You are on page 1of 141

‫اجلزء الثاني‬

‫من سلسلة‬
‫العلوم الباطنية‬
‫من‬
‫األنوار القادرية‬

‫النفس اللوامه‬

‫‪ 2‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس احلادي والعشرون‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم والحمد هلل الحميد المجيد‬
‫الحامد الماجد ‪ ,‬المحمد الممجد ‪,‬الواهب الواجد‬
‫اللهم صل وسلم وبارك على كاف المعارف وقبلة كل عارف وغارف‬
‫الممد الممدود المشهور بالكرم والجود عبد هللا الكريم الجواد‬
‫الذى هو فى الملك محمد وفى الملكوت محمود وفى الغيوب احمد‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل الحميد المجيد‬
‫الحامد الماجد‬
‫المحمد الممجد‬
‫الواهب الواجد‬
‫اللهم صل وسلم وبارك على كاف المعارف وقبلة كل عارف وغارف‬
‫الممد الممدود المشهور بالكرم والجود‬
‫عبد هللا الكريم الجواد‬
‫الذى هو فى الملك محمد وفى الملكوت محمود وفى الغيوب احمد‬
‫صاحب لواء الحمد القائم بالرسالة والعهد وعلى اله وصحبه وسلم‬
‫وبالهناء والسرور أقبلوا‬ ‫وبعد يا احباب الفقير ابشروا‬

‫****************‬
‫عن الحسن أنه قال‪ :‬من يُكثر من قول‬
‫"اللهم ص ِّل على من تفتّقت من نوره األزهار"‬
‫زاد ماء وجهه‬
‫***********‬

‫‪ 3‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫عن عبد هللا بن عمرو رضي هللا عنهما‪ ،‬قَال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ((الراحمون يرحمهم الرحمن‪ ،‬ارحموا من في األرض يرحمكم من في‬
‫السماء))‬
‫عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫((بينا رجل يمشي‪ ،‬فاشتد عليه العطش‪ ،‬فنزل بئرا فشرب منها‪ ،‬ثم خرج فإذا‬
‫هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش‪ ،‬فقال‪ :‬لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي‪،‬‬
‫فمأل خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقِ َي‪ ،‬فسقى الكلب‪ ،‬فشكر هللا له فغفر له‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫يا رسول هللا! وإن لنا في البهائم أجراً؟ قال‪ :‬في كل كبد رطبة أجر))‬
‫************‬
‫س‬‫أذا كنت في باب النبي فالتخف ***فذلك حصن واألمان له أُ ّ‬
‫محمد باب هللا فالزم رحابه ***وإن عارضتك الجنّ ياخ ّل واإلنس‬
‫وإن كنت مشغول الفؤاد بحبه ***صفوت وكم بالصفو تنبسط النفس‬
‫وإن ما رماك الدهر يوما ً بوحش ٍة ***فوقتك في كل الشؤون به أنس‬
‫تق ّرب ألقوام يدينون دينه ***فما يستوي اإلشراق في الحق والطمس‬
‫سأحدثكم اليوم حديثا هاما فاقرأوه يتمعن وهو طويل ولكن مهم جدا ان‬
‫تقرأوه كله وهذا جهدى هلل ولرسوله فافهموا فهو العلم الحقيق‬
‫وهللا المستعان‬
‫دواء الفقير في مسائل السيادة والتعظيم والتوقير لالنبياء والمشايخ والعلماء‬
‫والمربين ومن نحسن الظن بهم من فضالء المسلمين‬

‫الجزء االول‬
‫**************‬
‫يوم أحد‬
‫"ال عذر لكم عند هللا إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف "‬
‫عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ‪ ،‬أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم – قال ‪:‬من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع ؟‬
‫فقال رجل من األنصار ‪ :‬أنا‪ .‬فخرج يطوف في القتلى ‪،‬‬
‫حتى وجد سعدا جريحا مثبتا بآخر رمق ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا سعد ‪ ،‬إن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم–‬
‫أمرني أن أنظر في األحياء أنت أم في األموات ؟ قال ‪ :‬فإني في األموات ‪،‬‬
‫فأبلغ رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم – السالم وقل ‪ :‬إن سعدا يقول‪:‬‬
‫‪ 4‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫جزاك هللا عني خير ما جزى نبيا عن أمته ‪ ،‬وأبلغ قومك مني السالم‬
‫وقل لهم ‪ :‬إن سعدا يقول لكم‪ :‬إنه ال عذر لكم عند هللا إن خلص إلى نبيكم‬
‫ومنكم عين تطرف ‪.‬‬

‫احبابى احباب الفقير‬


‫لقد كان من المفترض ان نتحدث في هذا الدرس عن النعل الثانى للنفس‬
‫االولى وهو نعل الهوى ولكننى جاءتنى أشارات أن أكتب لكم هذا الموضوع‬
‫عن تعظيم نفسك واألقالل من نفس غيرك وهو من توابع الكبر والتكبر‬
‫والعياذ باهلل ولكن يدخل اليك الشيطان منه بزى الناصح االمين الذى ينصحك‬
‫في الدين والعجيب انه ينتشر بين المسلمين بشكل عجيب كلمات مثل‬
‫ال تقول سيد هذا شرك ال تقل سيدنا محمد هذا شرك السيد هو هللا‬
‫ال تعظم احد من المشايخ والعلماء واالولياء هذا شرك ال تقم الى عالم او‬
‫شيخ هذا شرك ال تقبل يده هذا شرك وال حول وال قوة اال باهلل العلى العظيم‬
‫هونوا على انفسكم ما هكذا يكون الدين وال هكذا يكون الفهم‬
‫ان شياطين االنس والجن ممن فتنوا الناس من الخوارج وجهلة العلم والفهم‬
‫اعملوا عقولهم وتركوا صحيح السنة واالدب فأساءوا االدب ورموا الناس‬
‫بالباطل بال فهم وهم ال يدركون انه من حظوظ أنفسهم ‪.‬وأن من مرض‬
‫النفوس أن ترفض أن ترى أحد أفضل منها أو تعترف بذلك وهذه مشكلتهم‬
‫هم رفضوا اولياء هللا وكرامتهم ألنهم يستكثرون أن يكون لغيرهم كرامات‬
‫وهم ال وهم رفضوا أن يكون هناك أولياء غيرهم أو يظن أنهم أفضل أو أعلم‬
‫منهم فتكبروا وصدقوا ترهات شياطين الخوارج فأخذوا يبثون نفوسهم في‬
‫شكل علم مزيف تلقاه من المسلمين من هم قليلى الفهم والعلم ونشروه على‬
‫مر الزمان وساعدهم الشيطان فغالوا وتطرفوا بدعوى تطهير االعتقاد من‬
‫اعمال الشرك وهم في اعتقادهم فساد وأساءوا وهم يظنون أنهم يحسنون‬
‫صنعا لذا فيجب ان أوضح لكم أساسيات حتى ال تخدعكم هذه األقاويل‬
‫المنتشرة على ألسنة الناس يرددونها بال فهم وقد ضاع العلم وعم الجهل‬
‫*****************‬
‫االساس األول‪:‬‬
‫مجتمع الصحابة‬
‫اعلموا ان صحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كانوا اشد رهبة وأدبا منه‬
‫وتقديسا وتوقيرا له من أى منا مهما فعلنا‬
‫‪ 5‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫قد عظم هللا عز وجل نبيه محمداً صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ورفع مكانته ومنزلته‬
‫على سائر الخلق‪ ،‬ورفع ذكره‪ ،‬فقرن اسمه باسمه‬
‫في األذان والصالة والدعاء وغيرها من العبادات‪ ،‬وهذا يدل على علو منزلته‬
‫صلى هللا عليه وسلم وقدره عند ربه‪،‬‬
‫فيجب على كل مسلم أن يعظمه‪ ،‬ويوقره‪ ،‬ويعزره‪ ،‬وذلك بالدفاع عنه‪،‬‬
‫واالقتداء به‪ ،‬والصالة عليه‪ ،‬وغير ذلك من أوجه التعظيم والتبجيل‪.‬‬
‫وأنظروا هذه النصوص‬
‫**************‬
‫صيالً }الفتح‪9‬‬ ‫سبِّ ُحوهُ بُ ْك َرةً َوأَ ِ‬ ‫سولِ ِه َوتُ َع ِّز ُروهُ َوتُ َوقِّ ُروهُ َوتُ َ‬ ‫اهللِ َو َر ُ‬‫(لِتُ ْؤ ِمنُوا بِ ه‬
‫ت النهبِ ِّي‬‫ص ْو ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ص َواتَ ُك ْم فَ ْو َ‬‫ين آ َمنُوا َال ت َْرفَ ُعوا أَ ْ‬ ‫(يَا أَيُّ َها اله ِذ َ‬
‫ض ُك ْم لِبَ ْع ٍ‬
‫ض‬ ‫َو َال ت َْج َه ُروا لَهُ بِا ْلقَ ْو ِل َك َج ْه ِر بَ ْع ِ‬
‫ون )الحجرات‪2‬‬ ‫ش ُع ُر َ‬ ‫أَن ت َْحبَطَ أَ ْع َمالُ ُك ْم َوأَنتُ ْم َال تَ ْ‬
‫ين آ َمنُوا َال تَد ُْخلُوا بُيُوتَ النهبِ ِّي إِ هال أَن يُ ْؤ َذ َن لَ ُك ْم إِلَى طَ َع ٍام َغ ْي َر‬ ‫(يَا أَيُّ َها اله ِذ َ‬
‫ين‬‫س َ‬ ‫ستَأْنِ ِ‬‫ين إِنَاهُ َولَ ِكنْ إِ َذا ُد ِعيتُ ْم فَاد ُْخلُوا فَإ ِ َذا طَ ِع ْمتُ ْم فَانت َِش ُروا َو َال ُم ْ‬ ‫اظ ِر َ‬ ‫نَ ِ‬
‫ست َْحيِي ِم َن ا ْل َح ِّ‬
‫ق‬ ‫هللاُ َال يَ ْ‬‫ست َْحيِي ِمن ُك ْم َو ه‬ ‫ان يُ ْؤ ِذي النهبِ هي فَيَ ْ‬ ‫ث إِنه َذلِ ُك ْم َك َ‬‫لِ َح ِدي ٍ‬
‫ب َذلِ ُك ْم أَ ْط َه ُر لِقُلُوبِ ُك ْم‬‫سأَلُوهُنه ِمن َو َراء ِح َجا ٍ‬ ‫سأ َ ْلتُ ُموهُنه َمتَاعا ً فَا ْ‬ ‫َوإِ َذا َ‬
‫اجهُ ِمن بَ ْع ِد ِه‬ ‫هللاِ َو َال أَن تَن ِك ُحوا أَ ْز َو َ‬ ‫سو َل ه‬ ‫ان لَ ُك ْم أَن تُ ْؤ ُذوا َر ُ‬ ‫َوقُلُوبِ ِهنه َو َما َك َ‬
‫هللاِ َع ِظيما ً }األحزاب‪35‬‬ ‫ان ِعن َد ه‬ ‫أَبَداً إِنه َذلِ ُك ْم َك َ‬
‫**************‬
‫من صور تعظيم الصحابة لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬لما دخل النبي‬
‫عليه الصالة والسالم إلى بيت أبي أيوب األنصاري بعد أن وصل إلى المدينة‬
‫قال‪:‬‬
‫فكان النبي صلى هللا عليه وسلم في سفل وكنت وأم أيوب في علو–‬
‫يعني‪ :‬في الشرفة العليا‪ -‬قال‪ :‬فما طابت نفسي فقلت‪:‬‬
‫يا رسول هللا! كن أنت في علو ونكون نحن في السفل‪،‬‬
‫فقال له الرسول عليه الصالة والسالم‪ :‬إنه أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون‬
‫في السفل يعني‪ :‬حتى يأتي الناس والضيوف‪-‬‬
‫فكان أبو أيوب يسير على حافة حجرته ال يسير في الوسط‪،‬‬
‫يقول‪ :‬حتى ال أطأ بقدمي فوق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫وقال‪ :‬انكسر إناء ماء‪ ،‬فجئت بلحاف ليس لي وال لـأم أيوب غيره فجعلنا‬
‫ننشف الماء حتى ال يقع شيء منه على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم!‬
‫‪ 6‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫وروى البيهقي في شعب اإليمان‬
‫(أن الصحابة كانوا إذا كلموا الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫خفضوا أصواتهم‪ ،‬ومنهم أبو بكر حيث قال‪ :‬ال أكلمك إال كأخي السرار‬
‫حتى ألقى هللا عز وجل وهذا فيه نوع من التوقير والتعظيم لمقام الرسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫كذلك في حديث البراء يقول‪:‬‬
‫خرجنا مع الرسول صلى هللا عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رءوسنا‬
‫الطير من السكون والهيبة والصمت؛ إجالالً لرسول هللا عليه الصال والسالم‪.‬‬
‫وعن بريدة بن الحصيب فيما رواه البيهقي‬
‫قال‪ :‬كنا إذا قعدنا عند الرسول صلى هللا عليه وسلم لم نرفع رءوسنا إليه‬
‫إعظاما ً له‪.‬‬
‫وهذا عمرو بن العاص يقول‪:‬‬
‫لم أكن أستطع أن أنظر إليه عليه الصالة والسالم هيبة له‪.‬‬
‫وكانوا يقولون‪ :‬ما كان أحد ينظر إليه صلى هللا عليه وسلم ويملي عينه من‬
‫نظره إال أبو بكر و عمر وقلة من الصحابة‪ ،‬أما الباقون فال يصنعون ذلك من‬
‫هيبته‪.‬‬
‫وهذا ابن عباس رضي هللا عنهما‬
‫وهو غالم صغير ينام عند خالته زوج النبي صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫فيقتدي بالنبي عليه الصالة والسالم في صالة الليل‪ ،‬فجعله النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم حذاءه‪ ،‬وإذا به يتأخر قليالً‪ ،‬فقال له الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ :‬ما لك أجعلك حذائي فتتأخر؟! قال ابن عباس ‪ :‬يا رسول هللا!‬
‫ما ينبغي ألحد أن يصلي حذاءك يكون معك‪ ،‬ال بد أن يتأخر عنك–‬
‫أي‪ :‬كيف أكون أنا في نفس الصف الذي أنت فيه‪-‬‬
‫فأعجب النبي صلى هللا عليه وسلم ذلك‬
‫رواه اإلمام أحمد في مسنده‪.‬‬
‫وفي حديث أنس‪:‬‬
‫(أن أبواب النبي صلى هللا عليه وسلم كانت تقرع باألظافير)‪،‬‬
‫وروى مسلم من حديث أنس قال‪:‬‬
‫(رأيت النبي صلى هللا عليه وسلم والحالق يحلقه ويطيف به‪ ،‬فما تقع شعرة‬
‫إال في يد رجل) أخذوا شعر النبي عليه الصالة والسالم تبركا به‪.‬‬
‫وكذلك لما احتجم عليه الصالة والسالم أخذ ابن الزبير الدم وشربه‬
‫‪ 7‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫كما في الحديث المشهور‪.‬‬
‫وكان الصحابة في المدينة إذا رزقوا باألوالد يذهبون بهم إلى النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم ليحنكهم ويبرك عليهم ويدعو لهم بالبركة‪.‬‬
‫وكان النبي صلى هللا عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم أهل المدينة بآنيتهم‬
‫فيها الماء؛ حتى يغمس النبي صلى هللا عليه وسلم فيها يده‪ ،‬ثم يرجعون به‬
‫إلى ذويهم‪.‬‬
‫هذه وجوه من تعظيم الصحابة لنبيهم صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫*************‬
‫وغير هذا كثير‬
‫الخالصة كان صحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أشد تعظيما وتوقيرا‬
‫لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم فأين انتم من هذا التعظيم ؟‬
‫وأفضل الناس في كل أمة من األمم هم من صحبوا رسولهم صلى هللا عليه‬
‫وسلم مؤمنين به ‪ ،‬مدافعين عنه ‪ ،‬داعين إلى دينه ومن جاء بعدهم ممن لم‬
‫يدركوا الرسول فآمنوا به أُلحقوا بهم في الفالح والفوز العظيم بدليل كالم هللا‬
‫تعالى‬
‫ض َي‬ ‫ان َر ِ‬ ‫س ٍ‬‫ين اتهبَ ُعو ُه ْم بِإ ِ ْح َ‬‫صا ِر َواله ِذ َ‬‫ين َو ْاألَ ْن َ‬‫ون ِم َن ا ْل ُم َها ِج ِر َ‬ ‫ون ْاألَ هولُ َ‬
‫سابِقُ َ‬ ‫( َوال ه‬
‫ين فِي َها أَبَداً‬
‫ت ت َْج ِري ت َْحتَ َها ْاألَ ْن َها ُر َخالِ ِد َ‬ ‫ضوا َع ْنهُ َوأَ َع هد لَ ُه ْم َجنها ٍ‬ ‫ه‬
‫هللاُ َع ْن ُه ْم َو َر ُ‬
‫َذلِكَ ا ْلفَ ْو ُز ا ْل َع ِظي ُم) التوبة‪011:‬‬
‫*************‬
‫وأما محبته صلى هللا عليه وسلم فقلنا فيها الكثير ولكن نزيدكم أيضا‬
‫بعض الصور لمحبة صحابته له صلى هللا عليه وسلم وهى نقطة من فيض‪:‬‬
‫وفي باب محبته صلى هللا عليه وسلم يقدم الصديق أبو بكر رضي هللا عنه‬
‫قرابة النبي صلى هللا عليه وسلم على قرابته ‪ ،‬وما ذاك إال لمحبته الصادقة ‪،‬‬
‫والفاروق عمر رضي هللا عنه يخبر النبي صلى هللا عليه وسلم بأنه يحبه‬
‫أكثر من كل شيء حتى من نفسه ‪ ،‬وبناء على هذه المحبة العظيمة أحب عمر‬
‫إسالم العباس رضي هللا عنهما أكثر من محبته إلسالم الخطاب لو أسلم مع‬
‫أنه والده ؛ لمكان العباس من النبي صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬
‫وسئل علي رضي هللا عنه ‪ :‬كيف كان حبّكم لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫أحب إلينا من أموالنا وأوالدنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء‬ ‫ّ‬ ‫فقال‪":‬كان وهللا‬
‫البارد على الظمأ‪" ,‬‬
‫وقال عمرو بن العاص رضي هللا عنه‪:‬‬
‫‪ 8‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫"ما كان أحد أحب إل هي من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وال أج هل في عيني‬
‫منه ‪ ،‬وما كنت أطيق أن أمأل عيني منه إجالال له ‪ ،‬ولو سئلت أن أصفه ما‬
‫أطقت ألني لم أكن أمأل عيني منه " رواه مسلم‪.‬‬
‫**************‬
‫إنهم رضي هللا عنهم قدموه عليه الصالة والسالم على آبائهم وأمهاتهم‬
‫وأزواجهم وأوالدهم حتى هم عبدهللا بن عبدهللا بن سلول أن يقتل أباه لما بلغه‬
‫أنه يؤذي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ولما اعتزل النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم نساءه وبلغ ذلك عمر رضي هللا عنه دخل على ابنته حفصة رضي هللا‬
‫عنها مغضبا‬
‫فقال ‪ " :‬لقد بلغ من شأنك أن تؤذي هللا ورسوله ‪،‬‬
‫ولقد علمت أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ال يحبك ولوال أنا لطلقك ‪،‬‬
‫فبكت أشد البكاء ‪ ،‬فاستأذن عمر في الدخول عليه‪ ،‬فلم يجب بشيء فقال عمر‬
‫للبواب‪:‬‬
‫يا رباح استأذن لي على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫فإني أظن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ظن أني جئت من أجل حفصة ‪،‬‬
‫وهللا لئن أمرني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بضرب عنقها ألضربن‬
‫عنقها"‬
‫***********************‬
‫في سنن االمام أبي داود‬
‫سله َم‬‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫شتُ ُم النهبِ هي َ‬ ‫س أَنه أَ ْع َمى َكانَتْ لَهُ أُ ُّم َولَ ٍد تَ ْ‬ ‫عن ا ْبنُ َعبها ٍ‬
‫َوتَقَ ُع فِي ِه ‪ .‬فَيَ ْن َها َها فَ َال تَ ْنتَ ِهي َويَ ْز ُج ُر َها فَ َال تَ ْن َز ِج ُر‬
‫شتُ ُمهُ‬ ‫سله َم َوتَ ْ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫قَا َل فَلَ هما َكانَتْ َذاتَ لَ ْيلَ ٍة َج َعلَتْ تَقَ ُع فِي النهبِ ِّي َ‬
‫ض َعهُ فِي بَ ْطنِ َها َواته َكأ َ َعلَ ْي َها فَقَتَلَ َها فَ َوقَ َع بَ ْي َن ِر ْجلَ ْي َها ِط ْف ٌل‬ ‫فَأ َ َخ َذ ا ْل ِم ْغ َو َل فَ َو َ‬
‫سله َم‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هللاِ َ‬ ‫ول ه‬‫س ِ‬ ‫صبَ َح ُذ ِك َر َذلِ َك لِ َر ُ‬ ‫فَلَطه َختْ َما ُهنَا َك بِالد ِهم فَلَ هما أَ ْ‬
‫فَ َج َم َع النه َ‬
‫اس‬
‫ق إِ هال قَا َم فَقَا َم ْاألَ ْع َمى يَت ََخطهى‬ ‫هللاَ َر ُج ًال فَ َع َل َما فَ َع َل لِي َعلَ ْي ِه َح ٌّ‬ ‫ش ُد ه‬‫فَقَا َل أَ ْن ُ‬
‫سله َم‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬‫صلهى ه‬ ‫ي النهبِ ِّي َ‬ ‫اس َو ُه َو يَت ََز ْل َز ُل َحتهى قَ َع َد بَ ْي َن يَ َد ْ‬
‫النه َ‬
‫شتُ ُم َك َوتَقَ ُع فِي َك فَأ َ ْن َها َها فَ َال تَ ْنتَ ِهي‬ ‫صا ِحبُ َها َكانَتْ تَ ْ‬ ‫هللاِ أَنَا َ‬‫سو َل ه‬ ‫فَقَا َل يَا َر ُ‬
‫َوأَ ْز ُج ُر َها فَ َال تَ ْن َز ِج ُر َولِي ِم ْن َها ا ْبنَا ِن ِم ْث ُل اللُّ ْؤلُؤَ تَ ْي ِن َو َكانَتْ بِي َرفِيقَةً ‪ ,‬فَلَ هما‬
‫ض ْعتُهُ فِي بَ ْطنِ َها‬ ‫شتُ ُمكَ َوتَقَ ُع فِيكَ فَأ َ َخ ْذتُ ا ْل ِم ْغ َو َل فَ َو َ‬ ‫ان ا ْلبَا ِر َحةَ َج َعلَتْ تَ ْ‬ ‫َك َ‬
‫َواته َكأْتُ َعلَ ْي َها َحتهى قَتَ ْلتُ َها‬
‫‪ 9‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫ش َهدُوا أَنه َد َم َها َه َد ٌر‬
‫سله َم أَ َال ا ْ‬ ‫فَقَا َل النهبِ ُّي َ‬
‫صلهى ه‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫***************‬
‫من تلك المحبة ؛ ابتداء بأمهات المؤمنين رضي هللا عنهن حين خيرهن هللا‬
‫تعالى بين البقاء معه عليه الصالة والسالم والصبر على شظف العيش ‪ ،‬وقلة‬
‫المؤنة ‪ ،‬وشدة الحال ‪ ،‬وبين الفراق والتمتع بطيبات الدنيا ‪ ،‬فاخترنه عليه‬
‫الصالة والسالم على متاع الدنيا ‪،‬‬
‫قالت عائشة رضي هللا عنها‪ :‬فبدأ بي أول امرأة فقال‪:‬‬
‫إني ذاكر لك أمرا وال عليك أن ال تعجلي حتى تستأمري أبويك ‪،‬‬
‫قالت رضي هللا عنها‪ :‬قد أعلم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك‬
‫ثم قال عليه الصالة والسالم إن هللا تعالى قال‪:‬‬
‫(يا أيها النبي قل ألزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن‬
‫وأسرحكن سراحا جميال ‪ ،‬وإن كنتن تردن هللا ورسوله والدار اآلخرة فإن هللا‬
‫أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما)‬
‫قالت عائشة رضي هللا عنها ‪:‬أفي هذا أستأمر أبوي ؟!‬
‫فإني أريد هللا ورسوله والدار اآلخرة ‪ ،‬ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت‬
‫عائشة ) رواه الشيخان ‪،‬‬
‫ورضي هللا عن أمهات المؤمنين وأرضاهن ‪،‬‬
‫*****************‬
‫ونكتفى بهذا القدر االن وقد وضحت هذ الصورة‬
‫ونأتى الى أمر السيادة هل هو شرك أن نقول سيدنا‬
‫إن السيادة ثابته لسيدنا النبى في الدنيا واألخرة‬
‫قال رسول هللا هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫أنا سيد ولد آدم وال فخر‬
‫رواه مسلم‬
‫وفى مسلم حدثني أبو هريرة قال‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنا سيد ولد آدم‬
‫يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع‬
‫***************‬
‫وفى هذا الباب الكثير من االحاديث‬
‫وكما قلنا من قبل أن حديث ال تسيدونى في الصالة‬
‫هو حديث باطل وموضوع‬
‫‪ 10‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫ويكفى أن فيه خطأ لغوى فأن الصحيح التسودنى إذن هذا حديث باطل وغير‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫*************‬
‫وسيدتنا فاطمة سيدة نساء العالمين وزوجها سيدنا على سيدا‪:‬‬
‫سله َم‪-‬‬
‫صلهى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫ص ْي ٍن‪ :‬أَنه النهبِ هي ‪َ -‬‬ ‫بن ُح َ‬ ‫ان ِ‬ ‫عنْ ِع ْم َر َ‬
‫ف تَ ِج ِد ْينَ ِك؟)‬ ‫ضةٌ‪ ،‬فَقَا َل لَ َها‪َ ( :‬ك ْي َ‬ ‫َعا َد فَا ِط َمةَ َو ِه َي َم ِر ْي َ‬
‫قَالَتْ ‪ :‬إِنِّي َو ِج َعةٌ‪َ ،‬وإِنههُ لَيَ ِز ْي ُدنِي‪َ ،‬ما لِي طَ َعا ٌم آ ُكلُهُ‪.‬‬
‫سا ِء ال َعالَ ِم ْي َن؟)‪.‬‬ ‫سيِّ َدةَ نِ َ‬ ‫ض ْي َن أَنْ تَ ُك ْونِي َ‬ ‫قَا َل‪( :‬يَا بُنَيهةُ‪ ،‬أَ َما ت َْر َ‬
‫قَالَتْ ‪ :‬فَأ َ ْي َن َم ْريَ ُم؟‬
‫سا ِء َعالَ ِم ِك‪ ،‬أَ َما ‪َ -‬وهللاِ‪-‬‬ ‫سيِّ َدةُ نِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫سا ِء َعالَ ِم َها‪َ ،‬وأَ ْن ِ‬ ‫قَا َل‪( :‬تِ ْل َك َ‬
‫سيِّ َدةُ نِ َ‬
‫سيِّداً فِي ال ُّد ْنيَا َواآل ِخ َر ِة)‪.‬‬ ‫لَقَ ْد َز هو ْجتُ ِك َ‬
‫*****************‬
‫هللاُ َع ْن َها ‪،‬‬ ‫ض َي ه‬ ‫شةَ َر ِ‬ ‫روى البخاري ومسلم من حديث َعائِ َ‬
‫ش ُي النهبِ ِّي صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬ ‫شيَتَ َها َم ْ‬ ‫شي َكأَنه ِم ْ‬ ‫قَالَتْ ‪ :‬أَ ْقبَلَتْ فَا ِط َمةُ تَ ْم ِ‬
‫فَقَا َل النهبِ ُّي صلى هللا عليه وسلم ‪َ :‬م ْر َحبًا بِا ْبنَتِي ‪،‬‬
‫س َها عَنْ يَ ِمينِ ِه أَ ْو عَنْ ش َمالِه ‪،‬‬ ‫ثُ هم أَ ْجلَ َ‬
‫ين ؟‬ ‫س هر إِلَ ْي َها َح ِديثًا فَبَ َكتْ ‪ ،‬فَقُ ْلتُ لَ َها ‪ :‬لِ َم تَ ْب ِك َ‬ ‫ثُ هم أَ َ‬
‫ض ِح َكتْ ‪ ،‬فَقُ ْلتُ ‪:‬‬ ‫س هر إِلَ ْي َها َح ِديثًا فَ َ‬ ‫ثُ هم أَ َ‬
‫ب ِمنْ ُح ْز ٍن ؟‬ ‫َما َرأَ ْيتُ َكا ْليَ ْو ِم فَ َر ًحا أَ ْق َر َ‬
‫سو ِل هللاِ‬ ‫س هر َر ُ‬ ‫ش َي ِ‬ ‫سأ َ ْلتُ َها َع هما قَا َل ؟ فَقَالَتْ ‪َ :‬ما ُك ْنتُ ألُ ْف ِ‬ ‫فَ َ‬
‫ض النهبِ ُّي صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬ ‫صلى هللا عليه وسلم َحتهى قُبِ َ‬
‫سنَ ٍة َم هرةً ‪،‬‬ ‫آن ُك هل َ‬ ‫ضنِي ا ْلقُ ْر َ‬ ‫ان يُ َعا ِر ُ‬ ‫س هر إِلَ هي إِنه ِج ْب ِري َل َك َ‬ ‫سأ َ ْلتُ َها ‪ ،‬فَقَالَتْ ‪ :‬أَ َ‬
‫فَ َ‬
‫ض َر أَ َجلِي ‪َ ،‬وإِنه ِك أَ هو ُل أَه ِْل بَ ْيتِي‬ ‫ضنِي ا ْل َعا َم َم هرتَ ْي ِن ‪َ ،‬والَ أُ َراهُ إِاله َح َ‬ ‫ار َ‬‫َوإِنههُ َع َ‬
‫سا ِء أَ ْه ِل ا ْل َجنه ِة ‪،‬‬ ‫سيِّ َدةَ نِ َ‬ ‫ض ْي َن أَنْ تَ ُكونِي َ‬ ‫لَ َحاقًا بِي ‪ ،‬فَبَ َك ْيتُ ‪ ،‬فَقَا َل ‪ :‬أَ َما ت َْر َ‬
‫ض ِح ْكتُ لِ َذلِكَ ‪.‬‬ ‫ين ؟ فَ َ‬ ‫سا ِء ا ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬ ‫أَ ْو نِ َ‬
‫*****************‬
‫وسيدنا الحسن بن على سيدا‪:‬‬
‫في صحيح البخارى‬
‫سله َم َعلَى ال ِم ْنبَ ِر–‬ ‫صلهى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫هللاِ َ‬‫سو َل ه‬ ‫س ِم ْعتُ أَبَا بَ ْك َر يَقُو ُل‪َ :‬رأَ ْيتُ َر ُ‬ ‫َ‬
‫س َم هرةً‪َ ،‬و َعلَ ْي ِه أُ ْخ َرى َويَقُو ُل‪:‬‬ ‫سنُ ْبنُ َعلِ ٍّي إِلَى َج ْنبِ ِه ‪,‬ه َُو يُ ْقبِ ُل َعلَى النها ِ‬ ‫الح َ‬
‫َو َ‬
‫ين)‬
‫سلِ ِم َ‬ ‫صلِ َح بِ ِه بَ ْي َن فِئَتَ ْي ِن َع ِظي َمتَ ْي ِن ِم َن ال ُم ْ‬ ‫هللاَ أَنْ يُ ْ‬ ‫سيِّ ٌد ‪َ ،‬ولَ َع هل ه‬ ‫(إِنه ا ْبنِي َه َذا َ‬
‫‪ 11‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫******************‬
‫والحسن والحسين سيدان‬
‫عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪:‬‬
‫الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة‪.‬‬
‫***************‬
‫كذلك االنبياء سادة‪:‬‬
‫صدِّقا ً‬ ‫ش ُركَ بِيَ ْحيَـى ُم َ‬ ‫ب أَنه ّ‬
‫هللاَ يُبَ ِّ‬ ‫صلِّي فِي ا ْل ِم ْح َرا ِ‬ ‫(فَنَا َد ْتهُ ا ْل َمآلئِ َكةُ َو ُه َو قَائِ ٌم يُ َ‬
‫ين )آل عمران‪59‬‬ ‫صالِ ِح َ‬ ‫صوراً َونَبِيّا ً ِّم َن ال ه‬ ‫سيِّداً َو َح ُ‬ ‫بِ َكلِ َم ٍة ِّم َن ّ‬
‫هللاِ َو َ‬
‫*****************‬
‫بل ان الرجل سيد في بيته‪:‬‬
‫صهُ ِمن ُدبُ ٍر‬ ‫اب َوقَدهتْ قَ ِمي َ‬ ‫ستَبَقَا ا ْلبَ َ‬‫( َوا ُ‬
‫س َوءاً‬‫ب قَالَتْ َما َج َزاء َمنْ أَ َرا َد بِأ َ ْهلِكَ ُ‬ ‫سيِّ َد َها لَ َدى ا ْلبَا ِ‬ ‫َوأَ ْلفَيَا َ‬
‫اب أَلِي ٌم )يوسف‪23‬‬ ‫س َج َن أَ ْو َع َذ ٌ‬ ‫إِاله أَن يُ ْ‬
‫***********************‬
‫بل من الواجب انزال الناس منازلهم حتى ولو كانوا كفارا وانظر‪:‬‬
‫ان أَ ْخبَ َرهُ‪،‬‬
‫س ْفيَ َ‬ ‫عن بن َعبهاس‪ ،‬أَنه أَبَا ُ‬
‫ش‪َ -‬و َكانُوا تِ َجا ًرا‪ ...‬الحديث‪ ،‬ثُ هم َد َعا‬ ‫س َل إِلَ ْي ِه فِى نَفَ ٍر ِمنْ قُ َر ْي ٍ‬ ‫أَنه ِه َر ْق َل أَ ْر َ‬
‫سم ه‬
‫هللاِ ال هر ْح َم ِن‬ ‫ئ‪ ،‬فَإ ِ َذا فِي ِه‪( :‬بِ ْ‬ ‫هللاِ صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فَقُ ِر َ‬ ‫ول ه‬ ‫س ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫بِ ِكتَا ِ‬
‫سال ُم َعلَى َم ِن‬ ‫وم‪ ،‬ال ه‬ ‫يم ال ُّر ِ‬ ‫سولِ ِه إِلَى ِه َر ْق َل َع ِظ ِ‬ ‫يم ِمنْ ُم َح هم ٍد َع ْب ِد ه‬
‫هللاِ َو َر ُ‬ ‫ال هر ِح ِ‬
‫اتهبَ َع ا ْل ُه َدى‪ ،‬أَ هما بعد‪.....‬‬
‫فقد خاطبه النبى صلى هللا عليه وسلم بعظيم الروم‬
‫والصحابة خاطبهم النبى قوموا الى سيدكم ‪ :‬في صحيح البخارى‬
‫****************‬
‫وسيدنا سعد سيدا‬
‫باب‪ :‬قول النبى عليه السالم قوموا إلى سيدكم‬
‫س َل النهبِى صلى هللا‬ ‫س ْع ٍد‪ ،‬فَأ َ ْر َ‬ ‫س ِعيد‪ ،‬أَنه أَ ْه َل قُ َر ْيظَةَ نَ َزلُوا َعلَى ُح ْك ِم َ‬ ‫قال أَبُو َ‬
‫سيِّ ِد ُك ْم‪ -‬أَ ْو قَا َل‪َ :‬خ ْي ِر ُك ْم)‪ -‬فَقَ َع َد ِع ْن َد‬ ‫عليه وسلم إِلَ ْي ِه فَ َجا َء‪ ،‬فَقَا َل‪( :‬قُو ُموا إِلَى َ‬
‫النهبِى صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فَقَا َل النهبِ ِّى‪َ ( :‬هؤُال ِء نَ َزلُوا َعلَى ُح ْك ِمكَ )‪ ،‬قَا َل‪ :‬فَإِنِّى‬
‫سبَى َذ َرا ِريُّ ُه ْم‪ ،‬فَقَا َل‪( :‬لَقَ ْد َح َك ْمتَ بِ َما َح َك َم بِ ِه‬ ‫أَ ْح ُك ُم أَنْ تُ ْقتَ َل ُمقَاتِلَتُهُ ْم‪َ ،‬وتُ ْ‬
‫ا ْل َملِ ُك)‪.‬‬
‫‪ 12‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫قال المهلب‪ :‬فيه أمر السلطان والحاكم بإكرام السيد من المسلمين‪ ،‬وجواز‬
‫إكرام أهل الفضل فى مجلس السلطان األكبر‪ ،‬والقيام فيه لغيره من أصحابه‪،‬‬
‫وإلزام الناس كافة للقيام إلى سيدهم‪.‬‬
‫قال الطبرى‪ :‬فإن قال قائل‪ :‬قد عارض حديث أبى سعيد ما روى مسعر‪ ،‬عن‬
‫أبي العديس‪ ،‬عن أبى مرزوق‪ ،‬عن أبى غالب‪ ،‬عن أبى أمامه قال‪( :‬خرج‬
‫علينا علينا النبى متوكئًا على عصاه فقمنا له‪ ،‬فقال‪ :‬التقوموا كما يقوم‬
‫االعاجم بعضهم لبعض)‪.‬‬
‫قال الطبرى‪ :‬وحديث أبى أمامة ال يجوز االحتجاج به فى الدين وذلك أن أبا‬
‫العديس وأبا مرزوق غير معروفين‪ ،‬مع اضطراب من ناقليه فى سنده‪ ،‬فمن‬
‫قائل فيه عن أبى العديس‪ ،‬عن أبى أمامة‪.‬‬
‫فإن ظن ظان أن حديث عبد هللا بن بريده أن أباه دخل على معاوية فأخبرة أن‬
‫النبى عليه السالم قال‪( :‬من أحب أن يتمثل له الرجال قيا ًما وجبت له النار)‬
‫حجة لمن أنكر القيام للسادة‪ ،‬فقد ظن غير الصواب‪ ،‬وذلك أن هذا الخبر إنما‬
‫ينبىء عن نهى رسول هللا للذى يقام له السرور بما يفعل له من ذلك ال عن‬
‫نهيه القائم عن القيام‪ ،‬وقد روى حماد بن زيد‪ ،‬عن ابن عون قال‪ :‬كان‬
‫المهلب بن أبى صفرة يمر بنا ونحن غلمان فى الكتاب فنقوم ويقوم الناس‬
‫سماطين‪.‬‬
‫وقال ابن قتيبه‪ :‬معنى حديث معاوية وبريدة من أراد أن يقوم الرجال على‬
‫رأسه كما يقام بين يدى الملوك واألمراء‪ ،‬وليس قيام الرجل ألخيه إذا سلم‬
‫عليه من هذا فى شىء‪ ،‬لقوله‪( :‬من سره أن يقوم له الرجال صفوفنًا‬
‫والصافن‪ :‬هو الذى أطال القيام فاحتاج لطول قيامه أن يرفع احدى رجليه‬
‫ليستريح‪ ،‬وكذلك الصافن من الدواب‪.‬‬
‫**************‬
‫بل ان الصحابة قبلو يديه صلى هللا عليه وسلم وقبلو يد علمائهم ومشايخهم‬
‫اختلفوا فى تقبيل اليد‪ ،‬فأنكره مالك وأنكر ما روى فيه‪ ،‬وأجازه آخرون‪،‬‬
‫واالجماع على جوازه‬
‫واحتجوا بما روى عن ابن عمر فى قصة السريه حيث فروا فرجعوا إلى‬
‫النبى عليه السالم فقالوا‪( :‬نحن الفرارون يا رسول هللا؟ فقال‪ :‬بل أنتم‬
‫العكارون أنا فئه المؤمنين‪ .‬قال‪ :‬فقبلنا يده)‪.‬‬
‫وقبل أبو لبابة وكعب بن مالك وصاحباه يد رسول هللا حين تاب هللا عليهم‬
‫ذكره األبهري‪.‬‬
‫‪ 13‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫وقد قبل أبو عبيدة يد عمر بن الخطاب حين قدم من سفر‪ ،‬وقبل زيد بن ثابت‬
‫يد ابن عباس حين حبس ابن عباس بركابه‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬هكذا أمرنا أن‬
‫نفعل بعلمائنا‪ ،‬وقال زيد‪ :‬هكذا أمرنا أن نفعل بآل رسول هللا‪.‬‬
‫قال األبهرى‪ :‬وإنما كرهها مالك إذا كانت على وجه التكبر والتعظيم لمن فعل‬
‫ذلك به‪ ،‬وأما إذا قبل إنسان يد إنسان أو وجهه أو شيئًا من بدنه مالم يكن‬
‫عورة على وجه القربه إلى هللا لدينه أو لعلمه أو لشرفه‪ ،‬فإن ذلك جائز‪،‬‬
‫وتقبيل يد النبى عليه السالم تقرب إلى هللا‪.‬‬
‫وما كان من ذلك تعظي ًما لظالم أو سلطان أو شبه ذلك من وجه التكبر فال‬
‫يجوز وهو مكروه‪.‬‬
‫وذكر الترمذى من حديث شعبه‪ ،‬عن عمرو بن مرة‪ ،‬عن عبد هللا ابن سلمه‪،‬‬
‫عن صفوان بن عسال (أن يهوديين أتيا إلى النبى عليه السالم فسأاله عن‬
‫تسع آيات بينات فقال‪ :‬التشركوا باهلل شيئًا‪ ،‬والتسرقوا‪ ،‬والتزنزا‪ ،‬والتقتلوا‬
‫النفس التى حرم هللا إال بالحق‪ ،‬وال تأكلوا الربا‪ ،‬والتقذفوا محصنة‪ ،‬والتولوا‬
‫الفرار يوم الزحف وعليكم خاصة اليهود أن ال تعتدوا فى السبت‪.‬‬
‫فقبلوا يده ورجله‪ ،‬وقاال‪ :‬نشهد أنك نبى هللا) قال الترمذى‪ :‬وهذا حديث حسن‬
‫صحيح‪ ،‬وفى الباب عن يزيد بن أسود وابن عمر وكعب بن مالك‪.‬‬
‫*************‬
‫بل انهم أجابوا النبى صلى هللا عليه وسلم‬
‫بلبيك وهى صيغة تعبد هلل ‪:‬‬
‫في البخارى باب‪ :‬من أجاب بلبيك وسعديك‬
‫اذ)‪،‬‬ ‫‪-‬فيه‪ُ :‬م َعا ٍذ‪ ،‬قَا َل‪ :‬أَنَا َر ِديفُ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فَقَا َل‪( :‬يَا ُم َع ُ‬
‫هللاِ َعلَى ا ْل ِعبَا ِد)؟‬ ‫ق ه‬ ‫س ْع َد ْي َك‪ -‬ثُ هم قَا َل ِم ْثلَهُ ثَالثًا‪َ ( -‬ه ْل تَ ْد ِرى َما َح ُّ‬ ‫قُ ْلتُ ‪ :‬لَبه ْيكَ َو َ‬
‫سا َر‬ ‫ش ْيئًا)‪ ،‬ثُ هم َ‬ ‫ش ِر ُكوا بِ ِه َ‬ ‫هللاِ َعلَى ا ْل ِعبَا ِد أَنْ يَ ْعبُدُوهُ َوال يُ ْ‬ ‫ق ه‬ ‫قُ ْلتُ ‪ :‬ال‪ ،‬قَا َل‪َ ( :‬ح ُّ‬
‫س ْع َد ْيكَ ‪ ،‬قَا َل‪َ ( :‬ه ْل تَ ْد ِرى َما َح ُّ‬
‫ق ا ْل ِعبَا ِد‬ ‫سا َعةً‪ ،‬فَقَا َل‪( :‬يَا ُم َعا ُذ)‪ ،‬قُ ْلتُ ‪ :‬لَبه ْي َك َو َ‬ ‫َ‬
‫هللاِ إِ َذا فَ َعلُوا َذلِكَ ‪ ،‬أَنْ ال يُ َع ِّذبَ ُه ْم)‪.‬‬
‫َعلَى ه‬
‫شى َم َع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فِى َح هر ِة‬ ‫‪-‬وفيه‪ :‬أَبُو َذ ّر‪ ،‬قَا َل‪ُ :‬ك ْنتُ أَ ْم ِ‬
‫ون ُه ُم‬ ‫س ْع َد ْيكَ ‪ ،‬قَا َل‪( :‬األ ْكثَ ُر َ‬ ‫ا ْل َم ِدينَ ِة ِعشَا ًء‪ ،‬فَقَا َل‪( :‬يَا أَبَا َذ ٍّر)‪ ،‬قُ ْلتُ ‪ :‬لَبه ْيكَ َو َ‬
‫ون‪ ،)...‬الحديث‪ ،‬إلى قوله‪( :‬أَتَانِى فَأ َ ْخبَ َرنِى أَنههُ َمنْ َماتَ ِمنْ أُ همتِى ال‬ ‫األقَلُّ َ‬
‫ق؟‬
‫س َر َ‬ ‫هللاِ‪َ ،‬وإِنْ َزنَى َوإِنْ َ‬ ‫سو َل ه‬ ‫ش ْيئًا َد َخ َل ا ْل َجنهةَ)‪ ،‬قُ ْلتُ ‪ :‬يَا َر ُ‬ ‫ش ِر ُك بِ ه‬
‫اهللِ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫ق)‪.‬‬ ‫قَا َل‪َ ( :‬وإِنْ َزنَى َوإِنْ َ‬
‫س َر َ‬
‫ح‪ ،‬عَنْ أَبِى الد ْهر َدا ِء نَ ْح َوهُ‪.‬‬ ‫صالِ ٍ‬‫ش‪َ :‬و َح هدثَنِى أَبُو َ‬ ‫قَا َل األ ْع َم ُ‬
‫‪ 14‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫قال ابن األنبارى‪ :‬معنى قوله‪( :‬لبيك) أنا مقيم على طاعتك من قولهم‪ :‬لب‬
‫فالن بالمكان وألب به إذا أقام به‪ ،‬ومعنى سعديك من االسعاد والمتابعة‪.‬‬
‫وقال غيره‪ :‬معنى (لبيك) أى‪ :‬اجابة بعد إجابة‪ ،‬ومعنى سعديك‪ :‬إسعا ًدا لك بعد‬
‫إسعاد‪.‬‬
‫قال المهلب‪ :‬واإلجابة بنعم وكل مايفهم منه اإلجابة كاف‪ ،‬ولكن إجابة السيد‬
‫والتشريف بالتلبية واالرحاب واإلسعاد أفضل‬
‫***************‬
‫سيدنا خبيب رضى هللا عنه صلبوه ومزقو لحمه‬
‫ثم سألوه أتحب أن تكون سالما ومحمدا مكانك ؟‬
‫فقال‪ :‬وهللا ما أحب أني في أهلي وأن محم ًدا شيك بشوكة‬
‫بعث النبي خبيبًا مع بعض أصحابه دعاة إلى هللا ليعلموا الناس ويدعوهم إلى‬
‫اإلسالم‪ ،‬ولكن القوم غدروا بهم‪ ،‬فوقع أجرهم على هللا‪ ،‬وكان خبيب ممن‬
‫أسر ثم صلب بعد ذلك فكان استشهاده من أكثر المواقف تأثي ًرا وتعلي ًما‬
‫للمسلمين فن الفداء والتضحية في سبيل هللا والذود عن رسوله الكريم‪.‬‬
‫قال سعيد بن عامر بن حذيم‪ :‬شهدت مصرع خبيب وقد بضعت قريش لحمه‬
‫ثم حملوه على جذعة فقالوا‪ :‬أتحب أن محم ًدا مكانك؟ فقال‪:‬‬
‫وهللا ما أحب أني في أهلي وأن محم ًدا شيك بشوكة‪.‬‬
‫وأوحى هللا إلى رسوله ما حدث لخبيب‪ ،‬فبعث عمرو بن أمية الضمري لينزله‬
‫من خشبة الصلب‪ :‬فجاءه ورقى إلى الخشبة متخوفًا من العيون وأطلقه فو ه‬
‫س َد‬
‫جثمانه على األرض‪ ،‬ثم يقول عمرو بن أمية‪:‬‬
‫فالتفت فلم أر شيئًا فكأنما ابتلعته األرض ولم يعثر على جثمانه بعد ذلك‪.‬‬
‫***************************‬
‫وهذا قليل من كثير نستخلص منه اليوم‬
‫قد اوضحنا مسألة السيادة وسيادة المخلوق تختلف عن سيادة الخالق‬
‫فالخالق سيادته مطلقة لها تفسير ومجال يختلف عن مفهوم سيادة‬
‫المخلوقات‬
‫سناتى على بعض التفاصيل لمثل هذه التساؤالت مع العلم انى ذكرتها سابقا‬
‫ولكن الباس ان ناتى عليها لاليضاح ولننهى هذه القضيه فوهللا تعبنا نكتب‬
‫عشرات الدروس ويدخل احدنا ويقول شكرا وهو لم يقرا المحتوى فقط من‬
‫يتابع االذكار فى اخر كل درس يدخله ليطبقه اما باقى الدرس من اوله الى‬
‫اخره فاليقرا اواليستوعبه وهذا امر محير اذا لماذا نكتب ونتعب باالسبوع‬
‫‪ 15‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫ليكتمل درسا واحدا ثم ياتى احدنا ويقول هللا هو السيد وليس احد سواه‬
‫والحول والقوه اال باهلل واليعرف معنى االستغاثه وال الفرق بين الخالق‬
‫والمخلوق والمعنى االستغاثه والمدد والحضره الخ ‪.....‬‬
‫فأنظروا اليوم اوضحت لكم من القرآن والسنة السيادة وهو لفظ جائز‬
‫االستعمال وما يشابهه وفى معناه وحتى لقد استعمله القرآن الكريم على‬
‫الزوج في قصة سيدنا يوسف عليه السالم وتقبيل يد العلماء والمشايخ‬
‫وسأكمل لكم بحول هللا‬
‫سنعود الى بعض االمثله والطروحات فى هذه المسائل فى الدروس القادمه‬
‫ولهذا الحديث بقية يحول هللا اذا احببتم‬
‫والى االسبوع القادم بحول هللا‬
‫**************‬
‫فائدة اليوم‬
‫هذا الذكر من اذكار سيدى القطب الكبير عبد العزيز الدباغ والذى كان سببا‬
‫في الفتح له بفضل هللا اللهم انفعكم به‬
‫****************‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء‬
‫تأخذ عدة أنفاس عميق تغمض عينيك وبصوت مسموع‬
‫جزى هللا عنا سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم ماهو اهله‬
‫‪30‬دقيقة بصوت مسموع ثم بقدر ماتستطيع من وقت بدون صوت‬
‫**************‬
‫قال الهيثمي في المجمع‪:‬وعن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ :‬من قال جزى هللا عنا محمداً ما هو أهله‪ ،‬أتعب سبعين كاتبا ً ألف‬
‫صباح‪ .‬رواه الطبراني في الكبير واألوسط‬
‫والى الدرس القادم بحول هللا تعالى نستكمل‪....‬‬

‫***********************************************‬

‫‪ 16‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس الثاني والعشرون‬
‫والفائدة الثانى والعشرون‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم والحمد هلل الحميد المجيد‬


‫الحامد الماجد ‪ ,‬المحمد الممجد ‪,‬الواهب الواجد‬
‫اللهم صل وسلم وبارك على كاف المعارف وقبلة كل عارف وغارف‬
‫الممد الممدود المشهور بالكرم والجود عبد هللا الكريم الجواد‬
‫الذى هو فى الملك محمد وفى الملكوت محمود وفى الغيوب احمد‬
‫صاحب لواء الحمد القائم بالرسالة والعهد وعلى اله وصحبه وسلم‬
‫وبالهناء والسرور أقبلوا‬ ‫وبعد يا احباب الفقير ابشروا‬
‫****************‬
‫يقول االمام البوصيرى صاحب البردة‬
‫مديح‬
‫ُ‬ ‫الذنوب‬
‫َ‬ ‫غفر‬
‫تسبيح لوالك ما َ‬ ‫ُ‬ ‫أمدائح لي فيكَ أم‬
‫يح‬
‫ص ِح ُ‬ ‫يث َ‬ ‫ُح ِّد ْثتُ أنه َم َدائِحي في ال ُمصطفَى َكفهارة لِ َي َو َ‬
‫الح ِد ُ‬
‫مربوح‬
‫ُ‬ ‫لرابح‬
‫ٌ‬ ‫أربح بمن أهدي إليه ثناؤه إن الكريم‬ ‫ْ‬
‫وح‬
‫والر ُ‬ ‫ريحهُ ُّ‬ ‫س َك ُ‬ ‫أح َم َد إنههُ ِم ْ‬
‫س ٌك تَ َم ه‬ ‫يا نَ ْف ُ‬
‫س دُونَ ِك َمدْح ْ‬
‫ونصيب ِك األوفى من الذك ِر الذي منه ال َعبي ُر لِسا ِم ِعي ِه يَفوح‬
‫إنه النب هي محمداً ِمنْ َربِّه َك َرما ً بك ِّل فضيل ٍة َم ْمنُ ُ‬
‫وح‬
‫ورج َح قدرهُ فَ ْليَ ْهنِ ِه التهفضي ُل َوالته ْر ِجيح‬
‫ه‬ ‫هللا فضلهُ‬
‫****************‬
‫معا نستكمل يا أحباب الفقير وهللا المستعان‬
‫دواء الفقير في مسائل السيادة والتعظيم والتوقير لالنبياء والمشايخ والعلماء‬
‫والمربين ومن نحسن الظن بهم من فضالء المسلمين‬
‫الجزء الثانى‬
‫**************‬
‫الفرق مابين الخالق والمخلوق‬
‫اجعل بربك كل عزك يستقر ويثبت فإذا اعتززت بمن يموت فان عزك ميت‬
‫ال تخضعن لمخلوق على طمع فإن ذلك نقص منك في الدين‬

‫‪ 17‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫لن يقدر العبد أن يعطيك خردلة إال بإذن الذي سواك من طين‬
‫وكن عفيفا وعظم حرمة الدين‬ ‫فال تصاحب غنيا تستعز به‬
‫فإن رزقك بين الكاف والنون‬ ‫واسترزق هللا مما في خزائنه‬
‫***********‬
‫احبابى احباب الفقير‬
‫اعلموا ان هناك خلط لدى بعض الجهلة وادعياء العلم فيما هو للخالق وماهو‬
‫للمخلوق‬
‫هللا سبحانه وتعالى هو الفاعل لكل شىء هو الخالق لكل شىء‬
‫هوالمتحكم في كل شىء وله طالقة القدر‬
‫وهو عظيم بال حدود هو األكبر‬
‫وهو األعلى وهو األقوى و هوالقدير‬
‫ال تحده حدود وال يشبهه شىء‬
‫وال تحيط العقول بقدره وال بعظمته‬
‫انه هللا المستحق التقديس لذاته‬
‫إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون‬
‫******************‬
‫اما مخلوقاته عز و جل‬
‫فهى تحت طاعته جبرا واختيار ‪ .‬كل خلق هللا ال تملك لنفسها نفعا وال ضرا‬
‫وهى كلها تقع تحت قدرة العلى وال تملك لنفسها وال غيرها موتا وال حياة‬
‫بل ان افعال المخلوقات‬
‫هى مخلوقة وبأمر هللا وهى قدر هللا ال تحيد عن أمره‬
‫وكل مخلوق فانى بل انه معدوم يكتسب وجوده من الموجود على الدوام‬
‫ولكن هللا سبب االسباب وجعل من خلقه أسباب بل إن أمره ينفذ بتكليفه لخلقه‬
‫وإنه شاء ان يديرها باالسباب فهناك مالئكة للمطر وللرياح وللرزق‬
‫وللنفخ في رحم االم وللموت‪ ..‬والكثير‪..........‬‬
‫كذلك يجعل الناس فوق بعض طبقا ويجعل ارزاقهم بيد بعض وعالجهم‬
‫وشفائهم وسائر متطلبات حياتهم بيد بعض مع انها اقداره تنفذ وهو الفاعل‬
‫عل الحقيقة بل انه سبحانه وتعالى ارسل مالكه ليهب مريم عيسى عليه‬
‫السالم وأذن لعيسى ان يخلق ويشفى ويحيى بإذنه‬
‫وإذن البراهيم عليه السالم ان يدعو اليه الطير الميت فيسعى اليه حيا‬
‫وغير ذلك فهو يهب ما يشاء ويأذن بما يشاء‬
‫‪ 18‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫**************‬
‫ونتكلم قليال عن الخالق سبحانه وتعالى‬
‫من حيث هو ربنا‬
‫َان }الرحمن‪64‬‬ ‫اف َمقَا َم َربِّ ِه َجنهت ِ‬ ‫( َولِ َمنْ َخ َ‬
‫س َع ِن ا ْل َه َوى )النازعات‪64‬‬ ‫اف َمقَا َم َربِّ ِه َونَ َهى النه ْف َ‬ ‫( َوأَ هما َمنْ َخ َ‬
‫************‬
‫هللا سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء‬
‫س ُك ْم أَ ْز َواجا ً‬
‫ض َج َع َل لَ ُكم ِّمنْ أَنفُ ِ‬ ‫ت َو ْاألَ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬
‫اط ُر ال ه‬ ‫(فَ ِ‬
‫َو ِم َن ْاألَ ْن َع ِام أَ ْز َواجا ً يَ ْذ َر ُؤ ُك ْم فِي ِه‬
‫صي ُر )الشورى‪11‬‬ ‫س ِمي ُع البَ ِ‬ ‫َي ٌء َوهُ َو ال ه‬ ‫س َك ِم ْثلِ ِه ش ْ‬ ‫لَ ْي َ‬
‫وال نستطيع معرفة قدر عظمته مهما فعلنا‬
‫ضتُهُ يَ ْو َم ا ْلقِيَا َم ِة َوال ه‬
‫س َما َواتُ )‬ ‫ض َج ِميعا ً قَ ْب َ‬ ‫ق قَ ْد ِر ِه َو ْاألَ ْر ُ‬ ‫هللاَ َح ه‬ ‫( َو َما قَ َد ُروا ه‬
‫[الزمر‪)46:‬‬
‫س َما ِء )‬ ‫ض َوال فِي ال ه‬ ‫ال َذ هر ٍة فِي ْاألَ ْر ِ‬ ‫ب عَنْ َربِّكَ ِمنْ ِم ْثقَ ِ‬ ‫( َو َما يَ ْع ُز ُ‬
‫[يونس‪)41:‬‬
‫الصدُو ُر ) [غافر‪]11:‬‬ ‫( يَ ْعلَ ُم َخائِنَةَ ْاألَ ْعيُ ِن َو َما تُ ْخفِي ُّ‬
‫عندما تتأمل في قصة موسى عليه السالم لما طلب أن يرى ربه‪:‬‬
‫ص ِعقا ً ) [األعراف‪]161:‬‬ ‫سى َ‬ ‫( فَلَ هما ت ََجلهى َربُّهُ لِ ْل َجبَ ِل َج َعلَهُ َد ّكا ً َو َخ هر ُمو َ‬
‫***************‬
‫عن جبير بن مطعم رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫جاء أعرابي إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ :‬نهكت‬
‫األنفس‪ ،‬وجاع العيال‪ ،‬وهلكت األموال‪ ،‬فاستسق لنا ربك‪،‬‬
‫فإنا نستشفع باهلل عليك وبك على هللا‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫(سبحان هللا! سبحان هللا)‬
‫فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه؛‬
‫ثم قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫(ويحك‪ ،‬أتدري ما هللا؟ إن شأن هللا أعظم من ذلك‪،‬‬
‫إنه ال يستشفع باهلل على أحد من خلقه)‬
‫وذكر الحديث‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫*************‬
‫ومن الفرق بين الخالق و المخلوق‬
‫‪ 19‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫يقول العالمة محمد علوى المالكى عالمة الحرمين رحمة هللا عليه‬
‫إن الفرق بين الخالق والمخلوق هو الحد الفاصل بين الكفر واإليمان ‪،‬‬
‫ونعتقد أن من خلط بين الخالق والمخلوق فقد كفر والعياذ باهلل‪.‬‬
‫ولكل حقوقه الخاصة ‪،‬‬
‫ولكن هناك أمور ترد في هذا الباب وخصوصا ً فيما يتعلق بالنبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم وخصائصه التي تميزه عن غيره من البشر وترفعه عليهم ‪ ،‬هذه‬
‫األمور قد تشتبه على بعض الناس لقصر عقلهم وضعف تفكيرهم وضيق‬
‫نظرهم وسوء فهمهم فيبادرون إلى الحكم بالكفر على أصحابها وإخراجهم‬
‫عن دائرة اإلسالم ظنا منهم أن في ذلك تخليطا ً بين الخالق و المخلوق‬
‫ورفعا لمقام النبي صلى هللا عليه وسلم إلى األلوهية ‪،‬‬
‫وإننا نبرأ إلى هللا تعالى من ذلك ‪،‬‬
‫وإننا بفضل هللا تعالى نعرف ما يجب هلل تعالى‬
‫وما يجب لرسوله صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬
‫ونعرف ما هو محض حق هلل تعالى‬
‫وما هو محض حق لرسوله صلى هللا عليه وسلم‬
‫من غير غلو أو إطراء يصل إلى حد وصفه بخصائص الربوبية‬
‫واأللوهية في المنع والعطاء والنفع والضر االستقاللي دون هللا تعالى‬
‫والسلطة الكاملة والهيمنة الشاملة والخلق والملك والتدبير والتفرد بالكمال‬
‫والجالل والتقديس والتفرد بالعبادة بمختلف أنواعها وأحوالها ومراتبها‬
‫************‬
‫أما الغلو الذي يعني التغالي في محبته وطاعته والتعلق به ‪،‬‬
‫فهذا محبوب ومطلوب كما جاء في الحديث‪:‬‬
‫( ال تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم )‬
‫والمعنى أن إطراءه والتغالي فيه والثناء عليه بما سوى ذلك هو محمود ‪،‬‬
‫ولو كان معناه غير ذلك لكان المراد هو النهي عن إطرائه ومدحه أصال ‪،‬‬
‫ومعلوم أن هذا ال يقوله أجهل جاهل من المسلمين ‪،‬‬
‫فإن هللا تعالى عظم النبي صلى هللا عليه وسلم في القرآن العظيم بأعلى أنواع‬
‫التعظيم فيجب علينا أن نعظم َمن عظمه هللا تعالى وأمر بتعظيمه ‪،‬‬
‫نعم يجب علينا أن ال نصفه بشيء من صفات الربوبية ‪،‬‬
‫ورحم هللا القائل حيث قال‪:‬‬
‫دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم‬
‫‪ 20‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫فليس في تعظيمه صلى هللا عليه وسلم بغير صفات الربوبية‬
‫شيء من الكفر واإلشراك بل ذلك من أعظم الطاعات والقربات ‪،‬‬
‫وهكذا كل من عظمهم هللا تعالى كاألنبياء والمرسلين‬
‫صلوات هللا وسالمه عليهم أجمعين‬
‫وكالمالئكة والصديقين والشهداء والصالحين ‪،‬‬
‫قال تعالى ‪{:‬ومن يعظم شـعائر هللا فإنها من تقوى القلوب)‬
‫وقال تعالى ‪{ :‬ومن يعظم حرمات هللا فهو خير له عند ربه )‬
‫ومن ذلك الكعبة المعظمة والحجر األسود ومقام إبراهيم عليه السالم فإنها‬
‫أحجار وأمرنا هللا تعالى بتعظيمها بالطواف بالبيت ومس الركن اليماني‬
‫وتقبيل الحجر األسود وبالصالة خلف المقام وبالوقوف للدعاء عند المستجار‬
‫وباب الكعبة والملتزم ‪ ،‬ونحن في ذلك كله لم نعبد إالّ هللا تعالى ولم نعتقد‬
‫تأثيرا لغيره وال نفعا وال ضرا ‪ ،‬فال يثبت شيء من ذلك ألحد سوى هللا تعالى‪.‬‬
‫والحاصل أن هنا أمرين عظيمين البد من مالحظتهما ‪،‬‬
‫أحدهما ‪ :‬وجوب تعظيم النبي صلى هللا عليه وسلم ورفع رتبته عن سائر‬
‫الخلق ‪،‬‬
‫والثاني ‪ :‬إفراد الربوبية واعتقاد أن الرب تبارك وتعالى منفرد بذاته وصفاته‬
‫وأفعاله عن جميع خلقه ‪،‬‬
‫فمن اعتقد في مخلوق مشاركة الباري سبحانه وتعالى في شيء من ذلك فقد‬
‫أشرك كالمشركين الذين كانوا يعتقدون األلوهية لألصنام واستحقاقها العبادة‬
‫ومن قصر بالرسول صلى هللا عليه وسلم عن شيء من مرتبته فقد عصى أو‬
‫كفر‪ .‬وأما من بالغ في تعظيمه بأنواع التعظيم ولم يصفه بشيء من صفات‬
‫الباري عزوجل فقد أصاب الحق وحافظ على جانب الربوبية‬
‫والرسالة جميعا ‪ ،‬وذلك هو القول الذي ال إفراط فيه وال تفريط‬
‫وإذا ُوجد في كالم المؤمن إسناد شيء لغير هللا تعالى يجب حمله على المجاز‬
‫العقلي وال سبيل إلى تكفيرهم ‪،‬إذ المجاز العقلي مستعمل في الكتاب والسنة ‪،‬‬
‫فمن ذلك قوله تعالى ‪ ( :‬وإذا تليت عليهم ءايته زادتهم إيمانا ) ‪،‬‬
‫فإسناد الزيادة إلى اآليات مجاز عقلي ألنها سبب في الزيادة‬
‫والذي يزيد حقيقة هو هللا تعالى وحده ‪،‬‬
‫وقوله تعالى ‪ ( :‬يوما يجعل الولدان شيبا )‬
‫فإسناد الجعل إلى اليوم مجاز عقلي ألن اليوم محل جعلهم شيبا فالجعل‬
‫المذكور واقع في اليوم والجاعل حقيقة هو هللا تعالى ‪،‬‬
‫‪ 21‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫وقوله تعالى ‪( :‬وال يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا )‬
‫فإسناد اإلضالل إلى األصنام مجاز عقلي ألنها سبب في حصول اإلضالل ‪،‬‬
‫والهادي وال ُمض ّل هو هللا تعالى وحده ‪،‬‬
‫وقوله تعالى حكاية عن فرعون ‪ ( :‬يا هامان ابن لي صرحا )‬
‫فإسناد البناء إلى هامان مجاز عقلي ألنه سبب ‪،‬‬
‫فهو آم ٌر يأمر وال يبني بنفسه ‪ ،‬والباني إنما هو الفعلة من ال ُع ّمال ‪،‬‬
‫وأما األحاديث ففيها شيء كثير يعرفه من وقف عليها ‪،‬‬
‫وكان ممن يعرف الفرق بين اإلسناد الحقيقي والمجازي ‪،‬‬
‫فال حاجة إلى اإلطالة بنقلها‪.‬‬
‫وقد قال العلماء ‪ :‬إن صدور ذلك اإلسناد‬
‫من موحد كاف في جعله إسنادا مجازيا ألن االعتقاد الصحيح‬
‫هو اعتقاد أن الخالق للعباد وأفعالهم هو هللا وحده‬
‫فهو الخالق للعباد وأفعالهم ال تأثير ألحد سواه ال لحي وال لميت ‪،‬‬
‫فهذا االعتقاد هو التوحيد المحض بخالف‬
‫من اعتقد غير هذا فإنه يقع في اإلشراك‬
‫*************‬
‫في صحيح مسلم عن عبد هللا بن عمرو بن العاص قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫«إن هللا قدر مقادير الخالئق قبل أن يخلق السماوات واألرض بخمسين ألف‬
‫سنة وكان عرشه على الماء»‬
‫**************‬
‫مقام المخلوق‬
‫عباد مكرمون‬
‫ون )األنبياء‪64‬‬ ‫( َوقَالُوا اته َخ َذ ال هر ْح َمنُ َولَداً ُ‬
‫س ْب َحانَهُ بَ ْل ِعبَا ٌد ُّم ْك َر ُم َ‬
‫نبدأ بالتكريم‬
‫تكريم بنى ادم‬
‫اإلنسان محور الخطاب القرآني‪ ،‬فهو المخاطب الرئيس في القرآن‪ ،‬والقرآن‬
‫ألجله نزل‪ ،‬وال عجب في ذلك‪ ،‬فهو أكرم مخلوق على هللا‪ ،‬وقد فضله سبحانه‬
‫على كثير ممن خلق‬
‫**************‬

‫‪ 22‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الحديث عن تكريم القرآن لإلنسان هو حديث عن موقع اإلنسان في هذا‬
‫الكون‪ ،‬وعن أصل اإلنسان‪ ،‬وعن منهج تكريم اإلنسان‪ .‬الحديث عن تكريم هللا‬
‫عز وجل حديث عن ربنا الكريم وكيف أفاض من كرمه على هذا اإلنسان‬
‫فجعله مكرما‪ ،‬مكرم األصل‪ ،‬ومكرم الفرع‪ ،‬فقال عز وجل‬
‫( َولَقَ ْد َك هر ْمنَا بَنِي آ َد َم َو َح َم ْلنَا ُه ْم فِي ا ْلبَ ِّر َوا ْلبَ ْح ِر َو َر َز ْقنَاهُم ِّم َن الطهيِّبَا ِ‬
‫ت‬
‫ضيالً )اإلسراء‪64‬‬ ‫ض ْلنَا ُه ْم َعلَى َكثِي ٍر ِّم همنْ َخلَ ْقنَا تَ ْف ِ‬ ‫َوفَ ه‬
‫***************‬
‫اهمية تكريم بنى ادم‬
‫هللا تعالى خلق االنس والجن لعبادته‬
‫ُون )الذاريات‪64‬‬ ‫نس إِ هال لِيَ ْعبُد ِ‬ ‫اإل َ‬ ‫( َو َما َخلَ ْقتُ ا ْل ِجنه َو ْ ِ‬
‫وجعل النبوة في االنس باألصالة وجعل لها فروع في الجن‬
‫ثم خلق ادم بيديه ونفخ فيه من روحه وكان هذا تكريما عظيما جدا‬
‫ال يفهمه اال العارفون‬
‫ان االنسان صنعة الهية وروحه نفثة الهية‬
‫ستَ ْكبَ ْرتَ أَ ْم ُكنتَ ِم َن ا ْل َعالِ َ‬
‫ين‬ ‫ي أَ ْ‬ ‫س ُج َد لِ َما َخلَ ْقتُ بِيَ َد ه‬ ‫يس َما َمنَ َعكَ أَن تَ ْ‬ ‫(قَا َل يَا إِ ْبلِ ُ‬
‫)ص‪66‬‬
‫وهو مخلوق لدين هللا وهو مخلوق لعبادة هللا‬
‫والمالئكة تعبد هللا تعالى بالتكليف وكل المخلوقات طائعة هلل تعالى عابدة له‬
‫ولكن االنسان شرف وكرم باالختيار‬
‫لذلك فان هللا تعالى اصطفى االنسان بكرامة هى اهم كرامة‬
‫وهى انه اصفاهم بمحمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫فكان محمدا صلى هللا عليه وسلم هو اكرم خلق هللا على هللا واحبهم واعاله‬
‫وهذا عليه اجماع‬
‫ثم شرف النوع االنسانى به فسجدت المالئكة لنوره في ادم‬
‫يس لَ ْم‬‫س َجدُو ْا إِاله إِ ْبلِ َ‬ ‫س ُجدُو ْا آل َد َم فَ َ‬ ‫ص هو ْرنَا ُك ْم ثُ هم قُ ْلنَا لِ ْل َمآلئِ َك ِة ا ْ‬
‫( َولَقَ ْد َخلَ ْقنَا ُك ْم ثُ هم َ‬
‫ين )األعراف‪11‬‬ ‫اج ِد َ‬
‫س ِ‬ ‫يَ ُكن ِّم َن ال ه‬
‫وانظر في االية السابقة لصيغة الجمع في الخلق والتصوير‬
‫اى ادم وذريته في صلبه‬
‫ين )الحجر‪61‬‬ ‫اج ِد َ‬
‫س ِ‬ ‫س هو ْيتُهُ َونَفَ ْختُ فِي ِه ِمن ُّرو ِحي فَقَ ُعو ْا لَهُ َ‬ ‫(فَإ ِ َذا َ‬
‫ان ِم َن‬‫ستَ ْكبَ َر َو َك َ‬‫يس أَبَى َوا ْ‬ ‫س َجدُو ْا إِاله إِ ْبلِ َ‬ ‫س ُجدُو ْا آل َد َم فَ َ‬ ‫( َوإِ ْذ قُ ْلنَا لِ ْل َمالَئِ َك ِة ا ْ‬
‫ين )البقرة‪16‬‬ ‫ا ْل َكافِ ِر َ‬
‫‪ 23‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫****************‬
‫احب ان انوه الى ملحوظة مهمة جدا‬
‫في االحاديث التى صححها علماء الحديث قديما ‪ ,‬بعض السفهاء وضعاف‬
‫العلم ممن يدعون علم الحديث يسارعون بتضعيف احاديث ألنها التتفق مع‬
‫ما يدعون اليه من غباء وهالوس عن الشرك والغلو فهم بحجة عدم الغلو‬
‫في النبى صلى هللا عليه وسلم ضعفوا احاديث صحيحة صححها كبار علماء‬
‫الحديث فيما مضى بل هم من وضعوا اسس علم الحديث اصال‬
‫فتجد الرويبضة يجلس مجلس العالم ويتمطع ويكتب كتابا او مقالة او بحثا‬
‫غبيا يلبس فيه على العامة ويعلن فيه ان الحديث الفالنى موضوع الن فيه‬
‫فالن ضعفه فالن وهو يستغل ان عامة المسلمين ال يعرفون ان هناك فرق‬
‫جوهرى بين الحديث الموضوع والحديث الضعيف وان ضعف احد الرواة ال‬
‫يشترط ان يضعف الحديث وانه قد يكون للحديث طرق اخرى تقويه‬
‫وخالصة هذا الكالم ان هناك من مدعين العلم من حكم على احاديث بفهمه‬
‫وهواه فأخطأ من حيث يحسن الظن‬
‫حتى بن تيميية قد شدد على االمة بحجة سد الذرائع ففتح ابوابا واسعة‬
‫للتطرف والتكفير‬
‫وجعل االصل في االشياء التحريم مع ان االصل في الشياء االباحة فانقلبت‬
‫القواعد وفتحت ابواب الفتن‬
‫******************‬
‫أكرم خلق هللا على هللا ؟‬
‫عن عبدهللا ابن عمر رضي هللا عنهما قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي ِه‬
‫وسلم ( لما اقترف آدم الخطيئة قال ‪ :‬يارب أسألك بحق محمد إال غفرت لي‬
‫فقال هللا يا آدم كيف عرفت محمداً ولم اخلقهُ ؟ قال ‪ :‬يارب إنك لما خلقتني‬
‫رفعتُ رأسي فرأيتُ على قوائم العرش مكتوبا ً ال اله إال هللا محم ٌد رسول هللا ‪,‬‬
‫فعلمتُ انك لم تُضف إلى اسمك إال احب الخلق اليك ‪ ,‬فقال هللا تعالى صدقت يا‬
‫آدم إنهُ ألحب الخلق إل ّي ‪,‬وإذا سألتني بحق ِه غفرتُ لك ولوال محمد ما خلقتك )‬
‫وهذا الحديث اخرجهُ البيهقي في دالئل النبوة (‪ , ) 681/6‬والحاكم في‬
‫المستدرك ) ‪ ( 2/615‬وصححهُ ‪ ,‬والطبراني في األوسط ( ‪ , ) 4618‬وذكرهُ‬
‫الهيثمي في مجمع الزوائد ( ‪.) 11116‬‬
‫وقد حقق اإلمام تقي الدين السبكي في كتاب ِه ( شفاء األسقام ) أن هذا الحديث‬
‫الحسن‬‫الينز ُل عن درجة َ‬
‫‪ 24‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫***************‬
‫هللا خلقًا اكرم عليه من محمد‪،‬‬ ‫هللا بن سالم انه قال‪ :‬ما خلق ّ‬
‫عن عبد ّ‬
‫‪.‬فقيل له‪ :‬وال جبريل وال ميكائيل ؟ فقال للسائل‪ :‬اتدري ما جبريل وما‬
‫ميكائيل؟ ‪ ,‬انما جبريل وميكائيل خلق مسخر كالشمس والقمر‪،‬‬
‫هللا خلقًا اكرم عليه من محمد صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬ ‫وما خلق ّ‬
‫وما علمت عن احد من الصحابة ما يخالف ذلك‪ .‬وهذا هو المشهور عند‬
‫المنتسبين الى السنة من اصحاب االئمة االربعة وغيرهم‪،‬‬
‫وهو‪ :‬ان االنبياء واالولياء افضل من المالئكة‬
‫قال ابن عابدين من الحنفيّة نقالً عن ال ّزندوست ّي‪:‬‬
‫هللا عليه وسلّم‬
‫أجمعت األ ّمة على أنّ األنبياء أفضل الخليقة‪ ,‬وأنّ نبيّنا صلّى ّ‬
‫أفضلهم‪ ,‬وأنّ أفضل الخالئق بعد األنبياء المالئكة األربعة وحملة العرش‬
‫صحابة والتّابعين والشّهداء‬ ‫والروحانيون ورضوان ومالك‪ ,‬وأنّ ال ّ‬
‫صالحين أفضل من سائر المالئكة‪.‬‬ ‫وال ّ‬
‫واختلفوا بعد ذلك ‪ ,‬فقال اإلمام أبو حنيفة‪:‬‬
‫سائر النّاس من المسلمين أفضل من سائر المالئكة‪,‬‬
‫وقال مح ّمد وأبو يوسف ‪ :‬سائر المالئكة أفضل‬
‫وقال ابن كثير في كتابه وفي صحيح مسلم عن أبي بن كعب أن رسول هللا‬
‫قال‪ « :‬إني سأقوم مقاما يوم القيامة يرغب إلى الخلق كلهم حتى أبوهم‬
‫إبراهيم الخليل‪».‬‬
‫************‬
‫سئ َل ابن تيمية‬‫ُ‬
‫عن المطيعين من امة محمد صلى هللا عليه وسلم‪ :‬هل هم افضل من المالئكة؟‬
‫فا َ َجـاب‪:‬‬
‫هللا بن عمرو انه قال‪:‬‬ ‫قد ثبت عن عبد ّ‬
‫ان المالئكة قالت‪ :‬يا رب‪ ،‬جعلت بني ادم ياكلون في الدنيا ويشربون‬
‫ويتمتعون‪ ،‬فاجعل لنا االخرة كما جعلت لهم الدنيا‪.‬‬
‫قال‪( :‬ال افعل)‪ .‬ثم اعادوا عليه فقال‪( :‬ال افعل)‪.‬‬
‫ثم اعادوا عليه مرتين او ثالثًا فقال‪:‬‬
‫(وعزتي ال اجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له‪ :‬كن فكان)‪.‬‬
‫هللا بن احمد في كتاب[السنن]‬ ‫ذكره عثمان ابن سعيد الدارمي‪ ،‬ورواه عبد ّ‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ 25‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫*************‬
‫ومن تكريم هللا لبني آدم انه فضله على كثير من خلقه من الحيوانات والطيور‬
‫والنباتات والجمادات فأكرمه هللا بالعقل وهداه الى الصراط المستقيم‬
‫وانزل لهم الكتب واقرهم بربوبيته وهم في ظهر آدم‬
‫( ألست بربكم قالو بلى شهدنا ) فأبى بعد ذالك من ابى ورضي من رضي‬
‫خص أمة محمد– صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬منهم‬ ‫ه‬ ‫ص بني آدم بالتكريم‬ ‫وكما َخ ّ‬
‫بتكريم مخصوص ‪،‬‬
‫فمن ذلك قوله تعالى ‪ { :‬يُ ِحبُّ ُه ْم َويُ ِحبُّونَهُ } [ المائدة ‪]66 :‬‬
‫ضوا َع ْنهُ } [ المائدة ‪]111 :‬‬ ‫هللاُ َع ْن ُه ْم َو َر ُ‬‫ض َى ه‬ ‫و { هر ِ‬
‫ش ُّد ُحبّا ً ِ ههللِ } [ البقرة ‪] .146 :‬‬ ‫ين َءا َمنُوا أَ َ‬ ‫وقوله { َواله ِذ َ‬
‫ومن التكريم قوله‪:‬‬
‫{ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر هللا يجد هللا غفوراً رحيما ً } [‬
‫النساء ‪]114 :‬‬
‫ومن التكريم ما ألقى عليهم من محبة الخالق حتى أحبوه‪.‬‬
‫ومن التكريم الشفاعة‬
‫ت َو َما‬ ‫س َما َوا ِ‬‫سنَةٌ َوالَ نَ ْو ٌم لههُ َما فِي ال ه‬ ‫هللاُ الَ إِلَـهَ إِاله ُه َو ا ْل َح ُّي ا ْلقَ ُّيو ُم الَ تَأْ ُخ ُذهُ ِ‬ ‫( ّ‬
‫شفَ ُع ِع ْن َدهُ إِاله بِإ ِ ْذنِ ِه يَ ْعلَ ُم َما بَ ْي َن أَ ْي ِدي ِه ْم َو َما َخ ْلفَ ُه ْم َوالَ‬ ‫ض َمن َذا اله ِذي يَ ْ‬ ‫فِي األَ ْر ِ‬
‫ض َوالَ‬ ‫ت َواألَ ْر َ‬ ‫س َما َوا ِ‬ ‫سيُّهُ ال ه‬ ‫س َع ُك ْر ِ‬ ‫ش ْي ٍء ِّمنْ ِع ْل ِم ِه إِاله بِ َما شَاء َو ِ‬ ‫ون بِ َ‬ ‫يُ ِحيطُ َ‬
‫يَؤُو ُدهُ ِح ْفظُ ُه َما َوه َُو ا ْل َعلِ ُّي ا ْل َع ِظي ُم )البقرة‪666‬‬
‫سيِّئَةً يَ ُكن لههُ‬‫شفَا َعةً َ‬ ‫شفَ ْع َ‬ ‫يب ِّم ْن َها َو َمن يَ ْ‬ ‫ص ٌ‬ ‫سنَةً يَ ُكن لههُ نَ ِ‬ ‫شفَا َعةً َح َ‬ ‫شفَ ْع َ‬ ‫( همن يَ ْ‬
‫َي ٍء ُّمقِيتا ً )النساء‪86‬‬ ‫هللاُ َعلَى ُك ِّل ش ْ‬ ‫ان ّ‬‫ِك ْف ٌل ِّم ْن َها َو َك َ‬
‫ضى َوهُم ِّمنْ َخ ْ‬
‫شيَتِ ِه‬ ‫ارتَ َ‬ ‫ون إِ هال لِ َم ِن ْ‬ ‫شفَ ُع َ‬ ‫(يَ ْعلَ ُم َما بَ ْي َن أَ ْي ِدي ِه ْم َو َما َخ ْلفَ ُه ْم َو َال يَ ْ‬
‫ون )األنبياء‪68‬‬ ‫شفِقُ َ‬ ‫ُم ْ‬
‫"اشفعوا تؤجروا ويقضي هللا على لسان نبيه ما أحب" في الصحيحين‬
‫"البخاري ومسلم وغيرهما‬
‫ان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طُلِبَتْ إليه حاجة قال‬
‫"‪:‬اشفعوا تؤجروا ويقضي هللا علي لسان نبيه صلى هللا عليه وسلم ما‬
‫شاء"‬
‫يقول ابن حجر في الفتح ‪ ( :‬في الحديث الحض علي الخير بالفعل ‪،‬‬
‫وبالتسبب إليه بكل وجه)‪ .‬وفيها مسائل ‪،‬وفوائد ‪،‬‬

‫‪ 26‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫يقول صاحب اللؤلؤ ‪ ( :‬والشفاعة إلي الكبير ‪ :‬في كشف كربه ومعونة‬
‫ضعيف ‪ ،‬إذ ليس كل أحد يقدر علي الوصول إلي الرئيس وال التمكن منه ليلج‬
‫عليه أو يوضح له مراده ليعرف حاله علي وجهه‪ ،‬وإال فقد كان صلى هللا‬
‫عليه وسلم ال يحتجب)‪.‬‬
‫شفَا َعةً‬
‫شفَ ْع َ‬
‫والشفاعة الحسنة وال شك لها أجر عند هللا لقول تعالي ‪َ :‬من يَ ْ‬
‫يب ‪ .‬فهي تعود علي صاحبها بالخير واإلحسان بإذن هللا ـ‬ ‫ص ٌ‬‫سنَةً يَ ُكن لههُ نَ ِ‬
‫َح َ‬
‫أما األجر فلقول النبي صلى هللا عليه وسلم "اشفعوا تؤجروا‪".‬‬
‫والنتيجة ليست بيدك‪ ،‬أنما هى أقدار تنفذ‬
‫ومازال فى هذا الباب بقية عن شفاعة االولياء والصالحين والمالئكة‬
‫وبركة المشايخ واالماكن‪ .....‬نستكملها بحول هللا فى الدرس القادم‬
‫************‬
‫روى أبو داود بسنده عن‬
‫عبد هللا الهوزني قال‪ :‬لقيت بالالً مؤذن رسول هللا بحلب‪ .‬فقلت‪ :‬يا بالل!‬
‫حدثني كيف كانت نفقة رسول هللا ؟ قال‪ :‬ما كان له شىء‪ ،‬كنت أنا الذي ألي‬
‫ذلك منه منذ بعثه هللا تعالى إلى أن توفي‪ ,‬وكان إذا أتاه اإلنسان مسلما ً فرآه‬
‫عاريا ً يأمرني فأنطلق فأستقرض؛ فأشتري له البردة فأكسوه وأطعمه حتى‬
‫اعترضني رجل من المشركين‪ .‬فقال‪ :‬يا بالل‪ ،‬إن عندي سعة فال تستقرض‬
‫من أحد إال مني ففعلت؛ فلما أن كان ذات يوم توضأت ثم قمت ألؤذن بالصالة؛‬
‫فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار؛ فلما أن رآني قال‪ :‬يا حبشي‪،‬‬
‫قلت‪ :‬يا لباه (يريد لبيك) فتجهمني (أي تلقاني بوجه كريه)‪ ,‬وقال لي قوالً‬
‫غليظاً‪ .‬وقال لي‪ :‬أتدري كم بينك وبين الشهر؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬قريب‪ .‬قال‪ :‬إنما‬
‫بينك وبينه أربع فآخذك بالذي عليك فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك؛‬
‫فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس‪ ،‬حتى إذا صليت العتمة رجع رسول‬
‫هللا إلى أهله فاستأذنت عليه فأذن لي ‪.‬فقلت‪ :‬يارسول هللا بأبي أنت وأمي! إن‬
‫المشرك الذي كنت أتدين منه قال لي كذا وكذا‪ ,‬وليس عندك ما تقضي عني‪,‬‬
‫وال عندي‪ ،‬وهو فاضحي‪ .‬فأذن لي أن آبق إلى بعض هؤالء األحياء الذين قد‬
‫أسلموا حتى يرزق هللا تعالى رسوله ما يقضي عني؛ فخرجت حتى إذا أتيت‬
‫منزلي فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومجني (الترس) عند رأسي‪ ،‬حتى إذا‬
‫انشق عمود الصبح األول أردت أن أنطلق؛ فإذا إنسان يسعى يدعو يا بالل‪،‬‬
‫أجب رسول هللا فانطلقت حتى أتيته؛ فإذا أربع ركائب مناخات عليهن‬
‫أحمالهن‪ ،‬فاستأذنت فقال لي رسول هللا‪(( :‬أبشر فقد جاءك هللا تعالى‬
‫‪ 27‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫بقضائك))‪ .‬ثم قال(( ‪:‬ألم تر الركائب المناخات األربع؟))‪ .‬فقلت‪ :‬بلى‪ .‬فقال‪:‬‬
‫((إن لك رقابهن وما عليهن؛ فإن عليهن كسوة وطعاما ً أهداهن إل ّي عظيم‬
‫فدك فاقبضهن واقض دينك))‪ .‬ففعلت‪ .‬فذكر الحديث ‪ ..‬ثم انطلقت إلى المسجد‬
‫فإذا رسول هللا قاعد في المسجد فسلمت عليه‪ .‬فقال‪(( :‬ما فعل ما قبلك؟))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد قضى هللا تعالى كل شىء كان على رسول هللا فلم يبق شىء‪ .‬قال‪:‬‬
‫((أفضل شىء ؟))‪ .‬قلت‪ :‬نعم قال(( ‪:‬أنظر أن تريحني منه؛ فإني لست بداخل‬
‫على أحد من أهلي حتى تريحني منه ‪)).‬فلما صلى رسول هللا العتمة دعاني‪.‬‬
‫فقال‪(( :‬ما فعل الذي قبلك))‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬هو معي لم يأتنا أحد‪ ،‬فبات رسول هللا‬
‫في المسجد وقص الحديث حتى إذا صلى العتمة يعني من الغد دعاني‪ .‬قال‪:‬‬
‫((ما فعل الذي قبلك؟))‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬قد أراحك هللا منه يارسول هللا‪ .‬فكبر وحمد‬
‫هللا شفقا ً من أن يدركه الموت وعنده ذلك‪ ،‬ثم اتبعته حتى إذا جاء أزواجه‬
‫فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته‬
‫فهذا الذي سألتني عنه‪.‬‬
‫*************‬
‫بالل رضي هللا عنه بعد وفاة حبيبه وحبيبنا محمد بن عبد هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‬
‫ذهب بالل رضي هللا عنه إلى أبي بكر رضي هللا عنه يقول له‪:‬‬
‫يا خليفة رسول هللا‪ ،‬إني سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ -‬يقول‪:‬‬
‫أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل هللا‪...‬‬
‫قال له أبو بكر‪( :‬فما تشاء يا بالل؟) قال‪:‬‬
‫أردت أن أرابط في سبيل هللا حتى أموت‪...‬‬
‫قال أبو بكر‪( :‬ومن يؤذن لنا؟؟)‪ ...‬قال بالل رضي هللا عنه وعيناه تفيضان‬
‫من الدمع‪ :‬إني ال أؤذن ألحد بعد رسول هللا‪....‬‬
‫قال أبو بكر‪( :‬بل ابق وأذن لنا يا بالل)‬
‫قال بالل رضي هللا عنه‪ :‬إن كنت قد أعتقتني ألكون لك فليكن ما تريد‪ ،‬وان‬
‫كنت أعتقتني هلل فدعني وما أعتقتني له‪ ...‬قال أبو بكر‪( :‬بل أعتقتك هلل يا‬
‫بالل)‬
‫فسافر إلى الشام رضي هللا عنه حيث بقي مرابطا ومجاهدا يقول عن نفسه‪:‬‬
‫لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وكان إذا‬
‫أراد أن يؤذن وجاء إلى‪' :‬أشهد أن محم ًدا رسول هللا ' تخنقه َع ْبرته‪ ،‬فيبكي‪،‬‬
‫فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين‬
‫‪ 28‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫وبعد سنين رأى بالل رضي هللا عنه النبي صلى هللا عليه وسلم‪ -‬في منامه‬
‫وهو يقول‪:‬‬
‫(ما هذه الجفوة يا بالل؟ ما آن لك أن تزورنا؟)‪ ...‬فانتبه حزيناً‪ ،‬فركب إلى‬
‫المدينة‪ ،‬فأتى قبر النبي صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وجعل يبكي عنده ويتم ّرغ‬
‫عليه‪ ،‬فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقاال له‪( :‬نشتهي أن‬
‫تؤذن في السحر!)‪ ...‬فعال سطح المسجد فل ّما قال‪( :‬هللا أكبر هللا أكبر)‪....‬‬
‫رجتها فل ّما قال)‪:‬‬
‫ارتجت المدينة فل ّما قال‪( :‬أشهد أن ال آله إال هللا)‪ ....‬زادت ّ‬
‫ّ‬
‫(أشهد أن محمداً رسول هللا)‪ ...‬خرج النساء من خدورهنّ ‪ ،‬فما رؤي يو ٌم أكثر‬
‫باكيا ً وباكية من ذلك اليوم‬
‫وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬توسل المسلمون إليه‬
‫أن يحمل بالال رضي هللا عنه على أن يؤذن لهم صالة واحدة‪ ،‬ودعا أمير‬
‫المؤمنين بالال رضي هللا عنه ‪ ،‬وقد حان وقت الصالة ورجاه أن يؤذن لها‪،‬‬
‫وصعد بالل وأذن ‪......‬‬
‫فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وبالل‬
‫رضي هللا عنه يؤذن‪ ،‬بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا‪ ،‬وكان عمر أشدهم‬
‫بكاء‪...‬‬
‫وعند وفاته رضي هللا عنه تبكي زوجته بجواره‪ ،‬فيقول‪' :‬ال تبكي‪..‬‬
‫غ ًدا نلقى األحبة‪ ..‬محمدا وصحبه‬
‫****************‬
‫يقول سيدنا أنس بن مالك‪":‬دخل النبي صلى هللا عليه وسلم المدينة يوم‬
‫االثنين فأضاء منها كل شيء‪ ,‬ومات النبي صلى هللا عليه وسلم بالمدينة يوم‬
‫االثنين فأظلم منها كل شيء‪"..‬‬
‫***************‬
‫فائدة اليوم‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق تغمض عينيك وبصوت‬
‫مسموع‬
‫تقول ‪ 11‬مرة وهوعدد كلمة جاهى بالجمل‬
‫عزى أنت عزى يارسول هللا‬
‫جاهى أنت جاهى عدتى باهلل‬
‫صلى هللا عليك وسلم‬
‫‪ 29‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫ثم تقول‪:‬‬
‫الصالة والسالم عليك يا سيدي يا رسول هللا قلت حيلتي أدركني‪.‬‬
‫عدد ‪ 144‬مرة‬
‫ثم تختم مجلسك كالمعتاد وتقوم وان كان لك حاجة ادعوا بحاجتك بعد هذه‬
‫الصالة‬
‫وقد جاء في ثبت الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ أحمد الشراباتي الحلبي قال في‬
‫ثبته عند ذكر شيخه العارف الشيخ عبد القادر البغدادي الصديقي ومن جملة‬
‫ما شرفني به اإلجازة في صلوات شريفة يصلي بها على النبي صلى هللا‬
‫تعالى عليه وسلم في اليوم والليلة ثالثمائة مرة وفي وقت الشدائد ألف مرة‬
‫فإنها الترياق المجرب وهي الصالة والسالم عليك يا سيدي يا رسول هللا قلت‬
‫حيلتي أدركني‪.‬‬
‫وهذه الصيغة غير صيغة الصالة االدراكية التى ذكرها وذكر فوائدها اخى‬
‫وحبيبى الشيخ بالك برنس في فوائده وكالهما خير‬

‫‪ 30‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس الثالث والعشرون‬
‫معا نستكمل يا أحباب الفقير‬
‫جاءتنى أشارة أن أوضح لك بعض األمور والفوائد‬
‫في هذا الدرس وهى فوائد مهمة‬
‫سنتكلم فى هذا الدرس عن تفاصيل صغيرة فى الظاهر لها أثر كبير فى‬
‫الباطن ونادرا ما يهتم بها أحد إال العارفين وألننى أحبكم فهى نصائح منى‬
‫لكم إحرصوا عليها وانظروا لها بعين االهتمام‬
‫***********‬
‫أوال االهتمام باألدوات الشخصية‬
‫اى االشياء التى نستخدمها باستمرار وخصوصا فى عبادتنا وأذكارنا‬
‫يجب أن يكون لكل مريد ذكر أو أنثى سواك خاص به‬
‫جلباب واسع ‪ ,‬غطاء رأس ‪,‬عطر بال كحول ‪ ,‬سجادة صلة أو قطعة قماش‬
‫للصالة ‪ ,‬سبحة خاصة ‪ ,‬ماء ورد يوضع فى قنية رش مشط ومرآة خاصة‬
‫وهناك أشياء أختيارى مثل‬
‫عود بخور – مكحلة – زيت زيتون ‪ -‬معطر فم أو نعناع للفم‬
‫مكان ثابت للذكر والتعبد‬
‫************‬
‫ثانيا ‪ :‬تذكر أن‬
‫ترش دائما ماء ورد على سجادة الصالة‬
‫يجب أن تكون كل أدواتك نظيفة على الدوام‬
‫يجب أن تحترم كل ماتستخدمه على نية العبادة‬
‫فمثال بعد انتهاء جلستك يجب أن تطوى السجادة باهتمام وخشوع‬
‫يجب أن تضع أدواتك فى مكان مرتفع أحتراما ألنه تتعلق بذكرك وعبادتك‬
‫***********‬
‫ماقلناه لك وماسوف نقوله‬
‫إذا حرصت على تنفيذه يؤدى الى تروحن أدواتك وهذا يساعد على إذهاب‬
‫العوارض ‪ ,,‬فلكل شىء عوارض ونحن ال نبتدع أو نأتى بكالم من الفراغ‬
‫***********‬

‫‪ 31‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫وأنظر هذا الحديث الصحيح‬
‫ي رضي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫س ِعي ٍد ا ْل ُخ ْد ِر ِّ‬‫عَنْ أَبِي َ‬
‫س ِم ِه ‪ ،‬إِ هما‬
‫س هماهُ بِا ْ‬ ‫ست ََج هد ثَ ْوبًا َ‬ ‫سله َم إِ َذا ا ْ‬‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هللاِ َ‬‫سو ُل ه‬ ‫ان َر ُ‬ ‫( َك َ‬
‫صا أَ ْو ِع َما َمةً ‪ ،‬ثُ هم يَقُو ُل‪:‬‬ ‫قَ ِمي ً‬
‫صنِ َع لَهُ ‪َ ،‬وأَع ُ‬
‫ُوذ‬ ‫سأَلُكَ ِمنْ َخ ْي ِر ِه َو َخ ْي ِر َما ُ‬ ‫س ْوتَنِي ِه ‪ ،‬أَ ْ‬ ‫الله ُه هم لَكَ ا ْل َح ْم ُد ‪ ،‬أَ ْنتَ َك َ‬
‫صنِ َع لَهُ)‬ ‫بِكَ ِمنْ ش َِّر ِه َوش َِّر َما ُ‬
‫عن معاذ بن أنس رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ب َو َر َزقَنِي ِه ِمنْ َغ ْي ِر‬ ‫سانِي َه َذا الثه ْو َ‬ ‫س ثَ ْوبًا فَقَا َل ‪ :‬ا ْل َح ْم ُد ِ ههللِ اله ِذي َك َ‬ ‫( َمنْ لَبِ َ‬
‫َح ْو ٍل ِمنِّي َو َال قُ هو ٍة ُغفِ َر لَهُ َما تَقَ هد َم ِمنْ َذ ْنبِ ِه َو َما تَأ َ هخ َر )‬
‫فأنظر معى سنة الحبيب صلى هللا عليه وسلم فى الدعاء بخيره وان له خير‬
‫واالستعاذة من شره‬
‫**********‬
‫وانظر تسميته ثيابه بل كان يسمى كل ادواته صلى هللا عليه وسلم‬
‫وكل مايخصه‬
‫********************‬
‫ب‪ ،‬كرم هللا وجهه ‪ ،‬قَا َل‪:‬‬ ‫عن َعلِ ِّي ْب ِن أَبِي طَالِ ٍ‬
‫س يُ ْد َعى ا ْل ُم ْرتَ ِج َز ‪،‬‬ ‫سله َم فَ َر ٌ‬‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هللاِ َ‬‫ول ه‬ ‫س ِ‬ ‫" َك َ‬
‫ان لِ َر ُ‬
‫س ْيفُهُ ُذو‬ ‫ضو ُل ‪َ ،‬و َ‬ ‫ص َوى ‪َ ،‬و ِح َما ُرهُ ُعفَ ْي ٌر ‪َ ،‬و ِد ْر ُعهُ ا ْلفَ ُ‬ ‫َوبَ ْغلَتُهُ َد ْل َد ُل ‪َ ,‬ونَاقَتُهُ ا ْلقُ ْ‬
‫ا ْلفَقها ِر ‪" .‬‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه قال " ‪:‬كان اسم جارية النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم خضرة ‪ ،‬وحماره يعفر‪ ،‬وناقته القصواء ‪ ،‬وبغلته الشهباء ‪ ،‬وسيفه ذا‬
‫الفقار ‪" .‬‬
‫عن بن عباس ‪:‬كان من خلقه تسمية دوابه وسالحه ومتاعه وكان اسم رايته‬
‫‪ :‬العقاب واسم سيفه الذي يشهد به الحروب ‪ :‬ذو الفقار‬
‫وكان له سيف يقال له ‪ :‬المخذم ‪ .‬وآخر يقال له ‪ :‬الرسوب‪.‬‬
‫وآخر يقال له ‪ :‬القضيب ‪ .‬وكانت قبضة سيفه محالة بالفضة‬
‫أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس ‪:‬‬
‫كان رسول هللا صلى هللا عليه و سلم‬
‫سيف قائمته من فضة وقيعته من فضة كان يسمى ذا الفقار وكانت له قوس‬
‫تسمى السداد وكانت له كنانة تسمى الجمع وكانت له درع موشحة بنحاس‬
‫تسمى ذات الفضول وكانت له حربة تسمى النبعة وكانت له مجن تسمى الدفن‬
‫‪ 32‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫وكان له ترس أبيض يسمى موجزا‬
‫وكان له فرس أدهم يسمى السكب وكان له سرج يسمى الداج المؤخر‬
‫وكان له بغلة شهباء يقال له الدلدل‬
‫وكانت له ناقة تسمى القصواء وكان له حمار يسمى يعفور‬
‫وكان له بساط يسمى الكر وكانت له عنزة تسمى الثمر‬
‫وكانت له ركوة تسمى الصادر‬
‫وكانت له مرآة تسمى المرآة وكان له مقراض يسمى الجامع‬
‫وكان له قضيب شوحط يسمى الممشوق‪.‬‬
‫***************‬
‫ثالثا‪ :‬تذكر دائما ان تدخل مكان الذكر وقد قصصت إظافرك إذا كانت طويلة‬
‫وتوضأ أو اغتسل وتوضأ وتعطر وتهندم وأنظر فى المرآة‬
‫وأذكر الدعاء الخاص بالمرآة‬
‫اللهم حسن خلقى كما حسنت خلقى‬
‫وأستخدم السواك قبل الذكر وعطر فمك حتى ولو بحلوى النعنع‬
‫واذكر هللا وسم وصلى على رسول هللا‬
‫************‬
‫رابعا ‪ :‬تحنية السبحة‬
‫المقصود بها السبحة الخشب‬
‫السبحة الخشب لها انواع وخصائص بل فوائد وتفاعل مع الذاكر ونوعية‬
‫الذكر وخصوصا سبحة خشب الزيتون مع الصالة على الحبيب صلى هللا‬
‫عليه وسلم وطبعا هناك خشب العود والصندل وغيرهم ولكل منهم فوائد‬
‫يفضل دائما ان تكون سبحتك لم يستعملها غيرك‬
‫اال اذا كانت من ولى من االولياء‬
‫بعد فترة من االستخدام للسبحة يتغير لونها بعض الشىء‬
‫يحب الصوفية االهتمام بسبحتهم فيدللونها ويطيبونها وقد يضيفون لها‬
‫خيوط ملونة او بعض الفنون وهذا من باب االهتمام المطلوب‬
‫فأن السبحة تتألف مع صاحبها وتكاد ان تتحول الى قطعة منه‬
‫وتحمل ذبذباته وطاقاة روحانية تزيد بالذكر‬
‫يقوم الصوفية بتحنية السبحة كأنها عروس الصوفي‬
‫فيضع عليها الحناء وماء الورد لمدة ليلة ثم يغسلها بماء الورد في الصباح‬
‫فيزداد سرها الروحانى وتتآلف أكثر مع صاحبها‬
‫‪ 33‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫*************‬
‫وقبل ان أستكمل هذا العلم أحب أن احكى لكم ما يشوق قلوبكم ويرقى‬
‫نفوسكم من أثار مروية فيها حكم وفيها دروس باطنية فتأملوا معى‬
‫*****************‬
‫هذه القصة ذكر نحواً منها المحب الطبري‬
‫في الرياض النضرة في مناقب العشرة (‪.)2/2/3‬‬
‫ونص ما ذكره‪ :‬وعن علي رضي هللا عنه‬
‫أنه رأى في منامه كأنه صلى الصبح خلف النبي صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫واستند رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬إلى المحراب‪ ،‬فجاءت جارية بطبق‬
‫رطب فوضع بين يدي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فأخذ منها رطبة وقال‬
‫يا علي تأخذ هذه الرطبة؟ فقلت نعم يا رسول هللا‪ ،‬فمد يده وجعله كذا في‬
‫فمي‪ ،‬ثم أخذ أخرى وقال لي مثل ذلك فقلت نعم فجعلها في فمي‪ ،‬فانتبهت‬
‫وفي قلبي شوق إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وحالوة الرطب في فمي‪،‬‬
‫فتوضأت وذهبت إلى المسجد فصليت خلف عمر واستند إلى المحراب‪ ،‬فأردت‬
‫أن أتكلم بالرؤيا فمن قبل أن أتكلم جاءت امرأة ووقفت على باب المسجد‬
‫ومعها طبق رطب فوضع بين يدي عمر فأخذ رطبة وقال‪ :‬تأكل من هذا يا‬
‫علي؟ قلت نعم‪ ،‬فجعلها في فمي ثم أخذ أخرى وقال لي مثل ذلك فقلت نعم‪،‬‬
‫ثم أخذ أخرى كذلك ثم فرق على أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم يمنة ويسرة وكنت أشتهي منه‪ ،‬فقال يا أخي لو زادك رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم ليلتك لزدناك‪ ،‬فعجبت وقلت‪ :‬قد أطلعه هللا على ما رأيت‬
‫البارحة‪ ،‬فنظر وقال يا علي المؤمن ينظر بنور هللا‪ ،‬قلت صدقت يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬هكذا رأيته‪ ،‬وكذا رأيت طعمة ولذته من يدك كما وجدت طعمه‬
‫ولذته من يد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬ويذكر الدهلوي و غيره ‪ ,‬في‬
‫مزيل الخفاء‬
‫******************‬
‫و َذ َك َر حكاية شبيهة بها الغافقي في لمحات االنوار قال‪:‬‬
‫(( روي عن جابر بن عبد هللا أنه قال ‪ :‬لما توفي رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم تشوقت إليه شوقا ً شديداً فصليت ركعتين‪ ،‬قرأت في كل ركعة فاتحة‬
‫الكتاب وآية الكرسي و{قل هو هللا أح ٌد} خمس عشرة مرة‪،‬‬
‫وسألت هللا تعالى أن يريني وجه محمد صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬
‫فنمت فأتاني في منامي وقال لي‪:‬‬
‫‪ 34‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫((يا جابر قم على نفسك ترى بعينيك مرادك)) فسرت معه حتى صار بي إلى‬
‫قص ٍر في مرج أخضر‪ ،‬فنظرت إلى وجه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫فقال لي‪(( :‬ادخل يا جابر))‪ .‬فدخلت عليه وجثوت بين يديه‪ ،‬ونظرت إليه‬
‫صلى هللا عليه وسلم وبين يديه طبق وعليه منديل من السندس األخضر‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول هللا ما في الطبق؟ فقال لي‪(( :‬تم ٌر يا جابر))‬
‫فقلت له‪ :‬أعطني منها واحدة‪ ،‬فأعطاني واحدة فأكلتها وأمسكت نواها في‬
‫يدي‪ ،‬ثم قلت له‪ :‬أعطني ثانية يا رسول هللا‪ ،‬فأعطاني ثانية‪ ،‬فأكلتها وأمسكت‬
‫نواها في يدي ثم قلت له‪ :‬أعطني ثالثة يا رسول هللا‪ ،‬فأعطاني ثالثة‪ ،‬فأكلتها‬
‫وأمسكت نواها في يدي فقلت ‪ :‬أعطني رابعة يا رسول هللا‬
‫فقال‪(( :‬على رسلك يا جابر)) فاستيقظت من نومي وطيب التمر في فمي‪،‬‬
‫والنوى الثالث في يدي فصرت إلى مسجد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ألعلم بذلك أبا بكر وعمر رضي هللا عنهما‪ ،‬والسماء مشتبكة بالنجوم‪،‬‬
‫فنظرت إلى أبي بكر رضي هللا عنه وقد أسند ظهره إلى المحراب‪ ،‬وجعل‬
‫ينظر في‪ ،‬كأنه يعلم الذي أريد أن أعرفه به‪ ،‬وبين يديه طبق‪ ،‬وعليه منديل‬
‫فقلت‪ :‬هللا أكبر‪،‬‬
‫صدقت المنامة‪ ،‬وصدق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬فقلت‪ :‬أعطني منها‬
‫واحدة‪ ،‬فأعطاني واحدة فأكلتها‪ .‬فقلت له‪ :‬أعطني ثانية‪ .‬فأعطاني فقلت له‪:‬‬
‫أعطني ثالثة‪ ،‬فأعطاني ثالثة‪ ،‬فأكلتها فقلت‪ :‬أعطني رابعة‪ .‬فقال‪ :‬على رسلك‬
‫يا جابر‪،‬‬
‫((لو زادك رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في المنام لزدتك في اليقظة ))‬
‫******************‬
‫وذكر ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة قصة ثالثة قال ‪:‬‬
‫(( وروى الحاكم عن محمد بن عيسى عن أبي حبيب قال‪ :‬رأيت النبي في‬
‫المنام في المنزل الذي ينزل الحجاج ببلدنا فسلمت عليه‬
‫فوجدت عنده طبقا من خوص المدينة فيه تمر صيحاني فناولني منه ثماني‬
‫عشرة فتألوت أن أعيش عدتها فلما كان بعد عشرين يوما قدم أبو الحسن‬
‫علي الرضا من المدينة ونزل ذلك المسجد وهرع الناس بالسالم عليه‬
‫فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي رأيت النبي جالسا فيه‬
‫وبين يديه طبق من خوص المدينة فيه تمر صيحاني فسلمت عليه فاستدناني‬
‫وناولني قبضة من ذلك التمر فإذا عدتها بعدد ما ناولني النبي في النوم‬
‫فقلت زدني فقال لو زادك رسول هللا لزدناك ))‬
‫‪ 35‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫************‬
‫جاء رجل إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول هللا متى‬
‫الساعة ؟ قال‪( :‬وما أعددته للساعة ؟)‬
‫قال ‪ :‬حب هللا ورسوله ‪ .‬قال فإنك مع من أحببت‬
‫قال أنس ‪ :‬فما فرحنا بعد اإلسالم فرحا أشد من قول النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ :‬فإنك مع من أحببت ‪ .‬قال أنس ‪ :‬فأنا أحب هللا ورسوله وأبا بكر‬
‫وعمر ‪ ،‬فأرجو أن أكون معهم ‪ ،‬وإن لم أعمل بأعمالهم ‪.‬‬
‫رواه البخاري ومسلم‬
‫***********‬
‫كل القلوب إلي الحبيب تميل ومعى بهـذا شـــاهد ودليــــل‬
‫اما الــدليل إذا ذكرت محمدا صارت دموع العارفين تسيل‬
‫هذا رسول هللا نبراس الهدى هذا لكل العــــالمين رســـول‬
‫يا سيد الكونين يا عــلم الهدى هذا المتيم في حمــــاك نزيــل‬
‫لو صــادفتني من لدنك عناية ألزور طيبة و الــنخـيل جميل‬
‫هذا رســول هللا هذا المصطفى هذا لـــرب العــــالمين رســول‬
‫هذا الــــذي رد العــــيون بكفه لما بدت فوق الـــخدود تسـيل‬
‫هذا الغمـــامة ظللته إذا مشى كانت تقيل إذا الــــحبـيب يقيل‬
‫هذا الذي شرف الضريح بجسمه منهــــاجه للسالكين ســـبيل‬
‫يــــارب إني قـد مدحـت محمداً فيه ثوابي وللـــــمديــح جزيــل‬
‫صلى عليك هللا يا عــلم الهدى ما حن مشتـــــاق وســار دليل‬

‫ولدروسنا بقية بإذن هللا إذا كان فى العمر بقية بحول هللا‬
‫**************‬
‫فائدة اليوم‬
‫نعود الى ذكر التوحيد ال إله إال هللا وهو ذكر تذكية النفس االولى‬
‫*************‬
‫ق العبادةَ إالّ هللا وحده؛ ألنّه وحده الّذي له‬
‫معنى ( الَ إِلَهَ إِاله هللاُ ) أي‪ :‬ال يستح ّ‬
‫الحب‪ ،‬ويُعظّم‬
‫ّ‬ ‫حب غاية‬ ‫صفات الكمال‪ ،‬ونعوت الجالل الّتي بها يستح ّ‬
‫ق أن يُ ّ‬
‫غاية التّعظيم‪.‬‬
‫*********‬
‫والنّطق بها إ ّما‪:‬‬
‫‪ 36‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫أ) واجب وشرط في اإلسالم‪.‬‬
‫ب) وإ ّما مندوب‪ ،‬يقولها العبد ما استطاع إلى ذلك سبيال‪.‬‬
‫يصح إيمان أحد إذا ترك النّطق‬
‫ّ‬ ‫وأنّ النّطق بها شرط من شروط اإليمان وال‬
‫بها وإن اعتقدها‪.‬‬
‫************‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق‬
‫تغمض عينيك ثم تحرك رأسك مع الذكر بصوت مسموع‬
‫تبدأ بال تبدأ برأسك من اليسار نافيا الشرك عن القلب‬
‫ثم تكمل بقية الذكر ناحية اليمين ‪.‬المدة تبدأ ‪ 03‬دقيقة ويمكن ان تزيد بعد‬
‫ايام التتحرك حركة سريعة او عنيفة تكرر الذكر بايقاع وبطء‬
‫تنفس جيدا وال تحبس التنفس اختم كالمعتاد‬
‫التكلم احد بعد الذكر لمدة ‪ 01‬دقائق‬
‫ال تشرب او تأكل بعد الذكر لمدة ‪ 01‬دقائق ألن للذكر شرب وإطعام‬
‫واسترح بعض الوقت قبل الكالم‬
‫حتى تعود روحك من عوالم الملكوت اذا شعرت بالجذب او عدم القدرة عن‬
‫التوقف أثناء الذكر فصلى على حضرة النبى صلى هللا عليه وسلم حتى‬
‫تتوقف ثم استرح بعض الوقت‬
‫************‬
‫من إشارة مشايخ الصوفية إلى الحركة في الذكر‬
‫يقول الشيخ أبو علي الدقاق‪:‬‬
‫«الحركة بركة ‪ ،‬حركات الظواهر توجب بركات السرائر»‬
‫************************************************‬

‫‪ 37‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس الرابع والعشرون‬

‫مليح‬
‫ُ‬ ‫ب‬‫أحاديث النب ِّي فك ُّل ما تروي ِه من خب ِر الحبي ِ‬ ‫َ‬ ‫وانشر‬
‫ْ‬
‫ق الفضا ُء بذكرها َواللُّوح‬ ‫واذكر مناقبهُ التي ألفاظها ضا َ‬
‫سى أَنْ يُوحوا‬ ‫وحوا إليهم ما ع َ‬ ‫أعجبتَ أن غدت الغمامة آية يُ ُ‬
‫سروح‬
‫ُ‬ ‫الرياض‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫سرح إليه مطيعة فكأنما أت ِ‬ ‫ٌ‬ ‫أو أن أتت‬
‫تسبيح‬
‫ُ‬ ‫براحة راح الحصى وله بها‬ ‫َ‬ ‫ولِ َم ْنبَ ِع ال َما ِء ال َم ِع ِ‬
‫ين‬
‫ش ُكو بَثههُ َويَنُوح‬ ‫س ش َْوقا َويَ ْ‬ ‫ع يابِ ٌ‬ ‫أو أن يَ ِحنه إليه ِج ْذ ٌ‬ ‫ْ‬
‫التبريح‬
‫ُ‬ ‫النبي َو َمنْ َدنا منه نأى عن قلبه‬ ‫ُّ‬ ‫حتى َدنا منه‬
‫س ِّر ِه َويَبوح‬ ‫ضي إِليه بِ ِ‬ ‫وكيف ال يُ ْف ِ‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫الذ َرا ُ‬ ‫َوبأَنْ يُ َكلِّ َمهُ ِّ‬
‫طريح‬
‫ُ‬ ‫ب ال َعصا سيفا ً ويحيا الميتُ وهو‬ ‫َوبِأَنْ يَ َرى األَ ْع َمى َوتَ ْنقَلِ َ‬
‫ض منهُ ُكلُ ُ‬
‫وح‬ ‫الناس فيه وقد ش َك ْوا محالً لوجه األر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َوبأَنْ يُ َ‬
‫غاث‬
‫وح‬‫كان ُم ًّرا ماؤُه ال َم ْن ُز ُ‬ ‫ب َم ْن َه ٌل قد َ‬ ‫يض لهُ َويَ ْع ُذ َ‬ ‫َوبأنْ يَفِ َ‬
‫ُوح‬
‫يق ُم َح هم ٍد َم ْجد ُ‬ ‫أصاب عطاشها ما ٌء بِ ِر ِ‬ ‫َ‬ ‫يابر َد أكبا ٍد‬
‫يح‬
‫ب ُم ِز ُ‬ ‫ت ُّ‬
‫الذنو ِ‬ ‫ث لِ ِعاله ِ‬‫صالَتَهُ َغ ْي ٌ‬
‫صلّى عليه هللا إنه َ‬ ‫َ‬
‫***********‬
‫عن أَنس رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫قال لي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ش ألحد فافعل‪ ،‬ثم‬ ‫درتَ أَن تصبح وتمسي وليس في قلبك ُغ ُّ‬ ‫«يا بني‪ ،‬إِن قَ ْ‬
‫قال ‪:‬يا بني‪ ،‬وذلك من سنهتي‪ ،‬ومن أَحب سنّتي فقد أحبني‪ ،‬ومن أَحبني‪ ،‬كان‬
‫معي في الجنة‪».‬‬
‫************‬
‫أخرج بن ُخ َز ْيمةَ عن ِعمران بن خالد بن طُلَيق بن محمد بن عمران بن‬
‫صين ــــ‬
‫الح َ‬ ‫حصين قال‪ :‬حدثني أبي عن أبيه عن جده‪ :‬أن قريشا ً جاءت إلى ُ‬
‫وكانت تعظِّمه ــــ فقالوا له‪ :‬كلِّم لنا هذا الرجل فإنهه يذكر آلهتنا‬
‫ويس ُّبهم‪ ،‬فجاؤوا معه حتى جلسوا قريبا ً من باب النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬أوسعوا للشيخ ــــ وعمران وأصحابه متوافرون ــــ‬

‫‪ 38‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫فقال ُحصين‪ :‬ما هذا الذي بلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا وتذكرهم‪ ،‬وقد كان أبوك‬
‫حصينة وخيراً؟ فقال‪ :‬يا حصين‪ ،‬كم تعبد من إله»؟‬
‫قال‪ :‬سبعا ً في األرض وواحداً في السماء‪،‬‬
‫قال‪ :‬فإذا أصابك الض ّر من تدعو؟ قال‪ :‬الذي في السماء‪،‬‬
‫قال‪ :‬فيستجيب لك وحده وتشركهم معه‪ ،‬أَرضيته في الشكر أم تخاف أن يغلب‬
‫عليك؟ قال‪ :‬وال واحدة من هاتين؛ قال‪ :‬وعلمت أنِّي لم أكلم مثله‪،‬‬
‫صين‪ ،‬أسلم تسلم‪ ،‬قال‪ :‬إنه لي قوما ً وعشيرةً فماذا أقول؟‬ ‫قال‪ :‬يا ُح َ‬
‫قال‪ :‬قل‪ :‬اللهه هم‪ ،‬أستهديك ألرشد أمري وزدني علما ً ينفعني‬
‫فقالها حصين فلم يقم حتى أسلم‪.‬‬
‫فقام إليه ِع ْمران فقبهل رأسه ويديه ورجليه‪ ،‬فلما رأى ذلك النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم بكى‪ ،‬وقال‪ :‬بكيت من صنيع عمران‪ ،‬دخل حصين وهو كافر فلم‬
‫قضى حقهه فدخلني من ذلك‬ ‫يقم إليه عمران ولم يلتفت ناحيته‪ ،‬فل هما أسلم َ‬
‫الرقهة‬
‫ِّ‬
‫فلما أراد حصين أن يخرج قال ألصحابه‪ :‬قوموا فشيِّعوه إلى منزله ‪ ,‬فلما‬
‫سدهة الباب رأته قريش فقالوا‪ :‬صبأ وتفرقوا عنه كذا في اإلصابة‪.‬‬ ‫خرج من ُ‬
‫**************‬
‫معا نستكمل يا أحباب الفقير بعض الفوائد المهمة‬
‫ومن اسرار الطعام والشراب‬
‫ضع على ماء الشرب بعض قطرات من ماء الورد‬
‫ارتشف الماء على ثالث مرات وسمى في بداية كل مرة واحمد هللا في عقبها‬
‫يفضل ان تجعل ماء الشرب في اوعية فخارية مثل القلة فلها خواص‬
‫عندما تقرأ قرآن ضع وعاء الشرب بجوارك ألن الماء يسمع القرآن ويتأثر‬
‫به‬
‫نيتك مطيتك أجعل دائما طعامك وشرابك عبادة على نية األستقواء لعبادة هللا‬
‫وتنفيذ أوامره‬
‫اللوز والسكر من اطعمة الخلوات وقد أثبت العلم الحديث قدرة اللوز على دفع‬
‫الجوع‬
‫تصبح بسبع تمرات على نية الحديث الشريف فال يقدر عليك أنس وال جان‬
‫الحديث‬
‫قبل الذكر ضع في فمك قطعة من السكر نبات أو قليل من السكر فهذا يساعد‬
‫الفم على الذكر‬
‫‪ 39‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫بعد الذكر التشرب وال تأكل حتى يشرب باطنك ويطعم من الذكر وهذا معروف‬
‫عند المربين فينصحون مريديهم أال يشربوا أو يأكلو بعد الحضرات مباشرة‬
‫حتى ينتفعوا بوارد الذكر فأن له أثار جسمانية‬
‫من أسرار الذكر أن تذكر هللا على جوع وعطش وتبلع ريقك بعده وأنت متعمد‬
‫أن تبتلع الذكر في جوفك‬
‫وإذا لم تصم فأغتنم ساعة بعد إستيقاظك من النوم مباشرة بال طعام وال‬
‫شراب فأذكر هللا وقد خلت معدتك وأمعائك من شراب وطعام وأبتلع الذكر‬
‫فيختلط بدمائك وجسدك ثم أفطر بعد ذلك إن شئت‬
‫األطعمة واألشربة والمالبس جاللية وجمالية ومشتركة وغليظة وخفيفة‬
‫وأرضية وسطحية وقد تحدثنا عنها من قبل‬
‫ولكن باختصار كلما خف الجاللى في طعامك ظهر الجمالى عليك وكنت أقرب‬
‫للتأثر بالذكر والتأثير الروحانى النورانى‬
‫والجاللى كل مايذبح ويذكر أسم هللا عليه وما خرج منه وبعضهم يضيف ما‬
‫يخرج من بطونها كالعسل والحرير‬
‫وقبل أن ننهى هذا الباب أحب أن اعود الى السواك‬
‫للسواك أثار روحانية في استخدامه في الفم وهو سنة ومنفعة طبية وصحية‬
‫وروحية‬
‫بل أن للسواك أستخدام في بعض األعمال الخاصة كبخور أو حبر أو قلم‬
‫ولكن ما يهمنا أن نستخدمه كما أوضحت السنة تعبدا وأن نعتنى به‬
‫وكذلك أحب أن أضيف أضافات هامة الى السبحة‬
‫************‬
‫السبحة‬
‫ألن السبحة هى سيف الذاكر وهى عصاه وهى أداة الذاكرين ولقد اعتنى‬
‫بالتأليف فيها كبار المشايخ مثل السيوطى في رسالته المنحة في السبحة‬
‫وغيره‬
‫ومن عجائب السبحة انها ممكن ان تصبح عصا تأديب‬
‫قصة سيدى الشيخ شناوي يوسف في القرن ال‪0/‬‬
‫وكان شيخ مربى يربى تالميذه على الطريقة البيومية البدوية في مصر‬
‫ومن تالمذته سيدى أبو خليل مؤسس الطريقة الخليلية‬
‫************‬

‫‪ 40‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫كان من عادة الشيخ شناوي يوسف أن من يتأخر من أوالده عن الحضرة‬
‫بغير عذر عاقبه بأن يمر على ظهره بمسبحته فيمرض المريد أياما ‪ ,‬لمجرد‬
‫مرور مسبحة الشيخ على ظهر المريد بخفة فانظر الى قوة روحانية السبحة‬
‫بحيث خرجت الى الفعل المادى‬
‫وكان كل المريديين يخافون من سبحة الشيخ ان تمسهم أو تعاقبهم‬
‫************‬
‫ويمكن كذلك للسبحة ان تخيف الجن والشياطين‬
‫أو تصبح شهاب حارق للجن والشياطين‬
‫حكى احد المريديين انه كان يسير في مكان مظلم فظهر له عفريت مربع‬
‫فارتبك المريد ومن تخبطه أصاب العفريت بسبحته فصرخ العفريت صرخة‬
‫هائلوة وقال له حرقتنى وأختفى‬
‫************‬
‫ولكنها في االساس أداة للخير والبركة لما تحصى عليها من أذكار‬
‫او اداة للخيرة او اداة كشف فهناك طرق للكشف بالسبحة‬
‫*****‬
‫ويرثها االبن عن أبيه عن جده أو عن شيخه‪ ,‬للتسبيح‪ ,‬واالستشفاء‪ ,‬ويُ َم ُّر‬
‫بها على جسد المريض فيكتب له الشفاء‪ ,‬واستقلت بأسماء‪ ,‬منها‪ :‬حبل‬
‫الوصل‪ ,‬وسوط الشيطان‪ ,‬ورابطة القلوب‪ .‬حينئ ٍذ نَالَتْ حظّا ً َوافِراً‪ ,‬من بيان‬
‫حكمها ‪,‬وأحوالها لدى العلماء‪ :‬فقهاء‪ ,‬ومحدِّثين‪ ,‬ولسانيين‪ ,‬ومؤرخين‪ ,‬في‬
‫كتُب الفقه‪ ,‬والفتاوى‪ ,‬والشروح الحديثية‪ ,‬وكتب اللسان‪ ,‬والتاريخ‪ ,‬حتى‬
‫أُ ْف ِر َدت بالتأليف‪ ,‬وبلغت نحو اثني عشر كتاباً‪ ,‬لَع هل أولها للسيوطي المتوفى‬
‫س ْبحة)) التي استلها منه‬ ‫سنة – ‪911‬رحمه هللا تعالى ‪ -‬باسم‪(( :‬المنحة في ال ُّ‬
‫تلميذه ابن طولون المتوفى سنة ‪ – 935‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬
‫باسم(( ‪:‬الملحة ‪ )). . .‬حتى إذا بلغت النه ْوبَةُ إلى الشيخ عبد الحي اللكنوي‬
‫س ْبحة‬ ‫المتوفى سنة ‪ – 0511‬رحمه هللا تعالى ‪ -‬ألهف كتابه‪(( :‬نزهة الفِ ْكر في ُ‬
‫الذكر)) فاستوفى ُجل ما في الباب رواية وفقها ً‪,‬‬ ‫ه‬
‫*****‬
‫ولبس السبحة في الرقبة شعار لبعض الطرق وهى من عادات الصالحين‬
‫قال سيدي فتح هللا ابن الشيخ أبي بكر البناني رضي هللا تعالى عنهما ‪ {:‬جعل‬
‫السبحة في العنق أحفظ لها وأصون من الضياع و االمتهان و التمزيق مع ما‬
‫في ذلك من هضم سطوة النفس و قمعها عن االلتفات إلى التخلّق باألخالق‬
‫‪ 41‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫الظلمانية حسبما يتحققه من كابد مجاهدتها على يد أهل الحضرة الربانية‬
‫الجامعين بين الشريعة و الحقيقة ‪ ,‬بين الفناء و البقاء ‪ ,‬بين الصحو و السكر‬
‫‪ ,‬بين الحضور و الغيبة ‪ ,‬بين المجاهدة و المشاهدة و اجر القياس على ذلك ‪,‬‬
‫و دليل هذا من حيث الذوق و الحال أن جعل السبحة في العنق من أصعب ما‬
‫يكون و أشدّه على النفس و خصوصا إن كانت غليظة من َعود ُمنظم في خيط‬
‫صوف أو كتّان و من ذاق عرف و من ال فال حرج عليه إذا سلّم و اعترف و‬
‫األشياء كامنة في التجريب و من لم يُج ّرب فليس بمصيب‪} ,‬‬
‫أما وضع السبحة ظاهرة في اليد اليسرى‬
‫وانت في الشارع و بين الناس ملفوفة على معصم اليد اليسرى ظاهرة للعيان‬
‫فهو من شعار الصوفية وفيه سر ومن س ّر وضعها على المعصم األيسر‬
‫عند الفراغ من الذكر– يقول بعض المفسرين ان وضعها في اليسرى‬
‫خصوصا هو لحجب الذات من الجنّ و الشياطين‪- ,‬ألنّ اليد اليمنى محفوظة‬
‫بمصافحة الشيخ عند أخذ العهد فال يذهب عنها نور المصافحة إلى يوم‬
‫القيامة‪ ,‬وقد ذكروا أن الشيخ العربي الدرقاوي ‪ -‬قدس هللا سره وهو من‬
‫كبار االولياء المعروفين– أطلعه هللا تعالى على نوع من المالئكة الكرام‪,‬‬
‫واقفين بين يدي الملك العالم‪ ,‬هائمين بذكره ومشاهدته على الدوام‪,‬‬
‫وتسابيحهم في أعناقهم منتظمة أي انتظام‪ ,‬فأخذ ذلك بمجامع قلبه‪ ,‬ووقع فيه‬
‫حال عظيم؛ لما شاهده من أسرار وأنواع حضرة ربه‪ ,‬فتمنى ذلك ألَصحابه‬
‫وأمرهم بجعل السبحة في العنق‪ ,‬تشبها ً بهؤالء المالئكة الكرام‪,‬‬
‫واغتناما ً لما في ذلك من الفوائد العظام ومازال لنا كالم على السبحة‬
‫في الدروس القادمة بإذن هللا تعالى‬
‫*********************‬
‫وعودة الى قصص الصالحين‬
‫سأورد لكم قصة رؤيتين لألمام األكبر الدكتور عبد الحليم محمود‬
‫رحمة هللا عليه‬
‫الرؤية االولى‬
‫حكا العارف باهلل الشيخ عبدالحليم محمود شيخ االزهر‬
‫أنه راى رسول هللا صلى هللا عليه واله وسلم يطعمه فى رؤيا حبة تين‬
‫ويضعها فى فمه ‪ ,‬فقام وهو مبتهج ومسرور بهذه الرؤيا وذهب الى العارف‬
‫باهلل الشيخ أحمد الشافعى ابوخليل ليقص عليه ما راي وقبل ان يتكلم‬

‫‪ 42‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫اذا به يقول هلل ال تحكى االن بعد الطعام ثم قال احضروا له الطعام ولما فرغ‬
‫من الطعام اذ بسيدى احمد الشافعى يخرج من جيبه حبة تين ويضعها فى فم‬
‫الدكتور عبدالحليم محمود ويبتسم له ويقول اليس هذا ما رائيت‬
‫الرؤيا الثانية‬
‫يذكر د‪ .‬عمر هاشم أن الشيخ عبد الحليم محمود‪ ،‬قبيل حرب رمضان‬
‫المجيدة‪ ،‬قد رأى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في المنام يعبر قناة السويس‬
‫ومعه علماء المسلمين والجيش ‪ ،‬فاستبشر خيرا وأيقن بالنصر‪ ،‬وأخبر‬
‫الرئيس السادات بتلك البشارة ‪ ،‬واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنا‬
‫إياه بالنصر‪.‬‬
‫***************‬
‫سأل الحبيب أبوبكر بن سالم رضي هللا عنه ونفعنا به آميين‪..‬‬
‫لماذا دائم تجلس جلسة التشهد األول ؟؟‬
‫قال لهم ‪ ..:‬إن هذه الجلسة بين العبد وربه ونحن في كل أوقاتنا مع ربنا‪..‬‬
‫****************‬
‫قال ابن القيم الجوزية‬
‫(وكل حركة في العالم العلوي أو السفلي فأصلها المحبة ‪ ،‬فلوال المحبة ما‬
‫دارت األفالك وال تحركت الكواكب النيرات ‪ ،‬وال هبت الرياح المسخرات ‪ ،‬وال‬
‫مرت السحب الحامالت ‪ ،‬وال تحركت األجنة في بطون األمهات ‪ ،‬وال انصدع‬
‫عن الحب أنواع النبات ‪ ،‬وال اضطربت أمواج البحار والزاخرات ‪ ،‬وال‬
‫تحركت المدبرات والمقسمات وال سبّحت بحمد فاطرها األرضون والسموات‬
‫وما فيها من المخلوقات )‪.‬‬
‫**********‬
‫اللهم إنا نتوسل إليك بك‪ ،‬ونسألك ال نسأل غيرك‪ ،‬بحقك وحق نبيك‪ ،‬أن تميتنا‬
‫على دينه وملته‪ ،‬وأن تحشرنا في زمرته‪ ،‬وتحت لوائه وعنايته‪ ،‬وأن تغفر‬
‫ذنوبنا‪ ،‬وأن تستر بمنك عيوبنا‪ ،‬وأن تطهر من صدإ الغفلة قلوبنا‪.،‬‬
‫وامح اللهم زللنا وخطايانا وأن تتجاوز عنا وعن سيئاتنا‪ ،‬وأن تهون علينا‬
‫سكرات الموت وما بعده من فتنة القبر والحشر‪ ،‬وأن تطيبنا للموت‪ ،‬وأن‬
‫تجعل فيه راحتنا‪ ،‬وقنا اللهم من األهوال العظيمة التي ال يسعنا حملها وال‬
‫ضعفنا‪ ،‬إال ما كان من عفوك وجودك ورحمتك‪ ،‬فأنت الجواد الكريم الغفور‬
‫الرحيم‪.‬‬

‫‪ 43‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الصالة والسالم التامان األكمالن على سيدنا وموالنا محمد‪ ،‬الذي انعقدت له‬
‫العزة في األزل‪ ،‬وانسحب فضلها إلى ماال يزال وعلى آله وأصحابه وأزواجه‬
‫وذريته‪.‬‬
‫سبحان هللا عدد ما خلق في السماء وسبحان هللا عدد ما خلق في األرض‪.‬‬
‫وسبحان هللا عدد ما بين ذلك‪ .‬وسبحان هللا عدد ما هو خالق‪.‬‬
‫والحمد هلل عدد ما خلق في السماء‪ .‬والحمد هلل عدد ما خلق في األرض‪.‬‬
‫والحمد هلل عدد ما بين ذلك‪ .‬والحمد هلل عدد ما هو خالق‪.‬‬
‫وال إله إال هللا عدد ما خلق في السماء‪ .‬وال إله إال هللا عدد ما خلق في‬
‫األرض‪ .‬وال إله إال هللا عدد ما بين ذلك‪ .‬وال إله إال هللا عدد ما هو خالق‪.‬‬
‫وهللا أكبر عدد ما خلق في السماء‪ .‬وهللا أكبر عدد ما خلق في األرض‪ .‬وهللا‬
‫أكبر عدد ما بين ذلك‪ .‬وهللا أكبر عدد ما هو خالق‪.‬‬
‫وال حول وال قوة إال باهلل عدد ما خلق في السماء‪.‬‬
‫وال حول وال قوة إال باهلل عدد ما خلق في األرض‪.‬‬
‫وال حول وال قوة إال باهلل عدد ما بين ذلك‪.‬‬
‫وال حول وال قوة إال باهلل عدد ما هو خالق‪.‬‬
‫اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه‪.‬‬
‫وأستغفرك من كل ما وعدتك به من نفسي ثم لم أوف به‪.‬‬
‫وأستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطه غيرك‪.‬‬
‫وأستغفرك من كل نعمة أنعمت بها على فاستعنت بها على معصيتك‪.‬‬
‫وأستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب أتيته في بياض النهار وسواد‬
‫الليل‪ ،‬في مإل وخالء وسر وعالنية يا حليم‪.‬‬
‫"اللهم أنت ربي ال إله إال أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما‬
‫استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي‬
‫فاغفر لي فإنه ال يغفر الذنوب إال أنت" ‪( -‬ثالث مرات)‬
‫أستغفر هللا العظيم الذي ال إله إال هو الحي القيوم ال تأخذه سنة وال نوم‬
‫وأتوب إليه‪.‬‬
‫"اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجي عندي من عملي‪".‬‬
‫ولدروسنا بقية بإذن هللا إذا كان فى العمر بقية بحول هللا‬
‫**************‬
‫لكل طريقة شعار وعلم من قماش ورموز والوان ولكل لون اسرار‬
‫فمثال اللون االسود للرفاعية واالخضر للقادرية واالحمر للبدوية‬
‫‪ 44‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫والشاذلية باالصفر والبرهامية باالبيض‬
‫وللطرق الصوفية شارات وبيارق وألوان يتميزون بها‪ :‬فيتميز السادة‬
‫الرفاعية باللون األسود‪ .‬ويتميز السادة القادرية باللون األخضر‪ .‬ويتميز‬
‫السادة األحمدية باللون األحمر‪ .‬أما السادة البرهانية فإنها ال تتميز بلون‬
‫واحد كسائر الطرق بل تتميز بثالث ألوان‪ :‬األبيض الذي تميز به السيد‬
‫إبراهيم الدسوقي‪ ،‬واألصفر الذي تميز به اإلمام أبو الحسن الشاذلي ومنحه‬
‫البن أخته السيد إبراهيم الدسوقى‪ ،‬واألخضر وهو كناية عن شرف االنتساب‬
‫ألهل بيت رسول هللا محمد صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫وعموما فائدة اليوم نستخدم فيها قطعة قماش لتغطية الرأس يفضل ان تكون‬
‫خضراء لطريقتنا او اى لون فنحن مجازون في كل االلوان‬
‫***************‬
‫فائدة اليوم‬
‫عودة الى هذا الورد‬
‫من أوراد سيدى وموالى الغوث الجيالنى المعروفة‬
‫عن سيدنا معروف الكرخي رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫و قـراءتـه أحــد عـشــر مـرة‬
‫بـســم هللا الـرحـمـن الـرحـيـم‬
‫هللا حــاضــري ‪ .‬هللا نــاظـــري ‪ .‬هللا شــــاهـــد عـلــي‬
‫هللا مـعـي ‪ .‬هللا مـعـيـنـي ‪ .‬و هـو بـكـل شـــيء مـحـيـط‬
‫*********‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق‬
‫************‬
‫تكون وحدك ثم تجلس ويفضل على االرض ويفضل جلسة التشهد‬
‫تغطى رأسك بقماشة ويفضل خضراء وال تستعملها اال في الذكر‬
‫وتكرر هذا الذكر لمدة ‪ 03‬دقيقة‬
‫هللا حــاضــري ‪ .‬هللا نــاظـــري ‪ .‬هللا شــــاهـــد عـلــي‬
‫هللا مـعـي ‪ .‬هللا مـعـيـنـي ‪ .‬و هـو بـكـل شـــيء مـحـيـط‬
‫ويمكنك ان تزيد كل يوم ‪ 3‬دقائق ويفضل كل يوم هذا الذكر له أسرار شهد له‬
‫العارفين فأشرب يا مريد وأرقى وترقى‬

‫‪ 45‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس اخلامس والعشرون‬
‫سنَا َكا‬ ‫ضيَاء َ‬ ‫سف ِمن ِ‬ ‫ه َُود و يُ ْونُس ِمن بِ َهاك ت ََج ُّمال و َج َمال يُ ْو ُ‬
‫س َراكا‬ ‫س ْب َحان اله ِذي أَ ُ‬ ‫قَد فُ ْقت يَا طَه َج ِم ْيع ْاألَ ْنبِيَا طُ ّرا فَ ُ‬
‫س ْين ِم ْثلَك لَم يَ ُكن فِي ا ْل َعالَ ِم ْين و َحق َمن نُبَاكا‬ ‫هللا يَا يَ ِ‬‫و ْه‬
‫صفَات ع َُال َكا‬ ‫ش َع َراء يَا ُم هدثِّر َع َج ُز ُوا و ُكلُ ْوا َعن ِ‬ ‫صفِك ا ْل ُّ‬ ‫َعن َو ْ‬
‫سى قَد أَتَى بِك ُم ْخبِرا و لَنَا ا ْل ِكتَاب أَتَى بِ َمدْح ُح َال َكا‬ ‫ا ْن ِج ْيل ِع ْي َ‬
‫سى أَن ت َْج َمع ا ْل ِكتَاب ِمن َم َع ْنا َكا؟!‬ ‫َما َذا يَقُ ْول ا ْل َما ِد ُحون َو َما َع َ‬
‫ش ْعب أَ ْق َالم َج َع ْلن لِ َذا َكا‬ ‫هللا لَو أَن ا ْلبِ َحار ِم َدا َدهُم و ا ْل َ‬ ‫و ْه‬
‫سطَا ُع َوا لَه ا ْد َراكا‬ ‫لَم تُقَدِّر الثهقَ َالن ت َْج َمع نَ َز َره أَبَدا و َما ا ْ‬
‫ش هوة بِ َه َوا َكا‬ ‫سيِّ ِدي و ُحشَاشَة َم ْح ُ‬ ‫بِك لِي فُؤَ اد هم ْغ َرم يَا َ‬
‫ص ْمتِي ُكلِّه و ا َذا نَطَقَت فَ َما ِدحا ُع ْليَا َكا‬ ‫س َكت فَفِ ْيك َ‬ ‫فَا َذا َ‬
‫س ِم َعت فَ َع ْنك قَ ْو َال طَيِّبا و ا َذا نَظَ َرت فَ َما أَ َرى االكا‬ ‫و ا َذا ُ‬
‫يَا َمالِ ِكي ُكن شَافِ ِعي فِي فَاقَتِي انّي فَقِ ْير فِي ا ْل َو َرى لِ ِغنَا َكا‬
‫ضا َكا‬ ‫ضنِي بِ ِر َ‬ ‫ار ِ‬‫يَا أَ ْك َرم الثهقَلَ ْين يَا َك ْنز ا ْل ِغنَى َجد لِي بِ ُج ْو ِدك و ْ‬
‫***********‬
‫عن عروة بن الزبير رضي هللا عنهما قال‪ :‬ومات أبو طالب‪ ،‬وازداد من البالء‬
‫على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم شدة‪ ،‬فعمهد إلى ثقيف يرجو أن يؤووه‬
‫وينصروه‪ ،‬فوجد ثالثة نفر منهم سادة ثقيف وهم إخوة‪ :‬عبد ياليل بن عمرو‪،‬‬
‫وخبيب بن عمرو‪ ،‬ومسعود بن عمرو‪ .‬فعرض عليهم نفسه‪ ،‬وشكا إِليهم‬
‫البالء وما انتهك قومه منه‪ .‬فقال أحدهم‪ :‬أنا أسرق ثياب الكعبة إن كان هللا‬
‫بعثك بشيء قط‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬وهللا‪ ،‬ال أكلمك بعد مجلسك هذا كلمة واحدة‬
‫أبداً‪ ،‬لئن كنت رسوالً ألنت أعظم شرفا ً وحقا ً من أن أكلمك‪ .‬وقال اآلخر‪:‬‬
‫أ َع َج َز هللا أن يرسل غيرك؟ وأفشَوا ذلك في ثقيف ــــ الذي قال لهم ــــ‬
‫واجتمعوا يستهزئون برسول هللا صلى هللا عليه وسلم وقعدوا له صفَين على‬
‫طريقه‪ ،‬فأخذوا بأيديهم الحجارة‪ ،‬فجعل ال يرفع رجله وال يضعها إال رضخوها‬
‫بالحجارة‪ ،‬وهم في ذلك يستهزئون ويسخرون‪ .‬فلما خلص من صفه ْيهم وقدماه‬
‫تسيالن الداء عمد إلى حائط من كرومه‪ ،‬فأتى ظ هل ُح ْبلة من الكرم فجلس في‬
‫أصلها مكروبا ً موجعا ً تسيل قدماه الدماء‪ ،‬فإذا في الكرم عتبة بن ربيعة‬

‫‪ 46‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫وشيبة بن ربيعة‪ ،‬فلما أبصرهما كره أن يأتيهما لما يعلم من عداوتهم هللا‬
‫ولرسوله وبه الذي به‪ ،‬فأرسال إليه غالمهما عدهاسا ً بعنب ــــ وهو نصارني‬
‫من أهل نِينَوى ــــ فل هما أتاه وضع العنب بين يديه‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم «بسم هللا»‪ ،‬فعجب عدّاس‪ ،‬فقال له رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم «من أي أرض أنت يا عدّاس؟ »قال‪ :‬أنا من أهل نِينَوى‪ .‬فقال النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم «من أهل مدينة الرجل الصالح يونس بن متهى؟» فقال له‬
‫عدّاس‪ :‬وما يدريك َمنْ يونس بن متهى؟ فأخبره رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم من شأن يونس ما عرف‪ ،‬وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ال‬
‫يحقر أحداً‪ ،‬يبلِّغه رساالت هللا تعالى‪ .‬قال ‪:‬يا رسول هللا‪ ،‬أخبرني خبر‬
‫يونس بن متهى‪ .‬فل هما أخبره رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫من شأن يونس بن متى ما أُوحي إليه من شأنه خ ّر ساجداً للرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم ثم جعل يقبِّل قدميه وهما تسيالن الدماء ‪ .‬فلما أبصر عتبة وأخوه‬
‫شيبة ما فعل غالمهما سكتا‪ .‬فلما أتاهما قاال له ‪:‬ما شأنك سجدت لمحمد‬
‫وقبّلت قدميه ولم نرك فعلت هذا بأحد منا؟ قال ‪:‬هذا رجل صالح‪ ،‬حدثني عن‬
‫أشياء عرفته من شأن رسول بعثه هللا تعالى إلينا يُدعى يونس بن متى‪،‬‬
‫فأخبرني أنهه رسول هللا‪ ،‬فضحكا وقاال‪ :‬ال يفت ْنك عن نصرانيتك‪ ،‬إنه رجل‬
‫يَخدع‪ ،‬ثم رجع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى مكة‪.‬‬
‫************‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫صالَ ِة‬
‫ب َه ِذ ِه ال هد ْع َو ٍة التها هم ِة َوال ه‬ ‫س َم ُع األَ َذ َ‬
‫ان َوا ِإلقَا َمةَ الله ُه هم َر ه‬ ‫( َمنْ قَا َل ِح َ‬
‫ين يَ ْ‬
‫ضيلَةَ َوالد َهر َجةَ‬‫سيلَةَ َوا ْلفَ ِ‬ ‫سولِكَ َوأَ ْع ِط ِه ا ْل َو ِ‬ ‫ص ِّل َعلَى ُم َح هم ٍد َع ْب ِدكَ َو َر ُ‬
‫القَائِ َم ِة َ‬
‫شفَا َعتِي)‬ ‫شفَا َعةَ يَ ْو َم ا ْلقِيَا َم ِة َحلهتْ لَهُ َ‬ ‫ال هرفِي َعةَ َوال ه‬
‫**************‬
‫معا نستكمل يا أحباب الفقير بعض الفوائد المهمة من تهذيب النفس توقير‬
‫المشايخ والصالحين لماذا يوقر الصوفية المشايخ والصالحين ويخلعون‬
‫عليهم األلقاب والتفخيم ؟‬
‫الصوفية كلها ادب ومن االدب ان ترفع وتوقر وتفخم كل من تعتقد صالحه‬
‫وطاعته هلل فمن تصغير نفسك ان ترفعه فوقك وان تبجله وتوقره بشتى‬
‫الوسائل من تقبيل يديه وقدميه ومنادته بالفاظ التفخيم‬
‫ربما يقول لك قائل هكذا انت تذكيه على هللا وهذا منهى عنه‬
‫اقول له ليس هذه تذكية على هللا فاهلل اعلم بحاله ولكننى اعامله على ظاهره‬
‫‪ 47‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫كما هو راسخ في قواعد الشرع ان نأخذ الناس بظواهرهم‬
‫وحسابه على هللا اما انا فنيتى مطيتى وقد احسنت به الظن‬
‫فاهلل يعطينى على قدر ظنى ويحاسبنى على نيتى‬
‫فان من كان من المشايخ فال يغره ثناء وال يضره بل انا المستفيد فلقد قهرت‬
‫نفسى وصغرتها وكبرت شيخى هلل واعتقادا في وال يته هلل ورسوله‬
‫وهذا لالحياء واالموات اولى‬
‫***************‬
‫وأحب أن أذكر فائدة منقولة عن المشايخ الذين يكرهون الصوفية‬
‫بل هو من وضع منهج مهاجمة الصوفية وهو الشيخ محمد بن عبد الوهاب‬
‫وعلى الرغم من تشدد الشيخ إال أنه لم يستطع أن يتجاوز الحق في هذه‬
‫المسألة‬
‫في المجلد السابع من الدرر السنية ص ‪(22‬الطبعة القديمة)‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الوهاب ‪ :‬إلى األخوين ‪ ،‬أحمد بن‬
‫محمد ‪ ،‬وثنيان ‪،‬‬
‫سالم هللا عليكم ورحمة هللا وبركاته‪ .‬وبعد ‪ :‬ذكر لي عنكم أن بعض اإلخوان‬
‫تكلم في عبد المحسن الشريف ‪ ،‬يقول ‪ :‬إن أهل اإلحساء يحبون على يدك ‪،‬‬
‫وأنك البس عمامة خضراء ‪ ،‬واإلنسان ال يجوز له اإلنكار إال بعد المعرفة ‪،‬‬
‫فأول درجات اإلنكار معرفتك‪ :‬أن هذا مخالف ألمر هللا‪ .‬وأما تقبيل اليد ‪،‬‬
‫فال يجوز إنكار مثله ‪ ،‬وهي مسألة فيها اختالف بين أهل العلم ‪،‬‬
‫وقد قبل زيد بن ثابت يد ابن عباس رضي هللا عنهم ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬
‫وعلى كل حال ‪ :‬فال يجوز لهم إنكار كل مسألة ال يعرفون حكم هللا فيها ‪.‬‬
‫وأما لبس األخضر‪ :‬فإنها أحدثت قديما ً تمييزاً ألهل البيت ‪ ،‬لئال يظلمهم أحد‬
‫‪ ،‬أو يقصر في حقهم من ال يعرفهم ؛ وقد أوجب هللا ألهل بيت رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم على الناس حقوقا ً فال يجوز لمسلم أن يسقط حقهم ‪،‬‬
‫ويظن انه من التوحيد ‪ ،‬بل هو من الغلو ‪ ،‬ونحن ما أنكرنا إكرامهم إال ألجل‬
‫األلوهية ‪ ،‬أو إكرام المدعى لذلك ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنه ذكر عنه أنه معتذر عن بعض الطواغيت ‪ ،‬وهذه مسألة جليلة‬
‫ينبغي التفطن لها ‪،‬‬
‫وهي قوله ‪:‬‬

‫‪ 48‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) [ الحجرات ] ‪: 6‬‬
‫فالواجب عليهم إذا ذكر لهم عن أحد منكر عدم العجلة ‪ ،‬فإذا تحققوه ‪ ،‬أتوا‬
‫صاحبه ونصحوه ‪ ،‬فإن تاب ورجع ‪ ،‬و إال أنكر عليه وتكلم فيه‪.‬‬
‫فعلى كل حال ‪ :‬نبهوهم على مسألتين ؛‬
‫األولى ‪ :‬عدم العجلة ‪ ،‬وال يتكلمون إال مع التحقيق ‪ ،‬فإن التزوير كثير ؛‬
‫الثانية ‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يعرف منافقين بأعيانهم ‪،‬‬
‫ويقبل عالنيتهم ويكل سرائرهم إلى هللا ‪،‬‬
‫فإذا ظهر منهم وتحقق ما يوجب جهادهم جاهدهم ‪ ،‬والسالم‪.‬‬
‫****************‬
‫قال ابن رجب رحمه هللا‪:‬‬
‫"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد اليطلع عليها الناس‪".‬‬
‫وقال بعضهم ‪ ( :‬كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى ‪ " :‬ولمن‬
‫خاف مقام ربه جنتان " ))‪.‬‬
‫"إن الحسرة كل الحسرة ‪ ،‬والمصيبة كل المصيبة‪ :‬أن نجد راحتنا حين‬
‫نعصي هللا تعالى‪".‬‬
‫قال ابن رجب الحنبلي ‪ :‬يا ضيعة العمر إن نجا السامع وهلك المسموع‪،‬‬
‫ويا خيبة المسعى إن وصل التابع وهلك المتبوع والحمد هلل رب العالمين‬
‫وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وال حول وال قوة اال‬
‫باهلل العلي العظيم‬
‫اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات االحياء واالموات‬
‫**************‬
‫توقير المنتقلين من االولياء والصالحين بعد موتهم كتوقيرهم في حياتهم‬
‫وهو واجب على كل مسلم يحسن الظن بالمسلمين‬
‫يقول سيدى النبهانى رحمة هللا عليه قال الشهاب ابن حجر أن القطب أبا‬
‫العباس المرسي تلميذ القطب األكبر أبي الحسن الشاذلي‪:‬‬
‫(حفظت عنه رؤية النبي صلى هللا عليه وسلم يقظة مراراً ال سيما عند قبر‬
‫والده بالرافة ولقد كان شيخي وشيخ والدي الشمس محمد بن أبي الحمائل‬
‫يرى النبي صلى هللا عليه وسلم ثم يدخل رأسه في جيب قميصه ثم يقول قال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فيه كذا فيكون كما أخبر ال يتخلف ذلك أبداً فاحذر‬
‫من إنكار ذلك فإنه السم الموحى)‬

‫‪ 49‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫قال النابلسي‪ :‬وليس هذا بأمر عجيب وال شأن غريب فإن أرواح الموتى‬
‫مطلقا ً لم تمت وال تموت أبداً ولكنها إذا فارقت األجسام الترابية العنصرية‬
‫تصورت في صورها كتصور الروح األمين جبريل عليه السالم في صورة‬
‫أعرابي وفي صورة دحية الكلبي كما ورد في األحاديث الصحيحة عن رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وإذا كان هذا في أرواح عامة الناس الذين لم تحبس أرواحهم بالتبعات‬
‫والحقوق التي ماتوا وهي عليه من كما قال تعالى كل نفس بما كسبت رهينة‬
‫إال أصحاب اليمين فما بالك بأرواح النبيين والمرسلين عليهم صلوات هللا‬
‫وسالمه أجمعين وليس الموت بإعدام لألرواح وإن بليت أجسامها وسؤال‬
‫القبر حق وكذلك نعيمه وعذابه حق في مذهب أهل السنة والجماعة والسؤال‬
‫والنعيم والعذاب إنما يكون في عالم البرزخ ال في عالم الدنيا وعالم البرزخ‬
‫بابه القبر وليس في القبور إال أجسام الموتى ألن القبور من عالم الدنيا‬
‫وأرواح الموتى في عالم البرزخ إحياء بالحياة األمرية وإنما كانت األجسام‬
‫في الدنيا إحياء بأرواحها‪ ،‬فلما عزلت عن التصرف فيها ماتت األجسام‬
‫واألرواح باقية في حياتها على ما كانت‪ ،‬وإنما الموت نقلة من عالم إلى‬
‫عالم‪ ،‬فاألرواح المكلفة غير المرهونة بما كسبت تسرح في عالم البرزخ‬
‫وهي في صور أجسامها ومالبسها وتظهر في الدنيا لمن شاء هللا تعالى أن‬
‫يظهرها له كأرواح األنبياء واألولياء والصالحين من عباد هللا تعالى وهذا أمر‬
‫ال ينبغي للمؤمن أن يشكك فيه ألنه مبني على قواعد اإلسالم وأصول األحكام‬
‫وال يرتاب فيه إال المبتدعة الضالون الجاحدون على ظواهر العقول واألفهام‬
‫وهللا يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وهو بكل شي ٍء عليم}‪.‬‬
‫***************‬
‫قصة اليوم‬
‫قرأت لكم هذه القصة المعروفة فتفكروا فيها ففيها تربية وأدب‬
‫محمد الغزالي يكره سيدنا عمرو بن العاص*‬
‫الشيخ محمد الغزالي والذى توفى منذ عدة سنوات من هذا العصر وليس‬
‫الشيخ حجة االسالم الغزالى وقد سماه والده بهذا االسم إلنه رأي حجة‬
‫اإلسالم أبو حامد الغزالي المتصوف والفيلسوف اإلسالمي الكبير في المنام‬
‫بغالم ويطلب منه أن يسميه باسمه فسماه "محمد الغزالي " بن محمد‬ ‫ٍ‬ ‫يبشره‬
‫السقا ‪ ,‬وهو من محافظة البحيرة‪.‬‬
‫**********‬
‫‪ 50‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫وعندما تولي العالم الجليل الشيخ " عبد الحليم محمود" مشيخة األزهر‬
‫طلب من المسؤلين إلغاء قرار منع الشيخ محمد الغزالي من الخطابة فوافقت‬
‫الجهات المسؤولة نزوالً عند رغبة هذا العالم الصوفى الجليل الذي طالما‬
‫نادي بوجوب تحكيم الشريعة اإلسالمية في مصر ووقف ضد قرار تعديل‬
‫قانون األحوال الشخصية وكانت له مواقف مشرفة أحيت لألزهر مكانته‬
‫ودوره في قلوب المسلمين ‪ ,‬فدعا الشيخ عبد الحليم محمود الشيخ محمد‬
‫الغزالي وقال له ‪ :‬يا شيخ محمد أنت ستعود للخطابة وستخطب الجمعة‬
‫القادمة إن شاء هللا في جامع عمرو بن العاص وكان هذا عام ‪0990‬م ففرح‬
‫الشيخ محمد الغزالي بعودته للخطابة إال أنه حزن حزنا ً شديداً ألن الشيخ عبد‬
‫الحليم اختار له مسجد عمرو بن العاص ألن الشيخ الغزالي كان يكره شخص‬
‫سيدنا عمرو بن العاص رضي هللا عنه لموقفه المعادي للخليفة الراشد علي‬
‫بن أبي طالب كرم هللا وجهه في حادثة التحكيم بعدما استخدم دهائه السياسي‬
‫في خداع الصحابي الجليل أبي موسي األشعريرضي هللا عنه وجاء التحكيم‬
‫لصالح معاوية بن أبي سفيان رضي هللا عنه ‪.‬‬
‫***********‬
‫ورفض الذهاب للخطابة في جامع عمرو بن العاص ولكن فضيلة الشيخ عبد‬
‫الحليم محمود حاصره بإصرار وأخجله عندما قال له ‪ :‬يا شيخ محمد أنت‬
‫ستخطب إن شاء هللا في جامع عمرو بن العاص وسوف أصلي خلفك ‪ ..‬هنا‬
‫خضع الشيخ الغزالي وصعد منبر عمرو بن العاص مكرها ً‪.‬‬
‫************‬
‫وبعد أن انتهي الشيخ محمد الغزالي من الخطبة ونزل من على منبر جامع‬
‫عمرو بن العاص تغمره سعادة خفية ال يعرف مصدرها فأحب الجامع ومنبره‬
‫أكثر من أي جامع آخر وقرر أن يستمر في الخطابة فيه ويبدأ في إصالحه‬
‫وتنظيفه إلن الجامع كان في طي النسيان والمسئولون عنه كانوا نياما ً ‪,‬‬
‫فازدحم المسجد بالمصلين ودب فيه العمران وبدأ الترميم بعد أن توسط لذلك‬
‫عند المسؤلين‪.‬‬
‫************‬
‫وبعد فترة من الزمن إذ به يستدعيه فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير‬
‫األوقاف السابق وأحد علماء األزهر األجالء ‪ ,‬يقول الشيخ الغزالي فذهبت‬
‫إليه في منزله وعندما جلست على المقعد القريب منه إذ بالشيخ الباقوري‬
‫يجلسني في مقعد آخر واعتذرت له عن غيابي عنه ألنه كان مريضا ً وكان‬
‫‪ 51‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫الشلل ينال منه ‪ ,‬ثم بادرني الشيخ الباقوري بالسؤال اآلتي ‪ :‬ماذا بينك وبين‬
‫عمرو بن العاص !!؟؟‬
‫فاستغربت وقلت ‪ :‬ال شئ !! أنا أخطب في مسجده‪.‬‬
‫فقال الشيخ الباقوري ‪ :‬أنا أحكي لك ما رأيت وأنت تفسر‪..‬‬
‫بينما أنا نائم إذ شعرت بطارق يطرق على الباب ويقول ‪ :‬الوالي قادم ‪ ..‬فقلت‬
‫من القادم ‪ :‬فقال الطارق ‪ :‬عمرو بن العاص‪.‬‬
‫قال الشيخ الباقوري ‪ :‬فتهيأت للقاء صاحب رسول هللا صلي هللا عليه وسلم‬
‫وشعرت بخف ٍة في بدني رغم الشلل الذي أعاني منه ودخل عمرو بن العاص‬
‫وجلس في مكانك هذا ‪,‬رج ٌل قصير القامة في عينييه عمقا ً فكأنهما محيطان ‪,‬‬
‫فقال لي عمرو بن العاص ‪ :‬أبلغ الشيخ محمد الغزالي أني غفرت له تطاوله‬
‫على ألنه أحيا مسجدي بعدي وهذا المسجد رابع مسجد في اإلسالم ألنه‬
‫المسجد الذي اجتمع فيه الفاتحون الذين هزموا الرومان في مصر وأدخلوا‬
‫اإلسالم (( إلن مسجد عمرو بن العاص في مصر القديمة بجوار أكبر كنيسة‬
‫للمسيحيين ))‪.‬‬
‫يقول الشيخ الباقوري ‪ :‬فشعرت بشئ من الرهبة وإذا عمرو بن العاص‬
‫ينصرف وأنا أستيقظ علي صوت المؤذن لصالة الفجر وصليت الفجر وعدت‬
‫للنوم وتكررت الرؤيا ‪ ..‬فأنا استدعيتك ألعرف كيف تطاولت علي عمرو بن‬
‫العاص ولم غفر لك *********‬
‫ويستمر الشيخ الغزالي في روايته وعيناه تفيضان من الدموع ويقول ‪:‬‬
‫الحقيقة أنني عندما سمعت الرؤيا أخذتني رعدة ورعشة وشعرت بميل للبكاء‬
‫وقلت للشيخ الباقوري ‪ :‬أنا ذهبت لمسجد عمرو بن العاص مكرها ً وبدرت‬
‫مني كلمات ضد عمرو بن العاص ألني كنت أكره الذين حاربوا على بن أبي‬
‫طالب ولكن بعد أن سمعت الرؤيا ‪ ..‬فأن أتوب إلي هللا من ذكر أحد الصحابة‬
‫بما ال يليق ‪ ..‬ولنأبسط لساني على أحد أصحاب رسول هللا إال بكل الخير ‪..‬‬
‫وكانت هذه الرؤيا هي سبب تجديد جامع عمرو بن العاص بعد سنين من‬
‫إهماله عندما سمع بها محافظ القاهرة حمدي عاشور من الشيخ الباقوري ‪.‬‬
‫رحم هللا الشيخ الغزالي الذي مات أثناء تصديه ألفكار األردني فهمي جدعان‬
‫أثناء إلقاءه محاضرة بالجنادرية وكان رحمه هللا يستمع وهو غاضب‬
‫ويضرب بعصاه علي االرض قائالً " إيه الهباب ده !! " فأصابته نوبة قلبية‬
‫مات علي إثرها ودفن في البقيع مع أحبابه من الصحابة والعلماء والصالحين‬
‫وحسن أولئك رفيقا…‬
‫‪ 52‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫********‬
‫فائدة اليوم‬
‫ورد مراقبة النفس الجيالنى‬
‫تكملة لهذا الورد المبارك‬
‫هللا حــاضــري ‪ .‬هللا نــاظـــري ‪ .‬هللا شــــاهـــد عـلــي‬
‫هللا مـعـي ‪ .‬هللا مـعـيـنـي ‪ .‬و هـو بـكـل شـــيء مـحـيـط‬
‫*********‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق‬
‫نفس خطوات الدرس الماضى‬
‫ولكن اليوم يكون الذكر بالعقل فقط اما بصريا واما سمعيا واما قوليا‬
‫اى بدون صوت او تحريك لسان بصريا اى تتخيله يظهر امامك كتابة‬
‫وسمعيا اى تسمعه باذنك وكأن احد غيرك يقوله وأما قوليا اى تقوله انت‬
‫بدون صوت‬
‫وكما المرة الماضية تكون وحدك ثم تجلس ويفضل على االرض‬
‫ويفضل جلسة التشهد‬
‫**********‬
‫تغطى رأسك بقماشة ويفضل خضراء وال تستعملها اال في الذكر‬
‫وتكرر هذا الذكر لمدة ‪ 03‬دقيقة‬
‫هللا حــاضــري ‪ .‬هللا نــاظـــري ‪ .‬هللا شــــاهـــد عـلــي‬
‫هللا مـعـي ‪ .‬هللا مـعـيـنـي ‪ .‬و هـو بـكـل شـــيء مـحـيـط‬
‫ويمكنك ان تزيد كل يوم ‪ 3‬دقائق عندما يمتزج هذا الذكر بعقلك‬
‫وقلبك وسرك وسر سرك ستجد هذا الذكر يتكرر معك وانت وسط الناس‬
‫وانت نائم وانت تأكل بل وانت تتكلم وعند ذلك ستكون في مقام المراقبة‬
‫ومن وصل الى ذلك فليعرفنى‬
‫مالحظات‪:‬‬
‫ربما تنام وانت تذكر البأس ابدأ من البداية حينما تفيق‬
‫ربما تشعر بجذب او يخرج صوتك بالذكر بال ارادة او تبكى او غيره ال بأس‬
‫صلى على حضرة النبى صلى هللا عليه وسلم حتى تهدأ ثم أكمل‬
‫*********************************‬
‫‪ 53‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫الدرس السادس والعشرون‬
‫وظني فيك ياطه جميل ومنك الجود يعهد والسخاء‬
‫وحاشا يارسول هللا ترضي وفينا من يعذب او يساء‬
‫سمعنا في الضحي ولسوف يعطي وسر سماعنا هذا العطاء‬
‫خلقت مبراً من كل عيب كانك قد خلقت كما تشاء‬
‫واجمل منك لم تري قط عيني واكرم منك لم تلد النساء‬
‫***********‬
‫عندما سمع سيدنا حسان بن ثابت قوله تعالى ﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾‬
‫فقال‪ :‬سمعنا فى الضحى ولسوف ي ْع ِطى فسر سمـاعنا هـذا العطـاء‬
‫وحاشـا يا رسـول هللا ترضى وفينا من يعـذب أو يسـاء فقال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‬
‫(وهللا ال أرضى وواحد من أمتى فى النار)‪...‬‬
‫وقد حدث فى خالفة سيدنا علي أن جاء وفد من البصرة ووفد من الكوفة‬
‫ونزلوا فى ضيافة أمير المؤمنين‪ ،‬فقال لهم اإلمام علي ‪ :‬يا معاشر أهالى‬
‫الكوفة ويا معاشر أهالى البصرة‪ ،‬بلغنا أنكم ترون أرجى آية فى كتاب هللا ‪..‬‬
‫قوله تعالى ﴿قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم التقنطوا من رحمة هللا‬
‫إن هللا يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم﴾ قالوا‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين‬
‫نحن نرى ذلك ونعتمد عليه‪ ،‬فقال لهم‪ :‬أما نحن فأهل بيت كريم ‪ ...‬نرى أرجى‬
‫آية فى كتاب هللا قوله تعالى ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾‪.‬‬
‫************‬
‫هللا عليه وسلم‪( :‬يشفعني‬ ‫هللا صلى ّ‬
‫هللا عنه قال‪ :‬قال رسول ّ‬
‫وعن علي رضي ّ‬
‫هللا سبحانه لي‪ :‬رضيت يا محمد؟ فأقول‬ ‫هللا في أمتي حتى يقول ّ‬
‫ّ‬
‫يا رب رضيت)‬
‫وفي صحيح مسلم عن‪ ،‬عبدهللا بن عمرو بن العاص أن النبي صلى ّ‬
‫هللا عليه‬
‫هللا تعالى في إبراهيم‪" :‬فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني‬ ‫وسلم تال قول ّ‬
‫فإنك غفور رحيم" [إبراهيم‪ ]52 :‬وقول عيسى‪" :‬إن تعذبهم فإنهم عبادك"‬
‫[المائدة‪ ،]00/ :‬فرفع يديه وقال‪( :‬اللهم أمتي أمتي) وبكى‪ .‬فقال ّ‬
‫هللا تعالى‬
‫لجبريل‪( :‬اذهب إلى محمد‪ ،‬وربك أعلم‪ ،‬فسله ما يبكيك) فأتى جبريل النبي‬
‫‪ 54‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫هللا تعالى لجبريل‪[ :‬اذهب إلى‬ ‫هللا عليه وسلم‪ ،‬فسأل فأخبره‪ .‬فقال ّ‬ ‫صلى ّ‬
‫هللا يقول لك‪ :‬إنا سنرضيك في أمتك وال نسوءك)‪.‬‬ ‫محمد‪ ،‬فقل له‪ :‬إن ّ‬
‫**************‬
‫معا نستكمل يا أحباب الفقير بعض الفوائد المهمة من تهذيب النفس‬
‫باب السماحة‬
‫وهى باب واسع من ابواب التربية وهى سمة الصالحين‬
‫وهى شعار المؤمنين وهى من صفات المسلم الحق‬
‫**************‬
‫قلنا ونقول مرارا ان الصوفية ادب‬
‫ادب مع هللا‬
‫ادب مع الناس‬
‫ادب في الظواهر‬
‫وادب في البواطن‬
‫فهناك من يكون امام الناس مؤدبا وعندما يخلوا الى نفسه تركبه الشياطين‬
‫فقد يمشى عاريا او يرتكب االثام او يجهر بالسؤ خاليا وهذا من دوافع النفس‬
‫والشيطان والهوى مجتمعيا‬
‫اما المتصوف فهو مؤدب دائما في العلن وفى الخفاء‬
‫علمنى شيخى ان اكون سمحا طلق الوجه كما علمنا المعلم االكبر سيدى وقرة‬
‫عينى وموالى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وعلمنى شيخى ان اكون سمحا بشوشا لمن عرفت ولمن لم اعرف‬
‫لالنس والجن للشجر والحجر لالنسان والحيوان ان الرحمن علم االنسان‬
‫اول مانادى عبده ناده من صفة الرحمة‬
‫ومن باب الربوبية وبنداء العلم‬
‫والمعلم اذا كان سمحا كان كل طلبته مثاال للسماحة‬
‫وانظر لمعلم البشرية كيف علمه ربه ان يكون لينا سمحا باشا رفيق‬
‫غير غليظ عفوا رغم ان هذا الينقص من عزم الرجال شيئا‬
‫هللاِ لِنتَ لَ ُه ْم َولَ ْو ُكنتَ فَظّا ً َغلِيظَ ا ْلقَ ْل ِ‬
‫ب الَنفَ ُّ‬
‫ضو ْا ِمنْ َح ْولِ َك‬ ‫(فَبِ َما َر ْح َم ٍة ِّم َن ّ‬
‫ستَ ْغفِ ْر لَ ُه ْم َوشَا ِو ْر ُه ْم فِي األَ ْم ِر فَإ ِ َذا َع َز ْمتَ فَتَ َو هك ْل َعلَى ّ‬
‫هللاِ إِنه‬ ‫فَاعْفُ َع ْن ُه ْم َوا ْ‬
‫ين )آل عمران‪039‬‬ ‫هللاَ يُ ِح ُّب ا ْل ُمت ََو ِّكلِ َ‬
‫ّ‬
‫***************‬
‫‪.‬بل ان هللا أمره بان يعفوا عن اعدائه‬
‫‪ 55‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫ون ا ْل َكلِ َم َعن‬ ‫سيَةً يُ َح ِّرفُ َ‬ ‫ض ِهم ِّميثَاقَ ُه ْم لَعنها ُه ْم َو َج َع ْلنَا قُلُوبَ ُه ْم قَا ِ‬ ‫(فَبِ َما نَ ْق ِ‬
‫سو ْا َحظّا ً ِّم هما ُذ ِّك ُرو ْا بِ ِه َوالَ تَ َزا ُل تَطهلِ ُع َعلَ َى َخآئِنَ ٍة ِّم ْن ُه ْم إِاله قَلِيالً‬ ‫ض ِع ِه َونَ ُ‬ ‫هم َوا ِ‬
‫ين )المائدة‪05‬‬ ‫سن ِ َ‬ ‫هللاَ يُ ِح ُّب ا ْل ُم ْح ِ‬
‫اصفَ ْح إِنه ّ‬ ‫ِّم ْن ُه ُم فَاعْفُ َع ْن ُه ْم َو ْ‬
‫بل ان هللا تعالى امر المؤمنين بالعفو‬
‫سداً ِّمنْ ِعن ِد‬ ‫ب لَ ْو يَ ُردُّونَ ُكم ِّمن بَ ْع ِد إِي َمانِ ُك ْم ُكفهاراً َح َ‬ ‫( َو هد َكثِي ٌر ِّمنْ أَ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ‬
‫هللاُ بِأ َ ْم ِر ِه إِنه‬‫اصفَ ُحو ْا َحتهى يَأْتِ َي ّ‬ ‫ق فَا ْعفُو ْا َو ْ‬ ‫س ِهم ِّمن بَ ْع ِد َما تَبَيه َن لَ ُه ُم ا ْل َح ُّ‬ ‫أَنفُ ِ‬
‫َي ٍء قَ ِدي ٌر )البقرة‪019‬‬ ‫هللاَ َعلَى ُك ِّل ش ْ‬ ‫ّ‬
‫وانظر هنا‬
‫ين )األعراف‪099‬‬ ‫ض َع ِن ا ْل َجا ِهلِ َ‬ ‫ف َوأَ ْع ِر ْ‬ ‫( ُخ ِذ ا ْل َع ْف َو َو ْأ ُم ْر بِا ْل ُع ْر ِ‬
‫– ‪(199‬خذ العفو) اليسر من أخالق الناس وال تبحث عنها (وأمر بالعرف)‬
‫بالمعروف (وأعرض عن الجاهلين) فال تقابلهم بسفههم‬
‫واما االحاديث فهى كثيرة وانظر وتعلم‬
‫سله َم قَا َل‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هللاِ َ‬ ‫سو َل ه‬ ‫هللاُ َع ْن ُه َما أَنه َر ُ‬ ‫ض َي ه‬ ‫هللاِ َر ِ‬ ‫عَنْ َجابِ ِر ْب ِن َع ْب ِد ه‬
‫ضى‪ .‬رواه البخاري‬ ‫شت ََرى َوإِ َذا ا ْقتَ َ‬ ‫س ْم ًحا إِ َذا بَا َع َوإِ َذا ا ْ‬ ‫هللاُ َر ُج ًال َ‬ ‫َر ِح َم ه‬
‫ب‪ ،‬عَنْ ُم َح هم ِد ْب ِن ا ْل ُم ْن َك ِد ِر‪ ،‬قَا َل ‪:‬‬ ‫سائِ ِ‬ ‫َعن َز ْي ِد ْب ِن َعطَا ِء ْب ِن ال ه‬
‫س ْهال إِ َذا‬ ‫شتَ َرى ‪َ ،‬‬ ‫س ْهال إِ َذا ا ْ‬ ‫س ْهال إِ َذا بَا َع ‪َ ،‬‬ ‫ان َ‬ ‫ان قَ ْبلَ ُك ْم ‪َ ،‬ك َ‬ ‫" َغفَ َر ه‬
‫هللاُ لِ َر ُج ٍل َك َ‬
‫َضى " َر َواهُ ا ْلبُ َخا ِر ُّ‬
‫ي‬ ‫ا ْقت َ‬
‫ث بِلَ ْف ِظ‬‫يق َز ْي ِد ْب ِن َعطَا ِء فِي َه َذا ا ْل َح ِدي ِ‬ ‫ي ِمنْ طَ ِر ِ‬ ‫و َما َر َواهُ التِّ ْر ِم ِذ ُّ‬
‫س ْه ًال إِ َذا بَا َع "‬ ‫ان َ‬ ‫ان قَ ْبلَ ُك ْم َك َ‬‫هللاُ لِ َر ُج ٍل َك َ‬ ‫" ‪َ :‬غفَ َر ه‬
‫********************‬
‫س ْم َح ا ْلبَ ْي ِع‬ ‫هللاَ يُ ِح ُّب َ‬ ‫ث أَبِي ه َُر ْي َرةَ َم ْرفُو ًعا ‪ " :‬إِنه ه‬ ‫ي َوا ْل َحا ِك ِم ِمنْ َح ِدي ِ‬ ‫َولِلتِّ ْر ِم ِذ ِّ‬
‫ضا ِء "‬ ‫س ْم َح ا ْلقَ َ‬ ‫س ْم َح الش َِّرا ِء َ‬ ‫َ‬
‫شتَ ِريًا‬ ‫س ْه ًال ُم ْ‬ ‫ان َ‬ ‫هللاُ ا ْل َجنهةَ َر ُج ًال َك َ‬ ‫ان َرفَ َعهُ ‪ " :‬أَد َْخ َل ه‬ ‫ث ُع ْث َم َ‬ ‫سائِ ِّي ِمنْ َح ِدي ِ‬ ‫َولِلنه َ‬
‫َضيًا "‬ ‫اضيًا َو ُم ْقت ِ‬ ‫َوبَائِ ًعا َوقَ ِ‬
‫اح ِة فِي‬ ‫س َم َ‬ ‫ض َعلَى ال ه‬ ‫هللاِ ْب ِن َع ْم ٍرو نَ ْح ُوهُ َوفِي ِه ا ْل َح ُّ‬ ‫ث َع ْب ِد ه‬ ‫َو ِألَ ْح َم َد ِمنْ َح ِدي ِ‬
‫ض َعلَى ت َْر ِك‬ ‫َاح ِة َوا ْل َح ُّ‬ ‫ق َوت َْر ُك ا ْل ُمش َ‬ ‫ال َم َعالِي ْاألَ ْخ َال ِ‬ ‫ا ْل ُم َعا َملَ ِة َوا ْ‬
‫ستِ ْع َم ِ‬
‫س فِي ا ْل ُمطَالَبَ ِة َوأَ ْخ ُذ ا ْل َع ْف ِو ِم ْن ُه ْم‪.‬‬ ‫يق َعلَى النها ِ‬ ‫ضي ِ ِ‬ ‫الته ْ‬
‫****************‬
‫واذا كان هذا في البيع والشراء واالقتضاء وهى قد تكون مواطن منازعات‬
‫ومشاحنات واخذ ورد فما بالكم ببقية المعامالت مع المسلمين ومع غيرهم‬
‫فلم يقتصر الحديث على هذا االمر مع المسلمين فقط‬
‫‪ 56‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫لذلك دخل االسالم الكثير من االماكن بسماحة اهله فالمسلم الحق عندما تراه‬
‫تعرفه فان على وجهه سماحة وطالقة قد ال تجدها في غيره‬
‫اما هؤالء االغبياء التى تراهم احيانا يدعون انهم على السلف والسنة ثم‬
‫تجدهم غالظا اجالفا مكفهرين وكأن على وجههم الشياطين‬
‫وعندما يفتح احدهم فمه تجده يخرج لهبا من نيران الجحيم‬
‫ليس هذا هو االسالم ولم تكن هذه اخالق السلف‬
‫السلفى الحق ليس ارهابى ليس مكفهر الوجه ال يعامل غيره بالشدة ابدا‬
‫سواء مسلم اوغيره السلفى الحق هو الصوفى وهو الذى يحب الرسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم وال بيته وصحابته رضى هللا عنهم ويتخلق باخالقهم‬
‫من سماحة وبشاشة وطالقة وجه وطالقة نفس وخلو قلب من اى ضغينة‬
‫لغيره‬
‫هللا عليه وسلهم‪'' :‬ال‬ ‫عن أبي َذ ٍّر‪ ،‬رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال لي النهبِ ِّي صلهى ه‬
‫طليق'' رواه مسلم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تحقِ َرنه من المعروف شيئًا ولو أن تلقَى أخا َك ب َو ْج ٍه‬
‫سله َم‬‫صلهى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫سو ُل هللاِ َ‬ ‫ض َي هللاُ َع ْنهُ ‪ ,‬قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫عَنْ أَبِي ه َُر ْي َرةَ َر ِ‬
‫سنُ‬‫سطُ ا ْل َو ْج ِه َو ُح ْ‬ ‫اس بِأ َ ْم َوالِ ُك ْم َولَ ِكنْ يَ َ‬
‫س ُع ُه ْم ِم ْن ُك ْم بَ ْ‬ ‫ون النه َ‬
‫س ُع َ‬‫«إِنه ُك ْم ال تَ َ‬
‫ق‪» .‬‬ ‫ا ْل ُخلُ ِ‬
‫نعم يا احبابى السماحة كنز لك وتهذيب لنفسك التحمل نفسك احقادا على‬
‫الناس والكون‬
‫سامح – اعف ‪ -‬كن سمحا‬
‫التنام وفى قلبك شيئا وال تنام وفى قلبك شيئا من احد‬
‫انت من ستكسب دائما في الدنيا واالخرة‬
‫قال أنس بن مالك رضي هللا عنه‪:‬‬
‫كنا في المسجد عند رسول هللا فقال النبي عليه الصالة والسالم‪:‬‬
‫((يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة))‬
‫قال‪ :‬فدخل رجل من األنصار‪ ،‬تنطف لحيته من وضوئه‪ ،‬قد علق نعليه بيده‪،‬‬
‫فسلم على النبي وجلس‪ ،‬قال‪ :‬ولما كان اليوم الثاني قال‪:‬‬
‫((يدخل من هذا الباب عليكم رجل من أهل الجنة))‬
‫قال‪ :‬فدخل ذلك الرجل الذي دخل باألمس‪ ،‬تنطف لحيته من وضوئه‪ُ ،‬معلقا ً‬
‫نعليه في يده فجلس‪ ،‬ثم في اليوم الثالث‪ ،‬قال عبد هللا بن عمرو بن العاص‪:‬‬
‫فقلت في نفسي‪ :‬وهللا ألختبرن عمل ذلك اإلنسان‪،‬‬
‫فعسى أن أوفّق لعمل مثل عمله‪ ،‬فأنال هذا الفضل العظيم‬
‫‪ 57‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫أيام ثالثة‪ ،‬فأتى إليه عبد هللا بن عمرو‬ ‫أن النبي أخبرنا أنه من أهل الجنة في ٍ‬
‫فقال‪ :‬يا عم‪ ،‬إني الحيت أبي – أي خاصمت أبي – فأردت أن أبيت ثالث ليال‬
‫عندك‪ ،‬آليت على نفسي أن ال أبيت عنده‪ ،‬فإن أذنت لي أن أبيت عندك تلك‬
‫الليالي فافعل‪ ،‬قال‪ :‬ال بأس‪ ،‬قال عبد هللا‪ :‬فبت عنده ثالث ليال‪،‬‬
‫وهللا ما رأيت كثير صال ٍة وال قراءة‪ ،‬ولكنه إذا انقلب على فراشه من جنب‬
‫إلى جنب ذكر هللا‪ ،‬فإذا أذن الصبح قام فصلى‪،‬‬
‫فلما مضت األيام الثالثة قلت‪ :‬يا عم‪ ،‬وهللا ما بيني وبين أبي من خصومة‪،‬‬
‫أيام ثالثة أنك من أهل الجنة‪،‬‬ ‫ولكن رسول هللا ذكرك في ٍ‬
‫فما رأيت مزيد عمل!! قال‪ :‬هو يا ابن أخي ما رأيت‪،‬‬
‫قال‪ :‬فلما انصرفت دعاني فقال‪:‬‬
‫‪ ،‬غير أني أبيت ليس في قلبي غش على مسلم وال أحسد أحداً من المسلمين‬
‫على خير ساقه هللا إليه‬
‫قال له عبد هللا بن عمرو‪ :‬تلك التي بلغت بك ما بلغت‪ ،‬وتلك التي نعجز عنها‬
‫*************‬
‫انظر كيف سالمة الصدر‪ ،‬وكيف بلغ بصاحبه تلكم المنزلة الرفيعة‪،‬‬
‫نعم يا احباب الفقير‬
‫كن سمحا مع الناس في حضورهم ‪ ,‬وكن سمحا مع الناس في الخفاء‬
‫فال تجعل قلبك خزانة حقد وحسد‬
‫كن سمحا مع نفسك ومع كل من حولك انها اخالق االولياء فال تنساها‬
‫وال تجعلك مشاغل الحياة مكفهرا مزعجا وكن بشا سمحا وال تحمل في‬
‫صدرك الحد‬
‫وانظر سيدنا بى الضمضم‬
‫عن أنس رضي هللا عنه ‪ :‬أن رسول هللا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫"أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم " قالوا ‪ :‬ومن أبو ضمضم ؟ قال ‪" :‬‬
‫كان إذا أصبح قال‪:‬‬
‫اللهم إني قد وهبت نفسي وعرضي لك ‪ ،‬فال يشتم من شتمه ‪،‬‬
‫وال يظلم من ظلمه ‪ ،‬وال يضرب من ضربه‪" .‬‬
‫ض هراء َوا ْل َكا ِظ ِم َ‬
‫ين‬ ‫س هراء َوال ه‬ ‫ون فِي ال ه‬ ‫(اله ِذ َ‬
‫ين يُنفِقُ َ‬
‫ين }آل عمران‪051‬‬ ‫هللاُ يُ ِح ُّب ا ْل ُم ْح ِ‬
‫سن ِ َ‬ ‫س َو ّ‬ ‫ا ْل َغ ْيظَ َوا ْل َعافِ َ‬
‫ين َع ِن النها ِ‬
‫***********‬
‫حلم سيدنا الحسن بن على رضى هللا عنه‬
‫‪ 58‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫ومن ذلك ماروى عن حلمه ماتضرب به االمثال‬
‫روي أنّ شاميا رأى اإلمام راكبا ً فجعل يلعنه والحسن ال يردّ‪ ،‬فل ّما فرغ أقبل‬
‫الحسن فسلّم عليه وضحك فقال‪ « :‬أيّها الشّيخ أظنّك غريبا ً ولعلّك شبّهت‪،‬‬
‫فلو استعتبتنا أعتبناك‪ ،‬ولو سألتنا أعطيناك‪ ،‬ولو استرشدتنا أرشدناك‪ ،‬ولو‬
‫استحملتنا أحملناك‪ ،‬وإن كنت جائعا ً أشبعناك‪ ،‬وإن كنت عريانا ً كسوناك‪ ،‬وإن‬
‫كنت محتاجا ً أغنيناك‪ ،‬وإن كنت طريداً آويناك‪ ،‬وإن كان لك حاجة قضيناها‬
‫لك‪ ،‬فلو ح ّركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك‪،‬‬
‫النّ لنا موضعا ً رحبا ً وجاها ً عريضا ً وماالً كثيراً »‪ .‬فل ّما سمع ال ّرجل كالمه‬
‫بكى‪،‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ما من جرعة أعظم أجرا عند هللا من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه هللا‬
‫رواه اإلمام أحمد وابن ماجه ‪.‬‬
‫ص ْحفَـ ٍة فيها َم َرقَـة‬ ‫يوم بِ َ‬ ‫ُروي عن ميمون بن مهران أن جاريتَه جاءت ذاتَ ٍ‬
‫ت المرقـةَ عليه ‪ ،‬فأراد ميمون أن يضربـها‬ ‫فعثرتْ فصبّ ِ‬ ‫َ‬ ‫حارة وعنده أضياف‬
‫ين ا ْل َغ ْيظَ )قال‬ ‫فقالت الجارية ‪ :‬يا موالي استعمل قو َل هللا تعالى ‪َ ( :‬وا ْل َك ِ‬
‫اظ ِم َ‬
‫س ) فقال ‪ :‬قد‬ ‫ين َع ِن النها ِ‬ ‫لها ‪ :‬قَ ْد فعلتُ ‪ ،‬فقالت ‪ :‬اعمل بما بعده ‪َ ( :‬وا ْل َعافِ َ‬
‫ين ) قال ميمون ‪ :‬قد‬ ‫سن ِ َ‬ ‫هللاُ يُ ِح ُّب ا ْل ُم ْح ِ‬
‫عفوت عنك ‪ ،‬فقالت الجارية ‪َ ( :‬و ّ‬
‫أحسنت إليك ‪ ،‬فأنت حـ هرةٌ لوجه هللا تعالى ‪.‬‬
‫وروي عن األحنف بن قيس مثله ‪ .‬ذكره القرطبي في التفسير‪.‬‬
‫يم )القلم‪1‬‬ ‫ق َع ِظ ٍ‬ ‫( َوإِنهكَ لَ َعلى ُخلُ ٍ‬
‫***************‬
‫العظيم إماما‬
‫ِ‬ ‫للخلق‬
‫ِ‬ ‫ق العظيم سالما الزلتَ‬ ‫الخلُ ِ‬
‫صاحب ُ‬
‫َ‬ ‫يا‬
‫الكريم كراما‬
‫ِ‬ ‫تَهدي إلى األفُ ِ‬
‫ق‬ ‫الزلتَ في بصر الزمان وسمعه‬
‫********‬
‫فائدة اليوم‬
‫ورد الرزق المبين‬
‫احببت ان اهديكم اليوم هدية هى لتبريد االذكار وللفتوحات المادية والمعنوية‬
‫وهو من اوراد سيدى وموالى الغوث الجيالنى قدس هللا سره‬
‫***********‬
‫مقدمة‬

‫‪ 59‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫"ماهو اصل ذكرال إله إال هللا الملك الحق المبين "‬
‫يوم مائةَ مر ٍة كان له أمانٌ من‬‫علي ‪ " :‬من قالها في ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫ث‬
‫مالك من حدي ِ‬
‫ٍ‬ ‫عن‬
‫باب الجن ِة‬
‫الفق ِر ‪ ،‬وأمانٌ من وحش ِة القب ِر ‪ ،‬واستجلب به الغنى ‪ ،‬وأستقرع ُ‬
‫يوم وليل ِة مائتي مرة لم‬
‫كل ٍ‬ ‫نعيم في " الحلية " ‪ " :‬من قال ذلك في ِ‬ ‫‪ ،‬وألبي ٍ‬
‫يسأل هللاَ فيهما حاجةً إال قضاها " ‪،‬‬
‫ِ‬
‫وهذه االحاديث قد تكون ضعيفة في السند ولكنها صحيحة في المعنى‬
‫وفى االذكار وفى فضائل االعمال يعمل بالحديث الضعيف‬
‫ولذا قال ابن عبد البر في التمهيد بعد أن بين ضعف سند الحديث‬
‫قال ‪ :‬وهو حديث حسن ترجى بركته إن شاء هللا‪.‬‬
‫*********‬
‫ومن اوراد سيدى وموالى الغوث‬
‫الشيخ عبد القادر الجيالنى رضى هللا عنه‬
‫ال إله اال هللا الملك الحق المبين‬
‫محمد رسول هللا صادق الوعد األمين‬
‫‪.........‬‬
‫انظروا الي الروضة الشريفة علي صاحبها الصالة والسالم‬
‫مكتوب علي احد جوانبها‬
‫الاله االهللا الملك الحق المبين‬
‫محمد رسول هللا صادق الوعد االمين‬
‫وايضا انظروا الي الكعبة عند الرتاج‬
‫ماذا مكتوب علي الستار‬
‫****************‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق‬
‫ثم تكرر هذا الذكر مائة مرة‬
‫"الاله االهللا الملك الحق المبين‬
‫محمد رسول هللا صادق الوعد االمين‬
‫صلى هللا عليه وسلم"‬
‫بتمهل وروية وال تتعجل وتنفس وتأمل المعنى وحاول ان تستشعره‬
‫هذا الذكر عجيب وأثره على النفس وكل ما حولك ومن حولك سوف تشهده‬
‫بنفسك‬
‫‪ 60‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫الدرس السابع والعشرون‬
‫مهم جدا‬
‫بداية من هذا الدرس سوف نبدأ بحول هللا تربية االنفس الفرعية وهى‬
‫تحتاج الى متابعة ومداومة‬
‫فارجوا من كل مريدين الطريقة والمتابعين معنا ان يهتموا بالمتابعة وال‬
‫يقصروا في االذكار ساذكر لكم بابا من العلم لم يفتحه غيرى بحول هللا‬
‫وهذا فضل هللا يؤتيه من يشاء‬
‫ولن تجدوا هذا الكالم ال في كتاب وال عند غيرى‬
‫فالفقير القادرى العبد الضعيف اول من يكشف عن هذا الباب‬
‫****************‬
‫اعلموا يا احباب الفقير ان كل نفس من السبعة انفس االساسية لها فروع‬
‫كل نفس لهل سبعة انفس او افرع‬
‫يعنى النفس االمارة لها سبعة فروع او انفس‪:‬‬
‫النفس االمارة االمارة‬
‫النفس االمارة اللوامة‬
‫النفس االمارة الملهمة‬
‫النفس االمارة المطمئنة‬
‫النفس األمارة الراضية‬
‫النفس االمارة المرضية‬
‫النفس االمارة المتكاملة‬
‫وهكذا لكل نفس من النفوس السبعة‬
‫**************‬
‫وهى سبعة مراحل يجب عبورها بامان‬
‫اى انه للسبعة نفوس االساسية لكل نفس سبعة درجات سلم‬
‫او سبعة مراحل يجب عبورها مرحلة مرحلة ولكل نفس من السبعة الفرعية‬
‫وجهين وجه للسماء ووجه لألرض‬
‫أذن لكل نفس من النفوس السبعة سبعة سماوات وسبعة أرضين‬
‫والسير في كل اتجاه عكس االخر‬

‫‪ 61‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫فالسبع السماوية تترقى نفسك االمارة‬
‫من امارة االمارة الى لوامة االمارة الى ملهمة االمارة الى‪..‬وهكذا‬
‫وفى كل مرحلة لها نفحات وانوار وشفافية‬
‫اعلى من التى قبلها وهذا طبعا لنفس المسلم‬
‫*************‬
‫اما الكافر فتهبط نفسه الكاملة االمارة الى التى تليها ثم تظل في هبوط‬
‫الى ان تصل الى الى االمارة االمارة وهى سواد السواد‬
‫*************‬
‫يعنى المسلم بالطاعات يصعد وبالتكاليف الشرعية واتباع السنة المحمدية‬
‫واالوامر الالهية فيقهر باتباع الشرع الى اعلى سماء النفس االمارة‬
‫***********‬
‫ثم يخترقها الى دائرة النفس الثانىية ويبدأ بشكل أخرمع النفس اللوامة‬
‫وهكذا في كل نفس سبع سماوات وسبع ارضين‬
‫لمن يصعد بفضل هللا ولمن يهبط نعوذ باهلل‬
‫************‬
‫أوال ‪ :‬النفس األمارة األمارة‬
‫**************‬
‫يجب ان تعرفوا يا احباب أن النفس األمارة بكل عوالمها‬
‫ترتبط أرتباطا كامال بأفعال الجوارح‬
‫وأحسن تربية لكل عوالمها هو باتباع الشرع والتكاليف الشرعية‬
‫واتباع القران والسنة المحمدية صلى هللا عليه وسلم‬
‫**************‬
‫قال االمام الربانى احمد الفاروقى رضى هللا عنه‬
‫فى مذمة النفس اال ّمارة و بيان مرضها و عالجه‪:‬‬
‫إن النفس اال ّمارة االنسانية مجبولة على حب الجاه و الرياسة‪.‬‬
‫و جميع همتها الترفع على جميع االقران‪ .‬و ُمتمناها ان يكون الخالئق‬
‫محتاجين اليها و منقادين الى اوامرها‪.‬‬
‫و ال تريد هى ان تكون محتاجة الى شىء و محكومة ألحد ابداً‪.‬‬
‫وهذه كلها دعوى االلوهية منها والشركة مع خالقها‪.‬‬
‫و فى الحديث القدسى‬
‫(عاد نفسك فانها انتصبت لمعاداتى)‪.‬‬
‫‪ 62‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫فاعطاء النفس مراداتها من الجاه و التكبر والترفع هو فى الحقيقة امدادها‬
‫لعداوة هللا عز و جل‪ .‬وانما كانت الدنيا مبغوضة عند الحق بسبب ان‬
‫حصولها ُم ِمد و ُمعاون فى حصول مرادات النفس‪.‬‬
‫وانما صار الفقر فخراً محمديا ً فان فى الفقر عدم حصول مراد النفس‪،‬‬
‫وحصول عجزها‪.‬‬
‫والمقصود من بعثة االنبياء عليهم الصالة و السالم والحكمة فى التكليفات‬
‫الشرعية هو تعجيز النفس االمارة و تخريبها‪.‬‬
‫وقد وردت الشرائع لرفع الهوى النفسانى ‪ ،‬وكلما يعمل شىء بمقتضى‬
‫الشريعة يزول من الهوى النفسانى بقدره‪ .‬ولهذا كان فعل شىء من االحكام‬
‫الشرعية افضل فى ازالة الهوى النفسانى من رياضة الف سنة ومجاهدتها‬
‫التى كانت من قِبَل النفس‪ .‬بل هذه الرياضات و المجاهدات التى لم تقع على‬
‫مقتضى الشريعة مؤيدة و مقوية للهوى النفسانى‪ .‬فأكل الطعام يوم العيد‬
‫بحكم الشريعة انفع فى دفع الهوى من صيام سنين من قِبَل نفسه‪.‬‬
‫و بالجملة ان النفس ما لم تترك دعوى السيادة و الرفعة فالنجاة محال‪.‬‬
‫و كلمة ال اله اال هللا التى وضعت لنفى اآللهة اآلفاقية‬
‫و االنفسية انفع فى تزكية النفس و انسب لتطهيرها‪ .‬و مادامت النفس فى‬
‫مقام البغى و العناد ونقض العهد فينبغى ان يجدد االيمان بتكرار هذه الكلمة‪.‬‬
‫قال عليه الصالة و السالم‬
‫(جددوا ايمانكم بقول ال اله اال هللا)‬
‫***************‬
‫ولكن لماذا صنفنا كل نفس‬
‫الى سبعة انفس‬
‫ولم يتحدث عنهم مشايخنا القدامى هذا األمر؟‬
‫اعلموا يا احباب الفقير ان مشايخنا تحدثوا عن االنفس الفرعية لكل نفس‬
‫واوردوا اذكار فرعية سبعة لكل نفس ولكن لم يتوسعوا في الشرح‬
‫الن لكل عصر سعته ورزقه من اظهار العلوم‬
‫ونحن في عصر سعة وتصنيف العلوم وتفتيت النفس الى مكوناتها‬
‫هو الزالة الكدر عن كل مكون وبالتالى تسهل التزكية والترقية‬
‫ثم ان لنا طرقنا الخاصة في تربية مريدينا وهذا مما فتح هللا به علينا‬
‫ولكننا لم نخرج ايضا عن الخط االساسى لمشايخنا‬
‫فاالنفس السبعة هى اصال قادرية ومن اظهرها سيدى الغوث عبد القادر‬
‫‪ 63‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫وقد كان هذا بأمر القادر ونحن على الدرب نسير وبمريدينا بحول هللا نطير‬
‫والمقصد في البداية والنهاية هو هللا وال رب وال معبود سواه‬
‫***************‬
‫وضع سيدنا وموالنا الشيخ عبد القادر الجيالني للنفس االمارة ذكر‬
‫ال اله اال هللا مائة الف مرة‬
‫ولقد وضع رضي هللا عنه لكل اسم من أسماء الطريقة القادرية ‪ 9‬فروع‪:‬‬
‫ويهمنا اليوم الفرع االول‬
‫وهو كما شرحنا يختص بالنفس االمارة االمارة‬
‫ولونها ازرق اسود‬
‫وهى تختص بنشر الكفر والشرك بين المسلمين‬
‫ذكرها االساسى ال إله إال هللا‬
‫ذكر النفس االمارة االمارة الخاص بها كما اورد موالنا الغوث رضى هللا عنه‬
‫ال معبود إال هللا خمسمائة ألف مرة‬
‫******************‬
‫طبعا في طريقة الفقير سنطوى مسافات هذا الذكر بطريقتنا الخاصة‬
‫وبداية من هذا الدرس‬
‫سنذكر في كل اسبوع نفس فرعية ثم ندخل على بقية النفوس بفروعها‬
‫فالتزموا معنا بالمتابعة تفوزوا وتصلوا من اقصر طريق‬
‫********‬

‫فائدة اليوم‬
‫ذكر النفس الفرعية االولى‬
‫*************‬
‫ومن اوراد سيدى وموالى الغوث الشيخ عبد القادر الجيالنى رضى هللا عنه‬
‫ال اله اال هللا ال معبود اال هللا‬
‫****************‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق‬
‫ثم تكرر هذا الذكر‬
‫"ال اله اال هللا‬
‫‪165‬مرة‬
‫‪ 64‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫بصوت مسموع‬
‫مع التنفس العميق بين كل ذكر وذكر كما علمتكم من قبل اى اسحب نفس‬
‫عميق قبل الذكر واخراج النفس في الذكر‬
‫بتمهل وروية وال تتعجل وتنفس‬

‫ثم ال معبود اال هللا‬


‫‪ 251‬مرة‬
‫بنفس طريقة التنفس السابقة وبهدوء‬
‫وتأمل المعنى وحاول ان تستشعره‬
‫هذا الذكر عجيب‬
‫وأثره على النفس لنفى الكفر والشرك وطواغيت النفس‬
‫وهو البداية‬
‫وسوف يستقيم معك كل شىء‬

‫‪ 65‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس الثامن والعشرون‬
‫نستكمل يا احباب الفقير درجات النفس االول‬
‫تابع النفس االمارة‬
‫ثانيا ‪ :‬لوامة االمارة‬
‫****************‬
‫هل هناك فرق بين لوامة االمارة وامارة اللوامة ؟‬
‫نعم هناك فرق كبير واختالف كثير سوف تراه بنفسك‬
‫عندما تقارن بين هذا الدرس وعندما نأتى الى شرح امارة اللوامة‬
‫كما ان هناك فرق في االذكار الخاصة بكل منهما‬
‫فنبدأ اليوم بحول هللا مع‬
‫‪ -2‬لوامة االمارة‬
‫***********‬
‫يقول االمام البوصيرى رضى هللا عنه في قصيدة البردة‬
‫موالي صلي وسلم دائما ً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم‬
‫فإن أمارتي بالسو ِء ما أتعظــــــــــــــت‬
‫من جهلها بنذير الشيب والهــــرم‬
‫وال أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى‬
‫ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم‬
‫لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره‬
‫بالكتــــــــم‬
‫ِ‬ ‫كتمت سراً بدا لي منه‬
‫جماح من غوايتهـــــــــــــــا‬ ‫ٍ‬ ‫برد‬ ‫من لي ِّ‬
‫كما ير ُّد جماح الخي ِل باللُّجـــــــــُم‬
‫فال ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا‬
‫إن الطعام يقوي شهوة النههـــــــــم‬
‫شب علــــى‬ ‫والنفس كالطفل إن تهملهُ ه‬
‫الرضاع وإن تفطمهُ ينفطــــم‬ ‫ِ‬ ‫حب‬
‫************‬
‫المعاصى هى طعام النفس االمارة‬
‫‪ 66‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫بتكرار المعاصى وعدم المباالة بها تقوى النفوس االمارة‬
‫وتضعف كل النفوس الطيبة وقد يموت القلب‬
‫**************‬
‫يا أحباب الفقير‬
‫ان الكون مبنى على التركيب فىماديات الكون تتكون كل المخلوقات من‬
‫عناصر معقدة والنفوس اكثر تعقيدا في تركيبها خصوصا ان لها جوارح‬
‫ومداخل ومؤثرات وتأثير ان النفوس مركبة من تركيبات كثيرة‬
‫كما ان الماديات مركبة ايضا وانظر االية‬
‫ور ٍة هما شَاء َر هكبَكَ )االنفطار‪/‬‬
‫ص َ‬ ‫(فِي أَ ِّ‬
‫ي ُ‬
‫وتركيب النفوس شديد التعقيد ويعتمد على ميزان كما ان كل شىء في الكون‬
‫له ميزان‬
‫**************‬
‫فاذا تكلمنا عن ميزان النفس لوامة االمارة فنحن نتكلم عن نفسين‬
‫تركبتا معا كما الماء في النار ‪ ...‬فاالمارة تأمر بالمعصية ثم بعد ان ترتكبها‬
‫تلومك نفسك وتشعر بتأنيب النفس( الضمير) ثم تعود وترتكب نفس المعصية‬
‫ثم تؤنبك نفسك فال اللوامة في اول درجاتها تمنعك من المعصية وال االمارة‬
‫تنفرد بالقرار‬
‫وهنا ارض لوامة االمارة‬
‫التى وصلنا اليها بعد ان اجتزنا سماوات أمارة األمارة ثم يقوى عندك اللوم‬
‫فتصعد سماوات لوامة االمارة السبع حتى تخترقها الى ما يليها من نفوس‬
‫ويستمر التفاعل بينك وبين الذكر وتستمر الخيرات في نفسك تنمو‬
‫بمجالسة الصالحين والخوف من رب العالمين فترغبك نفسك األمارة‬
‫بالمعصية وترهبك لوامة االمارة بالعقاب والجحيم وبلطف هللا ومداومة‬
‫االذكار والتفكر وذهاب بعض الران يبدأ القلب في درجة من درجات حياته‬
‫فيمد اللوامة فتقوى وبترسخ اللوم وبارشاد القوم تخترق السبع الطباق‬
‫للوامة االمارة ويصير الغلبة للوامة االمارة فيظهر درجة من درجاتها‬
‫السماوية وتعبر الى ارض السماء التى تليها وسبحان مكون االكوان‬
‫فهو بديع العجائب الرحمن‬
‫*********************‬
‫واذا كان الغالب على أمارة األمارة للمسلم‬
‫الغفلة‬
‫‪ 67‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫فيرتكب المعاصى غير مهتم وال يفهم فهو في غفلة‬
‫ون )األنبياء‪0‬‬‫ض َ‬ ‫سابُهُ ْم َو ُه ْم فِي َغ ْفلَ ٍة هم ْع ِر ُ‬
‫س ِح َ‬ ‫(ا ْقت ََر َ‬
‫ب لِلنها ِ‬
‫فأن النفس لوامة األمارة تغلب عليها‬
‫الشهوات‬
‫لذلك تأمرك األمارة بغرائزها الدنية وتلومك لوامتها التى استيقظت من‬
‫غفلتها‬
‫***************‬
‫وكما قلنا من قبل هناك ورد عام لألمارة عموما ال نستغنى عنه وال نتركه‬
‫وهو كلمة التوحيد فكل االمارة فيها شبهة السوى( االنقياد لغير هللا)‬
‫وفيها مدخالت الشرك النها تأمرك مع هللا اى ان نفسك االمارة هى تحاول ان‬
‫تحتل مكان هللا وتترك شرع هللا وتتبع شرعها هى وهواها‬
‫وال تريد قيد عليها‬
‫لذلك يجب نفى االغيار باألكثار من كلمة التوحيد‬
‫*****************‬
‫قال السيد ابن السنوسي رضي هللا تعالى عنه‪:‬‬
‫(النفس األمارة) وردها (ال إله إال هللا)‬
‫بمد لفظ " ال " وتخفيف همزة " إله"‬
‫وعدم فصله من قولك (إال هللا)‬
‫مع تسكين الهاء من الجاللة ‪ ،‬والبد من‪:‬‬
‫‪ -0‬من اإلكثار منه في القيام والقعود واالضطجاع ‪ .‬إذ المقصود من هذا‬
‫االسم وغيره ال يحصل إال باإلكثار‬
‫***********‬
‫‪ -2‬واإلجتهاد آناء الليل وأطراف النهار‪ .‬وأضمر في قلبك نفي كل معبود‬
‫غير هللا ‪ ،‬ويكون قولك " إال هللا " بقوة وشدة ألنك تضرب به الجانب‬
‫األيسر من صدرك بخضوع وخشوع ‪،‬‬
‫وأغمض عينيك وألق سمعيك إلى ذكرك‬
‫***************‬
‫‪ -5‬والزم الطهارة حسا ومعنى‬
‫***************‬
‫‪ -1‬وقلل الطعام والمنام ‪،‬بقدر االستطاعة اى ال تسرف وال تقتر‬
‫وهذه أربعة في كل مقام‬
‫‪ 68‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫أما ذكر لوامة األمارة فهو الذكر الفرعى‬
‫كما اظهره موالنا الغوث في النفوس الفرعية وهو من االسرار‬
‫ال رب اال هللا‬
‫ان نفى االرباب المزيفة ونفى كل رب يعبد من دون هللا هو ترقية الفرع‬
‫الثانى من النفس األمارة فاذا ناديت هللا ربك أجابك لبيك ياعبدى‬
‫ستَقِي ٌم )آل عمران‪30‬‬ ‫ص َراطٌ ُّم ْ‬ ‫هللاَ َربِّي َو َربُّ ُك ْم فَا ْعبُدُوهُ َهـ َذا ِ‬ ‫(إِنه ّ‬
‫ش ِهيداً‬ ‫( َما قُ ْلتُ لَ ُه ْم إِاله َما أَ َم ْرتَنِي بِ ِه أَ ِن ا ْعبُدُو ْا ّ‬
‫هللاَ َربِّي َو َربه ُك ْم َو ُكنتُ َعلَ ْي ِه ْم َ‬
‫ش ِهي ٌد‬ ‫يب َعلَ ْي ِه ْم َوأَنتَ َعلَى ُك ِّل ش ْ‬
‫َي ٍء َ‬ ‫هما ُد ْمتُ فِي ِه ْم فَلَ هما تَ َوفه ْيتَنِي ُكنتَ أَنتَ ال هرقِ َ‬
‫)المائدة‪009‬‬
‫ون )يونس‪52‬‬ ‫ضالَ ُل فَأَنهى تُ ْ‬
‫ص َرفُ َ‬ ‫ق إِاله ال ه‬‫ق فَ َما َذا بَ ْع َد ا ْل َح ِّ‬ ‫(فَ َذلِ ُك ُم ّ‬
‫هللاُ َر ُّب ُك ُم ا ْل َح ُّ‬
‫************‬
‫فائدة اليوم‬
‫***********‬
‫من المفترض ان اذكار النفوس تذكر في خلوات وباعداد كبيرة‬
‫ولكننا استبدلنا كسر حاجز العدد بكسر حاجز الفكر والباطن‬
‫لذلك من المهم جدا التفكر في معنى الذكر عند الذكر وفى كل وقت‬
‫اى طوال وقتك وانت تمارس اى عمل‬
‫لتتفكر دائما في معنى الذكر الذى تمسكه ( اى الذى انت فيه) ودائما يكون‬
‫على لسانك طوال الوقت وخصوصا في مرحلة السبع درجات النفس االمارة‬
‫كلمة التوحيد‬
‫ال اله اال هللا‬
‫بدون عدد وبدون وقت وفى كل نفس ان استطعت وكلما رددتها يكون توجهك‬
‫وفى باطنك‬
‫الذكر الفرعى‬
‫واذا عجزت ان تكرر بلسانك وتبطن الذكر الفرعى‬
‫اليك هذا التسهيل من طرق الفقير‬
‫اكتب في ورقة الذكر الفرعى وهو اليوم‬
‫ال رب اال هللا‬
‫ثم ضعها امامك‬
‫وانظر اليها وانت تردد بصوت مسموع ال اله اال هللا‬
‫فتنطبع صورتها في باطنك وترتبط برباط مع كلمة التوحيد‬
‫‪ 69‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫فائدة هذا االسبوع‬
‫****************‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق‬
‫ثم تكرر هذا الذكر‬
‫ال رب اال هللا‬
‫بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى الذكر يكون مع اخراج‬
‫النفس بصوت مسموع‬
‫وتمد حرف ال اربع حركات على االقل ثم تكمل الجملة بال مد‬
‫العدد‬
‫‪212‬‬
‫او‬
‫‪333‬‬
‫او‬
‫‪555‬‬
‫او‬
‫‪4444‬‬
‫وهللا المستعان‬
‫ربى هللا شاهدى وناظرى الرب اال هللا‬
‫**************‬
‫والى الدرس القادم بحول هللا تعالى نستكمل‪....‬‬

‫***************************‬

‫‪ 70‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس التاسع والعشرون‬
‫نستكمل يا احباب الفقير درجات النفس االول‬
‫تابع النفس االمارة‬
‫ثالثا ‪ :‬ملهمة االمارة‬
‫****************‬
‫س هوا َها )الشمس‪9‬‬ ‫س َو َما َ‬ ‫( َونَ ْف ٍ‬
‫(فَأ َ ْل َه َم َها فُ ُجو َر َها َوتَ ْق َوا َها )الشمس‪/‬‬
‫ملهمة االمارة تختلف قطعا عن النفس الملهمة وتختلف ايضا عن أمارة‬
‫الملهمة‬
‫النفس الفرعية ملهمة االمارة كمية الفجور فيها اكثر من التقوى‬
‫اى ان ميزان األمر بالفجور تلهم به النفس أكثر من األلهامات العلوية‬
‫األلهام على ثالثة أنواع أساسية ويتفرع عنهم غيرهم‬
‫‪ -0‬ألهام من هللا تعالى‬
‫وهو جمالى وجاللى‬
‫أو ممن هو ربانى فينسب للمخلوق وهو هلل مثل نبى او ولى او ملك‬
‫***************‬
‫‪ -2‬الهام من النفس والهوى‬
‫وهو على انواع من اسفل سافلين الى اعلى درجات الكمال‬
‫واالصل في النفس‬
‫فاذا كانت نفس خبيثة كان االلهام خبيث وان كانت فاجرة كان االلهام فاجر‬
‫ومن كانت نفسه في درجة من درجات الكمال اتصف االلهام بها‬
‫لذلك تجد بعض الناس على معصية ولهم الهامات ورؤى صادقة‬
‫وربما يكون استدراج لهم فيظنوا نفسهم على خير‬
‫وال يقومون انفسهم ويستمرون في ارتكاب المعاصى والموبقات‬
‫ويقولون انما نحن على صلة باهلل والدليل اننا نرى الغيب احيانا في رؤية او‬
‫الهام فكيف تتهمنا بالبعد عن هللا ؟‬
‫وهو منطق زائف تصوره لهم أنفسهم المريضة ويعجبهم فيعتقدون‬
‫ويسيرون في ظالله في طريق بين الظالم والنور فيقعوا في ظالل الشيطان‬

‫‪ 71‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫وظل الشيطان زائف فال ظل اال ظل هللا يوم الظل اال ظله واذا استمسكوا‬
‫بالهامات نفسهم األمارة قادتهم الى حبال الشيطان ومن استظل بالشيطان‬
‫خرج من طور النفس الملهمة االمارة‬
‫ون‬ ‫ون أَنه ُه ْم يُ ْح ِ‬
‫سنُ َ‬ ‫س ْعيُ ُه ْم فِي ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َو ُه ْم يَ ْح َ‬
‫سب ُ َ‬ ‫ض هل َ‬‫ين َ‬‫(اله ِذ َ‬
‫ص ْنعا ً )الكهف‪011‬‬ ‫ُ‬
‫يخرجون الى كهوف النفس الشيطانية والعياذ باهلل‬
‫وهو االلهام الثالث حفظنا هللا منه‬
‫ان‬
‫س ِ‬‫ش ْيطَانُ لِ ْ ِإلن َ‬ ‫الذ ْك ِر بَ ْع َد إِ ْذ َجاءنِي َو َك َ‬
‫ان ال ه‬ ‫ضلهنِي َع ِن ِّ‬ ‫(لَقَ ْد أَ َ‬
‫َخ ُذوالً )الفرقان‪29‬‬
‫*************‬

‫‪ -5‬االلهام الشيطانى‬
‫ان ا ْكفُ ْر فَلَ هما َكفَ َر قَا َل إِنِّي بَ ِري ٌء ِّمنكَ إِنِّي أَ َخافُ‬
‫س ِ‬ ‫ش ْيطَا ِن إِ ْذ قَا َل لِ ْ ِإلن َ‬
‫( َك َمثَ ِل ال ه‬
‫ين )الحشر‪02‬‬ ‫ب ا ْل َعالَ ِم َ‬
‫هللاَ َر ه‬ ‫ه‬
‫وهو الهام من احاط بهم الشر ووقعوا فى حبائله فمنهم الكافر ومنهم الفاجر‬
‫ومنهم المسرف الغافل ومنهم غير ذلك فمن سبقت لهم العناية واراد هللا لهم‬
‫الفالح جاءه قبس من الهداية فالهمت به نفس االمارة فيكون بداية الخيط‬
‫ومع تزايد ملهمة االمارة في اتجاه التقوى وبقدرة القدير ترتقى نفسه ملهمة‬
‫االمارة في سماوات المعرفة حتى تخترق الطباق وتحلق في االفاق وانه‬
‫ليس لالنسان اال ماسعى‬
‫س َعى )النجم‪59‬‬ ‫ان إِ هال َما َ‬ ‫س ِ‬ ‫س لِ ْ ِإلن َ‬ ‫( َوأَن له ْي َ‬
‫ف يُ َرى )النجم‪11‬‬ ‫س ْو َ‬ ‫س ْعيَهُ َ‬ ‫( َوأَنه َ‬

‫‪ -2‬ملهمة االمارة وطرق تقويمها‬


‫هناك من الناس من يتردد بين الطاعات والمعاصى ويتوب ثم يعود ويخطىء‬
‫ثم يتوب ويندم ثم تأمره نفسه وتزين له المعصية فيقع فيه وهو بين الجنة‬
‫والنار يسعى ونفسه تصعد وتهبط ووجدانه تظهر فيه الطيبة احيانا والشر‬
‫احيانا فالهو قادر على كبح جماح نفسه وشهواته وال هو قادر ان يسير على‬
‫الهامات الخير ورؤى الصالح فيظل ذاتا معذبة تتردد بين الخير والشر‬
‫تعتصره زينة الحياة الزائفة وبهرجها فتارة يكون محب وتارة يكون في عمى‬
‫وما ذلك اال النه لم ينتبه الى ساعة الحساب واهوالها ولم يضع امام عينه‬
‫‪ 72‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫انه في لحظة يرحل وال معين والنصير وفى ظلمة قبر عرضه ذراعا وطوله‬
‫ذراعين او ثالثة يكون مسكنه الدائم بعد عمر طال او قصر وتحت تراب بارد‬
‫تكون أخرته وأخرة كل حى فسبحان الحى الذى ال يموت والجن واالنس‬
‫يموتون فتوبوا عباد هللا الى هللا وابكوا بين يديه بصدق وقولوا تبنا الى هللا‬
‫وندمنا على مافعلنا فأعنا ياربنا وتقبل توبتنا واغفر لنا انك انت التواب‬
‫الرحيم‬
‫هللاِ َولَ ْو أَنه ُه ْم إِذ ظهلَ ُمو ْا أَنفُ َ‬
‫س ُه ْم َجآؤُو َك‬ ‫سو ٍل إِاله لِيُطَا َع بِإ ِ ْذ ِن ّ‬ ‫( َو َما أَ ْر َ‬
‫س ْلنَا ِمن هر ُ‬
‫هللاَ تَ هوابا ً هر ِحيما ً )النساء‪21‬‬ ‫سو ُل لَ َو َجدُو ْا ّ‬ ‫ستَ ْغفَ َر لَ ُه ُم ال هر ُ‬
‫هللاَ َوا ْ‬ ‫فَا ْ‬
‫ستَ ْغفَ ُرو ْا ّ‬

‫ض َر أَ َح َد ُه ُم ا ْل َم ْوتُ قَا َل إِنِّي‬ ‫ت َحتهى إِ َذا َح َ‬ ‫سيِّئَا ِ‬ ‫ين يَ ْع َملُ َ‬


‫ون ال ه‬ ‫ت الته ْوبَةُ لِله ِذ َ‬
‫س ِ‬ ‫( َولَ ْي َ‬
‫ون َو ُه ْم ُكفها ٌر أُ ْولَـئِكَ أَ ْعتَ ْدنَا لَ ُه ْم َع َذابا ً أَلِيما ً‬‫ين يَ ُموتُ َ‬ ‫اآلن َوالَ اله ِذ َ‬
‫َ‬ ‫تُ ْبتُ‬
‫(النساء‪0/‬‬
‫***********‬
‫اذا دائما وابدا يقول لكم الفقير‬
‫االستغفار االستغفار‬
‫ال تدعوا االستغفار يوما على االقل كل يوم‬
‫استغفر هللا الذى ال اله اال هو الحى القيوم واتوب اليه‬
‫مائة مرة‬
‫التتركوه يوما فهو صمام االمان وباب الجنان ورضى الرحمن‬
‫ان تَ هوابا ً )النصر‪5‬‬ ‫ستَ ْغفِ ْرهُ إِنههُ َك َ‬ ‫(ف َ َ‬
‫سبِّ ْح بِ َح ْم ِد َربِّكَ َوا ْ‬
‫************‬
‫وطبعا وكما قلنا من قبل ال تدع طوال حياتك ذكر ال اله اال هللا‬
‫ولو مائة مرة كل يوم او ليلة مهما كانت احوالك وعلى اى وضع وانت نائم‬
‫وانت تسير في الشارع وانت تقود سيارتك او تركب حتى دابتك او تعمل في‬
‫عملك حرك لسانك بكلمة التوحيد وسبح ربك بافضل ماقاله‬
‫صلى هللا عليه وسلم والنبيين من قبله‬
‫ال اله اال هللا‬
‫***************‬
‫قال ابن القيم رحمه هللا تعالى في مدارج السالكين‬
‫"اعلم أَن أَشعة ال إله هإال هللا تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك‬
‫الشعاع وضعفه‪ ،‬فلها نور‪ ،‬وتفاوت أهلها في ذلك النور قوةً وضعفًا ال‬
‫‪ 73‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫يحصيه هإال هللا تعالى‪ ،‬فمن الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس‪،‬‬
‫ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري‪ ،‬ومنهم من نورها في قلبه‬
‫كالمشعل العظيم‪ ،‬وآخر كالسراج المضيء‪ ،‬وآخر كالسراج الضعيف‪ .‬ولهذا‬
‫تظهر األنوار يوم القيامة بأيمانهم‪ ،‬وبين أيديهم‪ ،‬على هذا المقدار‪ ،‬بحسب ما‬
‫وحاال‪ ،‬وكلما عظم نور‬ ‫ً‬ ‫وعمال‪ ،‬ومعرفة‬ ‫ً‬ ‫فِي قلوبهم من نور هذه الكلمة‪ ،‬عل ًما‬
‫هذه الكلمة واشتد أَحرق من الشبهات والشهوات بحسب ق هوته وشدهته‪ ،‬حتى‬
‫إنه ربما وصل إلى حا ٍل ال يصادف معها شبهة وال شهوة‪ ،‬وال ذنبًا‪ ،‬إال‬
‫ب أَو‬‫أَحرقه‪ ،‬وهذا حال الصادق في توحيده‪ ،‬الذي لم يشرك باهلل شيئًا‪ ،‬فأي ذن ٍ‬
‫شهو ٍة أَو شبه ٍة دنت من هذا النور أحرقها‪ ،‬فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم‬
‫من كل سارق لحسناته‪ ،‬فال ينال منها السارق هإال على ِغ هر ٍة وغفلة ال بد منها‬
‫صل أضعافه‬ ‫للبشر‪ ،‬فإذا استيقظ وعلم ما سرق منه استنقذه من سارقه‪ ،‬أو ح ه‬
‫بكسبه‪ ،‬فهو هكذا أب ًدا مع لصوص الجن واإلنس‪ ،‬وليس كمن فتح لهم‬
‫خزانته‪ ،‬وولهى الباب ظهره‪".‬‬
‫**************‬
‫أما ذكر ملهمة األمارة فهو الذكر الفرعى كما اظهره موالنا الغوث في‬
‫النفوس الفرعية وهو من االسرار‬
‫ال معين اال هللا‬
‫ومن كالم سهل بن عبد هللا التسترى قدس هللا سره‬
‫ال معين إال هللا ‪ ،‬وال دليل إال رسول هللا ‪ ،‬وال زاد إال التقوى ‪ ،‬وال عمل إال‬
‫الصبر عليه الجاهل ميت ‪ ،‬والناسي نائم ‪ ،‬والعاصي سكران ‪ ،‬والمصر هالك‬
‫قال أبو نعيم في " الحلية " ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا أبو بكر الجوربي ‪ ،‬سمعت‬
‫سهل بن عبد هللا يقول ‪ :‬أصولنا ستة ‪ :‬التمسك بالقرآن ‪ ،‬واالقتداء بالسنة ‪،‬‬
‫وأكل الحالل ‪ ،‬وكف األذى واجتناب اآلثام ‪ ،‬والتوبة ‪ ،‬وأداء الحقوق ‪.‬‬
‫ولمن ال يعرف موالنا سهل فهذه نبذة مختصرة‬
‫سهل بن عبد هللا‬
‫ابن يونس ‪ :‬شيخ العارفين أبو محمد التستري ‪ ،‬الصوفي الزاهد ‪.‬‬
‫صحب خاله محمد بن سوار ‪ ،‬ولقي في الحج ذا النون المصري وصحبه ‪.‬‬
‫له كلمات نافعة ‪ ،‬ومواعظ حسنة ; وقدم راسخ في الطريق توفى في المحرم‬
‫سنة ثالث وثمانين ومائتين ويقال ‪ :‬عاش ثمانين سنة أو أكثر ‪.‬‬
‫يامالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين‬

‫‪ 74‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫فائدة اليوم‬
‫من المفترض ان اذكار النفوس تذكر في خلوات وباعداد كبيرة‬
‫ولكننا استبدلنا كسر حاجز العدد بكسر حاجز الفكر والباطن‬
‫لذلك من المهم جدا التفكر في معنى الذكر عند الذكر وفى كل وقت‬
‫الذكر الفرعى‬
‫وهو اليوم‬
‫ال معين اال هللا‬
‫*************‬
‫فائدة هذا االسبوع‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق‬
‫ثم تكرر هذا الذكر‬
‫ال معين اال هللا‬
‫بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى‬
‫الذكر يكون مع اخراج النفس بصوت مسموع وتمد حرف ال اربع حركات‬
‫على االقل ثم تكمل الجملة بال مد‬
‫العدد‬
‫‪500‬مرة‬
‫او ‪ 0111‬مرة‬
‫ولمن ضاق وقته‬
‫‪ 011‬مرة‬
‫وهللا المستعان‬
‫*****************************‬

‫‪ 75‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس الثالثون‬
‫نستكمل يا احباب الفقير درجات النفس االول‬
‫تابع النفس االمارة‬
‫رابعا ‪:‬مطمئنة االمارة‬
‫****************‬
‫في كل نفس من االنفس السبعة‬
‫سبع ابواب علوية للجنة وسبع ابواب سفلية للنار‬
‫تفتح بسبع مفاتيح للخير وسبع مفاتيح للشر‬
‫وهناك اتصال مابين سماوات النفس وجنات النعيم الحقيقية ومنها تأتى‬
‫النفحات الرحمانية ‪.‬ولكل اراضى النفس السبعة اتصال بابواب الجحيم‬
‫الحقيقى فاما مغالقا للشر واما مفتاحا للخير وفى حديث الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم‬
‫عن سهل بن سعد رضي هللا عنهما‬
‫أن النبي صلى هللا عليه و سلم قال ‪:‬‬
‫((إن هذا الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتيح‪ ,‬فطوبى لعبد جعله هللا عز و جل‬
‫مفتاحا للخير مغالقا للشر ‪ ,‬وويل لعبد جعله هللا مفتاحا للشر مغالقا للخير))‬
‫رواه ابن ماجه‬
‫وعملنا او المطلوب منا ان نسد فى كل نفس ابواب النار ونفتح ابواب الجنة‬
‫وكل هذا بالعلم فالعلم مفتاح الخيرات‬
‫هللاُ لَهُ بِ ِه طَ ِريقًا إِلَى ا ْل َجنه ِة) [ َر َواهُ‬
‫س هه َل ه‬ ‫سلَ َك طَ ِريقًا يَ ْلتَ ِم ُ‬
‫س فِي ِه ِع ْل ًما َ‬ ‫( َو َمنْ َ‬
‫سلِ ٌم]‬
‫ا ِإل َما ُم ُم ْ‬
‫فاذا علمت الشر اجتنبته واذا علمت الخير اذدت منه‬
‫وهذا هدفنا دائما من دروسنا النورانية تبسيط العلم توضيح االشياء والخفايا‬
‫اظهار بواطن االمور التى تؤثر فى الظواهر وتذكية النفوس ‪,‬فمن هنا نفتح‬
‫ابواب الخير ونسد ابواب الشر فتترقى النفوس وتتطهر وتصعد فى ملكوت‬
‫هللا حتى تصل الى الذهب االبريز او النفس البيضاء التى هى انقى من‬
‫الجوهر المكنون فتظهر فيك التجليات وتكون انفاسك صلوات‬
‫*************‬

‫‪ 76‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫واما انفاسك فهى من نفوسك ومازلنا مع مفاتيح النفس االمارة‬
‫والنفوس االمارة هى من مراحل التبدل والتلوين‬
‫لذلك فان النفوس االمارة النها في مرحلة تضارب وتلون‬
‫فانها تستبدل االطمئنان الناتج عن الطاعة باالطمئنان الزائف وهو اما ركون‬
‫الى‪:‬‬
‫دنيا ومال ‪ -‬عز وجاه ‪ -‬سمعة ورياء ‪ -‬غرور وقوة وغير ذلك كثير‪....‬‬
‫هى نعم‬
‫تنقلب الى نقم عند غياب الطاعة والغفلة عن القناعة لذلك قد يظهر على‬
‫بعض الناس مظاهر اطمئنان وهم بعيدين كل البعد عن النفس المطمئنة‬
‫وهذا يكون اطمئنان النفس االمارة فقد اطمأنوا من منطلق دنيوى زائف‬
‫وظنوا انهم في االحسان وهم اقرب ما يكون الى حبائل الشيطان‬
‫***************‬
‫النفس المطمئنة للدنيا وزخرفها‬
‫ومن النفوس في هذه المرحلة مايكون نفسا مطمئنة ولكن مع امارة السوء‬
‫فهو اطمئنان زائف لمال او حسب وعرض ونفوذ وشهرة او جاه او سلطان‬
‫او حتى اغترار بقوة او جمال او حتى علم‬
‫***********‬
‫اذا هناك نفس تطمئن الى الدنيا وزخرفها وهناك نفس تطمئن الى كثرة‬
‫الخالن والمال واالهل والعشيرة وهناك نفس تطمئن الى الجاه والشهرة‬
‫وكثرة االتباع‬
‫***************‬
‫وانظر ماذا يقول موالنا حجة االسالم الغزالى في احياء علوم الدين‬
‫ربع المهلكات‬
‫في ذم حب الجاه والشهرة‬
‫وهى من نواتج االطمئنان الزائف وفيه بيان ذم الشهرة وبيان فضيلة‬
‫الخمول وبيان ذم الجاه وبيان معنى الجاه وحقيقته وبيان السبب في كونه‬
‫محبوبا أشد من حب المال وبيان أن الجاه كمال وهمي وليس بكمال حقيقي‬
‫وبيان ما يحمد من حب الجاه وما يذم وبيان السبب في حب المدح والثناء‬
‫وكراهية الذم وبيان العالج في حب الجاه وبيان عالج حب المدح وبيان‬
‫عالج كراهة الذم وبيان اختالف أحوال الناس في المدح والذم وهللا الموفق‬
‫للصواب بلطفه ومنه وكرمه‬
‫‪ 77‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫بيان ذم الشهرة وانتشار الصيت‬
‫اعلم أصلحك هللا أن أصل الجاه هو انتشار الصيت واالشتهار وهو مذموم بل‬
‫المحمود الخمول إال من شهره هللا تعالى لنشر دينه من غير تكلف طلب‬
‫الشهرة منه‬
‫قال أنس رضي هللا عنه قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫حسب امرئ من الشر أن يشير الناس إليه باألصابع في دينه ودنياه إال من‬
‫عصمه هللا‬
‫وقال جابر بن عبد هللا قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫بحسب المرء من الشر إال من عصمه هللا من السوء أن يشير الناس إليه‬
‫باألصابع في دينه ودنياه إن هللا ال ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم‬
‫وأعمالكم‬
‫وقال علي كرم هللا وجهه‬
‫تبذل وال تشتهر وال ترفع شخصك لتذكر وتعلم واكتم واصمت تسلم تسر‬
‫األبرار وتغيظ الفجار‬
‫وقال إبراهيم ابن أدهم رحمه هللا‬
‫ما صدق هللا من أحب الشهرة‬
‫وقال أيوب السختياني‬
‫وهللا ما صدق هللا عبد إال سره أن ال يشعر بمكانه‬
‫وعن خالد بن معدان‬
‫أنه كان إذا كثرت حلقته قام مخافة الشهرة‬
‫وعن أبي العالية‬
‫أنه كان إذا جلس إليه أكثر من ثالثة قام‬
‫ورأى طلحة قوما معه نحوا من عشرة فقال ذباب طمع وفراش نار‬
‫وقال سليم بن حنظلة بينما نحن‬
‫حول أبي بن كعب نمشي خلفه إذ رآه عمر فعاله بالدرة فقال انظر يا أمير‬
‫المؤمنين ما تصنع فقال إن هذه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع‬
‫***************‬
‫قال أبو البركات سيدي أحمد الدردير رضي هللا تعالى عنه في التحفة‬
‫وأن األمارة ذات الحجب الظلمانية التي مقامها مقام األغيار يوافقها في‬
‫تمزيق حجبها اإلكثار من (ال إله إال هللا)‬
‫************‬
‫‪ 78‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫قال موالنا الغوث‬
‫سيدي عبد القادر الجيالني رضي هللا عنه ‪:‬‬
‫أطرق باب الحق عز وجل واثبت على بابه فإنك إذا ثبت هناكبانت لك خواطر‬
‫فتعرف خاطر النفس وخاطر الهوى وخاطر القلب ‪ ،‬وخاطر إبليس‬
‫وخاطرالملك‪ .‬يقال لك هذا خاطرحق وهذا خاطر باطل‪ .‬وتعرف كل واحد‬
‫بعالمة تعرفها‪ .‬فإذاوصلت إلى هذا المقام أتاك خاطر من الحق عز وجل‬
‫يؤيدك ويثبتك ويقيمك ويقعدك ويحركك ويسكنك ويأمرك وينهاك‬
‫***************‬
‫ياغافال عن العمل ؛ وغرك طول االمل ؛‬
‫الموت ياتي بغتة ؛ والقبر صندوق العمل‬
‫*****************‬
‫أما ذكر مطمئنة األمارة فهو الذكر الفرعى‬
‫كما اظهره موالنا الغوث في النفوس الفرعية‬
‫ال محبوب إال هللا‬
‫مقام المحبوبية ان مقام المحبوبية هو مقامات‬
‫مع االمارة يكون مقام توبة وتطهر‬
‫"إن هللا يحب التوابين ويحب المتطهرين"‬
‫ين )البقرة‪222‬‬ ‫ين َويُ ِح ُّب ا ْل ُمتَطَ ِّه ِر َ‬ ‫( ‪.........‬إِنه ّ‬
‫هللاَ يُ ِح ُّب الته هوابِ َ‬
‫ومع غيره يتوسع المقام ايضا وسوف نشرح كل في وقته بحول هللا‬
‫اما اليوم فنحن في النفى اى اثبات المحبوبية بنفى االغيار‬
‫والتطهر من االوزار والتوبة لربنا الغفار‬
‫************‬
‫يقول سيدنا الرفاعى قدس هللا سره ورضى هللا عنه في مقامات المحبوبية‬
‫وروح قلبك بالحسن من المباحات القولية والفعلية ‪،‬‬ ‫واتبع وال تبتدع ‪ِّ ،‬‬
‫لق حسن ‪،‬‬ ‫بخ ٍ‬ ‫الناس ُ‬
‫َ‬ ‫وخالق‬
‫ِ‬ ‫األدب مع هللا ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وال َز ِم‬
‫سه شيئا ً ليس على شيء ‪،‬‬ ‫وال تقطع حبل َك برؤي ِة نفسك فإن من رأى نف َ‬
‫فإن بعده مقا ُم العبدية أجل المقامات ‪،‬‬ ‫وال تنحرف عن مقام العبودية َ‬
‫قال قوم بعلو مقام المحبوبية عليه وما عرفوه أنه هو ال غيره وظنوا أن‬
‫والقول والدعوى العريضة والترفع والتعزز ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أهل التدلل‬ ‫مقام المحبوبية مقا ُم ِ‬
‫واستدلوا بهذه األوصاف كال لو كان ذلك التصف بمثل تلك األوصاف‬
‫عب ُد هللا رسولُنا محمد سي ُد المحبوبين عليه الصالة والسالم ‪،‬‬
‫‪ 79‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫بلى إن مقام المحبوبية مقا ُم أه ِل التذلل الذين تحققوا بسر قوله عليه الصالة‬
‫والسالم‬
‫( أفال أكون عبداً شكوراً ) ‪،‬‬
‫فعرفوا عظمة السيد القادر العظيم‬
‫( الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )‬
‫ووقفوا على طريق األدب ‪،‬‬
‫إن أحسن إليهم شكروه بإحسان العبودية ‪ ،‬وإن امتحنهم صبروا وانقطعوا‬
‫عن األغيار إليه بخالص العبدية‬
‫( أولئك الذين هدى هللا فبهداه ُم اقت ِده )‬
‫********‬
‫فائدة اليوم‬
‫***********‬
‫من المهم جدا التفكر في معنى الذكر عند الذكر وفى كل وقت‬
‫الذكر الفرعى‬
‫وهو اليوم‬
‫ال محبوب إال هللا‬
‫*************‬
‫فائدة هذا االسبوع‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد وإستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق ثم تكرر هذا الذكر‬
‫ال محبوب إال هللا‬
‫بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى‬
‫الذكر يكون مع اخراج النفس بصوت مسموع وتمد حرف ال اربع حركات‬
‫على االقل ثم تكمل الجملة بال مد‬
‫العدد‬
‫‪108‬‬
‫او ‪311‬‬
‫او ‪0111‬‬
‫وهللا المستعان‬

‫‪ 80‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس احلادي والثالثون‬
‫نستكمل يا احباب الفقير درجات النفس االول‬
‫تابع النفس االمارة‬
‫خامسا ‪:‬راضية االمارة‬
‫****************‬
‫الرضا حالة غالية اذا استمر المؤمن عليه صار مقاما له ويسمى مقام الرضا‬
‫اضيَ ٍة )القارعة‪9‬‬ ‫(فَ ُه َو فِي ِعي َ‬
‫ش ٍة هر ِ‬
‫وهو مقام عالى محمود وله سمات وطرق وشروط‬
‫سوف ندرسها معا في مقامات واحوال النفس الراضية االصلية‬
‫***************‬
‫ولكن في مرحلة النفس االمارة ماهو الرضا‬
‫هناك انواع من رضا االمارة‬
‫نبدأ باألسوأ‬
‫الرضا بالكفر‬
‫وهو احط انواع الرضا فان صاحبه أحط من الشيطان‬
‫رضا بالمعصية‬
‫وهو مذموم وصاحبه يشابه الشيطان بعمله فلقد رضى الشيطان بالمعصية‬
‫ولم يندم على معصيته و من الشياطين من يعلمون البشر ومنهم من يتعلم‬
‫من البشر نسأل هللا العفوالعافية‬
‫وهناك الرضا الزائف عن النفس‬
‫وقد يكون مصدره بسطة فى العيش او الجسد او المال او الجاه‬
‫وهناك الرضا عن العمل‬
‫ومصدره اكثار االنسان من الطاعات والعبادات ونظره الى عمله بعين الرضا‬
‫والنظر الى غيره بعين النقصان‬
‫فصاحب هذا الباب هو يعبد نفسه ال يعبد رب العالمين النه يجب علينا ان‬
‫ننظر دائما الى ما يجريه هللا على يدينا من عبادات وطاعات وقربات‬
‫بانه فضل من هللا ونعمة وقد انعم علينا بان هدانا صراطه المستقيم‬
‫صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الضالين‬

‫‪ 81‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫فهناك صراط مستقيم لم يكتمل له شرط االنعام والعفو والهداية‬
‫اذن هو ليس صراط مستقيم واحد‬
‫ولكن المطلوب هو الصراط المستقيم بشروطه كما فى فاتحة الكتاب الشريفة‬
‫فليس كل من يصلى صالته مقبولة وال كل من يصوم ويفعل كذا وكذا‬
‫اعماله مقبولة وقد تكون ايضا نيته ليست سليمة‬
‫فدائما المسلم ال يجزم بقبول عمله ولكنه يأمل من هللا الكريم ان يتقبل منه‬
‫فهو يحسن الظن باهلل ولكن ال يغتر بعمله فهناك شيطان للطاعات يزين‬
‫للنفس االمارة الرضا بالعمل والركون الى العمل وال احد يدخل الجنة بعمله‬
‫لذلك نحن اعترضنا على من يأخذ من الدين حركاته ويترك روحه وفهمه‬
‫ونيته فالنية يجب ان تكون صحيحة ابتداء والفهم للطاعة واالمل فى هللا‬
‫وفى كرمه هو المعول عليه فى قبول الطاعات وروح العمل التقوى‬
‫فلو صليت اناء الليل واطراف النهار وقدمت من الطاعات والقربات ما يفوق‬
‫الوصف ونظرت الى عملك وكبرته ورضيت به وكانت فى نفسك الخباثة‬
‫والشهوة والسوء فكل عملك هباء‬
‫نعرف جميعا اناس طيبين يقدمون الخيرات ويؤدون مع الناس الصلوات‬
‫ولكنهم يفعلون ذلك بحكم العادة ومن منطلق االنسانية او الشهرة او السمعة‬
‫او كما يفعل الناس وهم عن هللا غافلين وبما هم فيه راضيين‬
‫فاذا لم يتغمدهم هللا برحمته قبل الرحيل فهم على خطر جسيم‬
‫نسأل هللا تعالى حسن الخاتمة فى الدارين‬
‫**********************‬
‫هل تعلمون يا احباب الفقير‬
‫ان علم النفس الحديث الذى له جامعات وكليات ودرجات علمية‬
‫يقوم اكثر هذا العلم فى عالج المرضى على تخليص المريض من عقدة الذنب‬
‫اى اقصى نجاح يصنعه الدكتور النفسى ان يوصل مريضه المعذب الى‬
‫الرضا عن نفسه او بمعنى اصح الرضا عن معاصيه وذنوبه لذلك يبذل‬
‫الطبيب قصارى جهده لكى يخلصك بشعورك بالذنب وان ترضى عما فعلته او‬
‫تفعله لكى تعيش فى حالة رضا زائف ال تعانى فيه من ضغط نفسك اللوامة‬
‫عليك اى هو يقتل نفسك اللوامة ويحيى راضية االمارة فى اى معنى هى‬
‫تعيشه ويبدل قيمك الثابته بقيم ليس لها اصل دينى الن علم النفس المادى‬
‫الغربى يرى فى الدين قيدا على النفس ويرى فى االنفالت واالباحية‬
‫عنوانا لالبداع والحرية ويرى انه ليس هناك قيد تضعه على نفسك سوى‬
‫‪ 82‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫القيد الذى يحكم به المجتمع اى القيد الخارجى الذى اتفق المجتمع على‬
‫تعريفه بالجريمة واتقاءا فقط العقوبة التى يقيدك بها المجتمع لذلك فشلت‬
‫المجتمعات الملحدة فى اعالء القيم االنسانية االصيلة التى علمها هللا لالنسان‬
‫فى االديان فكان نجاحهم ماديا وفشلهم انسانيا وسقوطهم روحانيا‬
‫*************‬
‫ولكن هللا سبحانه وتعالى اكرم امة االسالم‬
‫فجعل التوبة واالستغفار لمن عصا وجعل التخلص من عقدة الذنب فى ان‬
‫نستغفر هللا وال نعود الى هذا الذنب وال نرضى بذنوبنا وال نعيش فى الخطايا‬
‫ثم نطمئن اليها ثم نرضى بها‬
‫ان حال المسلم اذا اذنب أخطأ فتاب الى هللا ورد الى الناس حقوقها‬
‫واستغفر ربه ومحى السيئة بالحسنة ورفض الرضا بالمعصية وترقى فى‬
‫راضية االمارة حتى صار ال يرضى اال بالتوبة وصارت نفسه االمارة تأمره‬
‫باالستغفار فترقى فى الدرجات واخترق السماوات فلم يركن الى علم او عمل‬
‫ودائما هو فى احتياج‬
‫*************‬
‫وخديمكم الفقير القادرى ايضا‬
‫يعترف بالتقصيرفى العلم والعمل واالحتياج والفقر الى هللا‬
‫فهو المحتاج الى غفران هللا‬
‫وهو المحتاج الى كرم هللا وهو المحتاج الى رحمة هللا‬
‫وهو الفقير الى هللا والنه الفقير‬
‫وهو الى القادرى منسوب ومحسوب‬
‫فهو أكثر خوفا من هللا يسأل هللا دائما توبة واستغفارا‬
‫ويطلب من احبابه دائما ان يدعوا هللا له بحسن الخاتمة‬
‫وهكذا هو شيخكم الفقير فماذا انتم فاعلين ؟ هل على الدرب سائرين؟‬
‫ال ترضون من انفسكم طاعة مهما كثرت اال على أمل القبول‬
‫وحسن الظن باهلل‬
‫وال ترضون من انفسكم معصية اال باالستغفار والتوبة وعدم العود‬
‫فيارب انت المستعان وعليك التوكل واالتكال تبنا الى هللا‬
‫فال مقصد اال هللا هو ربنا الب سواه‬
‫********‬
‫فائدة اليوم‬
‫‪ 83‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫وكما افادنا وعلمنا موالنا الغوث عبد القادر قدس هللا سره‬
‫هو الذكر الفرعى للنفس االولى‬
‫ال مقصود إال هللا‬
‫مازلنا في النفى نفى االغيار‬
‫وحتى ال ترضى النفس االمارة باالغيار فيجب ان نحدد وجهتها‬
‫في ذكر ينفى االغيار او نفى الرضا باالغيار ويحدد القصد في هللا‬
‫فال مقصود اال هللا مهما تعددت االسباب وهللا المستعان‬
‫***********‬
‫من المهم جدا التفكر في معنى الذكر عند الذكر وفى كل وقت‬
‫الذكر الفرعى‬
‫وهو اليوم‬
‫ال مقصود إال هللا‬
‫بنفى المقصد والوجهة واالمل في غير هللا تعالى وهذا التفكر يستوجب اال‬
‫تركن الى غير هللا من علمك وعملك او غير ذلك‬
‫فالوجهة هللا والقصد هللا‬
‫*************‬
‫فائدة هذا االسبوع‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق ثم تكرر هذا الذكر‬
‫ال مقصود إال هللا‬
‫بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى الذكر يكون مع اخراج‬
‫النفس بصوت مسموع‬
‫وتمد حرف ال اربع حركات على االقل ثم تكمل الجملة بال مد‬
‫العدد‬
‫‪101‬‬
‫او‬
‫‪501‬‬
‫او‬
‫‪1001‬‬

‫‪ 84‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس الثاني والثالثون‬
‫نستكمل يا احباب الفقير درجات النفس االول‬
‫تابع النفس االمارة‬
‫سادسا ‪:‬مرضية االمارة‬
‫****************‬
‫النفس المرضية الحق‬
‫ضيهةً )الفجر‪2/‬‬ ‫اضيَةً هم ْر ِ‬
‫ار ِج ِعي إِلَى َربِّ ِك َر ِ‬
‫( ْ‬
‫هى التى رجعت الى ربها في كل صغيرة وكبيرة‬
‫فرضيت بحكم هللا ورسوله فرضى عنها هللا فاصبحت مرضية‬
‫ار ِج ِعي إِلَىٰ َربِّ ِك )‬
‫قوله تعالى ‪ْ ( :‬‬
‫وفيه داللة على أنّ صاحب النفس المرضية في زمرة عباد هللا حائز مقام‬
‫العبودية ‪ ،‬وذلك انّه لما اطمأنّ إلى ربّه انقطع عن دعوى االستقالل‬
‫ق من ربّه‬ ‫ورضى بما هو الح ّ‬ ‫ٰ‬
‫وقضى ‪،‬‬
‫ٰ‬ ‫فرأى ذاته وصفاته وأفعاله ملكا ً طلقا ً لربّه فلم يرد فيما قدر‬ ‫ٰ‬
‫ونهى ‪ ،‬إالّ ما أراده ربّه ‪،‬‬ ‫ٰ‬ ‫وال فيما أمر‬
‫وهذا ظهور العبودية التامة في العبد ‪،‬‬
‫وهذا في مقام النفس المرضية التى هى قبل النفس الكاملة والتى هى هدفنا‬
‫بأذن هللا وتوفيقه ولكننا مازلنا في شباك النفس االولى‬
‫وبيننا وبين النفس الكاملة سفر واهوال نقطعها معا باذن هللا تعالى فاما وقد‬
‫قاربنا على تخطى العقبة االولى بوجوهها السبع فنرجع لمرضية االمارة‬
‫***********‬
‫ماهو الرضى التى تحصل عليه االمارة فتصبح مرضية ؟‬
‫وكيف يكون والمرضية‪..........‬‬
‫يجب ان يكون الرضا قد اتاها من الخارج وليس من الداخل ؟‬
‫هذا ما سوف نشرحه اليوم بحول هللا وكما قلنا مرضية اى حصلت على‬
‫الرضا من احد المصادر الخارجية‬
‫فاما مرضية من هللا عز وجل‬
‫وهو الفوز االعظم‬
‫‪ 85‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫او مرضية من الشيطان الرجيم‬
‫نعوذ باهلل منه‬
‫وهو الخسران االعظم نسأل هللا العفو والعافية‬
‫****************‬
‫نبدأ كالعادة بسقوط النفس االمارة وسنتكلم على مثال واحد يؤدى الى‬
‫الهاوية عن حذيفة بن اليمان قال‬
‫كان أصحابي يتعلمون الخير وأنا أتعلم الشر مخافة أن أقع فيه‬
‫لذلك دائما الفقير‬
‫يتحدث معكم عن الشر ليظهر وتعرفوه وتجتنبوه اما الخير فظاهر بين‬
‫اما الشر فاحيانا يتخفى في صور عديدة وعموما نحن نذكر ونعلم‬
‫وندعو للتفكر وهللا المستعان‬
‫***********‬
‫من اشهر سمات مرضية االمارة‬
‫النفاق‬
‫فالمنافق راضى مرضى بنفاقه وهو في الدرك االسفل من النار‬
‫صيراً )النساء‪013‬‬ ‫سفَ ِل ِم َن النها ِر َولَن ت َِج َد لَ ُه ْم نَ ِ‬ ‫ين فِي الد ْهر ِك األَ ْ‬ ‫(إِنه ا ْل ُمنَافِقِ َ‬
‫ار َج َهنه َم َخالِ ِد َ‬
‫ين فِي َها ِه َي‬ ‫ت َوا ْل ُكفها َر نَ َ‬
‫ين َوا ْل ُمنَافِقَا ِ‬
‫( َو َع َد هللا ا ْل ُمنَافِقِ َ‬
‫اب ُّمقِي ٌم )التوبة‪2/‬‬ ‫هللاُ َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫سبُ ُه ْم َولَ َعنَ ُه ُم ّ‬
‫َح ْ‬
‫والنفاق له اعمدة ثالثة مشهورة قال عليه الصالة و السالم ‪: ،‬‬
‫( آية المنافق ثالث ‪ :‬إذا حدث كذب ‪ ،‬وإذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان )‬
‫( متفق عليه ) ‪ ،‬ونسأل هللا العافية‬
‫**********************‬
‫واحب ان ابشركم ان من صار في طريق هللا ينجيه هللا من النفاق والمنافقين‬
‫ولكن هناك خصلة يقع فيها كثير من الناس وتخفى عليهم وتصير نفوسهم‬
‫مرضية بالسوء‬
‫اال وهو الكذب‬
‫واما النفس المرضية بالكذب فهى من أخفى الخصال السيئة‬
‫يقول الحبيب عليه الصالة والسالم‬
‫( وإياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار و‬
‫ما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند هللا كذابا ) (منفق عليه )‬
‫والكذب الدائم حتى ترضى النفس بالكذب فتصير مرضية كذابة‬
‫‪ 86‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫لماذا ؟‬
‫الن هللا عز وجل كتبها كذابة فينعكس هذا علية وتصير مرضية بالكذب‬
‫أن الكذب صفة قبيحة ‪ ،‬و خلق سيء ‪ ،‬و خصلة ذميمة ‪ ،‬و عمل مرذول ‪ ،‬و‬
‫ض َعة الهمة ‪ ،‬وسقوط‬ ‫شعبة من شعب النفاق ‪ ،‬و هو دليل حقارة النفس ‪ ،‬و َ‬
‫الشأن‬
‫و ما شــيء إذا فكرت فيه بأذهب للمروءة و الجمال‬
‫من الكذب الذي ال خير فيه و أبعد بالبهاء من الرجال‬
‫وفي الحديث الشريف‬
‫عن عبد هللا بن مسعود‪-‬رضي هللا عنه‪-‬قال‪ :‬قال رسول هللا –صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪( :‬عليكم بالصدق فان الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة‬
‫ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عندهللا صديقاواياكم‬
‫والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي إلى النار ومايزال‬
‫الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند هللا كذابا)‪.‬‬
‫وقد زاد ابن مسعود‪-‬رضي هللا عنه‪-‬في رواية‪:‬‬
‫(إن سر الروايا الكذب وان الكذب اليصلح منه هزل وال جد واليعدن الرجل‬
‫صبيه شيئا ثم الينجزه له أال وإن الكذب يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى‬
‫النار اال وانه يقال للصادق صدق وبر ويقال للكاذب كذب وفجلر اال وان‬
‫محمدا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬حدثنا إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند هللا‬
‫صديقا ويكذب حتى يكتب عندهللا كذابا اال هل انبئكم ما العضه؟(ماهي؟)هي‬
‫النميمة التي تفسد بين الناس)‬
‫*****************‬
‫هل تدرون االن لماذا سمى معلم البشرية قبل بعثته بالصادق االمين‬
‫لقد اظهرت لكم شىء يجرى على السنة الناس حتى اعتادوه‬
‫واستصغروا امره واستحلوه وهو عظيم‬
‫اى ان صغار الكذب اذا اعتادها االنسان واعتادتها النفس‬
‫كتب عند هللا كذابا واذا كتب كذابا ارضاه هللا بكذبه‬
‫فاصبحت نفسه مرضية بالكذب حتى يكذب على نفسه‬
‫ويصدق كذبه نسأل هللا العفو والعافية‬
‫يقول تعالى"‪:‬مايلفظ من قول اال لديه رقيب عتيد"‬
‫******************‬

‫‪ 87‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الكذب المباح‬
‫الكذب منه مباح‬
‫وهو كذب االصالح‬
‫روى البخاري ومسلم‬
‫عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قالت‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم يقول‪ :‬ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس‬
‫إال في ثالث‪ :‬تعني الحرب‪ ،‬واإلصالح بين الناس‪ ،‬وحديث الرجل امرأته‪،‬‬
‫وحديث المرأة زوجها ‪.‬‬
‫وفي شرح النووي على صحيح مسلم ‪:‬‬
‫قال القاضي ال خالف في جواز الكذب في هذه الصور‪...‬‬
‫وقال العز بن عبد السالم في كتابه قواعد األحكام في مصالح األنام‪:‬‬
‫والتحقيق أن الكذب يصير مأذونا فيه ويثاب على المصلحة التي تضمنها‬
‫على قدر رتبة تلك المصلحة من الوجوب في حفظ األموال واألبضاع‬
‫واألرواح‪ .‬ولو صدق في هذه المواطن ألثم إثم المتسبب إلى تحقيق هذه‬
‫المفاسد‪ ,‬وتتفاوت الرتب له‪ ,‬ثم التسبب إلى المفاسد بتفاوت رتب تلك‬
‫المفاسد‪.‬‬
‫يقول لكم الفقير العمل على النية‬
‫وكما اقول دائما النية مطية فانظر ماذا تمتطى‬
‫والمقصود‬
‫ان ارادة الخير من الممكن ان تتخطى بعض الثوابت فينقلب في حقها‬
‫المحظور الى مباح‬
‫والمقصد فائدة العباد وفى هذا رضا رب العباد‬
‫***************‬

‫افاد سيدنا عبد القادر الجيالنى قدس هللا سره‬


‫ان ذكر هذه النفس الفرعية هو‬
‫ال مطلوب إال هللا‬
‫النك اذا حددت طلبك في الحياة انعكس عذا الطلب على كل حياتك‬
‫كل مطلوب ال يطلب إال بحول هللا حتى هللا فانك التطلبه اال اذا طلبك‬

‫‪ 88‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫وال يطلبك اال اذا طلبته وال تطلبه اال بصدق التوجه وال ينظر اليك اذا كنت‬
‫مرضيا بالكذب‬
‫***********************‬
‫المطلوب أن تؤمن أن هللا هو المسير‪ ،‬وهو المتصرف‪ ،‬وهو المقصود‬
‫وهو المطلوب ‪ ...‬قال تعالى ‪:‬‬
‫﴿ َوإِلَ ْي ِه يُ ْر َج ُع ْاألَ ْم ُر ُكلُّهُ فَا ْعبُ ْدهُ َوتَ َو هك ْل َعلَ ْي ِه (‪﴾)025‬‬
‫( سورة هود)‬
‫َي ٍء َو ِكي ٌل (‪﴾)22‬‬ ‫َي ٍء َوه َُو َعلَى ُك ِّل ش ْ‬ ‫ق ُك ِّل ش ْ‬ ‫هللاُ َخالِ ُ‬ ‫﴿ ه‬
‫(سورة الزمر)‬
‫ض (‪﴾ )25‬‬ ‫ت َو ْاألَ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬‫﴿ لَهُ َمقَالِي ُد ال ه‬
‫( سورة الزمر)‬
‫ش ِر ُك فِي ُح ْك ِم ِه أَ َح ًدا (‪﴾ )22‬‬ ‫﴿ َما لَ ُه ْم ِمنْ دُونِ ِه ِمنْ َولِ ٍّي َو َال يُ ْ‬
‫(سورة الكهف)‬
‫ض إِلَهٌ (‪﴾ )/1‬‬ ‫س َما ِء إِلَهٌ َوفِي ْاألَ ْر ِ‬ ‫﴿ َوه َُو اله ِذي فِي ال ه‬
‫( سورة الزخرف)‬

‫هو وحده المتصرف‪ ،‬وإليه يرجع األمر كله‪ ،‬هو وحده المعطي‪ ،‬فإذا أعطاك‬
‫فال يستطيع أحد في األرض أن يمنعك‪ ،‬وإذا منعك فال يمكن أن يعطيك أحد‪،‬‬
‫وإذا أكرمك فليس على وجه األرض َمن يجرؤ أن ينال منك‪،‬‬
‫وإذا أهانك هللا عز وجل فليس لك من مكرم‪،‬‬
‫هو المعز المذل‪ ،‬هو المعطي المانع‪ ،‬هو النافع الضار‪ ،‬هو الرافع الخافض‪،‬‬
‫ترى مع هللا أحداً‪ ،‬أن ترى أن يد هللا تعمل وحدها‪.‬‬ ‫هذا هو التوحيد‪ ،‬أالّ َ‬
‫هذا الكالم ملخصه ( ال إله إال هللا )‬
‫فال مسير إال هللا‪ ،‬ال متصرف إال هللا‪ ،‬ال فعال إال هللا‪ ،‬ال معطي إال هللا‪ ،‬ال مانع‬
‫إال هللا‪ ،‬ال معز إال هللا‪ ،‬ال مذل إال هللا‪ ،‬ال مانع إال هللا‪ ،‬ال رافع إال هللا‪ ،‬ال‬
‫خافض إال هللا‪.‬‬

‫ال محبوب اال هللا‬


‫ال مقصود اال هللا‬
‫ال مطلوب اال هللا‬
‫ال اله اال هللا‬
‫‪ 89‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫فائدة هذا االسبوع‬
‫****************‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق ثم تكرر هذا الذكر‬
‫ال مطلوب إال هللا‬
‫بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى الذكر يكون مع اخراج‬
‫النفس بصوت مسموع وتمد حرف ال اربع حركات على االقل ثم تكمل الجملة‬
‫بال مد‬

‫العدد‬
‫‪101‬‬
‫‪501‬‬
‫‪1001‬‬

‫طبعا مع االكثار من كلمة التوحيد اغلب الوقت فهى االصل‬

‫**********************************‬

‫‪ 90‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس الثالث والثالثون‬
‫نستكمل يا احباب الفقير درجات النفس االول‬
‫أخرالنفس االمارة‬
‫سابعا ‪ :‬كاملة االمارة‬
‫ستَ ْغفَ ُرو ْا لِ ُذنُوبِ ِه ْم َو َمن‬ ‫س ُه ْم َذ َك ُرو ْا ّ‬
‫هللاَ فَا ْ‬ ‫شةً أَ ْو ظَلَ ُمو ْا أَ ْنفُ َ‬ ‫ين إِ َذا فَ َعلُو ْا فَا ِح َ‬
‫( َواله ِذ َ‬
‫ون )آل عمران‪053‬‬ ‫ص ُّرو ْا َعلَى َما فَ َعلُو ْا َو ُه ْم يَ ْعلَ ُم َ‬ ‫وب إِاله ّ‬
‫هللاُ َولَ ْم يُ ِ‬ ‫الذنُ َ‬ ‫يَ ْغفِ ُر ُّ‬
‫كاملة االمارة على نوعين‬
‫نوع كمال علوى‬
‫وهى النفس التى اصبحت ال تأمرك اال بخير فلم تعد أمارة سوء ومعصية‬
‫بل هى تأمرك بالطيبات والصالحات وابيض زراقها واصبحت بلون السماء‬
‫الصافية او لون البحر الصافى وقد عذب ماؤها وطاب نبعها فصارت تروى‬
‫من قصدها من خير افاضه هللا عليه وقد حسن سعيها‬
‫س ْعيُ ُهم‬
‫ان َ‬ ‫س ْعيَ َها َوه َُو ُم ْؤ ِمنٌ فَأُولَئِ َك َك َ‬ ‫س َعى لَ َها َ‬ ‫اآلخ َرةَ َو َ‬‫( َو َمنْ أَ َرا َد ِ‬
‫ش ُكوراً ) اإلسراء‪09‬‬ ‫هم ْ‬
‫************************‬
‫واما امارة السوء الكاملة والعياذ باهلل فقد صارت شرا محضا ال تأمر بخير‬
‫ابدا وال ترى اال شهواتها واهوائها فيصبح وجه صاحبها يشبه وجه حيوان‬
‫شرس فمنهم من له وجه ذئب ومنهم من له وجه ضبع ومنهم من له وجه‬
‫افعى ويضيع من سماتهم النور‬
‫اللهم احفظنا وسلمنا من هذه النفس الشريرة واصحابها ولكن ال احد يستطيع‬
‫ان يمنع رحمة هللا فالكافر قد يسلم والفاجر قد يتوب ولكن يصعب على‬
‫صاحب النفس االمارة السابعة ان يبصر نورا او يتجه الى خيرا اال فيما ندر‬
‫وعموما ال نرى بين المسلمين صاحب النفس كاملة الشر اال نادرا فى عتاة‬
‫المجرمين ومن نسوا هللا واعتادوا النسيان واستباحوا الحرمات‬
‫ض يَأْ ُم ُر َ‬
‫ون بِا ْل ُمن َك ِر َويَ ْن َه ْو َن َع ِن‬ ‫ض ُهم ِّمن بَ ْع ٍ‬ ‫ون َوا ْل ُمنَافِقَاتُ بَ ْع ُ‬ ‫(ا ْل ُمنَافِقُ َ‬
‫ون‬‫سق ُ َ‬ ‫ين ُه ُم ا ْلفَا ِ‬‫سيَ ُه ْم إِنه ا ْل ُمنَافِقِ َ‬‫هللاَ فَنَ ِ‬
‫سو ْا ّ‬ ‫ون أَ ْي ِديَ ُه ْم نَ ُ‬
‫ض َ‬ ‫وف َويَ ْقبِ ُ‬‫ا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫)التوبة‪29‬‬
‫وهؤالء عقابهم شديد‬

‫‪ 91‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫صيراً )النساء‪013‬‬ ‫سفَ ِل ِم َن النها ِر َولَن ت َِج َد لَ ُه ْم نَ ِ‬ ‫ين فِي الد ْهر ِك األَ ْ‬ ‫(إِنه ا ْل ُمنَافِقِ َ‬
‫يعنى أسوأ من الكافرين وأما من سبقت له من هللا رحمة فيتوب قبل فوات‬
‫االوان ويتركوا براثن الشيطان‬
‫هللاِ َولَ ْو أَنه ُه ْم إِذ ظهلَ ُمو ْا أَنفُ َ‬
‫س ُه ْم َجآؤُو َك‬ ‫ول إِاله لِيُطَا َع بِإ ِ ْذ ِن ّ‬‫س ٍ‬ ‫س ْلنَا ِمن هر ُ‬ ‫( َو َما أَ ْر َ‬
‫هللاَ تَ هوابا ً هر ِحيما ً )النساء‪21‬‬ ‫سو ُل لَ َو َجدُو ْا ّ‬ ‫ستَ ْغفَ َر لَ ُه ُم ال هر ُ‬ ‫ستَ ْغفَ ُرو ْا ّ‬
‫هللاَ َوا ْ‬ ‫فَا ْ‬
‫****************‬
‫وأما النفس كاملة االمارة التى قصدنا تربيتها ايام واسابيع وبعد هذه االسابيع‬
‫من الفهم واظهار العيوب واالفات باظهار كل وجه من وجوه االمارة حتى‬
‫يتجنبه اللبيب ويتقيه االريب وقد وصلنا الى اول شاطىء من شواطىء االمان‬
‫اصبحت نفسنا االمارة بعد ان كانت امارة السؤ‬
‫سو ِء إِاله َما َر ِح َم َربِّ َي إِنه َربِّي َغفُو ٌر‬ ‫ارةٌ بِال ُّ‬ ‫س ألَ هم َ‬‫سي إِنه النه ْف َ‬ ‫( َو َما أُبَ ِّر ُ‬
‫ئ نَ ْف ِ‬
‫هر ِحي ٌم )يوسف‪35‬‬
‫اصبحت تحت مظلة اال ما رحم ربى ودخلت فى رحمة هللا الغفور الرحيم‬
‫ودخلت فى مقامات الخوف ونهى النفس عن الهوى‬
‫س َع ِن ا ْل َه َوى )النازعات‪11‬‬ ‫اف َمقَا َم َربِّ ِه َونَ َهى النه ْف َ‬ ‫( َوأَ هما َمنْ َخ َ‬
‫وهكذا يا احباب الفقير نجنى ثمرة ما زرعناه فلقد زرعنا اسابيع من الذكر‬
‫والفكر واستبطان المعانى والغوص فى االوانى فكل إناء ينضح بما فيه‬
‫وقد غسلنا جانب من االناء ووضعنا فيه بذور الخير فأنبت أمارة الخير‬
‫وهو اول طريق الوالية‬
‫**************‬
‫ولكن هل اصبحت نفوسنا األمارة بالخير فى هذه المرحلة نفس مطلقة فى‬
‫الخيرية وهل وصلنا الى ما نرجوه من أنفسنا ؟ بأمر رب البرية‬
‫اذا فما فائدة تذكية بقية النفوس ؟‬
‫اعلموا يا احباب الفقير انه لو كنا وصلنا الى نهاية الطريق ما كنا نحتاج ان‬
‫تأمرنا انفسنا بالخير اعرفوا جيدا هذه النقطة نفس تأمرنا بالخير‬
‫اى ما زال هناك شر وما زال هناك تردد وما زال هناك نقص‬
‫النه اذا وصلت النفس الى مرحلة الخير المطلق فال تحتاج حينئذ الى نفس‬
‫تأمرها بالخير بل تصير هى الخير ذاته‬
‫يعنى ببساطة نفسك تأمرك بالخير‬
‫هذا جيد فلم تعد تأمرك بالشر وهذه مرحلة جيدة ولكنك مازلت تحتاج‬
‫الى من يأمرك بالخير اذا مازال هناك نقص فاسعى الى استكمال الناقص‬
‫‪ 92‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫وترقية القاصر اذن مازال هناك سلوك وتربية وطريق وذكر وعمل وتفكر‬
‫واعتقاد فال تتوقف هنا وأكمل‬
‫**************‬
‫اعلموا يا احباب الفقير‬
‫ان االنسان اذا لم يسير لألمام فلقد خالف سنة الحياة فالحياة تسير دائما‬
‫لألمام وألعلى لذلك من يتوقف عن هذا المقام يخشى عليه من العود‬
‫فاذا اعجبه من نفسه ما يرى من مسارعة الى الخيرات دون ان يمضى قدما‬
‫فى تذكية بقية احواله ربما اذا توقف اغرته الشياطين فعاد الى المعاصى‬
‫واالفات فأولياء هللا الواصلين لم يتوقفوا يوما عن تربية أنفسهم وسياستها‬
‫باألذكار وتغذيتها بالتفكر واالعتبار حتى يصير فيهم الخير ظاهرا وباطنا‬
‫ويصيروا اصال للخير مددا للخير ومغالقا للشر‬
‫(‪.........‬فَا ْعتَبِ ُروا يَا أُولِي ْاألَ ْب َ‬
‫صا ِر )الحشر‪2‬‬
‫***********‬

‫اليوم وقد وصلنا الى هذه المرحلة فاصبح المرا د هو هللا واصبح‬
‫ال مـراد إال هللا‬
‫كما قال سيدنا عبد القادر في الذكر الفرعى للنفس االولى‬
‫ال مـراد إال هللا‬

‫فأبشر يا عبد هللا فلقد انغرست كلمة التوحيد في جسدك وروحك وعقلك‬
‫بذرة صغيرة ثم نبتت فرعا ثم صارت شجرة التوحيد شجرة كبيرة انبتت فيك‬
‫ثمار فاذكر هللا أناء الليل واطراف النهار‬
‫س َوقَ ْب َل ُغ ُروبِ َها‬
‫ش ْم ِ‬
‫وع ال ه‬ ‫سبِّ ْح بِ َح ْم ِد َربِّ َك قَ ْب َل طُلُ ِ‬
‫ون َو َ‬ ‫(فَ ْ‬
‫اصبِ ْر َعلَى َما يَقُولُ َ‬
‫ضى )طه‪051‬‬ ‫سبِّ ْح َوأَ ْط َر َ‬
‫اف النه َها ِر لَ َعلهكَ ت َْر َ‬ ‫َو ِمنْ آنَاء الله ْي ِل فَ َ‬
‫فلقد اخترناك مسلما موحدا ذاكرا والذاكر مذكور والقلب معمور‬
‫بال اله اال هللا‬
‫المجد هلل‬
‫وال مراد اال هللا‬
‫*************‬

‫‪ 93‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫فائدة هذا االسبوع‬
‫****************‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق ثم تكرر هذا الذكر‬
‫ال مـراد إال هللا‬
‫بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى‬
‫الذكر يكون مع اخراج النفس‬
‫بصوت مسموع‬
‫وتمد حرف ال اربع حركات على االقل‬
‫ثم تكمل الجملة بال مد‬
‫العدد‬
‫‪101‬‬
‫‪501‬‬
‫‪1001‬‬
‫وال تنسى ذكرنا الدائم‬
‫ال اله اال هللا‬

‫******************************************‬

‫‪ 94‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس الرابع والثالثون‬
‫بمناسبة االسراء والمعراج سنخصص هذا الدرس‬
‫لبعض علوم االسراء والمعراج ثم نستكمل من الدرس القادم‬
‫باذن هللا درس النفس اللوامة وبداية الوالية‬
‫***********‬
‫االسراء والمعراج‬
‫اوال ‪ :‬االسراء‬
‫صى اله ِذي‬‫س ِج ِد األَ ْق َ‬
‫س ِج ِد ا ْل َح َر ِام إِلَى ا ْل َم ْ‬ ‫ان اله ِذي أَ ْ‬
‫س َرى بِ َع ْب ِد ِه لَ ْيالً ِّم َن ا ْل َم ْ‬ ‫س ْب َح َ‬
‫( ُ‬
‫صي ُر )اإلسراء‪0‬‬ ‫س ِمي ُع البَ ِ‬ ‫ار ْكنَا َح ْولَهُ لِنُ ِريَهُ ِمنْ آيَاتِنَا إِنههُ ه َُو ال ه‬ ‫بَ َ‬
‫االسراء معروف وربما قرأتم الكثير من الكتب والخطب عنه‬
‫فماذا نستطيع ان نقول فيه ويكون جديد ؟‬
‫نتكلم فيه من جانب طى المكان‬
‫وماهو طى المكان ؟‬
‫انه االسراء‬
‫طى المكان في خطوة مع الفارق ان هناك خطوة اعجازية او خطوة كرامة‬
‫ميراثية وهناك خطوة كونية باسباب وعلوم‬
‫وربما عون غيبى‬
‫اما االسراء فمن حيث كونه معجزة االهية فليس له سبب وليس له طريقة‬
‫او دعاء وليس له اى حول من العبد لذلك جاءت االية بتعبير‬
‫سبحان الذى اسرى‬
‫حتى تنفى اى حول او تدخل من سيدنا النبى صلى هللا عليه وسلم‬
‫فهو اسرى به فليس هذا علم او اسباب او حتى اختيار او ارادة‬
‫ولكنه وهب اعجاز ترتيب االهى ليس لبشر تدخل فيه حتى بالطلب‬
‫لم يطلبه سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم بل اسرى به‬
‫فطويت له االرض في لمح البصر وصار المكان في حقه غير موجود‬
‫فلو شاء هللا لنقله من اقصاها الى اقصاه في لمحة عين او اقل من ذلك‬
‫فهى القدرة الربانية وتجلى الرب في مقابل العبد‬
‫ولكن امة الحبيب صلى هللا عليه وسلم كان لها في هذا نصيب‬
‫‪ 95‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫فما كان في حق النبى صلى هللا عليه وسلم معجزة ربانية بال طلب اال اكتمال‬
‫العبودية فجاز ان يكون كرامة لولى من امته‬
‫لذلك كثر في امة سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم ما يسمونهم‬
‫اهل الخطوة‬
‫وهى تسمية خاطئة‬
‫فانا اسميهم اهل االسراء‬
‫و هم من ينتقلون في لمحة عين في المكان فيصلون في مكة والمدينة‬
‫او ينتقلون الى اى مكان بارادتهم واختيارهم وما هذا الى ميراث من االسراء‬
‫والن كل ماحدث للنبى صلى هللا عليه وسلم ينعكس الى امته‬
‫ويكفيك في ذلك اشارة واحدة عندما عرض على الحبيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫شراب فاختار اللبن فقال له سيدنا جبريل عليه السالم اخترت الفطرة‬
‫فلو اخترت الخمر لغوت امتك‬
‫وانظر هذا الجزء من قصة االسراء والمعراج"‬
‫وسرنا ما شاء هللا أن تسير‪ ،‬وإذا بصائح عن يميني وهو يقول ‪:‬‬
‫"قف يا محمد فإني أنصح لك وألمتك‪ ".‬فسرت ولم التفت إليه وكان ذلك‬
‫فضال من هللا تعالى‪ ،‬ثم سرنا ما شاء هللا‪ ،‬وإذا بصائح عن شمالي وهو‬
‫يقول "‪:‬قف يا محمد فأني أنصح لك وألمتك‪ ".‬فسرت ولم ألتفت إليه وكان‬
‫ذلك فضال من هللا تعالى‪ ،‬ثم سرنا ما شاء هللا وإذا بامرأة ناشرة شعرها‬
‫عليها من كل زينة خلقها هللا تعالى من الحلل والجواهر والدر والياقوت قد‬
‫أشرق حسنها وجمالها وهي تنادي‬
‫وتقول "‪:‬يا محمد قف حتى أكلمك فأني أنصح لك وألمتك‪".‬‬
‫فسرت ولم أقف وكان ذلك فضال من هللا عز وجل‪ ،‬ثم سرنا فإذا نحن ببيت‬
‫القدس وإذا عن يميني شاب حسن الثياب طيب الرائحة فلما رآني أقبل وسلم‬
‫علي وعانقني وعانقته ثم غاب عني فقلت‪ :‬يا أخي يا جبريل أخبرني‬
‫عن الصائح الذي ناداني في الطريق ؟" فقال‪ ":‬أما الصائح األول فهو داعي‬
‫النصارى ولو أجبته لتنصرت أمتك من بعدك‪ ،‬وأما الصائح الثاني فهو‬
‫داعي اليهود ولو أجبته لتهودت أمتك من بعدك‪ ،‬وأما المرأة الناشرة شعرها‬
‫المزينة بالحلل فتلك الدنيا ولو أجبتها الختارت أمتك الدنيا على اآلخرة‪،‬‬
‫وأما التي سمعتها تصيح فتلك صخرة لها خمسمائة عام تهوي وفي هذه‬
‫الساعة استقرت في جهنم‪ ".‬فقلت ‪ ":‬يا أخي يا جبريل‪ ،‬ومن هذا الشاب‬
‫الذي سلم علي‪ ".‬فقال‪" :‬يا حبيب هللا‪ ،‬هذا دين هللا عز وجل فأن أمتك‬
‫‪ 96‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫يعيشون مؤمنين‪ ".‬ثم إن جبريل سبقني إلى بيت المقدس فتبعته‪ ،‬وإذا هو قد‬
‫أقبل ومعه ثالثة أقداح في األول لبن وفي الثاني خمر وفي الثالث ماء‪ ،‬فقال‬
‫لي "‪:‬أشرب أيها شئت‪ ".‬فأخذت اللبن فشربته إال قليال‪ ،‬فقال لي جبريل‪:‬‬
‫"أخذت الفطرة كلها ولو أخذت الخمر لغوت أمتك ولو أخذت الماء لغرقت‬
‫أمتك ولو شربت اللبن كله ما دخل أحد من أمتك النار‪ ".‬فقلت‪ ":‬يا أخي رد‬
‫علي القدح " فقال "‪:‬هيهات يا محمد قضي األمر وجف القلم بما هو كائن‪".‬‬
‫فقلت‪ ":‬كان ذلك في الكتاب مسطورا‪".‬‬
‫************‬
‫فكل ما يحدث للحبيب صلى هللا عليه وسلم له اثر في االمة ظاهرا وباطنا‬
‫الى قيام الساعة‬
‫*************‬
‫ويختلف طى المكان عن علم الخطوة‬
‫فعلم الخطوة يتوصل له باسباب وطالسم ورياضات وقد يكون بجن او غيره‬
‫ويمكن ان يعمله المؤمن والكافر لذلك قد تجده عند البوذى وعند المسلم‬
‫فهو علم وليس كرامة وله اسباب ‪ .‬واما وقد بينا هذا الجانب فهو لمحة من‬
‫االسراء نؤكد لكم فيها ان من يجاهد النفس والهوى ويطوى مقامات العبودية‬
‫اورثه هللا اسراء يخصه هبة من هللا وكرامة وليس علما وفنا واسباب‬
‫وهو من عطايا امة الحبيب المصطفى صلى هللا عليه وسلم لم يكن فيما قبلنا‬
‫وال يكون في غيرنا‬
‫*****************‬
‫ثانيا المعراج‬
‫ق َع ِن‬ ‫احبُ ُك ْم َو َما َغ َوى{‪َ }2‬و َما يَن ِط ُ‬ ‫ص ِ‬
‫ض هل َ‬ ‫َوالنه ْج ِم إِ َذا َه َوى{‪َ }0‬ما َ‬
‫ش ِدي ُد ا ْلقُ َوى{‪ُ }3‬ذو ِم هر ٍة‬ ‫وحى{‪َ }1‬عله َمهُ َ‬ ‫ا ْل َه َوى{‪ }5‬إِنْ ُه َو إِ هال َو ْح ٌي يُ َ‬
‫س ْي ِن أَ ْو‬ ‫اب قَ ْو َ‬
‫ان قَ َ‬ ‫ق ْاألَ ْعلَى{‪} 9‬ثُ هم َدنَا فَتَ َدلهى{‪ }/‬فَ َك َ‬‫ست ََوى{‪َ }2‬و ُه َو بِ ْاألُفُ ِ‬
‫فَا ْ‬
‫ب ا ْلفُؤَ ا ُد َما َرأَى{‪}00‬‬ ‫أَ ْدنَى{‪} 9‬فَأ َ ْو َحى إِلَى َع ْب ِد ِه َما أَ ْو َحى{‪َ }01‬ما َك َذ َ‬
‫سد َْر ِة‬‫أَفَتُ َما ُرونَهُ َعلَى َما يَ َرى{‪َ }02‬ولَقَ ْد َرآهُ نَ ْزلَةً أُ ْخ َرى{‪ِ }05‬عن َد ِ‬
‫ا ْل ُم ْنتَ َهى{‪}01‬‬
‫***************‬
‫واما المعراج فنأخذ منه ايضا لمحة وفيه طى الزمان وطى الملكوت‬
‫فاختراق السموات حتى سدرة المنتهى وما بعدها ‪ ,‬هو غوص في الملكوت‬

‫‪ 97‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫وعوالم الغيب كلها ما فوق الملك والملكوت وقد اوقف فيه الزمان وفرضت‬
‫فيه الصلوات الخمس في السماء وفى عالم الملكوت وليس في عالم الملك‬
‫حتى تكون صلة مابين الملك والملكوت‬
‫*********‬
‫وتنبه ايها الحبيب اوقف هللا الزمان لنبيه فجمع له الماضى والحاضر‬
‫والمستقبل او ان شئت قلت اعطى النبى صلى هللا عليه وسلم نفحة االهية‬
‫وهى عدم وجود الزمان فال يتصور ان هللا خاق الزمان تسرى عليه احكامه‬
‫حاشا وكال بل هللا عز وجل سبحانه كل االزمان لديه حاضرة وفى نفس‬
‫اللحظة وقد خلع على نبيه هذه الخلعة‬
‫فرأى االنبياء احياء ورأى العصاة يعذبون بل وجمع له عالم الخيال والمثال‬
‫فرأى الدنيا عجوز شمطاء ورأى الجنة والنار مخلوقات تتكلم ورأى غير ذلك‬
‫مما شاء هللا ان يراه ثم صعد في الملكوت ليرى ماهو اعظم من الجنة والنار‬
‫وبالطبع الدنيا بل ماهو اعظم من الملكوت كله رأى من أيات ربه الكبرى‬
‫أو رأى االية الكبرى عند بعض العارفين‬
‫ب ا ْلفُؤَ ا ُد َما َرأَى{‪} 00‬أَفَتُ َما ُرونَهُ َعلَى‬ ‫فَأ َ ْو َحى إِلَى َع ْب ِد ِه َما أَ ْو َحى{‪َ }01‬ما َك َذ َ‬
‫س ْد َر ِة ا ْل ُم ْنتَ َهى{‪ِ }01‬عن َد َها َجنهةُ‬‫َما يَ َرى{‪َ }02‬ولَقَ ْد َرآهُ نَ ْزلَةً أُ ْخ َرى{‪ِ } 05‬عن َد ِ‬
‫ص ُر َو َما طَ َغى{‪} 09‬‬ ‫سد َْرةَ َما يَ ْغشَى{‪َ }02‬ما َزا َغ ا ْلبَ َ‬ ‫ا ْل َمأْ َوى{‪ }03‬إِ ْذ يَ ْغشَى ال ِّ‬
‫ت َربِّ ِه ا ْل ُك ْب َرى{‪}0/‬‬ ‫لَقَ ْد َرأَى ِمنْ آيَا ِ‬
‫انظرو معى يا احباب الفقير ما كذب الفؤاد ما رأى الفؤاد وليس البصر‬
‫مالذى يراه الفؤاد في الدنيا وال يراه البصر ؟‬
‫للوارثيين المحمديين ميراثهم ايضا من المعراج‬
‫فيصعدون في الملكوت ويخاطبون ويسمعون الخطاب ولكن جل علوم كل‬
‫االولياء وكل الخلق مهما علوا حتى سدرة المنتهى اال النبى صلى هللا عليه‬
‫وسلم فهو وحده صاحب المقام المحمود هو وحده من قال له جبريل‬
‫يا محمد لو تقدمت الخترقت واما انا لوتقدمت ال حترقت‬
‫واما ان‪:‬‬
‫ون َعلَى النهبِ ِّي‬ ‫صلُّ َ‬ ‫(إِنه ه‬
‫هللاَ َو َم َالئِ َكتَهُ يُ َ‬
‫سلِيما ً )األحزاب‪32‬‬ ‫سلِّ ُموا تَ ْ‬
‫صلُّوا َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫ين آ َمنُوا َ‬‫يَا أَيُّ َها اله ِذ َ‬
‫فهذا هو المقام العالى‬
‫فنحن بالنبى سرينا وبالنبى صلى هللا عليه وسلم عرجنا‬
‫ووهب هللا هذه األمة التى كثرت لها بنبيها العطايا والمواهب‬
‫‪ 98‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫فبه يا احباب يطوى لكم الزمان والمكان والملك والملكوت‬
‫فصلوا عليه وسلموا تسليما‬
‫لقد عاد الحبيب من رحلتيه في الالزمان والال مكان‬
‫وقد اختلفت سمات بشريته فاصبح يرى من خلفه كما يرى من امامه‬
‫واصبح نورا محضا فليس له ظل وهو اصال يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه‬
‫وقال الحكماء في االسفار سبع فوائد‬
‫اما في سفر سيدنا الحبيب مئات الفوائد المته يجنون ثمارها ابد الدهر‬
‫*************‬

‫فائدة هذا االسبوع‬


‫****************‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق‬
‫ثم تكرر هذا الذكر‬
‫ون َعلَى النهبِ ِّي‬‫صلُّ َ‬ ‫(إِنه ه‬
‫هللاَ َو َم َالئِ َكتَهُ يُ َ‬
‫سلِّ ُموا تَ ْ‬
‫سلِيما ً)‬ ‫صلُّوا َعلَ ْي ِه َو َ‬‫ين آ َمنُوا َ‬ ‫يَا أَيُّ َها اله ِذ َ‬
‫اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك سيدنا محمد النبى االمى‬
‫وعلى هللا وصحبه وسلم‬
‫بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى‬
‫الذكر يكون مع اخراج النفس‬
‫بصوت مسموع‬
‫العدد‬
‫‪101‬‬
‫وكل عام وانتم بخير‬

‫********************************‬

‫‪ 99‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس اخلامس والثالثون‬
‫النفس اللوامة‬
‫وبداية الوالية‬
‫***********‬
‫اعلموا يا احباب الفقير ان النفس اللوامة للمؤمن هى بداية الوالية‬
‫وسوف نذكر باذن هللا تعالى في النفس اللوامة ‪ 8‬دروس‬
‫درس في النفس اللوامة عامة‬
‫و‪ 6‬دروس لكل وجه من النفس اللوامة وجه وذكر‬
‫وهذا هو الدرس االول في النفس اللوامة‬
‫وفى الدرس القادم باذن هللا تعالى نتحدث عن الوجه االول للنفس اللوامة‬
‫**********‬
‫اعلموا يا احباب الفقير ان المؤمن له نفوس لوامة تختلف عن نفوس‬
‫الكافر والفاجر الذين لهم ايضا لهم نفوس لوامة تخدم توجهاتهم‬
‫هذا الكون مبنى على نظام يسرى على المؤمن والكافر والبر و الفاجر‬
‫ولكن طبيعته تختلف ووجهته تختلف ولكل مشرب ولكل جزاء‬
‫وقد افلح من زكاها‬
‫( َقدْ أَ ْفلَ َح َمن َز َّكاهَا )الشمس‪1‬‬
‫( َقدْ أَ ْفلَ َح َمن َت َز َّكى )األعلى‪16‬‬
‫( َقدْ أَ ْفلَ َح ا ْل ُم ْؤ ِم ُنونَ )المؤمنون‪1‬‬
‫*****************‬
‫والنفس اللوامة العامة ذكرها هللا مجردة‬
‫وهو ذكر جاللى يحرق االوصاف ويلهب االنفاس ويغلب علينا في هذه‬
‫المرحلة كثرة البكاء ورقة القلب وكثرة اللوم للنفس في كل وقت‬
‫وكما قلنا من تخطى مقامات النفس األمارة فقد بدأ اولى درجات سلم الوالية‬
‫فأما صعد درجات الوالية وهى كثيرة فكل مؤمن في ادنى درجات االيمان هو‬
‫ولى هلل تعالى‬
‫ولكن االيمان درجات وشعب والوالية درجات ومقامات وليس هناك ارتباط‬
‫مابين الوالية والكرامة فأعلى درجات الوالية هى االستقامة‬
‫‪ 100‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫لذلك قال العارفون‬
‫االستقامة أكبر كرامة‬
‫(إن الذين قالوا ربنا هللا ثم استقاموا تتنزل عليهم المالئكة أن ال تخافوا وال‬
‫تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )( فصلت ‪) 14 :‬‬
‫عن سفيان بن عبد هللا رضي هللا عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول هللا ‪،‬‬
‫قل لي في اإلسالم قوال ال أسأل عنه أحدا غيرك ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قل آمنت باهلل ‪ ،‬ثم استقم رواه مسلم‪.‬‬
‫واالستقامة ايضا ليست اى استقامة‬
‫فهناك استقامة واستقامة لذلك كان الطريق المستقيم في سورة الفاتحة‬
‫محددا‬
‫ص َرا َط ال ُمس َتقِي َم(‪)4‬‬‫اه ِد َنــــا ال ِّ‬
‫الضالِّينَ }‪{7‬‬
‫ب َعلَي ِه ْم َوالَ َّ‬‫ضو ِ‬ ‫ير ال َمغ ُ‬ ‫مت َعلَي ِه ْم َغ ِ‬ ‫صِ َرا َط الَّذِينَ أَن َع َ‬
‫فليس اى صراط مستقيم ولكنه صراط مشمول بالنعمة‬
‫وغير الغضب وال الضالل‬
‫**********************‬
‫اذن وكما قلنا‬
‫سنبدأ بتفسير االية التى وردت فيها النفس اللوامة‬
‫س اللَّ َّوا َم ِة )القيامة‪6‬‬ ‫( َو َال أ ُ ْقسِ ُم ِبال َّن ْف ِ‬
‫اللوامة﴿‪ ٢‬القيامة﴾ اللوامة‪ :‬الكثيرة اللوم‪ ،‬و هي التي اكتسبت بعض‬
‫الفضيلة‪ ،‬فتلوم صاحبها إذا ارتكب مكروها‬
‫حدثنا محمد بن بشار‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬في قوله‪:‬‬
‫س اللَّ َّوا َم ِة ) قال‪ :‬تلوم على الخير والشر‪.‬‬ ‫( َوال أ ُ ْقسِ ُم ِبال َّن ْف ِ‬
‫عكرمة‬ ‫حدثنا أبو كريب ‪ ،‬عن ِ‬
‫س اللَّ َّوا َم ِة) قال‪ :‬تلوم على الخير والشر‪.‬‬ ‫( َوال أ ُ ْقسِ ُم ِبال َّن ْف ِ‬
‫وقال مجاهد‪ :‬تندم على مافات وتقول‪ :‬لو فعلت ولو لم أفعل ‪.‬‬
‫قال الفراء‪ :‬ليس من نفس برة وال فاجرة إال وهي تلوم تفسها‪،‬‬
‫إن كانت عملت خيرا قالت ‪ :‬هال ازددت‪ ،‬وإن عملت شرا قالت‪ :‬يا ليتني لم‬
‫أفعل‪.‬‬
‫قال الحسن‪:‬‬
‫هي النفس المؤمنة‪،‬‬
‫قال‪ :‬إن المؤمن ‪-‬وهللا‪ -‬ما تراه إال يلوم نفسه‪،‬‬
‫‪ 101‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫ما أردت بكالمي؟ ما أردت بأكلتي؟‬
‫وإن الفاجر يمضى قدما ال يحاسب نفسه وال يعاتبها‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنها تلوم نفسها بما تلوم عليه غيرها; فعلى هذه الوجوه‬
‫تكون اللوامة بمعنى الالئمة‪ ,‬وهو صفة مدح;‬
‫وعلى هذا يجيء القسم بها سائغا حسنا‪.‬‬
‫وفي بعض التفسير ‪ :‬إنه آدم عليه السالم لم يزل الئما لنفسه‬
‫على معصيته التي أخرج بها من الجنة‪.‬‬
‫****************‬
‫حقيقة النفس‬
‫وحتى تكون النفس البشرية نفس حية‪ ،‬نفس لوامة‪ ...‬فال بد لها أن تقف‬
‫عند حقيقتها ودوافعها‪،‬‬
‫يقول الشيخ علي الطنطاوي ‪ -‬رحمه هللا–‬
‫في كتاب (صور وخواطر) ‪:‬‬
‫"متى تعرف نفسك يا أخي وأنت من حين ُتصبح إلي حين تنام‬
‫مشغول عنها؟ متى تعرف نفسك وأنت ال تحاول أن تخلو بها ساعة‬
‫كل يوم ُتفكر فيها؟ متى تعرف نفسك وأنت أبدا ُتفكر في الناس كلهم إال‬
‫نفسك؟ تقول (أنا)‬
‫فهل خطر علي بالك مرة واحدة أن تسأل نفسك‬
‫(من أنا؟ )‬
‫**************************‬
‫متى تكون النفس لوامة؟‬
‫*ال ُمحاسبة ‪:‬‬
‫محاسبة النفس أوال بأول حتى يسهل عالج عيوبها من البداية‪،‬‬
‫فقدر هللا تعالى ينفذ في اإلنسان من خالل ما يفعله بنفسه‬
‫وقد أوصي ‪ -‬سبحانه – وتعالى بمحاسبة النفس‬
‫(ولتنظر نفس ما قدمت لغد) (الحشر‪.)18 :‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫((مثل المؤمن واإليمان كمثل الفرس في آخيته يجول ثم يرجع‪،‬‬
‫وهكذا المؤمن يسهو ثم يرجع إلي إيمانه)) رواه أحمد‪.‬‬
‫************‬
‫وما أصدق قول عمر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-:‬‬
‫‪ 102‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫"حاسبوا أنفسكم قبل أن ُتحاسبوا‪ ،‬وزنوا أعمالكم قبل أن ُتوزنوا‪،‬‬
‫فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم‪ ،‬وتزينوا‬
‫للعرض األكبر‪،‬‬
‫(يومئ ٍذ تعرضون ال تخفى منكم خافية)‪".‬‬
‫*************‬
‫قال مالك بن دينار ‪:‬‬
‫"رحم هللا عبدا قال لنفسه‪ :‬ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟‬
‫ثم ذمها‪ ،‬ثم ألزمها كتاب هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬فكان لها قائدا‪".‬‬
‫*************‬
‫النفس اللوامة عموما لها صنفين‬
‫وسبعة اوجه لكل صنف‬
‫فصنف خير وصنف شر‬
‫الصنف الخير مؤمن والصنف الشر كافر ومسلم‬
‫وهم درجات وهم دركات فدرجات في النعيم ودركات في الجحيم‬
‫***********‬
‫صنف النفس الخيرة تلومك متى؟‬
‫إذا عملت سوءا‪ ،‬أو فرطت في واجب تلومك ‪.‬‬
‫و صنف النفس الشريرة تلومك متى؟ إذا فعلت خيرا‪ ،‬أو تجنبت محرما‪،‬‬
‫المتك‪ :‬كيف تحجر على نفسك؟ لماذا لم تتحرر؟ لماذا ال تفعل كل ما تريد؟‬
‫تقولها النفس األمارة بالسوء ‪.‬‬
‫وتلومك على ما فاتك من متع الحياة الفاجرة‬
‫أما النفس الخيرة‪ :‬فتلومك عند فعل الشر وترك الخير‬
‫وهى االساس وهى نفس المؤمن‬
‫****************‬
‫ومن اخطار األفات التى تأكل النفس اللوامة كما يأكل الجراد اوراق الشجرة‬
‫الخضراء هل رأيتم يوما جرادا يأكل ورقة صفراء او يابسة‬
‫انما تأكل االفات كل اخضر غض مأمول الخير‬
‫*************‬
‫فانتبهوا يا احباب الفقير‬
‫فان لكل مقام آفة وهذ وظيفتنا ان ننبهكم الى الطيبات وفعل الخيرات‬
‫وترك المنكرات هكذا يكون الشيخ واال فال‬
‫‪ 103‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫فمن لم ينهاكم عن منكر ويأمركم بخير فهو ليس بشيخ‬
‫واشد االفات على النفس اللوامة هو‬
‫االعجاب بالنفس بافعالها واقوالها وحتى عبادتها واذكارها‬
‫**************‬
‫مخاطر اإلعجاب بالنفس‪:‬‬
‫*الحرمان من توفيق هللا تعالى ومعيته للعبد‪ ،‬فهو ال يرى إال نفسه‪،‬‬
‫فينسى خالقه الذي أنعم عليه بكل النعم‪.‬‬
‫*الضعف التام في مواجهة المحن‪ ،‬فهو سريع االنهيار‪ ،‬فلقد نسي هللا في‬
‫الرخاء‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم لعبد هللا بن عباس ‪:‬‬
‫((احفظ هللا تجده أمامك‪ ،‬تعرف إلي هللا في الرخاء‪ ،‬يعرفك في الشدة"))‬
‫أخرجه أحمد‪.‬‬
‫*تخلي اآلخرين عنه‪ ،‬وأحيانا البغض له‪ ،‬فببغض هللا أبغضه المالئكة‬
‫ثم يوضع البغض له في األرض كما في الحديث‬
‫((ثم ينادى في أهل السماء‪ :‬إن هللا يبغض فالنا فأبغضوه‪،‬‬
‫قال‪ :‬فيبغضونه‪ ،‬ثم توضع له البغضاء في األرض)) أخرجه البخاري‪.‬‬
‫ولنعلم أن قدر هللا تعالى ينفذ في اإلنسان من خالل ما يفعله بنفسه‬
‫(إن هللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد‪)11 :‬‬
‫فتربية النفس وإعدادها يحتاج لصبر طويل‪ ،‬والتوجه إلي هللا تعالى وحده‬
‫فدائما التنظر الى عمل تعمله في خير وتعجب به ودائما اعتقد ان العمل‬
‫الصالح من توفيق هللا لك والتنظر لغيرك بعين النقص حتى في العبادات‬
‫فربما يكون قليل غيرك مقبول عند هللا من كثيرك‬
‫فانتبهوا يا احباب الفقير فلن تأتيكم الشياطين وانتم متصوفين‬
‫لتقول لكم اشربوا الخمر او اسرقوا او ازنوا انما تأتيكم من باب العبادة‬
‫بامتداح اعمالكم وانفسكم ثم تغويكم بعد ذلك او باحزانكم بطرق سوف‬
‫نذكرها بحول هللا في وقتها‬
‫كان هذا مدخلنا الى النفس اللوامة وان شاء هللا تعالى‬
‫نبدأ من الدرس القادم اوجهها وعجائبها واذكارها الفرعية‬
‫كما افاد سيدنا الغوث عبد القادر الجيالنى قدس هللا سره‬
‫*************‬
‫فائدة هذا االسبوع‬

‫‪ 104‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق ثم تكرر هذا الذكر‬
‫هللا‬
‫وانت مغمض العينين‬
‫بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى الذكر يكون مع اخراج‬
‫النفس بصوت مسموع‬
‫العدد هذا الذكر له اعداد كثيرة واقلها ‪ 6‬دقائق ببطء‬
‫او بقدر االستطاعة الروحية‬
‫(والمقصود بها اذا بدأت في البكاء او االرتعاد او االنجذاب )‬
‫‪5‬دقائق‬
‫‪15‬دقيقة‬
‫‪30‬دقيقة‬
‫ولكن التزيد عن ‪ 14‬دقيقة في هذ المرحلة‬

‫واكرر مرة اخرى‬


‫هذه الطريقة تذكر هللا ببطء وبمد حوالى ‪ 6‬حركات في كل مرة‬
‫مغمض العينين بصوت مسموع‬
‫وال تشغل خاطرك بالعدد او الوقت‬
‫ولكن التزيد عن ‪ 14‬دقيقة‬
‫اضبط جرس المنبه او الموبايل على ‪ 14‬دقيقة‬
‫فاذا رن صلى على النبى صلى هللا عليه وسلم وتوقف‬
‫واحذر اكثر من هذا في هذه المرحلة قد تجذب‬
‫وهذا ذكر جاللى‬
‫كذلك نختم بما بدأنا‬
‫**************‬

‫‪ 105‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس السادس والثالثون‬
‫النفس اللوامة االولى‬
‫امارة اللوامة‬
‫***********‬
‫اعلموا يا احباب الفقير ان اعمال القلوب تبدأ مع هذه النفس وبها تبدأ‬
‫درجات االيمان‬
‫لقد كنا في النفس االمارة االولى بكل درجاتها ندور في افالك االسالم‬
‫فاذا صعدنا الى اللوامة‬
‫فقد بدأت اعمال القلوب وبدأنا في درجات االيمان فيلزمنا كهف نأوى اليه‬
‫ويكون لنا سترا من الشر في انفسنا اوال وفيما حولنا ثانيا وتدبر معى‬
‫ص َعلَ ْيكَ نَبَأَهُم بِا ْل َح ِّ‬
‫ق إِنه ُه ْم فِ ْتيَةٌ آ َمنُوا بِ َربِّ ِه ْم َو ِز ْدنَا ُه ْم ُه ًدى‬ ‫(نَ ْحنُ نَقُ ُّ‬
‫}الكهف‪05‬‬
‫من آمن‪ ..........‬دخل في االمن واألمان وفتح له باب الرحمن‬
‫لن تطرق الباب فيغلق دونك قل أمنت باهلل يزدك هللا هدى‬
‫سيروا الى هللا ولو بساق مكسورة وقدم ملتوية‬
‫فاذا سرتم الى هللا حتى ولو زحفا على الركب حتى ولو حطمتكم الذنوب‬
‫وهدمتكم النواقص والعيوب فاهلل سيجبر كسرك ويستر عيبك ويشد أزرك‬
‫فقد سيروا اليه سيعينكم هللا سيتقبلكم هللا سيتوب عليكم ويغفر لكم‬
‫سيذكيكم ويرقيكم سيحييكم حياة طيبة في الدنيا‬
‫صالِحا ً ِّمن َذ َك ٍر أَ ْو أُنثَى َو ُه َو ُم ْؤ ِمنٌ فَلَنُ ْحيِيَنههُ َحيَاةً طَيِّبَةً َولَنَ ْج ِزيَنه ُه ْم‬ ‫( َمنْ َع ِم َل َ‬
‫ون }النحل‪99‬‬ ‫س ِن َما َكانُو ْا يَ ْع َملُ َ‬ ‫أَ ْج َرهُم بِأ َ ْح َ‬
‫ويجازيكم الجنة في األخرة‬
‫فقل ‪....‬ياهلل‪...‬ياهلل‬
‫ون }األنعام‪90‬‬ ‫هللاُ ثُ هم َذ ْر ُه ْم فِي َخ ْو ِ‬
‫ض ِه ْم يَ ْل َعبُ َ‬ ‫( ‪..........‬قُ ِل ّ‬
‫سوف يشتد بعد قليل جسدك وتزيد قوتك ألن هللا سوف يعينك‬
‫فلقد قصدته فلن يتركك كن على يقين‬
‫**********‬

‫‪ 106‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫ُون َو ْج َههُ َو َال تَ ْع ُد‬ ‫ش ِّي يُ ِريد َ‬ ‫ُون َربه ُهم بِا ْل َغ َدا ِة َوا ْل َع ِ‬‫ين يَ ْدع َ‬ ‫سكَ َم َع اله ِذ َ‬ ‫اصبِ ْر نَ ْف َ‬
‫( َو ْ‬
‫َع ْينَاكَ َع ْن ُه ْم تُ ِري ُد ِزينَةَ ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َو َال تُ ِط ْع َمنْ أَ ْغفَ ْلنَا قَ ْلبَهُ َعن ِذ ْك ِرنَا َواتهبَ َع‬
‫ان أَ ْم ُرهُ فُ ُرطا ً }الكهف‪2/‬‬ ‫َه َواهُ َو َك َ‬
‫والصحبة الطيبة في الطريق نعمة والصحبة السوء نقمة فال تعن على نفسك‬
‫واجتنب الفجار وال يرضى بهم قلبك فهذا شر تدخله على نفسك فتسقط بين‬
‫الخير والشر وتلومك أمارة اللوامة على ما فعلت وعلى مالم تفعل وانت‬
‫بالطبع فيك الطيبة قد استقرت والقلب بدأ يتفتح لأليمان ولكن مازال المعاصى‬
‫والنواقص لها نصيب فيك فقد تقع في اخطاء او معاصى او اهواء فتستغل‬
‫أمارة اللوامة الموقف وتلومك طوال الوقت بسقطتك وتذلك بمعصيتك فتستغل‬
‫قلبك الذى بدأ يرق ونفسك التى بدأت تشف وتذكرك طوال الوقت بما فعلت‬
‫فتظلم عليك الدنيا وتستمر في المعاصى بدال من ان تتوقف عنها والشر يقوى‬
‫بعضه كما ان الخير يقوى بعضه فانتبه‬
‫تب الى هللا في كل وقت واطلب منه دائما العون وربنا هو رب القلب‬
‫والجوارح فاذا سلم القلب سلمت الجوارح واذا اخطأت الجوارح والجسد‬
‫والصورة فال تجعل القلب يتبعها بالسيئات‬
‫************‬
‫واهرع الى رب االرض والسماوات وقل يا هللا ياربى اعنى تجده عونك على‬
‫نفسك فهو اقرب اليك من حبل الوريد‬
‫سهُ َونَ ْحنُ أَ ْق َر ُ‬
‫ب إِلَ ْي ِه ِمنْ َح ْب ِل‬ ‫س بِ ِه نَ ْف ُ‬ ‫س ِو ُ‬ ‫ان َونَ ْعلَ ُم َما تُ َو ْ‬ ‫س َ‬ ‫( َولَقَ ْد َخلَ ْقنَا ْ ِ‬
‫اإلن َ‬
‫ا ْل َو ِري ِد }ق‪02‬‬
‫ون }الواقعة‪/3‬‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ب إِلَ ْي ِه ِمن ُك ْم َولَ ِكن هال تُ ْب ِ‬ ‫( َونَ ْحنُ أَ ْق َر ُ‬
‫ولكن اطلبه تجده وهو ال يحتاج الى طلب ولكنك بشر مختار فيجب عليك ان‬
‫تختاره فيكون هللا وجهتك ويكون هللا مقصدك‬
‫ب ِمنْ َه َذا َرشَداً‬ ‫سى أَن يَ ْه ِديَ ِن َربِّي ِألَ ْق َر َ‬ ‫سيتَ َوقُ ْل َع َ‬ ‫( ‪َ ....‬و ْاذ ُكر هربهكَ إِ َذا نَ ِ‬
‫}الكهف‪21‬‬
‫*****************‬
‫اعلموا يا احباب الفقير ان من افات النفس اللوامة عموما‬
‫اللوم‪ -‬الفكر‪ -‬القبض‪ -‬العجب‪ -‬االعتراض‬
‫واما افة النفس امارة اللوامة فهو االعتراض‬
‫وكما قلنا من قبل من تخطى مقامات النفس األمارة فقد بدأ اولى درجات سلم‬
‫الوالية فلذلك تهجم عليه امارة اللوامة باالعتراض‬
‫‪ 107‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫فكلما هممت بعمل الخير سفهته لك واعترضت عليك باى شكل وحتى لو‬
‫هممت بعمل سيئة اعترضت عليك ايضا انما تبحث النفس االمارة هنا عن‬
‫المشاغبة عما يضايقك عن ان تكون دائما ضيق الصدر لذلك كان ذكرها‬
‫مركبا النارة القلب اوال وبسط الخلق ثانيا‬
‫************‬
‫وهناك صور أخرى من النفس أمارة اللوامة‬
‫فهناك نفس تلومك على الشر فقط وتأمرك بالخير طوال الوقت‬
‫فهى نفس المؤمن المنتبه المخلص في درجة من الدرجات وهو على الطريق‬
‫يسير الذاكر الباحث عن العلم والخائف من هللا تعالى‬
‫هللاَ أَ ْعبُ ُد ُم ْخلِصا ً لههُ ِدينِي }الزمر‪01‬‬ ‫(قُ ِل ه‬
‫وهناك صورة من النفس تلومك وكما قلنا في الخير والشر تقصد االزعاج‬
‫وهى متلونة تارة على خير وتارة على شر هذه ينقصها بعض السعى منها‬
‫في اتجاه الخير ويجب ان تختار ولكن في االغلب يغلب الخير اذا كانت في‬
‫وسط صالح من مجتمع طيب او صديق طيب او اهل طيبيبن او مرشد ناصح‬
‫امين او تسعى بنفسها الى صحبة الخير فتفز وهللا المستعان وصورة اخرى‬
‫تلومك على الخير وتأمرك بالشر وهى درجة اخرى من درجات الشر والنفاق‬
‫والفجور او الكفر والشرك فاذا لم يتداركها النور فتبصر فيسبق عليها القدر‬
‫وتموت على سوء الخاتمة والعياذ باهلل نسأل هللا العافية‬
‫ولكن ما يهمنا هو النوعين االولين‬
‫وهو المؤمن المتجه الى هللا دوما فهو دائما سائر الى النور وما يعترضه من‬
‫عقبات وما يضايقه من أفات فنحن نبينها ونرشد لها وكذلك المسلم المتلون‬
‫بين االيمان والغفلة فنحن نأمل ان يستقيم إيمانه ويثبت كيانه فيلحق‬
‫بالصالحين ويكون من المتقين‬
‫وأما الصنف الثالث فال يعنينا اال اذا طلب الطريق وأراد ان نأخذ بيده‬
‫فأذا تعرض لنا بأرادته أعناه وأسمعناه‬
‫هللاِ‬ ‫اركَ فَأ َ ِج ْرهُ َحتهى يَ ْ‬
‫س َم َع َكالَ َم ّ‬ ‫ست ََج َ‬ ‫ين ا ْ‬ ‫ش ِر ِك َ‬ ‫( َوإِنْ أَ َح ٌد ِّم َن ا ْل ُم ْ‬
‫ون }التوبة‪2‬‬ ‫ثُ هم أَ ْبلِ ْغهُ َمأْ َمنَهُ َذلِ َك بِأَنه ُه ْم قَ ْو ٌم اله يَ ْعلَ ُم َ‬
‫وهللا هو الهادى وهو المعين وليس بايدينا شىء اال البالغ‬
‫غ ا ْل ُمبِينُ }يس‪09‬‬ ‫( َو َما َعلَ ْينَا إِاله ا ْلبَالَ ُ‬
‫*********************‬
‫ومن وسائلنا على تزكية النفس أمارة اللوامة في صورتيها التى تعنينا‬
‫‪ 108‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫الذكر ‪ ..‬والذكر العام كما قلنا هو هللا‬
‫قل هللا‬
‫عطر بها فمك في كل وقت طهر بها لسانك نور بها كيانك واالسم هللا له‬
‫انعكاسات وانوار لذلك نأخذ ذكر فرعى يعكس االنوار على القلب والننا في‬
‫بداية المرحلة يكون هناك بعض القبض فنحتاج الى بسط فلقد أفاد موالنا‬
‫المربى صاحب الطريقة‬
‫االمام الباز عبد القادر الجيالنى قدس هللا سره بان يكون ذكر الفرع االول‬
‫يا نـور يا باسط يا هللا‬
‫وهنا بياء النداء كما قلنا للتنوير والبسط‬
‫وهللا المستعان وبه الحول والطول والقوة‬
‫**********************‬
‫فائدة هذا االسبوع‬
‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق ثم تكرر هذا الذكر‬
‫يا نـور يا باسط يا هللا‬
‫وانت مغمض العينين بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى‬
‫الذكر يكون مع اخراج النفس بصوت مسموع‬
‫الوقت من ‪ 01‬الى ‪ 51‬دقيقة ثم تعقبه بنفس المدة بال صوت‬
‫يعنى اذا ذكرت ‪ 01‬بصوت تذكر ‪ 01‬بدون صوت‬
‫ويكون النظام واحد بالصوت وبدونه بطىء مع التنفس المنتظم‬
‫الحظو ان هذا الذكر في االساس يكون باعداد كبيرة عند القادرية‬
‫ولكننا عندما نذكره ببطء ومع التنفس مدة بصوت ومدة بدون صوت فاننا‬
‫نطوى العدد ويثمر الذكر معنا‬
‫بأذن هللا تعالى وهللا الموفق‬
‫كذلك نختم بالصالة على الحبيب صلى هللا عليه وسلم اى عدد‬
‫ويفضل اال يقل عن ‪ 3‬دقائق‬
‫**************‬
‫والى الدرس القادم بحول هللا تعالى نستكمل‪....‬‬

‫‪ 109‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس السابع والثالثون‬
‫النفس اللوامة الثانية‬
‫لوامة اللوامة‬
‫***********‬
‫اعلموا يا احباب الفقير ان لوامة اللوامة هى مرحلة خطيرة من التطبيق‬
‫االيمانى وخطورتها على القلوب هى الحيرة التى تنتج عنها‬
‫وهى مرحلة من التلوين يتصارع فيها‬
‫اما‪:‬‬
‫الخير والخير او الخير والشر او الشر والخير او الشر والشر‬
‫فما معنى هذا التقسيم ؟‬
‫**************‬
‫اوال ‪ :‬صراع الخير والخير‬
‫بين لوامة في الخير ولوامة في الخير‬
‫في هذه النفس دائما المؤمن يشعر بالتقصير فمهما عمل من اعمال الخير‬
‫تلومه نفسه وتقول له كان هناك افضل من هذا واكثر خيرية وتقوى فمهما‬
‫فعل من اعمال الخير فهو يشعر ان افعاله ناقصة وان هناك افضل وهو مقام‬
‫ممدوح من حيث انه ينظر لنفسه بعين النقص فينفى عنه العجب بافعاله‬
‫وهو كما قلنا من قبل العجب افة ومرض نسأل هللا العافية ولكن يعيب هذا‬
‫المقام انه مازال يرى اعماله والربانى الواصل ال يرى لنفسه عمل وال ينسب‬
‫لنفسه شىء وهذا مقام سيأتى وقته وشرحه‬
‫اما مانتحدث عنه من لوامة اللوامة التى تلوم صاحبها على اعماله الخيرية‬
‫على اساس انه هناك احسن من هذا وأكثر خيرا وان في امكانه احسن‬
‫فهذا جيد وهو مقدمة للترقى لما هو اعلى منه وهذا نرجو بركته‬
‫ويرق قلبه وتزداد خشيته وتزيد تقواه ‪ ,‬ولو وقع في ذنب فال يستمر فيه ابدا‬
‫فهو يخاف هللا في قلبه واعد هلل في نفسه مسجدا ولكنه ما زال يبنى فيه‬
‫ويعمره‬
‫***************‬
‫ثانيا صراع الخير والشر‬

‫‪ 110‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫بين لوامة الخير ولوامة الشر والخير فيها اقوى‬
‫هذا اقل درجة من السابق وهو شدة اللوم على المعاصى اوالسقطات‬
‫فصاحبها دائما في مقام اإلياب بسرعة والتوبة واالستغفار وهو ال يهنأ‬
‫بصغيرة يرتكبها او يستصغر اى معصية فكلما وقع في ذنب مهما صغر المته‬
‫نفسه وهو أيضا مقدمة لما اعلى منه وهو في اقل تقدير يمنع صاحبه من‬
‫الكبائر فطالما يستعظم الصغائر ويلوم نفسه عليها اشد اللوم‬
‫فهو لن يقرب الكبائر وهو على الطريق سائر بقليل من التوفيق‬
‫يترقى الى اللوم في الخير فقط‬
‫****************‬
‫ثالثا ‪ :‬صراع الشر والخير‬
‫وهو بين لوامة الشر ولوامة الخير والشر اكثر‬
‫وهذا على خطر فالشر عنده غالب فربما يقع في كبيرة وهو مؤمن ولكن‬
‫سبق القدر وحام حول المعاصى فوقع فيها قد يكون له اصدقاء سوء‬
‫او صحبة سوء او مجتمع شرير او عمل فيه شبهات‬
‫وهذا يحتاج الى اعانة قوية فهو يرتكب الشر اكثر من حرصه على الخير‬
‫ولكن مازال صوت ضعيف من الخير يلومه على ما يقترفه من الشرور‬
‫وال يشترط ان تكون كبائر فربما تكون صغائر ولكن بالمداومة والتقبل القلبى‬
‫لها تصبح كبائر وتصير دواهى‬
‫مثل من يشاهد االفالم المنحلة والقبيحة او صور العاريات او ينظر باستمرار‬
‫الى النساء في الطرقات او يسعى بالكره والغيبة والنميمة بين الناس‬
‫وغير ذلك‪.....‬كما هو معلوم‬
‫**************‬
‫رابعا ‪ :‬صراع الشر والشر‬
‫وهو بين لوامة شر ولوامة شر أكثر فهى التكتفى بشر واحد‬
‫وهذا معلوم غالبا في عتاة المجرمين والكفرة والمشركين وبعض حثالة‬
‫المسلمين وال تكون بين اصحاب القلوب ابدا اى ال تكون بين المؤمنين‬
‫وربما يكون بين المسلمين الفاسقين المجرمين كما قلن او معتادى االجرام‬
‫ومن تجمدت قلوبهم او ماتت ومن أسرفوا وضيعتهم أنفسهم وتاهوا بين‬
‫الشهوات وسقطوا في السيئات فهى في ليلهم ونهارهم في غفلة وغطاء‬
‫نسأل هللا العفو والعافية من هذا الخطر الداهم فالدنيا ساعة وهى في الدهر‬
‫لحظة والحياة االخرة هى الحيوان فليرحمنا الرحمن‬
‫‪ 111‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫هار ْاآل ِخ َرةَ لَ ِه َي ا ْل َحيَ َوانُ لَ ْو َكانُوا‬ ‫ب َوإِنه الد َ‬ ‫( َو َما َه ِذ ِه ا ْل َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا إِ هال لَ ْه ٌو َولَ ِع ٌ‬
‫ون )العنكبوت‪21‬‬ ‫يَ ْعلَ ُم َ‬
‫ولكن مادام المسلم لم يغرغر فهناك أمل في التوبة ولو ضعيف ولكنه قد ال‬
‫يسلم من اشد العقاب في الدنيا وفى االخرة اللهم اختم لنا بالحسنى ونجنا من‬
‫المعاصى اللهم اجرنا من النار‬
‫************‬
‫والخالص دائما في الذكر والمداومة عليه وكما قلنا من قبل ‪.‬احرص على ان‬
‫تكون أنفاسك ذكر ولن يكون هذا بسهولة ولكن ساعة وساعة ولكن الساعة‬
‫االخرى التجعلها في معصية ولكن فيما هو مباحا ولتكن دائما بين خير وخير‬
‫خير تعده ألخرتك وخير تدخره لدنياك وتقوم فيه بحقوق من تحب من اخ‬
‫او صديق او زوج او ابن اومجتمع او اى وجه من ساعات الخير فساعات‬
‫المؤمن كلها خير فساعة وساعة‬
‫******************‬
‫سله َم‬
‫هللاُ َعلَ ْيه َو َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هللاِ َ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ان ِمنْ ُكتها ِ‬ ‫ي قَال َو َك َ‬ ‫سيِّ ِد ِّ‬‫َعن َح ْنظَلَةَ ْاألُ َ‬
‫ق َح ْنظَلَةُ‬ ‫اح ْنظَلَةُ قَا َل قُ ْلتُ نَافَ َ‬ ‫ف أَ ْنتَ يَ َ‬ ‫قَا َل لَقِيَنِي أَبُو بَ ْك ٍرفَقَا َل َك ْي َ‬
‫هللاِ َما تَقُو ُل‬ ‫ان ه‬ ‫س ْب َح َ‬‫قَا َل ُ‬
‫سله َم يُ َذ ِّك ُرنَا بِالنها ِر َوا ْل َجنه ِة َحتهى‬ ‫صلهى ه‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫هللاِ َ‬ ‫ول ه‬ ‫س ِ‬ ‫قَا َل قُ ْلتُ نَ ُكونُ ِع ْن َد َر ُ‬
‫سنَا‬ ‫سله َم َعافَ ْ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هللاِ َ‬ ‫ول ه‬ ‫س ِ‬ ‫ي َع ْي ٍن فَإ ِ َذا َخ َر ْجنَا ِمنْ ِع ْن ِد َر ُ‬ ‫َكأَنَا َر ْأ ُ‬
‫سينَا َكثِي ًرا‬ ‫ت فَنَ ِ‬ ‫ض ْي َعا ِ‬‫اج َو ْاألَ ْو َال َد َوال ه‬ ‫ْاألَ ْز َو َ‬
‫هللاِ إِنها لَنَ ْلقَى ِم ْث َل َه َذا فَا ْنطَلَ ْقتُ أَنَا َوأَبُو بَ ْك ٍر َحتهى َد َخ ْلنَا َعلَى‬ ‫قَال َأَبُو بَ ْك ٍر فَ َو ه‬
‫سو َل ه‬
‫هللاِ‬ ‫ق َح ْنظَلَةُ يَا َر ُ‬ ‫سله َم قُ ْلتُ نَافَ َ‬ ‫صلهى ه‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫هللاِ َ‬ ‫ول ه‬ ‫س ِ‬ ‫َر ُ‬
‫سله َم َو َما َذاكَ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬‫صلهى ه‬ ‫هللاِ َ‬‫سو ُل ه‬ ‫فَقَا َل َر ُ‬
‫ي َع ْين فَإ ِ َذا‬ ‫هللاِ نَ ُكونُ ِع ْندَكَ تُ َذ ِّك ُرنَا بِالنها ِر َوا ْل َجنه ِة َحتهى َكأَنها َر ْأ ُ‬ ‫سو َل ه‬ ‫قُ ْلتُ يَا َر ُ‬
‫سينَا َكثِي ًرا‬ ‫ت نَ ِ‬ ‫ض ْي َعا ِ‬ ‫اج َو ْاألَ ْو َالد َوال ه‬ ‫سنَا ْاألَ ْز َو َ‬ ‫َخ َر ْجنَا ِمنْ ِع ْن ِدكَ َعافَ ْ‬
‫سي بِيَ ِد ِه‬ ‫سله َم َواله ِذي نَ ْف ِ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬‫صلهى ه‬ ‫هللاِ َ‬ ‫سو ُل ه‬ ‫فَقَا َل َر ُ‬
‫صافَ َح ْت ُك ْم ا ْل َم َالئِ َكةُ َعلَى‬ ‫الذ ْك ِر لَ َ‬ ‫ون ِع ْن ِدي َوفِي ِّ‬ ‫ون َعلَى َما تَ ُكونُ َ‬ ‫إِنْ لَ ْو تَدُو ُم َ‬
‫ت‬
‫ث َم هرا ٍ‬ ‫سا َعةً ثَ َال َ‬ ‫سا َعةً َو َ‬ ‫اح ْنظَلَةُ َ‬ ‫ش ُك ْم َوفِي طُ ُرقِ ُك ْم َولَ ِكنْ يَ َ‬ ‫فُ ُر ِ‬
‫رواه مسلم في صحيحه‪.‬‬
‫****************‬

‫‪ 112‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫واعلموا يا احباب الفقير ان النفس فيها عجايب وفيها ايات فثق باهلل وتوكل‬
‫عليه وألجأ في كل وقت اليه وأذكره كلما تستطيع وعلى كل حال ترى من‬
‫نفسك عجبا في االستقامة‬
‫ق ﴾ فصلت ‪35‬‬ ‫س ِه ْم َحتهى يَتَبَيه َن لَ ُه ْم أَنههُ ا ْل َح ُّ‬
‫اق َوفِي أَ ْنفُ ِ‬
‫سنُ ِري ِه ْم آَيَاتِنَا فِي ْاآلَفَ ِ‬
‫﴿ َ‬

‫****************‬
‫وذكر هذه النفس وألنه من أعمال القلوب وهو يجمع بين الذكر االساسى هللا‬
‫واسم هللا النور لتنوير القلب واسم هللا ارحم الراحمين لتبريد الوارد‬
‫واستجالب الرحمة وترقيق القلب والصلة باهلل بل وإجابة الدعاء بسرعة‬
‫فسر ارحم الراحمين عريض وهو من اسماء االجابة وانظر معى االيات تفهم‬
‫ين )األنبياء‪/5‬‬ ‫الض ُّر َوأَنتَ أَ ْر َح ُم ال هرا ِح ِم َ‬ ‫سنِ َي ُّ‬ ‫وب إِ ْذ نَا َدى َربههُ أَنِّي َم ه‬ ‫( َوأَ ُّي َ‬
‫ض ٍّر َوآتَ ْينَاهُ أَ ْهلَهُ َو ِم ْثلَ ُهم هم َع ُه ْم َر ْح َمةً ِّمنْ‬
‫ش ْفنَا َما بِ ِه ِمن ُ‬ ‫ست ََج ْبنَا لَهُ فَ َك َ‬
‫(فَا ْ‬
‫ين)‪/1‬‬ ‫ِعن ِدنَا َو ِذ ْك َرى لِ ْل َعابِ ِد َ‬
‫وورد في حديث النبى صلى هللا عليه وسلم‬
‫عن أبي أمامة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬إن‬
‫هلل ملكا موكال ب َمن يقول ‪ :‬يا أرحم الراحمين ‪ .‬فمن قالها ثالثا قال الملك ‪ :‬إن‬
‫أرحم الراحمين قد أقبل عليك فاسأل)‪.‬‬
‫وهللا المستعان وبه الحول والطول والقوة‬
‫**********************‬

‫فائدة هذا االسبوع‬


‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬
‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق‬
‫ثم تكرر هذا الذكر‬
‫يا نور يا يا أرحم الراحمين يا هللا‬
‫وانت مغمض العينين بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى‬
‫الذكر يكون مع اخراج النفس بصوت مسموع‬
‫الوقت أيضا من ‪ 01‬الى ‪ 51‬دقيقة ثم تعقبه بنفس المدة بال صوت‬
‫يعنى اذا ذكرت ‪ 01‬بصوت تذكر ‪ 01‬بدون صوت‬

‫‪ 113‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫ويكون النظام واحد بالصوت وبدونه بطىء مع التنفس المنتظم وكما قلنا من‬
‫قبل لنا طرقنا في الطريقة الفيضية القادرية تعتمد على السر والجهر‬
‫والتنفس والذكر ببطء او بسرع حسب المقام ولكل ثماره وهللا الموفق‬
‫كذلك نختم بالصالة على الحبيب صلى هللا عليه وسلم اى عدد‬
‫ويفضل اال يقل عن ‪ 3‬دقائق‬
‫**************‬
‫والى الدرس القادم بحول هللا تعالى نستكمل‪....‬‬

‫‪ 114‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس الثامن والثالثون‬
‫النفس اللوامة الثالثة‬
‫ملهمة اللوامة‬
‫***********‬
‫اعلموا يا احباب الفقير ان ملهمة اللوامة هى كثمرة في بداية نموها لم تنضج‬
‫بعد على غصنها تحركها الرياح ويخشى عليها من السقوط قبل ان تنضج‬
‫وكما قلنا ان درجات االيمان تبدأ مع النفس اللوامة النها تختص بالقلب‬
‫وعملها كله عليه‬
‫وقد جاء في الفيوضات الربانية في المأثر القادرية‪:‬‬
‫النفس اللوامة سيرها هلل ‪ ,‬عالمها البرزخ ‪ ,‬محلها القلب ‪ ,‬حالها المحبة ‪,‬‬
‫واردها الطريق ‪ ,‬نورها أصفر‪ ,‬صفاتها اللوم والفكر والقبض والعجب‬
‫واالعتراض ولكننا ايضا نقول ان فيها الهام اى ان من فروعها ملهمة‬
‫اللوامة‬
‫ولكن كيف تكون النفس لوامة وملهمة في آن واحد؟‬
‫ومن قال ان اإللهام يتعارض مع اللوم بل بالعكس ان االلهام ال يبدأ اال مع‬
‫اللوم فكما اوضحنا من قبل ان اللوامة قسمين‬
‫اللوامة للخير وهى ماتهمنا واللوامة للشر‬
‫ونحن نوضحها في كل درس قليال لكى نعرفها فنجتنبها‬
‫واما لوامة الخير‬
‫فالهامها يبدأ بعد مرحلة معينة من جليان القلب فللقلوب صدأ يبدأ في الزوال‬
‫مع سعى االنسان لتزكية نفسه وبالتربية والتزكية يتساقط الصدأ مع دخول‬
‫االنسان في مرحلة اللوامة‬
‫عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪" - :‬إن هذه القلوب‬
‫تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء"‬
‫قيل ‪ :‬يا رسول هللا وما جالؤها ؟‬
‫قال ‪ " :‬كثرة ذكر الموت وتالوة القرآن " رواه البيهقي في شعب اإليمان‪.‬‬
‫فبعد أن تطهر االنسان من النفس االمارة بالسوء واصبحت أمارة بالخير‬

‫‪ 115‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫وقد فتح باب الخيرات وسيطر االنسان على الشهوات فبات يضعها في‬
‫مقاصدها الشرعية وعافت نفسه المعاصى وتفتح قلبه الى الحسنات‬
‫فاحب الطيبات والمته نفسه على فعله الخيرات النها تريد خير احسن واكثر‬
‫فظهر في قلبه حياء من هللا‬
‫ضي اللههم َع ْنهم‬ ‫عَنْ أَبِي ه َُر ْي َرةَ َر ِ‬
‫سله َم قَا َل‬
‫صلهى اللههم َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫َع ِن النهبِ ِّي َ‬
‫ش ْعبَةٌ ِم َن ا ِإلي َم ِ‬
‫ان * البخاري‬ ‫ش ْعبَةً َوا ْل َحيَا ُء ُ‬ ‫ستُّ َ‬
‫ون ُ‬ ‫ض ٌع َو ِ‬
‫اإلي َمانُ بِ ْ‬
‫ِ‬
‫فإذا ظهر الحياء في قلبك فهذه عالمة خير فانت في الدرجة واحد من ست‬
‫وستون والحظ الحديث الذى في البخارى تكلم عن بضع وستون‬
‫وهى اشارة عندنا الى عدد اسم هللا بالجمل وهللا اعلم فاسم هللا مرتبط بالقلب‬
‫والقلب هو محل االيمان‬
‫وبسلوك الحياء تكون في بداية مقامات االيمان وهذا خير عظيم‬
‫وعندها يظهر االلهام في القلوب فالحياء يحرك اللوامة فتلومك حياء من هللا‬
‫وهنا يختلف اللوم حياءا على اللوم ابتداءا‬
‫بمعنى ان هناك فرق‬
‫ان تلومك نفسك على المعاصى و حتى على خير اقل من خير وان تلومك‬
‫حياءا من هللا ورسوله فاللوم الناتج عن ايمان لوم خارج من القلب‬
‫و يكون لوم باطنى واما االلهام هنا فيشبه ماتحدث عنه حديث‬
‫اصبحت مؤمنا حقا‬
‫عن أنس بن مالك رضى هللا عنه ‪ -‬قال ‪ :‬دخل معاذ بن جبل على رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فقال ‪ :‬كيف أصبحت يا معاذ ؟ قال ‪ :‬أصبحت مؤمنا باهلل‬
‫تعالى ? قال ‪ :‬إن لكل قول مصداقا ولكل حق حقيقة فما مصداق ما تقول ؟‬
‫قال ‪ :‬يا نبى هللا ما أصبحت صبحا قط إال ظننت أنى ال أمسى ‪،‬‬
‫وما أمسيت مساء قط إال ظننت أنى ال أصبح ‪ ،‬وال خطوت خطوة إال ظننت‬
‫أنى ال أتبعها أخرى وكأنى أنظر إلى كل أمة جاثية تدعى إلى كتابها معها‬
‫نبيها وأوثانها التى كانت تعبد من دون هللا ‪ ،‬وكأنى أنظر إلى عقوبة أهل‬
‫النار وثواب أهل الجنة ‪ ،‬قال ‪ :‬صلى هللا عليه وسلم‬
‫عرفت فالزم " أبو نعيم‬
‫***************‬
‫عن أنس أن النبى صلى هللا عليه وسلم –‬
‫قال للحارث بن مالك ‪ " :‬كيف أصبحت يا حارث بن مالك ؟‬
‫‪ 116‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫قال ‪ :‬أصبحت يا رسول هللا مؤمنا حقا ? قال ‪ :‬إن لكل حق حقيقة فما حقيقة‬
‫ما تقول ؟ قال ‪ :‬عزفت عن الدنيا ‪ ،‬وأظمأت نهارى ‪ ،‬وأسهرت ليلى ‪ ،‬وكأنى‬
‫انظر إلى عرش ربى ‪ ،‬وكأنى أنظر إلى أهل الجنة فيها يتزاورون ‪،‬‬
‫وإلى أهل النار يتعاوون ‪ ،‬فقال له النبى صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫أنت أمرؤ نور هللا قلبك عرفت فالزم " ابن عساكر‪.‬‬
‫فهذا نور في القلب وهو من حقائق االيمان‬
‫ونتج عن لوم النفس وتخويفها بالجنة والنار رؤى العين وطبعا ليست رؤيتك‬
‫كرؤية الصحابى وال الهامك كامل مثلهم ولكنك تأخذ من ذلك قسطا‬
‫فهو ميراث يتوارثه المؤمنين والحمد هلل رب العالمين‬
‫*****************‬
‫وأما ملهمة اللوامة للشر‬
‫فنسأل هللا العافية ال احب ان اكثر من الكالم عن الشر الن كثرة الكالم عنه‬
‫تستحضره ولكننا مضطرون الى ايضاحه قليال لكى نتجنبه‬
‫واشهر صوره في هذه النفس يظهره هذا الحديث‬
‫هللاَ َع هز َو َج هل إِ َذا أَ َرا َد‬‫سله َم قَا َل إ إنه ه‬ ‫صلهى اللههم َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫َع ِن ا ْب ِن ُع َم َر أَنه النهبِ هي َ‬
‫أَنْ يُ ْهلِ َك َع ْب ًدا نَ َز َع ِم ْنهُ ا ْل َحيَا َء فَإ ِ َذا نَ َز َع ِم ْنهُ ا ْل َحيَا َء لَ ْم تَ ْلقَهُ إِال َمقِيتًا ُم َمقهتًا‬
‫فَإ ِ َذا لَ ْم تَ ْلقَهُ إِال َمقِيتًا ُم َمقهتًا‬
‫نُ ِز َعتْ ِم ْنهُ األَ َمانَةُ فَإ ِ َذا نُ ِز َعتْ ِم ْنهُ األَ َمانَةُ لَ ْم تَ ْلقَهُ إِال َخائِنًا ُم َخ هونًا‬
‫فَإ ِ َذا لَ ْم تَ ْلقَهُ إِال َخائِنًا ُم َخ هونًا نُ ِز َعتْ ِم ْنهُ ال هر ْح َمةُ فَإ ِ َذا نُ ِز َعتْ ِم ْنهُ ال هر ْح َمةُ‬
‫لَ ْم تَ ْلقَهُ إِال َر ِجي ًما ُملَ هعنًا فَإ ِ َذا لَ ْم تَ ْلقَهُ إِال َر ِجي ًما ُملَ هعنًا‬
‫س َال ِم * ابن ماجة‬ ‫نُ ِز َعتْ ِم ْنهُ ِر ْبقَةُ ا ِإل ْ‬
‫فنزع الحياء هو من وظيفة ملهمة اللوامة للشر وللشر الهامات شريرة‬
‫بل إن بعض األشرار عندهم نوع من الرؤيا وااللهام وهو من باب االستدراج‬
‫نسأل هللا العافية‬
‫*************‬
‫فربما ترى من يدعون أنفسهم روحانيين‬
‫وهم أشرار سفليين يلهمهم الشيطان وسمتهم الغالبة نزع الحياء‬
‫ويكذب الواحد منهم ويدعى المشيخة وهو في الشر مستديم وقد خرج من‬
‫االيمان وربما يخرج من االسالم نسأل هللا العافية‬
‫ونعوذ باهلل من الخذالن‬
‫****************‬
‫‪ 117‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫وكما قلنا منذ زمن كل شىء باالختيار واالختيار بالنية فتبين ماذا تختار‬
‫وعندنا من القران والسنة ارشادات فانتبه الى االشارات وانظر هذا الحديث‬
‫س فِي‬ ‫سله َم بَ ْينَ َما ه َُو َجالِ ٌ‬ ‫صلهى اللههم َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫هللاِ َ‬ ‫سو َل ه‬ ‫عَنْ أَبِي َواقِ ٍد الله ْيثِ ِّي أَنه َر ُ‬
‫صلهى اللههم‬ ‫هللاِ َ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ان إِلَى َر ُ‬ ‫اس َم َعهُ إِ ْذ أَ ْقبَ َل ثَالثَةُ نَفَ ٍر فَأ َ ْقبَ َل ا ْثنَ ِ‬ ‫س ِج ِد َوالنه ُ‬ ‫ا ْل َم ْ‬
‫سله َم‬ ‫صلهى اللههم َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫هللاِ َ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ب َوا ِح ٌد فَلَ هما َوقَفَا َعلَى َر ُ‬ ‫سله َم َو َذ َه َ‬ ‫َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫س‬‫اآلخ ُر فَ َجلَ َ‬ ‫س فِي َها َوأَ هما َ‬ ‫سله َما فَأ َ هما أَ َح ُد ُه َما فَ َرأَى فُ ْر َجةً فِي ا ْل َح ْلقَ ِة فَ َجلَ َ‬ ‫َ‬
‫سله َم‬ ‫صلهى اللههم َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫هللاِ َ‬ ‫سو ُل ه‬ ‫اآلخ ُر فَأ َ ْدبَ َر َذا ِهبًا فَلَ هما فَ َر َغ َر ُ‬ ‫َخ ْلفَ ُه ْم َوأَ هما َ‬
‫قَا َل أَال أ ُ ْخبِ ُر ُك ْم َع ِن النهفَ ِر الثهالثَ ِة أَ هما أَ َح ُد ُه ْم فَأ َ َوى إِلَى ه‬
‫هللاِ فَأ َ َواهُ ه‬
‫هللاُ‬
‫هللاُ‬‫ض ه‬ ‫ض فَأ َ ْع َر َ‬‫اآلخ ُر فَأ َ ْع َر َ‬
‫هللاُ ِم ْنهُ َوأَ هما َ‬ ‫ست َْحيَا ه‬ ‫ست َْحيَا فَا ْ‬ ‫َوأَ هما َ‬
‫اآلخ ُر فَا ْ‬
‫*الترمذي‬
‫**************‬
‫واعلموا يا احباب الفقيرالقادرى أن الشيخ يا مؤمنين تجد من سماته الحياء‬
‫الحياء من الناس والحياء من هللا تعالى قبل الناس‬
‫ال تجده يقول كلمة فاحشة او قول سوء بل هو حتى ال يستطيع ولو اراد ان‬
‫ينطق كلمة فاحشة وال يحب ان تسمعها اذناه ويستحى ان ينظر الى حرام‬
‫وحتى يستحى من المباحات فكيف بالمحرمات‬
‫فتخلقوا دائما بالحياء وتطبعوا به واحرصوا عليه فهو يورثكم االلهام‬
‫وهو درجة من االيمان وهو من اخالق الفطرة االنسانية وقد مدح القرآن‬
‫الحياء‬
‫ستِ ْحيَاء قَالَتْ إِنه أَبِي يَ ْدعُو َك لِيَ ْج ِزيَ َك أَ ْج َر َما‬ ‫شي َعلَى ا ْ‬ ‫(فَ َجاء ْتهُ إِ ْح َدا ُه َما تَ ْم ِ‬
‫ص قَا َل َال ت ََخفْ نَ َج ْوتَ ِم َن ا ْلقَ ْو ِم‬ ‫ص َ‬ ‫ص َعلَ ْي ِه ا ْلقَ َ‬‫سقَ ْيتَ لَنَا فَلَ هما َجاءهُ َوقَ ه‬ ‫َ‬
‫ين }القصص ‪23‬‬ ‫الظهالِ ِم َ‬
‫فضعوا نصب اعينكم وفى قلوبكم ان تكفوا جوارحكم وتحفظوا لبكم‬
‫وتمشوا على استحياء‬
‫ض َولَن تَ ْبلُ َغ ا ْل ِجبَا َل طُوالً‬ ‫ق األَ ْر َ‬ ‫ض َم َرحا ً إِنهكَ لَن ت َْخ ِر َ‬ ‫ش فِي األَ ْر ِ‬ ‫( َوالَ تَ ْم ِ‬
‫)اإلسراء‪59‬‬
‫واستعينوا باهلل على ذلك يعنكم واقصدوه تجدوه فهو لم يترك من قصده‬
‫او يخيب من رجاه او يرد من دعاه وقال ياهلل واعلموا ان االيمان دائما‬
‫يزيد بالمعرفة والعلم وان هللا تعالى حثنا على العلم والعلم ظاهر وباطن‬

‫‪ 118‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫وعلم القلوب هو علم راقى شريف هو علم هلل وباهلل ومن هللا والعلم بال عمل‬
‫خيبة وممقوت فماتعلمته اعمل به فور تعلمه واذا كنت قد اعوججت عن‬
‫الطريق فاعتدل واستقم‬
‫ونحن نرشدك في دروسنا الى طريق هللا فاعمل بما تعلم يورثك هللا علم ما ال‬
‫تعلم وهذا من اساسيات االلهام ان تعمل بما تعمل فاجتهدوا في العمل بقدر‬
‫االستطاعة فالدنيا ساعة اجعلوها طاعة‬
‫اجداً َوقَائِما ً يَ ْح َذ ُر ْاآل ِخ َرةَ َويَ ْر ُجو َر ْح َمةَ َربِّ ِه‬‫س ِ‬‫(أَ همنْ ه َُو قَانِتٌ آنَاء الله ْي ِل َ‬
‫ون إِنه َما يَتَ َذ هك ُر أُ ْولُوا ْاألَ ْلبَا ِ‬
‫ب‬ ‫ون َواله ِذ َ‬
‫ين َال يَ ْعلَ ُم َ‬ ‫قُ ْل َه ْل يَ ْ‬
‫ستَ ِوي اله ِذ َ‬
‫ين يَ ْعلَ ُم َ‬
‫)الزمر‪9‬‬
‫**********************‬
‫فائدة هذا االسبوع‬

‫مع البدايات المعتادة من تسمية وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس‬


‫وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة أنفاس عميق ثم تكرر هذا الذكر‬
‫يا نور يا باطن يا هللا‬
‫وانت مغمض العينين بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى‬
‫الذكر يكون مع اخراج النفس بصوت مسموع‬
‫الوقت أيضا من ‪ 01‬الى ‪ 51‬دقيقة ثم تعقبه بنفس المدة بال صوت‬
‫يعنى اذا ذكرت ‪ 01‬بصوت تذكر ‪ 01‬بدون صوت‬
‫ويكون النظام واحد بالصوت وبدونه بطىء مع التنفس المنتظم‬
‫وهللا الموفق‬
‫كذلك نختم بالصالة على الحبيب صلى هللا عليه وسلم اى عدد‬
‫ويفضل اال يقل عن ‪ 3‬دقائق‬

‫‪ 119‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس التاسع والثالثون‬
‫يا أرحم الراحمين‬
‫أكشف ما بنا وبالمسلمين‬
‫فقيراً جئتُ بابك يا إلهي‪.........‬ولستُ إلى عبادك بالفقي ِر‬
‫بيقين قلبي‪...........‬وأطم ُع منك في الفض ِل الكبي ِر‬ ‫ِ‬ ‫غنيا ً عنه ُم‬
‫ب قدي ِر‬ ‫الهي ما سألتُ سواك عونا‪......‬فحسبي العونُ من ر ٍ‬
‫ب غفو ِر‬ ‫الهي ما سألتُ سواك عفوا‪.....‬فحسبي العف ُو من ر ٍ‬
‫ب بصي ِر‬ ‫ي من ر ٍ‬ ‫الهي ما سألتُ سواك هديا‪.....‬فحسبي الهد ُ‬
‫عوني سواك ومن مجي ِر‬ ‫ِ‬ ‫إذا لم أستعن بك يا الهي‪......‬فمن‬
‫*************‬
‫احبابى احباب الفقير كل عام وانتم بخير هاهو رمضان يهل علينا باليمن‬
‫والخير والبركات‬
‫فاغتنموا اوقاتكم ان دروسنا في هذا الشهر تكون اقوى وتأثيرها يكون اكثر‬
‫وتربية النفس وعالج القلوب واالرواح واالجساد واالسرار‬
‫فاغتموا وهلموا الى الخزائن التى ال تنفذ واغترفوا من الطيبات واستقبلوا‬
‫الرحمات وداوموا على ما نضعه من دروس فأثرها في الشهر الكريم‬
‫مضاعف‬
‫********************‬
‫النفس اللوامة الرابعة‬
‫مطمئنة اللوامة‬
‫هل يجتمع اللوم واالطمئنان ؟‬
‫وكيف تكون النفس اللوامة مطمئنة؟‬
‫واإلطمئنان يجب ان ال يجتمع مع اللوم ولكن النفس مطمئنة اللوامة تكون‬
‫مطمئنة بالقلب ولوامة باللسان اى يلوم االنسان نفسه في الظاهر ويطمئن‬
‫قلبه في الباطن وهذا يثمر كثيرا من الخير فمن وجه هو يكسر الكبر في العقل‬
‫وامام الناس وفى القول والكالم ومن وجه هو يجعل القلب في استقرار لتلقى‬
‫الفيوضات الربانية‬
‫*************‬

‫‪ 120‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫اعلموا يا احباب الفقير ان مطمئنة اللوامة هى درجة من درجات الجمال‬
‫وهنا تبدأ الروحانيات في االنفعال معك ويظهر االثر الباطنى لما تفعله من‬
‫طيبات‬
‫االطمئنان هو الزم لظهور المواهب ال روحانية بال اطمئنان والروحانية التى‬
‫نقصدها ليست ما يقصده السحرة والمشعوذين ولكن نقصد بروز انوار‬
‫الروح واشراقها على ارض القلب‬
‫**************************‬
‫وأخيار هذه النفس‬
‫تفرح قلوبهم باهلل فيجليها الذكر ويطلبون من هللا الهداية ‪ ,‬والهداية محلها‬
‫القلب ومن يهديه هللا يثبت قلبه على دينه فيطمئن واالطمئنان يورث الفرح‬
‫الفرح باهلل الفرح برسوله الفرح بالصالحين الفرح بالذكر‬
‫فضعوا في قلوبكم الفرح بدينكم ولوموا انفسكم على التوسع في دنياكم‬
‫ولكن ال نترك الدنيا بالكلية فنحن نحب الخير ونفرح به وفعل الخير ال يكون‬
‫اال في الدنيا فاغتنموا اوقاتكم وافرحوا بربكم‬
‫واجعلوا قلوبكم مطمئنة باهلل ومع ذلك فهى تخشى هللا‬
‫( َوأَ ْه ِديَكَ إِلَى َربِّ َك فَت َْخشَى }النازعات‪09‬‬
‫فالخشية من هللا هى في االعمال واالطمئنان الى هللا هو في القلوب‬
‫وهو زينة القلوب‬
‫************************‬
‫يقول أمير الصوفية سيدى ابو اليزيد البسطامى‬
‫هذا فرحي بك وأنا أخافك‪ ،‬فكيف فرحي بك إذا أمنتك ؟‬
‫ليس العجب من حبي لك‪ ،‬وأنا عبد فقير‪،‬‬
‫إنما العجب من حبك لي‪ ،‬وأنت ملك قدير‬
‫قيل له‪:‬‬
‫إنك تمر في الهواء ؟ فقال‪ :‬وأي أعجوبة في هذا ؟ وهذا طير يأكل الميتة‪،‬‬
‫يمر في الهواء‪ ،‬والمؤمن أشرف من الطير ما زلت أسوق نفسي إلى هلل‬
‫وهي تبكي‪ ،‬حتى سقتها وهي تضحك‪.‬‬
‫وسأله أحد الفقراء ‪ :‬دلهني على عمل أتقرب به إلى ربي"!‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أحبب أولياء هللا ليحبوك‪،‬‬
‫فأن هللا ينظر إلى قلوب أوليائه‪ ،‬فلعله أن ينظر إلى اسمك في قلب وليه‪،‬‬
‫فيغفر لك‪.‬‬
‫‪ 121‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫*************‬
‫وأما ضعاف هذه النفس فهم يتدرجون‬
‫من اطمئنان للمعاصى ولوم باللسان عليها وهذه طائفة ربما تدركها رحمة‬
‫هللا فتتوب وتعود الى الحق ومنهم من يستمر على اللوم لنفسه في الظاهر‬
‫ويخدع الناس بالقول الحسن وقلبه مطمئن بالشر وهللا مطلع عليه‬
‫هللاَ َعلَى َما فِي قَ ْلبِ ِه‬ ‫ش ِه ُد ّ‬ ‫س َمن يُ ْع ِجبُكَ قَ ْولُهُ فِي ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َويُ ْ‬ ‫( َو ِم َن النها ِ‬
‫ص ِام }البقرة‪211‬‬ ‫َوه َُو أَلَ ُّد ا ْل ِخ َ‬
‫ومنهم من يخدع نفسه ويستدرجها حتى تمتلىء نفسه بالغرور فتكون عاقبته‬
‫وخيمة واخرته أليمة‬
‫ارتَ ْبتُ ْم‬
‫صتُ ْم َو ْ‬ ‫(يُنَادُونَ ُه ْم أَلَ ْم نَ ُكن هم َع ُك ْم قَالُوا بَلَى َولَ ِكنه ُك ْم فَتَنتُ ْم أَنفُ َ‬
‫س ُك ْم َوتَ َربه ْ‬
‫اهللِ ا ْل َغ ُرو ُر }الحديد‪01‬‬ ‫هللاِ َو َغ هر ُكم بِ ه‬ ‫َو َغ هر ْت ُك ُم ْاألَ َمانِ ُّي َحتهى َجاء أَ ْم ُر ه‬
‫**************‬
‫وأما اشرار هذه النفس فهم سود القلوب التى أمتألت قلوبهم بالسواد‬
‫ولم يعد اللوم على فعل الخير او عدم فعل الشر في لسانهم وخيالهم فقط‬
‫بل ايضا اطمأنت قلوبهم بالشر فتفتحت قلوبهم العفنة الى كل مرض‬
‫وتخيل معى بركة راكدة من الماء العفن ستجتمع فيها كل الميكروبات‬
‫واالمراض هكذا هو القلب الذى اطمأن للشر يصبح مغناطيس للشر‬
‫يجتذب كل مرض فيهوى بصاحبه في الهاوية ‪..‬ونسأل هللا العفو والعافية‬
‫***********‬
‫اب‬‫َاوةٌ َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫صا ِر ِه ْم ِغش َ‬ ‫س ْم ِع ِه ْم َو َعلَى أَ ْب َ‬ ‫هللاُ َعلَى قُلُوبِه ْم َو َعلَى َ‬ ‫( َختَ َم ّ‬
‫ع ِظي ٌم }البقرة‪9‬‬
‫اب أَلِي ٌم بِ َما َكانُوا يَ ْك ِذبُ َ‬
‫ون‬ ‫هللاُ َم َرضا ً َولَ ُهم َع َذ ٌ‬ ‫ض فَ َزا َد ُه ُم ّ‬ ‫(فِي قُلُوبِ ِهم هم َر ٌ‬
‫}البقرة‪01‬‬
‫س َوةً َوإِنه ِم َن ا ْل ِح َجا َر ِة‬ ‫ش ُّد قَ ْ‬ ‫ار ِة أَ ْو أَ َ‬
‫ستْ قُلُوبُ ُكم ِّمن بَ ْع ِد َذلِكَ فَ ِه َي َكا ْل ِح َج َ‬ ‫(ثُ هم قَ َ‬
‫ق فَيَ ْخ ُر ُج ِم ْنهُ ا ْل َماء َوإِنه ِم ْن َها لَ َما‬ ‫لَ َما يَتَفَ هج ُر ِم ْنهُ األَ ْن َها ُر َوإِنه ِم ْن َها لَ َما يَ ه‬
‫شق ه ُ‬
‫ون }البقرة‪91‬‬ ‫هللاُ بِ َغافِ ٍل َع هما تَ ْع َملُ َ‬ ‫هللاِ َو َما ّ‬ ‫شيَ ِة ّ‬‫يَ ْهبِطُ ِمنْ َخ ْ‬
‫************************‬
‫ودائما انتبه لقلبك وانظر فيه وفتش فيه وطهره دوما من اوساخ الحقد‬
‫والحسد والكبر والرياء فهو محل النظر من هللا عز وجل‬
‫فهل تقبل ان ينظر هللا الى قلبك فيجد ما يغضبه؟‬
‫عن أبي هريرة أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫‪ 122‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫"إن هللا ال ينظر إلى صوركم وألوانكم‪ ،‬ولكن ينظرإلى قلوبكم‬
‫وأعمالكم"(مسلم)‬
‫"إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ‪ ،‬و إذا فسدت فسد الجسد‬
‫كله أال و هي القلب متفق عليه‬
‫ومن أدعية الرسول صلى هللا عليه و سلم‪:‬‬
‫"اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك" (أخرجه مسلم وانفرد‬
‫به)‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها أن الرسول صلى هللا عليه و سلم كان يكثر من‬
‫قوله "يا مقلب القلوب‪ ،‬ثبت قلبي على طاعتك‪".‬‬
‫ال تبيتن وفى قلبك حقد او حسد معاملة الخلق في الظاهر تؤثر على معاملة‬
‫الخالق لك في الباطن الصلة بينك وبين هللا تعالى هى انعكاس او رد فعل‬
‫لمعاملتك لخلقه احسن الى عباد هللا يحسن إليك ربهم ال تحمل في قلبك غش‬
‫لعباده ينظر هللا الى قلبك فيجده محال لنظره وعنايته فيفيض عليك الفيوضات‬
‫ويهبك من الخيرات ويسبغ على قلبك من العناية والهداية مايورثك به‬
‫ميراث االنبياء واألولياء ما يطمئن به قلبك فدائما ال تجعل في بيت الرب‬
‫أوساخ وال تجعل في قلبك لخلق هللا اال كل خير تفز بكل خير بفضل هللا‬
‫*********************‬
‫وال تعادى هلل وليا في قلبك فان قلوب االولياء بيوت هلل من ذهب وهللا ينظر‬
‫الى قلوب عبيده فما بالك بقلوب اوليائه فلتكن في قلوب اولياء هللا محبة‬
‫وال يحدث هذا اال اذا احببتهم في قلبك ومن لم تستطيع ان تحبه فال تكرهه‬
‫او تحسده او تغار منه فكل ما تضعه في قلبك هو زاد لك وحب االولياء زاد‬
‫فتزود بما ينفعك بحول هللا‬
‫******************‬
‫أنا ِمنْ فَ ْيض ْ‬
‫فض ِل ساداتِي نِ ْلتُ أ ْعلَى ال ّرتَب‬
‫و َعلى ق ْد ِر ه هم ِة الطهالِب سي ُكونُ الطهلَب‬
‫أوقاتِي با ْلف َر ْح والطه َرب‬
‫ض ْيتُ ساير ْ‬ ‫ثُ هم قَ َ‬
‫طاب ِمنْ ذاتِي ِمنْ مكا ٍن قريب‬ ‫س ِم ْعتُ ا ْل ِخ َ‬
‫و َ‬
‫يا َحياتِي وأ ْنتَ في َذاتِي حا ِ‬
‫ض ٌر الَ تَ ِغيب‬
‫**********************‬
‫وألننا في مرحلة اطمئنان قلوب فيجب ذكر اسم هللا الهادى‬

‫‪ 123‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫فال تطمئن القلوب اال بالهداية واالطمئنان درجات والهداية درجات وكل‬
‫يشرب بقدر طاقته واستعداده والهداية يلزمها نور والنور والهداية من هللا‬
‫وباهلل وكما عرفنا سيدى وشيخى‬
‫سيدى القطب عبد القادر الجيالنى قدس هللا سره‬
‫عندما علمنا االنفس الفرعية فان هذه المرحلة ذكرها‬
‫يا نـور يا هادي يا هللا‬

‫فائدة هذا االسبوع‬


‫****************‬
‫هذا رمضان قد اقبل بالخيرات فاغتنموا االوقات والذكر فيه له ثمرات مبهرة‬
‫فاغتنموا لدنياكم واألخرة ثم مع البدايات المعتادة من تسمية وفواتح‬
‫وإستمداد و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس وتنفس وتصفية فكر وهدوء‬
‫تأخذ عدة أنفاس عميق ثم تكرر هذا الذكر بتروى وتفكر‬
‫يا نـور يا هادي يا هللا‬
‫وانت مغمض العينين بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى‬
‫الذكر يكون مع اخراج النفس بصوت مسموع‬
‫الوقت ربع الساعة الى النصف ساعة ثم تعقبه بنفس المدة بال صوت‬
‫يعنى اذا ذكرت ربع بصوت تذكر ربع بدون صوت‬
‫ويكون النظام واحد بالصوت وبدونه بطىء مع التنفس المنتظم‬
‫وهللا الموفق‬
‫كذلك نختم بالصالة على الحبيب صلى هللا عليه وسلم اى عدد‬
‫ويفضل اال يقل عن ربع الساعة صلوات‬

‫‪ 124‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس األربعون‬
‫الغوث األعظ ُم‪ ،‬سيدى عبد القادر الجيالنى‬ ‫ُ‬ ‫قال‬
‫المستأنس باهلل‬
‫ُ‬ ‫المستوحش من غير هللا‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ياغوث األعظم‪.‬‬‫َ‬ ‫قال هللاُ تعالى‬
‫ب الغوث ‪.‬‬ ‫قلتُ ‪ :‬لبيك يا َر ه‬
‫قال‪ :‬يا غوث األعظم‪،‬‬
‫صر عن سفرى فى الباطن‪ ،‬ابتُلى بسفر الظاهر ولم يزدد منى إال بُعداً ‪..‬‬ ‫َمنْ ق ه‬
‫‪..‬و َمنْ أراد العبارة بعد الوصول‪ ،‬فقد أشرك ‪ ..‬و َمنْ رآنى استغنى عن‬
‫السؤال فى كل حال و َمنْ لم يرنى لم ينفعه السؤال‪ ،‬ألنه محجوب بالمقال‪.‬‬
‫****************‬
‫احبابى احباب الفقير نستكمل معا وفى تجليات رمضان الكريم‬
‫النفس الفرعية الخامسة للنفس اللوامة‬
‫وهى راضية اللوامة‬
‫****************‬
‫يقول الحق سبحانه وتعالى‬
‫هللاُ لِ َر ُج ٍل ِّمن قَ ْلبَ ْي ِن فِي َج ْوفِ ِه ‪} ......‬األحزاب‪1‬‬
‫( هما َج َع َل ه‬
‫فكيف يجتمع الرضا واللوم‬
‫اعلموا يا احباب انه يكون في الباطن اللوم وفى الظاهر الرضا يعنى تسأل‬
‫صاحب هذا المقام كيف حالك يا فالن؟ فيقول لك باخالص‬
‫فضل من هللا ونعمة او في احسن حال‬
‫ثم يقول له باطنه ولكنك مقصر في الطاعات تتهاون في العبادات وال تسارع‬
‫كما ينبغى الى الخيرات واللوم هنا محمود واالطمئنان ايضا محمود‬
‫فهو يشجع غيره في الظاهر ويظهر بمظهر التقوى فيذكرك باهلل ويذكرك‬
‫بالرضا ويعطيك شحنة روحانية من التثبيت والمثال الحسن والقدوة الجيدة‬
‫ولكنه ال يهدأ له بال بحاله النه يريد العلو في طاعته هلل وصلته بمواله‬
‫ومن كان في هذا الحال فان هللا يتواله ويفيض عليه من الطيبات‬
‫ويرزقه من الخيرات في الدنيا واألخرة‬
‫********************‬

‫‪ 125‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫وكما قلنا من قبل عدة مرات افعالك في الظاهر تورثك في القلب والسر‬
‫والباطن ثمرات فإن كانت خيرا فالثمرة خيرات وان كانت شرا فالثمرة بليات‬
‫ونعوذ باهلل من السيئات‬
‫فيا ايها المريد والصديق والحبيب والرفيق واالخ واالخت والساعى الى‬
‫الخير في كل طريق‬
‫اعلموا ان القلب هو انعكاس لظاهرك وان الباطن ليس باطن واحد بل بواطن‬
‫فهناك باطن القلب وهناك باطن الروح وهناك باطن السر‬
‫وهناك باطن سر السر وهناك غير ذلك ويخلق ماال تعلمون‪...‬‬
‫ولكل هذه البواطن مداخل من الظاهر والنفس‬
‫وان دراستنا للنفوس الفرعية هى لتنوير العقول في الظواهر وهى ايضا‬
‫لتنوير البواطن وللحكمة كتاب ودستور وطريق مرسوم باالعمال عليه نسير‬
‫كل منا يمتطى نيته ووقوده همته فمن جد وجد ومن زرع حصد واللسان‬
‫يزرع فيدخلك الجنة او يكبك حصاده على وجهك في النار‬
‫واالبتسامة نجاة والسماحة يرحمك بها هللا وبعد ذلك كل االعمال‬
‫من اصغرها الى اكبرها هى في كتابك مسطورة وعليك شاهدة فإما لك أو‬
‫عليك فاتقى النار ولو بشقة تمرة والنار نارين‬
‫نار في الدنيا ونار في األخرة‬
‫بل إن هناك كثير من الجنات وكثير من النيران وليرحمنا الرحمن‬
‫*************‬
‫الرضا والنور يجتمعان فيكونا جنة‬
‫والحنق والضيق يجتمعان فيكونا نارا‬
‫فأختر لنفسك في هذا المقام فالرضا الظاهرفى هذه النفس انت تختاره‬
‫فان لم يكن فيك اصال فتخيله وعشه وتمثله عود لسانك ان يتكلم بالرضا‬
‫عود عقلك ان يوجه كل من حولك الى الرضا‬
‫اظهر الرضا على وجهك تبسم في وجه اخيك فهى صدقة تخير كلمات الرضا‬
‫عندما تتكلم عود نفسك اللوامة باب الرضا فيتسلل الرضا الى قلبك رويدا‬
‫رويدا تجد الدنيا اتتك راغمة‬
‫***********************‬
‫وأما من يظهر السخط والغضب دائما فلن يغير في قدر هللا شيئا‬
‫وسيحترق بنار الدنيا وربما يدفعه السخط والغضب‬
‫ان يقول او يفعل ما يغضب الجبار فيقذفه في النار‬
‫‪ 126‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫نسأل هللا العفو والرحمة وهو ارحم الراحمين‬
‫****************‬
‫وكما اوضحنا ال بأس ان تلومك اللوامة على التقصير في حق هللا‬
‫او في حق خلق هللا ولكن ال تسمح لها ان تلومك في الدنيا‬
‫مثل ان تقول لك انت فقير والناس اغنياء او انت ضعيف والناس اقوياء‬
‫او تقول لك انت مريض وغيرك اصحاء فان هذا يورثك سخطا وغضبا وحنقا‬
‫فيكفهر وجهك وتضمحل روحك ويذهب نورك فعالجها بالكالم دوما برضا‬
‫وعش حالة الرضا وتمثلها وستدعوا حينها للفقيرالقادرى الن كل مشاكلك‬
‫بالرضا سوف تحل فإن هللا كريم ولو اظهرت الرضا ألظهر الكرم وكرمه ال‬
‫ينفد‬
‫***************‬
‫واحذركم ال تجالسوا الساخطين فان السخط معدى فاذا جالست من هو حانق‬
‫ساخط يائس ينقل اليك سخطه ويبث فيك سمه فيختل ميزان رضاك ففر منهم‬
‫بدينك ودنياك فان انفاسهم قد تمرضك جسدا ونفسا وروحا ومجالستهم قد‬
‫تفقرك من الطيبات والخيرات واذا قدر لك ان يكون لك قريب البد لك من‬
‫مجالسته وهو ساخط غاضب فتعوذ باهلل كثيرا قبل مجالسته وقابل ناره ببرد‬
‫الرضا وقابل تجهمه بطالقة وجهك وتعوذ من الشيطان وعمله وصلى على‬
‫الحبيب كثيرا صلى هللا عليه وسلم حتى ال يختل ميزان طاقتك‬
‫وتفقد من نورك وصحتك‬
‫**************‬
‫يقول الشاعر المبدع في الرضا‪:‬‬
‫عـلهـمـتـنـي الحياةُ أن أتلقّى كـ هل ألـوانـهـا رضـا ً وقبوال‬
‫سدوال‬‫الـرضـا يـخفِّف أثقالـي ويُـلقي على المآسي ُ‬ ‫ورأيـتُ ِّ‬
‫الـرضا ال تراهُ أبـ َد الـدهـر حـاسداً أو َعذوال‬ ‫والـذي أُلـهـم ِّ‬
‫ج إلـيـه َحـ ْمـداً َجزيال‬ ‫ض بـكـل مـا كتب هللا و ُم ْ‬
‫ـز ٍ‬ ‫أنـا را ٍ‬
‫س لـئـيـمـا ً ألـفيتُه أو نبيال‬ ‫نف من النا ِ‬‫ص ٍ‬ ‫ض بـكل ِ‬ ‫أنـا را ٍ‬
‫لـسـتُ أخـشـى من اللئيم أذاه ال‪ ،‬ولـن أسـأ َل الـنـبي َل فتيال‬
‫الحب والوداد بديال‬ ‫ِّ‬ ‫فـسـح هللا فـي فـؤادي فال أرضـى مـن‬
‫الـضيف مؤنسا ً أوثقيال‬ ‫َ‬ ‫فـي فـؤادي لـكل ضيف مكان فـ ُكـ ِن‬
‫ض هل من يحسب الرضا عن َهوان أو يـراه عـلـى الـنِّفاق دليال‬
‫فـالـرضا نعمةٌ من هللا لم يســعـد بـهـا في العباد إال القليال‬
‫‪ 127‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫والـرضـا آيـةُ البراءة واإليــمـان باهلل نـاصـراً ووكـيال‬
‫*************‬
‫وألن الرضا يورث النور فلقد علمنا موالنا الغوث عبد القادر الجيالنى‬
‫قدس هللا سره ان ذكر هذه النفس الفرعية هو‬
‫يا نــور يا هللا‬
‫وهذا الذكر سيقوى راضية اللوامة وسيثمر القلب نورا‬
‫ورغم انك في مرحلة اللوامة فان النور سوف يظهر على وجهك وسوف‬
‫يظن العامة انك من اصحاب النفس الراضية وهى درجة عالية ولكن االولياء‬
‫والعلماء والوارثين فقط هم من سيعلمون انك في راضية اللوامة وهذا من‬
‫بداية مراحل الخصوصية ان يستر هللا حالك عن الناس ولكنه يطلع من يشاء‬
‫من اوليائه على مقام نفسك لحكمة ربما لكى يساعدوك على الترقى اكثر‬
‫أو يمدونك بما يصلحك والولى مرأة تعكس نور الوالى المتعال أسأل هللا ان‬
‫يأخذ بأيديكم الى كل خير وينجيكم من كل شر وهللا المستعان‬
‫الوهاب الرحمن‬
‫*************‬
‫فائدة هذا االسبوع‬

‫مازلنا فى رمضان و قد اقبل بالخيرات فاغتنموا االوقات‬


‫والذكر فيه له ثمرات مبهرة فاغتنموا لدنياكم واألخرة‬
‫***************‬
‫وكما تعودنا في كل درس مع البدايات المعتادة من تسمية وفواتح وإستمداد‬
‫و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة‬
‫أنفاس عميق ثم تكرر هذا الذكر بتروى وتفكر‬
‫يا نــور يا هللا‬
‫وانت مغمض العينين بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى‬
‫الذكر يكون مع اخراج النفس بصوت مسموع‬
‫الوقت ربع الساعة الى النصف ساعة ثم تعقبه بنفس المدة بال صوت‬
‫يعنى اذا ذكرت ربع بصوت تذكر ربع بدون صوت‬
‫ويكون النظام واحد بالصوت وبدونه بطىء‬
‫مع التنفس المنتظم‬
‫وهللا الموفق‬
‫‪ 128‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫كذلك نختم بالصالة على الحبيب صلى هللا عليه وسلم اى عدد‬
‫ويفضل اال يقل عن ربع الساعة صلوات‬
‫في رمضان اذا استطعت ان تذكر وانت صائم يكون افضل‬
‫فان تأثير الذكر مع الصيام أسرع‬
‫**************‬
‫وكل عام وانتم بخير‬
‫والى الدرس القادم بحول هللا تعالى نستكمل‪....‬‬

‫‪ 129‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس احلادي و األربعون‬

‫الغوث األعظ ُم‪ ،‬سيدى عبد القادر الجيالنى‬ ‫ُ‬ ‫قال‬


‫المستأنس باهلل قال هللاُ تعالى‬
‫ُ‬ ‫المستوحش من غير هللا‪،‬‬
‫ُ‬
‫ياغوث األعظم‪.‬‬‫َ‬
‫ب الغوث ‪.‬‬ ‫قلتُ ‪ :‬لبيك يا َر ه‬
‫قال‪ :‬يا غوث األعظم‪،‬‬
‫نَ ْم عندى ال كنوم ال َع َوام‪ ،‬تَ َرنى‬
‫فقلتُ ‪ :‬يا رب كيف أنام عندك؟‬
‫قال‪ :‬بخمود الجسم عن اللذات وخمود النفس عن الشهوات‪،‬‬
‫وخمود القلب عن الخطرات‪ ،‬وخمود الروح عن اللحظات‪،‬‬
‫وفناء ذاتك فى الذات‪.‬‬

‫احبابى احباب الفقير نستكمل معا‬


‫النفس الفرعية السادسة للنفس اللوامة‬
‫وهى مرضية اللوامة‬
‫****************‬
‫يقول الحق سبحانه وتعالى‬
‫ون }يونس‪3/‬‬ ‫هللاِ َوبِ َر ْح َمتِ ِه فَبِ َذلِ َك فَ ْليَ ْف َر ُحو ْا ُه َو َخ ْي ٌر ِّم هما يَ ْج َم ُع َ‬ ‫(قُ ْل بِفَ ْ‬
‫ض ِل ّ‬
‫فضل هللا العظيم في هذه المرحلة ان يأتيك الرضا من عنده بعد ان أظهرت‬
‫الرضا من عندك فتأتيك المكافأة على ما اظهرت فينزل عليك برد الرضا الذى‬
‫هو وهب وعطية فتكون نفسك مرضية ولكنها مازالت تحت سيف اللوم‬
‫ولكنه لوم يعزز الرضا الذى أتاك فإن هللا برحمته توالك فتكون في فرح‬
‫وال يؤثر فيك قبض اللوم بل يعزز فرحك باهلل فيظهر على لسانك الشكر‬
‫والحمد دون تكلف منك ولكن هللا يجرى على لسانك في كل وقت ماهو تعبيرا‬
‫عن رضاه عنك ويكتنفك نور من الحب األالهى‬
‫****************‬

‫‪ 130‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫وعالمة المرضية‬
‫أن يحبك الناس ويوضع لك القبول بينهم فتكون جذابا مطلوبا ولكن بدرجات‬
‫فلم تصل الى درجة المحبوبية الكبرى للخاصة في هذه المرحلة ولكن تكون‬
‫في درجة من درجات المحبوبية وال تظن انها قليلة فهى خير كثير وان كان‬
‫المريد ال يقنع بمقام فهو يظل قاصدا هلل يترقى في كل نفس حتى يتوقف‬
‫النفس وهذا هو الصوفى دائما سائرا الى هللا ومنهم من يترقى حتى بعد موته‬
‫ولكن ليس بعمله فقد اقطع العمل والتكليف ولكن بدعاء غيره له والمشايخ‬
‫بما تركوه من علوم ومريدين واوراد تتلى على السنة الذاكرين وغير ذلك‬
‫مما تركو من الصالحات فكل من ترك علما نافعا او كان شيخا وله مريدين‬
‫وكل من تدعو لهم وتقرأ لهم الفاتحة هم في ترقى ماداموا احياءا في قلوب‬
‫محبيهم فكل من قرأ وردا لشيخ فللشيخ نصيب من الحسنات حتى ولو كان‬
‫قد انتقل من الف عام او اكثر‬
‫******************‬
‫ونعود الى مرضية اللوامة‬
‫ومازلنا تحت حكم القلب فكما قلنا من قبل اللوامة هى للقلب والعمل على‬
‫تنقيتها هو تنقية للقلب وكما قلنا المرضية هنا هى بعد الراضية والتى‬
‫ترقيت فيها فبدال من ان تظهر الرضا انت يظهر الرضا عليك ولكن مازال في‬
‫الباطن لوم ايضا في اتجاه طلب الخير وهذا محرك يدفعك الى االمام حتى‬
‫تصعد اكثر وال يختلف لوم هذه الدرجة كثيرا عن لوم الدرجة السابقة فالترقى‬
‫هنا ال يكون في اللوم ولكن الترقى في الرضا من راضية الى مرضية من‬
‫تحول الرضا من الطلب منك الى طبع فيك حتى ال تستطيع ان تتحكم فيها‬
‫مادمت على الطريق ولكن مطلوب منك ان تنميه وترقيه وال تقف عنده‬
‫**************************‬
‫ولكن احب ان اوضح شيئا هنا‬
‫وهذا ينطبق على كل درجات النفس وجميع تفرعاتها لماذا نفصل النفوس‬
‫الفرعية ونتعامل معها نفسا نفسا‬
‫وفرعا فرعا ؟‬
‫ولهذا تفسير ولم يكتبه غيرى أو يوضحه مثلما سوف أبينه‪..‬‬
‫اعلموا يا احباب الفقير أن النفوس عادة وقبل التصفية النفس عامة ال تظهر‬
‫درجتها بشكل مستقل تماما اى ال يظهر االحمر احمر او االخضر اخضر‬
‫اال في االولياء‬
‫‪ 131‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫ولكن غالبا تظهر االلوان مختلطة والنفوس متداخلة وهنا يأتى دور المربى‬
‫أو دور الشيخ بما يعطيه للمريد من ورد او فائدة يصفى بها نفسه او يظهر‬
‫لها لون محدد يبين درجتها وتظهر انوارها‬
‫**************‬
‫وسأظهر لكم توضيح علمى‬
‫هناك جهاز في المعامل وفى بعض الصناعات يسمى جهاز الطرد المركزى‬
‫وهو جهاز يوضع فيه انبوب أو أكثر‬
‫في كل منها خليط من الوان متعددة على شكل سوائل مختلطة او مواد متعددة‬
‫تظهر امامك في لون واحد خليط عكر غير واضح وعند تشغيل الجهاز‬
‫يدور بسرعة وبداخله االنابيب فيحدث عملية فصل بالطرد المركزى لمواد‬
‫االنبوبة فتظهر كل مادة على حدة بشكل صلب وبنسبتها وبمقدارها ويظهر‬
‫سائل ابيض شفاف في بقية االنبوب فهذا مثاال عمليا علميا من الطبيعة‬
‫والعلم التجريبى لما يحدثه الذكر الخاص بكل نفس فهو يشبه الطرد المركزى‬
‫او الفصل للعناصر فتظهر النفس المطلوبة بلونها الواضح ويشف جوهر‬
‫النفس فتظهر صورتها الفطرية بالورد المخصوص او الذكر او حتى بمدد‬
‫الشيخ وانفاسه ونظرته فيكم‬
‫********************‬
‫وكما قلنا من قبل الشيخ هو سر الشيخ المربى الذى يعطيك ورد ما‬
‫يكون نفسه معك ومدده معك وجزء من روحه معك فليس السر في الذكر‬
‫وحده ولكن الذكر والشيخ هما السر معا‬
‫***************‬
‫يعنى انا اعطيك ورد وقد نقلته عن موالنا الغوث‬
‫فهنا اجتمع الغوث وانا والذكر فاصبح الثالثة واحد وطبعا اساس هذا الجمع‬
‫ممد الكل وسر الكل سيدنا النبى صلى هللا عليه وسلم وشيخ االشياخ‬
‫وباب مدينة العلم سيدنا على كرم هللا وجهه وبعد ذلك حراس من كل زمان‬
‫ومكان بدأ بال البيت والصحابة وحتى كل وارث في كل زمان ومكان‬
‫كل ذلك معا هو السر‬
‫فال تندهش من بساطة ذكر او ورد اعطيه لك فلقد اجتمع فيه ماال تراه النه‬
‫منى ومن غيرى معى وربما يجتمع فيه اكثر من هذا مما لن تفهمه االن‬
‫***********************‬

‫‪ 132‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫ولقد كشفت لك سرا لو ادركته لمشيت به على الماء ولطرت به في الهواء‬
‫خالصة القول ان ما اعطيك اياه من فائدة في أخر الدرس هو فيه نفس منى‬
‫ومن اساتذتى امتدادا حتى المظلل بالغمامة صلى هللا عليه وسلم اى انه ذكر‬
‫حى اى انه ليس مجرد ذكر عادى بل ان فيه نفس االولياء وسيدهم صلى هللا‬
‫عليه وسلم فكلما تلقيته بحب واكبار وفهم زاد أثره فيك ولقد اوضحت لك‬
‫وأشرت بما لم يوضحه غيرى فافهم تغنم فالرابطة بينك وبيننا هى تعليك‬
‫وترقيك‬
‫*************‬
‫فال تنسى هذا الفهم حتى تقصر المسافات وتحلق في السماوات والحمد هلل‬
‫رب العالمين واهب الخيرات ومعز اهل الطاعات‬
‫هذا رمضان يا احباب تضاعف فيه االعمال فأكثروا من الصدقات تغتنوا‬
‫واكثروا من الحب تقتربوا واكثروا من الكرم تكرموا وابسطوا القلوب‬
‫والوجوه وسامحوا وأكثروا من الطاعات واغتنموا النفحات‬
‫*****************‬
‫احبابى احباب الفقير القادرى المسكين الطاعة هلل عز محمود للنفس‬
‫وال ترقية اال بطاعة والنفس اللوامة المرضية هى على خير فلقد فتحت‬
‫بينها وبين السماء بوابة وان فتح بين قلبك والسماء باب فال تغلق الباب ابدا‬
‫فان وصلت الى هذه الموهبة فاحرص على تنمية البذرة واعمل على تقوية‬
‫الصلة وجدد االستغفار والتوبة في كل وقت واكثر من الصالة على الحبيب‬
‫صلى هللا عليه وسلم فهو محبوب اهل السماء واالرض‬
‫*******************‬
‫وألنك في مقام يزيد بالهداية بعد ان فتح في قلبك باب‬
‫فلقد اوضح موالنا الغوث عبد القادر الجيالنى قدس هللا سره‬
‫في االنفس الفرعية للذكر هللا ان ذكر هذا المقام هو‪:‬‬
‫يا هادي يا هللا‬
‫طبعا الذكر االساسى لهذه النفس هو ذكر االسم هللا مجردا بدون ياء النداء‬
‫وهو ما سوف نحاول في رمضان ان نجريه على القلب‬
‫بال صوت خصوصا قبل االفطار بساعة فهذا الوقت في نهاية صيام اليوم‬
‫تكون النفوس مستكينة لخالقها والقلوب مفتوحة على السماء فاروى‬
‫عطشها بذكر هللا ما استطعت بالذكر المجرد‬
‫هللا‬
‫‪ 133‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫ض ِه ْم يَ ْل َعبُ َ‬
‫ون }األنعام‪90‬‬ ‫هللاُ ثُ هم َذ ْر ُه ْم فِي َخ ْو ِ‬
‫( ‪.........‬قُ ِل ّ‬
‫*************‬
‫فائدة هذا االسبوع‬
‫ومع ايام رمضان التى تسرع في المرور اظهروا في ايامه الفرح باهلل‬
‫والسرور‬
‫***************‬
‫وكما تعودنا في كل درس مع البدايات المعتادة من تسمية وفواتح وإستمداد‬
‫و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة‬
‫أنفاس عميق ثم تكرر هذا الذكر بتروى وتفكر‬
‫يا هادى يا هللا‬
‫وانت مغمض العينين بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى الذكر‬
‫يكون مع اخراج النفس بصوت مسموع‬
‫الوقت ربع الساعة الى النصف ساعة ثم تعقبه بنفس المدة بال صوت‬
‫يعنى اذا ذكرت ربع بصوت تذكر ربع بدون صوت‬
‫ويكون النظام واحد بالصوت وبدونه بطىء مع التنفس المنتظم‬
‫وهللا الموفق‬
‫كذلك نختم بالصالة على الحبيب صلى هللا عليه وسلم اى عدد‬
‫ويفضل اال يقل عن ربع الساعة صلوات‬

‫في رمضان وقبل االفطار بساعة او بنصف اجرى على قلبك ذكر هللا‬
‫بصيغة مجردة‬
‫هللا هللا هللا‬
‫وابشر بالخيرات من رب االرض والسماوات‬

‫‪ 134‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫الدرس الثاني و األربعون‬
‫الدرس الثاني واالربعين والفائدة الثانية واالربعين‬

‫احبابى احباب الفقير‬


‫دخلنا في العشر األواخر من رمضان‬
‫فاغتنموا ما تبقى واسعوا في خدمة عباد هللا وخاصة الفقراء أخذ علينا العهد‬
‫العام من رسول هللا صلى هللا عليه وسلمان نخدم الفقراءونقضى حوائج‬
‫المحتاجين ونساعد المساكين‬
‫عن ابن عمر رضي هللا عنهما‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬إن هلل‬
‫عبا ًدا خلقهم لحوائج الناس‪ ،‬يفزع الناس إليهم في حوائجهم‪ ،‬أولئك هم‬
‫اآلمنون من عذاب هللا‪.‬‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫إن هلل عبا ًدا يفزع الناس إليهم في حوائجهم‪ ،‬هم اآلمنون يوم القيامة‪.‬‬
‫نعم يا احباب الفقير‬
‫كونوا كرماء في شهر الكرم‬
‫لم يجعل هللا من ولى هلل تعالى اال تخلق باسم هللا الكريمفان الحريص على‬
‫الدنيا والممسك ال يكون من االولياء‬
‫وما من وارث محمدى اال اخذ من كرم الحبيب صلى هللا عليه وسلمواال كيف‬
‫يكون وارثا محمديا وهو ليس كريم‬
‫والنبى صلى هللا عليه وسلم كان اكرم الخلق وخصوصا في رمضان‬
‫ومن باب كرمه لذنا به وفينا العصاة والمذنبون ولكننا دخلنا على كرمه‬
‫ث ال َعمم‬
‫ث الحاد ِ‬‫ألوذ به ***** سواك عند حدو ِ‬ ‫ق مالي َمن ُ‬ ‫يا أكر َم الخ ْل ِ‬
‫بل ان كرم هللا تعالى هو ما نأمل فيه منذ خلقنا‬
‫سانُ َما َغ هركَ بِ َربِّكَ ا ْل َك ِر ِ‬
‫يم )االنفطار‪2‬‬ ‫(يَا أَيُّ َها ْ ِ‬
‫اإلن َ‬
‫في حديث سعد بن أبي وقاص ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪( : -‬إن هللا جواد يجب الجود‪ ،‬كريم يجب الكرم)‬
‫وروى الفضيل بن عياض أن هللا ‪ -‬تعالى ‪ -‬يقول كل ليلة‪:‬‬

‫‪ 135‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫((أنا الجواد ومني الجود‪ ،‬أنا الكريم ومني الكرم))‬
‫صحيح ان البخل ال يمنع االيمان فهناك من المؤمنين بخالء ولكن البخل يمنع‬
‫الوراثة فال يكون بين الوارثيين المحمديين بخالء فالولى يجب ان يعطى‬
‫عطاء المستغنى بل ان الولى يحب ان يعطى حتى ولو فقير‬
‫فأسرع طرق الوالية الجود والكرم وفى هذا أشارة كافية‬
‫فاغتنموا االيام المباركة وهى التى تضاعف فيها األجور‬
‫يم )المؤمنون‪002‬‬ ‫ش ا ْل َك ِر ِ‬
‫ق َال إِلَهَ إِ هال ه َُو َر ُّب ا ْل َع ْر ِ‬ ‫(فَتَ َعالَى ه‬
‫هللاُ ا ْل َملِ ُك ا ْل َح ُّ‬

‫احبابى احباب الفقير نستكمل معا النفس الفرعية السابعة للنفس اللوامة‬
‫وهى كاملة اللوامة‬
‫اعلموا يا احباب الفقيران كمال النفس اللوامة ليس في شدة اللوم او قوته‬
‫اوزيادتها و ظهوره بل ان كمال اللوامة في شدة خفاء اللوم اى ال يكون اللوم‬
‫ظاهر ولكنه في الخير دائما اى دائما ال تحتاج اال من يذكرك بفعل الخيرات‬
‫ودائما انت تسارع في الطيبات وفى قلبك دائما تتوجه الى هللا وتطلب رضى‬
‫رب االرض والسموات وهذا المقام هو مقام يسبق الدخول الى النفس‬
‫الملهمة‬

‫والنفس الملهمة هى نفس العجائب وهى التى تظهر فيها بداية االسرار‬
‫والمكاشفات‬
‫وفيه الكثير مما سوف نظهره ونبديه ولم يظهره غيرنا او يكشف عنه من‬
‫قبل سواناوهذا من فضل هللا تعالى علينا فلقد اكرمنا هللا تعالى‬
‫بان وصل الينا من ميراث االولياء‬
‫بالسندومن الصدور ومن المخطوطات الخاصة شروحات واسرارلكبار اهل‬
‫الطريقوخصوصا القادرية الغوثية والفيضيةوهى االسرار التى تنتقل بين‬
‫الوارثين وضعوا فيها مايسره هللا لهم في حياتهم من فوائدهم النورانية‬
‫ووكذلك تزكية النفوسوفى قضاء الحوائجودفع الشروجلب الخير وعندما أذن‬
‫هللا ان تظهر بعض هذه االسرار اظهرناها وان شاء هللا تعالى نظهر غيرها‬
‫ولكل شىء وقته فاجتهدوا معى في الفهم فان الفهم هو الحقيقة وهو الذى‬
‫يجعلك تطير بأقل عمل ولقد يسر هللا عليناوجعل ديننا يسرا وطريقا يسرا‬
‫ولكن مفتاحه الفهم الصحيح‬

‫‪ 136‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫للمناسبة فان سوء الفهم انتج الخوارج قديما وفى كل عصر‬
‫فقديما سوء فهمهم أخرجهم على سيدنا على بن ابى طالب كرم هللا وجهه‬
‫فظنوا انهم يفهمون الدين خير من االمام على كرم هللا وجهه‬
‫وحديثا وفى هذا العصر‬
‫احب هنا ان انبه اخوانى على خوارج العصر الذين يكرهون الصوفية‬
‫ويدعون انهم على الحق والحق منهم براء فكما ترون خوارج العصروكل‬
‫عصركانت مشكلتهم الفهم فلقد فهموا من الدين مالم يشرعه هللا فكان اول‬
‫خروجهم على موالنا على بن ابى طالب كرم هللا وجهه وهو من خير الناس‬
‫وأكثرههم علماولكن طمس الجهل على عيونهموعلى قلوبهم وعقولهم‬
‫فمرقوا من الدين ولم ينفعهم كثرة صالة وصيام وعبادات عن سيدنا على بن‬
‫ابى طالب كرم هللا وجهه قال‪:‬‬
‫سيخرج في أخ ِر الزما ِن قو ٌم‬ ‫ُ‬ ‫سمعتُ رسو َل هللاِ صلهى هللاُ عليه وسله َم يقول "‬
‫األحالم ‪ ،‬يقولون من خي ِر قو ِل البريه ِة ‪ .‬يقرأون‬ ‫ِ‬ ‫سفها ُء‬ ‫األسنان ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أحداث‬
‫سه ُم من ال هرميه ِة ‪.‬‬ ‫ق ال ه‬ ‫ِّين كما يمر ُ‬ ‫حناجرهم ‪ .‬يم ُرقون من الد ِ‬ ‫َ‬ ‫القرآن ال يجاو ُز‬
‫َ‬
‫فإذا لقيتُموه فاقتُلوهم ‪ .‬فإنه في قتلِهم أج ًرا لمن قتلهم عند هللاِ يو َم القيام ِة "‬
‫صحيح مسلم‬
‫بل ان بداية سوء فهمهم وغباء عقولهم كان مع سيدنا النبى صلى هللا عليه‬
‫وسلم‬
‫ب إلى رسو ِل هللاِ صلهى هللاُ عليه وسله َم ‪ ،‬من اليم ِن ‪،‬‬ ‫علي بنُ أبي طال ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫بعث‬
‫بذهب ٍة في أديم مقرو ٍظ ‪ .‬لم تحص ْل من ترابِها ‪ .‬قال ‪ :‬فقسمها بين أربع ِة نف ٍر ‪:‬‬
‫الخيل ‪ ،‬والراب ُع إما‬
‫ِ‬ ‫واألقرع ب ِن حابس ٍٍ‪ ،‬وزي ِد‬ ‫ِ‬ ‫حصن ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫بين عُيينةَ ِ‬
‫بن‬
‫فيل ‪ .‬فقال رجل ٌٍ من أصحابِه ‪ :‬كنا نحنُ‬ ‫ط ِ‬ ‫علقمةُ بنُ عالثةَ وإما عام ُر بنُ ال ُّ‬
‫ق بهذا من هؤال ِء ‪ .‬قال ‪ :‬فبلغ ذلك النب هي صلهى هللاُ عليه وسله َم فقال ‪ " :‬أال‬ ‫أح ه‬
‫صباحا ومسا ًء "‬ ‫ً‬ ‫تأ َمنوني ؟ وأنا أمينُ َمن في السما ِء ‪ ،‬يأتيني خب ُر السما ِء‬
‫َين ‪ .‬ناش ُز الجبهة ٍِ‪ُّ .‬‬
‫كث‬ ‫قال ‪ :‬فقام رج ٌل غائ ُر العينَين ‪ .‬مشرفُ الوجنت ِ‬
‫ق هللاَ ‪ .‬فقال‬ ‫س ‪ُ .‬مش هم ُر اإلزا ِر ‪ .‬فقال ‪ :‬يا رسو َل هللاِ ! اته ِ‬ ‫ق الرأ ِ‬ ‫اللحي ِة ‪ .‬محلو ُ‬
‫ض أن يتقى هللاَ " قال ‪ :‬ثم ولهى الرج ُل ‪.‬‬ ‫أهل األر ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫" ‪:‬ويلك ! أو لستُ أح ه‬
‫أضرب عنقَه ؟ فقال " ال ‪ .‬لعله أن‬ ‫ُ‬ ‫فقال خال ُد بنُ الولي ِد ‪ :‬يا رسو َل هللاِ ! أال‬
‫يكون يصلي " ‪ .‬قال خال ٌد ‪ :‬وكم من ُمص ٍّل يقول بلسانِه ما ليس في قلبه ‪.‬‬
‫ب‬
‫ب عن قلو ِ‬ ‫ومر أن أنقِّ َ‬ ‫فقال رسو ُل هللا ٍِصلهى هللاُ عليه وسله َم ‪ " :‬إني لم أُ ْ‬
‫قف فقال ‪ " :‬إنه يخرج‬ ‫ق بطونَهم "قال ‪ :‬ثم نظر إليه وهو ُم ٍ‬ ‫س ‪ .‬وال أش ه‬ ‫النا ِ‬
‫‪ 137‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫حناجرهم ‪ .‬يم ُرقون من‬ ‫َ‬ ‫كتاب هللاِ ‪ .‬رطبًا ال يجاو ُز‬
‫َ‬ ‫ئضئ هذا قو ٌم يتلون‬
‫ِ‬ ‫ض‬
‫من ِ‬
‫ِّين كما يم ُرق السه ُم من ال هرميه ِة " ‪ .‬قال ‪ :‬أظنُّه قال ‪ " :‬لئن أدركتُهم‬ ‫الد ِ‬
‫ألقتلنههم قت َل ثمو َد ‪" .‬وفي رواية ‪ :‬ناتي ُء الجبه ِة ‪ .‬ولم يقل ‪ :‬ناش ُز ‪ .‬وزاد ‪:‬‬
‫أضرب‬
‫ُ‬ ‫ب رضي هللاُ عنه فقال ‪ :‬يا رسو َل هللاِ ! أال‬ ‫فقام إليه عم ُر بنُ الخطا ِ‬
‫عُنقَه ؟ قال " ال " ‪ .‬قال ‪ :‬ثم أدبر فقام إليه خال ٌد ‪ ،‬سيفُ هللاِ ‪ ،‬فقال ‪:‬يا‬
‫ئضئ‬
‫ِ‬ ‫ض‬
‫سيخرج من ِ‬
‫ُ‬ ‫أضرب عُنقَه ؟ قال " ال " ‪ ،‬فقال " إنه‬ ‫ُ‬ ‫رسو َل هللاِ ! أال‬
‫كتاب هللاِ ليِّنًا رطبًا " ‪ .‬وقال ‪ :‬قال عمارةُ ‪ :‬حسبتُه قال " لئن‬ ‫َ‬ ‫هذا قو ٌم يتلون‬
‫ئض ِئ هذا قو ٌم‬
‫ض ِ‬ ‫أدركتُهم ألقتلنههم قت َل ثمو َد " ‪ .‬وفي رواي ٍة ‪ :‬إنه سيخرج من ِ‬
‫‪ .‬ولم يذكر " لئن أدركتُهم ألقتلنههم قت َل ثمو َد‪" .‬‬
‫صحيح مسلم‬

‫ولماذا اكلمكم عن هؤالء النهم االن ترونهم في كل مكان‬


‫يفتنون الناس ويقولون على انفسهم انهم يتبعون السنة والكتاب وهم انما‬
‫يتبعون فهمهم المغلوط وكما قلنا ان الفهم هو المفتاح لذلك كانت دروسنا‬
‫وتعليمناحتى يفهم المسلم فيرتقى ويفهم ويرتقى‬
‫وها انتم ترون من يقتل باسم هللا ورسوله ومن يستحل دماء المسلمين‬
‫واموالهم‬
‫وقد فهم ان هذا ما يأمر كتاب هللا وسنة رسوله ورسوله‬
‫وقد استفزتنى هذه االيام مشاهد اراها كل يوم وترونها من قتل وترويع باسم‬
‫هللا والدين‬
‫اعلموا يا احباب الفقيران هؤالء هم من جاءت فيهم االحاديث السابقة‬
‫فانتبهوا‬

‫ونعود الى كاملة اللوامة‬


‫ومازلنا تحت حكم القلب والقلوب عليها اقفال وقد سقط القفل السابع ببلوغك‬
‫اللوامة واألرضين سبع والسموات سبع فقد ارتقيت هكذا من االرضين السبع‬
‫فحق لك ان تبدأ الصعود في السموات ثم سدرة المنتهى ثم بعد ذلك‬
‫وهذا ترتيب أخر سوف يتضح لك بعد حين ولن نقف كثيرا عند كاملة اللوامة‬
‫فهى مفتاح وقد اكتملت الجسميات بكمال اللوامة‬
‫وسوف ندخل بأذن هللا من الدرس القادم الى بداية الغيبيات مع بداية النفس‬
‫الملهمة‬
‫‪ 138‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬
‫**************************‬
‫وهذه النفس ذكرها‬
‫يا هللا‬
‫الحظ معى يا هللا بياء النداء وليس هللا مجردفذكر اللوامة العام هو االسم‬
‫المجرد‬
‫هللا‬
‫واما الذكر الفرعى للنفس كاملة اللوامة فهو بياء النداء‬
‫يا هللا‬
‫ويجب ان تعلمان االذكار قد تكون واحدةولكن الذاكر هو المحرك‬
‫فاذا كان مقام الذاكر كاملة اللوامة‬
‫فان ذكر هللا بالنسبة له غير ذكر هللا بالنسبة لمقامات غيره من النفوس‬
‫فلكل مقام مقال ولكل مقال حال والثمرات تختلف فلقد انزل هللا يوما على بنى‬
‫اسرائيل المن والسلوى فمهما اكلت مما في االرض فلن يكون مثل ما نزل من‬
‫السماء‬
‫ت َما َر َز ْقنَا ُك ْم‬
‫س ْل َوى ُكلُو ْا ِمن طَيِّبَا ِ‬ ‫( َوظَله ْلنَا َعلَ ْي ُك ُم ا ْل َغ َما َم َوأَ َ‬
‫نز ْلنَا َعلَ ْي ُك ُم ا ْل َمنه َوال ه‬
‫ون )البقرة‪39‬‬ ‫َو َما ظَلَ ُمونَا َولَـ ِكن َكانُو ْا أَنفُ َ‬
‫س ُه ْم يَ ْظلِ ُم َ‬
‫وكذلك انزل هللا مائدة من السماء على الحواريين فهل تعادلها اى مائدة على‬
‫االرض ومهما كانت‬
‫هذه اشارة فافهمها‬
‫ان هللا يرزق من يشاء كما يشاءمما تعلمون ومما التعلمون فال تقيس بفهمك‬
‫فلكل ولى مقام‬
‫فهناك من يبيت في مصاله يناجى هللا وقد صام عن الطعام والشراب‬
‫قربة هلل وهناك من يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه وفى كل خير ونور وبركة‬
‫ولكنها ارزاق واصناف وطرق‬
‫وكما قلنا الفهم اوال قبل اى عملواال فان الكافر من الممكن ان يعمل من‬
‫الخيرات الكثيرولكنه لم يفهمان هناك هللا المستحق التقديس والتوجه والعبادة‬
‫وانه يجب ان يقصده بعمله وتوجهه وفهمه فإذا لم يفعل فيضيع ما يعمله من‬
‫خيرات ادراج الرياح‬

‫‪ 139‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬


‫فائدة هذا االسبوع‬
‫***************‬
‫وكما تعودنا في كل درسمع البدايات المعتادة من تسمية وفواتح وإستمداد‬
‫و إستغفار وتصلية وتهدئة نفس وتنفس وتصفية فكر وهدوء تأخذ عدة‬
‫أنفاس عميقثم تكرر هذا الذكر بتروى وتفكر‬
‫يا هللا‬
‫وانت مغمض العينين بهدوء وتروى وتنفس عميق بين كل مرة واخرى‬
‫الذكر يكون مع اخراج النفسبصوت مسموع‬

‫الوقت ربع الساعة الى النصف ساعة ثم تعقبه بنفس المدة بال صوت‬
‫يعنى اذا ذكرت ربع بصوت تذكر ربع بدون صوت‬
‫ويكون النظام واحد بالصوت وبدونه بطىءمع التنفس المنتظم‬
‫وهللا الموفق‬
‫كذلك نختم بالصالة على الحبيب صلى هللا عليه وسلم اى عدد‬
‫ويفضل اال يقل عن ربع الساعة صلوات‬
‫وكل عام وانتم بخير‬

‫نهاية اجلزء الثاني من سلسلة دروس‬


‫العلوم الباطنية من األنوار القادرية‬

‫‪ 140‬منتديات األنوار القادرية واألرواح الرحمانية‬

You might also like