You are on page 1of 262

‫رياض الصالحين‪ ،‬للمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي‬

‫*‪*1‬الكتاب الول‬
‫*‪ - 1 *2‬باب الخلص وإحضار النية في جميع العمال والقوال والحوال البارزة والخفية‬
‫@بسم الّ الرحمن الرحيم‬
‫ل تعالى (البينة ‪{ :)5‬وما أمروا إل ليعبدوا الّ مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلة‬ ‫قَالَ ا ّ‬
‫ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}‪.‬‬
‫وقَا َل تعالى (الحج ‪{ :)37‬لن ينال الّ لحومها ول دماؤها ولكن يناله التقوى ِمنْكم}‪.‬‬
‫وقَا َل تعالى (آل عمران ‪{ :)29‬قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الّ}‪.‬‬
‫ن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد‬ ‫‪ - 1‬وعَ ْ‬
‫ع ْنهُ قَالَ‬
‫الّ بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي رَضيَ الّ َ‬
‫ل صلى الّ عليه وسلم يقول‪< :‬إنما العمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى‪.‬‬ ‫سمعت رسول ا ّ‬
‫ل ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو‬ ‫ل ورسوله فهجرته ِإلَى ا ّ‬ ‫فمَنْ كانت هجرته إِلَى ا ّ‬
‫علَى صحته‪ .‬رواه إماما المحدثين‪ :‬أبو عبد الّ‬ ‫امرأة ينكحها فهجرته إِلَى ما هاجر إليه> متفق َ‬
‫محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري‪ ،‬وأبو الحسين مسلم بن‬
‫عنْهما في كتابيهما اللذين هما أصح الكتب‬ ‫الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري رَضيَ الّ َ‬
‫المصنفة‪.‬‬
‫عَليْهِ‬
‫ل صَلّى الّ َ‬ ‫عنْها قَالَت قَا َل َرسُول ا ّ‬
‫ل عائشة رَضيَ الّ َ‬ ‫‪ - 2‬وعَنْ أم المؤمنين أم عبد ا ّ‬
‫َوسَلّم‪< :‬يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء مِنْ الرض يخسف بأولهم وآخرهم> قَالَت قلت‪ :‬يا‬
‫َرسُول الّ كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس مِنْهم؟ قَالَ‪< :‬يخسف بأولهم‬
‫عَليْهِ‪ .‬هذا لفظ البخاري‪.‬‬ ‫علَى نياتهم> ُمتّفقٌ َ‬ ‫وآخرهم ثم يبعثون َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل هجرة بعد الفتح ولكن‬ ‫عنْها قَالَت قَا َل النبي صَلّى الّ َ‬ ‫‪ - 3‬وعَنْ عائشة رَضيَ الّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫جهاد ونية‪ ،‬وإذا استنفرتم فانفروا> مُتّفقٌ َ‬
‫ومعناه‪ :‬ل هجرة مِنْ مكة لنها صارت دار إسلم‬
‫ع ْنهُما قَالَ‪ :‬كنا مع النبي صَلّى الّ‬ ‫‪ - 4‬وعَنْ أبي عبد الّ جابر بن عبد الّ النصاري رَضيَ الّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم في غزاة فقَالَ‪< :‬إن بالمدينة لرجال ما سرتم مسيرا ول قطعتم واديا إل كانوا معكم‬ ‫َ‬
‫حبسهم المرض‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬أل شركوكم في الجر> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فقَالَ‪< :‬إن‬ ‫و َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ عَنْ أنس قَالَ‪< :‬رجعنا مِنْ غزوة تبوك مع النبي صَلّى الّ َ‬
‫أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ول واديا أل وهم معنا‪ ،‬حبسهم العذر>‬
‫ع ْنهُم‪ ،‬وهو وأبوه وجده صحابيون‪ ،‬قَالَ‪:‬‬ ‫ن أبي يزيد معن بن يزيد بن الخنس رَضيَ الّ َ‬ ‫‪ - 5‬وعَ ْ‬
‫كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها فأتيته بها‬
‫ل صَلّى الّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقَالَ‪< :‬لك ما نويت يا‬ ‫فقَالَ‪ :‬والّ ما إياك أردت! فخاصمته ِإلَى َرسُول ا ّ‬
‫يزيد ولك ما أخذت يا معن> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫‪ - 6‬وعَنْ أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلب بن‬
‫عنْهُ أحد العشرة المشهود لهم بالجنة رَضيَ الّ‬ ‫مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري رَضيَ الّ َ‬
‫ل صَلّى الّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يعودني عام حجة الوداع مِنْ وجع اشتد بي‬ ‫ع ْنهُم قَالَ‪ :‬جاءني َرسُول ا ّ‬‫َ‬
‫ل إني قد بلغ بي مِنْ الوجع ما ترى وأنا ذو مال ول يرثني إل ابنة لي أفأتصدق‬ ‫فقلت‪ :‬يا َرسُول ا ّ‬
‫بثلثي مالي؟ قَالَ <ل> قلت‪ :‬فالشطر يا َرسُول الّ؟ فقَالَ <ل> قَالَ‪ :‬فالثلث يا َرسُول الّ؟ قَالَ‪:‬‬
‫<الثلث والثلث كثير أو كبير‪ ،‬إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير مِنْ أن تذرهم عالة يتكففون الناس؛‬
‫وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الّ إل أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك> قَالَ فقلت‪:‬‬
‫يا َرسُول الّ أخلف بعد أصحابي؟ قَالَ‪< :‬إنك لن تخلف فتعمل عمل تبتغي به وجه الّ إل ازددت‬
‫به درجة ورفعة‪ ،‬ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون‪ ،‬اللّهم أمض لصحابي‬
‫ل صَلّى الّ‬ ‫هجرتهم ول تردهم عَلَى أعقابهم‪ ،‬لكن البائس سعد بن خولة!> يرثي له َرسُول ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم أن مات بمكة‪ُ .‬متّفقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن أبي ُه َريْرَةَ عبد الرحمن بن صخر رَ ِ‬ ‫‪ - 7‬وعَ ْ‬
‫ل تعالى ل ينظر ِإلَى أجسامكم ول ِإلَى صوركم‪ ،‬ولكن ينظر إِلَى قلوبكم> َروَاهُ‬ ‫َوسَلّم‪< :‬إن ا ّ‬
‫مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬سئل َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن أبي موسى عبد الّ بن قيس الشعري َر ِ‬ ‫‪ - 8‬وعَ ْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم عَنْ الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الّ؟ فقال َرسُول‬ ‫َ‬
‫ل هي العليا فهو في سبيل الّ> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من قاتل لتكون كلمة ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي َر ِ‬ ‫‪ - 9‬وعَ ْ‬
‫<إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار> قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ هذا القاتل فما بال‬
‫علَى قتل صاحبه> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫المقتول؟ قال‪< :‬إنه كان حريصا َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم ‪< :‬صلة الرجل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ‬‫‪ - 10‬وعَ ْ‬
‫علَى صلته في سوقه وبيته بضعا وعشرين درجة؛ وذلك أن أحدهم إذا توضأ‬ ‫في جماعة تزيد َ‬
‫فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد ل يريد إل الصلة‪ ،‬ل ينهزه إل الصلة‪ ،‬لم يخط خطوة إل رفع‬
‫عنْه بها خطيئة حتى يدخل المسجد‪ ،‬فإذا دخل المسجد كان في الصلة ما كانت‬ ‫بها درجة وخط َ‬
‫الصلة هي تحبسه‪ ،‬والملئكة يصلون عَلَى أحد كم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون‪:‬‬
‫اللّهم ارحمه‪ ،‬اللّهم اغفر له‪ ،‬اللّهم تب عليه‪ ،‬ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪ .‬هذا‬
‫لفظ مسلم‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ينهزه> هو بفتح الياء والهاء وبالزاي‪ :‬أي يخرجه وينهضه‪.‬‬ ‫وقوله صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى‬ ‫ن َرسُول ا ِ‬ ‫ع ْنهُ عَ ْ‬‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 11‬وعَنْ أبي العباس عبد الّ بن عباس بن عبد المطلب َر ِ‬
‫ل تعالى كتب الحسنات والسيئات‪،‬‬ ‫ن ربه تَبَارَك َوتَعَالَى قال‪< :‬إن ا ّ‬ ‫عْ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فيما يروى َ‬
‫ثم بين ذلك‪ ،‬فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الّ تعالى عنده حسنة كاملة‪ ،‬وإن هم بها فعملها‬
‫كتبها الّ عشر حسنات إِلَى سبعمائة ضعف ِإلَى أضعاف كثيرة‪ ،‬وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها‬
‫ل سيئة واحدة> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫الّ عنده حسنة كاملة‪ ،‬وإن هم بها فعملها كتبها ا ّ‬
‫عنْهماُ قال سمعت َرسُول الِّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 12‬وعَنْ أبي عبد الرحمن عبد الّ بن عمر بن الخطاب َر ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬انطلق ثلثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إِلَى غار‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫فدخلوه‪ ،‬فانحدرت صخرة مِنْ الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا‪ :‬إنه ل ينجيكم مِنْ هذه الصخرة إل‬
‫أن تدعوا الّ بصالح أعمالكم‪ .‬قال رجل مِنْهم‪ :‬الّ كان لي أبوان شيخان كبيران‪ ،‬وكنت ل أغبق‬
‫قبلهما أهل ول مال‪ ،‬فنأى بي طلب الشجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما‪ ،‬فحلبت لهما غبوقهما‬
‫علَى يدي‬ ‫فوجدتهما نائمين‪ ،‬فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهل أو مال‪ ،‬فلبثت والقدح َ‬
‫أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي‪ ،‬فاستيقظا فشربا غبوقهما‪،‬‬
‫اللّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه مِنْ هذه الصخرة‪ ،‬فانفرجت شيئا ل‬
‫يستطيعون الخروج‪ .‬قال الخر‪ :‬اللّهم كان لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي‪ .‬وفي رواية‪ :‬كنت‬
‫أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء‪ ،‬فأردتها عَنْ نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة مِنْ‬
‫علَى أن تخلي بيني وبين نفسها‪ ،‬ففعلت حتى إذا‬ ‫السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار َ‬
‫قدرت عليها‪ .‬وفي رواية‪ :‬فلما قعدت بين رجليها‪ ،‬قالت‪ :‬تتق الّ ول تفض الخاتم إل بحقه‪،‬‬
‫عنْها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها‪ ،‬اللّهم إن كنت فعلت ذلك‬ ‫فانصرفت َ‬
‫ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه‪ ،‬فانفرجت الصخرة غير أنهم ل يستطيعون الخروج مِنْها‪.‬‬
‫وقال الثالث‪ :‬اللّهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب‪،‬‬
‫فثمرت أجره حتى كثرت ِمنْه الموال فجاءني بعد حين فقال‪ :‬يا عبد الّ أد إلي أجري‪ .‬فقلت‪ :‬كل‬
‫ما ترى مِنْ أجرك مِنْ البل والبقر والغنم والرقيق‪ .‬فقال‪ :‬يا عبد الّ ل تستهزئ بي! فقلت‪ :‬ل‬
‫أستهزئ بك‪ ،‬فأخذه كله فاستاقه فلم يترك ِمنْه شيئا‪ ،‬اللّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫عنا ما نحن فيه‪ ،‬فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون> مُتّفّق َ‬
‫*‪ - 2 *2‬باب التوبة‬
‫@قال العلماء‪ :‬التوبة واجبة مِنْ كل ذنب‪ .‬فإن كانت المعصية بين العبد وبين الّ تعالى ل تتعلق‬
‫بحق آدمي فلها ثلثة شروط‪ :‬أحدها أن يقلع عَنْ المعصية‪ ،‬والثاني أن يندم عَلَى فعلها‪ ،‬والثالث‬
‫أن يعزم أن ل يعود إليها أبدا؛ فإن فقد أحد الثلثة لم تصح توبته‪ .‬وإن كانت المعصية تتعلق‬
‫بآدمي فشروطها أربعة‪ :‬هذه الثلثة وأن يبرأ مِنْ حق صاحبها‪ .‬فأن كانت مال أو نحوه رده إليه‪،‬‬
‫وإن كان حد قذف ونحوه مكنه ِمنْه أو طلب عفوه‪ ،‬وإن كانت غيبة استحله ِمنْها‪ .‬ويجب أن يتوب‬
‫ن بعضها صحت توبته عند أهل الحق مِنْ ذلك الذنب وبقى عليه‬ ‫ن جميع الذنوب‪ ،‬فإن تاب مِ ْ‬ ‫مِ ْ‬
‫الباقي‪ .‬وقد تظاهرت دلئل الكتاب والسنة وإجماع المة عَلَى وجوب التوبة‪.‬‬
‫ل تعالى (النور ‪{ :)31‬وتوبوا إِلَى الّ جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (هود ‪{ :)3‬استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}‪.‬‬
‫ل توبة نصوحا}‪.‬‬ ‫وقال تعالى (التحريم ‪{ :)8‬يا أيها الذين آمنوا توبوا إِلَى ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬والّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ‬‫‪ - 13‬وعَ ْ‬
‫ن سبعين مرة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫ل وأتوب إليه في اليوم أكثر مِ ْ‬ ‫إني لستغفر ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬يا‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 14‬وعَنْ الغر بن يسار المزني َرضِيَ الُّ َ‬
‫أيها الناس توبوا ِإلَى الّ واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ‬‫عَليْ ِه َوسَلّم َر ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ن أبي حمزة أنس بن مالك النصاري خادم َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 15‬وعَ ْ‬
‫علَى بعيره‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل أفرح بتوبة عبده مِنْ أحدكم سقط َ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫وقد أضله في أرض فلة> مُتّفّق َ‬
‫علَى راحلته بأرض‬ ‫وفي رواية لمسلم <ل أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه مِنْ أحدكم كان َ‬
‫فلة فانفلتت ِمنْه وعليها طعامه وشرابه‪ ،‬فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس مِنْ‬
‫راحلته‪ ،‬فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده‪ ،‬فأخذ بخطامها ثم قال مِنْ شدة الفرح‪ :‬اللّهم أنت‬
‫عبدي وأنا ربك‪ ،‬أخطأ مِنْ شدة الفرح> ‪.‬‬
‫ع ْنهُ عَنْ النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫ن أبي موسى عبد الّ بن قيس الشعري َر ِ‬ ‫‪ - 16‬وعَ ْ‬
‫ل تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار‪ ،‬ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل‬ ‫قال‪< :‬إن ا ّ‬
‫ن مغربها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬ ‫حتى تطلع الشمس مِ ْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من تاب قبل أن‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ‬
‫‪ - 17‬وعَ ْ‬
‫تطلع الشمس مِنْ مغربها تاب الّ عليه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عنْ النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫عنْهُ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 18‬وعَنْ أبي عبد الرحمن عبد الّ بن عمر بن الخطاب َر ِ‬
‫ج ّل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر> َروَاهُ ا ْل ّترْمِ ِذيّ وقال حديث حسن‪.‬‬ ‫ع ّز وَ َ‬
‫َوسَلّم قال‪< :‬إن الّ َ‬
‫عنْ المسح عَلَى‬ ‫ع ْنهُ أسأله َ‬ ‫ن زر بن حبيش قال‪ :‬أتيت صفوان بن عسال َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 19‬وعَ ْ‬
‫الخفين فقال‪ :‬ما جاء بك يا زر؟ فقلت‪ :‬ابتغاء العلم‪ .‬فقال‪ :‬إن الملئكة تضع أجنحتها لطالب العلم‬
‫علَى الخفين بعد الغائط والبول‪ ،‬وكنت امرأ‬ ‫رضا بما يطلب‪ .‬فقلت‪ :‬إنه قد حك في صدري المسح َ‬
‫مِنْ أصحاب النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فجئت أسألك هل سمعته يذكر في ذلك شيئا؟ قال‪ :‬نعم كان‬
‫ن جنابة‪ ،‬لكن مِنْ‬ ‫يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين‪ ،‬أن ل ننزع خفافنا ثلثة أيام ولياليهن إل مِ ْ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫غائط وبول ونوم‪ .‬فقلت‪ :‬هل سمعته يذكر في الهوى شيئا؟ قال‪ :‬نعم كنا مع َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم في سفر فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري‪ :‬يا محمد‪ .‬فأجابه َرسُول‬ ‫َ‬
‫ن صوتك فإنك‬ ‫ن صوته <هاؤم> فقلت له‪ :‬ويحك! أغضض مِ ْ‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم نحوا مِ ْ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم وقد نهيت عَنْ هذا‪ .‬فقال‪ :‬والّ ل أغضض‪ .‬قال العرابي‪ :‬المرء‬ ‫عند النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬المرء مع من أحب يوم القيامة>‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال النبي َ‬
‫فما زال يحدثنا حتى ذكر بابا مِنْ المغرب مسيرة عرضه أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو‬
‫ل تعالى يوم خلق السماوات والرض‬ ‫سبعين عاما (قال سفيان أحد الرواة‪ :‬قبل الشام) خلقه ا ّ‬
‫حسَنٌ‬ ‫مفتوحا للتوبة ل يغلق حتى تطلع الشمس ِمنْه> َروَاهُ ا ْل ّترْمِ ِذيّ وغيره وقال وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫عَليْهِ‬‫صلّى الُّ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ْنهُ أن نبي ا ّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رَ ِ‬ ‫‪ - 20‬وعَ ْ‬
‫عنْ أعلم أهل الرض فدل‬ ‫َوسَلّم قال‪< :‬كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا‪ ،‬فسأل َ‬
‫ن توبة؟ فقال ل‪ ،‬فقتله فكمل به مائة‪،‬‬ ‫علَى راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له مِ ْ‬ ‫َ‬
‫ن توبة؟ فقال‪:‬‬ ‫علَى رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له مِ ْ‬ ‫ثم سأل عَنْ أعلم أهل الرض فدل َ‬
‫ل تعالى‬ ‫نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق ِإلَى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون ا ّ‬
‫فاعبد الّ معهم‪ ،‬ول ترجع ِإلَى أرضك فإنها أرض سوء‪ .‬فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه‬
‫الموت؛ فاختصمت فيه ملئكة الرحمة وملئكة العذاب‪ .‬فقالت ملئكة الرحمة‪ :‬جاء تائبا مقبل‬
‫بقلبه ِإلَى الّ تعالى‪ ،‬وقالت ملئمة العذاب‪ :‬إنه لم يعمل خيرا قط‪ ،‬فأتاهم ملك في صورة آدمي‬
‫فجعلوه بينهم ‪ -‬أي حكماً ‪ -‬فقال‪ :‬قيسوا ما بين الرضين فإِلَى أيتهما كان أدنى فهو له‪ ،‬فقاسوا‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫فوجدوه أدنى إِلَى الرض التي أراد‪ ،‬فقبضته ملئكة الرحمة> مُتّفّق َ‬
‫وفي رواية في الصحيح <فكان إِلَى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل مِنْ أهلها>‬
‫وفي رواية في الصحيح‪< :‬فأوحى الّ تعالى ِإلَى هذه أن تباعدي وإِلَى هذه أن تقربي وقال قيسوا‬
‫ما بينهما فوجدوه ِإلَى هذه أقرب بشبر فغفر له>‬
‫وفي رواية <فنأى بصدره نحوها> ‪.‬‬
‫ع ْن ُه مِنْ بنيه حين عمي‪ ،‬قال‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 21‬وعَنْ عبد الّ بن كعب بن مالك‪ ،‬وكان قائد كعب َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫ن َرسُول ا ِ‬ ‫ع ْنهُ يحدث حديثه حين تخلف عَ ْ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫سمعت كعب بن مالك َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم في غزوة غزاها‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ن َرسُول ا ِ‬ ‫عْ‬ ‫َوسَلّم في غزوة تبوك‪ ،‬قال كعب‪ :‬لم أتخلف َ‬
‫عنْه‪ ،‬إنما خرج‬ ‫قط إل في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدر‪ ،‬ولم يعاتب أحدا تخلف َ‬
‫ل تعالى بينهم وبين‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم ليلة العقبة حين تواثقنا‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫عدوهم عَلَى غير ميعاد‪ ،‬ولقد شهدت مع رَسُول ا ِ‬
‫ن خبري‬ ‫علَى السلم وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس ِمنْها‪ .‬وكان مِ ْ‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ول أيسر‬ ‫ن َرسُول ا ِ‬ ‫حين تخلفت عَ ْ‬
‫عنْه في تلك الغزوة؛ والّ ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك‬ ‫مني حين تخلفت َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يريد غزوة إل ورى بغيرها حتى كانت تلك‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫الغزوة‪ ،‬ولم يكن َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم في حر شديد‪ ،‬واستقبل سفرا بعيدا ومفازا‪،‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫الغزوة‪ ،‬فغزاها َرسُول ا ِ‬
‫واستقبل عددا كثيرا‪ ،‬فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم‪ ،‬فأخبرهم بوجههم الذي يريد‪،‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم كثير ول يجمعهم كتاب حافظ (يريد بذلك‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫والمسلمون مع رَسُول ا ِ‬
‫الديوان) قال كعب‪ :‬فقل رجل يريد أن يتغيب إل ظن أن ذلك سيخفى ما لم ينزل فيه وحي مِنْ الّ‪،‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلل فأنا إليها أصعر‪،‬‬ ‫وغزا َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معه فأرجع‬ ‫فتجهز َرسُول ا ِ‬
‫ولم أقض شيئا وأقول في نفسي أنا قادر عَلَى ذلك إذا أردت‪ ،‬فلم يزل يتمادى بي حتى استمر‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم غاديا والمسلمون معه ولم أقض مِنْ‬ ‫بالناس الجد‪ ،‬فأصبح َرسُول ا ِ‬
‫جهازي شيئا‪ ،‬ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا‪ ،‬فلم يزل يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو‬
‫فهممت أن أرتحل فأدركهم فيا ليتني فعلت! ثم لم يقدر ذلك لي‪ ،‬فطفقت إذا خرجت في الناس بعد‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يحزنني أني ل أرى لي أسوة إل رجل مغموصا عليه في‬ ‫خروج َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‬
‫النفاق‪ ،‬أو رجل ممن عذر الّ تعالى مِنْ الضعفاء‪ ،‬ولم يذكرني َرسُول ا ِ‬
‫ن بني‬ ‫حتى بلغ تبوك؛ فقال وهو جالس في القوم بتبوك‪< :‬ما فعل كعب بن مالك؟> فقال رجل مِ ْ‬
‫لّ حبسه برداه والنظر في عطفيه! فقال له معاذ بن جبل‪ :‬بئس ما قلت! والّ يا‬ ‫سلمة‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫علَى ذلك‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪ ،‬فبينا هو َ‬
‫َرسُول الِّ ما علمنا عليه إل خيرا‪ .‬فسكت َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬كن أبا خيثمة> فإذا‬ ‫رأى رجل مبيضا يزول به السراب فقال َرسُول ا ِ‬
‫هو أبو خيثمة النصاري‪ ،‬وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون‪ ،‬قال كعب‪ :‬فلما‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قد توجه قافل مِنْ تبوك حضرني بثي‪ ،‬فطفقت أتذكر‬ ‫بلغني أن َرسُول ا ِ‬
‫الكذب وأقول بما أخرج مِنْ سخطه غدا؟ وأستعين عَلَى ذلك بكل ذي رأي مِنْ أهلي‪ ،‬فلما قيل إن‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قد أظل قادما زاح عني الباطل حتى عرفت أني لم أنج ِمنْه بشيء‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫َرسُول ا ِ‬
‫ن سفر بدأ‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم قادما‪ ،‬وكان إذا قدم مِ ْ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫أبدا فأجمعت صدقه‪ ،‬وأصبح َرسُول ا ِ‬
‫بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس‪ ،‬فلما فعل ذلك جاءه المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون‬
‫له‪ ،‬وكانوا بضعا وثمانين رجل‪ ،‬فقبل ِمنْهم علنيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم ِإلَى‬
‫الّ تعالى حتى جئت‪ ،‬فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال <تعال> فجئت أمشي حتى جلست‬
‫بين يديه‪ ،‬فقال لي‪< :‬ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟> قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ إني والّ لو‬
‫جلست عند غيرك مِنْ أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج مِنْ سخطه بعذر‪ ،‬لقد أعطيت جدل‪ ،‬ولكني‬
‫والّ لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الّ [أن] يسخطك علي‪،‬‬
‫جلّ؛ والّ ما كان لي مِنْ‬ ‫ع ّز وَ َ‬
‫وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لرجو فيه عقبى الّ َ‬
‫عذر‪ ،‬والّ ما كنت قط أقوى ول أيسر مني حين تخلفت عنك‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الّ فيك> وثار‬ ‫قال فقال َرسُول ا ِ‬
‫ن بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي‪ :‬والّ ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا! لقد عجزت في أن‬ ‫رجال مِ ْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم بما اعتذر به إليه المخلفون‪ .‬فقد كان كافيك‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬
‫ل تكون اعتذرت إِلَى رَسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم لك‪ .‬قال‪ :‬فوالّ ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ذنبك استغفار َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فأكذب نفسي‪ .‬ثم قلت لهم‪ :‬هل لقي هذا معي مِنْ أحد؟‬ ‫أرجع ِإلَى َرسُول ا ِ‬
‫قالوا‪ :‬نعم لقيه معك رجلن قال ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك‪ .‬قال‪ :‬قلت من هما؟ قالوا‪:‬‬
‫مرارة بن ربيعة العمري وهلل بن أمية الواقفي‪ .‬قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا‬
‫فيهما أسوة‪ ،‬قال فمضيت حين ذكروهما لي‪.‬‬
‫عنْه‪ ،‬قال‬‫ن بين مِنْ تخلف َ‬ ‫عنْ كلمنا أيها الثلثة مِ ْ‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم َ‬ ‫ونهى َرسُول ا ِ‬
‫فاجتنبنا الناس‪ ،‬أو قال تغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الرض فما هي بالرض التي‬
‫علَى ذلك خمسين ليلة‪ .‬فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان‪ ،‬وأما أنا‬ ‫أعرف‪ ،‬فلبثنا َ‬
‫فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلة وأطوف في السواق ول يكلمني أحد‪،‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلة فأقول في نفسي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وآتي َرسُول ا ِ‬
‫علَى صلتي نظر‬ ‫هل حرك شفتيه برد السلم أم ل؟ ثم أصلي قريبا مِنْه وأسارقه النظر فإذا أقبلت َ‬
‫إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني‪ ،‬حتى إذا طال ذلك علي مِنْ جفوة المسلمين مشيت حتى‬
‫تسورت جدار حائط أبي قتادة‪ ،‬وهو ابن عمي وأحب الناس إلي‪ ،‬فسلمت عليه فوالّ ما رد علي‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم؟‬
‫ل ورسوله صَلّى الُّ َ‬ ‫السلم‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا أبا قتادة أنشدك بالّ هل تعلمني أحب ا ّ‬
‫ل ورسوله أعلم‪ ،‬ففاضت عيناي وتوليت‬ ‫فسكت‪ ،‬فعدت فناشدته فسكت‪ ،‬فعدت فناشدته فقال‪ :‬ا ّ‬
‫ن نبط أهل الشام ممن قدم‬ ‫حتى تسورت الجدار‪ ،‬فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي مِ ْ‬
‫بالطعام يبيعه بالمدينة يقول‪ :‬من يدل عَلَى كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له إلي حتى‬
‫ن ملك غسان‪ ،‬وكنت كاتبا‪ ،‬فقرأته فإذا فيه‪ :‬أما بعد فإنه قد بلغنا أن‬ ‫جاءني فدفع إلي كتابا مِ ْ‬
‫صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الّ بدار هوان ول مضيعة‪ ،‬فالحق بنا نواسك‪ .‬فقلت حين قرأتها‪ :‬و‬
‫هذه أيضا من البلء! فتيممت بها التنور فسجرتها‪ ،‬حتى إذا مضت أربعون مِنْ الخمسين و‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يأتيني فقال‪ :‬إن َرسُول ا ِ‬
‫استلبث الوحي إذا رسول َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يأمرك أن تعتزل امرأتك‪ .‬فقلت‪ :‬أطلقها أم ماذا أفعل؟ فقال‪ :‬ل بل اعتزلها فل تقربنها‪،‬‬ ‫َ‬
‫وأرسل ِإلَى صاحبي بمثل ذلك‪.‬‬
‫فقلت لمرأتي‪ :‬الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الّ في هذا المر‪ ،‬فجاءت امرأة هلل بن‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فقالت له‪ :‬يا َرسُول الِّ إن هلل بن أمية شيخ ضائع ليس‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أمية َرسُول ا ِ‬
‫ل ما به حركة إِلَى شيء‪،‬‬ ‫له خادم فهل تكره أن أخدمه؟ قال‪< :‬ل ولكن ل يقربنك> فقالت‪ :‬إنه وا ّ‬
‫ل ما زال يبكي منذ كان مِنْ أمره ما كان ِإلَى يومه هذا‪ .‬فقال لي بعض أهلي‪ :‬لو استأذنت‬ ‫ووا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم في امرأتك فقد أذن لمرأة هلل بن أمية أن تخدمه؟ فقلت ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬وما يدريني ماذا يقول َرسُول ا ِ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫أستأذن فيها رَسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم إذا استأذنته وأنا رجل شاب؟ فلبثت بذلك عشر ليال‪ ،‬فكمل لنا خمسون ليلة مِنْ حين نهي‬
‫ن بيوتنا‪.‬‬
‫علَى ظهر بيت مِ ْ‬ ‫عنْ كلمنا‪ ،‬ثم صليت صلة الفجر صباح خمسين ليلة َ‬ ‫َ‬
‫علَى الحال التي ذكر الّ منا‪ ،‬قد ضاقت عَلَى نفسي و ضاقت علي الرض بما‬ ‫فبينا أنا جالس َ‬
‫علَى صوته‪ :‬يا كعب بن مالك أبشر‪ ،‬فخررت‬ ‫علَى سلع يقول بأ َ‬ ‫رحبت‪ ،‬سمعت صوت صارخ أوفى َ‬
‫جلّ‬
‫عزّ وَ َ‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم الناس بتوبة الّ َ‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ساجدا و عرفت أنه قد جاء فرج‪ ،‬فآذن رَسُول ا ِ‬
‫علينا حين صلى صلة الفجر‪ .‬فذهب الناس يبشروننا‪ ،‬فذهب قبل صاحبي مبشرون‪ ،‬و ركض‬
‫رجل إلي فرسا‪ ،‬و سعى ساع مِنْ أسلم قبلي وأوفى عَلَى الجبل فكان الصوت أسرع مِنْ الفرس‪،‬‬
‫فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته‪ ،‬و الّ ما أملك‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‬
‫غيرهما يومئذ‪ ،‬واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت أتأمم َرسُول ا ِ‬
‫يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة‪ ،‬ويقولون لي لتهنك توبة الّ عليك‪ ،‬حتى دخلت‬
‫ل َرضِيَ‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم جالس حوله الناس‪ ،‬فقام طلحة بن عبيد ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫المسجد فإذا َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ يهرول حتى صافحني وهنأني‪ ،‬والّ ما قام رجل مِنْ المهاجرين غيره‪ ،‬فكان كعب ل‬ ‫الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال وهو يبرق وجهه‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ينساها لطلحة‪ .‬قال كعب‪ :‬فلما سلمت عَلَى َرسُول ا ِ‬
‫مِنْ السرور‪< :‬أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك!> فقلت‪ :‬أمِنْ عندك يا َرسُول الِّ أم مِنْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم إذا سر‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫جلّ> و كان َرسُول ا ِ‬ ‫ع ّز وَ َ‬
‫عند الّ؟ قال‪< :‬ل بل مِنْ عند الّ َ‬
‫استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر‪ ،‬و كنا نعرف ذلك ِمنْه‪.‬‬
‫ن توبتي أن أنخلع مِنْ مالي صدقة إِلَى الّ وإِلَى‬ ‫فلما جلست بين يديه قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ إن مِ ْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك> فقلت‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫رسوله‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫إني أمسك سهمي الذي بخيبر‪ ،‬وقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ إن الّ تعالى إنما أنجاني بالصدق وإن مِنْ‬
‫ل تعالى في‬ ‫توبتي أن ل أحدث إل صدقا ما بقيت‪ ،‬فوالّ ما علمت أحدا مِنْ المسلمين أبله ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم أحسن مما أبلني الّ تعالى‪،‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫صدق الحديث منذ ذكرت ذلك ل َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم إِلَى يومي هذا و إني لرجو‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫والّ ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك ل َرسُول ا ِ‬
‫علَى‬
‫ل تعالى (التوبة ‪{ :)119 ،118 ،117‬لقد تاب الّ َ‬ ‫أن يحفظني الّ تعالى فيما بقي‪ ،‬قال‪ :‬فأنزل ا ّ‬
‫النبي والمهاجرين والنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} حتى بلغ {إنه بهم رؤوف رحيم‬
‫لو‬ ‫وعَلَى الثلثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الرض بما رحبت} حتى بلغ‪{ :‬اتقوا ا ّ‬
‫ن نعمة قط بعد إذ هداني للسلم أعظم‬ ‫كونوا مع الصادقين} قال كعب‪ :‬و الّ ما أنعم الّ علي مِ ْ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أن ل أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين‬ ‫في نفسي مِنْ صدقي َرسُول ا ِ‬
‫ل تعالى (التوبة‬ ‫كذبوا؛ إن الّ تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لحد‪ ،‬فقال ا ّ‬
‫عنْهم؛ إنهم رجس‬ ‫عنْهم فأعرضوا َ‬ ‫‪{ :)96 ،95‬سيحلفون بالّ لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا َ‬
‫عنْهم فإن الّ ل‬ ‫عنْهم‪ ،‬فإن ترضوا َ‬ ‫ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا َ‬
‫عنْ القوم الفاسقين}‬ ‫يرضى َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫قال كعب‪ :‬كنا خلفنا أيها الثلثة عَنْ أمر أولئك الذين قبل ِمنْهم رَسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أمرنا حتى قضى الّ‬ ‫حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم‪ ،‬وأرجأ َرسُول ا ِ‬
‫ل تعالى‪{ :‬وعَلَى الثلثة الذين خلفوا} وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا‬ ‫تعالى فيه بذلك‪ ،‬قال ا ّ‬
‫عنْ الغزو‪ ،‬وإنما هو تخليفه إيانا‪ ،‬وإرجاؤه عمن حلف له واعتذر إليه فقبل مِنْه‪ُ .‬متّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم خرج في غزوة تبوك يوم الخميس‪ ،‬وكان يحب أن‬ ‫وفي رواية‪ :‬أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫يخرج يوم الخميس‪.‬‬
‫ن سفر إل نهارا في الضحى‪ ،‬فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين‬ ‫وفي رواية‪ :‬كان ل يقدم مِ ْ‬
‫ثم جلس فيه‪.‬‬
‫ع ْنهُما‬‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن أبي نجيد ‪ -‬بضم النون وفتح الجيم ‪ -‬عمران بن الحصين الخزاعي رَ ِ‬ ‫‪ - 22‬وعَ ْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم وهي حبلى مِنْ الزنا فقالت‪ :‬يا َرسُول‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أن امرأة مِنْ جهينة أتت َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم وليها فقال‪< :‬أحسن إليها فإذا‬ ‫ل صَلّى الُّ َ‬ ‫لّ أصبت حدا فأقمه علي‪ .‬فدعا نبي ا ّ‬ ‫ا ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها‬ ‫ل صَلّى الُّ َ‬ ‫وضعت فائتني> ففعل‪ ،‬فأمر بها نبي ا ّ‬
‫فرجمت ثم صلى عليها‪ .‬فقال له عمر‪ :‬تصلي عليها يا َرسُول الِّ وقد زنت؟ قال‪ < :‬لقد تابت‬
‫توبة لو قسمت بين سبعين مِنْ أهل المدينة لوسعتهم‪ ،‬وهل وجدت أفضل مِنْ أن جادت بنفسها ل‬
‫جلّ؟> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬ ‫ع ّز وَ َ‬‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬لو أن لبن‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ع ْنهُما أن رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 23‬وعَنْ ابن عباس َر ِ‬
‫آدم واديا مِنْ ذهب أحب أن يكون له واديان‪ ،‬ولن يمل فاه إل التراب‪ ،‬ويتوب الّ عَلَى من تاب>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفّق َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يضحك الّ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 24‬وعَ ْ‬
‫سبحانه وتعالى ِإلَى رجلين يقتل أحدهما الخر يدخلن الجنة‪ :‬يقاتل هذا في سبيل الّ فيقتل‪ ،‬ثم‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫علَى القاتل فيسلم فيستشهد> مُتّفّق َ‬ ‫يتوب الّ َ‬
‫*‪ - 3 *2‬باب الصبر‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)200‬يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)155‬ولنبلونكم بشيء مِنْ الخوف والجوع ونقص مِنْ الموال والنفس‬
‫والثمرات‪ ،‬وبشر الصابرين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الزمر ‪{ :)10‬إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الشورى ‪{ :)43‬ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم المور}‪.‬‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)153‬استعينوا بالصبر والصلة إن الّ مع الصابرين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (محمد ‪{ :)31‬ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين ِمنْكم والصابرين}‪.‬‬
‫واليات في المر بالصبر وبيان فضله كثيرة معروفة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن أبي مالك الحارث بن عاصم الشعري َر ِ‬ ‫‪ - 25‬وعَ ْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬الطهور شطر اليمان‪ ،‬والحمد ل تمل الميزان‪ ،‬وسبحان الّ والحمد ل تملن أو‬ ‫َ‬
‫تمل ما بين السماوات والرض‪ ،‬الصلة نور‪ ،‬والصدقة برهان‪ ،‬والصبر ضياء‪ ،‬والقرآن حجة لك‬
‫أو عليك‪ ،‬كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن ناسا مِنْ النصار سألوا‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رَ ِ‬ ‫‪ - 26‬وعَ ْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فأعطاهم‪ ،‬ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده‪ ،‬فقال لهم حين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫عنْكم‪ ،‬ومن يستعفف يعفه الّ‪ ،‬ومن‬ ‫ن خير فلن أدخره َ‬ ‫أنفق كل شيء بيده‪< :‬ما يكن عندي مِ ْ‬
‫يستغن يغنه الّ‪ ،‬ومن يتصبر يصبره الّ‪ ،‬وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع مِنْ الصبر> ُمتّفّق‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪:‬‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ن أبي يحيى صهيب بن سنان َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 27‬وعَ ْ‬
‫<عجبا لمر المؤمن! إن أمره كله له خير وليس ذلك لحد إل للمؤمِنْ‪ :‬إن أصابته سراء شكر‬
‫فكان خيرا له‪ ،‬وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال لما ثقل النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم جعل يتغشاه الكرب‪ .‬فقالت‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 28‬وعَنْ أنس َر ِ‬
‫عنْها‪ :‬واكرب أبتاه! فقال‪< :‬ليس عَلَى أبيك كرب بعد اليوم> فلما مات قالت‪ :‬يا‬ ‫فاطمة َرضِيَ الُّ َ‬
‫أبتاه أجاب رباً دعاه‪ ،‬يا أبتاه جنة الفردوس مأواه‪ ،‬يا أبتاه إِلَى جبريل ننعاه‪ .‬فلما دفن قالت‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم التراب؟!‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْها‪ :‬أطابت أنفسكم أن تحثوا عَلَى َرسُول ا ِ‬ ‫فاطمة َرضِيَ الُّ َ‬
‫َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم وحبه وابن‬ ‫ن أبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة مولى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 29‬وعَ ْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم إن ابني قد احتضر فاشهدنا‪.‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما قال‪ :‬أرسلت بنت النبي َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫حبه َر ِ‬
‫فأرسل يقرئ السلم ويقول‪< :‬إن ل ما أخذ‪ ،‬وله ما أعطى‪ ،‬وكل شيء عنده بأجل مسمى‪،‬‬
‫فلتصبر ولتحتسب> فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها‪ ،‬فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُم‪ ،‬فرفع ِإلَى َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ َ‬‫وأبي ابن كعب وزيد بن ثابت ورجال َر ِ‬
‫الصبي‪ ،‬فأقعده في حجره ونفسه تقعقع ففاضت عيناه‪ .‬فقال سعد‪ :‬يا َرسُول الِّ ما هذا؟ فقال‪:‬‬
‫ل تعالى في قلوب عباده‪ .‬وفي رواية‪ :‬في قلوب من شاء مِنْ عباده‪ ،‬وإنما‬ ‫<هذه رحمة جعلها ا ّ‬
‫ل مِنْ عباده الرحماء> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫يرحم ا ّ‬
‫ومعنى <تقعقع> ‪ :‬تتحرك وتضطرب‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪ :‬كان ملك فيمن كان‬‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫ن صهيب َر ِ‬ ‫‪ - 30‬وعَ ْ‬
‫قبلكم وكان له ساحر‪ ،‬فلما كبر قال للملك‪ :‬إني قد كبرت فابعث إلي غلما أعلمه السحر‪ .‬فبعث‬
‫إليه غلما يعلمه‪ ،‬وكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلمه فأعجبه‪ ،‬وكان إذا أتى‬
‫الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إِلَى الراهب فقال‪ :‬إذا خشيت‬
‫الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر‪ .‬فبينما هو عَلَى ذلك إذ أتى عَلَى‬
‫دابة عظيمة قد حبست الناس‪ .‬فقال‪ :‬اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا‬
‫فقال‪ :‬اللّهم إن كان أمر الراهب أحب إليك مِنْ أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس‪.‬‬
‫فرماها فقتلها ومضى الناس‪ .‬فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب‪ :‬أي نبي أنت اليوم أفضل مِني‬
‫قد بلغ مِنْ أمرك ما أرى! وإنك ستبتلى فإن ابتليت فل تدل علي‪ .‬وكان الغلم يبرئ الكمه‬
‫ن سائر الدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة‬ ‫والبرص ويداوي الناس مِ ْ‬
‫فقال‪ :‬ما ها هنالك أجمع إن أنت شفيتني‪ .‬فقال‪ :‬إني ل أشفي أحدا إنما يشفي الّ تعالى فإن آمنت‬
‫ل تعالى‪ .‬فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال‬ ‫بالّ دعوت الّ فشفاك‪ .‬فآمن بالّ فشفاه ا ّ‬
‫له الملك‪ :‬من رد عليك بصرك؟ قال‪ :‬ربي‪ .‬قال‪ :‬أولك رب غيري؟ قال‪ :‬ربي وربك الّ‪ .‬فأخذه فلم‬
‫يزل يعذبه حتى دل عَلَى الغلم‪.‬‬
‫فجيء بالغلم فقال له الملك‪ :‬أي بني قد بلغ مِنْ سحرك ما تبرئ الكمه والبرص وتفعل وتفعل!‬
‫علَى الراهب‪ .‬فجيء‬ ‫فقال‪ :‬إني ل أشفي أحدا إنما يشفي الّ تعالى‪ .‬فأخذه فلم يعذبه حتى دل َ‬
‫بالراهب فقيل له ارجع عَنْ دينك فأبى‪ ،‬فدعا بالمِنْشار فوضع ال ِمنْشار في مفرق رأسه فشقه به‬
‫عنْ دينك فأبى فوضع ال ِمنْشار في مفرق‬ ‫حتى وقع شقاه‪ .‬ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع َ‬
‫رأسه فشقه به حتى وقع شقاه‪ .‬ثم جيء بالغلم فقيل له ارجع عَنْ دينك فأبى‪ ،‬فدفعه ِإلَى نفر مِنْ‬
‫ن دينه‬ ‫عْ‬‫أصحابه فقال‪ :‬اذهبوا به إِلَى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع َ‬
‫وإل فاطرحوه‪ .‬فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال‪ :‬اللّهم اكفنيهم بما شئت‪ .‬فرجف بهم الجبل‬
‫ل تعالى‪ .‬فدفعه‬ ‫فسقطوا وجاء يمشي إِلَى الملك‪ .‬فقال له الملك‪ :‬ما فعل أصحابك؟ فقال‪ :‬كفانيهم ا ّ‬
‫ن دينه‬ ‫عْ‬‫ِإلَى نفر مِنْ أصحابه فقال‪ :‬اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر فإن رجع َ‬
‫وإل فاقذفوه‪ .‬فذهبوا به فقال‪ :‬اللّهم اكفنيهم بما شئت‪ .‬فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي‬
‫ِإلَى الملك‪ .‬فقال له الملك‪ :‬ما فعل أصحابك؟ فقال‪ :‬كفانيهم الّ تعالى‪ .‬فقال للملك‪ :‬إنك لست بقاتلي‬
‫علَى جذع ثم خذ‬ ‫حتى تفعل ما آمرك به‪ .‬قال‪ :‬ما هو؟ قال‪ :‬تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني َ‬
‫سهما مِنْ كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الّ رب الغلم ثم ارمني فإنك إذا فعلت‬
‫ذلك قتلتني‪ .‬فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه عَلَى جذع ثم أخذ سهما مِنْ كنانته ثم وضع‬
‫السهم في كبد القوس‪ ،‬ثم قال بسم الّ رب الغلم‪ ،‬ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في‬
‫ل نزل‬ ‫صدغه فمات‪ .‬فقال الناس‪ :‬آمنا برب الغلم‪ .‬فأتي الملك فقيل له‪ :‬أرأيت ما كنت تحذر قد وا ّ‬
‫بك حذرك‪ :‬قد آمن الناس‪ .‬فأمر بالخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقال من لم‬
‫ن دينه فأقحموه فيها أو قيل له اقتحم‪ .‬ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها‬ ‫يرجع عَ ْ‬
‫فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلم‪ :‬يا أمه اصبري فإنك عَلَى الحق> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫<ذروة الجبل> ‪ :‬أعله‪ ،‬هي بكسر الذال المعجمة وضمها‪.‬‬
‫و <القرقور> بضم القافين‪ :‬نوع مِنْ السفن‪.‬‬
‫و <الصعيد> هنا‪ :‬الرض البارزة‪.‬‬
‫و <الخدود> ‪ :‬الشقوق في الرض كالنهر الصغير‪.‬‬
‫و <أضرم> ‪ :‬أوقد‪.‬‬
‫و <انكفأت> ‪ :‬أي انقلبت‪.‬‬
‫و <تقاعست> ‪ :‬توقفت وجبنت‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬مر النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عَلَى امرأة تبكي عند قبر‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 31‬وعَنْ أنس َر ِ‬
‫فقال‪< :‬اتقي الّ واصبري> فقالت‪ :‬إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي‪ .‬ولم تعرفه‪ ،‬فقيل لها إنه‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ .‬فأتت باب النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فلم تجد عنده بوابين فقال‪ :‬لم‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫أعرفك! فقال‪< :‬إنما الصبر عند الصدمة الولى> مُتّفّق َ‬
‫علَى صبي لها> ‪.‬‬ ‫وفي رواية لمسلم‪< :‬تبكي َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يقول الّ تعالى‪:‬‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ‬‫‪ - 32‬وعَ ْ‬
‫ما لعبدي المؤمِنْ عندي جزاء إذا قبضت صفيه مِنْ أهل الدنيا ثم احتسبه إل الجنة> َروَاهُ‬
‫ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عَنْ الطاعون؟‬ ‫عنْها أنها سألت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 33‬وعَنْ عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫علَى من يشاء فجعله الّ تعالى رحمة للمؤمنين‪ ،‬فليس‬ ‫فأخبرها أنه كان عذابا يبعثه الّ تعالى َ‬
‫مِنْ عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا‪ ،‬يعلم أنه ل يصيبه إل ما كتب الّ له إل‬
‫كان له مثل أجر الشهيد> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عزّ‬‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إن الّ َ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 34‬وعَنْ أنس َر ِ‬
‫جلّ قال‪ :‬إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته ِمنْهما الجنة> يريد عينيه‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫وَ َ‬
‫ع ْنهُ‪ :‬أل أريك امرأة مِنْ أهل‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 35‬وعَنْ عطاء بن أبي رباح قال‪ ،‬قال لي ابن عباس رَ ِ‬
‫الجنة؟ فقلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬هذه المرأة السوداء‪ ،‬أتت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقالت‪ :‬إني أصرع‬
‫وإني أتكشف فادع الّ تعالى لي‪ .‬قال‪< :‬إن شئت صبرت ولك الجنة‪ ،‬وإن شئت دعوت الّ تعالى‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬‫أن يعافيك> فقالت‪ :‬أصبر‪ ،‬فقالت‪ :‬إني أتكشف فادع الّ أن ل أتكشف‪ ،‬فدعا لها‪ .‬مُتّفّق َ‬
‫عنْهُ قال‪ :‬كأني أنظر ِإلَى َرسُول الِّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 36‬وعَنْ أبي عبد الرحمن عبد الّ بن مسعود َر ِ‬
‫ل وسلمه عليهم ضربه قومه فأدموه وهو‬ ‫عَل ْيهِ َوسَلّم يحكي نبيا مِنْ النبياء صلوات ا ّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫ن وجهه ويقول‪< :‬اللّهم اغفر لقومي فإنهم ل يعلمون> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫يمسح الدم عَ ْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬ما‬ ‫عنْ النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما َ‬
‫ضيَ الُّ َ‬
‫ن أبي سعيد وأبي ُه َريْرَ َة َر ِ‬ ‫‪ - 37‬وعَ ْ‬
‫ن نصب ول وصب‪ ،‬ول هم ول حزن‪ ،‬ول أذى ول غم حتى الشوكة يشاكها إل‬ ‫يصيب المسلم مِ ْ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫ل بها مِنْ خطاياه> مُتّفّق َ‬ ‫كفر ا ّ‬
‫و <الوصب> ‪ :‬المرض‪.‬‬
‫علَى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم وهو يوعك‬ ‫ع ْنهُ قال دخلت َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 38‬وعَنْ ابن مسعود َر ِ‬
‫فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ إنك توعك وعكا شديدا‪ .‬قال‪< :‬أجل إني أوعك كما يوعك رجلن مِنْكم> قلت‪:‬‬
‫ن مسلم يصيبه أذى‪ :‬شوكة فما فوقها إل كفر الّ‬ ‫ذلك أن لك أجرين‪ .‬قال‪< :‬أجل ذلك كذلك‪ ،‬ما مِ ْ‬
‫عنْه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫بها سيئاته‪ ،‬وحطت َ‬
‫و <الوعك> ‪ :‬مغث الحمى‪ .‬وقيل‪ :‬الحمى‪.‬‬
‫ل به‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من يرد ا ّ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬‫ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 39‬وعَ ْ‬
‫خيرا يصب ِمنْه> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫وضبطوا <يصب> بفتح الصاد وكسرها‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل يتمنين أحدكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 40‬وعَنْ أنس َر ِ‬
‫الموت لضر أصابه‪ ،‬فإن كان ل بد فاعل فليقل‪ :‬اللّهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي‪ ،‬وتوفني إذا‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫كانت الوفاة خيرا لي> مُتّفّق َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬شكونا ِإلَى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 41‬وعَنْ أبي عبد الّ خباب بن الرت َر ِ‬
‫َوسَلّم وهو متوسد بردة له في طل الكعبة فقلنا‪ :‬أل تستنصر لنا‪ ،‬أل تدعو لنا؟ فقال‪< :‬قد كان مِنْ‬
‫علَى رأسه فيجعل‬ ‫قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمِنْشار فيوضع َ‬
‫عنْ دينه! والّ ليتمن الّ‬ ‫نصفين‪ ،‬ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك َ‬
‫ل والذئب عَلَى غنمه‬ ‫هذا المر حتى يسير الراكب مِنْ صنعاء ِإلَى حضرموت ل يخاف إل ا ّ‬
‫ولكنكم تستعجلون!> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬وهو متوسد بردة وقد لقينا مِنْ المشركين شدة> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬لما كان يوم حنين آثر َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 42‬وعَنْ ابن مسعود َر ِ‬
‫ناسا في القسمة‪ :‬فأعطى القرع بن حابس مائة مِنْ البل‪ ،‬وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك‪،‬‬
‫وأعطى ناسا مِنْ أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة‪ .‬فقال رجل‪ :‬والّ إن هذه قسمة ما‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم! فأتيته‬ ‫عدل فيها وما أريد فيها وجه الّ‪ .‬فقلت‪ :‬والّ لخبرن َرسُول ا ِ‬
‫ل ورسوله؟!‬ ‫فأخبرته بما قال فتغير وجهه حتى كان كالصرف ثم قال‪< :‬فمن يعدل إذا لم يعدل ا ّ‬
‫ثم قال‪< :‬يرحم الّ موسى قد أوذي بأكثر مِنْ هذا فصبر> فقلت‪ :‬ل جرم ل أرفع إليه بعدها‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫حديثا‪ .‬مُتّفّق َ‬
‫وقوله <كالصرف> هو بكسر الصاد المهملة‪ :‬وهو صبغ أحمر‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إذا أراد الّ بعبده‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 43‬وعَنْ أنس َر ِ‬
‫عنْه بذنبه حتى يوافى به يوم‬ ‫خيراً عجل له العقوبة في الدنيا‪ ،‬وإذا أراد الّ بعبده الشر أمسك َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬إن عظم الجزاء مع عظم البلء‪ ،‬وإن الّ تعالى إذا‬ ‫القيامة> وقال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫أحب قوما ابتلهم‪ ،‬فمن رضي فله الرضا‪ ،‬ومن سخط فله السخط> َروَاهُ ا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫َ‬
‫عنْ ُه يشتكي فخرج أبو طلحة‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬كان ابن لبي طلحة َر ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 44‬وعَنْ أنس َر ِ‬
‫فقبض الصبي‪ .‬فلما رجع أبو طلحة قال‪ :‬ما فعل ابني؟ قالت أم سليم وهي أم الصبي‪ :‬هو أسكن‬
‫ما كان‪ .‬فقربت له العشاء فتعشى ثم أصاب مِنْها‪ .‬فلما فرغ قالت‪ :‬واروا الصبي‪ .‬فلما أصبح أبو‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فأخبره فقال‪< :‬أعرستم الليلة؟> قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫طلحة أتى رَسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ‬‫<اللّهم بارك لهما> فولدت غلما فقال لي أبو طلحة‪ :‬احمله حتى تأتي به النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‬
‫َوسَلّم وبعث معه بتمرات‪ .‬فقال‪< :‬أمعه شيء؟> قال‪ :‬نعم تمرات‪ .‬فأخذها النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ن فيه فجعلها في في الصبي ثم حنكه وسماه عبد الّ‪ُ .‬متّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫َوسَلّم فمضغها ثم أخذها مِ ْ‬
‫وفي رواية للبخاري قال ابن عيينة‪ :‬فقال رجل مِنْ النصار فرأيت تسعة أولد كلهم قد قرءوا‬
‫القرآن (يعني مِنْ أولد عبد الّ المولود) ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم‪ :‬مات ابن لبي طلحة مِنْ أم سليم فقالت لهلها‪ :‬ل تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى‬
‫أكون أنا أحدثه‪ .‬فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب‪ ،‬ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل‬
‫ذلك فوقع بها‪ ،‬فلما أن رأت أنه قد شبع وأصاب ِمنْها قالت‪ :‬يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا‬
‫عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال‪ :‬ل‪ .‬فقالت‪ :‬فاحتسب ابنك‪ .‬قال فغضب‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫ثم قال‪ :‬تركتني حتى إذا تلطخت ثم أخبرتني بابني! فانطلق حتى أتى َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬بارك الّ في ليلتكما> قال فحملت‪.‬‬ ‫َوسَلّم فأخبره بما كان‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم إذا أتى المدينة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫لّ في سفر وهي معه‪ ،‬وكان َرسُول ا ِ‬ ‫قال وكان َرسُول ا ِ‬
‫ن سفر ل يطرقها طروقا فدنوا مِنْ المدينة فضربها المخاض فاحتبس عليها أبو طلحة وانطلق‬ ‫مِ ْ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ .‬قال يقول أبو طلحة‪ :‬إنك لتعلم يا رب أنه يعجبني أن أخرج مع‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم إذا خرج وأدخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى‪ .‬تقول أم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫َرسُول ا ِ‬
‫سليم‪ :‬يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد‪ ،‬انطلق‪ .‬فاطلقنا [لعله‪ :‬فانطلقنا] وضربها المخاض حين‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫علَى َرسُول ا ِ‬ ‫قدما فولدت غلما‪ .‬فقالت لي أمي‪ :‬يا أنس ل يرضعه أحد حتى تغدو به َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪ .‬وذكر تمام‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬فلما أصبح احتملته فانطلقت به ِإلَى َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫الحديث‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ليس الشديد‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ‬‫‪ - 45‬وعَ ْ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫بالصرعة‪ ،‬إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب> مُتّفّق َ‬
‫و <الصرعة> بضم الصاد وفتح الراء وأصله عند العرب‪ :‬من يصرع الناس كثيرا‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬كنت جالسا مع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‬ ‫‪ - 46‬وعَنْ سليمان بن صرد َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪:‬‬ ‫ورجلن يستبان وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال َرسُول ا ِ‬
‫عنْه ما‬ ‫ل مِنْ الشيطان الرجيم ذهب َ‬ ‫عنْه ما يجد‪ ،‬لو قال أعوذ با ّ‬ ‫<إني لعلم كلمة لو قالها لذهب َ‬
‫ل مِنْ الشيطان الرجيم‪ُ .‬متّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم قال تعوذ با ّ‬ ‫يجد> فقالوا له إن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من كظم غيظا وهو‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن معاذ بن جبل َر ِ‬ ‫‪ - 47‬وعَ ْ‬
‫ل سبحانه عَلَى رؤوس الخلئق يوم القيامة حتى يخيره مِنْ الحور‬ ‫قادر عَلَى أن ينفذه دعاه ا ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫العين ما شاء> َروَاهُ أبو داود وا ْل ّترْمِ ِذ ّ‬
‫ع ْنهُ أن رجل قال للنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أوصني‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ‬‫‪ - 48‬وعَ ْ‬
‫<ل تغضب> فردد مرارا‪ ،‬قال‪< :‬ل تغضب> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ما يزال البلء‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫ن أبي ُه َريْرَ َة َرضِيَ الُّ َ‬‫‪ - 49‬وعَ ْ‬
‫ل تعالى وما عليه خطيئة> َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذيّ‬ ‫بالمؤمِن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى ا ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫سٌ‬ ‫ح َ‬
‫حدِيثٌ َ‬‫وَقَالَ َ‬
‫عنْهماُ قال‪ :‬قدم عيينة بن حصن فنزل عَلَى ابن أخيه الحر بن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 50‬وعَنْ ابن عباس َر ِ‬
‫ضيَ‬ ‫ع ْنهُ‪ ،‬وكان القراء أصحاب مجلس عمر َر ِ‬ ‫قيس‪ ،‬وكان مِنْ النفر الذين يدنيهم عمر َرضِيَ الُّ َ‬
‫ع ْنهُ ومشاورته كهول كانوا أو شبانا‪ .‬فقال عيينه لبن أخيه‪ :‬يا ابن أخي لك وجه عند هذا‬ ‫الُّ َ‬
‫المير فاستأذن لي عليه‪ .‬فاستأذن فأذن له عمر‪ .‬فلما دخل قال‪ :‬هي يا ابن الخطاب! فوالّ ما‬
‫عنْهُ حتى هم أن يوقع به‪ .‬فقال له‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫تعطينا الجزل‪ ،‬ول تحكم فينا بالعدل‪ .‬فغضب عمر رَ ِ‬
‫الحر‪ :‬يا أمير المؤمنين إن الّ تعالى قال لنبيه صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم (العراف ‪{ :)198‬خذ العفو‪،‬‬
‫عنْ الجاهلين} وإن هذا مِنْ الجاهلين‪ .‬والّ ما جاوزها عمر حين تلها‪،‬‬ ‫وأمر بالعرف‪ ،‬وأعرض َ‬
‫وكان وقافا عند كتاب الّ تعالى‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إنها ستكون‬‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 51‬وعَنْ ابن مسعود َر ِ‬
‫بعدي أثرة وأمور تنكرونها!> قالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ فما تأمرنا؟ قال‪< :‬تؤدون الحق الذي عليكم‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫وتسألون الّ الذي لكم> مُتّفّق َ‬
‫و <الثرة> ‪ :‬النفراد بالشيء عمن له فيه حق‪.‬‬
‫عنْهُ أن رجل مِنْ النصار قال‪ :‬يا َرسُول الِّ أل‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن أبي يحيى أسيد بن حضير َر ِ‬ ‫‪ - 52‬وعَ ْ‬
‫تستعملني كما استعملت فلنا؟ فقال‪< :‬إنكم ستلقون بعدي أثرة‪ ،‬فاصبروا حتى تلقوني عَلَى‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫الحوض> ُمتّفّق َ‬
‫و <أسيد> بضم الهمزة‬
‫و <حضير> بحاء مهملة مضمومة وضاد معجمة مفتوحة‪ ،‬والّ أعلم‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫عنْهماُ أن َرسُول ا ِ‬
‫‪ - 53‬وعَنْ أبي إبراهيم عبد الّ بن أبي أوفى َرضِيَ الُّ َ‬
‫في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال‪< :‬يا أيها الناس‬
‫ل تتمنوا لقاء العدو واسألوا الّ العافية‪ ،‬فإذا لقيتموهم فاصبروا‪ ،‬واعلموا أن الجنة تحت ظلل‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬اللّهم منزل الكتاب‪ ،‬ومجري السحاب‪ ،‬وهازم‬ ‫السيوف> ثم قال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫الحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪ ،‬وبالّ التوفيق‪.‬‬
‫*‪ - 4 *2‬باب الصدق‬
‫ل تعالى (التوبة ‪{ :)119‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا الّ‪ ،‬وكونوا مع الصادقين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الحزاب ‪{ :)35‬والصادقين والصادقات}‪.‬‬
‫وقال تعالى (محمد ‪{ :)21‬فلو صدقوا الّ لكان خيرا لهم}‪.‬‬
‫وأما الحاديث‪:‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن الصدق‬ ‫ع ْنهُ عَنْ النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْ ابن مسعود َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 54‬فالول َ‬
‫يهدي ِإلَى البر وإن البر يهدي إِلَى الجنة؛ وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الّ صديقا‪ ،‬وإن‬
‫الكذب يهدي إِلَى الفجور وإن الفجور يهدي إِلَى النار؛ وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الّ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫كذابا> ُمتّفّق َ‬
‫ن َرسُول‬ ‫عنْهُما قال حفظت مِ ْ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 55‬الثاني عَنْ أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬دع ما يريبك إِلَى ما ل يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة>‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫قوله‪< :‬يريبك> بفتح الياء وضمها‪ .‬ومعناه‪ :‬اترك ما تشك في حله واعدل ِإلَى ما ل تشك فيه‪.‬‬
‫عنْهُ في حديثه الطويل في قصة هرقل قال‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫عنْ أبي سفيان صخر بن حرب َر ِ‬ ‫‪ - 56‬الثالث َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم) قال أبو سفيان‪ :‬قلت يقول <اعبدوا الّ‬ ‫هرقل‪ :‬فماذا يأمركم (يعني النبي صَلّى الُّ َ‬
‫وحده ل تشركوا به شيئا‪ ،‬واتركوا ما يقول آباؤكم‪ ،‬ويأمرنا بالصلة والصدق والعفاف والصلة>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفّق َ‬
‫ضيَ الُّ‬ ‫عنْ أبي ثابت‪ .‬وقيل أبي سعيد‪ .‬وقيل أبي الوليد سهل بن حنيف وهو بدري َر ِ‬ ‫‪ - 57‬الرابع َ‬
‫ل منازل‬ ‫ل تعالى الشهادة بصدق بلغه ا ّ‬ ‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من سأل ا ّ‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫َ‬
‫الشهداء وإن مات عَلَى فراشه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬غزا‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬‫ضيَ الُّ َ‬
‫عنْ أبي ُه َر ْيرَةَ َر ِ‬ ‫‪ - 58‬الخامس َ‬
‫نبي مِنْ النبياء صلوات الّ وسلمه عليهم فقال لقومه‪ :‬ل يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو‬
‫يريد أن يبني بها ولما يبن بها‪ ،‬ول أحد بنى بيوتا لم يرفع شقوفها‪ ،‬ول أحد اشترى غنما أو‬
‫خلفات وهو ينتظر أولدها‪ .‬فغزا فدنا مِنْ القرية صلة العصر أو قريبا مِنْ ذلك فقال للشمس‪ :‬إنك‬
‫مأمورة وأنا مأمور اللّهم احبسها علينا‪ .‬فحبست حتى فتح الّ عليه فجمع الغنائم فجاءت (يعني‬
‫النار) لتأكلها فلم تطعمها فقال‪ :‬إن فيكم غلول فليبايعني مِنْ كل قبيلة رجل‪ ،‬فلزقت يد رجل بيده‬
‫فقال‪ :‬فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك‪ ،‬فلزقت يد رجلين أو ثلثة بيده فقال‪ :‬فيكم الغلول‪ .‬فجاءوا‬
‫برأس مثل رأس بقرة مِنْ الذهب فوضعها فجاءت النار فأكلتها‪ .‬فلم تحل الغنائم لحد قبلنا‪ ،‬ثم‬
‫أحل الّ لنا الغنائم‪ ،‬لما رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫و <الخلفات> بفتح الخاء المعجمة وكسر اللم‪ :‬جمع خلفة وهي الناقة الحامل‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫عنْ أبي خالد حكيم بن حزام َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 59‬السادس َ‬
‫َوسَلّم‪< :‬البيعان بالخيار ما لم يتفرقا‪ ،‬فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما‪ ،‬وإن كتما وكذبا‬
‫محقت بركة بيعهما> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 5 *2‬باب المراقبة‬
‫ل تعالى (الشعراء ‪{ :)220 ،219‬الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين}‪.‬‬ ‫@قَالَ ا ّ‬
‫وقَا َل تعالى (الحديد ‪{ :)4‬وهو معكم أينما كنتم}‪.‬‬
‫وقَا َل تعالى (آل عمران ‪{ :)6‬إن الّ ل يخفى عليه شيء في الرض ول في السماء}‪.‬‬
‫وقَا َل تعالى (الفجر ‪{ :)14‬إن ربك لبالمرصاد}‪.‬‬
‫وقَا َل تعالى (غافر ‪{ :)19‬يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور}‪.‬‬
‫واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫ع ْنهُ قَالَ‪ :‬بينما نحن عند َرسُول الِّ‬ ‫‪ - 60‬وأما الحاديث فالول عَنْ عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ل يرى‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فأسند ركبتيه ِإلَى‬ ‫عليه أثر السفر ول يعرفه منا أحد حتى جلس ِإلَى النبي صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫عنْ السلم؟ فقَالَ َرسُول ا ِ‬ ‫علَى فخذيه وقَالَ‪ :‬يا محمد أخبرني َ‬ ‫ركبتيه ووضع كفيه َ‬
‫ل وأن محمدا َرسُول الِّ‪ ،‬وتقيم الصلة‪ ،‬وتؤتي‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬السلم أن تشهد أن ل إله إل ا ّ‬ ‫َ‬
‫الزكاة‪ ،‬وتصوم رمضان‪ ،‬وتحج البيت إن استطعت إليه سبيل> قَالَ صدقت‪ .‬فعجبنا له يسأله‬
‫ل وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر؛‬ ‫ويصدقه! قَالَ‪ :‬فأخبرني عَنْ اليمان؟ قَالَ‪< :‬أن تؤمن با ّ‬
‫وتؤمن بالقدر خيره وشره> قَالَ صدقت‪ .‬قَالَ‪ :‬فأخبرني عَنْ الحسان؟ قَالَ‪< :‬أن تعبد الّ كأنك‬
‫عنْها بأعلم مِنْ‬ ‫تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك> قَالَ‪ :‬فأخبرني عَنْ الساعة؟ قَالَ‪< :‬ما المسئول َ‬
‫عنْ أماراتها؟ قَالَ‪< :‬أن تلد المة ربتها‪ ،‬وأن ترى الحفاة العراة العالة‬ ‫السائل> قَالَ‪ :‬فأخبرني َ‬
‫رعاء الشاء يتطاولون في البنيان!> ثم انطلق فلبثت مليا ثم قَالَ‪< :‬يا عمر أتدري مِنْ السائل؟>‬
‫ل ورسوله أعلم‪ .‬قَالَ‪< :‬فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬ا ّ‬
‫ومعنى <تلد المة ربتها> ‪ :‬أي سيدتها‪ .‬ومعناه‪ :‬أن تكثر السراري حتى تلد المة السرية بنتا‬
‫لسيدها وبنت السيد في معنى السيد‪ .‬وقيل غير ذلك‪.‬‬
‫و <العالة> ‪ :‬الفقراء‪.‬‬
‫وقوله <مليا> أي زمانا طويل‪ ،‬وكان ذلك ثلثا‪.‬‬
‫ع ْنهُما عَ ْ‬
‫ن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 61‬الثاني عَنْ أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل َر ِ‬
‫ل حيثما كنت‪ ،‬وأتبع السيئة الحسنة تمحها‪ ،‬وخالق‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم قَالَ‪< :‬اتق ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫الناس بخلق حسن> َروَاهُ ا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫عنْ ابن عباس َرسُول الِّ قَالَ‪ :‬كنت خلف النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يوما فقَالَ‪< :‬يا‬ ‫‪ - 62‬الثالث َ‬
‫غلم إني أعلمك كلمات‪ :‬احفظ الّ يحفظك‪ ،‬احفظ الّ تجده تجاهك‪ ،‬إذا سألت فسأل الّ‪ ،‬وإذا‬
‫علَى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل بشيء قد‬ ‫ن بالّ‪ ،‬واعلم أن المة لو اجتمعت َ‬ ‫استعنت فاستعَ ْ‬
‫كتبه الّ لك‪ ،‬وإن اجتمعوا عَلَى أن يضروك بشيء لم يضروك إل بشيء قد كتبه الّ عليك‪ ،‬رفعت‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫القلم وجفت الصحف> َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذ ّ‬
‫ل تجده أمامك‪ ،‬تعرف إِلَى الّ في الرخاء يعرفك في الشدة‪،‬‬ ‫وفي رواية غير الترمذي‪< :‬احفظ ا ّ‬
‫واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك‪ ،‬وما أصابك لم يكن ليخطئك‪ ،‬واعلم أن النصر مع الصبر‪،‬‬
‫وأن الفرج مع الكرب‪ ،‬وأن مع العسر يسرا> ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قَالَ‪ :‬إنكم لتعملون أعمال هي أدق في أعينكم مِنْ الشعر كنا‬ ‫عنْ أنس َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 63‬الرابع َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم مِنْ الموبقات> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‬ ‫نعدها عَلَى عهد َرسُول ا ِ‬
‫وقَا َل <الموبقات> ‪ :‬المهلكات‪.‬‬
‫عنْ النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قَالَ‪< :‬إن الّ تعالى‬ ‫عنْهُ َ‬
‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 64‬الخامس عن أبي ُه َر ْيرَةَ َر ِ‬
‫ل عليه> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫يغار‪ ،‬وغيرة الّ أن يأتي المرء ما حرم ا ّ‬
‫و <الغيرة> بفتح الغين وأصلها النفة‪.‬‬
‫عنْهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫عنْ أبي ُه َر ْيرَةَ َر ِ‬ ‫‪ - 65‬السادس َ‬
‫ن بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى أراد الّ أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا‪ .‬فأتى البرص‬ ‫ثلثة مِ ْ‬
‫فقَالَ‪ :‬أي شيء أحب إليك؟ قَالَ‪ :‬لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس‪.‬‬
‫عنْه قذره وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا‪ .‬قال‪ :‬فأي المال أحب إليك؟ قَالَ‪ :‬البل أو‬ ‫فمسحه فذهب َ‬
‫قَالَ البقر‪( .‬شك الراوي) فأعطي ناقة عشراء فقَالَ بارك الّ لك فيها‪.‬‬
‫فأتى القرع فقَالَ‪ :‬أي شيء أحب إليك؟ قَالَ‪ :‬شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس‪.‬‬
‫عنْه وأعطي شعرا حسنا‪ .‬قَالَ‪ :‬فأي المال أحب إليك؟ قَالَ‪ :‬البقر فأعطي بقرة حامل‬ ‫فمسحه فذهب َ‬
‫قَالَ بارك الّ لك فيها‪.‬‬
‫فأتى العمى فقَالَ‪ :‬أي شيء أحب إليك؟ قَالَ‪ :‬أن يرد الّ إلي بصري فأبصر الناس‪ .‬فمسحه فرد‬
‫الّ إليه بصره‪ .‬قَالَ‪ :‬فأي المال أحب إليك؟ قَالَ‪ :‬الغنم‪ .‬فأعطي شاة والدا‪ .‬فأنتج هذان وولد هذا‪،‬‬
‫فكان لهذا واد مِنْ البل ولهذا واد مِنْ البقر ولهذا واد مِنْ الغنم‪ .‬ثم إنه أتى البرص في صورته‬
‫وهيئته فقَالَ‪ :‬رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فل بلغ لي اليوم إل بالّ ثم بك‬
‫أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ به في سفري‪ .‬فقَالَ‪ :‬الحقوق‬
‫كثيرة‪ .‬فقَالَ‪ :‬كأني أعرفك‪ :‬ألم تكن أبرص يقذرك الناس‪ ،‬فقيرا فأعطاك الّ؟ فقَالَ‪ :‬إنما ورثت‬
‫هذا المال كابرا عَنْ كابر‪ .‬فقَالَ‪ :‬إن كنت كاذبا فصيرك الّ ِإلَى ما كنت‪ .‬وأتى القرع في صورته‬
‫وهيئته فقَالَ له مثل ما قَالَ لهذا ورد عليه مثل ما رد هذا‪ .‬فقَالَ‪ :‬إن كنت كاذبا فصيرك الّ ِإلَى ما‬
‫كنت‪.‬‬
‫وأتى العمى في صورته وهيئته فقَالَ‪ :‬رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري‬
‫فل بلغ لي اليوم إل بالّ ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري‪ .‬فقَالَ‪ :‬قد‬
‫كنت أعمى فرد الّ إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالّ ل أجهدك اليوم بشيء أخذته ل‬
‫علَى صاحبيك> ُمتّفّق عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫عنْك وسخط َ‬ ‫جلّ‪ .‬فقَالَ‪ :‬أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي َ‬ ‫ع ّز وَ َ‬ ‫َ‬
‫و <الناقة العشراء> بضم العين وفتح الشين وبالمد وهي‪ :‬الحامل‪.‬‬
‫قوله <أنتج> وفي رواية <فنتج> معناه‪ :‬تولى نتاجها‪ .‬والناتج للناقة كالقابلة للمرأة‪.‬‬
‫وقوله <ولد هذا> هو بتشديد اللم‪ :‬أي‪ :‬تولى ولدتها‪ .‬وهو بمعنى أنتج في الناقة‪ .‬فالمولد‬
‫والناتج والقابلة بمعنى لكن هذا للحيوان وذاك لغيره‪.‬‬
‫قوله <انقطعت بي الحبال> هو بالحاء المهملة والباء الموحدة‪ :‬أي السباب‪.‬‬
‫ن مالي‪ .‬وفي رواية‬ ‫وقوله <ل أجهدك> معناه‪ :‬ل أشق عليك في رد شيء تأخذه أو تطلبه مِ ْ‬
‫البخاري <ل أحمدك> بالحاء المهملة والميم ومعناه‪ :‬ل أحمدك بترك شيء تحتاج إليه‪ ،‬كما‬
‫علَى طول الحياة ندم‪ :‬أي عَلَى فوات طولها‪.‬‬ ‫قَالَوا‪ :‬ليس َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قَالَ‪:‬‬
‫ع ْنهُ عَنْ النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْ أبي يعلى شداد بن أوس َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 66‬السابع َ‬
‫<الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت‪ ،‬والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى عَلَى الّ!>‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذ ّ‬
‫قَالَ الترمذي وغيره مِنْ العلماء‪ :‬معنى <دان نفسه> ‪ :‬حاسبها‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من حسن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن أبي ُه َريْرَ َة َر ِ‬
‫‪ - 67‬الثامن عَ ْ‬
‫إسلم المرء تركه ما ل يعنيه> حديث حسن رواه الترمذي وغيره‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قَالَ‪< :‬ل يسأل الرجل فيم‬ ‫ن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫عْ‬
‫ع ْنهُ َ‬
‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ن عمر رَ ِ‬ ‫عْ‬‫‪ - 68‬التاسع َ‬
‫ضرب امرأته> رواه أبو داود وغيره‪.‬‬
‫*‪ - 6 *2‬باب التقوى‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)102‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا الّ حق تقاته}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (التغابن ‪{ :)16‬فاتقوا الّ ما استطعتم}‪.‬‬
‫وهذه الية مبينة للمراد من الولى‪.‬‬
‫وقال الّ تعالى (الحزاب ‪{ :)70‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا الّ‪ ،‬وقولوا قول سديدا}‪.‬‬
‫واليات في المر بالتقوى كثيرة معروفة‪.‬‬
‫وقال تعالى (الطلق ‪{ :)3 ،2‬ومن يتق الّ يجعل له مخرجا‪ ،‬ويرزقه من حيث ل يحتسب}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النفال ‪{ :)29‬إن تتقوا الّ يجعل لكم فرقانا‪ ،‬ويكفر عنكم سيئاتكم‪ .‬ويغفر لكم‪ ،‬وال‬
‫ذو الفضل العظيم}‪.‬‬
‫واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال قيل‪ :‬يا َرسُول الِّ من أكرم‬ ‫‪ - 69‬وأما الحاديث‪ :‬فالول عن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل بن نبي الّ بن نبي‬ ‫الناس؟ قال‪< :‬أتقاهم> فقالوا‪ :‬ليس عن هذا نسألك‪ .‬قال‪< :‬فيوسف نبي ا ّ‬
‫الّ بن خليل الّ> قالوا‪ :‬ليس عن هذا نسألك‪ .‬قال‪< :‬فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في‬
‫الجاهلية خيارهم في السلم إذا فقهوا> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫و <فقهوا> بضم القاف على المشهور وحكي كسرها‪ :‬أي علموا أحكام الشرع‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 70‬الثاني عن أبي سعيد الخدري رَ ِ‬
‫ل مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون‪ ،‬فاتقوا الدنيا‪ ،‬واتقوا النساء‬ ‫الدنيا حلوة خضرة‪ ،‬وإن ا ّ‬
‫فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم كان يقول‪< :‬اللهم إني‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 71‬الثالث عن ابن مسعود َرضِيَ الُّ َ‬
‫أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 72‬الرابع عن أبي طريف عدي بن حاتم الطائي رَ ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من حلف على يمين ثم رأى أتقى ل منها فليأت التقوى> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ع ْنهُ قال سمعت رَسُول الِّ‬ ‫‪ - 73‬الخامس عن أبي أمامة صدي بن عجلن الباهلي َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل وصلوا خمسكم‪ ،‬وصوموا‬ ‫عَل ْيهِ َوسَلّم يخطب في حجة الوداع فقال‪< :‬اتقوا ا ّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫شهركم‪ ،‬وأدوا زكاة أموالكم‪ ،‬وأطيعوا أمراءكم‪ ،‬تدخلوا جنة ربكم> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ في آخر كتاب‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫سٌ‬‫ح َ‬‫حدِيثُ َ‬
‫الصلة وَقَالَ َ‬
‫*‪ - 7 *2‬باب اليقين والتوكل‬
‫ل ورسوله‬ ‫ل تعالى (الحزاب ‪{ :)22‬ولما رأى المؤمنون الحزاب قالوا هذا ما وعدنا ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ل ورسوله‪ ،‬وما زادهم إل إيمانا وتسليما}‪.‬‬ ‫وصدق ا ّ‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)174 ،173‬الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم‪،‬‬
‫ل وفضل لم يمسسهم سوء‪،‬‬ ‫فزادهم إيمانا‪ ،‬وقالوا‪ :‬حسبنا الّ ونعم الوكيل‪ .‬فانقلبوا بنعمة من ا ّ‬
‫واتبعوا رضوان الّ‪ ،‬وال ذو فضل عظيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الفرقان ‪{ :)58‬وتوكل على الحي الذي ل يموت}‪.‬‬
‫وقال تعالى (إبراهيم ‪{ :)11‬وعلى الّ فليتوكل المؤمنون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)159‬فإذا عزمت فتوكل على الّ}‪.‬‬
‫واليات في المر بالتوكل كثيرة معلومة‪.‬‬
‫ل فهو حسبه}‪ :‬أي كافيه‪.‬‬ ‫وقال تعالى (الطلق ‪{ :)3‬ومن يتوكل على ا ّ‬
‫وقال تعالى (النفال ‪{ :)2‬إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الّ وجلت قلوبهم‪ ،‬وإذا تليت عليهم آياته‬
‫زادتهم إيمانا‪ ،‬وعلى ربهم يتوكلون}‪.‬‬
‫واليات في فضل التوكل كثيرة معروفة‪.‬‬
‫وأما الحاديث‪:‬‬
‫عَليْ ِه وعلى آله َوسَلّم‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 74‬فالول عن ابن عباس َرضِيَ الُّ َ‬
‫<عرضت على المم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلن والنبي ليس معه‬
‫أحد‪ ،‬إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي‪ ،‬فقيل لي‪ :‬هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى‬
‫الفق‪ .‬فنظرت فإذا سواد عظيم‪ ،‬فقيل لي‪ :‬انظر إلى الفق الخر فإذا سواد عظيم‪ ،‬فقيل لي‪ :‬هذه‬
‫أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ول عذاب‪ .‬ثم نهض فدخل منزله فخاض‬
‫الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ول عذاب‪ .‬فقال بعضهم‪ :‬فلعلهم الذين صحبوا‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬فلعلهم الذين ولدوا في السلم فلم يشركوا بال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال‪< :‬ما الذي تخوضون‬ ‫شيئاً‪ ،‬وذكروا أشياء فخرج عليهم َرسُول ا ِ‬
‫فيه؟> فأخبروه فقال‪< :‬هم الذين ل يرقون ول يسترقون ول يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون>‬
‫فقام عكاشة بن محصن فقال‪ :‬ادع الّ أن يجعلني منهم‪ .‬فقال‪< :‬أنت منهم> ثم قام رجل آخر‬
‫فقال‪ :‬ادع الّ أن يجعلني منهم‪ .‬فقال‪< :‬سبقك بها عكاشة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<الرهيط> بضم الراء‪ :‬تصغير رهط‪ :‬وهم دون العشرة أنفس‪.‬‬
‫و <الفق> ‪ :‬الناحية والجانب‪.‬‬
‫و <عكاشة> بضم العين وتشديد الكاف وبتخفيفها والتشديد أفصح‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم كان يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 75‬الثاني عن ابن عباس أيضا َر ِ‬
‫<اللهم لك أسلمت‪ ،‬بك آمنت‪ ،‬وعليك توكلت‪ ،‬وإليك أنبت‪ ،‬وبك خاصمت‪ ،‬اللهم أعوذ بعزتك ل إله‬
‫إل أنت أن تضلني‪ ،‬أنت الحي الذي ل تموت والجن النس يموتون> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪ .‬وهذا لفظ مسلم‬
‫واختصره البخاري‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ < :‬حسبنا الّ ونعم الوكيل قالها إبراهيم‬ ‫‪ - 76‬الثالث عن ابن عباس أيضا َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم حين قالوا‪ :‬إن الناس قد‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫عليه السلم حين ألقي في النار‪ ،‬وقالها محمد َ‬
‫جمعوا لكم فاخشوهم‪ ،‬فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الّ ونعم الوكيل> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ع ْنهُما قال‪< :‬كان آخر قول إبراهيم صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫وفي رواية له عن ابن عباس َر ِ‬
‫حين ألقي في النار <حسبي الّ ونعم الوكيل> ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬يدخل الجنة‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 77‬الرابع عن أبي هريرة رَ ِ‬
‫أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫قيل معناه‪ :‬متوكلون‪ .‬وقيل‪ :‬قلوبهم رقيقة‪.‬‬
‫ع ْنهُ أنه غزا مع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قبل نجد فلما قفل‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 78‬الخامس عن جابر رَ ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه‪ ،‬فنزل َرسُول الِّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عَل ْيهِ َوسَلّم وتفرق الناس يستظلون بالشجر‪ ،‬ونزل َرسُول ا ِ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يدعونا وإذا عنده‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫تحت سمرة فعلق بها سيفه‪ ،‬ونمنا نومة فإذا َرسُول ا ِ‬
‫أعرابي فقال‪< :‬إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا قال‪ :‬من يمنعك‬
‫مني؟ قلت‪ :‬الّ ثلثا> ولم يعاقبه وجلس‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة‬ ‫وفي رواية قال جابر‪ :‬كنا مع َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪ ،‬فجاء رجل من المشركين وسيف َرسُول الِّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ظليلة تركناها ل َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم معلق بالشجرة فاخترطه فقال‪ :‬تخافني؟ قال <ل> فقال‪ :‬فمن يمنعك مني؟‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫قال <الّ> وفي رواية أبي بكر السماعيلي في صحيحه فقال‪ :‬من يمنعك مني؟ قال <الّ> فسقط‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم السيف فقال‪< :‬من يمنعك مني؟> فقال‪ :‬كن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫السيف من يده فأخذ َرسُول ا ِ‬
‫ل وأني رسول الّ؟> قال‪ :‬ل ولكني أعاهدك أن ل أقاتلك‬ ‫خير آخذ‪ .‬فقال‪< :‬تشهد أن ل إله إل ا ّ‬
‫ول أكون مع قوم يقاتلونك‪ .‬فخلى سبيله‪ ،‬فأتى أصحابه فقال‪ :‬جئتكم من عند خير الناس‪.‬‬
‫قوله <قفل> ‪ :‬أي رجع‪.‬‬
‫و <العضاه> ‪ :‬الشجر الذي له شوك‪.‬‬
‫و <السمرة> بفتح السين وضم الميم‪ :‬الشجرة من الطلح وهي العظام من شجر العضاه‪.‬‬
‫و <اخترط السيف> أي سله وهو في يده‪.‬‬
‫<صلتا> ‪ :‬أي مسلول‪ .‬وهو بفتح الصاد وضمها‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬لو‬ ‫عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 79‬السادس عن عمر َر ِ‬
‫أنكم تتوكلون على الّ حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير‪ :‬تغدو خماصا وتروح بطانا> َروَاهُ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫ال ّت ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثُ َ‬
‫معناه‪ :‬تذهب أول النهار <خماصا> ‪ :‬أي ضامرة البطون من الجوع‪.‬‬
‫ترجع آخر النهار <بطانا> ‪ :‬أي ممتلئة البطون‪.‬‬
‫عَليْهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 80‬السابع عن أبي عمارة البراء بن عازب َر ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬يا فلن إذا أويت إلى فراشك فقل‪ :‬اللهم أسلمت نفسي إليك‪ ،‬ووجهت وجهي إليك‪،‬‬
‫وفوضت أمري إليك‪ ،‬وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك‪ ،‬ل ملجأ ول منجى منك إل إليك‪،‬‬
‫آمنت بكتابك الذي أنزلت‪ ،‬وبنبيك الذي أرسلت‪ .‬فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة‪ ،‬وإن‬
‫أصبحت أصبت خيرا> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إذا آتيت‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫وفي رواية في الصحيحين عن البراء قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬
‫مضجعك فتوضأ وضوءك للصلة‪ ،‬ثم اضطجع على شقك اليمن وقل> وذكر نحوه‪ .‬ثم قال‬
‫<واجعلهن آخر ما تقول> ‪.‬‬
‫‪ - 81‬الثامن عن أبي بكر الصديق عبد الّ بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن‬
‫عنْهُ‪ ،‬وهو وأبوه وأمه صحابة‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي َر ِ‬
‫ع ْنهُم قال نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت‪ :‬يا‬ ‫َرضِيَ الُّ َ‬
‫َرسُول الِّ لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لبصرنا‪ .‬فقال‪< :‬ما ظنك يا أبا بكر باثنين الّ ثالثهما>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ‬ ‫‪ - 82‬التاسع عن أم المؤمنين أم سلمة‪ ،‬واسمها هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم كان إذا خرج من بيته قال‪ :‬بسم الّ توكلت على الّ‪ ،‬اللهم‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫عنْها أن النبي َ‬ ‫َ‬
‫إني أعوذ بك أن أضل أو أضل‪ ،‬أو أزل أو أزل‪ ،‬أو أظلم أو أظلم‪ ،‬أو أجهل أو يجهل علي> حديث‬
‫صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة‪ .‬قال الترمذي حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫وهذا لفظ أبي داود‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من قال (يعني‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 83‬العاشر عن أنس َر ِ‬
‫إذا خرج من بيته)‪ :‬بسم الّ‪ ،‬توكلت على الّ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‪ .‬يقال له‪ :‬هديت وكفيت‬
‫ووقيت‪ ،‬وتنحى عنه الشيطان> رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم وقال الترمذي حديث‬
‫حسن‪ .‬زاد أبو داود‪ :‬فيقول (يعني الشيطان) لشيطان آخر‪ :‬كيف لك برجل قد هدي وكفي‬
‫ووقي؟> ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬وكان‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪< :‬كان أخوان على عهد النبيِّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 84‬وعن أنس َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم والخر يحترف‪ ،‬فشكا المحترف أخاه للنبي صَلّى الُّ‬ ‫أحدهما يأتي النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فقال‪< :‬لعلك ترزق به> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ بإسناد صحيح على شرط مسلم‪.‬‬ ‫َ‬
‫<يحترف> ‪ :‬يكتسب ويتسبب‪.‬‬
‫*‪ - 8 *2‬باب الستقامة‬
‫ل تعالى (هود ‪{ :)112‬فاستقم كما أمرت}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ل ثم استقاموا تتنزل عليهم الملئكة أن‬ ‫وقال تعالى (فصلت ‪{ :)32 ،31 ،30‬إن الذين قالوا ربنا ا ّ‬
‫ل تخافوا ول تحزنوا‪ ،‬وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‪ ،‬نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي‬
‫الخرة‪ ،‬ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم‪ ،‬ولكم فيها ما تدعون‪ ،‬نزل من غفور رحيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحقاف ‪{ :)14 ،13‬إن الذين قالوا ربنا الّ ثم استقاموا فل خوف عليهم ول هم‬
‫يحزنون‪ ،‬أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون}‪.‬‬
‫عنْهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫ل َر ِ‬‫‪ - 85‬وعن أبي عمرو‪ .‬وقيل‪ :‬أبي عمرة سفيان بن عبد ا ّ‬
‫قل لي في السلم قول ل أسأل عنه أحدا غيرك‪ .‬قال‪< :‬قل آمنت بال ثم استقم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬قاربوا‪،‬‬
‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 86‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫وسددوا‪ ،‬واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله> قالوا‪ :‬ول أنت يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬ول أنا إل‬
‫ل برحمة منه وفضل> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬ ‫أن يتغمدني ا ّ‬
‫و <المقاربة> ‪ :‬القصد الذي ل غلو فيه ول تقصير‪.‬‬
‫و <السداد> ‪ :‬الستقامة والصابة‪.‬‬
‫و <يتغمدني> ‪ :‬يلبسني ويسترني‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬الستقامة‪ :‬لزوم طاعة الّ تعالى‪ .‬قالوا‪ :‬وهي من جوامع الكلم‪ ،‬وهي نظام المور‪،‬‬
‫وبال التوفيق‪.‬‬
‫*‪ - 9 *2‬باب التفكر في عظيم مخلوقات الّ تعالى وفناء الدنيا وأهوال الخرة وسائر أمورهما‬
‫وتقصير النفس وتهذيبها وحملها على الستقامة‬
‫ل تعالى (سبأ ‪{ :)46‬قل إنما أعظكم بواحدة‪ :‬أن تقوموا ل مثنى وفرادى ثم تتفكروا}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)191 ،190‬إن في خلق السماوات والرض واختلف الليل والنهار‬
‫ليات لولي اللباب‪ ،‬الذين يذكرون الّ قياما وقعودا وعلى جنوبهم‪ ،‬ويتفكرون في خلق‬
‫السماوات والرض‪ ،‬ربنا ما خلقت هذا باطل سبحانك}‪ .‬اليات‪.‬‬
‫وقال تعالى (الغاشية ‪{ :)21 - 17‬أفل ينظرون إلى البل كيف خلقت‪ ،‬وإلى السماء كيف رفعت‪،‬‬
‫وإلى الجبال كيف نصبت‪ ،‬وإلى الرض كيف سطحت‪ ،‬فذكر إنما أنت مذكر}‪.‬‬
‫وقال تعالى (محمد ‪{ :)10‬أفلم يسيروا في الرض فينظرا} الية‪.‬‬
‫واليات في الباب كثيرة‪.‬‬
‫ومن الحاديث الحديث السابق (رقم ‪< :)66‬الكيس من دان نفسه> ‪.‬‬
‫*‪ - 10 *2‬باب المبادرة إلى الخيرات وحث من توجه لخير على القبال عليه بالجد من غير تردد‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)148‬فاستبقوا الخيرات}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)133‬وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والرض‬
‫أعدت للمتقين}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬
‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 87‬وأما الحاديث‪ :‬فالول عن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫قال‪< :‬بادروا بالعمال فتنا كقطع الليل المظلم‪ :‬يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا‪ ،‬ويمسي‬
‫مؤمنا ويصبح كافرا؛ يبيع دينه بعرض من الدنيا!> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ‬
‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 88‬الثاني عن أبي سروعة <بكسر السين المهملة وفتحها> عقبة بن الحارث َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب‬ ‫قال‪ :‬صليت وراء النبي صَلّى الُّ َ‬
‫الناس إلى بعض حجر نسائه‪ ،‬ففزع الناس من سرعته‪ ،‬فخرج عليهم فرأى أنهم قد عجبوا من‬
‫سرعته‪ .‬قال‪< :‬ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬كنت خلفت في البيت تبرا من الصدقة فكرهت أن أبيته> ‪.‬‬
‫<التبر> ‪ :‬قطع ذهب أو فضة‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رجل للنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يوم أحد‪ :‬أرأيت‬ ‫‪ - 89‬الثالث عن جابر َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫إن قتلت فأين أنا؟ قال‪< :‬في الجنة> فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال‪ :‬يا‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 90‬الرابع عن أبي هريرة رَ ِ‬
‫َرسُول الِّ أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال‪< :‬أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل‬
‫عَليْهِ‪.‬‬‫الغنى‪ ،‬ول تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت‪ :‬لفلن كذا‪ ،‬ولفلن كذا‪ ،‬وقد كان لفلن> مُتّفَقٌ َ‬
‫<الحلقوم> ‪ :‬مجرى النفس‪ .‬والمريء‪ :‬مجرى الطعام والشراب‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم أخذ سيفا يوم أحد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 91‬الخامس عن أنس رَ ِ‬
‫فقال‪< :‬من يأخذ مني هذا؟> فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول‪ :‬أنا أنا‪ .‬فقال‪< :‬فمن يأخذه‬
‫ع ْنهُ‪ :‬أنا آخذه بحقه‪ .‬فأخذه ففلق به هام‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫بحقه؟> فأحجم القوم‪ .‬فقال أبو دجانة َر ِ‬
‫المشركين‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫اسم أبي دجانة‪ :‬سماك بن خرشة‪.‬‬
‫قوله <أحجم القوم> ‪ :‬أي توقفوا‪.‬‬
‫و <فلق به> ‪ :‬أي شق‪.‬‬
‫<هام المشركين> ‪ :‬أي رؤوسهم‪.‬‬
‫عنْهُ فشكونا الذي نلقى من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 92‬السادس عن الزبير بن عدي قال‪ :‬أتينا أنس بن مالك َر ِ‬
‫الحجاج‪ .‬فقال‪< :‬اصبروا فإنه ل يأتي زمان إل والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم> سمعته من‬
‫نبيكم صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬بادروا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 93‬السابع عن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫بالعمال سبعا‪ :‬هل تنتظرون إل فقرا منسيا‪ ،‬أو غنى مطغيا‪ ،‬أو مرضا مفسدا‪ ،‬أو هرما مفندا‪ ،‬أو‬
‫موتا مجهزا‪ ،‬أو الدجال فشر غائب ينتظر‪ ،‬أو الساعة فالساعة أدهى وأمر> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫حَدِيثُ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال يوم خيبر‪< :‬لعطين هذه‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 94‬الثامن عنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫ع ْنهُ‪ :‬ما أحببت المارة‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫ل ورسوله‪ ،‬يفتح الّ على يديه> قال عمر َر ِ‬ ‫الراية رجل يحب ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم علي ابن أبي‬ ‫إل يومئذ‪ ،‬فتساورت لها رجاء أن أدعى لها‪ .‬فدعا َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ فأعطاه إياها وقال‪< :‬امش ول تلتفت حتى يفتح الّ عليك> فسار علي شيئا‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫طالب َر ِ‬
‫ثم وقف ولم يلتفت فصرخ‪ :‬يا َرسُول الِّ على ماذا أقاتل الناس؟ قال‪< :‬قاتلهم حتى يشهدوا أن ل‬
‫إله إل الّ وأن محمدا رسول الّ‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إل بحقها‪،‬‬
‫وحسابهم على الّ> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫قوله <فتساورت> هو بالسين المهملة‪ :‬أي وثبت متطلعا‪.‬‬
‫*‪ - 11 *2‬باب المجاهدة‬
‫ل تعالى (العنكبوت ‪{ :)69‬والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا‪ ،‬وإن الّ لمع المحسنين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الحجر ‪{ :)99‬واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المزمل ‪{ :)8‬واذكر اسم ربك‪ ،‬وتبتل إليه تبتيل} أي انقطع إليه‪.‬‬
‫وقال تعالى (الزلزلة ‪{ :)7‬فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المزمل ‪{ :)20‬وما تقدموا لنفسكم من خير تجدوه عند الّ هو خيرا وأعظم أجرا}‪.‬‬
‫ل به عليم}‪.‬‬ ‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)273‬وما تنفقوا من خير فإن ا ّ‬
‫واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 95‬وأما الحاديث‪ :‬فالول عن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل تعالى قال‪ :‬من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب‪ ،‬وما تقرب إلي عبدي بشيء‬ ‫َوسَلّم‪< :‬إن ا ّ‬
‫أحب إلي مما افترضت عليه‪ .‬وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‪ :‬فإذا أحببته كنت‬
‫سمعه الذي يسمع به‪ ،‬وبصره الذي يبصر به‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي يمشي بها‪،‬‬
‫وإن سألني أعطيته‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<آذنته> ‪ :‬أعلمته بأني محارب له‪.‬‬
‫<استعاذني> روي بالنون وبالباء‪.‬‬
‫جلّ‬‫ع ّز وَ َ‬‫عَليْ ِه َوسَلّم فيما يرويه عن ربه َ‬ ‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 96‬الثاني عن أنس َر ِ‬
‫قال‪< :‬إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا‪ ،‬وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا‪ ،‬وإذا‬
‫أتاني يمشي أتيته هرولة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬نعمتان‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 97‬الثالث عن ابن عباس َرضِيَ الُّ َ‬
‫مغبون فيهما كثير من الناس‪ :‬الصحة والفراغ> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عنْها أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم كان يقوم من الليل حتى‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 98‬الرابع عن عائشة رَ ِ‬
‫تتفطر قدماه‪ .‬فقلت له‪ :‬لم تصنع هذا يا رَسُول الِّ وقد غفر الّ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟‬
‫عَليْهِ‪ .‬هذا لفظ البخاري‪ .‬ونحوه في الصحيحين من‬ ‫قال‪< :‬أفل أحب أن أكون عبدا شكورا> ُمتّفَقٌ َ‬
‫رواية المغيرة بن شعبة‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم إذا دخل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫عنْها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 99‬الخامس عن عائشة َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫العشر أحيا الليل‪ ،‬وأيقظ أهله‪ ،‬وجد وشد المئزر> ُمتّفَقٌ َ‬
‫والمراد العشر الواخر من شهر رمضان‪.‬‬
‫و <المئزر> ‪ :‬الزار وهو‪ :‬كناية عن اعتزال النساء‪ .‬وقيل المراد‪ :‬تشميره للعبادة‪ .‬يقال‪ :‬شددت‬
‫لهذا المر مئزري‪ :‬أي تشمرت وتفرغت له‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫عنْهُ قال‪ :‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 100‬السادس عن أبي هريرة َر ِ‬
‫<المؤمن القوي خير وأحب إلى الّ من المؤمن الضعيف‪ ،‬وفي كل خير‪ ،‬احرص على ما ينفعك‪،‬‬
‫واستعن بال ول تعجز‪ ،‬وإن أصابك شيء فل تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا‪ ،‬ولكن قل‪ :‬قدر الّ‬
‫وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬حجبت النار‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 101‬السابع عنه رَ ِ‬
‫بالشهوات‪ ،‬وحجبت الجنة بالمكاره> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬حفت> بدل <حجبت> وهو بمعناه‪ :‬أي بينه وبينها هذا الحجاب فإذا فعله‬
‫دخلها‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ :‬صليت مع النبي صَلّى الُّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 102‬الثامن عن أبي عبد الّ حذيفة بن اليمان َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم ذات ليلة فافتتح البقرة‪ ،‬فقلت يركع عند المائة‪ ،‬ثم مضى‪ ،‬فقلت يصلي بها في ركعة‪،‬‬ ‫َ‬
‫فمضى‪ ،‬فقلت يركع بها‪ ،‬ثم افتتح النساء فقرأها‪ ،‬ثم افتتح آل عمران فقرأها‪ ،‬يقرأ مترسل‪ :‬إذا‬
‫مر بآية فيها تسبيح سبح‪ ،‬وإذا مر بسؤال سأل‪ ،‬وإذا مر بتعوذ تعوذ‪ ،‬ثم ركع فجعل يقول‪:‬‬
‫<سبحان ربي العظيم> فكان ركوعه نحوا من قيامه‪ ،‬ثم قال <سمع الّ لمن حمده ربنا لك‬
‫الحمد> ثم قام قياما طويل قريبا مما ركع‪ ،‬ثم سجد فقال‪< :‬سبحان ربي العلى> فكان سجوده‬
‫قريبا من قيامه‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم ليلة‬‫ع ْنهُ قال‪ :‬صليت مع النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 103‬التاسع عن ابن مسعود َرضِيَ الُّ َ‬
‫فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء‪ .‬قيل‪ :‬وما هممت به؟ قال‪ :‬هممت أن أجلس وأدعه‪ُ .‬متّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪ :‬يتبع الميت‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 104‬العاشر عن أنس َر ِ‬
‫ثلثة‪ :‬أهله وماله وعمله؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد‪ :‬يرجع أهله وماله ويبقى عمله> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬الجنة‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 105‬الحادي عشر عن ابن مسعود رَ ِ‬
‫أقرب إلى أحدكم من شراك نعله‪ ،‬والنار مثل ذلك> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫‪ - 106‬الثاني عشر عن أبي فراس ربيعة بن كعب السلمي خادم َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فآتيه‬ ‫ع ْنهُم قال‪ :‬كنت أبيت مع َرسُول ا ِ‬ ‫ومن أهل الصفة َرضِيَ الُّ َ‬
‫بوضوئه وحاجته‪ .‬فقال‪< :‬سلني> فقلت‪ :‬أسألك مرافقتك في الجنة‪ .‬فقال‪< :‬أو غير ذلك؟> قلت‪:‬‬
‫هو ذاك‪ .‬قال‪< :‬فأعني على نفسك بكثرة السجود> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 107‬الثالث عشر عن أبي عبد الّ‪ ،‬ويقال‪ :‬أبو عبد الرحمن ثوبان مولى َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬عليك بكثرة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم َر ِ‬
‫َ‬
‫السجود؛ فإنك لن تسجد ل سجدة إل رفعك الّ بها درجة‪ ،‬وحط عنك بها خطيئة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول الِّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل بن بسر السلمي َر ِ‬ ‫‪ - 108‬الرابع عشر عن أبي صفوان عبد ا ّ‬
‫حدِيثُ‬‫ي وَقَالَ‪َ :‬‬ ‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬خير الناس من طال عمره وحسن عمله> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ع ْنهُ عن‬ ‫عنْهُ قال غاب عمي أنس بن النضر َرضِيَ الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 109‬الخامس عشر عن أنس َر ِ‬
‫ل أشهدني قتال‬ ‫قتال بدر فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ غبت عن أول قتال قاتلت المشركين‪ ،‬لئن ا ّ‬
‫ل ما أصنع‪ .‬فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم أعتذر إليك مما‬ ‫المشركين ليرين ا ّ‬
‫صنع هؤلء (يعني أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلء (يعني المشركين) ثم تقدم فاستقبله سعد‬
‫ابن معاذ فقال‪ :‬يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد! فقال سعد‪ :‬فما‬
‫لّ ما صنع! قال أنس‪ :‬فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة‬ ‫استطعت يا َرسُول ا ِ‬
‫برمح أو رمية بسهم‪ ،‬ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد إل أخته ببنانه‪ .‬قال‬
‫أنس‪ :‬كنا نرى أو نظن أن هذه الية نزلت فيه وفي أشباهه (الحزاب ‪{ :)23‬من المؤمنين رجال‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫صدقوا ما عاهدوا الّ عليه} إلى آخرها‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫قوله <ليرين الّ> روي بضم الياء وكسر الراء‪ :‬أي ليظهرن الّ ذلك للناس‪ .‬وروي بفتحهما‬
‫ومعناه ظاهر‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬لما‬ ‫‪ - 110‬السادس عشر عن أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري البدري َرضِيَ الُّ َ‬
‫نزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا‪ ،‬فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا‪ :‬مراء‪ ،‬وجاء‬
‫رجل آخر فتصدق بصاع‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن الّ لغني عن صاع هذا! فنزلت (التوبة ‪{ :)79‬الذين يلمزون‬
‫عَليْهِ [هذا لفظ‬ ‫المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين ل يجدون إل جهدهم} الية‪ ،‬مُتّفَقٌ َ‬
‫البخاري]‪.‬‬
‫و <نحامل> بضم النون‪ ،‬وبالحاء المهملة ‪ :‬أي يحمل أحدنا على ظهره بالجرة ويتصدق بها‪.‬‬
‫‪ - 111‬السابع عشر عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولني عن‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فيما يروي عن الّ تبارك‬ ‫أبي ذر جندب بن جنادة َرضِيَ الُّ َ‬
‫وتعالى أنه قال‪< :‬يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فل تظالموا‪ ،‬يا‬
‫عبادي كلكم ضال إل من هديته فاستهدوني أهدكم‪ ،‬يا عبادي كلكم جائع إل من أطعمته‬
‫فاستطعموني أطعمكم‪ ،‬يا عبادي كلكم عار إل من كسوته فاستكسوني أكسكم‪ ،‬يا عبادي إنكم‬
‫تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم‪ ،‬يا عبادي إنكم لن تبلغوا‬
‫ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني‪ ،‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا‬
‫على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً‪ ،‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم‬
‫وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل ما نقص ذلك من ملكي شيئاً‪ ،‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم‬
‫وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما‬
‫عندي إل كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر‪ ،‬يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم‬
‫إياها فمن وجد خيراً فليحمد الّ ومن وجد غير ذلك فل يلومن إل نفسه> قال سعيد‪ :‬كان أبو‬
‫إدريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫وروينا عن المام أحمد بن حنبل رحمه الّ قال‪ :‬ليس لهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث‪.‬‬
‫*‪ - 12 *2‬باب الحث على الزدياد من الخير في أواخر العمر‬
‫ل تعالى (فاطر ‪{ :)37‬أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير}‬ ‫@قال ا ّ‬
‫قال ابن عباس والمحققون‪ :‬معناه‪ :‬أولم نعمركم ستين سنة‪ ،‬ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن‬
‫شاء الّ تعالى‪ .‬وقيل معناه‪ :‬ثماني عشرة سنة‪ .‬وقيل‪ :‬أربعين سنة‪ .‬قاله الحسن والكلبي‬
‫ومسروق‪ ،‬ونقل عن ابن عباس أيضاً‪ ،‬ونقلوا أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة‬
‫تفرغ للعبادة‪ .‬وقيل هو‪ :‬البلوغ‪ .‬وقوله تعالى‪{ :‬وجاءكم النذير} قال ابن عباس والجمهور‪ :‬هو‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ .‬وقيل‪ :‬الشيب‪ .‬قاله عكرمة وابن عيينة وغيرهما‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 112‬وأما الحاديث فالول عن أبي هريرة َر ِ‬
‫<أعذر الّ إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬معناه‪ :‬لم يترك له عذراً إذ أمهله هذه المدة‪ .‬يقال‪ :‬أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في‬
‫العذر‪.‬‬
‫ع ْنهُ يدخلني مع أشياخ بدر‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬كان عمر َر ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 113‬الثاني عن ابن عباس َر ِ‬
‫فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال‪ :‬لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر‪ :‬إنه من حيث‬
‫علمتم‪ .‬فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم فما رأيت أنه دعاني يومئذ إل ليريهم‪ .‬قال‪ :‬ما تقولون في‬
‫ل ونستغفره إذا نصرنا‬ ‫ل تعالى‪{ :‬إذا جاء يصر الّ والفتح}؟ فقال بعضهم‪ :‬أمرنا نحمد ا ّ‬ ‫قول ا ّ‬
‫وفتح علينا‪ ،‬وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً‪ .‬فقال لي‪ :‬أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت ل‪ .‬قال‪ :‬فما‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم أعلمه له؛ قال‪{ :‬إذا جاء نصر الّ والفتح}‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫تقول؟ قلت‪ :‬هو أجل َرسُول ا ِ‬
‫ضيّ الُّ‬‫وذلك علمة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً} [الفتح‪ ]3 :‬فقال عمر َر ِ‬
‫ع ْنهُ‪ :‬ما أعلم منها إل ما تقول‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم صلة‬
‫عنْها قالت‪ :‬ما صلى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 114‬الثالث عن عائشة رَ ِ‬
‫بعد أن نزلت عليه {إذا جاء نصر الّ والفتح} إل يقول فيها <سبحانك ربنا وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫لي> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يكثر أن يقول في ركوعه‬ ‫وفي رواية في الصحيحين عنها‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫وسجوده <سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي> يتأول القرآن‪ .‬معنى <يتأول القرآن> ‪:‬‬
‫أي يعمل ما أمر به في القرآن في قوله تعالى‪{ :‬فسبح بحمد ربك واستغفره}‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يكثر أن يقول قبل أن يموت <سبحانك‬ ‫وفي رواية لمسلم‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫وبحمدك‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك> قالت عائشة قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ ما هذه الكلمات التي أراك‬
‫ل والفتح} إلى‬ ‫أحدثتها تقولها؟ قال‪< :‬جعلت لي علمة في أمتي إذا رأيتها قلتها {إذا جاء نصر ا ّ‬
‫آخر السورة‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يكثر من قول‪< :‬سبحان الّ وبحمده أستغفر‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وفي رواية له‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫ل وأتوب إليه> قالت قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أراك تكثر من قول <سبحان الّ وبحمده أستغفر الّ‬ ‫ا ّ‬
‫وأتوب إليه> ؟ فقال‪< :‬أخبرني ربي أني سأرى علمة في أمتي فإذا رأيتها أكثرت من قول‬
‫ل والفتح}‪ :‬فتح مكة‬ ‫سبحان الّ وبحمده‪ ،‬أستغفر الّ وأتوب إليه‪ .‬فقد رأيتها {إذا جاء نصر ا ّ‬
‫{ورأيت الناس يدخلون في دين الّ أفواجاً‪ ،‬فسبح بحمد ربك‪ ،‬واستغفره إنه كان تواباً}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫جلّ تابع الوحي على َرسُول ا ِ‬ ‫عزّ وَ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬إن الّ َ‬ ‫‪ - 115‬الرابع عن أنس َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قبل وفاته حتى توفي أكثر ما كان الوحي‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪ :‬يبعث كل عبد على‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 116‬الخامس عن جابر رَ ِ‬
‫ما مات عليه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 13 *2‬باب بيان كثرة طرق الخير‬
‫ل به عليم}‪.‬‬ ‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)215‬وما تفعلوا من خير فإن ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)197‬وما تفعلوا من خير يعلمه الّ}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الزلزلة ‪{ :)7‬فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الجاثية ‪{ :)15‬من عمل صالحاً فلنفسه}‪.‬‬
‫واليات في الباب كثيرة‪.‬‬
‫‪ - 117‬وأما الحاديث فكثيرة جدًا وهي غير منحصرة فنذكر طرف ًا منها‪:‬‬
‫ع ْنهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أي العمال أفضل؟ قال‪:‬‬ ‫الول عن أبي ذر جندب بن جنادة َرضِيَ الُّ َ‬
‫<اليمان بال والجهاد في سبيله> قلت‪ :‬أي الرقاب أفضل؟ قال‪< :‬أنفسها عند أهلها وأكثرها‬
‫ثمناً> قلت‪ :‬فإن لم أفعل؟ قال‪< :‬تعين صانع ًا أو تصنع لخرق> قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أرأيت إن‬
‫ضعفت عن بعض العمل؟ قال‪< :‬تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫<الصانع> بالصاد المهملة هذا هو المشهور‪ .‬وروي <ضائعاً> بالمعجمة‪ :‬أي ذا ضياع من فقر‬
‫أو عيال ونحو ذلك‪.‬‬
‫و <الخرق> ‪ :‬الذي ل يتقن ما يحاول فعله‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يصبح‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 118‬الثاني عن أبي ذر أيض ًا َرضِيَ الُّ َ‬
‫على كل سلمى من أحدكم صدقة‪ ،‬فكل تسبيحة صدقة‪ ،‬وكل تحميدة صدقة‪ ،‬وكل تهليلة صدقة‪،‬‬
‫وكل تكبيرة صدقة‪ ،‬وأمر بالمعروف صدقة‪ ،‬ونهي عن المنكر صدقة؛ ويجزئ من ذلك ركعتان‬
‫يركعهما من الضحى> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫<السلمى> بضم السين المهملة وتخفيف اللم وفتح الميم‪ :‬المفصل‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬عرضت علي أعمال‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 119‬الثالث عنه رَ ِ‬
‫أمتي حسنها وسيئها‪ ،‬فوجدت في محاسن أعمالها الذى يماط عن الطريق‪ ،‬ووجدت في مساوئ‬
‫أعمالها النخاعة تكون في المسجد ل تدفن> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عنْهُ أن ناساً قالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ ذهب أهل الدثور بالجور‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 120‬الرابع عنه رَ ِ‬
‫يصلون كما نصلي‪ ،‬ويصومون كما نصوم‪ ،‬ويتصدقون بفضول أموالهم‪ .‬قال‪< :‬أوليس قد جعل‬
‫الّ لكم ما تصدقون به‪ :‬إن بكل تسبيحة صدقة‪ ،‬وكل تكبيرة صدقة‪ ،‬وكل تحميدة صدقة‪ ،‬وكل‬
‫تهليلة صدقة‪ ،‬وأمر بالمعروف صدقة‪ ،‬ونهي عن المنكر صدقة‪ ،‬وفي بضع أحدكم صدقة> قالوا‪:‬‬
‫يا َرسُول الِّ أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال‪< :‬أرأيتم لو وضعها في حرام أكان‬
‫عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلل كان له أجر> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫<الدثور> بالثاء المثلثة‪ :‬الموال واحدها دثر‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تحقرن من‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال لي النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 121‬الخامس عنه َر ِ‬
‫المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬كل‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 122‬السادس عن أبي هريرة َر ِ‬
‫سلمى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس‪ :‬يعدل بين الثنين صدقة‪ ،‬ويعين الرجل‬
‫في دابته فتحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة‪ ،‬والكلمة الطيبة صدقة‪ ،‬وبكل خطوة‬
‫تمشيها إلى الصلة صدقة‪ ،‬وتميط الذى عن الطريق صدقة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْها قالت قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫و َروَا ُه مُسِْلمٌ أيضاً من رواية عائشة رَ ِ‬
‫<إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلثمائة مفصل‪ .‬فمن كبر الّ‪ ،‬وحمد الّ‪ ،‬وهلل‬
‫الّ‪ ،‬وسبح الّ‪ ،‬واستغفر الّ‪ ،‬وعزل حجراً عن طريق الناس‪ ،‬أو شوكة أو عظماً عن طريق‬
‫الناس‪ ،‬أو أمر بمعروف‪ ،‬أو نهي عن منكر عدد الستين والثلثمائة فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح‬
‫نفسه عن النار> ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬من غدا إلى المسجد أو‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 123‬السابع عنه رَ ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬‫راح أعد الّ له في الجنة نزلً كلما غدا أو راح> مُتّفَقٌ َ‬
‫<النزل> ‪ :‬القوت والرزق وما يهيأ للضيف‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬يا نساء المسلمات‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 124‬الثامن عنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫قال الجوهري‪ :‬الفرسن من البعير كالحافر من الدابة‪ .‬قال‪ :‬وربما استعير في الشاة‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬اليمان بضع وسبعون‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 125‬التاسع عنه رَ ِ‬
‫أو بضع وستون شعبة‪ :‬فأفضلها قول ل إله إل الّ‪ ،‬وأدناها إماطة الذى الطريق‪ .‬والحياء شعبة‬
‫من اليمان> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<البضع> ‪ :‬من ثلثة إلى تسعة بكسر الباء وقد تفتح‪.‬‬
‫و <الشعبة> ‪ :‬القطعة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬بينما رجل يمشي‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 126‬العاشر عنه َر ِ‬
‫بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من‬
‫العطش‪ .‬فقال الرجل‪ :‬لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني‪ ،‬فنزل البئر فمل‬
‫خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الّ له فغفر له> قالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ إن لنا‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫في البهائم أجراً؟ فقال‪< :‬في كل كبد رطبة أجر> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية للبخاري‪< :‬فشكر الّ له فغفر له فأدخله الجنة>‬
‫وفي رواية لهما <بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل‬
‫فنزعت موقها فاستقت له به فسقته فغفر لها به> ‪.‬‬
‫<الموق> ‪ :‬الخف‪.‬‬
‫و <يطيف> ‪ :‬يدور حول‬
‫<ركية> وهي‪ :‬البئر‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬لقد رأيت رجلً‬ ‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 127‬الحادي عشر عنه َر ِ‬
‫يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال وال لنحين هذا عن المسلمين ل‬
‫يؤذيهم فأدخل الجنة>‬
‫وفي رواية لهما <بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الّ له‬
‫فغفر له> ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من توضأ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 128‬الثاني عشر عنه َر ِ‬
‫فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلثة أيام‪،‬‬
‫ومن مس الحصا فقد لغا> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا توضأ العبد المسلم أو‬ ‫‪ - 129‬الثالث عشر عنه أن َرسُول ا ِ‬
‫المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطر الماء‪،‬‬
‫فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا‬
‫غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجله مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من‬
‫الذنوب> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬الصلوات‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 130‬الرابع عشر عنه َر ِ‬
‫الخمس‪ ،‬والجمعة إلى الجمعة‪ ،‬ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر>‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬أل أدلكم‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 131‬الخامس عشر عنه َر ِ‬
‫ل به الخطايا ويرفع به الدرجات؟> قالوا‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬إسباغ‬ ‫على ما يمحو ا ّ‬
‫الوضوء على المكاره‪ ،‬وكثرة الخطا إلى المساجد‪ ،‬وانتظار الصلة بعد الصلة؛ فذلكم الرباط>‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬
‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 132‬السادس عشر عن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫َوسَلّم‪< :‬من صلى البردين دخل الجنة> مُتّفَقٌ َ‬
‫<البردان> ‪ :‬الصبح والعصر‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا مرض‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 133‬السابع عشر عنه َر ِ‬
‫العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬كل‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 134‬الثامن عشر عن جابر َر ِ‬
‫ع ْنهُ‪.‬‬
‫معروف صدقة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪ .‬و َروَا ُه ُمسْلِ ٌم من رواية حذيفة َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ما من مسلم‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 135‬التاسع عشر عنه َر ِ‬
‫يغرس غرساً إل كان ما أكل منه له صدقة‪ ،‬وما سرق منه له صدقة‪ ،‬ول يرزؤه أحد إل كان له‬
‫صدقة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬فل يغرس المسلم غرساً فيأكل منه إنسان ول دابة ول طير إل كان له صدقة‬
‫إلى يوم القيامة>‬
‫وفي رواية له‪< :‬ل يغرس مسلم غرساً ول يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ول دابة ول شيء إل‬
‫ع ْنهُ‪.‬‬
‫كانت له صدقة> وروياه جميعاً من رواية أنس َرضِيَ الُّ َ‬
‫قوله <يرزؤه> ‪ :‬أي ينقصه‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال أراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك َرسُول‬ ‫‪ - 136‬العشرون عنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬فقال لهم‪< :‬إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟> فقالوا‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫نعم يا َرسُول الِّ قد أردنا ذلك‪ .‬فقال‪< :‬بني سلمة‪ :‬دياركم تكتب آثاركم‪ ،‬دياركم تكتب آثاركم>‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ‪.‬‬‫ضيَ الُّ َ‬‫وفي رواية‪< :‬إن بكل خطوة درجة> و َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ أيض ًا بمعناه من رواية أنس َر ِ‬
‫ع ْنهُ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ َ‬‫و <بنو سلمة> ‪ :‬قبيلة معروفة من النصار َر ِ‬
‫و <آثارهم> ‪ :‬خطاهم‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ :‬كان رجل ل أعلم رجلً‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 137‬الحادي والعشرون عن أبي المنذر أبي بن كعب َر ِ‬
‫أبعد من المسجد منه وكان ل تخطئه صلة‪ ،‬فقيل له أو فقلت له‪ :‬لو اشتريت حماراً تركبه‬
‫في الظلماء وفي الرمضاء؟ فقال‪ :‬ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد‪ ،‬إني أريد أن يكتب لي‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬قد‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫جمع الّ لك ذلك كله> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬إن لك ما احتسبت> ‪.‬‬
‫<الرمضاء> ‪ :‬الرض التي أصابها الحر الشديد‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ ،‬قال‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 138‬الثاني والعشرون عن أبي محمد عبد الّ بن عمرو بن العاص رَ ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬أربعون خصلة أعلها منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫َرسُول ا ِ‬
‫منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إل أدخله الّ بها الجنة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<المنيحة> ‪ :‬أن يعطيه إياها ليأكل لبنها ثم يردها إليه‪.‬‬
‫عنْهُ قال سمعت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 139‬الثالث والعشرون عن عدي بن حاتم رَ ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫يقول‪< :‬اتقوا النار ولو بشق تمرة> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ما منكم من أحد إل سيكلمه‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وفي رواية لهما عنه قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ربه ليس بينه وبينه ترجمان‪ ،‬فينظر أيمن منه فل يرى إل ما قدم‪ ،‬وينظر أشأم منه فل يرى إل‬
‫ما قدم‪ ،‬وينظر بين يديه فل يرى إل النار تلقاء وجهه‪ ،‬فاتقوا النار ولو بشق تمرة‪ ،‬فمن لم يجد‬
‫فبكلمة طيبة> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬إن‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 140‬الرابع والعشرون عن أنس َر ِ‬
‫الّ ليرضى عن العبد أن يأكل الكلة فيحمده عليها‪ ،‬أو يشرب الشربة فيحمده عليها> َروَاهُ‬
‫مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫<الكلة> بفتح الهمزة‪ :‬هي الغدوة أو العشوة‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 141‬الخامس والعشرون عن أبي موسى َر ِ‬
‫<على كل مسلم صدقة> قال‪ :‬أرأيت إن لم يجد؟ قال‪< :‬يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق> قال‪:‬‬
‫أرأيت إن لم يستطع؟ قال‪< :‬يعين ذا الحاجة الملهوف> قال‪ :‬أرأيت إن لم يستطع؟ قال‪< :‬يأمر‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫بالمعروف أو الخير> قال‪ :‬أرأيت إن لم يفعل؟ قال‪< :‬يمسك عن الشر فإنها صدقة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 14 *2‬باب القتصاد في العبادة‬
‫ل تعالى (طه ‪{ :)2 ،1‬طه‪ ،‬ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)185‬يريد الّ بكم اليسر ول يريد بكم العسر}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم دخل عليها وعندها امرأة‪ .‬قال‪:‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫عنْها أن النبي َ‬ ‫‪ - 142‬وعن عائشة َرضِيِ الُّ َ‬
‫<من هذه؟> قالت‪ :‬هذه فلنة تذكر من صلتها‪ .‬قال‪< :‬مه عليكم بما تطيقون‪ ،‬فوال ل يمل الّ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫حتى تملوا> وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫و <مه> ‪ :‬كلمة نهي وزجر‪.‬‬
‫ومعنى <ل يمل ال> ‪ :‬ل يقطع ثوابه عنكم وجزاء أعمالكم ويعاملكم معاملة المالّ <حتى تملوا>‬
‫فتتركوا‪ .‬فينبغي لكم أن تأخذوا ما تطيقون الدوام عليه ليدوم ثوابه لكم وفضله عليكم‪.‬‬
‫عَليْ ِه‬
‫صلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪< :‬جاء ثلثة رهط إلى بيوت أزواج النبي َ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 143‬وعن أنس َر ِ‬
‫َوسَلّم يسألون عن عبادة النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا‪ :‬أين نحن‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ .‬قال أحدهم‪ :‬أما أنا فأصلي‬ ‫من النبي صَلّى الُّ َ‬
‫الليل أبداً‪ .‬وقال الخر‪ :‬وأنا أصوم الدهر ول أفطر‪ .‬وقال الخر‪ :‬وأنا أعتزل النساء فل أتزوج‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم إليهم فقال‪< :‬أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما وال إني‬ ‫أبداً‪ .‬فجاء َرسُول ا ِ‬
‫لخشاكم ل وأتقاكم له‪ ،‬لكني أصوم وأفطر‪ ،‬وأصلي وأرقد‪ ،‬وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن‬
‫سنتي فليس مني!> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬هلك المتنطعون!>‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 144‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫قالها ثلثاً‪َ .‬روَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫<المتنطعون> ‪ :‬المتعمقون المشددون في غير موضع التشديد‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن الدين يسر‪ ،‬ولن‬ ‫‪ - 145‬وعن أبي هريرة َرضِيِ الُّ َ‬
‫يشاد الدين إل غلبه‪ ،‬فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة>‬
‫َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬سددوا‪ ،‬وقاربوا‪ ،‬واغدوا وروحوا‪ ،‬وشيء من الدلجة؛ القصد القصد تبلغوا>‬
‫قوله <الدين> هو مرفوع على ما لم يسم فاعله‪ .‬وروي منصوباً‪ .‬وروي <لن يشاد الدين أحد> ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬إل غلبه> ‪ :‬أي غلبه الدين وعجز ذلك المشاد عن مقاومة الدين‬ ‫وقوله صَلّى الُّ َ‬
‫لكثرة طرقه‪.‬‬
‫و <الغدوة> ‪ :‬سير أول النهار‪.‬‬
‫و <الروحة> آخر النهار‪.‬‬
‫جلّ‬
‫ع ّز وَ َ‬
‫و <الدلجة> آخر الليل‪ .‬وهذا استعارة وتمثيل‪ .‬ومعناه‪ :‬استعينوا على طاعة الّ َ‬
‫بالعمال في وقت نشاطكم وفراغ قلوبكم بحيث تستلذون العبادة ول تسأمون وتبلغون‬
‫مقصودكم‪ ،‬كما أن المسافر الحاذق يسير في هذه الوقات ويستريح هو ودابته في غيرها فيصل‬
‫المقصود بغير تعب‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم المسجد فإذا حبل ممدود‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬دخل النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 146‬وعن أنس َر ِ‬
‫بين الساريتين‪ ،‬فقال‪< :‬ما هذا الحبل؟> قالوا‪ :‬هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت به‪ .‬فقال النبي‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬حلوه‪ ،‬ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد> ُمتّفَقٌ َ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا نعس أحدكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْها أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 147‬وعن عائشة َرضِيِ الُّ َ‬
‫وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس ل يدري لعله يذهب‬
‫يستغفر فيسب نفسه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬كنت أصلي مع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫‪ - 148‬وعن أبي عبد الّ جابر بن سمرة َرضِيِ الُّ َ‬
‫َوسَلّم الصلوات فكانت صلته قصداً‪ ،‬وخطبته قصداً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫قوله <قصداً> ‪ :‬أي بين الطول والقصر‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ :‬آخى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‬ ‫ضيِ الُّ َ‬
‫ل َر ِ‬
‫‪ - 149‬وعن أبي جحيفة وهب بن عبد ا ّ‬
‫بين سلمان وأبي الدرداء‪ ،‬فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها‪ :‬ما شأنك؟‬
‫قالت‪ :‬أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا‪ .‬فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً فقال له‪ :‬كل‬
‫فإني صائم‪ .‬قال‪ :‬ما أنا بآكل حتى نأكل‪ .‬فأكل‪ ،‬فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال‪ :‬نم‪.‬‬
‫فنام‪ ،‬ثم ذهب يقوم فقال له‪ :‬نم‪ .‬فلما كان آخر الليل قال سلمان‪ :‬قم الن‪ .‬فصليا جميعا‪ ،‬فقال له‬
‫سلمان‪ :‬إن لربك عليك حقاً‪ ،‬وإن لنفسك عليك حقاً‪ ،‬لهلك عليك حقاً‪ ،‬فأعط كل ذي حق حقه‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬صدق سلمان>‬ ‫فأتى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فذكر ذلك له‪ ،‬فقال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ :‬أخبر النبي صَلّى الُّ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬‫‪ - 150‬وعن أبي محمد عبد الّ بن عمرو بن العاص رَ ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم أني أقول‪ :‬وال لصومن النهار ولقومن الليل ما عشت‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬أنت الذي تقول ذلك؟> فقلت له‪ :‬قد قلته بأبي أنت وأمي يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬فإنك‬ ‫َ‬
‫ل تستطيع ذلك؛ فصم وأفطر ونم وقم‪ ،‬وصم من الشهر ثلثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك‬
‫مثل صيام الدهر> قلت‪ :‬فإني أطيق أفضل من ذلك‪ .‬قال‪< :‬فصم يوماً وأفطر يومين> قلت‪ :‬فإني‬
‫أطيق أفضل من ذلك‪ .‬قال‪< :‬فصم يوماً وأفطر يوماً فذلك صيام داود عليه السلم وهو أعدل‬
‫الصيام> وفي رواية‪< :‬هو أفضل الصيام> فقلت‪ :‬فإني أطيق أفضل من ذلك‪ .‬فقال َرسُول الِّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل أفضل من ذلك> ولن أكون قبلت الثلثة اليام التي قال َرسُول الِّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم أحب إلي من أهلي ومالي‪.‬‬
‫صَلّى الُّ َ‬
‫وفي رواية <ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟> قلت‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬فل تفعل؛‬
‫صم وأفطر ونم وقم؛ فإن لجسدك عليك حقاً‪ ،‬وإن لعينيك عليك حقاً‪ ،‬وإن لزوجك عليك حقاً‪ ،‬وإن‬
‫لزورك عليك حقاً‪ ،‬وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها‬
‫فإن ذلك صيام الدهر> فشدّدْت فشُدّدَ علي‪ .‬قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ إني أجد قوة‪ .‬قال‪< :‬صم صيام نبي‬
‫ل يقول بعد‬ ‫الّ داود ول تزد عليه> قلت‪ :‬وما كان صيام داود؟ قال‪< :‬نصف الدهر> فكان عبد ا ّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم!‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ما كبر‪ :‬يا ليتني قبلت رخصة َرسُول ا ِ‬
‫وفي رواية‪< :‬ألم أخبر أنك تصوم الدهر‪ ،‬وتقرأ القرآن كل ليلة> فقلت‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ ولم أرد‬
‫بذلك إل الخير‪ .‬قال‪< :‬فصم صوم نبي الّ داود فإنه كان أعبد الناس‪ ،‬واقرأ القرآن في كل شهر>‬
‫ل إني‬ ‫قلت‪ :‬يا نبي الّ إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال‪< :‬فاقرأه في كل عشرين> قلت‪ :‬يا نبي ا ّ‬
‫ل إني أطيق أفضل من ذلك؟‬ ‫أطيق أفضل من ذلك؟ قال‪< :‬فاقرأه في كل عشر> قلت‪ :‬يا نبي ا ّ‬
‫عَليْهِ‬ ‫شدّدَ علي‪ ،‬وقال لي النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫قال‪< :‬فاقرأه في كل سبع ول تزد على ذلك> فشَدّدْتُ ف ُ‬
‫عَل ْيهِ‬ ‫َوسَلّم‪< :‬إنك ل تدري لعلك يطول بك عمر> قال‪ :‬فصرت إلى الذي قال لي النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪.‬‬
‫ل صَلّى الُّ َ‬ ‫َوسَلّم‪ ،‬فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي ا ّ‬
‫وفي رواية‪< :‬وإن لولدك عليك حقاً>‬
‫وفي رواية‪< :‬ل صام من صام البد> ثلثاً‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬أحب الصيام إلى الّ صيام داود‪ ،‬وأحب الصلة إلى الّ صلة داود‪ :‬كان ينام‬
‫نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه‪ ،‬وكان يصوم يومًا ويفطر يوماً‪ ،‬ول يفر إذا لقى>‬
‫وفي رواية قال‪ :‬أنكحني أبي امرأة ذات حسب‪ ،‬وكان يتعاهد كنته‪ :‬أي امرأة ولده‪ ،‬فيسألها عن‬
‫بعلها فتقول له‪ :‬نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشاً‪ ،‬ولم يفتش لنا كنفًا منذ أتيناه! فلما طال‬
‫ذلك عليه ذكر ذلك للنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال‪< :‬القني به> فلقيته بعد فقال‪< :‬كيف‬
‫تصوم؟> قلت‪ :‬كل يوم‪ .‬قال‪< :‬وكيف تختم؟> قلت‪ :‬كل ليلة‪ .‬وذكر نحو ما سبق‪ .‬وكان يقرأ على‬
‫بعض أهله السبع الذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل‪ ،‬وإذا أراد أن يتقوى‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪.‬‬ ‫أفطر أياماً وأحصى وصام مثلهن كراهية أن يترك شيئاً فارق عليه النبي صَلّى الُّ َ‬
‫كل هذه الروايات صحيحة معظمها في الصحيحين وقليل منها في أحدهما‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه‬ ‫‪ - 151‬وعن أبي ربعي حنظلة بن الربيع السيدي الكاتب أحد كتاب َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ فقال‪ :‬كيف أنت يا حنظلة؟ قلت‪ :‬نافق حنظلة! قال‪:‬‬ ‫ضيِ الُّ َ‬
‫َوسَلّم قال‪ :‬لقيني أبو بكر َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يذكرنا بالجنة والنار كأنا‬ ‫سبحان الّ! ما تقول؟ قلت‪ :‬نكون عند َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم عافسنا الزواج والولد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫رأي عين فإذا خرجنا من عند َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ‪ :‬فوال إنا لنلقى مثل هذا‪ .‬فانطلقت أنا وأبو‬ ‫والضيعات نسينا كثيراً‪ .‬قال أبو بكر َرضِيِ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فقلت‪ :‬نافق حنظلة يا َرسُول الِّ! فقال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫بكر حتى دخلنا على َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬وما ذاك؟> قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ نكون عندك تذكرنا بالنار‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫والجنة كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الزواج والولد والضيعات نسينا كثيراً‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي‬ ‫فقال َرسُول ا ِ‬
‫وفي الذكر لصافحتكم الملئكة في فرشكم وفي طرقكم‪ ،‬ولكن يا حنظلة ساعة وساعة> ثلث‬
‫مرات‪َ .‬روَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫قوله‪< :‬ربعي> بكسر الراء‪< .‬والسيدي> بضم الهمزة وفتح السين وبعدها ياء مكسورة مشددة‬
‫وقوله <عافسنا> هو بالعين والسين المهملتين‪ : ،‬أي عالجنا ولعبنا‪.‬‬
‫و <الضيعات> ‪ :‬المعايش‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬بينما النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يخطب إذا هو برجل‬ ‫ضيِ الُّ َ‬‫‪ - 152‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫قائم فسأل عنه‪ ،‬فقالوا‪ :‬أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ول يقعد ول يستظل ول يتكلم‬
‫ويصوم‪ .‬فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه> َروَاهُ‬
‫ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 15 *2‬باب المحافظة على العمال‬
‫ل وما نزل من‬ ‫ل تعالى (الحديد ‪{ :)16‬ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫الحق‪ ،‬ول يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم المد فقست قلوبهم}‪.‬‬
‫قال تعالى (الحديد ‪{ :)27‬ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه النجيل‪،‬‬
‫وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة‪ ،‬ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إل ابتغاء‬
‫رضوان الّ‪ ،‬فما رعوها حق رعايتها}‪.‬‬
‫قال تعالى (النحل ‪{ :)92‬ول تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً}‪.‬‬
‫قال تعالى (الحجر ‪{ :)99‬واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}‪.‬‬
‫وأما الحاديث فمنها حديث عائشة‪ :‬وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه‪ .‬وقد سبق في‬
‫الباب قبله (حديث رقم ‪. )142‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬من نام‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬‫‪ - 153‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيِ الُّ َ‬
‫عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلة الفجر وصلة الظهر كتب له كأنما قرأه‬
‫من الليل> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 154‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫ل ل تكن مثل فلن كان يقوم من الليل فترك قيام الليل> ُمتّفَقٌ َ‬ ‫َوسَلّم‪< :‬يا عبد ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم إذا فاتته الصلة‬ ‫عنْها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 155‬وعن عائشة َرضِيِ الُّ َ‬
‫من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي [اثنتي] عشرة ركعة‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 16 *2‬باب المر بالمحافظة على السنة وآدابها‬
‫ل تعالى (الحشر ‪{ :)7‬وما آتاكم الرسول فخذوه‪ ،‬وما نهاكم عنه فانتهوا}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫قال تعالى (النجم ‪{ :)4 ،3‬وما ينطق عن الهوى‪ ،‬إن هو إل وحي يوحى}‪.‬‬
‫قال تعالى (آل عمران ‪{ :)31‬قل إن كنتم تحبون الّ فاتبعوني يحببكم الّ‪ ،‬ويغفر لكم ذنوبكم}‪.‬‬
‫قال تعالى (الحزاب ‪{ :)21‬لقد كان لكم في َرسُول الِّ أسوة حسنة لمن كان يرجو الّ واليوم‬
‫الخر}‪.‬‬
‫قال تعالى (النساء ‪{ :)65‬فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم‪ ،‬ثم ل يجدوا في‬
‫أنفسهم حرج ًا مما قضيت‪ ،‬ويسلموا تسليماً}‪.‬‬
‫قال تعالى (النساء ‪{ :)59‬فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الّ والرسول إن كنتم تؤمنون بال‬
‫واليوم الخر}‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬معناه‪ :‬إلى الكتاب والسنة‪.‬‬
‫قال تعالى (النساء ‪{ :)80‬من يطع الرسول فقد أطاع الّ}‪.‬‬
‫قال تعالى (الشورى ‪{ :)53 ،52‬وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}‪.‬‬
‫قال تعالى (النور ‪{ :)63‬فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}‪.‬‬
‫قال تعالى (الحزاب ‪{ :)34‬واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الّ والحكمة}‪ .‬واليات في الباب‬
‫كثيرة‪.‬‬
‫وأما الحاديث‪:‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬دعوني ما‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 156‬فالول عن أبي هريرة َرضِيِ الُّ َ‬
‫تركتكم؛ إنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلفهم على أنبيائهم‪ ،‬فإذا نهيتكم عن شيء‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫فاجتنبوه‪ ،‬وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬وعظنا َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 157‬الثاني عن أبي نجيح العرباض بن سارية َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم موعظة بليغة‪ ،‬وجلت منها القلوب‪ ،‬وذرفت منها العيون‪ .‬فقلنا‪ :‬يا َرسُول الِّ كأنها‬ ‫َ‬
‫موعظة مودع فأوصنا‪ .‬قال‪< :‬أوصيكم بتقوى الّ والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم‬
‫عبد[حبشي]‪ ،‬وإنه من يعش منكم فسيرى اختلفاً كثيراً! فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين‬
‫المهديين عضوا عليها بالنواجذ‪ ،‬وإياكم ومحدثات المور فإن كل بدعة ضللة> رواه أبو داود‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫<النواجذ> بالذال المعجمة‪ :‬النياب وقيل الضراس‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬كل أمتي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬‫‪ - 158‬الثالث عن أبي هريرة رَ ِ‬
‫يدخلون الجنة إل من أبى> قيل‪ :‬ومن يأبى يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬من أطاعني دخل الجنة‪ ،‬ومن‬
‫عصاني فقد أبى> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن رجلً‬‫‪ - 159‬الرابع عن أبي مسلم‪ ،‬وقيل‪ :‬أبي إياس سلمة بن عمر بن الكوع َرضِيِ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم بشماله فقال‪< :‬كل بيمينك> قال‪ :‬ل أستطيع‪ .‬قال‪< :‬ل‬ ‫أكل عند َرسُول ا ِ‬
‫استطعت!> ما منعه إل الكبر‪ ،‬فما رفعها إلى فيه‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 160‬الخامس عن أبي عبد الّ النعمان بن بشير َرضِيِ الُّ َ‬
‫سوّنّ صفوفكم أو ليخالفن الّ بين وجوهكم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪َ < :‬لتُ َ‬
‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها‬ ‫وفي رواية لمسلم‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫ل بادي ًا صدره‬‫القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه‪ .‬ثم خرج يوماً فقام حتى كاد أن يكبر فرأى رج ً‬
‫فقال‪< :‬عباد الّ لتسون صفوفكم أو ليخالفن الّ بين وجوهكم> ‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ :‬احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل‪ ،‬فلما‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 161‬السادس عن أبي موسى رَ ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم بشأنهم قال‪< :‬إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها‬ ‫حدث َرسُول ا ِ‬
‫عنكم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪ :‬إن مثل ما بعثني الّ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 162‬السابع عنه رَ ِ‬
‫به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً‪ ،‬فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكل‬
‫والعشب الكثير‪ ،‬وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الّ بها الناس فشربوا منها وسقوا‬
‫وزرعوا‪ ،‬وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان ل تمسك ماء ول تنبت كل‪ .‬فذلك مثل من فقه‬
‫ل به فعلم وعلم‪ ،‬ومثل من لم يرفع بذلك رأس ًا ولم يقبل هدى الّ‬ ‫في دين الّ ونفعه بما بعثني ا ّ‬
‫الذي أرسلت به> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<فقه> بضم القاف على المشهور وقيل بكسرها‪ :‬أي صار فقيهاً‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪ :‬مثلي ومثلكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 163‬الثامن عن جابر َر ِ‬
‫كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها‪ ،‬وأنا آخذ بحجزكم عن‬
‫النار وأنتم تفلتون من يدي> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫<الجنادب> نحو الجراد‪ .‬والفراش‪ ،‬هذا المعروف الذي يقع في النار‪.‬‬
‫و <الحجز> جمع حجزة وهي‪ :‬معقد الزار والسراويل‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم أمر بلعق الصابع‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 164‬التاسع عنه رَ ِ‬
‫والصحفة وقال‪< :‬إنكم ل تدرون في أيه البركة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ول يدعها‬
‫للشيطان‪ ،‬ول يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه ل يدري في أي طعامه البركة>‬
‫وفي رواية له‪< :‬إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه‪،‬‬
‫فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى فليأكلها ول يدعها للشيطان> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬
‫عنْهُ قال‪ :‬قام فينا َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 165‬العاشر عن ابن عباس َر ِ‬
‫ل تعالى حفاة عراة غرلً {كما بدأنا أول‬ ‫بموعظة فقال‪< :‬يا أيها الناس إنكم محشورون إلى ا ّ‬
‫خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين} (النبياء ‪ )103‬أل وإن أول الخلئق يكسى يوم القيامة‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ ،‬أل وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول‪ :‬يا رب‬
‫أصحابي‪ .‬فيقال‪ :‬إنك ل تدري ما أحدثوا بعدك‪ .‬فأقول كما قال العبد الصالح‪{ :‬وكنت عليهم شهيداً‬
‫ما دمت فيهم} إلى قوله‪{ :‬العزيز الحكيم} (المائدة ‪ )118 ،117‬فيقال لي‪ :‬إنهم لم يزالوا مرتدين‬
‫على‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫أعقابهم منذ فارقتهم> ُمتّفَقٌ َ‬
‫<غرلً> ‪ :‬أي غير مختونين‪.‬‬
‫لّ صَلّى‬‫ع ْنهُ قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫ل بن مغفل َرضِيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 166‬الحادي عشر عن أبي سعيد عبد ا ّ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم عن الخذف وقال‪< :‬إنه ل يقتل الصيد‪ ،‬ول ينكأ العدو‪ ،‬وإنه يفقأ العين‪ ،‬ويكسر‬
‫عَليْهِ‪.‬‬ ‫السن> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم نهى عن‬ ‫وفي رواية‪ :‬أن قريباً لبن مغفل خذف فنهاه وقال إن َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم نهى‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫الخذف وقال‪< :‬إنها ل تصيد صيداً> ثم عاد فقال‪ :‬أحدثك أن َرسُول ا ِ‬
‫عنه ثم عدت تخذف! ل أكلمك أبداً‪.‬‬
‫عنْ ُه يقبل الحجر (يعني‬ ‫ضيِ الُّ َ‬‫‪ - 167‬وعن عابس بن ربيعة قال‪ :‬رأيت عمر بن الخطاب َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫السود) ويقول‪ :‬إني أعلم أنك حجر ما تنفع ول تضر‪ ،‬ولول إني رأيت َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َوسَلّم يقبلك ما قبلتك‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫ل تعالى وما يقوله من دعي إلى ذلك وأمر بمعروف أو نهي‬ ‫*‪ - 17 *2‬باب وجوب النقياد لحكم ا ّ‬
‫عن منكر‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)65‬فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم‪ ،‬ثم ل يجدوا‬ ‫@قال ا ّ‬
‫في أنفسهم حرج ًا مما قضيت‪ ،‬ويسلموا تسليماً}‪.‬‬
‫ل ورسوله ليحكم بينهم أن‬ ‫وقال تعالى (النور ‪{ :)51‬إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى ا ّ‬
‫يقولوا‪ :‬سمعنا وأطعنا‪ ،‬وأولئك هم المفلحون}‪.‬‬
‫وفيه من الحاديث حديث أبي هريرة المذكور في أول الباب قبله (انظر الحديث رقم ‪ )156‬وغيره‬
‫من الحاديث فيه‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم {ل ما‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال لما نزلت على َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 168‬وعن أبي هريرة َرضِيِ الُّ َ‬
‫في السماوات وما في الرض‪ ،‬وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحسبكم به الّ} الية (البقرة‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فأتوا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ )283‬اشتد ذلك على أصحاب َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم ثم بركوا على الركب فقالوا‪ :‬أي َرسُول الِّ كلفنا من العمال ما نطيق‪ :‬الصلة والجهاد‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪:‬‬ ‫والصيام والصدقة وقد أنزل عليك هذه الية ول نطيقها‪ .‬قال َرسُول ا ِ‬
‫<أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم ‪ :‬سمعنا وعصينا؟! بل قولوا سمعنا وأطعنا‬
‫غفرانك ربنا وإليك المصير‪ .‬فلما اقترأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الّ تعالى في إثرها {آمن‬
‫الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون؛ كل آمن بال وملئكته وكتبه ورسله ل نفرق بين أحد‬
‫من رسله‪ ،‬وقالوا‪ :‬سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} (البقرة ‪ )285‬فلما فعلوا ذلك‬
‫ل نفساً إل وسعها‪ ،‬لها ما كسبت وعليها ما‬ ‫جلّ {ل يكلف ا ّ‬ ‫ع ّز وَ َ‬ ‫ل تعالى فأنزل الّ َ‬ ‫نسخها ا ّ‬
‫اكتسبت‪ ،‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال نعم {ربنا ول تحمل علينا إصراً كما حملته‬
‫على الذين من قبلنا} قال نعم {ربنا ول تحملنا ما ل طاقة لنا به} قال نعم {واعف عنا واغفر لنا‬
‫وارحمنا‪ ،‬أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين} (البقرة ‪ )286‬قال نعم‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 18 *2‬باب النهي عن البدع ومحدثات المور‬
‫ل تعالى (يونس ‪{ :)32‬فماذا بعد الحق إل الضلل}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (النعام ‪{ :)8‬ما فرطنا في الكتاب من شيء}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النساء ‪{ :)59‬فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الّ والرسول}‪ :‬أي الكتاب والسنة‪.‬‬
‫وقال تعالى (النعام ‪{ :)153‬وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه‪ ،‬ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن‬
‫سبيله}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)31‬قل إن كنتم تحبون الّ فاتبعوني يحببكم الّ‪ ،‬ويغفر لكم ذنوبكم}‪.‬‬
‫واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫وأما الحاديث فكثيرة جدًا وهي مشهورة فنقتصر على طرف منها‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من أحدث في‬ ‫عنْها قالت قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 169‬عن عائشة َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية لمسلم <من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم إذا خطب احمرت‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 170‬وعن جابر َر ِ‬
‫عيناه‪ ،‬وعل صوته‪ ،‬واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول <صبحكم ومساكم> ويقول‪:‬‬
‫<بعثت أنا والساعة كهاتين> ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول‪< :‬أما بعد فإن خير‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬وشر المور محدثاتها‪ ،‬وكل‬ ‫الحديث كتاب الّ‪ ،‬وخير الهدي هدي محمد صَلّى الُّ َ‬
‫بدعة ضللة> ثم يقول‪< :‬أنا أولى بكل مؤمن من نفسه‪ :‬من ترك مالً فلهله‪ ،‬ومن ترك ديناً أو‬
‫ضياعاً فإلي وعلي> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عنْ ُه حديثه السابق (انظر الحديث رقم ‪ )157‬في باب‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫وعن العرباض بن سارية َر ِ‬
‫المحافظة على السنة‪.‬‬
‫*‪ - 19 *2‬باب من سن سنة حسنة أو سيئة‬
‫ل تعالى (الفرقان ‪{ :)24‬والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين‪،‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫واجعلنا للمتقين إماماً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النبياء ‪{ :)73‬وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا}‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬كنا في صدر النهار عند َرسُول الِّ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫ل رَ ِ‬
‫‪ - 171‬وعن أبي عمرو‪ ،‬جرير بن عبد ا ّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف‪ ،‬عامتهم من‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم لما رأى بهم من الفاقة‪،‬‬ ‫مضر بل كلهم من مضر‪ ،‬فتمعر وجه َرسُول ا ِ‬
‫فدخل ثم خرج فأمر بللً فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال‪{ :‬يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم‬
‫من نفس واحدة} إلى آخر الية {إن الّ كان عليكم رقيباً} (النساء ‪ )1‬والية التي في آخر الحشر‬
‫{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الّ‪ ،‬ولتنظر نفس ما قدمت لغد} تصدق رجل من ديناره‪ ،‬من درهمه‪،‬‬
‫من ثوبه‪ ،‬من صاع بره‪ ،‬من صاع تمره حتى قال‪< :‬ولو بشق تمرة> فجاء رجل من النصار‬
‫بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت‪ ،‬ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يتهلل كأنه مذهبة‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬ ‫حتى رأيت وجه َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من سن في السلم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن‬ ‫َ‬
‫ينقص من أجورهم شيء‪ ،‬ومن سن في السلم سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها‬
‫من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫قوله <مجتابي النمار> هو بالجيم وبعد اللف باء موحدة‪.‬‬
‫<النمار> جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط‪.‬‬
‫ومعنى <مجتابيها> ‪ :‬لبسيها قد خرقوها في رؤوسهم‪ .‬والجوب‪ :‬القطع‪ ،‬ومنه قول الّ تعالى‬
‫(الفجر ‪{ :)9‬وثمود الذين جابوا الصخر بالواد}‪ :‬أي نحتوه وقطعوه‪.‬‬
‫وقوله <تمعر> هو بالعين المهملة‪ :‬أي تغير‪.‬‬
‫وقوله <رأيت كومين> بفتح الكاف وضمها‪ ،‬أي‪ :‬صبرتين‪.‬‬
‫وقوله <كأنه مذهبة> هو بالذال المعجمة وفتح الهاء والباء الموحدة‪ .‬قاله القاضي عياض‬
‫وغيره‪ .‬وصحفه بعضهم فقال‪< :‬مدهنة> بدال مهملة وضم الهاء وبالنون‪ ،‬وكذا ضبطه‬
‫الحميدي‪ ،‬والصحيح المشهور هو الول‪ .‬والمراد به على الوجهين‪ :‬الصفاء والستنارة‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ليس من نفس تقتل‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 172‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫ظلماً إل كان على ابن آدم الول كفل من دمها لنه كان أول من سن القتل> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 20 *2‬باب الدللة على خير والدعاء إلى هدى أو ضللة‬
‫@قال تعالى (القصص ‪{ :)87‬وادع إلى ربك}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النحل ‪{ :)125‬ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المائدة ‪{ :)2‬وتعاونوا على البر والتقوى}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)84‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير}‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ :‬قال َرسُول الِّ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 173‬وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري البدري َر ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من دل على خير فله مثل أجر فاعله> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من دعا إلى‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 174‬وعن أبي هريرة َرضِيِ الُّ َ‬
‫هدى كان له من الجر مثل أجور من تبعه ل ينقص ذلك من أجورهم شيئاً‪ ،‬ومن دعا إلى ضللة‬
‫كان عليه من الثم مثل آثام من تبعه ل ينقص ذلك من آثامهم شيئاً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 175‬وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي َرضِيِ الُّ َ‬
‫ل ورسوله‬ ‫ل يفتح الّ على يديه‪ ،‬يحب ا ّ‬ ‫َوسَلّم قال يوم خيبر‪< :‬لعطين هذه الراية غدًا رج ً‬
‫ل ورسوله> فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها‪ ،‬فلما أصبح الناس غدوا على‬ ‫ويحبه ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم كلهم يرجو أن يعطاها‪ .‬فقال‪< :‬أين علي بن أبي طالب؟> فقيل‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫لّ هو يشتكي عينيه‪ .‬قال‪< :‬فأرسلوا إليه> فأتي به فبصق رَسُول ا ِ‬ ‫يا َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ‪:‬‬
‫َوسَلّم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية‪ .‬فقال علي َرضِيِ الُّ َ‬
‫يا َرسُول الِّ أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال‪< :‬انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم‪ ،‬ثم ادعهم‬
‫ل تعالى فيه‪ ،‬فوال لن يهدي الّ بك رجلً‬ ‫إلى السلم‪ ،‬وأخبرهم بما يجب عليهم من حق ا ّ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫واحدًا خير لك من حمر النعم> مُتّفَقٌ َ‬
‫قوله <يدوكون> ‪ :‬أي يخوضون ويتحدثون‪.‬‬
‫قوله <رسلك> بكسر الراء وبفتحها لغتان والكسر أفصح‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن فتى من أسلم قال‪ :‬يا َرسُول الِّ إني أريد الغزو وليس معي‬ ‫ضيِ الُّ َ‬
‫‪ - 176‬وعن أنس َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ما أتجهز به؟ قال‪ < :‬ائت فلناً فإنه قد كان تجهز فمرض‪ .‬فأتاه فقال‪ :‬إن َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقرئك السلم ويقول‪ :‬أعطني الذي تجهزت به‪ .‬فقال‪ :‬يا فلنة أعطيه الذي تجهزت‬ ‫َ‬
‫به‪ ،‬ول تحبسي منه شيئاً‪ ،‬فوال ل تحبسي منه شيئاً فيبارك لك فيه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 21 *2‬باب التعاون على البر والتقوى‬
‫ل تعالى (المائدة ‪{ :)2‬وتعاونوا على البر والتقوى}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (العصر ‪{ :)3 ،2 ،1‬والعصر‪ ،‬إن النسان لفي خسر‪ ،‬إل الذين آمنوا وعملوا‬
‫الصالحات‪ ،‬وتواصوا بالحق‪ ،‬وتواصوا بالصبر} قال المام الشافعي رحمه الّ كلم ًا معناه‪ :‬إن‬
‫الناس أو أكثرهم في غفلة عن تدبر هذه السورة‪.‬‬
‫ل صَلّى الُّ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رسول ا ّ‬ ‫‪ - 177‬وعن أبي عبد الرحمن زيد بن خالد الجهني َرضِيِ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من جهز غازيًا في سبيل الّ فقد غزا‪ ،‬ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا>‬ ‫َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم بعث بعثاً إلى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 178‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫بني لحيان من هذيل فقال‪< :‬لينبعث من كل رجلين أحدهما والجر بينهما> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم لقي ركباً بالروحاء‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن رَسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬‫‪ - 179‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫فقال‪< :‬من القوم؟> قالوا‪ :‬المسلمون‪ .‬فقالوا‪ :‬من أنت؟ قال‪َ < :‬رسُول الِّ> فرفعت إليه امرأة‬
‫صبياً فقالت‪ :‬ألهذا حج؟ قال‪< :‬نعم ولك أجر> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أنه قال‪:‬‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 180‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫<الخازن المسلم المين الذي ينفذ ما أمر به فيعطيه كاملً موفراً‪ ،‬طيبة به نفسه‪ ،‬فيدفعه إلى‬
‫الذي أمر له به أحد المتصدقين> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬الذي يعطي ما أمر به> وضبطوا <المتصدقين> بفتح القاف مع كسر النون على‬
‫التثنية‪ ،‬وعكسه على الجمع‪ ،‬وكلهما صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 22 *2‬الباب النصيحة‬
‫ل تعالى (الحجرات ‪{ :)10‬إنما المؤمنون إخوة}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى إخباراً عن نوح صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم (العراف ‪{ :)62‬وأنصح لكم} وعن هود صَلّى‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم (العراف ‪{ :)68‬وأنا لكم ناصح أمين}‪.‬‬
‫وأما الحاديث‪:‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 181‬فالول عن أبي رقية تميم بن أوس الداري َرضِيِ الُّ َ‬
‫قال‪< :‬الدين النصيحة> قلنا‪ :‬لمن؟ قال‪< :‬ل ولكتابه ولرسوله ولئمة المسلمين وعامتهم>‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬بايعت َرسُول ا ِ‬ ‫ل َرضِيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 182‬الثاني عن جرير بن عبد ا ّ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫على إقام الصلة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬والنصح لكل مسلم> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يؤمن أحدكم حتى‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 183‬الثالث عن أنس َرضِيِ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫يحب لخيه ما يحب لنفسه> ُمتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 23 *2‬باب المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)104‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير‪ ،‬ويأمرون بالمعروف‪،‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وينهون عن المنكر‪ ،‬وأولئك هم المفلحون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)110‬كنتم خير أمة أخرجت للناس‪ :‬تأمرون بالمعروف وتنهون عن‬
‫المنكر}‪.‬‬
‫وقال تعالى (العراف ‪{ :)199‬خذ العفو‪ ،‬وأمر بالعرف‪ ،‬وأعرض عن الجاهلين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (التوبة ‪{ :)71‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض‪ :‬يأمرون بالمعروف‪،‬‬
‫وينهون عن المنكر}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المائدة ‪{ :)78‬لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم‪،‬‬
‫ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‪ :‬كانوا ل يتناهون عن منكر فعلوه؛ لبئس ما كانوا يفعلون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الكهف ‪{ :)29‬وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحجر ‪{ :)94‬فاصدع بما تؤمر}‪.‬‬
‫وقال تعالى (العراف ‪{ :)165‬فأنجينا الذين ينهون عن السوء‪ ،‬وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس‬
‫بما كانوا يفسقون}‪ .‬واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫وأما الحاديث‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 184‬فالول عن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫يقول‪< :‬من رأى منكم منكراً فليغيره بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك‬
‫أضعف اليمان> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬ما من‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫عنْهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 185‬الثاني عن ابن مسعود َر ِ‬
‫نبي بعثه الّ في أمة قبلي إل كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون‬
‫بأمره‪ ،‬ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما ل يفعلون‪ ،‬ويفعلون ما ل يؤمرون‪ .‬فمن‬
‫جاهدهم بيده فهو مؤمن‪ ،‬ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن‪ ،‬ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن؛‬
‫وليس وراء ذلك من اليمان حبة خردل> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫صلّى الُّ‬‫لّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬بايعنا رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 186‬الثالث عن أبي الوليد عبادة بن الصامت َرضِيِ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم على السمع والطاعة في العسر واليسر‪ ،‬والمنشط والمكره‪ ،‬وعلى أثرة علينا‪ ،‬وعلى‬ ‫َ‬
‫ل فيه برهان‪ ،‬وعلى أن نقول بالحق‬ ‫أن ل ننازع المر أهله إل أن تروا كفراً بواحاً عندكم من ا ّ‬
‫أينما كنا ل نخاف في الّ لومة لئم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<المنشط والمكره> بفتح ميميهما‪ :‬أي في السهل والصعب‪.‬‬
‫و <الثرة> ‪ :‬الختصاص بالمشترك‪ .‬وقد سبق بيانها (انظر الحديث رقم ‪. )51‬‬
‫<بواحاً> بفتح الباء الموحدة بعدها واو ثم ألف ثم حاء مهملة‪ :‬أي ظاهرًا ل يحتمل تأويلً‪.‬‬
‫عنْهماُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬مثل‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 187‬الرابع عن النعمان بن بشير رَ ِ‬
‫ل والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلها وبعضهم‬ ‫القائم في حدود ا ّ‬
‫أسفلها‪ ،‬فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم؛ فقالوا‪ :‬لو أنا خرقنا‬
‫في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا‪ .‬فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً‪ ،‬وإن أخذوا على أيديهم‬
‫نجوا ونجوا جميعاً> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<القائم في حدود الّ> معناه‪ :‬المنكر لها القائم في دفعها وإزالتها‪ .‬والمراد بالحدود‪ :‬ما نهى الّ‬
‫عنه‪.‬‬
‫و <استهموا> ‪ :‬اقترعوا‪.‬‬
‫عنْها عن النبي‬ ‫‪ - 188‬الخامس عن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة َرضِيِ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم أنه قال‪< :‬إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون‪ .‬فمن كره فقد برئ‪،‬‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫ومن أنكر فقد سلم؛ ولكن من رضي وتابع!> قالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ أل نقاتلهم؟ قال‪< :‬ل ما أقاموا‬
‫فيكم الصلة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫معناه‪ :‬من كره بقلبه ولم يستطع إنكار بيد ول لسان فقد برئ من الثم وأدى وظيفته‪ ،‬ومن أنكر‬
‫بحسب طاقته فقد سلم من هذه المعصية‪ ،‬ومن رضي بفعلهم وتابعهم فهو العاصي‪.‬‬
‫صلّى الُّ‬ ‫عنْها أن النبي َ‬ ‫‪ - 189‬السادس عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش َرضِيِ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم دخل عليها فزعًا يقول‪< :‬ل إله إل الّ! ويل للعرب من شر قد أقترب! فتح اليوم من‬ ‫َ‬
‫لّ أنهلك‬ ‫ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه> وحلق بأصبعيه‪ :‬البهام والتي تليها‪ .‬فقلت‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫وفينا الصالحون؟ قال‪< :‬نعم إذا كثر الخبث> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إياكم‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 190‬السابع عن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫والجلوس في الطرقات!> فقالوا‪ :‬يا رَسُول الِّ ما لنا من مجالسنا بد‪ :‬نتحدث فيها‪ .‬فقال َرسُول‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬فإذا أبيتم إل المجالس فأعطوا الطريق حقه> قالوا‪ :‬وما حق الطريق‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ا ِ‬
‫يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬غض البصر‪ ،‬وكف الذى‪ ،‬ورد السلم‪ ،‬ولمر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫المنكر> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم رأى خاتماً من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫عنْهماُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 191‬الثامن عن ابن عباس َر ِ‬
‫ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال‪< :‬يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده!> فقيل‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪ :‬خذ خاتمك انتفع به‪ .‬قال‪ :‬ل وال ل آخذه‬ ‫للرجل بعد ما ذهب َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم! َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬ ‫أبداً وقد طرحه َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ دخل على عبيد‬ ‫‪ - 192‬التاسع عن أبي سعيد الحسن البصري أن عائذ بن عمرو َرضِيِ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إن شر الرعاء‬ ‫الّ بن زياد فقال‪ :‬أي بني إني سمعت َرسُول ا ِ‬
‫الحطمة> فإياك أن تكون منهم‪ .‬فقال له‪ :‬اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صَلّى الُّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ .‬فقال‪ :‬وهل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬والذي نفسي بيده‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 193‬العاشر عن حذيفة َر ِ‬
‫لتأمرن بالمعروف‪ ،‬ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الّ أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فل‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫يستجاب لكم> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫‪ - 194‬الحادي عشر عن أبي سعيد الخدري َرضِيِ الُّ َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫<أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ع ْنهُ أن رجلً‬ ‫‪ - 195‬الثاني عشر عن أبي عبد الّ طارق بن شهاب البجلي الحمسي َرضِيِ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم وقد وضع رجله في الغرز‪ :‬أي الجهاد أفضل؟ قال‪< :‬كلمة حق‬ ‫سأل النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عند سلطان جائر> رواه النسائي بإسناد صحيح‪.‬‬
‫<الغرز> بغين معجمة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم زاي‪ :‬هو ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو‬
‫خشب‪ .‬وقيل‪ :‬ل يختص بجلد وخشب‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪:‬‬
‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬
‫‪ - 196‬الثالث عشر عن ابن مسعود رَ ِ‬
‫<إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول‪ :‬يا هذا اتق الّ‬
‫ودع ما تصنع فإنه ل يحل لك‪ ،‬ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فل يمنعه ذلك أن يكون أكيله‬
‫وشريبه وقعيده‪ .‬فلما فعلوا ذلك ضرب الّ قلوب بعضهم ببعض> ثم قال‪{ :‬لعن الذين كفروا من‬
‫بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم‪ ،‬ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‪ ،‬كانوا ل يتناهون‬
‫عن منكر فعلوه‪ ،‬لبئس ما كانوا يفعلون؛ ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا؛ لبئس ما قدمت‬
‫لهم أنفسهم} إلى قوله {فاسقون} (المائدة ‪ )81 ،80 ،79 ،78‬ثم قال‪< :‬كل وال لتأمرن‬
‫بالمعروف‪ ،‬ولتنهون عن المنكر‪ ،‬ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً‪ ،‬ولتقصرنه‬
‫ل بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم> رواه أبو داود‬ ‫على الحق قصراً‪ ،‬أو ليضربن ا ّ‬
‫عَليْهِ‬
‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫حسَنٌ‪ .‬هذا لفظ أبي داود‪ ،‬ولفظ الترمذي قال رَسُول ا ِ‬ ‫والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫َوسَلّم‪< :‬لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا‪ ،‬فجالسوهم في‬
‫مجالسهم‪ ،‬وواكلوهم وشاربوهم‪ ،‬فضرب الّ قلوب بعضهم ببعض‪ ،‬ولعنهم على لسان داود‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم وكان‬ ‫وعيسى ابن مريم‪ ،‬ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون> فجلس َرسُول ا ِ‬
‫متكئاً فقال‪< :‬ل والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً> ‪.‬‬
‫قوله <تأطروهم> ‪ :‬أي تعطفوهم‪.‬‬
‫و <لتقصرنه> ‪ :‬أي لتحبسنه‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬يا أيها الناس إنكم لتقرؤون هذه‬ ‫ضيِ الُّ َ‬ ‫‪ - 197‬الرابع عشر عن أبي بكر الصديق َر ِ‬
‫الية‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم} (المائدة ‪ )105‬وإني‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه‬ ‫سمعت َرسُول ا ِ‬
‫أوشك أن يعمهم الّ بعقاب منه> رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة‪.‬‬
‫*‪ - 24 *2‬باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أو نهى عن منكر وخالف قوله فعله‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)44‬أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفل‬ ‫@قال ا ّ‬
‫تعقلون!}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الصف ‪{ :)3 ،2‬يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما ل تفعلون؟! كبر مقتاً عند الّ أن‬
‫تقولوا ما ل تفعلون!}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم (هود ‪{ :)88‬وما أريد أن أخالفكم إلى ما‬ ‫وقال تعالى إخباراً عن شعيب صَلّى الُّ َ‬
‫أنهاكم عنه}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬‫‪ - 198‬وعن أبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه‪ ،‬فيدور بها كما‬ ‫َ‬
‫يدور الحمار في الرحا‪ ،‬فيجتمع إليه أهل النار فيقولون‪ :‬يا فلن ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف‪،‬‬
‫وتنهى عن المنكر؟ فيقول‪ :‬بلى كنت آمر بالمعروف ول آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫قوله <تندلق> هو بالدال المهملة معناه‪ :‬تخرج‪.‬‬
‫و <القتاب> ‪ :‬المعاء واحدها قتب‪.‬‬
‫*‪ - 25 *2‬باب المر بأداء المانة‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)58‬إن الّ يأمركم أن تؤدوا المانات إلى أهلها}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الحزاب ‪{ :)72‬إنا عرضنا المانة على السماوات والرض والجبال فأبين أن‬
‫يحملنها وأشفقن منها وحملها النسان؛ إنه كان ظلوماً جهولً}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬آية المنافق‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬‫‪ - 199‬وعن أبي هريرة َرضِيِ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫ثلث‪ :‬إذا حدث كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا اؤتمن خان> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية <وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم> ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم حديثين‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬حدثنا رَسُول ا ِ‬‫‪ - 200‬وعن حذيفة بن اليمان َرضِيِ الُّ َ‬
‫قد رأيت أحدهما أنا أنتظر الخر‪ :‬حدثنا أن المانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن‬
‫فعلموا من القرآن وعلموا من السنة‪ ،‬ثم حدثنا عن رفع المانة فقال‪< :‬ينام الرجل النومة‬
‫فتقبض المانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت‪ ،‬ثم ينام النومة فتقبض المانة من قلبه فيظل‬
‫أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً وليس فيه شيء> ثم أخذ‬
‫حصاةً فدحرجه على رجله <فيصبح الناس يتبايعون فل يكاد أحد يؤدي المانة‪ ،‬حتى يقال‪ :‬إن‬
‫ل أميناً‪ ،‬حتى يقال للرجل‪ :‬ما أجلده! ما أظرفه! ما أعقله! وما في قلبه مثقال‬ ‫في بني فلن رج ً‬
‫حبة من خردل من إيمان> ‪ .‬ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت‪ :‬لئن كان مسلماً ليردنه‬
‫علي دينه‪ ،‬وإن كان نصرانياً أو يهودياً ليردنه علي ساعيه‪ .‬وأما اليوم فما كنت أبايع منكم إل‬
‫فلناً وفلناً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫قوله <جذر> بفتح الجيم وإسكان الذال المعجمة‪ :‬وهو أصل الشيء‪.‬‬
‫و <الوكت> بالتاء المثناة من فوق‪ :‬الثر اليسير‪.‬‬
‫و <المجل> بفتح الميم وإسكان الجيم‪ :‬وهو تنفطٌ في اليد ونحوها من أثر عمل وغيره‪.‬‬
‫قوله <منتبراً> ‪ :‬مرتفعاً‪.‬‬
‫قوله <ساعيه> ‪ :‬الوالي عليه‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُما قال قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيِ الُّ َ‬‫‪ - 201‬وعن حذيفة وأبي هريرة َر ِ‬
‫<يجمع الّ تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة‪ ،‬فيأتون آدم صلوات الّ‬
‫عليه فيقولون‪ :‬يا أبانا استفتح لنا الجنة‪ .‬فيقول‪ :‬وهل أخرجكم من الجنة إل خطيئة أبيكم لست‬
‫بصاحب ذلك‪ ،‬اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الّ‪ .‬قال فيقول إبراهيم‪ :‬لست بصاحب ذلك إنما كنت‬
‫ل تكليماً‪ .‬فيأتون موسى فيقول‪ :‬لست‬ ‫خليلً من وراء وراء‪ ،‬اعمدوا إلى موسى الذي كلمه ا ّ‬
‫ل وروحه‪ .‬فيقول عيسى‪ :‬لست بصاحب ذلك ‪ .‬فيأتون‬ ‫بصاحب ذلك‪ ،‬اذهبوا إلى عيسى كلمة ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فيقوم فيؤذن له‪ ،‬وترسل المانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط‬ ‫محمدًا صَلّى الُّ َ‬
‫يمين ًا وشمالً‪ ،‬فيمر أولكم كالبرق> قلت‪ :‬بأبي وأمي أي شيء كمر البرق؟ قال‪ :‬ألم تروا كيف‬
‫يمر ويرجع في طرفة عين‪ ،‬ثم كمر الريح‪ ،‬ثم كمر الطير وشد الرجال‪ :‬تجري بهم أعمالهم‬
‫ونبيكم قائم على الصراط يقول‪ :‬رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد‪ ،‬وحتى يجيء الرجل ل‬
‫يستطيع السير إل زحفاً‪ .‬وفي حافتي الصراط كلليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به‪ ،‬فمخدوش‬
‫ناج‪ ،‬ومكردس في النار> والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفاً‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫قوله <وراء وراء> هو بالفتح فيهما وقيل بالضم بل تنوين‪ :‬ومعناه لست بتلك الدرجة الرفيعة‪،‬‬
‫وهي كلمة بذكر على سبيل التواضع‪ .‬وقد بسطت معناها في شرح صحيح مسلم‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ :‬لما وقف‬ ‫ضيِ الُّ َ‬
‫‪ - 202‬وعن أبي خبيب ‪ -‬بضم الخاء المعجمة ‪ -‬عبد الّ بن الزبير َر ِ‬
‫الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه‪ .‬فقال‪ :‬يا بني إنه ل يقتل اليوم إل ظالم أو مظلوم‪ ،‬وإني‬
‫ل أراني إل سأقتل اليوم مظلوماً‪ ،‬وإن من أكبر همي لديني‪ ،‬أفترى ديننا يبقي من مالنا شيئاً؟ ثم‬
‫قال‪ :‬يا بني بع مالنا واقض ديني‪ .‬وأوصى بالثلث‪ ،‬وثلثه لبنيه (يعني لبني عبد الّ بن الزبير ثلث‬
‫الثلث) قال‪ :‬فإن فضل من مالنا بعد قضاء الدين شيء فثلثه لبنيك‪ .‬قال هشام‪ :‬وكان ولد عبد الّ‬
‫قد وازى بعض بني الزبير‪ :‬خبيب وعباد‪ ،‬وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات‪ .‬قال عبد الّ‪ :‬فجعل‬
‫يوصيني بدينه ويقول‪ :‬يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه بمولي‪ .‬قال‪ :‬فوال ما‬
‫دريت ما أراد حتى قلت‪ :‬يا أبت من مولك؟ قال‪ :‬الّ‪ .‬فوال ما وقعت في كربة من دينه إل قلت‪:‬‬
‫يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه‪ .‬قال‪ :‬فقتل الزبير ولم يدع ديناراً ول درهماً إل أرضين‪:‬‬
‫منها الغابة‪ ،‬وإحدى عشرة دارًا بالمدينة‪ ،‬ودارين بالبصرة‪ ،‬ودارًا بالكوفة‪ ،‬ودارًا بمصر‪ .‬قال‪:‬‬
‫وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير‪ :‬ل ولكن هو‬
‫سلف إني أخشى علية الضيعة‪ .‬وما ولي إمارة قط ول جباية ول خراج ًا ول شيئاً إل أن يكون في‬
‫ع ْنهُم‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان َرضِيِ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫غزوة مع َرسُول ا ِ‬
‫قال عبد الّ‪ :‬فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف‪ .‬فلقي حكيم بن حزام عبد‬
‫الّ بن الزبير فقال‪ :‬يا ابن أخي كم على أخي من الدين؟ فكتمته وقلت‪ :‬مائة ألف‪ .‬فقال حكيم‪:‬‬
‫وال ما أرى أموالكم تسع هذه‪ .‬فقال عبد الّ‪ :‬أرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف؟ قال‪ :‬ما‬
‫أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي‪ .‬قال‪ :‬وكان الزبير قد اشترى الغابة‬
‫بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الّ بألف ألف وستمائة ألف ثم قام فقال‪ :‬من كان له على الزبير‬
‫شيء فليوافنا بالغابة‪ .‬فأتاه عبد الّ بن جعفر وكان له على الزبير أربعمائة ألف‪ .‬فقال لعبد الّ‪:‬‬
‫إن شئتم تركتها لكم‪ .‬قال عبد الّ ل‪ ،‬قال‪ :‬فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم‪ ،‬فقال عبد‬
‫الّ ل‪ ،‬قال‪ :‬فاقطعوا لي قطعة‪ .‬قال عبد الّ‪ :‬لك من ههنا إلى ههنا‪.‬‬
‫ل منها فقضى عنه دينه وأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف‪ .‬فقدم على معاوية‬ ‫فباع عبد ا ّ‬
‫وعنده عمرو بن عثمان‪ ،‬والمنذر بن الزبير وابن زمعة‪ .‬فقال له معاوية‪ :‬كم قومت الغابة؟ قال‪:‬‬
‫كل سهم مائة ألف‪ .‬قال‪ :‬كم بقي منها؟ قال‪ :‬أربعة أسهم ونصف‪ .‬فقال المنذر بن الزبير‪ :‬قد أخذت‬
‫سهمًا بمائة ألف‪ .‬وقال عمرو بن عثمان‪ :‬قد أخذت سهماً بمائة ألف‪ .‬وقال ابن زمعة‪ :‬قد أخذت‬
‫سهمًا بمائة ألف فقال معاوية‪ :‬كم بقي منها؟ قال‪ :‬سهم ونصف‪ .‬قال‪ :‬قد أخذته بخمسين ومائة‬
‫ألف‪ .‬قال‪ :‬وباع عبد الّ بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف‪ .‬فلما فرغ ابن الزبير من‬
‫قضاء دينه قال بنو الزبير‪ :‬اقسم بيننا ميراثنا‪ .‬قال‪ :‬وال ل أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع‬
‫سنين‪ :‬أل من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه‪ .‬فجعل كل سنة ينادي في الموسم‪ .‬فلما‬
‫مضى أربع سنين قسم بينهم ورفع الثلث‪ .‬وكان للزبير أربع نسوة فأصاب كل امرأة ألف ألف‬
‫ومائتا ألف؛ فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 26 *2‬باب تحريم الظلم والمر برد المظالم‬
‫ل تعالى (غافر ‪{ :)18‬ما للظالمين من حميم ول شفيع يطاع}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الحج ‪{ :)71‬وما للظالمين من نصير}‪.‬‬
‫وأما الحاديث فمنها حديث أبي ذر المتقدم (انظر الحديث رقم ‪ )111‬في آخر باب المجاهدة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬اتقوا الظلم فإن الظلم‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 203‬وعن جابر َر ِ‬
‫ظلمات يوم القيامة‪ ،‬واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم‪ :‬حملهم على أن سفكوا دماءهم ‪،‬‬
‫واستحلوا محارمهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬لتؤدن الحقوق‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 204‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬كنا نتحدث عن حجة الوداع والنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 205‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم وأثنى‬ ‫ل َرسُول ا ِ‬ ‫َوسَلّم بين أظهرنا ول ندري ما حجة الوداع حتى حمد ا ّ‬
‫عليه‪ ،‬ثم ذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره وقال‪< :‬ما بعث الّ من نبي إل أنذره أمته‪ :‬أنذره‬
‫نوح والنبيون من بعده‪ ،‬وإنه يخرج فيكم ‪ ،‬فما خفي عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم‪ :‬إن ربكم‬
‫ليس بأعور‪ ،‬وإنه أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية‪ ،‬أل إن الّ حرم عليكم دماءكم‬
‫وأموالكم كحرمة يومكم هذا‪ ،‬في بلدكم هذا‪ ،‬في شهركم هذا؛ أل هل بلغت؟ قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬
‫<اللهم اشهد> ثلثاً <ويلكم! أو ويحكم انظروا‪ :‬ل ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب‬
‫بعض> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪ .‬وروى مسلم بعضه‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من ظلم قيد شبر‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْها أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 206‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫من الرض طوقه من سبع أرضين> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إن الّ ليملي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْه قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 207‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ‪{ :‬وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة؛ إن أخذه أليم‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫شديد} (هود ‪ُ )102‬متّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال‪< :‬إنك تأتي‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬بعثني َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 208‬وعن معاذ َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل وأني رسول الّ‪ ،‬فإن هم أطاعوا لذلك‬ ‫قوماً من أهل الكتاب‪ ،‬فادعهم إلى شهادة أن ل إله إل ا ّ‬
‫فأعلمهم أن الّ افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة‪ ،‬فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن‬
‫الّ افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم‪ ،‬فإن هم أطاعوا لذلك فإياك‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫وكرائم أموالهم‪ ،‬واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الّ حجاب> مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬استعمل النبي صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 209‬وعن أبي حميد عبد الرحمن بن سعد الساعدي َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم رجلً من الزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة‪ .‬فلما قدم قال‪ :‬هذا لكم وهذا أهدي‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم على المنبر فحمد الّ وأثنى عليه ثم قال‪< :‬أما بعد‬ ‫إلي‪ .‬فقام َرسُول ا ِ‬
‫ل فيأتي فيقول‪ :‬هذا لكم هذا هدية أهديت إلي!‬ ‫فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولني ا ّ‬
‫أفل جلس في بيت أبيه أو أمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً! وال ل يأخذ أحد منكم شيئ ًا بغير‬
‫ل يحمل بعيراً له رغاء‪ ،‬أو‬ ‫ل تعالى يحمله يوم القيامة‪ ،‬فل أعرفن أحداً منكم لقي ا ّ‬ ‫حقه إل لقي ا ّ‬
‫بقرة لها خوار‪ ،‬أو شاة تيعر> ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه فقال‪ :‬اللهم هل بلغت؟> ثلثاً‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من كانت عنده‬ ‫‪ - 210‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫مظلمة لخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن ل يكون دينار ول درهم‪ ،‬إن كان‬
‫له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته‪ ،‬وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل‬
‫عليه> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 211‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬ ‫ل عنه> مُتّفَقٌ َ‬ ‫<المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده‪ ،‬والمهاجر من هجر ما نهى ا ّ‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬كان على ثقل النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم رجل يقال له كركرة‬ ‫‪ - 212‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬هو في النار> فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فمات فقال َرسُول ا ِ‬
‫قد غلها‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 213‬وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث َر ِ‬
‫الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الّ السماوات والرض‪ .‬السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة‬
‫حرم‪ .‬ثلث متواليات‪ :‬ذو القعدة‪ ،‬وذو الحجة والمحرم‪ ،‬رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان‪،‬‬
‫ل ورسوله أعلم‪ .‬فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه‪ .‬قال‪< :‬أليس‬ ‫أي شهر هذا؟> قلنا‪ :‬ا ّ‬
‫ل ورسوله أعلم‪ .‬فسكت حتى ظننا أنه‬ ‫ذا الحجة؟> قلنا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪< :‬فأي بلد هذا؟> قلنا‪ :‬ا ّ‬
‫ل ورسوله‬ ‫سيسميه بغير اسمه‪ .‬قال‪< :‬أليس البلدة؟> قلنا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪< :‬فأي يوم هذا؟> قلنا‪ :‬ا ّ‬
‫أعلم‪ .‬فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه‪ .‬فقال‪< :‬أليس يوم النحر؟> قلنا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪< :‬فإن‬
‫دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا‪ ،‬وستلقون‬
‫ربكم فيسألكم عن أعمالكم‪ ،‬أل فل ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض‪ ،‬أل ليبلغ‬
‫الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه> ثم قال‪< :‬أل هل‬
‫بلغت؟ أل هل بلغت؟> قلنا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪< :‬اللهم اشهد> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 214‬وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي َرضِيَ الُّ َ‬
‫قال‪< :‬من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الّ له النار‪ ،‬وحرم عليه الجنة> فقال رجل‪:‬‬
‫وإن كان شيئ ًا يسيراً يا َرسُول الِّ؟ فقال‪< :‬وإن قضيباً من أراك> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 215‬وعن عدي بن عميرة َر ِ‬
‫<من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوقه كان غلو ًل يأتي به يوم القيامة> فقام إليه‬
‫رجل أسود من النصار كأني أنظر إليه فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ اقبل عني عملك‪ .‬قال‪< :‬وما لك؟>‬
‫قال‪ :‬سمعتك تقول كذا وكذا‪ .‬قال‪< :‬وأنا أقوله الن‪ :‬من استعملناه على عمل فليجيء بقليله‬
‫وكثيره فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه انتهى> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي‬ ‫‪ - 216‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فقالوا‪ :‬فلن شهيد وفلن شهيد‪ .‬حتى مروا على رجل فقالوا‪ :‬فلن شهيد‪.‬‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬كل إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أنه‬ ‫ع ْنهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 217‬وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي َر ِ‬
‫قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الّ واليمان بال أفضل العمال‪ .‬فقام رجل فقال‪ :‬يا‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫َرسُول الِّ أرأيت إن قتلت في سبيل الّ تكفر عني خطاياي؟ فقال له َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬نعم إن قتلت في سبيل الّ‪ ،‬أنت صابر‪ ،‬محتسب‪ ،‬مقبل غير مدبر> ثم قال‪َ :‬رسُول الِّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬كيف قلت؟> قال‪ :‬أرأيت إن قتلت في سبيل الّ أتكفر عني خطاياي؟ فقال‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬نعم وأنت صابر‪ ،‬محتسب‪ ،‬مقبل عير مدبر؛ إل الدين فإن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫َرسُول ا ِ‬
‫جبريل قال لي ذلك> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أتدرون ما‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 218‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫المفلس؟> قالوا‪ :‬المفلس فينا من ل درهم له ول متاع‪ .‬فقال‪< :‬إن المفلس من أمتي من يأتي‬
‫يوم القيامة بصلة وصيام وزكاة‪ ،‬ويأتي قد شتم هذا‪ ،‬وقذف هذا‪ ،‬أكل مال هذا‪ ،‬وسفك دم هذا‪،‬‬
‫وضرب هذا؛ فيعطى هذا من حسناته‪ ،‬وهذا من حسناته‪ ،‬فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما‬
‫عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إنما أنا بشر‬ ‫عنْها أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 219‬وعن أم سلمة َر ِ‬
‫وإنكم تختصمون إلي‪ ،‬ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع‪،‬‬
‫عَليْهِ‪.‬‬ ‫فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار> ُمتّفَقٌ َ‬
‫<ألحن> ‪ :‬أي أعلم‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬لن يزال المؤمن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 220‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عنْها قالت سمعت‬ ‫عنْهُ و َ‬‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 221‬وعن خولة بنت ثامر النصارية وهي امرأة حمزة َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إن رجالً يتخوضون في مال الّ بغير حق فلهم النار‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫َرسُول ا ِ‬
‫يوم القيامة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 27 *2‬باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم‬
‫ل تعالى (الحج ‪{ :)30‬ومن يعظم حرمات الّ فهو خير له عند ربه}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الحج ‪{ :)32‬ومن يعظم شعائر الّ فإنها من تقوى القلوب}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحجر ‪{ :)88‬واخفض جناحك للمؤمنين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المائدة ‪{ :)32‬من قتل نفساً تغير نفس أو فساد في الرض فكأنما قتل الناس جميعاً‪،‬‬
‫ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬المؤمن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 222‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً> وشبك بين أصابعه‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من مر في شيء من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 223‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫مساجدنا أو أسواقنا ومعه نبل فليمسك أو ليقبض على نصالها بكفه أن يصيب أحداً من‬
‫المسلمين منها بشيء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬مثل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 224‬وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ َ‬
‫المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد‬
‫بالسهر والحمى> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال ‪ :‬قبل النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم الحسن بن علي‬ ‫‪ - 225‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ع ْنهُ وعنده القرع بن حابس‪ ،‬فقال القرع‪ :‬إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً‪.‬‬ ‫َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فقال‪< :‬من ل يرحم ل يرحم!> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫فنظر إليه رَسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫عنْها قالت‪ :‬قدم ناس من العراب على َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 226‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫َوسَلّم فقالوا‪ :‬أتقبلون صبيانكم؟ فقال‪< :‬نعم> قالوا‪ :‬لكنا وال ما نقبل‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬أو أملك أن كان الّ نزع من قلوبكم الرحمة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من ل‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 227‬وعن جرير بن عبد ا ّ‬
‫يرحم الناس ل يرحمه الّ> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا صلى أحدكم‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 228‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫للناس فليخفف؛ فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير‪ ،‬وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية‪< :‬وذا الحاجة> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ليدع العمل‬ ‫عنْها قالت‪ :‬إن كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 229‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫وهو يحب أن يعمل خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عنْها قالت نهاهم النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عن الوصال رحمة لهم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 230‬وعنها رَ ِ‬
‫فقالوا‪ :‬إنك تواصل؟ قال‪< :‬إني لست كهيئتكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫معناه‪ :‬يجعل في قوة من أكل وشرب‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 231‬وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي َر ِ‬
‫<إن لقوم إلى الصلة وأريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلتي كراهية أن‬
‫أشق على أمه> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 232‬وعن جندب بن عبد ا ّ‬
‫صلى صلة الصبح فهو في ذمة الّ فل يطلبنكم الّ من ذمته بشيء؛ فإنه من يطلبه من ذمته‬
‫بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬المسلم أخو‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 233‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫المسلم‪ :‬ل يظلمه ول يسلمه‪ ،‬من كان في حاجة أخيه كان الّ في حاجته‪ ،‬ومن فرج عن مسلم‬
‫ل عنه بها كربة من كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن ستر مسلم ًا ستره الّ يوم القيامة>‬ ‫كربة فرج ا ّ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬المسلم أخو‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 234‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫المسلم‪ :‬ل يخونه ول يكذبه‪ ،‬ول يخذله؛ كل المسلم على المسلم حرام‪ :‬عرضه‪ ،‬وماله‪ ،‬ودمه‪.‬‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫التقوى ههنا‪ ،‬بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل تحاسدوا‪ ،‬ول‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 235‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫تناجشوا‪ ،‬ول تباغضوا‪ ،‬ول تدابروا‪ ،‬ول يبع بعضكم على بيع بعض؛ وكونوا عباد الّ إخواناً‪.‬‬
‫المسلم أخو المسلم‪ :‬ل يظلمه‪ ،‬ول يحقره‪ ،‬ول يخذله‪ ،‬التقوى ههنا (ويشير إلى صدره ثلث‬
‫مرات) بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم؛ كل المسلم على المسلم حرام‪ :‬دمه‪ ،‬وماله‪،‬‬
‫وعرضه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫<النجش> ‪ :‬أن يزيد في ثمن سلعة ينادى عليها في السوق ونحوه ول رغبة في شرائها بل‬
‫يقصد أن يغر غيره‪ ،‬وهذا حرام‪.‬‬
‫و <التدابر> ‪ :‬أن يعرض عن النسان ويهجره ويجعله كالشيء الذي وراء الظهر والدبر‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يؤمن أحدكم حتى يحب‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 236‬وعن أنس َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫لخيه ما يحب لنفسه> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬انصر أخاك ظالماً أو‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 237‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ أنصره إذا كان مظلوماً أرأيت إن كان ظالم ًا كيف أنصره؟ قال‪:‬‬ ‫مظلوماً> فقال رجل‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫<تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬حق المسلم‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 238‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫على المسلم خمس‪ :‬رد السلم‪ ،‬وعيادة المريض‪ ،‬واتباع الجنائز‪ ،‬وإجابة الدعوة‪ ،‬وتشميت‬
‫عَليْهِ‪.‬‬‫العاطس> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية لمسلم <حق المسلم على المسلم ست‪ :‬إذا لقيته فسلم عليه‪ ،‬وإذا دعاك فأجبه‪ ،‬وإذا‬
‫ل فشمته‪ ،‬وإذا مرض فعده‪ ،‬وإذا مات فاتبعه> ‪.‬‬ ‫استنصحك فانصح له‪ ،‬وإذا عطس فحمد ا ّ‬
‫عَل ْيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫عنْهُ قال‪ :‬أمرنا َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 239‬وعن أبي عمارة البراء بن عازب َر ِ‬
‫َوسَلّم بسبع ونهانا عن سبع‪ :‬أمرنا بعيادة المريض‪ ،‬واتباع الجنازة‪ ،‬وتشميت العاطس‪ ،‬وإبرار‬
‫المقسم‪ ،‬ونصر المظلوم‪ ،‬وإجابة الداعي‪ ،‬وإفشاء السلم‪ .‬ونهانا عن خواتيم أو تختم بالذهب‪،‬‬
‫وعن شرب بالفضة‪ ،‬وعن المياثر الحمر‪ ،‬وعن القسي‪ ،‬وعن لبس الحرير‪ ،‬الستبرق‪،‬‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫والديباج> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية <وإنشاد الضالة> في السبع الول‪.‬‬
‫<المياثر> بياء مثناة قبل اللف‪ ،‬وثاء مثلثة بعدها‪ ،‬وهي جمع ميثرة‪ ،‬وهي شيء يتخذ من حرير‬
‫ويحشى قطناً أو غيره ويجعل في السرج وكور البعير يجلس عليه الراكب‪.‬‬
‫و <القسي> بفتح القاف وكسر السين المهملة المشددة‪ :‬وهي ثياب تنسج من حرير وكتان‬
‫مختلطين‪.‬‬
‫و <إنشاد الضالة> ‪ :‬تعريفها‪.‬‬
‫*‪ - 28 *2‬باب ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير ضرورة‬
‫ل تعالى (النور ‪{ :)19‬إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم‬ ‫@قال ا ّ‬
‫في الدنيا والخرة}‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يستر عبد عبداً‬ ‫‪ - 240‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫في الدنيا إل ستره الّ يوم القيامة> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬كل أمتي معافىً‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 241‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل ثم يصبح وقد ستره الّ عليه‬ ‫إل المهاجرين‪ ،‬وإن من المهاجرة أن يعمل الرجل بالليل عم ً‬
‫فيقول‪ :‬يا فلن عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الّ عليه> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا زنت المة فتبين زناها‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 242‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫فليجلدها الحد ول يثرب عليها‪ ،‬ثم إن زنت الثانية فليجلدها الحد ول يثرب عليها‪ ،‬ثم إن زنت‬
‫الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<التثريب> ‪ :‬التوبيخ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال أتي النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم برجل قد شرب قال‪< :‬اضربوه>‬ ‫‪ - 243‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫قال أبو هريرة‪ :‬فمنا الضارب بيده‪ ،‬والضارب بنعله‪ ،‬الضارب بثوبه‪ .‬فلما انصرف قال بعض‬
‫القوم‪ :‬أخزاك الّ‪ .‬قال‪< :‬ل تقولوا هكذا؛ ل تعينوا عليه الشيطان> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 29 *2‬باب قضاء حوائج المسلمين‬
‫ل تعالى (الحج ‪{ :)77‬وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬المسلم أخو‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 244‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫المسلم‪ :‬ل يظلمه‪ ،‬ول يسلمه‪ .‬من كان في حاجة أخيه كان الّ في حاجته‪ ،‬ومن فرج عن مسلم‬
‫ل عنه بها كربة من كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن ستر مسلم ًا ستره الّ يوم القيامة>‬ ‫كربة فرج ا ّ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من نفس عن مؤمن‬ ‫‪ - 245‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل عنه كربة من كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن يسر على معسر يسر الّ‬ ‫كربة من كرب الدنيا نفس ا ّ‬
‫عليه في الدنيا والخرة‪ ،‬ومن ستر مسلم ًا ستره الّ في الدنيا والخرة‪ ،‬وال في عون العبد ما‬
‫كان العبد في عون أخيه‪ ،‬ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علم ًا سهل الّ له به طريقاً إلى الجنة‪ ،‬وما‬
‫ل ويتدارسونه بينهم إل نزلت عليهم‬ ‫اجتمع قوم في بيت من بيوت الّ تعالى يتلون كتاب ا ّ‬
‫السكينة‪ ،‬وغشيتهم الرحمة‪ ،‬وحفتهم الملئكة‪ ،‬وذكرهم الّ فيمن عنده؛ ومن بطأ به عمله لم‬
‫يسرع به نسبه> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 30 *2‬باب الشفاعة‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)85‬من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ع ْنهُ قال كان النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم إذا أتاه‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 246‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال‪< :‬اشفعوا تؤجروا ويقضي الّ على لسان نبيه ما أحب>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية‪< :‬ما شاء> ‪.‬‬
‫ع ْنهُ في قصة بريرة وزوجها قال‪ ،‬قال لها النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 247‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫لّ تأمرني؟ قال‪< :‬إنما أشفع> قالت‪ :‬ل حاجة لي فيه‪.‬‬ ‫َوسَلّم‪< :‬لو راجعته؟> قالت‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 31 *2‬باب الصلح بين الناس‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)114‬ل خير في كثير من نجواهم إل من أمر بصدقة‪ ،‬أو بمعروف‪ ،‬أو‬ ‫@قال ا ّ‬
‫إصلح بين الناس}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النساء ‪{ :)128‬والصلح خير}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النفال ‪{ :)1‬فاتقوا الّ وأصلحوا ذات بينكم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحجرات ‪{ :)10‬إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬كل سلمى من‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 248‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس‪ :‬يعدل بين الثنين صدقة‪ ،‬ويعين الرجل في دابته‬
‫فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة‪ ،‬والكلمة الطيبة صدقة‪ ،‬وبكل خطوة تمشيها إلى‬
‫الصلة صدقة‪ ،‬وتميط الذى عن الطريق صدقة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ومعنى <تعدل بينهما> ‪ :‬يصلح بينهما بالعدل‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫عنْها قالت سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 249‬وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رَ ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً> ُمتّفَقٌ َ‬ ‫َ‬
‫وفي رواية مسلم زيادة قالت‪ :‬ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إل في ثلث‪ :‬تعني‬
‫الحرب‪ ،‬والصلح بين الناس‪ ،‬وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم صوت خصوم‬ ‫عنْها قالت‪ :‬سمع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 250‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫بالباب عالية أصواتهما‪ ،‬وإذا أحدهما يستوضع الخر ويسترفقه في شيء وهو يقول‪ :‬وال ل‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فقال‪< :‬أين المتألي على الّ ل يفعل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫أفعل‪ .‬فخرج عليهما َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫المعروف؟!> فقال‪ :‬أنا يا َرسُول الِّ فله أي ذلك أحب‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫معنى <يستوضعه> يسأله أن يضع عنه بعض دينه‪.‬‬
‫و <يسترفقه> ‪ :‬يسأله الرفق‪.‬‬
‫و <والمتألي> ‪ :‬الحالف‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬
‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫‪ - 251‬وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يصلح‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫َوسَلّم بلغه أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شر فخرج َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم وحانت الصلة‪ ،‬فجاء بلل إلى أبي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫بينهم في أناس معه‪ ،‬فحبس َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قد حبس وحانت الصلة‬ ‫عنْهُ فقال‪ :‬يا أبا بكر إن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫بكر َر ِ‬
‫فهل لك أن تؤم الناس؟ قال‪ :‬نعم إن شئت‪ .‬فأقام بلل وتقدم أبو بكر فكبر وكبر الناس وجاء‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يمشي في الصفوف حتى قام في الصف‪ ،‬فأخذ الناس في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ ل يلتفت في صلته فلما أكثر الناس التصفيق التفت فإذا‬ ‫التصفيق‪ ،‬وكان أبو بكر َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪ ،‬فرفع أبو بكر يديه‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬فأشار إليه َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫فحمد الّ ورجع القهقرى وراءه حتى قام في الصف‪ ،‬فتقدم َرسُول ا ِ‬
‫فصلى للناس فلما فرغ أقبل على الناس فقال‪< :‬يا أيها الناس ما لكم حين نابكم شيء في الصلة‬
‫أخذتم في التصفيق؟ إنما التصفيق للنساء‪ ،‬من نابه شيء في صلته فليقل‪ :‬سبحان الّ؛ فإنه ل‬
‫يسمعه أحد حين يقول سبحان الّ إل التفت‪ .‬يا أبا بكر ما منعك أن تصلي بالناس حين أشرت‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫إليك؟> فقال أبو بكر‪ :‬ما كان ينبغي لبن أبي قحافة أن يصلي بين يدي َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫معنى <حبس> ‪ :‬أمسكوه ليضيفوه‪.‬‬
‫*‪ - 32 *2‬باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين‬
‫ل تعالى (الكهف ‪{ :)28‬واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وجهه‪ ،‬ول تعد عيناك عنهم}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 252‬وعن حارثة بن وهب َرضِيَ الُّ َ‬
‫<أل أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الّ لبره‪ .‬أل أخبركم بأهل النار؟ كل‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫عتل جواظ مستكبر> مُتّفَقٌ َ‬
‫<العتل> ‪ :‬الغليظ الجافي‪.‬‬
‫و <الجواظ> بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة‪ :‬هو الجموع المنوع‪ .‬وقيل‪ :‬الضخم‬
‫المختال في مشيته‪ .‬وقيل‪ :‬القصير البطين‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال مر رجل على النبي صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 253‬وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فقال لرجل عنده جالس‪< :‬ما رأيك في هذا؟> فقال‪ :‬رجل من أشراف الناس‪ ،‬هذا‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ثم مر‬‫وال حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع‪ .‬فسكت َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ما رأيك في هذا؟> فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ هذا‬ ‫رجل آخر فقال له َرسُول ا ِ‬
‫رجل من فقراء المسلمين‪ ،‬هذا حري إن خطب أن ل ينكح‪ ،‬وإن شفع أن ل يشفع‪ ،‬وإن قال أن ل‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬هذا خير من ملء الرض مثل هذا> ُمتّفَقٌ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫يسمع لقوله‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬‫َ‬
‫قوله <حري> هو بفتح الحاء وكسر الراء وتشديد الياء‪ :‬أي حقيق‪.‬‬
‫وقوله‪< :‬شفع> بفتح الفاء‪.‬‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬احتجت‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 254‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫الجنة والنار فقالت النار‪ :‬في الجبارون والمتكبرون‪ ،‬وقالت الجنة‪ :‬في ضعفاء الناس‬
‫ل بينهما‪ :‬إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء‪ ،‬وإنك النار عذابي أعذب بك‬ ‫ومساكينهم‪ .‬فقضى ا ّ‬
‫من أشاء‪ ،‬لكليكما علي ملؤها> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إنه ليأتي‬ ‫ع ْنهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 255‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫الرجل العظيم السمين يوم القيامة ل يزن عند الّ جناح بعوضة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى‬‫ع ْنهُ أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد أو شاباً ففقدها َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 256‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فسأل عنها أو عنه فقالوا مات قال‪< :‬أفل كنتم آذنتموني> فكأنهم صغروا أمرها‬
‫أو أمره‪ .‬فقال‪< :‬دلوني على قبره> فدلوه فصلى عليه ثم قال‪< :‬إن هذه القبور مملوءة ظلمة‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫على أهلها‪ ،‬وإن الّ ينورها لهم بصلتي عليهم> مُتّفَقٌ َ‬
‫قوله‪< :‬تقم> هو بفتح التاء وضم القاف‪ :‬أي تكنس‪< .‬والقمامة> ‪ :‬الكناسة‪.‬‬
‫و <آذنتموني> بمد الهمزة‪ :‬أي أعلمتموني‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬رب أشعث مدفوع‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 257‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫بالبواب لو أقسم على الّ لبره> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬قمت على باب الجنة‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 258‬وعن أسامة َرضِيَ الُّ َ‬
‫فإذا عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون‪ ،‬غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى‬
‫النار‪ ،‬وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫و <الجد> بفتح الجيم‪ :‬الحظ والغنى‪.‬‬
‫وقوله <محبوسون> ‪ :‬أي لم يؤذن لهم بعد في دخول الجنة‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬لم يتكلم في المهد‬ ‫‪ - 259‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫إل ثلثة‪ :‬عيسى ابن مريم‪ ،‬صاحب جريج‪ .‬وكان جريج رجلً عابداً فاتخذ صومعة فكان فيها‪،‬‬
‫فأتته أمه وهو يصلي فقالت‪ :‬يا جريج‪ .‬فقال‪ :‬يا رب أمي وصلتي‪ .‬فأقبل على صلته فانصرفت‪.‬‬
‫فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت‪ :‬يا جريج‪ .‬فقال‪ :‬يا رب أمي وصلتي‪ .‬فأقبل على صلته‬
‫فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت‪ :‬يا جريج‪ .‬فقال‪ :‬أي رب أمي وصلتي‪ .‬فأقبل على‬
‫صلته فقالت‪ :‬اللهم ل تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات! فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً‬
‫وعبادته‪ ،‬وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها فقالت‪ :‬إن شئتم لفتننه‪ .‬فتعرضت له فلم يلتفت إليها‪،‬‬
‫فأتت راعياً كانت يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت فلما ولدت قالت هو‬
‫من جريج‪ .‬فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه‪ .‬فقال‪ :‬ما شأنكم؟ قالوا‪ :‬زنيت‬
‫بهذه البغي فولدت منك‪ .‬قال‪ :‬أين الصبي؟ فجاءوا به‪ ،‬فقال‪ :‬دعوني حتى أصلي‪ ،‬فصلى فلما‬
‫انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال‪ :‬يا غلم من أبوك؟ قال‪ :‬فلن الراعي‪ .‬فأقبلوا على‬
‫جريج يقبلونه ويتمسحون به‪ .‬وقالوا نبني لك صومعتك من ذهب‪ .‬قال‪ :‬ل‪ ،‬أعيدوها من طين كما‬
‫كانت‪ ،‬ففعلوا‪ .‬وبينا صبي يرضع من أمه فمر راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه‪:‬‬
‫اللهم اجعل ابني مثل هذا‪ .‬فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال‪ :‬اللهم ل تجعلني مثله! ثم أقبل‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم وهو يحكي ارتضاعه‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫على ثديه فجعل يرضع‪ .‬فكأني أنظر إلى َرسُول ا ِ‬
‫بأصبعه السبابة في فيه فجعل يمصها‪ .‬ثم قال‪ :‬ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون زنيت‬
‫سرقت‪ ،‬وهي تقول‪ :‬حسبي الّ ونعم الوكيل‪ .‬فقالت أمه‪ :‬اللهم ل تجعل ابني مثلها! فترك الرضاع‬
‫ونظر إليها فقال‪ :‬اللهم اجعلني مثلها! فهنالك تراجعا الحديث فقالت‪ :‬مر رجل حسن الهيئة فقلت‬
‫اللهم اجعل ابني مثله فقلت اللهم ل تجعلني مثله‪ ،‬ومروا بهذه المة وهم يضربونها ويقولون‬
‫زنيت سرقت فقلت اللهم ل تجعل ابني مثلها فقلت اللهم اجعلني مثلها؟ قال‪ :‬إن ذلك الرجل جبار‬
‫فقلت اللهم ل تجعلني مثله‪ ،‬وإن هذه يقولون زنيت ولم تزن وسرقت ولم تسرق فقلت‪ :‬اللهم‬
‫اجعلني مثلها> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<المومسات> ‪ :‬بضم الميم الولى‪ ،‬وإسكان الواو وكسر الميم الثانية وبالسين المهملة؛ هن‬
‫الزواني‪ .‬المومسة‪ :‬الزانية‪.‬‬
‫وقوله <دابة فارهة> بالفاء‪ :‬أي حاذقة نفيسة‪.‬‬
‫و <الشارة> بالشين المعجمة وتخفيف الراء‪ .‬وهي الجمال الظاهر في الهيئة والملبس‪.‬‬
‫ومعنى <تراجعا الحديث> أي حدثت الصبي وحدثها‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 33 *2‬باب ملطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين والحسان إليهم‬
‫والشفقة عليهم والتواضع معهم وخفض الجناح لهم‬
‫ل تعالى (الحجر ‪{ :)88‬واخفض جناحك للمؤمنين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الكهف ‪{ :)281‬واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه‪،‬‬
‫ول تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الضحى ‪{ :)10 ،9‬فأما اليتيم فل تقهر‪ ،‬وأما السائل فل تنهر}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الماعون ‪{ :)3 ،2 ،1‬أرأيت الذي يكذب بالدين‪ ،‬فذلك الذي يدع اليتيم‪ ،‬ول يحض‬
‫على طعام المسكين}‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ :‬كنا مع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ستة نفر‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 260‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ :‬اطرد هؤلء ل يجترئون علينا‪ .‬وكنت أنا وابن‬ ‫فقال‪ :‬المشركون للنبي صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫مسعود وردل من هذيل وبلل ورجلن لست أسميهما‪ ،‬فوقع في نفس َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم ما شاء الّ أن يقع‪ :‬فحدث نفسه فأنزل الّ تعالى‪{ :‬ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة‬
‫والعشي يريدون وجهه} (النعام ‪َ )52‬روَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن أبا‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 261‬وعن أبي هبيرة عائذ بن عمرو المزني‪ ،‬وهو من أهل بيعة الرضوان َر ِ‬
‫سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلل في نفر فقالوا‪ :‬ما أخذت سيوف الّ من عدو الّ مأخذها‪.‬‬
‫عَل ْيهِ‬
‫ع ْنهُ‪ :‬أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟! فأتى النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫فقال أبو بكر َرضِيَ الُّ َ‬
‫َوسَلّم فأخبره فقال‪< :‬يا أبا بكر لعلك أغضبتهم‪ ،‬لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك> ‪ .‬فأتاهم‬
‫فقال‪ :‬يا إخوتاه آغضبتكم؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬يغفر الّ لك يا أخي‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫قوله‪< :‬مأخذها> أي لم تستوف حقها منه‪.‬‬
‫وقوله‪< :‬يا أخي> روي بفتح الهمزة وكسر الخاء وتخفيف الياء‪ .‬وروي بضم الهمزة وفتح‬
‫الخاء وتشديد الياء‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أنا وكافل‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 262‬وعن سهل بن سعد رَ ِ‬
‫اليتيم في الجنة هكذا> وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫و <كافل اليتيم> ‪ :‬القائم بأموره‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬كافل اليتيم له‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 263‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة> وأشار الراوي‪ ،‬وهو مالك بن أنس‪ ،‬بالسبابة والوسطى‪.‬‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم <اليتيم له أو لغيره> معناه‪ :‬قريبه أو الجنبي منه‪ .‬فالقريب مثل أن‬
‫تكفله أمه أو جده أو أخوه أو غيرهم من قرابته‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ليس المسكين الذي ترده‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 264‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫التمرة والتمرتان ول اللقمة واللقمتان‪ ،‬إنما المسكين الذي يتعفف> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية في الصحيحين <ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان‬
‫والتمرة والتمرتان‪ ،‬ولكن المسكين الذي ل يجد غنى يغنيه‪ ،‬ول يفطن به فيتصدق عليه‪ ،‬ول‬
‫يقوم فيسأل الناس> ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪ :‬الساعي على الرملة والمسكين‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 265‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫كالمجاهد في سبيل الّ> وأحسبه قال‪< :‬وكالقائم ل يفتر‪ ،‬وكالصائم ل يفطر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬شر الطعام طعام الوليمة‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 266‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل ورسوله> َروَاهُ‬ ‫يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها‪ ،‬ومن لم يجب الدعوة فقد عصى ا ّ‬
‫مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية في الصحيحين عن أبي هريرة من قوله‪ :‬بئس الطعام طعام الوليمة يدعى إليها‬
‫الغنياء ويترك الفقراء‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من عال جاريتين حتى‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 267‬وعن أنس َر ِ‬
‫تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين> وضم أصابعه‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫و <جاريتين> ‪ :‬أي بنتين‪.‬‬
‫عنْها قالت‪ :‬دخلت علي امرأة ومعها ابنتان لها تسأل فلم تجد‬ ‫‪ - 268‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عندي شيئ ًا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها‪ ،‬فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم علينا فأخبرته‪ .‬فقال‪< :‬من ابتلي من هذه البنات‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫فخرجت‪ ،‬فدخل النبي َ‬
‫بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عنْها قالت‪ :‬جاءتني مسكينة بحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلث‬ ‫‪ - 269‬وعن عائشة أيض ًا َرضِيَ الُّ َ‬
‫تمرات‪ ،‬فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت‬
‫لّ صَلّى‬ ‫التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما‪ ،‬فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت ل َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقال‪< :‬إن الّ قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ‬
‫عنْهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 270‬وعن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي َر ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬اللهم إني أحرج حق الضعيفين‪ :‬اليتيم والمرأة> حديث حسن رواه النسائي بإسناد جيد‪.‬‬
‫ومعنى <أحرج> ‪ :‬ألحق الحرج وهو الثم بمن ضيع حقهما‪ ،‬وأحذر من ذلك تحذيراً بليغاً‪،‬‬
‫وأزجر عنه زجراً أكيداً‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬رأى سعد أن له فضلً على من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 271‬وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫دونه فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬هل تنصرون وترزقون إل بضعفائكم> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‬
‫هكذا مرسلً‪ ،‬فإن مصعب بن سعد تابعي‪ ،‬ورواه الحافظ أبو بكر البرقاني في صحيحه متصلً عن‬
‫ع ْنهُ‪.‬‬
‫ضيّ الّ َ‬ ‫مصعب عن أبيه َر ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 272‬وعن أبي الدرداء عويمر َر ِ‬
‫<ابغوني الضعفاء؛ فإنما تنصرون‪ ،‬وترزقون بضعفائكم> رواه أبو داود بإسناد جيد‪.‬‬
‫*‪ - 34 *2‬باب الوصية بالنساء‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)19‬وعاشروهن بالمعروف}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (النساء ‪{ :)129‬ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فل تميلوا كل الميل‬
‫فتذروها كالمعلقة‪ ،‬وإن تصلحوا وتتقوا فإن الّ كان غفوراً رحيماً}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬استوصوا‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 273‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫بالنساء خيراً؛ فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعله‪ ،‬فإن ذهبت تقيمه‬
‫كسرته‪ ،‬وإن تركته لم يزل أعوج‪ ،‬فاستوصوا بالنساء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية في الصحيحين <المرأة كالضلع‪ :‬إن أقمتها كسرتها‪ ،‬وإن استمتعت بها استمتعت بها‬
‫وفيها عوج>‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة‪ ،‬فإن استمتعت بها‬
‫استمتعت بها وفيها عوج‪ ،‬وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلقها> ‪.‬‬
‫قوله‪< :‬عوج> هو بفتح العين والواو‬
‫عنْهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يخطب وذكر‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل بن زمعة َر ِ‬ ‫‪ - 274‬وعن عبد ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪{ :‬إذ انبعث أشقاها}‪ :‬انبعث لها رجل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫الناقة والذي عقرها فقال رَسُول ا ِ‬
‫عزيز‪ ،‬عارم‪ ،‬منيع في رهطه‪ .‬ثم ذكر النساء فوعظ فيهن فقال‪< :‬يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد‬
‫العبد‪ ،‬فلعله يضاجعها من آخر يومه!> ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال‪< :‬لم يضحك‬
‫أحدكم مما يفعل!> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫و <العارم> بالعين المهملة والراء‪ :‬هو الشرير المفسد‪.‬‬
‫وقوله <انبعث> أي قام بسرعة‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل يفرك مؤمن‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 275‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫مؤمنة‪ ،‬إن كره منها خلق ًا رضي منها آخر أو قال غيره> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫وقوله <يفرك> هو بفتح الباء وإسكان الفاء وفتح الراء معناه‪ :‬يبغض‪ .‬يقال‪ :‬فركت المرأة‬
‫زوجها وفركها زوجها‪ .‬بكسر الراء يفركها‪ :‬أي أبغضها‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫عنْهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم في‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 276‬وعن عمرو بن الحوص الجشمي َر ِ‬
‫ل تعالى وأثنى عليه وذكر ووعظ‪ ،‬ثم قال‪< :‬أل واستوصوا‬ ‫حجة الوداع يقول بعد أن حمد ا ّ‬
‫بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم‪ ،‬ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك‪ ،‬إل أن يأتين بفاحشة‬
‫مبينة‪ ،‬فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع‪ ،‬واضربوهن ضرباً غير مبرح‪ ،‬فإن أطعنكم فل تبغوا‬
‫عليهن سبيلً‪ .‬أل إن لكم على نسائكم حقاً‪ ،‬ولنسائكم عليكم حقاً‪ :‬فحقكم عليهن أن ل يوطئن‬
‫فرشكم من تكرهون‪ ،‬ول يأذن في بيوتكم لمن تكرهون‪ .‬أل وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫ح ِديْثٌ َ‬
‫ي وَقَالَ َ‬
‫كسوتهن وطعامهن> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ‬
‫قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم <عوان> ‪ :‬أي أسيرات‪ .‬جمع عانية‪ ،‬بالعين المهملة وهي‪ :‬السيرة‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم المرأة في دخولها تحت حكم الزوج‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫والعاني‪ :‬السير‪ .‬شبه رَسُول ا ِ‬
‫بالسير‪.‬‬
‫و <الضرب المبرح> ‪ :‬هو الشاق الشديد‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم <فل تبغوا عليهن سبيلً> ‪ :‬أي ل تطلبوا طريقاً تحتجون به عليهن‬ ‫وقوله صَلّى الُّ َ‬
‫وتؤذونهن به‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ ما حق زوجة أحدنا عليه؟‬ ‫‪ - 277‬وعن معاوية بن حيدة َرضِيَ الُّ َ‬
‫قال‪< :‬أن تطعمها إذا طعمت‪ ،‬وتكسوها إذا اكتسيت‪ ،‬ول تضرب الوجه‪ ،‬ول تقبح‪ ،‬ول تهجر إل‬
‫في البيت> حديث حسن رواه أبو داود وقال معنى <ل تقبح> ‪ :‬ل تقل قبحك الّ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬أكمل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 278‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫حسَنٌ‬ ‫ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬ ‫المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً‪ ،‬وخياركم خياركم لنسائهم> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 279‬وعن إياس بن عبد الّ بن أبي ذباب رَ ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ إلى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫َوسَلّم‪< :‬ل تضربوا إماء الّ> فجاء عمر َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫فقال‪َ :‬ذ ِئرْنَ النساء على أزواجهن‪ ،‬فرخص في ضربهن‪ ،‬فأطاف بآل َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬لقد أطاف بآل محمد‬ ‫َوسَلّم نساء كثير يشكون أزواجهن‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم> رواه أبو داود بإسناد صحيح‪.‬‬
‫قوله <ذئرن> هو بذال معجمة مفتوحة ثم همزة مكسورة ثم راء ساكنة ثم نون‪ :‬أي اجترأن‪.‬‬
‫قوله <أطاف> ‪ :‬أي أحاط‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫عنْهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 280‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫<الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 35 *2‬باب حق الزوج على المرأة‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)34‬الرجال قوامون على النساء بما فضل الّ بعضهم على بعض‪،‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وبما أنفقوا من أموالهم‪ .‬فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الّ}‪.‬‬
‫وأما الحاديث فمنها حديث عمرو بن الحوص السابق (انظر الحديث رقم ‪ )276‬في الباب قبله‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إذا دعا الرجل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 281‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملئكة حتى تصبح> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية لهما <إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملئكة حتى تصبح>‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته‬ ‫وفي رواية قال َرسُول ا ِ‬
‫إلى فراشه فتأبى عليه إل كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يحل‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 282‬وعن أبي هريرة أيض ًا َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪ .‬وهذا لفظ‬ ‫للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إل بإذنه‪ ،‬ول تأذن في بيته إل بإذنه> مُتّفَقٌ َ‬
‫البخاري‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬كلكم راع‪ ،‬وكلكم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 283‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫مسئول عن رعيته‪ ،‬والمير راع‪ ،‬والرجل راع على أهل بيته‪ ،‬والمرأة راعية على بيت زوجها‬
‫وولده؛ فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 284‬وعن أبي علي طلق بن علي رَ ِ‬
‫دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ والنسائي وقال الترمذي‬
‫حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬لو كنت آمر أحداً أن‬ ‫‪ - 285‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬ ‫يسجد لحد لمرت المرأة أن تسجد لزوجها> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أيما امرأة‬ ‫عنْها قالت قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 286‬وعن أم سلمة َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ح ِديْثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬ ‫ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل تؤذي امرأة‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 287‬وعن معاذ بن جبل َر ِ‬
‫زوجها في الدنيا إل قالت زوجته من الحور العين‪ :‬ل تؤذيه قاتلك الّ! فإنما هو عندك دخيل‬
‫سنٌ‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫ح ِديْثٌ َ‬
‫ي وَقَالَ َ‬ ‫يوشك أن يفارقك إلينا> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ما تركت بعدي‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 288‬وعن أسامة بن زيد َر ِ‬
‫فتنة هي أضر على الرجال من النساء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 36 *2‬باب النفقة على العيال‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)233‬وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الطلق ‪{ :)7‬لينفق ذو سعة من سعته‪ ،‬ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الّ‪ ،‬ل‬
‫يكلف الّ نفساً إل ما آتاها}‪.‬‬
‫وقال تعالى (سبأ ‪{ :)39‬وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬دينار أنفقته‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 289‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫في سبيل الّ‪ ،‬ودينار أنفقته في رقبة‪ ،‬ودينار تصدقت به على مسكين‪ ،‬ودينار أنفقته على أهلك؛‬
‫أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 290‬وعن أبي عبد الّ ويقال له‪ :‬أبي عبد الرحمن ثوبان بن بجدد مولى َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫على عياله‪ ،‬ودينار ينفقه على دابته في سبيل الّ‪ ،‬ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الّ>‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عنْها قالت‪ :‬قلت يا َرسُول الِّ هل لي أجر في بني أبي سلمة أن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 291‬وعن أم سلمة َر ِ‬
‫أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بني؟ فقال‪< :‬نعم لك أجر ما أنفقت عليهم>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫عنْهُ في حديثه الطويل الذي قدمناه (انظر الحديث رقم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 292‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال له‪< :‬وإنك لن تنفق نفقة‬ ‫‪ )6‬في أول الكتاب في باب النية أن َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫تبتغي بها وجه الّ إل أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا أنفق‬ ‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 293‬وعن أبي مسعود البدري َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬
‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 294‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت> حديث صحيح رواه أبو داود وغيره‪ .‬و َروَا ُه ُمسْلِمٌ‬
‫في صحيحه بمعناه قال‪< :‬كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته> ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما من يوم يصبح‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 295‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫العباد فيه إل ملكان ينزلن فيقول أحدهما‪ :‬اللهم أعط منفقاً خلفاً‪ ،‬ويقول الخر‪ :‬اللهم أعط‬
‫ممسك ًا تلفاً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬اليد العليا خير من اليد‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 296‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫السفلى‪ ،‬وابدأ بمن تعول‪ ،‬وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى‪ ،‬ومن يستعفف يعفه الّ‪ ،‬ومن‬
‫يستغن يغنه الّ> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 37 *2‬باب النفاق مما يحب ومن الجيد‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)92‬لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)267‬يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من‬
‫الرض‪ ،‬ول تيمموا الخبيث منه تنفقون}‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬كان أبو طلحة أكثر النصار بالمدينة ما ًل من نخل‪ ،‬وكان‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 297‬وعن أنس َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يدخلها‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أحب أمواله إليه بيرحاء‪ ،‬وكانت مستقبلة المسجد‪ ،‬وكان َرسُول ا ِ‬
‫ويشرب من ماء فيها طيب‪ .‬قال أنس‪ :‬فلما نزلت هذه الية‪{ :‬لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما‬
‫ل تعالى أنزل‬ ‫عَل ْيهِ َوسَلّم فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ إن ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫تحبون} قام أبو طلحة إلى َرسُول ا ِ‬
‫عليك‪{ :‬لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب مالي إلي بيرحاء وإنها صدقة ل تعالى‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ل تعالى‪ ،‬فضعها يا َرسُول الِّ حيث أراك الّ‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬ ‫أرجو برها وذخرها عند ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬بخ! ذلك مال رابح‪ ،‬ذلك مال رابح‪ ،‬وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في‬ ‫َ‬
‫القربين> فقال أبو طلحة‪ :‬أفعل يا َرسُول الِّ‪ .‬فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه‪ .‬مُتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬مال رابح> روي في الصحيحين <رابح> و <رايح> بالباء‬
‫الموحدة وبالياء المثناة‪ ،‬أي‪ :‬رايح عليك نفعه‪.‬‬
‫و <بيرحاء> ‪ :‬حديقة نخل‪ ،‬وروي بكسر الباء وفتحها‪.‬‬
‫*‪ - 38 *2‬باب وجوب أمره أهله وأولده المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الّ تعالى‬
‫ونهيهم عن المخالفة وتأديبهم ومنعهم عن ارتكاب منهي عنه‬
‫ل تعالى (طه ‪{ :)132‬وأمر أهلك بالصلة واصطبر عليها}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (التحريم ‪{ :)6‬يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً}‪.‬‬
‫ع ْنهُما من تمرة من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬أخذ الحسن بن علي َر ِ‬ ‫‪ - 298‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬كخ كخ! ارم بها‪ ،‬أما علمت‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫أنا ل نأكل الصدقة!> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية‪< :‬أنا ل تحل لنا الصدقة> ‪.‬‬
‫وقوله <كخ كخ> يقال بإسكان الخاء‪ ،‬ويقال بكسرها مع التنوين‪ ،‬وهي كلمة زجر للصبي عن‬
‫ع ْنهُ صبياً‪.‬‬
‫ضيَ الُّ َ‬ ‫المستقذرات‪ ،‬وكان الحسن َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫‪ - 299‬وعن أبي حفص عمر بن أبي سلمة عبد الّ بن عبد السد ربيب َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪ ،‬وكانت‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬كنت غلماً في حجر َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫َوسَلّم َر ِ‬
‫ل تعالى‪ ،‬وكل‬ ‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬يا غلم سم ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫يدي تطيش في الصحفة فقال لي َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫بيمينك‪ ،‬وكل مما يليك> فما زالت تلك طعمتي بعد> ُمتّفَقٌ َ‬
‫و <تطيش> ‪ :‬تدور في نواحي الصحفة‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬كلكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 300‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫راع‪ ،‬وكلكم مسؤول عن رعيته‪ :‬المام راع ومسؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع في أهله‬
‫ومسؤول عن رعيته‪ ،‬والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها‪ ،‬والخادم راع في ما‬
‫سيده ومسؤول عن رعيته؛ فكلكم راع ومسؤول عن رعيته> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬‫ع ْنهُم قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 301‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء سبع‪ ،‬واضربوهم عليها وهم أبناء عشر‪ ،‬وفرقوا‬ ‫َ‬
‫بينهم في المضاجع> حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن‪.‬‬
‫عَل ْيهِ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 302‬وعن أبي ثرية سبرة بن معبد الجهني َر ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬علموا الصبي الصلة لسبع سنين‪ ،‬واضربوه عليها ابن عشر سنين> حديث حسن رواه‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫أبو داود والترمذي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫ولفظ أبي داود‪< :‬مروا الصبي بالصلة إذا بلغ سبع سنين> ‪.‬‬
‫*‪ - 39 *2‬باب حق الجار والوصية به‬
‫ل ول تشركوا به شيئاً‪ ،‬وبالوالدين إحساناً وبذي‬ ‫ل تعالى (النساء ‪{ :)36‬واعبدوا ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫القربى‪ ،‬واليتامى‪ ،‬والمساكين‪ ،‬والجار ذي القربى‪ ،‬والجار الجنب‪ ،‬والصاحب بالجنب‪ ،‬وابن‬
‫السبيل‪ ،‬وما ملكت أيمانكم}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ما‬‫ع ْنهُما قال قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 303‬وعن ابن عمر وعائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬يا أبا ذر إذا‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 304‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم أوصاني <إذا طبخت مرقاً فأكثر‬ ‫وفي رواية له عن أبي ذر قال‪ :‬إن خليلي صَلّى الُّ َ‬
‫ماءه ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف> ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬وال ل يؤمن‪ ،‬وال‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 305‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل يؤمن‪ ،‬وال ل يؤمن!> قيل‪ :‬من يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬الذي ل يأمن جاره بوائقه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم <ل يدخل الجنة من ل يأمن جاره بوائقه> ‪.‬‬
‫<البوائق> ‪ :‬الغوائل والشرور‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬يا نساء المسلمات ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 306‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يمنع جار جاره أن يغرز‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 307‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫خشبة في جداره> ثم يقول أبو هريرة‪ :‬ما لي أراكم عنها معرضين! وال لرمين بها بين‬
‫عَليْهِ‪ .‬روي <خشبه> بالضافة والجمع‪ .‬وروي‪< :‬خشبة> بالتنوين على الفراد‪.‬‬ ‫أكتافكم‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫وقوله‪ :‬ما لي أراكم عنها معرضين‪ :‬نعني عن هذه السنة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من كان يؤمن بال واليوم‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 308‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫الخر‬
‫فل يؤذي جاره‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫الخر فليقل خيراً أو ليسكت> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬من كان‬ ‫عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 309‬وعن أبي شريح الخزاعي رَ ِ‬
‫يؤمن بال واليوم الخر فليحسن إلى جاره‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه‪،‬‬
‫ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليقل خيراً أو ليسكت> َروَا ُه ُمسْلِمٌ بهذا اللفظ‪ .‬وروى البخاري‬
‫بعضه‪.‬‬
‫عنْها قالت‪ :‬قلت يا َرسُول الِّ إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال‪:‬‬ ‫‪ - 310‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫<إلى أقربهما منك باباً> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬خير‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ل بن عمرو َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 311‬وعن عبد ا ّ‬
‫الصحاب عند الّ تعالى خيرهم لصاحبه‪ ،‬وخير الجيران عند الّ خيرهم لجاره> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ‬
‫سنٌ‪.‬‬‫ح َ‬
‫ح ِديْثٌ َ‬
‫وَقَالَ َ‬
‫*‪ - 40 *2‬باب بر الوالدين وصلة الرحام‬
‫ل ول تشركوا به شيئاً‪ ،‬وبالوالدين إحساناً‪ ،‬وبذي‬ ‫ل تعالى (النساء ‪{ :)36‬واعبدوا ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫القربى‪ ،‬واليتامى‪ ،‬والمساكين‪ ،‬والجار ذي القربى‪ ،‬والجار الجنب‪ ،‬والصاحب بالجنب‪ ،‬وابن‬
‫السبيل‪ ،‬وما ملكت أيمانكم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النساء ‪{ :)1‬واتقوا الّ الذي تساءلون به‪ ،‬والرحام}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الرعد ‪{ :)21‬والذين يصلون ما أمر به أن يوصل} الية‪.‬‬
‫وقال تعالى (العنكبوت ‪{ :)8‬ووصينا النسان بوالديه حسناً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (السراء ‪{ :)24 ،23‬وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه‪ ،‬وبالوالدين إحساناً‪ ،‬إما يبلغن‬
‫عندك الكبر أحدهما أو كلهما فل تقل لهما أف‪ ،‬ول تنهرهما‪ ،‬وقل لهما قولً كريماً‪ ،‬واخفض‬
‫لهما جناح الذل من الرحمة‪ ،‬وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (لقمان ‪{ :)14‬ووصينا النسان بوالديه؛ حملته أمه وهناً على وهن‪ ،‬وفصاله في‬
‫عامين‪ ،‬أن اشكر لي ولوالديك}‪.‬‬
‫عَليْهِ‬‫صلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬سألت النبي َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 312‬وعن أبي عبد الرحمن عبد الّ بن مسعود َر ِ‬
‫َوسَلّم أي العمل أحب إلى الّ؟ قال‪< :‬الصلة على وقتها> قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪< :‬بر الوالدين>‬
‫عَليْهِ‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪< :‬الجهاد في سبيل الّ> ُمتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل يجزي ولد‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 313‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫والداً إل أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من كان يؤمن بال‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 314‬وعنه أيض ًا َرضِيَ الُّ َ‬
‫واليوم الخر فليكرم ضيفه‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليصل رحمه‪ ،‬ومن كان يؤمن‬
‫بال واليوم الخر فليقل خيرًا أو ليصمت> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ل تعالى خلق الخلق‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إن ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 315‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت‪ :‬هذا مقام العائد بك من القطيعة‪ .‬قال‪ :‬نعم أما ترضين أن‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬
‫أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فذلك لك> ثم قال َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬اقرءوا إن شئتم‪{ :‬فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم؛‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫أولئك الذين لعنهم الّ فأصمهم وأعمى أبصارهم} (محمد ‪ُ )23 ،22‬متّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية للبخاري‪ :‬فقال الّ تعالى‪< :‬من وصلك‪ ،‬وصلته ومن قطعك قطعته> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬يا َرسُول‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬جاء رجل إلى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 316‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫الِّ من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال‪< :‬أمك> قال‪ :‬ثم من؟ قال‪< :‬أمك> قال‪ :‬ثم من؟ قال‪:‬‬
‫<أمك> قال‪ :‬ثم من؟ قال‪< :‬أبوك> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬يا َرسُول الِّ من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال‪< :‬أمك‪ ،‬ثم أمك‪ ،‬ثم أمك‪ ،‬ثم أباك‪،‬‬
‫ثم أدناك أدناك> ‪.‬‬
‫و <الصحابة> بمعنى‪ :‬الصحبة‪.‬‬
‫وقوله‪< :‬ثم أباك> هكذا هو منصوب بفعل محذوف‪ :‬أي ثم بر أباك‪ .‬وفي رواية <ثم أبوك> وهذا‬
‫واضح‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 317‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن رجلً قال‪ :‬يا َرسُول الِّ إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني‪ ،‬وأحسن‬ ‫‪ - 318‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫إليهم ويسيئون إلي‪ ،‬وأحلم عنهم ويجهلون علي‪ .‬فقال‪< :‬لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل‪،‬‬
‫ول يزال معك من الّ ظهير عليهم ما دمت على ذلك> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫<وتسفهم> بضم التاء وكسر السين المهملة وتشديد الفاء‪.‬‬
‫و <المل> بفتح الميم وتشديد اللم وهو الرماد الحار‪ :‬أي كأنما تطعمهم الرماد الحار‪ ،‬وهو‬
‫تشبيه لما يلحقهم من الثم بما يلحق آكل الرماد الحار من اللم‪ ،‬ول شيء على هذا المحسن‬
‫إليهم لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه وإدخالهم الذى عليه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من أحب أن يبسط له‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 319‬وعن أنس َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫في رزقه‪ ،‬وينسأ له في أثره‪ ،‬فليصل رحمه> مُتّفَقٌ َ‬
‫ومعنى <ينسأ له في أثره> ‪ :‬أي يؤخر له في أجله وعمره‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬كان أبو طلحة أكثر النصار بالمدينة ما ًل من نخل‪ ،‬وكان أحب‬ ‫‪ - 320‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يدخلها‬‫أمواله إليه بيرحاء‪ ،‬وكانت مستقبلة المسجد‪ ،‬وكان َرسُول ا ِ‬
‫ويشرب من ماء فيها طيب‪ .‬فلما نزلت هذه الية‪{ :‬لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} (آل‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ إن الّ تبارك‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫عمران ‪ )92‬قام أبو طلحة إلى رَسُول ا ِ‬
‫وتعالى يقول‪{ :‬لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب مالي إلي بيرحاء وإنها صدقة‬
‫لّ صَلّى‬ ‫ل تعالى أرجو برها وذخرها عند الّ فضعها يا رَسُول الِّ حيث أراك الّ‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬بخ! ذلك مال رابح‪ ،‬ذلك مال رابح‪ ،‬وقد سمعت ما قلت‪ ،‬وإني أرى أن تجعلها‬
‫في القربين> فقال أبو طلحة‪ :‬أفعل يا َرسُول الِّ‪ .‬فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه‪ُ .‬متّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫وسبق بيان ألفاظه (انظر الحديث رقم ‪ )297‬في باب النفاق مما يحب‪.‬‬
‫ل صَلّى الُّ‬‫عنْهُ قال أقبل رجل إلى نبي ا ّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 321‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فقال‪ :‬أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الجر من الّ تعالى‪ .‬فقال‪< :‬فهل من والديك‬ ‫َ‬
‫أحد حي؟> قال‪ :‬نعم بل كلهما‪ .‬قال‪< :‬فتبتغي الجر من الّ تعالى؟> قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪< :‬فارجع إلى‬
‫عَليْهِ‪ .‬وهذا لفظ مسلم‪.‬‬ ‫والديك فأحسن صحبتهما> ُمتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية لهما‪ :‬جاء رجل فاستأذنه في الجهاد فقال‪< :‬أحي والداك؟> قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪< :‬ففيهما‬
‫فجاهد> ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ليس الواصل بالمكافئ‪ ،‬ولكن‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 322‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫و <قطعت> بفتح القاف والطاء و <رحمة> مرفوع‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬الرحم‬ ‫ل صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْها قالت‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫‪ - 323‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫معلقة بالعرش تقول‪ :‬من وصلني وصله الّ‪ ،‬ومن قطعني قطعه الّ> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عنْها أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 324‬وعن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رَ ِ‬
‫لّ أني‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت‪ :‬أشعرت يا َرسُول ا ِ‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫أعتقت وليدتي؟ قال‪< :‬أو فعلت؟> قالت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪< :‬أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم‬
‫لجرك> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عنْها قالت‪ :‬قدمت علي أمي وهي مشركة في‬ ‫‪ - 325‬وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قلت‪ :‬قدمت علي‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فاستفتيت َرسُول ا ِ‬ ‫عهد َرسُول ا ِ‬
‫أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال‪ :‬نعم صلي أمك> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وقولها <راغبة> أي طامعة فيما عندي تسألني شيئاً‪ .‬قيل‪ :‬كانت أمها من النسب‪ .‬وقيل‪ :‬من‬
‫الرضاعة‪ .‬والصحيح الول‪.‬‬
‫ع ْنهُ وعنها قالت قال َرسُول الِّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫ل بن مسعود رَ ِ‬ ‫‪ - 326‬وعن زينب الثقفية امرأة عبد ا ّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن> قالت‪ :‬فرجعت إلى عبد الّ بن‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قد أمرنا بالصدقة‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫مسعود فقلت‪ :‬إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رَسُول ا ِ‬
‫فأته فاسأله فإن كان ذلك يجزي عني وإل صرفتها إلى غيركم‪ .‬فقال عبد الّ‪ :‬بل ائتيه أنت‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم حاجتي حاجتها‪ ،‬وكان‬ ‫فانطلقت فإذا امرأة من النصار بباب َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قد ألقيت عليه المهابة‪ ،‬فخرج علينا بلل فقلنا له‪ :‬ائت َرسُول‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألنك‪ :‬أتجزئ الصدقة عنهما على‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما؟ ول تخبره من نحن‪ .‬فدخل بلل على َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬من هما؟> قال‪ :‬امرأة من النصار‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم فسأله فقال له َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أي الزيانب هي؟> قال‪ :‬امرأة عبد الّ‪ .‬فقال‬ ‫وزينب‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬لهما أجران‪ :‬أجر القرابة‪ ،‬وأجر الصدقة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ في حديثه الطويل في قصة هرقل أن هرقل‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 327‬وعن أبي سفيان صخر بن حرب رَ ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم) قال قلت‪ :‬يقول <اعبدوا‬ ‫قال لبي سفيان‪ :‬فماذا يأمركم به؟ (يعني النبي صَلّى الُّ َ‬
‫الّ وحده ول تشركوا به شيئاً‪ ،‬واتركوا ما يقول آباؤكم‪ .‬ويأمرنا بالصلة والصدق والعفاف‬
‫والصلة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬إنكم ستفتحون‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 328‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫أرضاً يذكر فيها القيراط‪ .‬وفي رواية‪ :‬ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا‬
‫بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً‪ .‬وفي رواية‪ :‬فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة‬
‫ورحماً أو قال ذمة وصهراً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬الرحم التي لهم كون هاجر أم إسماعيل منهم‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم منهم‪.‬‬‫و <الصهر> ‪ :‬كون مارية أم إبراهيم بن َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ قال لما نزلت هذه الية‪{ :‬وأنذر عشيرتك القربين}‬ ‫‪ - 329‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قريشاً فاجتمعوا فعم وخص فقال‪< :‬يا بني‬ ‫(الشعراء ‪ )214‬دعا َرسُول ا ِ‬
‫كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار‪ ،‬يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار‪ ،‬يا بني عبد‬
‫شمس أنقذوا أنفسكم من النار‪ ،‬يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار‪ ،‬يا بني هاشم أنقذوا‬
‫أنفسكم من النار‪ ،‬يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار‪ ،‬يا فاطمة أنقذي نفسك من النار؛‬
‫فإني ل أملك لكم من الّ شيئاً غير أن لكم رحماً سأبلها ببللها> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم <ببللها> هو بفتح الباء الثانية وكسرها‪.‬‬
‫و <البلل> ‪ :‬الماء‪.‬‬
‫ومعنى الحديث‪ :‬سأصلها‪ .‬شبه قطيعتها بالحرارة تطفأ بالماء وهذه تبرد بالصلة‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال سمعت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‬ ‫ل عمرو بن العاص َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 330‬وعن أبي عبد ا ّ‬
‫جهارًا غير سر يقول‪< :‬إن آل أبي فلن ليسوا بأوليائي‪ ،‬إنما وليي الّ وصالح المؤمنين‪ ،‬ولكم‬
‫عَل ْيهِ‪ .‬واللفظ للبخاري‪.‬‬ ‫لهم رحم أبلها ببللها> مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ أن رجلً قال‪ :‬يا َرسُول الِّ أخبرني‬ ‫ضيَ الّ َ‬ ‫‪ - 331‬وعن أبي أيوب خالد بن زيد النصاري َر ِ‬
‫ل ول تشرك به شيئاً‪ ،‬وتقيم‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬تعبد ا ّ‬ ‫بعمل يدخلني الجنة‪ .‬فقال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫الصلة‪ ،‬وتؤتي الزكاة‪ ،‬وتصل الرحم> مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا أفطر‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 332‬وعن سلمان بن عامر َر ِ‬
‫أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة‪ ،‬فإن لم يجد تمراً فالماء فإنه طهور> وقال‪< :‬الصدقة على‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫المسكين صدقة‪ ،‬وعلى ذي الرحم ِثنْتَان‪ :‬صدقة وصلة> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬كانت تحتي امرأة وكنت أحبها وكان عمر يكرهها فقال‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 333‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فذكر ذلك له‪ .‬فقال النبي‬ ‫عنْ ُه النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫لي طلقها فأبيت‪ .‬فأتى عمر َر ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬طلقها> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ أن رجلً أتاه فقال‪ :‬إن لي امرأة وإن أمي تأمرني‬ ‫‪ - 334‬وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬الوالد أوسط أبواب الجنة> فإن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫بطلقها‪ .‬فقال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫ي وقال حديث صحيح‪.‬‬ ‫شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه‪َ .‬روَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬الخالة‬ ‫ع ْنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 335‬وعن البراء بن عازب َر ِ‬
‫بمنزلة الم> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذيّ وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحيح مشهورة‪ .‬منها حديث أصحاب الغار (انظر الحديث رقم ‪)12‬‬
‫وحديث جريج (انظر الحديث رقم ‪ )259‬وقد سبقا‪ ،‬وأحاديث مشهورة في الصحيح حذفتها‬
‫ع ْنهُ الطويل المشتمل على جمل كثيرة‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫اختصاراً‪ .‬ومن أهمها حديث عمرو بن عبسة َر ِ‬
‫من قواعد السلم وآدابه‪ .‬وسأذكره بتمامه إن شاء الّ تعالى في باب الرجاء قال فيه‪ :‬دخلت‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم بمكة (يعني في أول النبوة) فقلت له‪ :‬ما أنت؟ قال‪< :‬نبي>‬ ‫على النبي صَلّى الُّ َ‬
‫فقلت‪ :‬وما نبي؟ قال‪< :‬أرسلني الّ تعالى> فقلت‪ :‬بأي شيء أرسلك؟ قال‪< :‬أرسلني بصلة‬
‫ل ل يشرك به شيء> وذكر تمام الحديث‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬ ‫الرحام‪ ،‬وكسر الوثان‪ ،‬وأن يوحد ا ّ‬
‫*‪ - 41 *2‬باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم‬
‫ل تعالى (محمد ‪{ :)23 ،22‬فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض‪ ،‬وتقطعوا‬ ‫@قال ا ّ‬
‫أرحامكم؛ أولئك الذين لعنهم الّ‪ ،‬فأصمهم وأعمى أبصارهم}‪.‬‬
‫ل به أن‬ ‫ل من بعد ميثاقه‪ ،‬ويقطعون ما أمر ا ّ‬ ‫وقال تعالى (الرعد ‪{ :)25‬والذين ينقضون عهد ا ّ‬
‫يوصل‪ ،‬ويفسدون في الرض‪ ،‬أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}‪.‬‬
‫وقال تعالى (السراء ‪{ :)24 ،23‬وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحساناً‪ ،‬إما يبلغن‬
‫عندك الكبر أحدهما أو كلهما‪ ،‬فل تقل لهما أف‪ ،‬ول تنهرهما‪ ،‬وقل لهما قولً كريماً‪ ،‬واخفض‬
‫لهما جناح الذل من الرحمة‪ ،‬وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 336‬وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث َر ِ‬
‫<أل أنبئكم بأكبر الكبائر؟> ثلثاً‪ .‬قلنا‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ قال‪< :‬الشراك بال‪ ،‬وعقوق الوالدين>‬
‫وكان متكئاً فجلس فقال‪< :‬أل وقول الزور‪ ،‬وشهادة الزور!> فما زال يكررها حتى قلنا ليته‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫سكت‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 337‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫<الكبائر الشراك بال‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ ،‬وقتل النفس‪ ،‬واليمين الغموس> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫و <اليمين الغموس> ‪ :‬التي يحلفها كاذباً عامداً‪ .‬سميت غموساً لنها تغمس الحالف في الثم‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من الكبائر شتم الرجل‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 338‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ وهل يشتم الرجل والديه؟ قال‪< :‬نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه‪،‬‬ ‫والديه!> قالوا‪ :‬يا رَسُول ا ِ‬
‫ويسب أمه فيسب أمه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه!> قيل‪ :‬يا َرسُول الِّ كيف يلعن الرجل‬
‫والديه؟! قال‪< :‬يسب أبا الرجل فيسب أباه‪ ،‬ويسب أمه فيسب أمه> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 339‬وعن أبي محمد جبير بن مطعم َرضِيَ الُّ َ‬
‫يدخل الجنة قاطع> قال سفيان في روايته‪ :‬يعني قاطع رحم‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 340‬وعن أبي عيسى المغيرة بن شعبة َر ِ‬
‫ل تعالى حرم عليكم عقوق المهات‪ ،‬ومنعاً وهات‪ ،‬ووأد البنات‪ .‬وكره لكم قيل وقال‪،‬‬ ‫<إن ا ّ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫وكثرة السؤال‪ ،‬وإضاعة المال> مُتّفَقٌ َ‬
‫قوله <منعاً> معناه‪ :‬منع ما وجب عليه‪.‬‬
‫و <هات> ‪ :‬طلب ما ليس له‪.‬‬
‫و <وأد البنات> معناه‪ :‬دفنهن في الحياة‪.‬‬
‫و <قيل وقال> معناه‪ :‬الحديث بكل ما يسمعه‪ .‬فيقول‪ :‬قيل كذا‪ ،‬وقال فلن كذا مما ل يعلم صحته‬
‫ول يظنها‪ ،‬وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع‪.‬‬
‫و <إضاعة المال> ‪ :‬تبذيره وصرفه في غير الوجوه المأذون فيها من مقاصد الخرة والدنيا‪،‬‬
‫وترك حفظه مع إمكان الحفظ‪.‬‬
‫و <كثرة السؤال> ‪ :‬اللحاح فيما ل حاجة إليه‪.‬‬
‫وفي الباب أحاديث سبقت في الباب قبله كحديث‪< :‬وأقطع من قطعك> (انظر الحديث رقم ‪)315‬‬
‫وحديث‪< :‬من قطعني قطعه الّ> (انظر الحديث رقم ‪. )323‬‬
‫*‪ - 42 *2‬باب بر أصدقاء الب والم والقارب والزوجة وسائر من يندب إكرامه‬
‫عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬أبر البر أن يصل الرجل‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 341‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫ود أبيه> ‪.‬‬
‫عنْهُ أن رجلً من العراب لقيه‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 342‬وعن عبد الّ بن دينار عن عبد الّ بن عمر َر ِ‬
‫بطريق مكة فسلم عليه عبد الّ بن عمر وحمله على حمار كان يركبه‪ ،‬وأعطاه عمامة كانت على‬
‫رأسه‪ .‬قال ابن دينار‪ :‬فقلنا له‪ :‬أصلحك الّ إنهم العراب وهم يرضون باليسير‪ .‬فقال عبد الّ بن‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬‫عنْ ُه وإني سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫عمر‪ :‬إن أبا هذا كان وداً لعمر بن الخطاب رَ ِ‬
‫َوسَلّم يقول‪< :‬إن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه>‬
‫وفي رواية عن ابن دينار عن ابن عمر أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا‬
‫مل ركوب الراحلة‪ ،‬وعمامة يشد بها رأسه‪ ،‬فبينا هو يوماً على ذلك الحمار إذ مر به أعرابي‬
‫فقال‪ :‬ألست فلن بن فلن؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬فأعطاه الحمار وقال اركب هذا‪ ،‬والعمامة وقال‪ :‬اشدد بها‬
‫رأسك‪ .‬فقال له بعض أصحابه‪ :‬غفر الّ لك! أعطيت هذا العرابي حمارًا كنت تروح عليه‪،‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إن من‬ ‫وعمامة كنت تشد بها رأسك‪ :‬فقال‪ :‬إني سمعت َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ‪ .‬روى‬ ‫أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي> وإن أباه كان صديقاً لعمر َرضِيَ الُّ َ‬
‫هذه الروايات كلها مسلم‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 343‬وعن أبي أسيد ‪ -‬بضم الهمزة وفتح السين ‪ -‬مالك بن ربيعة الساعدي رَ ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال‪ :‬يا رَسُول‬ ‫بينا نحن جلوس عند َرسُول ا ِ‬
‫الِّ هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال‪< :‬نعم الصلة عليهما‪ ،‬والستغفار‬
‫لهما‪ ،‬وإنفاذ عهدهما من بعدهما‪ ،‬وصلة الرحم التي ل توصل إل بهما‪ ،‬وإكرام صديقهما> رواه‬
‫أبو داود‪.‬‬
‫عنْها قالت‪ :‬ما غرت على أحد من نساء النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫‪ - 344‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عنْها وما رأيتها قط‪ ،‬ولكن كان يكثر ذكرها‪ ،‬وربما ذبح الشاة ثم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ما غرت على خديجة َر ِ‬
‫يقطعها أعضا ًء ثم يبعثها في صدائق خديجة‪ .‬فربما قلت له‪ :‬كأن لم يكن في الدنيا إل خديجة!‬
‫فيقول‪ :‬إنها كانت وكانت‪ ،‬وكان لي منها ولد> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلئلها منها ما يسعهن‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬كان إذا ذبح الشاة يقول‪< :‬أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة>‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وفي رواية قالت‪ :‬استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على َرسُول ا ِ‬
‫فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك‪ ،‬فقال‪< :‬اللهم هالة بنت خويلد> ‪.‬‬
‫قولها‪< :‬فارتاح> هو بالحاء‪ .‬وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي‪< :‬فارتاع> بالعين‪ .‬ومعناه‪:‬‬
‫اهتم به‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬خرجت مع جرير بن عبد الّ البجلي َرضِيَ الُّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 345‬وعن أنس بن مالك َر ِ‬
‫ع ْنهُ في سفر فكان يخدمني‪ .‬فقلت له‪ :‬ل تفعل‪ .‬فقال‪ :‬إني قد رأيت النصار تصنع ب َرسُول الِّ‬ ‫َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم شيئاً آليت أن ل أصحب أحدًا منهم إل خدمته‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم وبيان فضلهم‬ ‫*‪ - 43 *2‬باب إكرام أهل بيت َرسُول ا ِ‬
‫ل تعالى (الحزاب ‪{ :)33‬إنما يريد الّ ليذهب عنكم الرجس أهل البيت‪ ،‬ويطهركم‬ ‫@قال ا ّ‬
‫تطهيراً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحج ‪{ :)32‬ومن يعظم شعائر الّ فإنها من تقوى القلوب}‪.‬‬
‫‪ - 346‬وعن يزيد بن حيان قال‪ :‬انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم‬
‫عنْهمُ‪ .‬فلما جلسنا إليه قال له حصين‪ :‬لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً‪ :‬رأيت َرسُول الِّ‬ ‫َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم وسمعت حديثه‪ ،‬وغزوت معه‪ ،‬وصليت خلفه؛ لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيراً‪.‬‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪ .‬قال‪ :‬يا ابن أخي وال لقد كبرت‬ ‫حدثنا يا زيد ما سمعت من َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪ ،‬فما‬‫سني‪ ،‬وقدم عهدي‪ ،‬ونسيت بعض الذي كنت أعي من َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يوماً فينا خطيباً‬ ‫حدثتكم فاقبلوا‪ ،‬وما ل فل تكلفونيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬قام َرسُول ا ِ‬
‫بماء يدعى خم ًا بين مكة والمدينة‪ ،‬فحمد الّ وأثنى عليه‪ ،‬ووعظ وذكر ثم قال‪< :‬أما بعد‪ ،‬أل أيها‬
‫الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب‪ ،‬وأنا تارك فيكم ثقلين‪ :‬أولهما كتاب الّ‪،‬‬
‫ل ورغب فيه‪ .‬ثم قال‪:‬‬ ‫فيه الهدى والنور‪ ،‬فخذوا بكتاب الّ واستمسكوا به> فحث على كتاب ا ّ‬
‫<وأهل بيتي‪ ،‬أذكركم الّ في أهل بيتي‪ ،‬أذكركم الّ في أهل بيتي> فقال له حصين‪ :‬ومن أهل بيته‬
‫يا زيد‪ ،‬أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال‪ :‬نساؤه من أهل بيته‪ ،‬ولكن أهل بيته من حرم الصدقة‬
‫بعده‪ .‬قال‪ :‬ومن هم؟ قال‪ :‬هم آل علي‪ ،‬وآل عقيل‪ ،‬وآل جعفر وآل عباس‪ .‬قال‪ :‬كل هؤلء حرم‬
‫الصدقة؟ قال‪ :‬نعم‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬أل وإني تارك فيكم ثقلين‪ :‬أحدهما كتاب الّ‪ ،‬هو حبل الّ‪ ،‬من اتبعه كان على‬
‫الهدى ومن تركه كان على ضللة> ‪.‬‬
‫ع ْنهُ موقوفاً عليه أنه قال‪:‬‬ ‫ع ْنهُ عن أبي بكر الصديق َرضِيَ الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 347‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم في أهل بيته‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫ارقبوا محمدًا صَلّى الُّ َ‬
‫معنى <ارقبوه> ‪ :‬راعوه واحترموه وأكرموه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 44 *2‬باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار‬
‫مرتبتهم‬
‫ل تعالى (الزمر ‪{ :)9‬قل‪ :‬هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنما يتذكر أولو‬ ‫@قال ا ّ‬
‫اللباب}‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول الِّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 348‬وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري النصاري َر ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الّ‪ ،‬فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫بالسنة‪ ،‬فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة‪ ،‬فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سناً‪ .‬ول‬
‫يؤمن الرجل الرجل في سلطانه؛ ول يقعد في بيته على تكرمته إل بإذنه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬فأقدمهم سلماً> بدل <سناً> ‪ :‬أي إسلماً‪.‬‬
‫وفي رواية <يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الّ‪ ،‬وأقدمهم قراءة‪ ،‬فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم‬
‫أقدمهم هجرة‪ ،‬فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سناً>‬
‫والمراد <بسلطانه> ‪ :‬محل وليته‪ ،‬أو الموضع الذي يختص به‪.‬‬
‫و <تكرمته> بفتح التاء وكسر الراء‪ :‬وهي ما ينفرد به من فراش وسرير ونحوهما‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يمسح مناكبنا في الصلة‬ ‫ع ْنهُ قال كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 349‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫ويقول‪< :‬استووا‪ ،‬ول تختلفوا فتختلف قلوبكم‪ ،‬ليلني منكم أولو الحلم والنهى‪ ،‬ثم الذين‬
‫يلونهم‪،‬‬
‫ثم الذين يلونهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ليلني> هو بتخفيف النون وليس قبلها ياء‪ ،‬وروي بتشديد النون‬ ‫وقوله صَلّى الُّ َ‬
‫مع ياء قبلها‪.‬‬
‫و <النهى> ‪ :‬العقول‪.‬‬
‫و <أولو الحلم> ‪ :‬هم البالغون وقيل‪ :‬أهل الحلم والفضل‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬ليلني‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ل بن مسعود َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 350‬وعن عبد ا ّ‬
‫منكم أولو الحلم والنهى‪ ،‬ثم الذين يلونهم> ثلثاً <وإياكم وهيشات السواق> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 351‬وعن أبي يحيى‪ .‬وقيل‪ :‬أبي محمد سهل بن أبي حثمة ‪ -‬بفتح الحاء المهملة وإسكان الثاء‬
‫ل بن سهل ومحيصة بن مسعود إلى خيبر‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬انطلق عبد ا ّ‬‫المثلثة ‪ -‬النصاري َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلً‪ ،‬فدفنه‬ ‫وهي يومئذ صلح فتفرقا‪ ،‬فأتى محيصة إلى عبد ا ّ‬
‫ثم قدم المدينة‪ ،‬فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صَلّى الُّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال‪< :‬كبر كبر> وهو أحدث القوم فسكت فتكلما‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫َ‬
‫<أتحلفون وتستحقون قاتلكم؟> وذكر تمام الحديث‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬كبر كبر> معناه‪ :‬يتكلم الكبر‪.‬‬ ‫وقوله صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم كان يجمع بين الرجلين من قتلى‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 352‬وعن جابر َر ِ‬
‫أحد (يعني في القبر) ثم يقول‪< :‬أيهما أكثر أخذاً للقرآن؟> فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في‬
‫اللحد‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬أراني في المنام‬ ‫عنْهماُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 353‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫أتسوك بسواك فجاءني رجلن أحدهما أكبر من الخر‪ .‬فناولت السواك الصغر فقيل لي كبر‪.‬‬
‫فدفعته إلى الكبر منهما> َروَا ُه ُمسْلِ ٌم مسنداً والبخاري تعليقاً‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم <إن من إجلل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 354‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫الّ تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم‪ ،‬وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه‪ ،‬وإكرام ذي‬
‫السلطان المقسط> حديث حسن رواه أبو داود‪.‬‬
‫لّ صَلّى ا ُ‬
‫لّ‬ ‫ع ْنهُم قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫‪ - 355‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ليس منا من لم يرحم صغيرنا‪ ،‬ويعرف شرف كبيرنا> حديث صحيح رواه أبو‬ ‫َ‬
‫داود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫وفي رواية أبي داود‪< :‬حق كبيرنا> ‪.‬‬
‫عنْها مر بها سائل فأعطته‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 356‬وعن ميمون بن أبي شبيب رَحِمهُ الّ أن عائشة َر ِ‬
‫كسرة‪ ،‬ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل‪ ،‬فقيل لها في ذلك فقالت قال َرسُول الِّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أنزلوا الناس منازلهم> رواه أبو داود‪ .‬لكن قال‪ :‬ميمون لم يدرك عائشة‪.‬‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى‬ ‫وقد ذكره مسلم في أول صحيحه تعليقاً فقال‪ :‬وذكر عن عائشة قالت‪< :‬أمرنا َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أن ننزل الناس منازلهم> وذكره الحاكم أبو عبد الّ في كتابه (معرفة علوم‬
‫الحديث) وقال هو حديث صحيح‪.‬‬
‫ع ْنهُما قال‪ :‬قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر ابن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 357‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫ع ْنهُ‪ ،‬وكان القراء أصحاب مجلس عمر‬ ‫قيس‪ ،‬وكان من النفر الذين يدنيهم عمر َرضِيَ الُّ َ‬
‫ومشاورته كهولً كانوا أو شباناً‪ .‬فقال عيينة لبن أخيه‪ :‬يا ابن أخي لك وجه عند هذا المير‬
‫فاستأذن لي عليه‪ ،‬فاستأذن له فأذن له عمر‪ .‬فلما دخل قال‪ :‬هي يا ابن الخطاب! فوال ما تعطينا‬
‫عنْهُ حتى هم أن يوقع به‪ .‬فقال له الحر‪ :‬يا‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫الجزل ول تحكم فينا بالعدل! فغضب عمر َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪{ :‬خذ العفو‪ ،‬وأمر بالعرف‪ ،‬وأعرض‬ ‫أمير المؤمنين إن الّ تعالى قال لنبيه صَلّى الُّ َ‬
‫عن الجاهلين} (العراف ‪ )199‬وإن هذا من الجاهلين‪ .‬وال ما جاوزها عمر حين تلها عليه‪،‬‬
‫وكان وقافاً عند كتاب الّ تعالى‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬لقد كنت على عهد َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 358‬وعن أبي سعيد سمرة بن جندب َرضِيَ الُّ َ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم غلماً فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إل أن ههنا رجالً هم أسن مني‪.‬‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ما أكرم شاب شيخاً‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 359‬وعن أنس َر ِ‬
‫ل له من يكرمه عند سنه> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذيّ وقال حديث غريب‪.‬‬ ‫لسنه إل قيض ا ّ‬
‫*‪ - 45 *2‬باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم‬
‫وزيارة المواضع الفاضلة‬
‫ل تعالى (الكهف ‪{ :)66 - 60‬وإذ قال موسى لفتاه ل أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو‬ ‫@قال ا ّ‬
‫أمضي حقباً} إلى قوله تعالى {قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً؟}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الكهف ‪{ :)28‬واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}‪.‬‬
‫صلّى‬ ‫لّ َ‬ ‫عنْهُ بعد وفاة رَسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال أبو بكر لعمر َر ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 360‬وعن أنس َر ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يزورها‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪ :‬انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫فلما انتهيا إليها بكت‪ .‬فقال لها‪ :‬ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الّ خير ل َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ل تعالى خير ل َرسُول ا ِ‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم؟ فقالت‪ :‬إني ل أبكي أني ل أعلم أن ما عند ا ّ‬ ‫َ‬
‫َوسَلّم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء‪ .‬فهيجتهما على البكاء فجعل يبكيان معها‪َ .‬روَاهُ‬
‫مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أن رجلً زار أخاً له في‬ ‫‪ - 361‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل تعالى على مدرجته ملكاً‪ .‬فلما أتى عليه قال‪ :‬أين تريد؟ قال‪ :‬أريد أخاً لي‬ ‫قرية أخرى فأرصد ا ّ‬
‫في هذه القرية‪ .‬قال‪ :‬هل لك عليه من نعمة تربها عليه؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬غير أني أحببته في الّ تعالى‪.‬‬
‫قال‪ :‬فإني َرسُول الِّ إليك بأن الّ قد أحبك كما أحببته فيه‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫يقال‪ :‬أرصده لكذا إذا وكله بحفظه‪.‬‬
‫و <المدرجة> بفتح الميم والراء‪ :‬الطريق‪.‬‬
‫ومعنى <تربها> ‪ :‬تقوم بها وتسعى في صلحها‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من عاد مريضاً أو زار‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 362‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫أخاً له في الّ ناداه مناد‪ :‬بأن طبت وطاب ممشاك‪ ،‬وتبوأت من الجنة منزلً> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ‬
‫حسَنٌ‪ .‬وفي بعض النسخ غريب‪.‬‬ ‫حَ ِديْثٌ َ‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إنما مثل‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 363‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير‪ .‬فحامل المسك‪ :‬إما أن يحذيك‪ ،‬وإما‬
‫أن تبتاع منه‪ ،‬وإما أن تجد منه ريح ًا طيبة‪ .‬ونافخ الكير‪ :‬إما أن يحرق ثيابك‪ ،‬وإما أن تجد منه‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫ريحاً منتنة> مُتّفَقٌ َ‬
‫<يحذيك> ‪ :‬يعطيك‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬تنكح المرأة لربع‪:‬‬ ‫‪ - 364‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫لمالها‪ ،‬ولحسبها‪ ،‬ولجمالها‪ ،‬ولدينها‪ ،‬فاظفر بذات الدين تربت يداك> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ومعنى ذلك‪ :‬أن الناس يقصدون في العادة من المرأة هذه الخصال الربع فاحرص أنت على ذات‬
‫الدين واظفر بها واحرص على صحبتها‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم لجبريل صَلّى الُّ‬ ‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 365‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟> فنزلت‪{ :‬وما نتنزل إل بأمر ربك‪ ،‬له ما‬ ‫َ‬
‫بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك} (مريم ‪َ . )64‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل تصاحب‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 366‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫إل مؤمناً‪ ،‬ول يأكل طعامك إل تقي> رواه أبو داود والترمذي بإسناد ل بأس به‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الرجل على دين‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 367‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫خليله فلينظر أحدكم من يخالل> رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح وقال الترمذي حديث‬
‫حسن‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬المرء مع‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 368‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫من أحب> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ :‬الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال‪< :‬المرء‬ ‫وفي رواية‪ :‬قال قيل للنبي صَلّى الُّ َ‬
‫مع من أحب> ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪ :‬متى الساعة؟‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أن أعرابياً قال ل َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 369‬وعن أنس َر ِ‬
‫ل ورسوله‪ .‬قال‪< :‬أنت‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬ما أعددت لها؟> قال‪ :‬حب ا ّ‬ ‫قال له َرسُول ا ِ‬
‫مع من أحببت> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪ .‬وهذا لفظ مسلم‪.‬‬
‫ل ورسوله‪.‬‬ ‫وفي رواية لهما‪ :‬ما أعددت لها من كثير صوم ول صلة ول صدقة ولكني أحب ا ّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فقال‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال جاء رجل إلى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 370‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫عَليْهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫يا َرسُول الِّ كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬المرء مع من أحب> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الناس معادن‬ ‫‪ - 371‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫كمعادن الذهب والفضة‪ ،‬خيارهم في الجاهلية خيارهم في السلم إذا فقهوا‪ ،‬والرواح جنود‬
‫مجندة‪ ،‬فما تعارف منها ائتلف‪ ،‬وما تناكر منها اختلف> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫عنْها‪.‬‬
‫ضيَ الُّ َ‬ ‫وروى البخاري قوله‪< :‬الرواح> إلى آخره من رواية عائشة َر ِ‬
‫‪ - 372‬وعن أسير بن عمرو‪ .‬ويقال ابن جابر ‪ -‬وهو بضم الهمزة وفتح السين المهملة ‪ -‬قال‪ :‬كان‬
‫عنْهُ إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم‪ :‬أفيكم أويس بن عامر؟‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫عمر بن الخطاب َر ِ‬
‫ع ْنهُ فقال‪ :‬أنت أويس بن عامر؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬من مراد ثم من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫حتى أتى على أويس َر ِ‬
‫قرن؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال فكان بك برص فبرأت منه إل موضع درهم؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬لك والدة؟ قال‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد‬ ‫نعم‪ .‬قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إل موضع درهم له والدة هو بها بر لو‬
‫أقسم على الّ لبره‪ ،‬فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل> فاستغفر لي‪ .‬فاستغفر له‪ .‬فقال له‬
‫عمر‪ :‬أين تريد؟ قال الكوفة‪ .‬قال‪ :‬أل أكتب لك إلى عاملها؟ قال‪ :‬أكون في غبراء الناس أحب إلي‪.‬‬
‫فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال‪ :‬تركته رث‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬يأتي عليكم أويس بن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫البيت قليل المتاع‪ .‬قال‪ :‬سمعت َرسُول ا ِ‬
‫عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إل موضع درهم له والدة‬
‫هو بها بر لو أقسم على الّ لبره‪ ،‬فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل> فأتى أويساً فقال استغفر‬
‫لي‪ .‬قال‪ :‬أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي‪ .‬قال‪ :‬لقيت عمر؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فاستغفر له‪.‬‬
‫ففطن له الناس فانطلق على وجهه‪َ .‬روَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عنْهُ أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر َرضِيَ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫وفي رواية لمسلم أيضاً عن أسير بن جابر َر ِ‬
‫ع ْنهُ وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس فقال عمر‪ :‬هل ههنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك‬ ‫الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قد قال‪< :‬إن رجلً يأتيكم من اليمن يقال له‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫الرجل‪ .‬فقال عمر إن رَسُول ا ِ‬
‫ل تعالى فأذهبه إل موضع الدينار أو‬ ‫أويس ل يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا ا ّ‬
‫الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم>‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إن خير التابعين‬ ‫وفي رواية له عن عمر قال إني سمعت َرسُول ا ِ‬
‫رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم> ‪.‬‬
‫قوله‪< :‬غبراء الناس> بفتح الغين المعجمة‪ ،‬وإسكان الباء وبالمد‪ ،‬وهم‪ :‬فقراؤهم وصعاليكهم‬
‫ومن ل تعرف عينه من أخلطهم‪.‬‬
‫و <المداد> جمع مدد وهم‪ :‬العوان والناصرون الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬استأذنت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم في العمرة‬ ‫‪ - 373‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ‬
‫فأذن لي وقال‪< :‬ل تنسنا يا أخي من دعائك> فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬قال <أشركنا يا أخي في دعائك> حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَ ِديْثٌ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫َ‬
‫ع ْنهُما قال‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يزور قباء راكباً‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 374‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫وماشي ًا فيصلي فيه ركعتين‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يأتي مسجد قباء كل سبت راكب ًا وماشياً‪ ،‬وكان ابن‬
‫عمر يفعله‪.‬‬
‫ل والحث عليه وإعلم الرجل من يحبه وماذا يقول له إذا أعلمه‬ ‫*‪ - 46 *2‬باب فضل الحب في ا ّ‬
‫ل تعالى (الفتح ‪{ :)29‬محمد َرسُول الِّ‪ ،‬والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}‬ ‫@قال ا ّ‬
‫إلى آخر السورة‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحشر ‪{ :)9‬والذين تبوءوا الدار واليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم}‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ثلث من كن فيه وجد‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 375‬وعن أنس َر ِ‬
‫ل ورسوله أحب إليه مما سواهما‪ ،‬وأن يحب المرء ل يحبه إل‬ ‫بهن حلوة اليمان‪ :‬أن يكون ا ّ‬
‫ل منه كما يكره أن يقذف في النار> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه ا ّ‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬سبعة يظلهم الّ في‬ ‫‪ - 376‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫جلّ‪ ،‬ورجل قلبه معلق في‬ ‫ع ّز وَ َ‬
‫ظله يوم ل ظل إل ظله‪ :‬إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ في عبادة الّ َ‬
‫المساجد‪ ،‬ورجلن تحابا في الّ اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات حسن‬
‫وجمال فقال إني أخاف الّ‪ ،‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه‪،‬‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫ورجل ذكر الّ خالياً ففاضت عيناه> ُمتّفَقٌ َ‬
‫ل تعالى يقول يوم‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إن ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 377‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫القيامة‪ :‬أين المتحابون بجللي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم ل ظل إل ظلي> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬والذي نفسي بيده ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 378‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ول تؤمنوا حتى تحابوا‪ ،‬أول أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟‬
‫أفشوا السلم بينكم> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أن رجلً زار أخاً له في قرية‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 379‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫أخرى فأرصد الّ على مدرجته ملكاً> وذكر الحديث إلى قوله <إن الّ قد أحبك كما أحببته فيه>‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪ .‬وقد سبق في الباب قبله (انظر الحديث رقم ‪. )360‬‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أنه قال في النصار‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 380‬وعن البراء بن عازب َر ِ‬
‫<ل يحبهم إل مؤمن‪ ،‬ول يبغضهم إل منافق‪ ،‬من أحبهم أحبه الّ‪ ،‬ومن أبغضهم أبغضه الّ>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫عزّ‬‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬قال الّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 381‬وعن معاذ َرضِيَ الُّ َ‬
‫ي وَقَالَ‬ ‫جلّ‪ :‬المتحابون في جللي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ‬ ‫وَ َ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫حَ ِديْثٌ َ‬
‫‪ - 382‬وعن أبي إدريس الخولني رحمه الّ قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتىً براق الثنايا وإذا‬
‫الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل‪ :‬هذا معاذ بن‬
‫جبل‪ ،‬فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير‪ ،‬ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى‬
‫صلته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت‪ :‬وال إني لحبك ل! فقال‪ :‬آل؟ فقلت‪ :‬أل‪.‬‬
‫لّ صَلّى‬ ‫فقال‪ :‬آل؟ فقلت‪ :‬أل‪ .‬فأخذ بخبوة ردائي فجبذني إليه فقال أبشر فإني سمعت َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬قال الّ تبارك وتعالى‪ :‬وجبت محبتي للمتحابين في‪ ،‬والمتجالسين في‪،‬‬
‫والمتزاورين في‪ ،‬والمتباذلين في> حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح‪.‬‬
‫قوله‪< :‬هجرت> ‪ :‬أي بكرت وهو بتشديد الجيم قوله‪< :‬آل فقلت‪ :‬أل> الول بهمزة ممدودة‬
‫للستفهام‪ ،‬والثاني بل مد‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ عن النبي َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 383‬وعن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رَ ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫<إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم أخذ بيده وقال‪< :‬يا معاذ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 384‬وعن معاذ َرضِيَ الُّ َ‬
‫وال إني لحبك‪ ،‬ثم أوصيك يا معاذ‪ :‬ل تدعن في دبر كل صلة تقول‪ :‬اللهم أعني على ذكرك‬
‫وشكرك وحسن عبادتك> حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فمر رجل فقال‪ :‬يا‬ ‫ع ْنهُ أن رجلً كان عند النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 385‬وعن أنس َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬أأعلمته؟> قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪:‬‬ ‫َرسُول الِّ إني لحب هذا‪ .‬فقال له النبي صَلّى الُّ َ‬
‫<أعلمه> فلحقه فقال‪ :‬إني أحبك في الّ‪ .‬فقال‪ :‬أحبك الذي أحببتني له‪ .‬رواه أبو داود بإسناد‬
‫صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 47 *2‬باب علمات حب الّ تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)31‬قل إن كنتم تحبون الّ فاتبعوني يحببكم الّ‪ ،‬ويغفر لكم‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ذنوبكم‪ ،‬وال غفور رحيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المائدة ‪{ :)54‬يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الّ بقوم‬
‫يحبهم ويحبونه‪ ،‬أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين‪ ،‬يجاهدون في سبيل الّ‪ ،‬ول يخافون‬
‫ل يؤتيه من يشاء‪ ،‬وال واسع عليم}‪.‬‬ ‫لومة لئم‪ ،‬ذلك فضل ا ّ‬
‫ل تعالى‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إن ا ّ‬
‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 386‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫قال‪ :‬من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب‪ ،‬وما يتقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت‬
‫عليه‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به‪،‬‬
‫وبصره الذي يبصر به‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي يمشي بها‪ ،‬وإن سألني أعطيته‪ ،‬ولئن‬
‫استعاذني لعيذنه> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫معنى <آذنته> ‪ :‬أعلمته بأني محارب له‪.‬‬
‫وقوله <استعاذني> روي بالباء وروي بالنون‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا أحب الّ تعالى العبد نادى‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 387‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫جبريل إن الّ يحب فلناً فأحبوه‪ .‬فيحبه أهل السماء‪ ،‬ثم يوضع له القبول في الرض> مُتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫ل تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إن ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وفي رواية لمسلم قال َرسُول ا ِ‬
‫ل يحب فلناً فأحبوه‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬إني أحب فلناً فأحبه‪ .‬فيحبه جبريل‪ ،‬ثم ينادي في السماء فيقول‪ :‬إن ا ّ‬
‫فيحبه أهل السماء‪ ،‬ثم يوضع له القبول في الرض‪ .‬وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول‪ :‬إني‬
‫أبغض فلناً فأبغضه‪ .‬فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء‪ :‬إن الّ يبغض فلناً فأبغضوه‪.‬‬
‫فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في الرض> ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم بعث رجلً على سرية‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫عنْها أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 388‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫فكان يقرأ لصحابه في صلتهم فيختم ب{قل هو الّ أحد} فلما رجعوا ذكروا ذلك ل َرسُول الِّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فقال‪< :‬سلوه لي شيء يصنع ذلك؟> فسألوه فقال‪ :‬لنها صفة الرحمن فأنا‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬أخبروه أن الّ تعالى يحبه> ُمتّفَقٌ‬ ‫أحب أن أقرأ بها‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫*‪ - 48 *2‬باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين‬
‫ل تعالى (الحزاب ‪{ :)58‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد‬ ‫@قال ا ّ‬
‫احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الضحى ‪{ :)10 ،9‬فأما اليتيم فل تقهر‪ ،‬وأما السائل فل تنهر}‪.‬‬
‫ع ْنهُ في الباب قبل هذا (انظر الحديث رقم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫وأما الحاديث فكثيرة منها حديث أبي هريرة َر ِ‬
‫عنْهُ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪< )385‬من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب> ومنها حديث سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫السابق (انظر الحديث رقم ‪ )260‬في باب ملطفة اليتيم‪ ،‬وقوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم <يا أبا بكر‬
‫لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك> (انظر الحديث رقم ‪. )261‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 389‬وعن جندب بن عبد ا ّ‬
‫صلى صلة الصبح فهو في ذمة الّ فل يطلبنكم الّ من ذمته بشيء؛ فإنه من يطلبه من ذمته‬
‫بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 49 *2‬باب إجراء أحكام الناس على الظاهر وسرائرهم إلى الّ تعالى‬
‫ل تعالى (التوبة ‪{ :)5‬فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬أمرت أن أقاتل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهماُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 390‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫ل وأن محمدًا َرسُول الِّ‪ ،‬ويقيموا الصلة‪ ،‬ويؤتوا الزكاة‪ .‬فإذا‬ ‫الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ا ّ‬
‫ل تعالى> ُمتّفَقٌ‬ ‫فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم‪ ،‬إل بحق السلم‪ ،‬وحسابهم على ا ّ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَل ْيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 391‬وعن أبي عبد الّ طارق بن أشيم َر ِ‬
‫َوسَلّم يقول‪< :‬من قال ل إله إل الّ وكفر بما يعبد من دون الّ‪ ،‬حرم ماله ودمه وحسابه على‬
‫الّ> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬
‫ع ْنهُ قال قلت ل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 392‬وعن أبي معبد المقداد بن السود َرضِيَ الُّ َ‬
‫َوسَلّم‪ :‬أرأيت إن لقيت رجلً من الكفار فاقتتلنا فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لذ مني‬
‫بشجرة فقال أسلمت ل أأقتله يا َرسُول الِّ بعد أن قالها؟ فقال‪< :‬ل تقتله> فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ‬
‫قطع إحدى يدي ثم قال ذلك بعد ما قطعها؟ فقال‪< :‬ل تقتله‪ ،‬فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله‬
‫وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ومعنى <إنه بمنزلتك> ‪ :‬أي معصوم الدم محكوم بإسلمه‪.‬‬
‫ومعنى <إنك بمنزلته> ‪ :‬أي مباح الدم بالقصاص لورثته ل أنه بمنزلته في الكفر‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم إلى الحرقة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫عنْهُ قال‪ :‬بعثنا َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 393‬وعن أسامة بن زيد َر ِ‬
‫من جهينة فصبحنا القوم على مياههم ولحقت أنا ورجل من النصار رجلً منهم فلما غشيناه‬
‫قال‪ :‬ل إله إل الّ‪ .‬فكف عنه النصاري وطعنته برمحي حتى قتلته‪ .‬فلما قدمنا بلغ ذلك النبي‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فقال لي‪< :‬يا أسامة أقتلته بعد ما قال ل إله إل الّ؟> قلت‪ :‬يا رَسُول الِّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫إنما كان متعوذاً‪ .‬فقال‪< :‬أقتلته بعد ما قال ل إله إل الّ؟> فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني‬
‫لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ل وقتلته؟> قلت‪ :‬يا َرسُول‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أقال ل إله إل ا ّ‬ ‫وفي رواية‪ :‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫الِّ إنما قالها خوفاً من السلح‪ .‬قال‪< :‬أفل شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم ل؟!> فما زال‬
‫يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ‪.‬‬
‫<الحرقة> بضم الحاء المهملة وفتح الراء‪ :‬بطن من جهينة القبيلة المعروفة‪.‬‬
‫وقوله <متعوذاً> ‪ :‬أي معتصماً بها من القتل ل معتقداً لها‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم بعث بعثاً من‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 394‬وعن جندب بن عبد ا ّ‬
‫المسلمين إلى قوم من المشركين‪ ،‬وأنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى‬
‫رجل من المسلمين قصد له فقتله‪ ،‬وأن رجلً من المسلمين قصد غفلته وكنا نتحدث أنه أسامة‬
‫عَليْ ِه‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫بن زيد‪ ،‬فلما رفع السيف قال‪ :‬ل إله إل الّ‪ .‬فقتله‪ ،‬فجاء البشير إلى َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم فسأله وأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع‪ ،‬فدعاه فسأله فقال‪< :‬لم قتلته؟> فقال‪ :‬يا‬
‫َرسُول الِّ أوجع في المسلمين وقتل فلن ًا وفلنًا وسمى له نفراً‪ ،‬وإني حملت عليه فلما رأى‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬أقتلته؟!> قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬ ‫السيف قال‪ :‬ل إله إل الّ‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫<فكيف تصنع بل إله إل الّ إذا جاءت يوم القيامة؟> قال‪ :‬يا َرسُول الِّ استغفر لي‪ .‬قال‪:‬‬
‫<وكيف تصنع بل إله إل الّ إذا جاءت يوم القيامة؟> فجعل ل يزيد على أن يقول‪< :‬كيف تصنع‬
‫بل إله إل الّ إذا جاءت يوم القيامة؟> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت عمر بن الخطاب َر ِ‬ ‫ل بن عتبة بن مسعود َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 395‬وعن عبد ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم وإن الوحي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ يقول‪ :‬إن ناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قد انقطع وإنما نأخذكم الن بما ظهر لنا من أعمالكم‪ ،‬فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس لنا‬
‫من سريرته شيء‪ ،‬الّ يحاسبه في سريرته‪ ،‬ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال‬
‫إن سريرته حسنة‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 50 *2‬باب الخوف‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)40‬وإياي فارهبون}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البروج ‪{ :)12‬إن بطش ربك لشديد}‪.‬‬
‫وقال تعالى (هود ‪{ :)106 - 102‬وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد‪،‬‬
‫إن في ذلك لية لمن خاف عذاب الخرة‪ ،‬ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود‪ ،‬وما‬
‫نؤخره إل لجل معدود‪ ،‬يوم يأت ل تكلم نفس إل بإذنه‪ ،‬فمنهم شقي وسعيد‪ .‬فأما الذين شقوا ففي‬
‫النار لهم فيها زفير وشهيق}‪.‬‬
‫ل نفسه}‪.‬‬ ‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)28‬ويحذركم ا ّ‬
‫وقال تعالى (عبس ‪{ :)37 - 34‬يوم يفر المرء من أخيه‪ ،‬وأمه وأبيه‪ ،‬وصاحبته وبنيه‪ ،‬لكل امرئ‬
‫منهم يومئذ شأن يغنيه}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحج ‪{ :)2 ،1‬يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم‪ ،‬يوم ترونها‬
‫تذهل كل مرضعة عما أرضعت‪ ،‬وتضع كل ذات حمل حملها‪ ،‬وترى الناس سكارى وما هم‬
‫ل شديد}‪.‬‬ ‫بسكارى ولكن عذاب ا ّ‬
‫وقال تعالى (الرحمن ‪{ :)46‬ولمن خاف مقام ربه جنتان} اليات‪.‬‬
‫وقال تعالى (الطور ‪{ :)28 - 25‬وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون‪ .‬قالوا‪ :‬إنا كنا قبل في أهلنا‬
‫مشفقين‪ ،‬فمن الّ علينا ووقانا عذاب السموم‪ ،‬إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم}‬
‫واليات في الباب كثيرة جداً معلومات‪ ،‬والغرض الشارة إلى بعضها وقد حصل‪.‬‬
‫وأما الحاديث فكثيرة جداً فنذكر منها طرفاً‪ ،‬وبال التوفيق‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم وهو الصادق‬
‫ع ْنهُ قال حدثنا َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 396‬عن ابن مسعود َر ِ‬
‫المصدوق‪< :‬إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً‪ ،‬ثم يكون علقة مثل ذلك‪ ،‬ثم يكون‬
‫مضغة مثل ذلك‪ ،‬ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح‪ ،‬ويؤمر بأربع كلمات‪ :‬بكتب رزقه‪ ،‬وأجله‬
‫وعمله‪ ،‬وشقي أو سعيد‪ .‬فوالذي ل إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه‬
‫وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها‪ ،‬وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل‬
‫النار حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬يؤتى بجهنم يومئذ لها‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 397‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 398‬وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ َ‬
‫<إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما‬
‫دماغه‪ ،‬ما يرى أن أحداً أشد منه عذاب ًا وإنه لهونهم عذاباً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ل صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬منهم من‬ ‫عنْهُ أن نبي ا ّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 399‬وعن سمرة بن جندب َر ِ‬
‫تأخذه النار إلى كعبيه‪ ،‬ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه‪ ،‬ومنهم من تأخذه إلى حجزته‪ ،‬ومنهم من‬
‫تأخذه إلى ترقوته> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫<الحجزة> ‪ :‬معقد الزار تحت السرة‪.‬‬
‫و <الترقوة> بفتح الراء وضم القاف‪ :‬هي العظم الذي عند ثغرة النحر‪ .‬وللنسان ترقوتان في‬
‫جانبي النحر‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬يقوم الناس‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 400‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه> مُتّفَقٌ َ‬
‫<الرشح> ‪ :‬العرق‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم خطبة ما سمعت مثلها‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال خطب َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 401‬وعن أنس َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫قط! فقال‪< :‬لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلً ولبكيتم كثيراً> فغطى أصحاب َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم وجوههم ولهم خنين‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم عن أصحابه شيء فخطب فقال‪< :‬عرضت علي‬ ‫وفي رواية‪ :‬بلغ َرسُول ا ِ‬
‫الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر‪ ،‬ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلً ولبكيتم كثيراً>‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يوم أشد منه‪ ،‬غطوا رؤوسهم ولهم خنين‪.‬‬ ‫فما أتى على أصحاب َرسُول ا ِ‬
‫<الخنين> بالخاء المعجمة‪ :‬هو البكاء مع غنة وانتشاق الصوت من النف‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬تدنى‬ ‫عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 402‬وعن المقداد َر ِ‬
‫الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل (قال سليم بن عامر الراوي عن‬
‫المقداد‪ :‬فوال ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الرض أم الميل الذي يكحل به العين) فيكون‬
‫الناس على قدر أعمالهم في العرق‪ .‬فمنهم من يكون إلى كعبيه‪ ،‬ومنهم من يكون إلى ركبتيه‪،‬‬
‫عَليْهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ومنهم من يكون إلى حقويه‪ ،‬ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً> وأشار َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم بيده إلى فيه‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يعرق الناس‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 403‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الرض سبعين ذراعاً‪ ،‬ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم> مُتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫ومعنى <يذهب في الرض> ‪ :‬ينزل ويغوص‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم إذ سمع وجبةً فقال‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ :‬كنا مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 404‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل ورسوله أعلم‪ .‬قال‪< :‬هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين‬ ‫<هل تدرون ما هذا؟> قلنا ا ّ‬
‫خريف ًا فهو يهوي في النار الن حتى انتهى إلى قعرها فسمعتم وجبتها> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ما منكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 405‬وعن عدي بن حاتم َر ِ‬
‫من أحد إل سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان‪ ،‬فينظر أيمن منه فل يرى إل ما قدم‪ ،‬وينظر‬
‫أشأم منه فل يرى إل ما قدم‪ ،‬وينظر بين يديه فل يرى إل النار تلقاء وجهه؛ فاتقوا النار ولو‬
‫بشق تمرة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬إني أرى ما ل‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 406‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫ترون‪ ،‬أطت السماء وحق لها أن تئط‪ ،‬ما فيها موضع أربع أصابع إل وملك واضع جبهته ساجداً‬
‫ل ولبكيتم كثيراً‪ ،‬وما تلذذتم بالنساء على الفرش‪،‬‬ ‫ل تعالى‪ ،‬وال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قلي ً‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الّ تعالى> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ‬
‫و <أطت> بفتح الهمزة وتشديد الطاء‪ ،‬و <تئط> بفتح التاء وبعدها همزة مكسورة‬
‫<الطيط> ‪ :‬صوت الرحل والقتب وشبههما‪ .‬ومعناه‪ :‬أن كثرة من في السماء من الملئكة‬
‫العابدين قد أثقلتها حتى أطت‪.‬‬
‫و <الصعدات> بضم الصاد والعين‪ :‬الطرقات‪.‬‬
‫ومعنى <تجأرون> تستغيثون‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول‬ ‫‪ - 407‬وعن أبي برزة ‪ -‬براء ثم زاي ‪ -‬نضلة بن عبيد السلمي َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه‪ ،‬وعن علمه فيم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫ي وَقَالَ‬‫فعل فيه‪ ،‬وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه‪ ،‬وعن جسمه فيم أبله> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫حَ ِديْثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم {يومئذ تحدث‬ ‫ع ْنهُ قال قرأ َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 408‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل ورسوله أعلم‪ .‬قال‪< :‬فإن‬ ‫أخبارها} (الزلزلة ‪ )4‬ثم قال‪< :‬أتدرون ما أخبارها؟> قالوا‪ :‬ا ّ‬
‫أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول‪ :‬عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا؛‬
‫سنٌ‪.‬‬
‫ح َ‬‫ح ِديْثٌ َ‬
‫ي وَقَالَ َ‬ ‫فهذه أخبارها> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬كيف‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 409‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن‪ ،‬واستمع الذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ> فكأن ذلك ثقل على‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فقال لهم‪< :‬قولوا حسبنا الّ ونعم الوكيل> َروَاهُ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أصحاب َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ال ّت ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫ل تعالى (الزمر ‪{ :)68‬ونفخ في الصور} كذا فسره َرسُول الِّ‬ ‫<القرن> ‪ :‬هو الصور الذي قال ا ّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪.‬‬
‫صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من خاف‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 410‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫أدلج‪ ،‬ومن أدلج بلغ المنزل‪ ،‬أل إن سلعة الّ غالية‪ ،‬أل إن سلعة الّ الجنة> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫حَ ِديْثٌ َ‬
‫<أدلج> بإسكان الدال ومعناه‪ :‬سار من أول الليل‪ .‬والمراد‪ :‬التشمير في الطاعة‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬يحشر‬ ‫عنْها قالت سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 411‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الناس يوم القيامة حفاةً‪ ،‬عراةً‪ ،‬غرلً> قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ الرجال والنساء جميع ًا ينظر بعضهم‬
‫إلى بعض؟ قال‪< :‬يا عائشة المر أشد من أن يهمهم ذلك> وفي رواية‪< :‬المر أهم من أن ينظر‬
‫بعضهم إلى بعض> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<غرلً> بضم الغين المعجمة‪ :‬أي غير مختونين‪.‬‬
‫*‪ - 51 *2‬باب الرجاء‬
‫ل تعالى (الزمر ‪{ :)53‬قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة الّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫إن الّ يغف الذنوب جميعاً‪ ،‬إنه هو الغفور الرحيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (سبأ ‪{ :)17‬وهل نجازي إل الكفور}‪.‬‬
‫وقال تعالى (طه ‪{ :)48‬إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى}‪.‬‬
‫وقال تعالى (العراف ‪{ :)156‬ورحمتي وسعت كل شيء}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬من‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 412‬وعن عبادة بن الصامت رَ ِ‬
‫ل ورسوله‬ ‫شهد أن ل إله إل الّ وحده ل شريك له وأن محمداً عبده ورسوله‪ ،‬وأن عيسى عبد ا ّ‬
‫وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه‪ ،‬والجنة والنار حق‪ ،‬أدخله الّ الجنة على ما كان من العمل>‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫مُتّفَقٌ َ‬
‫ل وأن محمدًا رَسُول الِّ حرم الّ عليه النار> ‪.‬‬ ‫وفي رواية لمسلم‪< :‬من شهد أن ل إله إل ا ّ‬
‫جلّ‪ :‬من‬ ‫عزّ َو َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬يقول الّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 413‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد‪ ،‬ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها أو أغفر‪،‬‬
‫ومن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعاً‪ ،‬ومن تقرب مني ذراع ًا تقربت منه باعاً‪ ،‬ومن أتاني‬
‫يمشي أتيته هرولة‪ ،‬ومن لقيني بقراب الرض خطيئة ل يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرةً>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫معنى الحديث‪ :‬من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي وإن زاد زدت‪ ،‬فإن أتاني يمشي‬
‫وأسرع في طاعتي أتيته هرولةً‪ :‬أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي‬
‫الكثير في الوصول إلى المقصود‪.‬‬
‫و <قراب الرض> بضم القاف ويقال بكسرها والضم أصح وأشهر ومعناه‪ :‬ما يقارب ملها‪،‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال جاء أعرابي إلى النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فقال‪ :‬يا َرسُول‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 414‬وعن جابر َر ِ‬
‫الِّ ما الموجبتان؟ قال‪< :‬من مات ل يشرك بال شيئاً دخل الجنة‪ ،‬ومن مات يشرك به شيئاً دخل‬
‫النار> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ومعاذ رديفه على الرحل قال‪< :‬يا‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 415‬وعن أنس َر ِ‬
‫معاذ> قال‪ :‬لبيك رَسُول الِّ وسعديك‪ .‬قال‪< :‬يا معاذ> قال‪ :‬لبيك رَسُول الِّ وسعديك‪ .‬قال‪< :‬يا‬
‫معاذ> قال‪ :‬لبيك رَسُول الِّ وسعديك‪ ،‬ثلثاً‪ .‬قال‪< :‬ما من عبد يشهد أن ل إله إل الّ وأن محمداً‬
‫عبده ورسوله صدقاً من قلبه إل حرمه الّ على النار> قال‪ :‬يا َرسُول الِّ أفل أخبر بها الناس‬
‫فيستبشروا؟ قال‪< :‬إذاً يتكلوا> فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫قوله <تأثماً> ‪ :‬أي خوفاً من الثم في كتم هذا العلم‪.‬‬
‫عنْهُ (شك الراوي ول يضر الشك في‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 416‬وعن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫عين الصحابي لنهم كلهم عدول) قال‪ :‬لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا‪ :‬يا‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬ ‫َرسُول الِّ لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا؟ فقال َرسُول ا ِ‬
‫<افعلوا> فجاء عمر َرضِيَ الُّ عَنهُ فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ إن فعلت قل الظهر ولكن ادعهم بفضل‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫أزوادهم ثم ادع الّ لهم عليها بالبركة لعل الّ أن يجعل في ذلك البركة‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬نعم> فدعا بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم‪ ،‬فجعل الرجل يجيء بكف ذرة‪،‬‬ ‫َ‬
‫ويجيء الخر بكف تمر‪ ،‬ويجيء الخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير‪ ،‬فدعا‬
‫علَي ِه َوسَلّم بالبركة ثم قال‪< :‬خذوا في أوعيتكم> فأخذوا في أوعيتهم حتى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫صلّى الُّ‬ ‫لّ َ‬‫ما تركوا في العسكر وعاء إل ملئوه وأكلوا حتى شبعوا وفضل فضلة‪ .‬فقال رَسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أشهد أن ل إله إل الّ وأني َرسُول الِّ ل يلقى الّ بهما عبد غير شاك فيحجب عن‬ ‫َ‬
‫الجنة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ وهو ممن شهد بدراً قال‪ :‬كنت أصلي لقومي بني‬ ‫‪ - 417‬وعن عتبان بن مالك رَ ِ‬
‫سالم‪ ،‬وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت المطار فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم‪ ،‬فجئت‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقلت له‪ :‬إني أنكرت بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫يسيل إذا جاءت المطار فيشق علي اجتيازه‪ ،‬فوددت أنك تأتي فتصلي في بيتي مكاناً أتخذه‬
‫علَيهِ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬سأفعل> فغدا علي َرسُول ا ِ‬ ‫مصلىً‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ بعد ما اشتد النهار‪ ،‬واستأذن َرسُول ا ِ‬ ‫َوسَلّم وأبو بكر َر ِ‬
‫فأذنت له‪ ،‬فلم يجلس حتى قال‪< :‬أين تحب أن أصلي من بيتك؟> فأشرت له إلى المكان الذي‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم‬ ‫أحب أن يصلي فيه‪ ،‬فقام َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫سلم وسلمنا حين سلم‪ ،‬فحبسته على خزيرة تصنع له‪ ،‬فسمع أهل الدار أن َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم في بيتي فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت‪ .‬فقال رجل‪ :‬ما فعل مالك ل‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تقل‬ ‫ل ورسوله‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬ ‫أراه! فقال رجل‪ :‬ذلك منافق ل يحب ا ّ‬
‫ل ورسوله أعلم أما نحن‬ ‫ل تعالى> فقال‪ :‬ا ّ‬ ‫ل يبتغي بذلك وجه ا ّ‬ ‫ذلك! أل تراه قال ل إله إل ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬فإن الّ‬ ‫فوال ل نرى وده ول حديثه إل إلى المنافقين! فقال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ل يبتغي بذلك وجه الّ> مُتّفَقٌ َ‬ ‫قد حرم على النار من قال ل إله إل ا ّ‬
‫و <عتبان> بكسر العين المهملة وإسكان التاء المثناة فوق وبعدها باء موحدة‬
‫و <الخزيرة> بالخاء المعجمة‪ ،‬والزاي‪ :‬هي دقيق يطبخ بشحم‪.‬‬
‫وقوله‪< :‬ثاب رجال> ‪ :‬بالثاء المثلثة أي جاءوا واجتمعوا‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم بسبي‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫‪ - 418‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قدم على رَسُول ا ِ‬
‫فإذا امرأة من السبي تسعى إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته‪ .‬فقال‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟> قلنا‪ :‬ل وال‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫فقال‪< :‬ل أرحم بعباده من هذه بولدها> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬لما خلق الّ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫‪ - 419‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش‪ :‬إن رحمتي تغلب غضبي‪ ،‬وفي رواية‪ :‬غلبت‬
‫غضبي‪ ،‬وفي رواية‪ :‬سبقت غضبي> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬جعل الّ الرحمة‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬ ‫‪ - 420‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬
‫مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الرض جزءًا واحداً‪ ،‬فمن ذلك الجزء يتراحم‬
‫الخلئق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه> وفي رواية‪< :‬إن ل تعالى مائة‬
‫رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والنس والبهائم والهوام‪ ،‬فبها يتعاطفون وبها‬
‫يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها‪ ،‬وأخر الّ تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫القيامة> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ورواه مسلم أيضاً من رواية سلمان الفارسي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬إن ل تعالى مائة رحمة‪ ،‬فمنها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم‪ ،‬وتسع وتسعون ليوم‬
‫القيامة>‬
‫وفي رواية <إن الّ تعالى خلق يوم خلق السماوات والرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين‬
‫السماء إلى الرض فجعل منها في الرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها‪ ،‬والوحش‬
‫والطير بعضها على بعض‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة> ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم فيما يحكي عن ربه تعالى قال‪< :‬أذنب‬ ‫‪ - 421‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عبد ذنباً فقال‪ :‬اللهم اغفر لي ذنبي‪ .‬فقال الّ تبارك وتعالى‪ :‬أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر‬
‫الذنب ويأخذ بالذنب‪ .‬ثم عاد فأذنب فقال‪ :‬أي رب اغفر لي ذنبي‪ .‬فقال تبارك وتعالى‪ :‬أذنب عبدي‬
‫ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب‪ .‬ثم عاد فأذنب فقال‪ :‬أي رب اغفر لي ذنبي‪ .‬فقال‬
‫تبارك وتعالى‪ :‬أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ما شاء> مُتّفَقٌ َ‬
‫وقوله تعالى‪< :‬فليفعل ما شاء> ‪ :‬أي ما دام يفعل هكذا يذنب ويتوب أغفر له فإن التوبة تهدم ما‬
‫قبلها‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬والذي نفسي بيده لو لم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 422‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ل بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الّ تعالى فيغفر لهم> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫تذنبوا لذهب ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 423‬وعن أبي أيوب خالد بن يزيد‪َ ،‬ر ِ‬
‫يقول‪< :‬لول أنكم تذنبون لخلق الّ خلقًا يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم معنا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 424‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا قعودًا مع َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم من بين أظهرنا‬ ‫أبو بكر وعمر َرضِيَ الُّ عَنهُما في نفر فقام َرسُول ا ِ‬
‫فأبطأ علينا‪ ،‬وخشينا أن يقتطع دوننا ففزعنا فقمنا‪ ،‬فكنت أول من فزع فخرجت أبتغي َرسُول الِّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم حتى أتيت حائطاً للنصار ‪ -‬وذكر الحديث بطوله إلى قوله فقال َرسُول الِّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫ل مستيقناً بها‬ ‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬اذهب فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن ل إله إل ا ّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫قلبه فبشره بالجنة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم تل قول‬ ‫ضيَ الُّ عَنهماُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 425‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪{ :‬رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫جلّ في إبراهيم َ‬ ‫ع ّز وَ َ‬
‫الّ َ‬
‫فإنه مني} الية (إبراهيم ‪ ، )36‬وقال عيسى صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪{ :‬إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن‬
‫تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} (المائدة ‪ )118‬فرفع يديه وقال‪< :‬اللهم أمتي أمتي> وبكى‪.‬‬
‫جلّ‪< :‬يا جبريل اذهب إلى محمد ‪ -‬وربك أعلم ‪ -‬فسله ما يبكيه؟> فأتاه جبريل‬ ‫عزّ وَ َ‬‫فقال الّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بما قال وهو أعلم‪ .‬فقال الّ تعالى‪< :‬يا جبريل اذهب إلى‬ ‫فأخبره َرسُول ا ِ‬
‫محمد فقل‪ :‬إنا سنرضيك في أمتك ول نسوؤك> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم على حمار‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنت ردف النبي َ‬ ‫‪ - 426‬وعن معاذ بن جبل َر ِ‬
‫ل ورسوله‬ ‫فقال‪< :‬يا معاذ هل تدري ما حق الّ على عباده وما حق العباد على الّ؟> قلت‪ :‬ا ّ‬
‫أعلم‪ .‬قال‪< :‬فإن حق الّ على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئاً‪ ،‬وحق العباد على الّ أن ل‬
‫يعذب من ل يشرك به شيئاً> فقلت‪ :‬يا رَسُول الِّ أفل أبشر الناس؟ قال‪< :‬ل تبشرهم فيتكلوا>‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬المسلم إذا‬ ‫‪ - 427‬وعن البراء بن عازب َر ِ‬
‫سئل في القبر يشهد أن ل إله إل الّ وأن محمدًا َرسُول الِّ فذلك قوله تعالى‪{ :‬يثبت الّ الذين‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة}[إبراهيم‪ُ .]27 :‬متّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن الكافر إذا عمل‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 428‬وعن أنس َر ِ‬
‫حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا‪ .‬وأما المؤمن فإن الّ تعالى يدخر له حسناته في الخرة ويعقبه‬
‫رزقاً في الدنيا على طاعته> وفي رواية‪< :‬إن الّ ل يظلم مؤمناً حسنة؛ يعطى بها في الدنيا‪،‬‬
‫ويجزي بها في الخرة‪ .‬وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل ل تعالى في الدنيا حتى إذا أفضى‬
‫إلى الخرة لم يكن له حسنة يجزى بها> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬مثل الصلوات‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 429‬وعن جابر َر ِ‬
‫الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫<الغمر> ‪ :‬الكثير‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬ما‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 430‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫ل فيه>‬ ‫من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلً ل يشركون بال شيئاً إل شفعهم ا ّ‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم في قبة نحواً‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 431‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫من أربعين فقال‪< :‬أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟> قلنا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪< :‬أترضون أن تكونوا‬
‫ثلث أهل الجنة؟> قلنا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪< :‬والذي نفس محمد بيده إني لرجو أن تكونوا نصف أهل‬
‫الجنة‪ .‬وذلك أن الجنة ل يدخلها إل نفس مسلمة وما أنتم في أهل الشرك إل كالشعرة البيضاء في‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫جلد الثور السود‪ ،‬أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الحمر> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 432‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫كان يوم القيامة دفع الّ إلى كل مسلم يهودي ًا أو نصراني ًا فيقول‪ :‬هذا فكاكك من النار>‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين‬ ‫وفي رواية عنه عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫بذنوب أمثال الجبال يغفرها الّ لهم> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫قوله <دفع الّ إلى كل مسلم يهودي ًا أو نصراني ًا فيقول‪ :‬هذا فكاكك من النار> معناه ما جاء في‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‪< :‬لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار‪ .‬فالمؤمن إذا دخل‬ ‫حديث أبي هريرة رَ ِ‬
‫الجنة خلفه الكافر في النار لنه مستحق لذلك بكفره>‬
‫ومعنى <فكاكك> ‪ :‬أنك كنت معرضاً لدخول النار هذا فكاكك؛ لن الّ تعالى قدر للنار عدداً يملؤها‬
‫فإذا دخلها الكفار بذنوبهم وكفرهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬يدنى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 433‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقرره بذنوبه فيقول‪ :‬أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف‬
‫ذنب كذا؟ فيقول‪ :‬رب أعرف‪ .‬قال‪ :‬فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم‪ .‬فيعطى‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫صحيفة حسناته> مُتّفَقٌ َ‬
‫<كنفه> ‪ :‬ستره ورحمته‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 434‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫ل تعالى (هود ‪{ :)114‬وأقم الصلة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن‬ ‫علَي ِه َوسَلّم فأخبره فأنزل ا ّ‬ ‫َ‬
‫الحسنات يذهبن السيئات} فقال الرجل‪ :‬ألي هذا يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬لجميع أمتي كلهم> مُتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 435‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ ،‬فلما قضى‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫أصبت حداً فأقمه علي‪ .‬وحضرت الصلة فصلى مع رَسُول ا ِ‬
‫لّ إني أصبت حداً فأقم في كتاب الّ‪ .‬قال‪< :‬هل حضرت معنا الصلة؟>‬ ‫الصلة قال‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪< :‬قد غفر لك> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫وقوله <أصبت حداً> معناه‪ :‬معصية توجب التعزير‪ ،‬وليس المراد الحد الشرعي الحقيقي كحد‬
‫الزنا والخمر وغيرهما فإن هذه الحدود ل تسقط بالصلة‪ ،‬ول يجوز للمام تركها‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن الّ ليرضى عن العبد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫‪ - 436‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫أن يأكل الكلة فيحمده عليها‪ ،‬أو يشرب الشربة فيحمده عليها> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫<الكلة> ‪ :‬بفتح الهمزة وهي المرة الواحدة من الكل كالغدوة والعشوة‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫ل تعالى يبسط‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن ا ّ‬ ‫‪ - 437‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫يده بالليل ليتوب مسيء النهار‪ ،‬ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من‬
‫مغربها> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنت‬ ‫‪ - 438‬وعن أبي نجيح عمرو بن عبسة ‪ -‬بفتح العين والباء ‪ -‬السلمي َر ِ‬
‫وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضللة‪ ،‬وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الوثان‪،‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬
‫فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً‪ ،‬فقعدت على راحلتي فقدمت عليه‪ ،‬فإذا َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم مستخفياً‪ ،‬جرآء عليه قومه‪ ،‬فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له‪ :‬ما أنت؟ قال‪:‬‬ ‫َ‬
‫<أنا نبي> فقلت‪ :‬وما نبي؟ قال‪< :‬أرسلني الّ> فقلت‪ :‬بأي شيء أرسلك؟ قال‪< :‬أرسلني بصلة‬
‫ل ل يشرك به شيء> قلت‪ :‬فمن معك على هذا؟ قال‪< :‬حر‬ ‫الرحام‪ ،‬وكسر الوثان وأن يوحد ا ّ‬
‫وعبد> ومعه يومئذ أبو بكر وبلل َرضِيَ الُّ عَنهُما فقلت‪ :‬إني متبعك‪ .‬قال‪< :‬إنك لن تستطيع‬
‫ذلك يومك هذا‪ ،‬أل ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت‬
‫علَيهِ َوسَلّم المدينة وكنت في أهلي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫فأتني> قال‪ :‬فذهبت إلى أهلي وقدم َرسُول ا ِ‬
‫فجعلت أتخبر الخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى قدم نفر من أهل المدينة فقلت‪ :‬ما فعل‬
‫سرَاعٌ‪ ،‬وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك‪.‬‬ ‫هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا‪ :‬الناس إليه ِ‬
‫فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أتعرفني؟ قال‪< :‬نعم أنت الذي لقيتني بمكة> قال‬
‫فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أخبرني عما علمك الّ وأجهله‪ ،‬أخبرني عن الصلة؟‬
‫قال‪< :‬صل صلة الصبح ثم اقصر عن الصلة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع؛ فإنها تطلع حين‬
‫تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار‪ ،‬ثم صل فإن الصلة مشهودة محضورة حتى‬
‫جرُ جهنم‪ ،‬فإذا أقبل الفيء فصل فإن‬ ‫يستقل الظل بالرمح ثم اقصر عن الصلة فإنه حينئذ تُسْ َ‬
‫الصلة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم اقصر عن الصلة حتى تغرب الشمس؛ فإنها‬
‫تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار> قال فقلت‪ :‬يا نبي الّ فالوضوء حدثني عنه؟‬
‫فقال‪< :‬ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إل خرت خطايا وجهه وفيه‬
‫وخياشيمه‪ ،‬ثم إذا غسل وجهه كما أمره الّ إل خرت خطايا يديه من أطراف لحيته مع الماء‪ ،‬ثم‬
‫يغسل يديه إلى المرفقين إل خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء‪ ،‬ثم يمسح رأسه إل خرت‬
‫خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء‪ ،‬ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إل خرت خطايا رجليه من‬
‫أنامله مع الماء‪ ،‬فإن هو قام فصلى فحمد الّ وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل‪ ،‬وفرغ قلبه‬
‫ل تعالى إل انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه>‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال له‬
‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رَسُول ا ِ‬
‫أبو أمامة‪ :‬يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو‪ :‬يا أبا‬
‫ل تعالى ول على‬ ‫أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي‪ ،‬وما بي حاجة أن أكذب على ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إل مرة أو‬ ‫علَي ِه َوسَلّم‪ ،‬لو لم أسمعه من َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫َرسُول ا ِ‬
‫مرتين أو ثلثاً (حتى عد سبع مرات) ما حدثت به أبداً‪ ،‬ولكني سمعته أكثر من ذلك‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫قوله <جرآء عليه قومه> ‪ :‬هو بجيم مضمومة وبالمد على وزن علماء‪ ،‬أي جاسرون‬
‫مستطيلون غير هائبين‪ .‬هذه الرواية المشهورة ورواه الحميدي وغيره <حِراء عليه> بكسر‬
‫الحاء المهملة‪ ،‬وقال‪ :‬معناه‪ :‬غضاب ذوو غم وهم قد عيل صبرهم به حتى أثر في أجسامهم؛ من‬
‫قولهم‪ :‬حرى جسمه يحرى إذا نقص من ألم أو غم ونحوه‪ .‬والصحيح أنه بالجيم‪.‬‬
‫قوله صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم < بين قرني شيطان> ‪ :‬أي ناحيتي رأسه‪ .‬والمراد التمثيل‪ .‬معناه‪ :‬أنه‬
‫حينئذ يتحرك الشيطان وشيعته ويتسلطون‪.‬‬
‫وقوله‪< :‬يقرب وضوءه> معناه‪ :‬يحضر الماء الذي يتوضأ به‪.‬‬
‫وقوله <إل خرت خطايا> هو بالخاء المعجمة‪ :‬أي سقطت‪ .‬ورواه بعضهم <جرت> بالجيم‪.‬‬
‫والصحيح بالخاء‪ .‬وهو رواية الجمهور‪.‬‬
‫وقوله <فينتثر> ‪ :‬أي يستخرج ما في أنفه من أذى‪ .‬والنثرة‪ :‬طرف النف‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا أراد‬ ‫‪ - 439‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫الّ رحمة أمة قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً وسلفًا بين يديها‪ ،‬وإذا أراد هلكة أمة عذبها‬
‫ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلكها حين كذبوه وعصوا أمره> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 52 *2‬باب فضل الرجاء‬
‫ل بصير‬ ‫ل تعالى إخباراً عن العبد الصالح (غافر ‪{ :)45 ،44‬وأفوض أمري إلى الّ إن ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫بالعباد‪ ،‬فوقاه الّ سيئات ما مكروا}‪.‬‬
‫عزّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أنه قال‪< :‬قال الّ َ‬ ‫‪ - 440‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫جلّ‪ :‬أنا عند ظن عبدي بي‪ ،‬وأنا معه حيث يذكرني‪ ،‬وال ل أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد‬ ‫وَ َ‬
‫ضالته بالفلة‪ ،‬ومن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعاً‪ ،‬ومن تقرب إلى ذراع ًا تقربت إليه باعاً‪،‬‬
‫علَيهِ‪ .‬وهذا لفظ إحدى روايات مسلم‪.‬‬ ‫وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول> مُتّفَقٌ َ‬
‫وتقدم شرحه في الباب قبله (انظر الحديث رقم ‪ . )412‬وروي في الصحيحين‪< :‬وأنا معه حين‬
‫يذكرني> بالنون وفي هذه الرواية <حيث> بالثاء وكلهما صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قبل موته بثلثة أيام‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أنه سمع النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 441‬وعن جابر َر ِ‬
‫جلّ> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫ع ّز وَ َ‬
‫يقول‪< :‬ل يموتن أحدكم إل وهو يحسن الظن بال َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬قال الّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 442‬وعن أنس َر ِ‬
‫تعالى‪ :‬يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ول أبالي‪ ،‬يا ابن آدم لو‬
‫بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك‪ ،‬يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الرض‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫خطايا ثم لقيتني ل تشرك بي شيئ ًا لتيتك بقرابها مغفرة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫<عنان السماء> بفتح العين قيل هو‪ :‬ما عن لك منها‪ :‬أي ظهر إذا رفعت رأسك‪ .‬وقيل هو‪:‬‬
‫السحاب‪.‬‬
‫و <قراب الرض> بضم القاف‪ ،‬وقيل بكسرها‪ ،‬والضم أصح وأشهر هو‪ :‬ما يقارب ملها‪ ،‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 53 *2‬باب الجمع بين الخوف والرجاء‬
‫@اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفاً راجياً‪ ،‬ويكون خوفه ورجاؤه سواء‪،‬‬
‫وفي حال المرض ُيمَحّضُ الرجاء‪ .‬وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك‬
‫متظاهرة على ذلك‪.‬‬
‫ل تعالى (العراف ‪{ :)99‬فل يأمن مكر الّ إل القوم الخاسرون}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (يوسف ‪{ :)87‬إنه ل ييأس من روح الّ إل القوم الكافرون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)106‬يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}‪.‬‬
‫وقال تعالى (العراف ‪{ :)167‬إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النفطار ‪{ :)14 ،13‬إن البرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (القارعة ‪{ :)9 - 6‬فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية‪ ،‬وأما من خفت‬
‫موازينه فأمه هاوية}‪ .‬واليات في هذا المعنى كثيرة‪ .‬فيجتمع الخوف والرجاء في آيتين‬
‫مقترنتين أو آيات أو آية‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬لو يعلم المؤمن‬ ‫‪ - 443‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ما عند الّ من العقوبة ما طمع بجنته أحد‪ ،‬ولو يعلم الكافر ما عند الّ من الرحمة ما قنط من‬
‫جنته أحد> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 444‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫وضعت الجنازة واحتملها الناس أو الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت‪ :‬قدموني‬
‫قدموني‪ ،‬وإن كانت غير صالحة قالت‪ :‬يا ويلها! أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إل‬
‫النسان ولو سمعه صعق> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬الجنة أقرب‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي النبي َ‬ ‫‪ - 445‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫إلى أحدكم من شراك نعله‪ ،‬والنار مثل ذلك> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫ل تعالى وشوقاً إليه‬ ‫*‪ - 54 *2‬باب فضل البكاء من خشية ا ّ‬
‫ل تعالى (السراء ‪{ :)109‬ويخرون للذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (النجم ‪{ :)60 ،59‬أفمن هذا الحديث تعجبون‪ ،‬وتضحكون ول تبكون!}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬اقرأ علي‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي النبي َ‬ ‫‪ - 446‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫القرآن> قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال‪< :‬إني أحب أن أسمعه من غيري>‬
‫فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الية‪{ :‬فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫على هؤلء شهيداً} (النساء ‪ )41‬قال‪< :‬حسبك الن> فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم خطبة ما سمعت‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬خطب َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 447‬وعن أنس َر ِ‬
‫مثلها قط! فقال‪< :‬لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلً ولبكيتم كثيراً> قال‪ :‬فغطى أصحاب َرسُول‬
‫علَيهِ‪ .‬وسبق بيانه في باب الخوف (انظر‬ ‫علَي ِه َوسَلّم وجوههم ولهم خنين> ُمتّفَقٌ َ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ا ِ‬
‫الحديث رقم ‪. )400‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل يلج النار‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬ ‫‪ - 448‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫ل ودخان‬ ‫رجل بكى من خشية الّ حتى يعود اللبن في الضرع‪ ،‬ول يجتمع غبار في سبيل ا ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫جهنم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬سبعة يظلهم الّ في ظله‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 449‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫يوم ل ظل إل ظله‪ :‬إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ في عبادة الّ‪ ،‬ورجل قلبه معلق في المساجد‪ ،‬ورجلن‬
‫تحابا في الّ اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف‬
‫الّ‪ ،‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه‪ ،‬ورجل ذكر الّ خالياً‬
‫ففاضت عيناه> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم وهو‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتيت رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 450‬وعن عبد الّ بن الشخير َر ِ‬
‫يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء‪ .‬حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي في‬
‫الشمائل بإسناد صحيح‪.‬‬
‫ضيَ‬‫علَي ِه َوسَلّم لبي بن كعب َر ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 451‬وعن أنس َر ِ‬
‫جلّ أمرني أن أقرأ عليك‪{ :‬لم يكن الذين كفروا} (البينة) قال‪ :‬وسماني؟‬ ‫عزّ َو َ‬‫الُّ عَنهُ‪< :‬إن الّ َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫قال‪< :‬نعم> فبكى‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية‪ :‬فجعل أبيٌ يبكي‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 452‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قال أبو بكر لعمر َرضِيَ الُّ عَنهُما بعد وفاة َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يزورها‪ .‬فلما‬ ‫علَي ِه َوسَلّم‪ :‬انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬‫انتهينا إليها بكت‪ .‬فقال لها ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الّ خير ل َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم ولكن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ل خير ل َرسُول ا ِ‬‫َوسَلّم؟! قالت‪ :‬إني ل أبكي أني ل أعلم أن ما عند ا ّ‬
‫أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء‪ .‬فهيجتهما على البكاء فجعل يبكيان معها‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪ .‬وقد‬
‫سبق في باب زيارة أهل الخير (انظر الحديث رقم ‪. )359‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وجعه قيل‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬لما اشتد ب َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 453‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫له في الصلة‪ .‬قال‪< :‬مروا أبا بكر فليصل بالناس> فقالت عائشة َرضِيَ الُّ عَنها‪ :‬إن أبا بكر‬
‫رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء‪ .‬فقال‪< :‬مروه فليصل>‬
‫عنْها قالت قلت‪ :‬إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من‬ ‫ضيَ الّ َ‬ ‫وفي رواية عن عائشة َر ِ‬
‫البكاء‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫‪ - 454‬وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف َرضِيَ الُّ عَنهُ أتي‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‪ ،‬وهو خير مني‪ ،‬فلم يوجد له ما‬ ‫بطعام وكان صائماً فقال‪ :‬قتل مصعب بن عمير رَ ِ‬
‫يكفن فيه إل بردة إن غطي بها رأسه بدت رجله وإن غطي بها رجله بدا رأسه‪ ،‬ثم بسط لنا من‬
‫الدنيا ما بسط‪ ،‬أو قال‪ :‬أعطينا من الدنيا ما أعطينا قد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا‪ ،‬ثم‬
‫جعل يبكي حتى ترك الطعام‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 455‬وعن أبي أمامة صدي بن عجلن الباهلي َر ِ‬
‫قال‪< :‬ليس شيء أحب إلى الّ تعالى من قطرتين وأثرين‪ :‬قطرة دموع من خشية الّ‪ ،‬وقطرة دم‬
‫تهراق في سبيل الّ‪ .‬وأما الثران‪ :‬فأثر في سبيل الّ تعالى‪ ،‬وأثر في فريضة من فرائض الّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫تعالى> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫وفي الباب أحاديث كثيرة‪ .‬منها‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم موعظة‬ ‫حديث العرباض بن سارية َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬وعظنا َرسُول ا ِ‬
‫وجلت منها القلوب‪ ،‬وذرفت منها العيون‪ .‬وقد سبق في باب النهي عن البدع (انظر الحديث رقم‬
‫‪. )157‬‬
‫*‪ - 55 *2‬باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر‬
‫ل تعالى (يونس ‪{ :)24‬إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات‬ ‫@قال ا ّ‬
‫الرض مما يأكل الناس والنعام‪ ،‬حتى إذا أخذت الرض زخرفها وازّ ّينَتْ وظن أهلها أنهم‬
‫قادرون عليها أتاها أمرنا ليلً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالمس‪ ،‬كذلك نفصل اليات‬
‫لقوم يتفكرون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الكهف ‪{ :)46 ،45‬واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به‬
‫نبات الرض فأصبح هشيم ًا تذروه الرياح‪ ،‬وكان الّ على كل شيء مقتدراً‪ .‬المال والبنون زينة‬
‫الحياة الدنيا‪ ،‬والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحديد ‪{ :)20‬اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في‬
‫الموال والولد‪ ،‬كمثل غيث أعجب الكفار نباته‪ ،‬ثم يهيج فتراه مصفراً‪ ،‬ثم يكون حطاماً‪ ،‬وفي‬
‫ل ورضوان‪ ،‬وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور}‪.‬‬ ‫الخرة عذاب شديد‪ ،‬ومغفرة من ا ّ‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)14‬زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة‬
‫من الذهب والفضة والخيل المسومة والنعام والحرث‪ ،‬ذلك متاع الحياة الدنيا‪ ،‬وال عنده حسن‬
‫المآب}‪.‬‬
‫وقال تعالى (فاطر ‪{ :)5‬يا أيها الناس إن وعد الّ حق فل تغرنكم الحياة الدنيا ول يغرنكم بال‬
‫الغرور}‪.‬‬
‫وقال تعالى (التكاثر ‪{ :)5 - 1‬ألهاكم التكاثر‪ ،‬حتى زرتم المقابر‪ ،‬كل سوف تعلمون‪ ،‬ثم كل سوف‬
‫تعلمون‪ ،‬كل لو تعلمون علم اليقين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (العنكبوت ‪{ :)64‬وما هذه الحياة الدنيا إل لهو ولعب‪ ،‬وإن الخرة لهي الحيوان لو‬
‫كانوا يعلمون}‪ .‬واليات في الباب كثيرة مشهورة‪.‬‬
‫وأما الحاديث فأكثر من أن تحصر فننبه بطرف منها على ما سواه‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بعث أبا‬ ‫‪ - 457‬عن عمر بن عوف النصاري َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ إلى البحرين يأتي بجزيتها فقدم بمال من البحرين‪ ،‬فسمعت‬ ‫عبيدة بن الجراح َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ ،‬فلما صلى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫النصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلة الفجر مع َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬ ‫علَي ِه َوسَلّم انصرفوا فتعرضوا له فتبسم َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫حين رآهم ثم قال‪< :‬أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟> فقالوا‪ :‬أجل يا َرسُول‬
‫شرُوا وأمّلُوا ما َيسُرّكم‪ ،‬فوال ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا‬ ‫الِّ‪ .‬فقال‪< :‬أب ِ‬
‫عليكم كما بسطت على من كان قبلكم‪ ،‬فتنافسوها كما تنافسوها‪ ،‬فتهلككم كما أهلكتهم> ُمتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم على‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬جلس َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 458‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫المنبر وجلسنا حوله فقال‪< :‬إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها>‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الدنيا حلوة خضرة‪ ،‬وإن‬ ‫‪ - 459‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫الّ تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا‪ ،‬واتقوا النساء> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬اللهم ل عيش إل عيش‬ ‫‪ - 460‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الخرة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يتبع الميت ثلثة‪ :‬أهله‬ ‫‪ - 461‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫وماله وعمله؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد‪ :‬يرجع أهله وماله‪ ،‬ويبقى عمله> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬يؤتى بأنعم أهل الدنيا من‬ ‫‪ - 462‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قال َرسُول ا ِ‬
‫أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة‪ ،‬ثم يقال‪ :‬يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط‪ ،‬هل مر بك‬
‫نعيم قط؟ فيقول‪ :‬ل وال يا رب! ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في‬
‫الجنة فيقال له‪ :‬يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط‪ ،‬هل مر بك شدة قط؟ فيقول‪ :‬ل وال ما مر بي‬
‫بؤس قط‪ ،‬ول رأيت شدة قط> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ما‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 463‬وعن المستورد بن شداد َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫الدنيا في الخرة إل مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع!> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم مر بالسوق والناس َكنَفَ َتيْهِ‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 464‬وعن جابر َر ِ‬
‫ك مَيّتٍ‪ ،‬فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال‪< :‬أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟> فقالوا‪ :‬ما نحب‬ ‫سّ‬
‫فمر بِجَ ْديٍ َأ َ‬
‫أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال‪< :‬أتحبون أنه لكم؟> قالوا‪ :‬وال لو كان حياً كان عيباً أنه َأسَكّ‬
‫فكيف وهو ميت! فقال‪< :‬فوال للدنيا أهون على الّ من هذا عليكم> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫قوله <كنفتيه> ‪ :‬أي عن جانبيه‪.‬‬
‫و <ا َلسَكّ> ‪ :‬الصغير الذن‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنت أمشي مع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في حرة‬ ‫‪ - 465‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫المدينة فاستقبلنا أحد فقال‪< :‬يا أبا ذر> قلت‪ :‬لبيك يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬ما يسرني أن عندي مثل‬
‫أحد هذا ذهب ًا تمضي علي ثلثة أيام وعندي منه دينار إل شيء أرصده لدين إل أن أقول به في‬
‫عباد الّ هكذا وهكذا وهكذا> عن يمينه وعن شماله ومن خلفه‪ .‬ثم سار فقال‪< :‬إن الكثرين هم‬
‫القلون يوم القيامة إل من قال هكذا وهكذا وهكذا> عن يمينه وعن شماله وعن خلفه <وقليل ما‬
‫هم> ثم قال لي‪< :‬مكانك ل تبرح حتى آتيك> ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى‪ ،‬فسمعت‬
‫صوتاً قد ارتفع فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فأردت أن آتيه فذكرت‬
‫قوله <ل تبرح حتى آتيك> فلم أبرح حتى أتاني‪ .‬فقلت‪ :‬لقد سمعت صوتاً تخوفت منه فذكرت له‪.‬‬
‫فقال‪< :‬وهل سمعته؟> قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪< :‬ذاك جبريل أتاني فقال‪ :‬من مات من أمتك ل يشرك بال‬
‫علَيهِ‪ .‬هذا لفظ‬ ‫شيئاً دخل الجنة> قلت‪ :‬وإن زنى وإن سرق؟ قال‪< :‬وإن زنى وإن سرق> ُمتّفَقٌ َ‬
‫البخاري‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬لو كان لي مثل‬ ‫‪ - 466‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫أحد ذهباً لسرني أن ل تمر علي ثلث ليال وعندي منه شيء إل شيء أرصده لدين> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬انظروا إلى من هو أسفل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 467‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪ .‬وهذا‬ ‫منكم ول تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن ل تزدروا نعمة الّ عليكم> مُتّفَقٌ َ‬
‫لفظ مسلم‪.‬‬
‫وفي رواية البخاري‪< :‬إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو‬
‫أسفل منه> ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬تعس عبد الدينار والدرهم‬ ‫‪ - 468‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫والقطيفة والخميصة! إن أعطي رضي‪ ،‬وإن لم يعط لم يرض> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫‪ - 469‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء‪ :‬إما‬
‫إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم‪ .‬فمنها ما يبلغ نصف الساقين‪ ،‬ومنها ما يبلغ الكعبين‬
‫فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬الدنيا سجن المؤمن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 470‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫وجنة الكافر> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم بمنكبي فقال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال أخذ َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 471‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫<كن في الدنيا كأنك غريب‪ ،‬أو عابر سبيل>‬
‫وكان ابن عمر يقول‪ :‬إذا أمسيت فل تنتظر الصباح‪ ،‬وإذا أصبحت فل تنتظر المساء‪ ،‬وخذ من‬
‫صحتك لمرضك‪ ،‬ومن حياتك لموتك‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫قالوا في شرح هذا الحديث معناه‪ :‬ل تركن إلى الدنيا‪ ،‬ول تتخذها وطناً‪ ،‬ول تحدث نفسك بطول‬
‫البقاء فيها‪ ،‬ول بالعتناء بها‪ ،‬ول تتعلق منها بما يتعلق به الغريب في غير وطنه‪ ،‬ول تشتغل‬
‫فيها بما ل يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله‪ ،‬وبال التوفيق‪.‬‬
‫‪ - 472‬وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ‬
‫ل وأحبني الناس‪ .‬فقال‪< :‬ازهد‬ ‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ دلني على عمل إذا عملته احبني ا ّ‬ ‫َ‬
‫في الدنيا يحبك الّ‪ ،‬وازهد فيما عند الناس يحبك الناس> حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره‬
‫بأسانيد حسنة‪.‬‬
‫‪ - 473‬وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬ذكر عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ ما‬
‫علَيهِ َوسَلّم يظل اليوم يلتوي‪ ،‬ما يجد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫أصاب الناس من الدنيا فقال‪ :‬لقد رأيت َرسُول ا ِ‬
‫من الدقل ما يمل به بطنه‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫<الدقل> بفتح الدال المهملة والقاف‪ :‬رديء التمر‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم وما في بيتي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 474‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬توفي َرسُول ا ِ‬
‫شيء يأكله ذو كبد إل شطر شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫قولها <شطر شعير> ‪ :‬أي شيء من شعير‪ .‬كذا فسره الترمذي‪.‬‬
‫‪ - 475‬وعن عمرو بن الحارث أخي جويرية بنت الحارث أم المؤمنين َرضِيَ الُّ عَنها قال‪ :‬ما‬
‫علَي ِه َوسَلّم عند موته ديناراً‪ ،‬ول درهماً ول عبدًا ول أمة ول شيئاً‪ ،‬إل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ترك َرسُول ا ِ‬
‫بغلته البيضاء التي كان يركبها‪ ،‬وسلحه‪ ،‬وأرضاً جعلها لبن السبيل صدقة‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 476‬وعن خباب بن الرت َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬هاجرنا مع َرسُول ا ِ‬
‫نلتمس وجه الّ تعالى فوقع أجرنا على الّ؛ فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئاً؛ منهم مصعب‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قتل يوم أحد وترك نمرة‪ ،‬فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجله‪ ،‬وإذا‬ ‫ابن عمير َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أن نغطي رأسه ونجعل على‬ ‫غطينا بها رجليه بدا رأسه؛ فأمرنا َرسُول ا ِ‬
‫رجليه شيئاً من الذخر‪ ،‬ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<النمرة> كساء ملون من صوف‪.‬‬
‫وقوله <أينعت> ‪ :‬أي نضجت وأدركت‪.‬‬
‫وقوله <يهدبها> هو بفتح الياء وضم الدال وكسرها لغتان‪ :‬أي يقطفها ويجتنيها‪ .‬وهذه استعارة‬
‫لما فتح عليهم من الدنيا وتمكنوا فيها‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 477‬وعن سهل بن سعد الساعدي َر ِ‬
‫<لو كانت الدنيا تعدل عند الّ جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال‬
‫حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬أل إن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 478‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫ي وَقَالَ‬ ‫ل تعالى وما واله‪ ،‬وعالماً ومتعلماً> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬ ‫الدنيا ملعونة‪ ،‬ملعون ما فيها‪ ،‬إل ذكر ا ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل‬ ‫ل بن مسعود َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 479‬وعن عبد ا ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬مر علينا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 480‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم ونحن نعالج خصاً لنا فقال‪< :‬ما هذا؟> فقلنا‪ :‬قد وهي فنحن نصلحه‪ .‬فقال‪< :‬ما أرى المر‬
‫إل أعجل من ذلك> رواه أبو داود والترمذي بإسناد البخاري ومسلم وقال الترمذي حديث حسن‬
‫صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 481‬وعن كعب بن عياض َر ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫<إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن‬ ‫‪ - 482‬وعن أبي عمرو‪ ،‬ويقال أبو عبد الّ‪ ،‬ويقال أبو ليلى عثمان بن عفان َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ليس لبن آدم حق في سوى هذه الخصال‪ :‬بيت يسكنه‪ ،‬وثوب‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫يواري عورته‪ ،‬وجلف الخبز والماء> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫قال الترمذي‪ :‬سمعت أبا داود سليمان بن أسلم البلخي يقول‪ :‬سمعت النضر بن شميل يقول‪:‬‬
‫الجلف‪ :‬الخبز ليس معه إدام‪ .‬وقال غيره‪ :‬هو غليظ الخبز‪ .‬وقال الهروي المراد به هنا‪ :‬وعاء‬
‫الخبز كالجوالق والخرج‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪ - 483‬وعن عبد الّ بن الشخير ‪ -‬بكسر الشين والخاء المشددة المعجمتين ‪َ -‬رضِيَ الُّ عَنهُ أنه‬
‫قال‪ :‬أتيت النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وهو يقرأ‪{ :‬ألهاكم التكاثر} (التكاثر) قال‪< :‬يقول ابن آدم‪:‬‬
‫مالي مالي! وهل لك يا ابن آدم من مالك إل ما أكلت فأفنيت‪ ،‬أو لبست فأبليت‪ ،‬أو تصدقت‬
‫فأمضيت؟!> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ل بن مغفل َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رجل للنبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪ :‬يا َرسُول‬ ‫‪ - 484‬وعن عبد ا ّ‬
‫الِّ وال إني لحبك‪ .‬فقال‪< :‬انظر ماذا تقول؟> قال‪ :‬وال إني لحبك (ثلث مرات) فقال‪< :‬إن‬
‫كنت تحبني فأعد للفقر تجفافاً فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه> َروَاهُ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫<التجفاف> بكسر التاء المثناة فوق وإسكان الجيم وبالفاء المكررة هو‪ :‬شيء يلبسه الفرس‬
‫ليتقى به الذى‪ ،‬وقد يلبسه النسان‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ما ذئبان‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 485‬وعن كعب بن مالك َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫جائعان أرسل في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫سٌ‬ ‫ح َ‬‫حدِيثٌ َ‬‫وَقَالَ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على‬ ‫ل بن مسعود َرضِيَ الُّ عَنهُ قال نام َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 486‬وعن عبد ا ّ‬
‫حصير فقام وقد أثر في جنبه‪ .‬قلنا‪ :‬يا رَسُول الِّ لو اتخذنا لك وطاء‪ .‬فقال‪< :‬ما لي وللدنيا! ما‬
‫حسَنٌ‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫أنا في الدنيا إل كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬يدخل الفقراء‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫‪ - 487‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫الجنة قبل الغنياء بخمسمائة عام> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‬ ‫‪ - 488‬وعن ابن عباس وعمران بن الحصين َر ِ‬
‫قال‪< :‬اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء‪ ،‬واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء>‬
‫علَيهِ من رواية ابن عباس‪.‬‬ ‫مُتّفَقٌ َ‬
‫ورواه البخاري أيض ًا من رواية عمران بن الحصين‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬قمت على باب‬ ‫‪ - 489‬وعن أسامة بن زيد َر ِ‬
‫الجنة فكان عامة من دخلها المساكين‪ ،‬وأصحاب الجد محبوسون‪ ،‬غير أن أصحاب النار قد أمر‬
‫بهم إلى النار> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫و <الجد> ‪ :‬الحظ والغنى‪ .‬وقد سبق بيان هذا الحديث في باب فضل الضعفة (انظر الحديث رقم‬
‫‪. )258‬‬
‫‪ - 490‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أصدق كلمة قالها‬
‫ل باطل> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬ ‫شاعر كلمة لبيد‪ :‬أل كل شيء ما خل ا ّ‬
‫*‪ - 56 *2‬باب فضل الجوع وخشونة العيش والقتصار على القليل من المأكول والمشروب‬
‫والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات‬
‫ل تعالى (مريم ‪{ :)60 ،59‬فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة واتبعوا الشهوات‬ ‫@قال ا ّ‬
‫فسوف يلقون غياً‪ ،‬إل من تاب وآمن وعمل صالحاً‪ ،‬فأولئك يدخلون الجنة ول يظلمون شيئاً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (القصص ‪{ :)80 ،79‬فخرج على قومه في زينته‪ ،‬قال الذين يريدون الحياة الدنيا‪ :‬يا‬
‫ل خير لمن‬ ‫ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم‪ .‬وقال الذين أوتوا العلم‪ :‬ويلكم! ثواب ا ّ‬
‫آمن وعمل صالحاً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (التكاثر ‪{ :)8‬ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (السراء ‪{ :)18‬من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد‪ ،‬ثم جعلنا له‬
‫جهنم يصلها مذموماً مدحوراً}‪ .‬واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم من خبز شعير‬ ‫‪ - 491‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬ما شبع آل محمد صَلّى الُّ َ‬
‫يومين متتابعين حتى قبض‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬ما شبع آل محمد صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلث ليال تباعاً‬
‫حتى قبض‪.‬‬
‫‪ - 492‬وعن عروة عن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أنها كانت تقول‪ :‬وال يا ابن أختي إن كنا لننظر‬
‫لّ صَلّى الُّ‬
‫إلى الهلل ثم الهلل ثم الهلل‪ :‬ثلثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم نار‪ .‬قلت‪ :‬يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت‪ :‬السودان‪ :‬التمر والماء‪ ،‬إل أنه قد كان‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم جيران من النصار وكانت لهم منائح وكانوا يرسلون إلى‬ ‫ل َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم من ألبانها فيسقينا‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية‬ ‫‪ - 493‬وعن سعيد المقبري عن أبي هريرة َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم من الدنيا ولم يشبع من خبز‬ ‫فدعوه فأبى أن يأكل وقال‪ :‬خرج َرسُول ا ِ‬
‫الشعير‪َ .‬روَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫<مصلية> بفتح الميم‪ :‬أي مشوية‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم على خوان حتى مات‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬لم يأكل النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 494‬وعن أنس َر ِ‬
‫وما أكل خبزاً مرقق ًا حتى مات‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪ :‬ول رأى شاة سميط ًا بعينه قط‪.‬‬
‫‪ - 495‬وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬لقد رأيت نبيكم صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وما يجد‬
‫من الدقل ما يمل به بطنه‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫<الدقل> ‪ :‬تمر رديء‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم النقي من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬ما رأى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 496‬وعن سهل بن سعد رَ ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬‫حين ابتعثه الّ تعالى حتى قبضه الّ‪ .‬فقيل له‪ :‬هل كان لكم في عهد َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم منخلً من حين ابتعثه الّ تعالى حتى‬ ‫َوسَلّم مناخل؟ قال‪ :‬ما رأى َرسُول ا ِ‬
‫قبضه الّ تعالى‪ .‬فقيل له‪ :‬كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال‪ :‬كنا نطحنه وننفخه فيطير‬
‫ما طار وما بقي ثَ ّر ْينَاه‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫قوله‪< :‬النقي> ‪ :‬هو بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء وهو الخبز الحواري‪ ،‬وهو الدرمك‪.‬‬
‫قوله < َثرّ ْينَاه> هو بثاء مثلثة‪ ،‬ثم راء مشددة‪ ،‬ثم ياء مثناة من تحت ثم نون‪ ،‬أي‪ :‬بللناه‬
‫وعجناه‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ذات يوم أو‬
‫‪ - 497‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬خرج َرسُول ا ِ‬
‫ليلة فإذا بأبي بكر وعمر َرضِيَ الُّ عَنهُما فقال‪< :‬ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟> قال‪:‬‬
‫الجوع يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬وأنا والذي نفسي بيده لخرجني الذي أخرجكما! قوما> فقاما معه‪،‬‬
‫فأتى رجلً من النصار فإذا هو ليس في بيته‪ .‬فلما رأته المرأة قالت‪ :‬مرحباً وأهلً‪ .‬فقال لها‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أين فلن؟> قالت‪ :‬ذهب يستعذب لنا الماء‪ .‬إذ جاء النصاري‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وصاحبيه ثم قال‪ :‬الحمد ل ما أحد اليوم أكرم أضيافاً‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فنظر إلى َرسُول ا ِ‬
‫مني‪ .‬فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال‪ :‬كلوا‪ .‬وأخذ المدية فقال له َرسُول الِّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬إياك والحلوب> فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا‪ .‬فلما‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما‪< :‬والذي‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم لبي بكر وعمر رَ ِ‬ ‫أن شبعوا ورووا قال َرسُول ا ِ‬
‫نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة! أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى‬
‫أصابكم هذا النعيم> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫قولها <يستعذب> ‪ :‬أي يطلب الماء العذب وهو الطيب‪.‬‬
‫و <العذق> بكسر العين وإسكان الذال المعجمة‪ :‬هو الكباسة‪ ،‬وهي الغصن‪.‬‬
‫و <المدية> بضم الميم وكسرها هي‪ :‬السكين‪.‬‬
‫و <الحلوب> ‪ :‬ذات اللبن‪.‬‬
‫والسؤال عن هذا النعيم سؤال تعديد النعم ل سؤال توبيخ وتعذيب‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫ع ْنهُ‪ ،‬كذا جاء مبيناً في رواية‬ ‫وهذا النصاري الذي أتوه هو‪ :‬أبو الهيثم بن التيهان َرضِيَ الّ َ‬
‫الترمذي وغيره‪.‬‬
‫غزْوان‪ ،‬وكان أميراً على البصرة‪ ،‬فحمد‬ ‫‪ - 498‬وعن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن َ‬
‫الّ وأثنى عليه ثم قال‪ :‬أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم‪ ،‬وولت حذاء‪ ،‬ولم يبق منها إل صبابة‬
‫كصبابة الناء يتصابّها صاحبها‪ ،‬وإنكم منتقلون منها إلى دار ل زوال لها‪ ،‬فانتقلوا بخير ما‬
‫بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاماً ل يدرك لها‬
‫قعراً‪ ،‬وال لتملن‪ ،‬أفعجبتم! ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين‬
‫لّ صَلّى‬ ‫عاماً‪ ،‬وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام‪ ،‬ولقد رأيتني سابع سبعة مع َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ما لنا طعام إل ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا‪ ،‬فالتقطت بردة فشققتها بيني‬
‫وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها‪ ،‬فما أصبح اليوم منا أحد إل أصبح أميراً‬
‫على مصر من المصار‪ ،‬وإني أعوذ بال أن أكون في نفسي عظيماً وعند الّ صغيراً‪َ .‬روَاهُ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫قوله <آذنت> هو بمد اللف‪ :‬أي أعلمت‪.‬‬
‫وقوله <بصرم> هو بضم الصاد‪ :‬أي بانقطاعها وفنائها‪.‬‬
‫<وولت حذاء> هو بحاء مهملة مفتوحة ثم ذال معجمة مشددة ثم ألف ممدودة‪ :‬أي سريعة‪.‬‬
‫و <الصبابة> يضم الصاد المهملة‪ :‬وهي البقية اليسيرة‪.‬‬
‫وقوله <يتصابها> هو بتشديد الباء قبل الهاء‪ :‬أي يجمعها‪.‬‬
‫و <الكظيظ> ‪ :‬الكثير الممتلئ‪.‬‬
‫وقوله <قرحت> هو بفتح القاف وكسر الراء‪ :‬أي صار فيها قروح‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أخرجت لنا عائشة َرضِيَ الُّ عَنها كساء‬ ‫‪ - 499‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في هذين‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬ ‫وإزاراً غليظاً قالت‪ :‬قبض َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬إني لول العرب رمى بسهم في سبيل الّ‪،‬‬ ‫‪ - 500‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم ما لنا طعام إل ورق الحبلة وهذا السمر‪ ،‬حتى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ولقد كنا نغزو مع َرسُول ا ِ‬
‫إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<الحبلة> بضم الحاء المهملة وإسكان الباء الموحدة‪ :‬وهي والسمر نوعان معروفان من شجر‬
‫البادية‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬اللهم اجعل‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫‪ - 501‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫رزق آل محمد قوتاً> ُمتّفَقٌ َ‬
‫قال أهل اللغة والغريب معنى <قوتاً> ‪ :‬أي ما يسد الرمق‪.‬‬
‫‪ - 502‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬وال الذي ل إله إل هو إن كنت لعتمد بكبدي على‬
‫الرض من الجوع‪ ،‬وإن كنت لشد الحجر على بطني من الجوع‪ .‬ولقد قعدت يوماً على طريقهم‬
‫الذي يخرجون منه فمر بي النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فتبسم حين رآني وعرف ما في وجهي‬
‫وما في نفسي‪ ،‬ثم قال‪< :‬أبا هر> قلت‪ :‬لبيك يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬الحق> ومضى فاتبعته‪ ،‬فدخل‬
‫فاستأذن فأذن لي‪ .‬فدخلت فوجد لبناً في قدح فقال‪< :‬من أين هذا اللبن؟> قالوا‪ :‬أهداه لك فلن أو‬
‫فلنة‪ .‬قال‪< :‬أبا هر> قلت‪ :‬لبيك يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي> قال‪:‬‬
‫وأهل الصفة أضياف السلم ل يأوون على أهل ول مال ول على أحد‪ ،‬إذا أتته صدقة بعث بها‬
‫إليهم ولم يتناول منها شيئاً‪ ،‬وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها‪ .‬فساءني‬
‫ذلك فقلت‪ :‬وما هذا اللبن في أهل الصفة! كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربةً أتقوى بها‪،‬‬
‫فإذا جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم‪ ،‬وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن‪ ،‬ولم يكن من طاعة الّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم بد‪ ،‬فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا‬ ‫وطاعة رسوله صَلّى الُّ َ‬
‫مجالسهم من البيت‪ .‬قال‪< :‬أبا هر> قلت‪ :‬لبيك يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬خذ فأعطهم> قال‪ :‬فأخذت‬
‫القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح‪ ،‬فأعطيه الرجل فيشرب حتى‬
‫يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صَلّى الُّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وقد روي القوم كلهم‪ ،‬فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال‪< :‬أبا هر>‬ ‫َ‬
‫قلت‪ :‬لبيك يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬بقيت أنا وأنت> قلت‪ :‬صدقت يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬اقعد فاشرب>‬
‫فقعدت فشربت‪ .‬فقال‪< :‬اشرب> فشربت‪ .‬فما زال يقول‪< :‬اشرب> حتى قلت‪ :‬ل والذي بعثك‬
‫بالحق ل أجد له مسلكاً‪ .‬قال‪< :‬فأرني> فأعطيته القدح فحمد الّ تعالى وسمى وشرب الفضلة‪.‬‬
‫َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬لقد رأيتني وإني لخر فيما بين‬ ‫‪ - 503‬وعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة َر ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنها مغشياً علي فيجيء‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إلى حجرة عائشة َر ِ‬ ‫منبر َرسُول ا ِ‬
‫الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون‪ ،‬ما بي إل الجوع‪َ .‬روَاهُ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم ودرعه مرهونة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 504‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬توفي َرسُول ا ِ‬
‫عند يهودي في ثلثين صاعاً من شعير‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم درعه بشعير‪ ،‬ومشيت إلى‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رهن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 505‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم بخبز شعير وإهالة سنخة‪ .‬ولقد سمعته يقول‪< :‬ما أصبح لل محمد‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫صاع ول أمسى> وإنهم لتسعة أبيات‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<الهالة> بكسر الهمزة‪ :‬الشحم الذائب‪.‬‬
‫و <السنخة> بالنون والخاء المعجمة وهي‪ :‬المتغيرة‪.‬‬
‫‪ - 506‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه‬
‫رداء‪ .‬إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم منها ما يبلغ نصف الساقين‪ ،‬ومنها ما يبلغ‬
‫الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم من أدم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 507‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان فراش َرسُول ا ِ‬
‫حشوه ليف‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذ جاء‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا جلوس ًا مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 508‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬يا أخا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫رجل من النصار فسلم عليه ثم أدبر النصاري‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫النصار كيف أخي سعد بن عبادة؟> فقال‪ :‬صالح‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫يعوده منكم؟> فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ول خفاف ول قلنس ول قمص‬
‫علَيهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫نمشي في تلك السباخ حتى جئناه‪ ،‬فاستأخر قومه من حوله حتى دنا َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم وأصحابه الذين معه‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم أنه قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 509‬وعن عمران بن الحصين َر ِ‬
‫<خيركم قرني‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم الذين يلونهم> قال عمران‪ :‬فما أدري قال النبي صَلّى الُّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم مرتين أو ثلثاً <ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ول يستشهدون‪ ،‬ويخونون ول‬ ‫َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫يؤتمنون‪ ،‬وينذرون ول يوفون‪ ،‬ويظهر فيهم السمن> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬يا ابن آدم إنك‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 510‬وعن أبي أمامة َر ِ‬
‫أن تبذل الفضل خير لك‪ ،‬وإن تمسكه شر لك‪ ،‬ول تلم على كفاف‪ ،‬وابدأ بمن تعول> َروَاهُ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 511‬وعن عبيد الّ بن محصن النصاري الخطمي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من أصبح منكم آمن ًا في سربه‪ ،‬معافىً في جسده‪ ،‬عنده قوت يومه فكأنما حيزت له‬ ‫َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫الدنيا بحذافيرها> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫<سربه> بكسر السين المهملة‪ :‬أي نفسه‪ .‬وقيل‪ :‬قومه‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 512‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫قال‪< :‬قد أفلح من أسلم‪ ،‬وكان رزقه كفافاً‪ ،‬وقنعه الّ بما آتاه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 513‬وعن أبي محمد فضالة بن عبيد النصاري َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬طوبى لمن هدي للسلم‪ ،‬وكان عيشه كفافاً‪ ،‬وقنع> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ‬ ‫َ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يبيت الليالي‬ ‫ضيَ الُّ عَنهماُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 514‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫ي وَقَالَ‬
‫المتتابعة طاوياً‪ ،‬وأهله ل يجدون عشاء‪ ،‬وكان أكثر خبزهم خبر الشعير‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان إذا صلى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 515‬وعن فضالة بن عبيد َر ِ‬
‫بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلة من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول العراب‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم انصرف إليهم فقال‪< :‬لو تعلمون ما‬ ‫هؤلء مجانين‪ .‬فإذا صلى َرسُول ا ِ‬
‫لكم عند الّ تعالى لحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫<الخصاصة> ‪ :‬الفاقة والجوع الشديد‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 516‬وعن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رَ ِ‬
‫َوسَلّم يقول‪< :‬ما مل آدمي وعاء شراً من بطن بحسب ابن آدم أكلت يقمن صلبه‪ ،‬فإن كان ل‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫حدِيثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬
‫محالة فثلث لطعامه‪ ،‬وثلث لشرابه وثلث لنفسه> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫<أكلت> ‪ :‬أي لقم‪.‬‬
‫‪ - 517‬وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة النصاري الحارثي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال ذكر أصحاب َرسُول‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬أل تسمعون أل‬ ‫علَي ِه َوسَلّم يوماً عنده الدنيا فقال َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫تسمعون؟ إن البذاذة من اليمان‪ ،‬إن البذاذة من اليمان> يعني‪ :‬التقحل‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫<البذاذة> بالباء الموحدة والذالين المعجمتين وهي‪ :‬رثاثة الهيئة وترك فاخر اللباس‪.‬‬
‫وأما <التقحل> فبالقاف والحاء قال أهل اللغة‪ :‬المتقحل هو‪ :‬الرجل اليابس الجلد من خشونة‬
‫العيش وترك الترفه‪.‬‬
‫علَيهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ل َرضِيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬بعثنا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 518‬وعن أبي عبد الّ جابر بن عبد ا ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ نتلقى عيراً لقريش‪ ،‬و َزوّ َدنَا جرابًا من تمر لم يجد لنا‬ ‫َوسَلّم وَأ ّمرَ علينا أبا عبيدة َر ِ‬
‫غيره‪ ،‬فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة‪ .‬فقيل‪ :‬كيف كنتم تصنعون بها؟ قال‪ :‬نمصها كما يمص‬
‫الصبي‪ ،‬ثم نشرب عليهم من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل‪ ،‬وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله‬
‫بالماء فنأكله‪ ،‬وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫س َل َرسُول ا ِ‬ ‫فإذا هي دابة تدعى العنبر‪ ،‬فقال أبو عبيدة‪ :‬ميتة‪ ،‬ثم قال‪ :‬ل بل نحن ُر ُ‬
‫سمِنّا‪،‬‬‫ل وقد اضطررتم فكلوا‪ .‬فأقمنا عليه شهراً ونحن ثلثمائة حتى َ‬ ‫علَي ِه َوسَلّم وفي سبيل ا ّ‬ ‫َ‬
‫ع ْينِ ِه بالقِللِ الدّهْنَ‪ ،‬ونقطع منه الفِ َدرَ كالثور أو كَقَ ْدرِ الثور‪ ،‬ولقد‬ ‫ولقد رأيتنا نغترف من وَقْبِ َ‬
‫ب عينه‪ ،‬وأخذ ضلعاً من أضلعه فأقامها ثم‬ ‫أخذ منا أبو عبيدة ثلثة عشر رجلً فأقعدهم في وَقْ ِ‬
‫رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها‪ ،‬وتزودنا من لحمه َوشَائِقَ‪ .‬فلما قدمنا المدينة أتينا َرسُول‬
‫علَي ِه َوسَلّم فذكرنا ذلك له‪ ،‬فقال‪< :‬هو رزق أخرجه الّ لكم‪ ،‬فهل معكم من لحمه‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم منه فأكله‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫شيء فتطعمونا؟> فأرسلنا إلى َرسُول ا ِ‬
‫<الجراب> ‪ :‬وعاء من جلد معروف‪ ،‬وهو بكسر الجيم وفتحها والكسر أفصح‪.‬‬
‫قوله <نمصها> بفتح الميم و <الخبط> ‪ :‬ورق شجر معروف تأكله البل‪.‬‬
‫و <الكثيب> ‪ :‬التل من الرمل‪.‬‬
‫و <الوقب> بفتح الواو وإسكان القاف وبعدها باء موحدة وهو‪ :‬نقرة العين‪.‬‬
‫و <القلل> ‪ :‬الجرار‪.‬‬
‫و <الفدر> بكسر الفاء وفتح الدال‪ :‬القطع‪.‬‬
‫<رحل البعير> بتخفيف الحاء‪ :‬أي جعل عليه الرحل‪.‬‬
‫<الوشائق> بالشين المعجمة والقاف‪ :‬اللحم الذي قطع ليقدد منه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬
‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان كم قميص َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 519‬وعن أسماء بنت يزيد رَ ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫َوسَلّم إلى ال ّرصْغِ‪ .‬رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫<الرصغ> بالصاد والرسغ بالسين أيض ًا هو‪ :‬المفصل بين الكف والساعد‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة‪ ،‬فجاءوا النبي‬ ‫‪ - 520‬وعن جابر َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم فقالوا‪ :‬هذه كدية عرضت في الخندق‪ .‬فقال‪< :‬أنا نازل> ثم قام وبطنه‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫معصوب بحجر ولبثنا ثلثة أيام ل نذوق ذواقاً‪ ،‬فأخذ النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم المعول فضرب‬
‫فعاد كثيباً أهيل أو أهيم‪ .‬فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ ائذن لي إلى البيت‪ .‬فقلت لمرأتي‪ :‬رأيت بالنبي‬
‫علَيهِ َوسَلّم شيئاً ما في ذلك صبر فعندك شيء؟ فقالت‪ :‬عندي شعير وعناق‪ .‬فذبحت‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة‪ ،‬ثم جئت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم والعجين‬
‫ط َعيْمٌ لي فقم أنت يا َرسُول الِّ ورجل أو رجلن‪.‬‬ ‫قد انكسر والبرمة بين الثافي قد كادت فقلت‪ُ :‬‬
‫قال‪< :‬كم هو؟> فذكرت له فقال‪< :‬كثير طيب قل لها ل تنزع البرمة ول الخبز من التنور حتى‬
‫صلّى‬
‫آتي> فقال‪< :‬قوموا> فقام المهاجرون والنصار فدخلت عليها فقلت‪ :‬ويحك! جاء النبي َ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم والمهاجرون والنصار ومن معهم‪ .‬قالت‪ :‬هل سألك؟ قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪< :‬ادخلوا ول‬
‫تضاغطوا> فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى‬
‫أصحابه ثم ينزع‪ ،‬فلم يزل يكسر ويغرف حتى شبعوا وبقي منه‪ .‬فقال‪< :‬كلي هذا وأهدي فإن‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الناس أصابتهم مجاعة>‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم خمصاً فانكفأت إلى‬ ‫وفي رواية قال جابر‪ :‬لما حفر الخندق رأيت بالنبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم خمصاً شديداً‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫امرأتي فقلت‪ :‬هل عندك شيء؟ فإني رأيت ب َرسُول ا ِ‬
‫فأخرجت إلي جراباً فيه صاع من شعير‪ ،‬ولنا بهيمة داجن فذبحتها‪ ،‬وطحنت ففرغت إلى فراغي‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪ ،‬فقالت‪ :‬ل تفضحني برَسُول‬ ‫وقطعتها في برمتها‪ ،‬ثم وليت إلى َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم ومن معه‪ .‬فجئته فساررته فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ ذبحنا بهيمة لنا‪،‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ا ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم فقال‪< :‬يا أهل‬ ‫وطحنت صاع ًا من شعير فتعال أنت ونفر معك‪ .‬فصاح النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل تنزلن برمتكم‬ ‫الخندق إن جابرًا قد صنع سوراً فحيهلً بكم> فقال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقدم الناس حتى جئت‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫ول تخبزن عجينكم حتى أجيء> فجئت وجاء النبي َ‬
‫امرأتي‪ ،‬فقالت‪ :‬بك وبك! فقلت‪ :‬قد فعلت الذي قلت‪ .‬فأخرجت عجيننا فبسق فيه وبارك‪ ،‬ثم عمد‬
‫إلى برمتنا فبصق فيه وبارك ثم قال‪< :‬ادعي خابزة فلتخبز معك‪ ،‬واقدحي من برمتكم ول‬
‫تنزلوها> وهم ألف‪ ،‬فأقسم بال لكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي‪ ،‬وإن‬
‫عجيننا ليخبز كما هو‪.‬‬
‫قوله <عرضت كدية> هي‪ :‬قطعة غليظة صلبة من الرض ل تعمل فيها الفأس‪.‬‬
‫و <الكثيب> أصله تل الرمل‪ .‬والمراد هنا‪ :‬صارت تراب ًا ناعماً‪ ،‬وهو معنى <أهيل>‬
‫و <الثافي> الحجار التي يكون عليها القدر‪.‬‬
‫و <تضاغطوا> ‪ :‬تزاحموا‪.‬‬
‫و <المجاعة> ‪ :‬الجوع وهو بفتح الميم‪.‬‬
‫و <الخمص> بفتح الخاء والميم‪ :‬الجوع ‪.‬‬
‫و <انكفأت> ‪ :‬انقلبت ورجعت‪.‬‬
‫و <البهيمة> بضم الباء تصغير بهمة وهي‪ :‬العناق بفتح ‪ -‬العين ‪. -‬‬
‫و <الداجن> هي‪ :‬التي ألفت البيت‪.‬‬
‫و <السور> الطعام الذي يدعى الناس إليه‪ ،‬وهو بالفارسية‪.‬‬
‫و <حيهلً> ‪ :‬أي تعالوا‪.‬‬
‫وقولها <بك وبك> ‪ :‬أي خاصمته وسبته لنها اعتقدت أن الذي عندها ل يكفيهم فاستحيت‬
‫علَيهِ َوسَلّم من هذه المعجزة الظاهرة‪،‬‬ ‫ل سبحانه وتعالى به نبيه صَلّى الُّ َ‬ ‫وخفي عليها ما أكرم ا ّ‬
‫والية الباهرة‪.‬‬
‫<بسق> ‪ :‬أي بصق‪ .‬ويقال أيضاً‪ :‬بزق‪ :‬ثلث لغات‪.‬‬
‫و <عمد> بفتح الميم‪ :‬أي قصد‪.‬‬
‫و <اقدحي> ‪ :‬أي اغرفي‪ .‬والمقدحة‪ :‬المغرفة‪.‬‬
‫و <تغط> ‪ :‬أي لغليانها صوت‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫لّ صَلّى‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال أبو طلحة لم سليم‪ :‬قد سمعت صوت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 520‬وعن أنس َر ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ضعيفاً أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ فقالت‪ :‬نعم‪ .‬فأخرجت أقراصاً من‬
‫شعير ثم أخذت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه‪ ،‬ثم أرسلتني‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم جالساً في‬ ‫علَيهِ َوسَلّم فذهبت به فوجدت َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫إلى َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬أرسلك أبو‬ ‫المسجد ومعه الناس فقمت عليهم‪ .‬فقال لي َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬
‫طعَامٍ؟> فقلت‪ :‬نعم‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬ ‫طلحة؟> فقلت‪ :‬نعم‪ .‬فقال‪< :‬ألِ َ‬
‫<قوموا> فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته‪ .‬فقال أبو طلحة‪ :‬يا أم سليم‬
‫ل ورسوله‬ ‫علَيهِ َوسَلّم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم‪ .‬فقالت‪ :‬ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫قد جاء َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فأقبل َرسُول ا ِ‬
‫أعلم‪ .‬فانطلق أبو طلحة حتى لقي َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬هلمي ما عندك يا أم سليم> فأتت‬ ‫َوسَلّم معه حتى دخل‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ففت‪ ،‬وعصرت عليه أم سليم عكة فآدمته ثم‬ ‫بذلك الخبز فأمر به َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم ما شاء الّ أن يقول ثم قال‪< :‬ائذن لعشرة> فأذن لهم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫قال فيه َرسُول ا ِ‬
‫فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا‪ .‬ثم قال‪< :‬ائذن لعشرة> فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم‬
‫قال‪ :‬ائذن لعشرة‪ ،‬فأذن لهم حتى أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون رجلً أو ثمانون‪ُ .‬متّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫وفي رواية‪ :‬فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إل دخل فأكل حتى شبع‪،‬‬
‫ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فأكلوا عشرة عشرة حتى فعل ذلك بثمانين رجلً‪ ،‬ثم أكل النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬
‫بعد ذلك وأهل البيت وتركوا سوراً‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬ثم أفضلوا ما بلغوا جيرانهم‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يوماً فوجدته جالس ًا مع أصحابه‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫وفي رواية عن أنس قال‪ :‬جئت َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بطنه؟‬ ‫وقد عصب بطنه بعصابة‪ ،‬فقلت لبعض أصحابه‪ :‬لم عصب َرسُول ا ِ‬
‫فقالوا‪ :‬من الجوع‪ .‬فذهبت إلى أبي طلحة‪ ،‬وهو زوج أم سليم بنت ملحان فقلت‪ :‬يا أبتاه قد رأيت‬
‫علَي ِه َوسَلّم عصب بطنه بعصابة فسألت بعض أصحابه فقالوا من الجوع‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫َرسُول ا ِ‬
‫فدخل أبو طلحة على أمي فقال‪ :‬هل من شيء؟ فقالت‪ :‬نعم عندي كسر من خبز وتمرات فإن‬
‫علَي ِه َوسَلّم وحده أشبعناه‪ ،‬وإن جاء آخر معه قل عنهم‪ .‬وذكر تمام‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫جاءنا رَسُول ا ِ‬
‫الحديث‪.‬‬
‫*‪ - 57 *2‬باب السابع والخمسون في القناعة والعفاف والقتصاد في المعيشة والنفاق وذم‬
‫السؤال من غير ضرورة‬
‫ل تعالى (هود ‪{ :)6‬وما من دابة في الرض إل على الّ رزقها}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ل ل يستطيعون ضرباً في الرض‬ ‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)273‬للفقراء الذين أحصروا في سبيل ا ّ‬
‫يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ل يسألون الناس إلحافاً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الفرقان ‪{ :)67‬والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا‪ ،‬وكان بين ذلك قواماً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الذاريات ‪{ :)57 ،56‬وما خلقت النس والجن إل ليعبدون‪ ،‬ما أريد منهم من رزق‬
‫وما أريد أن يطعمون}‪.‬‬
‫وأما الحاديث فتقدم معظمها في البابين السابقين‪ .‬ومما لم يتقدم‪:‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ليس الغنى عن كثرة‬ ‫‪ - 522‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫العرض‪ ،‬ولكن الغنى غنى النفس> مُتّفَقٌ َ‬
‫<العرض> بفتح العين والراء هو‪ :‬المال‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬قد أفلح‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ل بن عمرو َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 523‬وعن عبد ا ّ‬
‫من أسلم‪ ،‬ورزق كفافاً‪ ،‬وقنعه الّ بما آتاه> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم فأعطاني‪،‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬سألت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 524‬وعن حكيم بن حزام َر ِ‬
‫ثم سألته فأعطاني‪ ،‬ثم سألته فأعطاني‪ ،‬ثم قال‪< :‬يا حكيم إن هذا المال خضر حلو‪ ،‬فمن أخذه‬
‫بسخاوة نفس بورك له فيه‪ ،‬ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه‪ ،‬وكان كالذي يأكل ول‬
‫لّ والذي بعثك بالحق ل أرزأ‬ ‫يشبع؛ واليد العليا خير من اليد السفلى> قال حكيم فقلت‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ يدعو حكيماً ليعطيه فأبى أن‬ ‫أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا‪ .‬فكان أبو بكر َر ِ‬
‫يقبله‪ ،‬فقال‪ :‬يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسم الّ له في‬
‫علَيهِ َوسَلّم حتى توفي‪.‬‬ ‫الفيء فيأبى أن يأخذه‪ .‬فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫<يرزأ> براء ثم زاي ثم همزة ‪ :‬أي لم يأخذ من أحد شيئاً‪ .‬وأصل الرزء‪ :‬النقصان‪ :‬أي لم ينقص‬
‫أحدًا شيئاً بالخذ منه‪.‬‬
‫و <إشراف النفس> ‪ :‬تطلعها وطمعها بالشيء‪.‬‬
‫و <سخاوة النفس> هي‪ :‬عدم الشراف إلى الشيء والطمع فيه والمبالة به الشره‪.‬‬
‫لّ صَلّى‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬خرجنا مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 525‬وعن أبي بردة عن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه‪ ،‬فنقبت أقدامنا ونقبت قدمي وسقطت‬
‫أظفاري‪ ،‬فكنا نلف على أرجلنا الخرق‪ ،‬فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من‬
‫الخرق‪ .‬قال أبو بردة‪ :‬فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك وقال‪ :‬ما كنت أصنع بأن أذكره!‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫قال كأنه كره أن يكون شيئاً من عمله أفشاه‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ‬ ‫‪ - 526‬وعن عمرو بن تغلب ‪ -‬بفتح التاء المثناة فوق وإسكان الغين المعجمة وكسر اللم ‪َ -‬ر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم أتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالً وترك رجالً‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫فبلغه أن الذين ترك عتبوا فحمد الّ ثم أثنى عليه ثم قال‪< :‬أما بعد فوال إني لعطي الرجل‬
‫وأدع الرجل‪ ،‬والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي‪ ،‬ولكني أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من‬
‫الجزع والهلع‪ ،‬وأكل أقواماً إلى ما جعل الّ في قلوبهم من الغنى والخير‪ .‬منهم عمرو بن تغلب>‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم حمر النعم‪َ .‬روَاهُ‬ ‫قال عمرو بن تغلب‪ :‬فوال ما أحب أن لي بكلمة َرسُول ا ِ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<الهلع> هو‪ :‬أشد الجزع‪ .‬وقيل‪ :‬الضجر‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬اليد العليا خير‬ ‫‪ - 527‬وعن حكيم بن حزام َر ِ‬
‫من اليد السفلى‪ ،‬وابدأ بمن تعول‪ ،‬وخير الصدقة عن ظهر غنىً‪ ،‬ومن يستعفف يعفه الّ‪ ،‬ومن‬
‫يستغن يغنه الّ> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪ .‬وهذا لفظ البخاري‪ .‬ولفظ مسلم أخصر‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 528‬وعن أبي سفيان صخر بن حرب رَ ِ‬
‫<ل تلحفوا في المسألة‪ ،‬فوال ل يسألني أحد منكم شيئاً فتخرج له مسألته مني شيئاً وأنا له كاره‬
‫فيبارك له فيما أعطيته> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا عند َرسُول الِّ‬ ‫‪ - 529‬وعن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الشجعي َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال‪< :‬أل تبايعون َرسُول الِّ> وكنا حديثي عهد‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫ببيعة فقلنا‪ :‬قد بايعناك يا َرسُول الِّ‪ .‬ثم قال‪< :‬أل تبايعون َرسُول الِّ؟> فبسطنا أيدينا وقلنا‪ :‬قد‬
‫ل ول تشركوا به شيئاً‪ ،‬والصلوات‬ ‫بايعناك يا َرسُول الِّ فعلم نبايعك؟ قال‪< :‬على أن تعبدوا ا ّ‬
‫الخمس‪ ،‬وتطيعوا> وأسر كلمة خفية‪< :‬ول تسألوا الناس شيئاً> فلقد رأيت بعض أولئك النفر‬
‫يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحداً يناوله إياه‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل تزال المسألة‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 530‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عةُ لحم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬ ‫ل تعالى وليس في وجهه ُمزْ َ‬ ‫بأحدكم حتى يلقى ا ّ‬
‫<المزعة> بضم الميم وإسكان الزاي وبالعين المهملة‪ :‬القطعة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال وهو على المنبر وذكر‬ ‫‪ - 531‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫الصدقة والتعفف عن المسألة‪< :‬اليد العليا خير من اليد السفلى‪ .‬واليد العليا هي المنفقة‪،‬‬
‫والسفلى هي السائلة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من سأل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 532‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 533‬وعن سمرة بن جندب َر ِ‬
‫المسألة كد يكد بها الرجل وجهه‪ ،‬إل أن يسأل الرجل سلطاناً‪ ،‬أو في أمر ل بد منه> َروَاهُ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫<الكد> ‪ :‬الخدش ونحوه‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من أصابته‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 534‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫ل له برزق عاجل أو آجل> رواه‬ ‫فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته‪ ،‬ومن أنزلها بال فيوشك ا ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫<يوشك> بكسر الشين‪ :‬أي يسرع‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من تكفل لي أن ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 535‬وعن ثوبان َر ِ‬
‫يسأل الناس شيئاً وأتكفل له بالجنة؟> فقلت‪ :‬أنا‪ .‬فكان ل يسأل أحدًا شيئاً‪ .‬رواه أبو داود بإسناد‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬تحملت حمالة فأتيت َرسُول الِّ‬ ‫‪ - 536‬وعن أبي بشر قبيصة بن المخارق َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم أسأله فيها فقال‪< :‬أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها> ثم قال‪< :‬يا‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫قبيصة إن المسألة ل تحل إل لحد ثلثة‪ :‬رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم‬
‫يمسك‪ ،‬ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش أو قال‬
‫سداداً من عيش‪ ،‬ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلناً‬
‫فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش أو قال سداداً من عيش؛ فما سواهن من‬
‫المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتاً> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫<الحمالة> بفتح الحاء‪ :‬أن يقع قتال ونحوه بين فريقين فيصلح إنسان بينهم على مال يتحمله‬
‫ويلتزمه على نفسه‪.‬‬
‫و <الجائحة> ‪ :‬الفة تصيب مال النسان‪.‬‬
‫و <القوام> بكسر القاف وفتحها هو‪ :‬ما يقوم به أمر النسان من مال ونحوه‪.‬‬
‫و <السداد> بكسر السين ‪ :‬ما يسد حاجة المعوز ويكفيه‪.‬‬
‫و <الفاقة> ‪ :‬الفقر‪.‬‬
‫و <الحجى> ‪ :‬العقل‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ليس المسكين‬ ‫‪ - 537‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان‪ ،‬ولكن المسكين الذي ل يجد‬
‫ى يغنيه‪ ،‬ول يفطن له فيتصدق عليه‪ ،‬ول يقوم فيسأل الناس> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬ ‫غن ً‬
‫*‪ - 58 *2‬باب جواز الخذ من غير مسألة ول تطلع إليه‬
‫ضيَ الُّ عَنهُم قال‪:‬‬ ‫‪ - 538‬عن سالم بن عبد الّ بن عمر عن أبيه عبد الّ بن عمر عن عمر َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يعطيني العطاء فأقول‪ :‬أعطه من هو أفقر إليه مني‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫كان َرسُول ا ِ‬
‫<خذه‪ :‬إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ول سائل فخذه فتموله فإن شئت كله‬
‫وإن تصدق به‪ ،‬وما ل فل تتبعه نفسك> قال سالم‪ :‬فكان عبد الّ ل يسأل أحدًا شيئ ًا ول يرد شيئاً‬
‫أعطيه‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<مشرف> بالشين المعجمة‪ :‬أي متطلع إليه‪.‬‬
‫*‪ - 59 *2‬باب الحث على الكل من عمل يده والتعفف به عن السؤال والتعرض للعطاء‬
‫ل تعالى (الجمعة ‪{ :)10‬فإذا قضيت الصلة فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل الّ}‬ ‫@قال ا ّ‬
‫الية‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 539‬وعن أبي عبد الّ الزبير بن العوام َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬لن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف‬
‫الّ بها وجهه خير له من أن يسأل الناس‪ ،‬أعطوه أو منعوه> َروَاهُ البُخَا ِريُّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬لن يحتطب‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 540‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬كان داود عليه السلم ل يأكل‬ ‫‪ - 541‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫إل من عمل يده> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬كان زكريا عليه السلم‬ ‫‪ - 542‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫نجاراً> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما أكل‬ ‫‪ - 543‬وعن المقداد بن معد يكرب َر ِ‬
‫أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده إن نبي الّ داود عليه السلم كان يأكل من عمل‬
‫يده> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 60 *2‬باب الكرم والجود والنفاق في وجوه الخير ثقة بال تعالى‬
‫ل تعالى (سبأ ‪{ :)39‬وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)272‬وما تنفقوا من خير فلنفسكم‪ ،‬وما تنفقون إل ابتغاء وجه الّ‪ ،‬وما‬
‫تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم ل تظلمون}‪.‬‬
‫ل به عليم}‪.‬‬ ‫@وقال تعالى (البقرة ‪{ :)273‬وما تنفقوا من خير فإن ا ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل حسد إل في‬ ‫‪ - 544‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫ل مالً فسلطه على هلكته في الحق‪ ،‬ورجل آتاه الّ حكمة فهو يقضي بها‬ ‫اثنتين‪ :‬رجل آتاه ا ّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫ويعلمها> مُتّفَقٌ َ‬
‫ومعناه‪ :‬ينبغي أن ل يغبط أحد إل على إحدى هاتين الخصلتين‪.‬‬
‫‪ - 545‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬أيكم مال وارثه أحب إليه من‬
‫ماله؟> قالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ ما منا أحد إل ماله أحب إليه‪ .‬قال‪< :‬فإن ماله ما قدم‪ ،‬ومال وارثه ما‬
‫أخر> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬اتقوا النار‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 546‬وعن عدي بن حاتم َر ِ‬
‫ولو بشق تمرة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم شيئاً قط فقال ل‪.‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬ما سئل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 547‬وعن جابر َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ما من يوم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 548‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫يصبح العباد فيه إل ملكان ينزلن فيقول أحدهما‪ :‬اللهم أعط منفقاً خلفاً‪ ،‬ويقول الخر‪ :‬اللهم أعط‬
‫ممسك ًا تلفاً> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ل تعالى‪ :‬أنفق‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬قال ا ّ‬ ‫‪ - 549‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫يا ابن آدم ينفق عليك> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ل سأل َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن رج ً‬ ‫‪ - 550‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ :‬أي السلم خير؟ قال‪< :‬تطعم الطعام‪ ،‬وتقرأ السلم على من عرفت ومن لم تعرف>‬ ‫َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أربعون خصلة أعلها‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 551‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫منيحة العنز‪ ،‬ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إل أدخله الّ‬
‫تعالى بها الجنة> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪ .‬وقد سبق بيان هذا الحديث في باب بيان كثرة طرق الخير‬
‫(انظر الحديث رقم ‪. )138‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 552‬وعن أبي أمامة صدي بن عجلن َر ِ‬
‫<يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك‪ ،‬وإن تمسكه شر لك‪ ،‬ول تلم على كفاف‪ ،‬وابدأ بمن‬
‫تعول؛ واليد العليا خير من اليد السفلى> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على السلم شيئاً‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬ما سئل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 553‬وعن أنس َر ِ‬
‫إل أعطاه‪ ،‬ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين‪ ،‬فرجع إلى قومه فقال‪ :‬يا قوم أسلموا فإن‬
‫محمداً يعطي عطاء من ل يخشى الفقر‪ ،‬وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إل الدنيا فما يلبث إل‬
‫يسيراً حتى يكون السلم أحب إليه من الدنيا وما عليها‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قسماً فقلت‪ :‬يا َرسُول‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 554‬وعن عمر َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قسم َرسُول ا ِ‬
‫الِّ لغير هؤلء كانوا أحق به منهم؟ قال‪< :‬إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش‪ ،‬أو يبخلوني‬
‫ولست بباخل> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫‪ - 555‬وعن جبير بن مطعم َرضِيَ الُّ عَنهُ أنه قال‪ :‬بينما هو يسير مع النبي صَلّى الُّ َ‬
‫مَقْفَ ِلهِ من حنين فعلقه العراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه‪ ،‬فوقف النبي‬
‫علَيهِ َوسَلّم فقال‪< :‬أعطوني ردائي‪ ،‬فلو كان لي عدد هذه العضاه نعماً لقسمته بينكم ثم‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫ل تجدوني بخيلً ول كذاباً ول جباناً> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<مَقْفَ ِلهِ> ‪ :‬أي حال رجوعه‪.‬‬
‫و <السمرة> ‪ :‬شجرة‪.‬‬
‫و <العضاه> ‪ :‬شجر له شوك‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما نقصت‬ ‫‪ - 556‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫جلّ> َروَاهُ‬ ‫عزّ َو َ‬
‫صدقة من مال‪ ،‬وما زاد الّ عبداً بعفو إل عزاً‪ ،‬وما تواضع أحد ل إل رفعه الّ َ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 557‬وعن أبي كبشة عمر بن سعد النماري رَ ِ‬
‫َوسَلّم يقول‪< :‬ثلثة أقسم عليهن‪ ،‬وأحدثكم حديثاً فاحفظوه‪ :‬ما نقص مال عبد من صدقة‪ ،‬ول‬
‫ظلم عبد مظلمة صبر عليها إل زاده الّ عزاً‪ ،‬ول فتح عبد باب مسألة إل فتح الّ عليه باب‬
‫الفقر‪ ،‬أو كلمة نحوها‪ .‬وأحدثكم حديثاً فاحفظوه‪ ،‬قال‪ :‬إنما الدنيا لربعة نفر‪ :‬عبد رزقه الّ مالً‬
‫وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم ل فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل‪.‬‬
‫وعبد رزقه الّ علم ًا ولم يرزقه مالً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالً لعملت بعمل فلن فهو‬
‫بنيته فأجرهما سواء‪.‬‬
‫وعبد رزقه الّ ما ًل ولم يرزقه علم ًا فهو يخبط في ماله بغير علم ل يتقي فيه ربه ول يصل فيه‬
‫رحمه ول يعلم ل فيه حقاً فهذا بأخبث المنازل‪.‬‬
‫ل مالً ول علماً فهو يقول لو أن لي مالً لعملت فيه بعمل فلن فهو نيته‬ ‫وعبد لم يرزقه ا ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫فوزرهما سواء> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫‪ - 558‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ما بقي‬
‫منها؟> قالت‪ :‬ما بقي منها إل كتفها‪ .‬قال‪< :‬بقي كلها غير كتفها> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ومعناه‪ :‬تصدقوا بها إل كتفها فقال‪ :‬بقيت لنا في الخرة إل كتفها‪.‬‬
‫علَيهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 559‬وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬قال لي َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬ل توكي فيوكى عليك>‬
‫وفي رواية <أنفقي أو ِانْفَحِي أو ا ْنضِحِي‪ ،‬ول تحصي فيحصي الّ عليك‪ ،‬ول توعي فيوعي الّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫عليك> ُمتّفَقٌ َ‬
‫و <انفحي> بالحاء المهملة‪ :‬وهو بمعنى <أنفقي> وكذلك <انضحي> ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬مثل البخيل والمنفق‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 560‬وعن أبي هريرة أنه سمع َرسُول ا ِ‬
‫كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما‪ .‬فأما المنفق فل ينفق إل سبغت أو‬
‫وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره‪ .‬وأما البخيل فل يريد أن ينفق شيئاً إل لزقت كل‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫حلقة مكانها فهو يوسعها فل تتسع> ُمتّفَقٌ َ‬
‫<الجنة> ‪ :‬الدرع‪.‬‬
‫ومعناه‪ :‬أن المنفق كلما أنفق سبغت وطالت حتى تجر وراءه وتخفي رجليه وأثر مشيه‬
‫وخطواته‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من تصدق بعدل تمرة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫‪ - 561‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ل يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي‬ ‫من كسب طيب ‪ -‬ول يقبل الّ إل الطيب ‪ -‬فإن ا ّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫أحدكم ُفُلوّ ُه حتى تكون مثل الجبل> مُتّفَقٌ َ‬
‫<ال ُفُلوّ> بفتح الفاء وضم اللم وتشديد الواو‪ .‬ويقال أيض ًا بكسر الفاء وإسكان اللم وتخفيف‬
‫الواو وهو‪ :‬المهر‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬بينا رجل يمشي بفلة من‬ ‫‪ - 562‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫الرض فسمع صوت ًا في سحابة‪ :‬اسق حديقة فلن‪ .‬فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة‪،‬‬
‫فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله‪ ،‬فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته‬
‫يحول الماء بمسحاته‪ .‬فقال له‪ :‬يا عبد الّ ما اسمك؟ قال‪ :‬فلن‪ ،‬للسم الذي سمع في السحابة‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬يا عبد الّ لم تسألني عن اسمي؟ فقال‪ :‬إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه‬
‫يقول‪ :‬اسق حديقة فلن لسمك فما تصنع فيها؟ فقال‪ :‬أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج‬
‫منها فأتصدق بثلثه‪ ،‬وآكل أنا وعيالي ثلثاً‪ ،‬وأرد فيها ثلثه> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫<الحرة> ‪ :‬الرض الملبسة حجارة سوداً‪.‬‬
‫و <الشرجة> بفتح الشين المعجمة وإسكان الراء وبالجيم‪ :‬هي مسيل الماء‪.‬‬
‫*‪ - 61 *2‬باب النهي عن البخل والشح‬
‫ل تعالى (الليل ‪{ :)11 - 8‬وأما من بخل واستغنى‪ ،‬وكذب بالحسنى‪ ،‬فسنيسره للعسرى‪،‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وما يغني عنه ماله إذا تردى}‪.‬‬
‫وقال تعالى (التغابن ‪{ :)16‬ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}‪.‬‬
‫وأما الحاديث فتقدمت جملة منها في الباب السابق‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬اتقوا الظلم فإن الظلم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 563‬وعن جابر َر ِ‬
‫ظلمات يوم القيامة‪ ،‬واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم‪،‬‬
‫واستحلوا محارمهم> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 62 *2‬باب اليثار والمواساة‬
‫ل تعالى (الحشر ‪{ :)9‬ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (النسان ‪{ :)8‬ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيماً وأسيراً} إلى آخر اليات‪.‬‬
‫‪ - 564‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فقال‪ :‬إني‬
‫مجهود‪ .‬فأرسل إلى بعض نسائه فقالت‪ :‬والذي بعثك بالحق ما عندي إل ماء‪ .‬ثم أرسل إلى أخرى‬
‫فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك ل والذي بعثك بالحق ما عندي إل ماء‪ .‬فقال النبي صَلّى‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬من يضيف هذا الليلة؟> فقال رجل من النصار‪ :‬أنا يا َرسُول الِّ‪ .‬فانطلق به‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪.‬‬
‫إلى رحله فقال لمرأته‪ :‬أكرمي ضيف َرسُول ا ِ‬
‫وفي رواية قال لمرأته‪ :‬هل عندك شيء؟ قالت‪ :‬ل إل قوت صبياني‪ .‬قال‪ :‬علليهم بشيء‪ ،‬وإذا‬
‫أرادوا العشاء فنوميهم‪ ،‬وإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل‪ .‬فقعدوا وأكل الضيف‬
‫ل من صنيعكما‬ ‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪< :‬لقد عجب ا ّ‬ ‫وباتا طاويين‪ .‬فلما أصبح غدا على النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫بضيفكما الليلة> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬طعام الثنين كافي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫‪ - 565‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫الثلثة‪ ،‬وطعام الثلثة كافي الربعة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬طعام الواحد‬ ‫وفي رواية لمسلم عن جابر َر ِ‬
‫يكفي الثنين ‪ ،‬وطعام الثنين يكفي الربعة‪ ،‬وطعام الربعة يكفي الثمانية> ‪.‬‬
‫علَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬بينما نحن في سفر مع النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 566‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫صلّى الُّ‬ ‫لّ َ‬ ‫َوسَلّم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمين ًا وشمالً‪ .‬فقال رَسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من كان معه فضل ظهر فليعد به على من ل ظهر له‪ ،‬وما كان له فضل من زاد‬ ‫َ‬
‫فليعد به على من ل زاد له> فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه ل حق لحد منا في‬
‫فضل‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ل صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن امرأة جاءت إلى َرسُول ا ّ‬ ‫‪ - 567‬وعن سهل بن سعد رَ ِ‬
‫ببردة منسوجة فقالت‪ :‬نسجتها بيدي لكسوكها‪ .‬فأخذها النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم محتاجاً إليها‬
‫فخرج إلينا وإنها لزاره‪ .‬فقال فلن‪ :‬اكسنيها ما أحسنها! فقال‪< :‬نعم> فجلس النبي صَلّى الُّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه‪ .‬فقال له القوم‪ :‬ما أحسنت! لبسها‬ ‫َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم محتاجاً إليها ثم سألته وعلمت أنه ل يرد سائلً‪ .‬فقال‪ :‬إني وال ما‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫سألته للبسها‪ ،‬إنما سألته لتكون كفني‪ .‬قال سهل‪ :‬فكانت كفنه‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن الشعريين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫‪ - 568‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫بينهم في إناء واحد بالسوية‪ ،‬فهم مني وأنا منهم> ُمتّفَقٌ َ‬
‫<أرملوا> ‪ :‬فرغ زادهم‪ ،‬أو قارب الفراغ‪.‬‬
‫*‪ - 63 *2‬باب التنافس في أمور الخرة والستكثار مما يتبرك به‬
‫ل تعالى (المطففين ‪{ :)26‬وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم أتي بشراب فشرب‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫‪ - 569‬وعن سهل بن سعد رَ ِ‬
‫منه وعن يمينه غلم وعن يساره الشياخ‪ ،‬فقال للغلم‪< :‬أتأذن لي أن أعطي هؤلء؟> فقال‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في‬ ‫الغلم‪ :‬ل وال يا َرسُول الِّ ل أوثر بنصيبي منك أحداً‪ .‬فتله َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫يده‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما‪.‬‬ ‫<تله> بالتاء المثناة فوق‪ :‬أي وضعه‪ ،‬وهذا الغلم هو ابن عباس َر ِ‬
‫‪ - 570‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪ :‬بينا أيوب عليه‬
‫جلّ‪:‬‬ ‫ع ّز وَ َ‬
‫السلم يغتسل عرياناً فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في ثوبه‪ .‬فناداه ربه َ‬
‫يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟! قال‪ :‬بلى وعزتك ولكن ل غنى لي عن بركتك> َروَاهُ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 64 *2‬باب فضل الغني الشاكر وهو من أخذ المال من وجهه وصرفه في وجوهه المأمور بها‬
‫ل تعالى (الليل ‪{ :)7 - 5‬فأما من أعطى واتقى‪ ،‬وصدق بالحسنى‪ ،‬فسنيسره لليسرى}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الليل ‪{ :)21 - 17‬وسيجنبها التقى‪ ،‬الذي يؤتي ماله يتزكى‪ ،‬وما لحد عنده من نعمة‬
‫تجزى‪ ،‬إل ابتغاء وجه ربه العلى‪ ،‬ولسوف يرضى}‪.‬‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)272‬إن تبدوا الصدقات فنعما هي‪ ،‬وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير‬
‫لكم‪ ،‬ويكفر عنكم من سيئاتكم‪ ،‬وال بما تعملون خبير}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)92‬لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون‪ ،‬وما تنفقوا من شيء فإن‬
‫الّ به عليم}‪ .‬واليات في فضل النفاق في الطاعات كثيرة معلومة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل‬
‫ل بن مسعود َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 571‬وعن عبد ا ّ‬
‫حسد إل في اثنتين‪ :‬رجل آتاه الّ مالً فسلطه على هلكته في الحق‪ ،‬ورجل آتاه الّ حكمة فهو‬
‫علَيهِ‪ .‬وتقدم شرحه قريباً (انظر الحديث رقم ‪. )544‬‬ ‫يقضي بها ويعلمها> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل حسد إل في‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي َ‬ ‫‪ - 572‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫اثنتين‪ :‬رجل آتاه الّ القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار‪ ،‬ورجل آتاه الّ مالً فهو ينفقه‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫آناء الليل وآناء النهار> ُمتّفَقٌ َ‬
‫<الناء> ‪ :‬الساعات‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‬ ‫‪ - 573‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن فقراء المهاجرين أتوا َرسُول ا ِ‬
‫فقالوا‪ :‬ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم‪ .‬فقال‪< :‬وما ذاك؟> فقالوا‪ :‬يصلون كما‬
‫لّ صَلّى‬ ‫نصلي‪ ،‬ويصومون كما نصوم‪ ،‬ويتصدقون ول نتصدق‪ ،‬ويعتقون ول نعتق‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬أفل أعلمكم شيئ ًا تدركون به من سبقكم‪ ،‬وتسبقون به من بعدكم‪ ،‬ول يكون‬
‫أحد أفضل منكم إل من صنع مثل ما صنعتم؟> قالوا‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬تسبحون‪،‬‬
‫وتحمدون وتكبرون‪ ،‬دبر كل صلة ثلث ًا وثلثين مرة> فرجع فقراء المهاجرين إلى َرسُول الِّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم فقالوا‪ :‬سمع إخواننا أهل الموال بما فعلنا ففعلوا مثله‪ .‬فقال َرسُول الِّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬ذلك فضل الّ يؤتيه من يشاء> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪ .‬وهذا لفظ مسلم‪.‬‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫<الدثور> ‪ :‬الموال الكثيرة‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 65 *2‬باب ذكر الموت وقصر المل‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)185‬كل نفس ذائقة الموت‪ ،‬وإنما توفون أجوركم يوم القيامة‪،‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز‪ ،‬وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور}‪.‬‬
‫وقال تعالى (لقمان ‪{ :)34‬وما تدري نفس ماذا تكسب غداً‪ ،‬وما تدري نفس بأي أرض تموت}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النحل ‪{ :)61‬فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة‪ ،‬ول يستقدمون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المنافقون ‪{ :)11 - 9‬يا أيها الذين آمنوا ل تلهكم أموالكم ول أولدكم عن ذكر الّ‪،‬‬
‫ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون‪ ،‬وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول‪:‬‬
‫ل نفساً إذا جاء أجلها‪،‬‬ ‫رب لول أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين‪ ،‬ولن يؤخر ا ّ‬
‫وال خبير بما تعملون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المؤمنون ‪{ :)115 - 99‬حتى إذا جاء أحدهم الموت قال‪ :‬رب ارجعون لعلي أعمل‬
‫صالحاً فيما تركت‪ .‬كل إنها كلمة هو قائلها‪ ،‬ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون‪ ،‬فإذا نفخ في‬
‫الصور فل أنساب بينهم يومئذ ول يتساءلون‪ .‬فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون‪ ،‬ومن‬
‫خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون‪ ،‬تلفح وجوههم النار‪ ،‬وهم فيها‬
‫كالِحُون‪ .‬ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون!} إلى قوله تعالى {قال كم لبثتم في الرض‬
‫عدد سنين؟ قالوا‪ :‬لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين‪ .‬قال‪ :‬إن لبثتم إل قليلً لو أنكم كنتم‬
‫تعلمون‪ ،‬أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا ل ترجعون؟!}‪.‬‬
‫ل وما نزل من الحق‪ ،‬ول‬ ‫وقال تعالى (الحديد ‪{ :)16‬ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر ا ّ‬
‫يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم المد فقست قلوبهم‪ ،‬وكثير منهم فاسقون}‪.‬‬
‫واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم بمنكبي فقال‪< :‬كن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أخذ َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 574‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫في الدنيا كأنك غريب‪ ،‬أو عابر سبيل> وكان ابن عمر يقول‪ :‬إذا أمسيت فل تنتظر الصباح‪ ،‬وإذا‬
‫أصبحت فل تنتظر المساء‪ ،‬وخذ من صحتك لمرضك‪ ،‬ومن حياتك لموتك‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما حق امرئ مسلم له‬ ‫‪ - 575‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إل ووصيته مكتوبة عنده> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪ .‬هذا لفظ البخاري‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم <يبيت ثلث ليال> قال ابن عمر‪ :‬ما مرب علي ليلة منذ سمعت َرسُول الِّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال ذلك إل وعندي وصيتي‪.‬‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬خط النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم خطوطاً فقال‪< :‬هذه المل‬ ‫‪ - 576‬وعن أنس َر ِ‬
‫وهذا أجله‪ ،‬فبينما هو كذلك إذ جاء الخط القرب> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬خط النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم خطاً مربعاً‪ ،‬وخط‬ ‫‪ - 577‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫خطاً في الوسط خارجًا منه‪ ،‬وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في‬
‫الوسط فقال‪< :‬هذا النسان‪ ،‬وهذا أجله محيطًا به‪ ،‬أو قد أحاط به‪ ،‬وهذا الذي هو خارج أمله‪،‬‬
‫وهذه الخطط الصغار العراض؛ فإن أخطأه هذا نهشه هذا‪ ،‬وإن أخطأه هذا نهشه هذا> َروَاهُ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬بادروا‬ ‫‪ - 578‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫بالعمال‪ ،‬سبعاً‪ :‬هل تنتظرون إل فقرًا منسياً‪ ،‬أو غنىً مطغياً‪ ،‬أو مرضاً مفسداً‪ ،‬أو هرماً مفنداً‪،‬‬
‫أو موتاً مجهزاً‪ ،‬أو الدجال فشر غائب ينتظر‪ ،‬أو الساعة فالساعة أدهى وأمر؟!> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ‬
‫سنٌ‪.‬‬ ‫ح َ‬‫حدِيثٌ َ‬
‫وَقَالَ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أكثروا ذكر هاذم اللذات>‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 579‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫يعني الموت‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذا ذهب ثلث‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 580‬وعن أبي بن كعب َر ِ‬
‫الليل قام فقال‪< :‬يا أيها الناس اذكروا الّ‪ ،‬جاءت الراجفة تتبعها الرادفة‪ ،‬جاء الموت بما فيه‪،‬‬
‫جاء الموت بما فيه!> قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ إني أكثر الصلة عليك فكم أجعل لك من صلتي؟ فقال‪:‬‬
‫<ما شئت> قلت‪ :‬الربع؟ قال‪< :‬ما شئت فإن زدت فهو خير لك> قلت‪ :‬فالنصف؟ قال‪< :‬ما شئت‬
‫فإن زدت فهو خير لك> قلت‪ :‬فالثلثين؟ قال‪< :‬ما شئت فإن زدت فهو خير لك> قلت‪ :‬أجعل لك‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫صلتي كلها؟ قال‪< :‬إذاً تكفى همك‪ ،‬ويغفر لك ذنبك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 66 *2‬باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬كنت نهيتكم عن‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 581‬عن بريدة رَ ِ‬
‫زيارة القبور فزوروها> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كلما كان ليلتها‬ ‫‪ - 582‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول‪< :‬السلم عليكم دار‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫من َرسُول ا ِ‬
‫ل بكم لحقون‪ ،‬اللهم اغفر لهل‬ ‫قوم مؤمنين‪ ،‬وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون‪ ،‬وإنا إن شاء ا ّ‬
‫بقيع الغرقد> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يعلمهم إذا خرجوا إلى‬ ‫‪ - 583‬وعن بريدة َر ِ‬
‫المقابر أن يقول قائلهم‪< :‬السلم عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين‪ ،‬وإنا إن شاء الّ‬
‫بكم للحقون‪ ،‬أسأل الّ لنا ولكم العافية> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بقبور بالمدينة‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬مر َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 584‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫فأقبل عليهم بوجهه فقال‪< :‬السلم عليكم يا أهل القبور‪ ،‬يغفر الّ لنا ولكم‪ ،‬أنتم سلفنا ونحن‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫بالثر> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 67 *2‬باب كراهة تمني الموت بسبب ضر نزل به ول بأس به لخوف الفتنة في الدين‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يتمنى أحدكم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 585‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫ستَ ْعتِبُ> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪ .‬وهذا لفظ البخاري‪.‬‬ ‫الموت؛ إما محسناً فلعله يزداد‪ ،‬وإما مسيئاً فلعله يَ ْ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل‬ ‫ع ْنهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة َرضِيّ الّ َ‬
‫يتمنى أحدكم الموت ول يدع به من قبل أن يأتيه؛ إنه إذا مات انقطع عمله‪ ،‬وإنه ل يزيد المؤمن‬
‫عمره إل خيراً> ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل يتمنين أحدكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 586‬وعن أنس َر ِ‬
‫الموت لضر أصابه‪ .‬فإن كان ل بد فاعلً فليقل‪ :‬اللهم أحييني ما كانت الحياة خيرًا لي‪ ،‬وتوفني إذا‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫كانت الوفاة خيرًا لي> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ نعوده وقد اكتوى‬ ‫ث َر ِ‬‫‪ - 587‬وعن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب بن ا َلرَ ّ‬
‫سبع َكيّاتٍ فقال‪ :‬إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا‪ ،‬وإنا أصبنا ما ل نجد له‬
‫علَي ِه َوسَلّم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به‪ .‬ثم‬ ‫موضعاً إل التراب‪ ،‬ولول أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطاً له فقال‪< :‬إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إل في شيء‬
‫علَيهِ‪ .‬وهذا لفظ رواية البخاري‪.‬‬ ‫يجعله في هذا التراب> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 68 *2‬باب الورع وترك الشبهات‬
‫ل تعالى (النور ‪{ :)15‬وتحسبونه هيناً وهو عند الّ عظيم}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الفجر ‪{ :)14‬إن ربك لبالمرصاد}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫‪ - 588‬وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ عَنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫<إن الحلل بين‪ ،‬وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات ل يعلمهن كثير من الناس‪ .‬فمن اتقى‬
‫الشبهات استبرأ لدينه وعرضه‪ ،‬ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام‪ ،‬كالراعي يرعى حول‬
‫ل محارمه‪ ،‬أل وإن في الجسد‬ ‫الحمى يوشك أن يرتع فيه؛ أل وإن لكل ملك حمىً‪ ،‬أل وإن حمى ا ّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله‪ ،‬وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ أل وهي القلب> مُتّفَقٌ َ‬
‫وروياه من طرق بألفاظ متقاربة‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وجد تمرة في الطريق فقال‪:‬‬ ‫‪ - 589‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<لول أني أخاف أن تكون من الصدقة لكلتها> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬البر حسن‬ ‫‪ - 590‬وعن النواس بن سمعان َر ِ‬
‫الخلق‪ ،‬والثم ما حاك في نفسك‪ ،‬وكرهت أن يطلع عليه الناس> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫<حاك> بالحاء المهملة والكاف أي‪ :‬تردد فيه‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فقال‪:‬‬ ‫‪ - 591‬وعن وابصة بن معبد َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتيت َرسُول ا ِ‬
‫<جئت تسأل عن البر؟> قلت‪ :‬نعم‪ .‬فقال‪< :‬استفت قلبك‪ .‬البر ما اطمأنت إليه النفس‪ ،‬واطمأن‬
‫إليه القلب‪ .‬والثم ما حاك في النفس‪ ،‬وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك> حديث حسن‬
‫رواه أحمد والدارمي في مسنديهما‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه‬‫‪ - 592‬وعن أبي سِروعة ‪ -‬بكسر السين المهملة ونصبها ‪ -‬عقبة بن الحارث َر ِ‬
‫تزوج ابنة لبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت‪ :‬إن قد أرضعت عقبة والتي قد تزوج بها‪ .‬فقال‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬ ‫لها عقبة‪ :‬ما أعلم أنك أرضعتني ول أخبرتني‪ .‬فركب إلى َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬كيف وقد قيل؟> ففارقها عقبة ونكحت‬ ‫بالمدينة فسأله‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫زوجاً غيرها‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<إهاب> بكسر الهمزة‪ ،‬و <عزيز> بفتح العين وبزاي مكررة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪:‬‬ ‫‪ - 593‬وعن الحسن بن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬حفظت من َرسُول ا ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫<دع ما يريبك إلى ما ل يريبك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫معناه‪ :‬اترك ما تشك فيه وخذ ما ل تشك فيه‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ غلم يخرج له‬ ‫‪ - 594‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان لبي بكر الصديق رَ ِ‬
‫الخراج‪ ،‬وكان أبو بكر يأكل من خراجه‪ ،‬فجاء يوم ًا بشيء فأكل منه أبو بكر‪ ،‬فقال له الغلم‪:‬‬
‫تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر‪ :‬وما هو؟ فقال‪ :‬كنت تكهنت لنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة‬
‫إل أني خدعته فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلت منه‪ .‬فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في‬
‫بطنه‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<الخراج> ‪ :‬شيء يجعله السيد على عبده يؤديه إلى السيد كل يوم وباقي كسبه يكون للعبد‪.‬‬
‫‪ - 595‬وعن نافع أن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ كان فرض للمهاجرين الولين أربعة آلف‪،‬‬
‫وفرض لبنه ثلثة آلف وخمسمائة‪ ،‬فقيل له‪ :‬هو من المهاجرين فلم نقصته؟ فقال‪ :‬إنما هاجر‬
‫به أبوه‪ .‬يقول‪ :‬ليس هو كمن هاجر بنفسه‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 596‬وعن عطية بن عروة السعدي الصحابي َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما ل بأس به حذراً لما به بأس> َروَاهُ‬ ‫َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 69 *2‬باب استحباب العزلة عند فساد الزمان أو الخوف من فتنة في الدين ووقوع في حرام‬
‫وشبهات ونحوها‬
‫ل تعالى (الذاريات ‪{ :)50‬ففروا إلى الّ إن لكم منه نذير مبين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 597‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫<إن الّ يحب العبد التقي الغني الخفي> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫والمراد بـ <الغني> ‪ :‬غني النفس‪ .‬كما سبق في الحديث الصحيح (انظر الحديث رقم ‪. )522‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رجل‪ :‬أي الناس أفضل يا َرسُول الِّ؟‬ ‫‪ - 598‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫قال‪< :‬مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الّ> قال‪ :‬ثم من؟ قال‪< :‬ثم رجل معتزل في شعب‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫من الشعاب يعبد ربه> وفي رواية <يتقي الّ ويدع الناس من شره> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬يوشك أن يكون خير مال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 599‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال‪ ،‬ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫و <شعف الجبال> ‪ :‬أعلها‪.‬‬
‫‪ - 600‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما بعث الّ نبياً إل‬
‫رعى الغنم> فقال أصحابه‪ :‬وأنت؟ قال‪< :‬نعم كنت أرعاها على قراريط لهل مكة> َروَاهُ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أنه قال‪< :‬من خير معاش الناس‬ ‫‪ - 601‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫ل يطير على متنه‪ ،‬كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي‬ ‫رجل ممسك عنان فرسه في سبيل ا ّ‬
‫القتل أو الموت مظانه‪ ،‬أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف‪ ،‬أو بطن واد من هذه‬
‫الودية يقيم الصلة‪ ،‬ويؤتي الزكاة‪ ،‬ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إل في خير>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫<يطير> ‪ :‬أي يسرع‪.‬‬
‫و <متنه> ‪ :‬ظهره‪.‬‬
‫و <الهيعة> ‪ :‬الصوت للحرب‪.‬‬
‫و <الفزعة> ‪ :‬نحوه‪.‬‬
‫و <مظان الشيء> ‪ :‬المواضع آلتي يظن وجوده فيها‪.‬‬
‫و <الغنيمة> بضم الغين ‪ :‬تصغير الغنم‪.‬‬
‫و <الشعفة> بفتح الشين والعين‪ :‬هي أعلى الجبل‪.‬‬
‫*‪ - 70 *2‬باب فضل الختلط بالناس وحضور جمعهم وجماعاتهم ومشاهد الخير ومجالس الذكر‬
‫معهم وعيادة مريضهم وحضور جنائزهم ومواساة محتاجهم وإرشاد جاهلهم وغير ذلك من‬
‫مصالحهم لمن قدر على المر بالمعروف والنهي عن المنكر وقمع نفسه عن اليذاء وصبر على‬
‫الذى‪.‬‬
‫لّ صَلّى‬ ‫@اعلم أن الختلط بالناس على الوجه الذي ذكرته هو المختار الذي كان عليه َرسُول ا ِ‬
‫ل وسلمه عليهم‪ ،‬وكذلك الخلفاء الراشدون ومن بعدهم‬ ‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وسائر النبياء صلوات ا ّ‬
‫من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين وأخيارهم‪ ،‬وهو مذهب أكثر التابعين‬
‫ضيَ الُّ عَنهُم أجمعين‪.‬‬
‫ومن بعدهم‪ ،‬وبه قال الشافعي وأحمد وأكثر الفقهاء َر ِ‬
‫ل تعالى (المائدة ‪{ :)2‬وتعاونوا على البر والتقوى}‪ .‬واليات في معنى ما ذكرته كثيرة‬ ‫@قال ا ّ‬
‫معلومة‪.‬‬
‫*‪ - 71 *2‬باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين‬
‫ل تعالى (الشعراء ‪{ :)215‬واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (المائدة ‪{ :)54‬يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الّ بقوم‬
‫يحبهم ويحبونه‪ ،‬أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحجرات ‪{ :)13‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى‪ ،‬وجعلناكم شعوب ًا وقبائل‬
‫لتعارفوا؛ إن أكرمكم عند الّ أتقاكم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النجم ‪{ :)32‬فل تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}‪.‬‬
‫وقال تعالى (العراف ‪{ :)49 ،48‬ونادى أصحاب العراف رجا ًل يعرفونهم بسيماهم قالوا‪ :‬ما‬
‫ل برحمة؟! ادخلوا‬ ‫أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون‪ ،‬أهؤلء الذين أقسمتم ل ينالهم ا ّ‬
‫الجنة ل خوف عليكم ول أنتم تحزنون}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن الّ‬ ‫‪ - 602‬وعن عياض بن حمار َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫أوحى إلي أن تواضعوا حتى ل يفخر أحد على أحد ول يبغي أحد على أحد> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما نقصت‬ ‫‪ - 603‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫صدقة من مال‪ ،‬وما زاد الّ عبداً بعفو إل عزاً‪ ،‬وما تواضع أحد ل إل رفعه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 604‬وعن أنس َر ِ‬
‫َوسَلّم يفعله‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫‪ - 605‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬إن كانت المة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ‬
‫َوسَلّم فتنطلق به حيث شاءت‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫ضيَ الُّ عَنها‪ :‬ما كان النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 606‬وعن السود بن يزيد قال سألت عائشة َر ِ‬
‫يصنع في بيته؟ قالت‪ :‬كان يكون في مهنة أهله (تعني خدمة أهله) فإذا حضرت الصلة خرج إلى‬
‫الصلة‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬انتهيت إلى النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 607‬وعن أبي رفاعة تميم بن أسيد َر ِ‬
‫َوسَلّم وهو يخطب فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ رجل غريب جاء يسأل عن دينه ل يدري ما دينه! فأقبل‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وترك خطبته حتى انتهى إلي‪ ،‬فأتي بكرسي فقعد عليه‬ ‫علي َرسُول ا ِ‬
‫وجعل يعلمني مما علمه الّ‪ ،‬ثم أتى خطبته فأتم آخرها‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كان إذا أكل طعاماً لعق‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 608‬وعن أنس َر ِ‬
‫أصابعه الثلث قال وقال‪< :‬إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الذى وليأكلها‪ ،‬ول يدعها‬
‫للشيطان> وأمر أن تسلت القصعة قال‪< :‬فإنكم ل تدرون في أي طعامكم البركة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 609‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما بعث الّ نبياً إل‬
‫رعى الغنم> قال أصحابه‪ :‬وأنت؟ فقال‪< :‬نعم كنت أرعاها على قراريط مكة> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬لو دعيت إلى كراع أو ذراع‬ ‫‪ - 610‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫لجبت‪ ،‬ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم العضباء ل‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كانت ناقة َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 611‬وعن أنس َر ِ‬
‫تسبق أو ل تكاد تسبق‪ ،‬فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه‬
‫فقال‪< :‬حق على الّ أن ل يرتفع شيء من الدنيا إل وضعه> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 72 *2‬باب تحريم الكبر والعجاب‬
‫ل تعالى (القصص ‪{ :)83‬تلك الدار الخرة نجعلها للذين ل يريدون علواً في الرض ول‬ ‫@قال ا ّ‬
‫فساداً‪ ،‬والعاقبة للمتقين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (السراء ‪{ :)37‬ول تمش في الرض مرحاً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (لقمان ‪{ :)18‬ول تصعر خدك للناس ول تمش في الرض مرحاً‪ ،‬إن الّ ل يحب كل‬
‫مختال فخور}‪.‬‬
‫ومعنى {تصعر خدك للناس}‪ :‬أي تميله وتعرض به عن الناس تكبراً عليهم‪.‬‬
‫و{المرح}‪ :‬التبختر‪.‬‬
‫وقال تعالى (القصص ‪{ :)76‬إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم‪ ،‬وآتيناه من الكنوز ما إن‬
‫مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة‪ ،‬إذ قال له قومه ل تفرح إن الّ ل يحب الفرحين} إلى قوله‬
‫تعالى‪{ :‬فخسفنا به وبداره الرض} اليات‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يدخل‬ ‫ل بن مسعود َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 612‬وعن عبد ا ّ‬
‫الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر!> فقال رجل‪ :‬إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً‬
‫ل جميل يحب الجمال‪ .‬الكبر بطر الحق‪ ،‬وغمط الناس> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬ ‫ونعله حسنة؟ قال‪< :‬إن ا ّ‬
‫<بطر الحق> ‪ :‬دفعه ورده على قائله‪.‬‬
‫و <غمط الناس> ‪ :‬احتقارهم‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً أكل عند َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 613‬وعن سلمة بن الكوع رَ ِ‬
‫بشماله فقال‪< :‬كل بيمينك> قال‪ :‬ل أستطيع‪ .‬قال‪< :‬ل استطعت!> ما منعه إل الكبر‪ .‬قال‪ :‬فما‬
‫رفعها إلى فيه‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫‪ - 614‬وعن حارثة بن وهب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬سمعت َرسُول ا ِ‬
‫<أل أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪ .‬وتقدم شرحه في باب ضعفة‬
‫المسلمين (انظر الحديث رقم ‪. )252‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬احتجت‬ ‫‪ - 615‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫الجنة والنار؛ فقالت النار‪ :‬في الجبارون والمتكبرون‪ .‬وقالت الجنة‪ :‬في ضعفاء الناس‬
‫ل بينهما‪ :‬إنك الجنة رحمتي أرحم بك م أشاء‪ ،‬وإنك النار عذابي أعذب بك‬ ‫ومساكينهم‪ .‬فقضى ا ّ‬
‫من أشاء‪ ،‬ولكليكما علي ملؤها> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ل يوم‬‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل ينظر ا ّ‬ ‫‪ - 616‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫القيامة إلى من جر إزاره بطراً> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ل يوم‬ ‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ثلثة ل يكلمهم ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 617‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫القيامة‪ ،‬ول يزكيهم‪ ،‬ول ينظر إليهم‪ ،‬ولهم عذاب أليم‪ :‬شيخ زان‪ ،‬وملك كذاب‪ ،‬وعائل مستكبر>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫<العائل> ‪ :‬الفقير‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬العز إزاري‪ ،‬والكبرياء‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 618‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ردائي‪ ،‬فمن ينازعني عذبته> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬بينما رجل يمشي في حلة‬ ‫‪ - 617‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ل به فهو يتجلجل في الرض إلى يوم‬ ‫تعجبه نفسه‪ ،‬مرجل رأسه‪ ،‬يختال في مشيته إذ خسف ا ّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫القيامة> مُتّفَقٌ َ‬
‫<مرجل رأسه> ‪ :‬أي مشطه‪.‬‬
‫<يتجلجل> بالجيمين أي يغوص وينزل‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ل يزال‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 620‬وعن سلمة بن الكوع رَ ِ‬
‫الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫َ‬
‫<يذهب بنفسه> ‪ :‬أي يرتفع ويتكبر‪.‬‬
‫*‪ - 73 *2‬باب حسن الخلق‬
‫ل تعالى (القلم ‪{ :)4‬وإنك لعلى خلق عظيم}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)134‬والكاظمين الغيظ‪ ،‬والعافين عن الناس} الية‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أحسن الناس خلقاً‪.‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 621‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى‬ ‫‪ - 622‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬ما مسست ديباجاً ول حريراً ألين من كف َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ ،‬ولقد‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪ ،‬ول شممت رائحة قط أطيب من رائحة َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم عشر سنين فما قال لي قط أف‪ ،‬ول قال لشيء فعلته‪ :‬لم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫خدمت َرسُول ا ِ‬
‫فعلته؟ ول لشيء لم أفعله‪ :‬أل فعلت كذا؟ ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أهديت إلى رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 623‬وعن الصعب بن جثامة َر ِ‬
‫حماراً وحشياً فرده علي‪ .‬فلما رأى ما في وجهي قال‪< :‬إنا لم نرده عليك إل أنا حرم> ُمتّفَق‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم عن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬سألت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 624‬وعن النواس بن سمعان َر ِ‬
‫البر والثم‪ .‬فقال‪< :‬البر حسن الخلق‪ .‬والثم ما حاك في صدرك‪ ،‬وكرهت أن يطلع عليه الناس>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬لم يكن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 625‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َوسَلّم فاحشاً ول متفحشاً‪ ،‬وكان يقول‪< :‬إن من خياركم أحسنكم أخلقاً> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما من شيء أثقل‬ ‫‪ - 626‬وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق‪ ،‬وإن الّ يبغض الفاحش الب ِذيّ> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ‬
‫وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫<الب ِذيّ> هو‪ :‬الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلم‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم عن أكثر ما‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 627‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬سئل َرسُول ا ِ‬
‫يدخل الناس الجنة‪ .‬قال‪< :‬تقوى الّ‪ ،‬وحسن الخلق> وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار‪ .‬فقال‪:‬‬
‫<الفم‪ ،‬والفرج> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أكمل المؤمنين إيماناً‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 628‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫أحسنهم خلقاً‪ ،‬وخياركم خياركم لنسائهم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إن المؤمن‬ ‫‪ - 629‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت سمعت النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم> رواه أبو داود‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬أنا‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 630‬وعن أبي أمامة الباهلي َر ِ‬
‫زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً‪ ،‬وببيت في وسط الجنة لمن ترك‬
‫الكذب وإن كان مازحاً‪ ،‬وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه> حديث صحيح رواه أبو داود‬
‫بإسناد صحيح‪.‬‬
‫<الزعيم> ‪ :‬الضامن‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن من أحبكم إلي‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 631‬وعن جابر َر ِ‬
‫وأقربكم مني مجلس ًا يوم القيامة أحاسنكم أخلقاً‪ ،‬وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة‬
‫الثرثارون‪ ،‬والمتشدقون‪ ،‬والمتفيهقون!> فقالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ قد علمنا الثرثارون والمتشدقون‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫فما المتفيهقون؟ قال‪< :‬المتكبرون> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫و <الثرثار> هو‪ :‬كثير الكلم تكلفاً‪.‬‬
‫و <المتشدق> ‪ :‬المتطاول على الناس بكلمه ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلمه‪.‬‬
‫و <المتفيهق> أصله من الفهق وهو‪ :‬المتلء وهو الذي يمل فمه بالكلم ويتوسع فيه ويغرب‬
‫به تكبراً وارتفاعاً وإظهاراً للفضيلة على غيره‪.‬‬
‫ل في تفسير حسن الخلق قال‪ :‬هو طلقة‬ ‫وروى الترمذي عن عبد الّ بن المبارك رحمه ا ّ‬
‫الوجه‪ ،‬وبذل المعروف‪ ،‬وكف الذى‪.‬‬
‫*‪ - 74 *2‬باب الحلم والناة والرفق‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)134‬والكاظمين الغيظ‪ ،‬والعافين عن الناس وال يحب‬ ‫@قال ا ّ‬
‫المحسنين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (العراف ‪{ :)199‬خذ العفو‪ ،‬وأمر بالعرف‪ ،‬وأعرض عن الجاهلين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (فصلت ‪{ :)35 ،34‬ول تستوي الحسنة ول السيئة‪ ،‬ادفع بالتي هي أحسن‪ ،‬فإذا الذي‬
‫بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم؛ وما يلقاها إل الذين صبروا‪ ،‬وما يلقاها إل ذو حظ عظيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الشورى ‪{ :)43‬ولمن صبر وغفر‪ ،‬إن ذلك من عزم المور}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم لشج عبد‬ ‫ضيَ الُّ عَنهماُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 632‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫القيس‪< :‬إن فيك خصلتين يحبهما الّ‪ :‬الحلم والناة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ل رفيق‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن ا ّ‬ ‫‪ - 633‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫يحب الرفق في المر كله> ُمتّفَقٌ َ‬
‫ل رفيق يحب الرفق‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن ا ّ‬ ‫‪ - 634‬وعنها رَ ِ‬
‫ويعطي على الرفق ما ل يعطي على العنف وما ل يعطي على ما سواه> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن الرفق ل يكون إل في‬ ‫‪ - 635‬وعنها رَ ِ‬
‫شيء إل زانه‪ ،‬ول ينزع من شيء إل شانه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 636‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه‪.‬‬
‫فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬دعوه وأريقوا على بوله سجلً من ماء أو ذنوباً من ماء‪،‬‬
‫فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<السجل> بفتح السين المهملة وإسكان الجيم‪ :‬وهي الدلو الممتلئة ماء‪ ،‬وكذلك الذنوب‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يسروا ول تعسروا‪،‬‬ ‫‪ - 637‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫وبشروا ول تنفروا> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 638‬وعن جرير بن عبد ا ّ‬
‫<من يحرم الرفق يحرم الخير كله> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 639‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال للنبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أوصني‪ .‬قال‪< :‬ل‬
‫تغضب> فردد مراراً‪ ،‬قال‪< :‬ل تغضب> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 640‬وعن أبي يعلى شداد بن أوس َر ِ‬
‫<إن الّ كتب الحسان على كل شيء‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة‪ ،‬وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة‪،‬‬
‫وليحد أحدكم شفرته‪ ،‬وليرح ذبيحته> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم بين أمرين قط‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 641‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬ما خير َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬‫إل أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً‪ ،‬فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه‪ ،‬وما انتقم َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم لنفسه في شيء قط إل أن تنتهك حرمة الّ فينتقم ل تعالى‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬ ‫َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أل أخبركم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 642‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل> َروَاهُ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 75 *2‬باب العفو والعراض عن الجاهلين‬
‫ل تعالى (العراف ‪{ :)199‬خذ العفو‪ ،‬وأمر بالعرف‪ ،‬وأعرض عن الجاهلين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الحجر ‪{ :)85‬فاصفح الصفح الجميل}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النور ‪{ :)22‬وليعفوا وليصفحوا‪ ،‬أل تحبون أن يغفر الّ لكم؟}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)134‬والعافين عن الناس‪ ،‬وال يحب المحسنين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الشورى ‪{ :)43‬ولمن صبر وغفر‪ ،‬إن ذلك من عزم المور} واليات في الباب كثيرة‬
‫معلومة‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ :‬هل أتى عليك يوم كان‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 643‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أنها قالت للنبي َ‬
‫أشد من يوم أحد؟ قال‪< :‬لقد لقيت من قومك! وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة إذ عرضت‬
‫نفسي على ابن عبد يالِيلَ بن عبد كلل فلم يجبني إلى ما أردت‪ ،‬فانطلقت وأنا مهموم على وجهي‬
‫فلم أستفق إل وأنا بقرن الثعالب‪ ،‬فرفعت رأسي وإذا أنا بسحابة قد أظلتني‪ ،‬فنظرت فإذا فيها‬
‫ل تعالى قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك‪ ،‬وقد بعث‬ ‫جبريل عليه السلم فناداني فقال‪ :‬إن ا ّ‬
‫إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم‪ .‬فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال‪ :‬يا محمد إن الّ قد‬
‫سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك‪ ،‬فما شئت إن شئت‬
‫أطبقت عليهم الخشبين‪ .‬فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬بل أرجو أن يخرج الّ من أصلبهم‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫من يعبد الّ وحده ل يشرك به شيئاً> مُتّفَقٌ َ‬
‫<الخشبان> ‪ :‬الجبلن المحيطان بمكة‪ .‬و <الخشب> هو‪ :‬الجبل الغليظ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم شيئاً قط بيده‪ ،‬ول‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬ما ضرب َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 644‬وعنها رَ ِ‬
‫امرأة‪ ،‬ول خادماً‪ ،‬إل أن يجاهد في سبيل الّ‪ ،‬وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إل أن‬
‫ل تعالى فينتقم ل تعالى‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫ينتهك شيء من محارم ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وعليه برد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنت أمشي مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 645‬وعن أنس َر ِ‬
‫نجراني غليظ الحاشية‪ ،‬فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة‪ ،‬فنظرت إلى صفحة عاتق‬
‫علَي ِه َوسَلّم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته‪ .‬ثم قال‪ :‬يا محمد مر لي‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫من مال الّ الذي عندك‪ .‬فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كأني أنظر إلى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 646‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫يحكي نبياً من النبياء صلوات الّ وسلمه عليهم ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫وجهه ويقول‪< :‬اللهم اغفر لقومي فإنهم ل يعلمون> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ليس الشديد‬ ‫‪ - 647‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫بالصرعة‪ ،‬إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 76 *2‬باب احتمال الذى‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)134‬والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وال يحب‬ ‫@قال ا ّ‬
‫المحسنين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الشورى ‪{ :)43‬ولمن صبر وغفر‪ ،‬إن ذلك من عزم المور}‪.‬‬
‫وفي الباب الحاديث السابقة في الباب قبله‪.‬‬
‫‪ - 648‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال‪ :‬يا َرسُول الِّ إن لي قرابة أصلهم‬
‫ويقطعوني‪ ،‬وأحسن إليهم ويسيئون إلي‪ ،‬وأحلم عنهم ويجهلون علي‪ .‬فقال‪< :‬لئن كنت كما قلت‬
‫فكأنما تسفهم المل‪ ،‬ول يزال معك من الّ تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك> َروَا ُه مُسلِمٌ‪ .‬وقد‬
‫سبق شرحه في باب صلة الرحام (انظر الحديث رقم ‪. )318‬‬
‫*‪ - 77 *2‬باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع والنتصار لدين الّ تعالى‬
‫ل تعالى (الحج ‪{ :)30‬ومن يعظم حرمات الّ فهو خير له عند ربه}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ل ينصركم ويثبت أقدامكم}‪.‬‬ ‫وقال تعالى (محمد ‪{ :)7‬إن تنصروا ا ّ‬
‫‪ - 649‬وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري َرضِيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬إني لتأخر عن صلة الصبح من أجل فلن‪ ،‬مما يطيل بنا! فما رأيت النبي‬ ‫َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ‪ .‬فقال‪< :‬يا أيها الناس إن منكم‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫منفرين‪ ،‬فأيّكم أم الناس فليوجز؛ فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم من سفر وقد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 650‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬قدم َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم هتكه وتلون وجهه‪.‬‬ ‫سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل‪ ،‬فلما رآه َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ل يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الّ> مُتّفَقٌ َ‬ ‫وقال‪< :‬يا عائشة أشد الناس عذاباً عند ا ّ‬
‫<السهوة> ‪ :‬كالصفة تكون بين يدي البيت‪.‬‬
‫<القرام> بكسر القاف ستر رقيق‪.‬‬
‫و <هتكه> ‪ :‬أفسد الصورة التي فيه‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنها أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا‪ :‬من‬ ‫‪ - 651‬وعنها رَ ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم؟ فقالوا‪ :‬من يجترئُ عليه إل أسامة بن زيد حب رَسُول‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫يكلم فيها َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬أتشفع في حد من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫علَي ِه َوسَلّم‪ .‬فكلمه أسامة فقال َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ا ِ‬
‫حدود الّ تعالى؟!> ثم قام فاختطب ثم قال‪< :‬إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم‬
‫الشريف تركوه‪ ،‬وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد‪ ،‬وَأيْمُ الّ لو أن فاطمة بنت محمد‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫سرقت لقطعت يدها> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك‬ ‫‪ - 652‬وعن أنس َر ِ‬
‫عليه حتى رؤي في وجهه فقام فحكه بيده‪ ،‬فقال‪< :‬إن أحدكم إذا قام في صلته فإنه يناجي ربه‬
‫وإن ربه بينه وبين القبلة‪ ،‬فل يبزقن أحدكم قبل القبلة‪ ،‬ولكن عن يساره أو تحت قدمه> ثم أخذ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال‪< :‬أو يفعل هكذا> مُتّفَقٌ َ‬
‫والمر بالبصاق عن يساره أو تحت قدمه هو فيما إذا كان في غير المسجد‪ ،‬فأما في المسجد فل‬
‫يبصق إل في ثوبه‪.‬‬
‫*‪ - 78 *2‬باب أمر ولة المور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم‬
‫والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم‬
‫ل تعالى (الشعراء ‪{ :)215‬واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ل يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى‪ ،‬وينهى عن الفحشاء‬ ‫وقال تعالى (النحل ‪{ :)90‬إن ا ّ‬
‫والمنكر والبغي‪ ،‬يعظكم لعلكم تذكرون}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬كلكم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهماُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 653‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪ .‬المام راع ومسؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع في أهله ومسؤول‬
‫عن رعيته‪ ،‬والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها‪ ،‬والخادم راع في مال سيده‬
‫ومسؤول عن رعيته؛ وكلكم راع ومسؤول عن رعيته> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 654‬وعن أبي يعلى معقل بن يسار َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫ل رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إل حرم الّ عليه‬ ‫يقول‪< :‬ما من عبد يسترعيه ا ّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الجنة> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية‪< :‬فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة>‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم ل يجهد لهم‪ ،‬وينصح لهم‪ ،‬إل لم يدخل‬
‫الجنة> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول في بيتي‬ ‫‪ - 655‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت سمعت َرسُول ا ِ‬
‫هذا‪< :‬اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئاً‬
‫فرفق بهم فارفق بهم> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬كانت بنو‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 656‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫إسرائيل تسوسهم النبياء‪ ،‬كلما هلك نبي خلفه نبي‪ ،‬وإنه ل نبي بعدي‪ ،‬سيكون بعدي خلفاء‬
‫فيكثرون> قالوا‪ :‬يا رسول الّ فما تأمرنا؟ قال‪< :‬أوفوا ببيعة الول فالول‪ ،‬ثم أعطوهم حقهم‪،‬‬
‫واسألوا الّ الذي لكم فإن الّ سائلهم عما استرعاهم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه دخل على عبيد الّ بن زياد فقال‪ :‬أي بني إني‬ ‫‪ - 657‬وعن عائذ بن عمرو َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن شر الرعاء الحطمة> فإياك أن تكون منهم‪ُ .‬متّفَقٌ‬ ‫سمعت َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ سمعت َرسُول الِّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه قال لمعاوية رَ ِ‬ ‫‪ - 658‬وعن أبي مريم الزدي َر ِ‬
‫ل شيئ ًا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم‬ ‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬من وله ا ّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫وخلتهم وفقرهم‪ ،‬احتجب الّ دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة> فجعل معاوية رجلً على‬
‫حوائج الناس‪ .‬رواه أبو داود والترمذي‪.‬‬
‫*‪ - 79 *2‬باب الوالي العادل‬
‫ل يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى} الية‪.‬‬ ‫ل تعالى (النحل ‪{ :)90‬إن ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الحجرات ‪{ :)9‬وأقسطوا إن الّ يحب المقسطين}‪.‬‬
‫‪ - 659‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬سبعة يظلهم الّ في‬
‫ظله يوم ل ظل إل ظله‪ :‬إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ في عبادة الّ تعالى‪ ،‬ورجل قلبه معلق في‬
‫المساجد‪ ،‬ورجلن تحابا في الّ اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال‬
‫فقال إني أخاف الّ‪ ،‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه‪ ،‬ورجل ذكر‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الّ خالياً ففاضت عيناه> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهماُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 660‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬إن المقسطين عند الّ على منابر من نور‪ :‬الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 661‬وعن عوف بن مالك َر ِ‬
‫<خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم‪ ،‬وتصلون عليهم ويصلون عليكم‪ .‬وشرار أئمتكم الذين‬
‫تبغضونهم ويبغضونكم‪ ،‬وتلعنونهم ويلعنونكم!> قال‪ :‬قلنا يا رَسُول الِّ أفل ننابذهم؟ قال‪< :‬ل ما‬
‫أقاموا فيكم الصلة‪ ،‬ل‪ ،‬ما أقاموا فيكم الصلة> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫قوله‪< :‬تصلون عليهم> ‪ :‬تدعون لهم‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫‪ - 662‬وعن عياض بن حمار َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫<أهل الجنة ثلثة‪ :‬ذو سلطان مقسط موفق‪ ،‬ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم‪،‬‬
‫وعفيف متعفف ذو عيال> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 80 *2‬باب وجوب طاعة ولة المور في غير معصية الّ وتحريم طاعتهم في المعصية‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)59‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الّ‪ ،‬وأطيعوا الرسول‪ ،‬وأولي المر‬ ‫@قال ا ّ‬
‫منكم}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬على المرء المسلم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي َ‬ ‫‪ - 663‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫السمع والطاعة فيما أحب وكره‪ ،‬إل أن يؤمر بمعصية‪ ،‬فإذا أمر بمعصية فل سمع ول طاعة>‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على السمع‬ ‫‪ - 664‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا إذا بايعنا َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫والطاعة يقول لنا‪< :‬فيما استطعتم> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من خلع يداً من‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 665‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬
‫طاعة لقي الّ يوم القيامة ول حجة له‪ ،‬ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهليةً> َروَاهُ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتةً جاهليةً> ‪.‬‬
‫<الميتة> بكسر الميم‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬اسمعوا وأطيعوا إن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 666‬وعن أنس َر ِ‬
‫استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬عليك بالسمع‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 667‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫والطاعة في عسرك ويسرك‪ ،‬ومنشطك ومكرهك‪ ،‬وأثرة عليك> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في‬ ‫ل بن عمر َرضِيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬كنا مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 668‬وعن عبد ا ّ‬
‫شرِهِ إذ نادى‬‫ج َ‬‫سفر فنزلنا منزلً‪ ،‬فمنا من يصلح خباءه‪ ،‬ومنا من ينتضل‪ ،‬ومنا من هو في َ‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪ :‬الصلة جامعة‪ .‬فاجتمعنا إلى َرسُول ا ِ‬ ‫منادي َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم فقال‪< :‬إنه لم يكن نبي قبلي إل كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم‪،‬‬
‫وينذرهم شر ما يعلمه لهم‪ ،‬وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها‪ ،‬وسيصيب آخرها بلء وأمور‬
‫تنكرونها‪ ،‬وتجيء فتن يرقق بعضها بعضاً‪ ،‬وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي‪ ،‬ثم‬
‫تنكشف‪ ،‬وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه‪ ،‬فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة‬
‫فلتأته منيته وهو مؤمن بال واليوم الخر‪ ،‬وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه‪.‬‬
‫ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع‪ ،‬فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا‬
‫عنق الخر> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫قوله <ينتضل> ‪ :‬أي يسابق بالرمي بالنبل والنشاب‪.‬‬
‫و <الجشر> بفتح الجيم والشين المعجمة وبالراء‪ :‬وهي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها‪.‬‬
‫وقوله <يرقق بعضها بعضاً> ‪ :‬أي يصير بعضها بعضاً رقيقاً‪ :‬أي خفيفاً لعظم ما بعده فالثاني‬
‫يرقق الول‪ .‬وقيل معناه‪ :‬يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها‪ .‬وقيل‪ :‬يشبه بعضها‬
‫بعضاً‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬سأل سلمة بن يزيد الجعفي َرسُول الِّ‬ ‫‪ - 669‬وعن أبي هنيدة وائل بن حجر َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم فقال‪ :‬يا نبي الّ أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬اسمعوا وأطيعوا فإنما‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فما بأمرنا؟ فأعرض عنه‪ .‬ثم سأله فقال َرسُول ا ِ‬
‫عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬إنها‬ ‫ل بن مسعود َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 670‬وعن عبد ا ّ‬
‫لّ كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال‪:‬‬ ‫ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها!> قالوا‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الّ الذي لكم> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من أطاعني‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 671‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫فقد أطاع الّ‪ ،‬ومن عصاني فقد عصى الّ‪ ،‬ومن يطع المير فقد أطاعني‪ ،‬ومن يعص المير فقد‬
‫عصاني> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من كره من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 672‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫أميره شيئاً فليصبر‪ ،‬فإنه من خرج من السلطان شبرًا مات ميتةً جاهليةً> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 673‬وعن أبي بكرة رَ ِ‬
‫حسَنٌ‪ .‬وفي الباب أحاديث كثيرة في‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫أهان السلطان أهانه الّ> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫الصحيح‪ .‬وقد سبق بعضها في أبواب‪.‬‬
‫*‪ - 81 *2‬باب النهي عن سؤال المارة واختيار ترك الوليات إذا لم يتعين عليه أو تدع حاجة‬
‫إليه‬
‫ل تعالى (القصص ‪{ :)83‬تلك الدار الخرة نجعلها للذين ل يريدون علواً في الرض ول‬ ‫@قال ا ّ‬
‫فساداً‪ ،‬والعاقبة للمتقين}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 674‬وعن أبي سعيد عبد الرحمن بن سمرة رَ ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬يا عبد الرحمن ابن سمرة ل تسأل المارة فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت‬ ‫َ‬
‫عليها‪ ،‬وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها‪ ،‬وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فأت‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الذي هو خير وكفر عن يمينك> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬يا أبا ذر إني أراك‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 675‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫ضعيفاً‪ ،‬وإني أحب لك ما أحب لنفسي؛ ل تأمرن على اثنين‪ ،‬ول تولين مال يتيم> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫‪ - 676‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال قلت‪ :‬يا رَسُول الِّ أل تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي ثم‬
‫قال‪< :‬يا أبا ذر إنك ضعيف‪ ،‬وإنها أمانة‪ ،‬وإنها يوم القيامة خزي وندامة‪ ،‬إل من أخذها بحقها‬
‫أدى الذي عليه فيها> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إنكم‬ ‫‪ - 677‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ستحرصون على المارة‪ ،‬وستكون ندامة يوم القيامة> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 82 *2‬باب حث السلطان والقاضي وغيرهما من ولة المور على اتخاذ وزير صالح‬
‫وتحذيرهم من قرناء السوء والقبول منهم‬
‫ل تعالى (الزخرف ‪{ :)67‬الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ما‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 678‬وعن أبي سعيد وأبي هريرة َر ِ‬
‫بعث الّ من نبي ول استخلف من خليفة إل كانت له بطانتان‪ :‬بطانة تأمره بالمعروف وتحضه‬
‫عليه‪ ،‬وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه؛ والمعصوم من عصم الّ> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا أراد الّ‬ ‫‪ - 679‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ‬
‫بالمير خيراً جعل له وزير صدق‪ :‬إن نسي ذكره‪ ،‬وإن ذكر أعانه‪ ،‬وإذا أراد به غير ذلك جعل له‬
‫وزير سوء‪ :‬إن نسي لم يذكره‪ ،‬وإن ذكر لم يعنه> رواه أبو داود بإسناد جيد على شرط مسلم‪.‬‬
‫*‪ - 83 *2‬باب النهي عن تولية المارة والقضاء وغيرهما من الوليات لمن سألها أو حرص‬
‫عليهم فعرض بها‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬دخلت على النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أنا‬ ‫‪ - 680‬عن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫جلّ‪ ،‬وقال‬ ‫ع ّز وَ َ‬‫ورجلن من بني عمي فقال أحدهما‪ :‬يا َرسُول الِّ أمرنا على بعض ما ولك الّ َ‬
‫الخر مثل ذلك‪ .‬فقال‪< :‬إنا وال ل نولي هذا العمل أحداً سأله‪ ،‬أو أحداً حرص عليه> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫*‪ *1‬كتاب الدب‬
‫*‪ - 84 *2‬باب الحياء وفضله والحث على التخلق به‬
‫علَيهِ َوسَلّم مر على رجل من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 681‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬دعه فإن الحياء من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫النصار وهو يعظ أخاه في الحياء‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫اليمان> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 682‬وعن عمران بن حصين َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<الحياء ل يأتي إل بخير> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬الحياء خير كله> أو قال‪< :‬الحياء كله خير> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬اليمان بضع‬ ‫‪ - 683‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫وسبعون أو بضع وستون شعبة‪ .‬فأفضلها قول ل إله إل الّ‪ ،‬وأدناها إماطة الذى عن الطريق‪.‬‬
‫والحياء شعبة من اليمان> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<البضع> بكسر الباء‪ ،‬ويجوز فتحها وهو‪ :‬من الثلثة إلى العشرة‪.‬‬
‫و <الشعبة> ‪ :‬القطعة والخصلة‪.‬‬
‫و <الماطة> ‪ :‬الزالة‪.‬‬
‫و <الذى> ‪ :‬ما يؤذي كحجر وشوك وطين ورماد وقذر ونحو ذلك‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أشد‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 684‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫حياء من العذراء في خدرها‪ ،‬فإذا رأى شيئ ًا يكرهه عرفناه في وجهه‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬حقيقة الحياء‪ :‬خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق‪.‬‬
‫وروينا عن أبي القاسم الجنيد رحمه الّ قال‪ :‬الحياء رؤية اللء‪ :‬أي النعم‪ ،‬ورؤية التقصير‬
‫فيتولد بينهما حالة تسمى حياء‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 85 *2‬باب حفظ السر‬
‫ل تعالى (السراء ‪{ :)34‬وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولً}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 685‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫ل منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها>‬ ‫أشر الناس عند ا ّ‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَن ُه حين تأيمت بنته حفصة‬ ‫ل بن عمر َرضِيَ الُّ عَنهُما أن عمر َر ِ‬ ‫‪ - 686‬وعن عبد ا ّ‬
‫قال‪ :‬لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت‪ :‬إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر‪ .‬قال‪:‬‬
‫سأنظر في أمري‪ .‬فلبثت ليالي ثم لقيني فقال‪ :‬قد بدا لي أن ل أتزوج يومي هذا‪ .‬فلقيت أبا بكر‬
‫الصديق َرضِيَ الُّ عَنهُ فقلت‪ :‬إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر‪ .‬فصمت أبو بكر َرضِيَ الُّ عَنهُ‬
‫فلم يرجع إلي شيئاً! فكنت عليه أوجد مني على عثمان‪ ،‬فلبثت ليالي ثم خطبها النبي صَلّى الُّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فأنكحتها إياه‪ .‬فلقيني أبو بكر فقال‪ :‬لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم‬ ‫َ‬
‫أرجع إليك شيئاً؟ فقلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إل أني كنت‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫علَيهِ َوسَلّم ذكرها فلم أكن لفشي سر َرسُول ا ِ‬ ‫علمت أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم لقبلتها> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬‫ولو تركها النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنها‪.‬‬ ‫قوله‪< :‬تأيمت> ‪ :‬أي صارت بل زوج‪ .‬وكان زوجها توفي َر ِ‬
‫<وجدت> ‪ :‬غضبت‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم عنده فأقبلت‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 687‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كن أزواج النبي َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم شيئاً‪،‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫فاطمة َرضِيَ الُّ عَنها تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رَسُول ا ِ‬
‫فلما رآها رحب بها وقال‪< :‬مرحبًا بابنتي> ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله‪ ،‬ثم سارها فبكت‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫بكاءً شديداً‪ ،‬فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت‪ .‬فقلت لها‪ :‬خصك َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬ ‫علَي ِه َوسَلّم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين؟ فلما قام َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى‬ ‫علَي ِه َوسَلّم؟ قالت‪ :‬ما كنت لفشي على َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫سألتها‪ :‬ما قال لك َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قلت‪ :‬عزمت عليك بما لي عليك‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم سره‪ .‬فلما توفي َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم؟ فقالت‪ :‬أما الن فنعم‪ :‬أما حين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫من الحق لما حدثتني ما قال لك َرسُول ا ِ‬
‫سارني في المرة الولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وأنه‬
‫عارضه الن مرتين <وإني ل أرى الجل إل قد اقترب فاتقي الّ واصبري فإنه نعم السلف أنا‬
‫لك> فبكيت بكائي الذي رأيت‪ ،‬فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال‪< :‬يا فاطمة أما ترضين أن‬
‫تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه المة؟> فضحكت ضحكي الذي رأيت‪ .‬مُتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪ .‬وهذا لفظ مسلم‪.‬‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وأنا‬ ‫‪ - 688‬وعن ثابت عن أنس َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتى علي َرسُول ا ِ‬
‫ألعب مع الغلمان فسلم علينا فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي‪ .‬فلما جئت قالت‪ :‬ما حبسك؟‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم لحاجة‪ .‬قالت‪ :‬ما حاجته؟ قلت‪ :‬إنها سر‪ .‬قالت‪ :‬ل‬ ‫قلت‪ :‬بعثني َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أحداً‪ .‬قال أنس‪ :‬وال لو حدثت به أحداً لحدثتك به يا‬ ‫تخبرن بسر َرسُول ا ِ‬
‫ثابت‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪ ،‬وروى البخاري بعضه مختصراً‪.‬‬
‫*‪ - 86 *2‬باب الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد‬
‫ل تعالى (السراء ‪{ :)34‬وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولً}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (النحل ‪{ :)91‬وأوفوا بعهد الّ إذا عاهدتم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المائدة ‪{ :)1‬يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الصف ‪{ :)3 ،2‬يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما ل تفعلون؟ كبر مقتاً عند الّ أن‬
‫تقولوا ما ل تفعلون!}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬آية المنافق‬ ‫‪ - 689‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ثلث‪ :‬إذا حدث كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا اؤتمن خان> مُتّفَقٌ َ‬
‫زاد في رواية لمسلم‪< :‬وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم> ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬ ‫ل صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن رسول ا ّ‬ ‫‪ - 690‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫قال‪< :‬أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً‪ ،‬ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من‬
‫النفاق حتى يدعها‪ :‬إذا اؤتمن خان‪ ،‬وإذا حدث كذب‪ ،‬وإذا عاهد غدر‪ ،‬وإذا خاصم فجر> ُمتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬لو قد جاء مال‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 691‬وعن جابر َر ِ‬
‫البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا> فلم يجيء مال البحرين حتى قبض النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ‬
‫لّ صَلّى‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ فنادى‪ :‬من كان له عند َرسُول ا ِ‬ ‫َوسَلّم‪ ،‬فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال لي كذا وكذا‪،‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم عدة أو دين فليأتنا‪ .‬فأتيته وقلت‪ :‬إن النبي َ‬
‫فحثى لي حثية فعددتها فإذا هي خمسمائة فقال‪ :‬خذ مثليها‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 87 *2‬باب المحافظة على ما اعتاده من الخير‬
‫ل تعالى (الرعد ‪{ :)11‬إن الّ ل يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (النحل ‪{ :)92‬ول تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً}‪.‬‬
‫و <النكاث> جمع نكث وهو‪ :‬الغزل المنقوض‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحديد ‪{ :)16‬ول يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم المد فقست‬
‫قلوبهم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحديد ‪{ :)27‬فما رعوها حق رعايتها}‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 692‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫ل ل تكن مثل فلن كان يقوم الليل فترك قيام الليل!> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬ ‫َوسَلّم‪< :‬يا عبد ا ّ‬
‫*‪ - 88 *2‬باب استحباب طيب الكلم وطلقة الوجه عند اللقاء‬
‫ل تعالى (الحجر ‪{ :)88‬واخفض جناحك للمؤمنين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)159‬ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك}‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬اتقوا النار‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 693‬وعن عدي بن حاتم َر ِ‬
‫ولو بشق تمرة‪ ،‬فمن لم يجد فبكلمة طيبة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬والكلمة الطيبة‬ ‫‪ - 694‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫صدقة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪ .‬وهو بعض حديث تقدم بطوله (انظر الحديث رقم ‪. )122‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل تحقرن من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 695‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 89 *2‬باب استحباب بيان الكلم وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إل بذلك‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلثاً‬ ‫‪ - 696‬وعن أنس َر ِ‬
‫حتى تفهم عنه‪ ،‬وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلثاً‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كلماً فصلً‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 697‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان كلم َرسُول ا ِ‬
‫يفهمه كل من يسمعه‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫*‪ - 90 *2‬باب إصغاء الجليس لحديث جليسه الذي ليس بحرام واستنصات العالم والواعظ‬
‫حاضري مجلسه‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم في حجة‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫ل رَ ِ‬‫‪ - 698‬عن جرير بن عبد ا ّ‬
‫الوداع‪< :‬استنصت الناس> ثم قال‪< :‬ل ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض> ُمتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫*‪ - 91 *2‬باب الوعظ والقتصاد فيه‬
‫ل تعالى (النحل ‪{ :)125‬ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ يذكرنا في كل خميس‪.‬‬ ‫‪ - 699‬وعن أبي وائل شقيق بن سلمة قال‪ :‬كان ابن مسعود َر ِ‬
‫فقال له رجل‪ :‬يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم‪ .‬فقال‪ :‬أما إنه يمنعني من ذلك أني‬
‫علَي ِه َوسَلّم يتخولنا بها‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أكره أن أملكم‪ ،‬وإني أتخولكم بالموعظة كما كان َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مخافة السآمة علينا‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫<يتخولنا> ‪ :‬يتعهدنا‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 700‬وعن أبي يقظان عمار بن ياسر َر ِ‬
‫َوسَلّم يقول‪< :‬إن طول صلة الرجل وقصر خطبته َمئِنّة من فقهه‪ ،‬فأطيلوا الصلة وأقصروا‬
‫الخطبة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫<مَ ِئنّة> بميم مفتوحة‪ ،‬ثم همزة مكسورة‪ ،‬ثم نون مشددة أي‪ :‬علمة دالة على فقهه‪.‬‬
‫لّ صَلّى‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪< :‬بينا أنا أصلي مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 701‬وعن معاوية بن الحكم السلمي رَ ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذ عطس رجل من القوم فقلت‪ :‬يرحمك الّ‪ .‬فرماني القوم بأبصارهم‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫واثكل ُأ ّميَاه! ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم! فلما رأيتهم‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً‬ ‫يصمتونني لكني سكت‪ .‬فلما صلى َرسُول ا ِ‬
‫قبله ول بعده أحسن تعليماً منه‪ ،‬فوال ما كهرني ول ضربني ول شتمني‪ .‬قال‪< :‬إن هذه الصلة‬
‫ل يصلح فيها شيء من كلم الناس‪ ،‬إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن‪ ،‬أو كما قال َرسُول‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ .‬قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الّ بالسلم‪ ،‬وإن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ا ِ‬
‫منا رجالً يأتون الكهان؟ قال‪< :‬فل تأتهم> قلت‪ :‬ومنا رجال يتطيرون؟ قال‪< :‬ذلك شيء يجدونه‬
‫في صدورهم فل َيصُدّ ّنهُم> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫<الثكل> بضم الثاء المثلثة‪ :‬المصيبة والفجيعة‪.‬‬
‫<ما كهرني> ‪ :‬أي ما نهرني‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬وعظنا رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 702‬وعن العرباض بن سارية َر ِ‬
‫موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون‪ .‬وذكر الحديث وقد سبق بكماله في باب المر‬
‫بالمحافظة على السنة (انظر الحديث رقم ‪ ، )157‬وذكرنا أن الترمذي قال أنه حديث حسن‬
‫صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 92 *2‬باب الوقار والسكينة‬
‫ل تعالى (الفرقان ‪{ :)63‬وعباد الرحمن الذين يمشون على الرض هوناً‪ ،‬وإذا خاطبهم‬ ‫@قال ا ّ‬
‫الجاهلون قالوا سلماً}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم مستجمعاً قط‬ ‫‪ - 703‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬ما رأيت َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ضاحك ًا حتى ترى منه لهواته‪ ،‬إنما كان يتبسم‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫<اللهوات> جمع لهاة وهي‪ :‬اللحمة التي في أقصى سقف الفم‪.‬‬
‫*‪ - 93 *2‬باب الندب إلى إتيان الصلة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار‬
‫ل تعالى (الحج ‪{ :)32‬ومن يعظم شعائر الّ فإنها من تقوى القلوب}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫‪ - 704‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫أقيمت الصلة فل تأتوها وأنتم تسعون‪ ،‬وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة‪ ،‬فما أدركتم فصلوا‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫وما فاتكم فأتموا> مُتّفَقٌ َ‬
‫زاد مسلم في رواية له‪< :‬فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلة فهو في صلة> ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما أنه دفع مع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يوم عرفة فسمع‬ ‫‪ - 705‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وراءه زجراً شديدًا وضرب ًا وصوتاً للبل‪ ،‬فأشار بسوطه إليهم وقال‪:‬‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫<أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس باليضاع> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪ .‬وروى مسلم بعضه‪.‬‬
‫<البر> ‪ :‬الطاعة‪.‬‬
‫و <اليضاع> بضاد معجمة قبلها ياء وهمزة مكسورة وهو‪ :‬السراع‪.‬‬
‫*‪ - 94 *2‬باب إكرام الضيف‬
‫ل تعالى (الذاريات ‪{ :)27 - 24‬هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين‪ ،‬إذ دخلوا عليه‬ ‫@قال ا ّ‬
‫فقالوا سلماً‪ ،‬قال سلم قوم منكرون‪ .‬فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين‪ ،‬فقربه إليهم قال‪ :‬أل‬
‫تأكلون؟}‬
‫وقال تعالى (هود ‪{ :)78‬وجاءه قومه يهرعون إليه‪ ،‬ومن قبل كانوا يعملون السيئات! قال‪ :‬يا‬
‫ل ول تخزون في ضيفي‪ ،‬أليس منكم رجل رشيد؟!}‪.‬‬ ‫قوم هؤلء بناتي هن أطهر لكم‪ ،‬فاتقوا ا ّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من كان يؤمن بال‬ ‫‪ - 706‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫واليوم الخر فليكرم ضيفه‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليصل رحمه‪ ،‬ومن كان يؤمن‬
‫بال واليوم الخر فليقل خيرًا أو ليصمت> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 707‬وعن أبي شريح خويلد بن عمرو َر ِ‬
‫َوسَلّم يقول‪< :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه جائزته> قالوا‪ :‬وما جائزته يا‬
‫َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬يومه وليلته‪ .‬والضيافة ثلثة أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه> ُمتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫لّ وكيف‬ ‫وفي رواية لمسلم‪< :‬ول يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه> قالوا‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫يؤثمه؟ قال‪< :‬يقيم عند أخيه ول شيء يقريه به> ‪.‬‬
‫*‪ - 95 *2‬باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير‬
‫ل تعالى (الزمر ‪{ :)18 ،17‬فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (التوبة ‪{ :)21‬يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان‪ ،‬وجنات لهم فيها نعيم مقيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (فصلت ‪{ :)30‬وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الصافات ‪{ :)101‬فبشرناه بغلم حليم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (هود ‪{ :)69‬ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى}‪.‬‬
‫وقال تعالى (هود ‪{ :)71‬وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق‪ ،‬ومن وراء إسحاق يعقوب}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)39‬فنادته الملئكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الّ يبشرك‬
‫بيحيى}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)45‬إذ قالت الملئكة يا مريم إن الّ يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح}‬
‫الية‪ .‬واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫وأما الحاديث فكثيرة جدًا وهي مشهورة في الصحيح‪ .‬منها‪:‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‬ ‫‪ - 708‬عن أبي إبراهيم ويقال أبو محمد‪ ،‬ويقال أبو معاوية عبد الّ بن أبي أوفى َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم بشر خديجة َرضِيَ الُّ عَنها ببيت في الجنة من قصب‪ ،‬ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫أن َرسُول ا ِ‬
‫صخب فيه‪ ،‬ول نصب‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<القصب> هنا‪ :‬اللؤلؤ المجوف‪.‬‬
‫و <الصخب> ‪ :‬الصياح واللغط‪.‬‬
‫و <النصب> ‪ :‬التعب‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه توضأ في بيته ثم خرج فقال‪ :‬للزمن َرسُول‬ ‫‪ - 709‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ ،‬ولكونن معه يومي هذا‪ .‬فجاء المسجد فسأل عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ا ِ‬
‫َوسَلّم فقالوا‪ :‬وجه ههنا‪ .‬قال‪ :‬فخرجت على أثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس‪ ،‬فجلست عند‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم حاجته وتوضأ‪ ،‬فقمت إليه فإذا هو قد جلس‬ ‫الباب حتى قضى َرسُول ا ِ‬
‫على بئر أريس وتوسط قُ ّفهَا وكشف عن ساقيه ودلهما في البئر‪ ،‬فسلمت عليه ثم انصرفت‬
‫علَي ِه َوسَلّم اليوم‪ .‬فجاء أبو بكر‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فجلست عند الباب‪ .‬فقلت‪ :‬لكونن بواب َرسُول ا ِ‬
‫َرضِيَ الُّ عَنهُ فدفع الباب‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا؟ فقال‪ :‬أبو بكر‪ .‬فقلت‪ :‬على رسلك‪ ،‬ثم ذهبت فقلت‪ :‬يا‬
‫َرسُول الِّ هذا أبو بكر يستأذن‪ .‬فقال‪< :‬ائذن له وبشره بالجنة> فأقبلت حتى قلت لبي بكر‪:‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫لّ يبشرك بالجنة‪ .‬فدخل أبو بكر حتى جلس عن يمين النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ادخل و َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وكشف عن ساقيه‪.‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع رَسُول ا ِ‬
‫ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت‪ :‬إن يرد الّ بفلن (يريد أخاه) خيراً يأت‬
‫به‪ .‬فإذا إنسان يحرك الباب‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا؟ فقال‪ :‬عمر بن الخطاب‪ .‬فقلت‪ :‬على رسلك‪ ،‬ثم جئت‬
‫علَيهِ َوسَلّم فسلمت عليه وقلت‪ :‬هذا عمر يستأذن‪ .‬فقال‪< :‬ائذن له‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫إلى َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم بالجنة‪ ،‬فدخل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وبشره بالجنة> فجئت عمر فقلت‪ :‬أذن ويبشرك َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر‪ .‬ثم رجعت‬ ‫فجلس مع َرسُول ا ِ‬
‫ل بفلن خيرًا (يعني أخاه) يأت به‪ .‬فجاء إنسان فحرك الباب‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا؟‬ ‫فقلت‪ :‬إن يرد ا ّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم فأخبرته فقال‪:‬‬ ‫فقال‪ :‬عثمان بن عفان‪ .‬فقلت‪ :‬على رسلك‪ ،‬وجئت النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫<ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه> فجئت فقلت‪ :‬ادخل ويبشرك َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم بالجنة مع بلوى تصيبك‪ .‬فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاههم من الشق الخر‪ .‬قال‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫سعيد بن المسيب‪ :‬فأولتها قبورهم‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بحفظ الباب‪ .‬وفيها أن عثمان حين‬ ‫وزاد في رواية‪< :‬وأمرني َرسُول ا ِ‬
‫بشره حمد الّ تعالى ثم قال‪ :‬الّ المستعان> ‪.‬‬
‫قوله‪< :‬وجه> ‪ :‬بفتح الواو وتشديد الجيم أي توجه‪.‬‬
‫وقوله <بئر أريس> هو بفتح الهمزة وكسر الراء وبعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم سين‬
‫مهملة وهو مصروف ومنهم من منع صرفه‪.‬‬
‫و <القف> بضم القاف وتشديد الفاء‪ :‬هو المبنى حول البئر‪.‬‬
‫قوله <على رسلك> بكسر الراء على المشهور وقيل بفتحها‪ :‬أي ارفق‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ومعنا‬ ‫‪ - 710‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا قعودًا حول َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم من بين أظهرنا‬ ‫أبو بكر وعمر َرضِيَ الُّ عَنهُما في نفر فقام َرسُول ا ِ‬
‫فأبطأ علينا‪ ،‬وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا‪ ،‬فكنت أول من فزع‪ ،‬فخرجت أبتغي َرسُول‬
‫علَي ِه َوسَلّم حتى أتيت حائطاً للنصار لبني النجار فدرت به هل أجد له باباً فلم أجد‪،‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ا ِ‬
‫فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة (والربيع‪ :‬الجدول الصغير) فاحتفزت فدخلت على‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ .‬فقال‪< :‬أبو هريرة؟> فقلت‪ :‬نعم يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬ما‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫َرسُول ا ِ‬
‫شأنك؟> قلت‪ :‬كنت بين ظهرينا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقتطع دوننا ففزعنا‪ ،‬فكنت أول‬
‫من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلء الناس ورائي‪ .‬فقال‪< :‬يا أبا‬
‫هريرة> و أعطاني نعليه فقال‪< :‬اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن ل‬
‫ل مستيقن ًا بها قلبه فبشره بالجنة> وذكر الحديث بطوله‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫إله إل ا ّ‬
‫<الربيع> ‪ :‬النهر الصغير وهو الجدول ‪ -‬بفتح الجيم ‪ -‬كما فسره في الحديث‪.‬‬
‫وقوله <احتفزت> روي بالراء وبالزاي‪ .‬ومعناه بالزاي‪ :‬تضاممت وتصاغرت حتى أمكنني‬
‫الدخول‪.‬‬
‫‪ - 711‬وعن ابن شماسة قال‪ :‬حضرنا عمرو بن العاص َرضِيَ الُّ عَنهُ وهو في سياقة الموت‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫فبكى طويلً‪ ،‬وحول وجهه إلى الجدار‪ .‬فجعل ابنه يقول‪ :‬يا أبتاه أما بشرك َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم بكذا؟ فأقبل بوجهه فقال‪ :‬إن أفضل‬ ‫علَي ِه َوسَلّم بكذا؟ أما بشرك َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫ما نعد شهادة أن ل إله إل الّ وأن محمدًا َرسُول الِّ‪ .‬إني قد كنت على أطباق ثلث‪ :‬لقد رأيتني‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم مني ول أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه‬ ‫وما أحد أشد بغضاً ل َرسُول ا ِ‬
‫فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار‪ ،‬فلما جعل الّ السلم في قلبي أتيت النبي‬
‫علَيهِ َوسَلّم فقلت‪ :‬ابسط يمينك فلبايعك‪ ،‬فبسط يمينه فقبضت يدي‪ .‬فقال‪< :‬ما لك يا‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫عمرو؟> قلت‪ :‬أردت أن أشترط‪ .‬قال‪< :‬تشترط ماذا؟> قلت‪ :‬أن يغفر لي‪ .‬قال‪< :‬أما علمت أن‬
‫السلم يهدم ما كان قبله‪ ،‬وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها‪ ،‬وأن الحج يهدم ما كان قبله؟> وما‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪ ،‬ول أجل في عيني منه‪ ،‬وما كنت أطيق أن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫كان أحد أحب إلي من َرسُول ا ِ‬
‫أمل عيني منه إجللً له‪ ،‬ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لني لم أكن أمل عيني منه ولو مت على‬
‫تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة‪ ،‬ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها‪ ،‬فإذا أنا مت فل‬
‫تصحبني نائحة ول نار‪ ،‬فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شناً‪ ،‬ثم أقيموا حول قبري قدر ما‬
‫تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫قوله‪< :‬شنوا> ‪ :‬روي بالشين المعجمة وبالمهملة أي‪ :‬صبوه قليلً قليلً‪ ،‬وال سبحانه أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 96 *2‬باب وداع الصاحب ووصيته عود فراقه لسفر وغيره والدعاء له وطلب الدعاء منه‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)133 ،132‬ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب‪ :‬يا بني إن الّ اصطفى‬ ‫@قال ا ّ‬
‫لكم الدين فل تموتن إل وأنتم مسلمون‪ ،‬أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما‬
‫تعبدون من بعدي؟ قالوا‪ :‬نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً‪ ،‬ونحن له‬
‫مسلمون}‪.‬‬
‫وأما الحاديث‪:‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ ‪ -‬الذي سبق في باب إكرام أهل بيت َرسُول الِّ‬ ‫‪ - 712‬فمنها حديث زيد بن أرقم َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فينا‬ ‫علَيهِ َوسَلّم (انظر الحديث رقم ‪ - )345‬قال‪ :‬قام َرسُول ا ِ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫خطيباً فحمد الّ وأثنى عليه ووعظ وذكر‪ ،‬ثم قال‪< :‬أما بعد‪ ،‬أل أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك‬
‫أن يأتي َرسُول ربي فأجيب‪ ،‬وأنا تارك فيكم ثقلين‪ :‬أولهما كتاب الّ فيه الهدى والنور؛ فخذوا‬
‫ل ورغب فيه‪ .‬ثم قال‪< :‬وأهل بيتي‪ ،‬أذكركم الّ في‬ ‫ل واستمسكوا به> فحث على كتاب ا ّ‬ ‫بكتاب ا ّ‬
‫أهل بيتي> َروَا ُه مُسلِمٌ‪ .‬وقد سبق بطوله‪.‬‬
‫علَيهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتينا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 713‬وعن أبي سليمان مالك بن الحويرث َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬ ‫شبَ َبةٌ متقاربون‪ ،‬فأقمنا عنده عشرين ليلة‪ ،‬وكان َرسُول ا ِ‬ ‫َوسَلّم ونحن َ‬
‫رحيم ًا رفيقاً‪ ،‬فظن أنا قد اشتقنا أهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه‪ .‬فقال‪< :‬ارجعوا إلى‬
‫أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وصلوا صلة كذا في حين كذا وصلة كذا في حين كذا‪،‬‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫فإذا حضرت الصلة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم> ُمتّفَقٌ َ‬
‫زاد البخاري في رواية له‪< :‬وصلوا كما رأيتموني أصلي>‬
‫قوله <رحيم ًا رفيقاً> روي بفاء وقاف‪ ،‬وروي بقافين‪.‬‬
‫‪ - 714‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬استأذنت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في العمرة‬
‫فأذن وقال‪< :‬ل تنسنا يا أخي من دعائك> فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا‪ .‬وفي رواية‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫قال‪< :‬أشركنا يا أخي في دعائك> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ كان يقول للرجل إذا‬ ‫‪ - 715‬وعن سالم بن عبد الّ بن عمر أن عبد الّ بن عمر َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يودعنا‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أراد سفراً‪ :‬ادن مني حتى أودعك كما كان َرسُول ا ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫أستودع الّ دينك‪ ،‬وأمانتك وخواتيم عملك‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫ل بن يزيد الخطمي الصحابي َر ِ‬ ‫‪ - 716‬وعن عبد ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذا أراد أن يودع الجيش يقول‪< :‬أستودع الّ دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم>‬ ‫َ‬
‫حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬جاء رجل إلى النبيّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬يا َرسُول‬ ‫‪ - 717‬وعن أنس َر ِ‬
‫الِّ إني أريد سفرًا فزودني‪ .‬فقال‪< :‬زودك الّ التقوى> قال‪ :‬زدني‪ .‬قال‪< :‬وغفر ذنبك> ‪ .‬قال‪:‬‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫زدني‪ .‬قال‪< :‬ويسر لك الخير حيثما كنت> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 97 *2‬في الستخارة والمشاورة‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)159‬وشاورهم في المر}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الشورى ‪{ :)38‬وأمرهم شورى بينهم} أي يتشاورون بينهم فيه‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يعلمنا الستخارة في‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 718‬وعن جابر َر ِ‬
‫المور كلها كالسورة من القرآن؛ يقول‪< :‬إذا هم أحدكم بالمر فليركع ركعتين من غير الفريضة‬
‫ثم ليقل‪:‬‬
‫ك تَقْ ِد ُر وَل أ ْق ِدرُ‪،‬‬
‫ك بِقُ ْدرَتِكَ‪ ،‬وأسألُكَ من َفضْلِكَ ال َعظِيم؛ فَ ِإنّ َ‬ ‫ستَقْ ِدرُ َ‬
‫ك بِ ِع ْلمِكَ‪ ،‬وأ ْ‬‫ستَخِيرُ َ‬
‫اللهُمّ إنّي أ ْ‬
‫خ ْيرٌ لِي في ِد ْينِي َومَعَاشِي‬ ‫ت تَعَْلمُ أَنّ هَذا ال ْمرَ َ‬‫علّمُ ال ُغيُوبِ؛ اللهُمّ ِإنْ ُكنْ َ‬ ‫علَمُ‪ ،‬وََأنْتَ َ‬ ‫وتَعْلَمُ ول أ ْ‬
‫ت تَ ْعلَمُ‬
‫سرْهُ لِي ثُ ّم بَارِكْ لِي فِيه؛ وَإِنْ ُكنْ َ‬ ‫جِلهِ‪ ،‬فَا ْق ُدرْهُ لِي َويَ ّ‬
‫جلِ َأ ْمرِي وَآ ِ‬ ‫وَعَا ِقبَةِ أ ْمرِي‪ ،‬أو قال‪ :‬عَا ِ‬
‫عنّي‬ ‫صرِ ْفهُ َ‬ ‫جلِ َأ ْمرِي وَآجِ ِلهِ‪ ،‬فَا ْ‬ ‫شرّ لِي فِي ِد ْينِي َومَعَاشِي وَعَا ِق َبةِ َأ ْمرِي؛ أو قال‪ :‬عا ِ‬ ‫أَنّ َهذَا ا َل ْم َر َ‬
‫ضنِي بِه‪.‬‬‫حيْثُ كان‪ ،‬ثُ ّم َر ّ‬ ‫خ ْيرَ َ‬‫ع ْنهُ‪ ،‬وَاقْ ُدرْ ِليَ ال َ‬
‫صرِ ْفنِي َ‬ ‫وَا ْ‬
‫ج َتهُ (‪َ >)1‬روَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬ ‫سمّي حا َ‬ ‫قال‪َ < :‬ويُ َ‬
‫‪----------‬‬
‫[(‪ )1‬أي بدل قوله "هذا المر"‪ ،‬فيقول مثل‪" :‬اللهم إن كنت تعلم أن زاوجي من فلنة بنت‬
‫فلنة‪ ،‬خير لي‪ ،"...‬أو "اللهم إن كنت تعلم أن سفري غدا إلى مصر هو خير لي‪."...‬‬
‫دار الحديث‪].‬‬
‫‪----------‬‬
‫*‪ - 98 *2‬باب استحباب الذهاب إلى العيد وعيادة المريض والحج والغزو والجنازة ونحوها من‬
‫طريق والرجوع من طريق آخر لتكثير مواضع العبادة‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا كان يوم عيد خالف‬ ‫‪ - 719‬عن جابر َر ِ‬
‫الطريق‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫قوله <خالف الطريق> ‪ :‬يعني ذهب في طريق ورجع في طريق آخر‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كان يخرج من طريق‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 720‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫الشجرة ويدخل من طريق المعرس‪ ،‬وإذا دخل مكة دخل من الثنية العليا ويخرج من الثنية‬
‫السفلى‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 99 *2‬باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم كالوضوء والغسل والتيمم‬
‫ولبس الثوب والنعل والخف والسراويل ودخول المسجد والسواك والكتحال وتقليم الظفار‬
‫وقص الشارب ونتف البط وحلق الرأس والسلم من الصلة والكل والشرب والمصافحة‬
‫واستلم الحجر السود والخروج من الخلء والخذ والعطاء وغير ذلك مما هو في معناه‬
‫ويستحب تقديم اليسار في ضد ذلك كالمتخاط والبصاق عن اليسار ودخول الخلء والخروج من‬
‫المسجد وخلع الخف والنعل والسراويل والثوب والستنجاء وفعل المستقذرات وأشباه ذلك‬
‫ل تعالى (الحاقة ‪{ :)19‬فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول‪ :‬هاؤم اقرءوا كتابيه} اليات‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الواقعة ‪{ :)9 ،8‬فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة‪ ،‬وأصحاب المشأمة ما أصحاب‬
‫المشأمة}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يعجبه التيمن في‬ ‫‪ - 721‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫شأنه كله‪ :‬في طهوره‪ ،‬وترجله‪ ،‬وتنعله‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم اليمنى لطهوره‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كانت يد َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 722‬وعنها رَ ِ‬
‫وطعامه‪ ،‬وكانت اليسرى لخلئه وما كان من أذىً‪ .‬حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال لهن في غسل ابنته‬ ‫‪ - 723‬وعن أم عطية رَ ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َرضِيَ الُّ عَنها‪< :‬ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا انتعل أحدكم‬ ‫‪ - 724‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫فليبدأ باليمنى‪ ،‬وإذا نزع فليبدأ بالشمال؛ لتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يجعل يمينه لطعامه‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 725‬وعن حفصة رَ ِ‬
‫وشرابه وثيابه‪ ،‬ويجعل يساره لما سوى ذلك> رواه أبو داود وغيره‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا لبستم وإذا‬ ‫‪ - 726‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫توضأتم فابدءوا بأيامنكم> حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أتى منىً فأتى الجمرة فرماها‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 727‬وعن أنس َر ِ‬
‫ى ونحر ثم قال للحلق‪< :‬خذ> وأشار إلى جانيه اليمن ثم اليسر ثم جعل‬ ‫ثم أتى منزله بمن ً‬
‫يعطيه الناس‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬لما رمى الجمرة ونحر نسكه وحلق ناول الحلق شقه اليمن فحلقه ثم دعا أبا طلحة‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ فأعطاه إياه‪ ،‬ثم ناوله الشق اليسر فقال‪< :‬احلق> فحلقه فأعطاه أبا‬ ‫النصاري َر ِ‬
‫طلحة فقال‪< :‬اقسمه بين الناس> ‪.‬‬
‫*‪ *1‬كتاب آداب الطعام‬
‫*‪ - 100 *2‬باب التسمية في أوله والحمد في آخره‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬سم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 728‬عن عمر بن أبي سلمة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الّ‪ ،‬وكل بيمينك؛ وكل مما يليك> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا أكل أحدكم‬ ‫‪ - 729‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ‬
‫ل تعالى‪ ،‬فإن نسي أن يذكر اسم الّ تعالى في أوله فليقل بسم الّ أوله وآخره>‬ ‫فليذكر اسم ا ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إذا دخل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 730‬وعن جابر َر ِ‬
‫الرجل بيته فذكر الّ تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لصحابه‪ :‬ل مبيت لكم ول‬
‫عشاء‪ ،‬وإذا دخل فلم يذكر الّ تعالى عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت‪ ،‬وإذا لم يذكر الّ‬
‫تعالى عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم طعاماً‬ ‫‪ - 731‬وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا إذا حضرنا مع َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فيضع يده‪ ،‬وإنا حضرنا معه مرة طعاماً‬ ‫لم نضع أيدينا حتى يبدأ َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رَسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن الشيطان‬ ‫بيدها‪ ،‬ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال َرسُول ا ِ‬
‫يستحل الطعام أن ل يذكر اسم الّ تعالى عليه‪ ،‬وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها‪،‬‬
‫فجاء بهذا العرابي ليستحل به فأخذت بيده؛ والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما> ثم‬
‫ل تعالى وأكل‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫ذكر اسم ا ّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 732‬وعن أمية بن مخشي الصحابي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫جالساً ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إل لقمة‪ ،‬فلما رفعها إلى فيه قال‪ :‬بسم الّ‬
‫أوله وآخره‪ .‬فضحك النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ثم قال‪< :‬ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر‬
‫اسم الّ استقاء ما في بطنه> رواه أبو داود والنسائي‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يأكل طعاماً في‬ ‫‪ - 733‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أما إنه لو‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫سَمّى لكفاكم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا رفع مائدته قال‪:‬‬ ‫‪ - 734‬وعن أبي أمامة َر ِ‬
‫<الحمد ل كثيراً طيب ًا مباركاً فيه غير مَكْ ِفيّ ول مودع ول مستغنىً عنه ربنا> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬من أكل‬ ‫‪ - 735‬وعن معاذ بن أنس َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫طعاماً فقال‪ :‬الحمد ل الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ول قوة‪ ،‬غفر له ما تقدم من‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫ذنبه> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 101 *2‬باب‪ :‬ل يعيب الطعام واستحباب مدحه‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم طعاماً قط‪ :‬إن‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬ما عاب َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 736‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫اشتهاه أكله وإن كرهه تركه‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم سأل أهله الدم فقالوا‪ :‬ما عندنا‬ ‫‪ - 737‬وعن جابر َر ِ‬
‫إل خل‪ ،‬فدعا به فجعل يأكل ويقول‪< :‬نعم الدم الخل‪ ،‬نعم الدم الخل> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 102 *2‬باب ما يقوله من حضر الطعام وهو صائم إذا لم يفطر‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا دعي أحدكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 738‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫فليجب؛ فإن كان صائماً فليصل‪ ،‬وإن كان مفطراً فليطعم> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬معنى <فليصل> ‪ :‬فليدع‪.‬‬
‫ومعنى <فليطعم> ‪ :‬فليأكل‪.‬‬
‫*‪ - 103 *2‬باب ما يقوله من دعي إلى طعام فتبعه غيره‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬دعا رجل النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم لطعام‬ ‫‪ - 739‬عن أبي مسعود البدري رَ ِ‬
‫صنعه له خامس خمسة فتبعهم رجل‪ ،‬فلما بلغ الباب قال النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن هذا‬
‫تبعنا فإن شئت أن تأذن وإن شئت رجع> قال‪ :‬بل آذن له يا َرسُول الِّ‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 104 *2‬باب الكل مما يليه ووعظه وتأديبه من يسيء أكله‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 740‬عن عمر بن أبي سلمة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنت غلماً في حجر َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬يا غلم سم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫َوسَلّم وكانت يدي تطيش في الصحفة‪ .‬فقال لي رَسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الّ وكل بيمينك وكل مما يليك> ُمتّفَقٌ َ‬
‫قوله <تطيش> بكسر الطاء وبعدها ياء مثناة من تحت معناه‪ :‬تتحرك وتمتد إلى نواحي الصحفة‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً أكل عند َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 741‬وعن سلمة بن الكوع رَ ِ‬
‫بشماله فقال‪< :‬كل بيمينك> قال‪ :‬ل أستطيع‪ .‬قال‪< :‬ل استطعت!> ما منعه إل الكبر‪ ،‬فما رفعها‬
‫إلى فيه‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 105 *2‬باب النهي عن القران بين تمرتين ونحوهما إذا أكل جماعة إل بإذن رفقته‬
‫‪ - 742‬عن جبلة بن سحيم قال‪ :‬أصابنا عام سنة مع ابن الزبير فرزقنا تمراً‪ ،‬فكان عبد الّ بن‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما يمر بنا ونحن نأكل فيقول‪ :‬ل تقارنوا فإن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم نهى‬ ‫عمر َر ِ‬
‫عن القران‪ .‬ثم يقول‪ :‬إل أن يستأذن الرجل أخاه‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 106 *2‬باب ما يقوله ويفعله من يأكل ول يشبع‬
‫علَي ِه َوسَلّم قالوا‪ :‬يا‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 743‬عن وحشي بن حرب َرضِيَ الُّ عَنهُ أن أصحاب َرسُول ا ِ‬
‫َرسُول الِّ إنا نأكل ول نشبع؟ قال‪< :‬فلعلكم تفترقون> قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪< :‬فاجتمعوا على طعامكم‬
‫واذكروا اسم الّ يبارك لكم فيه> رواه أبو داود‪.‬‬
‫*‪ - 107 *2‬باب المر بالكل من جانب القصعة والنهي عن الكل من وسطها‬
‫‪ - 744‬فيه قوله صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬وكل مما يليك> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ كما سبق (انظر الحديث رقم‬
‫‪. )737‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬البركة تنزل وسط الطعام‬ ‫وعن ابن عباس َر ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫فكلوا من حافتيه ول تأكلوا من وسطه> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان للنبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قصعة يقال لها‬ ‫ل بن بسر َر ِ‬ ‫‪ - 745‬وعن عبد ا ّ‬
‫الغراء يحملها أربعة رجال‪ ،‬فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة (يعني وقد ثرد فيها)‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ .‬فقال أعرابي‪ :‬ما هذه الجلسة؟‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فالتفوا عليها‪ .‬فلما كثروا جثا َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن الّ جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جباراً عنيداً> ثم‬ ‫فقال َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬كلوا من حواليها ودعوا ذروتها يبارك فيها> رواه أبو‬ ‫قال َرسُول ا ِ‬
‫داود بإسناد جيد‪.‬‬
‫<ذروتها> ‪ :‬أعلها‪ .‬بكسر الذال وضمها‪.‬‬
‫*‪ - 108 *2‬باب كراهة الكل متكئاً‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ل رَ ِ‬
‫‪ - 746‬عن أبي جحيفة وهب بن عبد ا ّ‬
‫<ل آكل متكئاً> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫قال الخطابي‪ :‬المتكئ ههنا هو‪ :‬الجالس معتمداً على وطاء تحته‪ .‬قال‪ :‬وأراد أنه ل يقعد على‬
‫الوطاء والوسائد كفعل من يريد الكثار من الطعام‪ ،‬بل يقعد مستوفزًا ل مستوطناً‪ ،‬ويأكل بلغة‪.‬‬
‫هذا كلم الخطابي‪ ،‬وأشار غيره إلى أن المتكئ هو‪ :‬المائل على جنبه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم جالساً مقعياً يأكل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رأيت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 747‬وعن أنس َر ِ‬
‫تمراً‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫<المقعي> هو‪ :‬الذي يلصق أليتيه بالرض وينصب ساقيه‪.‬‬
‫*‪ - 109 *2‬باب استحباب الكل بثلث أصابع واستحباب لعق الصابع وكراهة مسحها قبل لعقها‬
‫واستحباب لعق القصعة وأخذ اللقمة التي تسقط منه وأكلها وجواز مسحها بعد اللعق بالساعد‬
‫والقدم وغيرهما‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا أكل أحدكم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 748‬عن ابن عباس َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬ ‫طعاماً فل يمسح أصابعه حتى يلعقها أو يلعقها> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يأكل بثلث‬ ‫‪ - 749‬وعن كعب بن مالك َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رأيت َرسُول ا ِ‬
‫أصابع فإذا فرغ لعقها‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أمر بلعق الصابع والصحفة‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 750‬وعن جابر َر ِ‬
‫وقال‪< :‬إنكم ل تدرون في أي طعامكم البركة> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا وقعت لقمة أحدكم‬ ‫‪ - 751‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫فليأخذها فليمط ما كان بها من أذىً وليأكلها‪ ،‬ول يدعها للشيطان‪ ،‬ول يمسح يده بالمنديل حتى‬
‫يلعق أصابعه؛ فإنه ل يدري في أي طعامه البركة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن الشيطان يحضر أحدكم‬ ‫‪ - 752‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه؛ فإذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان‬
‫بها من أذىً ثم ليأكلها‪ ،‬ول يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه ل يدري في أي طعامه‬
‫البركة> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا أكل طعاماً لعق‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 753‬وعن أنس َر ِ‬
‫أصابعه الثلث وقال‪< :‬إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الذى وليأكلها‪ ،‬ول يدعها للشيطان>‬
‫وأمرنا أن نسلت القصعة وقال‪< :‬إنكم ل تدرون في أي طعامكم البركة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن الوضوء مما مست النار‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫‪ - 754‬وعن سعيد بن الحارث أنه سأل جابرًا َر ِ‬
‫ل‪ ،‬قد كنا زمن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ل نجد مثل ذلك الطعام إل قليلً‪ ،‬فإذا نحن وجدناه لم‬
‫يكن لنا مناديل إل أَكُ ّفنَا وسواعدنا وأقدامنا‪ ،‬ثم نصلي ول نتوضأ‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 110 *2‬باب تكثير اليدي على الطعام‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬طعام‬ ‫ضيَ الُّ تعالى عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 755‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الثنين كافي الثلثة‪ ،‬وطعام الثلثة كافي الربعة> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬طعام الواحد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 756‬وعن جابر َر ِ‬
‫يكفي الثنين‪ ،‬وطعام الثنين يكفي الربعة‪ ،‬وطعام الربعة يكفي الثمانية> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 111 *2‬باب آداب الشرب واستحباب التنفس ثلثاً خارج الناء وكراهة التنفس في الناء‬
‫واستحباب إدارة الناء على اليمن فاليمن بعد المبتدئ‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يتنفس في الشراب ثلثاً‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 757‬عن أنس َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫يعني‪ :‬يتنفس خارج الناء‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تشربوا‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 758‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫واحداً كشرب البعير‪ ،‬ولكن اشربوا مثنى وثلث‪ ،‬وسموا إذا أنتم شربتم‪ ،‬واحمدوا إذا أنتم‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫رفعتم> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم نهى أن يتنفس في الناء‪.‬‬ ‫‪ - 759‬وعن أبي قتادة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫يعني‪ :‬يتنفس في نفس الناء‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أتي بلبن قد شيب بماء‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 760‬وعن أنس َر ِ‬
‫ضيَ الُّ عَن ُه فشرب ثم أعطى العرابي وقال‪:‬‬ ‫وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر َر ِ‬
‫<اليمن فاليمن> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫قوله <شيب> أي خلط‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم أتي بشراب‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 761‬وعن سهل بن سعد رَ ِ‬
‫فشرب منه وعن يمينه غلم وعن يساره أشياخ فقال للغلم‪< :‬أتأذن لي أن أعطي هؤلء؟> فقال‬
‫علَيهِ َوسَلّم في يده‪ُ .‬متّفَقٌ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫الغلم‪ :‬ل وال ل أوثر بنصيبي منك أحداً! فتله َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫قوله <تله> ‪ :‬أي وضعه‪.‬‬
‫وهذا الغلم هو ابن عباس َرضِيَ الُّ عَنهُما‪.‬‬
‫*‪ - 112 *2‬باب كراهة الشرب من فم القربة ونحوها وبيان أنه كراهة تنزيه ل تحريم‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم عن‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 762‬عن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫اختناث السقية‪ .‬يعني‪ :‬أن تكسر أفواهها ويشرب منها‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم أن يشرب من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 763‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫في السقاء أو القربة‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫‪ - 764‬وعن أم ثابت كبشة بنت ثابت أخت حسان بن ثابت َرضِيَ الُّ عَنهُ وعنها قالت‪ :‬دخل علي‬
‫علَي ِه َوسَلّم فشرب من في قربة معلقة قائماً‪ ،‬فقمت إلى فيها فقطعته‪َ .‬روَاهُ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وتتبرك به وتصونه عن البتذال‪.‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬ ‫وإنما قطعتها لتحفظ موضع فم رَسُول ا ِ‬
‫وهذا الحديث محمول على بيان الجواز‪ ،‬والحديثان السابقان لبيان الفضل والكمل‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 113 *2‬باب كراهة النفخ في الشراب‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم نهى عن النفخ في‬ ‫‪ - 765‬عن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫الشراب‪ .‬فقال رجل‪ :‬القذاة أراها في الناء؟ فقال‪< :‬أهرقها> قال‪ :‬فإني ل أروى من نفس واحد؟‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫قال‪< :‬فأبن القدح إذاً عن فيك> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم نهى أن يتنفس في الناء أو‬ ‫‪ - 766‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫حدِيثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬‫ينفخ فيه‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 114 *2‬باب بيان جواز الشرب قائم ًا وبيان أن الكمل والفضل الشرب قاعداً‬
‫@فيه حديث كبشة السابق (انظر الحديث رقم ‪. )761‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬سقيت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم من زمزم فشرب‬ ‫‪ - 767‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫وهو قائم‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ باب الحبة فشرب قائماً‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتى علي َر ِ‬ ‫‪ - 768‬وعن النزال بن سبرة رَ ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فعل كما رأيتموني فعلت‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬إني رأيت َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬كنا نأكل على عهد َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 769‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫حسَن صحيح‪.‬‬ ‫ونحن نمشي‪ ،‬ونشرب ونحن قيام‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث َ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 770‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رأيت َرسُول ا ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫علَي ِه َوسَلّم يشرب قائماً وقاعداً‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬ ‫َ‬
‫ضيَ الّ عَنهُ عن النبي صَلّى الّ عَلَيهِ َوسََلمّ أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً‬ ‫‪ - 771‬وعن أنس َر ِ‬
‫قال قتادة‪ :‬فقلنا لنس‪ :‬فالكل؟ قال‪ :‬ذلك ‪ -‬أشر وأخبث ‪َ -‬روَا ُه مُسلِمَُ‬
‫لّ صَلّى الّ عَلَي ِه َوسَلّم <ل يشربن أحد‬ ‫‪ - 772‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الّ عَنهُ قال‪ :‬قال َرسُول ا ِ‬
‫منكم قائماً‪ ،‬فمن نسي فليستقئ> َروَا ُه مُسلِمَُ‬
‫*‪ - 115 *2‬باب استحباب كون ساقي القوم آخرهم شرباً‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ساقي القوم آخرهم>‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي َ‬ ‫‪ - 773‬عن أبي قتادة رَ ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫سٌ‬ ‫ح َ‬ ‫حدِيثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬
‫(يعني شرباً) َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 116 *2‬باب جواز الشرب من جميع الواني الطاهرة غير الذهب والفضة وجواز الكرع وهو‬
‫الشرب بالفم من النهر وغيره بغير إناء ول يد‪ ،‬وتحريم استعمال إناء الذهب والفضة في الشرب‬
‫والكل والطهارة وسائر وجوه الستعمال‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬حضرت الصلة فقام من كان قريب الدار إلى أهله وبقي قوم‪،‬‬ ‫‪ - 774‬عن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم بمخضب من حجارة فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه‪،‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فأتي َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪ .‬هذه رواية البخاري‪،‬‬ ‫فتوضأ القوم كلهم‪ .‬قالوا‪ :‬كم كنتم؟ قال‪ :‬ثمانين وزيادة‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫حرَاح فيه‬ ‫وفي رواية له ولمسلم‪ :‬أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم دعا بإناء من ماء‪ ،‬فأتي بقدح رَ ْ‬
‫شيء من ماء فوضع أصابعه فيه‪ .‬قال أنس‪ :‬فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه فحزرت‬
‫من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم فأخرجنا له ماء‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتانا النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ل بن زيد رَ ِ‬ ‫‪ - 775‬وعن عبد ا ّ‬
‫في تور من صفر فتوضأ‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<الصفر> بضم الصاد‪ ،‬ويجوز كسرها وهو‪ :‬النحاس‪.‬‬
‫و <التور> ‪ :‬كالقدح‪ ،‬وهو بالتاء المثناة من فوق‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم دخل على رجل من النصار‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 776‬وعن جابر َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في‬ ‫ومعه صاحب له‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫شنة وإل كرعنا> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<الشن> ‪ :‬القربة‪.‬‬
‫‪ - 777‬وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬إن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم نهانا عن الحرير والديباج‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫والشرب في آنية الذهب والفضة وقال‪< :‬هن لهم في الدنيا وهي لكم في الخرة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الذي يشرب في‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 778‬وعن أم سلمة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب>‬
‫وفي رواية له‪< :‬من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه ناراً من جهنم> ‪.‬‬
‫*‪ *1‬كتاب اللباس‬
‫*‪ - 117 *2‬باب استحباب الثوب البيض وجواز الحمر والخضر والصفر والسود وجوازه من‬
‫قطن وكتان وشعر وصوف وغيرها إل الحرير‬
‫ل تعالى (العراف ‪{ :)26‬يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوآتكم وريشاً‪ ،‬ولباس‬ ‫@قال ا ّ‬
‫التقوى ذلك خير}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النحل ‪{ :)81‬وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬البسوا من‬‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 779‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم‪ ،‬وكفنوا فيها موتاكم> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬البسوا البياض‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 780‬وعن سمرة َر ِ‬
‫فإنها أطهر وأطيب‪ ،‬وكفنوا فيها موتاكم> رواه النسائي والحاكم وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم مربوعاً‪ ،‬ولقد رأيته‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 781‬وعن البراء رَ ِ‬
‫في حلة حمراء ما رأيت شيئاً قط أحسن منه‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رأيت النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ل َر ِ‬
‫‪ - 782‬وعن أبي جحيفة وهب بن عبد ا ّ‬
‫بمكة وهو بالبطح في قبة له حمراء من أدم‪ ،‬فخرج بلل بوضوئه فمن ناضح ونائل‪ ،‬فخرج‬
‫علَي ِه َوسَلّم وعليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بياض ساقيه‪ ،‬فتوضأ وأذن بلل‪،‬‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا يقول يمين ًا وشمالً‪ :‬حي على الصلة حي على الفلح‪ ،‬ثم ركزت له‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ع َنزَةٌ فتقدم فصلى يمر بين يديه الكلب والحمار ل يُ ْمنَعُ‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬ ‫َ‬
‫<ال َع َنزَة> بفتح النون‪ :‬نحو العكازة‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 783‬وعن أبي رمثة رفاعة التيمي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رأيت َرسُول ا ِ‬
‫وعليه ثوبان أخضران‪ .‬رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم دخل يوم فتح مكة وعليه‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 784‬وعن جابر َر ِ‬
‫عمامة سوداء‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 785‬وعن أبي سعيد عمرو بن حريث َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كأني أنظر إلى َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم خطب الناس وعليه عمامة سوداء‪.‬‬ ‫وفي رواية له أن َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في ثلثة أثواب‬ ‫‪ - 786‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كفن َرسُول ا ِ‬
‫بيض سحولية من كرسف‪ ،‬ليس فيها قميص ول عمامة‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<السحولية> بفتح السين وضمها وضم الحاء المهملتين‪ :‬ثياب تنسب إلى سحول‪ :‬قرية باليمن‪.‬‬
‫و <الكرسف> ‪ :‬القطن‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم ذات غداة وعليه مرط‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬خرج رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 787‬وعنها رَ ِ‬
‫مرحل من شعر أسود‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫<المرط> بكسر الميم‪ :‬وهو كساء‬
‫و <المرحل> بالحاء المهملة‪ :‬هو الذي فيه صورة رحال البل وهي‪ :‬الكوار‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم ذات ليلة‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنت مع النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 788‬وعن المغيرة بن شعبة رَ ِ‬
‫في مسير‪ .‬فقال لي‪< :‬أمعك ماء؟> قلت‪ :‬نعم‪ .‬فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى في سواد‬
‫الليل ثم جاء‪ ،‬فأفرغت عليه من الداوة فغسل وجهه‪ ،‬وعليه جبه من صوف فلم يستطع أن‬
‫يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة‪ ،‬فغسل ذراعيه‪ ،‬ومسح برأسه ثم أهويت‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫لنزع خفيه فقال‪< :‬دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين> ومسح عليهما‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية‪ :‬وعليه جبه شامية ضيقة الكمين‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬أن هذه القضية كانت في غزوة تبوك‪.‬‬
‫*‪ - 118 *2‬باب استحباب القميص‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان أحب الثياب إلى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 789‬عن أم سلمة َر ِ‬
‫سنٌ‪.‬‬ ‫ح َ‬
‫حدِيثٌ َ‬
‫القميص‪ .‬رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ َ‬
‫*‪ - 119 *2‬باب صفة طول القميص والكم والزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك‬
‫على سبيل الخيلء وكراهته من غير خيلء‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 790‬عن أسماء بنت يزيد النصارية َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان كم قميص َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫علَي ِه َوسَلّم إلى الرسغ‪ .‬رواه أبو داود والترمذي َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من جر ثوبه خيلء‬ ‫‪ - 791‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫لم ينظر الّ إليه يوم القيامة> ‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬يا َرسُول الِّ إن إزاري يسترخي إل أن أتعاهده‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬إنك لست ممن يفعله خيلء> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪ ،‬وروى‬ ‫فقال َرسُول ا ِ‬
‫مسلم بعضه‪.‬‬
‫ل يوم‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل ينظر ا ّ‬ ‫‪ - 792‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫القيامة إلى من جر إزاره بطراً> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما أسفل من الكعبين من الزار‬ ‫‪ - 793‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ففي النار> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ل يوم‬ ‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ثلثة ل يكلمهم ا ّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 794‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولهم عذاب أليم> قال فقرأها َرسُول ا ِ‬
‫ثلث مرار‪ .‬قال أبو ذر‪ :‬خابوا وخسروا من هم يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬المسبل‪ ،‬والمنان‪ ،‬والمنفق‬
‫سلعته بالحلف الكاذب> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬المسبل إزاره> ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬السبال في الزار‬ ‫‪ - 795‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫والقميص والعمامة‪ ،‬من جر شيئاً خيلء لم ينظر الّ إليه يوم القيامة> رواه أبو داود والنسائي‬
‫بإسناد صحيح‪.‬‬
‫‪ - 796‬وعن أبي جري جابر بن سليم َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رأيت رجلً يصدر الناس عن رأيه؛ ل‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪ .‬قلت‪ :‬عليك‬
‫يقول شيئاً إل صدروا عنه قلت‪ :‬من هذا؟ قالوا‪َ :‬رسُول ا ِ‬
‫لّ (مرتين) قال‪< :‬ل تقل عليك السلم‪ ،‬عليك السلم تحية الموتى‪ ،‬قل‪ :‬السلم‬ ‫السلم يا َرسُول ا ِ‬
‫عليك> قال قلت‪ :‬أنت َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬أنا َرسُول الِّ الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك‪،‬‬
‫وإذا أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك‪ ،‬وإذا كنت بأرض قفر أو فلة فضلت راحلتك فدعوته‬
‫ردها عليك> قال قلت‪ :‬اعهد إلي‪ .‬قال‪< :‬ل تسبن أحداً> قال‪ :‬فما سببت بعده حراً ول عبداً‪ ،‬ول‬
‫بعيرًا ول شاة‪< .‬ول تحقرن من المعروف شيئاً‪ ،‬وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك؛ إن ذلك‬
‫من المعروف‪ ،‬وارفع إزارك إلى نصف الساق‪ ،‬فإن أبيت فإلى الكعبين‪ ،‬وإياك وإسبال الزار‬
‫فإنها من المخيلة وإن الّ ل يحب المخيلة‪ ،‬وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فل تعيره بما‬
‫تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه> رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح وقال الترمذي حديث‬
‫حسن صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى‬ ‫‪ - 797‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬بينما رجل يصلي مسبل إزاره قال له َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬اذهب فتوضأ> فذهب فتوضأ‪ ،‬ثم جاء فقال‪< :‬اذهب فتوضأ> فقال له رجل‪ :‬يا‬
‫َرسُول الِّ ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه؟ قال‪< :‬إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الّ‬
‫ل يقبل صلة رجل مسبل> رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫‪ - 798‬وعن قيس بن بشر التّغْلِبي قال‪ :‬أخبرني أبي وكان جليساً لبي الدرداء قال‪ :‬كان بدمشق‬
‫رجل من أصحاب النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقال له سهل بن الحنظلية‪ ،‬وكان رجلً متوحداً قل‬
‫ما يجالس الناس‪ :‬إنما هو صلة‪ ،‬فإذا فرغ فإنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتي أهله‪ ،‬فمر بنا‬
‫لّ صَلّى‬ ‫ونحن عند أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء‪ :‬كلمة تنفعنا ول تضرك‪ .‬قال‪ :‬بعث َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم سرية فقدمت فجاء رجل منهم فجلس في المجلس الذي يجلس فيه َرسُول الِّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم فقال لرجل إلى جنبه‪ :‬لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو فحمل فلن وطعن‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫فقال‪ :‬خذها مني وأنا الغلم الغفاري كيف ترى في قوله؟ قال‪ :‬ما أراه إل قد بطل أجره‪ .‬فسمع‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪:‬‬
‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫بذلك آخر فقال‪ :‬ما أرى بذلك بأساً‪ .‬فتنازعا حتى سمع رَسُول ا ِ‬
‫<سبحان الّ! ل بأس أو يؤجر ويحمد> فرأيت أبا الدرداء سر بذلك وجعل يرفع رأسه إليه‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم؟ فيقول‪ :‬نعم‪ .‬فما زال يعيد عليه‬ ‫ويقول‪ :‬أنت سمعت ذلك من َرسُول ا ِ‬
‫حتى إني لقول ليبركن على ركبتيه قال‪ :‬فمر بنا يوماً آخر فقال له أبو الدرداء‪ :‬كلمة تنفعنا ول‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬المنفق على الخيل كالباسط يده بالصدقة ل‬ ‫تضرك‪ .‬قال لنا َرسُول ا ِ‬
‫يقبضها> ثم مر بنا يوماً آخر فقال له أبو الدرداء‪ :‬كلمة تنفعنا ول تضرك‪ .‬قال‪ ،‬قال َرسُول الِّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬نعم الرجل خريم السيدي لول طول جمته وإسبال إزاره!> فبلغ خريماً‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫فعجل فأخذ شفرة فقطع بها جمته إلى أذنيه ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه‪ ،‬ثم مر بنا يوماً آخر‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فقال له أبو الدرداء‪ :‬كلمة تنفعنا ول تضرك‪ .‬قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫<إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم‪ ،‬وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في‬
‫الناس؛ فإن الّ ل يحب الفحش ول التفحش> رواه أبو داود بإسناد حسن إل قيس بن بشر‬
‫فاختلفوا في توثيقه وتضعيفه وقد روى له مسلم‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬إزرة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 799‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫المسلم إلى نصف الساق ول حرج أو ل جناح فيما بينه وبين الكعبين‪ ،‬ما كان أسفل من الكعبين‬
‫فهو في النار‪ ،‬ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الّ إليه> رواه أبو داود بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وفي‬ ‫ضيَ الُّ عَن ُه قال‪ :‬مررت على َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 800‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫إزاري استرخاء‪ .‬فقال‪< :‬يا عبد الّ ارفع إزارك> فرفعته‪ ،‬ثم قال‪< :‬زد> فزدت‪ ،‬فما زلت‬
‫أتحراها بعد‪ .‬فقال بعض القوم‪ :‬إلى أين؟ فقال‪ :‬إلى أنصاف الساقين‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من جر ثوبه خيلء لم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 801‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ل إليه يوم القيامة> فقالت أم سلمة‪ :‬فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال‪< :‬يرخين شبراً>‬ ‫ينظر ا ّ‬
‫قالت‪ :‬إذاً تنكشف أقدامهن‪ .‬قال‪< :‬فيرخينه ذراعاً ل يزدن> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫َ‬
‫*‪ - 120 *2‬باب استحباب ترك الترفع في اللباس تواضعاً‬
‫@قد سبق في باب فضل الجوع وخشونة العيش جمل تتعلق بهذا الباب‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من ترك‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 802‬وعن معاذ بن أنس َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ل يوم القيامة على رؤوس الخلئق حتى يخيره من أي‬ ‫اللباس تواضعاً ل وهو يقدر عليه دعاه ا ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫حلل اليمان شاء يلبسها> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 121 *2‬باب استحباب التوسط في اللباس ول يقتصر على ما يزري به لغير حاجة ول مقصود‬
‫شرعي‬
‫علَيهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 803‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫َوسَلّم‪< :‬إن الّ يحب أن يرى أثر نعمته على عبده> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 122 *2‬باب تحريم لباس الحرير على الرجال وتحريم جلوسهم عليه واستنادهم إليه وجواز‬
‫لبسه للنساء‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل تلبسوا‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 804‬عن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الحرير فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الخرة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إنما يلبس‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫‪ - 805‬وعنه َرضِي الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الحرير من ل خلق له> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية للبخاري‪< :‬من ل خلق له في الخرة> ‪.‬‬
‫قوله <من ل خلق> ‪ :‬أي ل نصيب له‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من لبس الحرير‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 806‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫في الدنيا لم يلبسه في الخرة> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم أخذ حريراً فجعله في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 807‬وعن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال رأيت َرسُول ا ِ‬
‫يمينه وذهباً فجعله في شماله ثم قال‪< :‬إن هذين حرام على ذكور أمتي> رواه أبو داود بإسناد‬
‫حسن‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 808‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫حسَنٌ‬‫<حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لناثهم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪ - 809‬وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬نهانا النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أن نشرب في آنية الذهب‬
‫والفضة وأن نأكل فيها‪ ،‬وعن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه‪َ .‬روَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 123 *2‬باب جواز لبس الحرير لمن به حكة‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم للزبير وعبد الرحمن‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رخص َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 810‬عن أنس َر ِ‬
‫بن عوف في لبس الحرير لحكة بهما‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 124 *2‬باب النهي عن افتراش جلود النمور والركوب عليها‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل تركبوا الخز‬ ‫‪ - 811‬عن معاوية َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ول النمار> حديث حسن رواه أبو داود وغيره بإسناد حسن‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم نهى عن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 812‬وعن أبي المليح عن أبيه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫جلود السباع‪ .‬رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحاح‪.‬‬
‫وفي رواية للترمذي‪ :‬نهى عن جلود السباع أن تفترش‪.‬‬
‫*‪ - 125 *2‬باب ما يقول إذا لبس ثوباً جديدًا أو نعلً أو نحوه‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا استجد ثوباً سماه‬ ‫‪ - 813‬عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫باسمه‪ :‬عمامة أو قميصاً أو رداء‪ ،‬يقول‪< :‬اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه‪ ،‬أسألك خيره وخير ما‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫صنع له‪ ،‬وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له> َروَاهُ أبُو دَاوُد وَالتّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 126 *2‬باب استحباب البتداء باليمين في اللباس‬
‫@ذا الباب تقدم مقصوده وذكرنا الحاديث الصحيحة فيه (انظر الباب التاسع والتسعون في‬
‫استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم)‬
‫*‪ - 127 *2‬باب آداب النوم والضطجاع‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذا أوى إلى‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 814‬عن البراء بن عازب رَ ِ‬
‫فراشه نام على شقه اليمن ثم قال‪< :‬اللهم أسلمت نفسي إليك‪ ،‬ووجهت وجهي إليك‪ ،‬وفوضت‬
‫أمري إليك‪ ،‬وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك‪ ،‬ل ملجأ ول منجى منك إل إليك‪ ،‬آمنت بكتابك‬
‫الذي أنزلت‪ ،‬ونبيك الذي أرسلت> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ بهذا اللفظ في كتاب الدب من صحيحه‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا أتيت مضجعك‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 815‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬
‫فتوضأ وضوءك للصلة ثم اضطجع على شقك اليمن وقل> وذكر نحوه وفيه‪< :‬واجعلهن آخر‬
‫ما تقول> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫‪ - 813‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يصلي من الليل إحدى‬
‫عشرة ركعة‪ ،‬فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه اليمن حتى يجيء‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫المؤذن فيؤذنه‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذا أخذ مضجعه من الليل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 817‬وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان النبي َ‬
‫وضع يده تحت خده ثم يقول‪< :‬اللهم باسمك أموت وأحيا> وإذا استيقظ قال‪< :‬الحمد ل الذي‬
‫أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال أبي‪ :‬بينما أنا مضطجع في المسجد‬ ‫‪ - 818‬وعن يعيش بن طِخْ َفةَ الغفاري َر ِ‬
‫على بطني إذا رجل يحركني برجله فقال‪< :‬إن هذه ضجعة يبغضها الّ> قال‪ :‬فنظرت فإذا َرسُول‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من قعد مقعداً‬ ‫‪ - 819‬وعن أبي هريرة رَضي الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫ل تعالى فيه كانت‬ ‫ل تعالى فيه كانت عليه من الّ ترة‪ ،‬ومن اضطجع مضجع ًا ل يذكر ا ّ‬ ‫لم يذكر ا ّ‬
‫عليه من الّ ترة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫<الترة> بكسر التاء المثناة من فوق وهي‪ :‬النقص‪ .‬وقيل‪ :‬التبعة‪.‬‬
‫*‪ - 128 *2‬باب جواز الستلقاء على القفا ووضع إحدى الرجلين على الخرى إذا لم يخف‬
‫انكشاف العورة وجواز القعود متربعًا ومحتبياً‬
‫علَيهِ َوسَلّم مستلقياً في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ل بن زيد َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رأى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 820‬عن عبد ا ّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫المسجد واضعاً إحدى رجليه على الخرى‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا صلى الفجر‬ ‫‪ - 821‬وعن جابر بن سمرة َر ِ‬
‫تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء> حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وغيره بأسانيد‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم بفناء الكعبة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رأيت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 822‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫محتبياً بيديه هكذا‪ ،‬ووصف بيديه الحتباء وهو القرفصاء‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم وهو قاعد‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬رأيت النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 823‬وعن قيلة بنت مخرمة َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق‪.‬‬ ‫القرفصاء‪ ،‬فلما رأيت َرسُول ا ِ‬
‫َروَاهُ أبُو دَاوُ َد والترمذي‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم وأنا‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬مر بي َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 824‬وعن الشريد بن سويد َر ِ‬
‫جالس هكذا‪ :‬وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على إلية يدي فقال‪< :‬أتقعد قعدة‬
‫المغضوب عليهم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 129 *2‬باب آداب المجلس والجليس‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ل يقيمن أحدكم‬ ‫‪ - 825‬عن ابن عمر َرضِي الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫رجلً من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن توسعوا وتفسحوا> وكان ابن عمر إذا قام له رجل من‬
‫مجلسه لم يجلس فيه‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا قام أحدكم‬ ‫‪ - 826‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫من مجلس ثم رجع إليه فهو أحق به> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم جلس‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا إذا أتينا النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 827‬وعن جابر بن سمرة َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫أحدنا حيث ينتهي‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 828‬وعن أبي عبد الّ سلمان الفارسي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬ل يغتسل رجل يوم الجمعة‪ ،‬ويتطهر ما استطاع من طهر‪ ،‬ويدهن من دهنه أو يمس من‬
‫طيب بيته‪ ،‬ثم يخرج فل يفرق بين اثنين‪ ،‬ثم يصلي ما كتب له‪ ،‬ثم ينصت إذا تكلم المام إل غفر‬
‫له ما بينه وبين الجمعة الخرى> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 829‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫قال‪< :‬ل يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إل بإذنهما> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫وفي رواية لبي داود‪< :‬ل يجلس بين رجلين إل بإذنهما> ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم لعن من جلس‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 830‬وعن حذيفة بن اليمان َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫وسط الحلقة‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪ .‬وروى الترمذي عن أبي مِجْ َلزٍ أن رجلً قعد وسط‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪ ،‬أو لعن الّ على لسان محمد‬ ‫حلقة فقال حذيفة‪ :‬ملعون على لسان محمد صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم من جلس وسط الحلقة‪ .‬قال الترمذي حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 831‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫<خير المجالس أوسعها> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح على شرط البخاري‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من جلس في‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫‪ - 832‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك‪ :‬سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد إن ل إله‬
‫إل أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك‪ ،‬إل غفر له ما كان في مجلسه ذلك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫َ‬
‫خرَةٍ إذا‬‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول بِأَ َ‬
‫‪ - 833‬وعن أبي برزة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫أراد أن يقوم من المجلس‪< :‬سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد إن ل إله إل أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب‬
‫إليك> فقال رجل‪ :‬يا َرسُول الِّ إنك لتقول قولً ما كنت تقوله فيما مضى؟ قال‪< :‬ذلك كفارة لما‬
‫يكون في المجلس> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪ ،‬ورواه الحاكم أبو عبد الّ في المستدرك من رواية عائشة‬
‫َرضِيَ الُّ عَنها وقال حديث صحيح السناد‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقوم من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قلما كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 834‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫مجلس حتى يدعو بهؤلء الدعوات‪< :‬اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين‬
‫معاصيك‪ ،‬ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك‪ ،‬ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا‪ ،‬اللهم‬
‫متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا‪ ،‬واجعله الوارث منا‪ ،‬واجعل ثأرنا على من ظلمنا‪،‬‬
‫وانصرنا على من عادانا‪ ،‬ول تجعل مصيبتنا في ديننا‪ ،‬ول تجعل الدنيا أكبر همنا‪ ،‬ول مبلغ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علمنا‪ ،‬ول تسلط علينا من ل يرحمنا> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ما من قوم‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫‪ - 835‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫ل تعالى فيه إل قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة>‬ ‫يقومون من مجلس ول يذكرون ا ّ‬
‫َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا‬ ‫‪ - 836‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫الّ تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم فيه إل كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم>‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من قعد مقعداً لم يذكر الّ‬ ‫‪ - 837‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫ل ترة‪ ،‬ومن اضطجع مضجعاً ل يذكر الّ تعالى فيه كانت عليه من الّ‬ ‫تعالى فيه كانت عليه من ا ّ‬
‫ترة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪ .‬وقد سبق قريباً (انظر الحديث رقم ‪. )816‬‬
‫*‪ - 130 *2‬باب الرؤيا وما يتعلق بها‬
‫ل تعالى (الروم ‪{ :)23‬ومن آياته منامكم بالليل والنهار}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬لم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 838‬وعن أبي هريرة رَضي الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫يبق من النبوة إل المبشرات> قالوا‪ :‬وما المبشرات؟ قال‪< :‬الرؤيا الصالحة> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا‬ ‫‪ - 839‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫المؤمن تكذب‪ ،‬ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية‪< :‬وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً> ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من رآني في المنام‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 840‬وعنه رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫فسيراني في اليقظة‪ ،‬أو كأنما رآني في اليقظة؛ ل يتمثل الشيطان بي> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إذا‬ ‫‪ - 841‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫ل تعالى فليحمد الّ عليها وليحدث بها‪ ،‬وفي رواية‪ :‬فل‬ ‫رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من ا ّ‬
‫يحدث بها إل من يحب‪ ،‬وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ول يذكرها لحد فإنها ل تضره> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬الرؤيا الصالحة ‪-‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 842‬وعن أبي قتادة َر ِ‬
‫وفي رواية‪ :‬الرؤيا الحسنة ‪ -‬من الّ‪ ،‬والحلم من الشيطان‪ ،‬فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫شماله ثلث ًا وليتعوذ من الشيطان فإنها ل تضره> ُمتّفَقٌ َ‬
‫<النفث> ‪ :‬نفخ لطيف ل ريق معه‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا رأى أحدكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 843‬وعن جابر رَضيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلثاً‪ ،‬وليستعذ بال من الشيطان ثلثاً‪ ،‬وليتحول عن جنبه‬
‫الذي كان عليه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 844‬وعن أبي السقع واثلة بن السقع َر ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه‪ ،‬أو يري عينه ما لم تر‪ ،‬أو يقول على‬
‫علَي ِه َوسَلّم ما لم يقل> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫َرسُول ا ِ‬
‫*‪ *1‬كتاب السلم‬
‫*‪ - 131 *2‬باب فضل السلم والمر بإفشائه‬
‫ل تعالى (النور ‪{ :)27‬يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت ًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وتسلموا على أهلها}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النور ‪{ :)61‬فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الّ مباركة طيبة}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النساء ‪{ :)86‬وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الذاريات ‪{ :)25 ،24‬هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا‪:‬‬
‫سلماً‪ ،‬قال‪ :‬سلم}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ل سأل َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رج ً‬ ‫‪ - 845‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم‪ :‬أي السلم خير؟ قال‪< :‬تطعم الطعام‪ ،‬وتقرأ السلم على من عرفت ومن لم تعرف> ُمتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ - 846‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬لما خلق الّ تعالى‬
‫آدم قال‪ :‬اذهب فسلم على أولئك‪ :‬نفر من الملئكة جلوس‪ ،‬فاسمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ذريتك‪ .‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪ .‬فقالوا‪ :‬السلم عليك ورحمة الّ‪ .‬فزادوه ورحمة الّ> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫‪ - 847‬وعن أبي عبادة البراء بن عازب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال أمرنا رَسُول ا ِ‬
‫بسبع‪ :‬بعيادة المريض‪ ،‬واتباع الجنائز‪ ،‬وتشميت العاطس‪ ،‬ونصر الضعيف‪ ،‬وعون المظلوم‪،‬‬
‫علَيهِ‪ .‬هذا لفظ إحدى روايات البخاري‪.‬‬ ‫وإفشاء السلم‪ ،‬وإبرار المقسم‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل تدخلوا‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫‪ - 848‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫الجنة حتى تؤمنوا‪ ،‬ول تؤمنوا حتى تحابوا‪ ،‬أول أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا‬
‫السلم بينكم> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 849‬وعن أبي يوسف عبد الّ بن سلم َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم يقول‪< :‬يا أيها الناس أفشوا السلم‪ ،‬وأطعموا الطعام‪ ،‬وصلوا الرحام‪ ،‬وصلوا والناس‬
‫نيام‪ ،‬تدخلوا الجنة بسلم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 850‬وعن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الّ بن عمر فيغدو معه إلى السوق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ط (‪ )1‬ول صاحب بيعة ول مسكين ول أحد إل‬ ‫فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الّ على سَقّا ٍ‬
‫ل بن عمر يوماً فاستتبعني إلى السوق فقلت له‪ :‬ما تصنع‬ ‫سلم عليه‪ .‬قال الطفيل‪ :‬فجئت عبد ا ّ‬
‫بالسوق وأنت ل تقف على البيع ول تسأل عن السلع ول تسوم بها ول تجلس في مجالس‬
‫السوق؟ وأقول‪ :‬اجلس بنا ههنا نتحدث‪ .‬فقال‪ :‬يا أبا بطن (وكان الطفيل ذا بطن) إنما نغدو من‬
‫أجل السلم نسلم على من لقيناه‪ .‬رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫‪------‬‬
‫(‪ )1‬سَقّاط‪ :‬بياع السّقَطِ‪ ،‬وهو رديءُ المتاع‪.‬‬
‫‪------‬‬
‫*‪ - 132 *2‬باب كيفية السلم‬
‫ل وبركاته‪ .‬فيأتي بضمير الجمع وإن‬ ‫@ستحب أن يقول المبتدئ بالسلم‪ :‬السلم عليكم ورحمة ا ّ‬
‫ل وبركاته‪ .‬فيأتي بواو العطف‬ ‫كان المسلم عليه واحداً‪ ،‬ويقول المجيب‪ :‬وعليكم السلم ورحمة ا ّ‬
‫في قوله‪ :‬وعليكم‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 851‬وعن عمران بن الحصين َر ِ‬
‫فقال‪ :‬السلم عليكم‪ .‬فرد عليه ثم جلس فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬عشر> ثم جاء آخر‬
‫فقال‪ :‬السلم عليكم ورحمة الّ‪ .‬فرد عليه فجلس فقال‪< :‬عشرون> ثم جاء آخر فقال‪ :‬السلم‬
‫ل وبركاته‪ .‬فرد عليه فجلس فقال‪< :‬ثلثون> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ‬ ‫عليكم ورحمة ا ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫حَدِيثٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬هذا جبريل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 852‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬قال لي َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ل وبركاته‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬ ‫يقرأ عليك السلم> قالت قلت‪ :‬وعليه السلم ورحمة ا ّ‬
‫وهكذا وقع في بعض روايات الصحيحين‪< :‬وبركاته> وفي بعضها بحذفها‪ ،‬وزيادة الثقة مقبولة‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلثاً‬ ‫‪ - 853‬وعن أنس َر ِ‬
‫حتى تفهم عنه‪ ،‬وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلثاً‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫وهذا محمول على ما إذا كان الجمع كبيراً‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ في حديثه الطويل قال‪ :‬كنا نرفع للنبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‬ ‫‪ - 854‬وعن المقداد َر ِ‬
‫نصيبه من اللبن فيجيء من الليل فيسلم تسليماً ل يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان‪ ،‬فجاء النبي صَلّى‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فسلم كما كان يسلم‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم مر في المسجد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 855‬وعن أسماء بنت يزيد رَ ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫يوم ًا وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫وهذا محمول على أنه صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم جمع بين اللفظ والشارة‪ .‬ويؤيده أن في رواية أبي‬
‫داود‪ :‬فسلم علينا‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقلت‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتيت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 856‬وعن أبي جري الهجيمي َر ِ‬
‫عليك السلم يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬ل تقل عليك السلم فإنه عليك السلم تحية الموتى> َروَاهُ أبُو‬
‫ن صحيح‪ .‬وقد سبق بطوله (انظر الحديث رقم ‪. )793‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫حدِيثٌ َ‬ ‫دَاوُ َد والترمذي وَقَالَ َ‬
‫*‪ - 133 *2‬باب آداب السلم‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬يسلم الراكب‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 857‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫على الماشي‪ ،‬والماشي على القاعد‪ ،‬والقليل على الكثير> ُمتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية للبخاري‪ :‬والصغير على الكبير‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 858‬وعن أبي أمامة صدي بن عجلن الباهلي َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن أولى الناس بال من بدأهم بالسلم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد‪.‬‬ ‫َ‬
‫و َروَاهُ التّرمِ ِذيّ عن أبي أمامة قيل‪ :‬يا َرسُول الِّ الرجلن يلتقيان أيهما يبدأ بالسلم؟ قال‪:‬‬
‫<أولهما بال تعالى> قال الترمذي حديث حسن‪.‬‬
‫*‪ - 134 *2‬باب استحباب إعادة السلم على من تكرر لقاؤه على قرب بأن دخل ثم خرج ثم دخل‬
‫في الحال أو حال بينهما شجرة ونحوها‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ في حديث المسيء في صلته أنه جاء فصلى ثم جاء إلى‬ ‫‪ - 859‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فسلم عليه فرد السلم فقال‪< :‬ارجع فصل فإنك لم تصل> فرجع‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم حتى فعل ذلك ثلث مرات‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬ ‫فصلى‪ ،‬ثم جاء فسلم على النبي صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا لقي أحدكم أخاه‬ ‫‪ - 860‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫فليسلم عليه‪ ،‬فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫*‪ - 135 *2‬باب استحباب السلم إذا دخل بيته‬
‫ل تعالى (النور ‪{ :)61‬فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الّ مباركة‬ ‫@قال ا ّ‬
‫طيبة}‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬يا بني إذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 861‬وعن أنس َر ِ‬
‫حسَنٌ‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 136 *2‬باب السلم على الصبيان‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 862‬عن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يفعله‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫*‪ - 137 *2‬باب سلم الرجل على زوجته والمرأة من محارمه وعلى أجنبية وأجنبيات ل يخاف‬
‫الفتنة بهن وسلمهن بهذا الشرط‬
‫‪ - 863‬عن سهل بن سعد َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كانت فينا امرأة ‪ -‬وفي رواية‪ :‬كانت لنا عجوز ‪-‬‬
‫تأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر وتكركر حبات من شعير‪ ،‬فإذا صلينا الجمعة وانصرفنا‬
‫نسلم عليها فتقدمه إلينا‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫قوله <تكركر> ‪ :‬أي تطحن‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬ ‫‪ - 864‬وعن أم هانئ فاختة بنت أبي طالب َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬أتيت النبي صَلّى الُّ َ‬
‫يوم الفتح وهو يغتسل وفاطمة تستره فسلمت‪ .‬وذكرت الحديث‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم في‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬مر علينا النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 865‬وعن أسماء بنت يزيد رَ ِ‬
‫حسَنٌ‪ .‬وهذا لفظ أبي داود‪ ،‬ولفظ‬ ‫نسوة فسلم علينا‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم مر في المسجد يوم ًا وعصبة من النساء قعود‬ ‫الترمذي‪ :‬إن َرسُول ا ِ‬
‫فألوى بيده بالتسليم‪.‬‬
‫*‪ - 138 *2‬باب تحريم ابتدائنا الكفار بالسلم وكيفية الرد عليهم واستحباب السلم على أهل‬
‫مجلس فيهم مسلمون وكفار‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل تبدؤوا‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 866‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫اليهود والنصارى بالسلم‪ ،‬فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا سلم عليكم أهل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 867‬وعن أنس رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الكتاب فقولوا‪ :‬وعليكم> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم مر على مجلس فيه أخلط من‬ ‫‪ - 868‬وعن أسامة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫المسلمين والمشركين عبدة الوثان‪ ،‬واليهود فسلم عليهم النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪ُ .‬متّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫*‪ - 139 *2‬باب استحباب السلم إذا قام من المجلس وفارق جلساءه أو جليسه‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا انتهى أحدكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 869‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫إلى المجلس فليسلم‪ ،‬فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الولى بأحق من الخرة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 140 *2‬باب الستئذان وآدابه‬
‫ل تعالى (النور ‪{ :)27‬يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت ًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وتسلموا على أهلها}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النور ‪{ :)59‬وإذا بلغ الطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬الستئذان‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 870‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ثلث‪ ،‬فإن أذن لك وإل فارجع> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إنما جعل‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 871‬وعن سهل بن سعد رَ ِ‬
‫الستئذان من أجل البصر> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫‪ - 872‬وعن ربعي بن حراش قال‪ :‬حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صَلّى الُّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم لخادمه‪< :‬اخرج إلى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وهو في بيت فقال‪ :‬أألج؟ فقال َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫هذا فعلمه الستئذان فقل له قل‪ :‬السلم عليكم أأدخل؟> فسمعه الرجل فقال‪ :‬السلم عليكم أأدخل؟‬
‫علَيهِ َوسَلّم فدخل‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬ ‫فأذن له النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فدخلت عليه ولم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتيت النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 873‬وعن كلدة بن الحنبل َر ِ‬
‫أسلم فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ارجع فقل‪ :‬السلم عليكم أأدخل؟> َروَاهُ أبُو دَاوُد‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 141 *2‬باب بيان أن السنة إذا قيل للمستأذن من أنت أن يقول فلن فيسمي نفسه بما يعرف‬
‫به من اسم أو كنية وكراهة قوله أنا ونحوها‬
‫لّ صَلّى ا ُ‬
‫لّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ في حديثه المشهور في السراء قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 874‬عن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ثم صعد بي جبريل إلى السماء الدنيا فاستفتح‪ .‬فقيل‪ :‬من هذا؟ قال‪ :‬جبريل‪ .‬قيل‪:‬‬ ‫َ‬
‫ومن معك؟ قال‪ :‬محمد‪ .‬ثم صعد إلى السماء الثانية والثالثة والرابعة وسائرهن‪ ،‬ويقال في باب‬
‫كل سماء‪ :‬من هذا؟ فيقول‪ :‬جبريل> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬خرجت ليلة من الليالي فإذا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 875‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫َوسَلّم يمشي وحده‪ ،‬فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال‪< :‬من هذا؟> فقلت‪ :‬أبو ذر‪.‬‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬أتيت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وهو يغتسل وفاطمة‬ ‫‪ - 876‬وعن أم هانئ رَ ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫تستره فقال‪< :‬من هذه؟> فقلت‪ :‬أنا أم هانئ‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتيت النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فدققت الباب فقال‪< :‬من‬ ‫‪ - 877‬وعن جابر َر ِ‬
‫هذا؟> فقلت‪ :‬أنا‪ .‬فقال‪< :‬أنا أنا!> كأنه كرهها‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 142 *2‬باب استحباب تشميت العاطس إذا حمد الّ تعالى وكراهية تشميته إذا لم يحمد الّ‬
‫تعالى وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن الّ يحب‬ ‫‪ - 878‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫العطاس ويكره التثاؤب‪ ،‬فإذا عطس أحدكم وحمد الّ تعالى كان حقاً على كل مسلم سمعه أن‬
‫يقول له‪ :‬يرحمك الّ‪ .‬وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان‪ ،‬فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع‪،‬‬
‫فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا عطس أحدكم فليقل‪ :‬الحمد‬ ‫‪ - 879‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ل‪ ،‬وليقل له أخوه أو صاحبه‪ :‬يرحمك الّ؛ فإذا قال له يرحمك الّ فليقل‪ :‬يهديكم الّ ويصلح‬
‫بالكم> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 880‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫ل فشمتوه‪ ،‬فإن لم يحمد الّ فل تشمتوه> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬ ‫عطس أحدكم فحمد ا ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬عطس رجلن عند النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فشمت‬ ‫‪ - 881‬وعن أنس َر ِ‬
‫أحدهما ولم يشمت الخر‪ ،‬فقال الذي لم يشمته‪ :‬عطس فلن فشمته وعطست فلم تشمتني؟ فقال‪:‬‬
‫<هذا حمد الّ وإنك لم تحمد الّ> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا عطس وضع‬ ‫‪ - 882‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫يده أو ثوباً على فيه وخفض ‪ -‬أو غض ‪ -‬بها صوته‪ .‬شك الراوي‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫حَدِيثٌ َ‬
‫علَيهِ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان اليهود يتعاطسون عند َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 883‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫ل ويصلح بالكم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬ ‫َوسَلّم يرجون أن يقول لهم‪ :‬يرحمكم الّ‪ ،‬فيقول‪ :‬يهديكم ا ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬‫حسَ ٌ‬‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 884‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه؛ فإن الشيطان يدخل> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 143 *2‬باب استحباب المصافحة عند اللقاء وبشاشة الوجه وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل‬
‫ولده شفقة ومعانقة القادم من سفر وكراهية النحناء‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‪ :‬أكانت المصافحة في أصحاب َرسُول‬ ‫‪ - 885‬عن أبي الخطاب قتادة قال‪ :‬قلت لنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم؟ قال‪ :‬نعم‪َ .‬روَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪:‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬لما جاء أهل اليمن قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 886‬وعن أنس َر ِ‬
‫<قد جاءكم أهل اليمن‪ ،‬وهم أول من جاء بالمصافحة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ما من مسلمين‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 887‬وعن البراء رَ ِ‬
‫يلتقيان فيتصافحان إل غفر لهما قبل أن يفترقا> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رجل‪ :‬يا َرسُول الِّ الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه‬ ‫‪ - 888‬وعن أنس َر ِ‬
‫أينحني له؟ قال‪< :‬ل> قال‪ :‬أفيلتزمه ويقبله؟ قال‪< :‬ل> قال‪ :‬فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال‪< :‬نعم>‬
‫حسَنٌ‪)1( .‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫‪------‬‬
‫[(‪ )1‬وهو نص في كراهة تقبيل الرجال عند اللقاء العادي‪ .‬دار الحديث]‬
‫‪------‬‬
‫‪ - 889‬وعن صفوان بن عسال َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال يهودي لصاحبه‪ :‬اذهب بنا إلى هذا النبي‪،‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فسأله عن تسع آيات بينات‪ ،‬فذكر الحديث إلى قوله‪ :‬فقبل‬ ‫فأتيا َرسُول ا ِ‬
‫يده ورجله وقال‪ :‬نشهد أنك نبي‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذيّ وغيره بأسانيد صحيحة‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫صلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما قصة قال فيها‪ :‬فدنونا من النبي َ‬ ‫‪ - 890‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫فقبلنا يده‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫‪ - 891‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬قدم زيد بن حارثة المدينة و َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم يجر ثوبه فاعتنقه وقبله‪.‬‬ ‫َوسَلّم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه النبي صَلّى الُّ َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل تحقرن‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 892‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫‪ - 893‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قبل النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم الحسن بن علي فقال‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫القرع بن حابس‪ :‬إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َوسَلّم‪< :‬من ل يرحم ل يُرحم> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ *1‬كتاب عيادة المريض وتشييع الميت والصلة عليه وحضور دفنه والمكث عند قبره بعد‬
‫دفنه‬
‫*‪ - 144 *2‬باب عيادة المريض‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم بعيادة‬‫ضيَ الُّ عَنهماُ قال‪ :‬أمرنا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 894‬عن البراء بن عازب رَ ِ‬
‫المريض‪ ،‬واتباع الجنازة‪ ،‬وتشميت العاطس‪ ،‬وإبرار المقسم‪ ،‬ونصر المظلوم‪ ،‬وإجابة الداعي‪،‬‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫وإفشاء السلم‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬حق المسلم‬ ‫‪ - 895‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫على المسلم خمس‪ :‬رد السلم‪ ،‬وعيادة المريض‪ ،‬واتباع الجنائز‪ ،‬وإجابة الدعوة‪ ،‬وتشميت‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫العاطس> مُتّفَقٌ َ‬
‫ل عز وجل يقول‬ ‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 896‬وعنه رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫يوم القيامة‪ :‬يا ابن آدم مرضت فلم تعدني! قال‪ :‬يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال‪ :‬أما‬
‫علمت أن عبدي فلنًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم‬
‫استطعمتك فلم تطعمني! قال‪ :‬يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال‪ :‬أما علمت أنه‬
‫استطعمك عبدي فلن فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم‬
‫استسقيتك فلم تسقني! قال‪ :‬يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال‪ :‬استسقاك عبدي فلن‬
‫فلم تسقه! أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي!> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬عودوا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 897‬وعن أبي موسى رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫المريض‪ ،‬وأطعموا الجائع‪ ،‬وفكوا العاني> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<العاني> ‪ :‬السير‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن المسلم إذا عاد أخاه‬ ‫‪ - 898‬وعن ثوبان َر ِ‬
‫المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع> قيل‪ :‬يا َرسُول الِّ وما خرفة الجنة؟ قال‪< :‬جناها>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬ما من مسلم‬ ‫‪ - 899‬وعن علي َرضِي الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫يعود مسلماً غدوة إل صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي‪ ،‬وإن عاده عشية إل صلى عليه‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫<الخريف> ‪ :‬الثمر المخروف‪ :‬أي المجتنى‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم فمرض‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان غلم يهودي يخدم النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 900‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يعوده فقعد عند رأسه فقال له‪< :‬أسلم> فنظر إلى أبيه وهو‬ ‫فأتاه النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم وهو يقول‪< :‬الحمد ل‬ ‫عنده؟ فقال‪ :‬أطع أبا القاسم‪ .‬فأسلم‪ ،‬فخرج النبي صَلّى الُّ َ‬
‫الذي أنقذه من النار> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 145 *2‬باب ما يدعى به المريض‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان إذا اشتكى النسان الشيء‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 901‬عن عائشة َر ِ‬
‫منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم بأصبعه هكذا‪ ،‬ووضع سفيان بن‬
‫عيينة الراوي سبابته بالرض ثم رفعها‪ ،‬وقال‪< :‬بسم الّ‪ ،‬تربة أرضنا‪ ،‬بريقة بعضنا‪ ،‬يشفى به‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫سقيمنا‪ ،‬بإذن ربنا> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كان يعود بعض أهله يمسح بيده‬ ‫‪ - 902‬وعنها رَ ِ‬
‫اليمنى ويقول‪< :‬اللهم رب الناس‪ ،‬أذهب البأس‪ ،‬اشف أنت الشافي‪ ،‬ل شفاء إل شفاؤك‪ ،‬شفاء ل‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫يغادر سقماً> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه قال لثابت رحمه الّ‪ :‬أل أرقيك برقية َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 903‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬اللهم رب الناس‪ ،‬مذهب البأس‪ ،‬اشف أنت الشافي‪ ،‬ل شافي إل أنت‪،‬‬ ‫َ‬
‫شفاء ل يغادر سقماً> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬عادني رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 904‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫فقال‪< :‬اللهم اشف سعداً‪ ،‬اللهم اشف سعداً‪ ،‬اللهم اشف‬
‫سعداً> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه شكا إلى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 905‬وعن أبي عبد الّ عثمان بن أبي العاص َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ضع يدك على الذي‬ ‫علَي ِه َوسَلّم وجعاً يجده في جسده‪ ،‬فقال له َرسُول ا ِ‬ ‫َ‬
‫ل وقدرته من شر ما أجد‬ ‫يألم من جسدك وقل‪ :‬بسم الّ ثلثاً‪ ،‬وقل سبع مرات‪ :‬أعوذ بعزة ا ّ‬
‫وأحاذر> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهماُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من عاد مريضاً‬ ‫‪ - 906‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫لم يحضر أجله فقال عند سبع مرات‪ :‬أسأل الّ العظيم‪ ،‬رب العرش العظيم أن يشفيك‪ ،‬إل عافاه‬
‫سنٌ‪ .‬وقال الحاكم حديث صحيح على‬ ‫ح َ‬
‫حدِيثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬‫الّ من ذلك المرض> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذ ّ‬
‫شرط البخاري‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم دخل على أعرابي يعوده‪ ،‬وكان إذا‬ ‫‪ - 907‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫دخل على من يعوده قال‪< :‬ل بأس‪ ،‬طهور إن شاء الّ> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬يا‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن جبريل أتى النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 908‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫محمد اشتكيت؟ قال‪< :‬نعم> قال‪ :‬بسم الّ أرقيك‪ ،‬من كل شيء يؤذيك‪ ،‬من شر كل نفس أو عين‬
‫ل يشفيك‪ ،‬بسم الّ أرقيك‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫حاسد‪ ،‬ا ّ‬
‫لّ صَلّى‬ ‫‪ - 909‬وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُما أنهما شهدا على َرسُول ا ِ‬
‫ل وال أكبر صدقه ربه فقال‪ :‬ل إله إل أنا وأنا‬ ‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أنه قال‪< :‬من قال‪ :‬ل إله إل ا ّ‬
‫أكبر‪ ،‬وإذا قال‪ :‬ل إله إل الّ وحده ل شريك له قال يقول‪ :‬ل إله إل أنا وحدي ل شريك لي‪ ،‬وإذا‬
‫قال‪ :‬ل إله إل الّ له الملك وله الحمد قال‪ :‬ل إله إل أنا لي الحمد ولي الملك‪ ،‬وإذا قال‪ :‬ل إله إل‬
‫الّ ول حول ول قوة إل بال قال‪ :‬ل إله إل أنا ول حول ول قوة إل بي‪ .‬وكان يقول‪< :‬من قالها‬
‫سنٌ‪.‬‬
‫ح َ‬ ‫حدِيثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬
‫في مرضه ثم مات لم تطعمه النار> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 146 *2‬باب استحباب سؤال أهل المريض عن حاله‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ خرج من عند‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن علي بن أبي طالب َر ِ‬ ‫‪ - 910‬عن ابن عباس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس‪ :‬يا أبا الحسن كيف أصبح‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم؟ فقال‪ :‬أصبح بحمد الّ بارئاً‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫*‪ - 147 *2‬باب ما يقوله من أيس من حياته‬
‫ضيَ الُّ عَنها قالت سمعت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وهو مستند إلي يقول‪:‬‬ ‫‪ - 911‬عن عائشة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق العلى> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم وهو بالموت‪ ،‬عنده قدح‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت رأيت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 912‬وعنها رَ ِ‬
‫فيه ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول‪< :‬اللهم أعني على غمرات‬
‫الموت وسكرات الموت> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ‪.‬‬
‫*‪ - 148 *2‬باب استحباب وصية أهل المريض ومن يخدمه بالحسان إليه واحتماله والصبر على‬
‫ما يشق من أمره وكذا الوصية بمن قرب سبب موته بحد أو قصاص ونحوهما‬
‫علَيهِ‬‫ضيَ الُّ عَنهماُ أن امرأة من جهينة أتت النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 913‬عن عمران بن الحصين َر ِ‬
‫ل صَلّى الُّ‬ ‫َوسَلّم وهي حبلى من الزنا فقالت‪ :‬يا َرسُول الِّ أصبت حداً فأقمه علي‪ .‬فدعا نبي ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وليها فقال‪< :‬أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها> ففعل‪ ،‬فأمر بها النبي صَلّى الُّ‬ ‫َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫َ‬
‫*‪ - 149 *2‬باب جواز قول المريض أنا وجع أو شديد الوجع أو موعوك أو وارأساه ونحو ذلك‬
‫وبيان أنه ل كراهة في ذلك إذا لم يكن على التسخط وإظهار الجزع‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬دخلت على النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وهو يوعك‬ ‫‪ - 914‬عن ابن مسعود َر ِ‬
‫فمسسته فقلت‪ :‬إنك لتوعك وعكاً شديداً‪ .‬فقال‪< :‬أجل أنا أوعك كما يوعك رجلن منكم> ُمتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬جاءني َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 915‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫يعودني من وجع اشتد بي فقلت‪ :‬بلغ مني ما ترى وأنا ذو مال ول يرثني إل ابنتي‪ .‬وذكر‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الحديث‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫‪ - 916‬وعن القاسم بن محمد قال‪ ،‬قالت عائشة َرضِيَ الُّ عَنها‪ :‬وارأساه‪ .‬فقال النبي صَلّى الُّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬بل أنا وارأساه> وذكر الحديث‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫َ‬
‫*‪ - 150 *2‬باب تلقين المحتضر ل إله إل الّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من كان آخر كلمه ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 917‬عن معاذ َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫إله إل الّ دخل الجنة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد والحاكم وقال صحيح السناد‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬لقنوا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 918‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫موتاكم ل إله إل الّ> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 151 *2‬باب ما يقوله عند تغميض الميت‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على أبي سلمة‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت دخل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 919‬عن أم سلمة َر ِ‬
‫وقد شق بصره فأغمضه ثم قال‪< :‬إن الروح إذا قبض تبعه البصر> فضج ناس من أهله فقال‪:‬‬
‫<ل تدعوا على أنفسكم إل بخير؛ فإن الملئكة يؤمنون على ما تقولون> ثم قال‪< :‬اللهم اغفر‬
‫لبي سلمة‪ ،‬وارفع درجته في المهديين‪ ،‬واخلفه في عقبه في الغابرين‪ ،‬واغفر لنا وله يا رب‬
‫العالمين‪ ،‬وافسح له في قبره ونور له فيه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 152 *2‬باب ما يقال عند الميت وما يقوله من مات له ميت‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا حضرتم‬ ‫‪ - 920‬عن أم سلمة َرضِي الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ‬
‫المريض أو الميت فقولوا خيراً؛ فإن الملئكة يؤمنون على ما تقولون> قالت‪ :‬فلما مات أبو‬
‫سلمة أتيت النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ إن أبا سلمة قد مات‪ .‬قال‪< :‬قولي‪:‬‬
‫اللهم اغفر لي وله‪ ،‬وأعقبني منه عقبي حسنة> فقلت فأعقبني الّ من هو خير لي منه‪ :‬محمداً‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ هكذا‪< :‬إذا حضرتم المريض أو الميت> على الشك‪ ،‬و َروَاهُ أبُو‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫دَاوُدَ وغيره <الميت> بل شك‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول ما من عبد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 921‬وعنها رَ ِ‬
‫تصيبه مصيبة فيقول‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪ ،‬اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها‬
‫إل آجره الّ تعالى في مصيبته وأخلف له خيرًا منها> قالت‪ :‬فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪َ .‬روَاهُ‬ ‫علَي ِه َوسَلّم فأخلف الّ لي خيراً منه‪َ :‬رسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا مات ولد‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 922‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫العبد قال الّ تعالى لملئكته‪ :‬قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون‪ :‬نعم‪ .‬فيقول‪ :‬قبضتم ثمرة فؤاده؟‬
‫ل تعالى‪ :‬ابنوا‬ ‫فيقولون‪ :‬نعم‪ .‬فيقول‪ :‬فماذا قال عبدي؟ فيقولون‪ :‬حمدك واسترجعك‪ ،‬فيقول ا ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يقول الّ تعالى‪:‬‬ ‫‪ - 923‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إل الجنة> َروَاهُ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أرسلت إحدى بنات النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 924‬وعن أسامة بن زيد َر ِ‬
‫إليه تدعوه وتخبره أن صبياً لها أو ابناً في الموت‪ ،‬فقال للرسول‪< :‬ارجع إليها فأخبرها أن ل‬
‫تعالى ما أخذ‪ ،‬وله ما أعطى‪ ،‬وكل شيء عند بأجل مسمى‪ ،‬فمرها فلتصبر ولتحتسب> وذكر تمام‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الحديث‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 153 *2‬باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ول نياحة‬
‫@أما النياحة فحرام‪ ،‬وسيأتي فيها باب كتاب النهي إن شاء الّ تعالى‪ .‬وأما البكاء فجاءت‬
‫أحاديث بالنهي عنه‪ ،‬وأن الميت يعذب ببكاء أهله‪ .‬وهي متأولة محمولة على من أوصى به‪،‬‬
‫والنهي إنما هو عن البكاء الذي فيه ندب أو نياحة‪ .‬والدليل على جواز البكاء بغير ندب ول نياحة‬
‫أحاديث كثيرة‪ .‬منها‪:‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم عاد سعد بن عبادة ومعه‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 925‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُم فبكى َرسُول‬ ‫عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الّ بن مسعود َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم بكوا‪ .‬فقال‪< :‬أل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫علَي ِه َوسَلّم‪ ،‬فلما رأى القوم بكاء َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ا ِ‬
‫تسمعون؟ إن الّ ل يعذب بدمع العين‪ ،‬ول بحزن القلب‪ ،‬ولكن يعذب بهذا أو يرحم> وأشار إلى‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫لسانه‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم رفع إليه ابن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 926‬وعن أسامة بن زيد َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪ ،‬فقال له سعد‪ :‬ما هذا يا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ابنته وهو في الموت ففاضت عينا َرسُول ا ِ‬
‫َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬هذه رحمة جعلها الّ تعالى في قلوب عباده‪ ،‬وإنما يرحم الّ من عباده‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الرحماء> ُمتّفَقٌ َ‬
‫ضيّ‬‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم دخل على ابنه إبراهيم َر ِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 927‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم تذرفان‪ ،‬فقال له عبد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫الّ عَنهُ وهو يجود بنفسه فجعلت عينا َرسُول ا ِ‬
‫الرحمن بن عوف‪ :‬وأنت يا َرسُول الِّ؟ فقال‪< :‬يا ابن عوف إنها رحمة> ثم أتبعها بأخرى فقال‪:‬‬
‫<إن العين تدمع‪ ،‬والقلب يحزن‪ ،‬ول نقول إل ما يرضي ربنا‪ ،‬وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون>‬
‫َروَاهُ البُخَا ِريّ‪ .‬وروى مسلم بعضه‪.‬‬
‫والحاديث في الباب كثيرة في الصحيح مشهورة‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 154 *2‬باب الكف عما يرى من الميت من مكروه‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أن َرسُول ا ِ‬‫‪ - 928‬عن أبي رافع أسلم مولى َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم قال‪< :‬من غسل ميتاً فكتم عليه غفر الّ له أربعين مرة> رواه الحاكم وقال صحيح على‬
‫شرط مسلم‪.‬‬
‫*‪ - 155 *2‬باب الصلة على الميت وتشييعه وحضور دفنه وكراهة اتباع النساء الجنائز‬
‫‪ - 929‬قد سبق فضل التشييع (انظر كتاب عيادة المريض وتشييع الميت) ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬من شهد الجنازة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫وعن أبي هريرة َر ِ‬
‫حتى يصلى عليها فله قيراط‪ ،‬ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان> قيل‪ :‬وما القيراطان؟ قال‪:‬‬
‫<مثل الجبلين العظيمين> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪ :‬من اتبع جنازة مسلم إيماناً‬ ‫‪ - 930‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫واحتساب ًا وكان معه حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الجر بقيراطين كل قيراط‬
‫مثل أحد‪ ،‬ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬ ‫‪ - 931‬وعن أم عطية رَ ِ‬
‫ومعناه‪ :‬لم يشدد في النهي كما يشدد في المحرمات‪.‬‬
‫*‪ - 156 *2‬باب استحباب تكثير المصلين على الجنازة وجعل صفوفهم ثلثة فأكثر‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬ما من ميت‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 932‬عن عائشة َر ِ‬
‫يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إل شفعوا فيه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬ما‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 933‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫ل فيه>‬ ‫من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلً ل يشركون بال شيئاً إل شفعهم ا ّ‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ إذا صلى على‬ ‫‪ - 934‬وعن َم ْرثَد بن عبد الّ ال َيزَنِي قال‪ :‬كان مالك بن هبيرة َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫الجنازة فتقال الناس عليها جزأهم ثلثة أجزاء‪ ،‬ثم قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫<من صلى عليه ثلثة صفوف فقد أوجب> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 157 *2‬باب ما يقرأ في صلة الجنازة‬
‫@كبر أربع تكبيرات‪ .‬يتعوذ بعد الولى ثم يقرأ فاتحة الكتاب‪ ،‬ثم يكبر الثانية‪ ،‬ثم يصلي على‬
‫علَي ِه َوسَلّم فيقول‪ :‬اللهم صل على محمد وعلى آل محمد‪ .‬والفضل أن يتممه‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫بقوله‪ :‬كما صليت على إبراهيم إلى قوله حميد مجيد‪ ،‬ول يفعل ما يفعله كثير من العوام من‬
‫ل وملئكته يصلون على النبي} الية (‪ 56‬الحزاب) فإنه ل تصح صلته إذا اقتصر‬ ‫قولهم‪{ :‬إن ا ّ‬
‫عليه‪ ،‬ثم يكبر الثالثة ويدعو للميت وللمسلمين بما سنذكره من الحاديث إن شاء الّ تعالى‪ ،‬ثم‬
‫يكبر الرابعة ويدعو‪ .‬ومن أحسنه‪ :‬اللهم ل تحرمنا أجره‪ ،‬ول تفتنا بعده‪ ،‬واغفر لنا وله‪.‬‬
‫والمختار أنه يطول الدعاء في الرابعة خلف ما يعتاده أكثر الناس؛ لحديث ابن أبي أوفى الذي‬
‫ل تعالى (انظر الحديث رقم ‪ )937‬فأما الدعية المأثورة بعد التكبيرة الثالثة‬ ‫سنذكره إن شاء ا ّ‬
‫فمنها‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 935‬عن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬صلى َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول‪ :‬اللهم اغفر له وارحمه‪ ،‬وعافه واعف‬ ‫َ‬
‫عنه‪ ،‬وأكرم نزله ووسع مدخله‪ ،‬واغسله بالماء والثلج والبرد‪ ،‬ونقه من الخطايا كما نقيت‬
‫الثوب البيض من الدنس‪ ،‬وأبد له داراً خيراً من داره‪ ،‬وأهلً خيراً من أهله‪ ،‬وزوجاً خيراً من‬
‫زوجه‪ ،‬وأدخله الجنة‪ ،‬وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار> حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك‬
‫الميت‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 936‬وعن أبي هريرة وأبي قَتادة وأبي إبراهيم الشهلي عن أبيه‪ ،‬وأبوه صحابي‪َ ،‬رضِيَ الُّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم أنه صلى على جنازة فقال‪< :‬اللهم اغفر لحينا وميتنا‪،‬‬ ‫عَنهُم عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫وصغيرنا وكبيرنا‪ ،‬وذكرنا وأنثانا‪ ،‬وشاهدنا وغائبنا‪ ،‬اللهم من أحييته منا فأحيه على السلم‪،‬‬
‫ومن توفيته منا فتوفه على اليمان‪ ،‬اللهم ل تحرمنا أجره‪ ،‬ول تفتنا بعده> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ من‬
‫رواية أبي هريرة والشهلي‪ .‬و َروَاهُ أبُو دَاوُدَ من رواية أبي هريرة وأبي قتادة‪ .‬قال الحاكم‪:‬‬
‫حديث أبي هريرة صحيح على شرط البخاري ومسلم‪ .‬قال الترمذي قال البخاري‪ :‬أصح روايات‬
‫هذا الحديث رواية الشهلي‪ .‬قال البخاري وأصح شيء في الباب حديث عوف بن مالك‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 937‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم في الصلة على الجنازة‪< :‬اللهم أنت‬ ‫‪ - 938‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ربها‪ ،‬وأنت خلقتها‪ ،‬وأنت هديتها للسلم‪ ،‬وأنت قبضت روحها‪ ،‬وأنت أعلم بسرها وعلنيتها‪،‬‬
‫جئناك شفعاء له فاغفر له> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬صلى بنا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 939‬وعن واثلة بن السقع َر ِ‬
‫رجل من المسلمين فسمعته يقول‪< :‬اللهم إن فلن ابن فلن في ذمتك وحبل جوارك‪ ،‬فقه فتنة‬
‫القبر وعذاب النار‪ ،‬وأنت أهل الوفاء والحمد‪ ،‬اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم>‬
‫َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‪ :‬أنه كبر على جنازة ابنة له أربع تكبيرات‬ ‫‪ - 940‬وعن عبد الّ بن أبي أوفى َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫فقام بعد الرابعة كقدر ما بين التكبيرتين يستغفر لها ويدعو ثم قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يصنع هكذا‪ .‬وفي رواية‪< :‬كبر أربع ًا فمكث ساعة حتى ظننت أنه سيكبر خمساً ثم‬ ‫َ‬
‫سلم عن يمينه وعن شماله‪ ،‬فلما انصرف قلنا له‪ :‬ما هذا؟ فقال‪ :‬إني ل أزيد على ما رأيت َرسُول‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم> رواه الحاكم‬ ‫علَي ِه َوسَلّم يصنع‪ ،‬أو هكذا صنع َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 158 *2‬باب السراع بالجنازة‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أسرعوا بالجنازة فإن‬ ‫‪ - 941‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫تك صالحة فخير تقدمونها إليه‪ ،‬وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬فخير تقدمونها عليه> ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال كان النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إذا‬ ‫‪ - 942‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم‪ ،‬فإن كانت صالحة قالت قدموني‪ ،‬وإن كانت غير‬
‫صالحة قالت لهلها يا ويلها أين تذهبون بها! يسمع صوتها كل شيء إل النسان ولو سمع‬
‫النسان لصعق> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 159 *2‬باب تعجيل قضاء الدين عن الميت والمبادرة إلى تجهيزه إل أن يموت فجأة فيترك‬
‫حتى يتيقن موته‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬نفس المؤمن معلقة‬ ‫‪ - 943‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫بدينه حتى يقضى عنه> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن طلحة بن البراء َرضِيَ الُّ عَنهُ مرض فأتاه‬ ‫‪ - 944‬وعن حصين بن وحوح رَ ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يعوده فقال‪< :‬إني ل أرى طلحة إل قد حدث فيه الموت فآذنوني به‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫وعجلوا به فإنه ل ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫*‪ - 160 *2‬باب الموعظة عند القبر‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 945‬عن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته‪ ،‬ثم قال‪< :‬ما منكم من أحد‬
‫إل وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة> فقالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ أفل نتكل على كتابنا؟ فقال‪:‬‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<اعملوا فكل ميسر لما خلق له> وذكر تمام الحديث‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 161 *2‬باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدعاء له والستغفار والقراءة‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪:‬‬ ‫‪ - 946‬عن أبي عمرو‪ ،‬وقيل‪ :‬أبو عبد الّ‪ ،‬وقيل‪ :‬أبو ليلى‪ ،‬عثمان بن عفان َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال‪< :‬استغفروا لخيكم‬ ‫كان النبي صَلّى الُّ َ‬
‫واسألوا له التثبيت فإن الن يسأل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬إذا دفنتموني فأقيموا حول قبري قدر ما تنحر‬ ‫‪ - 947‬وعن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأعلم ماذا أراجع به رسل ربي‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪ .‬وقد سبق‬
‫بطوله (انظر الحديث رقم ‪. )709‬‬
‫قال الشافعي رحمه الّ‪ :‬ويستحب أن يقرأ عنده شيء من القرآن وإن ختموا القرآن كله كان‬
‫حسناً‪.‬‬
‫*‪ - 162 *2‬باب الصدقة عن الميت والدعاء له‬
‫ل تعالى (الحشر ‪{ :)10‬والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين‬ ‫@قال ا ّ‬
‫سبقونا باليمان}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ :‬إن أمي ا ْفتَ َلتَتْ‬ ‫‪ - 948‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن رجلً قال للنبي صَلّى الُّ َ‬
‫نَ ْفسُها (‪ ،)1‬وأراها لو تَكَّلمَتْ‪ ،‬تصَدّقَتْ؛ فهل لها أجرٌ إن تَصَدّقْتُ عنها؟ قال‪< :‬نعم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪--------‬‬
‫[(‪ )1‬افتلتت نفسها‪ :‬أي ُتوُفّيـَت‬
‫(‪ )2‬وهو نص صريح في جواز‪ ،‬بل سنية‪ ،‬التصدق عن الميت‪ ،‬ول يجادل في ذلك إل مبتدع ذو‬
‫هوىً‪ ،‬أو جاه ٍل مُدّعٍ {‪ ...‬وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}‪{ .‬ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا‬
‫وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}‪.‬‬
‫ومثله الحج عن الغير‪ ،‬مشروع كذلك بنص السنة‪ ،‬وهو يشتمل على جميع الطاعات من إحرام‬
‫وطواف ووقوف بعرفة وصلة وهَدي وصدقة وأذكار وغيرها‪ ...‬ونصه‪ ،‬الحديث رقم ‪... :1279‬‬
‫أن امرأة قالت‪ :‬يا َرسُول الِّ إن فريضة الّ على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً ل يثبت‬
‫على الراحلة أفأحج عنه؟ قال‪< :‬نعم> ُمتّفّق عَلَيهِ‪ .‬والحديث رقم ‪ 1280‬عن لقيط بن عامر َرضِيَ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬إن أبي شيخ كبير ل يستطيع الحج ول العمرة‬ ‫الُّ عَنهُ أنه أتى النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫ول الظعن؟ قال‪< :‬حج عن أبيك واعتمر> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫ي صريحاً‪ ،‬أو ما‬ ‫ومنه يستنتج جواز القيام عن الغير بجميع أنواع البر والطاعات‪ ،‬إل ما اس ُت ْثنِ َ‬
‫كان خلف إرادة الميت‪ ،‬كما يدل قول الصحابي هنا‪ :‬وأراها لو تكلمت‪ ،‬تصدقت‪.‬‬
‫دار الحديث]‬
‫‪--------‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا مات النسان‬ ‫‪ - 949‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫انقطع عمله إل من ثلث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع له أو ولد صالح يدعو له> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 163 *2‬باب ثناء الناس على الميت‬
‫علَيهِ‬‫ضيَ الُّ عَن ُه قال‪ :‬مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 950‬عن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬وجبت>‬ ‫َوسَلّم‪< :‬وجبت> ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‪ :‬ما وجبت؟ قال‪< :‬هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة‪،‬‬ ‫فقال عمر بن الخطاب َر ِ‬
‫وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار؛ أنتم شهداء الّ في الرض> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَن ُه فمرت‬ ‫‪ - 951‬وعن أبي السود قال‪ :‬قدمت المدينة فجلست إلى عمر بن الخطاب َر ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‪ :‬وجبت‪ .‬ثم مر بأخرى فأثني على‬ ‫بهم جنازة فأثني على صاحبها خيراً فقال عمر َر ِ‬
‫صاحبها خيراً فقال عمر‪ :‬وجبت‪ .‬ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شراً فقال‪ :‬وجبت‪ .‬قال أبو‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬أيما‬ ‫السود‪ :‬فقلت‪ :‬وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال قلت كما قال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الّ الجنة> فقلنا‪ :‬وثلثة؟ قال‪< :‬وثلثة> فقلنا‪ :‬واثنان؟ قال‪:‬‬
‫<واثنان> ثم لم نسأله عن الواحد‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 164 *2‬باب فضل من مات له أولد صغار‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬ما من مسلم يموت له‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 952‬عن أنس َرضِي الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ثلثة لم يبلغوا الحنث إل أدخله الّ الجنة بفضل رحمته إياهم> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل يموت لحد‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 953‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫من المسلمين ثلثة من الولد ل تمسه النار إل تحلة القسم> مُتّفَقٌ َ‬
‫و <تحلة القسم> قول الّ تعالى (مريم ‪{ :)71‬وإن منكم إل واردها} والورود هو‪ :‬العبور على‬
‫ل منها‪.‬‬ ‫الصراط‪ ،‬وهو جسر منصوب على ظهر جهنم‪ ،‬عافانا ا ّ‬
‫علَيهِ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال جاءت امرأة إلى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 954‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫َوسَلّم فقالت‪ :‬يا َرسُول الِّ ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوم ًا نأتيك فيه تعلمنا مما‬
‫علمك الّ‪ .‬قال‪< :‬اجتمعن يوم كذا وكذا> فاجتمعن فأتاهن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فعلمهن‬
‫مما علمه الّ‪ ،‬ثم قال‪< :‬ما منكن من امرأة تقدم ثلثة من الولد إل كانوا لها حجاباً من النار>‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬واثنين> ُمتّفَقٌ َ‬ ‫فقالت امرأة‪ :‬واثنين؟ فقال َرسُول ا ِ‬
‫*‪ - 165 *2‬باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم وإظهار الفتقار إلى الّ‬
‫تعالى والتحذير من الغفلة عن ذلك‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال لصحابه (يعني لما‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 955‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫وصلوا الحجر‪ :‬ديار ثمود)‪< :‬ل تدخلوا على هؤلء المعذبين إل أن تكونوا باكين‪ ،‬فإن لم تكونوا‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫باكين فل تدخلوا عليهم ل يصيبكم ما أصابهم> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم بالحجر قال‪< :‬ل تدخلوا مساكن الذين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫وفي رواية قال‪ :‬لما مر َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‬‫ل صَلَى الّ َ‬ ‫ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إل أن تكونوا باكين> ثم قنع َرسُول ا ّ‬
‫َوسَلّم رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي‪.‬‬
‫*‪ *1‬كتاب آداب السفر‬
‫*‪ - 166 *2‬باب استحباب الخروج يوم الخميس أول النهار‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم خرج في غزوة تبوك يوم‬ ‫‪ - 956‬عن كعب بن مالك َر ِ‬
‫الخميس‪ ،‬وكان يحب أن يخرج يوم الخميس‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يخرج إل في يوم‬ ‫وفي رواية في الصحيحين‪ :‬لقلما كان َرسُول ا ِ‬
‫الخميس‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 957‬وعن صخر بن وداعة الغامدي الصحابي َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم قال‪< :‬اللهم بارك لمتي في بكورها> وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم من أول النهار‪،‬‬
‫ي وَقَالَ‬ ‫وكان صخر تاجراً‪ ،‬وكان يبعث تجارته أول النهار فأثرى وكثر ماله‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذ ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 167 *2‬باب استحباب طلب الرفقة وتأميرهم على أنفسهم واحدًا يطيعونه‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬لو أن الناس‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 958‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 959‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ عَنهُم قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬الراكب شيطان‪ ،‬والراكبان شيطانان‪ ،‬والثلثة ركب> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذيّ‬ ‫َ‬
‫والنسائي بأسانيد صحيحة وقال الترمذي حديث حسن‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 960‬وعن أبي سعيد وأبي هريرة َر ِ‬
‫<إذا خرج ثلثة في سفر فليؤمروا أحدهم> حديث حسن َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬خير الصحابة‬ ‫‪ - 961‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫أربعة‪ ،‬وخير السرايا أربعمائة‪ ،‬وخير الجيوش أربعة آلف‪ ،‬ولن يغلب اثنا عشر ألفاً عن قلة>‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫حدِيثٌ َ‬‫ي وَقَالَ َ‬
‫َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذ ّ‬
‫سرَى (‪ )1‬والرفق‬ ‫*‪ - 168 *2‬باب آداب السير والنزول والمبيت والنوم في السفر واستحباب ال ّ‬
‫بالدواب ومراعاة مصلحتها وأمر من قصر في حقها بالقيام بحقها وجواز الرداف على الدابة إذا‬
‫كانت تطيق ذلك‬
‫@‪------‬‬
‫س ْيرُ عا ّمةِ الّليْلِ]‬
‫سرَى‪ ،‬كال ُهدَى‪َ :‬‬ ‫[(‪ )1‬قال في القاموس‪ :‬ال ّ‬
‫‪-------‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا سافرتم في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 962‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫الخصب فأعطوا البل حظها من الرض‪ ،‬وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير‪ ،‬وبادروا‬
‫بها نقيها‪ ،‬وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق؛ فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫معنى <أعطوا البل حظها من الرض> ‪ :‬أي ارفقوا بها في السير لترعى في حال سيرها‪.‬‬
‫وقوله <نقيها> هو بكسر النون وإسكان القاف وبالياء المثناة من تحت وهو‪ :‬المخ‪ .‬معناه‪:‬‬
‫أسرعوا بها حتى تصلوا المقصد قبل أن يذهب مخها من ضنك السير‪.‬‬
‫و <التعريس> ‪ :‬النزول في الليل‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا كان في سفر‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 963‬وعن أبي قتادة َر ِ‬
‫فعرس بليل اضطجع على يمينه‪ ،‬وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه‪.‬‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬إنما نصب ذراعه لئل يستغرق في النوم فتفوت صلة الصبح عن وقتها أو عن أول‬
‫وقتها‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬عليكم بالدلجة فإن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 964‬وعن أنس َر ِ‬
‫الرض تطوى بالليل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫<الدلجة> ‪ :‬السير في الليل‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال كان الناس إذا نزلوا منزلً تفرقوا في الشعاب‬ ‫‪ - 965‬وعن أبي ثعلبة الخشني َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن تفرقكم في هذه الشعاب والودية إنما ذلكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫والودية‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫من الشيطان!> فلم ينزلوا بعد ذلك منزلً إل انضم بعضهم إلى بعض‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد‬
‫حسن‪.‬‬
‫‪ - 966‬وعن سهل بن عمرو‪ .‬وقيل‪ :‬سهل بن الربيع بن عمرو‪ ،‬النصاري المعروف بابن‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫الحنظلية‪ ،‬وهو من أهل بيعة الرضوان َرضِيَ الُّ عَنهُم قال‪ :‬مر َرسُول ا ِ‬
‫ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال‪< :‬اتقوا الّ في هذه البهائم المعجمة‪ ،‬فاركبوها صالحة وكلوها‬
‫صالحة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أردفني َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 967‬وعن أبي جعفر عبد الّ بن جعفر رَ ِ‬
‫َوسَلّم ذات يوم خلفه وأسر إلي حديثاً ل أحدث به أحداً من الناس‪ .‬وكان أحب ما استتر به َرسُول‬
‫علَي ِه َوسَلّم لحاجته هدف أو حائش نخل‪ .‬يعني حائط نخل‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ هكذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫مختصراً‪.‬‬
‫وزاد فيه البرقاني بإسناد مسلم هذا بعد قوله حائش نخل‪ :‬فدخل حائطاً لرجل من النصار فإذا فيه‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم جرجر‪ ،‬وذرفت عيناه‪ .‬فأتاه النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫جمل‪ ،‬فلما رأى َرسُول ا ِ‬
‫سرَا َتهُ (أي سنامه) وذِ ْفرَاه فسكن‪ ،‬فقال‪< :‬من رب هذا الجمل‪ ،‬لمن هذا الجمل؟>‬ ‫َوسَلّم فمسح َ‬
‫فجاء فتىً من النصار فقال‪ :‬هذا لي يا َرسُول الِّ‪ .‬فقال‪< :‬أفل تتقي الّ في هذه البهيمة التي‬
‫ملكك الّ إياها! فإنه يشكو إلي أنك تجيعه وتُ ْد ِئبُهُ> و َروَاهُ أبُو دَاوُدَ كرواية البرقاني‪.‬‬
‫قوله <ذِ ْفرَاه> هو بكسر الذال المعجمة وإسكان الفاء وهو لفظ مفرد مؤنث‪ .‬قال أهل اللغة‪:‬‬
‫الذفرى الموضع الذي يعرق من البعير خلف الذن‪.‬‬
‫وقوله <تُدْ ِئ ُبهُ> ‪ :‬أي تتعبه‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا إذا نزلنا منز ًل ل نسبح حتى نحل الرحال‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ‬ ‫‪ - 968‬وعن أنس َر ِ‬
‫بإسناد على شرط مسلم‪.‬‬
‫وقوله <ل نسبح> ‪ :‬أي ل نصلي النافلة‪ .‬ومعناه‪ :‬أنا مع حرصنا على الصلة ل نقدمها على حط‬
‫الرحال وإراحة الدواب‪.‬‬
‫*‪ - 169 *2‬باب إعانة الرفيق‬
‫@ في الباب أحاديث كثيرة تقدمت كحديث‪:‬‬
‫<وال في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه> (انظر الحديث رقم ‪. )245‬‬
‫وحديث‪< :‬كل معروف صدقة> (انظر الحديث رقم ‪ )134‬وأشباههما‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬بينما نحن في سفر إذ جاء رجل على راحلة‬ ‫‪ - 969‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من كان معه فضل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫له فجعل يصرف بصره يمين ًا وشمالً‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫ظهر فليعد به على من ل ظهر له‪ ،‬ومن كان له فضل زاد فليعد به على من ل زاد له> فذكر من‬
‫أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه ل حق لحد منا في فضل‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم أنه أراد أن يغزو فقال‪< :‬يا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 970‬وعن جابر َر ِ‬
‫معشر المهاجرين والنصار إن من إخوانكم قوماً ليس لهم مال ول عشيرة فليضم أحدكم إليه‬
‫الرجلين والثلثة فما لحدنا من ظهر يحمله إل عقبة كعقبة> يعني أحدهم قال‪ :‬فضممت إلي‬
‫اثنين أو ثلثة ما لي إل عقبة كعقبة أحدهم من جملي‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم يتخلف في المسير فيزجي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 971‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫الضعيف ويردف ويدعو له‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫*‪ - 170 *2‬باب ما يقوله إذا ركب دابته للسفر‬
‫ل تعالى (الزخرف ‪{ :)14 - 12‬وجعل لكم من الفلك والنعام ما تركبون‪ .‬لتستووا على‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه‪ ،‬وتقولوا‪ :‬سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له‬
‫مقرنين‪ ،‬وإنا إلى ربنا لمنقلبون}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان إذا استوى على‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 972‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلثاً ثم قال‪< :‬سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‪ ،‬وإنا إلى‬
‫ربنا لمنقلبون‪ ،‬اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى‪ ،‬اللهم هون‬
‫علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده‪ ،‬اللهم أنت الصاحب في السفر‪ ،‬والخليفة في الهل‪ ،‬اللهم إني‬
‫أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والهل والولد> وإذا رجع‬
‫قالهن وزاد فيهن‪< :‬آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫معنى <مقرنين> ‪ :‬مطيقين‪.‬‬
‫و <الوعثاء> بفتح الواو وإسكان العين المهملة وبالثاء المثلثة وبالمد هي‪ :‬الشدة‪.‬‬
‫و <الكآبة> بالمد وهي‪ :‬تغير النفس من حزن ونحوه‪.‬‬
‫و <المنقلب> ‪ :‬المرجع‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم إذا‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫س َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫سرْجِ َ‬ ‫ل بن َ‬ ‫‪ - 973‬وعن عبد ا ّ‬
‫سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكون ودعوة المظلوم وسوء المنظر‬
‫في الهل والمال‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ي والنسائي‪ .‬قال‬ ‫هكذا هو في صحيح مسلم‪< :‬الحور بعد الكون> بالنون‪ ،‬وكذا َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫الترمذي‪ :‬ويروى <الكور> بالراء‪ ،‬وكلهما له وجه‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬معناه بالنون والراء جميعاً‪ :‬الرجوع من الستقامة أو الزيادة إلى النقص‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة وهو لفها وجمعها‪ ،‬ورواية النون من الكون‪،‬‬
‫مصدر كان يكون كوناً إذا وجد واستقر‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أتي بدابة ليركبها فلما‬ ‫‪ - 974‬وعن علي بن ربيعة قال‪ :‬شهدت علي بن أبي طالب َر ِ‬
‫وضع رجله في الركاب قال‪ :‬بسم الّ‪ ،‬فلما استوى على ظهرها قال‪ :‬الحمد ل الذي سخر لنا هذا‬
‫وما كنا له مقرنين‪ ،‬وإنا إلى ربنا لمنقلبون‪ .‬ثم قال‪ :‬الحمد ل‪ ،‬ثلث مرات‪ .‬ثم قال‪ :‬الّ أكبر‪،‬‬
‫ثلث مرات‪ .‬ثم قال‪ :‬سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه ل يغفر الذنوب إل أنت‪ ،‬ثم ضحك‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم فعل كما‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫فقيل‪ :‬يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت؟ قال‪ :‬رأيت النبي َ‬
‫لّ من أي شيء ضحكت؟ قال‪< :‬إن ربك سبحانه يعجب من‬ ‫فعلت ثم ضحك فقلت‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫ي وَقَالَ‬‫عبده إذا قال‪ :‬اغفر لي ذنوبي؛ يعلم أنه ل يغفر الذنوب غيري> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذ ّ‬
‫حسَنٌ‪ .‬وفي بعض النسخ حسن صحيح‪ .‬وهذا لفظ أبي داود‪.‬‬ ‫حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 171 *2‬باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها وتسبيحه إذا هبط الودية ونحوها والنهي‬
‫عن المبالغة برفع الصوت بالتكبير ونحوه‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا إذا صعدنا كبرنا‪ ،‬وإذا نزلنا سبحنا‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫‪ - 975‬عن جابر َر ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وجيوشه إذا علوا‬ ‫‪ - 976‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫الثنايا كبروا‪ ،‬وإذا هبطوا سبحوا‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذا قفل من الحج أو العمرة كلما‬ ‫‪ - 977‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ َ‬
‫أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلثاً ثم قال‪< :‬ل إله إل الّ وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪،‬‬
‫وهو على كل شيء قدير‪ ،‬آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون‪ ،‬صدق الّ وعده ونصر‬
‫عبده وهزم الحزاب وحده> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم‪ :‬إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة‪.‬‬
‫قوله <أوفى> ‪ :‬أي ارتفع‪.‬‬
‫وقوله <فدفد> هو بفتح الفاءين بينهما دال مهملة ساكنة وآخرُهُ دال أخرى وهو‪ :‬الغليظ المرتفع‬
‫من الرض‪.‬‬
‫‪ - 978‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال‪ :‬يا َرسُول الِّ إني أريد أن أسافر فأوصني>‬
‫قال‪< :‬عليك بتقوى الّ‪ ،‬والتكبير على كل شرف> فلما ولى الرجل قال‪< :‬اللهم اطو له البعد‪،‬‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫وهون عليه السفر> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال كنا مع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في سفر‬ ‫‪ - 979‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬يا‬ ‫فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا وارتفعت أصواتنا‪ .‬فقال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصم ول غائباً إنه معكم إنه سميع قريب> ُمتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫<أربعوا> ‪ :‬بفتح الباء الموحدة أي‪ :‬ارفقوا بأنفسكم‪.‬‬
‫*‪ - 172 *2‬باب استحباب الدعاء في السفر‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ثلث دعوات‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 980‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫مستجابات ل شك فيهن‪ :‬دعوة المظلوم‪ ،‬ودعوة المسافر‪ ،‬ودعوة الوالد على ولده> َروَاهُ أبُو‬
‫حسَنٌ‪ .‬وليس في رواية أبي داود <على ولده> ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫دَاوُدَ التّرمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 173 *2‬باب ما يدعو به إذا خاف ناساً أو غيرهم‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان إذا خاف‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 981‬عن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫قوم ًا يقول‪< :‬اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ والنسائي‬
‫بإسناد صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 174 *2‬باب ما يقول إذا نزل منزلً‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬‫ضيَ الُّ عَنها قالت سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 982‬عن خولة بنت حكيم َر ِ‬
‫<من نزل منزلً ثم قال‪ :‬أعوذ بكلمات الّ التامات من شر ما خلق‪ ،‬لم يضره شيء حتى يرتحل‬
‫من منزله ذلك> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذا سافر فأقبل‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬كان رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 983‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫الليل قال‪< :‬يا أرض ربي وربك الّ‪ ،‬أعوذ بال من شرك وشر ما فيك‪ ،‬وشر ما خلق فيك‪ ،‬وشر‬
‫ل من شر أسد وأسود‪ ،‬ومن الحية والعقرب‪ ،‬ومن ساكن البلد‪ ،‬ومن‬ ‫ما يدب عليك‪ ،‬وأعوذ با ّ‬
‫والد وما ولد> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫و <السود> الشخص‪.‬‬
‫قال الخطابي‪ :‬و <ساكن البلد> ‪ :‬هم الجن سكان الرض‪ .‬قال‪ :‬والبلد من الرض‪ :‬ما كان مأوى‬
‫الحيوان وإن لم يكن فيه بناء ومنازل‪ .‬قال‪ :‬ويحتمل أن يكون المراد <بالوالد> ‪ :‬إبليس‪< ،‬وما‬
‫ولد> الشياطين‪.‬‬
‫*‪ - 175 *2‬باب استحباب تعجيل المسافر الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬السفر قطعة من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 984‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫العذاب‪ :‬يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه‪ ،‬فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله>‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫<نهمته> ‪ :‬مقصوده‪.‬‬
‫*‪ - 176 *2‬باب استحباب القدوم على أهله نهاراً وكراهته في الليل لغير حاجة‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا أطال أحدكم الغيبة‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 985‬عن جابر َر ِ‬
‫فل يطرقن أهله ليلً>‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلً‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬ ‫وفي رواية‪ :‬أن َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ل يطرق أهله ليلً‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 986‬وعن أنس َر ِ‬
‫وكان يأتيهم غدوة أو عشية‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<الطروق> ‪ :‬المجيء في الليل‪.‬‬
‫*‪ - 177 *2‬باب ما يقوله إذا رجع وإذا رأى بلدته‬
‫‪ - 987‬فيه حديث ابن عمر السابق (انظر الحديث رقم ‪ )974‬في باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أقبلنا مع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم حتى إذا كنا بظهر المدينة‬ ‫وعن أنس َر ِ‬
‫قال‪< :‬آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون> فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 178 *2‬باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد الذي في جواره وصلته فيه ركعتين‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا قدم من سفر‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 988‬عن كعب بن مالك َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 179 *2‬باب تحريم سفر المرأة وحدها‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل يحل لمرأة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 989‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫تؤمن بال واليوم الخر تسافر مسيرة يوم وليلة إل مع ذي محرم عليها> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬ل يخلون‬ ‫‪ - 990‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫رجل بامرأة إل ومعها ذو محرم‪ ،‬ول تسافر المرأة إل مع ذي محرم> فقال رجل‪ :‬يا رَسُول الِّ إن‬
‫امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا؟ قال‪< :‬انطلق فحج مع امرأتك> مُتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫*‪ *1‬كتاب الفضائل‬
‫*‪ - 180 *2‬باب فضل قراءة القرآن‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬اقرؤوا‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 991‬عن أبي أمامة َر ِ‬
‫القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيع ًا لصحابه> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 992‬وعن النواس بن سمعان َر ِ‬
‫<يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل‬
‫عمران‪ ،‬تحاجان عن صاحبهما> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬خيركم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 993‬وعن عثمان بن عفان َر ِ‬
‫من تعلم القرآن وعلمه> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬الذي يقرأ القرآن‬ ‫‪ - 994‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ‬
‫وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة‪ ،‬والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫أجران> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬مثل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 995‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الترجة ريحها طيب وطعمها طيب‪ ،‬ومثل المؤمن الذي ل يقرأ‬
‫القرآن كمثل التمرة ل ريح لها وطعمها حلو‪ ،‬ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها‬
‫طيب وطعمها مر‪ ،‬ومثل المنافق الذي ل يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر>‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫ل يرفع‬ ‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن ا ّ‬ ‫‪ - 996‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫بهذا الكتاب أقوام ًا ويضع به آخرين> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل حسد إل في اثنتين‪:‬‬ ‫‪ - 997‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫رجل آتاه الّ القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار‪ ،‬ورجل آتاه الّ ما ًل فهو ينفقه آناء‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الليل وآناء النهار> مُتّفَقٌ َ‬
‫<الناء> ‪ :‬الساعات‪.‬‬
‫ط َنيْن‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشَ َ‬ ‫‪ - 998‬وعن البراء رَ ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬
‫فتغشته سحابة فجعلت تدنو وجعل فرسه ينفر منها فلما أصبح أتى النبي صَلّى الُّ َ‬
‫فذكر له ذلك‪ ،‬فقال‪< :‬تلك السكينة تنزلت للقرآن> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<الشطن> بفتح الشين المعجمة والطاء المهملة‪ :‬الحبل‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من قرأ حرفاً‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 999‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫من كتاب الّ فله حسنة‪ ،‬والحسنة بعشر أمثالها‪ ،‬ل أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولم حرف‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫وميم حرف> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن الذي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1000‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫‪ - 1001‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫<يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق‪ ،‬ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫تقرؤها> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 181 *2‬باب المر بتعهد القرآن التحذير من تعريضه للنسيان‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬تعاهدوا هذا‬ ‫‪ - 1002‬عن أبي موسى َر ِ‬
‫القرآن؛ فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من البل في عقلها> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إنما مثل صاحب‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1003‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫القرآن كمثل البل المعَقّلَة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت> ُمتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 182 *2‬باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن وطلب القراءة من حسن الصوت والستماع‬
‫لها‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬ما أذن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1004‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ل لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن> ‪ :‬يجهر به‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬ ‫ا ّ‬
‫معنى <أذن الّ> ‪ :‬أي استمع‪ .‬وهو إشارة إلى الرضى والقبول‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال له‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1005‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال له‪< :‬لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫وفي رواية لمسلم‪ :‬أن َرسُول ا ِ‬
‫البارحة!> ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قرأ في العشاء بالتين‬ ‫‪ - 1006‬وعن البراء رَ ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫والزيتون فما سمعت أحداً أحسن صوتاً منه‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫‪ - 1007‬وعن أبي لبابة بشير بن عبد المنذر َر ِ‬
‫<من لم يتغن بالقرآن فليس منا> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد‪.‬‬
‫معنى <يتغنى> ‪ :‬يحسن صوته بالقرآن‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬اقرأ علي‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي النبي َ‬ ‫‪ - 1008‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫القرآن> فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال‪< :‬إني أحب أن أسمعه من غيري>‬
‫فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الية {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫على هؤلء شهيداً} (النساء ‪ )41‬قال‪< :‬حسبك الن> فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 183 *2‬باب الحث على سور وآيات مخصوصة‪.‬‬
‫علَي ِه‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1009‬عن أبي سعيد رافع بن المعلي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬أل أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟> فأخذ بيدي‪ ،‬فلما أردنا‬
‫أن نخرج قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ إنك قلت لعلمنك أعظم سورة في القرآن؟ قال‪< :‬الحمد ل رب‬
‫العالمين‪ ،‬هي السبع المثاني‪ ،‬والقرآن العظيم الذي أوتيته> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال في قل هو‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1010‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫الّ أحد‪< :‬والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال لصحابه‪< :‬أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث‬ ‫وفي رواية‪ :‬أن َرسُول ا ِ‬
‫القرآن في ليلة؟> فشق ذلك عليهم وقالوا‪ :‬أينا يطيق ذلك يا َرسُول الِّ؟ فقال‪< :‬قل هو الّ أحد‬
‫الّ الصمد ثلث القرآن> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫‪ - 1011‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رجلً سمع رجلً يقرأ‪{ :‬قل هو الّ أحد} يرددها‪ ،‬فلما أصبح جاء‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫علَيهِ َوسَلّم فذكر ذلك له‪ ،‬وكأن الرجل يتقالها‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫إلى َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال في قل هو الّ‬ ‫‪ - 1012‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫أحد‪< :‬إنها تعدل ثلث القرآن> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال‪ :‬يا َرسُول الِّ إني أحب هذه السورة‪{ :‬قل هو الّ‬ ‫‪ - 1013‬وعن أنس َر ِ‬
‫حسَنٌ‪ .‬و َروَاهُ البُخَا ِريّ في‬ ‫أحد} قال‪< :‬إن حبها أدخلك الجنة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫صحيحه تعليقاً‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ألم تر‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1014‬وعن عقبة بن عامر َر ِ‬
‫آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط؟ قل أعوذ برب الفلق‪ ،‬وقل أعوذ برب الناس> َروَاهُ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يتعوذ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1015‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫من الجان وعين النسان حتى نزلت المعوذتان‪ ،‬فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما‪َ .‬روَاهُ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من القرآن‬ ‫‪ - 1016‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫سورة ثلثون آية شفعت لرجل حتى غفر له‪ ،‬وهي‪ :‬تبارك الذي بيده الملك> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫وفي رواية أبي داود‪< :‬تشفع> ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من قرأ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1017‬وعن أبي مسعود البدري َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫باليتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه> مُتّفَقٌ َ‬
‫قيل‪ :‬كفتاه المكروه تلك الليلة‪ .‬وقيل‪ :‬كفتاه عن قيام الليل‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل تجعلوا‬ ‫‪ - 1018‬وعن أبي هريرة َرضِي الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬يا أبا‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1019‬وعن أبي بن كعب َر ِ‬
‫المنذر أتدري أي آية من كتاب الّ معك أعظم؟ قلت‪{ :‬الّ ل إله إل هو الحي القيوم} فضرب في‬
‫صدري وقال‪< :‬ليهنك العلم أبا المنذر> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم بحفظ زكاة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1020‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬وكلني َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫رمضان‪ ،‬فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت‪ :‬لرفعنك إلى َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم‪ .‬قال‪ :‬إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة‪ .‬فخليت عنه‪ ،‬فأصبحت فقال َرسُول ا ِ‬
‫لّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟> قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ شكا حاجة‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫وعيا ًل فرحمته فخليت سبيله‪ .‬فقال‪< :‬أما إنه قد كذبك وسيعود> فعرفت أنه سيعود لقول َرسُول‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫علَي ِه َوسَلّم فرصدته فجاء يحثو من الطعام‪ ،‬فقلت‪ :‬لرفعنك إلى َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ .‬قال‪ :‬دعني فإني محتاج وعلي عيال ل أعود‪ .‬فرحمته فخليت سبيله‪ ،‬فأصبحت فقال‬ ‫َ‬
‫لّ شكا‬‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟> قلت‪ :‬يا رَسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫لي َرسُول ا ِ‬
‫حاجة وعيالً فرحمته فخليت سبيله‪ .‬فقال‪< :‬إنه قد كذبك وسيعود> فرصدته الثالثة‪ ،‬فجاء يحثو‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ ،‬وهذا آخر ثلث مرات أنك‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫من الطعام فأخذته فقلت‪ :‬لرفعنك إلى َرسُول ا ِ‬
‫تزعم أنك ل تعود ثم تعود! فقال‪ :‬دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك الّ بها‪ .‬قلت‪ :‬ما هن؟ قال‪ :‬إذا‬
‫أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي‪ ،‬فإنه لن يزال عليك من الّ حافظ ول يقربك شيطان حتى‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ما فعل أسيرك‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫تصبح‪ .‬فخليت سبيله‪ ،‬فأصبحت فقال لي َرسُول ا ِ‬
‫البارحة؟> قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الّ بها فخليت سبيله‪ .‬قال‪< :‬ما‬
‫هي؟> قلت‪ :‬قال لي‪ :‬إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الية‪{ :‬الّ ل‬
‫إله إل هو الحي القيوم} وقال لي‪ :‬ل يزال عليك من الّ حافظ ولم يقربك شيطان حتى تصبح‪.‬‬
‫فقال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬أما إنه قد صدقك وهو كذوب‪ ،‬تعلم من تخاطب منذ ثلث يا أبا‬
‫هريرة؟ قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪< :‬ذلك شيطان> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من حفظ‬ ‫‪ - 1021‬وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال>‬
‫وفي رواية‪< :‬من آخر سورة الكهف> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬بينما جبريل قاعد عند النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1022‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال‪ :‬هذا باب من السماء فتح اليوم ولم يفتح قط إل اليوم‬
‫فنزل منه ملك فقال‪ :‬هذا ملك نزل إلى الرض لم ينزل قط إل اليوم فسلم وقال‪ :‬أبشر بنورين‬
‫أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك‪ :‬فاتحة الكتاب‪ ،‬وخواتيم سورة البقرة‪ ،‬لن تقرأ بحرف منهما إل‬
‫أعطيته‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫<النقيض> ‪ :‬الصوت‪.‬‬
‫*‪ - 184 *2‬باب استحباب الجتماع على القراءة‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬وما اجتمع‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1023‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫قوم في بيت من بيوت الّ‪ ،‬يتلون كتاب الّ‪ ،‬ويتدارسونه بينهم إل نزلت عليهم السكينة‬
‫وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملئكة وذكرهم الّ فيمن عنده> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 185 *2‬باب فضل الوضوء‬
‫ل تعالى (المائدة ‪{ :)6‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا وجوهكم} إلى‬ ‫@قال ا ّ‬
‫قوله تعالى‪{ :‬ما يريد الّ ليجعل عليكم من حرج‪ ،‬ولكن يريد ليطهركم‪ ،‬وليتم نعمته عليكم لعلكم‬
‫تشكرون}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1024‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫أمتي يدعون يوم القيامة غرًا مُحَجّلِين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته‬
‫فليفعل> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫‪ - 1025‬وعنه َرضِي الُّ عَنهُ قال سمعت خليلي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬تبلغ الحلية من‬
‫المؤمن حيث يبلغ الوضوء> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 1026‬وعن عثمان بن عفان رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم توضأ مثل وضوئي هذا‬ ‫‪ - 1027‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رأيت َرسُول ا ِ‬
‫ثم قال‪< :‬من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه‪ ،‬وكانت صلته ومشيه إلى المسجد نافلة>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا توضأ العبد‬ ‫‪ - 1028‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر‬
‫قطر الماء‪ ،‬فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر‬
‫الماء‪ ،‬فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجله مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى‬
‫يخرج نقياً من الذنوب> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أتى المقبرة فقال‪< :‬السلم‬ ‫‪ - 1029‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫سنَا‬
‫عليكم دار قوم مؤمنين‪ ،‬وإنا إن شاء الّ بكم لحقون‪ ،‬وددت أنا قد رأينا إخواننا> قالوا‪ :‬أوَ َل ْ‬
‫إخوانك يا رَسُول الِّ؟ قال‪< :‬أنتم أصحابي‪ ،‬وإخواننا الذين لم يأتوا بعد> قالوا‪ :‬كيف تعرف من‬
‫لم يأت بعد من أمتك يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬أرأيت لو أن رجلً له خيل غر مُحَجّلَة بين ظهري خيل‬
‫دهم بهم أل يعرف خيله؟> قالوا‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬فإنهم يأتون غرًا مُحَجّلِين من‬
‫الوضوء‪ ،‬وأنا ُفرُطُهم على الحوض> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أل أدلكم على ما يمحو‬ ‫‪ - 1030‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫الّ به الخطايا‪ ،‬ويرفع به الدرجات؟> قالوا‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬إسباغ الوضوء على‬
‫المكاره‪ ،‬وكثرة الخطا إلى المساجد‪ ،‬وانتظار الصلة بعد الصلة؛ فذلكم الرباط‪ ،‬فذلكم الرباط>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪:‬‬
‫‪ - 1031‬وعن أبي مالك الشعري َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫<الطهور شطر اليمان> َروَا ُه مُسلِ ٌم وقد سبق بطوله في باب الصبر (انظر الحديث رقم ‪. )25‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ السابق في آخر باب الرجاء (انظر الحديث رقم‬ ‫وفي الباب حديث عمرو بن عبسة َر ِ‬
‫‪ . )437‬وهو حديث عظيم مشتمل على جمل من الخيرات‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما منكم من‬ ‫‪ - 1032‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم قال‪ :‬أشهد أن ل إله إل الّ وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫محمداً عبده ورسوله‪ ،‬إل فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫وزاد الترمذي‪< :‬اللهم اجعلني من التوابين‪ ،‬واجعلني من المتطهرين> ‪.‬‬
‫*‪ - 186 *2‬باب فضل الذان‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬لو يعلم الناس‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1033‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫ما في النداء والصف الول ثم لم يجدوا إل أن يستهموا عليه لستهموا عليه‪ ،‬ولو يعلمون ما في‬
‫التهجير لستبقوا إليه‪ ،‬ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لتوهما ولو حبواً> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<الستهام> ‪ :‬القتراع‪.‬‬
‫و <التهجير> ‪ :‬التبكير إلى الصلة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1034‬وعن معاوية رَ ِ‬
‫<المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫‪ - 1035‬وعن عبد الّ بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن أبا سعيد الخدري َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‬
‫له‪ :‬إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلة فارفع صوتك‬
‫بالنداء <فإنه ل يسمع مدى صوت المؤذن جن ول إنس ول شيء إل شهد له يوم القيامة> قال‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أبو سعيد‪ :‬سمعته من َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا نودي‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1036‬وعن أبي هريرة َرضِي الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫بالصلة أدبر الشيطان وله ضراط حتى ل يسمع التأذين‪ ،‬فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب‬
‫للصلة أدبر‪ ،‬حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول‪ :‬اذكر كذا واذكر كذا‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫لما لم يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى> ُمتّفَقٌ َ‬
‫<التثويب> ‪ :‬القامة‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أنه سمع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1037‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم يقول‪< :‬إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي صلة‬
‫صلى الّ عليه بها عشراً‪ ،‬ثم سلوا الّ لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة ل تنبغي إل لعبد من‬
‫عباد الّ وأرجو أن أكون أنا هو‪ ،‬فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1038‬وعن أبي سعيد الخدري َرضِي الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من قال حين‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1039‬وعن جابر َر ِ‬
‫يسمع النداء‪ :‬اللهم رب هذه الدعوة التامة‪ ،‬والصلة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة‪،‬‬
‫وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته‪ ،‬حلت له شفاعتي يوم القيامة> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم أنه قال‪< :‬من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1040‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫قال حين يسمع المؤذن‪ :‬أشهد أن ل إله إل الّ وحده ل شريك له وأن محمداً عبده ورسوله‪،‬‬
‫رضيت بال رباً‪ ،‬وبمحمد رسولً‪ ،‬وبالسلم ديناً‪ ،‬غفر له ذنبه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬الدعاء ل يرد بين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1041‬وعن أنس َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫الذان والقامة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 187 *2‬باب فضل الصلوات‬
‫ل تعالى (العنكبوت ‪{ :)45‬إن الصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1042‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫<أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟>‬
‫قالوا‪ :‬ل يبقى من درنه شيء‪ .‬قال‪< :‬فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الّ بهن الخطايا> ُمتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬مثل الصلوات‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1043‬وعن جابر َر ِ‬
‫الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫<الغمر> بفتح الغين المعجمة‪ :‬الكثير‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1044‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫ل تعالى‪{ :‬أقم الصلة طرفي النهار وزلفاً من الليل‪ ،‬إن الحسنات يذهبن‬ ‫َوسَلّم فأخبره‪ ،‬فأنزل ا ّ‬
‫السيئات} فقال الرجل‪ :‬ألي هذا؟ قال‪< :‬لجميع أمتي كلهم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الصلوات‬ ‫‪ - 1045‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫الخمس‪ ،‬والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1046‬وعن عثمان بن عفان َر ِ‬
‫<ما من امرئ مسلم تحضر صلة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إل كانت كفارة‬
‫لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة؛ وذلك الدهر كله> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 188 *2‬باب فضل صلة الصبح والعصر‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من صلى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 1047‬عن أبي موسى رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫البردين دخل الجنة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫<البردان> ‪ :‬الصبح والعصر‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1048‬وعن أبي زهير عمارة بن ُر َويْبَة رَ ِ‬
‫َوسَلّم يقول‪< :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها> ‪ :‬يعني الفجر والعصر‪.‬‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1049‬وعن جندب بن سفيان َر ِ‬
‫ل من ذمته بشيء> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬ ‫صلى الصبح فهو في ذمة الّ فانظر يا ابن آدم ل يطلبنك ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬يتعاقبون‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1050‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫فيكم ملئكة بالليل وملئكة بالنهار‪ ،‬ويجتمعون في صلة الصبح وصلة العصر‪ ،‬ثم يعرج الذين‬
‫باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم‪ :‬كيف تركتم عبادي؟ فيقولون‪ :‬تركناهم وهم يصلون وأتيناهم‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫وهم يصلون> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا عند النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‬ ‫‪ - 1051‬وعن جرير بن عبد الّ البجلي َر ِ‬
‫فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال‪< :‬إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ل تضامون في رؤيته‪،‬‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫فإن استطعتم أن ل تغلبوا على صلة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية‪< :‬فنظر إلى القمر ليلة أربع عشر> ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال الرسول صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬من ترك صلة‬ ‫‪ - 1052‬وعن بريدة َر ِ‬
‫العصر حبط عمله> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 189 *2‬باب فضل المشي إلى المساجد‬
‫‪ - 1053‬عن أبي هريرة رَضي الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من غدا إلى‬
‫المسجد أو راح أعد الّ له في الجنة نزلً كلما غدا أو راح> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من تطهر في بيته ثم مضى‬ ‫‪ - 1054‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ل ليقضي فريضة من فرائض الّ كانت خطواته إحداها تحط خطيئة‪،‬‬ ‫إلى بيت من بيوت ا ّ‬
‫والخرى ترفع درجة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان رجل من النصار ل أعلم أحداً أبعد من السجد‬ ‫‪ - 1055‬وعن أبي بن كعب َر ِ‬
‫منه وكانت ل تخطئه صلة! فقيل له لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء‪ .‬قال‪ :‬ما‬
‫يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد‪ ،‬إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬قد جمع الّ لك ذلك كله> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫رجعت إلى أهلي‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا‬ ‫‪ - 1056‬وعن جابر َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال لهم‪< :‬بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا‬ ‫قرب المسجد‪ ،‬فبلغ ذلك النبي صَلّى الُّ َ‬
‫قرب المسجد> قالوا‪ :‬نعم يا َرسُول الِّ قد أردنا ذلك‪ .‬فقال‪< :‬بني سلمة دياركم تكتب آثاركم‪،‬‬
‫دياركم تكتب آثاركم> فقالوا‪ :‬ما يسرنا أنا كنا تحولنا‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪ .‬وروى البخاري معناه من‬
‫رواية أنس‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن أعظم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1057‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫الناس أجراً في الصلة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم‪ ،‬والذي ينتظر الصلة حتى يصليها مع المام‬
‫أعظم أجراً من الذي يصليها ثم ينام> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬بشروا المشائين في‬ ‫‪ - 1058‬وعن بريدة َر ِ‬
‫الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أل أدلكم على‬ ‫‪ - 1059‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ل به الخطايا‪ ،‬ويرفع به الدرجات؟ قالوا‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬إسباغ الوضوء‬ ‫ما يمحو ا ّ‬
‫على المكاره‪ ،‬وكثرة الخطا إلى المساجد‪ ،‬وانتظار الصلة بعد الصلة؛ فذلكم الرباط؛ فذلكم‬
‫الرباط> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا رأيتم‬ ‫‪ - 1060‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫ل من آمن بال‬ ‫الرجل يعتاد المساجد فشهدوا له باليمان؛ قال الّ عز وجل‪{ :‬إنما يعمر مساجد ا ّ‬
‫واليوم الخر} الية‪ .‬رواه الترمذي وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬
‫*‪ - 190 *2‬باب فضل انتظار الصلة‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يزال أحدكم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1061‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫في صلة ما دامت الصلة تحبسه ل يمنعه أن ينقلب إلى أهله إل الصلة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬والملئكة تصلي على‬ ‫‪ - 1062‬وعنه رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫أحدكم ما دام في مصله الذي صلى فيه ما لم يحدث‪ ،‬تقول‪ :‬اللهم اغفر له‪ ،‬اللهم ارحمه> َروَاهُ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أخر ليلة صلة العشاء‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1063‬وعن أنس َر ِ‬
‫إلى شطر الليل ثم أقبل بوجهه بعد ما صلى فقال‪< :‬صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلة منذ‬
‫انتظرتموها> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 191 *2‬باب فضل صلة الجماعة‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬صلة الجماعة‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫‪ - 1064‬عن ابن عمر رَضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ‬
‫أفضل من صلة الفذ بسبع وعشرين درجة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬صلة الرجل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1065‬وعن أبي هريرة رَضي الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫في جماعة تضعف على صلته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً؛ وذلك أنه إذا توضأ‬
‫فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد ل يخرجه إل الصلة‪ ،‬لم يخط خطوة إل رفعت له بها‬
‫درجة‪ ،‬وحط عنه بها خطيئة‪ ،‬فإذا صلى لم تزل الملئكة تصلي عليه ما دام في مصله ما لم‬
‫يحدث تقول‪ :‬اللهم صل عليه‪ ،‬اللهم ارحمه‪ ،‬ول يزال في صلة ما انتظر الصلة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫وهذا لفظ البخاري‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم رجل أعمى قال‪ :‬يا َرسُول الِّ‬ ‫‪ - 1066‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال أتى النبي صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم أن يرخص له فيصلي‬ ‫ليس لي قائد يقودني إلى المسجد‪ ،‬فسأل َرسُول ا ِ‬
‫في بيته فرخص له‪ ،‬فلما ولى دعاه فقال له‪< :‬هل تسمع النداء بالصلة؟> قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬
‫<فأجب> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه‬‫‪ - 1067‬وعن عبد الّ‪ ،‬وقيل‪ :‬عمرو بن قيس‪ ،‬المعروف بابن أم مكتوم المؤذن َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬‫قال‪ :‬يا َرسُول الِّ إن المدينة كثيرة الهوام والسباع‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫<تسمع حي على الصلة حي على الفلح فحيهلً> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫ومعنى <حيهلً> ‪ :‬تعال‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬والذي نفسي‬ ‫‪ - 1068‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلة فيؤذن لها ثم آمر رجلً فيؤم الناس ثم‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم> مُتّفَقٌ َ‬
‫ل تعالى غداً مسلماً فليحافظ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬من سره أن يلقى ا ّ‬ ‫‪ - 1069‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫على هؤلء الصلوات حيث ينادي بهن؛ فإن الّ شرع لنبيكم صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم سنن الهدى‬
‫وإنهن من سنن الهدى‪ ،‬ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة‬
‫نبيكم‪ ،‬ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم‪ ،‬ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إل منافق معلوم النفاق‪ ،‬ولقد‬
‫كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم علمنا سنن الهدى‪ ،‬وإن من سنن الهدى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫وفي رواية له قال‪ :‬إن َرسُول ا ِ‬
‫الصلة في المسجد الذي يؤذن فيه‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1070‬وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫<ما من ثلثة في قرية ول بدو ل تقام فيهم الصلة إل قد استحوذ عليهم الشيطان؛ فعليكم‬
‫بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫*‪ - 192 *2‬باب الحث على حضور الجماعة في الصبح والعشاء‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من صلى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1071‬عن عثمان َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل‪ ،‬ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬من شهد العشاء في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫وفي رواية الترمذي عن عثمان قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫جماعة كان له قيام نصف ليلة‪ ،‬ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة> قال‬
‫الترمذي حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ولو يعلمون ما‬ ‫‪ - 1072‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪ .‬وقد سبق بطوله (انظر الحديث رقم ‪. )1030‬‬ ‫في العتمة والصبح لتوهما ولو حبواً> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ليس صلة أثقل على‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 1073‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫المنافقين من صلة الفجر والعشاء‪ ،‬ولو يعلمون ما فيهما لتوهما ولو حبواً> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 193 *2‬باب المر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات والنهي الكيد والوعيد الشديد في‬
‫تركهن‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)238‬حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (التوبة ‪{ :)5‬فإن تابوا‪ ،‬وأقاموا الصلة‪ ،‬وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪ :‬أي العمال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سألت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1074‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫أفضل؟ قال‪< :‬الصلة لوقتها> قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪< :‬بر الوالدين> قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪< :‬الجهاد في‬
‫سبيل الّ> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬بني السلم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1075‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫على خمس‪ :‬شهادة أن ل إله إل الّ وأن محمدًا َرسُول الِّ‪ ،‬وإقام الصلة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وحج‬
‫البيت‪ ،‬وصوم رمضان> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أمرت أن أقاتل الناس‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1076‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ل وأن محمدًا َرسُول الِّ‪ ،‬ويقيموا الصلة‪ ،‬ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا‬ ‫حتى يشهدوا أن ل إله إل ا ّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إل بحق السلم وحسابهم على الّ> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إلى اليمن فقال‪:‬‬ ‫‪ - 1077‬وعن معاذ َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬بعثني َرسُول ا ِ‬
‫<إنك تأتي قوماً أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن ل إله إل الّ وأني َرسُول الِّ‪ ،‬فإن هم أطاعوا‬
‫لذلك فأعلمهم أن الّ افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة‪ ،‬فإن هم أطاعوا لذلك‬
‫فأعلمهم أن الّ افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم‪ ،‬فإن هم أطاعوا لذلك‬
‫فإياك وكرائم أموالهم‪ ،‬واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الّ حجاب> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إن بين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1078‬وعن جابر َر ِ‬
‫الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬العهد الذي بيننا وبينهم‬ ‫‪ - 1079‬وعن بريدة َر ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫الصلة فمن تركها فقد كفر> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫‪ - 1080‬وعن شقيق بن عبد الّ التابعي المتفق على جللته رحمه الّ قال‪ :‬كان أصحاب محمد‬
‫علَيهِ َوسَلّم ل يرون شيئاً من العمال تركه كفر غير الصلة‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذيّ في كتاب‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫اليمان بإسناد صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن أول ما‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫‪ - 1081‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلته‪ ،‬فإن صلحت فقد أفلح وأنجح‪ ،‬وإن فسدت فقد خاب‬
‫وخسر‪ ،‬فإن انتقص من فريضته شيئاً قال الرب عز وجل‪ :‬انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 194 *2‬باب فضل الصف الول والمر بإتمام الصفوف الول وتسويتها والتراص فيها‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪:‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬خرج علينا رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1082‬عن جابر بن سمرة رَ ِ‬
‫لّ وكيف تصف الملئكة عند ربها؟‬ ‫<أل تصفون كم تصف الملئكة عند ربها> فقلنا‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫قال‪< :‬يتمون الصفوف الول ويتراصون في الصف> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬لو يعلم الناس‬ ‫‪ - 1083‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ما في النداء والصف الول ثم لم يجدوا إل أن يستهموا عليه لستهموا> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬خير صفوف الرجال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1084‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫أولها وشرها آخرها‪ .‬وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم رأى في أصحابه تأخراً‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1085‬وعن أبي سعيد َر ِ‬
‫فقال لهم‪< :‬تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم‪ ،‬ل يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الّ>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يمسح مناكبنا‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال كان رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1086‬وعن أبي مسعود َر ِ‬
‫في الصلة ويقول‪< :‬استووا ول تختلفوا فتختلف قلوبكم‪ ،‬ليلني منكم أولو الحلم والنهى‪ ،‬ثم‬
‫الذين يلونهم‪ ،‬ثم الذين يلونهم> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬سووا صفوفكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1087‬وعن أنس َر ِ‬
‫فإن تسوية الصف من تمام الصلة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية للبخاري‪< :‬فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلة> ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1088‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أقيمت الصلة فأقبل علينا َرسُول ا ِ‬
‫بوجهه فقال‪< :‬أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري> َروَاهُ البُخَا ِريّ بلفظه‪،‬‬
‫ومسلم بمعناه‪.‬‬
‫وفي رواية للبخاري‪ :‬وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 1089‬وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<لتسون صفوفكم أو ليخالفن الّ بين وجوهكم> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وفي رواية لمسلم‪ :‬أن َرسُول ا ِ‬
‫القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه‪ ،‬ثم خرج يوماً فقام حتى كاد يكبر فرأى رجلً بادياً صدره من‬
‫ل بين وجوهكم> ‪.‬‬ ‫الصف فقال‪< :‬عباد الّ لتسون صفوفكم أو ليخالفن ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يتخلل‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1090‬وعن البراء بن عازب َر ِ‬
‫الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول‪< :‬ل تختلفوا فتختلف قلوبكم> وكان‬
‫ل وملئكته يصلون على الصفوف الول> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬ ‫يقول‪< :‬إن ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬أقيموا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1091‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫الصفوف‪ ،‬وحاذوا بين المناكب‪ ،‬وسدوا الخلل‪ ،‬ولينوا بأيدي إخوانكم‪ ،‬ول تذروا فرجات‬
‫للشيطان‪ ،‬ومن وصل صفاً وصله الّ‪ ،‬ومن قطع صفاً قطعه الّ> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬رصوا صفوفكم‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1092‬وعن أنس َر ِ‬
‫وقاربوا بينها‪ ،‬وحاذوا بالعناق؛ فوالذي نفسي بيده إني لرى الشياطين تدخل من خلل الصف‬
‫كأنها الحذف> حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد على شرط مسلم‪.‬‬
‫<الحذف> بحاء مهملة وذال معجمة مفتوحتين ثم فاء وهي‪ :‬غنم سود صغار تكون باليمن‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أتموا الصف المقدم ثم‬ ‫‪ - 1093‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫الذي يليه‪ ،‬فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن الّ‬ ‫‪ - 1094‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ‬
‫وملئكته يصلون على ميامن الصفوف> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد على شرط مسلم وفيه رجل‬
‫مختلف في توثيقه‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا إذا صلينا خلف َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1095‬وعن البراء رَ ِ‬
‫أحببنا أن نكون عن يمينه‪ ،‬يقبل علينا بوجهه‪ ،‬فسمعته يقول‪< :‬رب قني عذابك يوم تبعث أو‬
‫تجمع عبادك> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬وسطوا‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫‪ - 1096‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫المام‪ ،‬وسدوا الخلل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫*‪ - 195 *2‬باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض وبيان أقلها وأكملها وما بينهما‬
‫ضيَ الُّ عَنها قالت سمعت َرسُول الِّ‬ ‫‪ - 1097‬عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬ما من عبد مسلم يصلي ل تعالى كل يومٍ ثنتي [اثنتي] عشرة ركعة‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫تطوع ًا غير فريضة إل بنى الّ له بيتاً في الجنة‪ ،‬أو إل بني له بيت في الجنة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم ركعتين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬صليت مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1098‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫قبل الظهر‪ ،‬وركعتين بعدها‪ ،‬وركعتين بعد الجمعة‪ ،‬وركعتين بعد المغرب‪ ،‬وركعتين بعد العشاء‪.‬‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬بين‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ل بن مغفل َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1099‬وعن عبد ا ّ‬
‫كل أذانين صلة‪ ،‬بين كل أذانين صلة‪ ،‬بين كل أذانين صلة> قال في الثالثة‪< :‬لمن شاء> ُمتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫المراد بـ <الذانين> ‪ :‬الذان والقامة‪.‬‬
‫*‪ - 196 *2‬باب تأكيد ركعتي سنة الصبح‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان ل يدع أربع ًا قبل الظهر‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1100‬عن عائشة َر ِ‬
‫وركعتين قبل الغداة‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم على شيء من النوافل‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬لم يكن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1101‬وعنها رَ ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنها عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ركعتا الفجر خير من الدنيا‬ ‫‪ - 1102‬وعنها رَ ِ‬
‫وما فيها> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬لهما أحب إلي من الدنيا جميعاً> ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم أن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ مؤذن َرسُول ا ِ‬ ‫ل بلل بن رباح َر ِ‬ ‫‪ - 1103‬وعن أبي عبد ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ليؤذنه بصلة الغداة فشغلت عائشة بللً بأمر سألته عنه‬ ‫أتى َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪،‬‬‫حتى أصبح جداً‪ ،‬فقام بلل فآذنه بالصلة وتابع أذانه‪ ،‬فلم يخرج َرسُول ا ِ‬
‫فلما خرج صلى بالناس‪ ،‬فأخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدًا وأنه أبطأ‬
‫عليه بالخروج‪ .‬فقال (يعني النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم) <إني كنت ركعت ركعتي الفجر> فقال‪ :‬يا‬
‫َرسُول الِّ إنك أصبحت جداً‪ .‬قال‪< :‬لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما وأحسنتهما‬
‫وأجملتهما> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫*‪ - 197 *2‬باب تخفيف ركعتي الفجر وبيان ما يقرأ فيهما وبيان وقتهما‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يصلي ركعتين خفيفتين‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1104‬عن عائشة َر ِ‬
‫بين النداء والقامة من صلة الصبح‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية لهما‪ :‬يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الذان فيخففهما حتى أقول‪ :‬هل قرأ فيهما بأم‬
‫القرآن؟‬
‫وفي رواية لمسلم‪ :‬كان يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الذان ويخففهما‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬إذا طلع الفجر‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان إذا أذن المؤذن‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1105‬وعن حفصة رَ ِ‬
‫للصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا طلع الفجر ل يصلي إل ركعتين‬ ‫وفي رواية لمسلم‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫خفيفتين‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يصلي من الليل‬ ‫‪ - 1106‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫مثنى مثنى‪ ،‬ويوتر بركعة من آخر الليل‪ ،‬ويصلي الركعتين قبل صلة الغداة وكأن الذان بأذنيه‪.‬‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يقرأ في ركعتي‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1107‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫الفجر في الولى منهما‪{ :‬قولوا آمنا بال وما أنزل إلينا} الية التي في البقرة (البقرة ‪ )136‬وفي‬
‫الخرة منهما {آمنا بال واشهد بأنا مسلمون} (آل عمران ‪. )52‬‬
‫وفي رواية‪ :‬وفي الخرة التي في آل عمران‪{ :‬تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} (آل عمران‬
‫‪ )64‬رواهما مسلم‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قرأ في ركعتي الفجر‪:‬‬ ‫‪ - 1108‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫{قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الّ أحد}‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬رمقت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم شهراً يقرأ في‬ ‫‪ - 1109‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫الركعتين قبل الفجر‪{ :‬قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الّ أحد} َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 198 *2‬باب استحباب الضطجاع بعد ركعتي الفجر على جنبه اليمن والحث عليه سواء كان‬
‫تهجد بالليل أم ل‬
‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا صلى ركعتي الفجر‬ ‫‪ - 1110‬عن عائشة َر ِ‬
‫اضطجع على شقه اليمن‪َ .‬روَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يصلي فيما بين أن يفرغ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1111‬وعنها رَ ِ‬
‫من صلة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة‪ ،‬يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة‪ ،‬فإذا سكت‬
‫المؤذن من صلة الفجر وتبين له الفجر وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع‬
‫على شقه اليمن حتى يأتيه المؤذن للقامة‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫قولها‪ :‬يسلم بين كل ركعتين‪ ،‬هكذا هو في مسلم‪ ،‬ومعناه‪ :‬بعد كل ركعتين‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا صلى‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫‪ - 1112‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ بأسانيد صحيحة‪ ،‬قال‬
‫الترمذي حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 199 *2‬باب سنة الظهر‬
‫علَيهِ َوسَلّم ركعتين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬صليت مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1113‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫قبل الظهر وركعتين بعدها‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان ل يدع أربعاً قبل الظهر‪.‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1114‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ‬
‫َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم يصلي في بيتي قبل الظهر‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1115‬وعنها رَ ِ‬
‫أربع ًا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين‪ ،‬وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل‬
‫فيصلي ركعتين‪ ،‬ويصلي بالناس العشاء ويدخل فيصلي ركعتين‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من حافظ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1116‬وعن أم حبيبة َر ِ‬
‫ي وَقَالَ‬
‫على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الّ على النار> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يصلي‬ ‫‪ - 1117‬وعن عبد الّ بن السائب َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫أربعاً بعد أن تزول الشمس قبل الظهر‪ ،‬وقال‪< :‬إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫يصعد لي فيها عمل صالح> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان إذا لم يصل أربعاً قبل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1118‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫الظهر صلهن بعدها‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 200 *2‬باب سنة العصر‬
‫علَي ِه َوسَلّم يصلي قبل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1119‬عن علي بن أبي طالب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان النبي َ‬
‫العصر أربع ركعات‪ ،‬يفصل بينهن بالتسليم على الملئكة المقربين ومن تبعهم من المسلمين‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫حدِيثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬
‫والمؤمنين‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬رحم الّ امرأ صلى‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1120‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫قبل العصر أربعاً> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يصلي قبل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي َ‬ ‫‪ - 1121‬وعن علي بن أبي طالب رَ ِ‬
‫العصر ركعتين‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 201 *2‬باب سنة المغرب بعدها وقبلها‬
‫@تقدم في هذه البواب حديث ابن عمر (انظر الحديث رقم ‪ ، )1095‬وحديث عائشة (انظر‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يصلي بعد المغرب‬ ‫الحديث رقم ‪ )1112‬وهما صحيحان أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ركعتين‪.‬‬
‫ل بن مغفل َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬صلوا قبل‬ ‫‪ - 1122‬وعن عبد ا ّ‬
‫المغرب> قال في الثالثة‪< :‬لمن شاء> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬لقد رأيت كبار أصحاب َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1123‬وعن أنس َر ِ‬
‫يبتدرون السواري عند المغرب‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ركعتين‬ ‫‪ - 1124‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا نصلي على عهد َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم صلها؟ قال‪ :‬كان‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫بعد غروب الشمس قبل المغرب‪ ،‬فقيل أكان َرسُول ا ِ‬
‫يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 1125‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا بالمدينة إذا أذن المؤذن لصلة المغرب ابتدروا السواري‬
‫فركعوا ركعتين‪ ،‬حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلة قد صليت من كثرة من‬
‫يصليهما‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 202 *2‬باب سنة العشاء بعدها وقبلها‬
‫@فيه حديث ابن عمر السابق (انظر الحديث رقم ‪ :)1095‬صليت مع النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‬
‫علَيهِ كما سبق‬ ‫ل بن مغفل‪< :‬بين كل أذانين صلة> مُتّفَقٌ َ‬ ‫ركعتين بعد العشاء‪ ،‬وحديث عبد ا ّ‬
‫(انظر الحديث رقم ‪. )1096‬‬
‫*‪ - 203 *2‬باب سنة الجمعة‬
‫علَيهِ‬‫‪ - 1126‬فيه حديث ابن عمر السابق (انظر الحديث رقم ‪ :)1095‬أنه صلي مع النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َوسَلّم ركعتين بعد الجمعة‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا صلى أحدكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫وعن أبي هريرة َر ِ‬
‫الجمعة فليصل بعدها أربعاً> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان ل يصلي بعد الجمعة‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1127‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 204 *2‬باب استحباب جعل النوافل في البيت سواء الراتبة وغيرها والمر بالتحول للنافلة‬
‫من موضع الفريضة أو الفصل بينهما بكلم‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬صلوا أيها الناس‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1128‬عن زيد بن ثابت رَ ِ‬
‫في بيوتكم؛ فإن أفضل الصلة صلة المرء في بيته إل المكتوبة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬اجعلوا من صلتكم‬ ‫‪ - 1129‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫في بيوتكم ول تتخذوها قبوراً> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا قضى أحدكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1130‬وعن جابر َر ِ‬
‫من صلته في المسجد فليجعل لبيته نصيباً من صلته؛ فإن الّ جاعل في بيته من صلته خيراً>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 1131‬وعن عمر بن عطاء أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب ابن أخت نمر يسأله عن شيء‬
‫رآه منه معاوية في الصلة فقال‪ :‬نعم صليت معه الجمعة في المقصورة‪ ،‬فلما سلم المام قمت في‬
‫مقامي فصليت‪ ،‬فلما دخل أرسل إلي فقال‪ :‬ل تعد لما فعلت‪ ،‬إذا صليت الجمعة فل تصلها بصلة‬
‫علَيهِ َوسَلّم أمرنا بذلك أن ل نوصل صلة بصلة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫حتى تتكلم أو تخرج فإن َرسُول ا ِ‬
‫حتى نتكلم أو نخرج‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 205 *2‬باب الحث على صلة الوتر وبيان أنه سنة متأكدة وبيان وقته‬
‫‪ - 1132‬عن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬الوتر ليس بحتم كصلة المكتوبة ولكن سن رَسُول الِّ‬
‫ل وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬ ‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن ا ّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬ ‫‪ - 1133‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬من كل الليل قد أوتر َرسُول ا ِ‬
‫من أول الليل ومن أوسطه ومن آخره‪ ،‬وانتهى وتره إلى السحر‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬اجعلوا آخر‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي َ‬ ‫‪ - 1134‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫صلتكم بالليل وتراً> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أوتروا قبل‬ ‫‪ - 1135‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫أن تصبحوا> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يصلي صلته بالليل وهي‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1136‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ‬
‫معترضة بين يديه‪ ،‬فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪ :‬فإذا بقي الوتر قال‪< :‬قومي فأوتري يا عائشة> ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬بادروا الصبح‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1137‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫بالوتر> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬من خاف أن ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1138‬وعن جابر َر ِ‬
‫يقوم من آخر الليل فليوتر أوله‪ ،‬ومن طمع أن يقوم آخر الليل فإن صلة آخر الليل مشهودة‪،‬‬
‫وذلك أفضل> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 206 *2‬باب فضل صلة الضحى وبيان أقلها وأكثرها وأوسطها والحث على المحافظة عليها‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أوصاني خليلي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بصيام ثلثة أيام‬ ‫‪ - 1139‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫من كل شهر‪ ،‬وركعتي الضحى‪ ،‬وأن أوتر قبل أن أرقد‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫واليتار قبل النوم إنما يستحب لمن ل يثق بالستيقاظ آخر الليل‪ ،‬فإن وثق فآخر الليل أفضل‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬يصبح على كل سلمى‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1140‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫من أحدكم صدقة‪ :‬فكل تسبيحة صدقة‪ ،‬وأمر بالمعروف صدقة‪ ،‬ونهي عن المنكر صدقة‪ ،‬ويجزئ‬
‫من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يصلي الضحى‬ ‫‪ - 1141‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫أربعًا ويزيد ما شاء الّ‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 1142‬وعن أم هانئ فاختة بنت أبي طالب َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬ذهبت إلى َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم عام الفتح فوجدته يغتسل‪ ،‬فلما فرغ من غسله صلى ثماني ركعات‪ ،‬وذلك ضحى‪.‬‬ ‫َ‬
‫علَيهِ‪ .‬وهذا مختصر لفظ إحدى روايات مسلم‪.‬‬ ‫مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 207 *2‬باب تجويز صلة الضحى من ارتفاع الشمس إلى زوالها والفضل أن تصلى عند‬
‫اشتداد الحر وارتفاع الضحى‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه رأى قوماً يصلون من الضحى فقال‪ :‬أما لقد علموا أن‬ ‫‪ - 1143‬عن زيد بن أرقم َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬صلة الوابين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫الصلة في غير هذه الساعة أفضل؛ إن َرسُول ا ِ‬
‫حين ترمض الفصال> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫<ترمض> بفتح التاء والميم وبالصاد المعجمة يعني‪ :‬شدة الحر‪.‬‬
‫و <الفصال> جمع فصيل وهو‪ :‬الصغير من البل‪.‬‬
‫*‪ - 208 *2‬باب الحث على صلة تحية المسجد بركعتين وكراهة الجلوس قبل أن يصلي ركعتين‬
‫في أي وقت دخل وسواء صلى ركعتين بنية التحية أو صلة فريضة أو سنة راتبة أو غيرها‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا دخل أحدكم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1144‬عن أبي قتادة رَ ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫المسجد فل يجلس حتى يصلي ركعتين> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتيت النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم وهو في المسجد فقال‪:‬‬ ‫‪ - 1145‬وعن جابر َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<صل ركعتين> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 209 *2‬باب استحباب ركعتين بعد الوضوء‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال لبلل‪< :‬يا بلل‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1146‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫حدثني بأرجى عمل عملته في السلم؛ فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة> قال‪ :‬ما‬
‫عملت عملً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إل صليت بذلك‬
‫الطهور ما كتب أن أصلي‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<الدف> بالفاء‪ :‬صوت النعل وحركته على الرض‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 210 *2‬باب فضل يوم الجمعة ووجوبها والغتسال لها والتطيب والتبكير إليها والدعاء يوم‬
‫الجمعة والصلة على النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم وفيه بيان ساعة الجابة واستحباب إكثار ذكر‬
‫الّ تعالى بعد الجمعة‬
‫ل تعالى (الجمعة ‪{ :)10‬فإذا قضيت الصلة فانتشروا في الرض‪ ،‬وابتغوا من فضل الّ‪،‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫واذكروا الّ كثيراً لعلكم تفلحون}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬خير يوم‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬ ‫‪ - 1147‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫طلعت عليه الشمس يوم الجمعة‪ :‬فيه خلق آدم‪ ،‬وفيه أدخل الجنة‪ ،‬وفيه أخرج منها> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من توضأ فأحسن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1148‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫الوضوء‪ ،‬ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت‪ ،‬غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلثة أيام‪ ،‬ومن‬
‫مس الحصى فقد لغا> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الصلوات الخمس‪ ،‬والجمعة‬ ‫‪ - 1149‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫إلى الجمعة‪ ،‬ورمضان إلى رمضان‪ ،‬مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول على‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما أنهما سمعا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1150‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫أعواد منبره‪< :‬لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الّ على قلوبهم ثم ليكونن من‬
‫الغافلين> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا جاء أحدكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1151‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫الجمعة فليغتسل> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬غسل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1152‬وعن أبي سعيد الجدري َر ِ‬
‫الجمعة واجب على كل محتلم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫المراد بالمحتلم‪ :‬البالغ‪.‬‬
‫والمراد بالوجوب وجوب اختيار كقول الرجل لصاحبه‪ :‬حقك واجب علي‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم ‪< :‬من توضأ يوم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1153‬وعن سمرة َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫الجمعة فبها ونعمت‪ ،‬ومن اغتسل فالغسل أفضل> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل يغتسل رجل‬ ‫‪ - 1154‬وعن سلمان َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫يوم الجمعة‪ ،‬ويتطهر ما استطاع من طهر‪ ،‬ويدهن من دهنه‪ ،‬أو يمس من طيب بيته‪ ،‬ثم يخرج‬
‫فل يفرق بين اثنين‪ ،‬ثم يصلي ما كتب له‪ ،‬ثم ينصت إذا تكلم المام‪ ،‬إل غفر له ما بينه وبين‬
‫الجمعة الخرى> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من اغتسل‬ ‫‪ - 1155‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الولى‪ ،‬فكأنما قرب بدنة‪ ،‬ومن راح في الساعة‬
‫الثانية فكأنما قرب بقرة‪ ،‬ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن‪ ،‬ومن راح في‬
‫الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة‪ ،‬ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة‪ ،‬فإذا خرج‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫المام حضرت الملئكة يستمعون الذكر> مُتّفَقٌ َ‬
‫قوله <غسل الجنابة> ‪ :‬أي غسلً كغسل الجنابة في الصفة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ذكر يوم الجمعة فقال‪< :‬فيها‬ ‫‪ - 1156‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ل شيئاً إل أعطاه إياه> وأشار بيده يقللها‪.‬‬ ‫ساعة ل يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل ا ّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ‬‫ل بن عمر رَ ِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قال عبد ا ّ‬ ‫‪ - 1157‬وعن أبي بردة بن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم في شأن ساعة الجمعة؟ قال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫الُّ عَنهُ‪ :‬أسمعت أباك يحدث عن َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬هي ما بين أن يجلس‬ ‫قلت‪ :‬نعم سمعته يقول‪ :‬سمعت َرسُول ا ِ‬
‫المام إلى أن تقضى الصلة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1158‬وعن أوس بن أوس رَ ِ‬
‫أفضل أيامكم يوم الجمعة‪ ،‬فأكثروا علي من الصلة فيه فإن صلتكم معروضة علي> َروَاهُ أبُو‬
‫دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 211 *2‬باب استحباب سجود الشكر عند حصول نعمة ظاهرة أو اندفاع بلية ظاهرة‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال خرجنا مع رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1159‬عن سعد بن أبي وقاص رَ ِ‬
‫ع ْز َورَاء نزل‪ ،‬ثم رفع يديه فدعا الّ ساعة‪ ،‬ثم خر‬ ‫من مكة نريد المدينة‪ ،‬فلما كنا قريباً من َ‬
‫ساجداً فمكث طويلً‪ ،‬ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خر ساجداً‪ ،‬فعله ثلثاً‪ ،‬قال‪< :‬إني سألت ربي‬
‫وشفعت لمتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجداً لربي شكراً‪ ،‬ثم رفعت رأسي فسألت ربي لمتي‬
‫فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجداً لربي شكراً‪ ،‬ثم رفعت رأسي فسألت ربي لمتي فأعطاني‬
‫الثلث الخر فخررت ساجداً لربي> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫*‪ - 212 *2‬باب فضل قيام الليل‬
‫ل تعالى (السراء ‪{ :)79‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً‬ ‫@قال ا ّ‬
‫محموداً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (السجدة ‪{ :)16‬تتجافى جنوبهم عن المضاجع}الية‪.‬‬
‫وقال تعالى (الذاريات ‪{ :)17‬كانوا قليلً من الليل ما يهجعون}‪.‬‬
‫‪ - 1160‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقوم من الليل حتى‬
‫تتفطر قدماه‪ ،‬فقلت له‪ :‬لم تصنع هذا يا رَسُول الِّ وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال‪:‬‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<أفل أكون عبداً شكوراً؟> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫وعن المغيرة نحوه‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم طرقه وفاطمة ليلً فقال‪< :‬أل‬ ‫‪ - 1161‬وعن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫تصليان؟> مُتّفَقٌ َ‬
‫<طرقه> ‪ :‬أتاه ليلً‪.‬‬
‫‪ - 1162‬وعن سالم بن عبد الّ بن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ عن أبيه أن رسول ال‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬نعم الرجل عبد الّ لو كان يصلي من الليل> قال سالم‪ :‬فكان عبد الّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫بعد ذلك ل ينام من الليل إل قليلً‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1163‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ل ل تكن مثل فلن كان يقوم الليل فترك قيام الليل> ُمتّفَقٌ َ‬ ‫َوسَلّم‪< :‬يا عبد ا ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال ذكر عند النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم رجل نام ليلة‬ ‫‪ - 1164‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫حتى أصبح قال‪< :‬ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال أذنه> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يعقد الشيطان‬ ‫‪ - 1165‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلث عقد‪ ،‬يضرب على كل عقدة‪ :‬عليك ليل طويل فارقد‪ ،‬فإن‬
‫استيقظ فذكر الّ تعالى انحلت عقدة‪ ،‬فإن توضأ انحلت عقدة‪ ،‬فإن صلى انحلت عقده فأصبح‬
‫نشيطاً طيب النفس‪ ،‬وإل أصبح خبيث النفس َكسْلنَ> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫<قافية الرأس> ‪ :‬آخره‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬أيها الناس‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1166‬وعن عبد الّ بن سلم رَ ِ‬
‫أفشوا السلم‪ ،‬وأطعموا الطعام‪ ،‬وصلوا بالليل والناس نيام‪ ،‬تدخلوا الجنة بسلم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫سٌ‬ ‫ح َ‬
‫حدِيثٌ َ‬ ‫وَقَالَ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أفضل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫‪ - 1167‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫الصيام بعد رمضان شهر الّ المحرم‪ ،‬وأفضل الصلة بعد الفريضة صلة الليل> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬صلة الليل مثنى‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1168‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫مثنى‪ ،‬فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يصلي من الليل مثنى مثنى‬ ‫‪ - 1169‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ويوتر بركعة‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يفطر من الشهر حتى‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1170‬وعن أنس َر ِ‬
‫نظن أن ل يصوم منه‪ ،‬ويصوم حتى نظن أن ل يفطر منه شيئاً‪ ،‬وكان ل تشاء أن تراه من الليل‬
‫مصلياً إل رأيته ول نائماً إل رأيته‪َ .‬روَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم كان يصلي إحدى عشرة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1171‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن َرسُول ا ِ‬
‫ركعة (تعني في الليل) يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه‪،‬‬
‫ويركع ركعتين قبل صلة الفجر ثم يضطجع على شقه اليمن حتى يأتيه المنادي للصلة‪َ .‬روَاهُ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يزيد في رمضان‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬ما كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1172‬وعنها رَ ِ‬
‫ول في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فل تسأل عن حسنهن وطولهن‪ ،‬ثم يصلي‬
‫أربعاً فل تسأل عن حسنهن وطولهن‪ ،‬ثم يصلي ثلثاً‪ ،‬فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أتنام قبل أن توتر؟‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫فقال‪< :‬يا عائشة إن عيني تنامان ول ينام قلبي> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كان ينام أول الليل ويقوم آخره‬ ‫‪ - 1173‬وعنها رَ ِ‬
‫فيصلي‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم ليلة فلم‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬صليت مع النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1174‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫يزل قائم ًا حتى هممت بأمر سوء‪ ،‬قيل‪ :‬ما هممت به؟ قال‪ :‬هممت أن أجلس وأدعه‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم ذات ليلة فافتتح‬ ‫‪ - 1175‬وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال صليت مع النبي صَلّى الُّ َ‬
‫البقرة‪ ،‬فقلت‪ :‬يركع عند المائة ثم مضى‪ ،‬فقلت يصلي بها في ركعة فمضى‪ ،‬فقلت‪ :‬يركع بها‪ ،‬ثم‬
‫افتتح النساء فقرأها‪ ،‬ثم افتتح آل عمران فقرأها‪ :‬يقرأ مترسلً‪ ،‬إذا مر بآية فيها تسبيح سبح‪،‬‬
‫وإذا مر بسؤال سأل‪ ،‬وإذا مر بتعوذ تعوذ‪ ،‬ثم ركع فجعل يقول‪ :‬سبحان ربي العظيم‪ .‬فكان ركوعه‬
‫نحوًا من قيامه‪ ،‬ثم قال‪ :‬سمع الّ لمن حمده ربنا لك الحمد‪ .‬ثم قام طويلً قريباً مما ركع‪ ،‬ثم سجد‬
‫فقال‪ :‬سبحان ربي العلى‪ ،‬فكان سجوده قريب ًا من قيامه‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أي الصلة أفضل؟‬ ‫ضيَ الُّ عَن ُه قال‪ :‬سئل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1176‬وعن جابر َر ِ‬
‫قال‪< :‬طول القنوت> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫المراد بالقنوت‪ :‬القيام‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‬‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1177‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫له‪< :‬أحب الصلة إلى الّ صلة داود‪ ،‬وأحب الصيام إلى الّ صيام داود‪ :‬كان ينام نصف الليل‪،‬‬
‫ويقوم ثلثه‪ ،‬وينام سدسه‪ ،‬ويصوم يومًا ويفطر يوماً> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إن في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1178‬وعن جابر َر ِ‬
‫الليل لساعة ل يوافقها رجل مسلم يسأل الّ خيراً من أمر الدنيا والخرة إل أعطاه إياه‪ ،‬وذلك كل‬
‫ليلة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا قام أحدكم من‬ ‫‪ - 1179‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫الليل فليفتتح الصلة بركعتين خفيفتين> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا قام من الليل‬ ‫‪ - 1180‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫صلته بركعتين خفيفتين‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا فاتته الصلة من‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1181‬وعنها رَ ِ‬
‫الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي [اثنتي] عشرة ركعة‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ‪< :‬من‬ ‫‪ - 1182‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلة الفجر وصلة الظهر كتب له كأنما قرأه من‬
‫الليل> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬رحم الّ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1183‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫رجلً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء‪ ،‬رحم الّ امرأة قامت من‬
‫الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبي نضحت في وجهه الماء> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا‬ ‫‪ - 1184‬وعنه وعن أبي سعيد َرضِيَ الُّ عَنهُما قال قال َرسُول ا ِ‬
‫أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعاً كتب في الذاكرين والذاكرات> َروَاهُ أبُو‬
‫دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا نعس أحدكم في‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1185‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ‬
‫الصلة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫نفسه> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا قام أحدكم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫‪ - 1186‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 213 *2‬باب استحباب قيام رمضان وهو التراويح‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من قام رمضان‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1187‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم يرغب في قيام رمضان‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1188‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول‪< :‬من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من‬
‫ذنبه> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 214 *2‬باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها‬
‫ل تعالى (سورة القدر)‪{ :‬إنا أنزلناه في ليلة القدر} إلى آخر السورة‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الدخان ‪{ :)3‬إنا أنزلناه في ليلة مباركة} اليات‪.‬‬
‫‪ - 1189‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من قام ليلة القدر‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم أروا ليلة‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رجالً من أصحاب النبي َ‬ ‫‪ - 1190‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أرى رؤياكم قد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫القدر في المنام في السبع الواخر‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫تواطأت في السبع الواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الواخر> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يجاور في العشر‬ ‫‪ - 1191‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الواخر من رمضان ويقول‪< :‬تحروا ليلة القدر في العشر الواخر من رمضان> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬تحروا ليلة القدر في‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1192‬وعنها رَ ِ‬
‫الوتر من العشر الواخر من رمضان> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا دخل العشر الواخر‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1193‬وعنها رَ ِ‬
‫من رمضان أحيا الليل‪ ،‬وأيقظ أهله‪ ،‬وجد وشد المئزر‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يجتهد في رمضان ما‬ ‫ضيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1194‬وعنها رَ ِ‬
‫ل يجتهد في غيره‪ ،‬وفي العشر الواخر منه ما ل يجتهد في غيره‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنها قالت قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أرأيت إن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر‪ ،‬ما‬ ‫‪ - 1195‬وعنها رَ ِ‬
‫حدِيثٌ‬
‫ي وَقَالَ َ‬
‫أقول فيها؟ قال‪< :‬قولي‪ :‬اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫َ‬
‫*‪ - 215 *2‬باب فضل السواك وخصال الفطرة‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬لول أن أشق‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1196‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫على أمتي أو على الناس لمرتهم بالسواك مع كل صلة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم إذا قام من النوم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1197‬وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫يشوص فاه بالسواك‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫<الشوص> ‪ :‬الدلك‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم سواكه‬ ‫‪ - 1198‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كنا نعد ل َرسُول ا ِ‬
‫وطهوره فيبعثه الّ ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أكثرت عليكم في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1199‬وعن أنس َر ِ‬
‫السواك> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنها‪ :‬بأي شيء كان يبدأ النبي صَلّى‬ ‫‪ - 1200‬وعن شريح بن هانئ قال قلت لعائشة َر ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا دخل بيته؟ قالت‪ :‬بالسواك‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم وطرف‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬دخلت على النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1201‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫السواك على لسانه‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪ ،‬وهذا لفظ مسلم‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬السواك مطهرة للفم‪،‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1202‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ‬
‫مرضاة للرب> رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه بأسانيد صحيحة‪.‬‬
‫‪ - 1203‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الفطرة خمس‪ ،‬أو‬
‫خمس من الفطرة‪ :‬الختان‪ ،‬والستحداد‪ ،‬وتقليم الظفار‪ ،‬ونتف البط‪ ،‬وقص الشارب> ُمتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫<الستحداد> ‪ :‬حلق العانة‪ ،‬وهو حلق الشعر الذي حول الفرج‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬عشر من‬ ‫‪ - 1204‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قال َرسُول ا ِ‬
‫الفطرة‪ :‬قص الشارب‪ ،‬وإعفاء اللحية‪ ،‬والسواك‪ ،‬واستنشاق الماء‪ ،‬وقص الظفار‪ ،‬وغسل‬
‫البراجم‪ ،‬ونتف البط‪ ،‬وحلق العانة‪ ،‬وانتقاص الماء> قال الراوي‪ :‬ونسيت العاشرة إل أن تكون‬
‫المضمضة‪ ،‬قال وكيع وهو أحد رواته‪ :‬انتقاص الماء‪ :‬يعني الستنجاء‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫<البراجم> بالباء الموحدة والجيم وهي‪ :‬عقد الصابع‪.‬‬
‫و <إعفاء اللحية> ‪ :‬معناه‪ :‬ل يقص منها شيئاً‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬أَحْفُوا الشوارب‪،‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي َ‬ ‫‪ - 1205‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫وأَعْفُوا اللحى> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 216 *2‬باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)43‬وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البينة ‪{:)5‬وما أمروا إل ليعبدوا الّ مخلصين له الدين حنفاء‪ ،‬ويقيموا الصلة‬
‫ويؤتوا الزكاة؛ وذلك دين القيمة}‪.‬‬
‫وقال تعالى (التوبة ‪{ :)103‬خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬بني السلم على‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1206‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫خمس‪ :‬شهادة أن ل إله إل الّ وأن محمداً عبده ورسوله‪ ،‬وإقام الصلة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وحج‬
‫البيت‪ ،‬وصوم رمضان> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬جاء رجل إلى َرسُول ا ِ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 1207‬وعن طلحة بن عبيد ا ّ‬
‫َوسَلّم من أهل نجد ثائر الرأس‪ ،‬نسمع دوي صوته ول نفقه ما يقول‪ ،‬حتى دنا من َرسُول الِّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬خمس‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫علَيهِ َوسَلّم فإذا هو يسأل عن السلم‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫لّ صَلّى‬ ‫صلوات في اليوم والليلة> قال‪ :‬هل علي غيرهن؟ قال‪< :‬ل إل أن تطوع> فقال َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬وصيام شهر رمضان> قال‪ :‬هل علي غيره؟ قال‪< :‬ل إل أن تطوع> قال وذكر‬
‫علَيهِ َوسَلّم الزكاة فقال‪ :‬هل علي غيرها؟ قال‪< :‬ل إل أن تطوع> فأدبر‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫له َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬ ‫الرجل وهو يقول‪ :‬وال ل أزيد على هذا ول أنقص منه‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<أفلح إن صدق> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بعث معاذًا َر ِ‬ ‫‪ - 1208‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫ل وأني َرسُول الِّ‪ ،‬فإن هم أطاعوك لذلك‬ ‫إلى اليمن فقال‪ :‬ادعهم إلى شهادة أن ل إله إل ا ّ‬
‫فأعلمهم أن الّ افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة‪ ،‬فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم‬
‫أن الّ افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬أمرت أن أقاتل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1209‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫ل وأن محمدَا َرسُول الِّ‪ ،‬ويقيموا الصلة‪ ،‬ويؤتوا الزكاة؛ فإذا‬ ‫الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ا ّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الّ> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وكان أبو‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1210‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬لما توفي َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‪ :‬كيف تقاتل الناس وقد‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ‪ ،‬وكفر من كفر من العرب‪ ،‬فقال عمر َر ِ‬ ‫بكر َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل الّ‪ ،‬فمن قالها‬ ‫قال َرسُول ا ِ‬
‫فقد عصم مني ماله ونفسه إل بحقه وحسابه على الّ> ؟ فقال أبو بكر‪ :‬وال لقاتلن من فرق‬
‫بين الصلة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال‪ ،‬وال لو منعوني عقالً كانوا يؤدونه إلى رَسُول الِّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم لقاتلتهم على منعه‪ .‬قال عمر‪ :‬فوال ما هو إل أن رأيت الّ قد شرح صدر‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ :‬أخبرني بعمل‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال للنبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1211‬وعن أبي أيوب رَ ِ‬
‫يدخلني الجنة‪ .‬قال‪< :‬تعبد الّ ل تشرك به شيئاً‪ ،‬وتقيم الصلة‪ ،‬وتؤتي الزكاة‪ ،‬وتصل الرحم>‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬يا‬ ‫‪ - 1212‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن أعرابياً أتى النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ل ل تشرك به شيئاً‪ ،‬وتقيم‬ ‫َرسُول الِّ دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة‪ .‬قال‪< :‬تعبد ا ّ‬
‫الصلة‪ ،‬وتؤتي الزكاة المفروضة‪ ،‬وتصوم رمضان> قال‪ :‬والذي نفسي بيده ل أزيد على هذا‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫فلما ولى قال النبي َ‬
‫هذا> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬بايعت النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم على إقام‬ ‫ل َر ِ‬‫‪ - 1213‬وعن جرير بن عبد ا ّ‬
‫الصلة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬والنصح لكل مسلم‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ما من‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫‪ - 1214‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫صاحب ذهب ول فضة ل يؤدي منها حقها إل إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار‬
‫فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له‪ ،‬في يوم كان‬
‫مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار> قيل‪:‬‬
‫يا َرسُول الِّ فالبل؟ قال‪< :‬ول صاحب إبل ل يؤدي منها حقها‪ ،‬ومن حقها حلبها يوم وردها‪ ،‬إل‬
‫إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت ل يفقد منها فصيلً واحدًا تطؤه بأخفافها‬
‫وتعضه بأفواهها‪ ،‬كلما مر عليه أولها رد عليه أخراها‪ ،‬في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة‪،‬‬
‫حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار> قيل‪ :‬يا َرسُول الِّ فالبقر‬
‫والغنم؟ قال‪< :‬ول صاحب بقر ول غنم ل يؤدي منها حقها إل إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع‬
‫قرقر ل يفقد منها شيئاً‪ ،‬ليس فيها عقصاء ول جلحاء ول عضباء‪ ،‬تنطحه بقرونها وتطؤه‬
‫بأظلفها‪ ،‬كلما مر عليه أولها رد عليه أخراها‪ ،‬في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة‪ ،‬حتى‬
‫يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار> قيل‪ :‬يا َرسُول الِّ فالخيل؟ قال‪:‬‬
‫<الخيل ثلثة‪ :‬هي لرجل وزر‪ ،‬وهي لرجل ستر‪ ،‬وهي لرجل أجر‪ .‬فأما التي هي له وزر فرجل‬
‫ربطها رياء وفخرًا ونواء على أهل السلم فهي له وزر‪ .‬وأما التي له ستر فرجل ربطها في‬
‫سبيل الّ ثم لم ينس حق الّ في ظهورها ول رقابها فهي له ستر‪ .‬وأما التي هي له أجر فرجل‬
‫ربطها في سبيل الّ لهل السلم في مرج أو روضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من‬
‫شيء إل كتب له عدد ما أكلت حسنات‪ ،‬وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات‪ ،‬ول تقطع طولها‬
‫فاستنت شرف ًا أو شرفين إل كتب الّ له عدد آثارها وأوراثها حسنات‪ ،‬ول مر بها صاحبها على‬
‫نهر فشربت منه ول يريد أن يسقيها إل كتب الّ له عدد ما شربت حسنات> قيل‪ :‬يا َرسُول الِّ‬
‫فالحمر؟ قال‪< :‬ما أنزل علي في الحمر شيء إل هذه الية الفاذة الجامعة {فمن يعمل مثقال ذرة‬
‫علَيهِ‪ .‬وهذا لفظ مسلم‪.‬‬
‫خيراً يره‪ ،‬ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} (الزلزلة ‪ُ )5‬متّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 217 *2‬باب وجوب صوم رمضان وبيان فضل الصيام وما يتعلق به‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)183‬يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من‬ ‫@قال ا ّ‬
‫قبلكم} إلى قوله تعالى‪{ :‬شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى‬
‫والفرقان‪ ،‬فمن شهد منكم الشهر فليصمه‪ ،‬ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر}‬
‫الية‪ .‬وأما الحاديث فقد تقدمت في الباب الذي قبله‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬قال الّ عز‬‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬
‫‪ - 1215‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫وجل‪ :‬كل عمل ابن آدم له إل الصيام فإنه لي وأنا أجزي به‪ ،‬والصيام جُنة‪ ،‬فإذا كان يوم صوم‬
‫أحدكم فل يرفث ول يصخب‪ ،‬فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم؛ والذي نفس محمد بيده‬
‫ل من ريح المسك‪ ،‬للصائم فرحتان يفرحهما‪ :‬إذا أفطر فرح‬ ‫خلُوف فم الصائم أطيب عند ا ّ‬ ‫لَ ُ‬
‫بفطره‪ ،‬وإذا لقي ربه فرح بصومه> ُمتّفّق عَلَيهِ‪ .‬وهذا لفظ رواية البخاري‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي‪ ،‬الصيام لي وأنا أجزي به‪ ،‬والحسنة‬
‫بعشر أمثالها>‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف‪ ،‬قال‬
‫الّ تعالى‪{ :‬إل الصوم فإنه لي وأنا أجزي به‪ ،‬يدع شهوته وطعامه من أجلي} للصائم فرحتان‪:‬‬
‫ل من ريح المسك> ‪.‬‬ ‫فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه؛ وَلخُلُوف فيه أطيب عند ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من أنفق زوجين في‬ ‫‪ - 1216‬وعنه رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫سبيل الّ نودي من أبواب الجنة‪ :‬يا عبد الّ هذا خير‪ .‬فمن كان من أهل الصلة دعي من باب‬
‫الصلة‪ ،‬ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد‪ ،‬ومن كان من أهل الصيام دعي من باب‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‪ :‬بأبي أنت‬ ‫الريان‪ ،‬ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة> قال أبو بكر َر ِ‬
‫وأمي يا َرسُول الِّ ما على من دعي من تلك البواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك البواب‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫كلها؟ فقال‪< :‬نعم وأرجو أن تكون منهم> ُمتّفّق َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن في الجنة‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1217‬وعن سهل بن سعد رَ ِ‬
‫باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة ل يدخل منه أحد غيرهم‪ ،‬يقال‪ :‬أين‬
‫الصائمون؟ فيقومون ل يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬ما‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1218‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫ل بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً> ُمتّفّق‬ ‫من عبد يصوم يوماً في سبيل الّ إل باعد ا ّ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ - 1219‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من صام رمضان‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه> ُمتّفّق َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا جاء رمضان فتحت‬ ‫‪ - 1220‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫أبواب الجنة‪ ،‬وغلقت أبواب النار‪ ،‬وصفدت الشياطين> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬صوموا لرؤيته وأفطروا‬ ‫‪ - 1221‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪ .‬وهذا لفظ البخاري‪.‬‬ ‫لرؤيته‪ ،‬فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلثين> مُتّفّق َ‬
‫وفي رواية مسلم‪< :‬فإن غم عليكم فصوموا ثلثين يوماً> ‪.‬‬
‫*‪ - 218 *2‬باب الجود وفعل المعروف والكثار من الخير في شهر رمضان والزيادة من ذلك في‬
‫العشر الواخر منه‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أجود الناس‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1222‬عن ابن عباس َر ِ‬
‫وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل‪ ،‬وكان يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان‬
‫علَي ِه َوسَلّم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فيدارسه القرآن؛ فل َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫المرسلة> ُمتّفّق َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا دخل العشر‬ ‫‪ - 1223‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫أحيا الليل‪ ،‬وأيقظ أهله‪ ،‬وشد المئزر> مُتّفّق َ‬
‫*‪ - 219 *2‬باب النهي عن تقدم رمضان بصوم بعد نصف شعبان إل لمن وصله بما قبله أو وافق‬
‫عادة له بأن كان عادته صوم يوم الثنين والخميس فوافقه‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يتقدمن أحدكم‬ ‫‪ - 1224‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫رمضان بصوم يوم أو يومين‪ ،‬إل أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم> ُمتّفّق‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل تصوموا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1225‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫غيَايَةٌ فأكملوا ثلثين يوماً>‬ ‫قبل رمضان‪ ،‬صوموا لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن حالت دونه َ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫<ال َغيَايَة> بالغين المعجمة وبالياء المثناة من تحت المكررة وهي‪ :‬السحابة‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا بقي‬
‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫‪ - 1226‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫نصف من شعبان فل تصوموا> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬من صام اليوم الذي يشك فيه فقد‬ ‫‪ - 1227‬وعن أبي اليقظان عمار بن ياسر َر ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫عصى أبا القاسم صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 220 *2‬باب ما يقال عند رؤية الهلل‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم كان إذا رأى الهلل‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 1228‬عن طلحة بن عبيد ا ّ‬
‫قال‪< :‬اللهم أهله علينا بالمن واليمان‪ ،‬والسلمة والسلم‪ ،‬ربي وربك الّ‪ ،‬هلل رشد وخير>‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 221 *2‬باب فضل السحور وتأخيره ما لم يخش طلوع الفجر‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬تسحروا فإن في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1229‬عن أنس َر ِ‬
‫السحور بركة> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ثم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬تسحرنا مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1230‬وعن زيد بن ثابت َر ِ‬
‫قمنا إلى الصلة‪ .‬قيل‪ :‬كم كان بينهما؟ قال‪ :‬قدر خمسون آية‪ُ .‬متّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم مؤذنان‪ :‬بلل‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال كان ل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1231‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن بللً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وابن أم مكتوم‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫يؤذن ابن أم مكتوم> قال‪ :‬ولم يكن بينهما إل أن ينزل هذا ويرقى هذا‪ُ .‬متّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬فصل ما‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1232‬وعن عمرو بن العاص رَضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ‬
‫بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 222 *2‬باب فضل تعجيل الفطر وما يفطر عليه وما يقوله بعد إفطاره‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يزال‬ ‫‪ - 1233‬عن سهل بن سعد َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫الناس بخير ما عجلوا الفطر> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫‪ - 1234‬وعن أبي عطية قال‪ :‬دخلت أنا ومسروق على عائشة َرضِيَ الُّ عَنها فقال لها مسروق‪:‬‬
‫رجلن من أصحاب محمد صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كلهما ل يألو عن الخير‪ :‬أحدهما يعجل المغرب‬
‫والفطار‪ ،‬والخر يؤخر المغرب والفطار‪ .‬فقالت‪ :‬من يعجل المغرب والفطار؟ قال‪ :‬عبد الّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يصنع‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫(يعني ابن مسعود) فقالت‪ :‬هكذا كان رَسُول ا ِ‬
‫قوله <ل يألو> ‪ :‬أي ل يقصر في الخير‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬قال الّ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1235‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫عز وجل‪ :‬أحب عبادي إليّ أعجلهم فطراً> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا‬ ‫‪ - 1236‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 1237‬وعن أبي إبراهيم عبد الّ بن أبي أوفى َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬سرنا مع َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم وهو صائم فلما غربت الشمس قال لبعض القوم‪< :‬يا فلن انزل فَاجْدَح لنا> فقال‪ :‬يا‬ ‫َ‬
‫لّ لو أمسيت؟ قال‪ < :‬انزل فَاجْدَح لنا> قال‪ :‬إن عليك نهاراً‪ ،‬قال‪ < :‬انزل فَاجْدَح لنا>‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ثم قال‪< :‬إذا رأيتم الليل قد أقبل من‬ ‫قال‪ :‬فنزل فَجَ َدحَ لهم‪ ،‬فشرب َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ههنا فقد أفطر الصائم> وأشار بيده قبل المشرق‪ُ .‬متّفّق َ‬
‫قوله <اجْدَح> بالجيم ثم دال ثم حاء مهملتين‪ :‬أي اخلط السويق بالماء‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬‫‪ - 1238‬وعن سليمان بن عامر الضبي الصحابي َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫قال‪< :‬إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر‪ ،‬فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يفطر قبل أن‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1239‬وعن أنس َر ِ‬
‫يصلي على رطبات‪ ،‬فإن لم تكن رطبات فتميرات؛ فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء‪.‬‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 223 *2‬باب أمر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة ونحوها‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا كان يوم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1240‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫صوم أحدكم فل يرفث ول يصخب‪ ،‬فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫‪ - 1241‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬من لم يدع قول الزور‬
‫والعمل به فليس ل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 224 *2‬باب مسائل من الصوم‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا نسي أحدكم فأكل‬ ‫‪ - 1242‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الّ وسقاه> مُتّفّق َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أخبرني عن الوضوء؟ قال‪:‬‬ ‫‪ - 1243‬وعن لقيط بن صَ ِبرَ َة رَ ِ‬
‫<أسبغ الوضوء‪ ،‬وخلل بين الصابع‪ ،‬وبالغ في الستنشاق إل أن تكون صائماً> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يدركه الفجر‬ ‫‪ - 1244‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم‪ .‬مُتّفّق َ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 1245‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها وأم سلمة َرضِيَ الُّ عَنها قالتا‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يصبح جنباً من غير حلم ثم يصوم> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬ ‫َ‬
‫*‪ - 225 *2‬باب فضل صوم المحرم وشعبان والشهر الحرم‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أفضل الصيام‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1246‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫بعد رمضان شهر الّ المحرم‪ ،‬وأفضل الصلة بعد الفريضة صلة الليل> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫‪ - 1247‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬لم يكن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يصوم من شهر‬
‫أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله‪.‬‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫وفي رواية‪ :‬كان يصوم شعبان إل قليلً‪ .‬مُتّفّق َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ثم انطلق‬ ‫‪ - 1248‬وعن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه أتى َرسُول ا ِ‬
‫فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حاله وهيئته‪ ،‬فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ أما تعرفني؟ قال‪< :‬ومن أنت؟> قال‪:‬‬
‫أنا الباهلي الذي جئتك عام الول‪ ،‬قال‪< :‬فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة؟> قال‪ :‬ما أكلت طعاماً‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬عذبت نفسك!> ثم قال‪< :‬صم شهر‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫منذ فارقتك إل بليل‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫الصبر ويوم ًا من كل شهر> قال‪ :‬زدني فإن بي قوة‪ ،‬قال‪< :‬صم يومين> قال‪ :‬زدني‪ ،‬قال‪< :‬صم‬
‫ثلثة أيام> قال‪ :‬زدني‪ ،‬قال‪< :‬صم من الحرم واترك‪ ،‬صم من الحرم واترك‪ ،‬صم من الحرم‬
‫واترك> وقال بأصابعه الثلث فضمها ثم أرسلها‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫و <شهر الصبر> ‪ :‬رمضان‪.‬‬
‫*‪ - 226 *2‬باب فضل الصوم وغيره في العشر الول من ذي الحجة‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ما من أيام‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1249‬عن ابن عباس َر ِ‬
‫العمل الصالح فيها أحب إلى الّ من هذه اليام> يعني أيام العشر‪ .‬قالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ ول الجهاد‬
‫في سبيل الّ؟ قال‪< :‬ول الجهاد في سبيل الّ إل رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك‬
‫بشيء> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 227 *2‬باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم عن صوم يوم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬سئل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1250‬عن أبي قتادة رَ ِ‬
‫عرفة؟ قال‪< :‬يكفر السنة الماضية والباقية> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم صام يوم عاشوراء‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1251‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫وأمر بصيامه‪ .‬مُتّفّق َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم سئل عن صيام يوم‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1252‬وعن أبي قتادة َر ِ‬
‫عاشوراء فقال‪< :‬يكفر السنة الماضية> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬لئن بقيت‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1253‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫إلى قابل لصومن التاسع> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 228 *2‬باب استحباب صوم ستة أيام من شوال‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من صام رمضان‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1254‬عن أبي أيوب َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 229 *2‬باب استحباب صوم الثنين والخميس‬
‫علَي ِه َوسَلّم سئل عن صوم يوم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1255‬عن أبي قتادة رَ ِ‬
‫ي فيه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫الثنين فقال‪< :‬ذلك يوم ولدت فيه‪ ،‬ويوم بعثت أو أنزل عل ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬تعرض‬ ‫‪ - 1256‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫حدِيثٌ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬
‫العمال يوم الثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫حسَنٌ‪ .‬و َروَا ُه مُسلِ ٌم بغير ذكر الصوم‪.‬‬‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يتحرى صوم‬ ‫‪ - 1257‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫الثنين والخميس‪َ .‬روَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 230 *2‬باب استحباب صوم ثلثة أيام من كل شهر‬
‫@الفضل صومها في أيام البيض‪ .‬وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر‪ ،‬والصحيح المشهور هو الول‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أوصاني خليلي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بثلث‪ :‬صيام‬ ‫‪ - 1258‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ثلثة أيام من كل شهر‪ ،‬وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام‪ .‬مُتّفّق َ‬
‫‪ - 1259‬وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ قال أوصاني حبيبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بثلث لن‬
‫أدعهن ما عشت‪ :‬بصيام ثلثة أيام من كل شهر‪ ،‬وصلة الضحى‪ ،‬وبأن ل أنام حتى أوتر‪َ .‬روَاهُ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1260‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َوسَلّم‪< :‬صوم ثلثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله> ُمتّفّق َ‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1261‬وعن مُعَاذَةَ العدوية أنها سألت عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أكان َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم يصوم من كل شهر ثلثة أيام؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬فقلت‪ :‬من أي الشهر كان يصوم؟ قالت‪ :‬لم يكن‬
‫يبالي من أي الشهر يصوم‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا صمت من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1262‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫الشهر ثلثاً فصم ثلث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يأمرنا‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1263‬وعن قتادة بن ملحان َر ِ‬
‫بصيام أيام البيض‪ :‬ثلث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ل يفطر أيام‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1264‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫البيض في حضر ول سفر‪ .‬رواه النسائي بإسناد حسن‪.‬‬
‫*‪ - 231 *2‬باب فضل من فطر صائماً وفضل الصائم الذي يؤكل عنده ودعاء الكل للمأكول عنده‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من فطر‬ ‫‪ - 1265‬عن زيد بن خالد الجهني َر ِ‬
‫صائماً كان له مثل أجره غير أنه ل ينقص من أجر الصائم شيء> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫َ‬
‫ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم دخل عليها‬ ‫‪ - 1266‬وعن أم عمارة النصارية َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فقدمت إليه طعاماً فقال‪< :‬كلي> فقالت‪ :‬إني صائمة‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫الصائم تصلي عليه الملئكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا> وربما قال‪< :‬حتى يشبعوا> َروَاهُ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم جاء إلى سعد بن عبادة رَ ِ‬ ‫‪ - 1267‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أفطر عندكم الصائمون‪،‬‬ ‫الُّ عَنهُ فجاء بخبز وزيت فأكل‪ ،‬ثم قال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫وأكل طعامكم البرار‪ ،‬وصلت عليكم الملئكة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫*‪ *1‬كتاب العتكاف‬
‫*‪ - 232 *2‬باب‬
‫علَي ِه َوسَلّم يعتكف العشر‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1268‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫الواخر من رمضان‪ُ .‬متّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يعتكف العشر الواخر‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1269‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫من رمضان حتى توفاه الّ عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده‪ .‬مُتّفّق َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يعتكف في كل‬ ‫‪ - 1270‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ َ‬
‫رمضان عشرة أيام‪ ،‬فلما كان العام الذي قبض اعتكف عشرين يوماً‪َ .‬روَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ *1‬كتاب الحج‬
‫*‪ - 233 *2‬باب‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)97‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلً‪ ،‬ومن كفر‬ ‫@قال ا ّ‬
‫فإن الّ غني عن العالمين}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬بني السلم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1271‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫على خمس‪ :‬شهادة أن ل إله إل الّ وأن محمدًا َرسُول الِّ‪ ،‬وإقام الصلة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وحج‬
‫البيت‪ ،‬وصوم رمضان> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فقال‪< :‬يا أيها‬ ‫‪ - 1272‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال خطبنا َرسُول ا ِ‬
‫الناس إن الّ قد فرض عليكم الحج فحجوا> فقال رجل‪ :‬أكل عام يا َرسُول الِّ؟ فسكت حتى قالها‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم> ثم قال‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ثلثاً‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫<ذروني ما تركتكم؛ فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلفهم على أنبيائهم‪ ،‬فإذا أمرتكم‬
‫بشيء فأتوا منه ما استطعتم‪ ،‬وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم أي العمل أفضل؟ قال‪< :‬إيمان‬ ‫‪ - 1273‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬سئل النبي صَلّى الُّ َ‬
‫بال ورسوله> قيل‪ :‬ثم ماذا؟ قال‪< :‬الجهاد في سبيل الّ> قيل‪ :‬ثم ماذا؟ قال‪< :‬حج مبرور>‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفّق َ‬
‫<المبرور> هو‪ :‬الذي ل يرتكب صاحبه فيه معصية‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من حج فلم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1274‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه> ُمتّفّق َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬العمرة إلى العمرة‬ ‫‪ - 1275‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫كفارة لما بينهما‪ ،‬والحج المبرور ليس له جزاء إل الجنة> مُتّفّق َ‬
‫لّ نرى الجهاد أفضل العمل أفل‬ ‫‪ - 1276‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت قلت‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫نجاهد؟ فقال‪< :‬لكن أفضل الجهاد حج مبرور> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ما من يوم أكثر من أن‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1277‬وعنها رَ ِ‬
‫يعتق الّ فيه عبداً من النار من يوم عرفة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬عمرة في رمضان‬ ‫‪ - 1278‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫تعدل حجة أو حجة معي> ُمتّفّق َ‬
‫‪ - 1279‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن امرأة قالت‪ :‬يا َرسُول الِّ إن فريضة الّ على عباده في الحج‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫أدركت أبي شيخاً كبيراً ل يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال‪< :‬نعم> مُتّفّق َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬إن أبي شيخ‬ ‫‪ - 1280‬وعن لقيط بن عامر َرضِيَ الُّ عَنهُ أنه أتى النبي صَلّى الُّ َ‬
‫كبير ل يستطيع الحج ول العمرة ول الظعن؟ قال‪< :‬حج عن أبيك واعتمر> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم في‬ ‫‪ - 1281‬وعن السائب بن يزيد َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬حج بي مع َرسُول ا ِ‬
‫حجة الوداع وأنا ابن سبع سنين‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم لقي ركب ًا بالروحاء‬ ‫‪ - 1282‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫فقال‪< :‬من القوم؟> قالوا‪ :‬المسلمون‪ .‬قالوا‪ :‬من أنت؟ قال‪َ < :‬رسُول الِّ> فرفعت امرأة صبياً‬
‫فقالت‪ :‬ألهذا حج؟ قال‪< :‬نعم ولك أجر> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم حج على رحل وكانت‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1283‬وعن أنس َر ِ‬
‫زاملته‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫جنّةُ وذو المجاز أسواقاً في‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬كانت عكاظ َومِ َ‬ ‫‪ - 1284‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت (البقرة ‪{ :)198‬ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلً‬
‫من ربكم} في مواسم الحج‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ *1‬كتاب الجهاد‬
‫*‪ - 234 *2‬باب‬
‫ل مع‬ ‫ل تعالى (التوبة ‪{ :)36‬وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة‪ ،‬واعلموا أن ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫المتقين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)216‬كتب عليكم القتال وهو كره لكم‪ ،‬وعسى أن تكرهوا شيئ ًا وهو خير‬
‫لكم‪ ،‬وعسى أن تحبوا شيئ ًا وهو شر لكم‪ ،‬وال يعلم وأنتم ل تعلمون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (التوبة ‪{ :)41‬انفروا خفافاً وثقالً‪ ،‬وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الّ}‪.‬‬
‫ل اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون‬ ‫وقال تعالى (التوبة ‪{ :)111‬إن ا ّ‬
‫في سبيل الّ فيَقتلون ويُقتلون‪ ،‬وعداً عليه حقاً في التوراة والنجيل والقرآن؛ ومن أوفى بعهده‬
‫من الّ‪ ،‬فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به‪ ،‬وذلك هو الفوز العظيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النساء ‪{ :)96 ،95‬ل يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون‬
‫في سبيل الّ بأموالهم وأنفسهم‪ ،‬فضل الّ المجاهدين على القاعدين درجة‪ ،‬وكلً وعد الّ‬
‫الحسنى‪ ،‬وفضل الّ المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً‪ :‬درجات منه ومغفرة ورحمة؛ وكان‬
‫الّ غفوراً رحيماً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الصف ‪{ :)13 - 10‬يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟‬
‫ل بأموالكم وأنفسكم ؛ ذلكم خير لكم إن كنتم‬ ‫تؤمنون بال ورسوله‪ ،‬وتجاهدون في سبيل ا ّ‬
‫تعلمون‪ :‬يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها النهار‪ ،‬ومساكن طيبة في جنات‬
‫ل وفتح قريب‪ ،‬وبشر المؤمنين} واليات‬ ‫عدن؛ ذلك الفوز العظيم‪ ،‬وأخرى تحبونها‪ :‬نصر من ا ّ‬
‫في الباب كثيرة مشهورة‪.‬‬
‫وأما الحاديث في فضل الجهاد فأكثر من أن تحصر‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أي العمل‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬سئل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1285‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫أفضل؟ قال‪< :‬إيمان بال ورسوله> قيل‪ :‬ثم ماذا؟ قال‪< :‬الجهاد في سبيل الّ> قيل‪ :‬ثم ماذا؟‬
‫قال‪< :‬حج مبرور> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أي العمل أحب إلى الّ تعالى؟‬ ‫‪ - 1286‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫قال‪< :‬الصلة على وقتها> قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪< :‬بر الوالدين> قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪< :‬الجهاد في‬
‫سبيل الّ> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قلت يا َرسُول الِّ أي العمل أفضل؟ قال‪< :‬اليمان بال‪،‬‬ ‫‪ - 1287‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫والجهاد في سبيله> مُتّفّق َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬لغدوة في سبيل‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1288‬وعن أنس َر ِ‬
‫الّ أو روحة خير من الدنيا وما فيها> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتى رجل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1289‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫فقال‪ :‬أي الناس أفضل؟ قال‪< :‬مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الّ> قال‪ :‬ثم من؟ قال‪:‬‬
‫<مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الّ ويدع الناس من شره> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬رباط يوم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1290‬وعن سهل بن سعد رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫في سبيل الّ خير من الدنيا وما عليها‪ ،‬وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما‬
‫عليها‪ ،‬والروحة يروحها العبد في سبيل الّ تعالى أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها> ُمتّفّق‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬رباط‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1291‬وعن سلمان َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه‪ ،‬وإن مات فيه جري عليه عمله الذي كان يعمل‪ ،‬وأجري‬
‫عليه رزقه‪ ،‬وأمن الفتان> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬كل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1292‬وعن فضالة بن عبيد َر ِ‬
‫ميت يختم على عمله إل المرابط في سبيل الّ فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة‪ ،‬ويؤمن فتنة‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫سٌ‬‫ح َ‬ ‫حدِيثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬‫القبر> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬رباط يوم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1293‬وعن عثمان رَ ِ‬
‫حسَن صحيحٌ‪.‬‬ ‫حدِيثٌ َ‬‫ي وَقَالَ َ‬ ‫في سبيل الّ خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬تضمن الّ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1294‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫لمن خرج في سبيله ل يخرج إل جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن علي‬
‫أن أدخله الجنة‪ ،‬أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة‪ ،‬والذي نفس‬
‫محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الّ إل جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم؛ لونه لون دم وريحه‬
‫ريح مسك‪ ،‬والذي نفس محمد بيده لول أن أشق على المسلمين ما قعدت خلف سرية تغزو في‬
‫سبيل الّ أبداً‪ ،‬ولكن ل أجد سعة فأحملهم ول سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني‪ ،‬والذي نفس‬
‫محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الّ فأقتل‪ ،‬ثم أغزو فأقتل‪ ،‬ثم أغزو فأقتل> َروَا ُه مُسِلمٌ‬
‫وروى البخاري بعضه‪.‬‬
‫<الكلم> ‪ :‬الجرح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ما من مكلوم يكلم في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 1295‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫سبيل الّ إل جاء يوم القيامة وكلمه يدمى؛ اللون لون دم والريح ريح مسك> مُتّفّق َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من قاتل في سبيل الّ‬ ‫‪ - 1296‬وعن معاذ َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة‪ ،‬ومن جرح جرحًا في سبيل الّ أو نكب نكبة‪ ،‬فإنها‬
‫تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت؛ لونها الزعفران وريحها كالمسك> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ‬
‫وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫علَيهِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 1297‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬مر رجل من أصحاب َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته‪ ،‬فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب‪،‬‬
‫علَيهِ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪ ،‬فذكر ذلك ل َرسُول ا ِ‬ ‫ولن أفعل حتى أستأذن َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم فقال‪< :‬ل تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الّ أفضل من صلته في بيته سبعين عاماً‪ ،‬أل‬
‫غزُوا في سبيل الّ‪ ،‬من قاتل في سبيل الّ فواق ناقة‬ ‫تحبون أن يغفر الّ لكم ويدخلكم الجنة؟! ُا ْ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫وجبت له الجنة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫<الفواق> ‪ :‬ما بين الحلبتين‪.‬‬
‫‪ - 1298‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال قيل‪ :‬يا َرسُول الِّ ما يعدل الجهاد في سبيل الّ؟ قال‪< :‬ل‬
‫تستطيعونه> فأعادوا عليه مرتين أو ثلثاً كل ذلك يقول‪< :‬ل تستطيعونه> ثم قال‪< :‬مثل‬
‫ل ل يفتر من صلة ول صيام حتى يرجع‬ ‫المجاهد في سبيل الّ كمثل الصائم القائم القانت بآيات ا ّ‬
‫المجاهد في سبيل الّ> ُمتّفّق عَلَيهِ‪ .‬وهذا لفظ مسلم‪.‬‬
‫وفي رواية البخاري‪ :‬أن رجلً قال‪ :‬يا َرسُول الِّ دلني على عمل يعدل الجهاد‪ .‬قال‪< :‬ل أجده>‬
‫ثم قال‪< :‬هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ول تفتر‪ ،‬وتصوم ول تفطر؟>‬
‫فقال‪ :‬ومن يستطيع ذلك!‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من خير معاش الناس‬ ‫‪ - 1299‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫ل يطير على متنه‪ ،‬كلما سمع هيعة أو فزعة طار على‬ ‫لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل ا ّ‬
‫متنه يبتغي القتل أو الموت مظانه‪ ،‬أو رجل في غنيمة‪ ،‬أو شعفة من هذه الشعف‪ ،‬أو بطن واد‬
‫من هذه الودية يقيم الصلة ويؤتي الزكاة‪ ،‬ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إل في‬
‫خير> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن في الجنة مائة درجة‬ ‫‪ - 1300‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫أعدها الّ للمجاهدين في سبيل الّ‪ ،‬ما بين الدرجتين كما بين السماء والرض> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1301‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫رضي بال رباً وبالسلم دينًا وبمحمد رسولً وجبت له الجنة> فعجب لها أبو سعيد فقال‪ :‬أعدها‬
‫عليّ يا َرسُول الِّ‪ ،‬فأعادها عليه‪ ،‬ثم قال‪< :‬وأخرى يرفع الّ بها العبد مائة درجة في الجنة ما‬
‫بين كل درجتين كما بين السماء والرض> قال‪ :‬وما هي يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬الجهاد في سبيل‬
‫الّ‪ ،‬الجهاد في سبيل الّ> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَن ُه وهو بحضرة العدو‬ ‫‪ - 1302‬وعن أبي بكر بن أبي موسى الشعري قال سمعت أبي َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن أبواب الجنة تحت ظلل السيوف> فقام رجل رث‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫يقول قال َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول هذا؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫الهيئة فقال‪ :‬يا أبا موسى أأنت سمعت َرسُول ا ِ‬
‫فرجع إلى أصحابه فقال‪ :‬أقرأ عليكم السلم‪ ،‬ثم كسر جفن سيفه فألقاه‪ ،‬ثم مشى بسيفه إلى العدو‬
‫فضرب به حتى قتل‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1303‬وعن أبي عبس عبد الرحمن بن جبر َر ِ‬
‫ل فتمسه النار> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫َوسَلّم‪< :‬ما اغبرت قدما عبد في سبيل ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل يلج النار‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1304‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫رجل بكى من خشية حتى يعود اللبن في الضرع‪ ،‬ول يجتمع على عبد غبار في سبيل الّ ودخان‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫جهنم> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1305‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫<عينان ل تمسهما النار‪ :‬عين بكت من خشية الّ‪ ،‬وعين باتت تحرس في سبيل الّ> َروَاهُ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من جهز‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1306‬وعن زيد بن خالد َر ِ‬
‫غازيًا في سبيل الّ فقد غزا‪ ،‬ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬أفضل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1307‬وعن أبي أمامة َر ِ‬
‫الصدقات ظل فسطاط في سبيل الّ‪ ،‬ومنيحة خادم في سبيل الّ‪ ،‬أو طروقة فحل في سبيل الّ>‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن فتىً من أسلم قال‪ :‬يا َرسُول الِّ إني أريد الغزو وليس معي‬ ‫‪ - 1308‬وعن أنس َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ما أتجهز‪ .‬قال‪< :‬ائت فلناً فإنه قد كان تجهز فمرض> فأتاه فقال‪ :‬إن َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم يقرئك السلم ويقول‪ :‬أعطني الذي تجهزت به‪ .‬قال‪ :‬يا فلنة أعطيه الذي كنت تجهزت به‬
‫ول تحبسي عنه شيئاً‪ ،‬فوال ل تحبسي منه شيئاً فيبارك لك فيه‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم بعث إلى بني‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1309‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫لحيان فقال‪< :‬لينبعث من كل رجلين أحدهما والجر بينهما> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬ليخرج من كل رجلين رجل> ثم قال للقاعد‪< :‬أيكم خلف الخارج في أهله وماله‬
‫بخير كان له مثل نصف أجر الخارج> ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬أتى النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم رجل مقنع بالحديد فقال‪:‬‬ ‫‪ - 1310‬وعن البراء رَ ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫يا َرسُول الِّ أقاتل أو أسلم؟ فقال‪< :‬أسلم ثم قاتل> فأسلم ثم قاتل فقتل‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫ل وأجر كثيراً> ُمتّفّق عَلَيهِ‪ .‬وهذا لفظ البخاري‪.‬‬ ‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬عمل قلي ً‬ ‫َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما أحد يدخل الجنة‬ ‫‪ - 1311‬وعن أنس َر ِ‬
‫يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الرض من شيء إل الشهيد‪ ،‬يتمنى أن يرجع إلى الدنيا‬
‫فيقتل عشر مرات؛ لما يرى من الكرامة> وفي رواية‪< :‬لما يرى من فضل الشهادة> ُمتّفّق‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1312‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫قال‪< :‬يغفر الّ للشهيد كل شيء إل الدَين> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ل يكفر كل شيء إل الدَين> ‪.‬‬ ‫وفي رواية له‪< :‬القتل في سبيل ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قام فيهم فذكر أن‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1313‬وعن أبي قتادة َر ِ‬
‫الجهاد في سبيل الّ واليمان بال أفضل العمال‪ ،‬فقام رجل فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ أرأيت إن قتلت‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬نعم إن قتلت في سبيل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫في سبيل الّ أتكفر عني خطاياي؟ فقال َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬كيف قلت؟>‬ ‫ال وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر> ثم قال َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬
‫قال‪ :‬أرأيت إن قتلت في سبيل الّ أتكفر عني خطاياي؟ فقال َرسُول ا ِ‬
‫<نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر‪ ،‬إل الدَين فإن جبريل عليه السلم قال لي ذلك> َروَاهُ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رجل‪ :‬أين أنا يا َرسُول الِّ إن قتلت؟ قال‪< :‬في‬ ‫‪ - 1314‬وعن جابر َر ِ‬
‫الجنة> فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم وأصحابه حتى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال انطلق َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1315‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل يقدمن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه> فدنا المشركون فقال َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ‬ ‫<قوموا إلى جنة عرضها السماوات والرض> قال يقول عمير بن الحمام النصاري َر ِ‬
‫لّ جنة عرضها السماوات والرض؟ قال‪< :‬نعم> قال‪ :‬بخ بخ! فقال َرسُول الِّ‬ ‫عَنهُ‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬ما يحملك على قولك بخ بخ؟> قال‪ :‬ل وال يا َرسُول الِّ إل رجاء أن‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫أكون من أهلها‪ .‬قال‪< :‬فإنك من أهلها> فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن‪ ،‬ثم قال‪ :‬لئن‬
‫أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة‪ ،‬فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى‬
‫قتل‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫<القرن> هو‪ :‬جعبة النشاب‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم أن ابعث معنا رجالً‬ ‫‪ - 1316‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬جاء ناس إلى النبي صَلّى الُّ َ‬
‫يعلمونا القرآن والسنة‪ ،‬فبعث إليهم سبعين رجلً من النصار يقال لهم القراء‪ ،‬فيهم خالي حرام‪،‬‬
‫يقرؤون القرآن ويتدارسونه بالليل‪ :‬يتعلمون‪ ،‬وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في‬
‫المسجد‪ ،‬ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لهل الصفة وللفقراء‪ ،‬فبعثهم النبي صَلّى الُّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ ،‬فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان؛ فقالوا‪ :‬اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك‬ ‫َ‬
‫فرضينا عنك ورضيت عنا‪ ،‬وأتى رجل حراماً خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه‪ ،‬فقال‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم‬ ‫حرام‪ :‬فزت ورب الكعبة‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫قالوا‪ :‬اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا> ُمتّفّق عَلَيهِ‪ .‬وهذا لفظ مسلم‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن قتال بدر فقال‪:‬‬ ‫‪ - 1317‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬غاب عمي أنس بن النضر َر ِ‬
‫ل أشهدني قتال المشركين ليرين الّ ما‬ ‫يا َرسُول الِّ غبت عن أول قتال قاتلت المشركين‪ ،‬لئن ا ّ‬
‫أصنع‪ .‬فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلء (يعني‬
‫أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلء (يعني المشركين) ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال‪ :‬يا‬
‫سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد‪ .‬قال سعد‪ :‬فما استطعت يا َرسُول‬
‫الِّ ما صنع! قال أنس‪ :‬فوجدنا به بضع ًا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم‪،‬‬
‫ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون‪ ،‬فما عرفه أحد إل أخته ببنانه‪ .‬قال أنس‪ :‬كنا نرى أو نظن‬
‫أن هذه الية نزلت فيه وفي أشباهه {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الّ عليه‪ ،‬فمنهم من‬
‫علَيهِ‪ .‬وقد سبق في باب المجاهدة (انظر الحديث‬ ‫قضى نحبه} إلى آخرها (الحزاب ‪ُ . )23‬متّفّق َ‬
‫رقم ‪. )109‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬رأيت الليلة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬‫‪ - 1318‬وعن سمرة َر ِ‬
‫رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلني دارًا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ي وهو بعض من حديث طويل فيه أنواع من العلم‬ ‫أما هذه الدار فدار الشهداء> َروَاهُ البُخَا ِر ّ‬
‫ل تعالى (انظر الحديث رقم ‪. )1543‬‬ ‫سيأتي في باب تحريم الكذب إن شاء ا ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن أم الربيع بنت البراء‪ ،‬وهي أم حارثة بن سراقة‪ ،‬أتت‬ ‫‪ - 1319‬وعن أنس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقالت‪ :‬يا َرسُول الِّ أل تحدثني عن حارثة ‪ -‬وكان قتل يوم بدر ‪ -‬فإن‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء‪ .‬فقال‪< :‬يا أم حارثة إنها جنان‬
‫في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس العلى> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال جيء بأبي إلى النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قد‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 1320‬وعن جابر بن عبد ا ّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪:‬‬‫مثل به فوضع بين يديه‪ ،‬فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قوم‪ ،‬فقال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫<ما زالت الملئكة تظله بأجنحتها> ُمتّفّق َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1321‬وعن سهل بن حُنيف رَ ِ‬
‫ل منازل الشهداء وإن مات على فراشه> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬ ‫سأل الّ تعالى الشهادة بصدق بلغه ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من طلب الشهادة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1322‬وعن أنس َر ِ‬
‫صادقاً أعطيها ولو لم تصبه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ما يجد‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1323‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‬ ‫الشهيد من مس القتل إل كما يجد أحدكم من مس القرصة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم في بعض‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1324‬وعن عبد الّ بن أبي أوفى َر ِ‬
‫أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال‪< :‬أيها الناس ل تتمنوا‬
‫لقاء العدو واسألوا الّ العافية‪ ،‬فإذا لقيتموهم فاصبروا‪ ،‬واعلموا أن الجنة تحت ظلل السيوف>‬
‫ثم قال‪< :‬اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الحزاب‪ ،‬اهزمهم وانصرنا عليهم> مُتّفّق‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ثنتان‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1325‬وعن سهل بن سعد رَ ِ‬
‫[اثنتان] ل تردان أو قلما تردان‪ :‬الدعاء عند النداء‪ ،‬وعند البأس‪ ،‬حين يلحم بعضهم بعضاً>‬
‫َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم إذا غزا قال‪< :‬اللهم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1326‬وعن أنس َر ِ‬
‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ‬ ‫أنت عضدي ونصيري‪ ،‬بك أحول وبك أصول وبك أقاتل> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا خاف قوماً قال‪:‬‬ ‫‪ - 1327‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫<اللهم إنا نجعلك في نحورهم‪ ،‬ونعوذ بك من شرورهم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬الخيل معقود‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1328‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫في نواصيها الخير إلى يوم القيامة> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الخيل معقود في‬ ‫‪ - 1329‬وعن عروة البارقي َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫نواصيها الخير إلى يوم القيامة‪ :‬الجر والمغنم> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫‪ - 1330‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬من احتبس فرساً‬
‫في سبيل الّ إيمان ًا بال وتصديقاً بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة>‬
‫َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بناقة‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1331‬وعن أبي مسعود َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬لك بها يوم‬ ‫مَخْطُومَة (‪ ،)1‬فقال‪ :‬هذه في سبيل الّ‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫القيامة سبعمائة ناقة كلها مَخْطُومَة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫‪------‬‬
‫(‪ )1‬مَخْطُومَة‪ :‬أي مجعول في رأسها الخطام‬
‫‪------‬‬
‫‪ - 1332‬وعن أبي حماد‪ ،‬ويقال‪ :‬أبو سعاد ويقال أبو أسد‪ ،‬ويقال أبو عامر‪ ،‬ويقال أبو عمرو‪،‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول الِّ‬ ‫ويقال أبو السود‪ ،‬ويقال أبو عبس‪ ،‬عقبة بن عامر الجهني َر ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم وهو على المنبر يقول‪< :‬وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة‪ ،‬أل إن القوة‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫الرمي؛ أل إن القوة الرمي؛ أل إن القوة الرمي> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬ستفتح عليكم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1333‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬
‫أ َرضُونَ ويكفيكم الّ‪ ،‬فل يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬من علم الرمي ثم‬ ‫‪ - 1334‬وعنه َرضِي الُّ عَنهُ أنه قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫تركه فليس منا أو فقد عصى> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إن الّ يدخل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1335‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬
‫بالسهم الواحد ثلثة نفر الجنة‪ :‬صانعه يحتسب في صنعته الخير‪ ،‬والرامي به‪ ،‬ومنبله‪ ،‬وارموا‬
‫واركبوا وأن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا‪ ،‬ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة‬
‫تركها> <أو قال كفرها> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬مر النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم على نفر‬ ‫‪ - 1336‬وعن سلمة بن الكوع رَ ِ‬
‫ينتضلون‪ ،‬فقال‪< :‬ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1337‬وعن عمرو بن عبسة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫سنٌ‬
‫ح َ‬‫حدِيثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬
‫<من رمى بسهم في سبيل الّ فهو له عدل محررة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1338‬وعن أبي يحيى خريم بن فاتك َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫ل كتب له سبعمائة ضعف> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬ ‫<من أنفق نفقة في سبيل ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ما من عبد‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1339‬وعن أبي سعيد َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ل بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً> مُتّفّق َ‬ ‫يصوم يوماً في سبيل الّ إل باعد ا ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من صام يوماً في‬ ‫‪ - 1340‬وعن أبي أمامة َر ِ‬
‫حسَنٌ‬ ‫سبيل الّ جعل بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والرض> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من مات ولم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1341‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من نفاق> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم في غزاة فقال‪< :‬إن‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا مع النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1342‬وعن جابر َر ِ‬
‫بالمدينة لرجا ًل ما سرتم مسيراً‪ ،‬ول قطعتم وادياً إل كانوا معكم‪ :‬حبسهم المرض>‬
‫وفي رواية‪< :‬حبسهم العذر>‬
‫ي من رواية أنس‪ .‬و َروَا ُه مُسلِ ٌم من رواية‬ ‫وفي رواية‪< :‬إل شركوكم في الجر> َروَاهُ البُخَا ِر ّ‬
‫جابر واللفظ له‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم فقال‪ :‬يا‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن أعرابياً أتى النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1343‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫َرسُول الِّ الرجل يقاتل للمغنم‪ ،‬والرجل يقاتل ليذكر‪ ،‬والرجل يقاتل ليرى مكانه‪ .‬وفي رواية‪:‬‬
‫لّ صَلّى‬ ‫يقاتل شجاعة‪ ،‬ويقاتل حمية‪ .‬وفي رواية‪ :‬يقاتل غضباً‪ ،‬فمن في سبيل الّ؟ فقال َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬من قاتل لتكون كلمة الّ هي العليا فهو في سبيل الّ> مُتّفّق َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1344‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إل كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم‪ ،‬وما من‬
‫غازية أو سرية تخفق وتصاب إل تم أجورهم> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال‪ :‬يا َرسُول الِّ ائذن لي في السياحة‪ ،‬فقال‬ ‫‪ - 1345‬وعن أبي أمامة َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الّ عز وجل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫بإسناد جيد‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫‪ - 1346‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫<قفلة كغزوة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد‪.‬‬
‫<القفلة> ‪ :‬الرجوع‪ .‬والمراد‪ :‬الرجوع من الغزو بعد فراغه‪ ،‬ومعناه أنه يثاب في رجوعه بعد‬
‫فراغه من الغزو‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم من غزوة‬ ‫‪ - 1347‬وعن السائب بن يزيد َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬لما قدم النبي صَلّى الُّ َ‬
‫تبوك تلقاه الناس‪ ،‬فلقيته مع الصبيان على ثنية الوداع‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح بهذا اللفظ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم مع الصبيان إلى ثنية الوداع‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫و َروَاهُ البُخَا ِريّ قال‪ :‬ذهبنا نتلقى َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من لم يغز أو يجهز‬ ‫‪ - 1348‬وعن أبي أمامة َر ِ‬
‫ل بقارعة قبل يوم القيامة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد‬ ‫غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه ا ّ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬جاهدوا المشركين‬ ‫‪ - 1349‬وعن أنس َر ِ‬
‫بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬شهدت َرسُول‬ ‫‪ - 1350‬وعن أبي عمرو‪ ،‬ويقال أبو حكيم‪ ،‬النعمان بن مقرن َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ا ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫وينزل النصر‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل تتمنوا‬ ‫‪ - 1351‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قال َرسُول ا ِ‬
‫لقاء العدو واسألوا الّ العافية‪ ،‬فإذا لقيتموهم فاصبروا> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الحرب خدعة>‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1352‬وعنه وعن جابر رَ ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫مُتّفّق َ‬
‫*‪ - 235 *2‬باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الخرة ويغسلون ويصلى عليهم بخلف‬
‫القتيل في حرب الكفار‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬الشهداء‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1353‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫خمسة‪ :‬المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الّ> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ما تعدون الشهداء‬ ‫‪ - 1354‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ل فهو شهيد‪ ،‬قال‪< :‬إن شهداء أمتي إذاً لقليل!>‬ ‫لّ من قتل في سبيل ا ّ‬ ‫فيكم؟> قالوا‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫قالوا‪ :‬فمن يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬من قتل في سبيل فهو شهيد‪ ،‬ومن مات في سبيل الّ فهو‬
‫شهيد‪ ،‬ومن مات في الطاعون فهو شهيد‪ ،‬ومن مات في البطن فهو شهيد‪ ،‬والغريق شهيد>‬
‫َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1355‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬من قتل دون ماله فهو شهيد> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ‬‫‪ - 1356‬وعن أبي العور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة المشهود لهم بالجنة َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من قتل دون ماله فهو شهيد‪ ،‬ومن‬ ‫الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫قتل دون دمه فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون دينه فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون أهله فهو شهيد> َروَاهُ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فقال‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 1357‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى َرسُول ا ِ‬
‫يا َرسُول الِّ أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال‪< :‬فل تعطه مال> قال‪ :‬أرأيت إن قاتلني؟‬
‫قال‪< :‬قاتله> قال‪ :‬أرأيت إن قتلني؟ قال‪< :‬فأنت شهيد> قال‪ :‬أرأيت إن قتلته؟ قال‪< :‬هو في‬
‫النار> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 236 *2‬باب فضل العتق‬
‫ل تعالى (البلد ‪{ :)11‬فل اقتحم العقبة‪ ،‬وما أدراك ما العقبة؟ فك رقبة} الية‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من‬
‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫‪ - 1358‬وعن أبي هريرة رضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫ل بكل عضو منه عضواً منه من النار حتى فرجه بفرجه> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬ ‫أعتق رقبة مسلمة أعتق ا ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أي العمال أفضل؟ قال‪< :‬اليمان‬ ‫‪ - 1359‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫بال‪ ،‬والجهاد في سبيل الّ> قال‪ :‬قلت أي الرقاب أفضل؟ قال‪< :‬أنفسها عند أهلها‪ ،‬وأكثرها‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ثمناً> مُتّفّق َ‬
‫*‪ - 237 *2‬باب فضل الحسان إلى المملوك‬
‫ل ول تشركوا به شيئاً‪ ،‬وبالوالدين إحساناً‪ ،‬وبذي‬ ‫ل تعالى (النساء ‪{ :)36‬واعبدوا ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب‪ ،‬الصاحب بالجنب‪ ،‬وابن السبيل‪،‬‬
‫وما ملكت أيمانكم}‪.‬‬
‫‪ - 1360‬وعن المَ ْع ُر ْورِ بن سويد قال‪ :‬رأيت أبا ذر َرضِيَ الُّ عَنهُ وعليه حلة وعلى غلمه مثلها‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فعيره بأمه‪ ،‬فقال‬ ‫فسألته عن ذلك‪ ،‬فذكر أنه ساب رجلً على عهد َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إنك امرؤ فيك جاهلية‪ ،‬هم إخوانكم وخولكم جعلهم الّ تحت أيديكم‪،‬‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل‪ ،‬وليلبسه مما يلبس‪ ،‬ول تكلفوهم ما يغلبهم‪ ،‬فإن‬
‫كلفتموهم فأعينوهم> ُمتّفّق عَلَيهِ‪.‬‬
‫‪ - 1361‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا أتى أحدكم‬
‫خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علجه>‬
‫َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<الكلة> بضم الهمزة ‪:‬هي اللقمة‪.‬‬
‫ل تعالى وحق مواليه‬ ‫*‪ - 238 *2‬باب فضل المملوك الذي يؤدي حق ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن العبد إذا نصح‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1362‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫لسيده‪ ،‬وأحسن عبادة الّ فله أجره مرتين> مُتّفّق َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬للعبد‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫‪ - 1363‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫المملوك المصلح أجران> والذي نفس أبي هريرة بيده لول الجهاد في سبيل الّ والحج وبر‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫أمي‪ ،‬لحببت أن أموت وأنا مملوك‪ .‬مُتّفّق َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1364‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫<المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي عليه من الحق والنصيحة والطاعة له‬
‫أجران> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ثلثة لهم أجران‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫‪ - 1365‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ل وحق مواليه‪،‬‬ ‫رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد‪ ،‬والعبد المملوك إذا أدى حق ا ّ‬
‫ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫أجران> مُتّفّق َ‬
‫*‪ - 239 *2‬باب فضل العبادة في الهرج وهو الختلط والفتن ونحوها‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬العبادة في‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1366‬عن معقل بن يسار رَ ِ‬
‫الهرج كهجرة إليّ> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 240 *2‬باب فضل السماحة في البيع والشراء والخذ والعطاء وحسن القضاء والتقاضي‬
‫سرَ والوضع عنه‬ ‫سرِ المع َ‬
‫وإرجاح المكيال والميزان والنهي عن التطفيف وفضل إنظار المو ِ‬
‫ل به عليم}‪.‬‬ ‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)215‬وما تفعلوا من خير فإن ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (هود ‪{ :)85‬ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط‪ ،‬ول تبخسوا الناس أشياءهم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المطففين ‪{ :)6 - 1‬ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون‪ ،‬وإذا‬
‫كالوهم أو وزنوهم يخسرون؛ أل يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم‪ .‬يوم يقوم الناس لرب‬
‫العالمين}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يتقاضاه فأغلظ‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫‪ - 1367‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن رجلً أتى النبي َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬دعوه فإن لصاحب الحق مقالً> ثم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫له فهم به أصحابه‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫قال‪< :‬أعطوه سناً مثل سنه> قالوا‪ :‬يا رَسُول الِّ ل نجد إل أمثل من سنه‪ .‬قال‪< :‬أعطوه فإن‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫خيركم أحسنكم قضاءً> مُتّفَقٌ َ‬
‫ل رجلً سمحاً‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬رحم ا ّ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1368‬وعن جابر َر ِ‬
‫إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1369‬وعن أبي قتادة َر ِ‬
‫سره أن ينجيه الّ من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬كان رجل‬ ‫‪ - 1370‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫يداين الناس‪ ،‬وكان يقول لفتاه‪ :‬إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه لعل الّ أن يتجاوز عنا‪ ،‬فلقي الّ‬
‫فتجاوز عنه> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1371‬وعن أبي مسعود البدري َر ِ‬
‫<حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إل أنه كان يخالط الناس وكان‬
‫موسراً‪ ،‬وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر‪ ،‬قال الّ عز وجل‪ :‬نحن أحق بذلك منه‬
‫تجاوزوا عنه> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 1372‬وعن حذيفة رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪< :‬أتي الّ تعالى بعبد من عباده آتاه الّ مالً فقال له‪:‬‬
‫ماذا عملت في الدنيا؟ قال ‪ -‬ول يكتمون الّ حديثاً ‪ -‬قال‪ :‬يا رب آتيتني مالك فكنت أبايع الناس‬
‫وكان من خلقي الجواز؛ فكنت أتيسر على الموسر وأنظر المعسر‪ .‬فقال الّ تعالى‪ :‬أنا أحق بذا‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما‪ :‬هكذا‬ ‫منك‪ ،‬تجاوزوا عن عبدي> فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود النصاري رَ ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪َ .‬روَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫سمعناه من في َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من أنظر‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫‪ - 1373‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫معسراً أو وضع له أظله الّ يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم ل ظل إل ظله> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم اشترى منه بعيرًا [ ِبوُ ِقيّ َتيْنِ‬ ‫‪ - 1374‬وعن جابر َر ِ‬
‫ودرهم أو درهمين] فوزن له فأرجح‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬جلبت أنا ومخرمة العبدي َبزّا من‬ ‫‪ - 1375‬وعن أبي صفوان سويد بن قيس َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم فساومنا بسراويل وعندي وزان يزن بالجر‪ ،‬فقال النبي‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫هجر‪ ،‬فجاءنا النبي َ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫علَيهِ َوسَلّم للوزان‪< :‬زن وأرجِج> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫*‪ *1‬كتاب العلم‬
‫*‪ - 241 *2‬باب‬
‫ل تعالى (طه ‪{ :)114‬وقل رب زدني علماً}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الزمر ‪{ :)9‬قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المجادلة ‪{ :)11‬يرفع الّ الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}‪.‬‬
‫وقال تعالى (فاطر ‪{ :)28‬إنما يخشى الّ من عباده العلماء}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬من يرد الّ به‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1376‬وعن معاوية رَ ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫خيرًا يفقهه في الدين> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل حسد إل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1377‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫في اثنتين‪ :‬رجل آتاه الّ مالً فسلطه على هلكته في الحق‪ ،‬ورجل آتاه الّ الحكمة فهو يقضي بها‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ويعلمها> مُتّفَقٌ َ‬
‫والمراد بالحسد‪ :‬الغبطة وهو‪ :‬أن يتمنى مثله‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قال النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬مثل ما بعثني الّ‬ ‫‪ - 1378‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء‪ ،‬فأنبتت الكل‬
‫والعشب الكثير‪ ،‬وكان منها أجادب أمسكت الماء‪ ،‬فنفع الّ بها الناس فشربوا منها وسقوا‬
‫وزرعوا‪ ،‬وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان ل تمسك ما ًء ول تنبت كل؛ فذلك مثل من فقه‬
‫في دين الّ ونفعه ما بعثني الّ به فعلم وعلّم‪ ،‬ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الّ‬
‫الذي أرسلت به> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ي َرضِيَ الُّ‬ ‫علَي ِه َوسَلّم قال لعل ّ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي َ‬ ‫‪ - 1379‬وعن سهل بن سعد رَ ِ‬
‫عَنهُ‪< :‬فوال لن يهدي الّ بك رجلً واحداً خير لك من حمر النعم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫‪ - 1380‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫ي متعمداً فليتبوأ مقعده‬ ‫<بلغوا عني ولو آية‪ ،‬وحدثوا عن بني إسرائيل ول حرج‪ ،‬ومن كذب عل ّ‬
‫من النار> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ومن سلك‬ ‫‪ - 1381‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫طريقًا يلتمس فيه علم ًا سهل الّ له طريقاً إلى الجنة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من دعا إلى هدىً‬ ‫‪ - 1382‬وعنه أيض ًا َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫كان له من الجر مثل أجور من تبعه ل ينقص ذلك من أجورهم شيئاً> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا مات ابن آدم انقطع‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1383‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫عمله إل من ثلث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬الدنيا ملعونة‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫‪ - 1384‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ل تعالى وما واله‪ ،‬وعالماً أو متعلماً> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫ملعون ما فيها إل ذكر ا ّ‬
‫ل تعالى‪.‬‬‫قوله <وما واله> ‪ :‬أي طاعة ا ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من خرج في طلب‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1385‬وعن أنس َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫العلم فهو في سبيل الّ حتى يرجع> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬لن‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ عن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1386‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬فضل العالم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1387‬وعن أبي أمامة َر ِ‬
‫ل وملئكته وأهل‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن ا ّ‬ ‫على العابد كفضلي على أدناكم> ثم قال َرسُول ا ِ‬
‫السماوات والرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير>‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1388‬وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫سلك طريقًا يبتغي فيه علم ًا سهل الّ له طريقاً إلى الجنة‪ ،‬وإن الملئكة لتضع أجنحتها لطالب‬
‫العلم رضاً بما يصنع‪ ،‬وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الرض حتى الحيتان في‬
‫الماء‪ ،‬وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب‪ ،‬وإن العلماء ورثة النبياء‪ ،‬وإن‬
‫النبياء لم يورّثوا ديناراً ول درهم ًا إنما ورّثوا العلم‪ ،‬فمن أخذه أخذ بحظ وافر> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫وَالتّرمِ ِذيّ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1389‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫ل امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ‬ ‫<نضّر ا ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من سئل عن‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫‪ - 1390‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من تعلم علمًا مما يبتغى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1391‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫به وجه الّ عز وجل ل يتعلمه إل ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة>‬
‫يعني ريحها‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‬ ‫‪ - 1392‬وعن ابن عمرو بن العاص َرضِيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬
‫يقول‪< :‬إن الّ ل يقبض العلم انتزاع ًا ينتزعه من الناس‪ ،‬ولكن يقبض العلم بقبض العلماء‪ ،‬حتى‬
‫إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫*‪ *1‬كتاب حمد الّ تعالى وشكره‬
‫*‪ - 242 *2‬باب‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)152‬فاذكروني أذكركم‪ ،‬واشكروا لي ول تكفرون}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (إبراهيم ‪{ :)7‬لئن شكرتم لزيدنكم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (السراء ‪{ :)111‬وقل الحمد ل}‪.‬‬
‫وقال تعالى (يونس ‪{ :)10‬وآخر دعواهم أن الحمد ل رب العالمين}‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم أتي ليلة أسري به بقدحين‬ ‫‪ - 1393‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫من خمر ولبن فنظر إليهما فأخذ اللبن‪ ،‬فقال جبريل‪ :‬الحمد ل الذي هداك للفطرة‪ ،‬لو أخذت‬
‫الخمر غوت أمتك> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬كل أمر ذي بال ل‬ ‫‪ - 1394‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫يبدأ فيه بالحمد ل فهو أقطع> حديث حسن َروَاهُ أبُو دَاوُدَ وغيره‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1395‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫ل تعالى لملئكته‪ :‬قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيقول‪ :‬قبضتم‬ ‫< إذا مات ولد العبد قال ا ّ‬
‫ثمرة فؤاده؟ فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيقول‪ :‬فماذا قال عبدي؟ فيقولون‪ :‬حمدك واسترجع‪ ،‬فيقول الّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫تعالى‪ :‬ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن الّ ليرضى عن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1396‬وعن أنس رَضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫العبد يأكل الكلة فيحمده عليها‪ ،‬ويشرب الشربة فيحمده عليها> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫*‪ *1‬كتاب الصلة على َرسُول ا ِ‬
‫*‪ - 243 *2‬باب‬
‫ل وملئكته يصلون على النبي‪ ،‬يا أيها الذين آمنوا صلوا‬ ‫ل تعالى (الحزاب ‪{ :)56‬إن ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫عليه وسلموا تسليماً}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ‬‫ضيَ الُّ عَنهُما أنه سمع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1397‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من صلي عليّ صلة صلى الّ عليه بها عشراً> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أولى الناس‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1398‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلة> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬إن من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1399‬وعن أوس بن أوس رَ ِ‬
‫أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلة فيه فإن صلتكم معروضة عليّ> فقالوا‪ :‬يا‬
‫لّ وكيف تعرض صلتنا عليك وقد َأ ِرمْتَ؟ (قال‪ :‬يقول بَ ِليْتَ) قال‪< :‬إن الّ حرم على‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫الرض أجساد النبياء> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬رغم أنف‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫‪ - 1400‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ل تجعلوا قبري عيداً‪،‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1401‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫وصلوا علي فإن صلتكم تبلغني حيث كنتم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ما من أحد يسلم عليّ إل‬ ‫‪ - 1402‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫رد الّ عليّ روحي حتى أرد عليه السلم> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬البخيل من ذكرت‬ ‫ي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1403‬وعن عل ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫عنده فلم يصل عليّ> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم رجلً‬
‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمع رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1404‬وعن فضالة بن عبيد َر ِ‬
‫يدعو في صلته لم يمجد الّ تعالى ولم يصل على النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم فقال َرسُول الِّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬عجل هذا ثم دعاه> فقال له أو لغيره‪< :‬إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ ،‬ثم يدعو بعد بما شاء>‬ ‫ربه سبحانه والثناء عليه‪ ،‬ثم يصلي على النبي صَلّى الُّ َ‬
‫َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وقال حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬خرج علينا النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه‬ ‫‪ - 1405‬وعن أبي محمد كعب بن عجرة رَ ِ‬
‫َوسَلّم فقلنا‪ :‬يا َرسُول الِّ قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال‪< :‬قولوا‪ :‬اللهم صل‬
‫على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد‪ ،‬اللهم بارك على محمد‬
‫وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ونحن‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال أتانا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1406‬وعن أبي مسعود البدري َر ِ‬
‫ل عنهُ فقال له بشير بن سعد‪ :‬أمرنا الّ أن نصلي عليك يا‬ ‫ضيَ ا ّ‬‫في مجلس سعد بن عبادة َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم حتى تمنينا أنه لم يسأله‪،‬‬ ‫َرسُول الِّ فكيف نصلي عليك؟ فسكت َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬قولوا‪ :‬اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما‬ ‫ثم قال َرسُول ا ِ‬
‫صليت على إبراهيم‪ ،‬وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد‪.‬‬
‫والسلم كما قد علمتم> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ كيف نصلي عليك؟ قال‪:‬‬ ‫‪ - 1407‬وعن أبي حميد الساعدي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قالوا‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫<قولوا‪ :‬اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم‪ ،‬وبارك على محمد‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ *1‬كتاب الذكار‬
‫*‪ - 244 *2‬باب فضل الذكر والحث عليه‬
‫ل تعالى (العنكبوت ‪{ :)45‬ولذكر الّ أكبر}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)152‬فاذكروني أذكركم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (العراف ‪{ :)205‬واذكر ربك في نفسك تضرع ًا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو‬
‫والصال‪ ،‬ول تكن من الغافلين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الجمعة ‪{ :)10‬واذكروا الّ كثيراً لعلكم تفلحون}‪.‬‬
‫ل كثيراً‬ ‫وقال تعالى (الحزاب ‪{ :)35‬إن المسلمين والمسلمات} إلى قوله تعالى‪{ :‬والذاكرين ا ّ‬
‫والذاكرات‪ ،‬أعد الّ لهم مغفرة وأجراً عظيماً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الحزاب ‪{ :)42 ،41‬يا أيها الذين آمنوا اذكروا الّ ذكراً كثيراً‪ ،‬وسبحوه بكرة‬
‫وأصيلً} الية‪.‬‬
‫واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬كلمتان‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫‪ - 1408‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن‪ :‬سبحان الّ وبحمده‪ ،‬سبحان الّ‬
‫العظيم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬لن أقول‪ :‬سبحان الّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫‪ - 1409‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ي مما طلعت عليه الشمس> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬ ‫والحمد ل ول إله إل الّ وال أكبر أحب إل ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من قال ل إله إل الّ‬ ‫‪ - 1410‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‪ ،‬في يوم مائة مرة كانت له عدل‬
‫عشر رقاب‪ ،‬وكتبت له مائة حسنة‪ ،‬ومحيت عنه مائة سيئة‪ ،‬وكانت له حرزاً من الشيطان يومه‬
‫ذلك حتى يمسي‪ ،‬ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إل رجل عمل أكثر منه> وقال‪< :‬من قال‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫سبحان الّ وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من‬ ‫‪ - 1411‬وعن أبي أيوب النصاري َر ِ‬
‫قال ل إله إل الّ وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات‪،‬‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬أل أخبرك‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1412‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫ل وبحمده> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫بأحب الكلم إلى الّ؟ إن أحب الكلم إلى الّ‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬الطهور شطر‬ ‫‪ - 1413‬وعن أبي مالك الشعري قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫اليمان‪ ،‬والحمد ل تمل الميزان‪ ،‬وسبحان الّ والحمد ل تملن أو تمل ما بين السماوات‬
‫والرض> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬جاء أعرابي إلى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1414‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫َوسَلّم فقال‪ :‬علمني كلماً أقوله‪ ،‬قال‪< :‬قل ل إله إل الّ وحده ل شريك له‪ ،‬الّ أكبر كبيراً‪،‬‬
‫ل رب العالمين‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العزيز الحكيم> قال‪:‬‬ ‫والحمد ل كثيراً‪ ،‬وسبحان ا ّ‬
‫فهؤلء لرب فمالي؟ قال‪< :‬قل‪ :‬اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم إذا انصرف من‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬‫‪ - 1415‬وعن ثوبان َر ِ‬
‫صلته استغفر ثلثاً‪ ،‬وقال‪< :‬اللهم أنت السلم‪ ،‬ومنك السلم‪ ،‬تباركت يا ذا الجلل والكرام> قيل‬
‫للوزاعي (وهو أحد رواة الحديث) كيف الستغفار؟ قال يقول‪ :‬أستغفر الّ‪ ،‬أستغفر الّ‪َ .‬روَاهُ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان إذا فرغ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬‫‪ - 1416‬وعن المغيرة بن شعبة رَ ِ‬
‫من الصلة وسلم قال‪< :‬ل إله إل الّ وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل شيء‬
‫علَيهِ‪.‬‬ ‫قدير‪ ،‬اللهم ل مانع لما أعطيت‪ ،‬ول معطي لما منعت‪ ،‬ول ينفع ذا الجد منك الجد> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه كان يقول دبر كل صلة حين يسلم‪< :‬ل إله إل‬ ‫‪ - 1417‬وعن عبد الّ بن الزبير رَ ِ‬
‫الّ وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬ل‬
‫إله إل الّ ول نعبد إل إياه‪ ،‬له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن‪ ،‬ل إله إل الّ مخلصين له‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يهلل بهن دبر‬ ‫الدين ولو كره الكافرون> قال ابن الزبير‪ :‬وكان َرسُول ا ِ‬
‫كل صلة مكتوبة‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‬ ‫‪ - 1418‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن فقراء المهاجرين أتوا َرسُول ا ِ‬
‫فقالوا‪ :‬ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم‪ :‬يصلون كما نصلي‪ ،‬ويصومون كما‬
‫نصوم‪ ،‬ولهم فضل من أموال يحجون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون‪ .‬فقال‪< :‬أل أعلمكم شيئاً‬
‫تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ول يكون أحد أفضل منكم إل من صنع مثل ما‬
‫صنعتم؟> قالوا‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ‪ ،‬قال‪< :‬تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلة ثلثاً‬
‫وثلثين> قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة لما سئل عن كيفية ذكرهن قال يقول‪ :‬سبحان الّ‬
‫والحمد ل وال أكبر‪ ،‬حتى يكون منهن كلهن ثلثًا وثلثين‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم فقالوا‪ :‬سمع‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وزاد مسلم في روايته‪ :‬فرجع فقراء المهاجرين إلى َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ذلك فضل الّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫إخواننا أهل الموال بما فعلنا ففعلوا مثله‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫يؤتيه من يشاء> ‪.‬‬
‫<الدثور> جمع دثر بفتح الدال إسكان الثاء المثلثة وهو‪ :‬المال الكثير‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من سبح الّ في دبر كل‬ ‫‪ - 1419‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬
‫صلة ثلث ًا وثلثين‪ ،‬وحمد الّ ثلث ًا وثلثين‪ ،‬وكبر الّ ثلث ًا وثلثين قال تمام المائة‪ :‬ل إله إل الّ‬
‫وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‪ ،‬غفرت خطاياه وإن كانت مثل‬
‫زبد البحر> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬معقبات ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1420‬وعن كعب بن عجرة َر ِ‬
‫يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلة مكتوبة‪ :‬ثلثاً وثلثين تسبيحة‪ ،‬وثلثًا وثلثين تحميدة‪،‬‬
‫وأربعًا وثلثين تكبيرة> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يتعوذ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1421‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫دبر الصلوات بهؤلء الكلمات‪< :‬اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل‪ ،‬وأعوذ بك من أن أرد إلى‬
‫أرذل العمر‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة الدنيا‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة القبر> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم أخذ بيده وقال‪< :‬يا معاذ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1422‬وعن معاذ َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫وال إني لحبك> فقال‪< :‬أوصيك يا معاذ ل تدعن في دبر كل صلة تقول‪ :‬اللهم أعني على ذكرك‬
‫وشكرك وحسن عبادتك> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا تشهد‬ ‫‪ - 1423‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫أحدكم فليستعذ بال من أربع‪ ،‬يقول‪ :‬اللهم إني أعوذ بك عذاب جهنم‪ ،‬ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن‬
‫فتنة المحيا والممات‪ ،‬ومن شر فتنة المسيح الدجال> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذا قام إلى الصلة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1424‬وعن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم‪< :‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت‬
‫وما أعلنت وما أسرفت‪ ،‬وما أنت أعلم به مني؛ أنت المقدم وأنت المؤخر ل إله إل أنت> َروَاهُ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫‪ - 1425‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يكثر أن يقول في‬
‫ركوعه وسجوده‪< :‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يقول في ركوعه‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنها أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1426‬وعنها رَ ِ‬
‫سبّوحٌ قُدّوسٌ ربّ الملئكة والروح> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬ ‫وسجوده‪ُ < :‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬فأما الركوع‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1427‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫فعظموا فيها الرب‪ ،‬وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ف َقمِنٌ أن يستجاب لكم> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أقرب ما يكون‬ ‫‪ - 1428‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يقول في سجوده‪< :‬اللهم‬ ‫‪ - 1429‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫اغفر لي ذنبي كله‪ :‬دقه وجله‪ ،‬وأوله وآخره‪ ،‬وعلنيته وسره> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 1430‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬افتقدت النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم ذات ليلة‬
‫فتحسست فإذا هو راكع أو ساجد يقول‪< :‬سبحانك وبحمدك ل إله إل أنت>‬
‫وفي رواية‪ :‬فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول‪< :‬اللهم‬
‫إني أعوذ برضاك من سخطك‪ ،‬وبمعافاتك من عقوبتك‪ ،‬وأعوذ بك منك؛ ل أحصي ثناء عليك‪،‬‬
‫أنت كما أثنيت على نفسك> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كنا عند َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1431‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫فقال‪< :‬أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة!> فسأله سائل من جلسائه‪ :‬كيف يكسب‬
‫ألف حسنة؟ قال‪< :‬يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة‪ ،‬أو يحط عنه ألف خطيئة> َروَاهُ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫قال الحميدي‪ :‬كذا هو في كتاب مسلم‪< :‬أو يحط>‬
‫قال البرقاني‪ :‬ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى القطان عن موسى الذي رواه مسلم من جهته‬
‫فقالوا‪< :‬ويحط> بغير ألِف‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يصبح على كل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1432‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫سلمى من أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة‪ ،‬وكل تحميدة صدقة‪ ،‬وكل تهليلة صدقة‪ ،‬وكل‬
‫تكبيرة صدقة‪ ،‬وأمر بالمعروف صدقة‪ ،‬ونهي عن المنكر صدقة؛ ويجزئ من ذلك ركعتان‬
‫يركعهما من الضحى> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنها أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬ ‫‪ - 1433‬وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث َر ِ‬
‫خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة‬
‫فقال‪< :‬ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟> قالت‪ :‬نعم‪ .‬فقال النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪:‬‬
‫<لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن‪ :‬سبحان الّ‬
‫وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫ل زنة عرشه‪ ،‬سبحان‬ ‫ل رضا نفسه‪ ،‬سبحان ا ّ‬ ‫وفي رواية له‪< :‬سبحان الّ عدد خلقه‪ ،‬سبحان ا ّ‬
‫الّ مداد كلماته> ‪.‬‬
‫وفي رواية الترمذي‪ :‬أل أعلمك كلمات تقولينها <سبحان الّ عدد خلقه‪ ،‬سبحان الّ عدد خلقه‪،‬‬
‫ل رضا نفسه‪،‬‬ ‫ل رضا نفسه‪ ،‬سبحان ا ّ‬ ‫ل رضا نفسه‪ ،‬سبحان ا ّ‬ ‫سبحان الّ عدد خلقه‪ ،‬سبحان ا ّ‬
‫ل زنة عرشه‪ ،‬سبحان الّ مداد‬ ‫ل زنة عرشه‪ ،‬سبحان الّ زنة عرشه‪ ،‬سبحان ا ّ‬ ‫سبحان ا ّ‬
‫كلماته‪ ،‬سبحان الّ مداد كلماته‪ ،‬سبحان الّ مداد كلماته> ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬مثل‬ ‫‪ - 1434‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫الذي يذكر ربه والذي ل يذكره مثل الحي والميت> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫و َروَا ُه مُسِلمٌ فقال‪< :‬مثل البيت الذي يذكر الّ فيه والبيت الذي ل يذكر الّ فيه مثل الحي‬
‫والميت> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يقول الّ‬ ‫‪ - 1435‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫تعالى‪ :‬أنا عند ظن عبدي بي‪ ،‬وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي‪ ،‬وإن‬
‫ذكرني في مل ذكرته في مل خير منهم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬سبق المفرّدون> قالوا‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1436‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫وما المفردون يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬الذاكرون الّ كثيراً والذاكرات> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫روي <المفردون> بتشديد الراء وتخفيفها‪ ،‬والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬أفضل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1437‬وعن جابر َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫الذكر ل إله إل الّ> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن رجلً قال‪ :‬يا َرسُول الِّ إن شرائع السلم قد‬ ‫ل بن بسر َر ِ‬ ‫‪ - 1438‬وعن عبد ا ّ‬
‫كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به‪ .‬قال‪< :‬ل يزال لسانك رطباً من ذكر الّ> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ‬
‫سنٌ‪.‬‬‫ح َ‬
‫حدِيثٌ َ‬
‫وَقَالَ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من قال‪ :‬سبحان الّ‬ ‫‪ - 1439‬وعن جابر َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫وبحمده غرست له نخلة في الجنة> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬لقيت‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1440‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم ليلة أسري بي فقال‪ :‬يا محمد أقرئ أمتك مني السلم‪ ،‬وأخبرهم أن‬ ‫إبراهيم صَلّى الُّ َ‬
‫ل والحمد ل ول إله إل الّ‬ ‫الجنة طيبة التربة‪ ،‬عذبة الماء‪ ،‬وأنها قيعان‪ ،‬وأن غراسها‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫وال أكبر> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬أل أنبئكم‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫ل عنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬‫‪ - 1441‬وعن أبي الدرداء َرضِي ا ّ‬
‫بخير أعمالكم‪ ،‬وأزكاها عند مليككم‪ ،‬وأرفعها في درجاتكم‪ ،‬وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة‪،‬‬
‫وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪< :‬ذكر الّ‬
‫تعالى> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ‪ .‬قال الحاكم أبو عبد الّ إسناده صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه دخل مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1442‬وعن سعد بن أبي وقاص َر ِ‬
‫ى تسبح به فقال‪< :‬أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو‬ ‫على امرأة وبين يديها نوىً أو حص ً‬
‫أفضل؟> فقال‪< :‬سبحان الّ عدد ما خلق في السماء‪ ،‬وسبحان الّ عدد ما خلق في الرض‪،‬‬
‫وسبحان الّ عدد ما بين ذلك‪ ،‬وسبحان الّ عدد ما هو خالق‪ ،‬وال أكبر مثل ذلك‪ ،‬والحمد ل مثل‬
‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ‬ ‫ذلك‪ ،‬ول إله إل الّ مثل ذلك‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال مثل ذلك> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬أل أدلك‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬‫‪ - 1443‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫على كنز من كنوز الجنة؟> فقلت‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬ل حول ول قوة إل بال> مُتّفَقٌ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫*‪ - 245 *2‬باب ذكر الّ تعالى قائم ًا وقاعدًا ومضطجعاً ومحدث ًا وجنباً وحائضاً إل القرآن فل يحل‬
‫لجنب ول حائض‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)191 - 190‬إن في خلق السماوات والرض‪ ،‬واختلف الليل‬ ‫@قال ا ّ‬
‫والنهار ليات لولي اللباب‪ ،‬الذين يذكرون الّ قيام ًا وقعودًا وعلى جنوبهم}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يذكر الّ على كل‬ ‫‪ - 1444‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫أحيانه‪َ .‬روَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما عن النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬لو أن أحدكم إذا‬ ‫‪ - 1445‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫أتى أهله قال‪ :‬بسم الّ‪ ،‬اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا‪ .‬فقضي بينهما ولد لم‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫يضره> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 246 *2‬باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه‬
‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ :‬كان َرسُول الِّ إذا أوى إلى فراشه قال‪:‬‬ ‫‪ - 1446‬عن حذيفة وأبي ذر َر ِ‬
‫<باسمك اللهم أحيا وأموت> وإذا استيقظ قال‪< :‬الحمد ل الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه‬
‫النشور> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 247 *2‬باب فضل حلق الذكر والندب إلى ملزمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر‬
‫ل تعالى (الكهف ‪{ :)28‬واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وجهه‪ ،‬ول تعد عيناك عنهم}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إن ل تعالى‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫‪ - 1447‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫ملئكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر‪ ،‬فإذا وجدوا قوماً يذكرون الّ عز وجل تنادوا‪:‬‬
‫هلموا إلى حاجتكم‪ ،‬فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا‪ ،‬فيسألهم ربهم وهو أعلم‪ :‬ما يقول‬
‫عبادي؟ قال‪ :‬يقولون يسبحونك‪ ،‬ويكبرونك‪ ،‬ويحمدونك ويمجدونك‪ ،‬فيقول‪ :‬هل رأوني؟‬
‫فيقولون‪ :‬ل وال ما رأوك‪ ،‬فيقول‪ :‬كيف لو رأوني؟ قال‪ :‬يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة‬
‫وأشد لك تمجيدًا وأكثر لك تسبيحاً‪ ،‬فيقول‪ :‬فماذا يسألون؟ قال يقولون‪ :‬يسألونك الجنة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يقول‪ :‬وهل رأوها؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬ل وال يا رب ما رأوها‪ .‬قال‪ :‬يقول‪ :‬فكيف لو رأوها؟ قال‪:‬‬
‫يقولون‪ :‬لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبةً‪ .‬قال‪ :‬فمم‬
‫يتعوذون؟ قال‪ :‬يتعوذون من النار؟‪ ،‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬وهل رأوها؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬ل وال ما رأوها‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬فكيف لو رأوها؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافةً‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فيقول‪ :‬فأُشهدكم أني قد غفرت لهم‪ .‬قال‪ :‬يقول ملك من الملئكة‪ :‬فيهم فلن ليس منهم إنما جاء‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫لحاجة‪ ،‬قال‪ :‬هم الجلساء ل يشقى بهم جليسهم> مُتّفَقٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن ل‬ ‫وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ل يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلس ًا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم‬ ‫ملئكة سيارةً فض ً‬
‫بعضاً بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا‪ ،‬فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى‬
‫السماء الدنيا‪ ،‬فيسألهم الّ عز وجل وهو أعلم‪ :‬من أين جئتم؟ فيقولون‪ :‬جئنا من عند عباد لك‬
‫في الرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك‪ .‬قال‪ :‬وماذا يسألوني؟ قالوا‪:‬‬
‫يسألونك جنتك‪ .‬قال‪ :‬وهل رأوا جنتي؟ قالوا‪ :‬ل أي رب‪ ،‬قال‪ :‬فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا‪:‬‬
‫ويستجيرونك‪ ،‬قال‪ :‬ومِ ّم يستجيروني؟ قالوا‪ :‬من نارك يا رب‪ .‬قال‪ :‬وهل رأوا ناري؟ قالوا‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا‪ :‬ويستغفرونك؟ فيقول‪ :‬قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا‬
‫وأجرتهم مما استجاروا‪ .‬قال‪ :‬فيقولون‪ :‬رب فيهم فلن عبد خطاء إنما مر فجلس معهم‪ .‬فيقول‪:‬‬
‫وله غفرت هم القوم ل يشقى بهم جليسهم> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬ل يقعد‬ ‫‪ - 1448‬وعنه وعن أبي سعيد رَضيَ الُّ عَنهُما قال قال َرسُول ا ِ‬
‫قوم يذكرون الّ إل حفتهم الملئكة‪ ،‬وغشيتهم الرحمة‪ ،‬ونزلت عليهم السكينة‪ ،‬وذكرهم الّ‬
‫فيمن عنده> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم بينما‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1449‬وعن أبي واقد الحارث بن عوف َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلثة نفر‪ ،‬فأقبل اثنان إلى َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪ ،‬فأما أحدهما فرأى فرجة في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َوسَلّم وذهب واحد فوقفا على َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى‬ ‫الحلقة فجلس فيها‪ ،‬وأما الخر فجلس خلفهم‪ ،‬وأما الثالث فأدبر ذاهباً‪ .‬فلما فرغ َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إل أخبركم عن النفر الثلثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الّ فآواه الّ‪ ،‬وأما‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ل عنه> مُتّفَقٌ َ‬ ‫ل منه‪ ،‬وأما الخر فأعرض‪ ،‬فأعرض ا ّ‬ ‫الخر فاستحيا‪ ،‬فاستحيا ا ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ على حلقة في‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬خرج معاوية َر ِ‬ ‫‪ - 1450‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫المسجد فقال‪ :‬ما أجلسكم؟ قالوا‪ :‬جلسنا نذكر الّ‪ .‬قال‪ :‬آل ما أجلسكم إل ذلك؟ قالوا‪ :‬ما أجلسنا‬
‫علَيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫إل ذلك‪ .‬قال‪ :‬أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم‪ ،‬وما كان أحد بمنزلتي من َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم خرج على حلقة من أصحابه فقال‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َوسَلّم أقل عنه حديث ًا مني‪ ،‬إن َرسُول ا ِ‬
‫ن به علينا‪ .‬قال‪< :‬آل ما‬ ‫<ما أجلسكم؟> قالوا‪ :‬جلسنا نذكر الّ ونحمده على ما هدانا للسلم وم ّ‬
‫أجلسكم إل ذاك؟ قالوا‪ :‬والّ ما أجلسنا إل ذاك‪ .‬أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل‬
‫ل يباهي بكم الملئكة> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬ ‫فأخبرني أن ا ّ‬
‫*‪ - 248 *2‬باب الذكر عند الصباح والمساء‬
‫ل تعالى (العراف ‪{ :)205‬واذكر ربك في نفسك تضرع ًا وخيفةً ودون الجهر من القول‬ ‫@قال ا ّ‬
‫بالغدو والصال‪ ،‬ول تكن من الغافلين}‪.‬‬
‫قال أهل اللغة‪{ :‬الصال} جمع أصيل وهو‪ :‬ما بين العصر والمغرب‪.‬‬
‫وقال تعالى (طه ‪{ :)130‬وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها}‪.‬‬
‫وقال تعالى (غافر ‪{ :)55‬وسبح بحمد ربك بالعشي والبكار}‪.‬‬
‫قال أهل اللغة‪{ :‬العشي}‪ :‬ما بين زوال الشمس وغروبها‪.‬‬
‫وقال تعالى (النور ‪{ :)37 - 36‬في بيوت أذن الّ أن ترفع ويذكر فيها اسمه‪ ،‬يسبح له فيها بالغدو‬
‫والصال رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر الّ} الية‪.‬‬
‫وقال تعالى (سورة ص‪{ :)18 :‬إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والشراق}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬من قال حين‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫‪ - 1451‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫ل وبحمده‪ ،‬مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به‬ ‫يصبح وحين يمسي‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫إل أحد قال مثل ما قال أو زاد> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫‪ - 1452‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ ما‬
‫لقيت من عقرب لدغتني البارحة‪ .‬قال‪< :‬أما لو قلت حين أمسيت‪ :‬أعوذ بكلمات الّ التامات‬
‫من شر ما خلق‪ ،‬لم تضرك> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم أنه كان يقول إذا أصبح‪< :‬اللهم بك‬ ‫‪ - 1453‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫أصبحنا وبك أمسينا‪ ،‬وبك نحيا وبك نموت إليك النشور> وإذا أمسى قال‪< :‬اللهم بك أمسينا‪،‬‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ مرني بكلمات‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1454‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن أبا بكر الصديق َر ِ‬
‫أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت‪ ،‬قال‪< :‬قل‪ :‬اللهم فاطر السماوات والرض عالم الغيب‬
‫والشهادة‪ ،‬رب كل شيء ومليكه‪ ،‬أشهد أن ل إله إل أنت‪ ،‬أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان‬
‫وشركه> قال‪< :‬قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت إذا أخذت مضجعك> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫حَدِيثٌ َ‬
‫علَيهِ َوسَلّم إذا أمسى قال‪:‬‬ ‫ل صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان نبي ا ّ‬ ‫‪ - 1455‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫<أمسينا وأمسى الملك ل‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ل إله إل الّ وحده ل شريك له> قال الراوي‪ :‬أراه قال‬
‫فيهن‪< :‬له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‪ ،‬رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما‬
‫بعدها‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها‪ ،‬رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر‪،‬‬
‫أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر> وإذا أصبح قال ذلك أيضاً‪< :‬أصبحنا وأصبح‬
‫الملك ل> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ل صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي رسول ا ّ‬ ‫ل بن خبيب رَ ِ‬ ‫‪ - 1456‬وعن عبد ا ّ‬
‫<اقرأ قل هو الّ أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلث مرات تكفيك من كل شيء>‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬‫َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬ما من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1457‬وعن عثمان بن عفان َر ِ‬
‫عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة‪ :‬بسم الّ الذي ل يضر مع اسمه شيء في الرض‬
‫ي وَقَالَ‬
‫ول في السماء هو السميع العليم ثلث مرات إل لم يضره شيء> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫حَدِيثٌ َ‬
‫*‪ - 249 *2‬باب ما يقوله عند النوم‬
‫ل تعالى (آل عمران ‪{ :)191 - 190‬إن في خلق السماوات والرض‪ ،‬واختلف الليل‬ ‫@قال ا ّ‬
‫والنهار ليات لولي اللباب‪ ،‬الذين يذكرون الّ قيام ًا وقعودًا وعلى جنوبهم‪ ،‬ويتفكرون في خلق‬
‫السموات والرض} اليات‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان إذا أوى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1458‬وعن حذيفة وأبي ذر َر ِ‬
‫إلى فراشه قال‪< :‬باسمك اللهم أحيا وأموت> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ضيَ‬ ‫علَيهِ َوسَلّم قال له ولفاطمة َر ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1459‬وعن علي َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَنها‪< :‬إذا أويتما إلى فراشكما أو إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلث ًا وثلثين‪ ،‬وسبحا ثلثاً‬
‫وثلثين‪ ،‬واحمدا ثلث ًا وثلثين>‬
‫وفي رواية‪ :‬التسبيح أربع ًا وثلثين‪،‬‬
‫وفي رواية‪ :‬التكبير أربعًا وثلثين‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا أوى‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬ ‫‪ - 1460‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه ل يدري ما خلفه عليه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬باسمك‬
‫ربي وضعت جنبي وبك أرفعه؛ إن أمسكت نفسي فارحمها‪ ،‬وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به‬
‫عبادك الصالحين> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم كان إذا أخذ مضجعه‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1461‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن َرسُول ا ِ‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية لهما‪ :‬أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم‬
‫نفث فيهما فقرأ فيهما‪{ :‬قل هو الّ أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ثم‬
‫مسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده‪ ،‬يفعل ذلك‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫ثلث مرات‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫قال أهل اللغة‪< :‬النفث> ‪ :‬نفخ لطيف بل ريق‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪:‬‬‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1462‬وعن البراء بن عازب َر ِ‬
‫<إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلة‪ ،‬ثم اضطجع على شقك اليمن وقل‪ :‬اللهم أسلمت‬
‫نفسي إليك‪ ،‬وفوضت أمري إليك‪ ،‬وألجأت ظهري إليك‪ ،‬رغبة ورهبة إليك‪ ،‬ل ملجأ ول منجا منك‬
‫إل إليك‪ ،‬آمنت بكتابك الذي أنزلت‪ ،‬وبنبيك الذي أرسلت؛ فإن مت‪ ،‬مت على الفطرة؛ واجعلهن‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫آخر ما تقول> مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا أوى إلى فراشه قال‪:‬‬ ‫‪ - 1463‬وعن أنس َر ِ‬
‫<الحمد ل الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن ل كافي له ول مؤوي> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان إذا أراد أن يرقد‬ ‫‪ - 1464‬وعن حذيفة َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول‪< :‬اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنها‪ ،‬وفيه أنه كان يقوله ثلث مرات‪.‬‬ ‫و َروَاهُ أبُو دَاوُدَ من رواية حفصة َر ِ‬
‫*‪ *1‬كتاب الدعوات‬
‫*‪ - 250 *2‬باب‬
‫ل تعالى (غافر ‪{ :)60‬وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (العراف ‪{ :)55‬ادعوا ربكم تضرع ًا وخفية؛ إنه ل يحب المعتدين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)186‬وإذا سألك عبادي عني فإني قريب؛ أجيب دعوة الداع إذا دعان}‬
‫الية‪.‬‬
‫وقال تعالى (النمل ‪{ :)62‬أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} الية‪.‬‬
‫‪ - 1465‬وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الدعاء هو‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫العبادة> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يستحب الجوامع‬ ‫‪ - 1466‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫من الدعاء ويدع ما سوى ذلك‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان أكثر دعاء النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬اللهم آتنا في‬ ‫‪ - 1467‬وعن أنس َر ِ‬
‫الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‪ ،‬وقنا عذاب النار> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫زاد مسلم في روايته قال‪< :‬وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها‪ ،‬فإذا أراد أن يدعو‬
‫بدعاء دعا بها فيه‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يقول‪< :‬اللهم إني‬ ‫‪ - 1468‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صَلّى الُّ‬ ‫‪ - 1469‬وعن طارق بن أشيم رَ ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم الصلة‪ ،‬ثم أمره أن يدعو بهؤلء الكلمات‪< :‬اللهم اغفر لي وارحمني واهدني‬ ‫َ‬
‫وعافني وارزقني> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم وأتاه رجل فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ‬ ‫وفي رواية له عن طارق أنه سمع النبي صَلّى الُّ َ‬
‫كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال‪< :‬قل‪ :‬اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني؛ فإن هؤلء‬
‫تجمع لك دنياك وآخرتك> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ‬‫ضيَ الُّ عَنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1470‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬اللهم مصرف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 1471‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬تعوذوا بال من‬
‫علَيهِ‪.‬‬
‫جهد البلء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة العداء> ُمتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية قال سفيان‪ :‬أشك أني زدت واحدة منها‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬اللهم أصلح لي‬ ‫‪ - 1472‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ‬
‫ديني الذي هو عصمة أمري‪ ،‬وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها‬
‫معادي‪ ،‬واجعل الحياة زيادة لي في كل خير‪ ،‬واجعل الموت راحة لي من كل شر> َروَا ُه مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬قل‪ :‬اللهم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ي َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1473‬وعن عل ّ‬
‫اهدني وسددني>‬
‫وفي رواية‪< :‬اللهم إني أسألك الهدى والسداد> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬اللهم إني‬ ‫‪ - 1474‬وعن أنس رَضيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ‬
‫أعوذ بك من العجز والكسل‪ ،‬والجبن والهرم والبخل‪ ،‬وأعوذ بك من عذاب القبر‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫فتنة المحيا والممات>‬
‫وفي رواية‪< :‬وضلع الدّين وغلبة الرجال> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪ :‬علمني‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ضيَ الُّ عَنهُ أنه قال ل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1475‬وعن أبي بكر الصديق رَ ِ‬
‫دعاء أدعو به في صلتي‪ ،‬قال‪< :‬قل‪ :‬اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ول يغفر الذنوب إل أنت‬
‫فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬وفي بيتي> ‪.‬‬
‫وروي‪< :‬ظلماً كثيراً> وروي <كبيراً> بالثاء المثلثة وبالباء الموحدة فينبغي أن يجمع بينهما‬
‫فيقال‪ :‬كثيراً كبيراً‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم أنه كان يدعو بهذا‬ ‫‪ - 1476‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫الدعاء‪< :‬اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي‪ ،‬وإسرافي في أمري‪ ،‬وما أنت أعلم به مني‪ ،‬اللهم‬
‫اغفر لي جدي وهزلي‪ ،‬وخطئي وعمدي؛ وكل ذلك عندي‪ ،‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت‪،‬‬
‫وما أسررت وما أعلنت‪ ،‬وما أنت أعلم به مني؛ أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء‬
‫قدير> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يقول في دعائه‪< :‬اللهم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1477‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ‬
‫إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما قال كان من دعاء َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1478‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫<اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك> َروَاهُ‬
‫مُسِلمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال كان رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1479‬وعن زيد بن أرقم َر ِ‬
‫<اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل‪ ،‬والبخل والهرم‪ ،‬وعذاب القبر‪ ،‬اللهم آت نفسي تقواها‬
‫وزكها أنت خير من زكاها؛ أنت وليها ومولها‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من علم ل ينفع ومن قلب ل‬
‫يخشع ومن نفس ل تشبع ومن دعوة ل يستجاب لها> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يقول‪< :‬اللهم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1480‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫لك أسلمت‪ ،‬وبك آمنت‪ ،‬وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما‬
‫قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت‪ ،‬أنت المقدم وأنت المؤخر ل إله إل أنت>‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫زاد بعض الرواة‪< :‬ول حول ول قوة إل بال> ُمتّفَقٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يدعو بهؤلء الكلمات‪:‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1481‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ عَنها أن النبي َ‬
‫<اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار‪ ،‬ومن شر الغنى والفقر> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫ن صحيح‪ .‬وهذا لفظ أبي داود‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫وَالتّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫صلّى‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال كان النبي َ‬ ‫ط َبةُ بن مالك‪ ،‬رَ ِ‬ ‫‪ - 1482‬وعن زياد بن علقة عن عمه‪ ،‬وهو قُ ْ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬اللهم إني أعوذ بك من منكرات الخلق والعمال والهواء> َروَاهُ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ علمني دعاء قال‪< :‬قل‪:‬‬ ‫‪ - 1483‬وعن شكر بن حميد َر ِ‬
‫اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫منيي> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَالتّرمِ ِذ ّ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يقول‪< :‬اللهم إني أعوذ‬ ‫‪ - 1484‬وعن أنس َر ِ‬
‫بك من البرص والجنون والجذام وسيء السقام> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬اللهم‬ ‫‪ - 1485‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال كان َرسُول ا ِ‬
‫إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع‪ ،‬وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة> َروَاهُ‬
‫أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫ي َرضِيَ الُّ عَنهُ أن مكاتباً جاءه فقال‪ :‬إني عجزت عن كتابتي فأعني‪ ،‬قال‪ :‬أل‬ ‫‪ - 1486‬وعن عل ّ‬
‫علَيهِ َوسَلّم لو كان عليك مثل جبل ديناً أداه عنك؟‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫أعلمك كلمات علمنيهن َرسُول ا ِ‬
‫قل‪< :‬اللهم اكفني بحللك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم علم أباه حصيناً‬ ‫‪ - 1487‬وعن عمران بن الحصين َر ِ‬
‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ‬ ‫كلمتين يدعو بهما <اللهم ألهمني رشدي‪ ،‬وأعذني من شر نفسي> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ - 1488‬وعن أبي الفضل العباس بن عبد المطلب َرضِيَ الُّ عَنهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ علمني‬
‫لّ علمني‬ ‫ل تعالى‪ ،‬قال‪< :‬سلوا الّ العافية> فمكثت أياماً ثم جئت فقلت‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬ ‫شيئاً أسأله ا ّ‬
‫ل تعالى‪ ،‬قال لي‪< :‬يا عباس يا عم رَسُول الِّ سلوا الّ العافية الدنيا والخرة>‬ ‫شيئاً أسأله ا ّ‬
‫َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وقال حديث صحيح‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنها‪ :‬يا أم المؤمنين ما أكثر دعاء‬ ‫‪ - 1489‬وعن شهر بن حوشب قال قلت لم سلمة َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم إذا كان عندك؟ قالت‪ :‬كان أكثر دعائه <يا مقلب القلوب ثبت‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫قلبي على دينك> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬كان من دعاء داود صَلّى‬ ‫‪ - 1490‬وعن أبي الدرداء قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪< :‬اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك‪ ،‬والعمل الذي يبلغني حبك‪ ،‬اللهم اجعل‬
‫سنٌ‪.‬‬
‫ح َ‬‫حدِيثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬ ‫ي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬ ‫حبك أحب إل ّ‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪َ< :‬ألِظّوا بـ يا ذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1491‬وعن أنس َر ِ‬
‫الجلل والكرام> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ‪.‬‬
‫ورواه النسائي من رواية ربيعة بن عامر الصحابي‪ ،‬قال الحاكم حديث صحيح السناد‪.‬‬
‫<أَِلظّوا> بكسر اللم وتشديد الظاء المعجمة معناه‪ :‬الزموا هذه الدعوة وأكثروا منها‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم بدعاء كثير لم‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬دعا َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1492‬وعن أبي أمامة َر ِ‬
‫نحفظ منه شيئاً‪ ،‬قلنا‪ :‬يا َرسُول الِّ دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً‪ ،‬فقال‪< :‬أل أدلكم على‬
‫علَيهِ‬
‫ما يجمع ذلك كله؟ تقول‪ :‬اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صَلّى الُّ َ‬
‫َوسَلّم‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪ ،‬وأنت المستعان‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬ ‫وعليك البلغ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال> َروَاهُ التّرمِ ِذ ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَي ِه َوسَلّم‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال كان من دعاء َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1493‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫<اللهم إني أسألك موجبات رحمتك‪ ،‬وعزائم مغفرتك والسلمة من كل إثم والغنيمة من كل بر‬
‫والفوز بالجنة والنجاة من النار> رواه الحاكم أبو عبد الّ وقال حديث صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫*‪ - 251 *2‬باب فضل الدعاء بظهر الغيب‬
‫ل تعالى (الحشر ‪{ :)10‬والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين‬ ‫@قال ا ّ‬
‫سبقونا باليمان}‪.‬‬
‫وقال تعالى (محمد ‪{ :)19‬واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪{ :‬ربنا اغفر لي ولوالدي‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫وقال تعالى (إبراهيم ‪ )41‬إخباراً عن إبراهيم َ‬
‫وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬ما من‬ ‫‪ - 1494‬وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ عَنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ‬
‫عبد مسلم يدعو لخيه بظهر الغيب إل قال الملَك‪ :‬ولك بمثل> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم كان يقول‪< :‬دعوة المرء المسلم‬ ‫‪ - 1495‬وعنه َرضِيَ الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫لخيه بظهر الغيب مستجابة؛ عند رأسه ملَك موَكّل كلما دعا لخيه بخير قال الملَك الموكل به‪:‬‬
‫آمين ولك بمثل> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 252 *2‬باب مسائل من الدعاء‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪< :‬من صنع‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1496‬عن أسامة بن زيد َر ِ‬
‫حسَنٌ‬ ‫إليه معروف فقال لفاعله‪ :‬جزاك الّ خيراً‪ ،‬فقد أبلغ في الثناء> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ َوقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تدعوا على‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1497‬وعن جابر َر ِ‬
‫أنفسكم‪ ،‬ول تدعوا على أولدكم‪ ،‬ول تدعوا على أموالكم ل توافقوا من الّ ساعة يسأل فيها‬
‫عطاء فيستجيب لكم> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أقرب ما يكون‬ ‫‪ - 1498‬وعن أبي هريرة َرضِي الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء> َروَا ُه مُسلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يستجاب لحدكم ما لم‬ ‫‪ - 1499‬وعنه َرضِي الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫يعجل‪ ،‬يقول‪ :‬قد دعوت ربي فلم يستجب لي> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬ل يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل> قيل‪ :‬يا‬
‫َرسُول الِّ ما الستعجال؟ قال‪< :‬يقول‪ :‬قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر عند‬
‫ذلك َويَدَعُ الدعاء> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم‪ :‬أي الدعاء‬ ‫‪ - 1500‬وعن أبي أمامة َرضِي الُّ عَنهُ قال‪ :‬قيل ل َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫أسمع؟ قال‪< :‬جوف الليل الخر‪ ،‬ودبر الصلوات المكتوبات> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ما على‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫‪ - 1501‬وعن عبادة بن الصامت رَضِي الُّ عَنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫الرض مسلم يدعو الّ تعالى بدعوة إل آتاه الّ إياها أو صرف عنه من السوء مثلها‪ ،‬ما لم يدع‬
‫بإثم أو قطيعة رحم> فقال رجل من القوم‪ :‬إذًا نكثر‪ ،‬قال‪< :‬الّ أكثر> َروَاهُ التّرمِ ِذيّ وَقَالَ حَدِيثٌ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫َ‬
‫ورواه الحاكم من رواية أبي سعيد وزاد فيه‪< :‬أو يدخر له من الجر مثلها> ‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم كان يقول عند‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ضيَ الُّ عَنهُما أن رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1502‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫الكرب‪< :‬ل إله إل الّ العظيم الحليم‪ ،‬ل إله إل الّ رب العرش العظيم‪ ،‬ل إله إل الّ رب‬
‫السماوات ورب الرض رب العرش الكريم> ُمتّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 253 *2‬باب كرامات الولياء وفضلهم‬
‫ل تعالى (يونس ‪{ :)64 ،62‬أل إن أولياء الّ ل خوف عليهم ول هم يحزنون‪ ،‬الذين آمنوا‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وكانوا يتقون‪ ،‬لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الخرة‪ ،‬ل تبديل لكلمات الّ؛ ذلك هو الفوز‬
‫العظيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (مريم ‪{ :)26 ،25‬وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي}‬
‫الية‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)37‬كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً‪ ،‬قال‪ :‬يا مريم‬
‫ل يرزق من يشاء بغير حساب}‪.‬‬ ‫أني لك هذا؟ قالت هو من عند الّ؛ إن ا ّ‬
‫وقال تعالى (الكهف ‪{ :)17 ،16‬وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إل الّ فأووا إلى الكهف ينشر لكم‬
‫ربكم من رحمته ويهيّء لكم من أمركم مرفقاً‪ ،‬وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات‬
‫اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} الية‪.‬‬
‫‪ - 1503‬وعن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق َرضِيَ الُّ عَنهُ أن أصحاب الصفة كانوا‬
‫أناساً فقراء‪ ،‬وأن النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم قال مرة‪< :‬من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث‪،‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ‬‫ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس‪ ،‬بسادس> أو كما قال‪ ،‬وأن أبا بكر َر ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم بعشرة‪ ،‬وأن أبا بكر تعشّى عند النبي صَلّى الُّ‬ ‫جاء بثلثة‪ ،‬وانطلق النبي صَلّى الُّ َ‬
‫علَي ِه َوسَلّم ثم لبث حتى صلى العشاء‪ ،‬ثم رجع فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الّ‪ ،‬قالت‬ ‫َ‬
‫له امرأته‪ :‬ما حبسك عن أضيافك؟ قال‪ :‬أوما عشّيتهم؟ قالت‪ :‬أبوا حتى تجيء وقد عرضوا‬
‫عليهم‪ .‬قال‪ :‬فذهبت أنا فاختبأت‪ ،‬فقال‪ :‬يا غنثر‪ ،‬فجدّع وسب‪ ،‬وقال‪ :‬كلوا ل هنيئ ًا وال ل أطعمه‬
‫أبداً‪ .‬قال‪ :‬وأيم الّ ما كنا نأخذ من لقمة إل ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا وصارت أكثر‬
‫مما كانت قبل ذلك‪ ،‬فنظر إليها أبو بكر فقال لمرأته‪ :‬يا أخت بني فراس ما هذا! قالت‪ :‬ل وقرة‬
‫عيني لهي الن أكثر منها قبل ذلك بثلث مرات! فأكل منها أبو بكر وقال‪ :‬إنما كان ذلك من‬
‫علَي ِه َوسَلّم فأصبحت‬ ‫الشيطان (يعني يمينه) ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عنده‪ ،‬وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الجل فتفرقنا اثني عشر رجلً مع كل رجل منهم أناس‬
‫الّ أعلم كم مع كل رجل‪ ،‬فأكلوا منها أجمعون‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فحلف أبو بكر ل يطعمه‪ ،‬فحلفت المرأة ل تطعمه‪ ،‬فحلف الضيف أو الضياف أن ل‬
‫يطعمه أو يطعموه حتى يطعمه‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬هذه من الشيطان! فدعا بالطعام فأكل وأكلوا‪،‬‬
‫فجعلوا ل يرفعون لقمة إل ربت من أسفلها أكثر منها‪ ،‬فقال‪ :‬يا أخت بني فراس ما هذا؟! فقالت‪:‬‬
‫علَيهِ َوسَلّم‬‫وقرة عيني إنها الن لكثر منها قبل أن نأكل‪ ،‬فأكلوا وبعث بها إلى النبي صَلّى الُّ َ‬
‫فذكر أنه أكل منها‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬أن أبا بكر قال لعبد الرحمن‪ :‬دونك أضيافك فإني منطلق إلى النبي صَلّى الُّ عَلَيهِ‬
‫َوسَلّم فافرغ من قراهم قبل أن أجيء‪ ،‬فانطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده‪ ،‬فقال‪ :‬اطعموا‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬أين رب منزلنا؟ قال‪ :‬اطعموا‪ .‬قالوا‪ :‬ما نحن بآكلين حتى يجيء رب منزلنا‪ ،‬قال‪ :‬اقبلوا‬
‫عنا قراكم فإنه إن جاء ولم تطعموا لنلقين منه‪ ،‬فأبوا فعرفت أنه يجد عليّ‪ ،‬فلما جاء تنحيت عنه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما صنعتم؟ فأخبروه‪ ،‬فقال‪ :‬يا عبد الرحمن‪ ،‬فسكتّ‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا عبد الرحمن‪ ،‬فسكتّ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫غ َثرُ‪ ،‬أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت‪ ،‬فخرجت فقلت‪ :‬سل أضيافك‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫يا ُ‬
‫صدق‪ ،‬أتانا به‪ ،‬فقال‪ :‬إنما انتظرتموني وال ل أطعمه الليلة‪ ،‬فقال الخرون‪ :‬وال ل نطعمه حتى‬
‫تطعمه‪ ،‬قال‪ :‬ويلكم ما لكم ل تقبلون عنا قراكم؟ هات طعامك‪ ،‬فجاء به فوضع يده فقال‪ :‬بسم الّ‪،‬‬
‫الولى من الشيطان‪ ،‬فأكل وأكلوا‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫قوله <غنثر> بغين معجمة مضمومة ثم ثاء مثلثة وهو‪ :‬الغبي الجاهل‪.‬‬
‫وقوله <فجدع> ‪ :‬أي شتمه‪ ،‬الجدع‪ :‬القطع‪.‬‬
‫وقوله <يجد عليّ> هو بكسر الجيم‪ :‬أي يغضب‪.‬‬
‫علَي ِه َوسَلّم‪< :‬لقد كان‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬
‫‪ - 1504‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ عَنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬
‫فيما قبلكم من المم ناس محدّثون؛ فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪ .‬و َروَاهُ‬
‫مُسِلمٌ من رواية عائشة‪.‬‬
‫وفي روايتها قال ابن وهب‪< :‬محدّثون> ‪ :‬أي ملهمون‪.‬‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ قال‪ :‬شكا أهل الكوفة سعدًا (يعني ابن أبي وقاص)‬ ‫‪ - 1505‬وعن جابر بن سمرة َر ِ‬
‫َرضِيَ الُّ عَنهُ إلى عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ عَنهُ فعزله واستعمل عليهم عماراً‪ ،‬فشكوا حتى‬
‫ذكروا أنه ل يحسن يصلي‪ ،‬فأرسل إليه فقال‪ :‬يا أبا إسحاق إن هؤلء يزعمون أنك ل تحسن‬
‫لّ صَلّى الُّ عَلَيهِ َوسَلّم ل أخرم‬ ‫تصلي‪ ،‬فقال‪ :‬أما أنا وال فإني كنت أصلي بهم صلة َرسُول ا ِ‬
‫عنها‪ :‬أصلي صلة العشاء فأركد في الوليين وأخف في الخريين‪ ،‬قال‪ :‬ذلك الظن بك يا أبا‬
‫إسحاق‪ ،‬وأرسل معه رجلً أو رجالً إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة‪ ،‬فلم يدع مسجداً إل سأل‬
‫عنه ويثنون معروفاً‪ ،‬حتى دخل مسجدًا لبني عبس فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى‬
‫أبا سعدة‪ ،‬فقال‪ :‬أما إذ نشدتنا فإن سعداً كان ل يسير بالسرية ول يقسم السوية ول يعدل في‬
‫القضية‪ .‬قال سعد‪ :‬أما وال لدعون بثلث‪ :‬اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً قام ريا ًء وسمعة فأطل‬
‫عمره وأطل فقره وعرضه للفتن! وكان بعد ذلك إذا سئل يقول‪ :‬شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة‬
‫سعد‪ .‬قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة‪ :‬فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على‬
‫علَيهِ‪.‬‬‫عينيه من الكبر‪ ،‬وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫ضيَ الُّ عَنهُ خاصمته أروى‬ ‫‪ - 1506‬وعن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل َر ِ‬
‫بنت أوس إلى مروان بن الحكم وادعت أنه أخذ شيئاً من أرضها‪ ،‬فقال سعيد‪ :‬أنا كنت آخذ من‬
‫علَي ِه َوسَلّم! قال‪ :‬ماذا سمعت من رَسُول‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من َرسُول ا ِ‬
‫علَي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من أخذ شبراً من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫علَي ِه َوسَلّم؟ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫طوّقه إلى سبع أرضين> فقال له مروان‪ :‬ل أسألك بينة بعد هذا‪ ،‬فقال سعيد‪ :‬اللهم‬ ‫الرض ظلماً ُ‬
‫إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها‪ ،‬قال‪ :‬فما ماتت حتى ذهب بصرها‪ ،‬وبينما هي‬
‫تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت‪ُ .‬متّفَقٌ عَلَيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم عن محمد بن زيد بن عبد الّ بن عمر بمعناه‪ ،‬وأنه رآها عمياء تلتمس الجدر‪،‬‬
‫تقول‪ :‬أصابتني دعوة سعيد‪ ،‬وأنها مرت على بئر في الدار التي خاصمته فيها فوقعت فيها فكانت‬
‫قبرها‪.‬‬
‫ع ْنهُما قال‪ :‬لما حضرت أحد دعاني أبي من الليل فقال‪:‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫ل َر ِ‬
‫‪ - 1507‬وعن جابر بن عبد ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬وإني ل أترك بعدي‬ ‫ما أراني إل مقتولً في أول من يقتل من أصحاب النبي صَلّى الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪ ،‬وإن عليّ دَيناً فاقض واستوص‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أعز عليّ منك غير نفس َرسُول ا ِ‬
‫بأخواتك خيراً‪ ،‬فأصبحنا فكان أول قتيل‪ ،‬ودفنت معه آخر في قبره‪ ،‬ثم لم تطب نفسي أن أتركه‬
‫مع آخر فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته غير أذنه فجعلته في قبر على حدة‪.‬‬
‫َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن رجلين من أصحاب النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم خرجا من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 1508‬وعن أنس َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما‪ ،‬فلما افترقا‬ ‫عند النبي صَلّى الُّ َ‬
‫صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ من طرق‪ .‬وفي بعضها أن الرجلين‬
‫ع ْنهُما‪.‬‬‫ضيَ الُّ َ‬‫أسيد بن حضير‪ ،‬وعباد بن بشر‪َ ،‬ر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم عشرة رهط‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬بعث َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1509‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ع ْنهُ فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة‬ ‫عين ًا سرية‪ ،‬وأمر عليهم عاصم بن ثابت النصاري َرضِيَ الُّ َ‬
‫بين عسفان ومكة‪ ،‬ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائة رجل‬
‫رام‪ ،‬فاقتصوا آثارهم‪ ،‬فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى موضع‪ ،‬فأحاط بهم القوم‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن ل نقتل منكم أحداً‪ .‬فقال عاصم بن ثابت‪:‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ .‬فرموهم‬ ‫أيها القوم أما أنا فل أنزل على ذمة كافر‪ ،‬اللهم أخبر عنا نبيك صَلّى الُّ َ‬
‫بالنبل فقتلوا عاصماً‪ ،‬ونزل إليهم ثلثة نفر على العهد والميثاق؛ منهم خبيب وزيد بن الدثنة‬
‫ورجل آخر‪ ،‬فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها‪ ،‬قال الرجل الثالث‪ :‬هذا أول‬
‫الغدر وال ل أصحبكم إن لي بهؤلء أسوة (يريد القتلى) فجروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم‬
‫فقتلوه‪ ،‬وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر‪ ،‬فابتاع بنو الحارث بن‬
‫عامر بن نوفل ابن عبد مناف خبيب ًا وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر‪ ،‬فلبث خبيب عندهم‬
‫أسيراً حتى أجمعوا على قتله‪ ،‬فاستعار من بعض بنات الحارث موسىً يستحد بها فأعارته‪ ،‬فدرج‬
‫بنيّ لها وهي غافلة حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها‬
‫خبيب‪ ،‬فقال‪ :‬أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لفعل ذلك‪ .‬قالت‪ :‬وال ما رأيت أسيراً خيرًا من خبيب‪،‬‬
‫فوال لقد وجدته يوم ًا يأكل قطفاً من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة‪ ،‬وكانت‬
‫ل خبيباً‪ ،‬فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب‪:‬‬ ‫تقول‪ :‬إنه لرزق رزقه ا ّ‬
‫دعوني أصلي ركعتين‪ ،‬فتركوه فركع ركعتين فقال‪ :‬وال لول أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت‪،‬‬
‫اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ول تبق منهم أحداً‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫فلست أبالي حين أقتل مسلما * على أي جنب كان ل مصرعي‬
‫وذلك في ذات الله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع‬
‫وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبراً الصلة‪ ،‬وأخبر (يعني النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم)‬
‫أصحابه يوم أصيبوا خبرهم‪ ،‬وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل أن‬
‫يؤتوا بشيء منه يعرف‪ ،‬وكان قتل رجلً من عظمائهم‪ ،‬فبعث الّ لعاصم مثل الظلة من ال ّد ْبرِ‬
‫فحمته من رسلهم فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئاً‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫قوله <الهدأة> ‪ :‬موضع‪.‬‬
‫و <الظلة> ‪ :‬السحاب‪.‬‬
‫و <الدبر> ‪ :‬النحل‪.‬‬
‫وقوله <اقتلهم بدداً> بكسر الباء وفتحها‪ ،‬فمن كسر قال‪ :‬هو جمع بِدّة بكسر الباء وهي‪:‬‬
‫حصَصًا منقسمة لكل واحد منهم نصيب‪ ،‬ومن فتح قال معناه‪ :‬متفرقين‬ ‫النصيب ومعناه‪ :‬اقتلهم ِ‬
‫في القتل واحداً بعد واحد‪ ،‬من التبديد‪.‬‬
‫وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة سبقت في مواضعها من هذا الكتاب‪ .‬منها حديث الغلم (انظر‬
‫الحديث رقم ‪ )30‬الذي كان يأتي الراهب والساحر‪ .‬ومنها حديث جريج (انظر الحديث رقم ‪)259‬‬
‫وحديث أصحاب الغار الذين أطبقت عليهم الصخرة (انظر الحديث رقم ‪ ، )12‬وحديث الرجل الذي‬
‫سمع صوتاً في السحاب يقول‪ :‬اسق حديقة فلن (انظر الحديث رقم ‪ ، )560‬وغير ذلك‪ .‬والدلئل‬
‫في الباب كثيرة مشهورة‪ ،‬وبال التوفيق‪.‬‬
‫ع ْنهُ يقول لشيء قط إني‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫ع ْنهُما قال ما سمعت عمر َر ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1510‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫لظنه كذا إل كان كما يظن‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ *1‬كتاب المور المنهي عنها‬
‫*‪ - 254 *2‬باب تحريم الغيبة والمر بحفظ اللسان‬
‫ل تعالى (الحجرات ‪{ :)12‬ول يغتب بعضكم بعضاً‪ ،‬أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً‬ ‫@قال ا ّ‬
‫فكرهتموه! واتقوا الّ إن الّ تواب رحيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (السراء ‪{ :)36‬ول تقف ما ليس لك به علم؛ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك‬
‫كان عنه مسئولً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (ق ‪{ :)18‬ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد}‪.‬‬
‫اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلم إل كلماً ظهرت فيه المصلحة‪ ،‬ومتى‬
‫استوى الكلم وتركه في المصلحة فالسنة المساك عنه؛ لنه قد ينجر الكلم المباح إلى حرام أو‬
‫مكروه وذلك كثير في العادة والسلمة ل يعدلها شيء‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من كان يؤمن بال‬ ‫‪ - 1511‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫واليوم الخر فليقل خيرًا أو ليصمت> ُمتّفَقٌ َ‬
‫وهذا الحديث صريح في أنه ينبغي أن ل يتكلم إل إذا كان الكلم خيراً وهو الذي ظهرت مصلحته‪،‬‬
‫ومتى شك في ظهور المصلحة فل يتكلم‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أي المسلمين أفضل؟ قال‪< :‬من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1512‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫سلم المسلمون من لسانه ويده> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1513‬وعن سهل بن سعد رَ ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إن العبد‬ ‫ع ْنهُ أنه سمع النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1514‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب> مُتّفَقٌ َ‬
‫ومعنى <يتبين> يتفكر أنها خير أم ل‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن العبد ليتكلم بالكلمة من‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1515‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل تعالى ما يلقي لها بالً يرفعه الّ بها درجات‪ ،‬وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الّ‬ ‫رضوان ا ّ‬
‫تعالى ل يلقي لها با ًل يهوي بها في جهنم> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫صلّى الُّ‬ ‫لّ َ‬‫عنْهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1516‬وعن أبي عبد الرحمن بلل بن الحارث المزني َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الّ تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت‬ ‫َ‬
‫ل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه‪ ،‬وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الّ ما كان يظن أن‬ ‫يكتب ا ّ‬
‫ل له بها سخطه إلى يوم يلقاه> رواه مالك في الموطأ والترمذي وَقَالَ حَ ِديْثٌ‬ ‫تبلغ ما بلغت يكتب ا ّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫َ‬
‫لّ حدثني بأمر أعتصم به‪،‬‬ ‫عنْهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 1517‬وعن سفيان بن عبد ا ّ‬
‫قال‪< :‬قل‪ :‬ربي الّ‪ ،‬ثم استقم> قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬ ‫ثم قال‪< :‬هذا> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تكثروا‬ ‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1518‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫ل تعالى قسوة للقلب‪ ،‬وإن أبعد الناس من الّ‬ ‫الكلم بغير ذكر الّ فإن كثرة الكلم بغير ذكر ا ّ‬
‫القلب القاسي!> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من وقاه‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1519‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬‫الّ شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ‬
‫ع ْنهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ ما النجاة؟ قال‪< :‬أمسك عليك‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1520‬وعن عقبة بن عامر َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬ ‫لسانك‪ ،‬وليسعك بيتك‪ ،‬وابك على خطيئتك> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذ ّ‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا أصبح‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1521‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫ابن آدم فإن العضاء كلها تكفر اللسان‪ ،‬تقول‪ :‬اتق الّ فينا فإنما نحن بك‪ ،‬فإن استقمت استقمنا‬
‫وإن اعوججت اعوججنا> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ‪.‬‬
‫معنى <تكفر اللسان> ‪ :‬أي تذل وتخضع له‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال قلت ‪ :‬يا َرسُول الِّ أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني‬ ‫‪ - 1522‬وعن معاذ َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل تعالى عليه‪ :‬تعبد الّ ل‬ ‫من النار؟ قال‪< :‬لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره ا ّ‬
‫تشرك به شيئًا وتقيم الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال‪< :‬إل أدلك على‬
‫أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلة الرجل من جوف‬
‫الليل> ثم تل‪{ :‬تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى بلغ {يعملون} (السجدة ‪ . )16‬ثم قال‪< :‬أل‬
‫أخبرك برأس المر وعموده وذروة سنامه؟> قلت‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ‪ ،‬قال‪< :‬رأس المر‬
‫السلم‪ ،‬وعموده الصلة وذروة سنامه الجهاد> ثم قال‪< :‬أل أخبرك بملك ذلك كله؟> قلت‪ :‬بلى‬
‫يا َرسُول الِّ‪ ،‬فأخذ بلسانه قال‪< :‬كف عليك هذا> قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ وإنا لمؤاخذون بما نتكلم‬
‫به؟ فقال‪< :‬ثكلتك أمك! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إل حصائد ألسنتهم؟> َروَاهُ‬
‫ن صحيح وقد سبق شرحه‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬
‫ال ّت ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أتدرون ما‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1523‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل ورسوله أعلم‪ .‬قال‪< :‬ذكرك أخاك بما يكره> قيل‪ :‬أفرأيت إن كان في أخي ما‬ ‫الغيبة؟> قالوا‪ :‬ا ّ‬
‫أقول؟ قال‪< :‬إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته‪ ،‬وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال في خطبته يوم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1524‬وعن أبي بكرة رَ ِ‬
‫النحر بمنىً في حجة الوداع‪< :‬إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا‬
‫في شهركم هذا في بلدكم هذا‪ ،‬أل هل بلغت؟> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عنْها قالت قلت للنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪ :‬حسبك من صفية كذا‬ ‫‪ - 1525‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫وكذا‪ .‬قال بعض الرواة‪ :‬تعني قصيرة‪ ،‬فقال‪< :‬لقد قلتِ كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته!>‬
‫قالت‪ :‬وحكيت له إنساناً فقال‪< :‬ما أحب أني حكيت إنسان ًا وإن لي كذا وكذا> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫وَال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫ومعنى <مزجته> ‪ :‬خالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها‪ ،‬وهذا من أبلغ‬
‫الزواجر عن الغيبة‪ ،‬قال الّ تعالى‪{ :‬وما ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬لما عرج بي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1526‬وعن أنس رَضيَ الُّ َ‬
‫مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم‪ ،‬فقلت‪ :‬من هؤلء يا جبريل؟‬
‫قال‪ :‬هؤلء الذين يأكلون لحوم الناس‪ ،‬ويقعون في أعراضهم!> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬كل المسلم‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1527‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫على المسلم حرام‪ :‬دمه وعرضه وماله> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 255 *2‬باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبة محرمة بردها والنكار على قائلها فإن‬
‫عجز أو لم يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه‬
‫ل تعالى (القصص ‪{ :)55‬وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (المؤمنون ‪{ :)3‬والذين هم عن اللغو معرضون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (السراء ‪{ :)36‬إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النعام ‪{ :)68‬وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في‬
‫حديث غيره‪ ،‬وإما ينسينك الشيطان فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من رد عن‬ ‫‪ - 1528‬وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫عرض أخيه رد الّ عن وجهه النار يوم القيامة> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ‬
‫ع ْنهُ في حديثه الطويل المشهور الذي تقدم في باب‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1529‬وعن عتبان بن مالك رَ ِ‬
‫خشُمُ؟> فقال رجل‪ :‬ذلك‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم يصلي فقال‪< :‬أين مالك بن الدّ ْ‬ ‫الرجاء قال قام النبي صَلّى الُّ َ‬
‫ل ورسوله‪ ،‬فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تقل ذلك‪ ،‬أل تراه قد قال ل إله‬ ‫منافق ل يحب ا ّ‬
‫ل يبتغي بذلك وجه الّ>‬ ‫ل يريد بذلك وجه الّ‪ ،‬وإن الّ قد حرم على النار من قال ل إله إل ا ّ‬ ‫إل ا ّ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫و <عتبان> بكسر العين على المشهور وحكي ضمها وبعدها تاء مثناة من فوق ثم باء موحدة‪.‬‬
‫و <الدخشم> بضم الدال وإسكان الخاء وضم الشين المعجمتين‪.‬‬
‫ع ْنهُ في حديثه الطويل في قصة توبته وقد سبق في باب‬ ‫‪ - 1530‬وعن كعب بن مالك َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم وهو جالس في القوم بتبوك‪:‬‬
‫التوبة (انظر الحديث رقم ‪ )21‬قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫لّ حبسه برداه والنظر في‬
‫<ما فعل كعب بن مالك؟> فقال رجل من بني سلمة‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫عطفيه! فقال له معاذ بن جبل‪ :‬بئس ما قلت! وال يا َرسُول الِّ ما علمنا عليه إل خيراً‪ .‬فسكت‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫َرسُول ا ِ‬
‫<عطفاه> ‪ :‬جانباه‪ ،‬وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه‪.‬‬
‫*‪ - 256 *2‬باب بيان ما يباح من الغيبة‬
‫@اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي ل يمكن الوصول إليه إل بها وهو ستة أسباب‪:‬‬
‫الول التظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولية أو قدرة‬
‫على إنصافه من ظالمه‪ ،‬فيقول‪ :‬ظلمني فلن بكذا‪.‬‬
‫الثاني الستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب‪ ،‬فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة‬
‫المنكر‪ :‬فلن يعمل كذا فازجره عنه‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر‪ ،‬فإن‬
‫لم يقصد ذلك كان حراماً‪.‬‬
‫الثالث الستفتاء‪ ،‬فيقول للمفتي‪ :‬ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فلن بكذا فهل له ذلك؟ وما‬
‫طريقي في الخلص منه وتحصيل حقي ودفع الظلم؟ ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة‪ ،‬ولكن الحوط‬
‫والفضل أن يقول‪ :‬ما تقول في رجل أو شخص أو زوج كان من أمره كذا؟ فإنه يحصل به‬
‫الغرض من غير تعيين‪ ،‬ومع ذلك فالتعيين جائز كما سنذكره في حديث هند (انظر الحديث رقم‬
‫ل تعالى‪.‬‬ ‫‪ )1532‬إن شاء ا ّ‬
‫الرابع تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم‪ ،‬وذلك من وجوه؛ منها جرح المجروحين من الرواة‬
‫والشهود‪ ،‬وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة‪ .‬ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان‬
‫أو مشاركته أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك أو مجاورته‪ ،‬ويجب على المشاوَر أن ل يخفي‬
‫حاله بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة‪ .‬ومنها إذا رأى متفقه ًا يتردد إلى مبتدع أو فاسق‬
‫يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك‪ ،‬فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد‬
‫النصيحة‪ ،‬وهذا مما يُغلط فيه‪ ،‬وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ويلبّس الشيطان عليه ذلك ويخيل‬
‫إليه أنه نصيحة فل ُيتَفطن لذلك‪ .‬ومنها أن يكون له ولية ل يقوم بها على وجهها‪ ،‬إما بأن ل يكون‬
‫ل ونحو ذلك‪ ،‬فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولية عامة‬ ‫صالحاً لها‪ ،‬وإما بأن يكون فاسقاً أو مغف ً‬
‫ليزيله ويولي من يصلح‪ ،‬أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله ول يغتر به‪ ،‬وأن يسعى في أن‬
‫يحثه على الستقامة أو يستبدل به‪.‬‬
‫الخامس أن يكون مجاهرًا بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر‪ ،‬ومصادرة الناس وأخذ‬
‫المكس وجباية الموال ظلم ًا وتولي المور الباطلة‪ ،‬فيجوز ذكره بما يجاهر به‪ ،‬ويحرم ذكره‬
‫بغيره من العيوب إل أن يكون لجوازه سبب آخر مما ذكرناه‪.‬‬
‫السادس التعريف‪ ،‬فإذا كان النسان معروفاً بلقب كالعمش والعرج والصم والعمى والحول‬
‫وغيرهم جاز تعريفهم بذلك‪ ،‬ويحرم إطلقه على جهة التنقص‪ ،‬ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان‬
‫أولى‪.‬‬
‫فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه‪ .‬ودلئلها من الحاديث الصحيحة‬
‫المشهورة؛ فمن ذلك‪:‬‬
‫ل استأذن على النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال‪:‬‬ ‫عنْها أن رج ً‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1531‬عن عائشة َر ِ‬
‫<ائذنوا له بئس أخو العشيرة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪ .‬احتج به البخاري في جواز غيبة أهل الفساد وأهل‬
‫الريب‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ما أظن فلناً وفلناً‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْها قالت قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1532‬وعنها رَ ِ‬
‫يعرفان من ديننا شيئاً> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪ .‬قال‪ ،‬قال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث‪ :‬هذان‬
‫الرجلن كانا من المنافقين‪.‬‬
‫عنْها قالت‪ :‬أتيت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقلت‪ :‬إن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1533‬وعن فاطمة بنت قيس َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أما معاوية فصعلوك ل مال‬ ‫أبا الجهم ومعاوية خطباني‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫له‪ ،‬وأما أبو الجهم فل يضع العصا عن عاتقه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬وأما أبو الجهم فضراب للنساء> وهو تفسير لرواية‪< :‬ل يضع العصا عن‬
‫عاتقه> وقيل معناه‪ :‬كثير السفار‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم في‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬خرجنا مع َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1534‬وعن زيد بن أرقم َر ِ‬
‫ل بن أبي‪ :‬ل تنفقوا على من عند َرسُول الِّ حتى‬ ‫سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫ينفضوا‪ ،‬وقال‪ :‬لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن العز منها الذل‪ ،‬فأتيت َرسُول ا ِ‬
‫ل بن أبي فاجتهد يمينه ما فعل‪ ،‬فقالوا‪ :‬كذب زيد‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم فأخبرته بذلك‪ ،‬فأرسل إلى عبد ا ّ‬ ‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬فوقع في نفسي مما قالوه شدة حتى أنزل الّ تعالى تصديقي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫{إذا جاءك المنافقون} (المنافقين ‪ )1‬ثم دعاهم النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم ليستغفر لهم فلووا‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫رؤوسهم> مُتّفَقٌ َ‬
‫عنْها قالت‪ ،‬قالت هند امرأة أبي سفيان للنبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫‪ - 1535‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫َوسَلّم‪ :‬إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إل ما أخذت منه وهو ل يعلم‪،‬‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫قال‪< :‬خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 257 *2‬باب تحريم النميمة وهي نقل الكلم بين الناس على جهة الفساد‬
‫ل تعالى (ن ‪{ :)11‬هماز مشاء بنميم}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (ق ‪{ :)18‬ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬ل يدخل الجنة‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1536‬وعن حذيفة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫نمام> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم مر بقبرين فقال‪:‬‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1537‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫<إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير‪ ،‬بلى إنه كبير؛ أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة‪ ،‬وأما الخر‬
‫فكان ل يستتر من بوله> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪ .‬وهذا لفظ إحدى روايات البخاري‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬معنى <وما يعذبان في كبير> ‪ :‬أي كبير في زعمهما‪ ،‬وقيل‪ :‬كبير تركه عليهما‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أل أنبئكم ما‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1538‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫العضْه؟ هي النميمة‪ :‬القالة بين الناس> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫<العضه> بفتح العين المهملة وإسكان الضاد المعجمة وبالهاء على وزن الوجه‪ .‬وروي ال ِعضَه‬
‫بكسر العين وفتح الضاد المعجمة على وزن العدة وهي‪ :‬الكذب والبهتان‪ .‬وعلى الرواية الولى‪:‬‬
‫العضْه مصدر يقال‪ :‬عضَهه عضْهاً‪ :‬أي رماه بالعضْه‪.‬‬
‫*‪ - 258 *2‬باب النهي عن نقل الحديث وكلم الناس إلى ولة المور إذا لم تدع حاجة إليه كخوف‬
‫مفسدة ونحوها‬
‫ل تعالى (المائدة ‪{ :)2‬ول تعاونوا على الثم والعدوان}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وفي الباب الحاديث السابقة في الباب قبله‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل يبلغني‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1539‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫أحد من أصحابي عن أحد شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫وَال ّت ْرمِ ِذيّ‪.‬‬
‫*‪ - 259 *2‬باب ذم ذي الوجهين‬
‫ل وهو معهم‪ ،‬إذ‬ ‫ل تعالى (النساء ‪{ :)108‬يستخفون من الناس ول يستخفون من ا ّ‬ ‫@قال ا ّ‬
‫يبيتون ما ل يرضى من القول‪ ،‬وكان الّ بما يعملون محيطاً} اليتين‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬تجدون‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1540‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في السلم إذا فقُهوا‪ ،‬وتجدون خيار الناس في هذا‬
‫الشأن أشدهم له كراهية‪ ،‬وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلء بوجه وهؤلء‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫بوجه> مُتّفَقٌ َ‬
‫ل عنهمُا ‪ :‬إنا ندخل على‬ ‫‪ - 1541‬وعن محمد بن زيد أن ناساً قالوا لجده عبد الّ بن عمر َرضِي ا ّ‬
‫سلطيننا فنقول لهم بخلف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم‪ ،‬قال‪ :‬كنا نعد هذا نفاقاً على عهد‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫*‪ - 260 *2‬باب تحريم الكذب‬
‫ل تعالى (السراء ‪{ :)36‬ول تقف ما ليس لك به علم}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (ق ‪{ :)18‬ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إن الصدق‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1542‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫ل صدّيقاً؛ وإن‬ ‫يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة‪ ،‬وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند ا ّ‬
‫الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار‪ ،‬وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الّ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬‫كذاباً> ُمتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1543‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫<أربع من كن فيه كان منافقاً خالص ًا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى‬
‫يدعها‪ :‬إذا اؤتمن خان‪ ،‬وإذا حدث كذب‪ ،‬وإذا عاهد غدر‪ ،‬وإذا خاصم فجر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪ .‬وقد‬
‫سبق بيانه (انظر الحديث رقم ‪ )688‬مع حديث أبي هريرة (انظر الحديث رقم ‪ )687‬بنحوه في باب‬
‫الوفاء بالعهد‪.‬‬
‫ع ْنهُما عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من تحلم لحلم لم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1544‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل‪ ،‬ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في‬
‫أذنيه النك يوم القيامة‪ ،‬ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ> َروَاهُ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<تحلّم> ‪ :‬أي قال إنه حلم في نومه ورأى كذا وكذا وهو كاذب‪.‬‬
‫و <النُك> بالمد وضم النون وتخفيف الكاف وهو‪ :‬الرصاص المذاب‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أفرى الفرى أن‬ ‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1545‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫يري الرجل عيناه ما لم تريا> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫معناه‪ :‬يقول رأيت فيما لم يره‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم مما يكثر‬
‫عنْهُ قال‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 1546‬وعن سمرة بن جندب َر ِ‬
‫أن يقول لصحابه‪< :‬هل رأى أحد منكم رؤيا؟> فيقص عليه من شاء الّ أن يقص‪ ،‬وإنه‬
‫قال لنا ذات غداة‪< :‬إنه أتاني الليلة آتيان‪ ،‬وإنهما قال لي‪ :‬انطلق‪ ،‬وإني انطلقت معهما‪ ،‬وإنا أتينا‬
‫على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه َف َيثْلَغُ رأسه‬
‫فيتدهده الحجر ها هنا‪ ،‬فيتبع الحجر فيأخذه فل يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان‪ ،‬ثم يعود‬
‫عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الولى!> قال‪< :‬قلت لهما‪ :‬سبحان الّ! ما هذان؟ قال لي‪:‬‬
‫انطلق انطلق‪ ،‬فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بِ َكلّوبٍ من حديد وإذا هو‬
‫يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى‬
‫الجانب الخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك‬
‫الجانب كما كان‪ ،‬ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الولى> قال‪< :‬قلت‪ :‬سبحان الّ! ما‬
‫هذان؟ قال‪ :‬قال لي‪ :‬انطلق انطلق‪ ،‬فانطلقنا فأتينا على مثل التنور> فأحسب أنه قال‪< :‬فإذا فيه‬
‫لغط وأصوات‪ ،‬فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة‪ ،‬وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا‬
‫ضوُوا‪ .‬قلت‪ :‬ما هؤلء؟ قال لي‪ :‬انطلق انطلق‪ ،‬فانطلقنا فأتينا على نهر‬ ‫ضوْ َ‬
‫أتاهم ذلك اللهب َ‬
‫(حسبت أنه كان يقول أحمر مثل الدم) وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط النهر رجل‬
‫قد جمع عنده حجارة كثيرة‪ ،‬وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده‬
‫الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه‬
‫حجراً‪ ،‬قلت لهما‪ :‬ما هذان؟ قال لي‪ :‬انطلق انطلق‪ ،‬فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة أو‬
‫كأكره ما أنت راءٍ رجلً مرأى فإذا هو عنده نار يحشها ويسعى حولها‪ .‬قلت لهما‪ :‬ما هذا؟ قال‬
‫لي‪ :‬انطلق انطلق‪ ،‬فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نَور الربيع‪ ،‬وإذا بين ظهري‬
‫الروضة رجل طويل ل أكاد أرى رأسه طولً في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم‬
‫قط‪ ،‬قلت‪ :‬ما هذا وما هؤلء؟ قال لي‪ :‬انطلق انطلق‪. ،‬‬
‫فانطلقنا فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ول أحسن قال لي‪ :‬ارق فيها‪.‬‬
‫فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبِن ذهب ولبِن فضة‪ ،‬فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا‬
‫فدخلناها فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء‪ ،‬وشطر منهم كأقبح ما أنت راء‪ ،‬قال‬
‫لهم‪ :‬اذهبوا فقعوا في ذلك النهر‪ ،‬وإذا هو نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض‪،‬‬
‫فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة> قال‪ :‬قال‬
‫لي‪< :‬هذه جنة عدن‪ ،‬وهذاك منزلك‪ ،‬فسما بصري صعداً فإذا قصر مثل الربابة البيضاء‪ .‬قال لي‪:‬‬
‫هذاك منزلك! قلت لهما‪ :‬بارك الّ فيكما فذراني أدخله‪ ،‬قال‪ :‬أما الن فل وأنت داخله‪ ،‬قلت لهما‪:‬‬
‫فإني رأيت منذ الليلة عجباً فما هذا الذي رأيت؟ قال لي‪ :‬أما إنا سنخبرك‪ :‬أما الرجل الول الذي‬
‫أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه‪ ،‬وينام عن الصلة المكتوبة‪ .‬وأما‬
‫الرجل أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من‬
‫بيته فيكذب الكذبة تبلغ الفاق‪ .‬وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم‬
‫الزناة والزواني‪ .‬وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا‪ .‬وأما‬
‫الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإن مالك خازن جهنم‪ .‬وأما الرجل‬
‫الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم‪ .‬وأما الولْدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة>‬
‫وفي رواية البرقاني‪< :‬ولد على الفطرة> فقال بعض المسلمين‪ :‬يا رَسُول الِّ وأولد المشركين؟‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬وأولد المشركين‪ .‬وأما القوم الذين كانوا شطر منهم‬ ‫فقال َرسُول ا ِ‬
‫حسن وشطر منه قبيح فإنهم قوم خلطوا عملً صالح ًا وآخر سيئاً تجاوز الّ عنهم> َروَاهُ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة> ثم ذكره وقال‪:‬‬
‫<فانطلقنا إلى نقب مثل التنور أعله ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نار‪ ،‬فإذا ارتفعت ارتفعوا‬
‫حتى كادوا أن يخرجوا‪ ،‬وإذا خمدت رجعوا فيها‪ ،‬وفيها رجال ونساء عراة> وفيها‪< :‬حتى أتينا‬
‫على نهر من دم> ولم يشك <فيه رجل قائم على وسط النهر وعلى شط النهر رجل وبين يديه‬
‫حجارة‪ ،‬فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث‬
‫كان‪ ،‬فجعل كلما جاء ليخرج جعل يرمي في فيه بحجر فيرجع كما كان> وفيها‪< :‬فصعدا بي‬
‫الشجرة فأدخلني داراً لم أر قط أحسن منها‪ ،‬فيها رجال شيوخ وشباب> وفيها‪< :‬الذي رأيته‬
‫يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الفاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم‬
‫القيامة> وفيها‪< :‬الذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الّ القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه‬
‫بالنهار فيفعل به إلى يوم القيامة‪ ،‬والدار الولى التي دخلت دار عامة المؤمنين‪ .‬وأما هذه الدار‬
‫فدار الشهداء‪ ،‬وأنا جبريل وهذا ميكائيل‪ ،‬فارفع رأسك‪ ،‬فرفعت رأسي فإذا فوقي مثل السحاب‪،‬‬
‫قال‪ :‬ذاك منزلك‪ .‬قلت‪ :‬دعاني أدخل منزلي‪ .‬قال‪ :‬إنه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملته أتيت‬
‫منزلك> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫قوله <يثلغ رأسه> هو بالثاء المثلثة والغين المعجمة ‪ :‬أي يشدخه ويشقه‪.‬‬
‫قوله <يتدهده> أي يتدحرج‪.‬‬
‫و <الكَلّوب> بفتح الكاف وضم اللم المشددة وهو معروف‪.‬‬
‫قوله <فيشرشر> ‪ :‬أي يقطع‪.‬‬
‫قوله <ضوضووا> وهو بضاضين معجمتين‪ :‬أي صاحوا‪.‬‬
‫قوله <فيفغر> هو بالفاء والغين المعجمة‪ :‬أي يفتح‪.‬‬
‫قوله <المرآة> بفتح الميم‪ :‬أي المنظر‪.‬‬
‫قوله <يحشها> وهو بفتح الياء وضم الحاء المهملة والشين المعجمة‪ :‬أي يوقدها‪.‬‬
‫قوله <روضة مع َتمّة> هو بضم الميم وإسكان العين وفتح التاء وتشديد الميم‪ :‬أي وافية النبات‬
‫طويلته‪.‬‬
‫قوله <دوحة> وهي بفتح الدال وإسكان الواو والحاء المهملة وهي‪ :‬الشجرة الكبيرة‪.‬‬
‫قوله <المحض> هو بفتح الميم وإسكان الحاء المهملة والضاد وهو‪ :‬اللبن‪.‬‬
‫قوله <فسما بصري> ‪ :‬أي ارتفع‪.‬‬
‫و <صُعداً> بضم الصاد والعين‪ :‬أي مرتفعاً‪.‬‬
‫و <الربابة> بفتح الراء والياء الموحدة مكررة وهي‪ :‬السحابة‪.‬‬
‫*‪ - 261 *2‬باب بيان ما يجوز من الكذب‬
‫@أعلم أن الكذب وإن كان أصله محرماً فيجوز في بعض الحوال بشروط قد أوضحتها في‬
‫كتاب‪ :‬الذكار (انظر باب النهي عن الكذب وبيان أقسامه من الذكار) ‪ ،‬ومختصر ذلك أن الكلم‬
‫وسيلة إلى المقاصد‪ .‬فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه‪ ،‬وإن لم‬
‫يمكن تحصيله إل بالكذب جاز الكذب‪ .‬ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحاً‪،‬‬
‫وإن كان واجباً كان الكذب واجباً؛ فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله أو أخذ ماله وأخفى ماله‬
‫وسئل إنسان عنه وجب الكذب بإخفائه‪ ،‬وكذا لو كان عنده وديعة وأراد ظالم أخذها وجب الكذب‬
‫بإخفائها؛ والحوط في هذا كله أن يوَرّي‪.‬‬
‫ومعنى التورية‪ :‬أن يقصد بعبارته مقصوداً صحيحاً ليس هو‬
‫كاذباً بالنسبة إليه وإن كان كاذباً في ظاهر اللفظ وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب‪ ،‬ولو ترك‬
‫التورية وأطلق عبارة الكذب فليس بحرام في هذا الحال‪ .‬واستدل العلماء بجواز الكذب في هذا‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬ليس‬ ‫عنْها أنها سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫الحال بحديث أم كلثوم َر ِ‬
‫الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول خيراً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫زاد مسلم في رواية‪ :‬قالت أم كلثوم‪ :‬ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إل في ثلث‪.‬‬
‫تعني الحرب والصلح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها‪.‬‬
‫*‪ - 262 *2‬باب الحث على التثبت فيما يقوله ويحكيه‬
‫ل تعالى (السراء ‪{ :)36‬ول تقف ما ليس لك به علم}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (ق ‪{ :)18‬ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد}‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬كفى بالمرء كذباً أن‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1547‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫يحدث بكل ما سمع> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من حدث عني‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1548‬وعن سمرة َر ِ‬
‫بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عنْها أن امرأة قالت‪ :‬يا َرسُول الِّ إن لي ضرة فهل عليّ جناح إن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1549‬وعن أسماء َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬المتشبع بما لم يعط‬ ‫تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫كلبس ثوبي زور> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<المتشبع> هو الذي يظهر الشبع وليس بشبعان‪ .‬ومعناه هنا‪ :‬أنه يُظهر أنه حصل له فضيلة‬
‫وليست حاصلة‪.‬‬
‫و <لبس ثوبي زور> ‪ :‬أي ذي زور وهو الذي يزوّر على الناس بأن يتزيا بزي أهل الزهد أو‬
‫العلم أو الثروة ليغتر به الناس وليس هو بتلك الصفة‪ ،‬وقيل غير ذلك‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 263 *2‬باب بيان غلظ تحريم شهادة الزور‬
‫ل تعالى (الحج ‪{ :)30‬واجتنبوا قول الزور}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ل تعالى (السراء ‪{ :)36‬ول تقف ما ليس لك به علم}‪.‬‬ ‫قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (ق ‪{ :)18‬ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الفجر ‪{ :)16‬إن ربك لبالمرصاد}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الفرقان ‪{ :)72‬والذين ل يشهدون الزور}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أل أنبئكم بأكبر‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1550‬وعن أبي بكرة رَ ِ‬
‫الكبائر؟> قلنا‪ :‬بلى يا َرسُول الِّ‪ .‬قال‪< :‬الشراك بال‪ ،‬وعقوق الوالدين> وكان متكئاً فجلس‬
‫فقال‪< :‬أل وقول الزور وشهادة الزور> فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 264 *2‬باب تحريم لعن إنسان بعينه أو دابة‬
‫عنْهُ وهو من أهل بيعة الرضوان قال‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1551‬عن أبي زيد ثابت بن الضحاك النصاري َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬من حلف على يمين بملة غير السلم كاذب ًا متعمداً فهو‬ ‫قال َرسُول ا ِ‬
‫كما قال‪ ،‬ومن قتل نفسه بشيء عذّب به يوم القيامة‪ ،‬وليس على رجل نذر فيما ل يملكه‪ ،‬ولعن‬
‫المؤمن كقتله> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل ينبغي‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1552‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫لصدّيق أن يكون لعّانا> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل يكون‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1553‬وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ َ‬
‫اللعانون شفعاء ول شهداء يوم القيامة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1554‬وعن سمرة بن جندب َر ِ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬ ‫ل ول بغضبه ول بالنار> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬ ‫تلعنوا بلعنة ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ليس‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1555‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫المؤمن بالطعّان ول اللعّان ول الفاحش ول البَ ِذيّ> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إن العبد إذا‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1556‬وعن أبي الدرداء َرضِيَ الُّ َ‬
‫لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها‪ ،‬ثم تهبط إلى الرض فتغلق‬
‫أبوابها دونها‪ ،‬ثم تأخذ يمين ًا وشمالً‪ ،‬فإذا لم تجد مساغ ًا رجعت إلى الذي لعن‪ ،‬فإن كان أهلً لذلك‬
‫وإل رجعت إلى قائلها> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬بينما َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1557‬وعن عمران بن الحصين َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫بعض أسفاره وامرأة من النصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فقال‪< :‬خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة> قال عمران‪ :‬فكأني أراها الن تمشي‬ ‫َ‬
‫في الناس ما يعرض لها أحد‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬بينما جارية على ناقة عليها‬ ‫‪ - 1558‬وعن أبي برزة نضلة بن عبيد السلمي َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم وتضايق بهم الجبل فقالت‪ :‬حل اللهم‬ ‫بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صَلّى الُّ َ‬
‫العنها‪ ،‬فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تصاحبنا ناقة عليها لعنة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫قوله <حل> بفتح الهاء المهملة وإسكان اللم وهي‪ :‬كلمة لزجر البل‪.‬‬
‫واعلم أن هذا الحديث قد يستشكل معناه‪ ،‬ول إشكال فيه‪ ،‬بل المراد النهي أن تصاحبهم تلك‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم بل‬‫الناقة‪ ،‬وليس فيه نهي عن بيعها وذبحها وركوبها في غير صحبة النبي صَلّى الُّ َ‬
‫كل ذلك وما سواه من التصرفات جائز ل منع منه إل من مصاحبة النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬
‫بها؛ لن هذه التصرفات كلها كانت جائزة فمنع بعض منها فبقي الباقي على ما كان‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫*‪ - 265 *2‬باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين‬
‫ل تعالى (هود ‪{ :)18‬أل لعنة الّ على الظالمين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (العراف ‪{ :)44‬فأذّن مؤذن بينهم أن لعنة الّ على الظالمين}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬لعن الّ الواصلة والمستوصلة>‬ ‫وثبت في الصحيح أن َرسُول ا ِ‬
‫(انظر الحديث رقم ‪)1639‬‬
‫وأنه قال‪< :‬لعن الّ آكل الربا> (انظر الحديث رقم ‪)1612‬‬
‫وأنه لعن المصورين (انظر باب تحريم تصوير الحيوان)‬
‫وأنه قال‪< :‬لعن الّ من غيّر منار الرض> ‪ :‬أي حدودها‪،‬‬
‫وأنه قال‪< :‬لعن الّ السارق يسرق البيضة>‬
‫وأنه قال‪< :‬لعن الّ من لعن والديه> (انظر الحديث رقم ‪)338‬‬
‫و <لعن الّ من ذبح لغير الّ>‬
‫وأنه قال‪< :‬من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الّ والملئكة والناس أجمعين> (انظر‬
‫الحديث رقم ‪)1810‬‬
‫ل ورسوله> وهذه ثلث قبائل من‬ ‫علً وذكوان وعصية؛ عصوا ا ّ‬ ‫وأنه قال‪< :‬اللهم العن رِ ْ‬
‫العرب‪،‬‬
‫وأنه قال‪< :‬لعن الّ اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد>‬
‫وأنه لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال (انظر الحديث رقم‬
‫‪. )1628‬‬
‫وجميع هذه اللفاظ في الصحيح بعضها في صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬وبعضها في أحدهما‪،‬‬
‫وإنما قصدت الختصار بالشارة إليها‪ .‬وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب‪ ،‬إن شاء الّ‬
‫تعالى‪.‬‬
‫*‪ - 266 *2‬باب تحريم سب المسلم بغير حق‬
‫ل تعالى (الحزاب ‪{ :)58‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد‬ ‫@قال ا ّ‬
‫احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬سباب‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1559‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫المؤمن فسوق‪ ،‬وقتاله كفر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬ل يرمي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1560‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫ل بالفسق أو الكفر‪ ،‬إل ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫رجل رج ً‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬المتسابان ما‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1561‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫قال‪ ،‬فعلى البادي منهما حتى يعتدي المظلوم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال أتي النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم برجل قد شرب قال‪< :‬اضربوه>‬ ‫‪ - 1562‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫قال أبو هريرة‪ :‬فمنا الضارب بيده‪ ،‬والضارب بنعله‪ ،‬والضارب بثوبه‪ ،‬فلما انصرف قال بعض‬
‫القوم‪ :‬أخزاك الّ‪ ،‬قال‪< :‬ل تقولوا هذا؛ ل تعينوا عليه الشيطان> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من قذف‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1563‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إل أن يكون كما قال> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 267 *2‬باب تحريم سب الموات بغير حق ومصلحة شرعية‬
‫@هي التحذير من القتداء به في بدعته وفسقه ونحو ذلك فيه الية والحاديث السابقة في‬
‫الباب قبله‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تسبوا‬ ‫عنْها قالت قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1564‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 268 *2‬باب النهي عن اليذاء‬
‫ل تعالى (الحزاب ‪{ :)58‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد‬ ‫@قال ا ّ‬
‫احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1565‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫ل عنه> مُتّفَقٌ‬ ‫َوسَلّم‪< :‬المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده‪ ،‬والمهاجر من هجر ما نهى ا ّ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من أحب أن يزحزح‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1566‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بال واليوم الخر‪ ،‬وليأت إلى الناس الذي يحب‬
‫أن يؤتى إليه> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫وهو بعض حديث طويل سبق في باب طاعة ولة المور (انظر الحديث رقم ‪. )666‬‬
‫*‪ - 269 *2‬باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر‬
‫ل تعالى (الحجرات ‪{ :)10‬إنما المؤمنون إخوة}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (المائدة ‪{ :)54‬أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الفتح ‪{ :)29‬محمد َرسُول الِّ‪ ،‬والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل تباغضوا ول تحاسدوا‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1567‬وعن أنس َر ِ‬
‫ول تدابروا ول تقاطعوا‪ ،‬وكونوا عباد الّ إخواناً‪ .‬ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬تفتح أبواب‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫‪ - 1568‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الجنة يوم الثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد ل يشرك بال شيئاً‪ ،‬إل رجلً كانت بينه وبين‬
‫ظرُوا هذين حتى يصطلحا> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬ ‫ظرُوا هذين حتى يصطلحا‪َ ،‬أنْ ِ‬ ‫أخيه شحناء‪ ،‬فيقال‪َ :‬أنْ ِ‬
‫وفي رواية له‪< :‬تعرض العمال في كل يوم خميس واثنين> وذكر نحوه‪.‬‬
‫*‪ - 270 *2‬باب تحريم الحسد‬
‫@هو تمني زوال نعمة عن صاحبها سواء كانت نعمة دين أو دنيا‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)54‬أم يحسدون الناس على ما آتاهم الّ من فضله}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وفيه حديث أنس السابق في الباب قبله (انظر الحديث رقم ‪. )1564‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إياكم والحسد فإن‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬‫‪ - 1569‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫*‪ - 271 *2‬باب النهي عن التجسس والتسمع لكلم من يكره استماعه‬
‫ل تعالى (الحجرات ‪{ :)12‬ول تجسسوا}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الحزاب ‪{ :)58‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا‬
‫بهتاناً وإثم ًا مبيناً}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إياكم والظن‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫‪ - 1570‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫فإن الظن أكذب الحديث‪ ،‬ول تحسسوا ول تجسسوا ول تنافسوا ول تحاسدوا ول تباغضوا ول‬
‫تدابروا؛ وكونوا عباد الّ إخواناً كما أمركم‪ .‬المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يخذله ول يحقره‪.‬‬
‫التقوى ههنا‪ ،‬التقوى ههنا> ويشير إلى صدره <بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم؛‬
‫كل المسلم على المسلم حرام‪ :‬دمه وعرضه وماله؛ إن الّ ل ينظر إلى أجسادكم ول إلى صوركم‬
‫وأعمالكم‪ ،‬ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم>‬
‫وفي رواية‪< :‬ل تحاسدوا ول تباغضوا ول تجسسوا ول تحسسوا ول تناجشوا؛ وكونوا عباد الّ‬
‫إخواناً>‬
‫وفي رواية‪< :‬ل تقاطعوا ول تدابروا ول تباغضوا ول تحاسدوا؛ وكونوا عباد الّ إخواناً>‬
‫وفي رواية‪< :‬ول تهاجروا‪ ،‬ول يبع بعضكم على بيع بعض> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‬
‫بكل هذه الروايات وروى البخاري أكثرها‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إنك‬ ‫عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 1571‬وعن معاوية رَ ِ‬
‫إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم> حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ع ْنهُ أنه أتي برجل فقيل له‪ :‬هذا فلن تقطر لحيته خمراً‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1572‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫فقال‪ :‬إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به‪ .‬حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫بإسناد على شرط البخاري ومسلم‪.‬‬
‫*‪ - 272 *2‬باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة‬
‫ل تعالى (الحجرات ‪{ :)12‬يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن‬ ‫@قال ا ّ‬
‫إثم}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إياكم والظن‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1573‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫فإن الظن أكذب الحديث> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 273 *2‬باب تحريم احتقار المسلم‬
‫ل تعالى (الحجرات ‪{ :)11‬يا أيها الذين آمنوا ل يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً‬ ‫@قال ا ّ‬
‫منهم‪ ،‬ول نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن‪ ،‬ول تلمزوا أنفسكم‪ ،‬ول َتنَا َبزُوا باللقاب؛‬
‫بئس السم الفسوق بعد اليمان‪ ،‬ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الهمزة ‪{ :)1‬ويل لكل همزة لمزة}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬بحسب امرئ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1574‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫من الشر أن يحقر أخاه المسلم> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪ .‬وقد سبق قريباً بطوله (انظر الحديث رقم ‪. )1567‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يدخل الجنة من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1575‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫في قلبه مثقال ذرة من كبر!> فقال رجل‪ :‬إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة‪.‬‬
‫فقال‪< :‬إن الّ جميل يحب الجمال؛ الكبر بطر الحق وغمط الناس> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ومعنى <بطر الحق> ‪ :‬دفعه‪.‬‬
‫و <غمطهم> ‪ :‬احتقارهم‪.‬‬
‫وقد سبق بيانه أوضح من هذا في باب الكبر (انظر الحديث رقم ‪. )610‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬قال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 1576‬وعن جندب بن عبد ا ّ‬
‫رجل وال ل يغفر الّ لفلن‪ .‬فقال الّ عز وجل‪ :‬من ذا الذي يتألى عليّ أن ل أغفر لفلن‪ ،‬إني قد‬
‫غفرت له‪ ،‬وأحبطت عملك> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 274 *2‬باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم‬
‫ل تعالى (الحجرات ‪{ :)10‬إنما المؤمنون إخوة}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (النور ‪{ :)19‬إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في‬
‫الدنيا والخرة}‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1577‬وعن واثلة بن السقع رَضيَ الُّ َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫ل ويبتليك> َروَاهُ ال ّترْمِ ِذ ّ‬ ‫تظهر الشماتة لخيك فيرحمه ا ّ‬
‫وفي الباب حديث أبي هريرة السابق في باب التجسس‪< :‬كل المسلم على المسلم حرام> الحديث‬
‫(انظر الحديث رقم ‪. )1567‬‬
‫*‪ - 275 *2‬باب تحريم الطعن في النساب الثابتة في ظاهر الشرع‬
‫ل تعالى (الحزاب ‪{ :)58‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد‬ ‫@قال ا ّ‬
‫احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬اثنتان في‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1578‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الناس هما بهم كفر‪ :‬الطعن في النسب‪ ،‬والنياحة على الميت> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 276 *2‬باب النهي عن الغش والخداع‬
‫ل تعالى (الحزاب ‪{ :)58‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد‬ ‫@قال ا ّ‬
‫احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من حمل علينا‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1579‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫السلح فليس منا‪ ،‬ومن غشنا فليس منا> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت‬ ‫وفي رواية له أن َرسُول ا ِ‬
‫أصابعه بللً‪ ،‬فقال‪< :‬ما هذا يا صاحب الطعام؟> قال‪ :‬أصابته السماء يا َرسُول الِّ‪ ،‬قال‪< :‬أفل‬
‫جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس! من غشنا فليس منا> ‪.‬‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل تناجشوا> مُتّفَقٌ َ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1580‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم نهى عن النجش‪ُ .‬متّفَقٌ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1581‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أنه يُخدع في‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬ذكر رجل ل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1582‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من بايعت فقل ل خلبة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫البيوع‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫<الخلبة> بخاء معجمة مكسورة وباء موحدة وهي‪ :‬الخديعة‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من خبب‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1583‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫<خبب> بخاء معجمة‪ ،‬ثم باء موحدة مكررة‪ :‬أي أفسده وخدعه‪.‬‬
‫*‪ - 277 *2‬باب تحريم الغدر‬
‫ل تعالى (المائدة ‪{ :)1‬يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (السراء ‪{ :)34‬وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولً}‪.‬‬
‫عَل ْيهِ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1584‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم قال‪< :‬أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً‪ ،‬ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من‬
‫النفاق حتى يدعها‪ :‬إذا اؤتمن خان‪ ،‬وإذا حدّث كذب‪ ،‬وإذا عاهد غدر‪ ،‬وإذا خاصم فجر> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪:‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُم قالوا قال النبي َ‬ ‫‪ - 1585‬وعن ابن مسعود وابن عمر وأنس َرضِيَ الُّ َ‬
‫<لكل غادر لواء يوم القيامة يقال‪ :‬هذه غدرة فلن> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬لكل غادر‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1586‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫س ِتهِ (‪ )1‬يوم القيامة يرفع له بقدر غدره‪ ،‬أل ول غادر أعظم غدرًا من أمير‬ ‫لواء يوم عند ا ْ‬
‫عامة> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫‪------‬‬
‫(‪ )1‬استه‪ :‬بوصل الهمزة وسكون السين‪ ،‬وهو الدبر‬
‫‪------‬‬
‫ل تعالى‪:‬‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬قال ا ّ‬ ‫‪ - 1587‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ثلثة أنا خصمهم يوم القيامة‪ :‬رجل أعطى بي ثم غدر‪ ،‬ورجل باع حراً فأكل ثمنه‪ ،‬ورجل استأجر‬
‫أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 278 *2‬باب النهي عن المن بالعطية ونحوها‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)264‬يا أيها الذين آمنوا ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ل ثم ل يتبعون ما أنفقوا مناً ول‬ ‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)262‬الذين ينفقون أموالهم في سبيل ا ّ‬
‫أذى}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬ثلثة ل يكلمهم الّ‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1588‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬
‫يوم القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولهم عذاب أليم> قال‪ :‬فقرأها َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم ثلث مرار‪ .‬قال أبو ذر‪ :‬خابوا وخسروا! من هم يا َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬المسبل والمنان‬
‫والمنفق سلعته بالحلف الكاذب> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪< :‬المسبل إزاره> يعني‪ :‬المسبل إزاره وثوبه أسفل من الكعبين للخيلء‪.‬‬
‫*‪ - 279 *2‬باب النهي عن الفتخار والبغي‬
‫ل تعالى (النجم ‪{ :)32‬فل تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (الشورى ‪{ :)42‬إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الرض بغير‬
‫الحق‪ ،‬أولئك لهم عذاب أليم}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬إن الّ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1589‬وعن عياض بن حمار َرضِيَ الُّ َ‬
‫تعالى أوحى إليّ أن تواضعوا حتى ل يبغي أحد على أحد‪ ،‬ول يفخر أحد على أحد> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫قال أهل اللغة‪ :‬البغي‪ :‬التعدي والستطالة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا قال الرجل‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1590‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫هلك الناس فهو أهلكهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫والرواية المشهورة‪< :‬أهلكهم> برفع الكاف وروي بنصبها‪ .‬وهذا النهي لمن قال ذلك عجباً‬
‫بنفسه‪ ،‬وتصاغراً للناس وارتفاعاً عليهم؛ فهذا هو الحرام‪ .‬وأما من قاله لما يرى في الناس من‬
‫نقص في أمر دينهم‪ ،‬وقاله تحزناً عليهم وعلى الدين فل بأس به‪ .‬هكذا فسره العلماء وفصلوه‪.‬‬
‫وممن قاله من الئمة العلم‪ :‬مالك بن أنس والخطابي والحميدي وآخرون‪ .‬وقد أوضحته في‬
‫كتاب الذكار (انظر باب في ألفاظ يكره استعمالها من الذكار) ‪.‬‬
‫*‪ - 280 *2‬باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلثة أيام إل لبدعة في المهجور أو تظاهر‬
‫بفسق أو نحو ذلك‬
‫ل تعالى (الحجرات ‪{ :)10‬إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (المائدة ‪{ :)2‬ول تعاونوا على الثم والعدوان}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل تقاطعوا ول‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1591‬وعن أنس َر ِ‬
‫تدابروا ول تباغضوا ول تحاسدوا؛ وكونوا عباد الّ إخواناً‪ ،‬ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫ثلث> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يحل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1592‬وعن أبي أيوب رَ ِ‬
‫لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث ليال‪ :‬يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا؛ وخيرهما الذي يبدأ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫بالسلم> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬تعرض‬
‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1593‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫العمال في كل اثنين وخميس فيغفر الّ لكل امرئ ل يشرك بال شيئاً‪ ،‬إل امرأ كانت بينه وبين‬
‫أخيه شحناء‪ ،‬فيقول‪ :‬اتركوا هذين حتى يصطلحا> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إن‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1594‬وعن جابر َر ِ‬
‫الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب‪ ،‬ولكن في التحريش بينهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫<التحريش> ‪ :‬الفساد وتغيير قلوبهم وتقاطعهم‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل يحل‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1595‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث‪ ،‬فمن هجر فوق ثلث فمات دخل النار> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد‬
‫على شرط البخاري ومسلم‪.‬‬
‫عنْهُ‬
‫ضيَ الُّ َ‬ ‫خرَاشٍ حدرد بن أبي حدرد السلمي‪ ،‬ويقال‪ :‬السلمي الصحابي رَ ِ‬ ‫‪ - 1596‬وعن أبي ِ‬
‫أنه سمع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يحل لمؤمن‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1597‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫أن يهجر مؤمناً فوق ثلث‪ ،‬فإن مرت به ثلث فليلقه وليسلم عليه‪ ،‬فإن رد عليه السلم فقد‬
‫اشتركا في الجر وإن لم يرد عليه فقد باء بالثم‪ ،‬وخرج المسلّم من الهجرة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫بإسناد حسن‪.‬‬
‫قال أبو داود‪ :‬إذا كانت الهجرة ل تعالى فليس من هذا في شيء‪.‬‬
‫*‪ - 281 *2‬باب النهي عن تناجي اثنين دون الثالث بغير إذنه إل لحاجة وهو أن يتحدثا سراً‬
‫بحيث ل يسمعهما وفي معناه ما إذا تحدثا بلسان ل يفهمه‬
‫ل تعالى (المجادلة ‪{ :)10‬إنما النجوى من الشيطان}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا كانوا ثلثة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1598‬وعن ابن عمر رَضيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫فل يتناجى اثنان دون الثالث> ُمتّفَقٌ َ‬
‫و َروَاهُ أبُو دَاوُدَ وزاد‪ :‬قال أبو صالح قلت لبن عمر‪ :‬فأربعة‪ ،‬قال‪ :‬ل يضرك‪.‬‬
‫ورواه مالك في الموطأ عن عبد الّ بن دينار قال‪ :‬كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي‬
‫في السوق‪ ،‬فجاء رجل يريد أن يناجيه وليس مع ابن عمر أحد غيري‪ ،‬فدعا ابن عمر رجلً آخر‬
‫لّ صَلّى‬ ‫خرَا شيئاً فإني سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫حتى كنا أربعة‪ ،‬فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا‪ :‬استأ ِ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬ل يتناجى اثنان دون واحد> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا كنتم ثلثة‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1599‬وعن ابن مسعود رَضيَ الُّ َ‬
‫فل يتناجى اثنان دون الخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 282 *2‬باب النهي عن تعذيب العبد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي أو زائد على‬
‫قدر الدب‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)26‬وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي‬ ‫@قال ا ّ‬
‫القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم؛ إن الّ ل يحب من كان‬
‫مختالً فخوراً}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬عذبت امرأة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1600‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار؛ ل هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها‪ ،‬ول هي‬
‫تركتها تأكل من خشاش الرض> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<خشاش الرض> بفتح الخاء المعجمة وبالشين المعجمة المكررة وهي‪ :‬هوامها وحشراتها‪.‬‬
‫ع ْنهُ أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيراً وهم يرمونه‪ ،‬وقد جعلوا‬ ‫‪ - 1601‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم‪ ،‬فلما رأوا ابن عمر تفرقوا‪ ،‬فقال ابن عمر‪ :‬من فعل هذا! لعن‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً‪ُ .‬متّفَقٌ‬ ‫الّ من فعل هذا! إن َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫<الغرض> وهو‪ :‬الهدف والشيء الذي يرمى إليه‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم أن تصْبر البهائم‪.‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال نهى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1602‬وعن أنس َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫ومعناه‪ :‬تحبس للقتل‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ :‬لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ي سويد بن مقرن َر ِ‬ ‫‪ - 1603‬وعن أبي عل ّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم أن نعتقها‪َ .‬روَاهُ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ما لنا خادم إل واحدة لطمها أصغرنا‪ ،‬فأمرنا َرسُول ا ِ‬
‫مُسِْلمٌ‪ .‬وفي رواية‪ :‬سابع إخوة لي‪.‬‬
‫عنْهُ قال كنت أضرب غلم ًا لي بالسوط فسمعت صوتاً‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1604‬وعن أبي مسعود البدري َر ِ‬
‫من خلفي‪< :‬اعلم أبا مسعود> فلم أفهم الصوت من الغضب‪ ،‬فلما دنا مني إذا هو َرسُول الِّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فإذا هو يقول‪< :‬اعلم أبا مسعود أن الّ أقدر عليك منك على هذا الغلم>‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫فقلت‪ :‬ل أضرب مملوكاً بعده أبداً‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فسقط السوط من يدي من هيبته‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فقلت يا َرسُول الِّ هو حر لوجه الّ‪ ،‬فقال‪< :‬أما إنه لو لم تفعل للفحتك النار أو‬
‫لمستك النار> َروَا ُه ُمسْلِمٌ بهذه الروايات‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪ :‬من ضرب غلماً له‬ ‫ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1605‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫حداً لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أنه مر بالشام على أناس من النباط‪ ،‬وقد‬ ‫‪ - 1606‬وعن هشام بن حكيم بن حزام َرضِيَ الُّ َ‬
‫أقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذا؟ قيل‪ :‬يعذبون في الخراج‪ .‬وفي‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬إن‬ ‫رواية‪ :‬حبسوا في الجزية‪ .‬فقال هشام‪ :‬أشهد لسمعت َرسُول ا ِ‬
‫الّ يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا> فدخل على المير فحدثه فأمر بهم فخلوا‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫<النباط> ‪ :‬الفلحون من العجم‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم حماراً‬ ‫ع ْنهُما قال‪ :‬رأى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1607‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫س ُمهُ إل أقصى شيءٍ من الوجه> وأمر بحماره فكُوى‬ ‫موسوم الوجه‪ ،‬فأنكر ذلك فقال‪< :‬وال ل َأ ِ‬
‫ع َرتَيْه‪ ،‬فهو أول من َكوَى الجاعرتين‪َ .‬روَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬ ‫في جا ِ‬
‫<الجاعرتين> ‪ :‬ناحيتا الوركين حول الدبر‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم مر عليه حمار قد وسم في وجهه‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1608‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫فقال‪< :‬لعن الّ الذي وسمه> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم عن الضرب في الوجه‪ ،‬وعن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وفي رواية لمسلم أيضاً‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬
‫الوسم في الوجه‪.‬‬
‫*‪ - 283 *2‬باب تحريم التعذيب بالنار في كل حيوان حتى القملة ونحوها‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم في بعث فقال‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ :‬بعثنا َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1609‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫<إن وجدتم فلن ًا وفلناً> لرجلين من قريش سماهما <فاحرقوهما بالنار> ثم قال َرسُول الِّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم حين أردنا الخروج <إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلن ًا وفلناً وإن النار ل‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫يعذب بها إل الّ فإن وجدتموهما فاقتلوهما> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم في سفر‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬كنا مع َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1610‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫ح ّمرَةً معها فرخان‪ ،‬فأخذنا فرخيها‪ ،‬فجاءت الحمرة فجعلت تعرش‪ ،‬فجاء‬ ‫فانطلق لحاجته فرأينا ُ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فقال‪< :‬من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها> ورأى قرية نمل قد‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫حرقناها فقال‪< :‬من حرّق هذه؟> قلنا نحن‪ ،‬قال‪< :‬إنه ل ينبغي أن يعذب بالنار إل رب النار>‬
‫َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫قوله <قرية نمل> معناه‪ :‬موضع النمل مع النمل‪.‬‬
‫*‪ - 284 *2‬باب تحريم مطل الغني بحق طلبه صاحبه‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)58‬إن الّ يأمركم أن تؤدوا المانات إلى أهلها}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)283‬فإن أمن بعضكم بعضاً فليؤد الذي اؤتمن أمانته}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬مطل الغني‬
‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1611‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫ظلم‪ ،‬وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع> مُتّفَقٌ َ‬
‫معنى <أتبع> ‪ :‬أحيل‪.‬‬
‫*‪ - 285 *2‬باب كراهية عود النسان في هبة لم يسلمها إلى الموهوب له وفي هبة وهبها لولده‬
‫وسلمها أو لم يسلمها وكراهية شرائه شيئ ًا تصدق به من الذي تصدق عليه أو أخرجه عن زكاة‬
‫أو كفارة ونحوها ول بأس بشرائه من شخص آخر قد انتقل إليه‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬الذي يعود في هبته‬ ‫ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1612‬عن ابن عباس َر ِ‬
‫كالكلب يرجع في قيئه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬مثل الذي يرجع في صدقته كمثل الكلب يقيء ثم يعود في قيئه فيأكله>‬
‫وفي رواية‪< :‬العائد في هبته كالعائد في قيئه> ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال حملت على فرس في سبيل الّ فأضاعه‬ ‫‪ - 1613‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ‬
‫الذي كان عنده‪ ،‬فأردت أن أشتريه وظننت أنه يبيعه برخص‪ ،‬فسألت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬
‫فقال‪< :‬ل تشتره ول تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم؛ فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫قوله <حملت على فرس في سبيل الّ> معناه‪ :‬تصدقت به على بعض المجاهدين‪.‬‬
‫*‪ - 286 *2‬باب تأكيد تحريم مال اليتيم‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)10‬إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلم ًا إنما يأكلون في بطونهم ناراً‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وسيصلون سعيراً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النعام ‪{ :)152‬ول تقربوا مال اليتيم إل بالتي هي أحسن}‪.‬‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)220‬ويسألونك عن اليتامى قل إصلح لهم خير‪ ،‬وإن تخالطوهم فإخوانكم‪،‬‬
‫وال يعلم المفسد من المصلح}‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬اجتنبوا السبع‬ ‫‪ - 1614‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الموبقات!> قالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ وما هن؟ قال‪< :‬الشرك بال والسحر وقتل النفس التي حرم الّ‬
‫إل بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلت>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫<الموبقات> ‪ :‬المهلكات‪.‬‬
‫*‪ - 287 *2‬باب تغليظ تحريم الربا‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)278 - 275‬الذين يأكلون الربا ل يقومون إل كما يقوم الذي يتخبطه‬ ‫@قال ا ّ‬
‫الشيطان من المس؛ ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا‪ ،‬وأحل الّ البيع وحرم الربا‪ ،‬فمن جاءه‬
‫موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الّ‪ ،‬ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها‬
‫خالدون‪ ،‬يمحق الّ الربا ويربي الصدقات} إلى قوله تعالى‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا الّ وذروا‬
‫ما بقي من الربا} الية‪.‬‬
‫وأما الحاديث فكثيرة في الصحيح مشهورة؛ منها حديث أبي هريرة السابق في الباب قبله (انظر‬
‫الحديث رقم ‪. )1609‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم آكل الربا‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬لعن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1615‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫وموكله‪َ .‬روَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫زاد الترمذي وغيره‪ :‬وشاهديه وكاتبه‪.‬‬
‫*‪ - 288 *2‬باب تحريم الرياء‬
‫ل تعالى (البينة ‪{ :)5‬وما أمروا إل ليعبدوا الّ مخلصين له الدين حنفاء}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)264‬ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى‪ ،‬كالذي ينفق ماله رئاء الناس}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النساء ‪{ :)142‬يراؤون الناس ول يذكرون الّ إل قليلً}‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬قال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1616‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الّ تعالى‪ :‬أنا أغنى الشركاء عن الشرك‪ ،‬من عمل عملً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه>‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إن أول الناس‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1617‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرّفه نعمته فعرفها‪ ،‬قال‪ :‬فما عملت فيها؟ قال‪:‬‬
‫قاتلت فيك حتى استشهدت‪ .‬قال‪ :‬كذبت ولكنك قاتلت لن يقال جريء فقد قيل‪ ،‬ثم أمر به فسحب‬
‫على وجهه حتى ألقي في النار‪ ،‬ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن‪ ،‬فأتي به فعرفه نعمه‬
‫فعرفها‪ ،‬قال‪ :‬فما عملت فيها؟ قال‪ :‬تعلمت العلم وعلّمته وقرأت فيك القرآن‪ .‬قال‪ :‬كذبت ولكنك‬
‫تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل‪ ،‬ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي‬
‫في النار‪ ،‬ورجل وسّع الّ عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها‪ ،‬قال‪ :‬فما‬
‫عملت فيها؟ قال‪ :‬ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إل أنفقت فيها لك‪ .‬قال‪ :‬كذبت ولكنك‬
‫فعلت ليقال هو جواد فقد قيل‪ ،‬ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫<جريء> بفتح الجيم وكسر وبالمد‪ :‬أي شجاع حاذق‪.‬‬
‫ع ْنهُما أن ناساً قالوا له‪ :‬إنا ندخل على سلطيننا فنقول لهم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1618‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫ع ْنهُما‪ :‬كنا نعد هذا نفاقاً على‬ ‫بخلف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم‪ ،‬قال ابن عمر َرضِي الّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫عهد َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪:‬‬
‫عنْهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1619‬وعن جندب بن عبد الّ بن سفيان َر ِ‬
‫عَليْهِ‪ .‬و َروَا ُه ُمسْلِمٌ أيضاً من رواية ابن‬ ‫ل به‪ ،‬ومن يرائي يرائي الّ به> مُتّفَقٌ َ‬ ‫<من سمّع سمّع ا ّ‬
‫عباس‪.‬‬
‫<سمّع> بتشديد الميم معناه‪ :‬أظهر عمله للناس رياء‪.‬‬
‫<سمّع الّ به> ‪ :‬أي فضحه يوم القيامة‪.‬‬
‫ل به> ‪ :‬أي من أظهر للناس العمل الصالح ليعظم‬ ‫ومعنى <من راءى راءى ا ّ‬
‫ل سريرته على رؤوس الخلئق‪.‬‬ ‫ل به> أي‪ :‬أظهر ا ّ‬ ‫< راءى ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من تعلم‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1620‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫علماً مما يبتغى به وجه الّ عز وجل ل يتعلمه إل ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف‬
‫الجنة يوم القيامة> ‪ :‬يعني ريحها‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫والحاديث في الباب كثيرة مشهورة‪.‬‬
‫*‪ - 289 *2‬باب ما يتوهم أنه رياء وليس هو رياء‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ :‬أرأيت الرجل يعمل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬قيل ل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1621‬عن أبي ذر َرضِيَ الُّ َ‬
‫العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال‪< :‬تلك عاجل بشرى المؤمن> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 290 *2‬باب تحريم النظر إلى المرأة الجنبية والمرد الحسن لغير حاجة شرعية‬
‫ل تعالى (النور ‪{ :)30‬قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (السراء ‪{ :)36‬إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (غافر ‪{ :)19‬يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الفجر ‪{ :)14‬إن ربك لبالمرصاد}‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬كتب على ابن آدم‬ ‫‪ - 1622‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫نصيبه من الزنا مدرك ذلك ل محالة‪ :‬العينان زناهما النظر‪ ،‬والذنان زناهما الستماع‪ ،‬واللسان‬
‫زناه الكلم‪ ،‬واليد زناها البطش‪ ،‬والرجل زناها الخطا‪ ،‬والقلب يهوى ويتمنى‪ ،‬ويصدق ذلك‬
‫الفرج أو يكذبه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪ .‬وهذا لفظ مسلم‪ ،‬ورواية البخاري مختصرة‪.‬‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إياكم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1623‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫والجلوس في الطرقات> قالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ ما لنا من مجالسنا بد‪ ،‬نتحدث فيها‪ ،‬فقال َرسُول الِّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬فإذا أبيتم إل المجلس فأعطوا الطريق حقه> قالوا‪ :‬وما حق الطريق يا‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫َرسُول الِّ؟ قال‪< :‬غض البصر‪ ،‬وكف الذى‪ ،‬ورد السلم‪ ،‬والمر بالمعروف والنهي عن‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫المنكر> مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬كنا قعوداً بالفنية نتحدث فجاء َرسُول‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1624‬وعن أبي طلحة زيد بن سهل َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فقام علينا فقال‪< :‬ما لكم ولمجالس الصعدات! اجتنبوا مجالس‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ا ِ‬
‫الصعدات> فقلنا‪ :‬إنما قعدنا لغير ما بأس؛ قعدنا نتذاكر ونتحدث‪ .‬قال‪ :‬إما ل فأدوا حقها‪ :‬عض‬
‫البصر ورد السلم وحسن الكلم> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫<الصعدات> بضم الصاد والعين‪ :‬أي الطرقات‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عن نظر الفجأة‪،‬‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬سألت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1625‬وعن جرير َر ِ‬
‫فقال‪< :‬اصرف بصرك> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم وعنده‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫عنْها قالت‪ :‬كنت عند رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1626‬وعن أم سلمة َر ِ‬
‫ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم‪ ،‬وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب‪ ،‬فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪:‬‬
‫<احتجبا منه> فقلنا‪ :‬يا َرسُول الِّ أليس هو أعمى ل يبصرنا ول يعرفنا؟ فقال النبي صَلّى الُّ‬
‫حسَنٌ‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬أفعمياوان أنتما‪ ،‬ألستما تبصرانه؟!> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬ ‫َ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل ينظر الرجل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1627‬وعن أبي سعيد رَضيَ الُّ َ‬
‫إلى عورة الرجل ول المرأة إلى عورة المرأة‪ ،‬ول يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ول‬
‫تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 291 *2‬باب تحريم الخلوة بالجنبية‬
‫ل تعالى (الحزاب ‪{ :)53‬وإذا سألتموهن فاسألوهن من وراء حجاب}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إياكم‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1628‬وعن عقبة بن عامر َر ِ‬
‫والدخول على النساء!> فقال رجل من النصار‪ :‬أفرأيت الحمو؟ قال‪< :‬الحمو الموت!> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫<الحمو> ‪ :‬قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يخلون‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫ع ْنهُما أن رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1629‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫أحدكم بامرأة إل مع ذي محرم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬حرمة نساء‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1630‬وعن بريدة َر ِ‬
‫المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم‪ ،‬ما من رجل من القاعدين يخلف رجلً من المجاهدين‬
‫في أهله فيخونه فيهم إل وقف له يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى> ثم التفت‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال‪< :‬ما ظنكم؟> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬ ‫إلينا َرسُول ا ِ‬
‫*‪ - 292 *2‬باب تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال في لباس وحركة وغير ذلك‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم المخنثين من‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُما قال‪ :‬لعن رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1631‬عن ابن عباس َر ِ‬
‫الرجال والمترجلت من النساء‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫وفي رواية‪ :‬لعن رَسُول ا ِ‬
‫النساء بالرجال‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم الرجل يلبس‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬لعن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1632‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬صنفان من أهل النار لم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1633‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫أرهما‪ :‬قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس‪ ،‬ونساء كاسيات عاريات مميلت‬
‫مائلت رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ل يدخلن الجنة ول يجدن ريحها‪ ،‬وإن ريحها ليوجد من‬
‫مسيرة كذا وكذا> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫معنى <كاسيات> ‪ :‬أي من نعمة الّ‪.‬‬
‫<عاريات> ‪ :‬من شكرها‪ .‬وقيل معناه‪ :‬تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها ونحوه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬تلبس ثوباً رقيقًا يصف لون بدنها‪.‬‬
‫ومعنى <مائلت> قيل عن طاعة الّ وما يلزمهن حفظه‪.‬‬
‫<مميلت> ‪ :‬أي يعلمن غيرهن فعلهن المذموم‪.‬‬
‫وقيل‪< :‬مائلت> ‪ :‬يمشين متبخترات‪ ،‬مميلت لكتافهن‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬مائلت‪ :‬يمتشطن المشطة الميلء‪ :‬وهي مشطة البغايا‪.‬‬
‫و <مميلت> ‪ :‬يمشطن غيرهن تلك المشطة‪.‬‬
‫<رؤوسهن كأسنمة البخت> ‪ :‬أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها‪.‬‬
‫*‪ - 293 *2‬باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تأكلوا بالشمال‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1634‬عن جابر َر ِ‬
‫فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يأكلن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1635‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫أحدكم بشماله ول يشربن بها‪ ،‬فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن اليهود‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1636‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫والنصارى ل يصبغون فخالفوهم> مُتّفَقٌ َ‬
‫المراد خضاب شعر اللحية والرأس البيض بصفرة أو حمرة‪ ،‬وأما السواد فمنهي عنه كما‬
‫ل تعالى‪.‬‬‫سنذكره في الباب بعده‪ ،‬إن شاء ا ّ‬
‫*‪ - 294 *2‬باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب شعرهما بسواد‬
‫ع ْنهُ يوم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬أتي بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق َر ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1637‬عن جابر َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬غيروا هذا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫فتح مكة ورأسه ولحيته كالثّغَا َمةِ بياضاً‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫واجتنبوا السواد> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 295 *2‬باب النهي عن القزع وهو حلق بعض الرأس دون بعض وإباحة حلقه كله للرجل‬
‫دون المرأة‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم عن القزع‪ُ .‬متّفَقٌ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫عنْهُ قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1635‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم صبياً قد حلق بعض رأسه‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ :‬رأى رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1639‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال‪< :‬احلقوه كله أو اتركوه كله> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‬
‫على شرط البخاري ومسلم‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم أمهل آل جعفر‬ ‫ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1640‬وعن عبد الّ بن جعفر رَ ِ‬
‫ع ْنهُ ثلثاً ثم أتاهم‪ ،‬فقال‪< :‬ل تبكوا على أخي بعد اليوم> ثم قال‪< :‬ادعوا لي بني‬ ‫َرضِي الّ َ‬
‫أخي> فجيء بنا كأنا أفرخ‪ ،‬فقال‪< :‬ادعوا لي الحلق> فأمره فحلق رؤوسنا‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أن تحلق المرأة‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫ي َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1641‬وعن عل ّ‬
‫رأسها‪ .‬رواه النّسائي‪.‬‬
‫*‪ - 296 *2‬باب تحريم وصل الشعر والوشم والوشر وهو تحديد السنان‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)119 - 117‬إن يدعون من دونه إل إناث ًا وإن يدعون إل شيطاناً‬ ‫@قال ا ّ‬
‫مريداً‪ ،‬لعنه الّ‪ .‬وقال لتخذن من عبادك نصيب ًا مفروضاً‪ ،‬ولضلنهم ولمنينهم ولمرنهم فليبتكن‬
‫آذان النعام‪ ،‬ولمرنهم فليغيرن خلق الّ} الية‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فقالت‪ :‬يا َرسُول‬ ‫عنْها أن امرأة سألت النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1642‬وعن أسماء َر ِ‬
‫الِّ إن ابنتي أصابتها الحصبة فتمرق شعرها وإني زوجتها أفأصل فيه؟ فقال‪< :‬لعن الواصلة‬
‫والموصولة> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬الواصلة والمستوصلة> ‪.‬‬
‫قولها‪< :‬فتمرق> هو بالراء ومعناه‪ :‬انتثر وسقط‪.‬‬
‫و <الواصلة> ‪ :‬التي تصل شعرها أو شعر غيرها بشعر آخر‪.‬‬
‫و <الموصولة> ‪ :‬التي يوصل شعرها‪.‬‬
‫و <المستوصلة> ‪ :‬التي تسأل من يفعل ذلك لها‪.‬‬
‫عنْها نحوه متفق عليه‪.‬‬ ‫وعن عائشة َرضِي الّ َ‬
‫ع ْنهُ عام حج على المنبر وتناول‬ ‫‪ - 1643‬وعن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية َرضِيَ الُّ َ‬
‫قصة من شعر كانت في يد حرسيّ‪ ،‬فقال‪ :‬يأهل المدينة أين علماؤكم! سمعت النبي صَلّى الُّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم ينهى عن مثل هذه‪ ،‬ويقول‪< :‬إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم> ُمتّفَقٌ‬ ‫َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم لعن الواصلة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1644‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫والمستوصلة‪ ،‬والواشمة والمستوشمة‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ أنه قال‪ :‬لعن الّ الواشمات والمستوشمات‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1645‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫والمتنمصات‪ ،‬والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الّ‪ .‬فقالت له امرأة في ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬وما ل ألعن‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم وهو في كتاب الّ‪ .‬قال الّ تعالى (الحشر ‪{ :)7‬وما‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫من لعنه َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} مُتّفَقٌ َ‬
‫ل وتحسنها‪ ،‬وهو الوشر‪.‬‬ ‫و <المتفلجة> هي التي تبرد من أسنانها ليتباعد بعضها عن بعض قلي ً‬
‫و <النامصة> ‪ :‬التي تأخذ من شعر حاجب غيرها وترققه ليصير حسناً‪.‬‬
‫و <المتنمصة> ‪ :‬التي تأمر من يفعل بها ذلك‪.‬‬
‫*‪ - 297 *2‬باب النهي عن نتف الشيب من اللحية والرأس وغيرهما وعن نتف المرد شعر‬
‫لحيته عند أول طلوعه‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1646‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ َ‬
‫قال‪< :‬ل تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم يوم القيامة> حديث حسن‪َ ،‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد وَا ْل ّت ْرمِ ِذيّ‬
‫والنسائي بأسانيد حسنة‪ .‬قال الترمذي هو حديث حسن‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من عمل‬ ‫عنْها قالت قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1647‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عملً ليس عليه أمرنا فهو رد> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 298 *2‬باب كراهة الستنجاء باليمين ومس الفرج باليمين عند الستنجاء من غير عذر‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬إذا بال أحدكم فل‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ عن النبي َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1648‬عن أبي قتادة رَ ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫يأخذن ذكره بيمينه‪ ،‬ول يستنجي بيمينه‪ ،‬ول يتنفس في الناء> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة‪.‬‬
‫*‪ - 299 *2‬باب كراهة المشي في نعل واحدة أو خف واحد لغير عذر وكراهة لبس النعل والخف‬
‫قائماً لغير عذر‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يمش أحدكم‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1649‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫في نعل واحدة لينعلهما جميعاً أو ليخلعهما جميعاً> وفي رواية‪< :‬أو ليحفهما جميعاً> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إذا انقطع شسع‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1650‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫نعل أحدكم فل يمش في الخرى حتى يصلحها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ نهى أن ينتعل الرجل قائماً‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1651‬وعن جابر َر ِ‬
‫حسن‪.‬‬
‫*‪ - 300 *2‬باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه سواء كانت في سراج أو غيره‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل تتركوا النار‬ ‫ع ْنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1652‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫في بيوتكم حين تنامون> ُمتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1653‬وعن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم بشأنهم قال‪< :‬إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم‬ ‫فلما حُدّث َرسُول ا ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫فأطفئوها> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬غطوا الناء‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1651‬وعن جابر َر ِ‬
‫وأوكئوا السقاء وأغلقوا البواب وأطفئوا السراج؛ فإن الشيطان ل يحل سقاء ول يفتح باباً ول‬
‫يكشف إناء؛ فإن لم يجد أحدكم إل أن يعرض على إنائه عوداً ويذكر اسم الّ فليفعل؛ فإن‬
‫الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫<الفويسقة> ‪ :‬الفأرة‪.‬‬
‫و <تضرم> ‪ :‬تحرق‪.‬‬
‫*‪ - 301 *2‬باب النهي عن التكلف وهو فعل وقول ما ل مصلحة فيه بمشقة‬
‫ل تعالى (سورة ص‪{ :)86 :‬قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬نهينا عن التكلف‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫‪ - 1655‬وعن عمر َرضِيَ الُّ َ‬
‫عنْهُ فقال‪ :‬يا أيها الناس من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل بن مسعود َر ِ‬ ‫‪ - 1656‬وعن مسروق قال دخلنا على عبد ا ّ‬
‫علم شيئاً فليقل به‪ ،‬ومن لم يعلم فليقل الّ أعلم؛ فإن من العلم أن يقول لما ل تعلم الّ أعلم؛ قال‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم (سورة ص‪{ :)86 :‬قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من‬ ‫الّ تعالى لنبيه صَلّى الُّ َ‬
‫المتكلفين}‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 302 *2‬باب تحريم النياحة على الميت ولطم الخد وشق الجيب ونتف الشعر وحلقه والدعاء‬
‫بالويل والثبور‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬الميت‬ ‫‪ - 1657‬عن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ‬
‫يعذب في قبره بما نيح عليه>‬
‫وفي رواية‪< :‬ما نيح عليه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ليس منا من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1658‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫‪ - 1659‬وعن أبي بردة قال‪ :‬وجع أبو موسى فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فأقبلت‬
‫تصيح برنة فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً‪ ،‬فلما أفاق قال‪ :‬أنا بري ٌء ممن برئ منه َرسُول الِّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم بريءٌ من الصالقة والحالقة والشاقة‪.‬‬ ‫عَل ْيهِ َوسَلّم؛ إن َرسُول ا ِ‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫<الصالقة> ‪ :‬التي ترفع صوتها بالنياحة والندب‪.‬‬
‫و <الحالقة> ‪ :‬التي تحلق رأسها عند المصيبة‪.‬‬
‫و <الشاقة> ‪ :‬التي تشق ثوبها‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1660‬وعن المغيرة بن شعبة رَ ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬ ‫<من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة> مُتّفَقٌ َ‬
‫عنْها قالت‪ :‬أخذ علينا َرسُول الِّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1661‬وعن أم عطية نسيبة (بضم النون وفتحها) رَ ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم عند البيعة أن ل ننوح‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬أغمي على عبد الّ بن رواحة َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1662‬وعن النعمان بن بشير َرضِيَ الُّ َ‬
‫فجعلت أخته تبكي واجبله واكذا واكذا‪ :‬تعدد عليه‪ ،‬فقال حين أفاق‪ :‬ما قلت شيئاً إل قيل لي أنت‬
‫كذلك؟! َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عنْهُ شكوى‪ ،‬فأتاه‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما قال‪ :‬اشتكى سعد بن عبادة رَ ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1663‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫ابن مسعود‪ ،‬فلما دخل عليه وجده في غشية‪ ،‬فقال‪< :‬أقضى؟> فقالوا‪ :‬ل يا َرسُول الِّ‪ ،‬فبكى‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬فلما رأى القوم بكاء النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم بكوا‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫<أل تسمعون؟ إن الّ ل يعذب بدمع العين ول بحزن القلب‪ ،‬ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه)‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫أو يرحم> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪:‬‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫‪ - 1664‬وعن أبي مالك الشعري َرضِيَ الُّ َ‬
‫جرَب>‬ ‫<النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من َ‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫‪ - 1665‬وعن أسيد بن أبي أسيد التابعي عن امرأة من المبايعات قالت‪ :‬كان فيما أخذ علينا َرسُول‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم في المعروف الذي أخذ علينا أن ل نعصيه فيه‪ :‬أن ل نخمش وجهاً‪ ،‬ول‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫ندعو ويلً ول نشق جيب ًا وأن ل ننشر شعراً‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ما من ميت‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1666‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫ل به ملكان يلهزانه‪ :‬أهكذا‬ ‫يموت فيقوم باكيهم فيقول‪ :‬واجبله واسيداه أو نحو ذلك إل وكل ا ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫أنت؟> َروَاهُ ا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫<اللهز> ‪ :‬الدفع بجمع اليد في الصدر‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬اثنتان في‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1667‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫الناس هما بهم كفر‪ :‬الطعن في النسب‪ ،‬والنياحة على الميت> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 303 *2‬باب النهي عن إتيان الكهان والمنجمين والعراف وأصحاب الرمل والطوارق بالحصي‬
‫وبالشعير ونحو ذلك‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أناس عن‬ ‫عنْها قالت‪ :‬سأل َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1668‬عن عائشة َر ِ‬
‫الكهان‪ ،‬فقال‪< :‬ليس بشيء> فقالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ إنهم يحدثونا أحيانًا بشيء فيكون حقاً‪ ،‬فقال‬
‫جنّي فيقرها في أذن وليه‪،‬‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬تلك الكلمة من الحق يخطفها ال ِ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫فيخلطون معها مائة كذبة> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫عنْها أنها سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫وفي رواية البخاري عن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫يقول‪< :‬إن الملئكة تنزل في العَنان (وهو السحاب) فتذكر المر قضي في السماء‪ ،‬فيسترق‬
‫الشيطان السمع فيسمعه فيوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم> ‪.‬‬
‫قوله <فيقرها> هو بفتح الباء وضم القاف والراء أي‪ :‬يلقيها‪.‬‬
‫<والعنان> بفتح العين‪.‬‬
‫‪ - 1669‬وعن صفية بنت عبيد عن بعض أزواج النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم و َرضِيَ عنها عن‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلة‬ ‫النبي صَلّى الُّ َ‬
‫أربعين يوماً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1670‬وعن قبيصة بن المخارق رَ ِ‬
‫يقول‪< :‬العيافة والطيرة والطرق من الجبت> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫وقال‪ :‬الطرق هو‪ :‬الزجر‪ ،‬أي زجر الطير وهو أن يتيمن أو يتشاءم بطيرانه‪ ،‬فإن طار إلى جهة‬
‫اليمين تيمن‪ ،‬وإن طار إلى جهة اليسار تشاءم‪.‬‬
‫قال أبو داود <العيافة> ‪ :‬الخط‪.‬‬
‫قال الجوهري في الصحاح‪ :‬الجبت‪ :‬كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من اقتبس‬ ‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1671‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫عنْهُ قال قلت‪ :‬يا َرسُول الِّ إني حديث عهد بجاهلية‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1672‬وعن معاوية بن الحكم َر ِ‬
‫وقد جاء الّ تعالى بالسلم‪ ،‬وإن منا رجالً يأتون الكهان؟ قال‪< :‬فل تأتهم> قلت‪ :‬ومنا رجال‬
‫يتطيرون؟ قال‪< :‬ذلك شيء يجدونه في صدورهم فل يصدهم> قلت‪ :‬ومنا رجال يخطون؟ قال‪:‬‬
‫<كان نبي من النبياء يخط فمن وافق خطه فذاك> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم نهى عن ثمن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1673‬وعن أبي مسعود البدري َر ِ‬
‫الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 304 *2‬باب النهي عن التطير‬
‫@فيه الحاديث السابقة في الباب قبله‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل عدوى ول‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1674‬وعن أنس َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬‫طيرة‪ ،‬ويعجبني الفأل> قالوا‪ :‬وما الفأل؟ قال‪< :‬كلمة طيبة> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل عدوى ول‬ ‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1675‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫طيرة‪ ،‬وإن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم كان ل يتطير‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُدَ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1676‬وعن بريدة َر ِ‬
‫بإسناد صحيح‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬ذكرت الطيرة عند َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1677‬وعن عروة بن عامر رَ ِ‬
‫َوسَلّم فقال‪< :‬أحسنها الفأل ول ترد مسلماً فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل‪ :‬اللهم ل يأتي‬
‫بالحسنات إل أنت‪ ،‬ول يدفع السيئات إل أنت؛ ول حول ول قوة إل بك> حديث صحيح َروَاهُ أبُو‬
‫دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 305 *2‬باب تحريم تصوير الحيوان في بساط أو حجر أو ثوب أو درهم أو دينار أو مخدة أو‬
‫وسادة وغير ذلك وتحريم اتخاذ الصورة في حائط وسقف وستر وعمامة وثوب ونحوها والمر‬
‫بإتلف الصورة‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن الذين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1678‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬‫يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة؛ يقال لهم‪ :‬أحيوا ما خلقتم> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم من سفر وقد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْها قالت‪ :‬قدم َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1679‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم تلون وجهه‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل‪ ،‬فلما رآه َرسُول ا ِ‬
‫<يا عائشة أشد الناس عذاباً عند الّ يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الّ!> قالت‪ :‬فقطعناه‬
‫فجعلنا منه وسادة أو وسادتين‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<القرام> بكسر القاف هو‪ :‬الستر‪.‬‬
‫و <السهوة> بفتح السين المهملة وهي‪ :‬الصفة تكون بين يدي البيت‪ .‬وقيل هي‪ :‬الطاق النافذ‬
‫في الحائط‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬كل‬ ‫ع ْنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1680‬وعن ابن عباس رَضيَ الُّ َ‬
‫مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس فيعذبه في جهنم> قال ابن عباس‪ :‬فإن كنت ل‬
‫بد فاعلً فاصنع الشجر وما ل روح فيه‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من صور‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1681‬وعنه رَضيَ الُّ َ‬
‫صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1682‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫<إن أشد الناس عذاب ًا يوم القيامة المصورون> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬قال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1683‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الّ تعالى‪ :‬ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي! فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل تدخل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1684‬وعن أبي طلحة رَضي الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬‫الملئكة بيتاً فيه كلب ول صورة> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم جبريل أن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُما قال‪ :‬وعد َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1685‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪ ،‬فخرج فلقيه جبريل فشكا إليه‪،‬‬ ‫يأتيه فراث عليه حتى اشتد على َرسُول ا ِ‬
‫فقال‪ :‬إنا ل ندخل بيتاً فيه كلب ول صورة‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<راث> ‪ :‬أبطأ‪ ،‬وهو بالثاء المثلثة‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم جبريل عليه‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫عنْها قالت‪ :‬واعد َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1686‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫السلم في ساعة أن يأتيه فجاءت تلك الساعة ولم يأته‪ ،‬قالت‪ :‬وكان بيده عصا فطرحها من يده‬
‫وهو يقول‪< :‬ما يخلف الّ وعده ول رسله> ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره‪ ،‬فقال‪< :‬متى‬
‫دخل هذا الكلب؟> فقلت‪ :‬وال ما دريت به‪ ،‬فأمر به فأخرج فجاءه جبريل عليه السلم‪ ،‬فقال له‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬وعدتني فجلست لك ولم تأتني> فقال‪ :‬منعني الكلب الذي كان‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫في بيتك؛ إنا ل ندخل بيتاً فيه كلب ول صورة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ‪ :‬أل أبعثك على ما‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫ي رَ ِ‬‫‪ - 1687‬وعن أبي ال َهيّاج حيان بن حصين قال‪ ،‬قال لي عل ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ :‬أن ل تدع صورة إل طمستها‪ ،‬ول قبراً مشرفاً إل‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫بعثني عليه رَسُول ا ِ‬
‫سويته‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 306 *2‬باب تحريم اتخاذ الكلب إل لصيد أو ماشية أو زرع‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من‬ ‫ع ْنهُما قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1688‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫اقتنى كلباً إل كلب صيد أو ماشية فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬قيراط> ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من أمسك‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1689‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إل كلب حرث أو ماشية> ُمتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬من اقتنى كلباً ليس بكلب صيد ول ماشية ول أرض فإنه ينقص من أجره‬
‫قيراطان كل يوم> ‪.‬‬
‫*‪ - 307 *2‬باب كراهية تعليق الجرس في البعير وغيره من الدواب وكراهية استصحاب الكلب‬
‫والجرس في السفر‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل تصحب‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1690‬عن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫الملئكة رفقة فيها كلب أو جرس> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الجرس من مزامير الشيطان>‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1691‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫َروَاهُ مسلم‪.‬‬
‫*‪ - 308 *2‬باب كراهة ركوب الجللة وهي البعير أو الناقة التي تأكل العذرة فإن أكلت علفاً‬
‫طاهراً فطاب لحمها زالت الكراهة‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عن الجللة في‬ ‫ع ْنهُما قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1692‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫البل أن يركب عليها‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 309 *2‬باب النهي عن البصاق في المسجد والمر بإزالته منه إذا وجد فيه والمر بتنزيه‬
‫المسجد عن القذار‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬البصاق في المسجد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1693‬عن أنس َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫خطيئة‪ ،‬وكفارتها دفنها> مُتّفَقٌ َ‬
‫والمراد بدفنها إذا كان المسجد تراباً أو رملً ونحوه فيواريها تحت ترابه‪ .‬قال أبو المحاسن‬
‫الرّويَاني من أصحابنا في كتابه البحر‪ :‬وقيل‪ :‬المراد بدفنها إخراجها من المسجد‪ ،‬أما إذا كان‬
‫المسجد مبلطاً أو مجصصاً فدلكها عليه بمداسه أو بغيره كما يفعله كثير من الجاهلين فليس ذلك‬
‫بدفن بل زيادة في الخطيئة‪ ،‬وتكثير للقذر في المسجد‪ ،‬وعلى من فعل ذلك أن يمسحه بعد ذلك‬
‫بثوبه أو يده أو غيره أو يغسله‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم رأى في جدار القبلة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْها أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1694‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫مخاطاً أو بزاقاً أو نخامة فحكه‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن هذه المساجد ل‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1695‬وعن أنس َر ِ‬
‫تصلح لشيء من هذا البول ول القذر‪ ،‬إنما هي لذكر الّ وقراءة القرآن> أو كما قال َرسُول الِّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪َ .‬روَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫صَلّى الُّ َ‬
‫*‪ - 310 *2‬باب كراهة الخصومة في المسجد ورفع الصوت فيه ونشد الضالة والبيع والشراء‬
‫والجارة ونحوها من المعاملت‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من‬‫ع ْنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1696‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫ل ينشد ضالة في المسجد فليقل ل ردها الّ عليك؛ فإن المساجد لم تبن لهذا> َروَاهُ‬ ‫سمع رج ً‬
‫مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا رأيتم من يبيع أو‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1697‬وعنه رَضيَ الُّ َ‬
‫يبتاع في المسجد فقولوا ل أربح الّ تجارتك‪ ،‬وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا ل ردها الّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬‫عليك> َروَاهُ ا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫ل نشد في المسجد فقال‪ :‬من دعا إليّ الجمل الحمر؟‬ ‫عنْهُ أن رج ً‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1698‬وعن بريدة َر ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬ل وجدت‪ ،‬إنما بنيت المساجد لما بنيت له> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬ ‫فقال َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬‫‪ - 1699‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َرضِيَ الُّ َ‬
‫َوسَلّم نهى عن الشراء والبيع في المسجد وأن تنشد فيه ضالة‪ ،‬وأن ينشد فيه شعر‪َ .‬روَاهُ أبُو‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ح ِديْثٌ َ‬ ‫ي وَقَالَ َ‬
‫دَاوُ َد وَا ْل ّترْمِ ِذ ّ‬
‫عنْهُ قال‪ :‬كنت في المسجد فحصبني رجل‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1700‬وعن السائب بن يزيد الصحابي َر ِ‬
‫عنْهُ‪ ،‬فقال‪ :‬اذهب فأتني بهذين‪ ،‬فجئته بهما‪ ،‬فقال‪ :‬من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫فنظرت فإذا عمر بن الخطاب رَ ِ‬
‫أين أنتما؟ فقال‪ :‬من أهل الطائف‪ ،‬فقال‪ :‬لو كنتما من أهل البلد لوجعتكما! ترفعان أصواتكما في‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم! َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫مسجد َرسُول ا ِ‬
‫*‪ - 311 *2‬باب نهي من أكل ثوم ًا أو بصلً أو كراثاً أو غيره مما له رائحة كريهة عن دخول‬
‫المسجد قبل زوال رائحته إل لضرورة‬
‫عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من أكل من هذه‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1701‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫الشجرة (يعني الثوم) فل يقربن مسجدنا> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬مساجدنا> ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من أكل من هذه‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1702‬وعن أنس رَضيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬ ‫الشجرة فل يقربنا ول يصلين معنا> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من أكل ثوماً أو بصلً‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال النبي َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1703‬وعن جابر َر ِ‬
‫فليعتزلنا أو فليعتزل مسجدنا> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬من أكل البصل والثوم والكرّاث فل يقربن مسجدنا؛ فإن الملئكة تتأذى مما‬
‫يتأذى منه بنو آدم> ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أنه خطب يوم الجمعة فقال في خطبته‪ :‬ثم إنكم أيها‬ ‫‪ - 1704‬وعن عمر بن الخطاب َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫الناس تأكلون شجرتين ما أراهما إل خبيثتين‪ :‬البصل والثوم؛ لقد رأيت َرسُول ا ِ‬
‫َوسَلّم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع‪ ،‬فمن أكلهما فليمتهما‬
‫طبخاً‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 312 *2‬باب كراهة الحتباء يوم الجمعة والمام يخطب لنه يجلب النوم فيفوت استماع‬
‫الخطبة ويخاف انتقاض الوضوء‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم نهى عن الحبوة‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1705‬عن معاذ بن أنس الجهني َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَال‪ :‬حَ ِديْثٌ َ‬
‫يوم الجمعة والمام يخطب‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد وَا ْل ّترْمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 313 *2‬باب نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحي عن أخذ شيء من شعره‬
‫أو أظفاره حتى يضحي‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من كان له‬ ‫عنْها قالت‪ :‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1706‬عن أم سلمة َر ِ‬
‫ذبح يذبحه فإذا أهل هلل ذي الحجة فل يأخذن من شعره ول من أظفاره شيئ ًا حتى يضحي>‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 314 *2‬باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي والكعبة والملئكة والسماء والباء والحياة‬
‫والروح والرأس وحياة السلطان ونعمة السلطان وتربة فلن والمانة وهي من أشدها نهياً‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن الّ تعالى ينهاكم‬ ‫ع ْنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1707‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫أن تحلفوا بآبائكم‪ ،‬فمن كان حالفاً فليحلف بال أو ليصمت> ُمتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية في الصحيح‪< :‬فمن كان حالفاً فل يحلف إل بال أو ليسكت> ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1708‬وعن عبد الرحمن بن سمرة َر ِ‬
‫<ل تحلفوا بالطواغي ول بآبائكم> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫<الطواغي> ‪ :‬جمع طاغية وهي‪ :‬الصنام‪ ،‬ومنه حديث <هذه طاغية دوس> ‪ :‬أي صنمهم‬
‫ومعبودهم‪.‬‬
‫وروي في غير مسلم‪< :‬بالطواغيت> جمع طاغوت وهو‪ :‬الشيطان والصنم‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬من حلف بالمانة‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫عنْهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1709‬وعن بريدة َر ِ‬
‫فليس منا> حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من حلف فقال إني‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1710‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫بريء من السلم‪ ،‬فإن كان كاذباً فهو كما قال‪ ،‬وإن كان صادقاً فلن يرجع إلى السلم سالماً>‬
‫َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫ل يقول‪ :‬ل والكعبة فقال ابن عمر‪ :‬ل تحلف‬ ‫ع ْنهُما أنه سمع رج ً‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1711‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬من حلف بغير الّ فقد كفر أو‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫بغير الّ؛ فإني سمعت َرسُول ا ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬‫أشرك> َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذ ّ‬
‫عَل ْيهِ‬
‫وفسر بعض العلماء قوله <كفر أو أشرك> على التغليظ‪ ،‬كما روي أن النبي صَلّى الُّ َ‬
‫َوسَلّم قال‪< :‬الرياء شرك> ‪.‬‬
‫*‪ - 315 *2‬باب تغليظ تحريم اليمين الكاذبة عمداً‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من حلف على مال‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1712‬عن ابن مسعود َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ل وهو عليه غضبان> قال‪ :‬ثم قرأ علينا َرسُول ا ِ‬ ‫امرئ مسلم بغير حقه لقي ا ّ‬
‫ل وأيمانهم ثمناً قليلً} إلى آخر‬ ‫َوسَلّم مصداقه من كتاب الّ عز وجل {إن الذين يشترون بعهد ا ّ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫الية (آل عمران ‪ُ . )77‬متّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1713‬وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي َرضِيَ الُّ َ‬
‫َوسَلّم قال‪< :‬من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الّ له النار وحرم عليه الجنة> فقال‬
‫له رجل‪ :‬وإن كان شيئاً يسيراً يا رَسُول الِّ؟ قال‪< :‬وإن قضيباً من أراك> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪:‬‬ ‫ع ْنهُما عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1714‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫<الكبائر الشراك بال وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫وفي رواية له‪ :‬أن أعرابياً جاء إلى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقال‪ :‬يا َرسُول الِّ ما الكبائر؟‬
‫قال‪< :‬الشراك بال> قال‪ :‬ثم ماذا؟ قال‪< :‬اليمين الغموس> قلت‪ :‬وما اليمين الغموس؟ قال‪:‬‬
‫<الذي يقتطع مال امرئ مسلم> ‪ :‬يعني بيمين هو فيها كاذب‪.‬‬
‫*‪ - 316 *2‬باب ندب من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها أن يفعل ذلك المحلوف عليه ثم‬
‫يكفر عن يمينه‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪:‬‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1715‬عن عبد الرحمن بن سمرة َر ِ‬
‫<وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك> مُتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من حلف على‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1716‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫يمين فرأى غيرها خيراً منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬إني وال‪ ،‬إن‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1717‬وعن أبي موسى رَضيَ الُّ َ‬
‫شاء الّ‪ ،‬ل أحلف على يمين ثم أرى خيرًا منها إل كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬لن يلج‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1718‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫ل عليه> مُتّفَقٌ‬ ‫ل تعالى من أن يعطي كفارته التي فرض ا ّ‬ ‫أحدكم في يمينه في أهله آثم له عند ا ّ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫قوله <يلجّ> بفتح اللم وتشديد الجيم‪ :‬أي يتمادى فيها ول يكفر‪.‬‬
‫وقوله <آثم> هو بالثاء المثلثة أي‪ :‬أكثر إثماً‪.‬‬
‫*‪ - 317 *2‬باب العفو عن لغو اليمين وأنه ل كفارة فيه وهو ما يجري على اللسان بغير قصد‬
‫اليمين كقوله على العادة ل وال وبلى وال ونحو ذلك‬
‫ل تعالى (المائدة ‪{ :)89‬ل يؤاخذكم الّ باللغو في أيمانكم ولن يؤاخذكم بما عقدتم اليمان‬ ‫@قال ا ّ‬
‫فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة‪ ،‬فمن لم‬
‫يجد فصيام ثلثة أيام؛ ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم؛ واحفظوا أيمانكم}‪.‬‬
‫ل باللغو في أيمانكم}‬ ‫عنْها قالت أنزلت هذه الية‪{ :‬ل يؤاخذكم ا ّ‬ ‫‪ - 1719‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫في قول الرجل‪ :‬ل وال‪ ،‬وبلى وال‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 318 *2‬باب كراهة الحلف في البيع وإن كان صادق ًا‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬الحلف‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1720‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫منفقة للسلعة‪ ،‬ممحقة للكسب> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إياكم‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬‫عنْهُ أنه سمع رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1721‬وعن أبي قتادة َر ِ‬
‫وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 319 *2‬باب كراهة أن يسأل النسان بوجه الّ عز وجل غير الجنة وكراهة منع من سأل بال‬
‫تعالى وتشفع به‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل يسأل بوجه الّ‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1722‬عن جابر رَضيَ الُّ َ‬
‫إل الجنة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬من استعاذ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1723‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫بال فأعيذوه‪ ،‬ومن سأل بال فأعطوه‪ ،‬ومن دعاكم فأجيبوه‪ ،‬ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه‪،‬‬
‫فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه> حديث صحيح َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‬
‫والنسائي بأسانيد الصحيحين‪.‬‬
‫*‪ - 320 *2‬باب تحريم قول شاهنشاه للسلطان لن معناه ملك الملوك ول يوصف بذلك غير الّ‬
‫سبحانه وتعالى‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن أخنع اسم عند‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1724‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫الّ عز وجل رجل تسمى ملك الملك> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫قال سفيان بن عيينة‪ :‬ملك الملك مثل شاهنشاه‪.‬‬
‫*‪ - 321 *2‬باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بسيد ونحوه‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تقولوا للمنافق‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1725‬عن بريدة رَ ِ‬
‫سيد؛ فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 322 *2‬باب كراهة سب الحمى‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم دخل على أم السائب أو أم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫عنْهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1726‬عن جابر َر ِ‬
‫المسيّب فقال‪< :‬ما لك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين؟> قالت‪ :‬الحمى ل بارك الّ فيها‪.‬‬
‫فقال‪< :‬ل تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫<تزفزفين> ‪ :‬أي تتحركين حركة سريعة‪ ،‬ومعناه‪ :‬ترتعد‪ .‬وهو بضم التاء وبالزاي المكررة‬
‫والفاء المكررة‪ ،‬وروي أيضاً بالراء المكررة والقافين‪.‬‬
‫*‪ - 323 *2‬باب النهي عن سب الريح وبيان ما يقال عند هبوبها‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1727‬عن أبي المنذر أبي بن كعب َر ِ‬
‫تسبوا الريح‪ ،‬فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا‪ :‬اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها‬
‫وخير ما أمرت به‪ ،‬ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به> َروَاهُ ا ْل ّترْمِ ِذيّ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫سٌ‬ ‫ح َ‬‫ح ِديْثٌ َ‬
‫وَقَالَ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1728‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫<الريح من َروْح الّ‪ ،‬تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب‪ ،‬فإذا رأيتموها فل تسبوها‪ ،‬وسلوا الّ خيرها‬
‫واستعيذوا بال من شرها> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬
‫قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم <من روح الّ> هو بفتح الراء‪ :‬أي رحمته بعباده‪.‬‬
‫عنْها قالت‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم إذا عصفت الريح‬ ‫‪ - 1729‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫قال‪< :‬اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به‪ ،‬وأعوذ بك من شرها وشر ما‬
‫فيها وشر ما أرسلت به> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 324 *2‬باب كراهة سب الديك‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1730‬عن زيد بن خالد الجهني َر ِ‬
‫تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلة> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح‪.‬‬
‫ط ْرنَا بنوء كذا‬ ‫*‪ - 325 *2‬باب النهي عن قول النسان مُ ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم صلة‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬صلى بنا َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1731‬عن زيد بن خالد َر ِ‬
‫الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال‪< :‬هل تدرون‬
‫ل ورسوله أعلم‪ .‬قال‪< :‬قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر‪ ،‬فأما‬ ‫ماذا قال ربكم؟> قالوا‪ :‬ا ّ‬
‫ط ْرنَا بنوء كذا‬ ‫ط ْرنَا بفضل الّ ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب‪ ،‬وأما من قال مُ ِ‬ ‫من قال مُ ِ‬
‫وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫و <السماء> هنا‪ :‬المطر‪.‬‬
‫*‪ - 326 *2‬باب تحريم قوله لمسلم يا كافر‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬إذا قال الرجل‬ ‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1732‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫لخيه يا كافر‪ ،‬فقد باء بها أحدهما‪ ،‬فإن كان كما قال وإل رجعت عليه> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬من دعا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1733‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫ل بالكفر أو قال عدو الّ وليس كذلك إل حار عليه> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫رج ً‬
‫<حار> ‪ :‬رجع‪.‬‬
‫*‪ - 327 *2‬باب النهي عن الفحش َوبَذاءِ اللسان‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ليس المؤمن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1734‬عن ابن مسعود رَضيَ الُّ َ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫بالطعان ول اللعان ول الفاحش ول البَ ِذيّ> َروَاهُ ا ْل ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ما كان الفحش في‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1735‬وعن أنس َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ي وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬‫شيء إل شانه‪ ،‬وما كان الحياء في شيء إل زانه> َروَاهُ ا ْل ّترْمِ ِذ ّ‬
‫*‪ - 328 *2‬باب كراهة التقعير في الكلم بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة‬
‫ودقائق العراب في مخاطبة العوام ونحوهم‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬هلك المتنطعون!>‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1736‬عن ابن مسعود َر ِ‬
‫قالها ثلثاً‪َ .‬روَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫<المتنطعون> ‪ :‬المبالغون في المور‪.‬‬
‫عَل ْيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1737‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم قال‪< :‬إن الّ يبغض البليغ من الرجال‪ :‬الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة> َروَاهُ أبُو‬
‫حسَنٌ‪.‬‬ ‫ح ِديْثٌ َ‬‫ي وَقَالَ َ‬ ‫دَاوُ َد وَا ْل ّترْمِ ِذ ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬إن من أحبكم إليّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1738‬وعن جابر َر ِ‬
‫وأقربكم مني مجلس ًا يوم القيامة أحاسنكم أخلقاً‪ ،‬وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني يوم القيامة‬
‫ن وقد سبق شرحه في باب‬ ‫حسَ ٌ‬‫الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون> َروَاهُ ا ْلتّ ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫حسن الخلق (انظر الحديث رقم ‪. )629‬‬
‫*‪ - 329 *2‬باب كراهة قوله خبثت نفسي‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يقولن أحدكم خبثت‬ ‫عنْها عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1739‬عن عائشة َر ِ‬
‫نفسي‪ ،‬ولكن ليقل لقست نفسي> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫قال العلماء معنى <خبثت> ‪ :‬غثيت وهو معنى <لقست> ولكن كره لفظ الخبث‪.‬‬
‫*‪ - 330 *2‬باب كراهة تسمية العنب كرماً‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل تسموا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1740‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫العنب الكرم؛ فإن الكرم المسلم> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪ ،‬وهذا لفظ مسلم‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬فإنما الكرم قلب المؤمن>‬
‫وفي رواية للبخاري ومسلم؛ <يقولون الكرم؛ إنما الكرم المؤمن> ‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل تقولوا الكرم‪،‬‬ ‫‪ - 1741‬وعن وائل بن حجر َرضِيَ الُّ َ‬
‫حبَ َلةُ> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ولكن قولوا العنب وال َ‬
‫<الحبلة> بفتح الحاء والباء‪ ،‬ويقال أيض ًا بإسكان الباء‪.‬‬
‫*‪ - 331 *2‬باب النهي عن وصف محاسن المرأة لرجل إل أن يحتاج إلى ذلك لغرض شرعي‬
‫كنكاحها ونحوه‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تباشر‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1742‬عن ابن مسعود َر ِ‬
‫المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 332 *2‬باب كراهة قول النسان اللهم اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يقولن أحدكم‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1743‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫اللهم اغفر لي إن شئت‪ ،‬اللهم ارحمني إن شئت‪ ،‬ليعزم المسألة؛ فإنه ل مكره له> مُتّفَقٌ َ‬
‫ل ل يتعاظمه شيء أعطاه> ‪.‬‬ ‫وفي رواية لمسلم‪< :‬ولكن ليعزم وليعظم الرغبة؛ فإن ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إذا دعا أحدكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1744‬وعن أنس َر ِ‬
‫فليعزم المسألة‪ ،‬ول يقولن اللهم إن شئت فأعطني؛ فإنه ل مستكره له> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 333 *2‬باب كراهة قول ما شاء الّ وشاء فلن‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل تقولوا ما‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1745‬عن حذيفة بن اليمان َرضِيَ الُّ َ‬
‫شاء الّ وشاء فلن‪ ،‬ولكن قولوا ما شاء الّ ثم شاء فلن> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد بإسناد صحيح‪.‬‬
‫*‪ - 334 *2‬باب كراهة الحديث بعد العشاء الخرة‬
‫@المراد به الحديث الذي يكون مباحاً في غير هذا الوقت وفعله وتركه سواء‪ .‬فأما الحديث‬
‫المحرم أو المكروه في غير هذا الوقت أشد تحريماً وكراهة‪ ،‬وأما الحديث في الخير كمذاكرة‬
‫العلم وحكايات الصالحين ومكارم الخلق والحديث مع الضيف ومع طالب حاجة ونحو ذلك فل‬
‫كراهة فيه‪ ،‬بل هو مستحب‪ ،‬وكذا الحديث لعذر وعارض ل كراهة فيه‪ .‬وقد تظاهرت الحاديث‬
‫الصحيحة على كل ما ذكرته‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم كان يكره النوم قبل‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1746‬عن أبي برزة َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫العشاء والحديث بعدها‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم صلى في آخر حياته‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1747‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫فلما سلم قال‪< :‬أرأيتَكُم ليلتكم هذه؛ فإن على رأس مائة سنة ل يبقى ممن هو على ظهر الرض‬
‫اليوم أحد> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أنهم انتظروا النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فجاءهم قريباً من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1748‬وعن أنس َر ِ‬
‫شطر الليل فصلى بهم (يعني العشاء) قال‪ :‬ثم خطبنا فقال‪< :‬إل إن الناس قد صلوا ثم رقدوا‪،‬‬
‫وإنكم لن تزالوا في صلة ما انتظرتم الصلة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 335 *2‬باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها إذا دعاها ولم يكن لها عذر شرعي‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إذا دعا الرجل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1749‬عن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملئكة حتى تصبح> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية‪< :‬حتى ترجع> ‪.‬‬
‫*‪ - 336 *2‬باب تحريم صوم المرأة تطوعاً وزوجها حاضر إل بإذنه‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يحل للمرأة‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1750‬عن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫أن تصوم وزوجها شاهد إل بإذنه‪ ،‬ول تأذن في بيته إل بإذنه> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 337 *2‬باب تحريم رفع المأموم رأسه من الركوع أو السجود قبل المام‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أما يخشى أحدكم إذا‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1751‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫ل صورته صورة حمار> ُمتّفَقٌ‬ ‫رفع رأسه قبل المام أن يجعل الّ رأسه رأس حمار أو يجعل ا ّ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬‫َ‬
‫*‪ - 338 *2‬باب كراهة وضع اليد على الخاصرة في الصلة‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم نهى عن الخصر في‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1752‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫الصلة‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 339 *2‬باب كراهة الصلة بحضرة الطعام ونفسه تتوق إليه أو مع مدافعة الخبثين وهما‬
‫البول والغائط‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬ل صلة‬ ‫عنْها قالت سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1753‬عن عائشة رَضيَ الُّ َ‬
‫بحضرة طعام‪ ،‬ول هو يدافعه الخبثان> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 340 *2‬باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلة‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ما بال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1754‬عن أنس بن مالك َر ِ‬
‫أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلتهم!> فاشتد قوله في ذلك حتى قال‪< :‬لينتهن عن‬
‫ذلك أو لتخطفن أبصارهم!> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 341 *2‬باب كراهة اللتفات في الصلة لغير عذر‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم عن اللتفات في‬ ‫عنْها قالت سألت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1755‬عن عائشة َر ِ‬
‫الصلة فقال‪< :‬هو اختلس يختلسه الشيطان من صلة العبد> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬إياك واللتفات‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال لي َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1756‬وعن أنس َر ِ‬
‫في الصلة؛ فإن اللتفات في الصلة هلكة‪ ،‬فإن كان ل بد ففي التطوع ل في الفريضة> َروَاهُ‬
‫ن صحيح‪.‬‬ ‫حسَ ٌ‬‫ا ْلتّ ْرمِ ِذيّ َوقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫*‪ - 342 *2‬باب النهي عن الصلة إلى القبور‬
‫عَليْهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1757‬عن أبي مرثد كناز بن الحصين َرضِيَ الُّ َ‬
‫َوسَلّم يقول‪< :‬ل تصلوا إلى القبور ول تجلسوا عليها> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 343 *2‬باب تحريم المرور بين يدي المصلي‬
‫عنْهُ قال‪ ،‬قال َرسُول‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫صمّةِ النصاري َر ِ‬ ‫‪ - 1758‬عن أبي الجهيم عبد الّ بن الحارث بن ال ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫له من أن يمر بين يديه> قال الراوي‪ :‬ل أدري قال أربعين يوماً أو أربعين شهراً أو أربعين سنة‪.‬‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 344 *2‬باب كراهة شروع المأموم في نافلة بعد شروع المؤذن في إقامة الصلة سواء كانت‬
‫النافلة سنة تلك الصلة أو غيرها‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا أقيمت الصلة‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1759‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫فل صلة إل المكتوبة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 345 *2‬باب كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام أو ليلته بصلة‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل تخصوا ليلة‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1760‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫الجمعة بقيام من بين الليالي‪ ،‬ول تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين اليام إل أن يكون في صوم‬
‫يصومه أحدكم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬ل يصومن‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1761‬وعنه رَضيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫أحدكم يوم الجمعة إل يوماً قبله أو بعده> مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ‪ :‬أنهى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1762‬وعن محمد بن عباد قال سألت جابرًا َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫عن صوم الجمعة؟ قال نعم‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫عنْها أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1763‬وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث َر ِ‬
‫دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال‪< :‬أصمت أمس؟> قالت ل‪ ،‬قال‪< :‬تريدين أن تصومي‬
‫غداً؟> قالت ل‪ ،‬قال‪< :‬فأفطري> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 346 *2‬باب تحريم الوصال في الصوم وهو أن يصوم يومين أو أكثر ول يأكل ول يشرب‬
‫بينهما‬
‫ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم نهى عن‬ ‫‪ - 1764‬عن أبي هريرة وعائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الوصال‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم عن الوصال‪،‬‬ ‫ع ْنهُما قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1765‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪ .‬وهذا لفظ البخاري‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬إنك تواصل؟ قال‪< :‬إني لست مثلكم؛ إني أُطعَم وأسقى> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 347 *2‬باب تحريم الجلوس على قبر‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬لن يجلس‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1766‬عن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 348 *2‬باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم أن يجصص القبر وأن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1767‬عن جابر َر ِ‬
‫يقعد عليه وأن يبنى عليه‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 349 *2‬باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أيما‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل رَ ِ‬ ‫‪ - 1768‬عن جرير بن عبد ا ّ‬
‫عبد أبق فقد برئت منه الذمة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا أبق العبد لم تقبل له‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1769‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫صلة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫وفي رواية‪< :‬فقد كفر> ‪.‬‬
‫*‪ - 350 *2‬باب تحريم الشفاعة في الحدود‬
‫ل تعالى (النور ‪{ :)2‬الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة‪ ،‬ول تأخذكم‬ ‫@قال ا ّ‬
‫بهما رأفة في دين الّ إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر}‪.‬‬
‫عنْها أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت‪،‬‬ ‫‪ - 1770‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم؟ فقالوا‪ :‬ومن يجترئ عليه إل أسامة بن‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فقالوا‪ :‬من يكلم فيها َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬فكلمه أسامة فقال َرسُول ا ِ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫زيد حب رَسُول ا ِ‬
‫<أتشفع في حد من حدود الّ تعالى!> ثم قام فاختطب ثم قال‪< :‬إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم‬
‫كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه‪ ،‬وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد؛ وأيم الّ لو أن‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها!> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقال‪< :‬أتشفع في حد من حدود الّ!>‬ ‫وفي رواية‪< :‬فتلون وجه َرسُول ا ِ‬
‫فقال أسامة‪ :‬استغفر لي يا َرسُول الِّ‪ ،‬قال‪ :‬ثم أمر بتلك المرأة فقطعت يدها‪.‬‬
‫*‪ - 351 *2‬باب النهي عن التغوط في طريق الناس وظلهم وموارد الماء ونحوها‬
‫ل تعالى (الحزاب ‪{ :)58‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد‬ ‫@قال ا ّ‬
‫احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬اتقوا‬‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1771‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫اللعنين> قالوا‪ :‬وما اللعنان؟ قال‪< :‬الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 352 *2‬باب النهي عن البول ونحوه في الماء الراكد‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم نهى أن يبال في الماء‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫عنْهُ أن رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1772‬عن جابر َر ِ‬
‫الراكد‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 353 *2‬باب كراهة تفضيل الوالد بعض أولده على بعض في الهبة‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُما أن أباه أتى به َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1773‬عن النعمان بن بشير َر ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أكل ولدك نحلته‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فقال‪ :‬إني نحلت ابني هذا غلماً كان لي‪ .‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬فارجعه>‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬‫مثل هذا؟> فقال ل‪ .‬فقال رَسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬أفعلت هذا بولدك كلهم؟> قال ل‪ .‬قال‪:‬‬ ‫وفي رواية‪ :‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫<اتقوا الّ واعدلوا في أولدكم> فرجع أبي فرد تلك الصدقة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬يا بشير ألك ولد سوى هذا؟> قال نعم‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وفي رواية‪ :‬فقال َرسُول ا ِ‬
‫<أكلهم وهبت له مثل هذا؟> قال ل‪ ،‬قال‪< :‬فل تشهدني إذاً؛ فإني ل أشهد على جور>‬
‫وفي رواية‪< :‬ل تشهدني على جور!>‬
‫وفي رواية‪< :‬أشهد على هذا غيري!> ثم قال‪< :‬أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟> قال‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫بلى‪ ،‬قال‪< :‬فل إذاً> مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 354 *2‬باب تحريم إحداد المرأة على ميت فوق ثلثة أيام إل على زوجها أربعة أشهر‬
‫وعشرة أيام‬
‫عنْها قالت‪ :‬دخلت على أم حبيبة زوج النبي صَلّى الُّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1774‬عن زينب بنت أبي سلمة َر ِ‬
‫خلُوق‬ ‫ع ْنهُ فدعت بطيب فيه صُ ْفرَةُ َ‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب َرضِي الّ َ‬ ‫َ‬
‫أو غيره فدهنت منه جارية ثم مست بعارضيها ثم قالت‪ :‬وال ما لي بالطيب من حاجة غير أني‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يقول على المنبر‪< :‬ل يحل لمرأة تؤمن بال واليوم‬ ‫سمعت َرسُول ا ِ‬
‫الخر أن تحد على ميت فوق ثلث ليال إل على زوج أربعة أشهر وعشراً> قالت زينب‪ :‬ثم‬
‫عنْها حين توفي أخوها فدعت بطيب فمست منه ثم قالت‪:‬‬ ‫دخلت على زينب بنت جحش َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول على‬‫أما وال ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت َرسُول ا ِ‬
‫المنبر‪< :‬ل يحل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر أن تحد على ميت فوق ثلث إل على زوج أربعة‬
‫أشهر وعشراً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫*‪ - 355 *2‬باب تحريم بيع الحاضر للبادي وتلقي الركبان والبيع على بيع أخيه والخطبة على‬
‫خطبته إل أن يأذن أو يرد‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم أن يبيع حاضر لباد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫عنْهُ قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1775‬عن أنس َر ِ‬
‫وإن كان أخاه لبيه وأمه‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل تتلقوا‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1776‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫السلع حتى يهبط بها إلى السواق> ُمتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل تتلقوا‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1777‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫الركبان ول يبع حاضر لباد> فقال له طاووس‪ :‬ما ل يبع حاضر لباد؟ قال‪ :‬ل يكون له سمساراً‪.‬‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم أن يبيع حاضر‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1778‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫لباد‪ ،‬ول تناجشوا ول يبع الرجل على بيع أخيه ول يخطب على خطبة أخيه‪ ،‬ول تسأل المرأة‬
‫طلق أختها لتكفأ ما في إنائها>‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم عن التلقي‪ ،‬وأن يبتاع المهاجر للعرابي‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫وفي رواية قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬
‫ص ِريَة‪.‬‬‫وأن تشترط المرأة طلق أختها‪ ،‬وأن يستام الرجل على سوم أخيه‪ ،‬ونهى عن النجش والتّ ْ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يبع بعضكم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1779‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪ .‬وهذا لفظ مسلم‪.‬‬ ‫على بعض ول يخطب على خطبة أخيه إل أن يأذن له> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬المؤمن‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1780‬وعن عقبة بن عامر َر ِ‬
‫أخو المؤمن‪ ،‬فل يحل لمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ول يخطب على خطبة أخيه حتى يذر>‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 356 *2‬باب النهي عن إضاعة المال في غير وجوهه التي أذن الشرع فيه‬
‫ل يرضى‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬إن ا ّ‬‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1781‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫لكم ثلثاً ويكره لكم ثلثاً‪ ،‬فيرضى لكم أن تعبدوه ول تشركوا به شيئ ًا وأن تعتصموا بحبل الّ‬
‫جميعاً ول تفرقوا‪ ،‬ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪ .‬وتقدم شرحه‬
‫(انظر الحديث رقم ‪. )340‬‬
‫ضيَ الُّ‬ ‫‪ - 1782‬وعن وراد كاتب المغيرة قال‪ :‬أملى عليّ المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية َر ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم كان يقول في دبر كل صلة مكتوبة‪< :‬ل إله إل الّ وحده ل‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫َ‬
‫شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‪ ،‬اللهم ل مانع لما أعطيت ول معطي لما‬
‫منعت ول ينفع ذا الجد منك الجد> وكتب إليه أنه كان ينهى عن قيل وقال وإضاعة المال وكثرة‬
‫عَليْهِ‪ .‬وسبق شرحه‬ ‫السؤال‪ ،‬وكان ينهى عن عقوق المهات ووأد البنات ومنع وهات‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫(انظر الحديث رقم ‪. )340‬‬
‫*‪ - 357 *2‬باب النهي عن الشارة إلى مسلم بسلح ونحوه سواء كان جاداً أو مازح ًا والنهي‬
‫عن تعاطي السيف مسلولً‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬ل يشر أحدكم‬ ‫ع ْنهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1783‬عن أبي هريرة َرضِي الُّ َ‬
‫إلى أخيه بالسلح؛ فإنه ل يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫وفي رواية لمسلم‪ :‬قال‪ ،‬قال أبو القاسم صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬من أشار إلى أخيه بحديدة فإن‬
‫الملئكة تلعنه حتى ينزع وإن كان أخاه لبيه وأمه> ‪.‬‬
‫قوله صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ينزع> ضبط بالعين المهملة مع كسر الزاي‪ ،‬وبالغين المعجمة مع‬
‫فتحها ومعناها متقارب‪ .‬ومعناه بالمهملة‪ :‬يرمي‪ ،‬وبالمعجمة أيضاً‪ :‬يرمي ويفسد‪ .‬وأصل النزع‬
‫الطعن والفساد‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم أن يُتعاطى السيف‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1784‬وعن جابر َر ِ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫مسلولً‪َ .‬روَاهُ أبُو دَاوُ َد وَال ّت ْرمِ ِذيّ وَقَالَ حَ ِديْثٌ َ‬
‫*‪ - 358 *2‬باب كراهة الخروج من المسجد بعد الذان إل لعذر حتى يصلي المكتوبة‬
‫ع ْنهُ في المسجد فأذن المؤذن‪،‬‬ ‫‪ - 1785‬عن أبي الشعثاء قال‪ :‬كنا قعودًا مع أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد‪ ،‬فقال أبو هريرة‪:‬‬
‫أما هذا فقد عصى أبا القاسم صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 359 *2‬باب كراهة رد الريحان لغير عذر‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من عرض‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1786‬عن أبي هريرة َر ِ‬
‫عليه ريحان فل يرده؛ فإنه خفيف المحمل طيب الريح> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم كان ل يرد الطيب‪َ .‬روَاهُ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1787‬وعن أنس َر ِ‬
‫البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 360 *2‬باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدة من إعجاب ونحوه وجوازه لمن‬
‫أمن ذلك في حقه‬
‫ل يثني‬
‫عنْ ُه قال‪ :‬سمع النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم رج ً‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1788‬عن أبي موسى الشعري َر ِ‬
‫على رجل ويطريه في المدحة فقال‪< :‬أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<الطراء> ‪ :‬البالغة في المدح‪.‬‬
‫عنْهُ أن رجلً ذكر عند النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فأثنى عليه‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1789‬وعن أبي بكرة رَ ِ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ويحك! قطعت عنق صاحبك (يقوله مراراً) إن كان‬ ‫رجل خيراً فقال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫أحدكم مادح ًا ل محالة فليقل‪ :‬أحسب كذا وكذا إن كان يُرى أنه كذلك‪ ،‬وحسيبه الّ ول يزكى على‬
‫الّ أحد> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ضيَ‬‫ل جعل يمدح عثمان َر ِ‬ ‫ع ْنهُ أن رج ً‬ ‫‪ - 1790‬وعن همّام بن الحارث عن المقداد َرضِيَ الُّ َ‬
‫ع ْنهُ فعمد المقداد فجثا على ركبتيه فجعل يحثو في وجهه الحصباء‪ ،‬فقال له عثمان‪ :‬ما‬ ‫الُّ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم‬ ‫شأنك؟ فقال‪ :‬إن َرسُول ا ِ‬
‫التراب> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫فهذه الحاديث في النهي وجاء في الباحة أحاديث كثيرة صحيحة‪ .‬قال العلماء‪ :‬وطريق الجمع‬
‫بين الحاديث أن يقال‪ :‬إن كان الممدوح عنده كمال إيمان ويقين ورياضة نفس ومعرفة تامة‬
‫بحيث ل يفتتن ول يغتر بذلك ول تلعب به نفسه فليس بحرام ول مكروه‪ ،‬وإن خيف عليه شيء‬
‫من هذه المور كره مدحه في وجهه كراهة شديدة‪ ،‬وعلى هذا التفصيل تنزل الحاديث المختلفة‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫ع ْنهُ (انظر الحديث رقم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم لبي بكر َر ِ‬
‫صلّى الُّ َ‬‫ومما جاء في الباحة قوله َ‬
‫‪< :)1213‬أرجو أن تكون منهم> ‪ :‬أي من الذين يدعون من جميع أبواب الجنة لدخولها‪.‬‬
‫وفي الحديث الخر (انظر الحديث رقم ‪< :)788‬لست منهم> ‪ :‬أي لست من الذين يسبلون أزرهم‬
‫خيلء‪.‬‬
‫ع ْنهُ‪< :‬ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إل سلك فج ًا غير‬ ‫وقال صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم لعمر رَضيَ الُّ َ‬
‫فجك>‬
‫والحاديث في الباحة كثيرة‪ .‬وقد ذكرت جملة من أطرافها في كتاب الذكار (انظر باب المدح من‬
‫الذكار) ‪.‬‬
‫*‪ - 361 *2‬باب كراهة الخروج من بلد وقع به الوباء فراراً مه وكراهة القدوم عليه‬
‫ل تعالى (النساء ‪{ :)78‬أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (البقرة ‪{ :)195‬ول تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}‪.‬‬
‫ع ْنهُ خرج إلى الشام‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن عمر بن الخطاب َر ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1791‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫حتى إذا كان ِبسَرْغٍ‪ ،‬لقيه أمراء الجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه‪ ،‬فأخبروه أن الوباء قد‬
‫وقع بالشام‪ ،‬قال ابن عباس فقال لي عمر‪ :‬ادع لي المهاجرين الولين‪ ،‬فدعوتهم‪ ،‬فاستشارهم‬
‫وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا‪ ،‬فقال‪ :‬بعضهم خرجت لمر ول نرى أن ترجع عنه‪،‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم ول نرى أن تقدمهم‬ ‫وقال بعضهم‪ :‬معك بقية الناس وأصحاب َرسُول ا ِ‬
‫على هذا الوباء‪ .‬فقال‪ :‬ارتفعوا عني‪ ،‬ثم قال‪ :‬ادع لي النصار‪ ،‬فدعوتهم‪ ،‬فاستشارهم فسلكوا‬
‫سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلفهم‪ ،‬فقال‪ :‬ارتفعوا عني‪ ،‬ثم قال‪ :‬ادع لي من كان هاهنا من‬
‫مشيخة قريش من مهاجرة الفتح‪ ،‬فدعوتهم‪ ،‬فلم يختلف عليه منهم رجلن؛ فقالوا‪ :‬نرى أن‬
‫ع ْنهُ في الناس‪ :‬إني مصبح‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ترجع بالناس ول تقدمهم على هذا الوباء‪ ،‬فنادى عمر َر ِ‬
‫عنْهُ‪ :‬أفراراً من قدر الّ! فقال‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫على ظهر فأصبحوا عليه‪ ،‬فقال أبو عبيدة بن الجراح َر ِ‬
‫عنْهُ‪ :‬لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! وكان عمر يكره خلفه؛ نعم نفر من قدر الّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫عمر َر ِ‬
‫إلى قدر الّ؛ أرأيت لو كان لك إبل فهبطت وادياً له عدوتان إحداهما خصبة والخرى جدبة أليس‬
‫إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الّ‪ ،‬وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الّ؟ قال‪ :‬فجاء عبد الرحمن‬
‫ع ْنهُ‪ ،‬وكان متغيباً في بعض حاجته‪ ،‬فقال‪ :‬إن عندي من هذا علماً‪ :‬سمعت‬ ‫بن عوف َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬إذا سمعتم به بأرض فل تقدموا عليه‪ ،‬وإذا وقع بأرض‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫َرسُول ا ِ‬
‫ع ْنهُ وانصرف‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫وأنتم بها فل تخرجوا فرارًا منه> فحمد الّ تعالى عمر َر ِ‬
‫<العدوة> ‪ :‬جانب الوادي‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إذا سمعتم الطاعون‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1792‬وعن أسامة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫بأرض فل تدخلوها‪ ،‬وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فل تخرجوا منها> ُمتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 362 *2‬باب التغليظ في تحريم السحر‬
‫ل تعالى (البقرة ‪{ :)102‬وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر}‬ ‫@قال ا ّ‬
‫الية‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬اجتنبوا السبع‬ ‫‪ - 1793‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الموبقات!> قالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ وما هن؟ قال‪< :‬الشرك بال والسحر وقتل النفس التي حرم الّ‬
‫إل بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلت>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 363 *2‬باب النهي عن المسافرة بالمصحف إلى بلد الكفار إذا خيف وقوعه بأيدي العدو‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أن يسافر‬ ‫ع ْنهُما قال‪ :‬نهى َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1794‬عن ابن عمر َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫بالقرآن إلى أرض العدو‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫*‪ - 364 *2‬باب تحريم استعمال إناء الذهب وإناء الفضة في الكل والشرب والطهارة وسائر‬
‫وجوه الستعمال‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬الذي يشرب في‬ ‫عنْها أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1795‬عن أم سلمة َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم> مُتّفَقٌ َ‬
‫وفي رواية لمسلم‪< :‬إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب> ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ :‬إن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم نهانا عن الحرير والديباج‬ ‫‪ - 1796‬وعن حذيفة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫والشرب في آنية الذهب والفضة‪ ،‬وقال‪< :‬هن لهم في الدنيا وهي لكم في الخرة> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬
‫عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫وفي رواية في الصحيحين عن حذيفة َر ِ‬
‫يقول‪< :‬ل تلبسوا الحرير ول الديباج‪ ،‬ول تشربوا في آنية الذهب والفضة ول تأكلوا في‬
‫صحافها> ‪.‬‬
‫ع ْنهُ عند نفر من المجوس‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1797‬وعن أنس بن سيرين قال‪ :‬كنت مع أنس بن مالك َر ِ‬
‫فجيء بفالوذج على إناء من فضة فلم يأكله‪ ،‬فقيل له حوّله‪ ،‬فحوّله على إناء من خلنج وجيء به‬
‫فأكله‪ .‬رواه البيهقي بإسناد حسن‪.‬‬
‫<الخلنج> ‪ :‬الجفنة‪.‬‬
‫*‪ - 365 *2‬باب تحريم لبس الرجل ثوباً مزعفراً‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم أن يتزعفر الرجل‪ .‬مُتّفَقٌ‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬نهى النبي َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1798‬عن أنس َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫ع ْنهُما قال‪ :‬رأى النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1799‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫ي ثوبين معصفرين فقال‪< :‬أمك أمرتك بهذا؟!> قلت‪ :‬أغسلهما؟ قال‪< :‬بل أحرقهما>‬ ‫عل ّ‬
‫وفي رواية‪< :‬إن هذه من ثياب الكفار فل تلبسها> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 366 *2‬باب النهي عن صمت يوم إلى الليل‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ل ُيتْمَ(‪ )1‬بعد‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬حفظت عن َرسُول ا ِ‬ ‫ي َرضِيَ الُّ َ‬‫‪ - 1800‬عن عل ّ‬
‫ت يوم إلى الليل> َروَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن‪.‬‬ ‫احتلم‪ ،‬ول صُمَا َ‬
‫قال الخطابي في تفسير هذا الحديث‪ :‬كان من نسك الجاهلية الصمات فنهوا في السلم عن ذلك‬
‫وأمروا بالذكر والحديث بالخير‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫(‪ )1‬ل ُيتْم‪ :‬بسكون التاء‪ .‬يعني أنه إذا احتلم لم تجر عليه أحكام صغار اليتام‬
‫‪----------------‬‬
‫ع ْنهُ على امرأة من أحمس‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1801‬وعن قيس بن أبي حازم قال‪ :‬دخل أبو بكر الصديق رَ ِ‬
‫ت ُمصْ ِمتَة‪ ،‬فقال لها‪ :‬تكلمي فإن‬ ‫يقال لها زينب فرآها ل تتكلم‪ .‬فقال‪ :‬ما لها ل تتكلم؟ فقالوا‪ :‬حَجّ ْ‬
‫هذا ل يحل‪ ،‬هذا من عمل الجاهلية! فتكلمت‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫*‪ - 367 *2‬باب تحريم انتساب النسان إلى غير أبيه وتوليه غير مواليه‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬من ادعى‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أن النبي َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1802‬عن سعد بن أبي وقاص رَ ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام> مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل ترغبوا عن‬ ‫‪ - 1803‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫آبائكم‪ ،‬فمن رغب عن أبيه فهو كفر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ع ْنهُ على المنبر يخطب فسمعته‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1804‬وعن يزيد بن شريك بن طارق قال‪ :‬رأيت عليّا َر ِ‬
‫يقول‪ :‬ل وال ما عندنا من كتاب نقرؤه إل كتاب الّ‪ ،‬وما في هذه الصحيفة‪ ،‬فنشرها فإذا فيها‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬المدينة حرم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أسنان البل‪ ،‬وأشياء من الجراحات‪ ،‬وفيها قال َرسُول ا ِ‬
‫ل والملئكة والناس‬ ‫ما بين عير إلى ثور‪ ،‬فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة ا ّ‬
‫ل منه يوم القيامة صرفاً ول عدلً‪ ،‬ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم‪،‬‬ ‫أجمعين‪ ،‬ل يقبل ا ّ‬
‫ل منه يوم القيامة صرفاً‬ ‫ل والملئكة والناس أجمعين‪ ،‬ل يقبل ا ّ‬ ‫فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة ا ّ‬
‫ول عدلً‪ ،‬ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الّ والملئكة والناس‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫ل منه يوم القيامة صرفاً ول عدلً> مُتّفَقٌ َ‬ ‫أجمعين‪ ،‬ل يقبل ا ّ‬
‫<ذمة المسلمين> ‪ :‬أي عهدهم وأمانتهم‪.‬‬
‫و <أخفره> ‪ :‬نقض عهده‪.‬‬
‫و <الصرف> ‪ :‬التوبة‪ .‬وقيل الحيلة‪.‬‬
‫و <العدل> ‪ :‬الفداء‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬ليس من‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫‪ - 1805‬وعن أبي ذر رَ ِ‬
‫رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إل كفر‪ ،‬ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من‬
‫عَل ْيهِ‪ .‬وهذا لفظ‬
‫النار‪ ،‬ومن دعا رجلً بالكفر أو قال عدو الّ وليس كذلك إل حار عليه> مُتّفَقٌ َ‬
‫رواية مسلم‪.‬‬
‫*‪ - 368 *2‬باب التحذير من ارتكاب ما نهى الّ عز وجل ورسوله صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم عنه‬
‫ل تعالى (النور ‪{ :)63‬فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم‬ ‫@قال ا ّ‬
‫عذاب أليم}‪.‬‬
‫ل نفسه}‪.‬‬ ‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)30‬ويحذركم ا ّ‬
‫وقال تعالى (البروج ‪{ :)12‬إن بطش ربك لشديد}‪.‬‬
‫وقال تعالى (هود ‪{ :)102‬وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}‪.‬‬
‫ل تعالى يغار‪،‬‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬إن ا ّ‬ ‫‪ - 1806‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫ل عليه> مُتّفَقٌ َ‬ ‫وغيرة الّ أن يأتي المرء ما حرم ا ّ‬
‫*‪ - 369 *2‬باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهي ًا عنه‬
‫ل تعالى (العراف ‪{ :)200‬وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بال}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (العراف ‪{ :)201‬إن الذين إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)136 ،135‬والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الّ‬
‫فاستغفروا لذنوبهم‪ ،‬ومن يغفر الذنوب إل الّ‪ ،‬ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون‪ ،‬أولئك‬
‫جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النور ‪{ :)31‬وتوبوا إلى الّ جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬من حلف فقال في‬ ‫‪ - 1807‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫حلفه باللت والعزى فليقل‪ :‬ل إله إل الّ‪ ،‬ومن قال لصاحبه تعال أقامرك‪ ،‬فليتصدق> مُتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫*‪ *1‬كتاب المنثورات والملح‬
‫*‪ - 370 *2‬باب‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم الدجال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫عنْهُ قال‪ :‬ذكر َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1808‬عن النواس بن سمعان َر ِ‬
‫ذات غداة فخفّض فيه ورفّع حتى ظنناه في طائفة النخل‪ ،‬فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال‪:‬‬
‫<ما شأنكم؟> قلنا‪ :‬يا رَسُول الِّ ذكرت الدجال الغداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة‬
‫خوَفني عليكم؛ إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم‪ ،‬وإن يخرج‬ ‫النخل‪ .‬فقال‪< :‬غير الدجال أ ْ‬
‫ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه‪ ،‬وال خليفتي على كل مسلم؛ إنه شاب قطط‪ ،‬عينه طافية‪ ،‬كأني‬
‫أشبهه بعبد العزى بن قطن‪ ،‬فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف‪ ،‬إنه خارج خله‬
‫لّ وما لبثه في‬ ‫بين الشام والعراق فعاث يميناً وعاث شمالً؛ يا عباد الّ فاثبتوا‪ .‬قلنا‪ :‬يا َرسُول ا ِ‬
‫الرض؟ قال‪< :‬أربعون يوماً‪ :‬يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم> قلنا‪ :‬يا‬
‫َرسُول الِّ فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلة يوم؟ قال‪< :‬ل‪ ،‬اقدروا له قدره> قلنا‪ :‬يا‬
‫َرسُول الِّ وما إسراعه في الرض؟ قال‪< :‬كالغيث استدبرته الريح‪ ،‬فيأتي على القوم فيدعوهم‬
‫فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والرض فتنبت‪ ،‬فتروح عليهم سارحتهم أطول‬
‫ما كانت ذرىً وأسبعه ضروعاً وأمده خواصر‪ ،‬ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله‬
‫فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم‪ ،‬ويمر بالخربة فيقول لها‪:‬‬
‫أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النخل‪ ،‬ثم يدعو رجلً ممتلئاً شباب ًا فيضربه بالسيف‬
‫فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك‪ .‬فبينما هو كذلك إذ بعث الّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين‬ ‫تعالى المسيح ابن مريم صَلّى الُّ َ‬
‫َمهْرُو َدتَين‪ ،‬واضعاً كفيه على أجنحة ملكين‪ ،‬إذا طأطأ رأسه قطر‪ ،‬وإذا رفعه تحدر منه جمان‬
‫كاللؤلؤ‪ ،‬فل يحل لكافر يجد ريح نفسه إل مات‪ ،‬ونفسه ينتهي إلى حيث ينتهي طرفه‪ ،‬فيطلبه‬
‫ل منه فيمسح‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم قوماً قد عصمهم ا ّ‬ ‫حتى يدركه بباب ل ّد فيقتله‪ ،‬ثم يأتي عيسى صَلّى الُّ َ‬
‫عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة‪ ،‬فبينما هو كذلك إذ أوحى الّ تعالى إلى عيسى صَلّى‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم أني قد أخرجت عباداً لي ل يدان لحد بقتالهم فحرّز عبادي إلى الطور‪ ،‬ويبعث الّ‬
‫يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون‪ ،‬فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها‪،‬‬
‫ل عيسى صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬ ‫ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء‪ ،‬ويُحصَر نبي ا ّ‬
‫وأصحابه حتى يكون رأس الثور لحدهم خيراً من مائة دينار لحدكم اليوم‪ ،‬فيرغب نبي الّ‬
‫ل تعالى عليهم‬ ‫ع ْنهُم إلى الّ تعالى‪ ،‬فيرسل ا ّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫عَل ْيهِ َوسَلّم وأصحابه َر ِ‬ ‫عيسى صَلّى الُّ َ‬
‫ل عيسى صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫النغف في رقابهم فيصبحون َفرْسى كموت نفس واحدة‪ ،‬ثم يهبط نبي ا ّ‬
‫ع ْنهُم إلى الرض فل يجدون في الرض موضع شبر إل مله زهمهم‬ ‫َوسَلّم وأصحابه َرضِيَ الُّ َ‬
‫ع ْنهُم إلى الّ تعالى‪،‬‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫ل عيسى صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم وأصحابه رَ ِ‬ ‫ونتنهم‪ ،‬فيرغب نبي ا ّ‬
‫ل تعالى‪ ،‬ثم يرسل الّ عز‬ ‫فيرسل الّ تعالى طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء ا ّ‬
‫ن منه بيت مدر ول وبر فيغسل الرض حتى يتركها كالزّلَ َقةِ‪ ،‬ثم يقال للرض‬ ‫وجل مطراً ل يكِ ّ‬
‫أنبتي ثمرتك و ِدرّي بركتك‪ .‬فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقِحْفِها‪ ،‬ويبارَك في‬
‫حةَ من البقر لتكفي القبيلة من‬ ‫حةَ من البل لتكفي الفئام من الناس‪ ،‬و اللّقْ َ‬ ‫الرّسل حتى إن اللّقْ َ‬
‫حةَ من الغنم لتكفي الفخذ من الناس‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ بعث الّ ريح ًا طيبة‬ ‫الناس‪ ،‬و اللّقْ َ‬
‫فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم‪ ،‬ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها‬
‫تهارج الحمر‪ ،‬فعليهم تقوم الساعة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫قوله <خله بين الشام والعراق> ‪ :‬أي طريق ًا بينهما‪.‬‬
‫وقوله <عاث> بالعين المهملة والثاء المثلثة والعيث‪ :‬أشد الفساد‪.‬‬
‫و <الذرى> بضم الذال المعجمة وهو أعالي السنمة وهو جمع ذروة بضم الذال وكسرها‪.‬‬
‫و <اليعاسيب> ‪ :‬ذكور النحل‪.‬‬
‫و <جزلتين> ‪ :‬أي قطعتين‪.‬‬
‫و <الغرض> ‪ :‬الهدف الذي يرمى بال ُنشّاب‪ :‬أي يرميه رمية كرمية النشاب إلى الهدف‪.‬‬
‫و <المهرودة> بالدال المهملة والمعجمة وهي‪ :‬الثوب المصبوغ‪.‬‬
‫قوله <ل يَدَان> ‪ :‬أي ل طاقة‪.‬‬
‫و <النغف> ‪ :‬دود‪.‬‬
‫و <فرسى> جمع فريس‪ ،‬وهو‪ :‬القتيل‪.‬‬
‫و <الزَلقَة> بفتح الزاي واللم وبالقاف‪ ،‬وروي الزلفة‪ ،‬بضم الزاي وإسكان اللم وبالفاء وهي‪:‬‬
‫المرآة‪.‬‬
‫و <العصابة> ‪ :‬الجماعة‪.‬‬
‫و <الرّسل> بكسر الراء‪ :‬اللبن‪.‬‬
‫و <اللقحة> ‪ :‬اللبون‪.‬‬
‫و <الفئام> بكسر الفاء وبعدها همزة ممدودة‪ :‬الجماعة‪.‬‬
‫و <الفخذ من الناس> ‪ :‬دون القبيلة‪.‬‬
‫‪ - 1809‬وعن ربعي بن حراش قال‪ :‬انطلقت مع أبي مسعود النصاري إلى حذيفة بن اليمان‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم في‬‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬
‫ع ْنهُم فقال له أبو مسعود‪ :‬حدثني ما سمعت من رَسُول ا ِ‬ ‫َرضِيَ الُّ َ‬
‫الدجال‪ .‬قال‪< :‬إن الدجال يخرج وإن معه ماء ونار‪ ،‬فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق‪ ،‬وأما‬
‫الذي يراه الناس ناراً فماء بارد عذب؛ فمن أدركه منكم فليقع في الذي يراه ناراً فإنه ماء عذب‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫طيب> فقال أبو مسعود‪ :‬وأنا قد سمعته‪ .‬مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬
‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1810‬وعن عبد الّ بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫َوسَلّم‪< :‬يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين> ل أدري أربعين يوماً أو أربعين شهراً أو أربعين‬
‫ل تعالى عيسى ابن مريم صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فيطلبه فيهلكه‪ ،‬ثم يمكث الناس‬ ‫عاماً‪ ،‬فيبعث ا ّ‬
‫سبع سنين ليس بين اثنين عداوة‪ ،‬ثم يرسل الّ عز وجل ريحاً باردة من قبل الشام فل يبقى على‬
‫وجه الرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إل قبضته‪ ،‬حتى لو أن أحدكم دخل في كبد‬
‫جبل لدخلته عليه حتى تقبضه‪ ،‬فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلم السباع؛ ل يعرفون‬
‫معروفًا ول ينكرون منكراً‪ ،‬فيتمثل لهم الشيطان فيقول‪ :‬أل تستجيبون؟ فيقولون‪ :‬فما تأمرنا؟‬
‫فيأمرهم بعبادة الوثان وهم في ذلك دارّ رزقهم‪ ،‬حسنٌ عيشهم‪ ،‬ثم ينفخ في الصور فل يسمعه‬
‫أحد إل أصغى لِيتاً ورفع لِيتاً‪ ،‬وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله فيصعق ويصعق الناس‪ ،‬ثم‬
‫يرسل الّ أو قال ينزل الّ مطراً كأنه الطل أو الظل فتنبت منه أجساد الناس‪ ،‬ثم ينفخ فيه أخرى‬
‫فإذا هم قيام ينظرون‪ ،‬ثم يقول يا أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم إنهم مسئولون‪ ،‬ثم يقال‪:‬‬
‫أخرجوا بعث النار‪ ،‬فيقال من كم؟ فيقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين؛ فدلك يوم يجعل‬
‫الولدان شيباً‪ ،‬وذلك يوم يكشف عن ساق> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫<الليت> ‪ :‬صفحة العنق‪ .‬ومعناه يضع صفحة عنقه ويرفع صفحته الخرى‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ليس من بلد إل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1811‬وعن أنس َر ِ‬
‫سيطؤه الدجال إل مكة والمدينة‪ ،‬وليس نقب من أنقابهما إل عليه الملئكة صافين تحرسهما‪،‬‬
‫فينزل بالسبخة فترجف المدينة ثلث رجفات يخرج الّ منها كل كافر ومنافق> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يتبع الدجال من يهود‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1812‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عنْها أنها سمعت النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪< :‬لينفرن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1813‬وعن أم شريك َر ِ‬
‫الناس من الدجال في الجبال> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1814‬وعن عمران بن حصين َر ِ‬
‫<ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬يخرج‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1815‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫الدجال فيتوجه ِقبَله رجل من المؤمنين فيتلقاه المسالح؛ مسالح الدجال‪ ،‬فيقولون له‪ :‬إلى أين‬
‫تعمد؟! فيقول‪ :‬أعمد إلى هذا الذي خرج‪ ،‬فيقولون له‪ :‬أوما تؤمن بربنا؟! فيقول‪ :‬ما بربنا خفاء‪،‬‬
‫فيقولون‪ :‬اقتلوه‪ ،‬فيقول بعضهم لبعض‪ :‬أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدًا دونه‪ ،‬فينطلقون به‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫إلى الدجال‪ ،‬فإذا رآه المؤمن قال‪ :‬يا أيها الناس إن هذا الدجال الذي ذكر َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪ ،‬فيأمر الدجال به ف ُيشَ ّبحُ‪ ،‬فيقول‪ :‬خذوه وشجوه‪ ،‬فيوسَعُ ظهرُه وبطنُه ضرباً‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫َ‬
‫أوما تؤمن بي؟ فيقول‪ :‬أنت المسيح الكذاب! فيؤمر به ف ُي ْؤشَ ُر بالمنشار من مفرقه حتى يفرّق‬
‫بين رجليه‪ ،‬ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له‪ :‬قم فيستوي قائماً‪ ،‬ثم يقول‪ :‬له أتؤمن‬
‫بي؟ فيقول‪ :‬ما ازددت فيك إل بصيرة‪ ،‬ثم يقول‪ :‬يا أيها الناس إنه ل يفعل بعدي بأحد من الناس‪،‬‬
‫فيأخذه الدجال ليذبحه‪ ،‬فيجعل الّ ما بين رقبته إلى ترقوته نحاس ًا فل يستطيع إليه سبيلً‪ ،‬فيأخذه‬
‫بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنه قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة> فقال َرسُول الِّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪ .‬وروى البخاري‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫بعضه بمعناه‪.‬‬
‫<المسالح> ‪ :‬الخفراء والطلئع‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‬
‫عنْهُ قال‪ :‬ما سأل أحد َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1816‬وعن المغيرة بن شعبة رَ ِ‬
‫عن الدجال أكثر مما سألته‪ ،‬وإنه قال لي‪< :‬ما يضرك> قلت‪ :‬إنهم يقولون إن معه جبل خبز‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫ونهر ماء‪ .‬قال‪< :‬هو أهون على الّ من ذلك> ُمتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ما من نبي إل وقد‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1817‬وعن أنس َر ِ‬
‫أنذر أمته العور الكذاب؛ أل إنه أعور وإن ربكم عز وجل ليس بأعور‪ ،‬مكتوب بين عينيه ك ف‬
‫ر> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬أل أحدثكم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1818‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫حديثاً عن الدجال ما حدث به نبي قومه؛ إنه أعور‪ ،‬وإنه يجيء بمثال الجنة والنار‪ ،‬فالتي يقول‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫إنها الجنة هي النار> ُمتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم ذكر الدجال بين‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1819‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫ل ليس بأعور‪ ،‬أل إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه‬ ‫ظهراني الناس فقال‪< :‬إن ا ّ‬
‫عنبة طافية> َروَاهُ ال ّت ْرمِ ِذيّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل تقوم‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1820‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود‪ ،‬وحتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول‬
‫الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إل الغرقد فإنه من شجر اليهود> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬والذي نفسي بيده ل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1821‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫تذهب الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر فيتمرغ عليه فيقول‪ :‬يا ليتني مكان صاحب هذا القبر‪ ،‬وليس‬
‫به الدين ما به إل البلء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل تقوم الساعة حتى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1822‬وعنه رَضيَ الُّ َ‬
‫يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه‪ ،‬فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون‪ ،‬فيقول كل رجل‬
‫منهم لعلي أن أكون أنا أنجو>‬
‫وفي رواية‪< :‬يوشك أن يحسر الفرات عن كنز من ذهب فمن حضره فل يأخذ منه شيئاً> مُتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪< :‬يتركون المدينة‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1823‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫على خير ما كانت ل يغشاها إل العوافي (يريد عوافي السباع والطير) وآخر من يحشر راعيان‬
‫من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحوشاً‪ ،‬حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫وجوههما> ُمتّفَقٌ َ‬
‫عنْهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬يكون خليفة من‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1824‬وعن أبي سعيد َر ِ‬
‫خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ول يعده> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ليأتين على الناس‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1825‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب فل يجد أحداً يأخذها منه‪ ،‬ويُرى الرجل الواحد يتبعه‬
‫أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬اشترى رجل من‬ ‫‪ - 1826‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫رجل عقاراً فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب‪ ،‬فقال له الذي اشترى العقار خذ‬
‫ذهبك إنما اشتريت منك الرض ولم أشتر الذهب‪ ،‬وقال الذي له الرض إنما بعتك الرض وما‬
‫فيها‪ ،‬فتحاكما إلى رجل‪ ،‬فقال الذي تحاكما إليه‪ :‬ألكما ولد؟ قال أحدهما‪ :‬لي غلم‪ ،‬وقال الخر‪:‬‬
‫لي جارية‪ .‬قال‪ :‬أنكحا الغلم الجاريةَ وأنفقا على أنفسهما منه وتصدقا> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬كانت امرأتان‬ ‫ع ْنهُ أنه سمع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1827‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما‪ ،‬فقالت لصاحبتها إنما ذهب بابنك‪ ،‬وقالت الخرى‬
‫إنما ذهب بابنك‪ ،‬فتحاكما إلى داود صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فقضى به للكبرى‪ ،‬فخرجتا على سليمان‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم فأخبرتاه‪ ،‬فقال‪ :‬ائتوني بالسكين أشقه بينهما‪ ،‬فقالت الصغرى‪ :‬ل‬ ‫ابن داود صَلّى الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫ل هو ابنها! فقضى به للصغرى> مُتّفَقٌ َ‬ ‫تفعل رحمك ا ّ‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬يذهب‬ ‫‪ - 1828‬وعن مرداس السلمي َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل بالة> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫الصالحون الول فالول‪ ،‬ويبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر ل يباليهم ا ّ‬
‫عَل ْيهِ‬
‫ع ْنهُ قال جاء جبريل إلى النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1829‬وعن رفاعة بن رافع ال ّزرَ ِقيّ َر ِ‬
‫َوسَلّم قال‪ :‬ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال‪< :‬من أفضل المسلمين> أو كلمة نحوها‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك‬
‫من شهد بدراً من الملئكة‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬إذا أنزل الّ‬ ‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1830‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫تعالى بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم> ُمتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم (يعني في‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬كان جذع يقوم إليه النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1831‬وعن جابر َر ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‬ ‫الخطبة) فلما وضع المنبر سمعنا للجذع مثل صوت العشار حتى نزل النبي صَلّى الُّ َ‬
‫فوضع يده عليه فسكن‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم على المنبر فصاحت النخلة‬
‫التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فصاحت صياح الصبي‪ ،‬فنزل النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم حتى أخذها فضمها إليه‬
‫فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكّت حتى استقرت قال‪< :‬بكت على ما كانت تسمع من الذكر>‬
‫َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1832‬وعن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رَ ِ‬
‫َوسَلّم قال‪< :‬إن الّ تعالى فرض فرائض فل تضيعوها‪ ،‬وحدّ حدوداً فل تعتدوها‪ ،‬وحرم أشياء فل‬
‫تنتهكوها‪ ،‬وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فل تبحثوا عنها> حديث حسن رواه‬
‫الدارقطني وغيره‪.‬‬
‫عَل ْيهِ‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫عنْهُ قال‪ :‬غزونا مع َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1833‬وعن عبد الّ بن أبي أوفى َر ِ‬
‫َوسَلّم سبع غزوات نأكل الجراد‪.‬‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬نأكل معه الجراد‪ُ .‬متّفَقٌ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬ل يلدغ المؤمن من‬ ‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1834‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫جحر مرتين> مُتّفَقٌ َ‬
‫ل يوم‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ثلثة ل يكلمهم ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1835‬وعنه رَضيَ الُّ َ‬
‫القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولهم عذاب أليم‪ :‬رجل على فضل ماء بالفلة يمنعه من ابن‬
‫السبيل‪ ،‬ورجل بايع رجلً سلعة بعد العصر فحلف بال لخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير‬
‫ذلك‪ ،‬ورجل بايع إماماً ل يبايعه إل لدنيا‪ ،‬فإن أعطاه منها وفى‪ ،‬وإن لم يعطه منها لم يف> ُمتّفَقٌ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬بين النفختين أربعون> قالوا‪:‬‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1836‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫يا أبا هريرة أربعون يوماً؟ قال‪ :‬أبَيت‪ .‬قالوا‪ :‬أربعون سنة؟ قال‪ :‬أبيت‪ .‬قالوا‪ :‬أربعون شهراً؟‬
‫قال‪ :‬أبيت‪< .‬ويبلى كل شيء من النسان إل عجب ذنَبه فيه يركب الخلق‪ ،‬ثم يُنزل الّ من‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم في مجلس يحدث القوم جاءه‬ ‫ع ْنهُ قال بينما النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1837‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يحدث‪ ،‬فقال بعض القوم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫أعرابي فقال‪ :‬متى الساعة؟ فمضى َرسُول ا ِ‬
‫سمع ما قال فكره ما قال‪ ،‬وقال بعضهم بل لم يسمع‪ ،‬حتى إذا قضى حديثه قال‪< :‬أين السائل عن‬
‫الساعة؟> قال‪ :‬ها أنا يا َرسُول الِّ‪ ،‬قال‪< :‬إذا ضُيّعت المانة فانتظر الساعة> قال‪ :‬كيف‬
‫إضاعتها؟ قال‪< :‬إذا وسّد المر إلى غير أهله فانتظر الساعة> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬يصلون لكم‪ ،‬فإن أصابوا‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1838‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫فلكم وإن أخطئوا فلكم وعليهم> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ع ْنهُ {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال‪ :‬خير الناس للناس يأتون بهم‬ ‫‪ - 1839‬وعنه رَضيَ الُّ َ‬
‫في السلسل في أعناقهم حتى يدخلوا في السلم‪َ .‬روَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬عجب الّ عز وجل من‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1840‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫قوم يدخلون الجنة في السلسل> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ومعناه‪ :‬يؤسرون ويقيدون ثم يسلمون فيدخلون الجنة‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬أحب البلد إلى الّ مساجدها‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1841‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫وأبغض البلد إلى الّ أسواقها> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫عنْهُ من قوله قال‪ :‬ل تكونن إن استطعت أول من يدخل‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1842‬وعن سلمان الفارسي َر ِ‬
‫السوق ول آخر من يخرج منها‪ ،‬فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته‪َ .‬روَا ُه مُسِْلمٌ هكذا‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ل تكن أول‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ورواه البرقاني في صحيحه عن سلمان قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫من يدخل السوق ول آخر من يخرج منها‪ ،‬فيها باض الشيطان وفرّخ> ‪.‬‬
‫لّ صَلّى‬ ‫ع ْنهُ قال قلت ل َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1843‬وعن عاصم الحول عن عبد الّ بن سرجس َرضِيَ الُّ َ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪ :‬يا َرسُول الِّ غفر الّ لك‪ .‬قال‪< :‬ولك> قال عاصم فقلت له‪ :‬أستغفر لك َرسُول‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم؟ قال‪ :‬نعم ولك ثم تل هذه الية {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ا ِ‬
‫(محمد‪َ )19 :‬روَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬إن‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1844‬وعن أبي مسعود النصاري َر ِ‬
‫مما أدرك الناس من كلم النبوة الولي‪ :‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬أول ما يقضي‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1845‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫بين الناس يوم القيامة في الدماء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬خلقت‬ ‫عنْها قالت قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1846‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫الملئكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم القرآن‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‬ ‫ل صَلّى الّ َ‬ ‫عنْها قالت‪ :‬كان خلق نبي ا ّ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1847‬وعنها رَ ِ‬
‫في جملة حديث طويل‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من أحب لقاء الّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫عنْها قالت قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1848‬وعنها رَ ِ‬
‫أحب الّ لقاءه‪ ،‬ومن كره لقاء الّ كره الّ لقاءه> فقلت‪ :‬يا َرسُول الِّ أكراهية الموت فكلنا يكره‬
‫ل ورضوانه وجنته أحب لقاء الّ‬ ‫الموت؟ قال‪< :‬ليس كذلك‪ ،‬ولكن المؤمن إذا بشر برحمة ا ّ‬
‫فأحب الّ لقاءه‪ ،‬وإن الكافر إذا بشر بعذاب الّ وسخطه كره لقاء الّ وكره الّ لقاءه> َروَاهُ‬
‫مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عنْها قالت‪ :‬كان النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ‬ ‫حيَي َرضِيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1849‬وعن أم المؤمنين صفية بنت ُ‬
‫َوسَلّم معتكفاً فأتيته أزوره ليلً فحدثته ثم قمت لنقلب فقام معي ليقلبني‪ ،‬فمر رجلن من النصار‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم أسرعا‪ ،‬فقال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪:‬‬ ‫ع ْنهُم فلما رأيا النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫َرضِيَ الُّ َ‬
‫<على رسلكما إنها صفية بنت حيي> فقال‪ :‬سبحان الّ يا َرسُول الّ‪ .‬فقال‪< :‬إن الشيطان يجري‬
‫عَليْهِ‪.‬‬ ‫من ابن آدم مجري الدم‪ ،‬وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو قال شيئاً> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬شهدت مع َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1850‬وعن أبي الفضل العباس بن عبد المطلب َرضِيَ الُّ َ‬
‫لّ صَلّى‬ ‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم يوم حنين‪ ،‬فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم على بغلة له بيضاء‪ ،‬فلما التقى‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم فلم نفارقه و َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يركض‬ ‫المسلمون والمشركون ولّى المسلمون مدبرين‪ ،‬فطفق َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أكفها إرادة أن ل تسرع‪،‬‬ ‫بغلته قبل الكفار وأنا آخذ بلجام بغلة َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪:‬‬ ‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪ ،‬فقال َرسُول ا ِ‬ ‫وأبو سفيان آخذ بركاب َرسُول ا ِ‬
‫ل صَيّتاً فقلت بأعلى صوتي‪ :‬أين أصحاب‬ ‫سمُرة> قال العباس وكان رج ً‬ ‫<أي عباس ناد أصحاب ال ّ‬
‫السمرة؟ فوال لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولدها‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا لبيك يا‬
‫لبيك‪ ،‬فاقتتلوا هم والكفار‪ ،‬والدعوة في النصار يقولون يا معشر النصار يا معشر النصار‪ ،‬ثم‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم وهو على‬ ‫قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج‪ ،‬فنظر َرسُول ا ِ‬
‫لّ صَلّى الُّ‬ ‫بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم‪ ،‬فقال‪< :‬هذا حين حمي الوطيس> ثم أخذ َرسُول ا ِ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم حصيات فرمي بهن وجوه الكفار‪ ،‬ثم قال‪< :‬انهزموا ورب محمد> فذهبت أنظر فإذا‬ ‫َ‬
‫القتال على هيئته فيما أرى‪ ،‬فوال ما هو إل أن رماهم بحصياته‪ ،‬فما زلت أرى حدهم كليلً‬
‫وأمرهم مدبراً‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫<الوطيس> ‪ :‬التنور‪ ،‬ومعناه‪ :‬اشتدت الحرب‪.‬‬
‫وقوله <حدهم> هو بالحاء المهملة‪ :‬أي بأسهم‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬أيها الناس‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1851‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل طيب ل يقبل طيباً‪ ،‬وإن الّ أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين‪ ،‬فقال تعالى (المؤمنون‬ ‫إن ا ّ‬
‫‪{ :)51‬يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً}‪ .‬وقال تعالى (البقرة ‪{ :)171‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}‪ .‬ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء‪:‬‬
‫يا رب يا رب‪ ،‬ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك؟> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫ل يوم‬ ‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬ثلثة ل يكلمهم ا ّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1852‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫القيامة ول يزكيهم ول ينظر إليهم ولهم عذاب أليم‪ :‬شيخ زان‪ ،‬وملك كذاب‪ ،‬وعائل مستكبر>‬
‫َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫<العائل> ‪ :‬الفقير‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬سَيحان وجَيحان‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1853‬وعنه رَضيَ الُّ َ‬
‫والفرات والنيل كلٌ من أنهار الجنة> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم بيدي فقال‪< :‬خلق الّ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ :‬أخذ َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1854‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫التربة يوم السبت‪ ،‬وخلق فيها الجبال يوم الحد‪ ،‬وخلق الشجر يوم الثنين‪ ،‬وخلق المكروه يوم‬
‫عَليْهِ‬‫الثلثاء‪ ،‬وخلق النور يوم الربعاء‪ ،‬وبث فيها الدواب يوم الخميس‪ ،‬وخلق آدم صَلّى الُّ َ‬
‫َوسَلّم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من النار فيما بين العصر إلى‬
‫الليل> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عنْهُ قال‪ :‬لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1855‬وعن أبي سليمان خالد بن الوليد َر ِ‬
‫تسعة أسياف فما بقي في يدي إل صفيحة يمانية> َروَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫صلّى الُّ َ‬
‫لّ َ‬
‫عنْهُ أنه سمع رَسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1856‬وعن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫<إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران‪ ،‬وإذا حكم واجتهد فأخطأ فله أجر> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم قال‪< :‬الحمّى من فيح جهنم‬ ‫صلّى الُّ َ‬ ‫عنْها أن النبي َ‬ ‫‪ - 1857‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫فابردوها بالماء> مُتّفَقٌ َ‬
‫عنْها عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم قال‪< :‬من مات وعليه صوم صام‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1858‬وعنها رَ ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫عنه وليه> مُتّفَقٌ َ‬
‫والمختار جواز الصوم عمن مات وعليه صوم لهذا الحديث‪ ،‬والمراد بالولي‪ :‬القريب وارثاً كان‬
‫أو غير وارث‪.‬‬
‫عنْها حُدثت أن عبد الّ بن الزبير‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1859‬وعن عوف بن مالك بن الطفيل أن عائشة َر ِ‬
‫عنْها‪ :‬وال لتنتهين عائشة أو‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة َر ِ‬ ‫َرضِيَ الُّ َ‬
‫لحجرن عليها‪ ،‬قالت‪ :‬أهو قال هذا؟! قالوا نعم‪ ،‬قالت‪ :‬هو ل عليّ نذر أن ل أكلم ابن الزبير أبداً‪،‬‬
‫فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة‪ ،‬فقالت‪ :‬ل وال ل أشفّع فيه أبداً! ول أتحنث إلى‬
‫نذري‪ ،‬فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن السود بن عبد‬
‫عنْها فإنها ل يحل لها أن‬ ‫يغوث وقال لهما‪ :‬أنشدكما الّ لما أدخلتماني على عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫تنذر قطيعتي‪ ،‬فأقبل به المسور وعبد الرحمن حتى استأذنا على عائشة فقال‪ :‬السلم عليك‬
‫ورحمة الّ وبركاته أندخل؟ قالت عائشة‪ :‬ادخلوا‪ ،‬قالوا‪ :‬كلنا؟ قالت‪ :‬نعم ادخلوا كلكم‪ ،‬ول تعلم‬
‫عنْها وطفق‬ ‫ضيَ الُّ َ‬
‫أن معهما ابن الزبير‪ ،‬فلم دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة َر ِ‬
‫يناشدها ويبكي‪ ،‬وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إل كلمته وقبلت منه‪ ،‬ويقولن أن النبي‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم نهي عما قد عملت من الهجرة‪ ،‬ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث‬ ‫صَلّى الُّ َ‬
‫ليال‪ ،‬فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول‪ :‬إني نذرت‬
‫والنذر شديد‪ ،‬فلم يزال بها حتى كلمت ابن الزبير‪ ،‬وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة‪ ،‬وكانت‬
‫تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها‪َ .‬روَاهُ البُخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم خرج إلى قتلى‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1860‬وعن عقبة بن عامر َر ِ‬
‫أحُد فصلي عليهم بعد ثمان سنين كالمودع للحياء والموات ثم طلع إلى المنبر فقال‪< :‬إن بين‬
‫أيديكم فرط وأنا شهيد عليكم‪ ،‬وإن موعدكم الحوض‪ ،‬وإني لنظر إليه من مقامي هذا‪ ،‬أل وإني‬
‫لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها> قال فكانت آخر نظرة‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪ُ .‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫نظرتها إلى َرسُول ا ِ‬
‫وفي رواية‪< :‬ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها‪ ،‬وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم على المنبر‪.‬‬ ‫قبلكم> قال عقبة فكانت آخر ما رأيت َرسُول ا ِ‬
‫وفي رواية قال‪< :‬إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم‪ ،‬وإني وال لنظر إلى حوضي الن‪ ،‬وإني‬
‫أُعطيت مفاتيح خزائن الرض أو مفاتيح الرض‪ ،‬وإني وال ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي‬
‫ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها> ‪.‬‬
‫والمراد بالصلة على قتلى أحُد الدعاء لهم ل الصلة المعروفة‪.‬‬
‫لّ صَلّى‬
‫عنْهُ قال‪ :‬صلى بنا َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1861‬وعن أبي زيد عمرو بن أخطب النصاري َر ِ‬
‫الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى‪ ،‬ثم صعد المنبر‬
‫فخطب حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر حتى غربت الشمس فأخبرنا ما كان‬
‫وما هو كائن‪ ،‬فأعلمنا أحفظنا‪َ .‬روَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من نذر أن يطيع الّ‬ ‫عنْها قالت قال النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1862‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫فليطعه‪ ،‬ومن نذر أن يعصي الّ فل يعصه> َروَاهُ ال ُبخَا ِريّ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم أمرها بقتل الوزاغ‬ ‫عنْها أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1863‬وعن أم شريك َر ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫وقال‪< :‬كان ينفخ على إبراهيم> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّم‪< :‬من قتل‬
‫صلّى الُّ َ‬ ‫لّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1864‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة‪ ،‬ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة دون‬
‫الولي‪ ،‬وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة>‬
‫وفي رواية‪< :‬من قتل وزغ ًا في أول ضربة كتب له مائة حسنة‪ ،‬وفي الثانية دون ذلك‪ ،‬وفي‬
‫الثالثة دون ذلك> َروَا ُه مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫قال أهل اللغة‪ :‬الوزغ‪ :‬العظام من سامّ أبرص‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم قال‪< :‬قال رجل‬‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬
‫‪ - 1865‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫لتصدقن بصدقة‪ ،‬فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون‪ُ :‬تصُدق على سارق!‬
‫فقال اللهم لك الحمد لتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية‪ ،‬فأصبحوا يتحدثون‪:‬‬
‫تُصدق الليلة على زانية! فقال‪ :‬اللهم لك الحمد على زانية لتصدقن بصدقة‪ ،‬فخرج بصدقته‬
‫فوضعها في يد غني‪ ،‬فأصبحوا يتحدثون‪ :‬تُصدق الليلة على غني! فقال‪ :‬اللهم لك الحمد على‬
‫سارق وعلى زانية وعلى غني‪ ،‬فأتي فقيل له‪ :‬أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن‬
‫سرقته‪ ،‬وأما الزانية فلعلها تستعف عن زناها‪ ،‬وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما آتاه الّ>‬
‫َروَاهُ البُخَا ِريّ بلفظه ومسلم بمعناه‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم في دعوة فرفع إليه‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫ع ْنهُ قال كنا مع َرسُول ا ِ‬‫‪ - 1866‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫الذراع‪ ،‬وكانت تعجبه‪ ،‬فنهس منها نهسة وقال‪< :‬أنا سيد الناس يوم القيامة‪ ،‬هل تدرون مم‬
‫ذاك؟ يجمع الّ الولين والخرين في صعيد واحد فينظرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم‬
‫الشمس‪ ،‬فيبلغ الناس من الغم والكرب ما ل يطيقون ول يحتملون‪ ،‬فيقول الناس‪ :‬أل ترون إلى‬
‫ما أنتم فيه إلى ما بلغكم‪ ،‬أل تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض أبوكم‬
‫ل بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملئكة‬ ‫آدم‪ ،‬فيأتونه فيقولون‪ :‬يا آدم أنت أبو البشر‪ ،‬خلقك ا ّ‬
‫فسجدوا لك وأسكنك الجنة‪ ،‬أل تشفع لنا إلى ربك؟ أل ترى إلى ما نحن فيه وما بلغنا؟! فقال‪ :‬إن‬
‫ربي غضب غضباً لم يغضب قبله مثله ول يغضب بعده مثله‪ ،‬وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت ‪،‬‬
‫نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬اذهبوا إلى غيري‪ ،‬اذهبوا إلى نوح‪ .‬فيأتون نوحاً فيقولون‪ :‬يا نوح أنت‬
‫أول الرسل إلى أهل الرض وقد سماك الّ عبداً شكوراً‪ ،‬أل ترى إلى ما نحن فيه؟! أل ترى إلى‬
‫ما بلغنا؟! أل تشفع لنا إلى ربك؟ فيقول‪ :‬إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن‬
‫يغضب بعده مثله‪ ،‬وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي اذهبوا‬
‫إلى غيري‪ ،‬اذهبوا إلى إبراهيم‪ .‬فيأتون إبراهيم فيقولون‪ :‬يا إبراهيم أنت نبي الّ وخليله من أهل‬
‫الرض‪ ،‬اشفع لنا إلى ربك‪ ،‬أل ترى إلى ما نحن فيه؟! فيقول لهم‪ :‬إن ربي غضب اليوم غضباً لم‬
‫يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله‪ ،‬وإني كنت كذبت ثلث كذبات‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‬
‫اذهبوا إلى غيري‪ ،‬اذهبوا إلى موسى‪ .‬فيأتون موسى فيقولون‪ :‬يا موسى أنت َرسُول الِّ فضلك‬
‫الّ برسالته وبكلمه على الناس‪ ،‬اشفع لنا إلى ربك‪ ،‬أل ترى إلى ما نحن فيه؟! فيقول‪ :‬إن ربي‬
‫غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله‪ ،‬وإني قد قتلت نفساً لم أومر‬
‫بقتلها‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي اذهبوا إلى غيري‪ ،‬اذهبوا إلى عيسى‪ .‬فيأتون عيسى فيقولون‪ :‬يا‬
‫عيسى أنت َرسُول الِّ وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد‪ ،‬اشفع لنا إلى‬
‫ربك‪ ،‬أل ترى إلى ما نحن فيه؟! فيقول عيسى‪ :‬إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله‬
‫مثله ولن يغضب بعده مثله‪ ،‬ولم يذكر بعده ذنباً‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي اذهبوا إلى غيري‪ ،‬اذهبوا‬
‫عَليْه َوسَلَم> ‪.‬‬
‫صلّى الّ َ‬
‫إلى محمد َ‬
‫لّ وخاتم النبياء وقد غفر الّ لك ما تقدم‬ ‫وفي رواية‪< :‬فيأتوني فيقولون يا محمد أنت َرسُول ا ِ‬
‫من ذنبك وما تأخر‪ ،‬اشفع لنا إلى ربك‪ ،‬أل ترى إلى ما نحن فيه؟!‬
‫ي من محامده وحسن الثناء عليه‬ ‫فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربي‪ ،‬ثم يفتح الّ عل ّ‬
‫شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي‪ ،‬ثم يقال‪ :‬يا محمد ارفع رأسك‪ ،‬سل تعطه واشفع تشفع‪ ،‬فأرفع‬
‫رأسي فأقول‪ :‬أمتي يا رب أمتي يا رب أمتي يا رب‪ .‬فيقال‪ :‬يا محمد أدخل من أمتك من ل حساب‬
‫عليهم من الباب اليمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من البواب> ثم قال‪:‬‬
‫<والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫مكة وبصرى> مُتّفَقٌ َ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم بأم إسماعيل‬ ‫ع ْنهُما قال‪ :‬جاء إبراهيم صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1867‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد‪،‬‬
‫وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء‪ ،‬فوضعهما هناك ووضع عندهما جراب ًا فيه تمر وسقاء فيه‬
‫ماء‪ ،‬ثم قفّى إبراهيم منطلقاً فتبعته أم إسماعيل فقالت‪ :‬يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي‬
‫الذي ليس فيه أنيس ول شيء؟ فقالت له ذلك مرارًا وجعل ل يلتفت إليها‪ ،‬فقالت له‪ :‬آل أمرك‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم حتى إذا‬
‫بهذا؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪ :‬إذًا ل يضيعنا‪ ،‬ثم رجعت‪ ،‬فانطلق إبراهيم صَلّى الُّ َ‬
‫كان عند الثنية حيث ل يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلء الدعوات فرفع يديه فقال‪:‬‬
‫{رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع} حتى بلغ {يشكرون} (إبراهيم ‪)37‬‬
‫وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء‪ ،‬حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت‬
‫وعطش ابنها‪ ،‬وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال يتلبط‪ ،‬فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت‬
‫الصفا أقرب جبل في الرض يليها فقامت عليه‪ ،‬ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر‬
‫أحداً فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي النسان المجهود‬
‫حتى جاوزت الوادي‪ ،‬ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل تر أحداً فلم تر أحداً‪ ،‬ففعلت ذلك‬
‫ع ْنهُما قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬فلذلك سعي‬
‫ضيَ الُّ َ‬‫سبع مرات‪ .‬قال ابن عباس َر ِ‬
‫الناس بينهما> فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت صه (تريد نفسها) ثم تسمعت‬
‫فسمعت أيضاً فقالت‪ :‬قد أسمعت إن كان عندك غواث‪ ،‬فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث‬
‫ضهُ وتقول بيدها هكذا‪ ،‬وجعلت تغرف الماء‬ ‫حوّ ُ‬
‫بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء‪ ،‬فجعلت تُ َ‬
‫في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف‪ .‬وفي رواية‪ :‬بقدر ما تغرف‪.‬‬
‫ع ْنهُما قال النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّم‪< :‬رحم الّ أم إسماعيل لو تركت‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫قال ابن عباس َر ِ‬
‫زمزم> أو قال‪< :‬لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عين ًا معيناً>‬
‫قال فشربت وأرضعت ولدها‪ ،‬فقال لها الملك‪ :‬ل تخافوا الضيعة فإن ههنا بيتاً ل يبنيه هذا الغلم‬
‫ل ل يضيع أهله‪ ،‬وكان البيت مرتفعاً من الرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن‬ ‫وأبوه‪ ،‬وإن ا ّ‬
‫جرْهُم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من‬ ‫يمينه وعن شماله‪ ،‬فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من ُ‬
‫طريق كداء‪ ،‬فنزلوا في أسفل مكة‪ ،‬فرأوا طائراً عائفاً فقالوا‪ :‬إن هذا الطائر ليدور على ماء‪،‬‬
‫َل َعهْدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء! فأرسلوا جرياً أو جريين فإذا هم بالماء‪ ،‬فرجعوا فأخبروهم‪،‬‬
‫فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء‪ ،‬فقالوا‪ :‬أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت‪ :‬نعم ولكن ل حق لكم‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬فألفي ذلك أم إسماعيل‬ ‫في الماء‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال ابن عباس قال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫وهي تحب النس‪ ،‬فنزلوا فأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم‪ ،‬حتى إذا كانوا بها أهل أبيات وشب‬
‫الغلم وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب‪ ،‬فلما أدرك زوجوه امرأة منهم‪ ،‬وماتت أم‬
‫إسماعيل‪ ،‬فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل‪ ،‬يطالع تركته فلم يجد إسماعيل‪ ،‬فسأل امرأته‬
‫عنه فقالت‪ :‬خرج يبتغي لنا‪ ،‬وفي رواية‪ :‬يصيد لنا‪ ،‬ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم‪ ،‬فقالت‪ :‬نحن‬
‫بشرّ‪ ،‬نحن في ضيق وشدة‪ ،‬وشكت إليه‪ ،‬قال‪ :‬فإذا جاء زوجك اقرئي عليه السلم وقولي له يغير‬
‫عتبة بابه‪ ،‬فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً‪ ،‬فقال‪ :‬هل جاءكم من أحد؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬جاءنا شيخ‬
‫كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته‪ ،‬فسألني‪ :‬كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة‪ ،‬قال‪ :‬فهل‬
‫أوصاك بشيء؟ قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلم ويقول‪ :‬غير عتبة بابك‪.‬‬
‫قال‪ :‬ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك‪ ،‬الحقي بأهلك‪ .‬فطلقها وتزوج منهم أخرى‪ ،‬فلبث عنهم‬
‫إبراهيم ما شاء الّ ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسأل عنه‪ ،‬قالت خرج يبتغي لنا‪،‬‬
‫ل تعالى‪،‬‬ ‫قال‪ :‬كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم‪ ،‬فقالت‪ :‬نحن بخير وسعة وأثنت على ا ّ‬
‫فقال‪ :‬ما طعامكم؟ قالت اللحم‪ ،‬قال‪ :‬فما شرابكم؟ قالت الماء‪ ،‬قال‪ :‬اللهم بارك لهم في اللحم‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه>‬ ‫والماء‪ .‬قال النبي صَلّى الُّ َ‬
‫قال‪ :‬فهما ل يخلو عليهما أحد بغير مكة إل لم يوافقاه‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فجاء فقال‪ :‬أين إسماعيل؟ فقالت امرأته‪ :‬ذهب يصيد‪ ،‬فقالت امرأته‪ :‬أل تنزل فتطعم‬
‫وتشرب؟ قال‪ :‬وما طعامكم وما شرابكم؟ قالت‪ :‬طعامنا اللحم وشرابنا الماء‪ .‬قال‪ :‬اللهم بارك لهم‬
‫في طعامهم وشرابهم‪ .‬قال‪ :‬فقال أبو القاسم صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم‪< :‬بركة دعوة إبراهيم> قال‪:‬‬
‫فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلم ومريه أن يثبت عتبة بابه‪ .‬فلما جاء إسماعيل قال‪ :‬هل أتاكم‬
‫من أحد؟ قالت‪ :‬نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه‪ ،‬فسألني عنك فأخبرته‪ ،‬فسألني كيف‬
‫عيشنا فأخبرته أنّا بخير‪ .‬قال‪ :‬فأوصاك بشيء؟ قالت نعم يقرأ عليك السلم ويأمرك أن تثبت‬
‫عتبة بابك‪ .‬قال‪ :‬ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك‪ .‬ثم لبث عنهم ما شاء الّ ثم جاء بعد ذلك‬
‫وإسماعيل يبري نبلً له تحت دوحة قريباً من زمزم؛ فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد‬
‫ل أمرني بأمر‪ ،‬قال‪ :‬فاصنع ما أمرك ربك‪ ،‬قال‬ ‫بالولد والولد بالوالد‪ ،‬قال‪ :‬يا إسماعيل إن ا ّ‬
‫ل أمرني أن أبني بيتاً ههنا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما‬ ‫وتعينني؟ قال وأعينك‪ ،‬قال‪ :‬فإن ا ّ‬
‫حولها‪ ،‬فعند ذلك رفع القواعد من البيت‪ ،‬فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني‪ ،‬حتى إذا‬
‫ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما‬
‫يقولن‪ :‬ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬إن إبراهيم خرج بإسماعيل وأم إسماعيل معهم شنة فيها ماء‪ ،‬فجعلت أم إسماعيل‬
‫تشرب من الشنة فيدر لبنها على صبيها حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة‪ ،‬ثم رجع إبراهيم إلى‬
‫أهله فاتبعته أم إسماعيل‪ ،‬حتى لما بلغوا كداء نادته من ورائه‪ :‬يا إبراهيم إلى من تتركنا؟! قال‬
‫إلى الّ‪ ،‬قالت رضيت بال‪ ،‬فرجعت وجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها حتى لما‬
‫فني الماء قالت لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحداً‪ .‬قال‪ :‬فذهبت فصعدت الصفا‪ ،‬فنظرت ونظرت‬
‫هل تحس أحداً فلم تحس أحداً‪ ،‬فلما بلغت الوادي سعت وأتت المروة وفعلت ذلك أشواطاً‪ ،‬ثم‬
‫قالت‪ :‬لو ذهبت فنظرت ما فعل الصبي‪ ،‬فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه َي ْنشَغُ للموت‪ ،‬فلم‬
‫تقرها نفسها‪ ،‬فقالت‪ :‬لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحداً‪ ،‬فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت‬
‫فلم تحس أحداً حتى أتمت سبعاً‪ ،‬ثم قالت‪ :‬لو ذهبت فنظرت ما فعل‪ ،‬فإذا هي بصوت فقالت‪ :‬أغث‬
‫إن كان عندك خير‪ ،‬فإذا جبريل صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم فقال بعقبه هكذا وغمز بعقبه على الرض‬
‫فانبثق الماء فدهشت أم إسماعيل فجعلت تحفن> وذكر الحديث بطوله‪َ .‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ بهذه‬
‫الروايات كلها‪.‬‬
‫<الدوحة> ‪ :‬الشجرة الكبيرة‪.‬‬
‫قوله <قفي> ‪ :‬أي ولّي‪.‬‬
‫و <الجري> ‪ :‬الرسول‪.‬‬
‫و <ألفي> معناه‪ :‬وجد‪.‬‬
‫قوله <يَ ْنشَغُ> ‪ :‬أي يشهق‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّم يقول‪:‬‬ ‫عنْهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1868‬وعن سعيد بن زيد َر ِ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫<الكمأة من المن‪ ،‬وماؤها شفاء للعين> ُمتّفَقٌ َ‬
‫*‪ *1‬كتاب الستغفار‬
‫*‪ - 371 *2‬باب‬
‫ل تعالى (محمد ‪{ :)19‬واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}‪.‬‬ ‫@قال ا ّ‬
‫وقال تعالى (النساء ‪{ :)106‬واستغفر الّ إن الّ كان غفوراً رحيماً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النصر ‪{ :)3‬فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)15‬للذين اتقوا عند ربهم جنات} إلى قوله عز وجل {والمستغفرين‬
‫بالسحار}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النساء ‪{ :)110‬ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الّ يجد الّ غفوراً‬
‫رحيماً}‪.‬‬
‫وقال تعالى (النفال ‪{ :)33‬وما كان الّ ليعذبهم وأنت فيهم‪ ،‬وما كان الّ معذبهم وهم‬
‫يستغفرون}‪.‬‬
‫وقال تعالى (آل عمران ‪{ :)135‬والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الّ فاستغفروا‬
‫ل ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}‪.‬‬ ‫لذنوبهم‪ ،‬ومن يغفر الذنوب إل ا ّ‬
‫واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ قال‪< :‬إنه‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1869‬وعن الغر المزني رَضيَ الُّ َ‬
‫ليغان على قلبي وإني لستغفر الّ في اليوم مائة مرة> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّ ْم يقول‪< :‬وال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1870‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬ ‫إني لستغفر ا ّ‬
‫عَليْ ِه َوسَلّمْ‪< :‬والذي نفسي بيده لو لم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1871‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫ل فيغفر لهم> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬ ‫ل تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون ا ّ‬ ‫تذنبوا لذهب ا ّ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ في‬ ‫ع ْنهُما قال‪ :‬كنا نعد ل َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1872‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫المجلس مائة مرة <رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَا ْل ّترْمِ ِذيّ‬
‫ح ِديْثٌ صحيح‪.‬‬ ‫وَقَالَ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّمْ‪< :‬من لزم‬ ‫ع ْنهُما قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1873‬وعن ابن عباس َر ِ‬
‫الستغفار جعل الّ له من كل ضيق مخرجاً‪ ،‬ومن كل هم فرجاً‪ ،‬ورزقه من حيث ل يحتسب>‬
‫َروَاهُ أبُو دَاوُدَ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّمْ‪< :‬من قال‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1874‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫أستغفر الّ الذي ل إله إل هو الحي القيوم وأتوب إليه‪ ،‬غفرت ذنوبه وإن كان قد فرّ من‬
‫الزحف> َروَاهُ أبُو دَاوُ َد وَا ْل ّت ْرمِ ِذيّ والحاكم وقال حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّمْ قال‪< :‬سيد الستغفار‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1875‬وعن شداد بن أوس َرضِيَ الُّ َ‬
‫أن يقول العبد‪ :‬اللهم أنت ربي ل إله إل أنت خلقتني وأنا عبدك‪ ،‬وأنا على عهدك ووعدك ما‬
‫ي وأبوء بذنبي‪ ،‬فاغفر لي فإنه ل يغفر‬ ‫استطعت‪ ،‬أعوذ بك من شر ما صنعت‪ ،‬أبوء لك بنعمتك عل ّ‬
‫الذنوب إل أنت؛ من قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة‪،‬‬
‫ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة> َروَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫<أبوء> بباء مضمومة ثم واو وهمزة ممدودة ومعناه‪ :‬أقر وأعترف‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ إذا انصرف من‬ ‫ع ْنهُ قال كان َرسُول ا ِ‬‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1876‬وعن ثوبان َر ِ‬
‫صلته استغفر ثلثاً وقال‪< :‬اللهم أنت السلم ومنك السلم تباركت يا ذا الجلل والكرام> قيل‬
‫للوزاعي‪ ،‬وهو أحد رواته‪ :‬كيف الستغفار؟ قال‪ :‬يقول أستغفر الّ أستغفر الّ‪َ .‬روَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّ ْم يكثر أن يقول‬ ‫عنْها قالت‪ :‬كان َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1877‬وعن عائشة َرضِيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫ل وبحمده‪ ،‬أستغفر الّ وأتوب إليه> ُمتّفَقٌ َ‬ ‫قبل موته‪< :‬سبحان ا ّ‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّ ْم يقول‪< :‬قال الّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال سمعت َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1878‬وعن أنس َر ِ‬
‫تعالى‪ :‬يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ول أبالي‪ ،‬يا ابن آدم لو‬
‫بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ول أبالي‪ ،‬يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب‬
‫ح ِديْثٌ‬
‫ي وَقَالَ َ‬‫الرض خطايا ثم لقيتني ل تشرك بي شيئًا لتيتك بقرابها مغفرة> َروَاهُ ا ْل ّترْمِ ِذ ّ‬
‫حسَنٌ‪.‬‬
‫َ‬
‫<عَنان السماء> قيل هو‪ :‬السحاب‪ ،‬وقيل هو‪ :‬ما عنّ لك منها‪ :‬أي ظهر‪.‬‬
‫و <قراب الرض> بضم القاف‪ ،‬وروي بكسرها والضم أشهر وهو‪ :‬ما يقارب ملها‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّمْ قال‪< :‬يا معشر النساء‬ ‫ع ْنهُما أن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1879‬وعن ابن عمر َر ِ‬
‫تصدقن وأكثرن من الستغفار؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار> قالت امرأة منهن‪ :‬ما لنا أكثر أهل‬
‫النار؟ قال‪< :‬تكثرن اللعن‪ ،‬وتكفرن العشير‪ ،‬ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب‬
‫منكن> قالت‪ :‬ما ناقصات العقل والدين؟ قال‪< :‬شهادة امرأتين بشهادة رجل‪ ،‬وتمكث اليام ل‬
‫تصلي> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫*‪ - 372 *2‬باب بيان ما أعد الّ تعالى للمؤمنين في الجنة‬
‫ل تعالى (الحجر ‪{ :)45‬إن المتقين في جنات وعيون‪ ،‬ادخلوها بسلم آمنين‪ ،‬ونزعنا ما‬ ‫@قال ا ّ‬
‫في صدورهم من غل‪ ،‬إخواناً على سرر متقابلين‪ ،‬ل يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين}‪.‬‬
‫وقال تعالى (الزخرف ‪{ :)73 - 68‬يا عباد ل خوف عليكم اليوم ول أنتم تحزنون‪ ،‬الذين آمنوا‬
‫بآياتنا وكانوا مسلمين‪ ،‬ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون‪ ،‬يطاف عليهم بصحاف من ذهب‬
‫وأكواب‪ ،‬وفيها ما تشتهيه النفس وتلذ العين وأنتم فيها خالدون‪ ،‬وتلك الجنة التي أورثتموها‬
‫بما كنتم تعملون‪ ،‬لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون}‬
‫وقال تعالى (الدخان ‪{ :)57 - 51‬إن المتقين في مقام أمين‪ ،‬في جنات وعيون‪ ،‬يلبسون من‬
‫سندس وإستبرق متقابلين‪ ،‬كذلك وزوجناهم بحور عين‪ ،‬يدعون فيها بكل فاكهة آمنين‪ ،‬ل‬
‫يذوقون فيها الموت إل الموتة الولي‪ ،‬ووقاهم عذاب الجحيم‪ ،‬فضلً من ربك؛ ذلك هو الفوز‬
‫العظيم}‪.‬‬
‫وقال تعالى (المطففين ‪{ :)28 - 22‬إن البرار لفي نعيم‪ ،‬على الرائك ينظرون‪ ،‬تعرف في‬
‫وجوههم نضرة النعيم‪ ،‬يسقون من رحيق مختوم‪ ،‬ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون‪،‬‬
‫ومزاجه من تسنيم‪ ،‬عين ًا يشرب بها المقربون}‪.‬‬
‫واليات في الباب كثيرة معلومة‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّمْ‪< :‬يأكل أهل الجنة‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬
‫ضيَ الُّ َ‬‫‪ - 1880‬وعن جابر َر ِ‬
‫فيها ويشربون ول يتغوطون ول يمتخطون ول يبولون؛ ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك‪،‬‬
‫يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس> َروَا ُه ُمسِْلمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّمْ‪< :‬قال الّ‬ ‫صلّى الُّ َ‬‫لّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال رَسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1881‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫تعالى‪ :‬أعددت لعبادي الصالحين ما ل عين رأت‪ ،‬ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر‪،‬‬
‫واقرؤوا إن شئتم‪{ :‬فل تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} (السجدة ‪ُ )17‬متّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّمْ‪< :‬أول زمرة يدخلون‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1882‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫الجنة على صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دريّ في السماء إضاءة‪ ،‬ل‬
‫يبولون ول يتغوطون ول يتفلون ول يمتخطون‪ ،‬أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم‬
‫اللوّة (عود الطيب) أزواجهم الحور العين‪ ،‬على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون‬
‫ذراعاً في السماء> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫وفي رواية للبخاري ومسلم‪< :‬آنيتهم فيها الذهب ورشحهم المسك‪ ،‬ولكل واحد منهم زوجتان‬
‫يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن‪ ،‬ل اختلف بينهم ول تباغض‪ ،‬قلوبهم قلب واحد‬
‫يسبحون الّ بكرة وعشياً> ‪.‬‬
‫قوله <على خلق رجل> رواه بعضهم بفتح الخاء وإسكان اللم وبعضهم بضمهما وكلهما‬
‫صحيح‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّمْ قال‪< :‬سأل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬
‫عنْهُ عن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1883‬وعن المغيرة بن شعبة رَضيَ الُّ َ‬
‫موسى صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّ ْم ربه‪ :‬ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال‪ :‬هو رجل يجيء بعد ما أدخل‬
‫أهل الجنة الجنة فيقال له‪ :‬ادخل الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا‬
‫أخذاتهم؟ فيقال له‪ :‬أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟ فيقول‪ :‬رضيت رب‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله‪ ،‬فيقول في الخامسة رضيت رب‪ ،‬فيقول‪ :‬هذا لك‬
‫وعشرة أمثاله‪ ،‬ولك ما اشتهت نفسك‪ ،‬ولذت عينك‪ .‬فيقول‪ :‬رضيت رب‪ .‬قال‪ :‬رب فأعلهم‬
‫منزلة؟ قال‪ :‬أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها‪ ،‬فلم تر عين ولم تسمع أذن‬
‫ولم يخطر على قلب بشر> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّمْ‪< :‬إني لعلم‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬‫ع ْنهُ قال‪ ،‬قال َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1884‬وعن ابن مسعود َر ِ‬
‫آخر أهل النار خروج ًا منها وآخر أهل الجنة دخولً الجنة‪ :‬رجل يخرج من النار حبواً فيقول الّ‬
‫عز وجل له‪ :‬اذهب فادخل الجنة‪ ،‬فيأتيها فيخيل إليه أنها ملى‪ ،‬فيرجع فيقول‪ :‬يا رب وجدتها‬
‫ملى‪ .‬فيقول الّ عز وجل له‪ :‬اذهب فادخل الجنة‪ ،‬فيأتيها فيخيل إليه أنها ملى‪ ،‬فيرجع فيقول‪:‬‬
‫يا رب وجدتها ملى‪ ،‬فيقول الّ عز وجل له‪ :‬اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة‬
‫أمثالها‪ ،‬أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا‪ ،‬فيقول‪ :‬أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك> قال‪:‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّمْ ضحك حتى بدت نواجذه فكان يقول‪< :‬ذلك أدني أهل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫فلقد رأيت َرسُول ا ِ‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫الجنة منزلة> مُتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ أن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّمْ قال‪< :‬إن للمؤمن في‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1885‬وعن أبي موسى َر ِ‬
‫الجنة لخَيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلً‪ ،‬للمؤمن فيها أهلون يطوف‬
‫عليهم المؤمن ول يري بعضهم بعضاً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫<الميل> ‪ :‬ستة آلف ذراع‪.‬‬
‫عنْهُ عن النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ قال‪< :‬إن في‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1886‬وعن أبي سعيد الخدري َر ِ‬
‫الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمّر السريع مائة سنة ما يقطعها> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫ع ْنهُ قال‪< :‬يسير الراكب في ظلها‬ ‫وروياه في الصحيحين أيضاً من رواية أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫مائة سنة ل يقطعها> ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّمْ قال‪< :‬إن أهل الجنة ليتراءون‬ ‫ع ْنهُ عن النبي صَلّى الُّ َ‬ ‫‪ - 1887‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الفق من المشرق أو المغرب‬
‫لتفاضل ما بينهم> قالوا‪ :‬يا َرسُول الِّ تلك منازل النبياء ل يبلغها غيرهم‪ ،‬قال‪< :‬بلى والذي‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫نفسي بيده رجال آمنوا بال وصدقوا المرسلين> ُمتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّمْ قال‪< :‬لَقَابُ قوسٍ في‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1888‬وعن أبي هريرة رَضيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫الجنة خير مما تطلع عليه الشمس أو تغرب> مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ قال‪< :‬إن في الجنة سوقاً‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1889‬وعن أنس رَضيَ الُّ َ‬
‫يأتونها كل جمعة‪ ،‬فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالً‪،‬‬
‫فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالً‪ ،‬فيقول لهم أهلوهم‪ :‬وال لقد ازددتم حسناً‬
‫وجمالً‪ .‬فيقولون‪ :‬وأنتم وال لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّمْ قال‪< :‬إن أهل‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1890‬وعن سهل بن سعد رَضيَ الُّ َ‬
‫عَليْهِ‪.‬‬
‫الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء> ُمتّفَقٌ َ‬
‫ع ْنهُ قال شهدت من النبي صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ مجلسًا وصف فيه الجنة‬ ‫‪ - 1891‬وعنه َرضِيَ الُّ َ‬
‫حتى انتهي ثم قال في آخر حديثه‪< :‬فيها ما ل عين رأت ول أذن سمعت ول خطر على قبل‬
‫بشر> ثم قرأ {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} إلى قوله تعالى {فل تعلم نفس ما أخفي لهم من‬
‫قرة أعين} (السجدة ‪َ )17‬روَاهُ ا ْلبُخَا ِريّ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّمْ قال‪:‬‬
‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫ع ْنهُما أن َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫‪ - 1892‬وعن أبي سعيد وأبي هريرة َر ِ‬
‫<إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد‪ :‬إن لكم أن تحيوا فل تموتوا أبداً‪ ،‬وإن لكم أن تصحوا فل‬
‫تسقموا أبداً‪ ،‬وإن لكم أن تشبوا فل تهرموا أبداً‪ ،‬وإن لكم أن تنعموا فل تبأسوا أبداً> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْيهِ َوسَلّمْ قال‪< :‬إن أدني مقعد‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1893‬وعن أبي هريرة َرضِيَ الُّ َ‬
‫ن فيتمنى ويتمنى‪ ،‬فيقول له‪ :‬هل تمنيت؟ فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬فيقول له‪:‬‬ ‫أحدكم من الجنة أن يقول له تم ّ‬
‫فإن لك ما تمنيت ومثله معه> َروَا ُه ُمسْلِمٌ‪.‬‬
‫عَليْ ِه َوسَلّمْ قال‪< :‬إن الّ‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1894‬وعن أبي سعيد الخدري رَضيَ الُّ َ‬
‫عز وجل يقول لهل الجنة‪ :‬يأهل الجنة‪ ،‬فيقولون‪ :‬لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك‪ .‬فيقول‪:‬‬
‫هل رضيتم؟ فيقولون‪ :‬وما لنا ل نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك‪ ،‬فيقول‪ :‬أل‬
‫أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون‪ :‬وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول‪ :‬أحل عليكم رضواني فل‬
‫أسخط عليكم بعده أبداً> ُمتّفَقٌ عَ َل ْيهِ‪.‬‬
‫عَل ْيهِ َوسَلّمْ فنظر‬ ‫لّ صَلّى الُّ َ‬ ‫عنْهُ قال‪ :‬كنا عند َرسُول ا ِ‬ ‫ضيَ الُّ َ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫‪ - 1895‬وعن جرير بن عبد ا ّ‬
‫إلى القمر ليلة البدر وقال‪< :‬إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر ل تضامون في رؤيته>‬
‫عَل ْيهِ‪.‬‬
‫مُتّفَقٌ َ‬
‫لّ صَلّى الُّ عَ َل ْي ِه َوسَلّمْ قال‪< :‬إذا دخل أهل الجنة‬ ‫ع ْنهُ أن َرسُول ا ِ‬ ‫‪ - 1896‬وعن صهيب رَضيَِ الُّ َ‬
‫الجنة يقول الّ تبارك وتعالى‪ :‬تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون‪ :‬ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا‬
‫الجنة‪ ،‬وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب‪ ،‬فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم> َروَاهُ‬
‫مُسِْلمٌ‪.‬‬
‫ل تعالى (يونس ‪{ :)10 ،9‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم‬ ‫@قال ا ّ‬
‫تجري من تحتهم النهار في جنات النعيم‪ ،‬دعواهم فيها‪ :‬سبحانك اللهم‪ ،‬وتحيتهم فيها سلم‪،‬‬
‫وآخر دعواهم أن الحمد ل رب العالمين}‪.‬‬
‫*‪[*2‬خاتمة المؤلف]‬
‫@الحمد ل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا الّ‪ .‬اللهم صلّ على محمد عبدك‬
‫ورسولك النبي المي‪ ،‬وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل‬
‫إبراهيم‪ ،‬وبارك على محمد النبي المي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته‪ ،‬كما باركت على‬
‫إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد‪.‬‬
‫قال مؤلفه‪ :‬فرغت منه يوم الثنين رابع عشر رمضان‪ ،‬سنة سبعين وستمائة‪.‬‬

You might also like