما ف كلمهم ولو أوتوا العقل والفهم لا جاء به الرسول لتبينوا أنه الامع لكل خي وأما فساد‬
‫طرقهم الخالفة للنصوص فهو بي لكل ذكي فاضل منهم ومن غيهم ويكفيك أن عمدتم ف أصول الدين إما‬
‫دليل العراض وقد علم ما فيه من العتراض وإما دليل الوجوب الستلزم للواجب وقد بينا ف غي هذا الوضع‬
‫أن تلك الطريقة ل تدل على وجود واجب فإن ذلك إنا يدل إذا ثبت وجود المكن الذي يستلزم الواجب‬
‫والمكن عندهم هو متناول القدي والادث فجعلوا القدي الزل داخل ف مسمى المكن وخالفوا بذلك قول‬
‫سائر العقلء من سلفهم وغيهم مع تناقضهم ف ذلك وبذا التقدير ل يكنهم أن يقيموا دليل على أن المكن‬
‫بذا العتبار يتاج إل فاعل وقد أوردوا على هذه الطريقة من العتراضات ما أوردوه ول يكنهم أن ييبوا‬
‫عنه بواب صحيح كما قد بسط ف موضعه ث غايته إثبات وجود واجب ليتميز عن الخلوقات ولذا صار‬
‫كثي منهم إل أن الوجود الواجب ل يتميز عن الخلوقات ولذا صار كثي منهم إل أن الوجود الواجب هو‬
‫وجود الخلوقات فكثي‬

‫من نظارهم يطعن ف دليل إثبات واجب الوجود وكثي من مققيهم وعارفيهم يقول إن الوجود‬
‫الواجب هو وجود الخلوقات ومآل القولي واحد وهو قول فرعون الذي أنكر رب العالي فإن فرعون وغيه‬
‫ل ينكروا وجود هذا العال الشهود فمن جعله هو الوجود الواجب أو كان قوله ل يدل إل على ذلك كان‬
‫منكرا للصانع ث إذا كان هذا هو الوجود الواجب كان ما يلزمهم على ذلك من الحالت أضعاف ما فروا منه‬
‫كما بينا ذلك ف غي هذا الوضع فمن جعله وجود كل موجود كان فيه الشهادة على نفس الوجود الحدث‬
‫الكائن بعد أن ل يكن بأنه واجب ومن جعله وجود الفلك كان فيه من افتقار واجب الوجود إل غيه ومن‬
‫حدوث الوادث بل سبب فاعل ومن غي ذلك ما يناقض أصولم وأصول غيهم التفق على صحتها ويوقعهم‬
‫ف شر ما منه فروا والقصود هنا أنه سبحانه لا قال أفعيينا باللق الول سورة ق ‪ 15‬ل يرد العياء الذي‬
‫هو التعب وإنا أراد العى كما تقول العرب عي بأمره إذا ل يهتد لوجهه وحينئذ فيكون ف الية من الدللة‬
‫على علم الالق وحكمته ما يبي أنه خلقه بشيئته وقدرته وحكمته وعلمه ومن كان خالقا لذا العال بشيئته‬
‫وقدرته وحكمته وعلمه كان بأن يقدر على إحياء الوتى أول وأحرى‬

‫واللحدة النكرون للمعاد تعود شبههم كلها إل ما ينفي علم الرب تعال أو قدرته أو مشيئته أو‬
‫حكمته ونفي العي يثبت هذه الصفات فتنتفي أصول شبههم فالفلسفة الليون الذين هم أشهر هذه الطوائف‬
‫بالكمة والنظر بالعلم رهط الفاراب وابن سينا وأمثالما عمدتم ف إنكار العاد هو اعتقادهم قدم العال وأن‬
‫الفاعل علة تامة موجبة بالذات ليتلف فعلها فل يوز أن يتغي العال لجل ذلك وهؤلء ف كلمهم من نفى‬
‫قدرته وعلمه ومشيئته ما هو مبسوط ف غي هذا الوضع ومن أيسر ذلك أنم ف القيقة ينكرون أن يكون‬
‫خالقا للمحدثات وإذا كان قد عرف بضرورة العقل أن الحدثات وما فيها من التخصيص والتقان والكمة‬
‫دل على الالق العليم القدير الكيم علم فساد قول هؤلء فإن قولم يستلزم أن تكون الحدثات كلها حدثت‬
‫بل مدث لن العلة القدية التامة الت جعلوها الول ل يتأخر عنها شيء من معلولتا فل يكون شيء من‬
‫الوادث معلول لا فل يكون مفعول لا ول يوز أن تكون الوادث معلولة لعلة أخرى تامة موجبة بذاتا لن‬
‫القول ف تلك‬

‫العلة كالقول ف هذه ول يوز أن يكون صدرت عن مكن ل علة له لن المكن ل يكون موجودا‬
‫بنفسه بل ل بد له من موجد سى علة أو ل يسم ول يوز أن يكون صدرت عن مكن بنفسه لن كون ذلك‬
‫المكن مدثا لا أمر مكن مدث فل بد له من مدث فإذا استحال على أصولم صدور الوادث عن العلة‬
‫التامة الواجبة بواسطة أو غي واسطة فقد تعذر صدورها عن مكن ل موجب له وعن موجب ل يستند فعله‬
‫إل الواجب بنفسه لزم على قولم أن ل يكون لا فاعل ووجه الصر أن يقال مدث الوادث إما أن يكون‬
‫هو الواجب بنفسه بوسط أو بغي وسط أو غي الواجب بنفسه وما ليس بواجب بنفسه فهو المكن والمكن‬
‫إما أن يكون له موجد وإما أن ل يكون والثان متنع والول نفس إحداثه للمحدثات أمر حادث مكن فل بد‬
‫له من موجد فتبي أن الحدثات ل بد لا من مدث يكون واجبا بنفسه ول يكون علة تامة مستلزمة لعلولا‬
‫وهذا يبطل أصل قولم وهذا قول حذاقهم كابن سينا وأمثاله الذين يقولون إنه صدر عن موجب بالذات‬
‫ويكى هذا القول عن برقلس وأما أرسطو وأتباعه فعندهم الول ل يوجب شيئا ول يفعل شيئا بل‬

‫الفلك يتحرك للتشبه به وهذا أفسد من ذاك من طرق متعددة وليس هذا موضع بسط ذلك وإنا‬
‫القصود هنا التنبيه على أن قوله تعال ول يعى بلقهن سورة الحقاف ‪ 33‬فيه تنبيه على ثبوت المور الت‬
‫توجب وصف خالق السماوات والرض بصفات الكمال وبإحداث الفعال وذلك هو الذي يستلزم قدرته‬
‫على إحياء الوتى وبسط ذلك يطول وما يبي خذلن ال لهل البدع الخالفي للكتاب والسنة أن هذين‬
‫الصلي أمر الولدة وأمر العاد ها من أعظم أصول أهل الضلل كالدهرية من الفلسفة وغيهم الذين يقولون‬
‫إن العقول تولدت عن ال وينكرون إحياء ال الوتى وف الصحيح عن النب أنه قال يقول ال تعال شتمن ابن‬
‫آدم وما ينبغي له ذلك وكذبن ابن آدم وما ينبغي له ذلك فأما شتمه إياي فقوله إن اتذت ولدا وأنا الحد‬
‫الصمد الذي ل ألد ول أولد ول يكن ل كفوا أحد وأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدن كما بدأن وليس أول‬
‫اللق بأهون علي من إعادته وهذا ف الصحيح من غي وجه عن النب من حديث أب هريرة وابن عباس‬
‫وهؤلء اللحدة شتموه با ذكروه من تولد الوجودات عنه وكذبوه بقولم لن يعيدنا كما بدأنا‬
‫وضاهوا ف ذلك أشباههم من ملحدة العرب قال تعال ويقول النسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أو ل‬
‫يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ول يك شيئا إل قوله أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لوتي مال وولدا‬
‫أطلع على الغيب أم اتذ عند الرحن عهدا كل سنكتب ما يقول وند له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا‬
‫فردا إل قوله تعال وقالوا اتذ الرحن ولدا لقد جئتم شيئا إذا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الرض‬
‫وتر البال هدا أن دعوا للرحن ولدا وما ينبغي للرحن أن يتخذ ولدا إن كل من ف السماوات والرض إل‬
‫آت الرحن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا سورة مري ‪ 95 66‬فذكر سبحانه‬
‫ف هذا الكلم الرد على من أنكر العاد وعلى من قال إنه اتذ ولدا كما جع النب بينهما ف الديث‬

‫وهذا البتدع ذكر ف دللة القرآن على هذا وعلى هذا ما تقدم التنبيه على فرط ضلل قائله عن‬
‫حقائق ما أنزل ال على رسوله ولذا لا كانت طريقة القرآن فيما يثبته للرب تعال وينفيه عنه مبنية على‬
‫برهان الول ل على البهان الذي تستوي أفراده أو ياثل فرعه أصله قال تعال للذين ل يؤمنون بالخرة مثل‬
‫السوء ول الثل العلى سورة النحل ‪ 60‬بعد قوله وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم‬
‫سورة النحل ‪ 58‬وقال تعال ف الية الخرى وإذا بشر أحدهم با ضرب للرحن سورة الزخرف ‪ 17‬أي‬
‫با ضربوه للرحن مثل والثل الذي ضربوه له هو البنات وهو عندهم مثل سوء مذموم معيب فقال تعال للذين‬
‫ل يؤمنون بالخرة مثل السوء سورة النحل ‪ 60‬ومن قال إنه ولد اللئكة أو قال إنه ولد العقول أو النفوس‬
‫فإنه ل يؤمن بالخرة فله مثل السوء وال تعال له الثل العلى فل يضرب له الثل الساوي إذ ل كفو له ول‬
‫ند فضل عن أن يضرب له الثل الناقص ول يكتفى ف حقه بالثل العال بل له الثل العلى إذ هو العلى‬
‫سبحانه والعلم به أعلى العلوم وذكره أعلى الذكار وحبه أعلى الب‬

‫والذي يبتغي وجه ربه العلى هو أعلى إذ هو التقى الذي هو أكرم اللق على ال كما قال تعال‬
‫إن أكرمكم عند ال أتقاكم سورة الجرات ‪ 13‬وقال تعال وسيجنبها التقى الذي يؤتى ماله يتزكى وما‬
‫لحد عنده من نعمة تزى إل ابتغاء وجه ربه العلى سورة الليل ‪ 20 17‬ونظي ما ذكره سبحانه ف‬
‫الولد ما ذكره ف الشركاء ف قوله تعال ضرب لكم مثل من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيانكم من‬
‫شركاء ف ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تافونم كخيفتكم أنفسكم سورة الروم ‪ 28‬يقول تعال إذا كان‬
‫الواحد منكم ليس له من ماليكه شريك ف ما رزقه ال بيث ياف ذلك الملوك كما ياف السادة بعضهم‬
‫بعضا فكيف تعلون ل شريكا هو ملوكي وتعلونه شريكا فيما يتص ب من العبادة والخافة والرجاء حت‬
‫تافوه كما تافون ومن العلوم أن ملك الناس بعضهم بعضا ملك ناقص فإن السيد ل يلك من عبده إل‬
‫بعض منافعه ل يلك عينه وهو شبيه بلك الرجل بعض منافع امرأته وملك الستأجر بعض منافع أجيه ولذا‬

‫يشبه النكاح بلك اليمي كما قال عمر رضي ال عنه النكاح رق فلينظر أحدكم عند من يرق كريته‬
‫وقال زيد بن ثابت الزوج سيد ف كتاب ال وقرأ قوله تعال وألفيا سيدها لدى الباب سورة يوسف ‪25‬‬
‫فإذا كان هذا اللك الناقص ل يكون الملوك فيه شريكا للمالك فكيف باللك الق التام لكل شيء ملك‬
‫الالك للعيان والصفات والنافع والفعال الذي ل يرج عن ملكه شيء بوجه من الوجوه ول لغيه ملك‬
‫مفرد ول شريك ف ملك ول معاونة له بوجه من الوجوه كيف يسوغ ف مثل هذا أن يعل ملوكه شريكه‬
‫بوجه من الوجوه والشرك نوعان أحدها شرك ف الربوبية والثان شرك ف اللية فأما الول فهو إثبات فاعل‬
‫مستقل غي ال كمن يعل اليوان مستقل بإحداث فعله ويعل الكواكب أو الجسام الطبيعية أو العقول أو‬
‫النفوس أو اللئكة أو غي ذلك مستقل بشيء من الحداث فهؤلء حقيقة قولم تعطيل الوادث عن الفاعل‬
‫فإن كل ما يذكرونه من فعل هذه الفاعلت أمر حادث يفتقر إل مدث يتم به إحداثه وأمر مكن ل بد له من‬
‫واجب يتم به‬

‫وجوده وكل ما سوى الالق القدي الواجب الوجود بنفسه مفتقر إل غيه فل يتم به حدوث حادث‬
‫ول وجود مكن وجهور العرب ل يكن شركها من هذا الوجه بل كانت مقرة بأن ال خالق كل شيء وربه‬
‫ومليكه وإنا كان من النوع الثان فإثبات التوحيد ف النوع الثان يتضمن الول من غي عكس والثان الشرك‬
‫ف اللية وضده هو التوحيد ف اللية وهو عبادة ال وحده ل شريك له فإن الشركي القرين بأنه رب كل‬
‫شيء كانوا يتخذون آلة يستجلبون بعبادتا النافع ويستدفعون با الضار ويتخذونا وسائل تقربم إليه وشفعاء‬
‫يستشفعون با إليه وهؤلء خلق من خلقه ل يلكون لحد نفعا ول ضرا إل بإذنه فكل ما يطلب منهم ل‬
‫يكون إل بإذنه وهو سبحانه ل يأمر بعبادة غيه ول يعل هؤلء شفعاء ووسائل بل قد قال تعال واسأل من‬
‫أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون سورة الزخرف ‪ 45‬وقال تعال وما أرسلنا‬
‫من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون سورة النبياء ‪ 25‬وقال تعال ويعبدون من‬
‫دون ال ما ل يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال قل أتنبئون ال با ل يعلم ف‬

‫السماوات ول ف الرض سبحانه وتعال عما يشركون سورة يونس ‪ 18‬وهذا العن كثي ف القرآن‬
‫يبي سبحانه أنه ل يشرع عبادة غيه ول أذن ف ذلك بل يبي أنه لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا فإنه كما‬
‫يتنع أن يكون غيه ربا فاعل يتنع أن يكون إلا معبودا وإذا كان جعل الملوك شريكا ف اللك الناقص بيث‬
‫يرغب إليه كما يرغب إل الالك ويرهب منه كما يرهب من الالك متنعا يوجب الفساد فجعل الملوك‬
‫الخلوق شريكا لالكه الالق أول بالمتناع ولزوم الفساد وذلك أن الذي يافه إنا ياف أن يضره فإذا كان‬
‫يعلم أنه ليضره إل بإذن ال سبحانه كان ال تعال هو الذي يب أن ياف وكذلك الذي يرجوه إذا كان إنا‬
‫يرجو نفعه وهو ل ينفعه إل بإذن ال كان ال هو الذي يب أن يرجى إذ ل ينفع ول يضر إل بإذن ال بلف‬
‫ملوك البشر فإنه وإن كان ل يتصرف ف الال إل بإذن سيده ول ينع من أذن له‬

‫سيده فقد يكنه معصية سيده وإذا كان ف معصيته نوع من الفساد والالق تعال ل يكن أحدا أن‬
‫يفعل شيئا إل بشيئته وقدرته فما شاء كان وما ل يشأ ل يكن وف معصية أمره الفساد الذي ل صلح معه‬
‫فالخلوق أعجز عن أن ينفع أو يضر بدون إذنه من عجز الملوك عن النفع والضر بدون إذن سيده ومعصية‬
‫الخلوق لمره الذي أرسل به رسله أعظم فسادا من معصية الملوك لمر سيده قال تعال ف قصة الليل‬
‫ومناظرته لقومه وحاجه قومه قال أتاجون ف ال وقد هدان ول أخاف ما تشركون به إل أن يشاء رب شيئا‬
‫وسع رب كل شيء علما أفل تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم ول تافون أنكم أشركتم بال ما ل ينل به‬
‫عليكم سلطانا فأي الفريقي أحق بالمن إن كنتم تعلمون سورة النعام ‪81 80‬‬

‫قال تعال الذين آمنوا ول يلبسوا إيانم بظلم أولئك لم المن وهم مهتدون سورة النعام ‪82‬‬
‫وقال تعال ما يفتح ال للناس من رحة فل مسك لا وما يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم‬
‫سورة فاطر ‪ 2‬ولا كان الطريق إل الق هو السمع والعقل وها متلزمان كان من سلك الطريق العقلي دله‬
‫على الطريق السمعي وهو صدق الرسول ومن سلك الطريق السمعي بي له الدلة العقلية كما بي ذلك القرآن‬
‫وكان الشقي العذب من ل يسلك ل هذا ول هذا كما قال أهل النار لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف‬
‫أصحاب العي سورة تبارك ‪ 10‬وقال تعال أفلم يسيوا ف الرض فتكون لم قلوب يعقلون با أو آذان‬
‫يسمعون با فإنا ل تعمي البصار ولكن تعمي القلوب الت ف الصدور سورة الج ‪ 46‬ولذا نفى سبحانه‬
‫عن الشرك الطريق السمعي والعقلي ونفى شرك اللية والربوبية ف مثل قوله قل أرأيتم ما تدعون من دون ال‬
‫أرون ماذا خلقوا من الرض أم لم شرك ف السماوات‬

‫ائتون بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقي سورة الحقاف ‪ 4‬فطالبهم أول بالطريق‬
‫العقلي وثانيا بالطريق السمعي ونظيه قوله قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون ال أرون ماذا خلقوا‬
‫من الرض أم لم شرك ف السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل إن يعد الظالون بعضهم بعضا إل‬
‫غرورا سورة فاطر ‪ 40‬وهذا باب واسع قد بسط الكلم فيه ف غي هذا الوضع والقصود هنا التنبيه اللطيف‬
‫على بعض ما ف القرآن من تقرير العاد ونفي الولد والشريك إذ كان هذا فصل معترضا ف هذا القام فقد‬
‫تبي أن جهور النظار من جيع الطوائف يوزون أن تصل العرفة بالصانع بطريق الضرورة كما هو قول‬
‫الكلبية والشعرية وهو مقتضى قول الكرامية والضرارية والنجارية والهمية وغيهم وهو قول طوائف أهل‬
‫السنة من أهل الديث والفقهاء وغيهم كما ذكر ذلك من ذكره من أصحاب أب حنيفة ومالك والشافعي‬
‫وأحد وغيهم وإنا ينازع ف ذلك من ينازع من القدرية كالعتزلة ونوهم مع أنم متنازعون ف ذلك بل‬
‫كثي من أهل الكلم بل‬

‫وجهور العلماء يقولون إن القرار بالصانع حاصل لعامة اللق بطريق الضرورة كما ذكر الشهرستان‬
‫ف كتابه العروف بنهاية القدام ف قاعدة التعطيل قال قد قيل إن التعطيل ينصرف إل وجوه شت منها تعطيل‬
‫الصنع عن الصانع ومنها تعطيل الصانع عن الصنع ومنها تعطيل الباري عن الصفات الزلية الذاتية ومنها تعطيل‬
‫الباري عن الصفات الزلية القائمة بذاته ومنها تعطيل الباري عن الصفات والساء أزل ومنها تعطيل ظواهر‬
‫الكتاب والسنة عن العان الت دلت عليها ث قال أما تعطيل العال عن الصانع العليم القادر الكيم فلست‬
‫أراها مقالة ول عرفت عليها صاحب مقالة إل ما نقل من شرذمة قليلة من الدهرية أنم قالوا كان‬

‫العال ف الزل أجزاء مبثوثة تتحرك على غي استقامة فاصطكت اتفاقا فحصل منها العال بشكله الذي‬
‫تراه عليه ودارت الكوار وكرت الدوار وحدثت الركبات قال ولست أرى صاحب هذه القالة من ينكر‬
‫الصانع بل هو معترف بالصانع لكنه ييل سبب وجود العال على البخت والتفاق احترازا عن التعطيل فما‬
‫عدت هذه السألة من النظريات الت يقام عليها برهان فإن الفطرة السليمة النسانية شهدت بضرورة فطرتا‬
‫وبديهة فكرتا على صانع حكيم قادر عليم أف ال شك سورة إبراهيم ‪ 10‬ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن‬

‫ال سورة الزخرف ‪ 87‬ولئن سألتهم من خلق السماوات والرض ليقولن خلقهن العزيز العليم‬
‫سورة الزخرف ‪ 9‬قال وإن هم غفلوا عن هذه الفطرة ف حال السراء فل شك أنم يلوذون إليها ف حال‬
‫الضراء دعوا ال ملصي له الدين سورة يونس ‪ 22‬وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه‬
‫سورة السراء ‪ 67‬ولذا ل يرد التكليف بعرفة وجود الصانع وإنا ورد بعرفة التوحيد ونفى الشريك أمرت‬
‫أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فاعلم أنه ل إله إل ال سورة ممد ‪ 19‬ولذا جعل مل الناع بي‬
‫الرسل وبي اللق ف التوحيد ونفى الشريك ذلكم بأنه إذا دعي ال وحده كفرت وإن يشرك به تؤمنوا سورة‬
‫غافر ‪ 12‬وإذا ذكر ال وحده اشأزت قلوب الذين ل يؤمنون بالخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم‬
‫يستبشرون سورة الزمر ‪ 45‬وإذا ذكرت ربك ف القرآن‬
‫وحده ولوا على أدبارهم نفورا سورة السراء ‪ 46‬قال وقد سلك التكلمون طريقا ف إثبات الصانع‬
‫وهو الستدلل بالوادث على مدث صانع وسلك الوائل طريقا آخر وهو الستدلل بإمكان المكنات على‬
‫مرجح لحد طرف المكان ويدعى كل واحد من جهة الستدلل ضرورة وبديهة قال وأنا أقول ما شهد به‬
‫الدوث أو دل عليه المكان بعد تقدي القدمات دون ما شهدت به الفطرة النسانية من احتياج ذاته إل مدبر‬
‫هو منتهى مطلب الاجات فيغب إليه ول يرغب عنه ويستغن به ول يستغن عنه ويتوجه إليه ول يعرض عنه‬
‫ويفزع إليه ف الشدائد والهمات فإن احتياج نفسه أوضح له من احتياج المكن الارج إل الواجب‬

‫والادث إل الحدث وعن هذا العن كانت تعريفات الق سبحانه ف التنيل على هذا النهاج أمن‬
‫ييب الضطر إذا دعاه سورة النمل ‪ 62‬قل من ينجيكم من ظلمات الب والبحر سورة النعام ‪ 63‬ومن‬
‫يرزقكم من السماء والرض سورة النمل ‪ 64‬أمن يبدأ اللق ث يعيده سورة النمل ‪ 64‬قال وعن هذا‬
‫العن قال خلق ال العباد على معرفته فاجتالتهم الشياطي عنها فتلك العرفة هي ضرورة الحتياج وذلك‬
‫الجتيال من الشيطان هو تسويله الستغناء ونفي الاجة والرسل مبعوثون لتذكي وضع الفطرة وتطهيها من‬
‫تسويلت الشياطي‬

‫فإنم الباقون على أصل الفطرة ولا كان له عليهم من سلطان فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من‬
‫يشى سورة العلى ‪ 10 9‬فقول له قول لينا لعله يتذكر أو يشى سورة طه ‪ 44‬ومن رحل إل ال قربت‬
‫مسافته حيث يرجع إل نفسه أدن رجوع فيعرف احتياجه إليه ف تكوينه وبقائه وتقلبه ف أحواله وأنائه ث‬
‫استبصر من آيات الفاق إل آيات النفس ث استشهد به على اللكوت ل باللكوت عليه أو ل يكف بربك‬
‫أنه على كل شيء شهيد سورة فصلت ‪ 53‬عرفت الشياء برب وما عرفت رب بالشياء ومن غرق ف بر‬
‫العرفة ل يطمع ف شط ومن تعال إل ذروة القيقة ل يف من حط فثبت بالدلئل والشواهد أن العال ل‬
‫يتعطل عن الصانع الكيم العال القدير تعال وتقدس وقال أيضا ف أول كتابه قد أشار إل من إشارته‬

‫غنم وطاعته حتم أن أجع له مشكلت الصول وأحل ما انعقد من غوامضها على أرباب العقول‬
‫لسن ظنه ب أن وقفت على نايات مسارح النظر وفزت بغايات مطارح الفكر ولعله استسمن ذا ورم ونفخ‬
‫ف غي ضرم لعمري لقد طفت العاهد كلها وسيت طرف بي تلك العال فلم أر إل واضعا كف حائر‬
‫على ذقن أو قارعا سن نادم‬
‫فلكل عقل مسرى ومسرح هو سدرته النتهى ولكل قدم مط ومال هو غايته القصوى إذا وصل‬
‫إليها ووقف دونا فيظن الناظر أول أن ليس وراء مرتبته مطاف لطيف الاطر ول فوق درجته مطرح لشعاع‬
‫الناظر ويتيقن آخرا أن مطارد الفكار إنا يتعلق بذوات القدار وجناب العزة ل تدركه البصار وهو يدرك‬
‫البصار‬

‫إل أن قال وإذا كان ل طريق إل الطلوب من العرفة إل الستشهاد بالفعال ول شهادة للفعل إل من‬
‫حيث احتياج الفطرة واضطرار اللقة فحيثما كان الضطرار والعجز أشد كان اليقي أوفر وآكد وإذا مسكم‬
‫الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه سورة السراء ‪ 67‬ل جرم أمن ييب الضطر إذا دعاه سورة النمل‬
‫‪ 62‬والعارف الت تصل من تعريفات أحوال الضطرار أشد رسوخا ف القلب من العارف الت هي نتائج‬
‫الفكار ف حال الختيار قلت فهذا كله كلم الشهرستان وهو من أئمة التأخرين من النظار وأخبهم‬
‫بالقالت وقد صرح بأن معرفة ال ليست معدودة من النظريات الت يقام عليها البهان وأن الفطرة تشهد‬
‫بضرورتا وبديهة فكرتا بالصانع الكيم إل آخر ما ذكره وأن ما تنتهي إليه مقدمات الستدلل بإمكان‬
‫المكنات أو حدوثها من القضايا الضرورية دون ما شهدت به الفطرة النسانية من احتياج النسان ف ذاته إل‬
‫مدبر وأما ما ذكره من أن إنكار الصانع ليس مقالة معروفة لصاحب مقالة فإنه وإن ل يكن مذهبا مشهورا‬
‫عليه أمة من‬

‫المم العروفة لكنه ما يعرض لكثي من الناس ويقوله بعض الناس إما ظاهرا دون الباطن كحال فرعون‬
‫ونوه وإما باطنا وظاهرا كما ذكر ال مناظرة إبراهيم صلوات ال عليه وسلمه للذي حاجه ف ربه وماجة‬
‫موسى صلوات ال عليه وسلمه لفرعون لكن هذا ل ينع أن تكون العرفة به مستقرة ف الفطرة ثابتة‬
‫بالضرورة فإن هذا نوع من السفسطة والسفسطة حال يعرض لكثي من الناس إما عمدا وإما خطأ وكثي من‬
‫الناس قد ينازع ف كثي من القضايا البديهية والعارف الفطرية ف السيات والسابيات وكذلك ف الليات‬
‫ومن تأمل ما يكيه الناس من القالت عن الناس ف العلوم الطبيعية والسابية رأى عجائب وغرائب وبنو آدم‬
‫ل ينضبط ما يطر لم من الراء والرادات فإنم جنس عظيم التفاوت ليس ف الخلوقات أعظم تفاضل منه‬
‫خيارهم خي الخلوقات عند طائفة أو من خيها عند طائفة وشرهم شر الخلوقات أو من شرها‬

‫قال تعال ولقد ذرأنا لهنم كثيا من الن والنس لم قلوب ل يفقهون با ولم أعي ل يبصرون با‬
‫ولم آذان ل يسمعون با أولئك كالنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون سورة العراف ‪ 179‬وقال تعال‬
‫أم تسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إل كالنعام بل هم أضل سبيل سورة الفرقان ‪ 44‬وقال‬
‫تعال ويرسل الصواعق فيصيب با من يشاء وهم يادلون ف ال وهو شديد الحال سورة الرعد ‪ 13‬وقال‬
‫تعال أو يوبقهن با كسبوا ويعف عن كثي ويعلم الذين يادلون ف آياتنا ما لم من ميص سورة الشورى‬
‫‪ 35 34‬ونظي هذا كثي وكما تنازع النظار ف العرفة هل تصل ضرورة أو نظرا أو تصل بذا وهذا على‬
‫ثلثة أقوال فكذلك تنازعوا ف مسألة وجوب النظر الفضي إل معرفة ال تعال على ثلثة أقوال فقالت طائفة‬
‫من الناس إنه يب على كل أحد وقالت طائفة ل يب على أحد وقال المهور إنه يب على بعض الناس‬
‫دون بعض فمن حصلت له العرفة أو اليان عند من يقول إنه يصل بدون العرفة بغي النظر ل يب عليه ومن‬
‫ل تصل له العرفة ولاليان إل به وجب عليه‬

‫وذكر غي واحد أن هذا قول جهور السلمي كما ذكر ذلك أبو ممد بن حزم ف كتابه العروف‬
‫بالفصل ف اللل والنحل فقال ف مسألة هل يكون مؤمنا من اعتقد السلم دون استدلل أم ل يكون مؤمنا‬
‫مسلما إل من استدل قال وذهب ممد بن جرير والشعرية إل أبا جعفر السمنان إل أنه ل يكون مسلما إل‬
‫من استدل وإل فليس مسلما قال وقال الطبي من بلغ الحتلم أو الشعار من الرجال أو النساء أو بلغ‬
‫الحيض من النساء ول يعرف ال بميع أسائه وصفاته من طريق الستدلل فهو كافر حلل الدم والال وقال‬
‫إنه إذا بلغ الغلم أو الارية سبع سني وجب تعليمهما وتدريبهما على الستدلل على كل ذلك قال وقالت‬
‫الشعرية ل يلزمهما الستدلل على ذلك إل‬

‫بعد البلوغ قال وقال سائر أهل السلم كل من اعتقد بقلبه اعتقادا ل يشك فيه وقال بلسانه أشهد أن‬
‫ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال وأن كل ما جاء به حق وبريء من كل دين سوى دين ممد فإنه مسلم‬
‫مؤمن ليس عليه غي ذلك قلت القول الول هو ف الصل معروف عمن قاله من القدرية والعتزلة ونوهم من‬
‫أهل الكلم وإنا قاله من قاله من الشعرية موافقة لم ولذا قال أبو جعفر السمنان القول بإياب النظر بقية‬
‫بقيت ف الذهب من أقوال العتزلة وهؤلء الوجبون للنظر يبنون ذلك على أنه ل يكن حصول العرفة الواجبة‬
‫إل بالنظر ل سيما القدرية منهم فإنم ينعون أن يثاب العباد على ما يلق فيهم من العلوم الضرورية وليس‬
‫إياب النظر على الناس هو قول الشعرية كلهم بل هم متنازعون ف ذلك فقال الشعري ف بعض كتبه قال‬
‫بعض أصحابنا أول الواجبات القرار بال تعال وبرسله وكتبه ودين السلم وقال أيضا لو سأل سائل عمن‬
‫ورد من الصي ورأى الختلف ماذا يلزمه فقال عنه جوابان أحدها أنه يلزمه‬

‫النظر ليعرف الق فيتبعه والثان يلزمه اتباع الق وقبول السلم ث تصحيح العرفة بالنظر والستدلل‬
‫على أقل ما يزئه وقد تنازع أصحابه وغيهم ف النظر ف قواعد الدين هل هو من فروض العيان أو من‬
‫فروض الكفايات والذين ل يعلونه فرضا على العيان منهم من يقول الواجب هو العتقاد الازم ومنهم من‬
‫يقول بل الواجب العلم وهو يصل بدونه كما ذكر ذلك غي واحد من النظار من أصحاب الشعري وغيهم‬
‫كالرازي والمدي وغيها والذين يعلونه فرضا على العيان متنازعون هل يصح اليان بدونه وتاركه آث أم‬
‫ل يصح على قولي والذين جعلوه شرطا ف اليان أو أوجبوه ول يعلوه شرطا اكتفوا بالنظر الملي دون‬
‫القدرة على العبارة والبيان ول يوجب العبارة والبيان إل شذوذ من أهل الكلم ول ريب أن الؤمني على‬
‫عهد رسول ال والصحابة والتابعي ل يكونوا يؤمرون بالنظر الذي ذكره أهل الكلم الحدث كطريق‬
‫العراض والجسام لكن هل يقال مرد العتقاد الازم كان كافيا لم أم ل بد من علم يصل بنظر أم يصل‬
‫علم ضروري بغي الطريقة النظرية فهذا ما تنوزع فيه‬

‫قال ابن حزم فاحتج من أوجب الستدلل بالجاع على أن التقليد مذموم وما ل يعرف بالستدلل‬
‫فهو تقليد قالوا والديانات ل يعرف حقها من باطلها بالس ل يعلم إل بالستدلل ومن ل يصل له العلم فهو‬
‫شاك واحتجوا بقول النب فيما حكاه عن السئول ف قبه قال فأما الؤمن أو الوقن فيقول هو عبد ال ورسوله‬
‫وأما النافق أو الرتاب فيقول ل أدري سعت الناس يقولون شيئا فقلته وقال ف الواب التقليد أخذ الرء قول‬
‫من هو دون الرسول من ل يأمرنا ال باتباعه وأخذ قوله بل حرم علينا ذلك وأما أخذ قول الرسول الذي‬

‫فرض ال تصديقه وطاعته فليس تقليدا بل إيان وتصديق واتباع للحق وطاعة ال ورسوله قال فموه‬
‫هؤلء الذين أطقوا على الق الذي هو اتباع الق اسم التقليد الذي هو باطل والقرآن إنا ذم فيه تقليد الباء‬
‫والكباء والسادة ف خلف ما جاءت به الرسل وأما اتباع الرسل فهو الذي أوجبه ل يذم من اتبعهم أصل‬
‫قال وأما احتجاجهم بأنه ل تعرف الشياء إل بالدلئل وبأن ما ل يصح به دليل فهو دعوى ول فرق بي‬
‫الصادق والكاذب بنفس قولما فإن هذا ينقسم قسمي فمن كان من الناس تنازعه نفسه إل تصديق ما جاء به‬
‫الرسول حت يسمع الدلئل فهذا فرض عليه طلب الدليل إل أنه إذا مات شاكا أو جاحدا قبل أن يسمع من‬
‫البهان ما تثلج به نفسه فقد مات كافرا وهو ملد ف النار بنلة من ل يؤمن من شاهد النب حت رأى‬
‫العجزات فهذا أيضا لو مات قبل أن يرى العجزات مات كافرا بل خلف من أحد من أهل السلم وإنا‬
‫أوجبنا على من هذه صفته طلب البهان لن فرضا عليه طلب ما فيه ناته من الكفر والقسم الثان من‬
‫استقرت نفسه إل تصديق ما جاء به رسول ال‬

‫وسكن قلبه إل اليان ول كنازعه نفسه إل طلب دليل توفيقا من ال له وتيسيا له لا خلق له من‬
‫الي والسن فهؤلء ل يتاجون إل برهان ول إل تكليف استدلل وهؤلء هم جهور الناس من العامة‬
‫والنساء والتجار والصناع والكرة والعباد وأصحاب الديث الئمة الذين يذمون الكلم والدل والراء ف‬
‫الدين قال وهؤلء هم الذين قال ال تعال فيهم وحبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم وكره إليكم الكفر‬
‫والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضل من ال ونعمة ةال عليم حكيم سورة الجرات ‪ 8 7‬وقال‬
‫تعال فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ومن يرد أن يضله يعل صدره ضيقا حرجا كأنا يصعد ف‬
‫السماء سورة النعام ‪ 125‬قال فقد سى ال راشدين القوم الذين زين اليان ف قلوبم وحببه إليهم وكره‬
‫إليهم العاصي فضل منه ونعمة وهذا هو خلق ال اليان ف قلوبم ابتداء وعلى ألسنتهم‬

‫ول يذكر ال ف ذلك استدلل أصل وليس هؤلء مقلدين لبائهم ول لكبائهم لن هؤلء مقرون‬
‫بألسنتهم مققون ف قلوبم أن آباءهم ورؤساءهم لو كفروا لا كفروا هم بل كانوا يستحلون قتل آبائهم‬
‫ورؤسائهم والباءة منهم ويسون من أنفسهم النفار العظيم عن كل من سعوا منه ما يالف الشريعة ويرون أن‬
‫حرق الناس بالنار أخف عليهم من مالفة السلم قال وهذا أمر قد عرفناه من أنفسنا حسا وشاهدناه ف‬
‫ذواتنا يقينا فلقد بقينا سني كثية ل نعرف الستدلل ول وجوهه ونن ول المد ف غاية اليقي بدين‬
‫السلم وكل ما جاء به ممد وف غاية سكون النفس إليه وف غاية النفار عن كل ما يعترض فيه بشك‬
‫وكانت تطر ف قلوبنا خطرات سوء ف خلل ذلك ينبذها الشيطان فنكاد‬

‫لشدة نفارنا عنها أن نسمع خفقان قلوبنا استبشاعا لا كما أخب رسول ال إذ سئل عن ذلك فقيل له‬
‫إن أحدنا ليجد ف نفسه ما أن يقدم فتضرب عنقه أحب إليه من أن يتكلم به فأخب النب بأن ذلك مض اليان‬
‫وأخب أنه وسوسة الشيطان ث تعلمنا طرق الستدلل وأحكمناها ول المد والنة فما زادنا يقينا على ما كنا‬
‫بل عرفنا أننا كنا ميسرين للحق وصرنا كمن عرف وقد أيقن بكون الفيل ساعا ول يره ث رآه فلم يزدد يقينا‬
‫بصحة إنيته أصل لكن أرانا صحيح الستدلل رفض بعض الراء الفاسدة الت نشأنا عليها فقط قال وإن‬
‫الخالفي لنا ليعرفون من أنفسهم ما ذكرنا إل أنم يلزمهم أن يشهدوا على أنفسهم بالكفر قبل استدللم ول‬
‫بد فصح با قلنا أن كل من مض اعتقاد الق بقلبه وقاله‬

‫بلسانه فهم مؤمنون مققون ليسوا مقلدين أصل وإنا كانوا مكذبي مقلدين لو أنم قالوا واعتقدوا أننا‬
‫إنا نتبع ف الدين آباءنا وكباءنا فقط ولو أن آباءنا وكباءنا تركوا دين ممد لتركناه فلو قالوا هذا واعتقدوه‬
‫لكانوا مقلدين كفارا غي مؤمني لنم إنا اتبعوا آباءهم وكباءهم الذين نوا عن اتباعهم ل يتبعوا النب الذي‬
‫أمروا باتباعه قال وإنا كلف ال التيان بالبهان إن كانوا صادقي الكفار الخالفي لا جاء به النب وهذا نص‬
‫الية ول يكلف قط السلمي التيان بالبهان ول أسقط اتباعهم حت يأتوا بالبهان والفرق بي المرين واضح‬
‫وهو أن كل من خالف النب فل برهان له أصل فكلف الجيء بالبهان تبكيتا وتعجيزا إن كانوا صادقي‬
‫وليسوا‬
‫صادقي فل برهان لم وأما من اتبع ما جاء به رسول ال فقد اتبع الق الذي قامت الباهي بصحته‬
‫ودان بالصدق الذي قامت الجة البالغة بوجوبه فسواء علم هو بذلك أي البهان أو ل يعلم حسبه أنه على‬
‫الق الذي صح البهان به ول برهان على سواه فهو مق مصيب قال وأما قولم ما ل يكن علما فهو شك‬
‫وظن والعلم هو اعتقاد الشيء على ما هو به عن ضرورة أو استدلل قالوا والديانات ل تعرف صحتها‬
‫بالواس ول بضرورة العقل فصح أنه ل تعرف صحتها إل بالستدلل فإن ل يستدل الرء فليس عالا وإذا ل‬
‫يكن عالا فهو جاهل شاك أو ظان وإذا كان ل يعلم الدين فهو كافر قال فهذا ليس كما قالوا لنم قضوا‬
‫قضية باطلة فاسدة بنوا عليها هذا الستدلل وهي إقحامهم ف حد العلم قولم عن ضرورة أو استدلل هذه‬
‫زيادة فاسدة ل نوافقهم عليها ول جاء بتصحيحها قرآن ول سنة ول إجاع ول لغة ول طبيعة‬

‫ول قول صاحب وحد العلم على القيقة أنه اعتقاد الشيء على ما هو به فقط وكل من اعتقد شيئا‬
‫على ما هو به ول يتخاله شك فيه فهو عال به وسواء كان عن ضرورة حس أو عن بديهة عقل أو عن برهان‬
‫استدلل أو عن تيسي ال عز وجل له وخلقه لذلك العتقد ف قلبه ول مزيد ول يوز البتة أن يكون مقق ف‬
‫اعتقاد شيء كما هو ذلك الشيء وهو غي عال به وهذا تناقض وفساد وتعارض قال وقول النب ف مساءلة‬
‫اللك حجة عليهم لن النب إنا قال فيه فأما الؤمن أو الوقن فيقول هو رسول ال ول يقل فأما الستدل‬
‫فحسبنا نور الؤمن الوقن كيف كان إيانه ويقينه وقال وأما النافق أو الرتاب ول يقل غي الستدل فيقول‬
‫سعت الناس يقولون شيئا فقلته فنعم هذا هو قولنا لن‬

‫النافق والرتاب ليسا موقني ول مؤمني وهذا مقلد للناس ل مقق فالب حجة عليهم كافية وأما‬
‫قولم إن ال قد ذكر الستدلل ف غي موضع من كتابه وأمر به وأوجب العلم به والعلم به ل يكون إل عن‬
‫استدلل فهذا أيضا زيادة أقحموها وهي قولم وأمر به فهذا ل يدونه أبدا ولكن ال ذكر الستدلل وحض‬
‫عليه ونن ل ننكر الستدلل بل هو فعل حسن مندوب إليه مضوض عليه كل من أطاقه لنه مزيد من الي‬
‫وهو فرض على كل من ل تسكن نفسه إل التصديق وإنا ننكر كونه فرضا على كل أحد ل يصح إسلم أحد‬
‫دونه فهذا هو الباطل الحض وأما قولم إن ال أوجب العلم به فنعم وأما قولم والعلم ل يكون إل عن‬
‫استدلل فهذا هو الدعوى الكاذبة الت أبطلناها آنفا وأول بطلنا أنا دعوى بل برهان قال فسقط قولم إذ‬
‫تعرى من البهان وكان دعوى منهم مفتراة ل يأت با نص قط ول إجاع قال ونن ذاكرون الباهي على‬
‫بطلن قولم يقال لن قال ل يكون مسلما إل من‬
‫استدل أخبنا مت يب عليه فرض الستدلل أقبل البلوغ أو بعده فاما الطبي فإنه أجاب بأن ذلك‬
‫واجب قبل البلوغ قال ابن حزم وهذا خطأ لن من ل يبلغ ليس مكلفا ول ماطبا قال وأما الشعرية فإنم‬
‫أتوا با يل الفم وتقشعر منها جلود أهل السلم وتصطك منها السامع ويقطع ما بي قائلها وبي ال وهو أنم‬
‫قالوا ل يلزم طلب الدلة إلبعد البلوغ ول يقنعوا بذه الملة حت كفونا الؤونة وصرحوا با كنا نريد أن‬
‫نلزمهم فقالوا غي مساترين ل يصح إسلم أحد إل بأن يكون بعد بلوغه شاكا غي مصدق قال وما سعنا قط‬
‫ف الكفر والنسلخ من السلم بأشنع من قول هؤلء القوم إنه ل يكون أحد مسلما حت يشك ف ال عز‬
‫وجل وف صحة النبوة وف هل رسول ال صادق أو كاذب ول سع قط سامع ف الوس‬

‫والناقضة والستخفاف بالقائق بأقبح من قول هؤلء إنه ل يصح اليان إل بالكفر ول يصح التصديق‬
‫إل بالحد ول يوصل إل رضا ال عز وجل إل بالشك فيه وأن من اعتقد موقنا بقلبه ولسانه أن ال ربه ل إله‬
‫إل هو وأن ممدا رسول ال وأن دين السلم دين ال الذي ل دين غيه فإنه كافر مشرك نعوذ بال من‬
‫الذلن فوال لول خذلن ال الذي هو غالب على أمره ما انطلق لسان ذي مسكة بذه العظيمة قلت هذا‬
‫القول هو ف الصل من أقوال العتزلة وقد أوجب أبو هاشم وطائفة معه الشك وجعلوه أول الواجبات ومن ل‬
‫يوجبه من الوافقي على أصل القول قال إنه ل بد من حصوله وإن ل يؤمر به وهذا بناء على أصلي أحدها‬
‫أن أول الواجبات النظر الفضي إل العلم والثان أن النظر يضاد العلم فإن الناظر طالب للعلم فل يكون ف‬
‫حال النظر عالا وكل الصلي باطل أما الول فقد عرف الكلم فيه وأما الثان فإن النظر نوعان أحدها النظر‬
‫التضمن طلب الدليل‬

‫وهو كالنظر ف السئول عنه ليعلم ثبوته او انتفاؤه كالنظر ف مدعي النبوة هل هو صادق أو كاذب‬
‫والنظر ف رؤية ال تعال هل هي ثابتة ف الخرة أو منتفية والنظر ف النبيذ السكر أحلل هو أم حرام فهذا‬
‫الناظر طالب وهو ف حال طلبه شاك وليس هذا النظر هو النظر القتضي للعلم فإن ذلك هو النظر فيما يتضمن‬
‫النظر فيه للعلم وهو النظر ف الدليل كالنظر ف الية والديث أو القياس الذي يستدل به فهذا النظر مقتض‬
‫للعلم مستلزم له وذلك النظر مضاد للعلم مناف له ولا كان ف لفظ النظر إجال كثر اضطراب الناس ف هذا‬
‫القام وتناقض من تناقض منهم فيوجبون النظر لنه يتضمن العلم ث يقولون النظر يضاد العلم فكيف يكون ما‬
‫يتضمن العلم مضادا ل يتمعان فمن فرق بي النظر ف الدليل وبي النظر الذي هو طلب الدليل تبي له الفرق‬
‫والنظر ف الدليل ل يستلزم الشك ف الدلول بل قد يكون القلب ذاهل عن الشيء ث يعلم دليله فيعلم الدلول‬
‫وإن ل‬
‫يتقدم ذلك شك وطلب وقد يكون عالا به ومع هذا ينظر ف دليل آخر لتعلقه بذلك الدليل فتوارد‬
‫الدلة على الدلول الواحد كثي لكن هؤلء لزمهم الحذور لنم إنا أوجبوا النظر لكون العرفة ل تصل إل به‬
‫فلو كان الناظر عالا بالدلول ل يوجبوا عليه النظر فإذا أوجبوه لزم انتفاء العلم بالدلول فيكون الناظر طالبا‬
‫للعلم فيلزم أن يكون شاكا فصاروا يوجبون على كل مسلم أنه ل يتم إيانه حت يصل له الشك ف ال‬
‫ورسوله بعد بلوغه سواء أوجبوه أو قالوا هو من لوازم الواجب ومن غلطهم أيضا أنه لو قدر أن العرفة ل‬
‫تصل إل بالنظر فليس من شرط ذلك تأخر النظر إل البلوغ بل النظر قبل ذلك مكن بل واقع فتكون العرفة‬
‫قد حصلت بذلك النظر وإن ل يكن واجبا كما لو تعلم الصب أم الكتاب وصفة الصلة قبل البلوغ فإن هذا‬
‫التعلم يصل به مقصود الوجوب بعد البلوغ والنظر إنا هو واجب وجوب الوسائل فحصوله قبل وقت وجوبه‬
‫أبلغ ف حصول القصود ونظي ذلك أن يتوضأ الصب قبل البلوغ والبالغ قبل دخول وقت الصلة فيحصل‬
‫بذلك مقصود الوجوب بعد البلوغ والوقت والكلم ف هذه السألة له شعب كثية وقد تكلم عليها ف غي‬
‫هذا الوضع والقصود هنا بيان طرق كثي من أهل العلم ف تصديق الرسول وتقيق هذه السألة يتعلق بسائل‬
‫منها أن‬

‫العتقاد الازم بل ضرورة ول استدلل هل يكن أم ل وإذا أمكن فهل يسمى علما أم ل ومنها أن‬
‫لفظ الضرورة فيه إجال فقد يراد به ما يضطر إليه النسان من العلومات الظاهرة الشتركة بي الناس وقد يراد‬
‫به ما يصل ف نفسه بدون كسبه وقد يراد به ما ل يقبل الشك وقد يراد به ما يلزم نفس النسان لزوما ل‬
‫يكن النفكاك عنه ومنها أن حصول العلم ف النفس قد يصل لكثي من الناس حصول ضروريا مع توهه أنه‬
‫ل يصل له كما يقع مثل ذلك ف القصد والنية فإن المة متفقة على أن الصلة ونوها من العبادات ل تصح‬
‫إل بالنية والنية من جنس القصد والرادة ملها القلب باتفاقهم فلو لفظ بلسانه غي ما قصد بقلبه أو بالعكس‬
‫كان العتبار بقصده الذي ف قلبه ث إن كثيا من الناس اشتبه عليهم أمر النية حت صار أحدهم يطلب‬
‫حصولا وهي حاصلة عنده ويشك ف حصولا ف نفسه وهي حاصلة لسيما إذا اعتقد أنه يب مقارنة النية‬
‫للصلة فيى ف أحدهم من الوسواس ف حصولا ما يرجه عن العقل والدين حت قيل الوسوسة ل تكون إل‬
‫عن خبل ف العقل أو جهل بالشرع وأصل ذلك جهلهم بقيقة النية وحصولا مع خروجهم عن الفطرة‬
‫السليمة الت فطر ال عليها عباده ومن العلوم أن كل من علم‬

‫ما يريد أن يفعله فل بد أن ينويه ويقصده فيمتنع أن يفعل العبد فعل باختياره مع علمه به وهو ل‬
‫يريده فالصلي إذا خرج من بيته وهو يعلم أنه يريد الصلة امتنع أن ل يقصد الصلة ول ينويها وكذلك‬
‫الصائم إذا علم أن غدا من رمضان وهو من يصومه امتنع أن ل ينويه وكذلك التطهر إذا أخذ الاء وهو يعلم‬
‫أن مراده الطهارة امتنع أن ل يريدها وإنا يتصور عدم النية مع الهل بالفعول أو مع أنه ليس مقصوده الأمور‬
‫به مثل من يظن أن وقت الصلة أو الصيام قد خرج فيصوم ويصلي ظانا أن ذلك قضاء بعد الوقت فهذا نوى‬
‫القضاء فإذا تبي له بعد ذلك أن الصوم والصلة إنا كانا ف الوقت إذا فهذا يزئه الصلة والصيام بل نزاع‬
‫وكذلك من اغتسل بالاء لقصد إزالة الوسخ أو لتعليم الغي فهذا ل يكن مراده با فعله الطهارة الأمور با ولذا‬
‫تنازع الفقهاء ف صحة الصلة بثل هذه الطهارة وأمثال ذلك ولذا يد السلم ف نفسه فرقا بي ليلة العيد‬
‫الذي يعلم أنه ل يصومه وبي ليال رمضان الذي يعلم أنه يصومه ويد الفرق بي ما إذا كان مقيما او مسافرا‬
‫يريد الصيام وبي ما إذا كان مسافرا ل يريد الصيام‬

‫فكما أن الرادة تكون موجودة ف نفس النسان وقد يشك ف وجودها أو ل يسن أن يعب عن‬
‫وجودها أو يطلب وجودها فهكذا العلم الضروري وغيه قد يكون حاصل ف نفس النسان وهو يشك ف‬
‫وجوده أو يطلب وجوده أو ل يسن أن يعب عنه لن وجود الشيء ف النفس شيء والعلم بوجوده ف النفس‬
‫شيء آخر فالتمييز بينه وبي غيه والتعبي عن ذلك شيء آخر فهكذا عامة الؤمني إذا حصل أحدهم ف سن‬
‫التمييز يصل له من السباب الت توجب معرفته بال وبرسوله ما يصل با ف نفسه علم ضروري ويقي قوي‬
‫كحصول الرادة لن علم ما يريد فعله ث كثي من أهل الكلم يلبسون عليه ما حصل له ويشككونه فيه كما‬
‫أن كثيا من الفقهاء يلبسون على الريد الناوي ما حصل له ويشككونه فيه والعلم الاصل ف النفس ل‬
‫تنضبط أسبابه ومنه ما يصل دفعه كالعلم با أحسه ومنه ما يصل شيئا بعد شيء كالعلم بخب الخبار‬
‫التواترة والعلم بدلول القرائن الت ل يكن التعبي عنها وكذلك حصول الرادة فإن من الشياء ما تصل‬
‫إرادته الازمة ف النفس كإرادة الشياء الضرورية الت ل بد له منها كإرادة دفع‬

‫المور الضارة له وكإرادة الائع الشديد الوع والعطشان الشديد العطش لتناول ما تيسر له من الطعام‬
‫والشراب ومنه ما يصل شيئا بعد شيء كإرادة النسان لا هو أكمل له وأفضل فإن هذا قد تصل إرادته‬
‫شيئا بعد شيء وكذلك إرادته لا يشك ف كونه متاجا إليه أو كونه نافعا له فإن الرادة قد تقوى بقوة العلم‬
‫وقد تضعف بضعفه وقد تقوى بقوة نفس مبة الشيء الطلوب وضعف مبته ومن عرف حقيقة المر تبي له‬
‫أن النفوس فيها إرادات فطرية وعلوم فطرية وأن كثيا من أهل الكلم ف العلم قد يظنون عدم حصولا‬
‫فيسعون ف حصولا وتصيل الاصل متنع فيحتاجون أن يقدروا عدم الوجود ث يسعون ف وجوده ومن هنا‬
‫يغلط كثي من الائضي ف الكلم والفقه وقد يكون العلم والرادة حاصلي بالفعل أو بالقوة القريبة من‬
‫الفعل مع نوع من الذهول والغفلة فإذا حصل أدن تذكر رجعت النفس إل ما فيها من العلم والرادة أو‬
‫توجهت نو الطلوب فيحصل لا معرفته ومبته‬
‫وال تعال فطر عباده على مبته ومعرفته وهذه هي النيفية الت خلق عباده عليها كما ف الديث‬
‫الصحيح عن النب قال يقول ال تعال إن خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطي وحرمت عليهم ما أحللت‬
‫لم وأمرتم أن يشركوا ب ما ل أنزل به سلطانا وقد قال تعال فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة ال الت فطر‬
‫الناس عليها ل تبديل للق ال ذلك الدين القيم سورة الروم ‪ 30‬وقال كل مولود يولد على الفطرة فأبواه‬
‫يهودانه وينصرانه ويجسانه كما تنتج البهية بيمة جعاء هل تسون فيها من جدعاء والكلم ف هذه المور‬
‫مذكور ف غي هذا الوضع ومن السائل التعلقة بذا الباب أن العلم واليان واجب على الناس بسب‬
‫المكان فالمل الت فرض ال تعال على اللق كلهم القرار با ما يكنهم معرفتها وأما التفاصيل ففيها من‬
‫الدقيق ما ل يكن أن يعرفه إل بعض الناس فلو كلف بقية الناس معرفته كلفوا ما ل يطيقون ولذا ل يب على‬
‫كل أحد أن يسمع كل آية ف القرآن ويفهم معناها وإن كان هذا فرضا على الكفاية‬

‫ومن العلوم أنه ف تفاصيل آيات القرآن من العلم واليان ما يتفاضل الناس فيه تفاضل ل ينضبط لنا‬
‫والقرآن الذي يقرأه الناس بالليل والنهار يتفاضلون ف فهمه تفاضل عظيما وقد رفع ال بعض الناس على بعض‬
‫درجات كما قال تعال يرفع ال الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات سورة الجادلة ‪ 11‬بل من‬
‫الخبار ما إذا سعه بعض الناس ضرهم ذلك وآخرون عليهم أن يصدقوا بضمون ذلك ويعلموه قال علي‬
‫رضي ال عنه حدثوا الناس با يعرفون ودعوا ما ينكرون أتبون أن يكذب ال ورسوله وقال عبد ال ابن‬
‫مسعود رضي ال عنه ما من رجل يدث قوما حديثا ل تبلغه عقولم إل كان فتنة لبعضهم فمثل هذه‬
‫الحاديث الت سعت من الرسول أو من سعها منه وعلم أنه قالا يب على من سعها أن يصدق بضمونا‬
‫وإذا فهم الراد كان عليه معرفته واليان به وآخرون ل يصلح لم أن يسمعوها ف كثي من الحوال وإن كانوا‬
‫ف حال أخرى يصلح لم ساعها ومعرفتها والقرآن مورد يرده اللق كلهم وكل ينال منه على مقدار ما قسم‬
‫ال له قال تعال أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها‬

‫فاحتمل السيل زبدا رابيا وما يوقدون عليه ف النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب ال‬
‫الق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث ف الرض كذلك يضرب ال المثال سورة‬
‫الرعد ‪ 17‬وهذا مثل ضربه ال سبحانه لا أنزله من العلم واليان والقلوب الت تنال ذلك شبه اليان بالاء‬
‫النازل والقلوب بالودية فمنها كبار ومنها صغار وبي أن الاء كما يتلط با يكون ف الرض كذلك القلوب‬
‫فيها شبهات وشهوات تالط النسان وأخب أن ذلك الزبد يفأ جفاء وما ينفع الناس يكث ف الرض كذلك‬
‫الشبهات تفوها القلوب وما ينفع يكث فيها وف الصحيحي عن أب موسى عن النب أنه قال مثل ما بعثن‬
‫ال به من الدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة قبلت الاء فأنبتت الكل والعشب الكثي‬
‫وكانت منها طائفة أمسكت الاء فشرب الناس وسقوا ورعوا وكانت منها طائفة إنا هي قيعان ل تسك ماء‬
‫ول تنبت كل فذلك مثل من فقه ف‬

‫دين ال ونفعه ما بعثن ال به من الدى والعلم ومثل من ل يرفع بذلك رأسا ول يقبل هدى ال الذي‬
‫أرسلت به وما ذكره ابن حزم من أن العلم قد يصل ف القلب ل عن ضرورة ول نظر ورده على من يصره‬
‫ف النوعي فمثل هذا قد يكون الناع فيه لفظيا وذلك أن ناف الصر قد يريد بالضرورة ما كان عن ضرورة‬
‫حس وأولئك يعلون ما يصل من العلم الضروري بالس أحد أنواع العلم الضروري وقد يريد بالضرورة ما‬
‫يضطر إليه النسان بدون نظر ف تصوره وأولئك يريدون بالعلم الضروري والبديهي ما اضطر إليه النسان إذا‬
‫تصور طرفيه سواء كان ذلك التصور ضروريا أو ل يكن بل كثي من الناس يقول إن جيع العلوم ضرورية‬
‫باعتبار أسبابا فإن العلم الاصل بالنظر والكسب والستدلل هو بعد حصول أسبابه ضروري يضطر إليه‬
‫النسان وهذا اختيار أب العال وغيه وللناس ف هذا الباب اصطلحات متعددة من ل يعرفها يعل بينهم‬
‫نزاعا معنويا وليس كذلك كما أن طائفة منهم يعلون العلم البديهي هو الضروري والكسب هو النظري‬
‫ومنهم من يفرق بينهما فيجعلون الضروري ما اضطر إليه العبد من غي عمل وكسب منه ل ف‬

‫تصور السألة ول دليلها ويعلون البديهي ما بدهه وإن كان عن نظر اضطر إليه من غي كسب منه فإن‬
‫العبد قد يضطر إل أسباب العلم وقد يتار اكتساب أسبابه وهذا ف السيات وغيها كمن يفجأه ما يراه‬
‫ويسمعه من غي قصد إل رؤيته وسعه ومن يسعى ف رؤية الشيء واستماعه والول ل يدخل تت المر‬
‫والنهي والثان يدخل تت المر والنهي وأيضا فمن الناس من يقول العلوم الضرورية والبديهية يشترك فيها‬
‫عامة العقلء ويعل ما يتص به بعضهم ليس من هذا القسم ومنهم من يسمي كل ما اضطر إليه النسان‬
‫وبدهه ضروريا وبديهيا وإن كان ذلك متصا بنوع من الناس كما يتص بالنبياء والولياء وأهل الفراسة‬
‫واللام وعلى هذا فالعلم الاصل بتيسي ال تعال وهدايته وإلامه وجعله له ف قلب العبد بدون استدلل‬
‫يسميه هؤلء علما ضروريا وإن كان ابن حزم وأمثاله ل يسمونه ضروريا فهذا نزال لفظي ومن حد‬
‫الضروري بأنه العلم الذي يلزم نفس العبد لزوما ل يكنه النفكاك عنه جعل هذا كله ضروريا وكذلك يقول‬
‫كثي من شيوخ أهل العرفة لكثي من أهل النظر إن علمنا ضروري كما ف الكاية العروفة الت ذكرها أبو‬
‫العباس أحد بن ممد بن خلف القدسي‬
‫ورأيتها بطه عن الشيخ احد اليوقي العروف بالكبى قال دخل علي فخر الدين الرازي ورجل آخر‬
‫من العتزلة كبي فيهم فقال يا شيخ بلغنا أنك تعلم علم اليقي فقلت نعم أنا أعلم علم اليقي فقال ل كيف‬
‫تعلم علم اليقي ونن نتناظر من وقت كذا إل وقت كذا وكلما أقام حجة أبطلتها وكلما أقمت حجة أبطلها‬
‫فقلت ما أدري ما تقولن ولكن أنا أعلم علم اليقي فقال فبي لنا ما هذا اليقي فقلت واردات ترد على‬
‫النفوس تعجز النفوس عن ردها فجعل يرددان هذا الكلم ويقولن واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن‬
‫ردجها وتعجبا من هذا الواب لنه رحه ال بي أن ذلك من العلوم الضرورية الت تلزم القلب لزوما ل يكنه‬
‫مع ذلك دفعها ث قال له كيف الطريق إل هذه الواردات فقال لما بأن تسلكا طريقتنا الت نأمركم با فاعتذر‬
‫الرازي با له من الوانع وأما العتزل فقال أنا متاج إل هذه الواردات فإن الشبهات قد أحرقت قلب فأمره‬
‫الشيخ با يفعله من العبادة والذكر وما يتبع ذلك ففتح ال عليه بذه الواردات‬

‫والعتزلة ينفون العلو والصفات ويسمون من أثبت ذلك مسما حشويا فلما فتح ال تعال عليه بذلك‬
‫قال وال ما الق إل فيما عليه هؤلء الشوية والجسمة أو كما قال فإن عهدي بالكاية من زمان وكان هذا‬
‫الشيخ الكبى إذا قيل له من قال الرحن على العرش استوى فهو مسم يقول فخذ إن حينئذ مسم وكان‬
‫من أجل شيوخ وقته ف بلده بلد جرجان وخوارزم قال أبو ممد بن حزم ومن البهان الوضح لبطلن هذه‬
‫القالة البيثة أنه ل يشك أحد من يدري شيئا من السي من السلمي واليهود والنصارى والجوس والنانية‬
‫والدهرية ف أن رسول ال منذ بعث ل يزل يدعو الناس الم الغفي إل اليان بال تعال وبه وبا أتى به ويقاتل‬
‫من أهل الرض من يقاتله من عند ويستحل سفك دمائهم وسب نسائهم وأولدهم وأخذ أموالم متقربا إل‬
‫ال تعال بذلك وأخذ الزية‬

‫وإصغاره ويقبل من آمن به ويرم ماله ودمه وأهله وولده ويكم له بكم السلم ومنهم الرأة البدوية‬
‫والراعي والراعية والغلم الصحراوي والوحشي والزني والسب والزنية الجلوبة والرومي والرومية والغثر‬
‫الاهل والضعيف ف فهمه فما منهم من أحد ول من غيهم قال عليه السلم إن ل أقبل إسلمك ول يصح‬
‫لك دين إل حت تستدل على صحة ما أدعوك إليه قال ولسنا نقول إنه ل يبلغنا أنه قال ذلك لحد بل نقطع‬
‫نن وجيع أهل الرض قطعا كقطعنا على ما شاهدناه أنه عليه السلم ل يقل هذا قط لحد ول رد إسلم‬
‫أحد حت يستدل ث جرى على هذه الطريقة جيع الصحابة أولم عن آخرهم ول يتلف أحد ف هذا المر‬
‫ومن الحال‬
‫المتنع عند أهل السلم أن يكون عليه السلم يغفل أن يبي للناس ما ل يصح لحد السلم إل به ث‬
‫يتفق على إغفال ذلك أو تعمد ترك ذكره جيع أهل السلم ويبينه هؤلء الشقياء ومن ظن أنه وقع من الدين‬
‫على ما ل يقع عليه رسول ال فهو كافر بل خلف فصح أن هذه القالة خرق للجاع وخلف ل ولرسوله‬
‫ولميع أهل السلم قاطبة قلت قبول السلم الظاهر يرى على صاحبه أحكام السلم الظاهرة مثل عصمة‬
‫الدم والال والناكحة والوارثة ونو ذلك وهذا يكفي فيه مرد القرار الظاهر وإن ل يعلم ما ف باطن النسان‬
‫كما قال فإذا قالوها عصموا من دماءهم وأموالم إل بقها وحسابم على ال وقال إن ل أؤمر أن أنقب عن‬
‫قلوب الناس ول أن أشق بطونم‬

‫ولذا يقاتل الكافر حت يسلم أو يعطى الزية فيكون مكرها على أحد المرين ومن قال ل تؤخذ‬
‫الزية من وثن قال إنه يقاتل حت يسلم وأما اليان الباطن الذي ينجي من عذاب ال ف الخرة فل يكفي فيه‬
‫مرد القرار الظاهر بل قد يكون الرجل مع إسلمه الظاهر منافقا وقد كان على عهد رسول ال منافقون وقد‬
‫ذكرهم ال تعال ف القرآن ف غي موضع وميز سبحانه بي الؤمني والنافقي ف غي موضع كما ف قوله يوم‬
‫يقول النافقون والنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب‬
‫بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحة وظاهره من قبله العذاب ينادوهنهم أل نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم‬
‫أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم المان حت جاء أمر ال وغركم بال الغرور فاليوم ل يؤخذ منكم فدية ول‬
‫من الذين كفروا مأواكم النار هي مولكم وبئس الصي سورة الديد ‪ 15 13‬وقال تعال قالت العراب‬
‫آمنا قل ل تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولا يدخل اليان ف قلوبكم وإن تطيعوا ال ورسوله ل يلتكم‬

‫من أعمالكم شيئا إن ال غفور رحيم إنا الؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله ث ل يرتابوا وجاهدوا‬
‫بأموالم وأنفسهم ف سبيل ال أولئك هم الصادقون سورة الجرات ‪ 15 14‬وهؤلء قد قالت طائفة إنم‬
‫أسلموا ظاهرا مع كونم منافقي وقال الكثرون بل كانوا مسلمي غي منافقي ول واصلي إل حقيقة اليان‬
‫فإنه قد قال فيهم وإن تطيعوا ال ورسوله ل يلتكم من أعمالكم شيئا إن ال غفور رحيم سورة الجرات‬
‫‪ 14‬والنافق عمله حابط ل يتقبله ال ومن هذا الباب قوله ل يزن الزان حي يزن وهو مؤمن ول يسرق‬
‫السارق حي يسرق وهو مؤمن ول يشرب المر حي يشربا وهو مؤمن وغي ذلك من الحاديث الت تكلم‬
‫عليها ف غي هذا الوضع فإن مسألة اليان والكفر والنفاق متعلقة بسألة أول الواجبات ووجوب النظر‬
‫وبالفاسق اللي وتكفي أهل البدع وغي ذلك من السائل الت تكلم عليها الناس‬
‫وبذا أجابوا عن هذه الجة فإنه لا قيل لم أجع السلمون على أن الكافر إذا أراد أن يسلم يكتفى‬
‫منه بالقرار بالشهادتي قالوا إنا نتزىء منه بذلك لجراء أحكام السلم عليه فإن صاحب الشرع جعل ذلك‬
‫أمارة لجراء الحكام ولو كان ذلك إيانا حقيقيا لا قال ف حق النسوة الهاجرات يا أيها الذين آمنوا إذا‬
‫جاءكم الؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ال اعلم بإيانن سورة المتحنة ‪ 10‬ث يقول من تلك ملة من اللل‬
‫وعاد إل ملتنا فل بد له من حامل يمله عليه فإن كان الذي يمله عليه ما علمه من فساد ملته وعقيدته‬
‫وصحة دين السلم فهذا القدر كاف من النظر والستدلل على الملة وإن كان الذي يمله رهبة منا أو‬
‫رغبة فيما أعطانا ال من الال وغيه فهجرته إل ما هاجر إليه قال أبو ممد فإن قالوا فما كانت حاجة الناس‬
‫إل اليات والعجزات وإل احتجاج ال عليهم بالقرآن وإعجازه وبدعاء اليهود إل تن الوت ودعاء النصارى‬
‫إل الباهلة وشق القمر قلنا‬

‫وبال التوفيق قد قلنا إن الناس قسمان قسم ل تسكن نفوسهم إل السلم ول دخلها التصديق فطلبوا‬
‫منه عليه السلم الباهي فأراهم العجزات فانقسموا قسمي طائفة آمنت وطائفة عندت وجاهرت فكفرت‬
‫وأهل هذه الصفة اليوم هم الذين يلزمهم طلب الستدلل فرضا ول بد وقسم وفقهم ال تعال لتصديقه عليه‬
‫السلم وخلق ف نفوسهم اليان كما قال تعال بل ال ين عليكم أن هداكم لليان إن كنتم صادقي سورة‬
‫الجرات ‪ 17‬فهؤلء آمنوا له عليه السلم بل تكليف آية وأهل هذه الصفة هم اليوم العتقدون للسلم حقا‬
‫بل معرفة باستدلل قال أبو ممد ويلزم أهل هذه القالة أن جيع أهل الرض كفار إل القل وقد قال بعضهم‬
‫إنم مستدلون قال وهذه ماهرة هو يدرى أنه فيها كاذب وكل من سعه يدري‬

‫أنه فيها كاذب لن أكثر العامة من حاضرة وبادية ل يدري ما معن الستدلل فكيف يستعمله قلت‬
‫لفظ الستدلل فيه إجال فإن أريد العبارة عن نظم الدلة والواب عن المانعات والعارضات فهذا قد يقال‬
‫إنه ل يسنه إل من يسن الدل وأما الصطلح العي والترتيب العي أو اللفظ العي فهذا بنلة اللغات ل‬
‫يعرفه إل من يعرف تلك اللغة وليس هذا واجبا بل ريب وإن أريد به نفس طلب العلم بالشيء بالدليل والنظر‬
‫فيما يدل على الشيء فهذا مركوز ف فطرة جيع الناس فإنه ما منهم أحد إل وعنده من نوع النظر والستدلل‬
‫بل ومن نوع الدال بسب ما هداه ال إليه من ذلك وقد قال تعال وكان النسان أكثر شيء جدل سورة‬
‫الكهف ‪ 54‬والنسان يادل بالباطل ليدحض به الق من غي معرفة بقواني الدل فكيف ل يادل بالق‬
‫والناس من النظر والناظرة ف صناعاتم وأمور دنياهم ما يبي أن النظر والناظرة مركوز ف فطرهم فكيف ف‬
‫أمور الدين وال سبحانه يقول الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى سورة العلى ‪ 3 2‬وقال تعال قال‬
‫ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ث هدى سورة طه ‪50‬‬
‫وهذا الذي ذكره ابن حزم هو قول كثي من الشعرية فإنم متنازعون ف النظر هل هو فرض على‬
‫العيان أو على الكفاية وف الواجب هل هو العرفة أو العتقاد الازم الصمم وهل يسمى ذلك علما أم ل‬
‫وكان أبو العال يقول ل يكلف الناس العلم فإن العلم ف هذه السائل عزيز ل يتلقى إل من النظر الصحيح‬
‫التام فتكليف ذلك عامة الناس تكليف ما ل يطاق وإنا كلفوا العتقاد السديد مع التصميم وانتفاء الشك‬
‫والتردد ولو سى مسم مثل هذا العتقاد علما ل ينع من إطلقه قال وقد كنا ننصر هذه الطريقة زمانا من‬
‫الدهر وقلنا مثل هذا العتقاد علم على القيقة فإنه اعتقاد يتعلق بالعتقد على ما هو به مع التصميم ث بدا لنا‬
‫أن العلم ما كان صدوره عن الضرورة أو الدليل القاطع قال وهذا العتقاد الذي وصفناه ل يتميز ف مبادىء‬
‫النظر حت يستقر ويتميز عن اعتقاد الظان والخمن وقال أبو إسحاق السفرايين ف آخر مصنفاته من اعتقد‬
‫ما يب‬

‫اعتقاده هل يكتفى به اختلف الصحاب فيه فمنهم من اكتفى به ومنهم من شرط إقرار هذه العقائد‬
‫بالدلة قلت والذين أوجبوا النظر من الطوائف العامة نوعان أحدها من يقول إن أكثر العامة تاركوه وهؤلء‬
‫على قولي فغلتم يقولون إن إيانم ل يصح وأكثرهم يقولون يصح إيانم تقليدا مع كونم عصاة بترك النظر‬
‫وهذا قول جهورهم وقد ذكر هذا طوائف من النفية وغيهم كما ذكر من ذكر من النفية ف شرح الفقه‬
‫الكب فقالوا قال أبو حنيفة وسفيان ومالك والوزاعي وعامة الفقهاء وأهل الديث بصحة إيان القلد ولكنه‬
‫عاص بترك الستدلل وقال الشارح هذا يفيد فائدتي إحداها أن اليان بالتقليد صحيح وإن ل يهتد إل‬
‫الستدلل خلفا للمعتزلة والشعرية فإنما ل يصححان إيان القلد واليان بالتقليد ويقولن بكفر العامة‬

‫قال وهذا قبيح من أقبح القبائح لنه يؤدي إل تفويت حكمة ال تعال ف الرسالة والنبوة لن من‬
‫أعطى الرسالة والنبوة أمر بعرض السلم أول على الكفرة فلو كان السلم ل يصح بالعرض والتقليد لفات‬
‫الكمة ف الرسالة إل أن درجة الستدلل أعلى من درجة التقليد ألف مرة وكل من كان ف الستدلل‬
‫والستنباط أكثر كان إيانه أنور وذكر كلما آخر قلت القول القبيح الباطل تكفي من حكم الشارع بإيانه‬
‫وهم الؤمنون من العامة وغيهم الذين ل يسلكوا الطرق البتدعة كطريقة العراض ونوها وأما كون إيان‬
‫العامة تقليدا أو ليس تقليدا وهل هم عصاة أو ليسوا عصاة فهذا كلم آخر وأما العتزلة والشعرية فلهم ف‬
‫ذلك نزاع وتفصيل معروف والنوع الثان من موجب النظر وهم جهورهم يقولون إنه متيسر على العامة كما‬
‫يقوله القاضي أبو بكر والقاضي أبو يعلى وغيها من يقول ذلك قالوا فإن قيل فتقولون بوجوب معرفة ال‬
‫ومعرفة نبوة رسله ف حق كل مكلف من أهل النظر والعامة وجفاة‬
‫العراب والكراد وأهل القصبة والرستاق ومن يقصر فهمه عن معرفة الدقيق وأدلة التفصيل قيل نعم‬
‫لنه ليس ف جيع من ذكرت من يعرف فهمه ويقصر علمه عن معرفة الدث والحدث عند مشاهدة تغي‬
‫العال وما يدث ويتجدد ف أجسامه من الزيادة والنقصان والنماء وتغي الالت وما تد عليه النطفة من‬
‫التصور والنتقال من حال إل حال وإن قصرت عبارته عن أن يقول إن هذه أمور متجددة طارئة وإنه ل بد‬
‫للصنعة من صانع وللكتابة من كاتب وقد علم أن انتقال النطفة إل أن تصي إنسانا أو بيمة أعظم ف العجوبة‬
‫من تول الفضة خاتا والشبة سريرا وبابا والغزل ثوبا منسوجا وإن ل يعب عن ذلك بعبارات التكلمي‬
‫وألفاظ الناظرين وكما يفرق بي خب الواحد الذي ل يوجب العلم وبي خب التواتر الوجب للعلم وكما تد‬
‫ف أنفسها الفرق بي الظن والتقليد وبي الشاهدة وعلم اليقي وإن تعذر عليها الفصل بي ذلك أجع من طريق‬
‫العبارة وإذا كان كذلك وجب أن يكون لميعهم سبيل إل معرفة الدوث والحدث هذه عبارة القاضي أب‬
‫يعلى وغيه من هؤلء الذين وافقوا القاضي أبا بكر على طريقته وكذلك قال ابن الزاغون وهو من القائلي‬
‫بوجوب النظر‬

‫والستدلل وحكى ذلك عن عامة العلماء كما ذكره القاضي أبو يعلى وابن عقيل وأبو الطاب‬
‫وغيهم قال والذي فرضه ال على العيان على ضربي أحدها ما ل يتم اليان إل به وهو معرفة ال‬
‫وتوحيده وأنه صانع الشياء وأن الكل عبيده وأمثال ذلك فهذا يستوي ف لزومه العال والعامي ونعن بقولنا‬
‫العال الذي تبصر وتدرب وعرف الجة من الشبهة وتبحر ف مواقف الجتهاد للمعرفة وانتصب دافعا بالق‬
‫شبه أهل العتراض على وجه يترجح به الثقة ويساعده بالفهم اليقي والعرفة ونعن بالعامي من فصل عن‬
‫أرباب الختصاص ف إحراز العلم وكثرة التبحر وإنا سي عاميا من جهة قلة العدد ف خواص العلماء بالضافة‬
‫إل من بقي فخواص العلماء ف كل زمان آحاد يسي عددهم والناس غي أعم وجودا وأكثر عددا فلهذا سي‬
‫من قل علمه عاميا ومن جلة العامة ولسنا نريد بالعامي من ل معرفة له بشيء من العلم بال فإذا ثبت هذا‬
‫فسائر العامة مؤمنون عارفون بال ف عقائدهم وديانتهم غي مقلدين ف شيء قدمنا ذكره قال وذهبت طوائف‬
‫من العتزلة والقدرية إل أنه ل يعرف ال إل العلماء فأما العوام فل يكم بصحة إيانم ول بعرفتهم ل‬

‫قال والدليل على إبطال قولم هو أنا نقول حقيقة اليان العائد إل العتقد هي طمأنينة النفس وسكون‬
‫القلب إل معرفة ما يعتقد بإسناد ذلك إل دليل يصلح له وهذا ل يعدم ف حق أحد من العامة وبيان ذلك أنه‬
‫لو قيل لحد من العوام ب عرفت ربك لقال بأنه انفرد ببناء هذه السماء ورفعها فل يشاركه ف هذا موصوف‬
‫بسم ول جوهر وهذا مأخوذ من قوله تعال وإل السماء كيف رفعت سورة الغاشية ‪ 18‬ومن سائر اليات‬
‫الت فيها ذكر السماء والعتبار با وهذه اليات هي الصل عند العلماء وإنا ينفردون عن العامة ف هذا‬
‫ببسيط البيان الليح والتشقيق والغامض الدقيق وف بيان حكم يدركها العامي فهما بنانه ويقصر عن شرحها‬
‫بلسانه فهما ف ذلك كرجلي اتفقا ف العلم بسألة وأحدها ف الكشف أبسط باعا وأفصح شرحا وهذا يرجع‬
‫إل شيء وذلك أنه قد ثبت أن ال تعال كلف الكل معرفته وضمن فيما كلف أنه ل يزيد تكليفه على مقدار‬
‫الوسع بقوله ل يكلف ال نفسا إل وسعها سورة البقرة ‪ 286‬وقوله ل يكلف ال نفسا إل ما آتاها سورة‬
‫الطلق ‪ 7‬فحقيقة العرفة بالشيء إنا هي الوقوف عليه بالعلم على ما هو به ول يوصل إل ذلك ف‬

‫حق ال إل باستناد العتقد فيه إل دليله فلو كان الدليل ل يدخل الوقوف عليه ف طوق العامي لدى‬
‫ذلك إل تكليفه ما ليس ف وسعه وهذا خلف ما نص ال عليه دليل آخر وهو أنا إذا تأملنا أدلة التوحيد وما‬
‫يب على العامي ترك التقليد فيه وجدناه سهل ف مأخذه قريبا ف تناوله تشتاق النفوس إليه بأنسها ويستند‬
‫ذلك إل شيئي أحدها أن ذلك منوط بالعقل ولجل هذا ادعى خصومنا أن العرفة وجبت بالعقل والعوام‬
‫عقلء ويظهر ذلك شرعا وعقل أما الشرع فل يكلف ال عاقل وهو تسليم أموالم اليهم لرشدهم ول رشيد‬
‫ال عاقل وأما طريق العقل فبما يظهر من ذلك ف تدبيهم وتدقيق حيلهم وخفي مكرهم ف تقاسيم أحوال‬
‫الدنيا وقد سطر الناس ف ذلك كتبا وصنفوا فيها من فنون الكر واليل وتدقيق الراء ف أنواع التدبي ما فيه‬
‫غنية لن تأمله والثان أن أدلة ذلك جلية ف أعلى مقامات اليضاح والكشف حت تد النفوس با مستأنسة‬
‫وذلك مثلما يستدل‬

‫العامي على معرفة أن له خالقا فيعلم عند تأمل نفسه أنه جسم مموع مفعول مصنوع وهو عاجز ف‬
‫نفسه عن صنع ذاته وصفاته من وجوه أيسرها أن الصانع من شرطه أن يتقدم على الصنوعات فإذا ثبت ذلك‬
‫ف نفسه واستقر ذلك ف أمثاله من جنسه واستوى العال كله عنده ف أنه يشاركه ف صفات نفسه اقتضى‬
‫ذلك إثبات صانع آخر يالفهم ف استحقاق المع لقيقة الوحدة ويتحقق فيه شرط السبق إل غي غاية وهذا‬
‫وأمثاله معروف عند العامة ل يفى عليهم وإن عجزوا ف بعضه عن الفصاح بشرحه والأخوذ على الكلف‬
‫فهمه ومعرفته على وجه يزول عنه الشك ويبعد فيه الريب ويستضيء به العقل وتثق به النفس وهذا سهل ل‬
‫تقصر العامة عن معرفته فلهذا قضينا لم باليان والعرفة وهذا جلي واضح ولكونه حقا ف نفسه صحيحا ف‬
‫معناه سوى ال ف أحكامه بي العال والعامي ف أحكام ذلك العامة وهي الطاب بالمر والنهي وإقرارهم‬
‫على حكم القبول ف العقود من النكحة والبيوع وأداء الفرائض‬

‫واجتناب الحارم والغسل والتكفي والصلة عليهم والدفن ف مقابر السلممي إل قبلتهم والتوارث‬
‫منهم وذلك يوجب لم القضاء باليان والعرفة قال واحتج الخالف بأن حقيقة العرفة هو العلم بالشيء أو‬
‫العلم بالعلوم وإنا يكون ذلك إذا وصل صاحبه إل اليقي فيه وإذا ل يكن قادرا على بصية دليل يكشفه ول‬
‫على دفع شبهة يلها ل يكن على يقي فيما علمه لنه قد يعترض عليه فيما عنده شك ما يوجب نقلته عما‬
‫كان عليه أو يعرض له من الشكوك ما يزيل الثقة با عنده ومن هو على هذه الصفة فهو ناقص العرفة وتويز‬
‫النقصان ف هذا يوجب أنه ل يتعلق با مثله يصلح أن يكون كافيا ف مقصوده شافيا ف مراده وإل فحقيقة‬
‫العرفة ل تدخلها التجزئة فيثبت منها بعض دون بعض فبان بذا أن كل من كان ف عداد العامة فهو غي‬
‫عارف على القيقة ومن ليس بعارف ل يثبت له تسمية ما يستحقه أهل العرفة من ذلك قال والواب أن ما‬
‫أسلفناه ف اول السألة هو جواب عما‬

‫ذكروه وهو أنه إذا أضاف ما علمه إل دليل مثله ل يفسد وقد استحكمت ثقة العترف به ف مدة‬
‫حياته ل يعتريه فساد ول يدخله نقص واتفق على ذلك من يساويه ف معرفته ومن يزيد عليه ف مقام العلم‬
‫والجتهاد فقد استحكمت ثقته به من وجهي أحدها علمه وتربته والثان اتفاق أهل اللة على صحته ومثل‬
‫هذا ل يعارضه شك يرج التمسك به عن الثقة فإنه قد ثبت عند العامة عموما ل يتلف فيه أحد منهم أن‬
‫كل جسم مبن مموع مدث كان بعد أن ل يكن ويتوهم نقضه كما يتحقق بناؤه وإن كان كل واحد منهم‬
‫ليس بفاعل نفسه ول فعله مثله ويتحقق أن من شرط الفاعل أن يكون سابقا على الفعول فإذا تساوت‬
‫الجسام ف هذا دل على أن الفاعل لا غيها وهو من ل يشاركها فيما أوجب لا العجز وهذا جلي واضح ل‬
‫يكن دفعه ول تقابله شبهة تؤثر فيما استقر عند العال به وهذا كاف ل يقصر عنه عامي ول يقدر على الزيادة‬
‫فيه عال ال بتحسي العبارة فيه أو حذف مواد الشبهة عنه وهذا أمر زائد على مقدار فهمه والثقة بصحته ولذا‬
‫كان من فرائض الكفايات‬

‫قلت ولقائل أن يقول ان جهور العامة ل يعرف هذا الدليل بل ول يعرف مسمى السم ف اصطلح‬
‫الستدلي به وليعرف أن الواء يسمى جسما بل أكثر الناظرين ف العلم من أهل الفلسفة والكلم والفقه‬
‫والديث والتصوف ل يعرفوا صحة هذا الدليل بل قالوا إنه باطل والسلف والئمة جعلوا هذا من الكلم‬
‫البتدع الباطل ول يدع أحد من النبياء وأتباعهم أحدا إل الستدلل على معرفة ال بذا الطريق وإنا ابتدعه‬
‫ف السلم من كان مبتدعا ف السلم من الهمية والعتزلة ونوهم ولكن الذي يعرفه العامة والاصة أن كل‬
‫واحد من الدميي مدث كان بعد أن ل يكن وأنه ليس بفاعل نفسه ول يفعله مثله ولذا استدل سبحانه‬
‫بذلك ف قوله تعال أم خلقوا من غي شيء أم هم الالقون سورة الطور ‪ 35‬وكذلك يعلمون حدوث ما‬
‫يشهدون حدوثه ويعلمون أنواعا من الدلة غي هذا قال أبو السن ابن الزاغون وأما قولم إنه قد يعترض‬
‫عليه من الشبهة ما يوجب تفلته ويرفع ثقته فليس كذلك من وجهي أحدها أن خيالت الشبه ل تكاف فيما‬
‫ذكرنا فما يقصر من الشبه‬

‫فتقصيه يظهر سريعا والثان أنه إذا طرأ على العامي شبهة فإنه ل يزال يسأل عنها ويبالغ ف التفتيش‬
‫والتنقي حت يبه العلماء الربانيون ف ذلك با تقوى به ثقته قال وأما قولم إن العرفة ناقصة ف حقه فإن‬
‫أردت أنا ناقصة من حيث إنه ل يصل إل مطلوب السألة فهذا مال ل فهذا ما ل يدخله نقص وذلك لن‬
‫النسان إما عارف بالسألة أو غي عارف ول واسطة بينهما وإن أردت بالنقص من طريق العدد ف السائل أو‬
‫ف الدلئل فصحيح غي أنه يفصل به بي علم العيان وعلم الكفاية وذلك غي قادح ف ثبوت السألة بدليلها‬
‫الذي ل غن عنه ول زيادة عليه قلت هذا مبن على أن العرفة بال تعال ل تتفاضل وأن الشيء ل يكون‬
‫معلوما من وجه مهول من وجه وهذا أحد القولي للناس ف هذه السألة وهو قول طائفة من أهل الديث‬
‫والفقهاء من أصحاب أحد وغيهم وقول كثي من أصحاب الشعري أو أكثرهم وهو قول جهم بن صفوان‬
‫وكثي من الرجئة لكن جهور الناس على خلف هذا وقد ذكر القاضي أبو يعلى ف ذلك عن أحد روايتي‬
‫وهذا يشبه تنازع الناس ف العقل هل‬

‫يتفاضل فمذهب المهور أنه يتفاضل وهو قول أكثر أصحاب أحد وغيهم من العلماء كالتميمي‬
‫والقاضي وأب الطاب وغيهم من العلماء وقالت طائفة ل يتفاضل وهو قول أكثر أصحاب الشعري وابن‬
‫عقيل وغيهم وهو يشبه تنازعهم ف أن بعض الواجبات هل تكون أوجب من بعض فابن عقيل وغيه‬
‫ينكرون التفاضل ف هذا وجهور الفقهاء يوزون التفاضل ف هذا والكلم على هذا مبسوط ف غي هذا‬
‫الوضع والقصود هنا أن الذين يقولون بوجوب النظر والستدلل على العيان أو يقولون إن اليان ل يصح‬
‫إل به لن العرفة واجبة والعرفة ل تتم إل به فقول جهورهم إن الراد بذلك هو العلم الذي يقوم بالقلب ل‬
‫العبارة عنه وليوجبون نظم الدليل بالعبارة ول القدرة على جواب العارض ويقولون إن العلم بالدليل أمر‬
‫متيسر على العامة وإن العامة الؤمني قد حصل لم ف قلوبم النظر والستدلل الفضي إل العلم وإن ل‬
‫يكونوا قادرين على نظم الدليل وبيانه بالعبارة وهذا موجود ف عامة ما يقوم بالنفس من علم وحب وبغض‬

‫ولذة وأل وغي ذلك يكون ذلك موجودا ف النفس يعلم به النسان ولكن وصف ذلك وبيانه والتعبي‬
‫عنه شيء آخر وليس كل من علم شيئا أمكنه أن يصفه ولذا يسمى مثل هذا متكلما ومعلوم أن العلم ليس‬
‫هو الكلم ولذا يقال العلم علمان علم ف القلب وعلم ف اللسان فعلم القلب هو العلم النافع وعلم اللسان هو‬
‫حجة ال على عباده وقد روي ذلك عن السن عن النب مرسل وقد قيل إنه من كلم السن وهو أقرب‬
‫وقال عبد ال بن مسعود رضي ال عنه إنكم ف زمان كثي فقهاؤه قليل خطباؤه كثي معطوه قليل سائلوه‬
‫وسيأت عليكم زمان كثي خطباؤه قليل فقهاؤه قليل معطوه كثي سائلوه فالفقيه الذي تفقه قلبه غي الطيب‬
‫الذي يطب بلسانه وقد يصل للقلب من الفقه والعلم أمور عظيمة ول يكون صاحبه ماطبا‬

‫بذلك لغيه وقد ياطب غيه بأمور كثية من معارف القلوب وأحوالا وهو عار عن ذلك فارغ منه‬
‫وقد أخرجا ف الصحيحي عن أب موسى عن النب أنه قال مثل الؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الترجة طعمها‬
‫طيب وريها طيب ومثل الؤمن الذي ل يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ول ريح لا ومثل النافق الذي‬
‫يقرأ القرآن كمثل الريانة ريها طيب وطعمها مر ومثل النافق الذي ل يقرأ القرآن كمثل النظلة طعمها مر‬
‫ول ريح لا فبي أن النسان قد يقرأ القرآن فيتكلم بكلم ال وهو منافق ليس ف قلبه إيان وآخر يكون مؤمنا‬
‫قلبه فيه من معرفة ال تعال وتوحيده ومبته وخشيته ما هو اعظم المور وهو ل يتكلم بالقرآن الذي هو كلم‬
‫ال تعال ولذا قال جندب بن عبد ال وابن عمر وغيها تعلمنا اليان ث تعلمنا القرآن فازددنا إيانا وأنتم‬
‫تتعلمون القرآن ث تتعلمون اليان‬

‫وقد قال تعال وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان ولكن‬
‫جعلناه نورا ني به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إل صراط مستقيم صراط ال الذي له ما ف السماوات‬
‫وما ف الرض أل إل ال تصي المور سورة الشورى ‪ 53 52‬وف الصحيحي عن حذيفة بن اليمان عن‬
‫النب أنه قال إن المانة نزلت ف جذر قلوب الرجال فعلموا من القرآن وعلموا من السنة فأخب أنه أنزل‬
‫اليان ف القلوب وقد تقدم قوله تعال أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا‬
‫وما يوقدون عليه ف النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب ال الق والباطل فاما الزبد فيذهب‬
‫جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث ف الرض كذلك يضرب ال المثال سورة الرعد ‪ 17‬وهذا مثل ضربه ال‬
‫لا أنزله ف القلوب من اليان والقرآن وشبه القلوب بالودية وشبه ما يالط القلوب من الشهوات والشبهات‬
‫بالزبد الذي‬

‫يذهب جفاء يفوه القلب ويدفعه وشبه ما يبقى ف الرض من الاء النافع با يبقى ف القلوب من‬
‫اليان النافع وتقدم أيضا حديث أب موسى عن النب أنه قال مثل ما بعثن ال به من الدى والعلم كمثل‬
‫غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة قبلت الاء فأنبتت الكل والعشب الكثي وكانت منها طائفة أمسكت‬
‫الاء فشرب الناس وسقوا وزرعوا وكانت منها طائفة إنا هي قيعان ل تسك ماء ول تنبت كل فذلك مثل من‬
‫فقه ف دين ال ونفعه ما بعثن ال به من الدى والعلم ومثل من ل يرفع بذلك رأسا ول يقبل هدى ال الذي‬
‫أرسلت به فقسم الناس فيما بعث به من الدى والعلم الذي شبهه بالغيث إل ثلثة أقسام فقسم قبلوه فانتفعوا‬
‫به ف نفوسهم علما وعمل وقسم حفظوه وأدوه إل غيهم وقسم ثالث ل هذا ول هذا وقوله تعال ما كنت‬
‫تدري ما الكتاب ول اليان سورة الشورى ‪ 52‬نظي قوله قل إن ضللت فإنا أضل على نفسي وإن اهتديت‬
‫فبما يوحي إل رب سورة سبأ ‪50‬‬

‫ففي هاتي اليتي بي سبحانه أن اليان والدى حصل بالوحي النازل ل بجرد العقل الذي كان‬
‫حاصل قبل الوحي والناس متنازعون ف العرفة هل حصلت بالشرع أو بالعقل وهل وجبت بذا أو بذا‬
‫والناع ف هاتي السألتي موجود بي عامة الطوائف من أصحاب أحد وغيه فإن الناس لم ف العقل هل‬
‫يعلم به حسن الشياء وقبحها والوجوب والتحري قولن مشهوران أحدها أنه ل يعلم به ذلك وهو قول‬
‫الشعري وأصحابه وابن حامد والقاضي أب يعلى والقاضي يعقوب وابن عقيل وابن الزاغون وغيهم من‬
‫أصحاب أحد وكثي من أصحاب مالك والشافعي وغيها والثان أنه يعلم ذلك وهذا قول العتزلة والكرامية‬
‫وغيهم وهو قول أب السن التميمي وأب الطاب وغيها من أصحاب أحد وذكر أبو الطاب أنه قول‬
‫جهور العلماء وهو قول كثي من أئمة الديث من أصحاب أحد وغيهم كأب القاسم سعد بن علي الزنان‬
‫وأب نصر السجزي وقول كثي من أصحاب مالك والشافعي وهو الذي ذكره أصحاب أب حنيفة وذكروه عن‬
‫أب حنيفة نفسه وقد بسط الكلم على هذه السألة وما فيها من التفصيل ف غي هذا الوضع وكذلك العرفة‬
‫هل تصل بالعقل أو بالشرع فيها‬

‫نزاع بي العلماء من أصحاب أحد وغيهم من العلماء وحقيقة السألة أن العرفة منها ما يصل‬
‫بالعقل ومنها ما ل يعرف إل بالشرع فالقرار الفطري كالقرار الذي أخب ال به عن الكفار قد يصل بالعقل‬
‫كقوله تعال ولئن سألتهم من خلق السماوات والرض ليقولن ال سورة لقمان ‪ 25‬وأما ما ف القلوب من‬
‫اليان الشار إليه ف قوله تعال ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان ولكن جعلناه نورا ندي به من نشاء من‬
‫عبادنا سورة الشورى ‪ 52‬فل يصل إل بالوحي كما ف قوله قل إن ضللت فإنا أضل على نفسي وإن‬
‫اهتديت فبما يوحي إل رب سورة سبأ ‪ 50‬وما يتعلق بذه السألة الكلم فيما يلهمه ال تعال الؤمني من‬
‫اليان كقوله تعال وإذ أوحيت إل الواريي أن آمنوا ب وبرسول سورة الائدة ‪ 111‬وقوله فمن يرد ال‬
‫أن يهديه يشرح صدره للسلم سورة النعام ‪ 125‬وقوله أفمن شرح ال صدره للسلم فهو على نور من‬
‫ربه سورة الزمر ‪ 22‬وقوله ال نور السماوات والرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح إل قوله ومن ل‬
‫يعل ال له نورا فما له من نور سورة النور ‪40 35‬‬
‫وقوله حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم سورة الجرات ‪ 7‬وقوله أولئك كتب ف قلوبم‬
‫اليان وأيدهم بروح منه سورة الجادلة ‪ 22‬وقوله وال يدعو إل دار السلم ويهدي من يشاء إل صراط‬
‫مستقيم سورة يونس ‪ 25‬وأمثال ذلك ما يبي أن ما يصل ف القلوب من الدى والنور واليان هو من ال‬
‫تعال بفضله ورحته وهذا يتعلق بسألة القدر ولا كانت العتزلة قدرية تنكر أن يكون ال تعال خالقا لفعال‬
‫العباد ويقولون إن ما يصل للعبد من اليان ل يصل من ال تعال بل قد أعطى الكافر من أسباب اليان مثل‬
‫ما أعطى الؤمن وليس له نعمة على الؤمن أعظم من نعمته على الكافر ولكن نفس القدرة الت با آمن هذا با‬
‫كفر هذا وكل منهما رجح أحد مقدوريه بل سبب يوجب الترجيح لن القادر الختار يرجح أحد التماثلي‬
‫على الخر بل مرجح وأما من قال منهم بقول أب السي إن الفعل ل يصل مع القدرة إل بالداعي وإن ال‬
‫يلق الداعي وأنه يب وجود القدور عند وجودها فهذا موافق لهل السنة ف العن وإن أظهر نزاعهم‬

‫والعتزلة كانوا هم أئمة الكلم ف وجوب النظر والستدلل بطريقة العراض والجسام وما يتبع‬
‫ذلك وصاروا يقولون إن اليان ل يكن أن يصل للعبد بدون اكتسابه له ل يكن عندهم أن يصل بعلم‬
‫ضروري يعله ال ف قلب العبد ول بإلام وهداية منه يتص با من يشاء من عباده ولذا خالفهم الثبتون‬
‫للقدر كالشعري وغيه وقالوا يكن أن يعلم بالضطرار ما يعلم بالنظر فإن هذا عندهم ليس أمرا لزما لكنه‬
‫بسب العادة والعتزلة يقولون إن اليان إذا كان موهبة من ال تعال للعبد وتفضل منه عليه ل يستحق العبد‬
‫الثواب وأهل السنة يقولون هو مسن إل العبد متفضل عليه بأن أرسل اليه الرسول وأن جعل له السمع‬
‫والبصر والفؤاد الذي يعقل به وأن هداه لليان وأن أماته عليه فكل هذا إحسان منه إل الؤمن وتفضل عليه‬
‫وإن كان هو قد كتب على نفسه الرحة وكان حقا عليه نصر الؤمن وحق العباد عليه إذا وحدوه أل يعذبم‬
‫فذاك حق أوجبه بنفسه بكلماته التامات وبا تستحقه نفسه القدسة من حقائق الساء والصفات ل أن شيئا‬
‫من الخلوقات أوجب عليه شيئا أو حرم عليه شيئا‬

‫والكلم على هذا مبسوط ف موضع آخر فلما صار من أخذ ما أخذه من الكلم الحدث عنهم‬
‫كالشعري ومن سلك سبيله من أصحاب أحد ومالك والشافعي يسلكون مسالكهم ف مسألة إياب النظر‬
‫وأن اليان ل يصل ال به قال ابو جعفر السمنان أحد أئمة الشعرية هذه السألة بقية بقيت ف الذهب من‬
‫العتزال لن اعتقدها وذلك لكون الشعري كان معتزليا تلميذا لب علي البائي ث رجع عن هذا إل مذهب‬
‫ابن كلب وأمثاله من الصفاتية الثبتي للقدر والقائلي بأن أهل الكبائر ل يلدون ونو ذلك من الصول الت‬
‫فارق با العتزلة للجماعة وأصل الكلم الحدث الخالف للكتاب والسنة الذموم عند السلف والئمة كان‬
‫أئمة الهمية والعتزلة وأمثالم والعتزلة قدرية جهمية وجهم وأتباعه جهمية مبة ث الشعري كان منهم ولا‬
‫فارقهم وكشف فضائحهم وبي تناقضهم وسلك مسالك أب ممد بن كلب وأمثاله ناقضهم غاية الناقضة ف‬
‫مسائل القدر والوعيد والساء والحكام كما ناقضهم ف ذلك الهمية والضرارية والنجارية ونوهم‬

‫وكان الشعري أعظم مباينة لم ف ذلك من الضرارية حت مال إل قول جهم ف ذلك لكنه كان عنده‬
‫من النتساب إل السنة والديث وأئمة السنة كالمام أحد وغيه ونصر ما ظهر من أقوال هؤلء ما ليس عند‬
‫أولئك الطوائف ولذا كان هو وأمثاله يعدون من متكلمة أهل الديث وكانوا هم خي هذه الطوائف وأقربا‬
‫إل الكتاب والسنة ولكن خبته بالديث والسنة كانت مملة وخبته بالكلم كانت مفصلة فلهذا بقي عليه‬
‫بقايا من أصول العتزلة ودخل معه ف تلك البقايا وغيها طوائف من النتسبي إل السنة والديث من اتباع‬
‫الئمة من أصحاب مالك وأب حنيفة والشافعي وأحد وعامة هؤلء يقولون القوال التناقضة ويقولون القول‬
‫ول يلتزمون لوازمه ومن أسباب ذلك أنم يقولون القول الأثور عن الصحابة والسلف الوافق للكتاب والسنة‬
‫ولصريح العقول ويسلكون ف الرد على بعض الكفار أو بعض أهل البدع مسلكا سلكته العتزلة ونوهم‬
‫وذلك السلك ل يوافق أصول أهل السنة فيحتاجون إل التزام لوازم ذلك السلك العتزل وإل القول‬

‫بوجب نصوص الكتاب والسنة والعقول الوافق لذلك فيحصل التعارض والتناقض وهكذا العتزلة‬
‫ردوا على كثي من الكفار ردا بطرق سلكوها مت التزموا لوازمها عارضت حقا آخر معلوما بالشرع أو العقل‬
‫ومن تدبر هذه البواب رأى عجائب وما ث ما يثبت على السب والتقسيم ويسلم عن التناقض إل ما جاء من‬
‫عند ال كما قال تعال أفل يتدبرون القرآن ولو كان من عند غي ال لوجدوا فيه اختلفا كثيا سورة‬
‫النساء ‪ 82‬وكثي من هذه الطوائف يتعصب على غيه ويرى القذاة ف عي أخيه ول يرى الذع العترض ف‬
‫عينه ويذكر من تناقض أقوال غيه ومالفتها للنصوص والعقول ما يكون له من القوال ف ذلك الباب ما هو‬
‫من جنس تلك القوال أو أضعف منها أو أقوى منها وال تعال يأمر بالعلم والعدل ويذم الهل والظلم كما‬
‫قال تعال وحلها النسان إنه كان ظلوما جهول ليعذب ال النافقي والنافقات والشركي والشركات‬
‫ويتوب ال على الؤمني والؤمنات وكان ال غفورا رحيما سورة الحزاب ‪73 72‬‬

‫وقال تعال وتت كلمت ربك صدقا وعدل سورة النعام ‪ 115‬وقال النب القضاة ثلثة قاضيان ف‬
‫النار وقاض ف النة فرجل علم الق وقضى به فهو ف النة ورجل قضى للناس على جهل فهو ف النار ورجل‬
‫علم الق وقضى بلفه فهو ف النار رواه أهل السنن ومعلوم أن الكم بي الناس ف عقائدهم وأقوالم أعظم‬
‫من الكم بينهم ف مبايعهم وأموالم وقد قال تعال فلذلك فادع واستقم كما أمرت ول تتبع أهواءهم وقل‬
‫آمنت با أنزل ال من كتاب وأمرت لعدل بينكم ال ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ل حجة بيننا‬
‫وبينكم ال يمع بيننا وإليه الصي سورة الشورى ‪ 15‬ت بمد ال الزء السابع من كتاب درء تعارض‬
‫العقل والنقل لبن تيمية ‪.‬‬

You might also like