Professional Documents
Culture Documents
**1الكتاب الول
* - 1 *2باب الخلص وإحضار النية في جميع العمال والقوال والحوال البارزة والخفية
@بسم الّ الرحمن الرحيم
ل تعالى (البينة { :)5وما أمروا إل ليعبدوا الّ مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلة قَالَ ا ّ
ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}.
وقَا َل تعالى (الحج { :)37لن ينال الّ لحومها ول دماؤها ولكن يناله التقوى ِمنْكم}.
وقَا َل تعالى (آل عمران { :)29قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الّ}.
ن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد - 1وعَ ْ
ع ْنهُ قَالَ
الّ بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي رَضيَ الّ َ
ل صلى الّ عليه وسلم يقول< :إنما العمال بالنيات ،وإنما لكل امرئ ما نوى. سمعت رسول ا ّ
ل ورسوله ،ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو ل ورسوله فهجرته ِإلَى ا ّ فمَنْ كانت هجرته إِلَى ا ّ
علَى صحته .رواه إماما المحدثين :أبو عبد الّ امرأة ينكحها فهجرته إِلَى ما هاجر إليه> متفق َ
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري ،وأبو الحسين مسلم بن
عنْهما في كتابيهما اللذين هما أصح الكتب الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري رَضيَ الّ َ
المصنفة.
عَليْهِ
ل صَلّى الّ َ عنْها قَالَت قَا َل َرسُول ا ّ
ل عائشة رَضيَ الّ َ - 2وعَنْ أم المؤمنين أم عبد ا ّ
َوسَلّم< :يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء مِنْ الرض يخسف بأولهم وآخرهم> قَالَت قلت :يا
َرسُول الّ كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس مِنْهم؟ قَالَ< :يخسف بأولهم
عَليْهِ .هذا لفظ البخاري. علَى نياتهم> ُمتّفقٌ َ وآخرهم ثم يبعثون َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل هجرة بعد الفتح ولكن عنْها قَالَت قَا َل النبي صَلّى الّ َ - 3وعَنْ عائشة رَضيَ الّ َ
عَل ْيهِ.
جهاد ونية ،وإذا استنفرتم فانفروا> مُتّفقٌ َ
ومعناه :ل هجرة مِنْ مكة لنها صارت دار إسلم
ع ْنهُما قَالَ :كنا مع النبي صَلّى الّ - 4وعَنْ أبي عبد الّ جابر بن عبد الّ النصاري رَضيَ الّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم في غزاة فقَالَ< :إن بالمدينة لرجال ما سرتم مسيرا ول قطعتم واديا إل كانوا معكم َ
حبسهم المرض.
وفي رواية :أل شركوكم في الجر> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم فقَالَ< :إن و َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ عَنْ أنس قَالَ< :رجعنا مِنْ غزوة تبوك مع النبي صَلّى الّ َ
أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ول واديا أل وهم معنا ،حبسهم العذر>
ع ْنهُم ،وهو وأبوه وجده صحابيون ،قَالَ: ن أبي يزيد معن بن يزيد بن الخنس رَضيَ الّ َ - 5وعَ ْ
كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها فأتيته بها
ل صَلّى الّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقَالَ< :لك ما نويت يا فقَالَ :والّ ما إياك أردت! فخاصمته ِإلَى َرسُول ا ّ
يزيد ولك ما أخذت يا معن> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
- 6وعَنْ أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلب بن
عنْهُ أحد العشرة المشهود لهم بالجنة رَضيَ الّ مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري رَضيَ الّ َ
ل صَلّى الّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يعودني عام حجة الوداع مِنْ وجع اشتد بي ع ْنهُم قَالَ :جاءني َرسُول ا َّ
ل إني قد بلغ بي مِنْ الوجع ما ترى وأنا ذو مال ول يرثني إل ابنة لي أفأتصدق فقلت :يا َرسُول ا ّ
بثلثي مالي؟ قَالَ <ل> قلت :فالشطر يا َرسُول الّ؟ فقَالَ <ل> قَالَ :فالثلث يا َرسُول الّ؟ قَالَ:
<الثلث والثلث كثير أو كبير ،إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير مِنْ أن تذرهم عالة يتكففون الناس؛
وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الّ إل أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك> قَالَ فقلت:
يا َرسُول الّ أخلف بعد أصحابي؟ قَالَ< :إنك لن تخلف فتعمل عمل تبتغي به وجه الّ إل ازددت
به درجة ورفعة ،ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ،اللّهم أمض لصحابي
ل صَلّى الّ هجرتهم ول تردهم عَلَى أعقابهم ،لكن البائس سعد بن خولة!> يرثي له َرسُول ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم أن مات بمكةُ .متّفقٌ عَ َل ْيهِ. َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ن أبي ُه َريْرَةَ عبد الرحمن بن صخر رَ ِ - 7وعَ ْ
ل تعالى ل ينظر ِإلَى أجسامكم ول ِإلَى صوركم ،ولكن ينظر إِلَى قلوبكم> َروَاهُ َوسَلّم< :إن ا ّ
مُسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ ع ْنهُ قال :سئل َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ن أبي موسى عبد الّ بن قيس الشعري َر ِ - 8وعَ ْ
عَليْ ِه َوسَلّم عَنْ الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الّ؟ فقال َرسُول َ
ل هي العليا فهو في سبيل الّ> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ. عَليْ ِه َوسَلّم< :من قاتل لتكون كلمة ا ّ لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال: ضيَ الُّ َ ن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي َر ِ - 9وعَ ْ
<إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار> قلت :يا َرسُول الِّ هذا القاتل فما بال
علَى قتل صاحبه> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ. المقتول؟ قال< :إنه كان حريصا َ
عَليْ ِه َوسَلّم < :صلة الرجل صلّى الُّ َ لّ َع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ - 10وعَ ْ
علَى صلته في سوقه وبيته بضعا وعشرين درجة؛ وذلك أن أحدهم إذا توضأ في جماعة تزيد َ
فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد ل يريد إل الصلة ،ل ينهزه إل الصلة ،لم يخط خطوة إل رفع
عنْه بها خطيئة حتى يدخل المسجد ،فإذا دخل المسجد كان في الصلة ما كانت بها درجة وخط َ
الصلة هي تحبسه ،والملئكة يصلون عَلَى أحد كم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون:
اللّهم ارحمه ،اللّهم اغفر له ،اللّهم تب عليه ،ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ .هذا
لفظ مسلم.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ينهزه> هو بفتح الياء والهاء وبالزاي :أي يخرجه وينهضه. وقوله صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى ن َرسُول ا ِ ع ْنهُ عَ ْضيَ الُّ َ - 11وعَنْ أبي العباس عبد الّ بن عباس بن عبد المطلب َر ِ
ل تعالى كتب الحسنات والسيئات، ن ربه تَبَارَك َوتَعَالَى قال< :إن ا ّ عْ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فيما يروى َ
ثم بين ذلك ،فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الّ تعالى عنده حسنة كاملة ،وإن هم بها فعملها
كتبها الّ عشر حسنات إِلَى سبعمائة ضعف ِإلَى أضعاف كثيرة ،وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها
ل سيئة واحدة> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ. الّ عنده حسنة كاملة ،وإن هم بها فعملها كتبها ا ّ
عنْهماُ قال سمعت َرسُول الِّ ضيَ الُّ َ - 12وعَنْ أبي عبد الرحمن عبد الّ بن عمر بن الخطاب َر ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :انطلق ثلثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إِلَى غار صَلّى الُّ َ
فدخلوه ،فانحدرت صخرة مِنْ الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا :إنه ل ينجيكم مِنْ هذه الصخرة إل
أن تدعوا الّ بصالح أعمالكم .قال رجل مِنْهم :الّ كان لي أبوان شيخان كبيران ،وكنت ل أغبق
قبلهما أهل ول مال ،فنأى بي طلب الشجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما ،فحلبت لهما غبوقهما
علَى يدي فوجدتهما نائمين ،فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهل أو مال ،فلبثت والقدح َ
أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي ،فاستيقظا فشربا غبوقهما،
اللّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه مِنْ هذه الصخرة ،فانفرجت شيئا ل
يستطيعون الخروج .قال الخر :اللّهم كان لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي .وفي رواية :كنت
أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ،فأردتها عَنْ نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة مِنْ
علَى أن تخلي بيني وبين نفسها ،ففعلت حتى إذا السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار َ
قدرت عليها .وفي رواية :فلما قعدت بين رجليها ،قالت :تتق الّ ول تفض الخاتم إل بحقه،
عنْها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها ،اللّهم إن كنت فعلت ذلك فانصرفت َ
ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ،فانفرجت الصخرة غير أنهم ل يستطيعون الخروج مِنْها.
وقال الثالث :اللّهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب،
فثمرت أجره حتى كثرت ِمنْه الموال فجاءني بعد حين فقال :يا عبد الّ أد إلي أجري .فقلت :كل
ما ترى مِنْ أجرك مِنْ البل والبقر والغنم والرقيق .فقال :يا عبد الّ ل تستهزئ بي! فقلت :ل
أستهزئ بك ،فأخذه كله فاستاقه فلم يترك ِمنْه شيئا ،اللّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج
عَليْهِ.
عنا ما نحن فيه ،فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون> مُتّفّق َ
* - 2 *2باب التوبة
@قال العلماء :التوبة واجبة مِنْ كل ذنب .فإن كانت المعصية بين العبد وبين الّ تعالى ل تتعلق
بحق آدمي فلها ثلثة شروط :أحدها أن يقلع عَنْ المعصية ،والثاني أن يندم عَلَى فعلها ،والثالث
أن يعزم أن ل يعود إليها أبدا؛ فإن فقد أحد الثلثة لم تصح توبته .وإن كانت المعصية تتعلق
بآدمي فشروطها أربعة :هذه الثلثة وأن يبرأ مِنْ حق صاحبها .فأن كانت مال أو نحوه رده إليه،
وإن كان حد قذف ونحوه مكنه ِمنْه أو طلب عفوه ،وإن كانت غيبة استحله ِمنْها .ويجب أن يتوب
ن بعضها صحت توبته عند أهل الحق مِنْ ذلك الذنب وبقى عليه ن جميع الذنوب ،فإن تاب مِ ْ مِ ْ
الباقي .وقد تظاهرت دلئل الكتاب والسنة وإجماع المة عَلَى وجوب التوبة.
ل تعالى (النور { :)31وتوبوا إِلَى الّ جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}. @قال ا ّ
وقال تعالى (هود { :)3استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}.
ل توبة نصوحا}. وقال تعالى (التحريم { :)8يا أيها الذين آمنوا توبوا إِلَى ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :والّ لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ - 13وعَ ْ
ن سبعين مرة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ. ل وأتوب إليه في اليوم أكثر مِ ْ إني لستغفر ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :يا ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 14وعَنْ الغر بن يسار المزني َرضِيَ الُّ َ
أيها الناس توبوا ِإلَى الّ واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
ضيَ الُّعَليْ ِه َوسَلّم َر ِ لّ صَلّى الُّ َ ن أبي حمزة أنس بن مالك النصاري خادم َرسُول ا ِ - 15وعَ ْ
علَى بعيره عَليْ ِه َوسَلّم< :ل أفرح بتوبة عبده مِنْ أحدكم سقط َ لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ َ
عَليْهِ.
وقد أضله في أرض فلة> مُتّفّق َ
علَى راحلته بأرض وفي رواية لمسلم <ل أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه مِنْ أحدكم كان َ
فلة فانفلتت ِمنْه وعليها طعامه وشرابه ،فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس مِنْ
راحلته ،فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ،فأخذ بخطامها ثم قال مِنْ شدة الفرح :اللّهم أنت
عبدي وأنا ربك ،أخطأ مِنْ شدة الفرح> .
ع ْنهُ عَنْ النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ضيَ الُّ َ
ن أبي موسى عبد الّ بن قيس الشعري َر ِ - 16وعَ ْ
ل تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل قال< :إن ا ّ
ن مغربها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ. حتى تطلع الشمس مِ ْ
عَليْ ِه َوسَلّم< :من تاب قبل أن صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ
- 17وعَ ْ
تطلع الشمس مِنْ مغربها تاب الّ عليه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عنْ النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ عنْهُ َ ضيَ الُّ َ - 18وعَنْ أبي عبد الرحمن عبد الّ بن عمر بن الخطاب َر ِ
ج ّل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر> َروَاهُ ا ْل ّترْمِ ِذيّ وقال حديث حسن. ع ّز وَ َ
َوسَلّم قال< :إن الّ َ
عنْ المسح عَلَى ع ْنهُ أسأله َ ن زر بن حبيش قال :أتيت صفوان بن عسال َرضِيَ الُّ َ - 19وعَ ْ
الخفين فقال :ما جاء بك يا زر؟ فقلت :ابتغاء العلم .فقال :إن الملئكة تضع أجنحتها لطالب العلم
علَى الخفين بعد الغائط والبول ،وكنت امرأ رضا بما يطلب .فقلت :إنه قد حك في صدري المسح َ
مِنْ أصحاب النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فجئت أسألك هل سمعته يذكر في ذلك شيئا؟ قال :نعم كان
ن جنابة ،لكن مِنْ يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين ،أن ل ننزع خفافنا ثلثة أيام ولياليهن إل مِ ْ
لّ صَلّى الُّ غائط وبول ونوم .فقلت :هل سمعته يذكر في الهوى شيئا؟ قال :نعم كنا مع َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم في سفر فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري :يا محمد .فأجابه َرسُول َ
ن صوتك فإنك ن صوته <هاؤم> فقلت له :ويحك! أغضض مِ ْ عَليْ ِه َوسَلّم نحوا مِ ْ
لّ صَلّى الُّ َ
ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم وقد نهيت عَنْ هذا .فقال :والّ ل أغضض .قال العرابي :المرء عند النبي صَلّى الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :المرء مع من أحب يوم القيامة> صلّى الُّ َ يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال النبي َ
فما زال يحدثنا حتى ذكر بابا مِنْ المغرب مسيرة عرضه أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو
ل تعالى يوم خلق السماوات والرض سبعين عاما (قال سفيان أحد الرواة :قبل الشام) خلقه ا ّ
حسَنٌ مفتوحا للتوبة ل يغلق حتى تطلع الشمس ِمنْه> َروَاهُ ا ْل ّترْمِ ِذيّ وغيره وقال وَقَالَ حَدِيثٌ َ
صحيح.
عَليْهِصلّى الُّ َ ل َ ع ْنهُ أن نبي ا ّ ضيَ الُّ َ ن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رَ ِ - 20وعَ ْ
عنْ أعلم أهل الرض فدل َوسَلّم قال< :كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ،فسأل َ
ن توبة؟ فقال ل ،فقتله فكمل به مائة، علَى راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له مِ ْ َ
ن توبة؟ فقال: علَى رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له مِ ْ ثم سأل عَنْ أعلم أهل الرض فدل َ
ل تعالى نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق ِإلَى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون ا ّ
فاعبد الّ معهم ،ول ترجع ِإلَى أرضك فإنها أرض سوء .فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه
الموت؛ فاختصمت فيه ملئكة الرحمة وملئكة العذاب .فقالت ملئكة الرحمة :جاء تائبا مقبل
بقلبه ِإلَى الّ تعالى ،وقالت ملئمة العذاب :إنه لم يعمل خيرا قط ،فأتاهم ملك في صورة آدمي
فجعلوه بينهم -أي حكماً -فقال :قيسوا ما بين الرضين فإِلَى أيتهما كان أدنى فهو له ،فقاسوا
عَل ْيهِ.
فوجدوه أدنى إِلَى الرض التي أراد ،فقبضته ملئكة الرحمة> مُتّفّق َ
وفي رواية في الصحيح <فكان إِلَى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل مِنْ أهلها>
وفي رواية في الصحيح< :فأوحى الّ تعالى ِإلَى هذه أن تباعدي وإِلَى هذه أن تقربي وقال قيسوا
ما بينهما فوجدوه ِإلَى هذه أقرب بشبر فغفر له>
وفي رواية <فنأى بصدره نحوها> .
ع ْن ُه مِنْ بنيه حين عمي ،قال ضيَ الُّ َ - 21وعَنْ عبد الّ بن كعب بن مالك ،وكان قائد كعب َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ ن َرسُول ا ِ ع ْنهُ يحدث حديثه حين تخلف عَ ْ ضيَ الُّ َسمعت كعب بن مالك َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم في غزوة غزاها لّ صَلّى الُّ َ ن َرسُول ا ِ عْ َوسَلّم في غزوة تبوك ،قال كعب :لم أتخلف َ
عنْه ،إنما خرج قط إل في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدر ،ولم يعاتب أحدا تخلف َ
ل تعالى بينهم وبين عَليْ ِه َوسَلّم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع ا ّ لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم ليلة العقبة حين تواثقنا صلّى الُّ َ
لّ َعدوهم عَلَى غير ميعاد ،ولقد شهدت مع رَسُول ا ِ
ن خبري علَى السلم وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس ِمنْها .وكان مِ ْ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ول أيسر ن َرسُول ا ِ حين تخلفت عَ ْ
عنْه في تلك الغزوة؛ والّ ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك مني حين تخلفت َ
عَليْ ِه َوسَلّم يريد غزوة إل ورى بغيرها حتى كانت تلك لّ صَلّى الُّ َ
الغزوة ،ولم يكن َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم في حر شديد ،واستقبل سفرا بعيدا ومفازا، لّ صَلّى الُّ َ
الغزوة ،فغزاها َرسُول ا ِ
واستقبل عددا كثيرا ،فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم ،فأخبرهم بوجههم الذي يريد،
عَليْ ِه َوسَلّم كثير ول يجمعهم كتاب حافظ (يريد بذلك صلّى الُّ َ
لّ َوالمسلمون مع رَسُول ا ِ
الديوان) قال كعب :فقل رجل يريد أن يتغيب إل ظن أن ذلك سيخفى ما لم ينزل فيه وحي مِنْ الّ،
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلل فأنا إليها أصعر، وغزا َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معه فأرجع فتجهز َرسُول ا ِ
ولم أقض شيئا وأقول في نفسي أنا قادر عَلَى ذلك إذا أردت ،فلم يزل يتمادى بي حتى استمر
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم غاديا والمسلمون معه ولم أقض مِنْ بالناس الجد ،فأصبح َرسُول ا ِ
جهازي شيئا ،ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا ،فلم يزل يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو
فهممت أن أرتحل فأدركهم فيا ليتني فعلت! ثم لم يقدر ذلك لي ،فطفقت إذا خرجت في الناس بعد
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يحزنني أني ل أرى لي أسوة إل رجل مغموصا عليه في خروج َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم
النفاق ،أو رجل ممن عذر الّ تعالى مِنْ الضعفاء ،ولم يذكرني َرسُول ا ِ
ن بني حتى بلغ تبوك؛ فقال وهو جالس في القوم بتبوك< :ما فعل كعب بن مالك؟> فقال رجل مِ ْ
لّ حبسه برداه والنظر في عطفيه! فقال له معاذ بن جبل :بئس ما قلت! والّ يا سلمة :يا َرسُول ا ِ
علَى ذلك لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ،فبينا هو َ
َرسُول الِّ ما علمنا عليه إل خيرا .فسكت َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :كن أبا خيثمة> فإذا رأى رجل مبيضا يزول به السراب فقال َرسُول ا ِ
هو أبو خيثمة النصاري ،وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون ،قال كعب :فلما
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قد توجه قافل مِنْ تبوك حضرني بثي ،فطفقت أتذكر بلغني أن َرسُول ا ِ
الكذب وأقول بما أخرج مِنْ سخطه غدا؟ وأستعين عَلَى ذلك بكل ذي رأي مِنْ أهلي ،فلما قيل إن
عَليْ ِه َوسَلّم قد أظل قادما زاح عني الباطل حتى عرفت أني لم أنج ِمنْه بشيء لّ صَلّى الُّ ََرسُول ا ِ
ن سفر بدأ عَليْ ِه َوسَلّم قادما ،وكان إذا قدم مِ ْلّ صَلّى الُّ َ
أبدا فأجمعت صدقه ،وأصبح َرسُول ا ِ
بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس ،فلما فعل ذلك جاءه المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون
له ،وكانوا بضعا وثمانين رجل ،فقبل ِمنْهم علنيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم ِإلَى
الّ تعالى حتى جئت ،فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال <تعال> فجئت أمشي حتى جلست
بين يديه ،فقال لي< :ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟> قال قلت :يا َرسُول الِّ إني والّ لو
جلست عند غيرك مِنْ أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج مِنْ سخطه بعذر ،لقد أعطيت جدل ،ولكني
والّ لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الّ [أن] يسخطك علي،
جلّ؛ والّ ما كان لي مِنْ ع ّز وَ َ
وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لرجو فيه عقبى الّ َ
عذر ،والّ ما كنت قط أقوى ول أيسر مني حين تخلفت عنك.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الّ فيك> وثار قال فقال َرسُول ا ِ
ن بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي :والّ ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا! لقد عجزت في أن رجال مِ ْ
عَليْ ِه َوسَلّم بما اعتذر به إليه المخلفون .فقد كان كافيك صلّى الُّ َلّ َ
ل تكون اعتذرت إِلَى رَسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم لك .قال :فوالّ ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن لّ صَلّى الُّ َ ذنبك استغفار َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فأكذب نفسي .ثم قلت لهم :هل لقي هذا معي مِنْ أحد؟ أرجع ِإلَى َرسُول ا ِ
قالوا :نعم لقيه معك رجلن قال ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك .قال :قلت من هما؟ قالوا:
مرارة بن ربيعة العمري وهلل بن أمية الواقفي .قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا
فيهما أسوة ،قال فمضيت حين ذكروهما لي.
عنْه ،قالن بين مِنْ تخلف َ عنْ كلمنا أيها الثلثة مِ ْ لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم َ ونهى َرسُول ا ِ
فاجتنبنا الناس ،أو قال تغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الرض فما هي بالرض التي
علَى ذلك خمسين ليلة .فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ،وأما أنا أعرف ،فلبثنا َ
فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلة وأطوف في السواق ول يكلمني أحد،
عَليْ ِه َوسَلّم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلة فأقول في نفسي لّ صَلّى الُّ َ وآتي َرسُول ا ِ
علَى صلتي نظر هل حرك شفتيه برد السلم أم ل؟ ثم أصلي قريبا مِنْه وأسارقه النظر فإذا أقبلت َ
إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني ،حتى إذا طال ذلك علي مِنْ جفوة المسلمين مشيت حتى
تسورت جدار حائط أبي قتادة ،وهو ابن عمي وأحب الناس إلي ،فسلمت عليه فوالّ ما رد علي
عَليْ ِه َوسَلّم؟
ل ورسوله صَلّى الُّ َ السلم ،فقلت له :يا أبا قتادة أنشدك بالّ هل تعلمني أحب ا ّ
ل ورسوله أعلم ،ففاضت عيناي وتوليت فسكت ،فعدت فناشدته فسكت ،فعدت فناشدته فقال :ا ّ
ن نبط أهل الشام ممن قدم حتى تسورت الجدار ،فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي مِ ْ
بالطعام يبيعه بالمدينة يقول :من يدل عَلَى كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له إلي حتى
ن ملك غسان ،وكنت كاتبا ،فقرأته فإذا فيه :أما بعد فإنه قد بلغنا أن جاءني فدفع إلي كتابا مِ ْ
صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الّ بدار هوان ول مضيعة ،فالحق بنا نواسك .فقلت حين قرأتها :و
هذه أيضا من البلء! فتيممت بها التنور فسجرتها ،حتى إذا مضت أربعون مِنْ الخمسين و
لّ صَلّى الُّ لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يأتيني فقال :إن َرسُول ا ِ
استلبث الوحي إذا رسول َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم يأمرك أن تعتزل امرأتك .فقلت :أطلقها أم ماذا أفعل؟ فقال :ل بل اعتزلها فل تقربنها، َ
وأرسل ِإلَى صاحبي بمثل ذلك.
فقلت لمرأتي :الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الّ في هذا المر ،فجاءت امرأة هلل بن
عَل ْيهِ َوسَلّم فقالت له :يا َرسُول الِّ إن هلل بن أمية شيخ ضائع ليس لّ صَلّى الُّ َ أمية َرسُول ا ِ
ل ما به حركة إِلَى شيء، له خادم فهل تكره أن أخدمه؟ قال< :ل ولكن ل يقربنك> فقالت :إنه وا ّ
ل ما زال يبكي منذ كان مِنْ أمره ما كان ِإلَى يومه هذا .فقال لي بعض أهلي :لو استأذنت ووا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم في امرأتك فقد أذن لمرأة هلل بن أمية أن تخدمه؟ فقلت ل لّ صَلّى الُّ َ
َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِعَليْ ِه َوسَلّم ،وما يدريني ماذا يقول َرسُول ا ِ صلّى الُّ َ لّ َ أستأذن فيها رَسُول ا ِ
َوسَلّم إذا استأذنته وأنا رجل شاب؟ فلبثت بذلك عشر ليال ،فكمل لنا خمسون ليلة مِنْ حين نهي
ن بيوتنا.
علَى ظهر بيت مِ ْ عنْ كلمنا ،ثم صليت صلة الفجر صباح خمسين ليلة َ َ
علَى الحال التي ذكر الّ منا ،قد ضاقت عَلَى نفسي و ضاقت علي الرض بما فبينا أنا جالس َ
علَى صوته :يا كعب بن مالك أبشر ،فخررت علَى سلع يقول بأ َ رحبت ،سمعت صوت صارخ أوفى َ
جلّ
عزّ وَ َ عَليْ ِه َوسَلّم الناس بتوبة الّ َ صلّى الُّ َ
لّ َساجدا و عرفت أنه قد جاء فرج ،فآذن رَسُول ا ِ
علينا حين صلى صلة الفجر .فذهب الناس يبشروننا ،فذهب قبل صاحبي مبشرون ،و ركض
رجل إلي فرسا ،و سعى ساع مِنْ أسلم قبلي وأوفى عَلَى الجبل فكان الصوت أسرع مِنْ الفرس،
فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته ،و الّ ما أملك
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم
غيرهما يومئذ ،واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت أتأمم َرسُول ا ِ
يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة ،ويقولون لي لتهنك توبة الّ عليك ،حتى دخلت
ل َرضِيَ عَليْ ِه َوسَلّم جالس حوله الناس ،فقام طلحة بن عبيد ا ّ لّ صَلّى الُّ َ
المسجد فإذا َرسُول ا ِ
ع ْنهُ يهرول حتى صافحني وهنأني ،والّ ما قام رجل مِنْ المهاجرين غيره ،فكان كعب ل الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قال وهو يبرق وجهه لّ صَلّى الُّ َ ينساها لطلحة .قال كعب :فلما سلمت عَلَى َرسُول ا ِ
مِنْ السرور< :أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك!> فقلت :أمِنْ عندك يا َرسُول الِّ أم مِنْ
عَليْ ِه َوسَلّم إذا سر لّ صَلّى الُّ َ
جلّ> و كان َرسُول ا ِ ع ّز وَ َ
عند الّ؟ قال< :ل بل مِنْ عند الّ َ
استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر ،و كنا نعرف ذلك ِمنْه.
ن توبتي أن أنخلع مِنْ مالي صدقة إِلَى الّ وإِلَى فلما جلست بين يديه قلت :يا َرسُول الِّ إن مِ ْ
عَليْ ِه َوسَلّم< :أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك> فقلت: لّ صَلّى الُّ َ
رسوله .فقال َرسُول ا ِ
إني أمسك سهمي الذي بخيبر ،وقلت :يا َرسُول الِّ إن الّ تعالى إنما أنجاني بالصدق وإن مِنْ
ل تعالى في توبتي أن ل أحدث إل صدقا ما بقيت ،فوالّ ما علمت أحدا مِنْ المسلمين أبله ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم أحسن مما أبلني الّ تعالى، لّ صَلّى الُّ َصدق الحديث منذ ذكرت ذلك ل َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم إِلَى يومي هذا و إني لرجو لّ صَلّى الُّ َ والّ ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك ل َرسُول ا ِ
علَى
ل تعالى (التوبة { :)119 ،118 ،117لقد تاب الّ َ أن يحفظني الّ تعالى فيما بقي ،قال :فأنزل ا ّ
النبي والمهاجرين والنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} حتى بلغ {إنه بهم رؤوف رحيم
لو وعَلَى الثلثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الرض بما رحبت} حتى بلغ{ :اتقوا ا ّ
ن نعمة قط بعد إذ هداني للسلم أعظم كونوا مع الصادقين} قال كعب :و الّ ما أنعم الّ علي مِ ْ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أن ل أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين في نفسي مِنْ صدقي َرسُول ا ِ
ل تعالى (التوبة كذبوا؛ إن الّ تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لحد ،فقال ا ّ
عنْهم؛ إنهم رجس عنْهم فأعرضوا َ { :)96 ،95سيحلفون بالّ لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا َ
عنْهم فإن الّ ل عنْهم ،فإن ترضوا َ ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا َ
عنْ القوم الفاسقين} يرضى َ
عَليْ ِه َوسَلّم صلّى الُّ َ لّ َ
قال كعب :كنا خلفنا أيها الثلثة عَنْ أمر أولئك الذين قبل ِمنْهم رَسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أمرنا حتى قضى الّ حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم ،وأرجأ َرسُول ا ِ
ل تعالى{ :وعَلَى الثلثة الذين خلفوا} وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا تعالى فيه بذلك ،قال ا ّ
عنْ الغزو ،وإنما هو تخليفه إيانا ،وإرجاؤه عمن حلف له واعتذر إليه فقبل مِنْهُ .متّفّق عَ َل ْيهِ. َ
عَل ْيهِ َوسَلّم خرج في غزوة تبوك يوم الخميس ،وكان يحب أن وفي رواية :أن النبي صَلّى الُّ َ
يخرج يوم الخميس.
ن سفر إل نهارا في الضحى ،فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين وفي رواية :كان ل يقدم مِ ْ
ثم جلس فيه.
ع ْنهُماضيَ الُّ َ ن أبي نجيد -بضم النون وفتح الجيم -عمران بن الحصين الخزاعي رَ ِ - 22وعَ ْ
عَليْ ِه َوسَلّم وهي حبلى مِنْ الزنا فقالت :يا َرسُول لّ صَلّى الُّ َ أن امرأة مِنْ جهينة أتت َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم وليها فقال< :أحسن إليها فإذا ل صَلّى الُّ َ لّ أصبت حدا فأقمه علي .فدعا نبي ا ّ ا ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها ل صَلّى الُّ َ وضعت فائتني> ففعل ،فأمر بها نبي ا ّ
فرجمت ثم صلى عليها .فقال له عمر :تصلي عليها يا َرسُول الِّ وقد زنت؟ قال < :لقد تابت
توبة لو قسمت بين سبعين مِنْ أهل المدينة لوسعتهم ،وهل وجدت أفضل مِنْ أن جادت بنفسها ل
جلّ؟> َروَا ُه مُسِْلمٌ. ع ّز وَ ََ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :لو أن لبن صلّى الُّ َ لّ َع ْنهُما أن رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 23وعَنْ ابن عباس َر ِ
آدم واديا مِنْ ذهب أحب أن يكون له واديان ،ولن يمل فاه إل التراب ،ويتوب الّ عَلَى من تاب>
عَل ْيهِ.
مُتّفّق َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :يضحك الّ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ - 24وعَ ْ
سبحانه وتعالى ِإلَى رجلين يقتل أحدهما الخر يدخلن الجنة :يقاتل هذا في سبيل الّ فيقتل ،ثم
عَليْهِ.
علَى القاتل فيسلم فيستشهد> مُتّفّق َ يتوب الّ َ
* - 3 *2باب الصبر
ل تعالى (آل عمران { :)200يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا}. @قال ا ّ
وقال تعالى (البقرة { :)155ولنبلونكم بشيء مِنْ الخوف والجوع ونقص مِنْ الموال والنفس
والثمرات ،وبشر الصابرين}.
وقال تعالى (الزمر { :)10إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
وقال تعالى (الشورى { :)43ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم المور}.
وقال تعالى (البقرة { :)153استعينوا بالصبر والصلة إن الّ مع الصابرين}.
وقال تعالى (محمد { :)31ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين ِمنْكم والصابرين}.
واليات في المر بالصبر وبيان فضله كثيرة معروفة.
لّ صَلّى الُّ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ن أبي مالك الحارث بن عاصم الشعري َر ِ - 25وعَ ْ
عَليْ ِه َوسَلّم< :الطهور شطر اليمان ،والحمد ل تمل الميزان ،وسبحان الّ والحمد ل تملن أو َ
تمل ما بين السماوات والرض ،الصلة نور ،والصدقة برهان ،والصبر ضياء ،والقرآن حجة لك
أو عليك ،كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ أن ناسا مِنْ النصار سألوا ضيَ الُّ َ ن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رَ ِ - 26وعَ ْ
عَليْ ِه َوسَلّم فأعطاهم ،ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده ،فقال لهم حين لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
عنْكم ،ومن يستعفف يعفه الّ ،ومن ن خير فلن أدخره َ أنفق كل شيء بيده< :ما يكن عندي مِ ْ
يستغن يغنه الّ ،ومن يتصبر يصبره الّ ،وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع مِنْ الصبر> ُمتّفّق
عَليْهِ.
َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم:ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ن أبي يحيى صهيب بن سنان َرضِيَ الُّ َ - 27وعَ ْ
<عجبا لمر المؤمن! إن أمره كله له خير وليس ذلك لحد إل للمؤمِنْ :إن أصابته سراء شكر
فكان خيرا له ،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ قال لما ثقل النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم جعل يتغشاه الكرب .فقالت ضيَ الُّ َ - 28وعَنْ أنس َر ِ
عنْها :واكرب أبتاه! فقال< :ليس عَلَى أبيك كرب بعد اليوم> فلما مات قالت :يا فاطمة َرضِيَ الُّ َ
أبتاه أجاب رباً دعاه ،يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ،يا أبتاه إِلَى جبريل ننعاه .فلما دفن قالت
عَليْ ِه َوسَلّم التراب؟! لّ صَلّى الُّ َ عنْها :أطابت أنفسكم أن تحثوا عَلَى َرسُول ا ِ فاطمة َرضِيَ الُّ َ
َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم وحبه وابن ن أبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة مولى َرسُول ا ِ - 29وعَ ْ
عَليْ ِه َوسَلّم إن ابني قد احتضر فاشهدنا. صلّى الُّ َ ع ْنهُما قال :أرسلت بنت النبي َ ضيَ الُّ َ حبه َر ِ
فأرسل يقرئ السلم ويقول< :إن ل ما أخذ ،وله ما أعطى ،وكل شيء عنده بأجل مسمى،
فلتصبر ولتحتسب> فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها ،فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل
عَل ْيهِ َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُم ،فرفع ِإلَى َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ َوأبي ابن كعب وزيد بن ثابت ورجال َر ِ
الصبي ،فأقعده في حجره ونفسه تقعقع ففاضت عيناه .فقال سعد :يا َرسُول الِّ ما هذا؟ فقال:
ل تعالى في قلوب عباده .وفي رواية :في قلوب من شاء مِنْ عباده ،وإنما <هذه رحمة جعلها ا ّ
ل مِنْ عباده الرحماء> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ. يرحم ا ّ
ومعنى <تقعقع> :تتحرك وتضطرب.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال :كان ملك فيمن كانع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
ن صهيب َر ِ - 30وعَ ْ
قبلكم وكان له ساحر ،فلما كبر قال للملك :إني قد كبرت فابعث إلي غلما أعلمه السحر .فبعث
إليه غلما يعلمه ،وكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلمه فأعجبه ،وكان إذا أتى
الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إِلَى الراهب فقال :إذا خشيت
الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر .فبينما هو عَلَى ذلك إذ أتى عَلَى
دابة عظيمة قد حبست الناس .فقال :اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا
فقال :اللّهم إن كان أمر الراهب أحب إليك مِنْ أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس.
فرماها فقتلها ومضى الناس .فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب :أي نبي أنت اليوم أفضل مِني
قد بلغ مِنْ أمرك ما أرى! وإنك ستبتلى فإن ابتليت فل تدل علي .وكان الغلم يبرئ الكمه
ن سائر الدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة والبرص ويداوي الناس مِ ْ
فقال :ما ها هنالك أجمع إن أنت شفيتني .فقال :إني ل أشفي أحدا إنما يشفي الّ تعالى فإن آمنت
ل تعالى .فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال بالّ دعوت الّ فشفاك .فآمن بالّ فشفاه ا ّ
له الملك :من رد عليك بصرك؟ قال :ربي .قال :أولك رب غيري؟ قال :ربي وربك الّ .فأخذه فلم
يزل يعذبه حتى دل عَلَى الغلم.
فجيء بالغلم فقال له الملك :أي بني قد بلغ مِنْ سحرك ما تبرئ الكمه والبرص وتفعل وتفعل!
علَى الراهب .فجيء فقال :إني ل أشفي أحدا إنما يشفي الّ تعالى .فأخذه فلم يعذبه حتى دل َ
بالراهب فقيل له ارجع عَنْ دينك فأبى ،فدعا بالمِنْشار فوضع ال ِمنْشار في مفرق رأسه فشقه به
عنْ دينك فأبى فوضع ال ِمنْشار في مفرق حتى وقع شقاه .ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع َ
رأسه فشقه به حتى وقع شقاه .ثم جيء بالغلم فقيل له ارجع عَنْ دينك فأبى ،فدفعه ِإلَى نفر مِنْ
ن دينه عْأصحابه فقال :اذهبوا به إِلَى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع َ
وإل فاطرحوه .فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال :اللّهم اكفنيهم بما شئت .فرجف بهم الجبل
ل تعالى .فدفعه فسقطوا وجاء يمشي إِلَى الملك .فقال له الملك :ما فعل أصحابك؟ فقال :كفانيهم ا ّ
ن دينه عِْإلَى نفر مِنْ أصحابه فقال :اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر فإن رجع َ
وإل فاقذفوه .فذهبوا به فقال :اللّهم اكفنيهم بما شئت .فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي
ِإلَى الملك .فقال له الملك :ما فعل أصحابك؟ فقال :كفانيهم الّ تعالى .فقال للملك :إنك لست بقاتلي
علَى جذع ثم خذ حتى تفعل ما آمرك به .قال :ما هو؟ قال :تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني َ
سهما مِنْ كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الّ رب الغلم ثم ارمني فإنك إذا فعلت
ذلك قتلتني .فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه عَلَى جذع ثم أخذ سهما مِنْ كنانته ثم وضع
السهم في كبد القوس ،ثم قال بسم الّ رب الغلم ،ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في
ل نزل صدغه فمات .فقال الناس :آمنا برب الغلم .فأتي الملك فقيل له :أرأيت ما كنت تحذر قد وا ّ
بك حذرك :قد آمن الناس .فأمر بالخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقال من لم
ن دينه فأقحموه فيها أو قيل له اقتحم .ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها يرجع عَ ْ
فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلم :يا أمه اصبري فإنك عَلَى الحق> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
<ذروة الجبل> :أعله ،هي بكسر الذال المعجمة وضمها.
و <القرقور> بضم القافين :نوع مِنْ السفن.
و <الصعيد> هنا :الرض البارزة.
و <الخدود> :الشقوق في الرض كالنهر الصغير.
و <أضرم> :أوقد.
و <انكفأت> :أي انقلبت.
و <تقاعست> :توقفت وجبنت.
ع ْنهُ قال :مر النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عَلَى امرأة تبكي عند قبر ضيَ الُّ َ
- 31وعَنْ أنس َر ِ
فقال< :اتقي الّ واصبري> فقالت :إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي .ولم تعرفه ،فقيل لها إنه
عَليْ ِه َوسَلّم .فأتت باب النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فلم تجد عنده بوابين فقال :لم النبي صَلّى الُّ َ
عَليْهِ.
أعرفك! فقال< :إنما الصبر عند الصدمة الولى> مُتّفّق َ
علَى صبي لها> . وفي رواية لمسلم< :تبكي َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :يقول الّ تعالى: ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ - 32وعَ ْ
ما لعبدي المؤمِنْ عندي جزاء إذا قبضت صفيه مِنْ أهل الدنيا ثم احتسبه إل الجنة> َروَاهُ
ا ْلبُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عَنْ الطاعون؟ عنْها أنها سألت َرسُول ا ِ - 33وعَنْ عائشة َرضِيَ الُّ َ
علَى من يشاء فجعله الّ تعالى رحمة للمؤمنين ،فليس فأخبرها أنه كان عذابا يبعثه الّ تعالى َ
مِنْ عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا ،يعلم أنه ل يصيبه إل ما كتب الّ له إل
كان له مثل أجر الشهيد> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عزّعَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :إن الّ َ لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
- 34وعَنْ أنس َر ِ
جلّ قال :إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته ِمنْهما الجنة> يريد عينيهَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ. وَ َ
ع ْنهُ :أل أريك امرأة مِنْ أهل ضيَ الُّ َ - 35وعَنْ عطاء بن أبي رباح قال ،قال لي ابن عباس رَ ِ
الجنة؟ فقلت :بلى .قال :هذه المرأة السوداء ،أتت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقالت :إني أصرع
وإني أتكشف فادع الّ تعالى لي .قال< :إن شئت صبرت ولك الجنة ،وإن شئت دعوت الّ تعالى
عَل ْيهِ.أن يعافيك> فقالت :أصبر ،فقالت :إني أتكشف فادع الّ أن ل أتكشف ،فدعا لها .مُتّفّق َ
عنْهُ قال :كأني أنظر ِإلَى َرسُول الِّ ضيَ الُّ َ - 36وعَنْ أبي عبد الرحمن عبد الّ بن مسعود َر ِ
ل وسلمه عليهم ضربه قومه فأدموه وهو عَل ْيهِ َوسَلّم يحكي نبيا مِنْ النبياء صلوات ا ّ صَلّى الُّ َ
ن وجهه ويقول< :اللّهم اغفر لقومي فإنهم ل يعلمون> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ. يمسح الدم عَ ْ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :ما عنْ النبي صَلّى الُّ َ ع ْنهُما َ
ضيَ الُّ َ
ن أبي سعيد وأبي ُه َريْرَ َة َر ِ - 37وعَ ْ
ن نصب ول وصب ،ول هم ول حزن ،ول أذى ول غم حتى الشوكة يشاكها إل يصيب المسلم مِ ْ
عَل ْيهِ.
ل بها مِنْ خطاياه> مُتّفّق َ كفر ا ّ
و <الوصب> :المرض.
علَى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم وهو يوعك ع ْنهُ قال دخلت َ ضيَ الُّ َ - 38وعَنْ ابن مسعود َر ِ
فقلت :يا َرسُول الِّ إنك توعك وعكا شديدا .قال< :أجل إني أوعك كما يوعك رجلن مِنْكم> قلت:
ن مسلم يصيبه أذى :شوكة فما فوقها إل كفر الّ ذلك أن لك أجرين .قال< :أجل ذلك كذلك ،ما مِ ْ
عنْه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ. بها سيئاته ،وحطت َ
و <الوعك> :مغث الحمى .وقيل :الحمى.
ل به عَليْ ِه َوسَلّم< :من يرد ا ّ صلّى الُّ َ لّ َ
ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ - 39وعَ ْ
خيرا يصب ِمنْه> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
وضبطوا <يصب> بفتح الصاد وكسرها.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل يتمنين أحدكم لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 40وعَنْ أنس َر ِ
الموت لضر أصابه ،فإن كان ل بد فاعل فليقل :اللّهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ،وتوفني إذا
عَل ْيهِ.
كانت الوفاة خيرا لي> مُتّفّق َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ عنْهُ قال :شكونا ِإلَى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 41وعَنْ أبي عبد الّ خباب بن الرت َر ِ
َوسَلّم وهو متوسد بردة له في طل الكعبة فقلنا :أل تستنصر لنا ،أل تدعو لنا؟ فقال< :قد كان مِنْ
علَى رأسه فيجعل قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمِنْشار فيوضع َ
عنْ دينه! والّ ليتمن الّ نصفين ،ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك َ
ل والذئب عَلَى غنمه هذا المر حتى يسير الراكب مِنْ صنعاء ِإلَى حضرموت ل يخاف إل ا ّ
ولكنكم تستعجلون!> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
وفي رواية< :وهو متوسد بردة وقد لقينا مِنْ المشركين شدة> .
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم ع ْنهُ قال :لما كان يوم حنين آثر َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 42وعَنْ ابن مسعود َر ِ
ناسا في القسمة :فأعطى القرع بن حابس مائة مِنْ البل ،وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك،
وأعطى ناسا مِنْ أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة .فقال رجل :والّ إن هذه قسمة ما
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم! فأتيته عدل فيها وما أريد فيها وجه الّ .فقلت :والّ لخبرن َرسُول ا ِ
ل ورسوله؟! فأخبرته بما قال فتغير وجهه حتى كان كالصرف ثم قال< :فمن يعدل إذا لم يعدل ا ّ
ثم قال< :يرحم الّ موسى قد أوذي بأكثر مِنْ هذا فصبر> فقلت :ل جرم ل أرفع إليه بعدها
عَل ْيهِ.
حديثا .مُتّفّق َ
وقوله <كالصرف> هو بكسر الصاد المهملة :وهو صبغ أحمر.
عَليْ ِه َوسَلّم< :إذا أراد الّ بعبده لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 43وعَنْ أنس َر ِ
عنْه بذنبه حتى يوافى به يوم خيراً عجل له العقوبة في الدنيا ،وإذا أراد الّ بعبده الشر أمسك َ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :إن عظم الجزاء مع عظم البلء ،وإن الّ تعالى إذا القيامة> وقال النبي صَلّى الُّ َ
أحب قوما ابتلهم ،فمن رضي فله الرضا ،ومن سخط فله السخط> َروَاهُ ا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ
حسَنٌ.
َ
عنْ ُه يشتكي فخرج أبو طلحة ضيَ الُّ َ ع ْنهُ قال :كان ابن لبي طلحة َر ِ ضيَ الُّ َ - 44وعَنْ أنس َر ِ
فقبض الصبي .فلما رجع أبو طلحة قال :ما فعل ابني؟ قالت أم سليم وهي أم الصبي :هو أسكن
ما كان .فقربت له العشاء فتعشى ثم أصاب مِنْها .فلما فرغ قالت :واروا الصبي .فلما أصبح أبو
عَليْ ِه َوسَلّم فأخبره فقال< :أعرستم الليلة؟> قال :نعم .قال: صلّى الُّ َ لّ َ طلحة أتى رَسُول ا ِ
عَل ْيهِ<اللّهم بارك لهما> فولدت غلما فقال لي أبو طلحة :احمله حتى تأتي به النبي صَلّى الُّ َ
عَل ْيهِ
َوسَلّم وبعث معه بتمرات .فقال< :أمعه شيء؟> قال :نعم تمرات .فأخذها النبي صَلّى الُّ َ
ن فيه فجعلها في في الصبي ثم حنكه وسماه عبد الُّ .متّفّق عَ َل ْيهِ. َوسَلّم فمضغها ثم أخذها مِ ْ
وفي رواية للبخاري قال ابن عيينة :فقال رجل مِنْ النصار فرأيت تسعة أولد كلهم قد قرءوا
القرآن (يعني مِنْ أولد عبد الّ المولود) .
وفي رواية لمسلم :مات ابن لبي طلحة مِنْ أم سليم فقالت لهلها :ل تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى
أكون أنا أحدثه .فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب ،ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل
ذلك فوقع بها ،فلما أن رأت أنه قد شبع وأصاب ِمنْها قالت :يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا
عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال :ل .فقالت :فاحتسب ابنك .قال فغضب
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ ثم قال :تركتني حتى إذا تلطخت ثم أخبرتني بابني! فانطلق حتى أتى َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :بارك الّ في ليلتكما> قال فحملت. َوسَلّم فأخبره بما كان .فقال َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم إذا أتى المدينة لّ صَلّى الُّ َ لّ في سفر وهي معه ،وكان َرسُول ا ِ قال وكان َرسُول ا ِ
ن سفر ل يطرقها طروقا فدنوا مِنْ المدينة فضربها المخاض فاحتبس عليها أبو طلحة وانطلق مِ ْ
عَليْ ِه َوسَلّم .قال يقول أبو طلحة :إنك لتعلم يا رب أنه يعجبني أن أخرج مع لّ صَلّى الُّ ََرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم إذا خرج وأدخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى .تقول أم لّ صَلّى الُّ ََرسُول ا ِ
سليم :يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد ،انطلق .فاطلقنا [لعله :فانطلقنا] وضربها المخاض حين
لّ صَلّى الُّ علَى َرسُول ا ِ قدما فولدت غلما .فقالت لي أمي :يا أنس ل يرضعه أحد حتى تغدو به َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم .وذكر تمام عَليْ ِه َوسَلّم ،فلما أصبح احتملته فانطلقت به ِإلَى َرسُول ا ِ َ
الحديث.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ليس الشديد ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ - 45وعَ ْ
عَل ْيهِ.
بالصرعة ،إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب> مُتّفّق َ
و <الصرعة> بضم الصاد وفتح الراء وأصله عند العرب :من يصرع الناس كثيرا.
ع ْنهُ قال :كنت جالسا مع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم - 46وعَنْ سليمان بن صرد َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم: ورجلن يستبان وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال َرسُول ا ِ
عنْه ما ل مِنْ الشيطان الرجيم ذهب َ عنْه ما يجد ،لو قال أعوذ با ّ <إني لعلم كلمة لو قالها لذهب َ
ل مِنْ الشيطان الرجيمُ .متّفّق عَ َل ْيهِ. عَليْ ِه َوسَلّم قال تعوذ با ّ يجد> فقالوا له إن النبي صَلّى الُّ َ
عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :من كظم غيظا وهو ضيَ الُّ َ ن معاذ بن جبل َر ِ - 47وعَ ْ
ل سبحانه عَلَى رؤوس الخلئق يوم القيامة حتى يخيره مِنْ الحور قادر عَلَى أن ينفذه دعاه ا ّ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ العين ما شاء> َروَاهُ أبو داود وا ْل ّترْمِ ِذ ّ
ع ْنهُ أن رجل قال للنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أوصني .قال: ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ - 48وعَ ْ
<ل تغضب> فردد مرارا ،قال< :ل تغضب> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ما يزال البلء صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ - 49وعَ ْ
ل تعالى وما عليه خطيئة> َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذيّ بالمؤمِن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى ا ّ
ن صحيح. سٌ ح َ
حدِيثٌ َوَقَالَ َ
عنْهماُ قال :قدم عيينة بن حصن فنزل عَلَى ابن أخيه الحر بن ضيَ الُّ َ - 50وعَنْ ابن عباس َر ِ
ضيَ ع ْنهُ ،وكان القراء أصحاب مجلس عمر َر ِ قيس ،وكان مِنْ النفر الذين يدنيهم عمر َرضِيَ الُّ َ
ع ْنهُ ومشاورته كهول كانوا أو شبانا .فقال عيينه لبن أخيه :يا ابن أخي لك وجه عند هذا الُّ َ
المير فاستأذن لي عليه .فاستأذن فأذن له عمر .فلما دخل قال :هي يا ابن الخطاب! فوالّ ما
عنْهُ حتى هم أن يوقع به .فقال له ضيَ الُّ َ تعطينا الجزل ،ول تحكم فينا بالعدل .فغضب عمر رَ ِ
الحر :يا أمير المؤمنين إن الّ تعالى قال لنبيه صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم (العراف { :)198خذ العفو،
عنْ الجاهلين} وإن هذا مِنْ الجاهلين .والّ ما جاوزها عمر حين تلها، وأمر بالعرف ،وأعرض َ
وكان وقافا عند كتاب الّ تعالىَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إنها ستكونع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 51وعَنْ ابن مسعود َر ِ
بعدي أثرة وأمور تنكرونها!> قالوا :يا َرسُول الِّ فما تأمرنا؟ قال< :تؤدون الحق الذي عليكم
عَل ْيهِ.
وتسألون الّ الذي لكم> مُتّفّق َ
و <الثرة> :النفراد بالشيء عمن له فيه حق.
عنْهُ أن رجل مِنْ النصار قال :يا َرسُول الِّ أل ضيَ الُّ َ ن أبي يحيى أسيد بن حضير َر ِ - 52وعَ ْ
تستعملني كما استعملت فلنا؟ فقال< :إنكم ستلقون بعدي أثرة ،فاصبروا حتى تلقوني عَلَى
عَليْهِ.
الحوض> ُمتّفّق َ
و <أسيد> بضم الهمزة
و <حضير> بحاء مهملة مضمومة وضاد معجمة مفتوحة ،والّ أعلم.
عَليْ ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ
عنْهماُ أن َرسُول ا ِ
- 53وعَنْ أبي إبراهيم عبد الّ بن أبي أوفى َرضِيَ الُّ َ
في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال< :يا أيها الناس
ل تتمنوا لقاء العدو واسألوا الّ العافية ،فإذا لقيتموهم فاصبروا ،واعلموا أن الجنة تحت ظلل
عَليْ ِه َوسَلّم< :اللّهم منزل الكتاب ،ومجري السحاب ،وهازم السيوف> ثم قال النبي صَلّى الُّ َ
الحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ ،وبالّ التوفيق.
* - 4 *2باب الصدق
ل تعالى (التوبة { :)119يا أيها الذين آمنوا اتقوا الّ ،وكونوا مع الصادقين}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الحزاب { :)35والصادقين والصادقات}.
وقال تعالى (محمد { :)21فلو صدقوا الّ لكان خيرا لهم}.
وأما الحاديث:
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :إن الصدق ع ْنهُ عَنْ النبي صَلّى الُّ َ عنْ ابن مسعود َرضِيَ الُّ َ - 54فالول َ
يهدي ِإلَى البر وإن البر يهدي إِلَى الجنة؛ وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الّ صديقا ،وإن
الكذب يهدي إِلَى الفجور وإن الفجور يهدي إِلَى النار؛ وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الّ
عَليْهِ.
كذابا> ُمتّفّق َ
ن َرسُول عنْهُما قال حفظت مِ ْ ضيَ الُّ َ
- 55الثاني عَنْ أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :دع ما يريبك إِلَى ما ل يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة> لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح.
قوله< :يريبك> بفتح الياء وضمها .ومعناه :اترك ما تشك في حله واعدل ِإلَى ما ل تشك فيه.
عنْهُ في حديثه الطويل في قصة هرقل قال ضيَ الُّ َعنْ أبي سفيان صخر بن حرب َر ِ - 56الثالث َ
عَل ْيهِ َوسَلّم) قال أبو سفيان :قلت يقول <اعبدوا الّ هرقل :فماذا يأمركم (يعني النبي صَلّى الُّ َ
وحده ل تشركوا به شيئا ،واتركوا ما يقول آباؤكم ،ويأمرنا بالصلة والصدق والعفاف والصلة>
عَل ْيهِ.
مُتّفّق َ
ضيَ الُّ عنْ أبي ثابت .وقيل أبي سعيد .وقيل أبي الوليد سهل بن حنيف وهو بدري َر ِ - 57الرابع َ
ل منازل ل تعالى الشهادة بصدق بلغه ا ّ عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :من سأل ا ّ ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ َ
الشهداء وإن مات عَلَى فراشه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :غزا عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِضيَ الُّ َ
عنْ أبي ُه َر ْيرَةَ َر ِ - 58الخامس َ
نبي مِنْ النبياء صلوات الّ وسلمه عليهم فقال لقومه :ل يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو
يريد أن يبني بها ولما يبن بها ،ول أحد بنى بيوتا لم يرفع شقوفها ،ول أحد اشترى غنما أو
خلفات وهو ينتظر أولدها .فغزا فدنا مِنْ القرية صلة العصر أو قريبا مِنْ ذلك فقال للشمس :إنك
مأمورة وأنا مأمور اللّهم احبسها علينا .فحبست حتى فتح الّ عليه فجمع الغنائم فجاءت (يعني
النار) لتأكلها فلم تطعمها فقال :إن فيكم غلول فليبايعني مِنْ كل قبيلة رجل ،فلزقت يد رجل بيده
فقال :فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك ،فلزقت يد رجلين أو ثلثة بيده فقال :فيكم الغلول .فجاءوا
برأس مثل رأس بقرة مِنْ الذهب فوضعها فجاءت النار فأكلتها .فلم تحل الغنائم لحد قبلنا ،ثم
أحل الّ لنا الغنائم ،لما رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ.
و <الخلفات> بفتح الخاء المعجمة وكسر اللم :جمع خلفة وهي الناقة الحامل.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ عنْ أبي خالد حكيم بن حزام َرضِيَ الُّ َ - 59السادس َ
َوسَلّم< :البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ،فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ،وإن كتما وكذبا
محقت بركة بيعهما> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ.
* - 5 *2باب المراقبة
ل تعالى (الشعراء { :)220 ،219الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين}. @قَالَ ا ّ
وقَا َل تعالى (الحديد { :)4وهو معكم أينما كنتم}.
وقَا َل تعالى (آل عمران { :)6إن الّ ل يخفى عليه شيء في الرض ول في السماء}.
وقَا َل تعالى (الفجر { :)14إن ربك لبالمرصاد}.
وقَا َل تعالى (غافر { :)19يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور}.
واليات في الباب كثيرة معلومة.
ع ْنهُ قَالَ :بينما نحن عند َرسُول الِّ - 60وأما الحاديث فالول عَنْ عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ل يرى صَلّى الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم فأسند ركبتيه ِإلَى عليه أثر السفر ول يعرفه منا أحد حتى جلس ِإلَى النبي صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عنْ السلم؟ فقَالَ َرسُول ا ِ علَى فخذيه وقَالَ :يا محمد أخبرني َ ركبتيه ووضع كفيه َ
ل وأن محمدا َرسُول الِّ ،وتقيم الصلة ،وتؤتي عَليْ ِه َوسَلّم< :السلم أن تشهد أن ل إله إل ا ّ َ
الزكاة ،وتصوم رمضان ،وتحج البيت إن استطعت إليه سبيل> قَالَ صدقت .فعجبنا له يسأله
ل وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر؛ ويصدقه! قَالَ :فأخبرني عَنْ اليمان؟ قَالَ< :أن تؤمن با ّ
وتؤمن بالقدر خيره وشره> قَالَ صدقت .قَالَ :فأخبرني عَنْ الحسان؟ قَالَ< :أن تعبد الّ كأنك
عنْها بأعلم مِنْ تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك> قَالَ :فأخبرني عَنْ الساعة؟ قَالَ< :ما المسئول َ
عنْ أماراتها؟ قَالَ< :أن تلد المة ربتها ،وأن ترى الحفاة العراة العالة السائل> قَالَ :فأخبرني َ
رعاء الشاء يتطاولون في البنيان!> ثم انطلق فلبثت مليا ثم قَالَ< :يا عمر أتدري مِنْ السائل؟>
ل ورسوله أعلم .قَالَ< :فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم> َروَا ُه مُسِْلمٌ. قلت :ا ّ
ومعنى <تلد المة ربتها> :أي سيدتها .ومعناه :أن تكثر السراري حتى تلد المة السرية بنتا
لسيدها وبنت السيد في معنى السيد .وقيل غير ذلك.
و <العالة> :الفقراء.
وقوله <مليا> أي زمانا طويل ،وكان ذلك ثلثا.
ع ْنهُما عَ ْ
ن ضيَ الُّ َ
- 61الثاني عَنْ أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل َر ِ
ل حيثما كنت ،وأتبع السيئة الحسنة تمحها ،وخالق عَليْ ِه َوسَلّم قَالَ< :اتق ا ّ لّ صَلّى الُّ َ
َرسُول ا ِ
حسَنٌ.
الناس بخلق حسن> َروَاهُ ا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
عنْ ابن عباس َرسُول الِّ قَالَ :كنت خلف النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يوما فقَالَ< :يا - 62الثالث َ
غلم إني أعلمك كلمات :احفظ الّ يحفظك ،احفظ الّ تجده تجاهك ،إذا سألت فسأل الّ ،وإذا
علَى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل بشيء قد ن بالّ ،واعلم أن المة لو اجتمعت َ استعنت فاستعَ ْ
كتبه الّ لك ،وإن اجتمعوا عَلَى أن يضروك بشيء لم يضروك إل بشيء قد كتبه الّ عليك ،رفعت
ن صحيح. حسَ ٌي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
القلم وجفت الصحف> َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذ ّ
ل تجده أمامك ،تعرف إِلَى الّ في الرخاء يعرفك في الشدة، وفي رواية غير الترمذي< :احفظ ا ّ
واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ،وما أصابك لم يكن ليخطئك ،واعلم أن النصر مع الصبر،
وأن الفرج مع الكرب ،وأن مع العسر يسرا> .
ع ْنهُ قَالَ :إنكم لتعملون أعمال هي أدق في أعينكم مِنْ الشعر كنا عنْ أنس َرضِيَ الُّ َ - 63الرابع َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم مِنْ الموبقات> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ نعدها عَلَى عهد َرسُول ا ِ
وقَا َل <الموبقات> :المهلكات.
عنْ النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قَالَ< :إن الّ تعالى عنْهُ َ
ضيَ الُّ َ - 64الخامس عن أبي ُه َر ْيرَةَ َر ِ
ل عليه> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ. يغار ،وغيرة الّ أن يأتي المرء ما حرم ا ّ
و <الغيرة> بفتح الغين وأصلها النفة.
عنْهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول< :إن ضيَ الُّ َ عنْ أبي ُه َر ْيرَةَ َر ِ - 65السادس َ
ن بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى أراد الّ أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا .فأتى البرص ثلثة مِ ْ
فقَالَ :أي شيء أحب إليك؟ قَالَ :لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس.
عنْه قذره وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا .قال :فأي المال أحب إليك؟ قَالَ :البل أو فمسحه فذهب َ
قَالَ البقر( .شك الراوي) فأعطي ناقة عشراء فقَالَ بارك الّ لك فيها.
فأتى القرع فقَالَ :أي شيء أحب إليك؟ قَالَ :شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس.
عنْه وأعطي شعرا حسنا .قَالَ :فأي المال أحب إليك؟ قَالَ :البقر فأعطي بقرة حامل فمسحه فذهب َ
قَالَ بارك الّ لك فيها.
فأتى العمى فقَالَ :أي شيء أحب إليك؟ قَالَ :أن يرد الّ إلي بصري فأبصر الناس .فمسحه فرد
الّ إليه بصره .قَالَ :فأي المال أحب إليك؟ قَالَ :الغنم .فأعطي شاة والدا .فأنتج هذان وولد هذا،
فكان لهذا واد مِنْ البل ولهذا واد مِنْ البقر ولهذا واد مِنْ الغنم .ثم إنه أتى البرص في صورته
وهيئته فقَالَ :رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فل بلغ لي اليوم إل بالّ ثم بك
أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ به في سفري .فقَالَ :الحقوق
كثيرة .فقَالَ :كأني أعرفك :ألم تكن أبرص يقذرك الناس ،فقيرا فأعطاك الّ؟ فقَالَ :إنما ورثت
هذا المال كابرا عَنْ كابر .فقَالَ :إن كنت كاذبا فصيرك الّ ِإلَى ما كنت .وأتى القرع في صورته
وهيئته فقَالَ له مثل ما قَالَ لهذا ورد عليه مثل ما رد هذا .فقَالَ :إن كنت كاذبا فصيرك الّ ِإلَى ما
كنت.
وأتى العمى في صورته وهيئته فقَالَ :رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري
فل بلغ لي اليوم إل بالّ ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري .فقَالَ :قد
كنت أعمى فرد الّ إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالّ ل أجهدك اليوم بشيء أخذته ل
علَى صاحبيك> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ. عنْك وسخط َ جلّ .فقَالَ :أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي َ ع ّز وَ َ َ
و <الناقة العشراء> بضم العين وفتح الشين وبالمد وهي :الحامل.
قوله <أنتج> وفي رواية <فنتج> معناه :تولى نتاجها .والناتج للناقة كالقابلة للمرأة.
وقوله <ولد هذا> هو بتشديد اللم :أي :تولى ولدتها .وهو بمعنى أنتج في الناقة .فالمولد
والناتج والقابلة بمعنى لكن هذا للحيوان وذاك لغيره.
قوله <انقطعت بي الحبال> هو بالحاء المهملة والباء الموحدة :أي السباب.
ن مالي .وفي رواية وقوله <ل أجهدك> معناه :ل أشق عليك في رد شيء تأخذه أو تطلبه مِ ْ
البخاري <ل أحمدك> بالحاء المهملة والميم ومعناه :ل أحمدك بترك شيء تحتاج إليه ،كما
علَى طول الحياة ندم :أي عَلَى فوات طولها. قَالَوا :ليس َ
عَل ْيهِ َوسَلّم قَالَ:
ع ْنهُ عَنْ النبي صَلّى الُّ َ عنْ أبي يعلى شداد بن أوس َرضِيَ الُّ َ - 66السابع َ
<الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ،والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى عَلَى الّ!>
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذ ّ
قَالَ الترمذي وغيره مِنْ العلماء :معنى <دان نفسه> :حاسبها.
عَليْ ِه َوسَلّم< :من حسن لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ن أبي ُه َريْرَ َة َر ِ
- 67الثامن عَ ْ
إسلم المرء تركه ما ل يعنيه> حديث حسن رواه الترمذي وغيره.
عَليْ ِه َوسَلّم قَالَ< :ل يسأل الرجل فيم ن النبي صَلّى الُّ َ عْ
ع ْنهُ َ
ضيَ الُّ َ ن عمر رَ ِ عْ - 68التاسع َ
ضرب امرأته> رواه أبو داود وغيره.
* - 6 *2باب التقوى
ل تعالى (آل عمران { :)102يا أيها الذين آمنوا اتقوا الّ حق تقاته}. @قال ا ّ
وقال تعالى (التغابن { :)16فاتقوا الّ ما استطعتم}.
وهذه الية مبينة للمراد من الولى.
وقال الّ تعالى (الحزاب { :)70يا أيها الذين آمنوا اتقوا الّ ،وقولوا قول سديدا}.
واليات في المر بالتقوى كثيرة معروفة.
وقال تعالى (الطلق { :)3 ،2ومن يتق الّ يجعل له مخرجا ،ويرزقه من حيث ل يحتسب}.
وقال تعالى (النفال { :)29إن تتقوا الّ يجعل لكم فرقانا ،ويكفر عنكم سيئاتكم .ويغفر لكم ،وال
ذو الفضل العظيم}.
واليات في الباب كثيرة معلومة.
ع ْنهُ قال قيل :يا َرسُول الِّ من أكرم - 69وأما الحاديث :فالول عن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ل بن نبي الّ بن نبي الناس؟ قال< :أتقاهم> فقالوا :ليس عن هذا نسألك .قال< :فيوسف نبي ا ّ
الّ بن خليل الّ> قالوا :ليس عن هذا نسألك .قال< :فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في
الجاهلية خيارهم في السلم إذا فقهوا> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
و <فقهوا> بضم القاف على المشهور وحكي كسرها :أي علموا أحكام الشرع.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :إن ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 70الثاني عن أبي سعيد الخدري رَ ِ
ل مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ،فاتقوا الدنيا ،واتقوا النساء الدنيا حلوة خضرة ،وإن ا ّ
فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم كان يقول< :اللهم إني ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 71الثالث عن ابن مسعود َرضِيَ الُّ َ
أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
- 72الرابع عن أبي طريف عدي بن حاتم الطائي رَ ِ
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :من حلف على يمين ثم رأى أتقى ل منها فليأت التقوى> َروَا ُه ُمسْلِمٌ. َ
ع ْنهُ قال سمعت رَسُول الِّ - 73الخامس عن أبي أمامة صدي بن عجلن الباهلي َرضِيَ الُّ َ
ل وصلوا خمسكم ،وصوموا عَل ْيهِ َوسَلّم يخطب في حجة الوداع فقال< :اتقوا ا ّ صَلّى الُّ َ
شهركم ،وأدوا زكاة أموالكم ،وأطيعوا أمراءكم ،تدخلوا جنة ربكم> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ في آخر كتاب
ن صحيح. سٌح َحدِيثُ َ
الصلة وَقَالَ َ
* - 7 *2باب اليقين والتوكل
ل ورسوله ل تعالى (الحزاب { :)22ولما رأى المؤمنون الحزاب قالوا هذا ما وعدنا ا ّ @قال ا ّ
ل ورسوله ،وما زادهم إل إيمانا وتسليما}. وصدق ا ّ
وقال تعالى (آل عمران { :)174 ،173الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم،
ل وفضل لم يمسسهم سوء، فزادهم إيمانا ،وقالوا :حسبنا الّ ونعم الوكيل .فانقلبوا بنعمة من ا ّ
واتبعوا رضوان الّ ،وال ذو فضل عظيم}.
وقال تعالى (الفرقان { :)58وتوكل على الحي الذي ل يموت}.
وقال تعالى (إبراهيم { :)11وعلى الّ فليتوكل المؤمنون}.
وقال تعالى (آل عمران { :)159فإذا عزمت فتوكل على الّ}.
واليات في المر بالتوكل كثيرة معلومة.
ل فهو حسبه} :أي كافيه. وقال تعالى (الطلق { :)3ومن يتوكل على ا ّ
وقال تعالى (النفال { :)2إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الّ وجلت قلوبهم ،وإذا تليت عليهم آياته
زادتهم إيمانا ،وعلى ربهم يتوكلون}.
واليات في فضل التوكل كثيرة معروفة.
وأما الحاديث:
عَليْ ِه وعلى آله َوسَلّم: لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ - 74فالول عن ابن عباس َرضِيَ الُّ َ
<عرضت على المم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلن والنبي ليس معه
أحد ،إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي ،فقيل لي :هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى
الفق .فنظرت فإذا سواد عظيم ،فقيل لي :انظر إلى الفق الخر فإذا سواد عظيم ،فقيل لي :هذه
أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ول عذاب .ثم نهض فدخل منزله فخاض
الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ول عذاب .فقال بعضهم :فلعلهم الذين صحبوا
عَليْ ِه َوسَلّم ،وقال بعضهم :فلعلهم الذين ولدوا في السلم فلم يشركوا بال لّ صَلّى الُّ َ
َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال< :ما الذي تخوضون شيئاً ،وذكروا أشياء فخرج عليهم َرسُول ا ِ
فيه؟> فأخبروه فقال< :هم الذين ل يرقون ول يسترقون ول يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون>
فقام عكاشة بن محصن فقال :ادع الّ أن يجعلني منهم .فقال< :أنت منهم> ثم قام رجل آخر
فقال :ادع الّ أن يجعلني منهم .فقال< :سبقك بها عكاشة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<الرهيط> بضم الراء :تصغير رهط :وهم دون العشرة أنفس.
و <الفق> :الناحية والجانب.
و <عكاشة> بضم العين وتشديد الكاف وبتخفيفها والتشديد أفصح.
عَل ْيهِ َوسَلّم كان يقول: لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 75الثاني عن ابن عباس أيضا َر ِ
<اللهم لك أسلمت ،بك آمنت ،وعليك توكلت ،وإليك أنبت ،وبك خاصمت ،اللهم أعوذ بعزتك ل إله
إل أنت أن تضلني ،أنت الحي الذي ل تموت والجن النس يموتون> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ .وهذا لفظ مسلم
واختصره البخاري.
ع ْنهُ قال < :حسبنا الّ ونعم الوكيل قالها إبراهيم - 76الثالث عن ابن عباس أيضا َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم حين قالوا :إن الناس قد صلّى الُّ َ عليه السلم حين ألقي في النار ،وقالها محمد َ
جمعوا لكم فاخشوهم ،فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الّ ونعم الوكيل> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
ع ْنهُما قال< :كان آخر قول إبراهيم صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم ضيَ الُّ َ وفي رواية له عن ابن عباس َر ِ
حين ألقي في النار <حسبي الّ ونعم الوكيل> .
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :يدخل الجنة ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 77الرابع عن أبي هريرة رَ ِ
أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
قيل معناه :متوكلون .وقيل :قلوبهم رقيقة.
ع ْنهُ أنه غزا مع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قبل نجد فلما قفل ضيَ الُّ َ - 78الخامس عن جابر رَ ِ
عَليْ ِه َوسَلّم قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه ،فنزل َرسُول الِّ لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ عَل ْيهِ َوسَلّم وتفرق الناس يستظلون بالشجر ،ونزل َرسُول ا ِ صَلّى الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم يدعونا وإذا عنده لّ صَلّى الُّ َتحت سمرة فعلق بها سيفه ،ونمنا نومة فإذا َرسُول ا ِ
أعرابي فقال< :إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا قال :من يمنعك
مني؟ قلت :الّ ثلثا> ولم يعاقبه وجلسُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة وفي رواية قال جابر :كنا مع َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم ،فجاء رجل من المشركين وسيف َرسُول الِّ لّ صَلّى الُّ َ ظليلة تركناها ل َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم معلق بالشجرة فاخترطه فقال :تخافني؟ قال <ل> فقال :فمن يمنعك مني؟ صَلّى الُّ َ
قال <الّ> وفي رواية أبي بكر السماعيلي في صحيحه فقال :من يمنعك مني؟ قال <الّ> فسقط
عَليْ ِه َوسَلّم السيف فقال< :من يمنعك مني؟> فقال :كن لّ صَلّى الُّ َ السيف من يده فأخذ َرسُول ا ِ
ل وأني رسول الّ؟> قال :ل ولكني أعاهدك أن ل أقاتلك خير آخذ .فقال< :تشهد أن ل إله إل ا ّ
ول أكون مع قوم يقاتلونك .فخلى سبيله ،فأتى أصحابه فقال :جئتكم من عند خير الناس.
قوله <قفل> :أي رجع.
و <العضاه> :الشجر الذي له شوك.
و <السمرة> بفتح السين وضم الميم :الشجرة من الطلح وهي العظام من شجر العضاه.
و <اخترط السيف> أي سله وهو في يده.
<صلتا> :أي مسلول .وهو بفتح الصاد وضمها.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :لو عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 79السادس عن عمر َر ِ
أنكم تتوكلون على الّ حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير :تغدو خماصا وتروح بطانا> َروَاهُ
حسَنٌ.
ال ّت ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثُ َ
معناه :تذهب أول النهار <خماصا> :أي ضامرة البطون من الجوع.
ترجع آخر النهار <بطانا> :أي ممتلئة البطون.
عَليْهِ لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 80السابع عن أبي عمارة البراء بن عازب َر ِ
َوسَلّم< :يا فلن إذا أويت إلى فراشك فقل :اللهم أسلمت نفسي إليك ،ووجهت وجهي إليك،
وفوضت أمري إليك ،وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك ،ل ملجأ ول منجى منك إل إليك،
آمنت بكتابك الذي أنزلت ،وبنبيك الذي أرسلت .فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة ،وإن
أصبحت أصبت خيرا> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :إذا آتيت لّ صَلّى الُّ َ
وفي رواية في الصحيحين عن البراء قال ،قال لي َرسُول ا ِ
مضجعك فتوضأ وضوءك للصلة ،ثم اضطجع على شقك اليمن وقل> وذكر نحوه .ثم قال
<واجعلهن آخر ما تقول> .
- 81الثامن عن أبي بكر الصديق عبد الّ بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن
عنْهُ ،وهو وأبوه وأمه صحابة، ضيَ الُّ َتيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي َر ِ
ع ْنهُم قال نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت :يا َرضِيَ الُّ َ
َرسُول الِّ لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لبصرنا .فقال< :ما ظنك يا أبا بكر باثنين الّ ثالثهما>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ - 82التاسع عن أم المؤمنين أم سلمة ،واسمها هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم كان إذا خرج من بيته قال :بسم الّ توكلت على الّ ،اللهم صلّى الُّ َ
عنْها أن النبي َ َ
إني أعوذ بك أن أضل أو أضل ،أو أزل أو أزل ،أو أظلم أو أظلم ،أو أجهل أو يجهل علي> حديث
صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة .قال الترمذي حديث حسن صحيح.
وهذا لفظ أبي داود.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :من قال (يعني عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 83العاشر عن أنس َر ِ
إذا خرج من بيته) :بسم الّ ،توكلت على الّ ،ول حول ول قوة إل بال .يقال له :هديت وكفيت
ووقيت ،وتنحى عنه الشيطان> رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم وقال الترمذي حديث
حسن .زاد أبو داود :فيقول (يعني الشيطان) لشيطان آخر :كيف لك برجل قد هدي وكفي
ووقي؟> .
عَليْ ِه َوسَلّم ،وكان صلّى الُّ َع ْنهُ قال< :كان أخوان على عهد النبيِّ َ ضيَ الُّ َ - 84وعن أنس َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم والخر يحترف ،فشكا المحترف أخاه للنبي صَلّى الُّ أحدهما يأتي النبي صَلّى الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم فقال< :لعلك ترزق به> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ بإسناد صحيح على شرط مسلم. َ
<يحترف> :يكتسب ويتسبب.
* - 8 *2باب الستقامة
ل تعالى (هود { :)112فاستقم كما أمرت}. @قال ا ّ
ل ثم استقاموا تتنزل عليهم الملئكة أن وقال تعالى (فصلت { :)32 ،31 ،30إن الذين قالوا ربنا ا ّ
ل تخافوا ول تحزنوا ،وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ،نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي
الخرة ،ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ،ولكم فيها ما تدعون ،نزل من غفور رحيم}.
وقال تعالى (الحقاف { :)14 ،13إن الذين قالوا ربنا الّ ثم استقاموا فل خوف عليهم ول هم
يحزنون ،أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون}.
عنْهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ ضيَ الُّ َ
ل َر ِ - 85وعن أبي عمرو .وقيل :أبي عمرة سفيان بن عبد ا ّ
قل لي في السلم قول ل أسأل عنه أحدا غيرك .قال< :قل آمنت بال ثم استقم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :قاربوا،
صلّى الُّ َ
لّ َع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 86وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
وسددوا ،واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله> قالوا :ول أنت يا َرسُول الِّ؟ قال< :ول أنا إل
ل برحمة منه وفضل> َروَا ُه مُسِْلمٌ. أن يتغمدني ا ّ
و <المقاربة> :القصد الذي ل غلو فيه ول تقصير.
و <السداد> :الستقامة والصابة.
و <يتغمدني> :يلبسني ويسترني.
قال العلماء :الستقامة :لزوم طاعة الّ تعالى .قالوا :وهي من جوامع الكلم ،وهي نظام المور،
وبال التوفيق.
* - 9 *2باب التفكر في عظيم مخلوقات الّ تعالى وفناء الدنيا وأهوال الخرة وسائر أمورهما
وتقصير النفس وتهذيبها وحملها على الستقامة
ل تعالى (سبأ { :)46قل إنما أعظكم بواحدة :أن تقوموا ل مثنى وفرادى ثم تتفكروا}. @قال ا ّ
وقال تعالى (آل عمران { :)191 ،190إن في خلق السماوات والرض واختلف الليل والنهار
ليات لولي اللباب ،الذين يذكرون الّ قياما وقعودا وعلى جنوبهم ،ويتفكرون في خلق
السماوات والرض ،ربنا ما خلقت هذا باطل سبحانك} .اليات.
وقال تعالى (الغاشية { :)21 - 17أفل ينظرون إلى البل كيف خلقت ،وإلى السماء كيف رفعت،
وإلى الجبال كيف نصبت ،وإلى الرض كيف سطحت ،فذكر إنما أنت مذكر}.
وقال تعالى (محمد { :)10أفلم يسيروا في الرض فينظرا} الية.
واليات في الباب كثيرة.
ومن الحاديث الحديث السابق (رقم < :)66الكيس من دان نفسه> .
* - 10 *2باب المبادرة إلى الخيرات وحث من توجه لخير على القبال عليه بالجد من غير تردد
ل تعالى (البقرة { :)148فاستبقوا الخيرات}. @قال ا ّ
وقال تعالى (آل عمران { :)133وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والرض
أعدت للمتقين}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم
ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 87وأما الحاديث :فالول عن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
قال< :بادروا بالعمال فتنا كقطع الليل المظلم :يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ،ويمسي
مؤمنا ويصبح كافرا؛ يبيع دينه بعرض من الدنيا!> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ
ضيَ الُّ َ - 88الثاني عن أبي سروعة <بكسر السين المهملة وفتحها> عقبة بن الحارث َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب قال :صليت وراء النبي صَلّى الُّ َ
الناس إلى بعض حجر نسائه ،ففزع الناس من سرعته ،فخرج عليهم فرأى أنهم قد عجبوا من
سرعته .قال< :ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
وفي رواية له< :كنت خلفت في البيت تبرا من الصدقة فكرهت أن أبيته> .
<التبر> :قطع ذهب أو فضة.
ع ْنهُ قال ،قال رجل للنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يوم أحد :أرأيت - 89الثالث عن جابر َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
إن قتلت فأين أنا؟ قال< :في الجنة> فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل .مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال :يا ضيَ الُّ َ - 90الرابع عن أبي هريرة رَ ِ
َرسُول الِّ أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال< :أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل
عَليْهِ.الغنى ،ول تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت :لفلن كذا ،ولفلن كذا ،وقد كان لفلن> مُتّفَقٌ َ
<الحلقوم> :مجرى النفس .والمريء :مجرى الطعام والشراب.
عَليْ ِه َوسَلّم أخذ سيفا يوم أحد لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ أن َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ َ - 91الخامس عن أنس رَ ِ
فقال< :من يأخذ مني هذا؟> فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول :أنا أنا .فقال< :فمن يأخذه
ع ْنهُ :أنا آخذه بحقه .فأخذه ففلق به هام ضيَ الُّ َبحقه؟> فأحجم القوم .فقال أبو دجانة َر ِ
المشركينَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
اسم أبي دجانة :سماك بن خرشة.
قوله <أحجم القوم> :أي توقفوا.
و <فلق به> :أي شق.
<هام المشركين> :أي رؤوسهم.
عنْهُ فشكونا الذي نلقى من ضيَ الُّ َ - 92السادس عن الزبير بن عدي قال :أتينا أنس بن مالك َر ِ
الحجاج .فقال< :اصبروا فإنه ل يأتي زمان إل والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم> سمعته من
نبيكم صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّمَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :بادروا لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 93السابع عن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
بالعمال سبعا :هل تنتظرون إل فقرا منسيا ،أو غنى مطغيا ،أو مرضا مفسدا ،أو هرما مفندا ،أو
موتا مجهزا ،أو الدجال فشر غائب ينتظر ،أو الساعة فالساعة أدهى وأمر> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ
حسَنٌ.حَدِيثُ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال يوم خيبر< :لعطين هذه ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 94الثامن عنه َرضِيَ الُّ َ
ع ْنهُ :ما أحببت المارة ضيَ الُّ َل ورسوله ،يفتح الّ على يديه> قال عمر َر ِ الراية رجل يحب ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم علي ابن أبي إل يومئذ ،فتساورت لها رجاء أن أدعى لها .فدعا َرسُول ا ِ
ع ْنهُ فأعطاه إياها وقال< :امش ول تلتفت حتى يفتح الّ عليك> فسار علي شيئا ضيَ الُّ َ طالب َر ِ
ثم وقف ولم يلتفت فصرخ :يا َرسُول الِّ على ماذا أقاتل الناس؟ قال< :قاتلهم حتى يشهدوا أن ل
إله إل الّ وأن محمدا رسول الّ ،فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إل بحقها،
وحسابهم على الّ> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
قوله <فتساورت> هو بالسين المهملة :أي وثبت متطلعا.
* - 11 *2باب المجاهدة
ل تعالى (العنكبوت { :)69والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ،وإن الّ لمع المحسنين}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الحجر { :)99واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
وقال تعالى (المزمل { :)8واذكر اسم ربك ،وتبتل إليه تبتيل} أي انقطع إليه.
وقال تعالى (الزلزلة { :)7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}.
وقال تعالى (المزمل { :)20وما تقدموا لنفسكم من خير تجدوه عند الّ هو خيرا وأعظم أجرا}.
ل به عليم}. وقال تعالى (البقرة { :)273وما تنفقوا من خير فإن ا ّ
واليات في الباب كثيرة معلومة.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 95وأما الحاديث :فالول عن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ل تعالى قال :من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ،وما تقرب إلي عبدي بشيء َوسَلّم< :إن ا ّ
أحب إلي مما افترضت عليه .وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه :فإذا أحببته كنت
سمعه الذي يسمع به ،وبصره الذي يبصر به ،ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها،
وإن سألني أعطيته ،ولئن استعاذني لعيذنه> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
<آذنته> :أعلمته بأني محارب له.
<استعاذني> روي بالنون وبالباء.
جلّع ّز وَ َعَليْ ِه َوسَلّم فيما يرويه عن ربه َ عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 96الثاني عن أنس َر ِ
قال< :إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ،وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا ،وإذا
أتاني يمشي أتيته هرولة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :نعمتان ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 97الثالث عن ابن عباس َرضِيَ الُّ َ
مغبون فيهما كثير من الناس :الصحة والفراغ> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عنْها أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم كان يقوم من الليل حتى ضيَ الُّ َ - 98الرابع عن عائشة رَ ِ
تتفطر قدماه .فقلت له :لم تصنع هذا يا رَسُول الِّ وقد غفر الّ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
عَليْهِ .هذا لفظ البخاري .ونحوه في الصحيحين من قال< :أفل أحب أن أكون عبدا شكورا> ُمتّفَقٌ َ
رواية المغيرة بن شعبة.
عَل ْيهِ َوسَلّم إذا دخل لّ صَلّى الُّ َعنْها قالت :كان َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 99الخامس عن عائشة َر ِ
عَليْهِ.
العشر أحيا الليل ،وأيقظ أهله ،وجد وشد المئزر> ُمتّفَقٌ َ
والمراد العشر الواخر من شهر رمضان.
و <المئزر> :الزار وهو :كناية عن اعتزال النساء .وقيل المراد :تشميره للعبادة .يقال :شددت
لهذا المر مئزري :أي تشمرت وتفرغت له.
عَليْ ِه َوسَلّم:
لّ صَلّى الُّ َ
عنْهُ قال :قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 100السادس عن أبي هريرة َر ِ
<المؤمن القوي خير وأحب إلى الّ من المؤمن الضعيف ،وفي كل خير ،احرص على ما ينفعك،
واستعن بال ول تعجز ،وإن أصابك شيء فل تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ،ولكن قل :قدر الّ
وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :حجبت النار لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 101السابع عنه رَ ِ
بالشهوات ،وحجبت الجنة بالمكاره> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية لمسلم< :حفت> بدل <حجبت> وهو بمعناه :أي بينه وبينها هذا الحجاب فإذا فعله
دخلها.
عنْهُ قال :صليت مع النبي صَلّى الُّ ضيَ الُّ َ - 102الثامن عن أبي عبد الّ حذيفة بن اليمان َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم ذات ليلة فافتتح البقرة ،فقلت يركع عند المائة ،ثم مضى ،فقلت يصلي بها في ركعة، َ
فمضى ،فقلت يركع بها ،ثم افتتح النساء فقرأها ،ثم افتتح آل عمران فقرأها ،يقرأ مترسل :إذا
مر بآية فيها تسبيح سبح ،وإذا مر بسؤال سأل ،وإذا مر بتعوذ تعوذ ،ثم ركع فجعل يقول:
<سبحان ربي العظيم> فكان ركوعه نحوا من قيامه ،ثم قال <سمع الّ لمن حمده ربنا لك
الحمد> ثم قام قياما طويل قريبا مما ركع ،ثم سجد فقال< :سبحان ربي العلى> فكان سجوده
قريبا من قيامهَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم ليلةع ْنهُ قال :صليت مع النبي صَلّى الُّ َ - 103التاسع عن ابن مسعود َرضِيَ الُّ َ
فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء .قيل :وما هممت به؟ قال :هممت أن أجلس وأدعهُ .متّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
عَليْ ِه َوسَلّم قال :يتبع الميت لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ عن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 104العاشر عن أنس َر ِ
ثلثة :أهله وماله وعمله؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد :يرجع أهله وماله ويبقى عمله> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
ع ْنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :الجنة ضيَ الُّ َ - 105الحادي عشر عن ابن مسعود رَ ِ
أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ،والنار مثل ذلك> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم - 106الثاني عشر عن أبي فراس ربيعة بن كعب السلمي خادم َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فآتيه ع ْنهُم قال :كنت أبيت مع َرسُول ا ِ ومن أهل الصفة َرضِيَ الُّ َ
بوضوئه وحاجته .فقال< :سلني> فقلت :أسألك مرافقتك في الجنة .فقال< :أو غير ذلك؟> قلت:
هو ذاك .قال< :فأعني على نفسك بكثرة السجود> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ - 107الثالث عشر عن أبي عبد الّ ،ويقال :أبو عبد الرحمن ثوبان مولى َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :عليك بكثرة لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم َر ِ
َ
السجود؛ فإنك لن تسجد ل سجدة إل رفعك الّ بها درجة ،وحط عنك بها خطيئة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عنْهُ قال ،قال َرسُول الِّ ضيَ الُّ َ ل بن بسر السلمي َر ِ - 108الرابع عشر عن أبي صفوان عبد ا ّ
حدِيثُي وَقَالََ : عَل ْيهِ َوسَلّم< :خير الناس من طال عمره وحسن عمله> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ صَلّى الُّ َ
حسَنٌ. َ
ع ْنهُ عن عنْهُ قال غاب عمي أنس بن النضر َرضِيَ الُّ َ ضيَ الُّ َ
- 109الخامس عشر عن أنس َر ِ
ل أشهدني قتال قتال بدر فقال :يا َرسُول الِّ غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ،لئن ا ّ
ل ما أصنع .فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون ،فقال :اللهم أعتذر إليك مما المشركين ليرين ا ّ
صنع هؤلء (يعني أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلء (يعني المشركين) ثم تقدم فاستقبله سعد
ابن معاذ فقال :يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد! فقال سعد :فما
لّ ما صنع! قال أنس :فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة استطعت يا َرسُول ا ِ
برمح أو رمية بسهم ،ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد إل أخته ببنانه .قال
أنس :كنا نرى أو نظن أن هذه الية نزلت فيه وفي أشباهه (الحزاب { :)23من المؤمنين رجال
عَليْهِ.
صدقوا ما عاهدوا الّ عليه} إلى آخرها .مُتّفَقٌ َ
قوله <ليرين الّ> روي بضم الياء وكسر الراء :أي ليظهرن الّ ذلك للناس .وروي بفتحهما
ومعناه ظاهر ،وال أعلم.
ع ْنهُ قال :لما - 110السادس عشر عن أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري البدري َرضِيَ الُّ َ
نزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا ،فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا :مراء ،وجاء
رجل آخر فتصدق بصاع ،فقالوا :إن الّ لغني عن صاع هذا! فنزلت (التوبة { :)79الذين يلمزون
عَليْهِ [هذا لفظ المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين ل يجدون إل جهدهم} الية ،مُتّفَقٌ َ
البخاري].
و <نحامل> بضم النون ،وبالحاء المهملة :أي يحمل أحدنا على ظهره بالجرة ويتصدق بها.
- 111السابع عشر عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولني عن
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فيما يروي عن الّ تبارك أبي ذر جندب بن جنادة َرضِيَ الُّ َ
وتعالى أنه قال< :يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فل تظالموا ،يا
عبادي كلكم ضال إل من هديته فاستهدوني أهدكم ،يا عبادي كلكم جائع إل من أطعمته
فاستطعموني أطعمكم ،يا عبادي كلكم عار إل من كسوته فاستكسوني أكسكم ،يا عبادي إنكم
تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم ،يا عبادي إنكم لن تبلغوا
ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ،يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا
على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً ،يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم
وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ،يا عبادي لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما
عندي إل كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ،يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم
إياها فمن وجد خيراً فليحمد الّ ومن وجد غير ذلك فل يلومن إل نفسه> قال سعيد :كان أبو
إدريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيهَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
وروينا عن المام أحمد بن حنبل رحمه الّ قال :ليس لهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث.
* - 12 *2باب الحث على الزدياد من الخير في أواخر العمر
ل تعالى (فاطر { :)37أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير} @قال ا ّ
قال ابن عباس والمحققون :معناه :أولم نعمركم ستين سنة ،ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن
شاء الّ تعالى .وقيل معناه :ثماني عشرة سنة .وقيل :أربعين سنة .قاله الحسن والكلبي
ومسروق ،ونقل عن ابن عباس أيضاً ،ونقلوا أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة
تفرغ للعبادة .وقيل هو :البلوغ .وقوله تعالى{ :وجاءكم النذير} قال ابن عباس والجمهور :هو
عَليْ ِه َوسَلّم .وقيل :الشيب .قاله عكرمة وابن عيينة وغيرهما ،وال أعلم. النبي صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال: ضيَ الُّ َ - 112وأما الحاديث فالول عن أبي هريرة َر ِ
<أعذر الّ إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
قال العلماء :معناه :لم يترك له عذراً إذ أمهله هذه المدة .يقال :أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في
العذر.
ع ْنهُ يدخلني مع أشياخ بدر ضيَ الُّ َ عنْهُ قال :كان عمر َر ِ ضيَ الُّ َ - 113الثاني عن ابن عباس َر ِ
فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال :لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر :إنه من حيث
علمتم .فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم فما رأيت أنه دعاني يومئذ إل ليريهم .قال :ما تقولون في
ل ونستغفره إذا نصرنا ل تعالى{ :إذا جاء يصر الّ والفتح}؟ فقال بعضهم :أمرنا نحمد ا ّ قول ا ّ
وفتح علينا ،وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً .فقال لي :أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت ل .قال :فما
عَل ْيهِ َوسَلّم أعلمه له؛ قال{ :إذا جاء نصر الّ والفتح} لّ صَلّى الُّ َ تقول؟ قلت :هو أجل َرسُول ا ِ
ضيّ الُّوذلك علمة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً} [الفتح ]3 :فقال عمر َر ِ
ع ْنهُ :ما أعلم منها إل ما تقولَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ. َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم صلة
عنْها قالت :ما صلى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 114الثالث عن عائشة رَ ِ
بعد أن نزلت عليه {إذا جاء نصر الّ والفتح} إل يقول فيها <سبحانك ربنا وبحمدك ،اللهم اغفر
عَل ْيهِ.
لي> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يكثر أن يقول في ركوعه وفي رواية في الصحيحين عنها :كان َرسُول ا ِ
وسجوده <سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي> يتأول القرآن .معنى <يتأول القرآن> :
أي يعمل ما أمر به في القرآن في قوله تعالى{ :فسبح بحمد ربك واستغفره}
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يكثر أن يقول قبل أن يموت <سبحانك وفي رواية لمسلم :كان َرسُول ا ِ
وبحمدك ،أستغفرك وأتوب إليك> قالت عائشة قلت :يا َرسُول الِّ ما هذه الكلمات التي أراك
ل والفتح} إلى أحدثتها تقولها؟ قال< :جعلت لي علمة في أمتي إذا رأيتها قلتها {إذا جاء نصر ا ّ
آخر السورة.
عَليْ ِه َوسَلّم يكثر من قول< :سبحان الّ وبحمده أستغفر لّ صَلّى الُّ َ وفي رواية له :كان َرسُول ا ِ
ل وأتوب إليه> قالت قلت :يا َرسُول الِّ أراك تكثر من قول <سبحان الّ وبحمده أستغفر الّ ا ّ
وأتوب إليه> ؟ فقال< :أخبرني ربي أني سأرى علمة في أمتي فإذا رأيتها أكثرت من قول
ل والفتح} :فتح مكة سبحان الّ وبحمده ،أستغفر الّ وأتوب إليه .فقد رأيتها {إذا جاء نصر ا ّ
{ورأيت الناس يدخلون في دين الّ أفواجاً ،فسبح بحمد ربك ،واستغفره إنه كان تواباً}.
لّ صَلّى الُّ جلّ تابع الوحي على َرسُول ا ِ عزّ وَ َ ع ْنهُ قال :إن الّ َ - 115الرابع عن أنس َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قبل وفاته حتى توفي أكثر ما كان الوحيُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ. َ
ع ْنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم :يبعث كل عبد على ضيَ الُّ َ - 116الخامس عن جابر رَ ِ
ما مات عليه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 13 *2باب بيان كثرة طرق الخير
ل به عليم}. ل تعالى (البقرة { :)215وما تفعلوا من خير فإن ا ّ @قال ا ّ
وقال تعالى (البقرة { :)197وما تفعلوا من خير يعلمه الّ}.
وقال تعالى (الزلزلة { :)7فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره}.
وقال تعالى (الجاثية { :)15من عمل صالحاً فلنفسه}.
واليات في الباب كثيرة.
- 117وأما الحاديث فكثيرة جدًا وهي غير منحصرة فنذكر طرف ًا منها:
ع ْنهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ أي العمال أفضل؟ قال: الول عن أبي ذر جندب بن جنادة َرضِيَ الُّ َ
<اليمان بال والجهاد في سبيله> قلت :أي الرقاب أفضل؟ قال< :أنفسها عند أهلها وأكثرها
ثمناً> قلت :فإن لم أفعل؟ قال< :تعين صانع ًا أو تصنع لخرق> قلت :يا َرسُول الِّ أرأيت إن
ضعفت عن بعض العمل؟ قال< :تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
<الصانع> بالصاد المهملة هذا هو المشهور .وروي <ضائعاً> بالمعجمة :أي ذا ضياع من فقر
أو عيال ونحو ذلك.
و <الخرق> :الذي ل يتقن ما يحاول فعله.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :يصبح ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 118الثاني عن أبي ذر أيض ًا َرضِيَ الُّ َ
على كل سلمى من أحدكم صدقة ،فكل تسبيحة صدقة ،وكل تحميدة صدقة ،وكل تهليلة صدقة،
وكل تكبيرة صدقة ،وأمر بالمعروف صدقة ،ونهي عن المنكر صدقة؛ ويجزئ من ذلك ركعتان
يركعهما من الضحى> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
<السلمى> بضم السين المهملة وتخفيف اللم وفتح الميم :المفصل.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :عرضت علي أعمال عنْهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 119الثالث عنه رَ ِ
أمتي حسنها وسيئها ،فوجدت في محاسن أعمالها الذى يماط عن الطريق ،ووجدت في مساوئ
أعمالها النخاعة تكون في المسجد ل تدفن> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عنْهُ أن ناساً قالوا :يا َرسُول الِّ ذهب أهل الدثور بالجور: ضيَ الُّ َ - 120الرابع عنه رَ ِ
يصلون كما نصلي ،ويصومون كما نصوم ،ويتصدقون بفضول أموالهم .قال< :أوليس قد جعل
الّ لكم ما تصدقون به :إن بكل تسبيحة صدقة ،وكل تكبيرة صدقة ،وكل تحميدة صدقة ،وكل
تهليلة صدقة ،وأمر بالمعروف صدقة ،ونهي عن المنكر صدقة ،وفي بضع أحدكم صدقة> قالوا:
يا َرسُول الِّ أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال< :أرأيتم لو وضعها في حرام أكان
عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلل كان له أجر> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
<الدثور> بالثاء المثلثة :الموال واحدها دثر.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ل تحقرن من عنْهُ قال ،قال لي النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 121الخامس عنه َر ِ
المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :كل عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 122السادس عن أبي هريرة َر ِ
سلمى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس :يعدل بين الثنين صدقة ،ويعين الرجل
في دابته فتحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة ،والكلمة الطيبة صدقة ،وبكل خطوة
تمشيها إلى الصلة صدقة ،وتميط الذى عن الطريق صدقة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم:
لّ صَلّى الُّ َ عنْها قالت قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ و َروَا ُه مُسِْلمٌ أيضاً من رواية عائشة رَ ِ
<إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلثمائة مفصل .فمن كبر الّ ،وحمد الّ ،وهلل
الّ ،وسبح الّ ،واستغفر الّ ،وعزل حجراً عن طريق الناس ،أو شوكة أو عظماً عن طريق
الناس ،أو أمر بمعروف ،أو نهي عن منكر عدد الستين والثلثمائة فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح
نفسه عن النار> .
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :من غدا إلى المسجد أو ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 123السابع عنه رَ ِ
عَليْهِ.راح أعد الّ له في الجنة نزلً كلما غدا أو راح> مُتّفَقٌ َ
<النزل> :القوت والرزق وما يهيأ للضيف.
عَليْ ِه َوسَلّم< :يا نساء المسلمات صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 124الثامن عنه َرضِيَ الُّ َ
ل تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
قال الجوهري :الفرسن من البعير كالحافر من الدابة .قال :وربما استعير في الشاة.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :اليمان بضع وسبعون ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 125التاسع عنه رَ ِ
أو بضع وستون شعبة :فأفضلها قول ل إله إل الّ ،وأدناها إماطة الذى الطريق .والحياء شعبة
من اليمان> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<البضع> :من ثلثة إلى تسعة بكسر الباء وقد تفتح.
و <الشعبة> :القطعة.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :بينما رجل يمشي ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 126العاشر عنه َر ِ
بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من
العطش .فقال الرجل :لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني ،فنزل البئر فمل
خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الّ له فغفر له> قالوا :يا َرسُول الِّ إن لنا
عَل ْيهِ.
في البهائم أجراً؟ فقال< :في كل كبد رطبة أجر> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية للبخاري< :فشكر الّ له فغفر له فأدخله الجنة>
وفي رواية لهما <بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل
فنزعت موقها فاستقت له به فسقته فغفر لها به> .
<الموق> :الخف.
و <يطيف> :يدور حول
<ركية> وهي :البئر.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :لقد رأيت رجلً عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 127الحادي عشر عنه َر ِ
يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
وفي رواية له< :مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال وال لنحين هذا عن المسلمين ل
يؤذيهم فأدخل الجنة>
وفي رواية لهما <بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الّ له
فغفر له> .
عَليْ ِه َوسَلّم< :من توضأ لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 128الثاني عشر عنه َر ِ
فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلثة أيام،
ومن مس الحصا فقد لغا> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا توضأ العبد المسلم أو - 129الثالث عشر عنه أن َرسُول ا ِ
المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطر الماء،
فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا
غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجله مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من
الذنوب> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :الصلوات لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ عن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 130الرابع عشر عنه َر ِ
الخمس ،والجمعة إلى الجمعة ،ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر>
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :أل أدلكملّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 131الخامس عشر عنه َر ِ
ل به الخطايا ويرفع به الدرجات؟> قالوا :بلى يا َرسُول الِّ .قال< :إسباغ على ما يمحو ا ّ
الوضوء على المكاره ،وكثرة الخطا إلى المساجد ،وانتظار الصلة بعد الصلة؛ فذلكم الرباط>
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ
عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 132السادس عشر عن أبي موسى الشعري َر ِ
عَل ْيهِ.
َوسَلّم< :من صلى البردين دخل الجنة> مُتّفَقٌ َ
<البردان> :الصبح والعصر.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :إذا مرض عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 133السابع عشر عنه َر ِ
العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :كل
لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 134الثامن عشر عن جابر َر ِ
ع ْنهُ.
معروف صدقة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ .و َروَا ُه ُمسْلِ ٌم من رواية حذيفة َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ما من مسلم عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 135التاسع عشر عنه َر ِ
يغرس غرساً إل كان ما أكل منه له صدقة ،وما سرق منه له صدقة ،ول يرزؤه أحد إل كان له
صدقة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
وفي رواية له< :فل يغرس المسلم غرساً فيأكل منه إنسان ول دابة ول طير إل كان له صدقة
إلى يوم القيامة>
وفي رواية له< :ل يغرس مسلم غرساً ول يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ول دابة ول شيء إل
ع ْنهُ.
كانت له صدقة> وروياه جميعاً من رواية أنس َرضِيَ الُّ َ
قوله <يرزؤه> :أي ينقصه.
ع ْنهُ قال أراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك َرسُول - 136العشرون عنه َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم ،فقال لهم< :إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟> فقالوا: لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
نعم يا َرسُول الِّ قد أردنا ذلك .فقال< :بني سلمة :دياركم تكتب آثاركم ،دياركم تكتب آثاركم>
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ.ضيَ الُّ َوفي رواية< :إن بكل خطوة درجة> و َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ أيض ًا بمعناه من رواية أنس َر ِ
ع ْنهُ.
ضيَ الُّ َو <بنو سلمة> :قبيلة معروفة من النصار َر ِ
و <آثارهم> :خطاهم.
عنْهُ قال :كان رجل ل أعلم رجلً ضيَ الُّ َ - 137الحادي والعشرون عن أبي المنذر أبي بن كعب َر ِ
أبعد من المسجد منه وكان ل تخطئه صلة ،فقيل له أو فقلت له :لو اشتريت حماراً تركبه
في الظلماء وفي الرمضاء؟ فقال :ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد ،إني أريد أن يكتب لي
عَل ْيهِ َوسَلّم< :قدلّ صَلّى الُّ َ ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي .فقال َرسُول ا ِ
جمع الّ لك ذلك كله> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
وفي رواية< :إن لك ما احتسبت> .
<الرمضاء> :الرض التي أصابها الحر الشديد.
عنْهُ قال ،قال ضيَ الُّ َ - 138الثاني والعشرون عن أبي محمد عبد الّ بن عمرو بن العاص رَ ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :أربعون خصلة أعلها منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة لّ صَلّى الُّ َ
َرسُول ا ِ
منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إل أدخله الّ بها الجنة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
<المنيحة> :أن يعطيه إياها ليأكل لبنها ثم يردها إليه.
عنْهُ قال سمعت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ضيَ الُّ َ - 139الثالث والعشرون عن عدي بن حاتم رَ ِ
عَل ْيهِ.
يقول< :اتقوا النار ولو بشق تمرة> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ما منكم من أحد إل سيكلمه لّ صَلّى الُّ َ وفي رواية لهما عنه قال ،قال َرسُول ا ِ
ربه ليس بينه وبينه ترجمان ،فينظر أيمن منه فل يرى إل ما قدم ،وينظر أشأم منه فل يرى إل
ما قدم ،وينظر بين يديه فل يرى إل النار تلقاء وجهه ،فاتقوا النار ولو بشق تمرة ،فمن لم يجد
فبكلمة طيبة> .
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :إن عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 140الرابع والعشرون عن أنس َر ِ
الّ ليرضى عن العبد أن يأكل الكلة فيحمده عليها ،أو يشرب الشربة فيحمده عليها> َروَاهُ
مُسِْلمٌ.
<الكلة> بفتح الهمزة :هي الغدوة أو العشوة.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال: ضيَ الُّ َ - 141الخامس والعشرون عن أبي موسى َر ِ
<على كل مسلم صدقة> قال :أرأيت إن لم يجد؟ قال< :يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق> قال:
أرأيت إن لم يستطع؟ قال< :يعين ذا الحاجة الملهوف> قال :أرأيت إن لم يستطع؟ قال< :يأمر
عَليْهِ.
بالمعروف أو الخير> قال :أرأيت إن لم يفعل؟ قال< :يمسك عن الشر فإنها صدقة> ُمتّفَقٌ َ
* - 14 *2باب القتصاد في العبادة
ل تعالى (طه { :)2 ،1طه ،ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}. @قال ا ّ
وقال تعالى (البقرة { :)185يريد الّ بكم اليسر ول يريد بكم العسر}.
عَليْ ِه َوسَلّم دخل عليها وعندها امرأة .قال: صلّى الُّ َعنْها أن النبي َ - 142وعن عائشة َرضِيِ الُّ َ
<من هذه؟> قالت :هذه فلنة تذكر من صلتها .قال< :مه عليكم بما تطيقون ،فوال ل يمل الّ
عَليْهِ.
حتى تملوا> وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه .مُتّفَقٌ َ
و <مه> :كلمة نهي وزجر.
ومعنى <ل يمل ال> :ل يقطع ثوابه عنكم وجزاء أعمالكم ويعاملكم معاملة المالّ <حتى تملوا>
فتتركوا .فينبغي لكم أن تأخذوا ما تطيقون الدوام عليه ليدوم ثوابه لكم وفضله عليكم.
عَليْ ِه
صلّى الُّ َ ع ْنهُ قال< :جاء ثلثة رهط إلى بيوت أزواج النبي َ ضيِ الُّ َ - 143وعن أنس َر ِ
َوسَلّم يسألون عن عبادة النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا :أين نحن
عَليْ ِه َوسَلّم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .قال أحدهم :أما أنا فأصلي من النبي صَلّى الُّ َ
الليل أبداً .وقال الخر :وأنا أصوم الدهر ول أفطر .وقال الخر :وأنا أعتزل النساء فل أتزوج
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم إليهم فقال< :أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما وال إني أبداً .فجاء َرسُول ا ِ
لخشاكم ل وأتقاكم له ،لكني أصوم وأفطر ،وأصلي وأرقد ،وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن
سنتي فليس مني!> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :هلك المتنطعون!> ضيِ الُّ َ - 144وعن ابن مسعود َر ِ
قالها ثلثاًَ .روَا ُه ُمسِْلمٌ.
<المتنطعون> :المتعمقون المشددون في غير موضع التشديد.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إن الدين يسر ،ولن - 145وعن أبي هريرة َرضِيِ الُّ َ
يشاد الدين إل غلبه ،فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة>
َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
وفي رواية له< :سددوا ،وقاربوا ،واغدوا وروحوا ،وشيء من الدلجة؛ القصد القصد تبلغوا>
قوله <الدين> هو مرفوع على ما لم يسم فاعله .وروي منصوباً .وروي <لن يشاد الدين أحد> .
عَل ْيهِ َوسَلّم< :إل غلبه> :أي غلبه الدين وعجز ذلك المشاد عن مقاومة الدين وقوله صَلّى الُّ َ
لكثرة طرقه.
و <الغدوة> :سير أول النهار.
و <الروحة> آخر النهار.
جلّ
ع ّز وَ َ
و <الدلجة> آخر الليل .وهذا استعارة وتمثيل .ومعناه :استعينوا على طاعة الّ َ
بالعمال في وقت نشاطكم وفراغ قلوبكم بحيث تستلذون العبادة ول تسأمون وتبلغون
مقصودكم ،كما أن المسافر الحاذق يسير في هذه الوقات ويستريح هو ودابته في غيرها فيصل
المقصود بغير تعب ،وال أعلم.
عَل ْيهِ َوسَلّم المسجد فإذا حبل ممدود ع ْنهُ قال :دخل النبي صَلّى الُّ َ ضيِ الُّ َ - 146وعن أنس َر ِ
بين الساريتين ،فقال< :ما هذا الحبل؟> قالوا :هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت به .فقال النبي
عَليْهِ.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :حلوه ،ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد> ُمتّفَقٌ َ صَلّى الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا نعس أحدكم لّ صَلّى الُّ َ عنْها أن َرسُول ا ِ - 147وعن عائشة َرضِيِ الُّ َ
وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس ل يدري لعله يذهب
يستغفر فيسب نفسه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ع ْنهُ قال :كنت أصلي مع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ - 148وعن أبي عبد الّ جابر بن سمرة َرضِيِ الُّ َ
َوسَلّم الصلوات فكانت صلته قصداً ،وخطبته قصداً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
قوله <قصداً> :أي بين الطول والقصر.
عنْهُ قال :آخى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم ضيِ الُّ َ
ل َر ِ
- 149وعن أبي جحيفة وهب بن عبد ا ّ
بين سلمان وأبي الدرداء ،فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها :ما شأنك؟
قالت :أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا .فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً فقال له :كل
فإني صائم .قال :ما أنا بآكل حتى نأكل .فأكل ،فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال :نم.
فنام ،ثم ذهب يقوم فقال له :نم .فلما كان آخر الليل قال سلمان :قم الن .فصليا جميعا ،فقال له
سلمان :إن لربك عليك حقاً ،وإن لنفسك عليك حقاً ،لهلك عليك حقاً ،فأعط كل ذي حق حقه.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :صدق سلمان> فأتى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فذكر ذلك له ،فقال النبي صَلّى الُّ َ
َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عنْهُ قال :أخبر النبي صَلّى الُّ ضيِ الُّ َ - 150وعن أبي محمد عبد الّ بن عمرو بن العاص رَ ِ
لّ صَلّى الُّ عَليْ ِه َوسَلّم أني أقول :وال لصومن النهار ولقومن الليل ما عشت .فقال َرسُول ا ِ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :أنت الذي تقول ذلك؟> فقلت له :قد قلته بأبي أنت وأمي يا َرسُول الِّ .قال< :فإنك َ
ل تستطيع ذلك؛ فصم وأفطر ونم وقم ،وصم من الشهر ثلثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك
مثل صيام الدهر> قلت :فإني أطيق أفضل من ذلك .قال< :فصم يوماً وأفطر يومين> قلت :فإني
أطيق أفضل من ذلك .قال< :فصم يوماً وأفطر يوماً فذلك صيام داود عليه السلم وهو أعدل
الصيام> وفي رواية< :هو أفضل الصيام> فقلت :فإني أطيق أفضل من ذلك .فقال َرسُول الِّ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ل أفضل من ذلك> ولن أكون قبلت الثلثة اليام التي قال َرسُول الِّ صَلّى الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم أحب إلي من أهلي ومالي.
صَلّى الُّ َ
وفي رواية <ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟> قلت :بلى يا َرسُول الِّ .قال< :فل تفعل؛
صم وأفطر ونم وقم؛ فإن لجسدك عليك حقاً ،وإن لعينيك عليك حقاً ،وإن لزوجك عليك حقاً ،وإن
لزورك عليك حقاً ،وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها
فإن ذلك صيام الدهر> فشدّدْت فشُدّدَ علي .قلت :يا َرسُول الِّ إني أجد قوة .قال< :صم صيام نبي
ل يقول بعد الّ داود ول تزد عليه> قلت :وما كان صيام داود؟ قال< :نصف الدهر> فكان عبد ا ّ
عَل ْيهِ َوسَلّم!
لّ صَلّى الُّ َما كبر :يا ليتني قبلت رخصة َرسُول ا ِ
وفي رواية< :ألم أخبر أنك تصوم الدهر ،وتقرأ القرآن كل ليلة> فقلت :بلى يا َرسُول الِّ ولم أرد
بذلك إل الخير .قال< :فصم صوم نبي الّ داود فإنه كان أعبد الناس ،واقرأ القرآن في كل شهر>
ل إني قلت :يا نبي الّ إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال< :فاقرأه في كل عشرين> قلت :يا نبي ا ّ
ل إني أطيق أفضل من ذلك؟ أطيق أفضل من ذلك؟ قال< :فاقرأه في كل عشر> قلت :يا نبي ا ّ
عَليْهِ شدّدَ علي ،وقال لي النبي صَلّى الُّ َ قال< :فاقرأه في كل سبع ول تزد على ذلك> فشَدّدْتُ ف ُ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :إنك ل تدري لعلك يطول بك عمر> قال :فصرت إلى الذي قال لي النبي صَلّى الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم.
ل صَلّى الُّ َ َوسَلّم ،فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي ا ّ
وفي رواية< :وإن لولدك عليك حقاً>
وفي رواية< :ل صام من صام البد> ثلثاً.
وفي رواية< :أحب الصيام إلى الّ صيام داود ،وأحب الصلة إلى الّ صلة داود :كان ينام
نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ،وكان يصوم يومًا ويفطر يوماً ،ول يفر إذا لقى>
وفي رواية قال :أنكحني أبي امرأة ذات حسب ،وكان يتعاهد كنته :أي امرأة ولده ،فيسألها عن
بعلها فتقول له :نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشاً ،ولم يفتش لنا كنفًا منذ أتيناه! فلما طال
ذلك عليه ذكر ذلك للنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال< :القني به> فلقيته بعد فقال< :كيف
تصوم؟> قلت :كل يوم .قال< :وكيف تختم؟> قلت :كل ليلة .وذكر نحو ما سبق .وكان يقرأ على
بعض أهله السبع الذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل ،وإذا أراد أن يتقوى
عَليْ ِه َوسَلّم. أفطر أياماً وأحصى وصام مثلهن كراهية أن يترك شيئاً فارق عليه النبي صَلّى الُّ َ
كل هذه الروايات صحيحة معظمها في الصحيحين وقليل منها في أحدهما.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه - 151وعن أبي ربعي حنظلة بن الربيع السيدي الكاتب أحد كتاب َرسُول ا ِ
ع ْنهُ فقال :كيف أنت يا حنظلة؟ قلت :نافق حنظلة! قال: ضيِ الُّ َ
َوسَلّم قال :لقيني أبو بكر َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يذكرنا بالجنة والنار كأنا سبحان الّ! ما تقول؟ قلت :نكون عند َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم عافسنا الزواج والولد لّ صَلّى الُّ َ رأي عين فإذا خرجنا من عند َرسُول ا ِ
ع ْنهُ :فوال إنا لنلقى مثل هذا .فانطلقت أنا وأبو والضيعات نسينا كثيراً .قال أبو بكر َرضِيِ الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم فقلت :نافق حنظلة يا َرسُول الِّ! فقال لّ صَلّى الُّ َبكر حتى دخلنا على َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :وما ذاك؟> قلت :يا َرسُول الِّ نكون عندك تذكرنا بالنار لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
والجنة كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الزواج والولد والضيعات نسينا كثيراً.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي فقال َرسُول ا ِ
وفي الذكر لصافحتكم الملئكة في فرشكم وفي طرقكم ،ولكن يا حنظلة ساعة وساعة> ثلث
مراتَ .روَا ُه مُسِْلمٌ.
قوله< :ربعي> بكسر الراء< .والسيدي> بضم الهمزة وفتح السين وبعدها ياء مكسورة مشددة
وقوله <عافسنا> هو بالعين والسين المهملتين : ،أي عالجنا ولعبنا.
و <الضيعات> :المعايش.
ع ْنهُ قال :بينما النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يخطب إذا هو برجل ضيِ الُّ َ - 152وعن ابن عباس َر ِ
قائم فسأل عنه ،فقالوا :أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ول يقعد ول يستظل ول يتكلم
ويصوم .فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه> َروَاهُ
ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 15 *2باب المحافظة على العمال
ل وما نزل من ل تعالى (الحديد { :)16ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر ا ّ @قال ا ّ
الحق ،ول يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم المد فقست قلوبهم}.
قال تعالى (الحديد { :)27ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه النجيل،
وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ،ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إل ابتغاء
رضوان الّ ،فما رعوها حق رعايتها}.
قال تعالى (النحل { :)92ول تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً}.
قال تعالى (الحجر { :)99واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
وأما الحاديث فمنها حديث عائشة :وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه .وقد سبق في
الباب قبله (حديث رقم . )142
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :من نام ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 153وعن عمر بن الخطاب َرضِيِ الُّ َ
عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلة الفجر وصلة الظهر كتب له كأنما قرأه
من الليل> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ عنْهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 154وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
عَليْهِ.
ل ل تكن مثل فلن كان يقوم من الليل فترك قيام الليل> ُمتّفَقٌ َ َوسَلّم< :يا عبد ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم إذا فاتته الصلة عنْها قالت :كان َرسُول ا ِ - 155وعن عائشة َرضِيِ الُّ َ
من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي [اثنتي] عشرة ركعةَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 16 *2باب المر بالمحافظة على السنة وآدابها
ل تعالى (الحشر { :)7وما آتاكم الرسول فخذوه ،وما نهاكم عنه فانتهوا}. @قال ا ّ
قال تعالى (النجم { :)4 ،3وما ينطق عن الهوى ،إن هو إل وحي يوحى}.
قال تعالى (آل عمران { :)31قل إن كنتم تحبون الّ فاتبعوني يحببكم الّ ،ويغفر لكم ذنوبكم}.
قال تعالى (الحزاب { :)21لقد كان لكم في َرسُول الِّ أسوة حسنة لمن كان يرجو الّ واليوم
الخر}.
قال تعالى (النساء { :)65فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ،ثم ل يجدوا في
أنفسهم حرج ًا مما قضيت ،ويسلموا تسليماً}.
قال تعالى (النساء { :)59فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الّ والرسول إن كنتم تؤمنون بال
واليوم الخر}.
قال العلماء :معناه :إلى الكتاب والسنة.
قال تعالى (النساء { :)80من يطع الرسول فقد أطاع الّ}.
قال تعالى (الشورى { :)53 ،52وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}.
قال تعالى (النور { :)63فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
قال تعالى (الحزاب { :)34واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الّ والحكمة} .واليات في الباب
كثيرة.
وأما الحاديث:
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :دعوني ما ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 156فالول عن أبي هريرة َرضِيِ الُّ َ
تركتكم؛ إنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلفهم على أنبيائهم ،فإذا نهيتكم عن شيء
عَل ْيهِ.
فاجتنبوه ،وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ ع ْنهُ قال :وعظنا َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 157الثاني عن أبي نجيح العرباض بن سارية َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم موعظة بليغة ،وجلت منها القلوب ،وذرفت منها العيون .فقلنا :يا َرسُول الِّ كأنها َ
موعظة مودع فأوصنا .قال< :أوصيكم بتقوى الّ والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم
عبد[حبشي] ،وإنه من يعش منكم فسيرى اختلفاً كثيراً! فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين عضوا عليها بالنواجذ ،وإياكم ومحدثات المور فإن كل بدعة ضللة> رواه أبو داود
ن صحيح. حسَ ٌ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
<النواجذ> بالذال المعجمة :النياب وقيل الضراس.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :كل أمتي لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 158الثالث عن أبي هريرة رَ ِ
يدخلون الجنة إل من أبى> قيل :ومن يأبى يا َرسُول الِّ؟ قال< :من أطاعني دخل الجنة ،ومن
عصاني فقد أبى> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
ع ْنهُ أن رجلً - 159الرابع عن أبي مسلم ،وقيل :أبي إياس سلمة بن عمر بن الكوع َرضِيِ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم بشماله فقال< :كل بيمينك> قال :ل أستطيع .قال< :ل أكل عند َرسُول ا ِ
استطعت!> ما منعه إل الكبر ،فما رفعها إلى فيهَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 160الخامس عن أبي عبد الّ النعمان بن بشير َرضِيِ الُّ َ
سوّنّ صفوفكم أو ليخالفن الّ بين وجوهكم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ. عَليْ ِه َوسَلّم يقولَ < :لتُ َ
َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها وفي رواية لمسلم :كان َرسُول ا ِ
ل بادي ًا صدرهالقداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه .ثم خرج يوماً فقام حتى كاد أن يكبر فرأى رج ً
فقال< :عباد الّ لتسون صفوفكم أو ليخالفن الّ بين وجوهكم> .
عنْهُ قال :احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل ،فلما ضيِ الُّ َ - 161السادس عن أبي موسى رَ ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم بشأنهم قال< :إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها حدث َرسُول ا ِ
عنكم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم :إن مثل ما بعثني الّ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 162السابع عنه رَ ِ
به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً ،فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكل
والعشب الكثير ،وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الّ بها الناس فشربوا منها وسقوا
وزرعوا ،وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان ل تمسك ماء ول تنبت كل .فذلك مثل من فقه
ل به فعلم وعلم ،ومثل من لم يرفع بذلك رأس ًا ولم يقبل هدى الّ في دين الّ ونفعه بما بعثني ا ّ
الذي أرسلت به> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<فقه> بضم القاف على المشهور وقيل بكسرها :أي صار فقيهاً.
عَل ْيهِ َوسَلّم :مثلي ومثلكم لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 163الثامن عن جابر َر ِ
كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها ،وأنا آخذ بحجزكم عن
النار وأنتم تفلتون من يدي> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
<الجنادب> نحو الجراد .والفراش ،هذا المعروف الذي يقع في النار.
و <الحجز> جمع حجزة وهي :معقد الزار والسراويل.
عَل ْيهِ َوسَلّم أمر بلعق الصابع لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 164التاسع عنه رَ ِ
والصحفة وقال< :إنكم ل تدرون في أيه البركة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
وفي رواية له< :إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ول يدعها
للشيطان ،ول يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه ل يدري في أي طعامه البركة>
وفي رواية له< :إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه،
فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى فليأكلها ول يدعها للشيطان> .
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم
عنْهُ قال :قام فينا َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 165العاشر عن ابن عباس َر ِ
ل تعالى حفاة عراة غرلً {كما بدأنا أول بموعظة فقال< :يا أيها الناس إنكم محشورون إلى ا ّ
خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين} (النبياء )103أل وإن أول الخلئق يكسى يوم القيامة
إبراهيم عليه السلم ،أل وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول :يا رب
أصحابي .فيقال :إنك ل تدري ما أحدثوا بعدك .فأقول كما قال العبد الصالح{ :وكنت عليهم شهيداً
ما دمت فيهم} إلى قوله{ :العزيز الحكيم} (المائدة )118 ،117فيقال لي :إنهم لم يزالوا مرتدين
على
عَليْهِ.
أعقابهم منذ فارقتهم> ُمتّفَقٌ َ
<غرلً> :أي غير مختونين.
لّ صَلّىع ْنهُ قال :نهى َرسُول ا ِ ل بن مغفل َرضِيِ الُّ َ - 166الحادي عشر عن أبي سعيد عبد ا ّ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم عن الخذف وقال< :إنه ل يقتل الصيد ،ول ينكأ العدو ،وإنه يفقأ العين ،ويكسر
عَليْهِ. السن> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم نهى عن وفي رواية :أن قريباً لبن مغفل خذف فنهاه وقال إن َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم نهىلّ صَلّى الُّ َ الخذف وقال< :إنها ل تصيد صيداً> ثم عاد فقال :أحدثك أن َرسُول ا ِ
عنه ثم عدت تخذف! ل أكلمك أبداً.
عنْ ُه يقبل الحجر (يعني ضيِ الُّ َ - 167وعن عابس بن ربيعة قال :رأيت عمر بن الخطاب َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ السود) ويقول :إني أعلم أنك حجر ما تنفع ول تضر ،ولول إني رأيت َرسُول ا ِ
عَليْهِ.
َوسَلّم يقبلك ما قبلتك .مُتّفَقٌ َ
ل تعالى وما يقوله من دعي إلى ذلك وأمر بمعروف أو نهي * - 17 *2باب وجوب النقياد لحكم ا ّ
عن منكر
ل تعالى (النساء { :)65فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ،ثم ل يجدوا @قال ا ّ
في أنفسهم حرج ًا مما قضيت ،ويسلموا تسليماً}.
ل ورسوله ليحكم بينهم أن وقال تعالى (النور { :)51إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى ا ّ
يقولوا :سمعنا وأطعنا ،وأولئك هم المفلحون}.
وفيه من الحاديث حديث أبي هريرة المذكور في أول الباب قبله (انظر الحديث رقم )156وغيره
من الحاديث فيه.
عَليْ ِه َوسَلّم {ل ما لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال لما نزلت على َرسُول ا ِ - 168وعن أبي هريرة َرضِيِ الُّ َ
في السماوات وما في الرض ،وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحسبكم به الّ} الية (البقرة
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فأتوا َرسُول ا ِ )283اشتد ذلك على أصحاب َرسُول ا ِ
َوسَلّم ثم بركوا على الركب فقالوا :أي َرسُول الِّ كلفنا من العمال ما نطيق :الصلة والجهاد
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم: والصيام والصدقة وقد أنزل عليك هذه الية ول نطيقها .قال َرسُول ا ِ
<أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم :سمعنا وعصينا؟! بل قولوا سمعنا وأطعنا
غفرانك ربنا وإليك المصير .فلما اقترأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الّ تعالى في إثرها {آمن
الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون؛ كل آمن بال وملئكته وكتبه ورسله ل نفرق بين أحد
من رسله ،وقالوا :سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} (البقرة )285فلما فعلوا ذلك
ل نفساً إل وسعها ،لها ما كسبت وعليها ما جلّ {ل يكلف ا ّ ع ّز وَ َ ل تعالى فأنزل الّ َ نسخها ا ّ
اكتسبت ،ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال نعم {ربنا ول تحمل علينا إصراً كما حملته
على الذين من قبلنا} قال نعم {ربنا ول تحملنا ما ل طاقة لنا به} قال نعم {واعف عنا واغفر لنا
وارحمنا ،أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين} (البقرة )286قال نعمَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 18 *2باب النهي عن البدع ومحدثات المور
ل تعالى (يونس { :)32فماذا بعد الحق إل الضلل}. @قال ا ّ
وقال تعالى (النعام { :)8ما فرطنا في الكتاب من شيء}.
وقال تعالى (النساء { :)59فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الّ والرسول} :أي الكتاب والسنة.
وقال تعالى (النعام { :)153وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ،ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن
سبيله}.
وقال تعالى (آل عمران { :)31قل إن كنتم تحبون الّ فاتبعوني يحببكم الّ ،ويغفر لكم ذنوبكم}.
واليات في الباب كثيرة معلومة.
وأما الحاديث فكثيرة جدًا وهي مشهورة فنقتصر على طرف منها:
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :من أحدث في عنْها قالت قال َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 169عن عائشة َر ِ
عَليْهِ.
أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية لمسلم <من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد> .
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم إذا خطب احمرت ع ْنهُ قال :كان َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 170وعن جابر َر ِ
عيناه ،وعل صوته ،واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول <صبحكم ومساكم> ويقول:
<بعثت أنا والساعة كهاتين> ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول< :أما بعد فإن خير
عَليْ ِه َوسَلّم ،وشر المور محدثاتها ،وكل الحديث كتاب الّ ،وخير الهدي هدي محمد صَلّى الُّ َ
بدعة ضللة> ثم يقول< :أنا أولى بكل مؤمن من نفسه :من ترك مالً فلهله ،ومن ترك ديناً أو
ضياعاً فإلي وعلي> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عنْ ُه حديثه السابق (انظر الحديث رقم )157في باب ضيِ الُّ َ وعن العرباض بن سارية َر ِ
المحافظة على السنة.
* - 19 *2باب من سن سنة حسنة أو سيئة
ل تعالى (الفرقان { :)24والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، @قال ا ّ
واجعلنا للمتقين إماماً}.
وقال تعالى (النبياء { :)73وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا}.
ع ْنهُ قال :كنا في صدر النهار عند َرسُول الِّ ضيِ الُّ َ ل رَ ِ
- 171وعن أبي عمرو ،جرير بن عبد ا ّ
عَل ْيهِ َوسَلّم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف ،عامتهم من صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم لما رأى بهم من الفاقة، مضر بل كلهم من مضر ،فتمعر وجه َرسُول ا ِ
فدخل ثم خرج فأمر بللً فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال{ :يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم
من نفس واحدة} إلى آخر الية {إن الّ كان عليكم رقيباً} (النساء )1والية التي في آخر الحشر
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الّ ،ولتنظر نفس ما قدمت لغد} تصدق رجل من ديناره ،من درهمه،
من ثوبه ،من صاع بره ،من صاع تمره حتى قال< :ولو بشق تمرة> فجاء رجل من النصار
بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ،ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب
لّ صَلّى الُّ لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يتهلل كأنه مذهبة .فقال َرسُول ا ِ حتى رأيت وجه َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :من سن في السلم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن َ
ينقص من أجورهم شيء ،ومن سن في السلم سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها
من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
قوله <مجتابي النمار> هو بالجيم وبعد اللف باء موحدة.
<النمار> جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط.
ومعنى <مجتابيها> :لبسيها قد خرقوها في رؤوسهم .والجوب :القطع ،ومنه قول الّ تعالى
(الفجر { :)9وثمود الذين جابوا الصخر بالواد} :أي نحتوه وقطعوه.
وقوله <تمعر> هو بالعين المهملة :أي تغير.
وقوله <رأيت كومين> بفتح الكاف وضمها ،أي :صبرتين.
وقوله <كأنه مذهبة> هو بالذال المعجمة وفتح الهاء والباء الموحدة .قاله القاضي عياض
وغيره .وصحفه بعضهم فقال< :مدهنة> بدال مهملة وضم الهاء وبالنون ،وكذا ضبطه
الحميدي ،والصحيح المشهور هو الول .والمراد به على الوجهين :الصفاء والستنارة.
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ليس من نفس تقتل ضيِ الُّ َ - 172وعن ابن مسعود َر ِ
عَليْهِ.
ظلماً إل كان على ابن آدم الول كفل من دمها لنه كان أول من سن القتل> مُتّفَقٌ َ
* - 20 *2باب الدللة على خير والدعاء إلى هدى أو ضللة
@قال تعالى (القصص { :)87وادع إلى ربك}.
وقال تعالى (النحل { :)125ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.
وقال تعالى (المائدة { :)2وتعاونوا على البر والتقوى}.
وقال تعالى (آل عمران { :)84ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير}.
عنْهُ قال :قال َرسُول الِّ ضيِ الُّ َ - 173وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري البدري َر ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :من دل على خير فله مثل أجر فاعله> َروَا ُه مُسِْلمٌ. صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من دعا إلى ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 174وعن أبي هريرة َرضِيِ الُّ َ
هدى كان له من الجر مثل أجور من تبعه ل ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ،ومن دعا إلى ضللة
كان عليه من الثم مثل آثام من تبعه ل ينقص ذلك من آثامهم شيئاً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 175وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي َرضِيِ الُّ َ
ل ورسوله ل يفتح الّ على يديه ،يحب ا ّ َوسَلّم قال يوم خيبر< :لعطين هذه الراية غدًا رج ً
ل ورسوله> فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ،فلما أصبح الناس غدوا على ويحبه ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم كلهم يرجو أن يعطاها .فقال< :أين علي بن أبي طالب؟> فقيل: لّ صَلّى الُّ ََرسُول ا ِ
عَليْهِ صلّى الُّ َ لّ َ لّ هو يشتكي عينيه .قال< :فأرسلوا إليه> فأتي به فبصق رَسُول ا ِ يا َرسُول ا ِ
ع ْنهُ:
َوسَلّم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية .فقال علي َرضِيِ الُّ َ
يا َرسُول الِّ أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال< :انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ،ثم ادعهم
ل تعالى فيه ،فوال لن يهدي الّ بك رجلً إلى السلم ،وأخبرهم بما يجب عليهم من حق ا ّ
عَليْهِ.
واحدًا خير لك من حمر النعم> مُتّفَقٌ َ
قوله <يدوكون> :أي يخوضون ويتحدثون.
قوله <رسلك> بكسر الراء وبفتحها لغتان والكسر أفصح.
ع ْنهُ أن فتى من أسلم قال :يا َرسُول الِّ إني أريد الغزو وليس معي ضيِ الُّ َ
- 176وعن أنس َر ِ
لّ صَلّى الُّ ما أتجهز به؟ قال < :ائت فلناً فإنه قد كان تجهز فمرض .فأتاه فقال :إن َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم يقرئك السلم ويقول :أعطني الذي تجهزت به .فقال :يا فلنة أعطيه الذي تجهزت َ
به ،ول تحبسي منه شيئاً ،فوال ل تحبسي منه شيئاً فيبارك لك فيه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 21 *2باب التعاون على البر والتقوى
ل تعالى (المائدة { :)2وتعاونوا على البر والتقوى}. @قال ا ّ
وقال تعالى (العصر { :)3 ،2 ،1والعصر ،إن النسان لفي خسر ،إل الذين آمنوا وعملوا
الصالحات ،وتواصوا بالحق ،وتواصوا بالصبر} قال المام الشافعي رحمه الّ كلم ًا معناه :إن
الناس أو أكثرهم في غفلة عن تدبر هذه السورة.
ل صَلّى الُّ ع ْنهُ قال ،قال رسول ا ّ - 177وعن أبي عبد الرحمن زيد بن خالد الجهني َرضِيِ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :من جهز غازيًا في سبيل الّ فقد غزا ،ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا> َ
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم بعث بعثاً إلى لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ أن َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 178وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
بني لحيان من هذيل فقال< :لينبعث من كل رجلين أحدهما والجر بينهما> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم لقي ركباً بالروحاء صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُما أن رَسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 179وعن ابن عباس َر ِ
فقال< :من القوم؟> قالوا :المسلمون .فقالوا :من أنت؟ قالَ < :رسُول الِّ> فرفعت إليه امرأة
صبياً فقالت :ألهذا حج؟ قال< :نعم ولك أجر> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أنه قال: ضيِ الُّ َ - 180وعن أبي موسى الشعري َر ِ
<الخازن المسلم المين الذي ينفذ ما أمر به فيعطيه كاملً موفراً ،طيبة به نفسه ،فيدفعه إلى
الذي أمر له به أحد المتصدقين> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية< :الذي يعطي ما أمر به> وضبطوا <المتصدقين> بفتح القاف مع كسر النون على
التثنية ،وعكسه على الجمع ،وكلهما صحيح.
* - 22 *2الباب النصيحة
ل تعالى (الحجرات { :)10إنما المؤمنون إخوة}. @قال ا ّ
وقال تعالى إخباراً عن نوح صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم (العراف { :)62وأنصح لكم} وعن هود صَلّى
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم (العراف { :)68وأنا لكم ناصح أمين}.
وأما الحاديث:
عَل ْيهِ َوسَلّم
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 181فالول عن أبي رقية تميم بن أوس الداري َرضِيِ الُّ َ
قال< :الدين النصيحة> قلنا :لمن؟ قال< :ل ولكتابه ولرسوله ولئمة المسلمين وعامتهم>
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال :بايعت َرسُول ا ِ ل َرضِيِ الُّ َ - 182الثاني عن جرير بن عبد ا ّ
عَل ْيهِ.
على إقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،والنصح لكل مسلم> مُتّفَقٌ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل يؤمن أحدكم حتى ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 183الثالث عن أنس َرضِيِ الُّ َ
عَليْهِ.
يحب لخيه ما يحب لنفسه> ُمتّفَقٌ َ
* - 23 *2باب المر بالمعروف والنهي عن المنكر
ل تعالى (آل عمران { :)104ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ،ويأمرون بالمعروف، @قال ا ّ
وينهون عن المنكر ،وأولئك هم المفلحون}.
وقال تعالى (آل عمران { :)110كنتم خير أمة أخرجت للناس :تأمرون بالمعروف وتنهون عن
المنكر}.
وقال تعالى (العراف { :)199خذ العفو ،وأمر بالعرف ،وأعرض عن الجاهلين}.
وقال تعالى (التوبة { :)71والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض :يأمرون بالمعروف،
وينهون عن المنكر}.
وقال تعالى (المائدة { :)78لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم،
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون :كانوا ل يتناهون عن منكر فعلوه؛ لبئس ما كانوا يفعلون}.
وقال تعالى (الكهف { :)29وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}.
وقال تعالى (الحجر { :)94فاصدع بما تؤمر}.
وقال تعالى (العراف { :)165فأنجينا الذين ينهون عن السوء ،وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس
بما كانوا يفسقون} .واليات في الباب كثيرة معلومة.
وأما الحاديث
عَليْ ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 184فالول عن أبي سعيد الخدري َر ِ
يقول< :من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه ،فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك
أضعف اليمان> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :ما من صلّى الُّ َ لّ َ
عنْهُ أن رَسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 185الثاني عن ابن مسعود َر ِ
نبي بعثه الّ في أمة قبلي إل كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون
بأمره ،ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما ل يفعلون ،ويفعلون ما ل يؤمرون .فمن
جاهدهم بيده فهو مؤمن ،ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ،ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن؛
وليس وراء ذلك من اليمان حبة خردل> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
صلّى الُّلّ َ
ع ْنهُ قال :بايعنا رَسُول ا ِ - 186الثالث عن أبي الوليد عبادة بن الصامت َرضِيِ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم على السمع والطاعة في العسر واليسر ،والمنشط والمكره ،وعلى أثرة علينا ،وعلى َ
ل فيه برهان ،وعلى أن نقول بالحق أن ل ننازع المر أهله إل أن تروا كفراً بواحاً عندكم من ا ّ
أينما كنا ل نخاف في الّ لومة لئم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<المنشط والمكره> بفتح ميميهما :أي في السهل والصعب.
و <الثرة> :الختصاص بالمشترك .وقد سبق بيانها (انظر الحديث رقم . )51
<بواحاً> بفتح الباء الموحدة بعدها واو ثم ألف ثم حاء مهملة :أي ظاهرًا ل يحتمل تأويلً.
عنْهماُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :مثل ضيِ الُّ َ - 187الرابع عن النعمان بن بشير رَ ِ
ل والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلها وبعضهم القائم في حدود ا ّ
أسفلها ،فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم؛ فقالوا :لو أنا خرقنا
في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا .فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ،وإن أخذوا على أيديهم
نجوا ونجوا جميعاً> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
<القائم في حدود الّ> معناه :المنكر لها القائم في دفعها وإزالتها .والمراد بالحدود :ما نهى الّ
عنه.
و <استهموا> :اقترعوا.
عنْها عن النبي - 188الخامس عن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة َرضِيِ الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم أنه قال< :إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون .فمن كره فقد برئ، صَلّى الُّ َ
ومن أنكر فقد سلم؛ ولكن من رضي وتابع!> قالوا :يا َرسُول الِّ أل نقاتلهم؟ قال< :ل ما أقاموا
فيكم الصلة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
معناه :من كره بقلبه ولم يستطع إنكار بيد ول لسان فقد برئ من الثم وأدى وظيفته ،ومن أنكر
بحسب طاقته فقد سلم من هذه المعصية ،ومن رضي بفعلهم وتابعهم فهو العاصي.
صلّى الُّ عنْها أن النبي َ - 189السادس عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش َرضِيِ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم دخل عليها فزعًا يقول< :ل إله إل الّ! ويل للعرب من شر قد أقترب! فتح اليوم من َ
لّ أنهلك ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه> وحلق بأصبعيه :البهام والتي تليها .فقلت :يا َرسُول ا ِ
وفينا الصالحون؟ قال< :نعم إذا كثر الخبث> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إياكم ضيِ الُّ َ - 190السابع عن أبي سعيد الخدري َر ِ
والجلوس في الطرقات!> فقالوا :يا رَسُول الِّ ما لنا من مجالسنا بد :نتحدث فيها .فقال َرسُول
عَليْ ِه َوسَلّم< :فإذا أبيتم إل المجالس فأعطوا الطريق حقه> قالوا :وما حق الطريق لّ صَلّى الُّ َ
ا ِ
يا َرسُول الِّ؟ قال< :غض البصر ،وكف الذى ،ورد السلم ،ولمر بالمعروف ،والنهي عن
عَليْهِ.
المنكر> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم رأى خاتماً من لّ صَلّى الُّ َعنْهماُ أن َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 191الثامن عن ابن عباس َر ِ
ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال< :يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده!> فقيل
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم :خذ خاتمك انتفع به .قال :ل وال ل آخذه للرجل بعد ما ذهب َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم! َروَا ُه مُسِْلمٌ. أبداً وقد طرحه َرسُول ا ِ
ع ْنهُ دخل على عبيد - 192التاسع عن أبي سعيد الحسن البصري أن عائذ بن عمرو َرضِيِ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :إن شر الرعاء الّ بن زياد فقال :أي بني إني سمعت َرسُول ا ِ
الحطمة> فإياك أن تكون منهم .فقال له :اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صَلّى الُّ
عَليْ ِه َوسَلّم .فقال :وهل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهمَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ. َ
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :والذي نفسي بيده ضيِ الُّ َ - 193العاشر عن حذيفة َر ِ
لتأمرن بالمعروف ،ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الّ أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فل
حسَنٌ.
يستجاب لكم> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم قال: ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
- 194الحادي عشر عن أبي سعيد الخدري َرضِيِ الُّ َ
حسَنٌ. <أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
ع ْنهُ أن رجلً - 195الثاني عشر عن أبي عبد الّ طارق بن شهاب البجلي الحمسي َرضِيِ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم وقد وضع رجله في الغرز :أي الجهاد أفضل؟ قال< :كلمة حق سأل النبي صَلّى الُّ َ
عند سلطان جائر> رواه النسائي بإسناد صحيح.
<الغرز> بغين معجمة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم زاي :هو ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو
خشب .وقيل :ل يختص بجلد وخشب.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم:
عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ
- 196الثالث عشر عن ابن مسعود رَ ِ
<إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول :يا هذا اتق الّ
ودع ما تصنع فإنه ل يحل لك ،ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فل يمنعه ذلك أن يكون أكيله
وشريبه وقعيده .فلما فعلوا ذلك ضرب الّ قلوب بعضهم ببعض> ثم قال{ :لعن الذين كفروا من
بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ،ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ،كانوا ل يتناهون
عن منكر فعلوه ،لبئس ما كانوا يفعلون؛ ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا؛ لبئس ما قدمت
لهم أنفسهم} إلى قوله {فاسقون} (المائدة )81 ،80 ،79 ،78ثم قال< :كل وال لتأمرن
بالمعروف ،ولتنهون عن المنكر ،ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ،ولتقصرنه
ل بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم> رواه أبو داود على الحق قصراً ،أو ليضربن ا ّ
عَليْهِ
صلّى الُّ َ لّ َحسَنٌ .هذا لفظ أبي داود ،ولفظ الترمذي قال رَسُول ا ِ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
َوسَلّم< :لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا ،فجالسوهم في
مجالسهم ،وواكلوهم وشاربوهم ،فضرب الّ قلوب بعضهم ببعض ،ولعنهم على لسان داود
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم وكان وعيسى ابن مريم ،ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون> فجلس َرسُول ا ِ
متكئاً فقال< :ل والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً> .
قوله <تأطروهم> :أي تعطفوهم.
و <لتقصرنه> :أي لتحبسنه.
ع ْنهُ قال :يا أيها الناس إنكم لتقرؤون هذه ضيِ الُّ َ - 197الرابع عشر عن أبي بكر الصديق َر ِ
الية{ :يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم} (المائدة )105وإني
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول< :إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه سمعت َرسُول ا ِ
أوشك أن يعمهم الّ بعقاب منه> رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة.
* - 24 *2باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أو نهى عن منكر وخالف قوله فعله
ل تعالى (البقرة { :)44أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفل @قال ا ّ
تعقلون!}.
وقال تعالى (الصف { :)3 ،2يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما ل تفعلون؟! كبر مقتاً عند الّ أن
تقولوا ما ل تفعلون!}.
عَليْ ِه َوسَلّم (هود { :)88وما أريد أن أخالفكم إلى ما وقال تعالى إخباراً عن شعيب صَلّى الُّ َ
أنهاكم عنه}.
لّ صَلّى الُّ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 198وعن أبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه ،فيدور بها كما َ
يدور الحمار في الرحا ،فيجتمع إليه أهل النار فيقولون :يا فلن ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف،
وتنهى عن المنكر؟ فيقول :بلى كنت آمر بالمعروف ول آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
قوله <تندلق> هو بالدال المهملة معناه :تخرج.
و <القتاب> :المعاء واحدها قتب.
* - 25 *2باب المر بأداء المانة
ل تعالى (النساء { :)58إن الّ يأمركم أن تؤدوا المانات إلى أهلها}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الحزاب { :)72إنا عرضنا المانة على السماوات والرض والجبال فأبين أن
يحملنها وأشفقن منها وحملها النسان؛ إنه كان ظلوماً جهولً}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :آية المنافق ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 199وعن أبي هريرة َرضِيِ الُّ َ
عَل ْيهِ.
ثلث :إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف ،وإذا اؤتمن خان> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية <وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم> .
عَليْ ِه َوسَلّم حديثين صلّى الُّ َلّ َ ع ْنهُ قال :حدثنا رَسُول ا ِ - 200وعن حذيفة بن اليمان َرضِيِ الُّ َ
قد رأيت أحدهما أنا أنتظر الخر :حدثنا أن المانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن
فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ،ثم حدثنا عن رفع المانة فقال< :ينام الرجل النومة
فتقبض المانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ،ثم ينام النومة فتقبض المانة من قلبه فيظل
أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً وليس فيه شيء> ثم أخذ
حصاةً فدحرجه على رجله <فيصبح الناس يتبايعون فل يكاد أحد يؤدي المانة ،حتى يقال :إن
ل أميناً ،حتى يقال للرجل :ما أجلده! ما أظرفه! ما أعقله! وما في قلبه مثقال في بني فلن رج ً
حبة من خردل من إيمان> .ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت :لئن كان مسلماً ليردنه
علي دينه ،وإن كان نصرانياً أو يهودياً ليردنه علي ساعيه .وأما اليوم فما كنت أبايع منكم إل
فلناً وفلناً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
قوله <جذر> بفتح الجيم وإسكان الذال المعجمة :وهو أصل الشيء.
و <الوكت> بالتاء المثناة من فوق :الثر اليسير.
و <المجل> بفتح الميم وإسكان الجيم :وهو تنفطٌ في اليد ونحوها من أثر عمل وغيره.
قوله <منتبراً> :مرتفعاً.
قوله <ساعيه> :الوالي عليه.
عَليْ ِه َوسَلّم:
لّ صَلّى الُّ َع ْنهُما قال قال َرسُول ا ِ ضيِ الُّ َ - 201وعن حذيفة وأبي هريرة َر ِ
<يجمع الّ تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة ،فيأتون آدم صلوات الّ
عليه فيقولون :يا أبانا استفتح لنا الجنة .فيقول :وهل أخرجكم من الجنة إل خطيئة أبيكم لست
بصاحب ذلك ،اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الّ .قال فيقول إبراهيم :لست بصاحب ذلك إنما كنت
ل تكليماً .فيأتون موسى فيقول :لست خليلً من وراء وراء ،اعمدوا إلى موسى الذي كلمه ا ّ
ل وروحه .فيقول عيسى :لست بصاحب ذلك .فيأتون بصاحب ذلك ،اذهبوا إلى عيسى كلمة ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم فيقوم فيؤذن له ،وترسل المانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط محمدًا صَلّى الُّ َ
يمين ًا وشمالً ،فيمر أولكم كالبرق> قلت :بأبي وأمي أي شيء كمر البرق؟ قال :ألم تروا كيف
يمر ويرجع في طرفة عين ،ثم كمر الريح ،ثم كمر الطير وشد الرجال :تجري بهم أعمالهم
ونبيكم قائم على الصراط يقول :رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد ،وحتى يجيء الرجل ل
يستطيع السير إل زحفاً .وفي حافتي الصراط كلليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به ،فمخدوش
ناج ،ومكردس في النار> والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفاًَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
قوله <وراء وراء> هو بالفتح فيهما وقيل بالضم بل تنوين :ومعناه لست بتلك الدرجة الرفيعة،
وهي كلمة بذكر على سبيل التواضع .وقد بسطت معناها في شرح صحيح مسلم ،وال أعلم.
عنْهُ قال :لما وقف ضيِ الُّ َ
- 202وعن أبي خبيب -بضم الخاء المعجمة -عبد الّ بن الزبير َر ِ
الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه .فقال :يا بني إنه ل يقتل اليوم إل ظالم أو مظلوم ،وإني
ل أراني إل سأقتل اليوم مظلوماً ،وإن من أكبر همي لديني ،أفترى ديننا يبقي من مالنا شيئاً؟ ثم
قال :يا بني بع مالنا واقض ديني .وأوصى بالثلث ،وثلثه لبنيه (يعني لبني عبد الّ بن الزبير ثلث
الثلث) قال :فإن فضل من مالنا بعد قضاء الدين شيء فثلثه لبنيك .قال هشام :وكان ولد عبد الّ
قد وازى بعض بني الزبير :خبيب وعباد ،وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات .قال عبد الّ :فجعل
يوصيني بدينه ويقول :يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه بمولي .قال :فوال ما
دريت ما أراد حتى قلت :يا أبت من مولك؟ قال :الّ .فوال ما وقعت في كربة من دينه إل قلت:
يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه .قال :فقتل الزبير ولم يدع ديناراً ول درهماً إل أرضين:
منها الغابة ،وإحدى عشرة دارًا بالمدينة ،ودارين بالبصرة ،ودارًا بالكوفة ،ودارًا بمصر .قال:
وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير :ل ولكن هو
سلف إني أخشى علية الضيعة .وما ولي إمارة قط ول جباية ول خراج ًا ول شيئاً إل أن يكون في
ع ْنهُم.
عَليْ ِه َوسَلّم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان َرضِيِ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ َ
غزوة مع َرسُول ا ِ
قال عبد الّ :فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف .فلقي حكيم بن حزام عبد
الّ بن الزبير فقال :يا ابن أخي كم على أخي من الدين؟ فكتمته وقلت :مائة ألف .فقال حكيم:
وال ما أرى أموالكم تسع هذه .فقال عبد الّ :أرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف؟ قال :ما
أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي .قال :وكان الزبير قد اشترى الغابة
بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الّ بألف ألف وستمائة ألف ثم قام فقال :من كان له على الزبير
شيء فليوافنا بالغابة .فأتاه عبد الّ بن جعفر وكان له على الزبير أربعمائة ألف .فقال لعبد الّ:
إن شئتم تركتها لكم .قال عبد الّ ل ،قال :فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم ،فقال عبد
الّ ل ،قال :فاقطعوا لي قطعة .قال عبد الّ :لك من ههنا إلى ههنا.
ل منها فقضى عنه دينه وأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف .فقدم على معاوية فباع عبد ا ّ
وعنده عمرو بن عثمان ،والمنذر بن الزبير وابن زمعة .فقال له معاوية :كم قومت الغابة؟ قال:
كل سهم مائة ألف .قال :كم بقي منها؟ قال :أربعة أسهم ونصف .فقال المنذر بن الزبير :قد أخذت
سهمًا بمائة ألف .وقال عمرو بن عثمان :قد أخذت سهماً بمائة ألف .وقال ابن زمعة :قد أخذت
سهمًا بمائة ألف فقال معاوية :كم بقي منها؟ قال :سهم ونصف .قال :قد أخذته بخمسين ومائة
ألف .قال :وباع عبد الّ بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف .فلما فرغ ابن الزبير من
قضاء دينه قال بنو الزبير :اقسم بيننا ميراثنا .قال :وال ل أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع
سنين :أل من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه .فجعل كل سنة ينادي في الموسم .فلما
مضى أربع سنين قسم بينهم ورفع الثلث .وكان للزبير أربع نسوة فأصاب كل امرأة ألف ألف
ومائتا ألف؛ فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألفَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 26 *2باب تحريم الظلم والمر برد المظالم
ل تعالى (غافر { :)18ما للظالمين من حميم ول شفيع يطاع}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الحج { :)71وما للظالمين من نصير}.
وأما الحاديث فمنها حديث أبي ذر المتقدم (انظر الحديث رقم )111في آخر باب المجاهدة.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :اتقوا الظلم فإن الظلم ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 203وعن جابر َر ِ
ظلمات يوم القيامة ،واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم :حملهم على أن سفكوا دماءهم ،
واستحلوا محارمهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :لتؤدن الحقوق ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 204وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ قال :كنا نتحدث عن حجة الوداع والنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ ضيَ الُّ َ - 205وعن ابن عمر َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم وأثنى ل َرسُول ا ِ َوسَلّم بين أظهرنا ول ندري ما حجة الوداع حتى حمد ا ّ
عليه ،ثم ذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره وقال< :ما بعث الّ من نبي إل أنذره أمته :أنذره
نوح والنبيون من بعده ،وإنه يخرج فيكم ،فما خفي عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم :إن ربكم
ليس بأعور ،وإنه أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ،أل إن الّ حرم عليكم دماءكم
وأموالكم كحرمة يومكم هذا ،في بلدكم هذا ،في شهركم هذا؛ أل هل بلغت؟ قالوا :نعم .قال:
<اللهم اشهد> ثلثاً <ويلكم! أو ويحكم انظروا :ل ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب
بعض> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ .وروى مسلم بعضه.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :من ظلم قيد شبر لّ صَلّى الُّ َ عنْها أن َرسُول ا ِ - 206وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ.
من الرض طوقه من سبع أرضين> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :إن الّ ليملي لّ صَلّى الُّ َ عنْه قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 207وعن أبي موسى َر ِ
للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ{ :وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة؛ إن أخذه أليم
عَليْهِ.
شديد} (هود ُ )102متّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال< :إنك تأتي ع ْنهُ قال :بعثني َرسُول ا ِ - 208وعن معاذ َرضِيَ الُّ َ
ل وأني رسول الّ ،فإن هم أطاعوا لذلك قوماً من أهل الكتاب ،فادعهم إلى شهادة أن ل إله إل ا ّ
فأعلمهم أن الّ افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ،فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن
الّ افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ،فإن هم أطاعوا لذلك فإياك
عَليْهِ.
وكرائم أموالهم ،واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الّ حجاب> مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ قال :استعمل النبي صَلّى الُّ - 209وعن أبي حميد عبد الرحمن بن سعد الساعدي َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم رجلً من الزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة .فلما قدم قال :هذا لكم وهذا أهدي َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم على المنبر فحمد الّ وأثنى عليه ثم قال< :أما بعد إلي .فقام َرسُول ا ِ
ل فيأتي فيقول :هذا لكم هذا هدية أهديت إلي! فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولني ا ّ
أفل جلس في بيت أبيه أو أمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً! وال ل يأخذ أحد منكم شيئ ًا بغير
ل يحمل بعيراً له رغاء ،أو ل تعالى يحمله يوم القيامة ،فل أعرفن أحداً منكم لقي ا ّ حقه إل لقي ا ّ
بقرة لها خوار ،أو شاة تيعر> ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه فقال :اللهم هل بلغت؟> ثلثاً
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من كانت عنده - 210وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
مظلمة لخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن ل يكون دينار ول درهم ،إن كان
له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ،وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل
عليه> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال: ضيَ الُّ َ - 211وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
عَليْهِ. ل عنه> مُتّفَقٌ َ <المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ،والمهاجر من هجر ما نهى ا ّ
ع ْنهُ قال :كان على ثقل النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم رجل يقال له كركرة - 212وعنه َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :هو في النار> فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة لّ صَلّى الُّ َ فمات فقال َرسُول ا ِ
قد غلهاَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إن ضيَ الُّ َ
- 213وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث َر ِ
الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الّ السماوات والرض .السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة
حرم .ثلث متواليات :ذو القعدة ،وذو الحجة والمحرم ،رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان،
ل ورسوله أعلم .فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه .قال< :أليس أي شهر هذا؟> قلنا :ا ّ
ل ورسوله أعلم .فسكت حتى ظننا أنه ذا الحجة؟> قلنا :بلى .قال< :فأي بلد هذا؟> قلنا :ا ّ
ل ورسوله سيسميه بغير اسمه .قال< :أليس البلدة؟> قلنا :بلى .قال< :فأي يوم هذا؟> قلنا :ا ّ
أعلم .فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه .فقال< :أليس يوم النحر؟> قلنا :بلى .قال< :فإن
دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ،وستلقون
ربكم فيسألكم عن أعمالكم ،أل فل ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ،أل ليبلغ
الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه> ثم قال< :أل هل
بلغت؟ أل هل بلغت؟> قلنا :نعم .قال< :اللهم اشهد> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 214وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي َرضِيَ الُّ َ
قال< :من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الّ له النار ،وحرم عليه الجنة> فقال رجل:
وإن كان شيئ ًا يسيراً يا َرسُول الِّ؟ فقال< :وإن قضيباً من أراك> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 215وعن عدي بن عميرة َر ِ
<من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوقه كان غلو ًل يأتي به يوم القيامة> فقام إليه
رجل أسود من النصار كأني أنظر إليه فقال :يا َرسُول الِّ اقبل عني عملك .قال< :وما لك؟>
قال :سمعتك تقول كذا وكذا .قال< :وأنا أقوله الن :من استعملناه على عمل فليجيء بقليله
وكثيره فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه انتهى> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ قال :لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي - 216وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم فقالوا :فلن شهيد وفلن شهيد .حتى مروا على رجل فقالوا :فلن شهيد. صَلّى الُّ َ
فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :كل إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أنه ع ْنهُ عن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 217وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي َر ِ
قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الّ واليمان بال أفضل العمال .فقام رجل فقال :يا
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َرسُول الِّ أرأيت إن قتلت في سبيل الّ تكفر عني خطاياي؟ فقال له َرسُول ا ِ
َوسَلّم< :نعم إن قتلت في سبيل الّ ،أنت صابر ،محتسب ،مقبل غير مدبر> ثم قالَ :رسُول الِّ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :كيف قلت؟> قال :أرأيت إن قتلت في سبيل الّ أتكفر عني خطاياي؟ فقال صَلّى الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :نعم وأنت صابر ،محتسب ،مقبل عير مدبر؛ إل الدين فإن لّ صَلّى الُّ ََرسُول ا ِ
جبريل قال لي ذلك> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :أتدرون ما ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 218وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
المفلس؟> قالوا :المفلس فينا من ل درهم له ول متاع .فقال< :إن المفلس من أمتي من يأتي
يوم القيامة بصلة وصيام وزكاة ،ويأتي قد شتم هذا ،وقذف هذا ،أكل مال هذا ،وسفك دم هذا،
وضرب هذا؛ فيعطى هذا من حسناته ،وهذا من حسناته ،فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما
عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إنما أنا بشر عنْها أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 219وعن أم سلمة َر ِ
وإنكم تختصمون إلي ،ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع،
عَليْهِ. فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار> ُمتّفَقٌ َ
<ألحن> :أي أعلم.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :لن يزال المؤمن لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 220وعن ابن عمر َر ِ
في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عنْها قالت سمعت عنْهُ و َضيَ الُّ َ - 221وعن خولة بنت ثامر النصارية وهي امرأة حمزة َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :إن رجالً يتخوضون في مال الّ بغير حق فلهم النار لّ صَلّى الُّ ََرسُول ا ِ
يوم القيامة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 27 *2باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم
ل تعالى (الحج { :)30ومن يعظم حرمات الّ فهو خير له عند ربه}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الحج { :)32ومن يعظم شعائر الّ فإنها من تقوى القلوب}.
وقال تعالى (الحجر { :)88واخفض جناحك للمؤمنين}.
وقال تعالى (المائدة { :)32من قتل نفساً تغير نفس أو فساد في الرض فكأنما قتل الناس جميعاً،
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}.
عَليْ ِه َوسَلّم< :المؤمن لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 222وعن أبي موسى َر ِ
عَليْهِ.
للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً> وشبك بين أصابعهُ .متّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :من مر في شيء من لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 223وعنه َرضِيَ الُّ َ
مساجدنا أو أسواقنا ومعه نبل فليمسك أو ليقبض على نصالها بكفه أن يصيب أحداً من
المسلمين منها بشيء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :مثل صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 224وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ َ
المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد
بالسهر والحمى> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ع ْنهُ قال :قبل النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم الحسن بن علي - 225وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ع ْنهُ وعنده القرع بن حابس ،فقال القرع :إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً. َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم فقال< :من ل يرحم ل يرحم!> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ. صلّى الُّ َ لّ َفنظر إليه رَسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ عنْها قالت :قدم ناس من العراب على َرسُول ا ِ - 226وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ َوسَلّم فقالوا :أتقبلون صبيانكم؟ فقال< :نعم> قالوا :لكنا وال ما نقبل .فقال َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :أو أملك أن كان الّ نزع من قلوبكم الرحمة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ. َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :من ل عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ل َر ِ - 227وعن جرير بن عبد ا ّ
يرحم الناس ل يرحمه الّ> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا صلى أحدكم ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 228وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
للناس فليخفف؛ فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير ،وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
وفي رواية< :وذا الحاجة> .
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ليدع العمل عنْها قالت :إن كان َرسُول ا ِ - 229وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
وهو يحب أن يعمل خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عنْها قالت نهاهم النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عن الوصال رحمة لهم ضيَ الُّ َ - 230وعنها رَ ِ
فقالوا :إنك تواصل؟ قال< :إني لست كهيئتكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
معناه :يجعل في قوة من أكل وشرب.
عَليْ ِه َوسَلّم: لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 231وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي َر ِ
<إن لقوم إلى الصلة وأريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلتي كراهية أن
أشق على أمه> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :من لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ل َر ِ - 232وعن جندب بن عبد ا ّ
صلى صلة الصبح فهو في ذمة الّ فل يطلبنكم الّ من ذمته بشيء؛ فإنه من يطلبه من ذمته
بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :المسلم أخو ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 233وعن ابن عمر َر ِ
المسلم :ل يظلمه ول يسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الّ في حاجته ،ومن فرج عن مسلم
ل عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ،ومن ستر مسلم ًا ستره الّ يوم القيامة> كربة فرج ا ّ
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :المسلم أخو صلّى الُّ َلّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 234وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
المسلم :ل يخونه ول يكذبه ،ول يخذله؛ كل المسلم على المسلم حرام :عرضه ،وماله ،ودمه.
حسَنٌ. التقوى ههنا ،بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل تحاسدوا ،ول لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 235وعنه َرضِيَ الُّ َ
تناجشوا ،ول تباغضوا ،ول تدابروا ،ول يبع بعضكم على بيع بعض؛ وكونوا عباد الّ إخواناً.
المسلم أخو المسلم :ل يظلمه ،ول يحقره ،ول يخذله ،التقوى ههنا (ويشير إلى صدره ثلث
مرات) بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم؛ كل المسلم على المسلم حرام :دمه ،وماله،
وعرضه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
<النجش> :أن يزيد في ثمن سلعة ينادى عليها في السوق ونحوه ول رغبة في شرائها بل
يقصد أن يغر غيره ،وهذا حرام.
و <التدابر> :أن يعرض عن النسان ويهجره ويجعله كالشيء الذي وراء الظهر والدبر.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل يؤمن أحدكم حتى يحب ضيَ الُّ َ - 236وعن أنس َر ِ
عَليْهِ.
لخيه ما يحب لنفسه> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :انصر أخاك ظالماً أو لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 237وعنه َرضِيَ الُّ َ
لّ أنصره إذا كان مظلوماً أرأيت إن كان ظالم ًا كيف أنصره؟ قال: مظلوماً> فقال رجل :يا َرسُول ا ِ
<تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :حق المسلم ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 238وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
على المسلم خمس :رد السلم ،وعيادة المريض ،واتباع الجنائز ،وإجابة الدعوة ،وتشميت
عَليْهِ.العاطس> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية لمسلم <حق المسلم على المسلم ست :إذا لقيته فسلم عليه ،وإذا دعاك فأجبه ،وإذا
ل فشمته ،وإذا مرض فعده ،وإذا مات فاتبعه> . استنصحك فانصح له ،وإذا عطس فحمد ا ّ
عَل ْيهِ
لّ صَلّى الُّ َعنْهُ قال :أمرنا َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 239وعن أبي عمارة البراء بن عازب َر ِ
َوسَلّم بسبع ونهانا عن سبع :أمرنا بعيادة المريض ،واتباع الجنازة ،وتشميت العاطس ،وإبرار
المقسم ،ونصر المظلوم ،وإجابة الداعي ،وإفشاء السلم .ونهانا عن خواتيم أو تختم بالذهب،
وعن شرب بالفضة ،وعن المياثر الحمر ،وعن القسي ،وعن لبس الحرير ،الستبرق،
عَل ْيهِ.
والديباج> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية <وإنشاد الضالة> في السبع الول.
<المياثر> بياء مثناة قبل اللف ،وثاء مثلثة بعدها ،وهي جمع ميثرة ،وهي شيء يتخذ من حرير
ويحشى قطناً أو غيره ويجعل في السرج وكور البعير يجلس عليه الراكب.
و <القسي> بفتح القاف وكسر السين المهملة المشددة :وهي ثياب تنسج من حرير وكتان
مختلطين.
و <إنشاد الضالة> :تعريفها.
* - 28 *2باب ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير ضرورة
ل تعالى (النور { :)19إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم @قال ا ّ
في الدنيا والخرة}.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل يستر عبد عبداً - 240وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
في الدنيا إل ستره الّ يوم القيامة> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :كل أمتي معافىً صلّى الُّ َ
لّ َ ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ - 241وعنه َرضِيَ الُّ َ
ل ثم يصبح وقد ستره الّ عليه إل المهاجرين ،وإن من المهاجرة أن يعمل الرجل بالليل عم ً
فيقول :يا فلن عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الّ عليه> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا زنت المة فتبين زناها ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 242وعنه َرضِيَ الُّ َ
فليجلدها الحد ول يثرب عليها ،ثم إن زنت الثانية فليجلدها الحد ول يثرب عليها ،ثم إن زنت
الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<التثريب> :التوبيخ.
ع ْنهُ قال أتي النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم برجل قد شرب قال< :اضربوه> - 243وعنه َرضِيَ الُّ َ
قال أبو هريرة :فمنا الضارب بيده ،والضارب بنعله ،الضارب بثوبه .فلما انصرف قال بعض
القوم :أخزاك الّ .قال< :ل تقولوا هكذا؛ ل تعينوا عليه الشيطان> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 29 *2باب قضاء حوائج المسلمين
ل تعالى (الحج { :)77وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}. @قال ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :المسلم أخو ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
- 244وعن ابن عمر َر ِ
المسلم :ل يظلمه ،ول يسلمه .من كان في حاجة أخيه كان الّ في حاجته ،ومن فرج عن مسلم
ل عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ،ومن ستر مسلم ًا ستره الّ يوم القيامة> كربة فرج ا ّ
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من نفس عن مؤمن - 245وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ل عنه كربة من كرب يوم القيامة ،ومن يسر على معسر يسر الّ كربة من كرب الدنيا نفس ا ّ
عليه في الدنيا والخرة ،ومن ستر مسلم ًا ستره الّ في الدنيا والخرة ،وال في عون العبد ما
كان العبد في عون أخيه ،ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علم ًا سهل الّ له به طريقاً إلى الجنة ،وما
ل ويتدارسونه بينهم إل نزلت عليهم اجتمع قوم في بيت من بيوت الّ تعالى يتلون كتاب ا ّ
السكينة ،وغشيتهم الرحمة ،وحفتهم الملئكة ،وذكرهم الّ فيمن عنده؛ ومن بطأ به عمله لم
يسرع به نسبه> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
* - 30 *2باب الشفاعة
ل تعالى (النساء { :)85من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها}. @قال ا ّ
ع ْنهُ قال كان النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم إذا أتاه ضيَ الُّ َ - 246وعن أبي موسى الشعري َر ِ
طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال< :اشفعوا تؤجروا ويقضي الّ على لسان نبيه ما أحب>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
وفي رواية< :ما شاء> .
ع ْنهُ في قصة بريرة وزوجها قال ،قال لها النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ ضيَ الُّ َ - 247وعن ابن عباس َر ِ
لّ تأمرني؟ قال< :إنما أشفع> قالت :ل حاجة لي فيه. َوسَلّم< :لو راجعته؟> قالت :يا َرسُول ا ِ
َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 31 *2باب الصلح بين الناس
ل تعالى (النساء { :)114ل خير في كثير من نجواهم إل من أمر بصدقة ،أو بمعروف ،أو @قال ا ّ
إصلح بين الناس}.
وقال تعالى (النساء { :)128والصلح خير}.
وقال تعالى (النفال { :)1فاتقوا الّ وأصلحوا ذات بينكم}.
وقال تعالى (الحجرات { :)10إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}.
عَليْ ِه َوسَلّم< :كل سلمى من صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 248وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس :يعدل بين الثنين صدقة ،ويعين الرجل في دابته
فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ،والكلمة الطيبة صدقة ،وبكل خطوة تمشيها إلى
الصلة صدقة ،وتميط الذى عن الطريق صدقة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ومعنى <تعدل بينهما> :يصلح بينهما بالعدل.
لّ صَلّى الُّ عنْها قالت سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 249وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رَ ِ
عَليْهِ. عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً> ُمتّفَقٌ َ َ
وفي رواية مسلم زيادة قالت :ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إل في ثلث :تعني
الحرب ،والصلح بين الناس ،وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم صوت خصوم عنْها قالت :سمع َرسُول ا ِ - 250وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
بالباب عالية أصواتهما ،وإذا أحدهما يستوضع الخر ويسترفقه في شيء وهو يقول :وال ل
عَل ْيهِ َوسَلّم فقال< :أين المتألي على الّ ل يفعل لّ صَلّى الُّ َ
أفعل .فخرج عليهما َرسُول ا ِ
عَليْهِ.
المعروف؟!> فقال :أنا يا َرسُول الِّ فله أي ذلك أحبُ .متّفَقٌ َ
معنى <يستوضعه> يسأله أن يضع عنه بعض دينه.
و <يسترفقه> :يسأله الرفق.
و <والمتألي> :الحالف.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ
ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ
- 251وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم يصلح لّ صَلّى الُّ َ
َوسَلّم بلغه أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شر فخرج َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم وحانت الصلة ،فجاء بلل إلى أبي لّ صَلّى الُّ َ
بينهم في أناس معه ،فحبس َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قد حبس وحانت الصلة عنْهُ فقال :يا أبا بكر إن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ بكر َر ِ
فهل لك أن تؤم الناس؟ قال :نعم إن شئت .فأقام بلل وتقدم أبو بكر فكبر وكبر الناس وجاء
عَليْ ِه َوسَلّم يمشي في الصفوف حتى قام في الصف ،فأخذ الناس في لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
ع ْنهُ ل يلتفت في صلته فلما أكثر الناس التصفيق التفت فإذا التصفيق ،وكان أبو بكر َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ،فرفع أبو بكر يديه عَليْ ِه َوسَلّم ،فأشار إليه َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َفحمد الّ ورجع القهقرى وراءه حتى قام في الصف ،فتقدم َرسُول ا ِ
فصلى للناس فلما فرغ أقبل على الناس فقال< :يا أيها الناس ما لكم حين نابكم شيء في الصلة
أخذتم في التصفيق؟ إنما التصفيق للنساء ،من نابه شيء في صلته فليقل :سبحان الّ؛ فإنه ل
يسمعه أحد حين يقول سبحان الّ إل التفت .يا أبا بكر ما منعك أن تصلي بالناس حين أشرت
لّ صَلّى الُّ إليك؟> فقال أبو بكر :ما كان ينبغي لبن أبي قحافة أن يصلي بين يدي َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّمُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
َ
معنى <حبس> :أمسكوه ليضيفوه.
* - 32 *2باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين
ل تعالى (الكهف { :)28واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون @قال ا ّ
وجهه ،ول تعد عيناك عنهم}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول:ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 252وعن حارثة بن وهب َرضِيَ الُّ َ
<أل أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الّ لبره .أل أخبركم بأهل النار؟ كل
عَليْهِ.
عتل جواظ مستكبر> مُتّفَقٌ َ
<العتل> :الغليظ الجافي.
و <الجواظ> بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة :هو الجموع المنوع .وقيل :الضخم
المختال في مشيته .وقيل :القصير البطين.
ع ْنهُ قال مر رجل على النبي صَلّى الُّ - 253وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم فقال لرجل عنده جالس< :ما رأيك في هذا؟> فقال :رجل من أشراف الناس ،هذا َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ثم مروال حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع .فسكت َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ما رأيك في هذا؟> فقال :يا َرسُول الِّ هذا رجل آخر فقال له َرسُول ا ِ
رجل من فقراء المسلمين ،هذا حري إن خطب أن ل ينكح ،وإن شفع أن ل يشفع ،وإن قال أن ل
عَليْ ِه َوسَلّم< :هذا خير من ملء الرض مثل هذا> ُمتّفَقٌ لّ صَلّى الُّ َ يسمع لقوله .فقال َرسُول ا ِ
عَليْهِ.َ
قوله <حري> هو بفتح الحاء وكسر الراء وتشديد الياء :أي حقيق.
وقوله< :شفع> بفتح الفاء.
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :احتجت ضيَ الُّ َ - 254وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
الجنة والنار فقالت النار :في الجبارون والمتكبرون ،وقالت الجنة :في ضعفاء الناس
ل بينهما :إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء ،وإنك النار عذابي أعذب بك ومساكينهم .فقضى ا ّ
من أشاء ،لكليكما علي ملؤها> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إنه ليأتي ع ْنهُ عن َرسُول ا ِ - 255وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ.
الرجل العظيم السمين يوم القيامة ل يزن عند الّ جناح بعوضة> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّىع ْنهُ أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد أو شاباً ففقدها َرسُول ا ِ - 256وعنه َرضِيَ الُّ َ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فسأل عنها أو عنه فقالوا مات قال< :أفل كنتم آذنتموني> فكأنهم صغروا أمرها
أو أمره .فقال< :دلوني على قبره> فدلوه فصلى عليه ثم قال< :إن هذه القبور مملوءة ظلمة
عَل ْيهِ.
على أهلها ،وإن الّ ينورها لهم بصلتي عليهم> مُتّفَقٌ َ
قوله< :تقم> هو بفتح التاء وضم القاف :أي تكنس< .والقمامة> :الكناسة.
و <آذنتموني> بمد الهمزة :أي أعلمتموني.
عَليْ ِه َوسَلّم< :رب أشعث مدفوع لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 257وعنه َرضِيَ الُّ َ
بالبواب لو أقسم على الّ لبره> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :قمت على باب الجنة ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 258وعن أسامة َرضِيَ الُّ َ
فإذا عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون ،غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى
النار ،وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
و <الجد> بفتح الجيم :الحظ والغنى.
وقوله <محبوسون> :أي لم يؤذن لهم بعد في دخول الجنة.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :لم يتكلم في المهد - 259وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
إل ثلثة :عيسى ابن مريم ،صاحب جريج .وكان جريج رجلً عابداً فاتخذ صومعة فكان فيها،
فأتته أمه وهو يصلي فقالت :يا جريج .فقال :يا رب أمي وصلتي .فأقبل على صلته فانصرفت.
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت :يا جريج .فقال :يا رب أمي وصلتي .فأقبل على صلته
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت :يا جريج .فقال :أي رب أمي وصلتي .فأقبل على
صلته فقالت :اللهم ل تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات! فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً
وعبادته ،وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها فقالت :إن شئتم لفتننه .فتعرضت له فلم يلتفت إليها،
فأتت راعياً كانت يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت فلما ولدت قالت هو
من جريج .فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه .فقال :ما شأنكم؟ قالوا :زنيت
بهذه البغي فولدت منك .قال :أين الصبي؟ فجاءوا به ،فقال :دعوني حتى أصلي ،فصلى فلما
انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال :يا غلم من أبوك؟ قال :فلن الراعي .فأقبلوا على
جريج يقبلونه ويتمسحون به .وقالوا نبني لك صومعتك من ذهب .قال :ل ،أعيدوها من طين كما
كانت ،ففعلوا .وبينا صبي يرضع من أمه فمر راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه:
اللهم اجعل ابني مثل هذا .فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال :اللهم ل تجعلني مثله! ثم أقبل
عَل ْيهِ َوسَلّم وهو يحكي ارتضاعه لّ صَلّى الُّ َ على ثديه فجعل يرضع .فكأني أنظر إلى َرسُول ا ِ
بأصبعه السبابة في فيه فجعل يمصها .ثم قال :ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون زنيت
سرقت ،وهي تقول :حسبي الّ ونعم الوكيل .فقالت أمه :اللهم ل تجعل ابني مثلها! فترك الرضاع
ونظر إليها فقال :اللهم اجعلني مثلها! فهنالك تراجعا الحديث فقالت :مر رجل حسن الهيئة فقلت
اللهم اجعل ابني مثله فقلت اللهم ل تجعلني مثله ،ومروا بهذه المة وهم يضربونها ويقولون
زنيت سرقت فقلت اللهم ل تجعل ابني مثلها فقلت اللهم اجعلني مثلها؟ قال :إن ذلك الرجل جبار
فقلت اللهم ل تجعلني مثله ،وإن هذه يقولون زنيت ولم تزن وسرقت ولم تسرق فقلت :اللهم
اجعلني مثلها> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<المومسات> :بضم الميم الولى ،وإسكان الواو وكسر الميم الثانية وبالسين المهملة؛ هن
الزواني .المومسة :الزانية.
وقوله <دابة فارهة> بالفاء :أي حاذقة نفيسة.
و <الشارة> بالشين المعجمة وتخفيف الراء .وهي الجمال الظاهر في الهيئة والملبس.
ومعنى <تراجعا الحديث> أي حدثت الصبي وحدثها ،وال أعلم.
* - 33 *2باب ملطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين والحسان إليهم
والشفقة عليهم والتواضع معهم وخفض الجناح لهم
ل تعالى (الحجر { :)88واخفض جناحك للمؤمنين}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الكهف { :)281واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه،
ول تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}.
وقال تعالى (الضحى { :)10 ،9فأما اليتيم فل تقهر ،وأما السائل فل تنهر}.
وقال تعالى (الماعون { :)3 ،2 ،1أرأيت الذي يكذب بالدين ،فذلك الذي يدع اليتيم ،ول يحض
على طعام المسكين}.
عنْهُ قال :كنا مع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ستة نفر، ضيَ الُّ َ - 260وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم :اطرد هؤلء ل يجترئون علينا .وكنت أنا وابن فقال :المشركون للنبي صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ مسعود وردل من هذيل وبلل ورجلن لست أسميهما ،فوقع في نفس َرسُول ا ِ
َوسَلّم ما شاء الّ أن يقع :فحدث نفسه فأنزل الّ تعالى{ :ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي يريدون وجهه} (النعام َ )52روَا ُه مُسِْلمٌ.
ع ْنهُ أن أبا ضيَ الُّ َ - 261وعن أبي هبيرة عائذ بن عمرو المزني ،وهو من أهل بيعة الرضوان َر ِ
سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلل في نفر فقالوا :ما أخذت سيوف الّ من عدو الّ مأخذها.
عَل ْيهِ
ع ْنهُ :أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟! فأتى النبي صَلّى الُّ َ فقال أبو بكر َرضِيَ الُّ َ
َوسَلّم فأخبره فقال< :يا أبا بكر لعلك أغضبتهم ،لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك> .فأتاهم
فقال :يا إخوتاه آغضبتكم؟ قالوا :ل ،يغفر الّ لك يا أخيَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
قوله< :مأخذها> أي لم تستوف حقها منه.
وقوله< :يا أخي> روي بفتح الهمزة وكسر الخاء وتخفيف الياء .وروي بضم الهمزة وفتح
الخاء وتشديد الياء.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :أنا وكافل ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 262وعن سهل بن سعد رَ ِ
اليتيم في الجنة هكذا> وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهماَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
و <كافل اليتيم> :القائم بأموره.
عَليْ ِه َوسَلّم< :كافل اليتيم له صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 263وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة> وأشار الراوي ،وهو مالك بن أنس ،بالسبابة والوسطى.
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم <اليتيم له أو لغيره> معناه :قريبه أو الجنبي منه .فالقريب مثل أن
تكفله أمه أو جده أو أخوه أو غيرهم من قرابته ،وال أعلم.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ليس المسكين الذي ترده لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 264وعنه َرضِيَ الُّ َ
التمرة والتمرتان ول اللقمة واللقمتان ،إنما المسكين الذي يتعفف> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية في الصحيحين <ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان
والتمرة والتمرتان ،ولكن المسكين الذي ل يجد غنى يغنيه ،ول يفطن به فيتصدق عليه ،ول
يقوم فيسأل الناس> .
عَل ْيهِ َوسَلّم قال :الساعي على الرملة والمسكين ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 265وعنه َرضِيَ الُّ َ
كالمجاهد في سبيل الّ> وأحسبه قال< :وكالقائم ل يفتر ،وكالصائم ل يفطر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :شر الطعام طعام الوليمة ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 266وعنه َرضِيَ الُّ َ
ل ورسوله> َروَاهُ يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ،ومن لم يجب الدعوة فقد عصى ا ّ
مُسِْلمٌ.
وفي رواية في الصحيحين عن أبي هريرة من قوله :بئس الطعام طعام الوليمة يدعى إليها
الغنياء ويترك الفقراء.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من عال جاريتين حتى ضيَ الُّ َ - 267وعن أنس َر ِ
تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين> وضم أصابعهَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
و <جاريتين> :أي بنتين.
عنْها قالت :دخلت علي امرأة ومعها ابنتان لها تسأل فلم تجد - 268وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
عندي شيئ ًا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها ،فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت
عَليْ ِه َوسَلّم علينا فأخبرته .فقال< :من ابتلي من هذه البنات صلّى الُّ َ فخرجت ،فدخل النبي َ
بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عنْها قالت :جاءتني مسكينة بحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلث - 269وعن عائشة أيض ًا َرضِيَ الُّ َ
تمرات ،فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت
لّ صَلّى التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما ،فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت ل َرسُول ا ِ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقال< :إن الّ قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَل ْيهِ
عنْهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 270وعن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي َر ِ
َوسَلّم< :اللهم إني أحرج حق الضعيفين :اليتيم والمرأة> حديث حسن رواه النسائي بإسناد جيد.
ومعنى <أحرج> :ألحق الحرج وهو الثم بمن ضيع حقهما ،وأحذر من ذلك تحذيراً بليغاً،
وأزجر عنه زجراً أكيداً.
ع ْنهُ قال :رأى سعد أن له فضلً على من ضيَ الُّ َ - 271وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص َر ِ
دونه فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :هل تنصرون وترزقون إل بضعفائكم> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ
هكذا مرسلً ،فإن مصعب بن سعد تابعي ،ورواه الحافظ أبو بكر البرقاني في صحيحه متصلً عن
ع ْنهُ.
ضيّ الّ َ مصعب عن أبيه َر ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
- 272وعن أبي الدرداء عويمر َر ِ
<ابغوني الضعفاء؛ فإنما تنصرون ،وترزقون بضعفائكم> رواه أبو داود بإسناد جيد.
* - 34 *2باب الوصية بالنساء
ل تعالى (النساء { :)19وعاشروهن بالمعروف}. @قال ا ّ
وقال تعالى (النساء { :)129ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فل تميلوا كل الميل
فتذروها كالمعلقة ،وإن تصلحوا وتتقوا فإن الّ كان غفوراً رحيماً}.
عَليْ ِه َوسَلّم< :استوصوا صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 273وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
بالنساء خيراً؛ فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعله ،فإن ذهبت تقيمه
كسرته ،وإن تركته لم يزل أعوج ،فاستوصوا بالنساء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية في الصحيحين <المرأة كالضلع :إن أقمتها كسرتها ،وإن استمتعت بها استمتعت بها
وفيها عوج>
وفي رواية لمسلم< :إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة ،فإن استمتعت بها
استمتعت بها وفيها عوج ،وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلقها> .
قوله< :عوج> هو بفتح العين والواو
عنْهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يخطب وذكر ضيَ الُّ َ ل بن زمعة َر ِ - 274وعن عبد ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم{ :إذ انبعث أشقاها} :انبعث لها رجل صلّى الُّ َ لّ َ الناقة والذي عقرها فقال رَسُول ا ِ
عزيز ،عارم ،منيع في رهطه .ثم ذكر النساء فوعظ فيهن فقال< :يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد
العبد ،فلعله يضاجعها من آخر يومه!> ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال< :لم يضحك
أحدكم مما يفعل!> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
و <العارم> بالعين المهملة والراء :هو الشرير المفسد.
وقوله <انبعث> أي قام بسرعة.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل يفرك مؤمن صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 275وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
مؤمنة ،إن كره منها خلق ًا رضي منها آخر أو قال غيره> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
وقوله <يفرك> هو بفتح الباء وإسكان الفاء وفتح الراء معناه :يبغض .يقال :فركت المرأة
زوجها وفركها زوجها .بكسر الراء يفركها :أي أبغضها ،وال أعلم.
عنْهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم في ضيَ الُّ َ - 276وعن عمرو بن الحوص الجشمي َر ِ
ل تعالى وأثنى عليه وذكر ووعظ ،ثم قال< :أل واستوصوا حجة الوداع يقول بعد أن حمد ا ّ
بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ،ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك ،إل أن يأتين بفاحشة
مبينة ،فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع ،واضربوهن ضرباً غير مبرح ،فإن أطعنكم فل تبغوا
عليهن سبيلً .أل إن لكم على نسائكم حقاً ،ولنسائكم عليكم حقاً :فحقكم عليهن أن ل يوطئن
فرشكم من تكرهون ،ول يأذن في بيوتكم لمن تكرهون .أل وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في
ن صحيح. حسَ ٌح ِديْثٌ َ
ي وَقَالَ َ
كسوتهن وطعامهن> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ
قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم <عوان> :أي أسيرات .جمع عانية ،بالعين المهملة وهي :السيرة.
عَليْ ِه َوسَلّم المرأة في دخولها تحت حكم الزوج صلّى الُّ َ لّ َ والعاني :السير .شبه رَسُول ا ِ
بالسير.
و <الضرب المبرح> :هو الشاق الشديد.
عَل ْيهِ َوسَلّم <فل تبغوا عليهن سبيلً> :أي ل تطلبوا طريقاً تحتجون به عليهن وقوله صَلّى الُّ َ
وتؤذونهن به ،وال أعلم.
ع ْنهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ ما حق زوجة أحدنا عليه؟ - 277وعن معاوية بن حيدة َرضِيَ الُّ َ
قال< :أن تطعمها إذا طعمت ،وتكسوها إذا اكتسيت ،ول تضرب الوجه ،ول تقبح ،ول تهجر إل
في البيت> حديث حسن رواه أبو داود وقال معنى <ل تقبح> :ل تقل قبحك الّ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :أكمل صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 278وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
حسَنٌ ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ،وخياركم خياركم لنسائهم> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ
صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 279وعن إياس بن عبد الّ بن أبي ذباب رَ ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ إلى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ َوسَلّم< :ل تضربوا إماء الّ> فجاء عمر َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ فقالَ :ذ ِئرْنَ النساء على أزواجهن ،فرخص في ضربهن ،فأطاف بآل َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :لقد أطاف بآل محمد َوسَلّم نساء كثير يشكون أزواجهن ،فقال َرسُول ا ِ
نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم> رواه أبو داود بإسناد صحيح.
قوله <ذئرن> هو بذال معجمة مفتوحة ثم همزة مكسورة ثم راء ساكنة ثم نون :أي اجترأن.
قوله <أطاف> :أي أحاط.
عَليْ ِه َوسَلّم قال: صلّى الُّ َ لّ َعنْهُ أن رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 280وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
<الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 35 *2باب حق الزوج على المرأة
ل تعالى (النساء { :)34الرجال قوامون على النساء بما فضل الّ بعضهم على بعض، @قال ا ّ
وبما أنفقوا من أموالهم .فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الّ}.
وأما الحاديث فمنها حديث عمرو بن الحوص السابق (انظر الحديث رقم )276في الباب قبله.
عَليْ ِه َوسَلّم< :إذا دعا الرجل صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 281وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملئكة حتى تصبح> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية لهما <إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملئكة حتى تصبح>
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته وفي رواية قال َرسُول ا ِ
إلى فراشه فتأبى عليه إل كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها> .
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل يحل ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 282وعن أبي هريرة أيض ًا َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ .وهذا لفظ للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إل بإذنه ،ول تأذن في بيته إل بإذنه> مُتّفَقٌ َ
البخاري.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :كلكم راع ،وكلكم ضيَ الُّ َ - 283وعن ابن عمر َر ِ
مسئول عن رعيته ،والمير راع ،والرجل راع على أهل بيته ،والمرأة راعية على بيت زوجها
وولده؛ فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 284وعن أبي علي طلق بن علي رَ ِ
دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ والنسائي وقال الترمذي
حديث حسن صحيح.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :لو كنت آمر أحداً أن - 285وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ن صحيح. حسَ ٌ
ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ يسجد لحد لمرت المرأة أن تسجد لزوجها> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :أيما امرأة عنْها قالت قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 286وعن أم سلمة َر ِ
حسَنٌ. ح ِديْثٌ َ ي وَقَالَ َ ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :ل تؤذي امرأة ضيَ الُّ َ - 287وعن معاذ بن جبل َر ِ
زوجها في الدنيا إل قالت زوجته من الحور العين :ل تؤذيه قاتلك الّ! فإنما هو عندك دخيل
سنٌ. ح َ ح ِديْثٌ َ
ي وَقَالَ َ يوشك أن يفارقك إلينا> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :ما تركت بعدي ضيَ الُّ َ - 288وعن أسامة بن زيد َر ِ
فتنة هي أضر على الرجال من النساء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
* - 36 *2باب النفقة على العيال
ل تعالى (البقرة { :)233وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الطلق { :)7لينفق ذو سعة من سعته ،ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الّ ،ل
يكلف الّ نفساً إل ما آتاها}.
وقال تعالى (سبأ { :)39وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}.
عَليْ ِه َوسَلّم< :دينار أنفقته صلّى الُّ َ
لّ َ
ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 289وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
في سبيل الّ ،ودينار أنفقته في رقبة ،ودينار تصدقت به على مسكين ،ودينار أنفقته على أهلك؛
أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ - 290وعن أبي عبد الّ ويقال له :أبي عبد الرحمن ثوبان بن بجدد مولى َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه عَليْ ِه َوسَلّم قال ،قال َرسُول ا ِ َ
على عياله ،ودينار ينفقه على دابته في سبيل الّ ،ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الّ>
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عنْها قالت :قلت يا َرسُول الِّ هل لي أجر في بني أبي سلمة أن ضيَ الُّ َ - 291وعن أم سلمة َر ِ
أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بني؟ فقال< :نعم لك أجر ما أنفقت عليهم>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
عنْهُ في حديثه الطويل الذي قدمناه (انظر الحديث رقم ضيَ الُّ َ - 292وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال له< :وإنك لن تنفق نفقة )6في أول الكتاب في باب النية أن َرسُول ا ِ
عَليْهِ.
تبتغي بها وجه الّ إل أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :إذا أنفق عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 293وعن أبي مسعود البدري َر ِ
عَليْهِ.
الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ
ع ْنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 294وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم< :كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت> حديث صحيح رواه أبو داود وغيره .و َروَا ُه ُمسْلِمٌ
في صحيحه بمعناه قال< :كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته> .
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :ما من يوم يصبح ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 295وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
العباد فيه إل ملكان ينزلن فيقول أحدهما :اللهم أعط منفقاً خلفاً ،ويقول الخر :اللهم أعط
ممسك ًا تلفاً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :اليد العليا خير من اليد ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 296وعنه َرضِيَ الُّ َ
السفلى ،وابدأ بمن تعول ،وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ،ومن يستعفف يعفه الّ ،ومن
يستغن يغنه الّ> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 37 *2باب النفاق مما يحب ومن الجيد
ل تعالى (آل عمران { :)92لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. @قال ا ّ
وقال تعالى (البقرة { :)267يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من
الرض ،ول تيمموا الخبيث منه تنفقون}.
ع ْنهُ قال :كان أبو طلحة أكثر النصار بالمدينة ما ًل من نخل ،وكان ضيَ الُّ َ - 297وعن أنس َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم يدخلها لّ صَلّى الُّ َ أحب أمواله إليه بيرحاء ،وكانت مستقبلة المسجد ،وكان َرسُول ا ِ
ويشرب من ماء فيها طيب .قال أنس :فلما نزلت هذه الية{ :لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما
ل تعالى أنزل عَل ْيهِ َوسَلّم فقال :يا َرسُول الِّ إن ا ّ لّ صَلّى الُّ َ تحبون} قام أبو طلحة إلى َرسُول ا ِ
عليك{ :لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب مالي إلي بيرحاء وإنها صدقة ل تعالى
لّ صَلّى الُّ ل تعالى ،فضعها يا َرسُول الِّ حيث أراك الّ .فقال َرسُول ا ِ أرجو برها وذخرها عند ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم< :بخ! ذلك مال رابح ،ذلك مال رابح ،وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في َ
القربين> فقال أبو طلحة :أفعل يا َرسُول الِّ .فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه .مُتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :مال رابح> روي في الصحيحين <رابح> و <رايح> بالباء
الموحدة وبالياء المثناة ،أي :رايح عليك نفعه.
و <بيرحاء> :حديقة نخل ،وروي بكسر الباء وفتحها.
* - 38 *2باب وجوب أمره أهله وأولده المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الّ تعالى
ونهيهم عن المخالفة وتأديبهم ومنعهم عن ارتكاب منهي عنه
ل تعالى (طه { :)132وأمر أهلك بالصلة واصطبر عليها}. @قال ا ّ
وقال تعالى (التحريم { :)6يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً}.
ع ْنهُما من تمرة من ضيَ الُّ َ ع ْنهُ قال :أخذ الحسن بن علي َر ِ - 298وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :كخ كخ! ارم بها ،أما علمت لّ صَلّى الُّ َ
تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال َرسُول ا ِ
عَليْهِ.
أنا ل نأكل الصدقة!> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية< :أنا ل تحل لنا الصدقة> .
وقوله <كخ كخ> يقال بإسكان الخاء ،ويقال بكسرها مع التنوين ،وهي كلمة زجر للصبي عن
ع ْنهُ صبياً.
ضيَ الُّ َ المستقذرات ،وكان الحسن َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ - 299وعن أبي حفص عمر بن أبي سلمة عبد الّ بن عبد السد ربيب َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم ،وكانت لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال :كنت غلماً في حجر َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
َوسَلّم َر ِ
ل تعالى ،وكل عَل ْيهِ َوسَلّم< :يا غلم سم ا ّ لّ صَلّى الُّ َ
يدي تطيش في الصحفة فقال لي َرسُول ا ِ
عَليْهِ.
بيمينك ،وكل مما يليك> فما زالت تلك طعمتي بعد> ُمتّفَقٌ َ
و <تطيش> :تدور في نواحي الصحفة.
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :كلكم لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 300وعن ابن عمر َر ِ
راع ،وكلكم مسؤول عن رعيته :المام راع ومسؤول عن رعيته ،والرجل راع في أهله
ومسؤول عن رعيته ،والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ،والخادم راع في ما
سيده ومسؤول عن رعيته؛ فكلكم راع ومسؤول عن رعيته> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّع ْنهُم قال ،قال َرسُول ا ِ - 301وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء سبع ،واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ،وفرقوا َ
بينهم في المضاجع> حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن.
عَل ْيهِلّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 302وعن أبي ثرية سبرة بن معبد الجهني َر ِ
َوسَلّم< :علموا الصبي الصلة لسبع سنين ،واضربوه عليها ابن عشر سنين> حديث حسن رواه
حسَنٌ.أبو داود والترمذي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
ولفظ أبي داود< :مروا الصبي بالصلة إذا بلغ سبع سنين> .
* - 39 *2باب حق الجار والوصية به
ل ول تشركوا به شيئاً ،وبالوالدين إحساناً وبذي ل تعالى (النساء { :)36واعبدوا ا ّ @قال ا ّ
القربى ،واليتامى ،والمساكين ،والجار ذي القربى ،والجار الجنب ،والصاحب بالجنب ،وابن
السبيل ،وما ملكت أيمانكم}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ماع ْنهُما قال قال َرسُول ا ِ - 303وعن ابن عمر وعائشة َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ.
زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :يا أبا ذر إذا ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 304وعن أبي ذر رَ ِ
طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم أوصاني <إذا طبخت مرقاً فأكثر وفي رواية له عن أبي ذر قال :إن خليلي صَلّى الُّ َ
ماءه ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف> .
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :وال ل يؤمن ،وال ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 305وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ل يؤمن ،وال ل يؤمن!> قيل :من يا َرسُول الِّ؟ قال< :الذي ل يأمن جاره بوائقه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية لمسلم <ل يدخل الجنة من ل يأمن جاره بوائقه> .
<البوائق> :الغوائل والشرور.
عَليْ ِه َوسَلّم< :يا نساء المسلمات ل لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 306وعنه َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل يمنع جار جاره أن يغرز ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 307وعنه َرضِيَ الُّ َ
خشبة في جداره> ثم يقول أبو هريرة :ما لي أراكم عنها معرضين! وال لرمين بها بين
عَليْهِ .روي <خشبه> بالضافة والجمع .وروي< :خشبة> بالتنوين على الفراد. أكتافكمُ .متّفَقٌ َ
وقوله :ما لي أراكم عنها معرضين :نعني عن هذه السنة.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من كان يؤمن بال واليوم ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 308وعنه َرضِيَ الُّ َ
الخر
فل يؤذي جاره ،ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه ،ومن كان يؤمن بال واليوم
عَل ْيهِ.
الخر فليقل خيراً أو ليسكت> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :من كان عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 309وعن أبي شريح الخزاعي رَ ِ
يؤمن بال واليوم الخر فليحسن إلى جاره ،ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه،
ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليقل خيراً أو ليسكت> َروَا ُه ُمسْلِمٌ بهذا اللفظ .وروى البخاري
بعضه.
عنْها قالت :قلت يا َرسُول الِّ إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: - 310وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
<إلى أقربهما منك باباً> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :خير ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ل بن عمرو َرضِيَ الُّ َ - 311وعن عبد ا ّ
الصحاب عند الّ تعالى خيرهم لصاحبه ،وخير الجيران عند الّ خيرهم لجاره> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ
سنٌ.ح َ
ح ِديْثٌ َ
وَقَالَ َ
* - 40 *2باب بر الوالدين وصلة الرحام
ل ول تشركوا به شيئاً ،وبالوالدين إحساناً ،وبذي ل تعالى (النساء { :)36واعبدوا ا ّ @قال ا ّ
القربى ،واليتامى ،والمساكين ،والجار ذي القربى ،والجار الجنب ،والصاحب بالجنب ،وابن
السبيل ،وما ملكت أيمانكم}.
وقال تعالى (النساء { :)1واتقوا الّ الذي تساءلون به ،والرحام}.
وقال تعالى (الرعد { :)21والذين يصلون ما أمر به أن يوصل} الية.
وقال تعالى (العنكبوت { :)8ووصينا النسان بوالديه حسناً}.
وقال تعالى (السراء { :)24 ،23وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه ،وبالوالدين إحساناً ،إما يبلغن
عندك الكبر أحدهما أو كلهما فل تقل لهما أف ،ول تنهرهما ،وقل لهما قولً كريماً ،واخفض
لهما جناح الذل من الرحمة ،وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}.
وقال تعالى (لقمان { :)14ووصينا النسان بوالديه؛ حملته أمه وهناً على وهن ،وفصاله في
عامين ،أن اشكر لي ولوالديك}.
عَليْهِصلّى الُّ َ عنْهُ قال :سألت النبي َ ضيَ الُّ َ - 312وعن أبي عبد الرحمن عبد الّ بن مسعود َر ِ
َوسَلّم أي العمل أحب إلى الّ؟ قال< :الصلة على وقتها> قلت :ثم أي؟ قال< :بر الوالدين>
عَليْهِ. قلت :ثم أي؟ قال< :الجهاد في سبيل الّ> ُمتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل يجزي ولد صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 313وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
والداً إل أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من كان يؤمن بال ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 314وعنه أيض ًا َرضِيَ الُّ َ
واليوم الخر فليكرم ضيفه ،ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليصل رحمه ،ومن كان يؤمن
بال واليوم الخر فليقل خيرًا أو ليصمت> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ل تعالى خلق الخلق عَليْ ِه َوسَلّم< :إن ا ّ لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 315وعنه َرضِيَ الُّ َ
حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت :هذا مقام العائد بك من القطيعة .قال :نعم أما ترضين أن
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ
أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت :بلى .قال :فذلك لك> ثم قال َرسُول ا ِ
َوسَلّم< :اقرءوا إن شئتم{ :فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم؛
عَليْهِ.
أولئك الذين لعنهم الّ فأصمهم وأعمى أبصارهم} (محمد ُ )23 ،22متّفَقٌ َ
وفي رواية للبخاري :فقال الّ تعالى< :من وصلك ،وصلته ومن قطعك قطعته> .
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقال :يا َرسُول ع ْنهُ قال :جاء رجل إلى َرسُول ا ِ - 316وعنه َرضِيَ الُّ َ
الِّ من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال< :أمك> قال :ثم من؟ قال< :أمك> قال :ثم من؟ قال:
<أمك> قال :ثم من؟ قال< :أبوك> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية :يا َرسُول الِّ من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال< :أمك ،ثم أمك ،ثم أمك ،ثم أباك،
ثم أدناك أدناك> .
و <الصحابة> بمعنى :الصحبة.
وقوله< :ثم أباك> هكذا هو منصوب بفعل محذوف :أي ثم بر أباك .وفي رواية <ثم أبوك> وهذا
واضح.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 317وعنه َرضِيَ الُّ َ
أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ أن رجلً قال :يا َرسُول الِّ إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ،وأحسن - 318وعنه َرضِيَ الُّ َ
إليهم ويسيئون إلي ،وأحلم عنهم ويجهلون علي .فقال< :لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل،
ول يزال معك من الّ ظهير عليهم ما دمت على ذلك> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
<وتسفهم> بضم التاء وكسر السين المهملة وتشديد الفاء.
و <المل> بفتح الميم وتشديد اللم وهو الرماد الحار :أي كأنما تطعمهم الرماد الحار ،وهو
تشبيه لما يلحقهم من الثم بما يلحق آكل الرماد الحار من اللم ،ول شيء على هذا المحسن
إليهم لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه وإدخالهم الذى عليه ،وال أعلم.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :من أحب أن يبسط له ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 319وعن أنس َر ِ
عَل ْيهِ.
في رزقه ،وينسأ له في أثره ،فليصل رحمه> مُتّفَقٌ َ
ومعنى <ينسأ له في أثره> :أي يؤخر له في أجله وعمره.
ع ْنهُ قال :كان أبو طلحة أكثر النصار بالمدينة ما ًل من نخل ،وكان أحب - 320وعنه َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يدخلهاأمواله إليه بيرحاء ،وكانت مستقبلة المسجد ،وكان َرسُول ا ِ
ويشرب من ماء فيها طيب .فلما نزلت هذه الية{ :لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} (آل
عَليْ ِه َوسَلّم فقال :يا َرسُول الِّ إن الّ تبارك صلّى الُّ َ لّ َ عمران )92قام أبو طلحة إلى رَسُول ا ِ
وتعالى يقول{ :لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب مالي إلي بيرحاء وإنها صدقة
لّ صَلّى ل تعالى أرجو برها وذخرها عند الّ فضعها يا رَسُول الِّ حيث أراك الّ .فقال َرسُول ا ِ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :بخ! ذلك مال رابح ،ذلك مال رابح ،وقد سمعت ما قلت ،وإني أرى أن تجعلها
في القربين> فقال أبو طلحة :أفعل يا َرسُول الِّ .فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمهُ .متّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
وسبق بيان ألفاظه (انظر الحديث رقم )297في باب النفاق مما يحب.
ل صَلّى الُّعنْهُ قال أقبل رجل إلى نبي ا ّ ضيَ الُّ َ - 321وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم فقال :أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الجر من الّ تعالى .فقال< :فهل من والديك َ
أحد حي؟> قال :نعم بل كلهما .قال< :فتبتغي الجر من الّ تعالى؟> قال :نعم .قال< :فارجع إلى
عَليْهِ .وهذا لفظ مسلم. والديك فأحسن صحبتهما> ُمتّفَقٌ َ
وفي رواية لهما :جاء رجل فاستأذنه في الجهاد فقال< :أحي والداك؟> قال :نعم .قال< :ففيهما
فجاهد> .
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :ليس الواصل بالمكافئ ،ولكن ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 322وعنه َرضِيَ الُّ َ
الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
و <قطعت> بفتح القاف والطاء و <رحمة> مرفوع.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :الرحم ل صَلّى الُّ َ عنْها قالت :قال رسول ا ّ - 323وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
معلقة بالعرش تقول :من وصلني وصله الّ ،ومن قطعني قطعه الّ> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عنْها أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن ضيَ الُّ َ - 324وعن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رَ ِ
لّ أني عَليْ ِه َوسَلّم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت :أشعرت يا َرسُول ا ِ النبي صَلّى الُّ َ
أعتقت وليدتي؟ قال< :أو فعلت؟> قالت :نعم .قال< :أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم
لجرك> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عنْها قالت :قدمت علي أمي وهي مشركة في - 325وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قلت :قدمت علي لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فاستفتيت َرسُول ا ِ عهد َرسُول ا ِ
أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال :نعم صلي أمك> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وقولها <راغبة> أي طامعة فيما عندي تسألني شيئاً .قيل :كانت أمها من النسب .وقيل :من
الرضاعة .والصحيح الول.
ع ْنهُ وعنها قالت قال َرسُول الِّ ضيَ الُّ َ
ل بن مسعود رَ ِ - 326وعن زينب الثقفية امرأة عبد ا ّ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن> قالت :فرجعت إلى عبد الّ بن صَلّى الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قد أمرنا بالصدقة صلّى الُّ َ
لّ َمسعود فقلت :إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رَسُول ا ِ
فأته فاسأله فإن كان ذلك يجزي عني وإل صرفتها إلى غيركم .فقال عبد الّ :بل ائتيه أنت.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم حاجتي حاجتها ،وكان فانطلقت فإذا امرأة من النصار بباب َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم قد ألقيت عليه المهابة ،فخرج علينا بلل فقلنا له :ائت َرسُول لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألنك :أتجزئ الصدقة عنهما على لّ صَلّى الُّ َا ِ
لّ صَلّى الُّ أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما؟ ول تخبره من نحن .فدخل بلل على َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :من هما؟> قال :امرأة من النصار عَليْ ِه َوسَلّم فسأله فقال له َرسُول ا ِ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :أي الزيانب هي؟> قال :امرأة عبد الّ .فقال وزينب .فقال َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :لهما أجران :أجر القرابة ،وأجر الصدقة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ. لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
ع ْنهُ في حديثه الطويل في قصة هرقل أن هرقل ضيَ الُّ َ - 327وعن أبي سفيان صخر بن حرب رَ ِ
عَليْ ِه َوسَلّم) قال قلت :يقول <اعبدوا قال لبي سفيان :فماذا يأمركم به؟ (يعني النبي صَلّى الُّ َ
الّ وحده ول تشركوا به شيئاً ،واتركوا ما يقول آباؤكم .ويأمرنا بالصلة والصدق والعفاف
والصلة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :إنكم ستفتحون ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 328وعن أبي ذر رَ ِ
أرضاً يذكر فيها القيراط .وفي رواية :ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا
بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً .وفي رواية :فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة
ورحماً أو قال ذمة وصهراً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
قال العلماء :الرحم التي لهم كون هاجر أم إسماعيل منهم.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم منهم.و <الصهر> :كون مارية أم إبراهيم بن َرسُول ا ِ
ع ْنهُ قال لما نزلت هذه الية{ :وأنذر عشيرتك القربين} - 329وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قريشاً فاجتمعوا فعم وخص فقال< :يا بني (الشعراء )214دعا َرسُول ا ِ
كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار ،يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار ،يا بني عبد
شمس أنقذوا أنفسكم من النار ،يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار ،يا بني هاشم أنقذوا
أنفسكم من النار ،يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار ،يا فاطمة أنقذي نفسك من النار؛
فإني ل أملك لكم من الّ شيئاً غير أن لكم رحماً سأبلها ببللها> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم <ببللها> هو بفتح الباء الثانية وكسرها.
و <البلل> :الماء.
ومعنى الحديث :سأصلها .شبه قطيعتها بالحرارة تطفأ بالماء وهذه تبرد بالصلة.
ع ْنهُ قال سمعت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم ل عمرو بن العاص َرضِيَ الُّ َ - 330وعن أبي عبد ا ّ
جهارًا غير سر يقول< :إن آل أبي فلن ليسوا بأوليائي ،إنما وليي الّ وصالح المؤمنين ،ولكم
عَل ْيهِ .واللفظ للبخاري. لهم رحم أبلها ببللها> مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ أن رجلً قال :يا َرسُول الِّ أخبرني ضيَ الّ َ - 331وعن أبي أيوب خالد بن زيد النصاري َر ِ
ل ول تشرك به شيئاً ،وتقيم عَليْ ِه َوسَلّم< :تعبد ا ّ بعمل يدخلني الجنة .فقال النبي صَلّى الُّ َ
عَليْهِ.
الصلة ،وتؤتي الزكاة ،وتصل الرحم> مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا أفطر ضيَ الُّ َ - 332وعن سلمان بن عامر َر ِ
أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة ،فإن لم يجد تمراً فالماء فإنه طهور> وقال< :الصدقة على
حسَنٌ. المسكين صدقة ،وعلى ذي الرحم ِثنْتَان :صدقة وصلة> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
ع ْنهُ قال :كانت تحتي امرأة وكنت أحبها وكان عمر يكرهها فقال ضيَ الُّ َ - 333وعن ابن عمر َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم فذكر ذلك له .فقال النبي عنْ ُه النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ لي طلقها فأبيت .فأتى عمر َر ِ
ن صحيح. حسَ ٌ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :طلقها> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ أن رجلً أتاه فقال :إن لي امرأة وإن أمي تأمرني - 334وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :الوالد أوسط أبواب الجنة> فإن لّ صَلّى الُّ َ بطلقها .فقال سمعت َرسُول ا ِ
ي وقال حديث صحيح. شئت فأضع ذلك الباب أو احفظهَ .روَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :الخالة ع ْنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 335وعن البراء بن عازب َر ِ
بمنزلة الم> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذيّ وقال حديث صحيح.
وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحيح مشهورة .منها حديث أصحاب الغار (انظر الحديث رقم )12
وحديث جريج (انظر الحديث رقم )259وقد سبقا ،وأحاديث مشهورة في الصحيح حذفتها
ع ْنهُ الطويل المشتمل على جمل كثيرة ضيَ الُّ َاختصاراً .ومن أهمها حديث عمرو بن عبسة َر ِ
من قواعد السلم وآدابه .وسأذكره بتمامه إن شاء الّ تعالى في باب الرجاء قال فيه :دخلت
عَليْ ِه َوسَلّم بمكة (يعني في أول النبوة) فقلت له :ما أنت؟ قال< :نبي> على النبي صَلّى الُّ َ
فقلت :وما نبي؟ قال< :أرسلني الّ تعالى> فقلت :بأي شيء أرسلك؟ قال< :أرسلني بصلة
ل ل يشرك به شيء> وذكر تمام الحديث ،وال أعلم. الرحام ،وكسر الوثان ،وأن يوحد ا ّ
* - 41 *2باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم
ل تعالى (محمد { :)23 ،22فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض ،وتقطعوا @قال ا ّ
أرحامكم؛ أولئك الذين لعنهم الّ ،فأصمهم وأعمى أبصارهم}.
ل به أن ل من بعد ميثاقه ،ويقطعون ما أمر ا ّ وقال تعالى (الرعد { :)25والذين ينقضون عهد ا ّ
يوصل ،ويفسدون في الرض ،أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}.
وقال تعالى (السراء { :)24 ،23وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحساناً ،إما يبلغن
عندك الكبر أحدهما أو كلهما ،فل تقل لهما أف ،ول تنهرهما ،وقل لهما قولً كريماً ،واخفض
لهما جناح الذل من الرحمة ،وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}.
عَل ْيهِ َوسَلّم:
لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 336وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث َر ِ
<أل أنبئكم بأكبر الكبائر؟> ثلثاً .قلنا :بلى يا َرسُول الِّ قال< :الشراك بال ،وعقوق الوالدين>
وكان متكئاً فجلس فقال< :أل وقول الزور ،وشهادة الزور!> فما زال يكررها حتى قلنا ليته
عَل ْيهِ.
سكت .مُتّفَقٌ َ
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال: ضيَ الُّ َ - 337وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
<الكبائر الشراك بال ،وعقوق الوالدين ،وقتل النفس ،واليمين الغموس> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
و <اليمين الغموس> :التي يحلفها كاذباً عامداً .سميت غموساً لنها تغمس الحالف في الثم.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من الكبائر شتم الرجل ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 338وعنه َرضِيَ الُّ َ
لّ وهل يشتم الرجل والديه؟ قال< :نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه، والديه!> قالوا :يا رَسُول ا ِ
ويسب أمه فيسب أمه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية< :إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه!> قيل :يا َرسُول الِّ كيف يلعن الرجل
والديه؟! قال< :يسب أبا الرجل فيسب أباه ،ويسب أمه فيسب أمه> .
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 339وعن أبي محمد جبير بن مطعم َرضِيَ الُّ َ
يدخل الجنة قاطع> قال سفيان في روايته :يعني قاطع رحمُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال: ضيَ الُّ َ - 340وعن أبي عيسى المغيرة بن شعبة َر ِ
ل تعالى حرم عليكم عقوق المهات ،ومنعاً وهات ،ووأد البنات .وكره لكم قيل وقال، <إن ا ّ
عَل ْيهِ.
وكثرة السؤال ،وإضاعة المال> مُتّفَقٌ َ
قوله <منعاً> معناه :منع ما وجب عليه.
و <هات> :طلب ما ليس له.
و <وأد البنات> معناه :دفنهن في الحياة.
و <قيل وقال> معناه :الحديث بكل ما يسمعه .فيقول :قيل كذا ،وقال فلن كذا مما ل يعلم صحته
ول يظنها ،وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع.
و <إضاعة المال> :تبذيره وصرفه في غير الوجوه المأذون فيها من مقاصد الخرة والدنيا،
وترك حفظه مع إمكان الحفظ.
و <كثرة السؤال> :اللحاح فيما ل حاجة إليه.
وفي الباب أحاديث سبقت في الباب قبله كحديث< :وأقطع من قطعك> (انظر الحديث رقم )315
وحديث< :من قطعني قطعه الّ> (انظر الحديث رقم . )323
* - 42 *2باب بر أصدقاء الب والم والقارب والزوجة وسائر من يندب إكرامه
عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :أبر البر أن يصل الرجل ضيَ الُّ َ
- 341عن ابن عمر َر ِ
ود أبيه> .
عنْهُ أن رجلً من العراب لقيه ضيَ الُّ َ - 342وعن عبد الّ بن دينار عن عبد الّ بن عمر َر ِ
بطريق مكة فسلم عليه عبد الّ بن عمر وحمله على حمار كان يركبه ،وأعطاه عمامة كانت على
رأسه .قال ابن دينار :فقلنا له :أصلحك الّ إنهم العراب وهم يرضون باليسير .فقال عبد الّ بن
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِعنْ ُه وإني سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َعمر :إن أبا هذا كان وداً لعمر بن الخطاب رَ ِ
َوسَلّم يقول< :إن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه>
وفي رواية عن ابن دينار عن ابن عمر أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا
مل ركوب الراحلة ،وعمامة يشد بها رأسه ،فبينا هو يوماً على ذلك الحمار إذ مر به أعرابي
فقال :ألست فلن بن فلن؟ قال :بلى .فأعطاه الحمار وقال اركب هذا ،والعمامة وقال :اشدد بها
رأسك .فقال له بعض أصحابه :غفر الّ لك! أعطيت هذا العرابي حمارًا كنت تروح عليه،
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :إن من وعمامة كنت تشد بها رأسك :فقال :إني سمعت َرسُول ا ِ
ع ْنهُ .روى أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي> وإن أباه كان صديقاً لعمر َرضِيَ الُّ َ
هذه الروايات كلها مسلم.
ع ْنهُ قال: ضيَ الُّ َ - 343وعن أبي أسيد -بضم الهمزة وفتح السين -مالك بن ربيعة الساعدي رَ ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال :يا رَسُول بينا نحن جلوس عند َرسُول ا ِ
الِّ هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال< :نعم الصلة عليهما ،والستغفار
لهما ،وإنفاذ عهدهما من بعدهما ،وصلة الرحم التي ل توصل إل بهما ،وإكرام صديقهما> رواه
أبو داود.
عنْها قالت :ما غرت على أحد من نساء النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم - 344وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
عنْها وما رأيتها قط ،ولكن كان يكثر ذكرها ،وربما ذبح الشاة ثم ضيَ الُّ َ ما غرت على خديجة َر ِ
يقطعها أعضا ًء ثم يبعثها في صدائق خديجة .فربما قلت له :كأن لم يكن في الدنيا إل خديجة!
فيقول :إنها كانت وكانت ،وكان لي منها ولد> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية :وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلئلها منها ما يسعهن.
وفي رواية :كان إذا ذبح الشاة يقول< :أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة>
عَليْ ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ وفي رواية قالت :استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على َرسُول ا ِ
فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك ،فقال< :اللهم هالة بنت خويلد> .
قولها< :فارتاح> هو بالحاء .وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي< :فارتاع> بالعين .ومعناه:
اهتم به.
ع ْنهُ قال :خرجت مع جرير بن عبد الّ البجلي َرضِيَ الُّ ضيَ الُّ َ - 345وعن أنس بن مالك َر ِ
ع ْنهُ في سفر فكان يخدمني .فقلت له :ل تفعل .فقال :إني قد رأيت النصار تصنع ب َرسُول الِّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم شيئاً آليت أن ل أصحب أحدًا منهم إل خدمتهُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ. صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم وبيان فضلهم * - 43 *2باب إكرام أهل بيت َرسُول ا ِ
ل تعالى (الحزاب { :)33إنما يريد الّ ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ،ويطهركم @قال ا ّ
تطهيراً}.
وقال تعالى (الحج { :)32ومن يعظم شعائر الّ فإنها من تقوى القلوب}.
- 346وعن يزيد بن حيان قال :انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم
عنْهمُ .فلما جلسنا إليه قال له حصين :لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً :رأيت َرسُول الِّ َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم وسمعت حديثه ،وغزوت معه ،وصليت خلفه؛ لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيراً. صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم .قال :يا ابن أخي وال لقد كبرت حدثنا يا زيد ما سمعت من َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم ،فماسني ،وقدم عهدي ،ونسيت بعض الذي كنت أعي من َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يوماً فينا خطيباً حدثتكم فاقبلوا ،وما ل فل تكلفونيه ،ثم قال :قام َرسُول ا ِ
بماء يدعى خم ًا بين مكة والمدينة ،فحمد الّ وأثنى عليه ،ووعظ وذكر ثم قال< :أما بعد ،أل أيها
الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ،وأنا تارك فيكم ثقلين :أولهما كتاب الّ،
ل ورغب فيه .ثم قال: فيه الهدى والنور ،فخذوا بكتاب الّ واستمسكوا به> فحث على كتاب ا ّ
<وأهل بيتي ،أذكركم الّ في أهل بيتي ،أذكركم الّ في أهل بيتي> فقال له حصين :ومن أهل بيته
يا زيد ،أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال :نساؤه من أهل بيته ،ولكن أهل بيته من حرم الصدقة
بعده .قال :ومن هم؟ قال :هم آل علي ،وآل عقيل ،وآل جعفر وآل عباس .قال :كل هؤلء حرم
الصدقة؟ قال :نعمَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
وفي رواية< :أل وإني تارك فيكم ثقلين :أحدهما كتاب الّ ،هو حبل الّ ،من اتبعه كان على
الهدى ومن تركه كان على ضللة> .
ع ْنهُ موقوفاً عليه أنه قال: ع ْنهُ عن أبي بكر الصديق َرضِيَ الُّ َ ضيَ الُّ َ - 347وعن ابن عمر َر ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم في أهل بيتهَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ. ارقبوا محمدًا صَلّى الُّ َ
معنى <ارقبوه> :راعوه واحترموه وأكرموه ،وال أعلم.
* - 44 *2باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار
مرتبتهم
ل تعالى (الزمر { :)9قل :هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنما يتذكر أولو @قال ا ّ
اللباب}.
عنْهُ قال ،قال َرسُول الِّ ضيَ الُّ َ - 348وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري النصاري َر ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الّ ،فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم صَلّى الُّ َ
بالسنة ،فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ،فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سناً .ول
يؤمن الرجل الرجل في سلطانه؛ ول يقعد في بيته على تكرمته إل بإذنه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
وفي رواية له< :فأقدمهم سلماً> بدل <سناً> :أي إسلماً.
وفي رواية <يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الّ ،وأقدمهم قراءة ،فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم
أقدمهم هجرة ،فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سناً>
والمراد <بسلطانه> :محل وليته ،أو الموضع الذي يختص به.
و <تكرمته> بفتح التاء وكسر الراء :وهي ما ينفرد به من فراش وسرير ونحوهما.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يمسح مناكبنا في الصلة ع ْنهُ قال كان َرسُول ا ِ - 349وعنه َرضِيَ الُّ َ
ويقول< :استووا ،ول تختلفوا فتختلف قلوبكم ،ليلني منكم أولو الحلم والنهى ،ثم الذين
يلونهم،
ثم الذين يلونهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ليلني> هو بتخفيف النون وليس قبلها ياء ،وروي بتشديد النون وقوله صَلّى الُّ َ
مع ياء قبلها.
و <النهى> :العقول.
و <أولو الحلم> :هم البالغون وقيل :أهل الحلم والفضل.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :ليلني ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ل بن مسعود َرضِيَ الُّ َ - 350وعن عبد ا ّ
منكم أولو الحلم والنهى ،ثم الذين يلونهم> ثلثاً <وإياكم وهيشات السواق> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
- 351وعن أبي يحيى .وقيل :أبي محمد سهل بن أبي حثمة -بفتح الحاء المهملة وإسكان الثاء
ل بن سهل ومحيصة بن مسعود إلى خيبر ع ْنهُ قال :انطلق عبد ا ّالمثلثة -النصاري َرضِيَ الُّ َ
ل بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلً ،فدفنه وهي يومئذ صلح فتفرقا ،فأتى محيصة إلى عبد ا ّ
ثم قدم المدينة ،فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صَلّى الُّ
عَليْ ِه َوسَلّم فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال< :كبر كبر> وهو أحدث القوم فسكت فتكلما .فقال: َ
<أتحلفون وتستحقون قاتلكم؟> وذكر تمام الحديثُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :كبر كبر> معناه :يتكلم الكبر. وقوله صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم كان يجمع بين الرجلين من قتلى ضيَ الُّ َ - 352وعن جابر َر ِ
أحد (يعني في القبر) ثم يقول< :أيهما أكثر أخذاً للقرآن؟> فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في
اللحدَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :أراني في المنام عنْهماُ أن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 353وعن ابن عمر َر ِ
أتسوك بسواك فجاءني رجلن أحدهما أكبر من الخر .فناولت السواك الصغر فقيل لي كبر.
فدفعته إلى الكبر منهما> َروَا ُه ُمسْلِ ٌم مسنداً والبخاري تعليقاً.
عَليْ ِه َوسَلّم <إن من إجلل لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ َ - 354وعن أبي موسى َر ِ
الّ تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم ،وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ،وإكرام ذي
السلطان المقسط> حديث حسن رواه أبو داود.
لّ صَلّى ا ُ
لّ ع ْنهُم قال ،قال َرسُول ا ِ
- 355وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ليس منا من لم يرحم صغيرنا ،ويعرف شرف كبيرنا> حديث صحيح رواه أبو َ
داود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
وفي رواية أبي داود< :حق كبيرنا> .
عنْها مر بها سائل فأعطته ضيَ الُّ َ
- 356وعن ميمون بن أبي شبيب رَحِمهُ الّ أن عائشة َر ِ
كسرة ،ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل ،فقيل لها في ذلك فقالت قال َرسُول الِّ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :أنزلوا الناس منازلهم> رواه أبو داود .لكن قال :ميمون لم يدرك عائشة. صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى وقد ذكره مسلم في أول صحيحه تعليقاً فقال :وذكر عن عائشة قالت< :أمرنا َرسُول ا ِ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أن ننزل الناس منازلهم> وذكره الحاكم أبو عبد الّ في كتابه (معرفة علوم
الحديث) وقال هو حديث صحيح.
ع ْنهُما قال :قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر ابن ضيَ الُّ َ
- 357وعن ابن عباس َر ِ
ع ْنهُ ،وكان القراء أصحاب مجلس عمر قيس ،وكان من النفر الذين يدنيهم عمر َرضِيَ الُّ َ
ومشاورته كهولً كانوا أو شباناً .فقال عيينة لبن أخيه :يا ابن أخي لك وجه عند هذا المير
فاستأذن لي عليه ،فاستأذن له فأذن له عمر .فلما دخل قال :هي يا ابن الخطاب! فوال ما تعطينا
عنْهُ حتى هم أن يوقع به .فقال له الحر :يا ضيَ الُّ َ الجزل ول تحكم فينا بالعدل! فغضب عمر َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم{ :خذ العفو ،وأمر بالعرف ،وأعرض أمير المؤمنين إن الّ تعالى قال لنبيه صَلّى الُّ َ
عن الجاهلين} (العراف )199وإن هذا من الجاهلين .وال ما جاوزها عمر حين تلها عليه،
وكان وقافاً عند كتاب الّ تعالىَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
لّ صَلّى ع ْنهُ قال :لقد كنت على عهد َرسُول ا ِ - 358وعن أبي سعيد سمرة بن جندب َرضِيَ الُّ َ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم غلماً فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إل أن ههنا رجالً هم أسن مني.
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ما أكرم شاب شيخاً لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
- 359وعن أنس َر ِ
ل له من يكرمه عند سنه> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذيّ وقال حديث غريب. لسنه إل قيض ا ّ
* - 45 *2باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم
وزيارة المواضع الفاضلة
ل تعالى (الكهف { :)66 - 60وإذ قال موسى لفتاه ل أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو @قال ا ّ
أمضي حقباً} إلى قوله تعالى {قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً؟}.
وقال تعالى (الكهف { :)28واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}.
صلّى لّ َ عنْهُ بعد وفاة رَسُول ا ِ
ضيَ الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال أبو بكر لعمر َر ِ ضيَ الُّ َ
- 360وعن أنس َر ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم يزورها. لّ صَلّى الُّ َ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم :انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ فلما انتهيا إليها بكت .فقال لها :ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الّ خير ل َرسُول ا ِ
عَليْهِ
لّ صَلّى الُّ َ ل تعالى خير ل َرسُول ا ِ عَليْ ِه َوسَلّم؟ فقالت :إني ل أبكي أني ل أعلم أن ما عند ا ّ َ
َوسَلّم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء .فهيجتهما على البكاء فجعل يبكيان معهاَ .روَاهُ
مُسِْلمٌ.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :أن رجلً زار أخاً له في - 361وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ل تعالى على مدرجته ملكاً .فلما أتى عليه قال :أين تريد؟ قال :أريد أخاً لي قرية أخرى فأرصد ا ّ
في هذه القرية .قال :هل لك عليه من نعمة تربها عليه؟ قال :ل ،غير أني أحببته في الّ تعالى.
قال :فإني َرسُول الِّ إليك بأن الّ قد أحبك كما أحببته فيهَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
يقال :أرصده لكذا إذا وكله بحفظه.
و <المدرجة> بفتح الميم والراء :الطريق.
ومعنى <تربها> :تقوم بها وتسعى في صلحها.
عَليْ ِه َوسَلّم< :من عاد مريضاً أو زار لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 362وعنه َرضِيَ الُّ َ
أخاً له في الّ ناداه مناد :بأن طبت وطاب ممشاك ،وتبوأت من الجنة منزلً> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ
حسَنٌ .وفي بعض النسخ غريب. حَ ِديْثٌ َ
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إنما مثل ضيَ الُّ َ - 363وعن أبي موسى الشعري َر ِ
الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير .فحامل المسك :إما أن يحذيك ،وإما
أن تبتاع منه ،وإما أن تجد منه ريح ًا طيبة .ونافخ الكير :إما أن يحرق ثيابك ،وإما أن تجد منه
عَليْهِ.
ريحاً منتنة> مُتّفَقٌ َ
<يحذيك> :يعطيك.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :تنكح المرأة لربع: - 364وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
لمالها ،ولحسبها ،ولجمالها ،ولدينها ،فاظفر بذات الدين تربت يداك> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ومعنى ذلك :أن الناس يقصدون في العادة من المرأة هذه الخصال الربع فاحرص أنت على ذات
الدين واظفر بها واحرص على صحبتها.
عَليْ ِه َوسَلّم لجبريل صَلّى الُّ ع ْنهُما قال ،قال النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 365وعن ابن عباس َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟> فنزلت{ :وما نتنزل إل بأمر ربك ،له ما َ
بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك} (مريم َ . )64روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :ل تصاحب ضيَ الُّ َ - 366وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
إل مؤمناً ،ول يأكل طعامك إل تقي> رواه أبو داود والترمذي بإسناد ل بأس به.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :الرجل على دين ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 367وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
خليله فلينظر أحدكم من يخالل> رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح وقال الترمذي حديث
حسن.
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :المرء مع ضيَ الُّ َ - 368وعن أبي موسى الشعري َر ِ
من أحب> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم :الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال< :المرء وفي رواية :قال قيل للنبي صَلّى الُّ َ
مع من أحب> .
عَل ْيهِ َوسَلّم :متى الساعة؟ لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ أن أعرابياً قال ل َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 369وعن أنس َر ِ
ل ورسوله .قال< :أنت لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :ما أعددت لها؟> قال :حب ا ّ قال له َرسُول ا ِ
مع من أحببت> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ .وهذا لفظ مسلم.
ل ورسوله. وفي رواية لهما :ما أعددت لها من كثير صوم ول صلة ول صدقة ولكني أحب ا ّ
عَل ْيهِ َوسَلّم فقال: لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال جاء رجل إلى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 370وعن ابن مسعود َر ِ
عَليْهِ
لّ صَلّى الُّ َ يا َرسُول الِّ كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال َرسُول ا ِ
َوسَلّم< :المرء مع من أحب> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :الناس معادن - 371وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
كمعادن الذهب والفضة ،خيارهم في الجاهلية خيارهم في السلم إذا فقهوا ،والرواح جنود
مجندة ،فما تعارف منها ائتلف ،وما تناكر منها اختلف> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
عنْها.
ضيَ الُّ َ وروى البخاري قوله< :الرواح> إلى آخره من رواية عائشة َر ِ
- 372وعن أسير بن عمرو .ويقال ابن جابر -وهو بضم الهمزة وفتح السين المهملة -قال :كان
عنْهُ إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم :أفيكم أويس بن عامر؟ ضيَ الُّ َعمر بن الخطاب َر ِ
ع ْنهُ فقال :أنت أويس بن عامر؟ قال :نعم .قال :من مراد ثم من ضيَ الُّ َ حتى أتى على أويس َر ِ
قرن؟ قال :نعم .قال فكان بك برص فبرأت منه إل موضع درهم؟ قال :نعم .قال :لك والدة؟ قال:
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد نعم .قال سمعت َرسُول ا ِ
أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إل موضع درهم له والدة هو بها بر لو
أقسم على الّ لبره ،فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل> فاستغفر لي .فاستغفر له .فقال له
عمر :أين تريد؟ قال الكوفة .قال :أل أكتب لك إلى عاملها؟ قال :أكون في غبراء الناس أحب إلي.
فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال :تركته رث
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :يأتي عليكم أويس بن لّ صَلّى الُّ َ البيت قليل المتاع .قال :سمعت َرسُول ا ِ
عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إل موضع درهم له والدة
هو بها بر لو أقسم على الّ لبره ،فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل> فأتى أويساً فقال استغفر
لي .قال :أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي .قال :لقيت عمر؟ قال :نعم .فاستغفر له.
ففطن له الناس فانطلق على وجههَ .روَا ُه مُسِْلمٌ.
عنْهُ أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر َرضِيَ ضيَ الُّ َوفي رواية لمسلم أيضاً عن أسير بن جابر َر ِ
ع ْنهُ وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس فقال عمر :هل ههنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قد قال< :إن رجلً يأتيكم من اليمن يقال له صلّى الُّ َ لّ َالرجل .فقال عمر إن رَسُول ا ِ
ل تعالى فأذهبه إل موضع الدينار أو أويس ل يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا ا ّ
الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم>
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :إن خير التابعين وفي رواية له عن عمر قال إني سمعت َرسُول ا ِ
رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم> .
قوله< :غبراء الناس> بفتح الغين المعجمة ،وإسكان الباء وبالمد ،وهم :فقراؤهم وصعاليكهم
ومن ل تعرف عينه من أخلطهم.
و <المداد> جمع مدد وهم :العوان والناصرون الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد.
ع ْنهُ قال :استأذنت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم في العمرة - 373وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ
فأذن لي وقال< :ل تنسنا يا أخي من دعائك> فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا.
وفي رواية :قال <أشركنا يا أخي في دعائك> حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَ ِديْثٌ
ن صحيح. حسَ ٌَ
ع ْنهُما قال :كان النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يزور قباء راكباً ضيَ الُّ َ - 374وعن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ.
وماشي ًا فيصلي فيه ركعتينُ .متّفَقٌ َ
وفي رواية :كان النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يأتي مسجد قباء كل سبت راكب ًا وماشياً ،وكان ابن
عمر يفعله.
ل والحث عليه وإعلم الرجل من يحبه وماذا يقول له إذا أعلمه * - 46 *2باب فضل الحب في ا ّ
ل تعالى (الفتح { :)29محمد َرسُول الِّ ،والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} @قال ا ّ
إلى آخر السورة.
وقال تعالى (الحشر { :)9والذين تبوءوا الدار واليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم}.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ثلث من كن فيه وجد ضيَ الُّ َ - 375وعن أنس َر ِ
ل ورسوله أحب إليه مما سواهما ،وأن يحب المرء ل يحبه إل بهن حلوة اليمان :أن يكون ا ّ
ل منه كما يكره أن يقذف في النار> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ. ل ،وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه ا ّ
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :سبعة يظلهم الّ في - 376وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
جلّ ،ورجل قلبه معلق في ع ّز وَ َ
ظله يوم ل ظل إل ظله :إمام عادل ،وشاب نشأ في عبادة الّ َ
المساجد ،ورجلن تحابا في الّ اجتمعا عليه وتفرقا عليه ،ورجل دعته امرأة ذات حسن
وجمال فقال إني أخاف الّ ،ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه،
عَليْهِ.
ورجل ذكر الّ خالياً ففاضت عيناه> ُمتّفَقٌ َ
ل تعالى يقول يوم عَليْ ِه َوسَلّم< :إن ا ّ لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 377وعنه َرضِيَ الُّ َ
القيامة :أين المتحابون بجللي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم ل ظل إل ظلي> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :والذي نفسي بيده ل لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 378وعنه َرضِيَ الُّ َ
تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ول تؤمنوا حتى تحابوا ،أول أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟
أفشوا السلم بينكم> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :أن رجلً زار أخاً له في قرية ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 379وعنه َرضِيَ الُّ َ
أخرى فأرصد الّ على مدرجته ملكاً> وذكر الحديث إلى قوله <إن الّ قد أحبك كما أحببته فيه>
َروَا ُه ُمسْلِمٌ .وقد سبق في الباب قبله (انظر الحديث رقم . )360
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أنه قال في النصار ضيَ الُّ َ - 380وعن البراء بن عازب َر ِ
<ل يحبهم إل مؤمن ،ول يبغضهم إل منافق ،من أحبهم أحبه الّ ،ومن أبغضهم أبغضه الّ>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
عزّلّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول< :قال الّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 381وعن معاذ َرضِيَ الُّ َ
ي وَقَالَ جلّ :المتحابون في جللي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ وَ َ
ن صحيح. حسَ ٌ حَ ِديْثٌ َ
- 382وعن أبي إدريس الخولني رحمه الّ قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتىً براق الثنايا وإذا
الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل :هذا معاذ بن
جبل ،فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ،ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى
صلته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت :وال إني لحبك ل! فقال :آل؟ فقلت :أل.
لّ صَلّى فقال :آل؟ فقلت :أل .فأخذ بخبوة ردائي فجبذني إليه فقال أبشر فإني سمعت َرسُول ا ِ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول< :قال الّ تبارك وتعالى :وجبت محبتي للمتحابين في ،والمتجالسين في،
والمتزاورين في ،والمتباذلين في> حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح.
قوله< :هجرت> :أي بكرت وهو بتشديد الجيم قوله< :آل فقلت :أل> الول بهمزة ممدودة
للستفهام ،والثاني بل مد.
عَليْ ِه َوسَلّم قال: صلّى الُّ َ عنْهُ عن النبي َ ضيَ الُّ َ
- 383وعن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رَ ِ
ن صحيح. حسَ ٌ <إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم أخذ بيده وقال< :يا معاذ لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 384وعن معاذ َرضِيَ الُّ َ
وال إني لحبك ،ثم أوصيك يا معاذ :ل تدعن في دبر كل صلة تقول :اللهم أعني على ذكرك
وشكرك وحسن عبادتك> حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.
عَل ْيهِ َوسَلّم فمر رجل فقال :يا ع ْنهُ أن رجلً كان عند النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 385وعن أنس َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :أأعلمته؟> قال :ل .قال: َرسُول الِّ إني لحب هذا .فقال له النبي صَلّى الُّ َ
<أعلمه> فلحقه فقال :إني أحبك في الّ .فقال :أحبك الذي أحببتني له .رواه أبو داود بإسناد
صحيح.
* - 47 *2باب علمات حب الّ تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها
ل تعالى (آل عمران { :)31قل إن كنتم تحبون الّ فاتبعوني يحببكم الّ ،ويغفر لكم @قال ا ّ
ذنوبكم ،وال غفور رحيم}.
وقال تعالى (المائدة { :)54يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الّ بقوم
يحبهم ويحبونه ،أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ،يجاهدون في سبيل الّ ،ول يخافون
ل يؤتيه من يشاء ،وال واسع عليم}. لومة لئم ،ذلك فضل ا ّ
ل تعالى عَليْ ِه َوسَلّم< :إن ا ّ
صلّى الُّ َ
لّ َع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 386وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
قال :من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ،وما يتقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت
عليه ،وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به ،ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها ،وإن سألني أعطيته ،ولئن
استعاذني لعيذنه> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
معنى <آذنته> :أعلمته بأني محارب له.
وقوله <استعاذني> روي بالباء وروي بالنون.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا أحب الّ تعالى العبد نادى ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 387وعنه َرضِيَ الُّ َ
جبريل إن الّ يحب فلناً فأحبوه .فيحبه أهل السماء ،ثم يوضع له القبول في الرض> مُتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
ل تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل عَليْ ِه َوسَلّم< :إن ا ّ
لّ صَلّى الُّ َ وفي رواية لمسلم قال َرسُول ا ِ
ل يحب فلناً فأحبوه. فقال :إني أحب فلناً فأحبه .فيحبه جبريل ،ثم ينادي في السماء فيقول :إن ا ّ
فيحبه أهل السماء ،ثم يوضع له القبول في الرض .وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول :إني
أبغض فلناً فأبغضه .فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء :إن الّ يبغض فلناً فأبغضوه.
فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في الرض> .
عَل ْيهِ َوسَلّم بعث رجلً على سرية لّ صَلّى الُّ َعنْها أن َرسُول ا ِ - 388وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
فكان يقرأ لصحابه في صلتهم فيختم ب{قل هو الّ أحد} فلما رجعوا ذكروا ذلك ل َرسُول الِّ
عَل ْيهِ َوسَلّم فقال< :سلوه لي شيء يصنع ذلك؟> فسألوه فقال :لنها صفة الرحمن فأنا صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :أخبروه أن الّ تعالى يحبه> ُمتّفَقٌ أحب أن أقرأ بها .فقال َرسُول ا ِ
عَليْهِ.
َ
* - 48 *2باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين
ل تعالى (الحزاب { :)58والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد @قال ا ّ
احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.
وقال تعالى (الضحى { :)10 ،9فأما اليتيم فل تقهر ،وأما السائل فل تنهر}.
ع ْنهُ في الباب قبل هذا (انظر الحديث رقم ضيَ الُّ َ وأما الحاديث فكثيرة منها حديث أبي هريرة َر ِ
عنْهُ ضيَ الُّ َ < )385من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب> ومنها حديث سعد بن أبي وقاص َر ِ
السابق (انظر الحديث رقم )260في باب ملطفة اليتيم ،وقوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم <يا أبا بكر
لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك> (انظر الحديث رقم . )261
عَل ْيهِ َوسَلّم< :من لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ل َر ِ - 389وعن جندب بن عبد ا ّ
صلى صلة الصبح فهو في ذمة الّ فل يطلبنكم الّ من ذمته بشيء؛ فإنه من يطلبه من ذمته
بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
* - 49 *2باب إجراء أحكام الناس على الظاهر وسرائرهم إلى الّ تعالى
ل تعالى (التوبة { :)5فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}. @قال ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :أمرت أن أقاتل لّ صَلّى الُّ َ عنْهماُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 390وعن ابن عمر َر ِ
ل وأن محمدًا َرسُول الِّ ،ويقيموا الصلة ،ويؤتوا الزكاة .فإذا الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ا ّ
ل تعالى> ُمتّفَقٌ فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ،إل بحق السلم ،وحسابهم على ا ّ
عَليْهِ.
َ
عَل ْيهِ
لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 391وعن أبي عبد الّ طارق بن أشيم َر ِ
َوسَلّم يقول< :من قال ل إله إل الّ وكفر بما يعبد من دون الّ ،حرم ماله ودمه وحسابه على
الّ> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ
ع ْنهُ قال قلت ل َرسُول ا ِ - 392وعن أبي معبد المقداد بن السود َرضِيَ الُّ َ
َوسَلّم :أرأيت إن لقيت رجلً من الكفار فاقتتلنا فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لذ مني
بشجرة فقال أسلمت ل أأقتله يا َرسُول الِّ بعد أن قالها؟ فقال< :ل تقتله> فقلت :يا َرسُول الِّ
قطع إحدى يدي ثم قال ذلك بعد ما قطعها؟ فقال< :ل تقتله ،فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ومعنى <إنه بمنزلتك> :أي معصوم الدم محكوم بإسلمه.
ومعنى <إنك بمنزلته> :أي مباح الدم بالقصاص لورثته ل أنه بمنزلته في الكفر ،وال أعلم.
عَليْ ِه َوسَلّم إلى الحرقة لّ صَلّى الُّ َ
عنْهُ قال :بعثنا َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 393وعن أسامة بن زيد َر ِ
من جهينة فصبحنا القوم على مياههم ولحقت أنا ورجل من النصار رجلً منهم فلما غشيناه
قال :ل إله إل الّ .فكف عنه النصاري وطعنته برمحي حتى قتلته .فلما قدمنا بلغ ذلك النبي
عَل ْيهِ َوسَلّم فقال لي< :يا أسامة أقتلته بعد ما قال ل إله إل الّ؟> قلت :يا رَسُول الِّ صَلّى الُّ َ
إنما كان متعوذاً .فقال< :أقتلته بعد ما قال ل إله إل الّ؟> فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني
لم أكن أسلمت قبل ذلك اليومُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ل وقتلته؟> قلت :يا َرسُول لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :أقال ل إله إل ا ّ وفي رواية :فقال َرسُول ا ِ
الِّ إنما قالها خوفاً من السلح .قال< :أفل شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم ل؟!> فما زال
يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.
<الحرقة> بضم الحاء المهملة وفتح الراء :بطن من جهينة القبيلة المعروفة.
وقوله <متعوذاً> :أي معتصماً بها من القتل ل معتقداً لها.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم بعث بعثاً من ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ل َر ِ - 394وعن جندب بن عبد ا ّ
المسلمين إلى قوم من المشركين ،وأنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى
رجل من المسلمين قصد له فقتله ،وأن رجلً من المسلمين قصد غفلته وكنا نتحدث أنه أسامة
عَليْ ِه
لّ صَلّى الُّ َ
بن زيد ،فلما رفع السيف قال :ل إله إل الّ .فقتله ،فجاء البشير إلى َرسُول ا ِ
َوسَلّم فسأله وأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع ،فدعاه فسأله فقال< :لم قتلته؟> فقال :يا
َرسُول الِّ أوجع في المسلمين وقتل فلن ًا وفلنًا وسمى له نفراً ،وإني حملت عليه فلما رأى
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :أقتلته؟!> قال :نعم .قال: السيف قال :ل إله إل الّ ،قال َرسُول ا ِ
<فكيف تصنع بل إله إل الّ إذا جاءت يوم القيامة؟> قال :يا َرسُول الِّ استغفر لي .قال:
<وكيف تصنع بل إله إل الّ إذا جاءت يوم القيامة؟> فجعل ل يزيد على أن يقول< :كيف تصنع
بل إله إل الّ إذا جاءت يوم القيامة؟> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ضيَ الُّ ع ْنهُ قال سمعت عمر بن الخطاب َر ِ ل بن عتبة بن مسعود َرضِيَ الُّ َ - 395وعن عبد ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم وإن الوحي لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ يقول :إن ناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد َرسُول ا ِ َ
قد انقطع وإنما نأخذكم الن بما ظهر لنا من أعمالكم ،فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس لنا
من سريرته شيء ،الّ يحاسبه في سريرته ،ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال
إن سريرته حسنةَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 50 *2باب الخوف
ل تعالى (البقرة { :)40وإياي فارهبون}. @قال ا ّ
وقال تعالى (البروج { :)12إن بطش ربك لشديد}.
وقال تعالى (هود { :)106 - 102وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد،
إن في ذلك لية لمن خاف عذاب الخرة ،ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ،وما
نؤخره إل لجل معدود ،يوم يأت ل تكلم نفس إل بإذنه ،فمنهم شقي وسعيد .فأما الذين شقوا ففي
النار لهم فيها زفير وشهيق}.
ل نفسه}. وقال تعالى (آل عمران { :)28ويحذركم ا ّ
وقال تعالى (عبس { :)37 - 34يوم يفر المرء من أخيه ،وأمه وأبيه ،وصاحبته وبنيه ،لكل امرئ
منهم يومئذ شأن يغنيه}.
وقال تعالى (الحج { :)2 ،1يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ،يوم ترونها
تذهل كل مرضعة عما أرضعت ،وتضع كل ذات حمل حملها ،وترى الناس سكارى وما هم
ل شديد}. بسكارى ولكن عذاب ا ّ
وقال تعالى (الرحمن { :)46ولمن خاف مقام ربه جنتان} اليات.
وقال تعالى (الطور { :)28 - 25وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون .قالوا :إنا كنا قبل في أهلنا
مشفقين ،فمن الّ علينا ووقانا عذاب السموم ،إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم}
واليات في الباب كثيرة جداً معلومات ،والغرض الشارة إلى بعضها وقد حصل.
وأما الحاديث فكثيرة جداً فنذكر منها طرفاً ،وبال التوفيق:
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم وهو الصادق
ع ْنهُ قال حدثنا َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 396عن ابن مسعود َر ِ
المصدوق< :إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ،ثم يكون علقة مثل ذلك ،ثم يكون
مضغة مثل ذلك ،ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ،ويؤمر بأربع كلمات :بكتب رزقه ،وأجله
وعمله ،وشقي أو سعيد .فوالذي ل إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه
وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ،وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل
النار حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :يؤتى بجهنم يومئذ لها لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 397وعنه َرضِيَ الُّ َ
سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 398وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ َ
<إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما
دماغه ،ما يرى أن أحداً أشد منه عذاب ًا وإنه لهونهم عذاباً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ل صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :منهم من عنْهُ أن نبي ا ّ ضيَ الُّ َ - 399وعن سمرة بن جندب َر ِ
تأخذه النار إلى كعبيه ،ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ،ومنهم من تأخذه إلى حجزته ،ومنهم من
تأخذه إلى ترقوته> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
<الحجزة> :معقد الزار تحت السرة.
و <الترقوة> بفتح الراء وضم القاف :هي العظم الذي عند ثغرة النحر .وللنسان ترقوتان في
جانبي النحر.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :يقوم الناس لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 400وعن ابن عمر َر ِ
عَل ْيهِ.
لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه> مُتّفَقٌ َ
<الرشح> :العرق.
عَليْ ِه َوسَلّم خطبة ما سمعت مثلها لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال خطب َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 401وعن أنس َر ِ
لّ صَلّى الُّ قط! فقال< :لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلً ولبكيتم كثيراً> فغطى أصحاب َرسُول ا ِ
عَليْهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم وجوههم ولهم خنين .مُتّفَقٌ َ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم عن أصحابه شيء فخطب فقال< :عرضت علي وفي رواية :بلغ َرسُول ا ِ
الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر ،ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلً ولبكيتم كثيراً>
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يوم أشد منه ،غطوا رؤوسهم ولهم خنين. فما أتى على أصحاب َرسُول ا ِ
<الخنين> بالخاء المعجمة :هو البكاء مع غنة وانتشاق الصوت من النف.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :تدنى عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 402وعن المقداد َر ِ
الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل (قال سليم بن عامر الراوي عن
المقداد :فوال ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الرض أم الميل الذي يكحل به العين) فيكون
الناس على قدر أعمالهم في العرق .فمنهم من يكون إلى كعبيه ،ومنهم من يكون إلى ركبتيه،
عَليْهِ
لّ صَلّى الُّ َ ومنهم من يكون إلى حقويه ،ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً> وأشار َرسُول ا ِ
َوسَلّم بيده إلى فيهَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :يعرق الناس ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 403وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الرض سبعين ذراعاً ،ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم> مُتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
ومعنى <يذهب في الرض> :ينزل ويغوص.
عَليْ ِه َوسَلّم إذ سمع وجبةً فقال: لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال :كنا مع َرسُول ا ِ - 404وعنه َرضِيَ الُّ َ
ل ورسوله أعلم .قال< :هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين <هل تدرون ما هذا؟> قلنا ا ّ
خريف ًا فهو يهوي في النار الن حتى انتهى إلى قعرها فسمعتم وجبتها> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ما منكم لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 405وعن عدي بن حاتم َر ِ
من أحد إل سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ،فينظر أيمن منه فل يرى إل ما قدم ،وينظر
أشأم منه فل يرى إل ما قدم ،وينظر بين يديه فل يرى إل النار تلقاء وجهه؛ فاتقوا النار ولو
بشق تمرة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :إني أرى ما ل ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 406وعن أبي ذر رَ ِ
ترون ،أطت السماء وحق لها أن تئط ،ما فيها موضع أربع أصابع إل وملك واضع جبهته ساجداً
ل ولبكيتم كثيراً ،وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ل تعالى ،وال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قلي ً
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الّ تعالى> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ
و <أطت> بفتح الهمزة وتشديد الطاء ،و <تئط> بفتح التاء وبعدها همزة مكسورة
<الطيط> :صوت الرحل والقتب وشبههما .ومعناه :أن كثرة من في السماء من الملئكة
العابدين قد أثقلتها حتى أطت.
و <الصعدات> بضم الصاد والعين :الطرقات.
ومعنى <تجأرون> تستغيثون.
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول - 407وعن أبي برزة -براء ثم زاي -نضلة بن عبيد السلمي َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ،وعن علمه فيم لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
ي وَقَالَفعل فيه ،وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ،وعن جسمه فيم أبله> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ
حسَنٌ.حَ ِديْثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم {يومئذ تحدث ع ْنهُ قال قرأ َرسُول ا ِ - 408وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ل ورسوله أعلم .قال< :فإن أخبارها} (الزلزلة )4ثم قال< :أتدرون ما أخبارها؟> قالوا :ا ّ
أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول :عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا؛
سنٌ.
ح َح ِديْثٌ َ
ي وَقَالَ َ فهذه أخبارها> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :كيف لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 409وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن ،واستمع الذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ> فكأن ذلك ثقل على
عَليْ ِه َوسَلّم فقال لهم< :قولوا حسبنا الّ ونعم الوكيل> َروَاهُ لّ صَلّى الُّ َ أصحاب َرسُول ا ِ
حسَنٌ. ال ّت ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَ ِديْثٌ َ
ل تعالى (الزمر { :)68ونفخ في الصور} كذا فسره َرسُول الِّ <القرن> :هو الصور الذي قال ا ّ
عَل ْيهِ َوسَلّم.
صَلّى الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :من خاف صلّى الُّ َلّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 410وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
أدلج ،ومن أدلج بلغ المنزل ،أل إن سلعة الّ غالية ،أل إن سلعة الّ الجنة> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ
حسَنٌ.حَ ِديْثٌ َ
<أدلج> بإسكان الدال ومعناه :سار من أول الليل .والمراد :التشمير في الطاعة ،وال أعلم.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :يحشر عنْها قالت سمعت َرسُول ا ِ - 411وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
الناس يوم القيامة حفاةً ،عراةً ،غرلً> قلت :يا َرسُول الِّ الرجال والنساء جميع ًا ينظر بعضهم
إلى بعض؟ قال< :يا عائشة المر أشد من أن يهمهم ذلك> وفي رواية< :المر أهم من أن ينظر
بعضهم إلى بعض> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<غرلً> بضم الغين المعجمة :أي غير مختونين.
* - 51 *2باب الرجاء
ل تعالى (الزمر { :)53قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة الّ @قال ا ّ
إن الّ يغف الذنوب جميعاً ،إنه هو الغفور الرحيم}.
وقال تعالى (سبأ { :)17وهل نجازي إل الكفور}.
وقال تعالى (طه { :)48إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى}.
وقال تعالى (العراف { :)156ورحمتي وسعت كل شيء}.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :من عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
- 412وعن عبادة بن الصامت رَ ِ
ل ورسوله شهد أن ل إله إل الّ وحده ل شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ،وأن عيسى عبد ا ّ
وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ،والجنة والنار حق ،أدخله الّ الجنة على ما كان من العمل>
علَيهِ.مُتّفَقٌ َ
ل وأن محمدًا رَسُول الِّ حرم الّ عليه النار> . وفي رواية لمسلم< :من شهد أن ل إله إل ا ّ
جلّ :من عزّ َو َ
ع ْنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :يقول الّ َ ضيَ الُّ َ
- 413وعن أبي ذر رَ ِ
جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد ،ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها أو أغفر،
ومن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعاً ،ومن تقرب مني ذراع ًا تقربت منه باعاً ،ومن أتاني
يمشي أتيته هرولة ،ومن لقيني بقراب الرض خطيئة ل يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرةً>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
معنى الحديث :من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي وإن زاد زدت ،فإن أتاني يمشي
وأسرع في طاعتي أتيته هرولةً :أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي
الكثير في الوصول إلى المقصود.
و <قراب الرض> بضم القاف ويقال بكسرها والضم أصح وأشهر ومعناه :ما يقارب ملها،
وال أعلم.
ع ْنهُ قال جاء أعرابي إلى النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فقال :يا َرسُول ضيَ الُّ َ - 414وعن جابر َر ِ
الِّ ما الموجبتان؟ قال< :من مات ل يشرك بال شيئاً دخل الجنة ،ومن مات يشرك به شيئاً دخل
النار> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ومعاذ رديفه على الرحل قال< :يا ضيَ الُّ َ - 415وعن أنس َر ِ
معاذ> قال :لبيك رَسُول الِّ وسعديك .قال< :يا معاذ> قال :لبيك رَسُول الِّ وسعديك .قال< :يا
معاذ> قال :لبيك رَسُول الِّ وسعديك ،ثلثاً .قال< :ما من عبد يشهد أن ل إله إل الّ وأن محمداً
عبده ورسوله صدقاً من قلبه إل حرمه الّ على النار> قال :يا َرسُول الِّ أفل أخبر بها الناس
فيستبشروا؟ قال< :إذاً يتكلوا> فأخبر بها معاذ عند موته تأثماًُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
قوله <تأثماً> :أي خوفاً من الثم في كتم هذا العلم.
عنْهُ (شك الراوي ول يضر الشك في ضيَ الُّ َ
- 416وعن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري َر ِ
عين الصحابي لنهم كلهم عدول) قال :لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا :يا
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم: َرسُول الِّ لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا؟ فقال َرسُول ا ِ
<افعلوا> فجاء عمر َرضِيَ الُّ عَنهُ فقال :يا َرسُول الِّ إن فعلت قل الظهر ولكن ادعهم بفضل
لّ صَلّى الُّ أزوادهم ثم ادع الّ لهم عليها بالبركة لعل الّ أن يجعل في ذلك البركة .فقال َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :نعم> فدعا بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم ،فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، َ
ويجيء الخر بكف تمر ،ويجيء الخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير ،فدعا
علَي ِه َوسَلّم بالبركة ثم قال< :خذوا في أوعيتكم> فأخذوا في أوعيتهم حتى لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
صلّى الُّ لّ َما تركوا في العسكر وعاء إل ملئوه وأكلوا حتى شبعوا وفضل فضلة .فقال رَسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :أشهد أن ل إله إل الّ وأني َرسُول الِّ ل يلقى الّ بهما عبد غير شاك فيحجب عن َ
الجنة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ وهو ممن شهد بدراً قال :كنت أصلي لقومي بني - 417وعن عتبان بن مالك رَ ِ
سالم ،وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت المطار فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم ،فجئت
علَي ِه َوسَلّم فقلت له :إني أنكرت بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
يسيل إذا جاءت المطار فيشق علي اجتيازه ،فوددت أنك تأتي فتصلي في بيتي مكاناً أتخذه
علَيهِلّ صَلّى الُّ َ لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :سأفعل> فغدا علي َرسُول ا ِ مصلىً .فقال َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ بعد ما اشتد النهار ،واستأذن َرسُول ا ِ َوسَلّم وأبو بكر َر ِ
فأذنت له ،فلم يجلس حتى قال< :أين تحب أن أصلي من بيتك؟> فأشرت له إلى المكان الذي
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم أحب أن يصلي فيه ،فقام َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ سلم وسلمنا حين سلم ،فحبسته على خزيرة تصنع له ،فسمع أهل الدار أن َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم في بيتي فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت .فقال رجل :ما فعل مالك ل َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ل تقل ل ورسوله .فقال َرسُول ا ِ أراه! فقال رجل :ذلك منافق ل يحب ا ّ
ل ورسوله أعلم أما نحن ل تعالى> فقال :ا ّ ل يبتغي بذلك وجه ا ّ ذلك! أل تراه قال ل إله إل ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :فإن الّ فوال ل نرى وده ول حديثه إل إلى المنافقين! فقال َرسُول ا ِ
علَيهِ.
ل يبتغي بذلك وجه الّ> مُتّفَقٌ َ قد حرم على النار من قال ل إله إل ا ّ
و <عتبان> بكسر العين المهملة وإسكان التاء المثناة فوق وبعدها باء موحدة
و <الخزيرة> بالخاء المعجمة ،والزاي :هي دقيق يطبخ بشحم.
وقوله< :ثاب رجال> :بالثاء المثلثة أي جاءوا واجتمعوا.
علَي ِه َوسَلّم بسبي صلّى الُّ َلّ َ - 418وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :قدم على رَسُول ا ِ
فإذا امرأة من السبي تسعى إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته .فقال
علَي ِه َوسَلّم< :أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟> قلنا :ل وال. لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
فقال< :ل أرحم بعباده من هذه بولدها> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم< :لما خلق الّ صلّى الُّ َ لّ َ - 419وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش :إن رحمتي تغلب غضبي ،وفي رواية :غلبت
غضبي ،وفي رواية :سبقت غضبي> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم يقول< :جعل الّ الرحمة صلّى الُّ َ
لّ َ - 420وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ
مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الرض جزءًا واحداً ،فمن ذلك الجزء يتراحم
الخلئق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه> وفي رواية< :إن ل تعالى مائة
رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والنس والبهائم والهوام ،فبها يتعاطفون وبها
يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها ،وأخر الّ تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم
علَيهِ.القيامة> مُتّفَقٌ َ
علَيهِ صلّى الُّ َ لّ َ ورواه مسلم أيضاً من رواية سلمان الفارسي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
َوسَلّم< :إن ل تعالى مائة رحمة ،فمنها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم ،وتسع وتسعون ليوم
القيامة>
وفي رواية <إن الّ تعالى خلق يوم خلق السماوات والرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين
السماء إلى الرض فجعل منها في الرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها ،والوحش
والطير بعضها على بعض ،فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة> .
علَيهِ َوسَلّم فيما يحكي عن ربه تعالى قال< :أذنب - 421وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
عبد ذنباً فقال :اللهم اغفر لي ذنبي .فقال الّ تبارك وتعالى :أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر
الذنب ويأخذ بالذنب .ثم عاد فأذنب فقال :أي رب اغفر لي ذنبي .فقال تبارك وتعالى :أذنب عبدي
ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب .ثم عاد فأذنب فقال :أي رب اغفر لي ذنبي .فقال
تبارك وتعالى :أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل
علَيهِ.
ما شاء> مُتّفَقٌ َ
وقوله تعالى< :فليفعل ما شاء> :أي ما دام يفعل هكذا يذنب ويتوب أغفر له فإن التوبة تهدم ما
قبلها.
علَي ِه َوسَلّم< :والذي نفسي بيده لو لم لّ صَلّى الُّ َ - 422وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ل بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الّ تعالى فيغفر لهم> َروَا ُه مُسلِمٌ. تذنبوا لذهب ا ّ
علَي ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 423وعن أبي أيوب خالد بن يزيدَ ،ر ِ
يقول< :لول أنكم تذنبون لخلق الّ خلقًا يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم معنا لّ صَلّى الُّ َ - 424وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كنا قعودًا مع َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم من بين أظهرنا أبو بكر وعمر َرضِيَ الُّ عَنهُما في نفر فقام َرسُول ا ِ
فأبطأ علينا ،وخشينا أن يقتطع دوننا ففزعنا فقمنا ،فكنت أول من فزع فخرجت أبتغي َرسُول الِّ
علَيهِ َوسَلّم حتى أتيت حائطاً للنصار -وذكر الحديث بطوله إلى قوله فقال َرسُول الِّ صَلّى الُّ َ
ل مستيقناً بها علَيهِ َوسَلّم< :اذهب فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن ل إله إل ا ّ صَلّى الُّ َ
قلبه فبشره بالجنة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم تل قول ضيَ الُّ عَنهماُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 425وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
علَي ِه َوسَلّم{ :رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني صلّى الُّ َ جلّ في إبراهيم َ ع ّز وَ َ
الّ َ
فإنه مني} الية (إبراهيم ، )36وقال عيسى صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم{ :إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن
تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} (المائدة )118فرفع يديه وقال< :اللهم أمتي أمتي> وبكى.
جلّ< :يا جبريل اذهب إلى محمد -وربك أعلم -فسله ما يبكيه؟> فأتاه جبريل عزّ وَ َفقال الّ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بما قال وهو أعلم .فقال الّ تعالى< :يا جبريل اذهب إلى فأخبره َرسُول ا ِ
محمد فقل :إنا سنرضيك في أمتك ول نسوؤك> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم على حمار صلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ قال :كنت ردف النبي َ - 426وعن معاذ بن جبل َر ِ
ل ورسوله فقال< :يا معاذ هل تدري ما حق الّ على عباده وما حق العباد على الّ؟> قلت :ا ّ
أعلم .قال< :فإن حق الّ على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئاً ،وحق العباد على الّ أن ل
يعذب من ل يشرك به شيئاً> فقلت :يا رَسُول الِّ أفل أبشر الناس؟ قال< :ل تبشرهم فيتكلوا>
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :المسلم إذا - 427وعن البراء بن عازب َر ِ
سئل في القبر يشهد أن ل إله إل الّ وأن محمدًا َرسُول الِّ فذلك قوله تعالى{ :يثبت الّ الذين
علَيهِ.
آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة}[إبراهيمُ .]27 :متّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :إن الكافر إذا عمل ضيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ - 428وعن أنس َر ِ
حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا .وأما المؤمن فإن الّ تعالى يدخر له حسناته في الخرة ويعقبه
رزقاً في الدنيا على طاعته> وفي رواية< :إن الّ ل يظلم مؤمناً حسنة؛ يعطى بها في الدنيا،
ويجزي بها في الخرة .وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل ل تعالى في الدنيا حتى إذا أفضى
إلى الخرة لم يكن له حسنة يجزى بها> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم< :مثل الصلوات لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 429وعن جابر َر ِ
الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات> َروَا ُه مُسلِمٌ.
<الغمر> :الكثير.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :ما ضيَ الُّ عَنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ - 430وعن ابن عباس َر ِ
ل فيه> من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلً ل يشركون بال شيئاً إل شفعهم ا ّ
َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم في قبة نحواً لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنا مع َرسُول ا ِ - 431وعن ابن مسعود َر ِ
من أربعين فقال< :أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟> قلنا :نعم .قال< :أترضون أن تكونوا
ثلث أهل الجنة؟> قلنا :نعم .قال< :والذي نفس محمد بيده إني لرجو أن تكونوا نصف أهل
الجنة .وذلك أن الجنة ل يدخلها إل نفس مسلمة وما أنتم في أهل الشرك إل كالشعرة البيضاء في
علَيهِ.
جلد الثور السود ،أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الحمر> مُتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم< :إذا لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 432وعن أبي موسى الشعري َر ِ
كان يوم القيامة دفع الّ إلى كل مسلم يهودي ًا أو نصراني ًا فيقول :هذا فكاكك من النار>
علَي ِه َوسَلّم قال< :يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين وفي رواية عنه عن النبي صَلّى الُّ َ
بذنوب أمثال الجبال يغفرها الّ لهم> َروَا ُه مُسِلمٌ.
قوله <دفع الّ إلى كل مسلم يهودي ًا أو نصراني ًا فيقول :هذا فكاكك من النار> معناه ما جاء في
ضيَ الُّ عَنهُ< :لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار .فالمؤمن إذا دخل حديث أبي هريرة رَ ِ
الجنة خلفه الكافر في النار لنه مستحق لذلك بكفره>
ومعنى <فكاكك> :أنك كنت معرضاً لدخول النار هذا فكاكك؛ لن الّ تعالى قدر للنار عدداً يملؤها
فإذا دخلها الكفار بذنوبهم وكفرهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين ،وال أعلم.
علَيهِ َوسَلّم يقول< :يدنى لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 433وعن ابن عمر َر ِ
المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقرره بذنوبه فيقول :أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف
ذنب كذا؟ فيقول :رب أعرف .قال :فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم .فيعطى
علَيهِ.
صحيفة حسناته> مُتّفَقٌ َ
<كنفه> :ستره ورحمته.
ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صَلّى الُّ - 434وعن ابن مسعود َر ِ
ل تعالى (هود { :)114وأقم الصلة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن علَي ِه َوسَلّم فأخبره فأنزل ا ّ َ
الحسنات يذهبن السيئات} فقال الرجل :ألي هذا يا َرسُول الِّ؟ قال< :لجميع أمتي كلهم> مُتّفَقٌ
علَيهِ.َ
علَي ِه َوسَلّم فقال :يا َرسُول الِّ ضيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ َ - 435وعن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم ،فلما قضى صلّى الُّ َ لّ َ أصبت حداً فأقمه علي .وحضرت الصلة فصلى مع رَسُول ا ِ
لّ إني أصبت حداً فأقم في كتاب الّ .قال< :هل حضرت معنا الصلة؟> الصلة قال :يا َرسُول ا ِ
قال :نعم .قال< :قد غفر لك> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
وقوله <أصبت حداً> معناه :معصية توجب التعزير ،وليس المراد الحد الشرعي الحقيقي كحد
الزنا والخمر وغيرهما فإن هذه الحدود ل تسقط بالصلة ،ول يجوز للمام تركها.
علَي ِه َوسَلّم< :إن الّ ليرضى عن العبد لّ صَلّى الُّ َ
- 436وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
أن يأكل الكلة فيحمده عليها ،أو يشرب الشربة فيحمده عليها> َروَا ُه مُسلِمٌ.
<الكلة> :بفتح الهمزة وهي المرة الواحدة من الكل كالغدوة والعشوة ،وال أعلم.
ل تعالى يبسط ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إن ا ّ - 437وعن أبي موسى َر ِ
يده بالليل ليتوب مسيء النهار ،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من
مغربها> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنت - 438وعن أبي نجيح عمرو بن عبسة -بفتح العين والباء -السلمي َر ِ
وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضللة ،وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الوثان،
لّ صَلّى الُّ
فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً ،فقعدت على راحلتي فقدمت عليه ،فإذا َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم مستخفياً ،جرآء عليه قومه ،فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له :ما أنت؟ قال: َ
<أنا نبي> فقلت :وما نبي؟ قال< :أرسلني الّ> فقلت :بأي شيء أرسلك؟ قال< :أرسلني بصلة
ل ل يشرك به شيء> قلت :فمن معك على هذا؟ قال< :حر الرحام ،وكسر الوثان وأن يوحد ا ّ
وعبد> ومعه يومئذ أبو بكر وبلل َرضِيَ الُّ عَنهُما فقلت :إني متبعك .قال< :إنك لن تستطيع
ذلك يومك هذا ،أل ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت
علَيهِ َوسَلّم المدينة وكنت في أهلي لّ صَلّى الُّ َ
فأتني> قال :فذهبت إلى أهلي وقدم َرسُول ا ِ
فجعلت أتخبر الخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى قدم نفر من أهل المدينة فقلت :ما فعل
سرَاعٌ ،وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك. هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا :الناس إليه ِ
فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت :يا َرسُول الِّ أتعرفني؟ قال< :نعم أنت الذي لقيتني بمكة> قال
فقلت :يا َرسُول الِّ أخبرني عما علمك الّ وأجهله ،أخبرني عن الصلة؟
قال< :صل صلة الصبح ثم اقصر عن الصلة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع؛ فإنها تطلع حين
تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ،ثم صل فإن الصلة مشهودة محضورة حتى
جرُ جهنم ،فإذا أقبل الفيء فصل فإن يستقل الظل بالرمح ثم اقصر عن الصلة فإنه حينئذ تُسْ َ
الصلة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم اقصر عن الصلة حتى تغرب الشمس؛ فإنها
تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار> قال فقلت :يا نبي الّ فالوضوء حدثني عنه؟
فقال< :ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إل خرت خطايا وجهه وفيه
وخياشيمه ،ثم إذا غسل وجهه كما أمره الّ إل خرت خطايا يديه من أطراف لحيته مع الماء ،ثم
يغسل يديه إلى المرفقين إل خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ،ثم يمسح رأسه إل خرت
خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ،ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إل خرت خطايا رجليه من
أنامله مع الماء ،فإن هو قام فصلى فحمد الّ وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل ،وفرغ قلبه
ل تعالى إل انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه>
علَي ِه َوسَلّم فقال له
صلّى الُّ َ لّ َ فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رَسُول ا ِ
أبو أمامة :يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو :يا أبا
ل تعالى ول على أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي ،وما بي حاجة أن أكذب على ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إل مرة أو علَي ِه َوسَلّم ،لو لم أسمعه من َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َ
َرسُول ا ِ
مرتين أو ثلثاً (حتى عد سبع مرات) ما حدثت به أبداً ،ولكني سمعته أكثر من ذلكَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
قوله <جرآء عليه قومه> :هو بجيم مضمومة وبالمد على وزن علماء ،أي جاسرون
مستطيلون غير هائبين .هذه الرواية المشهورة ورواه الحميدي وغيره <حِراء عليه> بكسر
الحاء المهملة ،وقال :معناه :غضاب ذوو غم وهم قد عيل صبرهم به حتى أثر في أجسامهم؛ من
قولهم :حرى جسمه يحرى إذا نقص من ألم أو غم ونحوه .والصحيح أنه بالجيم.
قوله صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم < بين قرني شيطان> :أي ناحيتي رأسه .والمراد التمثيل .معناه :أنه
حينئذ يتحرك الشيطان وشيعته ويتسلطون.
وقوله< :يقرب وضوءه> معناه :يحضر الماء الذي يتوضأ به.
وقوله <إل خرت خطايا> هو بالخاء المعجمة :أي سقطت .ورواه بعضهم <جرت> بالجيم.
والصحيح بالخاء .وهو رواية الجمهور.
وقوله <فينتثر> :أي يستخرج ما في أنفه من أذى .والنثرة :طرف النف.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا أراد - 439وعن أبي موسى الشعري َر ِ
الّ رحمة أمة قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً وسلفًا بين يديها ،وإذا أراد هلكة أمة عذبها
ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلكها حين كذبوه وعصوا أمره> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 52 *2باب فضل الرجاء
ل بصير ل تعالى إخباراً عن العبد الصالح (غافر { :)45 ،44وأفوض أمري إلى الّ إن ا ّ @قال ا ّ
بالعباد ،فوقاه الّ سيئات ما مكروا}.
عزّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أنه قال< :قال الّ َ - 440وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
جلّ :أنا عند ظن عبدي بي ،وأنا معه حيث يذكرني ،وال ل أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد وَ َ
ضالته بالفلة ،ومن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعاً ،ومن تقرب إلى ذراع ًا تقربت إليه باعاً،
علَيهِ .وهذا لفظ إحدى روايات مسلم. وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول> مُتّفَقٌ َ
وتقدم شرحه في الباب قبله (انظر الحديث رقم . )412وروي في الصحيحين< :وأنا معه حين
يذكرني> بالنون وفي هذه الرواية <حيث> بالثاء وكلهما صحيح.
علَي ِه َوسَلّم قبل موته بثلثة أيام ضيَ الُّ عَنهُما أنه سمع النبي صَلّى الُّ َ - 441وعن جابر َر ِ
جلّ> َروَا ُه مُسلِمٌ. ع ّز وَ َ
يقول< :ل يموتن أحدكم إل وهو يحسن الظن بال َ
علَيهِ َوسَلّم يقول< :قال الّ لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 442وعن أنس َر ِ
تعالى :يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ول أبالي ،يا ابن آدم لو
بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ،يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الرض
حسَنٌ. خطايا ثم لقيتني ل تشرك بي شيئ ًا لتيتك بقرابها مغفرة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
<عنان السماء> بفتح العين قيل هو :ما عن لك منها :أي ظهر إذا رفعت رأسك .وقيل هو:
السحاب.
و <قراب الرض> بضم القاف ،وقيل بكسرها ،والضم أصح وأشهر هو :ما يقارب ملها ،وال
أعلم.
* - 53 *2باب الجمع بين الخوف والرجاء
@اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفاً راجياً ،ويكون خوفه ورجاؤه سواء،
وفي حال المرض ُيمَحّضُ الرجاء .وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك
متظاهرة على ذلك.
ل تعالى (العراف { :)99فل يأمن مكر الّ إل القوم الخاسرون}. @قال ا ّ
وقال تعالى (يوسف { :)87إنه ل ييأس من روح الّ إل القوم الكافرون}.
وقال تعالى (آل عمران { :)106يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}.
وقال تعالى (العراف { :)167إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم}.
وقال تعالى (النفطار { :)14 ،13إن البرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم}.
وقال تعالى (القارعة { :)9 - 6فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ،وأما من خفت
موازينه فأمه هاوية} .واليات في هذا المعنى كثيرة .فيجتمع الخوف والرجاء في آيتين
مقترنتين أو آيات أو آية.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :لو يعلم المؤمن - 443وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ما عند الّ من العقوبة ما طمع بجنته أحد ،ولو يعلم الكافر ما عند الّ من الرحمة ما قنط من
جنته أحد> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :إذا
لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 444وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
وضعت الجنازة واحتملها الناس أو الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت :قدموني
قدموني ،وإن كانت غير صالحة قالت :يا ويلها! أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إل
النسان ولو سمعه صعق> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم< :الجنة أقرب صلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي النبي َ - 445وعن ابن مسعود َر ِ
إلى أحدكم من شراك نعله ،والنار مثل ذلك> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
ل تعالى وشوقاً إليه * - 54 *2باب فضل البكاء من خشية ا ّ
ل تعالى (السراء { :)109ويخرون للذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً}. @قال ا ّ
وقال تعالى (النجم { :)60 ،59أفمن هذا الحديث تعجبون ،وتضحكون ول تبكون!}.
علَي ِه َوسَلّم< :اقرأ علي صلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي النبي َ - 446وعن ابن مسعود َر ِ
القرآن> قلت :يا َرسُول الِّ أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال< :إني أحب أن أسمعه من غيري>
فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الية{ :فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك
علَيهِ.
على هؤلء شهيداً} (النساء )41قال< :حسبك الن> فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان .مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم خطبة ما سمعت لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :خطب َرسُول ا ِ - 447وعن أنس َر ِ
مثلها قط! فقال< :لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلً ولبكيتم كثيراً> قال :فغطى أصحاب َرسُول
علَيهِ .وسبق بيانه في باب الخوف (انظر علَي ِه َوسَلّم وجوههم ولهم خنين> ُمتّفَقٌ َ لّ صَلّى الُّ َ
ا ِ
الحديث رقم . )400
علَي ِه َوسَلّم< :ل يلج النار صلّى الُّ َ
لّ َ - 448وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
ل ودخان رجل بكى من خشية الّ حتى يعود اللبن في الضرع ،ول يجتمع غبار في سبيل ا ّ
ن صحيح. حسَ ٌ جهنم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :سبعة يظلهم الّ في ظله لّ صَلّى الُّ َ - 449وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
يوم ل ظل إل ظله :إمام عادل ،وشاب نشأ في عبادة الّ ،ورجل قلبه معلق في المساجد ،ورجلن
تحابا في الّ اجتمعا عليه وتفرقا عليه ،ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف
الّ ،ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه ،ورجل ذكر الّ خالياً
ففاضت عيناه> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم وهو صلّى الُّ َ
لّ َضيَ الُّ عَنهُ قال :أتيت رَسُول ا ِ - 450وعن عبد الّ بن الشخير َر ِ
يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء .حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي في
الشمائل بإسناد صحيح.
ضيَعلَي ِه َوسَلّم لبي بن كعب َر ِ لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 451وعن أنس َر ِ
جلّ أمرني أن أقرأ عليك{ :لم يكن الذين كفروا} (البينة) قال :وسماني؟ عزّ َو َالُّ عَنهُ< :إن الّ َ
علَيهِ.قال< :نعم> فبكىُ .متّفَقٌ َ
وفي رواية :فجعل أبيٌ يبكي.
لّ صَلّى الُّ - 452وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :قال أبو بكر لعمر َرضِيَ الُّ عَنهُما بعد وفاة َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يزورها .فلما علَي ِه َوسَلّم :انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان َرسُول ا ِ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِانتهينا إليها بكت .فقال لها ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الّ خير ل َرسُول ا ِ
علَيهِ َوسَلّم ولكن لّ صَلّى الُّ َ
ل خير ل َرسُول ا َِوسَلّم؟! قالت :إني ل أبكي أني ل أعلم أن ما عند ا ّ
أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء .فهيجتهما على البكاء فجعل يبكيان معهاَ .روَا ُه مُسِلمٌ .وقد
سبق في باب زيارة أهل الخير (انظر الحديث رقم . )359
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وجعه قيل ضيَ الُّ عَنهُما قال :لما اشتد ب َرسُول ا ِ - 453وعن ابن عمر َر ِ
له في الصلة .قال< :مروا أبا بكر فليصل بالناس> فقالت عائشة َرضِيَ الُّ عَنها :إن أبا بكر
رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء .فقال< :مروه فليصل>
عنْها قالت قلت :إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من ضيَ الّ َ وفي رواية عن عائشة َر ِ
البكاءُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
- 454وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف َرضِيَ الُّ عَنهُ أتي
ضيَ الُّ عَنهُ ،وهو خير مني ،فلم يوجد له ما بطعام وكان صائماً فقال :قتل مصعب بن عمير رَ ِ
يكفن فيه إل بردة إن غطي بها رأسه بدت رجله وإن غطي بها رجله بدا رأسه ،ثم بسط لنا من
الدنيا ما بسط ،أو قال :أعطينا من الدنيا ما أعطينا قد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ،ثم
جعل يبكي حتى ترك الطعامَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 455وعن أبي أمامة صدي بن عجلن الباهلي َر ِ
قال< :ليس شيء أحب إلى الّ تعالى من قطرتين وأثرين :قطرة دموع من خشية الّ ،وقطرة دم
تهراق في سبيل الّ .وأما الثران :فأثر في سبيل الّ تعالى ،وأثر في فريضة من فرائض الّ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ تعالى> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
وفي الباب أحاديث كثيرة .منها:
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم موعظة حديث العرباض بن سارية َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :وعظنا َرسُول ا ِ
وجلت منها القلوب ،وذرفت منها العيون .وقد سبق في باب النهي عن البدع (انظر الحديث رقم
. )157
* - 55 *2باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر
ل تعالى (يونس { :)24إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات @قال ا ّ
الرض مما يأكل الناس والنعام ،حتى إذا أخذت الرض زخرفها وازّ ّينَتْ وظن أهلها أنهم
قادرون عليها أتاها أمرنا ليلً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالمس ،كذلك نفصل اليات
لقوم يتفكرون}.
وقال تعالى (الكهف { :)46 ،45واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به
نبات الرض فأصبح هشيم ًا تذروه الرياح ،وكان الّ على كل شيء مقتدراً .المال والبنون زينة
الحياة الدنيا ،والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملً}.
وقال تعالى (الحديد { :)20اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في
الموال والولد ،كمثل غيث أعجب الكفار نباته ،ثم يهيج فتراه مصفراً ،ثم يكون حطاماً ،وفي
ل ورضوان ،وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور}. الخرة عذاب شديد ،ومغفرة من ا ّ
وقال تعالى (آل عمران { :)14زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة
من الذهب والفضة والخيل المسومة والنعام والحرث ،ذلك متاع الحياة الدنيا ،وال عنده حسن
المآب}.
وقال تعالى (فاطر { :)5يا أيها الناس إن وعد الّ حق فل تغرنكم الحياة الدنيا ول يغرنكم بال
الغرور}.
وقال تعالى (التكاثر { :)5 - 1ألهاكم التكاثر ،حتى زرتم المقابر ،كل سوف تعلمون ،ثم كل سوف
تعلمون ،كل لو تعلمون علم اليقين}.
وقال تعالى (العنكبوت { :)64وما هذه الحياة الدنيا إل لهو ولعب ،وإن الخرة لهي الحيوان لو
كانوا يعلمون} .واليات في الباب كثيرة مشهورة.
وأما الحاديث فأكثر من أن تحصر فننبه بطرف منها على ما سواه:
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بعث أبا - 457عن عمر بن عوف النصاري َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ عَنهُ إلى البحرين يأتي بجزيتها فقدم بمال من البحرين ،فسمعت عبيدة بن الجراح َر ِ
علَي ِه َوسَلّم ،فلما صلى لّ صَلّى الُّ َ
النصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلة الفجر مع َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم علَي ِه َوسَلّم انصرفوا فتعرضوا له فتبسم َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
حين رآهم ثم قال< :أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟> فقالوا :أجل يا َرسُول
شرُوا وأمّلُوا ما َيسُرّكم ،فوال ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا الِّ .فقال< :أب ِ
عليكم كما بسطت على من كان قبلكم ،فتنافسوها كما تنافسوها ،فتهلككم كما أهلكتهم> ُمتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
علَيهِ َوسَلّم على لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :جلس َرسُول ا ِ - 458وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
المنبر وجلسنا حوله فقال< :إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها>
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :الدنيا حلوة خضرة ،وإن - 459وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
الّ تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا ،واتقوا النساء> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :اللهم ل عيش إل عيش - 460وعن أنس َر ِ
علَيهِ.
الخرة> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :يتبع الميت ثلثة :أهله - 461وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
وماله وعمله؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد :يرجع أهله وماله ،ويبقى عمله> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :يؤتى بأنعم أهل الدنيا من - 462وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :قال َرسُول ا ِ
أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ،ثم يقال :يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط ،هل مر بك
نعيم قط؟ فيقول :ل وال يا رب! ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في
الجنة فيقال له :يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ،هل مر بك شدة قط؟ فيقول :ل وال ما مر بي
بؤس قط ،ول رأيت شدة قط> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :ما لّ صَلّى الُّ َ - 463وعن المستورد بن شداد َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
الدنيا في الخرة إل مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع!> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم مر بالسوق والناس َكنَفَ َتيْهِ، ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 464وعن جابر َر ِ
ك مَيّتٍ ،فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال< :أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟> فقالوا :ما نحب سّ
فمر بِجَ ْديٍ َأ َ
أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال< :أتحبون أنه لكم؟> قالوا :وال لو كان حياً كان عيباً أنه َأسَكّ
فكيف وهو ميت! فقال< :فوال للدنيا أهون على الّ من هذا عليكم> َروَا ُه مُسِلمٌ.
قوله <كنفتيه> :أي عن جانبيه.
و <ا َلسَكّ> :الصغير الذن.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنت أمشي مع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في حرة - 465وعن أبي ذر رَ ِ
المدينة فاستقبلنا أحد فقال< :يا أبا ذر> قلت :لبيك يا َرسُول الِّ .قال< :ما يسرني أن عندي مثل
أحد هذا ذهب ًا تمضي علي ثلثة أيام وعندي منه دينار إل شيء أرصده لدين إل أن أقول به في
عباد الّ هكذا وهكذا وهكذا> عن يمينه وعن شماله ومن خلفه .ثم سار فقال< :إن الكثرين هم
القلون يوم القيامة إل من قال هكذا وهكذا وهكذا> عن يمينه وعن شماله وعن خلفه <وقليل ما
هم> ثم قال لي< :مكانك ل تبرح حتى آتيك> ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى ،فسمعت
صوتاً قد ارتفع فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فأردت أن آتيه فذكرت
قوله <ل تبرح حتى آتيك> فلم أبرح حتى أتاني .فقلت :لقد سمعت صوتاً تخوفت منه فذكرت له.
فقال< :وهل سمعته؟> قلت :نعم .قال< :ذاك جبريل أتاني فقال :من مات من أمتك ل يشرك بال
علَيهِ .هذا لفظ شيئاً دخل الجنة> قلت :وإن زنى وإن سرق؟ قال< :وإن زنى وإن سرق> ُمتّفَقٌ َ
البخاري.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :لو كان لي مثل - 466وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
أحد ذهباً لسرني أن ل تمر علي ثلث ليال وعندي منه شيء إل شيء أرصده لدين> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم< :انظروا إلى من هو أسفل لّ صَلّى الُّ َ - 467وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
علَيهِ .وهذا منكم ول تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن ل تزدروا نعمة الّ عليكم> مُتّفَقٌ َ
لفظ مسلم.
وفي رواية البخاري< :إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو
أسفل منه> .
علَيهِ َوسَلّم قال< :تعس عبد الدينار والدرهم - 468وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
والقطيفة والخميصة! إن أعطي رضي ،وإن لم يعط لم يرض> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
- 469وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء :إما
إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم .فمنها ما يبلغ نصف الساقين ،ومنها ما يبلغ الكعبين
فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم< :الدنيا سجن المؤمن لّ صَلّى الُّ َ - 470وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
وجنة الكافر> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم بمنكبي فقال: ضيَ الُّ عَنهُما قال أخذ َرسُول ا ِ - 471وعن ابن عمر َر ِ
<كن في الدنيا كأنك غريب ،أو عابر سبيل>
وكان ابن عمر يقول :إذا أمسيت فل تنتظر الصباح ،وإذا أصبحت فل تنتظر المساء ،وخذ من
صحتك لمرضك ،ومن حياتك لموتكَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
قالوا في شرح هذا الحديث معناه :ل تركن إلى الدنيا ،ول تتخذها وطناً ،ول تحدث نفسك بطول
البقاء فيها ،ول بالعتناء بها ،ول تتعلق منها بما يتعلق به الغريب في غير وطنه ،ول تشتغل
فيها بما ل يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله ،وبال التوفيق.
- 472وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ
ل وأحبني الناس .فقال< :ازهد علَي ِه َوسَلّم فقال :يا َرسُول الِّ دلني على عمل إذا عملته احبني ا ّ َ
في الدنيا يحبك الّ ،وازهد فيما عند الناس يحبك الناس> حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره
بأسانيد حسنة.
- 473وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ عَنهُما قال :ذكر عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ ما
علَيهِ َوسَلّم يظل اليوم يلتوي ،ما يجد لّ صَلّى الُّ َأصاب الناس من الدنيا فقال :لقد رأيت َرسُول ا ِ
من الدقل ما يمل به بطنهَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
<الدقل> بفتح الدال المهملة والقاف :رديء التمر.
علَي ِه َوسَلّم وما في بيتي لّ صَلّى الُّ َ - 474وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :توفي َرسُول ا ِ
شيء يأكله ذو كبد إل شطر شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففنيُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
قولها <شطر شعير> :أي شيء من شعير .كذا فسره الترمذي.
- 475وعن عمرو بن الحارث أخي جويرية بنت الحارث أم المؤمنين َرضِيَ الُّ عَنها قال :ما
علَي ِه َوسَلّم عند موته ديناراً ،ول درهماً ول عبدًا ول أمة ول شيئاً ،إل لّ صَلّى الُّ َ
ترك َرسُول ا ِ
بغلته البيضاء التي كان يركبها ،وسلحه ،وأرضاً جعلها لبن السبيل صدقةَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّملّ صَلّى الُّ َ - 476وعن خباب بن الرت َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :هاجرنا مع َرسُول ا ِ
نلتمس وجه الّ تعالى فوقع أجرنا على الّ؛ فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئاً؛ منهم مصعب
ضيَ الُّ عَنهُ قتل يوم أحد وترك نمرة ،فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجله ،وإذا ابن عمير َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أن نغطي رأسه ونجعل على غطينا بها رجليه بدا رأسه؛ فأمرنا َرسُول ا ِ
رجليه شيئاً من الذخر ،ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
<النمرة> كساء ملون من صوف.
وقوله <أينعت> :أي نضجت وأدركت.
وقوله <يهدبها> هو بفتح الياء وضم الدال وكسرها لغتان :أي يقطفها ويجتنيها .وهذه استعارة
لما فتح عليهم من الدنيا وتمكنوا فيها.
علَي ِه َوسَلّم:
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 477وعن سهل بن سعد الساعدي َر ِ
<لو كانت الدنيا تعدل عند الّ جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال
حديث حسن صحيح.
علَي ِه َوسَلّم يقول< :أل إن لّ صَلّى الُّ َ - 478وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
ي وَقَالَ ل تعالى وما واله ،وعالماً ومتعلماً> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ الدنيا ملعونة ،ملعون ما فيها ،إل ذكر ا ّ
حسَنٌ.
حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :ل ل بن مسعود َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 479وعن عبد ا ّ
حسَنٌ. تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ضيَ الُّ عَنهُ قال :مر علينا َرسُول ا ِ - 480وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم ونحن نعالج خصاً لنا فقال< :ما هذا؟> فقلنا :قد وهي فنحن نصلحه .فقال< :ما أرى المر
إل أعجل من ذلك> رواه أبو داود والترمذي بإسناد البخاري ومسلم وقال الترمذي حديث حسن
صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول: ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 481وعن كعب بن عياض َر ِ
ن صحيح. حسَ ٌي وَقَالَ حَدِيثٌ َ<إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
ضيَ الُّ عَنهُ أن - 482وعن أبي عمرو ،ويقال أبو عبد الّ ،ويقال أبو ليلى عثمان بن عفان َر ِ
علَي ِه َوسَلّم قال< :ليس لبن آدم حق في سوى هذه الخصال :بيت يسكنه ،وثوب النبي صَلّى الُّ َ
يواري عورته ،وجلف الخبز والماء> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح.
قال الترمذي :سمعت أبا داود سليمان بن أسلم البلخي يقول :سمعت النضر بن شميل يقول:
الجلف :الخبز ليس معه إدام .وقال غيره :هو غليظ الخبز .وقال الهروي المراد به هنا :وعاء
الخبز كالجوالق والخرج ،وال أعلم.
- 483وعن عبد الّ بن الشخير -بكسر الشين والخاء المشددة المعجمتين َ -رضِيَ الُّ عَنهُ أنه
قال :أتيت النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وهو يقرأ{ :ألهاكم التكاثر} (التكاثر) قال< :يقول ابن آدم:
مالي مالي! وهل لك يا ابن آدم من مالك إل ما أكلت فأفنيت ،أو لبست فأبليت ،أو تصدقت
فأمضيت؟!> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ل بن مغفل َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رجل للنبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم :يا َرسُول - 484وعن عبد ا ّ
الِّ وال إني لحبك .فقال< :انظر ماذا تقول؟> قال :وال إني لحبك (ثلث مرات) فقال< :إن
كنت تحبني فأعد للفقر تجفافاً فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه> َروَاهُ
حسَنٌ. التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
<التجفاف> بكسر التاء المثناة فوق وإسكان الجيم وبالفاء المكررة هو :شيء يلبسه الفرس
ليتقى به الذى ،وقد يلبسه النسان.
علَي ِه َوسَلّم< :ما ذئبان لّ صَلّى الُّ َ - 485وعن كعب بن مالك َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
جائعان أرسل في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ
ن صحيح. سٌ ح َحدِيثٌ َوَقَالَ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على ل بن مسعود َرضِيَ الُّ عَنهُ قال نام َرسُول ا ِ - 486وعن عبد ا ّ
حصير فقام وقد أثر في جنبه .قلنا :يا رَسُول الِّ لو اتخذنا لك وطاء .فقال< :ما لي وللدنيا! ما
حسَنٌي وَقَالَ حَدِيثٌ َأنا في الدنيا إل كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
صحيح.
علَي ِه َوسَلّم< :يدخل الفقراء صلّى الُّ َ لّ َ - 487وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
ن صحيح. حسَ ٌالجنة قبل الغنياء بخمسمائة عام> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم - 488وعن ابن عباس وعمران بن الحصين َر ِ
قال< :اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ،واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء>
علَيهِ من رواية ابن عباس. مُتّفَقٌ َ
ورواه البخاري أيض ًا من رواية عمران بن الحصين.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :قمت على باب - 489وعن أسامة بن زيد َر ِ
الجنة فكان عامة من دخلها المساكين ،وأصحاب الجد محبوسون ،غير أن أصحاب النار قد أمر
بهم إلى النار> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
و <الجد> :الحظ والغنى .وقد سبق بيان هذا الحديث في باب فضل الضعفة (انظر الحديث رقم
. )258
- 490وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :أصدق كلمة قالها
ل باطل> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ. شاعر كلمة لبيد :أل كل شيء ما خل ا ّ
* - 56 *2باب فضل الجوع وخشونة العيش والقتصار على القليل من المأكول والمشروب
والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات
ل تعالى (مريم { :)60 ،59فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة واتبعوا الشهوات @قال ا ّ
فسوف يلقون غياً ،إل من تاب وآمن وعمل صالحاً ،فأولئك يدخلون الجنة ول يظلمون شيئاً}.
وقال تعالى (القصص { :)80 ،79فخرج على قومه في زينته ،قال الذين يريدون الحياة الدنيا :يا
ل خير لمن ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم .وقال الذين أوتوا العلم :ويلكم! ثواب ا ّ
آمن وعمل صالحاً}.
وقال تعالى (التكاثر { :)8ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}.
وقال تعالى (السراء { :)18من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ،ثم جعلنا له
جهنم يصلها مذموماً مدحوراً} .واليات في الباب كثيرة معلومة.
علَيهِ َوسَلّم من خبز شعير - 491وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :ما شبع آل محمد صَلّى الُّ َ
يومين متتابعين حتى قبضُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية :ما شبع آل محمد صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلث ليال تباعاً
حتى قبض.
- 492وعن عروة عن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أنها كانت تقول :وال يا ابن أختي إن كنا لننظر
لّ صَلّى الُّ
إلى الهلل ثم الهلل ثم الهلل :ثلثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم نار .قلت :يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت :السودان :التمر والماء ،إل أنه قد كان َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم جيران من النصار وكانت لهم منائح وكانوا يرسلون إلى ل َرسُول ا ِ
علَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم من ألبانها فيسقيناُ .متّفَقٌ َ لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ عَنهُ أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية - 493وعن سعيد المقبري عن أبي هريرة َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم من الدنيا ولم يشبع من خبز فدعوه فأبى أن يأكل وقال :خرج َرسُول ا ِ
الشعيرَ .روَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
<مصلية> بفتح الميم :أي مشوية.
علَي ِه َوسَلّم على خوان حتى مات، ضيَ الُّ عَنهُ قال :لم يأكل النبي صَلّى الُّ َ - 494وعن أنس َر ِ
وما أكل خبزاً مرقق ًا حتى ماتَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
وفي رواية له :ول رأى شاة سميط ًا بعينه قط.
- 495وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ عَنهُما قال :لقد رأيت نبيكم صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وما يجد
من الدقل ما يمل به بطنهَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
<الدقل> :تمر رديء.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم النقي من ضيَ الُّ عَنهُ قال :ما رأى َرسُول ا ِ - 496وعن سهل بن سعد رَ ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِحين ابتعثه الّ تعالى حتى قبضه الّ .فقيل له :هل كان لكم في عهد َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم منخلً من حين ابتعثه الّ تعالى حتى َوسَلّم مناخل؟ قال :ما رأى َرسُول ا ِ
قبضه الّ تعالى .فقيل له :كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال :كنا نطحنه وننفخه فيطير
ما طار وما بقي ثَ ّر ْينَاهَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
قوله< :النقي> :هو بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء وهو الخبز الحواري ،وهو الدرمك.
قوله < َثرّ ْينَاه> هو بثاء مثلثة ،ثم راء مشددة ،ثم ياء مثناة من تحت ثم نون ،أي :بللناه
وعجناه.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ذات يوم أو
- 497وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :خرج َرسُول ا ِ
ليلة فإذا بأبي بكر وعمر َرضِيَ الُّ عَنهُما فقال< :ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟> قال:
الجوع يا َرسُول الِّ .قال< :وأنا والذي نفسي بيده لخرجني الذي أخرجكما! قوما> فقاما معه،
فأتى رجلً من النصار فإذا هو ليس في بيته .فلما رأته المرأة قالت :مرحباً وأهلً .فقال لها
علَي ِه َوسَلّم< :أين فلن؟> قالت :ذهب يستعذب لنا الماء .إذ جاء النصاري لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم وصاحبيه ثم قال :الحمد ل ما أحد اليوم أكرم أضيافاً لّ صَلّى الُّ َ فنظر إلى َرسُول ا ِ
مني .فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال :كلوا .وأخذ المدية فقال له َرسُول الِّ
علَيهِ َوسَلّم< :إياك والحلوب> فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا .فلما صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُما< :والذي لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم لبي بكر وعمر رَ ِ أن شبعوا ورووا قال َرسُول ا ِ
نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة! أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى
أصابكم هذا النعيم> َروَا ُه مُسِلمٌ.
قولها <يستعذب> :أي يطلب الماء العذب وهو الطيب.
و <العذق> بكسر العين وإسكان الذال المعجمة :هو الكباسة ،وهي الغصن.
و <المدية> بضم الميم وكسرها هي :السكين.
و <الحلوب> :ذات اللبن.
والسؤال عن هذا النعيم سؤال تعديد النعم ل سؤال توبيخ وتعذيب ،وال أعلم.
ع ْنهُ ،كذا جاء مبيناً في رواية وهذا النصاري الذي أتوه هو :أبو الهيثم بن التيهان َرضِيَ الّ َ
الترمذي وغيره.
غزْوان ،وكان أميراً على البصرة ،فحمد - 498وعن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن َ
الّ وأثنى عليه ثم قال :أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم ،وولت حذاء ،ولم يبق منها إل صبابة
كصبابة الناء يتصابّها صاحبها ،وإنكم منتقلون منها إلى دار ل زوال لها ،فانتقلوا بخير ما
بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاماً ل يدرك لها
قعراً ،وال لتملن ،أفعجبتم! ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين
لّ صَلّى عاماً ،وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام ،ولقد رأيتني سابع سبعة مع َرسُول ا ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ما لنا طعام إل ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا ،فالتقطت بردة فشققتها بيني
وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها ،فما أصبح اليوم منا أحد إل أصبح أميراً
على مصر من المصار ،وإني أعوذ بال أن أكون في نفسي عظيماً وعند الّ صغيراًَ .روَاهُ
مُسِلمٌ.
قوله <آذنت> هو بمد اللف :أي أعلمت.
وقوله <بصرم> هو بضم الصاد :أي بانقطاعها وفنائها.
<وولت حذاء> هو بحاء مهملة مفتوحة ثم ذال معجمة مشددة ثم ألف ممدودة :أي سريعة.
و <الصبابة> يضم الصاد المهملة :وهي البقية اليسيرة.
وقوله <يتصابها> هو بتشديد الباء قبل الهاء :أي يجمعها.
و <الكظيظ> :الكثير الممتلئ.
وقوله <قرحت> هو بفتح القاف وكسر الراء :أي صار فيها قروح.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :أخرجت لنا عائشة َرضِيَ الُّ عَنها كساء - 499وعن أبي موسى الشعري َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في هذينُ .متّفَقٌ عَلَيهِ. وإزاراً غليظاً قالت :قبض َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :إني لول العرب رمى بسهم في سبيل الّ، - 500وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
علَيهِ َوسَلّم ما لنا طعام إل ورق الحبلة وهذا السمر ،حتى لّ صَلّى الُّ َ ولقد كنا نغزو مع َرسُول ا ِ
إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلطُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
<الحبلة> بضم الحاء المهملة وإسكان الباء الموحدة :وهي والسمر نوعان معروفان من شجر
البادية.
علَي ِه َوسَلّم< :اللهم اجعل صلّى الُّ َ
لّ َ - 501وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
علَيهِ.
رزق آل محمد قوتاً> ُمتّفَقٌ َ
قال أهل اللغة والغريب معنى <قوتاً> :أي ما يسد الرمق.
- 502وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :وال الذي ل إله إل هو إن كنت لعتمد بكبدي على
الرض من الجوع ،وإن كنت لشد الحجر على بطني من الجوع .ولقد قعدت يوماً على طريقهم
الذي يخرجون منه فمر بي النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فتبسم حين رآني وعرف ما في وجهي
وما في نفسي ،ثم قال< :أبا هر> قلت :لبيك يا َرسُول الِّ .قال< :الحق> ومضى فاتبعته ،فدخل
فاستأذن فأذن لي .فدخلت فوجد لبناً في قدح فقال< :من أين هذا اللبن؟> قالوا :أهداه لك فلن أو
فلنة .قال< :أبا هر> قلت :لبيك يا َرسُول الِّ .قال< :الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي> قال:
وأهل الصفة أضياف السلم ل يأوون على أهل ول مال ول على أحد ،إذا أتته صدقة بعث بها
إليهم ولم يتناول منها شيئاً ،وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها .فساءني
ذلك فقلت :وما هذا اللبن في أهل الصفة! كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربةً أتقوى بها،
فإذا جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم ،وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ،ولم يكن من طاعة الّ
علَي ِه َوسَلّم بد ،فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا وطاعة رسوله صَلّى الُّ َ
مجالسهم من البيت .قال< :أبا هر> قلت :لبيك يا َرسُول الِّ .قال< :خذ فأعطهم> قال :فأخذت
القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح ،فأعطيه الرجل فيشرب حتى
يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صَلّى الُّ
علَي ِه َوسَلّم وقد روي القوم كلهم ،فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال< :أبا هر> َ
قلت :لبيك يا َرسُول الِّ .قال< :بقيت أنا وأنت> قلت :صدقت يا َرسُول الِّ .قال< :اقعد فاشرب>
فقعدت فشربت .فقال< :اشرب> فشربت .فما زال يقول< :اشرب> حتى قلت :ل والذي بعثك
بالحق ل أجد له مسلكاً .قال< :فأرني> فأعطيته القدح فحمد الّ تعالى وسمى وشرب الفضلة.
َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :لقد رأيتني وإني لخر فيما بين - 503وعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة َر ِ
ضيَ الُّ عَنها مغشياً علي فيجيء لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إلى حجرة عائشة َر ِ منبر َرسُول ا ِ
الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون ،ما بي إل الجوعَ .روَاهُ
البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم ودرعه مرهونة لّ صَلّى الُّ َ - 504وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :توفي َرسُول ا ِ
عند يهودي في ثلثين صاعاً من شعيرُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم درعه بشعير ،ومشيت إلى ضيَ الُّ عَنهُ قال :رهن النبي صَلّى الُّ َ - 505وعن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم بخبز شعير وإهالة سنخة .ولقد سمعته يقول< :ما أصبح لل محمد النبي صَلّى الُّ َ
صاع ول أمسى> وإنهم لتسعة أبياتَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
<الهالة> بكسر الهمزة :الشحم الذائب.
و <السنخة> بالنون والخاء المعجمة وهي :المتغيرة.
- 506وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه
رداء .إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم منها ما يبلغ نصف الساقين ،ومنها ما يبلغ
الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورتهَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم من أدم لّ صَلّى الُّ َ - 507وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان فراش َرسُول ا ِ
حشوه ليفَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم إذ جاء لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنا جلوس ًا مع َرسُول ا ِ - 508وعن ابن عمر َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :يا أخا لّ صَلّى الُّ َ رجل من النصار فسلم عليه ثم أدبر النصاري .فقال َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :من لّ صَلّى الُّ َ النصار كيف أخي سعد بن عبادة؟> فقال :صالح .فقال َرسُول ا ِ
يعوده منكم؟> فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ول خفاف ول قلنس ول قمص
علَيهِ لّ صَلّى الُّ َ نمشي في تلك السباخ حتى جئناه ،فاستأخر قومه من حوله حتى دنا َرسُول ا ِ
َوسَلّم وأصحابه الذين معهَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم أنه قال: ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ - 509وعن عمران بن الحصين َر ِ
<خيركم قرني ،ثم الذين يلونهم ،ثم الذين يلونهم> قال عمران :فما أدري قال النبي صَلّى الُّ
علَي ِه َوسَلّم مرتين أو ثلثاً <ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ول يستشهدون ،ويخونون ول َ
علَيهِ.
يؤتمنون ،وينذرون ول يوفون ،ويظهر فيهم السمن> مُتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم< :يا ابن آدم إنك لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 510وعن أبي أمامة َر ِ
أن تبذل الفضل خير لك ،وإن تمسكه شر لك ،ول تلم على كفاف ،وابدأ بمن تعول> َروَاهُ
ن صحيح. حسَ ٌالتّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ - 511وعن عبيد الّ بن محصن النصاري الخطمي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :من أصبح منكم آمن ًا في سربه ،معافىً في جسده ،عنده قوت يومه فكأنما حيزت له َ
حسَنٌ. الدنيا بحذافيرها> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
<سربه> بكسر السين المهملة :أي نفسه .وقيل :قومه.
علَيهِ َوسَلّم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 512وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
قال< :قد أفلح من أسلم ،وكان رزقه كفافاً ،وقنعه الّ بما آتاه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ ضيَ الُّ عَنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ - 513وعن أبي محمد فضالة بن عبيد النصاري َر ِ
علَي ِه َوسَلّم يقول< :طوبى لمن هدي للسلم ،وكان عيشه كفافاً ،وقنع> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ َ
ن صحيح. حسَ ٌحَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يبيت الليالي ضيَ الُّ عَنهماُ قال :كان َرسُول ا ِ - 514وعن ابن عباس َر ِ
ي وَقَالَ
المتتابعة طاوياً ،وأهله ل يجدون عشاء ،وكان أكثر خبزهم خبر الشعيرَ .روَاهُ التّرمِ ِذ ّ
ن صحيح. حسَ ٌ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم كان إذا صلى لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 515وعن فضالة بن عبيد َر ِ
بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلة من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول العراب
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم انصرف إليهم فقال< :لو تعلمون ما هؤلء مجانين .فإذا صلى َرسُول ا ِ
لكم عند الّ تعالى لحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح.
<الخصاصة> :الفاقة والجوع الشديد.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 516وعن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رَ ِ
َوسَلّم يقول< :ما مل آدمي وعاء شراً من بطن بحسب ابن آدم أكلت يقمن صلبه ،فإن كان ل
حسَنٌ.حدِيثٌ َ ي وَقَالَ َ
محالة فثلث لطعامه ،وثلث لشرابه وثلث لنفسه> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
<أكلت> :أي لقم.
- 517وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة النصاري الحارثي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ذكر أصحاب َرسُول
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :أل تسمعون أل علَي ِه َوسَلّم يوماً عنده الدنيا فقال َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
تسمعون؟ إن البذاذة من اليمان ،إن البذاذة من اليمان> يعني :التقحل .رواه أبو داود.
<البذاذة> بالباء الموحدة والذالين المعجمتين وهي :رثاثة الهيئة وترك فاخر اللباس.
وأما <التقحل> فبالقاف والحاء قال أهل اللغة :المتقحل هو :الرجل اليابس الجلد من خشونة
العيش وترك الترفه.
علَيهِ لّ صَلّى الُّ َ ل َرضِيَ الُّ عَنهُما قال :بعثنا َرسُول ا ِ - 518وعن أبي عبد الّ جابر بن عبد ا ّ
ضيَ الُّ عَنهُ نتلقى عيراً لقريش ،و َزوّ َدنَا جرابًا من تمر لم يجد لنا َوسَلّم وَأ ّمرَ علينا أبا عبيدة َر ِ
غيره ،فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة .فقيل :كيف كنتم تصنعون بها؟ قال :نمصها كما يمص
الصبي ،ثم نشرب عليهم من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل ،وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله
بالماء فنأكله ،وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه
لّ صَلّى الُّ س َل َرسُول ا ِ فإذا هي دابة تدعى العنبر ،فقال أبو عبيدة :ميتة ،ثم قال :ل بل نحن ُر ُ
سمِنّا،ل وقد اضطررتم فكلوا .فأقمنا عليه شهراً ونحن ثلثمائة حتى َ علَي ِه َوسَلّم وفي سبيل ا ّ َ
ع ْينِ ِه بالقِللِ الدّهْنَ ،ونقطع منه الفِ َدرَ كالثور أو كَقَ ْدرِ الثور ،ولقد ولقد رأيتنا نغترف من وَقْبِ َ
ب عينه ،وأخذ ضلعاً من أضلعه فأقامها ثم أخذ منا أبو عبيدة ثلثة عشر رجلً فأقعدهم في وَقْ ِ
رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها ،وتزودنا من لحمه َوشَائِقَ .فلما قدمنا المدينة أتينا َرسُول
علَي ِه َوسَلّم فذكرنا ذلك له ،فقال< :هو رزق أخرجه الّ لكم ،فهل معكم من لحمه لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
علَي ِه َوسَلّم منه فأكلهَ .روَا ُه مُسلِمٌ. لّ صَلّى الُّ َ
شيء فتطعمونا؟> فأرسلنا إلى َرسُول ا ِ
<الجراب> :وعاء من جلد معروف ،وهو بكسر الجيم وفتحها والكسر أفصح.
قوله <نمصها> بفتح الميم و <الخبط> :ورق شجر معروف تأكله البل.
و <الكثيب> :التل من الرمل.
و <الوقب> بفتح الواو وإسكان القاف وبعدها باء موحدة وهو :نقرة العين.
و <القلل> :الجرار.
و <الفدر> بكسر الفاء وفتح الدال :القطع.
<رحل البعير> بتخفيف الحاء :أي جعل عليه الرحل.
<الوشائق> بالشين المعجمة والقاف :اللحم الذي قطع ليقدد منه ،وال أعلم.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ
ضيَ الُّ عَنها قالت :كان كم قميص َرسُول ا ِ - 519وعن أسماء بنت يزيد رَ ِ
حسَنٌ.
َوسَلّم إلى ال ّرصْغِ .رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
<الرصغ> بالصاد والرسغ بالسين أيض ًا هو :المفصل بين الكف والساعد.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة ،فجاءوا النبي - 520وعن جابر َر ِ
علَيهِ َوسَلّم فقالوا :هذه كدية عرضت في الخندق .فقال< :أنا نازل> ثم قام وبطنه صَلّى الُّ َ
معصوب بحجر ولبثنا ثلثة أيام ل نذوق ذواقاً ،فأخذ النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم المعول فضرب
فعاد كثيباً أهيل أو أهيم .فقلت :يا َرسُول الِّ ائذن لي إلى البيت .فقلت لمرأتي :رأيت بالنبي
علَيهِ َوسَلّم شيئاً ما في ذلك صبر فعندك شيء؟ فقالت :عندي شعير وعناق .فذبحت صَلّى الُّ َ
العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة ،ثم جئت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم والعجين
ط َعيْمٌ لي فقم أنت يا َرسُول الِّ ورجل أو رجلن. قد انكسر والبرمة بين الثافي قد كادت فقلتُ :
قال< :كم هو؟> فذكرت له فقال< :كثير طيب قل لها ل تنزع البرمة ول الخبز من التنور حتى
صلّى
آتي> فقال< :قوموا> فقام المهاجرون والنصار فدخلت عليها فقلت :ويحك! جاء النبي َ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم والمهاجرون والنصار ومن معهم .قالت :هل سألك؟ قلت :نعم .قال< :ادخلوا ول
تضاغطوا> فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى
أصحابه ثم ينزع ،فلم يزل يكسر ويغرف حتى شبعوا وبقي منه .فقال< :كلي هذا وأهدي فإن
علَيهِ.
الناس أصابتهم مجاعة> .مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم خمصاً فانكفأت إلى وفي رواية قال جابر :لما حفر الخندق رأيت بالنبي صَلّى الُّ َ
علَي ِه َوسَلّم خمصاً شديداً.
لّ صَلّى الُّ َامرأتي فقلت :هل عندك شيء؟ فإني رأيت ب َرسُول ا ِ
فأخرجت إلي جراباً فيه صاع من شعير ،ولنا بهيمة داجن فذبحتها ،وطحنت ففرغت إلى فراغي
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ،فقالت :ل تفضحني برَسُول وقطعتها في برمتها ،ثم وليت إلى َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم ومن معه .فجئته فساررته فقلت :يا َرسُول الِّ ذبحنا بهيمة لنا، لّ صَلّى الُّ َ
ا ِ
علَيهِ َوسَلّم فقال< :يا أهل وطحنت صاع ًا من شعير فتعال أنت ونفر معك .فصاح النبي صَلّى الُّ َ
علَي ِه َوسَلّم< :ل تنزلن برمتكم الخندق إن جابرًا قد صنع سوراً فحيهلً بكم> فقال النبي صَلّى الُّ َ
علَي ِه َوسَلّم يقدم الناس حتى جئت صلّى الُّ َ
ول تخبزن عجينكم حتى أجيء> فجئت وجاء النبي َ
امرأتي ،فقالت :بك وبك! فقلت :قد فعلت الذي قلت .فأخرجت عجيننا فبسق فيه وبارك ،ثم عمد
إلى برمتنا فبصق فيه وبارك ثم قال< :ادعي خابزة فلتخبز معك ،واقدحي من برمتكم ول
تنزلوها> وهم ألف ،فأقسم بال لكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي ،وإن
عجيننا ليخبز كما هو.
قوله <عرضت كدية> هي :قطعة غليظة صلبة من الرض ل تعمل فيها الفأس.
و <الكثيب> أصله تل الرمل .والمراد هنا :صارت تراب ًا ناعماً ،وهو معنى <أهيل>
و <الثافي> الحجار التي يكون عليها القدر.
و <تضاغطوا> :تزاحموا.
و <المجاعة> :الجوع وهو بفتح الميم.
و <الخمص> بفتح الخاء والميم :الجوع .
و <انكفأت> :انقلبت ورجعت.
و <البهيمة> بضم الباء تصغير بهمة وهي :العناق بفتح -العين . -
و <الداجن> هي :التي ألفت البيت.
و <السور> الطعام الذي يدعى الناس إليه ،وهو بالفارسية.
و <حيهلً> :أي تعالوا.
وقولها <بك وبك> :أي خاصمته وسبته لنها اعتقدت أن الذي عندها ل يكفيهم فاستحيت
علَيهِ َوسَلّم من هذه المعجزة الظاهرة، ل سبحانه وتعالى به نبيه صَلّى الُّ َ وخفي عليها ما أكرم ا ّ
والية الباهرة.
<بسق> :أي بصق .ويقال أيضاً :بزق :ثلث لغات.
و <عمد> بفتح الميم :أي قصد.
و <اقدحي> :أي اغرفي .والمقدحة :المغرفة.
و <تغط> :أي لغليانها صوت ،وال أعلم.
لّ صَلّىضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال أبو طلحة لم سليم :قد سمعت صوت َرسُول ا ِ - 520وعن أنس َر ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ضعيفاً أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ فقالت :نعم .فأخرجت أقراصاً من
شعير ثم أخذت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه ،ثم أرسلتني
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم جالساً في علَيهِ َوسَلّم فذهبت به فوجدت َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َإلى َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :أرسلك أبو المسجد ومعه الناس فقمت عليهم .فقال لي َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم:
طعَامٍ؟> فقلت :نعم .فقال َرسُول ا ِ طلحة؟> فقلت :نعم .فقال< :ألِ َ
<قوموا> فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته .فقال أبو طلحة :يا أم سليم
ل ورسوله علَيهِ َوسَلّم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم .فقالت :ا ّ لّ صَلّى الُّ َقد جاء َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فأقبل َرسُول ا ِ
أعلم .فانطلق أبو طلحة حتى لقي َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :هلمي ما عندك يا أم سليم> فأتت َوسَلّم معه حتى دخل ،فقال َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ففت ،وعصرت عليه أم سليم عكة فآدمته ثم بذلك الخبز فأمر به َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم ما شاء الّ أن يقول ثم قال< :ائذن لعشرة> فأذن لهم لّ صَلّى الُّ َقال فيه َرسُول ا ِ
فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا .ثم قال< :ائذن لعشرة> فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم
قال :ائذن لعشرة ،فأذن لهم حتى أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون رجلً أو ثمانونُ .متّفَقٌ
علَيهِ.
َ
وفي رواية :فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إل دخل فأكل حتى شبع،
ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها.
وفي رواية :فأكلوا عشرة عشرة حتى فعل ذلك بثمانين رجلً ،ثم أكل النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم
بعد ذلك وأهل البيت وتركوا سوراً.
وفي رواية :ثم أفضلوا ما بلغوا جيرانهم.
علَي ِه َوسَلّم يوماً فوجدته جالس ًا مع أصحابه لّ صَلّى الُّ َ
وفي رواية عن أنس قال :جئت َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بطنه؟ وقد عصب بطنه بعصابة ،فقلت لبعض أصحابه :لم عصب َرسُول ا ِ
فقالوا :من الجوع .فذهبت إلى أبي طلحة ،وهو زوج أم سليم بنت ملحان فقلت :يا أبتاه قد رأيت
علَي ِه َوسَلّم عصب بطنه بعصابة فسألت بعض أصحابه فقالوا من الجوع. لّ صَلّى الُّ َ
َرسُول ا ِ
فدخل أبو طلحة على أمي فقال :هل من شيء؟ فقالت :نعم عندي كسر من خبز وتمرات فإن
علَي ِه َوسَلّم وحده أشبعناه ،وإن جاء آخر معه قل عنهم .وذكر تمام صلّى الُّ َلّ َجاءنا رَسُول ا ِ
الحديث.
* - 57 *2باب السابع والخمسون في القناعة والعفاف والقتصاد في المعيشة والنفاق وذم
السؤال من غير ضرورة
ل تعالى (هود { :)6وما من دابة في الرض إل على الّ رزقها}. @قال ا ّ
ل ل يستطيعون ضرباً في الرض وقال تعالى (البقرة { :)273للفقراء الذين أحصروا في سبيل ا ّ
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ل يسألون الناس إلحافاً}.
وقال تعالى (الفرقان { :)67والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ،وكان بين ذلك قواماً}.
وقال تعالى (الذاريات { :)57 ،56وما خلقت النس والجن إل ليعبدون ،ما أريد منهم من رزق
وما أريد أن يطعمون}.
وأما الحاديث فتقدم معظمها في البابين السابقين .ومما لم يتقدم:
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ليس الغنى عن كثرة - 522عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
العرض ،ولكن الغنى غنى النفس> مُتّفَقٌ َ
<العرض> بفتح العين والراء هو :المال.
علَيهِ َوسَلّم قال< :قد أفلح لّ صَلّى الُّ َ
ل بن عمرو َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 523وعن عبد ا ّ
من أسلم ،ورزق كفافاً ،وقنعه الّ بما آتاه> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَيهِ َوسَلّم فأعطاني، لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :سألت َرسُول ا ِ - 524وعن حكيم بن حزام َر ِ
ثم سألته فأعطاني ،ثم سألته فأعطاني ،ثم قال< :يا حكيم إن هذا المال خضر حلو ،فمن أخذه
بسخاوة نفس بورك له فيه ،ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ،وكان كالذي يأكل ول
لّ والذي بعثك بالحق ل أرزأ يشبع؛ واليد العليا خير من اليد السفلى> قال حكيم فقلت :يا َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ عَنهُ يدعو حكيماً ليعطيه فأبى أن أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا .فكان أبو بكر َر ِ
يقبله ،فقال :يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسم الّ له في
علَيهِ َوسَلّم حتى توفي. الفيء فيأبى أن يأخذه .فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد النبي صَلّى الُّ َ
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
<يرزأ> براء ثم زاي ثم همزة :أي لم يأخذ من أحد شيئاً .وأصل الرزء :النقصان :أي لم ينقص
أحدًا شيئاً بالخذ منه.
و <إشراف النفس> :تطلعها وطمعها بالشيء.
و <سخاوة النفس> هي :عدم الشراف إلى الشيء والطمع فيه والمبالة به الشره.
لّ صَلّى
ضيَ الُّ عَنهُ قال :خرجنا مع َرسُول ا ِ - 525وعن أبي بردة عن أبي موسى الشعري َر ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه ،فنقبت أقدامنا ونقبت قدمي وسقطت
أظفاري ،فكنا نلف على أرجلنا الخرق ،فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من
الخرق .قال أبو بردة :فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك وقال :ما كنت أصنع بأن أذكره!
علَيهِ.قال كأنه كره أن يكون شيئاً من عمله أفشاه .مُتّفَقٌ َ
ضيَ - 526وعن عمرو بن تغلب -بفتح التاء المثناة فوق وإسكان الغين المعجمة وكسر اللم َ -ر ِ
علَيهِ َوسَلّم أتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالً وترك رجالً لّ صَلّى الُّ َ
الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
فبلغه أن الذين ترك عتبوا فحمد الّ ثم أثنى عليه ثم قال< :أما بعد فوال إني لعطي الرجل
وأدع الرجل ،والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي ،ولكني أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من
الجزع والهلع ،وأكل أقواماً إلى ما جعل الّ في قلوبهم من الغنى والخير .منهم عمرو بن تغلب>
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم حمر النعمَ .روَاهُ قال عمرو بن تغلب :فوال ما أحب أن لي بكلمة َرسُول ا ِ
البُخَا ِريّ.
<الهلع> هو :أشد الجزع .وقيل :الضجر.
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :اليد العليا خير - 527وعن حكيم بن حزام َر ِ
من اليد السفلى ،وابدأ بمن تعول ،وخير الصدقة عن ظهر غنىً ،ومن يستعفف يعفه الّ ،ومن
يستغن يغنه الّ> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ .وهذا لفظ البخاري .ولفظ مسلم أخصر.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم: ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 528وعن أبي سفيان صخر بن حرب رَ ِ
<ل تلحفوا في المسألة ،فوال ل يسألني أحد منكم شيئاً فتخرج له مسألته مني شيئاً وأنا له كاره
فيبارك له فيما أعطيته> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنا عند َرسُول الِّ - 529وعن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الشجعي َر ِ
علَيهِ َوسَلّم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال< :أل تبايعون َرسُول الِّ> وكنا حديثي عهد صَلّى الُّ َ
ببيعة فقلنا :قد بايعناك يا َرسُول الِّ .ثم قال< :أل تبايعون َرسُول الِّ؟> فبسطنا أيدينا وقلنا :قد
ل ول تشركوا به شيئاً ،والصلوات بايعناك يا َرسُول الِّ فعلم نبايعك؟ قال< :على أن تعبدوا ا ّ
الخمس ،وتطيعوا> وأسر كلمة خفية< :ول تسألوا الناس شيئاً> فلقد رأيت بعض أولئك النفر
يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحداً يناوله إياهَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :ل تزال المسألة ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ - 530وعن ابن عمر َر ِ
عةُ لحم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ. ل تعالى وليس في وجهه ُمزْ َ بأحدكم حتى يلقى ا ّ
<المزعة> بضم الميم وإسكان الزاي وبالعين المهملة :القطعة.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال وهو على المنبر وذكر - 531وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
الصدقة والتعفف عن المسألة< :اليد العليا خير من اليد السفلى .واليد العليا هي المنفقة،
والسفلى هي السائلة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم< :من سأل صلّى الُّ َ لّ َ - 532وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إن ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 533وعن سمرة بن جندب َر ِ
المسألة كد يكد بها الرجل وجهه ،إل أن يسأل الرجل سلطاناً ،أو في أمر ل بد منه> َروَاهُ
ن صحيح. حسَ ٌ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
<الكد> :الخدش ونحوه.
علَي ِه َوسَلّم< :من أصابته لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 534وعن ابن مسعود َر ِ
ل له برزق عاجل أو آجل> رواه فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ،ومن أنزلها بال فيوشك ا ّ
حسَنٌ. أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
<يوشك> بكسر الشين :أي يسرع.
علَي ِه َوسَلّم< :من تكفل لي أن ل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 535وعن ثوبان َر ِ
يسأل الناس شيئاً وأتكفل له بالجنة؟> فقلت :أنا .فكان ل يسأل أحدًا شيئاً .رواه أبو داود بإسناد
صحيح.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :تحملت حمالة فأتيت َرسُول الِّ - 536وعن أبي بشر قبيصة بن المخارق َر ِ
علَيهِ َوسَلّم أسأله فيها فقال< :أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها> ثم قال< :يا صَلّى الُّ َ
قبيصة إن المسألة ل تحل إل لحد ثلثة :رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم
يمسك ،ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش أو قال
سداداً من عيش ،ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلناً
فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش أو قال سداداً من عيش؛ فما سواهن من
المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتاً> َروَا ُه مُسِلمٌ.
<الحمالة> بفتح الحاء :أن يقع قتال ونحوه بين فريقين فيصلح إنسان بينهم على مال يتحمله
ويلتزمه على نفسه.
و <الجائحة> :الفة تصيب مال النسان.
و <القوام> بكسر القاف وفتحها هو :ما يقوم به أمر النسان من مال ونحوه.
و <السداد> بكسر السين :ما يسد حاجة المعوز ويكفيه.
و <الفاقة> :الفقر.
و <الحجى> :العقل.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ليس المسكين - 537وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ،ولكن المسكين الذي ل يجد
ى يغنيه ،ول يفطن له فيتصدق عليه ،ول يقوم فيسأل الناس> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ. غن ً
* - 58 *2باب جواز الخذ من غير مسألة ول تطلع إليه
ضيَ الُّ عَنهُم قال: - 538عن سالم بن عبد الّ بن عمر عن أبيه عبد الّ بن عمر عن عمر َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يعطيني العطاء فأقول :أعطه من هو أفقر إليه مني .فقال: كان َرسُول ا ِ
<خذه :إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ول سائل فخذه فتموله فإن شئت كله
وإن تصدق به ،وما ل فل تتبعه نفسك> قال سالم :فكان عبد الّ ل يسأل أحدًا شيئ ًا ول يرد شيئاً
أعطيهُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
<مشرف> بالشين المعجمة :أي متطلع إليه.
* - 59 *2باب الحث على الكل من عمل يده والتعفف به عن السؤال والتعرض للعطاء
ل تعالى (الجمعة { :)10فإذا قضيت الصلة فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل الّ} @قال ا ّ
الية.
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ - 539وعن أبي عبد الّ الزبير بن العوام َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
َوسَلّم< :لن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف
الّ بها وجهه خير له من أن يسأل الناس ،أعطوه أو منعوه> َروَاهُ البُخَا ِريُّ.
علَي ِه َوسَلّم< :لن يحتطب صلّى الُّ َ لّ َ - 540وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
علَيهِ.أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه> مُتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم قال< :كان داود عليه السلم ل يأكل - 541وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
إل من عمل يده> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :كان زكريا عليه السلم - 542وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
نجاراً> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ما أكل - 543وعن المقداد بن معد يكرب َر ِ
أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده إن نبي الّ داود عليه السلم كان يأكل من عمل
يده> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 60 *2باب الكرم والجود والنفاق في وجوه الخير ثقة بال تعالى
ل تعالى (سبأ { :)39وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}. @قال ا ّ
وقال تعالى (البقرة { :)272وما تنفقوا من خير فلنفسكم ،وما تنفقون إل ابتغاء وجه الّ ،وما
تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم ل تظلمون}.
ل به عليم}. @وقال تعالى (البقرة { :)273وما تنفقوا من خير فإن ا ّ
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ل حسد إل في - 544وعن ابن مسعود َر ِ
ل مالً فسلطه على هلكته في الحق ،ورجل آتاه الّ حكمة فهو يقضي بها اثنتين :رجل آتاه ا ّ
علَيهِ.ويعلمها> مُتّفَقٌ َ
ومعناه :ينبغي أن ل يغبط أحد إل على إحدى هاتين الخصلتين.
- 545وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :أيكم مال وارثه أحب إليه من
ماله؟> قالوا :يا َرسُول الِّ ما منا أحد إل ماله أحب إليه .قال< :فإن ماله ما قدم ،ومال وارثه ما
أخر> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :اتقوا النار ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 546وعن عدي بن حاتم َر ِ
ولو بشق تمرة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم شيئاً قط فقال ل. ضيَ الُّ عَنهُ قال :ما سئل َرسُول ا ِ - 547وعن جابر َر ِ
علَيهِ.مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :ما من يوم صلّى الُّ َ لّ َ - 548وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
يصبح العباد فيه إل ملكان ينزلن فيقول أحدهما :اللهم أعط منفقاً خلفاً ،ويقول الخر :اللهم أعط
ممسك ًا تلفاً> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ل تعالى :أنفق لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :قال ا ّ - 549وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
علَيهِ.
يا ابن آدم ينفق عليك> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ ل سأل َرسُول ا ِ ضيَ الُّ عَنهُما أن رج ً - 550وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
علَي ِه َوسَلّم :أي السلم خير؟ قال< :تطعم الطعام ،وتقرأ السلم على من عرفت ومن لم تعرف> َ
علَيهِ.مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :أربعون خصلة أعلها لّ صَلّى الُّ َ - 551وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
منيحة العنز ،ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إل أدخله الّ
تعالى بها الجنة> َروَاهُ البُخَا ِريّ .وقد سبق بيان هذا الحديث في باب بيان كثرة طرق الخير
(انظر الحديث رقم . )138
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم:
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 552وعن أبي أمامة صدي بن عجلن َر ِ
<يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك ،وإن تمسكه شر لك ،ول تلم على كفاف ،وابدأ بمن
تعول؛ واليد العليا خير من اليد السفلى> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على السلم شيئاً ضيَ الُّ عَنهُ قال :ما سئل َرسُول ا ِ - 553وعن أنس َر ِ
إل أعطاه ،ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ،فرجع إلى قومه فقال :يا قوم أسلموا فإن
محمداً يعطي عطاء من ل يخشى الفقر ،وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إل الدنيا فما يلبث إل
يسيراً حتى يكون السلم أحب إليه من الدنيا وما عليهاَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم قسماً فقلت :يا َرسُول لّ صَلّى الُّ َ - 554وعن عمر َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :قسم َرسُول ا ِ
الِّ لغير هؤلء كانوا أحق به منهم؟ قال< :إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش ،أو يبخلوني
ولست بباخل> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم
- 555وعن جبير بن مطعم َرضِيَ الُّ عَنهُ أنه قال :بينما هو يسير مع النبي صَلّى الُّ َ
مَقْفَ ِلهِ من حنين فعلقه العراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه ،فوقف النبي
علَيهِ َوسَلّم فقال< :أعطوني ردائي ،فلو كان لي عدد هذه العضاه نعماً لقسمته بينكم ثم صَلّى الُّ َ
ل تجدوني بخيلً ول كذاباً ول جباناً> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
<مَقْفَ ِلهِ> :أي حال رجوعه.
و <السمرة> :شجرة.
و <العضاه> :شجر له شوك.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ما نقصت - 556وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
جلّ> َروَاهُ عزّ َو َ
صدقة من مال ،وما زاد الّ عبداً بعفو إل عزاً ،وما تواضع أحد ل إل رفعه الّ َ
مُسِلمٌ.
علَيهِلّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ - 557وعن أبي كبشة عمر بن سعد النماري رَ ِ
َوسَلّم يقول< :ثلثة أقسم عليهن ،وأحدثكم حديثاً فاحفظوه :ما نقص مال عبد من صدقة ،ول
ظلم عبد مظلمة صبر عليها إل زاده الّ عزاً ،ول فتح عبد باب مسألة إل فتح الّ عليه باب
الفقر ،أو كلمة نحوها .وأحدثكم حديثاً فاحفظوه ،قال :إنما الدنيا لربعة نفر :عبد رزقه الّ مالً
وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم ل فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.
وعبد رزقه الّ علم ًا ولم يرزقه مالً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالً لعملت بعمل فلن فهو
بنيته فأجرهما سواء.
وعبد رزقه الّ ما ًل ولم يرزقه علم ًا فهو يخبط في ماله بغير علم ل يتقي فيه ربه ول يصل فيه
رحمه ول يعلم ل فيه حقاً فهذا بأخبث المنازل.
ل مالً ول علماً فهو يقول لو أن لي مالً لعملت فيه بعمل فلن فهو نيته وعبد لم يرزقه ا ّ
ن صحيح. حسَ ٌ ي وَقَالَ حَدِيثٌ َفوزرهما سواء> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
- 558وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ما بقي
منها؟> قالت :ما بقي منها إل كتفها .قال< :بقي كلها غير كتفها> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث
صحيح.
ومعناه :تصدقوا بها إل كتفها فقال :بقيت لنا في الخرة إل كتفها.
علَيهِ لّ صَلّى الُّ َ - 559وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق َرضِيَ الُّ عَنها قالت :قال لي َرسُول ا ِ
َوسَلّم< :ل توكي فيوكى عليك>
وفي رواية <أنفقي أو ِانْفَحِي أو ا ْنضِحِي ،ول تحصي فيحصي الّ عليك ،ول توعي فيوعي الّ
علَيهِ.
عليك> ُمتّفَقٌ َ
و <انفحي> بالحاء المهملة :وهو بمعنى <أنفقي> وكذلك <انضحي> .
علَي ِه َوسَلّم يقول< :مثل البخيل والمنفق لّ صَلّى الُّ َ - 560وعن أبي هريرة أنه سمع َرسُول ا ِ
كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما .فأما المنفق فل ينفق إل سبغت أو
وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره .وأما البخيل فل يريد أن ينفق شيئاً إل لزقت كل
علَيهِ.
حلقة مكانها فهو يوسعها فل تتسع> ُمتّفَقٌ َ
<الجنة> :الدرع.
ومعناه :أن المنفق كلما أنفق سبغت وطالت حتى تجر وراءه وتخفي رجليه وأثر مشيه
وخطواته.
علَي ِه َوسَلّم< :من تصدق بعدل تمرة لّ صَلّى الُّ َ
- 561وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ل يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي من كسب طيب -ول يقبل الّ إل الطيب -فإن ا ّ
علَيهِ.
أحدكم ُفُلوّ ُه حتى تكون مثل الجبل> مُتّفَقٌ َ
<ال ُفُلوّ> بفتح الفاء وضم اللم وتشديد الواو .ويقال أيض ًا بكسر الفاء وإسكان اللم وتخفيف
الواو وهو :المهر.
علَيهِ َوسَلّم قال< :بينا رجل يمشي بفلة من - 562وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
الرض فسمع صوت ًا في سحابة :اسق حديقة فلن .فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة،
فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ،فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته
يحول الماء بمسحاته .فقال له :يا عبد الّ ما اسمك؟ قال :فلن ،للسم الذي سمع في السحابة.
فقال له :يا عبد الّ لم تسألني عن اسمي؟ فقال :إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه
يقول :اسق حديقة فلن لسمك فما تصنع فيها؟ فقال :أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج
منها فأتصدق بثلثه ،وآكل أنا وعيالي ثلثاً ،وأرد فيها ثلثه> َروَا ُه مُسِلمٌ.
<الحرة> :الرض الملبسة حجارة سوداً.
و <الشرجة> بفتح الشين المعجمة وإسكان الراء وبالجيم :هي مسيل الماء.
* - 61 *2باب النهي عن البخل والشح
ل تعالى (الليل { :)11 - 8وأما من بخل واستغنى ،وكذب بالحسنى ،فسنيسره للعسرى، @قال ا ّ
وما يغني عنه ماله إذا تردى}.
وقال تعالى (التغابن { :)16ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}.
وأما الحاديث فتقدمت جملة منها في الباب السابق.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :اتقوا الظلم فإن الظلم ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 563وعن جابر َر ِ
ظلمات يوم القيامة ،واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم،
واستحلوا محارمهم> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 62 *2باب اليثار والمواساة
ل تعالى (الحشر { :)9ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}. @قال ا ّ
وقال تعالى (النسان { :)8ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيماً وأسيراً} إلى آخر اليات.
- 564وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فقال :إني
مجهود .فأرسل إلى بعض نسائه فقالت :والذي بعثك بالحق ما عندي إل ماء .ثم أرسل إلى أخرى
فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك ل والذي بعثك بالحق ما عندي إل ماء .فقال النبي صَلّى
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :من يضيف هذا الليلة؟> فقال رجل من النصار :أنا يا َرسُول الِّ .فانطلق به
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم.
إلى رحله فقال لمرأته :أكرمي ضيف َرسُول ا ِ
وفي رواية قال لمرأته :هل عندك شيء؟ قالت :ل إل قوت صبياني .قال :علليهم بشيء ،وإذا
أرادوا العشاء فنوميهم ،وإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل .فقعدوا وأكل الضيف
ل من صنيعكما علَي ِه َوسَلّم فقال< :لقد عجب ا ّ وباتا طاويين .فلما أصبح غدا على النبي صَلّى الُّ َ
علَيهِ.بضيفكما الليلة> مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :طعام الثنين كافي لّ صَلّى الُّ َ
- 565وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
الثلثة ،وطعام الثلثة كافي الربعة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :طعام الواحد وفي رواية لمسلم عن جابر َر ِ
يكفي الثنين ،وطعام الثنين يكفي الربعة ،وطعام الربعة يكفي الثمانية> .
علَيهِ ضيَ الُّ عَنهُ قال :بينما نحن في سفر مع النبي صَلّى الُّ َ - 566وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
صلّى الُّ لّ َ َوسَلّم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمين ًا وشمالً .فقال رَسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :من كان معه فضل ظهر فليعد به على من ل ظهر له ،وما كان له فضل من زاد َ
فليعد به على من ل زاد له> فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه ل حق لحد منا في
فضلَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
ل صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ضيَ الُّ عَنهُ أن امرأة جاءت إلى َرسُول ا ّ - 567وعن سهل بن سعد رَ ِ
ببردة منسوجة فقالت :نسجتها بيدي لكسوكها .فأخذها النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم محتاجاً إليها
فخرج إلينا وإنها لزاره .فقال فلن :اكسنيها ما أحسنها! فقال< :نعم> فجلس النبي صَلّى الُّ
علَي ِه َوسَلّم في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه .فقال له القوم :ما أحسنت! لبسها َ
علَي ِه َوسَلّم محتاجاً إليها ثم سألته وعلمت أنه ل يرد سائلً .فقال :إني وال ما النبي صَلّى الُّ َ
سألته للبسها ،إنما سألته لتكون كفني .قال سهل :فكانت كفنهَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم< :إن الشعريين لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
- 568وعن أبي موسى َر ِ
إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه
علَيهِ.
بينهم في إناء واحد بالسوية ،فهم مني وأنا منهم> ُمتّفَقٌ َ
<أرملوا> :فرغ زادهم ،أو قارب الفراغ.
* - 63 *2باب التنافس في أمور الخرة والستكثار مما يتبرك به
ل تعالى (المطففين { :)26وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}. @قال ا ّ
علَيهِ َوسَلّم أتي بشراب فشرب لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
- 569وعن سهل بن سعد رَ ِ
منه وعن يمينه غلم وعن يساره الشياخ ،فقال للغلم< :أتأذن لي أن أعطي هؤلء؟> فقال
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في الغلم :ل وال يا َرسُول الِّ ل أوثر بنصيبي منك أحداً .فتله َرسُول ا ِ
علَيهِ.
يده .مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُما. <تله> بالتاء المثناة فوق :أي وضعه ،وهذا الغلم هو ابن عباس َر ِ
- 570وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال :بينا أيوب عليه
جلّ: ع ّز وَ َ
السلم يغتسل عرياناً فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في ثوبه .فناداه ربه َ
يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟! قال :بلى وعزتك ولكن ل غنى لي عن بركتك> َروَاهُ
البُخَا ِريّ.
* - 64 *2باب فضل الغني الشاكر وهو من أخذ المال من وجهه وصرفه في وجوهه المأمور بها
ل تعالى (الليل { :)7 - 5فأما من أعطى واتقى ،وصدق بالحسنى ،فسنيسره لليسرى}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الليل { :)21 - 17وسيجنبها التقى ،الذي يؤتي ماله يتزكى ،وما لحد عنده من نعمة
تجزى ،إل ابتغاء وجه ربه العلى ،ولسوف يرضى}.
وقال تعالى (البقرة { :)272إن تبدوا الصدقات فنعما هي ،وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير
لكم ،ويكفر عنكم من سيئاتكم ،وال بما تعملون خبير}.
وقال تعالى (آل عمران { :)92لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ،وما تنفقوا من شيء فإن
الّ به عليم} .واليات في فضل النفاق في الطاعات كثيرة معلومة.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :ل
ل بن مسعود َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 571وعن عبد ا ّ
حسد إل في اثنتين :رجل آتاه الّ مالً فسلطه على هلكته في الحق ،ورجل آتاه الّ حكمة فهو
علَيهِ .وتقدم شرحه قريباً (انظر الحديث رقم . )544 يقضي بها ويعلمها> مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم قال< :ل حسد إل في صلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي َ - 572وعن ابن عمر َر ِ
اثنتين :رجل آتاه الّ القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ،ورجل آتاه الّ مالً فهو ينفقه
علَيهِ.
آناء الليل وآناء النهار> ُمتّفَقٌ َ
<الناء> :الساعات.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم - 573وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن فقراء المهاجرين أتوا َرسُول ا ِ
فقالوا :ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم .فقال< :وما ذاك؟> فقالوا :يصلون كما
لّ صَلّى نصلي ،ويصومون كما نصوم ،ويتصدقون ول نتصدق ،ويعتقون ول نعتق .فقال َرسُول ا ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :أفل أعلمكم شيئ ًا تدركون به من سبقكم ،وتسبقون به من بعدكم ،ول يكون
أحد أفضل منكم إل من صنع مثل ما صنعتم؟> قالوا :بلى يا َرسُول الِّ .قال< :تسبحون،
وتحمدون وتكبرون ،دبر كل صلة ثلث ًا وثلثين مرة> فرجع فقراء المهاجرين إلى َرسُول الِّ
علَيهِ َوسَلّم فقالوا :سمع إخواننا أهل الموال بما فعلنا ففعلوا مثله .فقال َرسُول الِّ صَلّى الُّ َ
علَيهِ َوسَلّم< :ذلك فضل الّ يؤتيه من يشاء> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ .وهذا لفظ مسلم. صَلّى الُّ َ
<الدثور> :الموال الكثيرة ،وال أعلم.
* - 65 *2باب ذكر الموت وقصر المل
ل تعالى (آل عمران { :)185كل نفس ذائقة الموت ،وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، @قال ا ّ
فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ،وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور}.
وقال تعالى (لقمان { :)34وما تدري نفس ماذا تكسب غداً ،وما تدري نفس بأي أرض تموت}.
وقال تعالى (النحل { :)61فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة ،ول يستقدمون}.
وقال تعالى (المنافقون { :)11 - 9يا أيها الذين آمنوا ل تلهكم أموالكم ول أولدكم عن ذكر الّ،
ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ،وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول:
ل نفساً إذا جاء أجلها، رب لول أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ،ولن يؤخر ا ّ
وال خبير بما تعملون}.
وقال تعالى (المؤمنون { :)115 - 99حتى إذا جاء أحدهم الموت قال :رب ارجعون لعلي أعمل
صالحاً فيما تركت .كل إنها كلمة هو قائلها ،ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ،فإذا نفخ في
الصور فل أنساب بينهم يومئذ ول يتساءلون .فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ،ومن
خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ،تلفح وجوههم النار ،وهم فيها
كالِحُون .ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون!} إلى قوله تعالى {قال كم لبثتم في الرض
عدد سنين؟ قالوا :لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين .قال :إن لبثتم إل قليلً لو أنكم كنتم
تعلمون ،أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا ل ترجعون؟!}.
ل وما نزل من الحق ،ول وقال تعالى (الحديد { :)16ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر ا ّ
يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم المد فقست قلوبهم ،وكثير منهم فاسقون}.
واليات في الباب كثيرة معلومة.
علَي ِه َوسَلّم بمنكبي فقال< :كن لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :أخذ َرسُول ا ِ - 574وعن ابن عمر َر ِ
في الدنيا كأنك غريب ،أو عابر سبيل> وكان ابن عمر يقول :إذا أمسيت فل تنتظر الصباح ،وإذا
أصبحت فل تنتظر المساء ،وخذ من صحتك لمرضك ،ومن حياتك لموتكَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ما حق امرئ مسلم له - 575وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إل ووصيته مكتوبة عنده> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ .هذا لفظ البخاري.
وفي رواية لمسلم <يبيت ثلث ليال> قال ابن عمر :ما مرب علي ليلة منذ سمعت َرسُول الِّ
علَيهِ َوسَلّم قال ذلك إل وعندي وصيتي. صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :خط النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم خطوطاً فقال< :هذه المل - 576وعن أنس َر ِ
وهذا أجله ،فبينما هو كذلك إذ جاء الخط القرب> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :خط النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم خطاً مربعاً ،وخط - 577وعن ابن مسعود َر ِ
خطاً في الوسط خارجًا منه ،وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في
الوسط فقال< :هذا النسان ،وهذا أجله محيطًا به ،أو قد أحاط به ،وهذا الذي هو خارج أمله،
وهذه الخطط الصغار العراض؛ فإن أخطأه هذا نهشه هذا ،وإن أخطأه هذا نهشه هذا> َروَاهُ
البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :بادروا - 578وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
بالعمال ،سبعاً :هل تنتظرون إل فقرًا منسياً ،أو غنىً مطغياً ،أو مرضاً مفسداً ،أو هرماً مفنداً،
أو موتاً مجهزاً ،أو الدجال فشر غائب ينتظر ،أو الساعة فالساعة أدهى وأمر؟!> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ
سنٌ. ح َحدِيثٌ َ
وَقَالَ َ
علَي ِه َوسَلّم< :أكثروا ذكر هاذم اللذات> لّ صَلّى الُّ َ - 579وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
حسَنٌ. يعني الموتَ .روَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم إذا ذهب ثلث لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ - 580وعن أبي بن كعب َر ِ
الليل قام فقال< :يا أيها الناس اذكروا الّ ،جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ،جاء الموت بما فيه،
جاء الموت بما فيه!> قلت :يا َرسُول الِّ إني أكثر الصلة عليك فكم أجعل لك من صلتي؟ فقال:
<ما شئت> قلت :الربع؟ قال< :ما شئت فإن زدت فهو خير لك> قلت :فالنصف؟ قال< :ما شئت
فإن زدت فهو خير لك> قلت :فالثلثين؟ قال< :ما شئت فإن زدت فهو خير لك> قلت :أجعل لك
حسَنٌ.صلتي كلها؟ قال< :إذاً تكفى همك ،ويغفر لك ذنبك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 66 *2باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :كنت نهيتكم عن ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 581عن بريدة رَ ِ
زيارة القبور فزوروها> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كلما كان ليلتها - 582وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول< :السلم عليكم دار لّ صَلّى الُّ َ من َرسُول ا ِ
ل بكم لحقون ،اللهم اغفر لهل قوم مؤمنين ،وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون ،وإنا إن شاء ا ّ
بقيع الغرقد> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يعلمهم إذا خرجوا إلى - 583وعن بريدة َر ِ
المقابر أن يقول قائلهم< :السلم عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ،وإنا إن شاء الّ
بكم للحقون ،أسأل الّ لنا ولكم العافية> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بقبور بالمدينة ضيَ الُّ عَنهُ قال :مر َرسُول ا ِ - 584وعن ابن عباس َر ِ
فأقبل عليهم بوجهه فقال< :السلم عليكم يا أهل القبور ،يغفر الّ لنا ولكم ،أنتم سلفنا ونحن
حسَنٌ.
ي وَقَالَ حَدِيثٌ َبالثر> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
* - 67 *2باب كراهة تمني الموت بسبب ضر نزل به ول بأس به لخوف الفتنة في الدين
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :ل يتمنى أحدكم ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 585عن أبي هريرة َر ِ
ستَ ْعتِبُ> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ .وهذا لفظ البخاري. الموت؛ إما محسناً فلعله يزداد ،وإما مسيئاً فلعله يَ ْ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ل ع ْنهُ عن َرسُول ا ِ وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة َرضِيّ الّ َ
يتمنى أحدكم الموت ول يدع به من قبل أن يأتيه؛ إنه إذا مات انقطع عمله ،وإنه ل يزيد المؤمن
عمره إل خيراً> .
علَي ِه َوسَلّم< :ل يتمنين أحدكم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 586وعن أنس َر ِ
الموت لضر أصابه .فإن كان ل بد فاعلً فليقل :اللهم أحييني ما كانت الحياة خيرًا لي ،وتوفني إذا
علَيهِ.
كانت الوفاة خيرًا لي> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ نعوده وقد اكتوى ث َر ِ - 587وعن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب بن ا َلرَ ّ
سبع َكيّاتٍ فقال :إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا ،وإنا أصبنا ما ل نجد له
علَي ِه َوسَلّم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به .ثم موضعاً إل التراب ،ولول أن النبي صَلّى الُّ َ
أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطاً له فقال< :إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إل في شيء
علَيهِ .وهذا لفظ رواية البخاري. يجعله في هذا التراب> مُتّفَقٌ َ
* - 68 *2باب الورع وترك الشبهات
ل تعالى (النور { :)15وتحسبونه هيناً وهو عند الّ عظيم}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الفجر { :)14إن ربك لبالمرصاد}.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول: - 588وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ عَنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ
<إن الحلل بين ،وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات ل يعلمهن كثير من الناس .فمن اتقى
الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ،ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ،كالراعي يرعى حول
ل محارمه ،أل وإن في الجسد الحمى يوشك أن يرتع فيه؛ أل وإن لكل ملك حمىً ،أل وإن حمى ا ّ
علَيهِ.
مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ،وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ أل وهي القلب> مُتّفَقٌ َ
وروياه من طرق بألفاظ متقاربة.
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وجد تمرة في الطريق فقال: - 589وعن أنس َر ِ
علَيهِ.
<لول أني أخاف أن تكون من الصدقة لكلتها> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :البر حسن - 590وعن النواس بن سمعان َر ِ
الخلق ،والثم ما حاك في نفسك ،وكرهت أن يطلع عليه الناس> َروَا ُه مُسِلمٌ.
<حاك> بالحاء المهملة والكاف أي :تردد فيه.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فقال: - 591وعن وابصة بن معبد َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :أتيت َرسُول ا ِ
<جئت تسأل عن البر؟> قلت :نعم .فقال< :استفت قلبك .البر ما اطمأنت إليه النفس ،واطمأن
إليه القلب .والثم ما حاك في النفس ،وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك> حديث حسن
رواه أحمد والدارمي في مسنديهما.
ضيَ الُّ عَنهُ أنه - 592وعن أبي سِروعة -بكسر السين المهملة ونصبها -عقبة بن الحارث َر ِ
تزوج ابنة لبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت :إن قد أرضعت عقبة والتي قد تزوج بها .فقال
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم لها عقبة :ما أعلم أنك أرضعتني ول أخبرتني .فركب إلى َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :كيف وقد قيل؟> ففارقها عقبة ونكحت بالمدينة فسأله ،فقال َرسُول ا ِ
زوجاً غيرهاَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
<إهاب> بكسر الهمزة ،و <عزيز> بفتح العين وبزاي مكررة.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم: - 593وعن الحسن بن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :حفظت من َرسُول ا ِ
ن صحيح. حسَ ٌ<دع ما يريبك إلى ما ل يريبك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
معناه :اترك ما تشك فيه وخذ ما ل تشك فيه.
ضيَ الُّ عَنهُ غلم يخرج له - 594وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان لبي بكر الصديق رَ ِ
الخراج ،وكان أبو بكر يأكل من خراجه ،فجاء يوم ًا بشيء فأكل منه أبو بكر ،فقال له الغلم:
تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر :وما هو؟ فقال :كنت تكهنت لنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة
إل أني خدعته فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلت منه .فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في
بطنهَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
<الخراج> :شيء يجعله السيد على عبده يؤديه إلى السيد كل يوم وباقي كسبه يكون للعبد.
- 595وعن نافع أن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ كان فرض للمهاجرين الولين أربعة آلف،
وفرض لبنه ثلثة آلف وخمسمائة ،فقيل له :هو من المهاجرين فلم نقصته؟ فقال :إنما هاجر
به أبوه .يقول :ليس هو كمن هاجر بنفسهَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 596وعن عطية بن عروة السعدي الصحابي َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :ل يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما ل بأس به حذراً لما به بأس> َروَاهُ َ
حسَنٌ.التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 69 *2باب استحباب العزلة عند فساد الزمان أو الخوف من فتنة في الدين ووقوع في حرام
وشبهات ونحوها
ل تعالى (الذاريات { :)50ففروا إلى الّ إن لكم منه نذير مبين}. @قال ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول: ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 597وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
<إن الّ يحب العبد التقي الغني الخفي> َروَا ُه مُسلِمٌ.
والمراد بـ <الغني> :غني النفس .كما سبق في الحديث الصحيح (انظر الحديث رقم . )522
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رجل :أي الناس أفضل يا َرسُول الِّ؟ - 598وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
قال< :مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الّ> قال :ثم من؟ قال< :ثم رجل معتزل في شعب
علَيهِ.
من الشعاب يعبد ربه> وفي رواية <يتقي الّ ويدع الناس من شره> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :يوشك أن يكون خير مال لّ صَلّى الُّ َ - 599وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ،ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
و <شعف الجبال> :أعلها.
- 600وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ما بعث الّ نبياً إل
رعى الغنم> فقال أصحابه :وأنت؟ قال< :نعم كنت أرعاها على قراريط لهل مكة> َروَاهُ
البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أنه قال< :من خير معاش الناس - 601وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
ل يطير على متنه ،كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي رجل ممسك عنان فرسه في سبيل ا ّ
القتل أو الموت مظانه ،أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف ،أو بطن واد من هذه
الودية يقيم الصلة ،ويؤتي الزكاة ،ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إل في خير>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
<يطير> :أي يسرع.
و <متنه> :ظهره.
و <الهيعة> :الصوت للحرب.
و <الفزعة> :نحوه.
و <مظان الشيء> :المواضع آلتي يظن وجوده فيها.
و <الغنيمة> بضم الغين :تصغير الغنم.
و <الشعفة> بفتح الشين والعين :هي أعلى الجبل.
* - 70 *2باب فضل الختلط بالناس وحضور جمعهم وجماعاتهم ومشاهد الخير ومجالس الذكر
معهم وعيادة مريضهم وحضور جنائزهم ومواساة محتاجهم وإرشاد جاهلهم وغير ذلك من
مصالحهم لمن قدر على المر بالمعروف والنهي عن المنكر وقمع نفسه عن اليذاء وصبر على
الذى.
لّ صَلّى @اعلم أن الختلط بالناس على الوجه الذي ذكرته هو المختار الذي كان عليه َرسُول ا ِ
ل وسلمه عليهم ،وكذلك الخلفاء الراشدون ومن بعدهم الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وسائر النبياء صلوات ا ّ
من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين وأخيارهم ،وهو مذهب أكثر التابعين
ضيَ الُّ عَنهُم أجمعين.
ومن بعدهم ،وبه قال الشافعي وأحمد وأكثر الفقهاء َر ِ
ل تعالى (المائدة { :)2وتعاونوا على البر والتقوى} .واليات في معنى ما ذكرته كثيرة @قال ا ّ
معلومة.
* - 71 *2باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين
ل تعالى (الشعراء { :)215واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}. @قال ا ّ
وقال تعالى (المائدة { :)54يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الّ بقوم
يحبهم ويحبونه ،أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}.
وقال تعالى (الحجرات { :)13يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ،وجعلناكم شعوب ًا وقبائل
لتعارفوا؛ إن أكرمكم عند الّ أتقاكم}.
وقال تعالى (النجم { :)32فل تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}.
وقال تعالى (العراف { :)49 ،48ونادى أصحاب العراف رجا ًل يعرفونهم بسيماهم قالوا :ما
ل برحمة؟! ادخلوا أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون ،أهؤلء الذين أقسمتم ل ينالهم ا ّ
الجنة ل خوف عليكم ول أنتم تحزنون}.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :إن الّ - 602وعن عياض بن حمار َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
أوحى إلي أن تواضعوا حتى ل يفخر أحد على أحد ول يبغي أحد على أحد> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ما نقصت - 603وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
صدقة من مال ،وما زاد الّ عبداً بعفو إل عزاً ،وما تواضع أحد ل إل رفعه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ
ضيَ الُّ عَنهُ أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال :كان النبي صَلّى الُّ َ - 604وعن أنس َر ِ
َوسَلّم يفعلهُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
- 605وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :إن كانت المة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ
َوسَلّم فتنطلق به حيث شاءتَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم
ضيَ الُّ عَنها :ما كان النبي صَلّى الُّ َ - 606وعن السود بن يزيد قال سألت عائشة َر ِ
يصنع في بيته؟ قالت :كان يكون في مهنة أهله (تعني خدمة أهله) فإذا حضرت الصلة خرج إلى
الصلةَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :انتهيت إلى النبي صَلّى الُّ َ - 607وعن أبي رفاعة تميم بن أسيد َر ِ
َوسَلّم وهو يخطب فقلت :يا َرسُول الِّ رجل غريب جاء يسأل عن دينه ل يدري ما دينه! فأقبل
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وترك خطبته حتى انتهى إلي ،فأتي بكرسي فقعد عليه علي َرسُول ا ِ
وجعل يعلمني مما علمه الّ ،ثم أتى خطبته فأتم آخرهاَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كان إذا أكل طعاماً لعق ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 608وعن أنس َر ِ
أصابعه الثلث قال وقال< :إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الذى وليأكلها ،ول يدعها
للشيطان> وأمر أن تسلت القصعة قال< :فإنكم ل تدرون في أي طعامكم البركة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
- 609وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ما بعث الّ نبياً إل
رعى الغنم> قال أصحابه :وأنت؟ فقال< :نعم كنت أرعاها على قراريط مكة> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :لو دعيت إلى كراع أو ذراع - 610وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
لجبت ،ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم العضباء ل ضيَ الُّ عَنهُ قال :كانت ناقة َرسُول ا ِ - 611وعن أنس َر ِ
تسبق أو ل تكاد تسبق ،فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه
فقال< :حق على الّ أن ل يرتفع شيء من الدنيا إل وضعه> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
* - 72 *2باب تحريم الكبر والعجاب
ل تعالى (القصص { :)83تلك الدار الخرة نجعلها للذين ل يريدون علواً في الرض ول @قال ا ّ
فساداً ،والعاقبة للمتقين}.
وقال تعالى (السراء { :)37ول تمش في الرض مرحاً}.
وقال تعالى (لقمان { :)18ول تصعر خدك للناس ول تمش في الرض مرحاً ،إن الّ ل يحب كل
مختال فخور}.
ومعنى {تصعر خدك للناس} :أي تميله وتعرض به عن الناس تكبراً عليهم.
و{المرح} :التبختر.
وقال تعالى (القصص { :)76إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ،وآتيناه من الكنوز ما إن
مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ،إذ قال له قومه ل تفرح إن الّ ل يحب الفرحين} إلى قوله
تعالى{ :فخسفنا به وبداره الرض} اليات.
علَي ِه َوسَلّم قال< :ل يدخل ل بن مسعود َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 612وعن عبد ا ّ
الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر!> فقال رجل :إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً
ل جميل يحب الجمال .الكبر بطر الحق ،وغمط الناس> َروَا ُه مُسِلمٌ. ونعله حسنة؟ قال< :إن ا ّ
<بطر الحق> :دفعه ورده على قائله.
و <غمط الناس> :احتقارهم.
علَيهِ َوسَلّم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً أكل عند َرسُول ا ِ - 613وعن سلمة بن الكوع رَ ِ
بشماله فقال< :كل بيمينك> قال :ل أستطيع .قال< :ل استطعت!> ما منعه إل الكبر .قال :فما
رفعها إلى فيهَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول: - 614وعن حارثة بن وهب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :سمعت َرسُول ا ِ
<أل أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ .وتقدم شرحه في باب ضعفة
المسلمين (انظر الحديث رقم . )252
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :احتجت - 615وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
الجنة والنار؛ فقالت النار :في الجبارون والمتكبرون .وقالت الجنة :في ضعفاء الناس
ل بينهما :إنك الجنة رحمتي أرحم بك م أشاء ،وإنك النار عذابي أعذب بك ومساكينهم .فقضى ا ّ
من أشاء ،ولكليكما علي ملؤها> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ل يوملّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ل ينظر ا ّ - 616وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
القيامة إلى من جر إزاره بطراً> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ل يوم علَي ِه َوسَلّم< :ثلثة ل يكلمهم ا ّ لّ صَلّى الُّ َ - 617وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
القيامة ،ول يزكيهم ،ول ينظر إليهم ،ولهم عذاب أليم :شيخ زان ،وملك كذاب ،وعائل مستكبر>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
<العائل> :الفقير.
علَي ِه َوسَلّم< :العز إزاري ،والكبرياء لّ صَلّى الُّ َ - 618وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ردائي ،فمن ينازعني عذبته> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :بينما رجل يمشي في حلة - 617وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ل به فهو يتجلجل في الرض إلى يوم تعجبه نفسه ،مرجل رأسه ،يختال في مشيته إذ خسف ا ّ
علَيهِ.
القيامة> مُتّفَقٌ َ
<مرجل رأسه> :أي مشطه.
<يتجلجل> بالجيمين أي يغوص وينزل.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ل يزال ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 620وعن سلمة بن الكوع رَ ِ
الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ
حسَنٌ. َ
<يذهب بنفسه> :أي يرتفع ويتكبر.
* - 73 *2باب حسن الخلق
ل تعالى (القلم { :)4وإنك لعلى خلق عظيم}. @قال ا ّ
وقال تعالى (آل عمران { :)134والكاظمين الغيظ ،والعافين عن الناس} الية.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أحسن الناس خلقاً. ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 621وعن أنس َر ِ
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى - 622وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :ما مسست ديباجاً ول حريراً ألين من كف َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم ،ولقد
لّ صَلّى الُّ َ الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ،ول شممت رائحة قط أطيب من رائحة َرسُول ا ِ
علَيهِ َوسَلّم عشر سنين فما قال لي قط أف ،ول قال لشيء فعلته :لم لّ صَلّى الُّ َخدمت َرسُول ا ِ
فعلته؟ ول لشيء لم أفعله :أل فعلت كذا؟ ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم
صلّى الُّ َ لّ َضيَ الُّ عَنهُ قال :أهديت إلى رَسُول ا ِ - 623وعن الصعب بن جثامة َر ِ
حماراً وحشياً فرده علي .فلما رأى ما في وجهي قال< :إنا لم نرده عليك إل أنا حرم> ُمتّفَق
علَيهِ.َ
علَيهِ َوسَلّم عن لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ قال :سألت َرسُول ا ِ - 624وعن النواس بن سمعان َر ِ
البر والثم .فقال< :البر حسن الخلق .والثم ما حاك في صدرك ،وكرهت أن يطلع عليه الناس>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ضيَ الُّ عَنهُ قال :لم يكن َرسُول ا ِ - 625وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
علَيهِ.
َوسَلّم فاحشاً ول متفحشاً ،وكان يقول< :إن من خياركم أحسنكم أخلقاً> ُمتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم قال< :ما من شيء أثقل - 626وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ،وإن الّ يبغض الفاحش الب ِذيّ> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ
وقال حديث صحيح.
<الب ِذيّ> هو :الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلم.
علَيهِ َوسَلّم عن أكثر ما لّ صَلّى الُّ َ - 627وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :سئل َرسُول ا ِ
يدخل الناس الجنة .قال< :تقوى الّ ،وحسن الخلق> وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار .فقال:
<الفم ،والفرج> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح.
علَي ِه َوسَلّم< :أكمل المؤمنين إيماناً لّ صَلّى الُّ َ - 628وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ن صحيح. حسَ ٌ
أحسنهم خلقاً ،وخياركم خياركم لنسائهم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَيهِ َوسَلّم يقول< :إن المؤمن - 629وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت سمعت النبي صَلّى الُّ َ
ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم> رواه أبو داود.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :أنا ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 630وعن أبي أمامة الباهلي َر ِ
زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ،وببيت في وسط الجنة لمن ترك
الكذب وإن كان مازحاً ،وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه> حديث صحيح رواه أبو داود
بإسناد صحيح.
<الزعيم> :الضامن.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :إن من أحبكم إلي ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 631وعن جابر َر ِ
وأقربكم مني مجلس ًا يوم القيامة أحاسنكم أخلقاً ،وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة
الثرثارون ،والمتشدقون ،والمتفيهقون!> فقالوا :يا َرسُول الِّ قد علمنا الثرثارون والمتشدقون
حسَنٌ.ي وَقَالَ حَدِيثٌ َفما المتفيهقون؟ قال< :المتكبرون> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
و <الثرثار> هو :كثير الكلم تكلفاً.
و <المتشدق> :المتطاول على الناس بكلمه ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلمه.
و <المتفيهق> أصله من الفهق وهو :المتلء وهو الذي يمل فمه بالكلم ويتوسع فيه ويغرب
به تكبراً وارتفاعاً وإظهاراً للفضيلة على غيره.
ل في تفسير حسن الخلق قال :هو طلقة وروى الترمذي عن عبد الّ بن المبارك رحمه ا ّ
الوجه ،وبذل المعروف ،وكف الذى.
* - 74 *2باب الحلم والناة والرفق
ل تعالى (آل عمران { :)134والكاظمين الغيظ ،والعافين عن الناس وال يحب @قال ا ّ
المحسنين}.
وقال تعالى (العراف { :)199خذ العفو ،وأمر بالعرف ،وأعرض عن الجاهلين}.
وقال تعالى (فصلت { :)35 ،34ول تستوي الحسنة ول السيئة ،ادفع بالتي هي أحسن ،فإذا الذي
بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم؛ وما يلقاها إل الذين صبروا ،وما يلقاها إل ذو حظ عظيم}.
وقال تعالى (الشورى { :)43ولمن صبر وغفر ،إن ذلك من عزم المور}.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم لشج عبد ضيَ الُّ عَنهماُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 632وعن ابن عباس َر ِ
القيس< :إن فيك خصلتين يحبهما الّ :الحلم والناة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ل رفيق لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إن ا ّ - 633وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ
علَيهِ.
يحب الرفق في المر كله> ُمتّفَقٌ َ
ل رفيق يحب الرفق، ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :إن ا ّ - 634وعنها رَ ِ
ويعطي على الرفق ما ل يعطي على العنف وما ل يعطي على ما سواه> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :إن الرفق ل يكون إل في - 635وعنها رَ ِ
شيء إل زانه ،ول ينزع من شيء إل شانه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
- 636وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه.
فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :دعوه وأريقوا على بوله سجلً من ماء أو ذنوباً من ماء،
فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
<السجل> بفتح السين المهملة وإسكان الجيم :وهي الدلو الممتلئة ماء ،وكذلك الذنوب.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :يسروا ول تعسروا، - 637وعن أنس َر ِ
علَيهِ.
وبشروا ول تنفروا> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول: ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ل َر ِ - 638وعن جرير بن عبد ا ّ
<من يحرم الرفق يحرم الخير كله> َروَا ُه مُسلِمٌ.
- 639وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال للنبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أوصني .قال< :ل
تغضب> فردد مراراً ،قال< :ل تغضب> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال: ضيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ - 640وعن أبي يعلى شداد بن أوس َر ِ
<إن الّ كتب الحسان على كل شيء ،فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة،
وليحد أحدكم شفرته ،وليرح ذبيحته> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم بين أمرين قط لّ صَلّى الُّ َ - 641وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :ما خير َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّإل أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً ،فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه ،وما انتقم َرسُول ا ِ
علَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم لنفسه في شيء قط إل أن تنتهك حرمة الّ فينتقم ل تعالى .مُتّفَقٌ َ َ
علَي ِه َوسَلّم< :أل أخبركم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 642وعن ابن مسعود َر ِ
بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل> َروَاهُ
حسَنٌ.التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 75 *2باب العفو والعراض عن الجاهلين
ل تعالى (العراف { :)199خذ العفو ،وأمر بالعرف ،وأعرض عن الجاهلين}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الحجر { :)85فاصفح الصفح الجميل}.
وقال تعالى (النور { :)22وليعفوا وليصفحوا ،أل تحبون أن يغفر الّ لكم؟}.
وقال تعالى (آل عمران { :)134والعافين عن الناس ،وال يحب المحسنين}.
وقال تعالى (الشورى { :)43ولمن صبر وغفر ،إن ذلك من عزم المور} واليات في الباب كثيرة
معلومة.
علَي ِه َوسَلّم :هل أتى عليك يوم كان صلّى الُّ َ - 643وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أنها قالت للنبي َ
أشد من يوم أحد؟ قال< :لقد لقيت من قومك! وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة إذ عرضت
نفسي على ابن عبد يالِيلَ بن عبد كلل فلم يجبني إلى ما أردت ،فانطلقت وأنا مهموم على وجهي
فلم أستفق إل وأنا بقرن الثعالب ،فرفعت رأسي وإذا أنا بسحابة قد أظلتني ،فنظرت فإذا فيها
ل تعالى قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ،وقد بعث جبريل عليه السلم فناداني فقال :إن ا ّ
إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم .فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال :يا محمد إن الّ قد
سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك ،فما شئت إن شئت
أطبقت عليهم الخشبين .فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :بل أرجو أن يخرج الّ من أصلبهم
علَيهِ.
من يعبد الّ وحده ل يشرك به شيئاً> مُتّفَقٌ َ
<الخشبان> :الجبلن المحيطان بمكة .و <الخشب> هو :الجبل الغليظ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم شيئاً قط بيده ،ول ضيَ الُّ عَنها قالت :ما ضرب َرسُول ا ِ - 644وعنها رَ ِ
امرأة ،ول خادماً ،إل أن يجاهد في سبيل الّ ،وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إل أن
ل تعالى فينتقم ل تعالىَ .روَا ُه مُسلِمٌ. ينتهك شيء من محارم ا ّ
علَي ِه َوسَلّم وعليه برد لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنت أمشي مع َرسُول ا ِ - 645وعن أنس َر ِ
نجراني غليظ الحاشية ،فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة ،فنظرت إلى صفحة عاتق
علَي ِه َوسَلّم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته .ثم قال :يا محمد مر لي النبي صَلّى الُّ َ
علَيهِ.
من مال الّ الذي عندك .فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء .مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّمضيَ الُّ عَنهُ قال :كأني أنظر إلى َرسُول ا ِ - 646وعن ابن مسعود َر ِ
يحكي نبياً من النبياء صلوات الّ وسلمه عليهم ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن
علَيهِ.وجهه ويقول< :اللهم اغفر لقومي فإنهم ل يعلمون> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ليس الشديد - 647وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
علَيهِ.بالصرعة ،إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب> مُتّفَقٌ َ
* - 76 *2باب احتمال الذى
ل تعالى (آل عمران { :)134والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وال يحب @قال ا ّ
المحسنين}.
وقال تعالى (الشورى { :)43ولمن صبر وغفر ،إن ذلك من عزم المور}.
وفي الباب الحاديث السابقة في الباب قبله.
- 648وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال :يا َرسُول الِّ إن لي قرابة أصلهم
ويقطعوني ،وأحسن إليهم ويسيئون إلي ،وأحلم عنهم ويجهلون علي .فقال< :لئن كنت كما قلت
فكأنما تسفهم المل ،ول يزال معك من الّ تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك> َروَا ُه مُسلِمٌ .وقد
سبق شرحه في باب صلة الرحام (انظر الحديث رقم . )318
* - 77 *2باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع والنتصار لدين الّ تعالى
ل تعالى (الحج { :)30ومن يعظم حرمات الّ فهو خير له عند ربه}. @قال ا ّ
ل ينصركم ويثبت أقدامكم}. وقال تعالى (محمد { :)7إن تنصروا ا ّ
- 649وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري َرضِيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ
علَي ِه َوسَلّم فقال :إني لتأخر عن صلة الصبح من أجل فلن ،مما يطيل بنا! فما رأيت النبي َ
علَيهِ َوسَلّم غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ .فقال< :يا أيها الناس إن منكم صَلّى الُّ َ
علَيهِ.
منفرين ،فأيّكم أم الناس فليوجز؛ فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة> ُمتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم من سفر وقد لّ صَلّى الُّ َ - 650وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :قدم َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم هتكه وتلون وجهه. سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل ،فلما رآه َرسُول ا ِ
علَيهِ.
ل يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الّ> مُتّفَقٌ َ وقال< :يا عائشة أشد الناس عذاباً عند ا ّ
<السهوة> :كالصفة تكون بين يدي البيت.
<القرام> بكسر القاف ستر رقيق.
و <هتكه> :أفسد الصورة التي فيه.
ضيَ الُّ عَنها أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا :من - 651وعنها رَ ِ
علَي ِه َوسَلّم؟ فقالوا :من يجترئُ عليه إل أسامة بن زيد حب رَسُول لّ صَلّى الُّ َ يكلم فيها َرسُول ا ِ
علَيهِ َوسَلّم< :أتشفع في حد من لّ صَلّى الُّ َ علَي ِه َوسَلّم .فكلمه أسامة فقال َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َ
ا ِ
حدود الّ تعالى؟!> ثم قام فاختطب ثم قال< :إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم
الشريف تركوه ،وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ،وَأيْمُ الّ لو أن فاطمة بنت محمد
علَيهِ.
سرقت لقطعت يدها> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك - 652وعن أنس َر ِ
عليه حتى رؤي في وجهه فقام فحكه بيده ،فقال< :إن أحدكم إذا قام في صلته فإنه يناجي ربه
وإن ربه بينه وبين القبلة ،فل يبزقن أحدكم قبل القبلة ،ولكن عن يساره أو تحت قدمه> ثم أخذ
علَيهِ.
طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال< :أو يفعل هكذا> مُتّفَقٌ َ
والمر بالبصاق عن يساره أو تحت قدمه هو فيما إذا كان في غير المسجد ،فأما في المسجد فل
يبصق إل في ثوبه.
* - 78 *2باب أمر ولة المور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم
والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم
ل تعالى (الشعراء { :)215واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}. @قال ا ّ
ل يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى ،وينهى عن الفحشاء وقال تعالى (النحل { :)90إن ا ّ
والمنكر والبغي ،يعظكم لعلكم تذكرون}.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :كلكم ضيَ الُّ عَنهماُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 653وعن ابن عمر َر ِ
راع وكلكم مسؤول عن رعيته .المام راع ومسؤول عن رعيته ،والرجل راع في أهله ومسؤول
عن رعيته ،والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ،والخادم راع في مال سيده
ومسؤول عن رعيته؛ وكلكم راع ومسؤول عن رعيته> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ - 654وعن أبي يعلى معقل بن يسار َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
ل رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إل حرم الّ عليه يقول< :ما من عبد يسترعيه ا ّ
علَيهِ.
الجنة> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية< :فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة>
وفي رواية لمسلم< :ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم ل يجهد لهم ،وينصح لهم ،إل لم يدخل
الجنة> .
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول في بيتي - 655وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت سمعت َرسُول ا ِ
هذا< :اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئاً
فرفق بهم فارفق بهم> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :كانت بنو صلّى الُّ َ لّ َ - 656وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
إسرائيل تسوسهم النبياء ،كلما هلك نبي خلفه نبي ،وإنه ل نبي بعدي ،سيكون بعدي خلفاء
فيكثرون> قالوا :يا رسول الّ فما تأمرنا؟ قال< :أوفوا ببيعة الول فالول ،ثم أعطوهم حقهم،
واسألوا الّ الذي لكم فإن الّ سائلهم عما استرعاهم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ أنه دخل على عبيد الّ بن زياد فقال :أي بني إني - 657وعن عائذ بن عمرو َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :إن شر الرعاء الحطمة> فإياك أن تكون منهمُ .متّفَقٌ سمعت َرسُول ا ِ
علَيهِ.َ
ضيَ الُّ عَنهُ سمعت َرسُول الِّ ضيَ الُّ عَنهُ أنه قال لمعاوية رَ ِ - 658وعن أبي مريم الزدي َر ِ
ل شيئ ًا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم علَيهِ َوسَلّم يقول< :من وله ا ّ صَلّى الُّ َ
وخلتهم وفقرهم ،احتجب الّ دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة> فجعل معاوية رجلً على
حوائج الناس .رواه أبو داود والترمذي.
* - 79 *2باب الوالي العادل
ل يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى} الية. ل تعالى (النحل { :)90إن ا ّ @قال ا ّ
وقال تعالى (الحجرات { :)9وأقسطوا إن الّ يحب المقسطين}.
- 659وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :سبعة يظلهم الّ في
ظله يوم ل ظل إل ظله :إمام عادل ،وشاب نشأ في عبادة الّ تعالى ،ورجل قلبه معلق في
المساجد ،ورجلن تحابا في الّ اجتمعا عليه وتفرقا عليه ،ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال
فقال إني أخاف الّ ،ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه ،ورجل ذكر
علَيهِ.
الّ خالياً ففاضت عيناه> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ
ضيَ الُّ عَنهماُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 660وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم< :إن المقسطين عند الّ على منابر من نور :الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم يقول:لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 661وعن عوف بن مالك َر ِ
<خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ،وتصلون عليهم ويصلون عليكم .وشرار أئمتكم الذين
تبغضونهم ويبغضونكم ،وتلعنونهم ويلعنونكم!> قال :قلنا يا رَسُول الِّ أفل ننابذهم؟ قال< :ل ما
أقاموا فيكم الصلة ،ل ،ما أقاموا فيكم الصلة> َروَا ُه مُسِلمٌ.
قوله< :تصلون عليهم> :تدعون لهم.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول: - 662وعن عياض بن حمار َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
<أهل الجنة ثلثة :ذو سلطان مقسط موفق ،ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم،
وعفيف متعفف ذو عيال> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 80 *2باب وجوب طاعة ولة المور في غير معصية الّ وتحريم طاعتهم في المعصية
ل تعالى (النساء { :)59يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الّ ،وأطيعوا الرسول ،وأولي المر @قال ا ّ
منكم}.
علَي ِه َوسَلّم قال< :على المرء المسلم صلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي َ - 663وعن ابن عمر َر ِ
السمع والطاعة فيما أحب وكره ،إل أن يؤمر بمعصية ،فإذا أمر بمعصية فل سمع ول طاعة>
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على السمع - 664وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كنا إذا بايعنا َرسُول ا ِ
علَيهِ.والطاعة يقول لنا< :فيما استطعتم> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم يقول< :من خلع يداً من صلّى الُّ َ لّ َ - 665وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ
طاعة لقي الّ يوم القيامة ول حجة له ،ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهليةً> َروَاهُ
مُسِلمٌ.
وفي رواية له< :ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتةً جاهليةً> .
<الميتة> بكسر الميم.
علَي ِه َوسَلّم< :اسمعوا وأطيعوا إن لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 666وعن أنس َر ِ
استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم< :عليك بالسمع صلّى الُّ َ لّ َ - 667وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
والطاعة في عسرك ويسرك ،ومنشطك ومكرهك ،وأثرة عليك> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في ل بن عمر َرضِيَ الُّ عَنهُما قال :كنا مع َرسُول ا ِ - 668وعن عبد ا ّ
شرِهِ إذ نادىج َسفر فنزلنا منزلً ،فمنا من يصلح خباءه ،ومنا من ينتضل ،ومنا من هو في َ
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َلّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم :الصلة جامعة .فاجتمعنا إلى َرسُول ا ِ منادي َرسُول ا ِ
َوسَلّم فقال< :إنه لم يكن نبي قبلي إل كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم،
وينذرهم شر ما يعلمه لهم ،وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها ،وسيصيب آخرها بلء وأمور
تنكرونها ،وتجيء فتن يرقق بعضها بعضاً ،وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ،ثم
تنكشف ،وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه ،فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة
فلتأته منيته وهو مؤمن بال واليوم الخر ،وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه.
ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ،فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا
عنق الخر> َروَا ُه مُسلِمٌ.
قوله <ينتضل> :أي يسابق بالرمي بالنبل والنشاب.
و <الجشر> بفتح الجيم والشين المعجمة وبالراء :وهي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها.
وقوله <يرقق بعضها بعضاً> :أي يصير بعضها بعضاً رقيقاً :أي خفيفاً لعظم ما بعده فالثاني
يرقق الول .وقيل معناه :يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها .وقيل :يشبه بعضها
بعضاً.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :سأل سلمة بن يزيد الجعفي َرسُول الِّ - 669وعن أبي هنيدة وائل بن حجر َر ِ
علَيهِ َوسَلّم فقال :يا نبي الّ أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا صَلّى الُّ َ
علَيهِ َوسَلّم< :اسمعوا وأطيعوا فإنما لّ صَلّى الُّ َ فما بأمرنا؟ فأعرض عنه .ثم سأله فقال َرسُول ا ِ
عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :إنها ل بن مسعود َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 670وعن عبد ا ّ
لّ كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها!> قالوا :يا َرسُول ا ِ
علَيهِ.
<تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الّ الذي لكم> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :من أطاعني صلّى الُّ َ لّ َ - 671وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
فقد أطاع الّ ،ومن عصاني فقد عصى الّ ،ومن يطع المير فقد أطاعني ،ومن يعص المير فقد
عصاني> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من كره من ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 672وعن ابن عباس َر ِ
علَيهِ.
أميره شيئاً فليصبر ،فإنه من خرج من السلطان شبرًا مات ميتةً جاهليةً> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :من ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 673وعن أبي بكرة رَ ِ
حسَنٌ .وفي الباب أحاديث كثيرة في ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
أهان السلطان أهانه الّ> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
الصحيح .وقد سبق بعضها في أبواب.
* - 81 *2باب النهي عن سؤال المارة واختيار ترك الوليات إذا لم يتعين عليه أو تدع حاجة
إليه
ل تعالى (القصص { :)83تلك الدار الخرة نجعلها للذين ل يريدون علواً في الرض ول @قال ا ّ
فساداً ،والعاقبة للمتقين}.
لّ صَلّى الُّ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ - 674وعن أبي سعيد عبد الرحمن بن سمرة رَ ِ
علَي ِه َوسَلّم< :يا عبد الرحمن ابن سمرة ل تسأل المارة فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت َ
عليها ،وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ،وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فأت
علَيهِ.
الذي هو خير وكفر عن يمينك> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :يا أبا ذر إني أراك ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 675وعن أبي ذر رَ ِ
ضعيفاً ،وإني أحب لك ما أحب لنفسي؛ ل تأمرن على اثنين ،ول تولين مال يتيم> َروَا ُه مُسِلمٌ.
- 676وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال قلت :يا رَسُول الِّ أل تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي ثم
قال< :يا أبا ذر إنك ضعيف ،وإنها أمانة ،وإنها يوم القيامة خزي وندامة ،إل من أخذها بحقها
أدى الذي عليه فيها> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إنكم - 677وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ستحرصون على المارة ،وستكون ندامة يوم القيامة> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 82 *2باب حث السلطان والقاضي وغيرهما من ولة المور على اتخاذ وزير صالح
وتحذيرهم من قرناء السوء والقبول منهم
ل تعالى (الزخرف { :)67الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين}. @قال ا ّ
علَي ِه َوسَلّم قال< :ما لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 678وعن أبي سعيد وأبي هريرة َر ِ
بعث الّ من نبي ول استخلف من خليفة إل كانت له بطانتان :بطانة تأمره بالمعروف وتحضه
عليه ،وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه؛ والمعصوم من عصم الّ> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إذا أراد الّ - 679وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ
بالمير خيراً جعل له وزير صدق :إن نسي ذكره ،وإن ذكر أعانه ،وإذا أراد به غير ذلك جعل له
وزير سوء :إن نسي لم يذكره ،وإن ذكر لم يعنه> رواه أبو داود بإسناد جيد على شرط مسلم.
* - 83 *2باب النهي عن تولية المارة والقضاء وغيرهما من الوليات لمن سألها أو حرص
عليهم فعرض بها
ضيَ الُّ عَنهُ قال :دخلت على النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أنا - 680عن أبي موسى الشعري َر ِ
جلّ ،وقال ع ّز وَ َورجلن من بني عمي فقال أحدهما :يا َرسُول الِّ أمرنا على بعض ما ولك الّ َ
الخر مثل ذلك .فقال< :إنا وال ل نولي هذا العمل أحداً سأله ،أو أحداً حرص عليه> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
* *1كتاب الدب
* - 84 *2باب الحياء وفضله والحث على التخلق به
علَيهِ َوسَلّم مر على رجل من لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 681عن ابن عمر َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :دعه فإن الحياء من لّ صَلّى الُّ َ النصار وهو يعظ أخاه في الحياء .فقال َرسُول ا ِ
اليمان> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم: ضيَ الُّ عَنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ - 682وعن عمران بن حصين َر ِ
علَيهِ.
<الحياء ل يأتي إل بخير> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية لمسلم< :الحياء خير كله> أو قال< :الحياء كله خير> .
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :اليمان بضع - 683وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
وسبعون أو بضع وستون شعبة .فأفضلها قول ل إله إل الّ ،وأدناها إماطة الذى عن الطريق.
والحياء شعبة من اليمان> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
<البضع> بكسر الباء ،ويجوز فتحها وهو :من الثلثة إلى العشرة.
و <الشعبة> :القطعة والخصلة.
و <الماطة> :الزالة.
و <الذى> :ما يؤذي كحجر وشوك وطين ورماد وقذر ونحو ذلك.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أشد ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 684وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
حياء من العذراء في خدرها ،فإذا رأى شيئ ًا يكرهه عرفناه في وجههُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
قال العلماء :حقيقة الحياء :خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
وروينا عن أبي القاسم الجنيد رحمه الّ قال :الحياء رؤية اللء :أي النعم ،ورؤية التقصير
فيتولد بينهما حالة تسمى حياء ،وال أعلم.
* - 85 *2باب حفظ السر
ل تعالى (السراء { :)34وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولً}. @قال ا ّ
علَيهِ َوسَلّم< :إن من لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 685وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
ل منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها> أشر الناس عند ا ّ
َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَن ُه حين تأيمت بنته حفصة ل بن عمر َرضِيَ الُّ عَنهُما أن عمر َر ِ - 686وعن عبد ا ّ
قال :لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت :إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر .قال:
سأنظر في أمري .فلبثت ليالي ثم لقيني فقال :قد بدا لي أن ل أتزوج يومي هذا .فلقيت أبا بكر
الصديق َرضِيَ الُّ عَنهُ فقلت :إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر .فصمت أبو بكر َرضِيَ الُّ عَنهُ
فلم يرجع إلي شيئاً! فكنت عليه أوجد مني على عثمان ،فلبثت ليالي ثم خطبها النبي صَلّى الُّ
علَي ِه َوسَلّم فأنكحتها إياه .فلقيني أبو بكر فقال :لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم َ
أرجع إليك شيئاً؟ فقلت :نعم .قال :فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إل أني كنت
علَي ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ علَيهِ َوسَلّم ذكرها فلم أكن لفشي سر َرسُول ا ِ علمت أن النبي صَلّى الُّ َ
علَي ِه َوسَلّم لقبلتها> َروَاهُ البُخَا ِريّ.ولو تركها النبي صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنها. قوله< :تأيمت> :أي صارت بل زوج .وكان زوجها توفي َر ِ
<وجدت> :غضبت.
علَي ِه َوسَلّم عنده فأقبلت صلّى الُّ َ - 687وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كن أزواج النبي َ
علَي ِه َوسَلّم شيئاً، صلّى الُّ َ لّ َ
فاطمة َرضِيَ الُّ عَنها تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رَسُول ا ِ
فلما رآها رحب بها وقال< :مرحبًا بابنتي> ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ،ثم سارها فبكت
لّ صَلّى الُّ بكاءً شديداً ،فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت .فقلت لها :خصك َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم علَي ِه َوسَلّم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين؟ فلما قام َرسُول ا ِ َ
لّ صَلّى علَي ِه َوسَلّم؟ قالت :ما كنت لفشي على َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َ
سألتها :ما قال لك َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم قلت :عزمت عليك بما لي عليك لّ صَلّى الُّ َ الُّ عَلَي ِه َوسَلّم سره .فلما توفي َرسُول ا ِ
علَيهِ َوسَلّم؟ فقالت :أما الن فنعم :أما حين لّ صَلّى الُّ َ من الحق لما حدثتني ما قال لك َرسُول ا ِ
سارني في المرة الولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وأنه
عارضه الن مرتين <وإني ل أرى الجل إل قد اقترب فاتقي الّ واصبري فإنه نعم السلف أنا
لك> فبكيت بكائي الذي رأيت ،فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال< :يا فاطمة أما ترضين أن
تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه المة؟> فضحكت ضحكي الذي رأيت .مُتّفَقٌ
علَيهِ .وهذا لفظ مسلم. َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وأنا - 688وعن ثابت عن أنس َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :أتى علي َرسُول ا ِ
ألعب مع الغلمان فسلم علينا فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي .فلما جئت قالت :ما حبسك؟
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم لحاجة .قالت :ما حاجته؟ قلت :إنها سر .قالت :ل قلت :بعثني َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أحداً .قال أنس :وال لو حدثت به أحداً لحدثتك به يا تخبرن بسر َرسُول ا ِ
ثابتَ .روَا ُه مُسِلمٌ ،وروى البخاري بعضه مختصراً.
* - 86 *2باب الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد
ل تعالى (السراء { :)34وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولً}. @قال ا ّ
وقال تعالى (النحل { :)91وأوفوا بعهد الّ إذا عاهدتم}.
وقال تعالى (المائدة { :)1يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}.
وقال تعالى (الصف { :)3 ،2يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما ل تفعلون؟ كبر مقتاً عند الّ أن
تقولوا ما ل تفعلون!}.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :آية المنافق - 689وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
علَيهِ.
ثلث :إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف ،وإذا اؤتمن خان> مُتّفَقٌ َ
زاد في رواية لمسلم< :وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم> .
علَيهِ َوسَلّم ل صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن رسول ا ّ - 690وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
قال< :أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ،ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من
النفاق حتى يدعها :إذا اؤتمن خان ،وإذا حدث كذب ،وإذا عاهد غدر ،وإذا خاصم فجر> ُمتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
علَي ِه َوسَلّم< :لو قد جاء مال ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي النبي صَلّى الُّ َ - 691وعن جابر َر ِ
البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا> فلم يجيء مال البحرين حتى قبض النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ
لّ صَلّى ضيَ الُّ عَنهُ فنادى :من كان له عند َرسُول ا ِ َوسَلّم ،فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر َر ِ
علَي ِه َوسَلّم قال لي كذا وكذا، صلّى الُّ َ الُّ عَلَي ِه َوسَلّم عدة أو دين فليأتنا .فأتيته وقلت :إن النبي َ
فحثى لي حثية فعددتها فإذا هي خمسمائة فقال :خذ مثليهاُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
* - 87 *2باب المحافظة على ما اعتاده من الخير
ل تعالى (الرعد { :)11إن الّ ل يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. @قال ا ّ
وقال تعالى (النحل { :)92ول تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً}.
و <النكاث> جمع نكث وهو :الغزل المنقوض.
وقال تعالى (الحديد { :)16ول يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم المد فقست
قلوبهم}.
وقال تعالى (الحديد { :)27فما رعوها حق رعايتها}.
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما قال ،قال لي َرسُول ا ِ - 692وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
ل ل تكن مثل فلن كان يقوم الليل فترك قيام الليل!> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ. َوسَلّم< :يا عبد ا ّ
* - 88 *2باب استحباب طيب الكلم وطلقة الوجه عند اللقاء
ل تعالى (الحجر { :)88واخفض جناحك للمؤمنين}. @قال ا ّ
وقال تعالى (آل عمران { :)159ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك}.
علَيهِ َوسَلّم< :اتقوا النار لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 693وعن عدي بن حاتم َر ِ
ولو بشق تمرة ،فمن لم يجد فبكلمة طيبة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :والكلمة الطيبة - 694وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
صدقة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ .وهو بعض حديث تقدم بطوله (انظر الحديث رقم . )122
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :ل تحقرن من ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ - 695وعن أبي ذر رَ ِ
المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق> َروَا ُه مُسِلمٌ.
* - 89 *2باب استحباب بيان الكلم وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إل بذلك
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلثاً - 696وعن أنس َر ِ
حتى تفهم عنه ،وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلثاًَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم كلماً فصلً لّ صَلّى الُّ َ - 697وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان كلم َرسُول ا ِ
يفهمه كل من يسمعه .رواه أبو داود.
* - 90 *2باب إصغاء الجليس لحديث جليسه الذي ليس بحرام واستنصات العالم والواعظ
حاضري مجلسه
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم في حجة ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ ل رَ ِ - 698عن جرير بن عبد ا ّ
الوداع< :استنصت الناس> ثم قال< :ل ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض> ُمتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
* - 91 *2باب الوعظ والقتصاد فيه
ل تعالى (النحل { :)125ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}. @قال ا ّ
ضيَ الُّ عَنهُ يذكرنا في كل خميس. - 699وعن أبي وائل شقيق بن سلمة قال :كان ابن مسعود َر ِ
فقال له رجل :يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم .فقال :أما إنه يمنعني من ذلك أني
علَي ِه َوسَلّم يتخولنا بها لّ صَلّى الُّ َ أكره أن أملكم ،وإني أتخولكم بالموعظة كما كان َرسُول ا ِ
علَيهِ.
مخافة السآمة علينا .مُتّفَقٌ َ
<يتخولنا> :يتعهدنا.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ضيَ الُّ عَنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ - 700وعن أبي يقظان عمار بن ياسر َر ِ
َوسَلّم يقول< :إن طول صلة الرجل وقصر خطبته َمئِنّة من فقهه ،فأطيلوا الصلة وأقصروا
الخطبة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
<مَ ِئنّة> بميم مفتوحة ،ثم همزة مكسورة ،ثم نون مشددة أي :علمة دالة على فقهه.
لّ صَلّىضيَ الُّ عَنهُ قال< :بينا أنا أصلي مع َرسُول ا ِ - 701وعن معاوية بن الحكم السلمي رَ ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذ عطس رجل من القوم فقلت :يرحمك الّ .فرماني القوم بأبصارهم .فقلت:
واثكل ُأ ّميَاه! ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم! فلما رأيتهم
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً يصمتونني لكني سكت .فلما صلى َرسُول ا ِ
قبله ول بعده أحسن تعليماً منه ،فوال ما كهرني ول ضربني ول شتمني .قال< :إن هذه الصلة
ل يصلح فيها شيء من كلم الناس ،إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ،أو كما قال َرسُول
علَي ِه َوسَلّم .قلت :يا َرسُول الِّ إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الّ بالسلم ،وإن لّ صَلّى الُّ َ
ا ِ
منا رجالً يأتون الكهان؟ قال< :فل تأتهم> قلت :ومنا رجال يتطيرون؟ قال< :ذلك شيء يجدونه
في صدورهم فل َيصُدّ ّنهُم> َروَا ُه مُسلِمٌ.
<الثكل> بضم الثاء المثلثة :المصيبة والفجيعة.
<ما كهرني> :أي ما نهرني.
علَي ِه َوسَلّم
صلّى الُّ َ
لّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :وعظنا رَسُول ا ِ - 702وعن العرباض بن سارية َر ِ
موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون .وذكر الحديث وقد سبق بكماله في باب المر
بالمحافظة على السنة (انظر الحديث رقم ، )157وذكرنا أن الترمذي قال أنه حديث حسن
صحيح.
* - 92 *2باب الوقار والسكينة
ل تعالى (الفرقان { :)63وعباد الرحمن الذين يمشون على الرض هوناً ،وإذا خاطبهم @قال ا ّ
الجاهلون قالوا سلماً}.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم مستجمعاً قط - 703وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :ما رأيت َرسُول ا ِ
علَيهِ.
ضاحك ًا حتى ترى منه لهواته ،إنما كان يتبسم .مُتّفَقٌ َ
<اللهوات> جمع لهاة وهي :اللحمة التي في أقصى سقف الفم.
* - 93 *2باب الندب إلى إتيان الصلة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار
ل تعالى (الحج { :)32ومن يعظم شعائر الّ فإنها من تقوى القلوب}. @قال ا ّ
علَي ِه َوسَلّم يقول< :إذا لّ صَلّى الُّ َ
- 704وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
أقيمت الصلة فل تأتوها وأنتم تسعون ،وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة ،فما أدركتم فصلوا
علَيهِ.
وما فاتكم فأتموا> مُتّفَقٌ َ
زاد مسلم في رواية له< :فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلة فهو في صلة> .
ضيَ الُّ عَنهُما أنه دفع مع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يوم عرفة فسمع - 705وعن ابن عباس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم وراءه زجراً شديدًا وضرب ًا وصوتاً للبل ،فأشار بسوطه إليهم وقال: النبي صَلّى الُّ َ
<أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس باليضاع> َروَاهُ البُخَا ِريّ .وروى مسلم بعضه.
<البر> :الطاعة.
و <اليضاع> بضاد معجمة قبلها ياء وهمزة مكسورة وهو :السراع.
* - 94 *2باب إكرام الضيف
ل تعالى (الذاريات { :)27 - 24هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ،إذ دخلوا عليه @قال ا ّ
فقالوا سلماً ،قال سلم قوم منكرون .فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ،فقربه إليهم قال :أل
تأكلون؟}
وقال تعالى (هود { :)78وجاءه قومه يهرعون إليه ،ومن قبل كانوا يعملون السيئات! قال :يا
ل ول تخزون في ضيفي ،أليس منكم رجل رشيد؟!}. قوم هؤلء بناتي هن أطهر لكم ،فاتقوا ا ّ
علَيهِ َوسَلّم قال< :من كان يؤمن بال - 706وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
واليوم الخر فليكرم ضيفه ،ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليصل رحمه ،ومن كان يؤمن
بال واليوم الخر فليقل خيرًا أو ليصمت> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 707وعن أبي شريح خويلد بن عمرو َر ِ
َوسَلّم يقول< :من كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه جائزته> قالوا :وما جائزته يا
َرسُول الِّ؟ قال< :يومه وليلته .والضيافة ثلثة أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه> ُمتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
لّ وكيف وفي رواية لمسلم< :ول يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه> قالوا :يا َرسُول ا ِ
يؤثمه؟ قال< :يقيم عند أخيه ول شيء يقريه به> .
* - 95 *2باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير
ل تعالى (الزمر { :)18 ،17فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}. @قال ا ّ
وقال تعالى (التوبة { :)21يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان ،وجنات لهم فيها نعيم مقيم}.
وقال تعالى (فصلت { :)30وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}.
وقال تعالى (الصافات { :)101فبشرناه بغلم حليم}.
وقال تعالى (هود { :)69ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى}.
وقال تعالى (هود { :)71وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ،ومن وراء إسحاق يعقوب}.
وقال تعالى (آل عمران { :)39فنادته الملئكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الّ يبشرك
بيحيى}.
وقال تعالى (آل عمران { :)45إذ قالت الملئكة يا مريم إن الّ يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح}
الية .واليات في الباب كثيرة معلومة.
وأما الحاديث فكثيرة جدًا وهي مشهورة في الصحيح .منها:
ضيَ الُّ عَنهُ - 708عن أبي إبراهيم ويقال أبو محمد ،ويقال أبو معاوية عبد الّ بن أبي أوفى َر ِ
علَي ِه َوسَلّم بشر خديجة َرضِيَ الُّ عَنها ببيت في الجنة من قصب ،ل لّ صَلّى الُّ َ
أن َرسُول ا ِ
صخب فيه ،ول نصبُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
<القصب> هنا :اللؤلؤ المجوف.
و <الصخب> :الصياح واللغط.
و <النصب> :التعب.
ضيَ الُّ عَنهُ أنه توضأ في بيته ثم خرج فقال :للزمن َرسُول - 709وعن أبي موسى الشعري َر ِ
علَي ِه َوسَلّم ،ولكونن معه يومي هذا .فجاء المسجد فسأل عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ لّ صَلّى الُّ َ
ا ِ
َوسَلّم فقالوا :وجه ههنا .قال :فخرجت على أثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس ،فجلست عند
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم حاجته وتوضأ ،فقمت إليه فإذا هو قد جلس الباب حتى قضى َرسُول ا ِ
على بئر أريس وتوسط قُ ّفهَا وكشف عن ساقيه ودلهما في البئر ،فسلمت عليه ثم انصرفت
علَي ِه َوسَلّم اليوم .فجاء أبو بكر
لّ صَلّى الُّ َ فجلست عند الباب .فقلت :لكونن بواب َرسُول ا ِ
َرضِيَ الُّ عَنهُ فدفع الباب ،فقلت :من هذا؟ فقال :أبو بكر .فقلت :على رسلك ،ثم ذهبت فقلت :يا
َرسُول الِّ هذا أبو بكر يستأذن .فقال< :ائذن له وبشره بالجنة> فأقبلت حتى قلت لبي بكر:
علَي ِه َوسَلّم
لّ يبشرك بالجنة .فدخل أبو بكر حتى جلس عن يمين النبي صَلّى الُّ َ ادخل و َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم وكشف عن ساقيه. صلّى الُّ َلّ َمعه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع رَسُول ا ِ
ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت :إن يرد الّ بفلن (يريد أخاه) خيراً يأت
به .فإذا إنسان يحرك الباب ،فقلت :من هذا؟ فقال :عمر بن الخطاب .فقلت :على رسلك ،ثم جئت
علَيهِ َوسَلّم فسلمت عليه وقلت :هذا عمر يستأذن .فقال< :ائذن له لّ صَلّى الُّ َ
إلى َرسُول ا ِ
علَيهِ َوسَلّم بالجنة ،فدخل لّ صَلّى الُّ َ وبشره بالجنة> فجئت عمر فقلت :أذن ويبشرك َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر .ثم رجعت فجلس مع َرسُول ا ِ
ل بفلن خيرًا (يعني أخاه) يأت به .فجاء إنسان فحرك الباب ،فقلت :من هذا؟ فقلت :إن يرد ا ّ
علَيهِ َوسَلّم فأخبرته فقال: فقال :عثمان بن عفان .فقلت :على رسلك ،وجئت النبي صَلّى الُّ َ
علَيهِ لّ صَلّى الُّ َ<ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه> فجئت فقلت :ادخل ويبشرك َرسُول ا ِ
َوسَلّم بالجنة مع بلوى تصيبك .فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاههم من الشق الخر .قال
علَيهِ.
سعيد بن المسيب :فأولتها قبورهم .مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بحفظ الباب .وفيها أن عثمان حين وزاد في رواية< :وأمرني َرسُول ا ِ
بشره حمد الّ تعالى ثم قال :الّ المستعان> .
قوله< :وجه> :بفتح الواو وتشديد الجيم أي توجه.
وقوله <بئر أريس> هو بفتح الهمزة وكسر الراء وبعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم سين
مهملة وهو مصروف ومنهم من منع صرفه.
و <القف> بضم القاف وتشديد الفاء :هو المبنى حول البئر.
قوله <على رسلك> بكسر الراء على المشهور وقيل بفتحها :أي ارفق.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ومعنا - 710وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كنا قعودًا حول َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم من بين أظهرنا أبو بكر وعمر َرضِيَ الُّ عَنهُما في نفر فقام َرسُول ا ِ
فأبطأ علينا ،وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا ،فكنت أول من فزع ،فخرجت أبتغي َرسُول
علَي ِه َوسَلّم حتى أتيت حائطاً للنصار لبني النجار فدرت به هل أجد له باباً فلم أجد، لّ صَلّى الُّ َ
ا ِ
فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة (والربيع :الجدول الصغير) فاحتفزت فدخلت على
علَي ِه َوسَلّم .فقال< :أبو هريرة؟> فقلت :نعم يا َرسُول الِّ .قال< :ما لّ صَلّى الُّ َ
َرسُول ا ِ
شأنك؟> قلت :كنت بين ظهرينا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقتطع دوننا ففزعنا ،فكنت أول
من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلء الناس ورائي .فقال< :يا أبا
هريرة> و أعطاني نعليه فقال< :اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن ل
ل مستيقن ًا بها قلبه فبشره بالجنة> وذكر الحديث بطولهَ .روَا ُه مُسلِمٌ. إله إل ا ّ
<الربيع> :النهر الصغير وهو الجدول -بفتح الجيم -كما فسره في الحديث.
وقوله <احتفزت> روي بالراء وبالزاي .ومعناه بالزاي :تضاممت وتصاغرت حتى أمكنني
الدخول.
- 711وعن ابن شماسة قال :حضرنا عمرو بن العاص َرضِيَ الُّ عَنهُ وهو في سياقة الموت
لّ صَلّى الُّ فبكى طويلً ،وحول وجهه إلى الجدار .فجعل ابنه يقول :يا أبتاه أما بشرك َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم بكذا؟ فأقبل بوجهه فقال :إن أفضل علَي ِه َوسَلّم بكذا؟ أما بشرك َرسُول ا ِ َ
ما نعد شهادة أن ل إله إل الّ وأن محمدًا َرسُول الِّ .إني قد كنت على أطباق ثلث :لقد رأيتني
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم مني ول أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه وما أحد أشد بغضاً ل َرسُول ا ِ
فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار ،فلما جعل الّ السلم في قلبي أتيت النبي
علَيهِ َوسَلّم فقلت :ابسط يمينك فلبايعك ،فبسط يمينه فقبضت يدي .فقال< :ما لك يا صَلّى الُّ َ
عمرو؟> قلت :أردت أن أشترط .قال< :تشترط ماذا؟> قلت :أن يغفر لي .قال< :أما علمت أن
السلم يهدم ما كان قبله ،وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ،وأن الحج يهدم ما كان قبله؟> وما
علَيهِ َوسَلّم ،ول أجل في عيني منه ،وما كنت أطيق أن لّ صَلّى الُّ َ
كان أحد أحب إلي من َرسُول ا ِ
أمل عيني منه إجللً له ،ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لني لم أكن أمل عيني منه ولو مت على
تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ،ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها ،فإذا أنا مت فل
تصحبني نائحة ول نار ،فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شناً ،ثم أقيموا حول قبري قدر ما
تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربيَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
قوله< :شنوا> :روي بالشين المعجمة وبالمهملة أي :صبوه قليلً قليلً ،وال سبحانه أعلم.
* - 96 *2باب وداع الصاحب ووصيته عود فراقه لسفر وغيره والدعاء له وطلب الدعاء منه
ل تعالى (البقرة { :)133 ،132ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب :يا بني إن الّ اصطفى @قال ا ّ
لكم الدين فل تموتن إل وأنتم مسلمون ،أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما
تعبدون من بعدي؟ قالوا :نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ،ونحن له
مسلمون}.
وأما الحاديث:
ضيَ الُّ عَنهُ -الذي سبق في باب إكرام أهل بيت َرسُول الِّ - 712فمنها حديث زيد بن أرقم َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فينا علَيهِ َوسَلّم (انظر الحديث رقم - )345قال :قام َرسُول ا ِ صَلّى الُّ َ
خطيباً فحمد الّ وأثنى عليه ووعظ وذكر ،ثم قال< :أما بعد ،أل أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك
أن يأتي َرسُول ربي فأجيب ،وأنا تارك فيكم ثقلين :أولهما كتاب الّ فيه الهدى والنور؛ فخذوا
ل ورغب فيه .ثم قال< :وأهل بيتي ،أذكركم الّ في ل واستمسكوا به> فحث على كتاب ا ّ بكتاب ا ّ
أهل بيتي> َروَا ُه مُسلِمٌ .وقد سبق بطوله.
علَيهِ لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :أتينا َرسُول ا ِ - 713وعن أبي سليمان مالك بن الحويرث َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم شبَ َبةٌ متقاربون ،فأقمنا عنده عشرين ليلة ،وكان َرسُول ا ِ َوسَلّم ونحن َ
رحيم ًا رفيقاً ،فظن أنا قد اشتقنا أهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه .فقال< :ارجعوا إلى
أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وصلوا صلة كذا في حين كذا وصلة كذا في حين كذا،
علَيهِ.
فإذا حضرت الصلة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم> ُمتّفَقٌ َ
زاد البخاري في رواية له< :وصلوا كما رأيتموني أصلي>
قوله <رحيم ًا رفيقاً> روي بفاء وقاف ،وروي بقافين.
- 714وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :استأذنت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في العمرة
فأذن وقال< :ل تنسنا يا أخي من دعائك> فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا .وفي رواية
ن صحيح. حسَ ٌقال< :أشركنا يا أخي في دعائك> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ كان يقول للرجل إذا - 715وعن سالم بن عبد الّ بن عمر أن عبد الّ بن عمر َر ِ
علَي ِه َوسَلّم يودعنا ،فيقول: لّ صَلّى الُّ َ أراد سفراً :ادن مني حتى أودعك كما كان َرسُول ا ِ
ن صحيح. حسَ ٌ
ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ أستودع الّ دينك ،وأمانتك وخواتيم عملكَ .روَاهُ التّرمِ ِذ ّ
لّ صَلّى الُّ ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ ل بن يزيد الخطمي الصحابي َر ِ - 716وعن عبد ا ّ
علَي ِه َوسَلّم إذا أراد أن يودع الجيش يقول< :أستودع الّ دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم> َ
حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :جاء رجل إلى النبيّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فقال :يا َرسُول - 717وعن أنس َر ِ
الِّ إني أريد سفرًا فزودني .فقال< :زودك الّ التقوى> قال :زدني .قال< :وغفر ذنبك> .قال:
حسَنٌ.زدني .قال< :ويسر لك الخير حيثما كنت> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 97 *2في الستخارة والمشاورة
ل تعالى (آل عمران { :)159وشاورهم في المر}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الشورى { :)38وأمرهم شورى بينهم} أي يتشاورون بينهم فيه.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يعلمنا الستخارة في ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 718وعن جابر َر ِ
المور كلها كالسورة من القرآن؛ يقول< :إذا هم أحدكم بالمر فليركع ركعتين من غير الفريضة
ثم ليقل:
ك تَقْ ِد ُر وَل أ ْق ِدرُ،
ك بِقُ ْدرَتِكَ ،وأسألُكَ من َفضْلِكَ ال َعظِيم؛ فَ ِإنّ َ ستَقْ ِدرُ َ
ك بِ ِع ْلمِكَ ،وأ ْستَخِيرُ َ
اللهُمّ إنّي أ ْ
خ ْيرٌ لِي في ِد ْينِي َومَعَاشِي ت تَعَْلمُ أَنّ هَذا ال ْمرَ َعلّمُ ال ُغيُوبِ؛ اللهُمّ ِإنْ ُكنْ َ علَمُ ،وََأنْتَ َ وتَعْلَمُ ول أ ْ
ت تَ ْعلَمُ
سرْهُ لِي ثُ ّم بَارِكْ لِي فِيه؛ وَإِنْ ُكنْ َ جِلهِ ،فَا ْق ُدرْهُ لِي َويَ ّ
جلِ َأ ْمرِي وَآ ِ وَعَا ِقبَةِ أ ْمرِي ،أو قال :عَا ِ
عنّي صرِ ْفهُ َ جلِ َأ ْمرِي وَآجِ ِلهِ ،فَا ْ شرّ لِي فِي ِد ْينِي َومَعَاشِي وَعَا ِق َبةِ َأ ْمرِي؛ أو قال :عا ِ أَنّ َهذَا ا َل ْم َر َ
ضنِي بِه.حيْثُ كان ،ثُ ّم َر ّ خ ْيرَ َع ْنهُ ،وَاقْ ُدرْ ِليَ ال َ
صرِ ْفنِي َ وَا ْ
ج َتهُ (َ >)1روَاهُ ال ُبخَا ِريّ. سمّي حا َ قالَ < :ويُ َ
----------
[( )1أي بدل قوله "هذا المر" ،فيقول مثل" :اللهم إن كنت تعلم أن زاوجي من فلنة بنت
فلنة ،خير لي ،"...أو "اللهم إن كنت تعلم أن سفري غدا إلى مصر هو خير لي."...
دار الحديث].
----------
* - 98 *2باب استحباب الذهاب إلى العيد وعيادة المريض والحج والغزو والجنازة ونحوها من
طريق والرجوع من طريق آخر لتكثير مواضع العبادة
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا كان يوم عيد خالف - 719عن جابر َر ِ
الطريقَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
قوله <خالف الطريق> :يعني ذهب في طريق ورجع في طريق آخر.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كان يخرج من طريق ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 720وعن ابن عمر َر ِ
الشجرة ويدخل من طريق المعرس ،وإذا دخل مكة دخل من الثنية العليا ويخرج من الثنية
السفلىُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
* - 99 *2باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم كالوضوء والغسل والتيمم
ولبس الثوب والنعل والخف والسراويل ودخول المسجد والسواك والكتحال وتقليم الظفار
وقص الشارب ونتف البط وحلق الرأس والسلم من الصلة والكل والشرب والمصافحة
واستلم الحجر السود والخروج من الخلء والخذ والعطاء وغير ذلك مما هو في معناه
ويستحب تقديم اليسار في ضد ذلك كالمتخاط والبصاق عن اليسار ودخول الخلء والخروج من
المسجد وخلع الخف والنعل والسراويل والثوب والستنجاء وفعل المستقذرات وأشباه ذلك
ل تعالى (الحاقة { :)19فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول :هاؤم اقرءوا كتابيه} اليات. @قال ا ّ
وقال تعالى (الواقعة { :)9 ،8فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ،وأصحاب المشأمة ما أصحاب
المشأمة}.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يعجبه التيمن في - 721وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
شأنه كله :في طهوره ،وترجله ،وتنعلهُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم اليمنى لطهوره ضيَ الُّ عَنها قالت :كانت يد َرسُول ا ِ - 722وعنها رَ ِ
وطعامه ،وكانت اليسرى لخلئه وما كان من أذىً .حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد
صحيح.
ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال لهن في غسل ابنته - 723وعن أم عطية رَ ِ
علَيهِ.
َرضِيَ الُّ عَنها< :ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا انتعل أحدكم - 724وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
علَيهِ.
فليبدأ باليمنى ،وإذا نزع فليبدأ بالشمال؛ لتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم كان يجعل يمينه لطعامه صلّى الُّ َ لّ َ ضيَ الُّ عَنها أن رَسُول ا ِ - 725وعن حفصة رَ ِ
وشرابه وثيابه ،ويجعل يساره لما سوى ذلك> رواه أبو داود وغيره.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا لبستم وإذا - 726وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
توضأتم فابدءوا بأيامنكم> حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أتى منىً فأتى الجمرة فرماها ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 727وعن أنس َر ِ
ى ونحر ثم قال للحلق< :خذ> وأشار إلى جانيه اليمن ثم اليسر ثم جعل ثم أتى منزله بمن ً
يعطيه الناسُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية :لما رمى الجمرة ونحر نسكه وحلق ناول الحلق شقه اليمن فحلقه ثم دعا أبا طلحة
ضيَ الُّ عَنهُ فأعطاه إياه ،ثم ناوله الشق اليسر فقال< :احلق> فحلقه فأعطاه أبا النصاري َر ِ
طلحة فقال< :اقسمه بين الناس> .
* *1كتاب آداب الطعام
* - 100 *2باب التسمية في أوله والحمد في آخره
علَي ِه َوسَلّم< :سم لّ صَلّى الُّ َ - 728عن عمر بن أبي سلمة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ
علَيهِ.
الّ ،وكل بيمينك؛ وكل مما يليك> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إذا أكل أحدكم - 729وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ
ل تعالى ،فإن نسي أن يذكر اسم الّ تعالى في أوله فليقل بسم الّ أوله وآخره> فليذكر اسم ا ّ
ن صحيح. حسَ ٌ
رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَيهِ َوسَلّم يقول< :إذا دخل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 730وعن جابر َر ِ
الرجل بيته فذكر الّ تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لصحابه :ل مبيت لكم ول
عشاء ،وإذا دخل فلم يذكر الّ تعالى عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت ،وإذا لم يذكر الّ
تعالى عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم طعاماً - 731وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كنا إذا حضرنا مع َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فيضع يده ،وإنا حضرنا معه مرة طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم
صلّى الُّ َ
لّ َفجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رَسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إن الشيطان بيدها ،ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال َرسُول ا ِ
يستحل الطعام أن ل يذكر اسم الّ تعالى عليه ،وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها،
فجاء بهذا العرابي ليستحل به فأخذت بيده؛ والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما> ثم
ل تعالى وأكلَ .روَا ُه مُسلِمٌ. ذكر اسم ا ّ
علَيهِ َوسَلّم لّ صَلّى الُّ َ - 732وعن أمية بن مخشي الصحابي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ
جالساً ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إل لقمة ،فلما رفعها إلى فيه قال :بسم الّ
أوله وآخره .فضحك النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ثم قال< :ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر
اسم الّ استقاء ما في بطنه> رواه أبو داود والنسائي.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يأكل طعاماً في - 733وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :أما إنه لو لّ صَلّى الُّ َ ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين .فقال َرسُول ا ِ
ن صحيح. حسَ ٌ سَمّى لكفاكم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا رفع مائدته قال: - 734وعن أبي أمامة َر ِ
<الحمد ل كثيراً طيب ًا مباركاً فيه غير مَكْ ِفيّ ول مودع ول مستغنىً عنه ربنا> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :من أكل - 735وعن معاذ بن أنس َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
طعاماً فقال :الحمد ل الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ول قوة ،غفر له ما تقدم من
حسَنٌ.
ذنبه> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 101 *2باب :ل يعيب الطعام واستحباب مدحه
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم طعاماً قط :إن ضيَ الُّ عَنهُ قال :ما عاب َرسُول ا ِ - 736عن أبي هريرة َر ِ
اشتهاه أكله وإن كرهه تركهُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم سأل أهله الدم فقالوا :ما عندنا - 737وعن جابر َر ِ
إل خل ،فدعا به فجعل يأكل ويقول< :نعم الدم الخل ،نعم الدم الخل> َروَا ُه مُسِلمٌ.
* - 102 *2باب ما يقوله من حضر الطعام وهو صائم إذا لم يفطر
علَي ِه َوسَلّم< :إذا دعي أحدكم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 738عن أبي هريرة َر ِ
فليجب؛ فإن كان صائماً فليصل ،وإن كان مفطراً فليطعم> َروَا ُه مُسلِمٌ.
قال العلماء :معنى <فليصل> :فليدع.
ومعنى <فليطعم> :فليأكل.
* - 103 *2باب ما يقوله من دعي إلى طعام فتبعه غيره
ضيَ الُّ عَنهُ قال :دعا رجل النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم لطعام - 739عن أبي مسعود البدري رَ ِ
صنعه له خامس خمسة فتبعهم رجل ،فلما بلغ الباب قال النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :إن هذا
تبعنا فإن شئت أن تأذن وإن شئت رجع> قال :بل آذن له يا َرسُول الُِّ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
* - 104 *2باب الكل مما يليه ووعظه وتأديبه من يسيء أكله
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ - 740عن عمر بن أبي سلمة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كنت غلماً في حجر َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :يا غلم سم صلّى الُّ َ لّ ََوسَلّم وكانت يدي تطيش في الصحفة .فقال لي رَسُول ا ِ
علَيهِ.
الّ وكل بيمينك وكل مما يليك> ُمتّفَقٌ َ
قوله <تطيش> بكسر الطاء وبعدها ياء مثناة من تحت معناه :تتحرك وتمتد إلى نواحي الصحفة.
علَيهِ َوسَلّملّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً أكل عند َرسُول ا ِ - 741وعن سلمة بن الكوع رَ ِ
بشماله فقال< :كل بيمينك> قال :ل أستطيع .قال< :ل استطعت!> ما منعه إل الكبر ،فما رفعها
إلى فيهَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
* - 105 *2باب النهي عن القران بين تمرتين ونحوهما إذا أكل جماعة إل بإذن رفقته
- 742عن جبلة بن سحيم قال :أصابنا عام سنة مع ابن الزبير فرزقنا تمراً ،فكان عبد الّ بن
ضيَ الُّ عَنهُما يمر بنا ونحن نأكل فيقول :ل تقارنوا فإن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم نهى عمر َر ِ
عن القران .ثم يقول :إل أن يستأذن الرجل أخاهُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
* - 106 *2باب ما يقوله ويفعله من يأكل ول يشبع
علَي ِه َوسَلّم قالوا :يا
لّ صَلّى الُّ َ - 743عن وحشي بن حرب َرضِيَ الُّ عَنهُ أن أصحاب َرسُول ا ِ
َرسُول الِّ إنا نأكل ول نشبع؟ قال< :فلعلكم تفترقون> قالوا :نعم .قال< :فاجتمعوا على طعامكم
واذكروا اسم الّ يبارك لكم فيه> رواه أبو داود.
* - 107 *2باب المر بالكل من جانب القصعة والنهي عن الكل من وسطها
- 744فيه قوله صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :وكل مما يليك> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ كما سبق (انظر الحديث رقم
. )737
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :البركة تنزل وسط الطعام وعن ابن عباس َر ِ
ن صحيح. حسَ ٌفكلوا من حافتيه ول تأكلوا من وسطه> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان للنبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قصعة يقال لها ل بن بسر َر ِ - 745وعن عبد ا ّ
الغراء يحملها أربعة رجال ،فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة (يعني وقد ثرد فيها)
علَي ِه َوسَلّم .فقال أعرابي :ما هذه الجلسة؟ لّ صَلّى الُّ َ فالتفوا عليها .فلما كثروا جثا َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :إن الّ جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جباراً عنيداً> ثم فقال َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :كلوا من حواليها ودعوا ذروتها يبارك فيها> رواه أبو قال َرسُول ا ِ
داود بإسناد جيد.
<ذروتها> :أعلها .بكسر الذال وضمها.
* - 108 *2باب كراهة الكل متكئاً
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم:ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ل رَ ِ
- 746عن أبي جحيفة وهب بن عبد ا ّ
<ل آكل متكئاً> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
قال الخطابي :المتكئ ههنا هو :الجالس معتمداً على وطاء تحته .قال :وأراد أنه ل يقعد على
الوطاء والوسائد كفعل من يريد الكثار من الطعام ،بل يقعد مستوفزًا ل مستوطناً ،ويأكل بلغة.
هذا كلم الخطابي ،وأشار غيره إلى أن المتكئ هو :المائل على جنبه ،وال أعلم.
علَي ِه َوسَلّم جالساً مقعياً يأكل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :رأيت َرسُول ا ِ - 747وعن أنس َر ِ
تمراًَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
<المقعي> هو :الذي يلصق أليتيه بالرض وينصب ساقيه.
* - 109 *2باب استحباب الكل بثلث أصابع واستحباب لعق الصابع وكراهة مسحها قبل لعقها
واستحباب لعق القصعة وأخذ اللقمة التي تسقط منه وأكلها وجواز مسحها بعد اللعق بالساعد
والقدم وغيرهما
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إذا أكل أحدكم ضيَ الُّ عَنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ - 748عن ابن عباس َر ِ
علَيهِ. طعاماً فل يمسح أصابعه حتى يلعقها أو يلعقها> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يأكل بثلث - 749وعن كعب بن مالك َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :رأيت َرسُول ا ِ
أصابع فإذا فرغ لعقهاَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أمر بلعق الصابع والصحفة ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 750وعن جابر َر ِ
وقال< :إنكم ل تدرون في أي طعامكم البركة> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا وقعت لقمة أحدكم - 751وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
فليأخذها فليمط ما كان بها من أذىً وليأكلها ،ول يدعها للشيطان ،ول يمسح يده بالمنديل حتى
يلعق أصابعه؛ فإنه ل يدري في أي طعامه البركة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إن الشيطان يحضر أحدكم - 752وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه؛ فإذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان
بها من أذىً ثم ليأكلها ،ول يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه ل يدري في أي طعامه
البركة> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا أكل طعاماً لعق ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 753وعن أنس َر ِ
أصابعه الثلث وقال< :إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الذى وليأكلها ،ول يدعها للشيطان>
وأمرنا أن نسلت القصعة وقال< :إنكم ل تدرون في أي طعامكم البركة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ عن الوضوء مما مست النار .فقال: - 754وعن سعيد بن الحارث أنه سأل جابرًا َر ِ
ل ،قد كنا زمن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ل نجد مثل ذلك الطعام إل قليلً ،فإذا نحن وجدناه لم
يكن لنا مناديل إل أَكُ ّفنَا وسواعدنا وأقدامنا ،ثم نصلي ول نتوضأَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 110 *2باب تكثير اليدي على الطعام
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :طعام ضيَ الُّ تعالى عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 755عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
الثنين كافي الثلثة ،وطعام الثلثة كافي الربعة> مُتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم يقول< :طعام الواحد لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 756وعن جابر َر ِ
يكفي الثنين ،وطعام الثنين يكفي الربعة ،وطعام الربعة يكفي الثمانية> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 111 *2باب آداب الشرب واستحباب التنفس ثلثاً خارج الناء وكراهة التنفس في الناء
واستحباب إدارة الناء على اليمن فاليمن بعد المبتدئ
علَي ِه َوسَلّم كان يتنفس في الشراب ثلثاً. لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 757عن أنس َر ِ
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
يعني :يتنفس خارج الناء.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ل تشربوا ضيَ الُّ عَنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ - 758وعن ابن عباس َر ِ
واحداً كشرب البعير ،ولكن اشربوا مثنى وثلث ،وسموا إذا أنتم شربتم ،واحمدوا إذا أنتم
حسَنٌ.
ي وَقَالَ حَدِيثٌ َرفعتم> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم نهى أن يتنفس في الناء. - 759وعن أبي قتادة َر ِ
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
يعني :يتنفس في نفس الناء.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أتي بلبن قد شيب بماء ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 760وعن أنس َر ِ
ضيَ الُّ عَن ُه فشرب ثم أعطى العرابي وقال: وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر َر ِ
<اليمن فاليمن> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
قوله <شيب> أي خلط.
علَيهِ َوسَلّم أتي بشراب لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 761وعن سهل بن سعد رَ ِ
فشرب منه وعن يمينه غلم وعن يساره أشياخ فقال للغلم< :أتأذن لي أن أعطي هؤلء؟> فقال
علَيهِ َوسَلّم في يدهُ .متّفَقٌ لّ صَلّى الُّ َ الغلم :ل وال ل أوثر بنصيبي منك أحداً! فتله َرسُول ا ِ
علَيهِ.
َ
قوله <تله> :أي وضعه.
وهذا الغلم هو ابن عباس َرضِيَ الُّ عَنهُما.
* - 112 *2باب كراهة الشرب من فم القربة ونحوها وبيان أنه كراهة تنزيه ل تحريم
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم عن ضيَ الُّ عَنهُ قال :نهى َرسُول ا ِ - 762عن أبي سعيد الخدري َر ِ
اختناث السقية .يعني :أن تكسر أفواهها ويشرب منهاُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم أن يشرب من لّ صَلّى الُّ َ - 763وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :نهى َرسُول ا ِ
علَيهِ.
في السقاء أو القربة .مُتّفَقٌ َ
- 764وعن أم ثابت كبشة بنت ثابت أخت حسان بن ثابت َرضِيَ الُّ عَنهُ وعنها قالت :دخل علي
علَي ِه َوسَلّم فشرب من في قربة معلقة قائماً ،فقمت إلى فيها فقطعتهَ .روَاهُ لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
ن صحيح. حسَ ٌالتّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم وتتبرك به وتصونه عن البتذال. صلّى الُّ َ
لّ َ وإنما قطعتها لتحفظ موضع فم رَسُول ا ِ
وهذا الحديث محمول على بيان الجواز ،والحديثان السابقان لبيان الفضل والكمل ،وال أعلم.
* - 113 *2باب كراهة النفخ في الشراب
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم نهى عن النفخ في - 765عن أبي سعيد الخدري َر ِ
الشراب .فقال رجل :القذاة أراها في الناء؟ فقال< :أهرقها> قال :فإني ل أروى من نفس واحد؟
ن صحيح. حسَ ٌ ي وَقَالَ حَدِيثٌ َقال< :فأبن القدح إذاً عن فيك> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم نهى أن يتنفس في الناء أو - 766وعن ابن عباس َر ِ
ن صحيح. حسَ ٌحدِيثٌ َ ي وَقَالَ َينفخ فيهَ .روَاهُ التّرمِ ِذ ّ
* - 114 *2باب بيان جواز الشرب قائم ًا وبيان أن الكمل والفضل الشرب قاعداً
@فيه حديث كبشة السابق (انظر الحديث رقم . )761
ضيَ الُّ عَنهُ قال :سقيت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم من زمزم فشرب - 767وعن ابن عباس َر ِ
وهو قائمُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ باب الحبة فشرب قائماً ضيَ الُّ عَنهُ قال :أتى علي َر ِ - 768وعن النزال بن سبرة رَ ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فعل كما رأيتموني فعلتَ .روَاهُ البُخَا ِريّ. وقال :إني رأيت َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما قال :كنا نأكل على عهد َرسُول ا ِ - 769وعن ابن عمر َر ِ
حسَن صحيح. ونحن نمشي ،ونشرب ونحن قيامَ .روَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث َ
لّ صَلّى الُّ - 770وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :رأيت َرسُول ا ِ
ن صحيح. حسَ ٌ ي وَقَالَ حَدِيثٌ َعلَي ِه َوسَلّم يشرب قائماً وقاعداًَ .روَاهُ التّرمِ ِذ ّ َ
ضيَ الّ عَنهُ عن النبي صَلّى الّ عَلَيهِ َوسََلمّ أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً - 771وعن أنس َر ِ
قال قتادة :فقلنا لنس :فالكل؟ قال :ذلك -أشر وأخبث َ -روَا ُه مُسلِمَُ
لّ صَلّى الّ عَلَي ِه َوسَلّم <ل يشربن أحد - 772وعن أبي هريرة َرضِيَ الّ عَنهُ قال :قال َرسُول ا ِ
منكم قائماً ،فمن نسي فليستقئ> َروَا ُه مُسلِمَُ
* - 115 *2باب استحباب كون ساقي القوم آخرهم شرباً
علَي ِه َوسَلّم قال< :ساقي القوم آخرهم> صلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ عن النبي َ - 773عن أبي قتادة رَ ِ
ن صحيح. سٌ ح َ حدِيثٌ َ ي وَقَالَ َ
(يعني شرباً) َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
* - 116 *2باب جواز الشرب من جميع الواني الطاهرة غير الذهب والفضة وجواز الكرع وهو
الشرب بالفم من النهر وغيره بغير إناء ول يد ،وتحريم استعمال إناء الذهب والفضة في الشرب
والكل والطهارة وسائر وجوه الستعمال
ضيَ الُّ عَنهُ قال :حضرت الصلة فقام من كان قريب الدار إلى أهله وبقي قوم، - 774عن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم بمخضب من حجارة فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه، لّ صَلّى الُّ َ فأتي َرسُول ا ِ
علَيهِ .هذه رواية البخاري، فتوضأ القوم كلهم .قالوا :كم كنتم؟ قال :ثمانين وزيادة .مُتّفَقٌ َ
حرَاح فيه وفي رواية له ولمسلم :أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم دعا بإناء من ماء ،فأتي بقدح رَ ْ
شيء من ماء فوضع أصابعه فيه .قال أنس :فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه فحزرت
من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين.
علَي ِه َوسَلّم فأخرجنا له ماء
ضيَ الُّ عَنهُ قال :أتانا النبي صَلّى الُّ َ ل بن زيد رَ ِ - 775وعن عبد ا ّ
في تور من صفر فتوضأَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
<الصفر> بضم الصاد ،ويجوز كسرها وهو :النحاس.
و <التور> :كالقدح ،وهو بالتاء المثناة من فوق.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم دخل على رجل من النصار ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 776وعن جابر َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في ومعه صاحب له ،فقال َرسُول ا ِ
شنة وإل كرعنا> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
<الشن> :القربة.
- 777وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :إن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم نهانا عن الحرير والديباج
علَيهِ.
والشرب في آنية الذهب والفضة وقال< :هن لهم في الدنيا وهي لكم في الخرة> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :الذي يشرب في ضيَ الُّ عَنها أن َرسُول ا ِ - 778وعن أم سلمة َر ِ
علَيهِ.آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية لمسلم< :إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب>
وفي رواية له< :من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه ناراً من جهنم> .
* *1كتاب اللباس
* - 117 *2باب استحباب الثوب البيض وجواز الحمر والخضر والصفر والسود وجوازه من
قطن وكتان وشعر وصوف وغيرها إل الحرير
ل تعالى (العراف { :)26يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوآتكم وريشاً ،ولباس @قال ا ّ
التقوى ذلك خير}.
وقال تعالى (النحل { :)81وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم}.
علَي ِه َوسَلّم قال< :البسوا منصلّى الُّ َلّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن رَسُول ا ِ - 779وعن ابن عباس َر ِ
ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم ،وكفنوا فيها موتاكم> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ
ن صحيح. حسَ ٌ
َ
علَيهِ َوسَلّم< :البسوا البياض لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 780وعن سمرة َر ِ
فإنها أطهر وأطيب ،وكفنوا فيها موتاكم> رواه النسائي والحاكم وقال حديث صحيح.
علَي ِه َوسَلّم مربوعاً ،ولقد رأيتهلّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 781وعن البراء رَ ِ
في حلة حمراء ما رأيت شيئاً قط أحسن منهُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم
ضيَ الُّ عَنهُ قال :رأيت النبي صَلّى الُّ َ ل َر ِ
- 782وعن أبي جحيفة وهب بن عبد ا ّ
بمكة وهو بالبطح في قبة له حمراء من أدم ،فخرج بلل بوضوئه فمن ناضح ونائل ،فخرج
علَي ِه َوسَلّم وعليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بياض ساقيه ،فتوضأ وأذن بلل، النبي صَلّى الُّ َ
فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا يقول يمين ًا وشمالً :حي على الصلة حي على الفلح ،ثم ركزت له
علَيهِ.
ع َنزَةٌ فتقدم فصلى يمر بين يديه الكلب والحمار ل يُ ْمنَعُ .مُتّفَقٌ َ َ
<ال َع َنزَة> بفتح النون :نحو العكازة.
علَي ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ - 783وعن أبي رمثة رفاعة التيمي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :رأيت َرسُول ا ِ
وعليه ثوبان أخضران .رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم دخل يوم فتح مكة وعليه ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 784وعن جابر َر ِ
عمامة سوداءَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ - 785وعن أبي سعيد عمرو بن حريث َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كأني أنظر إلى َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيهَ .روَا ُه مُسلِمٌ. َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم خطب الناس وعليه عمامة سوداء. وفي رواية له أن َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في ثلثة أثواب - 786وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كفن َرسُول ا ِ
بيض سحولية من كرسف ،ليس فيها قميص ول عمامةُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
<السحولية> بفتح السين وضمها وضم الحاء المهملتين :ثياب تنسب إلى سحول :قرية باليمن.
و <الكرسف> :القطن.
علَي ِه َوسَلّم ذات غداة وعليه مرط صلّى الُّ َ لّ َ ضيَ الُّ عَنها قالت :خرج رَسُول ا ِ - 787وعنها رَ ِ
مرحل من شعر أسودَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
<المرط> بكسر الميم :وهو كساء
و <المرحل> بالحاء المهملة :هو الذي فيه صورة رحال البل وهي :الكوار.
علَي ِه َوسَلّم ذات ليلة ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنت مع النبي صَلّى الُّ َ - 788وعن المغيرة بن شعبة رَ ِ
في مسير .فقال لي< :أمعك ماء؟> قلت :نعم .فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى في سواد
الليل ثم جاء ،فأفرغت عليه من الداوة فغسل وجهه ،وعليه جبه من صوف فلم يستطع أن
يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة ،فغسل ذراعيه ،ومسح برأسه ثم أهويت
علَيهِ.
لنزع خفيه فقال< :دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين> ومسح عليهما .مُتّفَقٌ َ
وفي رواية :وعليه جبه شامية ضيقة الكمين.
وفي رواية :أن هذه القضية كانت في غزوة تبوك.
* - 118 *2باب استحباب القميص
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ضيَ الُّ عَنها قالت :كان أحب الثياب إلى َرسُول ا ِ - 789عن أم سلمة َر ِ
سنٌ. ح َ
حدِيثٌ َ
القميص .رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ َ
* - 119 *2باب صفة طول القميص والكم والزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك
على سبيل الخيلء وكراهته من غير خيلء
لّ صَلّى الُّ - 790عن أسماء بنت يزيد النصارية َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان كم قميص َرسُول ا ِ
حسَنٌ.علَي ِه َوسَلّم إلى الرسغ .رواه أبو داود والترمذي َوقَالَ حَدِيثٌ َ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من جر ثوبه خيلء - 791وعن ابن عمر َر ِ
لم ينظر الّ إليه يوم القيامة> ،فقال أبو بكر :يا َرسُول الِّ إن إزاري يسترخي إل أن أتعاهده.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :إنك لست ممن يفعله خيلء> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ ،وروى فقال َرسُول ا ِ
مسلم بعضه.
ل يوم لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ل ينظر ا ّ - 792وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
القيامة إلى من جر إزاره بطراً> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :ما أسفل من الكعبين من الزار - 793وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
ففي النار> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ل يوم علَي ِه َوسَلّم قال< :ثلثة ل يكلمهم ا ّ ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 794وعن أبي ذر رَ ِ
علَي ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ
القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولهم عذاب أليم> قال فقرأها َرسُول ا ِ
ثلث مرار .قال أبو ذر :خابوا وخسروا من هم يا َرسُول الِّ؟ قال< :المسبل ،والمنان ،والمنفق
سلعته بالحلف الكاذب> َروَا ُه مُسلِمٌ.
وفي رواية له< :المسبل إزاره> .
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :السبال في الزار - 795وعن ابن عمر َر ِ
والقميص والعمامة ،من جر شيئاً خيلء لم ينظر الّ إليه يوم القيامة> رواه أبو داود والنسائي
بإسناد صحيح.
- 796وعن أبي جري جابر بن سليم َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :رأيت رجلً يصدر الناس عن رأيه؛ ل
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم .قلت :عليك
يقول شيئاً إل صدروا عنه قلت :من هذا؟ قالواَ :رسُول ا ِ
لّ (مرتين) قال< :ل تقل عليك السلم ،عليك السلم تحية الموتى ،قل :السلم السلم يا َرسُول ا ِ
عليك> قال قلت :أنت َرسُول الِّ؟ قال< :أنا َرسُول الِّ الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك،
وإذا أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك ،وإذا كنت بأرض قفر أو فلة فضلت راحلتك فدعوته
ردها عليك> قال قلت :اعهد إلي .قال< :ل تسبن أحداً> قال :فما سببت بعده حراً ول عبداً ،ول
بعيرًا ول شاة< .ول تحقرن من المعروف شيئاً ،وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك؛ إن ذلك
من المعروف ،وارفع إزارك إلى نصف الساق ،فإن أبيت فإلى الكعبين ،وإياك وإسبال الزار
فإنها من المخيلة وإن الّ ل يحب المخيلة ،وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فل تعيره بما
تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه> رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح وقال الترمذي حديث
حسن صحيح.
لّ صَلّى - 797وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :بينما رجل يصلي مسبل إزاره قال له َرسُول ا ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :اذهب فتوضأ> فذهب فتوضأ ،ثم جاء فقال< :اذهب فتوضأ> فقال له رجل :يا
َرسُول الِّ ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه؟ قال< :إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الّ
ل يقبل صلة رجل مسبل> رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم.
- 798وعن قيس بن بشر التّغْلِبي قال :أخبرني أبي وكان جليساً لبي الدرداء قال :كان بدمشق
رجل من أصحاب النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقال له سهل بن الحنظلية ،وكان رجلً متوحداً قل
ما يجالس الناس :إنما هو صلة ،فإذا فرغ فإنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتي أهله ،فمر بنا
لّ صَلّى ونحن عند أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء :كلمة تنفعنا ول تضرك .قال :بعث َرسُول ا ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم سرية فقدمت فجاء رجل منهم فجلس في المجلس الذي يجلس فيه َرسُول الِّ
علَيهِ َوسَلّم فقال لرجل إلى جنبه :لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو فحمل فلن وطعن صَلّى الُّ َ
فقال :خذها مني وأنا الغلم الغفاري كيف ترى في قوله؟ قال :ما أراه إل قد بطل أجره .فسمع
علَي ِه َوسَلّم فقال:
صلّى الُّ َ لّ َ بذلك آخر فقال :ما أرى بذلك بأساً .فتنازعا حتى سمع رَسُول ا ِ
<سبحان الّ! ل بأس أو يؤجر ويحمد> فرأيت أبا الدرداء سر بذلك وجعل يرفع رأسه إليه
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم؟ فيقول :نعم .فما زال يعيد عليه ويقول :أنت سمعت ذلك من َرسُول ا ِ
حتى إني لقول ليبركن على ركبتيه قال :فمر بنا يوماً آخر فقال له أبو الدرداء :كلمة تنفعنا ول
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :المنفق على الخيل كالباسط يده بالصدقة ل تضرك .قال لنا َرسُول ا ِ
يقبضها> ثم مر بنا يوماً آخر فقال له أبو الدرداء :كلمة تنفعنا ول تضرك .قال ،قال َرسُول الِّ
علَيهِ َوسَلّم< :نعم الرجل خريم السيدي لول طول جمته وإسبال إزاره!> فبلغ خريماً صَلّى الُّ َ
فعجل فأخذ شفرة فقطع بها جمته إلى أذنيه ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه ،ثم مر بنا يوماً آخر
علَي ِه َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ فقال له أبو الدرداء :كلمة تنفعنا ول تضرك .قال سمعت َرسُول ا ِ
<إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم ،وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في
الناس؛ فإن الّ ل يحب الفحش ول التفحش> رواه أبو داود بإسناد حسن إل قيس بن بشر
فاختلفوا في توثيقه وتضعيفه وقد روى له مسلم.
علَيهِ َوسَلّم< :إزرة لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 799وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
المسلم إلى نصف الساق ول حرج أو ل جناح فيما بينه وبين الكعبين ،ما كان أسفل من الكعبين
فهو في النار ،ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الّ إليه> رواه أبو داود بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وفي ضيَ الُّ عَن ُه قال :مررت على َرسُول ا ِ - 800وعن ابن عمر َر ِ
إزاري استرخاء .فقال< :يا عبد الّ ارفع إزارك> فرفعته ،ثم قال< :زد> فزدت ،فما زلت
أتحراها بعد .فقال بعض القوم :إلى أين؟ فقال :إلى أنصاف الساقينَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :من جر ثوبه خيلء لم لّ صَلّى الُّ َ - 801وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ل إليه يوم القيامة> فقالت أم سلمة :فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال< :يرخين شبراً> ينظر ا ّ
قالت :إذاً تنكشف أقدامهن .قال< :فيرخينه ذراعاً ل يزدن> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ
ن صحيح. حسَ ٌ
َ
* - 120 *2باب استحباب ترك الترفع في اللباس تواضعاً
@قد سبق في باب فضل الجوع وخشونة العيش جمل تتعلق بهذا الباب.
علَيهِ َوسَلّم قال< :من ترك لّ صَلّى الُّ َ - 802وعن معاذ بن أنس َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ل يوم القيامة على رؤوس الخلئق حتى يخيره من أي اللباس تواضعاً ل وهو يقدر عليه دعاه ا ّ
حسَنٌ. حلل اليمان شاء يلبسها> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 121 *2باب استحباب التوسط في اللباس ول يقتصر على ما يزري به لغير حاجة ول مقصود
شرعي
علَيهِ لّ صَلّى الُّ َ - 803عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ َوسَلّم< :إن الّ يحب أن يرى أثر نعمته على عبده> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
* - 122 *2باب تحريم لباس الحرير على الرجال وتحريم جلوسهم عليه واستنادهم إليه وجواز
لبسه للنساء
علَي ِه َوسَلّم< :ل تلبسوا صلّى الُّ َ لّ َ - 804عن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
علَيهِ.
الحرير فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الخرة> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم يقول< :إنما يلبس صلّى الُّ َ لّ َ
- 805وعنه َرضِي الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ
علَيهِ.
الحرير من ل خلق له> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية للبخاري< :من ل خلق له في الخرة> .
قوله <من ل خلق> :أي ل نصيب له.
علَي ِه َوسَلّم< :من لبس الحرير لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 806وعن أنس َر ِ
علَيهِ.
في الدنيا لم يلبسه في الخرة> مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم أخذ حريراً فجعله في لّ صَلّى الُّ َ - 807وعن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال رأيت َرسُول ا ِ
يمينه وذهباً فجعله في شماله ثم قال< :إن هذين حرام على ذكور أمتي> رواه أبو داود بإسناد
حسن.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال: ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 808وعن أبي موسى الشعري َر ِ
حسَنٌ<حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لناثهم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
صحيح.
- 809وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :نهانا النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أن نشرب في آنية الذهب
والفضة وأن نأكل فيها ،وعن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليهَ .روَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
* - 123 *2باب جواز لبس الحرير لمن به حكة
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم للزبير وعبد الرحمن ضيَ الُّ عَنهُ قال :رخص َرسُول ا ِ - 810عن أنس َر ِ
بن عوف في لبس الحرير لحكة بهماُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
* - 124 *2باب النهي عن افتراش جلود النمور والركوب عليها
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :ل تركبوا الخز - 811عن معاوية َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ول النمار> حديث حسن رواه أبو داود وغيره بإسناد حسن.
علَيهِ َوسَلّم نهى عن لّ صَلّى الُّ َ - 812وعن أبي المليح عن أبيه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
جلود السباع .رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحاح.
وفي رواية للترمذي :نهى عن جلود السباع أن تفترش.
* - 125 *2باب ما يقول إذا لبس ثوباً جديدًا أو نعلً أو نحوه
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا استجد ثوباً سماه - 813عن أبي سعيد الخدري قال :كان َرسُول ا ِ
باسمه :عمامة أو قميصاً أو رداء ،يقول< :اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه ،أسألك خيره وخير ما
حسَنٌ.صنع له ،وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له> َروَاهُ أبُو دَاوُد وَالتّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 126 *2باب استحباب البتداء باليمين في اللباس
@ذا الباب تقدم مقصوده وذكرنا الحاديث الصحيحة فيه (انظر الباب التاسع والتسعون في
استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم)
* - 127 *2باب آداب النوم والضطجاع
علَي ِه َوسَلّم إذا أوى إلى صلّى الُّ َلّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان رَسُول ا ِ - 814عن البراء بن عازب رَ ِ
فراشه نام على شقه اليمن ثم قال< :اللهم أسلمت نفسي إليك ،ووجهت وجهي إليك ،وفوضت
أمري إليك ،وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك ،ل ملجأ ول منجى منك إل إليك ،آمنت بكتابك
الذي أنزلت ،ونبيك الذي أرسلت> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ بهذا اللفظ في كتاب الدب من صحيحه.
علَي ِه َوسَلّم< :إذا أتيت مضجعك لّ صَلّى الُّ َ - 815وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ
فتوضأ وضوءك للصلة ثم اضطجع على شقك اليمن وقل> وذكر نحوه وفيه< :واجعلهن آخر
ما تقول> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
- 813وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يصلي من الليل إحدى
عشرة ركعة ،فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه اليمن حتى يجيء
علَيهِ.
المؤذن فيؤذنه .مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم إذا أخذ مضجعه من الليل صلّى الُّ َ - 817وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان النبي َ
وضع يده تحت خده ثم يقول< :اللهم باسمك أموت وأحيا> وإذا استيقظ قال< :الحمد ل الذي
أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال أبي :بينما أنا مضطجع في المسجد - 818وعن يعيش بن طِخْ َفةَ الغفاري َر ِ
على بطني إذا رجل يحركني برجله فقال< :إن هذه ضجعة يبغضها الّ> قال :فنظرت فإذا َرسُول
علَي ِه َوسَلّمَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح. لّ صَلّى الُّ َ
ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من قعد مقعداً - 819وعن أبي هريرة رَضي الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
ل تعالى فيه كانت ل تعالى فيه كانت عليه من الّ ترة ،ومن اضطجع مضجع ًا ل يذكر ا ّ لم يذكر ا ّ
عليه من الّ ترة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
<الترة> بكسر التاء المثناة من فوق وهي :النقص .وقيل :التبعة.
* - 128 *2باب جواز الستلقاء على القفا ووضع إحدى الرجلين على الخرى إذا لم يخف
انكشاف العورة وجواز القعود متربعًا ومحتبياً
علَيهِ َوسَلّم مستلقياً في لّ صَلّى الُّ َ ل بن زيد َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رأى َرسُول ا ِ - 820عن عبد ا ّ
علَيهِ.
المسجد واضعاً إحدى رجليه على الخرى .مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا صلى الفجر - 821وعن جابر بن سمرة َر ِ
تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء> حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وغيره بأسانيد
صحيحة.
علَي ِه َوسَلّم بفناء الكعبة لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :رأيت َرسُول ا ِ - 822وعن ابن عمر َر ِ
محتبياً بيديه هكذا ،ووصف بيديه الحتباء وهو القرفصاءَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم وهو قاعد ضيَ الُّ عَنها قالت :رأيت النبي صَلّى الُّ َ - 823وعن قيلة بنت مخرمة َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق. القرفصاء ،فلما رأيت َرسُول ا ِ
َروَاهُ أبُو دَاوُ َد والترمذي.
علَي ِه َوسَلّم وأنا
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :مر بي َرسُول ا ِ - 824وعن الشريد بن سويد َر ِ
جالس هكذا :وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على إلية يدي فقال< :أتقعد قعدة
المغضوب عليهم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
* - 129 *2باب آداب المجلس والجليس
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ل يقيمن أحدكم - 825عن ابن عمر َرضِي الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
رجلً من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن توسعوا وتفسحوا> وكان ابن عمر إذا قام له رجل من
مجلسه لم يجلس فيهُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا قام أحدكم - 826وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
من مجلس ثم رجع إليه فهو أحق به> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم جلس ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنا إذا أتينا النبي صَلّى الُّ َ - 827وعن جابر بن سمرة َر ِ
حسَنٌ.أحدنا حيث ينتهيَ .روَاهُ أبُو دَاوُ َد والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه
لّ صَلّى الُّ َ - 828وعن أبي عبد الّ سلمان الفارسي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
َوسَلّم< :ل يغتسل رجل يوم الجمعة ،ويتطهر ما استطاع من طهر ،ويدهن من دهنه أو يمس من
طيب بيته ،ثم يخرج فل يفرق بين اثنين ،ثم يصلي ما كتب له ،ثم ينصت إذا تكلم المام إل غفر
له ما بينه وبين الجمعة الخرى> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم لّ صَلّى الُّ َ - 829وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
حسَنٌ.قال< :ل يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إل بإذنهما> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
وفي رواية لبي داود< :ل يجلس بين رجلين إل بإذنهما> .
علَيهِ َوسَلّم لعن من جلس لّ صَلّى الُّ َ - 830وعن حذيفة بن اليمان َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
وسط الحلقةَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن .وروى الترمذي عن أبي مِجْ َلزٍ أن رجلً قعد وسط
علَيهِ َوسَلّم ،أو لعن الّ على لسان محمد حلقة فقال حذيفة :ملعون على لسان محمد صَلّى الُّ َ
علَيهِ َوسَلّم من جلس وسط الحلقة .قال الترمذي حديث حسن صحيح. صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول: ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 831وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
<خير المجالس أوسعها> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح على شرط البخاري.
علَي ِه َوسَلّم< :من جلس في صلّى الُّ َلّ َ - 832وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك :سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد إن ل إله
إل أنت ،أستغفرك وأتوب إليك ،إل غفر له ما كان في مجلسه ذلك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ
ن صحيح. حسَ ٌ َ
خرَةٍ إذالّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول بِأَ َ
- 833وعن أبي برزة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ
أراد أن يقوم من المجلس< :سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد إن ل إله إل أنت ،أستغفرك وأتوب
إليك> فقال رجل :يا َرسُول الِّ إنك لتقول قولً ما كنت تقوله فيما مضى؟ قال< :ذلك كفارة لما
يكون في المجلس> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ ،ورواه الحاكم أبو عبد الّ في المستدرك من رواية عائشة
َرضِيَ الُّ عَنها وقال حديث صحيح السناد.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقوم من ضيَ الُّ عَنهُ قال :قلما كان َرسُول ا ِ - 834وعن ابن عمر َر ِ
مجلس حتى يدعو بهؤلء الدعوات< :اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين
معاصيك ،ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ،ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ،اللهم
متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ،واجعله الوارث منا ،واجعل ثأرنا على من ظلمنا،
وانصرنا على من عادانا ،ول تجعل مصيبتنا في ديننا ،ول تجعل الدنيا أكبر همنا ،ول مبلغ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علمنا ،ول تسلط علينا من ل يرحمنا> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
علَي ِه َوسَلّم< :ما من قوم صلّى الُّ َلّ َ - 835وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
ل تعالى فيه إل قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة> يقومون من مجلس ول يذكرون ا ّ
َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
علَيهِ َوسَلّم قال< :ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا - 836وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
الّ تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم فيه إل كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم>
حسَنٌ.
ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من قعد مقعداً لم يذكر الّ - 837وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
ل ترة ،ومن اضطجع مضجعاً ل يذكر الّ تعالى فيه كانت عليه من الّ تعالى فيه كانت عليه من ا ّ
ترة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ .وقد سبق قريباً (انظر الحديث رقم . )816
* - 130 *2باب الرؤيا وما يتعلق بها
ل تعالى (الروم { :)23ومن آياته منامكم بالليل والنهار}. @قال ا ّ
علَي ِه َوسَلّم يقول< :لم لّ صَلّى الُّ َ - 838وعن أبي هريرة رَضي الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
يبق من النبوة إل المبشرات> قالوا :وما المبشرات؟ قال< :الرؤيا الصالحة> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا - 839وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
علَيهِ.
المؤمن تكذب ،ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية< :وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً> .
علَي ِه َوسَلّم< :من رآني في المنام لّ صَلّى الُّ َ - 840وعنه رَضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
فسيراني في اليقظة ،أو كأنما رآني في اليقظة؛ ل يتمثل الشيطان بي> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :إذا - 841وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
ل تعالى فليحمد الّ عليها وليحدث بها ،وفي رواية :فل رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من ا ّ
يحدث بها إل من يحب ،وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها
علَيهِ.
ول يذكرها لحد فإنها ل تضره> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :الرؤيا الصالحة - ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ َ - 842وعن أبي قتادة َر ِ
وفي رواية :الرؤيا الحسنة -من الّ ،والحلم من الشيطان ،فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن
علَيهِ.
شماله ثلث ًا وليتعوذ من الشيطان فإنها ل تضره> ُمتّفَقٌ َ
<النفث> :نفخ لطيف ل ريق معه.
علَي ِه َوسَلّم قال< :إذا رأى أحدكم لّ صَلّى الُّ َ - 843وعن جابر رَضيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلثاً ،وليستعذ بال من الشيطان ثلثاً ،وليتحول عن جنبه
الذي كان عليه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 844وعن أبي السقع واثلة بن السقع َر ِ
َوسَلّم< :إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه ،أو يري عينه ما لم تر ،أو يقول على
علَي ِه َوسَلّم ما لم يقل> َروَاهُ البُخَا ِريّ. لّ صَلّى الُّ َ
َرسُول ا ِ
* *1كتاب السلم
* - 131 *2باب فضل السلم والمر بإفشائه
ل تعالى (النور { :)27يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت ًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا @قال ا ّ
وتسلموا على أهلها}.
وقال تعالى (النور { :)61فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الّ مباركة طيبة}.
وقال تعالى (النساء { :)86وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}.
وقال تعالى (الذاريات { :)25 ،24هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا:
سلماً ،قال :سلم}.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ل سأل َرسُول ا ِ ضيَ الُّ عَنهُ أن رج ً - 845وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم :أي السلم خير؟ قال< :تطعم الطعام ،وتقرأ السلم على من عرفت ومن لم تعرف> ُمتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
- 846وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :لما خلق الّ تعالى
آدم قال :اذهب فسلم على أولئك :نفر من الملئكة جلوس ،فاسمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية
علَيهِ.
ذريتك .فقال :السلم عليكم .فقالوا :السلم عليك ورحمة الّ .فزادوه ورحمة الّ> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم صلّى الُّ َلّ َ - 847وعن أبي عبادة البراء بن عازب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال أمرنا رَسُول ا ِ
بسبع :بعيادة المريض ،واتباع الجنائز ،وتشميت العاطس ،ونصر الضعيف ،وعون المظلوم،
علَيهِ .هذا لفظ إحدى روايات البخاري. وإفشاء السلم ،وإبرار المقسم .مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :ل تدخلوا صلّى الُّ َ لّ َ
- 848وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
الجنة حتى تؤمنوا ،ول تؤمنوا حتى تحابوا ،أول أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا
السلم بينكم> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِلّ صَلّى الُّ َ - 849وعن أبي يوسف عبد الّ بن سلم َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
َوسَلّم يقول< :يا أيها الناس أفشوا السلم ،وأطعموا الطعام ،وصلوا الرحام ،وصلوا والناس
نيام ،تدخلوا الجنة بسلم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح.
- 850وعن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الّ بن عمر فيغدو معه إلى السوق ،قال:
ط ( )1ول صاحب بيعة ول مسكين ول أحد إل فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الّ على سَقّا ٍ
ل بن عمر يوماً فاستتبعني إلى السوق فقلت له :ما تصنع سلم عليه .قال الطفيل :فجئت عبد ا ّ
بالسوق وأنت ل تقف على البيع ول تسأل عن السلع ول تسوم بها ول تجلس في مجالس
السوق؟ وأقول :اجلس بنا ههنا نتحدث .فقال :يا أبا بطن (وكان الطفيل ذا بطن) إنما نغدو من
أجل السلم نسلم على من لقيناه .رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيح.
------
( )1سَقّاط :بياع السّقَطِ ،وهو رديءُ المتاع.
------
* - 132 *2باب كيفية السلم
ل وبركاته .فيأتي بضمير الجمع وإن @ستحب أن يقول المبتدئ بالسلم :السلم عليكم ورحمة ا ّ
ل وبركاته .فيأتي بواو العطف كان المسلم عليه واحداً ،ويقول المجيب :وعليكم السلم ورحمة ا ّ
في قوله :وعليكم.
علَيهِ َوسَلّم
ضيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ َ - 851وعن عمران بن الحصين َر ِ
فقال :السلم عليكم .فرد عليه ثم جلس فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :عشر> ثم جاء آخر
فقال :السلم عليكم ورحمة الّ .فرد عليه فجلس فقال< :عشرون> ثم جاء آخر فقال :السلم
ل وبركاته .فرد عليه فجلس فقال< :ثلثون> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ عليكم ورحمة ا ّ
حسَنٌ.
حَدِيثٌ َ
علَيهِ َوسَلّم< :هذا جبريل لّ صَلّى الُّ َ - 852وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :قال لي َرسُول ا ِ
علَيهِ.
ل وبركاته .مُتّفَقٌ َ يقرأ عليك السلم> قالت قلت :وعليه السلم ورحمة ا ّ
وهكذا وقع في بعض روايات الصحيحين< :وبركاته> وفي بعضها بحذفها ،وزيادة الثقة مقبولة.
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلثاً - 853وعن أنس َر ِ
حتى تفهم عنه ،وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلثاًَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
وهذا محمول على ما إذا كان الجمع كبيراً.
ضيَ الُّ عَنهُ في حديثه الطويل قال :كنا نرفع للنبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم - 854وعن المقداد َر ِ
نصيبه من اللبن فيجيء من الليل فيسلم تسليماً ل يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان ،فجاء النبي صَلّى
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فسلم كما كان يسلمَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم مر في المسجد لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنها أن َرسُول ا ِ - 855وعن أسماء بنت يزيد رَ ِ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ يوم ًا وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليمَ .روَاهُ التّرمِ ِذ ّ
وهذا محمول على أنه صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم جمع بين اللفظ والشارة .ويؤيده أن في رواية أبي
داود :فسلم علينا.
علَي ِه َوسَلّم فقلت: لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :أتيت َرسُول ا ِ - 856وعن أبي جري الهجيمي َر ِ
عليك السلم يا َرسُول الِّ .قال< :ل تقل عليك السلم فإنه عليك السلم تحية الموتى> َروَاهُ أبُو
ن صحيح .وقد سبق بطوله (انظر الحديث رقم . )793 حسَ ٌ حدِيثٌ َ دَاوُ َد والترمذي وَقَالَ َ
* - 133 *2باب آداب السلم
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :يسلم الراكب ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 857عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
على الماشي ،والماشي على القاعد ،والقليل على الكثير> ُمتّفَقٌ َ
وفي رواية للبخاري :والصغير على الكبير.
لّ صَلّى الُّ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 858وعن أبي أمامة صدي بن عجلن الباهلي َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :إن أولى الناس بال من بدأهم بالسلم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد. َ
و َروَاهُ التّرمِ ِذيّ عن أبي أمامة قيل :يا َرسُول الِّ الرجلن يلتقيان أيهما يبدأ بالسلم؟ قال:
<أولهما بال تعالى> قال الترمذي حديث حسن.
* - 134 *2باب استحباب إعادة السلم على من تكرر لقاؤه على قرب بأن دخل ثم خرج ثم دخل
في الحال أو حال بينهما شجرة ونحوها
ضيَ الُّ عَنهُ في حديث المسيء في صلته أنه جاء فصلى ثم جاء إلى - 859عن أبي هريرة َر ِ
علَي ِه َوسَلّم فسلم عليه فرد السلم فقال< :ارجع فصل فإنك لم تصل> فرجع النبي صَلّى الُّ َ
علَيهِ َوسَلّم حتى فعل ذلك ثلث مراتُ .متّفَقٌ عَلَيهِ. فصلى ،ثم جاء فسلم على النبي صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا لقي أحدكم أخاه - 860وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
فليسلم عليه ،فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
* - 135 *2باب استحباب السلم إذا دخل بيته
ل تعالى (النور { :)61فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الّ مباركة @قال ا ّ
طيبة}.
علَيهِ َوسَلّم< :يا بني إذا لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ - 861وعن أنس َر ِ
حسَنٌ ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
صحيح.
* - 136 *2باب السلم على الصبيان
لّ صَلّى الُّ ضيَ الُّ عَنهُ أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال :كان َرسُول ا ِ - 862عن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم يفعلهُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
َ
* - 137 *2باب سلم الرجل على زوجته والمرأة من محارمه وعلى أجنبية وأجنبيات ل يخاف
الفتنة بهن وسلمهن بهذا الشرط
- 863عن سهل بن سعد َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كانت فينا امرأة -وفي رواية :كانت لنا عجوز -
تأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر وتكركر حبات من شعير ،فإذا صلينا الجمعة وانصرفنا
نسلم عليها فتقدمه إليناَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
قوله <تكركر> :أي تطحن.
علَي ِه َوسَلّم - 864وعن أم هانئ فاختة بنت أبي طالب َرضِيَ الُّ عَنها قالت :أتيت النبي صَلّى الُّ َ
يوم الفتح وهو يغتسل وفاطمة تستره فسلمت .وذكرت الحديثَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم في ضيَ الُّ عَنها قالت :مر علينا النبي صَلّى الُّ َ - 865وعن أسماء بنت يزيد رَ ِ
حسَنٌ .وهذا لفظ أبي داود ،ولفظ نسوة فسلم عليناَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم مر في المسجد يوم ًا وعصبة من النساء قعود الترمذي :إن َرسُول ا ِ
فألوى بيده بالتسليم.
* - 138 *2باب تحريم ابتدائنا الكفار بالسلم وكيفية الرد عليهم واستحباب السلم على أهل
مجلس فيهم مسلمون وكفار
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :ل تبدؤوا ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 866عن أبي هريرة َر ِ
اليهود والنصارى بالسلم ،فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :إذا سلم عليكم أهل لّ صَلّى الُّ َ - 867وعن أنس رَضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
علَيهِ.
الكتاب فقولوا :وعليكم> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم مر على مجلس فيه أخلط من - 868وعن أسامة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
المسلمين والمشركين عبدة الوثان ،واليهود فسلم عليهم النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّمُ .متّفَقٌ
علَيهِ.
َ
* - 139 *2باب استحباب السلم إذا قام من المجلس وفارق جلساءه أو جليسه
علَي ِه َوسَلّم< :إذا انتهى أحدكم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 869عن أبي هريرة َر ِ
إلى المجلس فليسلم ،فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الولى بأحق من الخرة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
حسَنٌ.والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 140 *2باب الستئذان وآدابه
ل تعالى (النور { :)27يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت ًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا @قال ا ّ
وتسلموا على أهلها}.
وقال تعالى (النور { :)59وإذا بلغ الطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم}.
علَي ِه َوسَلّم< :الستئذان لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 870وعن أبي موسى َر ِ
علَيهِ.
ثلث ،فإن أذن لك وإل فارجع> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إنما جعل ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 871وعن سهل بن سعد رَ ِ
الستئذان من أجل البصر> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
- 872وعن ربعي بن حراش قال :حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صَلّى الُّ
علَيهِ َوسَلّم لخادمه< :اخرج إلى لّ صَلّى الُّ َ
علَي ِه َوسَلّم وهو في بيت فقال :أألج؟ فقال َرسُول ا ِ َ
هذا فعلمه الستئذان فقل له قل :السلم عليكم أأدخل؟> فسمعه الرجل فقال :السلم عليكم أأدخل؟
علَيهِ َوسَلّم فدخلَ .روَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح. فأذن له النبي صَلّى الُّ َ
علَي ِه َوسَلّم فدخلت عليه ولم ضيَ الُّ عَنهُ قال :أتيت النبي صَلّى الُّ َ - 873وعن كلدة بن الحنبل َر ِ
أسلم فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ارجع فقل :السلم عليكم أأدخل؟> َروَاهُ أبُو دَاوُد
حسَنٌ.وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 141 *2باب بيان أن السنة إذا قيل للمستأذن من أنت أن يقول فلن فيسمي نفسه بما يعرف
به من اسم أو كنية وكراهة قوله أنا ونحوها
لّ صَلّى ا ُ
لّ ضيَ الُّ عَنهُ في حديثه المشهور في السراء قال ،قال َرسُول ا ِ - 874عن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :ثم صعد بي جبريل إلى السماء الدنيا فاستفتح .فقيل :من هذا؟ قال :جبريل .قيل: َ
ومن معك؟ قال :محمد .ثم صعد إلى السماء الثانية والثالثة والرابعة وسائرهن ،ويقال في باب
كل سماء :من هذا؟ فيقول :جبريل> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :خرجت ليلة من الليالي فإذا َرسُول ا ِ - 875وعن أبي ذر رَ ِ
َوسَلّم يمشي وحده ،فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال< :من هذا؟> فقلت :أبو ذر.
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنها قالت :أتيت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وهو يغتسل وفاطمة - 876وعن أم هانئ رَ ِ
علَيهِ.
تستره فقال< :من هذه؟> فقلت :أنا أم هانئُ .متّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :أتيت النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فدققت الباب فقال< :من - 877وعن جابر َر ِ
هذا؟> فقلت :أنا .فقال< :أنا أنا!> كأنه كرههاُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
* - 142 *2باب استحباب تشميت العاطس إذا حمد الّ تعالى وكراهية تشميته إذا لم يحمد الّ
تعالى وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إن الّ يحب - 878عن أبي هريرة َر ِ
العطاس ويكره التثاؤب ،فإذا عطس أحدكم وحمد الّ تعالى كان حقاً على كل مسلم سمعه أن
يقول له :يرحمك الّ .وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان ،فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع،
فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :إذا عطس أحدكم فليقل :الحمد - 879وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
ل ،وليقل له أخوه أو صاحبه :يرحمك الّ؛ فإذا قال له يرحمك الّ فليقل :يهديكم الّ ويصلح
بالكم> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم يقول< :إذا لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 880وعن أبي موسى َر ِ
ل فشمتوه ،فإن لم يحمد الّ فل تشمتوه> َروَا ُه مُسِلمٌ. عطس أحدكم فحمد ا ّ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :عطس رجلن عند النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فشمت - 881وعن أنس َر ِ
أحدهما ولم يشمت الخر ،فقال الذي لم يشمته :عطس فلن فشمته وعطست فلم تشمتني؟ فقال:
<هذا حمد الّ وإنك لم تحمد الّ> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا عطس وضع - 882وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ
يده أو ثوباً على فيه وخفض -أو غض -بها صوته .شك الراويَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ
ن صحيح. حسَ ٌ حَدِيثٌ َ
علَيهِلّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان اليهود يتعاطسون عند َرسُول ا ِ - 883وعن أبي موسى َر ِ
ل ويصلح بالكم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ َوسَلّم يرجون أن يقول لهم :يرحمكم الّ ،فيقول :يهديكم ا ّ
ن صحيح.حسَ ٌالتّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
علَيهِ َوسَلّم< :إذا لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 884وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه؛ فإن الشيطان يدخل> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 143 *2باب استحباب المصافحة عند اللقاء وبشاشة الوجه وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل
ولده شفقة ومعانقة القادم من سفر وكراهية النحناء
ضيَ الُّ عَنهُ :أكانت المصافحة في أصحاب َرسُول - 885عن أبي الخطاب قتادة قال :قلت لنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم؟ قال :نعمَ .روَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم:
ضيَ الُّ عَنهُ قال :لما جاء أهل اليمن قال َرسُول ا ِ - 886وعن أنس َر ِ
<قد جاءكم أهل اليمن ،وهم أول من جاء بالمصافحة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ما من مسلمين ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 887وعن البراء رَ ِ
يلتقيان فيتصافحان إل غفر لهما قبل أن يفترقا> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رجل :يا َرسُول الِّ الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه - 888وعن أنس َر ِ
أينحني له؟ قال< :ل> قال :أفيلتزمه ويقبله؟ قال< :ل> قال :فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال< :نعم>
حسَنٌ)1( . ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
------
[( )1وهو نص في كراهة تقبيل الرجال عند اللقاء العادي .دار الحديث]
------
- 889وعن صفوان بن عسال َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال يهودي لصاحبه :اذهب بنا إلى هذا النبي،
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فسأله عن تسع آيات بينات ،فذكر الحديث إلى قوله :فقبل فأتيا َرسُول ا ِ
يده ورجله وقال :نشهد أنك نبيَ .روَاهُ التّرمِ ِذيّ وغيره بأسانيد صحيحة.
علَي ِه َوسَلّم
صلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُما قصة قال فيها :فدنونا من النبي َ - 890وعن ابن عمر َر ِ
فقبلنا يدهَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ - 891وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :قدم زيد بن حارثة المدينة و َرسُول ا ِ
علَيهِ َوسَلّم يجر ثوبه فاعتنقه وقبله. َوسَلّم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه النبي صَلّى الُّ َ
حسَنٌ.ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :ل تحقرن ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ - 892وعن أبي ذر رَ ِ
من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق> َروَا ُه مُسِلمٌ.
- 893وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :قبل النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم الحسن بن علي فقال
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ القرع بن حابس :إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً .فقال َرسُول ا ِ
علَيهِ.
َوسَلّم< :من ل يرحم ل يُرحم> مُتّفَقٌ َ
* *1كتاب عيادة المريض وتشييع الميت والصلة عليه وحضور دفنه والمكث عند قبره بعد
دفنه
* - 144 *2باب عيادة المريض
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم بعيادةضيَ الُّ عَنهماُ قال :أمرنا َرسُول ا ِ - 894عن البراء بن عازب رَ ِ
المريض ،واتباع الجنازة ،وتشميت العاطس ،وإبرار المقسم ،ونصر المظلوم ،وإجابة الداعي،
علَيهِ.
وإفشاء السلم .مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :حق المسلم - 895وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
على المسلم خمس :رد السلم ،وعيادة المريض ،واتباع الجنائز ،وإجابة الدعوة ،وتشميت
علَيهِ.
العاطس> مُتّفَقٌ َ
ل عز وجل يقول علَي ِه َوسَلّم< :إن ا ّ
لّ صَلّى الُّ َ - 896وعنه رَضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
يوم القيامة :يا ابن آدم مرضت فلم تعدني! قال :يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال :أما
علمت أن عبدي فلنًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم
استطعمتك فلم تطعمني! قال :يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال :أما علمت أنه
استطعمك عبدي فلن فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم
استسقيتك فلم تسقني! قال :يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال :استسقاك عبدي فلن
فلم تسقه! أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي!> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :عودوا لّ صَلّى الُّ َ - 897وعن أبي موسى رَضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
المريض ،وأطعموا الجائع ،وفكوا العاني> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
<العاني> :السير.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إن المسلم إذا عاد أخاه - 898وعن ثوبان َر ِ
المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع> قيل :يا َرسُول الِّ وما خرفة الجنة؟ قال< :جناها>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول< :ما من مسلم - 899وعن علي َرضِي الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
يعود مسلماً غدوة إل صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ،وإن عاده عشية إل صلى عليه
حسَنٌ. سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
<الخريف> :الثمر المخروف :أي المجتنى.
علَي ِه َوسَلّم فمرض، ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان غلم يهودي يخدم النبي صَلّى الُّ َ - 900وعن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم يعوده فقعد عند رأسه فقال له< :أسلم> فنظر إلى أبيه وهو فأتاه النبي صَلّى الُّ َ
علَيهِ َوسَلّم وهو يقول< :الحمد ل عنده؟ فقال :أطع أبا القاسم .فأسلم ،فخرج النبي صَلّى الُّ َ
الذي أنقذه من النار> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 145 *2باب ما يدعى به المريض
علَي ِه َوسَلّم كان إذا اشتكى النسان الشيء ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ َ - 901عن عائشة َر ِ
منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم بأصبعه هكذا ،ووضع سفيان بن
عيينة الراوي سبابته بالرض ثم رفعها ،وقال< :بسم الّ ،تربة أرضنا ،بريقة بعضنا ،يشفى به
علَيهِ.
سقيمنا ،بإذن ربنا> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كان يعود بعض أهله يمسح بيده - 902وعنها رَ ِ
اليمنى ويقول< :اللهم رب الناس ،أذهب البأس ،اشف أنت الشافي ،ل شفاء إل شفاؤك ،شفاء ل
علَيهِ.يغادر سقماً> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ ضيَ الُّ عَنهُ أنه قال لثابت رحمه الّ :أل أرقيك برقية َرسُول ا ِ - 903وعن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم؟ قال :بلى .قال :اللهم رب الناس ،مذهب البأس ،اشف أنت الشافي ،ل شافي إل أنت، َ
شفاء ل يغادر سقماً> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم
صلّى الُّ َ
لّ َضيَ الُّ عَنهُ قال :عادني رَسُول ا ِ - 904وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
فقال< :اللهم اشف سعداً ،اللهم اشف سعداً ،اللهم اشف
سعداً> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ ضيَ الُّ عَنهُ أنه شكا إلى َرسُول ا ِ - 905وعن أبي عبد الّ عثمان بن أبي العاص َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ضع يدك على الذي علَي ِه َوسَلّم وجعاً يجده في جسده ،فقال له َرسُول ا ِ َ
ل وقدرته من شر ما أجد يألم من جسدك وقل :بسم الّ ثلثاً ،وقل سبع مرات :أعوذ بعزة ا ّ
وأحاذر> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنهماُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :من عاد مريضاً - 906وعن ابن عباس َر ِ
لم يحضر أجله فقال عند سبع مرات :أسأل الّ العظيم ،رب العرش العظيم أن يشفيك ،إل عافاه
سنٌ .وقال الحاكم حديث صحيح على ح َ
حدِيثٌ َ ي وَقَالَ َالّ من ذلك المرض> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذ ّ
شرط البخاري.
علَيهِ َوسَلّم دخل على أعرابي يعوده ،وكان إذا - 907وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
دخل على من يعوده قال< :ل بأس ،طهور إن شاء الّ> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم فقال :يا ضيَ الُّ عَنهُ أن جبريل أتى النبي صَلّى الُّ َ - 908وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
محمد اشتكيت؟ قال< :نعم> قال :بسم الّ أرقيك ،من كل شيء يؤذيك ،من شر كل نفس أو عين
ل يشفيك ،بسم الّ أرقيكَ .روَا ُه مُسلِمٌ. حاسد ،ا ّ
لّ صَلّى - 909وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُما أنهما شهدا على َرسُول ا ِ
ل وال أكبر صدقه ربه فقال :ل إله إل أنا وأنا الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أنه قال< :من قال :ل إله إل ا ّ
أكبر ،وإذا قال :ل إله إل الّ وحده ل شريك له قال يقول :ل إله إل أنا وحدي ل شريك لي ،وإذا
قال :ل إله إل الّ له الملك وله الحمد قال :ل إله إل أنا لي الحمد ولي الملك ،وإذا قال :ل إله إل
الّ ول حول ول قوة إل بال قال :ل إله إل أنا ول حول ول قوة إل بي .وكان يقول< :من قالها
سنٌ.
ح َ حدِيثٌ َ ي وَقَالَ َ
في مرضه ثم مات لم تطعمه النار> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
* - 146 *2باب استحباب سؤال أهل المريض عن حاله
ضيَ الُّ عَنهُ خرج من عند ضيَ الُّ عَنهُما أن علي بن أبي طالب َر ِ - 910عن ابن عباس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس :يا أبا الحسن كيف أصبح لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم؟ فقال :أصبح بحمد الّ بارئاًَ .روَاهُ البُخَا ِريّ. لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
* - 147 *2باب ما يقوله من أيس من حياته
ضيَ الُّ عَنها قالت سمعت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وهو مستند إلي يقول: - 911عن عائشة َر ِ
علَيهِ.
<اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق العلى> مُتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم وهو بالموت ،عنده قدح لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنها قالت رأيت َرسُول ا ِ - 912وعنها رَ ِ
فيه ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول< :اللهم أعني على غمرات
الموت وسكرات الموت> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ.
* - 148 *2باب استحباب وصية أهل المريض ومن يخدمه بالحسان إليه واحتماله والصبر على
ما يشق من أمره وكذا الوصية بمن قرب سبب موته بحد أو قصاص ونحوهما
علَيهِضيَ الُّ عَنهماُ أن امرأة من جهينة أتت النبي صَلّى الُّ َ - 913عن عمران بن الحصين َر ِ
ل صَلّى الُّ َوسَلّم وهي حبلى من الزنا فقالت :يا َرسُول الِّ أصبت حداً فأقمه علي .فدعا نبي ا ّ
علَي ِه َوسَلّم وليها فقال< :أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها> ففعل ،فأمر بها النبي صَلّى الُّ َ
علَي ِه َوسَلّم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها> َروَا ُه مُسلِمٌ. َ
* - 149 *2باب جواز قول المريض أنا وجع أو شديد الوجع أو موعوك أو وارأساه ونحو ذلك
وبيان أنه ل كراهة في ذلك إذا لم يكن على التسخط وإظهار الجزع
ضيَ الُّ عَنهُ قال :دخلت على النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وهو يوعك - 914عن ابن مسعود َر ِ
فمسسته فقلت :إنك لتوعك وعكاً شديداً .فقال< :أجل أنا أوعك كما يوعك رجلن منكم> ُمتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ضيَ الُّ عَنهُ قال :جاءني َرسُول ا ِ - 915وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
يعودني من وجع اشتد بي فقلت :بلغ مني ما ترى وأنا ذو مال ول يرثني إل ابنتي .وذكر
علَيهِ.
الحديث .مُتّفَقٌ َ
- 916وعن القاسم بن محمد قال ،قالت عائشة َرضِيَ الُّ عَنها :وارأساه .فقال النبي صَلّى الُّ
علَي ِه َوسَلّم< :بل أنا وارأساه> وذكر الحديثَ .روَاهُ البُخَا ِريّ. َ
* - 150 *2باب تلقين المحتضر ل إله إل الّ
علَي ِه َوسَلّم< :من كان آخر كلمه ل لّ صَلّى الُّ َ - 917عن معاذ َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
إله إل الّ دخل الجنة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد والحاكم وقال صحيح السناد.
علَيهِ َوسَلّم< :لقنوا لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 918وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
موتاكم ل إله إل الّ> َروَا ُه مُسِلمٌ.
* - 151 *2باب ما يقوله عند تغميض الميت
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على أبي سلمة ضيَ الُّ عَنها قالت دخل َرسُول ا ِ - 919عن أم سلمة َر ِ
وقد شق بصره فأغمضه ثم قال< :إن الروح إذا قبض تبعه البصر> فضج ناس من أهله فقال:
<ل تدعوا على أنفسكم إل بخير؛ فإن الملئكة يؤمنون على ما تقولون> ثم قال< :اللهم اغفر
لبي سلمة ،وارفع درجته في المهديين ،واخلفه في عقبه في الغابرين ،واغفر لنا وله يا رب
العالمين ،وافسح له في قبره ونور له فيه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 152 *2باب ما يقال عند الميت وما يقوله من مات له ميت
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :إذا حضرتم - 920عن أم سلمة َرضِي الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ
المريض أو الميت فقولوا خيراً؛ فإن الملئكة يؤمنون على ما تقولون> قالت :فلما مات أبو
سلمة أتيت النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فقلت :يا َرسُول الِّ إن أبا سلمة قد مات .قال< :قولي:
اللهم اغفر لي وله ،وأعقبني منه عقبي حسنة> فقلت فأعقبني الّ من هو خير لي منه :محمداً
علَيهِ َوسَلّمَ .روَا ُه مُسِلمٌ هكذا< :إذا حضرتم المريض أو الميت> على الشك ،و َروَاهُ أبُو صَلّى الُّ َ
دَاوُدَ وغيره <الميت> بل شك.
علَيهِ َوسَلّم يقول ما من عبد لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنها قالت سمعت َرسُول ا ِ - 921وعنها رَ ِ
تصيبه مصيبة فيقول :إنا ل وإنا إليه راجعون ،اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها
إل آجره الّ تعالى في مصيبته وأخلف له خيرًا منها> قالت :فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّمَ .روَاهُ علَي ِه َوسَلّم فأخلف الّ لي خيراً منهَ :رسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :إذا مات ولد ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 922وعن أبي موسى َر ِ
العبد قال الّ تعالى لملئكته :قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون :نعم .فيقول :قبضتم ثمرة فؤاده؟
ل تعالى :ابنوا فيقولون :نعم .فيقول :فماذا قال عبدي؟ فيقولون :حمدك واسترجعك ،فيقول ا ّ
حسَنٌ.
لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :يقول الّ تعالى: - 923وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إل الجنة> َروَاهُ
البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم
ضيَ الُّ عَنهُ قال :أرسلت إحدى بنات النبي صَلّى الُّ َ - 924وعن أسامة بن زيد َر ِ
إليه تدعوه وتخبره أن صبياً لها أو ابناً في الموت ،فقال للرسول< :ارجع إليها فأخبرها أن ل
تعالى ما أخذ ،وله ما أعطى ،وكل شيء عند بأجل مسمى ،فمرها فلتصبر ولتحتسب> وذكر تمام
علَيهِ.
الحديث .مُتّفَقٌ َ
* - 153 *2باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ول نياحة
@أما النياحة فحرام ،وسيأتي فيها باب كتاب النهي إن شاء الّ تعالى .وأما البكاء فجاءت
أحاديث بالنهي عنه ،وأن الميت يعذب ببكاء أهله .وهي متأولة محمولة على من أوصى به،
والنهي إنما هو عن البكاء الذي فيه ندب أو نياحة .والدليل على جواز البكاء بغير ندب ول نياحة
أحاديث كثيرة .منها:
علَي ِه َوسَلّم عاد سعد بن عبادة ومعه صلّى الُّ َ
لّ َضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ - 925عن ابن عمر َر ِ
ضيَ الُّ عَنهُم فبكى َرسُول عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الّ بن مسعود َر ِ
علَي ِه َوسَلّم بكوا .فقال< :أل لّ صَلّى الُّ َ علَي ِه َوسَلّم ،فلما رأى القوم بكاء َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َا ِ
تسمعون؟ إن الّ ل يعذب بدمع العين ،ول بحزن القلب ،ولكن يعذب بهذا أو يرحم> وأشار إلى
علَيهِ.
لسانه .مُتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم رفع إليه ابن لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 926وعن أسامة بن زيد َر ِ
علَيهِ َوسَلّم ،فقال له سعد :ما هذا يا لّ صَلّى الُّ َ
ابنته وهو في الموت ففاضت عينا َرسُول ا ِ
َرسُول الِّ؟ قال< :هذه رحمة جعلها الّ تعالى في قلوب عباده ،وإنما يرحم الّ من عباده
علَيهِ.
الرحماء> ُمتّفَقٌ َ
ضيّلّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم دخل على ابنه إبراهيم َر ِ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 927وعن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم تذرفان ،فقال له عبد لّ صَلّى الُّ َالّ عَنهُ وهو يجود بنفسه فجعلت عينا َرسُول ا ِ
الرحمن بن عوف :وأنت يا َرسُول الِّ؟ فقال< :يا ابن عوف إنها رحمة> ثم أتبعها بأخرى فقال:
<إن العين تدمع ،والقلب يحزن ،ول نقول إل ما يرضي ربنا ،وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون>
َروَاهُ البُخَا ِريّ .وروى مسلم بعضه.
والحاديث في الباب كثيرة في الصحيح مشهورة ،وال أعلم.
* - 154 *2باب الكف عما يرى من الميت من مكروه
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أن َرسُول ا ِ - 928عن أبي رافع أسلم مولى َرسُول ا ِ
َوسَلّم قال< :من غسل ميتاً فكتم عليه غفر الّ له أربعين مرة> رواه الحاكم وقال صحيح على
شرط مسلم.
* - 155 *2باب الصلة على الميت وتشييعه وحضور دفنه وكراهة اتباع النساء الجنائز
- 929قد سبق فضل التشييع (انظر كتاب عيادة المريض وتشييع الميت) .
علَيهِ َوسَلّم< :من شهد الجنازة لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ وعن أبي هريرة َر ِ
حتى يصلى عليها فله قيراط ،ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان> قيل :وما القيراطان؟ قال:
<مثل الجبلين العظيمين> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال :من اتبع جنازة مسلم إيماناً - 930وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
واحتساب ًا وكان معه حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الجر بقيراطين كل قيراط
مثل أحد ،ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ضيَ الُّ عَنها قالت :نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم عليناُ .متّفَقٌ عَلَيهِ. - 931وعن أم عطية رَ ِ
ومعناه :لم يشدد في النهي كما يشدد في المحرمات.
* - 156 *2باب استحباب تكثير المصلين على الجنازة وجعل صفوفهم ثلثة فأكثر
علَيهِ َوسَلّم< :ما من ميت لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنها قالت :قال َرسُول ا ِ - 932عن عائشة َر ِ
يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إل شفعوا فيه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :ما ضيَ الُّ عَنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ - 933وعن ابن عباس َر ِ
ل فيه> من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلً ل يشركون بال شيئاً إل شفعهم ا ّ
َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ إذا صلى على - 934وعن َم ْرثَد بن عبد الّ ال َيزَنِي قال :كان مالك بن هبيرة َر ِ
علَي ِه َوسَلّم:
لّ صَلّى الُّ َ
الجنازة فتقال الناس عليها جزأهم ثلثة أجزاء ،ثم قال ،قال َرسُول ا ِ
حسَنٌ.<من صلى عليه ثلثة صفوف فقد أوجب> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 157 *2باب ما يقرأ في صلة الجنازة
@كبر أربع تكبيرات .يتعوذ بعد الولى ثم يقرأ فاتحة الكتاب ،ثم يكبر الثانية ،ثم يصلي على
علَي ِه َوسَلّم فيقول :اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .والفضل أن يتممه النبي صَلّى الُّ َ
بقوله :كما صليت على إبراهيم إلى قوله حميد مجيد ،ول يفعل ما يفعله كثير من العوام من
ل وملئكته يصلون على النبي} الية ( 56الحزاب) فإنه ل تصح صلته إذا اقتصر قولهم{ :إن ا ّ
عليه ،ثم يكبر الثالثة ويدعو للميت وللمسلمين بما سنذكره من الحاديث إن شاء الّ تعالى ،ثم
يكبر الرابعة ويدعو .ومن أحسنه :اللهم ل تحرمنا أجره ،ول تفتنا بعده ،واغفر لنا وله.
والمختار أنه يطول الدعاء في الرابعة خلف ما يعتاده أكثر الناس؛ لحديث ابن أبي أوفى الذي
ل تعالى (انظر الحديث رقم )937فأما الدعية المأثورة بعد التكبيرة الثالثة سنذكره إن شاء ا ّ
فمنها:
لّ صَلّى الُّ - 935عن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :صلى َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول :اللهم اغفر له وارحمه ،وعافه واعف َ
عنه ،وأكرم نزله ووسع مدخله ،واغسله بالماء والثلج والبرد ،ونقه من الخطايا كما نقيت
الثوب البيض من الدنس ،وأبد له داراً خيراً من داره ،وأهلً خيراً من أهله ،وزوجاً خيراً من
زوجه ،وأدخله الجنة ،وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار> حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك
الميتَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
- 936وعن أبي هريرة وأبي قَتادة وأبي إبراهيم الشهلي عن أبيه ،وأبوه صحابيَ ،رضِيَ الُّ
علَي ِه َوسَلّم أنه صلى على جنازة فقال< :اللهم اغفر لحينا وميتنا، عَنهُم عن النبي صَلّى الُّ َ
وصغيرنا وكبيرنا ،وذكرنا وأنثانا ،وشاهدنا وغائبنا ،اللهم من أحييته منا فأحيه على السلم،
ومن توفيته منا فتوفه على اليمان ،اللهم ل تحرمنا أجره ،ول تفتنا بعده> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ من
رواية أبي هريرة والشهلي .و َروَاهُ أبُو دَاوُدَ من رواية أبي هريرة وأبي قتادة .قال الحاكم:
حديث أبي هريرة صحيح على شرط البخاري ومسلم .قال الترمذي قال البخاري :أصح روايات
هذا الحديث رواية الشهلي .قال البخاري وأصح شيء في الباب حديث عوف بن مالك.
علَي ِه َوسَلّم يقول< :إذا لّ صَلّى الُّ َ - 937وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
علَيهِ َوسَلّم في الصلة على الجنازة< :اللهم أنت - 938وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
ربها ،وأنت خلقتها ،وأنت هديتها للسلم ،وأنت قبضت روحها ،وأنت أعلم بسرها وعلنيتها،
جئناك شفعاء له فاغفر له> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على ضيَ الُّ عَنهُ قال :صلى بنا َرسُول ا ِ - 939وعن واثلة بن السقع َر ِ
رجل من المسلمين فسمعته يقول< :اللهم إن فلن ابن فلن في ذمتك وحبل جوارك ،فقه فتنة
القبر وعذاب النار ،وأنت أهل الوفاء والحمد ،اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم>
َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
ضيَ الُّ عَنهُ :أنه كبر على جنازة ابنة له أربع تكبيرات - 940وعن عبد الّ بن أبي أوفى َر ِ
لّ صَلّى الُّ فقام بعد الرابعة كقدر ما بين التكبيرتين يستغفر لها ويدعو ثم قال :كان َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم يصنع هكذا .وفي رواية< :كبر أربع ًا فمكث ساعة حتى ظننت أنه سيكبر خمساً ثم َ
سلم عن يمينه وعن شماله ،فلما انصرف قلنا له :ما هذا؟ فقال :إني ل أزيد على ما رأيت َرسُول
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم> رواه الحاكم علَي ِه َوسَلّم يصنع ،أو هكذا صنع َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
وقال حديث صحيح.
* - 158 *2باب السراع بالجنازة
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :أسرعوا بالجنازة فإن - 941عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
تك صالحة فخير تقدمونها إليه ،وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية لمسلم< :فخير تقدمونها عليه> .
ضيَ الُّ عَنهُ قال كان النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول< :إذا - 942وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم ،فإن كانت صالحة قالت قدموني ،وإن كانت غير
صالحة قالت لهلها يا ويلها أين تذهبون بها! يسمع صوتها كل شيء إل النسان ولو سمع
النسان لصعق> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 159 *2باب تعجيل قضاء الدين عن الميت والمبادرة إلى تجهيزه إل أن يموت فجأة فيترك
حتى يتيقن موته
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :نفس المؤمن معلقة - 943عن أبي هريرة َر ِ
حسَنٌ. بدينه حتى يقضى عنه> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن طلحة بن البراء َرضِيَ الُّ عَنهُ مرض فأتاه - 944وعن حصين بن وحوح رَ ِ
علَي ِه َوسَلّم يعوده فقال< :إني ل أرى طلحة إل قد حدث فيه الموت فآذنوني به النبي صَلّى الُّ َ
وعجلوا به فإنه ل ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
* - 160 *2باب الموعظة عند القبر
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ - 945عن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا َرسُول ا ِ
َوسَلّم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته ،ثم قال< :ما منكم من أحد
إل وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة> فقالوا :يا َرسُول الِّ أفل نتكل على كتابنا؟ فقال:
علَيهِ.
<اعملوا فكل ميسر لما خلق له> وذكر تمام الحديث .مُتّفَقٌ َ
* - 161 *2باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدعاء له والستغفار والقراءة
ضيَ الُّ عَنهُ قال: - 946عن أبي عمرو ،وقيل :أبو عبد الّ ،وقيل :أبو ليلى ،عثمان بن عفان َر ِ
علَي ِه َوسَلّم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال< :استغفروا لخيكم كان النبي صَلّى الُّ َ
واسألوا له التثبيت فإن الن يسأل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :إذا دفنتموني فأقيموا حول قبري قدر ما تنحر - 947وعن عمرو بن العاص َر ِ
جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأعلم ماذا أراجع به رسل ربيَ .روَا ُه مُسلِمٌ .وقد سبق
بطوله (انظر الحديث رقم . )709
قال الشافعي رحمه الّ :ويستحب أن يقرأ عنده شيء من القرآن وإن ختموا القرآن كله كان
حسناً.
* - 162 *2باب الصدقة عن الميت والدعاء له
ل تعالى (الحشر { :)10والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين @قال ا ّ
سبقونا باليمان}.
علَي ِه َوسَلّم :إن أمي ا ْفتَ َلتَتْ - 948وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن رجلً قال للنبي صَلّى الُّ َ
نَ ْفسُها ( ،)1وأراها لو تَكَّلمَتْ ،تصَدّقَتْ؛ فهل لها أجرٌ إن تَصَدّقْتُ عنها؟ قال< :نعم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
()2
--------
[( )1افتلتت نفسها :أي ُتوُفّيـَت
( )2وهو نص صريح في جواز ،بل سنية ،التصدق عن الميت ،ول يجادل في ذلك إل مبتدع ذو
هوىً ،أو جاه ٍل مُدّعٍ { ...وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}{ .ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}.
ومثله الحج عن الغير ،مشروع كذلك بنص السنة ،وهو يشتمل على جميع الطاعات من إحرام
وطواف ووقوف بعرفة وصلة وهَدي وصدقة وأذكار وغيرها ...ونصه ،الحديث رقم ... :1279
أن امرأة قالت :يا َرسُول الِّ إن فريضة الّ على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً ل يثبت
على الراحلة أفأحج عنه؟ قال< :نعم> ُمتّفّق عَلَيهِ .والحديث رقم 1280عن لقيط بن عامر َرضِيَ
علَي ِه َوسَلّم فقال :إن أبي شيخ كبير ل يستطيع الحج ول العمرة الُّ عَنهُ أنه أتى النبي صَلّى الُّ َ
ن صحيح. حسَ ٌ
ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ ول الظعن؟ قال< :حج عن أبيك واعتمر> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
ي صريحاً ،أو ما ومنه يستنتج جواز القيام عن الغير بجميع أنواع البر والطاعات ،إل ما اس ُت ْثنِ َ
كان خلف إرادة الميت ،كما يدل قول الصحابي هنا :وأراها لو تكلمت ،تصدقت.
دار الحديث]
--------
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا مات النسان - 949وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
انقطع عمله إل من ثلث :صدقة جارية ،أو علم ينتفع له أو ولد صالح يدعو له> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 163 *2باب ثناء الناس على الميت
علَيهِضيَ الُّ عَن ُه قال :مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النبي صَلّى الُّ َ - 950عن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :وجبت> َوسَلّم< :وجبت> ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال النبي صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ :ما وجبت؟ قال< :هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، فقال عمر بن الخطاب َر ِ
وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار؛ أنتم شهداء الّ في الرض> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَن ُه فمرت - 951وعن أبي السود قال :قدمت المدينة فجلست إلى عمر بن الخطاب َر ِ
ضيَ الُّ عَنهُ :وجبت .ثم مر بأخرى فأثني على بهم جنازة فأثني على صاحبها خيراً فقال عمر َر ِ
صاحبها خيراً فقال عمر :وجبت .ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شراً فقال :وجبت .قال أبو
علَيهِ َوسَلّم< :أيما السود :فقلت :وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال قلت كما قال النبي صَلّى الُّ َ
مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الّ الجنة> فقلنا :وثلثة؟ قال< :وثلثة> فقلنا :واثنان؟ قال:
<واثنان> ثم لم نسأله عن الواحدَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 164 *2باب فضل من مات له أولد صغار
علَيهِ َوسَلّم< :ما من مسلم يموت له لّ صَلّى الُّ َ - 952عن أنس َرضِي الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
علَيهِ.
ثلثة لم يبلغوا الحنث إل أدخله الّ الجنة بفضل رحمته إياهم> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :ل يموت لحد صلّى الُّ َ لّ َ - 953وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
علَيهِ.
من المسلمين ثلثة من الولد ل تمسه النار إل تحلة القسم> مُتّفَقٌ َ
و <تحلة القسم> قول الّ تعالى (مريم { :)71وإن منكم إل واردها} والورود هو :العبور على
ل منها. الصراط ،وهو جسر منصوب على ظهر جهنم ،عافانا ا ّ
علَيهِلّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال جاءت امرأة إلى َرسُول ا ِ - 954وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
َوسَلّم فقالت :يا َرسُول الِّ ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوم ًا نأتيك فيه تعلمنا مما
علمك الّ .قال< :اجتمعن يوم كذا وكذا> فاجتمعن فأتاهن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فعلمهن
مما علمه الّ ،ثم قال< :ما منكن من امرأة تقدم ثلثة من الولد إل كانوا لها حجاباً من النار>
علَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :واثنين> ُمتّفَقٌ َ فقالت امرأة :واثنين؟ فقال َرسُول ا ِ
* - 165 *2باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم وإظهار الفتقار إلى الّ
تعالى والتحذير من الغفلة عن ذلك
علَيهِ َوسَلّم قال لصحابه (يعني لما لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 955عن ابن عمر َر ِ
وصلوا الحجر :ديار ثمود)< :ل تدخلوا على هؤلء المعذبين إل أن تكونوا باكين ،فإن لم تكونوا
علَيهِ.باكين فل تدخلوا عليهم ل يصيبكم ما أصابهم> ُمتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم بالحجر قال< :ل تدخلوا مساكن الذين لّ صَلّى الُّ َ
وفي رواية قال :لما مر َرسُول ا ِ
علَيهِل صَلَى الّ َ ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إل أن تكونوا باكين> ثم قنع َرسُول ا ّ
َوسَلّم رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي.
* *1كتاب آداب السفر
* - 166 *2باب استحباب الخروج يوم الخميس أول النهار
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم خرج في غزوة تبوك يوم - 956عن كعب بن مالك َر ِ
الخميس ،وكان يحب أن يخرج يوم الخميسُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يخرج إل في يوم وفي رواية في الصحيحين :لقلما كان َرسُول ا ِ
الخميس.
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ - 957وعن صخر بن وداعة الغامدي الصحابي َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
َوسَلّم قال< :اللهم بارك لمتي في بكورها> وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم من أول النهار،
ي وَقَالَ وكان صخر تاجراً ،وكان يبعث تجارته أول النهار فأثرى وكثر مالهَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذ ّ
حسَنٌ.حَدِيثٌ َ
* - 167 *2باب استحباب طلب الرفقة وتأميرهم على أنفسهم واحدًا يطيعونه
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :لو أن الناس ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 958عن ابن عمر َر ِ
يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ - 959وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ عَنهُم قال ،قال َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :الراكب شيطان ،والراكبان شيطانان ،والثلثة ركب> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذيّ َ
والنسائي بأسانيد صحيحة وقال الترمذي حديث حسن.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم: ضيَ الُّ عَنهُما قال قال َرسُول ا ِ - 960وعن أبي سعيد وأبي هريرة َر ِ
<إذا خرج ثلثة في سفر فليؤمروا أحدهم> حديث حسن َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :خير الصحابة - 961وعن ابن عباس َر ِ
أربعة ،وخير السرايا أربعمائة ،وخير الجيوش أربعة آلف ،ولن يغلب اثنا عشر ألفاً عن قلة>
حسَنٌ.حدِيثٌ َي وَقَالَ َ
َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذ ّ
سرَى ( )1والرفق * - 168 *2باب آداب السير والنزول والمبيت والنوم في السفر واستحباب ال ّ
بالدواب ومراعاة مصلحتها وأمر من قصر في حقها بالقيام بحقها وجواز الرداف على الدابة إذا
كانت تطيق ذلك
@------
س ْيرُ عا ّمةِ الّليْلِ]
سرَى ،كال ُهدَىَ : [( )1قال في القاموس :ال ّ
-------
علَي ِه َوسَلّم< :إذا سافرتم في لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 962عن أبي هريرة َر ِ
الخصب فأعطوا البل حظها من الرض ،وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير ،وبادروا
بها نقيها ،وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق؛ فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل> َروَا ُه مُسلِمٌ.
معنى <أعطوا البل حظها من الرض> :أي ارفقوا بها في السير لترعى في حال سيرها.
وقوله <نقيها> هو بكسر النون وإسكان القاف وبالياء المثناة من تحت وهو :المخ .معناه:
أسرعوا بها حتى تصلوا المقصد قبل أن يذهب مخها من ضنك السير.
و <التعريس> :النزول في الليل.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا كان في سفر ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 963وعن أبي قتادة َر ِ
فعرس بليل اضطجع على يمينه ،وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه.
َروَا ُه مُسلِمٌ.
قال العلماء :إنما نصب ذراعه لئل يستغرق في النوم فتفوت صلة الصبح عن وقتها أو عن أول
وقتها.
علَي ِه َوسَلّم< :عليكم بالدلجة فإن لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 964وعن أنس َر ِ
الرض تطوى بالليل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
<الدلجة> :السير في الليل.
ضيَ الُّ عَنهُ قال كان الناس إذا نزلوا منزلً تفرقوا في الشعاب - 965وعن أبي ثعلبة الخشني َر ِ
علَيهِ َوسَلّم< :إن تفرقكم في هذه الشعاب والودية إنما ذلكم لّ صَلّى الُّ َ والودية ،فقال َرسُول ا ِ
من الشيطان!> فلم ينزلوا بعد ذلك منزلً إل انضم بعضهم إلى بعضَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد
حسن.
- 966وعن سهل بن عمرو .وقيل :سهل بن الربيع بن عمرو ،النصاري المعروف بابن
علَي ِه َوسَلّملّ صَلّى الُّ َ الحنظلية ،وهو من أهل بيعة الرضوان َرضِيَ الُّ عَنهُم قال :مر َرسُول ا ِ
ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال< :اتقوا الّ في هذه البهائم المعجمة ،فاركبوها صالحة وكلوها
صالحة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِضيَ الُّ عَنهُ قال :أردفني َرسُول ا ِ - 967وعن أبي جعفر عبد الّ بن جعفر رَ ِ
َوسَلّم ذات يوم خلفه وأسر إلي حديثاً ل أحدث به أحداً من الناس .وكان أحب ما استتر به َرسُول
علَي ِه َوسَلّم لحاجته هدف أو حائش نخل .يعني حائط نخلَ .روَا ُه مُسِلمٌ هكذا لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
مختصراً.
وزاد فيه البرقاني بإسناد مسلم هذا بعد قوله حائش نخل :فدخل حائطاً لرجل من النصار فإذا فيه
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم جرجر ،وذرفت عيناه .فأتاه النبي صَلّى الُّ َ جمل ،فلما رأى َرسُول ا ِ
سرَا َتهُ (أي سنامه) وذِ ْفرَاه فسكن ،فقال< :من رب هذا الجمل ،لمن هذا الجمل؟> َوسَلّم فمسح َ
فجاء فتىً من النصار فقال :هذا لي يا َرسُول الِّ .فقال< :أفل تتقي الّ في هذه البهيمة التي
ملكك الّ إياها! فإنه يشكو إلي أنك تجيعه وتُ ْد ِئبُهُ> و َروَاهُ أبُو دَاوُدَ كرواية البرقاني.
قوله <ذِ ْفرَاه> هو بكسر الذال المعجمة وإسكان الفاء وهو لفظ مفرد مؤنث .قال أهل اللغة:
الذفرى الموضع الذي يعرق من البعير خلف الذن.
وقوله <تُدْ ِئ ُبهُ> :أي تتعبه.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنا إذا نزلنا منز ًل ل نسبح حتى نحل الرحالَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ - 968وعن أنس َر ِ
بإسناد على شرط مسلم.
وقوله <ل نسبح> :أي ل نصلي النافلة .ومعناه :أنا مع حرصنا على الصلة ل نقدمها على حط
الرحال وإراحة الدواب.
* - 169 *2باب إعانة الرفيق
@ في الباب أحاديث كثيرة تقدمت كحديث:
<وال في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه> (انظر الحديث رقم . )245
وحديث< :كل معروف صدقة> (انظر الحديث رقم )134وأشباههما.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :بينما نحن في سفر إذ جاء رجل على راحلة - 969وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :من كان معه فضل لّ صَلّى الُّ َ له فجعل يصرف بصره يمين ًا وشمالً .فقال َرسُول ا ِ
ظهر فليعد به على من ل ظهر له ،ومن كان له فضل زاد فليعد به على من ل زاد له> فذكر من
أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه ل حق لحد منا في فضلَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم أنه أراد أن يغزو فقال< :يا لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ - 970وعن جابر َر ِ
معشر المهاجرين والنصار إن من إخوانكم قوماً ليس لهم مال ول عشيرة فليضم أحدكم إليه
الرجلين والثلثة فما لحدنا من ظهر يحمله إل عقبة كعقبة> يعني أحدهم قال :فضممت إلي
اثنين أو ثلثة ما لي إل عقبة كعقبة أحدهم من جمليَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ.
علَيهِ َوسَلّم يتخلف في المسير فيزجي لّ صَلّى الُّ َ - 971وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ
الضعيف ويردف ويدعو لهَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
* - 170 *2باب ما يقوله إذا ركب دابته للسفر
ل تعالى (الزخرف { :)14 - 12وجعل لكم من الفلك والنعام ما تركبون .لتستووا على @قال ا ّ
ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ،وتقولوا :سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له
مقرنين ،وإنا إلى ربنا لمنقلبون}.
علَي ِه َوسَلّم كان إذا استوى على لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 972وعن ابن عمر َر ِ
بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلثاً ثم قال< :سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ،وإنا إلى
ربنا لمنقلبون ،اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ،اللهم هون
علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده ،اللهم أنت الصاحب في السفر ،والخليفة في الهل ،اللهم إني
أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والهل والولد> وإذا رجع
قالهن وزاد فيهن< :آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون> َروَا ُه مُسلِمٌ.
معنى <مقرنين> :مطيقين.
و <الوعثاء> بفتح الواو وإسكان العين المهملة وبالثاء المثلثة وبالمد هي :الشدة.
و <الكآبة> بالمد وهي :تغير النفس من حزن ونحوه.
و <المنقلب> :المرجع.
علَيهِ َوسَلّم إذالّ صَلّى الُّ َ س َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ سرْجِ َ ل بن َ - 973وعن عبد ا ّ
سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكون ودعوة المظلوم وسوء المنظر
في الهل والمالَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
ي والنسائي .قال هكذا هو في صحيح مسلم< :الحور بعد الكون> بالنون ،وكذا َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
الترمذي :ويروى <الكور> بالراء ،وكلهما له وجه.
قال العلماء :معناه بالنون والراء جميعاً :الرجوع من الستقامة أو الزيادة إلى النقص.
قالوا :ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة وهو لفها وجمعها ،ورواية النون من الكون،
مصدر كان يكون كوناً إذا وجد واستقر.
ضيَ الُّ عَنهُ أتي بدابة ليركبها فلما - 974وعن علي بن ربيعة قال :شهدت علي بن أبي طالب َر ِ
وضع رجله في الركاب قال :بسم الّ ،فلما استوى على ظهرها قال :الحمد ل الذي سخر لنا هذا
وما كنا له مقرنين ،وإنا إلى ربنا لمنقلبون .ثم قال :الحمد ل ،ثلث مرات .ثم قال :الّ أكبر،
ثلث مرات .ثم قال :سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه ل يغفر الذنوب إل أنت ،ثم ضحك.
علَي ِه َوسَلّم فعل كما صلّى الُّ َ فقيل :يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت؟ قال :رأيت النبي َ
لّ من أي شيء ضحكت؟ قال< :إن ربك سبحانه يعجب من فعلت ثم ضحك فقلت :يا َرسُول ا ِ
ي وَقَالَعبده إذا قال :اغفر لي ذنوبي؛ يعلم أنه ل يغفر الذنوب غيري> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذ ّ
حسَنٌ .وفي بعض النسخ حسن صحيح .وهذا لفظ أبي داود. حَدِيثٌ َ
* - 171 *2باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها وتسبيحه إذا هبط الودية ونحوها والنهي
عن المبالغة برفع الصوت بالتكبير ونحوه
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنا إذا صعدنا كبرنا ،وإذا نزلنا سبحناَ .روَاهُ البُخَا ِريّ. - 975عن جابر َر ِ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وجيوشه إذا علوا - 976وعن ابن عمر َر ِ
الثنايا كبروا ،وإذا هبطوا سبحواَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
علَي ِه َوسَلّم إذا قفل من الحج أو العمرة كلما - 977وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان النبي صَلّى الُّ َ
أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلثاً ثم قال< :ل إله إل الّ وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد،
وهو على كل شيء قدير ،آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون ،صدق الّ وعده ونصر
عبده وهزم الحزاب وحده> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم :إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة.
قوله <أوفى> :أي ارتفع.
وقوله <فدفد> هو بفتح الفاءين بينهما دال مهملة ساكنة وآخرُهُ دال أخرى وهو :الغليظ المرتفع
من الرض.
- 978وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال :يا َرسُول الِّ إني أريد أن أسافر فأوصني>
قال< :عليك بتقوى الّ ،والتكبير على كل شرف> فلما ولى الرجل قال< :اللهم اطو له البعد،
حسَنٌ.
ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
وهون عليه السفر> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
ضيَ الُّ عَنهُ قال كنا مع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في سفر - 979وعن أبي موسى الشعري َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :يا فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا وارتفعت أصواتنا .فقال النبي صَلّى الُّ َ
أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصم ول غائباً إنه معكم إنه سميع قريب> ُمتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
<أربعوا> :بفتح الباء الموحدة أي :ارفقوا بأنفسكم.
* - 172 *2باب استحباب الدعاء في السفر
علَي ِه َوسَلّم< :ثلث دعوات لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 980عن أبي هريرة َر ِ
مستجابات ل شك فيهن :دعوة المظلوم ،ودعوة المسافر ،ودعوة الوالد على ولده> َروَاهُ أبُو
حسَنٌ .وليس في رواية أبي داود <على ولده> . ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ دَاوُدَ التّرمِ ِذ ّ
* - 173 *2باب ما يدعو به إذا خاف ناساً أو غيرهم
علَي ِه َوسَلّم كان إذا خاف صلّى الُّ َ
لّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ - 981عن أبي موسى الشعري َر ِ
قوم ًا يقول< :اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ والنسائي
بإسناد صحيح.
* - 174 *2باب ما يقول إذا نزل منزلً
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول:ضيَ الُّ عَنها قالت سمعت َرسُول ا ِ - 982عن خولة بنت حكيم َر ِ
<من نزل منزلً ثم قال :أعوذ بكلمات الّ التامات من شر ما خلق ،لم يضره شيء حتى يرتحل
من منزله ذلك> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم إذا سافر فأقبل صلّى الُّ َ
لّ َضيَ الُّ عَنهُما قال :كان رَسُول ا ِ - 983وعن ابن عمر َر ِ
الليل قال< :يا أرض ربي وربك الّ ،أعوذ بال من شرك وشر ما فيك ،وشر ما خلق فيك ،وشر
ل من شر أسد وأسود ،ومن الحية والعقرب ،ومن ساكن البلد ،ومن ما يدب عليك ،وأعوذ با ّ
والد وما ولد> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
و <السود> الشخص.
قال الخطابي :و <ساكن البلد> :هم الجن سكان الرض .قال :والبلد من الرض :ما كان مأوى
الحيوان وإن لم يكن فيه بناء ومنازل .قال :ويحتمل أن يكون المراد <بالوالد> :إبليس< ،وما
ولد> الشياطين.
* - 175 *2باب استحباب تعجيل المسافر الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :السفر قطعة من ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 984عن أبي هريرة َر ِ
العذاب :يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه ،فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله>
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
<نهمته> :مقصوده.
* - 176 *2باب استحباب القدوم على أهله نهاراً وكراهته في الليل لغير حاجة
علَي ِه َوسَلّم قال< :إذا أطال أحدكم الغيبة صلّى الُّ َلّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ - 985عن جابر َر ِ
فل يطرقن أهله ليلً>
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلًُ .متّفَقٌ عَلَيهِ. وفي رواية :أن َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ل يطرق أهله ليلً، ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 986وعن أنس َر ِ
وكان يأتيهم غدوة أو عشيةُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
<الطروق> :المجيء في الليل.
* - 177 *2باب ما يقوله إذا رجع وإذا رأى بلدته
- 987فيه حديث ابن عمر السابق (انظر الحديث رقم )974في باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :أقبلنا مع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم حتى إذا كنا بظهر المدينة وعن أنس َر ِ
قال< :آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون> فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينةَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
* - 178 *2باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد الذي في جواره وصلته فيه ركعتين
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا قدم من سفر ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 988عن كعب بن مالك َر ِ
علَيهِ.
بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين .مُتّفَقٌ َ
* - 179 *2باب تحريم سفر المرأة وحدها
علَي ِه َوسَلّم< :ل يحل لمرأة لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 989عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
تؤمن بال واليوم الخر تسافر مسيرة يوم وليلة إل مع ذي محرم عليها> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :ل يخلون - 990وعن ابن عباس َر ِ
رجل بامرأة إل ومعها ذو محرم ،ول تسافر المرأة إل مع ذي محرم> فقال رجل :يا رَسُول الِّ إن
امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا؟ قال< :انطلق فحج مع امرأتك> مُتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
* *1كتاب الفضائل
* - 180 *2باب فضل قراءة القرآن
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :اقرؤوا ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 991عن أبي أمامة َر ِ
القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيع ًا لصحابه> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول: ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 992وعن النواس بن سمعان َر ِ
<يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل
عمران ،تحاجان عن صاحبهما> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :خيركم لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 993وعن عثمان بن عفان َر ِ
من تعلم القرآن وعلمه> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :الذي يقرأ القرآن - 994وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ
وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ،والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له
علَيهِ.
أجران> مُتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم< :مثل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 995وعن أبي موسى الشعري َر ِ
المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الترجة ريحها طيب وطعمها طيب ،ومثل المؤمن الذي ل يقرأ
القرآن كمثل التمرة ل ريح لها وطعمها حلو ،ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها
طيب وطعمها مر ،ومثل المنافق الذي ل يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر>
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
ل يرفع علَي ِه َوسَلّم قال< :إن ا ّ - 996وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
بهذا الكتاب أقوام ًا ويضع به آخرين> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ل حسد إل في اثنتين: - 997وعن ابن عمر َر ِ
رجل آتاه الّ القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ،ورجل آتاه الّ ما ًل فهو ينفقه آناء
علَيهِ.
الليل وآناء النهار> مُتّفَقٌ َ
<الناء> :الساعات.
ط َنيْن
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشَ َ - 998وعن البراء رَ ِ
علَيهِ َوسَلّم
فتغشته سحابة فجعلت تدنو وجعل فرسه ينفر منها فلما أصبح أتى النبي صَلّى الُّ َ
فذكر له ذلك ،فقال< :تلك السكينة تنزلت للقرآن> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
<الشطن> بفتح الشين المعجمة والطاء المهملة :الحبل.
علَي ِه َوسَلّم< :من قرأ حرفاً لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 999وعن ابن مسعود َر ِ
من كتاب الّ فله حسنة ،والحسنة بعشر أمثالها ،ل أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولم حرف
ن صحيح. حسَ ٌوميم حرف> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :إن الذي لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1000وعن ابن عباس َر ِ
ن صحيح. حسَ ٌليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال: - 1001وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
<يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ،ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية
ن صحيح. حسَ ٌتقرؤها> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 181 *2باب المر بتعهد القرآن التحذير من تعريضه للنسيان
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :تعاهدوا هذا - 1002عن أبي موسى َر ِ
القرآن؛ فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من البل في عقلها> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :إنما مثل صاحب ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1003وعن ابن عمر َر ِ
علَيهِ.
القرآن كمثل البل المعَقّلَة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت> ُمتّفَقٌ َ
* - 182 *2باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن وطلب القراءة من حسن الصوت والستماع
لها
علَيهِ َوسَلّم يقول< :ما أذن لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1004عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
ل لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن> :يجهر به .مُتّفَقٌ َ ا ّ
معنى <أذن الّ> :أي استمع .وهو إشارة إلى الرضى والقبول.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال له: ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1005وعن أبي موسى الشعري َر ِ
علَيهِ.
<لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود> مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم قال له< :لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك لّ صَلّى الُّ َوفي رواية لمسلم :أن َرسُول ا ِ
البارحة!> .
ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قرأ في العشاء بالتين - 1006وعن البراء رَ ِ
علَيهِ.
والزيتون فما سمعت أحداً أحسن صوتاً منه .مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال: - 1007وعن أبي لبابة بشير بن عبد المنذر َر ِ
<من لم يتغن بالقرآن فليس منا> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد.
معنى <يتغنى> :يحسن صوته بالقرآن.
علَي ِه َوسَلّم< :اقرأ علي صلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي النبي َ - 1008وعن ابن مسعود َر ِ
القرآن> فقلت :يا َرسُول الِّ أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال< :إني أحب أن أسمعه من غيري>
فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الية {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك
علَيهِ.على هؤلء شهيداً} (النساء )41قال< :حسبك الن> فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان .مُتّفَقٌ َ
* - 183 *2باب الحث على سور وآيات مخصوصة.
علَي ِهلّ صَلّى الُّ َ - 1009عن أبي سعيد رافع بن المعلي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ
َوسَلّم< :أل أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟> فأخذ بيدي ،فلما أردنا
أن نخرج قلت :يا َرسُول الِّ إنك قلت لعلمنك أعظم سورة في القرآن؟ قال< :الحمد ل رب
العالمين ،هي السبع المثاني ،والقرآن العظيم الذي أوتيته> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم قال في قل هو لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1010وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
الّ أحد< :والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن> .
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال لصحابه< :أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث وفي رواية :أن َرسُول ا ِ
القرآن في ليلة؟> فشق ذلك عليهم وقالوا :أينا يطيق ذلك يا َرسُول الِّ؟ فقال< :قل هو الّ أحد
الّ الصمد ثلث القرآن> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
- 1011وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رجلً سمع رجلً يقرأ{ :قل هو الّ أحد} يرددها ،فلما أصبح جاء
لّ صَلّى الُّ علَيهِ َوسَلّم فذكر ذلك له ،وكأن الرجل يتقالها .فقال َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َإلى َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن> َروَاهُ البُخَا ِريّ. َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال في قل هو الّ - 1012وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
أحد< :إنها تعدل ثلث القرآن> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال :يا َرسُول الِّ إني أحب هذه السورة{ :قل هو الّ - 1013وعن أنس َر ِ
حسَنٌ .و َروَاهُ البُخَا ِريّ في أحد} قال< :إن حبها أدخلك الجنة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
صحيحه تعليقاً.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ألم تر ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1014وعن عقبة بن عامر َر ِ
آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط؟ قل أعوذ برب الفلق ،وقل أعوذ برب الناس> َروَاهُ
مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يتعوذ ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 1015وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
من الجان وعين النسان حتى نزلت المعوذتان ،فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهماَ .روَاهُ
حسَنٌ.التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من القرآن - 1016وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
سورة ثلثون آية شفعت لرجل حتى غفر له ،وهي :تبارك الذي بيده الملك> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
حسَنٌ.التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
وفي رواية أبي داود< :تشفع> .
علَي ِه َوسَلّم قال< :من قرأ ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1017وعن أبي مسعود البدري َر ِ
علَيهِ.
باليتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه> مُتّفَقٌ َ
قيل :كفتاه المكروه تلك الليلة .وقيل :كفتاه عن قيام الليل.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ل تجعلوا - 1018وعن أبي هريرة َرضِي الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :يا أبا ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1019وعن أبي بن كعب َر ِ
المنذر أتدري أي آية من كتاب الّ معك أعظم؟ قلت{ :الّ ل إله إل هو الحي القيوم} فضرب في
صدري وقال< :ليهنك العلم أبا المنذر> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم بحفظ زكاة لّ صَلّى الُّ َ - 1020وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :وكلني َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ رمضان ،فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت :لرفعنك إلى َرسُول ا ِ
َوسَلّم .قال :إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة .فخليت عنه ،فأصبحت فقال َرسُول ا ِ
لّ
علَيهِ َوسَلّم< :يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟> قلت :يا َرسُول الِّ شكا حاجة صَلّى الُّ َ
وعيا ًل فرحمته فخليت سبيله .فقال< :أما إنه قد كذبك وسيعود> فعرفت أنه سيعود لقول َرسُول
لّ صَلّى الُّ علَي ِه َوسَلّم فرصدته فجاء يحثو من الطعام ،فقلت :لرفعنك إلى َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
علَي ِه َوسَلّم .قال :دعني فإني محتاج وعلي عيال ل أعود .فرحمته فخليت سبيله ،فأصبحت فقال َ
لّ شكاعلَيهِ َوسَلّم< :يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟> قلت :يا رَسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َ لي َرسُول ا ِ
حاجة وعيالً فرحمته فخليت سبيله .فقال< :إنه قد كذبك وسيعود> فرصدته الثالثة ،فجاء يحثو
علَي ِه َوسَلّم ،وهذا آخر ثلث مرات أنك لّ صَلّى الُّ َ من الطعام فأخذته فقلت :لرفعنك إلى َرسُول ا ِ
تزعم أنك ل تعود ثم تعود! فقال :دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك الّ بها .قلت :ما هن؟ قال :إذا
أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ،فإنه لن يزال عليك من الّ حافظ ول يقربك شيطان حتى
علَي ِه َوسَلّم< :ما فعل أسيرك لّ صَلّى الُّ َ تصبح .فخليت سبيله ،فأصبحت فقال لي َرسُول ا ِ
البارحة؟> قلت :يا َرسُول الِّ زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الّ بها فخليت سبيله .قال< :ما
هي؟> قلت :قال لي :إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الية{ :الّ ل
إله إل هو الحي القيوم} وقال لي :ل يزال عليك من الّ حافظ ولم يقربك شيطان حتى تصبح.
فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :أما إنه قد صدقك وهو كذوب ،تعلم من تخاطب منذ ثلث يا أبا
هريرة؟ قلت :ل .قال< :ذلك شيطان> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من حفظ - 1021وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال>
وفي رواية< :من آخر سورة الكهف> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم
ضيَ الُّ عَنهُ قال :بينما جبريل قاعد عند النبي صَلّى الُّ َ - 1022وعن ابن عباس َر ِ
سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال :هذا باب من السماء فتح اليوم ولم يفتح قط إل اليوم
فنزل منه ملك فقال :هذا ملك نزل إلى الرض لم ينزل قط إل اليوم فسلم وقال :أبشر بنورين
أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك :فاتحة الكتاب ،وخواتيم سورة البقرة ،لن تقرأ بحرف منهما إل
أعطيتهَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
<النقيض> :الصوت.
* - 184 *2باب استحباب الجتماع على القراءة
علَي ِه َوسَلّم< :وما اجتمع لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1023عن أبي هريرة َر ِ
قوم في بيت من بيوت الّ ،يتلون كتاب الّ ،ويتدارسونه بينهم إل نزلت عليهم السكينة
وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملئكة وذكرهم الّ فيمن عنده> َروَا ُه مُسِلمٌ.
* - 185 *2باب فضل الوضوء
ل تعالى (المائدة { :)6يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا وجوهكم} إلى @قال ا ّ
قوله تعالى{ :ما يريد الّ ليجعل عليكم من حرج ،ولكن يريد ليطهركم ،وليتم نعمته عليكم لعلكم
تشكرون}.
علَي ِه َوسَلّم يقول< :إن لّ صَلّى الُّ َ - 1024وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
أمتي يدعون يوم القيامة غرًا مُحَجّلِين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته
فليفعل> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
- 1025وعنه َرضِي الُّ عَنهُ قال سمعت خليلي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :تبلغ الحلية من
المؤمن حيث يبلغ الوضوء> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :من لّ صَلّى الُّ َ - 1026وعن عثمان بن عفان رَضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم توضأ مثل وضوئي هذا - 1027وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :رأيت َرسُول ا ِ
ثم قال< :من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه ،وكانت صلته ومشيه إلى المسجد نافلة>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا توضأ العبد - 1028وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر
قطر الماء ،فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر
الماء ،فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجله مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى
يخرج نقياً من الذنوب> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أتى المقبرة فقال< :السلم - 1029وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
سنَا
عليكم دار قوم مؤمنين ،وإنا إن شاء الّ بكم لحقون ،وددت أنا قد رأينا إخواننا> قالوا :أوَ َل ْ
إخوانك يا رَسُول الِّ؟ قال< :أنتم أصحابي ،وإخواننا الذين لم يأتوا بعد> قالوا :كيف تعرف من
لم يأت بعد من أمتك يا َرسُول الِّ؟ قال< :أرأيت لو أن رجلً له خيل غر مُحَجّلَة بين ظهري خيل
دهم بهم أل يعرف خيله؟> قالوا :بلى يا َرسُول الِّ .قال< :فإنهم يأتون غرًا مُحَجّلِين من
الوضوء ،وأنا ُفرُطُهم على الحوض> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :أل أدلكم على ما يمحو - 1030وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
الّ به الخطايا ،ويرفع به الدرجات؟> قالوا :بلى يا َرسُول الِّ .قال< :إسباغ الوضوء على
المكاره ،وكثرة الخطا إلى المساجد ،وانتظار الصلة بعد الصلة؛ فذلكم الرباط ،فذلكم الرباط>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم:
- 1031وعن أبي مالك الشعري َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
<الطهور شطر اليمان> َروَا ُه مُسلِ ٌم وقد سبق بطوله في باب الصبر (انظر الحديث رقم . )25
ضيَ الُّ عَنهُ السابق في آخر باب الرجاء (انظر الحديث رقم وفي الباب حديث عمرو بن عبسة َر ِ
. )437وهو حديث عظيم مشتمل على جمل من الخيرات.
علَيهِ َوسَلّم قال< :ما منكم من - 1032وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم قال :أشهد أن ل إله إل الّ وحده ل شريك له ،وأشهد أن
محمداً عبده ورسوله ،إل فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء> َروَا ُه مُسِلمٌ.
وزاد الترمذي< :اللهم اجعلني من التوابين ،واجعلني من المتطهرين> .
* - 186 *2باب فضل الذان
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :لو يعلم الناس ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1033عن أبي هريرة َر ِ
ما في النداء والصف الول ثم لم يجدوا إل أن يستهموا عليه لستهموا عليه ،ولو يعلمون ما في
التهجير لستبقوا إليه ،ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لتوهما ولو حبواً> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
<الستهام> :القتراع.
و <التهجير> :التبكير إلى الصلة.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول: ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1034وعن معاوية رَ ِ
<المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة> َروَا ُه مُسِلمٌ.
- 1035وعن عبد الّ بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن أبا سعيد الخدري َرضِيَ الُّ عَنهُ قال
له :إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلة فارفع صوتك
بالنداء <فإنه ل يسمع مدى صوت المؤذن جن ول إنس ول شيء إل شهد له يوم القيامة> قال
علَي ِه َوسَلّمَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ َ أبو سعيد :سمعته من َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :إذا نودي صلّى الُّ َ لّ َ - 1036وعن أبي هريرة َرضِي الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
بالصلة أدبر الشيطان وله ضراط حتى ل يسمع التأذين ،فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب
للصلة أدبر ،حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول :اذكر كذا واذكر كذا
علَيهِ.
لما لم يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى> ُمتّفَقٌ َ
<التثويب> :القامة.
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أنه سمع َرسُول ا ِ - 1037وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم يقول< :إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي صلة
صلى الّ عليه بها عشراً ،ثم سلوا الّ لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة ل تنبغي إل لعبد من
عباد الّ وأرجو أن أكون أنا هو ،فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :إذا لّ صَلّى الُّ َ - 1038وعن أبي سعيد الخدري َرضِي الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
علَيهِ.سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :من قال حين ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1039وعن جابر َر ِ
يسمع النداء :اللهم رب هذه الدعوة التامة ،والصلة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة،
وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ،حلت له شفاعتي يوم القيامة> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم أنه قال< :من ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1040وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
قال حين يسمع المؤذن :أشهد أن ل إله إل الّ وحده ل شريك له وأن محمداً عبده ورسوله،
رضيت بال رباً ،وبمحمد رسولً ،وبالسلم ديناً ،غفر له ذنبه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :الدعاء ل يرد بين لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1041وعن أنس َر ِ
حسَنٌ. الذان والقامة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 187 *2باب فضل الصلوات
ل تعالى (العنكبوت { :)45إن الصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر}. @قال ا ّ
علَي ِه َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ - 1042وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
<أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟>
قالوا :ل يبقى من درنه شيء .قال< :فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الّ بهن الخطايا> ُمتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
علَيهِ َوسَلّم< :مثل الصلوات لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1043وعن جابر َر ِ
الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات> َروَا ُه مُسلِمٌ.
<الغمر> بفتح الغين المعجمة :الكثير.
علَيهِ
ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صَلّى الُّ َ - 1044وعن ابن مسعود َر ِ
ل تعالى{ :أقم الصلة طرفي النهار وزلفاً من الليل ،إن الحسنات يذهبن َوسَلّم فأخبره ،فأنزل ا ّ
السيئات} فقال الرجل :ألي هذا؟ قال< :لجميع أمتي كلهم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :الصلوات - 1045وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
الخمس ،والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1046وعن عثمان بن عفان َر ِ
<ما من امرئ مسلم تحضر صلة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إل كانت كفارة
لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة؛ وذلك الدهر كله> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 188 *2باب فضل صلة الصبح والعصر
علَي ِه َوسَلّم قال< :من صلى لّ صَلّى الُّ َ - 1047عن أبي موسى رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
علَيهِ.
البردين دخل الجنة> ُمتّفَقٌ َ
<البردان> :الصبح والعصر.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1048وعن أبي زهير عمارة بن ُر َويْبَة رَ ِ
َوسَلّم يقول< :لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها> :يعني الفجر والعصر.
َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :من ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1049وعن جندب بن سفيان َر ِ
ل من ذمته بشيء> َروَا ُه مُسِلمٌ. صلى الصبح فهو في ذمة الّ فانظر يا ابن آدم ل يطلبنك ا ّ
علَي ِه َوسَلّم< :يتعاقبون صلّى الُّ َ لّ َ - 1050وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
فيكم ملئكة بالليل وملئكة بالنهار ،ويجتمعون في صلة الصبح وصلة العصر ،ثم يعرج الذين
باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم :كيف تركتم عبادي؟ فيقولون :تركناهم وهم يصلون وأتيناهم
علَيهِ.
وهم يصلون> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنا عند النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم - 1051وعن جرير بن عبد الّ البجلي َر ِ
فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال< :إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ل تضامون في رؤيته،
علَيهِ.
فإن استطعتم أن ل تغلبوا على صلة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية< :فنظر إلى القمر ليلة أربع عشر> .
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال الرسول صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :من ترك صلة - 1052وعن بريدة َر ِ
العصر حبط عمله> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 189 *2باب فضل المشي إلى المساجد
- 1053عن أبي هريرة رَضي الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من غدا إلى
المسجد أو راح أعد الّ له في الجنة نزلً كلما غدا أو راح> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :من تطهر في بيته ثم مضى - 1054وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
ل ليقضي فريضة من فرائض الّ كانت خطواته إحداها تحط خطيئة، إلى بيت من بيوت ا ّ
والخرى ترفع درجة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان رجل من النصار ل أعلم أحداً أبعد من السجد - 1055وعن أبي بن كعب َر ِ
منه وكانت ل تخطئه صلة! فقيل له لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء .قال :ما
يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد ،إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا
علَي ِه َوسَلّم< :قد جمع الّ لك ذلك كله> َروَا ُه مُسلِمٌ. لّ صَلّى الُّ َ رجعت إلى أهلي .فقال َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا - 1056وعن جابر َر ِ
علَي ِه َوسَلّم فقال لهم< :بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد ،فبلغ ذلك النبي صَلّى الُّ َ
قرب المسجد> قالوا :نعم يا َرسُول الِّ قد أردنا ذلك .فقال< :بني سلمة دياركم تكتب آثاركم،
دياركم تكتب آثاركم> فقالوا :ما يسرنا أنا كنا تحولناَ .روَا ُه مُسِلمٌ .وروى البخاري معناه من
رواية أنس.
علَي ِه َوسَلّم< :إن أعظم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1057وعن أبي موسى َر ِ
الناس أجراً في الصلة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم ،والذي ينتظر الصلة حتى يصليها مع المام
أعظم أجراً من الذي يصليها ثم ينام> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :بشروا المشائين في - 1058وعن بريدة َر ِ
الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :أل أدلكم على - 1059وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ل به الخطايا ،ويرفع به الدرجات؟ قالوا :بلى يا َرسُول الِّ .قال< :إسباغ الوضوء ما يمحو ا ّ
على المكاره ،وكثرة الخطا إلى المساجد ،وانتظار الصلة بعد الصلة؛ فذلكم الرباط؛ فذلكم
الرباط> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :إذا رأيتم - 1060وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
ل من آمن بال الرجل يعتاد المساجد فشهدوا له باليمان؛ قال الّ عز وجل{ :إنما يعمر مساجد ا ّ
واليوم الخر} الية .رواه الترمذي وقال :حديث حسن.
* - 190 *2باب فضل انتظار الصلة
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :ل يزال أحدكم ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1061عن أبي هريرة َر ِ
في صلة ما دامت الصلة تحبسه ل يمنعه أن ينقلب إلى أهله إل الصلة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :والملئكة تصلي على - 1062وعنه رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
أحدكم ما دام في مصله الذي صلى فيه ما لم يحدث ،تقول :اللهم اغفر له ،اللهم ارحمه> َروَاهُ
البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أخر ليلة صلة العشاء ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1063وعن أنس َر ِ
إلى شطر الليل ثم أقبل بوجهه بعد ما صلى فقال< :صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلة منذ
انتظرتموها> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 191 *2باب فضل صلة الجماعة
علَي ِه َوسَلّم قال< :صلة الجماعة صلّى الُّ َ لّ َ - 1064عن ابن عمر رَضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ
أفضل من صلة الفذ بسبع وعشرين درجة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم< :صلة الرجل صلّى الُّ َ لّ َ - 1065وعن أبي هريرة رَضي الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
في جماعة تضعف على صلته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً؛ وذلك أنه إذا توضأ
فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد ل يخرجه إل الصلة ،لم يخط خطوة إل رفعت له بها
درجة ،وحط عنه بها خطيئة ،فإذا صلى لم تزل الملئكة تصلي عليه ما دام في مصله ما لم
يحدث تقول :اللهم صل عليه ،اللهم ارحمه ،ول يزال في صلة ما انتظر الصلة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
وهذا لفظ البخاري.
علَيهِ َوسَلّم رجل أعمى قال :يا َرسُول الِّ - 1066وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال أتى النبي صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أن يرخص له فيصلي ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ،فسأل َرسُول ا ِ
في بيته فرخص له ،فلما ولى دعاه فقال له< :هل تسمع النداء بالصلة؟> قال :نعم .قال:
<فأجب> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ أنه - 1067وعن عبد الّ ،وقيل :عمرو بن قيس ،المعروف بابن أم مكتوم المؤذن َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم:قال :يا َرسُول الِّ إن المدينة كثيرة الهوام والسباع .فقال َرسُول ا ِ
<تسمع حي على الصلة حي على الفلح فحيهلً> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
ومعنى <حيهلً> :تعال.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :والذي نفسي - 1068وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلة فيؤذن لها ثم آمر رجلً فيؤم الناس ثم
علَيهِ.
أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم> مُتّفَقٌ َ
ل تعالى غداً مسلماً فليحافظ ضيَ الُّ عَنهُ قال :من سره أن يلقى ا ّ - 1069وعن ابن مسعود َر ِ
على هؤلء الصلوات حيث ينادي بهن؛ فإن الّ شرع لنبيكم صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم سنن الهدى
وإنهن من سنن الهدى ،ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة
نبيكم ،ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ،ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إل منافق معلوم النفاق ،ولقد
كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصفَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم علمنا سنن الهدى ،وإن من سنن الهدى لّ صَلّى الُّ َوفي رواية له قال :إن َرسُول ا ِ
الصلة في المسجد الذي يؤذن فيه.
علَي ِه َوسَلّم يقول:لّ صَلّى الُّ َ - 1070وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
<ما من ثلثة في قرية ول بدو ل تقام فيهم الصلة إل قد استحوذ عليهم الشيطان؛ فعليكم
بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
* - 192 *2باب الحث على حضور الجماعة في الصبح والعشاء
علَي ِه َوسَلّم يقول< :من صلى لّ صَلّى الُّ َ - 1071عن عثمان َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ،ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم< :من شهد العشاء في لّ صَلّى الُّ َوفي رواية الترمذي عن عثمان قال ،قال َرسُول ا ِ
جماعة كان له قيام نصف ليلة ،ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة> قال
الترمذي حديث حسن صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ولو يعلمون ما - 1072وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
علَيهِ .وقد سبق بطوله (انظر الحديث رقم . )1030 في العتمة والصبح لتوهما ولو حبواً> مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :ليس صلة أثقل على لّ صَلّى الُّ َ - 1073وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
علَيهِ.
المنافقين من صلة الفجر والعشاء ،ولو يعلمون ما فيهما لتوهما ولو حبواً> مُتّفَقٌ َ
* - 193 *2باب المر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات والنهي الكيد والوعيد الشديد في
تركهن
ل تعالى (البقرة { :)238حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى}. @قال ا ّ
وقال تعالى (التوبة { :)5فإن تابوا ،وأقاموا الصلة ،وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}.
علَيهِ َوسَلّم :أي العمال لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سألت َرسُول ا ِ - 1074وعن ابن مسعود َر ِ
أفضل؟ قال< :الصلة لوقتها> قلت :ثم أي؟ قال< :بر الوالدين> قلت :ثم أي؟ قال< :الجهاد في
سبيل الّ> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم< :بني السلم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1075وعن ابن عمر َر ِ
على خمس :شهادة أن ل إله إل الّ وأن محمدًا َرسُول الِّ ،وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وحج
البيت ،وصوم رمضان> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم< :أمرت أن أقاتل الناس لّ صَلّى الُّ َ - 1076وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ل وأن محمدًا َرسُول الِّ ،ويقيموا الصلة ،ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا حتى يشهدوا أن ل إله إل ا ّ
علَيهِ.ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إل بحق السلم وحسابهم على الّ> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إلى اليمن فقال: - 1077وعن معاذ َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :بعثني َرسُول ا ِ
<إنك تأتي قوماً أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن ل إله إل الّ وأني َرسُول الِّ ،فإن هم أطاعوا
لذلك فأعلمهم أن الّ افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ،فإن هم أطاعوا لذلك
فأعلمهم أن الّ افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ،فإن هم أطاعوا لذلك
فإياك وكرائم أموالهم ،واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الّ حجاب> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم يقول< :إن بين لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1078وعن جابر َر ِ
الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :العهد الذي بيننا وبينهم - 1079وعن بريدة َر ِ
ن صحيح. حسَ ٌ الصلة فمن تركها فقد كفر> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
- 1080وعن شقيق بن عبد الّ التابعي المتفق على جللته رحمه الّ قال :كان أصحاب محمد
علَيهِ َوسَلّم ل يرون شيئاً من العمال تركه كفر غير الصلةَ .روَاهُ التّرمِ ِذيّ في كتاب صَلّى الُّ َ
اليمان بإسناد صحيح.
علَي ِه َوسَلّم< :إن أول ما صلّى الُّ َ لّ َ - 1081وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلته ،فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ،وإن فسدت فقد خاب
وخسر ،فإن انتقص من فريضته شيئاً قال الرب عز وجل :انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل
حسَنٌ.ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
* - 194 *2باب فضل الصف الول والمر بإتمام الصفوف الول وتسويتها والتراص فيها
علَي ِه َوسَلّم فقال: صلّى الُّ َ لّ َضيَ الُّ عَنهُ قال :خرج علينا رَسُول ا ِ - 1082عن جابر بن سمرة رَ ِ
لّ وكيف تصف الملئكة عند ربها؟ <أل تصفون كم تصف الملئكة عند ربها> فقلنا :يا َرسُول ا ِ
قال< :يتمون الصفوف الول ويتراصون في الصف> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :لو يعلم الناس - 1083وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ما في النداء والصف الول ثم لم يجدوا إل أن يستهموا عليه لستهموا> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم< :خير صفوف الرجال لّ صَلّى الُّ َ - 1084وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
أولها وشرها آخرها .وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم رأى في أصحابه تأخراً لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1085وعن أبي سعيد َر ِ
فقال لهم< :تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ،ل يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الّ>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم يمسح مناكبنا صلّى الُّ َ لّ َضيَ الُّ عَنهُ قال كان رَسُول ا ِ - 1086وعن أبي مسعود َر ِ
في الصلة ويقول< :استووا ول تختلفوا فتختلف قلوبكم ،ليلني منكم أولو الحلم والنهى ،ثم
الذين يلونهم ،ثم الذين يلونهم> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :سووا صفوفكم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1087وعن أنس َر ِ
فإن تسوية الصف من تمام الصلة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية للبخاري< :فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلة> .
علَي ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ - 1088وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :أقيمت الصلة فأقبل علينا َرسُول ا ِ
بوجهه فقال< :أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري> َروَاهُ البُخَا ِريّ بلفظه،
ومسلم بمعناه.
وفي رواية للبخاري :وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه.
علَي ِه َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ - 1089وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
علَيهِ.
<لتسون صفوفكم أو ليخالفن الّ بين وجوهكم> مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم كان يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها لّ صَلّى الُّ َ وفي رواية لمسلم :أن َرسُول ا ِ
القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه ،ثم خرج يوماً فقام حتى كاد يكبر فرأى رجلً بادياً صدره من
ل بين وجوهكم> . الصف فقال< :عباد الّ لتسون صفوفكم أو ليخالفن ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يتخلل ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 1090وعن البراء بن عازب َر ِ
الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول< :ل تختلفوا فتختلف قلوبكم> وكان
ل وملئكته يصلون على الصفوف الول> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن. يقول< :إن ا ّ
علَي ِه َوسَلّم قال< :أقيموا لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 1091وعن ابن عمر َر ِ
الصفوف ،وحاذوا بين المناكب ،وسدوا الخلل ،ولينوا بأيدي إخوانكم ،ول تذروا فرجات
للشيطان ،ومن وصل صفاً وصله الّ ،ومن قطع صفاً قطعه الّ> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :رصوا صفوفكم، ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1092وعن أنس َر ِ
وقاربوا بينها ،وحاذوا بالعناق؛ فوالذي نفسي بيده إني لرى الشياطين تدخل من خلل الصف
كأنها الحذف> حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد على شرط مسلم.
<الحذف> بحاء مهملة وذال معجمة مفتوحتين ثم فاء وهي :غنم سود صغار تكون باليمن.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :أتموا الصف المقدم ثم - 1093وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
الذي يليه ،فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إن الّ - 1094وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ
وملئكته يصلون على ميامن الصفوف> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد على شرط مسلم وفيه رجل
مختلف في توثيقه.
علَيهِ َوسَلّملّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ قال :كنا إذا صلينا خلف َرسُول ا ِ - 1095وعن البراء رَ ِ
أحببنا أن نكون عن يمينه ،يقبل علينا بوجهه ،فسمعته يقول< :رب قني عذابك يوم تبعث أو
تجمع عبادك> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :وسطوا صلّى الُّ َلّ َ - 1096وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
المام ،وسدوا الخلل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
* - 195 *2باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض وبيان أقلها وأكملها وما بينهما
ضيَ الُّ عَنها قالت سمعت َرسُول الِّ - 1097عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان َر ِ
علَيهِ َوسَلّم يقول< :ما من عبد مسلم يصلي ل تعالى كل يومٍ ثنتي [اثنتي] عشرة ركعة صَلّى الُّ َ
تطوع ًا غير فريضة إل بنى الّ له بيتاً في الجنة ،أو إل بني له بيت في الجنة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم ركعتين لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُما قال :صليت مع َرسُول ا ِ - 1098وعن ابن عمر َر ِ
قبل الظهر ،وركعتين بعدها ،وركعتين بعد الجمعة ،وركعتين بعد المغرب ،وركعتين بعد العشاء.
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :بين صلّى الُّ َ
لّ َل بن مغفل َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1099وعن عبد ا ّ
كل أذانين صلة ،بين كل أذانين صلة ،بين كل أذانين صلة> قال في الثالثة< :لمن شاء> ُمتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
المراد بـ <الذانين> :الذان والقامة.
* - 196 *2باب تأكيد ركعتي سنة الصبح
علَي ِه َوسَلّم كان ل يدع أربع ًا قبل الظهر، ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ َ - 1100عن عائشة َر ِ
وركعتين قبل الغداةَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم على شيء من النوافل ضيَ الُّ عَنها قالت :لم يكن النبي صَلّى الُّ َ - 1101وعنها رَ ِ
علَيهِ.أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجرُ .متّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنها عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :ركعتا الفجر خير من الدنيا - 1102وعنها رَ ِ
وما فيها> َروَا ُه مُسِلمٌ.
وفي رواية< :لهما أحب إلي من الدنيا جميعاً> .
علَي ِه َوسَلّم أن لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ مؤذن َرسُول ا ِ ل بلل بن رباح َر ِ - 1103وعن أبي عبد ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ليؤذنه بصلة الغداة فشغلت عائشة بللً بأمر سألته عنه أتى َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم،حتى أصبح جداً ،فقام بلل فآذنه بالصلة وتابع أذانه ،فلم يخرج َرسُول ا ِ
فلما خرج صلى بالناس ،فأخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدًا وأنه أبطأ
عليه بالخروج .فقال (يعني النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم) <إني كنت ركعت ركعتي الفجر> فقال :يا
َرسُول الِّ إنك أصبحت جداً .قال< :لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما وأحسنتهما
وأجملتهما> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
* - 197 *2باب تخفيف ركعتي الفجر وبيان ما يقرأ فيهما وبيان وقتهما
علَي ِه َوسَلّم كان يصلي ركعتين خفيفتين ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ َ - 1104عن عائشة َر ِ
بين النداء والقامة من صلة الصبحُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لهما :يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الذان فيخففهما حتى أقول :هل قرأ فيهما بأم
القرآن؟
وفي رواية لمسلم :كان يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الذان ويخففهما.
وفي رواية :إذا طلع الفجر.
علَي ِه َوسَلّم كان إذا أذن المؤذن صلّى الُّ َلّ َ ضيَ الُّ عَنها أن رَسُول ا ِ - 1105وعن حفصة رَ ِ
للصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتينُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا طلع الفجر ل يصلي إل ركعتين وفي رواية لمسلم :كان َرسُول ا ِ
خفيفتين.
ضيَ الُّ عَنهُما قال :كان النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يصلي من الليل - 1106وعن ابن عمر َر ِ
مثنى مثنى ،ويوتر بركعة من آخر الليل ،ويصلي الركعتين قبل صلة الغداة وكأن الذان بأذنيه.
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يقرأ في ركعتي ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1107وعن ابن عباس َر ِ
الفجر في الولى منهما{ :قولوا آمنا بال وما أنزل إلينا} الية التي في البقرة (البقرة )136وفي
الخرة منهما {آمنا بال واشهد بأنا مسلمون} (آل عمران . )52
وفي رواية :وفي الخرة التي في آل عمران{ :تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} (آل عمران
)64رواهما مسلم.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قرأ في ركعتي الفجر: - 1108وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
{قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الّ أحد}َ .روَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :رمقت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم شهراً يقرأ في - 1109وعن ابن عمر َر ِ
حسَنٌ. الركعتين قبل الفجر{ :قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الّ أحد} َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 198 *2باب استحباب الضطجاع بعد ركعتي الفجر على جنبه اليمن والحث عليه سواء كان
تهجد بالليل أم ل
ضيَ الُّ عَنها قالت :كان النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا صلى ركعتي الفجر - 1110عن عائشة َر ِ
اضطجع على شقه اليمنَ .روَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يصلي فيما بين أن يفرغ ضيَ الُّ عَنها قالت كان َرسُول ا ِ - 1111وعنها رَ ِ
من صلة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة ،يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة ،فإذا سكت
المؤذن من صلة الفجر وتبين له الفجر وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع
على شقه اليمن حتى يأتيه المؤذن للقامةَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
قولها :يسلم بين كل ركعتين ،هكذا هو في مسلم ،ومعناه :بعد كل ركعتين.
علَي ِه َوسَلّم< :إذا صلى صلّى الُّ َ لّ َ - 1112وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ بأسانيد صحيحة ،قال
الترمذي حديث حسن صحيح.
* - 199 *2باب سنة الظهر
علَيهِ َوسَلّم ركعتين لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما قال :صليت مع َرسُول ا ِ - 1113عن ابن عمر َر ِ
علَيهِ.
قبل الظهر وركعتين بعدهاُ .متّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم كان ل يدع أربعاً قبل الظهر. صلّى الُّ َ - 1114وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ
َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم يصلي في بيتي قبل الظهر ضيَ الُّ عَنها قالت :كان النبي صَلّى الُّ َ - 1115وعنها رَ ِ
أربع ًا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين ،وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل
فيصلي ركعتين ،ويصلي بالناس العشاء ويدخل فيصلي ركعتينَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :من حافظ لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ - 1116وعن أم حبيبة َر ِ
ي وَقَالَ
على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الّ على النار> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
ن صحيح. حسَ ٌ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يصلي - 1117وعن عبد الّ بن السائب َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
أربعاً بعد أن تزول الشمس قبل الظهر ،وقال< :إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن
حسَنٌ.يصعد لي فيها عمل صالح> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم كان إذا لم يصل أربعاً قبل صلّى الُّ َ - 1118وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ
حسَنٌ. الظهر صلهن بعدهاَ .روَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 200 *2باب سنة العصر
علَي ِه َوسَلّم يصلي قبل صلّى الُّ َ - 1119عن علي بن أبي طالب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان النبي َ
العصر أربع ركعات ،يفصل بينهن بالتسليم على الملئكة المقربين ومن تبعهم من المسلمين
حسَنٌ.حدِيثٌ َ ي وَقَالَ َ
والمؤمنينَ .روَاهُ التّرمِ ِذ ّ
علَي ِه َوسَلّم قال< :رحم الّ امرأ صلى ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ - 1120عن ابن عمر َر ِ
حسَنٌ. قبل العصر أربعاً> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم كان يصلي قبل صلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي َ - 1121وعن علي بن أبي طالب رَ ِ
العصر ركعتينَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
* - 201 *2باب سنة المغرب بعدها وقبلها
@تقدم في هذه البواب حديث ابن عمر (انظر الحديث رقم ، )1095وحديث عائشة (انظر
علَي ِه َوسَلّم كان يصلي بعد المغرب الحديث رقم )1112وهما صحيحان أن النبي صَلّى الُّ َ
ركعتين.
ل بن مغفل َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :صلوا قبل - 1122وعن عبد ا ّ
المغرب> قال في الثالثة< :لمن شاء> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّمضيَ الُّ عَنهُ قال :لقد رأيت كبار أصحاب َرسُول ا ِ - 1123وعن أنس َر ِ
يبتدرون السواري عند المغربَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ركعتين - 1124وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كنا نصلي على عهد َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم صلها؟ قال :كان لّ صَلّى الُّ َ بعد غروب الشمس قبل المغرب ،فقيل أكان َرسُول ا ِ
يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهناَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
- 1125وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كنا بالمدينة إذا أذن المؤذن لصلة المغرب ابتدروا السواري
فركعوا ركعتين ،حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلة قد صليت من كثرة من
يصليهماَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
* - 202 *2باب سنة العشاء بعدها وقبلها
@فيه حديث ابن عمر السابق (انظر الحديث رقم :)1095صليت مع النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم
علَيهِ كما سبق ل بن مغفل< :بين كل أذانين صلة> مُتّفَقٌ َ ركعتين بعد العشاء ،وحديث عبد ا ّ
(انظر الحديث رقم . )1096
* - 203 *2باب سنة الجمعة
علَيهِ - 1126فيه حديث ابن عمر السابق (انظر الحديث رقم :)1095أنه صلي مع النبي صَلّى الُّ َ
علَيهِ.
َوسَلّم ركعتين بعد الجمعة .مُتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم< :إذا صلى أحدكم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ وعن أبي هريرة َر ِ
الجمعة فليصل بعدها أربعاً> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم كان ل يصلي بعد الجمعة ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ - 1127وعن ابن عمر َر ِ
حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيتهَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
* - 204 *2باب استحباب جعل النوافل في البيت سواء الراتبة وغيرها والمر بالتحول للنافلة
من موضع الفريضة أو الفصل بينهما بكلم
علَي ِه َوسَلّم قال< :صلوا أيها الناس ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 1128عن زيد بن ثابت رَ ِ
في بيوتكم؛ فإن أفضل الصلة صلة المرء في بيته إل المكتوبة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :اجعلوا من صلتكم - 1129وعن ابن عمر َر ِ
علَيهِ.
في بيوتكم ول تتخذوها قبوراً> ُمتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم< :إذا قضى أحدكم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1130وعن جابر َر ِ
من صلته في المسجد فليجعل لبيته نصيباً من صلته؛ فإن الّ جاعل في بيته من صلته خيراً>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
- 1131وعن عمر بن عطاء أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب ابن أخت نمر يسأله عن شيء
رآه منه معاوية في الصلة فقال :نعم صليت معه الجمعة في المقصورة ،فلما سلم المام قمت في
مقامي فصليت ،فلما دخل أرسل إلي فقال :ل تعد لما فعلت ،إذا صليت الجمعة فل تصلها بصلة
علَيهِ َوسَلّم أمرنا بذلك أن ل نوصل صلة بصلة لّ صَلّى الُّ َ حتى تتكلم أو تخرج فإن َرسُول ا ِ
حتى نتكلم أو نخرجَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
* - 205 *2باب الحث على صلة الوتر وبيان أنه سنة متأكدة وبيان وقته
- 1132عن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :الوتر ليس بحتم كصلة المكتوبة ولكن سن رَسُول الِّ
ل وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ علَيهِ َوسَلّم قال< :إن ا ّ صَلّى الُّ َ
حسَنٌ. وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم: - 1133وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :من كل الليل قد أوتر َرسُول ا ِ
من أول الليل ومن أوسطه ومن آخره ،وانتهى وتره إلى السحرُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :اجعلوا آخر صلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي َ - 1134وعن ابن عمر َر ِ
علَيهِ.صلتكم بالليل وتراً> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :أوتروا قبل - 1135وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
أن تصبحوا> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم كان يصلي صلته بالليل وهي صلّى الُّ َ - 1136وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ
معترضة بين يديه ،فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترتَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
وفي رواية له :فإذا بقي الوتر قال< :قومي فأوتري يا عائشة> .
علَي ِه َوسَلّم قال< :بادروا الصبح ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ - 1137وعن ابن عمر َر ِ
ن صحيح. حسَ ٌ بالوتر> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَيهِ َوسَلّم< :من خاف أن ل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1138وعن جابر َر ِ
يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ،ومن طمع أن يقوم آخر الليل فإن صلة آخر الليل مشهودة،
وذلك أفضل> َروَا ُه مُسِلمٌ.
* - 206 *2باب فضل صلة الضحى وبيان أقلها وأكثرها وأوسطها والحث على المحافظة عليها
ضيَ الُّ عَنهُ قال :أوصاني خليلي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بصيام ثلثة أيام - 1139عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
من كل شهر ،وركعتي الضحى ،وأن أوتر قبل أن أرقد .مُتّفَقٌ َ
واليتار قبل النوم إنما يستحب لمن ل يثق بالستيقاظ آخر الليل ،فإن وثق فآخر الليل أفضل.
علَي ِه َوسَلّم قال< :يصبح على كل سلمى ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1140وعن أبي ذر رَ ِ
من أحدكم صدقة :فكل تسبيحة صدقة ،وأمر بالمعروف صدقة ،ونهي عن المنكر صدقة ،ويجزئ
من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يصلي الضحى - 1141وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
أربعًا ويزيد ما شاء الَّ .روَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ - 1142وعن أم هانئ فاختة بنت أبي طالب َرضِيَ الُّ عَنها قالت :ذهبت إلى َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم عام الفتح فوجدته يغتسل ،فلما فرغ من غسله صلى ثماني ركعات ،وذلك ضحى. َ
علَيهِ .وهذا مختصر لفظ إحدى روايات مسلم. مُتّفَقٌ َ
* - 207 *2باب تجويز صلة الضحى من ارتفاع الشمس إلى زوالها والفضل أن تصلى عند
اشتداد الحر وارتفاع الضحى
ضيَ الُّ عَنهُ أنه رأى قوماً يصلون من الضحى فقال :أما لقد علموا أن - 1143عن زيد بن أرقم َر ِ
علَي ِه َوسَلّم قال< :صلة الوابين لّ صَلّى الُّ َالصلة في غير هذه الساعة أفضل؛ إن َرسُول ا ِ
حين ترمض الفصال> َروَا ُه مُسِلمٌ.
<ترمض> بفتح التاء والميم وبالصاد المعجمة يعني :شدة الحر.
و <الفصال> جمع فصيل وهو :الصغير من البل.
* - 208 *2باب الحث على صلة تحية المسجد بركعتين وكراهة الجلوس قبل أن يصلي ركعتين
في أي وقت دخل وسواء صلى ركعتين بنية التحية أو صلة فريضة أو سنة راتبة أو غيرها
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إذا دخل أحدكم ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1144عن أبي قتادة رَ ِ
علَيهِ.
المسجد فل يجلس حتى يصلي ركعتين> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :أتيت النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وهو في المسجد فقال: - 1145وعن جابر َر ِ
علَيهِ.
<صل ركعتين> مُتّفَقٌ َ
* - 209 *2باب استحباب ركعتين بعد الوضوء
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال لبلل< :يا بلل ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1146عن أبي هريرة َر ِ
حدثني بأرجى عمل عملته في السلم؛ فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة> قال :ما
عملت عملً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إل صليت بذلك
الطهور ما كتب أن أصليُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
<الدف> بالفاء :صوت النعل وحركته على الرض .وال أعلم.
* - 210 *2باب فضل يوم الجمعة ووجوبها والغتسال لها والتطيب والتبكير إليها والدعاء يوم
الجمعة والصلة على النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وفيه بيان ساعة الجابة واستحباب إكثار ذكر
الّ تعالى بعد الجمعة
ل تعالى (الجمعة { :)10فإذا قضيت الصلة فانتشروا في الرض ،وابتغوا من فضل الّ، @قال ا ّ
واذكروا الّ كثيراً لعلكم تفلحون}.
علَي ِه َوسَلّم< :خير يوم صلّى الُّ َ
لّ َ - 1147وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
طلعت عليه الشمس يوم الجمعة :فيه خلق آدم ،وفيه أدخل الجنة ،وفيه أخرج منها> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :من توضأ فأحسن لّ صَلّى الُّ َ - 1148وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
الوضوء ،ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت ،غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلثة أيام ،ومن
مس الحصى فقد لغا> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :الصلوات الخمس ،والجمعة - 1149وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
إلى الجمعة ،ورمضان إلى رمضان ،مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم يقول على لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُما أنهما سمعا َرسُول ا ِ - 1150وعن ابن عمر َر ِ
أعواد منبره< :لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الّ على قلوبهم ثم ليكونن من
الغافلين> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :إذا جاء أحدكم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 1151وعن ابن عمر َر ِ
الجمعة فليغتسل> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :غسل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1152وعن أبي سعيد الجدري َر ِ
الجمعة واجب على كل محتلم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
المراد بالمحتلم :البالغ.
والمراد بالوجوب وجوب اختيار كقول الرجل لصاحبه :حقك واجب علي ،وال أعلم.
علَيهِ َوسَلّم < :من توضأ يوم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1153وعن سمرة َر ِ
حسَنٌ. الجمعة فبها ونعمت ،ومن اغتسل فالغسل أفضل> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :ل يغتسل رجل - 1154وعن سلمان َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
يوم الجمعة ،ويتطهر ما استطاع من طهر ،ويدهن من دهنه ،أو يمس من طيب بيته ،ثم يخرج
فل يفرق بين اثنين ،ثم يصلي ما كتب له ،ثم ينصت إذا تكلم المام ،إل غفر له ما بينه وبين
الجمعة الخرى> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من اغتسل - 1155وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الولى ،فكأنما قرب بدنة ،ومن راح في الساعة
الثانية فكأنما قرب بقرة ،ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ،ومن راح في
الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ،ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ،فإذا خرج
علَيهِ.
المام حضرت الملئكة يستمعون الذكر> مُتّفَقٌ َ
قوله <غسل الجنابة> :أي غسلً كغسل الجنابة في الصفة.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ذكر يوم الجمعة فقال< :فيها - 1156وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ل شيئاً إل أعطاه إياه> وأشار بيده يقللها. ساعة ل يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل ا ّ
علَيهِ.
مُتّفَقٌ َ
ضيَل بن عمر رَ ِ ضيَ الُّ عَنهُ قال :قال عبد ا ّ - 1157وعن أبي بردة بن أبي موسى الشعري َر ِ
علَي ِه َوسَلّم في شأن ساعة الجمعة؟ قال لّ صَلّى الُّ َ الُّ عَنهُ :أسمعت أباك يحدث عن َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :هي ما بين أن يجلس قلت :نعم سمعته يقول :سمعت َرسُول ا ِ
المام إلى أن تقضى الصلة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إن من ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1158وعن أوس بن أوس رَ ِ
أفضل أيامكم يوم الجمعة ،فأكثروا علي من الصلة فيه فإن صلتكم معروضة علي> َروَاهُ أبُو
دَاوُ َد بإسناد صحيح.
* - 211 *2باب استحباب سجود الشكر عند حصول نعمة ظاهرة أو اندفاع بلية ظاهرة
علَي ِه َوسَلّم
صلّى الُّ َ
لّ َضيَ الُّ عَنهُ قال خرجنا مع رَسُول ا ِ - 1159عن سعد بن أبي وقاص رَ ِ
ع ْز َورَاء نزل ،ثم رفع يديه فدعا الّ ساعة ،ثم خر من مكة نريد المدينة ،فلما كنا قريباً من َ
ساجداً فمكث طويلً ،ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خر ساجداً ،فعله ثلثاً ،قال< :إني سألت ربي
وشفعت لمتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجداً لربي شكراً ،ثم رفعت رأسي فسألت ربي لمتي
فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجداً لربي شكراً ،ثم رفعت رأسي فسألت ربي لمتي فأعطاني
الثلث الخر فخررت ساجداً لربي> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
* - 212 *2باب فضل قيام الليل
ل تعالى (السراء { :)79ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً @قال ا ّ
محموداً}.
وقال تعالى (السجدة { :)16تتجافى جنوبهم عن المضاجع}الية.
وقال تعالى (الذاريات { :)17كانوا قليلً من الليل ما يهجعون}.
- 1160وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقوم من الليل حتى
تتفطر قدماه ،فقلت له :لم تصنع هذا يا رَسُول الِّ وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال:
علَيهِ.
<أفل أكون عبداً شكوراً؟> مُتّفَقٌ َ
علَيهِ.
وعن المغيرة نحوهُ .متّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم طرقه وفاطمة ليلً فقال< :أل - 1161وعن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
علَيهِ.
تصليان؟> مُتّفَقٌ َ
<طرقه> :أتاه ليلً.
- 1162وعن سالم بن عبد الّ بن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ عن أبيه أن رسول ال
علَيهِ َوسَلّم قال< :نعم الرجل عبد الّ لو كان يصلي من الليل> قال سالم :فكان عبد الّ صَلّى الُّ َ
بعد ذلك ل ينام من الليل إل قليلًُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ضيَ الُّ عَنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ - 1163وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
علَيهِ.
ل ل تكن مثل فلن كان يقوم الليل فترك قيام الليل> ُمتّفَقٌ َ َوسَلّم< :يا عبد ا ّ
ضيَ الُّ عَنهُ قال ذكر عند النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم رجل نام ليلة - 1164وعن ابن مسعود َر ِ
علَيهِ.
حتى أصبح قال< :ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال أذنه> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :يعقد الشيطان - 1165وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلث عقد ،يضرب على كل عقدة :عليك ليل طويل فارقد ،فإن
استيقظ فذكر الّ تعالى انحلت عقدة ،فإن توضأ انحلت عقدة ،فإن صلى انحلت عقده فأصبح
نشيطاً طيب النفس ،وإل أصبح خبيث النفس َكسْلنَ> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
<قافية الرأس> :آخره.
علَي ِه َوسَلّم قال< :أيها الناس ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 1166وعن عبد الّ بن سلم رَ ِ
أفشوا السلم ،وأطعموا الطعام ،وصلوا بالليل والناس نيام ،تدخلوا الجنة بسلم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ
ن صحيح. سٌ ح َ
حدِيثٌ َ وَقَالَ َ
علَي ِه َوسَلّم< :أفضل صلّى الُّ َ لّ َ - 1167وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
الصيام بعد رمضان شهر الّ المحرم ،وأفضل الصلة بعد الفريضة صلة الليل> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :صلة الليل مثنى ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ - 1168وعن ابن عمر َر ِ
مثنى ،فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم يصلي من الليل مثنى مثنى - 1169وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان النبي صَلّى الُّ َ
ويوتر بركعةُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يفطر من الشهر حتى ضيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ - 1170وعن أنس َر ِ
نظن أن ل يصوم منه ،ويصوم حتى نظن أن ل يفطر منه شيئاً ،وكان ل تشاء أن تراه من الليل
مصلياً إل رأيته ول نائماً إل رأيتهَ .روَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم كان يصلي إحدى عشرة لّ صَلّى الُّ َ - 1171وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن َرسُول ا ِ
ركعة (تعني في الليل) يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه،
ويركع ركعتين قبل صلة الفجر ثم يضطجع على شقه اليمن حتى يأتيه المنادي للصلةَ .روَاهُ
البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يزيد في رمضان ضيَ الُّ عَنها قالت :ما كان َرسُول ا ِ - 1172وعنها رَ ِ
ول في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فل تسأل عن حسنهن وطولهن ،ثم يصلي
أربعاً فل تسأل عن حسنهن وطولهن ،ثم يصلي ثلثاً ،فقلت :يا َرسُول الِّ أتنام قبل أن توتر؟
علَيهِ.
فقال< :يا عائشة إن عيني تنامان ول ينام قلبي> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كان ينام أول الليل ويقوم آخره - 1173وعنها رَ ِ
فيصليُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم ليلة فلمضيَ الُّ عَنهُ قال :صليت مع النبي صَلّى الُّ َ - 1174وعن ابن مسعود َر ِ
علَيهِ.يزل قائم ًا حتى هممت بأمر سوء ،قيل :ما هممت به؟ قال :هممت أن أجلس وأدعهُ .متّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم ذات ليلة فافتتح - 1175وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال صليت مع النبي صَلّى الُّ َ
البقرة ،فقلت :يركع عند المائة ثم مضى ،فقلت يصلي بها في ركعة فمضى ،فقلت :يركع بها ،ثم
افتتح النساء فقرأها ،ثم افتتح آل عمران فقرأها :يقرأ مترسلً ،إذا مر بآية فيها تسبيح سبح،
وإذا مر بسؤال سأل ،وإذا مر بتعوذ تعوذ ،ثم ركع فجعل يقول :سبحان ربي العظيم .فكان ركوعه
نحوًا من قيامه ،ثم قال :سمع الّ لمن حمده ربنا لك الحمد .ثم قام طويلً قريباً مما ركع ،ثم سجد
فقال :سبحان ربي العلى ،فكان سجوده قريب ًا من قيامهَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أي الصلة أفضل؟ ضيَ الُّ عَن ُه قال :سئل َرسُول ا ِ - 1176وعن جابر َر ِ
قال< :طول القنوت> َروَا ُه مُسلِمٌ.
المراد بالقنوت :القيام.
علَي ِه َوسَلّم قالصلّى الُّ َلّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ - 1177وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
له< :أحب الصلة إلى الّ صلة داود ،وأحب الصيام إلى الّ صيام داود :كان ينام نصف الليل،
ويقوم ثلثه ،وينام سدسه ،ويصوم يومًا ويفطر يوماً> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم يقول< :إن في لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1178وعن جابر َر ِ
الليل لساعة ل يوافقها رجل مسلم يسأل الّ خيراً من أمر الدنيا والخرة إل أعطاه إياه ،وذلك كل
ليلة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :إذا قام أحدكم من - 1179وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
الليل فليفتتح الصلة بركعتين خفيفتين> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا قام من الليل - 1180وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
صلته بركعتين خفيفتينَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا فاتته الصلة من ضيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ - 1181وعنها رَ ِ
الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي [اثنتي] عشرة ركعةَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم < :من - 1182وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلة الفجر وصلة الظهر كتب له كأنما قرأه من
الليل> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :رحم الّ صلّى الُّ َ لّ َ - 1183وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
رجلً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ،رحم الّ امرأة قامت من
الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبي نضحت في وجهه الماء> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إذا - 1184وعنه وعن أبي سعيد َرضِيَ الُّ عَنهُما قال قال َرسُول ا ِ
أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعاً كتب في الذاكرين والذاكرات> َروَاهُ أبُو
دَاوُ َد بإسناد صحيح.
علَي ِه َوسَلّم قال< :إذا نعس أحدكم في صلّى الُّ َ - 1185وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ
الصلة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب
علَيهِ.نفسه> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :إذا قام أحدكم صلّى الُّ َ لّ َ - 1186وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع> َروَا ُه مُسِلمٌ.
* - 213 *2باب استحباب قيام رمضان وهو التراويح
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :من قام رمضان ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1187عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه> ُمتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم يرغب في قيام رمضان لّ صَلّى الُّ َ - 1188وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ
من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول< :من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من
ذنبه> َروَا ُه مُسِلمٌ.
* - 214 *2باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها
ل تعالى (سورة القدر){ :إنا أنزلناه في ليلة القدر} إلى آخر السورة. @قال ا ّ
وقال تعالى (الدخان { :)3إنا أنزلناه في ليلة مباركة} اليات.
- 1189وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من قام ليلة القدر
علَيهِ.
إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم أروا ليلة صلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن رجالً من أصحاب النبي َ - 1190وعن ابن عمر َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :أرى رؤياكم قد لّ صَلّى الُّ َ القدر في المنام في السبع الواخر ،فقال َرسُول ا ِ
علَيهِ.
تواطأت في السبع الواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الواخر> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يجاور في العشر - 1191وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
علَيهِ.
الواخر من رمضان ويقول< :تحروا ليلة القدر في العشر الواخر من رمضان> مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم قال< :تحروا ليلة القدر في صلّى الُّ َ لّ َ ضيَ الُّ عَنها أن رَسُول ا ِ - 1192وعنها رَ ِ
الوتر من العشر الواخر من رمضان> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا دخل العشر الواخر ضيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ - 1193وعنها رَ ِ
من رمضان أحيا الليل ،وأيقظ أهله ،وجد وشد المئزرُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يجتهد في رمضان ما ضيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ - 1194وعنها رَ ِ
ل يجتهد في غيره ،وفي العشر الواخر منه ما ل يجتهد في غيرهَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنها قالت قلت :يا َرسُول الِّ أرأيت إن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ،ما - 1195وعنها رَ ِ
حدِيثٌ
ي وَقَالَ َ
أقول فيها؟ قال< :قولي :اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
ن صحيح. حسَ ٌ
َ
* - 215 *2باب فضل السواك وخصال الفطرة
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :لول أن أشق ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1196عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
على أمتي أو على الناس لمرتهم بالسواك مع كل صلة> ُمتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم إذا قام من النوم لّ صَلّى الُّ َ - 1197وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ
علَيهِ.
يشوص فاه بالسواك .مُتّفَقٌ َ
<الشوص> :الدلك.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم سواكه - 1198وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كنا نعد ل َرسُول ا ِ
وطهوره فيبعثه الّ ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصليَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :أكثرت عليكم في لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1199وعن أنس َر ِ
السواك> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ضيَ الُّ عَنها :بأي شيء كان يبدأ النبي صَلّى - 1200وعن شريح بن هانئ قال قلت لعائشة َر ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا دخل بيته؟ قالت :بالسواكَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم وطرف ضيَ الُّ عَنهُ قال :دخلت على النبي صَلّى الُّ َ - 1201وعن أبي موسى َر ِ
السواك على لسانهُ .متّفَقٌ عَلَيهِ ،وهذا لفظ مسلم.
علَي ِه َوسَلّم قال< :السواك مطهرة للفم، صلّى الُّ َ - 1202وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ
مرضاة للرب> رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه بأسانيد صحيحة.
- 1203وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :الفطرة خمس ،أو
خمس من الفطرة :الختان ،والستحداد ،وتقليم الظفار ،ونتف البط ،وقص الشارب> ُمتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
<الستحداد> :حلق العانة ،وهو حلق الشعر الذي حول الفرج.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :عشر من - 1204وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ
الفطرة :قص الشارب ،وإعفاء اللحية ،والسواك ،واستنشاق الماء ،وقص الظفار ،وغسل
البراجم ،ونتف البط ،وحلق العانة ،وانتقاص الماء> قال الراوي :ونسيت العاشرة إل أن تكون
المضمضة ،قال وكيع وهو أحد رواته :انتقاص الماء :يعني الستنجاءَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
<البراجم> بالباء الموحدة والجيم وهي :عقد الصابع.
و <إعفاء اللحية> :معناه :ل يقص منها شيئاً.
علَي ِه َوسَلّم قال< :أَحْفُوا الشوارب، صلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي َ - 1205وعن ابن عمر َر ِ
وأَعْفُوا اللحى> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
* - 216 *2باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها
ل تعالى (البقرة { :)43وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة}. @قال ا ّ
وقال تعالى (البينة {:)5وما أمروا إل ليعبدوا الّ مخلصين له الدين حنفاء ،ويقيموا الصلة
ويؤتوا الزكاة؛ وذلك دين القيمة}.
وقال تعالى (التوبة { :)103خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :بني السلم على ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1206وعن ابن عمر َر ِ
خمس :شهادة أن ل إله إل الّ وأن محمداً عبده ورسوله ،وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وحج
البيت ،وصوم رمضان> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :جاء رجل إلى َرسُول ا ِ ل َر ِ - 1207وعن طلحة بن عبيد ا ّ
َوسَلّم من أهل نجد ثائر الرأس ،نسمع دوي صوته ول نفقه ما يقول ،حتى دنا من َرسُول الِّ
علَي ِه َوسَلّم< :خمس لّ صَلّى الُّ َ علَيهِ َوسَلّم فإذا هو يسأل عن السلم ،فقال َرسُول ا ِ صَلّى الُّ َ
لّ صَلّى صلوات في اليوم والليلة> قال :هل علي غيرهن؟ قال< :ل إل أن تطوع> فقال َرسُول ا ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :وصيام شهر رمضان> قال :هل علي غيره؟ قال< :ل إل أن تطوع> قال وذكر
علَيهِ َوسَلّم الزكاة فقال :هل علي غيرها؟ قال< :ل إل أن تطوع> فأدبر لّ صَلّى الُّ َ له َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم: الرجل وهو يقول :وال ل أزيد على هذا ول أنقص منه .فقال َرسُول ا ِ
علَيهِ.
<أفلح إن صدق> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بعث معاذًا َر ِ - 1208وعن ابن عباس َر ِ
ل وأني َرسُول الِّ ،فإن هم أطاعوك لذلك إلى اليمن فقال :ادعهم إلى شهادة أن ل إله إل ا ّ
فأعلمهم أن الّ افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ،فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم
أن الّ افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم< :أمرت أن أقاتل لّ صَلّى الُّ َضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1209وعن ابن عمر َر ِ
ل وأن محمدَا َرسُول الِّ ،ويقيموا الصلة ،ويؤتوا الزكاة؛ فإذا الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ا ّ
علَيهِ.
فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الّ> مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم وكان أبو لّ صَلّى الُّ َ - 1210وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :لما توفي َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ عَنهُ :كيف تقاتل الناس وقد ضيَ الُّ عَنهُ ،وكفر من كفر من العرب ،فقال عمر َر ِ بكر َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل الّ ،فمن قالها قال َرسُول ا ِ
فقد عصم مني ماله ونفسه إل بحقه وحسابه على الّ> ؟ فقال أبو بكر :وال لقاتلن من فرق
بين الصلة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال ،وال لو منعوني عقالً كانوا يؤدونه إلى رَسُول الِّ
علَيهِ َوسَلّم لقاتلتهم على منعه .قال عمر :فوال ما هو إل أن رأيت الّ قد شرح صدر صَلّى الُّ َ
أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحقُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم :أخبرني بعمل ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال للنبي صَلّى الُّ َ - 1211وعن أبي أيوب رَ ِ
يدخلني الجنة .قال< :تعبد الّ ل تشرك به شيئاً ،وتقيم الصلة ،وتؤتي الزكاة ،وتصل الرحم>
علَيهِ.مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم فقال :يا - 1212وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن أعرابياً أتى النبي صَلّى الُّ َ
ل ل تشرك به شيئاً ،وتقيم َرسُول الِّ دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة .قال< :تعبد ا ّ
الصلة ،وتؤتي الزكاة المفروضة ،وتصوم رمضان> قال :والذي نفسي بيده ل أزيد على هذا.
علَي ِه َوسَلّم< :من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى صلّى الُّ َ فلما ولى قال النبي َ
هذا> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :بايعت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على إقام ل َر ِ - 1213وعن جرير بن عبد ا ّ
الصلة ،وإيتاء الزكاة ،والنصح لكل مسلمُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم< :ما من صلّى الُّ َ لّ َ - 1214وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
صاحب ذهب ول فضة ل يؤدي منها حقها إل إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار
فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له ،في يوم كان
مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار> قيل:
يا َرسُول الِّ فالبل؟ قال< :ول صاحب إبل ل يؤدي منها حقها ،ومن حقها حلبها يوم وردها ،إل
إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت ل يفقد منها فصيلً واحدًا تطؤه بأخفافها
وتعضه بأفواهها ،كلما مر عليه أولها رد عليه أخراها ،في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة،
حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار> قيل :يا َرسُول الِّ فالبقر
والغنم؟ قال< :ول صاحب بقر ول غنم ل يؤدي منها حقها إل إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع
قرقر ل يفقد منها شيئاً ،ليس فيها عقصاء ول جلحاء ول عضباء ،تنطحه بقرونها وتطؤه
بأظلفها ،كلما مر عليه أولها رد عليه أخراها ،في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ،حتى
يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار> قيل :يا َرسُول الِّ فالخيل؟ قال:
<الخيل ثلثة :هي لرجل وزر ،وهي لرجل ستر ،وهي لرجل أجر .فأما التي هي له وزر فرجل
ربطها رياء وفخرًا ونواء على أهل السلم فهي له وزر .وأما التي له ستر فرجل ربطها في
سبيل الّ ثم لم ينس حق الّ في ظهورها ول رقابها فهي له ستر .وأما التي هي له أجر فرجل
ربطها في سبيل الّ لهل السلم في مرج أو روضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من
شيء إل كتب له عدد ما أكلت حسنات ،وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ،ول تقطع طولها
فاستنت شرف ًا أو شرفين إل كتب الّ له عدد آثارها وأوراثها حسنات ،ول مر بها صاحبها على
نهر فشربت منه ول يريد أن يسقيها إل كتب الّ له عدد ما شربت حسنات> قيل :يا َرسُول الِّ
فالحمر؟ قال< :ما أنزل علي في الحمر شيء إل هذه الية الفاذة الجامعة {فمن يعمل مثقال ذرة
علَيهِ .وهذا لفظ مسلم.
خيراً يره ،ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} (الزلزلة ُ )5متّفَقٌ َ
* - 217 *2باب وجوب صوم رمضان وبيان فضل الصيام وما يتعلق به
ل تعالى (البقرة { :)183يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من @قال ا ّ
قبلكم} إلى قوله تعالى{ :شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى
والفرقان ،فمن شهد منكم الشهر فليصمه ،ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر}
الية .وأما الحاديث فقد تقدمت في الباب الذي قبله.
علَي ِه َوسَلّم< :قال الّ عزصلّى الُّ َلّ َ
- 1215وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
وجل :كل عمل ابن آدم له إل الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ،والصيام جُنة ،فإذا كان يوم صوم
أحدكم فل يرفث ول يصخب ،فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم؛ والذي نفس محمد بيده
ل من ريح المسك ،للصائم فرحتان يفرحهما :إذا أفطر فرح خلُوف فم الصائم أطيب عند ا ّ لَ ُ
بفطره ،وإذا لقي ربه فرح بصومه> ُمتّفّق عَلَيهِ .وهذا لفظ رواية البخاري.
وفي رواية له< :يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ،الصيام لي وأنا أجزي به ،والحسنة
بعشر أمثالها>
وفي رواية لمسلم< :كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ،قال
الّ تعالى{ :إل الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ،يدع شهوته وطعامه من أجلي} للصائم فرحتان:
ل من ريح المسك> . فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه؛ وَلخُلُوف فيه أطيب عند ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من أنفق زوجين في - 1216وعنه رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
سبيل الّ نودي من أبواب الجنة :يا عبد الّ هذا خير .فمن كان من أهل الصلة دعي من باب
الصلة ،ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ،ومن كان من أهل الصيام دعي من باب
ضيَ الُّ عَنهُ :بأبي أنت الريان ،ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة> قال أبو بكر َر ِ
وأمي يا َرسُول الِّ ما على من دعي من تلك البواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك البواب
علَيهِ.
كلها؟ فقال< :نعم وأرجو أن تكون منهم> ُمتّفّق َ
علَي ِه َوسَلّم قال< :إن في الجنة
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1217وعن سهل بن سعد رَ ِ
باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة ل يدخل منه أحد غيرهم ،يقال :أين
الصائمون؟ فيقومون ل يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد> ُمتّفّق عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم< :ما
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1218وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
ل بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً> ُمتّفّق من عبد يصوم يوماً في سبيل الّ إل باعد ا ّ
علَيهِ.
َ
- 1219وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من صام رمضان
علَيهِ.
إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه> ُمتّفّق َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا جاء رمضان فتحت - 1220وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
أبواب الجنة ،وغلقت أبواب النار ،وصفدت الشياطين> ُمتّفّق عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :صوموا لرؤيته وأفطروا - 1221وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
علَيهِ .وهذا لفظ البخاري. لرؤيته ،فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلثين> مُتّفّق َ
وفي رواية مسلم< :فإن غم عليكم فصوموا ثلثين يوماً> .
* - 218 *2باب الجود وفعل المعروف والكثار من الخير في شهر رمضان والزيادة من ذلك في
العشر الواخر منه
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أجود الناس، ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 1222عن ابن عباس َر ِ
وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ،وكان يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان
علَي ِه َوسَلّم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح لّ صَلّى الُّ َ فيدارسه القرآن؛ فل َرسُول ا ِ
علَيهِ.
المرسلة> ُمتّفّق َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا دخل العشر - 1223وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
علَيهِ.
أحيا الليل ،وأيقظ أهله ،وشد المئزر> مُتّفّق َ
* - 219 *2باب النهي عن تقدم رمضان بصوم بعد نصف شعبان إل لمن وصله بما قبله أو وافق
عادة له بأن كان عادته صوم يوم الثنين والخميس فوافقه
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ل يتقدمن أحدكم - 1224عن أبي هريرة َر ِ
رمضان بصوم يوم أو يومين ،إل أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم> ُمتّفّق
علَيهِ.
َ
علَي ِه َوسَلّم< :ل تصوموا لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1225وعن ابن عباس َر ِ
غيَايَةٌ فأكملوا ثلثين يوماً> قبل رمضان ،صوموا لرؤيته ،وأفطروا لرؤيته ،فإن حالت دونه َ
ن صحيح. حسَ ٌي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
<ال َغيَايَة> بالغين المعجمة وبالياء المثناة من تحت المكررة وهي :السحابة.
علَي ِه َوسَلّم< :إذا بقي
صلّى الُّ َ لّ َ - 1226وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
ن صحيح. حسَ ٌ نصف من شعبان فل تصوموا> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال :من صام اليوم الذي يشك فيه فقد - 1227وعن أبي اليقظان عمار بن ياسر َر ِ
ن صحيح. حسَ ٌ عصى أبا القاسم صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّمَ .روَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 220 *2باب ما يقال عند رؤية الهلل
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كان إذا رأى الهلل ل َر ِ - 1228عن طلحة بن عبيد ا ّ
قال< :اللهم أهله علينا بالمن واليمان ،والسلمة والسلم ،ربي وربك الّ ،هلل رشد وخير>
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
* - 221 *2باب فضل السحور وتأخيره ما لم يخش طلوع الفجر
علَيهِ َوسَلّم< :تسحروا فإن في لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1229عن أنس َر ِ
السحور بركة> ُمتّفّق عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ثم ضيَ الُّ عَنهُ قال :تسحرنا مع َرسُول ا ِ - 1230وعن زيد بن ثابت َر ِ
قمنا إلى الصلة .قيل :كم كان بينهما؟ قال :قدر خمسون آيةُ .متّفّق عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم مؤذنان :بلل ضيَ الُّ عَنهُما قال كان ل َرسُول ا ِ - 1231وعن ابن عمر َر ِ
علَيهِ َوسَلّم< :إن بللً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى لّ صَلّى الُّ َ وابن أم مكتوم ،فقال َرسُول ا ِ
يؤذن ابن أم مكتوم> قال :ولم يكن بينهما إل أن ينزل هذا ويرقى هذاُ .متّفّق عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :فصل ما صلّى الُّ َ لّ َ - 1232وعن عمرو بن العاص رَضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ
بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 222 *2باب فضل تعجيل الفطر وما يفطر عليه وما يقوله بعد إفطاره
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ل يزال - 1233عن سهل بن سعد َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
الناس بخير ما عجلوا الفطر> ُمتّفّق عَلَيهِ.
- 1234وعن أبي عطية قال :دخلت أنا ومسروق على عائشة َرضِيَ الُّ عَنها فقال لها مسروق:
رجلن من أصحاب محمد صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كلهما ل يألو عن الخير :أحدهما يعجل المغرب
والفطار ،والخر يؤخر المغرب والفطار .فقالت :من يعجل المغرب والفطار؟ قال :عبد الّ
علَي ِه َوسَلّم يصنعَ .روَا ُه مُسلِمٌ. صلّى الُّ َ لّ َ (يعني ابن مسعود) فقالت :هكذا كان رَسُول ا ِ
قوله <ل يألو> :أي ل يقصر في الخير.
علَي ِه َوسَلّم< :قال الّ صلّى الُّ َ لّ َ - 1235وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
حسَنٌ. عز وجل :أحب عبادي إليّ أعجلهم فطراً> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :إذا - 1236وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم> ُمتّفّق عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ - 1237وعن أبي إبراهيم عبد الّ بن أبي أوفى َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :سرنا مع َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم وهو صائم فلما غربت الشمس قال لبعض القوم< :يا فلن انزل فَاجْدَح لنا> فقال :يا َ
لّ لو أمسيت؟ قال < :انزل فَاجْدَح لنا> قال :إن عليك نهاراً ،قال < :انزل فَاجْدَح لنا> َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ثم قال< :إذا رأيتم الليل قد أقبل من قال :فنزل فَجَ َدحَ لهم ،فشرب َرسُول ا ِ
علَيهِ.
ههنا فقد أفطر الصائم> وأشار بيده قبل المشرقُ .متّفّق َ
قوله <اجْدَح> بالجيم ثم دال ثم حاء مهملتين :أي اخلط السويق بالماء.
علَي ِه َوسَلّم - 1238وعن سليمان بن عامر الضبي الصحابي َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
قال< :إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ،فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
ن صحيح. حسَ ٌ وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يفطر قبل أن ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 1239وعن أنس َر ِ
يصلي على رطبات ،فإن لم تكن رطبات فتميرات؛ فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء.
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
* - 223 *2باب أمر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة ونحوها
علَي ِه َوسَلّم< :إذا كان يوم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1240عن أبي هريرة َر ِ
صوم أحدكم فل يرفث ول يصخب ،فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم> ُمتّفّق عَلَيهِ.
- 1241وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :من لم يدع قول الزور
والعمل به فليس ل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 224 *2باب مسائل من الصوم
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا نسي أحدكم فأكل - 1242عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الّ وسقاه> مُتّفّق َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ أخبرني عن الوضوء؟ قال: - 1243وعن لقيط بن صَ ِبرَ َة رَ ِ
<أسبغ الوضوء ،وخلل بين الصابع ،وبالغ في الستنشاق إل أن تكون صائماً> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
ن صحيح. حسَ ٌ وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يدركه الفجر - 1244وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
علَيهِ.وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم .مُتّفّق َ
لّ صَلّى الُّ - 1245وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها وأم سلمة َرضِيَ الُّ عَنها قالتا :كان َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم يصبح جنباً من غير حلم ثم يصوم> ُمتّفّق عَلَيهِ. َ
* - 225 *2باب فضل صوم المحرم وشعبان والشهر الحرم
علَي ِه َوسَلّم< :أفضل الصيام لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1246عن أبي هريرة َر ِ
بعد رمضان شهر الّ المحرم ،وأفضل الصلة بعد الفريضة صلة الليل> َروَا ُه مُسِلمٌ.
- 1247وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :لم يكن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يصوم من شهر
أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله.
علَيهِ.وفي رواية :كان يصوم شعبان إل قليلً .مُتّفّق َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ثم انطلق - 1248وعن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه أتى َرسُول ا ِ
فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حاله وهيئته ،فقال :يا َرسُول الِّ أما تعرفني؟ قال< :ومن أنت؟> قال:
أنا الباهلي الذي جئتك عام الول ،قال< :فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة؟> قال :ما أكلت طعاماً
علَي ِه َوسَلّم< :عذبت نفسك!> ثم قال< :صم شهر لّ صَلّى الُّ َمنذ فارقتك إل بليل ،فقال َرسُول ا ِ
الصبر ويوم ًا من كل شهر> قال :زدني فإن بي قوة ،قال< :صم يومين> قال :زدني ،قال< :صم
ثلثة أيام> قال :زدني ،قال< :صم من الحرم واترك ،صم من الحرم واترك ،صم من الحرم
واترك> وقال بأصابعه الثلث فضمها ثم أرسلهاَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ.
و <شهر الصبر> :رمضان.
* - 226 *2باب فضل الصوم وغيره في العشر الول من ذي الحجة
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ما من أيام ضيَ الُّ عَنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ - 1249عن ابن عباس َر ِ
العمل الصالح فيها أحب إلى الّ من هذه اليام> يعني أيام العشر .قالوا :يا َرسُول الِّ ول الجهاد
في سبيل الّ؟ قال< :ول الجهاد في سبيل الّ إل رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك
بشيء> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 227 *2باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم عن صوم يوم ضيَ الُّ عَنهُ قال :سئل َرسُول ا ِ - 1250عن أبي قتادة رَ ِ
عرفة؟ قال< :يكفر السنة الماضية والباقية> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم صام يوم عاشوراء ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1251وعن ابن عباس َر ِ
علَيهِ.وأمر بصيامه .مُتّفّق َ
علَي ِه َوسَلّم سئل عن صيام يوم صلّى الُّ َ
لّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ - 1252وعن أبي قتادة َر ِ
عاشوراء فقال< :يكفر السنة الماضية> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :لئن بقيت ضيَ الُّ عَنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ - 1253وعن ابن عباس َر ِ
إلى قابل لصومن التاسع> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 228 *2باب استحباب صوم ستة أيام من شوال
علَيهِ َوسَلّم قال< :من صام رمضان لّ صَلّى الُّ َ - 1254عن أبي أيوب َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر> َروَا ُه مُسِلمٌ.
* - 229 *2باب استحباب صوم الثنين والخميس
علَي ِه َوسَلّم سئل عن صوم يوم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1255عن أبي قتادة رَ ِ
ي فيه> َروَا ُه مُسلِمٌ. الثنين فقال< :ذلك يوم ولدت فيه ،ويوم بعثت أو أنزل عل ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :تعرض - 1256وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
حدِيثٌ ي وَقَالَ َ
العمال يوم الثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
حسَنٌ .و َروَا ُه مُسلِ ٌم بغير ذكر الصوم.َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يتحرى صوم - 1257وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
حسَنٌ.الثنين والخميسَ .روَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
* - 230 *2باب استحباب صوم ثلثة أيام من كل شهر
@الفضل صومها في أيام البيض .وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .وقيل:
الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر ،والصحيح المشهور هو الول.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :أوصاني خليلي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بثلث :صيام - 1258عن أبي هريرة َر ِ
علَيهِ.
ثلثة أيام من كل شهر ،وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام .مُتّفّق َ
- 1259وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ قال أوصاني حبيبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بثلث لن
أدعهن ما عشت :بصيام ثلثة أيام من كل شهر ،وصلة الضحى ،وبأن ل أنام حتى أوترَ .روَاهُ
مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ضيَ الُّ عَنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ - 1260وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
علَيهِ.
َوسَلّم< :صوم ثلثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله> ُمتّفّق َ
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ - 1261وعن مُعَاذَةَ العدوية أنها سألت عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أكان َرسُول ا ِ
َوسَلّم يصوم من كل شهر ثلثة أيام؟ قالت :نعم ،فقلت :من أي الشهر كان يصوم؟ قالت :لم يكن
يبالي من أي الشهر يصومَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إذا صمت من ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1262وعن أبي ذر رَ ِ
حسَنٌ. الشهر ثلثاً فصم ثلث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يأمرنا ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 1263وعن قتادة بن ملحان َر ِ
بصيام أيام البيض :ثلث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرةَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ل يفطر أيام ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 1264وعن ابن عباس َر ِ
البيض في حضر ول سفر .رواه النسائي بإسناد حسن.
* - 231 *2باب فضل من فطر صائماً وفضل الصائم الذي يؤكل عنده ودعاء الكل للمأكول عنده
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :من فطر - 1265عن زيد بن خالد الجهني َر ِ
صائماً كان له مثل أجره غير أنه ل ينقص من أجر الصائم شيء> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ
ن صحيح. حسَ ٌ َ
ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم دخل عليها - 1266وعن أم عمارة النصارية َر ِ
علَيهِ َوسَلّم< :إن لّ صَلّى الُّ َ فقدمت إليه طعاماً فقال< :كلي> فقالت :إني صائمة ،فقال َرسُول ا ِ
الصائم تصلي عليه الملئكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا> وربما قال< :حتى يشبعوا> َروَاهُ
حسَنٌ.التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
ضيَضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم جاء إلى سعد بن عبادة رَ ِ - 1267وعن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :أفطر عندكم الصائمون، الُّ عَنهُ فجاء بخبز وزيت فأكل ،ثم قال النبي صَلّى الُّ َ
وأكل طعامكم البرار ،وصلت عليكم الملئكة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
* *1كتاب العتكاف
* - 232 *2باب
علَي ِه َوسَلّم يعتكف العشر لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما قال :كان َرسُول ا ِ - 1268عن ابن عمر َر ِ
الواخر من رمضانُ .متّفّق عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم كان يعتكف العشر الواخر صلّى الُّ َ - 1269وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ
علَيهِ.
من رمضان حتى توفاه الّ عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده .مُتّفّق َ
علَي ِه َوسَلّم يعتكف في كل - 1270وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان النبي صَلّى الُّ َ
رمضان عشرة أيام ،فلما كان العام الذي قبض اعتكف عشرين يوماًَ .روَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
* *1كتاب الحج
* - 233 *2باب
ل تعالى (آل عمران { :)97ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلً ،ومن كفر @قال ا ّ
فإن الّ غني عن العالمين}.
علَي ِه َوسَلّم قال< :بني السلم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 1271وعن ابن عمر َر ِ
على خمس :شهادة أن ل إله إل الّ وأن محمدًا َرسُول الِّ ،وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وحج
البيت ،وصوم رمضان> ُمتّفّق عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فقال< :يا أيها - 1272وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال خطبنا َرسُول ا ِ
الناس إن الّ قد فرض عليكم الحج فحجوا> فقال رجل :أكل عام يا َرسُول الِّ؟ فسكت حتى قالها
علَي ِه َوسَلّم< :لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم> ثم قال: لّ صَلّى الُّ َ ثلثاً ،فقال َرسُول ا ِ
<ذروني ما تركتكم؛ فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلفهم على أنبيائهم ،فإذا أمرتكم
بشيء فأتوا منه ما استطعتم ،وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم أي العمل أفضل؟ قال< :إيمان - 1273وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :سئل النبي صَلّى الُّ َ
بال ورسوله> قيل :ثم ماذا؟ قال< :الجهاد في سبيل الّ> قيل :ثم ماذا؟ قال< :حج مبرور>
علَيهِ.
مُتّفّق َ
<المبرور> هو :الذي ل يرتكب صاحبه فيه معصية.
علَي ِه َوسَلّم يقول< :من حج فلم صلّى الُّ َ لّ َ - 1274وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ
علَيهِ.
يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه> ُمتّفّق َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :العمرة إلى العمرة - 1275وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
علَيهِ.
كفارة لما بينهما ،والحج المبرور ليس له جزاء إل الجنة> مُتّفّق َ
لّ نرى الجهاد أفضل العمل أفل - 1276وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قلت :يا َرسُول ا ِ
نجاهد؟ فقال< :لكن أفضل الجهاد حج مبرور> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :ما من يوم أكثر من أن صلّى الُّ َ لّ َ ضيَ الُّ عَنها أن رَسُول ا ِ - 1277وعنها رَ ِ
يعتق الّ فيه عبداً من النار من يوم عرفة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :عمرة في رمضان - 1278وعن ابن عباس َر ِ
علَيهِ.
تعدل حجة أو حجة معي> ُمتّفّق َ
- 1279وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن امرأة قالت :يا َرسُول الِّ إن فريضة الّ على عباده في الحج
علَيهِ.
أدركت أبي شيخاً كبيراً ل يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال< :نعم> مُتّفّق َ
علَي ِه َوسَلّم فقال :إن أبي شيخ - 1280وعن لقيط بن عامر َرضِيَ الُّ عَنهُ أنه أتى النبي صَلّى الُّ َ
كبير ل يستطيع الحج ول العمرة ول الظعن؟ قال< :حج عن أبيك واعتمر> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
ن صحيح. حسَ ٌ
وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم في - 1281وعن السائب بن يزيد َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :حج بي مع َرسُول ا ِ
حجة الوداع وأنا ابن سبع سنينَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم لقي ركب ًا بالروحاء - 1282وعن ابن عباس َر ِ
فقال< :من القوم؟> قالوا :المسلمون .قالوا :من أنت؟ قالَ < :رسُول الِّ> فرفعت امرأة صبياً
فقالت :ألهذا حج؟ قال< :نعم ولك أجر> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم حج على رحل وكانت ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1283وعن أنس َر ِ
زاملتهَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
جنّةُ وذو المجاز أسواقاً في ضيَ الُّ عَنهُما قال :كانت عكاظ َومِ َ - 1284وعن ابن عباس َر ِ
الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت (البقرة { :)198ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلً
من ربكم} في مواسم الحجَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
* *1كتاب الجهاد
* - 234 *2باب
ل مع ل تعالى (التوبة { :)36وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ،واعلموا أن ا ّ @قال ا ّ
المتقين}.
وقال تعالى (البقرة { :)216كتب عليكم القتال وهو كره لكم ،وعسى أن تكرهوا شيئ ًا وهو خير
لكم ،وعسى أن تحبوا شيئ ًا وهو شر لكم ،وال يعلم وأنتم ل تعلمون}.
وقال تعالى (التوبة { :)41انفروا خفافاً وثقالً ،وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الّ}.
ل اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون وقال تعالى (التوبة { :)111إن ا ّ
في سبيل الّ فيَقتلون ويُقتلون ،وعداً عليه حقاً في التوراة والنجيل والقرآن؛ ومن أوفى بعهده
من الّ ،فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ،وذلك هو الفوز العظيم}.
وقال تعالى (النساء { :)96 ،95ل يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون
في سبيل الّ بأموالهم وأنفسهم ،فضل الّ المجاهدين على القاعدين درجة ،وكلً وعد الّ
الحسنى ،وفضل الّ المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً :درجات منه ومغفرة ورحمة؛ وكان
الّ غفوراً رحيماً}.
وقال تعالى (الصف { :)13 - 10يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟
ل بأموالكم وأنفسكم ؛ ذلكم خير لكم إن كنتم تؤمنون بال ورسوله ،وتجاهدون في سبيل ا ّ
تعلمون :يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها النهار ،ومساكن طيبة في جنات
ل وفتح قريب ،وبشر المؤمنين} واليات عدن؛ ذلك الفوز العظيم ،وأخرى تحبونها :نصر من ا ّ
في الباب كثيرة مشهورة.
وأما الحاديث في فضل الجهاد فأكثر من أن تحصر ،فمن ذلك:
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أي العمل ضيَ الُّ عَنهُ قال :سئل َرسُول ا ِ - 1285عن أبي هريرة َر ِ
أفضل؟ قال< :إيمان بال ورسوله> قيل :ثم ماذا؟ قال< :الجهاد في سبيل الّ> قيل :ثم ماذا؟
قال< :حج مبرور> ُمتّفّق عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ أي العمل أحب إلى الّ تعالى؟ - 1286وعن ابن مسعود َر ِ
قال< :الصلة على وقتها> قلت :ثم أي؟ قال< :بر الوالدين> قلت :ثم أي؟ قال< :الجهاد في
سبيل الّ> ُمتّفّق عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :قلت يا َرسُول الِّ أي العمل أفضل؟ قال< :اليمان بال، - 1287وعن أبي ذر رَ ِ
علَيهِ.والجهاد في سبيله> مُتّفّق َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :لغدوة في سبيل ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1288وعن أنس َر ِ
الّ أو روحة خير من الدنيا وما فيها> ُمتّفّق عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّمضيَ الُّ عَنهُ قال :أتى رجل َرسُول ا ِ - 1289وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
فقال :أي الناس أفضل؟ قال< :مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الّ> قال :ثم من؟ قال:
<مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الّ ويدع الناس من شره> ُمتّفّق عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :رباط يوم لّ صَلّى الُّ َ - 1290وعن سهل بن سعد رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
في سبيل الّ خير من الدنيا وما عليها ،وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما
عليها ،والروحة يروحها العبد في سبيل الّ تعالى أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها> ُمتّفّق
علَيهِ.
َ
علَي ِه َوسَلّم يقول< :رباط لّ صَلّى الُّ َ - 1291وعن سلمان َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ،وإن مات فيه جري عليه عمله الذي كان يعمل ،وأجري
عليه رزقه ،وأمن الفتان> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :كل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1292وعن فضالة بن عبيد َر ِ
ميت يختم على عمله إل المرابط في سبيل الّ فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ،ويؤمن فتنة
ن صحيح. سٌح َ حدِيثٌ َ ي وَقَالَ َالقبر> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول< :رباط يوم ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1293وعن عثمان رَ ِ
حسَن صحيحٌ. حدِيثٌ َي وَقَالَ َ في سبيل الّ خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
علَي ِه َوسَلّم< :تضمن الّ صلّى الُّ َ لّ َ - 1294وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
لمن خرج في سبيله ل يخرج إل جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن علي
أن أدخله الجنة ،أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة ،والذي نفس
محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الّ إل جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم؛ لونه لون دم وريحه
ريح مسك ،والذي نفس محمد بيده لول أن أشق على المسلمين ما قعدت خلف سرية تغزو في
سبيل الّ أبداً ،ولكن ل أجد سعة فأحملهم ول سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني ،والذي نفس
محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الّ فأقتل ،ثم أغزو فأقتل ،ثم أغزو فأقتل> َروَا ُه مُسِلمٌ
وروى البخاري بعضه.
<الكلم> :الجرح.
علَي ِه َوسَلّم< :ما من مكلوم يكلم في لّ صَلّى الُّ َ - 1295وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
علَيهِ.
سبيل الّ إل جاء يوم القيامة وكلمه يدمى؛ اللون لون دم والريح ريح مسك> مُتّفّق َ
علَي ِه َوسَلّم قال< :من قاتل في سبيل الّ - 1296وعن معاذ َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة ،ومن جرح جرحًا في سبيل الّ أو نكب نكبة ،فإنها
تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت؛ لونها الزعفران وريحها كالمسك> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ
وقال حديث صحيح.
علَيهِ لّ صَلّى الُّ َ - 1297وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :مر رجل من أصحاب َرسُول ا ِ
َوسَلّم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته ،فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب،
علَيهِلّ صَلّى الُّ َ لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ،فذكر ذلك ل َرسُول ا ِ ولن أفعل حتى أستأذن َرسُول ا ِ
َوسَلّم فقال< :ل تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الّ أفضل من صلته في بيته سبعين عاماً ،أل
غزُوا في سبيل الّ ،من قاتل في سبيل الّ فواق ناقة تحبون أن يغفر الّ لكم ويدخلكم الجنة؟! ُا ْ
حسَنٌ.وجبت له الجنة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
<الفواق> :ما بين الحلبتين.
- 1298وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال قيل :يا َرسُول الِّ ما يعدل الجهاد في سبيل الّ؟ قال< :ل
تستطيعونه> فأعادوا عليه مرتين أو ثلثاً كل ذلك يقول< :ل تستطيعونه> ثم قال< :مثل
ل ل يفتر من صلة ول صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الّ كمثل الصائم القائم القانت بآيات ا ّ
المجاهد في سبيل الّ> ُمتّفّق عَلَيهِ .وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية البخاري :أن رجلً قال :يا َرسُول الِّ دلني على عمل يعدل الجهاد .قال< :ل أجده>
ثم قال< :هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ول تفتر ،وتصوم ول تفطر؟>
فقال :ومن يستطيع ذلك!
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من خير معاش الناس - 1299وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
ل يطير على متنه ،كلما سمع هيعة أو فزعة طار على لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل ا ّ
متنه يبتغي القتل أو الموت مظانه ،أو رجل في غنيمة ،أو شعفة من هذه الشعف ،أو بطن واد
من هذه الودية يقيم الصلة ويؤتي الزكاة ،ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إل في
خير> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إن في الجنة مائة درجة - 1300وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
أعدها الّ للمجاهدين في سبيل الّ ،ما بين الدرجتين كما بين السماء والرض> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :من لّ صَلّى الُّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1301وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
رضي بال رباً وبالسلم دينًا وبمحمد رسولً وجبت له الجنة> فعجب لها أبو سعيد فقال :أعدها
عليّ يا َرسُول الِّ ،فأعادها عليه ،ثم قال< :وأخرى يرفع الّ بها العبد مائة درجة في الجنة ما
بين كل درجتين كما بين السماء والرض> قال :وما هي يا َرسُول الِّ؟ قال< :الجهاد في سبيل
الّ ،الجهاد في سبيل الّ> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَن ُه وهو بحضرة العدو - 1302وعن أبي بكر بن أبي موسى الشعري قال سمعت أبي َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :إن أبواب الجنة تحت ظلل السيوف> فقام رجل رث لّ صَلّى الُّ َ يقول قال َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم يقول هذا؟ قال :نعم، لّ صَلّى الُّ َ الهيئة فقال :يا أبا موسى أأنت سمعت َرسُول ا ِ
فرجع إلى أصحابه فقال :أقرأ عليكم السلم ،ثم كسر جفن سيفه فألقاه ،ثم مشى بسيفه إلى العدو
فضرب به حتى قتلَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1303وعن أبي عبس عبد الرحمن بن جبر َر ِ
ل فتمسه النار> َروَاهُ البُخَا ِريّ. َوسَلّم< :ما اغبرت قدما عبد في سبيل ا ّ
علَي ِه َوسَلّم< :ل يلج النار صلّى الُّ َ لّ َ - 1304وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
رجل بكى من خشية حتى يعود اللبن في الضرع ،ول يجتمع على عبد غبار في سبيل الّ ودخان
ن صحيح. حسَ ٌ
جهنم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول: ضيَ الُّ عَنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ - 1305وعن ابن عباس َر ِ
<عينان ل تمسهما النار :عين بكت من خشية الّ ،وعين باتت تحرس في سبيل الّ> َروَاهُ
حسَنٌ.التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من جهز ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1306وعن زيد بن خالد َر ِ
غازيًا في سبيل الّ فقد غزا ،ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا> ُمتّفّق عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم< :أفضل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1307وعن أبي أمامة َر ِ
الصدقات ظل فسطاط في سبيل الّ ،ومنيحة خادم في سبيل الّ ،أو طروقة فحل في سبيل الّ>
ن صحيح. حسَ ٌ ي وَقَالَ حَدِيثٌ ََروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
ضيَ الُّ عَنهُ أن فتىً من أسلم قال :يا َرسُول الِّ إني أريد الغزو وليس معي - 1308وعن أنس َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ما أتجهز .قال< :ائت فلناً فإنه قد كان تجهز فمرض> فأتاه فقال :إن َرسُول ا ِ
َوسَلّم يقرئك السلم ويقول :أعطني الذي تجهزت به .قال :يا فلنة أعطيه الذي كنت تجهزت به
ول تحبسي عنه شيئاً ،فوال ل تحبسي منه شيئاً فيبارك لك فيهَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم بعث إلى بني لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1309وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
لحيان فقال< :لينبعث من كل رجلين أحدهما والجر بينهما> َروَا ُه مُسلِمٌ.
وفي رواية له< :ليخرج من كل رجلين رجل> ثم قال للقاعد< :أيكم خلف الخارج في أهله وماله
بخير كان له مثل نصف أجر الخارج> .
ضيَ الُّ عَنهُ قال :أتى النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم رجل مقنع بالحديد فقال: - 1310وعن البراء رَ ِ
لّ صَلّى الُّ يا َرسُول الِّ أقاتل أو أسلم؟ فقال< :أسلم ثم قاتل> فأسلم ثم قاتل فقتل ،فقال َرسُول ا ِ
ل وأجر كثيراً> ُمتّفّق عَلَيهِ .وهذا لفظ البخاري. علَي ِه َوسَلّم< :عمل قلي ً َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ما أحد يدخل الجنة - 1311وعن أنس َر ِ
يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الرض من شيء إل الشهيد ،يتمنى أن يرجع إلى الدنيا
فيقتل عشر مرات؛ لما يرى من الكرامة> وفي رواية< :لما يرى من فضل الشهادة> ُمتّفّق
علَيهِ.
َ
علَي ِه َوسَلّم
صلّى الُّ َ لّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ - 1312وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
قال< :يغفر الّ للشهيد كل شيء إل الدَين> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ل يكفر كل شيء إل الدَين> . وفي رواية له< :القتل في سبيل ا ّ
علَي ِه َوسَلّم قام فيهم فذكر أن صلّى الُّ َ لّ َضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ - 1313وعن أبي قتادة َر ِ
الجهاد في سبيل الّ واليمان بال أفضل العمال ،فقام رجل فقال :يا َرسُول الِّ أرأيت إن قتلت
علَي ِه َوسَلّم< :نعم إن قتلت في سبيل لّ صَلّى الُّ َ في سبيل الّ أتكفر عني خطاياي؟ فقال َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :كيف قلت؟> ال وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر> ثم قال َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم:
قال :أرأيت إن قتلت في سبيل الّ أتكفر عني خطاياي؟ فقال َرسُول ا ِ
<نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ،إل الدَين فإن جبريل عليه السلم قال لي ذلك> َروَاهُ
مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رجل :أين أنا يا َرسُول الِّ إن قتلت؟ قال< :في - 1314وعن جابر َر ِ
الجنة> فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتلَ .روَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم وأصحابه حتى لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال انطلق َرسُول ا ِ - 1315وعن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :ل يقدمن لّ صَلّى الُّ َ سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون ،فقال َرسُول ا ِ
علَيهِ َوسَلّم: لّ صَلّى الُّ َ أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه> فدنا المشركون فقال َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ <قوموا إلى جنة عرضها السماوات والرض> قال يقول عمير بن الحمام النصاري َر ِ
لّ جنة عرضها السماوات والرض؟ قال< :نعم> قال :بخ بخ! فقال َرسُول الِّ عَنهُ :يا َرسُول ا ِ
علَيهِ َوسَلّم< :ما يحملك على قولك بخ بخ؟> قال :ل وال يا َرسُول الِّ إل رجاء أن صَلّى الُّ َ
أكون من أهلها .قال< :فإنك من أهلها> فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ،ثم قال :لئن
أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ،فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى
قتلَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
<القرن> هو :جعبة النشاب.
علَي ِه َوسَلّم أن ابعث معنا رجالً - 1316وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :جاء ناس إلى النبي صَلّى الُّ َ
يعلمونا القرآن والسنة ،فبعث إليهم سبعين رجلً من النصار يقال لهم القراء ،فيهم خالي حرام،
يقرؤون القرآن ويتدارسونه بالليل :يتعلمون ،وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في
المسجد ،ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لهل الصفة وللفقراء ،فبعثهم النبي صَلّى الُّ
علَي ِه َوسَلّم ،فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان؛ فقالوا :اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك َ
فرضينا عنك ورضيت عنا ،وأتى رجل حراماً خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه ،فقال
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم حرام :فزت ورب الكعبة .فقال َرسُول ا ِ
قالوا :اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا> ُمتّفّق عَلَيهِ .وهذا لفظ مسلم.
ضيَ الُّ عَنهُ عن قتال بدر فقال: - 1317وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :غاب عمي أنس بن النضر َر ِ
ل أشهدني قتال المشركين ليرين الّ ما يا َرسُول الِّ غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ،لئن ا ّ
أصنع .فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون ،فقال :اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلء (يعني
أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلء (يعني المشركين) ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال :يا
سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد .قال سعد :فما استطعت يا َرسُول
الِّ ما صنع! قال أنس :فوجدنا به بضع ًا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم،
ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون ،فما عرفه أحد إل أخته ببنانه .قال أنس :كنا نرى أو نظن
أن هذه الية نزلت فيه وفي أشباهه {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الّ عليه ،فمنهم من
علَيهِ .وقد سبق في باب المجاهدة (انظر الحديث قضى نحبه} إلى آخرها (الحزاب ُ . )23متّفّق َ
رقم . )109
علَيهِ َوسَلّم< :رأيت الليلة لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1318وعن سمرة َر ِ
رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلني دارًا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها ،قال:
ي وهو بعض من حديث طويل فيه أنواع من العلم أما هذه الدار فدار الشهداء> َروَاهُ البُخَا ِر ّ
ل تعالى (انظر الحديث رقم . )1543 سيأتي في باب تحريم الكذب إن شاء ا ّ
ضيَ الُّ عَنهُ أن أم الربيع بنت البراء ،وهي أم حارثة بن سراقة ،أتت - 1319وعن أنس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم فقالت :يا َرسُول الِّ أل تحدثني عن حارثة -وكان قتل يوم بدر -فإن النبي صَلّى الُّ َ
كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء .فقال< :يا أم حارثة إنها جنان
في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس العلى> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال جيء بأبي إلى النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قد ل َر ِ - 1320وعن جابر بن عبد ا ّ
علَيهِ َوسَلّم:مثل به فوضع بين يديه ،فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قوم ،فقال النبي صَلّى الُّ َ
علَيهِ.
<ما زالت الملئكة تظله بأجنحتها> ُمتّفّق َ
علَيهِ َوسَلّم قال< :من لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1321وعن سهل بن حُنيف رَ ِ
ل منازل الشهداء وإن مات على فراشه> َروَا ُه مُسِلمٌ. سأل الّ تعالى الشهادة بصدق بلغه ا ّ
علَي ِه َوسَلّم< :من طلب الشهادة لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1322وعن أنس َر ِ
صادقاً أعطيها ولو لم تصبه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :ما يجد صلّى الُّ َ لّ َ - 1323وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
حسَنٌ الشهيد من مس القتل إل كما يجد أحدكم من مس القرصة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في بعض ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 1324وعن عبد الّ بن أبي أوفى َر ِ
أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال< :أيها الناس ل تتمنوا
لقاء العدو واسألوا الّ العافية ،فإذا لقيتموهم فاصبروا ،واعلموا أن الجنة تحت ظلل السيوف>
ثم قال< :اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الحزاب ،اهزمهم وانصرنا عليهم> مُتّفّق
علَيهِ.
َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ثنتان ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1325وعن سهل بن سعد رَ ِ
[اثنتان] ل تردان أو قلما تردان :الدعاء عند النداء ،وعند البأس ،حين يلحم بعضهم بعضاً>
َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا غزا قال< :اللهم ضيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ - 1326وعن أنس َر ِ
ي وَقَالَ حَدِيثٌ أنت عضدي ونصيري ،بك أحول وبك أصول وبك أقاتل> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
حسَنٌ. َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا خاف قوماً قال: - 1327وعن أبي موسى َر ِ
<اللهم إنا نجعلك في نحورهم ،ونعوذ بك من شرورهم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
علَي ِه َوسَلّم قال< :الخيل معقود لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 1328وعن ابن عمر َر ِ
في نواصيها الخير إلى يوم القيامة> ُمتّفّق عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :الخيل معقود في - 1329وعن عروة البارقي َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
نواصيها الخير إلى يوم القيامة :الجر والمغنم> ُمتّفّق عَلَيهِ.
- 1330وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :من احتبس فرساً
في سبيل الّ إيمان ًا بال وتصديقاً بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة>
َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بناقة ضيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى َرسُول ا ِ - 1331وعن أبي مسعود َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :لك بها يوم مَخْطُومَة ( ،)1فقال :هذه في سبيل الّ ،فقال َرسُول ا ِ
القيامة سبعمائة ناقة كلها مَخْطُومَة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
------
( )1مَخْطُومَة :أي مجعول في رأسها الخطام
------
- 1332وعن أبي حماد ،ويقال :أبو سعاد ويقال أبو أسد ،ويقال أبو عامر ،ويقال أبو عمرو،
ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول الِّ ويقال أبو السود ،ويقال أبو عبس ،عقبة بن عامر الجهني َر ِ
علَيهِ َوسَلّم وهو على المنبر يقول< :وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ،أل إن القوة صَلّى الُّ َ
الرمي؛ أل إن القوة الرمي؛ أل إن القوة الرمي> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم يقول< :ستفتح عليكم صلّى الُّ َ لّ َ - 1333وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ
أ َرضُونَ ويكفيكم الّ ،فل يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :من علم الرمي ثم - 1334وعنه َرضِي الُّ عَنهُ أنه قال ،قال َرسُول ا ِ
تركه فليس منا أو فقد عصى> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم يقول< :إن الّ يدخل صلّى الُّ َ لّ َ - 1335وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ
بالسهم الواحد ثلثة نفر الجنة :صانعه يحتسب في صنعته الخير ،والرامي به ،ومنبله ،وارموا
واركبوا وأن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا ،ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة
تركها> <أو قال كفرها> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :مر النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم على نفر - 1336وعن سلمة بن الكوع رَ ِ
ينتضلون ،فقال< :ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ - 1337وعن عمرو بن عبسة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
سنٌ
ح َحدِيثٌ َ ي وَقَالَ َ
<من رمى بسهم في سبيل الّ فهو له عدل محررة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
صحيح.
علَي ِه َوسَلّم:
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1338وعن أبي يحيى خريم بن فاتك َر ِ
حسَنٌ.ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ ل كتب له سبعمائة ضعف> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ <من أنفق نفقة في سبيل ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ما من عبد ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1339وعن أبي سعيد َر ِ
علَيهِ.
ل بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً> مُتّفّق َ يصوم يوماً في سبيل الّ إل باعد ا ّ
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :من صام يوماً في - 1340وعن أبي أمامة َر ِ
حسَنٌ سبيل الّ جعل بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والرض> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
صحيح.
علَي ِه َوسَلّم< :من مات ولم صلّى الُّ َ لّ َ - 1341وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من نفاق> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم في غزاة فقال< :إن ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنا مع النبي صَلّى الُّ َ - 1342وعن جابر َر ِ
بالمدينة لرجا ًل ما سرتم مسيراً ،ول قطعتم وادياً إل كانوا معكم :حبسهم المرض>
وفي رواية< :حبسهم العذر>
ي من رواية أنس .و َروَا ُه مُسلِ ٌم من رواية وفي رواية< :إل شركوكم في الجر> َروَاهُ البُخَا ِر ّ
جابر واللفظ له.
علَيهِ َوسَلّم فقال :يا ضيَ الُّ عَنهُ أن أعرابياً أتى النبي صَلّى الُّ َ - 1343وعن أبي موسى َر ِ
َرسُول الِّ الرجل يقاتل للمغنم ،والرجل يقاتل ليذكر ،والرجل يقاتل ليرى مكانه .وفي رواية:
لّ صَلّى يقاتل شجاعة ،ويقاتل حمية .وفي رواية :يقاتل غضباً ،فمن في سبيل الّ؟ فقال َرسُول ا ِ
علَيهِ.
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :من قاتل لتكون كلمة الّ هي العليا فهو في سبيل الّ> مُتّفّق َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1344وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم< :ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إل كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم ،وما من
غازية أو سرية تخفق وتصاب إل تم أجورهم> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال :يا َرسُول الِّ ائذن لي في السياحة ،فقال - 1345وعن أبي أمامة َر ِ
علَي ِه َوسَلّم< :إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الّ عز وجل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ النبي صَلّى الُّ َ
بإسناد جيد.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال: - 1346وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
<قفلة كغزوة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد.
<القفلة> :الرجوع .والمراد :الرجوع من الغزو بعد فراغه ،ومعناه أنه يثاب في رجوعه بعد
فراغه من الغزو.
علَي ِه َوسَلّم من غزوة - 1347وعن السائب بن يزيد َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :لما قدم النبي صَلّى الُّ َ
تبوك تلقاه الناس ،فلقيته مع الصبيان على ثنية الوداعَ .روَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح بهذا اللفظ.
علَي ِه َوسَلّم مع الصبيان إلى ثنية الوداع. لّ صَلّى الُّ َ و َروَاهُ البُخَا ِريّ قال :ذهبنا نتلقى َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :من لم يغز أو يجهز - 1348وعن أبي أمامة َر ِ
ل بقارعة قبل يوم القيامة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه ا ّ
صحيح.
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :جاهدوا المشركين - 1349وعن أنس َر ِ
بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :شهدت َرسُول - 1350وعن أبي عمرو ،ويقال أبو حكيم ،النعمان بن مقرن َر ِ
علَي ِه َوسَلّم إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح لّ صَلّى الُّ َ
ا ِ
ن صحيح. حسَ ٌي وَقَالَ حَدِيثٌ َوينزل النصرَ .روَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :ل تتمنوا - 1351وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ قال :قال َرسُول ا ِ
لقاء العدو واسألوا الّ العافية ،فإذا لقيتموهم فاصبروا> ُمتّفّق عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم قال< :الحرب خدعة> ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ - 1352وعنه وعن جابر رَ ِ
علَيهِ.
مُتّفّق َ
* - 235 *2باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الخرة ويغسلون ويصلى عليهم بخلف
القتيل في حرب الكفار
علَي ِه َوسَلّم< :الشهداء لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :قال َرسُول ا ِ - 1353عن أبي هريرة َر ِ
خمسة :المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الّ> ُمتّفّق عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ما تعدون الشهداء - 1354وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :قال َرسُول ا ِ
ل فهو شهيد ،قال< :إن شهداء أمتي إذاً لقليل!> لّ من قتل في سبيل ا ّ فيكم؟> قالوا :يا َرسُول ا ِ
قالوا :فمن يا َرسُول الِّ؟ قال< :من قتل في سبيل فهو شهيد ،ومن مات في سبيل الّ فهو
شهيد ،ومن مات في الطاعون فهو شهيد ،ومن مات في البطن فهو شهيد ،والغريق شهيد>
َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ
ضيَ الُّ عَنهُما قال :قال َرسُول ا ِ - 1355وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم< :من قتل دون ماله فهو شهيد> ُمتّفّق عَلَيهِ.
ضيَ - 1356وعن أبي العور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة المشهود لهم بالجنة َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول< :من قتل دون ماله فهو شهيد ،ومن الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
قتل دون دمه فهو شهيد ،ومن قتل دون دينه فهو شهيد ،ومن قتل دون أهله فهو شهيد> َروَاهُ
ن صحيح. حسَ ٌي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
علَي ِه َوسَلّم فقال:
لّ صَلّى الُّ َ - 1357وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى َرسُول ا ِ
يا َرسُول الِّ أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال< :فل تعطه مال> قال :أرأيت إن قاتلني؟
قال< :قاتله> قال :أرأيت إن قتلني؟ قال< :فأنت شهيد> قال :أرأيت إن قتلته؟ قال< :هو في
النار> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 236 *2باب فضل العتق
ل تعالى (البلد { :)11فل اقتحم العقبة ،وما أدراك ما العقبة؟ فك رقبة} الية. @قال ا ّ
علَي ِه َوسَلّم< :من
صلّى الُّ َ
لّ َ - 1358وعن أبي هريرة رضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
ل بكل عضو منه عضواً منه من النار حتى فرجه بفرجه> ُمتّفّق عَلَيهِ. أعتق رقبة مسلمة أعتق ا ّ
ضيَ الُّ عَنهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ أي العمال أفضل؟ قال< :اليمان - 1359وعن أبي ذر رَ ِ
بال ،والجهاد في سبيل الّ> قال :قلت أي الرقاب أفضل؟ قال< :أنفسها عند أهلها ،وأكثرها
علَيهِ.
ثمناً> مُتّفّق َ
* - 237 *2باب فضل الحسان إلى المملوك
ل ول تشركوا به شيئاً ،وبالوالدين إحساناً ،وبذي ل تعالى (النساء { :)36واعبدوا ا ّ @قال ا ّ
القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب ،الصاحب بالجنب ،وابن السبيل،
وما ملكت أيمانكم}.
- 1360وعن المَ ْع ُر ْورِ بن سويد قال :رأيت أبا ذر َرضِيَ الُّ عَنهُ وعليه حلة وعلى غلمه مثلها
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فعيره بأمه ،فقال فسألته عن ذلك ،فذكر أنه ساب رجلً على عهد َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :إنك امرؤ فيك جاهلية ،هم إخوانكم وخولكم جعلهم الّ تحت أيديكم، النبي صَلّى الُّ َ
فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ،وليلبسه مما يلبس ،ول تكلفوهم ما يغلبهم ،فإن
كلفتموهم فأعينوهم> ُمتّفّق عَلَيهِ.
- 1361وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا أتى أحدكم
خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علجه>
َروَاهُ البُخَا ِريّ.
<الكلة> بضم الهمزة :هي اللقمة.
ل تعالى وحق مواليه * - 238 *2باب فضل المملوك الذي يؤدي حق ا ّ
علَي ِه َوسَلّم قال< :إن العبد إذا نصح صلّى الُّ َ لّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ - 1362عن ابن عمر َر ِ
علَيهِ.
لسيده ،وأحسن عبادة الّ فله أجره مرتين> مُتّفّق َ
علَي ِه َوسَلّم< :للعبد صلّى الُّ َ
لّ َ - 1363وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
المملوك المصلح أجران> والذي نفس أبي هريرة بيده لول الجهاد في سبيل الّ والحج وبر
علَيهِ.
أمي ،لحببت أن أموت وأنا مملوك .مُتّفّق َ
علَيهِ َوسَلّم:
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1364وعن أبي موسى الشعري َر ِ
<المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي عليه من الحق والنصيحة والطاعة له
أجران> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَي ِه َوسَلّم< :ثلثة لهم أجران: لّ صَلّى الُّ َ
- 1365وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ل وحق مواليه، رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد ،والعبد المملوك إذا أدى حق ا ّ
ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله
علَيهِ.
أجران> مُتّفّق َ
* - 239 *2باب فضل العبادة في الهرج وهو الختلط والفتن ونحوها
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :العبادة في ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1366عن معقل بن يسار رَ ِ
الهرج كهجرة إليّ> َروَا ُه مُسِلمٌ.
* - 240 *2باب فضل السماحة في البيع والشراء والخذ والعطاء وحسن القضاء والتقاضي
سرَ والوضع عنه سرِ المع َ
وإرجاح المكيال والميزان والنهي عن التطفيف وفضل إنظار المو ِ
ل به عليم}. ل تعالى (البقرة { :)215وما تفعلوا من خير فإن ا ّ @قال ا ّ
وقال تعالى (هود { :)85ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ،ول تبخسوا الناس أشياءهم}.
وقال تعالى (المطففين { :)6 - 1ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ،وإذا
كالوهم أو وزنوهم يخسرون؛ أل يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم .يوم يقوم الناس لرب
العالمين}.
علَي ِه َوسَلّم يتقاضاه فأغلظ صلّى الُّ َ
- 1367وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رجلً أتى النبي َ
علَيهِ َوسَلّم< :دعوه فإن لصاحب الحق مقالً> ثم لّ صَلّى الُّ َ له فهم به أصحابه ،فقال َرسُول ا ِ
قال< :أعطوه سناً مثل سنه> قالوا :يا رَسُول الِّ ل نجد إل أمثل من سنه .قال< :أعطوه فإن
علَيهِ.
خيركم أحسنكم قضاءً> مُتّفَقٌ َ
ل رجلً سمحاً لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :رحم ا ّ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1368وعن جابر َر ِ
إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :من ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1369وعن أبي قتادة َر ِ
سره أن ينجيه الّ من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :كان رجل - 1370وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
يداين الناس ،وكان يقول لفتاه :إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه لعل الّ أن يتجاوز عنا ،فلقي الّ
فتجاوز عنه> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم: ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1371وعن أبي مسعود البدري َر ِ
<حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إل أنه كان يخالط الناس وكان
موسراً ،وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر ،قال الّ عز وجل :نحن أحق بذلك منه
تجاوزوا عنه> َروَا ُه مُسلِمٌ.
- 1372وعن حذيفة رَضيَ الُّ عَنهُ قال< :أتي الّ تعالى بعبد من عباده آتاه الّ مالً فقال له:
ماذا عملت في الدنيا؟ قال -ول يكتمون الّ حديثاً -قال :يا رب آتيتني مالك فكنت أبايع الناس
وكان من خلقي الجواز؛ فكنت أتيسر على الموسر وأنظر المعسر .فقال الّ تعالى :أنا أحق بذا
ضيَ الُّ عَنهُما :هكذا منك ،تجاوزوا عن عبدي> فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود النصاري رَ ِ
علَي ِه َوسَلّمَ .روَا ُه مُسلِمٌ.لّ صَلّى الُّ َ سمعناه من في َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :من أنظر صلّى الُّ َ لّ َ - 1373وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
معسراً أو وضع له أظله الّ يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم ل ظل إل ظله> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ
ن صحيح. حسَ ٌحَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم اشترى منه بعيرًا [ ِبوُ ِقيّ َتيْنِ - 1374وعن جابر َر ِ
ودرهم أو درهمين] فوزن له فأرجحُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :جلبت أنا ومخرمة العبدي َبزّا من - 1375وعن أبي صفوان سويد بن قيس َر ِ
علَي ِه َوسَلّم فساومنا بسراويل وعندي وزان يزن بالجر ،فقال النبي صلّى الُّ َ هجر ،فجاءنا النبي َ
ن صحيح. حسَ ٌ ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ علَيهِ َوسَلّم للوزان< :زن وأرجِج> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ صَلّى الُّ َ
* *1كتاب العلم
* - 241 *2باب
ل تعالى (طه { :)114وقل رب زدني علماً}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الزمر { :)9قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون}.
وقال تعالى (المجادلة { :)11يرفع الّ الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.
وقال تعالى (فاطر { :)28إنما يخشى الّ من عباده العلماء}.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :من يرد الّ به ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1376وعن معاوية رَ ِ
علَيهِ.
خيرًا يفقهه في الدين> مُتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :ل حسد إل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1377وعن ابن مسعود َر ِ
في اثنتين :رجل آتاه الّ مالً فسلطه على هلكته في الحق ،ورجل آتاه الّ الحكمة فهو يقضي بها
علَيهِ.
ويعلمها> مُتّفَقٌ َ
والمراد بالحسد :الغبطة وهو :أن يتمنى مثله.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :قال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :مثل ما بعثني الّ - 1378وعن أبي موسى َر ِ
به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء ،فأنبتت الكل
والعشب الكثير ،وكان منها أجادب أمسكت الماء ،فنفع الّ بها الناس فشربوا منها وسقوا
وزرعوا ،وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان ل تمسك ما ًء ول تنبت كل؛ فذلك مثل من فقه
في دين الّ ونفعه ما بعثني الّ به فعلم وعلّم ،ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الّ
الذي أرسلت به> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ي َرضِيَ الُّ علَي ِه َوسَلّم قال لعل ّ صلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي َ - 1379وعن سهل بن سعد رَ ِ
عَنهُ< :فوال لن يهدي الّ بك رجلً واحداً خير لك من حمر النعم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال: - 1380وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
ي متعمداً فليتبوأ مقعده <بلغوا عني ولو آية ،وحدثوا عن بني إسرائيل ول حرج ،ومن كذب عل ّ
من النار> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ومن سلك - 1381وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
طريقًا يلتمس فيه علم ًا سهل الّ له طريقاً إلى الجنة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من دعا إلى هدىً - 1382وعنه أيض ًا َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
كان له من الجر مثل أجور من تبعه ل ينقص ذلك من أجورهم شيئاً> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :إذا مات ابن آدم انقطع لّ صَلّى الُّ َ - 1383وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
عمله إل من ثلث :صدقة جارية ،أو علم ينتفع به ،أو ولد صالح يدعو له> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم يقول< :الدنيا ملعونة صلّى الُّ َ لّ َ - 1384وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ
حسَنٌ. ل تعالى وما واله ،وعالماً أو متعلماً> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ ملعون ما فيها إل ذكر ا ّ
ل تعالى.قوله <وما واله> :أي طاعة ا ّ
علَي ِه َوسَلّم< :من خرج في طلب لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :قال َرسُول ا ِ - 1385وعن أنس َر ِ
حسَنٌ.العلم فهو في سبيل الّ حتى يرجع> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم قال< :لن صلّى الُّ َلّ َ ضيَ الُّ عَنهُ عن رَسُول ا ِ - 1386وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
حسَنٌ.
يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم قال< :فضل العالم لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1387وعن أبي أمامة َر ِ
ل وملئكته وأهل لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :إن ا ّ على العابد كفضلي على أدناكم> ثم قال َرسُول ا ِ
السماوات والرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير>
حسَنٌ.ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
علَي ِه َوسَلّم يقول< :من لّ صَلّى الُّ َ - 1388وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
سلك طريقًا يبتغي فيه علم ًا سهل الّ له طريقاً إلى الجنة ،وإن الملئكة لتضع أجنحتها لطالب
العلم رضاً بما يصنع ،وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الرض حتى الحيتان في
الماء ،وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ،وإن العلماء ورثة النبياء ،وإن
النبياء لم يورّثوا ديناراً ول درهم ًا إنما ورّثوا العلم ،فمن أخذه أخذ بحظ وافر> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
وَالتّرمِ ِذيّ.
علَي ِه َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1389وعن ابن مسعود َر ِ
ل امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ <نضّر ا ّ
ن صحيح. حسَ ٌ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :من سئل عن صلّى الُّ َلّ َ - 1390وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
حسَنٌ. علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :من تعلم علمًا مما يبتغى لّ صَلّى الُّ َ - 1391وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
به وجه الّ عز وجل ل يتعلمه إل ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة>
يعني ريحهاَ .روَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم - 1392وعن ابن عمرو بن العاص َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ
يقول< :إن الّ ل يقبض العلم انتزاع ًا ينتزعه من الناس ،ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ،حتى
إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
* *1كتاب حمد الّ تعالى وشكره
* - 242 *2باب
ل تعالى (البقرة { :)152فاذكروني أذكركم ،واشكروا لي ول تكفرون}. @قال ا ّ
وقال تعالى (إبراهيم { :)7لئن شكرتم لزيدنكم}.
وقال تعالى (السراء { :)111وقل الحمد ل}.
وقال تعالى (يونس { :)10وآخر دعواهم أن الحمد ل رب العالمين}.
علَيهِ َوسَلّم أتي ليلة أسري به بقدحين - 1393وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ
من خمر ولبن فنظر إليهما فأخذ اللبن ،فقال جبريل :الحمد ل الذي هداك للفطرة ،لو أخذت
الخمر غوت أمتك> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :كل أمر ذي بال ل - 1394وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
يبدأ فيه بالحمد ل فهو أقطع> حديث حسن َروَاهُ أبُو دَاوُدَ وغيره.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال: ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1395وعن أبي موسى الشعري َر ِ
ل تعالى لملئكته :قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون :نعم ،فيقول :قبضتم < إذا مات ولد العبد قال ا ّ
ثمرة فؤاده؟ فيقولون :نعم ،فيقول :فماذا قال عبدي؟ فيقولون :حمدك واسترجع ،فيقول الّ
حسَنٌ.تعالى :ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :إن الّ ليرضى عن لّ صَلّى الُّ َ - 1396وعن أنس رَضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
العبد يأكل الكلة فيحمده عليها ،ويشرب الشربة فيحمده عليها> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ * *1كتاب الصلة على َرسُول ا ِ
* - 243 *2باب
ل وملئكته يصلون على النبي ،يا أيها الذين آمنوا صلوا ل تعالى (الحزاب { :)56إن ا ّ @قال ا ّ
عليه وسلموا تسليماً}.
لّ صَلّى الُّضيَ الُّ عَنهُما أنه سمع َرسُول ا ِ - 1397وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
علَي ِه َوسَلّم يقول< :من صلي عليّ صلة صلى الّ عليه بها عشراً> َروَا ُه مُسلِمٌ. َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :أولى الناس ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1398وعن ابن مسعود َر ِ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َبي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلة> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :إن من ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1399وعن أوس بن أوس رَ ِ
أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلة فيه فإن صلتكم معروضة عليّ> فقالوا :يا
لّ وكيف تعرض صلتنا عليك وقد َأ ِرمْتَ؟ (قال :يقول بَ ِليْتَ) قال< :إن الّ حرم على َرسُول ا ِ
الرض أجساد النبياء> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
علَي ِه َوسَلّم< :رغم أنف صلّى الُّ َ لّ َ
- 1400وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َرجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
علَي ِه َوسَلّم< :ل تجعلوا قبري عيداً، لّ صَلّى الُّ َ - 1401وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
وصلوا علي فإن صلتكم تبلغني حيث كنتم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :ما من أحد يسلم عليّ إل - 1402وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
رد الّ عليّ روحي حتى أرد عليه السلم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :البخيل من ذكرت ي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1403وعن عل ّ
ن صحيح. حسَ ٌ عنده فلم يصل عليّ> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم رجلً
صلّى الُّ َ لّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمع رَسُول ا ِ - 1404وعن فضالة بن عبيد َر ِ
يدعو في صلته لم يمجد الّ تعالى ولم يصل على النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فقال َرسُول الِّ
علَيهِ َوسَلّم< :عجل هذا ثم دعاه> فقال له أو لغيره< :إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد صَلّى الُّ َ
علَي ِه َوسَلّم ،ثم يدعو بعد بما شاء> ربه سبحانه والثناء عليه ،ثم يصلي على النبي صَلّى الُّ َ
َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وقال حديث حسن صحيح.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :خرج علينا النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه - 1405وعن أبي محمد كعب بن عجرة رَ ِ
َوسَلّم فقلنا :يا َرسُول الِّ قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال< :قولوا :اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ،اللهم بارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ونحن ضيَ الُّ عَنهُ قال أتانا َرسُول ا ِ - 1406وعن أبي مسعود البدري َر ِ
ل عنهُ فقال له بشير بن سعد :أمرنا الّ أن نصلي عليك يا ضيَ ا ّفي مجلس سعد بن عبادة َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم حتى تمنينا أنه لم يسأله، َرسُول الِّ فكيف نصلي عليك؟ فسكت َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :قولوا :اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما ثم قال َرسُول ا ِ
صليت على إبراهيم ،وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.
والسلم كما قد علمتم> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ كيف نصلي عليك؟ قال: - 1407وعن أبي حميد الساعدي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قالوا :يا َرسُول ا ِ
<قولوا :اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم ،وبارك على محمد
علَيهِ.وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد> مُتّفَقٌ َ
* *1كتاب الذكار
* - 244 *2باب فضل الذكر والحث عليه
ل تعالى (العنكبوت { :)45ولذكر الّ أكبر}. @قال ا ّ
وقال تعالى (البقرة { :)152فاذكروني أذكركم}.
وقال تعالى (العراف { :)205واذكر ربك في نفسك تضرع ًا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو
والصال ،ول تكن من الغافلين}.
وقال تعالى (الجمعة { :)10واذكروا الّ كثيراً لعلكم تفلحون}.
ل كثيراً وقال تعالى (الحزاب { :)35إن المسلمين والمسلمات} إلى قوله تعالى{ :والذاكرين ا ّ
والذاكرات ،أعد الّ لهم مغفرة وأجراً عظيماً}.
وقال تعالى (الحزاب { :)42 ،41يا أيها الذين آمنوا اذكروا الّ ذكراً كثيراً ،وسبحوه بكرة
وأصيلً} الية.
واليات في الباب كثيرة معلومة.
علَي ِه َوسَلّم< :كلمتان صلّى الُّ َ لّ َ
- 1408وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن :سبحان الّ وبحمده ،سبحان الّ
العظيم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم< :لن أقول :سبحان الّ لّ صَلّى الُّ َ
- 1409وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ي مما طلعت عليه الشمس> َروَا ُه مُسِلمٌ. والحمد ل ول إله إل الّ وال أكبر أحب إل ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من قال ل إله إل الّ - 1410وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،في يوم مائة مرة كانت له عدل
عشر رقاب ،وكتبت له مائة حسنة ،ومحيت عنه مائة سيئة ،وكانت له حرزاً من الشيطان يومه
ذلك حتى يمسي ،ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إل رجل عمل أكثر منه> وقال< :من قال
علَيهِ.
سبحان الّ وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :من - 1411وعن أبي أيوب النصاري َر ِ
قال ل إله إل الّ وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات،
علَيهِ.
كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :أل أخبرك ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ - 1412وعن أبي ذر رَ ِ
ل وبحمده> َروَا ُه مُسلِمٌ. بأحب الكلم إلى الّ؟ إن أحب الكلم إلى الّ :سبحان ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :الطهور شطر - 1413وعن أبي مالك الشعري قال ،قال َرسُول ا ِ
اليمان ،والحمد ل تمل الميزان ،وسبحان الّ والحمد ل تملن أو تمل ما بين السماوات
والرض> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ ضيَ الُّ عَنهُ قال :جاء أعرابي إلى َرسُول ا ِ - 1414وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
َوسَلّم فقال :علمني كلماً أقوله ،قال< :قل ل إله إل الّ وحده ل شريك له ،الّ أكبر كبيراً،
ل رب العالمين ،ول حول ول قوة إل بال العزيز الحكيم> قال: والحمد ل كثيراً ،وسبحان ا ّ
فهؤلء لرب فمالي؟ قال< :قل :اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا انصرف من ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ - 1415وعن ثوبان َر ِ
صلته استغفر ثلثاً ،وقال< :اللهم أنت السلم ،ومنك السلم ،تباركت يا ذا الجلل والكرام> قيل
للوزاعي (وهو أحد رواة الحديث) كيف الستغفار؟ قال يقول :أستغفر الّ ،أستغفر الَّ .روَاهُ
مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم كان إذا فرغ لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1416وعن المغيرة بن شعبة رَ ِ
من الصلة وسلم قال< :ل إله إل الّ وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
علَيهِ. قدير ،اللهم ل مانع لما أعطيت ،ول معطي لما منعت ،ول ينفع ذا الجد منك الجد> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أنه كان يقول دبر كل صلة حين يسلم< :ل إله إل - 1417وعن عبد الّ بن الزبير رَ ِ
الّ وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،ل حول ول قوة إل بال ،ل
إله إل الّ ول نعبد إل إياه ،له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ،ل إله إل الّ مخلصين له
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يهلل بهن دبر الدين ولو كره الكافرون> قال ابن الزبير :وكان َرسُول ا ِ
كل صلة مكتوبةَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم - 1418وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن فقراء المهاجرين أتوا َرسُول ا ِ
فقالوا :ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم :يصلون كما نصلي ،ويصومون كما
نصوم ،ولهم فضل من أموال يحجون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون .فقال< :أل أعلمكم شيئاً
تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ول يكون أحد أفضل منكم إل من صنع مثل ما
صنعتم؟> قالوا :بلى يا َرسُول الِّ ،قال< :تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلة ثلثاً
وثلثين> قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة لما سئل عن كيفية ذكرهن قال يقول :سبحان الّ
والحمد ل وال أكبر ،حتى يكون منهن كلهن ثلثًا وثلثينُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم فقالوا :سمع لّ صَلّى الُّ َ وزاد مسلم في روايته :فرجع فقراء المهاجرين إلى َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم< :ذلك فضل الّ لّ صَلّى الُّ َ إخواننا أهل الموال بما فعلنا ففعلوا مثله ،فقال َرسُول ا ِ
يؤتيه من يشاء> .
<الدثور> جمع دثر بفتح الدال إسكان الثاء المثلثة وهو :المال الكثير.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من سبح الّ في دبر كل - 1419وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ
صلة ثلث ًا وثلثين ،وحمد الّ ثلث ًا وثلثين ،وكبر الّ ثلث ًا وثلثين قال تمام المائة :ل إله إل الّ
وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،غفرت خطاياه وإن كانت مثل
زبد البحر> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم قال< :معقبات ل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ - 1420وعن كعب بن عجرة َر ِ
يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلة مكتوبة :ثلثاً وثلثين تسبيحة ،وثلثًا وثلثين تحميدة،
وأربعًا وثلثين تكبيرة> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم كان يتعوذ لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1421وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
دبر الصلوات بهؤلء الكلمات< :اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل ،وأعوذ بك من أن أرد إلى
أرذل العمر ،وأعوذ بك من فتنة الدنيا ،وأعوذ بك من فتنة القبر> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
علَيهِ َوسَلّم أخذ بيده وقال< :يا معاذ لّ صَلّى الُّ َ - 1422وعن معاذ َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
وال إني لحبك> فقال< :أوصيك يا معاذ ل تدعن في دبر كل صلة تقول :اللهم أعني على ذكرك
وشكرك وحسن عبادتك> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :إذا تشهد - 1423وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
أحدكم فليستعذ بال من أربع ،يقول :اللهم إني أعوذ بك عذاب جهنم ،ومن عذاب القبر ،ومن
فتنة المحيا والممات ،ومن شر فتنة المسيح الدجال> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم إذا قام إلى الصلة لّ صَلّى الُّ َ - 1424وعن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال :كان َرسُول ا ِ
يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم< :اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت
وما أعلنت وما أسرفت ،وما أنت أعلم به مني؛ أنت المقدم وأنت المؤخر ل إله إل أنت> َروَاهُ
مُسِلمٌ.
- 1425وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يكثر أن يقول في
ركوعه وسجوده< :سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم كان يقول في ركوعه صلّى الُّ َ لّ َ ضيَ الُّ عَنها أن رَسُول ا ِ - 1426وعنها رَ ِ
سبّوحٌ قُدّوسٌ ربّ الملئكة والروح> َروَا ُه مُسلِمٌ. وسجودهُ < :
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :فأما الركوع ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1427وعن ابن عباس َر ِ
فعظموا فيها الرب ،وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ف َقمِنٌ أن يستجاب لكم> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :أقرب ما يكون - 1428وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يقول في سجوده< :اللهم - 1429وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
اغفر لي ذنبي كله :دقه وجله ،وأوله وآخره ،وعلنيته وسره> َروَا ُه مُسلِمٌ.
- 1430وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :افتقدت النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ذات ليلة
فتحسست فإذا هو راكع أو ساجد يقول< :سبحانك وبحمدك ل إله إل أنت>
وفي رواية :فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول< :اللهم
إني أعوذ برضاك من سخطك ،وبمعافاتك من عقوبتك ،وأعوذ بك منك؛ ل أحصي ثناء عليك،
أنت كما أثنيت على نفسك> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :كنا عند َرسُول ا ِ - 1431وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
فقال< :أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة!> فسأله سائل من جلسائه :كيف يكسب
ألف حسنة؟ قال< :يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة ،أو يحط عنه ألف خطيئة> َروَاهُ
مُسِلمٌ.
قال الحميدي :كذا هو في كتاب مسلم< :أو يحط>
قال البرقاني :ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى القطان عن موسى الذي رواه مسلم من جهته
فقالوا< :ويحط> بغير ألِف.
علَيهِ َوسَلّم قال< :يصبح على كل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ - 1432وعن أبي ذر رَ ِ
سلمى من أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة ،وكل تحميدة صدقة ،وكل تهليلة صدقة ،وكل
تكبيرة صدقة ،وأمر بالمعروف صدقة ،ونهي عن المنكر صدقة؛ ويجزئ من ذلك ركعتان
يركعهما من الضحى> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم - 1433وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث َر ِ
خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة
فقال< :ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟> قالت :نعم .فقال النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم:
<لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن :سبحان الّ
وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته> َروَا ُه مُسلِمٌ.
ل زنة عرشه ،سبحان ل رضا نفسه ،سبحان ا ّ وفي رواية له< :سبحان الّ عدد خلقه ،سبحان ا ّ
الّ مداد كلماته> .
وفي رواية الترمذي :أل أعلمك كلمات تقولينها <سبحان الّ عدد خلقه ،سبحان الّ عدد خلقه،
ل رضا نفسه، ل رضا نفسه ،سبحان ا ّ ل رضا نفسه ،سبحان ا ّ سبحان الّ عدد خلقه ،سبحان ا ّ
ل زنة عرشه ،سبحان الّ مداد ل زنة عرشه ،سبحان الّ زنة عرشه ،سبحان ا ّ سبحان ا ّ
كلماته ،سبحان الّ مداد كلماته ،سبحان الّ مداد كلماته> .
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :مثل - 1434وعن أبي موسى الشعري َر ِ
الذي يذكر ربه والذي ل يذكره مثل الحي والميت> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
و َروَا ُه مُسِلمٌ فقال< :مثل البيت الذي يذكر الّ فيه والبيت الذي ل يذكر الّ فيه مثل الحي
والميت> .
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :يقول الّ - 1435وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
تعالى :أنا عند ظن عبدي بي ،وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،وإن
ذكرني في مل ذكرته في مل خير منهم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم< :سبق المفرّدون> قالوا: لّ صَلّى الُّ َ - 1436وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
وما المفردون يا َرسُول الِّ؟ قال< :الذاكرون الّ كثيراً والذاكرات> َروَا ُه مُسلِمٌ.
روي <المفردون> بتشديد الراء وتخفيفها ،والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد.
علَيهِ َوسَلّم يقول< :أفضل لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1437وعن جابر َر ِ
حسَنٌ. الذكر ل إله إل الّ> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال :يا َرسُول الِّ إن شرائع السلم قد ل بن بسر َر ِ - 1438وعن عبد ا ّ
كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به .قال< :ل يزال لسانك رطباً من ذكر الّ> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ
سنٌ.ح َ
حدِيثٌ َ
وَقَالَ َ
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :من قال :سبحان الّ - 1439وعن جابر َر ِ
حسَنٌ. وبحمده غرست له نخلة في الجنة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :لقيت لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1440وعن ابن مسعود َر ِ
علَي ِه َوسَلّم ليلة أسري بي فقال :يا محمد أقرئ أمتك مني السلم ،وأخبرهم أن إبراهيم صَلّى الُّ َ
ل والحمد ل ول إله إل الّ الجنة طيبة التربة ،عذبة الماء ،وأنها قيعان ،وأن غراسها :سبحان ا ّ
حسَنٌ.
وال أكبر> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم< :أل أنبئكم صلّى الُّ َلّ َل عنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1441وعن أبي الدرداء َرضِي ا ّ
بخير أعمالكم ،وأزكاها عند مليككم ،وأرفعها في درجاتكم ،وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة،
وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا :بلى ،قال< :ذكر الّ
تعالى> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ .قال الحاكم أبو عبد الّ إسناده صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ضيَ الُّ عَنهُ أنه دخل مع َرسُول ا ِ - 1442وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ
ى تسبح به فقال< :أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو على امرأة وبين يديها نوىً أو حص ً
أفضل؟> فقال< :سبحان الّ عدد ما خلق في السماء ،وسبحان الّ عدد ما خلق في الرض،
وسبحان الّ عدد ما بين ذلك ،وسبحان الّ عدد ما هو خالق ،وال أكبر مثل ذلك ،والحمد ل مثل
ي وَقَالَ حَدِيثٌ ذلك ،ول إله إل الّ مثل ذلك ،ول حول ول قوة إل بال مثل ذلك> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
حسَنٌ. َ
علَيهِ َوسَلّم< :أل أدلك لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ - 1443وعن أبي موسى َر ِ
على كنز من كنوز الجنة؟> فقلت :بلى يا َرسُول الِّ .قال< :ل حول ول قوة إل بال> مُتّفَقٌ
علَيهِ.
َ
* - 245 *2باب ذكر الّ تعالى قائم ًا وقاعدًا ومضطجعاً ومحدث ًا وجنباً وحائضاً إل القرآن فل يحل
لجنب ول حائض
ل تعالى (آل عمران { :)191 - 190إن في خلق السماوات والرض ،واختلف الليل @قال ا ّ
والنهار ليات لولي اللباب ،الذين يذكرون الّ قيام ًا وقعودًا وعلى جنوبهم}.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يذكر الّ على كل - 1444وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
أحيانهَ .روَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :لو أن أحدكم إذا - 1445وعن ابن عباس َر ِ
أتى أهله قال :بسم الّ ،اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا .فقضي بينهما ولد لم
علَيهِ.يضره> مُتّفَقٌ َ
* - 246 *2باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه
ضيَ الُّ عَنهُما قال :كان َرسُول الِّ إذا أوى إلى فراشه قال: - 1446عن حذيفة وأبي ذر َر ِ
<باسمك اللهم أحيا وأموت> وإذا استيقظ قال< :الحمد ل الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه
النشور> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 247 *2باب فضل حلق الذكر والندب إلى ملزمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر
ل تعالى (الكهف { :)28واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون @قال ا ّ
وجهه ،ول تعد عيناك عنهم}.
علَي ِه َوسَلّم< :إن ل تعالى صلّى الُّ َ لّ َ
- 1447وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
ملئكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ،فإذا وجدوا قوماً يذكرون الّ عز وجل تنادوا:
هلموا إلى حاجتكم ،فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ،فيسألهم ربهم وهو أعلم :ما يقول
عبادي؟ قال :يقولون يسبحونك ،ويكبرونك ،ويحمدونك ويمجدونك ،فيقول :هل رأوني؟
فيقولون :ل وال ما رأوك ،فيقول :كيف لو رأوني؟ قال :يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة
وأشد لك تمجيدًا وأكثر لك تسبيحاً ،فيقول :فماذا يسألون؟ قال يقولون :يسألونك الجنة ،قال:
يقول :وهل رأوها؟ قال :يقولون :ل وال يا رب ما رأوها .قال :يقول :فكيف لو رأوها؟ قال:
يقولون :لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبةً .قال :فمم
يتعوذون؟ قال :يتعوذون من النار؟ ،قال :فيقول :وهل رأوها؟ قال :يقولون :ل وال ما رأوها،
فيقول :فكيف لو رأوها؟ قال :يقولون :لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافةً ،قال:
فيقول :فأُشهدكم أني قد غفرت لهم .قال :يقول ملك من الملئكة :فيهم فلن ليس منهم إنما جاء
علَيهِ.
لحاجة ،قال :هم الجلساء ل يشقى بهم جليسهم> مُتّفَقٌ َ
علَيهِ َوسَلّم قال< :إن ل وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
ل يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلس ًا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم ملئكة سيارةً فض ً
بعضاً بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا ،فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى
السماء الدنيا ،فيسألهم الّ عز وجل وهو أعلم :من أين جئتم؟ فيقولون :جئنا من عند عباد لك
في الرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك .قال :وماذا يسألوني؟ قالوا:
يسألونك جنتك .قال :وهل رأوا جنتي؟ قالوا :ل أي رب ،قال :فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا:
ويستجيرونك ،قال :ومِ ّم يستجيروني؟ قالوا :من نارك يا رب .قال :وهل رأوا ناري؟ قالوا :ل.
قال :فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا :ويستغفرونك؟ فيقول :قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا
وأجرتهم مما استجاروا .قال :فيقولون :رب فيهم فلن عبد خطاء إنما مر فجلس معهم .فيقول:
وله غفرت هم القوم ل يشقى بهم جليسهم> .
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :ل يقعد - 1448وعنه وعن أبي سعيد رَضيَ الُّ عَنهُما قال قال َرسُول ا ِ
قوم يذكرون الّ إل حفتهم الملئكة ،وغشيتهم الرحمة ،ونزلت عليهم السكينة ،وذكرهم الّ
فيمن عنده> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم بينمالّ صَلّى الُّ َ - 1449وعن أبي واقد الحارث بن عوف َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َهو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلثة نفر ،فأقبل اثنان إلى َرسُول ا ِ
علَيهِ َوسَلّم ،فأما أحدهما فرأى فرجة في لّ صَلّى الُّ َ َوسَلّم وذهب واحد فوقفا على َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الحلقة فجلس فيها ،وأما الخر فجلس خلفهم ،وأما الثالث فأدبر ذاهباً .فلما فرغ َرسُول ا ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال< :إل أخبركم عن النفر الثلثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الّ فآواه الّ ،وأما
علَيهِ.
ل عنه> مُتّفَقٌ َ ل منه ،وأما الخر فأعرض ،فأعرض ا ّ الخر فاستحيا ،فاستحيا ا ّ
ضيَ الُّ عَنهُ على حلقة في ضيَ الُّ عَنهُ قال :خرج معاوية َر ِ - 1450وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
المسجد فقال :ما أجلسكم؟ قالوا :جلسنا نذكر الّ .قال :آل ما أجلسكم إل ذلك؟ قالوا :ما أجلسنا
علَيهِ
لّ صَلّى الُّ َ إل ذلك .قال :أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ،وما كان أحد بمنزلتي من َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم خرج على حلقة من أصحابه فقال: لّ صَلّى الُّ َ َوسَلّم أقل عنه حديث ًا مني ،إن َرسُول ا ِ
ن به علينا .قال< :آل ما <ما أجلسكم؟> قالوا :جلسنا نذكر الّ ونحمده على ما هدانا للسلم وم ّ
أجلسكم إل ذاك؟ قالوا :والّ ما أجلسنا إل ذاك .أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل
ل يباهي بكم الملئكة> َروَا ُه مُسِلمٌ. فأخبرني أن ا ّ
* - 248 *2باب الذكر عند الصباح والمساء
ل تعالى (العراف { :)205واذكر ربك في نفسك تضرع ًا وخيفةً ودون الجهر من القول @قال ا ّ
بالغدو والصال ،ول تكن من الغافلين}.
قال أهل اللغة{ :الصال} جمع أصيل وهو :ما بين العصر والمغرب.
وقال تعالى (طه { :)130وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها}.
وقال تعالى (غافر { :)55وسبح بحمد ربك بالعشي والبكار}.
قال أهل اللغة{ :العشي} :ما بين زوال الشمس وغروبها.
وقال تعالى (النور { :)37 - 36في بيوت أذن الّ أن ترفع ويذكر فيها اسمه ،يسبح له فيها بالغدو
والصال رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر الّ} الية.
وقال تعالى (سورة ص{ :)18 :إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والشراق}.
علَي ِه َوسَلّم< :من قال حين صلّى الُّ َلّ َ - 1451وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
ل وبحمده ،مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به يصبح وحين يمسي :سبحان ا ّ
إل أحد قال مثل ما قال أو زاد> َروَا ُه مُسِلمٌ.
- 1452وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فقال :يا َرسُول الِّ ما
لقيت من عقرب لدغتني البارحة .قال< :أما لو قلت حين أمسيت :أعوذ بكلمات الّ التامات
من شر ما خلق ،لم تضرك> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم أنه كان يقول إذا أصبح< :اللهم بك - 1453وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ
أصبحنا وبك أمسينا ،وبك نحيا وبك نموت إليك النشور> وإذا أمسى قال< :اللهم بك أمسينا،
حسَنٌ. وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ مرني بكلمات ضيَ الُّ عَنهُ قال :يا َرسُول ا ِ - 1454وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن أبا بكر الصديق َر ِ
أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت ،قال< :قل :اللهم فاطر السماوات والرض عالم الغيب
والشهادة ،رب كل شيء ومليكه ،أشهد أن ل إله إل أنت ،أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان
وشركه> قال< :قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت إذا أخذت مضجعك> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ
ن صحيح. حسَ ٌحَدِيثٌ َ
علَيهِ َوسَلّم إذا أمسى قال: ل صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان نبي ا ّ - 1455وعن ابن مسعود َر ِ
<أمسينا وأمسى الملك ل ،والحمد ل ،ل إله إل الّ وحده ل شريك له> قال الراوي :أراه قال
فيهن< :له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما
بعدها ،وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ،رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر،
أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر> وإذا أصبح قال ذلك أيضاً< :أصبحنا وأصبح
الملك ل> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ل صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم: ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي رسول ا ّ ل بن خبيب رَ ِ - 1456وعن عبد ا ّ
<اقرأ قل هو الّ أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلث مرات تكفيك من كل شيء>
ن صحيح. حسَ ٌ ي وَقَالَ حَدِيثٌ ََروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
علَي ِه َوسَلّم< :ما من لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1457وعن عثمان بن عفان َر ِ
عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة :بسم الّ الذي ل يضر مع اسمه شيء في الرض
ي وَقَالَ
ول في السماء هو السميع العليم ثلث مرات إل لم يضره شيء> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
ن صحيح. حسَ ٌحَدِيثٌ َ
* - 249 *2باب ما يقوله عند النوم
ل تعالى (آل عمران { :)191 - 190إن في خلق السماوات والرض ،واختلف الليل @قال ا ّ
والنهار ليات لولي اللباب ،الذين يذكرون الّ قيام ًا وقعودًا وعلى جنوبهم ،ويتفكرون في خلق
السموات والرض} اليات.
علَي ِه َوسَلّم كان إذا أوى لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ - 1458وعن حذيفة وأبي ذر َر ِ
إلى فراشه قال< :باسمك اللهم أحيا وأموت> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ضيَ علَيهِ َوسَلّم قال له ولفاطمة َر ِ لّ صَلّى الُّ َ - 1459وعن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
الُّ عَنها< :إذا أويتما إلى فراشكما أو إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلث ًا وثلثين ،وسبحا ثلثاً
وثلثين ،واحمدا ثلث ًا وثلثين>
وفي رواية :التسبيح أربع ًا وثلثين،
وفي رواية :التكبير أربعًا وثلثينُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم< :إذا أوى صلّى الُّ َ
لّ َ - 1460وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه ل يدري ما خلفه عليه ،ثم يقول :باسمك
ربي وضعت جنبي وبك أرفعه؛ إن أمسكت نفسي فارحمها ،وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به
عبادك الصالحين> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَيهِ َوسَلّم كان إذا أخذ مضجعه لّ صَلّى الُّ َ - 1461وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن َرسُول ا ِ
علَيهِ.
نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده .مُتّفَقٌ َ
وفي رواية لهما :أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم
نفث فيهما فقرأ فيهما{ :قل هو الّ أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ثم
مسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ،يفعل ذلك
علَيهِ.
ثلث مرات .مُتّفَقٌ َ
قال أهل اللغة< :النفث> :نفخ لطيف بل ريق.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم:ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ - 1462وعن البراء بن عازب َر ِ
<إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلة ،ثم اضطجع على شقك اليمن وقل :اللهم أسلمت
نفسي إليك ،وفوضت أمري إليك ،وألجأت ظهري إليك ،رغبة ورهبة إليك ،ل ملجأ ول منجا منك
إل إليك ،آمنت بكتابك الذي أنزلت ،وبنبيك الذي أرسلت؛ فإن مت ،مت على الفطرة؛ واجعلهن
علَيهِ.
آخر ما تقول> مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا أوى إلى فراشه قال: - 1463وعن أنس َر ِ
<الحمد ل الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن ل كافي له ول مؤوي> َروَا ُه مُسِلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا أراد أن يرقد - 1464وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول< :اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ
حسَنٌ.حَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنها ،وفيه أنه كان يقوله ثلث مرات. و َروَاهُ أبُو دَاوُدَ من رواية حفصة َر ِ
* *1كتاب الدعوات
* - 250 *2باب
ل تعالى (غافر { :)60وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}. @قال ا ّ
وقال تعالى (العراف { :)55ادعوا ربكم تضرع ًا وخفية؛ إنه ل يحب المعتدين}.
وقال تعالى (البقرة { :)186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب؛ أجيب دعوة الداع إذا دعان}
الية.
وقال تعالى (النمل { :)62أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} الية.
- 1465وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :الدعاء هو
ن صحيح. حسَ ٌ العبادة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يستحب الجوامع - 1466وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت :كان َرسُول ا ِ
من الدعاء ويدع ما سوى ذلكَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان أكثر دعاء النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :اللهم آتنا في - 1467وعن أنس َر ِ
الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة ،وقنا عذاب النار> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
زاد مسلم في روايته قال< :وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها ،فإذا أراد أن يدعو
بدعاء دعا بها فيه.
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يقول< :اللهم إني - 1468وعن ابن مسعود َر ِ
أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى> َروَا ُه مُسِلمٌ.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صَلّى الُّ - 1469وعن طارق بن أشيم رَ ِ
علَي ِه َوسَلّم الصلة ،ثم أمره أن يدعو بهؤلء الكلمات< :اللهم اغفر لي وارحمني واهدني َ
وعافني وارزقني> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم وأتاه رجل فقال :يا َرسُول الِّ وفي رواية له عن طارق أنه سمع النبي صَلّى الُّ َ
كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال< :قل :اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني؛ فإن هؤلء
تجمع لك دنياك وآخرتك> .
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِضيَ الُّ عَنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ - 1470وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم< :اللهم مصرف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك> َروَا ُه مُسلِمٌ.
- 1471وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :تعوذوا بال من
علَيهِ.
جهد البلء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة العداء> ُمتّفَقٌ َ
وفي رواية قال سفيان :أشك أني زدت واحدة منها.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :اللهم أصلح لي - 1472وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ
ديني الذي هو عصمة أمري ،وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها
معادي ،واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ،واجعل الموت راحة لي من كل شر> َروَا ُه مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم< :قل :اللهم لّ صَلّى الُّ َ ي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ - 1473وعن عل ّ
اهدني وسددني>
وفي رواية< :اللهم إني أسألك الهدى والسداد> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول< :اللهم إني - 1474وعن أنس رَضيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ
أعوذ بك من العجز والكسل ،والجبن والهرم والبخل ،وأعوذ بك من عذاب القبر ،وأعوذ بك من
فتنة المحيا والممات>
وفي رواية< :وضلع الدّين وغلبة الرجال> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم :علمني صلّى الُّ َ لّ َضيَ الُّ عَنهُ أنه قال ل َرسُول ا ِ - 1475وعن أبي بكر الصديق رَ ِ
دعاء أدعو به في صلتي ،قال< :قل :اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ول يغفر الذنوب إل أنت
فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية< :وفي بيتي> .
وروي< :ظلماً كثيراً> وروي <كبيراً> بالثاء المثلثة وبالباء الموحدة فينبغي أن يجمع بينهما
فيقال :كثيراً كبيراً.
ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أنه كان يدعو بهذا - 1476وعن أبي موسى َر ِ
الدعاء< :اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي ،وإسرافي في أمري ،وما أنت أعلم به مني ،اللهم
اغفر لي جدي وهزلي ،وخطئي وعمدي؛ وكل ذلك عندي ،اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت،
وما أسررت وما أعلنت ،وما أنت أعلم به مني؛ أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء
قدير> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
علَي ِه َوسَلّم كان يقول في دعائه< :اللهم صلّى الُّ َ - 1477وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ
إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَيهِ َوسَلّم: لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُما قال كان من دعاء َرسُول ا ِ - 1478وعن ابن عمر َر ِ
<اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك> َروَاهُ
مُسِلمٌ.
علَي ِه َوسَلّم يقول: صلّى الُّ َ لّ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال كان رَسُول ا ِ - 1479وعن زيد بن أرقم َر ِ
<اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ،والبخل والهرم ،وعذاب القبر ،اللهم آت نفسي تقواها
وزكها أنت خير من زكاها؛ أنت وليها ومولها ،اللهم إني أعوذ بك من علم ل ينفع ومن قلب ل
يخشع ومن نفس ل تشبع ومن دعوة ل يستجاب لها> َروَا ُه مُسلِمٌ.
علَي ِه َوسَلّم كان يقول< :اللهم صلّى الُّ َ لّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن رَسُول ا ِ - 1480وعن ابن عباس َر ِ
لك أسلمت ،وبك آمنت ،وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما
قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ،أنت المقدم وأنت المؤخر ل إله إل أنت>
علَيهِ.زاد بعض الرواة< :ول حول ول قوة إل بال> ُمتّفَقٌ َ
علَي ِه َوسَلّم كان يدعو بهؤلء الكلمات: صلّى الُّ َ - 1481وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ
<اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار ،ومن شر الغنى والفقر> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
ن صحيح .وهذا لفظ أبي داود. حسَ ٌوَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
صلّى ضيَ الُّ عَنهُ قال كان النبي َ ط َبةُ بن مالك ،رَ ِ - 1482وعن زياد بن علقة عن عمه ،وهو قُ ْ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول< :اللهم إني أعوذ بك من منكرات الخلق والعمال والهواء> َروَاهُ
حسَنٌ.التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ علمني دعاء قال< :قل: - 1483وعن شكر بن حميد َر ِ
اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ
منيي> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يقول< :اللهم إني أعوذ - 1484وعن أنس َر ِ
بك من البرص والجنون والجذام وسيء السقام> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :اللهم - 1485وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ
إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ،وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة> َروَاهُ
أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
ي َرضِيَ الُّ عَنهُ أن مكاتباً جاءه فقال :إني عجزت عن كتابتي فأعني ،قال :أل - 1486وعن عل ّ
علَيهِ َوسَلّم لو كان عليك مثل جبل ديناً أداه عنك؟ لّ صَلّى الُّ َأعلمك كلمات علمنيهن َرسُول ا ِ
قل< :اللهم اكفني بحللك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ
حسَنٌ.َ
ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم علم أباه حصيناً - 1487وعن عمران بن الحصين َر ِ
ي وَقَالَ حَدِيثٌ كلمتين يدعو بهما <اللهم ألهمني رشدي ،وأعذني من شر نفسي> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
حسَنٌ.
َ
- 1488وعن أبي الفضل العباس بن عبد المطلب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ علمني
لّ علمني ل تعالى ،قال< :سلوا الّ العافية> فمكثت أياماً ثم جئت فقلت :يا َرسُول ا ِ شيئاً أسأله ا ّ
ل تعالى ،قال لي< :يا عباس يا عم رَسُول الِّ سلوا الّ العافية الدنيا والخرة> شيئاً أسأله ا ّ
َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح.
ضيَ الُّ عَنها :يا أم المؤمنين ما أكثر دعاء - 1489وعن شهر بن حوشب قال قلت لم سلمة َر ِ
علَي ِه َوسَلّم إذا كان عندك؟ قالت :كان أكثر دعائه <يا مقلب القلوب ثبت لّ صَلّى الُّ ََرسُول ا ِ
حسَنٌ. قلبي على دينك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :كان من دعاء داود صَلّى - 1490وعن أبي الدرداء قال ،قال َرسُول ا ِ
الُّ عَلَي ِه َوسَلّم< :اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك ،والعمل الذي يبلغني حبك ،اللهم اجعل
سنٌ.
ح َحدِيثٌ َ ي وَقَالَ َ ي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ حبك أحب إل ّ
علَي ِه َوسَلّمَ< :ألِظّوا بـ يا ذا لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1491وعن أنس َر ِ
الجلل والكرام> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ.
ورواه النسائي من رواية ربيعة بن عامر الصحابي ،قال الحاكم حديث صحيح السناد.
<أَِلظّوا> بكسر اللم وتشديد الظاء المعجمة معناه :الزموا هذه الدعوة وأكثروا منها.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بدعاء كثير لم ضيَ الُّ عَنهُ قال :دعا َرسُول ا ِ - 1492وعن أبي أمامة َر ِ
نحفظ منه شيئاً ،قلنا :يا َرسُول الِّ دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً ،فقال< :أل أدلكم على
علَيهِ
ما يجمع ذلك كله؟ تقول :اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صَلّى الُّ َ
َوسَلّم ،وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ،وأنت المستعان
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ وعليك البلغ ،ول حول ول قوة إل بال> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ
لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم: ضيَ الُّ عَنهُ قال كان من دعاء َرسُول ا ِ - 1493وعن ابن مسعود َر ِ
<اللهم إني أسألك موجبات رحمتك ،وعزائم مغفرتك والسلمة من كل إثم والغنيمة من كل بر
والفوز بالجنة والنجاة من النار> رواه الحاكم أبو عبد الّ وقال حديث صحيح على شرط مسلم.
* - 251 *2باب فضل الدعاء بظهر الغيب
ل تعالى (الحشر { :)10والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين @قال ا ّ
سبقونا باليمان}.
وقال تعالى (محمد { :)19واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}.
علَي ِه َوسَلّم{ :ربنا اغفر لي ولوالدي صلّى الُّ َ وقال تعالى (إبراهيم )41إخباراً عن إبراهيم َ
وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول< :ما من - 1494وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ
عبد مسلم يدعو لخيه بظهر الغيب إل قال الملَك :ولك بمثل> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يقول< :دعوة المرء المسلم - 1495وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
لخيه بظهر الغيب مستجابة؛ عند رأسه ملَك موَكّل كلما دعا لخيه بخير قال الملَك الموكل به:
آمين ولك بمثل> َروَا ُه مُسلِمٌ.
* - 252 *2باب مسائل من الدعاء
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم< :من صنع ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1496عن أسامة بن زيد َر ِ
حسَنٌ إليه معروف فقال لفاعله :جزاك الّ خيراً ،فقد أبلغ في الثناء> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ
صحيح.
علَيهِ َوسَلّم< :ل تدعوا على لّ صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ عَنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1497وعن جابر َر ِ
أنفسكم ،ول تدعوا على أولدكم ،ول تدعوا على أموالكم ل توافقوا من الّ ساعة يسأل فيها
عطاء فيستجيب لكم> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :أقرب ما يكون - 1498وعن أبي هريرة َرضِي الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء> َروَا ُه مُسلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال< :يستجاب لحدكم ما لم - 1499وعنه َرضِي الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
يعجل ،يقول :قد دعوت ربي فلم يستجب لي> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم< :ل يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل> قيل :يا
َرسُول الِّ ما الستعجال؟ قال< :يقول :قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر عند
ذلك َويَدَعُ الدعاء> .
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم :أي الدعاء - 1500وعن أبي أمامة َرضِي الُّ عَنهُ قال :قيل ل َرسُول ا ِ
حسَنٌ.أسمع؟ قال< :جوف الليل الخر ،ودبر الصلوات المكتوبات> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ
علَي ِه َوسَلّم قال< :ما على لّ صَلّى الُّ َ
- 1501وعن عبادة بن الصامت رَضِي الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ
الرض مسلم يدعو الّ تعالى بدعوة إل آتاه الّ إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ،ما لم يدع
بإثم أو قطيعة رحم> فقال رجل من القوم :إذًا نكثر ،قال< :الّ أكثر> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ
ن صحيح. حسَ ٌ
َ
ورواه الحاكم من رواية أبي سعيد وزاد فيه< :أو يدخر له من الجر مثلها> .
علَي ِه َوسَلّم كان يقول عند صلّى الُّ َلّ َ ضيَ الُّ عَنهُما أن رَسُول ا ِ - 1502وعن ابن عباس َر ِ
الكرب< :ل إله إل الّ العظيم الحليم ،ل إله إل الّ رب العرش العظيم ،ل إله إل الّ رب
السماوات ورب الرض رب العرش الكريم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ.
* - 253 *2باب كرامات الولياء وفضلهم
ل تعالى (يونس { :)64 ،62أل إن أولياء الّ ل خوف عليهم ول هم يحزنون ،الذين آمنوا @قال ا ّ
وكانوا يتقون ،لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الخرة ،ل تبديل لكلمات الّ؛ ذلك هو الفوز
العظيم}.
وقال تعالى (مريم { :)26 ،25وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي}
الية.
وقال تعالى (آل عمران { :)37كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً ،قال :يا مريم
ل يرزق من يشاء بغير حساب}. أني لك هذا؟ قالت هو من عند الّ؛ إن ا ّ
وقال تعالى (الكهف { :)17 ،16وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إل الّ فأووا إلى الكهف ينشر لكم
ربكم من رحمته ويهيّء لكم من أمركم مرفقاً ،وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات
اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} الية.
- 1503وعن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق َرضِيَ الُّ عَنهُ أن أصحاب الصفة كانوا
أناساً فقراء ،وأن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال مرة< :من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث،
ضيَ الُّ عَنهُومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس ،بسادس> أو كما قال ،وأن أبا بكر َر ِ
علَي ِه َوسَلّم بعشرة ،وأن أبا بكر تعشّى عند النبي صَلّى الُّ جاء بثلثة ،وانطلق النبي صَلّى الُّ َ
علَي ِه َوسَلّم ثم لبث حتى صلى العشاء ،ثم رجع فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الّ ،قالت َ
له امرأته :ما حبسك عن أضيافك؟ قال :أوما عشّيتهم؟ قالت :أبوا حتى تجيء وقد عرضوا
عليهم .قال :فذهبت أنا فاختبأت ،فقال :يا غنثر ،فجدّع وسب ،وقال :كلوا ل هنيئ ًا وال ل أطعمه
أبداً .قال :وأيم الّ ما كنا نأخذ من لقمة إل ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا وصارت أكثر
مما كانت قبل ذلك ،فنظر إليها أبو بكر فقال لمرأته :يا أخت بني فراس ما هذا! قالت :ل وقرة
عيني لهي الن أكثر منها قبل ذلك بثلث مرات! فأكل منها أبو بكر وقال :إنما كان ذلك من
علَي ِه َوسَلّم فأصبحت الشيطان (يعني يمينه) ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي صَلّى الُّ َ
عنده ،وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الجل فتفرقنا اثني عشر رجلً مع كل رجل منهم أناس
الّ أعلم كم مع كل رجل ،فأكلوا منها أجمعون.
وفي رواية :فحلف أبو بكر ل يطعمه ،فحلفت المرأة ل تطعمه ،فحلف الضيف أو الضياف أن ل
يطعمه أو يطعموه حتى يطعمه ،فقال أبو بكر :هذه من الشيطان! فدعا بالطعام فأكل وأكلوا،
فجعلوا ل يرفعون لقمة إل ربت من أسفلها أكثر منها ،فقال :يا أخت بني فراس ما هذا؟! فقالت:
علَيهِ َوسَلّموقرة عيني إنها الن لكثر منها قبل أن نأكل ،فأكلوا وبعث بها إلى النبي صَلّى الُّ َ
فذكر أنه أكل منها.
وفي رواية :أن أبا بكر قال لعبد الرحمن :دونك أضيافك فإني منطلق إلى النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ
َوسَلّم فافرغ من قراهم قبل أن أجيء ،فانطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده ،فقال :اطعموا.
فقالوا :أين رب منزلنا؟ قال :اطعموا .قالوا :ما نحن بآكلين حتى يجيء رب منزلنا ،قال :اقبلوا
عنا قراكم فإنه إن جاء ولم تطعموا لنلقين منه ،فأبوا فعرفت أنه يجد عليّ ،فلما جاء تنحيت عنه،
فقال :ما صنعتم؟ فأخبروه ،فقال :يا عبد الرحمن ،فسكتّ ،ثم قال :يا عبد الرحمن ،فسكتّ ،فقال:
غ َثرُ ،أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت ،فخرجت فقلت :سل أضيافك ،فقالوا: يا ُ
صدق ،أتانا به ،فقال :إنما انتظرتموني وال ل أطعمه الليلة ،فقال الخرون :وال ل نطعمه حتى
تطعمه ،قال :ويلكم ما لكم ل تقبلون عنا قراكم؟ هات طعامك ،فجاء به فوضع يده فقال :بسم الّ،
الولى من الشيطان ،فأكل وأكلواُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
قوله <غنثر> بغين معجمة مضمومة ثم ثاء مثلثة وهو :الغبي الجاهل.
وقوله <فجدع> :أي شتمه ،الجدع :القطع.
وقوله <يجد عليّ> هو بكسر الجيم :أي يغضب.
علَي ِه َوسَلّم< :لقد كان صلّى الُّ َ
لّ َ
- 1504وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ
فيما قبلكم من المم ناس محدّثون؛ فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ .و َروَاهُ
مُسِلمٌ من رواية عائشة.
وفي روايتها قال ابن وهب< :محدّثون> :أي ملهمون.
ضيَ الُّ عَنهُ قال :شكا أهل الكوفة سعدًا (يعني ابن أبي وقاص) - 1505وعن جابر بن سمرة َر ِ
َرضِيَ الُّ عَنهُ إلى عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ فعزله واستعمل عليهم عماراً ،فشكوا حتى
ذكروا أنه ل يحسن يصلي ،فأرسل إليه فقال :يا أبا إسحاق إن هؤلء يزعمون أنك ل تحسن
لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ل أخرم تصلي ،فقال :أما أنا وال فإني كنت أصلي بهم صلة َرسُول ا ِ
عنها :أصلي صلة العشاء فأركد في الوليين وأخف في الخريين ،قال :ذلك الظن بك يا أبا
إسحاق ،وأرسل معه رجلً أو رجالً إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة ،فلم يدع مسجداً إل سأل
عنه ويثنون معروفاً ،حتى دخل مسجدًا لبني عبس فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى
أبا سعدة ،فقال :أما إذ نشدتنا فإن سعداً كان ل يسير بالسرية ول يقسم السوية ول يعدل في
القضية .قال سعد :أما وال لدعون بثلث :اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً قام ريا ًء وسمعة فأطل
عمره وأطل فقره وعرضه للفتن! وكان بعد ذلك إذا سئل يقول :شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة
سعد .قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة :فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على
علَيهِ.عينيه من الكبر ،وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن .مُتّفَقٌ َ
ضيَ الُّ عَنهُ خاصمته أروى - 1506وعن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل َر ِ
بنت أوس إلى مروان بن الحكم وادعت أنه أخذ شيئاً من أرضها ،فقال سعيد :أنا كنت آخذ من
علَي ِه َوسَلّم! قال :ماذا سمعت من رَسُول لّ صَلّى الُّ َ أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من َرسُول ا ِ
علَي ِه َوسَلّم يقول< :من أخذ شبراً من لّ صَلّى الُّ َ علَي ِه َوسَلّم؟ قال سمعت َرسُول ا ِ لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
طوّقه إلى سبع أرضين> فقال له مروان :ل أسألك بينة بعد هذا ،فقال سعيد :اللهم الرض ظلماً ُ
إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها ،قال :فما ماتت حتى ذهب بصرها ،وبينما هي
تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتتُ .متّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم عن محمد بن زيد بن عبد الّ بن عمر بمعناه ،وأنه رآها عمياء تلتمس الجدر،
تقول :أصابتني دعوة سعيد ،وأنها مرت على بئر في الدار التي خاصمته فيها فوقعت فيها فكانت
قبرها.
ع ْنهُما قال :لما حضرت أحد دعاني أبي من الليل فقال: ضيَ الُّ َل َر ِ
- 1507وعن جابر بن عبد ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم ،وإني ل أترك بعدي ما أراني إل مقتولً في أول من يقتل من أصحاب النبي صَلّى الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم ،وإن عليّ دَيناً فاقض واستوص لّ صَلّى الُّ َ أعز عليّ منك غير نفس َرسُول ا ِ
بأخواتك خيراً ،فأصبحنا فكان أول قتيل ،ودفنت معه آخر في قبره ،ثم لم تطب نفسي أن أتركه
مع آخر فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته غير أذنه فجعلته في قبر على حدة.
َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ع ْنهُ أن رجلين من أصحاب النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم خرجا من ضيَ الُّ َ
- 1508وعن أنس َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما ،فلما افترقا عند النبي صَلّى الُّ َ
صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهلهَ .روَاهُ البُخَا ِريّ من طرق .وفي بعضها أن الرجلين
ع ْنهُما.ضيَ الُّ َأسيد بن حضير ،وعباد بن بشرَ ،ر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم عشرة رهط لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال :بعث َرسُول ا ِ - 1509وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ع ْنهُ فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة عين ًا سرية ،وأمر عليهم عاصم بن ثابت النصاري َرضِيَ الُّ َ
بين عسفان ومكة ،ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائة رجل
رام ،فاقتصوا آثارهم ،فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى موضع ،فأحاط بهم القوم،
فقالوا :انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن ل نقتل منكم أحداً .فقال عاصم بن ثابت:
عَليْ ِه َوسَلّم .فرموهم أيها القوم أما أنا فل أنزل على ذمة كافر ،اللهم أخبر عنا نبيك صَلّى الُّ َ
بالنبل فقتلوا عاصماً ،ونزل إليهم ثلثة نفر على العهد والميثاق؛ منهم خبيب وزيد بن الدثنة
ورجل آخر ،فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها ،قال الرجل الثالث :هذا أول
الغدر وال ل أصحبكم إن لي بهؤلء أسوة (يريد القتلى) فجروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم
فقتلوه ،وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر ،فابتاع بنو الحارث بن
عامر بن نوفل ابن عبد مناف خبيب ًا وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر ،فلبث خبيب عندهم
أسيراً حتى أجمعوا على قتله ،فاستعار من بعض بنات الحارث موسىً يستحد بها فأعارته ،فدرج
بنيّ لها وهي غافلة حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها
خبيب ،فقال :أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لفعل ذلك .قالت :وال ما رأيت أسيراً خيرًا من خبيب،
فوال لقد وجدته يوم ًا يأكل قطفاً من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة ،وكانت
ل خبيباً ،فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب: تقول :إنه لرزق رزقه ا ّ
دعوني أصلي ركعتين ،فتركوه فركع ركعتين فقال :وال لول أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت،
اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ول تبق منهم أحداً ،وقال:
فلست أبالي حين أقتل مسلما * على أي جنب كان ل مصرعي
وذلك في ذات الله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبراً الصلة ،وأخبر (يعني النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم)
أصحابه يوم أصيبوا خبرهم ،وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل أن
يؤتوا بشيء منه يعرف ،وكان قتل رجلً من عظمائهم ،فبعث الّ لعاصم مثل الظلة من ال ّد ْبرِ
فحمته من رسلهم فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئاًَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
قوله <الهدأة> :موضع.
و <الظلة> :السحاب.
و <الدبر> :النحل.
وقوله <اقتلهم بدداً> بكسر الباء وفتحها ،فمن كسر قال :هو جمع بِدّة بكسر الباء وهي:
حصَصًا منقسمة لكل واحد منهم نصيب ،ومن فتح قال معناه :متفرقين النصيب ومعناه :اقتلهم ِ
في القتل واحداً بعد واحد ،من التبديد.
وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة سبقت في مواضعها من هذا الكتاب .منها حديث الغلم (انظر
الحديث رقم )30الذي كان يأتي الراهب والساحر .ومنها حديث جريج (انظر الحديث رقم )259
وحديث أصحاب الغار الذين أطبقت عليهم الصخرة (انظر الحديث رقم ، )12وحديث الرجل الذي
سمع صوتاً في السحاب يقول :اسق حديقة فلن (انظر الحديث رقم ، )560وغير ذلك .والدلئل
في الباب كثيرة مشهورة ،وبال التوفيق.
ع ْنهُ يقول لشيء قط إني ضيَ الُّ َع ْنهُما قال ما سمعت عمر َر ِ ضيَ الُّ َ - 1510وعن ابن عمر َر ِ
لظنه كذا إل كان كما يظنَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
* *1كتاب المور المنهي عنها
* - 254 *2باب تحريم الغيبة والمر بحفظ اللسان
ل تعالى (الحجرات { :)12ول يغتب بعضكم بعضاً ،أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً @قال ا ّ
فكرهتموه! واتقوا الّ إن الّ تواب رحيم}.
وقال تعالى (السراء { :)36ول تقف ما ليس لك به علم؛ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
كان عنه مسئولً}.
وقال تعالى (ق { :)18ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد}.
اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلم إل كلماً ظهرت فيه المصلحة ،ومتى
استوى الكلم وتركه في المصلحة فالسنة المساك عنه؛ لنه قد ينجر الكلم المباح إلى حرام أو
مكروه وذلك كثير في العادة والسلمة ل يعدلها شيء.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من كان يؤمن بال - 1511وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ.
واليوم الخر فليقل خيرًا أو ليصمت> ُمتّفَقٌ َ
وهذا الحديث صريح في أنه ينبغي أن ل يتكلم إل إذا كان الكلم خيراً وهو الذي ظهرت مصلحته،
ومتى شك في ظهور المصلحة فل يتكلم.
ع ْنهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ أي المسلمين أفضل؟ قال< :من ضيَ الُّ َ - 1512وعن أبي موسى َر ِ
سلم المسلمون من لسانه ويده> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :من ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1513وعن سهل بن سعد رَ ِ
عَليْهِ.
يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة> ُمتّفَقٌ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :إن العبد ع ْنهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ َ - 1514وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب> مُتّفَقٌ َ
ومعنى <يتبين> يتفكر أنها خير أم ل.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :إن العبد ليتكلم بالكلمة من ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1515وعنه َرضِيَ الُّ َ
ل تعالى ما يلقي لها بالً يرفعه الّ بها درجات ،وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الّ رضوان ا ّ
تعالى ل يلقي لها با ًل يهوي بها في جهنم> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
صلّى الُّ لّ َعنْهُ أن رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1516وعن أبي عبد الرحمن بلل بن الحارث المزني َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الّ تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت َ
ل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ،وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الّ ما كان يظن أن يكتب ا ّ
ل له بها سخطه إلى يوم يلقاه> رواه مالك في الموطأ والترمذي وَقَالَ حَ ِديْثٌ تبلغ ما بلغت يكتب ا ّ
ن صحيح. حسَ ٌ
َ
لّ حدثني بأمر أعتصم به، عنْهُ قال قلت :يا َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ل َر ِ - 1517وعن سفيان بن عبد ا ّ
قال< :قل :ربي الّ ،ثم استقم> قلت :يا َرسُول الِّ ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه
ن صحيح. حسَ ٌ ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ ثم قال< :هذا> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل تكثروا ع ْنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1518وعن ابن عمر َر ِ
ل تعالى قسوة للقلب ،وإن أبعد الناس من الّ الكلم بغير ذكر الّ فإن كثرة الكلم بغير ذكر ا ّ
القلب القاسي!> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :من وقاه صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1519وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
حسَنٌ.ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َالّ شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ
ع ْنهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ ما النجاة؟ قال< :أمسك عليك ضيَ الُّ َ - 1520وعن عقبة بن عامر َر ِ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ لسانك ،وليسعك بيتك ،وابك على خطيئتك> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :إذا أصبح ضيَ الُّ َ - 1521وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
ابن آدم فإن العضاء كلها تكفر اللسان ،تقول :اتق الّ فينا فإنما نحن بك ،فإن استقمت استقمنا
وإن اعوججت اعوججنا> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ.
معنى <تكفر اللسان> :أي تذل وتخضع له.
ع ْنهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني - 1522وعن معاذ َرضِيَ الُّ َ
ل تعالى عليه :تعبد الّ ل من النار؟ قال< :لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره ا ّ
تشرك به شيئًا وتقيم الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال< :إل أدلك على
أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلة الرجل من جوف
الليل> ثم تل{ :تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى بلغ {يعملون} (السجدة . )16ثم قال< :أل
أخبرك برأس المر وعموده وذروة سنامه؟> قلت :بلى يا َرسُول الِّ ،قال< :رأس المر
السلم ،وعموده الصلة وذروة سنامه الجهاد> ثم قال< :أل أخبرك بملك ذلك كله؟> قلت :بلى
يا َرسُول الِّ ،فأخذ بلسانه قال< :كف عليك هذا> قلت :يا َرسُول الِّ وإنا لمؤاخذون بما نتكلم
به؟ فقال< :ثكلتك أمك! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إل حصائد ألسنتهم؟> َروَاهُ
ن صحيح وقد سبق شرحه. حسَ ٌ
ال ّت ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَ ِديْثٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :أتدرون ما ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1523وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ل ورسوله أعلم .قال< :ذكرك أخاك بما يكره> قيل :أفرأيت إن كان في أخي ما الغيبة؟> قالوا :ا ّ
أقول؟ قال< :إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم قال في خطبته يوم لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1524وعن أبي بكرة رَ ِ
النحر بمنىً في حجة الوداع< :إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا
في شهركم هذا في بلدكم هذا ،أل هل بلغت؟> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عنْها قالت قلت للنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم :حسبك من صفية كذا - 1525وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
وكذا .قال بعض الرواة :تعني قصيرة ،فقال< :لقد قلتِ كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته!>
قالت :وحكيت له إنساناً فقال< :ما أحب أني حكيت إنسان ًا وإن لي كذا وكذا> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
ن صحيح. حسَ ٌوَال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
ومعنى <مزجته> :خالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها ،وهذا من أبلغ
الزواجر عن الغيبة ،قال الّ تعالى{ :وما ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى}.
عَليْ ِه َوسَلّم< :لما عرج بي لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1526وعن أنس رَضيَ الُّ َ
مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ،فقلت :من هؤلء يا جبريل؟
قال :هؤلء الذين يأكلون لحوم الناس ،ويقعون في أعراضهم!> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :كل المسلم ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1527وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
على المسلم حرام :دمه وعرضه وماله> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
* - 255 *2باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبة محرمة بردها والنكار على قائلها فإن
عجز أو لم يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه
ل تعالى (القصص { :)55وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه}. @قال ا ّ
وقال تعالى (المؤمنون { :)3والذين هم عن اللغو معرضون}.
وقال تعالى (السراء { :)36إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولً}.
وقال تعالى (النعام { :)68وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في
حديث غيره ،وإما ينسينك الشيطان فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من رد عن - 1528وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ َ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
عرض أخيه رد الّ عن وجهه النار يوم القيامة> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ
ع ْنهُ في حديثه الطويل المشهور الذي تقدم في باب ضيَ الُّ َ - 1529وعن عتبان بن مالك رَ ِ
خشُمُ؟> فقال رجل :ذلك عَليْ ِه َوسَلّم يصلي فقال< :أين مالك بن الدّ ْ الرجاء قال قام النبي صَلّى الُّ َ
ل ورسوله ،فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل تقل ذلك ،أل تراه قد قال ل إله منافق ل يحب ا ّ
ل يبتغي بذلك وجه الّ> ل يريد بذلك وجه الّ ،وإن الّ قد حرم على النار من قال ل إله إل ا ّ إل ا ّ
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
و <عتبان> بكسر العين على المشهور وحكي ضمها وبعدها تاء مثناة من فوق ثم باء موحدة.
و <الدخشم> بضم الدال وإسكان الخاء وضم الشين المعجمتين.
ع ْنهُ في حديثه الطويل في قصة توبته وقد سبق في باب - 1530وعن كعب بن مالك َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم وهو جالس في القوم بتبوك:
التوبة (انظر الحديث رقم )21قال ،قال النبي صَلّى الُّ َ
لّ حبسه برداه والنظر في
<ما فعل كعب بن مالك؟> فقال رجل من بني سلمة :يا َرسُول ا ِ
عطفيه! فقال له معاذ بن جبل :بئس ما قلت! وال يا َرسُول الِّ ما علمنا عليه إل خيراً .فسكت
عَليْ ِه َوسَلّمُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ َ
َرسُول ا ِ
<عطفاه> :جانباه ،وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه.
* - 256 *2باب بيان ما يباح من الغيبة
@اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي ل يمكن الوصول إليه إل بها وهو ستة أسباب:
الول التظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولية أو قدرة
على إنصافه من ظالمه ،فيقول :ظلمني فلن بكذا.
الثاني الستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب ،فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة
المنكر :فلن يعمل كذا فازجره عنه ،ونحو ذلك ،ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر ،فإن
لم يقصد ذلك كان حراماً.
الثالث الستفتاء ،فيقول للمفتي :ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فلن بكذا فهل له ذلك؟ وما
طريقي في الخلص منه وتحصيل حقي ودفع الظلم؟ ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة ،ولكن الحوط
والفضل أن يقول :ما تقول في رجل أو شخص أو زوج كان من أمره كذا؟ فإنه يحصل به
الغرض من غير تعيين ،ومع ذلك فالتعيين جائز كما سنذكره في حديث هند (انظر الحديث رقم
ل تعالى. )1532إن شاء ا ّ
الرابع تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم ،وذلك من وجوه؛ منها جرح المجروحين من الرواة
والشهود ،وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة .ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان
أو مشاركته أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك أو مجاورته ،ويجب على المشاوَر أن ل يخفي
حاله بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة .ومنها إذا رأى متفقه ًا يتردد إلى مبتدع أو فاسق
يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك ،فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد
النصيحة ،وهذا مما يُغلط فيه ،وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ويلبّس الشيطان عليه ذلك ويخيل
إليه أنه نصيحة فل ُيتَفطن لذلك .ومنها أن يكون له ولية ل يقوم بها على وجهها ،إما بأن ل يكون
ل ونحو ذلك ،فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولية عامة صالحاً لها ،وإما بأن يكون فاسقاً أو مغف ً
ليزيله ويولي من يصلح ،أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله ول يغتر به ،وأن يسعى في أن
يحثه على الستقامة أو يستبدل به.
الخامس أن يكون مجاهرًا بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر ،ومصادرة الناس وأخذ
المكس وجباية الموال ظلم ًا وتولي المور الباطلة ،فيجوز ذكره بما يجاهر به ،ويحرم ذكره
بغيره من العيوب إل أن يكون لجوازه سبب آخر مما ذكرناه.
السادس التعريف ،فإذا كان النسان معروفاً بلقب كالعمش والعرج والصم والعمى والحول
وغيرهم جاز تعريفهم بذلك ،ويحرم إطلقه على جهة التنقص ،ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان
أولى.
فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه .ودلئلها من الحاديث الصحيحة
المشهورة؛ فمن ذلك:
ل استأذن على النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال: عنْها أن رج ً ضيَ الُّ َ - 1531عن عائشة َر ِ
<ائذنوا له بئس أخو العشيرة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ .احتج به البخاري في جواز غيبة أهل الفساد وأهل
الريب.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ما أظن فلناً وفلناً لّ صَلّى الُّ َ عنْها قالت قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1532وعنها رَ ِ
يعرفان من ديننا شيئاً> َروَاهُ البُخَا ِريّ .قال ،قال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث :هذان
الرجلن كانا من المنافقين.
عنْها قالت :أتيت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقلت :إن ضيَ الُّ َ - 1533وعن فاطمة بنت قيس َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :أما معاوية فصعلوك ل مال أبا الجهم ومعاوية خطباني ،فقال َرسُول ا ِ
له ،وأما أبو الجهم فل يضع العصا عن عاتقه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية لمسلم< :وأما أبو الجهم فضراب للنساء> وهو تفسير لرواية< :ل يضع العصا عن
عاتقه> وقيل معناه :كثير السفار.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم في عنْهُ قال :خرجنا مع َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1534وعن زيد بن أرقم َر ِ
ل بن أبي :ل تنفقوا على من عند َرسُول الِّ حتى سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد ا ّ
لّ صَلّى الُّ ينفضوا ،وقال :لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن العز منها الذل ،فأتيت َرسُول ا ِ
ل بن أبي فاجتهد يمينه ما فعل ،فقالوا :كذب زيد عَليْ ِه َوسَلّم فأخبرته بذلك ،فأرسل إلى عبد ا ّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم ،فوقع في نفسي مما قالوه شدة حتى أنزل الّ تعالى تصديقي لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
{إذا جاءك المنافقون} (المنافقين )1ثم دعاهم النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ليستغفر لهم فلووا
عَل ْيهِ.
رؤوسهم> مُتّفَقٌ َ
عنْها قالت ،قالت هند امرأة أبي سفيان للنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ - 1535وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
َوسَلّم :إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إل ما أخذت منه وهو ل يعلم،
عَليْهِ.
قال< :خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف> مُتّفَقٌ َ
* - 257 *2باب تحريم النميمة وهي نقل الكلم بين الناس على جهة الفساد
ل تعالى (ن { :)11هماز مشاء بنميم}. @قال ا ّ
وقال تعالى (ق { :)18ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :ل يدخل الجنة ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1536وعن حذيفة َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ.
نمام> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم مر بقبرين فقال: ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1537وعن ابن عباس َر ِ
<إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ،بلى إنه كبير؛ أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ،وأما الخر
فكان ل يستتر من بوله> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ .وهذا لفظ إحدى روايات البخاري.
قال العلماء :معنى <وما يعذبان في كبير> :أي كبير في زعمهما ،وقيل :كبير تركه عليهما.
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :أل أنبئكم ما ضيَ الُّ َ - 1538وعن ابن مسعود َر ِ
العضْه؟ هي النميمة :القالة بين الناس> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
<العضه> بفتح العين المهملة وإسكان الضاد المعجمة وبالهاء على وزن الوجه .وروي ال ِعضَه
بكسر العين وفتح الضاد المعجمة على وزن العدة وهي :الكذب والبهتان .وعلى الرواية الولى:
العضْه مصدر يقال :عضَهه عضْهاً :أي رماه بالعضْه.
* - 258 *2باب النهي عن نقل الحديث وكلم الناس إلى ولة المور إذا لم تدع حاجة إليه كخوف
مفسدة ونحوها
ل تعالى (المائدة { :)2ول تعاونوا على الثم والعدوان}. @قال ا ّ
وفي الباب الحاديث السابقة في الباب قبله.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل يبلغني لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1539وعن ابن مسعود َر ِ
أحد من أصحابي عن أحد شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
وَال ّت ْرمِ ِذيّ.
* - 259 *2باب ذم ذي الوجهين
ل وهو معهم ،إذ ل تعالى (النساء { :)108يستخفون من الناس ول يستخفون من ا ّ @قال ا ّ
يبيتون ما ل يرضى من القول ،وكان الّ بما يعملون محيطاً} اليتين.
عَليْ ِه َوسَلّم< :تجدون صلّى الُّ َلّ َ
ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1540وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في السلم إذا فقُهوا ،وتجدون خيار الناس في هذا
الشأن أشدهم له كراهية ،وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلء بوجه وهؤلء
عَل ْيهِ.
بوجه> مُتّفَقٌ َ
ل عنهمُا :إنا ندخل على - 1541وعن محمد بن زيد أن ناساً قالوا لجده عبد الّ بن عمر َرضِي ا ّ
سلطيننا فنقول لهم بخلف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم ،قال :كنا نعد هذا نفاقاً على عهد
عَليْ ِه َوسَلّمَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
* - 260 *2باب تحريم الكذب
ل تعالى (السراء { :)36ول تقف ما ليس لك به علم}. @قال ا ّ
وقال تعالى (ق { :)18ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد}.
عَليْ ِه َوسَلّم< :إن الصدق لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1542وعن ابن مسعود َر ِ
ل صدّيقاً؛ وإن يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ،وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند ا ّ
الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ،وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الّ
عَليْهِ.كذاباً> ُمتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قال: ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1543وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
<أربع من كن فيه كان منافقاً خالص ًا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى
يدعها :إذا اؤتمن خان ،وإذا حدث كذب ،وإذا عاهد غدر ،وإذا خاصم فجر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ .وقد
سبق بيانه (انظر الحديث رقم )688مع حديث أبي هريرة (انظر الحديث رقم )687بنحوه في باب
الوفاء بالعهد.
ع ْنهُما عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :من تحلم لحلم لم ضيَ الُّ َ - 1544وعن ابن عباس َر ِ
يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ،ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في
أذنيه النك يوم القيامة ،ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ> َروَاهُ
البُخَا ِريّ.
<تحلّم> :أي قال إنه حلم في نومه ورأى كذا وكذا وهو كاذب.
و <النُك> بالمد وضم النون وتخفيف الكاف وهو :الرصاص المذاب.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :أفرى الفرى أن ع ْنهُما قال ،قال النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1545وعن ابن عمر َر ِ
يري الرجل عيناه ما لم تريا> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
معناه :يقول رأيت فيما لم يره.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم مما يكثر
عنْهُ قال :كان َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ َ
- 1546وعن سمرة بن جندب َر ِ
أن يقول لصحابه< :هل رأى أحد منكم رؤيا؟> فيقص عليه من شاء الّ أن يقص ،وإنه
قال لنا ذات غداة< :إنه أتاني الليلة آتيان ،وإنهما قال لي :انطلق ،وإني انطلقت معهما ،وإنا أتينا
على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه َف َيثْلَغُ رأسه
فيتدهده الحجر ها هنا ،فيتبع الحجر فيأخذه فل يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ،ثم يعود
عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الولى!> قال< :قلت لهما :سبحان الّ! ما هذان؟ قال لي:
انطلق انطلق ،فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بِ َكلّوبٍ من حديد وإذا هو
يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى
الجانب الخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك
الجانب كما كان ،ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الولى> قال< :قلت :سبحان الّ! ما
هذان؟ قال :قال لي :انطلق انطلق ،فانطلقنا فأتينا على مثل التنور> فأحسب أنه قال< :فإذا فيه
لغط وأصوات ،فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة ،وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا
ضوُوا .قلت :ما هؤلء؟ قال لي :انطلق انطلق ،فانطلقنا فأتينا على نهر ضوْ َ
أتاهم ذلك اللهب َ
(حسبت أنه كان يقول أحمر مثل الدم) وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط النهر رجل
قد جمع عنده حجارة كثيرة ،وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده
الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه
حجراً ،قلت لهما :ما هذان؟ قال لي :انطلق انطلق ،فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة أو
كأكره ما أنت راءٍ رجلً مرأى فإذا هو عنده نار يحشها ويسعى حولها .قلت لهما :ما هذا؟ قال
لي :انطلق انطلق ،فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نَور الربيع ،وإذا بين ظهري
الروضة رجل طويل ل أكاد أرى رأسه طولً في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم
قط ،قلت :ما هذا وما هؤلء؟ قال لي :انطلق انطلق. ،
فانطلقنا فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ول أحسن قال لي :ارق فيها.
فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبِن ذهب ولبِن فضة ،فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا
فدخلناها فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء ،وشطر منهم كأقبح ما أنت راء ،قال
لهم :اذهبوا فقعوا في ذلك النهر ،وإذا هو نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض،
فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة> قال :قال
لي< :هذه جنة عدن ،وهذاك منزلك ،فسما بصري صعداً فإذا قصر مثل الربابة البيضاء .قال لي:
هذاك منزلك! قلت لهما :بارك الّ فيكما فذراني أدخله ،قال :أما الن فل وأنت داخله ،قلت لهما:
فإني رأيت منذ الليلة عجباً فما هذا الذي رأيت؟ قال لي :أما إنا سنخبرك :أما الرجل الول الذي
أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه ،وينام عن الصلة المكتوبة .وأما
الرجل أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من
بيته فيكذب الكذبة تبلغ الفاق .وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم
الزناة والزواني .وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا .وأما
الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإن مالك خازن جهنم .وأما الرجل
الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم .وأما الولْدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة>
وفي رواية البرقاني< :ولد على الفطرة> فقال بعض المسلمين :يا رَسُول الِّ وأولد المشركين؟
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :وأولد المشركين .وأما القوم الذين كانوا شطر منهم فقال َرسُول ا ِ
حسن وشطر منه قبيح فإنهم قوم خلطوا عملً صالح ًا وآخر سيئاً تجاوز الّ عنهم> َروَاهُ
البُخَا ِريّ.
وفي رواية له< :رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة> ثم ذكره وقال:
<فانطلقنا إلى نقب مثل التنور أعله ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نار ،فإذا ارتفعت ارتفعوا
حتى كادوا أن يخرجوا ،وإذا خمدت رجعوا فيها ،وفيها رجال ونساء عراة> وفيها< :حتى أتينا
على نهر من دم> ولم يشك <فيه رجل قائم على وسط النهر وعلى شط النهر رجل وبين يديه
حجارة ،فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث
كان ،فجعل كلما جاء ليخرج جعل يرمي في فيه بحجر فيرجع كما كان> وفيها< :فصعدا بي
الشجرة فأدخلني داراً لم أر قط أحسن منها ،فيها رجال شيوخ وشباب> وفيها< :الذي رأيته
يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الفاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم
القيامة> وفيها< :الذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الّ القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه
بالنهار فيفعل به إلى يوم القيامة ،والدار الولى التي دخلت دار عامة المؤمنين .وأما هذه الدار
فدار الشهداء ،وأنا جبريل وهذا ميكائيل ،فارفع رأسك ،فرفعت رأسي فإذا فوقي مثل السحاب،
قال :ذاك منزلك .قلت :دعاني أدخل منزلي .قال :إنه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملته أتيت
منزلك> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
قوله <يثلغ رأسه> هو بالثاء المثلثة والغين المعجمة :أي يشدخه ويشقه.
قوله <يتدهده> أي يتدحرج.
و <الكَلّوب> بفتح الكاف وضم اللم المشددة وهو معروف.
قوله <فيشرشر> :أي يقطع.
قوله <ضوضووا> وهو بضاضين معجمتين :أي صاحوا.
قوله <فيفغر> هو بالفاء والغين المعجمة :أي يفتح.
قوله <المرآة> بفتح الميم :أي المنظر.
قوله <يحشها> وهو بفتح الياء وضم الحاء المهملة والشين المعجمة :أي يوقدها.
قوله <روضة مع َتمّة> هو بضم الميم وإسكان العين وفتح التاء وتشديد الميم :أي وافية النبات
طويلته.
قوله <دوحة> وهي بفتح الدال وإسكان الواو والحاء المهملة وهي :الشجرة الكبيرة.
قوله <المحض> هو بفتح الميم وإسكان الحاء المهملة والضاد وهو :اللبن.
قوله <فسما بصري> :أي ارتفع.
و <صُعداً> بضم الصاد والعين :أي مرتفعاً.
و <الربابة> بفتح الراء والياء الموحدة مكررة وهي :السحابة.
* - 261 *2باب بيان ما يجوز من الكذب
@أعلم أن الكذب وإن كان أصله محرماً فيجوز في بعض الحوال بشروط قد أوضحتها في
كتاب :الذكار (انظر باب النهي عن الكذب وبيان أقسامه من الذكار) ،ومختصر ذلك أن الكلم
وسيلة إلى المقاصد .فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه ،وإن لم
يمكن تحصيله إل بالكذب جاز الكذب .ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحاً،
وإن كان واجباً كان الكذب واجباً؛ فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله أو أخذ ماله وأخفى ماله
وسئل إنسان عنه وجب الكذب بإخفائه ،وكذا لو كان عنده وديعة وأراد ظالم أخذها وجب الكذب
بإخفائها؛ والحوط في هذا كله أن يوَرّي.
ومعنى التورية :أن يقصد بعبارته مقصوداً صحيحاً ليس هو
كاذباً بالنسبة إليه وإن كان كاذباً في ظاهر اللفظ وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب ،ولو ترك
التورية وأطلق عبارة الكذب فليس بحرام في هذا الحال .واستدل العلماء بجواز الكذب في هذا
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :ليس عنْها أنها سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ الحال بحديث أم كلثوم َر ِ
الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول خيراً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
زاد مسلم في رواية :قالت أم كلثوم :ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إل في ثلث.
تعني الحرب والصلح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.
* - 262 *2باب الحث على التثبت فيما يقوله ويحكيه
ل تعالى (السراء { :)36ول تقف ما ليس لك به علم}. @قال ا ّ
وقال تعالى (ق { :)18ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد}.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :كفى بالمرء كذباً أن ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 1547وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
يحدث بكل ما سمع> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :من حدث عني لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1548وعن سمرة َر ِ
بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عنْها أن امرأة قالت :يا َرسُول الِّ إن لي ضرة فهل عليّ جناح إن ضيَ الُّ َ - 1549وعن أسماء َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :المتشبع بما لم يعط تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال النبي صَلّى الُّ َ
كلبس ثوبي زور> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<المتشبع> هو الذي يظهر الشبع وليس بشبعان .ومعناه هنا :أنه يُظهر أنه حصل له فضيلة
وليست حاصلة.
و <لبس ثوبي زور> :أي ذي زور وهو الذي يزوّر على الناس بأن يتزيا بزي أهل الزهد أو
العلم أو الثروة ليغتر به الناس وليس هو بتلك الصفة ،وقيل غير ذلك ،وال أعلم.
* - 263 *2باب بيان غلظ تحريم شهادة الزور
ل تعالى (الحج { :)30واجتنبوا قول الزور}. @قال ا ّ
ل تعالى (السراء { :)36ول تقف ما ليس لك به علم}. قال ا ّ
وقال تعالى (ق { :)18ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد}.
وقال تعالى (الفجر { :)16إن ربك لبالمرصاد}.
وقال تعالى (الفرقان { :)72والذين ل يشهدون الزور}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :أل أنبئكم بأكبر عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1550وعن أبي بكرة رَ ِ
الكبائر؟> قلنا :بلى يا َرسُول الِّ .قال< :الشراك بال ،وعقوق الوالدين> وكان متكئاً فجلس
فقال< :أل وقول الزور وشهادة الزور> فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكتُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
* - 264 *2باب تحريم لعن إنسان بعينه أو دابة
عنْهُ وهو من أهل بيعة الرضوان قال، ضيَ الُّ َ - 1551عن أبي زيد ثابت بن الضحاك النصاري َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :من حلف على يمين بملة غير السلم كاذب ًا متعمداً فهو قال َرسُول ا ِ
كما قال ،ومن قتل نفسه بشيء عذّب به يوم القيامة ،وليس على رجل نذر فيما ل يملكه ،ولعن
المؤمن كقتله> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل ينبغي ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1552وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
لصدّيق أن يكون لعّانا> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل يكون صلّى الُّ َلّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1553وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ َ
اللعانون شفعاء ول شهداء يوم القيامة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1554وعن سمرة بن جندب َر ِ
ن صحيح. حسَ ٌ ل ول بغضبه ول بالنار> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ تلعنوا بلعنة ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ليس لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1555وعن ابن مسعود َر ِ
حسَنٌ. المؤمن بالطعّان ول اللعّان ول الفاحش ول البَ ِذيّ> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَ ِديْثٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :إن العبد إذا صلّى الُّ َلّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1556وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ َ
لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ،ثم تهبط إلى الرض فتغلق
أبوابها دونها ،ثم تأخذ يمين ًا وشمالً ،فإذا لم تجد مساغ ًا رجعت إلى الذي لعن ،فإن كان أهلً لذلك
وإل رجعت إلى قائلها> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
عَل ْيهِ َوسَلّم في لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ قال :بينما َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1557وعن عمران بن الحصين َر ِ
لّ صَلّى الُّ بعض أسفاره وامرأة من النصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم فقال< :خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة> قال عمران :فكأني أراها الن تمشي َ
في الناس ما يعرض لها أحدَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ قال :بينما جارية على ناقة عليها - 1558وعن أبي برزة نضلة بن عبيد السلمي َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم وتضايق بهم الجبل فقالت :حل اللهم بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صَلّى الُّ َ
العنها ،فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل تصاحبنا ناقة عليها لعنة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
قوله <حل> بفتح الهاء المهملة وإسكان اللم وهي :كلمة لزجر البل.
واعلم أن هذا الحديث قد يستشكل معناه ،ول إشكال فيه ،بل المراد النهي أن تصاحبهم تلك
عَل ْيهِ َوسَلّم بلالناقة ،وليس فيه نهي عن بيعها وذبحها وركوبها في غير صحبة النبي صَلّى الُّ َ
كل ذلك وما سواه من التصرفات جائز ل منع منه إل من مصاحبة النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم
بها؛ لن هذه التصرفات كلها كانت جائزة فمنع بعض منها فبقي الباقي على ما كان ،وال أعلم.
* - 265 *2باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين
ل تعالى (هود { :)18أل لعنة الّ على الظالمين}. @قال ا ّ
وقال تعالى (العراف { :)44فأذّن مؤذن بينهم أن لعنة الّ على الظالمين}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :لعن الّ الواصلة والمستوصلة> وثبت في الصحيح أن َرسُول ا ِ
(انظر الحديث رقم )1639
وأنه قال< :لعن الّ آكل الربا> (انظر الحديث رقم )1612
وأنه لعن المصورين (انظر باب تحريم تصوير الحيوان)
وأنه قال< :لعن الّ من غيّر منار الرض> :أي حدودها،
وأنه قال< :لعن الّ السارق يسرق البيضة>
وأنه قال< :لعن الّ من لعن والديه> (انظر الحديث رقم )338
و <لعن الّ من ذبح لغير الّ>
وأنه قال< :من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الّ والملئكة والناس أجمعين> (انظر
الحديث رقم )1810
ل ورسوله> وهذه ثلث قبائل من علً وذكوان وعصية؛ عصوا ا ّ وأنه قال< :اللهم العن رِ ْ
العرب،
وأنه قال< :لعن الّ اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد>
وأنه لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال (انظر الحديث رقم
. )1628
وجميع هذه اللفاظ في الصحيح بعضها في صحيحي البخاري ومسلم ،وبعضها في أحدهما،
وإنما قصدت الختصار بالشارة إليها .وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب ،إن شاء الّ
تعالى.
* - 266 *2باب تحريم سب المسلم بغير حق
ل تعالى (الحزاب { :)58والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد @قال ا ّ
احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.
عَليْ ِه َوسَلّم< :سباب لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1559وعن ابن مسعود َر ِ
المؤمن فسوق ،وقتاله كفر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :ل يرمي لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1560وعن أبي ذر رَ ِ
ل بالفسق أو الكفر ،إل ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك> َروَاهُ البُخَا ِريّ. رجل رج ً
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :المتسابان ما ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1561وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
قال ،فعلى البادي منهما حتى يعتدي المظلوم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ قال أتي النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم برجل قد شرب قال< :اضربوه> - 1562وعنه َرضِيَ الُّ َ
قال أبو هريرة :فمنا الضارب بيده ،والضارب بنعله ،والضارب بثوبه ،فلما انصرف قال بعض
القوم :أخزاك الّ ،قال< :ل تقولوا هذا؛ ل تعينوا عليه الشيطان> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :من قذف صلّى الُّ َ لّ َع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ - 1563وعنه َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ.
مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إل أن يكون كما قال> مُتّفَقٌ َ
* - 267 *2باب تحريم سب الموات بغير حق ومصلحة شرعية
@هي التحذير من القتداء به في بدعته وفسقه ونحو ذلك فيه الية والحاديث السابقة في
الباب قبله.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل تسبوا عنْها قالت قال َرسُول ا ِ - 1564وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
الموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 268 *2باب النهي عن اليذاء
ل تعالى (الحزاب { :)58والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد @قال ا ّ
احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ ع ْنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1565وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
ل عنه> مُتّفَقٌ َوسَلّم< :المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ،والمهاجر من هجر ما نهى ا ّ
عَليْهِ.
َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :من أحب أن يزحزح لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1566وعنه َرضِيَ الُّ َ
عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بال واليوم الخر ،وليأت إلى الناس الذي يحب
أن يؤتى إليه> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
وهو بعض حديث طويل سبق في باب طاعة ولة المور (انظر الحديث رقم . )666
* - 269 *2باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر
ل تعالى (الحجرات { :)10إنما المؤمنون إخوة}. @قال ا ّ
وقال تعالى (المائدة { :)54أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}.
وقال تعالى (الفتح { :)29محمد َرسُول الِّ ،والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}.
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل تباغضوا ول تحاسدوا ضيَ الُّ َ - 1567وعن أنس َر ِ
ول تدابروا ول تقاطعوا ،وكونوا عباد الّ إخواناً .ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :تفتح أبواب ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ
- 1568وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
الجنة يوم الثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد ل يشرك بال شيئاً ،إل رجلً كانت بينه وبين
ظرُوا هذين حتى يصطلحا> َروَا ُه مُسِْلمٌ. ظرُوا هذين حتى يصطلحاَ ،أنْ ِ أخيه شحناء ،فيقالَ :أنْ ِ
وفي رواية له< :تعرض العمال في كل يوم خميس واثنين> وذكر نحوه.
* - 270 *2باب تحريم الحسد
@هو تمني زوال نعمة عن صاحبها سواء كانت نعمة دين أو دنيا
ل تعالى (النساء { :)54أم يحسدون الناس على ما آتاهم الّ من فضله}. @قال ا ّ
وفيه حديث أنس السابق في الباب قبله (انظر الحديث رقم . )1564
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :إياكم والحسد فإن ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 1569وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
* - 271 *2باب النهي عن التجسس والتسمع لكلم من يكره استماعه
ل تعالى (الحجرات { :)12ول تجسسوا}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الحزاب { :)58والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا
بهتاناً وإثم ًا مبيناً}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إياكم والظن ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ
- 1570وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
فإن الظن أكذب الحديث ،ول تحسسوا ول تجسسوا ول تنافسوا ول تحاسدوا ول تباغضوا ول
تدابروا؛ وكونوا عباد الّ إخواناً كما أمركم .المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يخذله ول يحقره.
التقوى ههنا ،التقوى ههنا> ويشير إلى صدره <بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم؛
كل المسلم على المسلم حرام :دمه وعرضه وماله؛ إن الّ ل ينظر إلى أجسادكم ول إلى صوركم
وأعمالكم ،ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم>
وفي رواية< :ل تحاسدوا ول تباغضوا ول تجسسوا ول تحسسوا ول تناجشوا؛ وكونوا عباد الّ
إخواناً>
وفي رواية< :ل تقاطعوا ول تدابروا ول تباغضوا ول تحاسدوا؛ وكونوا عباد الّ إخواناً>
وفي رواية< :ول تهاجروا ،ول يبع بعضكم على بيع بعض> َروَا ُه ُمسْلِمٌ
بكل هذه الروايات وروى البخاري أكثرها.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :إنك عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
- 1571وعن معاوية رَ ِ
إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم> حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد
صحيح.
ع ْنهُ أنه أتي برجل فقيل له :هذا فلن تقطر لحيته خمراً، ضيَ الُّ َ - 1572وعن ابن مسعود َر ِ
فقال :إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به .حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
بإسناد على شرط البخاري ومسلم.
* - 272 *2باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة
ل تعالى (الحجرات { :)12يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن @قال ا ّ
إثم}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إياكم والظن ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1573وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
فإن الظن أكذب الحديث> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
* - 273 *2باب تحريم احتقار المسلم
ل تعالى (الحجرات { :)11يا أيها الذين آمنوا ل يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً @قال ا ّ
منهم ،ول نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ،ول تلمزوا أنفسكم ،ول َتنَا َبزُوا باللقاب؛
بئس السم الفسوق بعد اليمان ،ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}.
وقال تعالى (الهمزة { :)1ويل لكل همزة لمزة}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :بحسب امرئ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1574وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
من الشر أن يحقر أخاه المسلم> َروَا ُه ُمسِْلمٌ .وقد سبق قريباً بطوله (انظر الحديث رقم . )1567
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل يدخل الجنة من ضيَ الُّ َ - 1575وعن ابن مسعود َر ِ
في قلبه مثقال ذرة من كبر!> فقال رجل :إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة.
فقال< :إن الّ جميل يحب الجمال؛ الكبر بطر الحق وغمط الناس> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ومعنى <بطر الحق> :دفعه.
و <غمطهم> :احتقارهم.
وقد سبق بيانه أوضح من هذا في باب الكبر (انظر الحديث رقم . )610
عَل ْيهِ َوسَلّم< :قال لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ل َر ِ - 1576وعن جندب بن عبد ا ّ
رجل وال ل يغفر الّ لفلن .فقال الّ عز وجل :من ذا الذي يتألى عليّ أن ل أغفر لفلن ،إني قد
غفرت له ،وأحبطت عملك> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 274 *2باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم
ل تعالى (الحجرات { :)10إنما المؤمنون إخوة}. @قال ا ّ
وقال تعالى (النور { :)19إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في
الدنيا والخرة}.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ل لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1577وعن واثلة بن السقع رَضيَ الُّ َ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
ل ويبتليك> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ تظهر الشماتة لخيك فيرحمه ا ّ
وفي الباب حديث أبي هريرة السابق في باب التجسس< :كل المسلم على المسلم حرام> الحديث
(انظر الحديث رقم . )1567
* - 275 *2باب تحريم الطعن في النساب الثابتة في ظاهر الشرع
ل تعالى (الحزاب { :)58والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد @قال ا ّ
احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.
عَليْ ِه َوسَلّم< :اثنتان في صلّى الُّ َ لّ َع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1578وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
الناس هما بهم كفر :الطعن في النسب ،والنياحة على الميت> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 276 *2باب النهي عن الغش والخداع
ل تعالى (الحزاب { :)58والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد @قال ا ّ
احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من حمل علينا ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1579وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
السلح فليس منا ،ومن غشنا فليس منا> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت وفي رواية له أن َرسُول ا ِ
أصابعه بللً ،فقال< :ما هذا يا صاحب الطعام؟> قال :أصابته السماء يا َرسُول الِّ ،قال< :أفل
جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس! من غشنا فليس منا> .
عَليْهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل تناجشوا> مُتّفَقٌ َ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1580وعنه َرضِيَ الُّ َ
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم نهى عن النجشُ .متّفَقٌ ضيَ الُّ َ - 1581وعن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ.
َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أنه يُخدع في ع ْنهُ قال :ذكر رجل ل َرسُول ا ِ - 1582وعنه َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :من بايعت فقل ل خلبة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ. لّ صَلّى الُّ َالبيوع ،فقال َرسُول ا ِ
<الخلبة> بخاء معجمة مكسورة وباء موحدة وهي :الخديعة.
عَليْ ِه َوسَلّم< :من خبب صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1583وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
<خبب> بخاء معجمة ،ثم باء موحدة مكررة :أي أفسده وخدعه.
* - 277 *2باب تحريم الغدر
ل تعالى (المائدة { :)1يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}. @قال ا ّ
وقال تعالى (السراء { :)34وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولً}.
عَل ْيهِلّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1584وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم قال< :أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ،ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من
النفاق حتى يدعها :إذا اؤتمن خان ،وإذا حدّث كذب ،وإذا عاهد غدر ،وإذا خاصم فجر> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
عَليْ ِه َوسَلّم: صلّى الُّ َ ع ْنهُم قالوا قال النبي َ - 1585وعن ابن مسعود وابن عمر وأنس َرضِيَ الُّ َ
<لكل غادر لواء يوم القيامة يقال :هذه غدرة فلن> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :لكل غادر ضيَ الُّ َ - 1586وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
س ِتهِ ( )1يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ،أل ول غادر أعظم غدرًا من أمير لواء يوم عند ا ْ
عامة> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
------
( )1استه :بوصل الهمزة وسكون السين ،وهو الدبر
------
ل تعالى: ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :قال ا ّ - 1587وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ثلثة أنا خصمهم يوم القيامة :رجل أعطى بي ثم غدر ،ورجل باع حراً فأكل ثمنه ،ورجل استأجر
أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
* - 278 *2باب النهي عن المن بالعطية ونحوها
ل تعالى (البقرة { :)264يا أيها الذين آمنوا ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى}. @قال ا ّ
ل ثم ل يتبعون ما أنفقوا مناً ول وقال تعالى (البقرة { :)262الذين ينفقون أموالهم في سبيل ا ّ
أذى}.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :ثلثة ل يكلمهم الّ ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1588وعن أبي ذر رَ ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ
يوم القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولهم عذاب أليم> قال :فقرأها َرسُول ا ِ
َوسَلّم ثلث مرار .قال أبو ذر :خابوا وخسروا! من هم يا َرسُول الِّ؟ قال< :المسبل والمنان
والمنفق سلعته بالحلف الكاذب> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
وفي رواية له< :المسبل إزاره> يعني :المسبل إزاره وثوبه أسفل من الكعبين للخيلء.
* - 279 *2باب النهي عن الفتخار والبغي
ل تعالى (النجم { :)32فل تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}. @قال ا ّ
وقال تعالى (الشورى { :)42إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الرض بغير
الحق ،أولئك لهم عذاب أليم}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :إن الّ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1589وعن عياض بن حمار َرضِيَ الُّ َ
تعالى أوحى إليّ أن تواضعوا حتى ل يبغي أحد على أحد ،ول يفخر أحد على أحد> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
قال أهل اللغة :البغي :التعدي والستطالة.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا قال الرجل ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1590وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
هلك الناس فهو أهلكهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
والرواية المشهورة< :أهلكهم> برفع الكاف وروي بنصبها .وهذا النهي لمن قال ذلك عجباً
بنفسه ،وتصاغراً للناس وارتفاعاً عليهم؛ فهذا هو الحرام .وأما من قاله لما يرى في الناس من
نقص في أمر دينهم ،وقاله تحزناً عليهم وعلى الدين فل بأس به .هكذا فسره العلماء وفصلوه.
وممن قاله من الئمة العلم :مالك بن أنس والخطابي والحميدي وآخرون .وقد أوضحته في
كتاب الذكار (انظر باب في ألفاظ يكره استعمالها من الذكار) .
* - 280 *2باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلثة أيام إل لبدعة في المهجور أو تظاهر
بفسق أو نحو ذلك
ل تعالى (الحجرات { :)10إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}. @قال ا ّ
وقال تعالى (المائدة { :)2ول تعاونوا على الثم والعدوان}.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل تقاطعوا ول لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1591وعن أنس َر ِ
تدابروا ول تباغضوا ول تحاسدوا؛ وكونوا عباد الّ إخواناً ،ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق
عَليْهِ.
ثلث> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :ل يحل لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1592وعن أبي أيوب رَ ِ
لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث ليال :يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا؛ وخيرهما الذي يبدأ
عَليْهِ.
بالسلم> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :تعرض
صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1593وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
العمال في كل اثنين وخميس فيغفر الّ لكل امرئ ل يشرك بال شيئاً ،إل امرأ كانت بينه وبين
أخيه شحناء ،فيقول :اتركوا هذين حتى يصطلحا> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :إن
لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1594وعن جابر َر ِ
الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ،ولكن في التحريش بينهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
<التحريش> :الفساد وتغيير قلوبهم وتقاطعهم.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل يحل صلّى الُّ َ
لّ َ
ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1595وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث ،فمن هجر فوق ثلث فمات دخل النار> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد
على شرط البخاري ومسلم.
عنْهُ
ضيَ الُّ َ خرَاشٍ حدرد بن أبي حدرد السلمي ،ويقال :السلمي الصحابي رَ ِ - 1596وعن أبي ِ
أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل يحل لمؤمن ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1597وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
أن يهجر مؤمناً فوق ثلث ،فإن مرت به ثلث فليلقه وليسلم عليه ،فإن رد عليه السلم فقد
اشتركا في الجر وإن لم يرد عليه فقد باء بالثم ،وخرج المسلّم من الهجرة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
بإسناد حسن.
قال أبو داود :إذا كانت الهجرة ل تعالى فليس من هذا في شيء.
* - 281 *2باب النهي عن تناجي اثنين دون الثالث بغير إذنه إل لحاجة وهو أن يتحدثا سراً
بحيث ل يسمعهما وفي معناه ما إذا تحدثا بلسان ل يفهمه
ل تعالى (المجادلة { :)10إنما النجوى من الشيطان}. @قال ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :إذا كانوا ثلثة لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ - 1598وعن ابن عمر رَضيَ الُّ َ
عَليْهِ.
فل يتناجى اثنان دون الثالث> ُمتّفَقٌ َ
و َروَاهُ أبُو دَاوُدَ وزاد :قال أبو صالح قلت لبن عمر :فأربعة ،قال :ل يضرك.
ورواه مالك في الموطأ عن عبد الّ بن دينار قال :كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي
في السوق ،فجاء رجل يريد أن يناجيه وليس مع ابن عمر أحد غيري ،فدعا ابن عمر رجلً آخر
لّ صَلّى خرَا شيئاً فإني سمعت َرسُول ا ِ حتى كنا أربعة ،فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا :استأ ِ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول< :ل يتناجى اثنان دون واحد> .
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا كنتم ثلثة ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1599وعن ابن مسعود رَضيَ الُّ َ
فل يتناجى اثنان دون الخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
* - 282 *2باب النهي عن تعذيب العبد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي أو زائد على
قدر الدب
ل تعالى (النساء { :)26وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي @قال ا ّ
القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم؛ إن الّ ل يحب من كان
مختالً فخوراً}.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :عذبت امرأة لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1600وعن ابن عمر َر ِ
في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار؛ ل هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ،ول هي
تركتها تأكل من خشاش الرض> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<خشاش الرض> بفتح الخاء المعجمة وبالشين المعجمة المكررة وهي :هوامها وحشراتها.
ع ْنهُ أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيراً وهم يرمونه ،وقد جعلوا - 1601وعنه َرضِيَ الُّ َ
لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم ،فلما رأوا ابن عمر تفرقوا ،فقال ابن عمر :من فعل هذا! لعن
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاًُ .متّفَقٌ الّ من فعل هذا! إن َرسُول ا ِ
عَليْهِ.
َ
<الغرض> وهو :الهدف والشيء الذي يرمى إليه.
عَل ْيهِ َوسَلّم أن تصْبر البهائم. لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال نهى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1602وعن أنس َر ِ
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
ومعناه :تحبس للقتل.
عنْهُ قال :لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن ضيَ الُّ َ ي سويد بن مقرن َر ِ - 1603وعن أبي عل ّ
عَل ْيهِ َوسَلّم أن نعتقهاَ .روَاهُ لّ صَلّى الُّ َ ما لنا خادم إل واحدة لطمها أصغرنا ،فأمرنا َرسُول ا ِ
مُسِْلمٌ .وفي رواية :سابع إخوة لي.
عنْهُ قال كنت أضرب غلم ًا لي بالسوط فسمعت صوتاً ضيَ الُّ َ - 1604وعن أبي مسعود البدري َر ِ
من خلفي< :اعلم أبا مسعود> فلم أفهم الصوت من الغضب ،فلما دنا مني إذا هو َرسُول الِّ
عَل ْيهِ َوسَلّم فإذا هو يقول< :اعلم أبا مسعود أن الّ أقدر عليك منك على هذا الغلم> صَلّى الُّ َ
فقلت :ل أضرب مملوكاً بعده أبداً.
وفي رواية :فسقط السوط من يدي من هيبته.
وفي رواية :فقلت يا َرسُول الِّ هو حر لوجه الّ ،فقال< :أما إنه لو لم تفعل للفحتك النار أو
لمستك النار> َروَا ُه ُمسْلِمٌ بهذه الروايات.
عَليْ ِه َوسَلّم قال :من ضرب غلماً له ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1605وعن ابن عمر َر ِ
حداً لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
ع ْنهُ أنه مر بالشام على أناس من النباط ،وقد - 1606وعن هشام بن حكيم بن حزام َرضِيَ الُّ َ
أقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت ،فقال :ما هذا؟ قيل :يعذبون في الخراج .وفي
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :إن رواية :حبسوا في الجزية .فقال هشام :أشهد لسمعت َرسُول ا ِ
الّ يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا> فدخل على المير فحدثه فأمر بهم فخلواَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
<النباط> :الفلحون من العجم.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم حماراً ع ْنهُما قال :رأى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1607وعن ابن عباس َر ِ
س ُمهُ إل أقصى شيءٍ من الوجه> وأمر بحماره فكُوى موسوم الوجه ،فأنكر ذلك فقال< :وال ل َأ ِ
ع َرتَيْه ،فهو أول من َكوَى الجاعرتينَ .روَا ُه مُسِْلمٌ. في جا ِ
<الجاعرتين> :ناحيتا الوركين حول الدبر.
عَل ْيهِ َوسَلّم مر عليه حمار قد وسم في وجهه ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 1608وعنه َرضِيَ الُّ َ
فقال< :لعن الّ الذي وسمه> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم عن الضرب في الوجه ،وعن لّ صَلّى الُّ َ وفي رواية لمسلم أيضاً :نهى َرسُول ا ِ
الوسم في الوجه.
* - 283 *2باب تحريم التعذيب بالنار في كل حيوان حتى القملة ونحوها
عَليْ ِه َوسَلّم في بعث فقال: لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال :بعثنا َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1609عن أبي هريرة َر ِ
<إن وجدتم فلن ًا وفلناً> لرجلين من قريش سماهما <فاحرقوهما بالنار> ثم قال َرسُول الِّ
عَل ْيهِ َوسَلّم حين أردنا الخروج <إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلن ًا وفلناً وإن النار ل صَلّى الُّ َ
يعذب بها إل الّ فإن وجدتموهما فاقتلوهما> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عَل ْيهِ َوسَلّم في سفر لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال :كنا مع َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1610وعن ابن مسعود َر ِ
ح ّمرَةً معها فرخان ،فأخذنا فرخيها ،فجاءت الحمرة فجعلت تعرش ،فجاء فانطلق لحاجته فرأينا ُ
عَليْ ِه َوسَلّم فقال< :من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها> ورأى قرية نمل قد النبي صَلّى الُّ َ
حرقناها فقال< :من حرّق هذه؟> قلنا نحن ،قال< :إنه ل ينبغي أن يعذب بالنار إل رب النار>
َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
قوله <قرية نمل> معناه :موضع النمل مع النمل.
* - 284 *2باب تحريم مطل الغني بحق طلبه صاحبه
ل تعالى (النساء { :)58إن الّ يأمركم أن تؤدوا المانات إلى أهلها}. @قال ا ّ
وقال تعالى (البقرة { :)283فإن أمن بعضكم بعضاً فليؤد الذي اؤتمن أمانته}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :مطل الغني
ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1611وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
ظلم ،وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع> مُتّفَقٌ َ
معنى <أتبع> :أحيل.
* - 285 *2باب كراهية عود النسان في هبة لم يسلمها إلى الموهوب له وفي هبة وهبها لولده
وسلمها أو لم يسلمها وكراهية شرائه شيئ ًا تصدق به من الذي تصدق عليه أو أخرجه عن زكاة
أو كفارة ونحوها ول بأس بشرائه من شخص آخر قد انتقل إليه
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :الذي يعود في هبته ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1612عن ابن عباس َر ِ
كالكلب يرجع في قيئه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية< :مثل الذي يرجع في صدقته كمثل الكلب يقيء ثم يعود في قيئه فيأكله>
وفي رواية< :العائد في هبته كالعائد في قيئه> .
ع ْنهُ قال حملت على فرس في سبيل الّ فأضاعه - 1613وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ
الذي كان عنده ،فأردت أن أشتريه وظننت أنه يبيعه برخص ،فسألت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم
فقال< :ل تشتره ول تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم؛ فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
قوله <حملت على فرس في سبيل الّ> معناه :تصدقت به على بعض المجاهدين.
* - 286 *2باب تأكيد تحريم مال اليتيم
ل تعالى (النساء { :)10إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلم ًا إنما يأكلون في بطونهم ناراً @قال ا ّ
وسيصلون سعيراً}.
وقال تعالى (النعام { :)152ول تقربوا مال اليتيم إل بالتي هي أحسن}.
وقال تعالى (البقرة { :)220ويسألونك عن اليتامى قل إصلح لهم خير ،وإن تخالطوهم فإخوانكم،
وال يعلم المفسد من المصلح}.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :اجتنبوا السبع - 1614وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
الموبقات!> قالوا :يا َرسُول الِّ وما هن؟ قال< :الشرك بال والسحر وقتل النفس التي حرم الّ
إل بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلت>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
<الموبقات> :المهلكات.
* - 287 *2باب تغليظ تحريم الربا
ل تعالى (البقرة { :)278 - 275الذين يأكلون الربا ل يقومون إل كما يقوم الذي يتخبطه @قال ا ّ
الشيطان من المس؛ ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا ،وأحل الّ البيع وحرم الربا ،فمن جاءه
موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الّ ،ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها
خالدون ،يمحق الّ الربا ويربي الصدقات} إلى قوله تعالى{ :يا أيها الذين آمنوا اتقوا الّ وذروا
ما بقي من الربا} الية.
وأما الحاديث فكثيرة في الصحيح مشهورة؛ منها حديث أبي هريرة السابق في الباب قبله (انظر
الحديث رقم . )1609
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم آكل الربا
ع ْنهُ قال :لعن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1615وعن ابن مسعود َر ِ
وموكلهَ .روَا ُه ُمسِْلمٌ.
زاد الترمذي وغيره :وشاهديه وكاتبه.
* - 288 *2باب تحريم الرياء
ل تعالى (البينة { :)5وما أمروا إل ليعبدوا الّ مخلصين له الدين حنفاء}. @قال ا ّ
وقال تعالى (البقرة { :)264ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى ،كالذي ينفق ماله رئاء الناس}.
وقال تعالى (النساء { :)142يراؤون الناس ول يذكرون الّ إل قليلً}.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :قال لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1616وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
الّ تعالى :أنا أغنى الشركاء عن الشرك ،من عمل عملً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه>
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :إن أول الناس صلّى الُّ َ لّ َع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ - 1617وعنه َرضِيَ الُّ َ
يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرّفه نعمته فعرفها ،قال :فما عملت فيها؟ قال:
قاتلت فيك حتى استشهدت .قال :كذبت ولكنك قاتلت لن يقال جريء فقد قيل ،ثم أمر به فسحب
على وجهه حتى ألقي في النار ،ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن ،فأتي به فعرفه نعمه
فعرفها ،قال :فما عملت فيها؟ قال :تعلمت العلم وعلّمته وقرأت فيك القرآن .قال :كذبت ولكنك
تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ،ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي
في النار ،ورجل وسّع الّ عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ،قال :فما
عملت فيها؟ قال :ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إل أنفقت فيها لك .قال :كذبت ولكنك
فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ،ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
<جريء> بفتح الجيم وكسر وبالمد :أي شجاع حاذق.
ع ْنهُما أن ناساً قالوا له :إنا ندخل على سلطيننا فنقول لهم ضيَ الُّ َ - 1618وعن ابن عمر َر ِ
ع ْنهُما :كنا نعد هذا نفاقاً على بخلف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم ،قال ابن عمر َرضِي الّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّمَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ. عهد َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم:
عنْهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1619وعن جندب بن عبد الّ بن سفيان َر ِ
عَليْهِ .و َروَا ُه ُمسْلِمٌ أيضاً من رواية ابن ل به ،ومن يرائي يرائي الّ به> مُتّفَقٌ َ <من سمّع سمّع ا ّ
عباس.
<سمّع> بتشديد الميم معناه :أظهر عمله للناس رياء.
<سمّع الّ به> :أي فضحه يوم القيامة.
ل به> :أي من أظهر للناس العمل الصالح ليعظم ومعنى <من راءى راءى ا ّ
ل سريرته على رؤوس الخلئق. ل به> أي :أظهر ا ّ < راءى ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم< :من تعلم صلّى الُّ َلّ َع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1620وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
علماً مما يبتغى به وجه الّ عز وجل ل يتعلمه إل ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف
الجنة يوم القيامة> :يعني ريحهاَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
والحاديث في الباب كثيرة مشهورة.
* - 289 *2باب ما يتوهم أنه رياء وليس هو رياء
عَليْ ِه َوسَلّم :أرأيت الرجل يعمل لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال :قيل ل َرسُول ا ِ - 1621عن أبي ذر َرضِيَ الُّ َ
العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال< :تلك عاجل بشرى المؤمن> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 290 *2باب تحريم النظر إلى المرأة الجنبية والمرد الحسن لغير حاجة شرعية
ل تعالى (النور { :)30قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}. @قال ا ّ
وقال تعالى (السراء { :)36إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولً}.
وقال تعالى (غافر { :)19يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور}.
وقال تعالى (الفجر { :)14إن ربك لبالمرصاد}.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :كتب على ابن آدم - 1622وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
نصيبه من الزنا مدرك ذلك ل محالة :العينان زناهما النظر ،والذنان زناهما الستماع ،واللسان
زناه الكلم ،واليد زناها البطش ،والرجل زناها الخطا ،والقلب يهوى ويتمنى ،ويصدق ذلك
الفرج أو يكذبه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ .وهذا لفظ مسلم ،ورواية البخاري مختصرة.
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :إياكم ضيَ الُّ َ - 1623وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
والجلوس في الطرقات> قالوا :يا َرسُول الِّ ما لنا من مجالسنا بد ،نتحدث فيها ،فقال َرسُول الِّ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :فإذا أبيتم إل المجلس فأعطوا الطريق حقه> قالوا :وما حق الطريق يا صَلّى الُّ َ
َرسُول الِّ؟ قال< :غض البصر ،وكف الذى ،ورد السلم ،والمر بالمعروف والنهي عن
عَليْهِ.
المنكر> مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ قال :كنا قعوداً بالفنية نتحدث فجاء َرسُول ضيَ الُّ َ - 1624وعن أبي طلحة زيد بن سهل َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم فقام علينا فقال< :ما لكم ولمجالس الصعدات! اجتنبوا مجالس لّ صَلّى الُّ َا ِ
الصعدات> فقلنا :إنما قعدنا لغير ما بأس؛ قعدنا نتذاكر ونتحدث .قال :إما ل فأدوا حقها :عض
البصر ورد السلم وحسن الكلم> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
<الصعدات> بضم الصاد والعين :أي الطرقات.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عن نظر الفجأة، عنْهُ قال :سألت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1625وعن جرير َر ِ
فقال< :اصرف بصرك> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم وعنده صلّى الُّ َ لّ َ عنْها قالت :كنت عند رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1626وعن أم سلمة َر ِ
ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم ،وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب ،فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم:
<احتجبا منه> فقلنا :يا َرسُول الِّ أليس هو أعمى ل يبصرنا ول يعرفنا؟ فقال النبي صَلّى الُّ
حسَنٌ عَليْ ِه َوسَلّم< :أفعمياوان أنتما ،ألستما تبصرانه؟!> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ َ
صحيح.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :ل ينظر الرجل لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ أن َرسُول ا ِ - 1627وعن أبي سعيد رَضيَ الُّ َ
إلى عورة الرجل ول المرأة إلى عورة المرأة ،ول يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ول
تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
* - 291 *2باب تحريم الخلوة بالجنبية
ل تعالى (الحزاب { :)53وإذا سألتموهن فاسألوهن من وراء حجاب}. @قال ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إياكم ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1628وعن عقبة بن عامر َر ِ
والدخول على النساء!> فقال رجل من النصار :أفرأيت الحمو؟ قال< :الحمو الموت!> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
<الحمو> :قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :ل يخلون صلّى الُّ َ لّ َع ْنهُما أن رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1629وعن ابن عباس َر ِ
أحدكم بامرأة إل مع ذي محرم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :حرمة نساء عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1630وعن بريدة َر ِ
المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ،ما من رجل من القاعدين يخلف رجلً من المجاهدين
في أهله فيخونه فيهم إل وقف له يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى> ثم التفت
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال< :ما ظنكم؟> َروَا ُه مُسِْلمٌ. إلينا َرسُول ا ِ
* - 292 *2باب تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال في لباس وحركة وغير ذلك
عَليْ ِه َوسَلّم المخنثين من صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُما قال :لعن رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1631عن ابن عباس َر ِ
الرجال والمترجلت من النساء.
عَليْ ِه َوسَلّم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من صلّى الُّ َ لّ َ وفي رواية :لعن رَسُول ا ِ
النساء بالرجالَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم الرجل يلبس ع ْنهُ قال :لعن َرسُول ا ِ - 1632وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجلَ .روَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
عَليْ ِه َوسَلّم< :صنفان من أهل النار لم لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1633وعنه َرضِيَ الُّ َ
أرهما :قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ،ونساء كاسيات عاريات مميلت
مائلت رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ل يدخلن الجنة ول يجدن ريحها ،وإن ريحها ليوجد من
مسيرة كذا وكذا> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
معنى <كاسيات> :أي من نعمة الّ.
<عاريات> :من شكرها .وقيل معناه :تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها ونحوه.
وقيل :تلبس ثوباً رقيقًا يصف لون بدنها.
ومعنى <مائلت> قيل عن طاعة الّ وما يلزمهن حفظه.
<مميلت> :أي يعلمن غيرهن فعلهن المذموم.
وقيل< :مائلت> :يمشين متبخترات ،مميلت لكتافهن.
وقيل :مائلت :يمتشطن المشطة الميلء :وهي مشطة البغايا.
و <مميلت> :يمشطن غيرهن تلك المشطة.
<رؤوسهن كأسنمة البخت> :أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها.
* - 293 *2باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل تأكلوا بالشمال عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1634عن جابر َر ِ
فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :ل يأكلن لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1635وعن ابن عمر َر ِ
أحدكم بشماله ول يشربن بها ،فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إن اليهود ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1636وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
والنصارى ل يصبغون فخالفوهم> مُتّفَقٌ َ
المراد خضاب شعر اللحية والرأس البيض بصفرة أو حمرة ،وأما السواد فمنهي عنه كما
ل تعالى.سنذكره في الباب بعده ،إن شاء ا ّ
* - 294 *2باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب شعرهما بسواد
ع ْنهُ يوم ضيَ الُّ َ عنْهُ قال :أتي بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق َر ِ ضيَ الُّ َ - 1637عن جابر َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :غيروا هذا لّ صَلّى الُّ َفتح مكة ورأسه ولحيته كالثّغَا َمةِ بياضاً ،فقال َرسُول ا ِ
واجتنبوا السواد> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 295 *2باب النهي عن القزع وهو حلق بعض الرأس دون بعض وإباحة حلقه كله للرجل
دون المرأة
عَل ْيهِ َوسَلّم عن القزعُ .متّفَقٌ لّ صَلّى الُّ َعنْهُ قال :نهى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1635عن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ.
َ
عَليْ ِه َوسَلّم صبياً قد حلق بعض رأسه صلّى الُّ َ
لّ َع ْنهُ قال :رأى رَسُول ا ِ - 1639وعنه َرضِيَ الُّ َ
وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال< :احلقوه كله أو اتركوه كله> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح
على شرط البخاري ومسلم.
عَل ْيهِ َوسَلّم أمهل آل جعفر ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1640وعن عبد الّ بن جعفر رَ ِ
ع ْنهُ ثلثاً ثم أتاهم ،فقال< :ل تبكوا على أخي بعد اليوم> ثم قال< :ادعوا لي بني َرضِي الّ َ
أخي> فجيء بنا كأنا أفرخ ،فقال< :ادعوا لي الحلق> فأمره فحلق رؤوسناَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ
بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أن تحلق المرأة
ع ْنهُ قال :نهى َرسُول ا ِ ي َرضِيَ الُّ َ - 1641وعن عل ّ
رأسها .رواه النّسائي.
* - 296 *2باب تحريم وصل الشعر والوشم والوشر وهو تحديد السنان
ل تعالى (النساء { :)119 - 117إن يدعون من دونه إل إناث ًا وإن يدعون إل شيطاناً @قال ا ّ
مريداً ،لعنه الّ .وقال لتخذن من عبادك نصيب ًا مفروضاً ،ولضلنهم ولمنينهم ولمرنهم فليبتكن
آذان النعام ،ولمرنهم فليغيرن خلق الّ} الية.
عَل ْيهِ َوسَلّم فقالت :يا َرسُول عنْها أن امرأة سألت النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1642وعن أسماء َر ِ
الِّ إن ابنتي أصابتها الحصبة فتمرق شعرها وإني زوجتها أفأصل فيه؟ فقال< :لعن الواصلة
والموصولة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية< :الواصلة والمستوصلة> .
قولها< :فتمرق> هو بالراء ومعناه :انتثر وسقط.
و <الواصلة> :التي تصل شعرها أو شعر غيرها بشعر آخر.
و <الموصولة> :التي يوصل شعرها.
و <المستوصلة> :التي تسأل من يفعل ذلك لها.
عنْها نحوه متفق عليه. وعن عائشة َرضِي الّ َ
ع ْنهُ عام حج على المنبر وتناول - 1643وعن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية َرضِيَ الُّ َ
قصة من شعر كانت في يد حرسيّ ،فقال :يأهل المدينة أين علماؤكم! سمعت النبي صَلّى الُّ
عَليْ ِه َوسَلّم ينهى عن مثل هذه ،ويقول< :إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم> ُمتّفَقٌ َ
عَليْهِ.
َ
عَليْ ِه َوسَلّم لعن الواصلة لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1644وعن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ.
والمستوصلة ،والواشمة والمستوشمة .مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ أنه قال :لعن الّ الواشمات والمستوشمات، ضيَ الُّ َ - 1645وعن ابن مسعود َر ِ
والمتنمصات ،والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الّ .فقالت له امرأة في ذلك ،فقال :وما ل ألعن
عَليْ ِه َوسَلّم وهو في كتاب الّ .قال الّ تعالى (الحشر { :)7وما لّ صَلّى الُّ َ من لعنه َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ.
آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} مُتّفَقٌ َ
ل وتحسنها ،وهو الوشر. و <المتفلجة> هي التي تبرد من أسنانها ليتباعد بعضها عن بعض قلي ً
و <النامصة> :التي تأخذ من شعر حاجب غيرها وترققه ليصير حسناً.
و <المتنمصة> :التي تأمر من يفعل بها ذلك.
* - 297 *2باب النهي عن نتف الشيب من اللحية والرأس وغيرهما وعن نتف المرد شعر
لحيته عند أول طلوعه
عَل ْيهِ َوسَلّم ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1646عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ َ
قال< :ل تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم يوم القيامة> حديث حسنَ ،روَاهُ أبُو دَاوُ َد وَا ْل ّت ْرمِ ِذيّ
والنسائي بأسانيد حسنة .قال الترمذي هو حديث حسن.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :من عمل عنْها قالت قال َرسُول ا ِ - 1647وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
عملً ليس عليه أمرنا فهو رد> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 298 *2باب كراهة الستنجاء باليمين ومس الفرج باليمين عند الستنجاء من غير عذر
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :إذا بال أحدكم فل صلّى الُّ َ عنْهُ عن النبي َ ضيَ الُّ َ - 1648عن أبي قتادة رَ ِ
عَليْهِ.
يأخذن ذكره بيمينه ،ول يستنجي بيمينه ،ول يتنفس في الناء> مُتّفَقٌ َ
وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة.
* - 299 *2باب كراهة المشي في نعل واحدة أو خف واحد لغير عذر وكراهة لبس النعل والخف
قائماً لغير عذر
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :ل يمش أحدكم ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1649عن أبي هريرة َر ِ
في نعل واحدة لينعلهما جميعاً أو ليخلعهما جميعاً> وفي رواية< :أو ليحفهما جميعاً> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :إذا انقطع شسع صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ - 1650وعنه َرضِيَ الُّ َ
نعل أحدكم فل يمش في الخرى حتى يصلحها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ نهى أن ينتعل الرجل قائماًَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1651وعن جابر َر ِ
حسن.
* - 300 *2باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه سواء كانت في سراج أو غيره
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :ل تتركوا النار ع ْنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1652عن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ.
في بيوتكم حين تنامون> ُمتّفَقٌ َ
ع ْنهُ قال :احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، ضيَ الُّ َ - 1653وعن أبي موسى الشعري َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم بشأنهم قال< :إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فلما حُدّث َرسُول ا ِ
عَليْهِ.
فأطفئوها> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :غطوا الناء لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ عن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1651وعن جابر َر ِ
وأوكئوا السقاء وأغلقوا البواب وأطفئوا السراج؛ فإن الشيطان ل يحل سقاء ول يفتح باباً ول
يكشف إناء؛ فإن لم يجد أحدكم إل أن يعرض على إنائه عوداً ويذكر اسم الّ فليفعل؛ فإن
الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
<الفويسقة> :الفأرة.
و <تضرم> :تحرق.
* - 301 *2باب النهي عن التكلف وهو فعل وقول ما ل مصلحة فيه بمشقة
ل تعالى (سورة ص{ :)86 :قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. @قال ا ّ
ع ْنهُ قال :نهينا عن التكلفَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ. - 1655وعن عمر َرضِيَ الُّ َ
عنْهُ فقال :يا أيها الناس من ضيَ الُّ َ ل بن مسعود َر ِ - 1656وعن مسروق قال دخلنا على عبد ا ّ
علم شيئاً فليقل به ،ومن لم يعلم فليقل الّ أعلم؛ فإن من العلم أن يقول لما ل تعلم الّ أعلم؛ قال
عَليْ ِه َوسَلّم (سورة ص{ :)86 :قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من الّ تعالى لنبيه صَلّى الُّ َ
المتكلفين}َ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 302 *2باب تحريم النياحة على الميت ولطم الخد وشق الجيب ونتف الشعر وحلقه والدعاء
بالويل والثبور
ع ْنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :الميت - 1657عن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ
يعذب في قبره بما نيح عليه>
وفي رواية< :ما نيح عليه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ليس منا من لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1658وعن ابن مسعود َر ِ
ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
- 1659وعن أبي بردة قال :وجع أبو موسى فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فأقبلت
تصيح برنة فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً ،فلما أفاق قال :أنا بري ٌء ممن برئ منه َرسُول الِّ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم بريءٌ من الصالقة والحالقة والشاقة. عَل ْيهِ َوسَلّم؛ إن َرسُول ا ِ صَلّى الُّ َ
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
<الصالقة> :التي ترفع صوتها بالنياحة والندب.
و <الحالقة> :التي تحلق رأسها عند المصيبة.
و <الشاقة> :التي تشق ثوبها.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول: عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1660وعن المغيرة بن شعبة رَ ِ
عَل ْيهِ. <من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة> مُتّفَقٌ َ
عنْها قالت :أخذ علينا َرسُول الِّ ضيَ الُّ َ - 1661وعن أم عطية نسيبة (بضم النون وفتحها) رَ ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم عند البيعة أن ل ننوحُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ. صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ
ع ْنهُ قال :أغمي على عبد الّ بن رواحة َرضِيَ الُّ َ - 1662وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ َ
فجعلت أخته تبكي واجبله واكذا واكذا :تعدد عليه ،فقال حين أفاق :ما قلت شيئاً إل قيل لي أنت
كذلك؟! َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عنْهُ شكوى ،فأتاه ضيَ الُّ َ ع ْنهُما قال :اشتكى سعد بن عبادة رَ ِ ضيَ الُّ َ - 1663وعن ابن عمر َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الّ لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
ابن مسعود ،فلما دخل عليه وجده في غشية ،فقال< :أقضى؟> فقالوا :ل يا َرسُول الِّ ،فبكى
عَليْ ِه َوسَلّم ،فلما رأى القوم بكاء النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم بكوا .فقال: لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
<أل تسمعون؟ إن الّ ل يعذب بدمع العين ول بحزن القلب ،ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه)
عَليْهِ.
أو يرحم> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم: ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
- 1664وعن أبي مالك الشعري َرضِيَ الُّ َ
جرَب> <النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من َ
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
- 1665وعن أسيد بن أبي أسيد التابعي عن امرأة من المبايعات قالت :كان فيما أخذ علينا َرسُول
عَليْ ِه َوسَلّم في المعروف الذي أخذ علينا أن ل نعصيه فيه :أن ل نخمش وجهاً ،ول لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
ندعو ويلً ول نشق جيب ًا وأن ل ننشر شعراًَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :ما من ميت ع ْنهُ أن َرسُول ا ِضيَ الُّ َ - 1666وعن أبي موسى َر ِ
ل به ملكان يلهزانه :أهكذا يموت فيقوم باكيهم فيقول :واجبله واسيداه أو نحو ذلك إل وكل ا ّ
حسَنٌ. أنت؟> َروَاهُ ا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
<اللهز> :الدفع بجمع اليد في الصدر.
عَليْ ِه َوسَلّم< :اثنتان في صلّى الُّ َ لّ َ
ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1667وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
الناس هما بهم كفر :الطعن في النسب ،والنياحة على الميت> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 303 *2باب النهي عن إتيان الكهان والمنجمين والعراف وأصحاب الرمل والطوارق بالحصي
وبالشعير ونحو ذلك
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أناس عن عنْها قالت :سأل َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1668عن عائشة َر ِ
الكهان ،فقال< :ليس بشيء> فقالوا :يا َرسُول الِّ إنهم يحدثونا أحيانًا بشيء فيكون حقاً ،فقال
جنّي فيقرها في أذن وليه، عَليْ ِه َوسَلّم< :تلك الكلمة من الحق يخطفها ال ِ لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ.
فيخلطون معها مائة كذبة> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عنْها أنها سمعت َرسُول ا ِ وفي رواية البخاري عن عائشة َرضِيَ الُّ َ
يقول< :إن الملئكة تنزل في العَنان (وهو السحاب) فتذكر المر قضي في السماء ،فيسترق
الشيطان السمع فيسمعه فيوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم> .
قوله <فيقرها> هو بفتح الباء وضم القاف والراء أي :يلقيها.
<والعنان> بفتح العين.
- 1669وعن صفية بنت عبيد عن بعض أزواج النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم و َرضِيَ عنها عن
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلة النبي صَلّى الُّ َ
أربعين يوماً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1670وعن قبيصة بن المخارق رَ ِ
يقول< :العيافة والطيرة والطرق من الجبت> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
وقال :الطرق هو :الزجر ،أي زجر الطير وهو أن يتيمن أو يتشاءم بطيرانه ،فإن طار إلى جهة
اليمين تيمن ،وإن طار إلى جهة اليسار تشاءم.
قال أبو داود <العيافة> :الخط.
قال الجوهري في الصحاح :الجبت :كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :من اقتبس ع ْنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1671وعن ابن عباس َر ِ
علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
عنْهُ قال قلت :يا َرسُول الِّ إني حديث عهد بجاهلية ضيَ الُّ َ - 1672وعن معاوية بن الحكم َر ِ
وقد جاء الّ تعالى بالسلم ،وإن منا رجالً يأتون الكهان؟ قال< :فل تأتهم> قلت :ومنا رجال
يتطيرون؟ قال< :ذلك شيء يجدونه في صدورهم فل يصدهم> قلت :ومنا رجال يخطون؟ قال:
<كان نبي من النبياء يخط فمن وافق خطه فذاك> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم نهى عن ثمن لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1673وعن أبي مسعود البدري َر ِ
الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهنُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
* - 304 *2باب النهي عن التطير
@فيه الحاديث السابقة في الباب قبله.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل عدوى ول لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1674وعن أنس َر ِ
عَل ْيهِ.طيرة ،ويعجبني الفأل> قالوا :وما الفأل؟ قال< :كلمة طيبة> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل عدوى ول ع ْنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1675وعن ابن عمر َر ِ
طيرة ،وإن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم كان ل يتطيرَ .روَاهُ أبُو دَاوُدَ ضيَ الُّ َ - 1676وعن بريدة َر ِ
بإسناد صحيح.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ عنْهُ قال :ذكرت الطيرة عند َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1677وعن عروة بن عامر رَ ِ
َوسَلّم فقال< :أحسنها الفأل ول ترد مسلماً فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل :اللهم ل يأتي
بالحسنات إل أنت ،ول يدفع السيئات إل أنت؛ ول حول ول قوة إل بك> حديث صحيح َروَاهُ أبُو
دَاوُ َد بإسناد صحيح.
* - 305 *2باب تحريم تصوير الحيوان في بساط أو حجر أو ثوب أو درهم أو دينار أو مخدة أو
وسادة وغير ذلك وتحريم اتخاذ الصورة في حائط وسقف وستر وعمامة وثوب ونحوها والمر
بإتلف الصورة
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :إن الذين لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1678عن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ.يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة؛ يقال لهم :أحيوا ما خلقتم> مُتّفَقٌ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم من سفر وقد لّ صَلّى الُّ َ عنْها قالت :قدم َرسُول ا ِ - 1679وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم تلون وجهه ،وقال: سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل ،فلما رآه َرسُول ا ِ
<يا عائشة أشد الناس عذاباً عند الّ يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الّ!> قالت :فقطعناه
فجعلنا منه وسادة أو وسادتينُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<القرام> بكسر القاف هو :الستر.
و <السهوة> بفتح السين المهملة وهي :الصفة تكون بين يدي البيت .وقيل هي :الطاق النافذ
في الحائط.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :كل ع ْنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ - 1680وعن ابن عباس رَضيَ الُّ َ
مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس فيعذبه في جهنم> قال ابن عباس :فإن كنت ل
بد فاعلً فاصنع الشجر وما ل روح فيهُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :من صور صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ - 1681وعنه رَضيَ الُّ َ
صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1682وعن ابن مسعود َر ِ
<إن أشد الناس عذاب ًا يوم القيامة المصورون> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :قال لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1683وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
الّ تعالى :ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي! فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :ل تدخل لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ أن َرسُول ا ِ - 1684وعن أبي طلحة رَضي الُّ َ
عَل ْيهِ.الملئكة بيتاً فيه كلب ول صورة> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم جبريل أن لّ صَلّى الُّ َع ْنهُما قال :وعد َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1685وعن ابن عمر َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ،فخرج فلقيه جبريل فشكا إليه، يأتيه فراث عليه حتى اشتد على َرسُول ا ِ
فقال :إنا ل ندخل بيتاً فيه كلب ول صورةَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
<راث> :أبطأ ،وهو بالثاء المثلثة
عَل ْيهِ َوسَلّم جبريل عليه لّ صَلّى الُّ َعنْها قالت :واعد َرسُول ا ِ - 1686وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
السلم في ساعة أن يأتيه فجاءت تلك الساعة ولم يأته ،قالت :وكان بيده عصا فطرحها من يده
وهو يقول< :ما يخلف الّ وعده ول رسله> ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره ،فقال< :متى
دخل هذا الكلب؟> فقلت :وال ما دريت به ،فأمر به فأخرج فجاءه جبريل عليه السلم ،فقال له
عَليْ ِه َوسَلّم< :وعدتني فجلست لك ولم تأتني> فقال :منعني الكلب الذي كان لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
في بيتك؛ إنا ل ندخل بيتاً فيه كلب ول صورة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ :أل أبعثك على ما ضيَ الُّ َي رَ ِ - 1687وعن أبي ال َهيّاج حيان بن حصين قال ،قال لي عل ّ
عَليْ ِه َوسَلّم :أن ل تدع صورة إل طمستها ،ول قبراً مشرفاً إل صلّى الُّ َلّ َبعثني عليه رَسُول ا ِ
سويتهَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 306 *2باب تحريم اتخاذ الكلب إل لصيد أو ماشية أو زرع
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول< :من ع ْنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1688عن ابن عمر َر ِ
اقتنى كلباً إل كلب صيد أو ماشية فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية< :قيراط> .
عَليْ ِه َوسَلّم< :من أمسك صلّى الُّ َ
لّ َع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1689وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
عَليْهِ.
كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إل كلب حرث أو ماشية> ُمتّفَقٌ َ
وفي رواية لمسلم< :من اقتنى كلباً ليس بكلب صيد ول ماشية ول أرض فإنه ينقص من أجره
قيراطان كل يوم> .
* - 307 *2باب كراهية تعليق الجرس في البعير وغيره من الدواب وكراهية استصحاب الكلب
والجرس في السفر
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل تصحب لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1690عن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
الملئكة رفقة فيها كلب أو جرس> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :الجرس من مزامير الشيطان> ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 1691وعنه َرضِيَ الُّ َ
َروَاهُ مسلم.
* - 308 *2باب كراهة ركوب الجللة وهي البعير أو الناقة التي تأكل العذرة فإن أكلت علفاً
طاهراً فطاب لحمها زالت الكراهة
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عن الجللة في ع ْنهُما قال :نهى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1692عن ابن عمر َر ِ
البل أن يركب عليهاَ .روَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
* - 309 *2باب النهي عن البصاق في المسجد والمر بإزالته منه إذا وجد فيه والمر بتنزيه
المسجد عن القذار
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :البصاق في المسجد لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1693عن أنس َر ِ
عَليْهِ.
خطيئة ،وكفارتها دفنها> مُتّفَقٌ َ
والمراد بدفنها إذا كان المسجد تراباً أو رملً ونحوه فيواريها تحت ترابه .قال أبو المحاسن
الرّويَاني من أصحابنا في كتابه البحر :وقيل :المراد بدفنها إخراجها من المسجد ،أما إذا كان
المسجد مبلطاً أو مجصصاً فدلكها عليه بمداسه أو بغيره كما يفعله كثير من الجاهلين فليس ذلك
بدفن بل زيادة في الخطيئة ،وتكثير للقذر في المسجد ،وعلى من فعل ذلك أن يمسحه بعد ذلك
بثوبه أو يده أو غيره أو يغسله.
عَل ْيهِ َوسَلّم رأى في جدار القبلة لّ صَلّى الُّ َ عنْها أن َرسُول ا ِ - 1694وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ.
مخاطاً أو بزاقاً أو نخامة فحكهُ .متّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :إن هذه المساجد ل ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1695وعن أنس َر ِ
تصلح لشيء من هذا البول ول القذر ،إنما هي لذكر الّ وقراءة القرآن> أو كما قال َرسُول الِّ
عَل ْيهِ َوسَلّمَ .روَا ُه ُمسِْلمٌ.
صَلّى الُّ َ
* - 310 *2باب كراهة الخصومة في المسجد ورفع الصوت فيه ونشد الضالة والبيع والشراء
والجارة ونحوها من المعاملت
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول< :منع ْنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1696عن أبي هريرة َر ِ
ل ينشد ضالة في المسجد فليقل ل ردها الّ عليك؛ فإن المساجد لم تبن لهذا> َروَاهُ سمع رج ً
مُسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا رأيتم من يبيع أو ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1697وعنه رَضيَ الُّ َ
يبتاع في المسجد فقولوا ل أربح الّ تجارتك ،وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا ل ردها الّ
حسَنٌ.عليك> َروَاهُ ا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
ل نشد في المسجد فقال :من دعا إليّ الجمل الحمر؟ عنْهُ أن رج ً ضيَ الُّ َ - 1698وعن بريدة َر ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :ل وجدت ،إنما بنيت المساجد لما بنيت له> َروَا ُه ُمسْلِمٌ. فقال َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ
لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1699وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ َ
َوسَلّم نهى عن الشراء والبيع في المسجد وأن تنشد فيه ضالة ،وأن ينشد فيه شعرَ .روَاهُ أبُو
حسَنٌ. ح ِديْثٌ َ ي وَقَالَ َ
دَاوُ َد وَا ْل ّترْمِ ِذ ّ
عنْهُ قال :كنت في المسجد فحصبني رجل ضيَ الُّ َ - 1700وعن السائب بن يزيد الصحابي َر ِ
عنْهُ ،فقال :اذهب فأتني بهذين ،فجئته بهما ،فقال :من ضيَ الُّ َ فنظرت فإذا عمر بن الخطاب رَ ِ
أين أنتما؟ فقال :من أهل الطائف ،فقال :لو كنتما من أهل البلد لوجعتكما! ترفعان أصواتكما في
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم! َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ. مسجد َرسُول ا ِ
* - 311 *2باب نهي من أكل ثوم ًا أو بصلً أو كراثاً أو غيره مما له رائحة كريهة عن دخول
المسجد قبل زوال رائحته إل لضرورة
عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :من أكل من هذه ضيَ الُّ َ - 1701عن ابن عمر َر ِ
الشجرة (يعني الثوم) فل يقربن مسجدنا> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية لمسلم< :مساجدنا> .
عَليْ ِه َوسَلّم< :من أكل من هذه ع ْنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ َ - 1702وعن أنس رَضيَ الُّ َ
عَليْهِ. الشجرة فل يقربنا ول يصلين معنا> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :من أكل ثوماً أو بصلً صلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال النبي َ ضيَ الُّ َ - 1703وعن جابر َر ِ
فليعتزلنا أو فليعتزل مسجدنا> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية لمسلم< :من أكل البصل والثوم والكرّاث فل يقربن مسجدنا؛ فإن الملئكة تتأذى مما
يتأذى منه بنو آدم> .
ع ْنهُ أنه خطب يوم الجمعة فقال في خطبته :ثم إنكم أيها - 1704وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ الناس تأكلون شجرتين ما أراهما إل خبيثتين :البصل والثوم؛ لقد رأيت َرسُول ا ِ
َوسَلّم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع ،فمن أكلهما فليمتهما
طبخاًَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 312 *2باب كراهة الحتباء يوم الجمعة والمام يخطب لنه يجلب النوم فيفوت استماع
الخطبة ويخاف انتقاض الوضوء
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم نهى عن الحبوة ضيَ الُّ َ - 1705عن معاذ بن أنس الجهني َر ِ
حسَنٌ. ي وَقَال :حَ ِديْثٌ َ
يوم الجمعة والمام يخطبَ .روَاهُ أبُو دَاوُ َد وَا ْل ّترْمِ ِذ ّ
* - 313 *2باب نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحي عن أخذ شيء من شعره
أو أظفاره حتى يضحي
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :من كان له عنْها قالت :قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1706عن أم سلمة َر ِ
ذبح يذبحه فإذا أهل هلل ذي الحجة فل يأخذن من شعره ول من أظفاره شيئ ًا حتى يضحي>
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 314 *2باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي والكعبة والملئكة والسماء والباء والحياة
والروح والرأس وحياة السلطان ونعمة السلطان وتربة فلن والمانة وهي من أشدها نهياً
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :إن الّ تعالى ينهاكم ع ْنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1707عن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ.
أن تحلفوا بآبائكم ،فمن كان حالفاً فليحلف بال أو ليصمت> ُمتّفَقٌ َ
وفي رواية في الصحيح< :فمن كان حالفاً فل يحلف إل بال أو ليسكت> .
عَل ْيهِ َوسَلّم:
لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1708وعن عبد الرحمن بن سمرة َر ِ
<ل تحلفوا بالطواغي ول بآبائكم> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
<الطواغي> :جمع طاغية وهي :الصنام ،ومنه حديث <هذه طاغية دوس> :أي صنمهم
ومعبودهم.
وروي في غير مسلم< :بالطواغيت> جمع طاغوت وهو :الشيطان والصنم.
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :من حلف بالمانة صلّى الُّ َلّ َ عنْهُ أن رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1709وعن بريدة َر ِ
فليس منا> حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
عَليْ ِه َوسَلّم< :من حلف فقال إني لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1710وعنه َرضِيَ الُّ َ
بريء من السلم ،فإن كان كاذباً فهو كما قال ،وإن كان صادقاً فلن يرجع إلى السلم سالماً>
َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
ل يقول :ل والكعبة فقال ابن عمر :ل تحلف ع ْنهُما أنه سمع رج ً ضيَ الُّ َ - 1711وعن ابن عمر َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :من حلف بغير الّ فقد كفر أو لّ صَلّى الُّ َ بغير الّ؛ فإني سمعت َرسُول ا ِ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َأشرك> َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذ ّ
عَل ْيهِ
وفسر بعض العلماء قوله <كفر أو أشرك> على التغليظ ،كما روي أن النبي صَلّى الُّ َ
َوسَلّم قال< :الرياء شرك> .
* - 315 *2باب تغليظ تحريم اليمين الكاذبة عمداً
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من حلف على مال ضيَ الُّ َ - 1712عن ابن مسعود َر ِ
عَل ْيهِلّ صَلّى الُّ َ ل وهو عليه غضبان> قال :ثم قرأ علينا َرسُول ا ِ امرئ مسلم بغير حقه لقي ا ّ
ل وأيمانهم ثمناً قليلً} إلى آخر َوسَلّم مصداقه من كتاب الّ عز وجل {إن الذين يشترون بعهد ا ّ
عَليْهِ.
الية (آل عمران ُ . )77متّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1713وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي َرضِيَ الُّ َ
َوسَلّم قال< :من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الّ له النار وحرم عليه الجنة> فقال
له رجل :وإن كان شيئاً يسيراً يا رَسُول الِّ؟ قال< :وإن قضيباً من أراك> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم قال: ع ْنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1714وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
<الكبائر الشراك بال وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
وفي رواية له :أن أعرابياً جاء إلى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقال :يا َرسُول الِّ ما الكبائر؟
قال< :الشراك بال> قال :ثم ماذا؟ قال< :اليمين الغموس> قلت :وما اليمين الغموس؟ قال:
<الذي يقتطع مال امرئ مسلم> :يعني بيمين هو فيها كاذب.
* - 316 *2باب ندب من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها أن يفعل ذلك المحلوف عليه ثم
يكفر عن يمينه
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم: عنْهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1715عن عبد الرحمن بن سمرة َر ِ
<وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك> مُتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من حلف على ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1716وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
يمين فرأى غيرها خيراً منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :إني وال ،إن ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1717وعن أبي موسى رَضيَ الُّ َ
شاء الّ ،ل أحلف على يمين ثم أرى خيرًا منها إل كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :لن يلج صلّى الُّ َ
لّ َ
ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1718وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
ل عليه> مُتّفَقٌ ل تعالى من أن يعطي كفارته التي فرض ا ّ أحدكم في يمينه في أهله آثم له عند ا ّ
عَليْهِ.
َ
قوله <يلجّ> بفتح اللم وتشديد الجيم :أي يتمادى فيها ول يكفر.
وقوله <آثم> هو بالثاء المثلثة أي :أكثر إثماً.
* - 317 *2باب العفو عن لغو اليمين وأنه ل كفارة فيه وهو ما يجري على اللسان بغير قصد
اليمين كقوله على العادة ل وال وبلى وال ونحو ذلك
ل تعالى (المائدة { :)89ل يؤاخذكم الّ باللغو في أيمانكم ولن يؤاخذكم بما عقدتم اليمان @قال ا ّ
فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة ،فمن لم
يجد فصيام ثلثة أيام؛ ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم؛ واحفظوا أيمانكم}.
ل باللغو في أيمانكم} عنْها قالت أنزلت هذه الية{ :ل يؤاخذكم ا ّ - 1719وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
في قول الرجل :ل وال ،وبلى والَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 318 *2باب كراهة الحلف في البيع وإن كان صادق ًا
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :الحلف لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1720عن أبي هريرة َر ِ
عَل ْيهِ.
منفقة للسلعة ،ممحقة للكسب> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :إياكم صلّى الُّ َ
لّ َعنْهُ أنه سمع رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1721وعن أبي قتادة َر ِ
وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 319 *2باب كراهة أن يسأل النسان بوجه الّ عز وجل غير الجنة وكراهة منع من سأل بال
تعالى وتشفع به
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل يسأل بوجه الّ عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1722عن جابر رَضيَ الُّ َ
إل الجنة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :من استعاذ لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1723وعن ابن عمر َر ِ
بال فأعيذوه ،ومن سأل بال فأعطوه ،ومن دعاكم فأجيبوه ،ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه،
فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه> حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُدَ
والنسائي بأسانيد الصحيحين.
* - 320 *2باب تحريم قول شاهنشاه للسلطان لن معناه ملك الملوك ول يوصف بذلك غير الّ
سبحانه وتعالى
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إن أخنع اسم عند ضيَ الُّ َ - 1724عن أبي هريرة َر ِ
الّ عز وجل رجل تسمى ملك الملك> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
قال سفيان بن عيينة :ملك الملك مثل شاهنشاه.
* - 321 *2باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بسيد ونحوه
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل تقولوا للمنافق عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1725عن بريدة رَ ِ
سيد؛ فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
* - 322 *2باب كراهة سب الحمى
عَليْ ِه َوسَلّم دخل على أم السائب أو أم صلّى الُّ َ لّ َ عنْهُ أن رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1726عن جابر َر ِ
المسيّب فقال< :ما لك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين؟> قالت :الحمى ل بارك الّ فيها.
فقال< :ل تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
<تزفزفين> :أي تتحركين حركة سريعة ،ومعناه :ترتعد .وهو بضم التاء وبالزاي المكررة
والفاء المكررة ،وروي أيضاً بالراء المكررة والقافين.
* - 323 *2باب النهي عن سب الريح وبيان ما يقال عند هبوبها
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1727عن أبي المنذر أبي بن كعب َر ِ
تسبوا الريح ،فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا :اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها
وخير ما أمرت به ،ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به> َروَاهُ ا ْل ّترْمِ ِذيّ
ن صحيح. سٌ ح َح ِديْثٌ َ
وَقَالَ َ
عَليْ ِه َوسَلّم يقول: لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1728وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
<الريح من َروْح الّ ،تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب ،فإذا رأيتموها فل تسبوها ،وسلوا الّ خيرها
واستعيذوا بال من شرها> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم <من روح الّ> هو بفتح الراء :أي رحمته بعباده.
عنْها قالت :كان النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم إذا عصفت الريح - 1729وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
قال< :اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ،وأعوذ بك من شرها وشر ما
فيها وشر ما أرسلت به> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
* - 324 *2باب كراهة سب الديك
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1730عن زيد بن خالد الجهني َر ِ
تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
ط ْرنَا بنوء كذا * - 325 *2باب النهي عن قول النسان مُ ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم صلة ع ْنهُ قال :صلى بنا َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1731عن زيد بن خالد َر ِ
الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال< :هل تدرون
ل ورسوله أعلم .قال< :قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ،فأما ماذا قال ربكم؟> قالوا :ا ّ
ط ْرنَا بنوء كذا ط ْرنَا بفضل الّ ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ،وأما من قال مُ ِ من قال مُ ِ
وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
و <السماء> هنا :المطر.
* - 326 *2باب تحريم قوله لمسلم يا كافر
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :إذا قال الرجل ع ْنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1732عن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ.
لخيه يا كافر ،فقد باء بها أحدهما ،فإن كان كما قال وإل رجعت عليه> مُتّفَقٌ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :من دعا لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1733وعن أبي ذر رَ ِ
ل بالكفر أو قال عدو الّ وليس كذلك إل حار عليه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ. رج ً
<حار> :رجع.
* - 327 *2باب النهي عن الفحش َوبَذاءِ اللسان
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ليس المؤمن لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1734عن ابن مسعود رَضيَ الُّ َ
حسَنٌ. بالطعان ول اللعان ول الفاحش ول البَ ِذيّ> َروَاهُ ا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ما كان الفحش في لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1735وعن أنس َر ِ
حسَنٌ. ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َشيء إل شانه ،وما كان الحياء في شيء إل زانه> َروَاهُ ا ْل ّترْمِ ِذ ّ
* - 328 *2باب كراهة التقعير في الكلم بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة
ودقائق العراب في مخاطبة العوام ونحوهم
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :هلك المتنطعون!> ضيَ الُّ َ - 1736عن ابن مسعود َر ِ
قالها ثلثاًَ .روَا ُه ُمسِْلمٌ.
<المتنطعون> :المبالغون في المور.
عَل ْيهِ
لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1737وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم قال< :إن الّ يبغض البليغ من الرجال :الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة> َروَاهُ أبُو
حسَنٌ. ح ِديْثٌ َي وَقَالَ َ دَاوُ َد وَا ْل ّترْمِ ِذ ّ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :إن من أحبكم إليّ لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1738وعن جابر َر ِ
وأقربكم مني مجلس ًا يوم القيامة أحاسنكم أخلقاً ،وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني يوم القيامة
ن وقد سبق شرحه في باب حسَ ٌالثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون> َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَ ِديْثٌ َ
حسن الخلق (انظر الحديث رقم . )629
* - 329 *2باب كراهة قوله خبثت نفسي
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل يقولن أحدكم خبثت عنْها عن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1739عن عائشة َر ِ
نفسي ،ولكن ليقل لقست نفسي> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
قال العلماء معنى <خبثت> :غثيت وهو معنى <لقست> ولكن كره لفظ الخبث.
* - 330 *2باب كراهة تسمية العنب كرماً
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل تسموا لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1740عن أبي هريرة َر ِ
العنب الكرم؛ فإن الكرم المسلم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ ،وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية< :فإنما الكرم قلب المؤمن>
وفي رواية للبخاري ومسلم؛ <يقولون الكرم؛ إنما الكرم المؤمن> .
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل تقولوا الكرم، - 1741وعن وائل بن حجر َرضِيَ الُّ َ
حبَ َلةُ> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ولكن قولوا العنب وال َ
<الحبلة> بفتح الحاء والباء ،ويقال أيض ًا بإسكان الباء.
* - 331 *2باب النهي عن وصف محاسن المرأة لرجل إل أن يحتاج إلى ذلك لغرض شرعي
كنكاحها ونحوه
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ل تباشر لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1742عن ابن مسعود َر ِ
المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
* - 332 *2باب كراهة قول النسان اللهم اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :ل يقولن أحدكم ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1743عن أبي هريرة َر ِ
عَل ْيهِ.
اللهم اغفر لي إن شئت ،اللهم ارحمني إن شئت ،ليعزم المسألة؛ فإنه ل مكره له> مُتّفَقٌ َ
ل ل يتعاظمه شيء أعطاه> . وفي رواية لمسلم< :ولكن ليعزم وليعظم الرغبة؛ فإن ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّم< :إذا دعا أحدكم لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1744وعن أنس َر ِ
فليعزم المسألة ،ول يقولن اللهم إن شئت فأعطني؛ فإنه ل مستكره له> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
* - 333 *2باب كراهة قول ما شاء الّ وشاء فلن
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل تقولوا ما ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1745عن حذيفة بن اليمان َرضِيَ الُّ َ
شاء الّ وشاء فلن ،ولكن قولوا ما شاء الّ ثم شاء فلن> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح.
* - 334 *2باب كراهة الحديث بعد العشاء الخرة
@المراد به الحديث الذي يكون مباحاً في غير هذا الوقت وفعله وتركه سواء .فأما الحديث
المحرم أو المكروه في غير هذا الوقت أشد تحريماً وكراهة ،وأما الحديث في الخير كمذاكرة
العلم وحكايات الصالحين ومكارم الخلق والحديث مع الضيف ومع طالب حاجة ونحو ذلك فل
كراهة فيه ،بل هو مستحب ،وكذا الحديث لعذر وعارض ل كراهة فيه .وقد تظاهرت الحاديث
الصحيحة على كل ما ذكرته.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم كان يكره النوم قبل ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1746عن أبي برزة َر ِ
عَليْهِ.
العشاء والحديث بعدهاُ .متّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم صلى في آخر حياته لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1747وعن ابن عمر َر ِ
فلما سلم قال< :أرأيتَكُم ليلتكم هذه؛ فإن على رأس مائة سنة ل يبقى ممن هو على ظهر الرض
اليوم أحد> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ع ْنهُ أنهم انتظروا النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فجاءهم قريباً من ضيَ الُّ َ - 1748وعن أنس َر ِ
شطر الليل فصلى بهم (يعني العشاء) قال :ثم خطبنا فقال< :إل إن الناس قد صلوا ثم رقدوا،
وإنكم لن تزالوا في صلة ما انتظرتم الصلة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 335 *2باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها إذا دعاها ولم يكن لها عذر شرعي
عَليْ ِه َوسَلّم< :إذا دعا الرجل لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1749عن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملئكة حتى تصبح> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية< :حتى ترجع> .
* - 336 *2باب تحريم صوم المرأة تطوعاً وزوجها حاضر إل بإذنه
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :ل يحل للمرأة ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1750عن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
أن تصوم وزوجها شاهد إل بإذنه ،ول تأذن في بيته إل بإذنه> مُتّفَقٌ َ
* - 337 *2باب تحريم رفع المأموم رأسه من الركوع أو السجود قبل المام
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :أما يخشى أحدكم إذا ضيَ الُّ َ - 1751عن أبي هريرة َر ِ
ل صورته صورة حمار> ُمتّفَقٌ رفع رأسه قبل المام أن يجعل الّ رأسه رأس حمار أو يجعل ا ّ
عَليْهِ.َ
* - 338 *2باب كراهة وضع اليد على الخاصرة في الصلة
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم نهى عن الخصر في ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1752عن أبي هريرة َر ِ
عَل ْيهِ.
الصلة .مُتّفَقٌ َ
* - 339 *2باب كراهة الصلة بحضرة الطعام ونفسه تتوق إليه أو مع مدافعة الخبثين وهما
البول والغائط
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :ل صلة عنْها قالت سمعت َرسُول ا ِ - 1753عن عائشة رَضيَ الُّ َ
بحضرة طعام ،ول هو يدافعه الخبثان> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 340 *2باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلة
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ما بال لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1754عن أنس بن مالك َر ِ
أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلتهم!> فاشتد قوله في ذلك حتى قال< :لينتهن عن
ذلك أو لتخطفن أبصارهم!> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 341 *2باب كراهة اللتفات في الصلة لغير عذر
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم عن اللتفات في عنْها قالت سألت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1755عن عائشة َر ِ
الصلة فقال< :هو اختلس يختلسه الشيطان من صلة العبد> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :إياك واللتفات لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال لي َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1756وعن أنس َر ِ
في الصلة؛ فإن اللتفات في الصلة هلكة ،فإن كان ل بد ففي التطوع ل في الفريضة> َروَاهُ
ن صحيح. حسَ ٌا ْلتّ ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَ ِديْثٌ َ
* - 342 *2باب النهي عن الصلة إلى القبور
عَليْهِ
لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1757عن أبي مرثد كناز بن الحصين َرضِيَ الُّ َ
َوسَلّم يقول< :ل تصلوا إلى القبور ول تجلسوا عليها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 343 *2باب تحريم المرور بين يدي المصلي
عنْهُ قال ،قال َرسُول ضيَ الُّ َ صمّةِ النصاري َر ِ - 1758عن أبي الجهيم عبد الّ بن الحارث بن ال ّ
عَليْ ِه َوسَلّم< :لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
له من أن يمر بين يديه> قال الراوي :ل أدري قال أربعين يوماً أو أربعين شهراً أو أربعين سنة.
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
* - 344 *2باب كراهة شروع المأموم في نافلة بعد شروع المؤذن في إقامة الصلة سواء كانت
النافلة سنة تلك الصلة أو غيرها
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا أقيمت الصلة ضيَ الُّ َ - 1759عن أبي هريرة َر ِ
فل صلة إل المكتوبة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 345 *2باب كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام أو ليلته بصلة
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل تخصوا ليلة ضيَ الُّ َ - 1760عن أبي هريرة َر ِ
الجمعة بقيام من بين الليالي ،ول تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين اليام إل أن يكون في صوم
يصومه أحدكم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :ل يصومن صلّى الُّ َلّ َ ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ - 1761وعنه رَضيَ الُّ َ
عَليْهِ.
أحدكم يوم الجمعة إل يوماً قبله أو بعده> مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ :أنهى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ضيَ الُّ َ - 1762وعن محمد بن عباد قال سألت جابرًا َر ِ
عَل ْيهِ.
عن صوم الجمعة؟ قال نعم .مُتّفَقٌ َ
عنْها أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ضيَ الُّ َ - 1763وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث َر ِ
دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال< :أصمت أمس؟> قالت ل ،قال< :تريدين أن تصومي
غداً؟> قالت ل ،قال< :فأفطري> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
* - 346 *2باب تحريم الوصال في الصوم وهو أن يصوم يومين أو أكثر ول يأكل ول يشرب
بينهما
ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم نهى عن - 1764عن أبي هريرة وعائشة َرضِيَ الُّ َ
الوصالُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عن الوصال، ع ْنهُما قال :نهى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1765وعن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ .وهذا لفظ البخاري. قالوا :إنك تواصل؟ قال< :إني لست مثلكم؛ إني أُطعَم وأسقى> مُتّفَقٌ َ
* - 347 *2باب تحريم الجلوس على قبر
عَليْ ِه َوسَلّم< :لن يجلس لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1766عن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 348 *2باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه
عَل ْيهِ َوسَلّم أن يجصص القبر وأن لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ قال :نهى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1767عن جابر َر ِ
يقعد عليه وأن يبنى عليهَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 349 *2باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :أيماع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ل رَ ِ - 1768عن جرير بن عبد ا ّ
عبد أبق فقد برئت منه الذمة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا أبق العبد لم تقبل له ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1769وعنه َرضِيَ الُّ َ
صلة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
وفي رواية< :فقد كفر> .
* - 350 *2باب تحريم الشفاعة في الحدود
ل تعالى (النور { :)2الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ،ول تأخذكم @قال ا ّ
بهما رأفة في دين الّ إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر}.
عنْها أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، - 1770وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم؟ فقالوا :ومن يجترئ عليه إل أسامة بن لّ صَلّى الُّ َ فقالوا :من يكلم فيها َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم:
لّ صَلّى الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم ،فكلمه أسامة فقال َرسُول ا ِ صلّى الُّ َ لّ َزيد حب رَسُول ا ِ
<أتشفع في حد من حدود الّ تعالى!> ثم قام فاختطب ثم قال< :إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم
كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ،وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد؛ وأيم الّ لو أن
عَليْهِ.
فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها!> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقال< :أتشفع في حد من حدود الّ!> وفي رواية< :فتلون وجه َرسُول ا ِ
فقال أسامة :استغفر لي يا َرسُول الِّ ،قال :ثم أمر بتلك المرأة فقطعت يدها.
* - 351 *2باب النهي عن التغوط في طريق الناس وظلهم وموارد الماء ونحوها
ل تعالى (الحزاب { :)58والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد @قال ا ّ
احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :اتقواع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1771وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
اللعنين> قالوا :وما اللعنان؟ قال< :الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
* - 352 *2باب النهي عن البول ونحوه في الماء الراكد
عَليْ ِه َوسَلّم نهى أن يبال في الماء صلّى الُّ َ لّ َعنْهُ أن رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1772عن جابر َر ِ
الراكدَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 353 *2باب كراهة تفضيل الوالد بعض أولده على بعض في الهبة
عَليْ ِه َوسَلّم
لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُما أن أباه أتى به َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1773عن النعمان بن بشير َر ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :أكل ولدك نحلته لّ صَلّى الُّ َ فقال :إني نحلت ابني هذا غلماً كان لي .فقال َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم< :فارجعه> صلّى الُّ َ لّ َمثل هذا؟> فقال ل .فقال رَسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :أفعلت هذا بولدك كلهم؟> قال ل .قال: وفي رواية :فقال َرسُول ا ِ
<اتقوا الّ واعدلوا في أولدكم> فرجع أبي فرد تلك الصدقة.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :يا بشير ألك ولد سوى هذا؟> قال نعم ،قال: وفي رواية :فقال َرسُول ا ِ
<أكلهم وهبت له مثل هذا؟> قال ل ،قال< :فل تشهدني إذاً؛ فإني ل أشهد على جور>
وفي رواية< :ل تشهدني على جور!>
وفي رواية< :أشهد على هذا غيري!> ثم قال< :أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟> قال
عَليْهِ.
بلى ،قال< :فل إذاً> مُتّفَقٌ َ
* - 354 *2باب تحريم إحداد المرأة على ميت فوق ثلثة أيام إل على زوجها أربعة أشهر
وعشرة أيام
عنْها قالت :دخلت على أم حبيبة زوج النبي صَلّى الُّ ضيَ الُّ َ - 1774عن زينب بنت أبي سلمة َر ِ
خلُوق ع ْنهُ فدعت بطيب فيه صُ ْفرَةُ َ عَليْ ِه َوسَلّم حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب َرضِي الّ َ َ
أو غيره فدهنت منه جارية ثم مست بعارضيها ثم قالت :وال ما لي بالطيب من حاجة غير أني
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول على المنبر< :ل يحل لمرأة تؤمن بال واليوم سمعت َرسُول ا ِ
الخر أن تحد على ميت فوق ثلث ليال إل على زوج أربعة أشهر وعشراً> قالت زينب :ثم
عنْها حين توفي أخوها فدعت بطيب فمست منه ثم قالت: دخلت على زينب بنت جحش َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول علىأما وال ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت َرسُول ا ِ
المنبر< :ل يحل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر أن تحد على ميت فوق ثلث إل على زوج أربعة
أشهر وعشراً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
* - 355 *2باب تحريم بيع الحاضر للبادي وتلقي الركبان والبيع على بيع أخيه والخطبة على
خطبته إل أن يأذن أو يرد
عَل ْيهِ َوسَلّم أن يبيع حاضر لباد لّ صَلّى الُّ َعنْهُ قال :نهى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1775عن أنس َر ِ
وإن كان أخاه لبيه وأمهُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ل تتلقوا لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1776وعن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ.
السلع حتى يهبط بها إلى السواق> ُمتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل تتلقوالّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1777وعن ابن عباس َر ِ
الركبان ول يبع حاضر لباد> فقال له طاووس :ما ل يبع حاضر لباد؟ قال :ل يكون له سمساراً.
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم أن يبيع حاضر لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال :نهى َرسُول ا ِ - 1778وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
لباد ،ول تناجشوا ول يبع الرجل على بيع أخيه ول يخطب على خطبة أخيه ،ول تسأل المرأة
طلق أختها لتكفأ ما في إنائها>
عَليْ ِه َوسَلّم عن التلقي ،وأن يبتاع المهاجر للعرابي لّ صَلّى الُّ َ وفي رواية قال :نهى َرسُول ا ِ
ص ِريَة.وأن تشترط المرأة طلق أختها ،وأن يستام الرجل على سوم أخيه ،ونهى عن النجش والتّ ْ
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :ل يبع بعضكم لّ صَلّى الُّ َع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1779وعن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ .وهذا لفظ مسلم. على بعض ول يخطب على خطبة أخيه إل أن يأذن له> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :المؤمن ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1780وعن عقبة بن عامر َر ِ
أخو المؤمن ،فل يحل لمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ول يخطب على خطبة أخيه حتى يذر>
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 356 *2باب النهي عن إضاعة المال في غير وجوهه التي أذن الشرع فيه
ل يرضى عَليْ ِه َوسَلّم< :إن ا ّلّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1781عن أبي هريرة َر ِ
لكم ثلثاً ويكره لكم ثلثاً ،فيرضى لكم أن تعبدوه ول تشركوا به شيئ ًا وأن تعتصموا بحبل الّ
جميعاً ول تفرقوا ،ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال> َروَا ُه ُمسْلِمٌ .وتقدم شرحه
(انظر الحديث رقم . )340
ضيَ الُّ - 1782وعن وراد كاتب المغيرة قال :أملى عليّ المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية َر ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم كان يقول في دبر كل صلة مكتوبة< :ل إله إل الّ وحده ل ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ َ
شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،اللهم ل مانع لما أعطيت ول معطي لما
منعت ول ينفع ذا الجد منك الجد> وكتب إليه أنه كان ينهى عن قيل وقال وإضاعة المال وكثرة
عَليْهِ .وسبق شرحه السؤال ،وكان ينهى عن عقوق المهات ووأد البنات ومنع وهاتُ .متّفَقٌ َ
(انظر الحديث رقم . )340
* - 357 *2باب النهي عن الشارة إلى مسلم بسلح ونحوه سواء كان جاداً أو مازح ًا والنهي
عن تعاطي السيف مسلولً
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :ل يشر أحدكم ع ْنهُ عن َرسُول ا ِ - 1783عن أبي هريرة َرضِي الُّ َ
إلى أخيه بالسلح؛ فإنه ل يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
وفي رواية لمسلم :قال ،قال أبو القاسم صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :من أشار إلى أخيه بحديدة فإن
الملئكة تلعنه حتى ينزع وإن كان أخاه لبيه وأمه> .
قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ينزع> ضبط بالعين المهملة مع كسر الزاي ،وبالغين المعجمة مع
فتحها ومعناها متقارب .ومعناه بالمهملة :يرمي ،وبالمعجمة أيضاً :يرمي ويفسد .وأصل النزع
الطعن والفساد.
عَليْ ِه َوسَلّم أن يُتعاطى السيف لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال :نهى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1784وعن جابر َر ِ
حسَنٌ.
مسلولًَ .روَاهُ أبُو دَاوُ َد وَال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ
* - 358 *2باب كراهة الخروج من المسجد بعد الذان إل لعذر حتى يصلي المكتوبة
ع ْنهُ في المسجد فأذن المؤذن، - 1785عن أبي الشعثاء قال :كنا قعودًا مع أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد ،فقال أبو هريرة:
أما هذا فقد عصى أبا القاسم صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 359 *2باب كراهة رد الريحان لغير عذر
عَليْ ِه َوسَلّم< :من عرض لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1786عن أبي هريرة َر ِ
عليه ريحان فل يرده؛ فإنه خفيف المحمل طيب الريح> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم كان ل يرد الطيبَ .روَاهُ ضيَ الُّ َ - 1787وعن أنس َر ِ
البُخَا ِريّ.
* - 360 *2باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدة من إعجاب ونحوه وجوازه لمن
أمن ذلك في حقه
ل يثني
عنْ ُه قال :سمع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم رج ً ضيَ الُّ َ - 1788عن أبي موسى الشعري َر ِ
على رجل ويطريه في المدحة فقال< :أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<الطراء> :البالغة في المدح.
عنْهُ أن رجلً ذكر عند النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فأثنى عليه ضيَ الُّ َ - 1789وعن أبي بكرة رَ ِ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ويحك! قطعت عنق صاحبك (يقوله مراراً) إن كان رجل خيراً فقال النبي صَلّى الُّ َ
أحدكم مادح ًا ل محالة فليقل :أحسب كذا وكذا إن كان يُرى أنه كذلك ،وحسيبه الّ ول يزكى على
الّ أحد> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ضيَل جعل يمدح عثمان َر ِ ع ْنهُ أن رج ً - 1790وعن همّام بن الحارث عن المقداد َرضِيَ الُّ َ
ع ْنهُ فعمد المقداد فجثا على ركبتيه فجعل يحثو في وجهه الحصباء ،فقال له عثمان :ما الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم شأنك؟ فقال :إن َرسُول ا ِ
التراب> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
فهذه الحاديث في النهي وجاء في الباحة أحاديث كثيرة صحيحة .قال العلماء :وطريق الجمع
بين الحاديث أن يقال :إن كان الممدوح عنده كمال إيمان ويقين ورياضة نفس ومعرفة تامة
بحيث ل يفتتن ول يغتر بذلك ول تلعب به نفسه فليس بحرام ول مكروه ،وإن خيف عليه شيء
من هذه المور كره مدحه في وجهه كراهة شديدة ،وعلى هذا التفصيل تنزل الحاديث المختلفة
في ذلك.
ع ْنهُ (انظر الحديث رقم ضيَ الُّ َ عَليْ ِه َوسَلّم لبي بكر َر ِ
صلّى الُّ َومما جاء في الباحة قوله َ
< :)1213أرجو أن تكون منهم> :أي من الذين يدعون من جميع أبواب الجنة لدخولها.
وفي الحديث الخر (انظر الحديث رقم < :)788لست منهم> :أي لست من الذين يسبلون أزرهم
خيلء.
ع ْنهُ< :ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إل سلك فج ًا غير وقال صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم لعمر رَضيَ الُّ َ
فجك>
والحاديث في الباحة كثيرة .وقد ذكرت جملة من أطرافها في كتاب الذكار (انظر باب المدح من
الذكار) .
* - 361 *2باب كراهة الخروج من بلد وقع به الوباء فراراً مه وكراهة القدوم عليه
ل تعالى (النساء { :)78أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}. @قال ا ّ
وقال تعالى (البقرة { :)195ول تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.
ع ْنهُ خرج إلى الشام ضيَ الُّ َ ع ْنهُما أن عمر بن الخطاب َر ِ ضيَ الُّ َ - 1791وعن ابن عباس َر ِ
حتى إذا كان ِبسَرْغٍ ،لقيه أمراء الجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ،فأخبروه أن الوباء قد
وقع بالشام ،قال ابن عباس فقال لي عمر :ادع لي المهاجرين الولين ،فدعوتهم ،فاستشارهم
وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا ،فقال :بعضهم خرجت لمر ول نرى أن ترجع عنه،
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم ول نرى أن تقدمهم وقال بعضهم :معك بقية الناس وأصحاب َرسُول ا ِ
على هذا الوباء .فقال :ارتفعوا عني ،ثم قال :ادع لي النصار ،فدعوتهم ،فاستشارهم فسلكوا
سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلفهم ،فقال :ارتفعوا عني ،ثم قال :ادع لي من كان هاهنا من
مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ،فدعوتهم ،فلم يختلف عليه منهم رجلن؛ فقالوا :نرى أن
ع ْنهُ في الناس :إني مصبح ضيَ الُّ َ ترجع بالناس ول تقدمهم على هذا الوباء ،فنادى عمر َر ِ
عنْهُ :أفراراً من قدر الّ! فقال ضيَ الُّ َعلى ظهر فأصبحوا عليه ،فقال أبو عبيدة بن الجراح َر ِ
عنْهُ :لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! وكان عمر يكره خلفه؛ نعم نفر من قدر الّ ضيَ الُّ َ عمر َر ِ
إلى قدر الّ؛ أرأيت لو كان لك إبل فهبطت وادياً له عدوتان إحداهما خصبة والخرى جدبة أليس
إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الّ ،وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الّ؟ قال :فجاء عبد الرحمن
ع ْنهُ ،وكان متغيباً في بعض حاجته ،فقال :إن عندي من هذا علماً :سمعت بن عوف َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :إذا سمعتم به بأرض فل تقدموا عليه ،وإذا وقع بأرض لّ صَلّى الُّ َ َرسُول ا ِ
ع ْنهُ وانصرفُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ. ضيَ الُّ َ وأنتم بها فل تخرجوا فرارًا منه> فحمد الّ تعالى عمر َر ِ
<العدوة> :جانب الوادي.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :إذا سمعتم الطاعون ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1792وعن أسامة َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ.
بأرض فل تدخلوها ،وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فل تخرجوا منها> ُمتّفَقٌ َ
* - 362 *2باب التغليظ في تحريم السحر
ل تعالى (البقرة { :)102وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} @قال ا ّ
الية.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :اجتنبوا السبع - 1793وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
الموبقات!> قالوا :يا َرسُول الِّ وما هن؟ قال< :الشرك بال والسحر وقتل النفس التي حرم الّ
إل بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلت>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
* - 363 *2باب النهي عن المسافرة بالمصحف إلى بلد الكفار إذا خيف وقوعه بأيدي العدو
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أن يسافر ع ْنهُما قال :نهى َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1794عن ابن عمر َر ِ
عَل ْيهِ.
بالقرآن إلى أرض العدو .مُتّفَقٌ َ
* - 364 *2باب تحريم استعمال إناء الذهب وإناء الفضة في الكل والشرب والطهارة وسائر
وجوه الستعمال
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :الذي يشرب في عنْها أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1795عن أم سلمة َر ِ
عَليْهِ.
آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم> مُتّفَقٌ َ
وفي رواية لمسلم< :إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب> .
ع ْنهُ قال :إن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم نهانا عن الحرير والديباج - 1796وعن حذيفة َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ.
والشرب في آنية الذهب والفضة ،وقال< :هن لهم في الدنيا وهي لكم في الخرة> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم
عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ وفي رواية في الصحيحين عن حذيفة َر ِ
يقول< :ل تلبسوا الحرير ول الديباج ،ول تشربوا في آنية الذهب والفضة ول تأكلوا في
صحافها> .
ع ْنهُ عند نفر من المجوس ضيَ الُّ َ - 1797وعن أنس بن سيرين قال :كنت مع أنس بن مالك َر ِ
فجيء بفالوذج على إناء من فضة فلم يأكله ،فقيل له حوّله ،فحوّله على إناء من خلنج وجيء به
فأكله .رواه البيهقي بإسناد حسن.
<الخلنج> :الجفنة.
* - 365 *2باب تحريم لبس الرجل ثوباً مزعفراً
عَليْ ِه َوسَلّم أن يتزعفر الرجل .مُتّفَقٌ صلّى الُّ َ عنْهُ قال :نهى النبي َ ضيَ الُّ َ - 1798عن أنس َر ِ
عَليْهِ.
َ
ع ْنهُما قال :رأى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ضيَ الُّ َ - 1799وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
ي ثوبين معصفرين فقال< :أمك أمرتك بهذا؟!> قلت :أغسلهما؟ قال< :بل أحرقهما> عل ّ
وفي رواية< :إن هذه من ثياب الكفار فل تلبسها> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
* - 366 *2باب النهي عن صمت يوم إلى الليل
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :ل ُيتْمَ( )1بعد ع ْنهُ قال :حفظت عن َرسُول ا ِ ي َرضِيَ الُّ َ - 1800عن عل ّ
ت يوم إلى الليل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن. احتلم ،ول صُمَا َ
قال الخطابي في تفسير هذا الحديث :كان من نسك الجاهلية الصمات فنهوا في السلم عن ذلك
وأمروا بالذكر والحديث بالخير.
----------------
( )1ل ُيتْم :بسكون التاء .يعني أنه إذا احتلم لم تجر عليه أحكام صغار اليتام
----------------
ع ْنهُ على امرأة من أحمس ضيَ الُّ َ - 1801وعن قيس بن أبي حازم قال :دخل أبو بكر الصديق رَ ِ
ت ُمصْ ِمتَة ،فقال لها :تكلمي فإن يقال لها زينب فرآها ل تتكلم .فقال :ما لها ل تتكلم؟ فقالوا :حَجّ ْ
هذا ل يحل ،هذا من عمل الجاهلية! فتكلمتَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
* - 367 *2باب تحريم انتساب النسان إلى غير أبيه وتوليه غير مواليه
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :من ادعى صلّى الُّ َ ع ْنهُ أن النبي َ ضيَ الُّ َ - 1802عن سعد بن أبي وقاص رَ ِ
عَل ْيهِ.
إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام> مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل ترغبوا عن - 1803وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
آبائكم ،فمن رغب عن أبيه فهو كفر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ع ْنهُ على المنبر يخطب فسمعته ضيَ الُّ َ - 1804وعن يزيد بن شريك بن طارق قال :رأيت عليّا َر ِ
يقول :ل وال ما عندنا من كتاب نقرؤه إل كتاب الّ ،وما في هذه الصحيفة ،فنشرها فإذا فيها
عَليْ ِه َوسَلّم< :المدينة حرم لّ صَلّى الُّ َ أسنان البل ،وأشياء من الجراحات ،وفيها قال َرسُول ا ِ
ل والملئكة والناس ما بين عير إلى ثور ،فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة ا ّ
ل منه يوم القيامة صرفاً ول عدلً ،ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، أجمعين ،ل يقبل ا ّ
ل منه يوم القيامة صرفاً ل والملئكة والناس أجمعين ،ل يقبل ا ّ فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة ا ّ
ول عدلً ،ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الّ والملئكة والناس
عَليْهِ.
ل منه يوم القيامة صرفاً ول عدلً> مُتّفَقٌ َ أجمعين ،ل يقبل ا ّ
<ذمة المسلمين> :أي عهدهم وأمانتهم.
و <أخفره> :نقض عهده.
و <الصرف> :التوبة .وقيل الحيلة.
و <العدل> :الفداء.
عَل ْيهِ َوسَلّم يقول< :ليس من لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ
- 1805وعن أبي ذر رَ ِ
رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إل كفر ،ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من
عَل ْيهِ .وهذا لفظ
النار ،ومن دعا رجلً بالكفر أو قال عدو الّ وليس كذلك إل حار عليه> مُتّفَقٌ َ
رواية مسلم.
* - 368 *2باب التحذير من ارتكاب ما نهى الّ عز وجل ورسوله صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم عنه
ل تعالى (النور { :)63فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم @قال ا ّ
عذاب أليم}.
ل نفسه}. وقال تعالى (آل عمران { :)30ويحذركم ا ّ
وقال تعالى (البروج { :)12إن بطش ربك لشديد}.
وقال تعالى (هود { :)102وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.
ل تعالى يغار، ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :إن ا ّ - 1806وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
ل عليه> مُتّفَقٌ َ وغيرة الّ أن يأتي المرء ما حرم ا ّ
* - 369 *2باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهي ًا عنه
ل تعالى (العراف { :)200وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بال}. @قال ا ّ
وقال تعالى (العراف { :)201إن الذين إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}.
وقال تعالى (آل عمران { :)136 ،135والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الّ
فاستغفروا لذنوبهم ،ومن يغفر الذنوب إل الّ ،ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ،أولئك
جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين}.
وقال تعالى (النور { :)31وتوبوا إلى الّ جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :من حلف فقال في - 1807وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
حلفه باللت والعزى فليقل :ل إله إل الّ ،ومن قال لصاحبه تعال أقامرك ،فليتصدق> مُتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
* *1كتاب المنثورات والملح
* - 370 *2باب
عَليْ ِه َوسَلّم الدجال لّ صَلّى الُّ َعنْهُ قال :ذكر َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1808عن النواس بن سمعان َر ِ
ذات غداة فخفّض فيه ورفّع حتى ظنناه في طائفة النخل ،فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال:
<ما شأنكم؟> قلنا :يا رَسُول الِّ ذكرت الدجال الغداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة
خوَفني عليكم؛ إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ،وإن يخرج النخل .فقال< :غير الدجال أ ْ
ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه ،وال خليفتي على كل مسلم؛ إنه شاب قطط ،عينه طافية ،كأني
أشبهه بعبد العزى بن قطن ،فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ،إنه خارج خله
لّ وما لبثه في بين الشام والعراق فعاث يميناً وعاث شمالً؛ يا عباد الّ فاثبتوا .قلنا :يا َرسُول ا ِ
الرض؟ قال< :أربعون يوماً :يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم> قلنا :يا
َرسُول الِّ فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلة يوم؟ قال< :ل ،اقدروا له قدره> قلنا :يا
َرسُول الِّ وما إسراعه في الرض؟ قال< :كالغيث استدبرته الريح ،فيأتي على القوم فيدعوهم
فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والرض فتنبت ،فتروح عليهم سارحتهم أطول
ما كانت ذرىً وأسبعه ضروعاً وأمده خواصر ،ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله
فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ،ويمر بالخربة فيقول لها:
أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النخل ،ثم يدعو رجلً ممتلئاً شباب ًا فيضربه بالسيف
فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك .فبينما هو كذلك إذ بعث الّ
عَل ْيهِ َوسَلّم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين تعالى المسيح ابن مريم صَلّى الُّ َ
َمهْرُو َدتَين ،واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ،إذا طأطأ رأسه قطر ،وإذا رفعه تحدر منه جمان
كاللؤلؤ ،فل يحل لكافر يجد ريح نفسه إل مات ،ونفسه ينتهي إلى حيث ينتهي طرفه ،فيطلبه
ل منه فيمسح عَليْ ِه َوسَلّم قوماً قد عصمهم ا ّ حتى يدركه بباب ل ّد فيقتله ،ثم يأتي عيسى صَلّى الُّ َ
عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ،فبينما هو كذلك إذ أوحى الّ تعالى إلى عيسى صَلّى
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أني قد أخرجت عباداً لي ل يدان لحد بقتالهم فحرّز عبادي إلى الطور ،ويبعث الّ
يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ،فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها،
ل عيسى صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ،ويُحصَر نبي ا ّ
وأصحابه حتى يكون رأس الثور لحدهم خيراً من مائة دينار لحدكم اليوم ،فيرغب نبي الّ
ل تعالى عليهم ع ْنهُم إلى الّ تعالى ،فيرسل ا ّ ضيَ الُّ َ عَل ْيهِ َوسَلّم وأصحابه َر ِ عيسى صَلّى الُّ َ
ل عيسى صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ النغف في رقابهم فيصبحون َفرْسى كموت نفس واحدة ،ثم يهبط نبي ا ّ
ع ْنهُم إلى الرض فل يجدون في الرض موضع شبر إل مله زهمهم َوسَلّم وأصحابه َرضِيَ الُّ َ
ع ْنهُم إلى الّ تعالى، ضيَ الُّ َل عيسى صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم وأصحابه رَ ِ ونتنهم ،فيرغب نبي ا ّ
ل تعالى ،ثم يرسل الّ عز فيرسل الّ تعالى طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء ا ّ
ن منه بيت مدر ول وبر فيغسل الرض حتى يتركها كالزّلَ َقةِ ،ثم يقال للرض وجل مطراً ل يكِ ّ
أنبتي ثمرتك و ِدرّي بركتك .فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقِحْفِها ،ويبارَك في
حةَ من البقر لتكفي القبيلة من حةَ من البل لتكفي الفئام من الناس ،و اللّقْ َ الرّسل حتى إن اللّقْ َ
حةَ من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ،فبينما هم كذلك إذ بعث الّ ريح ًا طيبة الناس ،و اللّقْ َ
فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ،ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها
تهارج الحمر ،فعليهم تقوم الساعة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
قوله <خله بين الشام والعراق> :أي طريق ًا بينهما.
وقوله <عاث> بالعين المهملة والثاء المثلثة والعيث :أشد الفساد.
و <الذرى> بضم الذال المعجمة وهو أعالي السنمة وهو جمع ذروة بضم الذال وكسرها.
و <اليعاسيب> :ذكور النحل.
و <جزلتين> :أي قطعتين.
و <الغرض> :الهدف الذي يرمى بال ُنشّاب :أي يرميه رمية كرمية النشاب إلى الهدف.
و <المهرودة> بالدال المهملة والمعجمة وهي :الثوب المصبوغ.
قوله <ل يَدَان> :أي ل طاقة.
و <النغف> :دود.
و <فرسى> جمع فريس ،وهو :القتيل.
و <الزَلقَة> بفتح الزاي واللم وبالقاف ،وروي الزلفة ،بضم الزاي وإسكان اللم وبالفاء وهي:
المرآة.
و <العصابة> :الجماعة.
و <الرّسل> بكسر الراء :اللبن.
و <اللقحة> :اللبون.
و <الفئام> بكسر الفاء وبعدها همزة ممدودة :الجماعة.
و <الفخذ من الناس> :دون القبيلة.
- 1809وعن ربعي بن حراش قال :انطلقت مع أبي مسعود النصاري إلى حذيفة بن اليمان
عَليْ ِه َوسَلّم فيصلّى الُّ َ
لّ َ
ع ْنهُم فقال له أبو مسعود :حدثني ما سمعت من رَسُول ا ِ َرضِيَ الُّ َ
الدجال .قال< :إن الدجال يخرج وإن معه ماء ونار ،فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق ،وأما
الذي يراه الناس ناراً فماء بارد عذب؛ فمن أدركه منكم فليقع في الذي يراه ناراً فإنه ماء عذب
عَليْهِ.
طيب> فقال أبو مسعود :وأنا قد سمعته .مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ
ع ْنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ َ - 1810وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ
َوسَلّم< :يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين> ل أدري أربعين يوماً أو أربعين شهراً أو أربعين
ل تعالى عيسى ابن مريم صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فيطلبه فيهلكه ،ثم يمكث الناس عاماً ،فيبعث ا ّ
سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ،ثم يرسل الّ عز وجل ريحاً باردة من قبل الشام فل يبقى على
وجه الرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إل قبضته ،حتى لو أن أحدكم دخل في كبد
جبل لدخلته عليه حتى تقبضه ،فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلم السباع؛ ل يعرفون
معروفًا ول ينكرون منكراً ،فيتمثل لهم الشيطان فيقول :أل تستجيبون؟ فيقولون :فما تأمرنا؟
فيأمرهم بعبادة الوثان وهم في ذلك دارّ رزقهم ،حسنٌ عيشهم ،ثم ينفخ في الصور فل يسمعه
أحد إل أصغى لِيتاً ورفع لِيتاً ،وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله فيصعق ويصعق الناس ،ثم
يرسل الّ أو قال ينزل الّ مطراً كأنه الطل أو الظل فتنبت منه أجساد الناس ،ثم ينفخ فيه أخرى
فإذا هم قيام ينظرون ،ثم يقول يا أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم إنهم مسئولون ،ثم يقال:
أخرجوا بعث النار ،فيقال من كم؟ فيقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين؛ فدلك يوم يجعل
الولدان شيباً ،وذلك يوم يكشف عن ساق> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
<الليت> :صفحة العنق .ومعناه يضع صفحة عنقه ويرفع صفحته الخرى.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ليس من بلد إل لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1811وعن أنس َر ِ
سيطؤه الدجال إل مكة والمدينة ،وليس نقب من أنقابهما إل عليه الملئكة صافين تحرسهما،
فينزل بالسبخة فترجف المدينة ثلث رجفات يخرج الّ منها كل كافر ومنافق> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :يتبع الدجال من يهود ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1812وعنه َرضِيَ الُّ َ
أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
عنْها أنها سمعت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول< :لينفرن ضيَ الُّ َ - 1813وعن أم شريك َر ِ
الناس من الدجال في الجبال> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول: عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1814وعن عمران بن حصين َر ِ
<ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :يخرج ضيَ الُّ َ - 1815وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
الدجال فيتوجه ِقبَله رجل من المؤمنين فيتلقاه المسالح؛ مسالح الدجال ،فيقولون له :إلى أين
تعمد؟! فيقول :أعمد إلى هذا الذي خرج ،فيقولون له :أوما تؤمن بربنا؟! فيقول :ما بربنا خفاء،
فيقولون :اقتلوه ،فيقول بعضهم لبعض :أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدًا دونه ،فينطلقون به
لّ صَلّى الُّ إلى الدجال ،فإذا رآه المؤمن قال :يا أيها الناس إن هذا الدجال الذي ذكر َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم ،فيأمر الدجال به ف ُيشَ ّبحُ ،فيقول :خذوه وشجوه ،فيوسَعُ ظهرُه وبطنُه ضرباً ،فيقول: َ
أوما تؤمن بي؟ فيقول :أنت المسيح الكذاب! فيؤمر به ف ُي ْؤشَ ُر بالمنشار من مفرقه حتى يفرّق
بين رجليه ،ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له :قم فيستوي قائماً ،ثم يقول :له أتؤمن
بي؟ فيقول :ما ازددت فيك إل بصيرة ،ثم يقول :يا أيها الناس إنه ل يفعل بعدي بأحد من الناس،
فيأخذه الدجال ليذبحه ،فيجعل الّ ما بين رقبته إلى ترقوته نحاس ًا فل يستطيع إليه سبيلً ،فيأخذه
بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنه قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة> فقال َرسُول الِّ
عَل ْيهِ َوسَلّم< :هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين> َروَا ُه ُمسْلِمٌ .وروى البخاري صَلّى الُّ َ
بعضه بمعناه.
<المسالح> :الخفراء والطلئع.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم
عنْهُ قال :ما سأل أحد َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1816وعن المغيرة بن شعبة رَ ِ
عن الدجال أكثر مما سألته ،وإنه قال لي< :ما يضرك> قلت :إنهم يقولون إن معه جبل خبز
عَليْهِ.
ونهر ماء .قال< :هو أهون على الّ من ذلك> ُمتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :ما من نبي إل وقد لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1817وعن أنس َر ِ
أنذر أمته العور الكذاب؛ أل إنه أعور وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ،مكتوب بين عينيه ك ف
ر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :أل أحدثكم صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1818وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
حديثاً عن الدجال ما حدث به نبي قومه؛ إنه أعور ،وإنه يجيء بمثال الجنة والنار ،فالتي يقول
عَليْهِ.
إنها الجنة هي النار> ُمتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم ذكر الدجال بين لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1819وعن ابن عمر َر ِ
ل ليس بأعور ،أل إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه ظهراني الناس فقال< :إن ا ّ
عنبة طافية> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل تقوم ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1820وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ،وحتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول
الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إل الغرقد فإنه من شجر اليهود> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :والذي نفسي بيده ل لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1821وعنه َرضِيَ الُّ َ
تذهب الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر فيتمرغ عليه فيقول :يا ليتني مكان صاحب هذا القبر ،وليس
به الدين ما به إل البلء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل تقوم الساعة حتى لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1822وعنه رَضيَ الُّ َ
يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه ،فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ،فيقول كل رجل
منهم لعلي أن أكون أنا أنجو>
وفي رواية< :يوشك أن يحسر الفرات عن كنز من ذهب فمن حضره فل يأخذ منه شيئاً> مُتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
عَليْ ِه َوسَلّم يقول< :يتركون المدينة صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ - 1823وعنه َرضِيَ الُّ َ
على خير ما كانت ل يغشاها إل العوافي (يريد عوافي السباع والطير) وآخر من يحشر راعيان
من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحوشاً ،حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على
عَليْهِ.
وجوههما> ُمتّفَقٌ َ
عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :يكون خليفة من ضيَ الُّ َ - 1824وعن أبي سعيد َر ِ
خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ول يعده> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :ليأتين على الناس ضيَ الُّ َ - 1825وعن أبي موسى َر ِ
زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب فل يجد أحداً يأخذها منه ،ويُرى الرجل الواحد يتبعه
أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :اشترى رجل من - 1826وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
رجل عقاراً فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ،فقال له الذي اشترى العقار خذ
ذهبك إنما اشتريت منك الرض ولم أشتر الذهب ،وقال الذي له الرض إنما بعتك الرض وما
فيها ،فتحاكما إلى رجل ،فقال الذي تحاكما إليه :ألكما ولد؟ قال أحدهما :لي غلم ،وقال الخر:
لي جارية .قال :أنكحا الغلم الجاريةَ وأنفقا على أنفسهما منه وتصدقا> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :كانت امرأتان ع ْنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ - 1827وعنه َرضِيَ الُّ َ
معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما ،فقالت لصاحبتها إنما ذهب بابنك ،وقالت الخرى
إنما ذهب بابنك ،فتحاكما إلى داود صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقضى به للكبرى ،فخرجتا على سليمان
عَليْ ِه َوسَلّم فأخبرتاه ،فقال :ائتوني بالسكين أشقه بينهما ،فقالت الصغرى :ل ابن داود صَلّى الُّ َ
عَليْهِ.
ل هو ابنها! فقضى به للصغرى> مُتّفَقٌ َ تفعل رحمك ا ّ
ع ْنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :يذهب - 1828وعن مرداس السلمي َرضِيَ الُّ َ
ل بالة> َروَاهُ البُخَا ِريّ. الصالحون الول فالول ،ويبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر ل يباليهم ا ّ
عَل ْيهِ
ع ْنهُ قال جاء جبريل إلى النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1829وعن رفاعة بن رافع ال ّزرَ ِقيّ َر ِ
َوسَلّم قال :ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال< :من أفضل المسلمين> أو كلمة نحوها ،قال :وكذلك
من شهد بدراً من الملئكةَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :إذا أنزل الّ ع ْنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1830وعن ابن عمر َر ِ
عَليْهِ.
تعالى بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم> ُمتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم (يعني في ع ْنهُ قال :كان جذع يقوم إليه النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1831وعن جابر َر ِ
عَليْ ِه َوسَلّم الخطبة) فلما وضع المنبر سمعنا للجذع مثل صوت العشار حتى نزل النبي صَلّى الُّ َ
فوضع يده عليه فسكن.
وفي رواية :فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم على المنبر فصاحت النخلة
التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق.
وفي رواية :فصاحت صياح الصبي ،فنزل النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم حتى أخذها فضمها إليه
فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكّت حتى استقرت قال< :بكت على ما كانت تسمع من الذكر>
َروَاهُ البُخَا ِريّ.
عَل ْيهِ
لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ عن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1832وعن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رَ ِ
َوسَلّم قال< :إن الّ تعالى فرض فرائض فل تضيعوها ،وحدّ حدوداً فل تعتدوها ،وحرم أشياء فل
تنتهكوها ،وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فل تبحثوا عنها> حديث حسن رواه
الدارقطني وغيره.
عَل ْيهِ
لّ صَلّى الُّ َعنْهُ قال :غزونا مع َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1833وعن عبد الّ بن أبي أوفى َر ِ
َوسَلّم سبع غزوات نأكل الجراد.
عَليْهِ.
وفي رواية :نأكل معه الجرادُ .متّفَقٌ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :ل يلدغ المؤمن من ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ - 1834وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
جحر مرتين> مُتّفَقٌ َ
ل يوم عَليْ ِه َوسَلّم< :ثلثة ل يكلمهم ا ّ لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1835وعنه رَضيَ الُّ َ
القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولهم عذاب أليم :رجل على فضل ماء بالفلة يمنعه من ابن
السبيل ،ورجل بايع رجلً سلعة بعد العصر فحلف بال لخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير
ذلك ،ورجل بايع إماماً ل يبايعه إل لدنيا ،فإن أعطاه منها وفى ،وإن لم يعطه منها لم يف> ُمتّفَقٌ
عَليْهِ.
َ
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :بين النفختين أربعون> قالوا: ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1836وعنه َرضِيَ الُّ َ
يا أبا هريرة أربعون يوماً؟ قال :أبَيت .قالوا :أربعون سنة؟ قال :أبيت .قالوا :أربعون شهراً؟
قال :أبيت< .ويبلى كل شيء من النسان إل عجب ذنَبه فيه يركب الخلق ،ثم يُنزل الّ من
عَليْهِ.
السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم في مجلس يحدث القوم جاءه ع ْنهُ قال بينما النبي صَلّى الُّ َ - 1837وعنه َرضِيَ الُّ َ
عَليْ ِه َوسَلّم يحدث ،فقال بعض القوم لّ صَلّى الُّ َ أعرابي فقال :متى الساعة؟ فمضى َرسُول ا ِ
سمع ما قال فكره ما قال ،وقال بعضهم بل لم يسمع ،حتى إذا قضى حديثه قال< :أين السائل عن
الساعة؟> قال :ها أنا يا َرسُول الِّ ،قال< :إذا ضُيّعت المانة فانتظر الساعة> قال :كيف
إضاعتها؟ قال< :إذا وسّد المر إلى غير أهله فانتظر الساعة> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :يصلون لكم ،فإن أصابوا ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1838وعنه َرضِيَ الُّ َ
فلكم وإن أخطئوا فلكم وعليهم> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ع ْنهُ {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال :خير الناس للناس يأتون بهم - 1839وعنه رَضيَ الُّ َ
في السلسل في أعناقهم حتى يدخلوا في السلمَ .روَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :عجب الّ عز وجل من ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1840وعنه َرضِيَ الُّ َ
قوم يدخلون الجنة في السلسل> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ومعناه :يؤسرون ويقيدون ثم يسلمون فيدخلون الجنة.
عَل ْيهِ َوسَلّم قال< :أحب البلد إلى الّ مساجدها ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1841وعنه َرضِيَ الُّ َ
وأبغض البلد إلى الّ أسواقها> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
عنْهُ من قوله قال :ل تكونن إن استطعت أول من يدخل ضيَ الُّ َ - 1842وعن سلمان الفارسي َر ِ
السوق ول آخر من يخرج منها ،فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايتهَ .روَا ُه مُسِْلمٌ هكذا.
عَليْ ِه َوسَلّم< :ل تكن أول لّ صَلّى الُّ َورواه البرقاني في صحيحه عن سلمان قال ،قال َرسُول ا ِ
من يدخل السوق ول آخر من يخرج منها ،فيها باض الشيطان وفرّخ> .
لّ صَلّى ع ْنهُ قال قلت ل َرسُول ا ِ - 1843وعن عاصم الحول عن عبد الّ بن سرجس َرضِيَ الُّ َ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم :يا َرسُول الِّ غفر الّ لك .قال< :ولك> قال عاصم فقلت له :أستغفر لك َرسُول
عَليْ ِه َوسَلّم؟ قال :نعم ولك ثم تل هذه الية {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} لّ صَلّى الُّ َ ا ِ
(محمدَ )19 :روَا ُه مُسِْلمٌ.
ع ْنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :إن ضيَ الُّ َ - 1844وعن أبي مسعود النصاري َر ِ
مما أدرك الناس من كلم النبوة الولي :إذا لم تستح فاصنع ما شئت> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
ع ْنهُ قال ،قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :أول ما يقضي ضيَ الُّ َ - 1845وعن ابن مسعود َر ِ
بين الناس يوم القيامة في الدماء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :خلقت عنْها قالت قال َرسُول ا ِ - 1846وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
الملئكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم القرآنَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ ل صَلّى الّ َ عنْها قالت :كان خلق نبي ا ّ ضيَ الُّ َ - 1847وعنها رَ ِ
في جملة حديث طويل.
عَليْ ِه َوسَلّم< :من أحب لقاء الّ لّ صَلّى الُّ َعنْها قالت قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1848وعنها رَ ِ
أحب الّ لقاءه ،ومن كره لقاء الّ كره الّ لقاءه> فقلت :يا َرسُول الِّ أكراهية الموت فكلنا يكره
ل ورضوانه وجنته أحب لقاء الّ الموت؟ قال< :ليس كذلك ،ولكن المؤمن إذا بشر برحمة ا ّ
فأحب الّ لقاءه ،وإن الكافر إذا بشر بعذاب الّ وسخطه كره لقاء الّ وكره الّ لقاءه> َروَاهُ
مُسِْلمٌ.
عنْها قالت :كان النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ حيَي َرضِيَ الُّ َ - 1849وعن أم المؤمنين صفية بنت ُ
َوسَلّم معتكفاً فأتيته أزوره ليلً فحدثته ثم قمت لنقلب فقام معي ليقلبني ،فمر رجلن من النصار
عَليْ ِه َوسَلّم أسرعا ،فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم: ع ْنهُم فلما رأيا النبي صَلّى الُّ َ َرضِيَ الُّ َ
<على رسلكما إنها صفية بنت حيي> فقال :سبحان الّ يا َرسُول الّ .فقال< :إن الشيطان يجري
عَليْهِ. من ابن آدم مجري الدم ،وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو قال شيئاً> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى ع ْنهُ قال :شهدت مع َرسُول ا ِ - 1850وعن أبي الفضل العباس بن عبد المطلب َرضِيَ الُّ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يوم حنين ،فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم على بغلة له بيضاء ،فلما التقى لّ صَلّى الُّ َ الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فلم نفارقه و َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يركض المسلمون والمشركون ولّى المسلمون مدبرين ،فطفق َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أكفها إرادة أن ل تسرع، بغلته قبل الكفار وأنا آخذ بلجام بغلة َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم: لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ،فقال َرسُول ا ِ وأبو سفيان آخذ بركاب َرسُول ا ِ
ل صَيّتاً فقلت بأعلى صوتي :أين أصحاب سمُرة> قال العباس وكان رج ً <أي عباس ناد أصحاب ال ّ
السمرة؟ فوال لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولدها ،فقالوا :يا لبيك يا
لبيك ،فاقتتلوا هم والكفار ،والدعوة في النصار يقولون يا معشر النصار يا معشر النصار ،ثم
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم وهو على قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج ،فنظر َرسُول ا ِ
لّ صَلّى الُّ بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم ،فقال< :هذا حين حمي الوطيس> ثم أخذ َرسُول ا ِ
عَليْ ِه َوسَلّم حصيات فرمي بهن وجوه الكفار ،ثم قال< :انهزموا ورب محمد> فذهبت أنظر فإذا َ
القتال على هيئته فيما أرى ،فوال ما هو إل أن رماهم بحصياته ،فما زلت أرى حدهم كليلً
وأمرهم مدبراًَ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
<الوطيس> :التنور ،ومعناه :اشتدت الحرب.
وقوله <حدهم> هو بالحاء المهملة :أي بأسهم.
عَليْ ِه َوسَلّم< :أيها الناس صلّى الُّ َلّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1851وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ل طيب ل يقبل طيباً ،وإن الّ أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ،فقال تعالى (المؤمنون إن ا ّ
{ :)51يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} .وقال تعالى (البقرة { :)171يا أيها الذين
آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} .ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء:
يا رب يا رب ،ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك؟> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
ل يوم عَليْ ِه َوسَلّم< :ثلثة ل يكلمهم ا ّ لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1852وعنه َرضِيَ الُّ َ
القيامة ول يزكيهم ول ينظر إليهم ولهم عذاب أليم :شيخ زان ،وملك كذاب ،وعائل مستكبر>
َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
<العائل> :الفقير.
عَليْ ِه َوسَلّم< :سَيحان وجَيحان لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1853وعنه رَضيَ الُّ َ
والفرات والنيل كلٌ من أنهار الجنة> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم بيدي فقال< :خلق الّ ع ْنهُ قال :أخذ َرسُول ا ِ - 1854وعنه َرضِيَ الُّ َ
التربة يوم السبت ،وخلق فيها الجبال يوم الحد ،وخلق الشجر يوم الثنين ،وخلق المكروه يوم
عَليْهِالثلثاء ،وخلق النور يوم الربعاء ،وبث فيها الدواب يوم الخميس ،وخلق آدم صَلّى الُّ َ
َوسَلّم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من النار فيما بين العصر إلى
الليل> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عنْهُ قال :لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة ضيَ الُّ َ - 1855وعن أبي سليمان خالد بن الوليد َر ِ
تسعة أسياف فما بقي في يدي إل صفيحة يمانية> َروَاهُ البُخَا ِريّ.
عَليْ ِه َوسَلّم يقول: صلّى الُّ َ
لّ َ
عنْهُ أنه سمع رَسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1856وعن عمرو بن العاص َر ِ
عَل ْيهِ.
<إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ،وإذا حكم واجتهد فأخطأ فله أجر> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم قال< :الحمّى من فيح جهنم صلّى الُّ َ عنْها أن النبي َ - 1857وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
عَل ْيهِ.
فابردوها بالماء> مُتّفَقٌ َ
عنْها عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال< :من مات وعليه صوم صام ضيَ الُّ َ - 1858وعنها رَ ِ
عَليْهِ.
عنه وليه> مُتّفَقٌ َ
والمختار جواز الصوم عمن مات وعليه صوم لهذا الحديث ،والمراد بالولي :القريب وارثاً كان
أو غير وارث.
عنْها حُدثت أن عبد الّ بن الزبير ضيَ الُّ َ - 1859وعن عوف بن مالك بن الطفيل أن عائشة َر ِ
عنْها :وال لتنتهين عائشة أو ضيَ الُّ َ ع ْنهُما قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة َر ِ َرضِيَ الُّ َ
لحجرن عليها ،قالت :أهو قال هذا؟! قالوا نعم ،قالت :هو ل عليّ نذر أن ل أكلم ابن الزبير أبداً،
فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة ،فقالت :ل وال ل أشفّع فيه أبداً! ول أتحنث إلى
نذري ،فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن السود بن عبد
عنْها فإنها ل يحل لها أن يغوث وقال لهما :أنشدكما الّ لما أدخلتماني على عائشة َرضِيَ الُّ َ
تنذر قطيعتي ،فأقبل به المسور وعبد الرحمن حتى استأذنا على عائشة فقال :السلم عليك
ورحمة الّ وبركاته أندخل؟ قالت عائشة :ادخلوا ،قالوا :كلنا؟ قالت :نعم ادخلوا كلكم ،ول تعلم
عنْها وطفق ضيَ الُّ َ
أن معهما ابن الزبير ،فلم دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة َر ِ
يناشدها ويبكي ،وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إل كلمته وقبلت منه ،ويقولن أن النبي
عَل ْيهِ َوسَلّم نهي عما قد عملت من الهجرة ،ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث صَلّى الُّ َ
ليال ،فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول :إني نذرت
والنذر شديد ،فلم يزال بها حتى كلمت ابن الزبير ،وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة ،وكانت
تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارهاَ .روَاهُ البُخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم خرج إلى قتلى ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1860وعن عقبة بن عامر َر ِ
أحُد فصلي عليهم بعد ثمان سنين كالمودع للحياء والموات ثم طلع إلى المنبر فقال< :إن بين
أيديكم فرط وأنا شهيد عليكم ،وإن موعدكم الحوض ،وإني لنظر إليه من مقامي هذا ،أل وإني
لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها> قال فكانت آخر نظرة
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمُ .متّفَقٌ عَ َل ْيهِ. نظرتها إلى َرسُول ا ِ
وفي رواية< :ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها ،وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم على المنبر. قبلكم> قال عقبة فكانت آخر ما رأيت َرسُول ا ِ
وفي رواية قال< :إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم ،وإني وال لنظر إلى حوضي الن ،وإني
أُعطيت مفاتيح خزائن الرض أو مفاتيح الرض ،وإني وال ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي
ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها> .
والمراد بالصلة على قتلى أحُد الدعاء لهم ل الصلة المعروفة.
لّ صَلّى
عنْهُ قال :صلى بنا َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1861وعن أبي زيد عمرو بن أخطب النصاري َر ِ
الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ،ثم صعد المنبر
فخطب حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر حتى غربت الشمس فأخبرنا ما كان
وما هو كائن ،فأعلمنا أحفظناَ .روَا ُه مُسِْلمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّم< :من نذر أن يطيع الّ عنْها قالت قال النبي صَلّى الُّ َ - 1862وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
فليطعه ،ومن نذر أن يعصي الّ فل يعصه> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أمرها بقتل الوزاغ عنْها أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1863وعن أم شريك َر ِ
عَل ْيهِ.
وقال< :كان ينفخ على إبراهيم> مُتّفَقٌ َ
عَليْ ِه َوسَلّم< :من قتل
صلّى الُّ َ لّ َ ع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1864وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ،ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة دون
الولي ،وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة>
وفي رواية< :من قتل وزغ ًا في أول ضربة كتب له مائة حسنة ،وفي الثانية دون ذلك ،وفي
الثالثة دون ذلك> َروَا ُه مُسِْلمٌ.
قال أهل اللغة :الوزغ :العظام من سامّ أبرص.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال< :قال رجلع ْنهُ أن َرسُول ا ِ
- 1865وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
لتصدقن بصدقة ،فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثونُ :تصُدق على سارق!
فقال اللهم لك الحمد لتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية ،فأصبحوا يتحدثون:
تُصدق الليلة على زانية! فقال :اللهم لك الحمد على زانية لتصدقن بصدقة ،فخرج بصدقته
فوضعها في يد غني ،فأصبحوا يتحدثون :تُصدق الليلة على غني! فقال :اللهم لك الحمد على
سارق وعلى زانية وعلى غني ،فأتي فقيل له :أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن
سرقته ،وأما الزانية فلعلها تستعف عن زناها ،وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما آتاه الّ>
َروَاهُ البُخَا ِريّ بلفظه ومسلم بمعناه.
عَل ْيهِ َوسَلّم في دعوة فرفع إليه لّ صَلّى الُّ َ
ع ْنهُ قال كنا مع َرسُول ا ِ - 1866وعنه َرضِيَ الُّ َ
الذراع ،وكانت تعجبه ،فنهس منها نهسة وقال< :أنا سيد الناس يوم القيامة ،هل تدرون مم
ذاك؟ يجمع الّ الولين والخرين في صعيد واحد فينظرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم
الشمس ،فيبلغ الناس من الغم والكرب ما ل يطيقون ول يحتملون ،فيقول الناس :أل ترون إلى
ما أنتم فيه إلى ما بلغكم ،أل تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض أبوكم
ل بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملئكة آدم ،فيأتونه فيقولون :يا آدم أنت أبو البشر ،خلقك ا ّ
فسجدوا لك وأسكنك الجنة ،أل تشفع لنا إلى ربك؟ أل ترى إلى ما نحن فيه وما بلغنا؟! فقال :إن
ربي غضب غضباً لم يغضب قبله مثله ول يغضب بعده مثله ،وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت ،
نفسي ،نفسي ،نفسي ،اذهبوا إلى غيري ،اذهبوا إلى نوح .فيأتون نوحاً فيقولون :يا نوح أنت
أول الرسل إلى أهل الرض وقد سماك الّ عبداً شكوراً ،أل ترى إلى ما نحن فيه؟! أل ترى إلى
ما بلغنا؟! أل تشفع لنا إلى ربك؟ فيقول :إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن
يغضب بعده مثله ،وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي ،نفسي ،نفسي ،نفسي اذهبوا
إلى غيري ،اذهبوا إلى إبراهيم .فيأتون إبراهيم فيقولون :يا إبراهيم أنت نبي الّ وخليله من أهل
الرض ،اشفع لنا إلى ربك ،أل ترى إلى ما نحن فيه؟! فيقول لهم :إن ربي غضب اليوم غضباً لم
يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ،وإني كنت كذبت ثلث كذبات ،نفسي ،نفسي ،نفسي
اذهبوا إلى غيري ،اذهبوا إلى موسى .فيأتون موسى فيقولون :يا موسى أنت َرسُول الِّ فضلك
الّ برسالته وبكلمه على الناس ،اشفع لنا إلى ربك ،أل ترى إلى ما نحن فيه؟! فيقول :إن ربي
غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ،وإني قد قتلت نفساً لم أومر
بقتلها ،نفسي ،نفسي ،نفسي اذهبوا إلى غيري ،اذهبوا إلى عيسى .فيأتون عيسى فيقولون :يا
عيسى أنت َرسُول الِّ وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد ،اشفع لنا إلى
ربك ،أل ترى إلى ما نحن فيه؟! فيقول عيسى :إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله
مثله ولن يغضب بعده مثله ،ولم يذكر بعده ذنباً ،نفسي ،نفسي ،نفسي اذهبوا إلى غيري ،اذهبوا
عَليْه َوسَلَم> .
صلّى الّ َ
إلى محمد َ
لّ وخاتم النبياء وقد غفر الّ لك ما تقدم وفي رواية< :فيأتوني فيقولون يا محمد أنت َرسُول ا ِ
من ذنبك وما تأخر ،اشفع لنا إلى ربك ،أل ترى إلى ما نحن فيه؟!
ي من محامده وحسن الثناء عليه فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربي ،ثم يفتح الّ عل ّ
شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي ،ثم يقال :يا محمد ارفع رأسك ،سل تعطه واشفع تشفع ،فأرفع
رأسي فأقول :أمتي يا رب أمتي يا رب أمتي يا رب .فيقال :يا محمد أدخل من أمتك من ل حساب
عليهم من الباب اليمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من البواب> ثم قال:
<والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين
عَليْهِ.
مكة وبصرى> مُتّفَقٌ َ
عَل ْيهِ َوسَلّم بأم إسماعيل ع ْنهُما قال :جاء إبراهيم صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1867وعن ابن عباس َر ِ
وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد،
وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء ،فوضعهما هناك ووضع عندهما جراب ًا فيه تمر وسقاء فيه
ماء ،ثم قفّى إبراهيم منطلقاً فتبعته أم إسماعيل فقالت :يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي
الذي ليس فيه أنيس ول شيء؟ فقالت له ذلك مرارًا وجعل ل يلتفت إليها ،فقالت له :آل أمرك
عَل ْيهِ َوسَلّم حتى إذا
بهذا؟ قال :نعم ،قالت :إذًا ل يضيعنا ،ثم رجعت ،فانطلق إبراهيم صَلّى الُّ َ
كان عند الثنية حيث ل يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلء الدعوات فرفع يديه فقال:
{رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع} حتى بلغ {يشكرون} (إبراهيم )37
وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء ،حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت
وعطش ابنها ،وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال يتلبط ،فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت
الصفا أقرب جبل في الرض يليها فقامت عليه ،ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر
أحداً فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي النسان المجهود
حتى جاوزت الوادي ،ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل تر أحداً فلم تر أحداً ،ففعلت ذلك
ع ْنهُما قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :فلذلك سعي
ضيَ الُّ َسبع مرات .قال ابن عباس َر ِ
الناس بينهما> فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت صه (تريد نفسها) ثم تسمعت
فسمعت أيضاً فقالت :قد أسمعت إن كان عندك غواث ،فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث
ضهُ وتقول بيدها هكذا ،وجعلت تغرف الماء حوّ ُ
بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء ،فجعلت تُ َ
في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف .وفي رواية :بقدر ما تغرف.
ع ْنهُما قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم< :رحم الّ أم إسماعيل لو تركت ضيَ الُّ َ قال ابن عباس َر ِ
زمزم> أو قال< :لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عين ًا معيناً>
قال فشربت وأرضعت ولدها ،فقال لها الملك :ل تخافوا الضيعة فإن ههنا بيتاً ل يبنيه هذا الغلم
ل ل يضيع أهله ،وكان البيت مرتفعاً من الرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن وأبوه ،وإن ا ّ
جرْهُم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من يمينه وعن شماله ،فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من ُ
طريق كداء ،فنزلوا في أسفل مكة ،فرأوا طائراً عائفاً فقالوا :إن هذا الطائر ليدور على ماء،
َل َعهْدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء! فأرسلوا جرياً أو جريين فإذا هم بالماء ،فرجعوا فأخبروهم،
فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء ،فقالوا :أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت :نعم ولكن ل حق لكم
عَل ْيهِ َوسَلّم< :فألفي ذلك أم إسماعيل في الماء ،قالوا :نعم .قال ابن عباس قال النبي صَلّى الُّ َ
وهي تحب النس ،فنزلوا فأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم ،حتى إذا كانوا بها أهل أبيات وشب
الغلم وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب ،فلما أدرك زوجوه امرأة منهم ،وماتت أم
إسماعيل ،فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل ،يطالع تركته فلم يجد إسماعيل ،فسأل امرأته
عنه فقالت :خرج يبتغي لنا ،وفي رواية :يصيد لنا ،ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم ،فقالت :نحن
بشرّ ،نحن في ضيق وشدة ،وشكت إليه ،قال :فإذا جاء زوجك اقرئي عليه السلم وقولي له يغير
عتبة بابه ،فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً ،فقال :هل جاءكم من أحد؟ قالت :نعم ،جاءنا شيخ
كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته ،فسألني :كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة ،قال :فهل
أوصاك بشيء؟ قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلم ويقول :غير عتبة بابك.
قال :ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك ،الحقي بأهلك .فطلقها وتزوج منهم أخرى ،فلبث عنهم
إبراهيم ما شاء الّ ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسأل عنه ،قالت خرج يبتغي لنا،
ل تعالى، قال :كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم ،فقالت :نحن بخير وسعة وأثنت على ا ّ
فقال :ما طعامكم؟ قالت اللحم ،قال :فما شرابكم؟ قالت الماء ،قال :اللهم بارك لهم في اللحم
عَل ْيهِ َوسَلّم< :ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه> والماء .قال النبي صَلّى الُّ َ
قال :فهما ل يخلو عليهما أحد بغير مكة إل لم يوافقاه.
وفي رواية :فجاء فقال :أين إسماعيل؟ فقالت امرأته :ذهب يصيد ،فقالت امرأته :أل تنزل فتطعم
وتشرب؟ قال :وما طعامكم وما شرابكم؟ قالت :طعامنا اللحم وشرابنا الماء .قال :اللهم بارك لهم
في طعامهم وشرابهم .قال :فقال أبو القاسم صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم< :بركة دعوة إبراهيم> قال:
فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلم ومريه أن يثبت عتبة بابه .فلما جاء إسماعيل قال :هل أتاكم
من أحد؟ قالت :نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه ،فسألني عنك فأخبرته ،فسألني كيف
عيشنا فأخبرته أنّا بخير .قال :فأوصاك بشيء؟ قالت نعم يقرأ عليك السلم ويأمرك أن تثبت
عتبة بابك .قال :ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك .ثم لبث عنهم ما شاء الّ ثم جاء بعد ذلك
وإسماعيل يبري نبلً له تحت دوحة قريباً من زمزم؛ فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد
ل أمرني بأمر ،قال :فاصنع ما أمرك ربك ،قال بالولد والولد بالوالد ،قال :يا إسماعيل إن ا ّ
ل أمرني أن أبني بيتاً ههنا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما وتعينني؟ قال وأعينك ،قال :فإن ا ّ
حولها ،فعند ذلك رفع القواعد من البيت ،فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني ،حتى إذا
ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما
يقولن :ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
وفي رواية :إن إبراهيم خرج بإسماعيل وأم إسماعيل معهم شنة فيها ماء ،فجعلت أم إسماعيل
تشرب من الشنة فيدر لبنها على صبيها حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة ،ثم رجع إبراهيم إلى
أهله فاتبعته أم إسماعيل ،حتى لما بلغوا كداء نادته من ورائه :يا إبراهيم إلى من تتركنا؟! قال
إلى الّ ،قالت رضيت بال ،فرجعت وجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها حتى لما
فني الماء قالت لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحداً .قال :فذهبت فصعدت الصفا ،فنظرت ونظرت
هل تحس أحداً فلم تحس أحداً ،فلما بلغت الوادي سعت وأتت المروة وفعلت ذلك أشواطاً ،ثم
قالت :لو ذهبت فنظرت ما فعل الصبي ،فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه َي ْنشَغُ للموت ،فلم
تقرها نفسها ،فقالت :لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحداً ،فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت
فلم تحس أحداً حتى أتمت سبعاً ،ثم قالت :لو ذهبت فنظرت ما فعل ،فإذا هي بصوت فقالت :أغث
إن كان عندك خير ،فإذا جبريل صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال بعقبه هكذا وغمز بعقبه على الرض
فانبثق الماء فدهشت أم إسماعيل فجعلت تحفن> وذكر الحديث بطولهَ .روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ بهذه
الروايات كلها.
<الدوحة> :الشجرة الكبيرة.
قوله <قفي> :أي ولّي.
و <الجري> :الرسول.
و <ألفي> معناه :وجد.
قوله <يَ ْنشَغُ> :أي يشهق.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول: عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1868وعن سعيد بن زيد َر ِ
عَليْهِ.
<الكمأة من المن ،وماؤها شفاء للعين> ُمتّفَقٌ َ
* *1كتاب الستغفار
* - 371 *2باب
ل تعالى (محمد { :)19واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}. @قال ا ّ
وقال تعالى (النساء { :)106واستغفر الّ إن الّ كان غفوراً رحيماً}.
وقال تعالى (النصر { :)3فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً}.
وقال تعالى (آل عمران { :)15للذين اتقوا عند ربهم جنات} إلى قوله عز وجل {والمستغفرين
بالسحار}.
وقال تعالى (النساء { :)110ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الّ يجد الّ غفوراً
رحيماً}.
وقال تعالى (النفال { :)33وما كان الّ ليعذبهم وأنت فيهم ،وما كان الّ معذبهم وهم
يستغفرون}.
وقال تعالى (آل عمران { :)135والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الّ فاستغفروا
ل ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}. لذنوبهم ،ومن يغفر الذنوب إل ا ّ
واليات في الباب كثيرة معلومة.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ قال< :إنه ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1869وعن الغر المزني رَضيَ الُّ َ
ليغان على قلبي وإني لستغفر الّ في اليوم مائة مرة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّ ْم يقول< :وال لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ - 1870وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ل وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ. إني لستغفر ا ّ
عَليْ ِه َوسَلّمْ< :والذي نفسي بيده لو لم لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1871وعنه َرضِيَ الُّ َ
ل فيغفر لهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ. ل تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون ا ّ تذنبوا لذهب ا ّ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ في ع ْنهُما قال :كنا نعد ل َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1872وعن ابن عمر َر ِ
المجلس مائة مرة <رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَا ْل ّترْمِ ِذيّ
ح ِديْثٌ صحيح. وَقَالَ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّمْ< :من لزم ع ْنهُما قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1873وعن ابن عباس َر ِ
الستغفار جعل الّ له من كل ضيق مخرجاً ،ومن كل هم فرجاً ،ورزقه من حيث ل يحتسب>
َروَاهُ أبُو دَاوُدَ.
عَليْ ِه َوسَلّمْ< :من قال لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1874وعن ابن مسعود َر ِ
أستغفر الّ الذي ل إله إل هو الحي القيوم وأتوب إليه ،غفرت ذنوبه وإن كان قد فرّ من
الزحف> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَا ْل ّت ْرمِ ِذيّ والحاكم وقال حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم.
عَليْ ِه َوسَلّمْ قال< :سيد الستغفار ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1875وعن شداد بن أوس َرضِيَ الُّ َ
أن يقول العبد :اللهم أنت ربي ل إله إل أنت خلقتني وأنا عبدك ،وأنا على عهدك ووعدك ما
ي وأبوء بذنبي ،فاغفر لي فإنه ل يغفر استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت ،أبوء لك بنعمتك عل ّ
الذنوب إل أنت؛ من قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة،
ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
<أبوء> بباء مضمومة ثم واو وهمزة ممدودة ومعناه :أقر وأعترف.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ إذا انصرف من ع ْنهُ قال كان َرسُول ا ِضيَ الُّ َ - 1876وعن ثوبان َر ِ
صلته استغفر ثلثاً وقال< :اللهم أنت السلم ومنك السلم تباركت يا ذا الجلل والكرام> قيل
للوزاعي ،وهو أحد رواته :كيف الستغفار؟ قال :يقول أستغفر الّ أستغفر الَّ .روَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّ ْم يكثر أن يقول عنْها قالت :كان َرسُول ا ِ - 1877وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ
عَليْهِ.
ل وبحمده ،أستغفر الّ وأتوب إليه> ُمتّفَقٌ َ قبل موته< :سبحان ا ّ
عَل ْيهِ َوسَلّ ْم يقول< :قال الّ لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1878وعن أنس َر ِ
تعالى :يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ول أبالي ،يا ابن آدم لو
بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ول أبالي ،يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب
ح ِديْثٌ
ي وَقَالَ َالرض خطايا ثم لقيتني ل تشرك بي شيئًا لتيتك بقرابها مغفرة> َروَاهُ ا ْل ّترْمِ ِذ ّ
حسَنٌ.
َ
<عَنان السماء> قيل هو :السحاب ،وقيل هو :ما عنّ لك منها :أي ظهر.
و <قراب الرض> بضم القاف ،وروي بكسرها والضم أشهر وهو :ما يقارب ملها.
عَليْ ِه َوسَلّمْ قال< :يا معشر النساء ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ ضيَ الُّ َ - 1879وعن ابن عمر َر ِ
تصدقن وأكثرن من الستغفار؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار> قالت امرأة منهن :ما لنا أكثر أهل
النار؟ قال< :تكثرن اللعن ،وتكفرن العشير ،ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب
منكن> قالت :ما ناقصات العقل والدين؟ قال< :شهادة امرأتين بشهادة رجل ،وتمكث اليام ل
تصلي> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
* - 372 *2باب بيان ما أعد الّ تعالى للمؤمنين في الجنة
ل تعالى (الحجر { :)45إن المتقين في جنات وعيون ،ادخلوها بسلم آمنين ،ونزعنا ما @قال ا ّ
في صدورهم من غل ،إخواناً على سرر متقابلين ،ل يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين}.
وقال تعالى (الزخرف { :)73 - 68يا عباد ل خوف عليكم اليوم ول أنتم تحزنون ،الذين آمنوا
بآياتنا وكانوا مسلمين ،ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ،يطاف عليهم بصحاف من ذهب
وأكواب ،وفيها ما تشتهيه النفس وتلذ العين وأنتم فيها خالدون ،وتلك الجنة التي أورثتموها
بما كنتم تعملون ،لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون}
وقال تعالى (الدخان { :)57 - 51إن المتقين في مقام أمين ،في جنات وعيون ،يلبسون من
سندس وإستبرق متقابلين ،كذلك وزوجناهم بحور عين ،يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ،ل
يذوقون فيها الموت إل الموتة الولي ،ووقاهم عذاب الجحيم ،فضلً من ربك؛ ذلك هو الفوز
العظيم}.
وقال تعالى (المطففين { :)28 - 22إن البرار لفي نعيم ،على الرائك ينظرون ،تعرف في
وجوههم نضرة النعيم ،يسقون من رحيق مختوم ،ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون،
ومزاجه من تسنيم ،عين ًا يشرب بها المقربون}.
واليات في الباب كثيرة معلومة.
عَل ْيهِ َوسَلّمْ< :يأكل أهل الجنة لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ
ضيَ الُّ َ - 1880وعن جابر َر ِ
فيها ويشربون ول يتغوطون ول يمتخطون ول يبولون؛ ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك،
يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس> َروَا ُه ُمسِْلمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّمْ< :قال الّ صلّى الُّ َلّ َع ْنهُ قال ،قال رَسُول ا ِ - 1881وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
تعالى :أعددت لعبادي الصالحين ما ل عين رأت ،ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر،
واقرؤوا إن شئتم{ :فل تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} (السجدة ُ )17متّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَليْ ِه َوسَلّمْ< :أول زمرة يدخلون لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ - 1882وعنه َرضِيَ الُّ َ
الجنة على صورة القمر ليلة البدر ،ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دريّ في السماء إضاءة ،ل
يبولون ول يتغوطون ول يتفلون ول يمتخطون ،أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم
اللوّة (عود الطيب) أزواجهم الحور العين ،على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون
ذراعاً في السماء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
وفي رواية للبخاري ومسلم< :آنيتهم فيها الذهب ورشحهم المسك ،ولكل واحد منهم زوجتان
يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ،ل اختلف بينهم ول تباغض ،قلوبهم قلب واحد
يسبحون الّ بكرة وعشياً> .
قوله <على خلق رجل> رواه بعضهم بفتح الخاء وإسكان اللم وبعضهم بضمهما وكلهما
صحيح.
عَل ْيهِ َوسَلّمْ قال< :سأل لّ صَلّى الُّ َ
عنْهُ عن َرسُول ا ِ - 1883وعن المغيرة بن شعبة رَضيَ الُّ َ
موسى صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّ ْم ربه :ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال :هو رجل يجيء بعد ما أدخل
أهل الجنة الجنة فيقال له :ادخل الجنة ،فيقول :أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا
أخذاتهم؟ فيقال له :أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟ فيقول :رضيت رب،
فيقول :لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله ،فيقول في الخامسة رضيت رب ،فيقول :هذا لك
وعشرة أمثاله ،ولك ما اشتهت نفسك ،ولذت عينك .فيقول :رضيت رب .قال :رب فأعلهم
منزلة؟ قال :أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها ،فلم تر عين ولم تسمع أذن
ولم يخطر على قلب بشر> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّمْ< :إني لعلم لّ صَلّى الُّ َع ْنهُ قال ،قال َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1884وعن ابن مسعود َر ِ
آخر أهل النار خروج ًا منها وآخر أهل الجنة دخولً الجنة :رجل يخرج من النار حبواً فيقول الّ
عز وجل له :اذهب فادخل الجنة ،فيأتيها فيخيل إليه أنها ملى ،فيرجع فيقول :يا رب وجدتها
ملى .فيقول الّ عز وجل له :اذهب فادخل الجنة ،فيأتيها فيخيل إليه أنها ملى ،فيرجع فيقول:
يا رب وجدتها ملى ،فيقول الّ عز وجل له :اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة
أمثالها ،أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا ،فيقول :أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك> قال:
عَليْ ِه َوسَلّمْ ضحك حتى بدت نواجذه فكان يقول< :ذلك أدني أهل لّ صَلّى الُّ َ فلقد رأيت َرسُول ا ِ
عَل ْيهِ.
الجنة منزلة> مُتّفَقٌ َ
ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّمْ قال< :إن للمؤمن في ضيَ الُّ َ - 1885وعن أبي موسى َر ِ
الجنة لخَيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلً ،للمؤمن فيها أهلون يطوف
عليهم المؤمن ول يري بعضهم بعضاً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
<الميل> :ستة آلف ذراع.
عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ قال< :إن في ضيَ الُّ َ - 1886وعن أبي سعيد الخدري َر ِ
الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمّر السريع مائة سنة ما يقطعها> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
ع ْنهُ قال< :يسير الراكب في ظلها وروياه في الصحيحين أيضاً من رواية أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
مائة سنة ل يقطعها> .
عَل ْيهِ َوسَلّمْ قال< :إن أهل الجنة ليتراءون ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ - 1887وعنه َرضِيَ الُّ َ
أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الفق من المشرق أو المغرب
لتفاضل ما بينهم> قالوا :يا َرسُول الِّ تلك منازل النبياء ل يبلغها غيرهم ،قال< :بلى والذي
عَليْهِ.
نفسي بيده رجال آمنوا بال وصدقوا المرسلين> ُمتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّمْ قال< :لَقَابُ قوسٍ في ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1888وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ
عَليْهِ.
الجنة خير مما تطلع عليه الشمس أو تغرب> مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ قال< :إن في الجنة سوقاً ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1889وعن أنس رَضيَ الُّ َ
يأتونها كل جمعة ،فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالً،
فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالً ،فيقول لهم أهلوهم :وال لقد ازددتم حسناً
وجمالً .فيقولون :وأنتم وال لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَل ْيهِ َوسَلّمْ قال< :إن أهل لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1890وعن سهل بن سعد رَضيَ الُّ َ
عَليْهِ.
الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء> ُمتّفَقٌ َ
ع ْنهُ قال شهدت من النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ مجلسًا وصف فيه الجنة - 1891وعنه َرضِيَ الُّ َ
حتى انتهي ثم قال في آخر حديثه< :فيها ما ل عين رأت ول أذن سمعت ول خطر على قبل
بشر> ثم قرأ {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} إلى قوله تعالى {فل تعلم نفس ما أخفي لهم من
قرة أعين} (السجدة َ )17روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ.
عَليْ ِه َوسَلّمْ قال:
لّ صَلّى الُّ َ ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ - 1892وعن أبي سعيد وأبي هريرة َر ِ
<إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد :إن لكم أن تحيوا فل تموتوا أبداً ،وإن لكم أن تصحوا فل
تسقموا أبداً ،وإن لكم أن تشبوا فل تهرموا أبداً ،وإن لكم أن تنعموا فل تبأسوا أبداً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّمْ قال< :إن أدني مقعد ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1893وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ
ن فيتمنى ويتمنى ،فيقول له :هل تمنيت؟ فيقول :نعم ،فيقول له: أحدكم من الجنة أن يقول له تم ّ
فإن لك ما تمنيت ومثله معه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ.
عَليْ ِه َوسَلّمْ قال< :إن الّ لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ أن َرسُول ا ِ - 1894وعن أبي سعيد الخدري رَضيَ الُّ َ
عز وجل يقول لهل الجنة :يأهل الجنة ،فيقولون :لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك .فيقول:
هل رضيتم؟ فيقولون :وما لنا ل نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ،فيقول :أل
أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون :وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول :أحل عليكم رضواني فل
أسخط عليكم بعده أبداً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ.
عَل ْيهِ َوسَلّمْ فنظر لّ صَلّى الُّ َ عنْهُ قال :كنا عند َرسُول ا ِ ضيَ الُّ َ ل َر ِ - 1895وعن جرير بن عبد ا ّ
إلى القمر ليلة البدر وقال< :إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر ل تضامون في رؤيته>
عَل ْيهِ.
مُتّفَقٌ َ
لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ قال< :إذا دخل أهل الجنة ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ - 1896وعن صهيب رَضيَِ الُّ َ
الجنة يقول الّ تبارك وتعالى :تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون :ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا
الجنة ،وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب ،فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم> َروَاهُ
مُسِْلمٌ.
ل تعالى (يونس { :)10 ،9إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم @قال ا ّ
تجري من تحتهم النهار في جنات النعيم ،دعواهم فيها :سبحانك اللهم ،وتحيتهم فيها سلم،
وآخر دعواهم أن الحمد ل رب العالمين}.
*[*2خاتمة المؤلف]
@الحمد ل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا الّ .اللهم صلّ على محمد عبدك
ورسولك النبي المي ،وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم ،وبارك على محمد النبي المي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته ،كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
قال مؤلفه :فرغت منه يوم الثنين رابع عشر رمضان ،سنة سبعين وستمائة.