Professional Documents
Culture Documents
درء تعارض العقل والنقل 7
درء تعارض العقل والنقل 7
أو
ح الَعْقُوْلِ
حيْحِ الَنْ ُقوْلِ ِلصَرِيْ ِ
ُموَافَقَةُ صَ ِ
الزء السابع
قلت :ولقائل أن يقول :تقرير العلو بالدلة العقلية ثبت من طرق :
أحدها :أن يقال إذا ثبت بالعقل أنه مباين للمخلوقات وثبت أن العال كرى وأن العلو الطلق فوق
الكرة لزم أن يكون ف العلو بالضرورة .
وهذه مقدمات عقلية ليس فيها خطاب وذلك لن العال إذا كان مستديرا فله جهتان حقيقيتان العلو
والسفل فقط وإذا كان مباينا للعال امتنع أن يكون ف السفل داخل فيه فوجب أن يكون ف العلو مباينا له وقد
تقدم أن الناف قال إن العال كرة واستدل على ذلك بالكسوف القمري إذا كان يتقدم ف الناحية الشرقية على
الغربية والقول بأن الفلك مستدير هو قول جاهي علماء السلمي والنقل بذلك ثابت عن الصحابة والتابعي
بل قد ذكر أبو السي بن النادى وأبو ممد بن حزم وابن الوزي وغيهم أنه ليس ف ذلك خلف بي
الصحابة والتابعي وغيهم من علماء السلمي وقد نازع ف ذلك طوائف من أهل الكلم والرأي من الهمية
والعتزلة وغيهم وقد قال ال تعال وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل ف فلك يسبحون
سورة النبياء 33وقال ل الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر ول الليل سابق النهار وكل ف فلك يسبحون
سورة يس 40
قال ابن عباس وغيه ف فلكه مثل فلكة الغزل وف حديث جبي بن مطعم عن النب الذي رواه أبو
داود والترمذي وغيها أن أعرابيا قال يا رسول ال جهدت النفس وجاع العيال وهلك الال فادع ال لنا فإنا
نستشفع بك على ال ونستشفع بال عليك فسبح رسول ال حت عرف ذلك ف وجوه أصحابه ث قال ويك
أتدري ما ال شأن ال أعظم من ذلك إن ال ل يستشفع به على أحد من خلقه إن عرشه على ساواته هكذا
وقال بأصابعه مثل القبة وإنه ليأط به أطيط الرحل الديد براكبه وهذا مبسوط ف غي هذا الوضع وإذا كان
الصم قد استدل بذلك كان ذلك حجة عليه فإذا كان العال كريا وقد ثبت بالضرورة أنه إما مداخل له وإما
مباين له وليس بداخل له وجب أن يكون مباينا له وإذا كان مباينا له وجب أن يكون فوقه إذ ل فوق إل
الحيط وما كان وراءه
الطريق الثان أن يقال علو الالق على الخلوق وأنه فوق العال أمر مستقر ف فطر العباد معلوم لم
بالضرورة كما اتفق عليه جيع المم إقرارا بذلك وتصديقا من غي أن يتواطأوا على ذلك ويتشاعروا وهم
يبون على أنفسهم أنم يدون التصديق بذلك ف فطرهم الطريق الثالث أن يقال هم عندما يضطرون إل
قصد ال وإرادته مثل قصده عند الدعاء والسألة يضطرون إل توجه قلوبم إل العلو فكما انم مضطرون إل
دعائه وسؤاله هم مضطرون إل أن يوجهوا قلوبم إل العلو إليه ل يدون ف قلوبم توجها إل جهة أخرى ول
استواء الهات كلها عندها وخلو القلوب عن قصد جهة من الهات بل يدون قلوبم مضطرة إل أن تقصد
جهة علوهم دون غيها من الهات وهذا الوجه يتضمن بيان اضطرارهم إل قصده ف العلو وتوجههم عند
دعائه إل العلو والول يتضمن فطرتم على القرار بأنه ف العلو والتصديق بذلك فهذا فطرة واضطرار إل العلم
والتصديق والقرار وذاك اضطرار إل القصد والرادة والعمل التضمن للعلم والتصديق والقرار الطريق الرابع
أن يقال قوله جهة فوق أشرف الهات خطاب ليس كذلك وذلك لنه قد ثبت بصريح العقول أن المرين
التقابلي إذا كان أحدها صفة كمال والخر صفة نقص فإن ال يوصف بالكمال منهما دون النقص فلما
تقابل الوت والياة وصف
بالياة دون الوت ولا تقابل العلم والهل وصف بالعلم دون الهل ولا تقابل القدرة والعجز وصف
بالقدرة دون العجز ولا تقابل الكلم والبكم وصف بالكلم دون البكم ولا تقابل السمع والبصر والصمم
والعمى وصف بالسمع والبصر دون الصمم والعمى ولا تقابل الغن والفقر وصف بالغن دون الفقر ولا تقابل
الوجود والعدم وصف بالوجود دون العدم ولا تقابل الباينة للعال والداخلة له وصف بالباينة دون الداخلة
وإذا كان مع الباينة ل يلو إما أن يكون عاليا على العال أو مسامتا له وجب أن يوصف بالعلو دون السامتة
فضل عن السفول والنازع يسلم أنه موصوف بعلو الكانة وعلو القهر وعلو الكانة معناه أنه أكمل من العال
وعلو القهر مضمونه أنه قادر على العال فإذا كان مباينا للعال كان من تام علوه أن يكون فوق العال ل ماذيا
له ول سافل عنه ولا كان العلو صفة كمال كان ذلك من لوازم ذاته فل يكون مع وجود غيه إل عاليا عليه
ل يكون قط غي عال عليه كما ثبت ف الصحيح الذي ف صحيح مسلم وغيه عن أب هريرة عن النب أنه
كان يقول ف دعائه أنت الول فليس قبلك شيء وأنت الخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر
فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ولذا كان مذهب السلف والئمة أنه مع نزوله إل
ساء الدنيا ل يزال فوق العرش ل يكون تت الخلوقات ول تكون الخلوقات ميطة به قط بل هو العلي
العلى العلي ف دنوه القريب ف علوه ولذا ذكر غي واحد إجاع السلف على أن ال ليس ف جوف
السماوات ولكن طائفة من الناس قد يقولون إنه ينل ويكون العرش فوقه ويقولون إنه ف جوف السماء وإنه
قد تيط به الخلوقات وتكون أكب منه وهؤلء ضلل جهال مالفون لصريح العقول وصحيح النقول كما
أن النفاة الذين يقولون ليس داخل العال ول خارجه جهال ضلل مالفون لصريح العقول وصحيح النقول
فاللولية والعطلة متقابلن
الطريق الامس أن يقال إذا كان مباينا للعال فإما أن يقدر ميطا به أو ل يقدر ميطا به سواء قدر أنه
ميط به دائما أو ميط به بعض الوقات كما يقبض يوم القيامة الرض ويطوي السماوات فإن قدر ميطا به
كان عاليا عليه علو الحيط على الحاط به وقد تقدم قولم ان الفلك كرى فيلزم أن تكون الفلك ميطة
بالرض وهي فوقها باتفاق العلماء فما كان ميطا بالميع أول بالعلو والرتفاع سبحانه وتعال وإن ل يكن
ماثل لشيء من الخلوقات ول مانسا للفلك ول غيها وإن ل يقدر ميطا به فإن كان العال كريا وليس
لبعض جهاته اختصاص بالعلو فإذا كان مباينا له لزم أن يكون عاليا كيفما كان المر وإن قدر أن العال ليس
بكرى أو هو كرى ولكن بعض جهاته لا اختصاص بالعلو مثل أن نقول إن ال وضع الرض وبسطها للنام
فالهة الت تلي رؤوس الناس هي جهة العلو من العال دون الخرى فحينئذ إذا كان مباينا وقدر أنه غي ميط
فل بد من اختصاصه بهة العلو أو غيها ومن العلوم أن جهة العلو أحق بالختصاص لن الهة العالية
أشرف بالذات من السافلة ولذا اتفق العلماء على أن جهة السماوات أشرف من جهة الرض وجهة الرأس
أشرف من جهة الرجل فوجب اختصاصه بي النوعي وأفضلهما إذ اختصاصه بالناقص الرجوح متنع
وأما قول الناف ولن العال كرة فل فوق إل وهو تت بالنسبة فيقال له هذا خطأ لا تقدم من أن
الحيط باتفاق العقلء عال على الركز وأن العقلء متفقون على أن الشمس والقمر والكواكب إذا كانت ف
السماء فل تكون إل فوق الرض وكذلك السحاب والطي ف الواء وأيضا فإن هذا التحت أمر خيال وهي
ل حقيقة له وليس فيه نقص كالعلق برجليه ل تكون السماء تته إل ف الوهم الفاسد واليال الباطل وكذلك
النملة الاشية تت السقف فالشمس والقمر والنجوم السابة ف أفلكها ل تكون بالليل تتنا إل ف الوهم
واليال الفاسد وأيضا فإنه مع كونه كريا ل يتنع أن نتص إحدى جهتيه بوصف اختصاص أل ترى أن
الرض مع قولم إنا كرية فإن هذه الهة الت عليها اليوان والنبات والعدن أشرف من الهة الت غمرها الاء
وإذا كانت هذه الهة أشرف جهت الرض ل يتنع أن يكون ما ياذيها أشرف ما ياذي الهة الخرى فما
كان فوق الفلك من هذه الهة أشرف ما يكون من تلك الهة الخرى وما يوضح ذلك أن مقتضى طبيعة
الاء والتراب عند من يعتب ذلك أن يكون الاء قد غمر الرض كلها من هذه الناحية كما غمرها
من تلك الناحية لن الاء بالطبع يعلو على التراب ومع هذا فقد اختص هذا الوجه بأن الاء منوع عنه
وف السند عن النب أنه قال ما من ليلة إل والبحر يستأذن ربه ف أن يغرق بن آدم فيمنعه ربه وأهل الطبع
والساب قد حاروا ف سبب جفاف هذا الوجه حت قالوا هذا سببه عناية الرب مع أن هذا عندهم إذا قالوه
ينقض مذاهبهم وإذا كان هذا فيما شوهد فما الانع أن يكون فوق الفلك من هذا الانب ما هو متص بأمر
يقتضي اختصاص الرب بالعلو عليه من هذا الوجه وأما قوله إن ل يكن لمتداده ف جهة العلو ناية فكل نقطة
فوقها أخرى فل شيء يفرض فيه إل وهو سفل وإن كان له ناية كان فوق طرف العلو خلء أعلى منه فلم
يكن علوا مطلقا فجوابه من وجوه أحدها أن يقال العلى العلى هو الذي ليس فوقه شيء أصل كما قال
النب ف الديث الصحيح أنت
الول فليس قبلك شيء وأنت الخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وحينئذ فهذا
اللق الذكور إما أن يكون شيئا موجودا وإما أن ل يكون شيئا موجودا فإن كان الول فهو من العال وال
فوقه إذ هو العلى العلى الظاهر الذي ليس فوقه شيء وإن ل يكن شيئا موجودا فهذا ل يوصف بأنه فوق
غيه ول تته ول يقال إن تته شيء ول فوقه شيء إذ هو عدم مض ونفي صرف فل يوز أن يقال إن فوق
ال شيء والعدم ليس بشيء ل سيما العدم المتنع فإنه ليس بشيء باتفاق العقلء ويتنع أن يكون فوق ال
شيء فهو عدم متنع الثان أن يقال غاية الكمال ف العلو أن ل يكون فوق العال شيء موجود وال موصوف
بذلك وما ذكرته من اللء إذا قدر أنه ل بد منه ل يقدح ذلك ف علوه الذي يستحقه كما أنه سبحانه
موصوف بأنه على كل شيء قدير والمتنع لنفسه الذي ليس بشيء ول يدخل ف العموم ل يكون عدم دخوله
نقصا ف قدرته الشاملة وكذلك هو سبحانه بكل شيء عليم فيعلم الشياء على ما هي عليه فما ل يكن
موجودا ل يعلمه موجودا كما قال تعال قل أتنبئون ال با ل يعلم ف السماوات ول ف الرض سورة يونس
( ) 18ول يكون نفي هذا العلم نقصا بل هو من تام كماله لنه يقتضي أن يعلم الشياء على ما هي
عليه ونظائر هذا كثية الثالث أن يقول له إخوانه الذين يقولون إنه ل ناية له ف ذاته قولك إن ما ل يتناهى
فكل نقطة منها فوقها نقطة فكل شيء منه سفل ل يقدح ف مطلوبنا فإن مقصودنا أن ل يكون غيه أعلى منه
بل هو عال على كل موجود ث بعد ذلك إذا قدرت أنه ما منه شيء إل وغيه منه أعلى منه ل يقدح هذا ف
مقصوده ول ف كماله فإنه ل يعل على شيء منه إل ما هو منه ل من غيه وأيضا فإن مثل هذا ل بد منه
والواجب إثبات صفات الكمال بسب المكان وأيضا فإن مثل هذا كمال ف العلو ول يقدح ف العال أن
يكون بعضه أعلى من بعض إذا ل يكن غيه عاليا عليه وأيضا فإن الناس متنازعون ف صفاته هل بعضها
أفضل من بعض مع أنا كاملة ل نقص فيها بوجه من الوجوه وهل بعض كلمه أفضل من بعض مع كمال
الميع والسلف والمهور على أن بعض كلمه أفضل من بعض وبعض صفاته أفضل من بعض مع كونا
كلها كاملة ل نقص فيها كما دلت
على ذلك نصوص الكتاب والسنة كقوله تعال ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بي منها أو مثلها
سورة البقرة 106وكقوله حاكيا عن ربه إن رحت تغلب غضب وف لفظ سبقت غضب وقوله قل هو ال
أحد سورة الخلص 1تعدل ثلث القرآن وقوله ف فاتة الكتاب ل ينل ف التوراة ول ف النيل ول ف
الزبور ول ف القرآن مثلها فنفى أن يكون لا مثل وقوله عن آية الكرسي إنا أعظم آية ف القرآن
وقوله أعوذ برضاك من سخطك وبعافاتك من عقوبتك وبك منك ل أحصي ثناء عليك أنت كما
أثنيت على نفسك وقوله يي ال ملى ل يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق
السماوات والرض فإنه ل يغض ما ف يينه والقسط بيده الخرى يفض ويرفع فأخب أن الفضل بيده اليمن
والقسط بيده الخرى مع أن كل يديه يي كما ف الصحيح عن النب القسطون على منابر من نور عن يي
الرحن وكلتا يديه يي الذين يعدلون ف حكمهم وأهليهم وما ولوا فإذا كانت صفاته كلها كاملة ل نقص
فيها وبعضها أفضل من بعض ل يتنع أن يكون هو العال علوا مطلقا وإن كان منه ما هو أعلى من غيه
وأما قوله إن الشرف الاصل بسبب الهة لا بالذات وللحاصل فيها بالعرض فجوابه من وجوه
أحدها أن هذا إنا يكن أن يقال إذا كانت الهة أمرا وجوديا فأما إذا كانت أمرا عدميا والراد بذلك أنه فوق
العال مباين له ليس معه هناك موجود غيه ل يكن هناك شيء موجود غيه يستحق العلو ل جهة ول غيها
فضل عن أن يستحق غيه العلو والشرف والذات وهؤلء يتكلمون بلفظ الهة واليز والكان ويعنون با
تارة أمرا معدوما وتارة أمرا موجودا ولذا كان أهل الثبات من أهل الديث والسلفية من جيع الطوائف
منهم من يطلق لفظ الهة ومنهم من ل يطلقه وها قولن لصحاب أحد والشافعي ومالك وأب حنيفة
وغيهم من أهل الديث والرأي وكذلك لفظ ( الكان ) منهم من يطلقه ومنهم من ينع منه وأما لفظ
التحيز فمنهم من ينفيه وأكثرهم ل يطلقه ول ينفيه لن هذه ألفاظ مملة تتمل حقا وباطل وإذا كان كذلك
فيقال قول القائل إن ال ف جهة أو حيز أو مكان إن أراد به شيئا موجودا غي ال فذلك من جلة ملوقاته
ومصنوعاته فإذا قالوا إن ال فوق ساواته على عرشه بائن من خلقه امتنع أن يكون مصورا أو ماطا بشيء
موجود غيه سواء سى مكانا أو جهة أو حيزا أو غي ذلك ويتنع أيضا أن يكون متاجا إل
شيء من ملوقاته ل عرش ول غيه بل هو بقدرته الامل للعرش ولملته فإن البائن عن الخلوقات
العال عليها يتنع أن يكون ف جوف شيء منها وإذا قيل إنه ف السماء كان العن إنه ف العلو وهو مع ذلك
فوق كل شيء ليس ف جوف السماوات فإن السماء هو العلو وكل ما عل فهو ساء يقال سا يسمو سوا أي
عل يعلو علوا وهذا اللفظ يعم كل ما يعلو ل يص بعض أنواعه بسبب القرينة فإذا قيل فليمدد بسبب إل
السماء فقد يراد به السقف وإذا قيل نزل الطر من السماء كان نزوله من السحاب وإذا قيل العرش ف السماء
فالراد به ما فوق الفلك وإذا قيل ال ف السماء فالراد بالسماء ما فوق الخلوقات كلها أو يراد أنه فوق
السماء وعليها فأما أن يكون ف جوف السماوات فليس هذا قول أهل الثبات أهل العلم والسنة ومن قال
بذلك فهو جاهل كمن يقول إن ال ينل ويبقى العرش فوقه أو يقول إنه يصره شيء من ملوقاته فهؤلء
ضلل كما أن أهل النفي ضلل وإن أراد بسمى الهة واليز والكان أمرا معدوما فالعدوم ليس شيئا فإذا
سى السمى ما فوق الخلوقات كلها حيزا وجهة ومكانا كان العن أن ال وحده هناك ليس هناك غيه من
الوجودات ل
جهة ول حيز ول مكان بل هو فوق كل موجود من الحياز والهات والمكنة وغيها سبحانه
وتعال الوجه الثان أن يقال لو عارضكم معارض وقال الهة وإن كانت موجودة فهي ملوقة له مصنوعة
وهي مفتقرة إليه وهو مستغن عنها فإن العرش مثل إذا سي جهة ومكانا وحيزا فال تعال هو ربه وخالقه
والعرش مفتقر إل ال افتقار الخلوق إل خالقه وال غن عنه من كل وجه فليس ف كونه فوق العرش وفوق
ما يقال له جهة ومكان وحيز وإن كان موجودا إثبات شرف لذلك الخلوق أعظم من شرف ال تعال وهذا
قد ييب به من يثبت اللء ويعله مبدعا ل تعال الوجه الثالث أنه إذا كان عاليا على ما يسمى جهة ومكانا
كان هو أعلى منه فأي شرف وعلو كان لذلك الوجود بالذات أو بالعرض فعلو ال أكمل منه الوجه الرابع
أن يقال ل نسلم أن العلو الاصل بسبب الهة هو لا بالذات ولغيها بالعرض إذ الهة تابعة لغيها سواء
كانت موجودة أو معدومة وعلوها تبع لعلو العال با فكيف يكون العلو للتابع بالذات وللمتبوع بالعرض
وقولنا عال بالهة مثل قولنا عال بالعلو وعال بالعلم وقادر بالقدرة أو عال علو الكانة أو عال بالقهر فليس ف
ذلك ما
يوجب أن تكون الكانة والقهر والعلو والعلم أكمل من القاهر العال العال ذي الكانة العالية ومهما
قدر أنه يسمى جهة فإما أن يكون عدما فل شرف له أصل وإما أن يقدر موجودا إما صفة ل وإما ملوقا ل
وعلى التقديرين فالوصوف أكمل من الصفة والالق أكمل من الخلوق فكيف تكون الصفات والخلوقات
أكمل من الوصوف الالق سبحانه وتعال الوجه الامس أن الهة قد نعن با نسبة وإضافة كاليمي واليسار
والمام والوراء فالعلو إذا سي جهة بذا العتبار كان العال بالهة معناه أن بينه وبي ما هو عال عليه نسبة
وإضافة أوجبت أن يكون هذا فوق هذا فهل يقال إن هذه النسبة والضافة الت با وصف العال بأنه عال
أكمل من ذاته العالية الوصوفة بذا العلو والنسبة الوجه السادس أن يقال هذا الذي قاله إنا يتوجه ف الخلوق
إذا عل على سقف أو منب أو عرش أو كرسي أو نو ذلك فإن ذلك الكان كان عاليا بنفسه وهذا صار عاليا
لا صار فوقه بسبب علو ذلك فالعلو لذلك السقف والسرير والنب بالذات ولذا الذي صعد عليه بالعرض
فكلمهم يتوجه ف مثل هذا وهذا ف حق ال وهم وخيال فاسد وتثيل ل بلقه وتشبيه له بم ف صفات
النقص الت يتعال عنها
وهؤلء النفاة كثيا ما يتكلمون بالوهام واليالت الفاسدة ويصفون ال بالنقائص ولفات ويثلونه
بالخلوقات بل بالناقصات بل بالعدومات بل بالمتنعات فكل ما يضيفونه إل أهل الثبات الذين يصفونه
بصفات الكمال وينهونه عن النقائص والعيوب وأن يكون له ف شيء من صفاته كفو أو سي فما يضيفونه
إل هؤلء من زعمهم أنم يكمون بوجب الوهم واليال الفاسد أو أنم يصفون ال بالنقائص والعيوب أو
أنم يشبهونه بالخلوقات هو بم أخلق وهو بم أعلق وهم به أحق فإنك ل تد أحدا سلب ال ما وصف به
نفسه من صفات الكمال إل وقوله يتضمن لوصفه با يستلزم ذلك من النقائص والعيوب ولثيله بالخلوقات
وتده قد توهم وتيل أوهاما وخيالت فاسدة غي مطابقة بن عليها قوله من جنس هذا الوهم واليال وأنم
يتوهون ويتخيلون أنه إذا كان فوق العرش متاجا إل العرش كما أن اللك إذا كان فوق كرسيه كان متاجا
إل كرسيه وهذا عي التشبيه الباطل والقياس الفاسد ووصف ال بالعجز والفقر إل اللق وتوهم أن استواءه
مثل استواء الخلوق أول يعلمون أن ال يب أن نثبت له صفات الكمال وننفي عنه ماثلة الخلوقات وأنه
ليس كمثله شيء سورة الشورى 11ل ف ذاته ول ف صفاته ول أفعاله فل بد من تنيهه عن النقائص
والفات وماثلة شيء من الخلوقات وذلك يستلزم إثبات صفات الكمال والتمام الت ليس فيها كفو لذي
اللل والكرام وبيان ذلك هنا أن ال مستغن عن كل ما سواه وهو خالق كل
ملوق ول يصر عاليا على اللق بشيء من الخلوقات بل هو سبحانه خلق الخلوقات وهو بنفسه عال
عليها ل يفتقر ف علوه عليها إل شيء منها كما يفتقر الخلوق إل ما يعلو عليه من الخلوقات وهو سبحانه
حامل بقدرته للعرش ولملة العرش وف الثر أن ال لا خلق العرش أمر اللئكة بمله قالوا ربنا كيف نمل
عرشك وعليه عظمتك فقال قولوا ل حول ول قوة إل بال فإنا أطاقوا حل العرش بقوته تعال وال إذا جعل
ف ملوق قوة أطاق الخلوق حل ما شاء أن يمله من عظمته وغيها فهو بقوته وقدرته الامل للحامل
والحمول فكيف يكون مفتقرا إل شيء وأيضا فالحمول من العباد بشيء عال لو سقط ذلك العال سقط هو
وال أغن وأجل وأعظم من أن يوصف بشيء من ذلك وأيضا فهو سبحانه خلق ذلك الكان العال والهة
العالية واليز العال إذا قدر شيئا موجودا كما لو جعل ذلك اسا للعرش وجعل العرش هو الكان العال كما ف
شعر حسان تعال علوا فوق عرش إلنا وكان مكان ال أعلى وأعظما
فالقصود أنه خلق الكان وعله وبقوته صار عاليا والشرف الذي حصل لذلك الكان العال منه ومن
فعله وقدرته ومشيئته فإذا كان هو عاليا عل ذلك وهو الالق له وذلك مفتقر إليه من كل وجه وهو مستغن
عنه من كل وجه فكيف يكون قد استفاد العلو منه ويكون ذلك الكان أشرف منه وإنا صار له الشرف به
وال مستحق للعلو والشرف بنفسه ل بسبب سواه فهل هذا وأمثاله إل من اليالت والوهام الباطلة الت
تعارض با فطرة ال الت فطر الناس عليها والعلوم الضرورية والقصود الضرورية والعلوم البهانية القياسية
والكتب اللية والسنن النبوية وإجاع أهل العلم واليان من سائر البية قال الرازي ف حجة خصمه ولن
اللق بطباعهم وقلوبم السليمة يرفعون أيديهم إليها عند التضرع والدعاء وأجاب عن ذلك بأن رفع اليدي
إل السماء معارض لوضع البهة على الرض والعتراض على هذا من وجوه أحدها أن يقال وضع البهة
على الرض ل يتضمن قصدهم لحد ف السفل بل السجود با يعقل أنه تواضع وخضوع للمسجود له ل
طلب وقصد من هو ف السفل بلف رفع اليدي إل العلو عند الدعاء فإنم يقصدون به الطلب من هو ف
العلو
والستدلل هو بقصدهم القائم بقلوبم وما يتبعه من حركات أبدانم والداعي يد من قلبه معن
يطلب العلو والساجد ل يد من قلبه معن يطلب السفل بل الساجد أيضا يقصد ف دعائه العلو فقصد العلو
عند الدعاء يتناول القائم والقاعد والراكع والساجد الوجه الثان أن وضع البهة على الرض يفعله الناس لكل
من تواضعوا له من أهل الرض والسماء ولذا يسجد الشركون للصنام والشمس والقمر سجود عباده وقد
سجد ليوسف أبواه وإخوته من سجود تية ل عبادة لكون ذلك كان جائزا ف شرعهم وأمر ال اللئكة
بالسجود لدم والسجود ل يتص بن هو ف الرض بل ل يكاد يفعل لن هو ف بطنها بل لن هو على ظهرها
عال عليها وأما توجيه القلوب والبصار واليدي عند الدعاء إل السماء فيفعلونه إذا كان الدعو ف العلو فإذا
دعوا ال فعلوا ذلك وإن قدر منهم من يدعو الكواكب ويسألا أو يدعو اللئكة فإنه يفعل ذلك فعلم أن
قصدهم بذلك التوجه إل جهة الدعو السئول الذي يسألونه ويدعونه حت لو قدر أن أحدهم يدعو صنما أو
غيه ما يكون على الرض لكان توجه قلبه ووجهه وبدنه إل جهة معبوده الذي يسأله ويدعوه كما يفعله
النصارى ف كنائسهم فإنم يوجهون قلوبم وأبصارهم وأيديهم إل الصور الصورة ف اليطان وإن كان
قصدهم صاحب الصورة وكذلك من قصد الوتى ف قبورهم فإنه يوجه
قصده وعينه إل من ف القب فإذا قدر أن القب أسفل منه توجه إل أسفل وكذلك عابد الصنم إذا كان
فوق الكان الذي فيه الصنم فإنه يوجه قلبه وطرفه إل أسفل لكون معبوده هناك فعلم بذلك أن اللق متفقون
على أن توجيه القلب والعي واليد عند الدعاء إل جهة الدعو فلما كانوا يوجهون ذلك إل جهة السماء عند
ال علم إطباقهم على أن ال ف جهة السماء الوجه الثالث أن الواحد منهم إذا اجتهد ف الدعاء حال سجوده
يد قلبه يقصد العلو مع أن وجهه يلي الرض بل كلما ازداد وجهه ذل وتواضعا ازداد قلبه قصدا للعلو كما
قال تعال واسجد واقترب سورة العلق 19وقال النب أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فعلم أنم
يفرقون بي توجه وجوههم ف حال السجود إل الرض وتوجيه القلوب ف حال الدعاء إل من ف السماء
والقلوب حال الدعاء ل تقصد إل العلو وأما الوجوه واليدي فيتنوع حالا تارة تكون ف حال السجود إل
جهة الرض لكون ذلك غاية الضوع وتارة تكون حال القيام مطرقة لكون ذلك أقرب إل الشوع وتارة
تتوجه إل السماء لتوجه القلب
وقد صح عن النب أنه نى عن رفع البصر ف الصلة إل السماء وقال لينتهي أقوام عن رفع أبصارهم
إل السماء ف الصلة أو ل ترجع إليهم أبصارهم وأما رفع البصر حال الدعاء خارج الصلة ففيه نزاع بي
العلماء وإنا ني عن رفع البصر ف الصلة لنه يناف الشوع الأمور به ف الصلة قال تعال فتول عنهم يوم
يدع الداع إل شيء نكر خشعا أبصارهم سورة القمر ( ) 76وقال يوم يرجون من الجداث سراعا
كأنم إل نصب يوفضون خاشعة أبصارهم سورة العارج ( ) 4443قال وتراهم يعرضون عليها خاشعي
من الذل ينظرون من طرف خفي سورة الشورى 45ورأى عمر رضي ال عنه رجل يصلي وهو يلتفت
فقال لو خشع قلب هذا لشعت جوارحه فخشوع القلب يستلزم خشوع البصر وذله وذلك يناف رفعه وف
اعتبار هذا ف الدعاء نزاع ولذا يوجد من ياطب العظم عنده ل يرفع
بصره إليه ومعلوم أنه لو كانت الهات بالنسبة إل ال سواء ل نؤمر بذا الوجه الرابع أن السجود من
باب العبادة والضوع للمسجود له كالركوع والطواف بالبيت وأما السؤال والدعاء ففيه قصد السئول الدعو
وتوجيه القلب نوه ل سيما عند الضرورة فإن السائل الداعي يقصد بقلبه جهة الدعو السئول بسب ضرورته
واحتياجه إليه وإذا كان كذلك كان رفع رأسه وطرفه ويديه إل جهة متضمن لقصده إياه ف تلك الهة
بلف الساجد فإنه عابد ذليل خاشع وذلك يقتضي الذل والضوع ليس فيه ما يقتضي توجيه الوجه واليد
نوه لكن إن كان داعيا وجه قلبه إليه وهذا حجة من فرق بي رفع البصر ف حال الصلة وحال الدعاء
الوجه الامس أن يقال قصد القلوب للمدعو ف العلو أمر فطري عقلي اتفقت عليه المم من غي مواطأة وأما
السجود فأمر شرعي يفعل طاعة للمر كما تستقبل الكعبة حال العبادة طاعة للمر وحينئذ فالحتجاج با ف
فطر العباد من قصد من ف العلو وهذا ل معارض له قال واحتج الصم أيضا باليات الواردة الوهة للجهة
كقوله تعال الرحن على العرش استوى سورة طه 5وقوله يافون ربم من فوقهم سورة النحل 50وقوله
وهو القاهر فوق عباده سورة النعام 62
قال والواب أن الظواهر النقلية إذا عارضت الدلئل العقلية ل يكن تصديقهما ول تكذيبهما لمتناع
اجتماع النقيضي وارتفاعهما ول تصديق النقل وتكذيب العقل لن العقل أصل النقل فتكذيبه لتصديقه يوجب
تكذيبهما فتعي تصديق العقل وتفويض علم النقل إل ال أو الشتغال بتأويل الظواهر وجواب هذا أن يقال
القول بأن ال تعال فوق العال معلوم بالضطرار من الكتاب والسنة وإجاع سلف المة بعد تدبر ذلك كالعلم
بالكل والشرب ف النة والعلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب والعلم بأن ال بكل شيء عليم وعلى كل شيء
قدير والعلم بأنه خلق السماوات والرض وما بينهما بل نصوص العلو قد قيل إنا تبلغ مئي من الواضع
والحاديث عن النب والصحابة والتابعي متواترة موافقة لذلك فلم يكن بنا حاجة إل نفي ذلك من لفظ معي
قد يقال إنه يتمل التأويل ولذا ل يكن بي الصحابة والتابعي نزاع ف ذلك كما تنطق بذلك كتب الثار
الستفيضة التواترة ف ذلك وهذا يعلمه من له عناية بذا الشأن أعظم ما يعلمون أحاديث الرجم والشفاعة
والوض واليزان وأعظم ما يعلمون النصوص الدالة على خب الواحد والجاع والقياس وأكثر ما
يعلمون النصوص الدالة على الشفعة وسجود السهو ومنع نكاح الرأة على عمتها وخالتها ومنع مياث القاتل
ونو ذلك ما تلقاه عامة المة بالقبول ولذا كان السلف مطبقي على تكفي من أنكر ذلك لنه عندهم
معلوم بالضطرار من الدين والمور العلومة بالضرورة عند السلف والئمة وعلماء الدين قد ل تكون معلومة
لبعض الناس إما لعراضه عن ساع ما ف ذلك من النقول فيكون حي انصرافه عن الستماع والتدبر غي
مصل لشرط العلم بل يكون ذلك المتناع مانعا له من حصول العلم بذلك كما يعرض عن رؤية اللل فل
يراه مع أن رؤيته مكنة لكل من نظر إليه وكما يصل لن ل يصغي إل استماع كلم غيه وتدبره ل سيما إذا
قام عنده اعتقاد أن الرسول ل يقول مثل ذلك فيبقى قلبه غي متدبر ول متأمل لا به يصل له هذا العلم
الضروري ولذا كان كثي من علماء اليهود والنصارى يؤمنون بأن ممدا رسول ال وأنه صادق ويقولون إنه
ل يرسل إليهم بل إل الميي لنم أعرضوا عن ساع الخبار التواترة والنصوص التواترة الت تبي أنه كان
يقول إن ال أرسله إل أهل الكتاب بل أكثرهم ل يقرون بأن الليل بن الكعبة هو وإساعيل ول أن إبراهيم
ذهب إل تلك الناحية مع أن هذا من أعظم المور تواترا لعراضهم وكثي من الرافضة تنكر أن يكون أبو
بكر وعمر مدفوني عند النب
وف الغالية من يقول إن السن والسي ل يكونا ولدين لعلي وإنا ولدها سلمان الفارسي وكثي من
الرافضة ل تعلم أن عليا زوج بنته لعمر ول أنه كان له ابن كان يسمى عمر وأما دعوى التقية والكراه فهذا
شعار الذهب عندهم وبعض العتزلة أنكر وقعة المل وصفي وكثي من الناس ل يعلمون وقعة الرة ول فتنة
ابن الشعث وفتنة يزيد بن الهلب ونوها من الوقائع التواترة الشهورة بل كثي من الناس بل من النسوبي
إل العلم ل يعلمون مغازي رسول ال التواترة الشهورة وترتيبها وما كان فيه قتال أو ل يكن فل يعلمون أيا
قبل بدر أو أحد وأيا قبل الندق أو خيب وأيا قبل فتح مكة أو حصار الطائف ول يعلمون هل كان ف تبوك
قتال أو ل يكن ول يعلمون عدد أولد النب الذكور والناث ول يعلمون كم صام رمضان وكم حج واعتمر
ول كم صلى إل بيت القدس بعد هجرته ول أي سنة فرض رمضان ول يعلمون هل أمر بصوم يوم عاشوراء
ف عام واحد أو أكثر ول يعلمون هل كان يداوم على قصرا لصلة ف السفر أم ل ول يعلمون هل كان يمع
بي الصلتي وهل كان يفعل ذلك كثيا أم قليل إل أمثال هذه المورا لت كلها معلومة بالتواتر عند أهل
العلم
بأحواله وغيهم ليس عنده فيها ظن فضل عن علم بل ربا أنكر ما تواتر عنه ومعلوم أن أئمة الهمية
النفاة والعتزلة وأمثالم من أبعد الناس عن العلم بعان القرآن والخبار وأقوال السلف وتد أئمتهم من أبعد
الناس عن الستدلل بالكتاب والسنة وإنا عمدتم ف الشرعيات على ما يظنونه إجاعا مع كثرة خطئهم فيما
يظنونه إجاعا وليس بإجاع وعمدتم ف أصول الدين على ما يظنونه عقليات وهي جهليات ل سيما مثل
الرازي وأمثاله الذين ينعون أن يستدل ف هذه السائل بالكتاب والسنة واعتب ذلك با تده ف كتب أئمة
النفاة مثل أب السي البصري وأمثاله ومثل أب حامد والرازي وأمثالما فأبو السي البصري وأمثاله من
العتزلة يعتمدون ف أصول دينهم على أحاديث قد جعها عبد الوهاب بن أب حية البغدادي فيها الكذب
والضعف وأضعاف أضعافها من الخبار التواترة ل يعرفونا البتة حت يعتقدون أنه ليس ف الرؤية إل حديث
جرير بن عبد ال البجلي عن النب أنه قال إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر فإن استطعتم أن ل
تغلبوا على صلة قبل طلوع
الشمس وقبل غروبا فافعلوا ويقولون هذا ل يروه إل قيس بن أب حازم وكان يبغض عليا فيظنون أنه
ليس ف الرؤية إل هذا الديث وأهل العلم بالديث يعلمون أحاديث الرؤية متواترة أعظم من تواتر كثي ما
يظنونه متواترا وقد احتج أصحاب الصحيح منها أكثر ما خرجوه ف الشفعة والطلق والفرائض وسجود
السهو ومناقب عثمان وعلي وتري الرأة على عمتها وخالتها والسح على الفي والجاع وخب الواحد
والقياس وغي ذلك من البواب الذين يقولون إن أحاديثها متواترة فأحاديث الرؤية أعظم من حديث كل
نوع من هذه النواع وف الصحاح منها أكثر ما فيها من هذه النواع مثل حديث أب هريرة الطويل ف تليه
يوم القيامة ومرورهم على الصراط وهو ف الصحيح أيضا من حديث أب سعيد ومن حديث جابر
وف الصحيحي حديث أب موسى ف رؤيته ف النة وف الصحيحي ف حديث الشفاعة رؤيته لربه
وف الصحيح حديث صهيب ف رؤية أهل النة وأما أحاديث العلو وما يتضمن هذا العن فأضعاف أضعاف
أحاديث الرؤية فأبو السي وأمثاله من العتزلة وكذلك الغزال والرازي وأمثالما من فروع الهمية هم من
أقل الناس علما بالحاديث النبوية وأقوال السلف ف أصول الدين وف معان القرآن وفيما بلغوه من الديث
حت أن كثيا منهم ل يظن أن السلف تكلموا ف هذه البواب
ومن كان له علم بذا الباب علم أن كلم السلف ف هذه السائل الصولية كمسألة العلو وإثبات
الصفات البية وغي ذلك أضعاف أضعاف كلمهم ف مسائل الد والخوة والطلق والظهار واليلء وتيمم
النب ومس الحدث للمصحف وسجود السهو ومسائل اليان والنذور والفرائض وغي ذلك ما تواتر به
النقل عنهم وهذا الصل قد بسطناه ف مواضع مثل كلمنا ف تواتر معجزات الرسول وغي ذلك ما يتاج إل
معرفة هذا الصل وأنه قد يتواتر عند أهل العلم بالشيء ما ل يتواتر عند غيهم وأهل العلم بالديث أخص
الناس بعرفة ما جاء به الرسول ومعرفة أقوال الصحابة والتابعي لم بإحسان فإليهم الرجع ف هذا الباب ل إل
من هو أجنب عن معرفته ليس له معرفة بذلك ولول أنه قلد ف الفقه لبعض الئمة لكان ف الشرع مثل آحاد
الهال من العامة فإن قيل قلت إن أكثر أئمة النفاة من الهمية والعتزلة كانوا قليلي العرفة با جاء عن
الرسول واقوال السلف ف تفسي القرآن وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ففي النفاة كثي من له معرفة
بذلك قيل هؤلء أنواع نوع ليس لم خبة بالعقليات بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الكم والدليل
ويعتقدونا براهي قطعية وليس لم قوة على الستقلل با بل هم ف القيقة مقلدون فيها وقد اعتقد أقوال
أولئك فجميع ما يسمعونه من القرآن والديث
وأقوال السلف ل يملونه على ما يالف ذلك بل إما أن يظنوه موافقا لم وإما أن يعرضوا عنه
مفوضي لعناه وهذه حال مثل أب حات البست وأب سعد السمان العتزل ومثل أب ذر الروي وأب بكر
البيهقي والقاضي عياض وأب الفرج ابن الوزي وأب السن علي بن الفضل القدسي وأمثالم والثان من
يسلك ف العقليات مسلك الجتهاد ويغلط فيها كما غلط غيه فيشارك الهمية ف بعض أصولم الفاسدة مع
أنه ل
يكون له من البة بكلم السلف والئمة ف هذا الباب ما كان لئمة السنة وإن كان يعرف متون
الصحيحي وغيها وهذه حال أب ممد بن حزم وأب الوليد الباجي والقاضي أب بكر بن العرب وأمثالم
ومن هذا النوع بشر الريسي وممد بن شجاع الثلجي وأمثالما ونوع ثالث سعوا الحاديث والثار وعظموا
مذهب السلف وشاركوا التكلمي الهمية ف بعض أصولم الباقية ول يكن لم من البة بالقرآن والديث
والثار ما لئمة السنة والديث ل من جهة العرفة والتمييز بي صحيحها وضعيفها ول من جهة الفهم لعانيها
وقد ظنوا صحة بعض الصول العقلية للنفاة الهمية ورأوا ما بينهما من التعارض وهذا حال أب بكر بن
فورك والقاضي أب يعلى وابن عقيل وأمثالم
ولذا كان هؤلء تارة يتارون طريقة أهل التأويل كما فعله ابن فورك وأمثاله ف الكلم على مشكل
الثار وتارة يفوضون معانيها ويقولون تري على ظواهرها كما فعله القاضي أبو يعلى وأمثاله ف ذلك وتارة
يتلف اجتهادهم فيجحون هذا تارة وهذا تارة كحال ابن عقيل وأمثاله وهؤلء قد يدخلون ف الحاديث
الشكلة ما هو كذب موضوع ول يعرفون أنه موضوع وما له لفظ يدفع الشكال مثل أن يكون رؤيا منام
فيظنونه كان ف اليقظة ليلة العراج ومن الناس من له خبة بالعقليات الأخوذة عن الهمية وغيهم وقد
شاركهم ف بعض أصولا ورأى ما ف قولم من مالفة المور الشهورة عند أهل السنة كمسألة القرآن والرؤية
فإنه قد اشتهر عند العامة والاصة أن مذهب السلف وأهل السنة والديث أن القرآن كلم ال غي ملوق وأن
ال يرى ف الخرة فأراد هؤلء أن يمعوا بي نصر ما اشتهر عند اهل السنة والديث وبي موافقة الهمية ف
تلك الصول العقلية الت ظنها صحيحة ول يكن لم من البة الفصلة بالقرآن ومعانيه والديث وأقوال
الصحابة ما لئمة السنة والديث فذهب مذهبا مركبا من هذا وهذا وكل الطائفتي ينسبه إل التناقض
وهذه طريقة الشعري وأئمة أتباعه كالقاضي أب بكر وأب إسحاق السفرايين وأمثالما ولذا تد
أفضل هؤلء كالشعري يذكر مذهب أهل السنة والديث على وجه الجال ويكيه بسب ما يظنه لزما
ويقول إنه يقول بكل ما قالوه وإذا ذكر مقالت أهل الكلم من العتزلة وغيهم حكاها حكاية خبي با عال
بتفصيلها وهؤلء كلمهم نافع ف معرفة تناقض العتزلة وغيهم ومعرفة فساد أقوالم وأما ف معرفة ما جاء به
الرسول وما كان عليه الصحابة والتابعون فمعرفتهم بذلك قاصرة وإل فمن كان عالا بالثار وما جاء عن
الرسول وعن الصحابة والتابعي من غي حسن ظن با يناقض ذلك ل يدخل مع هؤلء إما لنه علم من حيث
الملة أن أهل البدع الخالفي لذلك مالفون للرسول قطعا وقد علم أنه من خالف الرسول فهو ضال كأكثر
أهل الديث أو علم مع ذلك فساد أقوال أولئك وتناقضها كما علم أئمة السنة من ذلك ما ل يعلمه غيهم
كمالك وعبد العزيز الاجشون وحاد بن زيد وحاد بن سلنة وسفيان بن عيينة وابن البارك ووكيع بن الراح
وعبد ال بن إدريس وعبد الرحن بن مهدي ومعاذ بن معاذ ويزيد بن هارون الواسطي ويي بن سعيد القطان
وسعيد بن عامر والشافعي وأحد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم وأب عبد الرحن القاسم بن
سلم وممد بن إساعيل البخاري ومسلم بن الجاج النيسابوري والدارميي أب ممد عبد ال بن عبد
الرحن وعثمان بن سعيد وأب حات وأب زرعة الرازيي وأب داود السجستان وأب بكر الثرم وحرب
الكرمان ومن ليصى عدده إل ال من أئمة السلم وورثة النبياء وخلفاء الرسل فهؤلء كلهم متفقون على
نقيض قول النفاة كما تواترت الثار عنهم وعن غيهم من أئمة السلف بذلك من غي خلف بينهم ف ذلك
الوجه الثان أن يقال نصوص ذلك صرية ل تتمل التأويل بل التأويلت الذكورة ف ذلك من جنس تأويلت
القرامطة الباطنية وهي باطلة كما قد بي ف موضعه بل معلومة الفساد بالضرورة كما بي بطلن تأويل كل
من تأول استوى على غي ما يتضمن علوه على العرش مثل تأويله بالقدرة والكانة أو غي ذلك الوجه الثالث
أن يقال ل نسلم أنه عارض ذلك دليل عقلي أصل بل العقليات الت عارضتها هذه السمعيات هي من جنس
شبه السوفسطائية الت هي أوهام وخيالت غي مطابقة وكل من قالا ل يل من أن يكون مقلدا لغيه أو ظانا
ف نفسه وإل فمن رجع ف مقدماتا إل الفطر السليمة واعتب تأليفها ل يد فيما يعارض السمعيات برهانا
مؤلفا من مقدمات يقينية تأليفا صحيحا وجهور من تده
يعارض با أو يعتمد عليها إذا بينت له فسادها وما فيها من الشتباه واللتباس قال هذه قالا فلن
وفلن وكانوا فضلء فكيف خفي عليهم مثل هذا فينتهون بعد إعراضهم عن كلم العصوم الذي ل ينطق عن
الوى وإجاع السلف الذين ل يتمعون على ضللة ومالفة عقول بن آدم الت فطرهم ال عليها إل تقليد
رجال يقولون إن هذه القضايا عقلية برهانية وقد خالفهم ف ذلك رجال آخرون من جنسهم مثلهم وأكثر
منهم وعامة من تده من طلبة العلم النتسبي إل فلسفة أو كلم أو تصوف أو فقه أو غي ذلك إذا عارض
نصوص الكتاب والسنة با يزعم أنه برهان قطعي ودليل عقلي وقياس مستقيم وذوق صحيح ونو ذلك إذا
حاققته وجدته ينتهي إل تقليد لن عظمه إذا كان من التباع أو إل ما افتراه هو أو توهه إن كان من التبوعي
وللطائفتي نصيب ما ذكره ال ف أشباههم قال تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا يبونم كحب
ال والذين آمنوا أشد حبا ل ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة ل جيعا وأن ال شديد العذاب
إذ تبأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بم السباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبأ
منهم كما تبأوا منا كذلك يريهم ال أعمالم حسرات عليهم وما هم بارجي من النار سورة البقرة
165167وقال تعال ويوم بعض الظال على يديه يقول يا ليتن اتذت مع الرسول سبيل يا ويلت ليتن ل
أتذ فلنا خليل لقد أضلن
عن الذكر بعد إذ جاءن وكان الشيطان للنسان خذول سورة الفرقان 2927وقال تعال يوم
تقلب وجوههم ف النار يقولون يا ليتنا أطعنا ال وأطعنا الرسول وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكباءنا فأضلونا
السبيل ربنا آتم ضعفي من العذاب والعنهم لعنا كبيا سورة الحزاب 6866وقال تعال وإذ يتحاجون
ف النار فيقول الضعفاء للذين استكبوا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين
استكبوا إنا كل فيها إن ال قد حكم بي العباد سورة غافر 48 47الوجه الرابع أن يقال ل نسلم أنه
بتقدير ما يذكر من التعارض ل يكن تصديقهما بل يكن ذلك فإن ما ينفيه صريح العقل من صفات النقص
وإثبات الماثلة بي الالق وصفاته والخلوق وصفاته ل يثبته السمع الصحيح وما أثبته السمع الصحيح الصريح
ل ينفه عقل صريح وحينئذ فل يوز أن يتعارض العقل الصريح والسمع الصحيح وإنا يظن تعارضهما من
غلط ف مدلولما أو مدلول أحدها كمن يعارض الدللت العقلية الصرية من السوفسطائية وأمثالم وكمن
يظن تعارض الدلة السمعية من اللحدة
وكثيا ما يشتبه ذلك وتتعارض الدللتان عند من يكن السفسطة واللاد لشبه قامت به فتكون الفة
من إدراكه ل من الدرك كالحول الذي يرى الواحد اثني والمرور الذي يد اللو مرا وإل فالسمع الصحيح
هو القول الصادق من العصوم الذي ل يوز أن يكون ف خبه كذب ل عمدا ول خطأ والعقول الصحيح هو
ما كان ثابتا أو منتفيا ف نفس المر ل بسب إدراك شخص معي وما كان ثابتا أو منتفيا ف نفس المر ل
يوز أن يب عنه الصادق بنقيض ذلك بل من شهد الكائنات على ما هي عليه وجدها مطابقة لب الصادق
كما قال تعال سنريهم آياتنا ف الفاق وف أنفسهم حت يتبي لم أنه الق أو ل يكف بربك أنه على كل
شيء شهيد سورة فصلت 53فأخب أنه سييهم من اليات العيانية الشهودة لم ما يبي لم أن القرآن حق
وقال تعال ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الق ويهدي إل صراط العزيز الميد
سورة سبأ 6فمن أوت العلم رأى أن ما أنزل إليه به من ربه هو الق وأما ما كان عنده ما يظنه علما وهو
جهل فذاك يرى المر على خلف ما هو عليه مثل من زاغ فأزاغ ال قلبه وكان ف قلبه مرض فزاده ال مرضا
ومن يقلب ال أفئدتم وأبصارهم كما ل يؤمنوا به أول مرة ومن الصم والبكم
العمي الذين ل يرجعون إل ما كانوا عليه من الدى أو ل يكونوا يعقلون بال وأمثال هؤلء قال
تعال فيهم والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم ف الظلمات من يشأ ال يضلله ومن يشأ يعله على صراط مستقيم
سورة النعام 39وقد ضرب ال مثل هؤلء وهؤلء ف غي موضع من القرآن كسورة النور وغيها الوجه
الامس أن يقال ل نسلم أن تصديق النقل الثبت لعلو ال على خلقه وتكذيب ما يناقض ذلك ما يسمى
معقول يوجب القدح ف أصل النقل كما ف قوله لن العقل أصل للنقل فتكذيبه لتصديقه موجب لتكذيبهما
قلنا ل نسلم أن العقول الناف لعلو ال على خلقه أصل للنقل فإنه ليس كل ما يسمى معقول ول كل ما يعلم
بالعقل يتوقف العلم بصحة السمع عليه فتلك المور الت ل يتوقف العلم بصحة السمع عليها ليست أصل
للسمع ول يوز أن يقال جنس العقول به يعلم بالسمع فل يوز أن يرد شيء منه فإن العقلء متفقون على أن
جنس العقولت ل يلزم من تكذيب بعضها تكذيب السمع وإن قدر أنا عقليات صحيحة مثل مسائل
الساب الدقيقة وغيها فإنا مع كونا
عقليات صحيحة ل يلزم من القدح فيها القدح ف السمع فكيف بالعقولت الت فيها خطأ كثي
وتنازع عظيم بل كل من كان عن الشرائع أبعد كان اضطرابم ف عقلياتم أكثر كالفلسفة فإن بينهم من
الختلف ف عقلياتم حت ف النطق واليئة والطبيعيات ما ل يكاد يصى وكلمهم ف الليات قليل وعلمهم
با ضعيف ومسائلها عندهم يسية وهي مع هذا عندهم لم جل غث على رأس جبل وعر ل سهل فيتقى
ول سي فينتقل وأساطينهم معترفون بأنه ل سبيل لم إل اليقي فيها وإنا يتكلمون فيها بالول والخلق وهم
مع هذا متنازعون فيها أعظم من تنازع كل فرقة من مبتدعة أهل اللل ف المور اللية وإذا كان جنس ما
يسميه هؤلء عقليات فيه خطأ كثي باتفاق الناس وبالضرورة ل يكن أن يقبل جنس ما يقال له عقليات فضل
عن أن يعارض به ولو قبل جنس ما يقال له عقليات كله للزم من المع بي النقيضي ما شاء ال فنفاة الزء
الذي هو الوهر الفرد ومثبتوه كل منهم يقول إن ذلك معلوم بالعقل والقائلون ببقاء بعض العراض مع
القائلي بفنائها والقائلون بتماثل الجسام مع القائلي باختلفها والقائلون
بوجوب تناهي الوادث مع القائلي بعدم جواز تناهيها وأضعاف ذلك بل العقليات الصحيحة ما كان
معقول للفطر السليمة الصحيحة الدراك الت ل يفسد إدراكها وهذا القدر ل يزال موجودا ف بن آدم وإن
فسد رأى قوم ل يلزم فساد رأي آخرين لكن إذا تنازع الناس وادعى كل فريق أن قولنا هو الذي تشهد به
الفطر السليمة ل يفصل بينهم إل ما يتفقون على صدق شهادته إما كتاب منل من السماء يكم بينهم وإما
شهادة فطر تقر الطائفتان أنا صحيحة الدراك صادقة الب فل يكم بي التنازعي إل حاكم يسلمان لكمه
والقصود هنا أنه ل يقول عاقل إن كل ما يسمى معقول يوز قبوله فضل عن أن يب فضل عن أن يعارض
به معقول آخر فضل عن أن يعارض به كتاب منل من عند ال وإذا كان كذلك ل يكن ف رد كثي ما
يسمى معقول رد لسائرها فإذا رد ما يسمى معقول ما ل يتوقف العلم بصحة السمع عليه ل يكن ف هذا رد
للصل العقول الذي به يعلم السمع وهو الطلوب وإذا كان كذلك فالعقول الذكور هنا الذي عارضوا به
اليات اللية والحاديث النبوية هو ما ذكروه ف نفي علو ال على خلقه وليس شيء من ذلك ما يتاج ف
العلم بصحة السمع إليه فإن إثبات موجود ل يكن أن يشار إليه ول يكون داخل العال ول خارجه
ومقدمات ذلك الستلزمة له ل يتوقف العلم بصحة السمع على شيء من ذلك فإنا نعلم بالضطرار
بعد تأمل أحوال النب وأصحابه والتابعي لم بإحسان أن الذين آمنوا بالرسول وجزموا بصدقه وهم باتفاق
السلمي أعلم المة بصدقه وصدق ما أخب به وصحة ذلك ل يكونوا ف إيانم وعلمهم بصدقه يستدلون
بشيء من هذه القدمات على صحة ذلك ول مناظرين با أحدا ول يقيمون با حجة على غيهم فضل عن أن
يكونوا هم ل يعلموا صدقه إل بعد العلم بذه القدمات الستلزمة لوجود موجود ل يشار إليه وأن صانع العال
ليس بداخل العال ول خارجه ول فوق العال رب ول على العرش إله وما يوضح ذلك أنا نعلم بالعادة
الطردة أن القضايا الت با علموا أنه رسول ال الصادق فيما يب به عن ال لو كانت مستلزمة لقول نفاة العلو
وأن ال ليس مباينا للعال ول هو فوق السماوات ول يكن الشارة إليه ول عرج أحد من اللئكة ول ممد
إليه نفسه ول نزل من عنده نفسه شيء ل ملك ول غيه لكانت هذه اللوازم تصل ف نفوسهم كما حصلت
ف أنفس غيهم لسيما مع كثرة اللق وانتشار السلم ودخول الناس ف دين ال أفواجا ولو كانت هذه
القضايا مستقرة ف أنفسهم لمتنع ف العادة أن ل يتكلموا با فضل عن أن يتكلموا بنقيضها ولو وجب ف
العادة أن يعارضوا با ما دل عليه ظاهر السمع لكانوا يسألونه ويقولون ما دلت
عليه هذه اليات والحاديث الت أخبتنا با يناقض هذه القضايا الت علمنا با أنك رسول ال الصادق
عليه فما يكننا أن نمع بي تصديقك ف دعوى الرسالة وبي الخبار بذه المور بل تصديقك ف دعوى
الرسالة يقتضي تكذيب مقتضى هذه الخبار فكيف نصنع هل لا تأويل يوافق ما به علمنا أنك صادق أم نن
مأمورون بأن نقرأ ما ظاهره كفر وكذب يقدح ف أصول إياننا ونعرض بقلوبنا وعقولنا عن فهم ذلك وتدبره
والنظر فيه وهذا فيه عذاب عظيم للعقول وفساد عظيم ف القلوب إذا كان الرجل مأمورا أن يقرأ ف الليل
والنهار كلما يقرأ به ف صلته وغي صلته ويزم بأنه صدق ل كذب وأن من كفر برف منه فهو كافر
وذلك الكلم مشتمل على أخبار ظاهرها ومفهومها يناقض ما به علم صدق ذلك الكلم بل هو باطل وضلل
وكفر فيورثه ذلك الية والضطراب ويرض قلبه أعظم مرض ويكون تأله بذلك ووجع قلبه أعظم بكثي من
مرض بدنه ووجع يده ورجله فإنه حينئذ إن قبل ما به صدق هذا الرسول قدح ف الكلم الذي أخبه أنه حق
وصدق فيكون ذلك الدليل الذي دله على صدقه دله على كذب الفهوم من أخباره وإن صدق الفهوم من
أخباره أبطل شاهد صدقه ومن العلوم أن أخباره لو عارضت معقول لم غي ما به علموا صدقه لوجب
ذلك من الية والل والفساد ما ل يعلمه إل ال فكيف إذا كان العارض له ما به علموا صدقه
وقد كان الصحابة يسألون رسول ال ويسأل بعضهم بعضا عن أدن شبهة تعرض ف خطابه وخبه
مثل ما كان يوم الديبية لا صال النب مشركي مكة على أن يرجع ذلك العام بأصحابه الذين قدموا معه
معتمرين وبايعهم بيعة الرضوان تت الشجرة وهم السابقون الولون وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة فصال
الشركي على أن يرجع بم ذلك العام ويرد إل الشركي من جاءه مؤمنا مهاجرا ول يرد الشركون من ذهب
إليهم مرتدا وامتنعوا من أن يكتبوا ف كتاب الصلح بسم ال الرحن الرحيم وأن يكتبوا هذا ما قاضى عليه
ممد رسول ال وأمثال ذلك والقصود أن كثيا من الصحابة اشتد عليهم ذلك وأجلهم عمر فجاء إل النب
فقال يا رسول ال ألسنا على الق وعدونا على الباطل قال بلى قال فعلم نعطي الدنية ف ديننا قال إن رسول
ال وهو ناصري ولست أعصيه فقال أل تكن تدثنا أنا نأت البيت ونطوف به فقال بلى أقلت لك أنك تأتيه
هذا العام قال ل قال فإنك آتيه ومطوف به ث ذهب عمر إل أب بكر فقال له مثل ما قال للنب وأجابه أبو بكر
بثل ما أجابه النب من غي أن يكون سع جواب النب
والقصة مستفيضة رواها أهل الصحيح والسند والغازي والسي والتفسي والفقه وسائر العلماء فهذا
عمر وهو الذي قال فيه النب إنه قد كان ف المم قبلكم مدثون فإن يكن ف أمت أحد فعمر أخرجه ف
الصحيحي وقال إن ال ضرب الق على لسان عمر وقلبه وقال لو ل أبعث فيكم لبعث فيكم عمر رواه
الترمذي إل غي ذلك من فضائله وقد اشتبه عليه معن نص وليس ف ظاهره ما يناف الواقع بل هو ظن أن
ظاهره يناف الواقع فإن ال تعال قال لتدخلن السجد الرام إن شاء ال آمني ملقي رؤوسكم ومقصرين
سورة الفتح 27
وكان النب أخبهم بذلك قبل نزول الية خبا مطلقا ومن العلوم باتفاق الفقهاء أن الرجل إذا قال
وال لفعلن كذا وكذا ول يكن هناك سبب ول نية توجب التعجيل كان له أن يؤخره إل وقت آخر فلم يكن
ف ظاهر خطاب ال ورسوله ما يقتضي تعجيل إتيان البيت والطواف به ومع هذا لا ظن هذا الذي هو أفضل
المة بعد أب بكر أن ظاهره يقتضي التعجيل أورده على النب ث على صديقه وأجابه كل منهما ف مغيب
الخر بأنه ليس ف الطاب ما يقتضي التعجيل وإنا الذي فهم ذلك من الطاب غلط ف فهمه فالغلط منه ل
لنقص ف دللة الطاب وأيضا ففي الصحيح أنه قال من نوقش الساب عذب قالت عائشة فقلت يا رسول
ال أليس ال يقول ف كتابه فسوف ياسب حسابا يسيا سورة النشقاق 8فقال ذلك العرض ومن نوقش
الساب عذب ومعلوم أن قوله فسوف ياسب حسابا يسيا ل يدل ظاهره على أن الحاسب يناقش بل
الظاهر من لفظ الساب اليسي أنه ل تكون فيه مناقشة ومع هذا فلما قال من نوقش الساب عذب فظنت
امرأة تبه ويبها وهي أحب النساء إليه وأبوها أحب الرجال إليه أن ظاهر خطابه يعارض تلك الية سألته عن
ذلك ول تسكت
وكذلك ف الديث الصحيح أنه قال والذي نفسي بيده ل يلج النار أحد بايع تت الشجرة قالت
حفصة فقلت يا رسول ال أليس ال يقول وإن منكم إل واردها سورة مري 71فقال أل تسمعيه قال ث
ننجي الذين اتقوا ونذر الظالي فيها جثيا سورة مري 72وقد بي ف الديث الصحيح الذي رواه جابر
وغيه أن الورود هو الرور على الصراط ومعلوم أنه إذا كان قد أخبهم أن جيع اللق يعبون الصراط
ويردون النار بذا العتبار ل يكن قوله لم فلن ل يدخل النار منافيا لذا العبور ولذا قال لا أل تسمعيه قال
ث ننجي الذين اتقوا فأخبها أن هذا الورود ل يناف عدم الدخول الذي أخبت به فالذين ناهم ال بعد
الورود الذي هو العبور ل يدخلوا النار ولفظ الورود والدخول قد يكون فيه إجال فقد يقال لن دخل سطح
الدار إنه دخلها ووردها وقد يقال لن مر على السطح ول يثبت فيها إنه ل يدخلها فإذا قيل فلن ورد هذا
الكان الرديء ث ناه ال منه وقيل فلن ل يدخله ال إياه كان كل البين صدقا ل منافاة بينهما وقوله تعال
وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما
مقضيا ث ننجي الذين اتقوا ونذر الظالي فيها جثيا سورة مري 72 71فيه بيان نعمة ال على التقي
أنم مع الورود والعبور عليها وسقوط غيهم فيها نوا منها والنجاة من الشر ل تستلزم حصوله بل تستلزم
انعقاد سببه فمن طلبه أعداؤه ليهلكوه ول يتمكنوا منه يقال ناه ال منهم ولذا قال تعال ونوحا إذ نادى
من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم سورة النبياء 76ومعلوم أن نوحا ل يفرق ث خلص
بل نى من الغرق الذي أهلك ال به غيه كما قال فأنيناه وأصحاب السفينة سورة العنكبوت 15
وكذلك قوله عن لوط ونيناه من القرية الت كانت تعمل البائث سورة النبياء 74ومعلوم أن لوطا ل
يصبه العذاب الذي أصابم من الجارة والقلب وطمس البصار وكذلك قوله ولا جاء أمرنا نينا هودا
والذين آمنوا معه برحة منا ونيناهم من عذاب غليظ سورة هود 58وقوله فلما جاء أمرنا نينا صالا
والذين آمنوا معه برحة منا ومن خزي يومئذ سورة هود 66
وأمثال ذلك يبي سبحانه أنه نى عباده الؤمني من العذاب الذي أصاب غيهم وكانوا معرضي له
لول ما خصهم ال من أسباب النجاة لصابم ما أصاب أولئك فلفظ النجاة من الشر يقتضي انعقاد سبب
الشر ل نفس حصوله ف النجى فقوله تعال ث ننجي الذين اتقوا سورة مري 72ل يقتضي أنم كانوا
معذبي ث نوا لكن يقتضي أنم كانوا معرضي للعذاب الذي انعقد سببه وهذا هو الورود فقوله لن يدخل
النار أحد بايع تت الشجرة ل يناف هذا الورود فإن مرد الورود ليس بعذاب بل هو تعريض للعذاب وهو إنا
نفى دخول الذي هو العذاب ل ينف التقريب من العذاب ول انعقاد سببه ول الدخول على سطح مكان
العذاب ومع هذا لا اشتبه ذلك على امرأته سألته عن ذلك وذكرت ما يعارض خبه ف فهمها ول تسكت
وقد كان يفعل المر فيسألونه هل هو بوحي فيجب طاعته أو هو رأي يكن معارضته برأي أصلح منه
ويشيون عليه ف الرأي برأي آخر فيقبل منهم ويوافقهم كما سأله الباب بن النذر لا نزل ببدر فقال يا
رسول ال أرأيت هذا النل الذي نزلته أهو منل أنزلكه ال فليس لنا أن نتعداه أم هو الرأي
والرب والكيدة فقال بل هو الرأي والرب والكيدة فقال ليس هذا بنل قتال ولا صال غطفان عام
الندق على نصف ثر الدينة لا تألبت عليهم الحزاب من قريش وحلفائها وأهل ند وجوعهم وبن قريظة
اليهود جيان الدينة وكانت تلك القضية من أعظم البلء والحنة وفيها أنزل ال سورة الحزاب فلما صالهم
على نصف ثرها قال له سعد ما مضمونه إن كان ال أمرك بذا سعنا وأطعنا وإن كان رأيا منك أردت به
مصلحتنا فقد كنا ف الاهلية وما أحد منهم ينال منها ثرة إل بشرى أو قرى فحي أعزنا ال بالسلم نعطيهم
ثرنا أو كما قال فبي له النب إن لا رأيت العداء قد تزبوا عليكم خشيت أن تضعفوا عنهم فرأيت أن أدفع
هؤلء ببعض الثمر فإذا كنتم ثابتي صابرين فل حاجة إل هذا وف الصحيح أنم كانوا ف بعض السفار فنفد
زادهم فاستأذنوه ف نر ظهرهم وهي البل الت يركبونا فأذن لم فأتاه عمر وأخبه أنم إن نروا ظهرهم
تضرورا بذلك وطلب أن تمع أزوادهم ويدعو فيها
بالبكة ليغنيهم ال بذلك عن نر ظهرهم ففعل ذلك وكذلك ف الصحيح أنه أعطى أبا هريرة نعلة
ليبشر الناس بأن الوحدين ف النة فلقيه عمر فرده وقال للنب إنم إذا سعوا بذلك اتكلوا فترك ذلك بل كان
يأمرهم بالمر الذي يب عليهم طاعته فيعارضه بعضهم با ل يصلح للمعارضة فيجيبهم فإن ف الصحيح أنه
ناهم عن الوصال فقالوا إنك تواصل فقال إن لست كهيئتكم إن أبيت عند رب يطعمن ويسقين ومعلوم أن
هذه معارضة فاسدة لو أوردها بعض طلبة الفقهاء أجابه آخر بأن امره ونيه يب طاعته فيه وحكمه لزم
للمة باتفاق السلمي بل ذلك معلوم بالضطرار من دينه وإن كان بعض الناس
ينازع ف المر الطلق هل يفيد الياب أم ل فلم ينازع ف أنه إذا بي ف المر أنه للياب يب طاعته
ول أنه إذا صرح ابتداء بالياب تب طاعته ولكن نزاعهم ف مراده بالمر الطلق هل يعلم به أنه أراد به
الياب فهذا نزاع ف العلم براده ل نزاع ف وجوب طاعته فيما أراد به الياب فإن ذلك ل ينازع فيه إل
مكذب به والقصود أن حكم النهي لزم للمة وأما فعله فقد يكون متصا به باتفاق المة بل قد تنازعوا ف
تعدي حكم فعله إل غيه على ما هو معروف فإذا أمر السلمي أو ناهم أمرا ونيا علموا به مراده ل يكن
لحد منهم أن يعارض ذلك بفعله باتفاق العلماء وإنا يتكلمون ف تعارض دللة القول والفعل إذا ل يعلموا
مراده بالقول كما تكلموا ف نيه عن استقبال القبلة واستدبارها بغائط أو بول مع أنه قد رآه ابن عمر مستقبل
الشام مستدبر الكعبة وهو يتخلى فهنا قد يظن بعضهم أن نيه ليس عاما بل خاص إذا ل يكن حائل ويوفق
بي القول والفعل ويظن بعضهم الفرق بي الستقبال والستدبار ويظن بعضهم أن أحدها منسوخ لعتقاده
التعارض
ويظن بعضهم أن الفعل خاص له فهذا كله لعدم علمهم بأن النهي عام مكم وأما إذا علموا أن نيه
عام مكم غي منسوخ كانوا متفقي على أنه ل يعارض بفعله فتبي أن من عارض نيه عن الوصال بقوله إنك
تواصل كا +ت معارضته خطأ باتفاق العلماء ومع هذا فقد أجابه ببيان الفرق وقال إن لست كأحدكم إن
أبيت عند رب يطعمن ويسقين بل لا غي عادته يوم الفتح فصلى الصلوات بوضوء واحد سأله عمر فقال إنك
فعلت شيئا ل تكن تفعله فقال عمدا فعلته وهذا وأمثاله كثي هذا من الؤمني به الحبي له فاما معارضة
الكفار له با ل يصلح للمعارضة عند أهل النظر والبة بالناظرة على سبيل الدل بالباطل فكثية مثل
معارضتهم له لا نزل قوله تعال إنكم وما تعبدون من دون ال حصب جهنم أنتم لا واردون سورة النبياء
98فقام ابن الزبعرى وغيه فقالوا قد عبد السيح فآلتنا خي أم هو فأنزل ال تعال ولا اضرب ابن مري مثل
إذا قومك منه يصدون سورة الزخرف 57أي يضجون وقالوا أآلتنا خي أم هو ما ضربوه لك إل جدل بل
هم قوم
خصمون إن هو إل عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثل لبن إسرائيل سورة الزخرف 59 58وأنزل ال
تعال إن الذين سبقت لم منا السن أولئك عنها مبعدون ل يسمعون حسيسها وهم ف ما اشتهت أنفسهم
خالدون سورة النبياء 102 101وقد ظن طائفة من الناس أن قوله وما تعبدون سورة النبياء 98لفظ
يعم كل معبود من دون ال لكل أمة فيتناول السيح وغيه وجعلوا هذا ما استدلوا به على عموم الساء
الوصولة مثل من وما والذي واستدل بذلك بعضهم على جواز تأخي البيان عن وقت الطاب قالوا لن
اللفظ عام وأخر بيان الخصص إل أن نزل قوله إن الذين سبقت لم منا السن سورة النبياء 101وهذا
خطأ ولو كان قول هؤلء صحيحا لكانت معارضته الشركي صحيحة فإن من سع اللفظ العام ول يسمع
الخصص فأورد على التكلم كان إيراده مستقيما وهذا سوء ظن من قاله بكلم ال ورسوله وحسن ظن
بالشركي ولكن هؤلء وأمثالم الذين يعلون الفهوم العقول الظاهر من القرآن مردودا بآرائهم كما رده
الشركون بالسيح فإن قول الشركي إن السيح ل يدخل النار واللئكة ل تدخل النار كلم صحيح أصح ما
يعارض به العارضون لكلم ال ورسوله
فإذا كانت معارضة ابن الزبعري باطلة فمعارضة هؤلء أبطل وهي باطلة قبل نزول القرآن وقبل رد
ال عليهم وما نزل من القرآن كان مبينا لبطلنا الذي هو ثابت ف نفسه يكن علمه بالعقل فإن ال إنا
خاطب بقوله إنكم وما تعبدون من دون ال سورة النبياء 98الشركي الذين يعبدون الوثان ل ياطب
بذلك أهل الكتاب بل اليات الكية عامتها خطاب لن كذب الرسل مطلقا وأما ما ياطب به من صدق
جنس الرسول من أهل الكتاب والؤمني ففي السور الدنية والقرآن قد فصل بي الشركي وأهل الكتاب ف
غي موضع كقوله ل يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والشركي سورة البينة 1وقوله إن الذين آمنوا
والذين هادوا والصابئي والنصارى والجوس والذين أشركوا سورة الج 17وقوله لم إنكم وما تعبدون
من دون ال سورة النبياء 98بنلة قوله أن تقولوا إنا أنزل الكتاب على طائفتي من قبلنا وإن كنا عن
دراستهم لغافلي سورة النعام 156
وبنلة قوله وأقسموا بال جهد أيانم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى المم فلما جاءهم
نذير ما زادهم إل نفورا سورة فاطر 42وأمثال ذلك ما فيه ضمي الخاطب والغائب وهو متناول لولئك
الشركي لكن يتناول غيهم من جهة العن والعتبار وتاثل الالي فلما قال تعال إنكم وما تعبدون من
دون ال حصب جهنم أنتم لا واردون لو كان هؤلء آلة ما وردوها وكل فيها خالدون سورة النبياء 98
99أخب أن آلتهم الت يعبدونا حصب جهنم ول يدخل ف هذا السيح وأمثاله فإنم ل يكونوا يعبدونم
وقوله لو كان هؤلء آلة ما وردوها سورة النبياء 99دليل على انتفاء اللية فإن الله ل يدخل النار
والدليل ل ينعكس فل يلزم أن يكون من ل يدخل النار إلا فمن ورد النار ل يكن إلا وليس كل من ل يردها
إله لكن كانت معارضة ابن الزبعرى وأشباهه من جهة العن والقياس والعتبار أي إذا كانت آلتنا دخلوا
النار لكونم معبودين وجب أن يكون كل معبود يدخل النار والسيح معبود فيجب أن يدخلها فعارضوه
بالقياس والقياس مع وجود الفارق الؤثر قياس فاسد فبي ال الفرق بأن السيح عبد حي مطيع ل ل يصلح
أن يعبد لجل النتقام من غيه بلف الوثان فإنا حجارة فإذا عذبت لتحقيق عدم كونا آلة
وانتقاما من عبدها كان ذلك مصلحة ليس فيها عقوبة لن ل يصلح أن يعاقب ولذا قال تعال ولا ضرب ابن
مري مثل سورة الزخرف 157أي جعلوه مثل للتهم فقاسوها به فهذا حال من عارض النص البي
بالقياس الفاسد وهو حال الذين يعارضون النصوص اللية بأقيستهم الفاسدة فيقولون لو كان له علم وقدرة
ورحة وكلم وكان مستويا على عرشه للزم أن يكون مثل الخلوق الذي له علم وقدرة ورحة وكلم ويكون
مستويا على العرش ولو كان مثل الخلوق للزم أن يوز عليه الدوث وإذا جاز عليه الدوث امتنع وجوب
وجوده وقدمه فهذا من جنس معارضة ابن الزبعرى حيث قاس ما أخب ال عنه بشيء آخر ليس مثله بل
بينهما فرق والفرق بي ال وبي ملوقاته أعظم من الفرق بي السيح وبي الوثان فإن كلها ملوق ل تعال
وأما قياس الالق بالخلوق وقول القائل لو كان متصفا بالصفات والفعال القائمة به لكان ماثل للمخلوق
التصف بالصفات والفعال القائمة به ففي غاية الفساد فإن تشابه الشيئي من بعض الوجوه ليقتضي تاثلهما
ف جيع الشياء فإذا كان السيح الشابه للتهم ف وجوه كثية ل تكاد تصى مثل كون هذا كان معدوما
وهذا كان معدوما وهذا مدث مكن وهذا مدث مكن
غيه وهذا مفتقر إل غيه وهذا يقدر عليه غيه وهذا يقدر عليه غيه وهذا تعترض عليه الفات والعلل
كالتفريق والتجزئة والتبعيض وهذا تعترض عليه الفات والعلل كالتفريق والتجزئة والتبعيض وهذا يكن إفساده
واستحالته وهذا يكن إفساده واستحالته وأمثال ذلك من المور الت يب تنيه الرب عنها فمع اشتراكهما ف
هذه المور الت يب تنه الرب عنها ل يصح قياس أحدها بالخر ول أن يثبت له من الكم ما ثبت له وإن
كانا قد اشتركا ف هذه المور فالالق سبحانه الذي يفارق غيه بأعظم ما فارق به السيح آلتهم هو أول
وأحق بأن ليثل بلقه لجل موافقته ف بعض الساء والصفات إذ أصل هذا القياس الفاسد أن الشيئي إذا
اشتركا وتشابا ف بعض الشياء لزم اشتراكهما وتاثلهما ف غي ذلك ما ليس من لوازم الشترك وهذا كله
خطأ فاحش وبعضه أفحش من بعض فالشيئان إذا اشتركا ف شيء لزم أن يشتركا ف لوازمه فإن ثبوت اللزوم
يقتضي ثبوت اللزم فاما ما ليس من لوازمه فل يب اشتراكهما فيه فكون العبود من حصب جهنم ليس من
لوازم كونه معبودا بل من لوازم كونه معبودا يصلح دخوله النار والسيح ونوه ل يصلح دخولم النار
وكذلك ثبوت الوجود والياة والعلم والقدرة والستواء والنول ونو ذلك من المور الت يوصف با الالق
والخلوق ليس من لوازمها
المكان والدوث والفات والنقائص فإن المكان من لوازم ما ليس واجبا بنفسه والدوث من لوازم
العدوم وإمكان الفات والنقائص من لوازم ما يقبل ذلك وهذه الصفات صفات كمال ل تستلزم الفات بل
قد تكون منافية للفات والنقائص والناف للشيء ل يكون من لوازمه بل هو مناقض للوازمه فكيف يعل
الناف كاللزم والقصود أن الشركي كانوا يعارضون الرسول با يتخيلونه مناقضا لقوله وإن ل يكن ف ظاهر
قوله ما يناقض ل معقول ول منقول فكيف إذا كان ظاهر قوله يناقض صريح العقول الذي عليه أئمة أرباب
العقول ل سيما إذا كان ذلك العقول هو الذي ل يكن تصديقه إل به فإذا كان قد أظهر ما يطعن ف دليل
صدقه وشاهده كان معارضته بذلك أول الشياء وكذلك أيضا لا أخبهم بالسراء وشجرة الزقوم أنكر ذلك
طائفة منهم وزعموا أن العقل ينفي ذلك وأنزل ال تعال وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس والشجرة
اللعونة ف القرآن سورة السراء 60وف الصحيح عن ابن عباس أنه قال هي رؤيا عي أريها رسول ال ليلة
أسري به
قال تعال سبحان الذي أسرى بعبده ليل من السجد الرام إل السجد القصى الذي باركنا حوله
لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصي سورة السراء 1وقال أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى
عند سدرة النتهى عندها جنة الأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى سورة النجم 16 12وقال تعال وما
صاحبكم بجنون ولقد رآه بالفق البي وما هو على الغيب بضني وما هو بقول شيطان رجيم سورة التكوير
25 22فإذا كان ما أخبهم به من رؤية اليات الت أراه ال إياها ليلة السراء قد أنكروها وكذبوه لجلها
واستبعدوا ذلك بعقولم مع أن ذلك ليس متنعا ف العقل فكيف با هو متنع ف صريح العقل وكذلك أيضا
أنكروا أن يبعث ال بشرا رسول وجعلوا ذلك منكرا متنعا ف عقولم كما قال تعال وما منع الناس أن
يؤمنوا إذ جاءهم الدى إل أن قالوا أبعث ال بشرا رسول سورة السراء 24وقال أكان للناس عجبا أن
أوحينا إل رجل منهم أن أنذر الناس سورة يونس 2
وقال تعال وإذ رأوك إن يتخذونك إل هزوا أهذا الذي بعث ال رسول سورة الفرقان 41وقال
تعال وقالوا لول أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي المر ث ل ينظرون ولو جعلناه ملكا لعلناه رجل
وللبسنا عليهم ما يلبسون سورة النعام 9وقال تعال وما قدروا ال حق قدره إذ قالوا ما أنزل ال على بشر
من شيء سورة النعام 91وقد حكى نو ذلك عمن تقدم من الكفار كقول قوم فرعون أنؤمن لبشرين
مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوها فكانوا من الهلكي سورة الؤمني 48 47وقول قوم نوح ما نراك إل
بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إل الذين هم أراذلنا سورة هود 27وقالت أصناف المم لرسلهم إن أنتم إل
بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا سورة ابراهيم 10حت قالت الرسل إن نن إل بشر
مثلكم ولكن ال ين على من يشاء من عباده سورة إبراهيم 11وأمثال هذا فقد ذكر عن الشركي أنم
أنكروا إرسال رسول من البشر ودفعوا ذلك بعقولم
وهذا قول من يحد النبوات من الباهة مشركي الند وغيهم ولم شبه معروفة يزعمون أنا براهي
عقلية تقدح ف جواز إرسال الرسل ولذا قال تعال وما أرسلنا من قبلك إل رجال نوحي إليهم من أهل
القرى سورة يوسف 109وقال وما أرسلنا من قبلك إل رجال نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم
ل تعلمون سورة النحل 43وقال قل ما كنت بدعا من الرسل سورة الحقاف 9وأمثال ذلك وكذلك
لا أخبهم بالعاد عارضوه بعقولم وقد ذكر ال تعال من حججهم الت احتجوا با ف إنكار العاد ما هو
مذكور ف القرآن كقوله تعال وضرب لنا مثل ونسي خلقه قال من ييي العظام وهي رميم قل يييها الذي
أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أو ليس
الذي خلق السماوات والرض بقادر على أن يلق مثلهم بلى وهو اللق العليم سورة يس 81 78وقد
ذكر طعنهم ف الرسالة والعاد جيعا ف قوله تعال ق والقرآن الجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال
الكافرون هذا
شيء عجيب أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد قد علمنا ما تنقص الرض منهم وعندنا كتاب حفيظ
سورة ق 4 1ث ذكر الدلة عليهم إل قوله أفعيينا باللق الول بل هم ف لبس من خلق جديد سورة ق
15وهذه السورة قد تضمنت من أصول اليان ما أوجبت أن النب كان يقرأ با ف الجامع العظام فيقرأ با
ف خطبة المعة وف صلة العيد وكان من كثرة قراءته لا يقرأ با ف صلة الصبح وكل ذلك ثابت ف
الصحيح قال تعال وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لبعوثون خلقا جديدا قل كونوا حجارة أو حديدا أو
خلقا ما يكب ف صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم
ويقولون مت هو قل عسى أن يكون قريبا يوم يدعوكم فتستحجيبون بمده وتظنون إن لبثتم إل قليل سورة
السراء 52 49وقد ذكر نو ذلك عمن مضى من الكذبي للرسل كقولم عن رسولم أيعدكم أنكم إذا
متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مرجون هيهات هيهات لا توعدون إن هي إل حياتنا الدنيا
نوت ونيا وما نن ببعوثي إن هو إل رجل افترى على ال كذبا وما نن له بؤمني سورة الؤمنون
38 35وقال تعال وقالوا ما هي إل حياتنا الدنيا نوت ونيا وما يهلكنا إل الدهر وما لم بذلك من علم
إن هم إل يظنون سورة الاثية 24وأمثال هذا ف القرآن كثي وذكر عنهم أنم طعنوا ف الرسول بعقولم
بأمور ظنوها لزمة له كقولم وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويشي ف السواق لول أنزل إليه ملك
فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كن أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالون إن تتبعون إل رجل مسحورا
سورة الفرقان 8 7قال تعال انظر كيف ضربوا لك المثال فضلوا فل يستطيعون سبيل سورة الفرقان 9
وكذلك قالوا عمن قبله من الرسل كما قال فرعون أم أنا خي من هذا الذي هو مهي ول يكاد يبي فلول
ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه اللئكة مقترني سورة الزخرف 53 52وقالوا لشعيب إنا لنراك
فينا ضعيفا ولول رهطك لرجناك وما أنت علينا بعزيز سورة هود 91والقصود هنا أن الرسول ممدا كان
يعارضه من
الؤمني به والكفار من ل يكاد يصى معارضة ل ترد عليه ول تكن إل من جهل العارض ول يكن ف
ظاهر الكلم الذي يقوله لم ومفهومه ومعناه ما يالفه صريح العقول بل كان العارضون يعارضون بعقولم ما
ل يستحق العارضة فلو كان فيما بلغهم إياه عن ال من أسائه وصفاته ونو ذلك ما يالف ظاهره صريح
العقول لكان هذا أحق بالعارضة وكان يتنع ف مستمر العادة أن مثل هذا ل يعارضه أحد ل معارضة دافع
طاعن ول معارضة مستشكل مسترشد فكيف إذا كان يعارض القضايا العقلية الت با علموا نبوته وأنه رسول
ال إليهم فكيف تكون العارضة بذلك أول أن تقع من الكفار والسلمي أما الكفار فيقولون له نن ل نعلم
صدقك إل بأن نعلم بعقولنا أمورا تناقض ما يفهم ويظهر ما تبنا به فالصدق لك يكون متناقضا متلعبا ل
يكنه أن يقبل بعض أخبارك إل برد بعضها وهذا ليس فعل العالي الصادقي دائما بل فعل من يكذب تارة
ويصدق أخرى أو يصيب تارة ويطىء أخرى وأما السلمون الظهرون للسلم فقد كان فيهم منافقون وف
الؤمني ساعون لم يتعلقون بأدن شبهة يوقعون با الشك والريب ف قلوب الؤمني وكان فيهم من له معرفة
وذكاء وفضيلة وقراءة للكتب ومدارسة لهل الكتاب مثل أب عامر الفاسق الذي كان يقال له عامر الراهب
الذي اتذ له النافقون مسجد الضرار
وأيضا فقد كان اليهود والنصارى يعارضونه با ل يصلح للمعارضة ويقدحون ف القرآن بأدن شبهة
وياطبون بذلك من أسلم كما قالوا للمغية بن شعبة أنتم تقرأون ف كتابكم يا أخت هارون سورة مري
28وموسى بن عمران كان قبل عيسى بسني كثية فظنوا أن هارون الذكور هو هارون أخو موسى وهذا
من فرط جهلهم فإن عاقل ل يفى عليه أن موسى كان قبل عيسى بسني كثية وأن مري أم عيسى ليست
أخت موسى وهارون ول هو السيح ابن أخت موسى وليس ف من له تييز وإن كان من أكذب الناس من
يرى أن يتكلم بثل هذا الذي يضحك عليه به كل من سعه فكيف بن هو أعظم الناس عقل وعلما ومعرفة
غلبت عقول بن آدم ومعارفهم وعلومهم حت استجاب له كل ذي عقل مصدقا لبه مطيعا لمره وذل له أو
خاف منه كل من ل يستجب له وظهر به من العلم والبيان والدى واليان ما قد مل الفاق وأشرق به
الوجود غاية الشراق فكان النصارى الذين سعوا هذا لو كان لم تييز لعلموا أن مثل هذا الرجل العظيم
الذي جاء بالقرآن ل يفى عليه أن السيح ليس هو ابن أخت موسى بن عمران ول يتكلم بثل ذلك ولو
كانت أختهما لكان إضافتها إل موسى أول من إضافتها إل هارون فكان يقال لا يا أخت موسى لكن لا
اتفق أن مري هذه بنت عمران وذانك
موسى وهارون ابنا عمران فكان لفظ عمران فيه اشتراك والشتراك غالب على أساء العلم نشأت
الشبهة حت سأل الغية النب عن ذلك فقال أل قلت لم إنم كانوا يسمون بأساء أنبيائهم والصالي قبلهم إن
هارون هذا كان رجل ف بن إسرائيل سوه باسم هارون النب فمن كانوا يعارضونه بثل هذه العارضة كيف
يسكتون عن معارضته إذا كان الطاب الذي أخب به والفهوم الظاهر منه بل الصريح منه الذي ل يتمل
التأويل مالفا لصريح العقل بل مالفا لا به يعلم صدقه وصدق النبياء قبله وهل كان أهل الكتاب يقولون له
ما جئت به يقدح ف نبوات النبياء قبلك فإنا ل يكننا أن نصدقك إل بقضايا عقلية با يعلم صدق الرسل وما
أظهرته للناس وبينته لم وأخبتم به يناقض الصول العقلية الت با نعلم تصديق النبياء واعلم أن من أمعن
النظر ف هذا القام وتوابعه حصل له أمور جليلة بطلن قول من يقول العلم بصحة السمع ل يكون إل بقضايا
عقلية مناقضة للمفهوم الظاهر من أخبار ال ورسوله بل بطلن قول من يعل صريح العقل مناقضا لخباره
بل بطلن قول من يدعي أن أقوال الهمية النفاة لعلو ال على خلقه ما هي معروفة بصريح العقل
سواء كانت موافقة لب الرسول أو مالفة له وذلك من وجوه أحدها أن إيان الؤمني به العالي بصدقه
حصل بدون هذه القضايا الثان أن أحدا منهم ل يورد هذه العارضة ول يستشكل هذا الذي هو تناقض ف
زعم هؤلء الثالث أن النافقي ل يورد أحد منهم هذا الرابع أن الشركي ل يورد أحد منهم هذا الامس أن
أهل الكتاب ل يورد أحد منهم هذا السادس أنه ل يعهد إليهم أن ل يصدقوا بضمون هذه الظواهر ول
يعتقدوا موجبها ول أمرهم بترك تدبرها وفهمها وعقلها ول بتأويلها تأويل يصرفها عن العن الظاهر الفهوم
منها ول بتفويضها وقولم ل نعلم معناها السابع أن الصحابة ل يوصوا التابعي بذلك الثامن أن التابعي ل
يوردوا على الصحابة ول أورد بعضهم على بعض ظهور هذا التناقض والتعارض ول سأل بعضهم بعضا كيف
نصنع هل نتبع موجب النصوص أو موجب العقول العارضة
ونتأول النصوص أو نصرف قلوبنا عن فهمها وتدبرها وعقلها ونقول ل ندري ما معناها فإن قيل
فهذا الذي ذكرته ظاهر ل يفى على من تأمل أمور السلم كيف كانت وكيف ظهر السلم ومع هذا فهذه
الشبه العقلية الت احتج با النفاة قد ضل با خلق كثي من هذه المة ومن أهل الكتاب فهل كانت عقول
الكفار أصح من عقول هؤلء ث إذا كان المر هكذا فكيف وقع ف هذا من وقع قيل القصود هنا فساد قول
من يقول إن تصديق الرسول ل يكن إل بقضايا عقلية تناقض مفهوم ما أخب به وهذا يلزم من قال ذلك من
الهمية والعتزلة وأتباعهم من الشعرية ومن دخل معهم من الفقهاء من أصحاب الئمة الربعة والصوفية أن
تصديق الرسول ل يكن إل بأن يستدل على حدوث العال بدوث الجسام وانه يستدل على ذلك بدوث ما
قام با من العراض مطلقا أو الركات وأن ذلك مبن على امتناع حوادث ل أول لا وذلك يستلزم نفي
الفعال القائمة بذات ال تعال التعلقة بشيئته واختياره بل نفي صفاته وأن يكون القرآن ملوقا وأن ال ل يرى
ف الخرة ول يكون فوق العال فمن قال إن تصديقه فيما أخب به ل يكن إل بذه الطريق كان قوله معلوم
الفساد بالضطرار من دين السلم ولذا قال الشعري وغيه إن هذه الطريق مبتدعة ف دين النبياء بل مرمة
غي
مشروعة ول ريب أن عقل من آمن بال والرسول كان خيا من عقل من سلك هذه الطريق من أهل
الكلم وأما عقول الكفار فل ريب وإن كانت عقول جنس الؤمني خيا من عقولم لكن قد يكون عند
الكافر من العقل والتمييز ما ينعه أن يقول ما يقوله كثي من أهل البدع أل ترى أن أكاذيب الرافضة ل
يرضاها أكثر العقلء من الكفار فكذلك عقول الشركي الذين كانوا على عهد النب ل تكن تقبل أن ترد
رسالته بثل هذا الكلم الذي فيه من الدقة والغموض ما ل يفهمه أكثر الناس ومن فهمه من العقلء علم أنه
من باب الذيان والبهتان يبي لك كل ذلك أن العرب مع شركها كانت مقرة بأن ال رب كل شيء وخالقه
ومليكه مقرة بالقدر وكانت عقولم من هذا الوجه خيا من عقل من جعل كثيا من الحدثات ل يلقه ال
ول قدره ول أراده وكانت العرب أيضا تقر بأن ال فاعل متار ما شاء كان وما ل يشأ ل يكن فكانت
عقولم خيا من عقول الدهرية الفلسفة الذين يقولون بأن العال صدر عن علة تامة موجبة له كما يقوله
الدهرية الليون ول ريب أن من أنكر الصانع وقال بأن العال واجب بذاته فعقله أفسد من عقل هؤلء
والعرب ل تكن تقول بذا اللهم إل أن يكون ف تضاعيفهم آحاد تقوله ولكن ل يكن هذا القول ظاهرا فيهم
بل الظاهر فيهم القرار بالالق وعلمه وقدرته ومشيئته وهذه الشبه شبه الهمية هي ف الصل نشأت من
ملحدة
المم النكرين للصانع وهؤلء أجهل الطوائف وأقلهم عقل فلهذا ل تكن العرب تعارض بثل هذه
الشبه وإنا ذكر ال تعال نظي قول الهمية عن مثل فرعون وأمثاله من العطلة كالذي حاج إبراهيم ف ربه
ول ريب أن العطلة شر من الشركي والعرب وإن كانوا مشركي ل يكن الظاهر فيهم التعطيل للصانع وإن
كان قد يكون ف أضعافهم من هو ف الرتابي ف الصانع أو الاحدين له كما ف تضاعيف كل أمة حت ف
الصلي من هو من هؤلء إذ النافقون ل يزالوا ف المة ولن يزالوا على اختلف أصنافهم وإذا عرف أن
القصود بيان فساد قول من يزعم أنه ل يكن تصديق الرسول إل بالطريق الهمية الناقضة لثبات ما أخب به
من صفات ال وكلمه وأفعاله حصل القصود وأما من قال إن هذه العقولت تعارض الفهوم الظاهر من
اليات والحاديث من غي أن يقول إن العلم بصدق الرسول موقوف عليها كما يقوله من يعتقد صحة هذه
الطريق طريقة الستدلل على الصانع بدوث العراض وتركيب الجسام وإن قال إنه يكن تصديق الرسول
بدونا كما يقوله الشعري نفسه وكثي من أصحابه والرازي وأمثاله وكثي من الفقهاء وأهل الديث
والصوفية ويوجد شيء من هذا ف كلم الحاسب وأب حات البست والطاب وأب السن التميمي والقاضي أب
يعلى وابن عقيل وابن الزاغون وغي هؤلء فإن هؤلء وجهور السلمي يقولون إنه
يكن تصديق الرسول بدون طريقة حدوث العراض وتركيب الجسام لكن هؤلء وغيهم يعتقدون
صحة تلك الطرق وإن قالوا إن تصديق الرسول ليتوقف عليها ث منهم من يقول إنا ل تعارض النصوص بل
يكن المع بينهما وهذه طريقة الشعري وأئمة أصحابه يثبتون الصفات البية الت جاء با القرآن مع
اعتقادهم صحة طريقة الستدلل بدوث العراض وتركيب الجسام وهذه طريقة أب حات بن حبان البست
وأب سليمان الطاب والتميميي كأب السن التميمي وغيه من أهل بيته وأب علي بن أب موسى والقاضي أب
يعلى وأب بكر البيهقي وابن الزاغون وخلق كثي من طوائف السلمي من النفية والالكية والشافعية والنبلية
ومن هؤلء من يدعي التعارض بينهما كالرازي وأمثاله كما يقول ذلك من يوجب الستدلل بطريقة حدوث
العراض كالعتزلة وأب العال وأتباعه فهؤلء مشتركون ف أن هذه الطريقة العقولة لم مناقضة لا يفهم من
اليات والحاديث سواء قالوا إن تصديق الرسول موقوف عليها كما يقوله من يقوله من العتزلة وأتباع
صاحب الرشاد أو ل يقولوا ذلك كما يقوله من يوافق الشعري والرازي وجهور السلمي على
أن تصديق الرسول ليس موقوفا عليها وليس القصود ف هذا القام إل إبطال قول من يدعي أن تقدي
النقل على العقل العارض له يقدح ف العقل الذي به علم صحة السمع وقد تبي أن فساد هذا القول معلوم
بالضطرار من الدين معلوم بالضطرار من العادة وأن الذين آمنوا بالرسول وعلموا صدقه ل يكن علمهم
موقوفا على هذه القضايا وما يشترك فيه الفريقان أن يقال أهل العقول الذين سعوا القرآن والكفار من
الشركي وأهل الكتاب ف العصور التقدمة ل يكن منهم من طعن فيه أو أورد عليه مالفة هذه الخبار عن
صفات ال لصريح العقول فلو كان العلم بنقيض ذلك ثابتا ف عقول بن آدم ل يكن ف العادة أن يكون هذا
الكلم الذي طبق مشارق الرض ومغاربا وظهر وليه على عدوه بالجة الباهرة والسيف القاهر وف صريح
العقول ما يناقض أخباره ول أحد من العقلء يتفطن لذلك ل على وجه الطعن ول على وجه الستشكال مع
أن هذه العقليات ما تتوفر المم والدواعي على استخراجها واستنباطها لو كانت صحيحة لنا متعلقة بأشرف
الطالب والعلم به الذي تتوفر المم على طلب معرفة صفاته نفيا وإثباتا فلو كانت هذه الطرق الدالة على
السلب طرقا صحيحة تعلم بالعقل لكان مع الداعي التام يب تصيلها فإنه مع كمال القدرة
والداعي يب وجود القدور فكان يب أن تظهر هذه من أفضل الناس عقل ودينا فلما ل يكن المر
كذلك علم أن ذلك كان لفسادها وأنم لصحة عقولم ل يعتقدوها كما ل يعتقدوا مذهب القرامطة الباطنية
والرافضة الغالية وأمثالم من الطوائف الت يعلم فساد قولم بصريح العقول ومعلوم أن الباطل ليس له حد
مدود فل يب أن يطر ببال أهل العقل والدين كل باطل وأن يردوه فإن هذا ل ناية له بلف ما هو حق
معلوم بصريح العقل ف حق ال تعال ل سيما إذا كان ما يب اعتقاده بل يتوقف تصديق الرسول على معرفته
فإن هذا يتنع أن تكون العصور الفاضلة مع كثرة أهلها وفضلهم عقل ودينا ل يعلموها ول يقولوها فعلم
بذلك أن هذه العارضات ليست من العقليات الصحيحة الت هي مستقرة ف صريح العقل بل هي من اليالت
الفاسدة الشابة للعقليات الت تنفق على طائفة من الناس دون طائفة كما نفقت على الهمية ومن وافقهم
دون جهور عقلء بن آدم ولذا كان أعظم نفاقها على أجهل الناس وأعظمهم تكذيبا بالق وتصديقا بالباطل
من القرامطة الباطنية واللولية والتادية وأمثالم ومن العلوم أن أهل التواتر ل يوز عليهم ف مستقر العادة
أن يكذبوا ول أن يكتموا ما تتوفر المم والدواعي على نقله فكما أن الفطر فيها مانع من الكذب ففيها داع
إل الظهار والبيان فكذلك ها هنا كما أن العقول التباينة والفطر الختلفة إذا أخبت عما تعلمه بضرورة أو
حس ل تتفق على الكذب ول الطأ فكذلك أيضا العقول التباينة والفطر الختلفة إذا سعت ما يعلم
بصريح العقل بطلنه وفساده ل تتفق على العراض عن النظر والستدلل حت يعرف فساده وبطلنه ولذا ل
تظهر ف امة من المم أقوال باطلة إل كان فيهم من يعرف بطلن ذلك فيتكلم بذلك مع من يثق به وإن وافق
ف الظاهر لغرض من الغراض ولذا تد خلقا من الرافضة والساعيلية والنصيية يعلمون ف الباطن فساد
قولم ويتكلمون بذلك مع من يثقون به وكذلك بي النصارى خلق عظيم يعلمون فساد قول النصارى
وكذلك بي اليهود وهذه المة قد كان فيها ف القرون الثلثة منافقون ل يعلم عددهم ل ال وقد جاورهم
من الشركي وأهل الكتاب أمم أخر وهم طوائف متباينة فما يكن احدا أن ينقل أنه كان قبل العد بن درهم
وجهم بن صفوان من ظهر عنه القول بأن العقول تناف ما ف القرآن من إثبات العلو والصفات أو بعض
الصفات ل من الؤمني ول من أهل الكتاب ول من سائر الكافرين ومن العلوم أن هذا إذا كان مستقرا ف
صريح العقول فل بد مع توفر المم والدواعي أن يستخرج ويستنبط وإذا استخرج واستنبط فل بد مع توفر
المم والدواعي أن يتكلم به وإذا تكلم به فل بد مع
توفر المم والدواعي أن ينقل أل ترى أنه لا تكلم به واحد وهو العد بن درهم نقل الناس ذلك ث
الهم بعده كذلك ول نقل إن هذا ل يكن ف نفس أحد فإن هذا ل يكن نفيه ول ينقل أن أحدا من هؤلء ل
يناج به بعض الناس فإن هذا ل يكن نفيه بل قلنا إنه ل يظهر وعدم ظهوره مع الكثرة والقوة الوجبة لتوفر
المم والدواعي على استخراجه واستنباطه إن كان حقا يوجب أنه ليس حقا فإن معرفة ال وما يستحقه من
الصفات نفيا وإثباتا أعظم الطالب ونن نعلم بالضطرار أن سلف المة كانوا أعظم الناس رغبة ف هذا ومبة
له فإذا كان الق هو قول النفاة وعلى ذلك أدلة عقلية يستخرجها الناظر بعقله وهم من أعقل الناس وأرغبهم
ف هذا الطلب امتنع مع ذلك أن ل يكون منهم من يفطن لذا الق وإذا تفطنوا له مع قوة دينهم ورغبتهم ف
الي كانوا يظهرونه ويبينونه وذلك يوجب ظهوره وانتشاره لو كان حقا وكذلك الكفار لم رغبة ف معرفة
ذلك وإظهاره لو كان حقا لا فيه من معارضة الرسول ومناقضته ولا فيه من معرفة الق واعلم أن هذا كما
يقال ف أمتنا فإنه يقال ف بن إسرائيل فإن التوراة ملوءة بإثبات الصفات الت يسميها النفاة تشبيها وتسيما
ومن العلوم أن التوراة قد تداولا من المم ما ل يصيهم إل ال وقد انتشرت بي النصارى كما انتشرت بي
اليهود فلو كان ما فيها من الصفات وإثبات العلو ل ما يناقض صريح العقل لكان ذلك من أعظم ما كان
ينبغي أن يتعنت به بنو إسرائيل وغيهم لوسى فقد ذكر عنهم من تعنت بوسى أشياء ل تعلم بصريح
العقل فقد اذوا موسى وقالوا إنه آدر وإنه قتل هارون ودس عليه قارون بغيا لرميه بالزنا ليؤذي موسى بذلك
وقال تعال يا أيها الذين آمنوا ل تكونوا كالذين آذوا موسى فبأه ال ما قالوا سورة الحزاب 69ومع هذا
فأذى موسى بذلك أذى ل يشهد به صريح العقل فلو كان ما أخبهم به ما يناقض صريح العقل لكان أذاه
بالقدح ف ذلك أبي وأظهر وأول أن يستعمله من يريد الذى له وقد قال تعال يا بن إسرائيل اذكروا نعمت
الت أنعمت عليكم وأن فضلتكم على العالي سورة البقرة 47وقال وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا
نعمة ال عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما ل يؤت أحدا من العالي سورة الائدة 20
وقال ولقد آتينا بن إسرائيل الكتاب والكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالي سورة
الاثية 16وقد كان القوم ماورين للروم والقبط والنبط والفرس وهم أئمة الفلسفة والصابئي والشركي
من جيع الصناف وقد ذكروا أن
أساطي الفلسفة كفيثاغورس وسقراط وأفلطن قدموا الشام وتعلموا الكمة من لقمان وأصحاب
داود وسليمان فكيف يكون ما تدل عليه التوراة ويفهم منها مناقضا لصريح العقول الذي ل ينبغي أن يشك
عاقل فيه ول يظهر ذلك ل ف أوليائها ول أعدائها بل الطوائف كلها متمعة على تعظيم الذي جاء بالتوراة
خاضعي له فهل يكون كتاب ملوءا ما ظاهره كذب وفرية على ال ووصف له با يتنع عليه ول يوز ف حقه
ول يظهر بي العقلء مناقضته ومعارضته ومن اعتب المور وجد الرجل يصنف كتابا ف طب وحساب أو نو
أو فقه أو ينشىء خطبة أو رسالة أو ينظم قصيدة أو أرجوزة فيلحن فيها لنة أو يغلط ف العن غلطة فل
يسكت الناس حت يتكلموا فيه ويبينوا ذلك ويرجون من الق إل زيادة من الباطل وإن كان صاحب ذلك
الكلم ل يدعوهم إل طاعته واستتباعه ويذم من يالفه فضل عن أن يكفره ويبيح قتاله وشتمه فإذا كان الذي
جاء بالقرآن ودعا الناس إل طاعته واستتباعه وأن يكون هو الطاع الذي ل ينبغي مالفته ف شيء دق ول جل
ويقول إن السعادة لن أطاعه والشقاء لن خالفه ويعظم مطيعيه ويعدهم بكل خي ويلعن مالفيه ويبيح دماءهم
وأموالم وحريهم فمن العلوم ان مثل هذه الدعوى ل يدعيها إل أكمل الناس وأحقهم با وهم الرسل
الصادقون أو أكذب الناس وأبعدهم عنها كالتنبئي الكاذبي
ومعلوم أن صاحب هذه الدعوة تعاديه النفوس وتسده كما قال ورقة بن نوفل للنب لا أخبه با جاءه
فقال إن قومك سيخرجوك قال أو مرجي هم قال نعم إنه ل يأت أحد بثل ما جئت به إل عودي وإن
يدركن يومك أنصرك نصرا مؤزرا ومن العلوم أن أعداء من يقول مثل هذا إذا كان الفهوم من كلمه
والظاهر من خطابه هو كذب على ال ووصفه با يب تنيهه عنه وبا يعلم بصريح العقل أن ال منه عنه وأنه
من وصفه بذلك كان قائل من التشبيه والتجسيم با يالف صريح العقل بل يكون صاحبه كافرا كاذبا مفتريا
على ال كان هذا من أعظم ما تتوفر المم والدواعي على معارضته به والطعن ف ذلك والقدح ف نبوته به
وهكذا موسى بن عمران وبنو إسرائيل كان بقتضى العادة الطردة أنه ل بد ف كل عصر من أن يظهر إنكار
مثل ذلك والقدح فيما جاء به موسى وأن يكون الؤذون له يؤذونه بذلك وأعظم منه فإذا قيل إنه قد وجد
طعن ف موسى وممد بثل هذا
قلنا نعم وجد بعد أن ظهرت مقالة الهمية ف السلمي وحديث اللحدة من القرامطة الباطنية الذين
أخذوا شر قول الهمية وشر قول الرافضة وركبوا منهما قول ثالثا شرا منهما ونن ل نقل إنه ل يقدح أحد
ف النبياء والرسلي ول كذبم ول عارضهم ف نفس ما دعوا إليه من التوحيد والنبوة والعاد وعارضوهم
بعقولم ول يعارضوهم معارضة صحيحة بل كان ما عارضوا به فاسدا ف العقل فهؤلء الذين حدثوا من
العارضي هم أسوأ حال من أولئك العارضي فإن القرامطة الباطنية شر من عباد الصنام من العرب وشر من
اليهود والنصارى فمجادلة هؤلء وأمثالم بالباطل ليس بعجيب فما زال ف الرض من يادل بالباطل ليدحض
به الق ولكن قلنا إذا كان الظاهر الفهوم ما خبوا به مالفا لصريح العقل امتنع ف العادة أن ل يعارض أولئك
العداء به ول يستشكله الصدقاء مع طول الزمان وتفرق المة فإذا كان العدو يعارض بالعقول الفاسد
فكيف ل يعارض بالعقول الصريح وإذا كان الول يستشكل ما ل إشكال فيه لطأه هو نفسه فكيف ل
يستشكل ما هو مشكل يالف ظاهره بل نصه للحق العلوم بصريح العقل فقلنا عدم وجود هذه العارضات
مع توفر المم والدواعي على وجودها لو كانت حقا دليل على أنا باطل كما أن عدم نقل ما تتوفر المم
والدواعي على نقله لو كان موجودا دليل على أنه كذب بلف وجود الطعن والعارضة فإنه ليس دليل على
صحة ما
عارض به وطعن كما أن مرد نقل الناقل ليس دليل على صحة ما نقل فليتدبر الفاضل هذا النوع من
النظر والكلم فإنه ينفتح له أبواب من الدى ول حول ول قوة إل بال فإن الهمية النفاة هم من أفسد الناس
عقل وأعظمهم جهل وإن كان قد يصل لحدهم ملك وسلطان بيد او لسان كما حصل لفرعون ونرود بن
كنعان ونوها ولذا وصف ال لؤلء وأشباههم بأنم ل يسمعون ول يعقلون ومن تدبر القائق وجد كل
من كان أقرب إل التصديق با جاءت به الرسل والعمل به كان أكمل عقل وسعا وكل من كان أبعد عن
التصديق با جاءت به الرسل والعمل به كان أنقص عقل وسعا ول ريب أن قول أهل التعطيل واللاد ومن
دخل منهم من أهل اللول والتاد ومن شاركهم ف بعض أصولم الستلزمة لتعطيلهم وإلادهم من سائر
العباد هي من أفسد القوال وأكذبا وأعظمها تناقضا وأكثر المور أدلة على نقيضها من الدلة العقلية
والسمعية لكن اشتبه بعض أصولم على كثي من أهل اليان فظنوا أن ذلك برهان عقلي معارض للقرآن
اللي ول يعلموا أن البهان موافق للقرآن معاضد ل مناقض معارض وأن دلئل اليات والفاق العيانية موافقة
للدلئل القرآنية إذ كانت أدلة الق شهودا صادقي وحكاما ل يثبت عندهم إل الق البي ومن العلوم أن
أخبار الصادقي وشهاداتم وإثباتاتم تتعاون وتتعاضد وتتناصر وتتساعد ل تتناقض ول تتعارض وإن قدر أن
أحدهم يغلط خطأ أو يكذب أحيانا فل بد أن يظهر خطؤه وكذبه وهذا ما استقراه الناس ف أحاديث
الحدثي للحاديث النبوية ل يعرف أن أحدا منهم غلط أو كذب إل وظهر لهل صناعته كذبه أو خطؤه
وكذلك الناظرون أهل النظر والستدلل ف الدلة السمعية أو العقلية ما يكاد يغلط غالط منهم إل ويعرف
الناس غلطه من أبناء جنسه وغيهم والهمية النفاة العطلة قلبوا حقائق الدلة والباهي العقلية والسمعية ث
ادعوا أن معهم دللت عقلية تعارض اليات السمعية فحرفوا اليات وبدلوها بالتأويل بعد أن أفسدوا العقول
بزخرف الباطيل قال تعال وكذلك جعلنا لكل نب عدوا شياطي النس والن يوحي بعضهم إل بعض
زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغي إليه أفئدة الذين ل يؤمنون بالخرة
وليضوه وليقترفوا ما هم مقترفون أفغي ال أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصل والذين آتيناهم
الكتاب يعلمون أنه منل من ربك بالق فل تكونن من المترين وتت كلمات ربك صدقا وعدل ل مبدل
لكلماته وهو السميع العليم سورة النعام 115 112فإذا رأيت الدلئل اليقينية تدل على أن ما أخب به
الرسول ل يناقض العقول بل يوافقها وأن ما ادعاه النفاة من مناقضة البهان
لدلول القرآن قول باطل فل تعجب من كثرة أدلة الق وخفاء ذلك على كثيين فإن دلئل الق
كثية وال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم وقل لذه العقول الت خالفت الرسول ف مثل هذه الصول
عقول كادها باريها واتل قوله تعال وجعلنا لم سعا وأبصارا وأفئدة فما أغن عنهم سعهم ول أبصارهم ول
أفئدتم من شيء إذ كانوا يحدون بآيات ال وحاق بم ما كانوا به يستهزؤون سورة الحقاف 26وما
يوضح المر ف ذلك أن يقال من العلوم أن موسى وممدا صلى ال عليهما وسلم وأمثالما كانوا من أكمل
الناس معرفة وخبة وعقل باتفاق من آمن بم ومن كفر فإن الكافر بم يقول كانوا من أدهى الناس وأخبهم
بالمور وأعرفهم بالطرق الت تنال با القاصد والسباب الت تطلب با الرادات فسعوا فيما يصدقهم به الناس
ويطيعونم با كان عندهم من العرفة والذق والذكاء وأما الؤمن بم فيقول إن ال خصهم من العلم والعقل
والعرفة واليقي با ل يشركهم فيه أحد من العالي قال وهب بن منبه لو وزن عقل ممد بعقل أهل الرض
لرجح وإذا كان كذلك امتنع ف صريح العقل أن من يريد أن الناس يصدقونه ويطيعونه يذكر لم ما يوجب
ف صريح العقل تكذيبه
ومعصيته والقدح فيما جاء به ومعارضته فإن كان الفهوم العروف ما أخبوا به الناس مناقضا لصريح
العقل وهم ل يعرفوا أنه مناقض لصريح العقل فقد وصفهم من قال ذلك من نقص العقل وفساده با أجع
الناس على فساده وإن علموا أنه مناقض لصريح العقل وأظهروه ول يبينوه ول يذكروا ما يمع بينه وبي
صريح العقول فقد سعوا فيما به يكذبم الكذب ويرتاب الصدق ويستطيل به أعداؤهم على أوليائهم فيكون
أولياؤهم ف الريب والضطراب وأعداؤهم قد فوقوا إليهم النشاب وحزبوا عليهم الحزاب وهم ل يستطيعون
نصر ما جاء به الرسول بل يطلبون العراض عن ساعه ومنع الناس من استماعه ول يفعله إل من هو أقل
الناس عقل وإذا كان هؤلء بإجاع أهل الرض كاملي العقول والعرفة بل أكمل الناس عقل ومعرفة تبي أن
الدين الذي أظهروه وبينوه وأخبوا به ووصفوه ل يكن عندهم مناقضا لصريح العقول ول منافيا لق مقبول
بل كان عندهم ل يالف ذلك إل كل كاذب جهول وما يوضح المر ف ذلك أن النب قد ظهر وانتشر ما
أخب به من تبديل أهل الكتاب وتريفهم وما أظهر من عيوبم وذنوبم وتنيهه ل عما وصفوه به من النقائص
والعيوب
كقوله تعال لقد سع ال قول الذين قالوا إن ال فقي ونن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم النبياء بغي
حق ونقول ذوقوا عذاب الريق سورة آل عمران 181وقوله تعال وقالت اليهود يد ال مغلولة غلت
أيديهم ولعنوا با قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا
وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إل يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها ال ويسعون ف الرض
فسادا وال ل يب الفسدين سورة الائدة 65 64وقوله تعال ولقد خلقنا السماوات والرض وما بينهما
ف ستة أيام وما مسنا من لغوب سورة ق 38ونزه نفسه عما وصفوه به من الفقر والبخل والعياء فالعياء
من جنس العجز الناف لكمال القدرة والفقر من جنس الاجة إل الغي الناف لكمال الغن والبخل من جنس
منع الي وكراهة العطاء الناف لكمال الرحة والحسان وكمال القدرة والرحة والغن عن الغي مستلزم سائر
صفات الكمال فإن الفاعل إذا كان عاجزا ل يفعل وإذا كان قادرا ول يرد فعل الي ل يفعله فإذا كان قادرا
مريدا له فعل الي ث إن كان متاجا إل غيه كان معاوضا ل مسنا متفضل وكان فيه نقص من وجه آخر
فإذا كان مع
هذا غنيا عن الغي ل يفعل إل لجرد الحسان والرحة وهذا غاية الكمال وقد نزه ال سبحانه نفسه
ف القرآن عما زعمته النصارى من الولد والشريك فقال تعال يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم ول تقولوا
على ال إل الق إنا السيح عيسى بن مري رسول ال وكلمته ألقاها إل مري وروح منه فآمنوا بال ورسله ول
تقولوا ثلثة انتهوا خيا لكم إنا ال إله واحد سبحانه سورة النساء 171وقال لقد كفر الذين قالوا إن ال
هو السيح ابن مري قل فمن يلك من ال شيئا إن أراد أن يهلك السيح ابن مري وأمه ومن ف الرض جيعا
سورة الائدة 17وقال تعال لقد كفر الذين قالوا إن ال ثالث ثلثة وما من إله إل إله واحد وإن ل ينتهوا
عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفل يتوبون إل ال ويستغفرونه وال غفور رحيم سورة
الائدة 74 73ث إنه جع اليهود والنصارى ف قوله وقالت اليهود عزير ابن ال وقالت النصارى السيح ابن
ال ذلك قولم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم ال أن يؤفكون سورة التوبة 30ومن
العلوم لن له عناية بالقرآن أن جهور اليهود ل تقول إن عزير ابن ال وإنا قاله طائفة منهم كما قد نقل أنه
قال فنحاص بن
عازورا أو هو وغيه وبالملة إن قائلي ذلك من اليهود قليل ولكن الب عن النس كما قال الذين
قال لم الناس إن الناس قد جعوا لكم سورة آل عمران 173فال سبحانه بي هذا الكفر الذي قاله بعضهم
وعابه به فلو كان ما ف التوراة من الصفات الت تقول النفاة إنا تشبيه وتسيم فإن فيها من ذلك ما تنكره
النفاة وتسميه تشبيها وتسيما بل فيها إثبات الهة وتكلم ال بالصوت وخلق آدم على صورته وأمثال هذه
المور فإن كان هذا ما كذبته اليهود وبدلته كان إنكار النب لذلك وبيان ذلك أول من ذكر ما هو دون
ذلك فكيف والنصوص عنه موافق للمنصوص ف التوراة فإنك تد عامة ما جاء به الكتاب والحاديث ف
الصفات موافقا مطابقا لا ذكر ف التوراة وقد قلنا قبل ذلك إن هذا كله ما يتنع ف العادة توافق الخبين به
من غي مواطأة وموسى ل يواطىء ممدا وممد ل يتعلم من أهل الكتاب فدل
ذلك على صدق الرسولي العظيمي وصدق الكتابي الكريي وقلنا إن هذا لو كان مالفا لصريح
العقول ل يتفق عليه مثل هذين الرجلي اللذين ها وأمثالما أكمل العالي عقل من غي أن يستشكل ذلك
وليهما الصدق ول يعارض با يناقضه عدوها الكذب ويقولن إن إقرار ممد لهل الكتاب على ذلك من غي
أن يبي كذبم فيه دليل على أنه ليس ما كذبوه وافتروه على موسى مع أن هذا معلوم بالعادة فإن هذا ف
التوراة كثي جدا وليس لمة كثية عظيمة منتشرة ف مشارق الرض ومغاربا غرض ف أن تكذب من تعظمه
غاية التعظيم با يقدح فيه وتبي فساد أقواله ولكن لم غرض ف أن يكذبوا كذبا يقيمون به رياستهم وبقاء
شرعهم والقدح فيما جاء به من ينسخ شيئا منهم كما لم غرض ف الطعن على عيسى ابن مري وعلى ممد
صلى ال عليهما وسلم فإذا قالوا ما هو جنس القدح ف عيسى وممد كان تواطؤهم على الكذب فيه مكنا
فأما إذا قالوا ما هو من جنس القدح ف موسى فيمتنع تواطؤهم على ذلك ف العادة مع علمهم بأنه يقدح ف
موسى كما يتنع تواطؤ النصارى على ما يعلمون أنه قدح ف السيح
وأما السلمون فقد عصمهم ال من أن يتفقوا على خطأ لكن يعلم بطرد العادات أنه يتنع تواطؤهم
على ما يعلمون أنه قدح ف نبوته فإن هذا ل يفعله إل من هو مبغض له مكذب ونن نعلم أن اليهود ل يتفقوا
على بغض موسى وتكذيبه ول اتفقت النصارى على بغض السيح وتكذيبه فضل عن أن تتفق طائفة من
السلمي على بغض ممد وتكذيبه وإذا اتفقت طائفة على بغضه وتكذيبه مثل غالية الساعيلية والرمية
الباطنية وأمثالم ل تكن هذه الطائفة من أهل اليان به وقد انكشف ول المد أمرهم وانتك سترهم وقد
تتفق الطائفة على قول يكون متضمنا للقدح فيمن تعظمه ول يعلم ذلك كما يتفق مثل ذلك للنصارى
والرافضة وأمثالم من جهال الطوائف الذين اعتقدوا عقائد فاسدة فظنوها حقا وكذب بعضهم فنقلها لم عن
السيح أو علي فصدقوا ذلك الناقل ل لثبوت صدقه عندهم لكن لوافقته لم فيما يعتقدونه وهذا سبب كثرة
الكذب والضلل بي النصارى والرافضة والغلة من العامة وغيهم وإذا كان كذلك فهذه القوال الت ف
التوراة إن كانت مالفة لصريح العقل ل يكن ف إضافتها إل موسى إل بطريق القدح فيه فيمتنع اتفاق اليهود
على نقلها عنه وإن ل تكن مالفة لصريح العقل ل يكن حينئذ ف نقلها عن موسى مذور فثبت أنه ليوز
تكذيب نقل هذه عن موسى لعتقاده مالفتها بالعقل الصريح
فإن قيل إن الذي كذبا لم كان يعتقد صدقها أو كان غرضه إضللم كما أن كثيا من هذه المة
يكذب على النب أكاذيب لعتقاده أنا حق صحيح يب على الناس قبوله فيكذب أحاديث ف ذلك ليقبل
الناس ما يعتقده كما وقع مثل هذا لطوائف من أهل البدع والكلم وبعض التفقهة والتزهدة مثل الويباري
الذي كان يكذب للمرجئة والكرامية وغيهم أحاديث توافق قولم ومثل بعض التفقهة الذين كذبوا أحاديث
توافق رأيهم لعتقادهم أنه صدق ومثل طائفة من أهل الزهد والعبادة كذبوا أحاديث ف الترغيب والترهيب
وقالوا نن كذبنا له ما كذبنا عليه ومثل الذين كذبوا أحاديث ف فضائل الشخاص والبقاع والزمنة وغي
ذلك لظنهم أن موجب ذلك حق أو لغرض آخر واخرون من الزنادقة واللحدة كذبوا أحاديث مالفة
لصريح العقل ليهجنوا با السلم ويعلوها قادحة فيه مثل حديث عرق اليل الذي فيه أنه خلق خيل فأجراها
فعرقت فخلقت نفسه من ذلك العرق فخلق نفسه من ذلك العرق فإن هذا الديث وأمثاله ل يكذبه من يعتقد
صدقه لظهور
كذبه وإنا كذبه من مقصوده إظهار الكذب بي الناس كما يقولون إنه وضعه بعض أهل الهواء
ليقول إن أهل الديث يروون مثل هذا ومع هذا فكل أهل الديث متفقون على لعنه من وضعه وما يشبه
ذلك حديث المل الورق وأنه ينل عشية عرفة على جل أورق فيصافح الشاة ويعانق الركبان وحديث
رؤيته لربه ف الطواف أو رؤيته ليلة العراج بعي رأسه وعليه تاج يلمع بل وكل حديث فيه رؤيته لربه ليلة
العراج عيانا فإنا كلها أحاديث مكذوبة موضوعة باتفاق أهل العرفة بالديث لكن الذين وضعوها يكن أنم
كانوا زنادقة فوضعوها ليهجنوا با من يرويها ويعتقدها من الهال ويكن أن الذين وضعوها كانوا من الهال
الذين يظنون مثل هذا حقا وأنم إذا وضعوه قووا الق كما وضع كثي من هؤلء أحاديث ف فضائل الصحابة
أب بكر وعمر وعثمان ل سيما ما وضعوه ف فضائل علي من الكاذيب فإنه ل يكاد يصى مع أن ف
فضائلهم الصحيحة ما يغن عن الباطل ومثل ما وضعوه ف مثالبهم ل سيما ما وضعته الرافضة ف مثالب اللفاء
وغيهم فإن فيه من الكاذيب ما ل يصيه إل ال والقصود أن العترض يقول يكن أن يكون الذين كذبوا ما
ف
التوراة من الصفات على موسى كانوا يعتقدونا فكذبوها أو كان مقصودهم إضلل اليهود وبث
الكذب فيهم لفساد دينهم قيل هذا القدر يكن أن يفعله الواحد والثنان والطائفة القليلة ولكن هؤلء إذا
حدثوا به عامة اليهود مع معرفتهم واختلفهم فل بد إذا كان معلوما فساده بصريح العقل أن يرده بعضهم أو
يستشكله ويقول إن مثل هذا يقدح ف موسى فحيث قبلوه كلهم علم أنم ل يكونوا يعتقدون أنه فاسد ف
صريح العقل ومن العلوم عند أهل الكتاب أن قدماءهم ل يكونوا ينكرون ما ف التوراة من الصفات وإنا
حدث فيهم بعد ذلك لا صار فيهم جهمية إما متفلسفة مثل موسى بن ميمون وأمثاله وإما معتزلة مثل أب
يعقوب البصي وأمثاله فإن اليهود لم بالعتزلة اتصال وبينهما اشتباه ولذا كانت اليهود تقرأ الصول المسة
الت للمعتزلة ويتكلمون ف أصول اليهود با يشابه كلم العتزلة كما أن كثيا من زهاد الصوفية يشبه النصارى
ويسلك ف زهده وعبادته من الشرك والرهبانية ما يشبه سلوك النصارى ولذا أمرنا ال تعال أن نقول ف
صلتنا اهدنا الصراط
الستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غي الغضوب عليهم ول الضالي سورة الفاتة 7 6والنصارى
يشبهون الخلوق بالالق ف صفات الكمال واليهود تشبه الالق بالخلوق ف صفات النقص ولذا أنكر القرآن
على كل من الطائفتي ما وقعت فيه من ذلك فلو كان ما ف التوراة من هذا الباب لكان إنكار ذلك للهدى
من أعظم السباب وكان فعل النب والصحابة والتابعي لذلك من أعظم الصواب ولكان النب ينكر ذلك من
جنس إنكار النفاة فنقول إثبات هذه الصفات يقتضي التجسيم والتجسيد والتشبيه والتكييف وال منه عن
ذلك فإن عامة النفاة إنا يردون هذه الصفات بأنا تستلزم التجسيم ومن السلمي وأهل الكتاب من يقول
بالتجسيد فلو كان هذا تسيما وتسيدا يب إنكاره لكان الرسول إل إنكار ذلك أسبق وهو به أحق وإن
كان الطريق إل نفي العيوب والنقائص وماثلة الالق للقه هو ما ف ذلك من التجسيد والتجسيم كان إنكار
ذلك بذا الطريق الستقيم كما فعله من أنكر ذلك بذا الطريق هو الصراط الستقيم من القائلي بوجب ذلك
من أهل الكلم فلما ل ينطق النب ول أصحابه والتابعون برف من ذلك بل كان ما نطق به
موافقا مصدقا لذلك وكان اليهود إذا ذكروا بي يديه أحاديث ف ذلك يقرأ من القرآن ما يصدقها
كما ف الصحيحي عن عبد ال بن مسعود أن يهوديا قال للنب إن ال يوم القيامة يسك السماوات على إصبع
والرضي على إصبع والبال على إصبع والشجر والثرى على إصبع وسائر اللئق على إصبع ث يهزهن ث
يقول أنا اللك أين ملوك الرض فضحك رسول ال تعجبا وتصديقا لقول الب ث قرأ قوله تعال وما قدروا
ال حق قدره والرض جيعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعال عما يشركون
سورة الزمر 67وأخب هو با يوافق ذلك غي مرة كما ف حديث ابن عمر الذي ف الصحيحي أن النب قرأ
على النب هذه الية ث قال يقول ال أنا البار أنا التكب أنا اللك أنا التعال يجد نفسه قال فجعل رسول ال
يرددها حت رجف به النب حت ظننا أنه سيخر به فهذا كله ذكرناه لا بينا أن ما يالف هذه النصوص من
القضايا الت يقال إنا عقلية ليست ما يتاج إليه ف العلم بصدق الرسول فعلم
بطلن قول القائل إن تقدي النقل على العقل يوجب القدح فيه بالقدح ف أصله حيث تبي أن ذلك
ليس قدحا ف أصله وهذا الكلم ف الصل هو من قول الهمية العتزلة وأمثالم وليس من قول الشعري
وأئمة أصحابه وإنا تلقاه عن العتزلة متأخرو الشعرية لا مالوا إل نوع التجهم بل الفلسفة وفارقوا قول
الشعري وأئمة أصحابه الذين ل يكونوا يقرون بخالفة النقل للعقل بل انتصبوا لقامة أدلة عقلية توافق السمع
ولذا أثبت الشعري الصفات البية بالسمع وأثبت بالعقل الصفات العقلية الت تعلم بالعقل والسمع فلم يثبت
بالعقل ما جعله معارضا للسمع بل ما جعله معاضدا له وأثبت بالسمع ما عجز عنه العقل وهؤلء خالفوه
وخالفوا أئمة أصحابه ف هذا وهذا فلم يستدلوا بالسمع ف إثبات الصفات وعارضوا مدلوله با ادعوه من
العقليات والذي كان أئمة السنة ينكرونه على ابن كلب والشعري بقايا من التجهم والعتزال مثل اعتقاد
صحة طريقة العراض وتركيب الجسام وإنكار اتصاف ال بالفعال القائمة الت يشاؤها ويتارها وأمثال
ذلك من السائل الت أشكلت على من كان أعلم من الشعري بالسنة والديث وأقوال السلف والئمة
كالارث الحاسب وأب علي الثقفي وأب بكر بن إسحاق الصبغي مع أنه قد قيل إن
الارث رجع عن ذلك وذكر عنه غي واحد ما يقتضي الرجوع عن ذلك وكذلك الصبغي والثقفي قد
روى أنما استتيبا فتابا وقد وافق الشعري على هذه الصول طوائف من أصحاب أحد ومالك والشافعي
وأب حنيفة وغيهم منهم من تبي له بعد ذلك الطأ فرجع عنه ومنهم من اشتبه عليه ذلك كما اشتبه غي
ذلك على كثي من السلمي وال يغفر لن اجتهد ف معرفة الصواب من جهة الكتاب والسنة بسب عقله
وإمكانه وإن أخطأ ف بعض ذلك والقصود أنه ل يكن ف النسوبي إل السنة ولو كان فيه نوع من البدعة
من يزعم أن صريح العقول يالف مدلول الكتاب والسنة بل كل من تكلم بذلك كان عند المة من أهل
البدع الضلة فضل عن أن يقال إن ما به يعلم صدق الرسول من العقول مناقض لدلول الكتاب والسنة إذ هذا
الكلم يفتح على صاحبه من الزندقة واللاد ما يرجه عن طرد قوله إل غاية الهل والضلل والكفر واللاد
وإن ل يطرد قوله ظهر منه التناقض والفساد ما ل يوافقه عليه ل أهل التوحيد والق واليان ول طائفة من
طوائف العباد وبذا كان يصف الشعري كل من يواليه ويبه من النسوبي إل السنة والماعة كما ف رسالة
أب بكر البيهقي الت كتبها إل بعض ولة المور لا كان وقع براسان من لعنة أهل البدع ما وقع وقصد بعض
الناس إدخال الشعرية فيهم وقد ذكر الرسالة أبو القاسم ابن عساكر ف تبيي كذب الفترى قال
البيهقي ف أثناء الرسالة فليعلم الشيخ العميد أن أبا السن من أولد أب موسى الشعري رضي ال عنه ث
ذكر من فضائل أب موسى والشعريي وذرية أب موسى أمورا معروفة إل أن قال إل أن بلغت النوبة إل
شيخنا أب السن الشعري فلم يدث ف دين ال حدثا ول يأت فيه ببدعة بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعي
ومن بعدهم من الئمة ف أصول الدينا فبصرنا بزيادة شرح وتبيي وأن ما قالوه وجاء به الشرع ف الصول
صحيح ف العقول خلف ما زعمه أهل الهواء من أن بعضه ل يستقيم ف الراء فكان ف بيانه
تقوية ما ل يزل عليه أهل السنة والماعة ونصرة أقاويل من مضى من الئمة كأب حنيفة وسفيان
الثوري من أهل الكوفة والوزاعي وغيه من أهل الشام ومالك والشافعي من أهل الرمي ومن نا نوها من
أهل الجاز وغيها من سائر البلد كأحد بن حنبل وغيه من أهل الديث والليث بن سعد وغيه وممد بن
إساعيل البخاري ومسلم بن الجاج النيسابوري إمامي أهل الثار وذلك دأب من تصدر من الئمة ف هذه
المة وصار رأسا ف العلم من أهل السنة ف قدي الدهر وحديثه إل أن قال وحي كثرت البتدعة ف هذه
المة وتركوا ظاهر الكتاب والسنة وأنكروا ما ورد أنه من صفات ال تعال نو الياة والقدرة والعلم والشيئة
والسمع والبصر والكلم وجحدوا ما دل عليه من العراج وعذاب القب واليزان وأن النة والنار ملوقاتان وأن
أهل اليان يرجون من النيان وما لنبينا من الوض والشفاعة وأن اللفاء الربعة
كانوا مقي فيما قاموا به من الولية وزعموا أن شيئا من ذلك ل يستقيم على العقل ول يصح ف
الرأي أخرج ال من نسل أب موسى الشعري إماما قام بنصرة دين ال وجاهد بلسانه وبنانه من صد عن سبيل
ال وزاد ف التبيي لهل اليقي أن ما جاء به الكتاب والسنة وما كان عليه سلف المة مستقيم على العقول
الصحيحة والراء ومضمون الرسالة إزالة ما وقع من الفتنة وإطابة قلوب أهل السنة قال أبو القاسم بن
عساكر وإنا كان انتشار ما ذكره أبو بكر البيهقي من الحنة واستعار ما أشار بإطفائه ف رسالته من الفتنة ما
تقدم به من سب حزب الشيخ أب السن الشعري ف دولة السلطان طغرلبك ووزارة أب نصر الكندري
وكان السلطان حنفيا سنيا وكان وزيره معتزليا رافضيا فلما أمر السلطان بلعن البتدعة على النابر ف المع
قرن الكندري للتسلي والتشفي اسم الشعرية
بأساء أرباب البدع وامتحن الئمة الفاضل وعزل أبا عثمان النيسابوري عن خطابة نيسابور وفوضها
إل بعض النفية فأم المهور وخرج الستاذ أبو القاسم وأبو العال عن البلد ث ذكر زوال تلك الحنة ف
دولة ابن ذلك السلطان ووزارة النظام وهذا الذي ذكره عنه البيهقي هو العروف ف كتبه وعند أئمة أصحابه
وذكر ابن عساكر عن جاعة ما يوافق كلم البيهقي فذكر أن أبا السن القابسي وهو من كبار أئمة الالكية
بالغرب سئل عنه فكان ف جوابه واعلموا أن أبا السن الشعري ل يأت من هذا المر يعن الكلم إل ما أراد
به إيضاح السنن والتثبيت عليها ودفع الشبه عنها وقال أبو بكر بن فورك انتقل الشيخ أبو السن الشعري
من مذاهب العتزلة إل نصرة مذاهب أهل السنة والماعة بالجج العقلية وصنف ف ذلك الكتب
وذكر ابن عساكر كلمه ف مصنفاته وقوله فإن قال قائل قد أنكرت قول العتزلة والقدرية والهمية والرورية
والرافضة والرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم الت با تدينون قيل له قولنا الذي به نقول وديانتنا
الت با ندين التمسك بكتاب ال وسنة نبيه وما روي عن الصحابة والتابعي وأئمة الديث ونن بذلك
معتصمون وبا كان عليه أحد بن حنبل نضر ال وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون ولن خالف
قوله مانبون لنه المام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان ال به الق عند ظهور الضلل وأوضح به
النهاج وقمع به بدع البتدعي وزيغ الزائغي وشك الشاكي فرحة ال عليه من إمام مقدم وكبي مفهم وعلى
جيع أئمة السلمي وجلة قولنا أنا نقر بال وملئكته وكتبه ورسله وما جاء من عند ال وما رواه الثقات عن
رسول ال ل نرد من ذلك شيئا وأن ال إله واحد فرد صمد ل يتخذ صاحبة ول ولدا وأن ممدا عبده ورسوله
وأن النة والنار حق وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من ف القبور وأن ال مستو على عرشه كما
قال الرحن على العرش استوى سورة طه 5وأن له وجها كما قال ويبقى وجه ربك ذو اللل والكرام
سورة طه 27وأن له يدين كما قال بل يداه مبسوطتان سورة الائدة 64وكما قال لا خلقت
بيدي سورة ص 75وأن له عيني بل كيف كما قال تري بأعيننا سورة القمر 15إل أن قال
ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ال وسنة نبيه وإجاع السلمي وما كان ف معناه ول نبتدع ف دين ال
بدعة ل يأذن ال با ول نقول على ال ما ل نعلم ونقول إن ال ييء يوم القيامة كما قال وجاء ربك واللك
صفا صفا سورة الفجر 22وأن ال يقرب من عباده كيف يشاء كما قال ونن أقرب إليه من حبل الوريد
سورة ق 16وكما قال ث دنا فتدل فكان قاب قوسي أو أدن سورة النجم 9 8فهذا الكلم وأمثاله ف
كتبه وكتب أئمة أصحابة يبينون أنم يعتصمون ف مسائل الصول الت تنازع فيها الناس بالكتاب والسنة
والجاع وأن دينهم التمسك بالكتاب والسنة وما روي عن الصحابة والتابعي وأئمة الديث ث خصوا المام
أحد بالتباع والوافقة لا أظهره من السنة بسبب ما وقع له من الحنة فأين هذا من قول من ل يعل الكتاب
والسنة والجاع طريقا إل معرفة صفات ال وأمثال ذلك من مسائل الصول فضل عمن يدعى تقدي عقله
ورأيه على مدلول الكتاب والسنة وما كان عليه سلف المة ويقول إذا تعارض القرآن وعقولنا قدمنا عقولنا
على القرآن
ولذا كان الشعري وأئمة أصحابه من الثبتي لعلو ال بذاته على العال كما كان ذلك مذهب ابن
كلب والارث الحاسب وأب العباس القلنسي وأب بكر الصبغي وأب علي الثقفي وأمثالم لكن للبقايا الت
بقيت على ابن كلب وأتباعه من بقايا التجهم والعتزال كطريقة حدوث العراض وتركيب الجسام احتاج
من سلك طريقهم إل طرد تلك القوال فاحتاج أن يلتزم قول الهمية والعتزلة ف نفي الصفات البية ويقدم
عقله على النصوص اللية ويالف سلفه وأئمته الشعرية وصار ما مدح به الشعري وأئمة أصحابه من السنة
والتابعة النبوية عنده من أقوال الجسمة الشوية كما أن العتزلة لا نصروا السلم ف مواطن كثية وردوا على
الكفار بجج عقلية ل يكن أصل دينهم تكذيب الرسول ورد أخباره ونصوصه لكن احتجوا بجج عقلية إما
ابتدعوها من تلقاء أنفسهم وإما تلقوها عمن احتج با من غي أهل السلم فاحتاجوا أن يطردوا أصول أقوالم
الت احتجوا با لتسلم عن النقص والفساد فوقعوا ف أنواع من رد معان الخبار اللية وتكذيب الحاديث
النبوية وأصل ما أوقعهم ف نفي الصفات والكلم والفعال والقول بلق القرآن وإنكار الرؤية والعلو ل على
خلقه هي طريقة حدوث العراض وتركيب الجسام وعنها لزمهم ما خالفوا به الكتاب والسنة والجاع ف
هذا القام مع مالفتهم للمعقولت الصرية الت ل تتمل
النقيض فناقضوا العقل والسمع من هذا الوجه وصاروا يعادون من قال بوجب العقل الصريح أو
بوجب النقل الصحيح وهم وإن كان لم من نصر بعض السلم أقوال صحيحة فهم فيما خالفوا به السنة
سلطوا عليهم وعلى السلمي أعداء السلم فل للسلم نصروا ول للفلسفة كسروا فإن قيل إنا ل يعارض
سلف الؤمني والكفار التقدمون لذه النصوص لنم كانوا قوما عربا فصحاء يفهمون ما أريد با ول يكونوا
يفهمون منها إثبات أن ذاته نفسه فوق العرش ول ما يشبه ذلك من المور الستلزمة للتجسيم فلما ل يفهموا
منها ما فهمه التأخرون من هذا الثبات ل يكن الفهوم منها عندهم معارضا لشيء من الدلة العقلية وأما
التأخرون فلما صاروا يستدلون با على الثبات الستلزم للتجسيم صار من يريد أن يرد عليهم يعارضهم
بالدلة العقلية النافية فهذا خلصة ما يكن أن يقوله من يعظم الرسول والسلف من النفاة فيقال هذا باطل
من وجوه متعددة أحدها أن يقال فعلى هذا التقدير ل يكون الفهوم الظاهر من هذه النصوص إثبات العلو
على العال والصفات ول يوز أن يقال ظواهر هذه النصوص غي مراد ول أنه قد تعارضت الدلئل النقلية
والعقلية فإنه إذا قدر أنا ل تدل على الثبات ل دللة قطعية ول ظاهرة بطل أن يكون ف ظاهرها ما يفهم منه
الثبات
ومن العلوم أن هذا خلف قول الطوائف كلها من الثبتة والنفاة حت من الفلسفة القائلي بقدم العال
وإنكار معاد البدان فإنم معترفون با اعترف به سائر اللق من أن الظاهر الفهوم منها هو إثبات الصفات
لكن هؤلء التفلسفة يقولون إن الرسول ل يرد بيان العلم والخبار بالمر على وجهه وإنا أراد التخييل وإن
تضمن ذلك التدليس وإظهار خلف ما يبطن والكذب للمصلحة وهذا قول اللحدة الباطنية وفساد هذا
معلوم من وجوه أكثر ما يعلم به فساد قول الهمية والعتزلة ولذا كان هؤلء عند السلمي ملحدة زنادقة
الوجه الثان أن يقال التفاسي الثابتة التواترة عن الصحابة والتابعي لم بإحسان تبي أنم إنا كانوا يفهمون
منها الثبات بل والنقول التواترة الستفيضة عن الصحابة والتابعي ف غي التفسي موافقة للثبات ول ينقل عن
أحد من الصحابة والتابعي حرف واحد يوافق قول النفاة ومن تدبر الكتب الصنفة ف آثار الصحابة والتابعي
بل الصنفة ف السنة من كتاب السنة والرد على الهمية للثرم ولعبد ال بن أحد وعثمان بن سعيد الدارمي
وممد بن إساعيل البخاري وأب داود السجستان وعبد ال بن ممد العفي والكم بن معبد الزاعي
وحشيش بن أصرم النسائي وحرب بن إساعيل الكرمان وأب بكر اللل وممد بن إسحاق بن خزية وأب
القاسم الطبان وأب الشيخ الصبهان وأب أحد العسال وأب
نعيم الصبهان وأب السن الدارقطن وأب حفص بن شاهي وممد بن إسحاق بن منده وأب عبد ال
بن بطة وأب عمر الطلمنكي وأب ذر الروي وأب ممد اللل والبيهقي وأب عثمان الصابون وأب نصر
السجزي وأب عمر بن عبد الب وأب القائم الللكائي وأب إساعيل النصاري وأب القاسم التيمي وأضعاف
هؤلء رأى ف ذلك من الثار الثابتة التواترة عن الصحابة والتابعي ما يعلم معه بالضطرار أن الصحابة
والتابعي كانوا يقولون با يوافق مقتضى هذه النصوص ومدلولا وأنم كانوا على قول أهل الثبات الثبتي
لعلو ال نفسه على خلقه الثبتي لرؤيته القائلي بأن القرآن كلمه ليس بخلوق بائن عنه وهذا يصي دليل من
وجهي أحدها من جهة إجاع السلف فإنم يتنع أن يمعوا ف الفروع على خطأ فكيف ف الصول الثان
من جهة أنم كانوا يقولون با يوافق مدلول النصوص ومفهومها ل يفهمون منها ما يناقض ذلك ولذا كان
الذين أدركوا التابعي من أعظم الناس قول بالثبات وإنكارا لقول النفاة كما قال يزيد بن هارون الواسطي من
قال إن ال على العرش استوى خلف ما يقر ف نفوس العامة فهو جهمي وقال الوزاعي كنا والتابعون
متوافرون نقر بأن ال فوق عرشه ونؤمن با وردت به السنة من صفاته الثالث أن من له عناية بآثار السلف
يعلم علما يقينيا أن قول النفاة إنا حدث فيهم ف أثناء الائة الثانية وأن أول من ظهر ذلك عنه العد
ابن درهم والهم بن صفوان وقد قتلهما السلمون وكلم السلف والئمة ف ذم الهمية أعظم وأكثر
من أن يذكر هنا حت كان غي واحد من الئمة يرجهم عن عداد المة وقال يوسف بن أسباط وعبد ال بن
البارك أصول الثنتي وسبعي فرقة أربع الوارج والشيعة والرجئة والقدرية فقيل لبن البارك فالهمية فأجاب
بأن أولئك ليسوا من أمة ممد ولصحاب أحد ف الهمية هل هم من الثنتي وسبعي فرقة أم هم خارجون
عنها كاللحدة الزنادقة قولن والهمية باتفاقهم هم نفاة الصفات الذين يقولون إن ال ليس فوق العال ول
يرى ول تقوم به صفة ول فعل وابن كلب ومتبعوه خالفوهم ف العلو والصفات ووافقوهم على نفي الفعال
القائمة به وغيها ما يتعلق بشيئته وقدرته فكيف يكن مع هذا أن يقال إن السلف كانوا من القائلي بنفي
العلو والصفات وإذا كانوا من الثتبة امتنع أن يقال إنم عرفوا أن القرآن إنا يدل على قول الثبات وخالفوه
الوجه الرابع أن يقال القرآن إما أن يقال إنه بنفسه دال على العلو وإثبات ما يفهم منه من الصفات وإما أن
يقال إنه ينفي ذلك وإما أن يقال إنه ل يدل على ذلك ل بنفي ول إثبات فإن قيل بالول ثبت القصود وعلم
أن مدلول القرآن ومفهومه هو
الثبات وتبي ما ذكر من أنه يتنع أن يكون العقل الصريح معارضا لذلك وإن قيل بالثان كان هذا
معلوم الفساد بالضطرار فإنه ليس ف القرآن آية واحدة ظاهرة ف نفي الصفات وغاية ما يريد من يستدل
بذلك أن يستدل بقوله ليس كمثله شيء سورة الشورى 11وقوله ول يكن له كفوا أحد سورة الخلص
4ونو ذلك وهذه اليات إنا تنفي ماثلة صفاته لصفات الخلوقات ل تنفي ثبوت الصفات ول ريب أن
القرآن تضمن إثبات الصفات ونفي ماثلة الخلوقات فأما أن يكون فيه ما ينفي الصفات فهذا من أعظم البهتان
الذي يظهر أنه كذب لكل عاقل ولذا لا كان النفاة يعتمدون على ما ينفي التمثيل كقوله تعال ليس كمثله
شيء وقوله ول يكن له كفوا أحد وهذا ل يدل على مقصودهم ف اللغة الت نزل با القرآن بل هو على
نقيض مقصودهم أدل فإن هذا يدل على ثبوت شيء موصوف بصفات الكمال ل ماثل له ف ذلك وهم ل
يثبتوا ذلك احتاجوا إل أن يفتروا على اللغة بعد أن افتروا على العقل فصاروا مفترين على الشرع والعقل
واللغة فيقول أحدهم لو كان موصوفا بالعلو لكان جسما ولو كان جسما لكان ماثل لسائر الجسام وال قد
نفى عنه الثل فهذا أعظم ما يعتمدون عليه من جهة السمع وقد بي ف غي هذا الوضع فساد هذا من وجوه
كثية منها أن يقال هنا ثلث مقدمات حصل فيها التلبيس أحدها كون كل
عال جسما والثان كون الجسام متماثلة والثالث كون هذا التماثل هو الراد بالثل ف لغة العرب الت
نزل با القرآن ومنشأ الغلط من الشتباه والشتراك والجال ف لفظ السم ولفظ الثل فيقال السم ف لغة
العرب هو البدن وهو عندكم ما يكن الشارة إليه فالواء والاء والنار ونو ذلك ليس هو جسما ف لغة
العرب وهو ف اصطلحكم جسم وإذا كان السم ف لغة العرب أخص منه ف عرفكم وقد علم بصريح
العقل أن الذهب ليس مثل الفضة ول البز مثل التراب ول الدم كالذهب فما يسمى ف لغة العرب جسدا
وجسما ونو ذلك هو ما يعلم أنه ليس متماثل بصريح العقل والس فكيف با هو أعم من ذلك مثل كونه
يشار إليه أو كونه يقبل البعاد الثلثة الطول والعرض والعمق مع أن هذه اللفاظ ليس مرادهم با ما هو
معناها ف اللغة العروفة فإن هؤلء عندهم البة الواحدة كالعدسة والسمسمة بل الذرة الت قال ال فيها إن
ال ل يظلم مثقال ذرة سورة النساء 40هي ف اصطلحهم طويلة عريضة عميقة ومن العلوم بالضطرار من
لغة العرب أنم يقولون عن نوع النسان هذا طويل وهذا قصي وكذلك أعضاء النسان كيده
ورجله وعنقه يقولون هذا طويل وهذا قصي ويقولون هذا عريض وهذا دقيق ورقيق لعنقه ويده وأما
العميق عندهم فيقال ف مثل البار ونوها ل يقولون لفم النسان إنه عميق ول لذنه وعينه ونو ذلك فكيف
بالعدسة والسمسمة والذرة فإذا قالوا عن الشيء إنه طويل عريض عميق ل يقصدوا بذلك العروف ف اللغة
وما يعقله الناس من معن الطول والعرض والعمق بل يقصدون هذا العن العام الذي وضعوا له لفظ الطول
والعرض والعمق ث يقولون مع هذا إن كل ما وصف بذه العان العامة فإنه يب أن يكون متماثل مستويا ف
الد والقيقة ل يتلف إل باختلف أعراضه فهذا القول من أبعد القوال عن العقول الذي يعرفه الناس
بسهم وعقلهم ث بتقدير أن يكون كذلك فل يتمارى عاقلن أن لفظ الثل ف لغة العرب وسائر المم ليس
الراد به هذا وأنه إذا قيل إن كذا مثل كذا أو ليس مثله وهذا ليس له مثل فإنه ليس الفهوم من الثل كون هذا
بيث يشار إليه وكون هذا بيث يشار إليه أو كون كل منهما له قدر أو له طول وعرض وعمق ل بالعن
اللغوي ول با هو أقرب إليه فضل عن اصطلحهم ونن نعلم بالضرورة من لغة العرب أنم ل يقولون البل
مثل النار ول الواء مثل الاء ول المل مثل البقر ول الشمس والقمر مثل الذهب والفضة مع اشتراكهما ف
كثي من الصفات الزائدة على
مطلق القدار بل قد نفى ف القرآن كون الشيء مثل غيه مع كون كل منهما جسما بل حيوانا بل
إنسانا كما ف قوله وإن تتولوا يستبدل قوما غيكم ث ل يكونوا أمثالكم سورة ممد 38وقال تعال
أفرأيتم ما تنون أأنتم تلقونه أم نن الالقون نن قدرنا بينكم الوت وما نن بسبوقي على أن نبدل أمثالكم
وننشئكم ف ما ل تعلمون سورة الواقعة 61 58وهذا ف لغة العرب لقول شاعرهم ليس كمثل الفت
زهي خلق يوازيه ف الفضائل
وقال الخر ما إن كمثلهم ف الناس واحد
فكيف يوز مع هذا أن يستدل بقوله ليس كمثله شيء أو قوله ول يكن له كفوا أحد على أنه ل
صفة له أو ل يرى ف الخرة أو ليس فوق العرش بناء على تلك القدمات وهو أنه لو كان كذلك لكان
جسما والجسام متماثلة وال قد نفى الثل ومن عجيب ما يتجون به أنم يقولون لو كان متصفا بذلك
لكان جسما ولو كان جسما لكان منقسما والنقسم ليس بواحد وال قد أخب أنه واحد مع أنه ل يوجد ف
لغة العرب بل ول غيهم
من المم استعمال الواحد الحد والوحيد إل فيما يسمونه هم جسما ومنقسما كقوله تعال ذرن
ومن خلقت وحيدا سورة الدثر 11وقوله تعال وإن كانت واحدة فلها النصف سورة النساء 11وقوله
واضرب لم مثل رجلي جعلنا لحدها جنتي من أعناب إل قوله قال له صاحبه وهو ياوره سورة
الكهف 37 32وقوله أيود أحدكم أن تكون له جنة من نيل وأعناب سورة البقرة 266وقوله تعال
ول يظلم ربك أحدا سورة الكهف 49وقوله ول يشرك ف حكمه أحدا سورة الكهف 26وقوله ول
يشرك بعبادة ربه أحدا سورة الكهف 110وقوله ول تستفت فيهم منهم أحدا سورة الكهف 23وقوله
قل إن لن يين من ال أحد سورة الن 22وقوله وأن الساجد ل فل تدعو مع ال احدا سورة الن
18وقوله وإن أحد من الشركي استجارك فأجره حت يسمع كلم ال سورة التوبة 6
وقوله ودخل معه السجن فتيان قال أحدها إن أران أعصر خرا سورة يوسف 36إل قوله أما
أحدكما فيسقي ربه خرا سورة يوسف 41وقوله قالت إحداها يا أبت استأجره سورة القصص 26إل
قوله إن أريد أن أنكحك إحدى ابنت هاتي سورة القصص 27وقوله ول يكن له كفوا أحد سورة
الخلص 4والعرب وغيهم من المم يقولون رجل ورجلن اثنان وثلثة رجال وفرس واحد وجل واحد
ودرهم واحد وثوب واحد ورأس واحد وذكر واحد وأمي واحد وملك واحد ومسكن واحد وسيد واحد
وأمثال ذلك ما ل يصيه إل ال تعال فلفظ الواحد وما يتصرف منه ف لغة العرب وغيهم من المم ل يطلق
إل على ما يسمونه هم جسما منقسما لن ما ل يسمونه هم جسما منقسما ليس هو شيئا يعقله الناس ول
يعلمون وجوده حت يعبوا عنه بل عقول الناس وفطرهم مبولة على إنكاره ونفيه فلو قدر وجود هذا ف
الارج أو إمكان وجوده لحتيج بعد ذلك إل أن يثبت لفظ الواحد ف لغة العرب يعبون با عنه إذ ليس كل
ما وجد أو أمكن وجوده يب أن يتصوره أهل اللغة ويكون داخل فيما عبوا عنه من لغتهم
وإذا قدر أن أهل اللغة عبوا بلفظ الواحد والحد ف لغتهم عن هذا ل يز أن يقال إن لفظ الواحد ف
لغتهم ل يقع إل عليه لا ذكرناه من أن لفظ الواحد وما اشتق منه إنا عرف واشتهر استعماله ف اللغة فيما
يعلونه هم جسما منقسما وذلك ليس بواحد عندهم فمسمى الواحد عندهم منتف ف اللغة وإن قدر وجوده
لكان نادرا ف اللغة والغالب الشهور ف اللغة أن اسم الواحد يتناول ما ليس هو الواحد ف اصطلحهم وإذا
كان كذلك ل يز أن يتج بقوله تعال وإلكم إله اواحد سورة البقرة 163وقوله قل هو ال أحد ونو
ذلك ما أنزله ال بلغة العرب وأخبنا فيه أنه أحد وأنه إله واحد على أن الراد ما سوه هم ف اصطلحهم
واحدا ما ليس معروفا ف لغة العرب بل إذا قال القائل دللة القرآن على نقيض مطلوبم أظهر كان قد قال
الق فإن القرآن نزل بلغة العرب وهم ل يعرفون الواحد ف العيان إل ما كان قديا بنفسه متصفا بالصفات
مباينا لغيه مشارا إليه وما ل يكن مشارا إليه أصل ول مباينا لغيه ول مداخل له فالعرب ل تسميه واحدا
ول أحدا بل ول تعرفه فيكون السم الواحد والحد دل على نقيض مطلوبم منه ل على مطلوبم
يؤيد هذا أنم يقولون اللفظ الشهور ف اللغة الذي يتداوله الاص والعام ل يوز أن يكون موضوعا
بإزاء العن الدقيق الذي ل يفهمه إل خواص الناس وهذا ما استدل به نفاة الحوال على مثبتيها وقالوا
العروف ف اللغة أن الركة هي كون السم متحركا وأما ما يدعونه من أن الركة أمر يوجب كون السم
متحركا فهذا العن ل يفهمه إل الاصة فضل عن أن يعلموا أن لفظ الركة موضوع له ولفظ الركة لفظ
مشهور يتداوله الاصة والعامة فل يوز أن يكون مفهومه ما ل يتصوره التخاطبون به وهذا بعينه يقال لؤلء
النفاة الذين يسمون نفيهم توحيدا فيقال هذا الواحد الذي تثبتونه وهو أنه ل يشار إليه ول يتميز منه شيء عن
شيء ونو ذلك أمر ل يتصوره إل بعض الناس بل قليل منهم والذين تصوروه تنازعوا ف إمكان وجوده ف
الارج فمنهم من قال وجود هذا ف الارج متنع وإذا كان كذلك ولفظ الواحد مشهور ف اللغات كلها
أشهر من لفظ الركة فل يوز أن يكون مسمى هذا السم ف اللغة العروفة معن ل يتصوره إل قليل من
الناس وهم متنازعون ف إمكان ثبوته ف الارج وإذا ل يكن هذا العن هو الراد بلفظ الواحد والحد ل يز
الستدلل بالسمع الوارد بلغة العرب على هذا
ولو قيل إنه يوز استعمال لفظ الواحد ف لغتهم ف هذا العن إما بطريق الجاز والشتراك أو التواطؤ
قيل هب أنه يوز لن بعدهم أن يستعمل ذلك لكن نن نعلم أنم ل يستعملوه ف ذلك لنم ل يكونوا يثبتون
هذا العن وبتقدير أن يكون مستعمل ف هذا وهذا فإنه يكون دال على ما به الشتراك فل يدل على ما يتاز
به أحدها عن الخر فل يدل على مل الناع ولو قدر أنه حقيقة ف أحدها ماز ف الخر لكان حقيقة ف
العن الذي يسبق إل أفهام الناس عند الطلق وهو العروف ولو قدر أنه مشترك اشتراكا لفظيا ل يز تعيي
مل الناع إل بقرينة تدل على تعيينه والقرائن اللفظية إنا تدل على نقيض قولم ل على عي قولم فإنه ليس ف
الكتاب إثبات واحد بالعن الذي ادعوه فضل عن أن يكون ال موصوفا به وهذا الواحد الذي يثبته هؤلء من
جنس الحوال الت يثبتها أولئك ومن جنس الشيء العدوم الذي يثبته من يقول العدوم شيء ومن جنس
الكليات والجردات كالعقول والادة والصورة العقلية الت يثبتها الفلسفة فهؤلء يثبتون ف الارج ما ل وجود
له ف الارج لكن مثبتة الحوال أعقل وهذا كان فيهم من هو أهل الثبات فإنم عرفوا أنا ليست موجودة ف
الارج لكن تناقضوا حيث قالوا ل موجودة ول معدومة فصاروا مشابي للقرامطة الباطنية التفلسفة الذين
يقولون ل موجود ول معدوم ول حي ول ميت ومن قال العدوم شيء وهو ثابت وليس بوجود يشبه
التفلسفة الذين جعلوا
الكليات الجردات أمورا موجودة ف الارج لكن تناقضوا حيث فرقوا بي الوجود والثبوت والقصود
أن كل هؤلء يمعهم إثبات أمور يدعون أنا موجودة ف الارج وهي ليتصورها إل طائفة قليلة من الناس
فضل عن أن تكون اللفاظ العروفة الشهورة ف اللغة دالة عليها ول ريب أنم أخطأوا ف العان العقولة ث ف
مدلول اللفاظ السموعة فتبي لك أن قولم يتضمن من الفرية على اللغة والعقل من جنس ما تضمن من
الفرية على الشرع وأنم ل يكنهم أن يقولوا إن الشرع دل على قولم بوجه من الوجوه ل بطريق القيقة ول
بطريق الجاز فإذا أريد بيان انتفاء دللة النص على ما ادعوه من مسمى الواحد كان هنا طرق أحدها أن هذا
اللفظ ل يستعمل إل فيما نفوه دون ما أثبتوه الثان أن نبي انتفاء ما أثبتوه ف الارج وحينئذ فل يكون كلم
ال دال على وجود ما ليس بوجود الثالث أن ما يذكرونه ل يتصوره عامة الناس ل العرب ول غيهم فل
يكون اللفظ موضوعا له ودال عليه وإن كان له وجود ول يقال هو بتقدير وجوده يشمله لفظ الواحد لا تقدم
من أن اللفظ الشهور بي الاص والعام ل يكون مسماه ما ل يتصوره إل الاصة الرابع أنه بتقدير شوله لا
أثبتوه وما نفوه فل ريب أن شوله لا
نفوه أظهر إذ ل يعرف استعماله ف ذلك فل يكنهم دعوى اختصاص معن الواحد با ادعوه الامس
أنه بتقدير عمومه وكونه متواطئا إنا يدل على القدر الشترك ل على خصوص ما أثبتوه السادس أنه بتقدير
كون أحدهم مازا فالقيقة هي ما نفوه دون ما أثبتوه لنه العن الذي يسبق إل أفهام الخاطبي السابع أنه
بتقدير الشتراك اللفظي ل يوز إرادة ما ادعوه إل بقرينة ويكفينا ف هذا القام أل نستدل به على أحدها
الثامن أن من يستدل به على ما نفوه لن القرائن اللفظية الذكورة ف القرآن تدل عليه لنه أثبت لذا الواحد
صفات متعددة وأفعال متعددة وتلك تستلزم ما نفوه ل ما أثبتوه التاسع أن يقال اسم الحد ل يستعمل ف
حق غي ال إل مع الضافة أو ف غي الوجب كقوله قال أحدها إن أران أعصر خرا سورة يوسف 36
وقال ول يظلم ربك أحدا سورة الكهف 489وقال وإن أحد من الشركي استجارك سورة التوبة 6
فهو أبلغ ف أثبات الوحدانية من اسم الواحد ومع هذا فلم يستعمل إل فيما نفوه ف مثل قوله ول يكن له
كفوا أحد وأمثاله ل يعرف استعمال الحد فيما ادعوه ل ف النفي والثبات فكيف اسم الواحد
العاشر أن القرآن أثبت الوحدانية ف اللية بقوله وإلكم إله واحد سورة البقرة 62وقوله وقال ال
ل تتخذوا إلي اثني إنا هو إله واحد فإياي فارهبون سورة النحل 51وقوله حكاية عن الشركي أجعل
اللة إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب سورة ص 5وأمثال ذلك وأما كون القدي واحدا أو الواجب واحدا
فهذا إنا يعرف عن الهمية من التكلمي والفلسفة فإنم قالوا القدي واحد وهو لفظ ممل يراد به أن الله
القدي واحد وهذا حق ويراد به أن مسمى القدي واحد ث قالوا لو أثبتنا له الصفات لكان القدي أكثر من
واحد وقالت جهمية الفلسفة الواجب واحد وهو ممل يراد به الله الواجب بذاته وهذا حق ويراد به
مسمى الواجب ث قالوا لو أثبتنا له الصفات لتعدد الواجب ومعلوم أن التوحيد الذي ف القرآن هو الول ل
هذا وكذلك التوحيد الذي جاءت به السنة واتفق عليه الئمة فتبي أن لفظ التوحيد والواحد والحد ف
وضعهم واصطلحهم غي التوحيد والواحد والحد ف القرآن والسنة والجاع وف اللغة الت جاء با القرآن
وحينئذ فل يكنهم الستدلل با جاء ف كلم ال ورسله وف
لفظ التوحيد على ما يدعونه هم لن دللة الطاب إنا تكون بلغة التكلم وعادته العروفة ف خطابه ل
بلغة وعادة واصطلح أحدثه قوم آخرون بعد انقراض عصره وعصر الذين خاطبهم بلغته وعادته كما قال
تعال وما أرسلنا من رسول إل بلسان قومه ليبي لم سورة ابراهيم 4بل لفظ التوحيد والحد والواحد
الوجود ف كلم ال ورسوله يدل على نقيض قولم وأنه موصوف بالصفات الثبوتية كما تقدم التنبيه عليه من
أنه ل يعرف مسمى الواحد ف لغة العرب إل ما كان كذلك ومن أن ال وصف هذا الواحد بالصفات الثبوتية
وساه بالساء التضمنة للمعان الثبوتية ف غي موضع فلو قدر أن لفظ الواحد فيه اشتراك وإجال لكان ما بينه
القرآن من اتصافه بالصفات الثبوتية رافعا للجال والشتراك موافقا لقول أهل الثبات دون النفاة وهذه الدلة
كلما تدبرها العاقل تبي له قطعا أن هؤلء النفاة مناقضون للرسول هم ف جانب والرسل ف جانب كمناقضة
القرامطة الباطنية وأمثالم وأن استدلل هؤلء بنصوص النبياء على نفيهم من جنس استدلل القرامطة على
شريعتهم اللادية بنصوص النبياء وما يبي ذلك أن كلم ال ورسوله صدق بل أصدق الكلم كلم ال
والكلم الصدق يتضمن الخبار عن المور على ما هي عليه ل على خلف ما هي عليه بلف الكلم الذي
هو كذب سواء كان
صاحبه يعلم أنه كذب أو كان مطئا يظن أنه صدق مطابق للحقائق وليس كذلك كما هو كلم
هؤلء النفاة للصفات فإن الواحد الذي يثبتونه ل حقيقة له ف الارج فيمتنع أن يكون كلم ال مبا عن
وجوده ف الارج وذلك أنم يعلون القائق التنوعة كل واحدة هي الخرى بل امتياز أصل فيجعلون الذات
القائمة بنفسها هي الصفة القائمة با كما يعلون العال عي العلم والقادر عي القدرة ومنهم من يعل العلم
عي العلوم ويعلون كل صفة هي الخرى كما يعلون العلم هو القدرة والقدرة هي الرادة أو يعلون النوع
الكلي العام القسوم إل أعيان هو واحدا بالعي بيث تكون هذه العي هي تلك العي كما يقولون الوجود
واحد والوجود الواجب هو الوجود الطلق بشرط الطلق الذي ل يتص بوجه من الوجوه أو بشرط عدم
كل أمر وجودي عنه فل يتص بكونه واجبا أو عالا أو قادرا أو حيا أو نو ذلك من المور الت توجب
اختصاصه بوجود دون موجود وإذا حققوا المر ل يفرقوا بي الوجود الواجب الالق القدي الفاطر الغن عن
كل ما سواه والوجود المكن الحدث الخلوق الفطور الفقي الذي ل يستغن عنه بوجه من الوجه عن خالقه
بل ل يزال فقيا إليه ويعلون الكلم النقسم إل المر والنهي والب هو نفس المر والنهي والب وإن عي
الكلم الذي هو أمر عي الكلم الذي هو
خب وعي الكلم الذي هو أمر بالصلة هو عي الكلم الذي هو أمر بالصيام وعي الكلم الذي هو
خب عن ال هو عي الكلم الذي هو خب عن أب لب فيجمعون ف ذلك بي كون الواحد العام الكلي
الشترك الذي ل يكون إل ف الذهن هو الحاد العينة الوجودة ف الارج ول يفرقون بي الواحد بالنوع
والواحد بالعي كما ل يفرق بي هذا وهذا أهل وحدة الوجود الذين قالوا الوجود واحد وجعلوا وجود
الالق عي وجود الخلوقات والذين قالوا القائق التنوعة كالمر والب حقيقة واحدة فالواحد الذي يثبته
النفاة أو من أخذ ببعض أقوالم ل بد أن يتضمن بعضهم هذا مثل جعل الذات هي الصفات أو جعل كل صفة
هي الخرى أو جعل الكلي القسوم إل أنواع هو نفس العيان الختلفة الوجودة ف الارج وجعل ما يتنع
وجوده ف الارج ول يكون إل ف الذهن أمرا موجودا ف الارج يب وجوده ف الارج وجعل ما يب
وجوده ف الارج ما يتنع وجوده ف الارج فل يكون إل ف الذهن ومنتهاهم ف توحيدهم ف إثبات
واحدين أحدها الوهر الفرد الذي يثبته من يثبته من العتزلة ومن وافقهم من أهل الكلم مع أن
جهور العقلء ينكرونه مع دعوى النظام أن ف كل جسم من ذلك ما ل يتناهى والثان الواهر
العقلية الت يثبتها من يثبتها من التفلسفة مع أن جهور العقلء يعلمون بالضرورة أنا إنا هي ف الذهان ل ف
العيان مثل الكليات الطلقة الت توصف با العيان وهم يقولون إن القائق الوجودة ف الارج الت يسمونا
النواع كالنسان والفرس وغيها من أنواع اليوان مركبة من هذه ومثل الادة الكلية والصورة الوهرية
اللتي يدعون أنما جوهران عقليان يتركب منهما كل جسم ومثل العقول العشرة الت يدعون أنا مردات فإن
هؤلء يصورون ما يعقله النسان من العقولت الجردات الفارقات للعيان الحسوسة فتوهوا أن تلك
العقولت الجردات هي موجودة ف الارج مفارقات للعيان الحسوسة وإنا هي أمور متصورة ف الذهان
ل أنا موجودة مع كونا كلية أو مع كونا مردة ف العيان ث يدعون تركب النواع منها كما يدعي أولئك
تركب العيان من الجزاء الت يسمونا الواهر النفردة وقد بسط الكلم على هذه المور ف موضع آخر
وبي أن هذا الواحد الذي يثبتونه ف العلم اللي والطبيعي والنطقي ل حقيقة له إل ف الذهن ومن تصور هذا
حق التصور تبي له من غلط هؤلء
وضللم ما يطول وصفه وتبي له أن ضلل هؤلء ف العقليات من جنس ضللم ف السمعيات وأنم
كما أخب تعال عن أصحاب النار وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف أصحاب السعي سورة اللك 10
وكان من أصول هذا اللاد والتعطيل الذي سوه توحيدا هو فرارهم من تعدد صفات الواحد الق وتعدد
أسائه وكلمه مع أن ذلك ل مذور فيه بل هو الق الذي ل يكن جحده ومن فهم هذا انل له ما يقوله من
يقوله من التفلسفة إن الواحد ل يصدر عنه إل واحد وما يقوله من تركيب النواع من الجناس والفصول
وأن ذلك الفرد الذي تتركب منه هذه القائق هو أيضا أمر يقدر ف الذهن ل حقيقة له ف الارج وما يقولونه
من أن الواحد ل يكون فاعل وقابل وأمثال ذلك ما يعبون عنه بلفظ الواحد وهو واحد يقدر ف الذهان ل
حقيقة له ف الارج وإن قيل إن القرآن ل يدل على العلو والصفات ل بنفي ول إثبات كان هذا أيضا باطل
ومعلوم البطلن من وجوه أحدها أن العلم بدللة النصوص على العلو والصفات أمر ضروري فالقدح فيه من
جنس القدح فيما دل عليه القرآن من خلق السماوات والرض ومن نعيم النة والنار ول ريب أن دللة
القرآن والديث على ذلك أعظم من دللته على اليزان والشفاعة والوض
وفتنة القب ومساءلة منكر ونكي وأعظم من دللته على أن ممدا خات النبيي وأنه أفضل اللق وأن
النبياء أفضل من غيهم وأن السابقي الولي من أهل النة وأعظم من دللته على تنيه ال عن البخل
والكذب والظلم ونو ذلك من النقائص وبالملة فما من صنف من الصناف العلومة بالضرورة من الدين إل
وتطريق التأويل إل نصوصه من جنس تطريقه إل نصوص العلو والصفات أو أبلغ من ذلك أو قريب من ذلك
الوجه الثان أن يقال جيع الطوائف متفقة على أن ظواهر النصوص مثبتة للعلو والصفات ولذا كان الخالفون
لذلك يقولون إما بالتأويل التضمن لصرف ذلك عن ظاهره وإما بالتفويض مع قولم ظاهر ذلك غي مراد فلو
ل يكن ظاهرها دال على الثبات لا احتاجوا إل هذا ولدفعوا أصل ظهور هذه الدللة كما يدفع ظهور الدللة
ف غي ذلك ما تقدم التمثيل به وغي ذلك الثالث أن يقال نن نعلم بالضرورة أن ظهور دللة هذه النصوص
على العلو والصفات أعظم من ظهور ما كان الؤمنون والكافرون يوردونه على السؤالت عما يظنونه مشكل
من القرآن كما تقدم تثيل وإذا كان كذلك ول يسألوا عن ذلك علم قطعا أنه ل يكن منافيا لا يعلمونه
بعقولم
الوجه الرابع أن يقال فعلى هذا التقدير يتنع تعارض العقل والسمع إذا ل يكن للسمع ظاهر يالف
العقل وهذا هو كان القصود بالكلم وإنا ذكرنا مسألة العلو على طريق التمثيل لنم يذكرون ذلك فيها
فيقال ليس ف ظاهر القرآن ما يالف الدلة العقلية وهو الطلوب الوجه الامس أن المم والدواعي متوفرة
على طلب العلم بذه السائل وهي من أجل علوم الدين ومعرفتها إما واجبة أو مؤكدة الستحباب وما كان
كذلك يتنع ف الشرع والعادة أن الرسول ل يبي أمرها بنفي ول إثبات الوجه السادس أن العلم بذه السائل
إما أن يكون من الدين وإما أن ل يكون فإن قيل ليس ذلك من الدين بيث ل يكون العلم با أفضل من الهل
با وهذا خلف العلوم بالضطرار من دين السلمي وكل دين فإن العلم بال وما يستحقه من الساء
والصفات ل ريب أنه ما يفضل ال به بعض الناس على بعض أعظم ما يفضلهم بغي ذلك من أنواع العلم ول
ريب أن ذلك يتضمن من المد ل والثناء عليه وتعظيمه وتقديسه وتسبيحه وتكبيه ما يعلم به أن ذلك ما
يبه ال ورسوله وسواء قيل إن ذلك واجب أو مستحب فالقصود أنه من الحمود السن الفضل عند ال
ورسوله فيكون ذلك من الدين وقد قال تعال اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم
السلم دينا سورة الائدة 3
وقال تعال يهدي به ال من اتبع رضوانه سبل السلم سورة الائدة 16وقال تعال إن هذا القرآن
يهدي للت هي أقوم سورة السراء 9وقال كنتم خي أمة أخرجت للناس سورة آل عمران 110وأمثال
ذلك من النصوص الت يدل كل منها على أن بيان هذا ومعرفته ما جاء به الرسول ونزل به هذا الكتاب
وعلمته هذه المة وتضمنه هذا الدين فل يكن أن يقال إن الرسول والؤمني أعرضوا عنه فلم يكن لم به علم
ول لم فيه كلم ل بنفي ول إثبات والواب السادس عن أصل الجة أن يقال ل نسلم أن العقل يناف
موجب هذه النصوص بل هذه العقولت النافية لذلك فاسدة كما تقدم التنبيه على فسادها فضل عن أن
يكون العقول الناف لا هو الصل ف العلم بالسمع فإن غاية هذه العقولت أن يقال لو كان فوق العال لكان
جسما وذلك منتف وقد علم جواب أهل الثبات عن هذه الجة فإن منهم من منع القدمة الول مثل كثي
من أهل الكلم والفلسفة وغيها من أصحاب ابن كلب والشعري وأهل الفقه والديث والتصوف من
أصحاب مالك والشافعي وأحد وأب حنيفة وغيهم والفلسفة كما ذكره ابن رشد ونوه ومنهم من منع
الثانية كالشامية والكرامية وغيها ومنهم من فصل عن معن السم
فإن قيل إن معناه ما ليس بلزم للعلو مثل كونه ماثل للمخلوقات منع الول فإن قيل إن معناه لزم
للعلو مثل كونه مشارا إليه منع الثانية فهو يقول إنه فوق العال قطعا كما علم ذلك بالعقل والسمع فإذا قيل
لو كان فوقه لكان جسما فالراد بعن السم إما أن يكون لزما للعلو وإما أن ل يكون لزما فإن كان لزما
ل مالة منعت القدمة الثانية وهي انتفاء اللزم وإن ل يكن لزما منعت القدمة الول وهي التلزم وكل ما
يقال ف هذا القام من اللفاظ الجملة مثل لفظ التحيز والركب ونو ذلك يستفصل عن معناه كما يستفصل
عن معن لفظ السم فإذا تلخص مل الناع ف معن معقول مثل كون الراد بذلك ما تقوم به الصفات أو ما
يتميز منه شيء عن شيء ونو ذلك من العان ل يسلم انتفاء ذلك بل نقول هذا ل بد من ثبوته بالعقل
الصريح كما دل عليه النقل الصحيح الواب السابع أن يقال بل العقل الصريح موافق للسمع ل منازع له
والعقل قد دل على أن ال تعال فوق العال وهذه طريقة حذاق أهل النظر من أهل الثبات كما هو طريق
السلف والئمة يعلون العلو من الصفات العلومة بالعقل وهذه طريقة أب ممد بن كلب وأتباعه كأب العباس
القلنسي والارث الحاسب وأشباههما
من أئمة الشعرية وهي طريقة ممد بن كرام وأتباعه وطريقة أكثر أهل الديث والفقه والتصوف
وإليها رجع القاضي أبو يعلى وأمثاله ولكن طائفة من الصفاتية من أصحاب الشعري ومن وافقهم من
أصحاب أحد وغيهم يظنون أن العلو من الصفات البية كالوجه واليدين ونو ذلك وأنم إذا أثبتوا ذلك
أثبتوه لجيء السمع به فقط ولذا كان من هؤلء من ينفي ذلك ويتأول نصوصه أو يعرض عنها كما يفعل
مثل ذلك ف نصوص الوجه واليد ومن سلك هذه الطريقة فإنه يبطل الدلة الت يقال إنا نافية لذه الصفة كما
يبطل به ما به ينفون صفة الستواء والوجه واليد ويبي أنه ل مذور ف إثباتا كما يقول مثل ذلك ف الستواء
والوجه واليد ونو ذلك من الصفات البية وهؤلء كلمهم أمت من كلم نفاة الصفات البية نقل وعقل
وإذا قيل إن ف كلمهم تناقضا أو أنم يقولون ما ل يعقل ففي كلم النفاة من التناقض وما ل يعقل أكثر ما ف
كلمهم فهم بالنسبة إل النفاة أكمل علما بالعقول والنقول وأما بالنسبة إل السلف والئمة أهل الثبات
فيظهر من تناقضهم وقولم ما ل يعقل ما يظهر به رجحان طريقة السلف والئمة عليهم وتنسد به معارضة
النفاة لم ويتبي به الق الذي ل يعدل عنه من فهمه ول حول ول قوة إل بال ث الثبتون للعلو بالعقل لم
طرق منها أنم يقولون العلم بذلك ضروري مستقر ف فطر بن آدم
ومنها أنم يقولون قصدهم لربم عند الاجات الت ليقضيها إل هو هو أيضا ضروري وقصدهم له
بتوجه قلوبم إل العلو أيضا ضروري فهم مفطورون على القرار به وأنه ف العلو وعلى أنم متاجون إليه
يسألونه عند الضرورات وعلى أنم يقصدونه ف العلو ل ف السفل وأن قلوبم بفطرتا تتوجه إل العلو اللهم
إل من أفسد فطرته وقصد أن يصدها عن مقتضاها مع أن هذا عند القيقة بغلب مع فطرته ويضل عنه ما كان
يفتريه ومنها أنم يقولون إن ذلك أمر متفق عليه بي العقلء السليمي الفطرة وكل منهم يب بذلك عن فطرته
من غي مواطأة من بعضهم لبعض ويتنع ف مثل هؤلء أن يتفقوا على تعمد الكذب عادة ويتنع أيضا غلطهم
ف المور الفطرية الضرورية فإن ذلك يسد باب العلم والعرفة وأن يثق النسان بشيء من علومه ومت قدح ف
مثل هذا كان القدح ف مقدمات ما يدعى أنه معارض لذلك أسهل بكثي فإن العارضي لبد فيما يعارضون به
من العقليات من قضايا تلقاها بعضهم عن بعض فيجوز عليهم فيها من التفاق على الغلط وعلى تعمد الكذب
ما ل يوز على التفقي على قضايا ل يتلقها بعضهم عن بعض مع كثرة هؤلء وتنوع أصنافهم ومنها أنم
يثبتون العلو بطرق نظرية كقولم كل موجودين فإما أن أن يكون أحدها مباينا للخر وإما أن يكون مداخل
له ونو ذلك من الطرق العلومة لم فمعهم من العلم الضروري والقصد الضروري واتفاق العقلء الذين ل
يتواطأوا على قضاياهم والعقليات
النظرية ما ليس للنفاة ما يشابه وليس مع النفاة إل أقيسة نظرية قد بي فسادها ومن ل يعلم فسادها
على التفصيل كفاه أن يعلم فسادها ممل فإنا مالفة للمعارف الضرورية ولا أجعت عليه فطر البية مع
مالفتها لا جاء ف الكتب اللية كالتوراة والنيل وغيها من الكتب فالعلم الوروث عن النبياء من بن
إسرائيل وغيهم مع علم عامة السلمي بخالفتها للقرآن ولسنة النب ولا أجع عليه سلف المة وخيار قرونا
ولا أجع عليه عامة الؤمني وأعيان المة من كل صنف والواب الثامن أن يقال لن أجاب بذا عن النصوص
إذا احتججت على من ينفي ما تثبته بالنصوص كإثبات القدر إن كنت من الثبتي له أو إثبات النة والنار وما
فيهما من الكل والشرب واللباس ونو ذلك إن كنت من الثبتي له وإثبات وجوب الصلة والزكاة والصيام
والج وتري الربا والمر وغي ذلك من الشرائع إن كنت من الثبتي له إذا قال لك منازعك هذه الظواهر الت
احتججت با قد عارضها دلئل عقلية وجب تقديها عليها فما كان جوابك لؤلء كان جواب أهل الثبات
لك فإن قلت ما أثبته معلوم بالضطرار من الدين قال لك أهل الثبات للعلو وهذا معلوم لنا بالضطرار من
الدين فإن قلت أنا ل أسلم هذا لكم قالوا لك ومن نازعك من القرامطة أو الفلسفة أو العتزلة ل يسلم لك
ما ادعيته من الضرورة
فإن قلت ل يقدح ف علمي الضروري منازعة غيي قالوا لك ل يقدح ف علمنا الضروري منازعتك
لنا فإن قلت أنا إذا نازعن منازع ف الضروريات الت عندي سكت عنه ول أنازعه قيل لك وهذا ما يكن
الثبت أن يقوله لك كما تقوله لنازعك أيضا لكن أنت ل توف بذا بل تتناقض وتاصم أهل الثبات وتنكر
عليهم بل قد تعاديهم أو تكفرهم فإن كان ما فعلته سائغا لك ساغ لولئك النفاة أن ياصموك ويعادوك
ويكفروك كما فعلت هذا بأهل الثبات وإن كنت تنكر على من يعاديك ويكفرك من النفاة لا أثبته فأنكر
على نفسك معاداتك وتكفيك لهل الثبات لا نفيته وإن قلت أنا ل أثق بصدقهم أنم يعلمون ذلك اضطرارا
أو ل أثق ببتم بالعلم الضروري قيل لك ومنازعك الناف ل يثق بصدقك وعلمك أيضا فإن قلت هو يعلم
من دين وعقلي ما يوجب معرفته بصدقي وعلمي قيل لك وأنت تعرف من دين أهل الثبات وعقلهم ما
يوجب معرفتك بصدقهم وعلمهم وإن قلت أنا أبي فساد العقليات الت يعارض با النفاة لا أثبته قيل لك
والثبتون لا تنفيه يثبتون فساد العقليات الت تعارضهم أنت با
وإن قلت أنا وأولئك النفاة متفقون على النفي لا أثبته هؤلء قيل لك والطائفة الفلنية والفلنية
متفقتان على النفي لا أثبته واعلم أنه ليس من أهل الرض إل من يكن ماطبته بذه الطريق حت غلة النفاة
من الهمية والقرامطة والفلسفة فإنم ل بد أن يثبتوا شيئا من السمعيات بوجه من الوجوه إذ ل يكن أحدا
من الطوائف أن ينفي جيع ما أثبته السمع من القضايا البية والطلبية وإذا قال أنا أثبت ما جاء به السمع
لكون علمته بالعقل ل لجيء السمع به أمكن أن ياب بثل ذلك ف إثبات العلو والصفات أيضا وأمكن أن
ياب بواب آخر وهو أن كل من أقر بالنبوات بوجه من الوجوه فل بد له أن يثبت بأقوال النبياء ما تكون
الجة فيه مرد قولم ولو أنه من المور العلمية السياسية فإن هؤلء كلهم ل بد له من العمل بالشرائع إما ف
الظاهر وإما للجمهور وإما ف أوائل سلوكهم وإن كان من ل يثبت النبوات بوجه فل بد له من العمل بقول
غي النبياء كاللوك والفلسفة ونوهم بل ل بد للنسان أن يفهم كلم بن جنسه إذ النسان مدن بالطبع ل
يستقل بتحصيل مصاله فل بد لم من الجتماع للتعاون على الصال ول يتم ذلك إل بطريق يعلم به بعضهم
ما يقصده غيه
وأي طريق فرض من الشارة والعبارة والكتابة وغي ذلك كان ذلك من جنس السمعيات والنقليات
فإن جاع ذلك ما به يعلم مراد الغي فإن نفى ناف ذلك بطريق جعله معارضا له من عقلياته فل بد لن أثبت
ما يثبته من السمعيات أن ييبه بواب فما كان جوابا له كان نظيه جوابا لهل الثبات فيما علموا أنه مراد
للرسول وقد بسط الكلم على هذا ف غي هذا الوضع الواب التاسع أن يقال نن ل نرضى أن نيبكم با
أجبتم به النفاة وذلك أنكم مقصرون ف مناظرة النفاة لا أثبتموه عقل وسعا فإنكم ف كثي من مناظراتكم لم
تصيون إل الكابرة ودعوى ما يعلمون هم نقيضها كما تفعلونه ف مسألة الرؤية والكلم وإثبات الصفات
بدون إثبات لوازم ذلك إذ أنتم كثيا ما تثبتون الشيء بدون لوازمه أو مع وجود منافيه ومن هنا تسلط عليكم
القرامطة والفلسفة والعتزلة ونوهم من النفاة وكلم أئمتكم معهم كلم قاصر يظهر قصوره لن كان خبيا
بالعقليات وسبب ذلك تقصيهم ف مناظرتم حيث سلموا لم مقدمات عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة
فاحتاجوا إل إثبات لوازمها فاضطروا إما إل موافقتهم على الباطل وإما إل التناقض الذي يظهر به فساد قولم
وإما إل العجز الذي يظهر به قصورهم وانقطاعهم
ث أخذوا يناظرون أهل الثبات للعلو ونوه با به ناظرهم أولئك ويتسلطون على العاجز عن مناظرتم
من الثبتي كما تسلط عليهم أولئك فصاروا بنلة من قصروا ف جهاد من يليهم من الكفار حت غلبوهم
وهزموههم فقاموا يقاتلون من يليهم من السلمي كما قاتلهم أولئك الكفار حت ظهر الباطل والكفر والضلل
بتفريطهم أول ف جهاد من يليهم من الكفار وعداوتم ثانيا على من يليهم من السلمي وصاروا على ضد ما
وصف ال به الؤمني حيث قال أشداء على الكفار رحاء بينهم سورة الفتح 29أذلة على الؤمني أعزة
على الكافرين سورة الائدة 54فصاروا أعزة على الؤمني أذلة على الكافرين كما نعت النب الوارج حيث
قال يقتلون أهل السلم ويدعون أهل الوثان وحال الهمية والرافضة شر من حال الوارج فإن الوارج
كانوا
يقاتلون السلمي ويدعون قتال الكفار وهؤلء أعانوا الكفار على قتال السلمي وذلوا للكفار فصاروا
معاوني للكفار أذلء لم معادين للمؤمني أعزاء عليهم كما قد وجد مثل ذلك ف طوائف القرامطة والرافضة
والهمية النفاة واللولية ومن استقرأ أحوال العال رأى من ذلك عبا وصار ف هؤلء شبه من الذين قال ال
تعال فيهم أل تر إل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلء
أهدى من الذين آمنوا سبيل أولئك الذين لعنهم ال ومن يلعن ال فلن تد له نصيا سورة النساء 52 51
ولذا تد كثيا من هؤلء النفاة يصنف ف الشرك والسحر وعبادة الكواكب والوثان وف النفاق والزندقة الت
توجد ف كلم كثي من الفلسفة وغيهم بل يضع لؤلء الكفار والنافقي ويذل لم ويريد أن يعلو على
الؤمني ويقهرهم وإن كان هذا بسبب ضعف من قاتله من الؤمني وتفريطهم وعداوتم كما أن قهر أولئك
الكفار له كان بسبب ضعفه الاصل من تفريطه وعدوانه فالذم لحق له بقدر ما فرط فيه من حقوق ال
وتعداه من حرماته كما أن هؤلء يلحقهم أيضا الذم بقدر ما فرطوا فيه من حقوق ال وتعدوه من حرماته
وقد قال تعال ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم انكم ف العذاب مشتركون سورة الزخرف 39والقصود هنا أن
يقال لؤلء الذين ينفون العلو ويثبتون بعض الصفات نن ل نرضى أن نيبكم با تيبون به أنتم نفاة الصفات
وغيها ما أثبته الرسول بل نيبكم وأولئك جيعا ببيان أنه ليس معكم فيما تالفون به النصوص ل
عقل صريح ول نقل صحيح بل ليس معكم ف ذلك إل الكاذيب الموهة الزخرفة باللفاظ الجملة الوهة
الت تلقاها بعضكم عن بعض تقليدا لسلفكم فإذا فسر معناها وكشف عن مغزاها ظهر فسادها بصريح
العقول كما علم فسادها بصحيح النقول وتبي أيضا أن حجة الرسول قائمة على من بلغه ما جاء به ليس
لحد أن يعارض شيئا من كلمه برأيه وهواه بل على كل أحد أن يكون معه كما قال تعال فل وربك ل
يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما سورة النساء
65ونن ل نسلم ما سلمتموه أنتم من القدمات الفاسدة كما سلمتموه لن عارض الكتاب من القرامطة
والفلسفة والعتزلة وغيهم بل نسد عليهم الطريق الت منها دخلوا على السلم وننعهم القدمات الت جعلوها
أصل علم الكلم الذي خالفوا به الكتاب والسنة وإجاع النام
الوجه الرابع والربعون أن يقال العقليات الت يقال إنا أصل للسمع وأنا معارضة له ليست ما
يتوقف العلم بصحة السمع عليها فامتنع أن تكون أصل له بل هي أيضا باطلة وقد اعترف بذلك أئمة أهل
النظر من أهل الكلم والفلسفة فإن جاع هذه الطرق هي طريقان أو ثلثة طريقة العراض والستدلل با
على حدوث الوصوف با أو ببعضها كالركة والسكون وطريقة التركيب والستدلل با على أن الوصوف
با مكن أو مدث فهاتان الطريقتان هي جاع ما يذكر ف هذا الباب والثالثة الستدلل بالختصاص على
إمكان الختص أو حدوثه قد يقال إنا طريقة أخرى وقد تدخل ف الول والستدلل باجتماع الواهر
وافتراقها على رأي من يقول إن السم مركب من الواهر النفردة يدخل ف الول وف الثانية أما دخولا ف
الول فبناء على أن الواهر ل تلو من الجتماع والفتراق كما ل يلو السم بل الوهر من الركة
والسكون
وأما دخولا ف الثانية فبناء على أن السم مركب من الواهر النفردة أو من الادة والصورة وحينئذ
فيكون إما مكنا عند من يستدل بذلك على المكان وإما مدثا عند من يستدل بذلك على الدوث ولكن
الستدلل بذه الطريق مبن على أن السم مركب من الواهر الحسوسة الت ل تنقسم وهي الواهر النفردة
أو من الواهر العقلية وهي الادة والصورة وهذا ما ينازعهم فيه جهور العقلء بلف كون السم ل يلو عن
نوع من العراض فل يالف فيه إل شذوذ ث الطريقة الول مبنية على امتناع وجود ما ل يتناهى من
الوادث والثانية مبنية على أن ما اجتمعت فيه معان لزم أن يكون مكنا أو حادثا والثالثة مبنية على أن الختص
ل بد له من مصص منفصل عنه وهذه القدمات الثلث قد نازع فيها جهور العقلء وكل من هذه الطرق
تسلكه الهمية والعتزلة نفاة الصفات والفعال ويسلكه أيضا نفاة الفعال القائمة به دون الصفات وأما
التفلسفة القائلون بقدم العال نفاة الصفات فأصل كلمهم مبن على طريقة التركيب بناء على أن الوصوف
مركب وإذا استدلوا
بطريقة العراض فإنا يستدلون با على أن الوصوف با مكن ويسندون ذلك إل التركيب فإنا
استدللم بالعراض على حدوث الوصوف فل يكنهم بل هذا نقيض قولم وكل من الطائفتي تطعن ف
طريقة الخرى وتبي فسادها ومعلوم أن التكلمي القائلي بإثبات الصفات ل تعال أقرب إل السلم والسنة
من نفاة الصفات وأن نفاة الصفات القائلي بدوث السماوات والرض أقرب إل السلم والسنة من القائلي
بقدم ذلك ومن كان إل السلم والسنة أقرب كانت عقلياته الت يعارض با النصوص اللية أقل بعدا عن دين
السلمي فإذا كان أئمة العلم قد أنكروا هذه الت هي أقرب من غيها إل العقل والنقل وبينوا أنا فاسدة ف
العقل مرمة ف الشرع كان ما هو أبعد منها وأضعف أعظم فسادا ف العقل وتريا ف الشرع وما زال أئمة
العلم على ذلك حت أئمة النظر من أهل الكلم والفلسفة فالستدلل بالركة والسكون على حدوث التحرك
الساكن بل الستدلل بالعراض مطلقا على حدوث ما قامت به من الواهر والجسام والستدلل بدوث
الصفات على حدوث ما قامت به من الوصوفات والستدلل بتركب الجسام من الواهر ونو ذلك وجعل
ذلك طريقا إل العلم بدوث العال وإل العلم
بإثبات الصانع تعال هو طريق الهمية والعتزلة ونوهم من أهل الكلم الذموم عند السلف الحدث
ف السلم وهم الذين ابتدعوا هذه الطريق والستدلل با والتزام لوازمها والتفريع عليها وإن كان قد شركهم
ف ذلك قوم من غي السلمي أو سبقوهم إل ذلك سواء كانوا من الصابئي أو اليهود أو غيهم والقصود أن
ظهور هذه ف السلم كان ابتداؤه من جهة هؤلء التكلمي البتدعي وهذه هي من اعظم أصول هؤلء
التكلمي وهذه وأمثالا هي من الكلم الذي اتفق سلف المة وأئمتها على ذمه والنهي عنه وتهيل أصحابه
وتضليلهم حيث سلكوا ف الستدلل طرقا ليست مستقيمة واستدلوا بقضايا متضمنة للكذب فلزمهم با
مسائل خالفوا با نصوص الكتاب والسنة وصرائح العقول فكانوا جاهلي كاذبي ظالي ف كثي من مسائلهم
ووسائلهم وأحكامهم ودلئلهم وكلم السلف والئمة ف ذم ذلك كثي مشهور ف عامة كتب السلم وما
من أحد قد شدا طرفا من العلم إل وقد بلغه من
ذلك بعضه لكن كثي من الناس ل ييطوا علما بكثي من أقوال السلف والئمة ف ذلك وبعانيها وقد
جع الناس من كلم السلف والئمة ف ذلك مصنفات مفردة مثل ما جعه الشيخ أبو عبد الرحن السلمي
ومثل الصنف الكبي الذي جعه الشيخ أبو إساعيل عبد ال بن ممد النصاري اللقب بشيخ السلم الذي
ساه ذم الكلم وأهله ومن ذلك ف كتب الثار والسنة ما شاء ال ومن ذكر اتفاق السلف على ذلك الغزال
ف أجل كتبه الذي ساه إحياء علوم الدين قال فإن قلت فعلم الدل والكلم مذموم كعلم النجوم أو هو مباح
أو مندوب إليه فاعلم أن للناس ف هذا غلوا وإسرافا ف أطراف فمن قائل إنه بدعة وحرام وإن العبد أن يلقى
ال بكل ذنب سوى الشرك خي له من أن يلقاه بالكلم ومن قائل إنه واجب فرض إما على الكفاية أو على
العيان وإنه أجل العمال وأعلى القربات
وإنه تقيق لعلم التوحيد ونضال عن دين ال قال وإل التحري ذهب الشافعي ومالك وأحد بن حنبل
سفيان وجيع أهل الديث من السلف قال ابن عبد العلى سعت الشافعي يوم ناظر حفصا الفرد وكان من
متكلمي العتزلة يقول لن يلقى ال العبد بكل ذنب ما خل الشرك خي له من أن يلقاه بشيء من الكلم وإن
سعت من حفص كلما ل أقدر أن أحكيه وقال أيضا قد اطلعت من أهل الكلم على شيء ما كنت ظننته قط
ولن يبتلى العبد بكل ما نى ال عنه ما عدا الشرك خي له من أن ينظر ف الكلم وقال أيضا لو علم الناس ما
ف الكلم من الهواء لفروا منه فرارهم من السد
وقال حكمي ف أهل الكلم أن يضربوا بالريد ويطاف بم ف العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من
ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلم قال وقال احد بن حنبل ل يفلح صاحب الكلم أبدا ول تكاد ترى
أحدا نظر ف الكلم إل وف قلبه دغل قال وبالغ فيه حت هجر الارث الحاسب مع زهده وورعه بسبب
تصنيفه كتابا ف الرد على البتدعة وقال ويك ألست تكي بدعتهم أول ث ترد عليهم ألست تمل الناس
بتصنيفك على مطالعة البدعة والتفكر ف تلك الشبهات فيدعوهم ذلك إل الرأي والبحث قلت هجران أحد
للحارث ل يكن لذا السبب الذي ذكره أبو حامد وإنا هجره لنه كان على قول ابن كلب الذي وافق
العتزلة
على صحة طريق الركات وصحة طريق التركيب ول يوافقهم على نفي الصفات مطلقا بل كان هو
وأصحابه يثبتون أن ال فوق اللق عال على العال موصوف بالصفات ويقررون ذلك بالعقل وإن كان
مضمون مذهبه نفي ما يقوم بذات ال تعال من الفعال وغيها ما يتعلق بشيئته واختياره وعلى ذلك بن
كلمه ف مسألة القرآن وهذا هو العروف عند من له خبة بكلم أحد من أصحابه وغيهم من علماء أهل
الديث والسنة ولب عبد ال السي والد أب القاسم الرقي صاحب الختصر الشهور كتاب ف قصص من
هجرة أحد سأل فيه لب بكر الروذي عن ذلك فأجابه عن قصصهم واحدا واحدا وقد ذكر ذلك أيضا أبو
بكر اللل ف كتاب السنة وقد ذكر ذلك ابن خزية وغيه من يعرف حقيقة هذه المور وكذلك السري
السقطي كان يذر النيد بن ممد من شقاشق الارث ث ذكر غي واحد أن الارث رجع عن ذلك كما
ذكره معمر بن زياد ف أخبار
شيوخ أهل العرفة والتصوف وذكر أبو بكر الكلباذي ف كتاب التعرف لذاهب التصوف عن
الارث الحاسب أنه كان يقول إن ال يتكلم بصوت وهذا يناقض قول ابن كلب وأبو حامد ليس له من
البة بالثار النبوية والسلفية ما لهل العرفة بذلك الذين ييزون بي صحيحه وسقيمه ولذا يذكر ف كتبه من
الحاديث والثار الوضوعة والكذوبة ما لو علم أنا موضوعة ل يذكرها وأحد رضي ال عنه قد رد على
الهمية وغيهم بالدلة السمعية والعقلية وذكر من كلمهم وحججهم ما ل يذكره غيه بل استوف حكاية
مذهبهم وحججهم أت استيفاء ث أبطل ذلك بالشرع والعقل وقد نقل أبو حامد ف كتابه ما ذكر أنه سعه من
بعض النابلة وهو
أن أحد ل يتأول إل ثلثة أحاديث وهذا غلط على أحد وقد بسط الكلم على هذا ف غي هذا
الوضع وتبي ما ف هذا الكلم وتوابعه من الصواب والطأ نقل وتوجيها ولو اقتصر أبو حامد على ما نقله من
كتاب ابن عبد الب عن الئمة ل يكن فيه شيء من هذا الطأ فإن ابن عبد الب وأمثاله أعلم بالثار من هؤلء
ولكن لعله نقل ذلك من كلم أب طالب أو غيه ونظي هذا ما ذكره أبو العال ف كتابه أصول الفقه السمى
بالبهان لا ذكر مذاهب الناس ف القياس العقلي والشرعي
فقال القياس فيما ذكره أصحاب الذاهب ينقسم إل شرعي وعقلي ث الناظرون ف الصول والنكرون
تفرقوا على مذاهب فذهب بعضهم إل رد القياسي وقال القائلون هذا مذهب منكري النظر وقال قائلون
بالقياس العقلي والسمعي وهذا مذهب الصوليي والقياسيي من الفقهاء وذهب ذاهبون إل القول بالقياس
العقلي وجحد القياس الشرعي وهذا مذهب النظام وطوائف من الرافضة والباضية والزارقة ومعظم فرق
الوارج إل النجدات وصار صائرون إل النهي عن القياس النظري والمر بالقياس الشرعي
قال وهذا مذهب أحد بن حنبل والقتصدين من أتباعه وليس ينكرون إفضاء النظر العقلي إل العلم
ولكن ينهون عن ملبسته والشتغال به قال وذهب الغلة من الشوية وأهل الظاهر إل رد القياس العقلي
والشرعي قال أبو العال أطلق النقلة القياس العقلي وإن عنوا به النظر العقلي فهو من نوعه إذا استجمع شرائط
الصحة مفض إل العلم مأمور به شرعا والقياس الشرعي متقبل معمول به إذا صح على السب اللئق به وإن
عن الناقلون بالقياس العقلي اعتبار شيء بشيء ووقوف نظر ف غائب على استثارة معن ف شاهد فهذا باطل
عندي ل أصل له فليس ف العقولت قياس وقد فهم عنا ذلك طلبه العقولت
قلت هذا الذي ذكره أبو العال من إنكار القياس ف العقولت وافقه عليه طائفة من التاخرين كأب
حامد والرازي وأب ممد القدسي وقالوا قياس التمثيل إنا يكون ف الشرعيات والنطقيون قد يدعون أن قياس
التمثيل ف العقليات إنا يفيد الظن واما جهور العقلء فعلى أنه ل فرق بي قياس الشمول وقياس التمثيل ف
إفادة العلم والظن فإن ما يعل ف قياس الشمول حدا أوسط يعل ف قياس التمثيل مناط الكم ويسمى العلة
والوصف والشترك فإذا قيل النبيذ السكر حرام لنه مسكر وكل مسكر حرام فهذا قياس شول ول بد له من
دليل يدل على صحة القدمة الكبى القائلة كل مسكر حرام فإذا استدل بقياس التمثيل قال لنه مسكر فكان
حراما قياسا على عصي العنب السكر ث يبي أن العلة ف الصل هو السكر فالدليل الدال على علية الوصف
ف الصل هو الدال على صحة القدمة الكبى والسكر هو الوصف الذي علق به الكم وهو مناطه وهو
الشترك بي الصل والفرع الذي علق به الكم والسكر التصف بالسكر هو الد الوسط الكرر ف قياس
الشمول الذي هو ممول ف القدمة الصغرى موضوع ف الكبى وأول ما ذكره عن أحد فقد أنكره
أصحاب أحد حت قال أبو البقاء العكبي لن قرأ عليه كتاب البهان هذا النقل ليس بصحيح عن مذهب
المام أحد وهو كما قال فإن أحد ل ينه عن نظر ف دليل عقلي صحيح يفضي إل الطلوب بل ف كلمه ف
أصول الدين ف الرد على الهمية وغيهم من الحتجاج بالدلة العقلية
على فساد قول الخالفي للسنة ما هو معروف ف كتبه وعند أصحابه ولكن أحد ذم من الكلم
البدعي ما ذمه سائر الئمة وهو الكلم الخالف للكتاب والسنة والكلم ف ال ودينه بغي علم واستدل أحد
بقوله تعال قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والث والبغي بغي الق وأن تشركوا بال ما ل
ينل به سلطانا وأن تقولوا على ال ما ل تعلمون سورة العراف 33وأحد أشهر وأكثر كلما ف أصول
الدين بالدلة القطعية نقلها وعقلها من سائر الئمة لنه ابتلي بخالفي السنة فاحتاج إل ذلك والوجود ف
كلمه من الحتجاج بالدلة العقلية على ما يوافق السنة ل يوجد مثله ف كلم سائر الئمة ولكن قياس التمثيل
ف حق ال تعال ل يسلكه أحد ل يسلك فيه إل قياس الول وهو الذي جاء به الكتاب والسنة فإن ال ل
ياثل غيه ف شيء من الشياء حت يتساويا ف حكم القياس بل هو سبحانه أحق بكل حد وأبعد عن كل ذم
فما كان من صفات الكمال الحضة الت ل نقص فيها بوجه من الوجوه فهو أحق به من كل ما سواه وما
كان من صفات النقص فهو أحق بتنيهه عنه من كل ما سواه والقرآن لا بي قدرته على إعادة اللق بفعله لا
هو أبلغ من ذلك كان هذا من باب قياس الول وكذلك بي تنيهه عن الولد والشريك وكذلك أحد سلك
هذا السلك كما ذكر ف موضعه مثل بيانه لمكان كونه عالا بميع الخلوقات مع كونه بائنا عن العال فوق
العرش بقياسي عقليي أحدها أن النسان قد يكون معه قدح صاف فيى ما فيه مع مباينته له فالرب
سبحانه قدرته على العال ومباينته له أعظم من قدرة هذا على ما ف يديه فل تتنع رؤيته لا فيه وإحاطته به مع
مباينته له والقياس الثان من بن دارا وخرج منها فهو يعلم ما فيها لكونه فعلها وإن ل يكن فيها فالرب الذي
خلق كل شيء وأبدعه هو أحق بأن يعلم ما خلق وهو اللطيف البي وإن ل يكن حال ف الخلوقات
والقصود أن أحد يستدل بالدلة العقلية على الطالب اللية إذا كانت صحيحة إنا يذم ما خالف الكتاب
والسنة أو الكلم بل علم والكلم البتدع ف الدين كقوله ف رسالته إل التوكل ل أحب الكلم ف هذا إل ما
كان ف كتاب ال أو حديث عن رسول ال أو الصحابة أو التابعي فأما غي ذلك فإن الكلم فيه غي ممود
وهو ل يكره إذا عرف معان الكتاب والسنة أن يعب عنها بعبارات أخرى إذا احتيج إل ذلك بل هو قد فعل
ذلك بل يكره العان البتدعة ف هذا أي فيما خاض الناس فيه من الكلم ف القرآن والرؤية والقدر والصفات
إل با يوافق الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعي
ولذا كره الكلم ف السم وف اليز وف اللفظ بالقرآن نفيا وإثباتا لا ف كل من النفي والثبات من
باطل وكلمه ف هذه المور مبسوط ف موضع آخر كما هو معروف ف كتابه وخطابه والذموم شرعا ما
ذمه ال ورسوله كالدل بالباطل والدل بغي علم والدل ف الق بعد ما تبي فاما الجادلة الشرعية كالت
ذكرها ال تعال عن النبياء عليهم السلم وأمر با ف مثل قوله تعال قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا
سورة هود 32وقوله وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه سورة النعام 83وقوله تعال أل تر إل
الذي حاج إبراهيم ف ربه سورة البقرة 258وقوله تعال وجادلم بالت هي أحسن سورة النحل 125
وأمثال ذلك فقد يكون واجبا أو مستحبا وما كان كذلك ل يكن مذموما ف الشرع وما ذكره أبو حامد
الغزال من كلم السلف ف ذم أهل الكلم لول أنه معروف عنهم ف كتب يعتمد عليها ل يذكره هنا
وقد نقل من ذلك ما نقله من كتاب أب عمر بن عبد الب الذي ساه فضل العلم وأهله وما يلزمهم ف
تأديته وحله وأبو عمر من أعلم الناس بالثار والتمييز بي صحيحها وسقيمها ومن ذلك ما نقله أبو حامد
أيضا عن أحد أنه قال علماء الكلم زنادقة قال وقال مالك أرأيت إن جاء من هو أجدل منه أيدع دينه كل
يوم لدين جديد قال يعن أن أقوال التجادلي تتقاوم قال وقال مالك ل توز شهادة أهل الهواء والبدع فقال
بعض أصحابه ف تأويله إنه أراد بأهل الهواء أهل الكلم على أي مذهب كانوا قلت هذا الذي كن عنه أبو
حامد هو ممد بن خويز منده
البصري المام الالكي وقد قال إن أهل الهواء عند مالك وأصحابه الذين ترد شهادتم هم أهل
الكلم قال فكل متكلم فهو من أهل الهواء والبدع عند مالك وأصحابه وكل متكلم فهو عندهم من أهل
الهواء أشعريا كان أو غي أشعري هكذا ذكره عنه ابن عبد الب ومنه نقل ذلك أبو حامد لكن كن عن
التصريح بذلك قال أبو حامد وقال أبو يوسف من طلب العلم بالكلم تزندق
قال وقد اتفق أهل الديث من السلف على هذا ول ينحصر ما ينقل عنهم من التشديدات فيه وقالوا
ما سكت عنه الصحابة مع أنم أعرف بالقائق وأفصح ف ترتيب اللفاظ من غيهم إل لعلمهم با يتولد منه
ولذلك قال النب هلك التنطعون هلك التنطعون أي التعمقون ف البحث والستقصاء قال واحتجوا بأن ذلك
لو كان من الدين لكان أهم ما يأمر به النب ويعلم طريقه ويثن على أربابه فقد علمهم الستنجاء وندبم إل
حفظ الفرائض
وأثن عليهم وناهم عن الكلم ف القدر وعلى هذا استمر الصحابة فالزيادة على الستاذ طغيان وظلم
وهم الستاذون والقدوة ونن التباع والتلمذة قال وأما الفرقة الخرى فاحتجوا بأن الحذور من الكلم إن
كان هو من أجل لفظ الوهر والعرض وهذه الصطلحات الغريبة الت ل تعهدها الصحابة فالمر فيه قريب
إذ ما من علم إل وقد أحدث فيه اصطلحات لجل التفهم كالديث والتفسي والفقه ولو عرض عليهم عبارة
النقض والكسر والتعدية والتركيب وفساد الوضع لا كانوا يفهمونه وإحداث عبارة للدللة على مقصود
صحيح كإحداث آنية على
هيئة جديدة لستعمالا ف مباح وإن كان الحذور هو العن فنحن ل نعن به إل معرفة الدليل على
حدوث العال ووحدانية اللق تعال وصفاته كما جاء به الشرع فمن أين ترم معرفة ال بالدليل وإن كان
الحذور هو الشغب والتعصب والعداوة والبغض وما يفضي إليه الكلم فذلك يرم ويب الحتراز منه كما
أن الكب والرياء وطلب الرياسة ما يفضي إليه علم الديث والتفسي والفقه وهو مرم يب الحتراز منه ولكن
ل ينع من العلم لجل أدائه إليه وكيف يكون ذكر الجة والطالبة والبحث عنها مظورا وقد قال ال تعال
قل هاتوا برهانكم سورة النمل 64وقال تعال ليهلك من هلك عن بينه ويي من حي عن بينة سورة
النفال 42
وقال تعال إن عندكم من سلطان سورة يونس 68أي من حجة وبرهان وقال تعال قل فلله
الجة البالغة سورة النعام 149وقال تعال أل تر إل الذي حاج إبراهيم ف ربه إل قوله فبهت الذي
كفر سورة البقرة 258وذكر إبراهيم ومادلته وإفحامه خصمه ف معرض الثناء عليه وقال تعال وتلك
حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه سورة النعام 83وذكر كلما طويل ذكرناه وتكلمنا على ما فيه من
مقبول ومردود كلما مبسوطا ف غي هذا الوضع إل أن قال فهذا ما يكن أن يذكر للفريقي ث ذكر تفصيل
اختاره مضمونه أن فيه مضرة من إثارة الشبهات وتريك العقائد وإزالتها عن الزم والتصميم ومضرة ف
تأكيد اعتقاد البتدعة وتثبيته ف صدورهم بيث تنبعث
دواعيهم ويشتد حرصهم على الصرار عليه ولكن هذا الصرار بواسطة التعصب الذي يثور عن الدل
قلت الضرة الت ذكرها نوعان أحدها يتعلق بالعلم وهو التنبيه على شبه الباطل الت تضعف اعتقاد الق
وتفضي إل الباطل والثان يتعلق بالقصد وهو إثارة الوى والمية والعصبية الت تدعو إل الصرار ولو على
الباطل لئل يغلب الشيطان قال وأما منفعته فقد يظن أن فائدته كشف القائق ومعرفتها على ما هي عليه
وهيهات فليس ف الكلم وفاء بذا الطلب الشريف وهذا إذا سعته من مدث أو حشوى ربا خطر ببالك أن
الناس أعداء ما جهلوا فاسع هذا من خب الكلم ث قله بعد حقيقة البة وبعد التغلغل فيه إل منتهى درجة
التكلمي وجاوز ذلك إل التعمق ف علوم أخرى سوى نوع الكلم وتقق أن الطريق إل حقائق العرفة من
هذا الوجه مسدود قال ولعمري ل ينفك الكلم عن كشف وتعريف
وإيضاح لبعض المور ولكن على الندور وف أمور جلية تكاد تنال قبل التعمق ف صناعة الكلم قال
بل منفعته شيء واحد وهو حراسة العقيدة الت ترجناها على العوام وحفظها عن تشويشات البتدعة بأنواع
الدل فإن العامي يستفزه جدل البتدع وإن كان فاسدا ومعارضة الفاسد بالفاسد نافعة والناس متعبدون بذه
العقيدة الت قدمناها إذ ورد الشرع با لا فيها من صلح دينهم ودنياهم واجتماع السلف عليها والعلماء
متعبدون بفظ ذلك على العوام من تلبيسات البتدعة كما تعبد السلطي بفظ أموالم عن تجمات الغصاب
والظلمة قال وإذا وقعت الحاطة بضرره ومنفعته فينبغي أن يكون
كالطبيب الاذق ف استعمال الدواء الطر إذ ل يضعه إل ف موضعه وذلك ف وقت الاجة وعلى
قدر الاجة قلت فهذا كلم أب حامد مع معرفته بالكلم والفلسفة وتعمقه ف ذلك يذكر اتفاق سلف أهل
السنة على ذم الكلم ويذكر خلف من نازعهم ويبي أنه ليس فيه فائدة إل الذب عن العقائد الشرعية الت
أخب با الرسول لمته وإذا ل يكن فيه فائدة إل الذب عن هذه العقائد امتنع أن يكون معارضا لا فضل عن
أن يكون مقدما عليها فامتنع أن يكون الكلم العقلي القبول مناقضا للكتاب والسنة وما كان من ذلك مناقضا
للكتاب والسنة وجب أن يكون من الكلم الباطل الردود الذي ل ينازع ف ذمه أحد من السلمي ل من
السلف والئمة ول أحد من اللف الؤمني أهل العرفة بعلم الكلم والفلسفة وما يقبل من ذلك وما يرد وما
يمد وما يذم وإن من قبل ذلك وحده كان من أهل الكلم الباطل الذموم باتفاق هؤلء هذا مع أن السلف
والئمة يذمون ما كان من الكلم والعقليات والدل باطل وإن قصد به نصر الكتاب والسنة فيذمون من قابل
بدعة ببدعة وقابل الفاسد بالفاسد فكيف من قابل السنة بالبدعة وعارض الق بالباطل وجادل ف آيات ال
بالباطل ليدحض به الق
ولكن القصود هنا بيان ما ذكره من اتفاق أئمة السنة على ذمه وما ذكره من أنه هو وطريق التفلسفة
ل يفيد كشف القائق ومعرفتها مع خبته بذلك وهو تكلم بسب ما بلغه عن السلف وما فهمه وعلمه ما
يمد ويذم ول تكن خبته بأقوال السلف وحقيقة ما جاء به الرسول كخبته با سلكه من طرق أهل الكلم
والفلسفة فلذلك ل يكن ف كلمه من هذا الانب من العلم والبة ما فيه من الانب الذي هو به أخب من
غيه وذلك أن ما ذكره من أن مضرته هي إثارة الشبهات ف العلم وإثارة التعصب ف الرادة إنا يقال إذا كان
الكلم ف نفسه حقا بأن تكون قضاياه ومقدماته صادقة بل معلومة فإذا كان مع ذلك قد يورث النظر فيه
شبها وعداوة قيل فيه ذلك والسلف ل يكن ذمهم للكلم لجرد ذلك ول لجرد اشتماله على ألفاظ
اصطلحية إذا كانت معانيها صحيحة ول حرموا معرفة الدليل على الالق وصفاته وأفعاله بل كانوا أعلم
الناس بذلك وأعرفهم بأدلة ذلك ول حرموا نظرا صحيحا ف دليل صحيح يفضي إل علم نافع ول مناظرة ف
ذلك نافعة إما لدي مسترشد وإما لعانة مستنجد وإما لقطع مبطل متلدد بل هم أكمل الناس نظرا واستدلل
واعتبارا وهم نظروا ف أصح الدلة وأقومها فإن الناظر
الطالب للعلم إما أن يكون نظره ف كلم معلم يبي له وياطبه با يعرفه الق وإما أن يكون ف نفس
المور الثابتة الت يب عنها التكلم ويريد أن يعلم أمرها التعلم كسائر الناظرين ف الطب والنحو وغي ذلك إما
أن ينظر ف كلم العلمي لذا الفن وإما أن ينظر فيما من شأنه أن يب عنه كالبدان واللغات والسلف كان
نظرهم ف خي الكلم وأفضله وأصدقه وأدله على الق وهو كلم ال تعال وهم ينظرون ف آيات ال تعال
الت ف الفاق وف أنفسهم فيون ذلك من الدلة ما يبي أن القرآن حق قال تعال سنريهم آياتنا ف الفاق
وف أنفسهم حت يتبي لم أنه الق سورة فصلت 53والناظرة الحمودة نوعان والذمومة نوعان وذلك لن
الناظر إما أن يكون عالا بالق وإما أن يكون طالبا له وإما أن ل يكون عالا به ول طالبا له فهذا الثالث هو
الذموم بل ريب وأما الولن فمن كان عالا بالق فمناظرته الحمودة أن يبي لغيه الجة الت تديه إن كان
مسترشدا طالبا للحق إذا تبي له أو يقطعه ويكف عدوانه إن كان معاندا غي متبع للحق إذا تبي له ويوقفه
ويسلكه ويبعثه على النظر ف أدلة الق إن كان يظن أنه حق وقصده الق وذلك لن الخاطب بالناظرة إذا
ناظره العال البي للحجة إما أن
يكون من يفهم الق ويقبله فهذا إذا بي له الق فهمه وقبله وإما أن يكون من ل يقبله إذا فهمه أو
ليس له غرض ف فهمه بل قصده مرد الرد له فهذا إذا نوظر بالجة انقطع وانكف شره عن الناس وعداوته
وهذا هو القصود الذي ذكره أبو حامد وغيه وهو دفع أعداء السنة الجادلي بالباطل عنها وإما أن يكون
الق قد التبس عليه وأصل قصده الق لكن يصعب عليه معرفته لضعف علمه بأدلة الق مثل من يكون قليل
العلم بالثار النبوية الدالة على ما أخب به من الق أو لضعف عقله لكونه ل يكنه أن يفهم دقيق العلم أو ل
يفهمه إل بعد عسر أو قد سع من حجج الباطل ما اعتقد موجبه وظن أنه ل جواب عنه فهذا إذا نوظر بالجة
أفاده ذلك إما معرفة بالق وإما شكا وتوقفا ف اعتقاده الباطل أو ف اعتقاده صحة الدليل الذي استدل به عليه
وبعث هته على النظر ف الق وطلبه إن كان له رغبة ف ذلك فإن صار من أهل العصبية الذين يتبعون الظن
وما توى النفس ألق بقسم العاندين كما تقدم واما الناظرة الذمومة من العال بالق فأن يكون قصده مرد
الظلم والعدوان لن يناظره ومرد إظهار علمه وبيانه لرادة العلو ف الرض فإذا أراد علوا ف الرض أو فسادا
كان مذموما على إرادته
ث قد يكون من الفجار الذين يؤيد ال بم الدين كما قال النب إن ال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر
فكما ياهد الكفار فاجر فينتفع السلمون بهاده فقد يادلم فاجر فينتفع السلمون بداله لكن هذا يضر نفسه
بسوء قصده وربا أوقعه ذلك ف أنواع من الكذب والبدعة والظلم فيجره إل أمور أخرى وقد وقع ف ذلك
كثي من هؤلء وهؤلء وأما إن كان الناظر غي عال بالق بأن ليعرف الق ف نفس السألة أو يعرف الق
لكن ل يعرف بعض الجج أو الواب عن بعض العارضات أو المع بي دليلي متعارضي وأمثال ذلك فهذا
إذا ناظر طالبا لعرفة الق وأدلته والواب عما يعارضها والمع بي الدلة الصحيحة كان ممودا وإن ناظر بل
علم فتكلم با ل يعرف من القضايا والقدمات كان مذموما والسلف رضوان ال عليهم كانت مناظرتم مع
الكفار وأهل البدع كالوارج وغيهم من القسم الول وكانت مناظرة بعضهم لبعض ف مسائل الحكام
والتفسي تارة من القسم الول وتارة من
القسم الثان وهي الشاورة الت مدحهم ال عليها بقوله عز وجل وأمرهم شورى بينهم سورة
الشورى 38وما ذكره ال تعال عن النبياء والؤمني من الجادلة يتناول هذا وهذا وقد ذم ال تعال ف
القرآن ثلثة أنواع من الجادلة ذم صاحب الجادلة بالباطل ليدحض به الق وذم الجادلة ف الق بعدما تبي
وذم الحاجة فيما ل يعلم الحاج فقال تعال وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الق سورة غافر 5وقال تعال
يادلونك ف الق بعدما تبي الية سورة النفال 6وقال ها أنتم هؤلء حاججتم فيما لكم به علم فلم
تاجون فيما ليس لكم به علم سورة آل عمران 66والذي ذمه السلف والئمة من الجادلة والكلم هو من
هذا الباب فإن أصل ذمهم الكلم هو الكلم الخالف للكتاب والسنة وهذا ل يكون ف نفس المر إل باطل
فمن جادل به جادل بالباطل وإن كان ذلك الباطل ل يظهر لكثي من الناس أنه باطل لا فيه من الشبهة فإن
الباطل الحض الذي يظهر بطلنه لكل أحد ل يكون قول ومذهبا لطائفة تذب عنه وإنا يكون باطل مشوبا
بق كما قال تعال
ل تلبسون الق بالباطل وتكتمون الق وأنتم تعلمون سورة آل عمران 71أو تكون فيه شبهة
لهل الباطل وإن كانت باطلة وبطلنا يتبي عند النظر الصحيح كالذين قالوا إن ممدا شاعر وكاهن ومنون
قالوا إنه شاعر لن الشعر كلم موزون مقفى فشبهوا القرآن به من هذا الوجه والكاهن يب أحيانا بواحدة
تصدق فشبهوا الرسول به من هذا الوجه والجنون يقول ويفعل خلف ما ف عقول ذوي العقول فلما زعموا
أن ما يأت به الرسول يالف ما يأت به العقلء نسبوه إل ذلك لكن ما ينصبه ال من الدلة ويهدي إليه عباده
من العرفة يتبي به الق من الباطل الذي يشتبه به ولكن ليس كل من عرف الق إما بضرورة أو بنظر أمكنه
أن يتج على من ينازعه بجة تديه أو تقطعه فإن ما به يعرف النسان الق نوع وما به يعرفه به غيه نوع
وليس كل ما عرفه النسان أمكنه تعريف غيه به فلهذا كان النظر أوسع من الناظرة فكل ما يكن الناظرة به
يكن النظر فيه وليس كل ما يكن النظر فيه يكن مناظرة كل أحد به
ولذا كان أهل العلم بالديث لم علوم ضرورية بأقوال الرسول ومقاصده ل يشركهم فيها إل من
شركهم ف أسبابا والقصود هنا أن السلف كانوا أكمل الناس ف معرفة الق وأدلته والواب عما يعارضه
وإن كانوا ف ذلك درجات وليس كل منهم يقوم بميع ذلك بل هذا يقوم بالبعض وهذا يقوم بالبعض كما ف
نقل الديث عن النب وغي ذلك من أمور الدين والكلم الذي ذموه نوعان أحدها أن يكون ف نفسه باطل
وكذبا وكل ما خالف الكتاب والسنة فهو باطل وكذب فإن أصدق الكلم كلم ال والثان أن يكون فيه
مفسدة مثلما يوجد ف كلم كثي منهم من النهي عن مالسة أهل البدع ومناظرتم وماطبتهم والمر بجرانم
وهذا لن ذلك قد يكون أنفع للمسلمي من ماطبتهم فإن الق إذا كان ظاهرا قد عرفه السلمون وأراد بعض
البتدعة أن يدعو إل بدعته فإنه يب منعه من ذلك فإذا هجر وعزر كما فعل أمي الؤمني عمر بن الطاب
رضي ال عنه بصبيغ بن عسل التميمي وكما كان السلمون يفعلونه أو قتل كما قتل السلمون
العد بن درهم وغيلن القدري وغيها كان ذلك هو الصلحة بلف ما إذا ترك داعيا وهو ل يقبل
الق إما لواه وإما لفساد إدراكه فإنه ليس ف ماطبته إل مفسدة وضرر عليه وعلى السلمي والسلمون أقاموا
الجة على غيلن ونوه وناظروه وبينوا له الق كما فعل عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه واستتابه ث نكث
التوبة بعد ذلك فقتلوه وكذلك علي رضي ال عنه بعث ابن عباس إل الوارج فناظرهم ث رجع نصفهم ث
قاتل الباقي والقصود أن الق إذا ظهر وعرف وكان مقصود الداعي إل البدعة إضرار الناس قوبل بالعقوبة
قال ال تعال والذين ياجون ف ال من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربم وعليهم غضب ولم
عذاب شديد سورة الشورى 16وقد ينهون عن الجادلة والناظرة إذا كان الناظر ضعيف العلم بالجة
وجواب الشبهة فيخاف عليه أن يفسده ذلك الضل كما ينهى الضعيف ف القاتلة أن يقاتل علجا قويا من
علوج الكفار فإن ذلك يضره ويضر السلمي بل منفعة وقد ينهى عنها إذا كان الناظر
معاندا يظهر له الق فل يقبله وهو السوفسطائي فإن المم كلهم متفقون على أن الناظرة إذا انتهت
إل مقدمات معروفة بينة بنفسها ضرورية وجحدها الصم كان سوفسطائيا ول يؤمر بناظرته بعد ذلك بل إن
كان فاسد العقل داووه وإن كان عاجزا عن معرفة الق ول مضرة فيه تركوه وإن كان مستحقا للعقاب
عاقبوه مع القدرة إما بالتعزير وإما بالقتل وغالب اللق ل ينقادون للحق إل بالقهر والقصود أنم نوا عن
الناظرة من ل يقوم بواجبها أو مع من ل يكون ف مناظرته مصلحة راجحة أو فيها مفسدة راجحة فهذه أمور
عارضة تتلف باختلف الحوال وأما جنس الناظرة بالق فقد تكون واجبة تارة ومستحبة أخرى وف الملة
جنس الناظرة والجادلة فيها ممود ومذموم ومفسدة ومصلحة وحق وباطل ومنشأ الباطل من نقص العلم أو
سوء القصد كما قال تعال إن يتبعون إل الظن وما توى النفس سورة النجم 23ومنشأ الق من معرفة
الق والحبة له وال هو الق البي ومبته أصل كل عبادة فلهذا كان أفضل المور على الطلق معرفة ال
ومبته وهذا هو ملة إبراهيم خليل ال تعال الذي جعله ال للناس إماما وجعله أمة يأت به اللق وهو الذي ناظر
العطلي والشركي
كما ذكر ال تعال ماجته لن حاجه ف ربه إذ قال إبراهيم رب الذي ييي وييت قال أنا أحيي
وأميت قال إبراهيم فإن ال يأت بالشمس من الشرق فأت با من الغرب فبهت الذي كفر سورة البقرة
258وماجته لقومه الذين كانوا يعبدون الكواكب والهمية نفاة الصفات الذين هم رؤوس أهل الكلم
الذموم قولم مأخوذ من قول خصمائه كما هو مأخوذ من قول فرعون خصم موسى عليه السلم فإن فرعون
أظهر جحد الصانع وعلوه على خلقه وجحد تكليمه لوسى وقوم إبراهيم كانوا مشركي كما أخب ال تعال
عنهم بذلك وكان فيهم من هو معطل كما ذكر ال تعال ذلك والفلسفة القائلون بدعوة الكواكب فيهم
الشرك وفيهم العطل ونفي الصفات من أقوالم فمنهم من ل يثبت لذا العال الشهود ربا أبدعه كما هو قول
الدهرية الطبيعية منهم ويعلون العال نفسه واجب الوجود بذاته ومنهم من يثبت له مبدعا واجبا بنفسه أبدعه
كما هو قول الدهرية اللية منهم ويقولون إن الواجب ليس له صفة ثبوتية بل صفاته إما سلب وإما إضافة
وأما مركبة منهما وكان العد بن درهم من أهل حران وكان فيهم بقايا من الصابئي والفلسفة خصوم
إبراهيم الليل عليه السلم فلهذا أنكر تكليم موسى وخلة إبراهيم موافقة لفرعون والنمروذ بناء على أصل
هؤلء
النفاة وهو أن الرب تعال ل يقوم به كلم ول يقوم به مبة لغيه فقتله السلمون ث انتشرت مقالته
فيمن ضل من هذا الوجه والحبة متضمنة للرادة ومسألة الكلم والرادة ضل فيهما طوائف كما ضلوا ف
إنكار العلو الذي أنكره فرعون على موسى كما قد بسط هذا ف موضعه وما يبي هذا أن السلف ل يذموا
التكلم بأساء مفردة كالوهر والسم والعرض فإن السم الفرد ليس بكلم ول يتكلم به أحد وإنا ذموا
الكلم الؤلف الدال على معان والذين كانوا يتكلمون بذه الساء كان كلمهم متضمنا لمور فيها افتراء على
ال ورسوله إما إثبات ما نفاه ال وإما نفي ما أثبته ال ومتضمنة لعان باطلة هي كذب وباطل ف نفس المر
والقصود هنا التنبيه على جنس ما مدحه السلف وذموه وأنم كانوا أعرف الناس بالق وأدلته وبطلن ما
يعارضه وإنا يظن بم التقصي ف هذا من كان جاهل بقيقة الق وبا جاء به الرسول من العلم واليان وبا
وصل إليه السلف والئمة فجهله بالول يوجب أن ل يعلم الق بل يعتقد نقيضه وجهله بالثان يوجب ظنه أن
ليس فيما جاء به الرسول بيان الق بأدلته والناظرة عنه وجهله بالثالث يوجب ظنه أن السلف ذموا الكلم
بالدلة الصحيحة الفضية
إل العلم بال وصفاته خوفا من الشبهات والهواء بل الصل ف ذم السلف للكلم هو اشتماله على
القضايا الكاذبة والقدمات الفاسدة التضمنة للفتراء على ال تعال وكتابه ورسوله ودينه فهذا هو الكلم
الذموم بالذات وهو الكلم الكاذب الباطل وأما الكلم الذي هو حق وصدق فهذا ل يذم بالذات وإنا يذم
التكلم به أحيانا لشتمال ذلك على مضرة عارضة مثل ما يرم القذف وإن كان القاذف صادقا إذا ل يكن له
أربعة شهداء ومثل ما ترم الغيبة والنميمة ونو ذلك ما هو صدق لكن فيه ظلم للغي وأما الكلم ف الدين
فنوعان أحدها أمر والثان خب والكلم ف أصول الدين هو من نوع الثان ول ريب أن ال تعال أخب بإثبات
أمور ونفى أمور وأصدق الكلم كلم ال فما ناقض ذلك كان كذبا وقول على ال غي الق كما قال تعال
يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم ول تقولوا على ال إل الق سورة النساء 171وقال تعال أل يؤخذ
عليهم ميثاق الكتاب أن ل يقولوا على ال إل الق سورة العراف 169وقال تعال إن الذين اتذوا
العجل سينالم غضب من ربم وذلة ف الياة الدنيا وكذلك نزي الفترين سورة العراف 152
وقال تعال سبحان ربك رب العزة عما يصفون سورة الصافات 180وأمثال ذلك وعامة الكلم
الذي ذمه السلف تشتمل مسائله على كذب وفرية ودلئل مسائله على كذب وفرية كأقوال الهمية النفاة لا
أثبته ال تعال له من الساء والصفات وكلم القدرية النافية لا أثبته ال من قدرته ومشيئته ودلئل الهمية
النفاة هو استدللم بدليل الواهر والعراض فإنم زعموا أن العيان الشاهدة كالسماوات والرض مركبة
من الواهر النفردة أو من الادة والصورة وأن الركب مسبوق بزئه ومفتقر إل مركب يركبه فيكون مدثا
ومكنا وما قام با من الصفات والركات أعراض والعراض أو بعضها حادثة وما كان شخصه حادثا وجب
أن يكون نوعه حادثا فيمتنع وجود حوادث ل تتناهى وقالوا بذا عرفنا أن السماوات ملوقة وبذلك عرفنا أن
ال موجود فلزمهم على ذلك أن ينفوا صفات ال وأفعاله وذلك باطل شرعا وعقل ول يكن ما أقاموه دليل
صحيحا فل هم عرفوا الق بدليل صحيح قوي ول
هم نصروه بيزان مستقيم ولكنهم قد يقابلون الفاسد بالفاسد فإن أعداء اللة قد يقيمون شبهة على
نقيض ما جاء به الرسول كشبهة الدهرية على قدم السماوات فيقابلون ذلك بفاسد آخر كاستدللم على
حدوث ذلك بدليل العراض والصفات وحفظ مثل هذا الكلم لعتقاد العوام كدفع الظلمة عنهم بعقوبات
فيها عدوان ومن ظن أن اللف أعلم بالق وأدلته أو الناظرة فيه من السلف فهو بنلة من زعم أنم أقوم
بالعلم والهاد وفتح البلد منهم وكل الظني طريق من ل يعرف حقيقة الدين ول حال السلف السابقي
وهذا مثل كلم الرافضة وأمثالم من أهل الفرية الذين يتضمن قولم التكذيب بالق والتصديق بالباطل فهؤلء
فيما يدثون به من الكذب ويكذبون به من الصدق ف القولت بنلة أهل الكلم الباطل ف البحث والنظر
كالهمية الذين يكذبون بالق ويصدقون بالباطل ف العقليات ولذا كان غي واحد من السلف يقرن بي
الهمية والرافضة وها شر أهل الهواء وكان الكلم الذموم عند السلف أعظم من الشهادة بالزور وظلم الق
وذلك لن الكاذب الظال إذا علم أنه كاذب ظال كان معترفا بذنبه معتقدا لتحري ذلك فترجى له
التوبة ويكون اعتقاده التحري وخوفه من ال تعال من السنات الت يرجى أن يحو ال با سيئاته واما إذا
كذب ف الدين معتقدا أن كذبه صدق وافترى على ال ظانا أن فريته حق فهذا أعظم ضررا وفسادا ولذا
كان السلف يقولون البدعة أحب إل إبليس من العصية لن العصية يتاب منها والبدعة ل يتاب منها ولذا
أمر النب بقتال الوارج البتدعي مع كثرة صلتم وصيامهم وقراءتم ونى عن الروج على أئمة الظلم وأمر
بالصب عليهم وكان يلد رجل يشرب المر فلعنه رجل فقال ل تلعنه فإنه يب ال ورسوله وجاءه ذو
الويصرة التميمي وبي عينيه أثر السجود فقال يا ممد اعدل فإنك ل تعدل فقال ويك ومن يعدل إذا ل
أعدل لقد خبت وخسرت إن ل أعدل ث قال يرج من ضئضىء هذا أقوام يقر أحدكم صلته مع صلتم
وصيامه مع صيامهم وقراءته
مع قراءتم يقرأون القرآن ل ياوز حناجرهم يرقون من السلم كما يرق السهم من الرمية أينما
لقيتموهم فاقتلوهم فإن ف قتلهم أجرا عند ال لن قتلهم يوم القيامة فهذا البتدع الاهل لا ظن أن ما فعله
الرسول ليس بعدل كان ظنه كاذبا وكان ف إنكاره ظالا وهذا حال كل مبتدع نفى ما أثبته ال تعال أو أثبت
ما نفاه ال أو اعتقد حسن ما ل يسنه ال أو قبح ما ل يكرهه ال فاعتقادهم خطأ وكلمهم كذب وإرادتم
هوى فهم أهل شبهات ف آرائهم وأهواء ف إراداتم فالسلف ذموا أهل الكلم الذين هم أهل الشبهات
والهواء ل يذموا أهل الكلم الذين هم أهل كلم صادق يتضمن الدليل على معرفة ال تعال وبيان ما
يستحقه وما يتنع عليه ولكن قد يورث شبهة وهوى وقد اعترف أبو حامد بأن ما ذكره هو من الكلم
والفلسفة ليس فيه كشف القائق ومعرفته
وأما حراسة عقيدة العوام فيقال أول ل بد أن يكون الحروس هو نفس ما ثبت عن الرسول أنه أخب
به لمته فأما إذا كان الحروس فيه ما يوافق خب الرسول وفيه ما يالفه كان تييزه قبل حراسته أول من الذب
عما يناقض خب الرسول فإن حاجة الؤمني إل معرفة ما قاله الرسول وأخبهم به ليصدقوا به ويكذبوا بنقيضه
ويعتقدوا موجبه قبل حاجتهم إل الذب عن ذلك والرد على من يالفه فإذا كان التكلم الذي يقول إنه يذب
عن السنة قد كذب هو بكثي ما أخب به الرسول واعتقد نقيضه كان مبتدعا مبطل متكلما بالباطل فيما خالف
فيه خب الرسول كما أن ما وافق فيه خب الرسول فهو فيه متبع للسنة مق يتكلم بالق وأهل الكلم الذين
ذمهم السلف ل يلو كلم أحد منهم عن مالفة السنة ورد لبعض ما أخب به الرسول كالهمية والشبهة
والوارج والروافض والقدرية والرجئة ويقال بأنا ل بد أن ترس السنة بالق والصدق والعدل ل ترس
بكذب ول ظلم فإذا رد النسان باطل بباطل وقابل بدعة ببدعة كان هذا ما ذمه السلف والئمة
وهؤلء كما ذكره أبو حامد يدخلون ف هذا وكلم السلف ف ذم الكلم متناول لا ذمه ال ف كتابه
وال سبحانه قد ذم ف كتابه الكلم بالباطل والكلم بغي علم والول كثي وأما الثان فقد قال تعال قل إنا
حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والث والبغي بغي الق وأن تشركوا بال ما ل ينل به سلطانا وأن
تقولوا على ال ما ل تعلمون سورة العراف 33وقال تعال ها أنتم هؤلء حاججتم فيما لكم به علم فلم
تاجون فيما ليس لكم به علم سورة آل عمران 66وقال ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر
والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئول سورة السراء 36وهذا النوعان مذمومان ف القضاء والفتيا والتفسي
قال النب القضاة ثلثة قاض ف النة وقاضيان ف النار رجل علم الق وقضى به فهو ف النة ورجل قضى
للناس على جهل فهو ف النار ورجل علم الق وحكم بلفه فهو ف النار
وف السنن من قال ف القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ومن قال ف القرآن برأيه فأخطأ فليتبوأ مقعده من
النار فهذان النوعان من الكلم مذمومان مطلقا ل سيما ما كان ف نفسه كذبا باطل وأما جنس النظر
والناظرة فهذا ل ينه السلف عنه مطلقا بل هذا إذا كان حقا يكون مأمورا به تارة ومنهيا عنه أخرى كغيه من
أنواع الكلم الصدق فقد ينهى عن الكلم الذي ل يفهمه الستمع أو الذي يضر الستمع وعن الناظرات الت
تورث شبهات وأهواء فل تفيد علما ول دينا ومن هذا الباب أنه خرج على طائفة من أصحابه وهم يتناظرون
ف القدر فقال أبذا أمرت أم إل هذا دعيتم أن تضربوا كتاب ال بعضه ببعض وإنا نزل القرآن ليصدق بعضه
بعضا ل ليكذب بعضه بعضا فإذا كانت الناظرة تتضمن أن كل واحد من التناظرين يكذب ببعض الق ني
عنها لذلك وأكثر الختلف بي ذوي الهواء من
هذا الباب كالقائلي بأن ال جسم متحيز ف جهة والنافي لذلك والقائلي إن ال يب العباد والنافي
لذلك وأمثال ذلك من الكلم الجمل التشابه الذي يتضمن حقا وباطل ف جانب النفي والبثات والكلم
بلفظ السم والوهر والعرض ف مسائل الصفات هو من هذا الباب قال أبو عبد الرحن السلمي وقد ذكره
شيخ السلم ف ذم الكلم من طريقه سعت أبا نصر أحد بن حامد السجزي يقول سعت أب يقول قلت لب
العباس بن سريج ما التوحيد قال توحيد أهل العلم وجاعة السلمي شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول
ال وتوحيد أهل الباطل الوض ف العراض والجسام وإنا بعث النب بإنكار ذلك والقصود هنا بيان فساد
الطرق العارضة للكتاب والسنة واما بيان اشتمال الكتاب والسنة على الطرق الت با تصل معرفة ال واليان
به وبرسله وباليوم الخر فهذا مذكور ف موضع آخر وقد قال أبو حامد أيضا لا ذكر أقسام العلوم فإن قلت
ل ل تورد ف أقسام العلوم الكلم والفلسفة وتبي أنما ممودان أو
مذمومان فاعلم أن حاصل ما يشتمل عليه علم الكلم من الدلة الت ينتفع با فالقرآن والخبار
مشتملة عليه وما خرج عنه فهو إما مادلة مذمومة وهي من البدع وإما مشاغبات بالتعلق بناقضات الفرق
وتطويل وقت بنقل القالت الت أكثرها ترهات وهذيانات تزدريها الطباع وتجها الساع وبعضها خوض
فيما ل يتعلق بالدين ول يكن شيء منها مألوفا ف العصر الول فكان الوض فيه بالكلية من البدع قال أبو
السن الشعري ف رسالته إل أهل الثغر بباب البواب ووقفت على ما التمستموه من ذكر الصول الت عول
سلفنا رحة ال عليهم عليها وعدلوا إل الكتاب والسنة من أجلها واتباع خلفنا الصال لم ف ذلك
وعدولم عما صار إليه أهل البدع من الذاهب الت أحدثوها وصاروا إل مالفة الكتاب والسنة با وما ذكرت
من شدة الاجة إل ذلك فبادرت أيدكم ال بإجابتكم إل ما التمستموه وذكرت لكم جل من الصول
مقرونة بأطراف من الجاج تدلكم على صوابكم ف ذلك وخطأ أهل البدع فيما صاروا إليه من مالفتهم
وخروجهم عن الق الذي كانوا عليه قبل هذه البدع معهم ومفارقتهم بذلك الدلة الشرعية وما أتى به
الرسول منها ونبه عليها وموافقتهم بذلك لطرق الفلسفة الصادين عنها والاحدين لا أتت به الرسل صلوات
ال عليهم منها اعلموا أرشدكم ال أن الذي
مضى عليه سلفنا ومن اتبعهم من صال خلفنا أن ال تعال بعث ممدا إل سائر العالي وهم أحزاب
متشتتون وفرق متباينون منهم كتاب يدعو إل ال با ف كتابه وفلسفي قد تشعبت به الباطيل ف أمور يدعيها
بقضايا العقول وبرهي ينكر أن يكون ل رسول ودهري يدعي الهال ويبط ف عشواء الضلل وثنوي قد
اشتملت عليه الية وموسي يدعي ما ليس له به خبة وصاحب صنم يعكف عليه ويزعم أن له ربا يتقرب
بعبادة ذلك الصنم إليه لينبههم جيعا على حدثهم ويدعوهم إل توحيد الحدث لم ويبي لم طرق معرفته با
فيهم من آثار صنعته ويأمرهم برفض كل ما كانوا عليه من سائر الباطيل بعد تنبيهه عليه السلم لم على
فسادها ودللته على صدقه فيما يبهم به عن ربم باليات الباهرة والعجزات القاهرة ويوضح لم سائر
ما تعبدهم ال به من شريعته وأنه عليه السلم دعا جاعتهم إل ذلك ونبههم على حدثهم با فيهم من
اختلف الصور واليئات وغي ذلك من اختلف اللغات وكشف لم عن طريق معرفة الفاعل لم با فيهم وف
غيهم ما يقتضي وجوده ويدل على إرادته وتدبيه حيث قال عز وجل وف أنفسكم أفل تبصرون سورة
الذاريات 21فنبههم عز وجل بتقلبهم ف سائر اليئات الت كانوا عليها على ذلك وشرح لم ذلك بقوله
سبحانه ولقد خلقنا النسان من سللة من طي ث جعلناه نطفة ف قرار مكي ث خلقنا النطفة علقة فخلقنا
العلقة مضغة فخلقنا الضغة عظاما فكسونا العظام لما ث أنشأناه خلقا آخر فتبارك ال أحسن الالقي سورة
الؤمنون 14 12وهذا من أوضح ما يقتضي الدللة على حدث النسان
ووجود الحدث له من قبل أن العلم قد أحاط بأن كل متغي ل يكون قديا وذلك أن تغيه يقتضي
مفارقة حال كان عليها قبل تغيه وكونه قديا ينفي تلك الال فإذا حصل متغيا با ذكرناه من اليئات الت ل
يكن قبل تغيه عليها دل ذلك على حدوثها وحدوث اليئة الت كان عليها قبل حدوثها إذ لو كانت قدية لا
جاز عدمها وذلك أن القدي ل يوز عدمه وإذا كان هذا على ما قلنا وجب أن يكون ما عليه الجسام من
التغي منتهيا إل هيئات مدثة ل تكن الجسام قبلها موجودة بل كانت معها مدثة ويدل ترتيب ذلك على
مدث قادر حكيم من قبل أن ذلك ل يوز أن يقع بالتفاق فيتم من غي مرتب له ول قاصد إل ما وجد منه
فيها دون ما كان يوز وقوعها عليه من اليئات الخالفة لا وجواز تقدمها ف الزمان وتأخرها وحاجتها بذلك
إل مدثها ومرتبها لن سللة الطي والاء الهي يتمل من اليئات ضروبا كثية ل يقتضي واحد منها سللة
الطي ول الاء الهي بنفسه ول يوز أن يقع شيء من ذلك فيها بالتفاق لحتمالا لغيه فإذا وجدنا
ما صار إليه النسان ف هيئته الخصوصة به دون غيه من الجسام وما فيه من اللت العدة لصاله كسمعه
وبصره وشه وحسه وآلت ذوقه وما أعد له من آلت الغذاء الت ل قوام له إل با على ترتيب ما قد أحوج
إليه من ذلك حت يوجد ف حال حاجته إل الرضاع بل أسنان تنعه من غذائه وتول بينه وبي مرضعته فإذا
نقل من ذلك وخرج إل غذاء ل ينتفع به ول يصل منه إل غرضه إل بطحنها له جعل له منها بقدر ما به
الاجة ف ذلك إليه والعدة العدة لطبخ ما يصل إليها من ذلك وتلطيفه حت يصل إل الشعر والظفر وغي ذلك
من سائر العضاء ف مار لطيف قد هيئت لذلك بقدار ما يقيمها والكبد العدة لتسخينها با يصل من حرارة
القلب
والرئة الهيأة لخراج بار الرارة الت ف القلب وإدخال ما يعتدل به من الواء البارد باجتذاب الناخر
وما فيها من اللت العدة لروج ما يفضل من الغذاء عن مقدار الاجة ف مار ينفذ ذلك منها وغي ذلك ما
يطول شرحه ما ل يصح وقوعه بالتفاق ول يستغن فيما هو عليه عن مقوم له يرتبه إذ كان ذلك ل يصح أن
يترتب وينقسم ف سللة الطي والاء الهي بغي صانع لا مدبر عند كل عاقل متأمل كما ل يصح أن تترتب
الدار على ما تتاج إليه فيها من البناء بغي مدبر يقسم ذلك فيها ويقصد إل ترتيبها ث زادهم ال تعال ف
ذلك بيانا بقوله عز وجل إن ف خلق السماوات والرض واختلف الليل والنهار
ليات لول اللباب سورة آل عمران 190فدلم تعال بركة الفلك على القدار الذي باللق
الاجة إليه ف مصالهم الت ل تفى مواقع انتفاعهم با كالليل الذي جعل لسكونم ولتبيد ما زاد عليهم من
حر الشمس ف زروعهم وثارهم والنهار الذي جعل لنتشارهم وتصرفهم ف معايشهم على القدر الذي
يتملونه ف ذلك ولو كان دهرهم كله ليل لضر بم ما فيه من الظلمة الت تقطعهم عن التصرف ف
مصالهم وتول بينهم وبي إدراك منافعهم وكذلك لو كان دهرهم كله نارا لضر بم ذلك ودعاهم ما فيه
من الضياء إل التصرف ف طلب العاش مع حرصهم على ذلك إل ما ل يطيقونه فأداهم قلة الراحلة إل
عطبهم فجعل لم من النهار قسطا لتصرفهم ل يوز بم قدر الطاقة فيه وجعل لم من الليل قسطا لسكونم ل
يقصر عن درك حاجتهم لتعتدل ف ذلك
أحوالم وتكمل مصالهم وجعل لم من الر والبد فيهما بقدار ما لم ولثمارهم ولواشيهم من
الصلح رفقا لم وجعل لون ما ييط بم من السماء ملوما لبصارهم ولو كان لونا على خلف ذلك من
اللوان لفسدها ودلم على حدثها با ذكرناه من حركاتا واختلف هيئاتا كما ذكرنا آنفا ودلم على
حاجتها وحاجة الرض وما فيهما من الكم مع عظمهما وثقل أجرامهما إل إمساكه عز وجل لما بقوله
تعال إن ال يسمك السماوات والرض أن تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد بعده إنه كان حليما غفورا
سورة فاطر 41فعرفنا تعال أن وقوفهما ل يصح أن يكون من غيه وأن وقوفهما
ل يوز أن يكون بغي موقف لما ث نبهنا على فساد قول الفلسفة بالطبائع وما يدعونه من فعل
الرض والاء والنار والواء ف الشجار وما يرج منها من سائر الثمار بقوله عز وجل وف الرض قطع
متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونيل صنوان وغي صنوان يسقى باء واحد ونفضل بعضها على بعض
ف الكل ث قال عز وجل إن ف ذلك ليات لقوم يعقلون سورة الرعد 4ث نبه تعال خلقه على أنه واحد
باتساق أفعاله وترتيبها وأنه تعال ل شريك له فيها بقوله عز وجل لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا سورة
النبياء 22ووجه الفساد بذلك لو كانا إلي ما اتسق أمرها على نظام ول يتم على إحكام وكان ل بد أن
يلحقهما العجز أو يلحق أحدها عند التمانع ف الفعال والقدرة على ذلك وذلك أن كل واحد منهما ل يلو
أن يكون قادرا على
ما يقدر عليه الخر على طريق البدل من فعل الخر أو ل يكون كل واحد منهما قادرا على ذلك فإن
كان كل واحد منهما قادرا على فعل ما يقدر عليه الخر بدل منه ل يصح أن يفعل كل واحد منهما ما يقدر
عليه الخر إل بترك الخر له وإذا كان كل واحد منهما ل يفعل إل بترك الخر له جاز أن ينع كل واحد
منهما صاحبه من ذلك ومن يوز أن ينع ول يفعل إل بترك غيه له فهو مذموم عاجز وإن كان كل واحد
منهما ل يقدر على فعل مقدور الخر بدل منه وجب عجزها وحدوث قدرتيهما والعاجز ل يكون إلا ول
ربا ث نبه النكرين للعادة مع إقرارهم بالبتداء على جواز إعادته تعال لم حيث قال لم لا استنكروها
وقالوا من يي العظام وهي رميم قل يييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل
خلق عليم ث أوضح ذلك بقوله الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون
سورة يس 80 79فدلم با يشاهدونه من جعله النار من العفار والرخ وها شجرتان خضراوان إذا حكت
إحداها الخرى بتحريك الريح لا اشتعل النار فيهما على جواز إعادته الياة ف العظام النخرة واللود التمزقة
ث نبه عباد الصنام بتعريفه لم على فساد ما صاروا إل عبادتا مع نتها بقوله تعال أتعبدون ما تنحتون ث
قال تعال وال خلقكم وما تعملون سورة الصافات 96 95فبي لم فساد عبادتا ووجوب عبادته دونا
بأنا إذا كانت ل تصي أصناما إل بنحتكم لا فأنتم أيضا لن تكونوا على ما أنتم عليه
من الصور واليئات إل بفعلي وإن مع خلقي لكم وما تنحتونه خالق لنحتكم إذ كنت أنا القدر لكم
عليه والمكن لكم منه ث رد على النكرين لرسله بقوله عز وجل وما قدروا ال حق قدره إذ قالوا ما أنزل ال
على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس سورة النعام 91وقال
تعال رسل مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس على ال حجة بعد الرسل سورة النساء 165ث احتج النب
على أهل الكتب با ف كتبهم من ذكر صفته والدللة على اسه ونعته وتدى النصارى لا كتموا ما ف كتبهم
من ذلك وجحدوه بالباهلة عند أمر ال عز وجل له بذلك بقوله فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من
العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ث نبتهل فنجعل لعنة ال
على الكاذبي سورة آل عمران 61وقال لليهود لا بتوه فتمنوا الوت إن كنتم صادقي سورة البقرة 94
فلم يد أحد منهم على ذلك مع اجتماعهم على تكذيبه وتناهيهم ف عداوته واجتهادهم ف التنفي عنه لا
أخبهم بلول الوت بم إن أجابوه إل ذلك فلول معرفتهم باله ف كتبهم وصدقه فيما يبهم لقدموا على
إجابته ولسارعوا إل فعل ما يعلمون أن فيه توهي أمره ث إن ال تعال بعد إقامة الجج عليهم أزعج خواطر
جاعتهم للنظر فيما دعاهم إليه ونبههم عليه باليات الباهرة والعجزات القاهرة وأيده بالقرآن الذي تدى به
فصحاء قومه الذين بعث
إليهم لا قالوا إنه مفترى أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات أو سورة من مثله وقد خاطبهم فيه بلغتهم
فعجزوا عن ذلك مع إخباره لم أنم ل يأتون بثله ولو تظاهر على ذلك النس والن وقطع عليه السلم
عذرهم به وعذر غيهم كما قطع موسى عليه السلم عذر السحرة وغيهم ف زمانه بالعصا الت فضحت
سحرهم وبان با كان منها لم ولغيهم أن ذلك من فعل ال تعال وأن هذا ليس تبلغه قدرتم ول تطمع فيه
خواطرهم وكما قطع عيسى عليه السلم عذر من كان ف زمانه من الطباء الذين قد برعوا ف معرفة العقاقي
وقوى ما ف الشائش وقدر ما ينتهي إليه علجهم وتبلغه حيلهم بإحياء الوتى بغي علج وإبراء الكمه
والبرص وغي ذلك ما
برهم به وأظهر لم منه ما يعلمون بيسي الفكر أنه خارج عن قدرهم وما يصلون إليه بيلهم وكذلك
قد أزاح نبينا بالقرآن وما فيه من العجائب علل الفصحاء من أهل وقطع به عذرهم لرؤيتهم أنه خارج عما
انتهت إليه فصاحتهم ف لغاتم ونظموه ف شعرهم وبسطوه ف خطبهم وأوضح لميع من بعث إليه من الفرق
الت ذكرناها فساد ما كانوا عليه بجج ال وبيناته ودل على صحة ما دعاهم إليه بباهي ال وآياته حت ل
يبق لحد منهم شبهة فيه ول احتيج مع ما كان عليه السلم ف ذلك إل زيادة من غيه ولو ل يكن ذلك
كذلك ل يكن له عليه السلم حجة على جاعتهم ول كانت طاعته لزمة لم مع خصامهم وشدة عنادهم
ولكانوا قد احتجوا عليه بذلك ودفعوه عما يوجب
طاعتهم له وقرعوه بتقصيه عن إقامة الجة عليهم فيما يدعوهم إليه مع طول تديه لم وكثرة
تبكيتهم وطول مقامه فيهم ولكنهم ل يدوا إل ذلك سبيل مع حرصهم عليه وإذا كان هذا على ما ذكرناه
علم صحة ما ذهبنا إليه ف دعوته عليه الصلة والسلم إل التوحيد وإقامة الجة على ذلك وإيضاحه الطرق
إليها وقد أكد ال تعال دللة نبوته با كان من خاص آياته عليه السلم الت تنقض با عاداتم كإطعامه
الماعة الكثية ف الجاعة الشديدة من الطعام اليسي وسقيهم الاء ف العطش الشديد من الاء اليسي وهو ينبع
من بي أصابعه حت رووا ورويت مواشيهم وكلم الذب وإخبار الذراع الشوية أنا مسمومة وانشقاق القمر
وميء الشجرة إليه عند دعائها إليه ورجوعها إل مكانا بأمره لا وإخباره لم عليه
السلم با تنه صدورهم وما يغيبون به عنه من أخبارهم ث دعاهم عليه السلم إل معرفة ال عز وجل
وإل طاعته فيما كلف تبليغه إليهم بقوله تعال وأطيعوا ال وأطيعوا الرسول سورة التغابن 12وعرفهم أمر
ال بإبلغه ذلك وما ضمنه له من عصمته منهم بقوله تعال يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن ل
تفعل فما بلغت رسالته وال يعصمك من الناس سورة الائدة 67فعصمه ال منهم مع كثرتم وشدة بأسهم
وما كانوا عليه من شدة عنادهم وعداوتم له حت بلغ رسالة ربه إليهم مع كثرتم ووحدته وتبي أهله منه
ومعاداة عشيته وقصد جيع الخالفي له حي سفه آراءهم فيما
كانوا عليه من تعظيم أصنامهم وعبادة النيان وتعظيم الكواكب وإنكار الربوبية وغي ذلك ما كانوا
عليه حت بلغ الرسالة وأدى المانة وأوضح الجة ف فساد جيع ما ناهم ما كانوا عليه ودلم على صحة
جيع ما دعاهم إل اعتقاده وفعله بجج ال وبيناته وأنه عليه السلم ل يؤخر عنهم بيان شيء ما دعاهم إليه
عن وقت تكليفهم فعله لا يوجبه تأخي ذلك عنهم من سقوط تكليفه لم وإنا جوز فريق من أهل العلم تأخي
البيان فيما أجله ال من الحكام قبل لزوم فعله لم فأما تأخي ذلك عن وقت فعله فغي جائز عند كافتهم
ومعلوم عند سائر العقلء أن ما دعا النب إليه من واجهه من أمته من اعتقاد حدثهم ومعرفة الحدث لم
وتوحيده ومعرفة أسائه السن وما هو عليه من صفات نفسه وصفات
فعله وتصديقه فيما بلغهم من رسالته ما ل يصح أن يؤخر عنهم البيان فيه لنه عليه السلم ل يعل لم
فيما كلفهم من ذلك من مهلة ول أمرهم بفعله ف الزمن التراخى عنه وإنا أمرهم بفعل ذلك على الفور وإنا
كان ذلك من قبل أنه لو أخر ذلك عنهم لكان قد كلفهم ما ل سبيل لم إل فعله وألزمهم ما ل طريق لم إل
الطاعة فيه وهذا غي جائز عليه لا يقتضيه ذلك من بطلن أمره وسقوط طاعته ولذا العن ل يوجد عن أحد
من صحابته خلف ف شيء ما وقف عليه جاعتهم ول شك ف شيء منه ول نقل عنهم كلم ف شيء من
ذلك ول زيادة على ما نبههم عليه من الجج بل مضوا جيعا على ذلك وهم متفقون ل يتلفون ف حدثهم
ول
ف توحيد الحدث لم وأسائه وصفاته وتسليم جيع القادير إليه والرضا فيها بأقسامه لا قد ثلجت به
صدورهم وتبينوا وجوه الدلة الت نبههم عليه السلم عليها عند دعائه لم إليها وعرفوا با صدقه ف جيع ما
أخبهم به وإنا تكلفوا البحث والنظر فيما كلفوه من الجتهاد ف حوادث الحكام عند نزولا بم وحدوثها
فيهم وردها إل معان الصول الت وقفهم عليها ونبههم بالشارة على ما فيها فكان منهم رحة ال عليهم ف
ذلك ما نقل إلينا عنهم من طريق الجتهاد الت اتفقوا عليها والطرق الت اختلفوا فيها ول يقلد بعضهم بعضا
ف جيع ما صاروا إليه من جيع ذلك لا كلفوه من الجتهاد وأمروا به فأما ما دعاهم إليه عليه السلم من
معرفة حدثهم والعرفة
بحدثهم ومعرفة أسائه السن وصفاته العليا وعدله وحكمته فقد بي لم وجوه الدلة ف جيعه حت
ثلجت صدورهم به واستغنوا عن استئناف الدلة فيه وبلغوا جيع ما وقفوا عليه من ذلك واتفقوا عليه إل من
جاء بعدهم فكان عذرهم فيما دعوا إليه من ذلك مقطوعا با نبههم عليه النب من الدلة على ذلك وما
شاهدوه من آياته الدالة على صدقه وعذر سائر من تأخر عنه مقطوع بنقلهم ذلك إليهم ونقل أهل كل زمان
حجة على من بعدهم من غي أن نتاج أرشدكم ال ف العرفة لسائر ما دعينا إل اعتقاده إل استئناف أدلة غي
الدلة الت نبه النب عليها ودعا سائر أمته إل تأملها إذ كان من الستحيل أن يأت ف ذلك أحد بأهدى
ما أتى به أو يصلوا من ذلك إل ما بعد عنه عليه السلم وجيع ما اتفقوا عليه من الصول مشهور ف
أهل النقل الذين عنوا بفظ ذلك وانقطعوا إل الحتياط فيه والجتهاد ف طلب الطرق الصحيحة إليه من
الحدثي والفقهاء يعلمه أكابرهم أصاغرهم ويدرسونه صبيانم ف كتاتيبهم لتقرر ذلك عندهم وشهرته فيهم
واستغنائهم ف العلم بصحة جيع ذلك بالدلة الت نبههم صاحب الشريعة عليها ف وقت دعوته واعلموا
أرشدكم ال أن ما دل على صدق النب من العجزات بعد تنبيهه لسائر التكلفي على حدثهم ووجود الحدث
لم قد أوجب صحة أخباره ودل على أن ما أتى به من الكتاب والسنة من عند ال عز وجل وإذا ثبت
باليات صدقه فقد علم صحة كل ما أخب به النب
عنه وصارت أخباره عليه السلم أدلة على صحة سائر ما دعانا إليه من المور الغائبة عن حواسنا
وصفات فعله وصار خبه عليه السلم عن ذلك سبيل إل إدراكه وطريقا إل العلم بقيقته وكان ما يستدل به
من أخباره عليه السلم على ذلك أوضح دللة من دللة العراض الت اعتمد على الستدلل با الفلسفة ومن
اتبعها من القدرية وأهل البدع النحرفي عن الرسل عليهم السلم من قبل أن العراض ل يصح الستدلل با
إل بعد رتب كثية يطول اللف فيها ويدق الكلم عليها فمنها ما يتاج إليه ف الستدلل على وجودها
والعرفة بفساد شبه النكرين لا والعرفة بخالفتها للجواهر ف كونا ل تقوم بنفسها ول يوز ذلك على شيء
منها والعرفة بأنا ل تبقى والعرفة باختلف أجناسها وأنه ل يصح انتقالا من مالا والعرفة بأن ما ل ينفك
منها فحكمه ف الدث حكمها ومعرفة ما يوجب ذلك من الدلة وما
يفسد به شبه الخالفي ف جيع ذلك حت يكن الستدلل با على ما هي أدلة عليه عند مالفينا الذين
يعتمدون ف الستدلل على ما ذكرناه با لن العلم بذلك ل يصح عندهم إل بعد العرفة بسائر ما ذكرناه
آنفا وف كل رتبة ما ذكرنا فرق تالف فيها ويطول الكلم معهم عليها وليس يتاج أرشدكم ال ف
الستدلل بب الرسول على ما ذكرناه من العرفة بالمر الغائب عن حواسنا إل مثل ذلك لن آياته والدلة
على صدقه مسوسة مشاهدة قد أزعجت القلوب وبعثت الواطر على النظر ف صحة ما يدعو إليه وتأمل ما
استشهد به على صدقه والعرفة بأن آياته من قبل ال تدرك بيسي الفكر فيها وأنا ل يصح أن
تكون من البشر لوضوح الطرق إل ذلك ول سيما مع إزعاج ال قلوب سائر من أرسل إليه النب على
النظر ف آياته برق عوائدهم له وحلول ما يعدهم به من النقم عند إعراضهم عنه ومالفتهم له على ما ذكرنا
ما كان من ذلك عند دعوة موسى وعيسى وممد صلى ال عليهم وسلم وإذا كان ذلك على ما وصفنا بان
لكم أرشدكم ال أن طرق الستدلل بأخبارهم عليهم السلم على سائر ما دعينا إل معرفته ما ل يدرك
بالواس أوضح من الستدلل بالعراض إذ كانت أقرب إل البيان على حكم ما شوهد من أدلتهم الحسوسة
ما اعتمدت عليه الفلسفة ومن اتبعهم من أهل الهواء واغتروا با لبعدها عن الشبهة كما ذكرناه وقرب من
أخلد من ذكرنا إل الستدلل به من الشبه وكذلك ما منع ال رسله من العتماد
عليه لغموض ذلك على كثي من أمروا بدعائهم وكلفوا عليهم السلم إلزامهم فرضه فأخلد سلفنا
رحة ال عليهم ومن اتبعهم من اللف الصال بعد ما عرفوه من صدق النب فيما دعاهم إليه من العلم بدثهم
ووجود الحدث لم با نبههم عليه من الدلة إل التمسك بالكتاب والسنة وطلب الق ف سائر ما دعوا إل
معرفته منها والعدول عن كل ما خالفها لثبوت نبوته عليه السلم عندهم وثقتهم بصدقه فيما أخبهم به عن
ربم لا وثقته الدللة لم فيه وكشفته لم العبة وأعرضوا عما صارت إليه الفلسفة ومن اتبعهم من القدرية
وغيهم من أهل البدع من الستدلل بذلك على ما كلفوا معرفته لستغنائهم بالدلة الواضحة ف ذلك عنه
وإنا صار من أثبت حدث العال والحدث له من الفلسفة إل الستدلل بالعراض والواهر لدفعهم الرسل
وإنكارهم لواز ميئهم وإذا كان العلم قد حصل لنا بواز
ميئهم ف العقول وغلط من دفعهم ذلك وبان صدقهم باليات الت ظهرت عليهم ل يسع لن عرف
من ذلك ما عرفه أن يعدل عن طرقهم إل طرق من دفعهم وأحال ميئهم فلما كان هذا واجبا لا ذكرناه عند
سلف المة واللف كان اجتهاد اللف ف طلب أخبار النب والحتياط ف عدالة الرواة لا واجبا عندهم
ليكونوا فيما يعتقدونه من ذلك على يقي ولذلك كان أحدهم يرحل إل البلد البعيدة ف طلب الكلمة تبلغه
عن رسول ال حرصا على معرفة الق من وجهه وطلبا للدلة الصحيحة فيه حت تثلج صدورهم با يعتقدونه
وتسكن نفوسهم إل ما يتدينون به ويفارقوا بذلك من ذمه ال ف تقليده لن يعظمه من سادته بغي دللة
تقتضي ذلك ولا كلفهم ال عز وجل ذلك وجعل أخبار نبيه
طريقا إل العارف با كلفهم إل آخر الزمان حفظ أخباره عليه السلم ف سائر الزمنة ومنع من تطرق
الشبه عليها حت ل يروم أحد تغيي شيء منها أو تبديل معن كلمة قالا إل كشف ال تعال ستره وأظهر ف
المة أمره حت يرد ذلك عليه العرب والعجمي ومن قد أهل لفظ ذلك من حلة علمه عليه السلم والبلغي
عنه كما حفظ كتابه حت ل يطيق أحد من أهل الزيغ على تريك حرف ساكن فيه أو تسكي حرف متحرك
إل يبادر القراء ف رد ذلك عليه مع اختلف لغاتم وتباين أوطانم لا أراده ال عز وجل من صحة الداء عنه
ووقوع التبليغ لا أتى به نبينا عليه السلم إل من يأت ف آخر الزمان
لنقطاع الرسل بعده واستحالة خلوهم من حجة ال عليهم حت قد ظهر ذلك بينهم وأيست من نيله
خواطر النحرفي عنه وجعل ال ما حفظه من ذلك وجع القلوب عليه حجة على من تعبد بعده عليه السلم
بشريعته ودللة لن دعا إل قبول ذلك من ل يشاهد الخبار وأكمل ال لميعهم طرق الدين وأغناهم با عن
التطلع إل غيها من الباهي ودل على ذلك بقوله تعال اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت
ورضيت لكم السلم دينا سورة الائدة وليس يوز أن يب ال عز وجل عن إكماله الدين مع الاجة إل
غي ما أكمل لم الدين به وبي النب معن
ذلك ف حجة الوداع لن كان بضرته من الم الغفي من أمته عند اقتراب أجله ومفارقته لم بقوله
اللهم هل بلغت فلو كنا نتاج مع ما كان منه عليه السلم ف معرفة ما دعانا إليه إل ما رتبه أهل البدع من
طرق الستدلل لا كان مبلغا إذ كنا نتاج ف العرفة بصحة ما دعانا إليه إل علم ما ل يبينه لنا من هذه
الطرق الت ذكروها ولو كان هذا كما قالوا لكان فيما دعانا إليه وقوله بنلة اللغز ولو كان كذلك لعارضه
النافقون وسائر الرصدين لعداوته ف ذلك ول ينعهم مانع كما ل ينعهم من تعنيته ف طلب اليات ومادلته
ف سائر الوقات ولكنهم ل يدوا سبيل إل الطعن لنه عليه السلم ل يدع شيئا ما بم الاجة إليه ف معرفة
سائر ما دعاهم إل اعتقاده
أو مثل فعله كذا إل وقد بينه لم ويزيد هذا وضوحا قوله عليه السلم إن قد تركتكم على مثل
الواضحة ليلها كنهارها وإذا كان هذا على ما وصفنا علم أنه ل يبق بعد ذلك عتب لزائغ ول طعن لبتدع إذ
كان عليه السلم قد أقام الدين بعد أن أرسى أوتاده وأحكم أطنابه ول يدع النب لسائر من دعاه إل توحيد
ال حاجة إل غيه ول لزائغ طعنا عليه ث مضى ممودا بعد إقامة الجة وتبليغ الرسالة وأداء المانة والنصيحة
لسائر المة حت ل يوج أحدا من أمته إل البحث عن شيء قد أغفله هو ما ذكره لم أو معن أسره إل أحد
من أمته بل قد قال عليه السلم ف القام الذي ل ينكتم قوله
فيه لستحالة كتمانه على من حضره أو طي شيء منه على من شهده إن خلفت فيكم ما إن تسكتم
به لن تضلوا كتاب ال وسنت ولعمري إن فيهما الشفاء من كل أمر مشكل والبء من كل داء معضل وإن ف
حراستهما من الباطل على ما تقدم ذكرنا له آية لن نصح نفسه ودللة لن كان الق قصده قال وفيما ذكرنا
دللة على صحة ما استندوا إل الستدلل به وقوة لا عرفوا الق منه فإذا كان ذلك على ما وصفنا فقد علمتم
بت أهل البدع لم ف نسبتهم لم إل التقليد وسوء اختيارهم لم ف الفارقة لم والعدول عما كانوا عليه
معهم وبال التوفيق وإذ قد بان با ذكرناه استقامة طرق
استدللم وصحة معارفهم فلنذكر الن ما أجعوا عليه من الصول قلت الطريقة الذكورة ف القرآن
هي الستدلل بدوث النسان وغيه من الحدثات العلوم حدوثها بالشاهدة ونوها على وجود الالق
سبحانه وتعال فحدوث النسان يستدل به على الحدث ل يتاج أن يستدل على حدوثه بقارنة التغي أو
الوادث له ووجوب تناهي الوادث والفرق بي الستدلل بدوثه والستدلل على حدوثه بي والذي ف
القرآن هو الول ل الثان كما قال تعال أم خلقوا من غي شيء أم هم الالقون سورة الطور 35فنفس
حدوث اليوان والنبات والعدن والطر والسحاب ونو ذلك معلوم بالضرورة بل مشهود ل يتاج إل دليل
وإنا يعلم بالدليل ما ل يعلم بالس وبالضرورة والعلم بدوث هذه الحدثات علم ضروري ل يتاج إل دليل
وذلك معلوم بالس أو بالضرورة إما بإخبار يفيد العلم الضروري أو غي ذلك من العلوم الضرورية وحدوث
النسان من الن كحدوث الثمار من الشجار وحدوث
النبات من الرض وأمثال ذلك ومن العلوم بالس أن نفس الثمرة حادثة كائنة بعد أن ل تكن
وكذلك النسان وغيه كما قال تعال أول يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ول يك شيئا سورة مري 67
وقال تعال قال كذلك قال ربك هو علي هي وقد خلقتك من قبل ول تك شيئا سورة مري 9ومعلوم أن
هذه الخلوقات خلقت من غيها كما خلق النسان من نطفة والطائر من بيضة والثمر من شجرة والشجرة
من نواة والسنبلة من حبة ومعلوم أن ما منه خلق هذا استحال وزال فالبة الت أنبتت سبع سنابل ل تبق حبة
ول يبق منها شيء بل استحال وقد تنازع الناس ف هذا الوضع فقال طائفة من أهل الكلم هنا أجسام
وجواهر منتقلة من حال إل حال كالجتماع بعد الفتراق والفتراق بعد الجتماع وأن تلك الواهر باقية
ولكن تغيت صفاتا وأعراضها وأنكر هؤلء أن تكون نفس العيان القائمة بنفسها انقلبت حقيقتها
فاستحالت ذاتا ولكن تغيت صفاتا وهذا مبن على أن الجسام مركبة من الواهر الفردة وهؤلء يقولون
إنا يعلم بالس والضرورة حدوث ما يدث من العراض والصفات وأما حدوث شيء من الجسام القائمة
بأنفسها فل نعلمه إل بالستدلل
والذي ذكره الشعري أول مبن على هذا الصل وهو ف ذلك موافق لن قال به من العتزلة وغيهم
وهذا من البقايا الت بقيت عليه من أصولم العقلية بعد رجوعه عن مذهبهم وبيانه لبطلن أقوالم الت أظهروا
با خلف أهل السنة والماعة وجهور العقلء من أصناف الناس أهل النظر والفلسفة وغيهم يقولون إن
هذا باطل وأن الجسام يستحيل بعضها إل بعض كما يقول ذلك الفقهاء والطباء وغيهم وكما يشهد ذلك
وإن الادث هو نفس أعيان اليوان والنبات ل مرد صفاتا وينكرون أن الجسام مركبة من الواهر الفردة
والنكرون للجوهر الفرد أكثر طوائف الكلم كالنجارية والضرارية والشامية والكلبية وطائفة من الكرامية
مع جهور الفلسفة وقالت طائفة من الفلسفة وغيهم بل الجسام الت يستحيل بعضها إل بعض بينها مادة
وهي هيول مشتركة بينها هي بعينها باقية ل تتبدل وإنا تبدلت الصورة وتلك اليول جوهر عقلي
وجهور العقلء أيضا ينكرون ذلك وذلك أن الن إذا صار حيوانا والاء هواء والواء ماء ونو ذلك
فالسم الثان له عي وصفات ليست عي الول ول صفاته وإنا يشتركان ف النوع وهو أن هذا له قدر وهذا
له قدر وكل منهما يقبل التصال والنفصال لكن ليس عي قدر هذا هو عي قدر هذا ول نفس ما يقوم به
التصال والنفصال من أحدها هو عي الخر الذي يقوم به التصال والنفصال وأحدها إذا قبل التصال
والنفصال فهو اجتماعه وافتراقه وذلك عرض له والقابل للجتماع الذي هو التصال هو القابل للفتراق
الذي هو النفصال بعن أن نفس القائم به هو هو ولكن تفرق بعد اجتماعه كالثوب والجر ونوها ما يقطع
ويكسر وهو كالشمعة الت تتلف صورها وهي هي بعينها وكالفضة الت تتلف صورها مع بقاء عينها فنفس
العي الت هي الوهر والسم باقية وإنا تغي شكلها وصفتها وذلك هو الصورة العرضية الت تغيت ل تتغي
القيقة ولفظ الصورة لفظ مشترك يراد بالصورة الشكل واليئة كصورة الات والشمعة والادة الاملة لذه
الصورة هي السم بعينه ويراد بالصورة نفس السم التصور وهذا السم التصور
ليس له مادة تمله فإن السم القائم بنفسه ل يكون شائعا ف جسم قائم بنفسه لكن خلق من مادة
كما خلق النسان من الن وهذه الادة ل تبقى مع وجود ما خلق منها بل تفن وتعدم شيئا فشيئا وهذا هو
العدم الشهود ف العيان فإن ال تعال كما ينشىء ما يلقه شيئا فشيئا فيفن ما يعدمه شيئا فشيئا وقد بسط
الكلم على هذه المور ف غي هذا الوضع وإذا كان كذلك فالطريقة الذكورة ف القرآن هي العلومة بالس
والضرورة ول يتاج مع ذلك إل إقامة دليل على حدوث ما يدث من العيان بل يستدل بذلك على وجود
الحدث تعال وأما العتزلة والهمية ومن تبعهم فطريقتهم الشهورة ف إثبات حدوث العال وإثبات الصانع
هي الستدلل بإثبات العراض أول وإثبات حدوثها ثانيا وبيان استحالة خلو الواهر عنها ثالثا وبيان استحالة
حوادث ل أول لا رابعا وقد وافقهم عليها أكثر الشعرية وغيهم وهذه هي الت ذمها الشعري وبي أنا
ليست طريقة النبياء صلوات ال وسلمه عليهم ول من اتبعهم وإنا سلكها من يالفهم من الفلسفة وأتباعهم
البتدعة كما تقدم وقد تقدم نقل كلمه ف ذلك وهو القصود وكلمه يقتضي أنا مرمة ف الدين
مبتدعة ل حاجة إليها لطول مقدماتا وغموضها وما فيها من الناع وهذا هو الذي قصدناه وهو أنه
نقل اتفاق السلف على الستغناء عن هذه الطريقة واما بطلنا فذاك مقام آخر ليس ف كلمه تعرض لذلك
ولذا كان ما سلكه هو من جنس هذه الطريق قال الشهرستان ف مسألة حدوث العال وللمتكلمي طريقان
ف السألة إحداها إثبات حدوثه والثان إبطال القول بالقدم أما الول فقد سلك عامتهم طريق الثبات بإثبات
العراض كما تقدم ذكره قال وأما الثان فقد سلك شيخنا أبو السن الشعري رضي ال عنه طريق البطال
فقال لو قدرنا قدم الواهر ل يل من أمور إما أن تكون متمعة أو مفترقة أو ل متمعة ول مفترقة أو متمعة
ومفترقة معا أو بعضها متمعا وبعضها مفترقا وبالملة ليس يلو من اجتماع وافتراق
وجواز طريان الجتماع والفتراق عليها أو تبدل بعضها ببعض وهي بذاتا ل تتمع ول تفترق لن
حكم الذات ل يتبدل فل بد إذا من جامع فارق قال وقد أخذ الستاذ أبو إسحاق السفرايين هذه الطريق
فكساها عبارة أخرى قلت هذه الطريقة إنا أراد با امتناع قدم جيع الواهر فهي مبنية على إثبات الوهر
الفرد حت يكن أن يفرض إمكان اجتماع الواهر وافتراقها وإل فإذا قيل إن من الجسام ما هو واحد ف
نفسه أو كل جسم متشابه فهو واحد ف نفسه أو قيل إنه مركب من الادة والصورة ل يلزم الفتراق فيما هو
واحد ف نفسه ول يسلم النازع إمكان افتراق كل جسم فيمنع قوله
ل يلو من اجتماع وافتراق وجواز طريان الجتماع والفتراق بل ويكن مع هذا أن يقال هي مركبة
من الواهر وينع قبول كل منهما للفتراق لكن يبنيه على أن الواهر متماثلة فما جاز على أحدها جاز على
الخر ول ريب أن تاثل الواهر والجسام إن سلمه النازع كان القول بدوث الجسام كلها ظاهرا فإن
منها ما هو حادث قطعا فيكون جيعها قابل للحدوث وما قبل الدوث ل يكن بنفسه موجودا فل بد له من
صانع وهو الذي ساه جامعا فارقا لكن هم يقولون إن الادث العلوم حدوثه هو العراض وحينئذ فل يكون
ف الواهر ما يعلم حدوثه إل بالدليل وإن أراد با امتناع قدم بعض الواهر فهذا ل ينازعه فيه من يقول إن
العيان الحدثة جواهر وهم أكثر العقلء فإنه من العلوم بالضطرار حدوث ما يشهد حدوثه من اليوان
والنبات والعدن لكن من يقول بأن الجسام مركبة من جواهر قد يقول إن الحدث تأليف وتركيب وهي
أعراض واما جهور العقلء فيقولون إن الحدث الشهود جواهر قائمة بأنفسها فالقصود أن من قال الجسام
مركبة من الواهر النفردة فهذه الجة توجب أنه ل بد لذلك التركيب من مركب وكلم الشعري الذي
ذكره الشهرستان مبن على هذا الصل ومن نازع ف ذلك ل يفده شيئا
وإذا دلت هذه الجة فإنا تدل على حدوث التركيب الذي هو عرض ل تدل على حدوث الواهر
إل بالطريقة الول وهي إثبات حدوث التركيب وامتناع حوادث غي متناهية وهذه الطريقة تسلكها الكرامية
ونوهم من يقول إن ال جسم قدي أزل وإنه ل يزل ساكنا ث ترك لا خلق العال ويتجون على حدوث
الجسام الخلوقة بأنا مركبة من الواهر الفردة فهي تقبل الجتماع والفتراق ول تلوا من اجتماع وافتراق
وهي أعراض حادثة ل تلو منها وما ل يلو من الوادث فهو حادث وأما الرب فهو عندهم واحد ل يقبل
الجتماع والفتراق ولكنه ل يزل ساكنا والسكون عندهم أمر عدمي وهو عدم الركة عما من شأنه أن
يتحرك كما يقول ذلك من يقوله من التفلسفة وهؤلء يقولون إن الباري ل يزل خاليا من الوادث حت قامت
به بلف الجسام الركبة من الواهر الفردة فإنا ل تلو من الجتماع والفتراق قال الشهرستان وربا
سلك أبو السن طريقا ف حدوث النسان بكونه من نطفة أمشاج وتقلبه ف أطوار اللقة وأكوار الفطرة
وليس يشك ف أنه ما غي ذاته ول بدل
صفاته ل البوان ول الطبيعة فتعي احتياجه إل صانع مدبر قال وما ثبت من الحكام لشخص واحد
أو لسم واحد ثبت ف الكل لشتراك الكل ف السمية قال الشهرستان وهذه الطريقة تمع الثبات
والبطال قلت هذه الطريقة هي التقدمة الت ذكرها الشعري ف رسالته إل أهل الثغر وهي مبنية على أنه
أثبت حدوث النسان با فيه من اختلف الصور واليئات ولذا قال إنه سلك طريقا ف إثبات حدوث النسان
فجعل حدوثه هو الدلول وجعل الدليل اختلف الصور عليه وقد جعل الصورة الادثة دليل على حدوث
التصور ول بد ف هذه الطريقة من بيان امتناع حوادث ل أول لا فهذه الطريقة من جنس طريقة العراض
لكنها أخص دليل ومدلول فإن اليئات أخص ومدلولا إنا هو حدوث ما حدثت هيئته ودليل أولئك يعم
ولكن الشعري عدل عن طريقة غامضة إل طريقة واضحة وهي الطريقة هي الت يسميها الرازي وأمثاله
الستدلل بدوث الصفات والعراض القائمة بالجسام فإنم يقولون ف
الستدلل على وجود الصانع ما قاله الرازي ف ناية العقول وغيه وقد ذكرنا ف غي هذا الوضع ما
ذكره من ذلك ف الربعي وقال ف النهاية اعلم أن الستدلل على ما ل يعلم بالضرورة إنا يكون با يعلم
بالضرورة والعلوم بالضرورة الجسام والعراض القائمة با وكل منهما إما أن يعتب إمكانه أو حدوثه فل جرم
كانت الدلة الدالة على الصانع تعال هذه السالك الربعة وذكر أن الول هو الستدلل بدوث الجسام
لقيام العراض با أو بعضها با فهذه هي الطريقة الشهورة عند الهمية والعتزلة ومن اتبعهم من الشعرية
والكرامية ومن دخل ف ذلك من الفقهاء أتباع الئمة الربعة وغيهم
وهذه هي الت ذكر الشعري أنا طريقة الفلسفة ومن اتبعهم من القدرية وذكر أنا مبتدعة مذمومة ف
الدين ل يسلكها السلف الصال وذكر أنا خطرة مبتدعة وأنه ل حاجة إليها قال الرازي والثان الستدلل
بإمكان الجسام على وجود الصانع تعال قال وهذه عمدة الفلسفة قلت هذه طريقة ابن سينا ومن وافقه
ليست طريقة قدماء الفلسفة وهي مبنية على أصلهم الفاسد ف التوحيد ونفي الصفات الذي بي الناس فساده
وتناقضهم فيه وهو طريقة التركيب الذي يقولون إن التصف بالصفات مركب والركب مفتقر إل أجزائه قد
تكلمنا عليها ف مواضع قال الرازي والسلك الثالث الستدلل بإمكان الصفات على وجود الصانع سواء
كانت الجسام واجبة أو مكنة قدية أو حادثة
قلت وهذه الجة مبنية على تاثل الجسام وقد بي الناس فساد هذه الجة وبي الرازي نفسه
فسادها بل وجهور العقلء على فسادها وقد بي ذلك ف موضع آخر على وجه ل يبقى ف القلب شبهة قال
الرازي والسلك الرابع الستدلل بدوث الصفات والعراض على وجود الصانع ولنفرض الكلم ف أعراض
ل يقدر عليها البشر مثل صيورة النطفة التشابة الجزاء إنسانا فإذا كانت تلك التركيبات أعراضا حادثة
والعبد غي قادر عليها فل بد من فاعل آخر ث من ادعى أن العلم باجة الحدث إل الفاعل ضروري ادعى
الضرورة هاهنا ومن بن ذلك على المكان أو على القياس على حدوث الذوات فكذلك يقول ف حدوث
الصفات قال والفرق بي الستدلل بإمكان الصفات وبي الستدلل بدوثها أن الول يقتضي أن ل يكون
الفاعل جسما والثان ل يقتضي ذلك قلت قد ذكرنا ف غي موضع أن هذا السلك صحيح لكن
الرازي قصر فيه من وجهي أحدها أنه ل يستدل بنفس الدوث بل يعل الدوث دليل على إمكان
الادث ث يقول والمكن ل بد له من مرجح وهذا المكان الذي يثبته هو المكان الذي يثبته ابن سينا وهو
المكان الذي يشترك فيه القدي والادث فجعل القدي الزل مكنا يقبل الوجود والعدم وهذا ما خالفوا فيه
سلفهم وسائر العقلء فإنم متفقون على أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون إل حادثا وابن سينا
وأتباعه يوافقون الناس على ذلك لكن يتناقضون وقد بسط الكلم على ذلك ف مواضع كما تكلمنا على ذلك
فيما ذكره الرازي ف إثبات الصانع ف أول الطالب العالية وأول الربعي وبينا فساد ذلك وأنه على هذا
التقدير ل ينفى لم دليل على إثبات واجب الوجود الوجه الثان أنه جعل ذلك استدلل بدوث الصفات
والعراض ليس بستقيم بل هو مبن على مسألة الوهر الفرد وقد ذكرنا ف غي موضع أن هؤلء بنوا مثل هذا
الكلم على مسألة الوهر الفرد وأن الجسام مركبة من الواهر الفردة وأن الادث إنا هو اجتماع الواهر
وافتراقها وحركتها وسكونا وهذه الربعة هي الكوان عندهم أو حدوث غي ذلك من العراض فيجعلون
تبديل العيان وإحداثها إنا هو تبديل أعراض وإحداثها
وقد قابلهم ف ذلك طائفة من التفلسفة كابن سينا وأمثاله فجعلوا الصور كلها جواهر كما جعل
أولئك الصور كلها أعراضا وذلك أن هؤلء التفلسفة نظروا ف الصنوعات كالات والدرهم والسيف والسرير
والبيت والثور ونو ذلك ما يؤلفه الدميون ويصورونه فوجدوها مركبة من مادة كالفضة ويسمونا أيضا
اليول واليول ف لغتهم معناه الحل وتصرفهم فيه بسب عرفهم الاص كتصرف متكلمي العرب ف اللغة
العربة فهذه الصنوعات مركبة من مادة هي الحل ومن صورة وهي الشكل الاص وهذا نظر صحيح ث
زعموا أن صور اليوان والنبات والعدن لا مادة هي هيولها كذلك وأن النار والواء والتراب لا أيضا مادة
هي هيولها ومنهم من قال جيع الجسام لا مادة مشتركة وهي هيولها وجعلوا اليول ثلث مراتب صناعية
وطباعية وكلية وتنازعوا هل تنفرد الادة الكلية عن الصور فتكون اليول مردة عن الصور على قولي وإثبات
هذه الادة الجردة يذكر عن شيعة أفلطن وإنكار ذلك قول أصحاب أرسطو
والتحقيق أن الصور الصناعية إنا هي أعراض وصفات قائمة بالجسام كالفضة والديد والشب
والغزل واللب ونو ذلك وأما اليوان والنبات والعدن فهي جواهر استحالت عن جواهر أخرى وإثبات مادة
مشتركة بينها باقية مع اختلف الصور عليها قول باطل كما أن إثبات أولئك للجوهر الفرد قول باطل
والذين قالوا إن بدن النسان وأمثاله من الحدثات إنا حدثت أعراضه ل تدث عي قائمة أخطأوا والذين
قالوا إن جيع الصور جواهر أخطأوا بل الصورة قد تكون عرضا كالشكل والصور الصناعية من هذا الباب
وقد يعب بالصورة عن نفس الشيء الصور كالنسان فالصورة هنا جوهر قائم بنفسه ليس قائما بوهر آخر
والقرآن العزيز ذكر خلق ال تعال لا خلقه من الواهر الت هي أعيان قائمة بأنفسها مع ما نشهده من إحداث
الصفات والعراض أيضا والستدلل بذلك على الالق سبحانه وجعل ذلك من آياته هو ما بينه القرآن
ولكن هؤلء ل يسلكوا طريقة القرآن من وجهي أحدها أنم جعلوا الوادث إنا هي أعراض ل
أعيان كما جعله الرازي وغيه لكن الرازي وغيه مع ذلك استدلوا بذلك على إثبات الصانع فكان دليل
صحيحا ف نفسه وإن كان فيه تقصي من ذلك الوجه ومن حيث رد ذلك إل طريقة المكان الثان ما ذكره
الشعري حيث إنه استدل بذلك على حدوث مل هذه الصفات والعراض بناء على أن الادث صورة هي
عرض ولا مل فتكون الجسام الت هي مل هذه العراض حادثة وهذا ل يتم إل ببيان امتناع حوادث ل أول
لا ث إذا أراد أن يستدل بذلك على حدوث سائر الجسام احتاج أن يبنيه على تاثل الجسام وهذه ثلث
مقدمات ينازعهم فيها أكثر العقلء بل يبينون فسادها بصريح العقول فهي من جنس طريقة العتزلة لكن
مقصود الشعري أن هذه الطريقة تغن الناس عن تلك الطريقة الطويلة الكثية القدمات الغامضة الت يقع فيها
نزاع فإذا كانت الطريقتان مشتركتي ف البناء على امتناع حوادث ل أول لا وهذه الطريقة ل تتاج إل ما
تتاج إليه تلك فكانت هذه أقرب وأيسر فبحث الشعري مع العتزلة ف هذه الطريقة من جنس بوثه
معهم ف غي ذلك من أصولم فإنه يبي تناقضهم ويلزمهم فيما نفوه نظي ما يلزمونه لهل الثبات فيما
أثبتوه فيستفاد من مناظرته لم معرفة فساد كثي من أصولم ولكن سلم لم أصول وافقهم عليها مثل تسليمه
لم صحة طريق العراض مع طولا ومثل إثباته للصانع بذه الطريق الت هي من جنسها وبن ذلك على إثبات
الوهر الفرد فلزم من تسليمه ذلك لم لوازم أراد أن يمع بينها وبي ما أثبته من الرؤية وإثبات الكلم
والصفات والعلو ل تعال فقال جهور طوائف العقلء من أهل السنة والديث وغيهم ومن العتزلة والفلسفة
وغيهم إن هذا مناقضة مالفة لصريح العقول ولذا قال من قال بقيت عليه بقية من العتزال وقالوا إنه
وافقهم على بعض أصولم الت بنوا عليها قولم كهذا الصل وهذا مثل ما ذكره أبو نصر السجزي ف البانة
قال حكى ممد بن عبد ال الغرب الالكي وكان فقيها صالا عن الشيخ أب سعيد البقي وهو من شيوخ
فقهاء الالكيي ببقة عن أستاذه خلف العلم وكان من فقهاء الالكيي قال أقام الشعري أربعي سنة على
العتزال ث أظهر التوبة فرجع عن الفروع وثبت على الصول قال أبو نصر وهذا كلم خبي بذهب الشعري
وغوره
قلت ليس مراده بالصول ما أظهروه من مالفة السنة فإن الشعري مالف لم فيما أظهروه من مالفة
السنة كمسألة الرؤية والقرآن والصفات ولكن أصولم الكلمية العقلية الت بنوا عليها الفروع الخالفة للسنة
مثل هذا الصل الذي بنوا عليه حدوث العال وإثبات الصانع فإن هذا أصل أصولم كما قد بينا كلم أب
السي البصري وغيه ف ذلك وأن الصل الذي بنت عليه العتزلة كلمها ف أصول الدين هو هذا الصل
الذي ذكره الشعري لكنه مالف لم ف كثي من لوازم ذلك وفروعه وجاء كثي من أتباعه التأخرين كأتباع
صاحب الرشاد فأعطوا الصول الت سلمها للمعتزلة حقها من اللوازم فوافقوا العتزلة على موجبها وخالفوا
شيخهم أبا السن وأئمة أصحابه فنفوا الصفات البية ونفوا العلو وفسروا الرؤية بزيد علم ل ينازعهم فيه
العتزلة وقالوا ليس بيننا وبي العتزلة خلف ف العن وإنا خلفهم مع الجسمة وكذلك قالوا ف القرآن إن
القرآن الذي قالت العتزلة إنه ملوق نن نوافقهم على خلقه ولكن ندعي ثبوت معن آخر وأنه واحد قدي
والعتزلة تنكر تصور هذا بالكلية وصارت العتزلة والفلسفة مع جهور العقلء يشنعون عليهم بخالفتهم
لصريح العقل ومكابرتم للضروريات
وسبب ذلك تسليمهم لم صحة تلك الصول الت ذكر الشعري أنا مبتدعة ف السلم مع أنه يكن
بيان أن قول الشعري وأصحابه أقرب إل صريح العقول من قول العتزلة كما يكن أن يبي أن قول العتزلة
أقرب إل صريح العقول من قول الفلسفة لكن هذا يفيد أن هذا القول أقرب إل العقول وإل الق ل يفيد
أنه هو الق ف نفس المر فهذا ينتفع به من ناظر الطاعن على الشعرية من العتزلة والطاعن على العتزلة من
الفلسفة فتبي له أن قول هؤلء خي من قول أصحابك فإنه كما أن كل من كان أقرب إل السنة فقوله أقرب
إل الدلة الشرعية فكذلك قوله أقرب إل الدلة العقلية ول ريب أن هذا ما ينبغي سلوكه فكل قول أو قائل
كان إل الق أقرب فإنه يبي رجحانه على ما كان عن الق أبعد أل ترى أن ال تعال لا نصر الروم على
الفرس وكان هؤلء أهل كتاب وهؤلء أهل أوثان فرح الؤمنون بنصر ال لن كان إل الق أقرب على من
كان عنه أبعد وأيضا فيمكن القريب إل الق أن ينازع
البعيد عنه ف الصل الذي احتج به عليه البعيد وأن يوافق القريب إل الق للسلف الول الذين كانوا
على الق مطلقا مثال ذلك أن متأخري الشعرية إذا ناظروا العتزلة ف مسألة الرؤية وقالت لم العتزلة رؤية
مرئي ل يواجه ول يقابل مالف لصريح العقل أمكن الشعرية ومن وافقهم على نفي القابلة والواجهة كطائفة
من أصحاب أحد وغيهم من أصحاب الئمة الربعة أن يقولوا لم الرؤية ثابتة بالسنة الستفيضة بل التواترة
عن النب وبإجاع السلف من أهل العصر الول ويكن تقريرها أيضا بالعقل كما بيناه ف غي هذا الوضع فل
يلو مع ذلك إما أن يكن الرؤية بدون الواجهة والقابلة وإما أن ل يكن فإن أمكن ذلك انقطعت العتزلة وإن
ل يكن كانوا بي أمرين إما موافقة العتزلة على نفي القابلة لنتفاء الباينة والعلو وإما موافقة أهل الديث على
الباينة والعلو التضمن معن القابلة والواجهة وهذا أول باتباع الشعري لنه قول أئمة مذهبهم كابن كلب
وغيه بل وقول الشعري أيضا وغيه من قدماء الصحاب فإن قال له العتزل إذا قلت ذلك لزمك أن يكون
متحيزا وأنت قد وافقتن على بطلن ذلك أمكن الشعري أن يقول له إما أن يكون علوه على العرش ومباينته
للخلق مع نفي التحيز مكنا وإما أن
ل يكون فإن كان مكنا انقطع العتزل وإن ل يكن مكنا قال له أنا وافقتك على نفي التحيز لعتقادي
صحة الدليل الدال على أن كل متحيز فهو مدث لا اتفقنا عليه من أن التحيز ل بد أن يكون مركبا من
الواهر النفردة فيصح عليه الجتماع والفتراق ويصح عليه الركة والسكون وكل ما قبل ذلك ل يل من
الوادث والوادث يب أن تكون متناهية لا انتهاء وما كان مستلزما لا له انتهاء كان له ابتداء فإذا كان
التحيز ل ينفك عما له ابتداء كان له ابتداء لن وجود اللزوم بدون اللزم متنع فيقول الشعري هذا الدليل
إن كان صحيحا ودليل الرؤية والعلو والباينة أيضا صحيح أمكن أن أقول بوجب ذلك وأثبت العلو والرؤية
والباينة بدون التحيز وإن قدر أنه ل يكن المع بي هذين فموافقت للسلف والئمة ف إثبات الرؤية والعلو
والباينة مع موافقت للكتاب والسنة أول من موافقتك على هذه القدمة وهي امتناع وجود ما ل يتناهى فإن
هذه القدمة لكل طائفة فيها قولن فللفلسفة فيها قولن وللمعتزلة فيها قولن وللشعرية فيها قولن ولهل
السنة والديث والفقه فيها قولن وأكثر العقلء على جواز وجود ما ل يتناهى ف الملة لكن منهم
من يوز ذلك ف الاضي كما يوزه ف الستقبل ومنهم من يوزه ف الستقبل دون الاضي والدلة
الدالة على امتناع ذلك قد عرف ضعفها ويقول له وقد علمت بالضطرار أن تصديق السلف للرسول ل يكن
مبنيا عليها فل يكون العلم بصدق الرسول موقوفا عليها ول علمي أيضا بصدق الرسول موقوفا عليها ول
معرفت للصانع تعال موقوفة عليها وليست هذه الطرق وأمثالا هي الطرق العقلية الت دل القرآن عليها وأرشد
إليها فإن تلك طرق صحيحة عقلية ل يكن عاقل أن ينازع فيها فإن حدوث الحدثات مشهود معلوم بالس
وافتقار الحدث إل مدث معلوم بضرورة العقل بل العقل الصريح يعلم افتقار كل ما يعلم حدوثه إل مدث
كما يعلم افتقار جنس الحدثات إل مدث فتعلم العيان الزئية الوجودة ف الارج كما تعلم القضية الكلية
الشاملة لا إل سائر ما ف هذا الباب من اليات الدالة على معرفة الصانع سبحانه كما قد بسط ف موضعه
وإذا كان كذلك تبي أن العلم بصدق الرسول ليس موقوفا على شيء من القدمات الناقضة لثبات
الصفات البية والرؤية والعلو على العرش ونو ذلك ما دل عليه السمع وهو الطلوب
فصل وما يوضح ذلك أن هذه الطرق البتدعة ف السلم ف إثبات الصانع الت أحدثها العتزلة
والهمية وتبعهم عليها من وافقهم من الشعرية وغيهم من أصحاب الئمة الربعة وغيهم قد طعن فيها
جهور العقلء فكما طعن فيها السلف والئمة وأتباعهم وذموا أهل الكلم با كذلك طعن فيها حذاق
الفلسفة وبينوا أن الطرق الت دل عليها القرآن العزيز أصح منها وإن كان أولئك العتزلة والشعرية أقرب إل
السلم من هؤلء الفلسفة من وجه آخر فأما ذم السلف والئمة لذا الكلم فمشهور كثي وقد قال أبو
القاسم ابن عساكر ف كتابه العروف بتبيي كذب الفترى فيما ينسب إل الشعري فإن قيل غاية ما تدحون
به أبا السن أن تثبتوا أنه
متكلم وتدلونا على أنه بالعرفة برسوم الدل متوسم ول فخر ف ذلك عند العلماء من ذوي التسنن
والتباع لنم يرون أن من تشاغل بذلك من أهل البتداع فقد حفظ عن غي واحد من علماء السلم عيب
التكلمي وذم أهل الكلم ولو ل يذمهم غي الشافعي لكفى فإنه قد بالغ ف ذمهم وأوضح حالم وشفى وأنتم
تنتسبون إل مذهبه فهل اقتديتم ف ذلك به ث روى ابن عساكر بإسناده عن الفرياب حدثن بشر بن الوليد
سعت أبا يوسف يقول من طلب الدين بالكلم تزندق ومن طلب غريب الديث كذب ومن طلب الال
بالكيمياء أفلس قال البيهقي وروى هذا أيضا عن مالك بن أنس وقال قال البيهقي وإنا يريد وال أعلم بالكلم
كلم أهل البدع فإن ف عصرها إنا كان يعرف بالكلم أهل البدع فأما أهل السنة فقلما كانوا
يوضون ف الكلم حت اضطروا إليه بعد قال ابن عساكر وأما قول الشافعي فأخبنا فلن وذكر من كتاب
مناقب الشافعي لعبد الرحن بن أب حات ثنا يونس بن عبد العلى سعت الشافعي يقول لن يبتلى الرء بكل ما
نى ال عنه سوى الشرك خي له من الكلم ولقد اطلعت من أهل الكلم على شيء ما ظننت أن مسلما يقول
ذلك قال ابن أب حات ثنا أحد بن أصرم الزن قال قال أبو ثور سعت الشافعي يقول ما تردى أحد بالكلم
فأفلح
وقال ابن أب حات ثنا الربيع قال رأيت الشافعي وهو نازل من الدرجة وقوم ف الجلس يتكلمون
بشيء من الكلم فصاح فقال إما أن تاورونا بي وإما أن تقوموا عنا وروى أيضا عن ابن عبد الكم سعت
الشافعي يقول لو علم الناس ما ف الكلم ف الهواء لفروا منه كما يفر من السد قال ابن عساكر فإنا عن
الشافعي الكلم البدعي الخالف عند اعتباره للدليل الشرعي قال وقد بي زكريا بن يي الساجي ف روايته
هذه الكاية عن الربيع أنه أراد بالنهي عن الكلم قوما تكلموا ف القدر ولذلك حكم بالتبديع ويدل عليه ما
أخبنا فلن وروى بإسناده عن ممد بن إسحاق بن خزية سعت يونس بن عبد العلى يقول جئت الشافعي
بعد ما كلم حفصا الفرد فقال غبت عنا يا
أبا موسى لقد اطلعت من أهل الكلم على شيء وال ما توهته قط ولن يبتلى الرء بكل ما نى ال
عنه ما خل الشرك بال خي له من أن يبتلى بالكلم قال فالشافعي إنا عن بقالته كلم حفص القدري وأمثاله
قلت حفص الفرد ل يكن من القدرية وإنا كان على مذهب ضرار بن عمرو الكوف وهو من الثبتي للقدر
لكنه من نفاة الصفات وكان أقرب إل الثبات من العتزلة والهمية وقد ذكر ذلك الشعري ف القالت
فقال ذكر الضرارية أصحاب ضرار بن عمرو والذي فارق ضرار بن عمرو به العتزلة قوله إن أعمال العباد
ملوقة وإن فعل واحدا لفاعلي أحدها خلقه وهو ال والخر اكتسبه وهو العبد وإن ال فاعل لفعال العباد ف
القيقة وهم فاعلون لا ف
القيقة وكان يزعم أن الستطاعة قبل الفعل ومع الفعل وأنا بعض الستطيع وأن النسان أعراض
متمعة وكذلك السم أعراض متمعة وأن العراض قد يوز أن تنقلب أجساما وكان يزعم أن كل ما تولد
عن فعله كالل الادث عن الضربة وذهاب الجر الادث عن الدفعة فعل ل سبحانه وللنسان وكان يزعم
ان معن أن ال عال قادر أنه ليس باهل ول عاجز وكذلك كان يقول ف سائر صفات الباري لنفسه قال
وكان يزعم أن ال سخلق حاسة سادسة يوم القيامة للمؤمني يرون با ماهيته أي ما هو قال وقد تابعه على
ذلك حفص الفرد وغيه فهذا الذي ذكره الشعري من قول ضرار وحفص الفرد ف القدر هو مالف لقول
العتزلة بل هو من أعدل القوال وأشبهها وقوله إل قول الشعري وأصحابه ف القدر والرؤية أقرب من قوله
إل قول العتزلة بل هو ف القدر أقرب إل قول أهل الديث والفقهاء وسائر أهل السنة
وأعدل من قول الشعري حيث جعل العبد فاعل حقيقة وأثبت استطاعتي ونو ذلك ما أثبته أئمة
الفقهاء وأهل الديث كما هو مذكور ف موضعه قال ابن عساكر فأما الكلم الوافق للكتاب والسنة الوضح
لقائق الصول عند الفتنة فهو ممود عند العلماء وروي عن ابن خزية سعت الربيع يقول لا كلم الشافعي
حفصا الفرد فقال حفص القرآن ملوق قال له الشافعي كفرت بال العظيم وعن الربيع قال حضرت الشافعي
أو حدثن أبو شعيب أل إن أعلم أنه حضر عبد ال بن عبد الكم ويوسف بن عمرو بن يزيد وحفص الفرد
وكان الشافعي يسميه النفرد فسأل حفص عبد ال بن عبد الكم فقال ما تقول
ف القرآن فأب أن ييبه فسأل يوسف بن عمرو فلم يبه فكلها أشار إل الشافعي فسأل الشافعي
واحتج عليه فطالت فيه الناظرة فقام الشافعي بالجة عليه بأن القرآن كلم ال غي ملوق وكفر حفصا الفرد
قال الربيع فلقيت حفصا ف السجد بعد فقال أراد الشافعي قتلي وروي عن الشافعي قال ما ناظرت أحدا
أحببت أن يطىء إل صاحب بدعة فإن أحب أن ينكشف أمره للناس قال البيهقي إنا أراد الشافعي بذا
الكلم حفصا الفرد وأمثاله من أهل البدع وهكذا مراده بكل ما حكي عنه من ذم الكلم وذم أهله غي أن
بعض الرواة أطلقه وبعضهم قيده
وروى البيهقي عن أب الوليد بن الارود قال دخل حفص الفرد على الشافعي فقال لنا لن يلقى ال
العبد بذنوب مثل جبال تامة خي له من أن يلقاه باعتقاد حرف ما عليه هذا الرجل وأصحابه وكان يقول
بلق القرآن قلت حفص الفرد كما هو معروف عند أهل العلم بقالت الناس بإثبات القدر فهو من نفات
الصفات القائلي بأن ال تعال ل تقوم به صفة ول كلم ول فعل وأصل حجتهم ف ذلك هو دليل العراض
التقدم فإن القرآن كلم والكلم عندهم كسائر الصفات والفعال ل يقوم إل بسم والسم مدث فكان
إنكار الشافعي عليه لجل الكلم الذي دعاهم إل هذا ل تكن مناظرته له ف القدر ومن ظن أن الشافعي ناظره
ف القدر فقد أخطأ خطأ بينا فإن الناس كلهم إنا نقلوا مناظرته له ف القرآن هل هو ملوق أم ل وأهل
القالت متفقون على أن حفصا ل يكن من نفاة القدر بل من
مثبتيه وقد ظن البيهقي وغيه أنه إنا ذم مذهب القدرية فقال وإنا ذم الشافعي مذهب القدرية أل تراه
قال بشيء من هذه الهواء واستحب ترك الدال فيه وكأنه سع ما رويناه عن عمر بن الطاب رضي ال عنه
عن النب أنه قال ل تالسوا أهل القدر ول تفاتوهم الديث أو غي ذلك من الخبار الواردة ف معناه وعلى
مثل ذلك جرى أئمتنا ف قدي الدهر عند الستغناء عن الكلم فيه فإذا احتاجوا إليه أجابوا با ف كتاب ال ث
ف سنة رسول ال من الدللة على إثبات القدر ل تعال وأنه ل يري ف ملكوت السماوات والرض شيء إل
بكم ال وبقدرته وإرادته وكذلك ف سائر مسائل
الكلم اكتفوا با فيها من الدللة على صحة قولم حت حدثت طائفة سوا ما ف كتاب ال من الجة
عليهم متشابا وقالوا نترك القول بالخبار أصل وزعموا أن الخبار الت حلت عليهم ل تصح ف عقولم فقام
جاعة من أئمتنا بذا العلم وبينوا لن وفق للصواب ورزق الفهم أن جيع ما ورد ف تلك الخبار صحيح ف
العقول وما ادعوه ف الكتاب من التشابه باطل ف العقول وحي أظهروا بدعهم وذكروا ما اغتر به أهل
الضعف من شبههم أجابوهم فكشفوا عنها با هو حجة عندهم كما فعل الشافعي فيما حكينا عنه لوجوب
المر بالعروف والنهي عن النكر وما ف ترك إنكار النكر والسكوت عنه من الفساد والتعدي وكانوا ف
القدي إنا يعرفون بالكلم أهل الهواء فأما أهل السنة والماعة فمعولم فيما يعتقدون الكتاب والسنة وكانوا
ل يتسمون بتسميتهم قال وإنا يعن وال أعلم بقوله من ارتدى بالكلم ل يفلح كلم أهل الهواء الذين
تركوا الكتاب والسنة وجعلوا معولم
عقولم وأخذوا ف تسوية الكتاب عليها وحي حلت عليهم السنة بزيادة بيان لنقض أقاويلهم اتموا
رواتا وأعرضوا عنها قال فأما أهل السنة فمذهبهم ف الصول مبن على الكتاب والسنة وإنا أخذ من أخذ
منهم ف العقل إبطال لذهب من زعم أنه غي مستقيم ف العقل إل أن قال البيهقي وف كل هذا دللة أن
الكلم الذموم إنا هو كلم أهل البدع الذي يالف الكتاب والسنة فأما الكلم الذي يوافق الكتاب والسنة
ويبي بالعقل والعبة فإنه ممود مرغوب فيه عند الاجة تكلم فيه الشافعي وغيه من أئمتنا رضي ال عنهم
قال وكان عبد ال بن يزيد بن هرمز شيخ مالك بن أنس أستاذ الشافعي بصيا بالكلم والرد على أهل الهواء
وروى من تاريخ يعقوب بن سفيان عن ابن وهب قال
قال مالك كان ابن هرمز رجل كنت أحب أن أقتدي به وكان قليل الكلم قليل الفتيا شديد التحفظ
وكان كثيا ما يفت الرجل ث يبعث ف إثره فيده إليه حت يبه بغي ما أفتاه قال وكان بصيا بالكلم وكان
يرد على أهل الهواء وكان من أعلم الناس با اختلف فيه الناس من هذه الهواء وروى ابن عساكر من طريق
البيهقي عن الاكم سعت أبا بكر بن عبد ال بن يوسف الفيد من أصل كتابه سعت السي بن الفضل
البجلي يقول دخلت على زهي بن حرب بعد ما قدم من عند الأمون وقد امتحنه فأجاب إل ما سأله وكان
أول ما قال ل يا أبا علي تكتب عن الرتدين فقلت معاذ ال ما أنت برتد وقد قال ال تعال من كفر بال من
بعد إيانه إل من أكره وقلبه مطمئن باليان سورة النحل 106فوضع ال عن الكره ما يسمعه ف القرآن ث
سألته عن أشياء يطول ذكرها فقال أشدها
علينا أن قال لنا ما تقولون ف عيسى قلنا من عيسى يا أمي الؤمني قال عيسى بن مري قلنا رسول ال
قال وكلمته قلنا نعم قال فما تقولون فيمن قال ليس عيسى كلمة ال قلنا كافر يا أمي الؤمني قال فقال لنا
أليس عيسى كلمة ال قلنا بلى قال أفمخلوق أم غي ملوق قلنا ملوق قال فمن زعم أنه غي ملوق قلنا كافر
يا أمي الؤمني قال فما تقولون ف القرآن قلنا كلم ال عز وجل قال ملوق أو غي ملوق قلنا غي ملوق قال
فمن زعم أنه ملوق قلنا كافر قال فمن زعم أن عيسى غي ملوق وهو كلمة ال قلنا كافر قال يا سبحان ال
عيسى كلمة ال ومن نفى اللق عنه كافر والقرآن كلمة ال ومن يثبت اللق عليه كافر قال السي فأعلمته
ما يب من القول وقلت له قد كان الكي يتلف إليكم ويقول لكم إن أعلم من هذا الباب ما ل تعلمون
فتعلموا ذلك من فتحملكم الرياسة على ترك ذلك ويقول لكم يكون لكم ما تعلمتموه من عدة تعتدونا
لعدائكم فإن هجموا ل تتاجوا إل طلب العدة وإن ل يضركم العداء ل يضركم العداد للعدة
فتأبون ذلك والجة ف هذا الباب كيت وكيت فقال وال وددت أن كنت أعلم هذا كما تعلمه يوم
دخلت على الأمون وأن ثلث روايت ساقطة عن ث نظر إل يي بن معي وهو معه فقال له وأنا أقول كما
تقول فقال ل زهي فعلم ابن فإنه حدث فخلوت به ف السجد فعلمته ذلك ث انصرفت قال الاكم السي
بن الفضل البجلي صاحب عبد العزيز الكي القدم ف معرفة الكلم ه قلت هذه الكاية وقع فيها تغيي إن
كان أصلها صحيحا فإن زهي بن حرب ويي بن معي ونوها من امتحن ف زمن الحنة ل يتمعوا بالأمون
ول ناظرهم بل ذهب إل الثغر بطرسوس وكتب إل نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب أن يتحن
الناس فامتنعوا من الجابة فكتب إليه كتابا ثانيا يغلظ فيه ويأمر بقتل القاضيي بشر بن الوليد وعبد الرحن بن
إسحاق إن ل ييبا ويأمر بتقييد من ل يب من العلماء فامتنع من الجابة سبعة منهم زهي بن حرب الذكور
ث أجاب بعد القيد خسة منهم
زهي بن حرب وبقي أحد بن حنبل وممد بن نوح ل ييبا فحمل إليه مقيدين فمات ممد بن نوح ف
الطريق ومات الأمون قبل وصول أحد بن حنبل إليه وهذا كله معلوم عند أهل العلم بذلك ل يتلفوا ف ذلك
فإن كانت قد جرت مناظرة مع زهي بن حرب فلعل ذلك كان مع غي الأمون ولعل ذلك كان بي يدي نائبه
إسحاق بن إبراهيم فإنه هو الذي باشرهم بالحنة وإنا الذي ناظر الهمية ف الحنة هو أحد بن حنبل وكان
ذلك ف خلفة العتصم بعد أن بقي ف البس أكثر من سنتي وجعوا له أهل الكلم من البصرة وغيها من
الهمية والعتزلة والنجارية مثل أب عيسى ممد بن عيسى برغوث صاحب حسي النجار وناظرهم ثلثة أيام
وقطعهم ف تلك الناظرات كما قد شرحنا تلك الناظرت ف غي هذا الوضع وهذه الجة الت ذكرت ف
حكاية زهي بن حرب ذكرها المام أحد وتكلم عليها فيما كتبه ف الرد على الهمية وهو ف البس قبل
اجتماعه بم للمناظرة فكان الواب عن هذه ما هو بعد عند الئمة كأحد بن حنبل وأمثاله قال أحد فيما
كتبه ث إن الهمي ادعى أمرا آخر فقال
أنا أجد آية ف كتاب ال تدل على القرآن أنه ملوق فقلنا أي آية قال قول ال عز وجل إنا السيح
عيسى ابن مري رسول ال وكلمته ألقاها إل مري سورة النساء 171وعيسى ملوق فقلنا إن ال منعك
الفهم ف القرآن إن عيسى تري عليه ألفاظ ل تري على القرآن لنه يسمى مولودا ورضيعا وطفل وغلما
يأكل ويشرب وهو ماطب بالمر والنهي يري عليه الوعد والوعيد ث هو من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم فل
يل لنا أن نقول ف القرآن ما نقول ف عيسى فهل سعتم ال يقول ف القرآن ما قال ف عيسى ولكن العن من
قول ال جل ثناؤه إنا السيح عيسى ابن مري رسول ال وكلمته
ألقاها إل مري فالكلمة الت ألقاها إل مري حي قال له كن فكان عيسى بكن فعيسى ليس هو الكن
ولكن بالكن كان فالكن من ال قول وليس الكن ملوقا وكذبت النصارى والهمية على ال ف أمر عيسى
وذلك أن الهمية قالوا عيسى روح ال وكلمته إل أن كلمته ملوقة وقالت النصارى عيسى روح ال من ذات
ال وكلمة ال من ذات ال كما يقال إن هذه الرقة من هذا الثوب قلنا نن إن عيسى بالكلمة كان وليس
عيسى هو الكلمة وأما قول ال تعال وروح منه سورة النساء 171يقول من أمره كان الروح فيه كقوله
وسخر لكم ما ف السماوات وما ف الرض جيعا منه سورة الاثية 13يقول من أمره وتفسي
روح ال إنا معناها أنا روح يلكها ال خلقها ال كما يقال عبد ال وساء ال وأرض ال فبي المام
أحد أن الهمية العطلة والنصارى اللولية ضلوا ف هذا الوضع فإن الهمية النفاة يشبهون الالق تعال
بالخلوق ف صفات النقص كما ذكر ال تعال عن اليهود أنم وصفوه بالنقائص وكذلك الهمية النفاة إذا
قالوا هو ف نفسه ل يتكلم ول يب ونو ذلك من نفيهم واللولية يشبهون الخلوق بالالق فيصفونه بصفات
الكمال الت ل تصلح إل ل كما فعلت النصارى ف السيح ومن جع بي النفي واللول كحلولية الهمية مثل
صاحب الفصوص وغيه قالوا أل ترى الق يظهر بصفات الحدثات وأخب بذلك عن نفسه وبصفات النقص
والذم أل ترى الخلوق يظهر بصفات الق فهي كلها صفات له كما أن صفات الخلوق حق ل فهم يصفون
الخلوق بكل ما يوصف به الالق ويصفون
الالق بكل ما يوصف به الخلوق فإن الوحدة والتاد واللول العام يقتضي ذلك ولفظ الكلم مثل
لفظ الرحة والمر والقدرة ونو ذلك من ألفاظ الصفات الت يسمونا ف اصطلح النحاة مصادر ومن لغة
العرب أن لفظ الصدر يعب به عن الفعول كثيا كما يقولون درهم ضرب المي ومنه قوله تعال هذا خلق
ال سورة لقمان 11أي ملوقة فالمر يراد به نفس مسمى الصدر كقوله أفعصيت أمري سورة طه 93
فليحذر الذين يالفون عن أمره سورة النور 63ذلك أمر ال أنزله إليكم سورة الطلق 5ويراد به الأمور
به كقوله تعال وكان أمر ال قدرا مقدورا سورة الحزاب 38أتى أمر ال فل تستعجلوه سورة النحل 1
فالول هو من كلم ال وصفاته والثان مفعول ذلك وموجبه ومقتضاه وكذلك لفظ الرحة يراد با صفة ال
الت يدل عليها اسه الرحن الرحيم كقوله تعال ربنا وسعت كل شيء رحة وعلما سورة غافر 7ويراد با
ما يرحم به عباده من
الخلوقات كقول النب إن ال خلق الرحة يوم خلقها مائة رحة وقوله عن ال تعال يقول للجنة أنت
رحت أرحم بك من أشاء من عبادي ويقول للنار أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي وكذلك الكلم
يراد به الكلم الذي هو الصفة كقوله تعال وتت كلمة ربك صدقا وعدل سورة النعام 115وقوله
يريدون أن يبدلوا كلم ال سورة الفتح 15ويراد به ما فعل بالكلمة كالسيح الذي قال له كن فكان فخلقه
من غي أب على غي الوجه العتاد العروف ف
الدميي فصار ملوقا بجرد الكلمة دون جهور الدميي كما خلق آدم وحواء أيضا على غي الوجه
العتاد فصار عيسى عليه السلم ملوقا بجرد الكلمة دون سائر الدميي وف هذا الباب باب الضافات إل ال
تعال ضلت طائفتان طائفة جعلت جيع الضافات إل ال إضافة خلق وملك كإضافة البيت والناقة إليه وهذا
قول نفاة الصفات من الهمية والعتزلة ومن وافقهم حت ابن عقيل وابن الوزي وأمثالما إذا مالوا إل قول
العتزلة سلكوا هذا السلك وقالوا هذه آيات الضافات ل آيات الصفات كما ذكر ذلك ابن عقيل ف كتابه
السن بنفي التشبيه وإثبات التنيه وذكره أبو الفرج ابن الوزي ف منهاج الوصول وغيه وهذا قول ابن حزم
وأمثاله من وافقوا الهمية على نفي الصفات وإن كانوا منتسبي إل الديث والسنة وطائفة بإزاء هؤلء
يعلون جيع الضافات إليه صفة ويقولون بقدم الروح فمنهم من يقول بقدم روح العبد لقوله
ونفخت فيه من روحي سورة الجر 29وهم من جنس النصارى الذين يقولون بأن روح عيسى
من ذات ال تعال ومن هؤلء من ينتسب إل أهل السنة والديث إل المام أحد وغيه من أئمة السنة
كطائفة أهل طبستان وجيلن وأتباع الشيخ عدي وغيهم وطائفة ثالثة تقف ف روح العبد هل هي ملوقة
أم ل وهم منتسبون إل السنة والديث من أصحاب أحد وغيهم والناع بي متأخري أصحاب أحد وغيهم
هو ف الضافات البية كالوجه واليد والروح وأما العتزلة فيطردون ذلك ف الكلم وغيه وقد بي أحد الرد
على الطائفتي الوليي وهؤلء الطائفتان أيضا يضلون ف الضاف بن فإن الجرور بالضافة حكمه حكم
الضاف كقوله تعال ولكن حق القول من سورة السجدة 13وقوله تعال وروح منه سورة النساء 171
فالطائفتان يعلون القول منه كالروح منه ث يقول النفاة والروح ملوقة بائنة عنه فالقول ملوق بائن عنه ويقول
اللولية القول صفة له ليس لخلوق فالروح الت منه صفة له ليست ملوقة
والفرق بي البابي أن الضاف إذا كان معن ل يقوم بنفسه ول بغيه من الخلوقات وجب أن يكون
صفة ل تعال قائما به وامتنع أن تكون إضافته إضافة ملوق مربوب وإن كان الضاف عينا قائمة بنفسها
كعيسى وجبيل وأرواح بن آدم امتنع ان تكون صفة ل تعال لن ما قام بنفسه ل يكون صفة لغيه فقوله
تعال فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لا بشرا سويا سورة مري 17وقوله ف عيسى وروح منه وقوله تعال قل
الروح من أمر رب سورة السراء 85يتنع أن يكون شيء من هذه العيان القائمة بنفسها صفة ل تعال
لكن العيان الضافة إل ال تعال على وجهي أحدها أن تضاف إليه من جهة كونه خلقها وأبدعها فهذا
شامل لميع الخلوقات كقولم ساء ال وأرض ال ومن هذا الباب فجميع الخلوقي عباد ال وجيع الال مال
ال وجيع البيوت والنوق ل والوجه الثان أن يضاف إليه لا خصه ال به من معن يبه ويرضاه ويأمر به كما
خص البيت العتيق بعبادة فيه ل تكون ف غيه وكما خص الساجد بأن يفعل فيها ما يبه ويرضاه من
العبادات وأن
تصان عن الباحات الت ل تشرع فيها فضل عن الكروهات وكما يقال عن مال الفيء والمس هو
مال ال ورسوله ومن هذا الوجه فعباد ال هم الذين عبدوه وأطاعوا أمره فهذه إضافة تتضمن ألوهيته وشرعه
ودينه وتلك إضافة تتضمن ربوبيته وخلقه وهذه الضافة العامة ل تتضمن إل خلقه وربوبيته وكذلك كلماته
نوعان كلماته الدينية التضمنة شرعه ودينه كالقرآن وكلماته الكونية الت با كون الكائنات وهي الكلمات
الت كان النب يستعيذ با ف قوله أعوذ بكلمات ال التامات الت ل ياوزها بر ول فاجر فإن كلماته الت با
كون الخلوقات ل يرج عنها بر ول فاجر بلف كلماته الت شرع با دينه فإن الفجار عصوها كما عصاها
إبليس ومن اتبعه وال تعال ل يضيف إليه من الخلوقات شيئا إضافة تصيص إل
لختصاصه بأمر يوجب الضافة وإل فمجرد كونه ملوقا وملوكا ل يوجب أن يص بالضافة وبذا
يتبي فساد قول النفاة الذين يقولون ف قوله تعال ما منعك أن تسجد لا خلقت بيدي سورة ص 75من
القوال ما ل اختصاص لدم به كقولم بقدرته أو بنعمته أو أن العن خلقته أنا أو أنه أضافه إل نفسه إضافة
تصيص فإن هذه العان كلها موجودة ف اللئكة وإبليس والبهائم فل بد أن يثبت لدم من اختصاصه بكونه
سبحانه خلقه بيديه ما ل يثبت لؤلء وكذلك أيضا إذا قيل عن القرآن العزيز أو غيه إنه كلم ال فإن هذا ل
يوجب أن تكون إضافته إليه إضافة خلق وملك لوجهي أحدها أنه صفة والصفات إذا أضيفت إليه كانت
إضافة وصف ل إضافة خلق الثان أن هذا يقتضي أن يكون كل كلم خلقه ال كلمه فيكون إنطاقه لا أنطقه
من الخلوقات كلما له ومن عرف أن ال خالق كل شيء لزمه أن يعل كل كلم ف الوجود كلمه كما
فعل ذلك حلولية الهمية كابن عرب وغيه حيث قالوا وكل كلم ف الوجود كلمه سواء علينا نثره
ونظامه
ول يوز أن تكون إضافته إليه لختصاصه بعن يبه ويرضاه كما أضاف إليه البيت والناقة بقوله تعال
وطهر بيت للطائفي والقائمي سورة الج 26وقوله ناقة ال وسقياها سورة الشمس 13لن هذا يوجب
أن يكون كل كلم يبه ال فإنه كلمه فيكون النسان إذا أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بي الناس يكون
ذلك كلم ال ويكون الشاهد إذا شهد بشهادة أمر با تكون كلم ال ويكون كل من حدث بديث عن
النب فإنا حدث بكلم ال تعال والناس قد تنازعوا ف مثل قوله أخذتوهن بأمانة ال واستحللتم فروجهن
بكلمة ال هل الراد با الكلمة الت شرعها ال وهي عقدة النكاح أو الراد كلمة ال الت تكلم با وهي شرعه
وإذنه وتليله لذلك والصواب أن الراد بقوله كلمة ال كلمه الذي تكلم به التضمن إذنه وتليله وشرعه ل
العقد الذي هو كلم العباد ومن قال
إن الراد به العقد فقد أخطأ من وجوه متعددة قد بسطناها ف غي هذا الوضع وتكلمنا على ذلك ف
مسألة مفردة ول يعرف قط أنه أضيف إل ال كلم إل كلم تكلم ال به ولكن لو قدر أنه قد يراد بالكلم
الضاف إل ال ما أمر به وقدر أنه حصل نزاع ف قوله وكلمة ال هي العليا سورة التوبة 40هل الراد
الكلمة الت يبها ويأمر با أو الكلمة الت تكلم با وهي نفس أمره وخبه وكذلك قوله من قاتل لتكون كلمة
ال هي العليا فمن قال الراد بالميع كلم ال الذي تكلم به اطردت الضافة على قوله ولو قدر أن قائل قال
أضيف إليه من الكلم ما يبه ويرضاه وإن ل يكن تكلم به ل يكن أن يعل كون القرآن
كلمه من هذا الباب بالضرورة والتفاق إذ لزم ذلك أن يكون القرآن بنلة ما أمر به من الشهادة
والخبار وتقوي السلع وخرص النخل وسائر أنواع الكلم الصادق الذي يب التكلم به فيكون كل من تكلم
بشيء من ذلك قد تكلم بكلم ال ويكون كون القرآن كلم ال هو من هذا الباب ول يكون ل عز وجل ف
نفسه كلم إل ما تكلم به اللق وهذا ما يعلم بالضطرار من دين السلم فساده ث قول القائل الكلم الذي
يبه ال ويرضاه ويأمر به أو الكلم الذي يكرهه وينهى عنه يقتضي أن هناك مبة ورضاء وأمرا غي الأمور به
وكلما هو ني غي النهي عنه وذلك هو كلمه الذي هو أمره ونيه فالمر والنهي غي الأمور به والنهي عنه
وهذا على قول من اشتبه عليه أمر الضافة ف هذه الواضع وإل فالصواب ف قوله واستحللتم فروجهن بكلمة
ال أنا كلمته الت تكلم با وكذلك قوله تعال وكلمة ال هي العليا سورة التوبة 40
هي كلمته الت تكلم با وكل كلم تكلم به سبحانه مبا فإنه صدق كما أن كل كلم تكلم به آمرا
فهو عدل وقد تت كلماته صدقا وعدل فالكلم له نسبة إل التكلم به وهو المر الخب به وله نسبة إل
التكلم فيه وهو الأمور به والخب عنه فكلم ال الذي تكلم به يشترك كله ف كونه تكلم به ث ما أخب به
عن نفسه مثل قوله تعال قل هو ال أحد سورة الخلص 1وآية الكرسي وغي ذلك أفضل ما أخب به عن
خلقه وذكر فيه أحوالم كقوله تعال تبت يدا أب لب وتب سورة السد 1وهذا أصح القولي لهل السنة
وغيهم وهو قول جهور العلماء من الولي والخرين فإن طائفة من النتسبي إل السنة وغيهم يقولون إن
نفس كلم ال تعال ل يتفاضل ف نفسه بناء على أنه قدي والقدي ل يتفاضل ويتأولون قوله تعال ما ننسخ
من آية أو ننسها نأت بي منها أو
مثلها سورة البقرة 106أي خي لكم وأنفع والصواب الذي عليه جهور السلف والئمة أن بعض
كلم ال أفضل من بعض كما دل على ذلك الشرع والعقل ففي الديث الثابت عن النب أنه قال لب سعيد
ابن العلى لعلمنك سورة ل ينل ف التوراة ول ف النيل ول ف الزبور ول ف القرآن مثلها ث أخبه أنا
فاتة الكتاب فأخب النب أنه ليس ف القرآن لا مثل فبطل قول من قال بتماثل جيع كلم ال وكذلك ثبت ف
الصحيح أنه قال لب بن كعب أتدري أي آية ف كتاب ال أعظم فقال ال ل إله إل هو الي القيوم سورة
البقرة 255فضرب بيده ف صدري وقال ليهنك العلم أبا النذر فبي أن هذه الية أعظم من غيها من اليات
وقد ثبت عنه ف الصحيحي من غي وجه أن قل هو ال أحد سورة الخلص 1تعدل ثلث القرآن
وذلك أن القرآن إما خب وإما إنشاء والب إما خب عن الالق وإما عن الخلوق فثلثه قصص وثلثه أمر وثلثه
توحيد فهي تعدل ثلث القرآن بذا العتبار وأيضا فالكلم وإن اشترك من جهة التكلم به ف أنه تكلم بالميع
فقد تفاضل من جهة التكلم فيه فإن كلمه الذي وصف به نفسه وأمر فيه بالتوحيد أعظم من كلمه الذي
ذكر فيه بعض خلقه وأمر فيه با هو دون التوحيد وأيضا فإذا كان بعض الكلم خيا للعباد وأنفع لزم أن
يكون ف نفسه أفضل من هذه الهة فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنا هو لتفاضله ف نفسه وإل فالشيئان التساويان
من كل وجه ل يكون ثواب أحدها أكثر ول نفعه أعظم والقصود هنا شيئان أحدها أن الذين يعظمون
الشعري وأمثاله من أهل الكلم كالبيهقي وابن عساكر وغيها وقد عرفوا ذم الشافعي وغيه من الئمة
للكلم ذكروا أن الكلم الذموم هو كلم أهل البدع وقالوا إنا كان يعرف ف عصرهم بالكلم أهل البدع
وأنه أراد بذلك كلم مثل حفص الفرد وأمثاله وأنه لا حدثت طائفة ست ما ف كتاب ال من الجة
عليهم متشابا وقالوا بترك القول بالخبار الت رواها أهل الديث وزعموا أن الخبار الت حلت عليهم ل
تصح ف عقولم قام جاعة من أئمتنا وبينوا أن جيع ما ورد ف الخبار صحيح ف العقول وما ادعوه ف
الكتاب من التشابه باطل ف العقول وكانوا ف القدي إنا يعرفون بالكلم أهل الهواء فاما أهل السنة والماعة
فمعولم فيما يعتقدون الكتاب والسنة فكانوا ل يسمون تسميتهم وإنا يعن بقوله من ارتدى بالكلم ل يفلح
كلم أهل الهواء الذين تركوا الكتاب والسنة وجعلوا معولم عقولم وأخذوا ف تسوية الكتاب والسنة عليها
فأما أهل السنة فمذهبهم ف الصول مبن على الكتاب والسنة وإنا أخذ من أخذ منهم ف العقل إبطال لذهب
من زعم أنه غي مستقيم ف العقل قلت وهذا اتفاق من علماء الشعرية مع غيهم من الطوائف العظمي
للسلف على أن الكلم الذموم عند السلف كلم من يترك الكتاب والسنة ويعول ف الصول على عقله فكيف
بن يعارض
الكتاب والسنة بعقله وهذا هو الذي قصدنا إبطاله وهو حال أتباع صاحب الرشاد الذين وافقوا
العتزلة ف ذلك وأما الرازي وأمثاله فقد زادوا ف ذلك على العتزلة فإن العتزلة ل تقول إن الدلة السمعية ل
تفيد اليقي بل يقولون إنا تفيد اليقي ويستدلون با أعظم ما يستدل با هؤلء الثان أن كلم المام الشافعي
رضي ال عنه ونوه من الئمة تضمن ذم كلم حفص الفرد وأمثاله ف مسألة القرآن والكلم ف ذلك مبن
على نفي قيام الفعال به فإن العتزلة يقولون الكلم ل بد له من فعل يتعلق بشيئة التكلم وقدرته فلو قام به
الكلم لقامت به الفعال وهي حادثة فكان يكون مل للحوادث وبطل الدليل الذي استدللنا به على حدوث
العال وقد بينا أن ذم الشافعي لكلم حفص وأمثاله ل يكن لجل لنكار القدر فإن حفصا ل ينكره وإنا كان
لنكار الصفات والفعال البن على دليل العراض وهكذا كان كلم المام أحد وغيه من الئمة ف ذم
الكلم كان متناول لكلم الهمية وكلم أحد وأمثاله ف ذلك كثي ظاهر معلوم فإن مناظرته للجهمية ورده
عليهم أشهر وأكثر من أن
يذكر هنا وكان من الناظرين له أبو عيسى ممد بن عيسى برغوث وهو على قول حسي النجار
والنجار من الثبتة للقدر وكذلك كانوا يذمون الريسي وغيه من الثبتي للقدر فتبي أن كلمهم ف ذم أهل
الكلم ل يكن لجل إنكار القدر بل كان ذمهم للجهمية أعظم من ذمهم للقدرية قال الشعري ف القالت
ذكر قول السي بن ممد النجار كان هو وأصحابه يقولون إن أعمال العباد ملوقة ل تعال وهم فاعلون لا
وأنه ليكون ف ملك ال إل ما يريده وأن ال ل يزل مريدا أن يكون ف وقته ما علم أنه يكون ف وقته مريدا
أن ل يكون ما علم أنه ل يكون وأن الستطاعة ل يوز أن تتقدم الفعل وأن العون من ال يدث ف حال
الفعل مع الفعل وهو الستطاعة فإن الستطاعة الواحدة ل يفعل با فعلن وأن لكل فعل استطاعة تدث معه
إذا حدث وأن الستطاعة ل تبقى وأن ف وجودها وجود الفعل وف عدمها عدم الفعل وذكر سائر قوله ف
القدر من جنس قول الشعري وأصحابه
وأن النسان ل يفعل ف غيه وأنه ل يفعل الفعال إل ف نفسه كنحو الركات والسكون والرادات
والعلوم والكفر واليان وأن النسان ل يفعل ألا ول إدراكا ول رؤية ول يفعل شيئا على طريق التولد قال
وكان برغوث ييل إل قوله قال وكان يزعم أن ال ل يزال جوادا بنفي البخل عنه ول يزل متكلما بعن أنه
ل يزل غي عاجز عن الكلم وأن كلم ال مدث ملوق وكان يقول ف التوحيد بقول العتزلة إل ف باب
الرادة والود وكان يالفهم ف القدر ويقول بالرجاء وكان يزعم أنه جائز أن يول ال العي إل القلب
ويعل ف العي قوة القلب فيى ال النسان بعينه أي يعلمه با وكان ينكر الرؤية ل بالبصار على غي هذا
الوجه
قلت فقول ضرار والنجار وأتباعهما كبغوث وحفص وقول بشر الريسي ونوه من أهل الكلم
الذين ذمهم الشافعي وأحد وغيها من الئمة ليس فيه إنكار للقدر بل فيه إثبات له وإنا ذموهم لا ف قولم
من نفي ما وصف ال به نفسه مع أن قول النجار وضرار خي من قول العتزلة وقولما ف الرؤية يشبه قول من
ينفي العلو ويثبت الرؤية من الشعرية ونوهم وأصل كلمهم الذي بنوا عليه نفي ذلك ما تقدم من الصول
الثلثة ليس لم غيها وهي دليل العراض والتركيب والختصاص
فصل وما يبي ذلك ما ذكره الشيخ أبو سليمان الطاب ف رسالته العروفة ف الغنية عن الكلم
وأهله قال فيها وقفت على مقالتك وظهور ما ظهر با من مقالت أهل الكلم وخوض الائضي فيها وميل
بعض منتحلي السنة إليها واغترارهم با
واعتذارهم ف ذلك بأن الكلم وقاية للسنة وجنة لا يذب به عنها ويزاد بسلحه عن حريها وفهمت
ما ذكرته من ضيق صدرك بجالسهم وتعذر المر عليك ف مفارقتهم لن موقفك بي أن تسلم لم ما يدعونه
من ذلك فتقبله وبي أن تقابلهم على ما يزعمونه فترده وتنكره وكل المرين يصعب عليك أما القبول فلن
الدين ينعك منه ودلئل الكتاب والسنة تول بينك وبينه وأما الرد والقابلة فلنم يطالبونك بأدلة العقول
ويؤاخذونك بقواني الدل ول يقنعون منك بظواهر المور وسألتن أن أمدك با يضرن ف نصرة الق من
علم وبيان وف رد مقالة هؤلء القوم من حجة وبرهان وأن أسلك ف ذلك طريقة ل يكنهم دفعها ول يسوغ
لم من جهة العقل جحدها وإنكارها فرأيت إسعافك لزما ف حق الدين وواجب النصيحة لماعة السلمي
فإن الدين النصيحة
واستشهد بقول النب الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لن يا رسول ال قال ل
ولكتابه ولرسوله ولئمة السلمي وعامتهم قال واعلم أن هذه الفتنة قد عمت اليوم وشلت وشاعت ف البلد
واستفاضت فل يكاد يسلم من رهج غبارها إل من عصمه ال وذلك مصداق قول النب بدأ السلم غريبا
وسيعود غريبا كما بدأ فطوب للغرباء قال ث إن تدبرت هذا الشأن فوجدت عظم السبب
فيه أن الشيطان صار اليوم بلطيف حيلته يسول لكل من أحس من نفسه بزيادة فهم وفضل ذكاء
وذهن ويوهه أنه إن رضي ف علمه ومذهبه بظاهر من السنة واقتصر على واضح بيان منها كان أسوة للعامة
وعد واحدا من المهور والكافة وأنه قد ضل فهمه واضمحل لطفه وذهنه فحركهم بذلك على التنطع ف
النظر والتبدع لخالفة السنة والثر ليبينوا بذلك عن طبقة الدهاء ويتميزوا ف الرتبة عمن يرونه دونم ف الفهم
والذكاء فاختدعهم بذه القدمة حت استزلم عن واضح الحجة وأورطهم ف شبهات تعلقوا بزخارفها وتاهوا
عن حقائقها ول يلصوا منها إل شفاء نفس ول قبلوها بيقي علم قال ولا رأوا كتاب ال ينطق
بلف ما انتحلوه ويشهد عليهم بباطل ما اعتقدوه ضربوا بعض آياته ببعض وتأولوها على ما سنح لم ف
عقولم واستوى عندهم على ما وضعوه من أصولم ونصبوا العداوة لخبار رسول ال ولسنته الأثورة عنه
وردوها على وجوهها وأساءوا ف نقلتها القالة ووجهوا عليهم الظنون ورموهم بالتزيد ونسبوهم إل ضعف
النة وسوء العرفة با يروونه من الديث والهل بتأويله ولو سلكوا سبيل القصد ووفقوا عند ما انتهى بم
التوقيف لوجدوا برد اليقي وروح القلوب ولكثرت البكة
وتضاعف النماء وانشرحت الصدور ولضاءت فيها مصابيح النور وال يهدي من يشاء إل صراط
مستقيم فهذا الذي وصفه الشيخ أبو سليمان الطاب هو حال أهل الكلم الذين يعارضون الكتاب والسنة
بعقلهم فيتأولون الكتاب على غي تأويله ويردون الديث با يكنهم مثل زعمهم أنه خب واحد وإن كان من
الستفيضات التلقاة بالقبول ومثل غي ذلك من وجوه الرد لن الصول الت بنوا عليها دينهم تناقض منصوص
الكتاب والسنة كطريقة العراض والتركيب والختصاص ونو ذلك ما تقدم وهم فيما خاضوا فيه من
العقليات العارضة للنصوص ف حية وشبهة وشك من كان منهم فاضل ذكيا قد عرف نايات أقدامهم كان
ف حية وشك ومن كان منهم ل يصل إل الغاية كان مقلدا لؤلء فهو يدع تقليد النب العصوم وإجاع
الؤمني العصوم ويقلد رؤوس الكلم الخالف للكتاب والسنة الذين هم ف شك وحية ولذا ل يوجد أحد
من هؤلء إل وهو إما حائر شاك وإما متناقض يقول قول ويقول ما يناقضه فيلزم بطلن أحد القولي أو
كلها ل يرجون عن الهل البسيط مع كثرة النظر والكلم أو عن
الهل الركب الذي هو ظنون كاذبة وعقائد غي مطابقة وإن كانوا يسمون ذلك براهي عقلية وأدلة
يقينية فهم أنفسهم ونظراؤهم يقدحون فيها ويبينون أنا شبهات فاسدة وحجج عن الق حائدة وهذا المر
يعرفه كل من كان خبيا بال هؤلء بلف أتباع الرسول التبعي له فإنم ينكشف لم أن ما جاء به الرسول
هو الوافق لصريح العقول وهو الق الذي ل اختلف فيه ول تناقض قال تعال أفل يتدبرون القرآن ولو
كان من عند غي ال لوجدوا فيه اختلفا كثيا سورة النساء 82فهؤلء مثل نور ال ف قلوبم كمشكاة
فيها مصباح الصباح ف زجاجة الزجاجة كأنا كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة ل شرقية ول
غربية يكاد زيتها يضيء ولو ل تسسه نار نور على نور يهدي ال لنوره من يشاء ويضرب ال المثال للناس
وال بكل شيء عليم سورة النور 35نور اليان ونور القرآن نور صريح العقول ونور صحيح النقول كما
قال بعض السلف يكاد الؤمن ينطق بالكمة وإن ل يسمع فيها بأثر فإذا جاء الثر كان نورا على نور
وقال غي واحد من الصحابة كجندب بن عبد ال وعبد ال بن عمر تعلمنا اليان ث تعلمنا القرآن
فازددنا إيانا قال تعال وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان ولكن
جعلناه نورا ندي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إل صراط مستقيم صراط ال الذي له ما ف السماوات
وما ف الرض أل إل ال تصي المور سورة الشورى 53 52وأما أهل البدع الخالفة للكتاب والسنة فهم
إما ف الهل البسيط وإما ف الهل الركب كالكفار فالولون كظلمات ف بر لي يغشاه موج من فوقه
موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض أذا أخرج يده ل يكد يراها ومن ل يعل ال له نورا فما له
من نور سورة النور 40والخرون كسراب بقيعة يسبه الظمآن ماء حت إذا جاءه ل يده شيئا ووجد ال
عنده فوفاه حسابه وال سريع الساب سورة النور 39فأهل الهل والكفر البسيط ل يعرفون الق ول
ينصرونه وأهل الهل والكفر الركب يعتقدون أنم عرفوا وعلموا والذي معهم ليس بعلم بل جهل
قال أبو سليمان الطاب واعلم أن الئمة الاضي والسلف التقدمي ل يتركوا هذا النمط من الكلم
وهذا النوع من النظر عجزا عنه ول انقطاعا دونه وقد كانوا ذوي عقول وافرة وأفهام ثاقبة وقد كان وقع ف
زمانم هذه الشبه والراء وهذه النحل والهواء وإنا تركوا هذه الطريقة وأعرضوا عنها لا توفوا من فتنتها
وحذروه من سوء مغبتها وقد كانوا على بينه من أمرهم وعلى بصية من دينهم لا هداهم ال له من توفيقه
وشرح به صدورهم من نور معرفته ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب وحكمته وتوقيف السنة وبيانا غناء
ومندوحة عما سواها وأن الجة قد وقعت بما والعلة أزيت بكانما فلما تأخر الزمان بأهله وفترت
عزائمهم ف طلب حقائق علوم الكتاب والسنة وقلت عنايتهم واعترضهم اللحدون بشبههم والتحذلقون
بدلم حسبوا أنم إن ل يردوهم عن أنفسهم بذا النمط من الكلم ول يدافعوهم بذا النوع من الدل ل
يقووا
بم ول يظهروا ف الجاج عليهم فكان ذلك ضلة من الرأي وغبنا فيه وخدعة من الشيطان وال
الستعان قلت هو كما قال أبو سليمان فإن السلف كانوا أعظم عقول وأكثر فهوما وأحد أذهانا وألطف
إدراكا كما قال عبد ال بن مسعود من كان منكم مستنا فليست بن قد مات فإن الي ل تؤمن عليه الفتنة
أولئك أصحاب ممد أبر هذه المة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم ال لصحبة نبيه وإقامة دينه
فاعرفوا لم حقهم وتسكوا بديهم فإنم كانوا على الدى الستقيم وقد تواترت النصوص عن النب بأن خي
قرون هذه المة القرن الذي بعث فيهم ث الذين يلونم ث الذين يلونم وأعظم الفضائل فضيلة العلم واليان
فهم أعلم المة باتفاق علماء المة ول يدعوا الطرق البتدعة الذمومة عجزا عنها بل كانوا كما قال عمر بن
عبد العزيز على كشف المور أقوى وبالي لو كان ف تلك المور أحرى
وقول الطاب تركوا هذه الطريقة وأضربوا عنها لا توفوه من فتنتها وحذروه من سوء مغبتها فسنبي
إن شاء ال أن تلك الطرق الخالفة للسنة هي ف نفسها باطلة فأضربوا عنها كما يضرب عن الكذب والقول
الباطل وإن كان مزخرفا مزينا ول يستجيزوا أن يقابلوا الفاسد بالفاسد ويردوا البدعة بالبدعة وأما الكلم
الذي ل يدرى أصدق هو أم كذب فهو بنلة الشاهد الذي ل يعلم صدقه فهذا قد يعرض عنه خوفا أن يكون
باطل وكذبا فهذا يكون ف الطرق الجهولة الال ول ريب أن كثيا من الناس ل يعلم أحق هي أم باطل
فينهى عن القول با ل يعلم وقد ينهى بعض الناس عن أن ينظر فيما يعجز عن فهمه ومعرفة الق فيه من
الباطل خوفا من أن يزل ذهنه فيضل ول يكن هداه فالوف يكون فيما ل يعلم حاله او ل يعلم حال سالكه
وإن كان حقا وأما الكلم الخالف للنصوص فهو ف نفسه باطل فالنهي عنه كالنهي عن الكذب والكفر ونو
ذلك وقوله وقد كانوا على بينة من أمرهم وعلى بصية من دينهم لا هداهم ال له من توفيقه وشرح به
صدورهم من نور معرفته
فهذا بيان لنم كانوا أهل علم ويقي ل أهل جهل وتقليد وأنه حصل لم معرفة يقينية ضرورية بدى
ال لم وشرح صدورهم كما قد بسط هذا ف غي هذا الوضع وبي أن اليان والعلم ل يتوقف على النظر
الذي أحدثه أهل الكلم فضل عن الكلم الخالف للنصوص وقوله ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب
والسنة غن ومندوحة عما سواها فهذا لن الكتاب والسنة قد بي الق وبي الطرق الت با يعرف الق
وذكر من الدلة العقلية والمثال الضروبة الت هي مقاييس برهانية ما هو اكمل ف تصيل العلم واليقي ما
أحدثه أهل البدع من أهل الكلم والفلسفة وليس هدى الكتاب بجرد كونه خبا كما يظنه بعضهم بل قد
نبه وبي ودل على ما به يعرف الق من الباطل من الدلة والباهي وأسباب العلم واليقي كما قد بسط هذا
ف غي هذا الوضع وما ذكره من أنه لا تأخر الزمان وفترت عزائم بعض الناس عن طلب حقائق علوم
الكتاب والسنة أخذوا يردون شبه اللحدين
بالكلم البتدع الستلزم مالفة النصوص فهو كما قال وقد تأملت هذا ف عامة البواب فوجدته
كذلك بل وجدت جيع أهل البدع يلزمهم أن ل يكونوا مصدقي بتنيل القرآن ول بتفسيه وتأويله ف كثي
من المور والعلم واليان يتضمن التصديق بالتنيل وما دل عليه من التأويل وما من بدعة من بدع الهمية
وفروعهم إل وقد قالوا ف القرآن با يقدح ف تنيله وقالوا ف معانيه با يقدح ف تفسيه وتأويله فمن تأمل
طرق العتزلة ونوهم الت ردوا با على أهل الدهر والفلسفة ونوهم فيما خالفوا فيه السلمي رآهم قد بنوا
ما خالفوا فيه النصوص على أصول فاسدة ف العقل ل قطعوا با عدو الدين ول أقاموا على موالة السنة واتباع
سبيل الؤمني كما فعلوه ف دليل العراض والتركيب والختصاص وكذلك من ناظرهم من الكلبية وغيهم
فيما خالفوا فيه السنة من مسائل الصفات والقدر وغي ذلك بنوا كثيا من الرد عليهم على أصول فاسدة إما
أصول وافقوهم عليها ما أحدثه أولئك كموافقة من وافقهم على دليل العراض والتركيب ونوها وإما أصول
عارضوهم با فقابلوا الباطل بالباطل كما فعلوه ف مسائل القدر والوعد والوعيد ومسائل الساء والحكام
فإن أولئك كذبوا بالقدر وأوجبوا إنفاذ الوعيد وقاسوا ال بلقه فيما يسن ويقبح وهؤلء أبطلوا حكمه ال
تعال وحقيقة رحته وعدله وقالوا ما يقدح ف أمره ونيه ووعده ووعيده وتوقفوا ف بعض أمره ونيه
ووعده ووعيده فصار أولئك يكذبون بقدرته وخلقه ومشيئته وهؤلء يكذبون برحته وحكمته وببعضه أمره
ونيه ووعده ووعيده كما قد بسط ف موضعه فكان ما دفعوا به أهل البدع من أصول مبتدعة باطلة وافقوهم
عليها أو أصول مبتدعة باطلة قاتلوهم فيها ضلة من الرأي وغبنا فيه وخدعة من الشيطان بل الق أنم
ليوافقون على باطل وليقابلهم باطلهم بباطل وهذا كما أصاب كثيا من الناس من أهل العبادة والزهد
والتصوف والفقر أعرضوا عن السماع الشرعي والزهد الشرعي والسلوك الشرعي فاحتاجوا أن يعتاضوا عن
ذلك بسماع بدعي وزهد بدعي وسلوك بدعي يوافق فيه بعضا بعضا ف باطل أو يقابل باطلهم بباطل آخر
وكما أصاب كثيا من الناس مع الولة الذين أحدثو الظلم فإنم تارة يوافقونم على بعض ظلمهم فيعاونونم
على الث والعدوان وتارة يقابلون ظلمهم بظلم آخر فيخرجون عليهم
ويقاتلونم بالسيف وهو قتال الفتنة فمن الناس من يوافق على الظلم ول يقابل الظلم مثل ما كان بعض
أهل الشام ومنهم من كان يقابله بالظلم والعدوان ول يوافق على حق ول على باطل كالوارج ومنهم من
كان تارة يوافق على الظلم وتارة يدفع الظلم بالظلم مثل حال كثي من أهل العراق وكثي من الناس مع أهل
البدع الكلمية والعملية بذه النلة إما أن يوافقوهم على بدعهم الباطلة وإما أن يقابلوها ببدعة أخرى باطلة
وإما أن يمعوا بي هذا وهذا وإنا الق ف أن ل يوافق البطل على باطل أصل ول يدفع باطله بباطل أصل
فيلزم الؤمن الق وهو ما بعث ال به رسوله ول يرج عنه إل باطل يالفه ل موافقة لن قاله ول معارضة
بالباطل لن قال باطل وكل المرين يستلزم معارضة منصوصات الكتاب والسنة با يناقض ذلك وإن كان ل
يظهر ذلك ف بادي الرأي قال أبو سليمان فإن قال هؤلء القوم فإنكم قد أنكرت الكلم
ومنعتم استعمال أدلة العقول فما الذي تعتمدون عليه ف صحة أصول دينكم ومن أي طريق تتوصلون
إل معرفة حقائقها وقد علمتم أن الكتاب ل يعلم حقه وأن الرسول ل يثبت صدقه إل بأدلة العقول وأنتم قد
نفيتموها قال أبو سليمان قلنا إنا ل ننكر أدلة العقول والتوصل با إل العارف ولكنا ل نذهب ف استعمالا
إل الطريقة الت سلكتموها ف الستدلل بالعراض وتعلقها بالواهر وانقلبا فيها على حدث العال وإثبات
الصانع ونرغب عنها إل ما هو أوضح بيانا وأصح برهانا وإنا هو شيء أخذتوه عن الفلسفة وتابعتموهم عليه
وإنا سلكت الفلسفة هذه الطريقة لنم ل يثبتون النبوات ول يرون لا حقيقة فكان أقوى شيء عندهم ف
الدللة على إثبات هذه المور ما تعلقوا به من الستدلل بذه الشياء فأما مثبتوا النبوات فقد أغناهم ال عز
وجل عن ذلك وكفاهم كلفة الؤونة ف ركوب هذه الطريقة النعرجة الت ل يؤمن العنت على راكبها
واليداع والنقطاع على سالكها قلت وهذا الذي ذكره الطاب يبي أن طريقة العراض من الكلم
الذموم الذي ذمه السلف والئمة وأعرضوا عنه كما ذكر ذلك الشعري وغيه وأن الذين سلكوها سلكوها
لكونم ل يسلكوا الطرق النبوية الشرعية فمن ل يسلك الطرق الشرعية احتاج إل الطرق البدعية بلف من
أغناه ال بالكتاب والكمة والطاب ذكر أن هذه الطريقة متعبة موفة فسالكها ياف عليه أن يعجز أو أن
يهلك وهذا كما ذكره الشعري وغيه من ل يزموا بفساد هذه الطريقة وإنا ذموها لكونا بدعة أو لكونا
صعبة متعبة قد يعجز سالكها أو لكونا موفة خطرة لكثرة شبهاتا وهكذا ذكر الطاب ف كتاب شعار الدين
ما يتضمن هذا العن ولذا كان من ل يعلم بطلن هذه الطريقة أو اعتقد صحتها قد يقول ببعض موجباتا
كما يقع مثل ذلك ف كلم الطاب وأمثاله ما يوافق موجبها وقد أنكره عليه أئمة السلف والعلم كما هو
مذكور ف غي هذا الوضع وهذا قد وقع فيه طوائف من أصناف الناس من أصحاب أحد ومالك والشافعي
وأب حنيفة وغيهم
وأما قوله إنم أخذوا هذه الطريقة من الفلسفة كما ذكر ذلك الشعري فيقال كثي من الفلسفة
يبطل هذه الطريقة كأرسطو وأتباعه فلم يوجد عنهم ومن الفلسفة من يقول با والذين قالوا با من أهل
الكلم ليس كلهم أخذها عن الفلسفة بل قد تتشابه القلوب كما قال تعال كذلك قال الذين من قبلهم مثل
قولم تشابت قلوبم سورة البقرة 118وقال تعال كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إل قالوا
ساحر أو منون أتواصوا به بل هم قوم طاغون سورة الذاريات 53 52وأكثر التكلمي السالكي لا
مناقضون للقول الشهور عن الفلسفة ل موافقون لم بل يردون على أرسطو وأصحابه ف النطق والطبيعيات
والليات قال الطاب وبيان ما ذهب إليه السلف من أئمة السلمي ف الستدلل على معرفة الصانع وإثبات
توحيده وصفاته وسائر ما ادعى أهل الكلم تعذر الوصول إليه إل من الوجه الذي يذهبون إليه ومن الطريقة
الت يسلكونا ويزعمون أن من ل يتوصل
إليه من تلك الوجوه كان مقلدا غي موحد على القيقة هو أن ال سبحانه لا أراد إكرام من هداه
لعرفته بعث رسوله ممدا بشيا ونذيرا وداعيا إل ال بإذنه وسراجا منيا وقال له يا أيها الرسول بلغ ما أنزل
إليك من ربك وإن ل تفعل فما بلغت رسالته سورة الائدة 67وقال ف خطبة الوداع وف مقامات شت
وبضرته عامة أصحابه أل هل بلغت وكان الذي أنزل عليه من الوحي وأمر بتبليغه هو كمال الدين وتامه
لقوله تعال اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت سورة الائدة 3فلم يترك شيئا من أمور الدين
قواعده وأصوله وشرائعه وفصوله إل بينه وبلغه على كماله وتامه ول يؤخر بيانه عن وقت الاجة إليه إذ ل
خلف بي فرق المة أن تأخي البيان عن وقت الاجة ل يوز بال ومعلوم أن أمر التوحيد وإثبات الصانع ل
تزال الاجة ماسة إليه أبدا ف كل وقت وزمان ولو أخر عنه البيان لكان التكليف واقعا با ل سبيل
للناس إليه وذلك فاسد غي جائز وإذا كان المر على ما قلناه وقد علم يقينا أن النب ل يدعهم ف أمر
التوحيد إل الستدلل بالعراض وتعلقها بالواهر وانقلبا فيها إذ ل يكن واحدا من الناس أن يروى عنه
ذلك ول عن أحد من أصحابه من هذا النمط حرفا واحدا فما فوقه ل من طريق تواتر ول آحاد علم أنم قد
ذهبوا خلف مذهب هؤلء وسلكوا غي طريقتهم ولو كان ف الصحابة قوم يذهبون مذاهب هؤلء ف الكلم
والدل لعدوا من جلة التكلمي ولنقل إلينا أساء متكلميهم كما نقل إلينا أساء فقهائهم وقرائهم وزهادهم
فلما ل يظهر ذلك دل على أنه ل يكن لذا الكلم عندهم أصل قال الطاب وإنا ثبت عندهم أمر التوحيد
من وجوه أحدها ثبوت النبوة بالعجزات الت أوردها نبيهم من كتاب قد أعياهم أمره وأعجزهم شأنه وقد
تداهم به وبسورة من مثله
وهم العرب الفصحاء والطباء والبلغاء فكل عجز عنه ول يقدر على شيء منه بوجه إما بأن ل يكون
ف قولم ول ف طباعهم أن يتكلموا بكلم يضارع القرآن ف جزالة لفظه وبديع نظمه وحسن معانيه وإما أن
يكون ذلك ف وسعهم وتت قدرهم طبعا وتركيبا ولكن منعوه وصرفوا عنه ليكون آية لنبوته وحجة عليهم ف
وجوب تصديقه وإما أن يكونوا إنا عجزوا عن علم ما جع ف القرآن من أنباء ما كان والخبار عن الوادث
الت تدث وتكون وعلى الوجوه كلها فالعجز موجود والنقطاع حاصل هذا إل ما شاهدوه من آياته وسائر
معجزاته الشهودة عنه الارجة عن سوم الطباع الناقضة للعادات كتسبيح الصا ف كفه وحني الذع لفارقته
ورجف البل تته وسكونه لا ضربه برجله وانذاب الشجرة بأغصانا وعروقها إليه وسجود البعي له ونبوع
الاء من بي أصابعه حت توضأ به بشر كثي وربو الطعام اليسي بتبيكه فيه حت أكل منه عدد جم
وإخبار الذراع إياه بأنا مسمومة وأمور كثية سواها يكثر تعدادها هي مشهورة ومموعة ف الكتب الت
أنشئت لعرفة هذا الشأن قال الطاب فلما استقر ما شاهدوه من هذه المور ف نفوسهم وثبت ذلك ف
عقولم صحت عندهم نبوته وظهرت عن غيه بينونته ووجب تصديقه على ما أنبأهم عنه من الغيوب ودعاهم
إليه من أمر وحدانية ال عز وجل وأمر صفاته وإل ذلك ما وجدوه ف أنفسهم وف سائر الصنوعات من آثار
الصنعة ودلئل الكمة الشاهدة على أن لا صانعا حكيما عالا خبيا تام القدرة بالغ الكمة وقد نبههم
الكتاب عليه ودعاهم إل تدبره وتأمله والستدلل به على ثبوت ربوبيته فقال عز وجل وف أنفسكم أفل
تبصرون سورة الذاريات 21إشارة إل ما فيها من آثار الصنعة ولطيف الكمة الدالي على وجود الصانع
الكيم لا ركب فيها من الواس الت عنها يقع الدراك والوارح الت يباشر با القبض والبسط
والعضاء العدة للفعال الت هي خاصة با كالضراس الادثة فيهم عند استغنائهم عن الرضاع وحاجتهم إل
الغذاء فيقع با الطحن له وكالعدة الت اتذت لطبخ الغذاء والكبد الت يسلك إليها صفاوته وعنها يكون
انقسامه على العضاء ف ماري العروق الهيأة لنفوذه إل أطراف البدن وكالمعاء الت يرسب إليها تفل الغذاء
وطحانه فيبز عن البدن وكقوله تعال أفل ينظرون إل البل كيف خلقت وإل السماء كيف رفعت وإل
البال كيف نصبت وإل الرض كيف سطحت سورة الغاشية 20 17وكقوله تعال إن ف خلق
السماوات والرض واختلف الليل والنهار ليات لول اللباب سورة آل عمران 190وما أشبه ذلك من
جلل الدلة وظواهر الجج الت يدركها كافة ذوي العقول وعامة من يلزمه حكم الطاب ما
يطول تتبعه واستقراؤه فعن هذه الوجوه ثبت عندهم أمر الصانع وكونه ث بينوا وحدانيته وعلمه
وقدرته با شاهدوه من اتساق أفعاله على الكمة واطرادها ف سبلها وجريها على ادللا ث علموا سائر صفاته
توقيفا عن الكتاب النل الذي بان حقه وعن قول النب الذي قد ظهر صدقه ث تلقى جلة أمر الدين عنهم
أخلفهم وأتباعهم كافة عن كافة قرنا بعد قرن فتناولوا ما سبيله الب منها تواترا واستفاضة على الوجه الذي
تقوم به الجة وينقطع فيها العذر ث كذلك من بعدهم عصرا بعد عصر إل آخر من تنتهي إليه الدعوة وتقوم
عليه با الجة فكان ما اعتمده السلمون من الستدلل ف ذلك أصح وأبي وف التوصل إل القصود به أقرب
إذ كان التعلق ف أكثره إنا هو بعان درك الس وبقدمات من العلم مركبة
عليها ل يقع اللف ف دللتها قلت ذكر الطاب طريقي إل معرفة ال وصفاته طريقا سعية وطريقا
عقلية وكلها طريق شرعية معروفة بالقرآن أما الول فهو أن تعلم نبوة النب با أظهره ال على يديه من
العجزات وبغي ذلك ث يعرفون بذلك ما أخبهم به ودعاهم إليه من التوحيد وإثبات الصفات وهذا لن نفس
القرار بالصانع سبحانه فطري ضروري أو معلوم بأدن نظر وتأمل يصل لعموم اللق ث معرفة صدق
الرسول تعلم با أظهره من العجزات الدالة على صدق الرسول وقد نبه الطاب أن فيما جاء به الرسول من
بيان الطرق العقلية الت يعرف با ثبوت الالق وتوحيده وصفاته فإن الرسول ل يكن تعريفه للناس ما عرفهم
إياه بجرد خبه وإن كان ذلك بعد ثبوت صدقه كما يظنه كثي من أهل الكلم بل عرفهم ما به يعرف ثبوت
الالق ووحدانيته وصفاته وما به يعرف صدقه فبي أن ما جاء به من أصول
الدين وأدلته العقلية الت يعلم با ما يكن معرفته بالعقل وأخبهم عن الغيب الذي ل يكنهم معرفته
بجرد عقلهم ولذا قال الطاب وإل ذلك ما وجدوه ف أنفسهم وف سائر الصنوعات من آثار الصنعة
ودلئل الكمة الشاهدة على أن لا صانعا حكيما عالا خبيا تام القدرة بالغ الكمة قال وقد نبههم الكتاب
عليه ودعاهم إل تدبره وتأمله والستدلل به على ثبوت ربوبيته فقال عز وجل وف أنفسكم أفل تبصرون
سورة الذاريات 21إل قوله وما أشبه ذلك من جلل الدلة وظواهر الجج الت يذكرها كافة ذوي العقول
وعامة من يلزمه حكم الطاب ما يطول تتبعه واستقراؤه فعن هذه المور ثبت عندهم أمر الصانع وكونه ث
بينوا وحدانيته وعلمه وقدرته با شاهدوه من اتساق أفعاله على الكمة واطرادها ف سبلها وجريها على إدللا
ث علموا سائر صفاته توقيفا عن الكتاب إل آخر كلمه وهذا ما اعترف به النظار من جيع الطوائف من
العتزلة والشعرية والكرامية وغيهم كما قال القاضي عبد البار ف أول كتابه الصنف ف تثبيت نبوة نبينا قال
المد ل
الذي من على عباده بإرسال رسله وختمهم بسيدهم ممد فأرسله بالدى ودين الق ليظهره على
الدين كله ولو كره الشركون وإنا يعرف الرسول من عرف الرسل وقد حصل لك العلم به تبارك وتعال با
ف كتاب الصباح وغيه وأجلها وأعظمها وأوضحها وأبينها ما ف القرآن ما نبه ال عليه وجعله ف عقول
العقلء فينبغي أن يراعيه ويدي النظر فيه ويواصل الفكر ف آيات ال ويعتب بالنقل والعتبار تنال العرفة
وكذلك قال الشعري ف كتابه الشهور العروف باللمع لا ذكر خلق النسان واستدل به على الالق تعال
كما قد حكينا كلمه وذكرنا كلمه وكلم القاضي أب بكر عليه وأن كلمه أجود مع أنه جعل النسان ما
يستدل على خلق جواهره بأنا ل تلو من الوادث بناء على أن الدوث الشهود إنا هو حدوث العراض
كالتأليف والتركيب وهو الراد باللق بناء على ثبوت الوهر الفرد وهذا وإن كان ضعيفا وأكثر علماء
السلمي ينازعون ف هذا فالقصود أنه استدل باللق على الالق قال القاضي أبو بكر ث قال أبو السن مؤيدا
لا ذكره من حدوث النسان وحدوث تصويره
وتعلقه بالق خلقه ومدبر دبره وقد قال تعال أفرأيتم ما تنون أأنتم تلقونه أم نن الالقون سورة
الواقعة 59 58فما استطاعوا بجة أن يقولوا إنم يلقون مع تنيهم الولد فل يكون ومع كراهتهم له يكون
قال وقال تنبيها للقه على وحدانيته وف أنفسكم أفل تبصرون سورة الذاريات 21فبي لم عجزهم
وفقرهم إل صانع صنعهم ومدبر دبرهم قال القاضي أبو بكر واعلموا أن الغرض بذكر هاتي اليتي الخبار
عن ال ف نص كتابه با دلم العقول عليه وتقريبه والتنبيه على موضع الستدلل به من جهة السمع ليكون
الرء عند ساعه أقرب إل العلم بإدراك ما يلتمس علمه وترتيب ما النظر فيه على حقه وموجبه وأن يمع لهل
التوحيد القرين بالسمع بي دلئل العقول وتنبيه السمع عليها وأن النظر ف مقدورات ال والعتبار با طريقا
إل العلم بصانعها الدبر لا والالق لعيانا قال وأما وجه التنبيه من قوله أفرأيتم ما تنون أأنتم
تلقونه أم نن الالقون سورة الواقعة 59 58فهو أن من سبيل الالق النشىء أن يكون ما خلقه
واقعا بقصده وإرادته وأن يد نفسه قادرة عليه وعلى إياد عينه إن كان مترعا له أو على تصويره وتطيطه إن
كان اللق تصويرا وتقديرا قال وإذا ثبتت هذه الملة وعلمنا أن وجود الولد بوجود بنيته وهيئته وليس
بقصور على إرادة الوالد ول ما يد ف نفسه القدرة عليه ثبت بذلك أن الولد الخلوق ليس من فعل الوالد
على سبيل الباشرة ول على جهة التولد عن حركاته قال وأما وجه التنبيه من قوله وف أنفسكم أفل تبصرون
سورة الذاريات 21رده لم إل العتبار ف أحوالم وتنقلهم من حال إل حال ومن تركيب إل تركيب
وعجيب ما قد فعل بذواتم من التصوير والتأليف وخلق الواس ومواضعها وتركيب كل عضو من أعضائهم
على صفة ما يتاج إل استعماله فيه من اليد للبطش والرجل للمشي وغي ذلك من جوارحهم وما يتجدد ف
أنفسهم من الوادث الت ل تكن ويزول عنهم من المور الت يؤثرون استدامتها مع علمهم بأن الصورة ل بد
لا من مصور وأن التأليف للدار والكتابة وضروب النسوجات والصنوعات ل بد لا ف عقولم من صانع
مؤلف وأن التغي ف صفاته مع جواز بقائه على ما يعب عنه ل بد له من ناقل نقله ومغي غيه وأنم يب أن
يعلموا بذلك أن تصوير النسان وتغيه ف الحوال الت ذكرها أول أن يتعلق بصور صوره وناقل نقله وغيه
من تركيب إل تركيب وحال إل
حال أن النسان أقرب إل علم هذا بالتنبيه من ناحية السمع عليه وأجدر أن يتحقق علم ما فيه وإن
كان لو أفرد بعقله وأحيل على صحيح نظره لقال با نبه السمع على مواضعه وإن احتاج ف ذلك إل فضل
فكر بالكد والروية وإتعاب النفس ف طلب الق قال فهذا وجه التنبيه ما تله من التنيل وذكر ف التوحيد
والعاد نوا من ذلك بلف نفي التشبيه فإنه جعله من باب ما دل القرآن عليه بالب وأما ما ذكره هو وغيه
من أنم عرفوا صدق الرسول بالعجزات ابتداء فهذا يكون على وجهي أحدها أنم عرفوا إثبات الالق
بالضرورة ث عرفوا صدق الرسول بالعجزات والثان أن يقال نفس ظهور العجزات دلت على إثبات الالق
وعلى صدق رسوله كما كان إظهار موسى لليات مثل العصا واليد دليل على الصانع وعلى صدق الرسول
ولذا لا قال له فرعون لئن اتذت إلا غيي لجعلنك من السجوني سورة الشعراء 29قال له موسى أو
لو جئتك بشيء مبي قال فأت به إن كنت من الصادقي فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبي ونزع يده فإذا هي
بيضاء للناظرين سورة الشعراء 33 31فأظهر موسى هذه اليات لا قال له فرعون لئن اتذت إلا غيي
لجعلنك من السجوني فدل ذلك على أنه أظهرها لثبات
العلم بالصانع ولصدق الرسول والدلة الدالة على صدق الرسول كثية مبسوطة ف غي هذا الوضع
وبنبوته يستدل على تفصيل صفات ال وأسائه وعلى توحيده الذي هو عبادته وحده ل شريك له وهو توحيد
اللية وكذلك على توحيد الربوبية فكل نوعي التوحيد ما يكن علمه بالسمع وهذا ما اعترف به غي واحد
من حذاق النظار وقالوا إنه يكن العلم بصدق الرسول قبل العلم بالوحدانية مع أن الطاب أراد وال أعلم بعلم
التوحيد علم صفات الرب سبحانه وأسائه فإنم يسمون ذلك علم التوحيد وذلك ما يكن معرفته بالشرع فإنه
يعلم بالفطرة وبالعقل إثبات الصانع على طريق الجال وأما تفصيل صفاته وأسائه فتعلم بالسمع وأيضا فإذا
عرف أن العلوم اللية حقيقتها موجودة عند النبياء عليهم السلم فإنم الصادقون الصدوقون فيما يبون به
من ذلك وأن الواجب تلقى ذلك عنهم كان العلم بأن هذا يستفاد من الرسول يكن إثباته با يعلم أنه رسول
وإذا علم أنه رسول تعلم منه هذا
الطلوب كما إذا عرف أن علج الرضى يؤخذ من الطباء والستفتاء يرجع فيه إل الفتي وأمر التقوي
يرجع فيه إل القومي فإذا عرف أن هذا طبيب أو مفت أو مقوم رجع إليه ف ذلك وهذا مبسوط ف غي هذا
الوضع وبي أن العلم بصدق النب له طرق متعددة فمن ادعى من التكلمي العتزلة والهمية وموافقيهم أنه ل
يكن العلم بصدقه إل بعد العلم بدوث الجسام وأن ذلك ل يعلم إل بطريقة العراض فقوله خطأ مبتدع
وهو الذي ذكر الطاب أنه ل يسلك أحد من السلف هذه الطريق وأما الطريق العقلية الت ذكرها فهي طريق
دل عليها القرآن وأرشد إليها ونبه عليها وهي الستدلل با يدونه ف أنفسهم وف سائر الصنوعات من آثار
الصنعة ودلئل الكمة الشاهدة على أن لا صانعا حكما عالا خبيا إل قوله فعن هذه الوجوه ثبت عندهم أمر
الصانع وكونه ث تبينوا وحدانيته وعلمه وقدرته با
شاهدوه من اتساق أفعاله على الكمة واطرادها ف سبلها وجريها على إدللا وهذا لن الفعل الواحد
التسق النتظم ل يكون عن اثني ول يكون إل عن عال قادر كما بي ف غي هذا الوضع فهذه الصفات
ونوها ما يعلم بالعقل قال ث علموا سائر صفاته توقيفا عن الكتاب النل وهذه كالصفات البية مثل الوجه
واليدين والستواء على العرش ونو ذلك قال الطاب فأما العراض فإن التعلق با إما أن يكون عذرا وإما أن
يكون تصحيح الدللة من جهتها عسرا متعذرا وذلك أن اختلف الناس قد كثر فيها فمن قائل ل عرض ف
الدنيا ناف لوجود العراض أصل وقائل إنا هي قائمة بأنفسها ل تالف الواهر ف هذه الصفة إل غي ذلك
من الختلف فيها وأوردوا ف نفيها شبها قوية فالستدلل با والتعلق بأدلتها ل يصح إل بعد التخلص من
تلك الشبه والنفكاك عنها والطريقة الت
سلكناها سليمة من هذه الفات برية من هذه العيوب فقد بان ووضح فساد قول من زعم وادعى من
التكلمي أن من ل يتوصل إل معرفة ال تعال وتوحيده من الوجه الذي يصححونه من الستدلل فإنه غي
موحد ف القيقة لكنه مستسلم مقلد وأن سبيله سبيل الذرية ف كونا تبعا للباء ف السلم وثبت أن قائل
هذا القول مطىء وبي يدي ال ورسوله متقدم وبعامة الصحابة وجهور السلف مزر وعن طريق السنة عادل
وعن نجها ناكب قلت وهذا الذي ذكره الطاب بي ظاهر بتقدير أن تكون تلك الطريق صحيحة ف نفسها
موصلة إل العلم فإن سلوكها والال هذه إما غرر وخطر وإما مشق صعب بل معجوز عنه فإنا تتاج إل
تصحيح مقدمات كثية دقيقة متنازع فيها وقد ل تثبت للنسان فيضل عنها فكانت بنلة من يريد الج من
طريق بعيدة موفة يكن سالكها أن يصل بعد جهد ومشقة ويكن أن
ينقطع فمثل هذه الطريق قد يعجز صاحبها وقد يضل بعد جهد ومشقة عظيمة إذا ل يكن فيها موف
وإذا كان فيها موف فقد يهلك قبل الوصول ومعلوم أن من عدل إل هذه الطريق وترك الطريق الستقيمة
الواضحة المنة اليسرة كان ظلوما جهول وأما بتقدير أن تكون طريقا فاسدة كما يعرفه من عرف حقيقتها
فإنا إما أن ل توصل إل مطلوب لن النظر ف الدليل الفاسد يستلزم الهل الركب ل مالة بل قد ل يصل
معه ل علم ول جهل وهذا حال كثي من حذاق النظار الذين سلكوها وإما أن توصل إل نقيض الق إذا
اعتقد سالكها صدق بعض مقدماتا الكاذبة وهذه حال كثي من اعتقد صحتها وعارض بوجبها صحيح
النقول وصريح العقول وهي حال أهل البدع من العتزلة والهمية ومن وافقهم على مقتضاها فإنا منشأ
ضلل ما شاء ال تعال من طوائف أهل الكلم كما قد بسط هذا ف غي هذا الوضع فالولون يبقون ف
الهل البسيط وهؤلء يصيون ف الهل الركب
قال الطاب فهذا قولم ورأيهم ف عامة السلف وجهور الئمة وفقهاء اللف فل تشتغل رحك ال
بكلمهم ول تغتر بكثرة مقالتم فإنا سريعة التهافت كثية التناقض وما من كلم تسمعه لفرقة منهم إل
ولصومهم عليه كلم يوازنه أو يقاربه فكل بكل معارض وبعض ببعض مقابل وإنا يكون تقدم الواحد منهم
وفلجه على خصمه بقدر حظه من البيان وحذقه ف صنعه الدل والكلم وأكثر ما يظهر به بعضهم على بعض
إنا هو إلزام من طريق الدل على أصول مؤصلة لم ومناقضات على مقالت حفظوها عليهم فهم يطالبونم
بقودها وطردها فمن تقاعد عن شيء منها سوه من طريق الدل منقطعا وجعلوه مبطل وحكموا بالفلج
لصمه عليه والدل ل يبي به حق ول تقوم به حجة وقد يكون الصمان على مقالتي متلفتي كلتاها باطل
ويكون الق ف ثالثة غيها فمناقضة أحدها صاحبه غي مصحح مذهبه وإن
كان مفسدا به قول خصمه لنما متمعان معا ف الطأ مشتركان فيه كقول الشاعر فيهم حجج
تافت كالزجاج تالا حقا وكل كاسر مكسور
وإنا كان المر كذلك لن واحدا من الفريقي ل يعتمد ف مقالتها الت ينصرها أصل صحيحا وإنا
هي أوضاع تتكافأ وتتقابل فيكثر القال ويدوم الختلف ويقل الصواب قال ال تعال ولو كان من عند غي
ال لوجدوا فيه اختلفا كثيا سورة النساء 82فأخب سبحانه أن ما كثر فيه الختلف فليس من عنده وهذا
من أدل الدليل على أن مذاهب التكلمي مذاهب فاسدة لكثرة ما يوجد فيها من الختلف الفضي بم إل
التكفي والتضليل وذلك صفة الباطل الذي أخب ال عنه .
ث قال سبحانه ف صفة الق بل نقذف بالق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق سورة النبياء 18
قال الطاب فإن قيل دلئل النبوة ومعجزات النب ما عدا القرآن إنا نقلت إلينا من طريق الحاد دون التواتر
والجة ل تقوم بنقل الحاد على من كان ف الزمان التأخر لواز وقوع الغلط فيها واعتراض الفات من
الكذب وغيه عليها قيل هذه الخبار وإن كانت شروط التواتر ف آحادها معدومة فإن جلتها راجعة من
طريق العن إل التواتر ومتعلقة به جنسا لن بعضها يوافق بعضا ويانسه إذ كل ذلك واقع تت العجاز
والمر الزعج للخواطر الناقض لجرى العادات قال ومثال ذلك أن يروي قوم أن حات طي وهب لرجل مائة
من البل ويروي آخرون أنه وهب لرجل آخر ألفا من الغنم ويروي آخرون أنه وهب لخر عشرة
أرؤس من اليل والرقيق إل ما يشبه ذلك حت يكثر عدد ما يروى عنه فهو وإن ل يثبت التواتر ف كل واحد
منها نوعا نوعا فقد ثبت التواتر ف جنسها وحصل من جلتها العلم بأن حاتا سخي كذلك هذه المور وإن ل
يثبت لفراد أعيانا تواتر فقد ثبت برواية الم الغفي الذي ل يصى عددهم ول يتوهم التواطؤ ف الكذب
عليهم أنه قد جاء بعن معجز للبشر خارج عما ف قدرهم فصح بذلك أمر نبوته وقال الطاب أيضا فيما
ألقه بكتاب شعار الدين وبراهي السلمي الكلم الكروه الذي زجر عنه العلماء وعابوه هو التجرد
ف مذهب الكلم والتعمق فيه على الوجه الذي يذهب إليه التكلمون وذلك أنم ادعوا الوقوف على
حقائق المور من جهة العقول وزعموا أن شيئا من العلومات ل يذهب عليهم علمه ول يعجزهم إدراكه على
سبيل التحديد والتحقيق قلت هذا هو حقيقة قول من ل يعل السمعيات تفيد العلم إنا يصل العلم عنده من
جهة العقل فقط وقول من يظن أنه بجرد عقله يعرف ما جاءت به الشرائع ولذا قال المام أحد ف أول
رسالته ف السنة الت رواها عنه عبدوس بن مالك العطار ليس ف السنة قياس ول يضرب لا المثال ول تدرك
بالعقول فبي أن ما جاء به الرسول ل يوز أن يعارض بضرب المثال له ول يدركه كل أحد بقياس ول
يتاج أن يثبته بقياس بل هو ثابت بنفسه وليس كل ما ثبت يكون له نظي وما ل نظي له ل قياس فيه فل
يتاج النصوص خبا وأمرا إل قياس بلف من أراد أن ينال كل ما جاءت به الرسل بعقله ويتلقاه من طريق
القياس
كالقياس العقلي النطقي وهو قياس الشمول أو قياس التمثيل ونو ذلك فإن كل من هذا وهذا يسمى
قياسا وقد تنازع الناس ف اسم القياس هل هو حقيقة ف قياس التمثيل ماز ف قياس الشمول كما يقوله أبو
حامد الغزال وأبو ممد القدسي وغيها أو هو حقيقة ف قياس الشمول ماز ف قياس التمثيل كما يقوله أبو
ممد بن حزم وغيه أو القياس حقيقة فيهما كما يقوله المهور على ثلثة أقوال وأيضا فهم متنازعون ف
النس أيهما هو الذي يوصل إل العلم وكثي من الناس من أهل النطق اليونان ونوهم يزعم أن الوصل إل
العلم هو قياس الشمول فقط دون قياس التمثيل وكثي من أهل الكلم يرجح قياس التمثيل ويقول إن قياسهم
النطقي قياس الشمول قليل الفائدة أو عديها وحقيقة المر أن القياسي متلزمان فكل قياس شول هو
متضمن لتمثيل وكل قياس تثيل هو متضمن لشمول فإن القايس قياس التمثيل ل بد أن يعلق الكم بالوصف
الشترك فإذا قال النبيذ السكر حرام لنه مسكر فكان حراما كخمر العنب فقد علق
التحري بالسكر و بد له من دليل يدل على تعلق الكم بذلك الوصف الشترك إما بنص أو إجاع أو
غي ذلك من الطرق الدالة على أن الكم معلل بذلك الوصف الشترك بي الصل والفرع وهو الذي يسمى
جواب الطالبة فإن القايس إذا قاس توجه عليه منوع أحدها منع الكم ف الصل والثان منع ثبوت الوصل
الذي علق به الكم ف الصل والثالث منع وجوده ف الفرع وهذه السولة الثلثة قد يسهل جوابا والرابع
منع علة الوصف وهو منع كون الكم متعلقا به وهذا أعظم السولة وذلك الوصف الذي علق به الكم
يسمونه علة وسببا وداعيا وموجبا ومناطا وباعثا وأمارة وعلمة ومشتركا وأمثال ذلك ث إذا أراد الستدل أن
يصوغ هذا قياس شول قال النبيذ مسكر وكل مسكر حرام ول بد له من إثبات هذه القضية الكبى وهو قوله
كل مسكر حرام كما يتاج الول إل إثبات كون السكر هو مناط التحري والذي جعله الول مناط الكم
جعله الثان الد الوسط التكرر ف القدمتي ول بد لكل منهما من الدللة على ذلك وكل من القياسي
يتضمن حكما عاما كليا ولذا اتفق أرباب القياس الشمول النطقي على أنه لبد فيه من قضية كلية
واتفق أرباب القياس التمثيلي على أنه ل بد فيه من مشترك بي الصل والفرع والشترك هو الكلي
لكن ف قياس الشمول ل يب أن يبي ثبوت الكلي ف صورة من الصور العينة بل يقول الرجل السواد
والبياض ل يتمعان وإن ل يعي سوادا أو بياضا معيني ويقول الكل أعظم من الزء ول يعي شيئا وأما قياس
التمثيل فل بد فيه من تعيي أصل يقاس به الفرع ويثل به فيقال هذا السواد وهذا البياض ل يتمعان فكذلك
سائر السواد والبياض وهذا الكل أعظم من هذا الزء وهلم جرا ويقول أهل التمثيل هذا أنفع لن الكليات ل
وجود لا ف العيان إنا وجودها ف الذهان فإذا مثل الفرع بعي ثابت ف الارج أفاد ذلك معرفة شيء
موجود معي بلف الكلي الذي ل تتمثل أعيانه ف الارج ولذا كل متكلم ف كليات مقدرة ل يتصور
أعيانا الوجودة ف الارج فإما أن يكون كلمه قليل الفائدة بل عديها وإما أن يكون كثي الطأ والغلط وإما
أن يتمع فيه المران ويقولون أيضا إن العلم بكل واحد واحد من العيان يصل با به يصل العي
الخر فإنا إذا قلنا الكل أعظم من الزء كان علمنا بأن هذا الكل أعظم من هذا الزء كعلمنا بذلك ف
الكل الخر فلم نستفد بالقضية الكلية علما بعي إل والعلم بذلك العي مستغن عن القضية الكلية ففيه تطويل
بل فائدة ويقول أهل قياس الشمول بل قياس التمثيل ل يفيد إل بتوسط تعليق الكم بالشترك وهو الد
الوسط فل بد فيه من قضية كلية أيضا لكن قد يدعى القايس المثل تعليق الكم بالشترك بجرد التمثيل ول
يقيم دليل على أن الوصف الشترك الامع بي الصل والفرع هو مناط الكم الذي هو الد الوسط وربا
أثبت ذلك بطرق ل تفيد العلم كالستقراء الناقص الذي هو نوع السب والتقسيم ونو ذلك ففي كل من
القياسي قضية كلية لكن صاحب الشمول يثبتها وصاحب التمثيل ل يثبتها قال أصحاب التمثيل بل صاحب
الشمول ل يكنه إثباته إل بطريق التمثيل وإل فإذا نازعه النازع ف الشمول والعموم ل يكن له طريق إل ذكر
العيان بأن يقول هذا الكل أعظم من هذا
الزء وإذا قيل بل العقل يقضي بالقضية الكلية قضاء عاما قيل إنا كان ذاك بواسطة علمه بالزئيات
فيعود إل التمثيل ولذا توجد عامة قضاياهم الكلية منتقضة باطلة لنم يدعون فيها العموم بناء على ما عرفوه
من التجارب والعادات وتكون تلك منتقضة ف نفس المر كما هو الواقع فإن من قال كل نار فإنا ترق ما
لقته إنا قال لجل إحساسه با أحس به من جزئيات هذا الكلي وقد انتفض ذلك عليه بلقاتا للياقوت
والسمندل وغي ذلك وبسط الكلم ف هذا له موضع آخر والقصود هنا التنبيه على أن كل واحد من قياس
التمثيل والشمول يفيد أمرا كليا مطلقا بواسطته يصل العلم بالعينات الوجودة ف الارج ث قد يكون العلم
بتلك العينات غنيا عن ذينك القياسي والعي الذي ل نظي له ل يعلم ل بذا القياس ول بذا القياس وقد
تكون الكلية منتقضة فالقياس ل يصل بنفسه العلم بالعينات وقد ل يصل العلم به مطلقا وقد يكون كثي
النتقاض بلف النصوص النبوية فإنا ل تكون إل حقا وهي تب عن العينات على ما هي عليه وأعظم
الطالب العلم بال تعال وأسائه وصفاته وأفعاله وأمره ونيه وهذا كله ل تنال خصائصه ل بقياس الشمول ول
بقياس التمثيل فإن ال تعال ل مثل له فيقاس به ول يدخل هو
وغيه تت قضية كلية تستوي أفرادها فلهذا كانت طريقة القرآن وهي طريقة السلف والئمة أنم ل
يستعملون ف الليات قياس تثيل وقياس شول تستوي أفراده بل يستعملون من هذا وهذا قياس الول فإن ال
له الثل العلى فإذا أدخل هو سبحانه وغيه تت قضية كلية مثل أن يقال القائم بنفسه ل يفتقر إل الحل كما
يفتقر العرض مثل أو قيل كل موجود فله خاصية ل يشركه فيها غيه ونو ذلك كان هو سبحانه أحق بثل
هذه المور من سائر الوجودات فهو أحق بالغن عن الحل من كل قائم بنفسه وهو أحق بانتقاء الشارك له ف
خصائصه من كل موجود وكذلك إذا قيس قياس تثيل فكل كمال يستحقه موجود من جهة وجودة فالوجود
الواجب أحق به وكل نقص ينه عنه موجود لكمال وجوده فالوجود الواجب أحق بتنيهه عنه وهو أحق
بانتفاء أحكام العدم وأنواعه وأشباهه وملزوماته عنه من كل موجود وإذا كان المر الوجودي كالرؤية مثل
ل يتعلق إل بأمور موجودة ل يوز أن تتعلق بعدوم لن العدم ل يكون سببا ف للوجود وكان كل
ما كان أكمل وجودا كان أحق بأن يرى كان الباري سبحانه بأن يرى أحق من كل موجود وإذا كان
تعذر الرؤية أحيانا قد يكون لضعف البصار وكان ف الوجودات القائمة بنفسها ما تتعذر أحيانا رؤيته
لضعف أبصارنا ف الدنيا كان ضعفها ف الدنيا عن رؤيته أول وأول وليس القصود هنا الكلم على أعيان
السائل ولكن القصود بيان مسمى القياس وأنه وإن كان قد يصل به من العلوم أمور عظيمة فإنه ل يصل به
كل مطلوب ول يطرد ف كل شيء فطرق العلم ثلث أحدها الس الباطن والظاهر وهو الذي تعلم به المور
الوجودة بأعيانا والثان العتبار بالنظر والقياس وإنا يصل العلم به بعد العلم بالس فما أفاده الس معينا
يفيده العقل والقياس كليا مطلقا فهو ل يفيد بنفسه علم شيء معي لكن يعل الاص عاما والعي مطلقا فإن
الكليات إنا تعلم بالعقل كما أن العينات إنا تعلم بالحساس والثالث الب والب يتناول الكليات والعينات
والشاهد والغائب فهو أعم وأشل لكن الس والعيان أت وأكمل
وقد تنازع الناس ف السمع والبصر أيهما أكمل فذهبت طائفة منهم ابن قتيبة إل أن السمع أكمل
لعموم ما يعلم به وشوله وذهب المهور إل أن البصر أكمل فليس الخب كالعاين وليس كل ما يعاين يكن
الخبار عنه وليس العلم الاصل بالب كالعلم الاصل بالعيان وإن كان الب ل ريب ف صدقه لكن نفس
الرئي العاين ل يصل العلم به قبل العيان كما يصل عند العيان والتحقيق ف هذا الباب أن العيان أت وأكمل
والسماع أعم وأشل فيمكن أن يعلم بالسماع والب أضعاف ما يكن علمه بالعيان والبصر أضعافا مضاعفة
ولذا كان الغيب كله إنا يعلم بالسماع والب ث يصي الغيب شهادة والخب عنه معاينا وعلم اليقي عي
اليقي والقصود هنا أن الب أيضا ل يفيد إل مع الس أو العقل فإن الخب عنه إن كان قد شوهد كان قد
علم بالس وإن ل يكن شوهد فل بد أن يكون شوهد ما يشبهه من بعض الوجوه وإل ل يعلم بالب شيء
فل يفيد الب إل بعد الس والعقل فكما أن العقل بعد الس فالب بعد العقل والس فالخبار يتضمن هذا
وهذا وكما أنه ليس كل ما علم بالقياس والعقل والعتبار يكن الحساس بواحد واحد من أعيانه
فكذلك ليس كل ما علم بالب والسماع يكن اعتباره بالقياس إما لعدم النظي له من كل وجه وإما لغي ذلك
ث إذا كان الب صادقا ل كذب فيه أمن معه من النتقاض والفساد بلف القياس فإن كثيا ما يبن فيه على
قضايا كلية تكون منتقضة وإن كان فيه ما ليس منتقضا والقصود أنه ليس كل شيء يكن علمه بالقياس ول
كل شيء يتاج فيه إل القياس فلهذا قال الئمة ليس ف النصوصات النبوية قياس وأما كونا ل تعارض
بالمثال الضروبة فهذا هو الذي ذكرناه من أن النصوص ل يعارضه دليل عقلي صحيح أما قولم ل تدرك
بالعقول فإن نفس الغريزة العقلية الت تكون للشخص قد تعجز عن إدراك كثي من المور ل سيما الغائبات
فمن رام بعقل نفسه أن يدرك كل شيء كان جاهل ل سيما إذا طعن ف الطرق السمعية النبوية البية وهذا
هو الذي يسلكه من يسلكه من الفلسفة ومن يشبههم من أهل الكلم وهؤلء هم الذين يذكر أبو حامد
الغزال وغيه تافتهم
وتناقضهم وأن ما يدعونه من العارف اللية بعقولم جهوره باطل وإن كان قد وقع ف كلمه من
كلم هؤلء أمور قيل أنه رجع عنها ول ريب أن الرسل صلوات ال عليهم يبون اللق با تعجز عقولم عن
معرفته ول يبونم با يعلمون امتناعه فهم يبونم بحارات العقول ل بحالتا فمن أراد أن يعرف ما
أخبت به الرسل بعقله كان شبيها بن قال ال تعال فيه وإذا جاءتم آية قالوا لن نؤمن حت نؤتى مثل ما أوت
رسل ال ال أعلم حيث يعل رسالته سورة النعام 124وقال بل يريد كل امرىء منهم أن يؤتى صحفا
منشرة سورة الدثر 52قال الطاب وذهب العلماء إل خلف هذا الرأي وجعلوا العلومات قسمي قسم
يكن استدراكه وتثبته حقيقة وقسم ل يعلم إل ظاهره ول يتعرض لعلم باطنه وطلب كيفيته وانتهوا ف ذلك
إل ما نطق به الكتاب وهو قوله سبحانه وما يعلم تأويله إل ال والراسخون ف العلم يقولون آمنا به سورة
آل عمران 7يعلون
الوقف عند قوله إل ال ويستأنفون الكلم فيما بعده وهو مذهب الصحابة وعبد ال بن مسعود وأب
بن كعب وعائشة وابن عباس قالوا وقد حجب عنا أنواعا من العلم كعلم قيام الساعة وكعلم الروح حي
يقول ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر رب وما أوتيتم من العلم إل قليل سورة السراء 85وقال
تعال ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم سورة الائدة 101وقال ل يسأل عما يفعل وهم يسألون
سورة النبياء 23قلت قد ذكرنا معن لفظ التأويل ف غي هذا الوضع وأنه ف اللغة الت نزل با القرآن يراد
به حقيقة الشيء كالكيفية الت ل يعلمها إل ال كما قال مالك الستواء معلوم والكيف مهول ويراد به
التفسي وهو كقوله الستواء معلوم فإن تفسيه ومعناه معلوم ويراد به تريف الكلم عن مواضعه كتأويلت
الهمية مثل تأويل من تأول استوى بعن استول وهذا الذي اتفق السلف والئمة على بطلنه وذم أصحابه
ومثل هذا ل يقال فيه ل يعلمه إل ال بل يقال إنه باطل وتريف وكذب ولكن ف القسم الول يقال ل يعلمه
إل ال وأما القسم الثان فيعلمه ال وقد يعلمه الراسخون ف العلم
قال الطاب فلم ينته أهل التعمق من التكلمي حت تكلموا ف الروح وتكلموا ف القدر والتعديل
والتجوير وتكلموا ف النفس والعقل وما بينهما وتكلموا ف أشياء ل تعنيهم ول تدي عليهم شيئا كالكلم ف
الزء والطفرة وما أشبه ذلك من المور الت ل طائل لا ول فائدة فيها فزجر العلماء عن الوض ف هذه
المور وخافوا فتنتها والروج منها إل ما يفضي بالرء إل أنواع من الكروه من القوال الشنعة والذاهب
الفاسدة ورأوا أن يقتصروا من الكلم على ما انتهى إليه بيان الدين وتوقيف الشريعة قلت فقد ذكر الطاب
ف الكلم الذموم ما ل يدركه النسان بعقله وما ل فائدة فيه وما ل يدركه النسان بعقله إذا تكلم فيه تكلم
بل علم والكلم بل علم ذمه ال ف كتابه وما ل فائدة فيه هو من باب ما ل يعن النسان ول يفيده ومن باب
العلم الذي ل ينفع وقد استعاذ النب من علم ل ينفع ولذا يقال العلم ما قام عليه الدليل والنافع منه ما جاء به
الرسول وهذان النوعان ها اللذان يذكرها أبو حامد وغيه ف وصف غي العلوم الشرعية فيقول هي بي علوم
صادقة ل منفعة فيها ونعوذ بال من علم ل ينفع وبي ظنون كاذبة ل ثقة با وإن بعض الظن إث فالول
كالعلم بدقائق اليئة وحركات الكواكب وغي ذلك ما هو بعد التعب الكثي ل يفيد إل تضييع الزمان
وتعذيب اليوان
والثان كالعلم بأحكام النجوم الت غالبها ظنون ل تغن من الق شيئا والطأ فيها أكثر من الصواب
والكذب فيها أكثر من الصدق وهذان النوعان غي ما ذكر أول ذمه لا فيه من الطر والعسر والعجز وهذه
الثلثة غي ما هو كذب ف نفسه وباطل فإن هذا هو الكلم الذموم ف نفسه فما كان كذبا غي مطابق للحق
فهو مذموم ف نفسه بلف ما فيه عسر وهو حق فإن هذا وإن ذم من وجه فقد يمد من وجه آخر بلف ما
ل يدركه النسان أو ما ل فائدة فيه فإن هذا قد يقال إن مضرته تضييع الزمان من جنس اللعب واللهو الذي
ل ينفع أو من جنس البطالة وتضييع الزمان لكن مت أفضى بصاحبه إل اعتقاد الباطل حقا والكذب صدقا
كان من القسم الذموم بنفسه وكل كلم ناقض نصوص النبياء فإنه من الكلم الذموم بنفسه وهو باطل قطعا
وأما قوله وتكلموا ف الروح والقدر والتعديل والتجوير والعقل والنفس فقد يظن أن الكلم ف هذا مذموم
مطلقا وليس كذلك بل الكلم ف ذلك وغيه بالق النافع ل يذم وإنا يذم الكلم الباطل والكلم بل علم
والكلم الق لن يعجز عن معرفته كما قال ابن مسعود ما من رجل يدث قوما حديثا ل تبلغه عقولم إل
كان فتنة لبعضهم وقال علي رضي ال عنه حدثوا الناس با يعرفون
ودعوا ما ينكرون أتريدون أن يكذب ال ورسوله وأما الكلم الق النافع فهو ممود غي مذموم قال
الطاب ث إن الكتاب والسنة ل يستوفيا بيان جيع ما يتاج الناس إليه نصا وتسمية فاحتجنا إل انتزاع أحكام
الوادث ف ضمن الساء والنصوص من طريق العان والعقول من النصوص فاستنبطه العلماء وتكلموا فيه من
طريق القياس ول يتجاوزوه إل الكلم فيما ل أصل له من الكتاب والسنة ول يتعرضوا لا ورد الكتاب ث
السنة بالزجر عنه وعن الوض فيه وكان هذا موضع الفرق بي الكلمي قال وقد أشار الشافعي إل هذه
الملة وأبان عنها با زجر عنه من النظر ف الكلم وعابه من مذاهب التكلمي وبا زجر عنه من التقليد وجب
عليه من النظر والستدلل فعلمنا أن الذي زجر عنه ليس هو الذي أمر به وتبينا أن له ف الصول مذهبا ثالثا
ليس بالتقليد ول بالتجريد لذاهب القتحمي ف غمرات الكلم والائضي ف أوديته وإنا هو الستدلل
بعقول أصول
الدين الت مرجعها إل علوم الس ومقدماتا والنظر التعلق بالصول الت هي الكتاب والسنة الصحيحة
الت ينقطع العذر با قال ونن ل نعد فيما أوردناه من الكلم ف كتاب شعار الدين هذه الملة وإن كان
الذي عبناه ف مسألة الغنية عن الكلم هو الذهب الخر الذي تقدم ذكرنا له وهو مذهب الغلو والفراط وما
يقابله من مذاهب من يرى التقليد ول يقول بجج العقول فهو ف التفريط والتقصي مواز لذاهب التكلمي ف
الغلو والفراط والطريقة الثلى هي القصد والعتدال وهو ما نتاره ونذهب إليه قال وسبيل ما نأتيه ونذره من
هذا الباب سبيل القياس فإنا نستعمله ف مواضع ونأباه ف مواضع فل يكون ذلك منا مناقضة وكذلك ما نطلقه
من جواز الكلم ف موضع وكراهته ف موضع آخر والصل ف مذاهب الناس كلهم ثلث مقالت القول
بالس حسب وهو مذهب الدهرية فإنم قالوا با يدركه الس ول يقولوا بعقول ول خب وقال قوم بالس
والعقول حسب ول يقولوا بالب وهو مذهب الفلسفة لنم ل يثبتون
النبوة وقال أهل القالة الثالثة بالس والنظر والثر وهم جاعة السلمي وهو قول علمائنا وبه نقول
قلت تفصيل مقالت الناس مبسوط ف غي هذا الوضع فإن الدهرية ل تنكر جنس العقول بل تنكر من العقول
ما ل يكون جنسه مسوسا وهذا فيه كلم مبسوط ف غي هذا الوضع وإنا كفروا بإنكارهم الغيب الذي
أخبت به الرسل والفلسفة أيضا ل تنكر جنس الب بل تقول بالخبار التواترة وغيها ولكن ينكرون
استفادة المور الغائبة بأخبار النبياء وهم قد يعظمون النبياء صلوات ال عليهم ويوجبون اتباع شرائعهم
ويأمرون بقتل من يرج عنها لكن يعلون مقصودها هو إقامة مصال الناس ف دنياهم بالعدل الذي شرعته
النبياء وأما المور اللية والعاد ونو ذلك فيزعمون أنم ل يبوا عنها با يصل به العلم ولكن خاطبوا
الناس فيه بطريق التخييل وضرب الثل الذي ينتفع به المهور وحقيقة قولم هو ما ذكره الطاب من أنم ل
يعلون خب النبياء طريقا إل العلم وقد ذكرنا من كلم من دخل معهم ف هذا الصل الفاسد من النتسبي
إل السلمي ما تبي به هذا الصل وبينا من ضللم وكذبم ف هذا القول ما قد بسط ف موضعه
وحقيقة ما يزعمونه ف العقول إنا هو أمور ذهنية كلية قائمة ف الذهن ل حقيقة لا ف الارج وما
يثبتونه من الجردات العقليات بل وواجب الوجود الذي يثبتونه وغي ذلك يعود إل هذا ومن هنا استطال
عليهم إخوانم الفلسفة الطبيعية والدهرية فإن أولئك ل ينكروا مثل هذه العقليات ولكن أنكروا وجود هذه
ف الارج وادعوا أن كل موجود ف الارج فل بد أن يكن إحساسه والفريقان جيعا كذبوا بالكتاب وبا
أرسل ال به رسله من الخبار بالغيب إل من كان منهم من الصابئة النفاء الذين يؤمنون بال واليوم الخر
ويعملون صالا فأولئك هم سعداء ف الخرة كما قال تعال إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى
والصابئي من آمن بال واليوم الخر وعمل صالا فلهم أجرهم عند ربم ول خوف عليهم ول هم يزنون
سورة البقرة 62وأما الصابئة الشركون الذين يعبدون الكواكب والوثان ونوهم من الفلسفة الشركي
فهؤلء كفار كسائر الشركي والفلسفة اليونانية فلسفة الشائي عامتها من هذه الفلسفة فإن اليونان كانوا
مشركي يعبدون الكواكب والوثان وف مقالتم حق وباطل كما ف مقالت مشركي العرب والند وغيهم
من أصناف الشركي وهذا مبسوط ف موضعه
وأما ما ذكره الطاب من القياس والعتبار ف الحكام الشرعية وأن الكتاب والسنة ل يستوفيا بيان
جيع ما يتاج إليه الناس نصا فهذا كلم ف القياس العملي الشرعي وهو مبسوط ف موضعه والناس ف هذا
بي إفراط وتفريط كما هم كذلك ف القياس العقلي البي فطائفة تزعم أن أكثر الوادث ل تتناولا
النصوص بل إنا تعلم بالقياس وطائفة بآرائهم يزعمون أن القياس كله باطل حت يردون الستدلل السمى
بتنقيح الناط ويردون قياس الول وفحوى الطاب والعلة النصوصة ويرجعون إل العموم واستصحاب الال
وكل من الطائفتي مطئة غالطة فإن الطائفة الول بست الكتاب والسنة حقهما وقصرت ف معرفتهما
وفهمهما واعتصمت بأنواع من القيسة الطردية الت ل تغن من الق شيئا أو بتقليد قول من ل تعرف حجة
قائله وكثيا ما تد هؤلء إذا فتشت حجتهم إنا هي مرد دعوى بأن يظن أحدهم أن الكم الثابت ف
الصل معلق بالوصف الشترك من غي دليل يدله على ذلك بل بجرد اشتباه قام ف نفسه
أو بجرد استحسان ورأي ظن به أن مثل ذلك الكم ينبغي تعليقه بذلك الوصف وأحدهم يبن الباب
على مثل هذه القواعد الت مت حوقق عليها سقط بناؤه وربا تسكوا من الثار الضعيفة با يعلم أهل العرفة
بالثر أنه من الوضوع الكذوب فضل عن أن يكون من كلم العصوم وقد يتمسكون با يظهر لم من ألفاظ
العصوم ول تكون دالة على ما فهموه واما الطائفة الثانية فتعتصم من استصحاب الال ونفي الكم لعدم
دليله ف زعم أحدهم مع ظهور الدلة الشرعية با يبي به فساد قولا ويفرق بي التماثلي تفريقا ل يأت به
عاقل فضل عن نب معصوم وتمد على ما تراه ظاهر النص مع خطائها ف فهم النص ومراد قائله وتسلب
الشريعة حكمها وماسنها ومعانيها وتضيف إل ال ورسوله من الكم الناف للعدل والحسان ما يب أن ينه
عنه اللك العادل والرجل العاقل والناس كلهم متفقون على الجتهاد والتفقه الذي يتاج فيه إل إدخال
القضايا العينة تت الحكام الكلية العامة الت نطق با الكتاب والسنة وهذا هو الذي يسمى تقيق الناط
كالجتهاد ف تعيي القبلة عند الشتباه والجتهاد ف عدل الشخص العي والنفقة بالعروف للمرأة العينة
والثل لنوع الصيد أو للصيد لعي والثل الواجب ف إتلف الال العي وصلة الرحم الواجبة ودخول أنواع
من السكرات ف اسم المر وأنواع من العاملت ف اسم الربا واليسر وأمثال ذلك ما فيه إدخال
أعيان تت نوع وإدخال نوع خاص تت نوع أعم منه فهذا الجتهاد ما اتفق عليه العلماء وهو ضروري ف
كل شريعة فإن الشارع غاية ما يكنه بيان الحكام بالساء العامة الكلية ث يتاج إل معرفة دخول ما هو
أخص منها تتها من النواع والعيان وقد احتج من احتج من الئمة الثبتي للقياس عليه بثل هذا القياس
وأن القرآن العزيز ورد بثل هذا ف القبلة وجزاء الصيد وعدل الشخص ونو ذلك وهذا ل حجة فيه فإن مثل
هذا ل نزاع فيه وهو ضروري ل بد منه ول يكن إثبات حكم النوع أو عي إل بثل هذا ونفاة القياس ل
يسمونه قياسا وإن ساه السمى قياسا كان نزاعا لفظيا والتحقيق أن دخول العيان ف العن العام الذي دل
عليه الطاب هو من قياس الشمول وأن تثيل بعض العيان والنواع ببعض هو من قياس التمثيل لكن شول
اللفظ لذا ولذا بطريق العموم يغن عن قياس التمثيل
ونفاة القياس العروفون بالسنة ل ينازعون ف العموم وإن ساه السمى قياسا كليا بل هو عمدتم
وعصمتهم هو واستصحاب الال فهذا نوع ومن نازع ف القياس والعموم جيعا كما فعل ذلك من فعله من
الرافضة فهؤلء سدوا على أنفسهم طريق معرفة الحكام فلهذا يتجون با يزعمون أنه قول العصوم ومن
الناس من يظن أن العلة النصوصة هي السماة بتحقيق الناط وهي داخلة فيه وليس كذلك فإن هذه فيها نزاع
وهنا نوع ثان يسمى تقيق الناط وهو أن يكون الشارع قد نص على الكم ف عي معينة وقد علم بالنص
والجاع أن الكم ل يتص با بل يتناولا وغيها فيحتاج أن ينقح مناط الكم أي ييز الوصف الذي تعلق
به ذلك الكم بيث ل يزاد عليه ول ينقص منه وهذا كأمره للعراب الذي استفتاه لا جامع امرأته ف
رمضان بالكفارة ث لا أتى بالعرق قال أطعمه أهلك وأمره لن سأله عن فأرة وقعت ف سن بأن تلقى وما
حولا ويأكل السمن وأمره لن سأل عمن أحرم بعمرة وعليه جبة وهو متضمخ بلوق أن ينع عنه البة
ويغسل اللوق ويصنع ف
عمرته ما كان صانعا ف حجته وأمره لن ابتاع صاعا جيدا من التمر بصاعي من الرديء أن يبيع
الرديء بدراهم ث يبتاع با جيدا ومثل أمره لبيرة لا عتقت أن تتار ومثل رجه لاعز والغامدية وقطعه لسارق
رداء صفوان والخزومية وغيها وأمثال ذلك فإنه من العلوم لميع العلماء أن حكم النب ليس مصوصا بتلك
العيان بل يتناول ما كان مثلها لكن يتاجون إل معرفة مناط الشترك الذي به علق الشارع الكم وهذا قد
يكون ظاهرا وقد يكون خفيا فالظاهر مثل كون سبب الرجم هو زنا الحصن وسبب القطع هو السرقة والفي
مثل كون الكفارة وجبت لصوص الماع أو لعموم الفطار وهل وجبت لنوع من الفطار أو لنسه وهل
وجب لوقاع ف صوم صحيح ف رمضان أو لوقاع ف صوم واجب ف رمضان سواء كان صحيحا أو فاسدا
كما يب ف الحرام الواجب سواء كان صحيحا أو فاسدا فهذا ما تنازع فيه الفقهاء وكذلك لا أجاب عن
الفأرة الت وقعت ف السمن فل ريب أن الكم ليس مصوصا بتلك الفأرة والسمن ول بنوع من الفأر ونوع
من السان فل بد من إثبات حكم عام وهذا النوع يقر به كثي من منكري القياس أو أكثرهم وكثي من
الفقهاء ل يسميه قياسا بل يثبتون به الكفارات والدود وإن كانوا ل يثبتون ذلك بالقياس فإنه
هنا قد علم يقينا أن الكم ليس مصوصا بورد النص فل يوز نفيه عما سواه بالتفاق كما يكن
ذلك ف صور القياس الحض السمى بتخريج الناط فإنه لا نى عن التفاضل ف الصناف الستة ل يعلم أن
حكم غيها حكمها إل بدليل يدل على ذلك ولذا كان بعض نفاة القياس لا حكموا ف مثل هذا بأن الكم
مصوص بفأرة وقعت ف سن دون سائر اليتات والنجاسات الواقعة ف سائر الائعات ظهر خطاؤهم يقينا فإن
الشارع صلوات ال عليه ل يعلق الكم ف خطابه بفأرة وقعت ف سن ولكن السائل سأله عن ذلك والسائل
إذا سأل عن حكم عي معينة أو نوع باسه ل يب أن يكون الكم معلقا متصا با سأل عنه السائل بل قد
يكون ما سأل عنه السائل داخل ف حكم عام كما أنه إذا سئل عن عي معينة ل يكن الكم مصوصا بتلك
العي ولفرق بي أن يسأل عن عي أو نوع فليس ف جوابه ما يقتضي اختصاص الكم بورد السؤال فهذا من
أعظم الغلط وهنا يظهر تفاضل العلماء با آتاهم ال من العلم فمن استخرج الناط الذي دل عليه الكتاب
والسنة دل على فهمه لراد الرسول مثل أن يقول القائل الكم هنا ليس متعلقا بجرد اليتة بل بالبيث الذي
قال ال تعال فيه ويل لم الطيبات ويرم عليهم البائث سورة العراف 157فإن اليتة وإن
شاركت النير والدم ف التحري فقد شل الميع اسم البيث فالتحري متناول للوصف العام ليس
مصوصا بنوع من النواع وكلم الرسول ليس فيه دليل على الختصاص بنوع لتعلق الكم بالوصف العام
الشترك وهو البث فيكون البيث الامد الواقع ف السمن حكمه حكم الفأرة سواء كان دما أو ميتة
متجسدة ونو ذلك ث ينظر ف السمن فيعلم أنه ل اختصاص ف الشرع له بذلك بل سائر الدهان كذلك ث
سائر الائعات كذلك ث يبقى النظر هل يفرق بي الاء وسائر الائعات أو يسوى بينهما وهل يفرق بي الامد
والائع أو يسوى بينهما وهل يفرق بي القليل والكثي أو يسوى بينهما هذا من الواضع الفية الت تنازع فيها
العلماء والقصود هنا أن مثل هذا ل يرده إل جهلة نفاة القياس وكذلك العلة النصوصة وكذلك القياس ف
معن الصل وقياس الول وأما القياس الذي يستخرج علة الصل فيه بالناسبة فهذا مل اجتهاد ولذا تنازع
الفقهاء القياسون من أصحاب أحد وغيهم ف ذلك فمنهم من ل يقول إل بالعلة النصوصة ومنهم من يقول
بالؤثر
وهو ما نص على تأثيه ف نظي ذلك الكم كالصغر فإنه قد علم أن الشارع علق به ولية الال فإذا
علق به ولية النكاح كان هذا إثباتا لعلة هذا الكم بنظيه الؤثر وأما إذا ل يكن مؤثرا فهو الذي يسمونه
الناسب الغريب وفيه قولن مشهوران فإنه استدلل على أن الشرع علق الكم بالوصف لجرد ما رأيناه ف
الصلحة ومن تدبر الدلة الشرعية منصوصها ومستنبطها تبي له أن القياس الصحيح هو التسوية بي التماثلي
وهو من العدل الذي أمر ال به ورسوله وأنه حق ل يوز أن يكون باطل فإن الرسول بعث بالعدل فلم يسو
بي شيئي ف حكم إل لستوائهما فيما يقتضي تلك التسوية ول يفرق بي اثني ف حكم إل لفتراقهما فيما
يقتضي ذلك الفرق ول يوز أن يتناقض قياس صحيح ونص صحيح كما ل يتناقض معقول صريح ومنقول
صحيح بل إذا ظن بعض الناس تعارض النص والقياس كان أحد المرين لزما إما أن القياس فاسد وإما أن
النص ل دللة له ومع هذا فالكتاب والسنة بينا جيع الحكام بالساء العام لكن يتاج إدخال العيان ف
ذلك إل فهم دقيق ونظر ثاقب لدخال كل معي تت نوع وإدخال ذلك النوع تت نوع آخر بينه الرسول
وحينئذ فكل من الوادث شلها خطاب الشارع وتناولا العتبار الصحيح وخطاب الشارع العام
الشامل دل عليها بطريق العمومم الذي يرجع إل تقيق الناط وهو ف معن قياس الشمول البهان والعتبار
الصحيح تناولا بطريق قياس التمثيل الذي يتضمن التسوية بي التماثلي والفرق بي الختلفي والتماثل
والختلف ثابت ف نفس المر وقد نصب ال عليه أدلة تدل عليه وكما أن القياس الشمول والتمثيلي
يرجعان إل أصل واحد ول يوز تناقضهما إل مع فسادها أو فساد أحدها فكذلك الطاب العام والعتبار
الصحيح يرجعان إل أصل واحد ول يوز تناقضهما إل لفساد دللتهما أو دللة أحدها وهذا تنبيه على
مامع نظر الولي والخرين ف جيع استدللم ومن تبصر ف ذلك وفهمه وعلم ما فيه من الحاطة تبي له أن
دلئل ال تعال ل تتتناقض وأن ما جاء به الرسول هو الق الوافق لصرائح العقول وأن ما شرعه للعباد هو
العدل الذي به صلح العاش والعاد وإن فهم مع ذلك مسألة التحسي والتقبيح العقلي وارتباطها بسألة
الناسبات ورجوع جنس التحسي والتقبيح إل حصول الحبوب ودفع الكروه وهو العروف والنكر كما
يرجع جنس الب إل الوجود والعدم وأن هذا يرجع إل الق النافع وف مقابلته الباطل الذي ل ينفع وهذا
يرجع إل الق
الوجود وف مقابلته العدوم تبي له أيضا تناسب جيع العلوم الصحيحة والوجودات العتدلة والشرائع
اللية وأعطى كل ذي حق حقه وال يقول الق وهو يهدي السبيل سورة الجزاب 4ومن ل يعل ال له
نورا فما له من نور سورة النور 40وإذا أحسن العتبار تبي له ما ف منطق اليونان وفلسفتهم من الصواب
والطأ ف الد والبهان ل سيما ف مواد القياس والبهان وتبي له كثي من خطأهم ف التفريق بي التماثلي
والتسوية بي الختلفي مثلما ذكروه ف مواد البهان من قبول بعض القضايا الت سوها يقينية واعتقدوها كلية
وليس المر كذلك وردهم لبعض القضايا الت سوها مشهورات ووهيات مع كونا قد تكون أقوى من كثي
من القضايا الت سوها يقينية كما قد ذكر ف غي هذا الوضع فهذا لعة من كلم علماء الكلم وغيهم ف
طريقة العراض ونوها
فصل وأما كلم الفلسفة ف هذا الباب فقال القاضي أبو الوليد بن رشد الفيد ف كتابه العروف
بالصول ف العقائد قد رأيت أن أفصح ف هذا الكتاب عن الظاهر من العقائد الت قصد الشرع حل المهور
عليها ونتحرى ف ذلك كله مقصد الشارع بسب الهد والستطاعة فإن الناس قد اضطربوا ف هذا العن كل
الضطراب ف هذه الشريعة حت حدثت فرق ضالة وأصناف متلفة كل واحد منهم يرى أنه على الشريعة
الول وأن من خالفه إما مبتدع وإما كافر مستباح الدم والال وهذا كله عدول عن مقصد الشارع وسببه ما
عرض لم من الضلل عن مقصد فهم الشريعة وأشهر هذه الطوائف ف زماننا هذا أربعة الطائفة الت تسمى
بالشعرية والت تسمى بالعتزلة والطائفة الت تسمى بالباطنية والطائفة الت تسمى بالشوية وكل هذه الطوائف
قد اعتقدت ف
ال اعتقادات متلفة وصرفت كثيا من ألفاظ الشرع عن ظاهرها إل تأويلت نزلوها ف تلك
العتقادات وزعم كل منهم أن اعتقاده هو الشريعة الول الت قصد بالمل عليها جيع الناس وأن من زاغ
عنها فهو إما كافر وإما مبتدع وإذا تؤملت جيعها وتؤمل مقصد الشرع ظهر أن جلها أقاويل مدثة وتأويلت
مبتدعة وأنا أذكر ما ذلك من ايري مرى العقائد الواجبة ف الشرع الذي ل يتم اليان إل به وأترى ف
ذلك مقصد الشارع دون ما جعل أصل ف الشرع وعقيدة من عقائده من قبل التأويل الذي ليس بصحيح
وأبدأ من ذلك بتعريف ما قصد الشارع أن يعتقده المهور ف ال تبارك وتعال والطرق الت سلك بم ف
ذلك وذلك ف الكتاب العزيز ونبتدي من ذلك بعرفة الطريق الت تفضي إل وجود الصانع إذ كانت أول
معرفة يب أن يعلمها الكلف وقبل ذلك فينبغي أن
نذكر آراء تلك الفرق الشهورة فنقول أما الفرقة الت تدعى بالشوية فإنم قالوا إن طريق معرفة وجود
ال سبحانه هو السمع ل العقل أعن أن اليان بوجوده الذي كلف الناس التصديق به يكفي فيه أن يتلقى من
صاحب الشرع ويؤمن به إيانا كما يتلقى منه أحوال العاد وغي ذلك ما ل مدخل للعقل فيه قال وهذه
الفرقة الظاهر منها أنا مقصرة عن مقصود الشرع ف الطريق الت نصبها للجميع مفضية إل معرفة وجود ال
تبارك وتعال قلت ليس القصود هنا الكلم على كل ما يقوله هذا الرجل فإن حصره للمسلمي ف هذه
الطوائف الربع تقصي منه إذ السلف والئمة وخيار السلمي ليس منهم واحد من هذه الطوائف فإن العتزلة
قد عرفت بدعتهم عند السلمي والشعرية جاءوا بعدهم وما كان ف كلمهم من حق فهو قول السلف
والئمة وما كان فيه من باطل فهو ما أحدث كأقوال العتزلة وغيهم
وأما الباطنية فهم أبعد عن السلف والئمة من هؤلء وهؤلء وأما الذين ساهم بالشوية فهذا الذي
ذكره عنهم إن أريد به أن اليان بوجود الرب تبارك وتعال يكفي فيه مرد إخبار من ل يعلم صدقه بعد فهذا
قول ل يقوله عاقل يعقل ما يقول فضل عن أن يكون هذا قول طائفة لا قول أو قول سلف المة وأئمتها
ولكن غاية ما قد يقال إن الزم بوجود الرب تعال يكفي ف اليان بأي طريق من الطرق حصل ذلك وقد
تنازع الناس ف الزم هل يكن أن يكون بغي علم أم ل وهل يصل اليان بدون العلم به أم ل وإذا حصل
اليان بدون العلم فهل يب بعد ذلك طلب العلم به أم ل وتنازعوا ف العلم به هل يصل ضرورة وموهبة أم
ل يصل إل كسبا ونو ذلك من السائل الت ليس هذا موضعها وكذلك العلم بصدق الرسول أو غيه من
الخبين له طرق متنوعة ليس هذا موضعها فغي الرسول إذا أخب بشيء قد يعلم صدقه بوجوه متنوعة فالرسول
أول أن يعلم صدقه كذلك وقد يفرق ف التصديق بي شخص وشخص فهذا وأمثاله ما يقوله من يتكلم ف
العلم
فهؤلء قد يقولون العلم بوجود الرب هو فطري ضروري ل يتوقف على النظر والعلم بصدق الرسول
مع ما يقترن برسالته من آيات الصدق الت تصل أيضا بالضرورة وإذا حصل العلم بالصانع تعال وبالرسول
بعلوم ضرورية أمكن بعد هذا أن يعلم تفصيل العرفة بال وصفاته وغي ذلك بطريق السماع من الرسول وما
يبي هذا أن الذين خاطبهم الرسول كان عامتهم مقرين بالصانع وكانت آيات رسالته وأعلم نبوته أظهر عند
طالب الق من أن تفى على عاقل وأيضا فقد يقال إن من الناس من يصل له العلم بال الرسول وأنه عال
صادق فيما يذكره من العلوم اللية والعارف الدينية ث يعرف من الرسول هذه العلوم كما قد يسلكه أبو
حامد وهذا الرجل وغي واحد ف العلم بالنبوة فيقولون نعلم أن هذا نب كما نعلم أن هذا طبيب وأن هذا
شاهد عدل وأن هذا أمي وسائر الصناعات
فإنه إذا علم وجود النوع كان العلم بأن هذا الشخص من أهل هذا النوع له طرق متنوعة فهذه طريق
تعرف به نبوة النب قبل العلم بتفصيل العلوم اللية والدينية وبالملة فالعلم بنبوة النب لا طرق كثية قد
ذكرت ف غي هذا الوضع فالذين يسلكون ف معرفة ال تعال طريق السماع والب الجرد يعرفون صدق النب
أول ث يعلمون ببه ما أخب به والعلم بصدق النب ليس موقوفا على إثبات القدمات الت يذكرها كثي من
أهل الكلم كالعتزلة ومن تبعهم لا سلكوا ف ذلك طريق إثبات حدوث الجسام با ادعوه من التركيب وبا
اتصفت به من الختصاص وبا قام با من العراض والوادث وظنوا أنه ل طريق إل العلم بصدق الرسول إل
هذه أخذوا يشنعون على من ل يسلك هذه الطرق أو قال ما يناقض مقدماتا وقد عرف بطلن طريقهم شرعا
وعقل ولم ولنحوهم من أهل الكلم الباطل تشنيعات على أهل الماعة
وقد تقدم من كلم أب سليمان الطاب وغيه ف الغنية عن الكلم وأهله وبيان طريق العرفة ما يتعلق
بذا الوضوع ومثل هذا موجود ف كلم عامة أئمة السلمي فإنم يذمون الطريق الت أحدثها أهل الكلم
كالعتزلة ونوهم ولكن هؤلء الذين ابتدعوها يذمون من ل يسلكها من عوام السلمي وعلمائهم ويسمونم
حشوية فإن لفظ الشوية أول ما عرف الذم به من كلم العتزلة ونوهم رووا عن عمرو بن عبيد أنه قال كان
عبد ال بن عمر حشويا وهم يسمون العامة الشو كما تسميهم الرافضة والفلسفة المهور ويسمون مذهب
الماعة مذهب الشو فلما كان السلف والئمة يردونم إل الشرع وظنوا هم أن الشرع ل يدل إل بجرد
خب الرسول قالوا بطريق اللزام فيلزم أن يكون وجود الصانع تعال يكفي فيه مرد خب الرسول بوجوده
وكان هذا من تقصيهم ف معرفة الشرع فإن الشرع يتضمن بيان الدلئل العقلية الت يتاج إليها وينتفع با ف
هذا الباب وقد اعترف بذلك أئمة طوائف الكلم والفلسفة الذين يقولون ل تعرف إل بالعقل بل الذين
يقولون بأن وجودب العرفة والنظر ثابت ف العقل كما سنذكر إن شاء ال تعال بعض كلمهم ف ذلك فإن
الكتاب والرسول وإن كان يب أحيانا بب مرد كما يأمر أحيانا بأمر مرد فهو يذكر مع إخباره عن
ال تعال وملئكته وكتبه ورسله من الدللة والبيان والدى والرشاد ما يبي الطرق الت يعلم با ثبوت ذلك
وما يهدى القلوب ويدل العقول على معرفة ذلك ويذكر من اليات والمثال الضروبة الت هي مقاييس عقلية
وبراهي يقينية ما ل يكن أن يذكر أحد من أهل الكلم والفلسفة ما يقاربه فضل عن ذكر ما ياثله أو يفضل
عليه ومن تدبر ذلك رأى أنه ل يذكر أحد طريقا عقليا يعرف به وجود الصانع أو شيء من أحواله من أهل
الكلم والفلسفة إل وقد جاء القرآن با هو خي منه وأكمل وأنفع وأقوى وأقطع بتقدير صحة ما يذكره
هؤلء
فصل وما يبي أصل الكلم ف هذا القام أنه قد تنازع الناس ف أصل العرفة بال هل تصل ضرورة
ف قلب العبد أو ل تصل إل بالنظر أو تصل بذا تارة وهذا تارة فذهب كثي من أهل الكلم من العتزلة
والشعرية ومن وافقهم من الطوائف من أصحاب أحد ومالك والشافعي وأب حنيفة
وغيهم إل أنا ل تصل إل بالنظر وهؤلء يقولون ف أول واجب على العبد هل هو النظر
والستدلل الؤدي إل معرفة ال أو العرفة وقد تنازعوا ف ذلك على قولي ذكرها هؤلء الطوائف من
أصحاب أحد وغيهم والناع لفظي فإن النظر واجب وجوب الوسيلة من باب ما ل يتم الواجب إل به
والعرفة واجبة وجوب القاصد فأول واجب وجوب الوسائل هو النظر وأول واجب وجوب القاصد هو
العرفة ومن هؤلء من يقول أول واجب هو القصد إل النظر وهو أيضا نزاع لفظي فإن العمل الختياري
مطلقا مشروط بالرادة وحكى عن أب هاشم أنه قال أول الواجبات الشك وقال كثي من أهل الكلم
والصوفية والشيعة وغيهم إن العرفة يبتديها ال اختراعا ف قلوب العقلء البالغي من غي سبب يتقدم وغي
نظر وبث وأنا تقع ضرورة ويذكر ذلك عن صال قبة وفضل الرقاشي وغيها
وعن الاحظ أنه قال معرفة ال ضرورية وأنا تقع ف طباع نامية عقب النظر والستدلل وأن العبد
غي مأمور با ويذكر نو ذلك عن ثامة بن أشرس وذكروا عن الهم أنه قال معرفة ال واقعة باختيار ال ل
باختيار العبد لن العبد ل يفعل شيئا وقال جهور طوائف السلمي يكن أن تقع ضرورة ويكن أن تقع بالنظر
بل قال كثي من هؤلء إنا تقع بذا تارة وبذا تارة فالذين جوزوا وقوعها ضرورة هم عامة اهل السنة وسائر
الثبتي للقدر كالشعري وغيه وتنازع نظارهم هل ذلك بطريق خرق العادة أو هو معتاد على قولي ومن
هؤلء القائلي بأنا تصل تارة بالضرورة وتارة بالنظر أبو حامد والرازي والمدي وغيهم ولذا لا أوردوا
عليهم ف مسألة وجوب النظر أن العرفة قد
تصل بغي الس والب والنظر بطريق تصفية النفس وأنا طريق الصوفية وأنم جازمون با هم عليه من
العقائد ف العارف اللية بلف أصحاب النظر فإنه قد ل يصل لم مثل هذا الزم وإذا كان كذلك
فالرياضة إن ل تتعي طريقا إل تصيل معرفة ال فل أقل من أن تكون هي من جلة الطرق الفيدة لعرفة ال
تعال فقال الرازي ف كتابه الكبي ناية العقول ف الواب العقائد الاصلة عند التصفية إما أن تكون ضرورية
وإما أن ل تكون فإن كانت ضرورية فل كلم لنا فيها فإنا قد نسلم أن النظريات يكن أن تصي ضرورية وإن
ل تكن ضرورية فل يلو إما أن تكون تلك العقائد بال يلزم من زوالا زوال شيء من العلوم الضرورية أو ل
يلزم فإن لزم فتلك العلوم إنا حصلت مرتبة على تلك العلوم الضرورية ول معن للعلم النظري إل ذلك وإن ل
يلزم فتلك العقائد ليست إل عقائد تقليدية فل عبة حينئذ بذلك فإن أمثال تلك العقائد قد توجد لصحاب
الرياضة من البطلي من اليهود والنصارى والدهرية
وكذلك قال أبو السن المدي ف كتابه الكبي السمى أبكار الفكار ف مسألة وجودب النظر لا ذكر
حجة من ذكر من جهة النازع إنا ل نسلم أنه ل طريق إل معرفة ال إل بالنظر والستدلل بل أمكن حصولا
بطريق آخر إما بأن يلق ال تعال العلم للمكلف بذلك من غي واسطة وإما بأن يبه به من ل يشك ف
صدقه كالؤيد بالعجزات الصادقة وإما بطريق السلوك والرياضة وتصفية النفس وتكميل جوهرها حت تصي
متصلة بالعوال العلوية مطلعة على ما ظهر وبطن من غي احتياج إل تعليم وتعلم وقال ف الواب قولم ل
نسلم توقف العرفة على النظر قلنا نن إنا نقول بوجوب النظر ف حق من ل يصل له العلم بال
بغي النظر وإل فمن حصلت له العرفة بال بغي النظر فالنظر ف حقه غي واجب وكذلك ذكر هذا
غي واحد من أئمة الكلم من أصحاب الشعري وغيهم ذكروا أن العرفة بال تعال قد تصل ضرورة وأنم
مع قولم بوجوب النظر فإنم يقولون بإيان العامة إما لصول العرفة لم ضرورة وإما لكونم حصل لم من
النظر ما يقتضي العرفة وإما لصحة اليان بدون العرفة ونقلوا صحة إيان العامة عن جيعهم ومن ذكر ذلك
أبو السن الطبي العروف بالكيا ف كتابه الكلم أو بعض نظرائه من أصحاب الستاذ أب العال قال فإن قيل
إذا قلتم إن النظر واجب والعرفة واجبة فما قولكم ف العوام وسائر الناس الذين ل ينظرون ول يعرفون أهم
مؤمنون أم كافرون قلنا اختلف ف هذا علماء الصول أما أبو هاشم رأس القدرية فإنه ركب البلق العقوق ف
هذا وقال من ل يعرف ال فهو كافر غي مؤمن وقال العرفة واجبة فإذا ل تصل فضدها النكرة والنكرة كفر
وقرره بأن هؤلء العامة يقولون إنم
ميون ف الذاهب أم غي ميين فإن قلتم إنم ميون بي الرفض والعتزال والقدر والتجسيم والتشبيه
وغي ذلك من الذاهب فهذا خطأ وعناد وإن قلتم ل ييون بل يتبعون بعض الذاهب فل يكن اختيار بعض
الذاهب إل بدليل وذلك هو العلم والنظر قال وأما علماؤنا فكلهم ممعون على أن العامة مؤمنون وأنم
حشو النة إل أنم اختلفوا ف ذلك فقال قائلون إنم عالون بال تعال عارفون بالدلة إل أن عبارتم غي
مفصحة باللفاظ الصطلح عليها وإل فالدلة ف طي عقولم ونشر نفوسهم وإذا رأى أحدهم خضرة تفوه
يقول سبحان ال وهذا نظر منه وقالوا ل معن للعلم إل اعتقاد العلوم على ما هو عليه وهذا موجود ف حق
العامة ث إنم قالوا ف العلوم النظرية ما قولكم فيها أتيزون وجودها ضرورة أم ل تيزون وإن ل توزوا ذلك
فقد أبعدت وإن جوزت ذلك فأل قلتم مثله هاهنا ويكون التكليف الوارد ف حقهم
قول ل إله إل ال ممد رسول ال وتكون العارف ضرورية قال وقال قائلون من علمائنا هم مؤمنون
غي عالي لن للعلم حقيقة فإن وجدت حكمنا بانم عالون وإل فل والعلم معرفة العلوم على ما هو به على
وجه ل يكن النلل عنه ول النفكاك منه وإذا طرأت عليه شبهة ل يرتاع لا ول يتشكك وهذا العلم بناؤه
على طريق يفيد العلم ول يوجد هذا ف حق العامة فإنم وإن اعتقدوا العلوم على ما هو به إل أنم يعرضه
التشكك إذا ذكرت لم شبهة إذ ل يقدرون على دفعها بطريق يستند العلم إليه لنم يدفعون الشبه باتباع
الباء والتعصب الذي نشأوا عليه وهذا ل يصل به العلم وإذا قال إن العلم حصل بغي اتباع الباء والتقليد
فهذا عال حقيقة كسادات الصوفية فإن العارف ف حقهم ضرورة قال وأما قوله بأن العامة ينظرون قلنا
لعمري ذاك كله مبادىء النظر وما وصلوا إل غاية النظر وهو وقوف منهم على أحد شطري الشيء لنم
يقولون العال حادث ويوز أن يكون
حادثا ويوز أن يكون قديا مثل فيعتقد حدوثه ول ينظر إل الانب الخر والعال يستعرض السالك
ويشرحها بالدارك وينهى النظر إل الغاية القصوى قال فإن قيل كيف يكونون مؤمني وليسوا بعارفي قلنا
لن ال تعال أوجب عليهم هذا القدر ول يوجب عليهم العلم وهذا معلوم بضرورة العقل مستندا إل السمع
فإن الرسول كان يكتفي من العراب بالتصديق مع علمنا بقصور علمهم عن معرفة النظر والدلة بل يب
عليهم نفي الشك عنهم فإذا كانوا قد نفوا الشك واللبس عنهم وعقائدهم مستقرة فهم مؤمنون ول نقول
يب العلم بل لو زال الشك عنهم بب التواتر ظاهرا أو قول بعض الشايخ أو منام هائل ف حق الصوم ث
سكنت قلوبم إل اعتقادهم صح ذلك فإن ل يزل عنهم الشك إل بالعلم فعند ذلك ل بد منه قال وف القرآن
حجاج وإن ل يكن فيه الغلبة والفلج غي أن العامي يكتفي به كقوله تعال أفعيينا بالق الول سورة ق 15
وليس من أنكر الشر ينكره لجل العياء وكذلك قوله تعال ويعلون ل ما يكرهون سورة النحل 62
ألكم الذكر وله النثى سورة النجم 21وليس هذا يدل على نفي الولد قطعا فمبادىء النظر كافية لم فإن
قيل فإذا ل يب هذا النظر على كافة الناس فهل يب على الحاد قلنا أجل يب ف كل عصر أن يقوم به
آحاد الناس وهو فرض من فروض الكفايات كالهاد وتعلم القرآن
وغي ذلك من فروض الكفايات فأما عامة الناس فل يتعي عليهم العلم بل العتقاد الصحيح يكفيهم
قلت القصود أن الطائفة الول الذين قالوا إن العامة عليهم العلم قالوا إنه قد يصل لم ضرورة وقد يصل
بالنظر والطائفة الثانية الذين اكتفوا بالعتقاد اعترفوا بأن من الناس من يصل له العرفة ضرورة كسادات
الصوفية وأما ذكره من أن الجاج الذي ف القرآن يكتفي به العامي وإن ل يكن فيه الغلبة والفلج فهذا الكلم
يقوله مثل هذا الرجل وأمثاله من أهل الكلم الاهلي بقائق ما جاء به التنيل وما بعث به الرسول حت قد
يقول بعضهم إن الطريقة البهانية ليست ف القرآن وهؤلء جهلهم بعان الدلة البهانية الت دل عليها القرآن
كجهلهم بقائق ما أخب به القرآن بل جهلهم بقائق ما دل عليه الشرع من الدلئل العقلية والطالب البية
أعظم من جهلهم با سلكوه من الطرق البدعية الت سوها عقلية وقد رأيت ف كلم هذا الرجل وأمثاله من
ذلك عجائب يالفون با صريح العقول مع مالفتهم لصحيح النقول ونقص علمهم وإيانم با جاء به الرسول
والكلم على هذا مبسوط ف غي هذا الوضع
وقد بينا ف غي هذا الوضع أن الطرق الت جاء با القرآن هي الطرق البهانية الت تصل العلم ف
الطالب اللية مثال ذلك أنه يستدل بقياس الول البهان ل يستدل بقياس التمثيل والتعديل وذلك أن ال
تعال ليس ماثل لشيء من الوجودات فل يكن أن يستعمل ف حقه قياس شول منطقي تستوي أفراده ف
الكم كما ل يستعمل ف حقه قياس تثيل يستوي فيه الصل والفرع فإنه سبحانه ل مثل له وإنا يستعمل ف
حقه من هذا وهذا قياس الول مثل أن يقال كل نقص ينه عنه ملوق من الخلوقات فالالق تعال أول
بتنيهه عنه وكل كمال مطلق ثبت لوجود من الوجودات فالالق تعال أول بثبوت الكمال الطلق الذي ل
نقص فيه بوجه من الوجوه لنه سبحانه واجب الوجود فوجوده أكمل من الوجود المكن من كل وجه ولنه
مبدع المكنات وخالقها فكل كمال لا فهو منه وهو معطيه والذي خلق الكمال وأبدعه وأعطاه أحق بأن
يكون له الكمال كما يقولون كل كمال ف العلول فهو من العلة وكان الشركون يقولون إن اللئكة بنات
ال كما حكى ال ذلك عنهم بقوله وجعلوا اللئكة الذين هم عباد الرحن إناثا سورة الزخرف 19وهم
مع هذا يعلون البنات نقصا وعيبا ويرون الذكر كمال فقال لم كيف تصفون ربكم بأنقص الوصفي وأنتم
مع هذا ل ترضون هذا لنفسكم فهذا احتجاج عليهم بطريق
الول ف بطلن قولم إن له البنات ولم البني ل يتج بذلك على نفي الولد مطلقا كما يقول من
يفتري على القرآن قال تعال ويعلون لا ل يعلمون نصيبا ما رزقناهم تال لتسألن عما كنتم تفترون سورة
النحل 56ويعلون ل البنات سبحانه ولم ما يشتهون وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو
كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيسكه على هون أم يدسه ف التراب أل ساء ما يكمون للذين ل
يؤمنون بالخرة مثل السوء ول الثل العلى وهو العزيز الكيم إل قوله تعال ويعلون ل ما يكرهون
وتصف ألسنتهم الكذب أن لم السن ل جرم أن لم النار وأنم مفرطون سورة النحل 62 57فبي
سبحانه وتعال أنم يفضلون أنفسهم على ربم ويعلون له ما يكرهون ويقولون بوصفهم الكذب أن لم
السن وأنم يعلون لنفسهم ما يشتهون وأن ما جعلوا ل نظيه إذا بشر به أحدهم ظل وجهه مسودا يتوارى
من القوم من سوء ما بشر به أيسكه على هون أم يدسه ف التراب أل ساء ما يكمون فبي سبحانه أن هذا
الكم حكم سيء كما قال تعال ف الية الخرى ألكم الذكر وله النثى تلك إذا قسمة ضيزى سورة
النجم 22 21أي قسمة جائرة وقال ف
الية الخرى وجعلوا له من عباده جزءا إن النسان لكفور مبي أم اتذ ما يلق بنات وأصفاكم
بالبني وإذا بشر أحدهم با ضرب للرحن مثل ظل وجهه مسودا وهو كظيم أو من ينشأ ف اللية وهو ف
الصام غي مبي وجعلوا اللئكة الذين هم عباد الرحن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتم ويسألون
سورة الزخرف 19 15فقال تعال مقيما للحجة ماطبا باستفهام النكار البي لبطلن ما أنكره وامتناعه وأن
ذلك مستقر ف الفطر أم اتذ ما يلق بنات وأصفاكم بالبني سورة الزخرف 16فإنه لو قدر على سبيل
الفرض أن يتخذ أولدا أكان يتخذ ما يلق بنات ويصفيكم بالبني أي يعل البني صافي لكم ل يشرككم ف
اتاذ البني بل تكونون أنتم مصوصون بي الصنفي وهو سبحانه مصوص بالصنف النقوص ث ذكر عنهم
ما يبي فرط نقص البنات عندهم فقال وإذا بشر أحدهم با ضرب للرحن مثل سورة الزخرف 17وهن
الناث كما ذكر ذلك ف سورة النحل أي بالذي جعله مثل للرحن وهن البنات اللت جعل للرحن مثلهن
فضربه للرحن مثل أي جعله له مثل حيث مثل به اللئكة الذين جعلهم بنات ال فجعلهن ياثلن البنات اللت
جعل الرحن مثلهن فضرب للرحن أي
جعل له مثل ياثل البنات اللت إذا بشر أحدهم با ظل وجهه مسودا وهو كظيم ث بي نقص النساء
فقال أو من ينشأ ف اللية سورة الزخرف 18وهن النساء تربي ف اللية وهو ف الصام غي مبي سورة
الزخرف 18وهي الرأة ل تكاد تتكلم بجة لا إل كانت عليها فبي أنن من نقصهن يكملن باللية الت
تزينهن ف أعي الرجال وهي ل تبي ف الصام وعدم البيان صفة نقص فإن ال ميز النسان بالنطق والبيان
الذي فضله به على سائر اليوان كما قال تعال الرحن علم القرآن خلق النسان علمه البيان سورة الرحن
4 1وقال اقرأ وربك الكرم الذي علم بالقلم علم النسان ما ل يعلم سورة العلق 5 3وأهل النطق
يقولون النسان هو اليوان الناطق ولا كان هذا أظهر صفاته قال تعال فورب السماء والرض إنه لق مثل
ما أنكم تنطقون سورة الذاريات 23وقد قال تعال أفرأيتم اللت والعزى ومناة الثالثة الخرى سورة
النجم 20 19وهذه هي الصنام الكبى الت كانت بدائن الجاز فإنه كانت
اللت لهل الدينة والعزى لهل مكة ومناة الثالثة الخرى لهل الطائف وهذه كلها مؤنثة كما قال
ف الية الخرى إن يدعون من دونه إل إناثا وإن يدعون إل شيطانا مريدا سورة النساء 117وهذه
جعلوها شركاء له تعبد من دونه وسوها بأسائه مع التأنيث كما قيل إن اللت من الله والعزى من العزيز
ومناة من من ين إذا قدر وكانوا يسمونا الربة وهم سوها بذه الساء الت فيها وصفها لا باللية والعزة
والتقدير والربوبية وهي أساء سوها هم وآباؤهم ما أنزل ال با من سلطان أي من كتاب وحجة فإن ال تعال
ل يأمر أحدا بأن يعبد أحدا غيه ول يعل لغيه شركاء ف إليته كما قال تعال واسأل من أرسلنا من قبلك
من رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون سورة الزخرف 45
وهو سبحانه دائما ينه نفسه ف كتابه العزيز عن الشريك والولد كما ذكره ف سورة النحل حيث
قال ويعلون لا ل يعلمون نصيبا ما رزقناهم سورة النحل 56الية وما بعدها وقال وقل المد ل الذي
ل يتخذ ولدا ول يكن له شريك ف اللك ول يكن له ول من الذل وكبه تكبيا سورة السراء 111وقال
تعال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالي نذيرا الذي له ملك السماوات والرض ول يتخذ
ولدا ول يكن له شريك ف اللك سورة الفرقان 2 1وقال تعال قل هو ال أحد ال الصمد ل يلد ول يولد
ول يكن له كفوا أحد سورة الخلص وقال وجعلوا ل شركاء الن وخلقهم وخرقوا له بني وبنات بغي
علم سبحانه وتعال عما يصفون سورة النعام 100وقالت الن وأنه تعال جد ربنا ما اتذ صاحبة ول
ولدا سورة الن 3وإذا أراد أن يتج سبحانه على نفي الولد مطلقا ل يذكر هذه الجة الت ل يفهم وجهها
من ل يعرف ما ف القرآن من الجاج وظن هو
وأمثاله من أهل الضلل أن حجاجهم أكمل من حجاج القرآن وأنم حققوا أصول الدين أعظم من
تقيق الصحابة والتابعي بل يذكر سبحانه الجة الناسبة للمطلوب كقوله تعال وقالوا اتذ ال ولدا سبحانه
بل له ما ف السماوات والرض كل له قانتون بديع السماوات والرض وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن
فيكون سورة البقرة 117 116وقال تعال وجعلوا ل شركاء الن وخلقهم وخرقوا له بني وبنات بغي
علم سبحانه وتعال عما يصفون بديع السماوات والرض أن يكون له ولد ول تكن له صاحبة وخلق كل
شيء وهوبكل شيء عليم سورة النعام 101 100والكلم على هذه اليات وما فيها من السرار مذكور
ف غي هذا الوضع وقد بي هناك أن هؤلء اليات تضمنت إبطال قول البطلي من الشركي والصابئي وأهل
الكتاب وتضمنت إبطال ما كان يقوله مشركو العرب وما يقوله النصارى وما يقوله مشركو الصابئة
وفلسفتهم الذين يقولون بتولد العقول أو العقول والنفوس عنه ومن أراد المع بي كلمهم وبي النبوات
ساها ملئكة ويقول العقل كالذكر والنفس كالنثى فهؤلء خرقوا له بني وبنات بغي علم
ث بي سبحانه أنه مبدع للسماوات والرض والبداع خلق الشيء على غي مثال بلف التولد الذي
يقتضي تناسب الصل والفرع وتانسهما والبداع خلق الشيء بشيئة الالق وقدرته مع استقلل الالق به
وعدم شريك له والتولد ل يكون إل بزء من الولد بدون مشيئته وقدرته ول يكون إل بانضمام أصل آخر إليه
وقال تعال أن يكون له ولد ول تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم سورة النعام 101
فبي بطلن كون الولد له من غي صاحبة لقوله ول تكن له صاحبة سورة النعام 101فإن التولد ل يكون
إل من أصلي وليس ف الوجودات ما يكون وحده مولدا لشيء بل قد خلق ال تعال من كل شيء زوجي
وهو سبحانه الفرد الذي ل زوج له وقد بسط هذا ف غي هذا الوضع وبي فساد قول التفلسفة الذين يقولون
ل يصدر عن الواحد إل واحد حت قالوا إن الواجب ل يصدر عنه أول إل عقل ث بتوسط العقل صدر عقل
ونفس وفلك
وهذا الكلم وإن كان فساده معلوما من وجوه كثية كما قد بسط ف موضعه فالقصود هنا أنه ليس
ف الوجودات الواحد البسيط الذي يصفونه وهو الجرد عن جيع صفات الثبات الذي ل يوصف إل
بالسلوب والضافات بل هذا الواحد ل حقيقة له وأيضا فإنه ل يعرف ف الوجود واحد صدر عنه بجرده
شيء وما يثلون به من أن النار ل يصدر عنها إل الحراق والتسخي والاء ل يصدر عنه إل التبيد والشمس
يصدر عنها الشعاع ونو ذلك كلها حجج عليهم فإن هذه الثار ل تصدر عن مرد هذه الجسام وطبائعها
بل ل تكون السخونة والحراق إل عن شيئي أحدها النار أو الشعاع أو الركة فإن هذه الثلثة من أسباب
السخونة والثان مل قابل لذلك كبدن اليوان والنبات ونو ذلك وإل فالسمندل والياقوت وغيها لا ل تكن
فيه قوة القبول ل ترقه النار وكذلك الشعاع ل بد له من مل يقبل النعكاس عليه وإل فإذا ل يكن هناك
جسم قابل له ل يدث الشعاع وهؤلء اللحدة يقولون إن الول الواجب الوجود الذي
يسمونه العلة هو ذات بسيطة ليس له نعت من النعوت وأنه صدر عنه عقل هو واحد بسيط أيضا لنه
ل يصدر عن الواحد إل واحد ث صدر عنه عقل ونفس وفلك وليس هذا نظي ما يثلون به من الحاد فإن
آثارها كانت بشاركة من القوابل الوجودة وهنا كل ما سوى الول فهو معلول له ليس هناك موجود غيه
ليشترك هو وذلك الوجود ف ذلك كاشتراك الشمس والطارح القابلة واشتراك النار والوارد القابلة فقوله
تعال أن يكون له ولد ول تكن له صاحبة سورة النعام 101بيان أن التولد ل يكون إل بي اثني وهو
سبحانه ل صاحبة له فكيف يكون له ولد وهذا القدر لا كان مستقرا ف فطر الناس كان عامة ما يسمونه
تولدا ونتاجا إنا يكون عن أصلي فالمور الت تسمى متولدات كالشبع والري ونو ذلك إنا حدثت عن
أصلي فعل العبد والسباب الخر العاونة له وكذلك النظار يقولون النتيجة ل تكون إل عن مقدمتي
ويشبهون حصول النتيجة عن القدمتي بصول النتاج عن الصلي من
اليوان لن هذين أصلن ف التوليد وهذين أصلن ف التولد ث قال تعال وخلق كل شيء سورة
النعام 101وذلك بيان لنه إذا كان خالقا لميع الشياء فكيف يكون فيها ما هو متولد عنه والمع بي
اللق والتوليد متنع كما يتنع المع بي التولد والتعبد كما قال تعال وقالوا اتذ الرحن ولدا لقد جئتم شيئا
إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الرض وتر البال هدا أن دعوا للرحن ولدا وما ينبغي للرحن أن
يتخذ ولدا إن كل من ف السماوات والرض إل آت الرحن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا سورة مري 88
94وقال تعال وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون سورة النبياء 26حت أنه استدل بذا
طائفة من الفقهاء على أن ولد النسان يعتق عليه إذا ملكه فل يكون عبده من هذه الية لنه سبحانه بي تناف
التوليد والتعبيد
وهذا الكم معلوم بأدلة أخرى كما ف الصحيح أن النب مر بامرأة مح على باب فسطاط فقال لعل
صاحبها يلم با قالوا أجل قال لقد همت أن ألعنه لعنة تدخل معه قبه كيف يورثه وهو ل يل له كيف
يستعبده وهو ل يل له فبي أنه إذا وطىء تلك البلى وسقى ماءه زرع غيه فإنه بتلك الزيادة الت تصل منه
ف الني يصي شريكا له ف التولد وحينئذ فل يل له أن يستعبده ول أن يعله موروثا عنه كما يورث ماله
فإذا كان هذا بشاركته ف التولد مع أن الولد قد انعقد من ماء غيه فكيف بالولد الذي انعقد منه وكذلك
قوله تعال وهو بكل شيء عليم سورة النعام 101كما قال ف الية الخرى لقد أحصاهم وعدهم عدا
سورة مري 94فإن إحاطة العلم والعد بم فيه بيان أنه ل يكون منهم إل ما يعلمه ل ينفردون عنه بشيء كما
ينفرد الولد عن والده والشريك عن شريكه
وقوله ف الية الخرى بديع السماوات والرض وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون سورة
البقرة 117بيان لكونه سبحانه يلق الشياء بكلمته وأنا منقادة له فإذا قال لا كن كانت وهذا مناف للتوليد
بل خلق السيح عليه السلم بكلمة كن وقد علم ف الشاهد أن من يدبر الشياء بجرد كلمته ليس كالذي
يتاج إل أن تولد منه الشياء فكيف يوصف بالتولد وهو سبحانه ف جيع ما يقضيه إنا يقول له كن فيكون
وأما ما ذكره من قوله تعال أفعيينا باللق الول سورة ق 15وقول ذلك القائل من أنكر اللق فلم ينكره
لجل كونه عيي باللق الول فيقال له مثل هذا الكلم إذا قاله ملحد طاعن ف القرآن كان فيه من الدللة
على جهله وضلله ما ل يقدر على وصفه النسان وذلك أن ال تعال ف كتابه ذكر من دلئل العاد وبراهينه
ما ل يقدر أحد على أن يأت بقريب منه وذكر فيه من أصناف الجج ما ينتفع به عامة اللق
فإنه سبحانه دل على إمكان إحياء الوتى وقدرته على ذلك بطريق الوجود والعيان وبطريق العتبار
والبهان والول أعظم الطريقي فل شيء أدل على إمكان الشيء من وجوده فذكر ف كتابه ما أحياه من
الوتى ف غي موضع كما قال تعال ف سورة البقرة وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حت نرى ال جهرة
فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ث بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون سورة البقرة 56 55فهذه ف
قصة موت بن إسرائيل الذين سألوه الرؤية وقال ف قصة البقرة فقلنا اضربوه ببعضها كذلك ييي ال الوتى
ويريكم آياته لعلكم تعقلون سورة البقرة 73وقال ف الذين خرجوا من ديارهم أل تر إل الذين خرجوا من
ديارهم وهم ألوف حذر الوت فقال لم ال موتوا ث أحياهم إن ال لذو فضل على الناس سورة البقرة 243
الية وهي قصة معروفة وقال تعال أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أن ييي هذه ال
بعد موتا فأماته ال مائة عام ث بعثه قال كم
لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إل طعامك وشرابك ل يتسنه وانظر إل
حارك ولنجعلك آية للناس وانظر إل العظام كيف ننشزها ث نكسوها لما فلما تبي له قال أعلم أن ال على
كل شيء قدير سورة البقرة 259فقص هذه القصة الت فيها موت البشر مائة عام وموت حاره ومعه طعامه
وشرابه ث إحياء هذا اليت وإحياء حاره وبقاء طعامه وشرابه ل يتغي ول يفسد وهو ف دار الكون والفساد
الت ل يبقى فيها ف العادة طعام وشراب بدون التغي بعض هذه الدة وهذا يبي قدرته على إحياء الدميي
والبهائم وإبقاء الطعمة والشربة لهل النة ف دار اليوان بأعظم الدللت وذكر بعد ذلك قول إبراهيم
رب أرن كيف تيي الوتى قال أو ل تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلب قال فخذ أربعة من الطي فصرهن إليك
ث اجعل على كل جبل منهن جزءا ث ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن ال عزيز حكيم سورة البقرة 260فأمره
بلط الطيار الربعة مثل مضروبا لختلط الخلط الربعة ث أحي الطيار وميز بي هذا وهذا وجعلهن
يأتي سعيا إجابة
لدعوة الداعي فكان ف ذلك من الدليل ما ل يفى على ذي تصيل فهذه خس قصص ف إحياء
الدميي وقصة ف إحياء البهائم وقصة ف إبقاء الطعام والشراب وقصة ف إحياء الطي وذكر ف غي موضع
إحياء السيح للموتى وذكر قصة أصحاب الكهف وبقاءهم ثلثائة سنة وتسع سني نياما ل يأكلون ول
يشربون وهم أحياء ل يفسدوا وقال ف القصة وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد ال حق وأن الساعة ل
ريب فيها سورة الكهف 21فهذه القصص فيها من الخبار بالوجود ما هو من أعظم الدلئل على القدرة
والمكان لحياء ال الوتى وصدق هذه الخبار يعلم با به يعلم صدق الرسول ويعلم بأخبار أخرى من غي
طريق الرسول وإخباره با من أعلم نبوته كما قد بسط ف موضع آخر
وأما الصنف الثان وهو طريق إثبات المكان والقدرة بالعتبار والقياس بطريق الول فإنه سبحانه
يستدل على ذلك تارة بلق النبات ويبي أن قدرته على إحياء الوتى كقدرته على إنبات النبات وتارة يستدل
على ذلك بلق اليوان نفسه وأن قدرته على العادة كقدرته على البتداء وأول وتارة يبي ذلك بقدرته على
خلق السماوات والرض كما ف قوله تعال يا أيها الناس إن كنتم ف ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب
ث من نطفة ث من علقة ث من مضغة ملقة وغي ملقة لنبي لكم ونقر ف الرحام ما نشاء إل أجل مسى ث
نرجكم طفل ث لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوف ومنكم من يرد إل أرذل العمر لكيل يعلم من بعد علم شيئا
وترى الرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الاء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بيج ذلك بأن ال هو الق وأنه
ييي الوتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من ف القبور سورة الج آيه
75وف هذا الكلم العزيز من أنواع العتبار ما ل يتمله هذا الكان وقال تعال وهو الذي يرسل الرياح
بشرى بي يدي رحته حت إذا أقلت سحابا ثقال سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الاء فأخرجنا به من كل الثمرات
كذلك نرج الوتى لعلكم تذكرون سورة
العراف 57فبي أن إخراج النبات بالاء ما يتذكر به إخراج الوتى من قبورهم وقال تعال ونزلنا
من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الصيد والنخل باسقات لا طلع نضيد رزقا للعباد وأحيينا به
بلدة ميتا كذلك الروج سورة ق 119وقال تعال وال الذي أرسل الرياح فتثي سحابا فسقناه إل بلد
ميت فأحيينا به الرض بعد موتا كذلك النشور سورة فاطر 9وقال تعال أفرأيتم ما تنون أأنتم تلقونه أم
نن الالقون نن قدرنا بينكم الوت وما نن بسبوقي على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما ل تعلمون ولقد
علمتم النشأة الول فلول تذكرون سورة الواقعة 62 58وقال تعال أو ليس الذي خلق السماوات
والرض بقادر على أن يلق مثلهم بلى وهو اللق العليم سورة يس 81وقال تعال أو ل يروا أن ال
الذي خلق السماوات والرض ول يعي بلقهن بقادر على أن ييي الوتى بلى إنه على كل شيء قدير
الحقاف 33وقال تعال وهو الذي يبدأ اللق ث يعيده وهو أهون عليه سورة الروم 27
وقد بي سبحانه من حجج منكري العاد والواب عنها وتقريره ما يطول هذا الوضع باستقصائه كما
ف قوله وضرب لنا مثل ونسي خلقه قال من ييي العظام وهي رميم قل يييها الذي أنشأها أول مرة وهو
بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون سورة يس 80 78إل آخر
اليات وهذا باب واسع ليس هذا موضع بسطه فأما الية الت ذكرها القائل التقدم وهي قوله أفعيينا باللق
الول سورة ق 15فإن العرب تقول عي وعي بأمره إذا ل يهتد لوجهه ويقول الرجل عييت بأمري إذا ل
يهتد لوجهه وأعيان هو وقال الشاعر عيوا بأمرهم كما عييت ببيضتها المامة
فالعي بالمر يكون عاجزا عنه مثل أن ليدري ما يفعل به فقال سبحانه باستفهام النكار التضمن
نفي ما استفهم عنه وأن ذلك معلوم عند الخاطب أفعيينا باللق الول سورة ق 15فلم نكن عالي با
نصنع فيه ول قادرين عليه أم خلقناه بعلمنا وقدرتنا وأتينا فيه من الحكام والتقان با دل على ذلك كمال
علمنا وحكمتنا وقدرتنا وهذا نظي قوله أو ل يرو أن ال الذي خلق السماوات
والرض ول يعي بلقهن بقادر على أن ييي الوتى بلى إنه على كل شيء قدير سورة الحقاف 33
ومن الستقر ف بدائة العقول أن خلق السماوات والرض أعظم من خلق الدميي فإذا كان فيها من الدللة
على علم خالقها وقدرته وحكمته ما بر العقل أفل يكون ذلك دال على أنه قادر على إحياء الوتى ل يعي
بذلك كما ل يعى بالول بطريق الول والخرى ولعل هذا الاهل ل يفهم هذه الية فظن أن قوله ول يعى
بلقهن الحقاق 33هو من العياء الذي هو النصب واللغوب وأن العن إذا كنا ما تعبنا ف اللق الول
فكيف نتعب ف الثان فإن كان هذا هو الذي فهمه من الية كما يفهم ذلك جهال العامة الذين ل يعرفون لغة
العرب ول تفسي القرآن ول يفرقون بي عي وأعيا فقد أوتى من جهة جهله بالعقل والسمع وهؤلء
البتدعون يهلون حقائق ما جاء به الرسول ويعرضون عنه ث يكمون بوجب جهلهم أن ليس ف ذلك من
الباهي من
جنس ما ف كلمهم ولو أوتوا العقل والفهم لا جاء به الرسول لتبينوا أنه الامع لكل خي وأما فساد
طرقهم الخالفة للنصوص فهو بي لكل ذكي فاضل منهم ومن غيهم ويكفيك أن عمدتم ف أصول الدين إما
دليل العراض وقد علم ما فيه من العتراض وإما دليل الوجوب الستلزم للواجب وقد بينا ف غي هذا الوضع
أن تلك الطريقة ل تدل على وجود واجب فإن ذلك إنا يدل إذا ثبت وجود المكن الذي يستلزم الواجب
والمكن عندهم هو متناول القدي والادث فجعلوا القدي الزل داخل ف مسمى المكن وخالفوا بذلك قول
سائر العقلء من سلفهم وغيهم مع تناقضهم ف ذلك وبذا التقدير ل يكنهم أن يقيموا دليل على أن المكن
بذا العتبار يتاج إل فاعل وقد أوردوا على هذه الطريقة من العتراضات ما أوردوه ول يكنهم أن ييبوا
عنه بواب صحيح كما قد بسط ف موضعه ث غايته إثبات وجود واجب ليتميز عن الخلوقات ولذا صار
كثي منهم إل أن الوجود الواجب ل يتميز عن الخلوقات ولذا صار كثي منهم إل أن الوجود الواجب هو
وجود الخلوقات فكثي
من نظارهم يطعن ف دليل إثبات واجب الوجود وكثي من مققيهم وعارفيهم يقول إن الوجود
الواجب هو وجود الخلوقات ومآل القولي واحد وهو قول فرعون الذي أنكر رب العالي فإن فرعون وغيه
ل ينكروا وجود هذا العال الشهود فمن جعله هو الوجود الواجب أو كان قوله ل يدل إل على ذلك كان
منكرا للصانع ث إذا كان هذا هو الوجود الواجب كان ما يلزمهم على ذلك من الحالت أضعاف ما فروا منه
كما بينا ذلك ف غي هذا الوضع فمن جعله وجود كل موجود كان فيه الشهادة على نفس الوجود الحدث
الكائن بعد أن ل يكن بأنه واجب ومن جعله وجود الفلك كان فيه من افتقار واجب الوجود إل غيه ومن
حدوث الوادث بل سبب فاعل ومن غي ذلك ما يناقض أصولم وأصول غيهم التفق على صحتها ويوقعهم
ف شر ما منه فروا والقصود هنا أنه سبحانه لا قال أفعيينا باللق الول سورة ق 15ل يرد العياء الذي
هو التعب وإنا أراد العى كما تقول العرب عي بأمره إذا ل يهتد لوجهه وحينئذ فيكون ف الية من الدللة
على علم الالق وحكمته ما يبي أنه خلقه بشيئته وقدرته وحكمته وعلمه ومن كان خالقا لذا العال بشيئته
وقدرته وحكمته وعلمه كان بأن يقدر على إحياء الوتى أول وأحرى
واللحدة النكرون للمعاد تعود شبههم كلها إل ما ينفي علم الرب تعال أو قدرته أو مشيئته أو
حكمته ونفي العي يثبت هذه الصفات فتنتفي أصول شبههم فالفلسفة الليون الذين هم أشهر هذه الطوائف
بالكمة والنظر بالعلم رهط الفاراب وابن سينا وأمثالما عمدتم ف إنكار العاد هو اعتقادهم قدم العال وأن
الفاعل علة تامة موجبة بالذات ليتلف فعلها فل يوز أن يتغي العال لجل ذلك وهؤلء ف كلمهم من نفى
قدرته وعلمه ومشيئته ما هو مبسوط ف غي هذا الوضع ومن أيسر ذلك أنم ف القيقة ينكرون أن يكون
خالقا للمحدثات وإذا كان قد عرف بضرورة العقل أن الحدثات وما فيها من التخصيص والتقان والكمة
دل على الالق العليم القدير الكيم علم فساد قول هؤلء فإن قولم يستلزم أن تكون الحدثات كلها حدثت
بل مدث لن العلة القدية التامة الت جعلوها الول ل يتأخر عنها شيء من معلولتا فل يكون شيء من
الوادث معلول لا فل يكون مفعول لا ول يوز أن تكون الوادث معلولة لعلة أخرى تامة موجبة بذاتا لن
القول ف تلك
العلة كالقول ف هذه ول يوز أن يكون صدرت عن مكن ل علة له لن المكن ل يكون موجودا
بنفسه بل ل بد له من موجد سى علة أو ل يسم ول يوز أن يكون صدرت عن مكن بنفسه لن كون ذلك
المكن مدثا لا أمر مكن مدث فل بد له من مدث فإذا استحال على أصولم صدور الوادث عن العلة
التامة الواجبة بواسطة أو غي واسطة فقد تعذر صدورها عن مكن ل موجب له وعن موجب ل يستند فعله
إل الواجب بنفسه لزم على قولم أن ل يكون لا فاعل ووجه الصر أن يقال مدث الوادث إما أن يكون
هو الواجب بنفسه بوسط أو بغي وسط أو غي الواجب بنفسه وما ليس بواجب بنفسه فهو المكن والمكن
إما أن يكون له موجد وإما أن ل يكون والثان متنع والول نفس إحداثه للمحدثات أمر حادث مكن فل بد
له من موجد فتبي أن الحدثات ل بد لا من مدث يكون واجبا بنفسه ول يكون علة تامة مستلزمة لعلولا
وهذا يبطل أصل قولم وهذا قول حذاقهم كابن سينا وأمثاله الذين يقولون إنه صدر عن موجب بالذات
ويكى هذا القول عن برقلس وأما أرسطو وأتباعه فعندهم الول ل يوجب شيئا ول يفعل شيئا بل
الفلك يتحرك للتشبه به وهذا أفسد من ذاك من طرق متعددة وليس هذا موضع بسط ذلك وإنا
القصود هنا التنبيه على أن قوله تعال ول يعى بلقهن سورة الحقاف 33فيه تنبيه على ثبوت المور الت
توجب وصف خالق السماوات والرض بصفات الكمال وبإحداث الفعال وذلك هو الذي يستلزم قدرته
على إحياء الوتى وبسط ذلك يطول وما يبي خذلن ال لهل البدع الخالفي للكتاب والسنة أن هذين
الصلي أمر الولدة وأمر العاد ها من أعظم أصول أهل الضلل كالدهرية من الفلسفة وغيهم الذين يقولون
إن العقول تولدت عن ال وينكرون إحياء ال الوتى وف الصحيح عن النب أنه قال يقول ال تعال شتمن ابن
آدم وما ينبغي له ذلك وكذبن ابن آدم وما ينبغي له ذلك فأما شتمه إياي فقوله إن اتذت ولدا وأنا الحد
الصمد الذي ل ألد ول أولد ول يكن ل كفوا أحد وأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدن كما بدأن وليس أول
اللق بأهون علي من إعادته وهذا ف الصحيح من غي وجه عن النب من حديث أب هريرة وابن عباس
وهؤلء اللحدة شتموه با ذكروه من تولد الوجودات عنه وكذبوه بقولم لن يعيدنا كما بدأنا
وضاهوا ف ذلك أشباههم من ملحدة العرب قال تعال ويقول النسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أو ل
يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ول يك شيئا إل قوله أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لوتي مال وولدا
أطلع على الغيب أم اتذ عند الرحن عهدا كل سنكتب ما يقول وند له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا
فردا إل قوله تعال وقالوا اتذ الرحن ولدا لقد جئتم شيئا إذا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الرض
وتر البال هدا أن دعوا للرحن ولدا وما ينبغي للرحن أن يتخذ ولدا إن كل من ف السماوات والرض إل
آت الرحن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا سورة مري 95 66فذكر سبحانه
ف هذا الكلم الرد على من أنكر العاد وعلى من قال إنه اتذ ولدا كما جع النب بينهما ف الديث
وهذا البتدع ذكر ف دللة القرآن على هذا وعلى هذا ما تقدم التنبيه على فرط ضلل قائله عن
حقائق ما أنزل ال على رسوله ولذا لا كانت طريقة القرآن فيما يثبته للرب تعال وينفيه عنه مبنية على
برهان الول ل على البهان الذي تستوي أفراده أو ياثل فرعه أصله قال تعال للذين ل يؤمنون بالخرة مثل
السوء ول الثل العلى سورة النحل 60بعد قوله وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم
سورة النحل 58وقال تعال ف الية الخرى وإذا بشر أحدهم با ضرب للرحن سورة الزخرف 17أي
با ضربوه للرحن مثل والثل الذي ضربوه له هو البنات وهو عندهم مثل سوء مذموم معيب فقال تعال للذين
ل يؤمنون بالخرة مثل السوء سورة النحل 60ومن قال إنه ولد اللئكة أو قال إنه ولد العقول أو النفوس
فإنه ل يؤمن بالخرة فله مثل السوء وال تعال له الثل العلى فل يضرب له الثل الساوي إذ ل كفو له ول
ند فضل عن أن يضرب له الثل الناقص ول يكتفى ف حقه بالثل العال بل له الثل العلى إذ هو العلى
سبحانه والعلم به أعلى العلوم وذكره أعلى الذكار وحبه أعلى الب
والذي يبتغي وجه ربه العلى هو أعلى إذ هو التقى الذي هو أكرم اللق على ال كما قال تعال
إن أكرمكم عند ال أتقاكم سورة الجرات 13وقال تعال وسيجنبها التقى الذي يؤتى ماله يتزكى وما
لحد عنده من نعمة تزى إل ابتغاء وجه ربه العلى سورة الليل 20 17ونظي ما ذكره سبحانه ف
الولد ما ذكره ف الشركاء ف قوله تعال ضرب لكم مثل من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيانكم من
شركاء ف ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تافونم كخيفتكم أنفسكم سورة الروم 28يقول تعال إذا كان
الواحد منكم ليس له من ماليكه شريك ف ما رزقه ال بيث ياف ذلك الملوك كما ياف السادة بعضهم
بعضا فكيف تعلون ل شريكا هو ملوكي وتعلونه شريكا فيما يتص ب من العبادة والخافة والرجاء حت
تافوه كما تافون ومن العلوم أن ملك الناس بعضهم بعضا ملك ناقص فإن السيد ل يلك من عبده إل
بعض منافعه ل يلك عينه وهو شبيه بلك الرجل بعض منافع امرأته وملك الستأجر بعض منافع أجيه ولذا
يشبه النكاح بلك اليمي كما قال عمر رضي ال عنه النكاح رق فلينظر أحدكم عند من يرق كريته
وقال زيد بن ثابت الزوج سيد ف كتاب ال وقرأ قوله تعال وألفيا سيدها لدى الباب سورة يوسف 25
فإذا كان هذا اللك الناقص ل يكون الملوك فيه شريكا للمالك فكيف باللك الق التام لكل شيء ملك
الالك للعيان والصفات والنافع والفعال الذي ل يرج عن ملكه شيء بوجه من الوجوه ول لغيه ملك
مفرد ول شريك ف ملك ول معاونة له بوجه من الوجوه كيف يسوغ ف مثل هذا أن يعل ملوكه شريكه
بوجه من الوجوه والشرك نوعان أحدها شرك ف الربوبية والثان شرك ف اللية فأما الول فهو إثبات فاعل
مستقل غي ال كمن يعل اليوان مستقل بإحداث فعله ويعل الكواكب أو الجسام الطبيعية أو العقول أو
النفوس أو اللئكة أو غي ذلك مستقل بشيء من الحداث فهؤلء حقيقة قولم تعطيل الوادث عن الفاعل
فإن كل ما يذكرونه من فعل هذه الفاعلت أمر حادث يفتقر إل مدث يتم به إحداثه وأمر مكن ل بد له من
واجب يتم به
وجوده وكل ما سوى الالق القدي الواجب الوجود بنفسه مفتقر إل غيه فل يتم به حدوث حادث
ول وجود مكن وجهور العرب ل يكن شركها من هذا الوجه بل كانت مقرة بأن ال خالق كل شيء وربه
ومليكه وإنا كان من النوع الثان فإثبات التوحيد ف النوع الثان يتضمن الول من غي عكس والثان الشرك
ف اللية وضده هو التوحيد ف اللية وهو عبادة ال وحده ل شريك له فإن الشركي القرين بأنه رب كل
شيء كانوا يتخذون آلة يستجلبون بعبادتا النافع ويستدفعون با الضار ويتخذونا وسائل تقربم إليه وشفعاء
يستشفعون با إليه وهؤلء خلق من خلقه ل يلكون لحد نفعا ول ضرا إل بإذنه فكل ما يطلب منهم ل
يكون إل بإذنه وهو سبحانه ل يأمر بعبادة غيه ول يعل هؤلء شفعاء ووسائل بل قد قال تعال واسأل من
أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون سورة الزخرف 45وقال تعال وما أرسلنا
من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون سورة النبياء 25وقال تعال ويعبدون من
دون ال ما ل يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال قل أتنبئون ال با ل يعلم ف
السماوات ول ف الرض سبحانه وتعال عما يشركون سورة يونس 18وهذا العن كثي ف القرآن
يبي سبحانه أنه ل يشرع عبادة غيه ول أذن ف ذلك بل يبي أنه لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا فإنه كما
يتنع أن يكون غيه ربا فاعل يتنع أن يكون إلا معبودا وإذا كان جعل الملوك شريكا ف اللك الناقص بيث
يرغب إليه كما يرغب إل الالك ويرهب منه كما يرهب من الالك متنعا يوجب الفساد فجعل الملوك
الخلوق شريكا لالكه الالق أول بالمتناع ولزوم الفساد وذلك أن الذي يافه إنا ياف أن يضره فإذا كان
يعلم أنه ليضره إل بإذن ال سبحانه كان ال تعال هو الذي يب أن ياف وكذلك الذي يرجوه إذا كان إنا
يرجو نفعه وهو ل ينفعه إل بإذن ال كان ال هو الذي يب أن يرجى إذ ل ينفع ول يضر إل بإذن ال بلف
ملوك البشر فإنه وإن كان ل يتصرف ف الال إل بإذن سيده ول ينع من أذن له
سيده فقد يكنه معصية سيده وإذا كان ف معصيته نوع من الفساد والالق تعال ل يكن أحدا أن
يفعل شيئا إل بشيئته وقدرته فما شاء كان وما ل يشأ ل يكن وف معصية أمره الفساد الذي ل صلح معه
فالخلوق أعجز عن أن ينفع أو يضر بدون إذنه من عجز الملوك عن النفع والضر بدون إذن سيده ومعصية
الخلوق لمره الذي أرسل به رسله أعظم فسادا من معصية الملوك لمر سيده قال تعال ف قصة الليل
ومناظرته لقومه وحاجه قومه قال أتاجون ف ال وقد هدان ول أخاف ما تشركون به إل أن يشاء رب شيئا
وسع رب كل شيء علما أفل تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم ول تافون أنكم أشركتم بال ما ل ينل به
عليكم سلطانا فأي الفريقي أحق بالمن إن كنتم تعلمون سورة النعام 81 80
قال تعال الذين آمنوا ول يلبسوا إيانم بظلم أولئك لم المن وهم مهتدون سورة النعام 82
وقال تعال ما يفتح ال للناس من رحة فل مسك لا وما يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم
سورة فاطر 2ولا كان الطريق إل الق هو السمع والعقل وها متلزمان كان من سلك الطريق العقلي دله
على الطريق السمعي وهو صدق الرسول ومن سلك الطريق السمعي بي له الدلة العقلية كما بي ذلك القرآن
وكان الشقي العذب من ل يسلك ل هذا ول هذا كما قال أهل النار لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف
أصحاب العي سورة تبارك 10وقال تعال أفلم يسيوا ف الرض فتكون لم قلوب يعقلون با أو آذان
يسمعون با فإنا ل تعمي البصار ولكن تعمي القلوب الت ف الصدور سورة الج 46ولذا نفى سبحانه
عن الشرك الطريق السمعي والعقلي ونفى شرك اللية والربوبية ف مثل قوله قل أرأيتم ما تدعون من دون ال
أرون ماذا خلقوا من الرض أم لم شرك ف السماوات
ائتون بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقي سورة الحقاف 4فطالبهم أول بالطريق
العقلي وثانيا بالطريق السمعي ونظيه قوله قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون ال أرون ماذا خلقوا
من الرض أم لم شرك ف السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل إن يعد الظالون بعضهم بعضا إل
غرورا سورة فاطر 40وهذا باب واسع قد بسط الكلم فيه ف غي هذا الوضع والقصود هنا التنبيه اللطيف
على بعض ما ف القرآن من تقرير العاد ونفي الولد والشريك إذ كان هذا فصل معترضا ف هذا القام فقد
تبي أن جهور النظار من جيع الطوائف يوزون أن تصل العرفة بالصانع بطريق الضرورة كما هو قول
الكلبية والشعرية وهو مقتضى قول الكرامية والضرارية والنجارية والهمية وغيهم وهو قول طوائف أهل
السنة من أهل الديث والفقهاء وغيهم كما ذكر ذلك من ذكره من أصحاب أب حنيفة ومالك والشافعي
وأحد وغيهم وإنا ينازع ف ذلك من ينازع من القدرية كالعتزلة ونوهم مع أنم متنازعون ف ذلك بل
كثي من أهل الكلم بل
وجهور العلماء يقولون إن القرار بالصانع حاصل لعامة اللق بطريق الضرورة كما ذكر الشهرستان
ف كتابه العروف بنهاية القدام ف قاعدة التعطيل قال قد قيل إن التعطيل ينصرف إل وجوه شت منها تعطيل
الصنع عن الصانع ومنها تعطيل الصانع عن الصنع ومنها تعطيل الباري عن الصفات الزلية الذاتية ومنها تعطيل
الباري عن الصفات الزلية القائمة بذاته ومنها تعطيل الباري عن الصفات والساء أزل ومنها تعطيل ظواهر
الكتاب والسنة عن العان الت دلت عليها ث قال أما تعطيل العال عن الصانع العليم القادر الكيم فلست
أراها مقالة ول عرفت عليها صاحب مقالة إل ما نقل من شرذمة قليلة من الدهرية أنم قالوا كان
العال ف الزل أجزاء مبثوثة تتحرك على غي استقامة فاصطكت اتفاقا فحصل منها العال بشكله الذي
تراه عليه ودارت الكوار وكرت الدوار وحدثت الركبات قال ولست أرى صاحب هذه القالة من ينكر
الصانع بل هو معترف بالصانع لكنه ييل سبب وجود العال على البخت والتفاق احترازا عن التعطيل فما
عدت هذه السألة من النظريات الت يقام عليها برهان فإن الفطرة السليمة النسانية شهدت بضرورة فطرتا
وبديهة فكرتا على صانع حكيم قادر عليم أف ال شك سورة إبراهيم 10ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن
ال سورة الزخرف 87ولئن سألتهم من خلق السماوات والرض ليقولن خلقهن العزيز العليم
سورة الزخرف 9قال وإن هم غفلوا عن هذه الفطرة ف حال السراء فل شك أنم يلوذون إليها ف حال
الضراء دعوا ال ملصي له الدين سورة يونس 22وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه
سورة السراء 67ولذا ل يرد التكليف بعرفة وجود الصانع وإنا ورد بعرفة التوحيد ونفى الشريك أمرت
أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فاعلم أنه ل إله إل ال سورة ممد 19ولذا جعل مل الناع بي
الرسل وبي اللق ف التوحيد ونفى الشريك ذلكم بأنه إذا دعي ال وحده كفرت وإن يشرك به تؤمنوا سورة
غافر 12وإذا ذكر ال وحده اشأزت قلوب الذين ل يؤمنون بالخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم
يستبشرون سورة الزمر 45وإذا ذكرت ربك ف القرآن
وحده ولوا على أدبارهم نفورا سورة السراء 46قال وقد سلك التكلمون طريقا ف إثبات الصانع
وهو الستدلل بالوادث على مدث صانع وسلك الوائل طريقا آخر وهو الستدلل بإمكان المكنات على
مرجح لحد طرف المكان ويدعى كل واحد من جهة الستدلل ضرورة وبديهة قال وأنا أقول ما شهد به
الدوث أو دل عليه المكان بعد تقدي القدمات دون ما شهدت به الفطرة النسانية من احتياج ذاته إل مدبر
هو منتهى مطلب الاجات فيغب إليه ول يرغب عنه ويستغن به ول يستغن عنه ويتوجه إليه ول يعرض عنه
ويفزع إليه ف الشدائد والهمات فإن احتياج نفسه أوضح له من احتياج المكن الارج إل الواجب
والادث إل الحدث وعن هذا العن كانت تعريفات الق سبحانه ف التنيل على هذا النهاج أمن
ييب الضطر إذا دعاه سورة النمل 62قل من ينجيكم من ظلمات الب والبحر سورة النعام 63ومن
يرزقكم من السماء والرض سورة النمل 64أمن يبدأ اللق ث يعيده سورة النمل 64قال وعن هذا
العن قال خلق ال العباد على معرفته فاجتالتهم الشياطي عنها فتلك العرفة هي ضرورة الحتياج وذلك
الجتيال من الشيطان هو تسويله الستغناء ونفي الاجة والرسل مبعوثون لتذكي وضع الفطرة وتطهيها من
تسويلت الشياطي
فإنم الباقون على أصل الفطرة ولا كان له عليهم من سلطان فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من
يشى سورة العلى 10 9فقول له قول لينا لعله يتذكر أو يشى سورة طه 44ومن رحل إل ال قربت
مسافته حيث يرجع إل نفسه أدن رجوع فيعرف احتياجه إليه ف تكوينه وبقائه وتقلبه ف أحواله وأنائه ث
استبصر من آيات الفاق إل آيات النفس ث استشهد به على اللكوت ل باللكوت عليه أو ل يكف بربك
أنه على كل شيء شهيد سورة فصلت 53عرفت الشياء برب وما عرفت رب بالشياء ومن غرق ف بر
العرفة ل يطمع ف شط ومن تعال إل ذروة القيقة ل يف من حط فثبت بالدلئل والشواهد أن العال ل
يتعطل عن الصانع الكيم العال القدير تعال وتقدس وقال أيضا ف أول كتابه قد أشار إل من إشارته
غنم وطاعته حتم أن أجع له مشكلت الصول وأحل ما انعقد من غوامضها على أرباب العقول
لسن ظنه ب أن وقفت على نايات مسارح النظر وفزت بغايات مطارح الفكر ولعله استسمن ذا ورم ونفخ
ف غي ضرم لعمري لقد طفت العاهد كلها وسيت طرف بي تلك العال فلم أر إل واضعا كف حائر
على ذقن أو قارعا سن نادم
فلكل عقل مسرى ومسرح هو سدرته النتهى ولكل قدم مط ومال هو غايته القصوى إذا وصل
إليها ووقف دونا فيظن الناظر أول أن ليس وراء مرتبته مطاف لطيف الاطر ول فوق درجته مطرح لشعاع
الناظر ويتيقن آخرا أن مطارد الفكار إنا يتعلق بذوات القدار وجناب العزة ل تدركه البصار وهو يدرك
البصار
إل أن قال وإذا كان ل طريق إل الطلوب من العرفة إل الستشهاد بالفعال ول شهادة للفعل إل من
حيث احتياج الفطرة واضطرار اللقة فحيثما كان الضطرار والعجز أشد كان اليقي أوفر وآكد وإذا مسكم
الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه سورة السراء 67ل جرم أمن ييب الضطر إذا دعاه سورة النمل
62والعارف الت تصل من تعريفات أحوال الضطرار أشد رسوخا ف القلب من العارف الت هي نتائج
الفكار ف حال الختيار قلت فهذا كله كلم الشهرستان وهو من أئمة التأخرين من النظار وأخبهم
بالقالت وقد صرح بأن معرفة ال ليست معدودة من النظريات الت يقام عليها البهان وأن الفطرة تشهد
بضرورتا وبديهة فكرتا بالصانع الكيم إل آخر ما ذكره وأن ما تنتهي إليه مقدمات الستدلل بإمكان
المكنات أو حدوثها من القضايا الضرورية دون ما شهدت به الفطرة النسانية من احتياج النسان ف ذاته إل
مدبر وأما ما ذكره من أن إنكار الصانع ليس مقالة معروفة لصاحب مقالة فإنه وإن ل يكن مذهبا مشهورا
عليه أمة من
المم العروفة لكنه ما يعرض لكثي من الناس ويقوله بعض الناس إما ظاهرا دون الباطن كحال فرعون
ونوه وإما باطنا وظاهرا كما ذكر ال مناظرة إبراهيم صلوات ال عليه وسلمه للذي حاجه ف ربه وماجة
موسى صلوات ال عليه وسلمه لفرعون لكن هذا ل ينع أن تكون العرفة به مستقرة ف الفطرة ثابتة
بالضرورة فإن هذا نوع من السفسطة والسفسطة حال يعرض لكثي من الناس إما عمدا وإما خطأ وكثي من
الناس قد ينازع ف كثي من القضايا البديهية والعارف الفطرية ف السيات والسابيات وكذلك ف الليات
ومن تأمل ما يكيه الناس من القالت عن الناس ف العلوم الطبيعية والسابية رأى عجائب وغرائب وبنو آدم
ل ينضبط ما يطر لم من الراء والرادات فإنم جنس عظيم التفاوت ليس ف الخلوقات أعظم تفاضل منه
خيارهم خي الخلوقات عند طائفة أو من خيها عند طائفة وشرهم شر الخلوقات أو من شرها
قال تعال ولقد ذرأنا لهنم كثيا من الن والنس لم قلوب ل يفقهون با ولم أعي ل يبصرون با
ولم آذان ل يسمعون با أولئك كالنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون سورة العراف 179وقال تعال
أم تسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إل كالنعام بل هم أضل سبيل سورة الفرقان 44وقال
تعال ويرسل الصواعق فيصيب با من يشاء وهم يادلون ف ال وهو شديد الحال سورة الرعد 13وقال
تعال أو يوبقهن با كسبوا ويعف عن كثي ويعلم الذين يادلون ف آياتنا ما لم من ميص سورة الشورى
35 34ونظي هذا كثي وكما تنازع النظار ف العرفة هل تصل ضرورة أو نظرا أو تصل بذا وهذا على
ثلثة أقوال فكذلك تنازعوا ف مسألة وجوب النظر الفضي إل معرفة ال تعال على ثلثة أقوال فقالت طائفة
من الناس إنه يب على كل أحد وقالت طائفة ل يب على أحد وقال المهور إنه يب على بعض الناس
دون بعض فمن حصلت له العرفة أو اليان عند من يقول إنه يصل بدون العرفة بغي النظر ل يب عليه ومن
ل تصل له العرفة ولاليان إل به وجب عليه
وذكر غي واحد أن هذا قول جهور السلمي كما ذكر ذلك أبو ممد بن حزم ف كتابه العروف
بالفصل ف اللل والنحل فقال ف مسألة هل يكون مؤمنا من اعتقد السلم دون استدلل أم ل يكون مؤمنا
مسلما إل من استدل قال وذهب ممد بن جرير والشعرية إل أبا جعفر السمنان إل أنه ل يكون مسلما إل
من استدل وإل فليس مسلما قال وقال الطبي من بلغ الحتلم أو الشعار من الرجال أو النساء أو بلغ
الحيض من النساء ول يعرف ال بميع أسائه وصفاته من طريق الستدلل فهو كافر حلل الدم والال وقال
إنه إذا بلغ الغلم أو الارية سبع سني وجب تعليمهما وتدريبهما على الستدلل على كل ذلك قال وقالت
الشعرية ل يلزمهما الستدلل على ذلك إل
بعد البلوغ قال وقال سائر أهل السلم كل من اعتقد بقلبه اعتقادا ل يشك فيه وقال بلسانه أشهد أن
ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال وأن كل ما جاء به حق وبريء من كل دين سوى دين ممد فإنه مسلم
مؤمن ليس عليه غي ذلك قلت القول الول هو ف الصل معروف عمن قاله من القدرية والعتزلة ونوهم من
أهل الكلم وإنا قاله من قاله من الشعرية موافقة لم ولذا قال أبو جعفر السمنان القول بإياب النظر بقية
بقيت ف الذهب من أقوال العتزلة وهؤلء الوجبون للنظر يبنون ذلك على أنه ل يكن حصول العرفة الواجبة
إل بالنظر ل سيما القدرية منهم فإنم ينعون أن يثاب العباد على ما يلق فيهم من العلوم الضرورية وليس
إياب النظر على الناس هو قول الشعرية كلهم بل هم متنازعون ف ذلك فقال الشعري ف بعض كتبه قال
بعض أصحابنا أول الواجبات القرار بال تعال وبرسله وكتبه ودين السلم وقال أيضا لو سأل سائل عمن
ورد من الصي ورأى الختلف ماذا يلزمه فقال عنه جوابان أحدها أنه يلزمه
النظر ليعرف الق فيتبعه والثان يلزمه اتباع الق وقبول السلم ث تصحيح العرفة بالنظر والستدلل
على أقل ما يزئه وقد تنازع أصحابه وغيهم ف النظر ف قواعد الدين هل هو من فروض العيان أو من
فروض الكفايات والذين ل يعلونه فرضا على العيان منهم من يقول الواجب هو العتقاد الازم ومنهم من
يقول بل الواجب العلم وهو يصل بدونه كما ذكر ذلك غي واحد من النظار من أصحاب الشعري وغيهم
كالرازي والمدي وغيها والذين يعلونه فرضا على العيان متنازعون هل يصح اليان بدونه وتاركه آث أم
ل يصح على قولي والذين جعلوه شرطا ف اليان أو أوجبوه ول يعلوه شرطا اكتفوا بالنظر الملي دون
القدرة على العبارة والبيان ول يوجب العبارة والبيان إل شذوذ من أهل الكلم ول ريب أن الؤمني على
عهد رسول ال والصحابة والتابعي ل يكونوا يؤمرون بالنظر الذي ذكره أهل الكلم الحدث كطريق
العراض والجسام لكن هل يقال مرد العتقاد الازم كان كافيا لم أم ل بد من علم يصل بنظر أم يصل
علم ضروري بغي الطريقة النظرية فهذا ما تنوزع فيه
قال ابن حزم فاحتج من أوجب الستدلل بالجاع على أن التقليد مذموم وما ل يعرف بالستدلل
فهو تقليد قالوا والديانات ل يعرف حقها من باطلها بالس ل يعلم إل بالستدلل ومن ل يصل له العلم فهو
شاك واحتجوا بقول النب فيما حكاه عن السئول ف قبه قال فأما الؤمن أو الوقن فيقول هو عبد ال ورسوله
وأما النافق أو الرتاب فيقول ل أدري سعت الناس يقولون شيئا فقلته وقال ف الواب التقليد أخذ الرء قول
من هو دون الرسول من ل يأمرنا ال باتباعه وأخذ قوله بل حرم علينا ذلك وأما أخذ قول الرسول الذي
فرض ال تصديقه وطاعته فليس تقليدا بل إيان وتصديق واتباع للحق وطاعة ال ورسوله قال فموه
هؤلء الذين أطقوا على الق الذي هو اتباع الق اسم التقليد الذي هو باطل والقرآن إنا ذم فيه تقليد الباء
والكباء والسادة ف خلف ما جاءت به الرسل وأما اتباع الرسل فهو الذي أوجبه ل يذم من اتبعهم أصل
قال وأما احتجاجهم بأنه ل تعرف الشياء إل بالدلئل وبأن ما ل يصح به دليل فهو دعوى ول فرق بي
الصادق والكاذب بنفس قولما فإن هذا ينقسم قسمي فمن كان من الناس تنازعه نفسه إل تصديق ما جاء به
الرسول حت يسمع الدلئل فهذا فرض عليه طلب الدليل إل أنه إذا مات شاكا أو جاحدا قبل أن يسمع من
البهان ما تثلج به نفسه فقد مات كافرا وهو ملد ف النار بنلة من ل يؤمن من شاهد النب حت رأى
العجزات فهذا أيضا لو مات قبل أن يرى العجزات مات كافرا بل خلف من أحد من أهل السلم وإنا
أوجبنا على من هذه صفته طلب البهان لن فرضا عليه طلب ما فيه ناته من الكفر والقسم الثان من
استقرت نفسه إل تصديق ما جاء به رسول ال
وسكن قلبه إل اليان ول كنازعه نفسه إل طلب دليل توفيقا من ال له وتيسيا له لا خلق له من
الي والسن فهؤلء ل يتاجون إل برهان ول إل تكليف استدلل وهؤلء هم جهور الناس من العامة
والنساء والتجار والصناع والكرة والعباد وأصحاب الديث الئمة الذين يذمون الكلم والدل والراء ف
الدين قال وهؤلء هم الذين قال ال تعال فيهم وحبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم وكره إليكم الكفر
والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضل من ال ونعمة ةال عليم حكيم سورة الجرات 8 7وقال
تعال فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ومن يرد أن يضله يعل صدره ضيقا حرجا كأنا يصعد ف
السماء سورة النعام 125قال فقد سى ال راشدين القوم الذين زين اليان ف قلوبم وحببه إليهم وكره
إليهم العاصي فضل منه ونعمة وهذا هو خلق ال اليان ف قلوبم ابتداء وعلى ألسنتهم
ول يذكر ال ف ذلك استدلل أصل وليس هؤلء مقلدين لبائهم ول لكبائهم لن هؤلء مقرون
بألسنتهم مققون ف قلوبم أن آباءهم ورؤساءهم لو كفروا لا كفروا هم بل كانوا يستحلون قتل آبائهم
ورؤسائهم والباءة منهم ويسون من أنفسهم النفار العظيم عن كل من سعوا منه ما يالف الشريعة ويرون أن
حرق الناس بالنار أخف عليهم من مالفة السلم قال وهذا أمر قد عرفناه من أنفسنا حسا وشاهدناه ف
ذواتنا يقينا فلقد بقينا سني كثية ل نعرف الستدلل ول وجوهه ونن ول المد ف غاية اليقي بدين
السلم وكل ما جاء به ممد وف غاية سكون النفس إليه وف غاية النفار عن كل ما يعترض فيه بشك
وكانت تطر ف قلوبنا خطرات سوء ف خلل ذلك ينبذها الشيطان فنكاد
لشدة نفارنا عنها أن نسمع خفقان قلوبنا استبشاعا لا كما أخب رسول ال إذ سئل عن ذلك فقيل له
إن أحدنا ليجد ف نفسه ما أن يقدم فتضرب عنقه أحب إليه من أن يتكلم به فأخب النب بأن ذلك مض اليان
وأخب أنه وسوسة الشيطان ث تعلمنا طرق الستدلل وأحكمناها ول المد والنة فما زادنا يقينا على ما كنا
بل عرفنا أننا كنا ميسرين للحق وصرنا كمن عرف وقد أيقن بكون الفيل ساعا ول يره ث رآه فلم يزدد يقينا
بصحة إنيته أصل لكن أرانا صحيح الستدلل رفض بعض الراء الفاسدة الت نشأنا عليها فقط قال وإن
الخالفي لنا ليعرفون من أنفسهم ما ذكرنا إل أنم يلزمهم أن يشهدوا على أنفسهم بالكفر قبل استدللم ول
بد فصح با قلنا أن كل من مض اعتقاد الق بقلبه وقاله
بلسانه فهم مؤمنون مققون ليسوا مقلدين أصل وإنا كانوا مكذبي مقلدين لو أنم قالوا واعتقدوا أننا
إنا نتبع ف الدين آباءنا وكباءنا فقط ولو أن آباءنا وكباءنا تركوا دين ممد لتركناه فلو قالوا هذا واعتقدوه
لكانوا مقلدين كفارا غي مؤمني لنم إنا اتبعوا آباءهم وكباءهم الذين نوا عن اتباعهم ل يتبعوا النب الذي
أمروا باتباعه قال وإنا كلف ال التيان بالبهان إن كانوا صادقي الكفار الخالفي لا جاء به النب وهذا نص
الية ول يكلف قط السلمي التيان بالبهان ول أسقط اتباعهم حت يأتوا بالبهان والفرق بي المرين واضح
وهو أن كل من خالف النب فل برهان له أصل فكلف الجيء بالبهان تبكيتا وتعجيزا إن كانوا صادقي
وليسوا
صادقي فل برهان لم وأما من اتبع ما جاء به رسول ال فقد اتبع الق الذي قامت الباهي بصحته
ودان بالصدق الذي قامت الجة البالغة بوجوبه فسواء علم هو بذلك أي البهان أو ل يعلم حسبه أنه على
الق الذي صح البهان به ول برهان على سواه فهو مق مصيب قال وأما قولم ما ل يكن علما فهو شك
وظن والعلم هو اعتقاد الشيء على ما هو به عن ضرورة أو استدلل قالوا والديانات ل تعرف صحتها
بالواس ول بضرورة العقل فصح أنه ل تعرف صحتها إل بالستدلل فإن ل يستدل الرء فليس عالا وإذا ل
يكن عالا فهو جاهل شاك أو ظان وإذا كان ل يعلم الدين فهو كافر قال فهذا ليس كما قالوا لنم قضوا
قضية باطلة فاسدة بنوا عليها هذا الستدلل وهي إقحامهم ف حد العلم قولم عن ضرورة أو استدلل هذه
زيادة فاسدة ل نوافقهم عليها ول جاء بتصحيحها قرآن ول سنة ول إجاع ول لغة ول طبيعة
ول قول صاحب وحد العلم على القيقة أنه اعتقاد الشيء على ما هو به فقط وكل من اعتقد شيئا
على ما هو به ول يتخاله شك فيه فهو عال به وسواء كان عن ضرورة حس أو عن بديهة عقل أو عن برهان
استدلل أو عن تيسي ال عز وجل له وخلقه لذلك العتقد ف قلبه ول مزيد ول يوز البتة أن يكون مقق ف
اعتقاد شيء كما هو ذلك الشيء وهو غي عال به وهذا تناقض وفساد وتعارض قال وقول النب ف مساءلة
اللك حجة عليهم لن النب إنا قال فيه فأما الؤمن أو الوقن فيقول هو رسول ال ول يقل فأما الستدل
فحسبنا نور الؤمن الوقن كيف كان إيانه ويقينه وقال وأما النافق أو الرتاب ول يقل غي الستدل فيقول
سعت الناس يقولون شيئا فقلته فنعم هذا هو قولنا لن
النافق والرتاب ليسا موقني ول مؤمني وهذا مقلد للناس ل مقق فالب حجة عليهم كافية وأما
قولم إن ال قد ذكر الستدلل ف غي موضع من كتابه وأمر به وأوجب العلم به والعلم به ل يكون إل عن
استدلل فهذا أيضا زيادة أقحموها وهي قولم وأمر به فهذا ل يدونه أبدا ولكن ال ذكر الستدلل وحض
عليه ونن ل ننكر الستدلل بل هو فعل حسن مندوب إليه مضوض عليه كل من أطاقه لنه مزيد من الي
وهو فرض على كل من ل تسكن نفسه إل التصديق وإنا ننكر كونه فرضا على كل أحد ل يصح إسلم أحد
دونه فهذا هو الباطل الحض وأما قولم إن ال أوجب العلم به فنعم وأما قولم والعلم ل يكون إل عن
استدلل فهذا هو الدعوى الكاذبة الت أبطلناها آنفا وأول بطلنا أنا دعوى بل برهان قال فسقط قولم إذ
تعرى من البهان وكان دعوى منهم مفتراة ل يأت با نص قط ول إجاع قال ونن ذاكرون الباهي على
بطلن قولم يقال لن قال ل يكون مسلما إل من
استدل أخبنا مت يب عليه فرض الستدلل أقبل البلوغ أو بعده فاما الطبي فإنه أجاب بأن ذلك
واجب قبل البلوغ قال ابن حزم وهذا خطأ لن من ل يبلغ ليس مكلفا ول ماطبا قال وأما الشعرية فإنم
أتوا با يل الفم وتقشعر منها جلود أهل السلم وتصطك منها السامع ويقطع ما بي قائلها وبي ال وهو أنم
قالوا ل يلزم طلب الدلة إلبعد البلوغ ول يقنعوا بذه الملة حت كفونا الؤونة وصرحوا با كنا نريد أن
نلزمهم فقالوا غي مساترين ل يصح إسلم أحد إل بأن يكون بعد بلوغه شاكا غي مصدق قال وما سعنا قط
ف الكفر والنسلخ من السلم بأشنع من قول هؤلء القوم إنه ل يكون أحد مسلما حت يشك ف ال عز
وجل وف صحة النبوة وف هل رسول ال صادق أو كاذب ول سع قط سامع ف الوس
والناقضة والستخفاف بالقائق بأقبح من قول هؤلء إنه ل يصح اليان إل بالكفر ول يصح التصديق
إل بالحد ول يوصل إل رضا ال عز وجل إل بالشك فيه وأن من اعتقد موقنا بقلبه ولسانه أن ال ربه ل إله
إل هو وأن ممدا رسول ال وأن دين السلم دين ال الذي ل دين غيه فإنه كافر مشرك نعوذ بال من
الذلن فوال لول خذلن ال الذي هو غالب على أمره ما انطلق لسان ذي مسكة بذه العظيمة قلت هذا
القول هو ف الصل من أقوال العتزلة وقد أوجب أبو هاشم وطائفة معه الشك وجعلوه أول الواجبات ومن ل
يوجبه من الوافقي على أصل القول قال إنه ل بد من حصوله وإن ل يؤمر به وهذا بناء على أصلي أحدها
أن أول الواجبات النظر الفضي إل العلم والثان أن النظر يضاد العلم فإن الناظر طالب للعلم فل يكون ف
حال النظر عالا وكل الصلي باطل أما الول فقد عرف الكلم فيه وأما الثان فإن النظر نوعان أحدها النظر
التضمن طلب الدليل
وهو كالنظر ف السئول عنه ليعلم ثبوته او انتفاؤه كالنظر ف مدعي النبوة هل هو صادق أو كاذب
والنظر ف رؤية ال تعال هل هي ثابتة ف الخرة أو منتفية والنظر ف النبيذ السكر أحلل هو أم حرام فهذا
الناظر طالب وهو ف حال طلبه شاك وليس هذا النظر هو النظر القتضي للعلم فإن ذلك هو النظر فيما يتضمن
النظر فيه للعلم وهو النظر ف الدليل كالنظر ف الية والديث أو القياس الذي يستدل به فهذا النظر مقتض
للعلم مستلزم له وذلك النظر مضاد للعلم مناف له ولا كان ف لفظ النظر إجال كثر اضطراب الناس ف هذا
القام وتناقض من تناقض منهم فيوجبون النظر لنه يتضمن العلم ث يقولون النظر يضاد العلم فكيف يكون ما
يتضمن العلم مضادا ل يتمعان فمن فرق بي النظر ف الدليل وبي النظر الذي هو طلب الدليل تبي له الفرق
والنظر ف الدليل ل يستلزم الشك ف الدلول بل قد يكون القلب ذاهل عن الشيء ث يعلم دليله فيعلم الدلول
وإن ل
يتقدم ذلك شك وطلب وقد يكون عالا به ومع هذا ينظر ف دليل آخر لتعلقه بذلك الدليل فتوارد
الدلة على الدلول الواحد كثي لكن هؤلء لزمهم الحذور لنم إنا أوجبوا النظر لكون العرفة ل تصل إل به
فلو كان الناظر عالا بالدلول ل يوجبوا عليه النظر فإذا أوجبوه لزم انتفاء العلم بالدلول فيكون الناظر طالبا
للعلم فيلزم أن يكون شاكا فصاروا يوجبون على كل مسلم أنه ل يتم إيانه حت يصل له الشك ف ال
ورسوله بعد بلوغه سواء أوجبوه أو قالوا هو من لوازم الواجب ومن غلطهم أيضا أنه لو قدر أن العرفة ل
تصل إل بالنظر فليس من شرط ذلك تأخر النظر إل البلوغ بل النظر قبل ذلك مكن بل واقع فتكون العرفة
قد حصلت بذلك النظر وإن ل يكن واجبا كما لو تعلم الصب أم الكتاب وصفة الصلة قبل البلوغ فإن هذا
التعلم يصل به مقصود الوجوب بعد البلوغ والنظر إنا هو واجب وجوب الوسائل فحصوله قبل وقت وجوبه
أبلغ ف حصول القصود ونظي ذلك أن يتوضأ الصب قبل البلوغ والبالغ قبل دخول وقت الصلة فيحصل
بذلك مقصود الوجوب بعد البلوغ والوقت والكلم ف هذه السألة له شعب كثية وقد تكلم عليها ف غي
هذا الوضع والقصود هنا بيان طرق كثي من أهل العلم ف تصديق الرسول وتقيق هذه السألة يتعلق بسائل
منها أن
العتقاد الازم بل ضرورة ول استدلل هل يكن أم ل وإذا أمكن فهل يسمى علما أم ل ومنها أن
لفظ الضرورة فيه إجال فقد يراد به ما يضطر إليه النسان من العلومات الظاهرة الشتركة بي الناس وقد يراد
به ما يصل ف نفسه بدون كسبه وقد يراد به ما ل يقبل الشك وقد يراد به ما يلزم نفس النسان لزوما ل
يكن النفكاك عنه ومنها أن حصول العلم ف النفس قد يصل لكثي من الناس حصول ضروريا مع توهه أنه
ل يصل له كما يقع مثل ذلك ف القصد والنية فإن المة متفقة على أن الصلة ونوها من العبادات ل تصح
إل بالنية والنية من جنس القصد والرادة ملها القلب باتفاقهم فلو لفظ بلسانه غي ما قصد بقلبه أو بالعكس
كان العتبار بقصده الذي ف قلبه ث إن كثيا من الناس اشتبه عليهم أمر النية حت صار أحدهم يطلب
حصولا وهي حاصلة عنده ويشك ف حصولا ف نفسه وهي حاصلة لسيما إذا اعتقد أنه يب مقارنة النية
للصلة فيى ف أحدهم من الوسواس ف حصولا ما يرجه عن العقل والدين حت قيل الوسوسة ل تكون إل
عن خبل ف العقل أو جهل بالشرع وأصل ذلك جهلهم بقيقة النية وحصولا مع خروجهم عن الفطرة
السليمة الت فطر ال عليها عباده ومن العلوم أن كل من علم
ما يريد أن يفعله فل بد أن ينويه ويقصده فيمتنع أن يفعل العبد فعل باختياره مع علمه به وهو ل
يريده فالصلي إذا خرج من بيته وهو يعلم أنه يريد الصلة امتنع أن ل يقصد الصلة ول ينويها وكذلك
الصائم إذا علم أن غدا من رمضان وهو من يصومه امتنع أن ل ينويه وكذلك التطهر إذا أخذ الاء وهو يعلم
أن مراده الطهارة امتنع أن ل يريدها وإنا يتصور عدم النية مع الهل بالفعول أو مع أنه ليس مقصوده الأمور
به مثل من يظن أن وقت الصلة أو الصيام قد خرج فيصوم ويصلي ظانا أن ذلك قضاء بعد الوقت فهذا نوى
القضاء فإذا تبي له بعد ذلك أن الصوم والصلة إنا كانا ف الوقت إذا فهذا يزئه الصلة والصيام بل نزاع
وكذلك من اغتسل بالاء لقصد إزالة الوسخ أو لتعليم الغي فهذا ل يكن مراده با فعله الطهارة الأمور با ولذا
تنازع الفقهاء ف صحة الصلة بثل هذه الطهارة وأمثال ذلك ولذا يد السلم ف نفسه فرقا بي ليلة العيد
الذي يعلم أنه ل يصومه وبي ليال رمضان الذي يعلم أنه يصومه ويد الفرق بي ما إذا كان مقيما او مسافرا
يريد الصيام وبي ما إذا كان مسافرا ل يريد الصيام
فكما أن الرادة تكون موجودة ف نفس النسان وقد يشك ف وجودها أو ل يسن أن يعب عن
وجودها أو يطلب وجودها فهكذا العلم الضروري وغيه قد يكون حاصل ف نفس النسان وهو يشك ف
وجوده أو يطلب وجوده أو ل يسن أن يعب عنه لن وجود الشيء ف النفس شيء والعلم بوجوده ف النفس
شيء آخر فالتمييز بينه وبي غيه والتعبي عن ذلك شيء آخر فهكذا عامة الؤمني إذا حصل أحدهم ف سن
التمييز يصل له من السباب الت توجب معرفته بال وبرسوله ما يصل با ف نفسه علم ضروري ويقي قوي
كحصول الرادة لن علم ما يريد فعله ث كثي من أهل الكلم يلبسون عليه ما حصل له ويشككونه فيه كما
أن كثيا من الفقهاء يلبسون على الريد الناوي ما حصل له ويشككونه فيه والعلم الاصل ف النفس ل
تنضبط أسبابه ومنه ما يصل دفعه كالعلم با أحسه ومنه ما يصل شيئا بعد شيء كالعلم بخب الخبار
التواترة والعلم بدلول القرائن الت ل يكن التعبي عنها وكذلك حصول الرادة فإن من الشياء ما تصل
إرادته الازمة ف النفس كإرادة الشياء الضرورية الت ل بد له منها كإرادة دفع
المور الضارة له وكإرادة الائع الشديد الوع والعطشان الشديد العطش لتناول ما تيسر له من الطعام
والشراب ومنه ما يصل شيئا بعد شيء كإرادة النسان لا هو أكمل له وأفضل فإن هذا قد تصل إرادته
شيئا بعد شيء وكذلك إرادته لا يشك ف كونه متاجا إليه أو كونه نافعا له فإن الرادة قد تقوى بقوة العلم
وقد تضعف بضعفه وقد تقوى بقوة نفس مبة الشيء الطلوب وضعف مبته ومن عرف حقيقة المر تبي له
أن النفوس فيها إرادات فطرية وعلوم فطرية وأن كثيا من أهل الكلم ف العلم قد يظنون عدم حصولا
فيسعون ف حصولا وتصيل الاصل متنع فيحتاجون أن يقدروا عدم الوجود ث يسعون ف وجوده ومن هنا
يغلط كثي من الائضي ف الكلم والفقه وقد يكون العلم والرادة حاصلي بالفعل أو بالقوة القريبة من
الفعل مع نوع من الذهول والغفلة فإذا حصل أدن تذكر رجعت النفس إل ما فيها من العلم والرادة أو
توجهت نو الطلوب فيحصل لا معرفته ومبته
وال تعال فطر عباده على مبته ومعرفته وهذه هي النيفية الت خلق عباده عليها كما ف الديث
الصحيح عن النب قال يقول ال تعال إن خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطي وحرمت عليهم ما أحللت
لم وأمرتم أن يشركوا ب ما ل أنزل به سلطانا وقد قال تعال فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة ال الت فطر
الناس عليها ل تبديل للق ال ذلك الدين القيم سورة الروم 30وقال كل مولود يولد على الفطرة فأبواه
يهودانه وينصرانه ويجسانه كما تنتج البهية بيمة جعاء هل تسون فيها من جدعاء والكلم ف هذه المور
مذكور ف غي هذا الوضع ومن السائل التعلقة بذا الباب أن العلم واليان واجب على الناس بسب
المكان فالمل الت فرض ال تعال على اللق كلهم القرار با ما يكنهم معرفتها وأما التفاصيل ففيها من
الدقيق ما ل يكن أن يعرفه إل بعض الناس فلو كلف بقية الناس معرفته كلفوا ما ل يطيقون ولذا ل يب على
كل أحد أن يسمع كل آية ف القرآن ويفهم معناها وإن كان هذا فرضا على الكفاية
ومن العلوم أنه ف تفاصيل آيات القرآن من العلم واليان ما يتفاضل الناس فيه تفاضل ل ينضبط لنا
والقرآن الذي يقرأه الناس بالليل والنهار يتفاضلون ف فهمه تفاضل عظيما وقد رفع ال بعض الناس على بعض
درجات كما قال تعال يرفع ال الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات سورة الجادلة 11بل من
الخبار ما إذا سعه بعض الناس ضرهم ذلك وآخرون عليهم أن يصدقوا بضمون ذلك ويعلموه قال علي
رضي ال عنه حدثوا الناس با يعرفون ودعوا ما ينكرون أتبون أن يكذب ال ورسوله وقال عبد ال ابن
مسعود رضي ال عنه ما من رجل يدث قوما حديثا ل تبلغه عقولم إل كان فتنة لبعضهم فمثل هذه
الحاديث الت سعت من الرسول أو من سعها منه وعلم أنه قالا يب على من سعها أن يصدق بضمونا
وإذا فهم الراد كان عليه معرفته واليان به وآخرون ل يصلح لم أن يسمعوها ف كثي من الحوال وإن كانوا
ف حال أخرى يصلح لم ساعها ومعرفتها والقرآن مورد يرده اللق كلهم وكل ينال منه على مقدار ما قسم
ال له قال تعال أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها
فاحتمل السيل زبدا رابيا وما يوقدون عليه ف النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب ال
الق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث ف الرض كذلك يضرب ال المثال سورة
الرعد 17وهذا مثل ضربه ال سبحانه لا أنزله من العلم واليان والقلوب الت تنال ذلك شبه اليان بالاء
النازل والقلوب بالودية فمنها كبار ومنها صغار وبي أن الاء كما يتلط با يكون ف الرض كذلك القلوب
فيها شبهات وشهوات تالط النسان وأخب أن ذلك الزبد يفأ جفاء وما ينفع الناس يكث ف الرض كذلك
الشبهات تفوها القلوب وما ينفع يكث فيها وف الصحيحي عن أب موسى عن النب أنه قال مثل ما بعثن
ال به من الدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة قبلت الاء فأنبتت الكل والعشب الكثي
وكانت منها طائفة أمسكت الاء فشرب الناس وسقوا ورعوا وكانت منها طائفة إنا هي قيعان ل تسك ماء
ول تنبت كل فذلك مثل من فقه ف
دين ال ونفعه ما بعثن ال به من الدى والعلم ومثل من ل يرفع بذلك رأسا ول يقبل هدى ال الذي
أرسلت به وما ذكره ابن حزم من أن العلم قد يصل ف القلب ل عن ضرورة ول نظر ورده على من يصره
ف النوعي فمثل هذا قد يكون الناع فيه لفظيا وذلك أن ناف الصر قد يريد بالضرورة ما كان عن ضرورة
حس وأولئك يعلون ما يصل من العلم الضروري بالس أحد أنواع العلم الضروري وقد يريد بالضرورة ما
يضطر إليه النسان بدون نظر ف تصوره وأولئك يريدون بالعلم الضروري والبديهي ما اضطر إليه النسان إذا
تصور طرفيه سواء كان ذلك التصور ضروريا أو ل يكن بل كثي من الناس يقول إن جيع العلوم ضرورية
باعتبار أسبابا فإن العلم الاصل بالنظر والكسب والستدلل هو بعد حصول أسبابه ضروري يضطر إليه
النسان وهذا اختيار أب العال وغيه وللناس ف هذا الباب اصطلحات متعددة من ل يعرفها يعل بينهم
نزاعا معنويا وليس كذلك كما أن طائفة منهم يعلون العلم البديهي هو الضروري والكسب هو النظري
ومنهم من يفرق بينهما فيجعلون الضروري ما اضطر إليه العبد من غي عمل وكسب منه ل ف
تصور السألة ول دليلها ويعلون البديهي ما بدهه وإن كان عن نظر اضطر إليه من غي كسب منه فإن
العبد قد يضطر إل أسباب العلم وقد يتار اكتساب أسبابه وهذا ف السيات وغيها كمن يفجأه ما يراه
ويسمعه من غي قصد إل رؤيته وسعه ومن يسعى ف رؤية الشيء واستماعه والول ل يدخل تت المر
والنهي والثان يدخل تت المر والنهي وأيضا فمن الناس من يقول العلوم الضرورية والبديهية يشترك فيها
عامة العقلء ويعل ما يتص به بعضهم ليس من هذا القسم ومنهم من يسمي كل ما اضطر إليه النسان
وبدهه ضروريا وبديهيا وإن كان ذلك متصا بنوع من الناس كما يتص بالنبياء والولياء وأهل الفراسة
واللام وعلى هذا فالعلم الاصل بتيسي ال تعال وهدايته وإلامه وجعله له ف قلب العبد بدون استدلل
يسميه هؤلء علما ضروريا وإن كان ابن حزم وأمثاله ل يسمونه ضروريا فهذا نزال لفظي ومن حد
الضروري بأنه العلم الذي يلزم نفس العبد لزوما ل يكنه النفكاك عنه جعل هذا كله ضروريا وكذلك يقول
كثي من شيوخ أهل العرفة لكثي من أهل النظر إن علمنا ضروري كما ف الكاية العروفة الت ذكرها أبو
العباس أحد بن ممد بن خلف القدسي
ورأيتها بطه عن الشيخ احد اليوقي العروف بالكبى قال دخل علي فخر الدين الرازي ورجل آخر
من العتزلة كبي فيهم فقال يا شيخ بلغنا أنك تعلم علم اليقي فقلت نعم أنا أعلم علم اليقي فقال ل كيف
تعلم علم اليقي ونن نتناظر من وقت كذا إل وقت كذا وكلما أقام حجة أبطلتها وكلما أقمت حجة أبطلها
فقلت ما أدري ما تقولن ولكن أنا أعلم علم اليقي فقال فبي لنا ما هذا اليقي فقلت واردات ترد على
النفوس تعجز النفوس عن ردها فجعل يرددان هذا الكلم ويقولن واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن
ردجها وتعجبا من هذا الواب لنه رحه ال بي أن ذلك من العلوم الضرورية الت تلزم القلب لزوما ل يكنه
مع ذلك دفعها ث قال له كيف الطريق إل هذه الواردات فقال لما بأن تسلكا طريقتنا الت نأمركم با فاعتذر
الرازي با له من الوانع وأما العتزل فقال أنا متاج إل هذه الواردات فإن الشبهات قد أحرقت قلب فأمره
الشيخ با يفعله من العبادة والذكر وما يتبع ذلك ففتح ال عليه بذه الواردات
والعتزلة ينفون العلو والصفات ويسمون من أثبت ذلك مسما حشويا فلما فتح ال تعال عليه بذلك
قال وال ما الق إل فيما عليه هؤلء الشوية والجسمة أو كما قال فإن عهدي بالكاية من زمان وكان هذا
الشيخ الكبى إذا قيل له من قال الرحن على العرش استوى فهو مسم يقول فخذ إن حينئذ مسم وكان
من أجل شيوخ وقته ف بلده بلد جرجان وخوارزم قال أبو ممد بن حزم ومن البهان الوضح لبطلن هذه
القالة البيثة أنه ل يشك أحد من يدري شيئا من السي من السلمي واليهود والنصارى والجوس والنانية
والدهرية ف أن رسول ال منذ بعث ل يزل يدعو الناس الم الغفي إل اليان بال تعال وبه وبا أتى به ويقاتل
من أهل الرض من يقاتله من عند ويستحل سفك دمائهم وسب نسائهم وأولدهم وأخذ أموالم متقربا إل
ال تعال بذلك وأخذ الزية
وإصغاره ويقبل من آمن به ويرم ماله ودمه وأهله وولده ويكم له بكم السلم ومنهم الرأة البدوية
والراعي والراعية والغلم الصحراوي والوحشي والزني والسب والزنية الجلوبة والرومي والرومية والغثر
الاهل والضعيف ف فهمه فما منهم من أحد ول من غيهم قال عليه السلم إن ل أقبل إسلمك ول يصح
لك دين إل حت تستدل على صحة ما أدعوك إليه قال ولسنا نقول إنه ل يبلغنا أنه قال ذلك لحد بل نقطع
نن وجيع أهل الرض قطعا كقطعنا على ما شاهدناه أنه عليه السلم ل يقل هذا قط لحد ول رد إسلم
أحد حت يستدل ث جرى على هذه الطريقة جيع الصحابة أولم عن آخرهم ول يتلف أحد ف هذا المر
ومن الحال
المتنع عند أهل السلم أن يكون عليه السلم يغفل أن يبي للناس ما ل يصح لحد السلم إل به ث
يتفق على إغفال ذلك أو تعمد ترك ذكره جيع أهل السلم ويبينه هؤلء الشقياء ومن ظن أنه وقع من الدين
على ما ل يقع عليه رسول ال فهو كافر بل خلف فصح أن هذه القالة خرق للجاع وخلف ل ولرسوله
ولميع أهل السلم قاطبة قلت قبول السلم الظاهر يرى على صاحبه أحكام السلم الظاهرة مثل عصمة
الدم والال والناكحة والوارثة ونو ذلك وهذا يكفي فيه مرد القرار الظاهر وإن ل يعلم ما ف باطن النسان
كما قال فإذا قالوها عصموا من دماءهم وأموالم إل بقها وحسابم على ال وقال إن ل أؤمر أن أنقب عن
قلوب الناس ول أن أشق بطونم
ولذا يقاتل الكافر حت يسلم أو يعطى الزية فيكون مكرها على أحد المرين ومن قال ل تؤخذ
الزية من وثن قال إنه يقاتل حت يسلم وأما اليان الباطن الذي ينجي من عذاب ال ف الخرة فل يكفي فيه
مرد القرار الظاهر بل قد يكون الرجل مع إسلمه الظاهر منافقا وقد كان على عهد رسول ال منافقون وقد
ذكرهم ال تعال ف القرآن ف غي موضع وميز سبحانه بي الؤمني والنافقي ف غي موضع كما ف قوله يوم
يقول النافقون والنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب
بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحة وظاهره من قبله العذاب ينادوهنهم أل نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم
أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم المان حت جاء أمر ال وغركم بال الغرور فاليوم ل يؤخذ منكم فدية ول
من الذين كفروا مأواكم النار هي مولكم وبئس الصي سورة الديد 15 13وقال تعال قالت العراب
آمنا قل ل تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولا يدخل اليان ف قلوبكم وإن تطيعوا ال ورسوله ل يلتكم
من أعمالكم شيئا إن ال غفور رحيم إنا الؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله ث ل يرتابوا وجاهدوا
بأموالم وأنفسهم ف سبيل ال أولئك هم الصادقون سورة الجرات 15 14وهؤلء قد قالت طائفة إنم
أسلموا ظاهرا مع كونم منافقي وقال الكثرون بل كانوا مسلمي غي منافقي ول واصلي إل حقيقة اليان
فإنه قد قال فيهم وإن تطيعوا ال ورسوله ل يلتكم من أعمالكم شيئا إن ال غفور رحيم سورة الجرات
14والنافق عمله حابط ل يتقبله ال ومن هذا الباب قوله ل يزن الزان حي يزن وهو مؤمن ول يسرق
السارق حي يسرق وهو مؤمن ول يشرب المر حي يشربا وهو مؤمن وغي ذلك من الحاديث الت تكلم
عليها ف غي هذا الوضع فإن مسألة اليان والكفر والنفاق متعلقة بسألة أول الواجبات ووجوب النظر
وبالفاسق اللي وتكفي أهل البدع وغي ذلك من السائل الت تكلم عليها الناس
وبذا أجابوا عن هذه الجة فإنه لا قيل لم أجع السلمون على أن الكافر إذا أراد أن يسلم يكتفى
منه بالقرار بالشهادتي قالوا إنا نتزىء منه بذلك لجراء أحكام السلم عليه فإن صاحب الشرع جعل ذلك
أمارة لجراء الحكام ولو كان ذلك إيانا حقيقيا لا قال ف حق النسوة الهاجرات يا أيها الذين آمنوا إذا
جاءكم الؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ال اعلم بإيانن سورة المتحنة 10ث يقول من تلك ملة من اللل
وعاد إل ملتنا فل بد له من حامل يمله عليه فإن كان الذي يمله عليه ما علمه من فساد ملته وعقيدته
وصحة دين السلم فهذا القدر كاف من النظر والستدلل على الملة وإن كان الذي يمله رهبة منا أو
رغبة فيما أعطانا ال من الال وغيه فهجرته إل ما هاجر إليه قال أبو ممد فإن قالوا فما كانت حاجة الناس
إل اليات والعجزات وإل احتجاج ال عليهم بالقرآن وإعجازه وبدعاء اليهود إل تن الوت ودعاء النصارى
إل الباهلة وشق القمر قلنا
وبال التوفيق قد قلنا إن الناس قسمان قسم ل تسكن نفوسهم إل السلم ول دخلها التصديق فطلبوا
منه عليه السلم الباهي فأراهم العجزات فانقسموا قسمي طائفة آمنت وطائفة عندت وجاهرت فكفرت
وأهل هذه الصفة اليوم هم الذين يلزمهم طلب الستدلل فرضا ول بد وقسم وفقهم ال تعال لتصديقه عليه
السلم وخلق ف نفوسهم اليان كما قال تعال بل ال ين عليكم أن هداكم لليان إن كنتم صادقي سورة
الجرات 17فهؤلء آمنوا له عليه السلم بل تكليف آية وأهل هذه الصفة هم اليوم العتقدون للسلم حقا
بل معرفة باستدلل قال أبو ممد ويلزم أهل هذه القالة أن جيع أهل الرض كفار إل القل وقد قال بعضهم
إنم مستدلون قال وهذه ماهرة هو يدرى أنه فيها كاذب وكل من سعه يدري
أنه فيها كاذب لن أكثر العامة من حاضرة وبادية ل يدري ما معن الستدلل فكيف يستعمله قلت
لفظ الستدلل فيه إجال فإن أريد العبارة عن نظم الدلة والواب عن المانعات والعارضات فهذا قد يقال
إنه ل يسنه إل من يسن الدل وأما الصطلح العي والترتيب العي أو اللفظ العي فهذا بنلة اللغات ل
يعرفه إل من يعرف تلك اللغة وليس هذا واجبا بل ريب وإن أريد به نفس طلب العلم بالشيء بالدليل والنظر
فيما يدل على الشيء فهذا مركوز ف فطرة جيع الناس فإنه ما منهم أحد إل وعنده من نوع النظر والستدلل
بل ومن نوع الدال بسب ما هداه ال إليه من ذلك وقد قال تعال وكان النسان أكثر شيء جدل سورة
الكهف 54والنسان يادل بالباطل ليدحض به الق من غي معرفة بقواني الدل فكيف ل يادل بالق
والناس من النظر والناظرة ف صناعاتم وأمور دنياهم ما يبي أن النظر والناظرة مركوز ف فطرهم فكيف ف
أمور الدين وال سبحانه يقول الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى سورة العلى 3 2وقال تعال قال
ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ث هدى سورة طه 50
وهذا الذي ذكره ابن حزم هو قول كثي من الشعرية فإنم متنازعون ف النظر هل هو فرض على
العيان أو على الكفاية وف الواجب هل هو العرفة أو العتقاد الازم الصمم وهل يسمى ذلك علما أم ل
وكان أبو العال يقول ل يكلف الناس العلم فإن العلم ف هذه السائل عزيز ل يتلقى إل من النظر الصحيح
التام فتكليف ذلك عامة الناس تكليف ما ل يطاق وإنا كلفوا العتقاد السديد مع التصميم وانتفاء الشك
والتردد ولو سى مسم مثل هذا العتقاد علما ل ينع من إطلقه قال وقد كنا ننصر هذه الطريقة زمانا من
الدهر وقلنا مثل هذا العتقاد علم على القيقة فإنه اعتقاد يتعلق بالعتقد على ما هو به مع التصميم ث بدا لنا
أن العلم ما كان صدوره عن الضرورة أو الدليل القاطع قال وهذا العتقاد الذي وصفناه ل يتميز ف مبادىء
النظر حت يستقر ويتميز عن اعتقاد الظان والخمن وقال أبو إسحاق السفرايين ف آخر مصنفاته من اعتقد
ما يب
اعتقاده هل يكتفى به اختلف الصحاب فيه فمنهم من اكتفى به ومنهم من شرط إقرار هذه العقائد
بالدلة قلت والذين أوجبوا النظر من الطوائف العامة نوعان أحدها من يقول إن أكثر العامة تاركوه وهؤلء
على قولي فغلتم يقولون إن إيانم ل يصح وأكثرهم يقولون يصح إيانم تقليدا مع كونم عصاة بترك النظر
وهذا قول جهورهم وقد ذكر هذا طوائف من النفية وغيهم كما ذكر من ذكر من النفية ف شرح الفقه
الكب فقالوا قال أبو حنيفة وسفيان ومالك والوزاعي وعامة الفقهاء وأهل الديث بصحة إيان القلد ولكنه
عاص بترك الستدلل وقال الشارح هذا يفيد فائدتي إحداها أن اليان بالتقليد صحيح وإن ل يهتد إل
الستدلل خلفا للمعتزلة والشعرية فإنما ل يصححان إيان القلد واليان بالتقليد ويقولن بكفر العامة
قال وهذا قبيح من أقبح القبائح لنه يؤدي إل تفويت حكمة ال تعال ف الرسالة والنبوة لن من
أعطى الرسالة والنبوة أمر بعرض السلم أول على الكفرة فلو كان السلم ل يصح بالعرض والتقليد لفات
الكمة ف الرسالة إل أن درجة الستدلل أعلى من درجة التقليد ألف مرة وكل من كان ف الستدلل
والستنباط أكثر كان إيانه أنور وذكر كلما آخر قلت القول القبيح الباطل تكفي من حكم الشارع بإيانه
وهم الؤمنون من العامة وغيهم الذين ل يسلكوا الطرق البتدعة كطريقة العراض ونوها وأما كون إيان
العامة تقليدا أو ليس تقليدا وهل هم عصاة أو ليسوا عصاة فهذا كلم آخر وأما العتزلة والشعرية فلهم ف
ذلك نزاع وتفصيل معروف والنوع الثان من موجب النظر وهم جهورهم يقولون إنه متيسر على العامة كما
يقوله القاضي أبو بكر والقاضي أبو يعلى وغيها من يقول ذلك قالوا فإن قيل فتقولون بوجوب معرفة ال
ومعرفة نبوة رسله ف حق كل مكلف من أهل النظر والعامة وجفاة
العراب والكراد وأهل القصبة والرستاق ومن يقصر فهمه عن معرفة الدقيق وأدلة التفصيل قيل نعم
لنه ليس ف جيع من ذكرت من يعرف فهمه ويقصر علمه عن معرفة الدث والحدث عند مشاهدة تغي
العال وما يدث ويتجدد ف أجسامه من الزيادة والنقصان والنماء وتغي الالت وما تد عليه النطفة من
التصور والنتقال من حال إل حال وإن قصرت عبارته عن أن يقول إن هذه أمور متجددة طارئة وإنه ل بد
للصنعة من صانع وللكتابة من كاتب وقد علم أن انتقال النطفة إل أن تصي إنسانا أو بيمة أعظم ف العجوبة
من تول الفضة خاتا والشبة سريرا وبابا والغزل ثوبا منسوجا وإن ل يعب عن ذلك بعبارات التكلمي
وألفاظ الناظرين وكما يفرق بي خب الواحد الذي ل يوجب العلم وبي خب التواتر الوجب للعلم وكما تد
ف أنفسها الفرق بي الظن والتقليد وبي الشاهدة وعلم اليقي وإن تعذر عليها الفصل بي ذلك أجع من طريق
العبارة وإذا كان كذلك وجب أن يكون لميعهم سبيل إل معرفة الدوث والحدث هذه عبارة القاضي أب
يعلى وغيه من هؤلء الذين وافقوا القاضي أبا بكر على طريقته وكذلك قال ابن الزاغون وهو من القائلي
بوجوب النظر
والستدلل وحكى ذلك عن عامة العلماء كما ذكره القاضي أبو يعلى وابن عقيل وأبو الطاب
وغيهم قال والذي فرضه ال على العيان على ضربي أحدها ما ل يتم اليان إل به وهو معرفة ال
وتوحيده وأنه صانع الشياء وأن الكل عبيده وأمثال ذلك فهذا يستوي ف لزومه العال والعامي ونعن بقولنا
العال الذي تبصر وتدرب وعرف الجة من الشبهة وتبحر ف مواقف الجتهاد للمعرفة وانتصب دافعا بالق
شبه أهل العتراض على وجه يترجح به الثقة ويساعده بالفهم اليقي والعرفة ونعن بالعامي من فصل عن
أرباب الختصاص ف إحراز العلم وكثرة التبحر وإنا سي عاميا من جهة قلة العدد ف خواص العلماء بالضافة
إل من بقي فخواص العلماء ف كل زمان آحاد يسي عددهم والناس غي أعم وجودا وأكثر عددا فلهذا سي
من قل علمه عاميا ومن جلة العامة ولسنا نريد بالعامي من ل معرفة له بشيء من العلم بال فإذا ثبت هذا
فسائر العامة مؤمنون عارفون بال ف عقائدهم وديانتهم غي مقلدين ف شيء قدمنا ذكره قال وذهبت طوائف
من العتزلة والقدرية إل أنه ل يعرف ال إل العلماء فأما العوام فل يكم بصحة إيانم ول بعرفتهم ل
قال والدليل على إبطال قولم هو أنا نقول حقيقة اليان العائد إل العتقد هي طمأنينة النفس وسكون
القلب إل معرفة ما يعتقد بإسناد ذلك إل دليل يصلح له وهذا ل يعدم ف حق أحد من العامة وبيان ذلك أنه
لو قيل لحد من العوام ب عرفت ربك لقال بأنه انفرد ببناء هذه السماء ورفعها فل يشاركه ف هذا موصوف
بسم ول جوهر وهذا مأخوذ من قوله تعال وإل السماء كيف رفعت سورة الغاشية 18ومن سائر اليات
الت فيها ذكر السماء والعتبار با وهذه اليات هي الصل عند العلماء وإنا ينفردون عن العامة ف هذا
ببسيط البيان الليح والتشقيق والغامض الدقيق وف بيان حكم يدركها العامي فهما بنانه ويقصر عن شرحها
بلسانه فهما ف ذلك كرجلي اتفقا ف العلم بسألة وأحدها ف الكشف أبسط باعا وأفصح شرحا وهذا يرجع
إل شيء وذلك أنه قد ثبت أن ال تعال كلف الكل معرفته وضمن فيما كلف أنه ل يزيد تكليفه على مقدار
الوسع بقوله ل يكلف ال نفسا إل وسعها سورة البقرة 286وقوله ل يكلف ال نفسا إل ما آتاها سورة
الطلق 7فحقيقة العرفة بالشيء إنا هي الوقوف عليه بالعلم على ما هو به ول يوصل إل ذلك ف
حق ال إل باستناد العتقد فيه إل دليله فلو كان الدليل ل يدخل الوقوف عليه ف طوق العامي لدى
ذلك إل تكليفه ما ليس ف وسعه وهذا خلف ما نص ال عليه دليل آخر وهو أنا إذا تأملنا أدلة التوحيد وما
يب على العامي ترك التقليد فيه وجدناه سهل ف مأخذه قريبا ف تناوله تشتاق النفوس إليه بأنسها ويستند
ذلك إل شيئي أحدها أن ذلك منوط بالعقل ولجل هذا ادعى خصومنا أن العرفة وجبت بالعقل والعوام
عقلء ويظهر ذلك شرعا وعقل أما الشرع فل يكلف ال عاقل وهو تسليم أموالم اليهم لرشدهم ول رشيد
ال عاقل وأما طريق العقل فبما يظهر من ذلك ف تدبيهم وتدقيق حيلهم وخفي مكرهم ف تقاسيم أحوال
الدنيا وقد سطر الناس ف ذلك كتبا وصنفوا فيها من فنون الكر واليل وتدقيق الراء ف أنواع التدبي ما فيه
غنية لن تأمله والثان أن أدلة ذلك جلية ف أعلى مقامات اليضاح والكشف حت تد النفوس با مستأنسة
وذلك مثلما يستدل
العامي على معرفة أن له خالقا فيعلم عند تأمل نفسه أنه جسم مموع مفعول مصنوع وهو عاجز ف
نفسه عن صنع ذاته وصفاته من وجوه أيسرها أن الصانع من شرطه أن يتقدم على الصنوعات فإذا ثبت ذلك
ف نفسه واستقر ذلك ف أمثاله من جنسه واستوى العال كله عنده ف أنه يشاركه ف صفات نفسه اقتضى
ذلك إثبات صانع آخر يالفهم ف استحقاق المع لقيقة الوحدة ويتحقق فيه شرط السبق إل غي غاية وهذا
وأمثاله معروف عند العامة ل يفى عليهم وإن عجزوا ف بعضه عن الفصاح بشرحه والأخوذ على الكلف
فهمه ومعرفته على وجه يزول عنه الشك ويبعد فيه الريب ويستضيء به العقل وتثق به النفس وهذا سهل ل
تقصر العامة عن معرفته فلهذا قضينا لم باليان والعرفة وهذا جلي واضح ولكونه حقا ف نفسه صحيحا ف
معناه سوى ال ف أحكامه بي العال والعامي ف أحكام ذلك العامة وهي الطاب بالمر والنهي وإقرارهم
على حكم القبول ف العقود من النكحة والبيوع وأداء الفرائض
واجتناب الحارم والغسل والتكفي والصلة عليهم والدفن ف مقابر السلممي إل قبلتهم والتوارث
منهم وذلك يوجب لم القضاء باليان والعرفة قال واحتج الخالف بأن حقيقة العرفة هو العلم بالشيء أو
العلم بالعلوم وإنا يكون ذلك إذا وصل صاحبه إل اليقي فيه وإذا ل يكن قادرا على بصية دليل يكشفه ول
على دفع شبهة يلها ل يكن على يقي فيما علمه لنه قد يعترض عليه فيما عنده شك ما يوجب نقلته عما
كان عليه أو يعرض له من الشكوك ما يزيل الثقة با عنده ومن هو على هذه الصفة فهو ناقص العرفة وتويز
النقصان ف هذا يوجب أنه ل يتعلق با مثله يصلح أن يكون كافيا ف مقصوده شافيا ف مراده وإل فحقيقة
العرفة ل تدخلها التجزئة فيثبت منها بعض دون بعض فبان بذا أن كل من كان ف عداد العامة فهو غي
عارف على القيقة ومن ليس بعارف ل يثبت له تسمية ما يستحقه أهل العرفة من ذلك قال والواب أن ما
أسلفناه ف اول السألة هو جواب عما
ذكروه وهو أنه إذا أضاف ما علمه إل دليل مثله ل يفسد وقد استحكمت ثقة العترف به ف مدة
حياته ل يعتريه فساد ول يدخله نقص واتفق على ذلك من يساويه ف معرفته ومن يزيد عليه ف مقام العلم
والجتهاد فقد استحكمت ثقته به من وجهي أحدها علمه وتربته والثان اتفاق أهل اللة على صحته ومثل
هذا ل يعارضه شك يرج التمسك به عن الثقة فإنه قد ثبت عند العامة عموما ل يتلف فيه أحد منهم أن
كل جسم مبن مموع مدث كان بعد أن ل يكن ويتوهم نقضه كما يتحقق بناؤه وإن كان كل واحد منهم
ليس بفاعل نفسه ول فعله مثله ويتحقق أن من شرط الفاعل أن يكون سابقا على الفعول فإذا تساوت
الجسام ف هذا دل على أن الفاعل لا غيها وهو من ل يشاركها فيما أوجب لا العجز وهذا جلي واضح ل
يكن دفعه ول تقابله شبهة تؤثر فيما استقر عند العال به وهذا كاف ل يقصر عنه عامي ول يقدر على الزيادة
فيه عال ال بتحسي العبارة فيه أو حذف مواد الشبهة عنه وهذا أمر زائد على مقدار فهمه والثقة بصحته ولذا
كان من فرائض الكفايات
قلت ولقائل أن يقول ان جهور العامة ل يعرف هذا الدليل بل ول يعرف مسمى السم ف اصطلح
الستدلي به وليعرف أن الواء يسمى جسما بل أكثر الناظرين ف العلم من أهل الفلسفة والكلم والفقه
والديث والتصوف ل يعرفوا صحة هذا الدليل بل قالوا إنه باطل والسلف والئمة جعلوا هذا من الكلم
البتدع الباطل ول يدع أحد من النبياء وأتباعهم أحدا إل الستدلل على معرفة ال بذا الطريق وإنا ابتدعه
ف السلم من كان مبتدعا ف السلم من الهمية والعتزلة ونوهم ولكن الذي يعرفه العامة والاصة أن كل
واحد من الدميي مدث كان بعد أن ل يكن وأنه ليس بفاعل نفسه ول يفعله مثله ولذا استدل سبحانه
بذلك ف قوله تعال أم خلقوا من غي شيء أم هم الالقون سورة الطور 35وكذلك يعلمون حدوث ما
يشهدون حدوثه ويعلمون أنواعا من الدلة غي هذا قال أبو السن ابن الزاغون وأما قولم إنه قد يعترض
عليه من الشبهة ما يوجب تفلته ويرفع ثقته فليس كذلك من وجهي أحدها أن خيالت الشبه ل تكاف فيما
ذكرنا فما يقصر من الشبه
فتقصيه يظهر سريعا والثان أنه إذا طرأ على العامي شبهة فإنه ل يزال يسأل عنها ويبالغ ف التفتيش
والتنقي حت يبه العلماء الربانيون ف ذلك با تقوى به ثقته قال وأما قولم إن العرفة ناقصة ف حقه فإن
أردت أنا ناقصة من حيث إنه ل يصل إل مطلوب السألة فهذا مال ل فهذا ما ل يدخله نقص وذلك لن
النسان إما عارف بالسألة أو غي عارف ول واسطة بينهما وإن أردت بالنقص من طريق العدد ف السائل أو
ف الدلئل فصحيح غي أنه يفصل به بي علم العيان وعلم الكفاية وذلك غي قادح ف ثبوت السألة بدليلها
الذي ل غن عنه ول زيادة عليه قلت هذا مبن على أن العرفة بال تعال ل تتفاضل وأن الشيء ل يكون
معلوما من وجه مهول من وجه وهذا أحد القولي للناس ف هذه السألة وهو قول طائفة من أهل الديث
والفقهاء من أصحاب أحد وغيهم وقول كثي من أصحاب الشعري أو أكثرهم وهو قول جهم بن صفوان
وكثي من الرجئة لكن جهور الناس على خلف هذا وقد ذكر القاضي أبو يعلى ف ذلك عن أحد روايتي
وهذا يشبه تنازع الناس ف العقل هل
يتفاضل فمذهب المهور أنه يتفاضل وهو قول أكثر أصحاب أحد وغيهم من العلماء كالتميمي
والقاضي وأب الطاب وغيهم من العلماء وقالت طائفة ل يتفاضل وهو قول أكثر أصحاب الشعري وابن
عقيل وغيهم وهو يشبه تنازعهم ف أن بعض الواجبات هل تكون أوجب من بعض فابن عقيل وغيه
ينكرون التفاضل ف هذا وجهور الفقهاء يوزون التفاضل ف هذا والكلم على هذا مبسوط ف غي هذا
الوضع والقصود هنا أن الذين يقولون بوجوب النظر والستدلل على العيان أو يقولون إن اليان ل يصح
إل به لن العرفة واجبة والعرفة ل تتم إل به فقول جهورهم إن الراد بذلك هو العلم الذي يقوم بالقلب ل
العبارة عنه وليوجبون نظم الدليل بالعبارة ول القدرة على جواب العارض ويقولون إن العلم بالدليل أمر
متيسر على العامة وإن العامة الؤمني قد حصل لم ف قلوبم النظر والستدلل الفضي إل العلم وإن ل
يكونوا قادرين على نظم الدليل وبيانه بالعبارة وهذا موجود ف عامة ما يقوم بالنفس من علم وحب وبغض
ولذة وأل وغي ذلك يكون ذلك موجودا ف النفس يعلم به النسان ولكن وصف ذلك وبيانه والتعبي
عنه شيء آخر وليس كل من علم شيئا أمكنه أن يصفه ولذا يسمى مثل هذا متكلما ومعلوم أن العلم ليس
هو الكلم ولذا يقال العلم علمان علم ف القلب وعلم ف اللسان فعلم القلب هو العلم النافع وعلم اللسان هو
حجة ال على عباده وقد روي ذلك عن السن عن النب مرسل وقد قيل إنه من كلم السن وهو أقرب
وقال عبد ال بن مسعود رضي ال عنه إنكم ف زمان كثي فقهاؤه قليل خطباؤه كثي معطوه قليل سائلوه
وسيأت عليكم زمان كثي خطباؤه قليل فقهاؤه قليل معطوه كثي سائلوه فالفقيه الذي تفقه قلبه غي الطيب
الذي يطب بلسانه وقد يصل للقلب من الفقه والعلم أمور عظيمة ول يكون صاحبه ماطبا
بذلك لغيه وقد ياطب غيه بأمور كثية من معارف القلوب وأحوالا وهو عار عن ذلك فارغ منه
وقد أخرجا ف الصحيحي عن أب موسى عن النب أنه قال مثل الؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الترجة طعمها
طيب وريها طيب ومثل الؤمن الذي ل يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ول ريح لا ومثل النافق الذي
يقرأ القرآن كمثل الريانة ريها طيب وطعمها مر ومثل النافق الذي ل يقرأ القرآن كمثل النظلة طعمها مر
ول ريح لا فبي أن النسان قد يقرأ القرآن فيتكلم بكلم ال وهو منافق ليس ف قلبه إيان وآخر يكون مؤمنا
قلبه فيه من معرفة ال تعال وتوحيده ومبته وخشيته ما هو اعظم المور وهو ل يتكلم بالقرآن الذي هو كلم
ال تعال ولذا قال جندب بن عبد ال وابن عمر وغيها تعلمنا اليان ث تعلمنا القرآن فازددنا إيانا وأنتم
تتعلمون القرآن ث تتعلمون اليان
وقد قال تعال وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان ولكن
جعلناه نورا ني به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إل صراط مستقيم صراط ال الذي له ما ف السماوات
وما ف الرض أل إل ال تصي المور سورة الشورى 53 52وف الصحيحي عن حذيفة بن اليمان عن
النب أنه قال إن المانة نزلت ف جذر قلوب الرجال فعلموا من القرآن وعلموا من السنة فأخب أنه أنزل
اليان ف القلوب وقد تقدم قوله تعال أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا
وما يوقدون عليه ف النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب ال الق والباطل فاما الزبد فيذهب
جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث ف الرض كذلك يضرب ال المثال سورة الرعد 17وهذا مثل ضربه ال
لا أنزله ف القلوب من اليان والقرآن وشبه القلوب بالودية وشبه ما يالط القلوب من الشهوات والشبهات
بالزبد الذي
يذهب جفاء يفوه القلب ويدفعه وشبه ما يبقى ف الرض من الاء النافع با يبقى ف القلوب من
اليان النافع وتقدم أيضا حديث أب موسى عن النب أنه قال مثل ما بعثن ال به من الدى والعلم كمثل
غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة قبلت الاء فأنبتت الكل والعشب الكثي وكانت منها طائفة أمسكت
الاء فشرب الناس وسقوا وزرعوا وكانت منها طائفة إنا هي قيعان ل تسك ماء ول تنبت كل فذلك مثل من
فقه ف دين ال ونفعه ما بعثن ال به من الدى والعلم ومثل من ل يرفع بذلك رأسا ول يقبل هدى ال الذي
أرسلت به فقسم الناس فيما بعث به من الدى والعلم الذي شبهه بالغيث إل ثلثة أقسام فقسم قبلوه فانتفعوا
به ف نفوسهم علما وعمل وقسم حفظوه وأدوه إل غيهم وقسم ثالث ل هذا ول هذا وقوله تعال ما كنت
تدري ما الكتاب ول اليان سورة الشورى 52نظي قوله قل إن ضللت فإنا أضل على نفسي وإن اهتديت
فبما يوحي إل رب سورة سبأ 50
ففي هاتي اليتي بي سبحانه أن اليان والدى حصل بالوحي النازل ل بجرد العقل الذي كان
حاصل قبل الوحي والناس متنازعون ف العرفة هل حصلت بالشرع أو بالعقل وهل وجبت بذا أو بذا
والناع ف هاتي السألتي موجود بي عامة الطوائف من أصحاب أحد وغيه فإن الناس لم ف العقل هل
يعلم به حسن الشياء وقبحها والوجوب والتحري قولن مشهوران أحدها أنه ل يعلم به ذلك وهو قول
الشعري وأصحابه وابن حامد والقاضي أب يعلى والقاضي يعقوب وابن عقيل وابن الزاغون وغيهم من
أصحاب أحد وكثي من أصحاب مالك والشافعي وغيها والثان أنه يعلم ذلك وهذا قول العتزلة والكرامية
وغيهم وهو قول أب السن التميمي وأب الطاب وغيها من أصحاب أحد وذكر أبو الطاب أنه قول
جهور العلماء وهو قول كثي من أئمة الديث من أصحاب أحد وغيهم كأب القاسم سعد بن علي الزنان
وأب نصر السجزي وقول كثي من أصحاب مالك والشافعي وهو الذي ذكره أصحاب أب حنيفة وذكروه عن
أب حنيفة نفسه وقد بسط الكلم على هذه السألة وما فيها من التفصيل ف غي هذا الوضع وكذلك العرفة
هل تصل بالعقل أو بالشرع فيها
نزاع بي العلماء من أصحاب أحد وغيهم من العلماء وحقيقة السألة أن العرفة منها ما يصل
بالعقل ومنها ما ل يعرف إل بالشرع فالقرار الفطري كالقرار الذي أخب ال به عن الكفار قد يصل بالعقل
كقوله تعال ولئن سألتهم من خلق السماوات والرض ليقولن ال سورة لقمان 25وأما ما ف القلوب من
اليان الشار إليه ف قوله تعال ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان ولكن جعلناه نورا ندي به من نشاء من
عبادنا سورة الشورى 52فل يصل إل بالوحي كما ف قوله قل إن ضللت فإنا أضل على نفسي وإن
اهتديت فبما يوحي إل رب سورة سبأ 50وما يتعلق بذه السألة الكلم فيما يلهمه ال تعال الؤمني من
اليان كقوله تعال وإذ أوحيت إل الواريي أن آمنوا ب وبرسول سورة الائدة 111وقوله فمن يرد ال
أن يهديه يشرح صدره للسلم سورة النعام 125وقوله أفمن شرح ال صدره للسلم فهو على نور من
ربه سورة الزمر 22وقوله ال نور السماوات والرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح إل قوله ومن ل
يعل ال له نورا فما له من نور سورة النور 40 35
وقوله حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم سورة الجرات 7وقوله أولئك كتب ف قلوبم
اليان وأيدهم بروح منه سورة الجادلة 22وقوله وال يدعو إل دار السلم ويهدي من يشاء إل صراط
مستقيم سورة يونس 25وأمثال ذلك ما يبي أن ما يصل ف القلوب من الدى والنور واليان هو من ال
تعال بفضله ورحته وهذا يتعلق بسألة القدر ولا كانت العتزلة قدرية تنكر أن يكون ال تعال خالقا لفعال
العباد ويقولون إن ما يصل للعبد من اليان ل يصل من ال تعال بل قد أعطى الكافر من أسباب اليان مثل
ما أعطى الؤمن وليس له نعمة على الؤمن أعظم من نعمته على الكافر ولكن نفس القدرة الت با آمن هذا با
كفر هذا وكل منهما رجح أحد مقدوريه بل سبب يوجب الترجيح لن القادر الختار يرجح أحد التماثلي
على الخر بل مرجح وأما من قال منهم بقول أب السي إن الفعل ل يصل مع القدرة إل بالداعي وإن ال
يلق الداعي وأنه يب وجود القدور عند وجودها فهذا موافق لهل السنة ف العن وإن أظهر نزاعهم
والعتزلة كانوا هم أئمة الكلم ف وجوب النظر والستدلل بطريقة العراض والجسام وما يتبع
ذلك وصاروا يقولون إن اليان ل يكن أن يصل للعبد بدون اكتسابه له ل يكن عندهم أن يصل بعلم
ضروري يعله ال ف قلب العبد ول بإلام وهداية منه يتص با من يشاء من عباده ولذا خالفهم الثبتون
للقدر كالشعري وغيه وقالوا يكن أن يعلم بالضطرار ما يعلم بالنظر فإن هذا عندهم ليس أمرا لزما لكنه
بسب العادة والعتزلة يقولون إن اليان إذا كان موهبة من ال تعال للعبد وتفضل منه عليه ل يستحق العبد
الثواب وأهل السنة يقولون هو مسن إل العبد متفضل عليه بأن أرسل اليه الرسول وأن جعل له السمع
والبصر والفؤاد الذي يعقل به وأن هداه لليان وأن أماته عليه فكل هذا إحسان منه إل الؤمن وتفضل عليه
وإن كان هو قد كتب على نفسه الرحة وكان حقا عليه نصر الؤمن وحق العباد عليه إذا وحدوه أل يعذبم
فذاك حق أوجبه بنفسه بكلماته التامات وبا تستحقه نفسه القدسة من حقائق الساء والصفات ل أن شيئا
من الخلوقات أوجب عليه شيئا أو حرم عليه شيئا
والكلم على هذا مبسوط ف موضع آخر فلما صار من أخذ ما أخذه من الكلم الحدث عنهم
كالشعري ومن سلك سبيله من أصحاب أحد ومالك والشافعي يسلكون مسالكهم ف مسألة إياب النظر
وأن اليان ل يصل ال به قال ابو جعفر السمنان أحد أئمة الشعرية هذه السألة بقية بقيت ف الذهب من
العتزال لن اعتقدها وذلك لكون الشعري كان معتزليا تلميذا لب علي البائي ث رجع عن هذا إل مذهب
ابن كلب وأمثاله من الصفاتية الثبتي للقدر والقائلي بأن أهل الكبائر ل يلدون ونو ذلك من الصول الت
فارق با العتزلة للجماعة وأصل الكلم الحدث الخالف للكتاب والسنة الذموم عند السلف والئمة كان
أئمة الهمية والعتزلة وأمثالم والعتزلة قدرية جهمية وجهم وأتباعه جهمية مبة ث الشعري كان منهم ولا
فارقهم وكشف فضائحهم وبي تناقضهم وسلك مسالك أب ممد بن كلب وأمثاله ناقضهم غاية الناقضة ف
مسائل القدر والوعيد والساء والحكام كما ناقضهم ف ذلك الهمية والضرارية والنجارية ونوهم
وكان الشعري أعظم مباينة لم ف ذلك من الضرارية حت مال إل قول جهم ف ذلك لكنه كان عنده
من النتساب إل السنة والديث وأئمة السنة كالمام أحد وغيه ونصر ما ظهر من أقوال هؤلء ما ليس عند
أولئك الطوائف ولذا كان هو وأمثاله يعدون من متكلمة أهل الديث وكانوا هم خي هذه الطوائف وأقربا
إل الكتاب والسنة ولكن خبته بالديث والسنة كانت مملة وخبته بالكلم كانت مفصلة فلهذا بقي عليه
بقايا من أصول العتزلة ودخل معه ف تلك البقايا وغيها طوائف من النتسبي إل السنة والديث من اتباع
الئمة من أصحاب مالك وأب حنيفة والشافعي وأحد وعامة هؤلء يقولون القوال التناقضة ويقولون القول
ول يلتزمون لوازمه ومن أسباب ذلك أنم يقولون القول الأثور عن الصحابة والسلف الوافق للكتاب والسنة
ولصريح العقول ويسلكون ف الرد على بعض الكفار أو بعض أهل البدع مسلكا سلكته العتزلة ونوهم
وذلك السلك ل يوافق أصول أهل السنة فيحتاجون إل التزام لوازم ذلك السلك العتزل وإل القول
بوجب نصوص الكتاب والسنة والعقول الوافق لذلك فيحصل التعارض والتناقض وهكذا العتزلة
ردوا على كثي من الكفار ردا بطرق سلكوها مت التزموا لوازمها عارضت حقا آخر معلوما بالشرع أو العقل
ومن تدبر هذه البواب رأى عجائب وما ث ما يثبت على السب والتقسيم ويسلم عن التناقض إل ما جاء من
عند ال كما قال تعال أفل يتدبرون القرآن ولو كان من عند غي ال لوجدوا فيه اختلفا كثيا سورة
النساء 82وكثي من هذه الطوائف يتعصب على غيه ويرى القذاة ف عي أخيه ول يرى الذع العترض ف
عينه ويذكر من تناقض أقوال غيه ومالفتها للنصوص والعقول ما يكون له من القوال ف ذلك الباب ما هو
من جنس تلك القوال أو أضعف منها أو أقوى منها وال تعال يأمر بالعلم والعدل ويذم الهل والظلم كما
قال تعال وحلها النسان إنه كان ظلوما جهول ليعذب ال النافقي والنافقات والشركي والشركات
ويتوب ال على الؤمني والؤمنات وكان ال غفورا رحيما سورة الحزاب 73 72
وقال تعال وتت كلمت ربك صدقا وعدل سورة النعام 115وقال النب القضاة ثلثة قاضيان ف
النار وقاض ف النة فرجل علم الق وقضى به فهو ف النة ورجل قضى للناس على جهل فهو ف النار ورجل
علم الق وقضى بلفه فهو ف النار رواه أهل السنن ومعلوم أن الكم بي الناس ف عقائدهم وأقوالم أعظم
من الكم بينهم ف مبايعهم وأموالم وقد قال تعال فلذلك فادع واستقم كما أمرت ول تتبع أهواءهم وقل
آمنت با أنزل ال من كتاب وأمرت لعدل بينكم ال ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ل حجة بيننا
وبينكم ال يمع بيننا وإليه الصي سورة الشورى 15ت بمد ال الزء السابع من كتاب درء تعارض
العقل والنقل لبن تيمية .