Professional Documents
Culture Documents
1
ل تحزن
للشيخ /عائض القرني
/http://www.ahm1.com
قصيمي نت
ل تحزن
2
هذا الكتاب
ب
ة ،تعنى بمعالجةِ الجان ِ خاذةٌ مسؤول ٌ دراسة ٌ جادةٌ أ ّ
ب والقلق ، المأسوي من حياةِ البشريةِ جانب الضطرا ِ
م، م والغ ّ وفقدِ الثقةِ ،والحيرة ،والكآبةِ والتشاؤم ِ ،واله ّ
ط.ط والحبا ِ ن ،والكدرِ ،واليأس والقنو ِ والحز ِ
ت العصر على نورٍ من الوحي ،وهدي ل المشكل ِ وهو ح ّ
ب
من الرسالة ،وموافقةٍ مع الفطرةِ السوي ّةِ ،والتجار ِ
ب ب ،والد ِ ص الج ّ
ذا ِ ل الحي ّةِ ،والقص ِ الراشدةِ ،والمثا ِ
ت عن الصحابة البرار ،والتابعين الخياِر ب ،وفيه نقول ٌ الخل ّ ِ
ة
ت من قصي ِدِ كبارِ الشعراء ،ووصايا جهابذ ِ ،وفيه نفحا ٌ
ت العلماء . الطباِء ،ونصائِح الحكماِء ،وتوجيها ِ
ت للشرقيين والغربيين ،والقدامى ُ
وفي ثناياه أطروحا ٌ
مْته وسائ ُ
ل ل ذلك مع ما يوافقُ الحقّ مما قد ّ َ والمحدثين .ك ّ
ت وملحق ونشرات . ف ومجلت ،ودوريا ٍ العلم ،من صح ٍ
ب .وهو ب مشذ ّ ٌ ب ،وجهد ٌ مهذ ّ ٌ ج مرت ّ ٌ
إن هذا الكتاب مزي ٌ
ل لك باختصار : يقو ُ
ن وأبشْر وتفاء ْ
ل ول تحزن (( )) اسعدْ واطمئ ّ
*************************************
ل تحزن
3
المقدمة
ل الله ، م على رسو ِ الحمد ُ لله ،والصلةُ والسل ُ
وعلى آله وصحبهِ وبعد ُ :
ه
فهذا الكتاب ) ل تحزن ( ،عسى أن تسعد بقراءت ِ
ب أن تحاكمه والستفادةِ منه ،ولك قبل أن تقرأ هذا الكتا ٍ
ل الصحيِح ،وفوق هذا وذاك ق السليم ِ والعق ِ إلى المنط ِ
النْقل المعصوم .
ه
ور ِ ل تص ّ مسبق على الشيِء قب َ م ال ُف الحك َ ن من الحي ْ ِ إ ّ
ة
مهِ ،وإن من ظلم ِ المعرفةِ إصدار فتوى مسبق ٍ وذوقهِ وش ّ
ل ،وسماِع الدعوى ورؤيةِ الحجةِ ، م ِل الطلِع والتأ ّ قب َ
وقراءةِ البرهان .
م أو م بهِ ه ّ ة أو أل ّ
ت هذا الحديث لمن عاش ضائق ً كتب ُ
ض مضجعة ف من مصيبةٍ ،أو أق ّ ن ،أو طاف به طائ ٌ حز ٌ
مه قلقٌ .وأّينا يخلو من ذلك ؟! أرقٌ ،وشّرد َ نو َ
عبٌر ،وفوائد ُ وشوارد ُ ،وأمثا ٌ
ل ت ،وصوٌر و ِ ت وأبيا ٌ هنا آيا ٌ
ت فيها عصارة ما وصل إليه اللمعون ؛ من ص ،سكب ُ وقص ٌ
ة
س الحزين ِ ب المفجوِع ،والروِح المنهكةِ ،والنف ِ دواٍء للقل ِ
البائسةِ .
ل واهدأ .بل شر واسعد ْ ،وتفاَء ْ ل لك :أب ِ ب يقو ُ هذا الكتا ُ
ة.ة رضّية بهيج ً ش الحياة كما هي ،طيب ً ع ِ لِ : يقو ُ
ح لك أخطاء مخالفةِ الفطرة ،في ح ُب يص ّ هذا الكتا ٌ
ن. ن والمكا ِ س ،والشياِء ،والزما ِ ن والنا ِ ل مع السن ِ التعام ِ
إنه ينهاك نهيا ً جازما ً عن الصرارِ على مصادمةِ الحيا ِ
ة
ض الدليل ،بل ومعاكسةِ القضاِء ،ومخاصمةِ المنهِج ورف ِ
فسك ،ومن أطرا ِ ب من أقطارِ نف ِ ن قري ٍ ُيناديك من مكا ٍ
رك ،وتثق بمعطياِتك وتستثمر ن مصي ِ س ِ ح ْ نل ُ حك أن تطمئ ّ ُرو ِ
ش ،وغصص العمرِ وأتعاب ت العي ِ مواهبك ،وتنسى منّغصا ِ
المسيرةِ .
مة في أوله : وأريد ُ التنبيه على مسائل ها ّ
ل تحزن
4
ب السعادةِ ن المقصد من الكتاب جل ْ ُ الولى :أ ّ
ل
ب الم ِ ح با ِ والهدوِء والسكينة وانشراح الصدرِ ،وفت ُ
ل الزاهرِ . ل والفرج والمستقب ِ والتفاؤ ِ
نل عليه ،وحس ِ وهو تذكيٌر برحمة اللهِ وغفران ِهِ ،والتوك ّ ِ
ش في حدودِ ن بالقضاِء والقدرِ ،والعي ِ ن بهِ ،واليما ِ الظ ّ
ق على المستقبل ،وتذك ّرِ ن ِعَم ِ الله . ك القل ِ اليوم ِ ،وتر ِ
م ،والحزن والسى ، م والغ ّ ة لطردِ اله ّ الّثانية :وهو محاول ٌ
س، ق الصدرِ والنهيارِ واليأ ِ ب ،وضي ِ ضطرا ِ ق وال ْ والقل ِ
ط. ط والحبا ِ والقنو ِ
ل، ن التنزي ِ ك الموضوِع م ْ ت فيه ما يدوُر في فل ِ الثالثة :جمع ُ
ومن كلم المعصوم ِ ، ومن المثلةِ الشاردة ،
ت المؤّثرةِ ،وما قال ُ
ه ص المعبرةِ ،والبيا ِ والقص ِ
بس من التجار ِ الحكماُء والطباُء والدباُء ،وفيه قب ٌ
ن الساطعة ،والكلمةِ الجاد ّةِ وليس الماِثلة والبراهي ِ
وعظا ً مجردا ً ،ول ترفا ً فكري ّا ً ،ول طرحا ً سياسيا ً ؛ بل
ل سعادِتك . ة من أج ِ ح ٌ مل ِ ّ
هو دعوة ٌ ُ
ت فيه المشاعر ب للمسلم وغيره ،فراعي ُ الرابعة :هذا الكتا ُ
س النسانيةِ ؛ آخذا ً في العتبار المنهج ومنافذ النف ِ
رة .ن الفط ِ ي الصحيح ،وهو دي ُ الربان ّ
ت عن شرقيين ة :سوف تجد ُ في الكتاب ُنقول ٍ الخامس ِ
ى في ذلك ؛ فالحكمة ّ
وغربّيين ،ولعله ل تثريب عل ّ
ن ،أّنى وجدها فهو أحقّ بها . ة المؤم ِ ضال ُ
ل للكتاب حواشي ،تخفيفا ً للقارئ وتسهيل ً له لسادسة :لم أجع ْ
،لتكون قراءاته مستمّرةً وفكُره متصل ً .وجعل ُ
ت
ل الكتاب . ل في أص ِ المرجع مع النق ِ
ن سبق ل رقم الصفحةِ ول الجزِء ،مقتديا ً بم ْ ة :لم أنق ْ السابع ِ
ف، ل بتصّر ٍ في ذلك ؛ ورأيُته أنفع وأسهل ،فحينا ً أنق ُ
ب أو المقالةِ . ص ،أو بما فهمُته من الكتا ِ وحينا ً بالن ّ
ب ول على ب هذا الكتاب على البوا ِ ة :لم أرت ْ الثامن ِ
ل بين طرح ،فرّبما أداخ ُ ت فيه ال ّ ل ،وإنما نوع ُ الفصو ِ
ل تحزن
5
ثث إلى آخر وأعود ُ للحدي ِ ن حدي ٍ لم ْ ت ،وأنتق ُ فقرا ِ ال ِ
ه وأطرف ت ،ليكون أمتع للقارئ وألذ ّ ل ُ بعد صفحا ٍ
لنظرهِ .
ن كان ت أو تخريِج الحاديث ؛ فإ ْ ل بأرقام ِ اليا ِ ة :لم أ ُط ِ ْ التاسع ِ
ه ،وإن كان صحيحا ً أو حسنا ً ف بّينت ُ ُ ث فيه ضع ٌ الحدي ُ
ت .وهذا كّله طلبا ً للختصار ،وُبعدا ً ت ذلك أو سك ّ ذكر ُ
ع بما لم ل )) ،والمتشب ّ ُ عن التكرارِ والكثارِ والمل ِ
ر (( . ي ُزو ٍ س ثوب ْ ُيعط كلب ِ
ظ القارئُ تكرارا ً لبعض المعاني في قوالب العاشرة :ربما يْلح ُ
تت ذلك وتعمد ُ شّتى ،وأساليب متنوعةٍ ،وأنا قصد ُ
ح ،وترسخ هذا الصنيع لتثبت الفكرة ُ بأكثر من طر ٍ
ل ،ومن يتدب ّرِ القرآن يجد ْ ذلك . ة بغزارةِ النق ِ المعلوم ُ
دمها لمن أراد أن يقرأ هذا الكتاب ة ،أق ّ تلك عشرة ٌ كامل ٌ
دقا ً في الخبرِ ،وعدل ً في ل هذا الكتاب ص ْ ،وعسى أن يحم ّ
ل ،ويقينا ً في المعرفةِ ،وسدادا ً الحكم ،وإنصافا ً في القو ِ
ي ،ونورا ً في البصيرة . في الرأ ِ
ل ،ولم ب فيه الجميع ،وأتكلم ،فيه للك ّ إنني أخاط ُ
ة متحّيزة ً ،أو ة ،أو جيل ً بعينهِ ،أو فئ ً ص ًة خا ّ صد ْ به طائف ً أق ِ
ن يحيا حياة سعيدة ً . ل من أراد أ ْ بلدا ً بذاتهِ ،بل هو لك ّ
س
ُيضيءُ بل شم ٍ ه
ت في ِورصع ُ
شْرويسري بل قم ه
تركت ُ ُ حتى الدّّر
ولله ْدّر الّرم ِ سحٌر فعيناهُ
د والحوْر
والجي ِ ن مهن ّدٌوالجبي ُ
*****************************************
ل تحزن
6
يــا الله
و هُ م و ي ّ
ل ُ ك ض ر ت واْل َ وا ما س ال في ِ من ه ُ ل﴿ يسأ َ
َ ْ ٍ َ ْ ِ َ ِ َ َ ّ َ ُ َ ْ
شأ ْ
تج ،وهب ّ ِ ن ﴾ :إذا اضطرب البحُر ،وهاج المو ُ في َ ٍ ِ
ب السفينةِ :يا الله. ح ،نادى أصحا ُ الري ُ
ب عن ل الحادي في الصحراِء ومال الرك ُ إذا ض ّ
ة في السيرِ ،نادوا :يا الله. ت القافل ُ ق ،وحار ِ الطري ِ
ة، ت الكارث ُ ة وجثم ِ ت النكب ُ ة ،وحل ّ ِ إذا وقعت المصيب ُ
ب :يا الله. ب المنكو ُ نادى المصا ُ
ت الستوُر ُ ُ
دل ِ ب أمام الطالبين ،وأس ِ ت البوا ُ إذا أوصد ِ
في وجوهِ السائلين ،صاحوا :يا الله .
ت
طع ِ ل وتق ّ ت الما ُ ل وانته ِ سب ُ ُ ت ال ّ ل وضاق ِ ت الحي ُ إذا بار ِ
ل ،نادوا :يا الله. الحبا ُ
سك ت عليك نف ُ ت وضاق ْ حب ْ ض بما ر ُ ت عليك الر ُ إذا ضاق ْ
ف :يا الله. ت ،فاهت ْ بما حمل ْ
ف
ص ،والهات ُ ب ،والدعاُء الخال ُ م الطي ُ إليه يصعد ُ الكل ِ ُ
ه. جع الوال ِ ُ دمعُ البريُء ،والتف ّ صادقُ ،وال ّ ال ّ
سحارِ ،واليادي في الحاجات ، ف في ال ْ إليه ُتمد ّ الك ُ ّ
ة في الحوادث. ت ،والسئل ُ ما ِ ن في المل ّ والعي ُ
ه
ج وتنادي،وبذكر ِ ث وتله ُ ن وتستغي ُ باسمهِ تشدو اللس ُ
ُ
ح ،وتهدأ المشاعر وتبرد ُ ن الروا ُ ب وتسك ُ ن القلو ُ تطمئ ّ
فطي ٌ ه لَ ِ ن ﴿ ،الل ّ ُ شد ُ ،ويستقّر اليقي ُ ب الّر ْ ب ،ويثو ُ العصا ُ
ه﴾ عَباِد ِ بِ ِ
ق
ف ،وأصد ُ ل الحرو ِ ن السماِء وأجم ُ الله :أحس ُ
مي ّا ً ﴾ ؟! . س ِ ه َ م لَ ُ عل َ ُ ل تَ ْ ه ْ تَ ﴿ ، ن الكلما ِ ت ،وأثم ُ العبارا ِ
ه :فإذا الغنى والبقاُء ،والقوةُ والّنصرة ُ ،والعّز الل ُ
د
ح ِ وا ِ ه ال ْ َ م ل ِل ّ ِ و َ ك ال ْي َ ْ مل ْ ُ ن ال ْ ُ م ِ ة ﴿ ،لّ َ م ُ حك ْ َ والقدرةُ وال ِ
ر﴾ . ها ِ ق ّ ال ْ َ
ث والمدد ُ ،والوُد ّ ة ،والغوْ ُ ف والعناي ُ الله :فإذا اللط ُ
ه﴾ . ن الل ّ ِ م َ ف ِ ة َ م ٍ ع َ من ن ّ ْ كم ّ ما ب ِ ُ و َ والحسان َ ﴿ ،
ل تحزن
7
ت. ل والعظمةِ ،والهيبةِ والجبرو ِ الله :ذو الجل ِ
ن سرورا ً ل مكان اللوعة سْلوة ،وجزاء الحز ِ اللهم فاجع ْ
ن،
ب بثلِج اليقي ِ عج القل ِ ف أمن ًْا .اللهم أبرد ْ ل ِ ،وعند الخو ِ
ن. مر الرواِح بماِء اليما ِ ئج ْ وأطف ْ
ة منك ، ساهرةِ ُنعاسا ً أمن ً ن ال ّ ب ،ألق على العيو ِ يا ر ّ
بضطربةِ سكينة ،وأثْبها فتحا ً قريبًا .يا ر ّ س الم ْ وعلى النفو ِ
لل المناهِج إلى ض ّك،و ُ اهدِ حيارى البصائْر إلى نورِ ْ
ك ،والزائغين عن السبيل إلى هداك . صراط ْ
ق
ق من النور ،وأزه ْ جر صاد ٍ اللهم أزل الوساوس بف ْ
ن بمدد ٍ من ق من الحقّ ،ورد ّ كيد الشيطا ِ ضمائرِ بفْيل ٍ باطل ال ّ
ومين. مس ّ جنود ِ عوِْنك ُ
م ،واطرد ْ من ل عنا اله ّ ب عّنا الحزن ،وأز ْ اللهم أذه ْ
نفوسِنا القلق.
ن إل إليك ، ف إل مْنك ،والركو ِ نعوذ ُ بك من الخوْ ِ
ل إل منك ،والستعاِنة إل بك ، ل إل عليك ،والسؤا ِ والتوك ِ
أنت ولّينا ،نعم المولى ونعم النصير.
***************************************
كن سعيدا ً
-اليمان والعمل الصالح هما سر حياتك الطيبة ،فاحرص
عليهما .
-اطلب العلم والمعرفة ،وعليك بالقراءة فإنها تذهب
الهم .
-جدد التوبة واهجر المعاصي ؛ لنها تنغص عليك الحياة .
-عليك بقراءة القرآن متدبرا ً ،وأكثر من ذكر الله دائما ً .
-أحسن إلى الناس بأنواع الحسان ينشرح صدرك .
-كن شجاعا ً ل وجل ً خائفا ً ،فالشجاع منشرح الصدر .
-طهر قلبك من الحسد والحقد والدغل والغش وكل
مرض .
-اترك فضول النظر والكلم والستماع والمخالطة والكل
والنوم .
ل تحزن
8
س همومك وأحزانك . -انهمك في عمل مثمر تن َ
-عش في حدود يومك وانس الماضي والمستقبل .
-انظر إلى من هو دونك في الصورة والرزق والعافية
ونحوها .
در أسوأ الحتمال ثم تعامل معه لو وقع . -ق ّ
-ل تطاوع ذهنك في الذهاب وراء الخيالت المخيفة
والفكار السيئة .
-ل تغضب ،واصبر واكظم واحلم وسامح ؛ فالعمر
قصير .
-ل تتوقع زوال النعم وحلول النقم ،بل على الله توكل .
ط المشكلة حجمها الطبيعي ول تضخم الحوادث . -أع ِ
-تخلص من عقدة المؤامرة وانتظار المكاره .
سط الحياة واهجر الترف ،ففضول العيش شغل ، -ب ّ
ورفاهية الجسم عذاب للروح .
-قارن بين النعم التي عندك والمصائب التي حلت بك
لتجد الرباح أعظم من الخسائر .
-القوال السيئة التي قيلت فيك لن تضرك ،بل تضر
صاحبها فل تفكر فيها .
-صحح تفكيرك ،ففكر في النعم والنجاح والفضيلة .
-ل تنتظر شكرا ً من أحد ،فليس لك على أحد حق ،
وافعل الحسان لوجه الله فحسب .
-حدد مشروعا ً نافعا ً لك ،وفكر فيه وتشاغل به لتنسى
همومك .
-احسم عملك في الحال ول تؤخر عمل اليوم إلى غد .
-تعلم العمل النافع الذي يناسبك ،واعمل العمل المفيد
الذي ترتاح إليه .
-فكر في نعم الله عليك ،وتحدث بها واشكر الله عليها .
-اقنع بما آتاك الله من صحة ومال وأهل وعمل .
-تعامل مع القريب والبعيد برؤية المحاسن وغض الطرف
عن المعائب .
ل تحزن
9
-تغافل عن الزلت والشائعات وتتبع السقطات وأخبار
الناس .
-عليك بالمشي والرياضة والهتمام بصحتك ؛ فالعقل
السليم في الجسم السليم .
-ادع الله دائما ً بالعفو والعافية وصالح الحال والسلمة .
*****************************
فكر واشكر
ن
مُرك م ْ المعنى :أن تذكر ِنعم اللهِ عليك فإذا هي تغْ ُ
ه لَ ة الل ّ ِ م َ ع َ دوا ْ ن ِ ْ ع ّ وِإن ت َ ُ ت قدمْيك ﴿ َ فوِقك ومن تح ِ
ن في وطن ،غذاٌء وكساٌء ، ن ،أم ٌ ة في بد ٍ ح ٌ ص ّ ها ﴾ ِ صو َ ح ُ تُ ْ
ك الحياة ً وأنت وهواٌء وماٌء ،لديك الدنيا وأنت ما تشعُر ،تمل ُ
ه َ ل تعلم ﴿ َ
ة﴾ عندك وَباطِن َ ً هَرةً َ ظا ِ م ُع َ م نِ َ عل َي ْك ُ ْ
غ َ سب َ َ وأ َْ ُ
ي آَلء َ ن ﴿ َ
فب ِأ ّ ن ورجل ِ ن ،ويدا ِ ن وشفتا ِ عينان ،ولسا ٌ
ن تمشي على ةأ ْ ة سهل ٌ ل هي مسأل ٌ ن﴾ ه ْ ما ت ُك َذَّبا ِ َرب ّك ُ َ
مد على ساقْيك ،وقد ن تعت ِ م؟! وأ ْ ت أقدا ٌ قدمْيك ،وقد ب ُِتر ْ
م
ق؟! أحقيقٌ أن تنام ملء عينيك وقد ْ أطار الل ُ ت سو ٌ طع ْ قُ ِ
ي وأن تكرع ن تمل معدتك من الطعام ِ الشه ّ ر؟! وأ ْ نوم الكثي ِ
م ،ون ُّغص عليه كر عليه الطعا ُ من الماِء الباردِ وهناك من ع ُ ّ
عوفيت مِعك وقد ْ ُ كر في س ْ سقام ٍ ؟! تف ّ ض وأ ْ ال ّ
ب بأمرا ٍ شرا ُ
رك وقد ْ سلمت من العمى ، ل في نظ ِ صمم ،وتأم ْ من ال ّ
ح
جذام ِ ،والم ْ ص وال ُ وت من البر ِ دك وقد نج ْ جل ْ ِوانظر إلى ِ
ل. ن والذهو ِ عقلك وقد ْ أنعم عليك بحضورهِ ولم ُتفجعْ بالجنو ِ
أتريد في بصرك وحده كجب ُ
ب بيع حدٍ ذهبا ً ؟! أتح ّ لأ ُ ِ ُ ِ ُ
ة ؟! هل تشتري قصور الزهراِء سمِعك وزن ثهلن فض ّ
ض بيديك مقابل عقود ِ اللؤلؤ ل تقاي ُ بلساِنك فتكون أبكم؟! ه ْ
لت لتكون أقطع؟! إنك في ِنعم ٍ عميمةٍ وأفضا ٍ والياقو ِ
ش مهموما ً مغموما ً حزينا ً كئيبا ً جسيمةٍ ،ولكنك ل تدريْ ،تعي ُ
ئ، م الهان ُ ئ ،والماُء البارد ُ ،والنو ُ ،وعندك الخبُز الداف ُ
ل تحزن
10
ة ،تتفكُر في المفقود ِ ول تشكُر الموجود، ة الوارف ُ والعافي ُ
ح السعادة ،وقناطيُر ج من خسارةٍ مالي ّةٍ وعندك مفتا ُ تنزع ُ
ب والنعم ِ والشياِء ،فك ّْر واشكْر مقنطرة ٌ من الخيرِ والمواه ِ
ن ﴾ فك ّْر في نفسك ،وأهِلك صُرو َ فَل ت ُب ْ ِ م أَ َ
سك ُ ْ ف ِ في َأن ُ و ِ﴿ َ
،وبيتك ،وعمِلك ،وعافيِتك ،وأصدقاِئك ،والدنيا من حوِلك
ها ﴾ .م ُينك ُِرون َ َ ه ثُ ّ ت الل ّ ِ م َ ع َ
ن نِ ْ
فو َ ر ُ ع ِ﴿ي َ ْ
*****************************************
يومك يوم َ
ك
ش،ب ستعي ُ س ُت فل تنتظر المساُء ،اليوم فح ْ إذا أصبح َ
تس الذي ذهب بخيرِهِ وشرِهِ ،ول الغد ُ الذي لم يأ ِ فل أم ُ
سه ،وأدركك نهاُرهُ هو ك شم ُ م الذي أظل ّت ْ َ
إلى الن .اليو ُ
دك العيش ل في خل ِ م واحد ٌ ،فاجع ْ ب ،عمُرك يو ٌ س ُمك فح ْ يو ُ
ت فيهِ ،حينها ل تتعثُر لهذا اليوم ِ وكأنك ولدت فيهِ وتمو ُ
مهِ ،وبين توقِع مهِ وغ ّ س الماضي وه ّ حياُتك بين هاج ِ
ب ،لليوم فق ْ
ط ف وزحِفهِ المرع ِ حهِ المخي ِ
ل وشب ِ المستقب ِ
ِ
دك ،فلهذا دك وج ّ ف تركيزك واهتمامك وإبداعك وك ّ اصر ْ
ة وتلوةً بتدبرٍ واطلعا ً اليوم ِ لبد أن تقدم صلةً خاشع ً
سنا ً في ح ْ كرا ً بحضورٍ ،واتزانا ً في المور ،و ُ ل ،وذ ِ ْ بتأم ٍ
ق ،ورضا ً بالمقسوم ِ ،واهتماما ً بالمظهرِ ،واعتناًء خل ِ
بالجسم ِ ،ونفعا ً للخرين .
سم ساعاِته وتجعل من لليوم هذا الذي أنت فيه فتُق ّ
ت ،ومن ثوانيهِ شهورا ً ،تزرعُ فيه الخْير ، دقائقه سنوا ٍ
ب
ُتسدي فيه الجميل ،تستغفُر فيه من الذنب ،تذكُر فيه الر ّ
ش هذا اليوم فرحا ً وسرورا ً ،وأمنا ً ل ،تعي ُ ،تتهيأ للرحي ِ
ة ،ترضى فيه برزِقك ،بزوجِتك ،بأطفاِلك بوظيفتك ، وسكين ً
ل تحزن
12
ن
م َ كن ّ و ُ ك َ ما آت َي ْت ُ َ خذ ْ َ ف ُ ستواك ﴿ َ م ْمك ،ب ُ ببيِتك ،بعل ِ
ن ول انزعاٍج ،ول حْز ٍ ش هذا اليوم بل ُ ن ﴾ تعي ُ ري َ شاك ِ ِ ال ّ
ط ول حقدٍ ،ول حسدٍ . سخ ٍ
ح قلبك عبارة ً واحدة تجعُلها إن عليك أن تكتب على لو ِ
مك( .إذا أكلت أيضا ً على مكتبك تقول العبارة ) :يومك يو ُ
ف
س الجا ّ ضّرك خبُز الم ِ خبزا ً حاّرا ً شهي ّا ً هذا اليوم فهل ي ُ
ب المنتظرِ . الرديء ،أو خبُز غدٍ الغائ ِ
ن من وم ،فلماذا تحز ُ إذا شربت ماًء عذبا ً زلل ً هذا الي ْ
ن الحاّر. م لماِء غد ٍ الس ِ ماِء أمس الملِح الجاِج ،أو تهت ّ
ة
سك بإرادةٍ فولذيةٍ صارمةٍ عارم ٍ إنك لو صدقت مع نف ِ
وم ( .حينها لخضعتها لنظرية) :لن أعيش إلى هذا الي ْ
ة
ل لحظة في هذا اليوم في بناِء كياِنك وتنمي ِ لك ّ تستغ ّ
ُ ك ،فتقول :لليوم فق ْ مواهبك ،وتزكيةِ عمل ُ
ب ألفاظي ط أهذ ّ ُ
ة ،لليوم فق ْ
ط حشا ً ،أو سب ّا ً ،أو غيب ً هجرا ً أو فُ ْ فل أنطقُ ُ
ك ول بعثرة ٌ ،وإنما ب بيتي ومكتبتي ،فل ارتبا ٌ سوف أرت ُ
ة
ش فأعتني بنظاف ِ ة .لليوم فقط سوف أعي ُ م ورتاب ٌ نظا ٌ
ن في جسمي ،وتحسين مظهري والهتمام ِ بهندامي ،والتزا ِ
مشيتي وكلمي وحركاتي.
ة
ش فأجتهد ُ في طاعةِ رّبي ،وتأدي ِ ط سأعي ُ لليوم فق ْ
ل ،وتعاهدِ ل وجهِ ،والتزودِ بالنواف ِ صلتي على أكم ِ
بظ فائدةٍ ،ومطالعةِ كتا ٍ مصحفي ،والنظرِ في كتبي ،وحف ِ
نافٍع .
ثة وأجت ّ س في قلبي الفضيل ً ش فأغر ُ ط سأعي ُ لليوم فق ْ
ِ
ب ورياٍء عج ٍ منه شجرة الشّر بغصوِنها الشائكةِ من ك ِب ْرٍ و ُ
ن. ل وسوِء ظ ّ وحسدٍ وحقدٍ وِغ ّ
ش فأنفعُ الخرين ،وأسدي لليوم فقط سوف أعي ُ
ل حيران ، ل إلى الغير ،أعود ُ مريضا ً ،أشي ّعُ جنازة ً ،أد ُ ّ الجمي َ
ُ
ع
ف مع مظلوم ٍ ،أشف ُ ب ،أق ٌ ج عن مكرو ٍ م جائعا ً ،أفّر ُ أطع ُ
ج ّ
ل م صغيرا ً ،أ ِ م عالما ً ،أرح ُ ف ،أواسي منكوبًا ،أكر ُ لضعي ٍ
كبيرا ً .
ل تحزن
13
ب
ض ذهب وانتهى اغر ْ ش ؛ فيا ما ٍ لليوم فقط سأعي ُ
ف لتذكرك مسك ،فلن أبكي عليك ولن تراني أق ُ كش ِ
لحظة ؛ لنك تركتنا وهجرتنا وارتحْلت عّنا ولن تعود إلينا أبد
البدين .
ن أتعامل مع الحلم ِ ب فل ْ ل أْنت في عالم ِ الغي ِويا مستقب ُ
ن
ل ميلد مفقود ٍ ،ل ّ ج َ
،ولن أبيع نفسي مع الوهام ولن أتع ّ
غدا ً ل شيء ؛ لنه لم يخلق ولنه لم يكن مذكورًا.
س
ن أروعُ كلمةٍ في قامو ِ مك أيها النسا ُيومك يو ُ
حِللها.ل ُ
السعادةِ لمن أراد الحياة في أبهى صوِرها وأجم ِ
****************************************
ي ك المستقب َ
ل حتى يأت َ اتر ِ
َ َ
ق الحداث ، ه ﴾ ل تستب ِ جُلو ُ ع ِست َ ْ فل َ ت َ ْ ه َ مُر الل ّ ِ ﴿ أَتى أ ْ
ه؟! وقطف الثمرةِ قبل النضج م ِل قْبل تما ِ أتريد ُ إجهاض الحم ِ
م، ه ،ليس له وجود ٌ ،ول طع ٌ ن غدا ً مفقود ٌ ل حقيقة ل ُ ؟! إ ّ
س من مصائ ِب ِهِ ، ج ُ ل أنفسنا بهِ ،ونتو ّ ن ،فلماذا نشغ ُ ول لو ٌ
ل بيننا ل ُيحا ُ ه ،ول ندري ه ْ م لحوادثهِ ،نتوقعُ كوارث ُ ونهت ّ
م أنه في ه ،أو نلقاهُ ،فإذا هو سروٌر وحبوٌر ؟! المه ّ وبين ُ
ن ل نعبر ض بعْد َ ،إن علينا أ ْ ل إلى الر ِ ب لم يص ْ عالم ِ الغي ِ
ر
ل الجس ِ جسرا ً حتى نأتيه ،ومن يدري؟ لعّلنا نِقف قبل وصو ِ
ل الجسَر ينهاُر قْبل وصوِلنا ،ورّبما وصلنا الجسر ،أو لع ّ
م.
ومررنا عليه بسل ٍ
لة أوسع للتفكيرِ في المستقب ِ ن مساح ً إن إعطاء الذه ِ
ت
ت المتوقعةِ ممقو ٌ ب ثم الكتواِء بالمزعجا ِ ب الغي ِ وفتِح كتا ِ
م عقل ً ؛ لنه مصارع ُ
ة ل ،وهو مذمو ٌ ل أم ٍ شرعا ً ؛ لنه طو ُ
مستقبلهِ الجوعَ ل .إن كثيرا ً من هذا العالم يتوُقع في ُ للظ ّ
ت
مقررا ِ ب ،وهذا كّله من ُ ض والفقَر والمصائ َ العري والمر َ
مُر ُ ْ م ال ْ َ شي ْ َ
كم وي َأ ُ قَر َ ف ْ عدُك ُ ُن يَ ِ طا ُ ن ﴿ ال ّ س الشيطا ِ مدار ِ
ضل ً ﴾ . ف ْ و َه َ من ْ ُفَرةً ّ غ ِ م ْ كم ّ عدُ ُ ه يَ ِ والل ّ ُشاء َ ح َ ف ْ ِبال ْ َ
ل تحزن
14
م الذين يبكون ؛ لنهم سوف يجوعون غدًا، كثيٌر ه ْ
ة
م بعد مائ ِ ة ،وسوف ينتهي العال ُ وسوف يمرضون بعد سن ٍ
ه أن يراهن على ن الذي عمُره في يد غيره ل ينبغي ل ُ عام .إ ّ
ه الشتغا ُ
ل ت ل يجوُز ل ُ
العدم ٍ ،والذي ل يدِري متى يمو ُ
بشيٍء مفقود ٍ ل حقيقة له.
اترك غدا ً حتى يأتيك ،ل تسأل عن أخباِره ،ل تنتظر
ل باليوم.زحوفه ،لنك مشغو ٌ
م نقدا ً ليقضوه ب هؤلء يقترضون اله ّ ب فعج ٌوإن تعج ْ
سه ولم ير النور ،فحذار من ة في يوم ٍ لم ُتشرق شم ُ نسيئ ً
ل. ل الم ِ طو ِ
****************************************
كيف تواجه النقد الثم ؟
ل في عله ، سخفاُء سّبوا الخالق الّرازق ج ّ الّرقعاُء ال ّ
وشتموا الواحد الحد ل إله إل هو ،فماذا أتوقعُ أنا وأنت
ه في حياِتك ن أهل الحيف والخطأ ،إنك سوف تواج ُ ونح ُ
حْربًا! ضُروسا ُ ل هوادة فيها من الّنقدِ الثم ِ المّر ،ومن
مدةِ مادام س المقصودِ ،ومن الهانةِ المتع ّ التحطيم المدرو ِ
أنك ُتعطي وتبني وتؤثُر وتسطعُ وتلمعُ ،ولن يسكت هؤلِء
ض أو سلما ً في السماِء فتفّر ً
عنك حتى تتخذ نفقا في الر ِ
م ما يسوؤك م فانتظْر منه ْ منهم ،أما وأنت بين أظهرِه ِ ْ
ض مضجعك. وُيبكي عينك ،وُيدمي مقلتك ،ويق ّ
س ل يرفسون ط ،والنا ُ إن الجالس على الرض ل يسق ُ
ِ
ً
م صلحا ،أو كلبا ً ميتا ً ،لكنهم يغضبون عليك لنك فُْقَته ْ
ب ل توبة لك حتى مذن ٌ هم ُ علما ً ،أو أدبا ً ،أو مال ً ،فأنت عند ُ
ت الحمدِ ل صفا ِ م اللهِ عليك ،وتنخلع من ك ّ تترك مواهبك ون ِعَ َ
ل ،وتبقى بليدا ً ! غبّيا ،صفرا ً ل معاني النب ِ ،وتنسلخ من ك ّ
ً طما ً ،مكدودا ً ،هذا ما يريدون ُ مح ّ
ط ُ .إذا فاصمد لكلم ِ ه بالضب ِ
نحد ٌ (( وك ْ تأ ُ م )) أثب ْ ره ْ م وتحقي ِ م وتشويهِهِ ْ هؤلِء ونقده ْ
ت البردِ لتثبت كالصخرةِ الصامتةِ المهيبةِ تتكسُر عليها حّبا ُ
ل تحزن
15
ن أصغيت لكلم ِ هؤلءِ وجودها وُقدرتها على البقاِء .إنك إ ْ
ر
وتفاعلت به حققت أمنيتُهم الغالية في تعكيرِ حياِتك وتكدي ِ
كم ول ت ُ ض عنه ْ صْفح الجميل ،أل فأعر ْ عمرك ،أل فاصفح ال ّ
ة
ة محترم ٌ م السخيف ترجم ٌ ق مما يمكرون .إن نقده ُ في ضي ٍ
ل. م المفتع ُ كون النقد ُ الث ُلك ،وبقدرِ وزِنك ي ُ
ن تستطيع أن ن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلِء ،ول ْ إنك ل ْ
هم وتجّنيهم تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيعُ أن تدفن نقد ُ
ق ْ
ل م!ُ ﴿ . ّ
م ،واطراحك لقوالهِ ِ بتجافيك لهم ،وإهمالك لشأنه ْ
مب في أفواهِهِ ُ ن تص ّ م ﴾ بل تستطيعُ أ ْ موُتوا ْ ب ِ َ
غي ْظِك ُ ْ ُ
جك . ل بزيادةِ فضائلك وتربيةِ محاسِنك وتقويم اعوجا ِ الخْرد َ َ
لن كنت ُتريد أن تكون مقبول ً عند الجميع ،محبوبا ً لدى الك ّ إ ْ
ملت ب عند العالم ِ ،فقد ْ طلبت مستحيل ً وأ ّ ،سليما ً من العيو ِ
أمل ً بعيدا ً .
************************************************
ل تنتظْر شكرا ً من أح ٍ
د
ه الخليقة ليشكروهُ ، ه العباد ليذكروهُ ورزق الل ُ خلق الل ُ
ن طبيعة الجحودِ ب سواه ،ل ّ فعبد الكثيُر غيره ،وشكَر الغال ُ
ة على النفوس ،فل ن الّنعم غالب ٌ ن والجفاِء وك ُْفرا ِ والنكرا ِ
م إذا وجدت هؤلِء قد كفروا جميلك ،وأحرقوا صد ْ تُ ْ
إحسانك ،ونسوا معروفك ،بل ربما ناصبوك الِعداَء ،
ورموك بمنجنيق الحقدِ الدفين ،ل لشيٍء إل لنك أحسنت
من ه ِ سول ُ ُوَر ُ م الل ّ ُ
ه َ ه ُ ن أَ ْ
غَنا ُ َ
موا ْ إ ِل ّ أ ْ ما ن َ َ
ق ُ و َ
م﴿ َ إليه ْ
ه
ل العالم ِ المشهود ،فإذا في فصول ِ ِ ه ﴾ وطالعْ سج ّ ضل ِ ِ ف َْ
ه، دب ُ ه وسقاه ُ ،وأ ّ ذاهُ وكساهُ وأطعم ُ ه وغ ّ ب رّبى ابن ُ ةأ ٍ قص ُ
ما طّر ه ،سهر لينام ،وجاع ليشبع ،وتِعب ليرتاح ،فل ّ وعّلم ُ
ب العقوِر ب هذا البن وقوي ساعده ،أصبح لوالدهِ كالكل ِ شار ُ
،استخفافا ً ،ازدراًء ،مقتا ً ،عقوقا ً صارخا ً ،عذابا ً وبيل ً .
ل تحزن
16
م عند منكوسي أل فليهدأ الذين احترقت أوراقُ جميِله ْ
ض المثوبةِ عند الِفطرِ ،ومح ّ
ت ،وليهنؤوا بعو ِ طمي الرادا ِ
من ل تنفد ُ خزائُنه .
ل ،وعدم ِ ك الجمي ِ إن هذا الخطاب الحاّر ل يدعوك لتر ِ
ن للغير ،وإنما يوط ُّنك على انتظار الجحودِ ،والتنك ِ
ر الحسا ِ
ن ،فل تبتئس بما كانوا يصنعون. ل والحسا ِ لهذا الجمي ِ
مل ل،ث ّ جهِ اللهِ ؛ لنك الفائُز على كل حا ٍ اعمل الخير ِلو ْ
ط من غمطك ،ول جحود ُ من جحدك ،واحمد ِ الله م ُ يضرك غ ْ
ما
ن ،واليد ُ العليا خيٌر من اليد ِ السفلى ﴿ إ ِن ّ َ لنك المحس ُ
كورا ً ﴾ ش ُ وَل ُ جَزاء َ م َ منك ُ ْ ريدُ ِه َل ن ُ ِ ه الل ّ ِ ج ِ و ْ م لِ َ مك ُ ْ
ع ُ ن ُطْ ِ
.
هل كثيٌر من العقلِء من جبل ّةِ الجحودِ عند وقد ذ ُ ِ
م ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على وغاِء ،وكأنه ْ الغ ْ
عَنا إ َِلى ُ َ
هس ُ م ّ ضّر ّ م ي َدْ ُ مّر ك َأن ل ّ ْ وه وتمردهُ ﴿ َ الصنف عت ّ
ن ﴾ ل ُتفاجأ إذا مُلو َ ع َكاُنوا ْ ي َ ْ ما َ ن َ في َر ِ س ِم ْ ن ل ِل ْ ُ ك ُزي ّ َ ك َذَل ِ َ
أهديت بليدا ً قلما ً فكتب به هجاءك ،أو منحت جافيا ً عصا ً
ج بها رأسك ،هذا هو ش بها على غنمهِ ،فش ّ يتوكأ عليها ويه ّ
ن الجحودِ مع باريها ل عند هذهِ البشريةِ المحّنطةِ في كف ِ الص ُ
ل في عله ،فكيف بها معي ومعك ؟! . ج ّ
****************************************
ح للصدر
ن إلى الخرين انشرا ٌ
الحسا ُ
ه.
م ِ مهِ ،والخيُر كطع ِ ف كرس ِ مهِ ،والمعرو ُ ل كاس ِ الجمي ُ
ضلون بهذا م المتف ّ سه ُل المستفيدين من إسعاد ِ الّنا ِ أو ُ
م ،وأخلِقهم ، ه عاجل ً في نفوسهِ ْ السعادِ ،يجنون ثمرت ُ
هم ،فيجدون النشراح والنبساط ،والهدوء وضمائ ِرِ ِ
والسكينة.
ح غيرك م فامن ْ
م بك غ ّ م أو أل ّ
ف من ه ّ فإذا طاف بك طائ ٌ
ط محروما ً ، ه جميل ً تجد ِ الفرج والّراحة .أع ِ معروفا ً وأسد ِ ل ُ
ل تحزن
17
نعد ْ مريضا ً ،أع ْ م جائعا ً ِ ، انصر مظلوما ً ،أنِقذ ْ مكروبا ً ،أطع ْ
ن خلِفك. منكوبا ً ،تجدِ السعادة تغمُرك من بين يدْيك وم ْ
ه، ه وبائعه ومشتري ُ ل الخيرِ كالطيب ينفعُ حامل ُ ن فع َ إ ّ
ة
ف في صيدلي ِ ة تصر ُ وعوائد ُ الخيرِ النفسّية عقاقيُر مبارك ٌ
ت قلوُبهم بالّبر والحسان . مر ْ الذي ع ُ ِ
ة
ق صدق ٌ ت المشرقةِ على فقراِء الخل ِ إن توزيع البسما ِ
ق ْ
ه طل ِ ة في عالم ِ القيم ِ )) ولو أن تلقى أخاك بوج ِ جاري ٌ
س على الخرين ل ب ضرو ٍ ن حر ٍ (( وإن عبوس الوجهِ إعل ُ
ب. م الغيو ِ م قيامها إل عل ّ ٌ يعل ُ
ت دخول جنة ف بغي لكلب عقورٍ أثمر ْ ة ماِء من ك ّ شرب ُ
ب غفوٌر شكوٌر ن صاحب الثوا ِ ض؛ل ّ ت والر ُ ضها السموا ُ عر ُ
ي حميد ٌ . ب الجميل ،غن ٌ ل ،يح ّ جمي ٌ
ف هلموا س الشقاِء والفزع والخو ِ م كوابي ُ ددهُ ْ ن ُته ّ يا م ْ
ة
ف وتشاغلوا بالخرين ،عطاًء وضياف ً ن المعرو ِ إلى بستا ِ
ة وستجدون السعادة طعما ً ولونا ً ة وخدم ً ومواساة ً وإعان ً
غاء جَزى} {19إ ِّل اب ْت ِ َ ة تُ ْ م ٍ ع َ من ن ّ ْ عندَهُ ِ د ِ ح ٍ ما ِل َ َ و َ وذوقا ً ﴿ َ
ضى ﴾ . ف ي َْر َ و َ س ْ ول َ َ
عَلى}َ {20 ه اْل َ ْ ه َرب ّ ِ ج ِو ْ
َ
*****************************************
ل
اطرِد الفراغ بالعم ِ
ن
ف والشائعات ل ّ ل الراجي ِ الفارغون في الحياةِ هم أه ُ
ف ﴾. وال ِ ِ
خ َع ال ْ َ كوُنوا ْ َ
م َ ضوا ْ ب َِأن ي َ ُ
ة ﴿ َر ُأذهانهم موّزع ٌ
ل، ن يوم يفرغ ُ صاحُبه من العم ِ ن أخطر حالت الذه ِ إ ّ
ح ذات ق تجن ُ فيبقى كالسيارةِ المسرعةِ في انحدارِ بل سائ ٍ
ل. اليمين وذات الشما ِ
م والفزِع م والغ ّ يوم تجد ُ في حياتك فراغا ً فتهّيأ حينها لله ّ
ر
ت الماضي والحاض ِ ل ملّفا ِب لك ك ّ ،لن هذا الفراغ يسح ُ
ل من أدراج الحياةِ فيجعلك في أمرٍ مريٍج ، والمستقب ِ
ل مثمرةٍ بدل ً من هذا ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعما ٍ
ن. ل مسك ّ ٍ ي ،وانتحاٌر بكبسو ٍ ه وأد ٌ خف ّ ل لن ُ
السترخاِء القات ِ
ل تحزن
18
س في ه بالتعذيب البطيِء الذي يمار ُ إن الفراغً أشب ُ
ة
ل دقيق ٍ ب يقط ُُر ك ّن تحت أنبو ٍ ن بوضِع السجي ِ ن الصي ِ سجو ِ
ن
ب السجي ُ ت ُيصا ُت انتظارِ هذه القطرا ِ قطرةً ،وفي فترا ِ
ن. بالجنو ِ
ة
ف ،وعقلك هو فريس ٌ ص محترِ ٌ ة ،والفراغُ ل ِ ّ ة غفل ٌالراح ُ
ب الوهمّية .ة لهذه الحرو ِ ممّزق ٌ
ب، ح ،أو طالعْ ،أو اكت ْ ل أو اقرأ ،أو سب ّ ْ إذا ً قم الن ص ّ
أو رّتب مكتبك ،أو أصلح بيتك ،أو انفعْ غيرك حتى تقضي
ن. على الفراِغ ،وإني لك من الناصحي ْ
ل ،ويضمن لك أطباُء العالم ن العم ِح الفراغ بسكي ِ اذب ْ
ئ فحسب ، %50من السعادة مقابل هذا الجراِء الطار ِ
انظر إلى الفلحين والخبازين والبنائين يغردون بالناشيد
ح
كالعصافيرِ في سعادةٍ وراحةٍ وأنت على فراشك تمس ُ
دموعك وتضطُرب لنك ملدوغٌ .
****************************************
ل تكن إمعة
ذب في الخرين .إن هذا ل تتقمص شخصية غيرك ول ت ُ
هو العذاب الدائم ،وكثيٌر هم الذين ينسون أنفسهم
مهم ،ومواهبهم ،وظروفهم ، وأصواِتهم وحركاِتهم ،وكل َ
ف،صل ُ ف وال ّ صهُروا في شخصّيات الخرين ،فإذا التكل ّ ُ لين ْ
ذات. م للكيان ولل ّ والحتراقُ ،والعدا ُ
ة
ن في صور ٍ من آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنا ِ
ب والخلق . واحدةٍ ،فلماذا يتفقون في المواه ِ
ل ولن يأتي أنت شيٌء آخُر لم يسبق لك في التاريِخ مثي ٌ
مُثلك في الدنيا شبيه .
أنت مختلف تماما ً عن زيد وعمرو فل تحشْر نفسك في
سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان .
س نا ل أُ م كُ ّ انطلق على هيئتك وسجّيتك ﴿ َ
ٍ َ عل ِ َقد ْ َ
قوا ْ ست َب ِ ُفا ْ ها َ وّلي َ
م َو ُ ه َ ة ُ
ه ٌ
ج َو ْ
ل ِول ِك ُ ّ
م﴾َ ﴿،
ه ْ
شَرب َ ُم ْ
ّ
ل تحزن
19
ش كما خلقت ل تغير صوتك ،ل تبدل نبرتك ، ت﴾ ع ْ خي َْرا ِال ْ َ
ل تخالف مشيتك ،هذب نفسك بالوحي ،ولكن ل تلِغ
وجودك وتقتل استقللك.
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا
وطعمك هذا ؛ لنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا ))ل يكن
معة(( .أحدكم إ ّ
و
ه بعالم ِ الشجارِ :حل ٌم أشب ُن الناس في طبائعه ْ إ ّ
ل وقصيٌر ،وهكذا فليكونوا .فإن كنت كالموِز ض ،وطوي ٌ وحام ٌ
ل إلى سفرجل ؛ لن جمالك وقيمتك أن تكون فل تتحو ْ
ن موزا ً ،إن اختلف ألواِننا وألسنِتنا ومواهِبنا وقدراِتنا آي ٌ
ةم ْ
ت الباري فل تجحد آياته . آيا ِ
******************************
قضاء وقدر
في وَل ِ ض ر في اْل َ ِ ة ب صي م من ب صا ﴿ما أ َ
ْ ِ َ ٍ َ ِ ّ ِ َ َ َ
َ َ م إ ِّل ِ َأن ُ
ف
ها﴾ ،ج ّ ل أن ن ّب َْرأ َ قب ْ ِ من َ ب ّ في ك َِتا ٍ سك ُ ْ ف ِ
قل ف ،قضي المُر ،كتبت المقادير ُ ﴿ ، ت الصح ُ م ُ ،رفع ِ القل ُ
ه ل ََنا ﴾ ،ما أصابك لم يك ْ
ن ب الل ّ ُ ما ك َت َ َ صيب ََنا إ ِل ّ َ ّلن ي ُ ِ
ن ل ُِيصِيبك . ك لم يك ْ ل ُِيخطِئك ،وما أخطأ َ
ت في نفسك وقّرت في إن هذه العقيدة إذا رسخ ْ
ل الوقائعة ،وك ّ مْنح ًة ِحن ُ م ْ ة ،وال ِ ة عطي ً ت البلي ُ رك صار ْ ضمي ِ
ب منه(( فل ص ْ ه به خيرا ً ي ُ ِ رِد الل ُ ة ))ومن ي ُ ِ جوائز وأوسم ً
ب ،أو خسارةٍ ماليةٍ ،أو ت قري ٍ ض أو مو ِ يصيُبك قلقٌ من مر ٍ
ل ،والختياُر در والقضاُء قد ح ّ ن الباري قد ق ّ ت ،فإ ّ ق بي ٍ احترا ِ
لب ك ُّفر .هنيئا ً له ِ هكذا ،والخيرةُ للهِ ،والجُر حصل ،والذن ُ
ض،المعطي ،القاب ِ المصائب صبرهم ورضاهم عن الخذ ِ ،
َ الباسط َ ﴿ ،ل يسأ َ
ن﴾.سأُلو َ م يُ ْ ه ْ و ُ َ ُ
ل ع
َ ف ْ َ ي ماّ ع
َ لُ ُ ْ
ذهب سك ،وت ْ ل نف ِ ولن تهدأ أعصاُبك وتسكن بلب ُ
م بماف القل ُس صد ِْرك حتى تؤمن بالقضاِء والقدرِ ،ج ّ وساو ُ
ن أنه كان بوسِعك ت ،ل تظ ّ سك حسرا ٍ ب نف ُ ق فل تذه ْ أنت ل ٍ
ل تحزن
20
من ْعُب،و َ ن يْنسك ِ ُ س الماِء أ ْ ف الجدار أن ينهار ،وحب ْ ُ إيقا ُ
ظ الزجاج أن ينكسر ،هذا ليس بصحيٍح ب ،وحف ُ الريِح أن ته ّ
على رغمي ورغمك ،وسوف يقعُ المقدوُر ،وين ُْفذ ُ القضاُء ،
فْرفل ْي َك ْ ُ شاء َمن َ و َ
من َ فل ْي ُ ْ
ؤ ِ شاء َمن َ ف َب﴿ َ ل المكتو ُح ّ
وي ِ
﴾ .
مرخط والتذ ّ س ْوق بجيش ال ّ م للقدر قْبل أن تط ّ استسل ْ
ل الّندم ،إذا ً ف بالقضاِء قْبل أن يدهمك سي ْ ُ والعويل ،اعتر ْ
ِ
حيل ،ثم وقع ما فليهدأ باُلك إذا فعلت السباب ،وبذلت ال ِ
ل ))لو كنت تحذُر ،فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع ،ول تُق ْ
ه
در الل ُ ل:ق ّ ق ْ أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ،ولكن ُ
ل(( .وما شاء فع ْ
***************************************
سرا ً ﴾
ر يُ ْ
س ِ ع ال ْ ُ
ع ْ م َ
ن َ
﴿ إِ ّ
ر
سه ِ ظمأ ريّ ،وبعْد َ ال ّ ن بعد الجوع شبعٌ ،وبعْد َ ال ّ يا إنسا ُ
ب ،ويهتدي ل الغائ ُ ة ،سوف يص ُ م ،وبعْد َ المرض عافي ٌ نوْ ٌ
ه َأن
سى الل ّ ُ ع َ ف َ م﴿ َ ك العاني ،وينقشعُ الظل ُ ل ،وُيف ّ الضا ّ
فت ْح أ َ َ ْ
ه﴾.د ِ عن ِ ن ِ م ْ ر ّ م ٍ وأ ْ ي ِبال ْ َ ِ ْ ي َأت ِ َ
س الجبال ، شر الليل بصبح صادق يطارد ُهُ على رِؤو ِ ب ّ
ل في ص ُ
م ِبفرٍج مفاجئ ي ِ شر المهمو َ ومسارب الوديةِ ،ب ّ
ي،شرِ المنكوب بلطف خف ّ مِح البصرِ ،ب ّ ضوِْء ،ول ُ سرعةِ ال ّ
ف حانيةٍ وادعةٍ . وك ٍ
ن وراءها رياضا ً إذا رأيت الصحراء تمتد ّ وتمتد ّ ،فاعلم أ ّ
ل. ظل ِ ة ال ّ خضراء وارف ّ
م أنه سوف ي َْنقط ُِع . حْبل يشتد ّ ويشتد ّ ،فاعل ْ إذا رأيت ال ِ
ة
ن ،ومع الَفَزِع سكين ٌ م ٌ فأ ْ ة ،ومع الخو ِ مع الدمعةِ بسم ٌ
.
ة الربانّية ن الرعاي َ ل،ل ّ الناُر ل تحرقُ إبراهيم الخلي ِ
م﴾ . هي َ عَلى إ ِب َْرا ِ سَلما ً َ و َ ت َنافِذ َةَ ﴿ ب َْردا ً َ فََتح ْ
ي
ت القو ّ صوْ َ ن ال ّ ن،ل ّ م ِ ح َ م الّر ْ البحُر ل ي ُغْرِقُ ك َِلي َ
ن﴾ . دي ِ ه ِ سي َ ْ ي َرّبي َ ع َ م ِن َ الصادق ن َط َقَ بـ ﴿ ك َّل إ ِ ّ
ل تحزن
21
علهُ
ل في ُ حد َهْ ج ّ ه بأنه و ْ حب ُشَر صا ِ م في الغارِ ب ّ المعصو ُ
ن والفُتح والسكينة . م ُ معنا ؛ فنزل ال ْ
م القاتمةِ ل إن عبيد ساعاِتهم الراهنةِ ،وأرِّقاَء ظروفِهِ ُ
ة ،لنهم ل ينظرون إل ّ إلى ضيقَ والّتعاس َ ن إل ّ الن ّك َد َ وال ّيَروْ َ
م وراء دوا أبصاَرهُ ْ ب .أل فل ْي َ ُ
م ّ س ُ ح ْدارِ فَ َ
جدار الغرفةِ وباب ال ّ
م إلى ما وراء السواِر. ب ولي ُط ْل ُِقوا أعنة أفكارِهِ ْ ج ِ ح ُ
ال ُ
ل ،وأفض ُ
ل م الحا ِ ل دوا ُ محا ِ ضقْ ذرعا ً فمن ال ُ إذا ً فل ت ِ
ب ،والليالي ل ،والدهُر قُل ّ ٌ م ُدو ٌ العباِدة انتظاُر الفرِج ،اليا ُ
ن، ل يوم هو في شأ ٍ مك ّ ب مستوٌر ،والحكي ُ حَبالى ،والغي ُ ُ
سرا ً ،إنسرِ ي ُ ْ ث بعد ذلك أمرا ً ،وإن مع العُ ْ حد ِ ُل الله ي ُ ْولع ّ
سرا ً . سرِ ي ُ ْ
مع العُ ْ
*******************************
اصنع من الليمون شرابا ً حلوا ً
ح ،والجاه ُ
ل ل الخسائر إلى أربا ٍ ب يحوّ ُ ي الري ُ الذك ّ
ن .
ل المصيبة مصيبتي ِ عدي ِد ُ يجع ُ الّر ْ
ت
ة مل ْ م في المدينةِ دول ً ة فأقا َ ل من مك َ ط ُرِد َ الرسو ُ
مع التاريِخ وبصرهُ . س ْ
حبس ل وجلد ،فصار إمام السنة ،و ُ حن ْب َ َ
ن َ سجن ُأحمد ُ ب ُ ُ
رج من حبسهِ علما ً جما ً ،وُوضع السرخس ّ
ي خ ِن تيمية فأ ْ اب ُ
في قعْرِ بئ ْرٍ معطلةٍ فأخرج عشرين مجلدا ً في الِفْقهِ ،وأقعد
بف جامع الصول والنهاية من أشهرِ وأنفِع كت ِ ابن الثيرِ فصن ّ َ
تود القراءا ِ ن الجوزي من بغداد ،فج ّ ث ،وُنفي اب ُ الحدي ِ
ب فأرسل ت مالك بن الري ِ ت حمى المو ِ السبِع ،وأصاب ْ
ل دواوين شعراِء ه الرائعة الذائعة التي تعد ِ ُ للعالمين قصيدت ُ
م
الدولةِ العباسيةِ ،ومات أبناُء أبي ذؤيب الهذلي فرثاه ْ
هل منها الجمهوُر ،وصّفق لها بإلياذة أْنصت لها الدهُر ،وذ ُ ِ
خ. التاري ُ
ق منها ،وإذا ب المشرِ ِ ة فانظْر في الجان ِ إذا داهمتك داهي ٌ
كر ،وإذا س ّ
ة من ُ حْفن َ ًف إليهِ ِن فأض ْ م كوب ليمو ٍ ده ْناولك أح ُ
ل تحزن
22
ك باقيه ،وإذا لدغْتك أهدى لك ثعبانا ً فخذ ْ جل ْد َه ُ الثمين واتر ْ
م س ّة حصينة ضد ُ ق ومناع ٌ ل وا ٍ ب فاعلم أنه مص ٌ عقر ٌ
ت. الحيا ِ
هرا ً ووْردا ً هز ْك القاسي ،لتخرج لنا من ُ تكّيف في ظرف ِ
م﴾ . خي ٌْر ل ّك ُ ْ
و َ ه َ شْيئا ً َ
و ُ هوا ْ َ سى َأن ت َك َْر ُ ع َ و َوياسمينا ً ﴿ َ
نت فرنسا قبل ثورِتها العارمةِ شاعْرين مجيدي ْ ِ سجن ْ
ً
ن .فأما متفائل ً ومتشائما فأخرجا رأسْيهما من نافذةِ السج ِ
مل فنظر نظرةٌ في النجوم ِ فضحك .وأما المتشائ ٌ المتفائ ُ
ن في الشارِع المجاور فبكى .انظْر إلى فنظر إلى الطي ِ
حض ليس موجودا ً ؛ بل الوجه الخر للمأساةِ ،لن الشّر الم ْ
جٌر .ح وأ ْ ب وفَت ْ ٌكس ٌ م ْهناك خيٌر و َ
*****************************************
عاهُ ﴾ ضطَّر إ ِ َ
ذا دَ َ م ْ ْ ل ا ب جي ي من ﴿ أَ
ُ ُ ِ ُ ّ
ب، ث به المنكو ً ب ،ويستغي ُ من الذي يْفزع ُ إليه المكرو ُ
ره
ج بذك ِ ِ ت ،وتله ُ ه المخلوقا ُ ت ،وتسأل ُ وتصمد ُ إليه الكائنا ُ
ه ل إله إل ّ هو. ه القلوب ؟ إنه الل ُ ن وت ُؤ َل ّهُ ُ س ُالل ُ
ي وعليك أن ندعوه ُ في الشدةِ والّرخاِء وحقٌ عل ّ
ل إليه في س ُ ت ونتو ّ ما ِ مل ِ ّضراِء ،ونفزع ُ إليه في ال ُ سراِء وال ّ وال ّ
ت بابهِ سائلين باكين ضارعين ح على عتبا ِ ت وننطر ُ الكربا ِ
ح ّ
ل ه وي َ ُ ج ُ
سرعٌ فر ُ ل عوُْنه ،وي ُ ْ ص ُمنيبين ،حينها يأتي مدد ُهْ وي ِ
ضطَّر إ ِ َ َ
ه﴾ فينجي الغريق عا ُ ذا دَ َ م ْب ال ْ ُجي ُ من ي ُ ِ ه﴿أ ّ ح ُ فت ْ ُ
لدي الضا ّ ويرد ّ الغائب ويعافي المبتلي وينصُر المظلوم ويهْ ِ
في ذا َرك ُِبوا ِ فإ ِ َب﴿ َ ج عن المكرو ِ ويشفي المريض ويفّر ُ
ن﴾ . دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِم ْه ُ وا الل ّ َ ع ُ ك دَ َ فل ْ ِ ال ْ ُ
ن
سُرد عليك هنا أدعية إزاحةِ الهم ِ والغم ِ والحز ِ ولن أ ْ
ُ
سن ّةِ لتتعلم شريف ب ال ّ ب ،ولكن أحيُلك إلى ك ُت ُ ِ والكر ِ
ه
دت ُ ب معه ؛ فتناجيهِ وتناديهِ وتدعوه ُ وترجوه ،فإن وج ْ الخطا ِ
ل شيء ، ل شيٍء ،وإن فقدت اليمان به فقدت ك ّ دت ك ّ وج ْ
ة فوق ة عظمى ثاني ٌ إن دعاءك رّبك عبادةٌ أخرى ،وطاع ٌ
ل تحزن
23
ن الدعاِء حريّ أن ل ب ،وإن عبدا ً يجيد ُ ف ّ ل المطلو ِ حصو ِ
م ول يقلق كل الحبال تتصّرم إل ّ حبُله ك ّ
ل م ول يغت ّ يهت ّ
ب ،يجيب ب سميعٌ مجي ٌ ه وهو قري ٌ ب توصد ُ إل ّ باب ُ البوا ِ
ج،ف المحتا ُ مُرك -وأنت الفقيُر الضعي ُ المضطّر إذا دعاه يأ ُ
عوِني تدعوه ﴿ ادْ ُ
َ ََ ي القويّ الواحد ُ الماجد ُ -بأن وهو الغن ّ
َ
بت بك الخطو ُ م ْ ل ،وأل ّت بك النواز ُ م ﴾ إذا نزل ْ ب ل َك ُ ْج ْ ست َ ِ أ ْ
ب مدده ُ واسأْله فْتح ُ
ه مهِ ،واطل ْ ف باس ِ ج بذكرِهِ ،واهت ْ فاْله ْ
مهِ ،لتحصل على تاج س اس ِ صَرهُ ،مّرِغ الجبين لتقدي ِ ون ْ
الحري ّةِ ،وأرغم الْنف في طين عبوديت ِهِ لتحوز ِوسام النجاةِ ،
غ
ك ،أطلقْ لسانك ،أكثْر من طلب ِهِ ،بال ْ مد ّ يدْيك ،ارفع كّفي ْ َ
ه
ب فْتح ُ ه ،انتظْر ل ُط ُْفه ،ترق ْ م باب ُح عليه ،الز ْ في سؤال ِهِ ،أل ّ
ل إليه تبتيل ً ن ظّنك فيه ،انقطعْ إليه ،تبت ّ ْ مهِ ،أحس ْ شد ُ باس ِ ،أ ْ
ح. حتى تسعد وت ُْفل ِ َ
**************************************
وليسعك بيتك
دك عن الشّر وأهل ِهِ ،والفارغين ة :ب ُعْ ُة السني ّ ُ
ة الشرعي ّ ُ العُْزل ُ
َواللهين والفوضويين ،فيجتمعُ عليك شمُلك ،ويهدأ باُلك ،
ح طرفُ َ
ك حكم ،ويسر ُ دررِ ال ِح خاطُرك ،ويجود ُ ذهُنك ب ِ ُ ويرتا ُ
ف.ن ا لمعار ِ في بستا ِ
ل عن الخيرِ والطاعةِ دواٌء ل ما يشغ ُ إن العزلة عن ك ّ
دلك عليهِ ، ح ،وأنا أ ّ ب فنجح أّيما نجا ٍ ه أطباُء القلو ِ عزيٌز جّرب ٌ
ح للِف ْ
كر ، في العزلةِ عن الشّر والّلغوِ وعن الدهماِء تلقي ٌ
ل بمولد ِ النابةِ والتذكرِ ، س الخشيةِ ،واحتفا ٌ ة لنامو ِ وإقام ٌ
ح في ط الممدو ُ وإنما كان الجتماعُ المحمود ُ والختل ُ
ن على الخي ْرِ ،أما س العِل ْم ِ والتعاو ِ مِع ومجال ِ ج َ ت وال ُ الصلوا ِ
ك
دك ،اب ِ ب بجل ِ س البطالةِ والعطالةِ فحذارِ حذارِ ،اهر ْ مجال ُ
ك عليك لسانك ،وليسعك بيتك ، على خطيئتك ،وأمس ْ
الختلط الهمجي حرب شعواء على النفس ،وتهديد خطير
س أساطين ن والستقرارِ في نفسك ،لنك تجال ُ لدنيا الم ِ
ل تحزن
24
ف ،وأساتذة التبشير بالفتن ت ،وأبطال الراجي ِ الشائعا ِ
ت قبل أن سب ْعَ مرا ٍل يوم ٍ َ والكوارث والمحن ،حتى تموت ك ّ
خَبال ً﴾ . دوك ُ ْ
م إ ِل ّ َ ما َزا ُكم ّ في ُجوا ْ ِ
خَر ُ
و َت ﴿ لَ ْ
يصلك المو ُ
إذا ً فرجائي الوحيد ُ إقبالك على شاِنك والنزواُء في
ل خيرٍ ،حينها تجد ُ قلبك عاد ل خيرٍ أو فع ِغرفِتك إل ّ من قو ِ
م وقُتك من الضياٍع ،وعمُرك من الهدارِ ، إليك ،فسل َ
ق ،وأذُنك من الخنا ولساُنك من الغيبةِ ،وقلُبك من القل ِ
ف ،ومن أركب ن ،ومن جّرب عََر َ سك من سوِء الظ ِ ونف ُ
ل عليه نفسه مطايا الوهام ِ ،واسترسل مع العوام ِ فق ْ
م.السل ُ
*************************************
العوض من الله
وضك خيرا ً منه ،إذا صبْر َ
ت ل يسلبك الله شيئا إل ّ ع ّ
وضُته منهما ت حبيبتيه فصبر ع ّ ن أخذ ُ ت ))م ْ سب ْ َ حت َ َ وا ْ
ه من أهل الدنيا ت صفي ّ ُ الجنة(( يعني عينيه ))من سلب ُ
ه من الجّنة(( من فقد ابنه وصبر ُبني ضت ُ ُو ْ ثم احتسب ع ّ
ل فإن هذا س على هذا المنوا ِ خل ْدِ ،وقِ ْ ت الحمد ِ في ال ُ له ب َي ْ ُ
مجرد ُ مثال .
ة
درها عنده جن ٌ ف على مصيبة فان الذي ق ّ فل تأس ْ
م. ض وأجٌر عظي ٌ عو ٌ بو ِ وثوا ٌ
س
إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوّهُ بهم في الِفْردوْ ِ
ر﴾ . دا ِ قَبى ال ّ ع ْم ُع َفن ِ ْم َ صب َْرت ُ ْما َ كم ب ِ َ عل َي ْ ُم َ سل َ ٌ ﴿ َ
عوض المصيبةِ وفي ثوابها وفي وحق علينا أن ننظر في ِ
ة
م ٌ
ح َوَر ْ م َ
ه ْ من ّرب ّ ِ ت ّ صل َ َ
وا ٌ م َ ه ْ ك َ َ
علي ْ ِ خلفها الخّير ﴿ ُأوَلـئ ِ َ
ن ﴾ هنيئا ً للمصابين ،بشرى دو َ هت َ ُم ْ م ال ْ ُ ه ُ ك ُ وُأوَلـئ ِ َ َ
للمنكوبين.
مر الدنيا قصيٌر وكنُزها حقيٌر ،والخرة ُ خيٌر وأبقى إن ع ُ ْ
كوِفئ هناك ،ومن تعب هنا ارتاح هناك ،أما فمن ُأصيب هنا ُ
دنيا العاشقون لها الراكنون إليها ،فأشد ّ ما المتعلقون بال ّ
ل تحزن
25
ص راحتهم فيها لنهم ظهم منها وتنغي ُ على قلوبهم فوت حظو ُ
م
ب وتكبُر عنده ُ م المصائ ُ م عليه ُ يريدونها وحدها فلذلك تعظ ُ ً
مهم فل يرون إل ّ ال ّ
دنيا م ينظرون تحت أقدا ِ ت ؛ لنه ْ
النكبا ُ
الفانية الزهيدة الرخيصة.
م الرابحون ،فقد بعث أيها المصابون ما فات شيٌء وأنت ُ
ن
حس ُ بو ُ ف وثوا ٌ ف وعط ْ ٌ م برسالةٍ بين أسطرها ل ُط ْ ٌ لك ْ
ب الذي ضرب عليه سرادقُ المصيبة اختيار .إن على المصا ِ
به َبا ٌ ر لّ ُ
سو ٍ هم ب ِ ُ ب ب َي ْن َ ُ ر َض ِف ُ أن ينظر ليرى أن النتيجة ﴿ َ
ب﴾ ،وما ذا ُ ه ال ْ َ
ع َ قب َل ِ ِ من ِ هُرهُ ِ ظا ِ و َ ة َ
م ُ
ح َ
ه الّر ْ
في ِ
ه َِباطِن ُ ُ
ل وأعلى . عند اللهِ خيٌر وأبقى وأهنأ وأمرأ ُ وأج ّ
**************************************
اليمان هو الحياة
م المفلسون من كنوِز ل معاني الشقاِء ه ُ الشقياُء بك ّ
ب م أبدا ً في تعاسةٍ وغض ٍ ن ،فه ْ ن ،ومن رصيد ِ َاليقي ِ اليما ِ
ة
ش ً عي َ م ِه َ ن لَ ُ فإ ِ ّ ري َ عن ِذك ْ ِ ض َ عَر َ نأ ْ م ْ و َ ة﴿ َ ومهانةٍ وذل ّ ٍ
ضنكا ً ﴾ . َ
مها بغ ّ حها ويذه ُ كيها ويطهُرها ويفر ُ ل ُيسعد ُ النفس ويز ّ
ة
ب العالمين ،ل طعم للحيا ِ ن بالله ر ّ مها وقلقها إل ّ اليما ُ وه ّ
ن. أصل ً إل ّ باليما ِ
ن الطريقة المثلى للملحدةِ إن لم يؤمنوا أن ينتحُروا إ ّ
ت
ل والظلما ِ حوا أنفسهم من هذه الصارِ والغل ِ ليري ُ
ة
ن لعن ٍ عسة بل إيمان ،يا لها م ْ ن حياةِ تا ِ والدواهي ،يا لها م ْ
قل ّ ُ
ب ون ُ َ ت بالخارجين على منهج الله في الرض ﴿ َ أبديةٍ حاق ْ
ة و َ َ ْ ْ َ َ َ ْ أَ
مّر ٍ ل َ ّ أ ه
ِ ِ ب ا نوُ م
ِ ؤ ُ ي مْ ل ماَ ك م ْ ه
ُ ر
َ صا
َ ْ ب أو َ م
ْ ه
ُ َ ت َ د ِ ئف
ُ ون َذَُر ُ
ن للعالم ِ ن ﴾ وقد آن الوا ُ هو َ م ُ ع َ م يَ ْ ه ْ غَيان ِ ِ في ط ْ م ِ ه ْ َ
ن ل إله إل ن بأ ّ ل اليما ِ ل القناعة ،وأن يؤمن ك ّ أن يقتنع ك ّ
صل بعدها ن غابرةٍ تو ّ الله بعْد َ تجربةٍ طويلةٍ شاقةٍ عب َْر ُقرو ٍ
نة وأ ّ ذب ٌ ة ،واللحاد ك ِ ْ ة والكفر لعن ٌ ل إلى أن الصنم خراف ٌ العْق ُ
ه الحمد ُ وهو ك ول ُ ن الله حقّ له المل ُ ل صادقون ،وأ ّ س َ الّر ُ
ل شيء قديٌر . على ك ّ
ل تحزن
26
وبقدرِ إيماِنك قوة ً وضعفا ً ،حرارة ً وبرودةً ،تكون
سعادُتك وراحُتك وطمأنينُتك .
ُ َ
نم ٌ ؤ ِ م ْ و ُ ه َ و ُو أنَثى َ رأ ْ ٍ من ذَك َ صاِلحا ً ّ
ل َ م َ ع ِن َ م ْ ﴿ َ
هم بأ َ ة ول َن َجزين ّهم أ َ
ما ن َ ِ س
َ ح
ْ ِ ُ ر
َ ج
ْ حَياةً طَي ّب َ ً َ ْ ِ َ ُ ْ ه َ حي ِي َن ّ ُ فل َن ُ ْ َ
سهم ة هي استقراُر نفو ِ ن ﴾ وهذه الحياة ُ الطيب ُ مُلو َ ع َكاُنوا ْ ي َ ْ َ
ب باريهم ،وطهارةُ ت قلوِبهم بح ّ ن موعودِ رّبهم ،وثبا ُ س ِ ح ْ لَ ُ
ف ،وبرود ُ أعصاب ِِهم أمام رهم من أوضارِ النحرا ِ ضمائ ِ
ة قلوِبهم عند ْ وقِْع القضاِء ،ورضاهم في ث ،وسكين ُ الحواد ِ
ضوا باللهِ رب ّا ً وبالسلم دِينا ً ،وبمح ّ
مد ٍ مواطن القدر ،لنهم ر ُ
نبيا ً ورسول ً .
*************************************
ر الخلّية
ن العسل ول تكس ِ
اج ِ
ه ،وما ُنزع من شيءٍ إل ّ الرفقُ ما كان في شيٍء إل ّ زان ُ
ة على المحيا ، ة الرائق ُ ن في الخطاب ،البسم ُ شاُنه ،اللي ُ
ة يرتديها ل منسوج ٌ حل ُ ٌة عند اللقاِء ،هذه ُ ة الطيب ُ الكلم ُ
ل طّيبا ً وتصن ُ
ع ن كالنحلة تأك ُ م ِ ت المؤ ِ السعداُء ،وهي صفا ُ
ن الله يعطي ت على زهرةٍ ل تكسُرها ؛ ل ّ طّيبا ً ،وإذا وقع ْ
س من ن من النا ِ ف.إ ّ ق ما ل يعطي على العن ِ على الرف ِ
م البصاُر ، ص إلى طلعاِته ُ م العناقُ ،وتشخ ُ مهِ ُب لقدو ِ شَرئ ِ ّ ت ْ
ح ،لنهم محبون في م الروا ُ م الفئدةُ وتشّيعهُ ُ وتحييه ُ
كلمِهم ،في أخذهم وعطاِئهم ،في بيعِهم وشراِئهم ،في
عِهم . لقاِئهم وودا ِ
س يجيد ُه ُ النبلُء البراُر ، ن مدرو ٌ إن اكتساب الصدقاِء ف ّ
ن حضروا س،إ ْ ً ً
م محفوفون دائما وأبدا بهالةٍ من النا ِ فه ْ
ل والدعاُء . س ،وإن غابوا فالسؤا ُ شُر والن ُ فالب ِ ْ
عف ْ ق عنواُنه ﴿ :ادْ َ ٍ م دستور أخل ن هؤلِء السعداء له ْ إ ّ
َ َ
هوةٌ ك َأن ّ ُ دا َع َ
ه َ وب َي ْن َ ُ
ك َ ذي ب َي ْن َ َ ذا ال ّ ِ ن َ
فإ ِ َ س ُح َ يأ ْ ه َ ِبال ِّتي ِ
م الجّياشةِ ، طفت ِهِ ُ م يمتصون الحقاد بعا ِ م ﴾ فه ْ مي ٌح ِ ي َ ول ِ َّ
حهم البريِء ،يتناسون الساءة م الداِفئ ،وصْف ِ مهِ ُ وحل ِ
ل تحزن
27
جة فل تل ُ ت النابي ُم الكلما ُ مّر به ُ ويحفظون الحسان ،ت ُ
م في راحةٍ ، جعةٍ .ه ْ ب بعيدا ً هناك إلى غيرِ ر ْ آذانهم ،بل تذه ُ
م في سلم ن ،والمسلمون منه ُ م في أم ٍ س منه ُ والنا ُ
ه،د ِه وي َ ِ ن من ِلسان ِ ِ م من سِلم المسلمو ُ )) المسل ُ
س على دماِئهم وأمواِلهم (( ه النا ُ من َ ُ
ن من أ ِ والمؤم ُ
و
ف َع ُن قطعني وأن أ ْ ن أصل م ْ )) إن الله أمرني أ ْ
مِني (( ﴿ ُ
ن حَر َ من ظلمني وأن أعطي م ْ ع ّ
شْر هؤلء س﴾ب ّ ن الّنا ِ ع ِن َ في َ وال ْ َ
عا ِ ظ َ غي ْ َ ن ال ْ َمي َ كاظِ ِوال ْ َ
َ
ل من الطمأنينةِ والسكينةِ والهدوِء . ب عاج ٍ بثوا ٍ
ب غفورٍ في ب أخرويّ كبيرٍ في جوارِ ر ّ وبشرهم بثوا ٍ
ر﴾ . د ٍقت َ ِم ْ ك ّ مِلي ٍعندَ َ ق ِ صدْ ٍد ِ ع ِ ق َ م ْفي َ ت ون َهَرٍ ﴿ ِ جنا ٍ
**********************************
ب﴾ ُ
لو ُ
ق ْ ل ا ن ِ ئمْ طَ ت ه ّ لال رْ كذ ب َ ل﴿ أَ
ُ َ ّ ِ ِ ِ ِ
ب، ن القلو ِ ة صابو ُ ب اللهِ ،والصراح ُ الصدقُ حبي ُ
لب أهله ،ولم يوجد ْ عم ٌ ن ،والرائد ُ ل يكذ ُ ة برها ٌ والتجرب ُ
َ
م﴾ فاذْك ُُروِني أذْك ُْرك ُ ْ م للجرِ كالذكر ﴿ َ ح للصدرِ وأعظ ُ أشر ُ
م يدخْلها لم يدخل جنة ضهِ ،من ل ْ ه في أر ِ ه جن ّت ُ ُ وذكُرهُ سبحان ُ
الخرةِ ،وهو إنقاذ ٌ للنفس من أوصاِبها وأتعاِبها واضطراِبها ،
ع
ح .طال ْ ل فوزٍ وفل ٍ سٌر مختصٌر إلى ك ّ ل هو طريقٌ مي ّ ب ْ
ب مع اليام ِ بْلسم ُ
ه جّر ْ دواوين الوحي لترى فوائد َ الذكرِ ،و َ
ل الشفاَء . لتنا َ
م
ف والَفَزِع واله ّ ب الخو ِ ح ُ س ُ ه تنقشعُ ُ بذكره سبحان ُ
ب والغم ِ والسى . ل الك َْر ِ ح جبا ُ ن .بذكره ُتزا ُ والحز ِ
ل، ل الصي ُ ن يرتاح الذاكرون ،فهذا هو الص ُ بأ ْ ول عج َ
ش الغافلون عن ذك ِرِهِ ﴿ ب كيف يعي ُ ب الُعجا َ ج َ لكن العَ َ
َ َ َ أَ
ن﴾ . عُثو َ ن ي ُب ْ َن أّيا َ عُرو َ ش ُ ما ي َ ْو َ
َ ياء َ ح
ْ أ ر
ُ ْ ي غ ت ٌ موا ْ
جع من ن شكى الرق ،وبكى من اللم ،وتف ّ يا م ْ
ف باسمه المقدس ﴿ ، ب ،هيا اهت ْ ه الخطو ُ ث ،ورمت ْ ُ الحواد ِ
مي ّا ً ﴾ . س ِ ه َ م لَ ُ عل َ ُل تَ ْ ه ْ َ
ل تحزن
28
ط خاطُرك ،يهدأ ُ قلُبك ، ره ينبس ُ بقدرِ إكثارك من ذك ِ
عله ل في ُ ح ضميرك ،لن في ذكره ج ّ سك ،يرتا ُ تسعد ُ نْف ُ
ل عليه ،والثقةِ به والعتمادِ عليه ،والرجوِع إليه معاني التوك ِ
ب إذا
ن فيه ،وانتظار الفرِج مُنه ،فهو قري ٌ ن الظ ّ ،وحس ِ
ع
ل ،فاضرعْ واخض ْ سئ َب إذا ُعي ،سميعٌ إذا ُنوِدي ،مجي ٌ دُ ِ
ه الطيب المبارك على لساِنك توحيدا ً واخشعْ ،وَرد ّدِ اسم ُ
وثناًء ومدحا ً ودعاًء وسؤال ً واستغفارا ً ،وسوف تجد ُ – بحول ِ ِ
ه
مه ُ فآَتا ُ ن والسرور والنور والحبوَر ﴿ َ وقوت ِهِ – السعادة والم َ
ة﴾ .خَر ِب ال ِ ن ثَ َ
وا ِ س َح ْو ُب الدّن َْيا َوا َه ثَ َالل ّ ُ
*****************************
ه ّ لال م ه
ُ تا
َ آ ما َ
لى ع
َ س نا
ّ ال ن دو س ح ي م ﴿ أَ
ُ ُ َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ
ه﴾ ضل ِ ِ
ف ْمن َ ِ
ن الحسد خرا ً ،إ ّ من ْحةِ تنخُر العظ َ الحسد َ كالكلةِ المل ِ َ
ث في الجسم فسادا ً ،وقد قيل :ل راحة ن يعي ُ ض مزم ٌ مر ٌ
ق
ب صدي ٍ جْلبا ِ ب مظلوم ،وعدوّ في ِ م في ثو ِ لحسود فهو ظال ٌ
ه.ه ،بدأ بصاحبهِ فقت َل َ َ .وقد قالوا :لله دّر الحسدِ ما أع ْد َل َ ْ
ة بي وبك ، إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسد ِ رحم ً
م
م اله ّ م نطع ُ دنا له ْ ن نرحم الخرين ؛ لننا بحس ِ قبل أ ْ
م دماَءنا ،ونوّزعُ نوم جفوننا على لحومنا ،ونسقي الغ ّ
الخرين .
صم فيه .التنغي ُ ل فرنا ً ساخنا ً ثم يقتح ُ شعِ ُن الحاسد ي ُ ْ إ ّ
ض يوّلدها الحسد ُ لتقضي على م الحاضُر أمرا ٌ والكدُر واله ّ
مه خاص َ سدِ أن ُة الحا ِ الراحةِ والحياةِ الطيبةِ الجميلةِ .بل ِي ّ ُ
شرعْ ، ل ،وأساء الدب مع ال ّ القضاَء ،واتهم الباري في العد ْ ِ
ب المْنهِج . وخالف صاح َ
ض ل ُيؤجُر عليهِ صاحُبه ،ومن بلٍء ل يا للحسد من مر ٍ
مب ْت ََلى به ،وسوف يبقى هذا الحاسد ُ في حرق ٍ
ة ب عليه ال ُ ُيثا ُ
ح إل ّ ل ُيصال ُ س عنهم .ك ّ م النا ِ ب ِنع ُدائمةٍ حتى يموت أو تذ ْهَ َ
ل تحزن
29
ح معه أن تتخّلى عن نعم ٍ اللهِ وتتنازل عن الحاسد فالصل ُ
مواه ِِبك ،وت ُل ِْغي خصاِئصك ،ومناِقبك ،فإن فعلت ذلك
ض ،نعوذ ُ باللهِ من شّر حاسد إذا ه يرضى على مض ٍ فل َعَل ّ ُ
سام ل يقر قراره حتى ن السودِ ال ّ ح كالثعبا ِ
حسد ْ ،فإنه يصب ُ
ه في جسم بريٍء . ُيفرِغ َ س ّ
م ُ
سد ِ فإنه
فأنهاك أنهاك عن الحسد واستعذ باللهِ من الحا ِ
لك بالمرصادِ .
***********************************
ل الحياة كما هي
اقب ِ
ة
ت ،جاهم ُ ت ،كثيرة ُ التبعا ِ ة اللذا ِ ل الدنيا منغص ُ حا ُ
ت بالّنكد ِ ، خِلط ْ ت بالكدرِ ،و ُ زج ْ م ِ نُ ، المحّيا ،كثيرةُ التلوّ ِ
وأنت منها في ك ََبد .
ة ،أو صديقا ً ،أو نبيل ً ،ول مسكنا ً ولن تجد والدا ً أو زوج ً
ة إل ّ وفيه ما يكد ُّر ،وعنده ما يسوُء أحيانا ً ،فأطفئ ول وظيف ً
ص. ح قصا ٌ جوَ رأسا ً برأس ،والجرو ُ حّر شّرهِ ببردِ خي ْرِهِ ،لتن ْ ُ
ن ،والنوعين ة للضدي ِ ه لهذه الدنيا أن تكون جامع ً أراد الل ُ
ح وفساد ٍ ،سروٍر ،والفريقين ،والرأيين خي ْرٍ وشرٍ ،صل ٍ
ح والسروُر في الجنةِ ، ه ،والصل ُ خي ُْر كل ّ ُ ن ،ثم يصفو ال َ حْز ٍ و ُ
ن في النارِ .في الحديث : معُ الشّر كله والفساد ُ والحز ُ ج َوي ُ ْ
ه وما ن ما فيها إل ذكُر الل ِ ة ملعو ٌ )) الدنيا ملعون ٌ
ح من ك ول تسر ْ ش واقع َ م (( فع ْ م ومتعل ٌ والهُ وعال ٌ
ك كما هي ، ل دنيا َ ت ،اقب ْ ل ،وحل ّقْ في عالم ِ المثاليا ِ الخيا ِ
وع نفسك لمعايشتها ومواطنِتها ،فسوف ل يصفو لك وط ّ
صْفوَ والكمال ن ال ّل لك فيها أمٌر ،ل ّ ب ،ول يكم ُ فيها صاح ٌ
ن صفاِتها . والتمام ليس من شأنها ول م ْ
كة ،وفي الحديث )) :ل يفر ُ لن تكمل لك زوج ٌ
ة إن كره منها خلقا ً رضي منها آخر (( . ن مؤمن ً مؤم ٌ
ل تحزن
30
خذ ما ح ،ونأ ُ
صف َ
ن نسدد ونقارب ،ونعُْفوَ ون ْ فينبغي أ ْ
ض الط ّْرف أحيانا ً ،ونسدد ُ سر ونغ ّسَر ،ونذر ما تع ّ
تي ّ
الخطى ،ونتغاف ُ
ل عن أمورٍ .
******************************************
ء
ل البل ِ
تعّز بأه ِ
مبتلى ؟ وهل تشاهد ُ سَرةً ،فهل ترى إل ّ ُ ة وي َ ْ من َ ً ت يَ ْ ت َل َّف ْ
معٌ ،وفي كل ة ،وعلى كل خد ّ د ْ إل ّ منكوبا ً في كل دارٍ نائح ٌ
وادٍ بنو سعد .
م من الصابرين ،فلست أنت ب ،وك ْ ن المصائ ِ مم َ ك ْ
م
ل،ك ْ رك قلي ٌ ك أنت بالنسبةِ لغي ِ وحدك المصاب ،بل مصاب ُ َ
نب ذات اليمي ِ ض على سريره من أعوام ٍ ،يتقل ُ من مري ٍ
سقم . ح من ال ّ ن من اللم ِ ،ويصي ُ ل ،ي َئ ِ ّ شما ِ وذات ال ّ
كم من محبوس مرت به سنوات ما رأى الشمس
بعينه ،وما عرف غير زنزانته .
ة
هما في مي ْعَ ِ ت أكباد ِ ل وامرأةٍ فقدا فلذا ِ م من رج ٍ ك ْ
مرِ . ن العُ ْ ب ورْيعا ِ الشبا ِ
ب. ب ومنكو ٍ مصا ٍ نو ُ دي ٍ ب وم ِ م من مكرو ٍ ك ْ
ن هذه م اليقين أ ّ عل ْ َ
ن تعلم ِ آن لك أن تتعّز بهؤلِء ،وأ ْ
ح
ت ،تصب ُ ن والنكبا ِ ن ،وداٌر للحزا ِ ن للمؤم ِ ج ٌ الحياة س ْ
ة على عروشها ،بينها ة بأهلها وتمسي خاوي ً القصوُر حافل ً
ل وافرة ً ، ن في عافية ،والموا ُ معٌ ،والبدا ُ ل مجت ِ م ُ ش ْ ال ّ
ت والفراقُ م فإذا الفقُر والموْ ُ م ما هي إل ّ أيا ٌ كثٌر ،ث ّ والولد ُ ُ
مضَرب َْنا ل َك ُ ُ و َ م َ ه ْعلَنا ب ِ ِ
ف َ ْ ف َ م ك َي ْ َ ن ل َك ُ ْ وت َب َي ّ َ ض﴿ َ والمرا ُ
ن حولك ،وبمن ل ﴾ فعليك أن تو ّ مَثا َ َ
طن مصابك بم ْ ال ْ
ى بالنسبة سبقك في مسيرةِ الدهرِ ،ليظهر لك أنك معاف ً
ة ،فاحمدِ الله على ت سهل ٌ لهؤلِء ،وأنه لم يأتك إل وخزا ٌ
ن
ب ما أخذ ،وتعّز بم ْ س ْ طفهِ ،واشكره على ما أبقى ،واحت ِ لُ ْ
حولك .
سهِسلى على رأ ِ ولك في الرسول قدوةٌ وقد ْ ُوضِع ال ّ
ب حتى أكل شع ِ صر في ال ّ ج وجُهه ،وحو ِ ش ّ ت قدماه و ُ مي ْ ،وأد ِ
ل تحزن
31
ضعْر ُ مي ِ ت ثنيُته ،وُر ِ سر ْ كة ،وك ُ ِ رد من م ّ ورق الشجرِ ،وط ُ ِ
ف ،وقُِتل سبعون من أصحابهِ ،وفقد ابنه ، زوجت ِهِ الشري ُ
وأكثر بناِته في حياتهِ ،وربط الحجر على بطِنه من الجوِع ،
ه من ه الل ُ ب ،صان ُ ُ ن كاذ ٌ حُر كاهن مجنو ٌ عٌر سا ِ ه شا ِ وات ِّهم بأن ُ
ه ،وقد ْ قُِتل ص ل أعظم من ُ ه وتمحي ٌ ذلك ،وهذا بلٌء لبد ّ من ُ
ل في النارِ ، جَر موسى ووضع الخلي ُ زكرّيا ،وذ ُِبح يحيى ،وهُ ّ
مهِ ،واغتيل مُر بد ِ ضّرج عُ َ ة على هذا الطريق ف ُ وسار الئم ُ
جن الخياُر، س ِ ت ظهوُر الئمةِ و ُ جل ِد َ ْي،و ُ ن ،وط ٌِعن عل ٌ عثما ُ
ْ َ َ
كمما ي َأت ِ ُ ول َ ّ ة َ خُلوا ْ ال ْ َ
جن ّ َ م أن ت َدْ ُ سب ْت ُ ْ
ح ِ م َ ونكل بالبرار ﴿أ ْ
ْ
ضّراء وال ّ ساء َ م ال ْب َأ َ ه ُ ست ْ ُ م ّ كم ّ قب ْل ِ ُمن َ وا ْ ِ خل َ ْ ن َ
ذي َ ل ال ّ ِمث َ ُ ّ
زُلوا ْ﴾ . وُزل ْ ِ
َ
********************************
الصلة ..الصلة
ر بص بال ْ ا نو
ُ عي
ِ َ تس ا ْ ا نوُ م آ ن ذيّ ل ا ها ي﴿ يا أ َ
ّ ْ ِ ِ ْ ِ َ َ َ ّ َ
صل َ ِ
ة﴾ وال ّ َ
م بتلبيبك ، ن ،وأخذ اله ّ وقك الحز ُ ف وط ّ خوْ ُ إذا داهمك ال َ
سك ،إن ن نف ُ حك ،وتطمئ ّ ب لك رو ُ م حال ً إلى الصلةِ ،تث ُ ْ فق ْ
نت الحزا ِ ن اللهِ باجتياِح مستعمرا ِ ة – بأذ ِ الصلة كفيل ٌ
ب. ل الكتئا ِ والغموم ِ ،ومطاردةِ فلو ِ
ة يا ه أمٌر قال )) :أرحنا بالصل ِ كان إذا حزب َ ُ
ه.ه وبهجت َ ُ ت قُّرة َ عين ِهِ وسعادت ُ ل (( فكان ْ بل ُ
ت بهم ت إذا ضاق ْ سيُر قوم ٍ أفذاذٍ كان ْ ت ِ وقد طالع ُ
ب ،فزعوا إلى م الخطو ُ ت في وجوهه ُ شر ْ الضوائقُ ،وك ّ
م. مه ُ ْ
م ُم وإراداُتهم وهِ َ صلةٍ خاشعةٍ ،فتعود ُ لهم ُقواهُ ْ
ب ،يومت ل ُِتوّدى في ساعةِ الرع ِ رض ْ ف فُ ِ ن صلة الخو ِ إ ّ
ف، ت السيو ِ س على شفرا ِ ل النفو ُ م ،وتسي ُ تتطايُر الجماج ُ
ة.ل سكينةٍ صلة ٌ خاشع ٌ ت وأج ّ م تثبي ٍ فإذا أعظ ُ
ل تحزن
32
ة أن ض النفسي ُ ل الذي عصفت به المرا ُ ن على الجي ِ إ ّ
ضي رّبه أوّل ً ، ه ل ِي ُْر ِف على المسجدِ ،وأن يمّرغ َ جبين َ ُ يتعّر َ
ن الدمع ب ،وإل ّ فإ ّ ص ِ
ب الوا ِ ه من هذا العذا ِ ولينقذ نفس ُ
ه ،وليس م أعصاب ُ ه ،والحزن سوف يحط ُ سوف يحرقُ جْفن ُ
ن إل الصلة ُ . ة تمد ّهُ بالسكينةِ والم ِ لديهِ طاق ٌ
س
م ُ ت الخ ْ ل – هذهِ الصلوا ُ من أعظم ِ النعم ِ – لو كّنا نعق ُ
ة لدرجاِتنا عند رّبنا ،ثم هي ل يوم ٍ وليلةٍ كفارة ٌ لذنوِبنا ،رفع ٌ ك ّ
ب في ضنا ،تسك ُ جعٌ لمرا ِ م لمآسينا ،ودواٌء نا ِ ج عظي ٌ عل ٌ
ُ
ة من اليقين ،وتمل جوانحنا بالّرضا أما رنا مقادير زاكي ً ضمائ ِ
ن نكدٍ إلى أولئك الذين جانبوا المسجد ،وتركوا الصلة ،فم ْ
عسا ً فت َ ْن ،ومن شقاٍء إلى شقاٍء ﴿ َ ن إلى حز ٍ نكدٍ ،ومن حز ٍ
م﴾ .ه ْمال َ ُع َل أَ ْض ّ وأ َ َم َ ه ْلّ ُ
*****************************
ه
م ﴾ :فهو إخباٌر عن حال ِ ظي ٌ و كَ ِ ه َ ن َ
ف ُ حْز ِ ن ال ْ ُ م َ عي َْناهُ ِ َ
بمصاِبه بفْقدِ ِولدِهِ وحبيب ِهِ ،وأنه ابتله ُ بذلك كما ابتلهُ
ل على ه .ومجرد الخبارِ عن الشيِء ل يد ّ ه وبين َ ُ بالتفريق بين َ ُ
ل تحزن
44
ن
ث عليه ،بل أمرنا أ ْ ن ه ول على المرِ به ول الح ّ استحسا ِ
م طوي ٌ
ل ة وليل جِاث ٌ ة ثقيل ٌ حاب َ ٌ س َ ه َ ن ،فإن ّ ُ نستعيذ َ باللهِ من الحز ِ
ق السائرِ إلى معالي المور . ،وعائقٌ في طري ِ
ن الدنيا غَي ُْر محمودٍ ، حْز َ ن ُ ك على أ ّ ب السلو ِ وأجمع أربا ُ
ة،ل وجهٍ فضيل ٌ ن بك ّ ل :الحز ُ ه قا َ إل أبا عثمان الجبريّ ،فإن ُ
ه إن ب معصيةٍ .قال :لن ُ ن بسب ِ م يك ْ ن ،ما ل ْ وزيادة ٌ للمؤم ِ
ب تمحيصا ً . ب تخصيصا ً ،فإنه ُيوج ُ لم ُيوج ْ
ض
ة وبلٌء من اللهِ ،بمنزلةِ المر ِ ه محن ٌ ب أن ُ ل :ل َري ْ َ فُيقا ُ
ق ،فل . ل الطري ِ ه من منازِ ِ ما أن ُ م وأ ّ م والغَ ّ واله ّ
ه
ل الل ِ ح ،وسؤا ِ ك بجلب السرورِ واستدعاءِ النشرا ِ فعلي َ
ة الرضّية ،وصفاَء الخاطرِ ،ورحابة ة والعيش َ الحياةَ الطيب َ
ن في الدنيا ضهم :إ ّ ل بع ُ م عاجلة ،حتى قا َ ل ،فإنها ِنع ٌ البا ِ
ة الخرةِ . ل جن َ ن لم يدخلها لم يدخ ْ ة،م ْ جن ً
ن، حد َهْ أن يشرح صدوَرنا بنورِ اليقي ِ ل وَ ْ والله المسؤو ُ
ة
ن ينقذنا من حيا ِ ويهدي قلوبنا لصراط ِهِ المستقيم ِ ،وأ ْ
ق. ك والضي ّ ِ ضن ْ ِ ال ّ
********************************
وقفــة
ه
ق .فإن ُ
صاد ِ
ك بهذا الدعاءِ الحاّر ال ّن وإيا َ ف نح ُ هّيا نهت ْ
م
ه العظي ُ ه إل الل ُ ن )) :ل إل َم والحز ِ ب واله ّف الك َُر ِ ِلكش ِ
ش العظيم ِ ،ل إله ب العر ِ هر ّ الحليم ،ل إله إل الل ُ
ش
ب العر ِ ض ور ّ ب الر ِ ت ور ّ ب السموا ِ هر ّ إل الل ُ
ت برحمتك م ل إله إل أن َ ي يا قيو ُ الكريم ِ ،يا ح ّ
ث (( . أستغي ُ
ك أرجو ،فل تك ِْلني إلى نفسي م رحمت َ )) الله ّ
ي كّله ،ل إله إل ح لي شأن َ ن ،وأصل ْ عي ْ ِ
ة َ ف َطْر َ
ت (( . أن َ
ل تحزن
45
مي القيو َ )) استغفُر الله الذي ل إله إل هو الح ّ
ب إليه (( . وأتو َ
ت من الظالمين ))ل إله إل أنت سبحانك إني كن ُ
(( .
ن أمِتك ، دك ،اب ُ ن عب ِ ك ،اب ُ م إني عبدُ ً )) الله ّ
ؤك ي قضا ُ لف ّ ك ،عدْ ٌ م َ ي حك ُ ضف ّ دك ،ما ٍ ناصيتي بي ِ
ميت به نفسك ،أو ل اسم ٍ هو لك س ّ ،أسألك بك ّ
ه أحدا ً من خلقك ،أو ك ،أو عّلمت ُ ه في كتاب َ أنزلت ُ
ن تجعل ك،أ ْ ب عند َ استأثرت به في علم ِ الغي ِ
مي ، القرآن ربيع قلبي ،ونور صدري ،وذهاب ه ّ
وجلء حزني (( .
ن،م والحز ِ م إني أعوذُ بك من اله ّ )) الله ّ
ن
ع الدي ْ ِ ن ،وضل ِ جب ْ ِل وال ُ خ ِل ،والب ُ ْ س ِجز والك َ َ ع ْ
وال َ
ل (( . ة الّرجا ِ وغلب ِ
ل (( . ه ونعم الوكي ُ )) حسبنا الل ُ
************************************
م
ابتس ْ
ن ،وله م للحزا ِ م للهموم ِ ومرهَ ٌ س ٌ ل بل ْ َ
ك المعتد ُ ح ُ ض ِ
ال ّ
ب ،حتى قال أبو ل القل ْ ِ جذ ِ ة في فرِح الروِح ،و َ قوةٌ عجيب ٌ
ن إجماما ً ه عنه : -إني لضحك حتى يكو َ الدرداء – رضي الل ُ
ك أحيانا ً حتى تبدو نواج ُ
ذه م الناس يضح ُ لقلبي .وكان أكر ُ
س ودواِئها . ك العقلِء البصراِء بداِء النف ِ ،وهذا ضح ُ
ط. ة النبسا ِ ة الراحةِ ونهاي ُ م ُوالضحك ِذروةُ النشراِح وقِ ّ
ن كثرةَ ف )) :ل ُتكثرِ الضحك ،فإ ّ ك بل إسرا ٍ ولكنه ضح ٌ
سمك في سط )) :وتب ّ ب (( .ولكنه التو ّ ت القل َ ك ُتمي ُ الضح ِ
ها ﴾ .ول ِ َ ق ْ من َ حكا ً ّ ضا ِ م َ س َ
فت َب َ ّة (( َ ﴿ ، وجهِ أخيك صدق ٌ
نم َ مُنوا ْ ِ نآ َ م ال ّ ِ
ذي َ و َفال ْي َ ْ كَ ﴿: ل الجنةِ الضح ُ ومن نعيم ِ أه ِ
ن﴾. كو َح ُض َ ر يَ ْ ال ْك ُ ّ
فا ِ
ل تحزن
46
ن ،وتجعُله دليل ً على س ّ ك ال ّ ح ضحو َ ب تمد ُ ت العر ُ وكان ِ
ف ،وسخاوةِ الطبِع ،وكرم ِ السجايا ، س وجودةِ الك ّ سعةِ النف ِ
ونداوةِ الخاطرِ .
رم (( : ل زهيٌر في )) هَ ِ وقا َ
ك تعطيهِ الذي كأن َ ه
تراهُ إذا ما جئت َ ُ
ل في هةِ والعتدا ِ أنت سائل
الوسطي ُ ي على م ُبن َ ن السل َ ةأ ّ متهل ّل
والحقيق ً ُ
ف
س مخي ٌ ك ،فل عبو ٌ ق والسلو ِ العقائدِ والعبادات والخل ِ
حة رو ٍ ة لكنه جد ّ وقوٌر ،وخّف ُ ة مستمرة ٌ عابث ٌ م ،ول قهقه ٌ قات ٌ
واثقةٍ .
يقول أبو تمام :
ب
ل كوك ُ م ِ ح المؤ ّ صب ُ نفسي فداُء أبي
ل
م ِ
المتأ ّ ه
ي إن ُ َعل ّ
ش
ل عي ُ ضو ويهز ُ ين ُ ً م الجد ّ أحيانا ه يج ّ فك ِ ٌ
ل
من لم يهز ِ وقد ْ
س، مرِ النف ِ ة على تذ ّ ض الوجهِ والعبوس علم ٌ إن انقبا َ
سَر ﴾ . وب َ َ س َ عب َ َ م َ ن الخاطرِ ،وتعك ّرِ المزاِج ﴿ث ُ ّ وغليا ِ
ه طْلق « . * » ولو أن تلقى أخاك بوج ٍ
ر « )) :ليس ض الخاط ِ ل أحمد أمين في » في ْ ِ يقو ُ
ل هم كذلك م فقط ،ب ْ سهِ ْ المبتسمون للحياة أسعد َ حال ً لنف ِ
حل ،وأكثُر احتمال ً للمسؤوليةِ ،وأصل ُ أقدُر على العم ِ
ن بعظائم ِ الموِر ب ،والتيا ِ لمواجهةِ الشدائدِ ومعالجةِ الصعا ِ
م وتنفعُ الناس . التي تنفعهُ ْ
س
ب خطيرٍ ،وبين نف ٍ ل كثيرٍ أو منص ٍ ت بين ما ٍ خّير ُ لو ُ
س ؟! ل مع العبو ِ ة ،فما الما ُ ت الثاني َ راضيةٍ باسمةٍ ،لختر ُ
ل ما في الحياةِ إذا س ؟! وما ك ّ ض النف ِ ب مع انقبا ِ وما المنص ُ
ب؟! وما كان صاحُبه ضّيقا ً حرجا ً كأنه عائد ٌ من جنازة حبي ٍ
ت بيتها جحيما ً ؟! لخيٌر منها – ت وقلب ْ ل الزوجة إذا عبس ْ جما ُ
ت بيتها ل وجعل ْ ة لم تبلغْ مبلغها في الجما ِ ف مرةٍ – زوج ٌ أل َ
ة. جن ّ ً
ل تحزن
47
ة مما يعتري ت منبعث ً ة الظاهرةِ إل إذا كان ْ ة للبسم َ ول قيم َ
ة، ت باسم ٌ م والغابا ُ س ٌ ن من شذوذ ،فالزهُر با ِ طبيعة النسا ِ
ة. م والطيوُر كّلها باسم ٌ والبحاُر والنهاُر والسماُء والنجو ُ
ض له من طمٍع وشّر ن بطبعهِ باسما ً لول ما يعر ُ وكان النسا ُ
ة
ت الطبيع ِ ه عابسا ً ،فكان بذلك نشازا ً في نغما ِ وأنانيةٍ تجعل ُ ُ
ت
ل هذا ل يرى الجمال من عبس ْ ن اج ِ المنسجعةِ ،وم ْ
ن يرى ل إنسا ٍ ة من تدّنس قلُبه ،فك ّ سه ،ول يرى الحقيق َ نف ُ
ل طيبا ً عثه ،فإذا كان العم ُ ره وبوا ِ مله وفك ْ ِ الدنيا من خلل ع ِ
ث طاهرةً ،كان منظاُره الذي يرى به والفكُر نظيفا ً والبواع ُ
ش ت ،وإل ّ تغب ّ َ خلق ْ ة كما ُ الدنيا نقيا ً ،فرأى الدنيا جميل ً
ل شيء أسود مغبشًا. جه ،فرأى ك ّ منظاُره ،واسود ّ زجا ُ
ل شيء شقًاء ، س تستطيعُ أن تصنع من ك ّ هناك نفو ٌ
ل شيٍء سعادة ً ،هناك س تستطيع أن تصنع من ك ّ ونفو ٌ
م أسود ُ ، ت ل تقعُ عيُنها إل على الخطأ ،فاليو ُ المرأة ُ في البي ِ
سر ،ولن نوعا ً من الطعام ِ زاد الطاهي في ن طبقا ً ك ُ ِ ل ّ
ق في الحجرةِ ، ت على قطعةٍ من الور ِ حه ،أو لنها عثر ْ مل ْ ِ
ِ
ت ،وإذا ن في البي ِ لم ْ ب إلى ك ّ دى السبا ُ ب ،ويتع ّ ج وتس ّ فتهي ُ
نم ْ سه وعلى َ ص على نف ِ ل ينغّ ُ ة من نارِ ،وهناك رج ٌ هو شعل ٌ
ل
ن عم ٍ م ْ من كلمةٍ يسمُعها أو يؤّولها تأويل ً سّيئا ً ،أو ِ حوله ِ ،
حن رِب ْ ٍ سره ُ ،أو م ْ ث منه ،أو من رِب ٍْح خ ِ ث له ،أو حد َ تافِهٍ حد َ
ث ،أو نحو ذلك ،فإذا الدنيا كّلها سوداءُ كان ينتظُره فلم يحد ُ
من حوله .هؤلء عنده ْ ره ،ثم هو يسوُّدها على م ْ في نظ ِ
قدرةٌ على المبالغةِ في الشّر ،فيجعلون من الحب ّةِ قُب ّ ً
ة،
م قدرةٌ على الخيرِ ،فل ومن البذرةِ شجرةً ،وليس عنده ْ
يفرحون بما ُأوتوا ولو كثيرا ً ،ول ينعمون بما نالوا ولو عظيما ً
.
جد ّ في ن أن ي َ ِ م ،ولخيٌر للنسا ِ ن ي َُتعل ّ ُ ن ،وف ّ الحياةُ ف ّ
ب في حياتهِ ،من أن يجد ّ في ح ّ ن وال ُ وضِع الزهارِ والرياحي ِ
ت جه ْ ل في جيبهِ أو في مصرِفه .ما الحياة ُ إذا وُ ّ س الما ِ تكدي ِ
ل تحزن
48
ة
ه أيّ جهدٍ لترقي ِ ج ْل ،ولم ُيو ّ ل الجهودِ فيها لجمِع الما ِ ك ّ
ل ؟! ب فيها والجما ِ جانب الرحمةِ والح ّ
ج الحياةِ ،وإنما م لمباه ِ س ل يفتحون أعينهُ ْ أكثُر النا ِ
يفتحونها للدرهم ِ والدينارِ ،يمّرون على الحديقةِ الغّناِء ،
ق ،والطيورِ المغّردةِ ،فل والزهارِ الجميلةِ ،والماِء المتدفّ ِ
ج .قد ْ كان ل ودينارٍ يخر ُ يأبهون لها ،وإنما يأبهون لدينارٍ يدخ ُ
ة للعيشةِ السعيدةِ ،فقلبوا الوضع وباعوا الديناُر وسيل ً
ن
ت فينا العيو ُ كب ْل الدينارِ ،وقد ُر ّ العيشة السعيدة من أج ِ
ودناها أل تنظر إل ّ إلى الدينارِ . ل ،فع ّ لنظرِ الجما ِ
ن أردت س ،فإ ْ س النفس والوجه كاليأ ِ ليس يعب ّ ُ
س، ة لك وللنا ِ م فحارب اليأس .إن الفرصة سانح ً البتسا ُ
س ،فعوّد ْ عقلك تفّتح المل ، ح باُبه لك وللنا ِ ح مفتو ٌ والنجا ُ
ل. وتوّقع الخيرِ في المستقب ِ
م تبلغْ في إذا اعتقدت أنك مخلوقٌ للصغيرِ من المورِ ل ْ
الحياةِ إل الصغير ،وإذا اعتقدت أنك مخلوقٌ لعظائم ِ الموِر
مةٍ تكسُر الحدود والحواجز ،وتنفذ ُ منها إلى شعرت به ّ
ثصداقُ ذلك حاد ٌ م ْ ض السمى ،و ِ الساحةِ الفسيحةِ والغر ِ
ن دخل مسابقة مائةِ مترٍ شعر في الحياةِ الماديةِ ،فم ْ
مب إذا هو قطعها ،ومن دخل مسابقة أربعمائ ِةِ مترٍ ل ْ بالتع ِ
س تعطيك من ن .فالنف ُ ب من المائةِ والمائتي ِ يشعْر بالتع ِ
ن ساميا ً ض .حد ّد ْ غرضك ،وليك ْ مةِ بقدرِ ما تحد ّد ُ من الغر ِ اله ّ
ل يوم ٍ ن ل عليك في ذلك ما دمت ك ّ ل ،ولك ْ صْعب المنا ِ
سها ويجعُلها تخطو إليه خطوا ً جديدا ً .إنما يصد ّ النفس ويعب ّ َ
ةة السيئ ُ ل ،والعيش ُ ن الم ِ س وفقدا ُ ن مظلم ٍ :اليأ ُ في سج ٍ
ق
س ،والتشد ّ ِ ب النا ِ ث عن معاي ِ برؤيةِ الشرورِ ،والبح ِ
ت العالم ِ ل غير . ث عن سيئا ِ بالحدي ِ
بمَر ّ ن في شيء كما ُيوفّقُ إلى ُ وليس ُيوفّقُ النسا ُ
ودهُ سعُ أفقه ،ويع ّ ل بينها ويو ّ مي ملكاتهِ الطبيعيةِ ،ويعاد ُ ين ّ
ه
ض يسعى إلي ِ خي َْر غر ٍ ه أن َ ة الصدرِ ،ويعّلم ُ سع َ ةو َ السماح َ
ن تكون ن مصدَر خيرٍ للناس بقدرِ ما يستطيعُ ،وأ ْ أن يكو َ
ل تحزن
49
ن يكون قلُبه ب والخيرِ ،وأ ْ ة للضوِء والح ّ سه شمسا ً مشعّ ً نف ُ
ل الخيرِ لكّلمن مملوءا ً عطفا ً وبرا ً وإنسانية ،وحبا ً ليصا ٍ
اتصل به .
ب عليها ، ذها التغل ّ ُ ب فيل ّ ة ترى الصعا َ س الباسم ُ النف ُ
م، ب عليها فتبس ْ م ،وتتغل ْ سم ،وتعالجها فتبس ْ تنظُرها فتب ّ
ة ل ترى صعابا ً فتخلفها ،وإذا رأْتها أكبرْتها س العابس ُ والنف ُ
ن .وما الدهُر الذي ت بلو وإذا وإ ْ متها وتعّلل ْ ته ّ واستصغر ْ
جه وتربيُته ،إنه يؤد ّ النجاح في الحياةِ ول يريد ُ يلعُنه إل مزا ُ
ل طريق أسدا ً رابضا ً ،إنه ه ،إنه يرى في ك ّ من َ ُ أن يدفع ث َ
ض عن ك َن ْزٍ . ينتظُر حتى تمطَر السماُء ذهبا ً أو تنشقّ الر ُ
ب صعْ ٌ ل شيٍء َ ة ،فك ّ ب في الحياةِ أموٌر نسبي ٌ إن الصعا َ
ة عند س الصغيرةِ جدا ً ،ول صعوبة عظيم ً جدا عند النف ِ
ً
ةة تزداد عظم ً س العظيم ُ س العظيمةِ ،وبينما النف ُ النف ِ
ب إذا بالنفوس الهزيلةِ تزداد ُ سقما ً بالفراِر صعا ِ بمغالبةِ ال ّ
ه
ب العقورِ ،إذا رآك خفت من ُ ب كالكل ِ منها ،وإنما الصعا ُ
ك وعدا وراءك ،وإذا رءاك تهزأ ُ به ول تعيره ح َ ت ،ن َب َ َ
وجري ْ َ
اهتماما ً وتبرقُ له عينك ،أفسح الطريق لك ،وانكمش في
ده منك . جل ِ
ر
صغَ ِ ضعَِتها و ِ س من شعوِرها ب َ ل للنف ِ م ل شيء أقت ُ ث ّ
م
ل عظي ٌ ن أن يصدر عنها عم ٌ شأِنها وقل ّةِ قيمتِها ،وأنها ل يمك ُ
ضعةِ ُيفِقد ُ النسان ،ول ُينتظُر منها خيٌر كبيٌر .هذا الشعوُر بال ّ
ل ارتاب سه واليمان بقوِتها ،فإذا أقدم على عم ٍ الثقة بنف ِ
ل فيهِ . ش َ حه ،وعالجه بفتورٍ فف ِ ن نجا ِ في مقدرِته وفي إمكا ِ
ة كبرى عليها عماد ُ النجاِح في الحياةِ ، ة بالنفس فضيل ٌ الثق ُ
نة ،والفرقُ بينهما أ ّ وشّتان بينها وبين الغرورِ الذي ُيعد ّ رذيل ً
ف، ل وعلى الك ِب ْرِ الزائ ِ س على الخيا ِ الغرور اعتماد ُ النف ِ
ة
ل المسؤولي ِ م ِ ة بالنفس اعتماُدها على مقدرِتها على تح ّ والثق ُ
ن استعداِدها (( . ،وعلى تقويةِ ملكاِتها وتحسي ِ
يقول إيليا أبو ماضي :
م يكفي ت :ابتس ْ قل ُ ة! ل » :السماُء كئيب ٌ قا َ
م في السما ! التجهّ ُ « وتجّهما
ل تحزن
50
ف الصّبا لن ُيرجعَ الس ُ صبا وّلى ! فقل ُ
ت ل :ال ّ قا َ
لنفسي في تّرما ! المتص ْ صار ت سمائي م كان ْ ل :ابتس ْ
التي ه ً: لقا ُ
فكيف ُأطيقُ أن قلبيم ِ ،جهّنما الغرا عهودي بعدما الهوى ت في ْ خان
سما !عمر َ م ّ
ماك كّله متأل ّ تضي ّ ْ َ قأتب ّ ب
م واطر ْ تها ابتس ْ تُ : قللك ُ
ه
ل المسافرِ كاد يقتل ُ !مث ُ تجارة ُ في صراٍع قارالن ْ َّتها ل: فلوْ َ قا
ت لهث ما كل ث ف
ُ وتن ظما
، لدم ّ ال ة ل
هائ ٍ
ْ ّ ُ ٍ سلولةٍ محتاج ٍ غادةٍ م ْ أو
شفائها ،فإذا ابتسمت ما ! دوَ َ ِ م ،ما أنت ت :ابتس ْ قل ُ
بما .. فر رك مجرما ً ، دائها بُ جال
كأنك أنت صرت ل وج ّ ٍ ن غي ُ أيكو َ
والعداُء حولي في جرما ؟ س ّْر مَ ال ُ ُ أ َأ ت عدى حولي عل ْ في ت ال ِ قال ُ: وتبي
مىت َك ُ؟ ْ ح َ
لم أج ّ ن منه ْ لم لو ِ ال م لم ابتس ْ مصيحاتُ :هُ ْ ت قل ُ
ت! لي في وأعظما ْ
وتعّرض ت
م قد بد ْ مُ مه
المواس ْيطلبوك بذ ّ قال :
دمىتمل ُ
ك سوال ّ َفي لي سالملبك ّ ِ ن لك ّ ض
ب فر ٌ مهاللحبا ِ أعل ُ ّ
ي وعل
ة
ت من الحب ّ ِ درهماولس َ حيا ً ، م يكفيك أّنك ت :ابتس ْ ملز ٌُ قل
ن معدما! :ابتس ْ ُ لالليالي جّرعتني قالتزْ : لم
م ،ولئ ْ ت قل ُ
جانبا ً وترّنما العلقما تالكآبة ح َ رع َ ط َ َّر ج
ُ ك إن رآك لا ًغير َ علقم
فلع ّ
تراكا ً مرّنم
أم أنت تخسُر بالبشاشةِ م
ّ ِر بالتب مُ تغن أُ
نمغنما ،؟والوجهِ أ ْ تتثّلما صاا ًِح ل خطٌر على درهم يا
ب طما جى ّ يتح ن ال ّ ن
كأ ْ شفتيك ْ
م ،ولذا نح ّ متلط ِ ٌ بشهْ َ فإ ّ فاضح
ب جما ! يأتي ُ الن ك والد ّ تضح ُ :
إلى الدنيا ويذه ُ ة ليس البشاش ُ قال
ن ل د بع نك فإ غما، شب َ
ر ر
ْ م ُ بينك مادام ابتسم قلتد ُ :كائنا ً ُتسعِ
ْ ُ ّ ٌ
صد ِْر ح ال ّ سما تتب ّ والرّدى
الوجهِ ،وانشرا ِ أحوجنا إلى البسمةِ وطلقةِ ما
ن الله ب )) ،إ ّ ن الجان ِ وأريحي ّةِ ال ُ ُ
ف الروِح ولي ِ ق ،ولط ِ خل ِ
د
ي تواضعوا ،حتى ل يبغي أحدٌ على أح ٍ أوحى إل ّ
د (( . ول يفخر أحدٌ على أح ٍ
******************************************
ل تحزن
51
وقفــــة
ك شيئا ً ، س فما ن ََفعَ َ ت الحزن بالم ِ ن :لنك جّرب َ ل تحز ْ
دك فحزنت فهل ح؟! مات وال ُ ج َ ت ،فهل ن َ َ ب ابُنك فحزن َ س َ َر َ
ت الخسائُر سرت تجارُتك فحزنت ،فهل عاد ْ عاد َ حي ّا َ ؟! خ ِ
أرباحًا؟!
ب، ت مصائ َ ن :لنك حزنت من المصيبةِ فصار ْ ل تحز ْ
ت من كلم أعدائك كدا ً ،وحزن َ ت نَ َ ت من الفقرِ فاْزدد ْ َ وحزن َ
م عليك ،وحزْنت من توّقع مكروهٍ فما وقع . فأعنته ْ
ة ،ول حْزن داٌر واسع ٌ ن ينفعك مع ال ُ هل ْ ن :فإن ُ ل تحز ْ
ب سام ٍ ،ول أولد ٌ ل وفيٌر ،ول منص ٌ ة حسناُء ،ول ما ٌ زوج ٌ
ُنجباُء .
ل عْلقما ً ، ن ُيريك الماَء الزل َ حْز َ ن ال ُ ن:ل ّ ل تحز ْ
ة ،والحياة سجنا ً ل ة صحراَء قاحل ً ة ،والحديق َ حن ْظ َل َ ً والوردةَ َ
ُيطاقُ .
نن ويدا ِ ن وشفتا ِ ن وأذنا ِ ن :وأنت عندك عينا ِ ل تحز ْ
ن﴿: ة في البدا ِ ن وعافي ٌ ن وأما ٌ ن وأم ٌ جَنا ٌ ن،و َ ن ولسا ٌ ورجل ِ
َ َ
ن﴾ . ما ت ُك َذَّبا ِ ي آَلء َرب ّك ُ َ فب ِأ ّ
ه ،وخبٌز تأكُله ت تسك ُن ُ ُ قد ُهُ ،وبي ٌن ت َعْت َ ِ ن :ولك دي ٌ ل تحز ْ
ة تأوي إليها ،فلماذا ه ،وزوج ٌ س ُ ب ت َل ْب َ ُه ،وثو ٌ ،وماٌء تشرب ُ ُ
ن ؟! تحز ْ
**********************************
نعمة اللم
م ليس مذموما ً دائما ً ،ول مكروها ً أبدا ً ،فقد ْ يكو ُ
ن الل ُ
َ
م.ن يتأل ّ َ
خيرا ً للعبدِ أ ْ
ق
ح الصاد َ ن الدعاء الحاّر يأتي مع اللم ِ ،والتسبي َ إ ّ
مله لعباِء ل وح ْ ن التحصي ِ م َ
ب َز َ م ،وتأّلم الطال ِ ب الل َ َيصاح ُ
ه احترق في البدايةِ فأشرق جهَْبذا ً ،لن ُ
ب ُيثمُر عالما ً َ الطل ِ
ج أدبا ً مؤثرا ًل ُتنت ُة .وتأّلم الشاعرِ ومعاناُته لما يقو ُ في النهاي ِ
ل تحزن
52
ب والدم ِ فهّز ب والعص ِ ح مع اللم ِ من القل ِ لبا ً ،لنه انقد َ خ ّ
ج ِنتاجا ً حي ّا ً ب ُتخر ُ ك الفئدةَ .ومعاناة الكات ِ المشاعَر وحّر َ
ت. ذابا ً يموُر بالِعبرِ والصورِ والذكريا ِ ج ّ
دعةِ والراحةِ ولم تْلذع ْ ُ
ه ش حياة َ ال ّ ب الذي عا َ ن الطال َ إ ّ
َ
ب يبقى كسول ً ن هذا الطال َ ت،إ ّ ما ُ مل ِ ّ م تك ْوِهِ ال ُ ت ،ول ْ ما ُ الَز َ
مترهّل ً فاترا ً .
م ول ذاقَ المر ول تجّرع ف الل َ ن الشاعر الذي ما عر َ وإ ّ
كتل ً من ث،و ُ ص الحدي ِ ً
ص ،تبقى قصائده ُ ُركاما من رخي ِ ص َ الغُ َ
ج من ت من لسان ِهِ ولم تخُر ْ ج ْ ن قصائد َهُ خر َ ل،ل ّ زبدِ القو ِ
ه. ح ُ شها قلُبه وجوان ِ ُ وجدان ِهِ ،وتلّفظ بها فهمه ولم يعِ ْ
وأسمى من هذهِ المثلةِ وأرفعُ :حياةُ المؤمنين الّولين
ث، ة الب َعْ ِ مول ِد َ المل ّةِ ،وبداي َ جَر الرسالةِ و َ الذين عاشوا ف ْ
ما ً عل ْ عمقُ ِ ة ،وأ ْ م إيمانا ً ،وأبّر قلوبا ً ،وأصدقُ لْهج ً فإنُهم أعظ ُ
َ
م الجوع والَفْقرِ والتشريدِ ، م والمعاناة َ :أل َ ،لنهم عاشوا الل َ َ
جَر ت ،وهَ ْ والذى والطردِ والبعاِد ،وفراقَ المألوفا ِ
ق
ب ،فكانوا بح ّ ل والتعذي ِ م الجراِح ،والقت ِ ت ،وأل َ المرغوبا ِ
ت في الطهرِ ،وأعلما ً جت ََباة َ ،آيا ٍ م ْ ة ال ُ ة ،والثل ّ َ الصفوة الصافي َ
في النبل ،ورموزا ً في التضحية ﴿ ،ذَل ِ َ َ
مه ْ صيب ُ ُ م ل َ يُ ِ ه ْ ك ب ِأن ّ ُ
ول َ ه ّ ل ال ل بي س في ِ ة
ٌ ص م خْ م َ ل و ب ص َ ن َ ل و ظَمأ ٌ
َ ِ ِ ِ َ َ َ َ َ ٌ َ َ َ
و ن ّي ْل ً عدُ ّ ن َ م ْ ن ِ ول َ ي ََناُلو َ فاَر َ ظ ال ْك ُ ّ غي ُ طئا ً ي َ ِ و ِ م ْ ن َ ؤو َ ي َطَ ُ
ل صال ِح إن الل ّه ل َ يضي َ
جَر عأ ْ ُ ِ ُ َ م ٌ َ ٌ ِ ّ ع َ ه َ هم ب ِ ِ ب لَ ُ إ ِل ّ ك ُت ِ َ
ن ﴾. سِني َ ح ِ م ْ ال ْ ُ
م ،لنهم جهُ ْ دموا أروعَ نِتا َ سق ّ وفي عالم الدنيا أنا ٌ
مى فأنشد َ رائعته : ح ّ موا ،فالمتنبي وعَك َْته ال ُ تأل ّ
س تزوُر إل ّ في فلي َ ن بها وزائرتي كأ ّ
دم للناس : ل ،فق ّ بالقت ِ الظلم ِ ن المنذرِ نب ُ ه النعما ُ ةَء خوّفَ ُ حيا ُوالنابغ
ت لم يب ْد ُ إذا طلع ْ سك شم ٌ فإن َ
موا . تأل ّ بكوك ُ ن َ
لنهم منهّ ، بأ َث َْروا الحياة َ أولئك كواك
الذين ٌ ك والملو ُ وكثيٌر
ل تحزن
53
ف من المعاناةِ ،فربما خ َ ن فل تجزعْ من اللم ول ت َ َ إذ ْ
ب ش مشبو َ ن تع ْ كإ ْ ت قوةً لك ومتاعا ً إلى حين ،فإن َ كان ْ
س ؛ أرقّ وأصفى من أن وى ملذوعَ النف ِ ج َ الفؤادِ محروقَ ال َ
كن وَلـ ِ سَ ﴿، مةِ خامد َ الن ّْف ِ ش بارد َ المشاعرِ فاتَر الهِ ّ تعي َ
ع
م َ دوا ْ َ ع ُ ق ُلا ْ قي َ و ِ م َ ه ْ فث َب ّطَ ُ م َ ه ْ عاث َ ُ ه انب ِ َ رهَ الل ّ ُ كَ ِ
ن﴾ دي َ ع ِ
قا ِ ال ْ َ
ق
م الفرا ِ ت بهذا شاعرا ً عاش المعاناة َ والسى وأل َ ذكر ُ
ن ،ذائعةِ وهو يلف ُ
س ِ ح ْ سه الخيرةَ في قصيدةٍ بديعةِ ال ُ ظ أنفا َ
شهرةِ بعيدةٍ عن التكّلف والتزويق :إنه مالك بن الّريب ، ال ّ
َيرثي نفسه :
َ
نت في جيش اب ِ وأصبح ُ ة
لل َض َ ت ال ّ م ت ََرني ب ِعْ ُ أل َ ْ
بأعلىَيا الرقمتْين ن غاز ي َ فا
ع ِ ّّ ب َن م أ ُت َْر ُ
ك دىّري يو َ بالهُ
فللهِ َ د َ
طائعا ً
م لياليا وماليا إّني مقي ٌ برابيةٍ ي رحلي دنا صاحِب َ ْ فيا
جلني قد تبّين ما ول ُتع ِ ض
م أوْ ب َعْ َ اليو َ فانزل تعليّ المو
أقيما ُ
ي فض َ
ل بيارّدا على عَي ْن َ ّ وُ ة
ف السن ِ ةُطا ً بأطرا ِ وخ ٍ ليل
ت العَْرض ض ذا ِ ردائياالر ِ من ِ مضجعيُداني باَرك الل ُ
ه ول تحس
سَعا ليا ن ُتو ِ أ ْ فيكما
ل الثاكل ، ت المتهد ِّج ،والعوي ِ إلى آخرِ ذاك الصو ِ َ
ر
ب هذا الشاع ِ ن قل ِ ت حمما ً م ْ والصرخةِ المفجوعةِ التي ثار ْ
ب في حياتهِ . المفجوِع بنفسهِ المصا ِ
ب، ف القلو ِ شغا ِ ل كلماُته إلى ِ ص ُظ المحترقَ ت َ ِ إن الوع َ
م
عل ِ َ
ف َ م والمعاناةَ ﴿ َ ش الل َ ق الّروِح لنه يعي ُ ِ ص في أعما وتغو ُ
فْتحا ً م َ عل َيهم َ فَأنَز َ م َ في ُ ُ
ه ْوأَثاب َ ُ ة َ ْ ِ ْ َ كين َ َ س ِ ل ال ّ ه ْ قلوب ِ ِ ما ِ َ
ريبا ً ﴾ . ق ِ َ
كن حشا َ حتى يكو َ ق
ل المشتا َ ل تعذ ِ
أحشاة ًِئهل حياةَ فيها ،ول ولكنها بارد ن لشعراَء في أشواِقه
دواوي َ ت رأي ُ لقدفي
ت عناء ،ونظموها في رخاء ،فجاء ْ م قالوها بل َ روح لنه ْ
ً
ن. قطعا من الثلِج وكتل ً من الطي ِ
ل تحزن
54
ظ ل تهّز في السامِع شعرة ً ، ت في الوع ِ ت مصّنفا ٍ ورأي ُ
حْرقةٍ ول
ت ذّرةً ،لنهم يقولوَنها بل ُ ص ِ من ْ ِك في ال ُ ول تحّر ُ
قوُلون بأ َ
ما ل َي ْ َ
س هم ّ ِ ه
ِ واَ ْ
ف َ ِ ة﴿ ،ي َ ُ لوعةٍ ،ول ألم ٍ ول معانا ٍ
م﴾ . ه ْ في ُ ُ
قلوب ِ ِ ِ
رك ،فاحترقْ به أنت مك أو بشعْ ِ ت أن تؤّثر بكل ِ فإذا أرد َ
ف ترى أنك تؤّثر في ه ،وسو َ معَ ُل َ ل ،وتأث ّْر به وذْقه وتفاع ْ قَب ْ ُ
هت َزت وربت َ ذا َأنَزل َْنا َ
ت
وأنب َت َ ْ
ماء ا ْ ّ ْ َ َ َ ْ َ ها ال ْ َ عل َي ْ َ فإ ِ َ الناس َ ﴿،
ج﴾. هي ٍ ج بَ ِ و ٍ ل َز ْ من ك ُ ّ ِ
************************************
نعمة المعرفة
عل َي ْ َ
ك ه َ ل الل ّ ِ ض ُ ف ْ ن َ و َ
كا َ م َ عل َ ُ ن تَ ْ م ت َك ُ ْ ما ل َ ْ ك َ م َ عل ّ َو َ ﴿ َ
ظيما ً ﴾ . ع ِ َ
حقٌ للعمرِ ﴿ إ ِّني م ْح للحياةِ ،و َ ت للضميرِ وذ َب ْ ٌ ل مو ٌ الجه ُ
ن﴾. هِلي َ جا ِ ن ال ْ َ م َ ن ِ كو َ ك َأن ت َ ُ عظ ُ َ أَ ِ
َ
م نوٌر البصيرة ،وحياة ٌ للروِح ،ووَُقود ٌ للطبِع ﴿ ،أ َ
و والعل ُ
كان ميتا ً َ َ
في ه ِ شي ب ِ ِ م ِ ه ُنورا ً ي َ ْ عل َْنا ل َ ُ ج َ و َ حي َي َْناهُ َ فأ ْ من َ َ َ ْ َ
ها ﴾ . من ْ َ ج ّ ر ٍ خا ِ س بِ َ ت ل َي ْ َ ما ِ في الظّل ُ َ ه ِ مث َل ُ ُ من ّ س كَ َ الّنا ِ
م عثوٌر ن العل َ ح يأتي معَ العلم ،ل ّ ن السروَر والنشرا َ إ ّ
ف للمستورِ ، ضاّلة ،واكتشا ٌ ل على ال ّ ض ،وحصو ٌ على الغام ِ
ف. ست َط َْر ِ م ْ ة بمعرفةِ الجديدِ والطلِع على ال ُ موَلع ٌ س ُ والنف ُ
ن ،لنه حياةٌ ل جديد َ فيها ول حْز ٌ لو ُ مل َ ٌ ل فهوَ َ ما الجه ُ أ ّ
م كالغد ِ . س كاليوم ِ ،واليو َ ف ،و ل مستع َ ً
ذبا ،أم ِ طري َ
ث عن م وابح ْ ب العل َ ت تريد ُ السعادةَ فاطل ِ ن كن َ فإ ْ
م
م والهمو ُ ك الغمو ُ ب عن َ صل الفوائد َ ،لتذه َ المعرفةِ وح ّ
سم ِ َرب ّ َ
ك ْ عْلما ً ﴾ ﴿ ،ا ْ و ُ
قَرأ ِبا ْ زدِْني ِ ب ِ قل ّر ّ نَ ﴿، والحزا ُ
ه في قه ُ ه به خيرا ً يف ّ ق ﴾ )) .من يرِد الل ُ خل َ َ ذي َ ال ّ ِ
ل صْفٌر ن (( .ول يفخْر أحد ٌ بمال ِهِ أو بجاهِهِ ،وهو جاه ٌ الدي ِ
ة وعمُره ليس كامل ً ﴿ : م ً ت تا ّ ن حياَته ليس ْ من المعرفةِ ،فإ ّ
ل تحزن
55
ُ َ أَ َ
و
ه َن ُ م ْ ق كَ َ ح ّ ك ال ْ َ من َرب ّ َ ك ِل إ ِل َي ْ َز َ ما أن ِ م أن ّ َ عل َ ُ من ي َ ْ ف َ
مى ﴾ . ع َ أَ ْ
قال الزمخشريّ :
ة
ل غاني ٍ ص ِ ن وَ ْ م َ ِ سهري لتنقيِح
وأحلى من ق
ب عِنا ِ وطي ِ ِ
أشهى لليً لح ّ طَربا ُليألذ ّ وتمايم ِ
العلو
ساقيْوكاِء أحلىةِمن الد ّ مدام ُ ة أقلمي على عويص ُ
وصرير ٍ
للقي الرم َ
ل شا ُ ِ
ق نقري ّ
والع ة
من نقرِ الفتا ِ أوراقها وألذ
ّ
ل
ست َغْ ٍ أوراقي
م ْ عن بين ُ م
ك ْ ن يحاول فها ْ لياد ُ ّمَ
كوتبغي بعد َ ذا َ وآخا ًَر راقي نوم تبتي
سهران بالماني ُر ْ أأبيتُ
ج
س بها ،وما أثل َ حاقي َ ح ِ النف المعرفة ،وما أفرل َ ه
دجى وتبيت ُ ف
أشر َ ما ال ّ
ن
كا َ من َ ف َ ب الخاطَر بنزولها ﴿ ،أ َ َ الصدَر ببْردها ،وما أرح َ
عوا وات ّب َ ُ ه َ مل ِ ِ ع َسوءُ َ ه ُ ن لَ ُ من ُزي ّ َ ه كَ َ من ّرب ّ ِ ة ّ عَلى ب َي ّن َ ٍ َ
م﴾ . ه ْ واء ُ ه َ أَ ْ
***************************************
فن السرور
ب ،واستقراُره وهدوؤُهُ ، من أعظم ِ النعم ِ سروُر القل ِ
س،ج النف ِ ن وجودةِ النتاِج وابتها ِ ت الذه ِ ن في سرورهِ ثبا ُ فإ ّ
ف يجلُبه ف كي َ ن عر َ س ،فم ْ ن ُيدّر ُ ن السروَر ف ّ وقالوا .إ ّ
ج الحياةِ ومساِر ل عليه ،ويحظى به استفاد َ من مباه ِ ويحص ُ
لن يدْيه ومن خلِفه .والص ُ ش ،والنعم ِ التي من بي ِ العي ِ
ل ،فل يهتّز من ب السرورِ قوة ُ الحتما ِ ل في طل ِ الصي ُ
ب
ج للتوافِهِ .وبحس ِ ث ،ول ينزع ُ ك للحواد ِ الزوابِع ول يتحّر ُ
س. ب وصفائ ِهِ ُ ،تشرقُ الن ّْف ُ قوةِ القل ِ
س، جَزعَ النف ِ ف المقاومةِ و َ ضعْ َخوََر الطبيعةِ و َ إن َ
سه التصّبر ود نف َ نع ّ ن ،فم ْ ل للهموم ِ والغموم ِ والحزا ِ رواح ُ
ت. ت عليهِ الزما ُ ت ،وخّف ْ ت عليه المزعجا ُ والتجل ّد َ هان ْ
ن ما تمّر به فأهو ُ إذا اعتاد الفتى
الوحو ُ
ل ض المنايا
خو َ
ل تحزن
56
ق ،وضحال َ َ ُ
ة النظرةِ ، ومن أعداِء السرورِ ضي ِقُ الفُ ِ
هن العالم ِ وما فيه ،والل ُ ب ،ونسيا ُ س ُ ح ْ م بالنفس فَ َ والهتما ُ
م ﴾ ،فكأن هؤلِء م أن ُ َ َ
ه ْ س ُ ف ُ ه ْ مت ْ ُ ه ّ م﴿أ َ ف أعداَءهُ بأنه ْ قد ْ وص َ
ن في كرو َ ن في داخِلهم ،فل يف ّ ن ي ََرْون الك َوْ َ القاصري َ
نن.إ ّ ن للخري َ مو َ م ،ول يهت ّ ون لسواهُ ْ م ،ول يعيش َ غيرِه ِ ْ
سَنا أحيانا ً ،ونبتعد عن ذواِتنا ل عن أنف ِ شاغَ َ ن ن َت َ َ كأ ْ ي وعلي َ عل ّ
ب أمْرين : منا وأحزاَننا ،فنكس َ حنا وغمو َ سى جرا َ أزمانا ً ل ِن َن ْ َ
إسعاد َ أنفسِنا ،وإسعاد َ الخرين.
م تفكيَر َ
ك ر :أن ُتلج َ ن السرو ِ ل في ف ّ من الصو ِ
ت ن ترك َ ش ،فإنك إ ْ ب ول يطي ُ ت ول يهر ُ ه ،فل يتفل ّ ُ وتعصم َ
ف الحزان وقرأ َ
ِ مل ّ ك َ ح ،وأعاد َ علي َ ح وط ََف َ م َ ج َ ه َ ك وشأن َ ُ تفكيَر َ
ن التفكيَر إذا شرد َ ك .إ ّ م َ كأ ّ ب المآسي منذ ُ ولدت ْ َ ك كتا َ علي َ
لف ،فزلز َ ل المخي َ جَر المستقب َ ح وجر َ أعاد َ لك الماضي الجري َ
مه بخطام ِ أركاَنك ،وهّز كياَنك وأحرقَ مشاعَرك ،فاخط ْ
ل وك ّ ْ وت َ َ ل المثمرِ المفيد ِ َ ﴿ ، جهِ الجاد ّ المرك ّزِ على العم ِ التو ّ
ت﴾ . مو ُ ذي َل ي َ ُ ي ال ّ ِ ح ّ عَلى ال ْ َ َ
ن ر:أ ْ ة السرو ِ ومن الصول أيضا ً في دراس ِ
ن ُتنزل ََها منزلتها ،فهي لهْوٌ ،ول ي الحياة َ قيمَتها ،وأ ْ ُتعط َ
ة
ضع ُ مر ِ جرِ و ُ م اله ْ ض والصدود َ ،لنها أ ّ ك إل العرا َ تستحقّ من َ
م بها ، ن هذه صفُتها كيف ُيهت ّ م ْ ث،ف َ ة الكوار ِ الفجائِع ،وجالب ُ
ب، خل ّ ٌ ن على ما فات منها .صُفوها ك َد ٌَر ،وبرُقها ُ وُيحز ُ
دهاب بقِيعةٍ ،مولوُدها مفقود ٌ ،وسي ُ دها سرا ٌ ومواعي ُ
ف غَد ِْرها . ل بسي ِ مها مهد ّد ٌ ،وعاشُقها مقتو ٌ محسود ٌ ،ومنعّ ُ
ن فيها أبدا ً ُ ن أه ُ َ ً
ب الب َي ْ ِ غرا ُ ل أَبني أِبينا نح ُ
م
م الدنيا فل ْ قت ْهُ ُ جمع ُ ي َن ْعِ لعلى الدنيا وما نبكي ِمناز
الكنوَز فل رقوا زوا يتف ْ ّ ك َن َ رَرةُ معشب ِ ٍجَبا أينَ ال َ ن
مِ ْ
قوا ُ َ ب ول ن بقي للى الكاسرةُ ا ُ
واه لحد ٌ ح َ حتى ثوى ف َ َ َ ق
ن ضا َ م ْ ل َ مِن ك ّ
حل َ ٌ
ل م لهم َ الكل َ ق
ني ّ ُ ضّأ َ ن نودوا كأ ْ شه إذاعَي ْ ُ ِ سُء ب ِ ضا ٌ خُ َْفر َ ال
مطل َ ُ
ق ُ موا م يعل ُ ل ْ
ل تحزن
57
م حل ْ ُ م بالتعل ّم ِ وال ِ ث )) :إنما العل ُ وفي الحدي ِ
بالتحل ّم ِ (( .
بعه واجتل ِ ب :وإنما السروُر باصطنا ِ ن الدا ِ وفي ف ّ
ن
ف بوادِره ،حتى يكو َ ص أسباب ِهِ ،وتكل ّ ِ مت ِهِ ،واقتنا ِ س َ بَ ْ
طْبعا ً .
م. مَر والتبّر َ س والتذ ّ دنيا ل تستحقّ منا العبو َ إن الحياة َ ال ّ
ما هذهِ الدنيا بداِر م المني ّةِ في حك ْ ُ ُ
من خَبرا ً ِ ه َ قراي ْت َِر ُألف النسان جاِري ةِرى البريتَ َ بينا
الخباا ًِرمن القذاِر صْفو على ك َد ٍَر، خِبرا ً ت ْ مفيهاعَ ُْ
َ طُب ِ
بِر في الماء والكدا ٌ متطل ّ ُ دهام ِ ِ
ضد ّ الّيا تري ُ ت ُ
ف وأن َ
ومكلّ
جذ ْوَة َ ناِر ُ عها طبا ِ
ن تنزع َ من ب فيها أنك ل تستطيعُ أ ْ َ ة التي ل ري َ والحقيق ُ
قَناخل َ ْ قدْ َ ت هكذا ﴿ ل َ َ خلق ْ ن الحياة ُ ن،ل ّ ل آثارِ الحز ِ كك ّ حيات ِ َ
ة
ف ٍ من ن ّطْ َ ن ِ سا َ لن َ قَنا ا َ ْ ِ خل َ ْ
د ﴾ ﴿ ،إ ِّنا َ في ك َب َ ٍ ن ِ سا َ لن َ ِ ا ْ
شاج ن ّبت َِليه ﴾ ﴿ ،ل ِيبل ُوك ُ َ َ
مل ً ﴾ ،ولك ّ
ن ع َ ن َ س ُ ح َ مأ ْ م أي ّك ُ ْ َ ْ َ ْ ِ م َ ٍ ْ أ ْ
مك ،أما قَط ْ ُ
ع مك وغ ّ ف من حزِنك وه ّ المقصود َ أن تخّف ُ
لت النعيم ِ ؛ ولذلك يقو ُ ن بالكلي ّةِ فهذا في جنا ِ حْز ِ ال ُ
َ
عّنا ب َ ه َ ذي أذْ َ ه ال ّ ِ مدُ ل ِل ّ ِ ح ْ المنعمون في الجنة ﴿ :ال ْ َ
ك ،كما ه إل هنا َ ب عن ُ ه لم يذه ْ ل على أن ُ ن ﴾ .وهذا دلي ٌ حَز َ ال ْ َ
في ما ِ عَنا َ ون ََز ْ ب إل في الجنةِ َ ﴿ ، ل ل يذه ُ ل الغِ ّ نك ّ أ ّ
ة الدنيا وصفتها ، ف حال َ ن ع ََر َ ل ﴾ ،فم ْ غ ّ ن ِ م ْ هم ّ ر ِ دو ِ ص ُ ُ
م ان هذا طبُعها ع َذ ََرها على صدوِدها وجفاِئها وغَد ِْرها ،وعَل ِ َ
وخل ُُقها ووصُفها .
ّ
ن
ت لنا أ ْ حل ََف ْ فكأنها َ نل ت لنا أ ْ حلف ْ
ل ت َِفي تخون عهوَدنا
ي
ل ما وصْفنا ،والمُر ما ذكرنا ،فحرِ ّ فإذا كان الحا ُ
سه ،بالستسلم ِ للكدِر ن ل ُيعيَنها على نف ِ ب الناب ِهِ أ ْ بالري ِ
ل ما ت بك ّ ن ،بل يدافعُ هذه المنغصا ِ م والحز ِ م والغ ّ واله ّ
َ
ةو ٍ ق ّ من ُ عُتم ّ ست َطَ ْ ما ا ْ هم ّ دوا ْ ل َ ُ ع ّ وأ ِ ي من قوةٍ َ ﴿ ، أوت َ
م﴾ ﴿ ، وك ُ ْ عد ُ ّ و َ ه َ و الل ّ ِ عدْ ّ ه َ ن بِ ِ هُبو َ ل ت ُْر ِ خي ْ ِ ط ال ْ َ من ّرَبا ِ و ِ َ
ل تحزن
58
فوا ْ َ
ع ُ
ض ُ
ما َ
و َ ل الل ّ ِ
ه َ سِبي ِ
في َ
م ِ
ه ْ
صاب َ ُ
ما أ َ هُنوا ْ ل ِ َ و َما َ
ف ََ
كاُنوا ْ ﴾ . ست َ َما ا ْو َ َ
**********************************
وقفـــة
ن، س في د َي ْ ٍ ت فقيرا ً فغيُرك محبو ٌ ن :إن كن َ ل تحَز ْ
ل ،فسواك مبتوُر القدمين ،وإن ة ن َْق ٍ ك وسيل َ وإن كنت ل تمل ُ
سّرة البيضاِء كنت تشكو من آلم ٍ فالخرون يرقدون على ال ِ
ت ولدا ً فسواك فقد عددا ً من الولدِ ت ،وإن فقد َ ومنذ سنوا ٍ
ث واحدٍ . في حاد ٍ
ه
ت باللهِ وبرسل ِهِ وملئكت ِ ِ م آمن َ ن :لنك مسل ٌ ل تحَز ْ
بك كفروا بالر ّ جرِ وبالقضاِء خيرِهِ وشّره ،وأولئ َ واليوم ِ ال ِ
م الخَر ، دوا اليو َح ُج َ
ب،و َ ل واختلفوا في الكتا ِ ذبوا الرس َ وك ّ
وألحدوا في القضاِء والَقد َرِ .
ب ،وإن أسأت فاستغفْر ،وإن ت فت ُ ْ ن :إن أذنب َ ل تحَز ْ
ح،ب مفتو ٌ ة ،والبا ُ ة واسع ٌ ح ،فالرحم ُ أخطأت فأصل ِ ْ
ة.ة مقبول ٌ م ،والتوب ُ والغفران ج ّ
ب ن :لنك ُتقلقُ أعصاَبك ،وتهّز كيانك وُتتع ُ ل تحَز ْ
سهِْر ليَلك . ض مضجَعك ،وت ُ ْ قلَبك ،وُتق ّ
قال الشاعر :
ذ َْرعا ً وعند َ اللهِ منها ق
ب نازلةٍ يضي ُ وَل َُر ّ
المخَرج ضاقالفتى بها
ن يظّنها ل ت ُوكا َ ج ْ فُرِ َ ما
ت فل ّ ْ
جُتفر ُ
************************************ ت حلقاُتها استحكم ْ
ضب ْ ُ
ط العواطف
ف المشاعُر عند سببين :عند ف وتعص ُ ج العواط ُ ج ُتتأ ّ
ث:داهمةِ ،وفي الحدي ِ الفرحةِ الغامرةِ ،والمصيبةِ ال ّ
تت عن صوتْين أحمقْين فاجرْين :صو ٍ هي ْ ُ
)) إني ن ُ ِ
عَلى ْ
وا َ ة (( ﴿ ل ِك َي َْل ت َأ َ
س ْ ت عندَ مصيب ٍ ة ،وصو ٍ عند نعم ٍ
م﴾ .ولذلك قال : ما آَتاك ُ ْحوا ب ِ َ
فَر ُوَل ت َ ْم َ فات َك ُ ْ
ما َ
َ
ل تحزن
59
مل َ َ
ك ن َ م ِ مة الولى (( .ف َ ر عند الصد ِ )) إنما الصب ِ
ق
دث الجاثم وعند الفَرح الغامرِ ،استح ّ مشاعره عند َ الح َ
ل سعادة الراحةِ ،ولذ َةَ ة الرسوِخ ،ونا َ ت ومنزل َ ة الثبا ِ مرتب َ
عله وصف النسان ل في ُ هج ّ س ،والل ُ النتصارِ على النف ِ
ه الخيُر س ُ سه الشّر جزوعا ً وإذا م ّ ح فخوٌر ،وإذا م ّ ه فرِ ٌ بأن ُ
ّ ً
ح والجزِع ، منوعا ،إل ّ المصلين .فَُهم على وسطيةٍ في الفر ِ
ن في الرخاِء ،ويصبرون في البلِء . يشكرو َ
ه
ب ،وتضني ِ ب صاحبها أّيما ت َعَ ٍ ة ت ُت ْعِ ُ ن العواطف الهائج َ إ ّ
عد ، ه ،فإذا غضب احتد ّ وأزبد ،وأرعد وتو ّ ه وتؤّرقُ ُ م َ وتؤل ُ
ل، ه ،فيتجاوُز العَد ْ َ شت ُ ُ حشا َ ت ُ سهِ ،والتهب ْ ن نف ِ ت مكام ُ وثار ْ
سه في غمرةِ السروِر ي نف َ ش ،ونس َ ب وطا َ ح طرِ َ وإن فر َ
ه، سي محاسن َ ُ مه ،ون ِ جَر أحدا ً ذ ّ دى قدره ،وإذا هَ َ وتع ّ
ل، ب آخر خلع عليه أوسمة التبجي ِ ه ،وإذا أح ّ وطمس فضائ ِل َ ُ
ب حبيبك ل .وفي الثر )) :أحب ْ وأوصله إلى ذورةِ الكما ِ
ونا ً ما ،فعسى أن يكون بغيضك يوما ً ما وأبغ ْ
ض ه ْ
بغيضك هونا ً ما ،فعسى أن يكون حبيبك يوما ً ما ((
.وفي الحديث )) :وأسألك العدل في الغضب والرضا
(( .
ن الشياء وجعل كم عقَله ،ووز َ ح ّ من ملك عاطفته و َ ف َ
ف الرشد َ ،ووقع على ل شيء قدرا ً ،أبصر الحقّ ،وعََر َ لك ّ
قد أ َرسل َْنا رسل ََنا بال ْبيَنات َ
مه ُ ع ُ م َوأنَزل َْنا َ ِ َ ِ َ ّ ُ ُ الحقيقةِ ﴿ ،ل َ َ ْ ْ َ
ط ﴾. س ِ ق ْ س ِبال ْ ِ م الّنا ُ قو َ ن ل ِي َ ُ ميَزا َ وال ْ ِ ب َ ال ْك َِتا َ
ك ،مثلما ق والسلو ِ م والخل ِ ن السلم جاَء بميزان القي َ إ ّ
ي ،والمل ّةِ المقدسةِ ﴿ ، سويّ ،والشرِع الرض ّ من ْهَِج ال ّ جاء بال ِ
ُ
ق في ل ،الصد ِ سطا ً﴾ ،فالعد ِ و َ ة َ م ًمأ ّ عل َْناك ُ ْ ج َ ك َ وك َذَل ِ َ َ
ق﴿، ل والخل ِ ل في الحكام ِ والقوال والفعا ِ الحبارِ ،والعد ِ
عدْل ً﴾ . و َ دقا ً َ ص ْ ك ِ ت َرب ّ َ م ُ ت ك َل ِ َ م ْ وت َ ّ َ
*********************************
د
ة بمحم ِ
سعادةُ الصحاب ِ
ل تحزن
60
ُ
س بالدعوةِ الربانيةِ ،ولم لقد ْ جاَء رسولنا إلى النا ِ
ت له جّنة م ُيلقَ إليه ك َن ٌْز ،وما كان ْ ن دنيا ،فل ْ ةم َ ن له دعاي ٌ يك ْ
ل المحّبون يبايعون على ن قصرا ً ،فأقب َ ل منها ،ولم يسك ْ يأك ُ
ش ،وذروةٍ من المشّقةِ ،يوم كانوا قليل ً ف من العي ِ شظ ٍ
س من م النا ُ ن يتخطفه ُ نأ ْ ض يخافو َ مستضعفين في الر ِ
ب. ل الح ِ عه ك ّ ه أتبا ُ م ،ومع ذلك أحب ّ ُ حوِله ْ
ق ،وابُتلوا م في الرز ِ ضّيق عليه ْ ب،و ُ شعْ ِ حوصروا في ال ّ ُ
س ،ومع ُ
حوربوا من القرابةِ ،وأو ُ
ذوا من النا ِ في السمعةِ ،و ُ
ب. ل الح ّ هذا أحّبوه ك ّ
ن في العراِء س آخرو َ حب َ مضاِء ،و ُ ضهم على الر ْ ب بع ُ ح َ س ُِ
ل بهِ ، ن الكفاُر في تعذيبهِ ،وتأّنقوا في النكا ِ ن تفن ّ َ مم ْ ،ومنه ْ
ب. ل الح ّ ومعَ هذا أحّبوه ك ّ
طردوا من سلبوا أوطانهم ودورهم وأهليهم وأموالهم ُ ، ُ
م ،ومع أحبوهُ م ومغاني أهلهِ ْ ب شبابه ْ م ،وملع ِ مراتِع صباه ْ
ب. ل الح ّ ك ّ
زلوا زلزال ً شديدا ً ، ب دعوِته ،وُزل ْ ِ اُبتلي المؤمنون بسب ِ
ع
ب الحناجَر وظّنوا باللهِ الظنونا ،وم َ م القلو ُ ت منه ْ وبلغ ْ
ب. ل الح ّ أحبوه ك ّ
ت على صل َت َةِ ،فكان ْ م ْ ف ال ُ م للسيو ِ ض صفوةُ شبابه ْ عُّر َ
ن الشجرةِ الوارفةِ . سِهم كأغصا ِ رؤو ِ
ت حولنا خضراء ت ُن ْب ِ ُ فل السي ِ نظ ّ وكأ ّ
م في ت كأنه ْ الزهارا المو َ نلهمةِللمعركةِ فكانوا يأتو َ حديق لرجا ُ مِ ّ ظ
وقُد ّ َ
ب. ل الح ّ م أحبوه ك ّ نزهةٍ ،او في ليلة عيدٍ ؛ لنه ْ
ن يعود َ بعدها إلى م أنه ل ْ م برسالةٍ وي َْعل ُ ده ْ ل أح ُ س ُ ي ُْر َ
ممةٍ ويعل ُ م في مه ّ ث الواحد ُ منه ْ الدنيا ،فيؤّدي رسالَته ،وُيبعَ ُ
ب. ل الح ّ م أحبوه ك ّ ب راضيا ً ؛ لنه ْ ة فيذه ُ أنها النهاي ُ
دوا برسالِته ،واطمأّنوا المنهجهِ ، ن لماذا أحّبوه وسعِ ُ ولك ْ
جهدٍ ل مشقةٍ و ُ ل ألم ٍ وك ّ واستبشُروا بقدومهِ ،ونسوا ك ّ
عهِ ؟! ل اتبا ِ ومعاناةٍ من أج ِ
ل تحزن
61
ت
ل علما ِ ح ،وك ّ ل معاني الخيرِ والفر ِ م رأوا فيهِ ك ّ إنه ْ
ة للسائلين في معالي المورِ ،لقد ْ ن آي ً البّر والحقّ ،لقد ْ كا َ
مم بحديثهِ ،وأفْعَ َ ج صدوَره ْ م بحنان ِهِ ،وأثل َ ل قلوب ِهِ ْ َأبرد َ غلي َ
م برسالِته . حهُ ْ أروا َ
م الرضا ،فما حسبوا لللم في ب في قلوبه ُ لقد ْ سك َ
ن ما ن اليقي ِ مم َ سهِ ْ ض على نفو ِ ل دعوتهِ حسابا ً ،وأفا َ سبي ِ
ص. جْرٍح وك َد َرٍ وتنغي ٍ ل ُ مك ّ أنساه ْ
ل ضمائَرهم بهداهُ ،وأناَر بصائَرهم بسناه ُ ،ألقى صَق َ َ
م آصاَر الجاهليةِ ،وحط عن ظهوِرهم أوزاَر ّ هله ْ عن كوا ِ
ل ،وأطفأ ك والضل ِ ت الشر ِ م تبعا ِ الوثنيةِ ،وخلعَ من رقاِبه ْ
ب على المشاعرِ ماءَ م ناَر الحقدِ والعداوةِ ،وص ّ حه ْ من أروا ِ
تم ،واطمأن ْ ت أبدان ُهُ ْ م ،وسكن َ ْ سه ْ ت نفو ُ اليقين ،فهدأ ْ
ت أعصاُبهم . قلوُبهم ،وبرد ْ
س في قربهِ ،والرضا في ه ،والن َ ش مع ُ وجدوا لذ ّةُ العي ِ
ل أمرِهِ ، ن في اتباعهِ ،والنجاة في امتثا ِ رحاب ِهِ ،والم َ
والِغنى في القتداء به .
َ
وإ ِن ّ َ
ك ن﴾ َ ﴿، مي َ عال َ ِ ة ل ّل ْ َ م ً ح َ ك إ ِّل َر ْ سل َْنا َ ما أْر َ و َ ﴿ َ
نم ُِ هم ّ ج ُ ر ُ خ ِ وي ُ ْ قيم ٍ ﴾ َ ﴿ ، ست َ ِ م ْ ط ّ صَرا ٍ دي إ َِلى ِ ه ِل َت َ ْ
نمّيي َ في اْل ّ ث ِ ع َ ذي ب َ َ و ال ّ ِ ه َ ر﴾ُ ﴿، ت إ َِلى الّنو ِ ما ِ الظّل ُ َ
مه ُ م ُ عل ّ ُ وي ُ َ م َ ه ْ كي ِ وي َُز ّ ه َ م آَيات ِ ِ ه ْ علي ْ ِ
م ي َت ُْلو َ َ ه ْ من ْ ُ سول ً ّ َر ُ
ضَل ٍ
ل في َ ل لَ ِ قب ْ ُ من َ كاُنوا ِ وِإن َ ة َ م َ حك ْ َ وال ْ ِ ب َ ال ْك َِتا َ
ت
كان َ ْ ل ال ِّتي َ غل َ َ وال َ ْ م َ ه ْ صَر ُ م إِ ْ ه ْ عن ْ ُ ع َ ض ُ وي َ َ ن ﴾َ ﴿ ، مِبي ٍ ّ
ما كم ل ِ َ عا ُ ذا دَ َ ل إِ َ سو ِ وِللّر ُ ه َ جيُبوا ْ ل ِل ّ ِ ست َ ِ م﴾﴿،ا ْ ه ْ َ َ
علي ْ ِ
ر
ن الّنا ِ م َ ة ّ فَر ٍ ح ْ فا ُ ش َ ى َ عل َ َ م َ كنت ُ ْ و ُ م﴾َ ﴿، حِييك ُ ْ
َ
يُ ْ
ها ﴾ . من ْ َ كم ّ قذ َ ُ فأن َ َ
م
حقّ له ْ م،و ُ م وقدوِته ْ مه ْ لقد ْ كانوا سعداء حّقا ً مع إما ِ
جوا . دوا ويبته ُ ن يسع ُ أ ْ
لل من أغل ِ م على محّررِ العقو ِ ل وسل ّ ْ مص ّ الله ّ
ض عن ت الغواي ِةِ ،وار َ س من ويل ِ ف ،ومنقذ ِ النفو ِ النحرا ِ
موا . ب والمجادِ ،جزاَء ما بذُلوا وقد ّ ُ الصحا ِ
ل تحزن
62
**************************************
ن حيات ِ َ
ك م ْ مل َ َ
ل ِ اطرِد ال َ
هش عمَره ُ على وتيرةٍ واحدة جديٌر أن يصَيب ُ ن يعِ ْ م ْ إن َ
ة
ل الحال َ م ّ ن بطبعهِ ي َ َ ن النسا َ ة ،فإ ّ ل ؛ لن النفس ملول ٌ المل ُ
ه وتعالى بين الزمنةِ والمكنةِ ، ك غاي ََر سبحان َ ُ الواحدةَ ؛ ولذل َ
ل ونهاٌر ، ت ،لي ٌ ت ،والمخلوقا ِ ت والمشروبا ِ والمطعوما ِ
حُرور ، لو َ ض وأسود ُ ،وحاّر وبارد ٌ ،وظ ّ ل ،وأبي ُ جب َ ٌ لو َ وسه ٌ
ف في ه هذا التّنوعَ والختل َ ض ،وقد ْ ذكر الل ُ حل ْوٌ وحام ٌ و ُ
َ
ه﴾ ﴿ وان ُ ُ ف أل ْ َ خت َل ِ ٌ م ْ ب ّ شَرا ٌ ها َ طون ِ َ من ب ُ ُ ج ِ خُر ُ كتاب ِهِ ﴿ :ي َ ْ
نم َ و ِ ه﴾ ﴿ َ شاب ِ ٍ مت َ َ غي َْر ُ و َ شاِبها ً َ مت َ َ ن﴾ ﴿ ُ وا ٍ صن ْ َغي ُْر ِ و َ ن َ وا ٌ صن ْ َِ
وت ِل ْ َ َ
ك ها﴾ ﴿ َ وان ُ َ ف أل ْ َ خت َل ِ ٌم ْ مٌر ّ ح ْ و ُ ض َ جدَدٌ ِبي ٌ ل ُ جَبا ِ ال ْ ِ
س﴾ . ن الّنا ِ ها ب َي ْ َ ول ُ َ دا ِ م نُ َ الّيا ُ
كله ﴿ : م أداموا أ ْ ل بنو إسرائيل أجود الطعام ِ ؛ لنه ْ وقد م ّ
ن يقرأ ُ مرةً د﴾ .وكان المأمو ُ ح ٍ وا ِ عام ٍ َ ى طَ َ عل َ َ صب َِر َ َلن ن ّ ْ
جالسا ً ،ومرةً قائما ً ،ومرةً وهو يمشي ،ثم قال :النف ُ
س
عل َ َ
ى و َ عودا ً َ ق ُ و ُ قَياما ً َ ه ِ ن الل ّ َ ن ي َذْك ُُرو َ ذي َ ة ﴿ ،ال ّ ِ ملول ٌ
م﴾ . ه ْ جُنوب ِ ِ ُ
ةل قلبي ّ ٌ جد ْ التنوّع َ والجد ّةَ ،فأعما ٌ ت ،يَ ِ ل العبادا ِ م ِ ومن يتأ ّ
ج وجهاد ٌ ، م وح ّ ة ،صلةٌ وزكاةٌ وصو ٌ ة ومالي ٌ ة وعملي ٌ وقولي ٌ
ن أراد الرتياح س ،فم ْ م وركوعٌ وسجود ٌ وجلو ٌ والصلةُ قيا ٌ
ة العطاِء فعليهِ بالتنويِع في عمل ِهِ ، والنشاط ومواصل َ
ن ،ما عهِ وحيات ِهِ اليومي ّةِ ،فعند َ القراءةِ مثل ً ينوّعُ الفنو َ واطل ِ
ة
ب وثقاف ٍ خ وأد ٍ ث وفقهٍ وتاري ٍ ن وتفسيرٍ وسيرةٍ وحدي ٍ بين قرآ ٍ
ة
ل مباٍح ،وزياد ٍ مةٍ ،وهكذا ،يوّزع وقته ما بين عبادةٍ وتناو ِ عا ّ
ه
س ُ ف يجد ُ نف َ ف ،ورياضةٍ ونزهةٍ ،فسو َ ل ضيو ٍ واستقبا ِ
ح الجديد َ . ب التنويعَ وتستمل ُ ة ؛ لنها تح ّ ة مشرق ً متوّثب ً
*************************************
قل َ َ
ق ع ال َ
د ِ
ل تحزن
63
ل: ن ربك يقو ُ ن ،فإ ّ ل تحز ْ
ل م َ م لك ّ صدَْر َ َ َ ْ َ ﴿ أَ
ل من ح َ ك ﴾ :وهذا عا ّ َ ك ل ح
ْ ر َ ش َ ن م ْ ل
دى . ك الهُ َ َ
الحقّ وأبصَر النوَر ،وسل َ
ر نو ُ لى َ ع
َ و ه َ
ف م ل َ س لْ ِ ل ه ر د ص ه ّ ل ال ح ر ش َ من فَ ﴿أ َ
ٍ َ ُ ِ ْ ِ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ
ه ﴾ :إذا ً ّ
ر الل ِ ْ
من ِذك ِ هم ّ قُلوب ُ ُ ة ُ سي َ ِ قا ِ ل ل ّل ْ َ وي ْ ٌ ف َ ه َ من ّرب ّ ِ ّ
سيها . ل يق ّ ح الصدور ،وباط ٌ فهناك حقّ يشر ُ
سل َم ِ﴾ : فمن يرد الل ّ َ
صدَْرهُ ل ِل ِ ْ ح َ شَر ْ ه يَ ْ دي َ ُ ه ِ ه أن ي َ ْ ُ ُ ِ ِ ﴿ َ َ
دد . ل إليها إل المس ّ ة ل يص ُ ن غاي ٌ فهذا الدي ُ
نن يتيّق َ لم ْ عَنا ﴾ :يقوُلها ك ّ م َ ه َ ن الل ّ َ ن إِ ّ حَز ْ ﴿ ل َ تَ ْ
رعاية اللهِ ،ووليته ولطفه ونصَره.
عوا ْ ل َك ُ ْ
م م ُ ج َ قدْ َ س َ ن الّنا َ س إِ ّ م الّنا ُ ه ُ ل لَ ُ قا َ ن َ ذي َ ﴿ال ّ ِ
م ع َ ون ِ ْ ه َ سب َُنا الل ّ ُ ح ْ قاُلوا ْ َ و َ مانا ً َ م ِإي َ ه ْ فَزادَ ُ م َ ه ْ و ُ ش ْ خ َ فا ْ َ
ل ﴾ :كفايُته تكفيك ،ووليُته تحميك . كي ُ و ِ ال ْ َ
ن ع َ ّ َ ﴿يا أ َ
م َ ك ِ ن ات ّب َ َ َ ِ م
َ و ه
ُ ل ال ك ُ ب س ْ ح َ ي ِ ّ ب ّ ن ال ها َ ّ ي َ
ن سلك هذهِ الجاّدة حصل على هذا لم ْ ن ﴾ :وك ّ مِني َ ؤ ِ م ْ ال ْ ُ
الفوزِ .
ت﴾ :وما سواهُ مو ُ ذي َل ي َ ُ ي ال ّ ِ ح ّ عَلى ال ْ َ ل َ وك ّ ْ وت َ َ ﴿ َ
ل وليس بعزيزٍ . ق ،ذلي ٌ ل غ َي ُْر با ٍ ي ،زائ ٌ ت غَي ُْر ح ّ فمي ّ ٌ
م ه ْ ن َ َ ول َ ت َ ْ ك إ ِل ّ ِبالل ّ ِ صب ُْر َ
علي ْ ِ حَز ْ ه َ ما َ و َ صب ِْر َ وا ْ ﴿ َ
عم َ ه َ ن الل ّ َ ن} {127إ ِ ّ مك ُُرو َ ما ي َ ْ م ّ ق ّ ضي ْ ٍ في َ ك ِ ول َ ت َ ُ َ
هن﴾ :فهذهِ معيت ُ سُنو َ ح ِ م ْ هم ّ ن ُ ذي َ وال ِ ّ قوا ّ ْ ن ات ّ َ ذي َ ال ِ ّ
ب ظ والرعايةِ والتأييدِ والوليةِ ،بحس ِ ة لوليائ ِهِ بالحف ِ الخاص ُ
م. م وجهاِده ْ تقواه ْ
م ال َ ْ ﴿ول َ ت َهُنوا ول َ ت َحزُنوا َ
كنُتم ن ِإن ُ و َ عل َ ْ وأنت ُ ُ َ ْ َ َ ِ َ
ن﴾ :علوّا في العبوديةِ والمكانةِ . ً مِني َ ؤ ِ م ْ ّ
َ
م وّلوك ُ ُ م يُ َ قات ُِلوك ُ ْ وِإن ي ُ َ ذى َ م إ ِل ّ أ ً ضّروك ُ ْ ﴿ َلن ي َ ُ
َ
ن ﴾. صُرو َ م ل َ ُين َ الدَُباَر ث ُ ّ
َ ه َل َ ْ
زيٌز ع ِ ي َ و ّ ق ِ ه َ ن الل ّ َ سِلي إ ِ ّ وُر ُ ن أَنا َ غل ِب َ ّ ب الل ّ ُ ﴿ك َت َ َ
﴾.
ل تحزن
64
ة الدّن َْيا حَيا ِ في ال ْ َ مُنوا ِ نآ َ ذي َ وال ّ ِ سل ََنا َ صُر ُر ُ ﴿ إ ِّنا ل ََنن ُ
هادُ ﴾ . ش َ م اْل َ ْ قو ُ م يَ ُ و َ وي َ ْ
َ
خَر . ن يتأ ّ ف ،ووعد ٌ ل ْ خل َ َ ني ْ وهذا عهد ٌ ل ْ
صيٌر ِبال ْ ِ فوض أ َ ﴿ وأ ُ
عَباِد} ه بَ ِ ن الل ّ َ ه إِ ّ ري إ َِلى الل ّ ِ ِ مْ ُ ّ َ َ
مك َُروا﴾ . ما َ ت َ سي َّئا ِ ه َ قاهُ الل ّ ُ و َ ف َ َ {44
ن ﴾. مُنو َ ؤ ِ م ْ ل ال ْ ُ وك ّ ِ فل ْي َت َ َ ه َ عَلى الل ّ ِ و َ ﴿ َ
ب، س ُ ح ْ ش إل يوما ً واحدا ً فَ َ ك ل تعي ُ ن وقد ّْر أن َ ل تحز ْ
ب وتثوُر ؟! ن في هذا اليوم ِ ،وتغض ُ فلماذا تحز ُ
ت فل تنتظر المساءَ ،وإذا في الثرِ )) :إذا أصبح َ
ح (( . ر الصبا َ ت فل تنتظ ِ أمسي َ
ب ،فل س ُ ح ْ مك فَ َ ش في حدودِ يو ِ والمعنى :أن تعي َ
ل .قال الشاعُر : تذكرِ الماضي ،ول تقلقْ من المستقب ِ
ة التي ولك الساع ُ ت ما مضى فا َ
الماضي ،واجترار أنت فيها بالماضي ،وتذك َّر ب ل غ َي ْ ٌ ملَ ن والمؤ ّ
الشتغا إ ّ
ت ،إنما ث التي انته ْ ت ،والكوار َ ت ومض ْ ب التي حدث ْ المصائ ِ
ن. ق والجنو ِ م ِ ح ْ ب من ال ُ ضْر ٌ هو َ
سرا ً حتى تأتَيه . ج ْ ي :ل تعبْر ِ ل الصين ّ مث َ ُ يقول ال َ
مها
مها وغمو َ ث وهمو َ ل الحواد َ ومعنى ذلك :ل تستعج ِ
كها . شها وتدر َ حتى تعي َ
ة أيام ٍ : ت ثلث ُ يقو ُ َ
م ،إنما أن َ ف :يا ابن آد َ حد ُ السل ِ لأ َ
ه فيه . مك فاتقّ الل َ ت ،ويو ُ م يأ ِ ك ول ْ ك وقد ْ وّلى ،وغد ُ َ س َ أم ُ
ل
م الماضي واليوم ِ والمستقب ِ ل همو َ ن يحم ُ شم ْ كيف يعي ُ
ن يتذكُر ما صار وما جرى ؟! فيعيده ُ على حم ْ ؟! كيف يرتا ُ
مه ل ينفُعه ! . ه ،وأل ُ مل ُ ذاكرت ِهِ ،ويتأل ُ
ت فل تنتظر المساءَ ،وإذا ومعنى )) :إذا أصبح َ
ن قصيَر ح (( :أيْ :أن تكو ُ ر الصبا َ ت فل تنتظ ِ أمسي َ
ح بهمومك ل ،فل تطم ْ م َ ن العَ َ س ُ ح ِ ل ،وت ُ ْ ج َ ل ،تنتظُر ال َ الم ِ
ك عليه ، ش فيه ،فترك َّز جهود َ لغيرِ هذا اليوم ِ الذي تعي ُ
ما ً
ك مهت ّ خلَق َ سنا ً ُ مك فيهِ ،مح ّ ب اهتما َ ك ،وتص ّ ب أعمال َ َ وُترت ّ َ
ك مع الخرين . بصحِتك ،مصلحا ً أخلقَ َ
ل تحزن
65
*************************************
ة
وقفــ ٌ
ه ،والمقدوُر واقعٌ ، ن القضاَء مفروغٌ من ُ ن:ل ّ ل تحز ْ
ل أمرٍ مستقّر ، ت ،وك ّ طوي ْف ُ ت ،والصح ُ جّف ْ م َوالقل ُ
ص
خُر ،ول يزيد ُ ول ُينِق ُ م في الواقِع شيئا ً ول يؤ ّ فحزُنك ل يقد ّ ُ
.
س
ن ،وحب َ ف الزم ِ ن :لنك بحزِنك تريد ُ إيقا َ ل تحز ْ
ف، ي إلى الخل ِ ب الساعةِ ،والمش َ س ،وإعادةَ عقار ِ الشم ِ
ورد ّ النهرِ إلى منبعِهِ .
وجاِء ُتفسد ُ الهواَء ، ن كالريِح اله ْ ن الحَز َ ن:ل ّ ل تحز ْ
وُتبعثُر الماَء ،وتغي ُّر السماَء ،وتكسُر الورود َ اليانعة في
الحديقةِ الغّناِء .
ق ينحدُر من ن المحزون كالنهرِ الحم ِ ن:ل ّ ل تحز ْ
ة
ت غزلها من بعد ِ قو ٍ ب في البحرِ ،وكالتي نقض ْ البحرِ ويص ّ
ب بإصبعهِ على أنكاثا ً ،وكالنافِِخ في قربةٍ مثقوبةٍ ،والكات ِ
الماِء .
ة باِلك ، ي سعادُتك وراح ُ ك الحقيق ّ ن عمر َ ن :فإ ّ ل تحز ْ
م ،وتوّزع ن ،وتبذ ّْر ليالَيك في اله ّ ك في الحْز ِ فل ُتنفقْ أيام َ
نف في إضاعةِ حياِتك ،فإ ّ ساعاِتك على الغموم ِ ول تسر ْ
ب المسرفين . الله ل يح ّ
******************************
لفرح بتوبة الله عليك
ب سعادتك مك ،ويجل ُ مك وغ ّ له ّ ك ،ويزي ُ ح صدر َ أل يشر ُ
َ
فوا سَر ُ نأ ْ ذي َي ال ّ ِعَباِد َ ل َيا ِ ق ْ ل في عله ُ ﴿ : ل رّبك ج ّ قو ُ
َ
ن الل ّ َ
ه ه إِ ّ ة الل ّ ِم ِح َ من ّر ْ طوا ِ قن َ ُ م َل ت َ ْه ْس ِ عَلى أن ُ
ف ِ َ
م﴾ ؟ حي ُفوُر الّر ِ غ ُو ال ْ َ
ه َ ه ُ ميعا ً إ ِن ّ ُ ج ِ
ب َ فُر الذُّنو َ غ ِ
يَ ْ
م،حهِ ْم ،وتأنيسا ً لروا ِ م بـ »يا عبادي« تأليفا ً لقلوب ِهِ ْ فخاط َب َهُ ْ
ب والخطايا م المكثرون من الذنو ِ ص الذين أسرُفوا ،لنه ُ وخ ّ
ل تحزن
66
س من المغفرةِ ط واليأ ِ ن القنو ِ هم ع ِ رهم ؟! ونها ْ فكيف بغي ِ
ن تاب ،كبيرها وصغيَرها ، وأخبر أنه يغفُر الذنوب كّلها لم ْ
ف نفسه بالضمائرِ المؤكدةِ ،و »الـ دقيقها وجليَلها .ثم وص َ
و
ه َ ه ُ ف التي تقتضي كمال الصفةِ ،فقال ﴿ :إ ِن ّ ُ « التعري ِ
م﴾. حي ُ فوُر الّر ِ غ ُ ال ْ َ
ذا ن إِ َ ذي َ وال ّ ِ ل في عله َ ﴿ : ح بقول ِهِ ج ّ أل تسعد ُ وتفر ُ
هم ذَك َُروا ْ الل ّ َ ه ْ س ُ ف َ موا ْ أ َن ْ ُ و ظَل َ ُ ةأ ْ
ش ً َ ح َ فا ِ عُلوا ْ َ ف َ َ
مول َ ْ ه َ ب إ ِل ّ الل ّ ُ فُر الذُّنو َ غ ِ من ي َ ْ و َ م َ ه ْ فُروا ل ِذُُنوب ِ ِ
ْ غ َ ست َ ْ فا ْ َ
ن ﴾ ؟! مو َ عل َ ُ م يَ ْ ه ْ و ُ عُلوا ْ َ ف َ ما َ عَلى َ صّروا ْ َ يُ ِ
َ
م و ي َظْل ِ ْ سوءا ً أ ْ ل ُ م ْ ع َ من ي َ ْ و َ ل في عله َ ﴿ : وقول ِهِ ج ّ
حيما ً ﴾ ؟! فورا ً ّر ِ غ ُ ه َ د الل ّ َ ج ِ ه يَ ِ ر الل ّ َ ف ِ غ ِ ست َ ْ م يَ ْ ه ثُ ّ س ُ ف َ نَ ْ
فْر ه ن ُك َ ّ عن ْ ُ ن َ و َ ه ْ ما ت ُن ْ َ جت َن ُِبوا ْ ك ََبآئ َِر َ وقول ِهِ ِ ﴿ :إن ت َ ْ
ريما ً ﴾ ؟! ِ خل ً ك َ مدْ َ كم ّ خل ْ ُ ون ُدْ ِ م َ سي َّئات ِك ُ ْ م َ عنك ُ ْ َ
َ
موا ْ أن ُ َ
م ه ْ س ُ ف َ م ِإذ ظّل َ ُ ه ْ و أن ّ ُ ول َ ْ لَ ﴿: وقول ِهِ عّز من قائ ٍ
سو ُ
ل م الّر ُ ه ُ فَر ل َ ُ غ َ ست َ ْ وا ْ ه َ فُروا ْ الل ّ َ غ َ ست َ ْ فا ْ ك َ ؤو َ جآ ُ َ
حيما ً ﴾ ؟! وابا ً ّر ِ ه تَ ّ دوا ْ الل ّ َ ج ُ و َ لَ َ
م َ
ل ع ِ و َ ن َ م َ وآ َ ب َ من َتا َ فاٌر ل ّ َ غ ّ وإ ِّني ل َ َ وقول ِهِ تعالى َ ﴿ :
دى ﴾ ؟! هت َ َ ما ْ صاِلحا ً ث ُ ّ َ
ب إ ِّني م نفسا ً قال َ﴿ :ر ّ ل موسى عليه السل ُ ولما قَت َ َ
ه ﴾.فَر ل َ ُ غ َ ف َ فْر ِلي َ غ ِ فا ْ سي َ ف ِ ت نَ ْ م ُ ظَل َ ْ
كه ذَل ِ َ فْرَنا ل َ ُ غ َ ف َ وقال عن داود َ بعدما تاب وأناب َ ﴿ :
ب﴾. مآ ٍ ن َ س َ ح ْ و ُ فى َ عندََنا ل َُزل ْ َ ه ِ ن لَ ُ وإ ِ ّ َ
ه !! حتى إنه عرض رحمته م ُ ه وأكر َ حم ُ ه ما أر َ سبحان َ ُ
فَر قدْ ك َ َ ث ،فقال عنهم ﴿ :ل ّ َ ل يلبتثلي ِ ن قا َ ومغفرته لم ْ
ه إ ِل ّ إ َِلـ ٌ
ه ن إ َِلـ ٍ م ْ ما ِ و َ ة َ ث ث َل َث َ ٍ ه َثال ِ ُ ن الل ّ َ قاُلوا ْ إ ِ ّ ن َ ذي َ ال ّ ِ
ن ذي َ ن ال ّ ِ س ّ م ّ ن ل َي َ َ قوُلو َ ما ي َ ُ ع ّ هوا ْ َ م َينت َ ُ وِإن ل ّ ْ حد ٌ َ وا ِ َ
َ َ
ن إ َِلى الل ّ ِ
ه فل َ ي َُتوُبو َ م} {73أ َ ب أِلي ٌ ذا ٌ ع َ م َ ه ْ من ْ ُ فُروا ْ ِ كَ َ
م﴾. حي ٌ فوٌر ّر ِ غ ُ ه َ والل ّ ُ ه َ فُرون َ ُ غ ِ ست َ ْ وي َ ْ َ
ه تبار َ
ك ل الل ُ ه )) :يقو ُ ح عن ُ ل فيما ص ّ ويقو ُ
وتعالى :يا ابن آدم ،إنك ما دعوتني ورجوتني إل
ل تحزن
67
ت لك على ما كان منك ول أبالي ،يا ابن آدم ، غفْر ُ
م استغفرتني ء،ث ّ ن السما ِ عَنا َ ت ذنوُبك َ و بلغ ْ ل ْ
ب ت لك ول أبالي ،يا ابن آدم ،لو أتيتني ب ُ ُ
قرا ِ غفر ُ
ك بي شيئا ً ،لتيُتك ض خطايا ثم لقيتني ل تشر ُ الر ِ
بقراِبها مغفرةً (( .
ه
ط يد ُ س ُ ن الله يب ُ ه أنه قال )) :إ ّ وفي الصحيح عن ُ
ط يدهُ بالنهار س ُ ر ،ويب ُ ب مسيءُ النها ِ ل ليتو َ باللي ِ
س من ع الشم ُ ل ،حتى تطل َ ليتوب مسيءُ اللي ِ
مغرِبها (( .
م ُتذنبون ي )) :يا عبادي ،إنك ْ وفي الحديث القدس ّ
ب جميعا ً ، ر ،وأنا أغفُر الذنو َ ل والنها ِ باللي ِ
فاستغفروني أغفْر لكم (( .
ه ،لو ث الصحيِح )) :والذي نفسي بيد ِ وفي الحدي ِ
م ولجاءَ بقوم ٍ آخرين يذنبون ه بك ْ ب الل ُ م تذنُبوا لذه َ ل ْ
،فيستغفرون الله ،فيغفُر لهم (( .
مه لو ل ْ ث صحيٍح )) :والذي نفسي بيد ِ وفي حدي ٍ
ب ،وهو ت عليكم ما هو أشدّ من الذن ِ ف ُ خ ْتذنبوا ل َ ِ
ب (( . ج ُ ع ْ
ال ُ
طاءٌ ،وخيُر مخ ّ ث الصحيح )) :كّلك ْ وفي الحدي ِ
طائين التوابون (( . الخ ّ
ده من ة عب ِ ح بتوب ِ ه أفر ُ ل )) :لل ُ ح عنه أنه قا َ وص ّ
ه وشرابه ، م ُ
ه ،عليها طعا ُ أحدكم كان على راحلت ِ ِ
س،ه في الصحراء ،فبحث عنها حتى أي ِ َ فضّلت من ُ
سه ،فقال : فنام ثم استيقظ فإذا هي عند رأ ِ
ة
شد ِ ك .أخطأ من ّ م أنت عبدي ،وأنا رب ّ َ الله ّ
ح (( . الفر ِ
ن عبدا ً أذنب ذنبا ً ل )) :إ ّ ح عنه أنه قا َ وص ّ
ب
ه ل يغفُر الذنو َ فقال :اللهم اغفْر لي ذنبي فإن ُ
م اغفْر لي إل أنت ،ثم أذنب ذنبا ً ،فقال :الله ّ
ب إل أنت ،ثم أذنب ذنبا ً ، ذنبي فإنه ل يغفُر الذنو َ
ل تحزن
68
ب م اغفْر لي ذنبي فإنه ل يغفُر الذنو َ فقال :الله ّ
ن له رب ّا ًم عبدي أ ّ ه عّز وج ّ
ل عل ِ َ إل أنت .فقال الل ُ
ل عبدي ما ب ،فليفع ْ ب ،ويعفو عن الذن ِ يأخذُ بالذن ِ
شاء((.
م ،فإنيب ويستغفُر ويند ُ ه يتو ُ
والمعنى :ما دام أن ُ
أغفُر له .
***************************************
در
ء وق َ
ء بقضا ٍ ك ّ
ل شي ٍ
ل السلم ِ ،أتباِع ل شيٍء بقضاٍء وقدرٍ ،وهذا معتقد ُ أه ِ ك ّ
ه
ن إل بعلم ِ الل ِ ه ل يقعُ شيٌء في الكو ِ ل الهدى ؛ أن ُ رسو ِ
ره . وبتقدي ِ وبإذِنه
في وَل ِ في اْل َْر َ
ض َ ِ ة ِصيب َ ٍ م ِ من ّ ب ِ صا َ ما أ َ ﴿ َ
ن ذَل ِ َ
ك ها إ ِ ّ ل َأن ن ّب َْرأ َ َ قب ْ ِ من َ ب ّ في ك َِتا ٍ م إ ِّل ِ سك ُ ْ ف ِ َأن ُ
سيٌر ﴾ . ه يَ ِ عَلى الل ّ ِ َ
ر﴾. قدَ ٍ قَناهُ ب ِ َ خل َ ْ ء َ ي ٍ ش ْ ل َ ﴿ إ ِّنا ك ُ ّ
ص
ق ٍ ون َ ْ ع َ جو ِ وال ْ ُ ف َ خو ْ ن ال ْ َ م َء ّ ي ٍ ش ْ م بِ َ ون ّك ُ ْ ول َن َب ْل ُ َ ﴿ َ
والن ُ َ
ن﴾. ري َصاب ِ ِ ر ال ّ ش ِ وب َ ّ
ت َ مَرا ِ والث ّ َ س َ ف ِ ل َ وا ِ م َ ن ال َ م َ ّ
ه
ن أمر َ ن !! إ ّ ر المؤم ِ ث )) :عجبا ً لم ِ وفي الحدي ِ
ه سّراءُ شكر فكان خيرا ً له ، ن أصاْبت ُ كّله له خير ،إ ْ
س ذلك ن أصابْته ضّراءُ صبر فكان خيرا ً له ،ولي َ وإ ْ
إل للمؤمن (( .
ه، ل الل َ ت فاسأ ِ ح عنه أنه قال )) :إذا سأل َ وص ّ
ة لو ن الم َ مأ ّ ه ،واعل ْ ن بالل ِ وإذا استعنت فاستع ْ
ك إل ء لم ينفعو َ ن ينفعوك بشي ٍ عوا على أ ْ اجتم ُ
ه لك ،وإن اجتمعوا على أن ه الل ُ ء قد كتب ُ بشي ٍ
ه
ه الل ُ ء قدْ كتب ُ ء لم يضّروك إل بشي ٍ ك بشي ٍ يضّرو َ
ف (( . ت الصح ُ ف ِ م ،وج ّ ت القل ُ ك ُ ،رفع ِ علي َ
م أن ما أصابك ث الصحيح أيضا ً )) :واعل ْ وفي الحدي ِ
م يكن ليصيَبك (( . كل ْ لم يكنع ِليخطَئك ،وما أخطأ َ
ل تحزن
69
م يا أبا هريرة ف القل ُ ل )) :ج ّ ح عنه أنه قا َ وص ّ
ق (( . بما أنت ل ٍ
عك ، ص على ما ينف ُ ل )) :احر ْ ه قا َ ح عنه أن ُ وص ّ
تل :لو أني فعل ُ ه ول تعجْز ،ول تق ْ ن بالل ِ واستع ُ
ه وما شاءَ در الل ُ ل:ق ّ نق ْ كذا لكان كذا وكذا ،ولك ْ
ل (( . ع َ ف َ َ
ه قضاءً ح عنه )) : ل يقضي الل ُ ث صحي ٍ وفي حدي ٍ
د إل كان خيرا ً له (( . للعب ِ
خي ٌْر ي َ له َ ة عن المعصيةِ :ه ْ ن تيمي َ خ السلم ِ اب ُ سئل شي ُ ُ
طها من الندم ِ والتوبةِ ،والستغفاِر م بشر ِ ل :نع ْ للعبدِ ؟ قا َ
والنكسارِ .
و
ه َ شْيئا ً َ
و ُ هوا ْ َ سى َأن ت َك َْر ُ ع َ و َ وقوُله سبحانه َ ﴿ :
والل ّ ُ
ه م َ شّر ل ّك ُ ْ و َ ه َ و ُ شْيئا ً َ
حّبوا ْ َ سى َأن ت ُ ِ ع َ و َ م َ خي ٌْر ل ّك ُ ْ َ
َ
ن﴾ . مو َ عل َ ُ
م ل َ تَ ْ وأنت ُ ْ م َ عل َ ُيَ ْ
تجري المقاديُر على ي المقاديُر فُلمني ه َ
غْرزِ ال ِب َْر
***************************************** أو فَذ َْر
ج
ر الفَر َ
انتظ ِ
ة: ل العباد ِ ث عند الترمذيّ » :أفض ُ في الحدي ِ
َ
ب﴾. ري ٍ ق ِ ح بِ َ صب ْ ُس ال ّ ج « ﴿ .أل َي ْ َ فَر ِ انتظاُر ال َ
ح، ح ،فانظْر إلى الصبا ِ ح المهمومين والمغمومين ل َ صب ْ ُُ
ح من الفّتاِح . ب الَفت ْ َ وارتق ِ
ل انقطع « . ب » :إذا اشتد ّ الحب ُ ل العر ُ تقو ُ
ت الموُر ،فانتظْر فرجا ً ومخرجا ً . والمعنى :إذا تأّزم ِ
عل ل ّ ُ
ه ج َه يَ ْ ق الل ّ َ من ي َت ّ ِ و َه وتعالى َ ﴿ : ل سبحان َ ُ وقا َ
ه
عن ْ ُفْر َ ه ي ُك َ ّ ق الل ّ َ من ي َت ّ ِ و َل شأُنهَ ﴿ : لج ّ خَرجا ً ﴾ .وقا َ م ْ َ
َ
عل ل ّ ُ
ه ج َ
ه يَ ْ ق الل ّ َ من ي َت ّ ِ و َجرا ً ﴾ َ ﴿ . هأ ْ م لَ ُ عظ ِ ْ وي ُ ْه َ سي َّئات ِ ِ َ
سرا ً ﴾ . َ
ه يُ ْ ر ِ م ِ نأ ْ م ْ ِ
ب: وقالت العََر ُ
ه
ن ول يجن ّ ْ ثم يذهب ْ َ ه
م ي َْنجِلين ّ ْ تث ّ مرا ُ الغَ َ
ل تحزن
70
وقال آخُر :
م سرورٍ قد أتى ب َعْد َ وك ْ س قد م فرٍج ب َعْد َ إيا ٍ ك ْ
السى أتى
الجَنى الرائقَ من حل ْوَ ُ ن بذي ن الظ ّ من يحس ِ
سفا عبدي بي ، عندالظ ّ ّ
ن ك شوْ ِ ث الصحيح )) :أنا َ جنى
الحدي ِ ش
العر ِ وفي
ِ
ن بي ما شاءَ (( . فْليظ ّ
ذُبوا ْ َ َ
قدْ ك ُ ِ م َ ه ْ وظَّنوا ْ أن ّ ُ ل َ س ُ س الّر ُ ست َي ْأ َ ذا ا ْ حّتى إ ِ َ ﴿ َ
شاء ﴾ . من ن ّ َ ي َ ج َ فن ُ ّ صُرَنا َ م نَ ْ ه ْ جاء ُ َ
ع
م َن َ سرًا} {5إ ِ ّ ر يُ ْ س ِ ع ْ ع ال ْ ُ م َ ن َ فإ ِ ّ هَ ﴿: ه سبحان َ ُ وقول ُ
سرا ً ﴾ . ر يُ ْ س ِ ع ْ ال ْ ُ
ه حديثا ً )) : -ل ْ
ن ضُهم يجعل ُ ُ ض المفسرين – وبع ُ قال بع ُ
سَرْين (( . سٌر ي ُ ْ ع ْ ب ُ يغل َ
مرا ً ﴾ . ث بعد ذَل ِ َ َ
كأ ْ د ُ َ ْ َ ح ِ ه يُ ْ ل الل ّ َ ع ّ ه ﴿ :لَ َ وقال سبحان ُ
َ
ن
ب﴾ ﴿.إ ِ ّ ري ٌ ق ِ ه َ صَر الل ّ ِ ن نَ ْ مه﴿ :أل إ ِ ّ ل اس ُ لج ّ وقا َ
ن﴾ . سِني َ ح ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ب ّ ري ٌ ق ِ ه َ ت الل ّ ِ م َ ح ََر ْ
صَر مع ن الن ْ مأ ّ ث الصحيح )) :واعل ْ وفي الحدي ِ
ب (( . ع الك ُْر ِ م َ ج َ فَر َ ر ،وأن ال َ صب ْ ِال ّ
وقال الشاعُر :
ب المرِ أدناهُ فأقر ُ إذا تضايقَ أمٌر
ج فانتظْر فََرحا ً
إلى الَفر ِ وقال آخُر :
ن أو ن تكو ُ في شؤو ٍ تن ونام ْ ت أعي ٌ سهر ْ
نجنو ُ م ُ الهمو َ ن تكو ُ ـلُنك ل م ما ناله ّ عيوِع ُفد
ك في غدٍ س سيكفي َ ـ ِ نمـ كا َ ماح ْ كِكفاف َ ت استطع َ إن رب ّا ً
ن
ما يكو ُ بالمـ
وقال آخُر :
ن إل خالي ول تنام ّ دِع المقاديَر تجري
لمن حا ٍ ه ِ لالل ُ الباُر ِيغي ّ نن ّ ِغمضةِ عي ْ ٍ
أعنتها فيبي َ ما
لإلى حا ِ
************************************ وانتباهِتها
وقفــة
ل تحزن
71
ن أموالك التي في خزانِتك وقصوَرك ن :فإ ّ ل تحز ْ
س:ن والسى واليأ ِ ة ،وبساتيَنك الخضراَء ،مع الحز ِ السامق َ
ك. م َك وغ ّ م َ
ك وه ّ سِف َ زيادة ٌ في أ َ
ن عقاقير الطباء ،ودواء الصيادلةِ ، ن :فإ ّ ل تحز ْ
ك ،وقد ْ أسكنت الحزن قلَبك ، ب ل تسعد ُ َ ة الطبي ِ ووصف َ
دك . حك ،وألحفَته جل َ ت له جوان َ ت له عينك ،وبسط َ وفرش َ
ك الدعاَء ،وُتجيد ُ النطراح على ن :وأنت تمل ُ ل تحز ْ
ك
ك الملو ِ ن المسكنة على أبواب مل ِ ِ ة ،وُتحس ُ ت الربوبي ِ عتبا ِ
ن
ة تمريغ الجبي ِ ك ساع ُ ل ،ولدي َث الخيُر من اللي ِ ك الثل ُ ،ومع َ
في السجودِ .
ك الرض وما فيها ،وأنبت خل َقَ ل َ ن الله َ ن :فإ ّ ل تحز ْ
ل زوٍج بهيٍج ، ت بهجةٍ ،وبساتين فيها من ك ّ لك حدائقَ ذا َ
ت ،وخمائل ت له طلعٌ نضيد ٌ ،ونجوما ً لمعا ٍ ونخل ً باسقا ٍ
وجداول ،ولكّنك تحزن !!
ق
ب الماء الزلل ،وتستنش ُ ن :فأنت تشر ُ ل تحز ْ
ك آمنا ًالهواء الط ّْلق ،وتمشي على قدمْيك معافى ،وتنام ليل َ
.
***************************************
ر
أكث ِْر من الستغفا ِ
فارًا}{10 غ ّ ن َ كا َه َ م إ ِن ّ ُفُروا َرب ّك ُ ْ غ ِ ست َ ْتا ْ قل ْ ُف ُ ﴿ َ
َ
ل
وا ٍم َ
م ب ِأ ْ ددْك ُ ْم ِ وي ُ ْ مدَْرارًا}َ {11 كم ّ عل َي ْ ُ ماء َ س َ ل ال ّ س ِ ي ُْر ِ
هارا ً﴾ . وبِنين ويجعل ل ّك ُم جّنات ويجعل ل ّك ُ َ
م أن ْ َ ْ ٍ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ
ل ،والرزق ة البا ِ ح وراح َ فأكثر من الستغفارِ ،لترى الفَر َ
ث الغزيَر . ة ،والغي َ ل ،والذرية الصالح َ الحل ِ
َ
كم ع ُ مت ّ ْه يُ َ م ُتوُبوا ْ إ ِل َي ْ ِ م ثُ ّ فُروا ْ َرب ّك ُ ْ غ ِست َ ْ
نا ْ وأ ِ ﴿ َ
َ
ل
ض ٍ ف ْ ل ِذي َ ت كُ ّ ؤ ِوي ُ ْمى َ س ّ م َ ل ّ ج ٍسنا ً إ َِلى أ َ ح َ مَتاعا ً َ ّ
ه ﴾. ضل َ ُ
ف ْ َ
ل تحزن
72
ر جع َ
ل ن الستغفا ِ ث )) :من أكثر م َ وفي الحدي ِ
ق
ل ضي ٍ فَرجا ً ،ومن ك ّ م َله ّ نك ّ هم ْ هل ُ الل ُ
مخرجا ً (( .
ث الذي في البخاري )) : ك بسي ّدِ الستغفار ،الحدي ُ وعلي َ
دك ، ه إل أنت ،خلقتني وأنا عب ُ م أنت ربي ل إل َ الله ّ
ت ،أعوذُ بك من دك ما استطع ُ دك ووع ِ وأنا على عه ِ
ي ،وأبوءُ بذنبي ك بنعمِتك عل ّ ت ،أبوءُ ل َ شّر ما صنع ُ
ه ل يغفُر الذنوب إل أنت((. فْر لي ،فإن ُ فاغ ِ
**********************************
ه دائما ً
ر الل ِ علي َ
ك بذك ِ
َ
ب﴾. قُلو ُ ن ال ْ ُ مئ ِ ّ ه ت َطْ َ ر الل ّ ِ ِ ذك ْقال سبحانه ﴿ :أل َ ب ِ ِ
َ َ
نذي َ ها ال ّ ِ م﴾ .وقال َ ﴿ :يا أي ّ َ فاذْك ُُروِني أذْك ُْرك ُ ْ وقال َ ﴿ :
حوهُ ب ُك َْر ً
ة سب ّ ُ و َ كرا ً ك َِثيرًا}َ {41 ه ِذ ْ مُنوا اذْك ُُروا الل ّ َ آ َ
مُنوا َل َ َ
نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ صيل ً ﴾ .وقال سبحانه َ ﴿ :يا أي ّ َ وأ ِ َ
ه ﴾ .وقال ﴿ : ّ ْ ُ َ َ َ ُ ُ َ ُ ْ
ر الل ِ عن ِذك ِ م َ ولدُك ْ ول أ ْ م َ والك ْ م َ مأ ْ هك ْ ت ُل ِ
كد َرب ّ َ م ِ ح ْ ح بِ َ سب ّ ْ و َ ت ﴾ .وقال َ ﴿ : سي َ ذا ن َ ِ كر ّرب ّ َ
ك إِ َ واذْ ُ َ
جوم ِ ﴾ وإ ِدَْباَر الن ّ ُ ه َ ح ُ سب ّ ْف َ ل َ ن الل ّي ْ ِ م َ و ِ م}َ {48 قو ُ ن تَ ُ حي َ ِ
ذا ل َ ِ مُنوا ْ إ ِ َ َ
فئ َ ً
ة م ِ قيت ُ ْ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ .وقال سبحانه َ ﴿ :يا أي ّ َ
ن ﴾. حو َ فل َ ُ م تُ ْ عل ّك ُ ْ ه ك َِثيرا ً ل ّ َ واذْك ُُروا ْ الل ّ َ فاث ْب ُُتوا ْ َ َ
ل الذي يذكُر رّبه مث َ ُ ث الصحيِح َ )) : وفي الحدي ِ
ت (( . ي والمي ِ ل الح ّ مث َ ُ والذي ل يذكُر رّبه َ ،
ق المفّردون (( .قالوا :ما سب َ َ وقولهَ )) :
ل اللهِ ؟ قال )) الذاكرون الله كثيرا ً المّفردون يا رسو َ
والذاكرات (( .
كم ل أعمال ِ ِ ث صحيٍح )) :أل أخبُركم بأفض ِ وفي حدي ٍ
بق الذه ِ م من إنفا ِ ر لك ْ م وخي ْ ٍ ،وأزكاها عند مليك ِك ُ ْ
وكم فتضربوا م من أن تلقوا عد ّ ر لك ْ ق ،وخي ٍ ر ِ والو ِ
م (( ؟ قالوا :بلى يا رسول قك ُ ْ م ويضربوا أعنا ُ ه ْ أعناق ُ
ه (( . اللهِ .قال ِ )) :ذك ُْر الل ِ
ل تحزن
73
ن رجل ً أتى إلى رسول فقال : وفي حديث صحيح :أ ّ
ي ،وأنا ك َب ِْر ُ
ت ت عل ّ ن شرائع السلم قد ْ ُ
كثَر ْ يا رسول اللهِ إ ّ
كل لسان ُ َث بهِ .قال )) :ل يزا ُ فأخبْرني بشيٍء أتشب ّ ُ
ه (( .ر الل ِ طبا ً بذك ِ
ر ْ
*****************************************
ه
ح الل ِ
و ِ
ن َر ْ
سم ْ
ل تيأ ْ
م ال ْ َ ه إ ِل ّ ال ْ َ َ
﴾ ن
فُرو َ
كا ِ و ُ
ق ْ ح الل ّ ِ
و ِ
من ّر ْ ه ل َ ي َي ْأ ُ
س ِ ﴿ إ ِن ّ ُ
.
ذُبوا ْ َ َ
قدْ ك ُ ِم َ ه ْوظَّنوا ْ أن ّ ُ ل َ س ُ س الّر ُ ست َي ْأ َ ذا ا ْ حّتى إ ِ َ ﴿ َ
صُرَنا ﴾ . م نَ ْ ه ْ جاء ُ َ
ن ﴾. مِني َ ؤ ِم ْجي ال ْ ُ ك ُنن ِوك َذَل ِ َ
م َ ن ال ْ َ
غ ّ م َ جي َْناهُ ِ ون َ ّ ﴿ َ
ي
ك اب ْت ُل ِ َ ه الظُّنوَنا}ُ {10
هَنال ِ َ ن ِبالل ّ ِ وت َظُّنو َ ﴿ َ
ديدا ً﴾ .ش ِزل َْزال ً َزلوا ِ
وُزل ْ ِ ُ ن َ مُنو َ ؤ ِ ال ْ ُ
م ْ
******************************************
من أساء إلي َ
ك فع ّ
اع ُ
م من ظ ،وهو الذي يدفُعه المنتق ُ ص الباه ِ صا ِ ن الَق َ ثم ُ
مهِ ،
مهِ ود ِ م :يدفُعه من قلِبه ،ومن لح ِ س ،الحاقد ُ عليه ْ النا ِ
ن
من أعصاِبه ومن راحت ِهِ ،وسعادِته وسرورِهِ ،إذا أراد أ ْ
ك. حَقد َ .إنه الخاسُر بل ش ّ م أو َ ب عليهِ ْ يتشّفى ،أو غض َ
جهِ ، ه سبحانه وتعالى بدواِء ذلك وعل ِ وقد ْ أخبَرنا الل ُ
س ﴾. ن الّنا ِ ع ِ ن َ في َعا ِوال ْ َ ظ َغي ْ َن ال ْ َ مي َ كاظِ ِ وال ْ َ
لَ ﴿: فقا َ
فو وأ ْمر بال ْعرف وأ َ
ن ِ ع
َ ضْ رِ ع
ْ ع ْ َ َ ُ ْ ِ ُ ْ ِ َ ذ ال ْ َ خ ِ
لُ ﴿: وقا َ
ن ﴾. هِلي َ جا ِ ال ْ َ
َ
كذي ب َي ْن َ َ ذا ال ّ ِ فإ ِ َ ن َس ُ ح َ يأ ْ ه َ ع ِبال ِّتي ِ ف ْ ل ﴿ :ادْ َ وقا َ
َ
م﴾. مي ٌ ح ِي َ ول ِ ّ
ه َ وةٌ ك َأن ّ ُ دا َع َ ه َ وب َي ْن َ ُ
َ
*************************************
عندك نعم كثيرة
ل تحزن
74
فك ّْر في ن ِعَم ِ اللهِ الجليلةِ وفي أعطيات ِهِ الجزيلةِ ،
ك مغموٌر بأعطيات ِهِ . م أن َ واشك ُْره ُ على هذهِ النعم ِ ،واعل ْ
ه لَ ة الل ّ ِ م َع َ دوا ْ ن ِ ْ ع ّ
وِإن ت َ ُ قال سبحانه وتعالى َ ﴿ :
ها ﴾ . صو َ ح ُ تُ ْ
ه َ وقال َ ﴿ :
ة ﴾. وَباطِن َ ً هَرةً َ ظا ِ م ُ ع َ م نِ َ عل َي ْك ُ ْغ َ سب َ َوأ ْ َ
ه﴾. ن الل ّ ِ م َ ف ِ ة َ م ٍ ع َ من ن ّ ْ كم ّ ما ب ِ ُ و َ وقال سبحانه َ ﴿ :
َ
عل ج َ
م نَ ْ مهِ عليهِ ﴿ :أل َ ْ وقال سبحانه وهو يقرُر العبد ُ بنع ِ
ه
هدَي َْنا ُ و َ ن}َ {9 فت َي ْ ِ ش َ و َ سانا ً َ ول ِ َن}َ {8 عي ْن َي ْ ِ
ه َ لّ ُ
ن﴾. جدَي ْ ِ الن ّ ْ
ة
ة العافيةِ ،ونعم ُ ة الحياةِ ،ونعم ُ م ت َت َْرى :نعم ُ ع ٌ نِ َ
ن والرجلْين ،والماِء والهواِء ، ة البصرِ ،واليدي ِ السمِع ،ونعم ُ
م(. ة الهدايةِ الربانية ) :السل َ ُ والغذاِء ،ومن أجّلها نعم ُ
س :أتريد ُ بليون دولر في عينيك ؟ أترُيد بليون ل أحد ُ النا ِ يقو ُ
دولرٍ في أذنيك ؟ أتريد ُ بليون دولر في رجليك ؟ أتريد ُ بليون
م من دولرٍ في يديك ؟ أتريد ُ بليون دولرٍ في قلبك ؟ ك ْ
شك َْرها !! . ت ُ ل الطائلةِ عندك وما أدي َ الموا ِ
****************************************
الدنيا ل تستحق الحزن عليها
م
ن ل تهت ّ ميها ويعمُقها :أ ْ ت السعادة وين ّ ن مما يثب ُ إ ّ
مه الخرة ُ . ب الهمةِ العاليةِ ه ّ بتوافهِ المورِ ،فصاح ُ
م
ل اله ّ صي أحد إخواِنه :اجع ْ ف وهو ُيو ِ قال أحد ُ السل ِ
ف
م الوقو ِ م الخرة ،ه ّ م لقاِء اللهِ عز وجل ،ه ّ ما ً واحدا ً ،ه ّ ه ّ
ة ﴾. في َ ٌخا ِ م َ منك ُ ْ فى ِ ن َل ت َ ْ
خ َ ضو َ عَر ُذ تُ ْ
مئ ِ ٍو َبين يدي ْهِ ﴿ ،ي َ ْ
م هذه م ،أي ّ ه ّ ل من هذا اله ّ م إل وهي أق ّ فليس هناك همو ٌ
الحياةُ ؟ مناصِبها ووظاِئفها ،وذهِبها وفضِتها وأولِدها ،
هها وشهرِتها وقصوِرها ودوِرها ،ل شيء !! وأمواِلها وجا ِ
ءه ُ المنافقين فقال ﴿ : ل وعل قد وصف أعدا َ هج ّ والل ُ
مهم : ق ﴾ ،فه ّ ح ّ غي َْر ال ْ َ
ه َ ن ِبالل ّ ِم ي َظُّنو َ ه ْس ُ ف ُ م َأن ُ ه ْمت ْ ُه ّأَ َ
ة أبدا ً ! م عالي ٌ م ٌ م هِ َ سْهم وبطوُنهم وشهواُتهم ،وليست له ْ أنف ُ
ل تحزن
75
ت الشجرةِ انفلت أحد ُ المنافقين ما بايع الناس َنح َ ول ّ
حصولي على جملي هذا ل:ل ُ ه أحمر ،وقا َ لل ُ م ٍج َ
ث عن َ يبح ُ
بم مغفوٌر له إل ّ صاح َ م .فوَرد َ » :كّلك ْ ي من بْيعت ِك ُ ْ ب إل ّ أح ّ
ل الحمرِ « . الجم ِ
ه ،وقال لصحابهِ :ل ه نفس ُ ن أحد المنافقين أهمت ْ ُ إ ّ
حّرا ً شدّ َ م أَ َهن ّ َ ج َ ل َناُر َ ق ْ تنفروا في الحّر .فقال سبحانه ُ ﴿ :
﴾.
سه ، مه نف ُ فت ِّني ﴾ .وه ّ ول َ ت َ ْ ذن ّلي َ وقال آخُر ﴿ :ائ ْ َ
طوا ْ ﴾ .
ق ُ س َ ة َ فت ْن َ ِفي ال ْ ِ فقال سبحانه ﴿ :أ َل َ ِ
وال َُنا َ
م َغل َت َْنا أ ْ ش َهم َ ﴿ : م وأهلو ْ م أموال ُهُ ْ وآخرون أهمت ْهُ ْ
ة، ة الرخيص ُ م التافه ُ فْر ل ََنا ﴾ .إنِها الهمو ُ غ ِ ست َ ْفا ْهُلوَنا َ وأ َ ْ
َ
التي يحمُلها التافهون الرخيصون ،أما الصحابة الجل ُّء فإنه ْ
م
يبتغون فضل ً من اللهِ ورضوانا ً .
**********************************
م
ن واطرِد اله ّ
ل تحز ْ
ة، ة بطال َ ٌل ،والعطال َ ُ ة ،والفراغ ُ قات ٌ ة المؤمن غ َْفل َ ٌ راح ُ
ن. ن الفارغو َ س هموما ً وغموما ً وكدرا ً العاطلو َ وأكثُر النا ِ
ل الجاد ّ س من العم ِ ل المفالي ِ س ما ِ س رأ ُ ف والهواج ُ والراجي ُ
المثمرِ .
بح ،واكت ْ ل وسب ّ ْل وطالعْ ،وات ْ ُ ل ،وزاو ْ فتحّرك واعم ْ
ة للفراِغ ،إنك يوم ل دقيق ً ن وقِتك ،ول تجع ْ وُزْر ،واستفد ْ م ْ
س، س والوساو ُ م ،والهاج ُ م والغ ّ ل عليك اله ّ تفرغ ُ يدخ ُ
ن. ب الشيطا ِ ح ميدانا ً للعي ِ وتصب ُ
*************************************
اطلب ثوابك من ربك
ل عملك خالصا ً لوجهِ اللهِ ،ول تنتظْر شكرا ً من أحدٍ اجع ْ
س ،ووجدته
م إذا أحسنت لحد ٍ من النا ِ م ول تغت ّ ،ول تهت ّ
ل تحزن
76
لئيما ً ،ل يقد ّْر هذهِ اليد البيضاء ،ول الحسنة التي أسديتها
ب أجرك من اللهِ . إليه ،فاطل ْ
ن الل ّ ِ
ه م َ ضل ً ّ ف ْ ن َ غو َ يقول سبحانه عن أولياِئه ﴿ :ي َب ْت َ ُ
ضوانا ً ﴾ .وقال سبحانه عن أنبياِئه ﴿ :وما أ َ َ
م سأل ُك ُ ْ ْ َ َ ر ْ َ ِ و
َ
َ َ َ
م﴾ ﴿. و ل َك ُ ْ ه َ ف ُ ر َ ج ٍ نأ ْ م ْ كم ّ سأل ْت ُ ُ ما َ ل َ ق ْ ر﴾ُ ﴿. ج ٍنأ ْ م ْ ه ِ عل َي ْ ِ َ
م مك ُ ْ ع ُ ما ن ُطْ ِ جَزى﴾ ﴿ .إ ِن ّ َ ة تُ ْ م ٍ ع َمن ن ّ ْ عندَهُ ِ د ِ ح ٍ ما ِل َ َ و َ َ
كورا ً﴾ . ش ُ وَل ُ جَزاء َ م َ منك ُ ْ ريدُ ِ ه َل ن ُ ِ ه الل ّ ِ ج ِو ْ لِ َ
قال الشاعُر :
ف بين ب الُعر ُ ل يذه ُ ل الخيَر ل ن يفع ِ م ْ َ
الله والناس يعدم جوازيه
حب ويعطي ويمن ُ ل ْ الواح ِد َ َ ُالحد وحدهُ فهو ِالذي ُيثي ِ ُ فعام ِ
ه وتعالى . ب ،سبحان ُ ب ،ويرضى ويغض ُ ب ويحاس ُ ،ويعاق ُ
ل شهداُء بقندهار ،فقال عمُر للصحابةِ :من القتلى ؟ ُقت َ
تس ل تعرُفهم .فدمع ْ ه السماء ،فقالوا :وأنا ٌ فذكروا ل ُ
مهم . ن الله يعل َ ُ عينا عمَر ،وقال :ولك ّ
م أحد ُ الصالحين رجل ً أعمى فالوَْذجا ً ) من أفخ ِ
ر وأطع َ
ل! ت ( ،فقال أهُله :هذا العمى ل يدري ماذا يأك ُ الكل ِ
ن الله يدري ! ل :لك ّ فقا َ
دمته من خيرٍ ، م ما ق ّ مط ّل ِعٌ عليك ويعل ُ ه ُن الل َ ما دام أ ّ
ل ،فما عليك من ن فض ٍ هم ْ وما عملته من ب ِّر وما أسديت ُ
س. النا ِ
********************************
ل ع ّ
ذا ِ ن وع ْ
ذل ال ُ لوم اللئمي َ
ضروك ُم إل ّ أ َ
ما
م ّ
ق ّ ٍ ْ ي ض
َ في ِ ُ
ك َ ت َ ل وَ ﴿ ﴾ ذى ً ْ َِ ﴿ َلن ي َ ُ ّ
فى وك َ َ ه َ عَلى الل ّ ِ ل َ وك ّ ْ وت َ َم َ ه ْ ذا ُ عأ َ ود َ ْ
ن﴾َ ﴿. مك ُُرو َ يَ ْ
قاُلوا ﴾ . َ
ما َ م ّ
ه ِ فب َّرأهُ الل ّ ُ كيل ً ﴾ َ ﴿ . و ِه َِبالل ّ ِ
م
ن رمى فيهِ غل ٌ أ ْ ل يضّر البحَر أمسى
ر قال )) : :ل ج ْ ح َ بِ
الرسول َ ن وفيزاخرا ً
ث حسن أ ّ حدي ٍ
ج
ن أخر َ بأ ْ ح ّ تبّلغوني عن أصحابي سوءا ً ،فإني أ ُ ِ
ر (( . صد ِ م ال ّ م وأنا سلي ُ إليك َ
ل تحزن
77
***********************************
د ،فإن
ت الي ِ
ة ذا ِن قل ّ ِ
نم ْ ل تحز ْ
ة
سلم ُ ة معها ال ّ قل ّ ُال ِ
ة،
ة فيها السلم ُ ح ،والقل ّ ُ ت الرو ُ م تعقد ِ ه الجس ُ كّلما ترفّ َ
ه لمن شاَء من دمها الل ُ ة يق ّة عاجل ٌ والزهد ُ في الدنيا راح ٌ
َ
ها ﴾ . عل َي ْ َن َ م ْ و َ ض َ ث اْلْر َ ر ُ ن نَ ِ ح ُ عبادهِ ﴿ :إ ِّنا ن َ ْ
دهم : قال أح ُ
ج ّ
ل م ال َ ذاك النعي ُ ماٌء وخبٌز وظ ِ ّ
ل
مق ّ
ل ت إني ُ ن قل ُ إ ْ ة رّبي ت نعم َ كفر ُ
ف !!ل وار ٌ ئ ،وظ ٌ ي الدنيا إل ماٌء بارد ٌ وخبٌز داف ٌ ما ه َ
وقال الشافعي :
ب وفِيضي آباَر ـ َ أمطري لؤلؤا ً سماء
ت تِبرالس ُ رور ت ّ
وإذا م تك ْ ُ ت
ت لس ُ نديـعش ُ سرإ ْ ْ
ن أنا
قبراترى م قوت ً
س حّر أعد ُ ُ نف كة الملو ِ ما ُمتي ه ِ ّ مأعد ُ
ه ّ
م،فرافي دعوت ِهِ ْ ة كُ ْ
صادقين المذل ّ َ
م ،ال ّ الواثقين بمبادِئه ْ ونفسيإنها عّزة ُ
م. الجاّدين في رسالت ِهِ ْ
*********************************
و ّ
قع ما ي ُت َ َ
نم ّ
ل تحز ْ
ن! ُوجد َ في التوراةِ مكتوبا ً :أكثُر ما ُيخاف ل يكو ُ
ن
س ل يقعُ ،فإ ّ ه النا ُ ن كثيرا ً مما يتخوّفُ ُ ومعناه ُ :إ ّ
ن. ث في العيا ِ ن ،أكُثر من الحواد ِ م في الذها ِ الوها َ
ن ول ل وتأ ّ ت بمصيبةٍ ،فتمهّ ْ ث ،وسمع َ إذا جاءك حد ٌ
حة لها ،إذا ن كثيرا ً من الخبارِ والتوّقعات ل ص ّ ن ،فإ ّ تحز ْ
ن فأين ه ،وإذا لم يك ْ ث عن ُ ف للقدرٍ فُيبح ُ كان هناك صار ٌ
ن؟! يكو ُ
صيٌر ِبال ْ ِ َ ُ
عَباِد} ه بَ ِن الل ّ َه إِ ّ ري إ َِلى الل ّ ِ م ِ ضأ ْو ُ ف ّ﴿ َأ َ
مك َُروا ﴾. ما َ ت َسي َّئا ِ
ه َ قاهُ الل ّ ُ و َف َ َ {44
ل تحزن
78
***********************************
ساِد
ح ّ
ل وال ُ
ل الباط ِ ن ْ
قد أه ِ
م
رك ،ث ّ م – على صب ِ م وحسدهِ ْ فإنك مأجوٌر – من نقده ْ
س كلبا ً ميتا ً ، ن الناس ل ترف ُ م يساوي قيمتك ،ثم إ ّ ن نقدهُ ْ إ ّ
ساد لهم . ح ّ والتافهين ل ُ
م: ده ْ قال أح ُ
ول ترى ل ِل َِئام ِ النا ِ
س إن العرانين تلقاها
سادا ح ّ ُ سدةً ح ّ م َ ُ
وقال الخر :
ه
س أعداٌء ل ُ فالنا ُ دوا الفتى إذ ْ لم س ُ ح َ َ
مومقتا ً إن ُ
ه وخصو ُ حسدا ً الحسناِء ه
سعي َ ُ كضرائرِ ينالوا
م
لذمي ُ قُْلن لوجهَِها
وقال زهيٌر :
م ما ل ينزعُ الله منه ْ دون على ما س ُ مح ّ ُ
سدوا ح ِ له ُ منُر ن ِ:عَم ٍ وقال آخ كان
تل حتى على المو ِ م يحسدوني على ه ْ
ن الحسدِ م َ أخلو ِ موتي فوا أسفا ً
ل الشاعُر : وقا ُ
ذا سؤدد ٍ إل ُأصيب من ظلم ِ ت ِ وشكو َ
ن غيُر ه المسكي ُ والتافدِ ُ س
ح ّ ب ُ تجد ْالكرام ِ سبط ن
زلتةِ ياول ِ ْ الوشا ل
ه
ه ،فقال الل ُ س عن ُ سد ِ مح َ سدا ً مح َ
النا ِ ة ّ ف ألسن ن يك ّ بأ ْ موسى ر ّ لّ سأ
ت ذلك لنفسي ، ل )) :يا موسى ،ما اتخذ ُ عّز وج ّ
م ،وإنهم يسّبون َِني ه ْ ق ُقهم وأرز ُ إني أخل ُ
ويشُتمونِني (( !!
ل: ه عّز وج ّ ل الل ُ ه قال )) :يقو ُ ه أن ُ ح عن ُ وص ّ
ن آدم ،وما ينبغي له م ،ويشتمني اب ُ ن آد َ يسّبني اب ُ
ب الدهر ،وأنا الدهُر ، ه يس ّ م سّبه إياي فإن ُ ذلك ،أ ّ
مه إياي ، ل والنهاَر كيف أشاءُ ،وأما شت ُ ب اللي َ أقل ّ ُ
ة ول س لي صاحب ٌ ة وولدًا ،ولي َ ن لي صاحب ً ل:إ ّ فيقو ُ
د((. ول ٌ
ل تحزن
79
ة البشرِ عن فْري ن تستطيع أن تعتقل ألسن َ كل ْ إن َ
ل الخيَر ،وتجتنب كلمهم ضك ،ولكنك تستطيعُ أن تفع َ عْر ِ ِ
ونقدهم .
م: قال حات ٌ
مّري ت ٌ ت فقل ُ سمع ُ ن
وكلمةِ حاسدٍ م ْ
فانفذينيلها أبدا ً ولم يند ي ولم وعابوهام ِعل ّ
غيرِ جْر
جبيني آخُر : وقالبنيتعِ ْ
تل مة قل ُ ت ثَ ّ فمضي ُ ولقد ْ أمّر على
يعنيني سّبني ث يُ : السفي ٌهِ
وقال ثال
ن إجاب ِِته م ْ فخيٌر ِ ه فل سفي ُ إذا ن َط َقَ ال ّ
تا ً سافرا ً من النبلِء تح ّ ُ
دي السكو التافهين والمخوسين يجدون ه
جب ْ ُن تُ ِ إ ّ
واللمعين والجهابذةِ .
ل لي ت ذنوبي فَُق ْ ُ
إذا محاسني اللئي أد ِ ّ
كان ْ ل
ر؟! ً ُ كيف أعتذ ُ بها
ت ْ ارتفع إذا ، ا اضطراب يعيشون بِ الغال في ِ ء الثرا ل أه
ة
مَز ٍه َ ل ُ ل ل ّك ُ ّ وي ْ ٌ ط الدم ِ عندهم َ ﴿ ، ض ضغ ُ مهم انخف َ أسه ُ
َ
ن
بأ ّ س ُ ح َ ه} {2ي َ ْ عدّدَ ُ و َمال ً َ ع َ م َ ج َ ذي َ ة} {1ال ّ ِ مَز ٍ لّ َ
ة﴾. م ِ حط َ َ في ال ْ ُ ن ِ ه} {3ك َّل ل َُينب َذَ ّ خل َدَ ُ ه أَ ْ مال َ َُ
ح ،ثم أدْر ل ما هو صحي ٌ ب :افع ْ ل أحد ُ أدباِء الغَْر ِ يقو ُ
ف! ل نقدٍ سخي ٍ ظهرك لك ّ
ة
ب :ل ترد ّ على كلمةٍ جارح ٍ د والتجار ِ ومن الفوائ ِ
ب، ن المعاي ِ ل دف ُ ن الحتما َ فيك ،أو مقولةٍ أو قصيدةٍ ،فإ ّ
ف، ة وشر ٌ والحلم عّز ،والصمت يقهُر العداء ،والعفو مثوب ٌ
ف الخُر ما ف الذين يقرؤون الشتم فيك نسوهُ ،والنص ُ ونص ُ
س ْ
خ ة ! فل ُتر ّ ب وما القضي ُ قرؤوه ،وغيرهم ل يدرون ما السب ُ
ه بالرد ّ على ما قيل . مق ُ ذلك أنت وتع ّ
صس مشغولون عني وعنك بنق ِ ل أحد ُ الحكماِء :النا ُ يقو ُ
دهم يُنسيهم موتي وموتك . ن ظمأ أح ِ زهم ،وإ ّ خب ِ
ل تحزن
80
ت مليءة مع خبز الشعيرِ ،خيٌر من بي ٍ
ت فيه سكين ٌ
بي ٌ
بأعدادٍ شهيةٍ من الطعمةِ ،ولكنه روضة للمشاغبة والضجيج
.
***********************************
وقفــة
ل، ب يحو ُ ل ،والمصا َ ض يزو ُ ن المر َ ن :فإ ّ ل تحز ْ
ب
ك ،والغائ َ س ُيف ّ ن ُيقضى ،والمحبو َ ب ُيغفُر ،والد ّي ْ َ والذن َ
ب ،والفقيَر يغتني . م ،والعاصي يتو ُ يقد ُ
ن :أما ترى السحاب السود كيف ينقشعُ ، ل تحز ْ
ن،صَر كيف تسك ُ صْر َوالليل البهيم كيف ينجلي ،والريح ال ّ
شك دك إلى رخاء ،وعي ُ والعاصفة كيف تهدأ ؟! إذا ً فشدائ ُ
إلى هناء ،ومستقبُلك إلى ن َْعماِء .
ل ،وظمأ ُ ف الظ ّ ه وار ُ ب الشمس يطفئ ُ ُ ن :لهي ُ ل تحز ْ
ة الجوِع ُيسك ُّنها ال ُ
خب ُْز ض ٌ الهاجرةِ ُيبرُده الماُء النميُر ،وع َ ّ
ض
م المر ِ م لذيذ ٌ ،وآل ُ ه نو ٌئ ،ومعاناةُ السهرِ يعقب ُ ُ الدافِ ُ
ي َُزُيلها لذيذ ُ العافيةِ ،فما عليك إل الصبُر قليل ً والنتظاُر
ة.لحظ ً
ف
جَز الحكماُء ،ووق َ ن :فقد ْ حارِ الطباُء ،وعَ َ ل تحز ْ
ُ
ل الشعراء ،وبارت الحيل أمام نفاذِ القدرةِ ، العلماُء ،وتساء َ
ة:ن جبل َ يب ُ ووقوِع القضاِء ،وحتميةِ المقدورِ قال عل ّ
ل نفسنا بعسى نعل ّ ُ ن
ج يكو ُ عسى فر ٌ
ضما ً يقب ُ ـت ه ّ تقنط وإن لقْيـ عسى فل
ساسافرٍج إذا يئ ِ نَنف ْ ُءال ّ ِ
م ن
ب ما يكو ُ فأقر ُ
*************************************** المْر
ه لك
اختْر لنفسك ما اختاره الل ُ
ن أقعدك ،واصبْر إذا أفقَرك ،
م إن أقامك ،واقعد ْ إ ْق ْ
واشكْر إذا أغناك .
ل تحزن
81
ت باللهِ ربا ً ،وبالسلم ِ دينا ً ،
فهذه من لوازم )) :رضي ُ
وبمحمد نبيا ً (( .
م:قال أحد ُهُ ْ
فأولوا التدبيرِ هْلكى ل ُتدب ّْر لك أمرا ً
منكا
ن أولى ِبك ِ نح ُ ض عّنا إنوار َ
*************************************** منا
حك ْ
َ
ب تصّرفات الناس
ل تراق ْ
فإّنهم ل يملكون ضّرا ً ول نفعا ً ،ول موتا ً ول حياة ول
نشورا ً ،ول ثوابا ً ول عقابا ً .
دهم : قال أح ُ
وفاز باللذةِ الجسوُر س
ن راقب النا َ م ْ َ
ماً: ت ّه
شار ّ ما ب َ
وقال
توفاز بالطيبا ِ من راقب الناس لم
ك الل ّالفات ِ ُ
جوْ علم ب ِ
ه شهِل ُ
م بن أدهم :نحن في عي ْ ٍ
بحاجتهِ ليظفْر
إبراهي ُ قا َ
ف. ك لجالدونا عليهِ بالسيو ِ الملو ُ
ل :إن كان ل ،أقو ُ ب حا ٌ ن تيمية :إنه ليمّر بالقل ِ وقال اب ُ
ب. ش طي ٍ ل حاِلنا إنهم في عي ٍ ل الجنةِ في مث ِ أه ُ
ص طربا ً ،من ت يرق ُ ب حال ٌ قال أيضا ً :إنه ليمّر بالقل ِ
الفرِح بذكرهِ سبحانه وتعالى والنس به .
ن ،وقد ْ أغلق خل السج َ ن تيمية أيضا ً عندما ُأد ِ وقال اب ُ
به َبا ٌ ر لّ ُ سو ٍ هم ب ِ ُ ب ب َي ْن َ ُ ر َ ض ِ ف ُ ن الباب ،قال ﴿ َ جا ُ الس ّ
ب﴾. ذا ُ ه ال ْ َ
ع َ قب َل ِ ِمن ِ هُرهُ ِ ظا ِ و َ ة َ
م ُح َ ه الّر ْ في ِ ه ِ َباطِن ُ ُ
ل أعدائي بي ؟! أنا وقال وهو في سجِنه :ماذا يفع ُ
ن قتلي ت فهي معي ،إ ّ جنتي وبستاني في صدري ،أّنى سْر ُ
ة وسجني خلوةٌ . شهادة ٌ ،وإخراجي من بلدي سياح ٌ
جد َ من فقد َ الله ؟! وأيّ شيٍء فقد َ يقولون :أيّ شيء وَ َ
لن وجد الله وجد ك ّ من وجد الله ؟! ل يستويان أبدا ً ،م ْ
ل شيءٍ . ن فقد الله فقد ك ّ شيء ،وم ْ
ل تحزن
82
د
ه ،والحم ُ ل :سبحان الل ِ يقول )) : لن أقو ُ
ي مما ب إل ّ ه أكبُر ،أح ّ ه ،والل ُ ه ،ول إله إل الل ُ لل ِ
س (( . ت عليه الشم ُ طلع ْ
م
م ودوِره ْ ن الثرياِء وقصوِره ْ فع ِ قال أحد ُ السل ِ
ب ،ويشربون ،وننظُر ل ويأكلون ،ونشر ُ م :نأك ُ وأمواله ْ
ب وُيحاسبون . وينظرون ،ول ُنحاس ُ
قَناك ُ َ خل َ ْ ول َ َ
ة ﴾ مّر ٍل َ و َ مأ ّ ْ ما َ دى ك َ َ فَرا َ موَنا ُ جئ ْت ُ ُ قد ْ ِ ﴿ َ
.
ه﴾. سول َ ُه َر ُ صدَقَ الل ّ ُ المؤمنون يقولون َ ﴿ :
غُرورا ً ه إ ِّل ُ سول ُ ُ وَر ُ
ه َ عدََنا الل ّ ُ و َ ما َ والمنافقون يقولون ّ ﴿ :
﴾.
ن صنع أفكاِرك فالفكاُر التي تستثمُرها وتفكُر حياُتك م ْ
ت في شها هي التي تؤثُر في حياِتك ،سواٌء كان ْ فيها وتعي ُ
سعادةٍ أو شقاوةٍ .
ت
ن ب ُت َِر ْ دهم :إذا كنت حافيا ً ،فانظْر لم ْ ل أح ُ يقو ُ
جل َْين . مد ْ رّبك على نعمةِ الر ْ ساقاه ،تح ّ
قال الشاعُر :
ول أضيقُ به ذرعا ً ل قلبي ل يمل ُ الهو ُ
إذا وقعا
************************************ قبل وقعت ِهِ
أحسن إلى الناس
ق
ة من طر ِ س طريقٌ واسع ٌ ن على النا ِ ن الحسا َ فإ ّ
ه
ل لعبد ِ ن الله يقو ُ ث صحيح )) :إ ّ السعادةِ .وفي حدي ٍ
ت ولم ن آدم ،جع ُ ة :يا اب ّ ه يوم القيام ِ وهو يحاسب ُ ُ
بمك وأنت ر ّ مني .قال :كيف أطع ُ تطع ْ
ن عبدي فلن ابن العالمين ؟! قال :أما علمت أ ّ
ت
ه وجد َ مت َ ُ
ك لو أطع ْ ه ،أما إن َمت ُ
ن جاع فما أطع ْ فل ٍ
م تسقني . ت فل ْ ذلك عندي .يا ابن آدم ،ظمئ ُ
ن! قال :أما ب العالمي َ قال :كيف أسقيك وأنت ر ّ
ئ فما أسقيته ، م َنظ ِ ن عبدي فلن ابن فل ٍ علمت أ ّ
ل تحزن
83
دت ذلك عندي .يا ابن آدم ، و أسقيته وج ْ أما إّنك ل ْ
بدك وأنت ر ّ عدني .قال :كيف أعو ُ ت فلم ت ُ ض ُ مر ْ
ن عبدي فلن ابن مت أ ّ العالمين ؟! قال :أما عل ْ
ه وجدتني و عدت ْ ه ،أما إنك ل ْ ن مرض فما عدْت َ ُ فل ٍ
عندهُ ؟! (( .
ل كالسابقتين : ة وهي وجدتني عندهُ ،ولم يق ْ هنا لفت ٌ
سرة قلوُبهم ،كالمريض . ن الله عند المنك ِ وجدته عندي ؛ ل ّ
نمأ ّ ة أجٌر (( .واعل ْ د رطب ٍ ل كب ٍ ث )) :في ك ّ وفي الحدي ِ
ت كلبا ً ن بني إسرائيل الجنة ،لنها سق ْ أدخل امرأةً بغِي ّا ً م ْ
م وسقى ،ورفع الضائقة وكشف ن أطع َ على ظمأ .فكيف بم ْ
ة ؟! الك ُْرب َ َ
ل زاٍد ه فض ُ ن كان ل ُ م ْ ه قال َ )) : ه أن ُ ح عن ُ وقد ْ ص ّ
ن كان له فض ُ
ل ه ،وم ْ ن ل زاد ل ُ م ْ ه على َ عد ب ِ فلي َ ُ
ه
ه (( .أي ليس ل ُ ن ل ظهر ل ُ ه على م ْ ر فليعدْ ب ِ ه ٍ ظ ْ
ب. مركو ٌ
ه
صي خادم ُ ه جميلةٍ ،وهو ُيو ِ تل ُ م في أبيا ٍ وقد ْ قال حات ٌ
ن يلتمس ضيفا ً يقو ُ
ل أ ْ
ف فأنت إذا أتى ضي ٌ ن الليل لي ٌ
ل أوقد ْ فإ ّ
حّرُ ويقول لمرأته : قّر
تأكيل ً فإني لس ُ ت الزاد إذا ما صنع ِ
ه وحدي آكل ُ ُ ه
فالتمسي ل ُوقال أيضا ً :
ل ويبقى من الما ِ ن المال غادٍ أماويّ إ ّ
يوما ًتذ ّك ُْر وال ث
حشرج ْالحادي ُ إذا يّ ما ُيغني الثراُء ح ورائ
أماو ٌ
وضاق بها الصدُر ن الفتى ع ِ
ويقول :
ِغنانا ول أزرى فما زادنا فخرا ً على
بأحسابنا الفْقُر ذي قرابةٍ
ن حزام ٍ وقال عروة ُ ب ُ
ق
بوجهي شحوب الح ّ أتهزأ ُ مني أن سمِنت
والحقّ جاهد ُ وأن ترى
ل تحزن
84
وأحسو قراح الماءِ أوّزع ُ جسمي في
فكان يبدأ فُيطعم والماُ،ء بارد ُ ه جاٌر يهوديٌ كل ُ المبار ِ كثيرةٍ نجسوماب ٍ ُوكان
اليهوديّ قبل أبنائهِ ،ويكسوه قبل أبناِئه ،فقالوا لليهوديّ :
ف
ف قيمُتها ،وأل ٌ ي دينارٍ ،أل ٌ بعنا دارك .قال :داري بألف ْ
ك بذلك ،فقال : ك ! .فسمع ابن المبار ِ جواُر ابن المبار ِ
ن اللهِ !. م اهد ِهِ إلى السلم ِ .فأسلم بإذ ِ الله ّ
غرابا ً ت ُ جا ً بقافلةٍ ،فرأى امرأة ً أخذ ْ ن المبارك حا ّ ومّر اب ُ
ت: رها غلمه فسألها ،فقال ْ ل في أث ِ ميتا ً من مزبلةٍ ،فأرس َ ْ
ت عيناهُ ،وأمر ما لنا منذ ُ ثلثةِ أيام ٍ إل ما ُيلقى بها .فدمع ْ
جته تلك السنةِ ، بتوزيِع القافلةِ في القريةِ ،وعاد وترك ح ّ
ي مشكوٌر ، ج مبروٌر ،وسع ٌ ل:ح ّ مهِ قائل ً يقو ُ فرأى في منا ِ
ب مغفوٌر . وذن ٌ
عَلى َ
ول َ ْ
و م َ ه ِْ س
ِ ُ
ف أن ن َ ؤث ُِرو َ وي ُ ْ
لَ ﴿: ه عّز وج ّ ل الل ُ ويقو ُ
ة ﴾. ص ٌ صا َ خ َ م َ ه ْ ن بِ ِ َ
كا َ
م: ل أحد ُهُ ْ وقا َ
عن صاحبي في إني وأن كنت امرأ ً
ُ ْ
تهدعوئ ِ ِهِ
بوسما ومجيهِ ُأرض متباعدهُا ً نصري لمفيد
ندائه ف كَ
ن ِعل ّ
ى تأ ّ ليت ُوصو يا ثوبا ًارتدىْربهِ وكاش ُ وإذا
ل كسائ ِهِ فض َ
ُ
م أق ْ
ل ْ جميل ً ل
ب ! وما أحسن ل المواه َ ل الخلقَ ! وما أج ّ يا للهِ ما أجم َ
السجايا !
م
ل احد ٌ ولو أسرف ،وإنما الند ُ ل الجمي ِ م على فعْ ِ ل يند ُ
ل. نق ّ ل الخطأ وإ ْ على فع ِ
م في هذا المعنى : وقال أحد ُهُ ْ
ث ما والشّر أخب ُ ن
الخيُر أبقى وإ ْ
ن َزادِ م ْ
*****************************************ت ِ أوْعَي ْ َ ن بهِ طال الزما ُ
ة
ة نابي ٌ إذا صك ّ ْ
ت أذانك كلم ٌ
ن
م ْ ة َواهجْر ملم َ ص على جمِعاحرِ ْ
سد ْح َتشّفى أو َ لالفضائ ِ
ل تحزن
85
تت وبعد المو ِ قُِبل ْ ن العمَر م بأ ّ واعل ْ
ينقطعُ الحسد ْ ة
م طاع ٍ وس ُ م ْ
ة
ِ الحساسي لِ أه على نّ إ : ِ ر العص ِ ء علما ُ د أح ل ُ يقو
ن يسكبوا في أعصاِبهم مقادير من المرهفة من النقد ِ أ ْ
البرودِ أمام النقدِ الظالم ِ الجائرِ .
ه
ه ،بدأ بصاحب ِ ِ عدَل َ ُ د ما أ ْ و الحس ِ ه دَ ّ وقالوا » :لل ِ
ه «. فقتل ُ
وقال المتنبي :
لما فاته وفضو ُ ذ ِك ُْر الفتى عمرهُ
لش أشغا ُ العي ْ ِ الثاني وحاجُته
ة. ة حصين ٌ ل جن ٌ ه :الج ُ ه عن ُ ي رضي الل ُ وقال عل ّ
ت ،والشجاعُ ت مّرا ٍ ن يمو ُ وقال أحد ُ الحكماء :الجبا ُ
ت مرة ً واحدةً . يمو ُ
وإذا أراد الله بعبادهِ خيرا ً في وقت الزمات ألقى عليهم
ة منه ،كما وقع النعاس على طلحة رضي الله من َ ً َ
النعاس أ َ
منا ً وراحة َ ُ
ده ،أ ْ ني ِ تم ْ حد ،حتى سقط سيُفه مرا ٍ عنه في أ ُ
ل. با ٍ
ن يزيدٍ بب ُ عة ،فقد ْ نعس شبي ُ ل البد ِ س له ِ وهناك نعا ٌ
ة هي ه غزال ُ س ،وامرأت ُ ُ ن أشجِع النا ِ وهو على بغلت ِهِ ،وكان م ْ
جاج ،فقال الشاعُر : ت الح ّ ة التي طرد ِ الشجاع ٌ
من فتخاُء ت َن ِْفُر ِ ي وفي أسد ٌ عل ّ
بكرِفي الصاف
كان قل ُ صفيرِ أم ة غزال َ
ة إلى ٌتنعام بَ برز ِ الحرو هل ّ
ن ب َِنا إ ِل ّ طائترِ ْ
ي
جناح ْ ْ ُ ّ
في الوغى
صو َ َ ّ ُ ب ر َ ل ه
َ ل ق ﴿ : ل وج ز
ّ ع تعالى ه
وقال الل ُ
إحدى ال ْحسن َيين ون َحن ن َت َربص بك ُ َ
هم الل ّ ُ صيب َك ُ ُ م أن ي ُ ِ َ ّ ُ ِ ْ ُ ْ َ ْ ِ َ ْ ُ ِ ْ َ
َ عند َ
كم ع ُ م َصوا ْ إ ِّنا َ فت ََرب ّ ُ ديَنا َ و ب ِأي ْ ِ هأ ْ ن ِ ِ ِ م ْ ب ّ ذا ٍ ع َبِ َ
ن﴾. صو َ مت ََرب ّ ُ ّ
َ ما َ
ن ت إ ِل ّ ب ِإ ِذْ ِ مو َ ن تَ ُ سأ ْ ف ٍ ن ل ِن َ ْ كا َ و َ وقال سبحانه َ ﴿ :
ها
من ْ َ ه ِ ؤت ِ ِ ب الدّن َْيا ن ُ ْ وا َ رد ْ ث َ َ من ي ُ ِ و َ جل ً َ ؤ ّ م َ الله ك َِتابا ً ّ
ل تحزن
86
زي
ج ِ
سن َ ْ
و َ
ها َ
من ْ َ
ه ِ ة نُ ْ
ؤت ِ ِ خَر ِ
ب ال ِ رد ْ ث َ َ
وا َ من ي ُ ِو َ
َ
ن﴾. ري َ ال ّ
شاك ِ ِ
وقال الشاعُر :
كل وْيح ِمن البطا ِ ِ ت
ل لها وقد ْ طار ْ أقو ُ
لَ شعاعا ً
كعي الذي ل ِ ل ِ ِ
الج ترا ُ ن
عن ْ بقاء ت
ِ سأل لو ك فإن ِ
الخلودِ تطاعي فما ُني ُ
ل لم لفصبرا ً في مجا ِ يوم ٍ
خ الخنِع أ عن بمستطاِع ع يخل ف تبصْبرا ً
الحياة المو ِ
ِ ُ ُ ثو ُ وما
اليراِع ُ عّزب ِ ِ بثو
ة ولإي والله ،فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون عنه ساع ً
يستقدمون .
ه عنه : ي رضي الل ُ قال عل ّ
م يومدر أ ْ يوم ل قُ ّ من ي ِأيّ يوم ّ
من المقدورِ ل د ِْر قوُ ِ درّر ل أرهب ُ ُ
ه اف
ت قُ ّالمو ل ِ يوم
حذ ِْر ينجو ال َ
م
ب لك ُ
ه عنه :اطلبوا الموت ُتوهَ ْ وقال أبو بكرٍ رضي الل ُ
الحياةُ .
*********************************
وقفــة
ة تستغفُر لك، ن الله يدافعُ عنك ،والملئك ُ ن :فإ ّ ل تحز ْ
ي ل صلةٍ ،والنب ّ مك ّ والمؤمنون يشركونك في دعاِئه ْ
ة أرحم دك وعدا ً حسنا ً ،وفوق هذا رحم ُ ن ِيع ُ
يشفعُ ،والقرآ ُ
الراحمين .
ة
ن الحسنة بعشر أمثاِلها إلى سبعمائ ِ ن :فإ ّ ل تحز ْ
ن يعفوَ رّبك ة بمثلها إل أ ْ ف كثيرةٍ ،والسيئ ُ ف إلى أضعا ٍ ضعْ ٍِ
سمع مثله ! ومن جود ٍ ل من كرم ٍ ما ُ م للهِ ِويتجاوز ،فك ْ
جوٌد!يقارُبه ُ
حملةِ المل ّةِ وأه ِ
ل ن :فأنت من رّواد ِ التوحيد ِ و َ ل تحز ْ
م إذاب رسوله ، وتند ُ ب اللهِ وح ّ لح ّالقبلةِ ،وعندك أص ُ
ح إذا أحسنت ،فعندك خيٌر وأنت ل تدري . أذنبت ،وتفر ُ
ل تحزن
87
ن :فأنت على خيرٍ في ضراِئك وسراِئك ، ل تحز ْ
رك ،وشد ِّتك ورخاِئك )) ،عجبا ً لم ِ
ر وغناك وفق ِ
س ذلك إل ن أمرهَ كّله له خيٌر ،ولي َ ن،إ ّ المؤم ِ
ن أصاْبته سّراءَ فشكر كان خيرا ً له ،وإ ْ
ن نْ ، للمؤم ِ
أصابْته ضّراءُ فصبر فكان خيرا ً له (( .
***********************************
د م ُ
ل الشدائ ِ ه وتح ّر ِ
الصبر على المكا ِ
ة
ح والسعاد ِز والنجا ِق الفو ِ
طري ُ
مي ٌ
ل ج ِصب ٌْر َ ف َ ه﴾َ ﴿. ك إ ِل ّ ِبالل ّ ِ صب ُْر َ ما َ و َ صب ِْر َ وا ْ ﴿ َ
صْبرا ًصب ِْر َ فا ْ ن ﴾َ ﴿ . فو َ ص ُما ت َ ِ عَلى َ ن َ عا ُ ست َ َ م ْ ه ال ْ ُوالل ّ ُ َ
عَلى صب ِْر َ وا ْ م﴾َ ﴿. صب َْرت ُ ْ ما َ كم ب ِ َ عل َي ْ ُم َ سل َ ٌ ميل ً ﴾ َ ﴿ . ج ِ
َ
طوا ْ ﴾ . وَراب ِ ُ َ
صاب ُِروا ْ َ و َ صب ُِروا ْ َ ك ﴾ ﴿ا ْ صاب َ َ ما أ َ َ
ش «
سن العي ِ ه » :بالصبرِ أدركنا ح ْ ه عن ُ قال عمُر رضي الل ُ
.
ن :الصبُر ، ة فنو ٍ ب ثلث ُ ل السنةِ عند المصائ ِ له ِ
دعاُء ،وانتظاُر الَفَرِج . وال ّ
وقال الشاعُر :
كنا على ولكّننا ُ مو كأسا ً سقيناهُ ُ
ت أصبر المو ِ ونا بمثِلها ْ سق
وفي حديث صحيح )) :ل أحد أصبُر على أذى
ن له ولدا ً ه :إنهم يزعمون أ ّ معه من الل ِ س ِ
قهم (( .وقال : ه يعافيهم ويرز ُ ة ،وإن ُ وصاحب ً
ه موسى ،ابُتلي باكثر من هذا حم الل ُ )) ر ِ
فصبَر (( .
ه (( . وقال )) : من يتصب ّْر ُيصّبرهْ الل ُ
س وألقوا النفو ِ جهد ت للمجدِ دبب َ
را ز
ُ دونه ال ُ والساعون قد
ن
َ ْ م المجد َ وعانقُ المجد حتى وكابدوا
حتى صبرا المجد ن
تبلغوم ْ أوفى ن مالمجد ره ْ ل أكث
تحس ُ ِ ل ّ م
ل ْ ب
صِبرا تْلعق ال ّ هت آكل ُ ُ تمرا ً أن َ
ل تحزن
88
إن المعالي ل ُتنا ُ
ل بالحلم ِ ،ول بالرؤيا في المنام ِ ،
وإّنما بالحزم ِ والعَْزم ِ .
************************************
كع َ
م َ
ق َ ل ال َ ْ
خل ِ فع ِن من ِ
ل تحز ْ
ق
عِلهم مع الخال ِ وانظْر إلى ف ْ
ل )) :عجبا ً
ب الزهدِ ،أن الله يقو ُعند َ أحمد في كتا ِ
لك يا ابن آدم ! خلقُتك وتعبدُ غيري ،ورزقُتك
ي عنك ، ب إليك بالنعم ِ وأنا غن ّ وتشكُر سواي ،أتحب ّ ُ
ي ،خيري ي بالمعاصي وأنت فقيٌر إل ّ ض إل ّ
غ ُ وتتب ّ
ي صاعدٌ (( !! .ل ،وشّرك إل ّ إليك ناز ٌ
م أنه داوىوقد ذكروا في سيرة عيسى عليه السل ُ
ده أعداءً .ثلثين مريضا ً ،وأبرأ عميان كثيرين ،ثم انقلبوا ض ّ
************************************
ق
سر الرز ِ
ن تع ّ
نم ْ
ل تحز ْ
ن الرّزاق هو الواحد ُ الحد ُ ،فعنده رِْزقُ العبادِ ،وقد ْ فإ ّ
ن ﴾.دو َ ع ُ
ما ُتو َ و َ م َ قك ُ ْ رْز ُماء ِ س َ
في ال ّ و ِ ل بذلك َ ﴿ ، تكّف َ
نه هو الرزاقُ فِلم يتمل ّقُ البشُر ،وِلم ُتها ُ فإذا كان الل ُ
ما
و َ ق لجل البشرِ ؟! قال سبحانه َ ﴿ : ل َالرز ِ س في سبي ِ النف ُ
ها ﴾ .وقال ج ّ
ل ق َ رْز ُ ه ِ عَلى الل ّ ِ ض إ ِل ّ َ في الْر ِ ة ِ دآب ّ ٍمن َ ِ
ك س َم ِ فَل ُ
م ْ ة َ م ٍ ح َ من ّر ْ س ِ ه ِللّنا ِ ح الل ّ ُفت َ ِما ي َ ْمه َ ﴿ : اس ُ
ه ﴾. د ِ ع ِ من ب َ ْ ه ِل لَ ُس َمْر ِ فَل ُ ك َ س ْ م ِ ما ي ُ ْ و َ ها َ لَ َ
*********************************
ن المصائب
و ُ
ب ته ّ
أسبا ٌ
ل﴿: .1انتظاُر الجرِ والمثوبةِ من عند اللهِ عّز وج ّ
ب﴾. فى الصابرون أ َ و ّ
سا ٍح َ
ر ِِ ْ يغَ ِ ب هم
ُ ر
َ ج
ْ َ ّ ِ ُ ما ي ُ َإ ِن ّ َ
ة المصابين : .2رؤي ُ
ل تحزن
89
ت م ل ََقت َل ْ ُ
على إخواِنه ْ كين ولول كثرةُ البا ِ
ترى غل مصابا ً أو نفسيسَرةً ،هل ت يَ ْ ة والتف ْ حولي ْ
من َ ً ت يَ فالتِف ْ
ل واد ٍ بنو سعد ٍ . ممتحنا ً ؟ وكما قيل :في ك ّ
رها . ن غي ِ لم ْ .3وأنها أسه ُ
ن العبدِ ،وإنما في دنياه . ت في دي ِ ِ .4وأنها ليس ْ
م منها ن العبودية في التسليم عند المكارهِ أعظ ُ .5وأ ّ
ب. أحيانا ً في المحا ّ
.6وأنه ل حيلة :
ك ة في ت َْر ِ إنما الحيل ُ ك الحيلة في فاتر ِ
الحي َ ْ
ل تحوِيلها
سى َأن ع َو َ
ب العالمين َ ﴿ : ن الخبرة للهِ ر ّ .7وأ ّ
م ﴾.خي ٌْر ل ّك ُ ْ
و َ ه َو ُ شْيئا ً َ هوا ْ َ ت َك َْر ُ
*******************************
رك
ل تتقمص شخصية غي ِ
﴾﴿ ت
خي َْرا ِ قوا ْ ال ْ َ ست َب ِ ُفا ْ ها َ وّلي َم َو ُ ه َ
ة ُ ه ٌ ج َو ْ ِ ول ِك ُ ّ
ل ﴿ َ
َ
ق
و َ ف ْ م َ ضك ُ ْع َ ع بَ ْ ف َوَر َ ض َ ر ِ ف ال ْ خل َئ ِ َ م َ عل َك ُ ْ ج َ ذي َ و ال ّ ِه َو ُ َ
م﴾. م ْ ُ م كُ ّ ت﴾﴿ َ
ه ْ شَرب َ ُ س ّ ل أَنا ٍ عل ِ َقدْ َ جا ٍ ض دََر َ ع ٍ بَ ْ
ة
ت ،ومن عظم ِ ت وصنعا ٌ ت وطاقا ٌ ب وقدرا ٌ س مواه ُ النا ُ
ظف أصحابه حسب ُقدراِته ْ
م رسوِلنا أنه و ّ
ُ
ن، ي للقرآ ِ ي للقضاِء ،ومعاذ ٌ للعِل ْم ِ ،وأب ّ واستعداداِتهم ،فعل ّ
نسب ُ ن للشِعر ،وقي ُ سا ُ ض ،وخالد للجهادِ ،وح ّ وزيد ٌ للفرائ ِ
ت للخطابةِ . ثاب ٍ
ف في ضّر كوضِع السي ِ م ِ ُ ضعُ الندى في موضِع فو ْ
موضِع الندى السيف بالُعل
ت الخرين قتلٌ ص صفا ِ م ُ ن في الغيرِ انتحاٌر تق ّ الذوبا ُ
جهٌِز.م ْ ُ
س
ت النا ِ ف صفا ِ ل :اختل ُ ت اللهِ عّز وج ّ ن آيا ِ وم ْ
ه
م ،فأبو بكر برحمت ِ ِ م وألواِنه ْ ف ألسنِته ْ م ،واختل ِ ومواهِبه ْ
ة والمّلة ،وعمُر بشد ّت ِهِ وصلبت ِهِ نصر السل َ
م ورفِقهِ نفعَ الم َ
ل تحزن
90
ة ،فاستثمرها وأهله ،فالرضا بما عندك من عطاءٍ موهب ٌ
فسا ً إ ِل ّ ف الل ّ ُ
ه نَ ْ دمها وانفع بها ﴿ ،ل َ ي ُك َل ّ ُ مها وق ّ ون ّ
ها ﴾ .ع َس َ
و ْ ُ
ت
ن التقليد العمى والنصهار المسرف في شخصيا ِ إ ّ
ز
مد ٌ التمي ّ ِ ل للرادةِ وإلغاٌء متع ّ الخرين وأد ٌ للموهبةِ ،وقَت ْ ٌ
والتفّرد ِ المقصود ِ من الخليقةِ .
**********************************
ة
عـّز العزل ِ
مال المباِح ،وهي م ّ وأقصد ُ بها العزلة عن الشّر وفضو ِ
ب الحزن . ح الخاطر وُيذه ُ يشر ُ
رهقال ابن تيمية :ل لبد ّ للعبد ِ من عزلةٍ لعبادِته وذك ِ
ده عن سه ،ودعاِئه واستغفاِره ،وُبع ِ وتلوِته ،ومحاسبِته لنف ِ
الشّر ،ونحوِ ذلك .
ل في ) صي ْدِ ن الجوزي ثلثة فصو ٍ ولقد عقد اب ُ
ت كالعزلة ، ت ول رأي ُ خصها أنه قال :ما سمع ُ الخاطرِ ( ،مل ّ
ونا ً
ة وعّزا ً وشرفا ً ،وُبعدا ً عن السوِء وعن الشّر ،وص ْ راح ً
ساد ِ والثقلِء حفظا ً للعمرِ ،وبعدا ً عن الح ّ ت،و ِ للجاهِ والوق ِ
كرا ً في الخرةِ ،واستعدادا ً للقاِء اللهِ عّز والشامتين ،وتف ّ
ل ،واغتناما ً في الطاعةِ ،وجولن الفكر فيما ينفعُ ، وج ّ
ص. حك َم ِ ،والستنباط من النصو ِ وإخراج كنوزِ ال ِ
مهِ ذكره ُ في العزلةِ هذا معناه بتصّرف ونحو ذلك من كل ِ
.
جَنى الفكرِ ، ف َ ل ،وقط ْ ُ
وفي العزلةِ استثماُر العق ِ
ي عن ة العْرض ،وموفوُر الجرِ ،والنه ُ ب ،وسلم ُ ة القل ِ
وراح ُ
س في الطاعةِ ،وتذك ُّر الرحيم ِ ، م النفا ِ المنكر ،واغتنا ُ
ن ،والبعد ُ عن ت ،والفراُر من الفت ِ ت والمشغل ِ وهجُر الملهيا ِ
ت الحاسد ِ ، مداراةِ العدوّ ،وشماتةِ الحاقدِ ،ونظرا ِ
ة
ب ،ومطالب ِ ل ،والعتذارِ على المعات ِ ِ ومماطلةِ الثقي ِ
ق. ق ،ومداجاةِ المتكب ّرِ ،والصبرِ على الحم ِ الحقو ِ
ل تحزن
91
ت
ن ،وعثرا ِ ت اللسا ِ ت :عورا ِ ست ٌْر للعورا ِ وفي العزلةِ َ
س. ن ،ورعونةِ النف ِ ت الذه ِ ت ،وفلتا ِ الحركا ِ
ل، ف لد ُّر الفض ِ ن ،وصد َ ٌ ب لوجهِ المحاس ِ ة حجا ٌ فالعزل ُ
ب، ة مع الكتا ِ ب ،وما أحسن العزل َ م لطْلع المناق ِ وأكما ٌ
ة في الخلوةِ ،وسفرا ً ل ،وبحبوح ً ة للج ِ وفرةً للعمرِ ،وفسح ً
ل. م ٍ ة في تأ ّ في طاعةِ ،وسياح ً
ف
ص على المعاني ،وتحوُز على اللطائ ِ وفي العزلةِ تحر ُ
ي ،وتشيد ُ هْيك َ
ل ل في المقاصدِ ،وتبني صرح الرأ ِ ،وتتأم ُ
ل. العق ِ
ب في فََرٍح اكبَر ، ل ،والقل ُ جذ ٍ ح في العزلةِ في َ والرو ُ
والخاطُر في اصطياد ِ الفوائدِ .
ه ،ول ُتسمِع ه ل يراك إل الل ُ ول ٌترائي في العزلةِ :لن ُ
مك بشرا ً فل يسمعك إل السميعُ البصيُر . بكل ِ
رة والجهابذةِ وأساطين ل اللمعين والنافعين ،والعباق ِ ك ّ
ن الدهرِ ، ل ،وعيو ِ شداةِ الفضائ ِ ن ،ورّوادِ التاريِخ ،و ُ الزم ِ
ة
س ن ُْبلهم من ماءِ العزل ِ وا غ َْر َ سَق ْ ل ،كّلهم َ ب المحاف ِ وكواك ِ
تت شجرةُ عظمِتهم ،فآت ْ سوقِهِ ،فنبت ْ حتى استوى على ُ
ن رّبها . ن بإذ ِ ل حي ٍ أ ُك َُلها ك ّ
ي: جْرجان ّ دالعزيز ال ُ ي عب ِ قال عل ّ
رأوا رجل ً عن موق ِ
ف يقولون لي فيك
جما ال ُ ح َ نأ ْ الذ ّ ّ
حّر نفس ولكل ّ وإنمامورد ٌ قل ُ
ت ض هذا لانقباقي َ ُ إذا
ظما طمعال ّ تحتم ُ َ
ي
ُ َِ ل ه ُ ت يرّ ص ل ٌ بدا ض حقّ العلم ِ
قد ْ أرى
ولم َأق ِ
س ّ تبهك ّغ َ
لمافاّتباع ُ الجه ِ لماْرسا ً
ل قد ْ إذن ُ أأشقى ُ إن كن
ظموه في أحزما كان ع ّ ولو م العل ن ذل ّ ً
ة
أهل وأجنيهِ ّ
ولو أ
ِ
ظماِع حتى النفوهس ل َعُ ّ
بالطما مفهانوا صانههُ ْ
صانوهأهاُنو
حّيا ُ ِ م َ ُ نولك ْ
جما ته ّ ودّنسوا
ي: ل الحنبل ّ ن خلي ٍ وقال أحمد ُ ب ُ
ل م طوي ِ من ه ّ ة ِ ح َ ن أراد العّز والرا م ْ َ
ل
س ويرضى بالقلي ِ ِ ن فردا ً من النا ليك ُ ْ
ل تحزن
92
ش
ن عي ٍ م ْ
عاش ِ ئكيف يصفو لمر ٍ
ل
وِبي ِ
ومداجاةِ ثقيل ل
ن ختو ٍ م ْ ما
بين غمزٍ ِ
ل
ومعاناةِ بخي ِ ومداراةِ حسودٍ
ل
ل سبي ِس على ك ّ ِ ن معرفةِ النا آه ِ م ْ
ي بن عبدالعزيزِ الجرجاّني : وقال القاضي عل ّ
تت للبي ِ صر ُ ت لذةَ ما تطّعم ُ
جليساسواهُ بأبتغي فما ِوالكتا ـم تىأعّز من شي ٌّء شح ليس ِ العي
ش
ع ْ فدع ُْهم و ِ أنيسا س ذل في العلـ ال ّ إّنما
ِ
عزيزا ً رئيسا ً مخالط :ةِ النا وقال آخر
ما
فدام ِلي الهنا ون َ َ ت بوحدتي س ُ أن ِ ْ
ش أم الجي ُ السروُر أساَر م فما تبيتي
النا َ ت ُ وقاطع ُزم ول ِ
ب الميُر دث :رك ِ َ الحميدي المح ّ أبالي وقال
نسوى الكثارِ م ْ س ليس لقاُء النا ِ
ل
وقا ِ لقي ٍ لم ً
العلم ِ أو ب
لكس ِ ن لقاِء شيئا ْ د ُِ ْيفيقْل
ُفأ
ل
إصلِح حا ِ س إل ّ
فارس : نِالنااب ُ وقال
تة وتفو ُ ضى حاج ٌ ًتق ّ وقالوا كيف حاُلك
ج
حا ُ ت خير ً
ه
نل ُ عسى يوما ً يكو ُ م
ت همو ُ ازدحما ْ إذا ُقل
جلي انفراُر ُ لنا نديمي قُه ْ
دفات س
رتي وأني ُ الصدرِ ِ ّ
ج
ومعشوقي السرا ُ نفسي
ه .ولك أن تراجع عّز ل ُ ب العزلة فهي ِ ل من أح ّ قالوا :ك ّ
طابي . ة(( للخ ّ كتاب )) العزل ِ
**********************************
فوائد الشدائد
م
ص ُوي القلب ،وتمحو الذنب ،وتق ِ ن الشدائد تق ّ فإ ّ
لن للغفلةِ ،وإشعا ٌ
ف الك ِب َْر ،وهي ذوبا ٌب ،وتنس ُ ج َ العُ ْ
ف المخلوقين ،ودعاٌء من الصالحين ، ب عط ِ للتذك ّرِ ،وجل ْ ُ
ل تحزن
93
جٌر
م للواحد القهارِ ،وز ْت ،واستسل ٌ وخضوعٌ للجبرو ِ
م ،وإحياٌء للذكرِ ،وتضّرع بالصبرِ ، حاضٌر ،ونذيٌر مقد ٌ
ج
ة للقدوم ِ على المولى ،وإزعا ٌ ص ،وتهيئ ٌب للغص ِ واحتسا ٌ
ن على الدنيا والرضا بها والطمئنان إليها ،وما عن الركو ِ
ب أكبُر ،وماست َِر من الذن ِ
م ،وما ُ ف أعظ ُ خفي من اللط ِ
عفي من الخطأ أج ّ
ل. ُ
***********************************
ة
وقفـ ٌ
طلكن الحزن يضعُفك في العبادةِ ،ويع ّ ن:ل ّ ل تحز ْ
ن، عن الجهادِ ،وُيورُثك الحباط ،ويدعوك إلى سوء الظ ّ
وُيوقُعك في التشاؤم ِ .
ض
س المرا ِ ن الحزن والقلق أسا ُ ن :فإ ّ ل تحز ْ
س
النفسيةِ ،ومصدُر اللم ِ العصيبةِ ،ومادة ُ النهيارِ والوسوا ِ
ب. والضطرا ِ
ن ،والذكُر ،والدعاُء ،والصلةُ ، ن :ومعك القرآ ُ ل تحز ْ
مُر . ل النافعُ المث ِ ف ،والعم ُ ل المعرو ِ ة ،وفعْ ُ والصدق ُ
ق الفراِغ م ْ للحزن عن طري ِ ن :ول تستسل ْ ل تحز ْ
ل ..استقب ْ
ل .. ب ..اعم ْ ح اقرأ ..اكت ْ ل ..سب ّ ْ والعطالةِ ،ص ّ
ل. م ْ ُزْر ..تأ ّ
ضّرعا ً َ
م تَ َ عوا ْ َرب ّك ُ ْم ﴾ ﴿ ادْ ُ ب ل َك ُ ْ ج ْ ست َ ِ عوِني أ ْ ﴿ ادْ ُ
ن
صي َخل ِ ِ م ْه ُ عوا الل ّ َ فادْ ُ ن﴾﴿ َ دي َعت َ ِ م ْب ال ْ ُ ح ّ ه ل َ يُ ِ ة إ ِن ّ ُ خ ْ
في َ ً و ُ َ
َ َ
ن أي ّا ً ّ
ما مـ َ ح َ عوا ْ الّر ْ و ادْ ُ هأ ِعوا ْ الل ّ َ ل اد ْ ُ ق ِ ن﴾﴿ ُ دي َ ه ال ّ لَ ُ
ماء ال ْ ُ َ
سَنى ﴾ . ح ْ س َ ه ال ْ فل َ ُ عوا ْ َ ت َدْ ُ
*******************************
قواعد في السعادة
مك تشّتت ذهُنك ،ش في حدودِ يو ِ م أنك إذا لم تعِ ْ
.1اعل ْ
مك ،مك وغمو ُ
ت همو ُ ت عليك أموُرك ،وكثر ْواضطرب ْ
ل تحزن
94
ر المساء ،وإذا وهذا معنى )) :إذا أصبحت فل تنتظ ِ
ر الصباح (( . أمسيت فل تنتظ ِ
م بما مضى وانتهى اْنس الماضي بما فيه ،فالهتما ُ .2
ن. مقٌ وجنو ٌ ح ْ
ُ
ب ،ودِعل ،فهو في عالم ِ الغي ِ ل بالمستقب ِ ل تشتغ ْ .3
التفكَر فيه حتى يأتي .
ن النقد يساوي مأ ّ ت ،واعل ْ ل تهتّز من النقدِ ،واثب ْ .4
ك.مت َ َ
قي َ
ة
ح هو الحياةُ الطيب ُ ل الصال ُ ن باللهِ ،والعم ُ اليما ُ .5
السعيدةُ .
ر
ة ،فعليه بذك ِ من أراد الطمئنان والهدوء والراح َ .6
اللهِ تعالى .
ن شيٍء بقضاء وقدرٍ . على العبدِ أن يعلم أ ّ .7
ل تنتظْر شكرا ً من أحدٍ . .8
ض.
ن نفسك على تلّقي أسوأ الفرو ِ وط َِ ْ .9
ل فيما حصل خيرا ً لك . .10لع ّ
ل قضاٍء للمسلم ِ خيٌر له . .11ك ّ
.12فك ّْر في النعم ِ واشكْر .
س. .13أنت بما عندك فوق كثيرٍ من النا ِ
ج. .14من ساعةٍ إلى ساعةٍ فََر ٌ
ج الدعاُء . خَر ُ
ست َ ْ .15بالبلِء ي ُ ْ
ب.م للبصائرِ وقوّة ٌ للقل ِ ب مراه ُ .16المصائ ُ
سرا ً . سرِ ي ُ ْن مع العُ ْ .17إ ّ
ه. ض عليك التوافِ ُ .18ل تق ِ
.19إن ّربك واسعُ المغفرةِ .
ب. ب ،ل تغض ْ ب ،ل تغض ْ .20ل تغض ْ
ث بغير ذلك . ل ،فل تكتر ْ .21الحياةُ خبٌز وماٌء وظ ّ
ن﴾. دو َ ع ُما ُتو َ و َ م َ قك ُ ْرْز ُ ماء ِ س َ في ال ّ و َِ ﴿ .22
ن.ف ل يكو ُ .23أكثر ما ٌيخا ْ
.24لك في المصابين ُأسوةٌ .
ل تحزن
95
م. ب قوما ً ابتلهُ ْن الله إذا أح ّ إ ّ .25
ب.ة الك َْر ِ
ك َّرْر أدعي َ .26
ل الجاد ّ المثمرِ ،واهجرِ الفراغ . عليك بالعم ِ .27
ت.ك الراجيف ،ول تصدقْ الشائعا ِ اتر ِ .28
حت ِ َ
ك أكثر مما ص ّ
ضّر ب ِ
صك على النتقام ِ ي ُ ك وحر ُ حقد ُ َ .29
م.ص ُالخ ّ ضّر
يَ ُ
ب. ل ما يصيبك فهو كّفارةٌ للذنو ِ ك ّ .30
***********************************
ط؟
ة أخل ٍ
ن وعندك ست ّ ُ
وِلم الحز ُ
ن احد َ الحكماءِ ب ) الفرِج بعد الشدةِ ( :أ ّ ذكر صاح ُ
ب، ه في المصا ِ ل عليه إخواُنه يعّزون َ ُ ي بمصيبةٍ ،فدخ َ ابُتل َ
ط .قالوا :ما هي ؟ ت دواًء من ستةِ أخل ٍ فقال :إني عمل ُ
نك ّ
ل ة باللهِ .والثاني :علمي بأ ّ ل :الثق ُط الو ُقال :الخل ُ
ه الممتحُنون . ث :الصبُر خيٌر ما استعمل ُ ن .والثال ُمقدور كائ ٌ
ن ُأعينن لم أصبْر أنا فأيّ شيء أعمل ؟! ولم أك ْ والرابعُ :إ ْ
ن أن أكون في شّر س :قد يمك ُ على نفسي بالجزع .والخام ُ
س :من ساعةٍ إلى ساعةٍ فََر ٌ
ج. مما أنا فيه .والساد ُ
**********************************
ب وداهمْتك
ك الصعا ُن إذا واجهت ْ َ
حَز ْ
ل تَ ْ
ل واعترضتك العوائق ،واصبر المشاك ُ
م ُ
ل وتح ّ
م
ن بهِ الكرا َ
مما ُتهي ُ ن عندك يا ن كا َ إ ْ
فهاِتها ة
ن بقي ّ ٌ زما ُ
ف من ن التحمل أشر ُ ن الصبر أرفقُ من الجزِع ،وإ ّ إ ّ
الخورِ ،وإن الذي ل يصبُر اختيارا ً سوف يصبُر اضطرارا ً .
وقال المتنبي :
فؤادي في غشاٍء رماني الدهُر
ل النصا ُ
ل نبا ِ ِ
ت سرمن ّ
تك حتىأصابتني تِء إذا بالرزا ُ
فصر
لعلى النصا ِ م
سها ٌ
ل تحزن
96
ن
ت بأ ْ لني ما انتفع ُ ت ول ُأبالي فعش ُ
أبالي ُ بالرزايا
وقال أبو المظفر البيوردي :
ن
ث الزما ِ عّز وأحدا ُ أَ ِ تنك َّر لي دهري ولم
ن ُأريهِ الصبر هو ّ
تُ تو ُب ِ يريني الدهُر أنني
فبات ُيدرِ
ن
كيف يكو ُ كيف اعتداؤُهُ
شعْرِ ،وخبز الشعيرِ ،أعّز ة ال ّ َ وخيم ، ي
ّ الخشب إن الكوخ
ن
ض وصوْ َ ظ ماِء الوجهِ وكرامةِ العِْر ِ ف – مع حف ِ وأشر ُ
ف وحديقةٍ غّناَء مع التعكيرِ والك َد َرِ . صرٍ مني ٍ س – من قَ ْ النف ِ
ة كالمرض ،لبد ّ له من زمن حتى يزول ،ومن المحن ُ
استعجل في زوالهِ أوشك أن يتضاعف ويستفحل ،فكذلك
ت ،حتى تزول آثاُرها ، ة لبد ّ لها من وق ٍ حن َ ُ
م ْة وال ِ المصيب ُ
دعاِء . ة ال ّ
ب المبتلي :الصبُر وانتظاُر الفرِج ومداوم ُ وواج ُ
*******************************
وقفـــة
َ َ
ح
و ِ من ّر ْ س ِ ه ل َ ي َي ْأ ُ ه إ ِن ّ ُ ح الل ّ ِ و ِ من ّر ْ سوا ْ ِ ول َ ت َي ْأ ُ ﴿ َ
ة
م ِ ح َ من ّر ْ ط ِ قن َ ُ من ي َ ْ و َ ن﴾َ ﴿. فُرو َ كا ِ م ال ْ َ و ُ ق ْ ه إ ِل ّ ال ْ َ الل ّ ِ
ن
م َ ب ّ ري ٌ ق ِ ه َ ت الل ّ ِ م َ ح َ ن َر ْ ن ﴾ ﴿ .إِ ّ ضآّلو َ ه إ ِل ّ ال ّ َرب ّ ِ
كعدَ ذَل ِ َ ث بَ ْ د ُ ح ِ ه يُ ْ ل الل ّ َ ع ّ ري ل َ َ ن ﴾ َ ﴿ .ل َت َدْ ِ سِني َ ح ِ م ْ ال ْ ُ
َ
م خي ٌْر ل ّك ُ ْ و َ ه َ و ُ شْيئا ً َ هوا ْ َ سى أن ت َك َْر ُ ع َ و َ مرا ً ﴾ َ ﴿ . أ ْ
عل َ ُ
م ه يَ ْ والل ّ ُ م َ شّر ل ّك ُ ْ و َ ه َ و ُ شْيئا ً َ حّبوا ْ َ سى َأن ت ُ ِ ع َ و َ َ
َ
مِتي ح َ وَر ْ ه﴾َ ﴿. عَباِد ِ ف بِ ِ طي ٌ ه لَ ِ ن ﴾ ﴿ .الل ّ ُ مو َ عل َ ُ م ل َ تَ ْ وأنت ُ ْ َ
عَنا ﴾ ﴿ .إ ِذْ م َه َ ن الل ّ َ ن إِ ّ حَز ْ ء ﴾ ﴿ .ل َ تَ ْ ي ٍ ش ْ ل َ ت كُ ّ ع ْ س َ و ِ َ
ذي ي ُن َّز ُ
ل ّ
و ال ِ ه َ و ُ م﴾َ ﴿. ب لك ُ ْ َ جا َ ست َ َ فا ْ م َ ن َرب ّك ُ ْ غيُثو َ ست َ ِ تَ ْ
عون ََنا وي َدْ ُ ه﴾َ ﴿. مت َ ُ ح َ شُر َر ْ وَين ُ طوا َ قن َ ُ ما َ د َ ع ِ من ب َ ْ ث ِ غي ْ َ ال ْ َ
ن﴾. عي َ ش ِ خا ِ كاُنوا ل ََنا َ و َ هبا ً َ وَر َ غبا ً َ َر َ
قال الشاعُر :
إذا لم ترض منها متى تصُفو لك الدنيا
ر
ه من البح ِ ج ُ بالمزا ِ
ومخرج ألمرٍتر جوهر الدنيا بخي
لجاِج ا ُ المصّفى
ل تحزن
97
ت بمسّرةٍ لك جر ْ ت
مخيفةٍ فجأ ْ ب ُ وُر ّ
وابتهاِج
إقامةٍ ب َعْد َ ب
ور ّ ل سلمةٍ ب َعْد َ ِوبهُروْ ّ ٍ
ب
وجاِج اع ِ
************************************* امتناٍع
ب
س في النام ِ كتا ُ
وخيُر جلي ٍ
ن من أسباب السعادة :النقطاع إلى مطالعة الكتاب ، إ ّ
ل بالفوائد ِ . والهتمام بالقراءة ،وتنمية العق ِ
صك بالكتاب والمطالعة ،لتطرد الحزن والجاحظ ُيو ِ
عنك فيقول :
ريك ،والصديقُ الذي ل س الذي ل ُيط ِ والكتاب هو الجلي ُ
ح الذي ل مّلك ،والمستمي ُ ريك ،والرفيقُ الذي ل ي َ َ ُيغ ِ
يستريثك ،والجاُر الذي ل يستبطيك ،والصاحب الذي ل يريد
عك
كر ،ول يخد ُ ق ،ول يعامُلك بالم ْ استخراج ما عندك بالمل ِ
ب. ل لك بالكذِ ِ بالنفاق ،ول يحتا ُ
والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك ،وشحذ
خم ألفاظك ، طباعك ،وبسط لسانك ،وجوّ بنانك ،وف ّ
م،مَر صدرك ،ومنحك تعظيم العوا ّ وبحبح نفسك ،وع ّ
ه
وصداقة الملوك ،وعرفت به شهرٍ ما ل تعرفه من أفوا ِ
الرجال في دهْرٍ ،مع السلمة من الغُْرم ِ ،ومن كد ّ الطلب ،
ب المكتسب بالتعليم ،ومن الجلوس بين ف ببا ِ
ومن الوقو ِ
عرقا ً ،ومعم منه ِ خُلقا ُ ،وأكر ُ ل منه ُ من أنت أفض ُ يدي َ
السلمة من مجالسة البغضاء ،ومقارنة الغنياء .
والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار ،
ل بنوم ٍ ،ول ضرِ ،ول يعت ّ ويطيعك في السفر كطاعته في الح َ
م الذي إن افتقرت إليه لم ل السهرِ ،وهو المعل ّ ُ يعتريهِ ك َل َ ُ
خِفْرك ،وإن قطعت عنه المادة لم يقطعْ عنك الفاِئدةَ ، ي ْ
بح أعاديك لم ينقل ْ وإن عزلته لم يدعْ طاعتك ،وإن هّبت ري ُ
عليك ،ومتى كنت معه متعّلقا ً بسبب أو معتصما ً بأدنى حْبل
ل تحزن
98
ة الوحدة ى من غيره ،ولم تضّرك معه وحش ُ كان لك فيه غن ً
س السوِء ،ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إلى جلي ِ
إليك إل ّ من ُْعه لك من الجلوس على باِبك ،والنظُر إلى
المارة بك .مع ما في ذلك من التعّرض للحقوق التي تلزم ،
ض فيما ل يعنيك ،ومن ل النظرِ ،ومن عادةِ الخوْ ِ ومن فضو ِ
س ،وحضورِ ألفاظهم الساقطة ، ملبسةِ صغارِ النا ِ
ومعانيهم الفاسدة ،وأخلِقهم الرديئة ،وجهالتهم
ة ،وإحراُز ة ثم الغنيم ُالمذمومة .لكان في ذلك السلم ُ
الصل مع استفادةِ الفْرِع ،ولو لم يكن في ذلك إل أنه
ب، منى ،وعن اعتياد الراحةِ وعن الّلع ِ يشغلك عن سخف ال ُ
وكل ما أشبه اللعب ،لقد كان على صاحبه أسبغ النعمة
ة.من ّ َ
وأعظم ال ِ
وقد علمنا أن أفضل ما يقطع به الُفّراغ ُ نهارهم ،
ب ،وهو الشيء ت ليلهم :الكتا ُوأصحاب الفكاهات ساعا ِ
الذي ل ُيرى لهم فيه مع النيل أثر في ازدياد تجربة ول عقل
ن ،ول عرض ،ول في إصلح دي ٍ ون ِ ول مروءة ،ول في ص ْ
في تثمير مال ،ول في رب صنيعةٍ ول في ابتداِء إنعام ٍ .
ل في فضل الكتاب : * أقوا ٌ
وقال أبو عبيدة :قال المهّلب لبنيه في وصيته :يا
ي ،ل تقوموا في السواق إل على زّراد أو وّراق . ب َن ِ ّ
ت على شيخ شامي كتابا ً دثني صديق لي قال :قرأ ُ وح ّ
ت المكارم إل من الكتب . فيه من مآثرِ غطفان ،فقال :ذهب ِ
تت أربعين عاما ً ما ِقل ُ ت الحسن اللؤلؤي يقول :غبر ُ وسمع ُ
ت ،إل والكتاب موضوع على صدري . ت ول اتكأ ُ ول ب ُ
وقال ابن الجهم :إذا غشيني النعاس في غير وقت
ت كتابا ً نوم .وبئس الشيء النوم الفاضل عن الحاجة .تناول ُ
حكم ،فأجد ُ اهتزازي للفوائد ،والريحية التي من كتب ال ِ
تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة ،والذي يغشى قلبي من
ق الحميرِ ، ً
سرور الستبانة ،وعّز التبين أشد ّ إيقاظا من نهي ِ
وهد ّةِ الهَد ْم ِ .
ل تحزن
99
ت الكتاب واستجدُته ، ن الجهم :إذا استحسن ُ وقال اب ُ
ت ذلك فيه ،فلو تراني وأنا ساعة ت منه الفائدة ،ورأي ُ ورجو ُ
بعد ساعة أنظُر كم بقي من ورقة مخافة استنفاده ،
ف عظيم الحجم ِ وانقطاع المادة من قلبه ،وإن كان المصح ُ
م عيشي وكمل سروري . ق كثير العدد ِ فقد ت ّ كثير الور ِ
وذكر العتبي كتابا ً لبعض القدماء فقال :لول طوُله
غبني فيه وكثرةُ ورقِهِ لنسخُته .فقال ابن الجهم :لكني ما ر ّ
ط كتابا ً كبيرا ً فأخلني من تق ّ هدك فيه ،وما قرأ ُ إل الذي ز ّ
ت منها ت من صغار الكتب فخرج ُ فائدة ،وما أحصي كم قرأ ُ
ت!. كما دخل ُ
ل إ ِل َي ْ َ
ك ز َ ُ وأج ّ
ب أن ِ ل الكتب وأشرفها وأرفعها ﴿ :ك َِتا ٌ
وِذك َْرى ه َ ذَر ب ِ ِ ه ل ُِتن ِ من ْ ُ ج ّ حَر ٌ ك َ ر َ صد ْ ِ في َ كن ِ فل َ ي َ ُ َ
ن﴾ . مِني َ ؤ ِم ْ ل ِل ْ ُ
* فوائد القراءة والمطالعة :
ن. م والحز ِ س واله ّ طرد ً الوسوا ِ .1
ل. ض في الباط ِ ب الخو ِ اجتنا ُ .2
ل العطالةِ . طالين وأه ِ ل عن الب ّ الشتغا ُ .3
ب على الكلم ،والبعد ُ عن فت ْقُ اللسان وتدري ٌ .4
ة.ن ،والتحّلي بالبلغةِ والفصاح ِ ح ِ الل ّ ْ
ة
ن ،وتصفي ُ ل ،وتجويد ُ الذ ّهْ ِ ة العَْق ِ تنمي ُ .5
الخاط ِرِ .
ظ والمفهوم ِ . غزارةُ العلم ِ ،وكثرةُ المحفو ِ .6
س وحكم ِ الحكماِء ب النا ِ الستفادةُ من تجار ِ .7
ط العلماِء . واستنبا ِ
ة على مل َك َةِ الهاضمةِ للعلوم ِ ،والمطالع ُ إيجاد ُ ال َ .8
الثقافات الواعية لدورها في الحياة .
ل
ب أه ِ ة في قراءة كت ِ ص ًن خا ّ زيادةُ اليما ِ .9
عاظ ،ومن أج ّ
ل السلم ِ ،فإن الكتاب من أعظم الو ّ
الزاجرين ،ومن أكبر الناهين ،ومن أحكم ِ المرين .
ل تحزن
100
ت ،وللقلب من ذهن من التشت ّ ِ ة لل ّ
.10راح ٌ
ت من الضياِع . التشرذ ُم ِ ،وللوق ِ
خ في فَهْم ِ الكلمةِ ،وصياغةِ المادةِ ، .11الرسو ُ
ل الجملةِ ،ومعرفةِ أسراِر ومقصودِ العبارةِ ،ومدلو ِ
الحكمةِ .
ن طعمت وليس بأ ْ حح الروِح أروا ُ فرو ُ
ول شربتا
*********************************** المعاني
وقفــة
مرض أبو بكرٍ رضي الله عنه فعادوه ،فقالوا :أل ندعو
لك الطبيب ؟ فقال :قد رآني الطبيب .قالوا :فأيّ شيء
ل لما أريد ُ . قال لك ؟ قال :إني فّعا ٌ
خي َْر عيشِنا ب رضي الله عنه :وجدنا َ ن الخطا ِ قال عمُر ب ُ
بالصبرِ .
ن الصبر ش أدركناه بالصبر ،ولو أ ّ ل عي ٍ وقال أيضا ً :أفض ُ
ل كان كريما ً . كان من الرجا ِ
صب َْر
ي بن أبي طالب رضي الله عنه :أل إن ال ّ وقال عل ّ
س بار س من الجسد ِ ،فإذا ُقطع الرأ ُ من اليمان بمنزلة الرأ ِ
صب َْر له . م ،ثم َرفَعَ صوَته فقال :إنه ل إيمان لمن ل َ الجس ُ
ة ل ت َك ُْبو . وقال :الصبُر مطي ّ ٌ
وقال الحسن :الصبر ك َن ٌْز من كنوزِ الخيرِ ،ل يعطيه الل ُ
ه
إل لعبد ٍ كريم ٍ عنده .
ة، ه على عبد ٍ نعم ً ن عبدالعزيز :ما أنعم الل ُ وقال عمُر ب ُ
وضه خيرا ً عها منه ،فعاضه مكانها الصبر ،إل ّ كان ما ع ّ فانتز َ
ه.مما انتزع ُ
ً
ن مهران :ما نال أحد شيئا من ختم ِ وقال ميمون ب ُ
الخيرِ فيما دونه إل الصبر .
ل عمل ُيعرف ثوابه إل ن القاسم :ك ّ وقال سليمان ب ُ
هم جَر ُ َ و ّ
نأ ْصاب ُِرو َ
فى ال ّ ما ي ُ َ الصبّر ،قال تعالى ﴿ :إ ِن ّ َ
ب ﴾ قال :كالمال المنهمر . سا ٍ ح َر ِ غي ْ ِ
بِ َ
ل تحزن
101
*****************************
ن هناك مشهدا ً آخر وحياةً نل ّل تحز ْ
أخرى ،ويوما ً ثانيا ً
ن
يجمع الله فيه الّولين والخرين ،وهذا يجعلك تطمئ ّ
ظلم هنا ب ماُله هنا وجده هناك ،ومن ُ سل ِ َ ن ُ م ْ ل اللهِ ،فَ َ لعد ِ
عوِقب هناك !! ُأنصف هناك ،ومن جار هنا ُ
ُنقل عن » كانت « الفيلسوف اللماني أنه قال )) :إن
ن؛ل ب َعْد ُ ،ولبد ّ من مشهدٍ ثا ٍ مسرحّية الحياة الدنيا لم تكتم ْ
لننا نرى هنا ظالما ً ومظلوما ً ولم نجد ْ النصاف ،وغالبا ً
م فيه ومغلوبا ً ولم نجد النتقام ،فلبد ّ إذن من عالم ٍ آخر يت ّ
ل (( . العَد ْ ُ
قال الشيخ علي الطنطاوي معّلقا ً :وهذا الكلم اعتراف
ضمني باليوم الخر والقيامة ،من هذا الجنبي .
ض أجحف وقاضي الر ِ إذا جاَر الوزيُر وكاتِباهُ
القضاِء في م وي ْ ٌ فَوَي ْ ٌ
ض من ِ الر لقاضي ل ل ثُ ّ ل ثم وَي ْ ٌ
السماِءقاضيال ْ ِ
ب﴾.سا ِ ح َ ع
ري ُ
س ِ
ه َ ن الل ّ َ م إِ ّ و َم ال ْي َ ْ ﴿ َل ظُل ْ َ
*********************************
ب
ت من تجار ِ
ة وُنقول ٌ أقوا ٌ
ل عالمي ٌ
القوم ِ
كتب » روبرت لويس ستيفنسون « )) :فكل إنسان
يستطيع القيام بعمله مهما كان شاقّا ً في يوم واحد ،وكل
س .وهذا ن يستطيعُ العيش بسعادة حتى تغيب الشم ُ إنسا ٍ
ما تعنيه الحياة (( .
م واحد ،
قال أحدهم )) :ليس لك من حياِتك إل يو ٌ
أمس ذهب ،وغ َد ٌ لم يأ ِ
ت (( .
كتب » ستيفن ليكوك « :فالطفل يقول :حين أصبح
ي يقول :حين ُأصبح شاب ّا ً .وحين ُأصبح شاب ّا ً صبي ّا ً ،والصب ّ
ل تحزن
102
أتزوج .ولكن ماذا بعد الزواج؟ وماذا ب َعْد َ كل هذه المراحل؟
عد .ينظر تتغيُر الفكرة نحو :حين أكون قادرا ً على التقا ُ
خلفه ،وتلفحه رياح باردة ،لقد فقد حياته التي وّلت دون أن
ن
نأ ّ ت الوا ِ ة واحدة منها ،ونحن نتعّلم بعد فوا ِ يعيش دقيق ً
ل ساعة من يومنا الحاضرِ (( . الحياة تقعُ في كل دقيقة وك ّ
وكذلك المسوُّفون بالتوبة .
ة
قال أحد السلف )) :أنذرُتكم ) سوف ( ،فغنها كلم ٌ
خرت من صلح (( . كم منعت من خير وأ ّ
فو َ س ْ ف َ ل َ م ُ َ
م ال َ ه ُ ه وي ُل َْ عوا ْ ُ ّ تمَ َ تَ ي و
َ م ي َأ ْك ُُلوا ْ ﴿ ذَْر ُ
ه ْ
ِ ِ
ن﴾ . مو َ عل َ ُ
يَ ْ
يقول الفيلسوف الفرنسي » مونتين « )) :كانت حياتي
م أبدا ً (( . ظ السيئ الذي لم يرح ْ مليئة بالح ّ
ت :هؤلء لم يعرفوا الحكمة من خْلقهم ،على الرغم قل ُ
من ذكائهم ومعارفهم ،لكن لم يهتدوا بهدي الله الذي بعث
من ه ِ ما ل َ ُ ف َ ه ُنورا ً َ ه لَ ُ ل الل ّ ُ ع ِ ج َ م يَ ْ من ل ّ ْ و َبه رسوله َ ﴿ ،
فورا ً ﴾ . ما ك َ ُ وإ ِ ّكرا ً َ شا ِ ما َ ل إِ ّ سِبي َ هدَي َْناهُ ال ّ ر﴾ ﴿ .إ ِّنا َ ّنو ٍ
يقول » :دانسي « )) :فك ّْر إن هذا اليوم لن ينبثق ثاني ً
ة
(( .
ة
ل صل َ ل حديث )) :ص ّ ل منه وأكم ُ ت :وأجم ُ قل ُ
ع (( مودّ ٍ
ش فيه آخُر ومن جعل في خلد ِهِ أن هذا اليوم الذي يعي ُ
ه
عة رب ّ ِ مهِ ،جد ّد َ توبته ،وأحسن عمله ،واجتهد في طا ِ أيا ِ
واتباِع رسول ِهِ .
كتب المثل المسرحي الهندي الشهير » كاليداسا « :
ة للفجر تحي ً
انظْر إلى هذا النهار
لنه هو الحياة ،حياة الحياة
ق وجوِدك ف حقائ ِ في فترت ِهِ ُ ،توجد مختل ُ
و
م ّة الن ّ ُ نعم ُ
ل المجيد ُ العم ُ
ل تحزن
103
وبهاُء النتصاِر
ولن المس ليس سوى ُ ُ
حلم ٍ
ؤىوالغَد ُ ليس إل ُر ً
حْلما ً جميل ً
ن اليوم الذي تعيشه بأكمله يجعل المس ُ
لك ّ
ل
ة للم ِ وكل غد رؤي ً
فانظر جّيدا ً إلى هذا النهار
هذه هي تحية الفجر
*********************************
اسأ ْ
ل نفسك هذه السئلة
أغلق البواب الحديدّية على الماضي والمستقبل ،
مك : ش دقائقَ يو ِ وع ْ
جل حياتي الحاضرة من أجل .1هل أقصد أن أؤ ّ
ن إلى )) حديقة ل ،أو الحني ِ ن المستقب ِ ق بشأ ِ ِ القل
ُ
ق (( ؟ سحرية وراء الفُ ِ
.2هل أجعل حاضري مريرا ً بالتطل ِّع إلى أشياء
ت مع مروِر ت وانقض ْ حد َث َ ْث في الماضي َ ، حد َي َ َْ
ن؟ الزم ِ
ت على م ُ م ْ ظ في الصباِح ،وقد ص ّ .3هل أستيق ُ
ل النهارِ ،والفادةِ القصوى من الساعات استغل ِ
الربِع والعشرين المقبلة ؟
ت دقائق .4هل أستفيد من الحياة إذا ما عش ُ
يومي ؟
.5متى سأبدأ ُ في القيام بذلك ؟ السبوع
م؟ المقبل ؟ ..في الغدِ ؟ ..أو اليو َ
دث ل نفسك :ما اسوأ ُ .6اسأ ْ
ح ُن يَ ْنأ ْ ُ يمك ل
ٍ احتما
؟ ثم :
مل ِهِ . -جهّْز نفسك لقبولهِ وتح ّ
لقا َ ن َ ذي َ ل ﴿ .ال ّ ِ شرِ بهدوٍء لتحسين ذلك الحتما ِ -با ْ
عوا ْ ل َك ُ ْ
م م ُ
ج َ
قدْ َ س َ ن الّنا َ س إِ ّ
م الّنا ُ ه ُلَ ُ
ل تحزن
104
سب َُنا الل ّ ُ
ه قاُلوا ْ َ
ح ْ مانا ً َ
و َ م ِإي َ
ه ْ
فَزادَ ُم َ
ه ْو ُ خ َ
ش ْ فا ْ َ
ل﴾ . كي ُو ِم ال ْ َ
ع َون ِ ْ َ
********************************
وقفــــة
ن
م ْه ِ ق ُوي َْرُز ْخَرجًا}َ {2 م ْه َ عل ل ّ ُ ج َ ه يَ ْ ق الل ّ َ من ي َت ّ ِ و َ ﴿ َ
ه
سب ُ ُ ح ْ و َ ه َ ه َ
ف ُ عَلى الل ّ ِ ل َ وك ّ ْ من ي َت َ َ و َ ب َ س ُ حت َ ِ ث َل ي َ ْ حي ْ ُ
َ
سرا ً ﴾ . ر يُ ْ س ٍ ع ْ عدَ ُ ه بَ ْ ل الل ّ ُ ع ُ ج َ سي َ ْ ﴾َ ﴿.
ر ،وأن الفرج مع )) واعلم أن النصر مع الصب ِ
سرا ً (( . ر يُ ْ س ِ ع ْ ن مع ال ُ ب ،وأ ّ الكْر ِ
ن بي ما شاء (( . ن عبدي بي فل ْي َظُ ّ )) أنا عند ظ ّ
م﴾ . عِلي ُ ع ال ْ َ مي ُ س ِو ال ّ ه َ و ُ ه َ م الل ّ ُ ه ُ فيك َ ُ سي َك ْ ِ ف َ ﴿ َ
ت﴾. مو ُ ذي َل ي َ ُ ي ال ّ ِ ّ حعَلى ال ْ َ ل َ وك ّ ْ وت َ َ ﴿ َ
فت ْح أ َ َ ْ فعسى الل ّ َ
ه﴾. د ِعن ِ ن ِم ْ ر ّ م ٍوأ ْ ي ِبال ْ َ ِ ْ ه أن ي َأت ِ َ ُ ﴿ َ َ َ
ة﴾. ف ٌش َ كا ِ ه َ ن الل ّ ِ دو ِ من ُ ها ِ س لَ َ ﴿ ل َي ْ َ
**************************************
وة ويهدّ الجسم ن يحطّ ُ
م الق ّ الحز ُ
قال الدكتور » ألكسيس كاريل « الحائز على جائزة
ل الذين ل يعرفون ب )) :إن رجال العما ِ نوبل في الط ّ
ق ،ويموتون باكرا ً (( . مجابهة القل ِ
ل شيء بقضاٍء وقدرٍ ،لكن قد يكون المعنى : ت:ك ّ قل ُ
ق
طمة للكيان ،هو القل ُ أن من السباب المتلفة للجسم المح ّ
.وهذا صحيح .
ن أيضا ً يثيُر الُقْرحة! (( : )) والحز ُ
يقول الدكتور » جوزيف ف .مونتاغيو « مؤلف كتاب ))
ة
ح ِ
مشكلة العصبية (( ،يقول فيه )) :أنت ل ُتصاب بالُقْر َ
ب ما ي َأ ْك ُُلك (( !!. ل من طعام ٍ ،بل بسب ِ ب ما تتناو ُ بسب ِ
قال المتنبي :
ب ناصية وُيشي ُ مم يختر ُ واله ّ
م
الغلم ِ وُيهرِ ُ ة
الجسيم نحاف ً
ل تحزن
105
ة في الدرجة ح ُوطبقا ً لمجلة » ليف « تأتي الُقْر َ
العاشرةِ من المراض الفّتاكة .
ن: حْز ِر ال ُ
وإليك بعض آثا ِ
ُترجمت لي قطعة من كتاب الدكتور إدوار بودولسكي ،
ل (( إليك بعضا ً من وعنوانه )) :دِع القلق وانطلق نحو الفض ِ
ل هذا الكتاب : عناوين فصو ِ
ب. ل القلقُ بالقل ِ • ماذا يفع ُ
ذيه القلقُ . ط الدم ِ المرتفع يغ ّ • ضغ ُ
َ
ض الروماتيزم . • الَقلقُ يمكن أن يتسبب في أمرا ِ
ف من قلِقك إكراما ً لمعدِتك . • خّف ْ
• كيف يمكن أن يكون القلقُ سببا ً للبرد ِ .
ة. • القلق والغد ّةُ الدرقي ُ
ب السكري والقلقُ . • مصا ُ
وفي ترجمة لكتاب د .كارل مانينغر ،أحد الطباء
ب النفسي ،وعنوانه )) :النسان ضد ّ المتخصصين في الط ِ
نفسه (( ،يقول )) :ل يعطيك الدكتور مانينغر قواعد َ حو َ
ل
ق ،بل تقريرا ً مذهل ً عن كيف نحط ُ
م ب القل ِ كيفيةِ اجتنا ِ
ة
ت ،والحقد ِ والزدراِء ،والثور ِ ق والكب ْ ِ أجسادنا وعقولنا بالقل ِ
ف (( . والخوْ ِ
نع ِ ن َ في َ وال ْ َ
عا ِ إن من أعظم منافع قوله تعالى َ ﴿ :
لة البا ِ
س ﴾ :راحة القلب ،وهدوَء الخاط ِرِ ،وسعَ َ الّنا ِ
والسعادة .
وفي مدينة » بوردو « الفرنسية ،يقول حاكمها
ب في معالجة الفيلسوف الفرنسي » مونتين « )) :أرغ ُ
ي (( . مشاكلكم بيدي وليس بكبدي ورئت ّ
قد ُ ؟ ح ْم وال ِ ن ،واله ّ ماذا يفعل الحز ُ
وضع الكتور راسل سيسيل – من جامعة » كورنيل « ،
ب
ب شائعة تسبب في التها ِ معهد الطب – أربعة أسبا ٍ
ل:المفاص ِ
ل تحزن
106
.1انهياُر الزواِج .
ن.ة والحز ُ ث المادي ُ .2الكوار ُ
.3الوحدةُ والقلقُ .
حْقد ُ . .4الحتقاُر وال ِ
وقال الدكتور وليم مالك غوينغل ،في خطاب لتحاد
مْثل أطباء السنان المريكيين )) :إن المشاعر غَي ْرِ الساّرةِ ِ
ف ..يمكن أن تؤثر في توزيع الكالسيوم في ق والخو ِ القل ِ
ن (( .ف السنا ِ الجسم ،وبالتالي تؤدي إلى ت َل َ ِ
وتناول أمورك بهدوء :
يقول دايل كارنيجي )) :إن الزنوج الذين يعيشون في
بب البلدِ والصينيين نادرا ً ما ُيصابون بأمراض القل ِ جنو ِ
ق ؛ لنهم يتناولون المور بهدوء (( . الناتجةِ عن القل ِ
ويقول )) :إن عدد المريكيين الذين ُيقبلون على
النتحار هو أكثر بكثير من الذين يموتون نتيجة للمراض
الخمسة الفّتاكة (( .
وهذه حقيقة مذهلة تكاد ُ ل تصد ّقُ !
ن ظّنك برّبك : س ْ ح ّ
قال وليم جايمس)) :إن الله يغفُر لنا خطايانا ،لكن
جهازنا العصبي ل يفعل ذلك أبدًا((!
ذكر ابن الوزير في كتابه »العواصم والقواصم« )) :إن
ويه د ،ويق ّل -يفتح المل للعب ِ الرجاء في رحمة الله -عّز وج ّ
ل سابقا ً إلى على الطاعةِ ،ويجعُله نشيطا ً في النواف ِ
ت(( . الخيرا ِ
ت :وهذا صحيح ،فإن بعض النفوس ل يصلحها إل قل ُ
كر رحمة الله وعفوه وتوبته وحلمه ،فتدنو منه ،وتجتهد ُ تذ ّ
وتثابُر .
ل: م ِبك الخيا ُ إذا ها َ
ة يلجأ ُ إليهايقول توماس أدسون )) :ل توجد وسيل ٌ
ن هََربا ً من التفكير (( . النسا ُ
ل تحزن
107
ب ُ
وهذا صحيح بالتجربة ،فإن النسان قد يقرأ أو يكت ُ
وهو يفكُر ،ولكن من أحسن ما يحد ّ التفكير ويضبطه العم ُ
ل
ل وجنوٍح الجاد ّ المثمُر النافعُ ،فإن أهل الفراغ أه ُ
ل خيا ٍ
وأراجيف .
****************************
ء
د البّنا ِ
ب بالّنق ِ
ح ْ
ر ّ
ل ما يتفقُ مع رغباِتنا نك ّ ل أندريه مورو )) :إ ّ يقو ُ
ل ما هو غيُر ذلك ُيثير غضبنا . الشخصيةِ يبدو حقيقي ّا ً ،وك ّ
ب المدح ب أننا نح ّ ت وكذلك النصائح والنقد ُ ،فالغال ُ قل ْ
م ولو كان حّقا ً ه ،ولو كان باطل ً ،ونكرهُ النقد والذ ّّ ّ بل ُ ون َط َْر ُ
ب وخطأ ٌ خطيٌر . وهذا عي ٌ
م إِ َ
ذا ه ْ م ب َي ْن َ ُ حك ُ َ ه ل ِي َ ْ سول ِ ِ وَر ُ ه َ عوا إ َِلى الل ّ ِ ذا دُ ُ وإ ِ َ ﴿ َ
ق
ح ّم ال ْ َ ه ُ كن ل ّ ُ وِإن ي َ ُ ن}َ {48 ضو َ ر ُ ع ِم ْ هم ّ من ْ ُ ق ّ ري ٌ فْ ِ َ
ن﴾. عِني َ مذ ْ ِ ه ُ ي َأُتوا إ ِل َي ْ ِ
ل إلى قراٍر م التوص ّ م جايمس )) :عندما يت ّ ل ولي ُ يقو ُ
س اليوم ِ ،فإنك ستتخّلص كلي ّا ً من الهموم ِ لبتي ُينّفذ ُ في نف ِ
ستسيطُر عليك فيما أنت تفكُر بنتائِج المشكلةِ ،وهو يعني
ض في ً ً
أنك إذا اتخذت قرارا حكيما يركُز على الوقائِع ،فام ِ
تنفيذِهِ ول تتوّقف مترّددا ً أو قِلقا ُ أو تتراجعٌ في خطواِتك ،ول
ك التي ل تلد ُ غل ّ الشكوك ،ول تستمّر تضي ّعْ نفسك بالشكو ِ
في النظرِ إلى ما وراِء ظهرك (( .
واشدوا في ذلك :
حيران ل ظفٌر ول تت العزما ِ مشت ّ ُ و ٌ
إخفاقُ عمرهُ قُُر :ينفآخ ُ
وقال
ن فساد الرأي أة فإ ّ إذا كنت ذا رأي
ق فيةٍاتخاذ ِ القرارِتترّددا الشجاعةعزيم ن ذا إن فك ُ
إنقاذ لك من القل ِ َ
ن
كا َ ه لَ َ قوا الل ّ َ صد َ ُ و َ فل َ ْ مُر َم اْل ْ عَز َ ذا َ فإ ِ َبَ ﴿. والضطرا ِ
م﴾. ه ْ خْيرا ً ل ّ َُ
**************************************
ل تحزن
108
ددا ً
كرا ً أو متر ّ
ف متف ّ ل تتوق ْ
ر الفراغ ل واهج ِ ل وابذُ ْ
بل اعم ْ
ب في ل الدكتوُر ريتشاردز كابوت :أستاذ ُ الط ّ يقو ُ
ن(: ش النسا ُ جامعةِ ) هارفرد ( ،في كتابةِ بعنوان ) بم يعي ُ
ل ( للمرضى الذين ح بعلِج ) العم ِ )) بصفتي طبيبا ً ،أنص ُ
ف ..ك والترد ّد ِ والخو ِ ش الناتِج عن الشكو ِ يعانون من الرتعا ِ
ل العتماد ِ على ل لنا هي مث ُ حها العم ُ ة التي يمن ُ فالشجاع ُ
ن ( دائم الّروعةِ (( . س الذي جعله ) أمرسو ُ ِ الّنف
ض ر في اْل َ شُروا ِ فانت َ ِ صَلةُ َ ذا ُ فإ ِ َ ﴿ َ
ِ ْ ت ال ّ ضي َ ِ ق ِ
ه ﴾ . ل الل ّ ِ ض ِ ف ْ من َ غوا ِ واب ْت َ ُ َ
ن سّر التعاسةِ في أن ل جورج برناردشو )) :يمك ُ يقو ُ
ت لرفاهيةِ التفكيرِ ،فيما إذا كنت سعيدا ً أو ل ، يتاح لك وق ٌ
م بالتفكيرِ في ذلك بل ابق منهمكا ً في العمل ،عندئذ فل تهت ّ
ب ُ
ن ،وعُقلك بالتفكيرِ ،وسرعان ما ُتذه ِ ُ مك في الدورا ِ يبدأ د ُ
ل وابق منهمكا ً في الحياةُ الجديدة القلق من عقِلك ! عم ْ
ض وأفضُله (( ن أرخص دواٍء موجود ٍ على وجهِ الر ِ ل ،فإ ّ العم ِ
.
هسول ُ ُ وَر ُ م َ مل َك ُ ْ ع َ ه َ سي ََرى الل ّ ُ ف َ مُلوا ْ َ ع َ لا ْ ق ِ و ُ ﴿ َ
ن﴾. مُنو َ ؤ ِ م ْ وال ْ ُ َ
ة«. ل دزرائيلي » :الحياةُ قصيرةٌ جدا ً ،لتكون تافه ً يقو ُ
ب » :الحياة ُ أقصُر من أن وقال بعض حكماِء العر ِ
صرها بالشحناِء « . نق ّ
ن}{112 سِني َ عدَدَ ِ ض َ ِ في اْل َْر م ِ م ل َب ِث ْت ُ ْ ل كَ ْ قا َ ﴿ َ
ن}{113 دي َ عا ّ ل ال ْ َ سأ َ ْ فا ْ وم ٍ َ ْ َ ي ض
َ ع
ْ َ ب و
ْ
قاُلوا ل َبث َْنا يوما ً أ َ
َ ْ ِ َ
قِليل ً ل ّ َ
ن﴾. مو َ عل َ ُ م تَ ْ كنت ُ ْ م ُ و أن ّك ُ ْ ْ م إ ِّل َ ل ِإن ل ّب ِث ْت ُ ْ قا َ َ
خِلق هكذا
العالم ُ
ة ممن ل حكم ً ل ماركوس أويليوس – وهو من أكثر الرجا ِ يقو ُ
ل اليومحكموا المبراطورية الرومانية – ذات يوم » :سأقاب ُ
أشخاصا ً يتكّلمون كثيرا ً ،أشخاصا ً أنانّيين جاحدين ،يحّبون
أنفسهم ،لكن لن أكون مندهشا ً أو منزعجا ً من ذلك ،لنني ل
ن أمثالهم «! أتخي ُ
ل العالم من دو ِ
ل التي
ح بالعما ِ ي يفر ُ
ن الرجل المثال ّل أرسطو » :إ ّ يقو ُ
ه ،لن ل إن أدى الخرون العمال ل ُ يؤديها للخرين ،وبخج ُ
ف هو دلي ُ
ل ن تلّقي العط ِ ق ،لك ْ
ف هو من التفو ِ تقديم العط ِ
الفشل « .
د السفلى وفي الحديث )) :اليدُ العليا خيٌر من الي ِ
(( .
ة ،والسفلى هي الخذة ُ . والعليا هي المعطي ُ
******************************************
ز
خب ْ ٍ
سرةُ ُ ن إذا كان معك ك ِ ْ حَز ْ
ل تَ ْ
ست ُُر َ
ك ب يَ ْ
و ٌ
ء وث ْ
ة ما ٍ
وغرف ُ
ط الهادي وبقي واحدا ً ل أحد ُ البحارةِ في المحي ِ ض ّ
س تعّلمه ، س عن أكبرِ در ٍ ه النا ُ وعشرين يوما ً ،ولما نجا سأل ُ
ن تلك التجربةِ هو :إذا كان س تعلمُته م ْ
ن أكبر در ٍ فقال :إ ّ
مر
ن ل تتذ ّبأ ْم الكافي ،يج ُ لديك المال الصافي ،والطعا ُ
أبدا ً !
ل.ة ،وما بقي فض ٌ ةو َ
شْرب َ ٌ دهم :الحياةُ كّلها لقم ٌ قال أح ُ
ن الوردي : وقال اب ُ
ل تحزن
117
ن البحرِ اجتزاءٌ وع ِ ه
كسرى عن ُ ك ِ مل ْ ُ ُ
كسرةٌسويفت » :إ ّبالوش ْ
ل تغني ِ يقو ُ ُ
ن أفضل الطباِء في العالم ِ جوناثان ل
ن
رح ،وإ ّ م :الدكتوُر ريجيم ،والدكتوُر هادئ ،والدكتوُر م ِ ه ْ
ل عنهج ناجعٌ ل يسأ ُ تقليل الطعام ِ مع الهدوِء والسرورِ عل ٌ
«.
ة
ب الِفطن َ ة ُتذه ُن ،والبطن ُ ض مزم ٌ
ن السمنة مر ٌ ت:ل ّ قل ُ
ح سروٌر عاج ٌ
ل ب وعيد ٌ للروِح ،والمر ُة للقل ِ والهدُوء متع ٌ
وغذاٌء نافعٌ .
*************************************
ن مْنحة
ة فقدْ تكو ُ
ن من محن ٍ ل تحَز ْ
ن عطية ة فقد تكو ُن من بلي ّ ٍ
ول تحز ْ
قال الدكتوُر صموئيل جونسون » :إن عادة النظر إلى
ن من الحصول على ل حادثةٍ ،لهو أثم ُ ب الصالِح من ك ّ الجان ِ
ف جنيهٍ في السنةِ « . أل ِ
َ في ك ُ ّ َ َ
ومّرةً أ ْ عام ٍ ّ ل َ ن ِ فت َُنو َ م يُ ْ ه ْ ن أن ّ ُ و َ ول َ ي ََر ْ ﴿أ َ
ن﴾ . م ي َذّك ُّرو َ ه ْ ول َ ُ ن َ م ل َ ي َُتوُبو َ ن ثُ ّ مّرت َي ْ ِ َ
ل المتنبي : وعلى الضد ّ يقو ُ
مني بحلمي الذي ليت الحوادث باعتني
ت .وتجريبي تجربةْت :ل حليم إل ذو أعط التي أخذ
معاوية ْ وقال
قال أبو تمام ٍ في الفشين :
ة
غرب ٍ فكأنها في ُ تم نعمةٍ لله كان ْ ك ْ
المترفين :إني أرى عليك ل من وإسارِ ف لرج ٍ سل ِ ه ُ ال ّ عنددقال أح
دها بالشكرِ . ة ،فقي ّ ْ نعم ً
ول َِئن ك َ َ َ قال تعالى ﴿ :ل َِئن َ
م
فْرت ُ ْ م َ زيدَن ّك ُ ْ مل ِ شك َْرت ُ ْ
ت كان َ ْ ة َ قْري َ ً مث َل ً َ ه َ ب الل ّ ُ ضَر َ و َ ديدٌ ﴾ َ ﴿ ، ش ِ ذاِبي ل َ َ ع َ ن َ إِ ّ
ة مطْمئ ِن ّ ً ْ
نكا ٍ م َ ل َ من ك ُ ّ غدا ً ّ ها َر َ ق َ رْز ُ ها َِ ة ي َأِتي َ َ من َ ً ّ آ ِ
َ
ع
جو ِ س ال ْ ُ ه ل َِبا َ ها الل ّ ُ ق َ ذا َ فأ َ ه َ عم ِ الل ّ ِ ت ب ِأن ْ ُ فَر ْ فك َ َ َ
ن﴾. عو َ صن َ ُ كاُنوا ْ ي َ ْ ما َ ف بِ َ و ِ خ ْ وال ْ َ َ
ل تحزن
118
***********************************
كن نفسك
ن مشكلة ل الدكتور جايمس غوردون غليلكي » :إ ّ يقو ُ
م التاريخ ،وهي ة قِد َ َ ن تكون نفسك ،هي قديم ٌ الرغبةِ في أ ْ
ن مشكلة عدم ِ الرغبةِ هي في ة كالحياةِ البشريةِ .كما أ ّ م ٌعا ّ
أن تكون َنفسك هي مصدُر الكثيرِ من التوترِ والُعقدِ النفسيةِ
«.
وقال آخر » :أنت في الخليقةِ شيٌء آخُر ل يشبهك أحد ٌ
ل في عله – مايز بين ن الخالق – ج ّ ه أحدا ً ،ل ّ ،ول تشب ُ
شّتى ﴾ . م لَ َ عي َك ُ ْ س ْن َ المخلوقين « .قال تعالى ﴿ :إ ِ ّ
ت حول شَر كتابًا ،وآلف المقال ِ كتب إنجيلو باتري ثلثة ع َ
ل » :ليس من أحدٍ ل« ،وهو يقو ُ ب الطف ِ موضوِع »تدري ِ
ن يكون غْير نفسهِ ،وغَي َْر جسد ِ
ه س كالذي يصبو إلى أ ْ تعِ ٍ
ره « . ِ وتفكي
ماء ماء َ س َ ن ال ّ م َ ل ِ قال سبحانه وتعالى َ ﴿ :أنَز َ
َ
ها ﴾ . ر َقدَ ِة بِ َ وِدي َ ٌ تأ ْ سال َ ْ ف َ َ
ب أحد ٌ في أحد ٍ . ت فل يذو ُ ب وقدرا ٌ ت ومواه ُ ل صفا ٌ لك ّ
ما هكذا ُتوَرد ُ يا ها سعد ٌ وسعد ٌ أ َوَْرد َ َ
لسعْد ُ الب ِ ْ لم ْمشت َ ِ َ ُ
ددا ،وكما ً ّ مح ً ل عم لتودي ة
ّ ٍ دد مح بمواهب خلقت ُ إنك
م. ك ،واعرف ماذا تقد ّ ُ قالوا :اقرأ نفس َ
س« ن في مقالت ِهِ حول » العتمادِ على النف ِ قال أمرسو ُ
ن
ن إلى اليما ِ م النسا ِ ل فيه عل ُ ت الذي يص ُ » :سيأتي الوق ُ
ل ،والتقليد َ هو النتحاُر ،وأن يعتبر جهْ ُ سد َ هو ال َ ح َ ن ال َ بأ ّ
ه
ن ذاك هو نصيُبه .وأن ُ ف؛ل ّ ن الظرو ُ نفسه كما هي مهما تك ِ
ة
ن يحصل على حب ّ ِ رغم امتلِء الكون بالشياِء الصالحةِ ،ل ْ
ه ،فالقوى ض المعطاةِ ل ُ ُذرةٍ إل بعد زراعةِ ورعايةِ الر ِ
ف
ة في داخل ِهِ ،هي جديدة ٌ في الطبيعةِ ،ول أحد يعر ُ الكامن ُ
ف ،حتى يجّرب « . مدى قدرِته ،حتى هو ل يعر ُ
ل تحزن
119
سول ُ ُ
ه وَر ُ مل َك ُ ْ
م َ ع َ سي ََرى الل ّ ُ
ه َ مُلوا ْ َ
ف َ ع َ
لا ْ و ُ
ق ِ ﴿ َ
ن﴾.مُنو َؤ ِ وال ْ ُ
م ْ َ
*********************************
وقفــة
ن
س ُ دك ،وتح ّ ض َ وي من رجاِئك ،وتشد ّ عَ ُ ت تق ّ هذه آيا ٌ
ظّنك برّيك .
م َل ه ْ س ِ ف ِ عَلى َأن ُ فوا َ سَر ُ نأ ْ
َ
ذي َ ي ال ّ ِ عَباِد َ ل َيا ِ ق ْ ﴿ ُ
ميعا ً ج ِ ب َ فُر الذُّنو َ غ ِ ه يَ ْ ن الل ّ َ ه إِ ّ ة الل ّ ِ م ِ ح َ من ّر ْ طوا ِ قن َ ُ تَ ْ
م ﴾. حي ُ فوُر الّر ِ غ ُ و ال ْ َ ه َ ه ُ إ ِن ّ ُ
مه ْ س ُ ف َ موا ْ أ َن ْ ُ و ظَل َ ُ ةأ ْ
ش ً َ ح َ فا ِ عُلوا ْ َ ف َ ذا َ ن إِ َ ذي َ وال ّ ِ ﴿ َ
فُر الذُّنو َ ْ غ َ ه َ ذَك َُروا ْ الل ّ َ
ب غ ِ من ي َ ْ و َ م َ ه ْ فُروا ل ِذُُنوب ِ ِ ست َ ْ فا ْ
ن ﴾. مو َ عل َ ُ م يَ ْ ه ْ و ُ عُلوا ْ َ ف َ ما َ عَلى َ صّروا ْ َ م يُ ِ ول َ ْ ه َ إ ِل ّ الل ّ ُ
ُ ْ ْ ل سوءا ً أ َ
ر
ِ فِ غْ َ ت س ْ َ ي م
ُ ّ ث ه س
َ ف َ ن م ْ ِ ل ظ َ ي و ْ م ْ ُ ع َ من ي َ ْ و َ ﴿ َ
حيما ً ﴾ . فورا ً ّر ِ غ ُ ه َ د الل ّ َ ج ِ ه يَ ِ الل ّ َ
ب ُ َ َ َ َ ذا سأ َ وإ ِ َ
جي ُ بأ ِ ري ٌ ِ ق ني ّ ِ إ ف ني ّ عَ دي ِ با َ عِ ك ل َ ﴿ َ
مُنوا ْ ِبي ؤ ِ ول ْي ُ ْ جيُبوا ْ ِلي َ ست َ ِ فل ْي َ ْ ن َ عا ِ ذا دَ َ ع إِ َ دا ِ وةَ ال ّ ع َ دَ ْ
ن ﴾. دو َ ش ُ م ي َْر ُ ه ْ عل ّ ُ لَ َ
ضطَّر إ ِ َ َ
سوءَ ف ال ّ ش ُ وي َك ْ ِ عاهُ َ ذا دَ َ م ْ ب ال ْ ُ جي ُ من ي ُ ِ ﴿أ ّ
َ ْ َ
ما قِليل ً ّ ه َ ع الل ّ ِ م َ ه ّ ض أإ ِل َ ٌ فاء الْر ِ خل َ َ م ُ عل ُك ُ ْ ج َ وي َ ْ َ
ن﴾. ت َذَك ُّرو َ
عوا ْ م ُ ج َ قدْ َ س َ ن الّنا َ س إِ ّ م الّنا ُ ه ُ ل لَ ُ قا َ ن َ ذي َ ﴿ ال ّ ِ
هسب َُنا الل ّ ُ ح ْ قاُلوا ْ َ و َ مانا ً َ م ِإي َ ه ْ فَزادَ ُ م َ ه ْ و ُ ش ْ خ َ فا ْ م َ ل َك ُ ْ
ن الل ّ ِ
ه م َ ة ّ م ٍ ع َ قل َُبوا ْ ب ِن ِ ْ فان َ ل}َ {173 كي ُ و ِ م ال ْ َ ع َ ون ِ ْ َ
ن الل ّ ِ
ه وا َ ض َ ر ْ عوا ْ ِ وات ّب َ ُ سوءٌ َ م ُ ه ْ س ُ س ْ م َ م يَ ْ ل لّ ْ ض ٍ ف ْ و َ َ
ظيم ٍ ﴾ . ع ِ ل َ ض ٍ ف ْ ذو َ ه ُ والل ُّ َ
عَباِد} ْ
صيٌر ِبال ِ ّ ّ َ َ وأ َ ُ
ه بَ ِ ن الل َ ه إِ ّ ري إ ِلى الل ِ م ِ ضأ ْ و ُ ف ّ ﴿ َ
مك َُروا﴾ . ما َ ت َ سي َّئا ِ ه َ قاهُ الل ّ ُ و َ ف َ َ {44
*****************************************
ة
ة نافع ٌ
ب ضار ِ
ُر ّ
ل تحزن
120
ص
ر ْ
ب الرزق ول تح ِ
اطل ِ
ة
دآب ّ ٍمن َ ما ِو َ
ب العالمينَ ﴿ : ن يرزُقها ر ّ ّ
الدودة ُ في الطي ِ في ال َ
ها﴾.
ق َرْز ُ
ِ ه
ِ ّ لال لىَ ع
َ ّ ل إ ض
ْ ِ ِ ر ِ
مها الغفوُر الشكوُر )) :كما الطيوُر في الوكورِ يطع ُ
ح ِبطانا ً (( .خماصا ً وترو ُ يرزقُ الطيَر ،تغدو ِ
مع ُض والسماء ﴿ :ي ُطْ ِ ب الر ِ ك في الماِء يرزُقه ر ّ السم ُ
م﴾. ول َ ي ُطْ َ
ع ُ َ
ن
ك ،فل تحز ْ وأنت أزكى من الدودةِ والطيرِ والسم ِ
على رزِقك .
ل تحزن
147
م الفقَر والكدُر وضيقُ الصدر إل ت أناسا ً ما أصاب ُهُ ُ عرف ُ
ل ،فتجد ُ أحدهم كان غني ّا ً ، دهم عن اللهِ عّز وج ّ ب بع ِ بسب ِ
ن موله ، ن رب ّهِ وفي خيرٍ م ْ ورزُقه واسعٌ وهو في عافيةٍ م ْ
فأعرض عن طاعةِ اللهِ ،وتهاون بالصلةِ ،واقترف كبائر
ر
ه رّبه عافية بدن ِهِ وسعة رزقِهِ ،وابتلهُ بالفْق ِ ب ،فسلب َ َ الذنو ِ
ن بلٍء إلى بلٍء ﴿ : ن نكد ٍ إلى نكد ٍ ،وم ْ م ،فأصبح م ْ م والغ ّ واله ّ
ضنكا ً ﴾ ﴿ . ة َ ش ً عي َ م ِ ه َ ن لَ ُ فإ ِ ّ ري َ ِ عن ِذك ْ ض َ عَر َ ن أَ ْ م ْ و َ َ
على َ َ َ ً م يَ ُ َ ّ َ ذَل ِ َ
وم ٍ ق ْ ها َ م َع َ ة أن ْ َ
َ
م ً ع َغّيرا ن ّ ْ م َك ُ هل ْ
غيروا ْ ما ب َ
ن الل َ ك ب ِأ ّ
ة
صيب َ ٍ م ِ من ّ كم ّ صاب َ ُ ما أ َ و َم ﴾َ ﴿. ه ِْ سِ ف ُ أن َ ِ حّتى ي ُ َ ّ ُ َ
َ َ
وأل ّ ِ
و ر﴾َ ﴿. عن ك َِثي ٍ فو َ ع ُ وي َ ْ م َ ديك ُ ْ ت أي ْ ِ سب َ ْ ما ك َ َ فب ِ َ َ
دقا ً ﴾ . ق ِ َ
غ َ ماء َ هم ّ قي َْنا ُ س َ ة َل ْ ري َ عَلى الطّ ِ موا َ قا ُ ست َ َ ا ْ
هنيئا ً مريئا ً أّيها أتبكي على ليلى
ب ص ّ ل ال ّ
**************************************القات ُ وأنت قتلتها
م﴾
قي َ
مست َ ِ
ط ال ُصَرا َ
دَنــــا ال ّ
﴿ اه ِ
ة
سّر الهداي ِ
نن ينعم بها ،إل م ِ ن يجدها ول ْ ن يهتدي للسعادةِ ول ْ ول ْ
اتبع الصراط المستقيم الذي تركنا محمد ٌ على طرفِهِ ن
صَراطا ً م ِ ه ْ هدَي َْنا ُ ول َ َت النعيم ِ َ ﴿ : وطرُفه الخُر في جنا ِ
قيما ً﴾. ست َ ِ م ْ ّ
ن
س ِ ن لح ْ ه مطمئ ّ فسعادةُ من لزم الصراط المستقيم أن ُ
ن إلى موعود ِ رب ّهِ ، ب المصيرِ ،ساك ٌ ن طي ِ العاقبةِ ،واثقٌ م ْ
م
ل ،يعل ُ ت في سلوك ِهِ هذا السبي ُ ض بقضاِء مولهُ ،مخب ٌ را ٍ
ق
م ل ينط ُ ط ،وهو معصو ٌ ن له هاديا ً يهديهِ على هذا الصرا ِ ا ّ
ة على الورى ، ج ٌ هح ّ ن غوى ،قَوْل ُ ُ عن الهوى ،ول يتبعُ م ْ
تن ،وسقطا ِ ت القرا ِ ن ،وعثرا ِ ت الشيطا ِ ن نزغا ِ ظم ْ محفو ٌ
ه
ف ِخل ْ ِن َ م ْ و ِه َ ن ي َدَي ْ ِ من ب َي ْ ِ ت ّ قَبا ٌ ع ّ م َه ُن ﴿ :لَ ُ النسا ِ
ظون َه من أ َ
ه﴾. ر الل ّ ِ ِ م
ْ ُ ِ ْ ف ُ ح َ يَ ْ
ه
وهذا العبد ُ يجد ُ السعادة في سلوك ِهِ هذا الصراط ؛ لن ُ
ه أسوةً ،وبيد ِهِ كتابا ً ،وفي قلِبه ن له إلها ً ،وأمام ُ مأ ّ يعل ُ
ل تحزن
148
لب إلى نعيم ٍ ،وعام ٌ ده ،واعظا ً ،وهو ذاه ٌ نورا ً ،وفي خل ِ
ه
دي ب ِ ِه ِ ه يَ ْدى الل ّ ِ ه َ ك ُ في طاعةٍ ،وساٍع إلى خيرٍ ﴿ :ذَل ِ َ
شاءُ ﴾ . من ي َ َ
َ
ن نور اللهِ في قلبي إ ّ أين ما ُيدعى ظلما ً يا
فالمعنويّ :صرا ُ
ط وهذا ،ما أراهُ ي
س ّح ّ صراطان :معنويّ و ِ ب أيْنا وهماالدر ِ رفيق
ن جهنم ، ُ
ي :الصراط على مت ْ ِ ن ،والحس ّ الهدايةِ واليما ِ
ب من ن الدنيا الفانيةِ له كللي ٌ فصرا ُ
ن على مت ِ ط اليما ِ
ب
ن جهنم له كللي ُ ُ
ت ،والصراط الخرويّ على مت ْ ِ الشهوا ِ
ن تجاوز هذا الصراط بإيمان ِهِ تجاوز ن ،فم ْ ك السعدا ِ كشو ِ
ب إيقانهِ ،وإذا اهتدى العبد ُ إلى س ِذاك الصراط على ح ْ
مه وأحزاُنه . مه وغمو ُ ت همو ُ ط المستقيم ِ زال ْ الصرا ِ
*******************************************
ن أراد ت يقط ُ
فها م ْ هرا ٍ
عشُر ز ِ
الحياة الطيبة
سحر للستغفارِ :
﴿ ة في ال ّ .1جلس ٌ
فرين بال َ
ر﴾. ِ حاَ سْ غ ِ ِ َ ِ ست َ ْم ْ وال ْ ُ َ
ق في َ ْ فك ُّرو َ وي َت َ َ .2وخلوة ٌ للتفك ّرِ َ ﴿ :
خل ِ ن ِ
َ
ض﴾. والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ ال ّ
ع
م َ ك َ س َ ف َ صب ِْر ن َ ْ وا ْ ة الصالحين َ ﴿ : .3ومجالس ُ
هم ﴾ . ن َرب ّ ُ
عو َ ن ي َدْ ُ ذي َ ال ّ ِ
كرا ً ك َِثيرا ً ﴾ . ه ِذ ْ كر ﴿ :اذْك ُُروا الل ّ َ .4والذ ّ ْ
م
ه ْ في َ َ ن بخشوٍع ﴿ :ال ّ ِ
صلت ِ ِ م ِ ه ْ ن ُ ذي َ .5وركعتا ِ
ن﴾. عو َ ش ُ خا ِ َ
ن﴾. قْرآ َ ن ال ْ ُفل َ ي َت َدَب ُّرو َ .6وتلوة ٌ بتدب ّرٍ ﴿ :أ َ َ
م يوم ٍ شديدِ الحّر )) :يدع طعامه .7وصيا ُ
ن أجلي (( . وشرابه وشهواته م ْ
ه
ة في خفاٍء )) :حتى ل تعلم شمال ُ .8وصدق ٌ
ق يميُنه (( . ما تنف ُ
ل تحزن
149
نن فّرج ع ْ ن مسلم ٍ )) :م ْ ف كربةٍ ع ْ ش ُ .9وك ْ
ه عنه ب الدنيا فّرج الل ُ كر ِ ن ُ ةم ْ مسلم ِ كرب ً
ة (( . ب يوم ِ القيام ِ ن كر ِ ةم ْ كرب ً
قى ﴾ . وأ َب ْ َ خي ٌْر َ خَرةُ َ واْل ِ .10وزهْد ٌ في الفانيةِ َ ﴿ :
ة. تلك عشرةٌ كامل ٌ
لجب َ ٍ وي إ َِلى َ سآ ِ ن نوٍح قوُله َ ﴿ : ن شقاِء اب ِ م ْ
ض والسماِء ب الر ِ ماء ﴾ .ولو أوى إلى ر ّ ن ال ْ َ م َ مِني ِ ص ُ ع ِ يَ ْ
ل وأعّز وأمنع . لكان أج ّ
مص ُ ُ
ت .فتق ّ ه :أنا أحيي وأمي ُ ومن شقاِء النمرودِ قول ُ
ل له ،فُب ِِهت وخسأ وخاب ة ل تح ّ ثوبا ً ليس له ،واغتصب صف ً
.
لوَلى ﴾ . ة وا ْ ُ
خَر ِ َ ل اْل ِ كا َ ه نَ َ خذَهُ الل ّ ُ فأ َ َ ﴿ َ
ث المل ّةِ عبارة ٌ ،وراي ُ
ة ة ،وميرا ُ ح السعادةِ كلم ٌ مفتا ُ
ه. ة هي :ل إله إل الل ُ ة والعبارةُ والجمل ُ ة ،فالكلم ُ ح جمل ٌ الفل ِ
ل اللهِ . محمد ٌ رسو ُ
ه في السماِء : ض :أن ُيقال ل ُ ن نطقها في الر ِ سعادةُ م ْ
ه﴾. صدّقَ ب ِ ِ و َ ق َ صد ْ ِ جاء ِبال ّ ذي َ وال ّ ِ تَ ﴿: صدقْ َ
شناِر ن ينجو من الدمارِ وال ّ ن عمل بها :أ ْ وسعادةُ م ْ
م﴾. ه ْ فاَزت ِ ِ م َ قوا ب ِ َ ن ات ّ َ ذي َ ه ال ّ ِ جي الل ّ ُ وي ُن َ ّ والعارِ والنارِ َ ﴿ :
نوإ ِ ّ شك ََر َ ﴿ : صَر وي ُ ْ ن ٌيعان وي ُن ْ َ ن دعا إليها :أ ْ وسعادةُ م ْ
ن﴾. غال ُِبو َ م ال ْ َ ه ُ جندََنا ل َ ُ ُ
هول ِل ّ ِ م وُيعّز َ ﴿ : ن ُيرفع وُيكَر َ ن أحّبها :أ ْ وسعادةُ م ْ
ن﴾. مِني َ ؤ ِم ْ ول ِل ْ ُ ه َ سول ِ ِ ول َِر ُ عّزةُ َ ال ْ ِ
ن م َ هم ّ ج ُ ر ُ خ ِ ل الرقيقُ فأصبح حّرا ً ﴿ :ي ُ ْ هتف بها بل ٌ
ر﴾. و ِ ت إ َِلى الن ّ ُ ما ِ الظّل ُ َ
ي ،فمات عبدا ً ذليل ً ب الهاشم ّ وتلعثم في نطقها ِ أبو له ٍ
رم ٍ ﴾ . مك ْ ِ من ّ ه ِ ما ل َ ُ ف َ ه َ ن الل ّ ُ ه ِ من ي ُ ِ و َ حقيرا ً َ ﴿ :
ل الركام البشريّ الفاني إلى قمم ٍ إنها الكسي ُِر الذي يحو ّ
ه
دي ب ِ ِ ه ِ عل َْناهُ ُنورا ً ن ّ ْ ج َ كن َ ول َ ِ ليمانيةٍ ربانيةٍ طاهرةٍ َ ﴿ :
عَباِدَنا ﴾ . ن ِ م ْ شاء ِ ن نّ َ م ْ َ
ل تحزن
150
ن العذاب ن الخرةِ ،فإ ّ ضت ع ِ ح بالدنيا إذا أعر ْ ل تفر ْ
غَنى َ
ما أ ْ ل والّنكا ُ الواصب في طريِقك ،والغ ّ
ل ينتظُرك َ ﴿ :
ن َرب ّ َ
ك ه ﴾ ﴿ .إِ ّ طاِني ْ سل ْ َ عّني ُ ك َ هل َ َه}َ {28 ماِلي ْ عّني َ َ
صاِد ﴾ . مْر َ ل َِبال ْ ِ
نح بالولد ِ إذا أعرضت عن الواحد ِ الصمدِ ،فإ ّ ول تفر ْ
ة
ن ،ونهاي ُ ة الخسرا ِ ن ،وغاي ُ ل الخذل ِ العراض عنه ك ّ
ة﴾. سك َن َ ُ م ْ وال ْ َ ة َ م الذّل ّ ُ ه ُ ت َ َ
علي ْ ِ رب َ ْض ِ و ُ نَ ﴿: الهوا ِ
ن إساءة العمل ل إذا أسأت العمال ،فإ ّ ح بالموا ِ ول تفر ْ
ة في الخرةِ ﴿ : ب في المصيرِ ،ولعن ٌ محقٌ للخاتمةِ وتبا ٌ
وَلدُ ُ َ َ ة أَ ْ
كم وَل أ ْ م َ وال ُك ُ ْ م َ ما أ ْ و َ
خَزى ﴾ ﴿ َ خَر ِ ب اْل ِ ذا ُ ع َ ول َ َ َ
لم َ ع ِو َ ن َ م َ نآ َ م ْ فى إ ِّل َ عندََنا ُزل ْ َ م ِ قّرب ُك ُ ْ ِبال ِّتي ت ُ َ
صاِلحا ً ﴾ . َ
*************************************
ة
وقفــ ٌ
ث (( :في رفع م برحمِتك أستغي ُ ي يا قيو ُ )) يا ح ّ
ة لجميع من ً
ن صفة الحياةِ متض ّ ة ،فإ ّ ة بديع ٌ هذا الدعاِء مناسب ٌ
ة
من ٌة متض ّ ة القّيومي ُ ة لها ،وصف ُ ل ،مستلزم ٌ ت الكما ِ صفا ِ
م الذي إذا م اللهِ العظ ُ ل ،ولهذا كان اس ُ ت الفعا ِ لجميِع صفا ِ
م.ي القيو ُ م الح ّ سئل به أعطى :هو اس ُ ي به أجاب ،وإذا ُ ع َ دُ ِ
ت مل ْ مة تضاد ّ جميع السقام ِ واللم ؛ ولهذا لما ك ُ والحياةُ التا ّ
ن ول شيٌء حَز ٌ م ول َ م ول غ ّ مه ّ م يلحْقهُ ْ ل الجنةِ ،ل ْ حياة ُ أه ِ
ل ،وتنافي ن الحياةِ تضّر بالفعا ِ ت .ونقصا ُ من الفا ِ
ق
ي المطل ُ ل الحياةِ ،فالح ّ ل القيوميةِ لكما ِ القيومية ،فكما ُ
م ل يتعذ ُّر ل ألبتة ،والقيو ُ ة الكما ِ م الحياةِ ل تفوُته صف ُ التا ّ
ل بصفةِ الحياةِ والقوميةِ له عليه فْعل ممكن ألبتة ،فالتوس ُ
ل. تأثيٌر في إزالةِ ما ُيضاد ّ الحياةَ ويضّر بالفعا ِ
قال الشاعُر :
ب
وتخشى ول المحبو ُ نمُرك ما المكروهُ م ْ لع ْ
عالذي م ُ ث ت َاله ْ
ط ّ
مَ كحير ُ من
فما د ْ س
ف النا ِ تقي ِ حيثُر ت ّخو
وأكث
ليس ينفعُ نليس بكائ ِ
ل تحزن
151
*************************************
ع
ر الواق ِ
ع الم ِ م ْ
لم َ تعا َ
تست من الشيِء سل ْ ونت ما قد ْ عّز هان ،وإذا أي ْ إذا ه ّ
ه إ ِّنا إ َِلى سول ُ ُ وَر ُ ه َ ضل ِ ِ ف ْ من َ ه ِؤِتيَنا الل ّ ُ سي ُ ْسك َ ﴿ : ه نف ُ عن ُ
ن﴾. غُبو َ ه َرا ِ الل ّ ِ
ن نافذةٍ وكان بأصبِعه اليسرى ن رجل ً قفز م ْ تأ ّ قرأ ُ
ط
م بمسمارِ في النافذةِ ،ومع سقو ِ خاتم ،فنشب الخات ُ
ل اقتلع المساُر أصبعه من أصلها ،وبقي بأربعُ أصابع ، الرج ِ
سهِ :ل أكاد ُ أتذك ُّر أن لي أربعُ أصابع في يدٍ ن نف ِ لع ْ يقو ُ
ت أصُبعا ً من أصابِعي إل حينما أتذكُر ب ،أو أنني فقد ُ فحس ُ
ة بما م ،ونفسي راضي ٌ ة ،وإل فعلمي على ما يرا ُ تلك الواقع َ
ه وما شاء فعل (( . در الل ُ حدث )) :ق ّ
ض ف لمر ٍ ده اليسرى من الكت ِ ِ تي ُ ف رجل ً ب ُِتر ْ وأعر ُ
هه ،فعاش طويل ً وتزّوج ،وُرزق بنين ،وهو يقود ُ سيارت ُ أصاب ُ
ن اللهِ لم يخلقْ له إل يدا ً بطلقةٍ ،ويؤدي عمله بارتياٍح ،وكأ ّ
ن أغنى الناس (( . ه لك ،تك ْ واحدةً )) :ارض بما قسم الل ُ
م مع ما أسرع ما نتكّيف مع واقِعنا ،وما أعجب ما نتأقل ُ
ت بساطا ً م ْ
ن ة كان قاع ُ البي ِ وضِعنا وحياِتنا ،قبل خمسين سن ً
ة، ن فخارٍ ،وقصع ً ل ،وقربة ماٍء ،وقدرا ً م ْ حصيرٍ النخ ِ
ت معيشُتنا ،لننا ت حياُتنا واستمر ْ ة ،وإبريقا ً ،وقام ْ وجفن ً
منا إلى واقِعنا. رضينا وسّلمنا وتحاك ْ
ل
وإذا ُترد ّ إلى قلي ٍ ة إذا س راغب ٌ والنف ُ
الكوفةِ في المسجدِ ن في تْقنعُ تْبتها وقعرغ ّ
ة بين قبيلتي ِ قتن ٌ ْ
ت الجامِع ،فسّلوا سيوفهم ،وامتشقوا رماحهم ،وهاج ْ
ل أحد ُ م تفارقُ الجساد َ ،وانس ّ ت الجماج ُ الدائرةُ ،وكاد ِ
ل
ح الكبيرِ والرج ِ صل ِ م ْ س من المسجدِ ليبحث عن ال ُ النا ِ
ب غنمه ، س ،فوجده ُ في بيِته ِيحل ُ ن قي ٍ فب ِ الحليم ِ ،الحن ِ
فل الجسم ِ ،نحي ُ عليه كساٌء ل يساوي عشرة دراهم ،نحي ُ
ت في ف الرجلين ،فأخبروه الخبَر فما اهتز ْ البنيةِ ،أحن ُ
ل تحزن
152
مهِ شعرةٌ ول اضطرب ؛ لنه قدِ اعتاد الكوارث ،وعاش جس ِ
دم له إفطاُره ه ،ثم قُ ّ ن شاء الل ُ الحوادث ،وقال لهم :خيرا ً إ ْ
س
سرةٌ من الخبزِ الياب ِ ث شيٌء ،فإذا إفطارهٌ ك ِ ْ ن لم يحد ْ وكأ ْ
م حمد َ مى وأكل ،ث ّ س من الماِء ،فس ّ ح ،وكأ ٌ ت ومل ٌ ،وزي ٌ
ت من الشام ِ ،مع ماِء ن ب ُّر العراق ،وزي ٌ ه ،وقال :ب ُّر م ْ الل َ
ه ،وأخذ ة .ثم لبس ثوب َ َ م جليل ٌ دجلة ،وملح مرو ،إنها لنع ٌ
ت إليه س اشرأب ّ ْ ما رآه النا ُ عصاهُ ،ثم دلف على الجموِع ،فل ّ
ل، ت غليه عيوُنهم ،وأنصتوا لما يقو ُ أعناُقهم ،وطفح ْ
س التفّرق ،فذهب ك ّ
ل م طلب من النا ِ صل ٍْح ،ث ّ فارتحل كلمة ُ
ت
م ل يلوي على شيٍء ،وهدأت الثائرة ُ ،ومات ِ واحدا ً منه ْ
ة. الفتن ُ
صه ب قمي ِ خل َقٌ وجي ْ ُ َ ك الشرف قد ْ يدر ُ
رقوعُ س ،منهاَم ْ: ورداؤُهُ •في الفتى
درو ٌ ة
القص ِ
ن قّلة الشيِء ت بالبهةِ والمظهرِ ،وأ ّ ن العظمة ليس ْ أ ّ
ة
ت بكثر ِ ت دليل ً على الشقاِء ،وكذلك السعادة ُ ليس ْ ليس ْ
َ
ما اب ْت ََلهُ َرب ّ ُ
ه ذا َ ن إِ َ سا ُ لن َ ِ ما ا ْ فأ ّ الشياِء والترفّهِ َ ﴿ :
ذا ما إ ِ َ ل ربي أ َك ْرمن}َ {15 ُ ُ َ ْ فأ َ
َ
وأ ّ َ ِ َ َ ّ َ قو َ ي ف هُ مَ ع
ّ َ ن و
َ ه
ُ م
َ ر َ ك
ل ربي أ َ
ن﴾. ِ َ ن ها َ قو ُ َ ّ في َ ُ ه َ ق ُ رْز َ ه ِ عل َي ْ ِ قدََر َ ف َ ما اب ْت ََلهُ َ َ
ة النسان ،ل ت الساميةِ هي قيم ُ ن المواهب والصفا ِ وأ ّ
ه
ه في علمهِ وكرم ِ صُرهُ ول داُرهُ ،إنها وزن ُ ه ول قَ ْ ه ول نعل ُ ُ ثوْب ُ ُ
َ َ
ة
م ﴾ .وعلق ُ قاك ُ ْ ه أت ْ َ عندَ الل ّ ِ م ِ مك ُ ْ ن أك َْر َ وحلمهِ وعقلهِ ﴿ :إ ِ ّ
ش ،ول ت في الثراِء الفاح ِ عنا أن السعادة ليس ْ هذا بموضو ِ
ن السعادةَ ضةِ ،ولك ّ ب والف ّ ف ،ول في الذه ِ صرِ المني ِ في الق ْ
فل َ ب بإيمانهِ ،برضاهُ ،بأنسهِ ،بإشراقهِ َ ﴿ : في القل ِ
َ ت ُعجب َ َ
ل الل ّ ِ
ه ض ِ ف ْ ل بِ َ ق ْ م﴾ ﴿ ُ ه ْول َدُ ُ ول َ أ ْ م َ ه ْ وال ُ ُ م َ كأ ْ ْ ِ ْ
ن﴾. عو َ م ُ ج َ ما ي َ ْ م ّ خي ٌْر ّ و َ ه َ حوا ْ ُ فَر ُ فل ْي َ ْ ك َ فب ِذَل ِ َ ه َ مت ِ ِ ح َ وب َِر ْ َ
عوّد ْ نفسك على التسليم ِ بالقضاِء والقدرِ ،ماذا تفع ُ
ل
ض نفقا ً أو ل تتخذ ُ في الر ِ ن بالقضاِء والقدرِ ،ه ْ م تؤم ْ إذا ل ْ
ل تحزن
153
ن ينقذك من القضاِء ن ينفعك ذلك ،ول ْ سّلما ً في السماِء ،ل ْ ُ
ل؟ ن فما الح ّ والقدرِ .إذ ْ
َ
م ركك ّ ُ كوُنوا ْ ي ُدْ ِ ما ت َ ُ ل :رضينا وسّلمنا﴿ :أي ْن َ َ الح ّ
ة﴾. شي ّدَ ٍ م َ ج ّ في ب ُُرو ٍ م ِ كنت ُ ْ و ُ ول َ ْ
ت َ و ُ م ْ ال ْ َ
ت في ف اليام في حياتي ،ومن أفظِع الوقا ِ ن أعن ِ م ْ
ص ب المخت ّ ة التي أخبرني فيها الطبي ُ عمري :تلك الساع ُ
ف ،ونزل الخبُر ه – من الكت ِ ببترِ يد أخي محمدٍ – رحمه الل ُ
ت روحي إلى ت نفسي ،وثاب ْ على سمعي كالقذيفةِ ،وغالب ُ
َ
من و َ ه َ ن الل ّ ِ ة إ ِّل ب ِإ ِذْ ِ صيب َ ٍ م ِ من ّ ب ِ صا َ ل المولى َ ﴿ :ا أ َ قو ِ
ن} ري َ صاب ِ ِ ر ال ّ ش ِ وب َ ّ ه ﴾ ،وقولهِ َ ﴿ : قل ْب َ ُ د َ ه ِ ه يَ ْمن ِبالل ّ ِ ؤ ِ يُ ْ
{155ال ّذين إ َ َ
وإ ِّنـا ه َ قاُلوا ْ إ ِّنا ل ِل ّ ِ ة َ صيب َ ٌ م ِ هم ّ صاب َت ْ ُ ذا أ َ ِ َ ِ
ن﴾. جعو َ ه َرا ِ إ ِل َي ْ ِ
ت بْردا ً وسلما ً ورْوحا ً ورْيحانا ً . ت هذه اليا ُ كان ْ
نة في اليما ِ ل ،إنما الحيل ُ وليس لنا من حيلةٍ فنحتا ُ
ن﴾﴿ َ ً والتسليم فَحسب ﴿ ،أ َم أ َبرموا أ َ
مو َ ر ُِ ْ ب م
ُ نا ّ ِ إ ف ا مر ْ ْ ْ َ ُ ِ َ ْ ُ
مرا ً َ َ َ
ما فإ ِن ّ َ ضى أ ْ ق َ ذا َ وإ ِ َ ه﴾﴿ َ ر ِ م ِ عَلى أ ْ ب َ غال ِ ٌ ه َ والل ّ ُ َ
ن﴾. كو ُ في َ ُ كن َ ه ُ ل لَ ُ قو ُ يَ ُ
ة
ل أربع ِ ة ُتخبُر في لحظةٍ واحدةِ بقت ِ إن الخنساء النخعي َ
نل اللهِ بالقادسيةِ ،فما كان منها إل أ ْ أبناٍء لها في سبي ِ
ف
سن الصنيِع ،ولط ِ ح ْ ت مولها على ُ ت رّبها ،وشكر ْ حمد ِ
ن، ن هناك معينا ً من اليما ِ ل القضاِء ؛ ل ّ الختيارِ ،وحلو ِ
ن ل ينقطعُ ،فمثُلها تشكُر وُتؤجُر وتسعد ُ ورافدا من اليقي ِ
ً
ن ؟! ل إذ ْ ل هذا فما هو البدي ُ م تفع ْ في الدنيا والخرةِ ،وإذا ل ْ
ض ،ثم خسارةُ الدنيا ض والرف ُ جُر والعترا ُ ط والتض ّ خ ُ التس ّ
ن سخط ه الّرضا ،وم ْ ن رضي فل ُ والخرةِ ! )) فم ْ
ط (( . فله السخ ُ
ت ،قوُلنا :إّنا للهِ وإّنا ب وعلج الزما ِ إن بلسم المصائ ِ
إليه راجعون .
ل تحزن
154
خل ُْقه وفي ملك ِهِ ،ونح ُ
ن ن َ والمعنى :كّلنا للهِ ،فنح ُ
نعود ُ إليهِ ،فالمبدأ ُ منه ،والمعاد ُ إليه ،والمُر بيدهِ ،فليس
لنا من المرِ شيٌء .
فكيف أبكي على نفسي التي تمل ُ
ك
هاعل َي ْ َن َ ذهبا ْ
م
ل َ إذا ّ
شيٍ،ء﴿ك ُ ه﴾ ه ُ ج َ و ْ ك إ ِّل َ هال ِ ٌ ةَذاهب ٌ
ء
ي ٍش ْ الشياء
ل َ ﴿ك ُ ّ
ن﴾ . مي ُّتو َ هم ّ وإ ِن ّ ُ
ت َ مي ّ ٌك َ ن﴾ ﴿،إ ِن ّ َ فا ٍ َ
ت ابنك ،أو ق بيِتك ،أو مو ِ ق باحترا ِ لو فوجئت بخبرٍ صاع ِ
ن نفسك ، ن وط ّ ْ ن تفعل ؟ من ال ِ ب مالك فماذا عساك أ ْ ذها ِ
ص من القضاء والقدر ب ،ل يجدي الفراُر والتمل ّ ُ ل ينفعُ الهر ُ
بف بالواقِع ،واكتس ِ م بالمرِ ،وارض بالقدرِ ،واعتر ْ ،سل ّ ْ
م هناك خياٌر آخُر ،ولكنه الجر ،لنه ليس أمامك إل هذا .نع ْ
جُر مما صار ل والتض ّ ص َ ح َ م بما َ ذرك مُنه ،إنه :التبّر ُ رديٌء أح ّ
نل على ماذا م ْ ن تحص ُ ب والهيجان ،ولك ْ ،والثورةُ والغض ُ
ل في علياِئه ، بج ّ ل غضب الر ّ هذا كّله ؟! إنك سوف تنا ُ
م ل يعود ُ جرِ ،وفادح الوزرِ ،ث ّ س ،وذهاب ال ْ ومْقت النا ِ
ف عنك ة ،ول ينصر ُ عليك المصاب ،ول ترتفعُ عنك المصيب ُ
مماء ث ُ ّ س َ ب إ َِلى ال ّ سب َ ٍ مدُدْ ب ِ َ فل ْي َ ْمَ ﴿: المُر المحتو ُ
ظ﴾. غي ُ ما ي َ ِ ن ك َي ْدُهُ َ هب َ ّل ي ُذْ ِ ه ْ فل َْينظُْر َ ع َ قط َ ْ ل ِي َ ْ
**************************************
ه سينتهي
ن لجل ِ ِ
ما تحز ُ
ل :الظالم ِ والمظلوم ِ ، م على الك ّ ت مقد ٌ ن المو َفإ ّ
س ً
ي والفقيرِ ،فلست ِبدعا من النا ِ ف ،والغن ّ والقويّ والضعي ِ
م.ت أم ٌ م وبعدك تمو ُ ت أم ٌن تموت ،فقبلك مات ْ أ ْ
ك
ف مل ِ ٍ ل مقبرةً ُدفن أل ُ ن في الشما ِ ن بطوطة أ ّ ذكر اب ُ
ب فيها : ة مكتو ٌعليها لوح ٌ
م
س العظا ُ والرؤو ُ لوسلطيُنهم س ِ
ن هذا الفناِء عظاما ً
ع ن ت
صار ْ مالطين عنه ُ
ْ النسا ِ ة
المذهل في هذا :غفل ُ ن المَر إ ّ
م، ه خالد ٌ مخل ّد ٌ منعّ ٌ المداهم ِ له صباح مساء ،وظّنه أن ُ
وتغافُله عن المصيرِ المحترم ِ وتراخيه عن النهايةِ الحّق ِ
ة
ل تحزن
155
ن َزل َْزل َ َ َ
ة م إِ ّقوا َرب ّك ُ ْ س ات ّ ُ ها الّنا ُ ي َ ﴿ :يا أي ّ َ لح ّ لك ّ
م
ه ْساب ُ ُ ح َ س ِ ب ِللّنا ِ م ﴾﴿،ا ْ
قت ََر َ ظي ٌ ع ِ يءٌ َ ش ْ ة َ ع ِ سا َال ّ
ن﴾. ضو َ ر ُ ع ِم ْة ّ فل َ ٍ غ ْفي َ م ِه ْ و ُ
َ
مَر الُقرى ه المم ،وأباد الشعوب ،ود ّ لما أهلك الل ُ
هممن ْ ُس ِ ح ّ ل تُ ِ ه ْ ن قائلَ ﴿ :- م ْ ة وأهلها ،قال–عّز ِ الظالم َ
كزا ً ﴾ ؟! انتهى ك ّ من أ َح َ
م
ل شيٍء عنه ْ ر ْ م ِ ه ْ ع لَ ُم ُ س َ و تَ ْ دأ ّْ ْ َ ٍ
إل الخبَر والحديث .
ث
فقد ْ مضى بحدي ِ ن
م خبٌر م ْ هل عندك ْ
ن
القوم ِ ركبا ُ سل أندل ٍ أه ِ
************************************
ة
وقفــ ٌ
ل على توحيد ِ اللهيةِ والربوبيةِ ، م ٌ ب :مشت ِ دعاء الكر ِ
نن الصفتا ِ حلم ِ ،وهاتا ِ ه بالعظمةِ وال ِ ب سبحان ُ ف الر ّ ووص ِ
ن والتجاوزِ ، ل القدرةِ والرحمةِ ،والحسا ِ ن لكما ِ مستلزمتا ِ
ش
ي والعر ِ سفل ّ ل ربوبيِته للعالم ِ العلويّ وال ّ صفهِ بكما ِ وو ْ
مها . ت وأعظ ُ ف المخلوقا ِ الذي هو سق ُ
ه الذي ل تنبغي م توحيده ،وأن ُ ة تستلز ُ م ُ ة التا ّ والربوبي ُ
ه. ة إل ل ُ ل والطاع ُ ف والرجاُء والجل ُ ب والخو ُ العبادةُ والح ّ
ه ،وسلب ك ّ
ل لل ُ ل كما ٍ م إثبات ك ّ ة تستلز ُ وعظمُته المطلق ُ
ه
م كمال رحمت ِهِ وإحسان ِ ِ ه يستلز ُ م ُ حل ُ ه؛و ِ ل عن ُ ص وتمثي ٍ نق ٍ
إلى خلِقهِ .
ه وإجلل ُ ُ
ه ب محبت ُ ُ ه بذلك ُتوج ُ ب ومعرفت ُ ُ م القل ِ فعل ْ ُ
ل له من البتهاِج واللذةِ والسرورِ ما يدفعُ وتوحيد ُهُ ،فيحص ُ
م ،وأنت تجد ُ المريض إذا ورد م والغ ّ ب واله ّ كر ِ ه ألم ال ْ عن ُ
ة
ه ،كيف تقوى الطبيع ُ وي نفس ُ حه ،وُيق ّ سّرهُ وُيفر ُ عليهِ ما ي ُ
بل هذا الشفاِء للقل ِ ي ،فحصو ُ ض الحس ّ على دفِع المر ِ
أولى وأحرى .
***************************************
ء
ق الشقا ِ
ب طري ُ
الكتئا ُ
ل تحزن
156
ت جريدةُ ) المسلمون ( عدد 240في شهرِ صفر ذكر ْ
ه
ب على وج ِ ن هناك 200مليون مكتئ ٍ سنة 1410هـ ،أ ّ
ض! الر ِ
ب العالم!! ل يفّرقُ بين دولةٍ غربيةٍ وأخرى شرقية الكتئا ُ
ب الجميع ..ونهايُته في ض يصي ُي وفقيرٍ .إنه مر ٌ ! أو غن ّ
ب النتحاُر !! الغال ِ
ل ،لكّنه ب والدو ِ ف بالسماِء والمناص ِ النتحاُر ل يعتر ُ
ن ضحاياه ُ وصلوا ض الرقام ِ تؤكد ُ أ ّ ف من المؤمنين ،بع ُ يخا ُ
ن آخر ل أنحاِء العالم ِ ..إل ّ أ ّ ض في ك ّ إلى 200مليون مري ٍ
ل بين كل عشرةِ أفرادٍ ن واحدا ً على الق ّ ت تؤك ّد ُ أ ّ الحصاءا ِ
ض الخطير !! ب بهذا المر ِ ض مصا ٌ على وجهِ الر ِ
ب الكبار ض أنه ل يصي ُ ت خطورةُ هذا المر ِ وقد وصل ْ
مه !! نأ ّ ن في بط ِ ل إلى حد ّ مداهمةِ الجني ِ ص ُ فقط ،بل ي ِ
ة النتحار : ب بواب ُ • الكتئا ُ
م إ َِلى َ قت ُُلوا ْ َأن ُ
ديك ُ ْ قوا ْ ب ِأي ْ ِ ول َ ت ُل ْ ُم﴾َ ﴿، سك ُ ْ ف َ ﴿ َل َ ت َ ْ
ة﴾. هل ُك َ ِ الت ّ ْ
ن مرض ت النباِء أ ّ تذكر الخباُر التي تناقلْتها ِوكال ُ
ت المتحدة س السابق للوليا ِ كن من الرئي ِ ب قد تم ّ الكتئا ِ
ة الرئيس المريكي المريكية )رونالد ْ ريجان( .وتعود ُ إصاب ُ
لت الذي ل يزا ُ ن السبعين في الوق ِ ض لتجاوِزه س ّ بهذا المر ِ
تط عصبيةٍ كبيرةٍ ..بالضافةِ للعمليا ِ ض فيه لضغو ٍ يتعّر ُ
ُ
مكنت ُ ْو ُ ول َ ْت متلحقةٍ َ ﴿، ت له على فترا ٍ الجراحيةِ التي أجري ْ
ة﴾. شي ّدَ ٍ م َ ج ّ في ب ُُرو ٍ ِ
ن، ن يعملون بالف ّ م ْ
ة َ ص ًوهناك الكثيُر من المشاهيرِ وخا ّ
ن لم ب سببا ً رئيسا ً – إ ْ ض ،وقد كان الكتئا ُ م هذا المر ُ مه ْ يداه ُ
ت الشاعرِ صلح جاهين ،وكذلك ُيقال : ن الوحيد – في مو ِ يك ْ
ق
ه َ وت َْز َ ن نابليون بونابرت مات مكتئبا ً في منفاهُ ﴿ َ إ ّ
ن﴾. م َ ُ َ
فُرو َ كا ِ ه ْ و ُ
َ م
ْ ه
ُ سُ ف أن
كالت النباِء ، وما زلنا نذكُر أيضا الخبر الذي طّيرْته و ًِ
ف العالم ِ ،عن ب صح ِ ت الولى في أغل ِ ل صدر الصفحا ِ احت ّ
ل تحزن
157
ن ل ثلثةٍ م ْ ة بقت ِ م ألماني ٌ الجريمةِ المرّوعةِ التي ارتكبْتها أ ّ
ب ،ولحّبها ضها بالكتئا ِ ن السبب هو مر ُ أطفالها ،واتضح أ ّ
ن تورثهم العذاب والضيق الذي تأ ْ الشديدِ لطفالها خاف ْ
ب بقِتلهم ن هذا العذا ِ ت » إراحتهم« !! م ْ تشعُر بهِ ،فقّرر ْ
ت نفسها !!. الثلثةِ ..ثم قتل ْ
ة
ة( تشيُر إلى خطور ِ م )منظمةِ الصحةِ العالمي ِ وأرقا ُ
ب في ر ..ففي عام 1973م كان عدد ُ المصابين بالكتئا ِ الم ِ
ة لتصل إلى %5في عام ت هذه النسب ُ العالم ِ ، %3وارتفع ْ
ت إلى وجودِ فردٍ ض الدراسا ِ ت بع ُ 1978م ،كما أشار ْ
ل أربعةٍ !! في حين أعلن نك ّ ب بالكتئاب م ْ ي مصا ٍ أمريك ّ
عقد في شيكاغو ي الذي ُ ب النفس ّ س مؤتمرِ الضطرا ِ رئي ُ
ص في العالم ِ ن شخ ٍ ن هناك 100مليو ِ عام 1981م أ ّ
ل العالم ِ المتقدم ، ن دو ِ مم ْ ب ،أغلُبه ْ يعانون من الكتئا ِ
َ
ن
و َ ول َ ي ََر ْ ب!! ﴿أ َ م أخرى أنهم مائتا مليون مكتئ ٍ ت أرقا ٌ وقال ْ
ن﴾ يَ ت ر م و عام مرةً أ َ َ ّ
ل ُ ك في ِ ن نو ُ َ ت ْ
ف ي م ه ّ نأَ
ِ ْ ّ َ ْ ّ ّ ٍ َ ُ ْ ُ
حلوا .وقال ً ً
ن شرابا ُ قال أحد ُ الحكماِء :اصنعْ من الليمو ِ
ه،
ن يزيد أرباح ُ ن الذي يستطيعُ أ ْ ي الفط ِ ُ دهم :ليس الذك ّ أح ُ
م
ه ْ علي ْ ِ
ك َ َ ح ﴿ُأوَلـئ ِ َ ل خسائره ُإلى أربا ٍ ي الذي يحوّ ُ ن الذك ّ لك ّ
ن﴾. دو َ هت َ ُ م ْ م ال ْ ُ ه ُ ك ُ وأوَلـئ ِ َ ة َم ٌ ح َ وَر ْ م َ ه ْ من ّرب ّ ِ ت ّ وا ٌ صل َ َ َ
ل :ل تنطِح الحائط !! وفي المث ِ
ن عنادِهِ فائدة ً تعود ُ ن ل تستفيد ُ م ْ والمعنى :ل تعان ِد ْ م ْ
عليك بخي ْرٍ .
وجاوِْزه إلى ما إذا لم تستطعْ شيئا ً
م ل ّك َي ْل َ غ ّ ما ً ب ِ َ غ ّ م ُ عك ُ ْ فأ ََثا
تستطيب َ ُ ن الدقيق َ ﴿ ، وقالوا ُ :ول تطح ِ
فد َع ْه
م﴾ . فات َك ُ ْ ما َ عَلى َ حَزُنوا ْ َ تَ ْ
ت ل ينبغي ن المور التي ُفرغ منها وانته ْ والمعنى :أ ّ
ن في ذلك قلقا ً واضطرابا ً وتضييعا ً أن ُتعاد وُتكّرر ؛ ل ّ
للوقت .
ل إنكليزيٌ : -ل تنشرِ النشارة . وقالوا أيضا ً – وهو مث ٌ
ل تحزن
158
ب ،ل تأت وتنشْرها مرةً والمعنى :أي نشارةَ الخش ِ
ة ،فقد ْ فرغ منها . ثاني ُ
ل بالتوافهِ ،واجترار الهموم ِ ، ن يشتغ ُ يقولون ذلك لم ْ
دوا ْ ل َ ْ
و ع ُ ق َ و َ م َ ه ْوان ِ َ ِ خ َ قاُلوا ْ ل ِ ْ ن َ ذي َ وإعادةِ الماضي ﴿ ،ال ّ ِ
ت و َ م ْ م ال ْ َ سك ُ ُ ف ِ ن أن ُ ع ْ ؤوا َ فادَْر ُ ل َ ق ْ قت ُِلوا ُ ما ُ عوَنا َ طا ُ أَ َ
ن﴾. قي َ صاِد ِ م َ كنت ُ ْ ِإن ُ
دها ، نس ّ ل يمك ُ ت للفارغين من العما ِ هناك مجال ٌ
س ،وعيادةِ المرضى ،وزيارةِ ت ،ونْفِع النا ِ كالتزودِ بالصالحا ِ
ت
المقابرِ ،والعنايةِ بالمساجدِ ،والمشاركةِ في الجمعيا ِ
ة
ل والمكتب ِ ب المنز ِ س الحّياِء ،وترتي ِ الخيريةِ ،ومجال ِ
ل، ل النفع للفقراِء والعجزةِ والرام ِ والرياضةِ النافعةِ ،وإيصا ِ
ه﴾. قي ِ مَل ِ ف ُ دحا ً َ ك كَ ْ ح إ َِلى َرب ّ َ كاِد ٌ ك َ ﴿ إ ِن ّ َ
فحلوٌ وأما ّ وجهُ ُ
ه ف ولم أر كالمعرو ِ
والمسلوبين والمصابين . لهلتجد المنكوبين فجمي ُ التاريخقُ ُ
ما مذا اقرأأ ِ ّ
ة
ث سوف أطلعك على لوح ٍ ن هذا البح ِ لم ْ وبعد فصو ٍ
ن للمنكوبين بعنوان :تعّز بالمنكوبين . من الحز ِ
م ليس ل قو ٌ ض ّ اقرأ التاريخ إذ ْ فيه
ه
ت بِ ِ ما ن ُث َب ّ ُ ل َ الخب ِْر
سيدرونّر ُ ن َأنَباء ال م ْ ك ِ عل َي ْ َ ص َ ق ّ ل ّْرن ّ ُ كـِعب و ُال ﴿ َ
رةٌ ﴾ ﴿ ، عب ْ َ م ِ ه ْ ص ِ ص ِ ق َ في َ ن ِ كا َ قد ْ َ ك ﴾ ﴿ ،لَ َ ؤادَ َ ف َُ
ن ﴾ . فك ُّرو َ م ي َت َ َ ه ْ عل ّ ُ ص لَ َ ص َ ق َ ص ال ْ َ ص ِ ق ُ فا ْ َ
نب إل التمت ّعُ بمواط ِ ت وما لي مطل ٌ قال عمُر :أصبح ُ
القضاِء .
ح لقضاِء اللهِ وقدرهِ ،سواٌء كان ومعنى ذلك :أنه مرتا ٌ
فيما يحلو له أو فيما كان مّرا ً .
ن
ت،إ ْ ن ركب ُ م :ما أبالي على أيّ الراحلتي ْ ِ ضه ْ وقال بع ُ
ن كان الغنى لهو الشكُر . كان الفقُر لهم الصبُر ،وإ ْ
نة من البناِء بالطاعو ِ ي ثماني ٌ ومات لبي ذؤيب الهذل ّ
ن يقول؟ إنه آمن وسّلم وأذعن في عام ٍ واحد ٍ فماذا عسى أ ْ
لقضاِء ربهِ ،وقال :
ل تحزن
159
ب الدهرِ ل أني لري ِ وتجّلدي للشامتين
ع أتضعض م أريه ُ
ل تميمةٍ ل ألفيت ك ُّ ة أنشبت وإذا المني ُ ُ
َ
ه ﴾. ن الل ّ ِ تنفإ ِعُذْ ِ ة إ ِّل ب ِ صيب َ ٍ م ِ من ّ ب ِ أظفارها َصا ما أ َ ﴿ َ
س بصره فقال – معّزيا ً نفسه : - ن عبا ٍ وفقد اب ُ
ففي فؤادي وقلبي ي
ن عين ّ هم ْ ن يأخذ ِ الل ُ إ ْ
م
فمي صار ٌ منهما نوُر وفي ي غيُر ذي نورها
قلبي ذك ّ
مشهوُرفقد القليل الكثيرةِ إذا ف كالسي ِ ن الن ِّعم وهو ٍ التسّلي بما عنده م َ
عوج ِ
منها .
ل عروة بن الزبيرِ ،ومات ابُنه في يوم ٍ ج ُ ت رِ ْ وُبتر ْ
ن كنت أخذت فقد ْ مد ،إ ْ م ِلك الح ْ واحدا ً ،فقال :الله ّ
ت فقد ْ عافْيت ،منحتني أربعة ن كنت ابتلي ْ َ أعطْيت ،وإ ْ
أعضاِء ،وأخذت عضوا ً واحدا ً ،ومنحتني أربعة أبناٍء وأخذت
م ريرا ً﴾ َ ﴿ ،
سل َ ٌ ح ِو َ ة َ جن ّ ً صب َُروا َ ما َ هم ب ِ َ جَزا ُ و َ ابنا ً واحدا ً َ ﴿ .
م﴾. صب َْرت ُ ْ ما َ كم ب ِ َ عل َي ْ ُ
َ
مةِ أخو دريد ٍ ،فعّزى دريد ٌ نفسه ص ّ ن ال ّ داللهِ ب ُ وُقتل عب ُ
ن ل حيلة در المستطاِع ،ولك ْ ن أخيهِ ق ْ بعد أن ذكر أنه دافع ع ْ
دالله فقال دريد ٌ : في القضاِء ،مات أخوه عب ُ
وحتى علني حال ِ ُ
ك ت عنه الخيل وطاعن ُ
المرء غيُر أسودِ ن مأ ّ نُويعل ِاللو ئ آسى تِ امر ْ دد طعانتب ّ حتى
ل بما كذبت ولم أبخ ْ مخل ّدِ وجدي أنني بنفسهِ ت
فف ُ أخا ّهُ
وخ
دي زيا ًِ ت ّي ملك ْ ي – واعظا ً هالشافع ّ أق ْ
للمصابين : - ومع نُ ل لِ ع ويروى لم
ب نفسا ً إذا وط ِ ْ ل ما دِع اليام تفع ْ
تقيُءةِ ول القضا ضحكمأر ٌ فل نزل القضاُء تشاُء إذا
سماُء العتاهيةِ : ض قوم ٍ بأرأبو ِ وقال
ه وأنت خار لك الل ُ ت بك م مرةِ حّف ْ ك ْ
تنا ؟؟! ت فماكامرِ ْه ْ خفنا من المو ِ المكاِره م مرةٍ ك ْ
ة ،فإذا هي العودةُ ة وأنها النهاي ُ م مرةٍ ظننا انها القاضي ُ ك ْ
الجديدةُ والقوةُ والستمراُر ؟!
ل تحزن
160
ل، ت بنا الحبا ُ طع ْ ل ،وتق ّ سب ُ ُ ت بنا ال ّ كم مرةٍ ضاق ْ
ح والنصُر والخيُر هنا الفاقُ ،وإذا هو الفت ُ ت في وجو ِ وأظلم ْ
ب﴾. ل ك َْر ٍ من ك ُ ّ و ِ ها َ من ْ َكم ّ جي ُ ه ي ُن َ ّ ل الل ّ ُ ق ِ والِبشارةُ ؟! ﴿ ُ
سنا ت علينا أنف ُ ت أمامنا دنيانا ،وضاق ْ م مرةٍ أظلم ْ ك ْ
م واليسُر والتأييد ُ ؟! ت ،فإذا هو الخيُر العمي ُ حب ْ ض بما ر ُ والر ُ
و﴾. ه َه إ ِل ّ ُ ف لَ ُ ش َ كا ِ فل َ َ ضّر َ ه بِ ُ ك الل ّ ُ س َ س ْ م َ وِإن ي َ ْ ﴿ َ
رهف أمر غي ِ ره ،كيف يخا ُ ب على أم ِ ن الله غال ٌ ن علم أ ّ م ْ
وفونك بالذين ل شيٍء دون اللهِ ،فكيف يخ ّ نك ّ ن علم أ ّ ؟! م ْ
ره ،وهو ن غي ِ فم ْ ن خاف الله كيف يخا ُ ن دوِنه ؟! م ْ م ْ
ن﴾. فو ِ خا ُ و َ م َ ه ْ فو ُ خا ُ فل َ ت َ َ لَ ﴿: يقو ُ
ه العزةُ ،والعزة ُ للهِ ولرسولهِ وللمؤمنين . ه سبحان ُ ُ مع ُ
صُر ن ﴾ ﴿ ،إ ِّنا ل ََنن ُ غال ُِبو َ م ال ْ َ ه ُجندََنا ل َ ُ ن ُ وإ ِ ّ ة﴿ َ معه الغَل َب َ ُ
م
قو ُ م يَ ُ و َوي َ ْة الدّن َْيا َ حَيا ِفي ال ْ َ مُنوا ِ نآ َ ذي َ وال ّ ِ سل ََنا َ ُر ُ
هادُ ﴾ . ش َ اْل َ ْ
ره أثرا ً قدسي ّا ً )) :وعزتي ن كثيرٍ في تفسي ِ ذكر اب ُ
ت
ت له السماوا ُ وجللي ما اعتصم بي عبدٌ ،فكاد ْ
ن بيِنها فرجا ً ومخرجا ً . ت له م ْ ض ،إل جعل ُ والر ُ
تخ ُ وعّزتي وجللي ما اعتصم عبدي بغيري إل أس ْ
ه (( . ت قدمي ْ ِ الرض من تح ِ
ن تيمية :بـ )) ل حول ول قوة إل م اب ُ قال الما ُ
ف ل شري ُ ل ،وُينا ُ ل ،وُتكابد ُ الهوا ُ بالله (( ُتحمل الثقا ُ
ل. الحوا ِ
نن كنوزِ الجنةِ .وهي م ْ مها أيّ العبد ُ ! فإنها كنٌز م ْ فالز ْ
ح الصدرِ . ت الراحةِ ،وانشرا ِ ن مسارا ِ بنودِ السعادةِ ،وم ْ
***************************************
ح القفال
الستغفاُر يفت ُ
ي ،فأستغفُر ن المسألة لتغلقُ عل ّ ن تيمية :إ ّ يقول اب ُ
ي.ه عل ّ حها الل ُل ،فيفت ُ الله ألف مرةٍ أو أكثر أو أق ّ
فارا ً ﴾ .غ ّن َ ه َ
كا َ فُروا َرب ّك ُ ْ
م إ ِن ّ ُ غ ِ
ست َ ْ
تا ْ قل ْ ُ
ف ُ
﴿ َ
ل تحزن
161
ل ،استغفار ذي الجلل . ب راحةِ البا ِ ن أسبا ِ نم ْ إ ّ
ة
ل قضاٍء خيٌر حتى المعصي ُ ة ،وك ُ ب ضارةٍ نافع ٌ ُر ّ
طها . بشر ِ
د قضاء ه للعب ِ فقد ْ ورد في المسند ِ )) :ل يقضي الل ُ
إل كان خيرا ً له(( .قيل لبن تيمية :حتى المعصية ؟ قال :
م ،والستغفاُر والنكساُر ﴿ . ة والند ُ م ،إذا كان معها التوب ُ نع ْ
فُروا ْ غ َ ست َ ْ فا ْ ك َ ؤو َ جآ ُ م َ ه ْ س ُ ف َ موا ْ َأن ُ م ِإذ ظّل َ ُ ه ْ و أن ّ ُ
ول َ َ
َ ْ
وابا ً ه تَ ّ ّ
دوا الل َ ْ ج ُ و َ َ
لل َ سو ُ م الّر ُ ه ُ َ
فَر ل ُ غ َ ست َ ْ وا ْ ه َ الل ّ َ
حيما ً﴾ ّر ِ
س: قال أبو تمام ٍ في أيام ِ السعودِ وأيام ِ النح ِ
رها ص ِ ن قِ ْ م ْ فكأَنها ِ نت سنو ُ مّر ْ
مأّيا ُ
ن طوِلها فكأنها م ْ وبالهناهج ٍ
ر م
ت أيا ُ بالسعو ْدِ
م اْنثن ث ّ
م
م أحل ُ نها وكأن ّهُ ْ م
أعوا ّ ُفكأ انقضت تلك بعدها مث ّ
َ ول ُ لها وأه ُ ن
السنو ُ وت ِل ْ َ
مو َ م يَ ْ ه ْ س﴾ ﴿ ،ك َأن ّ ُ ِ ناّ ال ن
َ ْ ي َ ب ها َ ِ دا
َ ُ ن م الّيا ُ ك ﴿ َ
عشي ً َ
ها ﴾ . حا َ ض َ و ُ ةأ ْ م ي َل ْب َُثوا إ ِّل َ ِ ّ ها ل َ ْ ون َ َ ي ََر ْ
خ ،كانوا يستقبلون م التاري ُ ت لعظماء عََرفَهُ ُ عجب ُ
م ،وعلى ف النسي ُ ث ،أو هفي ُ ت الغي ِ المصائب كأّنها قطرا ُ
لق محمد ٌ ، وهو في الغارِ ،يقو ُ ْ
س الجميع سيد ُ الخل ِ رأ ِ
ق الهجرةِ ، عَنا ﴾ .وفي طري ِ م َ ه َ ن الل ّ َ ن إِ ّ حَز ْ لصاحِبه ﴿ :ل َ ت َ ْ
شُر سراقة بأنه ُيسوُّر سواريْ كسرى ! وهو مطارد ٌ مشّرد ٌ يب ّ
حيا ً وأفضت إلى و ْ بمن الغي ِ ُبشرى ِ
مهَز ُ سي ُ ْ بأسرا ﴿ِر َ ل: الدنيايقو ُ في الدرِع وهو ب فم ِ في ُ ت
بدر يث وفيألق ْ
ن الدّب َُر ﴾ . وّلو َ وي ُ َ ع َ م ُ ج ْ ال ْ َ
لأد ّْبت في هوْ ِ أنت الشجاع ُ إذا
للصحابةِ : أبطالها يقو ُ
ل الردى ل والجراِح – بعد القت ِ ة
كتيب ً قيتدٍ – وفي ُِأح ل
ح
ة تنط ُ م نبوي ّ ٌ )) صّفوا خلفي ُ ،
هم ٌ لثني على ربي (( .إنها ِ ُ
م نبويٌ يهّز الجبال . الثرّيا ،وعْز ٌ
محتبيا ً ب ،كان ُ ن حلماِء العر ِ ن عاصم المْنقرِيّ م ْ سب ُ قي ُ
ل فقال :قُِتل ابُنك الن ،قَت َل َ ُ
ه ه بقصةٍ ،فأتاه رج ٌ يكّلم قوم ُ
ل تحزن
162
ن
ه ،حتى انتهى م ْ صت ُ ه ،ول أنهى ق ّ حب ْوَت َ ُ
ل َ ن فلنة .فما ح ّ اب ُ
ة
م آذِنوني بالصل ِ سلوا ابني وكّفنوه ،ث ّ مه ،ثم قال :غ ّ كل ِ
ْ
ن
حي َو ِ
ضّراء َساء وال ّ في ال ْب َأ َ ن ِ ري َصاب ِ ِ
وال ّ عليه ! ﴿ َ
س﴾. ال ْبأ ْ
ِ َ
ت، ت المو ِل ُيعطى الماء في سكرا ِ ن أبي جه ٍ ةب ُرم ُ
عك ِو ِ
ث بن هشام ،فيتناولونه واحدا ً ً فيقو ُ
ِ ل :أعطوه فلنا .لحار ِ ِ
ت الجميعُ . بعد واحدا ً ،حتى يمو ُ
**************************************
س عليك ل لك
النا ُ
ه ،فل يبني ل الناس عليهِ ل ل ُ ن العاقل الحصيف يجع ُ إ ّ
م
س ،إن الناس له ْ ً ً
موقفا ،أو يتخذ قرارا يعتمد ُ فيهِ على النا ِ
م مدىً يصلون إليهِ في ن مع الغيرِ ،وله ْ حدود ٌ في التضام ِ
ه.ل والتضحيةِ ل يتجاوزون ُ البذ ِ
ه وأرضاه ُ – ه عن ُ ي – رضي الل ُ ن عل ّ نب ِ انظْر إلى الحسي ِ
ت شفةٍ ، ة ببن ِ م ُ س ال ّ ل فل تنب ُ ل ُ ، يقت ُ ت الرسو ِ ن بن ِ وهو اب ُ
ّ
بل الذين قتلوهُ يكّبرون ويهللون على هذا النتصارِ الضخم ِ
ل الشاعُر : ه عنه .يقو ُ حهِ !! ،رضي الل ُ ِبذب ِ
مل ً بدمائ ِهِ تزميل متز ّ ُ سك يا ابن جاؤوا برأ ِ
قتلوا بك التكبير ن ُقتلت محمدٍبأ ْ
تّبرون وبنُيك ِ
والتهليل وإنما
ً ً
س ،وُيجلد ُ جلدا رهيبا ، ل إلى الحب ِ ن حنب ٍ وُيساق أحمد ُ ب ُ
ه أحد ٌ . ك مع ُ ت ،فل يتحّر ُ ف على المو ِ ويشر ُ
ب البغل إلى مصر ،فل ن تيمية مأسورا ً ،ويرك ُ وُيؤخذ ُ اب ُ
م
ن له ْ ه،ل ّ ت جنازت ُ ج تلك الجموعُ الهادرة ُ التي حضر ْ تمو ُ
ن ِ َ
مه ْ
س ِف ِ لن ُ كو َ مل ِ ُ وَل ي َ ْ بَ ﴿، س ُ ح ْ حدودا ً يصلون إليها فَ َ
شورا ً ﴾ وَل ن ُ ُ حَياةً َ وَل َ وتا ً َ م ْ ن َ كو َ مل ِ ُ وَل ي َ ْ فعا ً َ وَل ن َ ْ ضّرا ً َ َ
َ
ن
م َ ك ِ ع َ ن ات ّب َ َ م ِو َ ه َ ك الل ّ ُ سب ُ َ ح ْ ي َ ها الن ّب ِ ّ َ ﴿ ،يا أي ّ َ
ت﴾﴿ ، مو ُ ذي َل ي َ ُ ي ال ّ ِ ح ّ عَلى ال ْ َ ل َ وك ّ ْ وت َ َن﴾َ ﴿، مِني َ ؤ ِ م ْ ال ْ ُ
شيئا ً ﴾ . ه َ ن الل ّ ِ م َ ك ِ عن َ غُنوا َ م َلن ي ُ ْ ه ْ إ ِن ّ ُ
ل تحزن
163
ن
نإ ْه الرك ُ
فإن ّ ُ ل
م يدْيك بحب ِ
فالز ْ
ن
خان َْتك أركا ُ اللهِ معتصما ً
********************************************
***
صد َ « نا ْ
قت َ َ رفقا ً بالما ِ
ل » ما عال م ِ
م: قال أحدهُ ْ
نن ما شئت ع ْ واستغ ِ ن العِّز اجمعْ نقودك إ ّ
وتبديدهِ وإنفاِقه للخا ِ نْ
الما مروع ّ الفلسفة التي تدعو إلى ع
تبذي ل
ِ في الما ن
ِ ِ إ ّ
ت بصحيحةٍ ،وإنما هي جهِهِ أو عدم ِ جمِعه أصل ً ليس ْ في غيرِ و ْ
ن جهلةِ المتصوفةِ . ن ع ُّبادِ الهنودِ ،وم ْ ةم ْ منقول ٌ
ف ،وإلى جمِع ب الشري ِ ن السلم يدعو إلى الكس ِ إ ّ
ف ،ليكون العبد ُ ف ،وإنفاقهِ في الوجهِ الشري ِ ل الشري ِ الما ِ
د
ح في ي ِ ل الصال ُ عزيزا ً بماله ،وقد ْ قال ِ)) : نعم الما ُ
ن. ث حس ٌ ح(( .وهو حدي ٌ ل الصال ِ الرج ِ
ن ،أو الفقُر ب الهموم والغموم كثرةُ الديو ِ ن مما يجل ُ وإ ّ
ل تنتظرون إل ّ غنى مطغيا ً أو المضني المهلك )) :فه ْ
فقرا ً منسيا ً (( .ولذا استعاذ فقال )) :اللهم إني
نقُر أ ْر (( .و )) كاد الف ْ ق ِر والف ْ ن الكف ِ أعوذُ بك م َ
يكون كفرا ً (( .
ن ماجة : ث الذي يرويه اب ُ ض مع الحدي ِ وهذا ل يتعار ُ
ه ،وازهدْ فيما عند )) ازهدْ في الدنيا يحّبك الل ُ
ن فيهِ ضعيفا ً . س (( .على أ ّ س يحّبك النا ُ النا ِ
ف ،وما يكفيك عن ن المعنى :أن يكون لك الكفا ُ لك ّ
نل تكو ُ ل،ب ْ ب ما عندهم من الما ِ س وطل ِ استجداِء النا ِ
م )) ،ومن ك عنه ْ ف وجه َ شريفا ً نزيها ً ،عندك ما يك ّ
ه (( . ن ُيغِنه الل ُ يستغ ِ
ك أغنياء ،خيٌر ن ت َذَُر ورث َت َ َ وفي الصحيِح )) :إنك إ ْ
ن الناس (( . ففو ُ ة يتك ّ م عال ً ه ْ ن أن ت َذََر ُ م ْ
ل تحزن
164
س ما َ
حقوق أنا ٍ سد ّ به ما قد ْ أضاعوا أ ُ
دا
استطاعوا لها س ّ وفّرطوا
س: ِ النف ة زع
ِ ّ ِ في دهم ل أح ُ يقو ُ
ل كل ّ ح القوا ِ أقب ُ لن القوا ِ أحس ُ
سفلى د ال ّ لولع ْ خذ ْ)) اليدُ العليا وفيقولي لك
خيٌر من الي ِ الصحيح :
ة ﴿، سفلى الخذة ُ أو السائل ُ ة ،واليد ُ ال ّ (( .اليد ُ العليا المعطي ُ
ف﴾ . ف ِ ع ّن الت ّ َ م َغن َِياء ِ ل أَ ْ ه ُ جا ِم ال ْ َ ه ُ سب ُ ُح َ يَ ْ
م رزقا ً أو والمعنى :ل تتمّلق البشَر فتطلب منه ْ
ل والخل ْقَ ل ّ
ن ن الرزق والج َ م َلض ِ ن الله عّز وج ّ مكسبا ً ،فإ ّ
سهم ن قعساُء ،وأهُله شرفاُء ،والعزةُ لهم ،ورؤو ُ عّزةَ اليما ِ
مه ُ عندَ ُن ِ غو َ ة ﴿ :أ َي َب ْت َ ُ ة ،وأنوُفهم دائما ً شامخ ٌ دائما ً مرتفع ٌ
ن الورديّ : ميعا ً ﴾ .قال اب ُ ج ِ ه َ عّزةَ ل ِل ّ ِ ن ال ِ فإ ِ ّ عّزةَ َ ال ْ ِ
ن
نم ْ قط ُْعها أحس ُ ب تقبيل يدٍ أنا ل أرغ ُ
ل فيكفيني قها الأوُقبل ْتلك
رِ ّ ن صنيِع ن جزْتني ع ْ إ ْ
الخج ْ
ل
******************************************* ت في كن ُ
ه
ر الل ِ
ق بغي ِ
ل تتعل ْ
ه ،فلماذا ت والرزاقُ هو الل ُ إذا كان المحيي والمي ُ
ب
ن أكثر ما يجل ُ تأ ّ م ؟! ورأي ُف من الناس والقلقُ منه ُ الخو ُ
ب
م ،والتقر ُ
ب رضاه ْ س ،وطل ُ ّ
الهموم والغموم التعلقُ بالنا ِ
م ،وهذا منمه ْ ص على ثناِئهم ،والتضّرر بذ ّ م ،والحر ُ منه ُ
ف التوحيدِ . ضع ِ
م
وليتك تْرضى والنا ُ فليتك تحلو والحياةُ
الذي فوق ب غضا
ل ُ
وك ّ ح منك الود ّ صةٌ ّمرير
إذا
بب ترا ُ الترا ِ
*************************************** ن
ل هي ّ ٌ فالك ُ ّ
ر
صدْ ِ
ح ال ّ
ب انشر ِ
أسبا ُ
ع
ب صفائ ِهِ ونقاِئه يوس ُ
ه ِبحس ِمها :التوحيدُ :فإن ُ
أه ّ
الصدَر ،حتى يكون أوسع من الدنيا وما فيها .
ل تحزن
165
ن
م ْو َ ل سبحانه وتعالى َ ﴿ : حدٍ ،يقو ُ ك ومل ِ مشر ٍ ول حياة ل ُ
ه ح ُ ً َ َ َ ْ أَ
شُر ُ ون َ ْ َ ا ضنك َ ةً ش عي ِ م
َ هُ ل نّ ِ إ ف ري َ ِ ك ذ
ِ عن َ ضَ َ ر ع
ْ
ه ّ
رِد الل ُ من ي ُ ِ ف َ مى ﴾ .وقال سبحانه َ ﴿ : ع َ ةأ ْ م ِ قَيا َ م ال ْ ِ و َ يَ ْ
سل َم ِ ﴾ .وقال سبحانه ﴿ : ه يَ ْ َ
صدَْرهُ ل ِل ِ ْ ح َ شَر ْ دي َ ُ ه ِ أن ي َ ْ
من ر ّ عَلى ُنو ٍ و َ ه َ ف ُ سَلم ِ َ صدَْرهُ ل ِْل ِ ْ ه َ ح الل ّ ُ شَر َ من َ ف َ أَ َ
ه﴾. ّرب ّ ِ
فصدرِ والرهبةِ والخو ِ ق ال ّ ه أعداءه بضي ِ عد الل ُ وتو ّ
فُروا ْ ن كَ َ ذي َ ب ال ّ ِ قُلو ِ في ُ قي ِ سن ُل ْ ِ بَ ﴿، ق والضطرا ِ
َ والقل ِ
طانا ً ﴾ ﴿ ، سل ْ َ ه ُ ل بِ ِ م ي ُن َّز ْ ما ل َ ْ ه َ كوا ْ ِبالل ّ ِ شَر ُ ما أ ْ ب بِ َ ع َ الّر ْ
رِد من َي ُ ِ ف َ ه﴾َ ﴿، ر الل ّ ِ من ِذك ْ ِ هم ّ قُلوب ُ ُ ة ُ سي َ ِ قا ِ ل ل ّل ْ َ وي ْ ٌ ف َ َ
الل ّ َ
ردْ أن من ي ُ ِ و َ سل َم ِ َ صدَْرهُ ل ِل ِ ْ ح َ شَر ْ ه يَ ْ دي َ ُ ه ِ ه أن ي َ ْ ُ
َ
في عد ُ ِ ص ّ ما ي َ ّ حَرجا ً ك َأن ّ َ ضّيقا ً َ صدَْرهُ َ ل َ ع ْ ج َ ه يَ ْ ضل ّ ُ يُ ِ
ماء ﴾ . س َ ال ّ
ح
م النافعُ ،فالعلماُء أشر ُ صد َْر :العل ُ ح ال ّ ومما يشر ُ
م سرورا ً ،لما مه ْ حبورا ً ،وأعظ ُ س صدورا ً ،وأكثُرهم ُ النا ِ
م ما ل َ ْ ك َ م َ عل ّ َ و َ ث المحمديّ النبويّ َ ﴿ : م من الميرا ِ عنده ْ
َ
ه﴾. ه إ ِّل الل ّ ُ ه َل إ ِل َ َ م أن ّ ُ عل َ ْ فا ْ م﴾َ ﴿، عل َ ُ ن تَ ْ ت َك ُ ْ
ن للحسنةِ نورا ً في ح :فإ ّ ل الصال ُ ومنها :العم ُ
ة في ق ،ومحب ً ة في الرز ِ سعَ َ ب ،وضياًء في الوجهِ ،و َ القل ِ
دقا ً ﴾ . َ
غ َ ماء َ هم ّ قي َْنا ُ س َ ق َ ﴿ ،ل ْ ْ
ب الخل ِ قلو ِ
ت ن ،ثاب ُ ة :فالشجاع ُ واسعُ البطا ِ ومنها :الشجاع ُ
مه ن ،فل ته ّ ل على الرحم ِ ن ،لنه يؤو ُ ن ،قويّ الركا ِ جَنا ِ ال َ
ت. ه التوجسا ُ ف ،ول تزعزِعُ ُ ث ،ول تهّزه ُ الراجي ُ الحواد ُ
نم ْ ل إل وهي ِ لها اللي ُ مرا ً ح ْ ت ُ ترّدى ثبات المو ِ
تضُرواعتل ْ بْ خ ِ الضر ُ س
سند ٍ من ِ مات حتى مات فما أتى وما
مُر ْ س
عليه القنا ال ّ ه
ب سيِف ِ مضرِ ُ
ب المعاصي :فإنها كدٌر حاضٌر ، ومنها :اجتنا ُ
م. م قات ٌ ة ،وظل ٌ ة جاثم ٌ ووحش ٌ
ث الذ ّ ّ
ل وقد ْ ُيور ُ ت ت الذنوب ُتمي ُ رأي ُ
إدماُنها القلوب
ل تحزن
166
ت :من الكلم ِ ة المباحا ِ ب كثر ِ ومنها :اجتنا ُ
و
غ ِ ن الل ّ ْ ع ِ م َ ه ْ
ن ُ ذي َ وال ّ ِوالطعام ِ والمنام والخلطةِ َ ﴿ ،
د
عِتي ٌ
ب َقي ٌ ل إ ِّل ل َدَي ْ ِ
ه َر ِ و ٍ
ق ْ من َ ظ ِف ُ ما ي َل ْ ِ
ن ﴾َ ﴿، ضو َ ر ُ
ع ِ
م ْ
ُ
فوا ْ ﴾ . ر ُ ول َ ت ُ ْ
س ِ شَرُبوا ْ َ ﴾ ﴿ ،وك ُُلوا ْ َ
وا ْ
*************************************
ء
رغ من القضا ِ ُ
ف ِ
ق
س والهموم ِ طبيب القل ِ ل أحد ُ المرضى بالهواج ِ سأ َ
ن العالم قد ْ
مأ ّ م :اعل ْ
ب المسل ُ ب ،فقال له الطبي ُ والضطرا ِ
س إل بإذنم ٌ ة ول هَ ْ ره ،ول يقعُ فيهِ حرك ٌ قهِ وتدبي ِ ن خل ِ فرغَ م ْ
ق
ن الله كتب مقادير الخلئ ِ م؟! ))إ ّم والغ ّاللهِ ،فِلم اله ّ
ة(( . ق الخْلق بخمسين ألف سن ٍ خل ُ َ ن يَ ْقبل أ ْ
قال المتنبي على هذا :
نوتصغُر في عي ِ ن
م في عي ِ وتعْظ ُ ُ
م
العظيم ِ العظائ ِ ُ
********************************* الصغيرِ صغاُرها
ة اللذيذُ
م الحري ّ ِ طَ ْ
ع ُ
ة
ن عند َه ُ ثلثمائ ٍ ب ) المسار ( :م ْ ل الراشد ُ في كتا ِ يقو ُ
ده
ف وستمائة تمرة ،لم يستعب ْ ت وأل ٌ وستون رغيفا ً وجّرة زي ٍ
أحد ٌ .
س والماِء ، بالخبزِ الياب ِ ن اكتفىِ ف:م وقال أحد ُ السل ِ
ة
م ٍع َ
من ن ّ ْ عندَهُ ِ د ِح ٍما ِل َ َو َ
سِلم من الّرقّ غل للهِ تعالى ﴿ َ
جَزى ﴾ . تُ ْ
دهم : قال أح ُ
ت
ولوْ أني قِن ِعْ ُ ت مطامعي أطع ُ
ت حرا ً لكن ُ فاستعبدتني
وقال آخُر :
عراةٌ
م فيها ُ على أّنه ْ س
أرى أشقياء النا ِ
جوّع ُ
و ُ ل يسأمونها
ل تحزن
167
ن
فع ْ ة صي ٍ سحاب ُ ت ن كان ْ أراها وإ ْ
بل أو المنص ِ الما ِ ع
ش ُ بجمع ّ
ل تققلي ٍ
ون على السعادةِ يسع ْ الذينفإنهاسّر
نت ُ إ ّ
م الخاسرون حّقا ً ،وأنه ْ
م مه ُ أو الوظيفةِ ،سوف يعلمون أنه ْ
دىفَرا َ موَنا ُ جئ ْت ُ ُ
قد ْ ِ ول َ َما جلبوا إل الهموم والغموم َ ﴿ ،
قَناك ُ َ
وَراء م َ ول َْناك ُ ْخ ّ ما َ وت ََرك ُْتم ّ ة َمّر ٍ
ل َ و َ مأ ّ ْ خل َ ْ ما َ كَ َ
حَياةَ الدّن َْيا}{16 ن ال ْ َ
ؤث ُِرو َل تُ ْ م ﴾ ﴿ ،بَ ْ رك ُ ْ ِ هوظُ ُ
قى ﴾ . وأ َب ْ َ خي ٌْر َخَرةُ َ واْل ِ َ
************************************
ب
ه الترا ُ
ي مخدّت ُ ُ
ن الثور ّ
سفيا ُ
ب في مزدلفة وهو ن الترا ِ ةم ْ م ً
ن الثوريّ كو ْ سد سفيا ُ تو ّ
ب
سد ُ الترا َ
ن تتو ّ
ل هذا الموط ِ س :أفي مث ِ ج ،فقال له النا ُ حا ّ
ة
ن مخد ِ مم ْ
دتي هذهِ أعظ ُ ث الدنيا ؟ قال :لمخ ّ محد ّ ُ وأنت ُ
أبي جعفرٍ المنصورِ الخليفةِ .
ه﴾.ب الل ّ ُما ك َت َ َ قل ّلن ي ُ ِ
صيب ََنا إ ِل ّ َ ﴿ ُ
*********************************
ن
في َ
ج ِ
مر ِ
ن إلى ال ُ
ل ترك ْ
ة ،التية المغلوب ُ ت الخاطئ ُ ة ،والرهاصا ُ الوعود ُ الكاذب ُ
ن
طا ُ شي ْ َ م ﴿ ،ال ّ س ،إنما هي أوها ٌ ف منها أكثُر النا ْ ِ يخا ُ
كمعد ُ ُ والل ّ ُ
ه يَ ِ شاء َ ح َف ْكم ِبال ْ َ مُر ُوي َأ ُ
قَر َف ْم ال ْ َعدُك ُ ُيَ ِ
م ﴾. عِلي ٌع َس ٌوا ِ ه َ والل ّ ُ
ضل ً َ ف ْ و َ
ه َمن ْ ُ
فَرةً ّ غ ِ
م ّْ
س والشعوِر ت اليأ ِ ة المعدةِ :ثمرا ُ والقلقُ والرقُ وقُْرح ُ
ط والخفاق . بالحبا ِ
***********************************
م ب وال ّ
شت ْ ُ ن يضّرك الس ّ
ل ْ
ي ) إبراهام لينكولن ( يقو ُ
ل :أنا ل س المريك ّ كان الرئي ُ
ح مظروفها فضل ً ُ
ي ،ول أفت ُ جه إل ّ
أقرأ رسائل الشتم ِ التي ُتو ّ
دمت شيئا ً لشعبي ما ق ّت بها ل َعن الرد ّ عليها ؛ لنني لو اشتغل ُ
ل تحزن
168
﴾﴿، مي َ
ل ج ِ ح ال ْ َ ص ْ
ف َ ح ال ّ ف ِ ص َفا ْ م﴾َ ﴿، ه ْ عن ْ ُ ض َ ر ْ ع ِفأ َ ْ ﴿ َ
م﴾. سَل ٌ ل َ ق ْ و ُم َ ه ْ عن ْ ُ ح َ ف ْص َ فا ْ َ
ن: سا ُ قال ح ّ
ر
أو لحاني بظه ِ بما أبالي أن ّ
والسخفاِء والحقراِء مب لئي ُ ت اللؤماِءغ َي ْ ٍ كلما ِ س
ن ٌ ن أت َي ْ ّ ز ِ: بالح ْ
المعنى
م، س ،ل تضّر ول ت ُهُ ّ ض النا ِ الشّتامين المتسلقين على أعرا ِ
م ،أو أن يتحرك منها شجاع ٌ . ن يتلفت لها مسل ٌ نأ ْ ول يمك ُ
ب العالميةِ الثانيةِ كان قائد ُ البحريةِ المريكيةِ في الحر ِ
ة
ل مع مرؤوسي ِ ص على الشهرةِ ،فتعام َ رجل ً لمعا ً ،يحر ُ
ت ،حتى قال : الذين كالوا له الشتائم والسباب والهانا ِ
م عودي ، ج َ ة ،لقد ْ عَ َ أصبح اليوم عندي من النقدِ مناع ٌ
سورا ً ف ُ س ُ م ول ين ِ ن الكلم ل يهد ُ تأ ّ ت سني ،وعلم ُ وكبر ْ
حصينا ً .
ت حد ّ وقد ْ جاوز ُ وماذا تبتغي
الربعينا الشعراُء مّني
ه قال :أحبوا ُ أن – مُ السل عليه – ُيذكُر عن عيسى
أعداءكم .
ما ً ،حتى م عفوا ً عا ّ ن ُتصدروا في أعداِئك ْ والمعنى :أ ْ
م﴿ ، تسلموا من التشّفي والنتقام ِ والحقد ِ الذي ينهي حيات َك ُ ْ
ن ﴾. سِني َ ح ِ م ْ ب ال ْ ُ ح ّ والل ّ ُ
ه يُ ِ س َ ن الّنا ِ ع ِ ن َ في َ عا ِ وال ْ َ َ
م﴾و َ ْ
م الي َ ْ ُ
علي ْك ُ َ ب َ ء(( ﴿ ،ل َ ت َث َْري َ م الطلقا ُ ))اذهبوا فأنت ُ
سَلف ﴾ . ما َ ع ّ ه َ فا الل ّ ُ ع َ َ ﴿،
*************************************
ن
و ِ
اقرأ الجمال في الك ْ
ل
ق ذي الجل ِ ْ
ل في خل ِ ح الصدر قراءةُ الجما ِ مما يشر ُ
ح، ب المفتو ُ ن ،هذا الكتا ُ م ،والتمت ّعُ بالنظرِ في الكو ِ ِ والكرا
ة﴾﴿ ق َ ل في خلقه َ َ ﴿ : ن الله يقو ُ
ج ٍه َ ت بَ ْذا َ دائ ِ َ ح َ ه َ فأنب َت َْنا ب ِ ِ ِ ِ إ ّ
خل ْق الل ّه َ َ
ه﴾﴿، دون ِ ِ
من ُ ن ِ ذي َ ق ال ّ ِخل َ َ ذا َ ما َفأُروِني َ ِ ذا َ ُ ه ََ
َ
ض﴾ .والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ في ال ّ ذا ِ ل انظُُروا ْ َ
ما َ ق ِ ُ
ل تحزن
169
ن ما ت ،من أخبارِ الكو ِ ل لك ،بعد صفحا ِ وسوف أنق ُ
خل ْ َ ع َ َ
هق ُ ء َ ي ٍ ل َ
ش ْ طى ك ُ ّ ذي أ ْ يدّلك على حكمةٍ وعظمةٍ ﴿ال ّ ِ
دى ﴾ . ه َ ثُ ّ
م َ
قال الشاعُر :
صورا ً ما قرأُتها في وكتابي الفضاُء َأقرأ ُ
كتابي ه
في ِ
س اللمعةِ ،والنجوم ِ الساطعةِ ،في ِ الشم في قراءةٌ
ة
ل ..في الشجرةِ ..في الثمر ِ ل ..في الت ّ النهرِ ..في الجدو ِ
..في الضياِء ..في الهواِء ..في الماِء ،
ل على أّنه الواحد ُ تد ّ ه
ل شيٍء ل ُ وفي ك ّ
ة
آي ٌ
يقول إيليا أبو ماضي :
كيف تغدو إذا أّيها الشاكي وما بك
ه الّندى ترىعليل َ
غدوت داٌء
فوق ُ أن أترى الشوك في
إكليل َ
يرى في الوجودِ ل مىبغي ِ
ر نفت َعْ ُ َ
سه والذيدِ و
الورو
شيئا ً جميل
******************************************* ل
جما ٍ
ل ك َي ْ َ
ف ب ْ
ل ا لىَ إ ن رو ُ ظين َ
ل َ
ف ﴿ أَ
ِِ ِ ِ َ ُ َ
ت﴾ ق ْ خل ِ َ
ُ
ن المبدع مأ ّ ن يعل ْ ن ينظْر إلى الكو ِ م ْ ل أْينشتاين َ : يقو ُ
ه﴾، خل َ َ َ ّ ُ حكيم ل يلعب بالنرد ﴿ .ال ّذي أ َ
﴿ ق ُ ء َ ي ٍْ ش ل ك ن
َ سَ ح
ْ ِ ّ ِ ُ ٌ
خل َ ْ َ َ
مقَناك ُ ْ ما َ م أن ّ َ سب ْت ُ ْ ح ِ ف َق﴾﴿،أ َ ح ّ ما إ ِّل ِبال ْ َ ه َ قَنا ُخل َ ْ ما َ َ
عَبثا ً ﴾.َ
ب ن وبحكمةٍ ،وبترتي ٍ سبا ٍ ح ْ ل شيٍء ب ِ ُ نك ّ ى:أ ّ والمعن ِ
ن هناك إلها ً قديرا ً ل ن يرى هذا الكون أ ّ مم ْ وبنظام ٍ ،يعل ُ
ل في عله ُ . ة،ج ّ ُيجري المور مجازف ً
مُر ق َ وال ْ َ س َ م ُ ش ْ ه وتعالى ﴿ :ال ّ ل سبحان ُ م يقو ُ ث ّ
مَر ك ال ْ َ ر َ غي ل َها َ ن ﴾ َ ﴿ ،ل ال ّ
ق َ ِ ْ د ُ ت أن َ س َينب َ ِ م ُ ش ْ سَبا ٍ ح ْبِ ُ
ن﴾. حو َ سب َ ُ ك يَ ْ فل َ ٍ في َ ل ِ وك ُ ّر َ ها ِ ق الن ّ َ ساب ِ ُ ل َ وَل الل ّي ْ ُ َ
**********************************
ل تحزن
170
ص
حْر ُ
ل يجدي ال ِ
س حتى تستكمل رْزقها ت نف ٌ ن تمو َ قال )) : ل ْ
ن،
ص إذ ْ حْر ُ جَزعُ ؟!وِلم الهَل َعُ ؟! وِلم ال ِ وأجَلها (( .فِلم ال َ
ر﴾﴿،دا ٍ م ْ
ق َ عندَهُ ب ِ ِ
ء ِ ي ٍ
ش ْل َ وك ُ ّ
ن هذا وفََرغَ ؟! ﴿ َ إذا انتهى م ْ
دورا ً ﴾ . َ
ق ُ درا ً ّ
م ْ ق َ مُر الل ّ ِ
ه َ نأ ْ و َ
كا َ َ
**************************************
ت ت تك ّ
فُر عنك السيئا ِ الزما ُ
ه ما أوطأ ه قال :آلل ُ ُيذك َُر عن الشاعرِ ابن المعتّز أن ُ
ق باللهِ !! ة الواث ِ ة المتوكل على اللهِ ،وما أسرع أْوب َ راحل ً
ننم ْ ب المؤم َ ه قال )) :ما يصي ُ ه أن ُ ح عن ُ وقد ص ّ
ض، ب ،ول مر ٍ ب ،ول نص ٍ م ،ول وص ٍ م ،ول غ ّ ه ّ
ن
ه بها م ْ فر الل ُ كها ،إل ك ّ ة ُيشا ُ حتى الشوك ُ
ه
ف أن ُ خطاياهُ (( .فهذا لمن صبر واحتسب وأناب ،وعََر َ
ب. ل مع الواحدِ الوها ِ يتعام ُ
ت حكيمةٍ تضفي على العبد ِ قوةً قال المتنبي في أبيا ٍ
وانشراحا ً :
ه
ب في ِ ما دام يصح ُ ل تلق دهرك إل غي َْر
عليك الغائب ن
روحكد ّ البد ُ
ُول ير سرورا ً ما م ُ ث ُ مكتر ُ ٍ
يدي فما
ماحوا ب ِ َ فَر ُ نَل ت َ ْ الحز َ
وُ مفات َك ُ ْ
ما َعَلى َ وا َ رتأ ْ ب َ ِ
ه
س ْ ل تَسي ْرِ َ ْ
﴿ ل ِك َُ
م﴾. آَتاك ُ ْ
**********************************
كي ُ
ل « م ال ْ َ
و ِ ع َ
ون ِ ْ سب َُنا الل ّ ُ
ه َ ح ْ
» َ
م لما كي ُ
ل « :قالها إبراهي ُ م ال ْ َ
و ِ ع َ
ون ِ ْ سب َُنا الل ّ ُ
ه َ ح ْ
» َ
ت برد ْا ً وسلما ً .وقال محمد ٌ في ُ
ألقي في النارِ ،فصار ْ
ه. ُ
حدٍ ،فنصره الل ُ
أ ُ
ل تحزن
171
ي
ل :ألك إل ّ ق قال له جبري ُ م في المنجني ِ ضع إبراهي ُ لما وُ ِ
ه
ما إلى الل ِ ما إليك فل ،وأ ّ م:أ ّ ة ؟ فقال له إبراهي ُ حاج ٌ
م! فَن َعَ ْ
ت
ف هذا ،وخمد ْ حرِقُ ،ولكن ج ّ البحُر ي ُْغرقُ ،والناُر ت َ ْ
ل«. كي ُ و ِ م ال ْ َ ع َ ون ِ ْ
ه َ سب َُنا الل ّ ُ ح ْ تلك ،بسبب َ » :
ل ك َّل قا َ رأى موسى البحَر أمامه والعد ّ خلفه ،فقال َ ﴿ :
ن اللهِ . ن ﴾ .فنجا بإذ ِ دي ِ ه ِ سي َ ْ ي َرّبي َ ع َ م ِن َ إِ ّ
ن الرسول لما دخل الغار ،س ّ
خ كر في السيرةِ أ ّ ذُ ِ
شها ،والعنكبوت فبنت بيتها بفم ِ الغارِ ، تع ّ الله الحمام فبن ْ
فقال المشركون :ما دخل هنا محمد ٌ .
س ْ
خ خيرِ البريةِ لم تن ِ ظّنوا الحمام وظّنوا
لن عا ٍ الدروِع وع ْ حم ِ ولم ت َ ُ من ن
تع ْ
العنكبوت على
ة اللهِ أغني ْ عناي ُ
م لط من ا ُ
ن هناك رب ّا ً ّ أ ونظر ِ ُ ، محها العبد ُ ة إذا تل ّ ة الرباني ُ ةُ مضاعف
العناي ٍ إنها
ن العبد ُ إليه . قديرا ً ناصرا ً ولي ّا ً راحما ً ،حينها يرك ُ
ل شوقي : يقو ُ
ث ك ُّلهن م فالحواد ُ ن ْ ة لحظت ْ َ
ك وإذا العناي ُ
ه َ نهاأ َ ْ
م
ح ُ و أْر َ و ُ َ فظا ً َ حا ِ ن َ أماٌر ُ
خي ْ ه َ فالل ّ ُ عي ُن َِنا ﴾ َ ﴿ ، ك ُ بِعيو
فإ ِن ّ َ﴿ َ
ن﴾. مي َ ح ِ الّرا ِ
*************************************
ة
سعاد ِ
ت ال ّ
ونا ُ
مك ّ
ه،
سْرب ِن بات آمنا ً في ِ ه )) : م ْ وعند الترمذيّ عن ُ
تحيَز ْه ،فكأنما ِم ِت يو ِى في بدنه ،عندهُ قو ُ معاف ً
رها (( . في ِ
له الدنيا بحذا ِ
والمعنى :إذا حصل على غذاٍء ،وعلى مأًوى وكان
ت، ل الخيرا ِ
ت ،وأفض ِن السعادا ِ ً
آمنا ،فقد ْ حصل على أحس ِ
م ل يذكرونه ،ول
س ،لكنه ْ ل عليه كثيٌر من النا ِ وهذا يحص ُ
ينظرون إليه ول يلمسونه .
ل تحزن
172
ل سبحانه وتعالى لرسوله َ ﴿ :
معل َي ْك ُ ْ
ت َ م ُ م ْ وأت ْ َ َ يقو ُ
ل؟ ت على الرسو ِ م ْ مِتي ﴾ .فأيّ نعمةٍ ت ّ ع َ
نِ ْ
بأهي المادةُ ؟ أهو الغذاُء ؟ أهي القصوُر والدوُر والذه ُ
ك من ذلك شيئا ً ؟ ة ،ولم يمل ْ ض ُ والِف ّ
ن
ن طي ٍم في غرفةٍ م ْ ن هذا الرسول العظيم كان ينا ُ إ ّ
ن على بطن ِهِ ، ل ،ويرب ُ
جري ْ ِ ح َ ط َ ن جريدِ النخ ِ ،سقُفها م ْ
ل تؤّثر في جنبهِ ،ورهن سَعف النخ ِ ن َ سد ُ على مخد ّةٍ م ْ ويتو ّ
ر ،ويدوُر ثلثة أيام ٍ ن شعي ٍ ه عند يهوديّ في ثلثين صاعا ً م ْ د ِْرع ُ
ل يجد ُ رديء التمرِ ليأكله ويشبع منه.
شعيرِ وأبقى من ال ّ ن
عك مرهو ٌ مت ودر ُ ِ
ك الج ُ
ل رهَ َ فشظ ٍ على
ِ م اليتا أبا دعيت ُ حتى ِ م ْ تُ ي ال معاني فيك ن
ل ّ
يا ب َط َ ُ
ل ه
أعذب ُ ُ
ت في قصيدةٍ أخرى : وقل ُ
ن أو ت من الطي ِ بي ٌ ر
ل قص ٍ نك ّ كفاك ع ْ
ن التي م ْ العلم ِ ف من
ي الخيام ِ
ن ُكه ْ ٌ
ص َ الفضائل أبراجا ً ق عمدٍ تبني ٍ شاه
أروِع الخيم من ا ْ ُ خةًَرةُ َ مشْلّيد ِ
ف
و َ س ْول َ َ لى}َ ِ {4 لو َ ك ِ َ خي ٌْر ل ّ َ ول َ ﴿ َ
ك ال ْك َ ْ
وث ََر ﴾ . عطَي َْنا َ ضى ﴾ ﴿ ،إ ِّنا أ َ ْ فت َْر َ ك َ ك َرب ّ َ طي َ ع ِ يُ ْ
***************************************
صب
من ْ ِ
صب ال َ
نَ َ
ن الورديّ : ب ،قال اب ُ ب الحياةِ المنص ُ ن متاع ِ م ْ
ة
ن مدارا ِ يا عنائي م ْ ب
ب المنص ِ نص ُ
غالي ْ أوهي َ َ :
ة ،إنها تأخذ ُ ماءلٌ بالسَف ة المنص ِ لديضريب َ نجا ّ والمعنى
ب
ن تلك الضرائ ِ ن ينجو م ْ م ْل َ ة ،وقلي ٌ
حة والراح َ ص ّ
جهِ ،وال ّ الوَ ْ
ن سمعِته ،من ن عرقِهِ ،من دِم ِ ،م ْ التي يدفُعها يومي ّا ً ،م ْ
لن كرامِته )) ،ل تسأ ِ ن شرِفه ،م ْ ن عزِته ،م ْ راحِته ،م ْ
ة(( ﴿ة وِبئست الفاطم ُ ت المرضع ُ م ِع َ ة(( )) .ن ِ ْ المار َ
ه﴾. طاِني ْسل ْ َ عّني ُ ك َ هل َ َ
َ
قال الشاعُر :
ل تحزن
173
أليس مصيُر ذلك ب الدنيا تصيُر ه ِ
فإلى؟!ل
للزوا ِ غليكالدنيا ً
ب؟ أي شيء تذه ُ ت بكل شيٍء ، عفواأت ْ ن
قد ّْر أ ّ
واْل ِك َْرام ِ ﴾ .
ل َجَل ِ ذو ال ْ َ ك ُ ه َرب ّ َ
ج ُ
و ْ
قى َ وي َب ْ َ
إلى الفناِء َ ﴿ ،
ني رأسا ً ،فإ ّن يا ُبن ّ قال أحد ُ الصالحين لبنه :ل تك ْ
الرأس كثيُر الوجاِع .
ن
ؤس ،فإ ّ ب التصد َّر دائما ً والّتر ّ ح ّ والمعنى :ل ت ُ ِ
ل إل إلى ب ل تص ُ ت والضرائ ِ ت والشتائم ِ والحراجا ِ النتقادا ِ
دمين . هؤلء المق ّ
ولي السْلطة هذا س
ن نصف النا ِ إ ّ
ن عد ْ
ل إ ْ
***************************************** ن
م ْ أعداٌء ل ِ
هيا إلى الصلة
ْ ْ ّ ﴿ يا أ َ
ة﴾. صل َ ِ وال ّ ِ َ ر ْ ب ص
ّ بالِ ا نوُ عي ِ َ ت س
ْ ا ا نو ُ م
َ آ ن
َ ذي
ِ ل ا ها
َ ّ ي َ
زع إلى الصلةِ . كان إذا حزبه أمٌر فَ ِ
ل (( . رحْنا بها يا بل ُ ل )) :أ ِ وكان يقو ُ
ة (( . جعلت قّرةُ عيني في الصل ِ ل ُ )) : ويقو ُ
إذا ضاق الصدُر ،وصُعب المُر ،وكثر المك ُْر ،فاهرعْ
ل. إلى المصّلى فص ّ
ت الليالي ،وتغي َّر م ،واختلف ْ ت في وجِهك اليا ُ إذا أظلم ْ
ب ،فعليك بالصلةِ . الصحا ُ
ح صدره ت العظيمةِ يشر ُ ما ِ ي في المه ّ كان النب ّ
ن .وذكروا رها من المواط ِ ب وغي ِ بالصلةِ ،كيوم ِ يد ْرٍ والحزا ِ
ة
ب ) الفتِح ( أنه ذهب إلى القلع ِ ظ ابن حجرٍ صاح ِ ن الحاف ِ ع ِ
ه. ه عن ُ ص ،فقام يصلي ،ففّرج الل ُ بمصر فأحط به اللصو ُ
ن رجل ً من الصالحين ن القيم ِ :أ ّ ن عساكر واب ُ وذكر اب ُ
ق الشام ِ ،فأجهز عليه ليقتله ، ص في إحدى طر ِ لقيه ل ّ
فطلب منه مهلةٍ ليصلي ركعتين ،فقام فافتتح الصلة ،
ضطَّر إ ِ َ َ
ه
عا ُ ذا دَ َ م ْ ب ال ْ ُ جي ُ من ي ُ ِ وتذك َّر قول اللهِ تعالى ﴿ :أ ّ
ل المجرم ك من السماِء بحربةٍ فََقت َ َ ﴾ .فرّددها ثلثا ً ،فنزل مل ٌ
مْر ل من يجيب المضطر إذا دعاه ْ ﴿ . ،وقال :أنا رسو ُ
وأ ُ َ ُ ّ ُ ْ
ل تحزن
174
هى صَلةَ ت َن ْ َ ن ال ّ ها ﴾ ﴿ ،إ ِ ّ عل َي ْ َ صطَب ِْر َ وا ْ ة َ صَل ِ ك ِبال ّ هل َ َ أَ ْ
عَلى ت َ كان َ ْ صل َةَ َ ن ال ّ ر ﴾ ﴿ ،إِ ّ منك َ ِ وال ْ ُ شاء َ ح َ ف ْ ن ال ْ َ ع ِ َ
قوتا ً ﴾ . و ُ م ْ ن ك َِتابا ً ّ مِني َ ؤ ِ م ْ ال ْ ُ
م ،الصلة ُ على م والغ ّ ل اله ّ ح الصدر ،ويزي ُ ما يشر ُ وإن م ّ
َ
موا سل ّ ُ و َ ه َ عل َي ْ ِصّلوا َ مُنوا َ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ الرسول َ ﴿ : يا أي ّ َ
سِليما ً ﴾ . تَ ْ
ه صح ذلك عند الترمذي :أ ُ
ي بن كعب – رضي الل ُ ن أب َ ّ ّ ّ ّ
ل لك من صلتي ؟ م أجع ُ ه – قال :يا رسول اللهِ ،ك ْ عن ُ
قال )) :ما شئت (( .قال :الربع ؟ قال )) :ما شئت ،
ن زدت فخي ٌْر (( .قال :الث ُّلثْين ؟ قال )) :ما شئت ، وإ ْ
ل لك صلتي كلّها ؟ قال : ن زدت فخيٌر (( .قال :أجع ُ وإ ْ
مك (( . كفى ه ّ ن ُيغفُر ذنُبك ،وت ُ ْ )) إذ ْ
ل بالصلةِ والسلم ِ على سيدِ م يزو ُ ن اله ّ وهنا الشاهد ُ ،أ ْ
ي صلةً واحدةً صّلى الل ُ
ه ن صّلى عل ّ ق )) :م ْ الخل ِ
ْ
ي ليلة ة عل ّ كثروا من الصل ِ شرا ً (( )) .أ ِ ع ْ
ه بها َ علي ِ
ةم معروض ٌ ن صلتك ْ ة ،فإ ّ ة ويوم الجمع ِ الجمع ِ
مت ؟! -أي ض عليك صلُتنا وقد ْ أر ْ ي(( .قالوا :كيف ُتعر ُ عل ّ
ن تأكل ضأ ْ م على الر ِ ن الله حر ّ بليت -قال)) :إ ّ
ن للذين يقتدون به ويّتبعون النور ء(( .إ ّ أجساد النبيا ِ
ة
علوّ قدِره ورفع ِ ه نصيبا ً من انشراِح صدِره و ُ ل مع ُ الذي أ ُن ْزِ َ
ذكرهِ .
ل هي ل الصلةِ على الرسو ِ ن تيمية :أكم ُ ل اب ُ يقو ُ
مد ٍ ل على محمدِ وعلى آل مح ّ ة :اللهم ص ّ الصلة ُ البراهيمي ُ
ك على كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ،وبار ْ
لكت على إبراهيم وعلى آ ِ ل محمدٍ كما بار ْ محمد ٍ وعلى آ ِ
إبراهيم في العالمين .إنك حميد ٌ مجيد ٌ .
م أغلى ما فأنت اليو َ نسينا في وداِدك
م وما ل َد َ
لناي َْناشرفا ً نل ُ م
على محب ِّتك ْ لم غا ِ نل ّ
لُ
ُك ُ
**************************************** علينا ويكفي
ل تحزن
175
ر
صدْ ِ
ة في ال ّ
سع ٌ
ة َ
دق ُ
ص َ
ال ّ
م ل اله ّ ب السعادة ويزي ُ ل في عموم ِ ما يجل ُ ويدخ ُ
ر
ن ،من الصدقةِ والب ِّر ولسداِء َ الخي ِ ل الحسا ِ والكدر :فع ُ
قوا ْ ف ُ صد ُْر ﴿ ،أن ِ سعُ بهِ ال ّ ن ما ُيو ّ ن أحس ِ ن هذا م ْ س ،فإ ّ للنا ِ
ت﴾. قا ِ صدّ َ مت َ َ وال ْ ُ ن َ قي َ صد ّ ِ مت َ َ وال ْ ُ كم﴾ َ ﴿ ، قَنا ُ ما َرَز ْ م ّ ِ
ن، جّبتا ِ م برجلْين عليهما ُ ل والكري ُ وقد ْ وصف البخي ُ
ة والد ّْرعُ سعُ عليه الجب ّ ُ ل ،فتتو ّ م ُيعطي ويبذ ُ ل الكري ُ فل يزا ُ
ك ويمنعُ ، ل يمس ُ ل البخي ُ من الحديد ِ حتى يعُفوَ وأثُره ،ول يزا ُ
ل مث َ ُ و َ ه!﴿ َ ه حتى تضيق عليهِ روح ُ فتتقّلص عليهِ ،فتخنق ُ
وت َث ِْبيتا ً َ
ه َ ت الل ّ ِ ضا ِ مْر َ غاء َ م اب ْت ِ َ ه ُ وال َ ُ م َ نأ ْ قو َ ف ُ ن ُين ِ ذي َ ال ّ ِ
ل َ فسهم ك َمث َل جن ّة بربو َ َ
تفآت َ ْ واب ِ ٌ ها َ صاب َ َ ةأ َ َ ِ َ ٍ ِ َ ْ َ ٍ ن أن ُ ِ ِ ْ م ْ ّ
فطَ ّ ُ
ل ﴾ .وقال ل َ واب ِ ٌ ها َ صب ْ َ م يُ ِ فِإن ل ّ ْ ن َ في ْ ِ ع َ ض ْ ها ِ أك ُل َ َ
ك﴾. ق َ عن ُ ِ ة إ َِلى ُ غُلول َ ً م ْ ك َ ل ي َدَ َ ع ْ ج َ ول َ ت َ ْ سبحانه وتعالى َ ﴿ :
ق
ن البخلء أضي ُ ل اليد ِ ،وإ ّ نغ ّ ل الروِح جزٌء م ْ نغ ّ إ ّ
ل، ل اللهِ عّز وج ّ س صدورا ً وأخلقا ً ؛ لنهم بخُلوا بفض ِ النا ِ
ب للسعادةِ ، ن ما يعطونه الناس إنما هو جل ٌ ولو عملوا أ ّ
قْرضا ً ه َ ضوا الل ّ َ ر ُ ق ِ ل الخي ّرِ ِ ﴿ ،إن ت ُ ْ لسارعوا إلى هذا الفع ِ
م﴾. فْر ل َك ُ ْ غ ِ وي َ ْ م َ ه ل َك ُ ْ ف ُ ع ْ ضا ِ سنا ً ي ُ َ ح َ َ
هس ِ ف ِ ح نَ ْ ش ّ من ُيوقَ ُ و َ وقال سبحانه وتعالى َ ﴿ :
ف ُ ما َرَز ْ ْ ْ َ َ فأ ُ
ن﴾ قو َ م ُين ِ ه ْ قَنا ُ م ّ و ِ َ ﴿ ، ﴾ نَ حو ُ ِ ل ف م
ُ ل ا م ُ ه ُ ك ِ ئ ل وَ ْ
ة
ل عاري ٌ فالما ُ ه أعطاك فابذ ْ
ل الل ُ
بلذ ُ ْ حايعُ نُريجررِ ّ والعم ه
عطيت ِ الما ُ ن م ْ ِ
يأس ْ ن
كالماِء إ ْ ل
لمنه سلسا ُ ه
سواِقي ُ م: سُ تحبحات ْ يقو ُ
ل
وُيحيي العظام البيض م الغيب أما والذي ل يعل ُ
ميو ُ مخافةرمي وهي غيره
م
ن ُيقال لئي ُ مٍ أ ْ ت أطوي البطن لقد ْ ُكن ُ
ن تستضيف له ضيوفا ً ،وأن الكريم يأمُر امرأته أ ْ يشتهى هذا ند ُ ُ والزا
إ ّ
ل: تنتظر رّواده ليأكلوا معه ،ويؤانسوهُ ليشرح صدره ُ ،يقو ُ
أكول ً فإني لس ُ
ت ت الزاد إذا ما صنع ِ
آكُله وحدي ه
فالتمسي ل ُ
ل تحزن
176
ة
ن فلسفته الواضحة ،وهي معادل ٌ ل لها وهو يعل ُ م يقو ُ ث ّ
ة سافرةٌ : حسابي ٌ
فيرضى فؤادي أو أريني كريما ً مات
داه ْ
مخل؟ ّ هيزيد ُ في عمربخيل ً
حين ِ ل
معُقب ِ
ص ل إنفاقُ ُ
ه ُينق ُ صاحِبه ِ الما ِ ِ
ل نْ
مج ْ
ل ِ
ه ْ
من أجِله ؟ ليس بصحيٍح .
***************************************
ب
ل تغض ْ
عذْ ِبالل ّ ِ
ه ست َ ِ فا ْ غ َ ن ن َْز ٌ طا ِ شي ْ َ ن ال ّ م َ ك ِ غن ّ َ ما َينَز َ وإ ِ ّ﴿ َ
م﴾. عِلي ٌ ع َ مي ٌ س ِ ه َ إ ِن ّ ُ
ب،ل أوصى أحد أصحابه فقال )) :ل تغض ْ
ب (( . ب ،ل تغض ْ تغض ْ
ن يستعيذ باللهِ من ل عنده فأمره ُ أ ْ وغضب رج ٌ
ن الرجيم ِ . الشيطا ِ
ن َ عوذُ ب ِ َ وأ َ ُ
ن ﴾ ﴿ ،إِ ّ ضُرو ِ ح ُ ب أن ي َ ْ ك َر ّ وقال تعالى َ ﴿ :
ن ت َذَك ُّروا ْ طا ِ شي ْ َ ن ال ّ م َ ف ّ طائ ِ ٌ م َ ه ْس ُ م ّ ذا َ قوا ْ إ ِ َ ن ات ّ َ ذي َ ال ّ ِ
ن ﴾. صُرو َ مب ْ ِ هم ّ ذا ُ فإ ِ َ َ
ب ،وله حد ّةُ والغض ُ م والحزن ال ِ ث الك َد ََر واله ّ ما يورِ ُ نم ّ إ ّ
أدواٌء عند المصطفى .
ب ﴿ ، ض ِ ك الغَ َ منها :مجاهدةُ الطبِع على تر ِ
ن﴾ فُرو َ غ ِم يَ ْ ه ْ
ضُبوا ُ غ ِ ما َ ذا َ وإ ِ َظ﴾ َ ﴿، غي ْ َ ن ال ْ َ مي َ كاظِ ِ وال ْ َ َ
.
ب جمرةٌ من النارِ ،والناُر ض َ ن الغَ َ ومنها :الوضوُء ،فإ ّ
ن (( ، يطفُئها الماُء )) ،الطهوُر شطُْر اليما ِ
ن (( . ح المؤم ِ )) الوضوءُ سل ُ
ومنها :إذا كان واقفا ً أن يجلس ،وإذا كان جالسا ً أن
يضطجع .
ضب . م إذا غ ِ ن يسكت فل يتكل ُ منها :أ ْ
ظهم ، ومنها أيضا ً :أن يتذكر ثواب الكاظمين لغي ِ
س المسامحين . والعافين عن النا ِ
ل تحزن
177
***************************************
ي
وْردٌ صباح ّ
ِ
ل صباٍح ،م عليه ك ّ
وسوف أخبُرك بوْرد من الذكارِ تداو ُ
س
ن الن ِن شّر شياطي ِ ليجلب لك السعادة ،ويحفظك م ْ
مك حتى ُتمسي . صما ً ِ
طيلة يو ِ ن ،ويكون لك عا ِ
والج ّ
ت عنه :
ح ْ
ة ،وهي التي ص ّ
ه الدعي ِ
ن هذ ِ
م ْ
ه، ه ،والحمدُ لل ِ ك لل ِ .1أصبحنا وأصبح المل ُ
ه المل ُ
ك ه،ل ُ حدَهُ ل شريك ل ُ و ْه َ
ول إله إل الل ُ
ب
ء قديٌر .ر ّ ل شي ٍ وله الحمدُ ،وهو على ك ّ
خي َْر ما ة،و َ خي َْر ما في هذه الليل ِ أسأُلك َ
ة وشّر ن شّر هذه الليل ِ بعدها ،وأعوذُ بك م ْ
ء
سو ِ لو ُ ب أعوذُ بك من الكس ِ ما بعدها ،ر ّ
رب في النا ِ ن عذا ٍ ب أعوذُ بك م ْ ر،ر ّ الكب ِ ِ
ر (( . ب في القب ِ وعذا ٍ
ة
ب والشهاد ِ م عالم الغي ِ ث )) :الله ّ وحدي ُ .2
ل شيء بك ّ ض،ر ّ ت والر ِ ،فاطر السماوا ِ
ن ل إله إل أنت ،أعوذُ بك وملِيكه ،أشهدُ أ ْ
ه، ن وشرك ِ ن شّر نفسي ،وشّر الشيطا ِ م ْ
ن أقترف على نفسي سوءا ً أو أجّره إلى وأ ْ
مسلم ٍ ((.
ه الذي ل يضّر مع ث )) :بسم ِ الل ِ .3وحدي ُ
ء، ض ول في السما ِ مه شيءٌ في الر ِ اس ِ
ت. م (( .ثلث مرا ٍ ع العلي ُ وهو السمي ُ
د
دك وأشه ُ ت أشه ُ م إني أصبح ُ )) الله ّ .4
قك أنك شك وملئكتك وجميع خل ِ حملة عر ِ
ه ل إله إل ّ أنت ،وحدك ل شريك أنت الل ُ
دك ورسوُلك . (( أربع ن محمدا ً عب ُ لك ،وأ ّ
مرات .
ل تحزن
178
ن أشرك بك شيئا ً م إني أعوذُ بك أ ْ )) .5الله ّ
م((. م ،وأستغفُرك لما ل أعل ُ وأنا أعل ُ
ة السلم ِ ،وعلى طر ِ ف ْ )) .6أصبحنا على ِ
د ، ن نبّينا محم ٍ ص ،وعلى دي ِ ة الخل ِ كلم ِ
ة أبينا إبراهيم حنيفا ً مسلما ً وما وعلى مل ّ ِ
كان من المشركين (( .
ه، ق ِ خل ْ ِعدَدَ َهَ : ه وبحمد ِ )) .7سبحان الل ِ
ه (( مداد كلمات ِ ِ ه،و ِ ش ِزنه عر ِ ه،و ِ س ِ ورضا نف ِ
ت. .ثلث مرا ٍ
ه َرب ّا ً ،وبالسلم دينا ً ، ت بالل ِ )) .8رضي ُ
ت. د نبيا ً (( .ثلث مرا ٍ وبمحم ٍ
ن شُر ما تم ْ ما ِه التا ّ ت الل ِ )) .9أعوذُ بكلما ِ
ق (( .ثلثا ً في المساء . خل َ َ َ
حنا ،وبك أمسنا ،وبك م بك أصب ْ )) .10الله ّ
ت ،وإليك النشوُر (( . حيا ،وبك نمو ُ ن ْ
ه
ه،ل ُ ه وحده ل شريك ل ُ )) .11ل إله إل الل ُ
ء قديٌر ل شي ٍ مدُ ،وهو على ك ّ ه الح ْ ك ول ُ مل ْ ُ
ال ُ
(( .مائة مرة .
*********************************
وقفـــة
نن القّيم )) :أجمع العارفون بالله على أ ّ ل اب ُيقو ُ
سك ،وُيخّلي بينك وبينها . ه على نف ِ ن يكلك الل ُ ذلن :أ ْ خ ْ
ال ِ
سك .ه إلى نف ِكلك الل ُ نلي ِ والتوفيقُ أ ْ
ل العبد ُ في فالعبيد ُ متقّلبون بين توفيقهِ وخذلن ِهِ ،ب ِ
ن هذا وهذا ،فيطيعهِ وُيرضيهِ ، ل نصيبه م ْ الساعةِ الواحدةِ ينا ُ
طهخ ُ س ِويذكُره ويشكُره بتوفيِقه له ،ثم يعصيهِ ويخالُفه ،وي ُ ْ
خ ْ
ذلن ِهِ . ل عنه بخذلن ِهِ له ،فهو دائٌر بين توفيِقه و ِ ويغف ُ
دة ش ّ
فمتى شِهد العبد ُ هذا المشهد وأعطاهُ حّقه ،عِلم ِ
ة
ل لحظ ٍ س وك ّ ل ن ََف ٍضرورِته وحاجِته إلى التوفيق في ك ّ
ل تحزن
179
ن إيمانه وتوحيده بيدِهِ تعالى ،لو تخّلى عنه ن ،وأ ّ وطْرفةِ عي ْ ٍ
ت سماُء إيمان ِهِ على
خّر ْ
ده ،ول َ
ش توحي ِ
ل عَْر ُ ن ل َث ُ ّطرفة عي ٍ
ن تقع
ن يمسك السماء أ ْ ن الممسك له :هو م ْ ض ،وأ ّ الر ِ
ض إل بإذن ِهِ (( . على الر ِ
*****************************************
ب المبار ُ
ك ن ..الكتا ُ
القرآ ُ
ه
ب الل ِ ب السعادةِ وانشراِح الصدرِ قراءة ُ كتا ِ ن أسبا ِ وم ْ
ف كتابه بأنه هدىً ونوٌر ص َ ن الله وَ َ ل ،فإ ّ م ٍ ن وتأ ّ بتدب ّرٍ وتمعّ ٍ
كم جاءت ْ ُ قدْ َ ةَ ﴿ ، وشفاٌء لما في الصدوِر ،ووصفه بأنه رحم ٌ
فَل ر ﴾ ﴿ ،أَ َ ِ دو ص ُ في ال ّ ما ِ فاء ل ّ َ ش َ و ِ م َ من ّرب ّك ُ ْ ة ّ عظ َ ٌ و ِ م ْ ّ
َ َ َ
فل َ ها﴾ ﴿ ،أ َ فال ُ َ ق َ بأ ْ قُلو ٍ عَلى ُ م َ نأ ْ قْرآ َ ن ال ْ ُ ي َت َدَب ُّرو َ
دوا ْ ج ُ و َ ه لَ َ ر الل ّ ِ غي ْ ِد َ عن ِ ن ِ م ْ ن ِ كا َ و َ ول َ ْ ن َ قْرآ َ ن ال ْ ُ ي َت َدَب ُّرو َ
ك مَباَر ٌ ك ُ ب َأنَزل َْناهُ إ ِل َي ْ َ لفا ً ك َِثيرا ً ﴾ ﴿ ،ك َِتا ٌ خت ِ َ ها ْ في ِ ِ
ه﴾. ل ّي َدّب ُّروا آَيات ِ ِ
ل به ، ك في تلوت ِهِ ،والعم ِ ل العِل ْم ِ :مبار ٌ ض أه ِ قال بع ُ
ط منه . مه والستنبا ِ وتحكي ِ
ه، ه إل الل ُ م ل يعلم ُ ت بغ ّ س ُ وقال أحد ُ الصالحين :أحس ْ
ت أتلو ،فزال عني – ت المصحف وبقي ُ م مقيم ٍ ،فأخذ ُ وبه ّ
ه سرورا ً وحبورا ً مكان م ،وأبدلني الل ُ والله – فجأةً هذا الغ ّ
َ
م﴾، و ُ ق َ يأ ْ ه َ دي ل ِل ِّتي ِ ه ِ ن يِ ْ قْرآ َ ذا ال ْ ُ هـ َ ن َ ذلك الكدرِ ﴿ .إ ِ ّ
سل َم ِ ﴾ ﴿ ، ل ال ّ سب ُ َ ه ُ وان َ ُ ض َ ر ْ ِ عن ات ّب َ َ ِ مه َ ه الل ّ ُ دي ب ِ ِ ه ِ ﴿ يَ ْ
َ وك َذَل ِ َ َ
رَنا ﴾ . م ِ نأ ْ م ْ ك ُروحا ً ّ حي َْنا إ ِل َي ْ َ و َ كأ ْ َ
****************************************
ة
ص على الشهر ِ ل تحر ْ
م
ر واله ّة من الكد ِن لها ضريب ً
فإ ّ
م
والغ ّ
ل تحزن
180
ت القلب ويكد ُّر صفاءه واستقراره وهدوءه : مما يشت ُ
س َ ﴿ ،ل ب رضا النا ِ ص على الظهورِ والشهرةِ ،وطل ِ الحر ُ
سادا ً ﴾ . وَل َ َ ْ وا ً ِ
ف َ ض َ في الْر ِ عل ُ ّن ُ دو َ ري ُ يُ ِ
ل: دهم بالمقاب ِ ولذلك قال أح ُ
ت طاويا ً منها ولم يب ْ ن أخمل النفس م ْ َ
ترمي سوى ر
فليسضج ِ على توحهااشتد ّ ْ أحياها ور
الرياح ّإذا ن
إ ّ
ر
الشج ِ ن
العالينم َ عواصُفها
ه
ُ الل مع ّ س مع ّ س ْ وم ، ه
ِ ب ه
ُ الل راءى راءى ن
))م ْ
َ
مادوا ْ ب ِ َ م ُ
ح َ ن أن ي ُ ْ حّبو َ وي ُ ِس﴾ّ ﴿، ن الّنا َ ؤو َ ه(( ﴿ .ي َُرآ ُ ب ِ
همر ِ من ِدَيا ِ جوا ْ ِ خَر ُ ن َ ذي َ كال ّ ِ كوُنوا ْ َ ول َ ت َ ُعُلوا ْ ﴾ َ ﴿ ، ف َ م يَ ْلَ ْ
رَئاء الّنا ِ
س﴾. و ِطرا ً َ بَ َ
ه
فإذا الْتحْفت ب ِ ف
ش ّ ب الرياِء ي ِ ثو ُ
فإّنك عاري
*********************************** ه
ما تحت ُ ع ّ
ة
الحياةُ الطيب ُ
ب ن أعظم هذه السبا ِ من القضايا الكبرى المسّلمةِ أ ّ
ب
ن باللهِ ر ّ ب السعادةِ هو اليما ُ التي أكتُبها هنا في جل ِ
ت والفوائد التي ن السباب الخرى والمعلوما ِ العالمين ،وأ ّ
ن باللهِ ، اليما على ْ
ل يحص ولم ص لشخ ت أهدي جمعت إذا ُ
ِ ٍ ْ ْ
بن تنفعه أبدا ً ،ول تفيده ،ول يتع ْ حْز ذلك الكْنز ،فل ْ ولم ي ُ
ث عنها . نفسه في البح ِ
ن باللهِ رب ّا ً ،وبمحمدٍ نبي ّا ً ،وبالسلم دينا ً ن الصل اليما ُ إ ّ
ِ
.
ل الشاعُر : ل إقبا ُ يقو ُ
وأرى المؤمن كونا ً ن له إنما الكافُر حيرا ُ
ت الفاقُ فِيه تاه ِ هْ الفاقُ ِتي
ن
م ْ ن ذلك و أصدقُ ،قول رّبنا سبحانه َ ﴿ : ُ مم ْ وأعظ ُ
ُ َ
ه
حي ِي َن ّ ُ فل َن ُ ْ ن َ م ٌؤ ِ م ْ و ُ
ه َ و ُ و أنَثى َ رأ ْ ٍ من ذَك َ صاِلحا ً ّ ل َ م َع ِ َ
كاُنوا ْ هم بأ َ ة ول َن َجزين ّهم أ َ
ما َ ن َ ِ س
َ حْ ِ ُ ر
َ ج
ْ حَياةً طَي ّب َ ً َ ْ ِ َ ُ ْ َ
ن﴾. مُلو َ ع َيَ ْ
وهناك شرطان :
ل تحزن
181
مُنوانآ َ ذي َن ال ّ ِح ﴿ ،إِ ّ
ل الصال ُ م العم ُ ن باللهِ ،ث ّ
اليما ُ
ودّا ً ﴾ .ن ُ م ُ ح َم الّر ْ ل لَ ُ
ه ُ ع ُ
ج َسي َ ْ
ت َ حا ِ مُلوا ال ّ
صال ِ َ ع ِ
و َ
َ
وهناك فائدتان :
م عند ة في الدنيا والخرةِ ،والجُر العظي ُ الحياةُ الطيب ُ
ة الدّن َْيا في ال ْ َ
حيا ِ م ال ْب ُ ْ
شَرى ِ ه وتعالى ﴿ ل َ ُ
ه ُ اللهِ سبحان ُ
ة﴾.خَر ِ في ال ِو ِ
َ
********************************
حك
البلءُ في صال ِ
ث ،ففيث بالكوار ِ ب ،ول تكتر ْل تجزعْ من المصائ ِ
ب قوما ً ابتلهم ،فم ُ
ن ث )) :إن الله إذا أح ّالحدي ِ
ه السخ ُ
ط (( . فل َ ُن سخط َ ه الرضا ،وم ْ رضي فل ُ
**************************************
ن والتسليم ِ
ة الذعا ِ
عبودي ُ
﴿ ن ترضى بالقدرِ خيرهِ وشّرهِ ، نأ ْ ن لوازم ِ اليما ِ وم ْ
نم َ ص ّ ق ٍ ون َ ْ
ع َ جو ِ وال ْ ُ ف َ خو ْ ن ال ْ َ م َ ء ّ ي ٍش ْ م بِ َ ون ّك ُ ْ ول َن َب ْل ُ ََ
والن ُ َ
نن﴾.إ ّ ري َ صاب ِ ِ ر ال ّ ش ِ وب َ ّ ت َ مَرا ِ والث ّ َ س َ ف ِ ل َ وا ِ م َ ال َ
ت على رغباِتنا دائما ً وإنما بقصوِرنا ل نعر ُ
ف القدار ليس ْ
سنا في مقام ِ القتراِح ، الختيار في القضاِء والقدرِ ،فل ْ
ولكننا في مقام ِ العبودي ّةِ والتسليم ِ .
كع ُ ك كما ُيو َ ُيبتلى العبد ُ على قدرِ إيمانه ُ )) ،أوع ُ
مس بلءً النبياءُ ،ث ّ ِ م (( )) ،أشدّ النا رجلن منك ْ
ُ
ن
م َ عْزم ِ ِ وُلوا ال ْ َ صب ََر أ ْ ما َ صب ِْر ك َ َ فا ْ الصالحون (( َ ﴿ ،
ه (( ﴿ ، ب من ُ ه خيرا ً يص ْ هب ِ من يرِد الل ُ ل ﴾ َ )) ، س ِ الّر ُ
ن
ري َ صاب ِ ِ وال ّ م َ منك ُ ْ ن ِ دي َ ه ِ جا ِ م َ م ال ْ ُ عل َ َ
حّتى ن َ ْ م َ ون ّك ُ ْ ول َن َب ْل ُ َ َ
َ
م ﴾. ه ْ
قب ْل ِ ِ من َ ن ِ ذي َ فت َّنا ال ّ ِ قد ْ َ ول َ َم ﴾َ ﴿، خَباَرك ُ ْ وأ ْ ون َب ْل ُ َ َ
****************************************
ل تحزن
182
من المارة إلى النجارة
ِ
ن خليفة – كان ن المأمون العباسي – أميٌر واب ُ يب ُ عل ّ
سرةٌ ،فأط ّ
ل ة مي ّ ن قصرا ً فخما ً ،وعندهُ الدنيا مبذول ٌ يسك ُ
ة النهارِ ، طيل َ ح ِ ن شرفةِ القصرِ ،فرأى عامل ً يكد ُ ذات يوم ٍ م ْ
ضأ وصّلى ركعتين على شاطئ ِدجلة ، فإذا أضحى النهاُر تو ّ
ً
ب ذهب إلى أهِله ُ ،فدعاهُ يوما من اليام ِ فإذا اقترب الغرو ُ
ن ،وأنه ل ح عليه ّ ما ً يكد ُ ة وأختين وأ ّ ه فأخبره أن له زوج ً فسأل ُ
لمك ّ ق ،وأنه يصو ُ ه ول دخل إل ما يتكسُبه من السو ِ قوت ل ُ
ل تشكو ل ،قال :فه ْ ب على ما يحص ُ يوم ٍ وُيفطُر مع الغرو ِ
ب العالمين .فترك القصر ن شيٍء ؟ قال :ل والحمد ُ للهِ ر ّ م ْ
،وترك المارة ،وهام على وجههِ ،وُوجد ميتا ً بعد سنوا ٍ
ت
ه وجد ل في الخشب جهة خرسان ؛ لن ُ عديدةٍ وكان يعم ُ
نذي َ وال ّ ِ دها في القصرِ َ ﴿ ، السعادة في عمِله هذا ،ولم يج ْ
م ﴾ . ه ْ قوا ُ م تَ ْ ه ْ وآَتا ُ دى َ ه ً م ُ ه ْوا َزادَ ُ هت َدَ ْا ْ
ف ،الذين كانوا في كرني هذه بقصةِ أصحاب الكه ِ يذ ّ
ت، دوا الضيقَ ،ووجدوا التشت ّ َ ك ،فوج ُ القصور مع المل ِ
ن القصر ،فذهبوا ، ن الكفر يسك ُ ب؛ل ّ ووجدوا الضطرا َ
وقال قائُلهم ْ َ ﴿ :
من كم ّ م َرب ّ ُ شْر ل َك ُ ْ ف َين ُ ه ِ ووا إ َِلى ال ْك َ ْ فأ ُ
فقا ً ﴾ . مْر َ كم ُ ر م كم من أ َ ئ لَ ُ
ّ ّ ْ ْ ِ هي ّ ْ ّرحمته وي ُ َ
ر
ص ٍ نق ْ م ْ ي ِ ب إل ّ أح ّ ح
ت تخفقُ الريا ُ لبي ٌ
ف مني ِ
... نب ميدا ُ ط مع الحبا ِ خيا ِ هِ
مفيال ِ
س ّ َ
ن ،ومع ب واليما ِ ل الضّيق مع الح ّ والمعنى :أن المح ّ
ف الدار ل الكثير )) ،جفاُننا لضيو ِ م ُ المود ّةِ يّتسعُ ويتح ّ
ن (( . أجفا ُ
****************************************
ة
د مجالس ُ
ر والنك ِب الكد ِ
ن أسبا ِ
م ْ
ء
الثقل ِ
ل تحزن
183
ل :الحمقى .وقيل ل البدِع .وقي َ قال أحمد ُ :الثقلُء أه ُ
ب ،البارد ُ في ف في المشر ِ ن الطبِع ،المخال ُ ل :هو ثخي ُ الثقي ُ
سن ّدَةٌ ﴾ ﴿ ،ل َ ي َ َ َ
ن
دو َ كا ُ م َ ب ّ ش ٌ خ ُ م ُ ه ْ تصرفاِته ﴿ ،ك َأن ّ ُ
ديثا ً ﴾ . ح ِ ن َ هو َ ق ُ ف َ يَ ْ
ن
نأ ّ ي فأظ ّ س إل ّ ن الثقيل ليجل ُ م:إ ّ ي عنه ْ قال الشافع ّ
ل في الجهةِ التي هو فيها. الرض تمي ُ
عّناف َ ش ْ ش إذا رأى ثقيل ً ،قال َ ﴿ :رب َّنا اك ْ ِ وكان العم ُ
ن﴾. مُنو َ ؤ ِ م ْ ب إ ِّنا ُ ذا َ ع َ ال ْ َ
م
ل وأحل ُ م الِبغا ِ س ُ ج ْ ِ ن
م ْ ل بأس بالقوم ِ ِ
ر
ِ العصافي ر
ٍ ن ِقص ْ م
ِ لو ٍ طوُ
ة الثقلِء ن تيمية إذا جالس ثقيل ،قال :مجالس ُ ً وكان اب ُ
َ
في آَيات َِنا ن ِ ضو َ خو ُ ن يَ ُ ذي َ ت ال ّ ِ ذا َرأي ْ َ وإ ِ َ مى الرب ِْعَ ﴿ ، ح ّ
فأ َ
لم﴾ )) .مث ُ ه ْ ع ُ م َ دوا ْ َ ع ُق ُ فل َ ت َ ْ م ﴾َ ﴿. ه ْ عن ْ ُ ض َ ر ْ ِ عْ َ
سل النا ِ من اثق ِ ن ِ ر(( .إ ّ ئ كنافخ الكي ِ س السي ّ ِ الجلي ِ
ل ،الواقف مث ُ ِ ل الصغير في ال ُ ب العرِيّ من الفضائ ِ على القلو ِ
م ه ْ ع ُ م َ دوا ْ َ ع ُق ُ فل َ ت َ ْ على شهواِته ،المستسلم لرغباِتهَ ﴿ ،
م﴾. ه ْ مث ْل ُ ُ م ِإذا ً ّ ه إ ِن ّك ُ ْ ر ِ غي ْ ِ ث َ دي ٍ ح ِ في َ ضوا ْ ِ خو ُ حّتى ي َ ُ َ
قال الشاعُر :
نأنت في المنظرِ إنسا ٌ لل وثقي ٌ أنت يا هذا ثقي ٌ
جسمك ، لالميزانلهِفي ْ وفي ،فسّلم لن القيم ِ :إذا ابُتليت بثقي ٍ لاب ُ قال ْوثقي
ماء ، كه أذنا ً ص ّ ه وسافْر ،ومل ّ ْ ل عن ُ حك ،وانتق ْ وهاجْر برو ِ
نم ْ ع َ وَل ت ُطِ ْ ه بينك وبينه َ ﴿ . وعْينا ً عمياَء ،حتى يفتح الل ُ
فُرطا ً َ أَ ْ
مُرهُ ُ نأ ْ كا َ و َ واهُ َ ه َ ع َ وات ّب َ َ رَنا َ عن ِذك ْ ِ ه َ قل ْب َ ُ فل َْنا َ غ َ
﴾.
**********************************
ب
ل المصائ ِ
إلى أه ِ
ه من ت صفي ّ ُ
ن قبض ُث الصحيِح )) :م ْ في الحدي ِ
ه منه الجنة (( .رواه
ه عوضت ُ سب َ ُ
حت َ َ
ما ْل الدُْنيا ث ّ
أه ِ
البخاري .
ل تحزن
184
فأنت اليوم أوع ُ
ظ ت في حياِتك وكان ْ
منك حي ّا ً تالصحيح )) :من
ه ) أي ابتليُته بحبيبتي ْ ِ ثٌ عظا ِ وفيليالحدي
مى ع َها َل ت َ ْ فإ ِن ّ َ ه ( عوضُته منهما الجنة (( َ ﴿ . عيني ْ ِ
ب ال ِّتي ِ قُلو ُ مى ال ْ ُ ول َ ِ َ
ر﴾. دو ِ ص ُ في ال ّ ع َ كن ت َ ْ صاُر َ اْلب ْ َ
ل – إذا ن الله – عّز وج ّ ث صحيٍح )) :إ ّ وفي حدي ٍ
ة :قبضُتم ابن ن قال للملئك ِ د المؤم ِ قبض ابن العب ِ
م ثمرة م .قال :قبضُته ْ ن ؟ قاُلوا :نع ْ عبدي المؤم ِ
فؤاِده ؟ قالوا :نعم .قال :ماذا قال عبدي ؟ قالوا
ع .قال :اب ُْنوا لعبدي بيتا ً في ج َ ك واستر َ مد َ َ ح َ َ :
د (( .رواه الترمذي . م ِ ح ْ ت ال َ موه ب َي ْ َ ة ،وس ّ الجن ِ
رضوا م قُ ِ س يوم القيامةِ أّنه ْ وفي الثرِ :يتمّنى أنا ٌ
ب المصابين ﴿ . عقبى وثوا ِ ن ُ س ِ ح ْ ن ُ ما يرْون م ْ ض،ل ِ ِ بالمقار
َ
مسل َ ٌ ب﴾َ ﴿، سا ٍ ح َ ر ِ غي ْ ِهم ب ِ َ جَر ُ نأ ْ صاب ُِرو َ فى ال ّ و ّما ي ُ َ إ ِن ّ َ
برا ً ﴾ ﴿ ، ص ْعل َي َْنا َ غ َ ر ْ ف ِ م ﴾ َ ﴿ ،رب َّنا أ َ ْ صب َْرت ُ ْ ما َ كم ب ِ َ عل َي ْ ُ َ
عدَ الل ّ ِ
ه و ْ ن َ صب ِْر إ ِ ّ فا ْ ه﴾َ ﴿، ك إ ِل ّ ِبالل ّ ِ صب ُْر َ ما َ و َ صب ِْر َ وا ْ َ
ق﴾. ح ّ َ
ن
عظم ِ البلِء ،وإ ّ ن ِ م الجزاِء م ْ عظ َ َ ن ِ ث )) :إ ّ وفي الحدي ِ
نه الّرضا ،وم ْ ن رضي فل ُ م ،فم ْ ب قوما ً ابتله ْ الله إذا أح ّ
ط (( .رواه الترمذي . خط فُله السخ ُ س ِ
ل :الصبَر والقدَر والجَر ،وليعلم ِ ب مسائ َ ن في المصائ ِ إ ّ
ن الذي سلب هو ن الذي أخذ هو الذي أعطى ،وأ ّ العبد ُ ا ّ
ت إ َِلى َ َ ْ
ماَنا ِ دوا ْ ال َ م أن ُتؤ ّ مُرك ُ ْ ه ي َأ ُ ن الل ّ َ الذي منح ﴿ ،إ ِ ّ
ها ﴾ . هل ِ َ أَ ْ
ن ُترد ّ ولبد ّ يوما ً أ ْ ل والهلون وما الما ُ
************************************ الودائعُ ة
إل وِديع ٌ
مشاهد التوحيد
ل الذى من
ن مشاهد ِ التوحيدِ عند الذي ّةِ ) استقبا ِ نم ْإ ّ
س ( أمورا ً :النا ِ
ل تحزن
185
ب، و :وهو مشهد ُ سلمةِ القل ِ ف ِ ع ْ أوُلها مشهدُ ال َ
ة زائدةٌ . ب الخيرِ وهي درج ٌ ن آذاك ،وح ّ وصفائهِ ونقاِئه لم ْ
م ،فهي خي ْرِ والّنفِع له ،وهي درجة أعلى وأعظ ُ ل ال َ وإيصا ُ
م العفو ، ن آذاك ،ث ّ ن ل ُتؤذي م ْ ظ ،وهو :أ ْ تبدأ بكظ ْم ِ الغَي ْ ِ
ن
ن ،وهو :أ ْ ه .والحسا ِ ن تغفَر له زّلت ُ ه ،وأ ْ ن تسامح ُ وهو أ ْ
نمي َ كاظِ ِ وال ْ َ تبادله مكان الساءةِ منه إحسانا ً منك َ ﴿ ،
ن﴾، سِني َ ح ِ م ْ ب ال ْ ُ ح ّ ه يُ ِ والل ّ ُ س َ ن َالّنا ِ ع ِ ن َ في َ عا ِ وال ْ َ ظ َ غي ْ َ ال ْ َ
فا وأ َ
فوا ع ُ ول ْي َ ْ َ ﴿ ، ﴾ ه
ِ ّ ل ال لى َ ع َ ُ ه رُ ج
ْ أ فَ حَ َ ل ع َ َ ْ
ص ن َ م ْ ف َ ﴿ َ
حوا ﴾ . ف ُ ص َ ول ْي َ ْ َ
نلم ْ ص َ نأ ِ ن الله أمرني أ ْ وفي الثرِ )) :إ ّ
ن ُ
ن أعطي م ْ ن ظلمِني وأ ْ م ْ ن أعفو ع ّ قطعني ،وأ ْ
مِني (( . حَر َ َ
ن تعلم أنه ما آذاك إل بقضاٍء ء :وهي أ ْ ومشهدُ القضا ِ
ن المقدر ب ،وأ ّ ب من السبا ِ ن العبد سب ٌ من اللهِ وقَد َرٍ ،فإ ّ
ذعن لمولك . م وت ُ ْ ه ،فتسل ّ َ والقاضي هو الل ُ
ن
ن هذا الذى كفارةٌ م ْ ة :وهي أ ّ ومشهدُ الكفار ِ
ة لدرجاِتك ﴿ ، ن سيئاِتك ،ومحوٌ لزل ِّتك ،ورفع ٌ طم ْ ذنوبك وح ّ
في ذوا ْ ِ وُأو ُ م َ ه ْ ر ِ من ِدَيا ِ جوا ْ ِ ر ُ ِ خوأ ُ ْ جُروا ْ َ ها َ ن َ ذي َ فال ّ ِ َ
م﴾. ه ْ سي َّئات ِ ِ م َ ه ْ عن ْ ُ ن َ فَر ّ قت ُِلوا ْ ل ُك َ ّ و ُ قات َُلوا ْ َ و َ سِبيِلي َ َ
لمن الحكمةِ التي يؤتاها كثيٌر من المؤمنين ،ن َْزعُ فتي ِ
َ
ذي ب َي ْن َ َ
ك ذا ال ّ ِ فإ ِ َ ن َ س ُ ح َ يأ ْ ه َ ع ِبال ِّتي ِ ف ْ العداوةِ ﴿ ،ادْ َ
َ
ن
مم ْ م ﴾ )) ،المسل ُ مي ٌ ح ِ ي َ ول ِ ّ ه َ وةٌ ك َأن ّ ُ دا َ ع َ ه َ وب َي ْن َ ُ َ
ه (( . ن لساِنه ويد ِ سِلم المسلمون م ْ
ق
ن آذاك ب ِِبشر وبكلمةٍ لينةٍ ،وبوجهٍ طلي ٍ أيْ :أن ت َل َْقى م ْ
قل و ُ مة ﴿ َ ه أتون العداوةِ ،وتطفئ نار الخصو ِ ،لتنزع من ُ
شي ْ َ َ
ن َينَز ُ
غ طا َ ن ال ّ ن إِ ّ س ُ ح َ يأ ْ ه َ قوُلوا ْ ال ِّتي ِ عَباِدي ي َ ُ لّ ِ
م﴾. ه ْ ب َي ْن َ ُ
ة وعليها صحيف ٌ ن
شرِ إ ّ كن رّيق الب ِ ْ ٌ
ن: يؤذيك ُ نُر عنوا شْ أذىب ِم ْ
هالتوحيدِ في ال شيمد ِت ُ ُ مشاه حّر نُ ومال ْ
ل تحزن
186
ن هذا لم ُيسل ّ ِ
ط س :وهو ا ّ النف ِ مشهد ُ معرفةِ تقصيرِ
َ َ
قدْ ة َ صيب َ ٌ م ِ كم ّ صاب َت ْ ُ ما أ َ ول َ ّ ب منك أنت ﴿ ،أ َ عليك إل بذنو ٍ
د ْ ُ َ َ ْ ُ َ ْ أَ
عن ِ ن ِ م ْ و ِ َ ه
ُ ل ق ذا هـ َ نى ّ أ م ْ ُ ت ل ق ها َ ْ ي ل ث م
ّ تم ُ ْ ب ص َ
َ صاب َ ُ َ أ َن ْ ُ
ت سب َ ْ ما ك َ فب ِ َ ة َ صيب َ ٍ م ِ من ّ كم ّ ما أ َ و َ م﴾َ ﴿، سك ُ ْ ف ِ
َ
م ﴾ ديك ُ ْ أي ْ ِ
ه
م ،وهو مشهد ٌ تحمد ُ الله علي ِ وهناك مشهد ٌ عظي ٌ
ن جعلك مظلوما ً ل ظالما ً . وتشكُره ،وهو :أ ْ
م اجعْلني مظلوما ً ل ل :الله ّ ف كان يقو ُ ض السل ِ وبع ُ
ت سط َ ي آدم ،إذ قال خيُرهما ﴿ :ل َِئن ب َ َ ظالما ً .وهذا كابن ْ ْ
قت ُل َ َ ك َل َ ْ ي إ ِل َي ْ َ َ
ك د َ ط يَ ِ س ٍ ما أن َا ْ ب َِبا ِ قت ُل َِني َ ك ل ِت َ ْ ي ي َدَ َ ّ إ ِل َ
ن﴾. مي َ عال َ ِ ب ال ْ َ ه َر ّ ف الل ّ َ خا ُ إ ِّني أ َ َ
ف آخُر ،وهو :مشهد ُ الرحمةِ وهو : وهناك مشهد ٌ لطي ٌ
ن إصراره على ة ،فإ ّ ه يستحقّ الرحم َ ن آذاك ،فإن ُ مم ْ ح َ إن تْر َ
الذى ،وجرأته على مجاهرةِ اللهِ بأذيةِ مسلم ٍ :يستحقّ أن
ن تنقذه من هذا )) ،انصْر أخاك ه ،وأ ْ م ُ ح َ ن تر َ ه ،وأ ْ ترقّ ل ُ
ظالما ً أو مظلوما ً (( .
ضهِ وفي ابنت ِهِ عائشة ، عْر ِ ح أبا بكرٍ في ِ سط َ ٌ م ْ ما آذى ِ ول ّ
ح ،وكان فقيرا ً ينفقُ عليه مسط ٍ حلف أبو بكرٍ ل ينفقُ على
وُلوا ال ْ َ ُ ْ
م منك ُ ْ ل ِ ض ِ ف ْ لأ ْ وَل ي َأت َ ِ هَ ﴿: أبو بكرٍ ،فأنزل الل ُ
ُ والسعة َ
ن
كي َ سا ِ م َ وال ْ َ َ بى َ ر ْ ق ُ ْ ل ا لي ِ و
ْ أ توا ُ ْ
ؤ ُ ي أن ّ َ ِ َ
َ
حوا ألَ ص َ ْ ع ُ ْ ّ ْ
ف ُ ولي َ ْ فوا َ ولي َ ْ ه َ ل الل ِ سِبي ِ في َ ن ِ ري َ ِ ج ها ِ م َ وال ُ َ
ُ َ
ب أن ح ّ م ﴾ .قال أبو بكرٍ :بلى أ ِ ه ل َك ُ ْ فَر الل ّ ُ غ ِ ن أن ي َ ْ حّبو َ تُ ِ
ه. ه لي .فأعاد له النفقة وعفا عن ُ يغفَر الل ُ
ن لعمر :هيهِ يا عمُر ؟ والله ما ص ٍ ح ْ ن ِ هب ُ وقال عيين ُ
م به عمُر ،فقال ل .فه ّ م فينا بالعد ْ ِ ل ،ول تحك ُ جْز َ تعطينا ال َ
ذ
خ ِ ن الله يقول ُ ﴿ : ن قيس :يا أمير المؤمنين ،إ ّ الحّر ب ُ
فو وأ ْمر بال ْعرف وأ َ
ن ﴾ ،قال : هِلي َ جا ِ ن ال ْ َ ِ ع
َ ض ْ ر ِ ع
ْ ع ْ َ َ ُ ْ ِ ُ ْ ِ َ ال ْ َ
ب اللهِ . فواللهِ ما جاوزها عمُر ،وكان وّقفا ً عند كتا ِ
مو َ م ال ْي َ ْ عل َي ْك ُ ُ ب َ ل ل َ ت َث َْري َ قا َ ف إخوت ِهِ َ ﴿ : س ُ وقال يو ُ
ه َ
ن﴾ . مي َ ح ِ م الّرا ِ ح ُ و أْر َ و ُ َ م َ ه ل َك ُ ْ فُر الل ّ ُ غ ِ يَ ْ
ل تحزن
187
ن كفاِر ن آذاه ُ وطرده وحاربه م ْ وأعلنها في المل ِ فيم ْ
م الطلقاءُ (( قالها يوم قريش ،قال )) :اذهُبوا فأنت ُ
ة ،إّنما ع ِ صَر َ ث )) :ليس الشديدُ بال ّ ي الحدي ِ الفتِح ،وف ِ
ب (( . ك نفسه عندَ الغض ِ الشديدُ الذي يمل ُ
ك: ن المبار ِ قال اب ُ
م كذي كن له ُ ف ْ إذا صاحبت قوما ً
ن
الزما ِق
الشفي ِ حم
فتبقى ِ في الّر ِ لتأخد ّذ ْ بزل ّةِ ك ّ
أهل وُ ول
ق
رفي ِ بل قالقوبعم ٍ
ن أخطأ ْ لم ر
ْ اغف : النجيل في ٌ د موجو : ضهم ُ
عَلى َ َ
جُرهُ َ فأ ْ ح َ صل َ َ
وأ ْ فا َ ع َ ن َ م ْ ت﴿ َ عليك مرةً سبع مرا ٍ
ه﴾الل ّ ِ
ت، ن أخطأ عليك مرة ً فكّرْر عليه العَْفوَ سبع مرا ٍ أي ْ :م ْ
نصم ْ صا َ ن الَق َ ضك ،ويرتاح قلُبك ،فإ ّ عْر ُ ليسلم لك ديُنك و ِ
ضك ، عر ِ ن ِ ن راحِتك وم ْ مك وم ْ ن نو ِمك ،وم ْ ند ِ أعصاِبك وم ْ
وليس من الخرين .
ل لهم » :الذي يقهُر نفسه :أشجعُ من قال الهنود ُ في مث ٍ
َ
ماء إ ِل ّ َ سو ِ ماَرةٌ ِبال ّ سل ّ ف َ ن الن ّ ْ ة « ﴿ .إِ ّ ح مدين ً الذي يفت ُ
ي﴾. م َرب ّ َح ََر ِ
**********************************
ة
وقفـــ ٌ
ه
ل التوحيد ِ والتنزي ِن كما ِ ن فيها م ْن ،فإ ّ » أما دعوةُ ذي النو ِ
ن أبلغ
ف العبدِ بظلمهِ وذنبه ،ما هو م ْ ب تعالى ،واعترا ِ للر ّ
ل إلى اللهِ سبحانه م ،وأبلغ الوسائ ِ م والغ ّ ب واله ّأدويةِ الكر ِ
ن إثبات ك ّ
ل منا ِ
ه وتض ّ ن التوحيد والتنزي َ في قضاِء الحوائِج فإ ّ
ف
ل عنه .والعترا ُ ب وتمثي ٍ ص وعي ٍ
ل نق ٍ ل للهِ ،وسلب ك ّ كما ٍ
ب،ب والعقا ِ ن إيمان العبدِ بالشرِع والثوا ِ م ُ
بالظلم ِ يتض ّ
ه إلى اللهِ ،واستقالته عثرته ، ب انكساره ورجوع ُ وُيوج ُ
ل تحزن
188
والعتراف بعبوديتهِ وافتقاِره إلى رّبه فهاهنا أربعة أمورٍ قد ْ
ف
ة ،والعترا ُ ه ،والعبودي ُ ل بها :التوحيد ُ ،والتنزي ُ س ُ وقع التو ّ
«.
شر الصابرين} {155ال ّذين إ َ َ
هم صاب َت ْ ُذا أ َ ِ َ ِ ّ ِ ِ َ وب َ ّ ِ ﴿ َ
ن}{156 جعو َ ه َرا ِ وإ ِّنـا إ ِل َي ْ ِ
ه َ قاُلوا ْ إ ِّنا ل ِل ّ ِ ة َصيب َ ٌم ِ ّ
وأوَلـئ ِ َ ُ ُأوَلـئ ِ َ
م
ه ُك ُ ة َ م ٌ
ح َ وَر ْ
م َ ه ْمن ّرب ّ ِ ت ّ وا ٌ صل َ َم َ ه ْ ك َ َ
علي ْ ِ
ن﴾. دو َ هت َ ُم ْال ْ ُ
**************************************
ن
ر والباط ِ
ن بالظاه ِ
اعت ِ
ف وشيءٌ ب ،وهنا أمٌر لطي ٌ س بصفاِء الثو ِ صفاُء النف ِ
ن اتسخ ثوُبه ، ل:م ِ ن بعض الحكماِء يقو ُ شريف ،وهو أ ّ
سه .وهذا أمٌر ظاهٌر . ت نف ُ در ْ تك ّ
ر
ب اتساخ ثوْب ِهِ ،أو تغي ّ ِ س يأتيهِ الك َد َُر بسب ِ وكثيٌر من النا ِ
ق عنده ،أو ط الورا ِ ب مكتبت ِهِ ،أو اختل ِ مهِ ،أو عدم ِ ترتي ِ هندا ِِ
ن ُبني على ي ،والكو ُ جه اليوم ّ م ِ
ده وبرنا ِ ب مواعي ِ اضطرا ِ
ن ،علم أنه جاء لتنظيم ِ دي ِ ف حقيقة هذا ال ّ ن عََر َ النظام ِ ،فم ْ
ل شيٍء رها وجليِلها ،وك ّ رها ،صغي ِ حياةِ العبد ِ ،قليِلها وكثي ِ
ء﴾. ي ٍش ْ من َ ب ِ في الك َِتا ِ فّرطَْنا ِ ما َ ن﴿ ّ سبا ٍح ْ عنده ب ُ
ب ف يح ّ ن الله نظي ٌ ث عند الترمذيّ )) :إ ّ وفي حدي ٍ
النظافة (( .
ب ل يح ّ ن الله جمي ٌ وعند مسلم ٍ في الصحيِح )) :إ ّ
الجمال (( .
ممُلوا حتى تكونوا كأنك ْ ن )) :تج ّ ث حس ٍ وفي حدي ٍ
س (( . ن النا ِ ة في عيو ِ شام ٌ
ل إلى مشي الجما ِ ل
حل ِ يمشون في ال ُ
ل
وعندّز ِ
ل الب ُ جما ِ ال جها س ُلن ْ : المضاعف
البخاري : ل. م بالغس ِ ِ الهتما ُ ل الجما ِ ِ زأو ُ
ة أيام ٍ ل سبع ِ ن يغتسل في ك ّ ق على المسلم ِ أ ْ )) ح ّ
ه (( . ل فيه رأسه وجسم ُ يوما ً ،يغس ُ
ل تحزن
189
لك ّ
ل ض الصالحين يغتس ُ ل تقديرٍ .وكان بع ُ هذا على أق ّ
ل س ٌ غت َ َ م ْ ذا ُ ه َ هَ ﴿، ن عفان فيما ورد عن ُ يوم ٍ مرةً كعثمان ب ِ
ب﴾. شَرا ٌ و َ رد ٌ َ َبا ِ
ب، ص الشار ِ ل الفطرةِ :كإعفاِء اللحِية وق ّ ومنها خصا ُ
ك، وتقليم ِ الظافرِ ،وأخذِ الشعرِ الزائدِ من الجسم ِ ،والسوا ِ
س ،والعتناِء وال ّ
ف الملب ِ ن ،وتنظي ِ ل السنا ِ ب ،وتخلي ِ طي ِ
ح الخاطر .ومنها سعُ الصدر ويفس ُ ن هذا مما يو ّ بالمظهرِ ،فإ ّ
م
فنوا فيه موتاك ْ ض )) ،البسوا البياض ،وك ّ س البيا ِ ُلب ُ
(( .
ن يوم ُيحّيون بالّرْيحا ِ ل طّيبا ً رقاقُ النعا ِ
سب السبا ِ جزاُتهم وقد ُ ح
ُ
ن الملئكة ض )) :إ ّ س البيا ِ ِ عقد البخاريّ باب :لب ِ
ض (( . م ِبي ٌ م عمائ ُ ض عليه ْ ب بي ٍ ل بثيا ٍ تنز ُ
ت، م الوق ِ ب المواعيد ِ في دفترٍ صغيرٍ ،وتنظي ُ ومنها ترتي ُ
تت للمطالعةِ ،ووق ٌ ت للعبادةِ ،ووق ٌ ت للقراءةِ ،ووق ٌ فوق ٌ
عندََنا ء إ ِل ّ ِ ي ٍ من َ َ للراحة ﴿ ،ل ِك ُ ّ
ش ْ وِإن ّ ب﴾َ ﴿، ل ك َِتا ٌ ج ٍ لأ َ
عُلوم ٍ ﴾ . م ْ ر ّ قد َ ٍ ه إ ِل ّ ب ِ َ ما ن ُن َّزل ُ ُ و َ ه َ خَزائ ِن ُ ُ َ
ن ُبني ب عليها :الكو ُ ة مكتو ٌ س لوح ٌ في مكتبةِ الكونجر ِ
ح ،ففي الشرائِع السماويةِ الدعوةُ على النظام ِ .وهذا صحي ٌ
ب ،وأخبر – سبحانه وتعالى – ق والترتي ِ إلى التنظيم ِ والتنسي ِ
ن الكون ليس لْهوا ً ول عبثا ً ،وأنه بقضاٍء وقدرٍ ،وأنه أ ّ
ن ﴾ َ ﴿ .ل سَبا ٍ ح ْ مُر ب ِ ُ ق َ وال ْ َ س َ م ُ ش ْ ن ﴿ :ال ّ حسبا ٍ بترتيب وب ُ
وَل الل ّي ْ ُ ك ال ْ َ َ
ق
ساب ِ ُ ل َ مَر َ ق َ ر َ ها أن ت ُدْ ِ غي ل َ َ س َينب َ ِ م ُ ش ْ ال ّ
ه
قدّْرَنا ُ مَر َ ق َ وال ْ َ ن ﴾َ ﴿. حو َ سب َ ُ ك يَ ْ فل َ ٍ في َ ل ِ وك ُ ّ ر َ ها ِ الن ّ َ
لعل َْنا الل ّي ْ َ ج َ و َ ديم ِ ﴾ َ ﴿ . ق ِ ن ال ْ َ جو ِ عْر ُ كال ْ ُ عادَ َ حّتى َ ل َ ز َ مَنا ِ َ
ر
ها ِ ة الن ّ َ عل َْنا آي َ َ ج َ و َ ل َ ة الل ّي ْ ِ وَنا آي َ َ ح ْ م َ ف َ ن َ هاَر آي َت َي ْ ِ والن ّ َ َ
د
عدَ َ موا ْ َ عل َ ُ ول ِت َ ْ م َ من ّرب ّك ُ ْ ضل ً ّ ف ْ غوا ْ َ صَرةً ل ِت َب ْت َ ُ مب ْ ِ ُ
صيل ً ﴾ ﴿. ف ِ صلَناهُ ت َ ْ ْ ف ّ ء َ ي ٍ ش ْ ل َ وك ُ ّ ب َ سا َ ح َ وال ِ ْ ن َ سِني َ ال ّ
ماء س َ قَنا ال ّ خل َ ْ ما َ و َ هذا َباطِل ً ﴾ َ ﴿ . ت َ ق َ خل َ ْ ما َ َرب َّنا َ
خ َ
ذ و أ ََردَْنا َأن ن ّت ّ ِ ن} {16ل َ ْ عِبي َ ما َل ِ ه َ ما ب َي ْن َ ُ و َ ض َ واْلْر َ
َ
َ
ن﴾. عِلي َ فا ِ من ل ّدُّنا ِإن ك ُّنا َ خذَْناهُ ِ هوا ً ّلت ّ َ لَ ْ
ل تحزن
190
مُلوا ْ ﴾ :
ع َ
لا ْ و ُ
ق ِ ﴿ َ
ب بالوهام ِ ن إذا أراُدوا معالجة المصا ِ كان حكماُء اليونا ِ
ل في الفلحة ه على العم ِ ض النفسيةِ :يجبرون ُ والقلق والمرا ِ
ت قصير إل وقد عادت إليه عافيته والبساتين ،فما يمّر وق ٌ
مُلوا ْ ﴾ .
ع َ
لا ْ ق ِو ُها ﴾ َ ﴿ ، مَناك ِب ِ َفي َ شوا ِ م ُفا ْوطمأنينته َ ﴿ ،
ة وسعادةً س راح ً م أكُثر النا ِ ل اليدوِية ه ْن أهل العما ِ إ ّ
ن
ل كيف يملكون م ْ ما ِ ل ،وانظْر إلى هؤلِء الع ّ سطة با ٍ وب ْ
م
طه ْم ونشا ِ ب حركِته ْ ل وقوةِ الجسام ِ ،بسب ِ البا ِ
ل (( .ز والكس ِ م )) ،وأعوذُ بك من الع ْ
ج ِ ومزاولِته ْ
********************************************
*
جئ إلى الله
الت ْ ِ
ف، ف المعار ِ م ،هو أعر ُ ل العظي ُ ه :هو السم الجلي ُ الل ُ
ه ف ،قيل :هو م َ
ه ،وهو الذي تألهُ ُ ن أل َ ِ ْ ى لطي ٌ فيه معن ً
ن إليهِ ،ول ن إليه ،وترضى بهِ وترك ُ ب ،وتحّبه ،وتسك ُ القلو ُ
ن لغيرهِ سبحانه ب أبدا ً أن يسكن أو يرتاح أو يطمئ ّ ن للقل ِ يمك ُ
هه ،الل ُ ب )) :الل ُ ه دعاء الكْر ِ ،ولذلك عّلم فاطمة ابنت ُ
ل
ق ِ حُ ﴿، ث صحي ٌ ك به شيئا ً (( .وهو حدي ٌ ربي ل أشر ُ
هُر
قا ِ و ال ْ َ ه َو ُ ن ﴾ َ ﴿، عُبو َ م ي َل ْ َ ه ْ ض ِ و ِ خ ْ في َ م ِ ه ْم ذَْر ُ ه ثُ ّ الل ّ ُ
قدَُروا ما َ و َ ه﴾ َ ﴿ ، عَباِد ِ ف بِ ِ طي ٌ ه لَ ِ ه ﴾ ﴿ ،الل ّ ُ عَباِد ِ وق َ ِ ف َْ
م ال ْ ِ ميعا ً َ َ
ة
م ِ قَيا َ و َ ه يَ ْ ضت ُ ُ قب ْ َ ج ِ ض َ واْلْر ُ ه َ ر ِ قدْ ِ ق َ ح ّ ه َ الل ّ َ
ما ع ّعاَلى َ وت َ َ ه َ حان َ ُ سب ْ َ ه ُ مين ِ ِ ت ب ِي َ ِ وّيا ٌ مطْ ِ ت َ وا ُ سما َ وال ّ َ
ل ج ّ س ِ ي ال ّ ّ َ ماء ك َط س َ وي ال ّ ِ ْ م ن َط و َن ﴾ ْ ﴿، كو َ ر ُ ِ شيُ ْ
ض َأن واْلْر َ
َ
ت َ وا ِ ما َ س َ ك ال ّ س ُ م ِ ه يُ ْ ن الل ّ َ ب ﴾ ﴿ ،إِ ّ ل ِل ْك ُت ُ ِ
ت َُزوَل ﴾ .
***************************************
ه توك ّل ْ ُ
ت علي ِ
ه إلى رّبه
ن أعظم ِ ما ُيضفي السعادة على العبدِ ركون ُ ُوم ْ
،وتوك ُّله عليهِ ،واكتفاؤه بوليتهِ ورعايتهِ وحراستهِ َ ﴿ ،
ه ْ
ل
ل تحزن
191
ل ال ْك َِتا َ
ب ذي ن َّز َ ه ال ّ ِ
ي الل ّ ُ
َ ول ِّيـ
ن َ مي ّا ً ﴾ ﴿ ،إ ِ ّس ِه َ م لَ ُ عل َ ُ تَ ْ
َ َ
ف
و ٌ ه لَ َ
خ ْ ول َِياء الل ّ ِ
نأ ْ ن ﴾ ﴿ ،أل إ ِ ّ حي َ صال ِ ِوّلى ال ّ و ي َت َ َ ه َو ُ َ
ن﴾. حَزُنو َ م يَ ْ
ه ْ ول َ ُم َ ه ْ َ
علي ْ ِ َ
**********************************
ة
عوا على ثلث ٍ
أجم ُ
ب، ق والضطرا ِ ت الكتب التي تعتني بمسألةِ القل ِ طالع ُ
دثين وأدباء ومرّبين ومؤّرخين أو ت لسلِفنا من مح ّ سواٌء كان ْ
ب الشرقيةِ والغربيةِ والمترجمةِ ، ت والكت ِ م مع النشرا ِ ره ْ لغي ِ
ة
ت الجميع مجمعين على ثلث ِ ت ،فوجد ُ ت والمجل ّ ِ والدوريا ِ
ن أراد الشفاء والعافية وانشراح الصدرِ ،وهي : س لم ْ أس ِ
ل ،وعبوديُته ،وطاعُته ل باللهِ عّز وج ّ ل :التصا ُ الو ُ
ه
عب ُدْ ُ فا ْ ن الكبرى َ ﴿ ، ة اليما ِ واللجوُء إليه ،وهي مسأل ُ
ه﴾ . عَبادَت ِ ِ صطَب ِْر ل ِ ِ وا ْ َ
عه ، ف الماضي ،بمآسيهِ ودمو ِ الثاني :إغلقُ مل ّ
مه ،والبدِء بحياةٍ جديدةٍ مع مه وهمو ِ وأحزاِنه ومصائ ِِبه ،وآل ِ
يوم ٍ جديدٍ .
ه
لب ِ م الشتغا ِ ب ،وعد ُ ل الغائ ِ ك المستقب ِ ث :تْر ُ الثال ُ
ت، جسا ِ ت والتو ّ ت والنتظارا ِ ك التوقعا ِ ك فيهِ ،وتر ُ والنهما ُ
ب. س ُ ح ْ ش في حدودِ اليوم ِ فَ َ وإّنما العي ُ
وظَّنوا سي َ ﴿ ، ل ،فإّنه ي ُن ْ ِ م وطول الم ِ ي :إّياك ْ قال عل ّ
َ
ن﴾. عو َ ج ُ م إ ِل َي َْنا َل ي ُْر َ ه ْ أن ّ ُ
ن
ن الله قال ع ْ ت ،فإ ّ ف والشائعا ِ إّياك وتصديق الراجي ِ
م﴾. ه ْ ة َ َ ن كُ ّ
علي ْ ِ ح ٍ صي ْ َ ل َ سُبو َ ح َ أعداِئه ﴿ :ي َ ْ
م ينتظرون أمورا ً ت عديدةٍ ،وه ْ ن سنوا ٍ ت أناسا ً م ْ وعرف ُ
وفون م تقعْ ،ول يزالون ُيخ ّ ومصائب وحوادث وكوارث ل ْ
مث َ ُ
ل م !! و َ شه ْ أنفسهم وغيرهم منها ،فسبحان الله ما أنكد ُ عَي ْ َ
م يجعلونه تحت ب عند الصينيين ،فإنه ْ ن المعذ ّ ِ هؤلِء كالسجي ِ
ة
سهِ قطرة ً من الماِء في الدقيق ِ ب يقط ُُر على رأ ِ أنبو ٍ
م يصيُبه ل قطرةٍ ث ّ ن ينتظُر ك ّ الواحدةِ ،فيبقى هذا السجي ُ
ل تحزن
192
ه أهل النارِ فقال َ ﴿ :ل ن ،ويفقد ُ عقله .وقد ْ وصف الل ُ الجنو ُ
ها ع َ
ذاب ِ َ ن َ
م ْهم ّ عن ْ ُ
ف َ ف ُ خ ّوَل ي ُ َموُتوا َ في َ ُ م َ ه ْ ضى َ َ
علي ْ ِ يُ ْ
ق َ
تج ْض َ
ما ن َ ِ حيى ﴾ ﴿ ،ك ُل ّ َ وَل ي َ ْ
ها َ في َ ت ِ مو ُ ﴾ َ ﴿ ،ل ي َ ُ
ها ﴾ . جُلودا ً َ
غي َْر َ م ُ ه ْ م ب َدّل َْنا ُه ْ جُلودُ ُُ
****************************************
ح ْ
ل ظالمك على الله أ ِ
وعند اللهِ تجتمعُ ن يوم ديا ِ
إلى ال ّ
ه
ه في ِ م يوما ً يجمعُ الل ُ الخصوُر ُ
ه ينتظ نمضي
إنصافا ً وعد ْل ً أن ُ شرِ
العبد ويكفي ْ
الح
ه
م هو الل ُ الولين والخرين ،ل ظلم في ذلك اليوم ِ ،والحك ُ
س َ
ط ق ْ ن ال ْ ِزي َ ع ال ْ َ عّز وج ّ
وا ِ
م َ ض ُون َ َةَ ﴿، ل ،والشهود ُ الملئك ُ
لقا َ مث ْ َ
ن ِ كا َ وِإن َ شْيئا ً َ س َ ف ٌ م نَ ْفَل ت ُظْل َ ُ ة َ م ِ وم ِ ال ْ ِ
قَيا َ ل ِي َ ْ
ن﴾. وك َ َ َ
سِبي َحا ِ فى ب َِنا َ ها َ ل أت َي َْنا ب ِ َ خْردَ ٍ ن َ م ْ ة ّ حب ّ ٍَ
*****************************
ز
كسرى وعجو ٍ
ة كان ن عجوزا ً فارسي ً م فارس :أ ّ ذكر ُبزر جمهُر حكي ُ
ج في كوٍخ مجاورٍ لقصرِ كسرى الحاكم ِ ، عندها دجا ٌ
عك الدجاج ب أستود ُ ت :يا ر ّ ت إلى قريةٍ أخرى ،فقال ْ فسافر ْ
ه
صره وبستان ُ خها ليوسع ق ْ ت ،عدا كسرى على كو ِ ما غاب ْ .فل ّ
ت العجوُز موا الكوخ ،فعاد ِ ،فذبح جنوُده الدجاج ،وهد ُ
ت أنا فأين أنت ! ب ،غب ُ ت :يا ر ّ ت إلى السماِء وقال ْ فالتفت ْ
ن
ن كسرى على أبيه بالسكي ِ ه وانتقم لها ،فعدا اب ُ فأنصفها الل ُ
َ
كفون َ َو ُ
خ ّ وي ُ َ عب ْدَهُ َ
ف َ كا ٍ ه بِ َ س الل ّ ُ شهِ ﴿ .أل َي ْ َ ه على فرا ِ فََقَتل ُ
ن كخي َْري ابني آدم ه ﴾ ،ليتنا جميعا ً نكو ُ دون ِ ِ من ُ ن ِ ذي َ ِبال ّ ِ
ما أ َن َا ْ قت ُل َِني َ ك ل ِت َ ْ ي ي َدَ َ ت إ ِل َ ّ سط َ ل ﴿ :ل َِئن ب َ َ القائ ِ
ه المقتول ن عبد الل ِ ك ﴾ )) .ك ْ قت ُل َ َك َل َ ْي إ ِل َي ْ َد َ ط يَ ِس ٍ ب َِبا ِ
ن عند المسلم ِ مبدأ ن عبد الله القاتل (( ،إ ّ ،ول تك ْ
حْقدِ م من النتقام ِ والتشفي وال ِ ة أعظ ُ ة وقضي ً ورسال ً
والكراهيةِ .
ل تحزن
193
******************************************
ل مَرك ّ َ
ب كما ٍ ن ُ
ص قد يكو ُ
ق ِ مَرك ّ ُ
ب الن ْ ُ
ض
م ﴾ .بع ُ خي ٌْر ل ّك ُ ْو َ ه َ
ل ُ كم ب َ ْ شّرا ً ل ّ ُ سُبوهُ َ ح َ ﴿ َل ت َ ْ
ض، ص عار ٍ سهم بنق ٍ العباقرةِ شّقوا طريقهم بصمودٍ لحسا ِ
جبي ْرٍ ، فكثيٌر من العلماِء كانوا موالي ،كعطاٍء ،وسعيدِ بن ُ
وقََتاد َةَ ،والبخاريّ ،والترمذيّ ،وأبي حنيفة .
ن أذكياِء العالم ِ وبحورِ الشريعةِ أصابُهم العمى ، وكثيٌر م ْ
ن ش ،ويزيد ِ ب ِ م مكتوم ،والعم ِ نأ ّ س ،وقتادة ،واب ِ كابن عبا ٍ
هارون .
ن إبراهيم آل خ محمد ُ ب ُ ومن العلماء المتأخرين :الشي ُ
ن باٍز دالعزيزِ ب ُ خ عب ُ ن حميد ،والشي ُ داللهِ ب ُ خ عب ُ الشيخ ،والشي ُ
م
ب كان به ْ ت عن أذكياء ومخترعين وعباقرةٍ عََر ٍ .وقرأ ُ
مْقعد ٌ ، ن ُ ج ،وثا ٍ م وآخُر أعو ُ ت ،فهذا أعمى ،وذاك أص ّ عاها ٌ
ومع ذلك أّثروا في التاريخ ،وأّثروا في حياةِ البشريةِ بالعلوم ِ
ه﴾ ن بِ ِ شو َ م ُ م ُنورا ً ت َ ْ عل ل ّك ُ ْ ج َ وي َ ْفَ ﴿. ت والكشو ِ والختراعا ِ
.
م ول ل شيٍء ،ل تهت ّ ةك ّ ة الراقي ُ ت الشهادةُ العلمي ُ ليس ِ
ل الشهادة الجامعية ،أو ضقْ ذْرعا ً لنك لم تن ِ م ول ت ِ تغت ّ
ل شيء ،بإمكاِنك تك ّ الماجستير ،أو الدكتوراه ،فإنها ليس ْ
نم تك ْ دم للمةِ خيرا ً كثيرا ً ،ولوْ ل ْ ن تق ّ ن تلمع وأ ْ ن تؤث َّر وأ ْأ ْ
ل شهيرٍ خطيرٍ نافٍع ل ن رج ٍ مم ْ صاحب شهادةٍ علميةٍ .ك ْ
مِته حه وه ّ ل شهادةً ،إنما شقّ طريقه بعصامي ّت ِهِ وطمو ِ يحم ُ
ت كثيرا ً من رنا الحاضرِ فرأي ُ ت في عص ِ وصموِده .نظر ُ
المؤّثرين في العالم ِ الشرعي والدعوةِ والوعي والتربي ِ
ة
ة ،مث ُ
ل ت عالمي ٌ م شهادا ٌ ن عنده ْ ب ،لم يك ْ والفكرِ والد ِ
ي ،والعقاد ِ ،والطنطاوي ،وأبي ن نب ّ كب ِ الشيخ ابن بازِ ،ومال ِ
زهرة ،والمودوديّ والندويّ ،وجمٍع كثيرٍ .
ف ،والعباقرة الذين مّروا في ودونك علماء السل ِ
ضلةِ . ن المف ّ القرو ِ
ل تحزن
194
ه الكّر وعّلمت ْ ُ ت
ود ْ س عصام ٍ س ّ نف ُ
والقداما في العالم ِ طول ً ف الدكاترةِ ن ذلك آل ُ الضد ّ م ْ عصاما وعلى ِ
حس من ْهم من أ َح َ
مه ْ ع لَ ُ م ُ س َ و تَ ْ دأ ْ ّ ْ َ ٍ ل تُ ِ ّ ِ ُ ه ْ وعرضا ً َ ﴿ ،
ث الصحيِح : م ،وفي الحدي ِ ة ك َن ٌْز عظي ٌ كزا ً ﴾ .القناع ُ ر ْ
ِ
س (( . ن أغنى النا ِ ه لك ت َك ُ ْ )) ارض بما قسم الل ُ
خِلك ،بمْركِبك ،بأبناِئك ،بوظيفِتك ، ض بأهِلك ،بد ْ ار ْ
تجدِ السعادة والطمأنينة .
س (( . غنى النف ِ غنى ِ ث الصحيِح )) :ال ِ وفي الحدي ِ
ن راحة ب ،لك ّ ل وبالمنص ِ ض ول بالموا ِ وليس بكثرةِ العر ِ
م الله. س َ س ،ورضاها بما قَ َ النف ِ
يب العبد الغن ّ ن الله يح ّ ث الصحيِح )) :إ ّ وفي الحدي ِ
ل غناه في م اجع ْ ث )) :الله ّ ي(( .وحدي ِ ي الخف ّ التق ّ
ه (( . قلب ِ ِ
ب سيارةٍ من المطارِ ، ت مع صاح ِ دهم :ركب ُ قال أح ُ
ت هذا السائق مسرورا ً ن ،فرأي ُ جها ً إلى مدينةٍ من المد ِ متو ّ
جذ ِل ً ،حامدا ً للهِ وشاكرا ً ،وذاكرا ً لموله ُ ،فسأُله عن أهِله
ن عشرةِ أبناٍء ،ودخل ُ ُ
ه ن عنده أسرتين ،وأكثر م ْ فأخبرني أ ّ
ة
ف قديم ٌ غر ٌ ب ،وعنده ُ س ُ ح ْ ل فَ َ في الشهرِ ثمانمائةِ ريا ٍ
م
س َ ض بما قَ َ ه را ٍ ل ،لن ُ يسكُنها هو وأهُله ،وهو مرتاح البا ِ
ه. هل ُ الل ُ
ن
س يملكو ُ ت بين هذا وبين أنا ٍ ت حينما قارن ُ قال :فعجب ُ
م يعيشون ضْنكا ً ل والقصورِ والدورِ ،وه ْ ت من الموا ِ مليارا ٍ
ل. ت في الما ِ ت أن السعادة ليس ْ من المعيشةِ ،فعرف ُ
ف المليين خب ََر تاجرٍ كبيرٍ ،وثريّ شهيرٍ عندهُ آل ُ ت َ عرف ُ
ق ،شرس ن ضّيق ال ُ ُ
خل ِ ت القصورِ والدورِ ،وكا َ وعشرا ُ
ن أهِله ، ل ،مات في غربةٍ ع ْ ل ثائر الطبع ،كاسف البا ِ التعام ِ
َ َ
د} زي َ نأ ِ عأ ْ م ُ م ي َطْ َ ه إياه ﴿ ،ث ُ ّ ض بما أعطاه ُ الل ُ ه لم ي َْر َ لن ُ
عِنيدا ً ﴾ . ن ِلَيات َِنا َ كا َ ه َ {15ك َّل إ ِن ّ ُ
سه خُلو بنف ِ ن يَ ْ ي القديم ِ أ ْ ل عند العرب ّ ن معالم ِ راحةِ البا ِ م ْ
دهم : ل أح ُ ن الحياِء ،يقو ُ في الصحراِء ،وينفرد ع ِ
ل تحزن
195
ت ن فك ِد ْ ُ وت إنسا ٌ وص ّ ت
ب فاستأنس ُ عوى الذئ ُ
ن الثوريّ : طيُرعوىأبو ذر إلى الربذةِ .أ ِ وقدإذ ْ ببالذئ ِ
وقال سفيا ُ ّ خرج
ب ل يعرُفني أحد ٌ ! وفي شعا ِ ب من ال ّ شعْ ٍ ت أني في ِ ود ِد ْ ُ
مغن َ ٌ ل المسلم ِ َ : خي َْر ما ِ ن يكون َ كأ ْ ش ُ ث ُ )) :يو ِ الحدي ِ
ل ،ويفّر بديِنه ر وشعف الجبا ِ ع بها مواقع القط ِ يتب ُ
ن (( . فت ِ من ال ِ
م للعبد ِ الفرار منها ،كما ن كان السل ُ ت الفت ُ فإذا حصل ِ
ن مسلمة لما قُِتل ن زيدٍ ومحمد ُ ب ُ ةب ُ عمَر وأسام ُ ن ُ فعل اب ُ
ن. عثما ُ
صد ْرِ إل م الفْقُر والكدُر وضي ِقُ ال ّ ت أناسا ً ما أصابه ُ عرفْ ُ َ
ل ،فتجد ُ أحدهم كان غني ّا ً ن اللهِ عّز وج ّ دهم ع ِ ب ب ُعْ ِ بسب ِ
ن
ن رّبه ،وفي خيرٍ م ْ ه واسعا ً ،وهو في عافيةٍ م ْ ورزقُ ُ
عة اللهِ ،وتهاون بالصلةِ ،واقترف ن طا ِ موله ،فأعرض ع ْ
ة رِْزقِهِ ،وابتلهُ سعَ َ ب ،فسلَبه رّبه عافية بدِنه ،وَ َ كبائر الذنو ِ
ن بلٍء إلى ن نكد ٍ إلى ن َك َدٍ ،وم ْ م ،فأصبح م ْ م والغ ّ بالفْقرِ واله ّ
ضنكا ً َ
ة َ ش ً عي َ م ِ ه َ ن لَ ُ فإ ِ ّري َ ِ عن ِذك ْ ض َ عَر َ نأ ْ م ْ و َ بلٍء َ ﴿ ،
عَلى غيرا ً ن ّعم ً َ ﴾ ﴿ ،ذَل ِ َ َ
ها َ م َ ع َ ة أن ْ َ ْ َ م َ ّ ك ُ م يَ ُ ه لَ ْ ن الل ّ َ ك ب ِأ ّ
ما ُ غيروا ْ ما ب َ َ
و َ م ﴾ ،وقوله تعالى َ ﴿ : ه ْ ِ سِ ف أن َ ِ حّتى ي ُ َ ّ ُ وم ٍ َ ق ْ
َ َ
عن فو َ ع ُ وي َ ْ م َ ديك ُ ْ ت أي ْ ِ سب َ ْ ما ك َ َ فب ِ َ ة َ صيب َ ٍ م ِ من ّ كم ّ صاب َ ُ أ َ
ق ِ َ َ ك َِثير﴾ َ ﴿ ،
هم قي َْنا ُ س َ ة َل ْ ري َ عَلى الطّ ِ موا َ قا ُ ست َ َ وا ْ وأن أل ّ ِ َ ٍ
دقا ً﴾. غ َ ماء َ ّ
ة سحرّية ألقيها على همومك ن عندي وصف ً تأ ّ وِدد ُ
ن أين م ْ ن ِ ف ما يأِفكون ،لك ْ مك وأحزاِنك ،فإذا هي تْلق ُ وغمو ِ
ن عيادةِ علماِء ن سوف أخبُرك بوصفةٍ طبي ّةٍ م ْ لي ؟! ولك ْ
ق، شريعةِ ،وهي :اعبد ِ الخالق ،وارض بالرز ِ المل ّةِ ورّواد ال ّ
صرِ المل .انتهى . دنيا ،وق ّ م بالقضاِء ،وازهد ْ في ال ّ وسل ّ ْ
ه ) وليم م ُ ي ،اس ُ ت العاِلم نفساّني شهيرٍ أمريك ّ عجب ُ
ن
ل :إننا نح ُ س عندهم ،يقو ُ جايمس ( ،هو أبو عِلم النف ِ
ك، ك ،ول نشكُر الله على ما نمل ُ البشُر نفك ُّر فيما ل نمل ُ
ل تحزن
196
ب المأسويّ المظلم ِ في حياِتنا ،ول ننظُر وننظُر إلى الجان ِ
صنا ،ول سُر على ما ينق ُ ق فيها ،ونتح ّ ِ شر إلى الجانب الم ْ
شك َرت ُم ل َ
م ﴾ )) ،وأعوذُ زيدَن ّك ُ ْ ِ نسعد ُ بما عندنا ﴿ ،ل َِئن َ ْ ْ
ع (( .شب َ ُ س ل تَ ْ ن نف ٍ هم ْ بالل ِ
مه ،جمع ن أصبح والخرةُ ه ّ ث )) :م ْ وفي الحدي ِ
ل غناه في قلِبه ،وأتْته الدنيا ع َ ج َ ه شمله ،و َ الل ُ
ه
مه ،فّرق الل ُ ن أصبح والدنيا ه ّ ة ،وم ْ وهي راغم ٌ
قَرهُ بين عي ْن َْيه ،ولم يأِته من ف ْ ل َ ه شمله ،وجع َ علي ِ
َ
خل َ َ
ق ن َ م ْ هم ّ سأل ْت َ ُول َِئن َ الدنيا إل ّ ما ك ٌِتب له (( َ ﴿ .
َ
قول ُ ّ
ن مَر ل َي َ ُ ق َوال ْ َ
س َ م َ ش ْ خَر ال ّس ّ و َ ض َ واْلْر َ ت َ وا ِما َ
س َ ال ّ
ن﴾. كو َ ف ُ فأ َّنى ي ُ ْ
ؤ َ ه َ الل ّ ُ
******************************************
وأخيرا ً اعتر ُ
فوا
في إلى جزيرةِ سيبيريا ، ي ،نُ ِ م روس ٌ ) سخروف ( عال ٌ
ن
لفكاِره المخالفةٍ لللحادِ ،والكفرِ باللهِ ،فكان ُينادي أ ّ
ة مؤثرةً في العالم ِ خلف ما يقوُله هناك قوة ً فاعل ً
ن النفوس الشيوعّيون :ل إله ،والحياةُ مادةٌ .ومعنى هذا :أ ّ
فطََر الّنا َ
س ه ال ِّتي َ فطَْرةَ الل ّ ِ مفطورة ٌ على التوحيدِ ِ ﴿ .
ها ﴾ . عل َي ْ َ َ
س
ن الملحد ل مكان له هنا وهناك ؛ لنه منكو ُ إ ّ
ه
ف لمنهِج الل ِ طرةِ ،خاوي الضميرِ مبتوُر الرادةِ ،مخال ٌ الِف ْ
ض. في الر ِ
ت أستاذا ً مسلما ً في معهدِ الفكرِ السلم ّ
ي قابل ُ
ي– ط الشيوعيةِ – أو التحادِ السوفيت ّ بواشنطن قبل سقو ِ
َ
مه ْ فئ ِدَت َ ُ بأ ْ قل ّ ُ بسنتين ،فذكر لي هذه الية َ ﴿ :ن ُ َ
في م ِ ون َذَُر ُ َ ؤمُنوا ْ به أ َ ْ َ َ وأ َ
ه ْ َ ة
ٍ رّ م
َ ل و
ّ ِ ِ ِ ُ ي م ْ ل ما َ ك م
ْ ه ُ رَ صاَ ْ ب َ
م﴿ : ة فيه ْ م هذه الي ُ ن ﴾ وقال :سوف تت ّ هو َ م ُ ع َ م يَ ْ ه ْ ُ
غَيان ِ ِ ط ْ
ف
ق ُ س ْم ال ّ ه ُ ْ ي عل َ
َ ر
ّ خ
َ َ
ف د
ِ ع
ِ وا
َ قَ ن ال ْ َ م
ّ هم ُ َ ن يا َ ْ ن ُ ب ه
ُ فأ ََتى الل ّ َ
ِ ضوا َ َ
لسي ْ َ م َ ه ْ علي ْ ِ
سل َْنا َ َ فأْر َ عَر ُ فأ َ ْ م﴾َ ﴿، ه ْ ق ِ و ِ ف ْ من َ ِ
ل تحزن
197
م َل ذنبه ﴾ ْ َ ﴿ ، فك ُّل ً أ َ َ
ه ْ
و ُ
ة َ
غت َ ً
هم ب َ ْ
في َأت ِي َ ُ خذَْنا ب ِ َ ِ ِ رم ِ ﴾ َ ﴿ ، ال ْ َ
ع ِ
ن ﴾ .عُرو َ ش ُ يَ ْ
****************************************
ت مع الحمقى
لحظا ٌ
ة
ة رائع ٌ ب ،ومقال ٌ م عجي ٌ ت في مجلةِ ) الرسالة( كل ٌ للزّيا ِ
ف الشيوعيةِ ،حينما أرسلوا سفينة الفضاِء إلى في وص ِ
َ
حد ُ رّواِدها مقال ً في صحيف ِ
ة بأ َ ت ،فكت َ القمرِ وعاد ْ
م
دنا إلى السماِء فل ْ ل فيها :صعِ ْ ) البرافدا( الروسيةِ ،يقو ُ
ة. ة ول نارا ً ول ملئك ً نجد ْ هناك إلها ً ول جن ً
مُر ح ُ ة فيها » :عجبا ً لكم أّيها ال ُ ت مقال ً فكتب الزّيا ْ
شهِ بارزا ً كم على عر ِ ن رب ّ ُ م سوف ت ََروْ َ مقى !! أتظنون أنك ْ الح ْ
ت يمشين في الحريرِ ، حور الِعين في الجنا ِ ،وسوف ترون ال ُ
مون رائحة وثرِ ،وسوف تش ّ وسوف تسمعون رقرقة الك ْ
ن ظننتم ذلك خسرُتم خسرانكم مإ ْ ذبين في النارِ ،إنك ْ المع ّ
ن ل أفسُر ذلك التيه والضلل والنحراف الذي تعيشونه ،ولك ْ
ن م.إ ّ سك ْ مق إل بالشيوعيةِ واللحاد ِ الذي في رؤو ِ ح ْ وال ُ
ل بل خاتمةٍ ، ض بل سماٍء ،وعم ٌ م بل غدٍ ،وأر ٌ الشيوعية يو ٌ
ن َ َ
بأ ّ س ُ ح َ م تَ ْ ي بل نتيجةٍ « ..إلى آخرِ ما قال ﴿ ،أ ْ وسع ٌ
َ أَ
عام ِ ب َ ْ
ل كاْل َن ْ َ م إ ِّل َ ْ ه
ُ ن ْ ِ إ ن
َ لوُ قِ ع
ْ َ ي و
ْ أ نَ عو ُ م
َ سْ َ ي م َ ْ هُ ر َ ث ْ ك
ها ن بِ َ هو َ ق ُ ف َ ب ل ّ يَ ْ قلو ٌ ُ م ُ ه ْ َ
سِبيل ً ﴾ ﴿ ،ل ُ ل َ ض ّ م أَ َ ه ْ ُ
َ
ن
عو َ م ُ س َ ن ل ّ يَ ْ ذا ٌ مآ َ ه ْ ول َ ُ ها َ ن بِ َ صُرو َ ن ل ّ ي ُب ْ ِ عي ُ ٌ مأ ْ ه ْ ول َ ُ َ
َ
مه ْمال ُ ُ ع َ رم ٍ ﴾ ﴿ ،أ ْ مك ْ ِ من ّ ه ِ ما ل َ ُ ف َ ه َ ن الل ّ ُ ِ هِ من ي ُ و َ ها ﴾ َ ﴿ ، بِ َ
ح
ه الّري ُ ت بِ ِ شت َدّ ْ ماٍد ا ْ م ك ََر َ ه ْ مال ُ ُ ع َ ة ﴾ ﴿ ،أَ ْ ع ٍ قي َ ب بِ ِ سَرا ٍ كَ َ
ف﴾. ص ٍ عا ِ وم ٍ َ في ي َ ْ ِ
ت(، ب ذوي العاها ِ ب ) مذاه ُ ومن كلم ِ العقادِ في كتا ِ
وهو ينهد ُ غاضبا ً على هذهِ الشيوعيةِ ،وعلى هذا اللحادِ
ن الفطرة م ما معناه :إ ّ ف الذي وقع في العالم ِ ،كل ٌ السخي ِ
ل هذا الدين الحقّ ،دين السلم ِ ،أما المعاقون السوّية تقب ُ
ن
ل الفكارِ العِفنةِ القاصرةِ ،فإنها يمك ُ عقليا ً والمختلفون وأه ُ
ل تحزن
198
م لَ ه ْ ف ُ م َ ه ْ عَلى ُ ُ وطُب ِ َ
قلوب ِ ِ ع َ ن ترتكب اللحاد َ ﴿ . أ ْ
ن﴾.هو َ ق ُف َ يَ ْ
ه بما ُيحد ُّثه ة للفكرِ ،وهو أشب ُ ة قاصم ٌ ن اللحاد ضرب ٌ إ ّ
ف الدهُر أكبر منها ة ما عََر َ مهم ،وهو خطيئ ٌ ل في عال ِ الطفا ُ
في الل ّ ِ
ه ه سبحانه وتعالى ﴿ :أ َ ِ ة .ولذلك قال الل ُ خطيئ ً
ك!! ﴾.... ش ّ َ
نل ذكر اب ُ ك فيه ،وهو ظاهٌر .ب ْ ن المر ل ش ّ يعني :أ ّ
تيمية :أن الصانع -يعني :الله سبحانه وتعالى – لم ينكْره
ف به في ه معتر ٌ ن ،مع العلم ٍ أن ُ أحد ٌ في الظاه ِرِ إل فرعو ُ
د
ق ْ ل لَ َ قا َ ل موسى َ ﴿ : باطِنه ،وفي داخلهِ ،ولذلك يقو ُ
ضوالْر ِ
َ
ت َ وا ِ ما َ س َب ال ّ ؤلء إ ِل ّ َر ّ هـ ُ ل َ ما َأنَز َ ت َ م َ عل ِ ْ َ
ن فرعون مث ُْبورا ً ﴾ ،ولك ّ ن َعو ُ فْر َ ك َيا ِ وإ ِّني َل َظُن ّ َ صآئ َِر َ بَ َ
ه َ
ه ل إ ِِلـ َ ت أن ّ ُ من ُ ف صرخ بما في قلِبه ﴿ :آ َ في آخر المطا ِ
َ
ن﴾. مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ وأن َا ْ ِ ل َسَراِئي َ ه ب َُنو إ ِ ْ ت بِ ِ من َ ْ
ذي آ َ إ ِل ّ ال ّ ِ
**************************************
ة
ق النجا ِ
ن طري ُ
اليما ُ
ه يتجّلى في عصرِ العلم ِ ( ،وكتاب ب ) الل ُ في كتا ِ
ن أكثر تأ ّ ة وهي :وجد ُ ن ( حقيق ٌ ب اليما ِ حرا ُ م ْ ب ِ ) الط ّ
ن
مه ،هو اليما ُ مه وغمو ِ ن همو ِ معين للعبدِ في التخّلص م ْ ُ
َ
ري إ ِلى َ ُ
وأ َ باللهِ عّز وج ّ
م ِ ضأ ْ و ُ ف ّ ض المرِ إليه َ ﴿ ، ل ،وتفوي ُ
َ
من و َ ه َ ن الل ّ ِ ة إ ِّل ب ِإ ِذْ ِ صيب َ ٍ
م ِ من ّ ب ِ صا َما أ َ ه﴾ َ ﴿، الل ّ ِ
ه﴾. قل ْب َ ُد َ ه ِ ه يَ ْ من ِبالل ّ ِ ؤ ِيُ ْ
ن هذا بقضاٍء وقدرٍ ،يهد ِ قلبهَ للرضا والتسليم ِ مأ ّ ن يعل ْ م ْ
ل ال ِّتي غل َ َ وال ْ م َ ه ْ
صَر ُ م إِ ْه ْ عن ْ ُ
ع َ ض ُ وي َ َأو نحو ذلك َ ﴿ ،
م ﴾. ه ْ ت َ َ َ
علي ْ ِ كان َ ْ
من الله إل قد ْ ِ م أني لم وأعل ُ
ى قبلي ً ت فت أصاب ْ ة
صْبني مصيب ٌ تُ ُ ِ
ب اللمِعين ،مثل ) كرسي مريسون ( ،و إن كّتاب الغر ِ
ن المنقذ ) ألكس كاريل ( ،و ) دايل كارنيجي ( ،يعترفون أ ّ
ن باللهِ عّز ب الماديّ المتدهورِ في حياتهم إنما هو اليما ُ للغر ِ
ل تحزن
199
ث
ن السبب الكبير والسّر العظم في حواد ِ ل ،وذكروا أ ّ وج ّ
ب ،إّنما هو اللحاد ُ ت ظاهرة ً في الغر ِ ت التي أصبح ْ النتحارا ِ
مه ْ ب العالمين ﴿ ،ل َ ُ ل–ر ّ ن الله – عّز وج ّ ضع ِ والعرا ُ
ر ْ
ك ش ِ من ي ُ ْ و َ ب﴾َ ﴿، سا ِ ح َ م ال ْ ِ و َ سوا ي َ ْ ما ن َ ُ ديدٌ ب ِ َ ش ِ ب َ ذا ٌ ع َ َ
َ بالل ّه َ َ
وه الطّي ُْر أ ْ ف ُ خط َ ُ فت َ ْ ماء َ س َ ن ال ّ م َ خّر ِ ما َ فك َأن ّ َ ِ ِ
ق ﴾. حي ٍ س ِ ن َ كا ٍ م َ في َ ح ِ ه الّري ُ وي ب ِ ِ ه ِ تَ ْ
ت جريدةُ ) الشرق الوسط ( في عددها بتاريخ /21 ذكر ْ
ي
س المريك ّ ت عقيلةِ الرئي ِ ن مذكرا ِ 1415 /4هـ ،نقل ً ع ْ
ن مرةٍ ، ت النتحار أكثر م ْ ق ) جورج بوش ( :أّنها حاول ِ الساب ِ
ته ،وحاول ْ ب الموت مظان ّ ُ ت السيارة إلى الهاويةِ تطل ُ وقاد ِ
ن تختنق . أ ْ
ل فيها مع المسلمين ن معركة ُأحد ٍ يقات ُ لقد ْ حضر قزما ُ
ة .فقال : س :هنيئا ً له الجن ُ ل قتال ً شديدا ً .قال النا ُ فقات ُ
حه فلم يصبْر ، ت به جرا ُ ر((!! فاشتد ْ ل النا ِ ن أه ِ هم ْ ))إن ُ
في م ِ ه ْ عي ُ ُس ْ ل َ ض ّ ن َ ذي َ ف فمات﴿ ،ال ّ ِ ل نفسه بالسي ِ فََقت َ َ
صْنعا ً﴾. َ
ن ُ سُنو َ ح ِ م يُ ْ ه ْ ن أن ّ ُ سُبو َ ح َ م يَ ْ ه ْ و ُ ة الدّن َْيا َ حَيا ِ ال ْ َ
عن ض َ عَر َ ن أَ ْ م ْ و َ وهذا معنى قول ِهِ سبحانه وتعالىَ ﴿ :
ضنكا ً ﴾ . ة َ ش ً عي َ م ِ ه َ ن لَ ُ فإ ِ ّ ري َ ِذك ْ ِ
ت
ل هذهِ المورِ ،مهما بلغ ْ م على مث ِ ن المسلم ل يقد ُ إ ّ
ن ُتنهيا ن ركعتين بوضوٍء وخشوٍع وخضوٍع كفيلتان أ ْ ل.إ ّ الحا ُ
ل ن آَناء الل ّي ْ ِ م ْ و ِ طَ ﴿، م والحبا ِ م والكدرِ واله ّ ل هذا الغ ّ ك ّ
ضى ﴾ . ك ت َْر َ عل ّ َ ر لَ َ ها ِ ف الن ّ َ وأ َطَْرا َ ح َ سب ّ ْ ف َ َ
ن انحراِفه ن هذا العالم ِ ،وع ِ لع ْ ن القرآن يتساء ُ إ ّ
ن﴾ ؟! ما هو الذي مُنو َ ؤ ِ م َل ي ُ ْ ه ْ ما ل َ ُ ف َ لَ ﴿: وضلِله فيقو ُ
ة، ت الحج ُ ة ،وقام ِ ت المحج ُ ضح ِ ن ،وقد ْ و ُ ن اليما ِ مع ِ يرّده ْ
م ه ْ ِ ريِ سن ُ نَ ﴿ . ل ،وظهر الحقّ ،وسطع البرها ُ وبان الدلي ُ
َ في َ
هم أن ّ ُ ه ْ ن لَ ُ حّتى ي َت َب َي ّ َ م َ ه ْ ِ س
ِ ُ
ف أن و ِ ق َ فا ِ في اْل َ آَيات َِنا ِ
ه
ن الله إل ٌ ن محمدا ً صادقٌ ،وأ ّ مأ ّ ن له ْ ق﴾ ،يتبي ُ ح ّ ال ْ َ
ن يعتنقه ل يستحقّ أ ْ ن كام ٌ ن السلم دي ٌ يستحقّ العبادة ،وأ ّ
ل تحزن
200
د ف َ
ق ِ ن َ
س ٌ
ح ِم ْ
و ُ
ه َ
و ُ ه إ َِلى الل ّ ِ
ه َ ه ُج َو ْ م َ سل ِ ْمن ي ُ ْ و َمَ ﴿،العال ُ
قى﴾. وث ْ َة ال ْ ُ
و ِ عْر َك ِبال ْ ُ س َم َ
ست َ ْ
ا ْ
******************************
ت حتى الك ُ ّ
فاُر درجا ٌ
س ) جورج بوش ( بعنوان ) سيرةٌ ت الرئي ِ في مذكرا ِ
س التحادِ إلى المام ِ ( :ذكر أّنه حضر جنازة برجنيف ( ،رئي ِ
ة،ة قاتم ً ي في موسكو ،قال فوجدُتها جنازةً مظلم ً السوفيت ّ
ي وأولئك ن )بوش ( نصران ّ ح.ل ّ ن ول رو ٌ ليس فيها إيما ٌ
َ
ن
ذي َ مُنوا ْ ال ّ ِ نآ َ ذي َ ودّةً ل ّل ّ ِ م َ م ّ ه ْقَرب َ ُ نأ ْ جد َ ّ ول َت َ ِ ملحدةٌ ﴿ َ
ه
صاَرى ﴾ .فانظْر كيف أدرك هذا مع ضلل ِ ِ وا ْ إ ِّنا ن َ َ قال ُ َ َ
ن المر أصبح نسبي ّا ً فكيف لو ع ََرف بوش انحراف أولئك ،ل ّ
سل َم ِدينا ً غي َْر ال ِ ْ غ َ
ِ من ي َب ْت َ ِ و َ السلم ،دين اللهِ الحقّ ؟! ﴿ َ
ن﴾. ري َ س ِ خا ِ ن ال ْ َ م َ ة ِ خَر ِفي ال ِ و ِ ه َو ُ ه َ من ْ ُ ل ِ قب َ َ فَلن ي ُ ْ َ
ن تيمية ،وهو كرني هذا بمقالةٍ لشيِخ السلم ِ اب ِ وذ ّ
ق الضال ّةِ الصوفي ِ
ة ث عن أحدِ البطائحيةِ ) الفر ِ يتحد ّ ُ
م يا ابن ن تيمية :ما لك ْ ي لب ِ ل هذا البطائح ّ المنحرفةِ ( .يقو ُ
ت كرامُتنا م – يعني أهل السنةِ – بار ْ تيمية إذا جْئنا إليك ْ
ت كرامُتنا؟ ل الكفارِ ظهر ْ ت ،وإذا ذهْبنا إلى التِتر المغو ِ وبطل ْ
ل التتارِ ؟ أما كم ومث َ ُ ن تيمية :أتدري ما مثُلنا ومثل ُ ُ قال اب ُ
سود ٌ ،فالبلقُ إذا دخل ض ،وأنتم ب ُل ْقٌ ،والتتُر ُ ل بي ٌ ن فخيو ٌ نح ُ
م بين السودِ أصبح أبيض ،وإذا خالط البض أصبح أسود ،فأنت ْ
ل الكفرِ ظ َهََر هذا م مع أه ِ ن نورٍ ،إذا دخلت ْ ةم ْ م بقي ٌ عندك ْ
ن أهل النورِ العظم ِ والسنة ،ظهر النوُر وإذا أتيُتم إلينا ونح ُ
ما ل التتار َ ﴿ . كم ومثُلنا ومث ُ مكم وسواُدكم ،فهذا مثل ُ
وأ ّ َ ِ ظل ُ
ها في َ م ِ ه ْ ه ُة الل ّ ِ م ِ ح َ في َر ْ ف ِ م َ ه ْ ه ُجو ُ و ُ ت ُ ض ْ ن اب ْي َ ّ ذي َ ال ّ ِ
ن﴾ . دو َ خال ِ ُ َ
**********************************
ة
إرادةٌ فولذي ٌ
ل تحزن
201
ب ،وفي س في الغر ِ ن بلد ِ السلم ِ يدر ُ بم ْ ذهب طال ٌ
ت ،فسكن مع أسرةٍ بريطانيةٍ كافرةٍ ،ليتعّلم لندن بالذا ِ
بظ مع الفجرِ الباكرِ ،فيذه ُ اللغة ،فكان متدّينا ً وكان يستيق ُ
ُ
ب إلى م يذه ُ إلى صنبورِ الماِء ويتوضأ ،وكان ماًء باردا ً ،ث ّ
ت عجوٌز في مد ُ ،وكان ْ ح َح وي َ ْ مصل ّهُ فيسجد ُ لرّبه ويركعُ ويسب ُ
ل ؟ قال : ه دائما ً ،فسألْته بعد أيام ٍ :ماذا تفع ُ ت تلحظ ُ البي ِ
خْرت الوقت الباكر ت :فلو أ ّ ن أفعل هذا .قال ْ أمرني ديني أ ْ
ن ربي ل يقب ُ
ل م تستيقظ .قال :لك ّ مك ث ّ حتى ترتاح في نو ِ
ت: ت رأسها ،وقال ْ ت الصلة عن وقِتها .فهّز ْ خر ُ مّني إذا أ ّ
وَل ب َي ْ ٌ
ع جاَرةٌ َ م تِ َ ه ْ هي ِ
جا ٌ ّ ْ
ل ل ت ُل ِ ر َ إرادةٌ تكسُر الحديد !! ﴿ ِ
ة﴾. صَل ِ قام ِ ال ّ وإ ِ َ ه َ ر الل ّ ِ عن ِذك ْ ِ َ
ن التوحيد ِ . ن ،وسلطا ُ ن ،وقوةُ اليقي ِ إّنها إرادةُ اليما ِ
ت إلى سحرةِ فرعون وقد ْ آمنوا هذهِ الرادة ُ هي التي أوح ْ
ي بين موسى ب العالمين في لحظةِ الصراِع العالم ّ باللهِ ر ّ
ما عَلى َ ك َ ؤث َِر َ قاُلوا َلن ن ّ ْ وفرعون ،قالوا لفرعون َ ﴿ :
قض ما َ فطََرَنا َ
ض
ٍ قاَ تَ أن فا ْ ِ َ ذي َ وال ّ ِ ت َ ن ال ْب َي َّنا ِ م َ جاءَنا ِ َ
دوا ن يؤ ّ مأ ْ سمع بمثل ِهِ ،وأصبح عليه ْ دي الذي ما ُ ﴾ .وهو التح ّ
ن يبّلغوا الكلمة الصادقة هذه الرسالة في هذه اللحظةِ ،وأ ْ
القوية إلى هذا الملحدِ الجبارِ .
ن زيدٍ إلى مسيلمة يدعوه إلى بب ُ لقد ْ دخل حبي ُ
ة ،فما ة قطع ً ف قطع ً ه بالسي ِ ة يقطعُ ُ التوحيدِ ،فأخذ مسيلم ُ
داء ه َ ش َ وال ّ ب شهيدا ً َ ﴿ ، ن ول صاح ول اهتّز حتى لقي ر ّ أ ّ
َ
م ﴾. ه ْ وُنوُر ُ م َ ه ْ جُر ُ مأ ْ ه ْ م لَ ُ ه ْ عندَ َرب ّ ِ ِ
ت ،فأنشد : ن عديّ على مشنقةِ المو ِ بب ُ خبي ُ وُرفع ُ
ب كان في على أيّ جن ٍ ت أبالي حين ولس ُ
اللهِ مصرعي ل مسلما ً ُأقت ُ
**************************************
ه
فطرة الل ِ
ح،
ت الري ُ
م وزمجر الّرع ْد ُ وقصف ِ إذا اشتد ّ الظل ُ
ج
و ُ م ال ْ َ
م ْ ه ُ
جاء ُو َ
ف َص ٌ
عا ِ
ح َ ري ٌ ها ِ
جاءت ْ َ
ةَ ﴿ .
ت الفطر ُاستيقظ ِ
ل تحزن
202
وا ْ الل ّ َ
ه ع ُ م دَ َ ه ْ حيط ب ِ ِ
َ م أُ ِ ه ْ
َ
وظَّنوا ْ أن ّ ُ ن َ كا ٍ م َل َ من ك ُ ّ ِ
ة
ن المسلم يدعو رّبه في الشد ّ ِ ن﴾ .غَي َْر أ ّ دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِ م ْ ُ
َ
ن
م ْ ن ِ كا َه َ وَل أن ّ ُ فل َ ْوالرخاِء ،والسراِء والضراِء َ ﴿ :
ن﴾ عُثو َ وم ِ ي ُب ْ َ ه إ َِلى ي َ ْ في ب َطْن ِ ِ ث ِ ن} {143ل َل َب ِ َ حي َ سب ّ ِ م َ ال ْ ُ
ل الله وقت حاجِته وهو متضّرع ٌ إلى رّبه ، ن الكثير يسأ ُ .إ ّ
لل ه عّز وج ّ فإذا تحّقق مطلُبه أعرض ونأى بجانِبه ،والل ُ
ن ،ول ُيخادع ُ كما ُيخادعُ ب على الولدا ِ ب عليه كما ُيلع ُ ُيلع ُ
ن الذين م﴾.إ ّ ه ْ ع ُ خاِد ُ و َ ه َ و ُ ه َ ن الل ّ َ عو َ خاِد ُ ل ﴿ ،يُ َ الطف ُ
م إل تلميذ ٌ لذاك صنائِع ما ه ْ ت ال ّ يلتجئون إلى اللهِ في وق ِ
ن﴿: ت الوا ِ ه بعد فوا ِ ف فرعون ،الذي قيل ل ُ ل المنحر ِ الضا ّ
ن ﴾. دي َ س ِ ف ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ت ِ كن َ و ُل َ ت َ
قب ْ ُ صي ْ َ ع َ قد ْ َ و َ ن َ آل َ
ق
ل العرا ُ ت هيئة الذاعةِ البريطانيةِ ُتخبُر حين احت ّ سمع ُ
الكويت :أن تاتشر رئيسة الوزراِء البريطانية السابقة كانت
ت إلى رع ْ ت الخبر هُ ِ في وليةِ كلورادو المريكيةِ ،فلما سمع ِ
ت! الكنيسةِ وسجد ْ
مث ْ ِ
ل ظ الفطرةِ عند ِ ول أفسُر هذه الظاهرة إل باستيقا ِ
ن
رهم وضلِلهم ،ل ّ ل ،مع كف ِ رها عّز وج ّ هؤلِء إلى فاط ِ
ل مولوِد ن بهِ تعالى )) :ك ّ النفوس مفطورة ٌ على اليما ِ
صراِنه أو ه أو ين ّ ودان ِ ِ ة ،فأبواهُ يه ّ ُيولدُ على الفطر ِ
ه (( . جسان ِ ِ يم ّ
********************************************
**
ق ،فإّنه
خر الّرز ِن على تأ ّ ل تحز ْ
ى
م ًل مس ّ بأج ٍ
ق
ق ،ويبادُر الزمن ،ويقل ُ الذي يستعج ُ
ل نصيبه من الّرز ِ
خرِ رغباِته ،كالذي يسابقُ المام في الصلةِ ،ويعُلم ن تأ ّ
م ْ
رغدرةٌ َ ،فُ ِ
م إل بْعد المام! فالموُر والرزاقُ مق ّأّنه ل يسل ّ ُ
مُر َ ْ
ق الخليقةِ ،بخمسين ألف سنةٍ ﴿ ،أَتى أ ْ منها قبل خل ِ
ل تحزن
203
فل َ َرآ ّ
د ر َ خي ْ ٍك بِ َرد ْ َوِإن ي ُ ِه﴾َ ﴿، جُلو ُ
ع ِ فل َ ت َ ْ
ست َ ْ ه َ الل ّ ِ
ه﴾. ضل ِ ِف ْ لِ َ
م إني أعوذ ُ بك من جلد ِ الفاجرِ ، ل عمُر » :الّله ّ يقو ُ
تة .فلقد ْ ط ُْف ُ ة صادق ٌ ة عظيم ٌ وعجزِ الثقةِ « .وهذهِ كلم ٌ
ل،ن أعداِء اللهِ عّز وج ّ ت كثيرا ً م ْ بفكري في التاريِخ ،فوجد ُ
بج َ ح :العَ َ ّ
ب والجلدِ والمثابرةِ والطمو ِ دأ ِ ن ال ّ مم ْ عنده ْ
ل
م من الكس ِ ت كثيرا ً من المسلمين عنده ْ ب .ووجد ُ الُعجا َ
مق
ت عُ ْ م ،فأدرك ُ ه به علي ٌ ل :ما الل ُ ل والّتخاذ ُ ِ والفتورِ والّتواك ُ ِ
ه عنه . - مَر – رضي الل ُ كلمةِ عُ َ
*****************************************
ع
ل الناف ِ
س في العم ِ
انغم ْ
ف والعاص بن وائل خل َ ٍ ن الوليد بن المغيرةِ وُأمية بن َ أ ّ
ق﴿ أنفقوا أموالهم في محاربةِ الرسالةِ ومجابهةِ الح ِ
ن﴾. غل َُبو َ م يُ ْ سَرةً ث ُ ّ ح ْ م َه ْ علي ْ ِ
ن َ َكو ُ م تَ ُ ها ث ُ ّ قون َ َ ف ُسُين ِ ف َ َ
م ،لئل ّ ُيشاد بها ن كثيرا ً من المسلمين يبخلون بأمواِله ْ ولك ّ
ما
فإ ِن ّ َ ل َ خ ْ من ي َب ْ َ و َن﴿ َ ح اليما ِ مناُر الفضيلةِ ،وُيبنى بها صر ُ
جُز الثقةِ . جر وع ْ جل َد ُ الفا ِ ه ﴾ ،وهذا َ س ِ ف ِ عن ن ّ ْ ل َ خ ُ ي َب ْ َ
ت ) جولدا مائير ( اليهوديةِ ،بعنوان ) الحقد ( كرا ِ في مذ ّ
ت عشرة لس ّ ل حياِتها تعم ُ ن مراح ِ :فإذا هي في مرحلةٍ م ْ
ضال ّةِ وأفكاِرها ة بل انقطاٍع ،في خدمةِ مبادِئها ال ّ ساع ً
ن شاء ة ،وم ْ ت مع ) بن جوريون ( دول ً المنحرفةِ ،حتى أوجد ْ
فلينظ ُْر كتابها .
ة
ن أبناِء المسلمين ل يعملون ولو ساع ً ت ألوفا ً م ْ ورأي ُ
ما ب ونوم ٍ وضياٍع ﴿ َ شر ٍ لو ُ م في لهو وأك ٍ واحدةً ،إنما ه ْ
م إ َِلى قل ْت ُ ْه اّثا َ ل الل ّ ِ سِبي ِ في َ فُروا ْ ِ م ان ِ ل ل َك ُ ُ قي َ ذا ِ م إِ َ ل َك ُ ْ
ض﴾. ر ال َ
ْ ِ
ً
كان عمُر دؤوبا في عمله ليل ً ونهارا ،قليل النوم .فقال ً
سي ،ولو ت نْف ِ ل ضاع ْ ت في الّلي ِ م ؟ قال :لو نم ُ أهُله :أل تنا ُ
ت رعي ِّتي . ت في النهارِ ضاع ْ نم ُ
ل تحزن
204
فك ) موشى ديان ( بعنوان ) السي ُ ت الهال ِ في مذكرا ِ
ن مدينةٍ إلى م ( :كان يطيُر من دولةٍ إلى دولةٍ ،وم ْ والحك ُ
ت، مدينةٍ ،نهارا ً وليل ً ،سّرا ً وجهرا ً ،ويحضُر الجتماعا ِ
ب
ت ،والمعاهدات ،ويكت ُ صفقا ِ سقُ ال ّ ت ،وين ّ ويعقد ُ المؤتمرا ِ
ة
ن القرد ِ جل َد ُ إخوا ِ ت :واحسرتاهُ ،هذا َ ت .فقل ُ كرا ِ المذ ّ
ن هذا جلد ُ جُز كثيرٍ من المسلمين ،ولك ْ والخنازيرِ ،وذاك عَ ْ
جُز الثقةِ . الفاجرِ وعَ ْ
ن ذ ُهْ ِ
ل م ْ بنو الّلقطيةِ ِ ن لم ن ماز ٍ تم ْ لو كن ُ
والفراغ ،وأخرج شْيبانا والبطالة ن ب ِ بليعمُر العطالة حإِ
حارب تستب ِ ْ لقد ْ
شبابا ً سكنوا المسجد ،فضربهم وقال :اخرجوا واطلبوا
ن مع الفراغ ة.إ ّ ن السماء ل تمطُر ذهبا ً ول فض ً الّرزق ،فإ ّ
ي والنهياًر ض النفس ّ والعطالةِ :الوساوس والكد ََر والمر َ
ط :السرور ل والنشا ِ ن مع العم ِ م .وإ ّ م والغ ّ ي واله ّ العصب ّ
م،م والغ ّ حُبور والسعادة .وسوف ينتهي عندنا القلقُ واله ّ وال ُ
ل بدورِهِ في ة إذا قام ك ّ ة والنفسي ّ ُ ة والعصبي ّ ُ ض العقلي ّ ُ والمرا ُ
تل ،وفتح ِ ت المعام ُ ت المصانعُ ،واشتغل ِ مل ِ الحياةِ ،فعُ ِ
تة ،والمخيما ُ ة والدعوي ّ ُ ة والتعاوني ّ ُ ت الخيري ّ ُ الجمعّيا ُ
رها ﴿ .. ة وغَي ْ ُ ت العلمي ّ ُ دورا ُ ة ،وال ّ ت الدبي ّ ُ ملتقيا ُ والمراكُز وال ُ
قوا﴾ ساب ِ ُ في اْل َ مُلوا ْ ﴾ َ ﴿ ، و ُ
ض﴾ َ ﴿، ِ ر
ْ شُروا ِ فانت َ ِ ع َ لا ْ ق ِ َ
ل من ه داود كان يأك ُ ي الل ِ عوا ْ﴾ )) ،وإن نب ّ ر ُ سا ِ و َ َ ﴿،
ده (( . لي ِ عم ِ
ن
دث ع ْ ة الحياةِ ( ،تح ّ ب ،بعنوان ) صناع ُ وللّراشدِ كتا ٌ
س ل يقومون ً ب ،وذ َك ََر أ ّ
ن كثيرا من النا ِ هذهِ المسالةِ بإسها ٍ
بدوِرهم في الحياةِ .
ت ،ل ُيدركون س أحياٌء ،ولكّنهم كالموا ِ ِ وكثيٌر من النا
م ،ول ُ
مِته ْ سّر حياِتهم ،ول ُيقدمون لمستقبلهم ول ل ّ
ف ﴾ ﴿ ،لّ وال ِ ِ خ َ ع ال ْ َ م َ كوُنوا ْ َ ضوا ْ ب َِأن ي َ ُ سهم خيرا ً ﴿ َر ُ لنف ِ
ُ
ر
ضَر ِ وِلي ال ّ غي ُْر أ ْ ن َ مِني َ ؤ ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ن ِ دو َ ع ُ قا ِ وي ال ْ َ ست َ ِ يَ ْ
ه﴾. ل الل ّ ِ سِبي ِ في َ ن ِ دو َ ه ُ جا ِ م َ وال ْ ُ َ
ل تحزن
205
م مسجد الرسول ت تُق ّ ن المرأة السوداء التي كان ْ إ ّ
ة
م ٌ َ
ول َ دورِ الجنة ﴿ َ ت بهذا ال ّ ت بدوِرها في الحياةِ ،ودخل ْ قام ْ
َ
م ﴾. جب َت ْك ُ ْ ع َ وأ ْ ول َ ْ ة َ رك َ ٍ ش ِ م ْ من ّ خي ٌْر ّ ة َ من َ ٌ ؤ ِم ْ ّ
ه
دى ما علي ِ لأ ّ مْنبر للرسو ِ صن َعَ ال ِ م الذي َ وكذلك الغل ُ
ن ذي َ وال ّ ِ ن موهلته في الّنجارةِ ﴿ َ ،وكسب اجرا ً بهذا المرِ ،ل ّ
م﴾. ه ْ هد َ ُ ج ْ ن إ ِل ّ ُ دو َ ج ُ ل َ يَ ِ
ة عام 1985م ت المتحدة ُ المريكي ّ ُ ت الوليا ُ سمح ِ
ن المجرمين دعاةِ المسلمين سجون أمريكا ،ل ّ ل ال ّ بدخو ِ
ة ،إذا اهتد َْوا إلى السلم ِ ،أصبحوا أعضاًء والمرّوجين والَقت َل َ َ
كان ميتا ً َ َ َ
ه
حي َي َْنا ُ فأ ْ من َ َ َ ْ و َ م﴿أ َ صالحين في مجتمعاِته ْ
س ﴾. في الّنا ِ ه ِ شي ب ِ ِ م ِ ه ُنورا ً ي َ ْ عل َْنا ل َ ُ ج َ و َ َ
سداد في ن أراد ال ّ ن لم ْ ن ،نافعا ِ ن عظيما ِ ن اثنا ِ دعاءا ِ
ث والوقائِع . س عند الحدا ِ ط النف ِ المورِ وضب ْ ِ
ه: ن الرسول قال ل ُ ي،أ ّ ث عل ّ ل :حدي ُ الو ُ
م. دني (( .رواه ُ مسل ٌ م اهدِني وسدّ ْ ل :الله ّ ق ْ )) ُ
حصْين بن عبيد ٍ ،عند أبي داود :قال ث ُ الثاني :حدي ُ
قني شّر دي ،و ِ م ألهمني ُرش ْ ل :الّله ّ له )) : ق ْ
فسي (( . نَ ّ
فأكثُر ما يجني عليه ن ن عو ٌ م يك ْ إذا ل ْ
ة
ش ،وكراه ِي َ ُ ب العي ْ ِ وحهُ ّ اجتهاد ُ شقُ البقاِء ، للفتىوع ْ بالحياة ، من اللهِ الّتعل ّقُ
مل َقَ والقلق صدرِ وال َ ضيقَ ال ّ ت ُ ،يورد ُ العبد َ :الكد ََر و ِ المو ِ
ة
قهم بالحيا ِ والرق والّرهق ،وقد لم الله اليهود على تعل ّ ِ
الدنيا ،فقال ﴿ :ول َت َجدن ّهم أ َ
ةحَيا ٍ عَلى َ س َ ِ نا ّ ال صَ رَ ح
ْ َ ِ َ ُ ْ
َ
مُر أل ْ َ َ ن أَ ْ
ة
سن َ ٍ ف َ ع ّو يُ َ م لَ ْ ه ْ حد ُ ُ ود ّ أ َ كوا ْ ي َ َ شَر ُ ذي َ ن ال ّ ِ م َ و ِ َ
َ
صيٌر ه بَ ِ والل ّ ُ مَر َ ع ّ ب أن ي ُ َ ذا ِ ع َ ن ال ْ َ م َ ه ِ ح ِ ز ِ ح ِ مَز ْ و بِ ُ ه َ ما ُ و َ َ
ن﴾. مُلو َ ع َ ما ي َ ْ بِ َ
ي
وهنا قضايا ،منها :تنكيُر الحياةِ ،والمقصود ُ :أّنها أ ّ
ت ت ،ولو كان ْ جماوا ِ ت حياة البهائم ِ والع ْ حياةٍ ،ولو كان ْ
م يحرصون عليها . ة فإّنه ْ ة رخيص ً شخصي ً
ل تحزن
206
ن اليهوديّ كان يلقى ف سنةٍ ل ّ ظ :أل ِ ومنها :اختياُر لف ِ
ش ألف ع ْ م صباحا ً ألف سنةٍ .أي ِ : ع ْ هِ : لل ُ اليهوديّ فيقو ُ
م يريدون هذا العمر ه وتعالى أنه ْ سنةٍ .فذكر سبحان ُ
ة ؟! مصيُرهم إلى ناٍر ن لو عاشوهُ فما النهاي ُ الطويل ،ولك ْ
ن﴾. صُرو َ م َل ُين َ ه ْ و ُ خَزى َ ة أَ ْ خَر ِ ب اْل ِ ذا ُ ع َول َ َظى ﴿ َ تل ّ
دعى . ه يُ ْ م والل ُ ت العامةِ :ل ه ّ ن كلما ِ ن أحس ِ م ْ
ه
ب من ُ ن هناك إلها ً في السماِء ُيدعى ،وُيطل ُ والمعنى :أ ّ
مك ، كلت رّبك به ّ م أنت في الرض ،فإذا و ّ الخي ُْر ،فلماذا تهت ّ
ِ َ
فش ُ وي َك ْ ِعاهُ َ ذا دَ َ ضطَّر إ ِ َ م ْ ب ال ْ ُ جي ُ من ي ُ ِ شَفه وأزاله ﴿ أ ّ ك َ
ب َ َ َ َ ذا سأ َ وإ ِ َ
ري ٌ ِ ق ني ّ ِ إ ف ني ّ ع
َ دي ِ باَ ع
ِ ك ل َ سوءَ ﴾ َ ﴿ ، ال ّ
ن﴾. ع إِ َ ُ
عا ِ ذا دَ َ دا ِ وةَ ال ّ ع َ ب دَ ْجي ُ أ ِ
ب
ن القْرِع للبوا ِ م ِ مد ْ ِ و ُ ن
صبرِ أ ْ أخل ِقْ بذي ال ّ
أن يِلجا ه
يحظى بحاجت ِ ِ
**************************************
ة
ق غالي ٌ
في حياِتك دقائ ُ
ي
ن للشيِخ علي الطنطاو ّ معّبري ْ ِن ُمؤّثري ْ ِن ُ ت موقفي ْ ِ رأي ُ
كراتهِ :في مذ ّ
سه وكاد يغرقُ على ث عن نف ِ ل :تحد ّ َ ف الو ُ الموق ُ
ت، ح فأشرف على المو ِ ئ بيروت ،حينما كان يسب ُ شاط ِ
ن لمولهُ ، ع ُ ت ُيذ ِ مي ّا ً عليهِ ،وكان في تلك اللحظا ِ مغْ ِمل َح ِو ُ
ه
دد إيمانه وعمل ُ ة إلى الحياةِ ،ليج ّ ويود ّ لو عاد َ ولو ساع ً
ن عنده منتهاه . ل اليما ُ صالح ،فَيص ِ ال ّ
ن سوريا إلى دم في قافلةٍ م ْ ف الثاني :ذ َك ََر أنه ق ِ والموق ُ
ق ،وبينما هو في صحراِء تبوك ضّلوا وب َُقوا ثلثة ت اللهِ العتي ِ بي ِ
ت، مُهم واشراب ُُهم ،وأشرفوا على المو ِ أيام ،وانتهى طعا ُ
ة
فقام وألقى في الجموِع خطبة الوداِع من الحياةِ ،خطب ً
ن اليمان سأ ّ توحيدّية حاّرةً رّنانة ،بكى وأبكى الناس ،وأح ّ
ل في عله ﴿ هج ّ منقذ ٌ إل الل ُ
ن ول ُ معي ٌ ارتفع ،وأنه ليس هناك ُ
ل تحزن
207
ْ َ ي َ
في و ِ ه َ وم ٍ ُ ل يَ ْ ض كُ ّ والْر ِ ت َ وا ِ ما َس َ في ال ّ من ِ ه َ سأل ُ ُ َ ْ
ن ﴾. ْ َ
شأ ٍ
ه قات َ َ ي َ ل سبحانه وتعالى ﴿ :وك َأ َ يقو ُ
ع ُم َ ل َ ّ ِ ب ّ ن من ّ ين ّ َ ُ
َ
ل الل ّ ِ
ه سِبي ِ في َ م ِ ه ْ صاب َ ُ ما أ َ هُنوا ْ ل ِ َ و َما َ ف َ ن ك َِثيٌر َ رب ّّيو َ ِ
ن ﴾. ري َ صاب ِ ِ ب ال ّ ح ّ ه يُ ِ ّ
والل ُ ْ
ست َكاُنوا َ َ ما ا ْ و َ فوا َ ْ ع ُ ض ُ
ما َ و َ َ
دون أعداءهم ب المؤمنين القوياء الذين يتح ّ ن الله يح ّ إ ّ
س ،ول ط واليأ ِ بصبرٍ وجلدةٍ ،فل يِهنون ،ول ُيصابون بالحبا ِ
ل ،بل ف والفش ِ هم ،ول يستكينون للذ ّل ّةِ والضعْ ِ تنهاُر قوا ُ
ة إيماِنهم برّبهم مدون وُيواصلون وُيرابطون ،وهي ضريب ُ يص ُ
ب إلى ي خيٌر وأح ّ ن القو ّ م )) المؤم ُ م وبديِنه ْ وبرسوِله ْ
ل خيٌر (( . ف وفي ك ّ ضعي ِ ن وال ّ المؤم ِ ه من الل ِ
ه ُ
ت الل ِ ه – في ذا ِ ه عن ُ صب ُعُ أبي بكرٍ – رضي الل ُ تأ ْ جرح ْ ُ
فقال :
ل الله ما وفي سبي ِ ع
صب َ ٌ
ت إل إ ْ ل أن ِ ه ْ
ت
قي ِ ل ِ ت مي ِ دَ ِ
ب الغارِ ليحمي بها الرسول ِ ق
ْ َ ث في ه
ُ إصبع ٍ ربك أبو ووضع
ت بإِذن اللهِ . ب ،فُلدغ ،فقرأ عليها فبرئ ْ من العقر ِ
بسّر في شجاعِتك ،وأنك تِغل ُ ل لعنترة :ما ال ّ قال رج ٌ
خذ إصبعي في الّرجال ؟ قال :ضعْ إصبعك في فمي ،و ُ
ضعَ عنترةُ إصبعه في فم ِ فمك .فوضعها في فم ِ عنترة ،وو َ
ل من اللم ، ض إصبع صاحِبه ،فصاح الرج ُ لع ّ ل ،وك ّ الّرج ِ
تج له عنترةُ إصبعه ،وقال :بهذا غلب ُ ولم يصبْر فأخر َ
ل. صبرِ والحتما ِ البطال .أي بال ّ
ف اللهِ ورحمته وعفوه ح المؤمن أن ُلط َ م ُيفر ُ نم ّ إ ّ
ب إيمان ِهِ . ب منه ،فيشعُر برعايةِ اللهِ ووليت ِهِ بحس ِ قري ٌ
ف تشعُر ت والطيوُر والزواح ُ ت والحياُء والعجماوا ُ والكائنا ُ
حسب ّ ُء إ ِل ّ ي ُ َ ي ٍ ش ْ من َ وِإن ّ ن لها رب ّا ً خاِلقا ً ورازقا ً ﴿ َ بأ ّ
م﴾. ه ْ ح ُ سِبي َ ن تَ ْ هو َ ق ُ ف َكن ل ّ ت َ ْ وَلـ ِ ه َ مد َ ِح ْبِ َ
ه كُ ّ
ل نل ُ يا م ْ ب حمدا ً ليس يا ر ّ
صمد ُ قت ْ الخلئ ِ ِ غيُرك ُيحمد ُ
ل تحزن
208
م في ب بأيديه ْ ث يرمون الح ّ ت الحْر ِ ة وَقْ َ م ُعندنا ،العا ّ
س ،بين س َ ،في بلدٍ ياب ٍ ب ياب ٌ ض ،ويهتفون :ح ّ ق الر ِ شقو ِ
َ
ض﴿أ َ
ن} حُرُثو َ ما ت َ ْفَرأي ُْتم ّ يديك يا َ َفاطر السماوات َ والر ِ
ة
ن ﴾ .إّنها نزع ُ عو َ ر ُ
ن الّزا ِ ح ُ م نَ ْهأ ْعون َ ُ م ت َْزَر ُ {63أأنت ُ ْ
ه إليهِ ،سبحانه وتعالى . ج ُ
توحيدِ البري ،وتو ّ
ك – وهو أعمى – دالحميدِ كش ُ صقعُ عب ُ م ْ ب ال ِ قام الخطي ُ
ب عليها ل ،مكتو ٌ ن جيبهِ سعفة نخ ٍ مْنبَر ،أخرج م ْ ما عل ال ِ فل ّ
ف في الجموِع ل ،ثم هَت َ َ ي الجمي ِ ط الكوف ّ ه ،بالخ ّ سها :الل ُ بنف ِ
:
نصو ِ ت الغُ ُ ذا ِ شجرهْ انظ ُْر لتلك ال ّ
ضرهْ ضرهْبالخ ِ الن ّ ِ
وزانها ن الذي أنبتها م ِ
درهْ ُقدرُته ُ
مْقت ِ ه الذي ذاك هو الل ُ
س بالبكاِء . جهش النا ُ فأ ْ
ة آياُته في ض مرسوم ٌ ت والر ِ ه فاطُر السماوا ِ إن ُ
صمديةِ والربوبي ّةِ واللوهي ّةِ ﴿ ت ،تنطقُ بالوحداني ّةِ وال ّ الكائنا ِ
هذا َباطِل ً ﴾ . ت َ خل َ ْ
ق َ ما َ َرب َّنا َ
ن هناك رب ّا ً شعَُر أ ّ نت ْ ن دعائم ِ السرورِ والرتياِح ،أ ْ م ْ
شْر برحمةِ رّبك التي ن تاب ،فأب ِ ب على م ْ م ويغفُر ويتو ُ يرح ُ
مِتيح َوَر ْت والرض ،قال سبحانه َ ﴿ : ت السماوا ِ وسع ِ
ه سبحانه وتعالى ، ء ﴾ ،وما أعظم لطف ُ ي ٍ ش ْ ل َ ت كُ ّ ع ْ س َ و ِ َ
ل اللهِ ، ن أعرابي ّا صلى مع رسو ِ ّ ً ث صحيٍح :أ ّ وفي حدي ٍ
م ارحمني ومحمدا ً ،ول ما أصبح في الّتشهّد ِ قال :الله ّ فل ّ
م معنا أحدا ً .قال )) : لقدْ حجرت واسعا ً (( . ترح ْ
ن
كا َ و َ ل شيٍء ﴿ َ تك ّ ن رحمة الهِ وسع ْ أي :ضّيقت واسعا ً ،إ ّ
هن هذ ِ هم ْ م بعباِد ِ ه أرح ُ حيما ً ﴾ )) ،الل ُ ن َر ِ مِني َ ؤ ِ م ْ ِبال ْ ُ
دها (( . بول ِ
ب اللهِ عّز وج ّ
ل، ن عذا ِ ل نفسه بالنارِ فرارا ً م ْ أحرق رج ٌ
مَلك ح َ
دي ،ما َ فجمعه سبحانه وتعالى وقال له )) :يا عب ْ ِ
ل تحزن
209
تفُتك ،وخشي ُ خ ْ بِ ، على ما صنعت ؟ قال :يا ر ّ
ح. ث صحي ٌ ه الجّنة (( .حدي ٌ ه الل ُ ذنوبي .فأدخل ُ
ن ع
َ س ْ
ف ّ ن ال هى َ ن و ه ب ر م قا َ م فَ خا َ ن م ما ﴿ وأ َ
ِ َ َ َ ِ ّ َ َ َ ْ َ ّ َ
ْ ْ ْ
وى ﴾ . مأ َ ي ال َ ه َ ة ِ جن ّ َ ن ال َ فإ ِ ّ وى}َ {40 ه َ ال ْ َ
م يجد ْ حدًا ،فل ْ سه مو ّ مسرفا ً على نف ِ ه رجل ً ُ حاسب الل ُ
نة ،لكّنه كان ُيتاجُر في الدنيا ،ويتجاوُز ع ِ سن َ ً عندهُ ح َ
ه. ن أوْلى بالكرم ِ منك ،تجاوزوا عن ُ ه :نح ُ ر ،قال الل ُ س ِ معْ ِ ال ُ
ه الجّنة . فأدخله الل ُ
َ َ
ن﴾دي ِ م ال ّ و َ طيئ َِتي ي َ ْ خ ِ فَر ِلي َ غ ِ ع أن ي َ ْ م ُ ذي أطْ َ وال ّ ِ ﴿ َ
ه﴾. ة الل ّ ِ م ِ ح َ من ّر ْ طوا ِ قن َ ُ َ ﴿ ،ل ت َ ْ
س ،فقام رج ٌ ّ
ل ن الرسول صلى بالنا ِ عند مسلم ٍ :أ ّ
ي .قال )) :أصليت ه عل ّ م ُ ت حد ّا ً ،فأقِ ْ فقال :أصب ْ ُ
فر لك (( غ ِ ب فقد ُ م .قال )) .اذه ْ معنا ؟ (( .قال :نع ْ
.
َ
ر
ف ِ غ ِ ست َ ْ م يَ ْ ه ثُ ّ س ُ
ف َ م نَ ْ و ي َظْل ِ ْ سوءا ً أ ْ ل ُ م ْ ع َ من ي َ ْ و َ ﴿ َ
حيما ً ﴾ . فورا ً ّر ِ غ ُ ه َ د الل ّ َ ج ِ ه يَ ِ الل ّ َ
ن خلفه ، مهِ وم ْ ن أما ِ م ْ كتنف العبد َ ِ ، يي ْ ف خف ّ هناك ُلط ٌ
ت قدمي ْهِ ، ن تح ِ ن فوِقه وم ْ م ْ ن شمال ِهِ ،و ِ وعن يمينهِ وع ْ
م
ت عليه ُ ب العالمين ،انطبق ْ هر ّ ي هو الل ُ ف الخف ّ ب الّلط ِ صاح ُ
خرةُ في الغارِ ،وأْنجى إبراهيم من النارِ ،وأنجى موسى ص ْ ال ّ
ب وأيوب ج ّ ن ،ويوسف من ال ُ طوفا ِ ق ،وُنوحا ً من ال ّ من الغر ِ
ض. من المر ِ
***************************************
وقفــة
ت رسول اللهِ ت :سمع ُ ة أّنها قال ْ سل َ َ
م َ م َ عن أ ّ
ل ما ة ،فيقو ُ ن مسلم ٍ ُتصيُبه مصيب ٌ ل )) :ما م ْ يقو ُ
من ﴾ الّله ّ
جعو َ وإ ِّنـا إ ِل َي ْ ِ
ه َرا ِ ه ﴿ :إ ِّنا ل ِل ّ ِ
ه َ أمره الل ُ
ف لي خيرا ً مْنها ؛ إل ّ جْرني في مصيبتي وأخل ْ ا ُ
ه خيرا ً مْنها (( . هل ُأخلف الل ُ
ل تحزن
210
قال الشاعُر :
ن
ي وإ ْ م على ح ّ دو ُ ت ُ ن
م ْي ل واللهِ ما ِ خليل ّ
تال ّ ج ِل ّ
هيُتك
كوى إذا ش ْ ثر ِ ولِ ت يوما ً فل نةٍنزل ْ مْ
فإل ِ ّ
م
ُ
ت
حتى مض ْ فصابرهاّ ِ
ت ل زل الّنع ُ كريم ٍ قد ْ ن لها نْ
م ْضعَ ِ مَفك ْ خت ْ
تصبري على فلما رأ ّ
تِ واضمحل ْ ّ على اليام ِ
ببنوائ ٍ ت وكان ْيُبل ْ
تل ذل ّ ِ الذ ّ ّ عزيزةً آخر : نفسي وقال
خير لي في وُرّبما ِ م
يضيقُ صدري بغ ّ
ره رْوحا ًأحيانا م
الغ ّ ة يكو ُ بحايوِدثم ٍ ٍ عند ّ
وعند آخ ِ ن وُر
ج قد ح ّ
ل ولي فر ٌ ور ّْيحانا إل ه ذْرعا ً عند تُضقّول ُ
م ِأ الغ ّ ما
أوْ حانا
******************************** ة
ناِئب ٍ
ة
ق السعاد ِ
ة طري ُ الفعا ُ
ل الجميل ُ
ه، ةل ُ ة جميل ً ي كلم ً طائ ّ ن حاتم ال ّ ل ديوا ِ ت في أوّ ِ رأي ُ
ٍ
ه. شّر يكفيك ،فد َعْ ُ ك ال ّ ل فيها :إذا كان تر ُ يقو ُ
شّر واجتناُبه ، ن ال ّ ِ تع سكو ُ ومعناهُ :إذا كان يسع ال ّ
م﴾. ه ْ
ذا ُ ع أَ َ ود َ ْ م﴾َ ﴿، ه ْ عن ْ ُض َ ر ْ ع ِفأ َ ْ فحسُبه بذلك ﴿ َ
ح
ك من الفّتا ِ ة ،وعطاٌء مبار ٌ ة رّباني ّ ٌ س موهب ٌ ة للنا ِ محب ّ ُ
العليم ِ .
ث
ي ثل ُ ل:ف ّ دثا ً بنعمةِ اللهِ عّز وج ّ س متح ّ ن عبا ٍ يقول اب ُ
ت بذلك ، سرر ُ ت الله و ُ ض ،إل ّ حمد ُ ث بأر ٍ ل :ما نزل غي ٌ خصا ٍ
ل ،إل ّ ض عاد ٍ ت بقا ٍ وليس لي فيها شاةٌ ول بعيٌر .ول سمع ُ
ن
ةم ْ ت آي ً ة .ول عََرف ُ ت الله له ،وليس عنده لي قضي ّ ٌ دعو ُ
ف. ن الناس يعرفون منها ما أعر ُ تأ ّ ب اللهِ ،إل ّ وِدد ُ كتا ِ
ة
م وسلم ُ ة الفضيلةِ بينه ْ س ،وإشاع ُ ب الخيرِ للنا ِ ح ّ إنه ُ
ل النصِح للخليقةِ . حك ّ ص ُم ،والن ّ ْ صدرِ له ْ ال ّ
ل الشاعُر : يقو ُ
مب ليس تن ْت َظ ِ ُ سحائ ِ ُ ى ول ت عل ّ فل نزل ْ
البلدا بأرضي
ل تحزن
211
ما ً في ث عا ّ ة ،والغي ْ ُ م ًة عا ّ ن الغمام ُ المعنى :إذا لم تك ِ
ن
ذي َ ت أناني ّا ً ﴿ال ّ ِة بي ،فلس ُ ص ًن تكون خا ّ دها أ ْ س ،فل أري ُ النا ٍ
س ِبال ْب ُ ْ ْ
مه ُ
ما آَتا ُ ن َ مو َ وي َك ْت ُ ُل َ خ ِ ن الّنا َ مُرو َ وي َأ ُن َ خُلو َ ي َب ْ َ
ه﴾ضل ِ ِف ْ من َ ه ِالل ّ ُ
حه الفّياضةِ ، ن ُرو ِثع ْ ل حاتم ٍ ،وهو يتحد ّ ُ أل ُيشجيك قوْ ُ
م: قهِ الج ّ وعن خل ِ
حيي الِعظام البيض وي ُ ْ م الغيب أما والذي ل يعل ُ
م ٍ أن ُيقا َ
ل م مخافةرمي
يو ُ هي و ْ وي البطن رْهُكن ُغي ُد
ت أط ِ لق
**************************************** م
لئي ُ والّزاد ُ ُيشتهى
ضاّر
م ال ّ
ع والعل ُ عل ْ ُ
م الناف ُ ال ِ
ن ُأوُتوا ذي َ ل ال ّ ِ قا َ و َ م إذا دّلك على اللهِ َ ﴿ . ِليهِْنك العِل ْ ُ
وم ِ ه إ َِلى ي َ ْ ب الل ّ ِ في ك َِتا ِ م ِ قدْ ل َب ِث ْت ُ ْ ن لَ َ ما َ لي َ وا ْ ِ م َ عل ْ َ ال ْ ِ
ل سبحانه ن هناك علما ً إيماني ّا ً ،وعلما ً كافرا ً ،يقو ُ ث﴾.إ ّ ع ِ ال ْب َ ْ
ة الدّن َْيا حَيا ِ ن ال ْ َ م َ هرا ً ّ ظا ِ ن َ مو َ عل َ ُ ن أعدائ ِهِ ﴿ :ي َ ْ وتعالى ع ْ
ل ن ﴾ .ويقول عنهم ﴿ :ب َ ِ فُلو َ غا ِ م َ ه ْ ة ُ خَر ِ ن اْل ِ ع ِ م َ ه ْ و ُ َ
ها ب َ ْ
ل من ْ َ ك ّ ش ّ في َ م ِ ه ْ ل ُ ة بَ ْ خَر ِ في ال ِ ْ م ِ ه ْ م ُ عل ُْ ك ِ داَر َ ا ّ
ن
م َ هم ّ غ ُ مب ْل َ ُ ك َ ل عنهم ﴿ ذَل ِ َ ن ﴾ .ويقو ُ مو َ ع ِ ها َ من ْ َ هم ّ ُ
َ
ي
ذ َ م ن َب َأ ال ّ ِ ه ْ علي ْ ِ
ل َ َ وات ْ ُ ل وعل َ ﴿ : لج ّ عل ْم ِ . ﴾ ....ويقو ُ ال ْ ِ
شي ْ َ خ من ْها َ َ
نكا َ ف َ ن َ طا ُ ه ال ّ ع ُ فأت ْب َ َ سل َ َ ِ َ فان َ آت َي َْناهُ آَيات َِنا َ
وَلـك ِن ّ ُ
ه ها َ عَناهُ ب ِ َ ف ْ شئ َْنا ل ََر َ و ِ ول َ ْ ن}َ {175 وي َ ِ غا ن ال ْ َ م َ ِ
َ أَ
ب ِإن ل ال ْك َل ْ ِ ِ َ ث مَ َ ك هُ ُ ل َ ث مَ َ
ف ُ ه وا َ هَ ع َ َ ب ّ ت وا ْ ِ َ ض ر ل ا لى َ ِ إ َ د َ ل خْ
ْ
ل ال َ مث َ ُ هث ذّل ِ َ ْ ْ َ ْ َ م ْ
وم ِ ق ْ ك َ ه ي َل َ و ت َت ُْرك ُ ثأ ْ ه ْ ه ي َل َ علي ْ ِ ل َ ح ِ تَ ْ
مه ْ عل ّ ُ ص لَ َ ص َ ق َ ص ال ْ َ ص ِ ق ُ فا ْ ن ك َذُّبوا ْ ِبآَيات َِنا َ ذي َ ال ّ ِ
مهم : ن عل ِ ن اليهودِ وع ْ سبحانه وتعالى ع ِ ن ﴾ .وقال فك ُّرو َ ي َت َ َ
حمار يحم ُ َ
م لكّنه ل يهدي ، فارا ً ﴾ :إّنه عل ٌ س َ لأ ْ ل ال ْ ِ َ ِ َ ْ ِ مث َ ِ ﴿ كَ َ
ة ،ون َْق ٌ
ل ج ً ة ول فال ِ ت قاطع ً ة ليس ْ ج ٌ ن ل يشفي ،وح ّ وبرها ٌ
ة ولكن إلى م ليس بحقّ ،ودلل ٌ ق ،وكل ٌ ليس بصادِ ٍ
ب هذا ي ،فكيف يجد ُ أصحا ُ ه ولكن إلى غ ّ ج ٌ ف ،وتو ّ النحرا ِ
مهم ﴿ : ن يسحُقها بأقدا ِ لم ْ م أوّ ُ العلم ِ السعادة ،وه ْ
ل تحزن
212
قُلوب َُنا م ُ ه ْ ول ِ ِ ق ْ و َ دى ﴾ َ ﴿ ، ه َ عَلى ال ْ ُ مى َ ع َ حّبوا ال ْ َ ست َ َ فا ْ َ
م﴾. ه ْ ر ِ ف ِ ها ب ِك ُ ْ عل َي ْ َ ه َ ع الل ّ ُ ل طَب َ َ ف بَ ْ غل ْ ٌ ُ
ة
ب الهائلةِ المذهلةِ في مكتب ِ ف من الكت ِ ت اللو ِ ت مئا ِ رأي ُ
ن
ص،ع ْ ص ٍ ل تخ ّ ن ،وفي ك ّ لف ّ الكونجرس بواشنطن ،في ك ّ
ن المة التي ُ ك ّ
ب وأمةٍ وحضارةٍ وثقافةٍ ،ولك ّ ل وشع ٍ ل جي ٍ
م ُ
ة كافرةٌ برّبها ،إنها ل تعل ُ م ٌ ن هذه المكتبة العظمى ،أ ّ تحتض ُ
مع ول ما ما وراء ذلك فل س ْ إل العالم المنظور المشهود ،وأ ّ
صارا ً َ
وأب ْ َ معا ً َ س ْ م َ ه ْ عل َْنا ل َ ُ ج َو َ ي﴿ َ ب ول وَعْ َ صَر ول قل ْ َ بَ َ
وَل َ َ وأ َ ْ
م َ ه ْ صاُر ُ وَل أب ْ َ م َ ه ْ ع ُ م ُ س ْ م َ ه ْ عن ْ ُ غَنى َ ما أ ْ ف َ فئ ِدَةً َ َ
ء﴾. ي ٍ ش ْ من َ هم ّ فئ ِدَت ُ ُ أَ ْ
مَرن الت ّ ْ ة ،وإ ّ ن العن َْز مريض ٌ ضُر ،ولك ّ خ َ ضأ ْ إن الّرو َ
ل ،ولكن ب ُزل ٌ ن الُبخل مْروزِيّ ،وإن الماء عذ ْ ٌ مقفزيّ ،ولك ّ
ما و َ ة﴾َ ﴿. ة ب َي ّن َ ٍ ن آي َ ٍ م ْ هم ّ م آت َي َْنا ُ في الفم مرارةً ﴿ ك َ ْ
ها كاُنوا ْ َ م إ ِل ّ َ ت َأ ْ
عن ْ َ ه ْ َ ِّ ب ر ت ِ يا َ آ نْ م
ّ ة
ٍ َ ي آ نْ م
ّ هم ِ تيِ
ن﴾. ضي َ ر ِ ع ِ م ْ ُ
***************************************
ّ
ل
م ِ أك ْث ِْر من الطل ِ
ع والّتأ ّ
ح الصدر :كْثرةُ المعرفةِ ،وغزارة ُ الماد ّةِ ما يشر ُ نم ّ إ ّ
ظرةِ ،عمقُ الفكرِ ،وُبعد ُ الن ّ ْ العلمي ّةِ ،واّتساع ُ الثقافةِ ،و ُ
ة سّر ل ،ومعرف ُ ص على الدلي ِ ة الفهْم ِ ،والغوْ ُ وأصال ُ
ق الشياءِ ف حقائ ِ ك مقاصدِ المورِ ،واكتشا ُ المسألةِ ،وإدرا ُ
مال ك َذُّبوا ْ ب ِ َ ماء ﴾ ﴿ ،ب َ ْ عل َ َه ال ْ ُ
عَباِد ِ
ن ِ م ْ ه ِشى الل ّ َ خ َ ما ي َ ْ ﴿ إ ِن ّ َ
لحب الصدرِ ،واسع البا ِ ن العاِلم ر ْ ه ﴾.إ ّ م ِ عل ْ ِ
طوا ْ ب ِ ِ حي ُ م يُ ِ لَ ْ
ح الخاطرِ .. س ،منشر ُ ن النْف ِ ،مطمئ ّ
ن به كّفا ً صإ ْ وينق ُ يزيد ُ بكْثرةِ النفا ِ
ق
ف كبيٌر في درِج دتا ّشد ْ
مل ب :لي كري الغر ِ هأحد مف ّ من ُ
يقو ُ
ل
لت ارتكبُتها ،أكتُبه لك ّ ب عليه :حماقا ٌ مكتبي ،مكتو ٌ
ت ُأزاوُلها في يومي وليلتي ،لتخّلص ت وتوافه وعثرا ٍ سقطا ِ
منها .
ل تحزن
213
ة
محاسبةِ الدقيق ِ ُ
مةِ بال ُ ف هذه ال ّ قلت :سبقك علماُء سل ِ
ُ
ة﴾
م ِوا َ س الل ّ ّف ِ م ِبالن ّ ْ س ُ ق ِ وَل أ ْ سهم ﴿ َ مضني لنف ِ ب ال ُ والت ّْنقي ِ
.
ة من سب َ ً
محا َ سهِ أشد ّ ُ م لنف ِ ن البصريّ :المسل ُ قال الحس ُ
ك لشريك ِهِ . الشري ِ
ه من الجمعةِ إلى ب كلم ُ خثي ْم ٍ يكت ُ ُ
ن ُوكان الربيعُ ب ُ
ة
جد َ سّيئ ً ن وَ َ مد الله ،وإ ْ ةح ِ جد َ حسن ً ن وَ َالجمعةِ ،فإ ْ
استغفر .
ة ،وأنا ن أربعين سن ً بم ْ ف :لي ذن ٌ وقال أحد ُ السل ِ
ب المغفرةِ ﴿
ُ أسأ ُ
ح في طل ِ ت أل ّ ن يغفرهُ لي ،ول زل ُ ل الله أ ْ
ة﴾ . جل َ ٌو ِ م َ ه ْ قُلوب ُ ُ و ُ
ما آَتوا ّ ن َ ؤُتو َ ن يُ ْذي َ وال ّ ِ
َ
********************************
س َ
ك ب نَ ْ
ف َ س ْ
حا ِ
كرةٍ لديك ،لُتحاسب بها نْفشك ،وتذكر فيها ظ بمذ ّاحتف ِ
ت الملزمة لك ،وتبدأ بذ ْ
كر الّتقد ّم ِ في معالجِتها . السلبّيا ِ
ن ُتحاسبوا ،وزُِنوهام قبل أ ْ سبوا أنُفسك ُ ْ
قال عمُر :حا ِ
ض الكبرِ . قبل أن ُتوزنوا ،وتزّينوا للعر ِ
ء تتكّرُر في حياِتنا اليومية :
ة أخطا ٍ
ثلث ُ
ت. ل :ضياع ُ الوق ِ الو ُ
ن إسلم ِ س ِح ْ ن ُ م ْ م فيما ل يعني ِ )) : الثاني :الّتكل ّ ُ
ه (( .
ه ما ل يعني ِ ء ترك ُ المر ِ
تم بتوافِهِ المورِ ،كسماِع تخويفا ِ ث :الهتما ُ الثال ُ
سين ،موسو ِ ت ال ُ هما ِ ت المثّبطين ،وتو ّ جفين ،وتوّقعا ِ مر ِال ُ
ة
ق السعادةِ وراح ِ ن عوائ ِ ل ،وهو م ْج ٌ م مع ّ ل ،وه ّ ك َد ٌَر عاج ٌ
ل. البا ِ
س: ل امرؤ ُ القي ِ يقو ُ
ن كان في نم ْ ل يِعم ْ وه ْ م صباحا ً أيها ع ْ أل ِ
تالخاليل يِبي ُ
صرالهموم العُ
قلي ُ
لُ إل سعيد ٌ البالي
لِعم ْ
ن ل يُ وه ّ ْ
طل ال
ل
بأوجا ِ ممنعّ ٌ
ل تحزن
214
م العباس دعاًء يجمعُ سعادة الدنيا لع ّ عّلم الرسو ُ
و
ف َ والخرةِ ،وهو قوُله )) : الّلهم إني أسأُلك ال َ
ع ْ
والعافية (( .
ل. ل والج ِ ف فيه خيُر العاج ِ ف كا ٍ وهذا جامعٌ مانعٌ شا ٍ
ة﴾
خَر ِ ب ال ِ وا ِن ثَ َ
س َ
ح ْ
و ُ
ب الدّن َْيا َوا َ م الل ّ ُ
ه ثَ َ ه ُفآَتا ُ﴿ َ
قى ﴾ . ش َ وَل ي َ ْل َ ض ّفَل ي َ َِ ﴿،
***************************************
حذَْرك َ ْ
م خذوا ِ
ُ
ب ،مع ل السبا ِ حْيطةِ واستعما ُ خذ ُ ال َن سعادةِ العبدِ ا ْ م ْ
ضل ،فإن الرسول بارز في بع ِ ل على اللهِ عّز وج ّ الّتوك ّ ِ
دهم لما كلين ،وقال لح ِ ت وعليه ِدرعٌ ،وهو سي ّد ُ المتو ّ الغزوا ِ
ل ؟ قال )) :اعِقلها قال له :أعِقُلها يا رسول اللهِ ،أوْ أتوك ّ ُ
كل (( . وتو ّ
م التوحيدِ ،وتْر ُ
ك ل على اللهِ ُقوا ُ ب والّتوك ّ ُ خذ ُ بالسب ِ فال ْ
بح في الشرِع ،وأخذ ُ السب ِ ل على اللهِ قد ْ ٌ السبب مع التوك ّ ِ
ح في التوحيد ِ . ل على اللهِ قَد ْ ٌ ك التوك ّ ِ مع تْر ِ
ص ظفره ، ن رجل ً ق ّ ن الجوزيّ في هذا :أ ّ وذ َك ََر اب ُ
خذ ْ بالحْيطةِ . فاستفحل عليه فمات ،ولم يأ ُ
ه
ن سردان ،فهصر بطن ُ ل على حمارٍ م ْ خ َ ل دَ َج ٌ ور ُ
فمات .
ب المصريّ – أنه قال ن طه حسين – الكات ِ وذكروا ع ْ
كرين . صل مب ّ لسائِقهِ :ل ُتسرع ْ حتى ن ِ
ب رْيثا ً . ب عجلةٍ ته ُ ل ُ :ر ّ وهذا معنى مث ٍ
قال الشاعُر :
ن مع وقد ْ يكو ُ متأّني ك ال ُ قد ُيدرِ ُ
ل الّزل ُ
ل من ِج
المتع ّ بعض حاجِته
ُ
ن لب ّهِ ﴿
ْ وم ، ه
ُ هو لْ ب ، القدر فالّتوّقي ل ُيعار ُ
ض
ْ
سك ُ ْ
م كم ب َأ َ قي ُ ل تَ ِ سَراِبي َ و َ حّر َ م ال ْ َ قيك ُ ُف ﴾ ﴿ ،تَ ِ ول ْي َت َل َطّ ْ َ
﴾.
******************************************
ل تحزن
215
ب الناس ا ْ
كس ِ
ب الناس ،واستجلب س ِ ن سعادةِ العبد ِ ُقدرُته على ك ْ وم ْ
عل ّلي ج َوا ْ مَ ﴿: م عليه السل ُ محب ِّتهم وعطِفهم ،قال إبراهي ُ
ن ﴾ ،قال المفسرون :الّثناُء ري َِ في اْل ِ
خ ق ِ ٍ صد ْن ِ سا َ لِ َ
ت قي ْ ُ وأ َل ْ َ ن موسى َ ﴿ : ن .وقال سبحانه وتعالى ع ْ الحس ُ
ضهم :ما رآك أحد ٌ إل أحّبك . مّني ﴾ .قال بع ُ ة ّ حب ّ ً م َ ك َ عل َي ْ َ
َ
ه في ث الصحيِح )) :أنتم شهداءُ الل ِ وفي الحدي ِ
م الحقّ . ق أقل ُ ْ
ة الخل ِ الرض (( .وألسن ُ
ن
ء:إ ّ ل السما ِ ح )) :أن جبريل ُينادي في أه ِ وص ّ
ع له ء ،وُيوض ُ ل السما ِ ه أه ُ ب فلنا ً فأحّبوه ،فُيحب ّ ُ يح ّ
ض (( . القُبول في الر ِ
ة
سعَ ُ ن الكلم ِ و َ ة الوجهِ وِلي ُ سط ُ ب الود ّ :ب ْ ن أسبا ِ وم ْ
خلقُ . ال ُ
س إليك : ح النا ِ ب أروا ِ ل القويةِ في جل ْ ِ ن العوام ِ نم ْ إ ّ
ءق في شي ٍ ل )) : ما كان الّرف ُ الّرفقُ ؛ ولذلك يقو ُ
ه (( . ء إل شان ُ ن شي ٍ إل زانه ،وما ُنزع م ْ
ويقول )) :من ُيحرم الرفق ُ ،يحرم الخير
كّله (( .
حرها . ج ْ قال أحد الحكماء :الرفق ُيخرج الحّية من ُ
سرِ الخل ِّية . ن العسل ،ول ت َك ْ ِ ج ِقال الغربّيون :ا ْ
ة تأك ُ
ل حل ِ من كالن ّ ْ ث الصحيِح )) :المؤ ُ وفي الحدي ِ
ت على عوٍد ،لم ع طّيبا ً ،وإذا وقع ْ طّيبا ً ،وتض ُ
سْرهُ (( . تك ِ
************************************
ت ال ُ
قدرة ْ تن ّ
ق ْ
ر واقرأ آيا ِ
ديا ِ
ل في ال ّ
دياِر
ل في ال ّسفاُر والّتنّق ُ
سرور :ال ْ ما يجُلب الفرح وال ّ
وم ّ
نبع ْة في أّول هذا الكتا ِ ت كلم ٌ ة المصارِ ،وقد سبق ْورؤي ُ
ت
وا ِما َ
س َفي ال ّ ما َ
ذا ِ هذا .قال سبحانه ﴿ :انظُُروا ْ َ
ل تحزن
216
فانظُُروا ﴾ ، ض َ ْ َ ق ْ ض ﴾ُ ﴿، وال َْر
﴿ في الْر ِ سيُروا ِ
َ
ل ِ ِ َ
أَ
فَينظُُروا ْ ﴾ . ض َ ْ ِ ر ل ا في ِ ْ ا رو ُ سي ِ َ ي م
ْ َ لفَ
قال الشاعُر :
نب القلب إل إ ْ ُيذي ُ ث ِبرب ٍْع فيه ول تلب ْ
ك ُب ِ ْ
ن ب ِرِِيقك لتاّرقْ إ ْ وش ب فيه ب فالّتغّر ُ م ْ وغي ّْر ٌ
ض
قتا فيها من علىرِ ْما طوطة ،قد ْ ش يقرأ ْ رحلة ابن ب ّ ع
نْف ٌ وم ن ْ
ِ
ق اللهِ سبحانه ْ
من خل ِ ب العجاب ِ ج َ جدِ العَ َ ت،ي ِ المبالغا ِ
ة
ن ،ويرى أنها من الِعبر العظيم ِ فه في الكو ِ وتعالى ،وتصري ِ
ن يّغيَر أجواءه ن يسافر ،وأ ْ ن ،ومن الراحةِ له أ ْ للمؤم ِ
ي المفتوِح . ب الكون ّ ومكانه ومحّله ،لقرأ في هذا الكتا ِ
ديارِ : - ل في ال ّ دث عن التنق ِ ل أبو تمام – وهو يتح ّ يقو ُ
نبالّرْقمتي ِ شام ِ أهلي وبغداد ُ بال ّ
ض ر في ال َ ْ ا ط
ِ
حو وبالفسطا
سي فَ ، ض ر في اْل َ روا ِ وأنا الهوى ق ْ ﴿ ُ
ْ ِ ِ ُ ِ ﴿ ﴾ ِ ْ سي ُ ل ِ
ع
م َج َم ْ غ َ حّتى أ َب ْل ُ َ س﴾َ ﴿، م ِ ش ْ ب ال ّ ر َ غ ِم ْ غ َ ذا ب َل َ َ حّتى إ ِ َ ﴾َ ﴿،
قبا ً ﴾ . ح ُ ال ْبحرين أ َ َ
ي ُ ض َ م ِ وأ ْ َ ْ َ ْ ِ ْ
************************************
جدِين
جدْ مع المته ّ
ته ّ
ل. م اللي ِ ح الصدر :قيا ُ ومما ُيسعد ُ الن ّْفس ويشر ُ
ل، ن العبد إذا قام من اللي ِ وقد ْ ذكر في الصحيح :أ ّ
س ﴿. ً ّ
ضأ وصلى ،أصبح نشيطا طّيب النْف ِ وذكر الله ،ثم تو ّ
ن الل ّي ْ ِ
ل م َ و ِن﴾َ ﴿، عو َ ج ُ ه َما ي َ ْل َ ن الل ّي ْ ِ م َ قِليل ً ّ كاُنوا َ َ
ك﴾. ة لّ َ فل َ ً ه َنا ِ جد ْ ب ِ ِ ه ّ فت َ َ َ
ث
د ،وهو حدي ٌ داء عن الجس ِ ب ال ّ ل ُيذه ُ م اللي ِ وقيا ُ
ن مْثل ح عند أبي داود )) :يا عبدالله ،ل ُتك ْ صحي ٌ
ل (( ، م اللي ِ ك قيا َ م الليل ،فَتر َ ن ،كان يقو ُ فل ٍ
ل (( . م من اللي ِ ه لو كان يقو ُ دالل ِ ل عب ُ م الرج ُ ع َ )) ن ِ ْ
ة
ل شيٍء في هذه الحيا ِ ف على الشياِء الفانيةِ ،ك ّ ل تأس ْ
ه﴾ه ُج َ و ْك إ ِّل َ هال ِ ٌء َ ي ٍش ْ ل َ ه سبحانه وتعالى ﴿ك ُ ّ جه ُ ن إل و ْ فا ٍ
ل تحزن
217
ه َرب ّ َ
ك ُ
ذو ج ُ
و ْ
قى َوي َب ْ َ
ن}َ {26 ها َ
فا ٍ عل َي ْ َ
ن َم ْل َ ﴿ ،كُ ّ
واْل ِك َْرام ِ ﴾ . ل َجَل ِ ال ْ َ
ل الذي يبكي طف ِف على دنياه ،كال ّ ن النسان الذي يأس ُ إ ّ
على فْقدِ لعبت ِهِ .
**********************************
ة ق َ
فـــ ٌ و ْ
َ
ن آلم ِ الّروح ن ،وهما م ْ ن منهما قرينا ِ ل اثني ِ »ك ّ
شّر في م توّقع ال ّ ن اله ّ ذباِتها ،والفْرق بينهما أ ّ ومع ّ
ل المكروهِ في صو ِ ح ُ م على ُ ل ،والحُزن الّتأل ّ ُ المستقب ِ
ب يرِد ُ علىم وعذا ٌ ب ،وكلهما تأل ّ ٌ ت المحبو ِ الماضي أو فوا ُ
ن تعّلق مي حزنا ً ،وإ ْ ن تعّلق بالماضي ُ
س ّ الّروِح ،فإ ْ
ما ً « . مي ه ّ س ّل ُ بالمستقب ِ
ة
دنيا والخر ِ م إني أسألك العافية في ال ّ )) الّله ّ
فو والعافية في دِيني م إني أسأُلك الع ْ ،الّله ّ
ن
م ْم است ُْر عوراتي وآ ِ دنياي وأهلي ومالي ،الله ّ و ُ
ن
م ْ
يو ِ ن يد ّ ن بي ِ وعاتي ،اللهم احفظني م ْ ر ْ
ن فوقي ، م ْ ن شمالي و ِ ن يميني وع ْ خْلفي ،وع ْ
ن تحتي (( . م ْ غتال ِ ن أُ ْ وأعوذُ بعظمتك أ ْ
قال الشاعُر :
ة
أياِديهِ الحديث ُ ن رّبك ليس ألم تر أ ّ
مك ههمو ُ ول ْ والقديم
م
ُيقي ِ ُ ن الهموم ِ لع ِ
تحصى
س ّ ت ٌَ َ
ه
من ْ ُ
بنظرةٍ ِ ه
مقيم ْ بال ُ
إليك ظ ُُر بعد شيٌء
الله ين فليسلع ّ
ل
ه
رحِيم ْ
************************************** هذا
ة ثَ َ
مُنك الجن ّ ُ
ل للشاعُر : يقو ُ
فكيف أبكي على سي التي تمل ِ ُ
ك نف ْ
شيٍء إذا ذهبا ة
الشياء ذاهب ٌ
ل تحزن
218
اسك ُ ْ
ن إلى رّبك
ل تحزن
228
ة العبد ِ في سكوِنه إلى رّبه سبحانه وتعالى . راح ُ
ن كتاِبه عّز من ة في مواطن م ْ ه السكين َ وقد ذ َك ََر الل ُ
عَلى و َ ه ِ ل سو ر لى َ ع
َ ه َ تَ ن كي س ه ّ ل ال َ
ل ز أن قائل ،فقال َ َ ﴿ :
َ ِ ُ َ ُ ِ َ ُ َ ٍ
َ َ َ
م أَنز َ
ل م ﴾ ﴿ ،ثُ ّ ه ْ ع َلي ْ ِة َ كين َ َ س ِ ل ال ّ فأنَز َ ن﴾َ ﴿، مِني َ ؤ ِ م ْ ال ْ ُ
ه
كين َت َ ُ س ِ ه َ ل الل ّ ُ فأنَز َ ه﴾َ ﴿، سول ِ ِ عَلى َر ُ ه َ كين َت َ ُس ِ ه َ الل ّ ُ
ه ﴾. عل َي ْ ِ َ
خ الجنان ب ،أو رسو ُ ب إلى الّر ّ ت القل ِ ة هي ثبا ُ سكين ُ وال ّ
ن الخاطرِ توك ّل ً على القادرِ . كو ُ س ُ ن ،أو ُ ة بالرحم ِ ثق ً
سها س وسكوُنها ،واستئنا ُ عِج النْف ِ ة هدوُء لوا ِ والسكين ُ
ى بها أه ُ
ل ة من المن ،ي َ ْ َ م تفل ِّتها ،وهي حال ٌ وُر ُ
حظ َ ِ كوُدها وعد ُ
ب ،ومهاوي ق الحْيرةِ والضطرا ِ ن مزال ِ مم ْ ن ُ ،تنقذ ُهُ ْ اليما ِ
ره ط ،وهي بحسب وليةِ العبدِ لرّبه ،وذك ْ ِ خ ِ ك والّتس ّ ش ّ ال ّ
ره لمولهُ ،واستقامِته على أمرهِ ،واّتباِع رسول ِهِ ، شك ِ و ُ
ك أمرهِ ، قهِ ،وثقِته في مال ِ كه بهد ِْيه ،وحّبه لخال ِ س ِ وتم ّ
ه ،ل يدعو إل الله ،ول جر ما عدا ُ م سواهُ ،وه ْ ضع ّ والعرا ِ
تل الّثاب ِ ِ و ِ ق ْ مُنوا ْ ِبال ْ َ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ ت الل ّ ُ يعبد ُ إل أياهُ ﴿ ي ُث َب ّ ُ
ة ﴾. خَر ِ في ال ِ و ِ ة الدّن َْيا َ حَيا ِ في ال ْ َ ِ
*****************************************
كلمتان عظيمتان
ه بهما في المحنةِ م أحمد :كلمتان نفعني الل ُ قال الما ُ
مرِ ،فقال :يا أحمد ُ ب الخ ْ حبس في شر ِ ل ُ ج ٍالولى :لر ُ
ر
ت في الخم ِْ جل ِد ُ ُ سن ّةِ ،وأنا ُ ت ،فإنك ُتجلد ُ في ال ّ ،اثب ْ
ْ
ن مو َ م ي َأل َ ُ ه ْ
فإ ِن ّ ُن َ مو َ كوُنوا ْ ت َأل َ ُ ت ِ ﴿ .إن ت َ ُ مرارا ً ،وقد ْ صبْر ُ
ْ
ن﴾ ﴿ ، جو َ ما ل َ ي َْر ُ ه َ ن الل ّ ِ م َ ن ِ جو َ وت َْر ُ ن َ ما ت َأَلمو َ كَ َ
ن َل ذي َ ك ال ّ ِ فن ّ َ خ ّست َ ِ وَل ي َ ْ ق َ ح ّ ه َ عدَ الل ّ ِ و ْ ن َ صب ِْر إ ِ ّ
فا ْ َ
ن﴾ . قُنو َ ُيو ِ
م أحمد ُ قد ْ ي قال للمام ِ أحمد – والما ُ ة :لعراب ّ الثاني ُ
ل :يا أحمد ُ ،اصبْر ، َ أُ
س ،وهو مقي ّد ٌ بالسلس ِ ِ ْ بالح إلى ذ خ
ِ
مه ْ شُر ُ ن هنا ﴿ .ي ُب َ ّ ل الجنة م ْ خ ُن هنا ،وتد ُ فإّنما ُتقتل م ْ
ل تحزن
229
م
عي ٌ
ها ن َ ِ
في َ
م ِ ت لّ ُ
ه ْ جّنا ٍ
و َ
ن َ
وا ٍ
ض َ
ر ْ
و ِ
ه َ
من ْ ُ
ة ّ
م ٍ
ح َ
هم ب َِر ْ َرب ّ ُ
م﴾ . قي ٌ م ِّ
*******************************************
ب
د المصائ ِ
ن فوائ ِ
م ْ
دهم :سبحان ن عبوديةِ الدعاِء ،قال أح ُ ج مكنو ِ استخر ُ
ن الله ابتلى ن استخرج الدعاء بالبلِء .وذك َُروا في الثرِ :أ ّ م ِ
ه .يعني ن عبادِهِ ،وقال لملئكِته :لسمع صوت ُ عبدا ً صالحا ً م ْ
حاِح . :بالدعاِء والل ْ
ن الله يقول ﴿ : س وغّيها ؛ ل ّ ِ سُر جماِح النف ومنها :ك َ ْ
َ ن ل َي َطْ َ
غَنى ﴾ . ست َ ْغى} {6أن ّرآهُ ا ْ سا َ لن َ نا ِْ
ك َّل إ ِ ّ
ن
ب ،فإ ّ ؤهم للمصا ِ س وحّبهم ودعا ُ ِ ف النا ومنها :عط ُ
ن ابُتلي . الناس يتضامنون ويتعاطفون مع م ُ
ن أصيب وم ِ ْ
ن تلك المصيبةِ ،فغنها مم ْ ف ما هو أعظ ُ ومنها :صْر ُ
ب والخطايا ، م هي كّفارةٌ للذنو ِ صغيرةٌ بالنسبةِ لكبر منها ،ث ّ
ة
ن هذه ثماُر المصيب ِ م العبد ُ أ ّ ة .فإذا عَل ِ َ وأجٌر عند اللهِ ومثوب ٌ
فى و ّ ما ي ُ َ ط ﴿ إ ِن ّ َ ج وي َْقن ْ أنس بها وارتاح ،ولم ينزع ْ
ب﴾. َ
سا ٍ ح َ ر ِ غي ْ ِهم ب ِ َ جَر ُ نأ ْ صاب ُِرو َال ّ
************************************
شفاءٌ :
هدى و ِ
العلم ُ
ن فوائدِ نم ْ مداواة النفوس ( أ ّ ن حزم ٍ في ) ُ ذ َك ََر اب ُ
س ،وطْرد َ الهموم ِ والغموم ِ س عن الن ّْف ِ ي الوسوا ِ العلم ِ :ن َْف َ
ن.والحزا ِ
ب العِْلم وشغف به ن أح ّ ة لم ْ ص ً
ح خا ّ م صحي ٌ وهذا كل ٌ
ه ،وعمل به وظهر عليه نْفُعه وأثُره . وزاول ُ
ظ
ت للحْف ِ ب العلم ِ أن يوّزع وقته ،فوق ٌ فعلى طال ِ
تمةِ ،ووق ٌ ت للمطالعةِ العا ّ والتكرارِ والعادةِ ،ووق ٌ
ل والتدب ّرِ . م ِت للتأ ّب ،ووق ٌ مِع والّترتي ِ ج ْت لل َ ط ،ووق ٌ للستنبا ِ
مت ِهِ فية هِ ّ
وهام ُ جُله في جل ً رِ ْنر ُ فك ُ ْ
الّثرّيا الّثرى
ل تحزن
230
*******************************************
عسى أن يكون خيرا ً
ج في الفرج ( :ذ َك ََر م ْ
ن ب بعنوان ) الر ُ للسيوطي كتا ٌ
ب كثيرةٌ في حا ّ ن الم َ دنا أ ّعه ُيفي ُ
ل العلم ِ ما مجمو ُ كلم ِ أه ِ
ن المصائب ُتسفُر عن عجائب وعن رغائب ل المكارهِ ،وأ ّ
شِفها وانجلِئها . كها العبد ُ ،إل بعد تك ّ ُيدر ُ
م
دهرِ أ ْنوائب هذا ال ّ مُرك ما يدري لعَ ْ
يرى مما يِقي حذُر كيفلي ْ وما تقي
الشيءي ّم ّ
ما الفتى كيف
يرى
ه أ َك ْب َُرالل ُ
****************************************** ي ُّتقى فيخاُفه
ة رّبانّية
السعادةُ موهب ٌ
س يجلسون على ن يكون هناك نفٌر من النا ِ ليس عجبا ً أ ْ
دهم إل ما يكفي يومه ل ل يجد ُ اح ُ ما ٌ
الرصفةِ ،وهم عُ ّ
ة
رح ٌ وليلته ،ومع ذلك يبتسمون للحياةِ ،صدوُرهم منش ِ
ة ،وما ذلك إل لّنهم ة ،وقلوُبهم مطمئن ّ ٌ مهم قوي ٌ وأجسا ُ
م ،ولم يشتغلوا بتذك ّرِ الماضي ن الحياة إنما هي اليو ُ ع ََرفوا أ ّ
وا أعمارهم في أعماِلهم . ل وإنما أفن ْ ول بالمستقب ِ
ن قد ْعلى الّنجاةِ بم ْ وما ُأبالي إذا نفسي
دور عني هؤلء وبين أنا عاش أو هلكا تطاو ُبين
س يسكنون القصور وال ّ ٍ نوقارِ ْ
م ب َُقوا في فراٍغ وهواجس ووساوس ، الفاخرة ،ولكّنه ْ
ب. ل مذه ِ م ،وذهب بهم ك ّ م اله ّ فشتتهُ ُ
م فيها فك ُ ّ
ل بعيدٍ اله ّ دنيا
ه ذي ال ّ لحا الل ُ
معذ ّ ُ
ب ُ
******************************************** مناخا ً لراك ِ ٍ
ب ُ
*
الذّك ُْر الجمي ُ
ل عمٌر طوي ٌ
ل
ن ،وهو ه عمٌر ثا ٍ
ن يكون ل ُ ن سعاِدة العبدِ المسلم ِ أ ْ م ْ
ن رخيصا ً ،ول ْ
م ن وجد الذ ْ
كر الحس َ ن ،وعجبا ً لم ْ
الذ ّك ُْر الحس ُ
هه وسعِيه وعمِله . يشترِهِ بماِله وجا ِ
ل تحزن
231
ن رّبه م طلب م ْ ن إبراهيم عليهِ السل ُ وقد ْ سبق معنا أ ّ
ن ،والدعاُء له . رين ،وهو :الّثناُء الحس ُ ق في الخ ِ لسان صد ْ ٍ
ن س خّلدوا ثناًء حسنا ً في العالم ِ ب ُ ُ
س ِح ْ ت لنا ٍ وعجب ْ ُ
ن
رم ب ِ مَر سأل أبناء ه ِ ن عُ َصنيعِهم وبكرمِهم وبذ ِْلهم ،حتى إ ّ
حنامد َ َ
م زهيٌر ،وماذا أعطيُتموه ُ ؟ قالوا َ : ن :ماذا أعطاك ْ سنا ٍ
،وأعطيناهُ مال ً .قال عمُر :ذهب واللهِ ما أعطيتموه ُ ،
م.وبقي ما أعطاك ْ
دهرِ .
م أبد ال ّ ح بقي له ْ
يعني :الثناُء والمدي ُ
سرورِ الذي عند ال ّ أولى البرِي ّةِ ط ُّرا أ ْ
ن
ن
الحز ِ
في فيُفهم واساك
كان يأل ن
م ْ الكرام إذا ما ه
سي ُتوا ِ
ُإن
ن الخش ل المنز روا ذك لواس ُ ُ
أر
ِ
******************************************
ِ ُ ِ
ت المراثي أُ
مها ُ
ّ
ت فيهم : ن ِقيل ْ تم ْ ث قصائد خّلد ْ هناك ثل ُ
ضد ُ الدولةِ ،فرثاه ُ أبو ه عَ ُ ن بقّية الوزيُر الشهيُر ،قتل ُ اب ُ
ن النباريّ بقصيدِته الرائعةِ العامرةِ ،ومنها : الحس ِ
لحقّ ت ِْلك إحدى ع ُل ُوّ في الحياةِ وفي
نداك أيامت
معجزا ِ وفود ُ ال ُ ولك الناس ح ْ تالمما ِ ن
كأ ّ
تُفوا ِقياما ً صل ِ
وق م وه ّ ْ ال ف فيهم قاموا ٌ
نك واقِ حين كأ ّ
م إليه ة
ِ
دهما صل ّ كملل يك يد مددتً
خطيبا
ْ ّ ْ
تفيه تلك يواروا ِ ُبالِهبا اختفاًء ُ
ن ضاق بط مو نحوه ُ ولما
تعليكُرما ِ المك ْ نقبرك الجوّأ ْن
أصاروا ع ْ
ض
اليوم صوت الر ِ
لصب هط ْ ِ تئحا ْ ِ نك ن ُ ال ّّنا ِ
ل ة فأقو ُ
ل واستعاضوا ٌ
وما لك ُترب
ت
طل ِ بتبري ِ ِ الها تسقى
الفؤادِ ك نُعليك تحّية الرحم ِ
ظ
حّفا ٍ تو ُ س ِ بال ُّرائحا
حرا ِ ٍ مك في ترى ِ
لعظ ْ تِ ْ
كنت أيام كذلك ُ ت ثقا ِ ترعى ُ
ن ت ُ
النيرا س تبا
حولك ُ فود ُ ِ توقوال ُن ّ ُ
ة
الحيا ِ ليل ً
ل تحزن
232
ه
ل هذ ِ ت ،وما أن ْب َ َ ت ،وما أجمل البيا ِ ما أجمل العبارا ِ
جملها من مُثل ،وما أضخم هذهِ المعاني .الله ما أ ْ ال ُ
أوسمةٍ ،وما أحسنها من ِتيجان !!
ته ،دمع ْ ما سمع هذه البيات عضد ُ الدولة الذي قتل ُ ل ّ
ي. تف ّ ت ،وقِيل ْ صل ِب ْ َ تو ُ ت واللهِ أنني ُقتل ُ عيناه وقال :ودد ُ
ل اللهِ ،فيقو ُ
ل ي في سبي ِ ن حميدٍ الطوس ّ ل محمد ُ ب ُ وُيقت ُ
أبو تمام يرثيه :
ض ن لم يِف ْ فلْيس ل ِعَي ْ ٍ ب
ل الخط ُ كذا فليج ّ
ل عن شغ ٍ في ُ وأصبحعُذ ُْر ماؤها ل بعد الماُر ُ
تِح الم توي َّفيْفد ِ ُول
نوهي م ْ سفُر إل ال ّ اللي ُ
ل سفرِ لها ّ ال مرا ً ح ْثياب الموت ُ مد ٍ محد ّ ّ تر
معها ةِ ،فس ِ تعُر ض
الما ِ ْ خ
س ُ د ُةِ ٍ سن ْ
القصيد ُ جى ما قال في تلك إلىد َ َ فما
آخرِ
ت. ت فيه هذهِ البيا ُ م ،وقال :ما مات من ِقيل ْ المعتص ُ
ً
ن مسلم ٍ القائدِ ت كريما آخر في سللةِ ُقتيبة ب ِ ورأي ُ
ه ،وواسى المنكوبين ، م بذل ماله وجاه ُ الشهيرِ ،هذا الكري ُ
ووقف مع المصابين وأعطى المساكين ،وأطعم الجائعين ،
ما مات ،قال أحد ُ الشعراء : وكان ملذا ً للخائفين ،فل ّ
ه
ه في ِ ب غل ّ ل ُ ول مغرِ ٌ ن سعيد ٍ حين لم مضى اب ُ
مادح ق
ترِ ٌ مش ُ يبق كن
هس حتى غّيبت ْ ُ على ُ النا ِ أدري ما وما
ق
ضي ُ حبه حي ّا ً ت ِ صفائ ُ توكان ْ ال ّ من هلحدٍ ِ في ِ ل كّف وأصبح ُ
ض
فوا ِ
ن
ج ّ حمني ما ت ِ صحاص ُ
سُبك فح ّ ْ ال ت قفاض ْ ما ٍ سأبكيكضي ّ ض
الر ِ
بسرورٍ بعد موِتك ح
الجواب ِ ُ ول لنج ّ ض ْنُر ْتزِفٍء وإ ْ ن ْ مفإ ْدموعي ِ فما أنا
ح أحد ٍ إل عليك على ُ فارِ ي سواك تح ّ نعٌلم ُيم ْ جازِ ْكأ
لن قب ُ م ْ ت ِ عظم ْ ح
نوائ ِ ُ لقد ال ّ ت فيك ظم ْ م ولم تعُق ْ ُ ن
لئ ْ
جلر ،ويس ّ ص
ْ م
ِ ح
ُ
ر المدائ
أمي ب ِ ب تاريخ فيك
الخصي ُ يكت المراثيأبووذك ُْرها
نواس وهذا
ِ ِ
ن اسمه فيقو ُ
ل: في دفترِ الزما ِ
ن تزوُر فأيّ بلد ٍ بعده ّ إذا لم تُزْر أرض
ن يسيُر الجود ُ ولك ْ بناول به ُ ركا
جو ُد ٌ جاز ِ الخصي فما
ث يسيُر حي ُ ل دونه ح ّ
ل تحزن
233
تدائرا ِ
ن ال ّ
مأ ّويعل ُ سن
ح ْى يشتري ُ فت ً
مه إل
ن أيا ِ س من حياةِ تدوُر بماِله ثمال ّلثناِء
يذك ُُر
ب ،ول م ْ الخصي ِ ْ النا ُ
هذهِ البيات .
********************************************
*
ة
وقفــــــ ٌ
ل به بيننا حو ُ ن خشيِتك ما ت ُ م ْ م لنا ِ قس ْ ما ِ ))الله ّ
غنا به جّنتك ، ن طاعِتك ما ُتبل ُ ُ وبين معاصيك ،وم ْ
ن به علينا مصائب الدنيا ، و ُ ن ما ُته ّ ومن اليقي ِ
حيْيتنا ، وِتنا ما أ ْ رنا وق ّ عنا وأبصا ِ عنا بأسما ِ ومت ّ ْ
منا ،ن ظَل َ َ ل ثأرنا على م ْ رث منا ،واجع ْ جعْله الوا ِ وا ْ
ل مصيبتنا في ن عادانا ،ول تجع ْ صْرنا على م ْ وان ُ
عل ْ ِ
منا ، دنيا أكبر همنا ،ول مبلغ ِ ل ال ّ دينِنا ،ول تجع ِ
منا (( . ن ل يرح ُ ط علينا بذنوبنا م ْ ول ُتسل ّ ْ
ن مقلة : يب ُ قال عل ّ
صدُر وضاق لما بهِ ال ّ ت على إذا اشتمل ْ
ت في أماكِنها ب الّرحي
وأرس ُْ ب
القلو ُ
المكارهُ تس ِ اليأْوطنِ وأ
ه
حيلت ِ ِبب ِ أغنىُالخطو ول فلنكشا ِ ت
ترن ّ ْواطمأ
ولم
ب الري أتاكّروجه ً
ببه القري ُ ن ُم ّ ي ُ طك علىا قُُنو ِ ض
ال ّ
جببها فر ٌ ل ُمستجي ِ ٌ
فموصو ال ُ ت وإن الحادثا ِ ثلغَوْ ٌ هّومنك ُ ُ
**************************************** ب
قري ُ تتناه ْ
م
ض ُ
ه ِ ب ل يظْل ِ ُ
م ول ي َ ْ ر ّ
ن تسكن إلى موعودِ ن تهدأ وأ ْ سعَد َ ،وأ ْ
ن تَ ْأل يحقّ لك أ ْ
منصفا ً ،ن في السماء رب ّا ً عادل ً ،وحكما ً ُ اللهِ ،إذا علمت أ ّ
ب ،وأدخل امرأةً النار في ه ِّرة . أدخل امرأة ُ الجنة في كل ٍ
ل تحزن
234
ت كلبا ً على ن بني إسرائيل ،سق ْ يم ْ فتلك امرأةٌ بغ ّ
نما قام في قلِبها م ْ ه لها وأدخلها الجنة ،ل ِ ظمأ ٍ ،فغفر الل ُ
ل للهِ . ص العم ِ إخل ِ
غرفةٍ ،ل هي أطعمْتها ،ول ة في ُ وهذهِ حبست قط ّ ً
ه
ض ،فأدخلها الل ُ ش الر ِ ن خشا ِ لم ْ سقْتها ،ول تركْتها تأك ُ
النار .
م أنه سبحانه وتعالى ث تعل ُ ج صدرك بحي ُ فهذا ينفُعك وُيثل ُ
ئ
ل الصغيرِ ،وُيكاف ُ ب على العم ِ ل ،وُيثي ُ يجزي على القلي ِ
عبده ُ على الحقيرِ .
ة ،أعلها صل ً وعند البخاريّ مرفوعا ً )) :أربعون خ ْ
ة منها رجاء ل بخصل ٍ ل يعم ُ ز ما من عام ٍ ة العن ِ مِنح ُ
ه الجنة (( ﴿ موعوِدها وتصديق ثواِبها إل أدخله الل ُ
لم ْ ع َ
من ي َ ْ و َه}َ {7 خْيرا ً ي ََر ُ ة َ ل ذَّر ٍ قا َ مث ْ َ ل ِ م ْ
ع َمن ي َ ْ َ
ف َ
ن هب ْ َ ت ي ُذْ ِ سَنا ِ ح َ ن ال ْ َ ه ﴾ ﴿ ،إِ ّ شّرا ً ي ََر ُ ة َ ل ذَّر ٍ قا َ مث ْ َ ِ
ت﴾. سـي َّئا ِ ال ّ
ط محروما ً ،وانصْر مظلوما ً ، ب ،وأع ِ ن مكرو ٍ جع ْ فّر ْ
ق ظامئا ً ،وع ُد ْ مريضا ً ،وشّيع جنازة ً ، س ُِم جائعا ً ،وا ْ وأطع ْ
شد ْ تاِئها ً ،وأكرم ضيفا ً ،وب ِّر عمى ،وأر ِ س مصابا ً ،وقُد ْ أ ْ ووا ِ
ل طعامك ، م صغيرا ً ،وابذ ُ ْ م كبيرا ً ،وارح ْ جارا ً ،واحتر ْ
ة
ف أذاك ،فإنه صدق ٌ ن لفظك ،وك ُ ّ س ْ مك ،وأح ِ وتصد ّقْ بد ِْره ِ
لك .
ن
ت السامية ،م ْ ن هذه المعاني الجميلة ،والصفا ِ إ ّ
مب السعادة ،وانشراح الصدرِ ،وطرد َ اله ّ أعظم ِ ما يجل ُ
م والقلق والحزن . والغ ّ
ن
س َ ح َ ل ،لو كان رجل ً لكان َ ق الجمي ِ لله دِّر ال ُ ُ
خل ِ
سم الوجهِ . ن الذك ْرِ ،با ِ س َ ح َ شارةِ ،طّيب الرائحةِ َ ال ّ
********************************************
سك ب تأريخك َبن ْ
ف ِ اكت ْ
ل تحزن
235
ت جالسا ً في الحَرم ِ في شد ّةِ الحّر ،قبل صلةِ كن ُ
شُر على خ كبيٌر ،وأخذ ُيبا ِ ل شي ٌ الظهرِ بساعةٍ ،فقام رج ٌ
س بالماِء الباردِ ،فيأخذ ُ بيدهِ الُيمنى كوبا ً ،وفي الُيسرى النا ِ
ب ،عاد ن ماِء زمزم ،فكّلما شرب شار ٌ مم ْ كوبا ً ،ويسقيه ُ
س ،وع ََرُقه يتصب ّ ُ
ب ً
فأسقى جاره ُ ،حتى أسقى ِفئاما من النا ِ
خ
ن يدِ هذه الشي ِ ل ينتظُر دوره ليشرب م ْ سك ّ س جلو ٌ ،والنا ُ
ن حّبه للخيرِ ،ومن ن صبرِهِ وم ْ ن جلدِهِ وم ْ تم ْ الكبيرِ ،فعجب ُ
ن الخير تأ ّ م ،وعلم ُ س ُ
س وهو يتب ّ إعطاِئه هذا الماَء للنا ِ
سهْ ٌ
ل ل الجمِيل َ ن فِعْ َ ه عليه ،وأ ّ ن يسّره الل ُ يسيٌر على م ْ
ن، ت من الحسا ِ دخارا ٍ ن للهِ ا ّ ه عليه ،وأ ّ ه الل ُ ن سّهل ُ على م ْ
ه ُيجري الفضائل ولو ن الل ُ ن عبادهِ ،وأ ّ ن يشاُء م ْ حها م ْ يمن ُ
س خيّرين ،يحّبون الخْير لعبادِ اللهِ ، ة على يدِ أنا ٍ ت قليل ً كان ْ
شّر لهم . ويكرهون ال ّ
ة
ض نفسه للخطرِ في الهجرةِ ،حماي ً أبو بكر يعّر ُ
ل. للرسو ِ
م جائعا ً ،ليشبع ضيوفه . م ينا ُ وحات ُ
ش المسلمين . وأبو عبيدة يسهُر على راحةِ جي ِ
م. س نيا ٌ ف المدينة والنا ُ وعمُر يطو ُ
ويتلوى من الجوِع عام الّرمادة ،لُيطعم الناس .
حدٍ ،ليقي رسول اللهِ ُ
وأبو طلحة يتلقى السهام في أ ُ
.
م. س بالطعام ِ وهو صائ ٌ شُر على النا ِ ك ُيبا ِ ن المبار ِ واب ُ
دون الثناء ومضوا يع ّ ذهبوا يرون الذكر
عمر ً
وي َِتيما ً كينا ً َ س ِ م ْ ه ِخلوداِحب ّ عَلى ُ م َ
عا َن الطّ َ ثانيا
مو َ عا ُ وي ُطْ ِ ﴿ َ
سيرا ً ﴾ . َ
وأ ِ َ
********************************************
ه
ت لكلم ِ الل ِ
ص ْ
أن ْ ِ
ة
ممتع ً ب رّبك ،تلوةً ُ
ت إلى كتا ِدئ أعصابك بالنصا ِ ه ّ
ن
س ِ
ح َئ مجوّد ٍ َن قار ٍ
ب اللهِ ،تسمُعها م ْ ة مؤّثرةً م ْ
ن كتا ِ حسن ً
ل تحزن
236
ل ،وُتضفي على ن اللهِ عّز وج ّ ت ،تصُلك على رضوا ِ الصو ِ
سك السكينة ،وعلى قلِبك يقينا ً وبردا ً وسلما ً . نف ِ
ن غيرِهِ ،وكان يتأث ُّر ن يسمع القرآن م ْ بأ ْ كان يح ّ
ن
ن أصحاِبه أ ْ بم ْ ن سواهُ ،وكان يطل ُ ُ إذا سمع القرآن م ْ
س ُ
ن هو ،فيستأن ُ يقرؤوا عليهِ ،وقد أنزل عليهِ القرآ ُ
ح. ويخشعُ ويرتا ُ
ت من ن يكون لك دقائقُ ،أو وق ٌ ن لك فيهِ أسوةً أ ْ إ ّ
جل ً ،لتستمع إلى ح فيهِ المذياع أو مس ّ ل ،تفت ُ اليوم ِ أو اللي ِ
ل. ئ الذي يعجُبك ،وهو يتلو كلم اللهِ عّز وج ّ القار ِ
س ،وتشويش الخرين ، جة الحياةِ وبلبلة النا ِ نض ّ إ ّ
رك .وليس لك ت خاط ِ جك ،وهد ّ ُقواك ،وبتشتي ِ ل بإزعا ِ كفي ٌ
ب رّبك وفي ذكرِ مولك ﴿ : ة ،إل ّ في كتا ِ ة ول طمأنين ٌ سكين ٌ
قُلوبهم بذك ْر الل ّ َ
هر الل ّ ِ ذك ْ ِ ه أل َ ب ِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ ُ ن ُ مئ ِ ّوت َطْ َ مُنوا ْ َ نآ َ ذي َ ال ّ ِ
ب﴾. قُلو ُ ن ال ْ ُ مئ ِ ّ ت َطْ َ
ن سورةِ النساِء ، يأمُر ابن مسعود ٍ ،فيقرأ عليه م ْ
ل: ده ،ويقو ُ عه على خ ّ فيبكي حتى تنهمر دمو ُ
سُبك الن (( . )) ح ْ
ويمّر بأبي موسى الشعريّ ،وهو يقرأ ُ في المسجدِ ،
ل له في الصباِح )) :لو رأيتني البارحة ه ،فيقو ُ تل ُ فُينص ُ
م يا ع لقراءِتك (( ،قال أبو موسى :لو أعل ُ وأنا أستم ُ
ه لك تحبيرا ً . رسول الله أنك تستمعُ لي ،لحب ّْرت ُ ُ
ن وراءِ عند ابن أبي حاتم يمّر بعجوزٍ ،فُينصت إليها م ْ
دها ة ﴾ ،تعي ُ شي َ ِ غا ِ ث ال ْ َ دي ُ ح ِك َ ل أ ََتا َ ه ْ بابها ،وهي تقرأ ُ ﴿ َ
ل )) :نعم أتاني ،نعم أتاني (( . وتكّرُرها ،فيقو ُ
ت طلوة ً . ن للستماِع حلوةً ،وللنصا ِ إ ّ
ب اللمعين المسلمين سافر إلى أوربا ،فأبحر كتا ّ ِ أحد ُ ال ُ
ة
ن يوغسلفيا ،شيوعي ّ ٌ ت معه امرأةٌ م ْ في سفينةٍ ،وركب ُ
ن قهرِ تيتو ،فأدركْته صلةُ الجمعةِ مع ظلم ٍ وم ْ ن ُ تم ْ فّر ْ
م وقرأ سورة العلى زملِئه ،فقام فخطبهم ،ثم صّلى به ْ
ت إلى ت ُتنص ُ ت المرأةُ ل تجيد ُ العربية ،كان ْ والغاشية ،وكان ِ
ل تحزن
237
ت هذا س وإلى الّنغمةِ ،وبعد الصلةِ سأل ْ الكلم وإلى الجْر ِ
جل ت ؟ فأخبرها أنها من كلم ِ اللهِ عّز و ّ الكاتب عن هذهِ اليا ِ
عوها ة ،قال :ولم تمكّني لغتي لد ُ ة مذهول ً ت مدهوش ً ،فبقي ْ
عَلى ن َ ج ّ وال ْ ِ س َ لن ُ ت اْ ِ ع ِ م َ جت َ َ نا ْ قل لئ ِ ِ
ّ إلى السلم ِ ُ ﴿ :
ْ َ
ن
كا َ و َ ول َ ْه َ مث ْل ِ ِ
ن بِ ِ ن ل َ ي َأُتو َ قْرآ ِ ذا ال ْ ُ هـ َ ل َ مث ْ ِ أن ي َأُتوا ْ ب ِ ِ
هيرا ً ﴾ . ضظ ِ
َ
ع ٍ م ل ِب َ ْ ه ْ ض ُ ع ُ بَ ْ
ح، ة على الروا ِ ب ،وهيب ٌ ن سلطانا ً على القلو ِ ن للقرآ ِ إ ّ
س.ة على النفو ِ وقوةً مؤّثرة ً فاعل ً
دمين ف الخبارِ ،ومن المتق ّ س من السل ِ ت لنا ٍ عجب ُ
ة
دوا أمام تأثيرِ القرآن ،وأمام إيقاعاِته الهائل ِ البرار ،انه ّ
ل
جب َ ٍ عَلى َ ن َ قْرآ َ ذا ال ْ ُ ه َ و َأنَزل َْنا َ الصادقةِ النافذةِ ﴿ :ل َ ْ
َ
ه﴾. ة الل ّ ِ شي َ ِخ ْ ن َ م ْ دعا ً ّ ص ّ مت َ َ شعا ً ّ خا ِ ه َ ل َّرأي ْت َ ُ
ما سمع أباه تل ّ ض يمو ُ ن الُفضيل بن عيا ٍ يب ُ فذاك عل ّ
م َل يقرأ ُ
ما ل َك ُ ْ ن}َ {24 سُئوُلو َ م ْ هم ّ م إ ِن ّ ُ ه ْ فو ُ ق ُ و ِ َ ﴿ :
ن﴾ . صُرو َ ت ََنا َ
عه ليةٍ ،ويبقى ن سما ِ ه عنه وأرضاهُ م ْ وعمُر رضي الل ُ
ض ،كما ذكر ذلك مريضا ً شهرا ً كامل ً ُيعاد ُ ،كما ُيعاد ُ المري ُ
قرآنا ً سيرت به ال ْجبا ُ َ ابن كثير ﴿ .ول َ َ
تع ْ قط ّ َ و ُ لأ ْ ِ َ ُ ّ َ ْ ِ ِ ن ُ ْ وأ ّ َ ْ ٍ ُ
َ َ
وَتى ﴾ . م ْ ه ال ْ َ م بِ ِ و ك ُل ّ َ ضأ ْ ه الْر ُ بِ ِ
ُ
ر يوم الجمعةِ فسمع غلما ً يقرأ ﴿ : ب،م ن وه داللهِ ب
ّ ٍ ُ وعب ُ
ر ﴾ ...فُأغمي عليه ،وُنقل إلى في الّنا ِ ن ِ جو َ حا ّ وإ ِذْ ي َت َ َ َ
بيتهِ ،وبقي ثلثة أيام ٍ مريضا ً ،ومات في اليوم الرابِع .ذ َك ََره
ي. الذهب ّ
م أنه صّلى في المدينةِ ،فقرأ القار ُ
ئ وأخبرني عال ٌ
ل ما ل ومن الوج ِ بسورةِ الواقعةِ ،قال :فأصابني من الذهو ِ
ك بغيرِ إرادةٍ مني ،مع بكاٍء ، جعلني اهتّز مكاني ،وأتحّر ُ
ن﴾. عدَهُ ي ُ ْ ودمع غزير َ َ ﴿ .
مُنو َ ؤ ِ ث بَ ْ دي ٍ ح ِ ي َ فب ِأ ّ ٍ ِ
ن السعادةِ ؟! عنا ع ِ ث بموضو ِ ة هذا الحدي ِ ن ما علق ُ ولك ْ
ن في الربِع والعشرين شه النسا ُ ن التشويش الذي يعي ُ إ ّ
ه ،وأن ُيقلقه ،وأن ُيصيبه ن ُيفِقده وعي ُ لأ ْ ة كفي ٌ ساع ً
ل تحزن
238
معَ وتدّبر كلم المولى ، س َ جعَ وأنصت و َ ط ،فإذا َر َ بالحبا ِ
ت
ده ،وعاد ْ ئ خاشٍع ،ثاب إليه ُرش ُ ن قار ٍ نم ْ ت حس ٍ بصو ٍ
ذرك ُ
جه .إنني أح ّ ع ُ ت لوا ِ ه ،وسكن ْ ت بلبل ُ ه ،وقّر ْ إليه نفس ُ
ُ
م
سه ْ ن قوم ٍ جعُلوا الموسيقى أسباب أن ِ بهذا الكلم ِ ع ْ
جح كثيٌر حهم ،وكتُبوا في ذلك ك ُُتبا ً ،وتب ّ م وارتيا ِ وسعادِته ْ
ن أجمل الوقات وأفضل الساعات يوم ُينصت إلى م بأ ّ منه ْ
ن الك ُّتاب الغربيين الذين كتُبوا عن السعاد ِ
ة لإ ّ الموسيقى ،ب ْ
ما و َل السعادةِ الموسيقى َ ﴿ . ن عوام ِ ق يجعلون م ْ وطرد ِ القل ِ
مرا ً سا ِ ة﴾ َ ﴿، دي َ ًص ِ وت َ ْ كاء َ م َ ت إ ِل ّ ُ عندَ ال ْب َي ْ ِ م ِ ه ْ صل َت ُ ُ ن َ كا َ َ
ن﴾ . جُرو َ ه ُ تَ ْ
ل آِثم ،واستماعٌ محّرم ،وعندنا الخي ُْر الذي ن هذا بدي ٌ إ ّ
م، ه الّراشد ُ الحكي ُ صدقُ والتوجي ُ نزل على محمدٍ ، وال ّ
ه ال َْباطِ ُ ْ
من ل ِ ل َ ﴿ :ل ي َأِتي ِ منه كتاب اللهِ عّز وج ّ الذي تض ّ
د ﴾. مي ٍ ح ِ كيم ٍ َ ح ِ ن َ م ْل ّ زي ٌ ه َتن ِ ف ِ خل ْ ِ ن َ م ْ وَل ِ ه َ ن ي َدَي ْ ِ ب َي ْ ِ
ي﴿ ي محمديّ سن ّ ي شرع ّ ن سماع ٌ إيمان ّ عنا للقرآ ِ فسما ٌ
ت َرى أ َ
ق﴾ ح ّ ن ال ْ َ م َ فوا ْ ِ عَر ُ ما َ م ّع ِ ِ م
ْ ّ د ال ن
َ م ِ ضُ في ِ َ ت مْ ه ُ َ ن ُ ي ع
ْ َ
م به إل ث ،ل يقو ُ عهم للموسيقى سماعٌ لهٍ عاب ٌ ،وسما ُ
من س َ ن الّنا ِ م َ و ِ س﴿ َ سفهاُء من النا ِ ة والحمقى وال ّ جَهل ُ ال َ
ه﴾. ل الل ّ ِ سِبي ِ عن َ ل َ ض ّ
ث ل ِي ُ ِ دي ِ ح ِ و ال ْ َ ه َ ري ل َ ْ شت َ ِ يَ ْ
*****************************************
ن
ة ولك ْ
ن السعاد ِ
ثع ِ ك ّ
ل يبح ُ
ف التدبيرِ ( وهوب بعنوان ) ل ُط ْ ُ ي كتا ٌ للعالم ِ السكاف ّ
ب ،مؤّدى الكلم ِ فيه ب جل ّ ٌذا ٌخاذ ٌ ج ّم الفائدةِ ،أ ّ بج ّ كتا ٌ
ل والمكُر ث عن السيادةِ والسعادةِ والّريادةِ ،فإذا الحتيا ُ البح ُ
ن من اللتواِء ،فَ ًَعلها ب من السياسةِ ،وأفاني ُ ضْر ٌ
والدهاُء ،و َ
ض
ك والرؤساِء ،والدباءِ والشعراِء ،وبع ِ كثيٌر من الملو ِ
ن يحصل على ن يرتاح ،وأ ْ ن يهدأ وأ ْ العلماِء ،كّلهم يريد ُ أ ْ
ب: ن هذا الكتا ِ ن عناوي ِ هم ْ مطلوبهِ ،حتى إن ّ ُ
ل تحزن
239
تح ِنفارٍ أو ذا ِ ب ،وإصل ُ ف التدبيرِ ،تسكيُر شغْ ٍ في لط ِ
ر
مكاي َد َةُ صغي ٍ م في مكائدِ العداِء ُ ، ل المنهز ُ بْين ،ماذا يفع ُ
ل ،في دفِع مكروهٍ بمكروهٍ ،في لكبيرٍ ،في دفِع مكروهٍ بقو ٍ
ف التدبيرِ في دفِع مكروهٍ ،في ف ،في ُلط ِ دفِع مكروهٍ بُلط ٍ
ص
ك ،في الخل ِ مل ٍ
ن ساِلب ُ ن ،في النتقام ِ م ْ مداراةِ سلطا ٍ ُ
ك والحترازِ مُنه في إظهارِ أمرٍ لخفاِء ن ن ِْقمةٍ في الفت ْ ِ م ْ
ب. ره .إلى آخرِ تلك البوا ِ غي ِ
ن السعاِدة م يبحثون ع ِ ن الجميع كّله ْ تأ ّ ووجد ُ
ن اهتدى إلى ذلك ووُّفق مم ِ ل منه ْ ن قلي ٌ ن ،ولك ْ والطمئنا ِ
ث فوائد : ب بثل ِ ت من الكتا ِ لني ِْلها .وخرج ُ
ت ل الله نصب عينيه ،عاد ْ ن لم يجع ِ نم ْ الولى :أ ّ
ت ﴿ حه أتراحا ً ،وخيراُته نكبا ٍ ده خساِئر وأفرا ُ فوائ ُ
ن ﴾ . مو َ عل َ ُ ث ل َ يَ ْ حي ْ ُ ن َ م ْ هم ّ ج ُ ر ُ ست َدْ ِ سن َ ْ َ
صْعبة التي يسعى إليها ن الطرق الملتوية ال ّ ة:أ ّ الثاني ِ
ل السعادةِ ،يجدونها – س في غيرِ الشريعةِ ،لني ِ كثيٌر من النا ِ
وول َ ْب – في طريق الشرِع المحمديّ َ ﴿ ، ل وأقَر َ ق أسهَ َ ٍ بط ُُر
د
ش ّ وأ َ َ
م َ ه ْخْيرا ً ل ّ ُ ن َ كا َ ه لَ َ ن بِ ِ ظو َ ع ُ ما ُيو َ عُلوا ْ َ ف َ م َ ه ْ أن ّ ُ
َ
خي َْر الخرةِ . خي َْر الدنيا و َ ت َث ِْبيتا ً ﴾ فينالون َ
الثالثة :أ ُ
م
م دنياهم وأخراهم ،وه ْ ت عليه ْ ن أناسا ً ذهب ْ ّ ِ
صنعا ً ،وينالون سعادة ً ،فما ظفُروا يظ ُّنون أنهم ُيحسنون ُ
ح الذي ق الصحي ِ ضهم عن الطري ِ ب إعرا ُ بهذه ول بتلك ،والسب ُ
ب الحقّ ، ه ،وأنزل به كتبه ،وهي طل ُ سل َ ُ ه به ُر ُ بعث الل ُ
ل
مب َدّ ِ عدْل ً ل ّ ُ و َ دقا ً َ ص ْ ك ِ ت َرب ّ َ م ُ ت ك َل ِ َ م ْ ق َ ﴿ ،ت َ ّ ل الصد ْ ِ وقو ُ
ه﴾. مات ِ ِ ل ِك َل ِ َ
م، م كات ِ ٌ كان أحد ُ الوزراِء في لهوهِ وطرِبه ،فأصابه غ ّ
م فصرخ : م جاث ِ ٌ وه ّ
ش ما ل فهذا العي ُ ت ُيباعُ أل مو ٌ
مافيهِلو أنني م ّ خير ُ
ت ودد ت قبرا ً من أبصر ُ ه
ري ِ فأشت ِ إذا
دق بالوفاةِ على تصهِ ّ
يلي ِ نحم المهيم ُ بعيد ٍر ِ أل
أخيهِ حّر نْفس ُ
ل تحزن
240
**************************************
ة
وقفــــ ٌ
ة
ل الّرفاهي ِ دعاء في الّرخاِء :أيْ في حا ِ » فلي ُك ْث ِرِ ال ّ
ن
ن الشاكرِ الحازم ِ ،أ ْ ن سمةِ المؤم ِ م ْ ن ِ ن والعافيةِ ؛ ل ّ والم ِ
مي ،ويلتجئ إلى اللهِ قْبل الضطرارِ ، ريش الشهم قبل الر ْ ي ِ
نسا َ لن َ سا ِْ م ّ ذا َ وإ ِ َ ي﴿ َ ن الغب ّ ي والمؤم ِ شق ّ ف الكافرِ ال ّ بخل ِ
ي س َ ه نَ ِ من ْ ُ ة ّ م ًع َ ه نِ ْ ول َ ُخ ّ ذا َ م إِ َ ه ثُ ّمِنيبا ً إ ِل َي ْ ِ ه ُ عا َرب ّ ُ ضّر دَ َ ُ
دادا ً ﴾ . َ
ه أن َ ل ل ِل ّ ِ ع َ ج َ و َ ل َ قب ْ ُ من َ ه ِ عو إ ِل َي ْ ِ ن ي َدْ ُ كا َ ما َ َ
شدائدِ ت ال ّ ن ورطا ِ م ْ ن يريد ُ النجاةَ ِ فتعّين على م ْ
ة
جهِ إلى حضر ِ ن الّتو ّ ن ل يفعل بقلبهِ ولساِنه ع ِ والُغموم ِ ،أ ْ
ل إليه والّثناء عليه ،إذ مدِ والبتها ِ س – بالح ْ الحقّ – تقد ّ َ
المراد بالدعاء في الرخاء – كما قاله المام الحليمي – دعاء
ة
ق والمعون ِ ل التوفي ِ منن ،وسؤا ِ ف بال ِ شكرِ والعترا ِ الثناِء وال ّ
ن
ن العبد – وإ ْ ض الّتقصيرِ ،فإ ّ والّتأييدِ .والستغفارِ لعوار ِ
ن غفل مها ،وم ْ ق الله بتما ِ ن حقو ِ ف ما عليهِ م ْ جِهد – لم ُيو ّ
من ِهِ ،فقد ْ حت ِهِ وفراِغه وأ ْ ص ّ ن ِ ن ذلك ،ولم ُيلح ْ
م ِ ظه في َز َ ع ْ
واع ُك دَ َ فل ْ ِ في ال ْ ُ ذا َرك ُِبوا ِ فإ ِ َ صدقَ عليه قوُله تعالى َ ﴿ :
مه ْ ذا ُ م إ َِلى ال ْب َّر إ ِ َ ه ْ جا ُ ما ن َ ّ فل َ ّ ن َ دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِم ْ ه ُ الل ّ َ
ن﴾«. كو َ ر ُ ش ِ يُ ْ
**************************************
م
م وجحي ٌ
نعي ٌ
س وزراءِ ً
ة خبرا عن انتحارِ رئي ِ ف العالمي ُ ت الصح ُ نشر ْ
ن بعض ب في ذلك أ ّ س ميتران ،والسب ُ حكم ِ الرئي ِ فرنسا في ُ
ت عليهِ غارةً من النْقد ِ والشت ْم ِ ف الفرنسية شن ّ ْ الصح ِ
ة ول ن إيمانا ً ول سكين ً م يجد ْ هذا المسكي ُ والّتجريِح ،فل ْ
ق
ن إليه ،فبادر فأْزهَ َ ن يرك ُ استقرارا ً يعود ُ إليه ،ولم يجد ْ م ْ
حه .
ُرو َ
ل تحزن
241
ن هذا الرجل المسكين الذي أقدم على النتحارِ لم إ ّ
كول َ ت َ ُيهتدِ بالهدايةِ الّرّباني ّةِ المتمّثلةِ في قول ِهِ سبحانه َ ﴿ :
ن ﴾ وقوِله سبحانه َ ﴿ :لن مك ُُرو َ ما ي َ ْ م ّ ق ّ ٍ ضي ْفي َ ِ
َ
ن قوُلو َ ما ي َ ُ عَلى َ صب ِْر َ
وا ْ ذى ﴾ ،وقوله َ ﴿ : م إ ِل ّ أ ً ضّروك ُ ْ يَ ُ
ن الرجل فََقد َ مفتاح ميل ً ﴾ ،ل ّ ج ِ جرا ً َ ه ْ م َ ه ْ جْر ُ ه ُ
وا ْ َ
هل الل ّ ُ ضل ِ ِ من ي ُ ْ سدادِ وسبيل الّرشادِ َ ﴿ : الهدايةِ ،وطريق ال ّ
ه﴾ . ي لَ ُ هاِد َ فل َ َ َ
ن
ن،أ ْ م والحز ِ مْثق ٍ
ل باله ّ ل ُن وصايا الخرين لك ّ نم ْ إ ّ
ف النهرِ ،ويستمتع بالموسيقى ، س على ضفا ِ يأمروه بالجلو ِ
ويلعب الن ّْرد ،ويتزّلج على الْثلِج .
ة
ل العبودي ّةِ الحّقةِ :جلس ٌ ن وصايا أهل السلم ِ ،وأه َ لك ْ
فض الجن ّةِ ،وهتا ٌ ن ريا ِ مة في روضةٍ م ْ ن والقا ِ بين الذا ِ
م بالقضاِء والقدرِ ،ورضا ً بما قسم ذكرِ الواحد الحدِ ،وتسلي ٌ ب ِ
ل وعل . ل على اللهِ ج ّ ه ،وتؤك ّ ٌ الل ُ
************************************
صدَْر َ
ك﴾ َ
ك َ ل ح ر ْ
ش َ ن م َ ل﴿ أَ
َ ْ َ ْ
ه
ت فيه هذ ِ ل اللهِ فتحّقق ْ م على رسو ِ ل هذا الكل ُ ن ََز َ
ة ،فكان سهل الخاطرِ ،منشرح الصدرِ ،متفائل ً ، الكلم ُ
سرا ً في أمورِهِ ،قريبا ً من ي العاطفةِ ،مي ّ ش الفؤادِ ،ح ّ جّيا َ
س في هيبةٍ ، ً ً
ب ،بسيطا في عظمةٍ ،دانيا من النا ِ القلو ِ
متبسما ً في وقارٍ ،متحببا ُ في سموّ ،مألوفا ً للحاضر
محّيا ،مشرق الطْلعةِ ،غزير ق ،طل ْقَ ال ُ خل ِ
م ال ُ ُ والبادي ،ج ّ
ش للقاِدم ،مسرورا ً بعطاِء اللهِ ، دعابةِ ،وي َب َ ّ ش لل ّ الحياِء ،يه ّ
ف الحباط ، س ،ول يعر ُ ت الّرباني ّةِ ،ل يعتريه اليأ ُ جذ ِل ُ بالِهبا ِ
ط ،وُيعجُبه الفأ ُ
ل ف بالقنو ِ ل ،ول يعتر ُ ذي ِ خ ِ ول يخلد ُ إلى الت ّ ْ
دق ،والّتفي ُْهق والّتكّلف مق والّتش ّ ن ،ويكره ُ الّتع ّ الحس ُ
مةٍ ، ُ ب رسالةٍ ،وحام ُ والّتن ّ
ل مبدأ ،وقدوةُ أ ّ ه صاح ُ طع ؛ لن ُ
ُ
ل مجتمٍع ، ج ُب أسرةٍ ،ور ُ ب ،ور ّ م شعو ٍ ل ،ومعل ّ ُ وأسوةُ أجيا ٍ
معُ فضائل ،وبحُر عطايا ،ومشرِقُ نورٍ . ج َ م ْ
ل،و َ مث ُ ٍ وكْنز ُ
ل تحزن
242
ع
ض ُ وي َ َ إنه باختصارٍ :ميسٌر للُيسرى ، ،وإنه بإيجازٍ ﴿ َ
ة
م ﴾ أو بعبار ٍ ه ْ علي ْ ِ
ت َ َ كان َ ْ ل ال ِّتي َ غل َ َ وال َ ْ م َ ه ْ صَر ُ م إِ ْ ه ْ
عن ْ ُ َ
شرا ً مب َ ّو ُ هدا ً َ شا ِ ن ﴾ وكفى !! ﴿ َ مي َ عال َ ِ ة ل ّل ْ َ م ً ح َأخرى َ ﴿ :ر ْ
مِنيرا ً ﴾ . سَراجا ً ّ و ِ ه َه ب ِإ ِذْن ِ ِ عيا ً إ َِلى الل ّ ِ دا ِ و َذيرًا}َ {45 ون َ ِ َ
سرة السهلة :تنط ّ ُ
ع ض الرسالة المي ّ ن مما ُيعار ُ إ ّ
ف
ق عبيد ِ الدنيا ،وانحرا ُ ل المنط ِ الخوارِج ،وتزند ُقُ أه ِ
فوا ْ خت َل َ ُ ما ا ْ مُنوا ْ ل ِ َنآ َ ذي َ ه ال ّ ِدى الل ّ ُ ه َ ف َ مرتزقةِ الفكار ﴿ َ
شاءُ إ َِلى من ي َ َ دي َ ه ِ ه يَ ْوالل ّ ُ ه َ ق ب ِإ ِذْن ِ ِ ح ّ ن ال ْ َ
م َ ه ِ في ِ ِ
قيم ٍ ﴾ . ست َ ِ م ْ ط ّصَرا ٍ ِ
******************************************
ة الطّّيب ِ
ة م الحيا ِ
مفهو ُ
ن
وأنت في السج ِ ل أحد ُ أذكياِء النكليزِ :بإمكانك يقو ُ
ُ ُ
رج خ ِن تُ ْ ق ،وأ ْ ن تنظَر إلى الفُ ِ ن الحديديةِ أ ْ ن وراِء القضبا ِ م ْ
مها وتبتسم ،وأنت مكانك ،وبإمكاِنك ش ّن جيِبك فت ُ زهرةً م ْ
ن تغضب ن تحتد ّ وأ ْ صرِ على الديباج والحريرِ ،أ ْ وأنت في الق ْ
ن بيِتك وأسرِتك وأمواِلك . ن تثور ساخطا ً م ْ وأ ْ
ن ،ولكّنها ن ول في المكا ِ ت في الزما ِ ن السعادةُ ليس ْ إذ ْ
ب مح ّ
ل ب .والقل ُ ن ،وفي القل ِ ن ،وفي طاعةِ الد َّيا ِ في اليما ِ
ت السعادةُ ، ن فيه ،انبعث ِ ب ،فإذا استقّر اليقي ُ نظرِ الّر ّ
مس انشراحا ً وارتياحا ً ،ث ّ ت على الروح وعلى النف ِ فأضف ْ
ن الودية ب وبطو ِ ظرا ِ ت على ال ّ ت على الخرين ،فصار ْ فاض ْ
ت الشجرِ . ومناب ِ
ن حنبل عاش سعيدا ً ،وكان ثوُبه أبيض مرّقعا ً ، أحمد ُ ب ُ
كنها ،ول يجد ُ ن يس ُ ث ُ يخي ُ
ن طي ٍ فم ْ غر ٍ طه بيد ِهِ ،وعندهُ ثل ُ
ت ،وبقي حذاؤه – كما قال خب ْزِ مع الزي ِ كسَر ال ُ إل ِ
لطها ،ويأك ُ ة يرّقعها ويخي ُ ه – سبع عشرة سن ً المترجمون عن ُ
م غالب اليام ،يذرعُ الدنيا ذهابا ً اللحم في شهرٍ مّرةً ويصو ُ
ِ
ث ،ومع ذلك وجد الراحة والهدوء ب الحدي ِ وإيابا ً في طل َ ِ
ت القدم ،مرفوع ُ الهامةِ ، ه ثاب ُ والسكينة والطمئنان ؛ لن ُ
ل تحزن
243
ل لخرةٍ ، ب ،ساٍع لجرٍ ،عام ٌ ب لثوا ٍ ره ،طال ٌ ف بمصي ِ عار ٌ
ب في جن ّةٍ . راغ ٌ
ن
ده – الذين حكموا الدنيا – المأمو ُ وكان الخلفاُء في عه ِ
دوُر ل عندهم القصوُر وال ّ م ،والمتوك ُ ،والواثقُ ،والمعتص ُ
ة
م والوسم ُ ة والبنود ُ والجنود ُ ،والعل ُ ب والفض ُ والذه ُ
شوا م ما يشتهون ،ومع ذلك عا ُ ت ،ومعه ْ ت والعقارا ُ والشارا ُ
بم ،وفي قلقل وحرو ٍ م وغ ّ وا حياَتهم في ه ّ ض ْ في ك َد َرٍ ،وقَ َ
تضهم كان يتأوّه ُ في سكرا ِ ب وضجيٍج ،وبع ُ شغَ ٍ تو َ وثورا ٍ
ب اللهِ . ت نادما ً على ما فّرط ،وعلى ما فعل في جن ِ المو ِ
خ السلم ِ ،ل أهل ول دار ول أسرة ول ن تيمية شي ُ اب ُ
ب جامِع بني أمية يسكُنها ، ة بجان ِ مال ول منصب ،عندهُ غرف ٌ
م أحيانا ً ن يغّير هذا بهذا ،وينا ُ ف في اليوم ِ ،وله ثوبا ِ ه رغي ٌ ول ُ
صف نفسه :جن ُّته في صدِره ، ن كما وَ َ في المسجدِ ،ولك ْ
ة؛ ن بلدِهِ سياح ٌ هم ْ خْلوةٌ ،وإخراج ُ جنه ِ وقت ُْله شهادةٌ ،وس ْ
سوِقها ُ ،تؤتي ت على ُ ن في قلب ِهِ استقام ْ لن شجرة اليما ِ
ت العنايةِ الربانيةِ ﴿ ، دها زي ُ م ّ ن رّبها ي ُ ن بإذ ِ حي لّ ك لها أ ُك ُ َ
ٍ
ه ّ
دي الل ُ ه ِ ر يَ ْ
ٍ على ُنو َ ه َناٌر ّنوٌر َ س ُس ْ م َ م تَ ْ ول َْ ول َ ْضيءُ َ يُ ِ
عن ْهم سيَئات ِهم َ
صل َ َ
ح وأ ْ ِ ْ َ فَر َ ُ ْ َ ّ شاءُ ﴾ ﴿ ،ك َ ّ من ي َ َ ه َ ر ِ ل ُِنو ِ
مه ْ وآَتا ُدى َ ه ً م ُ ه ْ وا َزادَ ُ هت َدَ ْ نا ْ ذي َ وال ّ ِ م ﴾ َ ﴿، ه ْ َبال َ ُ
عيم ِ ﴾ . ضَرةَ الن ّ ِ م نَ ْ ه ْ ه ِ جو ِ و ُ في ُ ف ِ ر ُ ع ِ م ﴾ ﴿،ت َ ْ ه ْ قوا ُ تَ ْ
ه عنه وأرضاهُ إلى الّربذةِ ،فنصب خرج أبو ذّر رضي الل ُ
م كثيرا ً من ك ،وأتى بامرأِته وبنات ِهِ ،فكان يصو ُ ه هنا َ خيمت ُ
ه ،ويتعب ّد ُ ويقرأ ُ ويتلو ح خالق ُ اليام ِ ،يذك ُُر مولهُ ،ويسب ّ ُ
ة من ة ،وقطع ً ة أو خيم ً مل ً ك من الدنيا إل ش ْ ل ،ل يمل ُ م ُ ويتأ ّ
صعةٍ وعصا ،زاَره ُ أصحاُبه ذات يوم ، حفةٍ وق ْ الغنم ِ مع ص ْ
جه من الدنيا ، فقالوا :أين الدنيا؟ قال :في بيتي ما أحتا ُ
ف. خ ّ م ِ ة كؤودا ً ل يجيُزها إل ال ُ ن أمامنا عقب ً وقد ْ أخبرنا أ ّ
جه ح الصدرِ ،ومنثلج الخاطرِ ،فعنده ُ ما يحتا ُ كان منشر َ
مت وهمو ٌ ل وتِبعا ٌ ما ما زاد على حاجِته ،فأشغا ٌ من الدنيا ،أ ّ
م. وغمو ٌ
ل تحزن
244
س
ت في قصيدةٍ بعنوان :أبو ذّر في القرن الخام ِ قل ُ
غربةِ أبي ذّر وعن سعادِته ،وعن وحدِته ن ُدثا ً ع ْشَر ،متح ّ عَ َ
ث عنحه ومبادِئه ،وكأنه يتحد ُ وعزلِته ،وعن هجرِته برو ِ
سه :
نف ِ
ت حتى بالمنايا لطف ُ لطُفوني هد ّد ُْتهم
ت في كب ُ لوني ر ِ سا أح
أنز ُ ّ ب
ت أرك ُ دوني
بوني نزل ُ هد ّ
أرك ُ ُ
هيحها و ْ والمناياْفسا
أجتا ُ الحقّ ن دما ً زميالموت ُ
مْق ِ أطُرد ُ ع ْ
فُيو ّ
فسىذّر ل تخ ْ نياعْ َ
أبا ت غربتي ْ ليبك قد
ت سان ّ وتأ تلم ل وقال
خوف ْ الرما ُ
م ّ يقيني ما ِ م ِْ ل ت قل ُ
سا أدحتى ُ أنا ْ
ن أماِليهِ تم ّْ وتلّقن ْ ُ حِبيبِشباصا ٍ ت ل في
عاهد ُ أز
دْرسا
******************************************** وخليلي
*******
ن فما هي السعادةُ ؟!
إذ ْ
ب أو عابُر سبيل (( ، ن في الدنيا كأنك غري ٌ
)) ك ْ
ء (( .
)) فطوبى للغربا ِ
ن مروان ،ول جيوش دالملك ب ِ س السعادةُ قصر عب ِ لي ِ
ص ،ول كنوز قارون ،ول صا ِ ن الج ّ ن الرشيدِ ول ُدور اب ِ هارو ِ
ن المتنبي ،ول في ن سينا ،ول في ديوا ِ ب الشفاِء لب ِ في كتا ِ
ن الزهراِء . ق قرطبة ،أو بساتي ِ حدائ ِ
فت اليد ِ ،وشظ ِ السعادةُ عند الصحاِبة مع قل ّةِ ذا ِ
ح الّنفقةِ . ش ّالمعيشةِ ،وزهادهِ المواردِ ،و ُ
ب في تأل ِّهه ،وعند البخاري في ن المسي ِ السعادة ُ عند اب ِ
ي
صد ْقِهِ ،ومع الشافع ّ ن البصريّ في ِ حهِ ،وعند الحس ِ صحي ِ
عهِ ،
مراقبِته ،وأحمد في ور ِ ك في ُ في استنباطاِته ،ومال ٍ
ك بأ َن ّهم ل َ يصيبهم ظَمأ ٌ
َ ُ ِ ُ ُ ْ ي في عبادتهِ ﴿ ذَل ِ َ ِ ُ ْ ت البنان ّ وثاب ٍ
نؤو َ ول َ ي َطَ ُ ه َل الل ّ ِ سِبي ِ في َ ة ِ ص ٌم َ خ َ م ْ ول َ َ ب َ ص ٌ ول َ ن َ َ َ
و ن ّي ْل ً إ ِل ّ ك ُت ِ َ
ب عدُ ّ
ن َ م ْ ن ِ ول َ ي ََناُلو َ فاَر َ ظ ال ْك ُ ّغي ُ طئا ً ي َ ِ و ِ م ْ َ
ح﴾ . صال ِ ٌ ل َ م ٌ ع َه َ هم ب ِ ِ لَ ُ
ل تحزن
245
ة ُتشتَرى ،ول ف ،ول داب ً ت السعادة ُ شيكا ً ُيصر ُ ليس ِ
ل ،ول بّزا ً ُينشُر . م ،ول ب ُّرا ً ُيكا ُ ش ّ وردةً ت ُ َ
ح صدرٍ لمبدأ مُله ،وانشرا ُ السعادة ُ سلوةُ خاطرٍ بحقّ يح ِ
كتن ُِفه. ب لخيرٍ ي ْ ة قل ٍ شه ،وراح ُ يعي ُ
سِع في الد ِّور ،وكْثر ِ
ة ن أننا إذا أكْثرنا من التو ّ كّنا نظ ُ ّ
ت ،أننا ت والمشتهيا ِ غبا ِ ت والمر ّ مِع المسّهل ِ الشياِء ،وج ْ
م والك َد َِر ب اله ّ ح وُنسّر ،فإذا هي سب ُ ح ونمر ُ نسعد ُ ونفر ُ
حهِ ﴿ مه وضريبةِ كد ّهِ وكد ْ ِ مه وغ ّ ل شيٍء به ّ نك ّ ص؛ل ّ والتنغي ِ
َ
هَرةَ م َز ْ ه ْمن ْ ُ واجا ً ّ ه أْز َ عَنا ب ِ ِ مت ّ ْما َ ك إ َِلى َ عي ْن َي ْ َ ن َ مد ّ ّ وَل ت َ ُ َ
ه﴾. في ِ م ِ ه ْ فت ِن َ ُ دنَيا ل ِن َ ْ ة ال ّ حَيا ِ ال ْ َ
ل الهدى محمد ٌ ، مصل ٍِح في العالم ِ رسو ُ ن أكبر ُ إ ّ
ل التمرِ يسد ّ وى من الجوِع ،ل يجد ُ دقْ َ عاش فقيرا ً ،يتل ّ
ه ،وفي مه إل الل ُ جوعه ،ومع ذلك عاش في نعيم ٍ ل يعل ُ
ء وسكينةٍ ﴿ ط ،وفي هدو ٍ ط واغتبا ٍ انشراٍح وارتياٍح ،وانبسا ٍ
َ
ك﴾﴿، هَر َ ض ظَ ْ ق َ ذي أن َ ك} {2ال ّ ِ وْزَر َ ِ ك عن َ عَنا َ ض ْ و َ و َ َ
َ
ثحي ْ ُ م َ عل َ ُ هأ ْ ظيما ً ﴾ ﴿ ،الل ّ ُ ع ِ ك َ عل َي ْ َ ه َ ل الل ّ ِ ض ُ ف ْ ن َ كا َ و َ َ
ه﴾. سال َت َ ُ ر َ ل ِ ع ُ ج َ يَ ْ
ق ،والثم ن ال ُ ُ
خل ِ س ُح ْ ث الصحيِح )) :الب ِّر ُ في الحدي ِ
س (( هت أن يطلع عليه النا ُ رك وكر ْ ما حاك في صد ِ
.
س ،حتى قال ن للنف ِ ة للضميرِ ،وسكو ٌ ن البّر راح ٌ إ ّ
ضهم : بع ُ
ح مام أقب ُ والث ُ ن طال البّر أبقى وإ ْ
ة (( . والثم ريب ٌ ن زادِ أوعيت ،م ْ ةطمأنين ٌ الحديث )) :البّر ُ ن به وفيّزما ُ ال
ن المريب ة يبقى في هدوٍء وسكينةٍ ،وإ ّ ن المحسن صراح ً إ ّ
ت ﴿سكنا ِ ت وال ّ ت ومن الحركا ِ ث والخطرا ِ س من الحدا ِ ج ُ يتو ّ
ب
س ُ ب أنه أساء فح ْ م ﴾ .والسب ُ ه ْ ة َ َ ن كُ ّ
علي ْ ِ ح ٍ صي ْ َ ل َ سُبو َ ح َ يَ ْ
نن يضطرب ،وأ ْ ن يرتِبك وأ ْ ن يقلق وأ ْ ن المسيء لبد ّ أ ْ ،فإ ّ
ة. خيف ً جس ِ يتو ّ
ل تحزن
246
دق ما يعتاد ُهُ وص ّ ل المرِء إذا ساِء فِعْ ُ
ن يتجّنب حسنم ِدائما ً ،وأ ْ ن ْت َوَهّ م ي ُْ هالسعادة ،أ ْ ِ
ن أراد ُنظنون ُ ت ْ ساءلمْ والح ّ
ل
سوا ْ م ي َل ْب ِ ُ ول َ ْ
مُنوا ْ َ نآ َ ذي َ ن ﴿ال ّ ِ الساءة ،ليكون في أم
ك ل َهم ال َ ٍ إيمان َهم بظُل ْم أ ُ
ن﴾. دو َ هت َ ُ م ْهم ّ و ُ َ نُ م
ْ ُ ُ َ ِ ئ لـَ وٍ ْ ِ ِ َ ُ
سهِ ، ن على رأ ِ ث السير ،يثوُر الغباُر م ْ ب يح ّ أقبل راك ٌ
ه في كب ِدِ ص ،وقد ْ ضرب سعد ٌ خيمت ُ يريد ُ سعد بن أبي وّقا ٍ
هماِء ، ت الد ّ ْ ن اهتماما ِ ً ً
ن الضجيِج ،بعيدا ع ِ الصحراِء ،بعيدا ع ِ
ه قطيعٌ من الغنم ِ ، سهِ وأهل ِهِ في خيمت ِهِ ،مع ُ منفردا ً بنف ِ
مُر ،فقال ابُنه له :يا أبتاه ُ ، ب فإذا هو ابُنه ع ُ َ فاقترب الراك ُ
س يتنازعون الملك وأنت ترعى غنمك .قال :أعوذ ُ بالل ِ
ه النا ُ
ي، ن شّرك ،إني أولى بالخلفةِ مّني بهذا الرداِء الذي عل ّ م ْ
ب العبد ن الله يح ّ ل )) :إ ّ ت الرسول يقو ُ ولكن سمع ُ
ي (( . ي الخف ّ ي الّتق ّ الغن ّ
ك كسرى مل ِ ن ُ مم ْ عظ ُ إن سلمة المسلم ِ بديِنه أ ْ
ن الدين هو الذي يبقى معك حتى تستقّر في وقيصر ؛ ل ّ
ل ل محالة ﴿ إ ِّنا ه زائ ٌ ب فإن ّ ُ ك والمنص ُ ت النعيم ِ ،وأما المل ُ جنا ِ
وإ ِل َي َْنا ي ُْر َ َ
ن﴾. عو َ ج ُ ها َ عل َي ْ َن َ م ْ و َ ض َ ث اْلْر َ ر ُ
ن نَ ِ ح ُنَ ْ
*******************************************
م الطّي ّ ُ
ب ه يصعدُ الكل ِ ُ
إلي ِ
ت، ت الط ّّيبا ِت المباركا ِكان للصحابةِ كنوٌز من الكلما ِ
ق. ْ
عمهم إياها صفوةُ الخل ِ التي ّ
ن
م ْدهم خيٌر من الدنيا وما فيها ،و ِ ل كلمةٍ عند أح ِ وك ّ
م معرفُتهم بقيمةِ الشياِء ومقاديرِ المورِ . عظمِته ْ
ن ُيعّلمه دعاًء ،فقال له )) : ل الرسول أ ْ أبو بكرٍ يسأ ُ
ظلما ً كثيرا ً ،ول يغفُر ت نفسي ُ ب إني ظلم ُ ل:ر ّ ق ْ
دك ن عن ِ الذنوب غل أنت ،فاغفْر لي مغفرةً م ْ
م (( .
وارحمني ،إنك أنت الغفوُر الرحي ُ
ل الله العفو س )) :اسأ ِ ل للعبا ِ ويقو ُ
والعافية (( .
ل تحزن
247
دني (( . م اهدِني وسدّ ْ ل :الّله ّ ي )) :ق ْ ل لعل ّ ويقو ُ
مِني م أله ْ ل :الله ّ ن )) :ق ْ ن حصي ٍ ل لعبيدِ ب ِ ويقو ُ
سي (( . قِني شّر نف ْ ُرشدي ،و ِ
م إني أساُلك ل :الله ّ س )) :ق ْ داد ِ بن أو ٍ ل لش ّ ويقو ُ
شكَر د،و ُ الثبات في المر ،والعزيمة على الرش ِ
ن عبادِتك ،وأسأُلك قلبا ً سليما ً ، س َ ح ْ نعمِتك ،و ُ
م ،وأعو ُ
ذ عل ُ ر ما ت ْخي ْ ِ ن َ ولسانا ً صادقا ً ،وأسأُلك ِ
م ْ
م ،إنك م ،وأستغفُرك لما تعل ُ ن شّر ما تعل ُ بك م ْ
ب (( . م الغيو ِ أنت عل ّ ُ
رك م أعني على ذك ِ ل :الله ّ ل لمعاذٍ )) :ق ْ ويقو ُ
ن عبادِتك (( . س ِ ح ْ رك و ُ شك ْ ِ و ُ
ب و تح ّ ل لعائشة )) :قولي :اللهم إنك ع ُ
ف ّ ويقو ُ
ف عّني (( . ع ُ و ،فا ْ ع ْ
ف َ ال َ
ن اللهِ عّز وج ّ
ل ل رضوا ِ ن الجامعَ لهذهِ الدعيةِ :سؤا ُ إ ّ
ن غضِبه ،وأليم ِ عقاِبه ، ورحمت ِهِ في الخرةِ ،والّنجاةِ م ْ
ره . ن على عبادِته سبحانه وتعالى وشك ِ والعو ِ
م
ضع ّ ب ما عند اللهِ ،والعرا ُ ن الّرابط بينها :ط َل َ ُ وإ َ
ل الدنيا الفانيةِ ، ب أموا ِ ه ليس فيها طل ُ في الدنيا .إن ُ
ص.
رفها الرخي ِ ضها الزائِلة ،أو زخ ِ وأعرا ِ
**************************************
قَرى ذا أ َ َ
خذ َ ا ل ْ ُ ك إِ َ ك أَ ْ
خذُ َرب ّ َ وك َذَل ِ َ﴿ َ
ديدٌ ﴾ شَ م ليخذَه أ َِ ة إن أ َ ي َ
ِ ٌ ُ ْ م ٌ ِ ّظال ِ َ ه َو ِ
َ
ط مكانت ِهِ : ن تِعاسةِ العبدِ ،وعْثرةِ قد ِ
مهِ وسقو ِ نم ْ إ ّ
حُقه ضعيفهم ،حتى ه حقوقهم ،وس ْ م ُ
ض ُه لعباد ِ اللهِ ،وه ْ م ُ ُ
ظل ُ
من لم يجد ْ له عليك ناصرا ً إل فم ّ قال أحد ُ الحكماِء :خ ْ
الله .
ب
ن عواق ِ نع ْة في الذها ِخ المم ِ أمثل ً ولقد ْ حفظ لنا تاري ُ
ظلمةِ . ال ّ
ل تحزن
248
لن الطفيل يكيد للرسول ، ويحاو ُ فهذا عامُر ب ُ
ره ، ح ِ ه بغد ّةٍ في ن ْ ه ،فيدعو عليه ، فيبتليه الل ُ اغتيال ُ
خ من اللم ِ . ت لساعِته ،وهو يصر ُ فيمو ُ
س يؤذي رسول اللهِ ، ويسعى في تدبِير ن قي ٍ وأربد ُ ب ُ
ة تحرُقه هو ه عليه صاعق ً ل الل ُ قت ْل ِهِ ،فيدعو عليه ،فُينز ُ
وبعيُره .
ت قصيرٍ ،دعا ج سعيد بن جبيرٍ بوق ٍ ن يقُتل الحجا ُ وقبل أ ْ
ه على أحد ٍ بعدي .فأصاب م ل تسل ّط ْ ُ عليه سعيد ٌ وقال :الّله ّ
ورمهِ ،فأخذ يخ ُ م انتشر في جس ِ ج في يدهِ ،ث ّ خّرا ٌ ج ُ الحجا َ
كما يخوُر الثوُر ،ثم مات في حالةٍ مؤسفةٍ .
ن أبي جعفرِ المنصورِ ، وفا ً م ْ خ ْ ن الثوريّ َ واختفى سفيا ُ
ن داخل الحرم ِ ، ي وسفيا ُ م المك ّ ّ وخرج أبو جعفر يريد ُ الحر َ
ل أن ل ن وأخذ بأستارِ الكعبةِ ،ودعا الله عّز وج ّ فقام سفيا ُ
ن قبل ل أبت جعفر بيته ،فمات أبو جعفر عند بئرِ ميمو ٍ خ َ ي ُد ِ ِ
ة. دخوِله مك ّ َ
ك في إيذاِء ي ُيشار ُ وأحمد ُ بن أبي دؤادٍ القاضي المعتزل ّ
ه بمرض المام ِ أحمد ِ بن حنبل فيدعو عليهم فُيصيُبه الل ُ
ب ف جسمي ،فلوْ وقع عليه الذبا ُ ما نص ُ الفالِج فكان يقول :أ ّ
رض ف الخُر ،فلو قُ ِ ما النص ُ ت ،وأ ّ ن القيامة قام ْ تأ ّ لظنن ُ
ت. بالمقاريض ما أحسس ُ
ت الوزيرِ ، ن حنبل أيضا ً على ابن الّزّيا ِ ويدعو أحمد ُ ب ُ
ن من نارٍ ، ه في فر ٍ ن أخذ َهُ ،وجعَل َ ُ ه عليه م ْ ط الل ُ فيسل ّ ُ
سه . وضرب المسامير في رأ ِ
ل
ن جما ِ ب المسلمين في سج ِ ي كان يعذ ّ ُ وحمزة ُ البسيون ّ
ه
م لضعَ ُ ل في كلمةٍ له مؤذية » :أين إُلهك ْ دالناصر ،ويقو ُ عب ِ
ل الظالمون علوّا ً كبيرا ً . ما يقو ُ هع ّ في الحديدِ « ؟ تعالى الل ُ
ة
ج من القاهرةِ إلى السكندري ِ ت سيارُته – وهو خار ٌ فاصطدم ْ
ن أعلى ل حديدا ً ،فدخل الحديد ُ في جسمه م ْ – بشاحنةٍ تحم ُ
وه إل قطعا ً ﴿ ن ُيخرج ُ جَز المنقذون أ ْ سهِ إلى أحشاِئه ،وعَ َ رأ ِ
وظَّنوا ر ال ْ َ ْ َ ست َك ْب ََر ُ
ق َ ح ّ غي ْ ِ
ض بِ َ في الْر ِ جُنودُهُ ِ و ُو َه َ وا ْ َ
ل تحزن
249
وةًق ّ مّنا ُ شد ّ ِ ن أَ َ م ْ قاُلوا َ و َ ن ﴾َ ﴿، عو َ ج ُ م إ ِل َي َْنا َل ي ُْر َ ه ْ
َ
أن ّ ُ
وةً ﴾ ُ
ق م ه ْ ن م د َ
ش هو أ َ ُ م ه قَ َ ل خَ ذي ّ ل ا ه ّ ل ال ن أ َول َم يروا أ َ
ّ ْ ُ ِ ّ َ ْ ُ ِ َ ّ َ ْ َ َ ْ
.
ن أكثَر في م ْ دالناصرِ ،وم ّ ن قادةِ عب ِ ح نصرٍ م ْ وكذلك صل ُ
ض
ن عشرةِ أمرا ٍ ض الظّلم والفساد ،أصيب بأكثر م ْ الر ِ
ن عمرِهِ في تعاسةٍ ، تم ْ دة سنوا ٍ منةٍ ،عاش ع ّ مز ِ مؤلمةٍ ُ
ب علجا ً ،حتى مات سجينا ً مزجوجا ً بهِ في ه الط ّ ولم يجد ْ ل ُ
م. مه ْ ت زعماِئه الذين كان يخد ُ زنزانا ِ
َ في ال ْب َِلِد}َ {11 ن طَ َ
ها في َ فأك ْث َُروا ِ وا ِ غ ْ ذي َ ﴿ ال ّ ِ
ب﴾ ، ذا ٍ ع َ ط َ و َ س ْ ك َ م َرب ّ َ ه ْ ب َ َ د}َ {12 ال ْ َ
علي ْ ِ ص ّ ف َ سا َ ف َ
ملي للظالم ِ ،حتى إذا أخذهُ لم ن الله لي ُ ْ )) إ ّ
ق دعوة المظلوم ِ ،فإنه ليس بينها فل ِْته (( )) ،وات ّ ِ يُ ْ
ب (( . ه حجا ٌ وبين الل ِ
ه. م ُ ح ُمني فأر َ ن الرجل ليظل ُ ي:إ ّ م التيم ّ قال إبراهي ُ
ن خراسان ،فجعل يبكي ، ل صالح م ْ ت دنانيُر لرج ٍ سرق ْ و ُ
ن الله سوف تأ ّ ل ِ :لم تبكي ؟ قال :ذكر ُ فقال له الفضي ُ
ة له . ت رحم ً ق يوم القيامةِ ،فبكي ُ يجمُعني بهذا السار ِ
ل تمرا ً ج ِ ف ،فأهدى للر ُ ل أحد علماِء السل ِ ج ٌ واغتاب ر ُ
ه صنع لي معروفا ً . وقال :لن ُ
*****************************************
ب أنا
ت :بالبا ِ
قل ُ
ب عليها ة ،مكتو ٌعلى هيئةِ المم ِ المتحدةِ بنيويورك لوح ٌ
ي السعدي الشيرازي ،وقد ْ ة للشاعرِ العالم ّ ة جميل ٌقطع ٌ
ترجمت إلى النجليزيةِ وهي تدعو إلى الخاِء وا ُ
للفةِ والتحادِ ْ
،يقول:
ت
ن ببابي قل ُ م ْ ب
قال لي المحبو ُ
رقت فيهأنا
بف ّ بالبا
حينما ِ هأخطأت قالزرت ُ
لي ُ ما
ل ّ
بي ْن ََنا تعريف الهوى
ل تحزن
250
أطُرقُ الباب عليه مام فل ّ ومضى عا ٌ
بت بالبا ِ هنال ّ أن َ مو ّ ِإثمُ ت ن أن َ ه لي م ْ قال ُجئت ُ
بح ّ ت ال ُ هناَرفْ َ و ُعَ ليظ ُْر فما
أحسنت ت أن ْ قال ُ قل
ل يا أنا خ ْ فاد ُ تعريف الهوى
ح إليه ، ُ ويرتا ، إليه س
ُ يأن ٍ د مفي ن أٍخ لب ُد ّ للعبد م ْ
عل ّلي ج َ وا ْ ه ،ويبادُله ود ّا ً بود ّ َ ﴿ . ه وأتراح ُ كه أفراح ُ وُيشار ُ
ه
شدُدْ ب ِ ِ خي} {30ا ْ ن أَ ِ هاُرو َ هِلي}َ {29 ن أَ ْ م ْزيرا ً ّ ِ و
َ
َ َ َ
ح َ
ك سب ّ َ ي نُ َ ري} {32ك َ ْ م ِ في أ ْ ه ِ رك ْ ُش ِ وأ ْ ري}َ {31 أْز ِ
ك ك َِثيرا ً ﴾ . ون َذْك َُر َ ك َِثيرًا}َ {33
ُيواسيك أو ُيسِليك أو ن شكوى إلى ولبد ّ م ْ
ع
ج ُ ي ََتو ّ ذي قرابةٍ
َ َ
ص
صو ٌ مْر ُ ن ّ هم ُبنَيا ٌ ض ﴾ ﴿ ،ك َأن ّ ُ ع ٍ ول َِياء ب َ ْ مأ ْ ه ْ ض ُ ع ُ ﴿ بَ ْ
وةٌ ﴾ . خ
ْ إ ن نوُ م ؤْ م ْ لا ما ّ ن إ ، م ه ب لو ُ ُ
ق ن ي ب ف َ ّ ل ﴾ ﴿ ،وأ َ
ِ َ َ ِ ُ َ ِ ﴿ ﴾ ْ ِ ِ َ ْ َ َ
******************************************
ب
ن صاح ٍ
لبدّ م ْ
صحبُته ، ن تنفُعك ُ
ن تجد م ْب السعادةِ أ ْ
ن أسبا ِ
نم ْ إ ّ
دك رفقُته )) .أين المتحاّبون في جللي ،اليوم وُتسع ُ
ل إل ظّلي (( .م في ظِّلي يوم ل ظِ ّ ُ
أظِّله ْ
ه وتفّرقا ه ،اجتمعا علي ِن تحاّبا في الل ِ )) ورجل ِ
علِيه (( .
*******************************************
ي
ي وعقل ّ
ب شرع ّ
ن مطل ٌ
م ُ
ال ْ
َ ُ
ذي ن ﴾ ﴿ ،ال ّ ِ دو َهت َ ُم ْ
هم ّ و ُ
ن َ م ُ م ال ْ ه ُ ك لَ ُوَلـئ ِ َ
﴿أ ْ
خوف﴾ ﴿ ،أ َ أَ
كن م ّ م نُ َ ول َ ْ
َ ٍ ْ َ نْ م
ّ همُ َ ن م
َ وآٍ َ ع جو ُ من ّ هم ُ م
َ ع
َ ْ ط
َ ً َ
ه
غ ُ
م أب ْل ِ ْ منا ﴾ ﴿ ،ث ُ ّ نآ ِ كا َه َ خل ُ من دَ َ و َ منا ً﴾ َ ﴿ ، حَرما ً آ ِ م َ ه ْ لّ ُ
ه ﴾. ْ
من َ ُ مأ َ َ
ل تحزن
251
ه، ى في بدن ِ ِ معاف ً هُ ، سْرب ِ ِ منا ً في ِ ن بات آ ِ )) م ْ
رهات له الدنيا بحذافي ِ حيز ْ ه ،فكأّنما ِ م ِ ت يو ِ قو ُ عنده ُ
(( .
خه في معرفةِ الحقّ ، ب :إيماُنه ورسو ُ ن القل ِ فأم ُ
ن. ؤه باليقي ِ وامتل ُ
نده ع ِ ف ،وب ُعْ ُ ت :سلمُته من النحرا ِ ن البي ِ م ُ وأ ْ
ي. ن الّرّبان ّ الرذيلةِ ،وامتلؤ ُهُ بالسكينةِ ،واهتداؤه بالبرها ِ
ل، رها بالعَد ْ ِ ة أم ِ ب ،وإقام ُ مُعها بالح ّ ة:ج ْ ن الم ِ م ُ وأ ْ
ورعايُتها بالشريعةِ .
ب﴾ ﴿، ق ُ خاِئفا ً ي َت ََر ّ ها َ من ْ َ ج ِ خَر َ ف َ ن﴿ َ والخوف عدوّ الم ِ
ن﴾. مِني َ ؤ ِ م ْ كنُتم ّ ن ِإن ُ فو ِ خا ُ و َ م َ ه ْ فو ُ خا ُ فل َ ت َ َ َ
ض. حدٍ ،ول عيش لمري ٍ من لمل ِ ف ول أ ْ ول راحة لخائ ٍ
ر
فإذا وليا عن الُعم ِ ةح ٌ إّنما الُعمُر ص ّ
وّلى ف وكفا ٌ
ن
ْ م ت
ْ فسد ب ٍ جان نْ م تّ ْ ح ص نْ إ ، دنياّ ال س
للهِ ما أْتع َ
م
ح الجس ُ نص ّ م ،وإ ْ ض الجس ُ مرِ َ ل َ ن أقبل الما ُ ب آخر ،إ ْ جان ٍ
ل واستقام المُر ح ّ
ل ن صُلح الحا ُ ب ،وإ ْ ت المصائ ُ حل ّ ِ
ت. المو ُ
ل ن ) نجد ٍ ( إلى الرسو ِ خرج الشاعُر العشى م ْ
م ،فعرض له أبو سفيان فأعطاهُ مائة حه بقصيدةٍ ويسل ُ يمتد ُ
ن يترك سَفَرهُ ويعود إلى ديارِهِ ،فأخذ البل ناقةٍ ،على أ ْ
سهِ ، ت به ،فسقط على رأ ِ وعاد ،وركب أحدها فهو جل ْ
م قصيدُته ن ول دنيا .أ ّ ه ،وفارق الحياة ،بل دي ٍ ت عنُق ُ فاندقّ ْ
التي هّيأها ليقولها بين يديْ رسول اللهِ ، فهي بديع ُ
ة
ل فيها: ن يقو ُ س ِ ح ْ ال ُ
دهُر كيف فلل ّهِ هذا ال ّ بب وشي ٌ شبا ٌ
تولقيت بعد المو ِ ترّددا لرح ْ وثرو ْةٌ
مت أنت ل ْ وافتقاٌر إذا
صد ْ لما ودا ِ متزت ُ ّْر نكق لد ْ ْ ن
وأ ّ ْ م نل تقىعلى ّ أ ْ متمن ال بزا ْدٍ
ند
دا
*************************************** كان أْرص َ تكون كمث ْل ِ ِ
ه
ل تحزن
252
ة
أمجادٌ زائل ٌ
ة، م ً ة تا ّ ن تكون دائم ً ن لوازم ِ السعادةِ الحّقةِ أ ْ نم ْ إ ّ
ب والشهادةِ ، ن تكون في الدنيا والخرةِ ،في الغي ِ مها أ ْ فدوا ُ
اليوم وغدا ً .
سنها ه محا ِ ش وج ُ خد َ نلي ْ ن ل ُينّغصها نك َد ٌ ،وأ ْ مها أ ْ وتما ُ
ط. بسخ ٍ
ة
ق – تحت شجر ٍ ك العرا ِ ن المنذرِ – مل ُ نب ُ جلس النعما ُ
نن زيد – وكان حكيما ً – أ ْ مَر فأراد عديّ ب ُ خ ْ ب ال َ متنّزها ً يشر ُ
ه
ل هذ ِ ك ،أتدري ماذا تقو ُ ظ فقال له :أّيها المل ُ يعظه بلف ٍ
ل: ك :ماذا تقول :قال عديّ :تقو ُ شجرةُ ؟ قال المل ُ ال ّ
جون الخمر مُز ُ ي ْ خوا ب قد ْ أنا ُ ب رك ِ ُر ّ
لُر حال ً ده ْ
زل وكذاكالال ّ ّ
بالماِء صاروا ل َِعب حولنا م
ث ّ
درا ً حتى وبقي متك ّ بعد،حا ْ
ل ن ،وترك الخمر مصُر به ْ
النعما ُ الد ّهْ ُ فتنغ
مات .
ة
ن وخمسمائ ِ وهذا شاه ُ إيران الذي احتفل بمرورِ ألفي ِ
ط لتوسيِع نفوِذه سنةٍ على قيام الدولةِ الفارسي ّةِ ،وكان ُيخط ّ ُ
ن بلدِهِ ،ثم ُيسلب سلطاُنه ط ملكهِ على بقعةٍ أكبر م ْ س ِ ،وب ْ
ع
ز ُ وَتن ِ شاء َ من ت َ َ ك َ مل ْ َ
ؤِتي ال ْ ُ بين عشي ّةٍ وضحاها ﴿ ت ُ ْ
شاء ﴾ . من ت َ َ م ّ ك ِ مل ْ َ ال ْ ُ
ت مشّردا ً ن قصورِهِ وُدورِهِ ودنياه طردا ً ،ويمو ُ ويطُرد ُ م ْ
من كوا ِ م ت ََر ُ بعيدا ً محُروما ً مفلسا ً ،ل يبكي عليه أحد ٌ ﴿ :ك َ ْ
م}{26 ري ٍ قام ٍ ك َ ِ م َ و َ
ع َ وُزُرو ٍ ن}َ {25 عُيو ٍ و ُ ت َ جّنا ٍ َ
ن﴾. هي َ فاك ِ ِ ها َ في َ كاُنوا ِ ة َ م ٍ ع َ
ون َ ْ َ
س رومانيا ،الذي حكم اثنتين وكذلك شاوشيسكو رئي ُ
م يحي ُ
ط ص سبعين ألفا ً ،ث ّ سه الخا ّ حَر ُ وعشرين سنة ،وكان َ
ن لَ ُ
ه كا َ ما َ ف َ ه وجنودهُ إربا ً إربا ً ﴿ َ شعُبه بقصرِهِ ،فيمّزقون ُ
نم َ ن ِ كا َ ما َ و َه َ ن الل ّ ِ دو ِ من ُ ه ِ صُرون َ ُ ة َين ُ فئ َ ٍ من ِ ِ
ن ﴾ .لقد ْ ذهب ،فل دنيا ول آخرة . ري َ ص ِ منت َ ِ ال ُ
ل تحزن
253
ن ماركوس :جمع الرئاسة والمال ، س الفلبي ِ وذاك رئي ُ
ن،ل ،وأسقاها كأس الهوا ِ مته أصناف الذ ّ ّ ولكّنه أذاق أ ّ
ن
غصص التعاسةِ والشقاِء ،فإذا هو مشّرد ٌ م ْ ه ُفأذاقه الل ُ
تك مأوى يأوي إليه ،ويمو ُ ن أهِله وسلطاِنه ،ل يمل ُ بلد ِهِ وم ْ
َ
ع ْ
ل ج َ ن في بلد ِهِ ﴿ :أل َ ْ
م يَ ْ ه أن ُيدفَ َ ض شعب ُ ُ شقي ّا ً ،يرف ُ
ة
خَر ِ ل اْل ِ كا َ خذَهُ الل ّ ُ
ه نَ َ فأ َ َ ل﴾ َ ﴿ ، ضِلي ٍ في ت َ ْ م ِ ك َي ْدَ ُ
ه ْ
ه﴾ .
ذنب ِ ِ فك ُّل ً أ َ َ
خذَْنا ب ِ َ لوَلى﴾ َ ﴿ ، وا ْ ُ
َ
********************************************
*
ب الفضائل أكالي ٌ
ل على هام ِ اكتسا ُ
ة
ة السعيد ِ
الحيا ِ
ي يكسب السعادة والمن ب من العبدِ لك ْ مطلو ٌ
تن ُيسارع إلى الصفا ِ والراحة ،أن ُيبادر إلى الفضائل ،وأ ْ
عك ص على ما ينف ُ ل الجميلةِ )) احر ْ الحميدةِ والفعا ِ
ه (( . ن بالل ِ ع ْ واست ِ
ة
ه في الجن ِ ل الرسول مرافَقت َ ُ أحد ُ الصحابةِ يسأ ُ
ة السجوِد ،فإّنك سك بكْثر ِ عّني على نف ِ فيقول )) :أ ِ
عك بها درجة (( .والخُر ف َ ه سجدةً ،إل ّ َر َ جدُ لل ِ ل تس ُ
لل له )) :ل يزا ُ ب جامٍع من الخيرِ ،فيقو ُ ن با ٍ لع ْ يسأ ُ
ل له : ل فيقو ُ ث يسأ ُ ه (( .وثال ٌ لساُنك رطبا ُ من ذكر الل ِ
د
ن أح ٌ دك أحدا ً ،وإ ْ ن بي ِ رب ّ ن أحدا ً ،ول تض ِ سب ّ ّ )) ل ت ُ
م فيه ،ول سب ّّنه بما تعل ُ م فيك فل ت ُ سّبك بما يعل ُ
وك ن دَل ْ ِ رغ م ْ ن تُ ْ
ف ِ ف شيئا ً ،ولو أ ْ ن من المعرو ِ قر ّ تح ِ
ء المستقي (( . في إنا ِ
روا مسارعة )) :باد ِ ن المر يقتضي المباد ََرةَ وال ُ إ ّ
س (( ﴿ ، ً ل فتنا ً (( )) ،اغتن ِ ْ
م خمسا قبل خم ٍ بالعما ِ
كاُنوا م َ ه ْة ﴾ ﴿ ،إ ِن ّ ُ جن ّ ٍ و َ م َ من ّرب ّك ُ ْ ة ّ فَر ٍغ ِم ْعوا ْ إ َِلى َ ر ُ سا ِ و ََ
ن﴾. قو َ ساب ِ ُ ن ال ّ قو َ ساب ِ ُ وال ّ ت﴾ َ ﴿ ، خي َْرا ِفي ال ْ َ ن ِ عو َ ر ُ سا ِ يُ َ
ل تحزن
254
ل الب ِّر ،ول خي ْرِ ،ول تنتظْر في عم ِ ل ال َ ل في فِعْ ِ م ْ ل ُته ِ
ل: ب الفضائ ِ ف في ط َل َ ِ ُتسوّ ْ
ق
ن الحياة دقائ ٌ إ ّ ب المرِء ت قل ِ دّقا ُ
ن﴾. سو َ ف ُ نِ وثواَنا ِمت َ س ال ْ ُ ف ِ فل ْي َت ََنا َ ك َ له َ ة ذَل ِ في ٌ قائل و ِ ﴿ َ
مه ،يرى شاب ّا ً يجّر جد ُ ن ط ُِعن وث َ ّ ب بعد أ ْ ن الخطا ِ عمُر ب ُ
ع إزارك ، ف ْ إزاره ،فقال له عمُر )) :يا ابن أخي ،اْر َ
ه أتقى لرّبك ،وأْنقى لثوبك (( .وهذا أمٌر فإن ُ
م َأن منك ُ ْ شاء ِ من َ ت ﴿ لِ َ ت المو ِ ف في سكرا ِ بالمعرو ِ
َ قدم أ َ
خَر ﴾ . و ي َت َأ ّ ي َت َ َ ّ َ ْ
ل ،والخلود ِ إلى ل بالنوم ِ الطوي ِ ن السعادة ل تحص ُ إ ّ
ه
ر َ كن ك َ ِ وَلـ ِ لَ ﴿. طراِح الفضائ ِ جرِ المعالي ،وا ّ دعةِ ،وهَ ْ ال ّ
ن﴾ دي َ ع ِ قا ِ ع ال ْ َ م َ دوا ْ َ ع ُ ق ُ لا ْ قي َ و ِ م َ ه ْ فث َب ّطَ ُ م َ ه ْ عاث َ ُ ه انب ِ َ الل ّ ُ
.
ة
س الهابط ِ دني ّةِ والنفو ِ ب الهمم ِ ال ّ ن منطق أصحا ِ إ ّ
ما عندََنا َ كاُنوا ْ ِ و َ حّر ﴾ ﴿ ،ل ّ ْ في ال ْ َ فُروا ْ ِ ل ﴿ :ل َ َتن ِ يقو ُ
قت ُِلوا ْ ﴾ . ما ُ و َ ماُتوا ْ َ َ
ما
ل الخيرِ َ ﴿ : ن ِفع ِ وقد نهي العبد ُ بالوحي عن الّتأخرِ ع ْ
م إ َِلى قل ْت ُ ْ ه اّثا َ ل الل ّ ِ سِبي ِ في َ فُروا ْ ِ م ان ِ ل ل َك ُ ُ قي َ ذا ِ م إِ َ ل َك ُ ْ
خل َ َ
د ه أَ ْ وَلـك ِن ّ ُ ن﴾َ ﴿، من ل ّي ُب َطّئ َ ّ م لَ َ منك ُ ْ ن ِ وإ ِ ّ ض﴾َ ﴿، ِ ال َْر
ب﴾، غَرا ِ ذا ال ْ ُ هـ َ ل َمث ْ َ ن ِ كو َ ن أَ ُ تأ ْ
َ
جْز ُ ع َ ض ﴾ ﴿ ،أَ َ إ ِلى ال َْر ِ
َ َ
ة﴾﴿، خَر ِ عَلى ال ِ حَياةَ ال ْدّن َْيا َ حّبوا ْ ال ْ َ ست َ َ ما ْ ه ُ ك ب ِأن ّ ُ ﴿ ذَل ِ َ
صل َ ِ
ة موا ْ إ َِلى ال ّ قا ُ ذا َ وإ ِ َ شُلوا ْ ﴾ َ ﴿ ، ف َ فت َ ْ عوا ْ َ ول َ ت ََناَز ُ َ
م إني أعوذُ بك من ساَلى ﴾ )) ،الّله ّ موا ْ ك ُ َ قا ُ َ
مل لما فسه وع ِ ن دان ن ْ سم ْ ل (( )) ،والكي ُ ُ الكس ِ
سه هواها ،وتمّنى ف َ ع نَ ْ ن أت ْب َ َ ت ،والعاجُز م ْ بعد المو ِ
ه الماني (( . على الل ِ
********************************************
*
هنا
م هناك ل ُ
خلدُ والنعي ُ
ال ُ
ل تحزن
255
ن كنت ى غني ّا ً مخّلدا ً ؟ إ ْ معاف ً ل تريد ُ أن تبقى شاب ّا ً ُ ه ْ
ن
ل هناك في الخرةِ ،إ ّ ه ليس في الدنيا ،ب ْ تريد ُ ذلك فإن ُ
ماها ه عليها الشقاء والفناء ،وس ّ ب الل ُ هذهِ الحياة الدنيا ك َن َ َ
لهوا ً ولِعبا ً ومتاع الغرورِ .
مِفلسا ً ،وهو في عنفوان عاش أحد ُ الشعراِء معدما ً ُ
ل عليها ، ص ُ ة فل يح ُ شباب ِهِ ،يريد ُ درهما ً فل يجد ُهُ ،يريد ُ زوج ً
ن
لم ْ ه ،جاءه ُ الما ُ م ُسه ،ورقّ عَظ ْ ُ ن وشاب رأ ُ س ّ ت ِ ما كبر ْ فل ّ
ن هذه ل أمُر زواجهِ وسكِنه ،فتأّوه م ْ ن ،وسهُ َ ل مكا ٍ ك ّ
ت وأنشد : المَتاّدا ِ
ته بعد ما جاوز ُ مل ّك ْت ُ ُ
ُ تت أرجوهُ إذ كن ُ ما كن ُ
ن
كثبا ِ ظباِء على ُ سبعينا ّ
ل ال مث ُ ِ تن بنا ِ ف بي م ْ
عشرينا طو ُ ابن
ت ُ
تيبريناالذي تشتكي قل ُ فما نك ٌطول اللي ِ
ل زلة أنيغ ْ ُ ِ
كأ الّتر
قالوا ِ
الثمانينا يسه َ
جاءك ُ ُ
م و َ من ت َذَك َّر َ ه َ في ِ ما ي َت َذَك ُّر ِ كم ّ مْر ُ ع ّم نُ َ رنال َ ْ وُ ْ﴿ ِأ ُ َ
َ
ه
ذ ِ
ه ِ ما َ و َ ن ﴾َ ﴿، عو َ ج ُ م إ ِل َي َْنا َل ي ُْر َ ه ْ وظَّنوا أن ّ ُ ذيُر ﴾ َ ﴿ ، الن ّ ِ
ب﴾. ع ٌول َ ِ و َ ه ٌ حَياةُ الدّن َْيا إ ِّل ل َ ْ ال ْ َ
لل تحت ظ ّ ل هذهِ الحياةِ الدنيا كمسافرٍ استظ ّ مث َ َ ن َ إ ّ
شجرةٍ ثم ذهب وتركها .
**********************************
ي
ج الّربان ّ
أعداءُ المنه ِ
ن منهج اللهِ شعرا ً دين ع ْ صا ّ ت كتبا ً للملح ِ
دة ال ّ قرأ ُ
ن منهِج الله في ت كلم هؤلِء المنحرفين ع ْ ونثرا ً ،فرأي ُ
ت العتداء الجارف على ت سخافاِتهم ،ووجد ُ ض ،وطالع ُ الر ِ
ت هذا الّركام ئ الحقةِ ،وعلى التعاليم ِ الّرّبانّية ،ووجد ُ المباد ِ
ن
سوِء أدِبهم ،وم ْ ن ُ تم ْ الرخص الذي تفوّهَ به هؤلء ورأي ُ
س ما قالوه وما ن ينُقل للنا ِ نأ ْقل ّةِ حياِئهم ،ما يستحي النسا ُ
ه.
كتبوه وما أنشدو ُ
ل مبدأ ولم يستشعِْر ً م يحم ْ ن النسان إذا ل ْ تأ ّ وعلم ُ
ن ،وإلى سلخ إنسا ٍ م ْل إلى داب ّةٍ في ِ ه يتحوّ ُ ة ،فإن ّ ُ رسال ً
م
ه ْن أ َك ْث ََر ُ َ
بأ ّ س ُ ح َ م تَ ْ
َ
ل﴿:أ ْج ٍلر ُ بهيمةٍ في هيك ٍ
ل تحزن
256
َ
مه ْ ل ُ عام ِ ب َ ْ كاْل َن ْ َ م إ ِّل َ ه ْ ن ُ ن إِ ْ قُلو َ ع ِ و يَ ْ نأ ْ عو َ م ُ س َ يَ ْ
سِبيل ً ﴾ . ل َ ض ّ أَ َ
سعَد ُ هؤلِء ُ
ت نفسي ،وأنا أقرأ الكتاب :كيف ي َ ْ وسأل ُ
ك السعادة ويعطيها سبحانه ن اللهِ الذي يمل ُ ضوا ع ِ وقد ْ أعر ُ
ن يشاُء ؟! وتعالى لم ْ
كيف يسعد ُ هؤلِء وقد ْ قطعوا الحبال بينهم وبينه ،
ة
ض وبين رحم ِ سهم الهزيلةِ المري ِ وأغلقوا البواب بين أنف ِ
اللهِ الواسعةِ ؟!
كيف يسعد ُ هؤلِء وقد أغضُبوا الله ؟!
وكيف يجدون ارتياحا ً وقد ْ حارُبوه ؟!
ل أخذ ُيصيُبهم في هذه الداِر ن أول الّنكا ِ تأ ّ ولكّني وجد ُ
م ،نكا ُ
ل ن لم يتوبوا – في نار جهن ّ ل أخرويّ – إ ْ ت نكا ٍ دما ِ بمق ّ
ط﴿ : ضيقُ ،والنهياُر والحبا ُ م المبالةِ ،وال ّ الشقاِء ،وعد ُ
ضنكا ً ﴾ . ة َ ش ً عي َ م ِ ه َ ن لَ ُ فإ ِ ّ ري َ عن ِذك ِْ ض َ عَر َ ن أَ ْ م ْ و َ َ
ن تنتهي م ،وأ ْ ن يزول العال ُ م يريد ُ أ ْ ن كثيرا منه ْ ً حتى إ ّ
ن ُتنسف الدنيا ،وأن ُيفارق هذه المعيشة . الحياةُ ،وأ ْ
ن القاسم المشترك الذي يجمعُ الملحدة الّولين إ ّ
ة بالقيم ِ ب مع اللهِ ،والمجازف ُ خرين هو :سوُء الد ِ وال ِ
ض عن خذِ والعطاِء والعرا ُ ة في ال ْ عون ُ ئ ،والّر ُ والمباد ِ
م المبالةِ بما يقولون ويكتبون ويعملون ﴿ : ب ،وعد ُ العواق ِ
ن ّ ْ َ فمن أ َ َ أَ
وا ٍ ض َ ر ْ ِ و
َ ه
ِ ل ال ن
َ م
ِ وى َ ق َ ت لى ع
َ ه
ُ َ ن ياَ ْ ن ُ ب س
َ س
ّ ْ َ
َ َ
ر
ها ٍ ف َ جُر ٍ فا ُ ش َ ى َ عل َ َ ه َ س ب ُن َْيان َ ُ س َ نأ ّ م ْ خي ٌْر أم ّ َ
مو َ ق ْ دي ال ْ َ ه ِ ه ل َ يَ ْ والل ّ ُ م َ هن ّ َ ج َ ر َ في َنا ِ ه ِ هاَر ب ِ ِ فان ْ َ َ
ن ﴾. مي َ ظال ِ ِ ال ّ
مهم ن همو ِ صم ْ ّ ن الح ّ
ل الوحيد لهؤلِء الملحدةِ ،للّتخل ِ إ ّ
ن ينتحُروا وُينُهوا هذا ن لم يتوبوا ويهتدوا – أ ْ وأحزاِنهم – إ ّ
مغي ْظِك ُ ْ موُتوا ْ ب ِ َ ل ُ ق ْ مّر ،والمَر التاِفه الرخيصُ ﴿ : العيش ال ُ
م﴾ . خي ٌْر ل ّك ُ ْ م َ م ذَل ِك ُ ْ سك ُ ْ ف َ قت ُُلوا ْ َأن ُ فا ْ ﴾َ ﴿،
*******************************************
دنيا
ة ال ّ
حقيق ُ
ل تحزن
257
ن تقدير ب اللهِ العظيم ِ ،وإ ّ ن ميزان السعادةِ في كتا ِ إ ّ
الشياِء في ذ ِك ْرِهِ الحكيم ،فهو يقّرُر الشيء وقيمت ُ
ه
ن
كو َ وَل َأن ي َ ُ ول َ ْ دنيا والخرةِ ﴿ َ ومردود َهُ على العبد ِ في ال ّ
ن م ح ر بال ر ُ
ف ْ ك ي من ِ ل نا َ عل ْ ج حدَةً ل َ ِ وا ة
ً م الّناس أ ُ
ِ َ ْ ّ ِ ُ َ َ َ َ َ ّ ُ
ن} هُرو َ ها ي َظْ َ عل َي ْ َ ج َ ر َ عا ِ م َ و َ ة َ ض ٍ ف ّ من َ قفا ً ّ س ُ م ُ ه ْ ِ ل ِب ُُيوت ِ
َ
ن}{34 ؤو َ ها ي َت ّك ِ ُ عل َي ْ َ سُررا ً َ و ُ وابا ً َ م أب ْ َ ه ْ ول ِب ُُيوت ِ ِ َ {33
ة
خَر ُ واْل ِ ة الدّن َْيا َ حَيا ِ ع ال ْ َ مَتا ُ ما َ ك لَ ّ ل ذَل ِ َ وِإن ك ُ ّ خُرفا ً َ وُز ْ َ
ن﴾. قي َ مت ّ ِ ْ
ك ل ِل ُ عندَ َرب ّ َ ِ
ة الحياةِ ،وقصوُرها وُدوُرها ،وذهُبها هذهِ هي حقيق ُ
ضُتها ومناصُبها . وف ّ
ة واحدة ً ،وأن ن تعطي الكافر جمل ً ن تفاهِتها أ ْ نم ْ إ ّ
س قيمة الحياةٍ الدنيا. ن ليبّين للنا ِ مَها المؤم ُ حَر َ يُ ْ
ب وهو ي الشهير يستغر ُ ن عتبة بن غزوان الصحاب ّ إ ّ
ه
ل الل ِ ن في حالةٍ مع رسو ِ ب الناس الجمعة :كيف يكو ُ يخط ُ
ه وََرقَ الشجرِ مجاهدا ً في سبي ِ
ل ل مع ُ ق يأك ُ خل ِ
، مع سي ّدِ ال َ ْ
م يتخل ّ ُ
ف مهِ ،ث ّ ت عمرِهِ ،وأحلى أيا ِ اللهِ ،في أْرضى ساعا ِ
ن أميرا ً على إقليم ٍ ،وحاكما ً على ل اللهِ ، فيكو ُ ن رسو ِ ع ْ
ل حياةٌ ل بعد وفاةِ الرسو ِ ن الحياة التي ُتقب ُ مقاطعةٍ ،إ ّ
ة حّقا ً . رخيص ٌ
م فيها عراةٌ على أّنه ْ سأرى أشقياء النا ِ
نفع ْ ة صي ٍ سحابعُ ُ جوّ و ُ مونهاكانت ن وإ ْ يسأ ُ أراها ل
وهو يتوّلى إمرة ع
ش ُ لتق ّ ل ُ ه قلي ٍ سبّر ُفإنها سع ُد ُ ِت
الذهو ص يصيب ُ ُ ن أبي وّقا ٍ
ل ، وقد ْ أكل معه الشجر ،ويأك ُ
ل الكوفةِ بعد َ وفاةِ الرسو ِ
م يسحُقه ،ثم يحتسيهِ على الماِء ،فما جلدا ً مّيتا ً ،يشويهِ ث ّ
ل
ل بعد إدبارِ الرسو ِ لهذهِ الحياةِ وما لقصوِرها وُدوِرها ُ ،تقب ُ
لو َ من ا ْ ُ خي ٌْر ل ّ َ ول َْل ِ
لى ﴾ ك ِ َ خَرةُ َ ، وتأتي بعد ذهابهِ َ ﴿
.
ة
ن في المر شيٌء ،وفي المسألةِ سّر ،إنها تفاه ُ إذ ْ
َ َ
ل
ما ٍ من ّ ه ِ هم ب ِ ِ مدّ ُ ما ن ُ ِ ن أن ّ َ سُبو َ ح َ ب ﴿ أي َ ْ س ُ ح ْ الدنيا فَ َ
ل تحزن
258
ت َبل ّل خي َْرا ِ في ال ْ َ م ِ ه ْ ع لَ ُ ر ُ سا ِ ن} {55ن ُ َ وب َِني َ َ
م (( . ه ما الفقر أخشى عليك ْ ن ﴾ )) ،والل ِ عُرو َ ش ُ يَ ْ
شَرِبة ، ل اللهِ وهو في الم ْ عمر على رسو ِ م دخل ُ ل ّ
ورآه على حصيرٍ أّثر في جنبهِ ،وما في بيتهِ إل شعيٌر معل ّقٌ ،
مَر . ت عينا عُ َ دمع ْ
ل الله قدوةُ النا ِ
س ن يكون رسو ُ ن الموقف مؤث ٌّر ،أ ْ إ ّ
ل سو ِ ذا الّر ُ ه َ ل َ ما ِ قاُلوا َ و َ م الجميع ،في هذهِ الحالةِ ﴿ َ وإما ُ
ق﴾. وا س في اْل َ ِ شي م ي و م عا ّ ط ال لُ ُ ك يأ ْ
َ ِ ْ ِ ْ َ َ َ َ َ
ه عنه : -كسرى وقيصر مُر – رضي الل ُ ل له عُ َ م يقو ُ ث ّ
ل الله )) : أفي م يا رسول اللهِ ! قال رسو ُ فيما تعل ُ
ك أنت يا بن الخطاب ،أما ترضى أن تكون لنا ش ّ
الخرةُ ولهم الدنيا (( .
ن يرضى م ْ ض َ ة ،فل ْي َْر َ ة عادل ٌ ة ،وقسم ٌ ة واضح ٌ إنها معادل ٌ
ن أرادها في ب السعادة م ْ ط ،وليطل ُ ِ ن يسخ ُ طم ْ ،ول َْيسخ ْ
ن
ل لها وحدها ،فل ْ درهم ِ والدينارِ والقصرِ والسيارةِ ويعم ْ ال ّ
يجدها والذي ل إله إل هو .
مه ْ و ّ َ ريدُ ال ْ َ من َ
ف إ ِلي ْ ِ ُ
ها ن ُ َ زين َت َ َ ِ وحَياةَ الدّن َْيا َ ِ ن يُ كا َ ﴿ َ
كوَلـئ ِ َ ن} {15أ ْ سو َ خ ُ ها ل َ ي ُب ْ َ في َ م ِ ه ْ و ُ ها َ في َ م ِ ه ْ مال َ ُ ع َ أَ ْ
ما ط َ حب ِ َ و َ ة إ ِل ّ الّناُر َ خَر ِ في ال ِ م ِ ه ْ س لَ ُ ن ل َي ْ َ ذي َ ال ّ ِ
ن﴾ . مُلو َ ع َ كاُنوا ْ ي َ ْ ما َ ل ّ وَباطِ ٌ ها َ في َ عوا ْ ِ صن َ ُ َ
صالحين فليس بها لل ّ عفاٌء على دنيا
**************************************** ج
معَّر ُ ُ رها ت لغي ِ حل ْ ُ َر َ
ة
ح السعاد ِ
مفتا ُ
خ،ه وأنت في كو ٍ ه وتأل ّْهت ُ
حته وعبد ْت َ ُإذا عرفت الله وسب ّ ْ
خي َْر والسعادة َ والراحة والهدوء . وجدت ال َ
ف ،فلوْ سكنت أرقى القصورِ ، ن عند النحرا ِ
ولك ْ
م أّنها نهايُتك
ل ما تشتهي ،فاعل ْ وأوسع الدورِ ،وعندك ك ّ
ن مفتاح ة ؛ لنك ما ملكت إلى ال ِ مّرةُ ،وتعاسُتك المحقق ُ ال ُ
ة.
السعاد ِ
ل تحزن
259
ة
صب َ ِ ه ل َت َُنوءُ ِبال ْ ُ
ع ْ ح ُ م َ
فات ِ َ ن َ
ما إ ِ ّ
ز َ م َ ْ
ن الك ُُنو ِ وآت َي َْناهُ ِ ﴿ َ
ة﴾. ُ ْ ُ
و ِ
ّ ق ل ا ليِ أو
*****************************************
ة
وقفـــ ٌ
م
مُنوا ﴾ .إي :يدفعُ عنه ُ نآ َ ذي َن ال ّ ِع ِ ع َ ف ُدا ِ ه يُ َن الل ّ َ ﴿ إِ ّ
شرور الدنيا والخرة .
» هذا إخباٌر ووعد ٌ وبشارة ٌ من اللهِ للذين آمنوا ،أنه
ب إيماِنهم – ك ّ
ل ل مكروهٍ ،ويدفعُ عنهم – بسب ِ مك ّ يدفعُ عنه ْ
ن ،وشروِر ن شرورِ الكفارِ ،وشرورِ وسوسةِ الشيطا ِ شّر م ْ
ل
م عند نزو ِ ل عنه ْ ت أعماِلهم ،ويحم ُ سهم ،وسيئا ِ أنف ِ
ف،ك ّ
ل م غاية التخفي ِ المكارهِ ما ل يتحملونه ،فُيخّفف عنه ْ
ن هذه المدافعةِ والفضيلةِ بحسب إيماِنه ، ن له م ْ مؤم ٍ
مستكث ٌِر « . لو ُ مستق ّ ف ُ
ب، ن أنه ُيسّلى العبد ُ به عند المصائ ِ ت اليما ِ ن ثمرا ِ »م ْ
د
ه ِه يَ ْمن ِبالل ّ ِ من ي ُ ْ
ؤ ِ و َ ب﴿ َ ون عليه الشدائد ُ والّنوائ ُ وُته ّ
ن عندِ م أنها م ْ ة ،فيعل ُ ه ﴾ وهو العبد ُ الذي تصيُبه المصيب ُ قل ْب َ َُ
ن لُيخطئه ،وما أخطأه ُ لم يك ُ ْ
ن ن ما أصابه لم يك ُ ْ اللهِ ،وأ ّ
ن عليه مة ،وتهو ُ م للقدارِ المؤل ِ سل ّ ُلُيصيبه ،فيرضى وي ُ َ
ن عندِ اللهِ ،وليصاِلها إلى ة ،لصدوِرها م ْ ب المزعج ُ المصائ ُ
ثواب ِهِ « .
************************************
ش
كيف كاُنوا يعي ُ
ن أيام أحدِ الصحابةِ الخبارِ ،وعظماِئهم تعال إلى يوم ٍ م ْ
ل اللهِ ، معب مع ابنهِ رسو ِ ي بن أبي طال ٍ البرارِ ،عل ّ
ث هو ي في الصباِح الباكرِ ،فيبح ُ حو عل ّ فلذةِ كبد ِهِ ،بص ُ
ن ،فيرتدي فروا ً على ن طعام ٍ فل يجدا ِ ة عن شيٍء م ْ وفاطم ُ
ف
ب في أطرا ِ س ويذه ُ م ُ ج ،ويتل ّ
ن شد ّةِ البردِ ويخر ُمهِ م ْ جس ِ
ي عليهم عل ّة ،فيقتح ُ المدينةِ ،ويتذكُر يهودي ّا ً عنده مزرع ٌ
ل تحزن
260
ل اليهوديّ :يا ل ،ويقو ُ ق الصغيرِ ويدخ ُ ضي ّ ِ باب المزرعةِ ال ّ
و
ب هو الدل ُ ب بتمرةٍ .والغر ُ ل غَْر ٍ رج ك ّ ي ،تعالى وأخ ِ أعراب ّ
ل. ة مع الجم ِ معاوَن َ ً جه ،أيْ :إظهاُره من البئرِ ُ الكبيُر ،وإخرا ُ
ن، ة من الزم ِ ه بره ً ه – مع ُ ه عن ُ ي – رضي الل ُ ل عل ّ فيشتغ ُ
ت، ب تمرا ٍ مه ،فُيعطيهِ بعددِ الغرو ِ ل جس ُ رم يداه ويك ّ حتى ت ِ
ل اللهِ وُيعطيه منها ،ويبقى هو ب بها ويمّر برسو ِ ويذه ُ
ل طيلة النهارِ . ن هذا التمرِ القلي ِ م ْ ة يأكلن ِ وفاطم ُ
م قد امتل ن بيتهُ ْ هذهِ هي حياتهم ،لكّنهم يشعرون أ ّ
سعادةً وحبورا ً ونورا ً وسرورا ً .
لث بها الرسو ُ ة التي ُبع َ ش المبادئ الحّق َ ن قلوبهم تعي ُ إ ّ
م في مُثل السامية ،فه ْ ، وال ُ
ل قلبي ّةٍ ،وفي روحانّية ُقدسي ّةٍ ُيبصرون بها الحقّ ، أعما ٍ
وُينصرون بها الباطل ،فيعملون لذاك ويجتنبون هذا ،
وُيدركون قيمة الشيِء وحقيقة المرِ ،وسّر المسألةِ .
ة هامان ؟! ح وسكين ُ أين سعادةُ قارون ،وسروُر وفر ُ
ب
ج َ ع َ ث أَ ْ غي ْ ٍ ل َ مث َ ِ ن ،والثاني ملعون ﴿ك َ َ ل مدفو ٌ فالو ُ
طاما ً ح َ ن ُ كو ُ م يَ ُ فّرا ً ث ُ ّ ص َ م ْ فت ََراهُ ُ ج َ هي ُ ه ثُ ّ ال ْك ُ ّ
م يَ ِ فاَر ن ََبات ُ ُ
﴾.
ذن للحقّ ، ن بلل ً أ ّ مارٍ ،ل ّ ل وسلمان وع ّ السعادة ُ عند بل ِ
ول َئ ِ َ ُ
ك مارا ً وّفى الميثاق ﴿ أ ْ ق ،وع ّ صد ِ وسلمان آخى على ال ّ
َ
عن وُز َ ون ََتجا َ مُلوا َ ع ِ ما َ ن َ س َ ح َ مأ ْ ه ْ عن ْ ُ ل َ قب ّ ُ ن ن َت َ َ ذي َ ال ّ ِ
في أ َ
كاُنوا ذي َ ق ال ّ ِ ِ ْ د ص
ّ ال َ د ع
ْ وَ ةِ ّ ن ج
َ ْ ل ا بِ حا َ ص
ْ م ِ ه ْ سي َّئات ِ ِ َ
ن﴾. دو َ ع ُُيو َ
******************************************
ر
صب ْ ِ
ء في ال ّ أقوا ُ
ل الحكما ِ
ه قال :جميعُ المكارِهِ في الدنيا ن أنوشروان أن ُُيحكى ع ْ
ب
ة ،فالضطرا ُ حيل ٌ
ب فيه ِم على ضربين :فضر ٌ تنقس ُ
ب ل حيلة فيه ،فالصطباُر شفاؤُه ُ . دواؤه ،وضر ٌ
ل تحزن
261
ة فيما ل حيلة فيه ، حيل ُ ل :ال ِ ض الحكماِء يقو ُ كان بع ُ
الصبُر .
ه النصُر . ن اّتبع الصبر ،اّتبعَ ُ ل:م ِ وكان يقا ُ
صب ََر قَد ََر ن َ ح الَفَرِج م ْ ل السائرة ،الصبُر مفتا ُ ومن المثا ِ
ظفُر ،عند اشتدادِ البلِء يأتي الّرخاُء . ،ثمرةُ الصبرِ ال ّ
ج النْفع ل المساّر ،وار ُ ن خل ِ ف المضاّر م ْ ل:خ ِ وكان يقا ُ
مت ،فك ْ ب المو ِ ص على الحياةِ بطل ِ ن موضِع المن ِْع ،واحر ْ م ْ
ن فناٍء سبُبه البقاءِ ،وأكثُر ن بقاٍء سبُبه استدعاُء الفناِء ،وم ْ م ْ
ن ِقبل الفزِع . نم ْ ما يأتي الم ُ
خيارا ً . ن في الشّر ِ ل:إ ّ ب تقو ُ والعر ُ
ض. ن بعْ ٍ نم ْ شّر أهو ُ ن بعض ال ّ ي :معناه ُ :أ ّ قال الصمع ّ
ه
م أن ُ ة ،فاعل ْ وقال أبو عبيدة :معناه ُ :إذا أصابْتك مصيب ٌ
ن عليك مصيبُتك . ل منها ،فلتهُ ْ ن أج ّ قد ْ يكو ُ
ه في الغيوب ، ب المورِ تتشاب ُ ض الحكماِء :عواق ُ قال بع ُ
م
ب ،وك ْ ب في مكروهٍ ،ومكروهٍ في محبو ٍ ب محبو ٍ فُر ّ
ؤه . ؤه ،ومرحوم ٍ من داٍء هو شفا ُ ط بنعمةٍ هي دا ُ مغبو ٍ
ن ضّر . ن شّر ،ونفٍع م ْ ب خيرٍ م ْ ل ُ :ر ّ وكان ُيقا ُ
شّر ي ،في كلم ٍ له :اصبْر على ال ّ ة السهم ّ وقال وداع ُ
نحك ،وتحت الّرغوةِ اللب ُ جلى عما ُيفر ُ حك ،فرّبما أ ْ ن قَد َ َ إ ْ
ح. صري ُ ال ّ
ذاحّتى إ ِ َ لَ ﴿: ه بالفرِح عند انقطاِع الم ِ يأتي الل ُ
َ َ
م
ه ْ جاء ُ ذُبوا ْ َ قدْ ك ُ ِ م َ ه ْ وظَّنوا ْ أن ّ ُ ل َ س ُ س الّر ُ ست َي ْأ َ ا ْ
فى و ّ ما ي ُ َ ن ﴾ ﴿ ،إ ِن ّ َ ري َ صاب ِ ِ ع ال ّ م َ ه َ ن الل ّ َ صُرَنا﴾ ﴿ ،إ ِ ّ نَ ْ
ب﴾ . َ
سا ٍ ح َ ر ِ غي ْ ِ
هم ب ِ َ جَر ُ نأ ْ صاب ُِرو َ ال ّ
ل وعل – يأتي ن الله – ج ّ ب :وكما أ ّ ض الك ُّتا ِ ل بع ُ يقو ُ
ح
ب من الوجهِ الذي قد ّّر ورود ّ المكروهِ منه ،ويفت ُ بالمحبو ِ
ض سائر ح ّ حيل ،لي ُ ل ،واستبهام ِ وجوهِ ال ِ بفرج عند انقطاِع الم ِ
خْلقه بما يريدهم من تمام قدرته ،على صرف الرجاء إليهِ ،
ن ل ي َْزُووا وجوهُهم في ل عليه ،وأ ْ ص آماِلهم في الّتوك ّ ِ وإخل ِ
ن توقِّع الّروِْح منه ،فل يعدُلوا بآماِلهم تع ْ ت من الوقا ِ وق ٍ
ل تحزن
262
در عنه ، ج يص ُ ن انتظارِ فر ٍ ت،ع ِ ل من الحال ِ على أيّ حا ٍ
ة،
ن كفاهم بمحنةٍ يسير ٍ وكذلك أيضا ً يسّرهم فيما ساءهم ،بأ ْ
م كان أنكى مةٍ سهلةٍ ،م ّ مل ِ ّمب ُ م منها ،وافتداهُ ْ ما هو أعظ ُ
م.
حقهُ ْ م لو ل ِ فيه ْ
ت ح ِ فرّبما ص ّ ل عْتبك محمود ٌ لع ّ
صه لبمحنةٍ يخل ّ ُ العب ِْعلد َ ِ
م بال الجسا ُ
هُ ن اللهقُ العابد ُ :ربما امتح َ قالعواقب ُ
إسحا ُ
ل نعمةٍ . ة أج ّ بها من الهلكةِ ،فتكون تلك المحن ُ
ن احتمل المحنة ،ورضي بتدبيرِ اللهِ تعالى نم ِ ل:إ ّ يقا ُ
ن منفعِتها ،حتى شد ّةِ ،كشف له ع ْ كبةِ ،وصبر على ال ّ في الن ْ
ن مصلحِتها . يقف على المستورِ عنه م ْ
م
م السل ُ ن بعض النبياِء عليه ُ ض النصارى أ ّ حكي عن بع ِ ُ
نم ،فطوبى لم ْ ب ل يدو ُ ب من اللهِ ،والد ُ ن تأدي ٌ مح ُ قال :ال ِ
ب له ُلب ُ
س ب ،وتثّبت عند المحنةِ ،فيج ُ تصّبر على التأدي ِ
ل
حّبيه ،وأه ِ م ِ ه به ُ ل الغَل َب َةِ ،وتاِج الفلِح ،الذي وع َد َ الل ُ إكلي ِ ِ
طاعت ِهِ .
ن، ة المح ِ سن ّ ُ جَر ،إذا أصابْتك أ ِ ض َ
قال إسحاقُ :احذرِ ال ّ
بن الطريق المؤّدي إلى النجاةِ صعْ ُ ن ،فإ ّ ض الِفت ِ وأعرا ُ
ك. سل ِ الم ْ
ب الغتباط . قال بزرجمهُر :انتظاُر الَفَرِج بالصبرِ ُ ،يعق ُ
******************************************
ب
ه ل يخي ُ ن الظّ ّ
ن بالل ِ س ُ
ح ْ
ُ
ن بي ما شاء (( . ن عبدي بي ،فليظ ّ )) أنا عند ظ ّ
ن عليه .معي ُ
ن الرجاء ماد ّة ُ الصبرِ ،وال ُ ب:إ ّ ض الك ُّتا ِ لبع ِ
ن باللهِ ،الذي ل يجوُز ن الظ ّ ّس ُ
ح ْهُ ،
ة الرجاِء وماّدت ُ عل ّ ُ
فكذلك ِ
ن
دهم يرفعون م ْ أن يخيب ،فإّنا قد نستقري الكرماء ،فنج ُ
م ،ويتحّرن تخّيب أمُله فيه ْ م ،ويتحوُّبون م ْ ه به ْ أحسن ظن ّ ُ
دهم ،فكيف بأكرم ِ الكرمين ،الذي ل يعوُزه ن قص َ م ْ
جون ِ
مليه ،ما يزيد ُ على أمانّيهم فيه . ن يمنح مؤ ّ أ ْ
ل تحزن
263
ده
ك عب ِ س ِ ل ذِك ُْره ،لتم ّ ل الشواهدِ بمحب ّةِ الله ج ّ وأعد ُ
ن النسان ل يأتيه ن ظل ّهِ ومآِبه ،أ ّ برحابهِ ،وانتظاُر الّروِح م ْ
ل ما كان ق أملهِ في ك ّ كه النجاةُ ،إل بعد إخفا ِ ج ،ول ُتدر ُ الَفَر َ
ز
ج ِ
ق مطالب ِهِ ،وعَ ْ جه نحوه بأمِله ورغبِته ،وعند انغل ِ يتو ّ
ضّرهِ ومحنِته ،ليكون ذلك باعثا ً له على حيلِته ،وتناهي َ
ل ،وزاجرا ً له على تجاوز ف رجائ ِهِ أبدا ً إلى اللهِ عّز وج ّ صْر ِ َ
د
عَبا ٌه ِ ن الل ّ ِ
دو ِمن ُ ن ِ عو َ ن ت َدْ ُ ذي َ ن ال ّ ِ ن ظّنه به ﴿إ ِ ّ س ِ ح ْ ُ
أَ
م
كنت ُ ْم ِإن ُ جيُبوا ْ ل َك ُ ْ
ِ َ ت س
ْ َ يْ ل َ
ف مْ ه
ُ عو ُ ْ د َ
فا م
ْ ُ ك ُ ل ثاَ م
ْ
ن﴾ . قي َ صاِد ِ َ
**************************************
ر
مدَ المو ِ
ح َ
صُبوُر أ ْ ُيدر ُ
ك ال ّ
ح في اليقِين ج والرو ُ ن مسعود ٍ :الَفَر ُ دالله ب ِ ن عب ِ ُرِوي ع ْ
ط. ك والسخ ِ ش ّ ن في ال ّ م والحز ُ والرضا ،واله ّ
حمد المورِ . كأ ْ صُبوُر ُ ،يدر ُ ل :ال ّ وكان يقو ُ
لن أْفض ِ ل:م ْ ت أعربي ّا ً يقو ُ ن تغلب :سمع ُ نب ُ قال أبا ُ
ة استعمل الصبر م جائح ٌ ده ْ ت بأح ِ ه إذا نزل ْ ل أن ُ آداب الرجا ِ
نره يعاي ُ عليها ،وألهم نْفسه الرجاء لزواِلها ،حتى كأنه لصب ِ
ن
نظ ّ س ِ ح ْ ل،و ُ الخلص منها والعناء ،توك ّل ً على اللهِ عّز وج ّ
ه حاجته ، ث أن يقضي الل ُ زم هذه الصفة ،لم يلب ْ به ،فمتى ل ِ
ضه ومروءُته . عر ُ ه ديُنه و ِ ه ،ومع ُ كربيه ،وُينجح ط ِْلبت ُ وُيزيل ُ
نشّر م ْ ف ال ّ ي أنه قال :خ ِ ن أعراب ّ يع ْ روى الصمع ّ
ة
ب حيا ٍ شّر ،فُر ّ ن موضِع ال ّ ج الخي َْر م ْ موضِع الخي ْرِ ،وار ُ
ب الحياةِ ،وأك ْث َُر ما ت سبُبه طل ُ ت ،ومو ٍ ب المو ِ سبُبها طل ُ
ف. ن من ناحِية الخوْ ِ يأتي الم ُ
ن ث كل ّهُ ّ م فالحوادِ ُ نَ ْ ة لحظْتك وإذا العناي ُ
ن
ن الفجاءةِ :أما ُ قطريّ ب ُ عيوُنها وقال
وفا ً خ ّمت َ َيوم الوغى ُ ن أحد ٌ إلى ل ي َْرك َن َ ْ
مام ِلح ِ الحجام ِ
ل تحزن
264
من عن يميني مّرةً فلقد ْ أراني للّرماِح
سْرجي أو عنان وأمامي
أحناء درت بما تح ّ دريئة خضب ُ حتى
البصيرةِ قاِرح لجامي
جذع ت وقد ْ انصرف ُ من دمي ثمِ
م القدا ب أص أصبت ولم ُ
ن
ل يتعّزى ِ فيما نزل به م ْ ض الحكماِء :العاق ُ ْ وقال ُبع ُ
ن: مكروهٍ بأمري ِ
أحدهما :السروُر بما بقي له .
ه به . والخر :رجاُء الَفَرِج مما ن ََزل َ ُ
ن: والجاهل يجزعُ في محنت ِهِ بأمري ِ
أحدهما :استكثاُر ما أوى إليه .
ه. والخر :تخوُّفه ما هو أشد ّ من ُ
بل لخلِقهِ ،وتأدي ُ ب اللهِ عّز وج ّ ن آدا ُ مح ُ ل :ال ِ وكان يقا ُ
ح القلوب والسماع والبصار . اللهِ يفت ً
ص
محن فقال :فيها تمحي ٌ ل ال ِ سهْ ٍ ن َ نب ُ س ُ ح َ ووصف ال ّ
ب بالصبرِ ، ض للثوا ِ ه من الغفلةِ ،وتعّر ٌ ب ،وتنبي ٌ من الذن ِ
وتذكيٌر بالنعمةِ ،واستدعاٌء للمثوبةِ ،وفي نظرِ اللهِ عّز وج ّ
ل
وقضائ ِهِ الخياُر .
ن
ذي َ ب الموت ،طلبا ً لحياةِ الذ ّك ْرِ ﴿ .ال ّ ِ فهذا من أح ّ
قت ُِلوا ُ وأ َ َ
ق ْ
ل ما ُ عوَنا َ طا ُ دوا ْ ل َ ْ ع ُ ق َ و َ م َ ه ْوان ِ َِخ َقاُلوا ْ ل ِ َْ
ن ﴾. قي َ صاِد ِم َ ت ِإن ُ
كنت ُ ْ و َم ْ م ال ْ َ سك ُ ُ ف ِ ن أن ُ ع ْؤوا َ فادَْر ُ َ
ب:
ن المصائ ِ أقوا ٌ
ل في تهوي ِ
ح ،إذا صغَر المصيبة بالربا ِ جارِ :ما أ ْض عقلِء الت ّ ّ قال بع ُ
ت بسلمةِ الرواِح . عاد ْ
ة هَد ٌَر . خل ُ
س ْ جل ّ ُ
ة فال ّ سلم ِ ال ِنت ْ ب:إ ّ ل العر ِ ن قو ِ وكان م ْ
ن ،وإن جفاها ض من عمرا ٍ س أر ٌ مهم :ل تيأ ْ ن كل ِ وم ْ
ن.الزما ُ
مة تقول :نهٌر جرى فيه الماُء لبد ّ أن يعود إليه . والعا ّ
ن إل دي ِ ل وال ّل العقو ِ ل أه ُ وقال ثامسطيوس :لم يتفاض ْ
لل الُقدرةِ والنعمةِ ،وابتذا ِ ل في حا ِ ض ِل الف ْ في استعما ِ
شد ّةِ والمحنةِ . ل ال ّالصبرِ في حا ِ
ل تحزن
265
***************************************
ة
وقفــــ ٌ
ْ ْ ْ
نما ت َأَلمو َن كَ َ مو َ م ي َأل َ ُ ه ْ ن َ
فإ ِن ّ ُ مو َ كوُنوا ْ ت َأل َ ُ ﴿ ِإن ت َ ُ
ن﴾. جو َ ما ل َ ي َْر ُ ه َ ن الل ّ ِ م َ ن ِ جو َ وت َْر ُ
َ
ولهذا يوجد ُ عند المؤمنين الصادقين حين تصيُبهم
ت وال ّ
طمأنيِنة من الصبرِ والثبا ِ ل والبتلُء ِ ل والقلقِ ُ الّنواز ُ
مْعشارِهِ عند من شُر ِ ن والقيام ِ بحقّ اللهِ مال يوجد ُ عُ ْ والس ّ
كو ِ
ن. ن واليقي ِ ليس كذلك ،وذلك لقوّةِ اليما ِ
ه عنه قال :قال رسو ُ
ل ل بن يسارٍ رضي الل ُ عن معق ِ
ل رّبكم تبارك وتعالى :يا بن آدم ، اللهِ )) : يقو ُ
زقا ً . ِ غ لعبادتي ،أمل قلبك غنى ،وأمل يدْيك ر تفّر ْ
يا بن آدم ،ل تباعدْ مني ،فأمل ْ قلبك فقرا ً ،وأمل ْ
شغل ً (( . يديك ُ
ه
ة إليه ،والّرضا ب ِ ل على اللهِ تعالى ،والناب ُ » القبا ُ
ج بذك ْرِهِ ،والفر ُ
ح ب من محب ِّته ،والّله ُ ه ،وامتلُء القل ِ وعن ُ
ش ،ل نسبة ة ،وعي ٌ جل ،وجن ّ ٌ ب عا ِ والسروُر بمعرفِته ثوا ٌ
ة«. ك إليه ألبت ّ َ ش الملو ِ لعي ِ
****************************************
ث حاُلك
ل ماُلك أو ر ّ
نق ّ نإ ْ
ل تحز ْ
فقِيمُتك شيءٌ آخُر
ن
س ُ
ئ ما ُيح ِ ةك ّ
ل امر ٍ ه :قيم ُ
ه عن ُ
ي رضي الل ُ
قال عل ّ
.
ر
ة الشاع ِ كثَر ،وقيم ُ ه أو ُ ل من ُ هق ّ م ُعل ْ ُ
ة العالم ِ ِ فقيم ُ
ب موهبةٍ أو حرفةٍ إنما ل صاح ِ شعُره أحسن فيهِ أو أساء .وك ّ
ة ليس إل ، ة أو تلك الحرف ُ قيمُته عند البشرِ تلك الموهب ُ
ه
ه ،وُيغلي ثمنه بعمل ِ ِ ن يرفع قيمت ُ ص العبد ُ على أ ْ فليحر ِ
جودِهِ وحْفظ ِهِ ،ونبوِغه مه وحكمِته ،و ُ الصالِح ،وبعل ْ ِ
صهِ على الفائدةِ ، حْر ِ حث ِهِ ،وسؤاِله و ِ مثابرِته وب ْ عه ،و ُ وا ّ
طل ِ
ل تحزن
266
حهِ ،
ل الطموِح في ُرو ِ ل ذهنهِ ،وإشعا ِ
ف عْقل ِهِ وصْق ِ
وتثقي ِ
ة.ة عالي ً
سهِ ،لتكون قيمُته غالي ً
ل في نف ِ والّنب ِ
*************************************
ة الك ُت ُ ِ
ب م أنك بوساط ِ
ن ،واعل ْل تحز ْ
مي مواهبك وقدراِتك ن أن ُتن ّ
يمك ُ
ت،ذهن ،وتهدي الِعبر والعظا ِ ب ُتفت ّقُ ال ّ ة الكت ِ مطالع ُ
مي حكم ،وُتطلقُ اللسان ،وُتن ّ طلِع بمددٍ من ال ِ وتمد ّ الم ّ
ه ،وهي سلوةٌ خ الحقائق ،وتطرد ُ ال ّ
شب َ َ س ُة التفكيرِ ،وتر ّ مَلك َ َ
ةة للسامرِ ،ومتع ٌ للمتفّردِ ،ومناجاةٌ للخاطر ،ومحادث ٌ
تضبط ْ ةو ُ م ٌت المعلو ُ ساري ،وكّلما ك ٌّرر ِ ج لل ّ ل ،وسرا ٌ م ِ للمتأ ّ
ت على ت وحان ِقطاُفها ،واستو ْ ت وأينع ْ ت ،أثمر ْ حص ْ م ّ ،و ُ
ب بها كلها ك ّ ُ
سوِقها ،وآتت أ ُ
ن رّبها ،وبلغ الكتا ُ ن بإذ ِ ل حي ٍ
ه ،والنبأ ُ مستقّرهُ . جل َ ُ أ َ
ب والنفراد ُ بها ، ك النظرِ في الكت ِ جُر المطالعةِ ،وتْر ُ وه ْ
طبِع ،وركود ٌ للخاطرِ ،وفتوٌر صٌر لل ّح ْ ن،و َ ه في اللسا ِ حْبس ٌ ُ
ل في رصيد ِ المعرفةِ ، ت للطبيعةِ ،وذبو ٌ ل ،ومو ٌ للعق ِ
ل ،أو مث َ ٌب إل وفيهِ فائدة ٌ أو َ ن كتا ٍ ف للفكرِ ،وما م ْ وجفا ٌ
ة ،أو خاطرةٌ أو نادرة ٌ . ة أو حكاي ٌ طرف ٌ ُ
ت
ن مو ِ صرِ ،ونعوذ ُ باللهِ م ْ ح ْ هذا وفوائد ُ القراءةِ فوق ال َ
ن أعظم ِ ح ،فإنها م ْ سةِ العزيمةِ ،وبرودِ الّرم ِ خ ّالِهمم ِ و ِ
ب. المصائ ِ
****************************************
ه الل ق خل عجائب ل تحزن ،واقرأ ْ
ِ ِ ْ
نفي الكو ِ
ب
ب الُعجا َج َ
صنعِهِ في المعمورةِ ،تجد ِ العَ َ
وطال ِعْ غرائب ُ
ة
مولع ٌ ن الن ّْفس ُ مك ،فإ ّ
مك وغمو ِ ،وتقضي على همو ِ
ب.ف الغري ِ بال ّ
طري ِ
ل تحزن
267
ه
داللهِ رضي الل ُ ن جابرِ بن عب ِ م،ع ْ َرَوى البخاريّ ومسل ٌ
مر علينا أبا عبيدة ، ل اللهِ ، وأ ّ عنه ،قال :ب َعََثنا رسو ُ
جد ْ لنا غ َي َْره ، مي ِ ن تمرٍ ل ْ جرابا ً م ْ ش ،وزّودنا ِ عيرا لقري ٍ
نتلّقى ِ ً
فكان أبو عبيدة ُيطينا تمرة ً تمرةً .
م تصنعون ت :كيف كنت ُ ْ ن جابرٍ : -فقل ُ قال – الراوي ع ْ
ب عليها من م نشر ُ ي،ث ّ صب ّ ص ال ّ م ّ صها كما ي ُ بها ؟ قال :نم ّ
ط– خب َ َ ب ِبعصّينا ال َ ل ،وكّنا نضر ُ الماِء ،فتكفينا يومنا إلى اللي ِ
ه. أي ورق الشجرِ – ثم نب ُّله فنأك ُل َ ُ
ة
ل البحرِ فإذا شيٌء كهيئ ِ قال :وانطل ْْقنا على ساح ِ
ل
ل الكبيرِ المستطي ِ ب الضخم ِ – أي كصورةِ الت ّ ّ الكثي ِ
ة ُتدعى العَن ْب ََر . ل – فأتيناهُ ،فإذا هي داب ّ ٌ ب من الرم ِ حد َْود ِ م ْ ال ُ
لس ُ
ن ُر ُ ل نح ُ ة .ثم قال :ل ب ْ ل أبو عبيدة :مْيت ٌ قال :قا َ
طرْرُتم فك ُُلوا . ل اللهِ ،وقد ْ اض ُ رسول الله ، وفي سبي ِ
مّنا .قال : ن ثلثمائة حتى س ِ منا عليه شهرا ً ونح ُ قال :فأق ْ
ل عيِنه – ن داخ ِ ب عيِنه – أي م ْ ن وَقْ ِ فم ْ ولقد ْ رأيُتنا نغتر ُ
ن ،ونقتطعُ منه ل – أي بالجرارِ الكبيرةِ – الد ّهْ َ ونفرُقها بالقل ِ
الِفدر – أيْ الِقطع – كالثورِ أو قد ْرِ الثورِ .فلقد ْ أخذ منا أبو
ب عين ِهِ ،وأخذ عبيدة ثلثة عشَر رجل ً ،فأقعدهم في وق ِ
حل أعظم بعيرٍ ،ونظر إلى مر ّ عهِ فأقامها ،ث ّ ن أضل ِ ضلعا ً م ْ
ن تحِتها . ه عليهِ ،فمّر م ْ ل فحمل ُ ج ٍ لر ُ أطو ِ
منا المدينة ،أتينا ما قد ْ مه وشاِئق ،فل ّ ح ِ نل ْ وتزوّْدنا م ْ
رسول اللهِ ، فذكرنا له ذلك ،فقال )) :هو رزقٌ أخرجه
مهِ شيٌء فُتطعمونا ؟ (( ، ن لح ِ مم ْ م ،فهل معك ْ ه لك ْ الل ُ
ل اللهِ ، فأكل منه . قال :فأرسْلنا إلى رسو ِ
خل ْ َ ُ َ ﴿ ال ّذي أ َ
دى ﴾ : ه َ م َ ه ثُ ّ ق ُ ء َ ي ٍ ْ ش َ لّ ك طى ع
ْ ِ
ضت حتى تهتّز الر ُ ض ل تنب ُ ت في الر ِ ضع ْ البذرةُ إذا وُ ِ
ت﴿ : س البذرةُ وتنب ُ خت ََر ،فتفق ُ ل بجهاز رِ ْ ج ُ ة ُ ،تس ّ ه ِّزة ً خفيف ً
ت﴾ . وَرب َ ْ ت َ هت َّز ْ ماء ا ْ ها ال ْ َ عل َي ْ َ ذا َأنَزل َْنا َ َ
فإ ِ َ
دى ﴾ : ه َ م َ ه ثُ ّ ق ُ خل ْ َء َ ي ٍ ش ْ ل َ طى ك ُ ّ ع َ ذي أ َ ْ ﴿ ال ّ ِ
ل تحزن
268
ب زكاةِ الزرِع : قال أبو داود في كتابهِ ) السنن( في با ِ
ُ
ة على ج ً ت أت ُْر ّ شْبرا ً ،ورأي ُ ت قثاءة ً بمصر ثلثة عشر ِ شب َْر ُ َ
ن. ل ِ ْ ت على مث ْ ِ بعيرٍ بقطعتْين ُ ،قطع ْ
عدلي ِ ت وصي َّر ْ
﴿ ال ّذي أ َ
دى ﴾ : ه َ م َ ُ ّ ُ ث ه قَ ْ ل خ
َ ء
ٍ ي
ْ شَ ّ
ل ُ ك طى َ ع
ْ ِ
ت الكونيةِ – في س لليا ِ جاُر الدار ُ ل الن ّ ذكر الدكتوُر زغلو ُ
ف
ن آل ِ تم ْ ن هناك نجوما ً انطلق ْ إحدى محاضراِته – أ ّ
ل حتى الن إلى ت ،وهي في سرعةِ الضوِء ،ولم تص ْ السنوا ِ
م جو ن ال ع ق وا م ب م س ق ْ فَل أ ُ ض ،وما بقي إل مواقُعها ﴿ َ
ِ ُ ّ ِ ِ َ َ ِ ُ ِ الر ِ
﴾.
خل ْ َ ُ َ ﴿ ال ّذي أ َ
دى ﴾ : ه َ م َ ه ثُ ّ ق ُ ء َ ي ٍ ْ ش َ ل ّ ك طى ع ْ ِ
خ
جاء في )جريدة الخبارِ الجديدة( في العددِ 396بتاري ِ
ل صباح اليوم ِ ) أونا( 1953 /9 /27م ص 2أنه » :دخ ُ
ل البوليس ن رجا ِ تم ْ سه عشرا ُ باريس دخول الفاتحين ،يحر ُ
م
ي ضخ ٌ ت نرويج ّ ما ) أونا ( هذا فهو حو ٌ ل.أ ّ ب والراج ِ ،الراك ِ
ر
ش ِ ط ،وزنه 80000كيلو ،وكان محمول ً على عَ ْ محن ّ ٌ
تض الحو ُ ل ضخمةٍ ،وسُيعر ُ ت مربوطةٍ بسيارةِ نق ٍ جرارا ٍ
شهِ المضاِء بالكهرباِء ، ل كر ِ س بدخو ِ ح للنا ِ لمدةِ شْهر وُيسم ُ
ن يدخلوا بطَنه مّرةً واحدة ً . ويستطيعُ عشرةُ أشخاص أ ْ
ض ) أونا ( وبوليس المدينةِ ، ن المشرفين على معر ِ لك ّ
م يخشون ت ،وه ْ ن الذي يوضعُ فيه الحو ُ لم يتفقا على المكا ِ
ن ينهار الشارع ُ . ةأ ْ ي خشي َ ه فوق محطةِ القطارِ الرض ّ ضعَ ُو ْ
ت ل يزيد ُ على 18شهرا ً ،فإ ّ
ن ن هذا الحو ِ س ّن ِ وبرغم ِ أ ّ
ً
طوله 20مترا ،وقد صيد في شهرِ سبتمبر من العام ِ
ة قطاٍر ه عرب ُ تل ُ صِنع ْ الماضي في مياهِ النرويج ،وقد ْ ُ
ت تحته ، ة ،لنْقِله في جولةٍ عَب َْر أوربا ،ولكّنها انهار ْ ص ٌ
خا ّ
ت له سيارة ُ جّر ،طولها 30مترا ً « . فصُنع ْ
خل ْ َ ع َ َ
دى ﴾ : ه َ م َ ه ثُ ّ ق ُ ء َ ي ٍ ش ْ ل َ طى ك ُ ّ ذي أ ْ ﴿ ال ّ ِ
ج في ف للشتاِء ؛ لّنها ل تخر ُ خُر ُقوتها من الصي ِ ة تد ّ ِ النمل ُ
ة ،كسرْتها نصفين ، ن تنبت الحب ّ ُ تأ ْ الشتاِء ،فإذا خشي ْ
ل تحزن
269
ة في الصحراِء إذا لم تجد ْ طعاما ً ،نصبت نفسها كالعودِ والحي ّ ُ
ه. ،فيقعُ عليها الطائُر فتأكل ُ
دى ﴾ : ُ َ ْ َ ّ ُ َ ﴿ ال ّذي أ َ
ه َ م َ ُ ّ ث ه ق ل خ
َ ء
ٍ ي ْ ش ل ك طى ع
ْ ِ
ت معمر بن راشدٍ ي :سمع ُ ق الصنعان ّ دالرزا ِ قال عب ُ
م﴿. ل تا ّ ب ،وقَْر ب َغْ ٍ ن عنقود عن ٍ ت باليم ِ ل :رأي ُ البصريّ يقو ُ
ل الشجاِر د﴾.ك ّ ضي ٌ ع نّ ِ ها طَل ْ ٌ ت لّ َ قا ٍ س َ ل َبا ِ خ َ والن ّ ْ َ
ض َ ض ُ ون ُ َ
ع ٍ على ب َ ْ ها َ ض َ ع َ ل بَ ْ ف ّ ت ُتسقى بماٍء واحدٍ ﴿ َ والنباتا ِ
ُ
ة
ة ،فمنها القوي ّ ُ ص ٌ ة خا ّ ت مناع ٌ ل ﴾ .وللنباتا ِ في الك ُ ِ ِ
ة
كها ،ومنها الحامض ُ ة التي تدافعُ بشو ِ بنفسِها ،ومنها الشوكي ّ ُ
ة. الل ِّذع ُ
دى ﴾ : ه َ م َ ه ثُ ّ ق ُ خل ْ َ ء َ ي ٍ ش ْ ل َ طى ك ُ ّ ع َ ذي أ َ ْ ﴿ ال ّ ِ
صريّ في كتاِبه )الطالع ل الدين ا ُ قال كما ُ
م ْ لدفويّ ال ِ
ب، السعيد الجامع نجباء أنباء الصعيد( » :رأيت قطف عن ٍ
تب ،جاء ْ ة عن ٍ ت حب ّ ُ ي ،ووُِزن ْ ليث ّ ل بال ّ ة أرطا ٍ ت زُنته ثماني ُ جاء ْ
دنا « . ُ
زنُتها عشرةُ دراهم ،وذلك بأدفو بل ِ
دى ﴾ : ُ َ ْ َ ّ ُ َ ﴿ ال ّذي أ َ
ه َ م َ ُ ّ ث ه ق ل خ َ ء ٍ ي ْ ش ل ك طى ع ْ ِ
ل يّتسعُ شيئا ً ن الكون ل يزا ُ كأ ّ وقد ذكر علماُء الفل ِ
وإ ِّنا َ فشيئا ً كما تّتسع البالون ُ
د َ ها ب ِأي ْ ٍ ماء ب َن َي َْنا َ س َ وال ّ ةَ ﴿:
ن
ص ،وأ ّ ن الرض اليابسة تنق ُ ن ﴾ .وذكروا أ ّ عو َ س ُمو ِ لَ ُ
َ ْ َ َ
هاص َق ُ ض َنن ُ وا ْ أّنا ن َأِتي الْر َ م ي ََر ْ ول َ ْ المحيطات تّتسعُ ﴿ ،أ َ
ها ﴾ . ف َ ن أ َطَْرا ِ م ْ ِ
دى ﴾ : ه َ
م َه ثُ ّ
ق ُخل ْ َ
ء َي ٍ
ش ْل َطى ك ُ ّ ع َذي أ َ ْ﴿ ال ّ ِ
جاء في مجلةِ ) الفيصل( عدد 62سنة 1402هـ ص
ب )ملفوف( وزنت 22كيلو غراما ً ، 112صورةٌ لثمرةِ كرن ٍ
وبلغ قطُرها مترا ً واحدا ً ،وصورةٌ لبصلةٍ يابسةٍ واحدة ،
وزنت 2,3كيلو غراما ً ،وبلغ قطرها 30سم .
ن ثمرة بندورةٍ )طماطم( ة عِقب ذلك ،أ ّ ت المجل ُ وذكر ِ
ن هذه الشياء غَي َْر ن 60سم ،وأ ّ طها أكثر م ْ واحدةٍ بلغ محي ُ
ل تحزن
270
مزارِِع المكسيكي ) جوزيه ض ال ُ
ت في أر ِالعاديةِ ،نبت ْ
ض،كارمن( ذي الخبرةِ الطويلةِ في الزراعةِ والعنايةِ بالر ِ
ك.ه المزارع الّول في المكسي ِ مما جعل َ ُ
**************************************
يا الله يا الله
ب﴾. ل ك َْر ٍ من ك ُ ّ و ِ ها َ من ْ َ كم ّ جي ُ ه ي ُن َ ّ ل الل ّ ُ ق ِ ﴿ ُ
َ
ه﴾. عب ْدَ ُ ف َ كا ٍ ه بِ َ س الل ّ ُ ﴿ أل َي ْ َ
ر﴾. ح ِ وال ْب َ ْ ت ال ْب َّر َ ما ِ من ظُل ُ َ كم ّ جي ُ من ي ُن َ ّ ل َ ق ْ ﴿ ُ
َ
في فوا ِ ع ُ ض ِ ست ُ ْ نا ْ ذي َ عَلى ال ّ ِ ن َ م ّ ريدُ أن ن ّ ُ ون ُ ِ ﴿ َ
ض ﴾. ْ َ
الْر ِ
دى ﴾ه َ و َ ه َ عل َي ْ ِ ب َ فَتا َ ه َ جت ََباهُ َرب ّ ُ ما ْ ن آدم ﴿ :ث ُ ّ وقال ع ْ
.
ظيم ِ ﴾ . ع ِ ب ال ْ َ ن ال ْك َْر ِ م َ ه ِ هل َ ُ وأ َ ْ جي َْناهُ َ ون َ ّ ونوٍح َ ﴿ :
عَلى سَلما ً َ و َ كوِني ب َْردا ً َ قل َْنا َيا َناُر ُ وإبراهيم ُ ﴿ :
م ﴾. هي َ إ ِب َْرا ِ
ميعا ً ﴾ . ْ َ
ج ِ م َ ه ْ ني ب ِ ِ ه أن ي َأت ِي َ ِ سى الل ّ ُ ع َ ويعقوب َ ﴿ :
ن َ
ن َبي إ ِذْ أ ْ َ و َ
م َ جِني ِ خَر َ س َ ح َ قد ْ أ ْ ويوسف َ ﴿ :
و﴾. ن ال ْب َدْ ِ م َ كم ّ جاء ب ِ ُ و َ ن َ ج ِ س ْ ال ّ
فى عندََنا ل َُزل ْ َ ه ِ ن لَ ُ وإ ِ ّ ك َ ه ذَل ِ َ فْرَنا ل َ ُ غ َ ف َوداود َ ﴿ :
ب﴾. مآ ٍ ن َ س َ ح ْو ُ َ
ضّر ﴾ . من ُ ه ِ ما ب ِ ِ فَنا َ ش ْ فك َ َ وأيوب َ ﴿ :
م﴾. غ ّ ن ال ْ َ م َ جي َْناهُ ِ ون َ ّ ويونس َ ﴿ :
م﴾. غ ّ ن ال ْ َ م َ ك ِ جي َْنا َ فن َ ّ وموسى َ ﴿ :
َ
م ه ﴾ ﴿ ،أل َ ْ صَرهُ الل ّ ُ قدْ ن َ َ ف َ صُروهُ َ ومحمد ﴿ :إ ِل ّ َتن ُ
دى}{7 ه َ ف َ ضاّل ً َ ك َ جد َ َ و َ و َ وى}َ {6 فآ َ ك ي َِتيما ً َ جد ْ َ يَ ِ
غَنى ﴾ . فأ َ ْ عائ ِل ً َ ك َ جد َ َ و َ و َ َ
ن﴾ : في َ ْ ﴿ كُ ّ
شأ ٍ و ِ
ه َ
وم ٍ ُ
ل يَ ْ
ل تحزن
271
ف كْربا ً ،ويرفع أقواما ً ، ضهم :يغفُر ذنبا ً ،ويكش ُ قال بع ُ
ويضعُ آخرين .
كح ِ صب ْ ُ
قد آذن ُ ة
دي أزم ُ ا ْ
شت ّ
ج هاب َل َ
س ل َ َبال
ة
ف ٌش َ ه َ
كا ِ ن الل ّ ِِ دوُ من
ِ ِ رجيتنقشع ﴿ :ل َي ْ َ
م تْنف
سحابة ِث ّ
﴾
********************************************
*
و ٌ
ل ن اليام دُ َ
ن ،فإ ّ
ل تحز ْ
م(
ن )عار ٍ ن الزبير محمد بن الحنفي ّةِ في سج ِ ن اب ُ ج َس َ َ
بمكة ،فقال ك ُّثر عزة :
دنياوما شد ّة ُ ال ّ دنيا
وما رونقُ ال ّ
ه
لقيت ُ ُمازِم ِ حل ةِ
رب ِ ُ
يصببض ْ
وُ مد ّةٌلهلها ُ
ق وهذا ببا ٍ
لهذا
ن
ن الزبيرِ واب ُ ك ُ حال ابِ
حلمفإذا تنقضيالحدث بقرو ٍ
ن، سوفبعد هذا ت مل ُ وتأ ّ
ن
م ْ هم ّمن ْ ُس ِ ح ّ ل تُ ِ ه ْ مَ ﴿ : ن عارم ِ كحلم ِ حال ٍ ج ُس ْ الحنفية و ِ
كزا ً ﴾ . أ َح َ
ر ْ
م ِ ه ْ ع لَ ُم ُ س َ و تَ ْ دأ ْ َ ٍ
س. س والمحبو ُ م والحاب ُ م والمظلو ُ مات الظال ُ
ح. م بطو ٌ س له يو ٌ ّ ك ّ
من النا ِ ح ِ ل بطا ٍ
***************************************
م﴾
ه ْ
في َرب ّ ِ
موا ِ
ص ُ
خت َ َ
نا ْ
ما ِ
ص َ
خ ْ
ن َ ه َ
ذا ِ ﴿ َ
ها حتى
ن الحقوق إلى أهل ِ ث )) :لُتؤدّ ّ وفي الحدي ِ
ء (( ء من القْرنا ِ ة الجْلحا ِ ُيقاد للشا ِ
ة
يوم القيام ِ سك أّيهال أنْف ِ مث ّ ْ
رر ْ
ت تمو ّ ُ
الذي م سماُء وال
كيف ّ ف
ب يخا ُ المغروُرذن ٍ
هذا بل
عليهِ د ُهُوُُر
*********************************** ه
ِلهوْل ِ ِ
وك
ن ،فُيسّر عد ّ
ل تحز ْ
ل المل ّةِ
ن أصو ِ ح خصمك ،ولذلك كان م ْ ن حزنك ي ُْفر ُ إ ّ
م﴾. وك ُ ْ
عد ُ ّو َ و الل ّ ِ
ه َ عدْ ّ
ه َ
ن بِ ِ
هُبو َ
م أعداِئها ﴿ :ت ُْر ِ
إرغا ُ
ل تحزن
272
ف متبخترا ً وقوُله لبي ُدجانة ،وهو يخطُر في الصفو ِ
ه إل في هذا ُ
ضها الل ُ ة يبغ ُ حد )) :إنها لمشي ٌ في أ ً
ت ،لُيظهروا ل البي ِ حوْ َ ه بالّرمل َ ن (( .وأمر أصحاب ُ الموط ِ
قوتهم للمشركين .
طعون ن أعداء الحقّ وخصوم الفضيلةِ سوف يتق ّ إ ّ
موُتوا ْ ل ُ ق ْ حنا وسروِرنا ُ ﴿ ، موا بسعاِتنا وفر ِ حسرة ً إذا عل ُ
دوا ْ َ
ما و ّ م ﴾ َ ﴿، ه ْ ؤ ُ س ْ ة تَ ُ سن َ ٌ ح َ ك َ صب ْ َم ﴾ ِ ﴿ ،إن ت ُ ِ غي ْظِك ُ ْ بِ َ
م﴾. عن ِت ّ ْ َ
قد تمّنى لي شرا ً تن أنضج ُ بم ْ ُر ّ
ع
لم ُيط ْ آخرْلبُ :
ه يوما ً ق وقال
دهرِ ل ب ال ّ أّني لري ْ ِ شامتين وتجّلدي لل ّ
ع عض أتض م يه أر ُ
دوا ً ول ُ ع بي ُ تِ ْ م ْ تشُ ل م
ّ الله )) : ث
ِ الحديُ ِ وفي
سدا ً (( . حا ِ
ء (( . ة العدا ِ ن شمات ِ ِ وفيه )) :ونعوذُ بك م ْ
ة
ن غير شمات ِ وتهو ُ ب قد ل المصائ ِ كُ ّ
ب، ويصبرون للمصائ ِ العداِء ث، الفتىفي الحواد ِ ِ سمون على
وكانوار يتب ّم ّ ت ُ
ُ
ل الغْيظ مِتين ،وإدخا ِ شا ِ ف ال ّ ب ،لرغام ِ أُنو ِ دون للخطو ِ ويتجل ّ ُ
في م ِ هُنوا ْ ل ِما أ َ ب الحاسدين َ ﴿ :
ه ْ صاب َ َُ َ و َ ما َ ف َ في قلو ِ
كاُنوا ْ ﴾ . ست َ َ
ما ا ْ و َ فوا ْ َ ع ُ
ض ُما َ و َ ه َ ل الل ّ ِ سِبي ِ َ
**********************************
م تفاؤ ٌ
ل وتشاؤ ٌ
﴿ َ َ
م
ه ْو ُ مانا ً َ م ِإي َ ه ْ فَزادَت ْ ُ مُنوا ْ َنآ َ ذي َما ال ّ ِ فأ ّ
في ُ ُ يست َبشرون}َ {124
ض
مَر ٌ هم ّ قلوب ِ ِ ن ِ ذي َ ما ال ّ ِوأ ّ َ َ َ ْ ْ ِ ُ
ن﴾. فُرو َ م َ
كا ِ ه ْ و ُ ماُتوا ْ َ و َم َ ه ْ س ِج ِ ر ْجسا ً إ َِلى ِ ر ْم ِ ه ْ َ
فَزادَت ْ ُ
شاقّ العسير ،ورأْوا في كثيٌر من الخيارِ تفاءلوا بالمرِ ال ّ
شْيئا ً هوا ْ َ سى َأن ت َك َْر ُ ع َ و َ ذلك خْيرا ً على المنهٍج الحقّ َ ﴿ :
م ﴾ شّر ل ّك ُ ْ و َ ه َ و ُشْيئا ً َ حّبوا ْ َ سى َأن ت ُ ِ ع َ
و َ م َ خي ٌْر ل ّك ُ ْ و َ ه َ
و ُ َ
.
ل تحزن
273
ب ب ثلثا ً يكر ُ فهذا أبو الدرداِء يقو ُ ُ
س :أح ّ هها النا ُ ل :أح ّ
ض كّفرةٌ ة ،والمر َ ن الفقَر مسكن ٌ ت،ل ّ ض والموْ َ الَفْقَر والمَر َ
ل. ،والموت لقاٌء باللهِ عّز وج ّ
ن الكلب حتى مه ،وُيخبُر أ ّ ن الخَر يكرهُ الفقر ويذ ُ ّ ولك ّ
هي تكره ُ الفقير :
تت عليهِ وكشّر ْ هّر ْ ت يوما ً فقيرا ً إذا رأ ْ
أنيابها والح ُمى ً
ضهم فقال : حب بها بع ُ معدمار ّ ُ ّ
فسألُتها باللهِ أن ل ت مكّفرةُ زار ْ
ل عنها :ت ُْقل ِِعي ة
سريع ًُ المتنبي يقو ب نالذنو ِ لك ّ
ت في فعافْتها وبات ْ ت لها المطارف بذل ُ
َ م ع عظامي والحشايا ُ
بح ّ نأ َ ج ُ س ْ ن ﴿ :ال ّ ن ِ السج ِ ِ ف عليهِ السل ُ س وقال يو ُ
ه﴾. عون َِني إ ِل َي ْ ِ ما ي َدْ ُ م ّي ِ إ ِل َ ّ
س أيضا ً : ن الحب ْ ِ لع ِ ن الجهم يقو ُ يب ُ وعل ّ
سي وأيّ مهن ّدٍ ل حب ْ ت
ست فقل ُ حب ِ ْ قالوا ُ
ل:يقود ُ ُ
بضائري محمد ٍ الكاتب ي ُْغم ي بن ن عل ّ
ليس
ولك ّ
ن
ي به الزما ُ أْنحى عل ّ ت
حبست فقل ُ قالوا ُ
خط ْ
ل :مرحبا ً فمعاد ُذ ٌ يقو ُ مْرص حبوا بهِالُ ، ّ ور رٌ كثي ٌ
به ك ِد
ّ أح بن ٌ
ت والمو ُ
ن ندم . ب جاء على فاقةٍ ،أفلح م ْ ت ،حبي ٌ بالمو ِ
ن الحمام ِ : حصُين ب ُ ل في ذلك ال ُ ويقو ُ
لنفسي حياةً مْثل ت أستبقي خر ُ تأ ّ
ل. ت نز ْ المو ُ ماأتقد ّ َ أنإذا ت بأس بالمو ِ جد ْ م :أل ِ فلر ْ الخ ُ الحياة ل ويقو ُ
ه. ت وسّبوه وفّروا من ُ مُروا من المو ِ ن الخرين تذ ّ ولك ّ
س على حياةٍ ،قال سبحانه وتعالى ص النا ِ فاليهود ُ أحر ُ
ه ه َ
فإ ِن ّ ُ من ْ ُ ن ِ فّرو َ ذي ت َ ِ ت ال ّ ِ و َ م ْ ن ال ْ َ ل إِ ّ ق ْ مُ ﴿: عنه ْ
م﴾. قيك ُ ْ مَل ِ ُ
ضهم : وقال بع ُ
ومالي بعد هذا ومالي بعد هذا
س
س رأ ُ الرأ ِ ش
ش عي ٌ العي ِ
ل تحزن
274
ة عند البرارِ الشرفاِء : ةع ْ
ذب ٌ ل في سبيل اللهِ أمني ٌ والقت ُ
من َينت َظُِر ﴾ . هم ّ من ْ ُ و ِه َ حب َ ُ
ضى ن َ ْ ق َ من َ هم ّ من ْ ُف ِ﴿ َ
ن رواحة ينشد ُ : واب ُ
ة ذات فزٍع وطعن ً لكّنني أسأ ُ
ل
ف الّزبدا تقذِ ُ مغفر ّةً
ماح : ن الط ّرِ نَالرحم ُ
ل اب ويقو ُ
جعَ يعلو على شْر َ ل ب ل تجع ْ أيا ر ّ
من فِ
ج ِ المطافرِ ّ
يصابون في نس ِ ح ْ بُ ُ تثاويا ً في أتا ً ْشهيدنتي إ ْ ن وفا
ولك ِ ْ
ل بثينة : ل جمي ُ فُ
يقو ِالرض ،خائ ل وفّر منه ره القت ْ َ مك ِ ةبعضه ْ ن ٍ عصاب
غير أ ّ
نوأيّ جهاد ٍ غيرهُ ّ هد يا يقولون جا ِ
ُ جمي ُ
دُ ُ الموت على فراشي ، أريه
يةٍ :واللهِ إني أكر بغزو ّالعراب ل وقال
َ
سك ُ ُ
م ف ِ ن أن ُ ع ْ ؤوا َ فادَْر ُ ل َ ق ْ فكيف أطلُبه في الثغورِ ﴿ ُ
في م ِ كنت ُ ْ و ُ قل ل ّ ْ ن﴾ُ ﴿، قي َ صاِد ِ م َ كنت ُ ْ ت ِإن ُ و َ م ْال ْ َ
ل إ َِلى قت ْ ُ م ال ْ َ ه ُ ب َ َ
علي ْ ِ ن ك ُت ِ َ ذي َ م ل َب ََرَز ال ّ ِ ب ُُيوت ِك ُ ْ
ن النفوس هي التي ن الوقائع واحدةٌ لك ّ م ﴾.إ ّ ه ْ ع ِج ِ ضا ِ م َ َ
ف. تختل ُ
***********************************
أّيها النسان
ل من الحياةِ ،وسِئم العيش ، نم ّ ن :يا م ْ أّيها النسا ُ
ن هناك فتحا ً مبينا ً ، وضاق ذرعا ً باليام ِ وذاق الُغصص ،أ ّ
سرٍ . دة ،وُيسرا ً بعد عُ ْ ونصرا ً قريبا ً ،وفرجا ً بعد ش ّ
ن
قك ،وإ ّ ن خل ِن يدْيك وم ْ ن بي ِ ن هناك ُلطفا ً خفي ّا ً م ْ إ ّ
د
ع َ و ْ هناك أمل ً مشرقا ً ،ومستقبل ً حافل ً ،ووعدا ً صادقا ً َ ﴿ ،
شفا ً ، ة وك ْ ضيِقك فُْرج ً ه ﴾ .إن ل ِ عد َ ُ و ْ
ه َ ف الل ّ ُ خل ِ ُه َل ي ُ ْ الل ّ ِ
ل ،وإن هناك أنسا ً وروحا ً وندىً وطل ً وظل ً ﴿ . ولمصيبِتك زوا ٌ
ن﴾. عّنا ال ْ َ
حَز َ ب َ ه َ ذي أ َذْ َ ه ال ّ ِ
مدُ ل ِل ّ ِح ْ ال ْ َ
ن ،والتواء كك باليقي ِ ن ُتداوي ش ّ نأ ْ ن:آ َ أّيها النسا ُ
عوج الفكارِ بالُهدى ،واضطراب المسيرةِ رك بالحقّ ،و ِ ضمي ِ
بالّرشدِ .
ل تحزن
275
ق، جهِ الفجرِ الصاد ِ ن تقشع عنك غياهب الظلم ِ بو ْ آن أ ْ
ف ما س الِفتن بنورٍ يلق ُ ومرارةِ السى بحلوةِ الّرضا ،وحناد ِ
كون . يأف ُ
م القاحل ِةِ أرضا ً مطمئن ّ ً
ة، ن وراء بيداِئك ْ ن :إ ّ أّيها النسا ُ
ن
ل مكا ٍ نك ّ غدا ً م ْ يأتيها رزُقها َر َ
ة
ضنى والجهاد ،جن ّ ً ل المشّقة وال ّ س جب ٍ ن على رأ ِ وإ ّ
ل من ل فط ّ ن لم يصْبها واب ٌ ة ،فإ ْ ممرع ً ل ،فهي ُ أصابها واب ٌ
ل المنشود ِ . ن ،والم ِ ل الحس ِ الُبشرى والفأ ِ
ل :أل ه اللي ِ ن أصابه الرقُ ،وصرخ في وج ِ يا م ْ
َ
ح
صب ْ ُ س ال ّ شْر بالصبِح ﴿ أل َي ْ َ ل ،أب ِ ل أل اْنج ِ أّيها الليل الطوي ُ
ؤك نورا ً وحبورا ً وسرورا ً . ح يمل ُ ب ﴾ .صب ٌ ري ٍ ِ بِ َ
ق
يا من أذهب ل ُبه الهم :رويدك ،فإن م ُ
ب
ق الغي ِ ن أفُ ِ ْ ّ ُ ْ ّ ّ ْ
ة. سح ً ن الثابِتة الصادِقة فُ ْ سن ِ ن ال ّ فََرجا ً ،ولك م ْ
ح
ف دموعك ،وأرِ ْ ع :كْفك ِ ْ ملت عينك بالدم ِ ن يا م ْ
ن مقلتيك ،اهدأ ْ
ة ،وعليك م ْ ق الوجود ِ ولي ً ِ خال نْ م لك نّ فإ ْ ُ
ن أّيها العبد ُ ،فقد ْ ُفرغ من القضاِء ، ّ ة ،اطمئ لطفهِ رعاي ً
ف ،وذهب ظمأ ُ المشّقةِ ، ل الّلط ُ ص َ ح َ ووقع الختياُر ،و َ
ه
ب لدي ِ ن ل يخي ُ ت عروقُ الجهدِ ،وثبت الجُر عند م ْ وابتل ّ ْ
ي.السعْ ُ
ف
ب على أمرِهِ ،لطي ٍ ل مع غال ٍ ن :فإنك تتعام ُ اطمئ ّ
صنِع في تدبيرِهِ . ن ال ّ قهِ ،حس ِ خل ِ بعباِده ،رحيم ٍ ب ْ
ة، ة ،والنتائج مريح ٌ ن العواقب حسن ٌ ن :فإ ّ اطمئ ّ
ة. والخاتمة كريم ٌ
ق اجتماع ٌ ، ظمأ رِيّ ،وبعد الفرا ِ بعد الفقرِ ِغّنى ،وبعد ال ّ
مسهادِ نو ٌ ل ،وبعد ال ّ ل ،وبعد النقطاِع اّتصا ٌ ص ٌ جر وَ ْ وبعد اله ْ
مرا ً ﴾ . َ
كأ ْ عدَ ذَل ِ َ ث بَ ْ د ُ ح ِ ه يُ ْ ل الل ّ َ ع ّ ري ل َ َ هادئٌ َ ﴿ ،ل ت َدْ ِ
ل الحادي ل وم ّ ـ ُ هم وْقد ت ناُر ُ لمع ْ
ف
وطْر ُ ل لِّلي ُ عليال ٌد وحار ن الليـ
س وفِ ْ ملعَُتها َ سّفتأ ْ ع
ـ ِ كري من
م
ذاك الغرا ُ وغراميِلي ُ
ل عيني ك وفؤادي ذاك الفؤاد ُ البْيـ
خي ُ
ل الد ّ ِ المعّنى
ل تحزن
276
ت هل إليهِ ما ِ مل ِ ّ لل ُ لوسأْلنا عن الوكي ِ
مجزِِلين فرد ٌ ل ال؟ ُ أكرم ُ سبي دناه صاحب جى المر ْ ّ فوج
ضنى ك وال ّ ضن ْ ِلِع وال ّ بالجو ُ بونا ًفي الرض ،جلي كذ ّ ُط ُّر ِ مل ْ
المع أّيهاال ُ
ِ
ض ،أبشُروا ،فإنكم سوف تشبعون واللم ِ والفْقرِ والمر ِ
َ
ل إ ِذْ أدْب ََر}{33 والل ّي ْ ِ حون َ ﴿ ، ص ّوتسعدون ،وتفرحون وت ِ
فَر ﴾ . س َ والصبح إ َ َ
ذا أ ْ ّ ْ ِ ِ َ
ن ولبد ّ للقي ْد ِ أ ْ ي
ن ينجل ِ ْ لأ ْ ّ
فلب ُد ّ ل ِلي ِ
شْرأبد الد ّهْرِ بين س
ينك ِ ْ يعِ صُعود ب ُ ن يتهي ّ ْ وم ْ
را ً ،وان ينتظر من ُ
ه حف ْ
خير ن برّبهال ُ على العبد ِ أن يظ ُ ّ ل
الجبا ِ وحقّ
ن أمُره في كلمةِ ) نم ْ جو من مولهُ ُلطفا ً ،فإ ّ ن ير ُ فضل ً ،وأ ْ
ن ُيتعل ّقَ بعهود ِهِ ،فل ن ُيوثق بموعودِهِ ،وأ ْ كن( ،جديٌر أ ْ ُ
سل نف ٍ ه في ك ّ ضّر إل هو ،ول ُ ب النفع إل هو ،ول يدفع ال ّ يجل ُ
ج ،جعل ل ساعةٍ فََر ٌ ة ،وفي ك ّ ل حركةٍ حكم ٌ ف ،وفي ك ّ ُلط ٌ
شكر ،ويبتلي ط غَْيثا ً ُ ،يعطي لي ُ ْ ح ِ صبحا ً ،وبعد الق ْ ل ُ بعد َ اللي ِ
ط البلء ح الن ّْعماء ليسمع الّثناء ،وُيسل ّ ُ صب ُِر ،يمن ُ ليعلم من ي ْ
وي معه الّتصال ، دعاُء ،فحريّ بالعبد ِ أن يق ّ لُيرفع إليه ال ّ
ويمد إليه الحبال ،ويكثر السؤال ﴿ وا َ
من ه ِ سأُلوا ْ الل ّ َ َ ْ ُ ِ ُ ُ ّ
ة﴾. في َ ً خ ْ و ُ ضّرعا ً َ م تَ َ عوا ْ َرب ّك ُ ْ ه ﴾ ﴿ ،اد ْ ُ ضل ِ ِ ف ْ َ
جود ِ كّفك ما من ُ ِ م ت ُرِد ْ نْيل ما لو ل ْ
متني ال ّ عل ّ أرجو وأط ْل ُ
طلبا في الصحراِء ِ ة الصحاب ض
ِ ْ ببع ي
ّ الحضرم ن ه
ُ ُ ب
انقطع العلُء ُ
ب
ت ،فنادى العلُء رّبه ؤهم ،وأشرُفوا على المو ِ ،ونِفد ما ُ
ي ياالقريب ،وسأل إلها ً سميعا ً مجيبا ً ،وهتف بقول ِهِ :يا عل ّ
ث في تلك اللحظةِ ، م .فنزل الغي ُ م يا حكي ُ م ،يا حكي ُ عظي ُ
ذي و ال ّ ِ ه َ و ُ وا دواّبهم َ ﴿ . سق ْ فشرُبوا وتوضؤوا ،واغتسلوا و َ
و
ه َ و ُه َ مت َ ُ ح َ شُر َر ْ وَين ُ طوا َ قن َ ُ ما َ د َ ع ِ من ب َ ْ ث ِ غي ْ َ ل ال ْ َ ي ُن َّز ُ
د﴾. مي ُ ح ِ ي ال ْ َ ول ِ ّ ال ْ َ
***************************************
ة
وقفــــ ٌ
ل تحزن
277
نكو ُس ُ ره ،وال ّ م ذِك ْ ِ
ة اللهِ تعالى ،ومعرُفته ،ودوا ُ » محب ّ ُ
ف والرجاِء ب والخو ِ ح ّ ة إليه ،وإفراُده بال ُ إليه ،والطمأنين ُ
حد َه ُ المستولي على ث يكون هو وَ ْ ة ،بحي ُ ل ،والمعامل ُ والّتوك ّ ُ
م الذي ة الدنيا ،والنعي ُ هموم ِ العبدِ وعزماِته وإرادِته .هو جن ّ ُ
حبين ،وحياة ُ العارفين « . م ِ
ن ال ُ م ،وهو قُّرة عي ِ ه نعي ٌ ل ُيشِبه ُ
ة:
ذكرِهِ والقناع ُ جب ِ ب باللهِ وحدهُ والّله ُ » تعل ّقُ القل ِ
ح الصدرِ والحياةُ ل الهموم ِ والغموم ِ ،وانشرا ُ ب لزوا ِ أسبا ٌ
ن
م ْما ً ،م ّضيقُ صدرا ً ،وأك ْث َُر ه ّ ضد ّ ،فل أ ْضد ّ بال ّالط ّّيبة .وال ّ
ه
كر اللهِ ،ولم يْقن َعْ بما آتاه ُ الل ُ تعّلق قلُبه بغيرِ اللهِ ،ونسي ذ ِ ْ
ة أكبُر شاهد ٍ « . رب ُ ،والّتج ِ
*************************************
تعّز بالمنكوبين
قَرى ﴾ . ن ال ْ ُ م َ كم ّ ول َ ُ
ح ْ ما َ قد ْ أ َ ْ
هل َك َْنا َ ول َ َ
﴿ َ
ة ،أسرةُُ ة :البرامك ُ ة ماحق ً ة ساحق ً ة دامي ً كب نكب ً ن نُ ِ م ْ وم ّ
تن ْ ُ ا ُ
كبُتهم سخاِء ،وأصبح ْ ل وال ّ ف والبذ ْ ِ لسرةُ الّبهةِ والت َّر ِ
م بْين ن هارون الرشيد سطا عليه ْ ة ومثل ً ،فإ ّ عبرةً وعظ ً ِ
ف
ضحاها ،وكانوا في النعيم ِ غافلين ،وفي لحا ِ عشي ّةٍ و ُ
ه
منّعين ،فجاءهم أمُر الل ِ ف ُ ن التر ِ الّرغدِ داِفئين ،وفي بستا ِ
س إليهم ،فخّرب ب النا ِ ى وهم يلعبون ،على يد ِ أقر ِ ضح ً ُ
هم ،واستلب سُتور ُ هم ،وهتك ُ م قصور ُ ُدورهم ،وهد َ
ح
جَر َم ،وأسال دماءهم ،وأوردهم موارد الهاِلكين ،فَ َ عبيدهُ ْ
بمصاِبهم قلوب أحباِبهم ،وقّرح بنكاِلهم عيون أطفاِلهم ،فل
نن عبرةٍ م ْ مم ْ ت ،وك ْ سلب ْ ن نعمةٍ عليهم ُ ه ،كم م ْ إله إل الل ُ
َ ُ
ر ﴾ .قبل صا ِعت َب ُِروا َيا أوِلي اْلب ْ َ فا ْ تَ ﴿، سفك ْ أجلِهم ُ
ج
ديبا ِ نكبتهم بساعةٍ ،كانوا في الحرير يْرُفلون ،وعلى ال ّ
هم ، ل ما دها ُ عون ،فيها لهوْ ِ س الماني يتر ُ يزحفون ،وبكأ ِ
ويا لفجيعةِ ما علهم
م
وهكذا ُتمحقُ الّيا ُ ب وإل ّ هذا المصا ُ
لدو ُ وال ّ غيُره جل ُ
ل
ل تحزن
278
ة
ن من الحدثان ،وغْفل ٍ م ٍ سنةٍ من الدهرِ ،وأ ْ اطمأنوا في ِ
موا ْ ن ظَل َ ُ ذي َ ن ال ّ ِ س َ
سـاك ِ ِ م َ في َ م ِ كنت ُ ْ و َ من اليام ِ ﴿ َ
َ
ضَرب َْنا ل َك ُ ُ
م و َ َ م
ْ هِ ِ ب ناَ ْ ل ع
َ َ
ف ف
َ ْ ي َ ك م
ْ ُ ك َ ل ن
َ ّ ي َ ب َ ت و
َ مْ ه ُ سَ فُ أن
ت على مَثا َ َ
م البنود ُ ،واصطّف ْ سهِ ُ ت على رؤو ِ ل ﴾ .خفق ْ ال ْ
جوان ِِبهم الجنود ُ .
كةمْر بم ّ س ُ س ولم ي ْ أني ٌ كن بين ن لم ي ُ كأ ْ
وتمت ُ ّرُعوا في صْفو الزمان م
ش لهين ،سا ِ ن إلى الصّفا
في لذ ّةِ العي ِ جو ِ ح ُ
عوا رت ُ َ ال
خُلودا ً ، حما ً ،والدنيا ُ آمِنين ،ظّنوا السراب ماًء ،والورم ش ْ
ن، والفناء بقاًء ،وحسبوا الوديعة ل ُتسترد ّ ،والعارية ل ُتضم ُ
َ
ن﴾. عو َ ج ُ م إ ِل َي َْنا َل ي ُْر َ ه ْ وظَّنوا أن ّ ُ والمانة ل ُتؤّدى َ ﴿ ،
تسّرا ٌ م َ ن َ وللّزما ِ نفجائعُ الدهرِ ألوا ٌ
ل
م على حا ٍ نُ يدو ُ وأحزا ول ةالداُر ل تبقي وهذه ٌ وع من ّ ُ
نرِ ،وفي لحظةٍ م ْ
ن القبو ُ لها شأ وا في فيدٍسرورٍ وأمس ْ على أح أصبحوا
م، ل سيف الّنقمةِ عليه ْ ن الرشيدِ ،س ّ ب هارو ِ ض ِ ت غَ َ لحظا ِ
م أحرق جثمانه ، هث ّ ي ،وصلب ُ فقتل جعفر بن يحيى البرمك ّ
ضل بن يحيى ،وصادر وسجن أباه يحيي بن خالدٍ ،وأخاه الف ْ
م وأملكهم . أمواله ْ
داللهِ بن ل أبو جعفر المنصوُر محمد بن عب ِ ولما قَت َ َ
ن في داللهِ بن الحس ِ سهِ إلى أبيهِ عب ِ ن ،بعث برأ ِ س ِ ح َ ال َ
س بين يديهِ ،فقال : ن مع حاجب ِهِ الربيِع ،فوضعَ الرأ َ السج ِ
ه يا أبا القاسم ،فقد ْ كنت من الذين ُيفون بعهدِ رحمك الل ُ
ن
ه بهِ أ ْ صلون ما أمر الل ُ اللهِ ،ول ينُقضون الميثاق ،والذين ي ِ
ب ،ثم تمّثل ون رّبهم ويخافون سوء الحسا ِ ُيوصل ويخش ْ
ل الشاعرِ : بقو ِ
تويكفيه سوءا ِ ن
م ْ فتى كان يحميه ِ
بها له :قُ ْ الموررِ ،اجتنا ُ ل سيُفه الذ ّ ّ
ل وقال ب المنصو ِ والتفت إلى الربيع حاج ِ
مُثلها ، مك ِ ن نعي ِ مد ّةٌ ،وم ْ سنا ُ ن ُبؤ ِ لصاحِبك :قد ْ مضى م ْ
ه تعالى ! والموعد ُ الل ُ
ل تحزن
279
ف – وقيل :عمارةُ ن الحن ِ سب ُ وقد ْ أخذ هذا المعنى العبا ُ
ل – فقال : ن عقي ٍ ب ُ
وى ن هَ َ نع ْ بنظرةِ عي ٍ ن تلحظي حالي فإ ْ
حجب س تُ ْ يالمن ّْف لممّررةً ك
وحال ك ُ ِ
ن ُ نعيم ِ
ك بيوم ٍ م ْ ر ِ ُ ّ س
ِ بؤ ُ نْ م ّ ّ جد ن ِ
ب حس ُ في ) قول على قول ( .ي ُ ْ عيشتي كما
ٍ
ي ؟ أين والن :أين هارون الرشيد ُ وأين جعفُر البرمك ّ
ل ؟ أين المُر والمأموُر ؟ أين الذين أصدر ل والمقتو ُ القات ُ
صِلب ؟ أمره وهو على سريرهِ في قصرهِ ؟ وأين الذي قِتل و ُ
مدابر ،وسوف يجمُعهم الحك ُ س ال ّ ل شيء ،أصبحوا كأم ِ
هام َ عل ْ ُل ِ قا َ ضم َ ﴿ ، ل ليوم ِ ل ريب فيه ،فل ظ ُْلم ول ه ْ العد ْ ُ
م
و َسى ﴾ ﴿ ،ي َ ْ وَل َين َ ل َرّبي َ ض ّ ب ّل ي َ ِ في ك َِتا ٍ عندَ َرّبي ِ ِ
ن َل ضو َ عَر ُ ذ تُ ْ مئ ِ ٍ و َ ن ﴾ ﴿ ،يَ ْ مي َ عال َ ِ ب ال ْ َ س ل َِر ّ م الّنا ُ قو ُ يَ ُ
ة﴾. في َ ٌ خا ِ م َ منك ُ ْ فى ِ خ َ
تَ ْ
كبة ،هل ي :أرأيت هذه الن ْ قيل ليحيى بن خالدٍ البرمك ّ
ت في ظلم ِ تدري ما سبُبها ؟ قال :لعّلها دعوةُ مظلوم ٍ ،سر ْ
ن عنها غافلون . ل ونح ُ اللي ِ
ن جعفر ،فقال داللهِ ب ِ ن عب ِ ن معاوية ب ِ دالله ب ُ وُنكب عب ُ
في حْبسهِ :
ت فيها من الموا ِ سنا ِ فل ْ ن
جَنا من الدنيا ونح ُ خَر ْ َ
وقلنا :جاء هذا الحياء جْبنا ول ِ ع ن يوما ً سجا ُ لهاال ّ من أه ِ
دخل إذا ِ
دنياأصبحنا الحديث نح ّ ُ
ن من ال إذا ج ّ
ل ؤيا ف ُ ح بالّر ْ ةٍ
لحاج ُ
ونفر
ت لم تنتظر ؤيا ْ بح ْ ن الق ُّر عن ْ وإ ت بطيئا ً ت كان ْ سن ْ نِثناح ُ حدي ْ فإ
ن سعيا مجي ُ
هم ،فكتب ل ُ حكماِئه ْ تْوأتم ْ ك فارس حكيما ً ئها أحد ُ ملو ِ ن سج َ
ة ،إل قّربْتني من ي فيها ساع ٌ مّر عل ّ نت ُ ل :إنها ل ْ ة يقو ُ رقع ً
سعة ،وأنت موعود ٌ الفرِج وقّربْتك من الّنقمةِ ،فأنا أنتظُر ال ّ
ق. بالضي ّ ِ
س ،عندما غلب عليه ن الندل ِ ن عّبادٍ سلطا ُ ب اب ُ وُينك ُ
ت الجواري ن الجاد ّةِ ،فكثُر ِ فع ِ ف ،وغلب عليهِ النحرا ُ التر ُ
ل تحزن
280
ف وسماع ُ الغناِء ، طنابيُر ،والعْز ُ ف وال ّ دفو ُ في بيتهِ ،وال ّ
ب – على ن المغر ِ فاستغاث يوما ً بابن تاشفين – وهو سلطا ُ
ن تاشفين البحر ،ونصَر س ،فعبر اب ُ أعدائ ِهِ الروم في الندل ِ
دورِ ،ق والقصورِ وال ّ ن عّبادٍ في الحدائ ِ ه اب ُ ابن عّبادِ ،فأنزل ُ
ن تاشفين كالسد ِ ،ينظُر في حب به وأكرمه .وكان اب ُ ور ّ
ن في نفسه شيئا ً . جها ،ل ّ ل المدينة وفي مخار ِ مداخ ِ
ة
ن تاشفين بجنوِده على المملك ِ وبعد ثلثةِ أيام هجم اب ُ
دوره ملكه ،وأخذ ُ ب ُ سل َ َ الضعيفةِ ،وأسر ابن عّبادٍ وقّيده و َ
ت(ده ) أغما ٍ ه إلى بل ِ قهِ ،ون ََقل َ ُ مر قصوره ،وعاث في حدائ ِ ود ّ
س ﴾ .فتقّلد اب ُ
ن ن الّنا ِ ها ب َي ْ َ ول ُ َ دا ِ م نُ َ ك الّيا ُ وت ِل ْ َ أسيرا ً َ ﴿ ،
م الذين سه ُ ن أهل الندل ِ حكم ِ ،وادعى أ ّ تاشفين ِزمام ال ُ
وه وأرادوه . استدع ْ
ن، ت ابن عّبادٍ ي ِ ْ
صلنه في السج ِ ِ م ،وإذا ببنا ِ ت اليا ُ ومّر ِ
ب
ن بكى عند البا ِ ما رآه ّ ت ،فل ّ ت جائعا ٍ ت كسِيفا ٍ ت باكيا ٍ حافيا ٍ
،وقال :
فساءك العيد ُ في كنت فيما مضى ُ
مأسوراما
س
يغزِلن للنا ِ
أغمات ْ مسروراالطماِر بناِِتك في بالعياد ترى
قطميرا كن مل ِ ْ ي ْ
تحسيرا ٍ ن
أبصاُرهُ ّ حوك للّتسليم ِ ةن ْ جائع َ
نً ب ََرْز
يط ْ
مسكا ً سيرا تطأ ِ نها ِلم مكا
كأ ّ َ نِ الطي في ة
خاشع ًأن
فورا عّباد ٍ ،فقال له : ن وكا ُ ةُر اب ُ ّ م حافي
الشاع ٌ دخل ُوالقدا
ن اللبانةِ على اب ِ م
ث ّ
سكا ً عليك م ْ ب بها ِ ص ّ أ ُ سلم ِ شقْ رياحين ال ّ ت َن َ ّ
ذو ُنعمى فقد بأنكَتما حن ْ و َ نما مجازا ً إن عدمت وفإقُ ّ ْ
ل
منعماالّرعد ُ عليها ُوتاه كنت ُ ةالحيا والري ُ
ح حقيق
بكاك ً
معِْلما
ومدحها . مك ُ الذهب ِ ّ
ي يوبهابديعة ،أوَْرَدها باس ج ُ
قصيدةٌ ت ُ وهيّق ْ ش
ه
ن عائشة – رضي الل ُ روى الترمذيّ ،عن عطاٍء ،ع ْ
دفن فيه دالله الذي ُ ت بقبرِ أخيها عب ِ عنها وأرضاها – أّنها مّر ْ
ت :يا عبداللهِ ،ما مثلي ومُثلك بمكة ،فسّلمت عليهِ ،وقال ْ
م: م ٌ مت ّ إل كما قال ُ
ل تحزن
281
من الدهرِ حتى ِقيل ة
م َ جذي ْ َ دماني ُ وك ُّنا كن ْ
المنايا رهط دعا يتص ّ أصاب ن ل ْ شنا بخيرٍ في ة
بره ْ ً عُو ِ
بعاٍع لم اجتما كسرى وت ُ ّ ل
طو ِ ل ُ وقبلناكأّني الحياةِتفّرْقنا ما فل ّ
ة معا ت ليل ً نب ِ ْ وماِلك ً
دعْته . تا وو ّ م بك ْ ث ّ
مم ِ بن نويرة :يا ل لمت ّ ه يقو ُ ه عن ُ وكان عمُر رضي الل ُ
ت أني شاعٌر فأرثي أخي مم ،والذي نفسي بيده ،ل َوَدِد ْ ُ مت ّ
ن نجد إل ّ جاءتني بريِح زيد ٍ .يا صبا م ْ ت ال ّ زيدا ً ،واللهِ ما هب ّ ِ
م يبكي ن زيدا ً أسلم قبلي وهاجَر وقتل قبلي ،ث ّ م،إ ّ متم ُ
مم : عمر .يقول مت ّ
دموِع ف ال ّ ذرا ِ حبيبي ِلت ْ مري لقد لم لع ْ
ك بين الّلوى سوافِ ِ
ثوى لقب ّرٍ
ال
ل ُ قب ٍ
ر علىكال ّبكا بأتبكي فقال ُ الحبي
ه قبُر فهذا كل ّ ُ ك
عنيدِ ِ دكا فال ْ ّ فد شجى ت له إن ال ّ هُ
رأيت ُ فقل
ن عبدون كمال ِ ِ شجى ث ال ّ يبع ُ
فجاء الشاعُر اب ُ س، ُنكب بنو الحمرِ في الندل ِ
ُيعّزيهم في هذه المصيبةِ فقال :
فما البكاُء على ن الد ّهُْر يفجعُ بعد العَي ْ ِ
صونارِ ِ
ب مةٍوال ّ
بين حَ
الشباوْ ِ
نن ع ْ أنهاك أنهاك ل آُلوك ر
بالث ِ
ت ن شاء ْ رْ بم ِ والّا ًظ ُّف ث علي تِفدي ْ ْ
الل ّ ت عمرا ً إذ فد ْ موعظة وَل َْيتها
رِ البش َ
ما ها ﴾ ﴿،إ ِن ّ َ فل َ َ سا ِ ها َ من َ عال ِي َ عل َْنا َ ج َ مُرَنا َ جاء أ ْ بخارجةٍ َ ما فل َ ّ ﴿ َ
خت َل َ َ َ
ط فا ْ ء َ ما ِ س َ ن ال ّ م َ ماء أنَزل َْناهُ ِ ة الدّن َْيا ك َ َ حَيا ِ ل ال ْ َ مث َ ُ َ
ى إِ َ
ذا َ ما ي َأك ُ ُ ْ َ
ح َت ّ َ م َ عا ُ والن ْ َ
َ
س َ ل الّنا ُ م ّ ض ِ ت اَلْر ِ ه ن ََبا ُ بِ ِ
أَ
م ه ْ ها أن ّ ُ هل ُ َ نأ ْ وظَ ّ َ تْ َ ن ّ ي زّ واَ ها َ فَ ر
ُ خ ْ زُ ض ْ ُ ر ل ا ت
ِ َ ذ خ
َ
ْ ً َ َ َ َ
ها علَنا َ ج َ ف َ هارا َ و نَ َ مُرَنا لي ْل ً أ ْ ها أ ْ ها أَتا َ عل َي ْ َ ن َ قاِدُرو َ َ
س﴾. مْ
غن بال َ
ِ َ ْ َ ت مْ صيدا ً ك ََأن ل ّ ح ِ َ
ِ
**************************************
ت الّرضا اليانعة
ثمرا ُ
ه﴾. ضوا ْ َ
عن ْ ُ وَر ُ
م َ
ه ْ
عن ْ ُ ي الل ّ ُ
ه َ ض َ
﴿ ّر ِ
ل تحزن
282
ج عنه ،يرتفعُ بها ة كثيرةٌ وافرةٌ تنت ُ ت إيماني ٌ وللرضا ثمرا ٌ
ح راسخا ً في يقِينه ،ثابتا ً ل ،فُيصب ُ الراضي إلى أعلى المناز ِ
في اعتقاِده ،وصادقا ً في أقواِله وأعماِله وأحواِله .
ه من الحكام عليه . ن ما يكرهُ ُ جَريا ِ م عبودي ِّته في َ فتما ُ
ن
ب ،لكان أب َْعد شيٍء ع ْ جرِ عليه منها إل ّ ما يح ّ ولو لم ي ْ
ل والّرضا صبرِ والّتوك ِ م له عبودّية .من ال ّ عبودّية رّبه ،فل تت ّ
نرها – إل ّ بجريا ِ ل والخضوِع وغَي ْ ِ والتضّرِع والفتقارِ والذ ّ ّ
ن في الرضا بالقضاِء الملئم القدرِ له بما يكرهُ ،وليس الشأ ُ
مؤْل ِم ِ المنافِرِ للط ّب ِْع . ن في القضاِء ال ُ للطبيعةِ ،إنما الشأ ُ
كم في قضاِء اللهِ وقدِره ،فيرضى بما ن يتح ّ فليس للعبد ِ أ ْ
خي ََرة ُ ،ب ْ
ل ن البشر ما كان لهم ِ ال ِ ض ما شاء ،فإ ّ شاء ويرف ُ
م
ل وأعلى ،لنه عال ُ م وأج ّ حك ُ م وأ ْ عل ُالخيرة ُ اللهِ ،فهو أ ْ
ط بها . ب المحي ُ م بالعواق ِ ب المط ّل ِعُ على السرائرِ ،العال ُ الغي ِ
رضا ً برضا :
ه وتعالى في جميِع ن رضاه عن رّبه سبحان ُ ول ْي َْعلم أ ّ
ل من مُر رضا رُبه عنه ،فإذا رضي عنه بالقلي ِ ت ُ ،يث ِ
الحال ِ
ل ،وإذا رضي عنه ل من العم ِ ق ،رضي رّبه عنه بالقلي ِ الّرز ِ
سَرع َ شيٍء إلى ت عنده ُ ،وجده ُ أ ْ ت ،واستو ْ في جميع الحال ِ
مخلصِين مع قِل ّ ِ
ة ضاه وتمّلقه ؛ ولذلك انظْر لل ُ رضاهُ إذا تر ّ
ه ورضي ضوا عن ُ مر ُ ه سعيهم لنه ْ عملِهم ،كيف رضي الل ُ
ه وكثيره ُ ؛ ن الله رد ّ عملهم قليل ُ ف المنافقين ،فإ ّ م ،بخل ِ عنه ْ
ه ،فأحبط أعمالهم هوا رضوان ُ ل الله وكر ُ طوا ما أنز َ خ ُ لنهم ِ س ِ
.
خ ُ
ط: س ْ
ه ال ّ
خط فل ُ
نس ِ
م ْ
ب،ت القل ِن ،وشتا ِ م والحز ِ م والغ ّ
ب اله ّ سخ ُ
ط با ُ وال ّ
ف ما هون بالله خل ُ ل ،والظ ّ ّ
سوِء الحا ِل،و ُ ف البا ِ
وكس ِ
ح له باب جنةِ الدنيا ن ذلك كّله ،ويفت ُ صه م ْأهُله .والرضا ُيخل ّ ُ
معاكسةِ القداِر مب ُ ي ل يت ّ ن الرتياح النفس ّ قبل الخرةِ ،فإ ّ
ن مدّبر ل،ل ّ ن والقُبو ِ ومضاّدة القضاِء ،بل بالتسليم ِ والذعا ِ
ل تحزن
283
ت أذكُر قصة م في قضاِئه وقدرهِ ،ول زل ُ م ل ي ُّته ُ
المرِ حكي ٌ
ي الملحد ِ ،وكان فقيرا ً ،فرأى ابن الراونديّ الفيلسوف الذ ّك ّ ِ
ل الطائلةِ ،فنظر إلى دورِ والقصورِ والموا ِ عامي ّا ً جاهل ً مع ال ّ
ش فقيرا ً ،وهذا بليد ٌ ف الدنيا وأعي ُ السماِء وقال :أنا فيلسو ُ
ه إلضيزى .فما زادهُ الل ُ ة ِ ل ويحيا غني ّا ً ،وهذه ِقسم ٌ جاه ٌ
م َل ه ْ
و ُخَزى َة أَ ْ
خَر ِب اْل ِ ول َ َ
ع َ
ذا ُ مْقتا ً وذ ُل ّ وضْنكا ً ﴿ َ
ن﴾.صُرو َ ُين َ
فوائدُ الّرضا :
ه
ب ،وسكون ُ طمأنينة ،وبرد القل ِ ب له ال ّ ج ُ فالّرضا ُيو ِ
س والقضايا وكْثر ِ
ة شبهِ والتبا ِ ب ال ّ ه عند اضطرا ِ وقراره وثبات ُ
ب بموعودِ اللهِ وموعود ِ رسوله ، الواردِ ،فيثقُ هذا القل ُ
هسول ُ ُ وَر ُ ه َ عدََنا الل ّ ُ و َ ما َ ذا َ ه َلَ ﴿: ن الحا ِ ل لسا ُ ويقو ُ
ليما ً ﴾ س ِ وت َ ْ مانا ً َ م إ ِّل ِإي َ ه ْ ما َزادَ ُ و َ ه َ سول ُ ُ وَر ُ ه َ صدَقَ الل ّ ُ و َ َ
م
ه ،وعَد َ َ ه وانزعاج ُ ب اضطراب قلِبه ،وريبت ُ .والسخط يوج ُ ُ
خطا ً متمّردا ً ، ه ،فيبقى قِلقا ً ناِقما ً سا ِ ه وتمّزق ُ قرارِهِ ،ومرض ُ
رورا ً ﴾ غ ُه إ ِّل ُ سول ُ ُ وَر ُ ه َ عدََنا الل ّ ُ و َ ما َ لّ ﴿: ن حاِله يقو ُ فلسا ُ
م الحقّ ،يأتوا إليه كن له ُ ب إن ي ُ ب هذه القلو ِ .فأصحا ُ
ن أصابهم صدِفون ،وإ ْ مي ْ طوِلبوا بالحقّ إذا ه ْ عِنين ،وإن ُ مذ ِ ُ
ة انقلُبوا على وجوهِهم ، ن أصابتهم فتن ٌ خيٌر اطمأّنوا به ،وإ ْ
ن ﴾ .كما مِبي ُ ن ال ْ ُ سَرا ُ خ ْ و ال ْ ُ ه َك ُ خسُروا الدنيا والخرةِ ﴿ ذَل ِ َ
ل عليه السكينة التي ل أ َن َْفعَ له منها ،ومتى ن الرضا ُينز ُ أ ّ
ت أحواُله ،وصلح باُله ، ة ،استقام وصلح ْ ت عليه السكين ُ نزل ْ
ه
ت عن ُ حل ْ ب قل ِّته وكثرِته ،وإذا تر ّ ده منها بحس ِ سخط ُيبعِ ُ وال ّ
بطي ُ ةو ِ ن والراح ُ م ُ حل عنه السروُر وال ْ ة ،تر ّ السكين ُ
ة
ل السكين ِ ده :تنّز ُ ن أع ْظ َم ِ نعم ِ اللهِ على عب ِ ش .فم ْ العي ِ
ت. ن أعظم ِ أسباِبها :الرضا عنه في جميِع الحال ِ عليهِ .وم ْ
صم رّبك :
ل ُتخا ِ
ب تعالى في مخاصمةِ الر ّن ُ
ص العبد م ْوالرضا يخل ّ ُ
ة له فيما لم
مخاصم ٌ سخط عليهِ ُ ن ال ّ
مه وأقضيِته .فإ ّ
أحكا ِ
ل تحزن
284
ن عَد َم ِ رضاه ل مخاصمةِ إبليس لرّبه :م ْ يرض به العبد ُ ،وأص ُ
ن ألحد َ ، دينِية والكونِية .وإّنما ألحد م ْمه ال ّ بأقْ ِ
ضي َِته ،وأحكا ِ
ه نازعَ رّبه رداء العظمةِ وإزار الكبرياِء ، ن جحد لن ُ حد َ م ْج ِ
و َ
ل الوامر ،وينتهِ ُ
ك ت ،فهو ُيعط ّ ُ
ن لمقام ِ الجبرو ِ ع ْولم ُيذ ِ
ن للقضاِء .ع ْط المقادير ،ولم ُيذ ِ خ ُالمناهي ،ويتس ّ
عد ْ ٌ
ل: ض وقضاءٌ َ حك ْ ٌ
م ما ٍ ُ
ل فيه ،كما ؤه عد ْ ٌ ده ،وقضا ُ ض في عب ِ ب ما ٍ م الّر ّ حك ُو ُ
ل في عدْ ٌ مك َ ، ي حك ُ ضف ّ ث )) :ما ٍ في الحدي ِ
ّ
ل الظلم ِ ن أه ِ ل ،فهو م ْ ن لم يرض بالعد ِ قضاؤك (( .وم ْ
سه ، م على نف ِ م الحاكمين ،وقد ْ حّر الظل ّ َ ه أحك ُ والجوْرِ .والل ُ
دس سبحانه وتنّزه ع ْ ُ ْ وليس بظل ّم ٍ للعبيدِ ،وتق ّ
ن ظلم ِ
ن أن ُْفسهم يظلمون . س ،ولك ّ النا ِ
ب،م قضاء الذن ِ ل في قضاؤك (( ي َعُ ّ وقوُله َ )) :
عد ْ ٌ
ل، ن قضاِئه عّز وج ّ نم ْ ن المري ِ وقضاء أثرِهِ وعقوبِته ،فإ ّ
ب ،وفي قضاِئه ل العادلين في قضاِئه بالذن ِ وهو أعد ُ
ب على العبد ِ لسراٍر بعقوبِته .وقد يقضي سبحانه بالذن ِ
مة ما ل ح العظي ِ ن لها من المصال ِ م بها ،قد يكو ُ وخفايا هو أع ْل َ ُ
هو . مها إل ُ يعل ُ
ط:
سخ ِ
ل فائدة في ال ّ
م يحّبه ت ما أخطأه ُ م ّ ن يكون لفوا ِ ما أ ْ
م الّرضا :إ ّ وعد ُ
ن ما طه .فإذا تيّقن أ ّ هه وُيسخ ُ ما لصابةٍ بما يكر ُ ويريدهُ ،وإ ّ
ن لُيخطئه ،فل ن لُيصيَبه ،وما أصابه لم يك ْ أخطأه لم يك ُ ْ
ل ما ت ما ينفُعه ،وحصو ُ طه بعد ذلك إل فوا ُ فائدة في سخ ِ
ق يا أبا م بما أنت ل ٍ ف القل ُ يضّره .وفي الحديث )) :ج ّ
ر،هي من القد ِ ء ،وانت ُ ِ غ من القضا ِ ر َ هريرة ،فقدْ ُ
ف ِ
ت
ف ِ م ،وج ّ ت القل ُ فع ِ
ت المقاديُر ،وُر ِ وك ُِتب ِ
ف (( . ح ُ ص ُ
ال ّ
ة مع الّرضا :
السلم ُ
ل تحزن
285
ه سليما ً ،نقي ّا ً ل قلب ُ ح له باب السلمةِ ،فيجع ُ والرضا يفت ُ
ن
ب اللهِ إل م ْ ن عذا ِ ل ،ول ينجو م ْ ل والغ ّ دغ ِ ش وال ّ من الغ ّ
ش ّ
ك شبهِ ،وال ّ م من ال ّ سال ِ ُب سليم ٍ ،وهو ال ّ أتى الله بقل ٍ
ده ه ،ووع ْ ِ ده ،وتخذيل ِهِ وتسويِف ِ جن ِس إبليس و ُ ك ،وتلب ّ ِ شر ِ وال ّ
م
ه ْ م ذَْر ُ ه ثُ ّ ل الل ّ ُ ق ِ هُ ﴿ :ب ليس فيهِ إل الل ُ ده ،فهذا القل ُ ووعي ِ
ن﴾ . عُبو َ م ي َل ْ َ ه ْ ض ِو ِ
خ ْ في َ ِ
ط وعدم ِ سخ ِ ب من ال ّ ة القل ِ ل سلم ُ وكذلك تستحي ُ
م. سل َ َ الرضا ،وكّلما كان العبد ُ أشد ّ رضا ً ،كان قلُبه أ ْ
بة القل ِ ط .وسلم ُ سخ ِ ن ال ّ ش :قري ُ ل والغ ّ ث والد ّغ َ ُ فالخب ُ
ت
ن ثمرا ِ ن الرضا .وكذلك الحسد ُ هو م ْ حه :قري ُ وبّره وُنص ُ
ت الرضا .فالرضا ن ثمرا ِ ه:م ْ ب من ُ ة القل ِ ط .وسلم ُ السخ ِ
ن التوحيدِ ، ص في بستا ِ شجرةٌ طّيبة ُ ،تسقى بماِء الخل ِ
ة
ة ،ولها ثمرةٌ ياِنع ٌ ل الصالح ُ ن ،وأغصاُنها العما ُ أصُلها اليما ُ
ن رضي نم ْ عم اليما ِ ث )) :ذاق ط ْ حلوُتها .في الحدي ِ
د نبيا ً (( .وفي ه رب ّا ً ،وبالسلم دِينا ً ،وبحم ٍ بالل ِ
ن حلوة ن فيه وجد به ّ نك ّ ثم ْ الحديث أيضا ً )) :ثل ٌ
ن . (( .... اليما ِ
ش ّ
ك: ب ال ّ خ ُ
ط با ُ س ْ
ال ّ
ك في اللهِ ،وقضائه ، ش ّ ح عليهِ باب ال ّ سخ ُ
ط يفت ُ وال ّ
نش ّ
ك طم ْ خ ُ م السا ِسل َ َ
ن يَ ْ لأ ْ مهِ ،فق ّ وقدِره ،وحكمت ِهِ وعل ِ
ن كان ل يشعُر به ،فلوْ فّتش ل فيه ،وإ ْ ل قلبه ،ويتغلغ ُ ُيداخ ُ
ن الرضا ه معلول ً مدخول ً ،فإ ّ جد َ يقين ُ
ش ،لوَ َ نفسه غاية التفتي ِ
ن ،وهذا سخط قرينا ِ ك وال ّ ش ّ ن ،وال ّ مصطحبا ِ ن ُ
واليقين أخوا ِ
ن استطعت أن ث الذي في الترمذيّ )) :إ ِ معنى الحدي ِ
ن ،فافعل .فإن لم تعمل بالّرضا مع اليقي ِ
س خْيرا ً ف ُ تستطع ،فإن في الصبر على ما تكره الن ّ ْ
و
ل ،غاضِبون ول ْ ن الداخ ِ طون ناِقمون م ْ كثيرا ً (( .فالساخ ُ
ة ،مفاُدها ِ :لم هذا ؟ ت وأسئل ٌ موا ،عندهم إشكال ٌ م يتكل ّ
ل ْ
ن هذا ؟ ولماذا وقع هذا ؟ وكيف يكو ُ
ل تحزن
286
ن:
م ٌ
ى وأ ْ
غن ً
الّرضا ِ
ى
ه صدرهُ ِغن ً ن مل قلبه من الرضا بالقدر ،مل الل ُ وم ْ
ل عليه ة ،وفّرغ قلبه لمحب ِّته والناِبة إليه ،والّتوك ّ ِ منا ً وقناع ً وأ ْ
ظه من الّرضا ،امتل قلُبه بضد ّ ذلك ،واشتغل ن فاته ح ّ .وم ْ
حه . ما فيه سعادُته وفل ُ ع ّ
ط يفّرغُ القلب من الل ِ
ه فالّرضا ُيفّرغ ُ القلب للهِ ،والسخ ُ
ج، ط ،ول قرار لناقِم ٍ ،فهو في أمر مري ٍ خ ٍ ،ول عيش لسا ِ
ه زهيدةٌ ، س ،وعطّيت ُ خ ٌ ه با ِ ص ،وحظ ّ ُ ه ناق ٌ ن رزق ُ يرى أ ّ
لن هذا ،وأرفع وأج ّ كثر م ْ ة ،فيرى أنه يستحقّ أ ْ م ٌ هج ّ ومصائب ُ
ه وابتله ، مه ومنعَ ُ حَر َ هو َ ن رّبه – في نظرِهِ – بخس ُ ،لك ّ
س وكيف يرتاح ،وكيف يحيا ؟ ﴿ وأضناهُ وأرهََقه ،فكيف يأن ُ
َ ّ َ ك بأ َن ّهم ات ّبعوا ما أ َ
ه
وان َ ُ َ ض
ْ ر
ِ هوا ُ ر
َ ِ كو ه
َ ل ال ط خ
َ س
ْ َ َ ُ ذَل ِ َ ِ ُ ُ
م ﴾. ه ْمال َ ُ ع َ ط أَ ْحب َ َفأ ْ
َ َ
قراءة العقول
ل في م ُ سّر الن ّْفس ،القراءة ُ والتأ ّ ما يشرح الخاطر وي ُ م ّ
مطالِع ة يسلو بها ال ُ ل الِفطنةِ ،فإّنها متع ٌ
ل الذكياِء وأه ِ عقو ِ
ت البديعةِ من أولئك الفطناِء .وسي ّد ُ العارفين لتلك الشراقا ِ
س،ة النا ِ س عليهِ بقي ّ ُوخيرةُ العالمين ،رسوُلنا ، ول ُيقا ُ
تث باليا ِ ت ،مبعو ٌ حي ،مصد ّقٌ بالمعجزا ِ ه مؤي ّد ٌ بالو ْ لن ُ
موع الدباِء . ت ،وهذا فوق ذكاِء الذكياء ول ُ البّينا ِ
***********************************
ن﴾
في ِ و يَ ْ
ش ِ ه َ ت َ
ف ُ ض ُ
ر ْ
م ِ وإ ِ َ
ذا َ ﴿ َ
ضاّر ،خيٌر من الكثارِ من ل من ال ّ ط » :القل ُ قال أبقرا ُ
ل عن س ِك الّتكا ُ حة بتْر ِص ّالنافِع « .وقال » :استديموا ال ّ
ب«. ك المتلِء من الطعام ِ والشرا ِ ب ،وبتر ِ التع ِ
ود الغداء ض الحكماِء » :من أراد الصحة :فلُيج ّ وقال بع ُ
ل من ب على ظماٍء ،ولُيقل ّ ْ ل على نفاٍء ،وليشر ْ ،وليأك ُ ْ
ش بعد العشاِء ،ول ب الماِء ،ويتمد ّد ْ بعد الغداِء ،ويتم ّ شر ِ ُ
مام ِحذْر دخول الح ّ ه على الخلِء ،ولي ْ م حتى يعرض نفس ُ ين ْ
ف خيٌر من عشرٍ في الشتاِء عقِيب المتلء ،ومّرةٌ في الصي ِ
«.
ر
ث » :من سّره البقاُء – ول بقاء – فلُيباك ِ ِ وقال الحار ُ
ل ِغشيان ف الّرداء ،ولُيق ّ ل العشاء ،وُلخّف ِ ج ِالغداَء ،ولُيع ّ
النساِء « .
ن: ن ،وربما قَت َل ْ َ س ُيذْبن الَبد َ وقال أفلطون » :خم ٌ
ظ ،ورد ّ الّنصح ت اليدِ ،وفراقُ الحب ّةِ ،وتجّرع ُ المغاي ِ صُر ذا ِ قِ َ
ل بالعقلِء « . ك ذوي الجه ِ ح ُ ،وض ِ
ل كثيرٍ ،فهو ه»:ك ّ ت أبقراط قول ُ ومن جوامِع كلما ِ
معادٍ للطبيعةِ « . ُ
ل تحزن
298
ض ؟ فقال » :لني لم وقيل لجالينوس :ما لك ل تمر ُ
خل طعاما ً على طعام ٍ ، ن ،ولم ُأد ِ ن رديئي ِ أجمعْ بين طعامي ْ ِ
ت منه « . س في المعدةِ طعاما ً تأّذي ُ ولم أحب ِ ْ
مم الكثيُر ،والنو ُ سم :الكل ُ ض الج ْ ة أشياء ُتمر ُ وأربع ُ
م الكثيُر : ل الكثيُر ،والجماعُ الكثيُر .فالكل ُ الكثيُر ،والك ُ
م الكثيُر : شْيب .والنو ُ ل ال ّ ج ُ دماِغ وُيضعُفه ،ويع ّ خ ال ّ م ّ يقّلل ُ
ل عن ج العين ،وُيكس ُ يصّفُر الوجه ،وُيعمي القلب ،وُيهي ّ ُ
سرة .والجماعُ الكثيُر : ل ،ويول ّد ُ الغليظة ،والدواء الع ِ العم ِ
ن، طوبات البد ِ ف ُر ُ ف الُقوى ،وُيجّف ُ ن ،وُيضع ُ ي َهُد ّ ال ََبد َ
ن، م ضرُرهُ جميع البد ِ سد َد َ ،ويعُ ّ ث ال ّ ب ،وُيور ُ وُيرخي العص َ
ه من الّروِح الّنفساني . ل من ُ دماغ لكْثرةِ ما يتحل ّ ُ ض ال ّ ونخف ّ
رغ ت ،ويستف ِ ف جميِع المستفرغا ِ ه أكثر من إضعا ِ ولضعافُ ُ
من جوهرِ الّروِح شيئا ً كثيرا ً .
سهُر . ن ،والجوع ُ ،وال ّ م ،والحز ُ ة تهدم البدن :اله ّ أربع ٌ
خضرةِ ،وإلى الماِء الجاري ، ح :الّنظُر إلى ال ُ وأربعة ُتفر ُ
ب ،والثمارِ . والمحبو ِ
ح والمساُء ي حافيا ً ،والّتصب ّ ُ ش ُ وأربعة ُتظِلم البصر :الم ْ
ً
ل والعدوُ ،وكْثرةُ الُبكاِء ،وكثرةُ الّنظ ِ
ر ض والثقي ِ بوجهِ البغي ِ
ق. في الخ ّ
دقي ِ ط ال ّ
مام ِ ل الح ّ س الناعم ِ ،ودخو ِ وي الجسم :ل ُب ْ ُ ة تق ّ وأربع ٌ
ة
ح الطّيب ِ م الروائ ِ دسم ِ ،وش ّ ل الطعام ِ الحلوِ وال ّ ل ،وأك ُ المعتد ِ
.
ه:ه وطلقَت َ ُ ب ماءه وبهجت ُ ة ُتيّبس الوجه ،وُتذه ُ وأربع ٌ
ل عن غيرِ علم ٍ ،وكْثرةُ ة ،وكْثرةُ السؤا ِ ب ،والوقاح ُ الكذِ ُ
الفجورِ .
ة تزيد ُ في ماِء الوجه وبهجِته :المروءةُ ،والوُفاء ، وأربع ٌ
م ،والتقوى . والكر ُ
ت :الك ِب ُْر ،والحسد ُ ، ب البغضاء والمْق َ ة تجل ُ وأربع ٌ
ة. ب ،والّنميم ُ والك َذ ِ ُ
ل تحزن
299
ل ،وكْثرة ُ الستغفاِر م اللي ِ ب الرزق :قيا ُ ة تجل ُ
وأربع ٌ
خره . كر أول النهارِ وآ ِ بالسحارِ ،وتعاهُد ُ الصدقةِ ،والذ ّ ْ
ة الصلةِ ، صبحة ،وقل ّ ُ م ال ّ ة تمنعُ الرزق :نو ُ وأربع ٌ
ة.
ل ،والخيان ُ والكس ُ
ض
ل الحام ِ ن أك ْ ِن :إدما ُ ة ُتضّر بالفهم ِ والذه ِ وأربع ٌ
م. م ،والغ ّ م على القفا ،واله ّ والفواكهِ ،والنو ُ
ة الّتمّلي من ب ،وقل ّ ُ ة تزيد ُ في الفهم :فراغُ القل ِ وأربع ٌ
ة
حلو ِ ن تدبيرِ الغذاِء بالشياِء ال ُ س ِ
ح ْ
ب،و ُ الطعام والشرا ِ
ن. ت المثّقلةِ للَبد ِ ج الفضل ِ سمةِ ،وإخرا ُ والد ّ ِ
**************************************
م ح ْ
ذرك ْ خ ُ
ذوا ِ ُ
مل ،ف حتى يرى ويبصر ،ويترّقب ،ويتأ ّ فالحازم يتوقّ ُ
ت ،وُيبرمدر الخطوا ِ وُيعيد َ النظر ،ويقرأ العواقب ،ويق ّ
حذر ،لئل ّ يندم ،فإن وقع المُر على ما الرأي ،ويحتاط وي َ ْ
لخرى ،قال :قدّر تا ُمد َ الله ،وشكر رأيه ،وإن كان ِ ح ِ
أراد َ ،
ن.ل .ورضي ولم يحز ْ ه ،وما شاء فَعَ َ
الل ُ
*******************************************
فـتـبـّيـُنوا
ْ فالعاق ُ
ت عليهِ ت القدم ِ ،سديد ُ الّرأي ،إذا هجم ْ ل ثاب ُ
جل خذ ُ بالبواِدر ،ول يتع ّ ل ،فل يأ ُت المسائ ُ الخباُر ،وأشكل ِ
ث
ب النظر ،وُيحاد ُ ص ما يسمعُ ،ويقل ّ ُ ح ُ حكم ،وإنما ُيم ّال ُ
ن الّرْأي الخمير ،خيٌر من الرأي الفكر ،وُيشاوُِر العقلء ،فإ ّ
ن تخطئ نأ ْ الفطيرِ .وقالوا :لن ُتخطئ في العفوِ ،خيٌر م ْ
ن﴾. مي َ عل ْت ُ ْ
م َناِد ِ ف َ ما َعَلى َ حوا َ صب ِ ُ
فت ُ ْفي العقوبةِ ﴿ َ
*****************************************
م
د ْ م وأ ْ
ق ِ اعز ْ
عبر ،ت ،وأثرٍ و ِ ت وأبيا ٍن آيا ٍل ما أكتُبه هنا م ْنك ّإ ّ
مل ْ ُ
ؤها الرجاُء ن تبدأ حياة ً جديدة ً ِ ،حكم ،تدعوك بأ ْ صو ِوقص ٍ
ل تحزن
300
ج .ول ل النتائ ِ ل الختام ِ ،وأفض ِ ن العاقبةِ ،وجمي ِ س ِ
ح ْفي ُ
ة
ث ،ورغب ٍ مةٍ صادقةٍ ،وعزم ٍ حثي ٍ تستطيعُ أن تستفيد إل به ّ
مك وغمومك وأحزاِنك ن همو ِ أكيدةٍ في أن تتخّلص م ْ
ب العبد ُ ؟ قال :لب ُد ّ له وكآبِتك .قيل لحدِ العلماِء :كيف يتو ُ
همم ِ ﴿ بال م العز أولي من سوط عَزم .ولذلك ميز الله ُ
ِ ِ ُ ّ ٍ ْ ِ ْ ْ
ُ
م ليس ل﴾ .وآد ُ س ِ ن الّر ُ م َعْزم ِ ِ وُلوا ال ْ َ صب ََر أ ْ ما َ صب ِْر ك َ َ
فا ْ َ
عْزما ً﴾ ،وكذلك ه َ جد ْ ل َ ُ
م نَ ِول َ ْ
ي َ س َ فن َ ِ من ُأولي العَْزم ِ ،لنه ﴿ َ
ن ُيشاِبه أباه فما م ،وم ْ خز ِ نأ ْ م ْ ة نعرُفها ِ شن َ ٌ
شن ْ ِ أبناؤه ،فهي ِ
ه
ة .والل ُ ب ،وُتخال ِْفه في التوب ِ م ،لكن ل تْقتد ِ به في الذن ِ ظل َ َ
ن. المستعا ُ
***********************************
سب
ت حياُتنا الدنيا فح ْ
ليس ْ
ة بسعادةِ الدنيا ،وحقّ على العاِقل سعادةُ الخرةِ مرهون ٌ
ن هذه الحياة مّتصلة بتلك ،وأنها حياة واحدة ُ ، أن يعلم أ ّ
ن
م وغد ٌ .وظ ّ الغيب والشهادةُ ،والدنيا والخرة ،واليو ُ
سب ،فجمع فأوعى ،وتشّبث ن حياته هنا فح ْ ضهم أ ّ بع ُ
بالبقاِء ،وتعّلق بحياةِ الفناء ،ثم مات ومآُربه وطموحاُته
ومشاغُله في صدِره .
ن عاش ل ةم ْ وحاج ُ ح ونغدو لحاجاِتنا نرو ُ
ة ماتنقضيله حاج ٌ وتْبقى ر
تموت مع الم ِ
قيالغداةِ ومّر بـ ِّر هالصغير حاجات
أشاب ُ
م
بعد ذلك يو ٌ شي الع
أتى ِ أهرمتةالكبيـ وأفني ٌ
إذا ليل
ل بعيدة ٌ ، حولي :آما ٌ يومها لنفسي والناس منفِتي توعجب ُ
ِ
ة ،ونوايا في البقاِء ، ت عارم ٌ م مديدةٌ وطموحا ٌ وأحل ٌ
ب الواحد ُ مّنا ول ُيشاوُر أو ُيخبُر أو ة ،ثم يذه ُ مذهل ٌ ت ُ وتطّلعا ٌ
ري ما ت َدْ ِو َغدا ً َ ب َ س ُذا ت َك ْ ِ ما َ س ّ ف ٌ ري ن َ ْ ما ت َ َدْ ِ و َ ُيخب ُّر ﴿ َ
فس بأ َ
ت﴾. مو ُ ض تَ ُ ٍ رْ أ ي
ّ نَ ْ ٌ ِ
ض عليك ثلث حقائق : وأنا أعر ُ
ل تحزن
301
ن، ُ
ح وتطمئ ّ ن أنك سوف تهدأ وترتا ُ الولى :متى تظ ّ
مه وأفعاِله وقضاِئه وقدِره ، ن أحكا ِ
إذا لم ترض عن رّبك وع ْ
ن رزِقك ،ومواهِبك وما عندك! ولم ترض ع ْ
ل شكرت على ما عندك من الّنعم واليادي الثانية :ه ْ
جَزن عَ َ نم ْ والخبرات حتى تطلب غيرها ،وتسأل سواها ؟! إ ّ
ل ،أْولى أن يعجز عن الكثير . عن القلي ِ
ب اللهِ التي وهبنا الثالثة :لماذا ل نستفيد ُ من مواه ِ
ميها ،ونوظ ُّفها توظيفا ً حسنا ً ،وننقيها مُرها ،ونن ّ وأعطانا ،فنث ّ
ب ،وننطلقُ بها في هذه الحياةِ نفعا ً شوائ ِ ب وال ّ من المثال ِ
وعطاًء وتأثيرا ً .
ة في ت الحميدة والمواهب الجليلة ،كامن ٌ صفا ِ إن ال ّ
ة
ن الثمين ِ منا ،ولكّنها عند الكثير مّنا كالمعاد ِ عقوِلنا وأجسا ِ
جد حاذقا ً ة مغمورةٌ مطمورة ٌ ،لم ت ِ ب ،مدفون ٌ في الّترا ِ
ن ،فيغسُلها وينّقيها ،لتلمع وتشعّ وُتعرف جها من الطي ِ ُيخرِ ُ
مكانُتها .
***************************************
ت ل مؤ ّ
ق ٌ طش ح ّ ري من الب ْ الّتوا ِ
ج
ريثما يبُرقُ الفر ُ
ت كتاب ) المتوارين ( لعبدِ الغني الزديّ ،وهو قرأ ُ
ج بن ً فج ّ
من توارى خوفا من الحجا ِ دث فيه ع ّ ذاب ،يتح ّ لطي ٌ
شّر خيارا ً ،ة ،وفي ال ّ ن في الحياةِ فسح ً تأ ّ يوسف ،فعلم ُ
ة أحيانا ً .ن المكروهِ مندوح ً وع ِ
ن للبيورديّ عن تواريهِ ،يقو ُ
ل: ت بيتي ِ وذكر ُ
فعيني ترى دهري من دهري ت ِ تست ّْر ُ
يراني ما
وليسمكاني هاليام ح ِ فلو ّ
وأين لِجنا ِ
لتسأ بظ ِ
مكاني ،أبو عمرو ب ُ
ن صادِقُ عرفت
ال ّ حب اللمعُ الفصي ُ ت ُئُ د ََر ْ
الدي القارما
هذاعُني
معاناِته في حالة الختبار » :أخافني ل عن ُ العلِء ،يقو ُ
ل تحزن
302
تت بصنعاء ،فكن ُ ت في بي ٍ ت إلى اليمن ،فولج ُ ج فهرب ُ جا ُ الح ّ
د: ت رجل ً ُينش ُ ت ،إذ ْ سمع ُ ت على سطِح ذلك البي ِ من الغدوا ِ
ة كح ّ
ل ج ٌ ه فُْر َ ـرِ ل ُ سُرّبما تجزع ُ الّنفو ُ
ل ت بها .قال :وقا َ ل ُ عقا ِ
سرر ة .قال :الف ِ ُ ت :فُْرج ٌ المـ
منفقل ُ قال :
سّر ، ُ
تأ َ ج .قال :فواللهِ ما أدري بأّيهما كن ُ جا ُ آخَر :مات الح ّ
ج«. جا ُ ة .أو بقوِله :مات الح ّ بقولهِ :فْرج ٌ
تن القرار الوحيد النافذ ،عند من بيده ملكو ُ إ ّ
ن﴾. في َ ْ ض ﴿ كُ ّ
شأ ٍ و ِ ه َ وم ٍ ُ ل يَ ْ ت والر ِ السماوا ِ
جاج ،فجاءه الخبُر ن عين الح ّ ن البصريّ ع ِ توارى الحس ُ
بموت ِهِ ،فسجد شكرا ً اللهِ .
ت، ضهم يمو ُ قه ،بع ُ سبحان اللهِ الذي مايز بين خل ْ ِ
مه ُ ت َ َ ما ب َك َ ْ شكر فرحا ً وسرورا ً ﴿ َ فُيسجد ُ غي ُْرهُ لل ّ
علي ْ ِ ف َ
َ
ن ﴾ .وآخرون يموتون ري َ منظَ ِ كاُنوا ُ ما َ و َ ض َ واْلْر ُ ماء َ س َ ال ّ
ن بموتهم ن ،وُتطع ُ ح الجفا ُ ت إلى مآِتم ،وتقر ُ ل البيو ُ ،فتتحوّ ُ
ب في سويداِئها . القلو ُ
ه
جاج ،فجاءه الخبُر بموت ِ ِ ي من الح ّ م الّنخعِ ّ وتوارى إبراهي ُ
م فرحا ً . ،فبكى إبراهي ُ
ن عظم ِ ما قد م ْ يطفح السروُر عل ّ
أبكانيأرحم ِ الراحمين في ك ََنف للخائفينّرني س ت آمنة ملذا ٍ هناك إنني ن حتى إ ّ
،فهو يرى ويسمعُ وُيبصُر الظالمين والمظلومين ،والغالبين
فت ْن َ ً َ
ن
صب ُِرو َ ة أت َ ْ ض ِ ع ٍ م ل ِب َ ْضك ُ ْ ع َ عل َْنا ب َ ْ ج َ و َ والمغلوبين ﴿ َ
صيرا ً ﴾ . ك بَ ِ ن َرب ّ َ كا َو َ
َ
ف على مرة ،جاءت ُترفر ُ ح ّ مى ال ُ ً
ت بهذا طائرا يس ّ ذكر ُ
س مع أصحاِبه تحت شجرةٍ ،كأنها ل الله ، وهو جال ٌ رسو ِ
ً
شها ،فقال : نع ّ ل تشكو رجل َ أخذ أفراخها م ْ ن الحا ِ بلسا ِ
دوا عليها أفراخها (( . خها ؟ ُر ّ ن فجع هذه بأفرا ِ )) م ْ
دهم : ل أح ُ وفي مثل هذا يقو ُ
بتشكو إليك بقل ِ ة
ت إليك حمام ٌ جاء ْ
فملجأ ٌ واج
نك ِ ب وأ ّ مصَر ّ ٌ ح
َ ن
أخبر الوْرقاء أ ّ ة
مشتاق ٌ ن
م ْ ُ
فللخائ ِ ِ مكانكم
ل تحزن
303
جاج ، ت من الح ّ ن جبيرٍ :واللهِ لقد فرر ُ
وقال سعيد ُ ب ُ
جاج ، ل .ثم جيَء به إلى الح ّ ت من اللهِ عّز وج ّ حتى استحيي ُ
ج ِ :لم سم .قال الحجا ُ سه ،تب ّ
ف على رأ ِ ل السي ُ س ّما ُ فل ّ
حل ْم ِ الله
جرأتك على اللهِ ،ومن ِ ن ُبم ْ م ؟ قال :أعج ُ تبتس ُ
س كبيرةٍ ،ومن ثقةٍ في وعد ِ اللهِ ، عليك .يا لها من نْف ٍ
ب ال ُ َ
منقلب .وهكذا فليك ُ ِ
ن طي ِ
ن المصيرِ ،و ِ س ِح ْن إلى ُ وسكو ٍ
ن. اليما ُ
**************************************
أنت تتعام ُ
ل مع أرحم ِ الراحمين
ث ،فقد لفت نظري أيضا ً ، إن لفت ن َظ ََرك هذا الحدي ُ
ن شيخا ً ي،أ ّ وهو ما رواه أحمد وأبو يعلى والبزاُر والطبران ّ
ه
ي الل ِ م على عصا ،فقال :يا نب ّ ع ٌ كبيرا ً أتى النبي وهو ُ
مد ّ ِ
ت ،فهل ُيغفُر لي ؟ فقال النبي : ت وفجرا ِ ن لي غدرا ٍ ،إ ّ
ن محمدا ً رسول ه وأ ّ ن ل إله إل الل ُ )) تشهدُ أ ْ
م يا رسول اللهِ .قال )) :فإن الله قد الله ؟(( قال :نع ْ
ه
غفر لك غدراِتك وفجراِتك(( .فانطلق وهو يقول :الل ُ
ه أكبُر .أكبُر ،الل ُ
ة رحمةِ أرحم ِ م من الحديث مسائل :منها سع ُ أفه ُ
ب ما م ما قبله ،وأن التوبة تج ّ ن السلم يهد ُ الراحمين ،وأ ّ
لم الغيوب لشيٌء ، نع ّ
قبلها ،وأن جبال الذنوب في غفرا ِ
مه ن بمولك ،والرجاُء في كر ِ ن الظ ّ ّ س ُ
ح ْب عليك ُ وأنه يج ُ
العميم ِ ،ورحمِته الواسعةِ .
*******************************
ل
ن تدعوك للتفاؤ ِ
براهي ُ
ن باللهِ « لبن أبي الدنيا ،واحد ٌ ن الظ ّ ّ
س ِ
ح ْب» ُ في كتا ِ
ص ،ما بين آيةٍ وحديث ،كّلها تدعوك إلى وخمسون ومائة ن ّ
ن الظ ّ ّ
ن س ِ
ح ْ مثابَرة على ُ ط ،وال ُ
س والقنو ِ ك اليأ ِ
ل ،وتْر ِ التفاؤ ِ
نمم ْ ص الوعدِ أعْظ َ َ
ل ،حتى إنك لتجد ُ نصو َ م ِن العَ َس ِ
ح ْ
و ُ
ل تحزن
304
ل شيٍءه لك ّ ص الوعيدِ ،وأدل ّ َ
ة التهديدِ ،وقد جعل الل ُ نصو ِ
قدرا ً .
***************************************
حياةٌ كّلها تع ٌ
ب
ت.
خلق ْ ن كدرِ الحياةِ ،فإنها هكذا ُ نم ْ ل تحز ْ
ضنى ،والسروُر ب وال ّ ن الصل في هذه الحياة المتاع ُ إ ّ
ح فيها شيٌء نادٌر .تحلو لهذه الداِر فيها أمٌر طارئٌ ،والفر ُ
ه لم يْرضها لولياِئه مستقّرا ؟! والل ُ
ض والكداُر ن فيها المرا ُ ن الدنيا داُر ابتلٍء ،لم تك ُ ْ ولول أ ّ
م ُيعاني ش فيها على النبياء والخبار ،فآد ُ ق العي ُ ض ِ
،ولم ي ِ
ؤوا مه واستهز ُ ه قو ُ ذب ُ حك ّ محن إلى أن خرج من الدنيا ،ونو ٌ ال ِ
ب بكى حتى ح الولد ،ويعقو ُ م ُيكاب ِد ُ النار وذ َب ْ َ
به ،ولبراهي ُ
ظلم فرعون ،ويلقى من ذهب بصُره ،وموسى ُيقاسي ُ
ن مريم عاش معدما ً فقيرا ً ،ومحمد ٌ ن ،وعيسى ب ُ مح َ قومه ال ِ
ب أقارِبه ن أح ّ مهِ حمزة ،وهو م ْ لع ّ ُ يصاب ُِر الفْقر ،وقت ِ
ه .وغير هؤلء من النبياِء والولياِء مما مهِ من ُ
إليه ،ونفورِ قو ِ
ن للمؤمن ح ّ
ظ ت الدنيا ل ِل ّذ ّةِ ،لم يك ْ خلق ِ طول ذ ِك ُْرهُ .ولو ُ ي ُ
ِ
ةن ،وجن ّ ُ ن المؤم ِ منها .وقال النبي )) : الدنيا سج ُ
صالحون ،وابُتلي العلماُء جن ال ّ س ِ ر (( .وفي الدنيا ُ الكاف ِ
ب
ت مشارِ ُ در ْ العاملون ،ونّغص على كبارِ الولياِء .وك ّ
الصاد ِِقين.
*******************************
وقفـــــة
ت
ه عنه – قال :سمع ُ ت – رضي الل ُ ن ثاب ٍ
عن زيدِ ب ِ
ة ،فّرق م ُ
ت الدنيا ه ّن كان ِ رسول اللهِ يقو ُ
ل )) :م ْ
ه
ه أمرهُ ،وجعل فقرهُ بين عينْيه ،ولم يأت ِ ِ ه علي ِ
الل ُ
ه،
ت الخرةُ ن ِّيت ُ ن كان ِكتب له .وم ْ ن الدنيا إل ما ُ م َ
ل تحزن
305
ه ،وأتْته ه له أمرهُ ،وجعل غناهُ في قلب ِ ِ جمع الل ُ
ة((. الدنيا وهي راغم ٌ
ه عنه – قال : دالله بن مسعود ٍ – رضي الل ُ ن عب ِ وع ْ
ن جعل الهموم هما ً واحدا ً ل )) :م ْ ت نبّيكم يقو ُ سمع ُ
ت به
ن تشعب ّ ْ م دنياه ،وم ْ هه ّ فاهُ الل ُ م آخرته ،ك َ َ ،وه ّ
ي
ه في أ ّ ل الل ُ دنيا ،لم ُيبا ِ ل ال ّ م في أحوا ِ مو ُ ه ُ
ال ُ
ك (( . هل َ َ وِديِتها َ َ
أ ْ
ف بـ » البْبغاء « : ب المعرو ُ قال الكات ُ
وعُذ ْ بالصبرِ تب ْت َهِِج ب الهمِج ذه َ بم ْ تنك ّ ْ
حجِج ج بل ُ م محجو ٌ م الّيا مظل َ ن ُ فإ ّ
من َُعنا بل حرِج وت ْ ر
شك ٍ حنا بل ُ ُتسام ُ
من الّلجِج ح ِ نهِ فت ْ ٌ ف الله في إتيا وُلط ُ
جم إلى فر ِ نغ ّ م ْ و ِ ق إلى ضي ٍ ن ِ م ْف ِ
***************************************** ة
سع ٍ
ة نجاةٌ من الهلك
سطِي ّ ُ
و َ
ال َ
ي على ثلثةِ أشياء : م السعادة مبن ّ تما ُ
ب. ل الغض ِ .1اعتدا ِ
ل الشهوةِ . .2اعتدا ِ
ل العِل ْم ِ . .3اعتدا ِ
سطا ً ،لئل ّ تزيد قوةُ ج أن يكون أمُرها متو ّ فيحتا ُ
ص فيهِلك ،أو تزيد ُ قوةُ رجه إلى الّرخ ِ الشهوةِ ،فُتخ ِ
ر
ب ،فيخُرج إلى الجموِح فيهلك )) .وخيُر المو ِ الغض ِ
طها (( . أوس ُ
ل على ن بإشارة قوّةِ العِل ْم ِ ،د ّ وتا ِ ت الُق ّ
سط ِ فإذا تو ّ
ه
ب :إذا زاد ،سُهل علي ِ ق الهدايةِ .وكذلك الغض ُ طري ِ
ة في ت الغيرةُ والحمي ّ ُ ل ،وإذا نقص ،ذهب ِ ب والقت ُ الضْر ُ
ة. ح ْ
كم ُ ة وال ِ سط ،كان الصبُر والشجاع ُ ن والدنيا ،وإذا تو ّ الدي ِ
ن
سقُ والفجوُر ،وإ ْ ت ،كان الِف ْ وكذلك الشهوةُ :إذا زاد ْ
ل تحزن
306
ة
ت العف ُ ت ،كان ِسط ْجُز والفتوُر ،وإن تو ّ ت ،كان العَ ْ نقص ْ
ديا ً
ث )) عليكم ه ْ ل ذلك .وفي الحدي ِ ة وأمثا ُ
والقناع ُ
سطا ً﴾ ُ
و َة َ
م ًمأ ّعل َْناك ُ ْ
ج َ وك َذَل ِ َ
ك َ صدا ً (( ﴿ َقا ِ
*************************************
ه الغاِلبة
صفات ِ ِ
المرءُ ب ِ
م، ت الذ ّ ّ ت الخيرِ فيك صفا ِ ن تغِْلب صفا ُ ن سعادِتك أ ْ م ْ
ل
فُيساقُ إليك الثناُء حتى على شيٍء ليس فيك ،ولم يْقب َ ِ
ن الماء إذا بلغ قُّلتين لم ما ولو كان صحيحا ً ،ل ّ س فيك ذ ّ النا ُ
جٌر . ح َه َ ن الجبل ل يزيد ُ فيه حجٌر ول ينقص ُ ل الخبث .إ ّ يحم ِ
ً ً
س بن عاصم حليم ِ ت هجوما مقذعا في قي ِ طالع ُ
ب ،وفي البرامكةِ الكرماء ،وفي ُقتْيبة بن مسلم ٍ القائدِ العر ِ
ظ ولم جو ،لم ُيحف ْ
ن هذا الشْتم واله ْ الشهيرِ ،ووجدت أ ّ
ن فغرق ، ل ولم ُيصد ّْقه أحد ٌ ،لنه سقط في بحرِ المحاس ِ ُينق ْ
جاج ،وفي دحا ً وثناًء في الح ّن ذلك م ْ ضد ّ م ْ ت على ال ّ ووجد ُ
دي ، أبي مسلم ٍ الخراساني ،وفي الحاكم بأمر الله الُعبي ْ ِ
دقه أحد ٌ ،لنه ضاع في ل ولم ُيص ّ ظ ولم ُينق ْ ولكّنه لم ُيحف ْ
ل بين خل ِْقهِ . مهم وتهوِّرهم ،فسبحان العاد ِ ركام ِ زيِفهم وظل ِ
*****************************************
خِلقت
هكذا ُ
خِلق له (( .فلماذا سٌر لما ُ مي َ ّ في الحديث )) :ك ّ
ل ُ
ت ل َّيا ؟! إن
ت والقدرا ِ صفا ِ ب وي ُْلوى عنقُ ال ّ ف المواه ُ ت ُْعس ُ
س نْفسا ً وأْنكد ُالله إذا أراد شيئا ً هّيأ أسبابه ،وما هناك أت ْعَ ُ
ب ي الري ُ سه ،والذك ّ ن يكون غَي َْر ن َْف ِ خاطرا ً من الذي يريد ُ أ ْ
ه ،ويسد ّ الفراغ الذي ُوضع له ،إن كان س نفس ُ هو الذي يدر ُ
ن كان في الحراسةِ كان ساقةِ ،وإ ْ ساقةِ كان في ال ّ في ال ّ
حوِ ،تعّلم الحديث فأعياهُ خ الن ّ ْفي الحراسةِ ،هذا سيبويه شي ُ
جب مهََر فيه وأتى بالعَ َ ه فيع ،فتعّلم النحو ،فَ َ ،وتبّلد ح ّ
س ُ
ل أحد ُ الحكماِء :الذي يريد ُ عمل ً ليس م ْ
ن الُعجاب .يقو ُ
ل تحزن
307
ج
خل في غوطةِ دمشق ،ويزرع ُ الت ُْر ّ شأن ِهِ ،كالذي يزرعُ الن ّ ْ
في الحجازِ .
ه ليس بلل ً ،وخالد ُ ت ل ُيجيد ُ الذان ،لن ُ ن ثاب ٍ
نب ُ حسا ُ
ت، م المواريث ،لنه ليس زيد بن ثاب ٍ ن الوليد ل يقس ُ ب ُ
ك.وعلماُء التربيةِ يقولون :حد ّد ْ موقِعَ َ
*********************************
من زكاء لب ُدّ لل ّ
ذكاء ِ
ل الكاتب ن محاولةِ اغتيا ِ ت إذاعة لندن ُتخبُر ع ْ سمع ُ
تب ،وعد ُ ظ ،الحائزِ على جائزةِ نوبل في الد ِ ب محفو ٍ نجي ِ
ت لهذا ل ،وعجب ُ من قب ْ ُ ت قرأُتها ْ ب له كن ُ بذاكراتي إلى كت ٍ
نل ،وأ ّ م من الخيا ِ ن الحقيقة أعظ ُ هأ ّ ي ،كيف فات ُ ذك ّ ال ّ
سمى سماويّ أ ْ ي ال ّ ل من الفناِء ،وأن المبدأ الّرّبان ّ الخلود أج ّ
ق َأن ح ّ
َ
قأ َ ح ّ دي إ َِلى ال ْ َ ه ِمن ي َ ْ ف َ من المبدأ ِ البشريّ ﴿ أ َ َ
َ يت ّبع أ َ
ه كتب دى ﴾ .بمعنى أن ُ ه َ ي إ ِل ّ أن ي ُ ْ هدّ َ ِ َ ي ّ ل منّ ُ َ َ
ما ً قدراِته القوّية في مستخد ِ سج خيال ِهِ ُ ، نن ْ تم ْ مسرحيا ٍ
حة لها . ة أنها أخباٌر ل ص ّ ض والثارةِ ،والنهاي ُ التصويرِ والعر ِ
ن
ة كبرى ،وهي أ ّ ت من قراءةِ حياِته مسأل ً لقد استفد ُ
ب سعادِتك وراحِتك ت سعاد الخرين على حسا ِ السعادة ليس ْ
ن
م وحز ٍ م وغ ّ س وأنت في ه ّ ،فليس بصحيٍح أن ُيسّر بك النا ُ
ق
عين ،ويصُفه بأنه يحتر ُ مبد ِ ح بعض ال ُ ب يمد ُ كتّاا ِ ن بعض ال ُ ،إ ّ
ت هو الذي يجع ُ
ل سويّ الثاب ُ ج ال ّ لُيضيء للناس ،والمنه ُ
س ،ويعمُر نفسه سه ويضيُء للنا ِ المبدع ُيضيُء في نْف ِ
س بذلك . بالخيرِ والهدى والّرشد ِ ،ليعمر قلوب النا ِ
ك كسرى مل ِ وبعد هذا ،فماذا ينفعُ النسان لو حاز على ُ
ن قيصر وأمُله ل مكسوٌر ،وحصل على سلطا ِ وقلُبه بالباط ِ
ن سببا ً في النجا ِ
ة ة إذا لم تك ْ ن الموهب َ عن الخي ْرِ مقصوُر ؟! إ ّ
،فما نفُعها وما ثمرُتها ؟!
*****************************************
ل تحزن
308
كُ ْ
ن جميل ً ت ََر الوجود جميل ً
ن نتمّتع بمباهج الحياةِ في حدودِ ن تمام ِ سعادِتنا أ ْ نم ْ إ ّ
ه
ه أنبت حدائق ذات بهجةٍ ،لن ُ س ،فالل ُ ِ ق الشرِع المقد ّ ِ منط
صنع ُ ب الجما َ جمي ُ
ل ،ولتقرأآيا ِ الوحدانية في هذا ال ّ ل يح ُ
ميعا ً ﴾ . في ال َ ق لَ ُ
ج ِ ض َ ِ رْ ما ِ كم ّ خل َ َ ذي َ و ال ّ ِ ه َ البهيج ﴿ ُ
ي ،تزيد ُ ي والمنظُر البه ّ م الشه ّ ة والمطع ُ ة الّزكي ُ فالرائح ُ
حل َل ً ض َ َ صد َْر انشراحا ً والّروح فرحا ً ﴿ك ُُلوا ْ ِ
في الْر ِ ما ِ م ّ ال ّ
م: ي من دنياك ْ حّبب إل ّ طَّيبا ً ﴾ .وفي الحديث ُ )) :
قّرةُ عيني في ت ُ عل ْ ج ِ ب ،والنساءُ ،و ُ طي ُ ال ّ
ة (( . الصل ِ
نمظِلم ،الذي دلف علينا م ْ ن الزهد َ القاِتم والورع ال ُ إ ّ
شوا مّنا ،فعا ُ وه مباهج الحياةِ عند كثيرٍ ِ مناهج أرضي ّةٍ ،قد ْ ش ّ
ل رسوُلنا : ما وجوعا ً وسهرا ً وتبت ّل ً ،بقو ُ ما وغ ّ حياتهم ه ّ
ج النساء ،وآك ُ ُ
ل ُ
م وأفتُر ،وأتزوّ ُ م وأفطُر ،وأقو ُ )) لكّني أصو ُ
سّنتي فليس مني (( . اللحم ،فمن رغب عن ُ
م! ف بأنفسه ْ ض الطوائ ِ ه بع ُ ب ما فعل ُ ب ،فعج ٌ ن تعج ْ وإ ْ
ب الماء ك ،وآخُر ل يشر ُ ل الّرطب ،وذاك ل يضح ُ فهذا ل يأك ُ
س
م ٌ س وط ْ ب للنف َ ِ ن هذا تعذي ٌ موا أ ّ البارد ،وكأنهم ما عل ُ
ه
عَباِد ِ ج لِ ِ خَر َ يأ ْ ه ال ّت ِ َ ة الل ّ ِ زين َ َ م ِ حّر َ ن َ م ْ ل َ ق ْ لشراقها ﴿ ُ
ق﴾ . ن الّرْز ِ م َ ت ِ وال ْطّي َّبا ِ َ
س في الدنيا ، ن رسولنا أكل العسل وهو أْزهد ُ النا ِ إ ّ
ب شَرا ٌ ها َ طون ِ َ من ب ُ ُ ج ِ خُر ُ ه خلق العسل لُيؤكل ﴿ :ي َ ْ والل ُ
ت س ﴾ .وتزّوج الث ّّيبا ِ نا
ّ لل ِ فاء َ ش
ِ ه
ِ في ِ ه
ُ ُ ن واَ ف أ َل ْ خت َل ِ ٌ م ْ ّ
ِ
مث َْنى ساء َ ن الن ّ َ م َ كم ّ ب لَ ُ طا َ ما َ حوا ْ َ فانك ِ ُ والبكار َ ﴿ :
ت العيادِ ب في مناسبا ِ ع ﴾ .ولِبس أجمل الثيا ِ وُرَبا َ ث َ وث ُل َ َ َ
د ﴾ .فهو يجم ُ
ع ج ٍ س ِم ْ ل َ عندَ ك ُ ّ م ِ زين َت َك ُ ْ ْ خ ُ
ذوا ِ رها ُ ﴿ : وغي ِ
بين حقّ الّروِح وحقّ الجسدِ ،وسعادةِ الدنيا والخرةِ ،لنه
ه الناس عليها . ن الفطرةِ التي فطَر الل ُ ُبعث بدي ِ
**************************************
ل تحزن
309
ة
وقفـــــ ٌ
ب من الصبرِ ،إما عن » ليس في الوجود شيٌء أصع ُ
ت .وخصوصا ً إذا امتد ّ الزمان ، ب ،أو على المكروها ِ المحبو ِ
ع
ج إلى زاد ٍ ُيقط ُ س من الفرِج .وتلك المدة ُ تحتا ُ أو وقع اليأ ُ
س: به سفُرها ،والزاد يتنوعُ من أجنا ٍ
ن أن يكون أكثر . ح مقدارِ البلِء ،وقد يمك ُ م ُ
فمنه :تل ّ
م منها ،مثل أن ُيبتلى ل فوقها أعظ ُ ومنه :أنه في حا ِ
بفْقدِ ولدٍ وعنده أعّز منه .
ض في الدنيا . ومن ذلك :رجاء الِعو ِ
مح الجرِ في الخرةِ .ومنه :التلذ ّذ ُ بتصوي ِ
ر ومنه :تل ّ
ق فيما يمدحون عليه ،والجُر من ْ
المدِح والثناِء من الخل ِ
ل.الحقّ عّز وج ّ
ه.
حب ُ
ح صا ِ ومن ذلك :أن الجزع ل يفيد ُ ،بل يفض ُ
ل والفكُر ، حها العق ُ إلى غي ْرِ ذلك من الشياء التي يقد ُ
ة سواها ،فينبغي للصابرِ أن ق الصبرِ نفق ٌفليس في طري ِ
ت ابتلئ ِهِ « . يشغل بها نفسه ،ويقطع بها ساعا ِ
*********************************************
م الولياءُ
ه ُ
ن ُ
م ْ
َ
ق، ن بالشوا ِ من صفات الولياء :انتظاُر الذا ِ
ل،ف الوّ ِه بالص ّ ت على تكبيرةِ الحرام ِ ،والوَل َ ُ والّتهافُ ُ
ة الصدرِ ،وظهوُر س في الروضةِ ،وسلم ُ ومداومةِ الجلو ِ
ك ما ل ل ،وتر ُ ذكرِ ،وأكل الحل ِ سن ّةِ ،وكثرةُ ال ّمراسيم ِ ال ّ
ة
ة ،وطلق ُ ي كتابا ً وسن ًم المح ِ ف ،وتعل ّ ُ يعني ،والرضا بالكفا ِ
ف،
ك الخل ِ جعُ لمصائب المسلمين ،وتر ُ حّيا ،والتو ّ
م َ
ال ُ
ف.ل المعرو ِ والصبُر للشدائدِ ،وبذ ْ ُ
ل تحزن
339
ن ،فل غنى مطغيا ً ل ما يكو ُ ط في المعيشةِ أفض ُ التوس ُ
ول فقرا ً منسيا ً ،وإنما ما كفى وشفى ،وقضى الغرض ،
ش عائدةً ، وأتى بالمقصودِ في المعيشةِ ،فهو أج ّ
ل العي ِ
ت فائدةً . ن القو ِ
وأحس ُ
بة تأوي إليها ،ومرك ٌ ه ،وزوج ٌ ت تس ُ
كن ُ ة :بي ٌ
والكفاي ُ
ل لسد ّ الحاجةِ وقضاِء اللزم ِن ،وما يكفي من الما ِ س ٌ
ح َ
َ
********************************
ه
ف بعباِد ِ
ه لطي ٌ
الل ُ
ض أنه في عام 1376 ن مدينةِ الريا ِ أخبرني أحد ُ أعيا ِ
ل إلى البحرِ ، ل الجبي ِة من البحارةِ من أه ِ هـ ،ذهب مجموع ٌ
ن لم ك ،ومكثوا ثلثة أيام بلياليه ّ يريدون اصطياد السم ِ
يحصُلوا على سمكةٍ واحدةٍ ،وكانوا يصلون الصلوا ِ
ت
ة أخرى ل تسجد ُ للهِ سجدة ً ،ول الخمس ،وبجانبهم مجموع ٌ
تصّلي صلةً ،وإذا هم يصيدون ،ويحصلون على طلِبهم من
ض هؤلِء المجموعةِ :سبحان اللهِ ! نحن هذا البحرِ ،فقال بع ُ
ل صلةٍ ،وما حصْلنا على شيٍء من نصلي للهِ عّز وج ّ
دهم !! الصيدِ ،وهؤلء ل يسجدون للهِ سجدةً وها هو صي ُ
كوا صلة الفجرِ ، ك الصلةِ ،فتر ُ ن بتر ِ فوسوس لهم الشيطا ُ
واثم صلة الظهرِ ،ثم صلة العصرِ ،وبعد صلةِ العصرِ أت ْ
دا
جوها وبقُروا بطنها ،فوج ُ ة ،فأخر ُ إلى البحرِ فصاُدوا سمك ً
ده ،وقّلبها ونظر إليها ، دهم بي ِة ،فأخذها أح ُ فيها لؤلؤة ً ثمين ً
طعنا الله ما حصلنا عليها ،ولما وقال :سبحان اللهِ ! لما أ ْ
عيناه حصْلنا عليها !! إن هذا الرزق فيه نظٌر .ثم أخذ
ه ،واللهِ ل ضنا الل ُ
اللؤلؤة ورمى بها في البحرِ ،وقال :يعو ُ
كنا الصلة ،هيا ارتحُلوا بنا ت لنا بعد أن تر ْ ذها وقد حصل ْ آخ ُ
بمن هذا المكان الذي عصينا الله فيه ،فارتحُلوا ما يقار ُ
ل ،ونزُلوا هناك في خيمِتهم ،ثم اقترُبوا من البح ِ
ر ثلثة أميا ٍ
ثانية ،فصاُدوا سمكة الكنعد ،فبقروا بطنها فوجدوا اللؤلؤة
في بطن تلك السمكةِ ،وقالوا :الحمد ُ للهِ الذي رزقنا رزقا ً
ِ
ل تحزن
340
ن بدؤوا يصّلون ويذكرون الله ويستغفرونه ، طيبا ً .بعد أ ْ
فأخذوا اللؤلؤة .اهـ .
ن ذي قبل ،في وقت معصيةٍ ،وكان فانظْر كيف كان م ْ
ت طاعةٍ ،وأصبح رزقا ً خبيثا ً ،وانظر كيف أصبح الن في وق ِ
رزقا ً طيبا ً ﴿ .ول َ َ
هسول ُ ُ وَر ُ ه َ م الل ّ ُ ه ُ
ما آَتا ُ وا ْ َ ض ْ م َر ُ ه ْ و أن ّ ُ َ ْ
هسول ُ ُ وَر ُ ه َ ضل ِ ِف ْ من َ ه ِؤِتيَنا الل ّ ُ سي ُ ْ ه َ سب َُنا الل ّ ُ ح ْقاُلوا ْ َ و َ َ
ن﴾ . غُبو َ ه َرا ِ إ ِّنا إ َِلى الل ّ ِ
ه خيرا ً وضه الل ُ ف اللهِ ،ومن ترك شيئا ً للهِ ع ّ إنه لط ٌ
منه .
ي – رضي الله عنه ، -وقد دخل كرني هذا بقصةٍ لعل ّ يذ ّ
مسجد الكوفةِ ليصلي ركعتي الضحى ،فوجد غلما ً عند
س بغلتي حتى أصلي .ودخل م ،احب ْ ب ،فقال :يا غل ُ البا ِ
ي المسجد ،يريد ُ أن يعطي هذا الغلم درهما ً ،جزاء عل ّ
ي المسجد ،أتى الغلم إلى حْبسه للبغلةِ ،فلما دخل عل ّ
ق
سها وذهب به إلى السو ِ ن رأ ِ خطام ِ البغلةِ ،فاقتلعه م ْ
ي فما وجد الغلم ،ووجد البغلة بل خطام ٍ ، ليبيعه ،وخرج عل ّ
ق ،لعّله يبي ُ
ع ب إلى السو ِ فأرسل رجل ً في أثرِهِ ،وقال :اذه ْ
ج على ل ،فوجد هذا الغلم يحّر ُ الخطام هناك .وذهب الرج ً
الخطام ِ ،فشراه بدرهم ٍ ،وعاد يخبُر عليا ً ،قال سبحان
ه درهما ً حلل ً ،فأبى إل أ ْ
ن ت أن أعطي َ الله ! واللهِ لقد ْ نوي ُ
يكون حراما ً .
ل ،يلحقُ عباده أينما ساُروا وأينما ف الله عّز وج ّ إنه لط ُ
في َ ْ
ه
من ْ ُ ما ت َت ُْلو ِ و َ ن َ شأ ٍ ن ِ كو ُ ما ت َ ُ و َ حّلوا وأينما ارتحُلوا َ ﴿ :
معل َي ْك ُ ْ ل إ ِل ّ ك ُّنا َ م ٍع َ ن َ م ْ ن ِ مُلو َ ع َ ول َ ت َ ْ ن َ قْرآ ٍ من ُ ِ
من ك ِ عن ّرب ّ َ ب َ عُز ُ ما ي َ ْ و َ ه َ في ِ ن ِ ضو َ في ُ هودا ً إ ِذْ ت ُ ِ ش ُ ُ
ماء ﴾ . ول َ ِ في ال َ ل ذَّر ٍ مث ْ َ
س َفي ال ّ ض َ ِ رْ ة ِ قا ِ ّ
********************************************
ب﴾
س ُ ث َل ي َ ْ
حت َ ِ حي ْ ُ
ن َ
م ْ
ه ِ وي َْرُز ْ
ق ُ ﴿ َ
ل تحزن
341
شد ّةِ « ما ج بعد ال ّ ِ ي في كتابهِ »الَفَر وقد ذ َك ََر التنوخ ّ
ُ
ت
ل ،وأغلق ْ حي ُ
ت عليه ال ِ ب هذا المقام :أن رجل ً ضاق ْ يناس ُ
ب المعيشةِ ،وأصبح ذات يوم ٍ هو وأهُله ل شيء عليه أبوا ُ
وعى وفي في بيتهم ،قال :فبقيت أنا وأهلي اليوم الول ج ْ
ب ،قالت لي زوجتي : س للمغي ِ ت الشم ُ الثاني ،فلما دن ِ
س لنا رزقا ً أو طعاما ً أو أكل ً ،فقد ب وانطلقْ والتم ْ اذه ْ
ت امرأة ً قريبة لي ، كر ُ ت .قال :فتذ ّ أشرْفنا على المو ِ
ه
خب ََر ،قالت :ما في بيِتنا إل هذ ِ ت إليها وأخبرُتها ال َ فذهب ُ
ي بها ،فإنا قد أشرْفنا على ت :عل ّ ت .قل ُ ة وقد أنتن ْ السمك ُ
ت منها لؤلؤةً ت بطنها ،فأخرج ُ ت بها وبقر ُ ك .وذهب ُ الهل ِ
ت :ل آخذ ُ معكم ت قريبتي ،قال ْ ف الدنانيرِ ،وأخبر ُ بعُتها بآل ِ
ت من ذلك بيتي ، ت فيما بعد ُ ،وأّثث ُ إل قسمي .قال :فاغتني ُ
ه
ف الل ِت في رزقي .فهو لط ُ سع ُ ت حالي ،وتو ّ وأصلح ُ
سبحانه وتعالى ليس غيَرهُ .
ه﴾. ن الل ّ ِ م َف ِة َ م ٍ ع َ
من ن ّ ْ كم ّ ما ب ِ ُو َ﴿ َ
م﴾. ب ل َك ُ ْ
جا َ ست َ َفا ْ م َ ن َرب ّك ُ ْ غيُثو َ ست َ ِ﴿ إ ِذْ ت َ ْ
******************************************
ث﴾ ل ال ْ َ
غي ْ َ و ال ّ ِ
ذي ي ُن َّز ُ ه َ
و ُ
﴿ َ
دثنا أحد ُ الفضلِء من العُّباد ِ :أنه كان بأهِله في ح ّ
الصحراِء ،في جهةِ الباديةِ ،وكان عابدا ً قانتا ً منيبا ً ذاكرا ً
س
ت ألتم ُ ت المياهُ المجاورة ُ لنا ،وذهب ُ للهِ .قال :فانقطع ْ
ت إليهم ،ثم ف ،فُعد ُ ت أن الغدير قد ج ّ ماًء لهلي ،فوجد ُ
سَرةً ،قلم نجد ْ ولو قطرةً ،وأدركنا ة وي ْ من ً
سنا الماء ي ْ التم ْ
ب العزةِ – ُ
تر ّ الظمأ ،واحتاج أطفالي للماء ،فتذكر ُ
ت ت ،واستقبل ُ مم ُ ت فتي ّ
سبحانه -القريب المجيب ،فقم ُ
تت ،وسال ْ ت يديّ وبكي ُ ت ركعتين ،ثم رفع ُ القبلة وصّلي ُ
من َ
ت قوله ﴿ :أ ّ ت الله بإلحاٍح ،وتذكر ُ دموعي ،وسأل ُ
ه ﴾.....الية ،وواللهِ ما هو إل أن عا ُ
ذا دَ َضطَّر إ ِ َ م ْب ال ْ ُ جي ُ يُ ِ
ت من مقامي ،وليس في السماء من سحاب ول غْيم ، قم ُ
ت مكاني ومنزلي في الصحراِء ، سط ْ وإذا بسحابة قد تو ّ
ل تحزن
342
ن
ت الغدرا ُ ت ماءها ،فامتل ِ ت على المكان ،ثم أنزل ْ واحتكم ْ
سلنا وتوضأنا من حوِلنا وعن يميننا وعن يساِرنا ،فشْربنا واغت ْ
ت قليل ً خْلف هذا دنا الله سبحانه وتعالى ،ثم ارتحل ُ ،وحم ْ
ت أن الله ساقها لي ط ،فعلم ُ ب والقح ُ المكان ،وإذا الجد ْ ُ
ثغي ْ َ ل ال ْ َ ذي ي ُن َّز ُ و ال ّ ِه َ و ُ لَ ﴿: ت الله عّز وج ّ بدعائي ،فحمد ُ
د
مي ُ ح ِ ي ال ْ َ ول ِ ّ و ال ْ َه َ و ُه َ مت َ ُح َ شُر َر ْ وَين ُ طوا َ قن َ ُما َ د َ ع ِمن ب َ ْ ِ
﴾.
ح
صل ِ ُ ح على اللهِ سبحانه وتعالى ،فإنه ل ي ُ ْ إنه لبد ّ أن نل ّ
ن
ت ،ول يعي ُ النفس ،ول يرزقُ ول يهدي ،ول يوفّقُ ول يثب ّ ُ
ه ذك ََر أحد َ أنبيائه ث ،إل ّ هو سبحانه وتعالى .والل ُ ول يغي ُ
فقال َ ﴿ :
في ن ِ عو َ ر ُ سا ِ كاُنوا ي ُ َ م َ ه ْ ه إ ِن ّ ُ ج ُ
و َه َز ْحَنا ل َ ُصل َ ْ
وأ ْ َ
ن﴾ عي َ ش ِخا ِ كاُنوا ل ََنا َ و َ هبا ً َ وَر َ غبا ً َ عون ََنا َر َ وي َدْ ُ
ت َ خي َْرا ِ ال ْ َ
.
************************************
ه خيرا ً من ُ
ه ه الل ُ
وض ُ
ع ّ
ن رجل ً من العُّباد ِ كان في مكة ، ن رجب وغيُره أ ّ ذكر اب ُ
ك، ت نفقُته ،وجاع جوعا ً شديدا ً ،وأشرف على الهل ِ وانقطع ْ
ل
ن غا ٍ عْقدِ ثمي ٍوبينما هو يدوُر في أحدِ أزقّةِ مكة إذ عثر على ِ
ل ينشد ُ حَرم ِ وإذا برج ٍ مه وذهب إلى ال َ س ،فأخذه في ك ّ نفي ٍ
عن هذا العقد ،قال :فوصفه لي ،فما أخطأ من صفِته شيئا ً
ت له العِْقد على أن يعطيني شيئا ً .قال :فأخذ العقد ،فدفع ُ
وذهب ،ل يلوي على شيء ،وما سّلمني درهما ً ول نقيرا ً ول
وضني خيرا ً ت هذا لك ،فع ّ م إني ترك ُ ت :الله ّقطميرا ً .قل ُ
ح هوجاُء ، ت ري ٌ ب ،فهب ّ ْ منه ،ثم ركب جهة البحرِ فذهب بقار ٍ
ب ،وركب هذا الرجل على خشبةٍ ،وأصبح دع هذا القار ُ وتص ّ
سَرةً ،حتى ألقْته ة وي َ ْ من َ ً
ب به الريح ي ْعلى سطِح الماِء تلع ُ
ل بها ،ووجد بها مسجدا ً وقوما ً يصّلون إلى جزيرةِ ،وَنز َ
ف فأخذ يقرأ ،قال أهل فصّلى ،ثم وجد أوراقا ً من المصح ِ
م م .قالوا :عل ّ ْ ت :نع ْ تلك الجزيرةِ :أئنك تقرأ القرآن ؟ قل ُ
ل تحزن
343
ت خطا ً ،قالوا ت أعّلمهم بأجرةٍ ،ثم كتب ُ أبناءنا القرآن .فأخذ ُ
ت :نغم .فعّلمُتهم بأجرةٍ . ط ؟ قل ُ :أتعّلم أبناءنا الخ ّ
ل منا فيه خي ٌْرة كانت لرج ٍ ثم قالوا :إن هنا بنتا ً يتيم ً
ت :ل بأس .قال: وُتوّفي عنها ،هل لك أن تتزوجها؟ قل ُ
ت العْقد ذلك بعينهِ بعنِقها . ت بها فوجد ُ فتزوجُتها ،ودخل ُ
ت أن أباها خب ََر ،وذكر ْ
ت ال َ
ة هذا العقدِ ؟ فأخبر ِ ت :ما قص ُ قل ُ
نل فسّلمه إليه ،فكا َ أضاعه في مكة ذات يوم ،فوجده رج ٌ
أبوها يدعو في سجوِده ،أن يرزق ابنته زوجا ً كذلك الرجل .
ل. قال :فأنا الرج ُ
وضه ل ،لنه ترك شيئا ً للهِ ،فع ّ فدخل عليه العِْقد ُ بالحل ِ
ل إل ّ طّيبا ً (( . ب ل يقب ُ ن الله طي ٌ الله خيرا ً منه )) إ ّ
******************************************
ل الله
إذا سألت فاسأ ِ
ب ،وإن التقصير ب ،وإنه سميعٌ مجي ٌ ن لطف اللهِ قري ٌ إ ّ
م، ل نسأ ُ م ّح وندعوه ،ول ن َ َ سةٍ إلى أن نل ّ منا ،إننا بحاجةٍ ما ّ
ب لي .بل نمّرغُ ت فلم ُيستج ْ ت دعو ُ ل أحدنا :دعو ُ ول يقو ُ
لظ بـ )) يا ذا الجل ِ ف ،ونل ّ ب ،ونهت ُ وجوهنا في الترا ِ
توالكرام ِ (( ،ونعيد ُ ونبدئُ تلك السماِء الحسنى والصفا ِ
ه سبحانه وتعالى طلبنا ، ،أو يختار لنا ب الل ُ الُعلى ،حتى يجي َ
ضّرعا ًم تَ َ عوا ْ َرب ّك ُ ْ
خبرةً من عنده سبحانه وتعالى ﴿ ادْ ُ
ة﴾. خ ْ
في َ ً و ُ
َ
ض رساِئله أن رجل ً مسلما ً ذهب ذكر أحد ُ الدعاةِ في بع ِ
هله إليها ،وطلب بأن تمنحه إلى إحدى الدول والتجأ بأ ِ
ب ،وحاول هذا الرجل ك ّ
ل ت في وجههِ البوا ُ جنسية ،فأغلق ْ
ل معارِفه ، ض المَر على ك ّ المحاولةِ ،واستفرغ جهده ،وعر َ
ت السبل ،ثم لقي عالما ً وِرعا ً فشكا سد ّ ِ ل،و ُ حي َ ُت ال ِ فبار ِ
ل ،ادع مولك إليه الحال ،قال :عليك بالثلث الخيرِ من اللي ِ
،فإنه الميسُر سبحانه وتعالى – وهذا معناه في الحديث )) :
ن بالله ل الله ،وإذا استعنت فاستع ْ ت فاسأ ِ إذا سأل َ
ل تحزن
344
م أن المة لو اجتمعوا على أن ينفعوك ،واعل ْ
ه لك (( – ء قد كتبه الل ُ ء ،لم ينفعوك إل بشي ٍ بشي ٍ
ت الذهاب إلى الناس ، قال هذا الرجل :فواللهِ لقد ترك ُ
م على الثلث الخير كما ت أداو ُوطلب الشفاعات ،وأخذ ُ
سحرِ وأدعوه ، ف للهِ في ال ّ ت أهت ُ أخبرني هذا العاِلم ،وكن ُ
ض عادي ولم أجعل ت بمعرو ٍ دم ُ فما هو إل بعد أيام ،وتق ّ
ب ،وما هو إل أيام بيني وبينهم واسطة ،فذهب هذا الخطا ُ
ُ
م الجنسية ،وكانت ت في بيتي ،وإذ أنا أدعى وأسل ّ ُ وفوجئ ْ ُ
ف صعبةٍ .في ظرو ٍ
********************************************
ه﴾
عَباِد ِ
ف بِ ِ ه لَ ِ
طي ٌ ﴿ الل ّ ُ
ة:
ق الغالي ُ
الدقائ ُ
ماه – ي :أن أحد ُ الوزراِء في بغداد – وقد س ّ ذكر التنوخ ّ
ل امرأةٍ عجوزٍ هناك ،فسلبها حقوقها اعتدى على أموا ِ
مه ت إليه تبكي وتشتكي من ظل ِ وصادر أملكها ،ذهب ْ
ن الله وجوِْزه ،فما ارتدع وما تاب وما أناب ،قالت :لدعو ّ
ث
ك منها باستهزاٍء ،وقال :عليك بالثل ِ عليك ،فأخذ يضح ُ
سِقه يقول باستهزاٍء ، الخيرِ من الليل .وهذا لجبروِته وف ْ
ت قصيٌر ث الخير ،فما هو إل وق ٌ ت على الثل ِ ت وداوم ْ فذهب ْ
ت أمواُله ،وُأخذ عقاُره ،ثم ُأقيم سلب ْ زل هذا الوزيُر و ُ إذ ع ُ ِ
ت به س ،فمّر ْ ً
ق ُيجلد ُ تعزيرا له على أفعاِله بالنا ِ في السو ِ
ت! لقد وصفت لي الثلث الخير ت له :أحسن َ العجوُز ،فقال ْ
ن. ن ما يكو ُ ل ،فوجدُته أحس َ من اللي ِ
س في أوقاتنا ،يوم ن حياِتنا ،نفي ٌ لم ْ ن ذاك الثلث غا ٍ إ ّ
ن
لم ْ ل فأعطيه ،ه ْ ن سائ ٍ لم ْ ب العزةِ )) :ه ْ لر ّ يقو ُ
ع فأجيبه (( . ن دا ٍ لم ْ ر فأغفَر له ،ه ْ مستغف ٍ
تب .وسمع ُ ت في حياتي على أني شا ّ لقد عش ُ
ت ل أنساها أبد الدهرِ ،وما ت وأثر في حياتي حادثا ٌ سماعا ٍ
ل تحزن
345
ث، ج ،وعنده الغوْ ُ ب ،عنده الفر ُ ت أقرب من القري ِ وجد ُ
ف سبحانه وتعالى . وعنده اللط ُ
رة من أبها إلى س في طائ ٍ ت مع ن ََفرٍ من النا ِ ارتحل ُ
حنا في السماِء ض في أثناِء أزمةِ الخليِج ،فلما أصب ْ ُالريا ِ
ل في ة إلى مطارٍ أبها لخل ٍ أخب ِْرنا أننا سوف نعود ُ مرة ً ثاني ً
عوا إصلحه ،ثم ارتحْلنا حوا ما استطا ُ دنا وأصل ُ رة ،وع ْ الطائ ِ
ن تنزل ، تأ ْ ت العجل ُ ض أب ْ مرةً أخرى ،فلما اقتربنا من الريا ِ
ل أكثر ة ،ويحاو ُ ة كامل ً ض ساع ً فأخذ يدوُر بنا على سماء الريا ِ
ل الهبوط فل ت يأتي المطار ويحاو ُ شرِ محاول ٍ نع ْ م ْ
ل مرةً أخرى ،وأصابنا الهلعُ ،وأصاب الكثير يستطيعُ ،فيرتح ُ
ل على ت الدموع تسي ُ النهياُر ،وكثُر بكاُء النساِء ،ورأي ُ
ض ننتظُر الموت أقرب حنا بين السماِء والر ِ الخدود ِ ،وأصب ْ
ل
ت كالعم ِ ل شيٍء فما وجد ُ تك ّ صرِ ،وتذكر ُ ن لمِح الب َ َ م ْ
ل وإلى الخرةِ ،فإذا ب إلى اللهِ عّز وج ّ الصالِح ،وارتحل القل ُ
ذنا نكّرر )) : ص الدنيا ،وزهادة ُ الدنيا ،وأخ ْ ة الدنيا ،ورخ ُ تفاهَ ُ
ك وله ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له المل ُ
ق ،وقام ف صاد ٍ ء قديٌر (( ،في هتا ٍ ل شي ٍ الحمدُ وهو ك ّ
ن يدعوهُ ؤوا إلى اللهِ وأ ْ س أن يلج ُ ف بالنا ِ ن يهت ُ خ كبيٌر مس ّ شي ٌ
ن ينيُبوا له . ن يستغفروهُ وأ ْ ،وأ ْ
في ذا َرك ُِبوا ِ فإ ِ َ س أنهمَ ﴿ : ُ
وقد ذكر اللهِ عن النا ِ
ن﴾. دي َ ه ال ّ ن لَ ُصي َ خل ِ ِ م ْ ه ُ وا الل ّ َ ع ُ ك دَ َ فل ْ ِ ال ْ ُ
حنا في ب المضطر إذا دعاه ،وألح ْ ونا الذي يجي ُ ودع ْ
ت ،ونعود ُ للمرةِ الحادية عشرة الدعاِء ،وما هو إل وق ٌ
جنا من ط بسلم ،فلما نزْلنا كأنا خر ْ والثانية عشرة ،فنهب ُ
ت الدموع ُ ، ت ،وجف ِ س إلى ما كان ْ ت النفو ُ القبورِ ،وعاد ِ
ت ،فما أعظم لطف اللهِ سبحانه وتعالى . سما ُ ت الب َ َ وظهر ِ
ت بليانا ن تول ّ ْ فإ ْ ب الله في م نطل ُ ك ْ
رجعنا إلى نَيناهُ سْن َفإ ِ فيِبناالبحرِ أ ْ
ن ح ّ
ل ضّر ي
ندعوه ِ ُ
عصيناهُ
ن
طنا ل ّ الشاطي ْ
وما سق نب الج َوّ في أم ٍ
نجي ُسفينتنا ونرك يُ ْ
ه
الحافظ الل ُ وفي د َع َةٍ
ل تحزن
346
ف الباري سبحانه وتعالى ،وعنايُته ،ليس إل .
ه لط ُ
إن ُ
**************************************
ن ل ََنا وقت الضائق ِ
ة؟« م ْ
» َ
تة كان ْ ت جريدةُ » القصيم « -وهي جريدةٌ قديم ٌ ذكر ْ
ت أن شاب ّا ً في دمشق حجَز ليسافَر ، در في البلد -ذكر ْ تص ُ
ن موعد َ إقلِع الطائرةِ في الساعةِ كذا وكذا ، وأخبر والدته أ ّ
تب ،وسمع ْ ت ،ونام هذا الشا ّ ن توقظه إذا دنا الوق ُ وعليها أ ْ
ن الرياح هوجاُء مه الحوال الجوية في أجهزةِ العلم ِ ،وأ ّ أ ّ
ت على ة ،فأشفق ْ ن هناك عواصف رملي ّ ً م ،وأ ّ ن الجوّ غائ ٌ وأ ّ
ت بابنها ،فما أيقظْته أمل ً منها أن تفوته وحيدها وبخل ْ
ن الوضِع ن الجوّ ل يساعد ُ على السفرِ ،وخاْفت م ْ ة،ل ّ الرحل ُ
ت
ت ،وقد أقعل ِ ن الرحلة قد فات ْ ت من أ ّ كد ْ ئ ،فلما تأ ّ الطار ِ
ظه فوجدْته مّيتا ً في ت إلى ابِنها توق ُ كاِبها ،أت ْ الطائرةُ بر ّ
شه . فرا ِ
قيك ُ ْ
م مَل ِ ه ُ فإ ِن ّ ُه َ من ْ ُ ن ِفّرو َ ذي ت َ ِ ت ال ّ ِ و َ م ْ ن ال ْ َ ل إِ ّ ق ْ ﴿ ُ
ماكم ب ِ َ في ُن َب ّئ ُ ُة َ هادَ ِ ش َ وال ّب َ عال ِم ِ ال ْ َ
غي ْ ِ ن إ َِلى َ دو َ م ت َُر ّ ثُ ّ
ن﴾ . مُلو َ ع َ م تَ ْ كنت ُ ْ ُ
ت وََقع . ت وفي المو ِ فّر من المو ِ
ة » :للناجي في البحر طريقٌ « . ت العام ُ وقد ْ قال ِ
ل النسان . ل فأيّ شيء يقت ُ وإذا حضر الج ُ
*************************************
ت
ص المو ِ
ن قص ِ
م َ
خ علي الطنطاوي في سماعاِته ومشاهداِته : ذكر الشي ُ
ل له سيارة ُ لوري ،فركب معه ض الشام رج ٌ أنه كان بأر ِ
ش مهّيأ ل في ظهرِ السيارة ،وكان في ظهرِ السيارة َنع ٌ رج ٌ
ت
ت الحاجةِ ،فأمطر ِ ت ،وعلى هذا النعش شراعٌ لوق ِ للموا ِ
ب فدخل في النعش السماُء وسال الماُء فقام هذا الراك ُ
ة
طى بالشراِع ،وركب آخُر فصِعد في ظهرِ الشاحن ِ وتغ ّ
ل تحزن
347
لش أحدا ً ،واستمّر نزو ُ ن في النع ِ مأ ّ ش ،ول يعل ُ ب النع ِ بجان ِ
ن أنه وحده في ظهر ب الثاني يظ ّ ل الراك ُ ث ،وهذا الرج ُ الغي ِ
ش ،ليرى : ل يده من النع ِ السيارةِ ،وفجأة ً ْيخرج هذا الرج ُ
ح بها ،فأخذ ث أم ل ؟ ولما أخرج يده أخذ يلو ُ ف الغي ُ لك ّ ه ْ
ن أن هذا ف ،وظ ّ ي الهلعُ والجزعُ والخو ُ ب الثان ِ هذا الراك ُ
الميت قد عاد حي ّا ً ،فنسي نفسه وسقط من السيارةِ ،فوقع
م رأسهِ فمات . على أ ّ
نل هذا بهذهِ الطريقةِ .وأ ْ ه أن يكون أج ُ وهكذا كتب الل ُ
ت بهذه الوسيلةِ . يكون المو ُ
عبْرعبٌر أيّ ِ والمنايا ِ ل شيٍء بقضاٍء ك ّ
ل الموت ،وأنه م ُ كر دائما ً أنه يح ِ ن يتذ ّ وقدْرالعبدِ أ ْ وعلى
ت ،وأنه ينتظُر الموت صباح مساء ،وما يسعى إلى المو ِ
ن أبي طالب يب ُ أحسن الكلمة الرائقة الرائعة التي قالها عل ّ
ت
ل )) :إن الخرة قد ارتحل ْ ه عنه – وهو يقو ُ – رضي الل ُ
مدِْبرة ،فكونوا من ت ُ ة ،وإن الدنيا قد ارتحل ْ مقبل ً
أبناء الخرة ،ول تكونوا من أبناء الدنيا ،فإن اليوم
ل (( . ب ول عم ٌ ب ،وغدا ً حسا ٌ ل ول حسا ُ عم ٌ
ن على النسان أن يتهّيأ وأن يتجهّز وأن دنا أ ّ وهذا يفي ُ
ل مع دد توبته ،وأن يعلم أنه يتعام ُ ُيصلح من حاِله ،وأن ُيج ّ
ف.ي عظيم ٍ لطي ٍ ب كريم ٍ قو ٍ ر ّ
ن على أحد ٍ ،ول يحابي أحدا ً ،ول إن الموت ل يستأذ ُ
ما و َل ،وليس للموت إنذاٌر مبكر يخبُر به الناسَ ﴿ ، يجام ُ
َ
ي
س ب ِأ ّ ف ٌ ري ن َ ْ ما ت َدْ ِو َغدا ً َ
ب َ س ُ ذا ت َك ْ ِ ما َس ّ ف ٌ ري ن َ ْ ت ََدْ ِ
ت﴾ مو ُ ض تَ ُ أْر ٍ
*****************************************
وَل ة
ً ع
َ سا ه ْ نعَ ن رو خ
ِ ﴿ ّل ت َست َأ ْ
َ ُ َ َ ُ ْ
ن﴾ مو َ د ُق ِست َ ْ تَ ْ
ذكر الطنطاويّ أيضا ً في سماعاِته ومشاهداِته :أن باصا ً
سَرةً ،وفجأةة وي ْ
من َ ً كان مليئا ً بالركاب ،وكان سائُقه يلتف ُ
ت يَ ْ
ل تحزن
348
ف لهذا الشيخ ف ؟ قال :أق ُ ب ِ :لم تق ُ وقف ،فقال له الركا ُ
الكبيرِ الذي ُيشيُر بيده ليركب معنا .قالوا :ل نرى أحدا ً ،
قال :انظروا إليه .قاُلوا :ل نرى أحدا ً ! قال :هو أقبل الن
س! ً ّ
ليركب معنا .قالوا كلهم :واللهِ ل نرى أحدا من النا ِ
وفجأة مات هذا السائقُ على مقعد ِ سيارت ِهِ .
ت وفاُته ،وكان هذا سببا ً ﴿ ، ت مني ُّته ،وحل ّ ْ لقد ْ حضر ْ
نمو َ د ُ ق ِست َ ْ ول َ ي َ ْ ة َع ً
سا َ ن َ خُرو َ ست َأ ْ ِ
م ل َ يَ ْ ه ْ جل ُ ُ
َ
جاء أ َ ذا َ َ
فإ ِ َ
ن
ن مظا ّ ف ،وينخلعُ قلبه م ِ ن النسان يجُبن من المخاو ِ ﴾،إ ّ
م ه ْوان ِ ِخ َقاُلوا ْ ل ِ ْ ن َ ذي َ ن تقتُله ﴿ ،ال ّ ِ المنايا ،وإذا َبالمآم ِ
ن
ع ْ ؤوا َ فادَْر ُ ل َ ق ْقت ُِلوا ُ ما ُ عوَنا َ طا ُ وأ َ دوا ْ ل َ ْ
ع ُق َ و َ َ
ب فينا أننا ن ﴾ .والعجي ُ قي َ صاِد ِ م َ كنت ُ ْت ِإن ُ و َ م ْم ال ْ َ سك ُ ُف ِ َأن ُ
ل ،ول في حقارةِ الدنيا ،ول في ل نفكُر في لقاِء اللهِ عّز وج ّ
ف. ل منها إل ذا وقْعنا في المخاو ِ قصةِ الرتحا ِ
*************************************
ل
م بالعل ِ
ت الجسا ُ
ح ِ
فربما ص ّ
ل ،فُأقعد في بيته ل السي ّرِ :أن رجل ً أصابه الشل ُ ذكر أه ُ
ط،س والحبا ِ ل واليأ ِ ل من المل ِ ت طوا ٌ ت عليه سنوا ٌ ،ومر ْ
جه ،وبّلغوا أهله وأبناءه ،وفي ذات جَز الطباُء في عل ِ وع َ َ
ف منزِله ،ولم يستطعْ أن ب من سق ِ ت عليه عقر ٌ يوم ٍ نزل ْ
ت
سها ضربا ٍ سه وضربْته برأ ِ ت إلى رأ ِ يتحرك من مكاِنه ،فأت ْ
ش
ص قدميه إلى مشا ِ مه من أخم ِ ت ،فاهتّز جس ُ ولدغْته لدغا ٍ
ب في أعضاِئه ،وإذا بالُبرِء والشفاء سه ،وإذا بالحياة ُ تد ّ رأ ِ
ل ويعود ُ نشيطا ً ،ثم ض الرج ُ مه ،وينتف ُ يسير في أنحاِء جس ِ
ح بابه ،
ف على قدميه ،ثم يمشي في غرفِته ،ثم يفت ُ يق ُ
دقون ل واقفا ً ،فما كانوا يص ّ ويأتي أهله وأطفاله ،فإذا الرج ُ
خب ََر .
وكادوا من الذهول ُيصعقون ،فأخبرهم ال َ
ل في هذا !! فسبحان الذي جعل علج هذا الرج ِ
ل تحزن
349
دق المقولة ،وذك ََر أن ض الطباِء فص ّ
ت هذا لبع ِ وقد ذكر ُ
ج به هؤلِء ما ً ُيستخدم بتخفي ٍ
ف كيماويّ ،ويعال ُ صل ً سا ّ
هناك م ْ
المشلولون .
ف في عله ،ما أنزل داًء إل وأنزل له دواًء . ل اللطي ُ فج ّ
****************************************
وللولياء كرامات
ة بن أشيم العابد ُ الزاهد ُ من التابعين :يذهب هذا صل ُ
بل فيذه ُ مه اللي ُ ل ليجاهد في سبيل اللهِ ،ويض ّ إلى الشما ِ
ضأ ،ويقوم إلى غايةٍ ليصلي فيها ،ويدخل بين الشجرِ ويتو ّ
صلة « وهو ب من » ِ مصليا ً ،وينهد ّ عليه أسد ٌ كاسٌر ،ويقتر ُ
ع
ة في تبّتله مستمّر ،ولم يقط ْ في صلته ،ويدوُر به ،وصل ُ
ة بن أشيم من ركعتين ،ثم يقو ُ
ل م صل ُ صلته وِذكره ،ويسل ّ ُ
كني ؤمر فاتر ْ للسد ِ :إن كنت ُأمرت بقتلي فكْلني ،وإن ت ُ ْ
أناجي ربي .فأرخى السد ُ ذيله وذهب من المكان ،وترك
صلة يصلي .
ب ولك أن تنظر في » البداية والنهاية « وغيرها من كت ِ
ل اللهِ في التاريِخ ،وهذا مذكوٌر عن »سفينة« مولى رسو ِ
له من ساح ِ ة مع ُ ب تراجم ِ الصحابةِ ،أنه أتى هو ورْفق ٌ كت ِ
دهم ،فقال ل يري ُ مقب ٍ البحرِ ،فلما نزُلوا البّر فإذا بأسدٍ كاسر ُ
ل الله وأنا ب رسو ِ ة :يا أيها السد ُ أنا من أصحا ِ سفين ُ
مه ،وهؤلء رفقتي ول سبيل لك علينا .فوّلى السد ُ خاد ُ
ْ
ن. هاربا ً ،وزأر زأرةً كاد يمل بها ربوع المكا ِ
ث ل ينكُرها إل مكابٌر ،وإل ففي وهذه الوقائعُ والحدا ُ
ل المقام ِ ن اللهِ في خلِقهِ ما يشهد ُ بمثل هذا ،ولول طو ُ سن ُِ
ص الصحيحةِ الثابتةِ في هذا الباب ، ت القص ِ ت عشرا ِ لورد ْ ُ
ة من هذا الحديث ،لتعلم أن هناك رّبا لطيفا ً ن يكفيك دلل ً لك ْ
ة .إن علم الله يلحقُ الناس ، ب عنه غائب ٌ حكيما ً ل تغي ُ
من ن ِ ما ي َ ُ
كو ُ ولطفه سبحانه وتعالى وشهوده واطلعه َ ﴿ :
ل تحزن
350
و
ه َة إ ِّل ُ
س ٍم َ خ ْوَل َ
م َ ه ْع ُ
و َراب ِ ُ ة إ ِّل ُ
ه َ وى ث ََلث َ ٍ ج َنّ ْ
َ
وَل أك ْث ََر إ ِّل ُ َ
م
ه ْ
ع ُ
م َ
و َه َ ك َمن ذَل ِ َ وَل أدَْنى ِ م َ ه ْس ُساِد ُ َ
كاُنوا ﴾ . ما َ َ
ن َأي ْ َ
*****************************************
ه وكيل ً وشهيدا ً
كفى بالل ِ
ذكر البخاريّ في صحيحهِ :أن رجل ً من بني إسرائيل
ل أن ُيقرضه ألف دينارٍ ،قال :هل لك شاهد ٌ ؟ طلب من رج ٍ
ه .قال :كفى بالله شهيدا ً . قال :ما معي شاهد ٌ إل الل ُ
ه .قال : ل ؟ قال :ما معي وكيل إل الل ُ قال :هل معك وكي ٌ
ل .ثم أعطاه ألف دينار ،وذهب الرجل وكان كفى بالله وكي ًً
مى ،وبينهما نهٌر في تلك الديارِ ، ل مس ّ بينهما موعد ٌ وأج ٌ
ب الدنانيرِ ليعيدها لصاحِبها فلما حان الموعد ُ أتى صاح ُ
ل ،فوقف على شاطئ النهرِ ،يريد ُ قاربا ً يركُبه إليه ، الو ِ
ل وبقي وقتا ً طويل ً ،فلم يجد ْ من فما وجد شيئا ً ،وأتى اللي ُ
ت إل أنت ، م إنه سألني شهيدا ً فما وجد ُ يحمُله ،فقال :الله ّ
م بل ّْغه هذه الرسالة . ت إل أنت ،الله ّ وسألني كفيل ً فما وجد ُ
ة
ة فنقرها وأدخل الدنانير فيها ،وكتب فيها رسال ً ثم أخذ خشب ً
ن الله ، ت بإذ ِ ،ثم أخذ الخشبة ورماها في النهرِ ،فذهب ْ
ف اللهِ ،وبعنايةِ اللهِ سبحانه وتعالى ،وخرج ذاك وبلط ِ
ل ينتظُر موعد صاحبهِ ،فوقف ب الدنانير الو ُ ل صاح ُ الرج ُ
على شاطئ النهرِ وانتظر فما وجد أحدا ً ،فقال ِ :لم ل آخذ
ة بالدنانير ،فأخذها ت له الخشب ُ حطبا ً لهل بيتي ؟! فعرض ْ
وذهب بها إلى بيِته ،فكسرها فوجد الدنانير والرسالة .
دى ن الشهيد سبحانه وتعالى أعان ،ولن الوكيل أ ّ ل ّ
علهُ . ه في ُ الوكالة ،فتعالى الل ُ
ن ﴾. مُنو َ م ْ
ؤ ِ ل ال ْ ُ وك ّ ِ فل ْي َت َ َ ه َ عَلى الل ّ ِ و َ ﴿ َ
ن﴾. مِني َ
ؤ ِم ْكنُتم ّ وك ُّلوا ْ ِإن ُ فت َ َ ه َ عَلى الل ّ ِ و َ ﴿ َ
********************************************
**
ل تحزن
351
ة
وقفــــ ٌ
قال لبيد ُ :
س
دق النف ِ ص ْ ن ِ إ ّ ب النفس إذا فاكذ ِ
لي ُْزِري بالم ْ ي: وقالد ّْثتها ح
البست ّ
ه بشيٍء م وعل ّل ْ ُ تج ّ أفِد ْ طبعك المكدود
ح ُيعطى المْزماِبمقدارِ
من أعطيته ة
راح ً ن إذا بالهم
ولك ّ ْ
من الملِح م ِ علي بن الشبل :الطعا ُ ن فليك ْ ذاكأبو وقال
بقاء النارِ ُتحف ُ
ظ ظ الجسم ِ تبقى بحف ِ
تمدِءد ْ لها طول بالوعاول ض فلم ّ هُ
م ِسفيال ٍ النفس
فباليأ ُ ِ
رها الشدائد في الرجاِء
وذك ّ ْ دها في شدائدها تهاعْ ْمِ
ت ُو ِ
ة
من َْفعَ ُ
ب َ الرخاِء
وبالتركي ِ حها هذا رخاًءصل ُ ُيعد ّ
الدواِء
***************************************** وهذا
ة
ن مستجاب الدعو ِ
ب مطعمك تك ْ
أط ِ ْ
ك هذه الحقيقة ،وهو أحد ُ ن أبي وّقاص يدر ُ كان سعد ُ ب ُ
العشرةِ المبشرين بالجنةِ ،وقد دعا له بسداد ِ الرمي
ق الصبِح . فل
َ َ ك ته دعو بت أجيوإجابة الدعوة ،فكان إذا دعا ُ
ِ ُ ْ ِ ِ
ه عنه – أناسا ً من الصحابة أرسل عمُر – رضي الل ُ
س عليه ل سعد ٍ في الكوفةِ ،فأثنى النا ُ يسألون عن عد ْ ِ
ل فقال س ،قام رج ٌ ي لبني عب ْ ٍ خْيرا ً ،ولما أْتوا في مسجد ِ ح ّ
ل في القضيةِ ،ول ن سعدٍ ؟ فإنه ل يعد ُ :أما سألتموني ع ْ
م
سوي ّةِ ،ول يمشي مع الرعية .فقال سعد ٌ :الله ّ م بال ّ يحك ُ
ل عمره ، ة فأع ْم ِ بصره ،وأط ْ ن كان قام هذا رياًء وسمع ً إ ْ
ل ،وسقط حاجباهُ مُر هذا الرج ِ ن .فطال عُ ْ ضه للفت ِ وعّر ْ
ن في شوارِع ض للجواري ويغمزهُ ّ على عينيه ،وأخذ يتعّر ُ
خ مفتون ، ،أصابْتني دعوة سعْد ٍ . الكوفةِ ،ويقول :شي ٌ
ل ،وصدق النية معه ،والوثوق ل باللهِ عّز وج ّ إنه التصا ُ
ب العالمين . هر ّ بموعوِده ،تبارك الل ُ
ل تحزن
352
سعد أيضا ًَ :أن رجل ً وفي » سيرِ أعلم ِ النبلِء« :عن ُ
ه عنه– ،فدافع سعد ٌ عن علي ، ب عليا ً -رضي الل ُ س ّ قام ي َ ُ
ب والشتم ِ ،فقال سعد ٌ :اللهم واستمّر الرجل في الس ّ
اكفنيه بما شئت .فانطلق بعيٌر من الكوفةِ فأقبل مسرعا ً ،
لص َ ن الناس حتى وَ َ ل يلوي على شيء ،وأخذ يدخل من بي ِ
ل ،ثم داسه بخّفْيه حتى قتله أمام مشهد ٍ ومرأى إلى الرج ِ
س. من النا ِ
ة الدّن َْيا حَيا ِ في ال ْ َ مُنوا ِ نآ َ ذي َ وال ّ ِ سل ََنا َ صُر ُر ُ ﴿ إ ِّنا ل ََنن ُ
د﴾ . ها ُ ش َ م اْل َ ْ قو ُ م يَ ُ و َ وي َ ْ َ
ض لك هذه القصص لتزداد إيمانا ً ووثوقا ً وإنني أعر ُ
بموعودِ رّبك فتدعوه وتناجيه ،وتعلم أن اللطف لطُفه
عوِني سبحانه ،وأنه قد أمرك في محكم التنزيل فقال ﴿ :ادْ ُ
فإ ِّني عّني َ عَباِدي َ ك ِ سأ َل َ َ ذا َ وإ ِ َ
َ ﴿ . ﴾ مْ ُ ك َ ل ب ْ ج
ِ َ تس ْ
أَ
ن ﴾ .. ع إِ َ ُ َ
عا ِ ذا دَ َ دا ِ وةَ ال ّ ع َ ب دَ ْ جي ُ بأ ِ ري ٌ ق ِ
ج الحسن البصريّ ليبطش به ، جا ُ لقد استدعى الح ّ
ف الله ، ة اللهِ ولط ُ ن وما في ذهنه إل عناي ُ وذهب الحس ُ
ف بأسماِئه عد اللهِ ،فأخذ يدعو رّبه ،ويهت ُ والوثوقُ بو ِ
ج، ه قلب الحجا ِ ول الل ُ الحسنى ،وصفاِته العلى ،فيح ّ
ن إل وقد تهيأ س ُ ف في قلبه الرعب ،فما وصل الح َ ويقذ ُ
ن، س َ ح َ ب ،واستقبل ال َ ج لستقباِله ،وقام إلى البا ِ الحجا ُ
سه معه على السريرِ ،وأخذ ُيطّيب لحيته ،ويترفّقُ به ، وأجل َ
ة
ب العز ِ ب !! فما هو إل تسخيُر ر ّ ن له في الخطا ِ وُيلي ُ
ل. والجل ِ
ن،ن لطف اللهِ يسري في العالم ِ ،في عالم النسا ِ إ ّ
ل والنهارِ ،في حرِ ،في اللي ِ ن ،في البّر والب ْ في عالم ِ الحيوا ِ
همد َ ِ ح ْ ح بِ َ سب ّ ُء إ ِل ّ ي ُ َ ي ٍ ش ْ من َ وِإن ّ نَ ﴿، ك والساك ِ المتحر ِ
فورا ً ﴾ غ ُ حِليما ً َ ن َ كا َه َ م إ ِن ّ ُ ه ْ ح ُ سِبي َ ن تَ ْ هو َ ق ُف َ كن ل ّ ت َ ْ وَلـ ِ َ
.
ن سليمان عليه السلم قد ُأوتي منطق الطيرِ ، ح:أ ّ ص ّ
لس ،وفي طريِقه من بيِته إلى المص ّ ج يستسقي بالنا ِ خَر َ َ
ل تحزن
353
زة ،تدعو الله الذي ب الع ِ ت رجليها تدعو ر ّ ة قد رفع ْ رأى نمل ً
س،
ث ،فقال سليمان :أّيها النا ُ ف وُيغي ُ ح ويلط ُ يعطي ويمن ُ
ركم . كفيُتم بدعاِء غي ِ عوُدوا فقد ُ
ث ينهمُر بدعاِء تلك النملةِ ،النملةِ التي فِهم فأخذ الغي ُ
ف بجيشه الجّرار ، م ،وهو يزج ُ ن عليه السل ُ كلمها سليما ُ
َ مل َ ٌ
ها ة َيا أي ّ َ ت نَ ْ قال َ ْ لَ ﴿: ظ أخواتها في عالم النم ِ فتع ُ
نما ُ سل َي ْ َم ُ من ّك ُ ْ حط ِ َ م َل ي َ ْ ساك ِن َك ُ ْم َ خُلوا َ ل ادْ ُم ُ الن ّ ْ
من حكا ً ّ ضا ِ م َ س َفت َب َ ّ ن}َ {18 عُرو َ ش ُ م َل ي َ ْ ه ْو ُ جُنودُهُ َ و ُ َ
ف البري سبحانه ها﴾ .في كثير من الحيان يأتي لط ُ ول ِ َ َ
ق ْ
ت. وتعالى بسبب هذه العجماوا ِ
عّزتي
ل )) :و ِ وقد ذكر أبو يعلى في قدسي أن الله يقو ُ
م ُرت ّعٌ ، ضعٌ ،وبهائ ُ خ ُرك ّعٌ ،وأطفال ُر ّ وجللي ،لول شيو ٌ
ت عنكم قط َْر السماِء (( . لمنع ُ
********************************************
د رّبه
ح بحم ِ
ن شيء إل يسب ّ ُ
نم ْ
وإ ْ
ن لمولهُ ، ه ،وأذع ّ ن الهدد في عالم ِ الطيورِ عرف رب ّ ُ إ ّ
وأخبت لخالِقه .
ت إلى ة ،وانته ْ ة الطويل ُ ذهب الهدهد ُ ،وكانت تلك القص ُ
ف
تلك النتائِج التاريخيةِ ،وكان سببها هذا الطائُر الذي ع ََر َ
ب ! الهدد أذكى من ض العلماِء :عجي ٌ رّبه ،حتى قال بع ُ
دة
ش ّن ك ََفَر في الرخاِء فما نفعه إيماُنه في ال ّ فرعون ،فرعو ُ
شدةِ . ،والهدهد ُ آمن برّبه في الرخاِء ،فنفعه إيماُنه في ال ّ
َ
ج
ر ُخ ِ
ذي ي ُ ْ ه ال ّ ِ دوا ل ِل ّ ِ ج ُ س ُ الهدهد ُ قال ﴿ :أّل ي َ ْ
هن إ ِل َ ٍ م ْ كم ّ ت لَ ُ م ُ عل ِ ْ
ما َ ن يقول َ ﴿ : بءَ . ﴾......وفرعو ُ خ ْ ال ْ َ
ي من كان الهدهد أذكى منه ، ري . ﴾ ......إن الشق ّ غي ْ َِ
ت سُبله ، رها منه .وإن البليد من أظلم ْ م لمصي ِ والنملة أفه ُ
مه ْحه عن النفِع ﴿ ،ل َ ُ ت جوار ُ طل ْت حباُله ،وتع ّ طع ْ وتق ّ
ها ن بِ َ صُرو َ ن ل ّ ي ُب ْ ِ عي ُ ٌم أَ ْ ه ْول َ ُها َ ن بِ َ هو َ ق ُ ب ل ّ يَ ْ
ف َ قُلو ٌ ُ
ها ﴾ . ن بِ َ عو َ م ُ
س َ ن ل ّ يَ ْ ذا ٌ مآ َ ه ْ ول َ ُ َ
ل تحزن
354
ري ، ف اللهِ يسري ،وخيُره يج ِ في عالم النحل لط ٌ
وعنايُته تلحقُ تلكم الحشرة الضئيلة المسكينة ،تنطلقُ من
س رزقها ،ل تقعُ إل على خلّيتها بتسخيرٍ من الباري ،تلتم ُ
ق
م بالورودِ ،تعش ُ ص الرحيقَ ،تهي ُ ي الطاهرِ ،تم ّ ب النق ّ الطي ِ
ف ألواُنه فيه شفاءٌ ب مختل ٍ ة بشرا ٍ مل ً هر ،تعود ُ مح ّ الّز ْ
س ،تعود ُ إلى خليِتها ل إلى خليةٍ أخرى ،ل تض ّ
ل ِ للنا
طريقها ،ول تحار في سبِلها َ ﴿ ،
ل
ح ِ ك إ َِلى الن ّ ْ حى َرب ّ َ و َ وأ ْ َ ُ
ما ّ ً ْ أَ
م ّ و ِِ َ ر ج
َ ش ال ن
َ م
ِ و
َ ا يوت ُ ُ ب لِ با
َ ج
ِ ل ا نَ م
ِ ذي ِ خ
ِ ّ ت ا نِ
كي سل ِ ُ فا ْ ت َ مَرا ِ ل الث ّ َ من ك ُ ّ م ك ُِلي ِ ن} {68ث ُ ّ شو َ ر ُ ع ِ يَ ْ
ف
خت َل ِ ٌ م ْ ب ّ شَرا ٌ ها َ طون ِ َ من ب ُ ُ ج ِ خُر ُ ك ذُل ُل ً ي َ ْ ل َرب ّ ِ سب ُ َ ُ
ة لّ َ َ
وم ٍ ق ْ ك لي َ ً في ذَل ِ َ ن ِ س إِ ّ فاء ِللّنا ِ ش َ ه ِ في ِ ه ِ وان ُ ُ أل ْ َ
ن﴾. فك ُّرو َ ي َت َ َ
ث ،ومن ن هذا القصص ،ومن هذا الحدي ِ إن سعادتك م ْ
هذه الِعبر :أن تعلم أن هناك لطفا ً خفيا ً للهِ الواحدِ الحدِ ،
ن عليك ه وحده ،وأ ّ فتدعوه وحده ،وترجوه وحده ،وتسأل ُ
ي
ي ،وفي الن ّهِْج السماو ّ ق الربان ّ ل في الميثا ِ واجبا ً شرعيا ً نز َ
له ،وأن تتجه بقلِبك أن تسجد له ،وأن تشكره ،وأن تتو ّ
شَر الكثير وهذا العالم ن تعلم أن هذا الب َ إليه .إن عليك أ ْ
ن ،إنهم الضخم ،ل ُيغنون عنك من اللهِ شيئا ً ،إنهم مساكي ُ
كلهم محتاجون إلى اللهِ ،إنهم يطلبون رزقهم صباح مساء ،
حتهم وعافيتهم وأشياءهم وأموالهم ويطلبون سعادتهم وص ّ
ل شيٍء . كك ّ ومناصبهم من اللهِ الذي يمل ُ
َ َ
وه َه ُ والل ّ ُ ه َ قَراء إ َِلى الل ّ ِ ف َ م ال ْ ُ س أنت ُ ُ ها الّنا ُ ﴿ َيا أي ّ َ
ن أنه ل يهديك د ﴾ ،إن عليك أن تعلم علم اليقي ِ مي ُ ح ِ ي ال ْ َ غن ِ ّ ال ْ َ
حك ظك ،ول يمن ُ ول ينصُرنك ،ول يحميك ول يتولك ،ول يحف ُ
ب
ب ،وتفرد الر ّ حد اتجاه القل ِ ه ،إن عليك أن تو ّ إل الل ُ
ل والستعانةِ والرجاِء ،وأن تعلم بالوحدانيةِ واللوهيةِ والسؤا ِ
ق ،وأن الفاني ج إلى الخال ِ ْقدر البشرِ ،وأن المخلوق يحتا ُ
ج إلى الغني ،وأن ج إلى الباقي ،وأن الفقيَر يحتا ُ يحتا ُ
ل تحزن
355
ج إلى القويّ .والقوة ُ والغنى والبقاُء والعّزةُ الضعيف يحتا ُ
حد َهُ .
ه وَ ْ ة يمل ُ
كها الل ُ المطلق ُ
ل إليه ،
إذا علمت ذلك ،فاسعد ْ بقربهِ وبعبادِته والتبت ِ
ن استغفرته غ ََفَر لك ،وإن تبت إليه تاب عليك ،وإن إليه ،إ ِ
سألته أعطاك ،وإن طلبت منه الرزق رزقك ،وإن
استنصرته نصرك ،وإن شكرته زادك .
******************************************
ارض عن الله عّز وج ّ
ل
ه ربا ً ،وبالسلم دينًا، ت بالل ِ من لوازم ِ ))رضي ُ
د نبيًا(( .أن ترضى عن رّبك سبحانه وتعالى ، وبمحم ٍ
ره ، ره وش ِ مه ،وترضى بقضاِئه وقدرِهِ ،خي ِ فترضى بأحكا ِ
مّره . وه و ُ حل ِ ُ
ة، ت صحيح ً ن بالقضاِء والقدرِ ليس ْ إن النتقائية باليما ِ
ب عند موافقةِ القضاِء لرغباِتك ، س ُ ح ْ وهي أن ترضى فَ َ
ن
خط إذا خالف مرادك ومْيلك ،فهذا ليس من شأ ِ وتتس ّ
العبدِ .
طوا في البلِء ، ضوا برّبهم في الرخاءِ وسخ ُ إن قوما ً ر ُ
ه َ دوا وقت النقمةِ َ ﴿ ،
صاب َ ُ نأ َ فإ ِ ْ وانقاُدوا في النعمةِ وعان ُ
َ خير اطْ َ
ه
ه ِج ِ و ْ عَلى َ ب َ قل َ َ ة ان َ
فت ْن َ ٌ
ه ِ صاب َت ْ ُنأ َ وإ ِ ْ ه َ ن بِ ِمأ ّ َ َ ْ ٌ
ة﴾ . خَر َ واْل ِ سَر الدّن َْيا َ خ ِ َ
دوا في السلم ِ سلمون ،فإذا وج ُ ب يُ ْ لقد ْ كان العرا ُ
ن
ب ،قالوا :هذا دي ُ ت عش ٍ ن ،ونب ْ ِ ث ،ودّر لب ٍ ل غي ٍ رغدا ً بنزو ِ
خي ْرٍ .فانقاُدوا وحافظوا على ديِنهم .
دبا ً واضحملل ً في حطا ً وج ْ دوا الخرى ،جفافا ً وق ْ فإذا وج ُ
كواصوا على أعقابهم وتر ُ ل وفناًء للمرعى ،نك ُ الموا ِ
رسالتهم ودينهم .
م الرغبةِ للنفس .إن هناك م الهوى ،وإسل ُ هذا إذن إسل ُ
ل ،لنهم يريدون ما عند اللهِ ، أناسا ً يرضون عن اللهِ عّز وج ّ
ل تحزن
356
يريدون وجهه ،يبتغون فضل ً من اللهِ ورضوانا ً ،يسعون
للخرةِ .
وبالمصطفى م ربا ً رضينا بك الله ّ
وهاديا
سّر ي لنورا ً
ت فمو ِ ر المختاوإل ظم ّ ن ة حيا وخالقا ً
ما
ُ ٌ ٌ فإ ّ
ويصطفيه للخدمةِ ويجتبيه ه للعبودي ّةِ العاديا الل ُ سيرها حه يرش ُ ي
الوح ُ إن من
ح والصطفاِء ّ
لسدانةِ الملةِ ،ثم ل يرضى بهذا الترشي ِ
سرمديّ ﴿ : ط البدي والهلك ال ّ والجتباِء ،لهو حقيقٌ بالسقو ِ
ن ف َ ن َ شي ْ َ ه ال ّ َ ها َ سل َ َ آت َي َْناهُ آَيات َِنا َ
كا َ طا ُ ع ُفأت ْب َ َ من ْ َ خ ِ فان َ
مه ْع ُ م َ
س َ خْيرا ً ّل ْ م َ ه ْ في ِ ه ِ م الل ّ ُ عل ِ َ و َ ول َ ْن﴾َ ﴿، وي َ غا ِ ن ال ْ َم َ ِ
َ
ن﴾. ضو َ ر ُ ع ِ م ْهم ّ و ُ وّلوا ْ ّ م ل َت َ َ ه ْ ع ُ م َ س َوأ ْ ول َ ْ
َ
ج المقّربون إلى ة الديانةِ الكبرى ،منها َيل ُ إن الّرضا بواب ُ
ره ،المستسلمون رّبهم ،الفرحون بهداه ،المنقادون لم ِ
لحكمه .
بن ،فأعطى كثيرا ً من رؤساءِ العر ِ م غنائم ُ
حن َي ْ ٍ س َ قَ ّ
ة بما في قلوِبهم من ومتأخري العرب ،وترك النصار ،ثق ً
ن واليقين والخيرِ العميم ِ ،فكأنهم عتُبوا لن الرضى واليما ِ
سَر لهم السّر في المقصود لم يظهر لهم ،فجمعهم وف ّ
المسألةِ ،وأخبرهم أنه معهم ،وأنه يحّبهم ،وأنه ما أعطى
ص ما عندهم من اليقين ،وأما ً
أولئك إل تأليفا لقلوبهم ،لنْق ِ
النصاُر فقال لهم )) :أما ترضون أن ينطلق الناس
ه إلى ل الل ِ بالشاء والبعير ،وتنطلقون برسو ِ
ه
س ِدثار ،رحم الل ُ رحاِلكم ؟! النصار شعاٌر ،والنا ُ
ر ،لو ء النصا ِ ر ،وأبناء أبنا ِ النصار ،وأبناء النصا ِ
عبا ً وواديا ً ،وسلك النصاُر شعبا ً ش ْ س ِ سلك النا ُ
ر (( . ب النصا ِ ع َ ش ْ رو ِ ت وادي النصا ِ وواديا ً لسلك ُ
ت عليهم ة .وملْتهم المسّرة ُ ،ونزل ْ فغمرْتهم الفرح ُ
ة ،وفازوا برضا اللهِ ورضا رسول ِهِ . السكين ُ
ل تحزن
357
وقون إلى جن ّةٍ ن اللهِ ويتش ّ ضوا ِ إن الذين يتطلعون إلى رِ ْ
رها بدل ً ض ،ل يقبلون الدنيا بحذافي ِ ت والر ُ ضها السماوا ُ عر ُ
ل العظيم ِ . ن ،ول عوضا ً عن هذا النوا ِ من هذا الرضوا ِ
ي بين يدي رسول اللهِ فأعطاه بعض أسلم أعراب ّ
ل ،فقال :يا رسول اللهِ ،ما على هذا بايعُتك .فقال الما ِ
ل اللهِ )) : على ماذا بايعتني ؟(( قال :بايعُتك رسو ُ
م طائش فيقع هنا )وأشار إلى حل ِْقه( على أن يأتيني سه ٌ
ه
ق الل ُ صد ُ ِ ويخرج من هنا )وأشار إلى قفاه(.قال له)) :إن ت ْ
م طائش ونفذ من ك(( .وحضر المعركة ،وجاءه سه ٌ ق َ يصد ُ
ره ،ولقي رّبه راضيا ً مرضّيا . نح ِ
تلك الكنوُز من م مال والّيا ُ ما الما ُ
من ب ِ س هذهرِ والذ ّ
الكداهَ ْ ُ الجواه ما وما والقصُر المجد ُدنيا ما ّال
ه أكرم بالل ُ أغلى النش
ويبقى ْ تفنى المنى ٍ
ة ل نفيس وما ّ
شيء ك ُ ف
المني ُ ل
أناسا ً .قليلي الدين ، ب
فأعطىهَ ْ
ذات يوم أموال ً ،من وَ ة
مرغوب ٍ
ووّزع
ت مُثل ،وترك أناسا ً ث ُّلم ْ ضحلى المانة ،مقفرين في عالم ال ُ
ُ
ت جرح ْ ت أموُالهم ،و ُ ل اللهِ ،وأنفق ْ سيوُفهم في سبي ِ
ب عن المل ّةِ ،ثم قام خطيبا ً مهم في الجهاد ِ والذ ّ أجسا ُ
في المسجدِ وأخبرهم بالمرِ ،وقال لهم )) :إني أعطي
ع
ه في قلوِبهم من الجز ِ ما جعل الل ُ أناسا ً ل ِ
ه في قلوِبهم من ع أناسا ً لما جعل الل ُ ع ،وأدَ ُ والطم ِ
ن تغلب (( . ر – منهم :عمرو ب ُ ن – أو الخي ْ ِ اليما ِ
ن لي بها الدنيا وما ة ما أريد ُ أ ّ ن تغلب :كلم ً ل عمروُ ب ُ فقا َ
فيها .
ل الرضا عن حك ْم ِ رسول ِ ِ
ه إنه الرضا عن اللهِ عّز وج ّ
ن الدنيا ل تساوي عند الصحابي ب ما عند َ اللهِ ،إ ّ ، طل َ
الواحد كلمة راضية باسمة منه .
لقد كانت ُوعود ُ الرسول لصحاِبه ثوابا ً من عند ِ اللهِ ،
ة عنده ورضوانا ً منه ،لم ي َعِد ْ أحدا ً منهم بقصرِ أو وجن ً
ل كذا وله وليةِ إقليم ٍ أو حديقةٍ .كان يقول لهم :من يفع ُ
ل تحزن
358
ل الذي ة ؟ ولخر :وهو رفيقي في الجنةِ ؟ لن البذ ُ الجن ُ
ل الذي أنفقوه والجهد ُ الذي قدموه ،ل جزاء له بذلوه والما ُ
ئ المجهود إل في الدارِ الخرةِ ،لن الدنيا بما فيها ل تكاف ُ
ل زهيد ٌ . ص وبذ ْ ٌ س ،وعطاٌء رخي ٌ ن بخي ٌ الضخم ؛ لنها ثم ٌ
ه عنه -رسول ن عمُر -رضي الل ُ وعند الترمذيّ :يستأذ ُ
اللهِ في العمرةِ ،قال )) :ل تنسنا من دعاِئك يا أخي
(( .
ل الهدى ، الما ُ
م وقائل هذه الكلمة هو رسو ُ
ة
ة عظيم ٌ م ،الذي ل ينطقُ عن الهوى ،ولكنها كلم ٌ المعصو ُ
ن لي بها ة ،قال عمُر فيما بعد ُ :كلمة ما أريد أ ّ ة ونفيس ٌ وثمين ٌ
الدنيا وما فيها .
ك: ن تشعر أن رسول اللهِ ، قال لك أنت بعين ِ ولك أ ْ
ل ْتنسنا من دعائك يا أخي .
كان رضا رسول الله عن رّبه فوق ما يصُفه
ْ
ض في السلم ِ ض في الغنى والفقرِ ،را ٍ الواصفون ،فهو را ٍ
ة
ض وقت الصح ِ ف ،را ٍ ض وقت القوةٍ والضع ِ ب ،را ٍ والحر ِ
ض في الشدةِ والرخاِء . والسقم ِ ،را ٍ
عاش مرارة الي ُت ْم ِ ،وأسى اليتم ِ ،ولوعة اليتم ِ فكان
ل التمرِ – أي رديئه ، - راضيا ً ،وافتقر حتى ما يجد د َقَ َ
ض
ط الحجر على بطِنه من شد ّةِ الجوِع ،ويقتر ُ وكان يرب ُ
م على الحصير ن درعه عنده ،وينا ُ شعيرا ً من يهودي ويره ُ
ة أيام ل يجد ُ شيئا ً يأكُله ،ومع ذلك فيؤثُر في جنِبه ،وتمّر ثلث ُ
شاء ذي ِإن َ ك ال ّ ِب العالمين ﴿ ت ََباَر َ كان راضيا ً عن اللهِ ر ّ
ها
حت ِ َ من ت َ ْ ري ِ ج ِ
ت تَ ْ جّنا ٍك َ من ذَل ِ َ خْيرا ً ّ ك َ ل لَ َ ع َ ج ََ
صورا ً ﴾ . عل ل ّ َ َ
ق ُ ك ُ ج َوي َ ْ
هاُر َ اْلن ْ َ
ف هو ورضي عن رّبه وقت المجابهةِ الولى ،يوم وقَ َ
ل الدنيا – تحارُبه بخيِلها ت الدنيا – ك ّ ب اللهِ ،ووقف ِ في حز ِ
وها بخيلئها ،فكان راضيا ً عن جلها ،بغناها بزخرِفها ،بزه ِ ور ِ
مهن اللهِ في الفترةِ الحرجةِ ،يوم مات ع ّ ِ اللهِ .رضي ع
كذب أشد ّ ة ،وُأوذي أشد ّ الذى ،و ُ وماتت زوجٌته خديج ُ
ل تحزن
359
صد ْقِهِ ،فقيل له : ت كرامُته ،وُرمي في ِ خدش ُ ب،و ُ التكذي ِ
ن ،وشاعٌر . ن ،ومجنو ٌ ب ،وساحٌر ،وكاه ٌ ذا ٌك ّ
ع
ط رأسهِ ،فيها مرات ُ ده ،ومسق ِ رد من بل ِ ورضي يوم ط ُ ِ
ت إلى مكة ن شباِبه ،فيلتف ُ ب طفولِته ،وأفاني ُ صباه ،وملع ُ
ي، ه إل ّ ب بلِد الل ِ ك أح ّ عه ،ويقول )) :إن ِ ل دمو ُ وتسي ُ
ت (( . ن أهلك أخرجوني منك ما خرج ُ ولول أ ّ
رض ف ليع ِ ب إلى الطائ ِ ورضي عن اللهِ وهو يذه ُ
ل ،وُيرمى دعوته ،فُيواجه بأقبِح رد ّ ،وبأسوأ ِ استقبا ٍ
بالحجارةِ حتى تسيل قدماه ،فيرضى عن موله .
ويرضى عن اللهِ وهو يخرج من مكة مرغما ً ،فيسير
ل في طريِقه ل ،وُتوضعُ العراقي ُ إلى المدينة وُيطارد ُ بالخي ِ
أينما ذهب .
ن ،وفي ن ،وفي كل مكا ٍ ل موط ٍ يرضى عن ربه في ك ّ
ن. ٍ كل زم
ُ
سه ،وُتكسُر ثنيُته ،وُيقت ُ
ل ج رأ ُ حدا ً فُيش ّيحضر أ ُ
صّفوا شه ،فيقول ُ )) : ب جي ُ ه ،وُيغل ُح أصحاب ُ مه ،وُيذب ُ ع ّ
لثني على ربي (( . ورائي ُ
ده من المنافقين ف كافٌر ض ّ حل ْ ٌ يرضى عن رّبه وقد ظهر ِ
وضا ً واليهود والمشركين ،فيقف صامدا ً متوك ّل ً على اللهِ ،مف ّ
المر إليه .
ك َرب ّ َ
ك طي َ ع ِف يُ ْ و َ ول َ َ
س ْ وجزاُء هذا الرضا منه َ ﴿ :
ضى ﴾ . فت َْر ََ
******************************************
ف في وادي نخلة
هتا ٌ
ِ
م من مكة حيث أهُله وأبناؤه ُ
أخرج محمد ٌ المعصو ُ
شّرد تشريدا ً ،والتجأ إلى طرد ُ طردا ً و ً
وداُره ووطُنه ُ ،
ت عليه جوِبه بالجحود ِ ،وتهاو ْبو ُ ف فُقوبل بالتكذي ِ
الطائ ِ
م.س والشت ُ الحجارةُ والذى وال ّ
ل تحزن
360
ن
ن وقدماه بدماِء الطهرِ تنزفا ِ كفا ِفعيناه بدموع السى ت ِ
ج ،فإلى من يلتجئ ؟ ومن يسأ ُ
ل ،وقلُبه بمرارةِ المصيبة ي َل ْعَ ُ
ي
؟ وإلى من يشكو ؟ وإلى من يقصد ُ ؟ إلى اللهِ إلى القو ّ
إلى القهارِ ،إلى العزيزِ ،إلى الناصرِ .
ب ،وشكر موله ، استقبل محمد ٌ القبلة ،وقصد ر ّ
بق النجوى وأحّر الطل ِ ت الشكوى وصاد ِ ه بعبارا ِ وتدّفق لسان ُ
ح وبكى ،وشكا وتظّلم وتأّلم . ،ودعا وأل ّ
والمآسي على المآقي من
ظماد ُُء
الخدودِ ِ
الرعو ه
حت َت ْ ُنَ َ مم ُِءتلث ُ
بكااليا ب
الخطوهُ ِ
وشفا
والنواُءليلة نخلة ،إذ ْ يقول : سؤال النبي مولهُ وإلهه وجها ًاسمع
قّلة حيلِتي عف قوتي و ِ )) اللهم إني أشكو إليك ض ْ
ب
م الراحمين ،ور ّ س ،أنت أرح ُ وهواني على النا ِ
المستضعفين ،وأنت ربي ،إلى من تك ُِلني ؟ إلى
و مل ّك َْته أمري ،إن لم مني ،أو إلى عد ّ ه ُ ب يتج ّ قري ٍ
ب فل أبالي ،غير أن عافيتك هي ض ٌ غ َ ي َ يكن عل ّ
ُ
ت له هك الذي أشرق ْ أوسع لي ،أعوذُ بنور وج ِ
لة ،أن ينز ُ ح عليه أمُر الدنيا والخر ِ صل ُ َت،و َ الظلما ُ
عْتبى حتى طك ،لك ال ُ ل بي سخ ُ ضُبك ،أو يح ّ غ َبي َ
ك (( . ترضى ،ول حول ول قوة إل ب َ
********************************************
**
جوائز للرعيل الول
ت
ح َ عون َ َ
ك تَ ْ ن إ ِذْ ي َُباي ِ ُ
مِني َ
ؤ ِم ْن ال ْ ُ ِ ع
ه َ ي الل ّ ُ َ ض
قدْ َر ِ ﴿ لَ َ
ة
كين َ َ
س ِ ل ال ّ فَأنَز َ
م َ ه ْ في ُ ُ
قلوب ِ ِ ما ِ م َ عل ِ َ ف َ ة َ جَر ِ ش َال ّ
ريبا ً ﴾ . َ
ق ً ا تح َ
ف م ه ب َ
ثا عل َيهم وأ َ
ِ ْ ْ ُ َ َ ْ ِ ْ َ
ة ما يتمناه المؤمنين وما يطلُبه الصادقون وما هذه غاي ُ
ن اللهِ .إن الرضا أج ّ
ل ص عليه المفلحون ..رضوا ِ يحر ُ
ب. ل المقاصد ِ وأسمى المواه ِ ب وأنب ُ المطال ِ
ل تحزن
361
كر في موضٍع هنا في هذه الية جاء رضا اللهِ ،بينما ذ ُ ِ
ما و َ ك َ ذنب ِ َ من َ م ِ قدّ َ ما ت َ َ ه َ ك الل ّ ُ فَر ل َ َ غ ِ ن ﴿ :ل ِي َ ْ آخر الغفرا ُ
عَلى ب الله َ ة ﴿:ل َ َ ت َأ َ
قد ّتا َ ن التوب ُ ٍ ثا ن ٍ موط .وفي ﴾ رَ خ
ّ
ث العفوُ ﴿ : ر ﴾ .وفي ثال ٍ َ ْ
صا ِ والن َ ن َ
َ
ري َ ِ ج
ها ِ م َ وال ُ ي َ ّ الن ّب ِ
م﴾ . ه ْ ت لَ ُ م أِذن َ ك لِ َ عن َ ه َ فا الل ّ ُ ع َ َ
أما هنا :فالرضوان المحّققُ ،لنهم يبايعونك تحت
ة لرواحهم ه ما في قلوِبهم ،فبْيعُتهم بيع ٌ الشجرةِ وعلم الل ُ
ة لنفسهم ك الحقّ ،وبيع ٌ الثمينةِ عندهم لتزهق لمرضاةِ المل ِ
ة لوجودهم النفيسةِ لتذهب لمرضاةِ الواحدِ القهارِ ،وبيع ٌ
ن في موتهم حياة للرسالة ،وفي قتلهم خلودا ً وحياتهم ،ل ّ
ق. للملة ،وفي ذهاِبهم بقاًء للميثا ِ
نن واليقي ِ ن المكي ِ علم ما في قلوبهم من اليما ِ و ِ
ق الوافي ،لقد تعُبوا ص الصافي والصد ِ المتين ،والخل ِ
عوا وظمُئوا ،وأصابهم الضرُر والضيقُ ، وسهُروا ،وجا ُ
ة والضنى ،لكنه رضي عنهم . والمشق ُ
لقد فارُقوا الهل والموال والولد والديار ،وذاُقوا
ل، ق ولوعة الغربةِ ،ووعثاء السفرِ وكآبة الرتحا ِ مرارة الفرا ِ
لكنه رضي عنهم .
ُ
دوا ،لكّنه رضي شّردوا وط ُرُِدوا وفُّرُقوا وتعُِبوا وأجه ُ لقد ُ
عنهم .
م
هل جزاُء هؤلء المجاهدين والمنافحين عن الملةِ :غنائ ُ
من إبل وبقرٍ وغنم ٍ ؟ هل مكافأة ُ هؤلء المناضلين عن
ن أنه ة ؟ هل تظ ّ ض مالي ٌ عرو ٌ نُ : الرسالة الذاّبين عن الدي ِ
ُيبرِد ُ غليل هؤلِء الصفوةِ المجتباةِ والنخبةِ المصطفاةِ ،
ة؟ل. مق ٌ ن غّناء أو دوٌر من ّ م معدودةٌ أو بساتي ُ دراه ُ
ج
حهم عفوُ اللهِ ،وُيثل ُ ن اللهِ ،وُيفر ُ ُيرضيهم رضوا ُ
ريرًا} ح ِ و َ ة َ جن ّ ً صب َُروا َ ما َ هم ب ِ َ جَزا ُ و َ صدورهم كلمةٍ َ ﴿ :
ها في َ ن ِ و َ ك َل ي ََر ْ عَلى اْل ََرائ ِ ِ ها َ في َ ن ِ مت ّك ِِئي َ ُ {12
ها م ظَِلل ُ َ ه ْ علي ْ ِ
ة َ َ دان ِي َ ً و َ ريرًا}َ {13 ه ِ م َ وَل َز ْ مسا ً َ ش ْ َ
ة
هم ِبآن ِي َ ٍ ف َ َ وي ُ َ ها ت َذِْلي ً طو ُ ق ُ ت ُ وذُل ّل َ ْ
علي ْ ِ طا ُ ل}َ {14 ف َ َ
ل تحزن
362
ب َ ضة َ
منريَر ِ
وا ِ ريَرا}َ {15
ق َ وا ِ ت َ
ق َ كان َ ْ وا ٍ وأك ْ َف ّ ٍ َمن ِ ّ
ديرا ً ﴾ .
ق ِها ت َ ْ ة َ
قدُّرو َ ض ٍ
ف ّ
ِ
****************************************
ضا
مر الغ َ
الرضا ولو على ج ْ
ت، ث عن إبِله التي ضل ّ ْ س يبح ُ ل من بني عب ْ ٍ خرج رج ٌ
فذهب والتمسها ،ومكث ثلثة أيام ٍ في غياِبه ،وكان هذا
ر
ل والبق ِ ل والب ِ ه ما شاء من الما ِ الرجل غنيا ً ،أعطاه الل ُ
ل
ل في منز ٍ ل واله ُ ت ،وكان هذا الما ُ والغنم ِ والبنين والبنا ِ
ن
ل في ديارِ بني عبس ،في رغدٍ وأم ٍ ب على ممّر سي ْ ٍ ح ٍ ر ْ
دهم ولم يفكْر أبناؤه أن الحوادث قد ن ،لم يفكْر وال ُ وأما ٍ
حهم . تزورهم ،وأن المصائب قد تجتا ُ
ن الحوادث قد إ ّ ليا راقد اللي ِ
سحارا نأ ْ يط ُْرقْ َ مسرورا ً بأوِّله
ل جميعا ً كباُرهم وصغاُرهم ،معهم أمواُلهم في نام اله ُ
ث عن ضال ِّته ،وأرسل ب يبح ُ ض مستوية ،ووالدهم غائ ٌ أر ٍ
ل الصخور ه عليهم سي ْل ً جارفا ً ل يلوي على شيٍء ،يحم ُ الل ُ
ل ،فاجتاحهم ل التراب ،ومّر عليهم في آخر اللي ِ كما يحم ُ
جميعا ً ،واقتلع بيوتهم من أصلها ،وأخذ الموال معه جميعا ً ،
ق الماء ، حهم من تدفّ ِ ت أروا ُوأخذ الهل جميعا ً ،وزهق ْ
ن ،فكأنهم لم يكونوا ،صاُروا حديثا ً ُيتلى ً
وصاُروا أثرا بعد عي ْ ٍ
ن. على اللسا ِ
س أحدا ً ،ولم ح ّ ب ثلثةِ أيام ٍ إلى الوادي ،فلم ي ُ ِ وعاد ال ُ
ن قاعٌ ي ول ناطق ول أنيس ،المكا ُ يسمعْ رافدا ً ،ل ح ّ
داهيةِ الدهياِء !! ل زوجة ل ابن ل ه !! يا لل ّ ف ،يا الل ُ ص ٌصْف َ َ
ة ل شاةَ ل بقرة ،ل درهم ل دينار ،ل ثوب ل ابنة ،ل ناق َ
ة !! شيء ،إنها مصيب ٌ
ه ْقد شرد ،فحاول ن جمال ِ ْ لم ْ وزيادةً في البلء :إذا جم ٌ
ده إلى مكان يأوي ن يدركه وأخذ بذِيله عّلة أن يجد رجل ً يقو ُ أ ْ
ي آخُر ، ت من هذا اليوم سمعه أعراب ّ ن ووق ٍ إليه ،وبعد حي ٍ
ل تحزن
363
ة
دالملك الخليف ِ ن عب ِ فأتى إليه وقاده ،وذهب به إلى الوليدِ ب ِ
ت ؟ قال : ل :كيف أن َ خب ََر ،فقا َ في دمشق ،وأخبره ال َ
ت عن اللهِ . رضي ُ
ة ،يقوُلها هذا المسُلم الذي ة كبيرة ٌ عظيم ٌ وهي كلم ٌ
ة
ة للسائلين ،وعظ ِ ً ل التوحيد في قلِبه ،وأصبح آي ً م َ ح ََ
للمّتعظين ،وعبرةً للمعتبرين .
والشاهد :الرضا عن اللهِ .
در ،فإن استطاع أن م للمق ّ والذي ل يرضى ول يسل ّ ُ
لما ً في السماء ،وإن شاء﴿ : س ّيبتغي نفقا ً في الرض أو ُ
ل فل َْينظُْر َ
ه ْ ع َقط َ ْ م ل ِي َ ْماء ث ُ ّ س َب إ َِلى ال ّ سب َ ٍ
مدُدْ ب ِ َفل ْي َ ْ َ
ظ﴾غي ُ ن ك َي ْدُهُ َ
ما ي َ ِ ي ُذْ ِ
هب َ ّ
********************************************
وقفــــــة
ن الشبل : يب ِ قال أبو عل ّ
عدا ً فخيرا ُ
ت وَ ْ وإذا هممت فناِج
مك ت ّ عدا ُ
به تزولن ِ الجنا ِ
حتى منى
رجاءك ُدون ل بال ُ نفسكْ
واجع
ساد ُ
ح ّ ؤك ال ُ تجلسا ُ ُ الوقا جَلساِءعن ال ُ ة
جن ّ ً
سكْر ُ
واستيأ ِ
للح ّ ب ّ
ت قب ِ
ل مام ُ ْ
ن ي ّ شّ وال التوّقع للحواد ِ
ث ثكع إنما
ود ِ
للسروِر تمما ُتهِ ما المماأهلِ ِ في ته ثبا ٌم ليس ل ُ فاله ّإنه
ف للمتيقظين ص ُ ت ْ لم ت ُثبا س
ة النفو ِ مغالط ُ ل مالول ِمث
حياةُ
******************************************* عقولها
اتخاذُ القرار
ب
ح ّ ن الل ّ َ
ه يُ ِ إِ ّ عَلى الل ّ ِ
ه ﴾.
﴿ ل َ وك ّ ْ ت َ
فت َ َ م َ
عَز ْ
ذا َ ﴿ َ
فإ ِ َ
ن﴾.وك ِّلي َ ال ْ ُ
مت َ َ
ب عندما يريد أن يتخذ قرارا ً ، إن كثيرا ً منا يضطر ُ
ك ،فيبقى في ألم ٍ ك والش ّ فيصيُبه القلقُ والحيرةُ والربا ُ
مستمرٍ وفي صداٍع دائم ٍ .إن على العبد ِ أن يشاور وأن
ل تحزن
364
مل قليل ً ،فإذا غلب على ظنه الرأ ُ
ي ه ،وأن يتأ ّ يستخير الل َ
تن أقدم بل إحجام ،وانتهى وق ُ ك الحس ُ ب والمسل ُ الصو ُ
جَزم ،لينهي مم وَ َ كل ،وص ّ المشاورةِ والستخارةِ ،وَع ََزم وتو ّ
ب. حياة الترّدد والضطرا ِ
ُ
حد ،فأشاروا لقد شاور الناس وهو على المنبر يوم أ ُ
بالخروِج ،فلبس لمته وأخذ سيفه ،قالوا :لعّلنا أكرهناك يا
رسول الله ؟ لو بقيت في المدينةِ .قال )) :ما كان لنبي
ه بينه إذا لبس لمته أن ينزعها حتى يقضي الل ُ
ج. ه (( .وَع ََزم على الخرو ِ و ِ وبين عد ّ
ج إلى تردد ٍ ،بل إلى مضاٍء وتصميم ٍ إن المسألة ل تحتا ُ
وعزم ٍ أكيدٍ ،فإن الشجاعة والبسالة والقيادة في اتخاذِ
القرارِ .
في م ِ ه ْ وْر ُ شا ِ و َتداول مع أصحاِبه الرأي في بدرٍ َ ﴿ :
شوَرى ﴾ ،فأشاُروا عليه فَعََزم م ُ ال َمر ﴾ َ ﴿ ،
ه ْمُر ُ وأ ْ َ ْ ِ
وأقدم ،ولم يلوِ على شيٍء .
خوٌر في مةِ ،وَ َ ي ،وبرود ٌ في اله ّ إن الترّدد فساد ٌ في الرأ ِ
سي ْرِ .وهذا الترد ّد ُ ت للجهدِ ،وإخفاقٌ في ال ّ شتا ٌ التصميم ِ و َ
ف أناسا ً من ت .أعر ُ م والثبا ُم والجز ُ ض ل دواء له إل العز ُ مر ٌ
ت صغيرةٍ ،وفي دمون وُيحجمون في قرارا ِ ت وهم ُيق ِ سنوا ٍ
بك والضطرا ِ ف عنهم إل روح الش ّ مسائل حقيرةٍ ،وما أعر ُ
سهم وفي من حولهم . ،في أنف ِ
ل، ص َ حهم فَوَ َ ق أن يصل إلى أروا ِ إنهم سمحوا للخفا ِ
ت ليزور أذهانهم فزار . حوا للتشت ّ ِ وسم ُ
مل إنه يجب عليك بعد أن تدرس الواقعة ،وتتأ ّ
ت
ب السماوا ِ المسألة ،وتستشير أهل الرأي ،وتستخير ر ّ
جم ،وأن ت ُن ِْفذ ما ظهر لك عاجل ً دم ول ُتح ِ ض ،أن ُتق ِ والر ِ
ل.
غير آج ٍ
ب ديق يستشيُر الناس في حرو ِ وقف أبو بكر الص ّ
ن هذا ل ،لك ّ س كلهم عليه بعدم ِ القتا ِ الردةِ ،فأشار النا ُ
ل ،لن هذا إعزاٌز ديق انشرح صدُره للقتا ِ الخليفة الص ّ
ل تحزن
365
ت الخارجةِ على للسلم ِ ،وقط ْعٌ لدابر الفتنةِ ،وسحقٌ للفئا ِ
مم على ن ،ورأى بنورِ اللهِ أن القتال خيٌر ،فص ّ قداسةِ الدي ِ
ن من فّرق بين ُ
رأيه ،وأقسم :والذي نفسي بيدهِ ،لقاتل ّ
الصلةِ والزكاةِ ،والله لو منعوني عقال ً كانوا يؤّدونه لرسو ِ
ل
ت أن الله شرح الله لقاتلُتهم عليه .قال عمر :فلما علم ُ
ه
ت أنه الحقّ .ومضى وانتصر وكان رأي ُ صدر أبي بكر ،علم ُ
ج. عوَ َ الطيب المبارك ،الصحيح الذي ل ل ُْبس فيه ول ِ
ح في أماكِننا ؟ ب ؟ وإلى متى نراو ُ إلى متى نضطر ُ
وإلى متى نترّدد في اتخاذ ِ القرارِ ؟
نن فساد الرأي أ ْ فإ ّ إذا كنت ذا رأي
ّ تترّددا ة
ن ذا عزيم ٍ ْ فك
ن طبيعةِ المنافقين إفشال الخطةِ بكثرةِ تكراِر نم ْ إ ّ
ما كم ّ في ُ جوا ْ ِ خَر ُ و َ ل ،وإعادةِ النظرِ في الرأي ﴿ :ل َ ْ القو ِ
م ال ْ ِ َ
ة﴾ فت ْن َ َ غون َك ُ ُ م ي َب ْ ُ خل َل َك ُ ْ عوا ْ ِ ض ُ و َ خَبال ً ول ْ م إ ِل ّ َ دوك ُ ْ َزا ُ
وأ َ َ
ماعوَنا َ طا ُ دوا ْ ل َ ْ ع ُ ق َو َ م َ ه ْ ِ وان ِ خ َ قاُلوا ْ ل ِ ْ ن َ ذي َ ﴿ .ال ّ ِ
مكنت ُ ْ ت ِإن ُ و َ م ْ م ال ْ َ سك ُ ُ ف ِ ن َأن ُ ع ْ ؤوا َ فادَْر ُ ل َ ق ْ قت ُِلوا ُ ُ
ن﴾.قي َ صاِد ِ َ
إنهم يصطحبون » لو « دائما ً ،ويحبون » ليت «
ق ،وعلى ة على التسوي ِ ل « فحياُتهم مبني ٌ ويعشقون » لع ّ
ك لَ ن ذَل ِ َ ن ب َي ْ َ مذَب ْذَِبي َ بّ ﴿، القدام ِ والحجام ِ ،وعلى التذبذ ِ
ؤلء ﴾ . هـ ُ ول َ إ َِلى َ ؤلء َ هـ ُ إ َِلى َ
مرةً معنا ومرةً معهم ،مرةً هنا ومرة ً هناك .
ة بين ث )) :كالشاة العائر ِ كما في الحدي ِ
تالقطيعين من الغنم ِ (( وهو يقولون في أوقا ِ
م ﴾ .وهم كاذبون عَناك ُ ْ قَتال ً ل ّت ّب َ ْ م ِ عل َ ُ و نَ ْت ﴿ :لَ ْ الزما ِ
على اللهِ ،كاذبون على أنفسهم ،فهم يسرون وقت
ول َ ذن ّلي َ دهم يقول ﴿ :ائ ْ َ الزمةِ ،ويأتون وقت الرخاِء وأح ُ
ط .ويقولون ق والحبا ِ فت ِّني ﴾ .إنه لم يتخذ إل قرار الخفا ِ تَ ْ
ة ﴾ .ولكّنه وَر ٍ ع ْي بِ َ ه َ ما ِ و َ وَرةٌ َ ع ْ ن ب ُُيوت ََنا َ ب ﴿ :إِ ّ في الحزا ِ
ن. ص من الحقّ المبي ِ ب ،والتمل ّ ُ ص من الواج ِ التخل ُ
ل تحزن
366
*******************************************
دحـاثبت أ ُ
ُ ُ ْ
ن :الثبات والتصميم والجزم ن طبيِعة المؤم ِ نم ْ إ ّ
ه
سول ِ ِ وَر ُه َ مُنوا ِبالل ّ ِ نآ َ ذي َن ال ّ ِ مُنو َ ؤ ِ ما ال ْ ُ
م ْ والعزم ﴿ ،إ ِن ّ َ
مه ْ في َري ْب ِ ِ م ِ ه ْ ف ُ م ي َْرَتاُبوا ﴾ ،أما أولئك َ ﴿ : م لَ ْ ثُ ّ
ن ﴾ ،وفي قراِرهم يضطربون ،وعلى أدباِرهم دو َ ي َت ََردّ ُ
ينكصون ،ولعهوِدهم ينقضون .إن عليك أّيها العبد ُ إذا لمع
جح لديك النفعُ ، ن ،وتر ّ ب الظ ّ ب ،وظهر لك غال ُ بارقُ الصوا ِ
خرٍ . دم بل التواٍء ول تأ ّ أن ُتق ِ
ض كالسيف على ح ليتا ً وسوفا ً ا ّ
وام ِ طر ْ
أذاْقته المّرْين ، لالبط ْ
فالتي ك
زوجته ّ ل في طلق ترد ّد َ رج ٌ لولع ْلقد
وذهب إلى حكيم ٍ يشتكيه ،قال :كم لك من سنة مع هذه
ت وأنت ت .قال :أربع سنوا ٍ الزوجةِ ؟ قال :أربع سنوا ٍ
م ؟! س ّتحتسي ال ّ
مل ً وانتظارا ً ،لكن إلى متى ؟ ح أن هناك صبرا ً وتح ّ صحي ٌ
ح أو ل م ،يصل ُ م أو ل يت ّ م أن هذا المرين يت ّ طن يعل ُ إن الف ِ
ح ،يستمّر أو ل يستر ْ ،فليتخذ ْ قرارا ً . يصل ُ
ل:والشاعُر يقو ُ
لس تعج ُ ـهِ النف ُ شتِهيـ ج ما ل ت ْ وعل ُ
س ،أن ل النا ِ قأحوا ِ الفراِء ِ
سيرِ واستقرا والذي يظهُر من ال ّ
الرباك والحيرة يأتيهم في مواقف كثيرةٍ ،لكن غالب ما
يأتيهم في أربِع مسائل :
ص ،فهو ل يدري ص ِ الولى :في الدراسةِ واختيارِ التخ ّ
لبا ً
ت طُ ّ كه ،فيبقى في ذلك فترة ً .وعرف ُ أيّ قسم يسل ُ
ت، ت بسبب ترد ِّدهم في القسام ِ ،وفي الكليا ِ ضي ُّعوا سنوا ٍ
ل، فيبقى بعضهم مترددا ً قبل التسجيل ،حتى يفوته التسجي ُ
ة أو سنتين ،فيرتضي الشريعة ل في قسم ٍ سن ً ضهم يدخ ُ وبع ُ
شذ ََر ب عمُر َ ب ،فيذه ُ ثم يرى القتصاد ،ثم يعود ُ إلى الط ّ
مذ ََر .َ
ل تحزن
367
ل أمرِهِ ، ولو أنه درس أمره وشاور واستخار الله في أو ِ
ثم ذهب ل يلوي على شيء ،لحرز عمره وصان وقته ،
ص. ص ِ ونال ما أراد من هذا التخ ّ
ف ما هو ب ،فبعضهم ل يعر ُ ل المناس ُ الثانية :العم ُ
كها ليذهب ة ،ثم يتر ُ العمل الذي يناسُبه ،فمرةً يعتنقُ وظيف ً
ت ،ثم إلى شركةٍ ،ثم يهجُر الشركة إلى عمل تجاري بح ٍ
فم بيته مع صفو ِ س والفقرِ ثم يلز ُ ل على العدم ِ والفل ِ يحص ُ
العاطلين .
ن
ه ،فإ ّ م ُ ق فْليلز ْ رز ٍ بل لهؤلِء :من ُفتح له با ُ وأقو ُ
ن لزم بابا ً ُأوتي سهولته وفَْتحه ن ،وم ْ ن هذا المكا ِ رزقه م ْ
وحكمته .
ج ،وأكثُر ما يأتي الشباب الحيرةُ الثالثة :الزوا ُ
ل رأي ب في مسألةِ اختيارِ الزوجةِ ،وقد يدخ ُ والضطرا ُ
الخرين في الختيارِ ،فالوالد ُ يرى لولدهِ امرأة ً غير التي
ن رغبة م ،فربما وافق الب ُ ن أو التي تراها ال ّ يراها الب ُ
مه . ده ،وما يحّبه ،وما ل يقد ُ ل ما ل يري ُ ده ،فيحص ُ وال ِ
موا في مسألة الزواِج ونصيحتي لهؤلِء أن ل ُيقد ُ
ب الدين ص إل على ما يرتاحون إليه في جان ِ بالخصو ِ
ة مصيرِ امرأةٍ ل ن والموافقةِ ،لن المسألة مسأل ُ س ِح ْ وال ُ
مكان للمجازفةِ بها .
ق،ب في مسألةِ الطل ِ الرابعة :تأتي الحيرةُ والضطرا ُ
فيوما ً يرى الفراق ويوما ً يرى المعايشة ويوما ً يرى أن ُينهي
المعايشة ،وآخر يرى أن يقطع الحْبل ،فيصيبه من العياء ،
ه به ت المرِ ،ما الل ُ مى الروِح ،وفسادِ الرأي ،وتشت ّ ِ ح ّو ُ
م.علي ٌ
إن على العبدِ أن ُينهي هذه الضوائق النفسية بقراِره
الصارم ِ ،إن العمر واحد ٌ ،وإن اليوم لن يتكّرر ،وإن الساعة
سه ، لن تعود ،فعليه أن يعيشها سعادةً يشارك فيها بنف ِ
ب هذه السعادةِ ،وتأتي هذه سه في استجل ِ ك بنف ِ يشار ُ
م وعزم السعادةُ باتخاذ ِ القرارِ .إن العبد المسلم إذا ه ّ
ل تحزن
368
وتوكل على اللهِ بعد أن يستخير وُيشاِور ،صار كما قال
الول :
وأعرض عن ذك ْ ِ
ر م ألقى بين إذا ه ّ
بِءجانبا العواق ِ ه
يه عين ُ م
ه ّ
م
ف ،وتصمي ٌ السي ِ كمضا كإقدام السيل ،ومضاٌء مإقدا ْ ٌ
عوا ْ كتصميم الدهر ،وانطلقٌ كانطلق الفجر َ َ ﴿ ،
م ُ
ج ِ فأ ْ ِ ِ ِ ِ
َ َ
ة ثُ ّ
م م ً م ُ
غ ّ عل َي ْك ُ ْ مُرك ُ ْ
م َ نأ ْ م ل َ ي َك ُ ْ كاءك ُ ْ
م ثُ ّ شَر َ و ُ م َ مَرك ُ ْأ ْ
ن﴾. ول َ ُتنظُِرو ِ ي َضوا ْ إ ِل َ ّ ق ُا ْ
********************************************
***
كما تدين ُتدان
ب
ن نغض ُ
س أن يكونوا حلماء ونح ُ ً
عجبا لنا ! نريد ُ من النا ِ
ل ،ونريد منهم ،ونريد ُ منهم أن يكونوا كرماء ونحن نبخ ُ
الوفاء بحسن الخاِء ،ونحن ل نؤدي ذلك .
ح بل عود ٌ يفو ُ وهل ُ ذبا ً ل عيب ُتريد ُ مه ّ
نُدخا ِ ه :من لخيك كّله . في
وقالوا ِ
وقال آخر :
ي
ثأ ّ على شع ٍ ستب ْق أخا ً
م ْ ٍ ولست ب ِ ُ
بل المهذ ّ ُ الرجا ِ ي: هالروم ّ وقال تلابُ ّ
مُ
نُ ل
ذب في الدنيا ـمه ّ ب اليام ِ أّنك ن عج ِ م ْ و ِ
مه ّ
ذبا ولست ُ
******************************************** تبتغي الـ
*****
ة
وقفــــ ٌ
قال إيليا أبو ماضي :
كيف تغدو إذا غدوت أّيها الشاكي وما بك
ل عليل
قى ،قبل الرحي ِتتو ّ جناةِ في نٌء شّر ال ُ
إدا ّ
أنّرحيل
ترى فوقها الندى ال وك في س
ش ْ ٌالرضالنف ّ
وترى
إكليل مى الوروِد ،وتع ْ
ل تحزن
369
ن الحياة عبئا ً ن يظ ُ ّ م ْ َ ة
هو عبٌء على الحيا ِ
يرى في الوجودِ ثقيل ل ه بغير
س ُ والذي نف ُ ثقي ٌ
ل
جميل شيئا ً
ن يزولفأ ْ تخ ْ ل صبِح ما ل بال ّ جمات ّ ٍعْ
فتم
البحث فيه كْيل صر يُزول حتى
ق ّ ل رْأسك أظ ّ ه
دمتمافي ِ ُوإذا
طولالعارِ أن تظ ّ يف ُ م
ه ّ
ل من ِ ه طيوُر ت ك ُن ْهَ َأدرك ْ
سَرحا ً
م ْ
ت فيه َ هول ْ خذ تج ِ ُ تراها والحق ُ
ل ماّروابي ال
ومقيل
******************************************** ك سواها مل ْ ُ
ِ
**
ة الكلم ِ الخل ّ ِ
ب ضريب ُ
قنا ،ثم مع منا بواجبنا مع خال ِ ل في قيا ِ ن سعادتنا تكم ُ إ ّ
ل نطُقه ن .إن الكلم سه ٌ خل ِْقه ،مع اللهِ ثم مع النسا ِ
مث ُ ٍ
ل وتجبيُره وزخرفُته ،لكن الصعب من ذلك صياغُته في ُ
ن َ ْ
مُرو َ ل الجليلةِ ﴿ أت َأ ُ ت الحميدةِ والعما ِ عليا من الصفا ِ
فسك ُم َ َ
بن ال ْك َِتا َم ت َت ُْلو َوأنت ُ ْ ن أن ُ َ ْ َ و َس ْ وَتن َ س ِبال ْب ِّر َالّنا َ
ن﴾ . قُلو َع ِفل َ ت َ ْ أَ َ
ر
ف التارك له ،والناهي عن المنك ِ ن المر بالمعرو ِ إ ّ
الفاعل له ُ ،يوضعُ – كما في الحديث الصحيح – يوم القيامةِ
في النارِ ،فيدوُر بأمعاِئه كما يدوُر الحماُر برحاهُ ،فيسأله
ف ول ت آمُركم بالمعرو ِ لكه ،فقال :كن ُ ل النارِ عن سّر ه ِ أه ُ
كم عن المنكرِ وآتيةِ . آتيهِ ،وأنها ُ
سك كان ذا هل ّ لنف ِ يا أّيها الرج ُ
ل
الرازي فبكى وأبكى م
الشهيُر أبو معاذالتعلي ُ غيرهُظ المعل ّ ُ
الوع َ ُ
م وقف
الناس ،ثم قال :
ب يداوي الناس طبي ٌ ي يأمُر وغيُر نق ّ
الناس بالصدقةِ ، يأمرعلي ٌ
ل هو
ف إذا أراد أنو ُ بالتقى ِ
ض السل الناس ُ
كان بع
ة. دق هو أول ً ،ثم أمرهم ،فاستجاُبوا طواعي ً تص ّ
ل تحزن
370
ضلةِ ،أراد أن ت أن واعظا ً في عهد ِ القرو ِ
ن المف ّ وقرأ ُ
ق ،وقد طلب منه كثيٌر من الرقيق أن يأمر الناس بالعِت ْ ِ
ت طويل ثم أعتق يسأل الناس ذلك ،فجمع نقودا ً في وق ٍ
س وأعتُقوا رقابا ً
م فأمَر بالعِْتق ،فاقتدى النا ُ ة ،ثم أ ّ
رقب ً
كثيرة .
**********************************
ة
ة في الجن ّ ِ
الراح ُ
د ﴾ . في ك َب َ ٍ ن ِ سا َ لن َ قَنا ا ْ ِ خل َ ْ قد ْ َ ﴿ لَ َ
ة؟ ل ،وقد قيل له :متى الراح ُ ن حنب َ ل أحمد ُ ب ُ يقو ُ
قال :إذا وضعت قدمك في الجنةِ ارتحت .
ت وزعازعُ ل راحة قبل الجنةِ ،هنا في الدنيا إزعاجا ُ
ن
م وحز ٌ م وغ ّ ض وه ّ مَر ٌ تَ ، ب ونكبا ُ ث ومصائ ُ ن وحواد ُ وفت ٌ
س. ويأ ٌ
صفوا ً من القذاِء ت على كدٍر ط ُب ِعَ ْ
وكان رجل ً صاحب والكدارِ
دراسةٍ من نيجيريا ، دها تري ُ
لُ وأنتزمي أخبرني
ث الخير ،قال : ظه في الثل ِ مه كانت ُتوق ُ أمانةٍ ،أخبرني أن أ ّ
ماه ُ ،أريد الراحة قليل ً .قالت :ما أوقظك إل لراحِتك ،يا يا أ ّ
ح. بني إذا دخلت الجنة فارت ْ
م ساجدا ً ،فقال ف – ينا ُ كان مسروقٌ – أحد ُ علماِء السل ِ
ه :لو أرحت نفسك .قال :راحتها أريد ُ . له أصحاب ُ
جلون ب ،إنما يتع ّ ك الواج ِ جلون الراحة بتر ِ إن الذين يتع ّ
ة. العذاب حقيق ً
دي، ح ،والنفِع المتع ّ ة في أداِء العمل الصال ِ ن الراح ً إ ّ
ب من اللهِ . ت فيما يقّر ُ واستثمارِ الوق ِ
ه هنا ،ولذلك يقولون : ظه هنا ،وراحت َ ُ ن الكافر يريد ُ ح ّ إ ّ
ب﴾ . سا ِ ح َ وم ِ ال ْ ِ ل يَ ْقب ْ َ قطَّنا َ جل ل َّنا ِ ع ّ ﴿ َرب َّنا َ
ظنا من خي ْرِ وح ّ سرين :أي :نصيبنا من ال َ ض المف ّ قال بع ُ
ق قبل يوم ِ القيامةِ . الرز ِ
ل تحزن
371
كرون في الغدِ ة ﴾ ،ول يف ّ جل َ َعا ِن ال ْ َ حّبو َ ؤَلء ي ُ ِ ه ُ ن َ ﴿ إِ ّ
ل ،ولذلك خسُروا اليوم والغد ،والعمل ول في المستقب ِ
والنتيجة ،والبداية والنهاية .
ب مكد ٌّر ، ت الحياةِ ،خاتمُتها الفناُء فهي شر ٌ خلق ِ وهكذا ُ
ة ،شد ّةٌ ة ونقم ٌ ون ل تستقّر على شيء ،نعم ٌ ج مل ّ وهي مزا ٌ
ى وفقٌر . ورخاٌء ،غن ً
هذه هي النهاية :
َ
م ه ال ْ ُ
حك ْ ُ ق أل َ ل َ ُ م ال ْ َ
ح ّ ه ُول َ ُ م ْه َ دوا ْ إ َِلى الل ّ ِ م ُر ّ ﴿ ثُ ّ
ه َ
ن﴾. سِبي َحا ِ ع ال ْ َ سَر ُوأ ْ و ُ َ
َ
********************************************
**
ة
وقفـــــ ٌ
قال إيليا أبو ماضي :
كك والسما ض مل ُ والر ُ ل إنك م تشتكي وتقو ُ ك ْ
م؟ والب ُْلب ُ
ل مهاجُ ْونسي ُ والن ل وزهُرها مالحقو ُ معُد ِ
ولك ُ
س فوقك م ُ المترن ّ
والشم ُ ة
ض ٌ جهاحولك ف ّ والما ُُءوأري
موحينا ً مزخرفّر ً
ةُ سجد ٌ يتض دورْا ً ع ةيبني في قراقُر ٌوالنو ر ْ
ت فعلم ل سم ْ مّ وتبدِ ُ يهْ ذرا
فما الدنيا ّ
سفوحلكوفي ال تش ْ ال ّ ّه
هيهات ُ؟يرجُعه إليك مس ُ تتب ّ مكتئبا ً لعّز قد واجما ً ؟
لك كنت إن
ح ّ
ل ني ِ هيهات يمنعُ أ ْ مت َن َد ّ ُ كنت ُتشفقُ من مضى أو
ن فإنه ل م الزما ُ شاخ ُ تجهّ كنتمصيبةٍ
جاوزت ل
حلو ِ أو
سِنها
ح ْ م تكاد ُ ل ِ صو ٌ ُر ي َهَْر لت ُط ِ ّ
ل تْ
فمافلزالتق ْ
الشباب انظْر
متتكل ّ ُ
******************************************** من الّثرى
******
ل المقصوِد
ن على حصو ِ
ق ُيعي ُ الّر ْ
ف ُ
ل تحزن
372
ق ،والرفقُ شفيعٌ ل ي َُرد ّ في ص في الرف ِ ت آثاٌر ونصو ٌ مّر ْ
ت ،ولك أن تعلم أن الطريق الضيق بين ب الحاجا ِ طل ِ
ب،ل س ُح ْ جدارين ،الذي ل يتسع إل لمرور سيارةٍ واحدةٍ فَ َ
دها وحذرٍ وتوقّ ،بينما ق من قائ ِ ُ
تدخلها هذه السيارة إل برف ٍ
ق ً
لو أقبل بها مسرعا وأراد المرور من هذا المكان الضي ِ
زد
ت سيارُته ،والطريقُ لم ي ِ سَرةً وتعطل ْ ة َوي ْ من ًلصطدم ي ْ
ن الطريقة هي التي ص ،والسيارةُ هي هي ،لك ّ ولم ينق ْ
ق وهذه بشد ّةٍ .والشجرة ُ الصغيرة ُ التي اختلفت ،تلك برف ٍ
دنا ،إذا سكبت عليها الماء شيئا ً ض فناِء أح ِ سها في حو ِ نغر ُ
ة من هذا الماء ب منه وينفُعها ،فإذا أخذت كمي ً فشيئا ً تشر ُ
ة واحدة لقتلعت هذه النبتة من جمه وألقيته دفع ً بعينهِ وح ْ
مكاِنها ،إن كمية الماِء واحدةٌ ولكن السلوب تغّير .
ن سلمة ثوِبه ،خلف من ق يضم ُ ن يخلعُ ثوبه برف ٍ إن م ْ
يجذ ُِبه بقوةٍ ويسحُبه بسرعةٍ ،فإنه يشكو من تقط ِّع أزراِره
وتمّزقِهِ .
ق إخوةِ يوسف في م صد ِ ف ع َد َ َومن اللطائف في انكشا ِ
مهم أن الذئب أكله :أنهم خلُعوا الثوب مجيِئهم بثوب ِهِ ،وزع ْ ِ
ب كما زعموا برفق فلم يحصل فيه شقوقٌ ،ولو أكله الذئ ُ
ق ،ولم يخل ْْعه خْلعا ً . ل ممّز ٍ لمّزق الثوب ك ّ
سنا )) :وإن ق نرفقُ بأنف ِ ج إلى رف ٍ إن حياتنا تحتا ُ
سك عليك حقا ً (( .نرفقُ بإخواننا )) :إن الله لنف ِ
رفيق يحب الرفق (( .نرفقُ بالمرأةِ )) :رفقا ً
ر (( . بالقواري ِ
ت
ك على ممرا ِ على الجسورِ الخشبِية التي بناها الترا ُ
ب في أول الجسرِ :رفقا ً رفقا ً .لن الماّر النهارِ ،مكتو ٌ
ط ،أما المسرع ُ فجديُر أن يهوي إلى مستقّر بهدوٍء ل يسق ُ
النهر .
ن في مدينة » ت لديب سوريّ كان يسك ُ كرا ٍ وفي مذ ّ
ة ،أراد أن يعبر بها على جسر ة ناري ٌ السلمية « ،وله دّراج ٌ
وه لمن أراد أن ب على النهرِ ،وهم بن ْ ك من الخش ِ بناه الترا ُ
ل تحزن
373
تيمشي بدراجته متئدا ً متأنيا ً ،قال هذا الرجل :فذهب ُ
ر
ت من أعلى الجس ِ مسرعا ً على جسري ،فلما أصبح ُ
سَرة ً ،وأنا لم أرفقْ بنفسي ة وي َ ْ من َ ًت يَ ْسطا ً النهر ،نظر ُ متو ّ
ت بدراجتي ل نظري ،فوقع ُ ت بي واخت ّ ول بدراجتي فاضطرب ْ
ة طويلة . في النهرِ ...وكانت قص ً
ن
ض مد ِ ق الزهورِ والورود في بع ِ ل حدائ ٍ ن على مداخ ِ إ ّ
ق« ،لن الداخل مسرعا ً ة مكتوب فيها » :ت ََرفّ ْ أوروبة :لوح ٌ
ن سلمة ذاك الوردِ ل يرى ذاك النبت الجميل ول يضم ُ
الباهي ،فيحصل الدعس والدفس والبادة ،لنه ما رفق ول
تأّنى .
هناك معادلة تربوية تقول :إن العصفور تربوية تقول :
نإن العصفور ل يترفّقُ كالنحلة .وفي الحديث )) :المؤم ُ
ت على ع طيبا ً ،وإذا وقع ْ ل طيبا ً وتض ُ كالنحلة ،تأك ُ
س بها الزهرةُ أبدا ً ، ح ّ ره (( .فالنحلة ل ت ُ ِ س ِ عوٍد لم تك ْ ُ
ق .والعصفوُر ل مطلوبها برف ٍ وهي تعلقُ الرحيق بهدوء ،وتنا ُ
مه يخبُر الناس بنزوِله على سنابل ،فإذا أراد على ضآلةِ جس ِ
النزول سقط سقوطا ً ،ووثب وْثبا ً .
ة
سام الهنديّ ،وقد رسم لوح ً ل أذكُر قصة الر ّ ول أزا ُ
ة قمح عليها عصفوٌر قد وقع ، خصها :سنبل ُ ن مل ّ بديعة الحس ِ
لة الطو ِ ة النموّ ،باسق ُ ب ،مترعرع ُ ة بالح ّ وهذه السنبلة مليئ ٌ
س يهّنئون ك على جدارِ ديواِنه ،ودخل النا ُ ،وعّلقها المل ِ ُ
سام على حسِنها ،ودخل الملك بهذه اللوحةِ ويشكرون الر ّ
ط الزحام ِ فاعترض على اللوحةِ ، ل فقيٌر مغموٌر في وس ِ رج ٌ
جوا ،لنه خالف س به وص ّ ج النا ُ طأ ،وض ّ وأخبَر أنها خ ٌ
ق وقال :ما عندك؟ قال : ك برف ٍ الجماع ،فاستدعاه المل ُ
م ؟ قال : ط عْرضها .قال :ول ِ َ غل ٌ مها ،وَ َ طأ رس ُ ةخ ٌ هذه اللوح ُ
م العصفور على السنبلةِ وترك السنبلة ن الرسام رس َ ل ّ
ن العصفور إذا نزل على طأ ،فإ ّ ة ممتدةً ،وهذا خ ٌ مستقيم ً
ك الرفق . ل ل يمل ُسنبلة القمِح أمالها ،وأخضعها ،لنه ثقي ٌ
ل تحزن
374
وحة ، س :صدقت .وأنزل الل ّ ْ ك :صدقت .وقال النا ُ قال المل ُ
سحبت الجائزة ُ من الرسام ِ . و ُ
ج ،وفي ل العل ِ ق في تناو ِ ن الطباء ُيوصون بالرف ِ إ ّ
ل والخذِ والعطاِء . مزاولةِ العم ِ
سه ،وآخر سّنه بنف ِ فذاك يقلعُ ظْفره بيده ،وذاك يباشُر ِ
ضغها . كبَرها وما أحسن م ْ ص باللقمة ،لنه أ َ َ ي َغُ ّ
ض
ت لبع ِ مُر .قرأ ُ إن الماء يترفّقُ ،وإن الريح ُتزمجُر فتد ّ
ه في دخوِله من فِْقهِ الرجل رِفَْق ُ ف أنه قال :إن ِ السل ِ
ب دابتهِ . خل ِْع نعِله وركو ِ جه منه ،وارتداِء ثوِبه و َ وخرو ِ
ل
ش في أخذ المورِ وتناو ِ ج والطي ْ َ ة والهو َ جل َإن العَ َ
خي َْر
ت المنفِعة ،لن ال َ ل الضررِ وتفوي ِ ة بحصو ِ الشياء ،ك َِفيل ٌ
ق في شيء إل ّ ق )) :ما كان الرف ُ ُبني على الرف ِ
ه (( . ق من شيء إل ّ شان ُ زانه ،وما ُنزع الرف ُ
ح ،وتنقاد ُ له ن له الروا ُ ل ُتذع ُ ن الرفق في التعام ِ إ ّ
س. ب ،وتخشعُ له النفو ُ القلو ُ
م له خي ْرٍ ،تستسل ُ ل َ ح لك ّ مفتا ٌ إن الرفيق من البشرِ ِ
ما فب ِ َ ب الحاقدةُ َ ﴿ ، ب إليه القلو ُ س المستعصية ،وتثو ُ النفو ُ
قل ْ ِ
ب ظ ال ْ َ غِلي َ فظّا ً َ ت َ كن َو ُ ول َ ْ
م َ ه ْ ت لَ ُ ه ِلن َن الل ّ ِ م َة ّ م ٍح َ َر ْ
ك﴾. ول ِ َ
ح ْ
ن َ م ْ ضوا ْ ِ ف ّ لن َ َ
*******************************************
ة
وقفــــ ٌ
ث بصيغةِ الغائب : طه حسين يتحد ّ ُ
س ُولد كما ُيولدون ، ً
» كان يرى نفسه إنسانا من النا ِ
سمون سم الوقت والنشاط فيما يق ّ وعاش كما يعيشون ،يق ّ
س إلى أحدٍ ،ولم ن يأن ُ
فيه وقتهم ونشاطهم ،ولكنه لم يك ْ
س والشياء رب بينه وبين النا ِ ض ِ
ن إلى شيء ،قد ُ ن يطمئ ّيك ْ
طن ،وباطُنه من قِب َِله السخ ُ ب ظاهُره الرضا والم ُ حجا ٌ
س ،في صحراء موحشة ل ب النف ِ ف والقلقُ واضطرا ُ والخو ُ
ل تحزن
375
م فيها العلم ،ول يتبّين فيها طريقه دها الحدود ُ ،ول تقو ُ تح ّ
ن أن يسلكها ،وغايته التي يمكن أن ينتهي إليها « . التي يمك ُ
بة » :إنها تمّر بالقل ِ
ن تيمي َ ل شي ُ
خ السلم ِ اب ُ يقو ُ
ل هذامث ْ ِل الجنة في ِ ت من السرور أقول :إن كان أه ُ لحظا ٌ
ب«. ش طي ّ ٍالعيش ،إّنهم لفي عي ٍ
وقال إبراهيم بن أدهم » :نحن في عيش لو علم به
ف«. سيو ِ ك لجالدونا عليه بال ّ الملو ُ
************************************
/http://www.saaid.net
حتى تكون أسعد الناس
ن
ل الغموم ,وهو قرة ُ عي ِ ب الهموم ,ويزي ُ ن ي ُذ ْهِ ُ
اليما ُ •
الموحدين ,وسلوةُ العابدين .
ت ,فل تفكْر فيما ب ما َ ت ,وما ذه َ ما مضى فا َ •
مضى ,فقد ذهب وانقضى .
لق المقسوم ِ ,ك ّ ارض بالقضاِء المحتوم ِ ,والرز ِ •
جَر .ض َ شيٍء بقدرٍ ،فدِع ال ّ
ب ,وبه ط الذنو ُب ,وتح ّ ن القلو ُ أل بذكر اللهِ تطمئ ّ •
ب.ج الكرو ِ ب ,وبه تفر ُ م الغيو ِ يرضى عل ّ ُ
ل تنتظْر شكرا ً من أحدٍ ,ويكفي ثواب الصمد ِ ,وما •
د.
د ,وحس َ ن جحد َ ,وحق َ م ْ عليك م ّ
ش في حدودِ إذا أصبحت فل تنتظرِ المساء ,وع ْ •
مك . مك لصلِح يو ِ اليوم ِ ,وأجمعْ ه ّ
م بالغد ِ ؛ لنك إذا ل حتى يأتي ,ول تهت ّ ك المستقب َ اتر ِ •
ك.أصلحت يومك صلح غ َد ُ َ
ج منه د ,ونّقهِ من الحقد ِ ,وأخر ْ طهّْر قلبك من الحس ِ •
ل منه الشحناَء. البغضاء ,وأز ْ
ل الناس إل من خيرٍ ,وكن جليس بيِتك ,وأقب ْ
ل اعتز ِ •
ل من المخالطةِ . على شأِنك ,وقل ّ ْ
ل تحزن
376
بب ,فسامرِ الكتب ,وصاح ِ ن الصحا ِ ب أحس ُ الكتا ُ •
ق المعرفة . م ,وراف ِ العِل ْ َ
سك ب في ملب ِ ن ُبني على النظام ِ ,فعليك بالترتي ِ الكو ُ •
وبيِتك ومكتِبك وواجِبك .
ج في ج إلى الفضاِء ,وطالِع الحدائق الغناء وتفّر ْ اخر ْ •
ق. َ ْ
ق الباري وإبداِع الخال ِ خل ِ
ل,ل والخمو َ س َ ب الك َ َ
عليك بالمشي والرياضةِ ,واجتن ِ •
ة. واهجرِ الفراغَ والبطال َ
خ ،وتفكْر في عجائبهِ ،وتدْبر غرائَبه اقرأ التاري َ •
صه وأخباِره . واستمتعْ بقص ِ
ب معيشِتك ,وغي ّْر من جد ّد ْ حياَتك ,ونوّعْ أسالي َ •
شه . ن الذي تعي ُ الروتي ِ
ة ,واحذِر ت والكثار منها كالشاي والقهو ِ اهجر المنبها ِ •
ة وغَي َْرها. التدخين والشيش َ
رك ب مظه ِ ن رائحِتك وترتي ِ ن بنظافة ثوِبك وحس ِ اعت ِ •
ب. ك والطي ِ مع السوا ِ
م والحبا َ
ط ل تقرأ ْ •
ب التي ترّبي التشاؤ َ ِ الكت بعض
ط. س والقنو َ واليأ َ
ل التوبة ويعفو عن تذكْر أن رّبك واسعُ المغفرةِ يقب ُ •
ت. ت حسنا ٍ ل السيئا ِ عباده ,ويبد ُ
ر
ست ْ ِل والعافيةِ وال ّ ن والعق ِ اشكُر رّبك على نعمةِ الدي ِ •
رها .ق والذريةِ وغي ِ والسمِع والبصرِ والرز ِ
حَته أو هو م أن في الناس من فََقد َ عقله أو ِ
ص ّ أل تعل ُ •
ل أو مبتًلى ؟! . س أو مشلو ٌ محبو ٌ
ن حفظا ً وتلوة ٌ وسماعا ً وتدبرا ً فإنه من ش مع القرا ِ ع ْ •
م. ن واله ّ أعظم ِ العلِج لطردِ الحز ِ
مه , ض بحك ِ ض المَر إليه ,وار َ ل على اللهِ وفوّ ْ توك ْ •
ك. سُبك وكافي َ ح ْ مد عليه فهو َ والجأ إليه ,واعت ْ
ل تحزن
377
ط من ل من قطَعك ,وأع ِ مك ,وص ْ ن ظل َ َ م ْ فع ّ اع ُ •
ن.ك تجد ِ السروَر والم َ م على من أساَء إلي َ مك ,واحل ْ حر َ
ح
ه « فإنها تشر ُ وة إل بالل ِ ل ول ق َ ك َّرْر »ل حو َ •
ل ,وترضي ذا الجلل ل ,وُتحمل بها الثقا ُ ل وتصلح الحا َ البا َ
.
ة
ج والذري ُ أكثر من الستغفارِ ,فمَعه الرزقُ والفر ُ •
ط الخطايا . م النافعُ والتيسيُر وح ّ والعِل ْ ُ
اقنعْ بصورِتك وموهبِتك ودخِلك وأهِلك وبِيتك تجدِ •
ة والسعادة َ . الراح َ
ب وأنه ج مع الك َْر ِ اعلم أن مع العسرِ يسرا ً ،وأن الفر َ •
ل. م دو ٌ ل ،وأن اليا َ م الحا ُ ل يدو ُ
ن برّبك س ,وأحسن الظ ّ ط ول تيأ ْ ل ول تقن ْ تفاء ْ •
ل. ل خيرٍ وجمي ِ وانتظْر منه ك ّ
حة فقد ح باختيارِ اللهِ لك ,فإنك ل تدري بالمصل ِ افر ْ •
ن الشدةُ لك خْيرا ً من الرخاء . تكو ُ
بب بينك وبين اللهِ ويعّلمك الدعاء ويذه ُ البلُء يقّر ُ •
خَر . ب والَف ْ ج َ عنك الك ِب َْر والعُ ْ
سك قناطير النعم وكنوز الخيرات ل في نف ِ أنت تحم ُ •
التي وهبك الله إياها .
أحسن إلى الناس وقدم ِ الخير للبشرِ ؛ لتلقى •
ض وإعطاِء فقيرٍ والرحمةِ بيتيم ٍ . السعادة من عيادةِ مري ٍ
تم ،والخيال ِ ن ،واطرِح الوها َ ب سوء الظ ّ اجتن ْ •
ة. الفاسدةَ ،والفكاَر المريض َ
م
م من اله ّ سل ِ َت الوحيد َ في البلِء ,فما َ اعلم أنك لس َ •
شٌر . أحد ٌ ,وما نجا من الشدةِ ب َ َ
ت وكدرٍ فاقبْلها ن وبلٍء ومنّغصا ٍ تيّقن أن الدنيا داُر مح ٍ •
ن باللهِ . على حاِلها واستع ْ
من ع ُزِ َ
ل تفكْر فيمن سبقوك في مسيرةِ الحياةِ م ّ •
ب وصودَر . ي ونك َ ن وابتل َ ح َ مت ُ ِ ل وا ْ س وقت َ حب ِ َ و ُ
ل تحزن
378
م
م والغ ّ كل ما أصابك فأجُره على اللهِ من اله ّ •
ب. ن والمصائ ِ ض والد َي ْ ِ ن والجوِع والفقرِ والمر ِ والحز ِ
ح السماع والبصار وتحيي م أن الشدائد تفت ُ اعل ْ •
ب. س ،وتذكر العبد َ وتزيد الثوا َ ب ،وتردع ُ النف َ القل َ
ق
ث ,ول تنتظر السوَء ,ول تصد ِ ل تتوقِع الحواد َ •
ف. م للراجي ِ ت ,ول تستسل ْ الشائعا ِ
ه
ب ما ُيسمع من مكرو ٍ ن ,وغال ُ ف ل يكو ُ أكثُر ما ُيخا ُ •
ن.ة ومنه العَوْ ُ ة وعنده رعاي ٌ ل يقعُ ,وفي اللهِ كفاي ٌ
مى ح ّ دة فإنهم ُ س َ ح َ س الُبغضاَء والُثقلَء وال َ ل تجال ِ •
ن. ة الحزا ِ ل الك َد َرِ وحمل ُ س ُ
م ُر ُ الروِح ,وه ْ
ث في مك ْ َ ة ,وأكثرِ ال ُ ظ على تكبيرة الحرام ِ جماع ً حاف ْ •
سك المبادرة َ للصلةِ لتجد َ السروَر . ود نف َ المسجدِ ,وع ّ
ن ،وهي ب ,فإنها مصدُر الهموم ِ والحزا ِ إياك والذنو َ •
ت. ب والزما ِ ب المصائ ِ ت ،وبا ُ سبب النكبا ِ
َ
ن
م ْ ت ِ كن ُ ك إ ِّني ُ حان َ َ سب ْ َ ت ُ ه إ ِل ّ أن ْ َ م على ﴿ل إ ِل َ َ داو ْ •
كرب ,ونبأ ٌ ال ّ
ب في كشف ال ْ ِ ن﴾ .فلها سّر عجي ٌ مي َ ظال ِ ِ
ن. م في رفِع المح ِ عظي ٌ
ئ الذي يقال ل القبيِح والكلم ِ السي ِ ل تتأْثر من القو ِ •
فيك ،فإنه يؤذي قائَله ول يؤذيك .
ساِدك يساوي قيمَتك ؛ لنك مح ّ ب أعدائك لك وشت ُ س ّ َ •
ت شيئا ً مذكورا ً ،ورجل ً مهما ً . أصبح َ
دى لك حسناِته ،وح ّ
ط م أن من اغتابك فقد أه َ اعل ْ •
ة. من سيئاِتك ،وجعَلك مشهورًا ،وهذه نعم ٌ
ة
سك في العبادةِ ,والزم ِ السن َ ل تشد ّد ْ على نف ِ •
ك والغُل ُوّ . ط وإيا َ ك الوس َ واقتصد ْ في الطاعةِ ,واسل ِ
ح صدُرك ,فبقدرِ صفاِء ص توحيدك لربك لينشر َ أخل ْ •
ن سعادُتك . صك تكو ُ دك ونقاِء إخل ِ توحي ِ
ة
س ،لديك هم ٌ ت النف ِ ب ،ثاب َ كن شجاعا ً قويّ القل ِ •
ف. ة ,ول تغرّنك الزوابعُ والراجي ُ وعزيم ٌ
ل تحزن
379
ح وباله واسعٌ ، عليك بالجود فإن صدَر الجوادِ منشر ٌ •
ب ،مكدُر الخاطرِ . م القل ِ ل ضيقُ الصدرِ ،مظل ُ والبخي ُ
م
ن لهم الكل َ دهم ,وأل ْ بو ّ س تكس ْ أبسط وجَهك للنا ِ •
ضع لهم يجّلوك . يحبوك ,وتوا ْ
ئ
س ,وأطف ِ ن ,وترفقْ بالنا ِ ادفع بالتي هي أحس ُ •
ك. م أعداُءك ,وكّثر أصدقاَء َ ت ,وسال ْ العداوا ِ
مه
ب السعادةِ دعاُء الوالدين ,فاغتن ْ من أعظم أبوا ِ •
ل مكروهٍ . ببّرهما ليكون لك دعاؤهما حصنا ً حصينا ً من ك ّ
ح ما يبدُر منهم , اقبل الناس على ما هم عليه وسام ْ •
س والحياةِ . م أن هذه هي سنة اللهِ في النا ِ واعل ْ
ش واقَعك ,فأنت تريد ُ ت بل ع ْ ش في المثالّيا ِ ل تع ْ •
ن عاد ً
ل. س ما ل تستطيعه فك ْ من النا ِ
ة والسراف ك والرفاهي َ ش حياة البساطةِ وإيا َ ع ْ •
ح.ت الرو ُ م تعّقد ِ ه الجس ُ خ فكلما ترفّ َ والب َذ ْ َ
ة, ظ لك وصيان ٌ ت فإنها حف ُ ظ على أذكارِ المناسبا ِ حاف ْ •
ك. م َ ح به يو ُ وفيها من السدادِ والرشادِ ما يصل ُ
ت واحد ٍ ،بل اجعْلها ل ول تجمْعها في وق ٍ وّزِع العما َ •
ؤك جيدا ً . ن عطا ُ ت للراحةِ ليك ْ ت وبينها أوقا ُ في فترا ٍ
لانظْر إلى من هو دونك في الجسم ِ والصورةِ والما ِ •
س. ف النا ِ م أنك فوقَ ألو ِ ت والوظيفةِ والذريةِ ،لتعل َ والبي ِ
بن وزوجةٍ قري ٌ ُ •
خ واب ٍ ن أن كل من تعاملهم من أ ٍ تيّق ْ
ل
سك على تقب ِ ن نف َ ب ،فوط ّ ْ وصديقٌ ل يخلو من عي ٍ
الجميِع .
ح له،م الذي ترتا ُ الزم ِ الموهبة التي أعطيتها ،والعل َ •
والرزقَ الذي فُِتح لك ،والعمل الذي يناسُبك.
م
ت ،وكن سلي َ ص والهيئا ِ إياك وتجريح الشخا ِ •
ب.ن الجان ِ ظ ،مأمو َ ب اللفا ِ ب الكلم ِ ،ع َذ ْ َ ن ،طي َ اللسا ِ
م ستٌر للخطايا ن للمعائب ،والحل َ ل دف ٌ م أن الحتما َ اعل ْ •
ب. ص والمثال َ ب واسعٌ يغطي النقائ َ ,والجود َ ثو ٌ
ل تحزن
380
ة تدب ُّر فيها أمورك ،وتراجعُ فيها سك ساع ً انفرد ْ بنف ِ •
ح بها دنياك . نفسك ،وتتفكْر في آخرِتك ،وتصل ُ
ف ,وحديقُتك ة هي بستاُنك الوار ُ مكتبُتك المنزلي ُ •
الغّناُء ,فتنّزهْ فيها مع العلماِء والحكماِء والدباِء والشعراءِ .
ب سؤا َ
ل م ,واجتن ْ ك والحرا َ ل وإيا َ ب الرزقَ الحل َ اكس ِ •
ك
ب بمال ِ ِ خي ٌْر من الوظيفةِ ,وضار ْ س ,والتجارةُ َ النا ِ
واقتصد ْ في المعيشةِ .
س البائسين , س المترفين ول لبا َ س وسطا ً ,ل لبا َ الب ْ •
س.كن كعامةِ النا ِ س,و ْ سك بلبا ٍ ول ُتشهْر نف َ
ق
ج ،ويغّير الخل َ ب يفسد ُ المزا َ ض َ ب فإن الغَ َ ل تغض ْ •
ويسيُء العشرةَ ،ويفسد ُ المودةَ ،ويقطعُ الصلة .
م أخرى ، سافر أحيانا ً لتجدد حياتك ،وتطالعَ عوال َ •
ة. م جديدةً ،وبلدانا ً أخرى ،فالسفُر متع ٌ وتشاهد َ معال َ
ب لك أعماَلك ،وتنظ ُ
م ظ بمذكرة في جيِبك ترت ّ ُ احتف ُ •
ب بها ملحظاتك. دك ،وتكت ُ أوقاِتك ،وتذكُرك بمواعي ِ
م
عْره ُ س بالسلم ِ ،وحّيهم بالبسمةِ ،وأ ِ ابدأ ِ النا َ •
الهتمام ؛ لتكون حبيبا ً إلى قلوبهم قريبا ً منهم .
سك ول تعتمد ْ على الناس ،واعتبْر أنهم عليك ثق بنف ِ •
ن الرخاِء . ه ول تغتّر بإخوا ِ ل لك وليس معك إل الل ُ
ف بأداء ل والتسوي َ احذْر كلمة )سوف( وتأخيَر العما ِ •
ق. ل والخفا ِ ن الفش ِ ب ،فإن هذ عنوا ُ الواج ِ
ب في اترك التردد َ في اتخاذ ِ القرارِ ،وإياك والتذبذ َ •
م.م وتقد ْ م واعز ْ ف ،بل اجز ْ المواق ِ
فت والوظائ ِ ل بين التخصصا ِ ل تضّيع عمرك في التنق ِ •
ح في شيء. ن ،فإن معنى هذا أنك لم تنج ْ والمه ِ
بت ،والمصائ ِ ب كالصالحا ِ ت الذنو ِ ح بمكفرا ِ افر ْ •
ة
ن ،وشفاع ِ والتوبةِ ودعاِء المسلمين ،ورحمةِ الرحم ِ
ل. الرسو ِ
ل تحزن
381
ة، ئ الخطيئ َ ل ،فإنها تطف ُ عليك بالصدقةِ ولو بالقلي ِ •
ق. م ،وتزيد ُ في الرز ِ ب اله ّ ب ،وت ُذ ْه ِ ُ وتسّر القل َ
ل قدوتك إمامك محمدا ً فإنه القائد ُ إلى اجع ْ •
ة
ل على النجاِح ،والمرشد ُ إلى النجا ِ السعادةِ ,والدا ّ
والفلِح .
نج َ ة العافية ,والس ْ ُزرِ المستشفى لتعرف نعم َ •
ل؛ ة العق ِ ف نعمة الحريةِ ,والمارستان لتعرف نعم َ لتعر َ
لنك في ن َِعم ل تدري بها .
مها ة أكبَر من حج ِ ط المسأل َ ه ,ول تع ِ مك التوافِ ُ ل تحط ْ •
ث.ل المورِ والمبالغةِ في الحدا ِ ,واحذْر من تهوي ِ
س العذاَر لمن أساَء إليك ق ،والتم ِ كن واسع الفُ ِ •
ة النتقام ِ . لتعش في سكينةٍ وهدوٍء ,وإياك ومحاول َ
ح أعداءك بغضِبك وحزِنك فإن هذا ما يريدون , ل ُتفرِ ْ •
فل تحققْ أمنيَتهم الغالية في تعكيرِ حياِتك .
ت والحقادِ ، ل توقد فرنا ً في صدرك من العداوا ِ •
م. ب دائ ٌ س ،وكرهِ الخرين ,فإن هذا عذا ٌ ض النا ِ وبغ ِ
سك ,صموتا ً إل من خيرٍ ,طلق كن مهذبا ً في مجل ِ •
سك ،منصتا ً لحديِثهم ,ول تقاط ِعُْهم جهِ محترما ً لجل ّ ِ الوَ ْ
أثناء الكلم ِ .
ح ,فإياك والوقوعَ جْر ِب ل يقعُ إل على ال ُ ن كالذبا ِ ل تك ْ •
بح بعثراِتهم وطل ِ س وذكرِ مثالِبهم والفر ِ ض النا ِ في أعرا ِ
زلِتهم .
بم بها ،ول يره ُ ت الدنيا ول يهت ّ ن لفوا ِ ن ل يحز ُ المؤم ُ •
ة. ة حقيرة ٌ فاني ٌ ة ذاهب ُ من كوارِثها ،لنها زائل ٌ
م ؛ فإنه عذاب ب المحر َ م ،والح ّ شقَ والغرا َ اهجرِ العِ ْ •
ره ب ,وافزع ْ إلى اللهِ وإلى ذك ِ ض للقل ِ للروِح ،ومر ٌ
وطاعِته .
ث هموما ً وغموما ً إطلقُ النظرِ إلى الحرام ِ يور ُ •
ه. ف رب ّ ُ ض بصَره وخا َ ب ,والسعيد ُ من غ ّ وجراحا ً في القل ِ
ل تحزن
382
ت الطعام ِ ,وعليك بالمفيد ِ ، ب وجبا ِ احرص على ترتي ِ •
ن. م وأنت شبعا ُ ب التخمة ،ول تن ْ واجتن ِ
ث ,ثم ف من الحواد ِ ت عند الخو ِ قدّر أسوأ الحتمال ِ •
ة واليسَر . ل ذلك فسوف تجد ُ الراح َ ن نفسك لتقب َ وط ّ ْ
شعَ ,وإذا ل انق َم اللي ُ ل انقط َعَ ,وإذا أظل َ إذا اشتد ّ الحب ُ •
ن. سَري ْ ِ سٌر ي ُ ْ ب عُ ْ سعَ ,ولن يغل َ ضاقَ المُر ات ّ َ
ت كلبًا ،وعفا ي سق ْ ن ،غ ََفَر لبغ ّ تفك ّْر في رحمةِ الرحم ِ •
س ،وبسط يده للتائبين ،ودعا النصارى ة نف ٍ ل مائ َ عمن قَت َ َ
للتوبةِ .
ي ،وإثر المرض بعد َ الجوع شب َعٌ ،وعقب الظمأ ِ رِ ّ •
ة
سن ّ ٌم يتلوه السروُر َ ، ة ،والفقُر يعقُبه الغنى ،واله ّ عافي ٌ
ة. ثابت ٌ
ح لَ َ َ
ك ﴾ وتذكْرها عند صدَْر َ ك َ شَر ْ م نَ ْ تدب ّْر سورة ﴿ أل َ ْ •
ت. م أنها من أعظم ِ الدويةِ عند الزما ِ الشدائد ِ ،واعل ْ
ه
ب )) ل إله إل الل ُ أين أنت من دعاِء الك َْر ِ •
ش العظيم ب العر ِ هر ّ م ،ل إله إل الل ُ م الحلي ُ العظي ُ
بضر ّ ب الر ِ ت ور ّ ب السموا ِ ،ل إله إل الله ر ّ
ش الكريم (( . العر ِ
ت و تعوذ ْ من الشيطا ِ
ن ت فاسك ْ ب إذا غضب َ ل تغض ْ •
س وتوضأ وأكثْر من وغي ّْر مكانك ،وإن كنت قائما ً فاجل ْ
الذكرِ .
مل تجَزعْ من الشدةِ فإنها تقوي قلَبك ،وتذيُقك طع َ •
العافيةِ ،وتشد ّ من أزِرك وترفعُ شأِنك ،وتظهُر صبَرك.
ن
ح ِ مقٌ وجنون ،وهو مثل ط َ ْ ح ْالتفكر في الماضي ُ •
ت من قبوِرهم . ج الموا ِ شرِ النشارةِ وإخرا ُ ن ون َ ْ الطحي ِ
حم ْ ق من المصيبةِ ،وتل ّ ب المشر ِ انظْر إلى الجان ِ •
س بالمنكوبين . رها ،وتأ ّ ل من غي ِ م أنها أسه ُ أجرها ،واعل ْ
ل تحزن
383
نما أصابك لم يكن ليخطَئك ،وما أخطأك لم يك ْ •
ق ,ول حيلة لك في م بما أنت ل ٍ ف القل َ ج ّ ليصيَبك ,و ُ
القضاِء .
ن شرابا ً ول خسائرك إلى أرباٍح ,واصنعْ من الليمو ِ ح ّ •
ف مع ب حفنة سكرٍ ,وتكي ّ ْ ف إلى ماِء المصائ ِ حلوا ً ,وأض ْ
ظرِفك .
س من روِح الله ول تقنط من رحمة الله ،ول ل تيأ ْ •
تنس عون الله ,فإن المعونة تنزل على قدر المؤونةِ .
حب ,وأنت ل تدري الخيرةُ فيما تكره ُ أكثُر منها فيما ت ُ ّ •
ي نقمةٍ ،ومن خيرٍ في ب ,وكم من نعمةٍ في ط ّ بالعواق ِ
ب شّر . جلبا ِ
لح بك في أوديةِ الهموم ِ ,وحاو ْ قي ّد ْ خياَلك لئل يجم َ •
دك . ت التي عن َ ب والفتوحا ِ أن تفكَر في النعم ِ والمواه ِ
ة في بيِتك ومكتِبك ,ومن ب والضج َ اجتنب الصخ َ •
م. ة والنظا ُ علمات السعادةِ الهدوُء والسكين ُ
ب ,وهي تسمو خي ُْر معين على المصاع ِ الصلةُ َ •
ح إلى فضاءِ النوِر ق علويةٍ ،وتهاجُر بالرو ِ س في آفا ٍ بالنف ِ
والفلِح .
ت س من النزوا ِ ل الجاد َ المثمَر يحرُر النف َ إن العم َ •
ت المحّرمةِ . الشريرةِ والخواطرِ الثمةِ ،والنزعا ِ
ؤها وضياؤها ؤها وهوا ُ ؤها وغذا ُ السعادةُ شجرةٌ ما ُ •
ن باللهِ ،والداُر الخرةُ . اليما ُ
ف، خل ُقٌ شري ٌ مو ُ َ •
م ،وذوقٌ سلي ٌ بج ّ ده أد َ ٌ ن عن َ م ْ
ل. ل والحا ِ ح البا ِ س ،ونال صل َ سه وأسعد َ النا َ أسعد َ نف َ
ل ,ونوّع ْ عليه ل ويم ّ ب يك ّ ّ رّوح على قلِبك فإن القل َ •
س له فنون الحكمةِ وأنواع المعرفةِ . ب ,والتم ْ السالي َ
حح الصدَر ،ويوسعُ مداِرك النظرِ ويفت ُ العلم يشر ُ •
مها وحزِنها . مها وغ ّ ج من ه ّ س فتخر ُ م النف ِ الفاقَ أما َ
ل تحزن
384
ة
ت ومغالب ُ من السعادةِ النتصاُر على العقبا ِ •
حل ب ,فلذة ُ الظفرِ ل تعدلها لذة ٌ ،وفرحة النجا ِ الصعا ِ
ة. تساويها فرح ٌ
ب أن مْلهم بما تح ّ س فعا ِت أن تسعد َ مع النا ِ إذا أرد َ •
سهم أشياَءهم ،ول تضعْ من خ ْ يعاملوك به .ول تب َ
أقداِرهم .
سه ،والعلم الذي يناسُبه ،وقام ن نف َ إذا عرف النسا ُ •
ل وجهٍ ؛ وجد لذة النجاح ومتعة النتصارِ . به على أكم ِ
ل؛ م من رصيدِ الما ِ ة والخبرة ُ أعظ ُ ة والتجرب ُ المعرف ُ •
ي. ي ،والفرح بالمعرفةِ إنسان ّ ل بهيم ّ لن الفرح بالما ِ
للك ّ خُر ،وليْقب َ ْ ت ال َ ب أحد ُ الزوجين فليصم ِ إذا غض َ •
ب. منهما الخَر على ما فيه فإنه لن يخلوَ أحد ٌ من عي ٍ
ب ويفتح ون عليك الصعا َ ل يه ّ ح المتفائ ُ س الصال ُ الجلي ُ •
م يسوّد ُ الدنيا في عينك . ب الرجاِء ،والمتشائ ُ لك با َ
ل فقد حاز ة ما ٍ ة وكفاي ٌ ت وصح ٌ ة وبي ٌ من عنده زوج ٌ •
م.
ش ،فليحمد ِ الله وليقنعْ ،فما فوق ذلك إل اله ّ صْفوَ العي ِ َ
ىه ,معاف ً سْرب ِ ِ ً
))من أصبح منكم آمنا في ِ •
حيزت له ه ،فكأنما ِ م ِ ت يو ِ ه ،عندهُ قو ُ د ِفي جس ِ
الدنيا (( .
ه ّربا ً وبالسلم ِ دينا ً ، )) من رضي بالل ِ •
د رسول ً ،كان حقا ً على الله أن يرضيه وبمحم ٍ
ن الرضا. (( ،وهذه أركا ُ
ه عنك ،وأن يرضى عنك ح أن يرضى الل ُ ل النجا ِ أصو ُ •
سك راضية وأن تقدم عمل ً مثمرًا. ن نف ُ ك وأن تكو َ حوْل َ َن َم ْ
م سعادةُ يوم ٍ ،والسفُر سعادةُ أسبوٍع ، الطعا ُ •
ن
ة ،واليما ُ ل سعادةُ سن ٍ ج سعادة شهرٍ ،والما ُ والزوا ُ
سعادة ُ العمرِ كّله .
ل تحزن
385
ح، ب ول بالنكا ِ ل ول بالشر ِ لن تسعد َ بالنوم ِ ول بالك ِ •
ل وهو الذي أوجد َ للعظماِء مكانا ً تحت وإنما تسعد ُ بالعم ِ
س .
الشم ِ
ت له القراءة ُ فإنه سعيد ٌ لنه يقطف من من تيسر ْ •
نب الدنيا ويطوي الزما َ ف على عجائ ِ ق العالم ِ ،ويطو ُ حدائ ِ
ن.والمكا َ
ة
ح البريُء راح ٌ ب الحزان ،والمزا ُ ة الخوان ت ُذ ْه ِ ُ محادث ُ •
ح الخاطَر . ،وسماعُ الشعرِ يري ُ
رك إليها ،فحياُتك من صنِع ون حياَتك بنظ ِ أنت الذي تل ّ •
ك. أفكاِرك ،فل تضعْ نظارةً سوداَء على عيْني َ
ة
ط من تكرههم لحظ ً فكْر في الذين تحبهم ول تع ِ •
مك. واحدةً من حياِتك ،فإنهم ل يعلمون عنك وعن ه ّ
ت أعصاُبك ، ل المثمر برد ْ إذا استغرْقت في العم ِ •
ن.ض من الطمئنا ِ ك في ٌ سك ،وغمَر َ ت نف ُ وسكن ْ
ب، ب ول الذه ِ س ِ ب ول الن ّ َ س ِ ح َ ت في ال َ السعادةُ ليس ْ •
ب. ب وبلوِغ الر ِ ن والعلم ِ والد ِ وإنما في الدي ِ
ف يدًا، ذلهم للمعرو ِ أسعد ُ عباد ِ اللهِ عند اللهِ أب ُ •
ن فضل ً ،وأحسُنهم على ذلك شكرًا. وأكثُرهم على الخوا ِ
إذا لم تسعد ْ بساعِتك الراهنةِ فل تنتظْر سعادة ً سوف •
ل عليك من السماِء . ق ،أو تنز ُ ل عليك من الف ِ تط ّ
ر
خي ْ ٍ
مته من َ فك ُّر في نجاحاِتك وثمارِ عمِلك وما قد ْ َ •
ح الصدَر . ح به ،واحمد ِ الله عليه ،فإنه هذا مما يشر ُ وافر ْ
د،
مغ ٍ م اليوم ِ وه ّ س يكفيك ه ّ م أم ِ الذي كفاك ه ّ •
ف ؟ وإذا عليك فمن ن تخا ُ ل عليه ،فإذا كان معك فم ْ فتوك ْ
ترجو؟
م واحد ٌ ،أما أمس فل يجدون بينك وبين الثرياِء يو ٌ •
م واحد ٌ ،فما لذَته ،وغد ٌ فليس لي ول لهم ،وإنما لهم يو ٌ
ن!أقله من زم ٍ
ل تحزن
386
ن بين ب ،ويواز ُ ح القل َ س ،ويفر ُ ط النف َ السرور ينش ُ •
ة والعمَر فائدةً العضاِء ،ويجُلب القوة ،ويعطي الحياةَ قيم ً
.
ن وركائُز السعادةِ ،فل ة والدي ُ ن والصح ُ الغنى والم ُ •
ض ول كافَر ,بل هم في ف ول مري َ هناَء لمعدم ٍ ،ول خائ َ
شقاء .
ف السعادة َ ,ومن سل َ
ك ل عر َ من عرف العتدا َ •
ح. ك الفوَز ,ومن اتبعَ اليسَر نال الفل َ ط أدر َ التوس َ
ن ,وليس ة واحدةٌ :ال َ ن إل كلم ٌ ليس في ساعةِ الزم ِ •
س السعادة إل كلمة واحدة ٌ :الرضا . في قامو ِ
ن عليك ,وتفك ّْر ورها أكبَر ت َهُ ْ ة فتص ّ إذا أصابْتك مصيب ٌ •
ة
ت فرح ُ ب الشدةِ ما ُرجي ْ في سرعةِ زواِلها ,فلول كر ُ
الراحةِ .
ت بك ونجاك إذا وقعت في أزمة فتذكر كم أزمةٍ مر ْ •
م أن من عافاك في الولى سيعافيك ه منها ،حينها تعل ُ الل ُ
في الخرى .
مه من أذهبه في غير حقّ قضاه ،أو فرض العاقّ ليو ِ •
مه ،أو صله ،أو علم ٍ تعل َ أّداه ،أو مجد ٍ شّيدهُ ،أو حمدٍ ح ّ
قرابةٍ وصلها ،أو خيرٍ أسداه.
ب دائم ؛ لن ينبغي أن يكون حولك أو في يدك كتا ُ •
ت
ظ به الوق ُ هناك أوقاتا ً تذهب هدرًا ،والكتاب خير ما يحف ُ
ن.ويعمُر به الزم ُ
ف النهارِ ل ل وأطرا َ ن ،التالي له آناَء اللي ِ ظ القرآ ِ حاف ُ •
يشكو ملل ول فراغا ول سأمًا ،لن القرآن مل حياته سعادةً
.
ة ,ثم ل تتخذ قرارا ً حتى تدرسه من جوانِبه كافّ ً •
ل الثقة ,فإن نجحت فهذا المراد و استخرِ الله وشاوْر أه َ
م. إل فل تند ْ
ل تحزن
387
ل أعداءه ،فإن الصديق العاقل ُيكث ُِر أصدقاءه وُيقل ُ •
ل في سنةٍ والعدو يحصل في يوم ،فطوبى لمن حببه يحص ُ
قهِ .خل ْ ِ الله إلى َ
اجعل لمطالِبك الدنيوية حدا ً ترجع إليه ،وإل تشّتت •
شك ،وساء حاُلك . قلُبك وضاقَ صدُرك ،وتنّغص عي ُ
دها م اللهِ أن يقي ّ َ ت عليه نع ُ ينبغي لمن تظاهر ْ •
م. بالشكرِ ،ويحفظها بالطاعةِ ،ويرعاها بالتواضِع لتدو َ
ن، سه بالتقوى ،وط َهَُر فكُره باليما ِ ت نف ُ من صف ْ •
س. ب النا ِ ح ّ ب اللهِ و ُ ح ّ خي ْرِ نال ُ ت أخلُقه بال َ قل َ ْ ص ِ
و ُ
ة ،أما ن حقيق ً ب الحزي ُ ل هو المتع ُ ل الخام ُ الكسو ُ •
فف كي َ ش وَع ََر َ جد ّ فهو الذي عرف كيف يعي ُ ل الم ِ العام ُ
يسعد ُ .
ف مصائِبها ف أضعا ِ إن لذةَ الحياة ومتعَتها أضعا ُ •
ن السّر كيف نصل إلى هذه المتعةِ بذكاٍء . مها ،ولك ّ وهمو ِ
ت العالم ِ ، ت لها شهادا ُ لو ملكت المرأةُ الدنيا ،وسيق ْ •
ج فهي مسكينة . ل وسام ٍ وليس عندها زو ٌ ت على ك ّ وحصل ْ
ة أن تنفق شبابك في الطموِح الحياةُ الكامل ُ •
ل. ك في التأم ِ خت َ َ ،ورجولتك في الكفاِح ،وشيخو َ
م أحدا ً ،فإن عندك م نفسك على التقصير ،ول ت َل ْ ْ لُ ْ •
ك غيَرك . حه فاتر ْ ت إصل ُ ُ
ب ما يمل الوق َ من العيو ِ
سّر ب يجلوُ الفهام ،وي ُ ِ ور والدورِ كتا ٌ ل من القص ِ أجم ُ •
ح الصدَر ،وينمي الِفك َْر . س ،ويشر ُ س النف َ القلوب ،ويؤن ُ
ة ،فإذا أعطيتُهما فقد حزت اسأل الله العَْفوَ والعافي َ •
ل سعادةٍ . ت بك ّ خي ْرٍ ،ونجوت من كل شّر ،فُْز َ ل َ ك ّ
ب ماء ،وحصيٌر في ت ،وكو ُ ف واحد ٌ ،وسبعُ تمرا ٍ رغي ٌ •
م. ل على الدنيا السل ُ ف ،وق ْ غرفة مع مصح ٍ
ل الندى ت ،وبذ ِ السعادة في التضحية وإنكارِ الذا ِ •
ف الذى ،والبعد ِ عن النانيةِ والستئثارِ . وك ّ
ل تحزن
388
س ،ويقوي القلب ح النف َ ل يشر ُ ك المعتد ُ الضح ُ •
ل ،ويجلو الخاطَر . ط على العم ِ ل وينش ُ مل َ َ ب ال َ وي ُذ ْه ِ ُ
م
ح ،ومن لزِ َ العبادةُ هي السعادةُ ،والصلح هو النجا ُ •
ن الستغفاَر وأكثَر الفتقاَر فهو أحد ُ البرار . الذكاَر ،وأدم َ
ح ،وتفضي إليه ب من تث ِقُ به وترتا ُ خيُر الصحا ِ •
مك ول يفشي سّرك . ك همو َ عبك ،ويشارك ُ َ بمتا ِ
ل تتوقعْ سعادةً أكبر مما أنت فيه فتخسَر ما بين •
ن. حَز َ م وال َ ة فتستعجل اله ّ يديك ،ول تنتظْر مصائب قادم ً
ل تظن أنك تعطي كل شيء ،بل تعطي خيرا ً كثيرا ً ، •
أما أن تحوي كل موهبة وكل عطية فهذا بعيد ٌ .
ق، ف من رز ٍ ة ،وكفا ٌ ة ،وداٌر واسع ُ امرأةٌ حسناُء تقي ٌ •
م جهُلها الكثيُر . ح ِ ..نع ٌ وجاٌر صال ٌ
ة،سن َ ٌ
ح َ ة ،وتذك ُّر النعم ِ َ ن للمكروهِ نعم ٌ ن النسيا ِ ف ّ •
ة. س فضيل ٌ ب النا ِ ة عن عيو ِ والغفل ُ
ل أمتعُ من الفراِغ ، العْفوُ ألذ ّ من النتقام ِ ،والعم ُ •
خي ٌْر من الثروةِ . ل ،والصحة َ م من الما ِ ة أعظ ُ والقناع ُ
ح
س الصال ُ س السوِء ،والجلي ُ خي ٌْر من جلي ِ الوحدةُ َ •
ة. ة عبادةٌ ،والتفكُر طاع ٌ خي ٌْر من الوحدةِ ،والعزل ُ َ
مقٌ ، ح ْ ة الفكار ،وكثرة ُ الخلطة ُ ة مملك ُ العزل ُ •
شؤْ ٌ
م. ؤهم ُ ه ،واستعدا ُ سَف ٌ س َ والوثوقُ بالنا ِ
ع
ة ،وتتب ُ ة رذال ٌ م ،والغيب ُ س ّ ب ،والحقد ُ ُ ق عذا ٌ سوُء ال ُ ُ •
خل ِ
ن. ذل ٌ خ ْ ت ِ العثرا ِ
ب، ب حياة ُ القلو ِ ك الذنو ِ م ،وتر ُ شكُر النعم ِ يدفعُ النق َ •
س لذةُ العظماِء . والنتصاُر على النف ِ
ة
ف ،وخيم ُ ل مع الخو ِ س ِ ن ألذ ّ من العَ َ خبٌز جاف مع أم ٍ •
ة. صرٍ فيه فتن ٌ ب من قَ ْ مع سترٍ أح ّ
ق، ده خالد ٌ ،وذكُره با ٍ ة ،ومج ُ ة العلم ِ دائم ٌ فرح ُ •
ل ،وذكُره إلى ده إلى الزوا ٍ ة ،ومج ُ ل منصرم ٌ ة الما ِ وفرح ُ
نهايةٍ .
ل تحزن
389
ن فََر ُ
ح ح باليما ِ ن ،والفر ُ ح الصبيا ِ ح بالدنيا فر ُ الفر ُ •
ف.شَر ٌ ل للهِ َ ل ،والعم ُ لذ ّ ة الما ِ البرارِ ،وخدم ُ
ل
ة ،وع ََرقُ العم ِ ب النجازِ راح ٌ ب ،وتع ُ ب الهمةِ ع َذ ْ ٌ عذا ُ •
ب. طي ٍ ن ِ ن أحس ُ س ُ ح َ ك ،والثناُء ال َ س ٌم ْ
ِ
سك ،وعمُلك السعادةُ أن يكون مصحُفك أ ني َ •
هوايتك ،وبيُتك صومعَتك ،وكنُزك قناعَتك .
نح بحس ِ ل ،والَفَر ُ ح الطفا ِ ل فر ٌ ح بالطعام ِ والما ِ الفر َ •
ل البّر مجد ٌ ل يَفنى . ح العظماِء ،وعم ُ الثناِء فََر ُ
س من ب الخيرِ للنا ِ صلة الليل بهاُء النهارِ ،وح ّ •
ة.
طهارةِ الضميرِ ،وانتظاُر الفرِج عباد ٌ
ة
ب الجرِ ،ومعايش ُ ة فنون :احتسا ُ في البلِء أربع ُ •
ف. ن الذ ّك ْرِ ،وتوقّعُ اللط ِ س ُ ح ْ صب ْرِ ،و ُال ّ
ن، ب المسلمي ُ ب ،وح ّ الصلة ُ جماعة ،وأداُء الواج ِ •
ح الدنيا والخرةِ . ل صل ٌ ل الحل ِ ب ،وأك ُ وترك الذنو ِ
ن رأسا ً فإن الرأس كثيُر الوجاِع ،ول تحر ْ
ص ل تك ْ •
ل
ف مع الخمو ِ ة ،والكفا ُ على الشهرةِ فإن لهل ضريب ً
سعادةٌ .
ت ،وتأخيُر التوبةِ ،واستعداُء ق ضياع ُ الوق ِ م ِ ح ْ
ة ال ُ علم ُ •
س ،وعقوقُ الوالدين ،وإفشاُء السرارِ . النا ِ
ن الذنوب ، ك الطاعةِ ،وإدما ِ ب بتْر ِ ت القل ِ ف مو ُ ي ُعَْر ُ •
ن من مكرِ اللهِ ،واحتقاِر وعدم ِ المبالةِ بسوِء الذكرِ ،والم ِ
الصالحين .
ن آخَر ،ومن من لم يسعد ْ في بيِته لن يسعد َ في مكا ٍ •
ده.مه ضي ّعَ غ َ لم يحّبه أهُله لن يحّبه أحد ٌ ،ومن ضي ّعَ يو َ
ن باّر ، ب نافعٌ ،واب ٌ أربعة يجلبون السعادة :كتا ٌ •
ض عن عو ٌ ح ،وفي اللهِ ِ س الصال ٌ ة ،وجلي ٌ ة محبوب ٌ وزوج ٌ
الجميِع .
ب وعلم هي ن وشبا ٌ ة وأم ٌ ى وحري ُ ة وغن ً ن وصح ُ إيما ُ •
ل أن تجتمعَ كّلها . ص ما يسعى له العقلُء ،لكنها ق ّ ملخ ُ
ل تحزن
390
ن فليس عندك عهد ٌ ببقاِئك ،وليس لديك اسعد ال َ •
م ن َْقدا ً والسروَر د َْينًا. ل اله ّ ن ،فل تجع ِ ن من روعةِ الزما ِ أما ٌ
م، خل ُقٌ مستقي ٌ ن صادقٌ ،و ُ أفضل ما في العالم ِ إيما ٌ •
ئ وما سوى ذاك م ،ورِْزقٌ هان ِ ٌ م سلي ٌ س ٌج ْ حو ِ ل صحي ٌ و ع َْق ٌ
ل. شغ ٌ
ن في ن ،والم ُ ة في البدا ِ نعمتان خفّيتان :الصح ُ •
ة
ن ،والذري ُ س ُ ح َ ن .نعمتان ظاهرتان :الثناُء ال َ الوطا ِ
ة. الصالح ُ
س
ت البغضاِء ،والنف ُ ل ميكروبا ِ ج يقت ُ ب المبته ُ القل ُ •
ت الكراهيةِ . ة تطارد ُ حشرا ِ الراضي ُ
م ألذ ّ ة أسبغُ غطاٍء ،والعل ُ ن أمهد ُ وطاٍء ،والعافي ُ الم ُ •
ن كساٍء . ب أنفعُ دواٍء ،والستُر أحس ُ غذاٍء ،والح ّ
السعيد ل يكون فاسقا ً ول مريضا ول مدينا ً ول غريبا ً •
ول حزينا ً ول سجينا ً ول مكروهًا.
م ُ
ل ت ،وع َ َ ة العداوا ِ ت ،وإزال ُ السعيد :انجلُء الغمرا ِ •
ت. ت ،والنتصاُر على الشهوا ِ الصالحا ِ
ً أق ُ
ق خطرا طريُقك إلى بيِتك ،وأكثر اليام ِ ل الطر ِ •
ن تسيء فيه ن زم ٌ م الزما ِ ل صالحًا ،وأشأ ُ ة يوم تعم ُ برك ً
لحدٍ .
شٌر فقد سّبوا ربهم تعالى ،أوجدهم من إن سّبك ب َ َ •
مُهم من جوٍع فشكروا كوا في وجوِده ،وأطعَ َ العَد َم ِ فش ّ
ف فحاَرُبوه . م من خو ٍ من َهُ ْ غي َْرهُ ،وآ َ
ن
نأ ّ سك ،ول تظ ّ ة على رأ ِ ل الكرةَ الرضي َ ل تحم ِ •
ب أحدكم ينسيهم موتي الناس يهمّهم أمُرنا إن زكاما ً يصي ُ
وموِتك .
ن من م ٌ ن ،وأ ْ سك َ ٌةو َ ن ،وسلم ٌ ة ووط ٌ السروُر كفاي ٌ •
ح موائد ُ ل ,والوع ُ
ن فصي ٍ ظ بلسا ٍ ل حل ٍ والنفاقُ من ما ٍ
ب.ن للقل ِ س وبساتي ُ للنف ِ
ل من وسامةِ الخلق الجميلة والسجايا النبيلة ,أجم ُ •
ن ،ورقةِ الخدود ِ ؛ لن جمال المعنى الوجوهِ ،وسوادِ العيو ِ
ل. ل الشك ِ ل من جما ِ أج ّ
ل
ف تقي مصارع السوِء ,وجداُر العق ِ صنائعُ المعرو ِ •
ف
ب أنفعُ من أل ِ ق الهوى ,ومطارقُ التجار ِ يمنعُ من مزال ِ
ظ. واع ٍ
إذا رأيت اللوف من البشرِ وقد أذهُبوا أعمارهم في •
ب والضياع َ فاحمد َ الله على ما عندك من ن واللهو واللع ِ الف ّ
ة المبتَلى سروٌر للمعافى . خيرٍ ,فرؤي ُ
ه على السلم ِ ,وإذا رأيت إذا رأيت الكافر فاحمد ِ الل َ •
/http://www.ahm1.net
ل تحزن
426
الخاتـمـة
ي الواحد الماجد ،الحد الصمد َ أنا وأنت ،هّيا نقصد الغن ّ
طرح على عتبةِ ربوبيِته ل والكرام ِ ،لنن ّ ِ م ،ذا الجل ِ ي القيو َالح ّ
ل،ح في السؤا ِ ب وحدانيِته ،نسأله وُنل ّ ،ونلتجئ إلى با ِ
ل ،فهو المعافي الشافي الكافي وهو ونطلُبه وننتظُر الّنوا َ
ت.
الخالق الرزاقُ المحيي الممي ُ
قَنا
و ِ
ة َ سن َ ًح َ ة َخَر ِفي ال ِ و ِة َسن َ ًح َفي الدّن َْيا َ ﴿ َرب َّنا آت َِنا ِ
ب الّناِر ﴾ . ذا َ ع ََ
)) اللهم إنا نسأُلك العفو والعافية والمعافاة
الدائمة في الدنيا والخرة ((.
)) اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبّيك
محمدٌ ، ونعوذُ بك من شّر ما استعاذك منه نبّيك
محمدٌ . ((
ز ،ونعوذُ بك من م والح ِ )) اللهم إنا نعوذُ بك من اله ّ
ن، جب ْ ِل وال ُ ل ،ونعوذُ بك من البخ ِ س ِز والك َ َ ج ِع ْ ال َ
ل (( . ر الرجا ِ ه ِن وق ْ ة الدي ِ ونعوذُ بك من غل َب َ ِ
م على المرسلين
ب العزةِ عما يصفون ،وسل ٌسبحان ربك ر ّ
ب العالمين . ،والحمد ُ للهِ ر ّ
**********************************************
/http://www.ahm1.com
قصيمي نت