You are on page 1of 2

‫صمود‬

‫البشير عشرون عاًما من ال ّ‬


‫التاريخ‪ 25/3/1430 :‬الموافق ‪ | 2009-03-22‬الزيارات‪286 :‬‬
‫المختصر ‪/‬‬
‫سلطة في‬ ‫المختصر ‪ /‬نجح الرئيس السوداني‪ ،‬عمر البشير‪ ،‬في الحفاظ على ال ّ‬
‫ة بالضطرابات‪،‬‬ ‫ما‪ ،‬كانت مليئ ً‬ ‫ة عشرين عا ً‬ ‫واحدة من أكبر الُبلدان الفريقية طيل َ‬
‫ف‬
‫ت عن ٍ‬ ‫ة‪ ،‬وعمليا ُ‬ ‫ت دولي ّ ٌ‬ ‫ي‪ ،‬وعقوبا ٌ‬ ‫ف أمريك ّ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ة‪ ،‬وق ْ‬ ‫ة طويل ٌ‬ ‫ب أهلي ٌ‬ ‫خل ّل َت َْها حر ٌ‬ ‫وَت َ َ‬
‫في دارفور‪.‬‬
‫ما للسودان‪ ،‬منذ استقلل عام‬ ‫حك ْ ً‬ ‫ل الرؤساء ُ‬ ‫ما( أطو َ‬ ‫وُيعَتبر البشير )‪ 64‬عا ً‬
‫ف مع العواصف؛‬ ‫ة فترة حكمه على الت ّك َي ّ ِ‬ ‫‪ ،1958‬وهو الذي كان قادًرا طيل َ‬
‫ب في‬ ‫م ب ِي َدٍ من حديد‪ ،‬من جهة‪ ،‬ومعرفته أيّ الوقات أنس ُ‬ ‫ف الحاك َ‬ ‫بإمساكه التآل َ‬
‫تمرير بعض التنازلت للغرب‪ ،‬من جهةٍ أخرى‪.‬‬
‫حكم في انقلب عام ‪ ،1989‬الذي كان عقَله‬ ‫سد ّةِ ال ُ‬‫وقد وصل البشير إلى ُ‬
‫رف بـ "ثورة النقاذ"‪ .‬بعدها حظر‬ ‫قه الّلدود حسن الترابي‪ ،‬فيما عُ ِ‬ ‫المدب َّر صدي ُ‬
‫حكم بالشريعة السلمية‪.‬‬ ‫ول إلى ال ُ‬ ‫النظام السوداني أحزاب المعارضة‪ ،‬وتح ّ‬
‫وفي عام ‪ 1992‬انتقل أسامة بن لدن إلى السودان‪ ،‬مما دفع الوليات المتحدة‬
‫م‬
‫إلى تصنيف حكومة البشير ضمن الحكومات "الراعية للرهاب"‪ ،‬ومن ث ّ‬
‫ط من الوليات المتحدة والمملكة‬ ‫ت دولية‪ .‬وتحت ضغ ٍ‬ ‫فرضت عليها عقوبا ٍ‬
‫العربية السعودية ومصر‪ ،‬اضطرت الحكومة السودانية إلى طرد ابن لدن في‬
‫‪ ،1996‬لكن هذه المرونةلم تمنع الوليات المتحدة من قصف مصنع الشفاء‬
‫الطبي؛ لرتباطه –بحسب الرواية المريكية‪ -‬بتنظيم القاعدة‪ ،‬الذي تنسب إليه‬
‫ت التي استهدفت السفارات المريكية في شرق أفريقيا عام‬ ‫واشنطن التفجيرا ِ‬
‫‪.1998‬‬
‫ب‬‫ن النصارى جنو َ‬ ‫مّرِدي َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ة ضد ّ ال ُ‬ ‫في هذه الثناء‪ ،‬كان نظام البشير يقود معرك ً‬
‫ف‪،‬‬ ‫مك َث ّ ٍ‬
‫ي ُ‬ ‫ط دول ّ‬ ‫ب أهلي ّهٍ اندلعت منذ ‪ .1983‬وتحت ضغ ٍ‬ ‫السودان‪ ،‬في حر ٍ‬
‫ن‪ ،‬الذين أنشئوا‬ ‫مّرِدي َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫تفاوض البشير على اتفاقية السلم لعام ‪ 2005‬مع ال ُ‬
‫ما ذاتّيا في الجنوب‪ ،‬وتشاركوا السلطة مع حكومة الخرطوم‪ ،‬ووعدوا‬ ‫حك ْ ً‬ ‫ُ‬
‫الجنوبّيين باستفتاء ُيجرى في العام ‪ 2011‬حول الستقلل‪ .‬إل أن هذه التفاقية‬
‫في ْن َةِ والخرى‪،‬‬ ‫ة؛ نتيجة اشتعال القتال بين الطرفين‪ ،‬بين ال ْ َ‬ ‫مهْت َّزةً وغيَر ثابت ٍ‬ ‫بقيت ُ‬
‫ن في إمكانية قبول حكومة السودان بانفصال الجنوب عنها‪.‬‬ ‫مّرِدي َ‬
‫مت َ َ‬ ‫شك ّ ِ‬
‫ك ال ُ‬ ‫وَت َ َ‬
‫ن‬
‫دو َ‬ ‫مّر ُ‬‫مت َ َ‬‫ل في إقليم دارفور عام ‪ ،2003‬حينما خرج ال ُ‬ ‫وقد نشب صراعٌ منفص ٌ‬
‫خل‬ ‫على حكومة الخرطوم‪ ،‬واّتهموها بالّتمييز‪ ،‬مما دفع الحكومة إلى التد ّ‬
‫عسكرّيا لخماد هذه الثورة‪ ،‬وقد اُتهمت فيما بعد بإطلق يد المليشيات العربية‬
‫جَهت إليها أصابعُ التهام بمهاجمة القرى‬ ‫المعروفة بـ "الجنجويد"‪ ،‬التي وُ ّ‬
‫ب القتل والغتصاب والسلب والنهب بحق مواطني القليم‪،‬‬ ‫الفريقية‪ ،‬وارتكا ِ‬
‫مَها للجنجويد‪.‬‬ ‫لكن الخرطوم نفت د َعْ َ‬
‫مى البشير‪ -‬المتزوج بامرأتين ولم ُيرَزق بأبناء‪ -‬صورته الواقعية؛ عن‬ ‫وقد ن ّ‬
‫طريق حضوره الفراح والمآتم وغيرهما من المناسبات الجتماعية‪ ،‬التي كان‬
‫ة بدًل من الّزيّ العسكر ّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫قِليدِي ّ َ‬
‫ب الت ّ ْ‬ ‫يرقص فيها مع الشعب‪ ،‬ويرتدي خللها الثيا َ‬
‫ي‪ ،‬ورغم ذلك بقي السلميون على‬ ‫في أواخر التسعينيات أزاح البشير التراب ّ‬
‫ي في صف‬ ‫َ‬
‫ه البشير‪ ،‬وبقي التراب ّ‬ ‫س ُ‬‫صلةٍ وثيقةٍ بالحزب الحاكم الذي ي َْرأ ُ‬
‫جن بعد تأييده قراَر محكمة‬ ‫س ِ‬ ‫جّرد من مصادر القوة‪ ،‬ثم ُ‬ ‫المعارضة بعدما ُ‬
‫ه(‪.‬‬
‫س ِ‬‫حب َ ِ‬
‫م ْ‬
‫الجنايات الدولية بحق البشير )لكنه خرج مؤخًرا من َ‬
‫وقد جلب الصراع في دارفور للبشير الكثيَر من انتقادات الغرب‪ ،‬لكنه في‬
‫ه لدى الوليات المتحدة؛ بالتعاون مع واشنطن )ضد ما‬ ‫الوقت نفسه أعلى ث َ َ‬
‫من َ ُ‬
‫يسمى بـ( "الرهاب"‪ ،‬وتصديقه على معاهدة السلم في الجنوب‪ .‬كما عززت‬
‫ة إلى‬
‫ولت الحكوم ُ‬ ‫نهاية الحرب بين الشمال والجنوب اقتصاد َ السودان‪ ،‬وتح ّ‬
‫ذب الستثمارات الجنبية‪ ،‬خاصة الصيني ّةِ منها‪ ،‬مما جعل البشير أقوى من ذي‬ ‫ج ْ‬
‫قبل‪.‬‬
‫ت‪ ،‬كان البشيُر خللَها قادًرا على المساك بزمام المور‪،‬‬ ‫ض ْ‬
‫م َ‬
‫ما َ‬
‫عشرون عا ً‬
‫صعاب‪ ،‬فهل ستستمّر الموُر هكذا؟ أم ت َت َغَي ُّر بعد مذكرة اعتقال‬ ‫وتحدي ال ّ‬
‫الرئيس؟‬
‫ة بالجابة عن هذا السؤال!‬ ‫اليام القادمة وحدها كفيل ٌ‬
‫المصدر‪ :‬السلم اليوم‬

You might also like