You are on page 1of 97

‫دراسة نقدية‬

‫أو‬
‫ملحوظات على كتاب‬
‫هكذا عّلمتني الحياة "‬
‫" َ‬

‫عي‬
‫سبا ِ‬
‫مصطفى ال ّ‬
‫للدكتور ُ‬

‫لحظها وكتبها‬
‫عبد المنعم مصطفى حليمة‬
‫" أبو بصير الطرطوسي "‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫ي‬ ‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم علننى مننن ل نننب ّ‬
‫بعده‪ ،‬وبعد‪.‬‬
‫كنننت قنند سننودت بعننض الملحظننات علننى الخننواطر‬
‫الننواردة فنني كتنناب " هكننذا علمتننني الحينناة "‪ ،‬لمننؤلفه‬
‫سباعي رحمه الله ن وهننو كتنناب نننافع‬ ‫الدكتور مصطفى ال ّ‬
‫فنني بننابه‪ ،‬لكننن ل يخلننو مننن بعننض الكبننوات والهفننوات‬
‫والزلت ن فاستحسنت تبييضها ونشننرها ‪ ..‬لسننعة انتشننار‬
‫الكتاب في العاَلم‪ ،‬ولمكانة صاحبه في العاَلم السننلمي‪،‬‬
‫وبخاصة لنندى أتبنناعه وجمنناعته الننذين يقلنندونه ويتبعننونه‬
‫قه مننن النقنند‬ ‫طح ّ‬‫فيما يقول ‪ ..‬ولعلمي أن الكتاب لم ُيع َ‬
‫والمناقشة من قبل ‪ ..‬ورجاء أن تكتمل فائدة القارئ من‬
‫الكتاب في حال ضم هذه الملحظات إلى الكتاب الصل‪.‬‬
‫مع التنبيه أن النسخة التي اعتمدتها وسننودت عليهننا‬
‫ملحظاتي هي مننن طباعننة دار الننوراق لسنننة ‪ 1420‬هننن‪،‬‬
‫‪ 1999‬م‪ ،‬فعليهننننا يكننننون العننننزو‪ ،‬لمننننن أراد التثبننننت‬
‫والمراجعة‪.‬‬
‫وقد اعتمدت أسلوب قال وقلت ‪ ..‬وتناولت الخواطر‬
‫بالتسلسل بحسب ورودها في صننفحات الكتنناب ‪ ..‬سننائل ً‬
‫الله تعالى السداد‪ ،‬والتوفيق والقبول‪.‬‬
‫***‬
‫قال تحت عنوان " مننن أمننراض هننذه الحضننارة " ص‬
‫‪ :15‬مننن مفاسنند هننذه الحضننارة أنهننا ُتسننمي الحتيننال‬
‫ذكاءً ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كننان ُيستحسننن أن ُيشننير إلننى اسننم الحضننارة‬
‫الننتي يعنيهننا ويقصنندها مننن كلمننه ‪ ..‬إذ الواقننع يشننهد‬
‫عشننرات الحضننارات ‪ ..‬منهننا الحضننارة الغربيننة ‪ ..‬ومنهننا‬
‫الحضارة الصينية ‪ ..‬ومنها الحضنارة السنلمية ‪ ..‬وغيرهنا‬
‫من الحضارات ‪ ..‬فأي الحضارات يريد؟!‬
‫قال تحت عنوان " حننوار بيننن الحننق والباطننل "‪ ،‬ص‬
‫شننى الباطننل يومننا ً مننع الحننق‪ ،‬فقننال الباطننل‬ ‫‪ ":22‬تم ّ‬
‫أنا ‪"......‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو قال‪ ":‬قننال الباطننل يومنا ً للحننق ‪" ..‬؛ لكننان‬
‫شى مع الباطننل وكأنهمننا‬ ‫أحسن؛ إذ ل ينبغي للحق أن يتم ّ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬‫ف ب ِننال ْ َ‬
‫ذ ُ‬ ‫ل نَ ْ‬
‫قن ِ‬ ‫أصدقاء‪ ،‬وفي نزهننة ‪ ..‬قننال تعننالى‪  :‬ب َن ْ‬

‫‪2‬‬
‫ق ‪ ‬النبياء‪ .18:‬هننذا هننو‬ ‫ه ٌ‬‫و َزا ِ‬
‫ه َ‬
‫ذا ُ‬ ‫ه َ‬
‫فإ ِ َ‬ ‫غ ُ‬
‫م ُ‬ ‫ل َ‬
‫في َدْ َ‬ ‫عَلى ال َْباطِ ِ‬
‫َ‬
‫موقف الحق من الباطل ‪ ..‬وهكذا يتعامل معه‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " الباطل والحق "‪ ،‬ص ‪ ":24‬الباطل‬
‫ثعلب ماكر‪ ،‬والحق شاة وادعة ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬تشبيه الحق بالشاة الوادعة ‪ ..‬تشبيه خنناطئ ‪..‬‬
‫وهننو معننارض للنصننوص الشننرعية الننتي تنننص علننى أن‬
‫المؤمن كّيس فطن‪ ،‬ل ُيلدغ من جحر مرتين ‪ ..‬وفي الثر‬
‫ت بننالخب‪ ،‬ول الخننب يخنندعني "‪.‬‬ ‫عن عمننر ‪ ‬قننال‪ ":‬لسن ُ‬
‫وقال‪ ":‬من ل ينفعه ظنه ل تنفعه عينه "‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " الثبات "‪ ،‬ص ‪ ":25‬كن في الحينناة‬
‫كما وضعتك الحياة مع الرتفاع دائما ً ‪ "..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬الحينناة ‪ ..‬وكننذلك الطبيعننة ‪ ..‬ل تضننع ‪ ..‬ول‬
‫ترفنننع ‪ ..‬ول توجننند شنننيئًا‪ ،‬فالنننذي يضنننع ‪ ..‬ويخفنننض ‪..‬‬
‫جد ‪ ..‬ويخلق ‪ ..‬هو الله تعالى وحده‪.‬‬ ‫ويرفع ‪ ..‬ويو ِ‬
‫ولو قال‪ :‬كن في الحياة كما يريدك السلم أن تكون‬
‫لكان صوابًا‪ ،‬وأحسن وأجود ‪!...‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " المننؤمن والمعصننية "‪ ،‬ص ‪":26‬‬
‫ليس المؤمن هو الذي يعصي الله‪ ،‬ولكن المؤمن هو الذي‬
‫إذا عصاه رجع إليه " ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬نفي اليمننان عننن العاصنني مننا لننم يرجننع عننن‬
‫معصيته ‪ ..‬كما تفيد العبارة أعله ‪ ..‬مخالف لصننول أهننل‬
‫السنننة والجماعننة ‪ ..‬وموافننق لصننول الخننوارج الغلة ‪..‬‬
‫الذين يكفرون بالمعاصي والذنوب التي هي دون الشرك!‬
‫ولننو قننال‪ :‬ليننس مننن كمننال اليمننان ‪ ..‬أو ليننس‬
‫التقي ‪ ...‬لكان صوابًا‪ ،‬وأحسن‪.‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " أدوات الشننفاء "‪ ،‬ص ‪ ":27‬إذا‬
‫اجتمع لمريض الهموم والعباء‪ :‬ركننون إلننى اللننه‪ ،‬وتننذكر‬
‫لسيرة رسول الله‪ ،‬وجو مرح‪ ،‬ونغم جميل ‪ ...‬فقنند قطننع‬
‫الشوط الكبر نحو الشفاء "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬قننوله " ونغننم جميننل " ‪ ..‬يشننمل المعننازف‬
‫والموسيقى وآلت الطرب ‪ ..‬وفي تحريم المعازف وآلت‬
‫الطننرب نصننوص عنندة ظنناهرة ‪ ..‬ل تخفننى علننى أحنند ‪..‬‬
‫فالشفاء ل ُيرجى ول ُيطلب بمعصية الله‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ثم لو اقتصر على الرجوع إلى الله تعالى وحده لكان‬
‫ف ‪ ..‬فمن لذ بالخننالق ‪ .. ‬فقنند لذ بعظيننم وقننوي ‪..‬‬ ‫كا ٍ‬
‫َ‬
‫ف‬ ‫س الّلن ُ‬
‫ه بِ َ‬
‫كنا ٍ‬ ‫وهو حسبه وكافيه ‪ ..‬كما قال تعالى‪  :‬أل َي ْ َ‬
‫عب ْدَهُ ‪‬الزمر‪ .36:‬حسبنا الله ونعم الوكيل ‪ ..‬وقال تعننالى‪:‬‬ ‫َ‬
‫ن ‪‬الشننعراء‪ .80:‬وليننس النغننم‬ ‫في ِ‬
‫شن ِ‬‫و يَ ْ‬
‫هن َ‬ ‫ت َ‬
‫ف ُ‬ ‫ض ُ‬
‫ر ْ‬
‫م ِ‬
‫ذا َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫والطرب الجميل ‪!...‬‬
‫قال تحت عنوان" أين يسننكن الخيننر "‪ ،‬ص ‪ :29‬سننأل‬
‫الخير ربه‪ :‬أين أجد مكاني؟ فقال‪ :‬في قلوب المنكسرين‬
‫ي "ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬المتعرفين عل ّ‬ ‫إل ّ‬
‫قلت‪ :‬ل ينبغي أن نجري حوارا ً بين الخالق والمخلوق‬
‫ص مننن الكتنناب أو‬ ‫ول الله تعالى قول ً ‪ ..‬من غير ن ٍ‬ ‫‪ ..‬أو نق ّ‬
‫سنة التي تناولت الحاديث القدسية!‬ ‫ال ّ‬
‫ظ جاهل ن مع الزمن ن يتننناول مثننل هننذه‬ ‫كم من واع ٍ‬
‫الكلمات لبعض الكتاب والدباء على أنها أحاديث قدسننية‪،‬‬
‫مروية عن النبي ‪.. ‬؟!‬
‫قال تحت عنوان " معنى العبننادة "‪ ،‬ص ‪ ":32‬العبننادة‬
‫رجاء العبد سيده أن يبقيه رقيقا ً "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كلمة الننرق ومشننتقاتها ُتطلننق عننندما يسننتعبد‬
‫العبيد العبيد ‪ ..‬وعندما يكون العبيد عبيدا ً للعبيد ‪ ..‬إذ ليس‬
‫من استخداماتها ن في الكتاب والسنة‪ ،‬ول في كتننب أهننل‬
‫العلم والفقه ن التنندليل علننى عبوديننة العبنناد لننرب العبنناد‬
‫‪ .. ‬كمننا أن معنننى العبننادة أو سننع وأشننمل بكننثير مننن‬
‫المعنننى أو التعريننف المشننار إليننه فنني العبننارة أعله ‪..‬‬
‫فمعنى العبادة مختلف عن معننى العبودينة ‪ ..‬فالعبنادة ل‬
‫يجوز أن ُتصننرف إل للننه تعننالى وحننده ‪ ..‬ومعناهننا متعلننق‬
‫بالفعل وصفته كالصلة والصوم‪ ،‬والنسك‪ ،‬وكل مننا يحبننه‬
‫اللننه تعننالى مننن القننوال والعمننال الظنناهرة الباطنننة ‪..‬‬
‫بينما العبودية ‪ ..‬فهنني لغننة ُتصنَرف علننى الننرق وعبوديننة‬
‫العبيد للعبيد ‪ ..‬كما يجوز أن ُتصرف على خضوع وعبوديننة‬
‫العبيد لخالقهم ‪ .. ‬وهي متعلقة بالفاعل وصفته‪.‬‬
‫ثم لو قال‪ :‬العبد الصادق في توحيننده وعبننوديته هننو‬
‫الذي يرجو خالقه أن يبقيه عبنندا ً موحنندا ً مخلص نا ً لننه ‪.. ‬‬
‫لكان أحسن وأدق ‪ ..‬وأبعنند عننن التعننبير المتشننابه الننوارد‬
‫أعله!‬

‫‪4‬‬
‫قال تحت عنوان " علمة القبول "‪ ،‬ص ‪ :33‬إذا قب َِلك‬
‫ك نسب إلى غينرك منا‬ ‫ب إليك ما لم تفعل‪ ،‬وإذا سخط َ‬ ‫س َ‬ ‫ن َ‬
‫فعلت " ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬هننذه العلمننة ل دليننل عليهننا مننن الكتنناب‬
‫ت وسخط من َيتشّبع بما لم ُيعن َ‬
‫ط‬ ‫ق َ‬ ‫والسنة ‪ ..‬بل الدليل م َ‬
‫وبما ليس فيه‪ ،‬وذم الننذين يحبننون أن ُيحمنندوا بمننا ليننس‬
‫مننا‬‫ن بِ َ‬ ‫حننو َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّن ِ‬ ‫س نب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫فيهم‪ ،‬كما قال تعالى‪  :‬ل َ ت َ ْ‬
‫عل ُننوا ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫س نب َن ّ ُ‬‫ح َ‬ ‫فل َ ت َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬
‫ف َ‬ ‫مننا ل َ ن ْ‬ ‫دوا ْ ب ِ َ‬ ‫من ُ‬ ‫ح َ‬‫ن أن ي ُ ْ‬ ‫حب ّننو َ‬‫وي ُ ِ‬‫أت َننوا ْ ّ‬
‫َ‬
‫م ‪‬آل عمننران‪.188:‬‬ ‫ب أِلي ن ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫عن َ‬ ‫م َ‬ ‫هن ْ‬ ‫ول َ ُ‬‫ب َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫عن َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫من َ‬ ‫ة ّ‬ ‫فاَز ٍ‬‫م َ‬ ‫بِ َ‬
‫مننا َل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫قول ُننو َ‬ ‫م تَ ُ‬‫من ُننوا ل ِن َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫هننا ال ّن ِ‬ ‫وقننال تعننالى‪  :‬ي َننا أي ّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫عل ُننو َ‬ ‫ف َ‬ ‫مننا َل ت َ ْ‬ ‫قول ُننوا َ‬ ‫ه أن ت َ ُ‬ ‫عنندَ الل ّن ِ‬ ‫قتنا ً ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ‪ .‬ك َب ُنَر َ‬ ‫عل ُننو َ‬ ‫ف َ‬‫تَ ْ‬
‫‪‬الصف‪ .3-2:‬وكان من أهل العلم من يود أن ينتشر علمننه‬
‫سننب إليننه طلبننا ً للخلص ‪..‬‬ ‫بيننن الننناس مننن دون أن ُين َ‬
‫وفرارا ً من الرياء ومداخله!‬
‫قننال تحننت عنننوان " الخلص "‪ ،‬ص ‪ ":34‬إذا كننان ل‬
‫يقبل من العمل إل ما كان خالصا ً لوجهه إنننا إذا ً لهننالكون‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫شف منها الطمننع بننأن يقبننل اللننه‬ ‫قلت‪ :‬العبارة ُيست َ‬
‫من عباده أعمننالهم الننتي أشننركوا فيهننا معننه غيننره ‪ ..‬أو‬
‫ف للنصننوص الشننرعية‬ ‫صننرفوها لغيننر اللننه ‪ ..‬وهننذا منننا ٍ‬
‫القاطعة بأن الله تعننالى ل يقبننل مننن العمننل إل مننا كننان‬
‫خالصا ً لوجهه الكريم‪ ،‬كما في الحديث الصننحيح‪ ":‬إن اللننه‬
‫ل يقبل من العمل إل ما كان له خالصا ً وابُتغنني بننه وجهننه‬
‫"]صحيح سنن النسائي‪.[ 2943 :‬‬
‫وقننال ‪ ‬كمننا فنني الحننديث القدسنني‪ ":‬أنننا أغنننى‬
‫الشركاء عن الشرك‪ ،‬فمن عمننل عمل ً أشنرك فيننه غيننري‬
‫فأنا منه بريء‪ ،‬وهو للذي أشرك "] صحيح الترغيب‪.[ 31:‬‬
‫ثننم اسننتحالة وجننود المخلصننين ‪ ..‬والعمننل الخننالص‬
‫لوجه الله تعالى ن كما تفيد العبارة أعله ن ل ُيسننلم بننه ‪..‬‬
‫ف للنص ‪ ..‬والواقع سواء!‬ ‫وهو منا ٍ‬
‫قننال تحننت عنننوان " موثننق ومعتننق "‪ ،‬ص ‪ ":34‬عبنند‬
‫الذنب موثق‪ ،‬وعبد الطاعة معَتق "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الطاعة عمننل مخلننوق ‪ ..‬وبالتننالي ل يجننوز أن‬
‫نعّبد العبنناد للمخلننوق ‪ ..‬كننأن ُيقننال عبنند الطاعننة أو عبنند‬

‫‪5‬‬
‫الصلة أو عبد الصوم أو عبد الزكاة أو عبد الحننج ‪ ..‬ونحننو‬
‫ذلك ‪ ..‬فهذا ل يجوز ‪ ..‬فالمرء ل يجوز أن ُيعّبد إل لخننالقه‬
‫‪ ‬فُيقال‪ :‬عبد الله ‪ ..‬أو عبد الرحمن ‪ ..‬أو عبد الرحيننم ‪..‬‬
‫أو عبد الخالق ‪ ..‬ونحوها من السماء‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬قد ثبت عننن النننبي ‪ ‬قننوله‪ ":‬تعننس عبنند‬
‫عس عبد الدرهم ‪"..‬؟!‬ ‫الدينار‪ ،‬ت ِ‬
‫أقول‪ :‬هذا ورد على وجه الننذم والتحننذير ‪ ..‬ل المنندح‬
‫والثناء ‪ ..‬وما كان كذلك فل حننرج منننه‪ ،‬كننأن تقننول خنناب‬
‫وخسنننر عبننند الشنننيطان ‪ ..‬أو عبننند المنننال ‪ ..‬أو عبننند‬
‫المخلوق ‪ ..‬أي ّا ً كان هذا المخلوق ‪ ..‬فهذا ل حرج منه‪.‬‬
‫سننب "‪ ،‬ص ‪ :36‬المريننض‬ ‫قننال تحننت عنننوان " ل ُيحا َ‬
‫سب "ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫المتألم كالنائم يهذر ويرفث ولكنه ل ُيحا َ‬
‫قلت‪ :‬تشبيه المريض بالنائم ‪ ..‬وحمننل أحكننام النننائم‬
‫على المريض ‪ ..‬خطأ ‪ ..‬فننالنص إذ قننال ُرفننع القلننم عننن‬
‫النائم حتى يستيقظ ‪ ..‬لم يقل ُرفع القلننم عننن المريننض‬
‫المتألم حتى يبرأ وُيشفى ‪ ..‬بل ألزمه بالصبر والحتساب‬
‫والرضى ‪ ..‬وعدم الشكوى!‬
‫قال تحت عنوان " كل محبة تننورث شننيئا ً "‪ ،‬ص ‪":36‬‬
‫محبة الناس تورث الندامة‪ ،‬ومحبة الزوجة تننورث الجنننون‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هنذا كلم خطنأ ‪ ..‬وهننو مخننالف للننص ‪ ..‬فقند‬
‫ثبت عن النبي ‪ ‬أنه قال‪ ":‬ما من رجلين تحاّبا فنني اللننه‬
‫حبننا ً‬
‫بظهننر الغيننب؛ إل كننان أحبهمننا إلننى اللننه أشنندهما ُ‬
‫لصنناحبه "] السلسننلة الصننحيحة‪ .[ 3273:‬وقننال ‪ ":‬ل تنندخلو‬
‫الجنة حتى تؤمنوا‪ ،‬ول تؤمنوا حتى َتحاّبوا " مسلم‪ .‬وقال‬
‫ل إل‬ ‫م ل ظِن ّ‬‫ل العننرش يننو َ‬ ‫‪ ":‬المتحابون في الله في ظ ّ‬
‫شهداء "] صننحيح الننترغيب‪:‬‬ ‫ظِّله‪ ،‬يغبطهم بمكانهم النبّيون وال ّ‬
‫‪ .[ 3019‬وقال ‪ ":‬المتحابون في جللي لهننم منننابُر مننن‬
‫ر‪ ،‬يغبطهم النبّيون والشهداء "‪ .‬فكيف ُيقننال بعنند ذلننك‬ ‫نو ٍ‬
‫أن محبة الناس تورث الندامة ‪!...‬‬
‫ولننو قننال‪ :‬أي محبننة ل تكننون للننه وفنني اللننه تننورث‬
‫صاحبها الندامة ‪ ..‬لكان صحيحا ً ‪ ..‬وأحسن وأجود‪.‬‬
‫أما قوله أن " محبة الزوجننة تننورث الجنننون "؛ فهننذا‬
‫أيضنا ً خطنأ ‪ ..‬فينه مبالغنة ل ُيسنّلم بهنا ‪ ..‬فمحبنة النزوج‬

‫‪6‬‬
‫لزوجته ‪ ..‬دين قد أمر الله تعننالى ورسننوله ‪ ‬بننه ‪ ..‬قننال‬
‫هن ل ِباس ل ّك ُم َ‬
‫ن ‪‬البقننرة‪.187:‬‬ ‫هن ّ‬ ‫س لّ ُ‬ ‫م ل ِب َننا ٌ‬ ‫وأنت ُن ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫تعالى‪َ ّ ُ  :‬‬
‫م‬ ‫س نك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫من ْ‬ ‫ق ل َك ُننم ّ‬ ‫خل َن َ‬‫ن َ‬ ‫وقننال تعننالى‪  :‬وم نن آيننات ِ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ْ َ‬
‫َ‬
‫فنني‬ ‫ن ِ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫من ً‬ ‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬‫ودّةً َ‬ ‫من َ‬ ‫ُ‬
‫ل ب َي ْن َكننم ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬‫و َ‬‫ها َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي ْ َ‬ ‫واجا ً ل ّت َ ْ‬ ‫أْز َ‬
‫ن ‪‬الروم‪.21:‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫وم ٍ ي َت َ َ‬ ‫ق ْ‬‫ت لّ َ‬ ‫ك َلَيا ٍ‬ ‫ذَل ِ َ‬
‫وفنني الحننديث فقنند صننح عننن النننبي ‪ ‬أنننه قننال‪":‬‬
‫سننئل‬ ‫خياركم خينناركم لنسننائهم "] صننحيح الجننامع‪ .[ 3265 :‬و ُ‬
‫النبي ‪ ‬عن أحننب الننناس إليننه فقننال‪ ":‬عائشننة " متفننق‬
‫عليه‪ .‬فكيف بعد كل ذلك ‪ُ ..‬يقننال‪ ":‬محبننة الزوجننة تننورث‬
‫الجنون "؟!!‬
‫قال تحننت عنننوان " أيننن أنننت "‪ ،‬ص ‪ ":43‬يتسنناءلون‬
‫منني الب ُل ْننه! مننتى كنننت خفينا ً‬ ‫ع ْ‬ ‫عنك‪ :‬أين أنت؟ فيا عجبا ً لل ُ‬
‫ت‬ ‫ت فنني عيوننننا وأسننماعنا؟ ألس ن َ‬ ‫حتى نسأل عنك؟ ألس ن َ‬
‫ت فنني بسننمة الصننغير وتغرينند‬ ‫فنني مائنننا وهوائنننا؟ ألس ن َ‬
‫ت في حفيف الشننجر وضننياء القمننر؟ ألسننت‬ ‫البلبل؟ ألس َ‬
‫ت فننني كنننل شنننيء‪ ،‬كنننل‬ ‫فننني الرض والسنننماء؟ ألسننن َ‬
‫شيء ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا القول باطل مفاده القننول بعقينندة وحنندة‬
‫الوجود القائلة بأن الله تعالى في كننل مكننان‪ ،‬وفنني كننل‬
‫شيء ‪ ..‬ومن قبل قال أحد غلة التصوف‪ :‬مننا فنني الجبننة‬
‫إل الله ‪ ..‬معتمدا ً على القول هذا؛ بأن الله تعالى في كل‬
‫شيء‪ ،‬وكل مكان‪.‬‬
‫والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة ودل عليننه‬
‫النص من الكتاب والسنة ‪ ..‬أن الله تعالى في السماء‪ ،‬له‬
‫و على عرشه ‪ ..‬كمننا قنال‬ ‫العلو ‪ ..‬بائن عن خلقه ‪ ..‬ومست ٍ‬
‫َ‬ ‫ف بِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ض‬‫م الْر َ‬ ‫كن ُ‬ ‫سن َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ماء أن ي َ ْ‬ ‫سن َ‬ ‫فني ال ّ‬ ‫من ِ‬ ‫منُتم ّ‬ ‫تعالى‪  :‬أأ ِ‬
‫ه‬‫م الل ّن ُ‬ ‫ن َرب ّك ُن ُ‬ ‫موُر ‪‬الملك‪ .16:‬وقننال تعننالى‪  :‬إ ِ ّ‬ ‫ي تَ ُ‬‫ه َ‬ ‫ذا ِ‬‫فإ ِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وى‬ ‫س نت َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ة أي ّننام ٍ ث ُن ّ‬ ‫س نت ّ ِ‬‫في ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫والْر َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬‫ق ال ّ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن‬ ‫مَر ‪‬يونس‪ .3:‬وقال تعالى‪  :‬الّر ْ‬ ‫َ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬
‫منن ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ش ي ُدَب ُّر ال ْ‬ ‫عْر ِ‬ ‫َ‬
‫وى ‪‬طه‪ .5:‬أي عل وارتفع على العرش ‪..‬‬ ‫ست َ َ‬ ‫شا ْ‬ ‫عْر ِ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫وصفة الستواء والعلو على العرش وردت في سبع آيننات‬
‫ومواضع من القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كما أن السؤال‪ :‬أين الله ‪ ..‬وارد وثابت في السنة ‪..‬‬
‫وُيستحسننن طرحننه عننندما ُنبتلننى بشننيوخ ودعنناة كبننار ل‬
‫يعرفون أين الله ‪...‬؟!‬
‫فقنند صننح أن النننبي ‪ ‬سننأل جاريننة مملوكننة ن ن أراد‬
‫صاحبها أن يعتقها ن فقال لها‪ ":‬أيننن اللننه؟"‪ ،‬قننالت‪ :‬فنني‬
‫ل اللننه‪ ،‬قننال‬‫السماء‪ ،‬قال‪ ":‬من أنا ؟" قننالت‪ :‬أنننت رسننو ُ‬
‫‪ ":‬اعتقها؛ فإنها مؤمنة " مسلم‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " تجليات الله "‪ ،‬ص ‪ :54‬تجّلى اللننه‬
‫للعننارفين بفيننوض النننوار‪ ،‬وتجّلننى للواصننلين بلطننائف‬
‫السرار‪ ،‬وتجّلى للعابدين بلذة السرار‪ ،‬وتجّلى للمرينندين‬
‫بحلوة المزار ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫دثننة ‪ ..‬حمالننة أوجننه‬‫مح َ‬
‫قلننت‪ :‬هننذه عبننارات صننوفية ُ‬
‫ن ‪ ..‬ليننس بمثلهننا ُيعننبر عننن الحقننائق ‪ ..‬واليمننان ‪..‬‬ ‫ومعا ٍ‬
‫ولطف الخالق ‪ ‬بعباده!‬
‫ولو أردنا تفسننيرها وتحليلهننا عبننارة عبننارة ‪ ..‬لتعبنننا‬
‫وأتعبنا القارئ معنا ‪ ..‬ولدخلننناه فنني متاهننات هننو بغنننى‬
‫عنها!‬
‫قال تحت عنوان " جحود الظالم "‪ ،‬ص ‪ ":58‬ل يظلم‬
‫الظالم إل وهو منكر لربه "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا غير صحيح ‪ ..‬فليس كل ظلم يخرج صاحبه‬
‫من الملننة ‪ ..‬ويكننون دال ً علننى جحننوده وإنكنناره للننه ‪.. ‬‬
‫كالمظالم التي تقع بين العباد بعضهم مع بعض ‪ ..‬وغيرها‬
‫‪ ..‬فالظلم ظلمان‪ :‬ظلننم أكننبر ُيخننرج صنناحبه مننن الملننة؛‬
‫كالشرك‪ ،‬وظلم أصغر دون ظلم ل يخرج صاحبه من الملة‬
‫‪ ..‬ول يكون علمة على الجحود والنكار‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " العقوبة علننى السننيئة "‪ ،‬ص ‪":58‬‬
‫العقوبة على السيئة تكون في الدنيا قبل الخرة "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قوله " قبل الخرة "؛ ُيفيد بننأنه ل ُيعننذب فنني‬
‫الخرة ‪ ..‬وإنما عذابه يكون في الدنيا فقننط ‪ ..‬ولننو قننال‪:‬‬
‫غير الذي ينتظر صاحبها في الخننرة مننن الوعينند ‪ ..‬لكننان‬
‫أحسن وأجننود ‪ ..‬مننع التنننبيه أن هننذا ليننس علننى إطلقننه‬
‫أيضًا؛ إذ أن من العقوبات والبلءات التي تنزل بالعبد في‬
‫الدنيا ‪ ..‬ما تكون طهورا ً للعبد من ذنبه وكفارة له ‪ ..‬حتى‬
‫إذا جاء يوم القيامة يكون كمن ل ذنب له‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫قال تحت عنوان " بين القرآن والنجيننل "؛ ص ‪":63‬‬
‫حكمة النجيل‪ ":‬من أمسك بطرف ثوبك فنناترك لننه ثوبننك‬
‫م‬ ‫عل َي ْ ُ‬
‫كنن ْ‬ ‫دى َ‬ ‫عت َ َ‬‫نا ْ‬ ‫م ِ‬‫ف َ‬‫كله " أسلم للفرد‪ ،‬وحكمة القرآن‪َ  :‬‬
‫م ‪‬البقننرة‪ .194:‬أسننلم‬ ‫عل َي ْك ُن ْ‬‫دى َ‬ ‫عت َ َ‬
‫ما ا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه بِ ِ‬ ‫دوا ْ َ‬
‫عت َ ُ‬‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫للجماعة ‪ ........‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الكتاب الذي بين أيدي النصارى اليننوم ل يجننوز‬
‫أن نسميه النجيل اسم الكتاب السماوي الذي أنزل علننى‬
‫عيسى عليه السلم ‪ ..‬كما ل يجننوز أن نقننول هننذه حكمننة‬
‫النجيننل أو هننذه آيننة مننن النجيننل ‪ ..‬للتحريننف والننتزوير‬
‫الضخم الذي مارسننه أحبننار ورهبننان النصننارى علننى هننذا‬
‫الكتاب ‪ ..‬حننتى بتنننا غيننر قننادرين علننى الحكننم علننى أيننة‬
‫مقولة أو عبارة فيه ‪ ..‬بأنها آية من النجيل ‪ ..‬لذا لو قال‪:‬‬
‫العهنند الجدينند ‪ ..‬أو القننديم ‪ ..‬كمننا يحلننو لهننم أن يسننموا‬
‫كتابهم لكان أفضل!‬
‫ونقول كذلك‪ :‬حكمة القرآن ‪ ..‬وتعاليم القرآن أسننلم‬
‫للفرد والجماعننة معنا ً ‪ ..‬فننالقرآن الكريننم يعلننو ول ُيعلننى‬
‫عليه ‪ ..‬وهو الكتاب الخنناتم والمهيمننن علننى مننا سننواه ‪..‬‬
‫والقننول بخلف ذلننك كمننن يفضننل كتنناب النصننارى الننذي‬
‫بأيديهم على القرآن الكريننم الكتنناب المحفننوظ الننذي ‪َ ‬ل‬
‫خل ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫كي نم ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬‫من ْ‬
‫ل ّ‬ ‫زي ٌ‬‫ه َتن ِ‬‫ف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَل ِ‬‫ه َ‬‫ن ي َدَي ْ ِ‬‫من ب َي ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ه ال َْباطِ ُ‬ ‫ي َأِتي ِ‬
‫د ‪‬فصلت‪ .42 :‬وهذا ل يجوز ‪ ..‬بل هو مزلق خطير!‬ ‫مي ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫قال تحت عنوان " عباد الله "‪ ،‬ص ‪ :66‬إن للننه عبننادا ً‬
‫قطعوا عوائق الشهوات ‪ ...‬فلما اجتننازوا الصننعاب سننألوا‬
‫الله ففتح لهننم بننابه‪ ،‬فلمننا دخلننوه استضننافوه فقّربهننم‪،‬‬
‫ورفع دونهم حجابه ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قوله " ورفع دونهم حجابه "؛ شننطحة صننوفية‬
‫ل يجوز أن ُتقال ‪ ..‬لمخالفتها للنص ‪ ..‬فقد صح عن النبي‬
‫ت‬ ‫سننبحا ُ‬ ‫‪ ‬أنه قننال‪ ":‬حجننابه النننور‪ ،‬لننو كشننفه لحرقننت ُ‬
‫وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " مسلم‪.‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " التجننارب "‪ ،‬ص ‪ ":68‬التجننارب‬
‫ُتنمنني المننواهب ‪ ...‬وتجعننل العاقننل حكيمننًا‪ ،‬والحكيننم‬
‫فيلسوفا ً ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬جعله الفيلسوف الذي يشتغل بالفلسفة وعلم‬
‫الكلم ‪ ..‬درجة تعلو درجة الحكيم ‪ ..‬فيه نظننر ‪ ..‬وحكننم ل‬

‫‪9‬‬
‫ُيسّلم له به ‪ ..‬فالفلسفة والفلسننفة ‪ ..‬تننناولهم السننلف‬
‫الصالح بالذم والتحذير منهم ومن فلسفاتهم التي أضننلوا‬
‫بها العباد ‪ ..‬بخلف الحكيننم الننذي يننؤَتى الحكمننة ‪ ..‬فهننذا‬
‫ة‬
‫من َ‬ ‫حك ْ َ‬‫ممدوح من رب العباد‪ ،‬كما قننال تعننالى‪  :‬ي ُننؤِتي ال ْ ِ‬
‫خْيرا ً ك َِثيرا ً ‪‬البقننرة‪:‬‬ ‫ف َ ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫ي َ‬ ‫قدْ أوت ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬‫حك ْ َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫من ي ُ ْ‬ ‫و َ‬‫شاءُ َ‬ ‫من ي َ َ‬ ‫َ‬
‫‪.269‬‬
‫قال تحت عنوان " شيطان يتظّلم "‪ ،‬ص ‪ ":68‬تعرض‬
‫ش " يومننا ً لمتصننوف جاهننل‬ ‫عنن ْ‬ ‫شننيطان اسننمه " أخضننر َ‬
‫يتعاطى الوعظ‪ ،‬فقال له‪ :‬لمنناذا ل تتعلننم النندين‪ ،‬فتنشننر‬
‫سننيرة العلمنناء‪ ،‬وتنشننر فنني الننناس الحلل والحننرام‪،‬‬
‫وُتفتيهم في شؤون دينهم عن هدى وبصيرة؟‬
‫قال المتصوف‪ :‬اغننرب عليننك لعنننة اللننه أتظننن أننني‬
‫أخدع بك ‪..................‬؟‬
‫قال الشيطان‪ :‬فهل لك في كلمة حق عننند سننلطان‬
‫جائر فيكون لك أجر المجاهدين؟‬
‫قننال المتصننوف‪ :‬اخسننأ عليننك غضننب اللننه أترينند أن‬
‫تعرضني لعداوتهم فأسننجن وأحنناَرب فيحننرم الننناس مننن‬
‫وعظي وإرشادي ‪........................‬الخ ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬ل ينبغنني ‪ ..‬ول يستحسننن ‪ ..‬أن ُيجننري علننى‬
‫لسان الشيطان ن في مثل هكذا حوار نن المننر بننالمعروف‬
‫والنهنني عننن المنكننر ‪ ..‬والحننض علننى الجهنناد والصنندع‬
‫ة ‪ ..‬فالشيطان‬ ‫بالحق ‪ ..‬فهذا أسلوب مستهجن شرعا ً ولغ ً‬
‫عننادته أن يننأمر بالسننوء والفحشنناء والمنكننر ‪ ..‬وليننس‬
‫بالمعروف ‪ ..‬أو الحض على الجهنناد والصنندع بننالحق‪ ،‬كمننا‬
‫و‬‫عندُ ّ‬‫م َ‬ ‫ه ل َك ُن ْ‬
‫ن إ ِن ّن ُ‬‫طا ِ‬‫شي ْ َ‬‫ت ال ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫خط ُ َ‬ ‫عوا ْ ُ‬ ‫ول َ ت َت ّب ِ ُ‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬‬
‫عل َننى‬ ‫قول ُننوا ْ َ‬ ‫َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫وأن ت َ ُ‬ ‫شنناء َ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ء َ‬‫سننو ِ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫مُرك ُ ْ‬ ‫ما ي َأ ُ‬ ‫ن ‪ .‬إ ِن ّ َ‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫ّ‬
‫ن ‪‬البقرة‪.169-168:‬‬ ‫مو َ‬ ‫َ‬
‫عل ُ‬ ‫ما ل َ ت َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫الل ِ‬
‫قال تحت عنوان " العاقننل والحكيننم والفيلسننوف "‪،‬‬
‫ص ‪ ":75‬الحكيننم مننن حفننظ دروس الحينناة‪ ،‬والفيلسننوف‬
‫من ُيحاول معرفة المجهول من المعلوم "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬للمرة الثانية ُيظهر أن الفيلسوف أرقى درجننة‬
‫من الحكيم ‪ ..‬وقد تقدم الننرد علننى هننذا القننول الخنناطئ‬
‫أعله!‬

‫‪10‬‬
‫قال تحت عنوان " توسط في كل شننيء "‪ ،‬ص ‪":75‬‬
‫عش مع الناس وسطا ً بين العزلة والنقباض "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو قال " الختلط " بدل ً من كلمة " النقبنناض‬
‫" لكان أحسن وأجود ‪ ..‬فالنقباض من معنناني ومرادفننات‬
‫العزلة بخلف الختلط فهو عكننس العزلننة أو العننتزال ‪..‬‬
‫والوسط يكون عادة بين أمرين متناقضننين متعاكسننين ‪..‬‬
‫كنل منهمنا يمثننل التجنناه المعنناكس والقصنى لمعننناه ‪..‬‬
‫وليس بين أمرينن مننترادفين أو معنييننن كنل منهمنا ينندل‬
‫على الخر‪ ،‬وفرع منه ‪ ..‬وكلهمننا يمثلن طرف نا ً واحنندا ً ل‬
‫سعة بينهما للتوسط!‬
‫ه الزهد‬ ‫قال تحت عنوان " ل تشته "‪ ،‬ص ‪ ":76‬ل تشت ِ‬
‫كيل ُتبتلى بالرياء ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قوله هذا كقول من يقول ل تشته الطاعننة ول‬
‫تتمناها كيل ُتبتلى بالرينناء ‪ ..‬فالزهنند طاعننة شننرعية مننن‬
‫جملة الطاعات التي قد حض الشارع عليها ‪ ..‬ل يجننوز أن‬
‫ُتهمننل أو ُتننترك ‪ ..‬خشننية الوقننوع فنني الرينناء ‪ ..‬فننترك‬
‫الطاعة خشية الرياء رياء ‪ ..‬وهو من تلبيسات إبليس على‬
‫عباد الله!‬
‫قال تحت عنوان " بين السننمع والختيننار "‪ ،‬ص ‪":80‬‬
‫بعض الناس تسمعهم فتتمنننى صننحبتهم ولننو فنني النننار‪،‬‬
‫فإذا خبرتهم كرهت صحبتهم ولو في الجنة "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا القول فيه مبالغة وغلو فنني درجننة إقبننال‬
‫الصاحب على صاحبه أو إدباره عنه ‪ ..‬وهو غير واقعنني ‪..‬‬
‫فمن هذا الذي يتمنى أن ُيصاحب صنناحبه فنني نننار جهنننم‬
‫والعياذ بالله ‪ ..‬كما أن هذا القول يتضمن استخفافا ً بقدر‬
‫جهنم وعننذابها ‪ ..‬وقنندر الجنننة ونعيمهننا كننذلك ‪ ..‬وهننذا ل‬
‫يجوز!‬
‫قال تحت عنوان " طبيعة المننرأة "‪ ،‬ص ‪ ":81‬المننرأة‬
‫طفل كبير يريد منك أن تعامله معاملة الكبار "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫مننل معاملننة‬ ‫قلت‪ :‬معناه أن المرأة ل تسننتحق أن ُتعا َ‬
‫درها أن تعامنننل معاملنننة الطفنننال‬ ‫الكبنننار ‪ ..‬وإنمنننا َ‬
‫قننن ْ‬
‫الصغار ‪ ..‬وهذا فيه امتهان للمرأة الم التي حملتننك فنني‬
‫أحشننائها تسننعة أشننهر ‪ ..‬وأرضننعتك مننن ثنندييها حننولين‬
‫كاملين ‪ ..‬وسهرت علننى تربيتننك وراحتننك صننغيرا ً ضننعيفا ً‬

‫‪11‬‬
‫إلننى أن أصننبحت كننبيرا ً قوينا ً ‪ ..‬وجعننل اللننه حقهننا عليننك‬
‫أعظم وأغلظ حق بعد حقه ‪ ‬وحننق رسننوله ‪ .. ‬وجعننل‬
‫طاعتهننا مننن طنناعته ‪ ..‬ورضنناها مننن رضنناه ‪ ...‬فحاشننى‬
‫السلم أن يرضى عننن مثننل هكننذا امتهننان ‪ ..‬الننذي ك نّرم‬
‫ة وأم نا ً أعظننم وأكننرم‬ ‫المرأة طفلة وبنتا ً ‪ ..‬وكرمهننا زوج ن ً‬
‫تكريم!‬
‫ثم هذا المتهان ن ألل مسؤول ن ن الننذي يصنندر أحيان نا ً‬
‫عن بعض الشيوخ والدعاة ‪ُ ..‬يسننتغل أسننوأ اسننتغلل مننن‬
‫قبل أعداء السلم ‪ ..‬ليقولوا للناس ن وللمننرأة بخاصننة ننن‬
‫انظننروا كيننف ينظننر السننلم‪ ،‬ودعنناة السننلم ‪ ..‬إلننى‬
‫المرأة ‪ ..‬وحقوقها!‬
‫قال تحننت عنننوان " غننرور المننرأة "‪ ،‬ص ‪ :81‬المننرأة‬
‫غزال يظن أن قرونه تغني عنه غناء أنياب السد "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كلمه صحيح إن قصر معاني القوة علننى قننوة‬
‫الجسد والعضننلت ‪ ..‬لكننن القننوة أشننمل وأوسننع مننن أن‬
‫ُتقتصر على قوة الجسد والعضلت وحسب ‪ ..‬فهناك قننوة‬
‫العلم والتخطيط ‪ ..‬وقوة اليمان واليقين ‪ ..‬وقوة الصننبر‬
‫والرادة والتصميم على التحصيل ‪ ..‬وقوة الكيد والمكر ‪..‬‬
‫وهذه النواع من القوة أشد فتكا ً وأثرا ً ومتانة ‪ ..‬من قننوة‬
‫الجسد والعضلة ‪ ..‬مجردة!‬
‫قال تحت عنوان " خداع الشنيطان باسنم الطاعنة "‪،‬‬
‫ص ‪ ":81‬يغريننك الشننيطان بننالمرأة عننن طريننق الرحمننة‬
‫بها ‪"......‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الرحمة بالمرأة والحسننان إليهننا والرفننق بهننا‬
‫مما أمر الله ورسوله ‪ ‬به ‪ ..‬وهو مدخل ضيق ومحكننم ل‬
‫يمكن للشيطان أن يتسرب منه ‪ ..‬ثم أن كلمة " المننرأة "‬
‫من صيغ العموم تفينند كننل امننرأة ‪ ..‬سننواء كننانت بنت نا ً أم‬
‫زوجة أم أما ً ‪ ...‬فكيف تكوت رحمننة الب لبنتننه أو الننزوج‬
‫لزوجته أو الولد لمه ‪ ..‬مدخل ً من مداخل الشيطان!‬
‫لذا لو خصص فقال " المرأة الجنبية " لكننان لكلمننه‬
‫مستساغا ً ‪ ..‬ويمكن تمريننره ‪ ..‬إذ مننن الممكننن للشننيطان‬
‫أن يغري النسان بالختلء بالمرأة الجنبية المحرمة عليه‬
‫‪ ..‬بذريعة الرغبة بالحسان إليها ‪ ..‬ورحمتها!‬

‫‪12‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " الحكيننم الحمننق "ص ‪ ":84‬مننن‬
‫شغله الستعداد لغده عن العمل ليومه كان حكيم نا ً أحمننق‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫ن واحد‪ ،‬فنني‬ ‫قلت‪ :‬الحكمة والحمق ل يجتمعان في آ ٍ‬
‫شخص واحد‪ ،‬في عمل واحد ‪ ..‬ثننم مننن مقتضننى الحكمننة‬
‫أن يوفننق بيننن واجبننات يننومه وغننده ‪ ..‬فننإن لننم يحسننن‬
‫التوفيق ووقع فنني التفريننط ‪ ..‬فهننذا ليننس حكيم نا ً ‪ ..‬ول‬
‫عَرضنننا بيننع الحكمننة ‪..‬‬ ‫يجننوز أن ُيسننمى حكيم نا ً ‪ ..‬إل إذا َ‬
‫ولقب الحكيم ‪ ..‬في سوق النخاسننين ‪ ..‬علننى السننوقة ‪..‬‬
‫ومن ل َزب َْر له ي َْزُبره‪.‬‬
‫ثم لو قال‪ :‬كان مفرطا ً بما يجب عليننه القيننام بننه ‪..‬‬
‫لكان أحسن وأجود‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " غننذاء شننيء بشننيء "‪ ،‬ص ‪ ":86‬ل‬
‫ذى بروحك فتقوى حيوانيتننك‪ ،‬ول تجعننل‬ ‫تجعل جسمك يتغ ّ‬
‫عقلك يتغذى بروحك فتقوى شيطانيتك ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫ً‬
‫قلت‪ :‬غذاء الجسد بالروح قوة للروح والجسد معننا ‪..‬‬
‫ولعل الصننواب أن يقننول‪ :‬ل تغننذي جسنندك علننى حسنناب‬
‫روحك ‪ ..‬إذ لكل منهما غذاؤه وحقه ‪ ..‬ول بد من أن ُيؤدى‬
‫لكل حق حقه من غير إفراط ول تفريط!‬
‫وقننوله " ول تجعننل عقلننك يتغننذى بروحننك فتقننوى‬
‫شيطانيتك " جعل العقل رديف نا ً للشننيطنة ‪ ..‬وأن الزيننادة‬
‫في الهتمام به تقوي النزعة الشيطانية لنندى النسننان ‪..‬‬
‫وهذا خطأ كبير ‪ ..‬فما كان العقل الصننحيح يوم نا ً معارض نا ً‬
‫للنننروح ‪ ..‬ول للنقنننل الصنننحيح ‪ ..‬ول صنننديقا ً للشنننيطنة‬
‫والشننيطان ‪ ..‬ومننا أكننثر اليننات القرآنيننة الننتي تخنناطب‬
‫العقل ‪ ..‬وتحض على استخدام وإعمال العقننل ‪ ..‬وتعيننب‬
‫على الكافرين عبدة الشيطان أنهم ل يعقلون!‬
‫قال تحت عنوان " المننؤمن والكننافر " ص ‪ ":86‬فنني‬
‫كل مؤمن جزء من فطرة النبي ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬العبارة مشكلة ومتشابهة ليس بمثلهننا ُيتحنندث‬
‫عن إيمان المؤمن ‪ ..‬ومع ذلننك نجتهنند التفسننير فنقننول‪:‬‬
‫الفطرة تعني الملة‪ ،‬والتوحينند‪ ،‬كمننا فنني قننوله ‪ ":‬كننل‬
‫مولننود يولنند علننى الفطننرة "؛ أي علننى الملننة والتوحينند‬
‫واليمان ‪ ..‬والقول بأن كل مننؤمن وإلننى يننوم القيامننة نن‬

‫‪13‬‬
‫كما تفيد العبارة أعله ن فيه جزء مننن فطننرة النننبي ‪.. ‬‬
‫أي جننزء مننن إيمننانه وتوحيننده ‪ ..‬وأن فطننرة النننبي ‪‬‬
‫مقسمة على المؤمنين كأجزاء وإلى يوم القيامة ‪ ..‬فهننذا‬
‫كلم يعوذه الدليل ‪ ..‬ول دليل ‪ ..‬ومثلننه ل يجننوز أن ُيقننال‬
‫بالرأي‪.‬‬
‫ثم لو قال‪ :‬النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ..‬فأتبع ذكر‬
‫النبي ‪ ‬بالصلة عليه ‪ ..‬لكان أحسن وأجود ‪ ..‬إذ من حننق‬
‫كننر أمامنننا أو‬ ‫النننبي ‪ ‬علينننا أن نصننلي عليننه كلمننا ذُ ِ‬
‫ل عليه‬ ‫ذكرناه ‪ ..‬فالبخيل من ُيذكر عنده النبي ‪ ‬ولم ُيص ّ‬
‫كر عنده فنسنني الصننلة عليننه خطِننئ بننه طريننق‬ ‫‪ ..‬ومن ذُ ِ‬
‫الجنننة ‪ ..‬صننلوات اللننه وسننلمه عليننه عنندد خلقننه‪ ،‬ورضننا‬
‫مداد كلماته‪.‬‬ ‫زَنة عرشه‪ ،‬و ِ‬‫نفسه‪ ،‬و ِ‬
‫قال تحت عنوان " ل تنقبض في أربعة "‪ ،‬ص ‪ ":89‬ل‬
‫تنقبض في أربعة مواطن ن منها ن‪ :‬والطرب مننع مننن تثننق‬
‫مارك "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫س ّ‬
‫بهم من ُ‬
‫قلت‪ :‬الطننرب ‪ ..‬يسننتلزم اسننتخدام المعننازف وآلت‬
‫الطرب ‪ ..‬أو السماع إليها ‪ ..‬وهي حرام بالنص‪ ،‬كمننا فنني‬
‫قننوله ‪ ":‬ليكننونن مننن أمننتي أقننوام‪ ،‬يسننتحلون ال ِ‬
‫حننَر‬
‫والحرينر‪ ،‬والخمننر‪ ،‬والمعننازف " البخنناري‪ .‬أي هني حنرام‬
‫ومع ذلك يحلونها! وقننال ‪ ":‬سننيكون فنني آخننر الزمننان‬
‫خسننف‪ ،‬وقننذف‪ ،‬ومسننخ إذا ظهننرت المعننازف والقينننات‪،‬‬
‫واستحلت الخمر "] صحيح الجامع‪.[ 3665 :‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " يننا زوار الحننبيب العظننم "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":92‬يا زوار الحبيب العظم إذا وقفتم بين يديه فأبلغوه‬
‫السلم عن محننب سننفح النندمع يننوم لقيننه ‪ ...‬ومننا خنناس‬
‫بعهده أن يزوره كل عام‪ ،‬ولكن عوائق القدار أبطأت بننه‪،‬‬
‫ق‬
‫فسلوه ن إن كان يحننب محبننه نن أن يسننأل لننه اللننه إطل َ‬
‫سراحه‪ ،‬سلوه‪ ،‬ول تبلغوني عنه إن كان عاتبا ً "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ل يجوز أن ُيسأل النبي ‪ ‬بعد موته بأن ينندعو‬
‫ربه لعباده ‪ ..‬وما فعل الصحابة والسلف الصالح شيئا ً مننن‬
‫ذلك ‪ ..‬وإنما الثابت فقط الصلة والسلم علننى النننبي ‪‬‬
‫لمن زار مرقده الشريف ‪ ..‬وكننذلك مننن كننان يعيننش فنني‬
‫أقاصي وأطراف البلد ‪ ..‬فالصلة والسننلم يصننله ‪ ‬عنن‬
‫طريق ملك موكل بنقل صننلة وسننلم المننؤمنين عليننه ‪..‬‬

‫‪14‬‬
‫هذا هو الثابت ‪ ..‬وهذا هو الجائز ‪ ..‬وهذا الذي كان يفعلننه‬
‫السلف الصالح ‪ ..‬وما سوى ذلك من الستغاثة بننالنبي ‪‬‬
‫بعد موته ‪ ..‬أو التوسل إلى الله تعالى بذات النبي ‪ ‬حي نا ً‬
‫كان أو ميتا ً ‪ ..‬أو الطلب منه بعد مننوته ‪ ‬بننأن ينندعو ربننه‬
‫لنننا ‪ ..‬فهننذا كلننه ‪ ..‬عمننل خنناطئ ل يجننوز ‪ ..‬والمخننالف‬
‫مطالب بالدليل ‪ ..‬وأّنى!‬
‫ً‬
‫وقننوله " ل تبلغننوني عنننه إن كننان عاتب نا "‪ ،‬لمنناذا ‪..‬‬
‫فهذا يتنافى مع أدب المتابعة ‪ ..‬والحرص علننى التعلننم ‪..‬‬
‫والستفادة من توجيهات النننبي ‪ .. ‬فننالنبي ‪ ‬إن كننان‬
‫د من أمته فعتبه لتقصير فيه ‪ ..‬يدله عليه ‪..‬‬ ‫عاتبا ً على أح ٍ‬
‫ليقلع عنه ‪ ..‬فنحن بحاجة إلى أن نعلننم مننا ُيرضنني النننبي‬
‫‪ ‬عنا لنقوم به ونمتثله ‪ ..‬وما ل يرضاه لنننا ‪ ..‬ويسننخطه‬
‫علينا ‪ ..‬فنجتنبه ونحذره!‬
‫أقننول ذلننك مننع التسننليم مسننبقا ً أن هننذه الخنناطرة‬
‫خيالية وصورها مجازينة غينر حقيقينة ‪ ..‬لسنتحالة إجنراء‬
‫هكنننذا حنننوار منننع الننننبي ‪ ‬بعننند منننوته ‪ ..‬فيسنننمعهم‬
‫ويسمعونه ‪ ..‬ويسألونه ‪ ..‬ويرد عليهم!!‬
‫قال تحت عنوان " قوة العقائد وضننعفها "‪ ،‬ص ‪":93‬‬
‫العقائد تقوى بالكفاح‪ ،‬وتضعف بالنجاح "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كثيرا ً ما يسننتخدم المؤلننف فنني خننواطره هننذا‬
‫الكلمننة " الكفنناح "‪ ،‬وهنني كلمننة يسننتخدمها الثوريننون ‪..‬‬
‫والشنننيوعيون ‪ ..‬وغيرهنننم ‪ ..‬للتعنننبير عنننن ثنننوراتهم ‪..‬‬
‫وحركاتهم ‪ ..‬والله تعالى استبدلنا نحن المسننلمين بكلمننة‬
‫خيرا ً منها ‪ ..‬أل وهي " الجهاد "؛ الجهاد في سبيل الله ‪..‬‬
‫هذه الكلمة لم أجد لها أثرا ً ُيذكر فنني خننواطر المؤلننف ‪..‬‬
‫بينما كلمة " الكفاح " تكررت كثيرًا‪ ،‬وفي مواضع عدة من‬
‫خواطره!‬
‫أما قوله بأن العقننائد تضننعف بالنجنناح ‪ ..‬فهننذا مننا ل‬
‫أفهمه ‪ ..‬كيننف يكننون النجنناح سننببا ً فنني الضننعف ‪ ..‬إذ أن‬
‫النجاح بالنقل والعقل ‪ ..‬واستقراء الواقع ‪ ..‬يكننون سننببا ً‬
‫للقوة ‪ ..‬وسببا ً لنجاح ونجاحات أخرى!‬
‫قال تحننت عنننوان " عننذاب المحبننوب "‪ ،‬ص ‪ :93‬كننل‬
‫محّبه إل الله ‪ ‬ورسوله ‪" ‬ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫محبوب عذاب على ُ‬

‫‪15‬‬
‫قلننت‪ :‬إن كننان مننراده مننن نفنني العننذاب العننذاب‬
‫النفسي ‪ ..‬والقلق النفسي ن ن كمننا ُيفهننم مننن العبننارة ن ن‬
‫فحصره هذا فيه نظر ‪ ..‬فننالله تعننالى ورسننوله ‪ ‬أمرانننا‬
‫بأن نحب الصحابة رضي الله عنهم ‪ ..‬وأن نحب المننؤمنين‬
‫والمؤمنات‪ ،‬وجعل ذلك دين نا ً وإيمان نا ً ‪ ..‬وأن بغضننهم كفننر‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت بَ ْ‬ ‫مَنا ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ونفاق‪ ،‬كما قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ض ‪‬التوبة‪ .. .71:‬فكيف بعد ذلك نعتننبر أن حبهننم‬ ‫َ‬
‫ع ٍ‬ ‫ول َِياء ب َ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫عذاب ‪ ..‬ويجر العذاب على صاحبه؟!‬
‫وإن كان مراده نفي مطلق العذاب؛ العننذاب الظنناهر‬
‫والباطن سواء ن كما هو ظاهر العبارة ن فأيضا ً هذا النفنني‬
‫فيه نظر ‪ ..‬ل ُيسلم له به ‪ ..‬وهو بخلف النننص ‪ ..‬فننالنص‬
‫دل علننى أن أشنند الننناس بلء هننم النبينناء‪ ،‬ثننم المثننل‬
‫فالمثل ‪ ..‬وأن البلء يشتد علننى صنناحبه علننى قنندر قننوة‬
‫دينه وإيمانه أو رقته‪ ،‬وأن الله تعالى إذا أحب عبنندا ً ابتله‬
‫ف‬ ‫و ِ‬ ‫خن ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫من َ‬ ‫ء ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫شن ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ون ّك ُ ْ‬ ‫ول َن َب ْل ُ َ‬ ‫هره كما قال تعالى‪َ  :‬‬ ‫وط ّ‬
‫َ‬
‫واْلن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ر‬‫شن ِ‬ ‫وب َ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫منَرا ِ‬ ‫والث ّ َ‬ ‫س َ‬ ‫فن ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وا ِ‬ ‫من َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫من َ‬ ‫ص ِ‬ ‫قن ٍ‬ ‫ون َ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫جو ِ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫فنني‬ ‫ن ِ‬ ‫و ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪‬البقننرة‪ .155:‬وقننال تعننالى‪  :‬لت ُب ْلنن ُ‬ ‫ري َ‬ ‫صنناب ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫منن ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك ِت َننا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ع ّ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ول َت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫وأن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫قننوا‬ ‫وت َت ّ ُ‬ ‫ص نب ُِروا َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ى ك َِثيرا ً َ‬ ‫كوا أذ ً‬ ‫شَر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫قب ْل ِك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ر ‪‬آل عمران‪ .186:‬وقال تعالى‪ :‬‬ ‫مو َِ‬ ‫عْزم ِ اْل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫فت َن ُننو َ‬ ‫م ل يُ ْ‬ ‫هن ْ‬ ‫و ُ‬ ‫مّنا َ‬ ‫قوُلوا آ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كوا أ ْ‬ ‫ن ي ُت َْر ُ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ب الّنا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح ِ‬ ‫أ َ‬
‫قوا‬ ‫ص ندَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّن ِ‬ ‫ن الل ّن ُ‬ ‫من ّ‬ ‫عل َ َ‬ ‫فل َي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قب ْل ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫فت َّنا ال ّ ِ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪‬العنكبنننوت‪ .3-2:‬وقنننال تعنننالى‪ :‬‬ ‫ن الكننناِذِبي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫مننن ّ‬ ‫عل َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ولي َ ْ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫ُ‬
‫ون َب ْل ن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫صنناب ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫من ْك ن ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫م ال ُ‬ ‫عل َ‬‫َ‬ ‫حّتى ن َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ون ّك ْ‬ ‫ُ‬
‫ولن َب ْل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كم ‪‬محمد‪.31:‬‬ ‫خَباَر ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫عن سعد بن أبي وقاص‪ ،‬قال‪ :‬قلت يا رسننول اللننه‬
‫أي الناس أشد بلء؟ قال‪ ":‬النبياء‪ ،‬ثننم المثننل فالمثننل‪،‬‬
‫ُيبتلى العبد على حسب دينننه؛ فننإن كننان فنني دينننه صننلبا ً‬
‫اشتد بلؤه وإن كننان فنني دينننه رقننة ابتلنني علننى حسننب‬
‫دينه ‪]" ..‬صحيح سنن ابن ماجه‪.[ 3249:‬‬
‫وعن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬دخلننت علننى النننبي ‪‬‬
‫وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حّرهُ بين يدي فوق‬
‫اللحاف‪ .‬فقلت يا رسول الله مننا أشنندها عليننك! قننال إن ّننا‬
‫عف لنا الجر "‪ .‬قلت يا رسول‬ ‫ف لنا البلء وُيض ّ‬ ‫ع ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫كذلك ي ُ َ‬

‫‪16‬‬
‫الله أي الناس أشد بلء؟ قال‪ ":‬النبياء "‪ ،‬قلت يننا رسننول‬
‫دهم ليبتلننى‬‫ن كان أح ن ُ‬
‫الله ثم من ؟ قال‪ ":‬ثم الصالحون إ ْ‬
‫بالفقر حتى ما يجد أحدهم إل العباءة يحويها وإن كان‬
‫أحدهم ليفرح بالبلء كما يفرح أحدكم بالرخاء "] صحيح سنن‬
‫ابن ماجه‪.[ 3250:‬‬
‫وقننال ‪ ":‬إن اللننه تعننالى إذا أحننب قوم نا ً ابتلهننم‪،‬‬
‫ط "] صننحيح‬‫خ ُ‬‫سنن َ‬
‫فمن رضي فله الرضا‪ ،‬ومن سخط فلننه ال ّ‬
‫ت في‬ ‫سنن الترمذي‪ .[ 1954:‬وقال ‪ ":‬ما أوذي أحدٌ ما أوذي ُ‬
‫الله ‪ ]" ‬السلسلة الصحيحة‪.[ 2222:‬‬
‫وفي الحديث الذي أخرجننه ابننن حبننان‪ ،‬أن رجل ً أتننى‬
‫ي ‪ ‬فقال‪ :‬والله يا رسول الله إني أحبك‪ ،‬فقننال لننه‬ ‫النب ّ‬
‫ع إلننى مننن ُيحبننني مننن‬ ‫رسننول اللننه ‪ ":‬إن البليننا أسننر ُ‬
‫السننيل إلننى منتهنناه "] السلسننلة الصننحيحة‪ .[ 1586:‬أي احتننط‬
‫لنفسك ‪ ..‬إن كنت صادقا ً فيما تقنول ‪ ..‬فمحبنة الننبي ‪‬‬
‫ومتابعته ‪ ..‬وانتهاج دربه في الجهاد في سبيل الله ‪ ..‬لها‬
‫تبعننات وضننريبة ‪ ..‬ل بنند مننن تحملهننا وأدائهننا ‪ ..‬والنفننس‬
‫راضية غير متسخطة!‬
‫قننال تحننت عنننوان " حننب اللننه ورسننوله "‪ ،‬ص ‪":96‬‬
‫ليس في قلب المؤمن مكان لغير حب الله ورسوله ‪... ‬‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا النفي والحصر فيه نظر كما تقنندم ‪ ..‬ولننو‬
‫قننال‪ ":‬ليننس فنني قلننب المننؤمن مكننان لغيننر حننب اللننه‬
‫ورسوله ‪ ،‬ولما يحبه الله ورسنوله ‪ "... ‬لكنان أحسنن‬
‫وأدق في التعبير‪.‬‬
‫قال تحت عنننوان " موطنننان "‪ ،‬ص ‪ ":99‬موطنننان ل‬
‫تجزع من مشهد البكاء فيهما‪ :‬بكنناء المننرأة حيننن تتظل ّننم‪،‬‬
‫وبكاء المتهم حين ُيقبض عليه "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬قننوله عننن بكنناء المننرأة مننرده إلننى نظرتننه‬
‫المتشائمة عنها ‪ ..‬فالمرأة عما يبدو في نظننر المؤلننف ‪..‬‬
‫متهمة مهما بكت وتظّلمت ‪ ..‬حتى ُتثبت العكس ‪ ..‬بخلف‬
‫القاعنندة المتفننق عليهننا‪ ":‬أن المتهننم بريننء حننتى ُيثبننت‬
‫العكس "!‬

‫‪17‬‬
‫وتحت نفس العننوان قننال‪ ":‬ومننوطن واحند ل ُتعلنق‬
‫قلبك فيه إل باثنين عمرك؛ ل ُتحب فيننه إل اللننه ورسننوَله‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد تقدمت الشارة أن هذا النفي والحصر فيه‬
‫إشكال ‪ ..‬ما ُيغني عن العادة ‪ ..‬لكن هناك معنننى نننود أن‬
‫نشننير إليننه خشننية أن ي ُننراود القننارئ وهننو يقننرأ عبننارات‬
‫المؤلف المتكررة حول المحبة ‪ ..‬وهو أن المحبننوب لننذاته‬
‫الذي ما سواه ُيحب لننه وفيننه ‪ ..‬هننو اللننه تعننالى وحننده ل‬
‫شريك له ‪ ..‬وهذا من معاني إلهيته التي ل يجوز لمخلننوق‬
‫ن‬ ‫من َ‬ ‫و ِ‬‫ن أيا ً كان ن أن يشركه فيها‪ ،‬كما في قوله تعننالى‪َ  :‬‬
‫خذُ من دون الل ّ َ‬
‫ه‬‫ب الل ّن ِ‬ ‫حن ّ‬ ‫م كَ ُ‬‫ه ْ‬‫حب ّننون َ ُ‬‫دادا ً ي ُ ِ‬
‫ه أن ن َ‬
‫ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ي َت ّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫الّنا ِ‬
‫ه ‪‬البقننرة‪ .165:‬فقننوله تعننالى‪ :‬‬ ‫حب ّا ً ل ّل ّ ِ‬
‫شدّ ُ‬ ‫مُنوا ْ أ َ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬‫َ‬
‫ه ‪‬؛ أي يحبننونهم لننذواتهم‪ ،‬فيعقنندون‬ ‫ّ‬
‫ب الل ن ِ‬ ‫حن ّ‬ ‫َ‬
‫مك ُ‬ ‫ه ْ‬‫حب ّننون َ ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫فيهننم الننولء والننبراء ‪ ..‬ويوالننون وُيعننادون ‪ ..‬ويحبننون‬
‫ويبغضون فيهنم ولهنم ‪ ..‬فهنذه محبنة شنرك لنو صنرفت‬
‫للمخلوق‪ ،‬لن المحبوب لذاته هو الله تعالى وحننده‪ ،‬وفنني‬
‫ة‬
‫عرى اليمان الموالةُ في الله‪ ،‬والمعننادا ُ‬ ‫الحديث‪ ":‬أوثق ُ‬
‫في الله‪ ،‬والحب في الله‪ ،‬والبغض في الله "] صحيح الجننامع‪:‬‬
‫‪ .[ 2539‬وقال ‪ ":‬ثلثن من كن فيه وجد حلوة اليمان ن‬
‫حبه إل لله " متفق عليه‪.‬‬ ‫ب المرءَ ل ي ُ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫منها ن‪ :‬أن ي ُ ِ‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله في الفتنناوى‬
‫‪ :10/607‬ل يجوز أن ُيحب شيء من الموجودات لننذاته إل‬
‫هو سبحانه وبحمده‪ ،‬فكل محبوب فنني العننالم إنمننا يجننوز‬
‫أن ُيحب لغيره ل لذاته‪ ،‬والرب تعننالى هننو الننذي يجننب أن‬
‫ة‬ ‫هن ٌ‬‫مننا آل ِ َ‬
‫ه َ‬‫في ِ‬
‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫يحب لنفسه‪ ،‬وهذا من معاني ألهيته ‪ ‬ل َ ْ‬
‫سدََتا ‪ ‬فإن محبة الشنيء لنذاته شننرك فل يحنب‬ ‫ف َ‬‫ه لَ َ‬ ‫إ ِّل الل ّ ُ‬
‫لذاته إل الله‪ ،‬فإن ذلك من خصننائص ألهيتننه‪ ،‬فل يسننتحق‬
‫ذلك إل اللننه وحننده وكننل محبننوب سننواه لننم يحننب لجلننه‬
‫فمحبته فاسدة ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قنننال تحنننت عننننوان " النننزواج "‪ ،‬ص ‪ ":102‬لنننول‬
‫الستقرار لكان الزواج حمقا ً ‪" .....‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬حصر غايات الزواج في الستقرار ‪ ..‬وإل كننان‬
‫حمقا ً ‪ ..‬تضييق لواسع ‪ ..‬فغايات الزواج ومقاصده أوسننع‬
‫صر في هدف الستقرار ‪ ..‬وُيقال كننذلك‪:‬‬ ‫بكثير من أن ُتح َ‬

‫‪18‬‬
‫كتننب عليننه الجهنناد ‪ ..‬والهجننرة ‪ ..‬يلتمننس‬ ‫المسننلم الننذي ُ‬
‫المواطن التي تتحقننق فيهننا سننلمة العبننادة والنندين ‪ ..‬ل‬
‫يعرف الستقرار ‪ ..‬فهل ُيقننال لننه‪ :‬ل تننتزوج ‪ ..‬ول يجننوز‬
‫لك أن تتزوج ‪ ..‬ولننو فعلننت فزواجننك ضننرب مننن ضننروب‬
‫الحمق!‬
‫قننال تحننت عنننوان " ل تخننالف رأيهمننا "‪ ،‬ص ‪":104‬‬
‫اثنان ل ُتخالف رأيهما أبدًا‪ :‬الطبيب الحاذق حين ُيعالجننك‪،‬‬
‫والحكيم المجرب حين ينصحك "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قننوله هننذا فيننه مبالغننة وغلننو ‪ ..‬وهننو مخننالف‬
‫ل‬ ‫للقاعدة الذهبية الشرعية المتفق عليهننا‪ ،‬والقائلننة‪ ":‬ك ن ّ‬
‫ُيؤخذ منه‪ ،‬وي ُنَرد عليننه‪ ،‬عنندا النننبي محمنند ‪ ." ‬فالطاعننة‬
‫طننى إل للننه تعننالى ولرسننوله ‪ .. ‬ومننا‬ ‫المطلقننة ل ُتع َ‬
‫سواهما ُينظر في أمره وتوجيهه فإن كننان موافق نا ً لمننر‬
‫الله ورسننوله ‪ .. ‬أطيننع طاعننة للننه ولرسننوله ‪ .. ‬وإن‬
‫رب به عرض‬ ‫كان مخالفا ً لمر الله ورسوله ‪ُ .. ‬ردّ ‪ ..‬و ُ‬
‫ض ِ‬
‫الحائط ‪ ..‬ول كرامة!‬
‫قال تحت عنوان " الخيننر والشننر "‪ ،‬ص ‪ ":104‬الخيننر‬
‫والشر متلزمننان‪ :‬وكننأن حكمننة اللننه اقتضننت أن ل يصننل‬
‫الخير إل مع شننيء مننن الشننر‪ ،‬ول يكننون الشننر إل ومعننه‬
‫نصيب من الخير "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬هننذا ليننس علننى إطلقننه ‪ ..‬إذ أن هننناك خيننرا ً‬
‫محضننا ً ل ُيخننالطه أدنننى شننر‪ ،‬ول يننؤدي إلننى أي شننر؛‬
‫كالتوحيننند‪ ،‬واليمنننان‪ ،‬والصنننلة‪ ،‬والصنننيام ‪ ..‬والتصننندق‬
‫والحسان على ذوي الحاجنة منن الفقنراء والمسنناكين ‪..‬‬
‫وغيرهنا كنثير منن العمننال ‪ ..‬وهننناك فني المقابننل شنر‬
‫محننض ل ُيخننالطه ول يننأتي بننأدنى خيننر ‪ ..‬كالشننرك ‪..‬‬
‫واللحاد ‪ ..‬والظلم والعدوان ‪ ..‬والغيبة والنميمة ‪ ..‬وكننثير‬
‫من الكبائر والخبائث التي حرمها الله تعالى‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " أربعة تدل على اللننه "‪ ،‬ص ‪":104‬‬
‫أربعة تستدل منها على وجود الله ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لنو قنال‪ :‬أربعنة ممنا ُيسنتدل بهنا علنى وجنود‬
‫اللننه ‪ ..‬بصننيغة التبعيننض ‪ ..‬لكننان أحسننن وأدق ‪ ..‬حننتى ل‬
‫ُيفهم من عبننارته حصننر الشننياء الننتي ُيسننتدل بهننا علننى‬
‫وجود الله في الشياء الربعة التي ذكرها!‬

‫‪19‬‬
‫سننر علننى مننا فاتننك "‪ ،‬ص‬ ‫قال تحننت عنننوان " ل تتح ّ‬
‫‪ ":105‬ستة ل تتحسر على مننا فاتننك منهننا‪ .... :‬صننحة لننم‬
‫تؤدّ فيها واجبًا‪ ،‬وزوجة جعلت حياتك جحيما ً "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ورد في الحننديث أن المننؤمن هننو الننذي تسننره‬
‫حسنته وُتسيئه سيئته ‪ ..‬لن شعوره بسيئة السيئة يحملننه‬
‫على التصحيح والتوبة والستدراك ‪ ..‬بخلف الذي ل يحس‬
‫بخطئه أو تقصننيره أو سننيئته يحسننب نفسننه أنننه ممننن‬
‫ُيحسنون صنعا ً ‪ ..‬كما في قننوله ‪ ":‬مننن سننرته حسنننته‪،‬‬
‫وسنناءته سننيئته‪ ،‬فننذلكم المننؤمن "] صننحيح الجننامع‪.[ 2546:‬‬
‫والتفريط بنعمة الصحة مننن دون أن يننؤدى شننكرها أو أن‬
‫يقوم صاحبها بما توجبه عليه من واجبات وأعمال شرعية‬
‫‪ ..‬هننو وزر وسننيئة ‪ ..‬تسننيء المننؤمن الصننادق ‪ ..‬وممننا‬
‫سُيسأل عنه العبد يوم القيامة‪ ":‬وعننن جسننده فيمننا أبله‬
‫"‪ ،‬فكيننف بعنند ذلننك ُيقننال لننه‪ :‬انننس ‪ ..‬ول تحننزن ‪ ..‬ول‬
‫تتحسر على ما قصرت بحق نفسك ودينك؟!‬
‫أما قوله عننن المننرأة الننتي تجعننل مننن حينناة زوجهننا‬
‫جحيما ً ‪ ..‬فهذا ن كمننا تقنندم ن ن مننرده إلننى نظننرة المؤلننف‬
‫المتشائمة حول المرأة بشنكل عنام ‪ ..‬فحنظ المننرأة فني‬
‫خواطر المؤلف المثل السيء ‪ ..‬والظن السننيء دائمننا ً أو‬
‫غالبا ً ‪ ..‬ثم أني أخشى أن يكون للمؤلف ظروفا ً اجتماعية‬
‫عائلية صعبة أدت به لمثل هذه النظرة القاتمة عن المرأة‬
‫‪ ..‬لكن العدل يقتضي مننن المننرء أن ينظننر للشننياء وفننق‬
‫خلقننت عليهننا ‪ ..‬وليننس وفننق‬ ‫قوانينهننا وطبيعتهننا الننتي ُ‬
‫ظروفننه وتجربتننه الخاصننة الننتي قنند يشننوبها كننثير مننن‬
‫ميننل فنني‬ ‫المشاكل والتعقينندات ‪ ..‬والننتي تحملننه علننى ال َ‬
‫أحكامه ‪ ..‬تارة إلى الفراط‪ ،‬وتارة إلى التفريط!‬
‫ثننم أن كننثيرا ً مننن الشننيوخ ‪ ..‬والنندعاة ‪ ..‬والكت ّنناب ‪..‬‬
‫تراهم يتكلمون مرارا ً عننن المننرأة الننتي تجعننل مننن حينناة‬
‫زوجها جحيما ً ‪ ..‬بينما لم نسننمعهم مننرة واحنندة يتكلمننون‬
‫عن الرجل أو الرجننال النذين يجعلننون منن حيناة نسننائهم‬
‫ة بخننبيث ‪ ..‬ومننا‬ ‫جحيمننا ً ‪ ..‬وبخاصننة عننندما ُتبتلننى طيبنن ٌ‬
‫أكثرهم!‬
‫النصنناف عزيننز فنني هننذا الزمننان ‪ ...‬لننذا سننيظل‬
‫موضوع المرأة وحقوقهننا ‪ ..‬محننل تجنناذب بيننن فريقيننن‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫بين الغلة والجفاة ‪ ..‬بين فريقنني الفننراط والتفريننط ‪..‬‬
‫وكلهما نظرتهما للمرأة ظالمة وقاصرة ‪ ..‬والحق وسننط‬
‫بينهمننا مننن غيننر إفننراط ول تفريننط ‪ ..‬وهننو متمثننل فنني‬
‫موقف السلم ن ل غير ن من المرأة ‪ ..‬وموقف السلم ل‬
‫ُيمثله ول ُيعَرف من خلل قول شيخ أو داعيننة ‪ ..‬أو مفكننر‬
‫أو مثقنف محسننوب علنى التجنناه السننلمي ‪ ..‬مهمننا عل‬
‫كعبه‪ ،‬أو اتسع صيته ‪ ..‬وإنمننا مننن خلل مواقننف وأقننوال‬
‫وتوجيهننات الحننبيب محمنند ‪ .. ‬ومننا هننو مسننطور فنني‬
‫الكتاب والسنة الصحيحة ل غير!‬
‫دع‬ ‫دع "‪ ،‬ص ‪ ":106‬ل ُتخنن َ‬ ‫قننال تحننت عنننوان" ل ُتخنن َ‬
‫ي الوطنية حتى ُيصبح نائبا ً أو وزيرا ً ‪" ..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫بمدع ّ‬
‫قلت‪ :‬أن يكون العمل النيابي التشريعي الشركي هو‬
‫المقياس الننذي بننه ُتعننرف وطنيننة المننرء ‪ ..‬ومنندى صنندق‬
‫وطنيته ‪ ..‬إنها لكبيرة من المؤلننف ‪ ..‬ت ُننرد عليننه ‪ ..‬وعلننى‬
‫غيره ‪ ..‬فمن خصائص ووظائف النائب ن كما في النظمننة‬
‫السائدة المعمول بها ن التشريع‪ ،‬وسن القننوانين ‪ ..‬ومننن‬
‫دون سلطان من الله ‪ ..‬أي أنننه نن وبكننل وقاحننة نن ينندعي‬
‫لنفسه اللوهيننة ‪ ..‬وُيخاصننم اللننه تعننالى فنني ألننوهيته ‪..‬‬
‫ويقول ن بلسان الحال والمقال ن مقولة فرعننون الولننى‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مننا‬‫مَل َ‬ ‫هننا ال ْ َ‬
‫ن ي َننا أي ّ َ‬
‫و ُ‬
‫عن ْ‬
‫فْر َ‬‫ل ِ‬ ‫و َ‬
‫قننا َ‬ ‫كما قننال تعننالى عنننه‪َ  :‬‬
‫ري ‪‬القصننص‪ .38:‬والنننائب المشننرع‬ ‫ن إ ِل َ ٍ‬
‫ه َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫كم ّ‬‫ت لَ ُ‬‫م ُ‬
‫عل ِ ْ‬
‫َ‬
‫يقول‪ ":‬ما علمت لكم من مشّرع ترجعون إليه فني جميننع‬
‫شؤون حياتكم غيري‪ ،‬أو من هو أفضل مني "‪ ،‬وهذا عين‬
‫الشرك البواح ‪ ..‬فتشابهت القوال والفعننال ‪ ..‬بننل هنني‬
‫نفنس مقولننة فرعنون وفعلنه ‪ ..‬فكينف بعند ذلنك ُيقننال‪:‬‬
‫العمننل النيننابي التشننريعي بننه ُتعننرف صنندق وطنيننة مننن‬
‫يدعيها ‪..‬؟!‬
‫ل غرابة ‪ ..‬فهذا هو منهج جماعة الخوان المسننلمين‬
‫منننذ تأسيسننها ‪ ..‬والنندكتور السننباعي مننن مؤسسننيها‬
‫وزعمائها ومنظريها الوائل!!‬
‫مننن ‪ ..‬وفنني ظننل حكننم أي‬ ‫ثم يكون " وزيرا ً "‪ ،‬عننند َ‬
‫طاغوت من طواغيت الحكم ‪ ..‬الذين ساموا البلد والعباد‬
‫مال من بعدي‬ ‫الذل والعذاب ‪ ..‬والنبي ‪ ‬يقول‪ ":‬يليكم ُ‬
‫ع ّ‬
‫يقولننون مننا ل يعلمننون‪ ،‬وَيعملننون مننا ل يعرفننون‪ ،‬فمننن‬

‫‪21‬‬
‫ناصنحهم‪ ،‬ووازرهنم‪ ،‬وشندّ علنى أعضنادهم‪ ،‬فنأولئك قند‬
‫ن‬ ‫كوا وأهَلكوا "]السلسننلة الصننحيحة‪ .[457:‬وقننال ‪ ":‬ليننأتي ّ‬ ‫هل َ ُ‬
‫شرار الناس‪ ،‬وُيؤخرون الصننلة عننن‬ ‫عليكم أمراءٌ ُيقربون ِ‬
‫ً‬
‫عّريفنا‪ ،‬ول‬ ‫ن ِ‬
‫مواقيتهنا‪ ،‬فمننن أدرك ذلنك منهنم فل يكنون ّ‬
‫زن نا ً "]السلسننلة الصننحيحة‪ .[360:‬هننذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شرطيا‪ ،‬ول جابي نا‪ ،‬ول خا ِ‬
‫فيمننن يننؤخر الصننلة عننن مواقيتهننا‪ ،‬وُيقننرب إليننه شننرار‬
‫الناس فقط ‪ ..‬فكيف بطاغوت يقوم حكمننه ونظننامه كلننه‬
‫على محاربة اللننه ورسننوله ‪ ،‬والمننؤمنين ‪ ..‬ل شننك أنننه‬
‫صوا بالذكر في الحديث ‪ ..‬هذا هننو‬ ‫خ ّ‬‫أولى بالعتزال ممن ُ‬
‫قول النبي ‪ .. ‬وهذه هي أوامره وتوجيهنناته ‪ ..‬ولننه منننا‬
‫كل السمع والطاعة ‪ ..‬بينما قول المؤلف ‪ ..‬وجماعته من‬
‫بعده ‪ ..‬يقولون‪ :‬ل بد من أن يكون نائبا ً ‪ ..‬ووزيرا ً وعضنندا ً‬
‫للطاغوت ونظامه ‪ ..‬وبذلك ُتعَرف وطنيته من عدمها!!‬
‫قال تحت عنوان " نحن والحينناة "‪ ،‬ص ‪ ":114‬الحينناة‬
‫تخلق أفكارنا‪ ،‬وأفكارنا تصنع شكل الحياة التي نريدها "ا‪-‬‬
‫هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أين شرع الله تعالى ‪ ..‬ودوره في خلق أفكارنا‬
‫شرحت مقولنة‬ ‫‪ ..‬وفي صنع شكل الحياة التي نريد ‪ ..‬ولو ُ‬
‫العلمننانيين " فصننل النندين عننن الدولننة والحينناة "‪ ،‬لمننا‬
‫شرحت بأحسن من العبارة المذكورة أعله!‬ ‫ُ‬
‫قال تحننت عنننوان " مننع الحجيننج فنني عرفننات "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":117‬إلهي إن حجيجننك واقفننون الن بيننن يننديك شننعثا ً‬
‫عراة ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬‫غبرًا‪ ،‬شبه ُ‬
‫قلت‪ :‬هذا غير صحيح فالحاجات من النساء في كامل‬
‫ن ‪ ..‬ولباس إحرام الرجال ساتر لجميع عننوراتهم ‪..‬‬ ‫حجابه ّ‬
‫عراة "؟!‬
‫فكيف بعد ذلك‪ُ ،‬يقال عنهم‪ ":‬شبه ُ‬
‫قال تحت عنوان " عينند السننعداء‪ ،‬وعينند الشننقياء "‪،‬‬
‫م‪،‬‬ ‫ً‬
‫ص ‪ ":121‬في المجتمع المتفكك يكون العيد عيدا لقوا ٍ‬
‫ومأتما ً لخرين "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو قال‪ ":‬عيد الغنينناء وعينند الفقننراء "‪ ،‬لكننان‬
‫أحسن وأجود ‪ ..‬لنه ل يجوز أن نصف الفقير المحننروم ‪..‬‬
‫بأنه شقي أو من الشقياء لكونه فقيننرا ً ‪ ..‬فالشننقي هننو‬
‫الضال الذي ضل السننبيل ‪ ..‬وآثننر الكفننر علننى اليمننان ‪..‬‬
‫ولو كان من أغنننى أهننل الرض ‪ ..‬كمننا قننال تعننالى‪َ  :‬ل‬

‫‪22‬‬
‫قى الليننل‪ .15:‬وقنند ُيحمننل الشننقاء علننى‬ ‫ها إ ِّل اْل َ ْ‬
‫ش َ‬ ‫صَل َ‬ ‫يَ ْ‬
‫الضال ضلل ً دون الكفر الكبر‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " لو عرف المسننلمون "‪ ،‬ص ‪":124‬‬
‫لو عرف المسلمون مغزى العيد كما أراده السلم‪ ،‬لكننان‬
‫عيدهم الكبر يوم يتم لهم تحرير الوطن الكبر "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬المسننلمون يفرحننون بتحريننر أوطننانهم مننن‬
‫أعنندائهم؛ أعننداء النندين ‪ ..‬لكننن ل يجننوز أن ُيسننموا يننوم‬
‫تحريرهم للوطن عيدا ً ‪ ..‬ول بالعيد الكبر!‬
‫قال تحننت عنننوان " مناجنناة "‪ ،‬ص ‪ ":125‬إلهنني لقنند‬
‫ت من عبادك أن يصلوا في العيد أرحامهم ‪" ..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫غب ْ َ‬‫َر ِ‬
‫قلت‪ :‬ل يجوز أن ُيوصف اللننه تعننالى بالرغبننة أو أنننه‬
‫يرغب ‪ ..‬لنتفناء الننص النندال علنى هننذه الصنفة ‪ ..‬ولمننا‬
‫ن ل تليق بالله ‪ .. ‬منهننا‬ ‫يدخل في معنى الرغبة من معا ٍ‬
‫الرجاء ‪ ..‬والتمني ‪ ..‬مع قصور عننن إدراك مننا تمننناه ‪ ..‬أو‬
‫بذل الجهد لدراك ما تمننناه ورغبننه ‪ ..‬وقنند يصننل‪ ،‬وقنند ل‬
‫يصل ‪ ..‬وهذا المعنى ل يجوز أن ُيضاف إلى الله تعننالى ‪..‬‬
‫ولو قال‪ ":‬لقد أردت أو رضيت ‪ ،"..‬لكان صوابا ً ‪ ..‬وأحسن‬
‫وأدق في التعبير‪.‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " الولد حظننوظ آبننائهم "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":125‬الولد حظوظ الباء مننن النندنيا‪ ،‬فمننن ُرزق أولدا ً‬
‫ِ‬
‫سيئين كان سيء الحظ ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الله تعالى يرزق من يشاء ما يشاء ‪ ..‬وإن مننن‬
‫ء‬
‫ي ٍ‬ ‫شن ْ‬‫ل َ‬‫شيء عنده إل بقدر ‪ ..‬كما قننال تعننالى‪  :‬إ ِن ّننا ك ُن ّ‬
‫ر ‪‬القمر‪ .49:‬فل مجال للحديث عن الحظ فنني‬ ‫قدَ ٍ‬ ‫خل َ ْ‬
‫قَناهُ ب ِ َ‬ ‫َ‬
‫قسمة الله تعالى لعباده ‪ ..‬وقضائه وقدره‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ثم أن من أنبياء الله تعالى من ابتلوا بننأولٍد سننيئين‪،‬‬
‫كنوح ‪ .. ‬فهل ُيقال عنهم سيئي الحظ ‪..‬؟!‬
‫قننال تحننت عنننوان " مننرض البننوين "‪ ،‬ص ‪ ":132‬إذا‬
‫كانت الزوجة مريضة فنني تفكيرهننا‪ ،‬والننزوج مريض نا ً فنني‬
‫جسمه‪ ،‬فمن ُيربي الولد؟ حسبنا اللننه‪ ،‬وعليننه فليتوكننل‬
‫المؤمنون "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫ً‬
‫قلت‪ :‬كننأني بننالمؤلف يرثنني نفسننه ‪ ..‬إذ كننثيرا فنني‬
‫ضه ‪ ..‬وُيشير إليه!‬
‫خواطره ما يشكو مَر َ‬

‫‪23‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " مننتى تظهننر أخلق المننة "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":135‬تظهر أخلق المننة علننى حقيقتهننا فنني مننوطنين‪:‬‬
‫الغاني التي ُتحبها‪ ،‬وفي العياد والمواسم "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬اعتبار نوعية الغنناني المختنارة الننتي يختارهنا‬
‫الناس ويحبونها ‪ ..‬المحك الذي بننه ُتعننرف أخلق المننة ‪..‬‬
‫فيه نظننر ‪ ..‬وغلننو ‪ ..‬وتضننخيم لنندور الغنناني ‪ ..‬ثننم نحننن‬
‫المسلمين يوجد عندنا عيدان ‪ ..‬وليس أعيادًا!‬
‫قال تحت عنننوان " أيهمننا أصننل الثنناني "‪ ،‬ص ‪":135‬‬
‫لست أدري أيهمننا أصننل الثنناني‪ :‬هننل الغنناني هنني الننتي‬
‫تننوجه المننة؟ أم الغنناني هنني الننتي تعكننس مشنناعر‬
‫المة ؟"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قوله هننذا فيننه غلننو ‪ ..‬وتضننخيم لنندور ومكانننة‬
‫الغاني ‪ ..‬ثم أن الذي يوجه المة ‪ ..‬هو كتاب اللننه تعننالى‬
‫وسنة رسوله ‪ .. ‬وليس الغاني!‬
‫قننال تحننت عنننوان " أدب الحننب "‪ ،‬ص ‪ ":135‬حيننن‬
‫يكون أدب الحب محور أدب المة‪ ،‬فاعلم أنها أمننة أوهننام‬
‫ل أمة حقائق ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫ضننح نوعيننة‬ ‫قلت‪ :‬هذا ليس على إطلقننه ‪ ..‬لننذا لننو و ّ‬
‫الحب الذي يريده ويقصده لكان أحسن وأجود‪ ،‬كأن يقول‬
‫" أدب الحب الماجن أو الحننرام‪ ،‬ونحننو ذلننك "‪ ،‬لن الحننب‬
‫المشروع الذي أذن الله تعالى به ورسوله ‪ .. ‬بننه تعمننر‬
‫الحياة وتحلو وتزدهر ‪ ..‬وهو سننبب فنني اليمننان ودخننول‬
‫العبنند الجنننة‪ ،‬كمننا فنني الحننديث‪ ":‬ل تنندخلوا الجنننة حننتى‬
‫تؤمنوا‪ ،‬ول تؤمنوا حتى تحاّبوا " مسلم‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " كن وسننطا ً "‪ ،‬ص ‪ ":140‬ل تحننرم‬
‫زوجتنك كننل مننا تطلننب تتمننرد علينك‪ ،‬ول ُتعطهنا كننل مننا‬
‫تطلب تستعصي عليك‪ ،‬ولكن احرمها حين يكون الحرمننان‬
‫تأديبًا‪ ،‬وأعطها حين يكون العطاء ترغيبا ً "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬لننو قننال‪ ":‬ليكننن عطنناؤك لزوجننك علننى قنندر‬
‫ف ول تقننتير "‪،‬‬ ‫طاقتك واستطاعتك‪ ،‬وسطا ً من غير إسرا ٍ‬
‫ول َ‬ ‫قن َ‬
‫ك َ‬ ‫ة إ ِل َننى ُ‬
‫عن ُ ِ‬ ‫غُلول َن ً‬‫م ْ‬
‫ك َ‬‫ل ي َدَ َ‬‫ع ْ‬
‫ج َ‬‫ول َ ت َ ْ‬‫كما قال تعالى‪َ  :‬‬
‫سننورا ‪‬السننراء‪.29:‬‬ ‫ً‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ً‬
‫ملوم نا ّ‬ ‫ُ‬ ‫عدَ َ‬‫ق ُ‬‫فت َ ْ‬ ‫ط َ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬
‫س ِ‬ ‫سط ْ َ‬
‫ها ك ُ ّ‬ ‫ت َب ْ ُ‬
‫لكنننان أحسنننن وأجنننود منننن الحنننديث عنننن الحرمنننان ‪..‬‬
‫والترغيب ‪ ..‬والتمننرد ‪ ..‬والعصننيان ‪ ..‬ثننم أننني أخشننى أن‬

‫‪24‬‬
‫وع زوجتننك ‪ ..‬تتبعننك‬ ‫يننأتي يننوم يقننول فيننه القننائل‪ :‬جنن ّ‬
‫وُتطيعك ‪ ..‬ومعنى هذه العبارة ل تختلف كثيرا ً عن عبننارة‬
‫المؤلف أعله!‬
‫وفي الحديث فقد صح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪ ":‬ديننناٌر‬
‫أنفقته في سبيل الله‪ ،‬وديناٌر أنفقته في رقبة ن أي عتق‬
‫رقبة ن‪ ،‬ودينار تصدقت به علننى مسننكين‪ ،‬وديننناٌر أنفقتننه‬
‫علننى أهلننك‪ ،‬أعظمهننا أجننرا ً الننذي أنفقت َننه علننى أهل ِننك "‬
‫مسلم‪.‬‬
‫ما ظلمنا المؤلنف لمنا قلننا أن نظرتنه للمنرأة فيهنا‬
‫تشاؤم ‪ ..‬ول تتسم بالعدل!‬
‫قال تحت عنننوان " الننزواج بالجاهلننة "‪ ،‬ص ‪ ":140‬ل‬
‫تتزوج جاهلة‪ ،‬ول واسعة الثقافننة؛ فننإن الزوجننة الجاهلننة‬
‫بلء‪ ،‬وواسعة الثقافة شقاء " ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كلمه هننذا مغنناير للنصننوص الشننرعية العدينندة‬
‫الننتي تحننض الجنسننين ن ن الننذكور والننناث سننواء ن ن علننى‬
‫التحصننيل وطلننب العلننم ‪ ..‬وبيننان قيمننة وفضننل طلننب‬
‫العلننم ‪ ..‬وطننالب أو طالبننة العلننم ‪ ..‬فالشننقاء ينتننج عننن‬
‫العصيان والتمرد علننى طاعننة اللننه تعننالى ورسننوله ‪.. ‬‬
‫وليس عن العلم أو طلب العلم ‪ ..‬والثقافة الواسعة!‬
‫ثم مثل هذه الكلمات والتوجيهات المحّبطة للهمم ‪..‬‬
‫لموجه كبير يرأس جماعة كبيرة ‪ ..‬لها دور كبير فنني نننأي‬
‫كثير من نساء وبنات المسلمين عن طلب العلم الشرعي‬
‫‪ ..‬حتى بتنا نعيش زمانا ً نجد فيننه ألننف راقصننة ومغنيننة ‪..‬‬
‫صد؟!‬ ‫ة أو طالبة علم واحدة ُتق َ‬ ‫بينما لم نجد فيه عالم ً‬
‫قننال تحننت عنننوان " الننزواج بالمتعلمننة "‪ ،‬ص ‪":140‬‬
‫الزوجة الجاهلننة ل تفهننم عنننك‪ ،‬والمتعلمننة أكننثر منننك ل‬
‫تفهم عنك ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أن ُيساوي بيننن الجاهلننة والمتعلمننة فني عنندم‬
‫الفهننم عننن الرجننل ‪ ..‬فيننه امتهننان للمننرأة الننتي كّرمهننا‬
‫الله ‪ ..‬وللعلم ‪ ..‬وللمتعلمات ‪ ..‬وطالبات العلننم ‪ ..‬وقننوله‬
‫ل‬‫هن ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قن ْ‬‫ل‪ ،‬قننال تعننالى‪ُ  :‬‬ ‫هذا مننردود عليننه شننرعا ً وعق ً‬
‫ول ُننوا‬ ‫ُ‬
‫ما ي َت َنذَك ُّر أ ْ‬
‫ن إ ِن ّ َ‬
‫مو َ‬‫عل َ ُ‬
‫ن َل ي َ ْ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن َ‬‫مو َ‬‫عل َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫وي ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ست َ ِ‬‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ب ‪‬الزمر‪.9:‬‬ ‫اْلل َْبا ِ‬

‫‪25‬‬
‫قال تحننت عنننوان " الننزواج بننأكثر مننن واحنندة "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":141‬أسرع الناس إلى الهلك من يننتزوج ثلث نًا‪ ،‬وأقننرب‬
‫الناس إلى الجنون من يتزوج أربعا ً ‪"......‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ليس فيما أباحه الله تعالى لعباده المننؤمنين ‪..‬‬
‫هلك ‪ ..‬ول ما يؤدي إلى الجنننون ‪ ..‬إذا مننا ُروعيننت حنندود‬
‫الله تعننالى ‪ ..‬والت ُننزم بضننوابط وقيننود الشننرع ‪ ..‬فعبننارة‬
‫المؤلننف أعله ظاهرهننا ُيفينند ظننن السننوء بشننرع اللننه‬
‫تعالى ‪ ..‬وبما قد أذن به لعباده!‬
‫قنننال تحنننت عننننوان " الم والولد "‪ ،‬ص ‪ ":141‬إذا‬
‫اجتمننع للم النندين والعقننل‪ ،‬والمانننة‪ ،‬والجمننال أنشننأت‬
‫أولدها عظماء خالدين‪ ،‬ول أظن ذلك يوجد إل في الحننور‬
‫العين "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الزعم بأن الرض تخلو من امرأة واحدة تجتمع‬
‫فيها خصال " الدين‪ ،‬والعقننل‪ ،‬والمانننة‪ ،‬والجمننال " فيننه‬
‫رف به‬ ‫ع ِ‬
‫مبالغة وغلو ‪ ..‬وهو من سوء الظن بالمرأة الذي ُ‬
‫المؤلف ‪ ..‬كما تقدمت الشارة إلى ذلك‪.‬‬
‫ن‬ ‫مِني َ‬ ‫منن ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ما ِ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫قال تعالى‪  :‬إ ِ ّ‬
‫ت‬ ‫قا ِ‬ ‫صنناِد َ‬ ‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫قي َ‬ ‫صنناِد ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ت َ‬ ‫قان َِتا ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قان ِِتي َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫عا ِ‬‫شنننن َ‬ ‫خا ِ‬ ‫وال َ‬‫ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عي َ‬ ‫شنننن ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ْ‬
‫وال َ‬ ‫ت َ‬ ‫صنننناب َِرا ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫صنننناب ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ما ِ‬ ‫صنننائ ِ َ‬ ‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫صنننائ ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ت َ‬ ‫قا ِ‬ ‫صننندّ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ْ‬
‫وال ُ‬ ‫ن َ‬ ‫قي َ‬ ‫صننندّ ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ْ‬
‫وال ُ‬ ‫َ‬
‫ه ك َِثيننرا ً‬ ‫ّ‬
‫ن اللن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ذاك ِ ِ‬ ‫والن ّ‬ ‫ت َ‬ ‫فظننا ِ‬ ‫َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ْ‬
‫وال َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ظي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫وال َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ظيم نا ‪‬الحننزاب‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ع ِ‬ ‫جننرا َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ف نَرةً َ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫هم ّ‬ ‫هل ُ‬ ‫عدّ الل ُ‬ ‫تأ َ‬ ‫والذاك َِرا ِ‬ ‫َ‬
‫‪ .35‬هؤلء اللتي ورد ذكرهن في الية الكريمة أعله ‪ ..‬ل‬
‫توجد واحدة منهن في الرض ‪ ..‬أم أن القرآن يتّزل علننى‬
‫واقع غير موجود؟!‬
‫إني لخشى أن يأتي اليوم الذي يقول فيننه القننائل‪:‬‬
‫إن الجنة للرجال ‪ ..‬من دون النساء!!‬
‫قال تحننت عنننوان " الزوجننة والمعيشننة "‪ ،‬ص ‪":142‬‬
‫قّلمننا تقنننع الزوجننة بالمعيشننة الننتي هنني فيهننا‪ ،‬وكلمننا‬
‫كت‬ ‫ل أحسن ممننا كننانت عليننه‪ ،‬مّلتننه وتش ن ّ‬ ‫انتقلت إلى حا ٍ‬
‫منه‪ ،‬حتى لو وصلت إلى الجنننة‪ ،‬لمّلتهننا وتمن ّننت النتقننال‬
‫إلى جهنم "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قوله هذا فيه تعميم لعمننوم الزوجننات ‪ ..‬ومننن‬
‫دون استثناء ‪ ..‬كما أن فيه مبالغننة وغلننو ‪ ..‬وهننو يتضننمن‬

‫‪26‬‬
‫السننتخفاف مننن قنندر الجنننة ونعيمهننا وجهنننم وعننذابها‬
‫و‬ ‫م ل َن ْ‬ ‫ر ُ‬‫جن ِ‬ ‫م ْ‬‫ودّ ال ْ ُ‬ ‫سواء ‪ ..‬جهنم التي قال تعننالى فيهننا‪  :‬ي َن َ‬
‫ه‬‫صننيل َت ِ ِ‬ ‫ف ِ‬‫و َ‬‫ه‪َ .‬‬ ‫خي ِ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫حب َت ِ ِ‬ ‫صا ِ‬‫و َ‬ ‫ه‪َ .‬‬ ‫ذ ب ِب َِني ِ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و ِ‬
‫ب يَ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ع َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫دي ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫فت َ ِ‬
‫َ‬
‫هننا‬ ‫ه ‪ .‬ك َّل إ ِن ّ َ‬ ‫جي ن ِ‬ ‫م ُين ِ‬ ‫ميع نا ً ث ُن ّ‬ ‫ج ِ‬‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬
‫ْ‬ ‫من ِ‬ ‫و َ‬‫ه‪َ .‬‬ ‫ؤوي ِ‬ ‫ال ِّتي ت ُ ْ‬
‫وى ‪‬المعننارج‪ .16-11:‬جهنننم الننتي هننذه‬ ‫شن َ‬ ‫ة ّلل ّ‬ ‫ع ً‬‫ظى ‪ .‬ن َّزا َ‬ ‫لَ َ‬
‫بعض صفاتها ‪ ..‬المرأة تتمنى أن تنندخلها ‪ ..‬ومننتى ‪ ..‬بعنند‬
‫أن تذوقت نعيم الجنة ‪ ..‬ورأت خيراتها؟!!‬
‫قال تحت عنوان " لو كانت المرأة قوية كالرجل في‬
‫القوة "‪ ،‬ص ‪ ":144‬لو كانت المرأة قوية كالرجننل لقضننت‬
‫على حياته في ساعة غضبها‪ ،‬أل تراها تدعو علننى ولنندها‬
‫بالموت وتتمناه له حين تغضب منه "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قلت هننذا كلم المؤلننف ‪ ..‬وهننذا ظنننه السننيء‬
‫في المرأة ‪ ..‬ومن دون استثناء ‪ ..‬بينما هذا هو قول اللننه‬
‫َ‬
‫ض‬ ‫عن ٍ‬ ‫ول ِي َنناء ب َ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ضن ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت بَ ْ‬ ‫من َننا ُ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫من ُننو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫وال ْ ُ‬ ‫تعننالى‪َ  :‬‬
‫وةٌ ‪‬الحجرات‪:‬‬ ‫خ َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ما ال ْ ُ‬ ‫‪‬التوبة‪ .71:‬وقال تعالى‪  :‬إ ِن ّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫هن ّ‬ ‫س لّ ُ‬ ‫م ل ِب َننا ٌ‬ ‫وأنت ُن ْ‬ ‫م َ‬ ‫س ل ّك ُن ْ‬ ‫ن ل ِب َننا ٌ‬ ‫هن ّ‬ ‫‪ .10‬وقننال تعننالى‪ُ  :‬‬
‫‪‬البقرة‪ .187:‬وهذا هو قول النبي ‪ ":‬إن النساء شننقائ ُ‬
‫ق‬
‫الرجال "]صحيح الجامع‪ .[1983:‬فأي القولين أولى بالتبنناع ‪..‬‬
‫وأيهما أصدق في الدللننة علننى علقننة المننرأة بالرجننل ‪..‬‬
‫قول المؤلف أعله وظنه السيء بالمرأة ‪ ..‬أم قننول اللننه‬
‫تعالى وقول رسوله ‪‬؟!‬
‫قننال تحننت عنننوان " الولد بيننن الب والم "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":144‬كل مننا يبنيننه الب العاقننل فنني تربيننة اولده فنني‬
‫أعوام‪ ،‬تهدمه الم الجاهلة في ايام "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إن سلمنا بصحة مقولته ‪ ..‬كننان مننن النصنناف‬
‫أن ُيكمل فيقول أيضًا‪ ":‬وكننل مننا تبنيننه الم العاقلننة فنني‬
‫تربية أولدها في أعوام‪ ،‬يهدمه الب الجاهل فني أينام "‪،‬‬
‫فلماذا دائما ً المثل الصالح ُينسب إلى الرجل ‪ ..‬بينما مثل‬
‫سوء ُينسب إلى المرأة والم؟!‬ ‫ال ّ‬
‫قننال تحننت عنننوان " حريننة المننرأة وعبوديتهننا "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":145‬ل تكون حرية المرأة إل على حسنناب هناءتهننا‪ ،‬ول‬
‫عبوديتها إل علننى حسنناب كرامننة السننرة‪ ،‬ول مسنناواتها‬
‫بالرجل إل على حساب سعادة المجتمع "ا‪ -‬هن‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫قلت‪ :‬يعني أن المرأة في جميع تقلباتها وأحوالها ‪..‬‬
‫ة‪،‬‬‫ملت ‪ ..‬فهي متعبة ومؤذية ‪ ..‬سواء كانت حر ً‬ ‫وكيفما عو ِ‬
‫ة مستعبدة ‪ ..‬أم ساوينا بينها وبيننن الرجننل ‪ ..‬ففنني‬ ‫م ً‬‫أم أ َ‬
‫كننل هننذه الخيننارات ‪ ..‬فهنني متعبننة ومؤذيننة ‪ ..‬ولننم يبننق‬
‫أمامها سوى خيار الوأد ليستريح المجتمع منها ومن أذاها‬
‫‪...‬؟!!‬
‫َ‬
‫ت‬‫قت َِلنن ْ‬
‫ب ُ‬ ‫ي َ‬
‫ذن ٍ‬ ‫سئ ِل َ ْ‬
‫ت ‪ .‬ب ِأ ّ‬ ‫و ُ‬
‫ؤودَةُ ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫‪‬التكوير‪.9-8:‬‬
‫قال تحت عنننوان " سننقوط الحضننارات "‪ ،‬ص ‪":145‬‬
‫ألينس عجيبنا ً أن يكننون سننقوط الحضننارات جميعنا ً نتيجنة‬
‫بروز المرأة في المجتمننع‪ ،‬ولعبهننا بمقنندراته‪ ،‬وانحنندارها‬
‫بأخلقه "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ل شك أن للمرأة المنحرفة ‪ ..‬التي تجعننل مننن‬
‫نفسها وجسدها أداة طيعننة فنني أيننادي شننياطين النننس‬
‫والجننن ‪ ..‬يننؤذون بهننا البلد والعبنناد ‪ ..‬أقننول‪ :‬مثننل هننذه‬
‫المنننرأة المنحرفنننة ل شنننك أن لهنننا دور فننني سنننقوط‬
‫الحضارات وانهيارهننا ‪ ..‬وأنهننا بانحرافهننا تضننع ثلم نا ً فنني‬
‫جسد الحضارة ‪ ..‬ولكن ليس لها كل النندور أو المسننؤولية‬
‫فنني سننقوط جميننع الحضننارات ‪ ..‬فننالقول بننأن المننرأة‬
‫المنحرفة هي وراء سقوط كل الحضننارات ‪ ..‬فيننه مبالغننة‬
‫وغلو ‪ ..‬وهو دليل على عدم فهم النننواميس والمفنناهيم‬
‫والقيننم ‪ ..‬الننتي بهننا وعليهننا ُتبنننى وُتشنّيد الحضننارات أو‬
‫تنهار؟!‬
‫فالحضارة ‪ ..‬أيما حضارة ‪ ..‬تقوم على مجموعننة مننن‬
‫المفاهيم والقيم الحضارية ‪ ..‬وعلى قدر وفرة‪ ،‬وتماسننك‬
‫هذه المفاهيم والقيم الحضارية فيها على قدر مننا تكننون‬
‫هذه الحضارة القائمة عليها قوية ومتماسننكة ‪ ..‬مننن هننذه‬
‫المفننناهيم والقينننم الحضنننارية‪ :‬اليمنننان ‪ ..‬والعلنننم ‪..‬‬
‫والعدل ‪ ..‬والشورى ‪ ..‬والمساواة ‪ ..‬والرحمة ‪ ..‬والتكافل‬
‫الجتمنناعي ‪ ..‬والعمننل ‪ ..‬والنظننام والتنظيننم ‪ ..‬واحننترام‬
‫الوقت ‪ ..‬وحسن استغلله ‪ ..‬والوفاء بننالعهود والعقننود ‪..‬‬
‫والحياء ‪ ..‬والطهننر ‪ ..‬والشننجاعة ‪ ..‬والكننرم ‪ ..‬واليثننار ‪..‬‬
‫وحسنننن الجنننوار ‪ ..‬وغيرهنننا منننن المفننناهيم الحضنننارية‬
‫اليجابينننة ‪ ..‬النننتي ُتفنننرز سنننلوكا ً حضننناريا ً راقينننا ً عنننند‬

‫‪28‬‬
‫أصحابها ‪ ..‬هذه المفاهيم والقينم الحضنارية الراقيننة بهنا‬
‫وعليهننا تقننوم الحضننارات ‪ ..‬وبانتفائهننا ‪ ..‬أو نقصننانها‬
‫وضعفها ‪ ..‬تنتفي أو تضعف الحضننارات وتنهننار ‪ ..‬وعلننى‬
‫قدر ضعف أو انتفاء المفاهيم الحضارية من حياتها‪.‬‬
‫وملحظ أن المرأة مهما كانت منحرفة ‪ ..‬ل يمكن أن‬
‫تكننون هنني المسننؤولة الوحينندة عننن زوال جميننع القيننم‬
‫الحضارية النفة الننذكر أعله ‪ ..‬وغيرهنا مننن المفنناهيم ‪..‬‬
‫والتي بزوالها تزول الحضارات‬
‫وتنهار‪.‬‬
‫ثم هناك حضننارات نن قديمننة وحديثننة نن المننرأة فيهننا‬
‫منحرفة ‪ ..‬ومع ذلك فهي قائمة ومتماسكة ‪ ..‬وآلت إليهننا‬
‫ريادة ورياسة العالم ‪ ..‬فكيف نفسننر ذلننك ‪ ..‬وبمننا نجيننب‬
‫عنه؟‬
‫أقول‪ :‬وجود المرأة المنحرفة في تلننك الحضننارات ‪..‬‬
‫أثرت عليها سلبا ً ‪ ..‬لكنها لم تزلها كلينا ً ‪ ..‬ولننم ت ُنندمرها ‪..‬‬
‫لوجود قيننم حضننارية أخننرى معتننبرة ‪ ..‬تقتننات منهننا تلننك‬
‫الحضارات وتعتاش!‬
‫نضرب مثال ً على ذلك‪ ،‬الحديث الذي رواه المسننتورد‬
‫م أكننثر‬‫القرشي عن النبي ‪ ‬قال‪ ":‬تقوم الساعة والننرو ُ‬
‫صننر مننا تقننول؟‬ ‫الناس "‪ .‬فقال له عمرو بننن المعنناص‪ :‬أب ِ‬
‫ل الله ‪ .‬قال عمننرو بننن‬ ‫ت من رسو ِ‬ ‫قال‪ :‬أقول ما سمع ُ‬
‫ً‬
‫العنناص‪ ":‬لئن قلننت ذلننك‪ ،‬إن فيهننم لخصننال ً أربعنا‪ :‬إنهننم‬
‫ة بعنند مصننيبة‪،‬‬ ‫لحلم الننناس عننند فتنننة‪ ،‬وأسننرعهم إفاق ن ً‬
‫ن ويننتيم ٍ‬‫كهم كننّرةً بعنند فننّرة‪ ،‬وخيرهننم لمسننكي ٍ‬ ‫وأوشنن َ‬
‫وضننعيف‪ ،‬وخامسننة حسنننة جميلننة‪ :‬وأمنعهننم مننن ظلننم‬
‫الملوك " مسلم‪.‬‬
‫غالب نساء الننروم منحرفننات ‪ ..‬ومتبرجننات ‪ ..‬ولكننن‬
‫لما كانت هناك قيم حضارية أخرى من غير جهة المرأة ‪..‬‬
‫ول تتعلننق بننالمرأة وتبرجهننا ‪ ..‬والننتي هنني " الحلننم عننند‬
‫فتنة‪ ،‬والسرعة في النهننوض والقيننام إذا مننا نزلننت بهننم‬
‫مصيبة‪ ،‬والكر بعد الفر الذي يفينند الصننرار علننى النصننر‪،‬‬
‫والرحمننة بالمسنناكين والضننعفاء‪ ،‬ومنننع الننناس وبخاصننة‬
‫المستضننعفين منهننم مننن ظلننم ملننوكهم وحكننامهم " ‪..‬‬
‫سادوا ‪ ..‬وحكموا ‪ ..‬وتماسكت حضارتهم ‪!..‬‬

‫‪29‬‬
‫ولشيخ السلم مقولة مفادهنا‪ :‬أن اللنه تعنالى يؤيند‬
‫وينصننر الدولننة الكننافرة العادلننة‪ ،‬علننى الدولننة المسننلمة‬
‫الظالمة ‪!..‬‬
‫خلصة القول‪ :‬من الخطأ ‪ ..‬والفشل ‪ ..‬والهروب من‬
‫ول سنننقوط الحضنننارات‬ ‫الواقنننع والمسنننؤولية ‪ ..‬أن نعننن ّ‬
‫وقيامهنننا ‪ ..‬علنننى المنننرأة ‪ ..‬ولباسنننها ‪ ..‬وتبرجهنننا ‪..‬‬
‫وحسننب ‪ ..‬ومننن دون اللتفننات إلننى العوامننل والسننباب‬
‫الخرى ‪ ..‬الهم والعظم!‬
‫قال تحت عنوان " صفات المرأة "‪ ،‬ص ‪ ":146‬المرأة‬
‫تجمع صفات الذئب والثعلب والشاة ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد فات المؤلف أن يذكر بقية حيوانات الغابننة‬
‫ووحوشها ‪ ..‬وُيضيفها إلى صفات المرأة!‬
‫قننال تحننت عنننوان " مننن عجيننب أمننر المننرأة "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":146‬مننن عجيننب أمننر المننرأة أنهننا أقننل منننه نن أي مننن‬
‫ف منها إيمانا ً " ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫الرجل ن عبادة‪ ،‬وهو أضع ُ‬
‫قلت‪ :‬من كننان الكننثر عبننادة وطاعننة ‪ ..‬فهننو الكننثر‬
‫والقننوى إيمانننا ً ‪ ..‬فاليمننان يزينند ويقننوى بالطاعننات ‪..‬‬
‫وينقص ويضعف بالمعاصي والذنوب ‪ ..‬هذا الذي دل عليه‬
‫النص ‪ ..‬والذي عليه أهل السنننة والجماعننة ‪ ..‬وبالتننالي ل‬
‫يجوز أن يفترض أن الرجل أكثر مننن المننرأة عبننادة ‪ ..‬ثننم‬
‫هو مع ذلك أضعف منها إيمانًا!‬
‫قننال تحننت عنننوان " لننو كننان "‪ ،‬ص ‪ ":147‬لننو كننان‬
‫الخلود على قدر نفع الناس لما خلد السفاحون والطغاة‪،‬‬
‫وأكثر الملوك والزعماء "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬النفع للننناس مننن العنناملين والعظمنناء ‪ ..‬هننم‬
‫الكثر والعظم والعمق خلودا ً ‪ ..‬ممننن هننم دونهننم ‪ ..‬أو‬
‫من خلود الطغاة الظننالمين ‪ ..‬ثننم أن خلننود المصننلحين ‪..‬‬
‫يرافقه الثناء الحسن علننى ألسنننة العبنناد ‪ ..‬ويوضننع لهننم‬
‫القبول فني السنماء والرض ‪ ..‬بينمنا خلنود ذكنر الطغناة‬
‫الظالمين ‪ ..‬يصحبه اللعن ‪ ..‬والثّناء السيء كلما ُ‬
‫ذكننروا ‪..‬‬
‫ويوضع لهم البغض فنني السننماء والرض ‪ ..‬فننبئس خلننود‬
‫هكذا خلود!‬

‫‪30‬‬
‫ع‬ ‫مننا َين َ‬ ‫فاء َ‬ ‫ج َ‬ ‫ما الّزب َدُ َ‬
‫في َذْ َ‬ ‫قال تعالى‪َ َ  :‬‬
‫فن ُ‬ ‫ما َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫فأ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫مَثننا َ‬‫ه ال ْ‬‫ب الل ّ ن ُ‬
‫ر ُ‬
‫ضن ِ‬ ‫ض ك َنذَل ِ َ‬
‫ك يَ ْ‬ ‫فنني الْر ِ‬ ‫ث ِ‬‫مك ُ ن ُ‬ ‫س َ‬
‫في َ ْ‬ ‫الن ّننا َ‬
‫‪‬الرعد‪.17:‬‬
‫قال تحت عنننوان " أيننن يظهننر تقنندير المننرأة "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":151‬المرأة عندنا تخدعها الظواهر كمننا يخنندعها الننذين‬
‫يريدون إرواء شهواتهم من أنوثتها "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬لننو قننال‪ :‬مننن النسنناء عننندنا مننن يخنندعهن ‪..‬‬
‫بصننيغة التبعيننض ‪ ..‬لكننان أحسننن وأدق فنني التعننبير ‪..‬‬
‫فننالتعميم فنني مثننل هننذه المواضننع خطننأ وظلننم‪ ،‬وفنني‬
‫الحننديث‪ ":‬إن أعظننم الننناس جرم نا ً إنسننان شنناعر يهجننو‬
‫القبيلة مننن أسننرها "] السلسننلة الصننحيحة‪ .[ 763:‬وذلننك لنننه‬
‫تعميم يشمل الصالح والطالح في القبيلننة ‪ ..‬وكننذلك مننن‬
‫يهجو ‪ ..‬أو ينسب الخطأ والعيب ‪ ..‬لجنس النساء عامننة ‪..‬‬
‫أو لنساء المسلمين عامة ‪ ..‬من دون استثناء ‪ ..‬فهو ظلم‬
‫يطال الصالحات والطالحات منهن سواء!‬
‫قال تحت عنوان " جيل الكفاح‪ ،‬وجيل الهزيمة "‪ ،‬ص‬
‫‪.............. :153‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لننو قننال جيننل الجهنناد ‪ ..‬أو الجيننل المجاهنند ‪..‬‬
‫لكان أحسن ‪ ..‬وأدق في التعبير عن المراد ‪ ..‬وكما ذكرنننا‬
‫من قبل ‪ ..‬فالمؤلف ن في خواطره ن ن كننثيرا ً مننا يسننتخدم‬
‫هنننذه الكلمنننة " الكفننناح "‪ ،‬و " النضنننال " فننني مواضنننع‬
‫يستحسن أن ُيقال فيها " الجهاد " ‪ ..‬متننأثرا ً بمصننطلحات‬
‫الشيوعيين ‪ ..‬والثننوريين ‪ ..‬والشننتراكيين ‪ ..‬الننتي كننانت‬
‫ُتشكل ضغطا ً نفسيا ً وثقافيا ً علننى كننثير مننن الننناس فنني‬
‫تلك الحقبة ‪ ..‬فكان مثله في ذلك مثل من يستبدل الننذي‬
‫هو أدنى بالذي هو خير!‬
‫عنننندما يسنننتخدم الننندعاة والشنننيوخ ‪ ..‬مصنننطلحات‬
‫الخرين ‪ ..‬في التعبير عن المعاني الشرعية التي يريدون‬
‫التعبير عنها ‪ ..‬فإنها علمة على الضعف ‪ ..‬والرجننوع إلننى‬
‫الننوراء خطننوات ‪ ..‬وهننم يمارسننون عمليننة النندفاع عننن‬
‫النفس ‪ ..‬والمنهج والطريق!‬
‫قال تحت عنوان " مسكينة هنني المننرأة "‪ ،‬ص ‪":160‬‬
‫مسكينة هي المرأة؛ مننا تننزال ألعوبننة الرجننل فنني جميننع‬
‫عصور التاريخ والشرائع ن إل في تاريخنا وفي شننريعتنا ن ن‬

‫‪31‬‬
‫ل‪،‬‬‫أليس ذلك دليل ً قوي نا ً علننى أن الرجننل أوسننع منهننا عق ً‬
‫وأقوى إدراكًا‪ ،‬عند من يدعي تفننوق الرجننل علننى المننرأة‬
‫في العقل؟"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لعل الصواب أن يقول‪ ":‬عند من ينندعي تفننوق‬
‫المننرأة علننى الرجننل فنني العقننل "‪ ،‬وإل فننإن المعنننى ل‬
‫يستقيم ‪!..‬‬
‫وُيقال كذلك‪ :‬ل ُيقاس العقل وُيعرف ‪ ..‬بمدى قنندرة‬
‫طرف على أن يجعل من طرف آخر ألعوبة له ‪ ..‬وإل لكان‬
‫الشيطان أعقننل المخلوقننات ‪ ..‬فهننذا ضننابط ننناقص غيننر‬
‫منضبط!‬
‫فإن قيل‪ :‬ما هو الضابط الذي به ُيحكننم علننى المننرء‬
‫بأنه عاقل أو غير عاقل‪ ،‬أو أنه أعقل من فلن؟‬
‫أقول‪ :‬الضابط الذي به ُيعرف العاقننل ممننا سننواه أو‬
‫مما هو دونه‪ ،‬يكون بالنظر إلى منندى قنندرة العقننل علننى‬
‫قُلننه وي َْزِبننُره‬ ‫ل صاحبه ومنعه عن مواطن الحظننر؛ فيع ِ‬ ‫ق ِ‬‫ع ْ‬
‫َ‬
‫مشننين‪ ،‬وكننذلك بننالنظر‬ ‫معيب و ُ‬ ‫عن المعاصي وكل ما هو ُ‬
‫إلننى منندى قنندرته علننى إطلق صنناحبه مننن عقنناله فنني‬
‫مواطن الطاعة والبذل والقنندام ‪ ..‬بهننذا الضننابط ُيعننرف‬
‫العاقل مما سواه ‪ ..‬وُيعرف قدر عقله‪ ،‬وقوته‪.‬‬
‫وُيقال كذلك‪ :‬أن الكافر ل يجننوز أن يوصننف بالعقننل‬
‫أو أن له عقل ‪ ..‬إذ لو كان له عقل لمن واتبع المرسلين‬
‫مننا ك ُن ّننا‬ ‫قاُلوا ل َو ك ُّنا ن َسم َ‬ ‫و َ‬
‫ل َ‬‫ق ُ‬
‫ع ِ‬‫و نَ ْ‬ ‫عأ ْ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ..‬كما قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ر ‪‬الملك‪ .10:‬فنفوا عن أنفسننهم صننفة‬ ‫َ‬
‫عي ِ‬‫س ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حا ِ‬‫ص َ‬‫في أ ْ‬ ‫ِ‬
‫العقل ‪ ..‬وقال تعالى واصفا ً الكافرين ‪ ..‬وفنني أكننثر مننن‬
‫ن ‪‬البقرة‪.171:‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ع ِ‬‫آية أنهم‪  :‬ل َ ي َ ْ‬
‫فإن قيل‪ :‬ماذا لهم إذا ً ‪ ..‬وكيف نفسر ما وصلوا إليه‬
‫من علوم؟‬
‫أقننول‪ :‬لهننم ذهننن ‪ ..‬بننه يعيشننون ويننديرون شننؤون‬
‫حياتهم ‪ ..‬وبه وصلوا إلى مننا وصننلوا إليننه ‪ ..‬وحققننوا مننا‬
‫حققوه من إنجازات علمية دنيوية ‪ ..‬وهننذا الننذي حققننوه‬
‫هرا ً‬ ‫ن َ‬
‫ظا ِ‬ ‫مو َ‬‫عل َ ُ‬ ‫من إنجازات ‪ ..‬وصفه الله تعالى بقوله‪  :‬ي َ ْ‬
‫ن ‪‬الروم‪.7:‬‬ ‫فُلو َ‬ ‫غا ِ‬‫م َ‬‫ه ْ‬‫ة ُ‬
‫خَر ِ‬ ‫ن اْل ِ‬
‫ع ِ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫و ُ‬‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫قننال تحننت عنننوان " أيهمننا أشنند مكننرا " ص ‪":161‬‬
‫يقولون إن المرأة أشد مكرا ً من الرجل‪ ،‬أما أنا فلننم أعنند‬

‫‪32‬‬
‫أؤمن بهذه الخرافننة‪ ،‬بعنند أن اسننتطاع الرجننل أن يجننذبها‬
‫إليه ليستمتع بها حيث يريد‪ ،‬ومتى‬
‫يريد "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلنت‪ :‬فكمننا أن الرجننل يجنذب المننرأة إليننه ‪ ..‬كننذلك‬
‫المرأة تجذب الرجل إليها ‪ ..‬وكل منهما أودع اللننه تعننالى‬
‫فيه مننا يجننذب الطننرف الخننر لنفسننه ‪ ..‬لتسننتمر وتعمننر‬
‫الحياة ‪ ..‬بل هي أقنندر منننه فنني ممارسننة عمليننة الجننذب‬
‫والتأثير على الطرف الخننر ‪ ..‬ونننبي اللننه تعننالى يوسننف‬
‫ص ُ َ‬ ‫َ‬ ‫عّني ك َي ْدَ ُ‬
‫ن‬‫ه ّ‬
‫ب إ ِلي ْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ر ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫وإ ِل ّ ت َ ْ‬ ‫عليه السلم قال‪َ  :‬‬
‫ن ‪‬يوسف‪ .33:‬وهو نبي الله ‪ ..‬ثننم ليننس‬ ‫هِلي َ‬ ‫جا ِ‬‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬‫كن ّ‬ ‫وأ َ ُ‬‫َ‬
‫بمثل هذا الضابط ن القنندرة علننى الجننذب!ن ن ُيعننرف الكينند‬
‫والمكر!‬
‫ثم أل يخشى المؤلف هذا الذي سماه " خرافة " أنننه‬
‫م ‪‬يوسننف‪.28:‬‬ ‫ظين ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ك َي ْدَك ُ ّ‬ ‫يتعارض مع قوله تعالى‪  :‬إ ِ ّ‬
‫ومع قوله ‪ ":‬ما رأيت ناقصات عقننل وديننن أذهننب للننب‬
‫ن " البخنناري‪ .‬وقننوله ‪ ":‬مننا‬ ‫الرجننل الحننازم مننن إحننداك ّ‬
‫تركت بعدي فتنننة هنني أضننر علننى الرجننال مننن النسنناء "‬
‫متفق عليه‪ .‬ولو بوجه من الوجوه ‪!..‬‬
‫أل كان يسع المؤلف ن في هذه الجزئية الشائكة ن أن‬
‫ُيعبر عن رأيه ‪ ..‬من دون أن يعتبر الرأي أو القول الخر "‬
‫خرافة " خشية أن يصننف النننص الشننرعي بننأنه خرافننة ‪..‬‬
‫وأنه يقرر الخرافة‪ ،‬وهو ل يدري ‪...‬؟!!‬
‫قننال تحننت عنننوان " العنندو والخصننم "‪ ،‬ص ‪ ":162‬ل‬
‫و " إل علننى الجنننبي المحننارب‪ ،‬أمننا‬ ‫تطلننق لفننظ " العنند ّ‬
‫المننواطن الننذين تختلننف معننه فهننو " خصننم "‪ .‬والعنندو ل‬
‫تنفننع معننه إل الشنندة‪ ،‬والخصننم يفينند معننه كننثيرا ً حسننن‬
‫الخلق‪ ،‬والغضاء عن الساءة‪ ،‬وترك الفرصة لننه ليفهمننك‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬هننذه وطنيننة زائدة ‪ ..‬وعلننى قننول المؤلننف‬
‫فالمواطن أبو جهل ‪ ..‬وأبننو لهننب ‪ ..‬ومسننيلمة الكننذاب ‪..‬‬
‫ومن كنان علنى شناكلتهم وأكفنر منهنم منن المنواطنين‬
‫المحليين ‪ ..‬ل يجوز أن ُيصّنفوا ‪ ..‬ول ُيعاملوا كأعداء!‬
‫ذا رأ َيت َه نم ت ُعجب ن َ َ‬
‫وِإن‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫م ُ‬
‫سننا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫وإ ِ َ َ ْ ُ ْ ْ ِ ُ‬ ‫وقوله تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫كنن ّ‬
‫ل‬ ‫ن ُ‬ ‫سننُبو َ‬‫ح َ‬ ‫سن ّدَةٌ ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ب ّ‬ ‫ش ٌ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬‫م ك َأن ّ ُ‬ ‫ه ْ‬
‫ول ِ ِ‬ ‫ع لِ َ‬
‫ق ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬‫قوُلوا ت َ ْ‬ ‫يَ ُ‬

‫‪33‬‬
‫ه أ َّنننى‬
‫م الّلنن ُ‬ ‫قننات َل َ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫م َ‬ ‫حننذَْر ُ‬
‫ه ْ‬ ‫و َ‬
‫فا ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫عنندُ ّ‬ ‫هنن ُ‬
‫م ُ‬
‫هنن ْ‬ ‫ة َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ح ٍ‬ ‫صنني ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪‬المنافقون‪ .4:‬نزل في المواطنين المنننافقين ‪..‬‬ ‫فكو َ‬ ‫ُ‬ ‫ؤ َ‬‫يُ ْ‬
‫والشاهد أن الله تعننالى سنماهم ‪ ..‬وحكننم عليهنم بنأنهم‬
‫و ‪ ،‬بينما المؤلننف يقننول‪ :‬ل يجننوز أن نسننميهم ‪..‬‬ ‫عدُ ّ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ُ‬
‫ول أن نصننننفهم كأعنننداء ‪ ..‬وإنمنننا نسنننميهم خصنننوما ً ‪..‬‬
‫ونعاملهم كخصوم ‪ ..‬وليس كأعداء!‬
‫شعار " الجهاد سبيلنا " الذي يرفعونه ‪ ..‬ويكذبون به‬
‫على الناس ‪ ..‬فقننط علننى العنندو الخننارجي ‪ ..‬أمننا العنندو‬
‫الننداخلي الننوطني ‪ ..‬الننذي يسننير علننى نهننج مسننيلمة‬
‫الكذاب ‪ ..‬وأبي جهل ‪ ..‬وأبي لهب ‪ ..‬وتكون عداوته علننى‬
‫السلم والمسلمين أشنند مننن عننداوة العنندو الخننارجي ‪..‬‬
‫فهنننؤلء الكنننل والشنننرب ‪ ..‬والمجالسنننة ‪ ..‬والننننوم ‪..‬‬
‫والمصاهرة ‪ ..‬والتحالف ‪ ..‬معهم ‪ ..‬سبيلنا؟!!‬
‫ثم " الجهاد سبيلنا " مع العنندو الخننارجي ‪ ..‬ل يمكننن‬
‫علوه ‪ ..‬إل بعد موافقة واسننتئذان العنندو‬ ‫أن ُيطبقوه أو يف ّ‬
‫والخصننم والخننائن والعميننل الننوطني المحلنني ‪ ..‬والعنندو‬
‫الوطني الداخلي ل ‪ ..‬ولن يأذن لهم ‪ ..‬لنه عميننل للعنندو‬
‫الخنننارجي ‪ ..‬وبهنننذا يتعطنننل جهننناد العننندو الخنننارجي ‪..‬‬
‫والداخلي سواء ‪ ..‬ويبقى شننعار " الجهنناد سننبيلنا " حننبرا ً‬
‫على ورق فقط ‪ ..‬يصطادون بننه المغفليننن مننن الشننباب‬
‫المتحمس ‪ ..‬وما أكثر الشواهد المعاصرة الدالة على هذه‬
‫الحقيقة المرة لو أردنا الستدلل والستقصاء!]‪.[1‬‬
‫‪ 1‬مما ُيذكر في هذا الصدد أن الدكتور مصطفى السباعي ذاته كان‬
‫ممنننن اسنننتأذن حكومنننة أدينننب الشيشنننكلي بالسنننماح للخنننوان‬
‫السوريين للمشنناركة مننع المصننريين فنني حننرب السننويس ‪ ..‬ورد‬
‫العدوان الخارجي عن مصر ‪ ..‬فرفضت حكومننة الطاغيننة طلبننه ‪..‬‬
‫ولم تكتف بذلك ‪ ..‬فقامت باعتقاله ‪ ..‬وفصلته من التنندريس فنني‬
‫الجامعة ‪ ..‬وقامت فيما بعنند بتهجيننره إلننى لبنننان ‪ ..‬عقوبننة علننى‬
‫مجرد طلبه هذا ‪ ..‬فل هو قاتل وجاهند العندو الخنارجي ‪ ..‬ول هننو‬
‫قاتل وجاهد العدو الداخلي ‪ ..‬وهكننذا موقننف الخننوان اليننوم مننن‬
‫الجهننناد الننندائر فننني فلسنننطين ‪ ..‬والعنننراق ‪ ..‬وأفغانسنننتان ‪..‬‬
‫والصومال وغيرها مننن البلنندان ‪ ..‬فحجتهننم أن العنندو الننداخلي نن‬
‫عفوا ً ولي أمرهم الوطني الداخلي ن لم يأذن لهم بالذهاب للجهاد‬
‫في تلك الجبهات ‪ ..‬وهو يجّرم من ُيقاتل العنندو الخننارجي ‪ ..‬فمننا‬
‫كان منهننم إل أن يسننمعوا وُيطيعننوا ‪ ..‬ويقعنندوا مننع القاعنندين ‪..‬‬
‫منهننج واحنند ‪ ..‬وعقليننة واحنندة ‪ ..‬وتننردّ فنني التفكيننر والسياسننة‪،‬‬

‫‪34‬‬
‫أل قاتننل اللننه الوطنيننة الننزائدة ‪ ..‬الننتي تجعننل مننن‬
‫الوطن وثنا ً ُيعبد من دون الله!‬
‫وُيقننال كننذلك‪ :‬حسننن الخلننق ‪ُ ..‬يمننارس مننع العنندو‬
‫الجنبي والمحلي الننوطني سننواء ‪ ..‬وهننو ل يتعننارض مننع‬
‫الشدة إذا وضعت في موضعها الصحيح‪.‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " بيننن التصننوف والشننريعة "‪ ،‬ص‬
‫قاف عند حدود الشريعة‪ ،‬مهننذب‬ ‫‪ ":163‬الصوفي العاِلم و ّ‬
‫قنننه‪ ،‬وهنننذه صنننوفية الصنننحابة والسنننلف‬ ‫لنفسنننه وأخل ِ‬
‫الصالح ‪" ..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫ّ‬
‫قلنت‪ :‬تسنمية ذلنك بالصنوفية فينه نظنر ‪ ..‬ل ُيسنلم‬
‫به ‪ ..‬فمصننطلح ومفهننوم الصننوفية دخيننل علننى النندين ‪..‬‬
‫والصحابة والسلف الصالح في القرون الخيرية الولى لم‬
‫يعرفوه ‪ ..‬ولم يسمعوا بننه ‪ ..‬ولننم ينسننبوا أنفسننهم إليننه‬
‫كما لم ينسبوه إليهم ‪ ..‬وقول المؤلف بأن الصحابة كانوا‬
‫صوفية ‪ ..‬يعني أن النبي ‪ ‬كننان صننوفيا ً نن حاشنناه نن لن‬
‫الصحابة أخذوا دينهم مننن النننبي ‪ .. ‬وهننم أكننثر الننناس‬
‫اقتداء وتأسيا ً بالنبي ‪ .. ‬فنسب الصوفية إلننى الصننحابة‬
‫‪ ‬يقتضي ويلزم منه نسبها إلى النبي ‪ .. ‬وهذا‬
‫قول ل ينبغي لعاقل أن يتجرأ عليه!‬
‫قال تحت عنوان " أنفع من الموسيقى "‪ ،‬ص ‪":165‬‬
‫سنناعة يتننذكر فيهننا المننؤمن عظمننة اللننه وروعننة صنننعه‪،‬‬
‫تنسيه من الهمننوم واللم‪ ،‬أكننثر مننن أيننام يسننتمع فيهننا‬
‫الغافلون إلى جميل الصوات والنغام "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬المفاضننلة بيننن الحلل الننواجب والحننرام ‪..‬‬
‫والقول بأن الحلل الواجب أنفع من الحرام المتمثل في‬
‫الموسننيقى ‪ُ ..‬يفهننم منننه أن الحننرام نننافع أيض نا ً ‪ ..‬لكننن‬
‫الحلل أنفع منه ‪ ..‬وهذا معنى ل ينبغي القول به في هذا‬
‫الموضع ‪ ..‬ثم قياس نفع ذكر الله تعالى والتأمننل بعظمننة‬
‫مخلوقات الله ‪ ..‬على نفع الموسيقى ‪ ..‬من قبيل قينناس‬
‫الطهننر علننى النجاسننة ‪ ..‬والحننق علننى الباطننل ‪ ...‬وفيننه‬
‫امتهان وانتقاص من قدر وعظمة الحق!‬

‫واتخاذ المواقف المصيرية ‪ ..‬منذ التأسيس وإلى يومنا هننذا ‪ ..‬ثننم‬


‫بعد كل هذا ن ل يستحون ن فيقولون‪ :‬الجهاد سبيلنا ‪..‬؟!!‬

‫‪35‬‬
‫قال تحت عنوان " مننا يقننوي المننم ويضننعفها "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":167‬ثلثة ُتضعف أقوى المننم‪ :‬تبننذل المننرأة‪ ،‬وطغيننان‬
‫الحاكم‪ ،‬واختلف الشعب "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لنو قنال‪ ":‬واختلف العلمناء والقنادة والمنراء‬
‫فيما بينهم ‪ " ..‬لكان أصوب وأدق؛ لن الننناس والشننعوب‬
‫تبع نا ً لقننادتهم وعلمننائهم فنني التحنناد والتفننرق‪ ،‬وليننس‬
‫العكس‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " سننحر المننرأة "‪ ،‬ص ‪ ":168‬لسننت‬
‫أقول ما قال ذلك القديس ن عن المرأة ن‪ :‬إنهننا شننر ل بنند‬
‫منه‪ ،‬ولكني أقول إنها قندر ل مفنّر مننه‪ .‬ول أقنول قنول‬
‫الخر‪ :‬إنهننا محبوبننة فّتاكننة؛ ولكننني أقننول‪ :‬إنهننا محبوبننة‬
‫مزعجة "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬معننى قنوله أن المنرأة بلء مزعنج ل مفنر ول‬
‫خلص منننه ‪ ..‬نصننبر ونتجلنند لننه ‪ ..‬وقننوله المتشننائم هننذا‬
‫ق لَ ُ‬ ‫يتنافى مع التوجيه الرباني‪  :‬ومن آيات ِ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫كم ّ‬ ‫خل َ َ‬‫ن َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫َ ِ ْ َ ِ‬
‫ف سك ُ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫منن ً‬‫ح َ‬
‫وَر ْ‬‫ودّةً َ‬ ‫منن َ‬
‫كم ّ‬ ‫ل ب َي ْن َ ُ‬
‫ع َ‬
‫ج َ‬‫و َ‬‫ها َ‬‫سك ُُنوا إ ِل َي ْ َ‬ ‫واجا ً ل ّت َ ْ‬
‫م أْز َ‬ ‫أن ُ ِ ْ‬
‫ن ‪‬الروم‪.21:‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫وم ٍ ي َت َ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ت لّ َ‬ ‫ك َلَيا ٍ‬ ‫في ذَل ِ َ‬‫ن ِ‬
‫إِ ّ‬
‫قال تحت عنوان " الباطل أكثر أتباعا ً "‪ ،‬ص ‪ ":168‬ل‬
‫ُيقاس الحق والباطل بقلة النصار أو كثرتهم‪ ،‬ففنني كننل‬
‫عصور التاريخ بل استثناء كان الباطل أكثر أتباعا ً ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫وقال تحت عنوان " أتباع الحق وأنصاره "‪ ،‬ص ‪":169‬‬
‫الحق أقل أتباعا ً ‪ ...‬والباطل أكثر أتباعا ً "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬ومننع ذلننك المؤلننف‪ ،‬وجمنناعته ننن الخننوان‬
‫المسننلمون‪ ،‬وإلننى السنناعة ننن ُيغننامرون ‪ ..‬وُيقننامرون ‪..‬‬
‫ويرتكبون مزالق العمل النيابي التشريعي ‪ ..‬والننتي منهننا‬
‫ما يرقى إلى درجة الكفر والشرك ‪ ..‬تحننت زعننم ودعننوى‬
‫أنهننم يمثلننون الكثريننة ‪ ..‬وأن الكثريننة ستصننوت لهننم ‪..‬‬
‫فننالمؤلف بكلمنناته أعله ينندين نفسننه ننن وجمنناعته ننن‬
‫بنفسه ‪!...‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " اتجنناه الجمنناهير "‪ ،‬ص ‪":169‬‬
‫الجمنناهير ل عقننل لهننا فيمننا يوافننق شننهواتها‪ ،‬فليننس‬
‫إسراعها إلى كننل مننا ُيخننالف الشننرائع‪ ،‬وقننوانين الخلق‬
‫دليل ً على صحة اتجاهها "ا‪ -‬هن‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫قلت‪ :‬هذا هننو رأي المؤلننف بالجمنناهير ‪ ..‬ومننع ذلننك‬
‫فهو‪ ،‬وجمنناعته ن ن الخننوان المسننلمون‪ ،‬وإلننى السنناعة ن ن‬
‫يحتكمنننون إلنننى الجمننناهير ‪ ..‬وإلنننى إرادة الجمننناهير ‪..‬‬
‫ويفزعون إلى الجماهير عننند أدنننى خلف مننع الحكومننات‬
‫المعاصرة ‪ ..‬وما تقرره الجمنناهير وتختنناره نن عننن طريننق‬
‫كم نا ً‬
‫ح َ‬
‫معقب ‪ ..‬يرضون به َ‬ ‫صناديق القتراع ن ل راد له ول ُ‬
‫وحاكما ً ‪ ..‬وُيسلمون له تسليما ً ‪ ..‬ولننو اختننارت الجمنناهير‬
‫أو غالبيتهم الشرك واللحاد وأهله!‬
‫فننالمؤلف بكلمنناته أعله ينندين نفسننه نن وجمنناعته نن‬
‫بنفسه ‪!...‬‬
‫قال تحت عنوان " ضياع الحق بين ثلث "‪ ،‬ص ‪":169‬‬
‫إنمنننا يضنننيع الحنننق بينننن ثلث شنننهوات‪ :‬شنننهوة الجننناه‬
‫والشهرة‪ ،‬وشهوة المال والمنفعة‪ ،‬وشهوة اللذة والمتعة‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو أتبنع قنوله فأضناف‪ :‬فني حنال استشنرفت‬
‫المحظننور‪ ،‬ولننم تقنننع بالمشننروع لكننان أحسننن ‪ ...‬لن‬
‫الشننهوة أو الشننهوات ليسننت مذمومننة علننى الطلق ‪..‬‬
‫وإنما هي مذمومة في حال استشننرفت الحننرام‪ ،‬وطلبننت‬
‫الرتواء أو الشباع عن طريق الحرام والممنننوع شننرعا ً ‪..‬‬
‫وممدوحة في حال لبت حاجياتهننا عننن طريننق المشننروع‪،‬‬
‫وقنعت بالحلل دون الحرام ‪ ..‬فالشهوة إن ضنبطت بهنذا‬
‫الضننابط ‪ ..‬والننتزمت بننه ‪ ..‬فهنني مطلوبننة ممدوحننة ‪..‬‬
‫وصاحبها مأجور ‪ ..‬بها تعمر الحياة ‪ ..‬وتستمر ‪ ..‬وتزدهر!‬
‫دنا شنهوَته ويكنون لنه‬ ‫قالوا‪ :‬يا رسول الله! أياتي أح ُ‬
‫فيها أجر؟ قال‪ ":‬أرأيتم لو وضعها في حننرام أكننان عليننه‬
‫فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها فنني الحلل كننان لننه أجننرا "‬
‫مسلم‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " أربعة ل ُتقبل شهادتهم في أربعة‬
‫"‪ ،‬ص ‪ ":171‬أربعة ل ُتقبل شهادتهم في أربعة ن منهم ن‪:‬‬
‫قوي في ضعيف ‪ ..‬وزوجة غاضبة في زوجها "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلنننت‪ :‬أن ُيقنننال فلن ُتقبنننل شنننهادته أو ل ُتقبنننل‬
‫شهادته ‪ ..‬هذه فتوى ‪ ..‬ل يجوز القول أو الفتاء بها ‪ ..‬إل‬
‫بدليل شرعي من الكتاب أو السنة ‪ ..‬ول دليل هنا على ما‬

‫‪37‬‬
‫ذهننب إليننه المؤلننف مننن بطلن شننهادة القننوي فنني‬
‫الضعيف ‪ ..‬وشهادة المرأة الغاضبة في زوجها!‬
‫بل إن قوله هذا ‪ ..‬هننو بخلف النننص القرآننني الننذي‬
‫أثبت وأقر شهادة المرأة الغاضبة من زوجها فنني زوجهننا‬
‫كما في آيات الملعنة في سورة النور‪ ،‬كما قننال تعننالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬وَيدرأ ُ َ‬
‫ه‬ ‫ت ب ِننالل ّ ِ‬
‫ه إ ِن ّن ُ‬ ‫دا ٍ‬ ‫ها َ‬
‫شن َ‬‫ع َ‬ ‫هدَ أْرب َن َ‬ ‫شن َ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫بأ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ع َ‬‫ها ال ْ َ‬ ‫عن ْ َ‬
‫ن ‪‬النننور‪ .8:‬فكيننف بعنند ذلننك ُيبطننل المؤلننف‬ ‫ن ال ْك َنناِذِبي َ‬ ‫م َ‬ ‫لَ ِ‬
‫شهادة المرأة الغاضبة في زوجها ‪...‬؟!‬
‫قننال تحننت عنننوان " وراء كننل شننر مسننتغل "‪ ،‬ص‬
‫كين ‪"...‬ا‪-‬‬ ‫‪ ":172‬وراء كل جريمة امرأة فاجرة تشحذ السنن ّ‬
‫هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هننذا التعميننم بننأن كنل جريمننة تحصننل وراءهننا‬
‫امرأة فاجرة ‪ ..‬فيننه مبالغننة وغلننو ‪ ..‬وتحامننل ‪ ..‬ل ُيسننلم‬
‫به ‪ ..‬ثم أن النقل والعقل‪ ،‬والواقع ‪ ..‬يرده!‬
‫لم ينقص المؤلف سننوى أن ُيبطننل دور الشننيطان ‪..‬‬
‫ويجعل المرأة تعمل مكانه ‪ ..‬وبدل ً عنه!‬
‫ثم كيف نوفق بين قوله هننذا ‪ ..‬وبيننن قننوله السننابق‬
‫بأن الرجل أكثر مكرا ً وكيدا ً من المرأة‪ ،‬وأن القول بخلف‬
‫ذلك خرافة ‪..‬؟!‬
‫قننال تحننت عنننوان " صنننوف العلمنناء "‪ ،‬ص ‪":173‬‬
‫العلماء ثلثة‪ :‬فعالم ابتغى وجه الله والدار الخننرة‪ ،‬فهننذا‬
‫كالزهر العب ِننق يسننرك منظننره‪ ،‬وتنعشننك رائحتننه‪ ،‬وعننالم‬
‫ابتغى مع الدار الخرة الدار الدنيا‪ ،‬فهذا كالورد‪ ،‬فيننه مننع‬
‫الرائحة الجميلة‪ ،‬بعض الشواك الننتي ل تننؤذي غالبنا ً ‪"..‬ا‪-‬‬
‫هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قوله " وعننالم ابتغننى مننع النندار الخننرة النندار‬
‫النندنيا‪ ،‬فهننذا كننالورد‪ ،‬فيننه مننع الرائحننة الجميلننة‪ ،‬بعننض‬
‫الشواك التي ل تؤذي غالبا ً " ‪ ..‬يتعارض مع قوله تعننالى‪:‬‬
‫وَل‬‫صنناِلحا ً َ‬ ‫مل ً َ‬ ‫ع َ‬‫ل َ‬‫من ْ‬ ‫ع َ‬ ‫فل ْي َ ْ‬‫ه َ‬‫قنناء َرب ّ ن ِ‬‫جننو ل ِ َ‬‫ن ي َْر ُ‬ ‫مننن ك َننا َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ف َ‬
‫حدا ً ‪‬الكهف‪ .110:‬ويتعارض مع الحديث‬ ‫عبادة رب َ‬ ‫ر ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫هأ َ‬ ‫ك بِ ِ َ َ ِ َ ّ ِ‬ ‫ش ِ‬
‫ل إلننى النننبي‬ ‫الذي رواه أبو أمامة الباهلي‪ ،‬قال‪ :‬جاء رج ن ٌ‬
‫ذكَر مننا لننه؟‬ ‫س الج نَر وال ن ّ‬ ‫ت رجل ً غزا يلتم ن ُ‬ ‫‪ ‬فقال‪ :‬أرأي َ‬
‫فقال رسول الله ‪ ":‬ل شيءَ له "‪ ،‬ثم قال‪ ":‬إن اللننه ل‬
‫تغي به وجهه " ]صحيح‬ ‫ل إل ما كان خالصا ً واب ُ‬ ‫يقبل من العم ِ‬

‫‪38‬‬
‫سنن النسائي‪ .[2943:‬وفي الحديث القدسنني‪ ":‬قننال اللننه ‪:‬‬
‫أنا أغنى الشركاء عن الشرك‪ ،‬فمن عمل لي عمل ً أشننرك‬
‫فيه غيري فأنا منه بريء‪ ،‬وهو للذي أشرك "]صحيح الترغيب‪:‬‬
‫‪ .[30‬وقال ‪ ":‬من تعّلم علما ً مما ُيبتغى به وجننه اللننه‪ ،‬ل‬
‫عَرضا ً من الدنيا‪ ،‬لم يجد عرف الجنننة‬ ‫يتعلمه إل لُيصيب به َ‬
‫يوم القيامة " يعني ريحها] صحيح سنن أبي داود‪ .[ 3105:‬وقنال‬
‫ء‪ ،‬أو ُيمناري بنه‬ ‫م لُيبناهي بنه العلمنا َ‬ ‫‪ ":‬من ابتغنى العلن َ‬
‫تقبل أفئدة الناس إليه‪ ،‬فننإلى النننار "] صننحيح‬ ‫سفهاء‪ ،‬أو ُ‬ ‫ال ّ‬
‫الجامع‪ .[ 5930:‬فالعالم الذي يبتغي من علمه الشرعي شيئا ً‬
‫من عرض الدنيا ‪ ..‬وممننا ورد ذكننره فنني الحننديث أعله ‪..‬‬
‫فهذا ل ينبغي أن ُيشننبه بننالورد الننذي تنبعننث منننه رائحننة‬
‫جميلة ‪ ..‬بل هو في النار ‪ ..‬وهو شوك تنبعث منننه رائحننة‬
‫نتنة!‬
‫قال تحت عنوان " الثمرات "‪ ،‬ص ‪ ":179‬لكل فضنيلة‬
‫ثمرة تدل عليها ‪ ...‬وثمرة الجهاد التضحية ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬التضحية من الجهاد ‪ ..‬وإنما مننن ثمننرة الجهنناد‬
‫الحياة المنة العزيزة الكريمة ‪ ..‬والهداية إلى صراط اللننه‬
‫حَياةٌ ي َا ْ‬ ‫ص َ‬ ‫في ال ْ ِ‬ ‫ول َك ُ ْ‬ ‫المستقيم‪ ،‬كما قال تعالى‪َ  :‬‬
‫صا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ‪‬البقرة‪ .179 :‬وقال تعننالى‪ :‬‬ ‫قو َ‬ ‫م ت َت ّ ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬ ‫ب لَ َ‬ ‫ي الل َْبا ِ‬ ‫أول ِ َ ْ‬
‫مننا‬ ‫كم ل ِ َ‬ ‫عننا ُ‬ ‫ذا دَ َ‬ ‫ل إِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫وِللّر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫جيُبوا ْ ل ِل ّ ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫مُنوا ْ ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫َيا أي ّ َ‬
‫م ‪‬؛ أي‬ ‫حِييك ُن ْ‬ ‫مننا ي ُ ْ‬ ‫كم ل ِ َ‬ ‫عننا ُ‬ ‫ذا دَ َ‬ ‫م ‪‬النفال‪ .24 :‬وقوله ‪ ‬إ ِ َ‬ ‫حِييك ُ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫إلى الجهاد في سبيل الله‪.‬‬
‫س نب ُل ََنا‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي َن ّ ُ‬‫هن ِ‬ ‫فيَنا ل َن َ ْ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫جا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫ن ‪‬العنكبوت‪.69:‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ع ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ومن ثمار الجهاد كذلك تمحيص الصفوف والنفننوس؛‬
‫فبه ُيعرف المنافق الكاذب من المؤمن الصادق‪ ،‬كما قننال‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫عل َم ِ الل ّ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ول َ ّ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫خُلوا ْ ال ْ َ‬ ‫م َأن ت َدْ ُ‬ ‫سب ْت ُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫تعالى‪  :‬أ ْ‬
‫ن ‪‬آل عمننران‪ .142:‬وقننال‬ ‫ري َ‬ ‫صنناب ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫عل َن َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫م َ‬ ‫منك ُن ْ‬ ‫دوا ْ ِ‬ ‫هن ُ‬ ‫جا َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫كننن ْ‬‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫هننن ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫عَلننن َ‬ ‫حّتنننى ن َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ون ّك ُ ْ‬ ‫ول َن َب ُْلننن َ‬ ‫تعنننالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫م ‪‬محمد‪.31:‬‬ ‫خَباَرك ُ ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ون َب ْل ُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫قننال تحننت عنننوان " احننترس "‪ ،‬ص ‪ ":183‬ل تشنن ُ‬
‫ك إل لصديقك ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫ك دهر َ‬ ‫مرضك إل لطبيبك‪ ،‬ول تش ُ‬
‫ك مرضننك إل للننه تعننالى وحننده‬ ‫شن ُ‬ ‫قلت‪ :‬لو قننال ل ت َ ْ‬
‫الذي بيده شفاؤك ‪ ..‬لكان صوابًا‪ ،‬وأحسننن وأجننود ‪ ..‬كمننا‬

‫‪39‬‬
‫قال تعالى عن نبيه إبراهيم ‪ ‬الذي لنا فيه أسوة حسنة‪:‬‬
‫ن ‪‬الشعراء‪ .80:‬وقال تعننالى‪ :‬‬ ‫في ِ‬ ‫و يَ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ه َ‬
‫ف ُ‬‫ت َ‬ ‫ض ُ‬‫ر ْ‬‫م ِ‬
‫ذا َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫و ‪‬النعننام‪.17:‬‬ ‫ه إ ِل ّ ُ‬
‫هن َ‬ ‫ف ل َن ُ‬
‫ش َ‬
‫كا ِ‬‫فل َ َ‬
‫ضّر َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫ه بِ ُ‬ ‫س َ‬‫س ْ‬ ‫م َ‬
‫وِإن ي َ ْ‬
‫َ‬
‫وفي الحديث‪ ،‬جاء رجل إلى النننبي ‪ ‬فقننال‪ :‬أرننني هننذا‬
‫ه الطنبيب‪،‬‬ ‫الذي بظهرك‪ ،‬فإني رجل طبيب‪ ،‬قال ‪ ":‬اللن ُ‬
‫قها "] السلسلة الصحيحة‪:‬‬ ‫بل أنت رجل رفيق‪ ،‬طبيبها الذي خل َ َ‬
‫‪ .[ 1537‬وهذا ل يمنع من التداوي ‪ ..‬وطلب الدواء والخننذ‬
‫بالسباب ‪ ..‬إذ ما من داء إل وخلق اللننه تعننالى لننه دواء ‪..‬‬
‫علمه من علمه ‪ ..‬وجهله من جهله‪.‬‬
‫ب أبنندا ً "‪ ،‬ص‬‫قال تحت عنوان " ل يجتمعنان فني قلن ٍ‬
‫ع حننب اللننه ومننوالة الظننالمين فنني قلننب‬ ‫‪ ":184‬ل يجتم ُ‬
‫عاِلم أبدا ً ‪ ..‬ل يجتمع حب الدين ومننوالة المفسنندين فنني‬
‫قلب داعية أبدا ً ‪ ..‬ل يجتمع حب الحننق ومننوالة المبطليننن‬
‫ص أبدا ً ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫في قلب مخل ٍ‬
‫قلت‪ :‬الظالم المسلم ‪ ..‬وكننذلك المبطننل المسننلم ‪..‬‬
‫والمفسد المسلم ‪ ..‬تجتمع فيه خصال تسننتدعي مننوالته‬
‫من وجه‪ ،‬ومجافاته من وجننه آخننر ‪ ..‬ول ينتفنني الننولء أو‬
‫الحب مطلقا ً إل على من كان ظلمه أو فسنناده أو بنناطله‬
‫يرقى به إلى درجة الكفر البواح ‪ ..‬فإن كان هذا هو مننراد‬
‫المؤلننف فنفيننه صننحيح ‪ ..‬وإن كننان مننراده أي ظلننم ‪ ..‬أو‬
‫باطل ‪ ..‬أو فساٍد ‪ ..‬ل يرقى بصاحبه إلى درجة الشرك أو‬
‫الكفر الكبر ‪ ..‬والخروج من السلم ‪ ..‬فنفيه خاطئ ‪ ..‬إذ‬
‫من كان هذا وصفه يوالى وُيحب منن وجنه‪ ،‬وُيجنافى منن‬
‫وجه ‪ ..‬كالمسلم الموحد السارق ‪ُ ..‬تقطع يده من وجننه ‪..‬‬
‫وُينكننر عليننه فعلننه ‪ ..‬ومننن وجننه ُيحسننن إليننه بالعطنناء‬
‫والوصل ‪ ..‬والدعاء ‪ ..‬والموالة ‪ ..‬بقدر ما فيه من إيمننان‬
‫وإسلم‪.‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " حبننان ل يجتمعننان "‪ ،‬ص ‪":185‬‬
‫حبننان ل يجتمعننان فنني وقننت واحنند‪ :‬حننب الحننق وحننب‬
‫الرئاسة ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬مثننل هننذا النفنني فيننه نظننر ‪ ..‬ل ُيسنّلم بننه ‪..‬‬
‫ويتسم بالمبالغة والغلو ‪ ..‬فالناس كلهم يحبننون الشننرف‬
‫والرئاسة ‪ ..‬والنننبي ‪ ‬أخننبر أن مننن أمتننه مننن سننيحرص‬
‫ف عنهننم حننب‬ ‫على المارة ‪ ..‬وفنني نفننس الننوقت لننم ينن ِ‬

‫‪40‬‬
‫الحق وموالته ‪ ..‬والحرص أشد وأكبر مننن الحننب والميننل‬
‫مجردا ً عن الحرص ‪ ..‬والتاريخ حدثنا عن كثير من السننلف‬
‫الصالح الذين تمنوا ورغبوا بالرئاسننة والمامننة لنفسننهم‬
‫وطالبوا بها ‪ ..‬وبالتالي ل يجوز أن ننفي عن جميع الناس‬
‫حب الحق ‪!..‬‬
‫ثم أن الله تعالى هو الحق ‪ ..‬وأمره وشرعه هو الحق‬
‫‪ ..‬ومننن ينتفنني عنننه حننب الحننق ‪ ..‬ل يكننون مؤمنننا ً ول‬
‫مسننلما ً ‪ ..‬وبالتننالي ل يجننوز أن نقننول مننن كننان ُيحننب‬
‫الرئاسة والمارة ‪ ..‬ل يحب الحننق ‪ ..‬وبالتننالي فهننو ليننس‬
‫مؤمنا ً ول مسلما ً ‪ ..‬فنجعل حب الرئاسننة والمننارة ن ن مننن‬
‫غير علم ن ناقضا ً من نواقض اليمان!‬
‫وأقول‪ :‬عننندما سننيكون البننديل عننن المسننلم ‪ ..‬فني‬
‫قينننادة المنننة ورعاينننة شنننؤونها ‪ ..‬هنننو العلمننناني ‪ ..‬أو‬
‫ذ ليننس مننن التقننوى‬ ‫الشننيوعي الكننافر المشننرك ‪ ..‬فحينئ ٍ‬
‫والورع ول من الدين ‪ ..‬أن يتننأخر المسننلم عننن المطالبننة‬
‫بالرئاسننننة والمامننننة لنفسننننه مننننن دون الكننننافرين‬
‫والمشركين ‪ ..‬بل وُيقاتل من أجلهننا ‪ ..‬لن قيننام وتنفيننذ‬
‫شرع الله فنني الرض منننوط بوليننة المسننلم ورئاسننته ‪..‬‬
‫دون غيره ‪ ..‬وما ل يتم الننواجب إل بننه فننالحرص عليننه ‪..‬‬
‫والجهاد دونه ‪ ..‬واجب!‬
‫أقول ذلك‪ :‬لن المؤلف ‪ ..‬وجمنناعته ‪ ..‬ومعهننم كننثير‬
‫من دعاة وشننيوخ هننذا العصننر ‪ ..‬وضننعوا الزهنند الشننرعي‬
‫بالمننارة والحننرص عليهننا فنني غيننر موضننعه الشننرعي‬
‫الصحيح ‪ ..‬وأتعبونننا بأدبينناتهم ومنشننوراتهم الننتي تحننض‬
‫على الزهد بالمارة والرئاسة ‪ ..‬فأوجنندوا بننذلك جيل ً مننن‬
‫المسننلمين ل يعننرف معنننى القيننادة ‪ ..‬فضننل ً عننن أن‬
‫ُيمارسها فنني واقعننه وحينناته ‪ ..‬ويتننذوق طعننم تبعاتهننا ‪..‬‬
‫حننتى آلننت قيننادة المننة إلننى الزنادقننة والمنننافقين مننن‬
‫العلمنننانيين ‪ ..‬والشنننيوعيين ‪ ..‬والملحننندين ‪ ..‬وحصنننلت‬
‫المعاناة الشديدة التي يشكو منها الناس في هذا الزمان!‬
‫قال تحت عنننوان " النندين الحننق "‪ ،‬ص ‪ ":194‬النندين‬
‫الحق هو الذي ُيعطيك فلسفة متكاملة للحياة ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو قال الدين الحق هو الننذي ُيعطيننك تفسننيرا ً‬
‫كامل ً للحياة ‪ ..‬بندل ً منن كلمنة " فلسنفة "‪ ،‬لكنان أحسنن‬

‫‪41‬‬
‫وأجننننود ‪ ..‬فالفلسننننفة ‪ ..‬ومشننننتقاتها ‪ ..‬ومعناهننننا ‪..‬‬
‫وتعقينننداتها ‪ ..‬وميادينهنننا ‪ ..‬وطريقتهنننا فننني البحنننث‬
‫والكلم ‪ ..‬بعيدة عن الدين وحقائقه وطريقته كل البعد ‪..‬‬
‫فالفلسنننفة تعتمننند علنننى الهنننوى ‪ ..‬والفتراضنننات ‪..‬‬
‫والتخيلت ‪ ..‬والظنننون ‪ ..‬للوصننول للحقننائق ‪ ..‬وُتقحننم‬
‫العقننل فيمننا ل ينبغنني لننه ‪ ..‬لننذا فنني النهايننة ل تصننل ‪..‬‬
‫وتظننل ُتننراوح فنني ميننادين وسنناحات الشننك والظننن ‪..‬‬
‫والقلق ‪ ..‬بينمننا النندين يعتمنند علننى النقننل والعقننل فنني‬
‫إدراك الحقننائق والوصننول إليهننا ‪ ..‬لننذا فهننو يصننل إليهننا‬
‫بأقرب الطرق وأيسرها ‪ ..‬وأوجزها ‪ ..‬فطفل من أطفننال‬
‫المسلمين يدرك الحقائق الكبرى بصورة أوضح بكثير مننن‬
‫فيلسننوف مخضننرم قنند شنناب فنني الفلسننفة وعلومهننا‬
‫ومداخلها ‪ ..‬فشتان بيننن الطريقيننن‪ :‬طريننق الفلسننفة ‪..‬‬
‫طي‬ ‫هن ن َ‬ ‫وطريق الدين ‪ ..‬طريق السننلم ‪َ  ..‬‬
‫ص نَرا ِ‬
‫ذا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫عننن‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ف نّرقَ ب ِك ن ْ‬ ‫فت َ َ‬
‫ل َ‬ ‫عننوا ْ ال ّ‬
‫س نب ُ َ‬ ‫ول َ ت َت ّب ِ ُ‬‫عوهُ َ‬ ‫قيما ً َ‬
‫فننات ّب ِ ُ‬ ‫س نت َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن ‪‬النعام‪.153:‬‬ ‫ُ‬
‫م ت َت ّقو َ‬ ‫ُ‬
‫علك ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫هل َ‬ ‫ُ‬
‫صاكم ب ِ ِ‬ ‫و ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه ذل ِك ْ‬ ‫سِبيل ِ ِ‬
‫َ‬
‫قننال تحننت عنننوان " مشننكلة الفننرد فنني النندين‬
‫والحضارة "‪ ،‬ص ‪ ":194‬في أدب الديانات السماوية‪ ،‬تعتبر‬
‫مشننكلة الفننرد الولننى هنني القننرب مننن اللننه بصننالح‬
‫العمال ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو قال " قضية الفرد الولى‪ ،‬والساس" بنندل ً‬
‫مننن قننوله " مشننكلة الفننرد الولننى " ‪ ..‬لكننان صننوابًا‪،‬‬
‫وأحسن؛ إذ ل ينبغنني أن يوصننف القننرب مننن اللننه تعننالى‬
‫بصالح العمننال بننأنه مشننكلة ‪ ..‬أو المشننكلة الولننى فنني‬
‫السلم!‬
‫ثننم قننوله فنني العنننوان " مشننكلة الفننرد فني النندين‬
‫والحضارة "‪ُ ،‬يفهم منه أن الحضارة ُتغنناير النندين ‪ ..‬وهنني‬
‫شننيء آخننر غيننر النندين ‪ ..‬والنندين شننيء ‪ ..‬والحضننارة‬
‫والتحضر شيء آخر ‪ ..‬وهذا معنى خنناطئ ل يجننوز القننول‬
‫بننه ‪ ..‬ولننو قننال المؤلننف " مشننكلة الفننرد فنني النندين‬
‫والحضارة الغربية " لكان أحسن ‪ ..‬وأدق في التعننبير عننن‬
‫مراده‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " النسننان فنني السننلم وفنني‬
‫ه‬‫ق اللنن ُ‬ ‫الحضننارة الغربيننة "‪ ،‬ص ‪ ":194‬فنني السننلم خلنن َ‬
‫ن ليكون خليفته في الرض ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫النسا َ‬
‫قلننت‪ :‬قننوله " ليكننون خليفتننه فنني الرض " تعننبير‬
‫خاطئ ‪ ..‬ل دليل عليه ‪ ..‬ولم يقل به سلف معتبر ‪ ..‬وإنما‬
‫اصطلح درج عليه بعض المتننأخرين ‪ ...‬وذلننك أن الخليفننة‬
‫هو الذي ينوب عمن استخلفه فنني حننال غيننابه ‪ ..‬فيقننوم‬
‫بما كان يقوم به مننن اسننتخلفه ‪ ..‬وهننذا معنننى خنناطئ ل‬
‫يجوز القول به ‪ ..‬فالله تعالى ل يخلفه أحنند مننن خلقننه ‪..‬‬
‫فهو الشهيد الحي القيوم ‪ ..‬وهو الننذي فنني السننماء إلننه‬
‫وفي الرض إلننه ‪ ..‬وهننو ‪ ‬الخليفننة فنني المننال والهننل‬
‫خَلف‪.‬‬ ‫ف ول ي ُ ْ‬ ‫خل ِ ُ‬ ‫والولد ‪ ..‬ي َ ْ‬
‫خلف فنني‬ ‫َ‬ ‫مست ْ‬ ‫والتعبير الصحيح أن ُيقال أن النسان ُ‬
‫الرض ‪ ..‬استخلفه الله تعننالى فنني الرض ‪ ..‬لي ُن ْظَ نَر هننل‬
‫سيعمرها وفق أمننر اللننه تعننالى وشننرعه ‪ ..‬أم سننيعمرها‬
‫وفق هواه ‪ ..‬فيسيء إليها ‪ ..‬وإلى نفسه!‬
‫ونقول كذلك‪ :‬القول بأن اللننه تعننالى خلننق النسننان‬
‫ليكون خليفة ‪ ..‬أو مستخلف في الرض ‪ ..‬تعبير ننناقص ‪..‬‬
‫والتعبير الكامل الصحيح‪ ،‬هننو مننا تضننمنه قننوله تعننالى‪ :‬‬
‫ن ‪‬الننذاريات‪ .56:‬نفنني‬ ‫دو ِ‬ ‫س إ ِّل ل ِي َ ْ‬
‫عب ُن ُ‬ ‫لن َ‬ ‫وا ْ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ج ّ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫بعده أداة استثناء تفيد الحصر والقصر؛ أي أن الله تعننالى‬
‫د فقننط ‪..‬‬ ‫ء ‪ ..‬إل لشيء واحنن ٍ‬ ‫لم يخلق الجن والنس لشي ٍ‬
‫ً‬
‫وهو أن يعبدوه ول ُيشركوا به شيئا‪ ،‬كما قال تعننالى فنني‬
‫ُ‬
‫ن‬ ‫دي َ‬ ‫ه النن ّ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫صي َ‬
‫خل ِ ِ‬ ‫م ْ‬‫ه ُ‬‫دوا الل ّ َ‬ ‫عب ُ ُ‬‫مُروا إ ِّل ل ِي َ ْ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫و َ‬‫آية أخرى‪َ  :‬‬
‫ة‬
‫من ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫قي ّ َ‬ ‫ك ِدين ُ‬ ‫وذَل ِن َ‬‫ؤت ُننوا الّزك َنناةَ َ‬ ‫وي ُ ْ‬‫صَلةَ َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬‫فاء َ‬ ‫حن َ َ‬
‫ُ‬
‫‪‬البينة‪.5:‬‬
‫فالعبننادة تشننمل السننتخلف وإعمننار الرض بننالخير‬
‫وفق أمر اللننه تعننالى ‪ ..‬بينمننا السننتخلف والعمننار ‪ ..‬ل‬
‫يشمل العبادة ‪ ..‬وجميع مفرداتها ‪ ..‬وجميع ما يدخل فنني‬
‫معانيها ‪ ..‬لذا ل ينبغي أن نحيد عن التعبير القرآني الدال‬
‫على أن الغاية من خلنق اللنه تعننالى للجننن والنننس ‪ ..‬أن‬
‫يعبدوا الله تعالى وحده ل شريك له‪ ،‬مخلصين له الدين‪.‬‬
‫قال تحت عنننوان " الحجيننج العننائد "‪ ،‬ص ‪ ":195‬عنناد‬
‫حجيج بيت الله الحرام‪ ،‬فأكد لي إخواني أنهم أكننثروا لنني‬

‫‪43‬‬
‫من الدعاء في الماكن الطاهرة‪ ،‬أما أجرهم فل أشننك أن‬
‫الله كتبه لهننم‪ ،‬وأمننا اسننتجابة دعننائهم فل أشننك أن اللننه‬
‫دخننر لنني أحنند أمريننن‪ :‬إمننا الشننفاء‪ ،‬وإمننا مننا هننو خيننر‬ ‫ا ّ‬
‫منه ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الجزم بأن الله تعالى قد استجاب دعاءهم في‬
‫المؤلف ‪ ..‬وأن أجرهم قد ك ُِتب لهم ‪ ..‬هو من التألي على‬
‫َ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ب أم ِ‬ ‫غي ْن َ‬ ‫الله تعالى بغيننر علننم ‪ ..‬قننال تعننالى‪  :‬أاطّل َن َ‬
‫منا‬ ‫هنندا ً ‪‬مريننم‪ .78:‬وقننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬ ‫ع ْ‬
‫ن َ‬‫من ِ‬ ‫ح َ‬ ‫عندَ الّر ْ‬ ‫خذَ ِ‬‫ات ّ َ‬
‫ب ‪‬آل عمران‪.179:‬‬ ‫عَلى ال ْ َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫م َ‬‫عك ُ ْ‬‫ه ل ِي ُطْل ِ َ‬
‫ن الل ّ ُ‬‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ولو قال‪ :‬أسنأل اللنه تعنالى أن يكتنب لهنم الجنر ‪..‬‬
‫وأرجو أن يكون قد استجاب دعاءهم لي بالشفاء ‪ ..‬لكننان‬
‫صوابًا‪ ،‬وأحسن وأدق في التعبير‪.‬‬
‫تنننبيه‪ :‬يوجنند فننرق بيننن أن تنندعو اللننه تعننالى وأنننت‬
‫موقن بالجابة ‪ ..‬والذي يحملك على تحسين الظننن بننالله‬
‫تعالى ‪ ..‬وبخاصة لحظنة وسناعة الندعاء ‪ ..‬وهنذا مشنروع‬
‫وممدوح ‪ ..‬وبين الجزم بأن الله تعالى قد استجاب دعاءك‬
‫‪ ..‬أو دعنناء الخريننن ‪ ..‬فهننذا مننن التننألي علننى اللننه بغيننر‬
‫علم ‪ ..‬ل ينبغي ول يجوز القدام عليه‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " رسالة الدين "‪ ،‬ص ‪ ":201‬رسننالة‬
‫الدين ن أي دين كان ن السمو بأخلق الناس "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قننوله " أي ديننن كننان "؛ تعميننم يشننمل جميننع‬
‫الديان الباطلة ‪ ..‬والمنحرفة ‪ ..‬بما فيها الديان الوثنية ‪..‬‬
‫والديان التي ُتقرر عبادة الشننيطان صننراحة ومباشننرة ‪..‬‬
‫والديان التي تقرر عبادة كثير من الدواب والحيوانننات ‪..‬‬
‫حتى دين الشيوعية القننائم علننى اللحنناد والمجننون فهننو‬
‫يشمله ‪ ..‬وبالتالي فالقول بأن هذه الديننان كلهننا وبنندون‬
‫استثناء رسالتها السننمو بننالخلق ‪ ..‬قننول غيننر صننحيح ‪..‬‬
‫وهو مردود بالنقل‪ ،‬والعقل‪ ،‬والواقع المشاهد!‬
‫قننال تحننت عنننوان " مشننكلة النسننانية "‪ ،‬ص ‪":201‬‬
‫مشكلة النسانية في القديم والحديث والمسننتقبل‪ ،‬هنني‬
‫مشكلة الخلق‪ ،‬وللديننان فضنل كنبير فني تخفينف حنندة‬
‫هذه المشكلة في جميع عصور التاريخ "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬بننل مشننكلة النسننانية الكننبرى فنني القننديم‬
‫د‬
‫والحديث والمسننتقبل ‪ ..‬هنني الشننرك ‪ ..‬وأن يعبنند العبين ُ‬

‫‪44‬‬
‫العبيدَ ‪ ..‬وأن ُيعّبد العبي ندُ العبي ندَ لنفسننهم وذواتهننم مننن‬
‫دون اللننه تعننالى ‪ ..‬فالشننرك ظلننم عظيننم وفسنناد فنني‬
‫الرض عريض ل يعلوه ول يوازيه ظلننم وفسنناد ‪ ..‬وجميننع‬
‫النبياء والرسل ن وليس جميع الدينان! نن كنانت مهمتهنم‬
‫الساسية والكبرى‪ ،‬ومهمة أتباعهم المؤمنين الموحدين ن‬
‫ول تزال‪ ،‬وستظل ن هي إخننراج العبنناد مننن عبننادة العبنناد‬
‫إلننى عبننادة رب العبنناد ‪ ..‬ومننن جننور الديننان إلننى عنندل‬
‫فنني ك ُن ّ ُ‬ ‫عث ْن َننا ِ‬ ‫ول َ َ‬
‫ة‬ ‫من ٍ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ق ندْ ب َ َ‬ ‫السلم ‪ ..‬كما قننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫جت َن ُِبوا ْ ال ّ‬ ‫َ‬
‫ت ‪‬النحل‪ .36:‬وكان‬ ‫غو َ‬ ‫طا ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫دوا ْ الل ّ َ‬ ‫عب ُ ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫سول ً أ ِ‬ ‫ّر ُ‬
‫ن‬ ‫من ْ‬ ‫ما ل َك ُننم ّ‬ ‫ه َ‬ ‫دوا ْ الل ّ َ‬ ‫عب ُ ُ‬ ‫كل نبي يقول لمن ُبعث إليهم‪  :‬ا ْ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ل ال ْك َِتننا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل َيا أ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫غي ُْرهُ ‪‬العراف‪ .59:‬وقال تعالى‪ُ  :‬‬ ‫ه َ‬ ‫إ ِل َ ٍ‬
‫َ‬
‫ول َ‬ ‫ه َ‬ ‫عب ُندَ إ ِل ّ الل ّن َ‬ ‫م أل ّ ن َ ْ‬ ‫وب َي ْن َك ُن ْ‬ ‫واء ب َي ْن َن َننا َ‬ ‫سن َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ٍ‬ ‫وا ْ إ َِلى ك َل َ َ‬ ‫عال َ ْ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ن الل ّ ن ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫مننن ُ‬ ‫عضا ً أْرَباب نا ً ّ‬ ‫ضَنا ب َ ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫خذَ ب َ ْ‬ ‫ول َ ي َت ّ ِ‬ ‫شْيئا ً َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ش ِ‬ ‫نُ ْ‬
‫َ‬
‫ن ‪‬آل عمران‪.64:‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫دوا ْ ب ِأّنا ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ش َ‬ ‫قوُلوا ْ ا ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫وا ْ َ‬ ‫ول ّ ْ‬ ‫فِإن ت َ َ‬ ‫َ‬
‫قننال تحننت عنننوان " اختلف الشننرار "‪ ،‬ص ‪":208‬‬
‫اختلف الشرار فيما بينهم بدء نهايتهم "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬حصننر عاقبننة الختلف علننى الشننرار ببنندء‬
‫نهننايتهم ‪ ..‬فيننه نظننر ‪ ..‬فننالختلف كمننا هننو شننر علننى‬
‫ول َ‬ ‫الشرار فهو كذلك شر على الخيار ‪ ..‬قال تعننالى‪َ  :‬‬
‫م ‪‬النفننال‪ .46:‬وقننال ‪":‬‬ ‫حك ُ ْ‬ ‫ري ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫ه َ‬ ‫وت َذْ َ‬ ‫شُلوا ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫فت َ ْ‬ ‫عوا ْ َ‬ ‫ت ََناَز ُ‬
‫ل تختلفوا فتختلف قلوبكم " مسلم‪.‬‬
‫وقوله " بدء نهايتهم "؛ يعني أن الشننرار ينتهننون ‪..‬‬
‫فما كان له بدايننة فلننه نهايننة ‪ ..‬ونهننايته وشننيكة ‪ ..‬وهننذا‬
‫بخلف سنة الله تعالى في خلقننه القائمننة علننى التنندافع‬
‫بين الخير والشر ‪ ..‬وبين أهل الخير وأهل الشننر ‪ ..‬وإلننى‬
‫س‬ ‫ه الّنننا َ‬ ‫ع الّلنن ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ول َ دَ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫قيام الساعة ‪ ..‬كما قال تعالى‪َ  :‬‬
‫عل َننى‬ ‫َ‬
‫ل َ‬ ‫ضن ٍ‬ ‫ف ْ‬ ‫ذو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّن َ‬ ‫ول َك ِن ّ‬ ‫ض َ‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫سدَ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ض لّ َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫م ب ِب َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع َ‬ ‫بَ ْ‬
‫ه‬ ‫ع الل ّن ِ‬ ‫فن ُ‬ ‫وَل دَ ْ‬ ‫ول َن ْ‬ ‫ن ‪‬البقننرة‪ .251:‬وقننال تعننالى‪َ  :‬‬ ‫مي َ‬ ‫عننال َ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت‬ ‫وا ٌ‬ ‫صننل َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ع َ‬ ‫وب َِينن ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫صنن َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫هنندّ َ‬ ‫ض لّ ُ‬ ‫عنن ٍ‬ ‫هم ب ِب َ ْ‬ ‫ضنن ُ‬ ‫ع َ‬ ‫س بَ ْ‬ ‫الّنننا َ‬
‫مننن‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّن ُ‬ ‫ص نَر ّ‬ ‫ول ََين ُ‬ ‫ه ك َِثيننرا ً َ‬ ‫م الل ّن ِ‬ ‫سن ُ‬ ‫ها ا ْ‬ ‫في َ‬ ‫جدُ ي ُذْك َُر ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قننا َ‬ ‫زيٌز ‪‬الحج‪ .40:‬وقال تعالى‪َ  :‬‬ ‫ع ِ‬ ‫ي َ‬ ‫و ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫هل َ‬‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫صُرهُ إ ِ ّ‬ ‫َين ُ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مننن َ‬ ‫ك ِ‬ ‫فإ ِّنننن َ‬ ‫ل َ‬ ‫قنننا َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫عُثنننو َ‬ ‫وم ِ ي ُب ْ َ‬ ‫فنننأنظِْرِني إ َِلنننى َيننن ْ‬ ‫ب َ‬ ‫َر ّ‬
‫ك‬ ‫عّزِتنن َ‬ ‫فب ِ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قننا َ‬ ‫عُلننوم ِ ‪َ .‬‬ ‫م ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫و ْ‬ ‫ن ‪ .‬إ َِلننى َيننوم ِ اْلنن َ‬ ‫رينن َ‬ ‫منظَ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َل ُ ْ‬
‫ن ‪‬ص‪-79:‬‬ ‫صنني َ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫هن ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫عب َننادَ َ‬ ‫ن ‪ .‬إ ِّل ِ‬ ‫عي ن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وي َن ّ ُ‬ ‫غ ِ‬

‫‪45‬‬
‫‪ .83‬فوجود الشيطان الرجيم من مقتضاه ولوازمه وجننود‬
‫الشر ‪ ..‬والساعة ن كما دلت على ذلك النصوص الشرعية ن‬
‫تقوم على شنرار خلننق اللننه ‪ ..‬وفنني زمننان ل ُيقننال فني‬
‫الرض ‪ ..‬الله!‬
‫وقال ‪ ":‬ل تزال طائفنة منن أمنتي يقناتلون علنى‬
‫الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " مسلم‪ .‬وهذا من لوازمه‬
‫وجود من يقاتلونهم من أهل الشر‪ ،‬إلننى يننوم القيامننة ‪..‬‬
‫حتى ُيقاتل آخرهم الدجال ومن معه من أتباعه‪.‬‬
‫قال تحت عنننوان " ل خيننر "‪ ،‬ص ‪ ":216‬ل خيننر فنني‬
‫حاكم ل يحكمه دينه ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد يكون دينه باطل ً ‪ ..‬لذا لو قال‪ ":‬ل خير في‬
‫حاكم ل يحكمه دين الله "‪ ،‬لكان صوابًا‪ ،‬وأحسن وأدق في‬
‫التعبير‪.‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " مناجنناة "‪ ،‬ص ‪ ":220‬يننا حبيننبي‬
‫ت عليننك ‪ ...‬فلننك مننني يننا‬ ‫قك لول يقيننني بحب ّننك لعتبن ُ‬ ‫ح ّ‬
‫و َ‬
‫حبيبي رضا قلبي وإن شكا لساني ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫من؟ إن كننان يعننني نفسننه‬ ‫قلت‪ :‬يقينه بحب الله ‪ ..‬ل َ‬
‫ل على الله ‪ ..‬ل يجوز القدام‬ ‫بأنه هو المحبوب ‪ ..‬فهذا تأ ّ‬
‫عليه ‪ ..‬ثننم ليننس مننن أدب العبنند مننع ربننه ‪ ..‬ول مننن أدب‬
‫المناجاة ‪ ..‬أن يعتب العبد المخلوق على خالقه ‪ ..‬ويقننول‬
‫له إن لم تحبني لعتبت عليك ‪ ..‬فالله تعالى ل ُيسأل عمننا‬
‫دم بين يديه بشيء‪ ،‬قال‬ ‫قب عليه ‪ ..‬ول ُيق ّ‬ ‫يفعل ‪ ..‬ول ُيع ّ‬
‫َ‬ ‫سأ َ ُ‬
‫ن ‪‬النبينناء‪.23 :‬‬ ‫س نأُلو َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫هن ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ما ي َ ْ‬‫ع ّ‬ ‫ل َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬ل ي ُ ْ‬
‫ه ‪‬الرعنند‪.41:‬‬ ‫من ِ‬ ‫حك ْ ِ‬‫ب لِ ُ‬ ‫قن َ‬ ‫ع ّ‬ ‫م َ‬‫م لَ ُ‬ ‫حك ُن ُ‬ ‫ه يَ ْ‬‫والل ّ ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ي الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ي َدَ ِ‬
‫موا ب َي ْ َ‬ ‫قدّ ُ‬ ‫مُنوا َل ت ُ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ  :‬يا أي ّ َ‬
‫م ‪‬الحجرات‪.1:‬‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫وات ّ ُ‬
‫ه َ‬
‫سول ِ ِ‬
‫وَر ُ‬‫َ‬
‫ثم ل يستقيم رضا القلب مع سخط وشكوى اللسنان‬
‫‪ ..‬فإذا رضي القلب رضي اللسننان ‪ ..‬وإن سننخط القلننب‬
‫سخط اللسان ‪ ..‬فالظنناهر برينند دال علننى البنناطن وعمننا‬
‫وقر به‪ ،‬وت ََبع له‪ ،‬كما فنني الحننديث‪ ":‬أل وإن فنني الجسنند‬
‫مضننغة إذا صننلحت صننلح الجسنند كلننه‪ ،‬وإذا فسنندت فسنند‬
‫الجسد كله‪ ،‬أل وهي القلب "‪.‬‬
‫قننال تحننت عننوان " أقسننى السننتعمار "‪ ،‬ص ‪":224‬‬
‫أقسى أنواع الستعمار‪ :‬استعمار العادة للنسان "ا‪ -‬هن‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫قلت‪ :‬لننو قننال‪ :‬العننادة السننيئة ‪ ..‬لكننان أحسننن ‪ ..‬إذ‬
‫جميع السننلوك النسنناني ‪ ..‬يخضننع للعننادة ‪ ..‬والعتينناد ‪..‬‬
‫لكن منه ما يكون حسنًا‪ ،‬وهو كل ما وافق ويوافق الشرع‬
‫‪ ..‬ومنه ما يكون سيئًا‪ ،‬وهو كل ما خالف وُيخالف الشننرع‪،‬‬
‫ن‬
‫عنن ِ‬
‫ض َ‬‫ر ْ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫عنن ِ‬ ‫ف َ‬ ‫مننْر ِبننال ْ ُ‬
‫عْر ِ‬
‫فننو ْ‬
‫ع ْ َ َ‬
‫وأ ُ‬ ‫ذ ال ْ َ‬ ‫قننال تعننالى‪ُ  :‬‬
‫خنن ِ‬
‫ن ‪‬العراف‪.199 :‬‬ ‫هِلي َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جا ِ‬
‫قال تحت عنننوان " الحريننة "‪ ،‬ص ‪ ":225‬بنندء الحريننة‬
‫أن ل تكون لك عادة تتحكم فيك "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫ذكننر أعله ‪ ..‬فلننو قينند العننادة‬ ‫قلننت‪ :‬ي ُنَرد عليننه بمننا ُ‬
‫بالعادة المذمومة والسيئة شرعا ً لكننان أحسننن وأدق فنني‬
‫التعبير‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " الكرم الخننالص "‪ ،‬ص ‪ ":226‬أكننثر‬
‫الناس الذين يستقبلونك فنني بيننوتهم بحفنناوة هننم بخلء‬
‫ولو رأيت منهننم بعننض مظنناهر الكننرم؛ إنننه كننرم إجبنناري‬
‫رخيص الثمن ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ل يجوز أن ُيصنف مننن يقننوم بننواجب الضننيافة‬
‫لضيوفه في بيته بأنه بخيل ‪ ..‬وأن كرمننه إجبنناري رخيننص‬
‫الثمن ‪ ..‬فحق الضيف ن في الشريعة ن ي ُننذكر‪ ،‬وي ُننذكر معننه‬
‫مضننيف وكننرم الضننيافة‬ ‫مضيف ‪ ..‬فبيت ال ُ‬ ‫بيت أو منزل ال ُ‬
‫متلزمان ‪ ..‬وكل منهما لزم للخر ‪ ..‬وبالتالي مننن يننؤدي‬
‫حق الضيف فنني منزلننه ‪ ..‬ل يجننوز أن ُيسننمى بخيل ً أو أن‬
‫كرمه رخيص الثمن!‬
‫ثم أن من الرجال من عنننده اسننتعداد أن ينفننق آلف‬
‫الدنانير خننارج الننبيت؛ علننى الفقننراء والمسنناكين‪ ،‬وفنني‬
‫المشنناريع الخيريننة ‪ ..‬لكنننه غيننر مسننتعد ‪ ..‬ول ُيطيننق أن‬
‫ُيضيف أحدا ً في بيتننه ‪ ..‬فتمننر عليننه الشننهر مننن دون أن‬
‫ُيضيف أحدا ً في بيته ‪ ..‬وهذا يتنننافى مننع كمننال الكننرم ‪..‬‬
‫ضننيف‬ ‫وكرم الضيافة‪ ،‬وفي الحديث‪ ":‬ل خير في بيننت ل ي ُ ِ‬
‫"]السلسلة الصحيحة‪.[2434:‬‬
‫قال تحت عنوان " نحن والحضننارة "‪ ،‬ص ‪ ":226‬لقنند‬
‫أفسدت هذه الحضارة أخلقنا كمسلمين‪ ،‬وطبائعنا كعننرب‬
‫‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫قلت‪ :‬لو قننال‪ :‬نحننن والحضننارة الغربيننة الوافنندة ‪...‬‬
‫لكننان أحسننن‪ ،‬وأدق فنني التعننبير ‪ ..‬وحننتى ل ُيفهننم أننننا‬
‫والسلم ضد الحضارة والتحضر!‬
‫قال تحننت عنننوان " يننا أهننل حمننص "‪ ،‬ص ‪ ":230‬إن‬
‫للبطل " الخالد " فضل ً عليكم حين اختننار الثننواء عننندكم‪،‬‬
‫فل تقصروا في تمجيد ذكراه‪ ،‬فلوله لما خلنندت منندينتكم‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ل يوجنند دليننل صننحيح علننى أن قننبر خالنند بننن‬
‫مننص‪ ،‬وأن هننذا القننبر الموجننود‬ ‫ح ْ‬‫الوليد ‪ ‬هو في مدينة ُ‬
‫ة‪ ،‬قننال‬ ‫في حمص والمنسوب إلى خالنند هننو لخالنند حقيقن ً‬
‫ابن تيمية في الفتاوى ‪ :7/492‬ومنها قننبر خالنند بحمننص‪،‬‬
‫ُيقال‪ :‬إنه قبر خالد بن يزيد بن معاوية‪ ،‬ولكن لمننا اشننتهر‬
‫أنه خالد‪ ،‬والمشهور عند العامة خالد بن الوليد‪ ،‬ظنوا أنننه‬
‫خالد بن الوليد‪ ،‬وقد اخت ُِلف في ذلك هل هو قبره أو قننبر‬
‫خالد بن يزيد ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫ثننم ل يصننح أن يقننول " اختننار الثننواء عننندكم "؛ لن‬
‫مكان الموافاة ل اختيار فيه للنسان‪ ،‬كما قننال تعننالى‪ :‬‬
‫ت ‪‬لقمان‪.34:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ري ن َ ْ‬
‫مو ُ‬‫ض تَ ُ‬‫ي أْر ٍ‬
‫س ب ِأ ّ‬
‫ف ٌ‬ ‫ما ت َدْ ِ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫وُيقال كننذلك‪ :‬تمجينند البطننال يكننون بالقتننداء بهننم‬
‫وبجهادهم ‪ ..‬وسيرتهم ‪ ..‬ل بتمجيد الذكرى ‪ ..‬لتصبح عيدا ً‬
‫في كل عام ‪ ..‬ثم ُينتسى البطل المجاهد!‬
‫ثم أن الننذي ُيخلنند النسننان عملننه وجهنناده ‪ ..‬وليننس‬
‫وجود قبر من القبور في مدينته!‬
‫قال تحت عنوان " هل من الشننتراكية؟"‪ ،‬ص ‪":232‬‬
‫صننب والتماثيننل‪:‬‬ ‫أيها الشتراكيون المتحمسون لقامة الن ّ ُ‬
‫در المننوال الطائلننة فنني أبنيننة‬ ‫هل من الشتراكية أن ُته ن َ‬
‫وتماثيل لتخلينند عظمنناء هننم خالنندون فنني أنفسنننا ‪ ...‬إن‬
‫الشتراكية قبل الدين تردعكم عن هننذا لننو كنتننم لمعنننى‬
‫الشتراكية فاهمين‪ ،‬وبها حقا ً مؤمنين "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كلم المؤلف أعله عن الشننتراكية مننرده إلننى‬
‫فهمننه السننطحي للشننتراكية ننن هننذا المننذهب الوضننعي‬
‫الشيوعي ن وإلننى الحقبننة الزمنيننة الننتي كننان يعيشننها ‪..‬‬
‫ذ تشكل ضغطا ً نفسيا ً وثقافيا ً‬ ‫حيث كانت الشتراكية وقتئ ٍ‬
‫على كثير من الناس ‪ ..‬فكانت بمثابة فتنة العصننر ‪ ..‬فمننا‬

‫‪48‬‬
‫كننان مننن المؤلننف إل أن ُيجامننل التيننار ‪ ..‬تيننار الجمنناهير‬
‫الطائشة الجاهلننة ‪ ..‬فأضننفى علننى الشننتراكية الصننفات‬
‫الحميدة ‪ ..‬إلى أن حدى به المر أن يؤلف كتابنا ً بعنننوان "‬
‫اشنننتراكية السنننلم " سننننة" ‪ ،"1959‬وقننند طُِبنننع ثلث‬
‫مرات ‪ ..‬ففرح بننه الطننواغيت الشننتراكيون أيمننا فننرح ‪..‬‬
‫مما أثار حفيظننة عنندد مننن الشننيوخ والعلمنناء فنني وقتننه‪،‬‬
‫فردوا عليه‪ ،‬وأبطلوا زعمه بأن الشتراكية من السلم ‪..‬‬
‫أو أن السننلم يلتقنني مننع الشننتراكية فنني شننيء مننن‬
‫مبادئها ومعانيها!‬
‫وهذا الذي فعله المؤلننف ‪ ..‬يفعلننه أتبنناعه مننن قننادة‬
‫جماعة " الخوان " في يومنا هذا ‪ ..‬حيث تراهم يتكلمننون‬
‫عننن الديمقراطيننة ننن فتنننة العصننر ننن مواكبننة للجمنناهير‬
‫المفتونة ‪ ..‬بصيغة المدح والثناء ‪ ..‬فتننارة ُيضنيفونها إلننى‬
‫السنننلم ‪ ..‬وتنننارة أخنننرى ُيضنننيفون السنننلم إليهنننا ‪..‬‬
‫ديمقراطية السلم‪ ،‬والسلم الننديمقراطي ‪ ..‬والسننلم‬
‫منها ‪ ..‬ومن الشتراكية قبلها براء!‬
‫قال تحت عنننوان " الوهننام فنني عصننر العلننم "‪ ،‬ص‬
‫مر في السماء ن كان قنند أفلننت مننن‬ ‫وم طائر مع ّ‬ ‫‪ ":233‬ح ّ‬
‫ف‬
‫سفينة نوح ولم يدركه الموت بعد ن ن ثننم طنناف حننتى ل ن ّ‬
‫أجواء الرض ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ل ُيستحسن أن ُيذكر نوح ‪ .. ‬وسفينته ‪ ..‬تلك‬
‫الينننة العظمينننة النننتي تقشنننعر منهنننا البننندان ‪ ..‬بهنننذا‬
‫سننب إليهننا مننا ل يصننح مننن القصننص‬ ‫السننلوب ‪ ..‬وأن ُين َ‬
‫والروايات ‪ ..‬تحت عنوان الدب ‪ ..‬وذرائعه ‪ ..‬وأساليبه!!‬
‫قال تحت عنوان " السرور والمسؤولية "‪ ،‬ص ‪":237‬‬
‫السرور في الحياة ملزم لنعدام الشننعور بالمسننؤولية ‪..‬‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بل الصواب أن السرور في الحياة ملزم لفعل‬
‫الطاعات ‪ ..‬والقرب من الله تعالى ‪ ..‬والقيام بننالواجب ‪..‬‬
‫فالسرور الناتننج والمنبعننث عننن فعننل الطاعننات والقيننام‬
‫بننالواجب ‪ ..‬أو عمننل ناجننح قنند اسننتوفى شننروط النجنناح‬
‫والقبننول ‪ ..‬كننبير جنندا ً ‪ ..‬ل يعننرف قنندره وطعمننه أولئك‬
‫الذين ينتفي عنهم الشعور بالمسؤولية!‬

‫‪49‬‬
‫عّباد الزاهدين الصالحين قنولهم‪:‬‬ ‫ُ‬
‫فقد أثر عن بعض ال ُ‬
‫أن الملوك لو يعرفون قدر السرور والسعادة التي تعتمننر‬
‫صدورهم لجالدوهم عليها بالسيف!‬
‫بل أن المؤلف ذاته يقول في خاطرة أخرى له تحننت‬
‫عنننوان " ونننداء "‪ ،‬ص ‪ ":298‬أيهننا العننارفون بننالله ‪ ..‬أي‬
‫سعادة أسعد مما أنتم فيه ‪ ،"..‬فكيف نوفق بين قوله هذا‬
‫‪ ..‬وبين قننوله السننابق بننأن " السننرور فنني الحينناة ملزم‬
‫لنعدام الشعور بالمسؤولية "؟!!‬
‫قال تحت عنوان " ل يجتمعان في هننذه الحضننارة "‪،‬‬
‫ص ‪ ":238‬شننيئان ل يجتمعننان للمننة فنني ظلهننا أيضننًا‪:‬‬
‫تقدمها الحضاري‪ ،‬وتماسكها العائلي "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ل أدري كيف يفهم المؤلف الحضارة والتحضننر‬
‫والتقنندم الحضنناري ‪ ..‬حننتى يجعننل مننن نتننائج التقنندم‬
‫الحضاري انعدام التماسك العائلي ‪...‬؟!‬
‫فإذا كان وجننود أحنندهما لزمنا ً لنتفنناء الخننر نن كمننا‬
‫يزعم المؤلف ن إما الحضارة ‪ ..‬وإمننا التماسننك العننائلي ‪..‬‬
‫فالسلم مع أيهما؟ مع التقدم الحضاري أم مع التماسننك‬
‫العائلي ‪..‬؟!‬
‫فإن جاء الجواب‪ :‬بأن السلم مننع التمسننك العننائلي‬
‫ضد التقنندم الحضنناري ‪ ..‬فهننذا جهننل بالسننلم وتعنناليمه‬
‫ومقاصده ‪ ..‬وظلم له‪ .‬وإن جاء الجواب‪ :‬بأن السننلم مننع‬
‫التقدم الحضاري ضد‬
‫التماسك العائلي ‪ ..‬فهذا أيض نا ً جهننل بالسننلم وتعنناليمه‬
‫ومقاصده ‪ ..‬وظلم له‪.‬‬
‫والحق الذي ل خلف فيه أن السلم مع المرين معا ً‬
‫‪ ..‬ويحرص على المرين معا ً ‪ ..‬لنه ل يوجنند تعننارض بيننن‬
‫المرين أص ً‬
‫ل!‬
‫فالتقدم الحضاري ‪ ..‬ليننس هننو عبننارة عننن مجموعننة‬
‫عمننارات وجسننور أو مصننانع ضننخمة ‪ ..‬أو بضننعة آليننات‬
‫ضخمة ‪ ..‬تسكنها وتحكمها وتسيرها أخلق الوحوش!‬
‫التقدم الحضاري ‪ ..‬هو نتاج مجموعننة مننن المفنناهيم‬
‫والقيم الحضننارية الراقيننة ‪ ..‬الننتي تفننرز سننلوكا ً إيجابي نا ً‬
‫متحضرا ً ‪ ..‬وتقدما ً حضاريًا‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫وأنا أزعم ن وعلى اسننتعداد لمننناظرة المخننالفين إن‬
‫وجدوا ن أن دولة السلم في عهنند النبننوة ‪ ..‬تتمثننل فيهننا‬
‫أجمننل وأرقننى وأعظننم معنناني التقنندم الحضنناري ‪ ..‬عننبر‬
‫التاريخ كلننه ‪ ..‬وإلننى قيننام السنناعة ‪ ..‬لنهننا كننانت تملننك‬
‫وتتحلى بأعلى وأعظم وأرقنى وأمتننن المفناهيم والقيننم‬
‫الحضننارية ‪ ..‬وإل كيننف تفسننروا هننذا المتننداد السننريع‬
‫المننتين لهننذة الدولننة الناشننئة ‪ ..‬والننذي شننمل دولننتي‬
‫الفرس والروم ‪ ..‬وغيرهما من الدول ‪ ..‬وفي بضع سنين‬
‫‪ ..‬لننول أنهننا ترتكننز علننى قيننم ومفنناهيم حضننارية راقيننة‬
‫شديدة الثر والفاعلية ‪ ..‬يصعب مقاومتها أو ردها!‬
‫العدو عندما يتكلم عننن صننراع الحضننارات ‪ ..‬ل يعننني‬
‫صراع العمارات والجسور والمصانع ‪ ..‬والليننات الضننخمة‬
‫لكل أمة مع المننة الخننرى ن ن كمننا ُيخيننل للبعننض ن ن فهننذا‬
‫المعنننى بعينند جنندا ً عننن أذهننانهم ‪ ..‬وإنمننا يعننني صننراع‬
‫المفاهيم والقيم الحضارية لكل أمة مع المة ن أو المم نن‬
‫الخرى ‪ ..‬وأي أمة تغلب وتعلننو مفاهيمهننا وقيمهننا علننى‬
‫مفاهيم وقيم المنة نن أو المنم نن الخنرى ‪ ..‬وتكنون لهنا‬
‫الكلمة والسيادة من دون قيم ومفاهيم المننم الخننرى؟!‬
‫]‪.[2‬‬
‫قال تحت عنوان " التحرر "‪ ،‬ص ‪ ":239‬النطلق مننن‬
‫تقاليد المجتمع وتعاليم الدين جميل فنني أهننواء النفننس‪،‬‬
‫خطير في أحكام الدين "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو قال‪ :‬النطلق من تعاليم الدين ‪ ..‬مننن دون‬
‫أن ُيضيف النطلق مننن تقالينند المجتمننع ‪ ..‬لكننان أحسننن‬
‫وأدق ‪ ..‬إذ ل ينبغننني ول يجنننوز أن نشنننرك دينننن تقاليننند‬
‫المجتمننع مننع تعنناليم ديننن رب العننالمين ‪ ..‬وكننأن تعنناليم‬
‫النندين ناقصننة ل تسننتوفي بننالمطلوب ‪ ..‬فتننأتي تقالينند‬
‫م‬
‫و َ‬‫المجتمننع لتجننبر نقصننها ‪ ..‬واللننه تعننالى يقننول‪  :‬ال ْي َن ْ‬
‫َ‬
‫ت ل َك ُ ْ‬
‫م ِدين َك ُ ْ‬
‫م ‪‬المائدة‪.3:‬‬ ‫مل ْ ُ‬
‫أك ْ َ‬
‫ثم أن التقاليد منها ما هو سيء مرفوض شننرعا ً ‪ ..‬ل‬
‫يجوز اللتزام به ‪ ..‬ول الرجوع إليه ‪ ..‬ومنها ما هو محمود‬

‫‪ 2‬الموضع هنا موضع إيجاز‪ ،‬فإن أردت التفصيل فراجع إن شئت‬


‫كتابنا " صراع الحضارات "‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وحسن ‪ ..‬قد تضمنته تعاليم النندين ‪ ..‬فل ينبغنني أن ي ُننذكر‬
‫مستقل ً وكأنه شيء آخر غير تعاليم الدين!‬
‫ولنا أن نتساءل‪ :‬كيف للمؤلف أن يعتبر العادة ن التي‬
‫هي من التقاليد ن أقسى أنواع السننتعمار الننتي تسننتعمر‬
‫وتستعبد النسان ن كما تقدم من كلمه ن بينما هنننا يعتننبر‬
‫التحرر والنعتاق منها جميننل فنني أهننواء النفننس‪ ،‬خطيننر‬
‫في أحكام الدين؟!‬
‫قال تحت عنوان " تزمننت بغيننض "‪ ،‬ص ‪ ":239‬بعننض‬
‫المتزمتين يرون في رغبننات الننناس فنني التمتننع بننالهواء‬
‫الطلننق‪ ،‬والحنندائق العامننة‪ ،‬والمنتزهننات علننى النهننار‬
‫والبحيرات‪ ،‬انطلقا ً من قيود الخلق ‪" ..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬مننع الزمننن والتجربننة قنند تننبين أن هننؤلء‬
‫المتزمتين ن الذين يصفهم المؤلف بالتزمت البغيض ن هم‬
‫على صواب ‪ ..‬والمؤلف ومننا ينندعو إليننه مننن التمتننع فنني‬
‫الحننندائق العامنننة‪ ،‬والمنتزهنننات العامنننة علنننى النهنننار‬
‫والبحيننرات فنني بلد المسننلمين ‪ ..‬هننو الخطننأ ‪ ..‬إذ قنند‬
‫تحولت هذه الماكن المذكورة ن في ظل الغينناب المتعمنند‬
‫للرقابة من قبل النظمة الحاكمة ن إلى مرتننع للعشنناق ‪..‬‬
‫والفساق ‪ ..‬وممارسة الفننواحش والمنكننرات ‪ ..‬بمننا فنني‬
‫ذلك الزنى الصريح ‪ ..‬وعلى مرأى ومسمع من الناس!‬
‫فأي الفريقين أولى بالسلمة ‪ ..‬وأيهما أولى بالخطأ‬
‫‪ ..‬ما ذهب إليننه المؤلننف نن ومننن يتننابعه علننى قننوله ومننا‬
‫أكثرهم ن أم ما ذهب إليه المخالفون المتزمتون؟!‬
‫قال تحننت عنننوان " مفينند وضننار "‪ ،‬ص ‪ ":242‬كننثرة‬
‫الضحك والمرح والمزاح‪ ،‬مرض للصحيح‪ ،‬وصننحة للمريننض‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بل هو مرض للثنين معا ً ‪ ..‬فكل ما زاد عن حد‬
‫العتدال والتوسط فهو ضار ‪ ..‬وقد صح عن النننبي ‪ ‬أن‬
‫ذر من كثرة الضننحك‪ ،‬فقننال‪ ":‬ل ُتكننثروا الضننحك؛ فننإن‬ ‫ح ّ‬
‫ب "] السلسننلة الصننحيحة‪ .[ 506:‬وهننذا‬
‫ت القل َ‬
‫كثرة الضحك ُتمي ُ‬
‫يشمل الصحيح والمريض سواء‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " طبيعة المرأة "‪ ،‬ص ‪ ":251‬المرأة‬
‫هي المرأة‪ ،‬منذ حننواء حننتى تنتهنني الحينناة علننى الرض‪:‬‬
‫زينتها حياتها‪ ،‬ومن ثمة فحياة البيت بننأن تكننون زينتننه ‪...‬‬

‫‪52‬‬
‫وكل كلم غير هذا عبث تننرده طبيعننة المننرأة نفسننها " ا‪-‬‬
‫هن‪.‬‬
‫قلنت‪ :‬حصنر دور المننرأة فنني الحينناة ‪ ..‬والغاينة منن‬
‫وجودهنننا ‪ ..‬فننني الزيننننة والنننتزين ‪ ..‬مجافننناة للحنننق‬
‫والحقيقنننة ‪ ..‬وتقزينننم لكنننبير ‪ ..‬وهنننذا منننرده للنظنننرة‬
‫عرف بها المؤلف نحو المرأة كما تقدمت‬ ‫التشاؤمية التي ُ‬
‫خلقننت لعبننادة اللننه‬ ‫الشارة إلى ذلك ‪ ..‬فالمرأة كالرجننل ُ‬
‫تعننالى وحننده ‪ ..‬وهنني ملزمننة بجميننع تكنناليف الشننريعة‬
‫كالرجل تماما ً ما لم يرد نص يخص المرأة وحدها من دون‬
‫الرجننل ‪ ..‬أو يخننص الرجننل وحننده مننن دون المننرأة‪ ،‬قننال‬
‫ن ‪‬الننذاريات‪:‬‬ ‫دو ِ‬ ‫عب ُن ُ‬ ‫س إ ِّل ل ِي َ ْ‬ ‫لن َ‬ ‫وا ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫م‬ ‫هاك ُ ْ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫و َ‬‫ذوهُ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ل َ‬ ‫سو ُ‬ ‫م الّر ُ‬ ‫ما آَتاك ُ ُ‬ ‫‪ .56‬وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫هوا ‪‬الحشر‪ .7:‬وهذا عام يشمل الرجننال والنسنناء‬ ‫فانت َ ُ‬ ‫ه َ‬‫عن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ضن ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت بَ ْ‬ ‫من َننا ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫من ُننو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬‫سننواء‪ .‬وقننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫كنن ِ‬ ‫من َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫عنن ِ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫هنن ْ‬ ‫وي َن ْ َ‬‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِبننال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ض َيننأ ُ‬ ‫عنن ٍ‬ ‫ول َِينناء ب َ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ه‬‫سننول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ن َ‬ ‫عننو َ‬ ‫طي ُ‬‫وي ُ ِ‬ ‫كاةَ َ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫ؤُتو َ‬ ‫صل َةَ َ‬
‫وي ُ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫م ‪‬التوبننة‪.71:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولنئ ِ َ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫كي ن ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫زي نٌز َ‬ ‫ع ِ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ن َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫م الل ن ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ُ‬
‫س ني َْر َ‬‫ك َ‬ ‫أ ْ‬
‫فهننذا هننو النندين كلننه ‪ ..‬والمؤمنننون والمؤمنننات ننن كننل‬
‫المؤمنين والمؤمنات ن معنيون منه وملزمون به جميعًا‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالزينة والننتزين ‪ ..‬فكمننا أن السننلم‬
‫أمر المرأة بأن تتزين لزوجها ‪ ..‬وتحرص علننى أنننه تسننره‬
‫إذا نظر إليها ‪ ..‬كذلك أمر الرجل بأن يتزين لزوجه ‪ ..‬وأن‬
‫يعمل عمل ً كّيسا ً معها ‪ ..‬كما في الحديث عن جابر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ك‬ ‫ت أهَلنن َ‬ ‫ي ‪ ‬فقال‪ ":‬إذا أتينن َ‬ ‫ت النب ّ‬ ‫ر‪ ،‬فأتي ُ‬ ‫ت من سف ٍ‬ ‫دم ُ‬ ‫ق ِ‬
‫ي ‪‬‬ ‫ت‪ :‬إن النننب ّ‬ ‫ت أهلي‪ ،‬قل ُ‬ ‫فاعمل عمل ً كّيسا ً "‪ .‬فلما أتي ُ‬
‫ك فاعمننل عمل ً كّيسننا ً "‪ ،‬قننالت‪:‬‬ ‫ت أهلنن َ‬ ‫قننال‪ ":‬إذا أتينن َ‬
‫دونك]السلسلة الصحيحة‪.[1190:‬‬
‫ل ُيحب الجمال " مسلم‪ .‬ومن‬ ‫وقال ‪ ":‬إن الله جمي ٌ‬
‫الجمننال الننذي ُيحبننه اللننه تعننالى تجمننل المننرأة لزوجهننا‪،‬‬
‫مل الرجل لزوجته‪.‬‬ ‫وتج ّ‬
‫فإن قيننل‪ :‬لكننن الواقننع ُيثبننت أن الزينننة والننتزين ‪..‬‬
‫يسننتغرق جننل حينناة واهتمامننات المننرأة المعاصننرة ‪..‬‬
‫والمؤلف محق فيما ذهب إليه؟!‬

‫‪53‬‬
‫أقول‪ :‬أول ً ل نوافق علننى هننذا التعميننم ‪ ..‬فننالتعميم‬
‫فينننه ظلنننم نعنننوذ بنننالله مننننه ‪ ..‬إذ أن منننن المسنننلمات‬
‫والمؤمنات المعاصرات على غير هذا الوصف المذكور‪.‬‬
‫ثانيًا‪ ،‬أن السلم وتعنناليمه ل يتحمننل مسننؤولية هننذا‬
‫الواقع الجديد للمننرأة المشننار إليننه فنني السننؤال أعله ‪..‬‬
‫رض ‪..‬‬ ‫وإنمننا يتحمننل مسننؤوليته ‪ ..‬العلم السننيء المغنن ِ‬
‫وأرباب الموضات والدعايات الهابطة ‪ ..‬وطواغيت الحكننم‬
‫وأذنابهم من المثقفين الذين يريدون من المرأة أن تكون‬
‫ألعوبتهم ووسيلتهم التي بها يننؤذون الننناس ‪ ..‬ومننع هننذا‬
‫الكم من الطراف ‪ ..‬هذه الثقافة التقزيمية لنندور المننرأة‬
‫في الحياة التي يتبناها المؤلننف ومننن كننان علننى مننذهبه‬
‫سننبون علننى النندعوة والنندعاة ‪ ..‬والننتي‬ ‫ورأيه ‪ ..‬ممننن ُيح َ‬
‫تجعل المنرأة ُتحجننم عنن كننثير مننن المينادين المشنروعة‬
‫والمباحة لها ‪ ..‬فهؤلء جميعا ً شركاء في المسؤولية عننن‬
‫هذه النتيجة ‪ ..‬وعن هذا الواقع الجديد للمرأة ‪ ..‬والسلم‬
‫منه براء!‬
‫قال تحت عنوان " علمة صنندق الخننوة "‪ ،‬ص ‪":252‬‬
‫إذا أردت أن تختبر صنندق أخ فنني مننودته‪ ،‬فمنند ينندك إلننى‬
‫جيبه‪ ،‬ثم انظر إلى وجهه وعينيه ‪ ..‬ول حاجة بك بعد ذلننك‬
‫إلى دليل "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا ينبغي أن ُيحمل بعد السؤال والستئذان ‪..‬‬
‫إذ ليس من صدق الخوة ن ول علماتها ن أن تمد يدك إلننى‬
‫جيب أخيك أو صديقك مننن دون اسننتئذانه أو علننم مسننبق‬
‫أنه يسمح ويأذن بذلك ‪ ..‬وفي الحديث فقد صح عن النبي‬
‫ل للرجل أن يأخذ عصا أخيه بغير طيننب‬ ‫‪ ‬أنه قال‪ ":‬ل يح ّ‬
‫نفسننه "]رواه أحمنند وغيننره[‪ .‬وهنني عصننا ‪ ..‬فض نل ً عننن بقيننة‬
‫ماله ‪ ..‬وذلك لشدة ما حّرم رسنول اللنه ‪ ‬منال المسنلم‬
‫على أخيه المسلم أن يأخذ شيئا ً منه بغير طيننب نفننس أو‬
‫استئذان مسبق منه‪.‬‬
‫قال تحت عنننوان " قلننة وكننثرة "‪ ،‬ص ‪ ":252‬ل تغننتر‬
‫بكثرة من ترى حولك من المعجننبين والمحننبين فنني أيننام‬
‫الرخاء‪ ،‬فقد ل ترى منهم في أيام المحنة إل نصننف أخ أو‬
‫ربعه‪ ،‬أما أنا فلم أجد في ألننوفهم غيننر بضننعة إخننوان "ا‪-‬‬
‫هن‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫قلت‪ :‬هذه شهادة سلبية من زعيننم وقننائد ومؤسننس‬
‫جماعة تعدادها باللف ‪ ..‬بحق جماعته وأفرادها ‪ ..‬ثننم إذا‬
‫كان هو في هذه المكانننة العاليننة مننن جماعننة الخننوان ‪..‬‬
‫ومع ذلننك لننم يجنند مننن جمننوعهم وألننوفهم سننوى بضننعة‬
‫إخوان أوفياء ‪ ..‬فما يكننون القننول فنني الفنراد أو فيمننن‬
‫هم دونه في القيادة والريادة من جماعته؟!]‪.[3‬‬
‫قال تحت عنوان " مولننود جدينند "‪ ،‬ص ‪ ":252‬مولننود‬
‫جديد أطل على الدنيا باكيا ً ‪ ...‬زاد في‬
‫ميزانية والده نفقات‪ ،‬فزاد فنني ميزانيننة الدولننة نفقننات‪،‬‬
‫فزاد فنني ميننزان النندفع والمقايضننة العننالمي‪ ،‬وزاد فنني‬
‫استهلك المننواد الغذائيننة‪ ،‬وزاد فنني عنندد سننكان كوكبنننا‬
‫المتحرك الذي يئن بسكانه الحاليين ‪ ..‬وزاد ‪ ..‬وزاد ‪ ..‬هذا‬
‫المولود الصغير الذي لم يشعر بولدته إل قلئل "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذه الطريقة في التفكير ‪ ..‬والتدقيق ‪ ..‬وفنني‬
‫إجراء الحسابات ‪ ..‬هنني طريقننة العلمننانيين والشننيوعيين‬
‫‪ 3‬جمعني لقاء عام مع المرشنند العننام للخننوان المسننلمين " عمننر‬
‫التلمساني " في مصر ‪ ..‬في محاضرة له ‪ ..‬فننوجهت لننه السننؤال‬
‫التالي ن وكان الذي يقرأ عليه السئلة مصطفى مشهور الذي آلت‬
‫إليه قيادة الخننوان فيمننا بعنند ننن‪ :‬أنتننم لكننم عقننود تنهجننون مبنندأ‬
‫النصيحة مع الحاكم ‪ ..‬والحاكم قد أثبننت لكننم بننالقول والفعننل ‪..‬‬
‫بأنه ل ولن ينتصح ‪ ..‬ول يريد أن ينتصننح ‪ ..‬ول ُيحننب الناصننحين ‪..‬‬
‫بل يعتقل ويقتل الناصحين المصلحين ‪ ..‬وهو في طغيان مستمر‬
‫‪ ..‬وفي ازدياد ‪ ..‬ألم يأن لكم بعد هذه التجربة المديدة المريرة أن‬
‫تفكروا بطريق آخر غير مجرد النصح والتناصننح ‪ ..‬أل وهننو طريننق‬
‫الجهاد مث ً‬
‫ل؟‬
‫فأجنناب ‪ ..‬وكننان ممننا أجنناب بننه قننوله‪ :‬أنننا لننو نزلننت للشننارع‬
‫للجهاد ‪ ..‬فلن يبقى غينري فني الشنارع ‪ ..‬الكنل يفنرون عنني ‪..‬‬
‫ويبقى عمر التلمساني بمفرده وحيدا ً في الشارع ُيجاهد ‪ ..‬فكيف‬
‫وهذا هو الواقع ‪ ..‬تريدني أن أنهج طريق الجهاد ‪ ..‬وأن أعلن عننن‬
‫الجهاد؟!‬
‫أقول‪ :‬هذه شهادة رجلين من كبنار مؤسسني جماعننة الخننوان‬
‫المسلمين ‪ ..‬في جماعتهم وأفراد جماعتهم ‪ ..‬فأين الخلل ‪ ..‬هل‬
‫هو في طريقة تربيننة الجيننال وإعنندادها ‪ ..‬أم فنني المنهننج الننذي‬
‫تتربى عليه الجيال الخوانية ‪ ..‬أم في كلهما معًا؟!‬
‫ل بد مننن المراجعننة والمحاسننبة ‪ ...‬وإن جنناءت النتننائج مننرة ‪..‬‬
‫فالرجوع إلى الحق فضيلة!‬

‫‪55‬‬
‫الذين يئدون الطفال بموانع الحمل ‪ ..‬وأساليب شيطانية‬
‫ما أنزل الله بها من سلطان ‪ ..‬وذريعتهم في ذلك كله أن‬
‫الطلنننب علنننى النتننناج أكنننثر منننن انتننناج الرض ‪ ..‬وأن‬
‫المسنننتهلكين الكلينننن أكنننثر منننن المنننواد السنننتهلكية‬
‫منَتجننة ‪ ..‬وبالتننالي ل بنند مننن تحدينند النسننل ومنعننه ‪..‬‬ ‫ال ُ‬
‫ليبقى المترفون المتخمون يعيشون برخننائهم وإترافهننم‬
‫وإسرافهم!!‬
‫ونقننول للمؤلننف ‪ ..‬ولمننن يحسننب هننذه الحسننابات‬
‫الدقيقة ‪ ..‬وُيقلق نفسه والخريننن بهننا ‪ ..‬أن الننرازق هننو‬
‫الله تعننالى وحننده وليننس عبنند اللننه ‪ ..‬وأن المولننود يننأتي‬
‫ويأتي معه رزقه ‪ ..‬وأن المعونة والمؤونة تكون على قدر‬
‫النفقة ‪ ..‬فل تجزعوا ول تخافوا!‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫عن ُ‬
‫مننا ُتو َ‬‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫قك ُن ْ‬‫رْز ُ‬ ‫ماء ِ‬ ‫سن َ‬ ‫فنني ال ّ‬ ‫و ِ‬ ‫قننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫منن ْ‬
‫كننم ّ‬ ‫ول َدَ ُ‬ ‫قت ُُلننوا ْ أ ْ‬ ‫ول َ ت َ ْ‬ ‫‪‬الننذاريات‪ .22:‬وقننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫م ‪‬النعام‪ .151:‬وفنني الحننديث‪":‬‬ ‫ه ْ‬
‫وإ ِّيا ُ‬ ‫م َ‬‫قك ُ ْ‬‫ن ن َْرُز ُ‬
‫ح ُ‬
‫ق نّ ْ‬ ‫مل َ ٍ‬ ‫إ ْ‬
‫كى عليننك " البخنناري‪.‬‬ ‫كي في ُننو َ‬ ‫ُ‬
‫أنفق أنفننق عليننك ‪ ..‬ل تننو ِ‬
‫ك " متفننق‬ ‫ه علين ِ‬ ‫ي اللن ُ‬ ‫ص َ‬ ‫وقال ‪ ‬لسماء‪ ":‬ل ُتحصي فُيح ِ‬
‫عليه‪.‬‬
‫صدق الله العظيم ‪ ..‬لو كان النسان هو الننذي يملننك‬
‫ويتحكم بقوت العباد ‪ ..‬لهلك الحرث والنسل ‪ ..‬بل الحمنند‬
‫قل ل ّ َ‬
‫ن‬
‫خ نَزآئ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مل ِك ُننو َ‬‫م تَ ْ‬ ‫و أنت ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫لله الرّزاق الكريم الوهاب‪ُ  :‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫سننا ُ‬ ‫ن الن َ‬ ‫وك َننا َ‬ ‫ق َ‬ ‫فننا ِ‬ ‫لن َ‬ ‫ةا ِ‬ ‫خ ْ‬
‫ش ني َ َ‬ ‫م َ‬ ‫س نك ْت ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ة َرب ّنني ِإذا ً ّل ْ‬‫م ِ‬‫ح َ‬ ‫َر ْ‬
‫قُتورا ً ‪‬السراء‪.100:‬‬ ‫َ‬
‫قال تحننت عنننوان " فضننل الم وجحننود الولنند "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":258‬ليس فنني النندنيا إنسننان يتعنّرض للجحننود ونكننران‬
‫الجميننل‪ ،‬كننالم مننن ولنندها‪ ،‬وهننذا مننن أعجننب مفارقننات‬
‫الحياة ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا ليس علننى إطلقننه ‪ ..‬فالبننناء المسننلمين‬
‫المؤمنين المؤدبين بأدب القرآن والسنة ‪ ..‬الننذين يتقننون‬
‫الله في حقوق العباد عليهم ‪ ..‬وما أكثرهم ‪ ..‬ل يجننوز أن‬
‫نضيفهم إلى فريننق العنناقين الجاحنندين لحننق الم ‪ ..‬ولننو‬
‫قال‪ :‬الولنند الفاسننق العنناق ‪ ..‬أو الظننالم أو المنحننرف ‪..‬‬
‫ليميز الصالحين عن‬
‫الطالحين ‪ ..‬لكان أفضل وأحسن‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫قال تحت عنوان " أمران "‪ ،‬ص ‪ ":259‬أمران يضران‬
‫صاحبهما ماديا ً وينفعان الناس‪ :‬بذل‬
‫المال في المكارم‪ ،‬وبذل الحياة في سبيل الله ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا خطننأ مننا كننانت الصنندقة ول النفنناق فنني‬
‫أوجه الخير يوما ً فيه ضرر لصاحبه ‪ ..‬بل فيه كامننل الربننح‬
‫ض‬
‫ر ُ‬ ‫قنن ِ‬‫ذي ي ُ ْ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬‫من َ‬ ‫في الدنيا قبل الخرة‪ ،‬قال تعالى‪ّ  :‬‬
‫ض‬‫قب ِن ُ‬‫ه يَ ْ‬ ‫والل ّن ُ‬ ‫عافا ً ك َِثيَرةً َ‬ ‫ه أَ ْ‬
‫ض َ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ع َ‬
‫ف ُ‬ ‫ضا ِ‬‫في ُ َ‬‫سنا ً َ‬ ‫ح َ‬ ‫قْرضا ً َ‬ ‫ه َ‬‫الل ّ َ‬
‫ن ‪‬البقننرة‪ .245:‬وفنني الحننديث فقنند‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬‫ه ت ُْر َ‬‫وإ ِل َي ْ ِ‬ ‫س ُ‬
‫ط َ‬ ‫وي َب ْ ُ‬
‫َ‬
‫صح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪ ":‬ثلثة أقسم عليهن ن منهننا ننن‪:‬‬
‫د من صدقة "]صننحيح الجننامع‪ .[3024:‬فها هننو‬ ‫ما نقص مال عب ٍ‬
‫النبي ‪ ‬ن فداه نفسي ن ُيقسم ن وهو بغنى عن أن يقسم‬
‫ن بأن المال ل ينقص من صدقة ‪ ..‬فأيهما أولى بالتصننديق‬
‫والمتابعة المؤلف في قوله أعله‪ ،‬أم قول النبي ‪.. ‬؟!‬
‫وقال ‪ ":‬ما من يننوم ٍ ُيصننبح العبننادُ فيننه‪ ،‬إل ملكننان‬
‫خَلف نًا‪ .‬ويقننول‬ ‫ط منفقا ً َ‬ ‫م أع ِ‬ ‫ينزلن‪ ،‬فيقول أحدهما‪ :‬الله ّ‬
‫سكا ً تَلفا ً " متفق عليه‪.‬‬ ‫مم ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫م أع ِ‬ ‫الخر‪ :‬الله ّ‬
‫وقال رسول الله ‪ ":‬قال الله تعالى‪ :‬أنفق يننا ابننن‬
‫م ُأنفق عليك " متفق عليه‪.‬‬ ‫آد َ‬
‫قلت‪ :‬فأين الضرر المزعوم ‪ ..‬بل الضرر كننل الضننرر‬
‫على الذي يشنح بمنناله علنى مسننتحقيه منن عبنناد اللنه ‪..‬‬
‫وُيمسك عن النفقة في أوجه الخير‪.‬‬
‫وكذلك في جهاد المجاهد ‪ ..‬فجهاد المجاهد كما يرتد‬
‫على الناس وعلى أمته بننالخير ‪ ..‬فهننو يرتنند علننى نفسننه‬
‫وأبنائه وإخوانه ورحمننه بننالخير ‪ ..‬فهننو جننزء مننن أمتننه ‪..‬‬
‫وواحد مننن المسننلين ‪ ..‬ل ُيمكننن أن نفصننل سننعادته عننن‬
‫سعادتهم ‪ ..‬ول سعادتهم عن سعادته ‪ ..‬فإن سعد أحندهم‬
‫سعد الخر ول بد ‪ ..‬وإن تألم أحدهما تألم الخر ول بنند ‪..‬‬
‫كالجسنند الواحنند إذا اشننتكى عينننه اشننتكى كلننه ‪ ..‬وإذا‬
‫ج الجسنند كلننه بننالقلق‬ ‫اشتكى رأسننه اشننتكى كلننه ‪ ..‬وضن ّ‬
‫والسهر والحمى‪.‬‬
‫هذه التربية والتوجيه ‪ ..‬بأن النفقة في سبيل الله ‪..‬‬
‫وكذلك الجهاد في سنبيل اللننه ‪ ..‬فيننه سننعادة للخرينن ‪..‬‬
‫بينمننا فيننه شننقاء مننادي ودنيننوي للفننرد أو لصنناحبهما ‪..‬‬
‫مؤداه إلى وجود جيل شحيح جبان يشح علننى اللننه تعننالى‬

‫‪57‬‬
‫فنُروا ْ‬ ‫بالقليل ممننا آتنناه اللننه ‪ ..‬واللننه تعننالى يقننول‪  :‬ان ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫وَأن ُ‬ ‫م َ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫دوا ْ ب ِأ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫و َ‬ ‫قال ً َ‬ ‫وث ِ َ‬ ‫فافا ً َ‬ ‫خ َ‬ ‫ِ‬
‫م ‪‬؛‬ ‫كنن ْ‬ ‫خي ٌْر ل ّ ُ‬ ‫ن ‪‬التوبة‪َ  .41:‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫م ِإن ُ‬ ‫خي ٌْر ل ّك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ذَل ِك ُ ْ‬
‫للمجاهد نفسه ‪ ..‬ولمن ُيجاهد عنهننم مننن المسننلمين ‪ِ ‬إن‬
‫ن ‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫قال تحننت عنننوان " جنننون خفنني "‪ ،‬ص ‪ ":260‬ليننس‬
‫غير العاقل إل المجنون "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا ليس صحيحا ً على إطلقه ‪ ..‬فالكننافر غيننر‬
‫عاقننل ‪ ..‬لكنننه أيضنا ً غيننر مجنننون ‪ ..‬فالشننارع نفننى عنننه‬
‫العقل‪ ،‬لكن لم ُيثبت له الجنون!‬
‫قال تحت عنوان " أسننوأ المننرض "‪ ،‬ص ‪ ":261‬أسننوأ‬
‫أنواع المرض‪ :‬أن ُتبتلى بمخالطننة غليننظ الفهننم‪ ،‬محنندود‬
‫الدراك ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫ن‬ ‫قلت‪ :‬بل أسوأ أنواع المننرض أن ُتبتلننى بالشننرك ‪ ‬إ ِ ّ‬
‫شنناءُ‬ ‫مننن ي َ َ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ن ذَِلنن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫فُر َ‬ ‫غ ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫فُر َأن ي ُ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫ه ل َ يَ ْ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ظيما ً ‪‬النساء‪.48:‬‬ ‫ع ِ‬ ‫فت ََرى إ ِْثما ً َ‬ ‫دا ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك ِبالل ّ ِ‬ ‫ر ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫من ي ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫قننال تحننت عنننوان " الخلص والرينناء "‪ ،‬ص ‪":263‬‬
‫المحاسننب الخننبير ل ُتعجبننه كننثرة النندنانير‪ ،‬وإنمننا ُتعجبننه‬
‫دتها "ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫جو َ‬
‫قلت‪ :‬لو قال‪ُ :‬يعجبه التقوى منهننا ‪ ..‬ومننا كننان منهننا‬
‫خالصا ً لننوجهه الكريننم ‪ ..‬لكننان أحسننن وأجننود‪ ،‬كمننا قننال‬
‫ه‬ ‫ول َك ِننن ي َن َننال ُ ُ‬ ‫هنا َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫ما ُ‬‫وَل ِد َ‬ ‫هنا َ‬ ‫م َ‬ ‫حو ُ‬ ‫ه لُ ُ‬ ‫ل الل ّن َ‬ ‫تعالى‪  :‬ل َننن ي ََننا َ‬
‫م ‪‬الحج‪.37:‬‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫وى ِ‬ ‫ق َ‬ ‫الت ّ ْ‬
‫عنننز "‪ ،‬ص ‪ ":266‬عنننز‬ ‫عنننّز و ِ‬ ‫قنننال تحنننت عننننوان " ِ‬
‫عز بعده "ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫النحراف أبخس عز؛ لنه عز ل ِ‬
‫قلت‪ :‬النحراف ذل ل يأتي إل بالذل ‪ ..‬ول يعقبننه إل‬
‫الذل ‪ ..‬فل شيء ي ُننذل المننرء كمعصننيته لربننه ‪ ..‬حننتى لننو‬
‫ظهر للعيان ‪ ..‬في الوهلة الولى بأنه غير ذلك ‪ ..‬والقول‬
‫ه‬ ‫ول ِل ّن ِ‬ ‫بأنه يأتي بعنّز ل عننز بعننده ‪ ..‬خطننأ‪ ،‬قننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫ن‬ ‫مننو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ن َل ي َ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬‫من َننا ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ول َك ِن ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫من ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ول ِل ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫ول َِر ُ‬ ‫عّزةُ َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫‪‬المنافقون‪.8:‬‬
‫عز بعده "؛ قد‬ ‫كما أن قوله عن النحراف أنه " عز ل ِ‬
‫عز الننذي ليننس بعننده إل الننذل‪،‬‬ ‫ل ُيفهم منه نفي مطلق ال ِ‬
‫وإنما نفي كماله أو بعضه الننذي هننو دون العننز الول؛ أي‬

‫‪58‬‬
‫أن النحراف يأتي بعز تام وكامل ل عز بعده يرقى إليه ‪..‬‬
‫وأن العزة قد انتهت إلى انحراف المنحرف بحيث ل يننأتي‬
‫بعدها عز آخر يوازيها أو يزيد عليها‪ ،‬كقول القننائل‪ :‬كننرم‬
‫فلن عظيم ل كرم بعده أو بعد كرمه ‪ ..‬أي ل كرم يننوازي‬
‫كرمه ‪ ..‬وليس نفي مطلق الكرم بعننده ‪ ..‬أو فلن شننجاع‬
‫ل شجاعة بعده؛ أي ترقى إلى مستوى شجاعته ‪ ..‬وليننس‬
‫نفي مطلق الشجاعة ‪ ..‬وكقولننك‪ :‬كفننر فلن ليننس بعننده‬
‫كفر؛ أي ليس بعده كفر يرقى إليه أو أغلظ منه ‪ ..‬وليس‬
‫نفي مطلق الكفر ‪ ..‬فهذا المعنى المشكل قنند يننرد علننى‬
‫بعض الذهان وإن كان المؤلف ل يريده ‪ ..‬لذا لو قال عن‬
‫النحراف‪ :‬ذل يعقبننه ذل ‪ ..‬لكننان أحسننن وأجننود ‪ ..‬وأراح‬
‫واستراح!‬
‫قال تحت عنننوان " ثننورة القننرآن "‪ ،‬ص ‪ ":269‬ثننورة‬
‫القرآن ضد الظلم والفساد والباطل مننا تننزال قائمننة لننم‬
‫تنته معركتها ‪ ...‬ولكن هذه الثورة فأين الثوار؟"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الثورة ‪ ..‬ومشتقاتها ‪ ..‬ومعانيها ‪ُ ..‬تطلق على‬
‫هيجننان الغاضننب سنناعة غضننبه وهيجننانه الننذي ل ُيحسننن‬
‫التمييننز أمننامه بيننن مننن يسننتحق أن ُيفننرغ فيننه غضننبه‬
‫وثننورانه ومننن ل يسننتحق ‪ ..‬ومنننه ُيقننال عننن ذكننر البقننر‬
‫الهننائج‪ :‬ثننور هننائج ‪ ..‬وغيننر الهننائج منهننا‪ :‬ثننور وثيننران ‪..‬‬
‫لسرعة غضبه وثورته إذا ما ُأثير!‬
‫ففننني الثنننورة والثنننورات ‪ُ ..‬تضنننرم نينننران الثنننوار‬
‫الهائجين التي تأكل الخضننر واليننابس ‪ ..‬وتحننرق الصننالح‬
‫والطالح ‪ ..‬والمذنب والبريء سننواء ‪ ..‬ومننن دون مراعنناة‬
‫لحرمات من صان الشرع حرمنناتهم ‪ ..‬وهننذا المعنننى ‪ ..‬ل‬
‫تجوز إضافته إلى القرآن الكريم ‪ ..‬ول إلننى تعنناليمه ‪ ..‬أو‬
‫تسميته به ‪ ..‬كأن ُيقال‪ :‬القرآن ثورة ‪ ..‬والمجاهدون ثوار‬
‫‪ ..‬فهذا الطلق دخيل على ديننننا وثقافتنننا ‪ ..‬وأدبياتنننا ‪..‬‬
‫وهو مسننتورد مننن الشننيوعيين الثننوريين ‪ ..‬ومننن أدبيننات‬
‫الثنننوريين الفرنسنننيين‪ :‬كنننالثورة البلشنننفية‪ ،‬والثنننورة‬
‫الفرنسننية‪ ،‬وغيرهننا مننن الثننورات الوطنيننة العلمانيننة ‪..‬‬
‫وبالتالي ل يجوز إضافة هذا المصطلح إلى القرآن الكريم‬
‫أو إلى جهاد المجاهدين ‪ ..‬فنكون كمن استبدل الننذي هننو‬

‫‪59‬‬
‫أدنى بالذي هننو خيننر ‪ ..‬وسننمينا الشننياء بغيننر مسننمياتها‬
‫الشرعية التي ارتضاها لنا ربنا ‪.‬‬
‫ولعل هذا الخطأ الذي وقع به المؤلف ‪ ..‬حمل أتباعه‬
‫مننن جماعننة الخننوان المسننلمين فنني سننورية علننى أن‬
‫ُيتابعوه علننى خطئه؛ فسننموا الحركننة الجهاديننة السننورية‬
‫الننتي نشننبت فنني الثمانينننات ‪ ..‬بأنهننا ثننورة ‪ ..‬وبننالثورة‬
‫السلمية!!‬
‫طل "‪ ،‬ص ‪":269‬‬ ‫مع ّ‬
‫قال تحت عنوان " القرآن سلح ُ‬
‫القرآن في أيدي المسلمين كالسلح في أيدي الجاهلين؛‬
‫طل ‪" ..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬‫مع ّ‬
‫سلح ُ‬
‫قلت‪ :‬لو قال‪ :‬في أيدي المسلمين اليننوم ‪ ..‬أو كننثير‬
‫من مسلمي هذا الزمان ‪ ..‬لكان أحسننن وأدق ‪ ..‬ليسننتثني‬
‫السننلف الصننالح ‪ ..‬والمجاهنندين فنني هننذا الزمننان ‪ ..‬فل‬
‫يعمهم كلمه!‬
‫قال تحت عنننوان " العقننل والهننوى "‪ ،‬ص ‪ ":283‬لننو‬
‫اتبننع النسننان عقل َننه فنني كننل أمننوره لشننقي‪ ،‬ولننو اتبننع‬
‫أهواءه فيها كلها لهلك‪ ،‬والعاقننل السننعيد مننن لننم يتخننل‬
‫دائما ً عن موجبات العقل‪ ،‬ولم يجر دائما ً وراء الوهننام "ا‪-‬‬
‫هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬العقل هو الذي يعقل صاحبه عن مواطن الشر‬
‫والهلكة والردى‪ ،‬فيْزبره ‪ ..‬ويمنعه ‪ ..‬وُيطلننق عقنناله فنني‬
‫مواطن الطاعة والخيننر والنفننع ‪ ..‬ومننن مقاصنند السننلم‬
‫الخمننس‪ :‬الحفنناظ علننى العقننل ‪ ..‬وحمايننة العقننل ‪ ..‬لن‬
‫التكاليف كلها منوطة به وبوجننوده ‪ ..‬فننإذا انتفننى العقننل‬
‫ُرفع التكليف ‪ ..‬فكيف بعد ذلك ُيقننال " لننو اتبننع النسننان‬
‫عقل َننه فنني كننل أمننوره لشننقي "؟! ثننم لننو صننحت عبننارة‬
‫المؤلننف ‪ ..‬فمننا هنني المننور الننتي يتبننع فيهننا النسننان‬
‫عقله ‪ ..‬وما هي المور التي ُيخالفه ويعصننيه فيهننا ‪ ..‬إنننه‬
‫باب ن غيننر منضننبط نن لننو فتحننناه علننى الننناس لهلكننوا ‪..‬‬
‫وضلوا!‬
‫وقوله " ولو اتبع أهننواءه فيهننا كلهننا لهلننك "؛ يعننني‬
‫يتبع أهننواءه فنني بعضننها وليننس كلهننا ‪ ..‬فننالهلك منننوط‬
‫باتباع هواه في كل أموره ‪ ..‬أما من يتبع هواه فنني بعننض‬
‫أموره دون بعضها الخر ‪ ..‬فهذا ل حرج عليه ‪ ..‬ول يطاله‬

‫‪60‬‬
‫الهلك في شيء ‪ ..‬وهذا خطأ ظاهر لمغننايرته ومخننالفته‬
‫ه نواه أ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ت ت َك ُننو ُ‬
‫ن‬ ‫ف نأن َ‬ ‫ه َ َ ُ‬ ‫هن ُ‬‫خذَ إ ِل َ َ‬‫ن ات ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ت َ‬ ‫لقوله تعالى‪  :‬أَرأي ْ َ‬
‫ن‬‫منن ِ‬‫م ّ‬
‫ل ِ‬ ‫ض ّ‬‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫كيل ً ‪‬الفرقان‪ .43:‬وقوله تعالى‪َ  :‬‬ ‫و ِ‬‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬‫َ‬
‫ه ‪‬القصص‪ .50:‬وقال تعالى‪ :‬‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬‫دى ّ‬ ‫ه ً‬‫ر ُ‬ ‫غي ْ ِ‬‫واهُ ب ِ َ‬ ‫ه َ‬‫ع َ‬ ‫ات ّب َ َ‬
‫ه ‪‬ص‪ .26:‬وقننال‬ ‫ل الل ّن ِ‬ ‫سنِبي ِ‬ ‫عننن َ‬ ‫ك َ‬ ‫ضنل ّ َ‬ ‫في ُ ِ‬‫وى َ‬ ‫هن َ‬ ‫ع ال ْ َ‬‫ول ت َت ّب ِن ِ‬
‫َ َ‬
‫ن‬ ‫هننى الن ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫عن ِ‬
‫س َ‬ ‫فن َ‬ ‫ون َ َ‬
‫ه َ‬
‫م َرب ّن ِ‬ ‫قننا َ‬ ‫ف َ‬
‫ْ‬
‫خننا َ‬ ‫ن َ‬ ‫من ْ‬ ‫مننا َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫وى ‪‬النازعات‪.41-40:‬‬ ‫مأ َ‬ ‫ْ‬
‫ي ال َ‬ ‫ه َ‬ ‫ة ِ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫وى ‪َ .‬‬ ‫ه َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وقوله " والعاقننل السننعيد مننن لننم يتخننل دائمنا ً عننن‬
‫موجبننات العقننل‪ ،‬ولننم يجننر دائمنا ً وراء الوهننام "؛ يعننني‬
‫أحيانا ً العاقل السعيد يتخلى عن موجبننات العقننل ‪ ..‬لكننن‬
‫ليس دائما ً ‪ ..‬وأحيانا ً يجري وراء الوهام والسراب ‪ ..‬لكن‬
‫ليننس دائمننا ً ‪ ..‬وهننذا مخننالف للنقننل والعقننل والفطننرة‬
‫السننليمة ‪ ..‬فننأي عقننل وأي سننعادة ُتنشنند ‪ ..‬مننع تخلنني‬
‫العقل عن موجباته ‪ ..‬والجري وراء الوهننام والسننراب ‪..‬‬
‫حتى وإن لم يكن ذلك دائمًا؟!‬
‫قال تحت عنوان " الحب الطاهر "‪ ،‬ص ‪ ":283‬الحننب‬
‫الطاهر البريء هو حب الم لطفلهننا‪ ،‬ومننا عنندا ذلننك مننن‬
‫حننب الننناس بعضننهم لبعننض‪ ،‬فهننو مشننوب بننالغراض‬
‫والمنافع والشهوات ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أن ننفي حب الناس بعضهم لبعض الخالص لله‬
‫‪ ..‬فيه سوء ظن بالناس ‪ ..‬وبننالله ‪ ..‬وفيننه تعميننم خنناطئ‬
‫وظالم ‪ ..‬وهو معارض للنص الذي ُيثبت وجننود المتحننابين‬
‫في الله ‪ ..‬الذين ل يشوب حبهم غرض من أغراض الدنيا‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " الخلص "‪ ،‬ص ‪ ":283‬كل علننم أو‬
‫عمل ل يقصنند بننه صنناحبه النندنيا فهننو خننالص لننوجه اللننه‬
‫تعالى ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ليس ذلك على إطلقه؛ إذ ليننس بالضننرورة أن‬
‫يكننون كننل عمننل ل ُيقصنند بننه النندنيا خالص نا ً لننوجه اللننه‬
‫تعننالى ‪ ..‬فمننا أكننثر الننذين يتطوعننون للعمننل الخيننري ‪..‬‬
‫لدوافع إنسانية أو وطنية أو قومية ‪ ..‬أو قبلية ‪ ..‬أو بدافع‬
‫العطف والحسان على ذوي الحاجننات والمستضننعفين ‪..‬‬
‫أو تقربا ً لوثان وأصنام وقبور ‪ ..‬مننن دون أن يكننون لهننم‬
‫أي مقصد دنيوي ‪ ..‬وهم في نفس الوقت ل يؤمنون بالله‬
‫العظيم ‪ ..‬فضل ً عن أن يكون عملهم خالصا ً لله تعالى‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫فقول المؤلف كقول القائل‪ :‬من ل يعبد الدنيا فهننو‬
‫يعبد الله ‪ ..‬وهذا بالنقل والعقننل ليننس صننحيحا ً ‪ ..‬فنفنني‬
‫الشيء ل يلزم بالضرورة وجود ضده!‬
‫قال تحننت عنننوان " الرينناء "‪ ،‬ص ‪ ":284‬كننل علننم أو‬
‫عمننل يحننوز بننه صنناحبه النندنيا‪ ،‬فهننو عمننل لغيننر اللننه‬
‫تعالى ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬أيض نا هننذا ليننس علننى إطلقننه ‪ ..‬فكننثير مننن‬ ‫ً‬
‫العمال يحوز بهنا المنرء علنى الندنيا والخنرة معنا ً ‪ ..‬ول‬
‫يضير أحدهما الخر ‪ ..‬كالمجاهد فنني سننبيل اللننه ‪ ..‬يغنننم‬
‫بجهاده من العدو ‪ ..‬وُيظهننره اللننه فنني الرض ‪ ..‬وُيمك ّننن‬
‫له ‪ ..‬وفي نفس الوقت له أجر يوم القيامة ‪ ..‬وفي اليننة‬
‫ة‬ ‫سننن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫خننَر ِ‬ ‫في ال ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫في الدّن َْيا َ‬ ‫الكريمة‪َ  :‬رب َّنا آت َِنا ِ‬
‫ر ‪‬البقرة‪.201:‬‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ع َ‬
‫قَنا َ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫قننال تحننت عنننوان " عبننادة الصنننام "‪ ،‬ص ‪ ":285‬ل‬
‫يزال أكثر الناس ن بالرغم من اعتقادهم بوحدانية اللننه ‪‬‬
‫ن يعبدون الصنننام كمننا كننانوا فنني الجاهليننة الولننى‪ ،‬مننع‬
‫فارق واحد وهو‪ :‬أن أصنننام الجاهليننة الولننى ل تضننر ول‬
‫تنفع‪ ،‬وأصنام هؤلء تضلهم وتشقيهم ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬معنى كلمه أن أصنام الجاهلية الولى ل تضننر‬
‫ول تنفع‪ ،‬بينما أصنام المعاصرين من الناس فهي ل تنفع‬
‫لكنها تضر ‪ ..‬فهذا هو الفارق الوحيد الننذي يريننده وأشننار‬
‫إليننه المؤلننف ‪ ..‬وهننذا قننول خنناطئ ‪ ..‬فالصنننام ‪ ..‬كننل‬
‫الصنننام وفنني كننل الزمننان والعصننور ‪ ..‬ومعهننا كننل‬
‫المخلوقات ‪ ..‬ل تضر ول تنفع ‪ ..‬ول تقدر علننى أن تضننر‪،‬‬
‫ول أن تنفننع شننيئا ً ‪ ..‬إل إذا شنناء اللننه شننيئا ً مننن ذلننك ‪..‬‬
‫فالضار النننافع ‪ ..‬الننذي بيننده المننر كلننه هننو اللننه تعننالى‬
‫فل َ‬ ‫ضنّر َ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ك الل ّن ُ‬ ‫سن َ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫وِإن ي َ ْ‬ ‫وحننده‪ ،‬كمننا قننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫ه‬
‫ب ِبنن ِ‬ ‫صي ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ضل ِ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫فل َ َرآدّ ل ِ َ‬ ‫ر َ‬ ‫خي ْ ٍ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ردْ َ‬ ‫وِإن ي ُ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬‫ه إ ِل ّ ُ‬ ‫ف لَ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫كا ِ‬ ‫َ‬
‫م ‪‬يننونس‪.107:‬‬ ‫حي ن ُ‬ ‫فننوُر الّر ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫هن َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عب َنناِد ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫من ْ‬ ‫شنناءُ ِ‬ ‫من ي َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ن الل ّ ن ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫مننن ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫مننا ت َ ندْ ُ‬ ‫فَرأي ُْتم ّ‬ ‫لأ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وقال تعالى‪ُ  :‬‬
‫ضره أ َ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫منن ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫و أَرادَِني ب َِر ْ‬ ‫ت ُ ّ ِ ْ‬ ‫فا ُ‬ ‫ش َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫ه ْ‬‫ضّر َ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫أَرادَن ِ َ‬
‫ل‬ ‫وك ّن ُ‬ ‫ه ي َت َ َ‬ ‫عل َي ْن ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ي الل ّن ُ‬ ‫س نب ِ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قن ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫مت ِن ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َر ْ‬ ‫كا ُ‬ ‫س َ‬‫م ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫هن َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫د الل ّن ُ‬ ‫هن ِ‬ ‫مننن ي َ ْ‬ ‫ن ‪‬الزمر‪ .38:‬وقال تعالى‪َ  :‬‬ ‫وك ُّلو َ‬ ‫مت َ َ‬‫ال ْ ُ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫وَلننئ ِ َ‬ ‫ل َ ُ‬
‫ن ‪‬العننراف‪:‬‬ ‫سنُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫هن ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ضنل ِ ْ‬ ‫من ي ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫دي َ‬ ‫هت َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫‪62‬‬
‫مننن‬
‫و َ‬
‫د َ‬
‫هت َن ِ‬ ‫و ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫هن َ‬ ‫ه َ‬
‫ف ُ‬ ‫د الّلن ُ‬ ‫هن ِ‬‫منن ي َ ْ‬ ‫‪ .178‬وقال تعنالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫ه ‪‬السراء‪.97:‬‬ ‫دون ِ ِ‬‫من ُ‬ ‫ول َِياء ِ‬
‫مأ ْ‬‫ه ْ‬‫جدَ ل َ ُ‬
‫فَلن ت َ ِ‬
‫ل َ‬‫ضل ِ ْ‬
‫يُ ْ‬
‫وفي الحديث‪ ":‬اعلم بننأن الخلئق لننو أرادوك بشننيء‬
‫ه به لم يقدروا عليه "‪.‬‬ ‫لم يردك الل ُ‬
‫فننإن قيننل‪ :‬ولكننن هننم فتنننة ‪ ..‬وشننر ‪ ..‬وسننبب فنني‬
‫الغواء‪ ،‬وإضننلل كننثير مننن الننناس ‪ ..‬أقننول‪ :‬هننذا حننق ‪..‬‬
‫ولكن هذا شيء ‪ ..‬وأن ُيقال عنهم أنهم يضرون أو بيدهم‬
‫الضر ‪ ..‬أو أنهم قادرون علننى أن ُينزلننوا بأحنند الضننر مننن‬
‫دون الله ‪ ..‬شيء آخر ‪ ..‬وهو شرك‪.‬‬
‫قال تحت عنوان " نزعة إلى الجاهليننة الولننى "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":285‬ل يزال النسان يحن إلى عبننادة الصنننام ويخضننع‬
‫لها‪ ،‬برغم من محاربة الديان السماوية ن وبخاصة السلم‬
‫ن للصنام ‪ ..‬وهذا يؤيد دعوى وراثة البناء لصفات الجدود‬
‫والباء‪ ،‬ولو بعد عشرات الجيال "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ل علقة للوراثننة ‪ ..‬والعناصننر الوراثيننة ‪ ..‬فنني‬
‫عبادة الصنام والشرك ‪ ..‬فهي دعوى ل أسنناس لهننا مننن‬
‫العلم والصحة ‪ ..‬ل مننن نقننل ول مننن عقننل ‪ ..‬فالصننحابة‬
‫كان آباؤهم المباشرون يعبدون الصنام ‪ ..‬ومننع ذلننك لننم‬
‫يرثوا منهم هذه الصننفة الخبيثننة ‪ ..‬بننل حاربوهننا وحنناربوا‬
‫أهلها ‪ ..‬فضنل ً عننن أن يرثهننا مننن يننأتي بعنندهم بعشنرات‬
‫القننرون ‪ ..‬فعبننادة الصنننام ‪ ..‬وغيرهننا مننن الطقننوس‬
‫الشننركية هنني مننن الشننيطان ومننن أنفننس المشننركين‬
‫ذاتهم ‪ ..‬ولسباب وعوامل ن من عند أنفسهم ن يعيشونها‬
‫‪ ..‬ليس منها الوراثة ‪ ..‬والصفات الوراثية!‬
‫قننال تحننت عنننوان " حقيقننة التصننوف وآفنناته "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":286‬التصننوف فنني أصننله عمننل بالناحيننة الخلقيننة‬
‫والروحيننة فنني السننلم‪ ،‬وهكننذا كننان تصننوف الصننحابة‬
‫والتابعين ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قنند تقنندمت الشننارة إلننى أن التصننوف دخيننل‬
‫على السلم ل أصل له في دين الله ‪ ..‬فهننو مننن المننور‬
‫المحنندثات ‪ ..‬كمننا ل يصننح نسننبة التصننوف إلننى الصننحابة‬
‫والتننابعين لهننم بإحسننان ‪ ..‬فالنندليل علننى مننن ادعننى ‪..‬‬
‫وأّنى!‬

‫‪63‬‬
‫فالمؤلف أراد أن يمسك العصا من وسطها كأسننتاذه‬
‫البنا رحمه الله ‪ ..‬سلفية صوفية ‪ ..‬فخلطوا حقا ً بباطل!‬
‫قال تحت عنوان " أنواع النساء "‪ ،‬ص ‪ ":287‬المننرأة‬
‫المتكننبرة المغننرورة‪ :‬مننرض للننزوج ل يشننفى منننه إل‬
‫بطلقها أو الزواج عليها‪ ،‬وكل المرين مّر بغيض "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬ل يجننوز أن يصننف أمننرا ً شننرعه اللننه تعننالى‪،‬‬
‫وأباحه لعباده ‪ ..‬وأنزل فيه آيات بينات في كتابه العزيز ‪..‬‬
‫كالطلق أو التعدد ‪ ..‬بننأنه منّر بغيننض كريننه ‪ ..‬أو أنننه أمننر‬
‫بغيض على النفس ‪ ..‬فهذا يتنافى مع الرضى والتسننليم‬
‫لحكم الله تعالى وشرعه ‪ ..‬كما أن بغض أو كره مننا أنننزل‬
‫الله مزلق عقدي كبير‪ ،‬فاليمان وبغننض مننا أنننزل اللننه ل‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ئ واحد‪ ،‬قال تعالى‪  :‬ذَل ِ ن َ‬
‫ه ْ‬‫ك ب ِ نأن ّ ُ‬ ‫يجتمعان في قلب امر ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫مننا َأن نَز َ‬
‫م ‪‬محمنند‪ .9:‬وقننال‬ ‫ه ْ‬‫مننال َ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫طأ ْ‬ ‫حب َ َ‬ ‫ف نأ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّن ُ‬ ‫هننوا َ‬ ‫ر ُ‬ ‫كَ ِ‬
‫ن‬‫مننا ت َب َي ّن َ‬ ‫د َ‬‫عن ِ‬ ‫من ب َ ْ‬ ‫هم ّ‬ ‫ر ِ‬‫ِ‬ ‫عَلى أ َدَْبا‬ ‫دوا َ‬ ‫ن اْرت َ ّ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬
‫تعالى‪  :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫ك ب ِنأن ّ ُ‬‫م ‪ .‬ذَل ِن َ‬ ‫مَلى ل َ ُ‬
‫هن ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫و َ‬ ‫س ّ‬ ‫ن َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫دى ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ه ُ‬‫لَ ُ‬
‫َ‬
‫ر‬
‫من ِ‬ ‫ض اْل ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫في ب َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عك ُ ْ‬‫طي ُ‬ ‫سن ُ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما ن َّز َ‬ ‫هوا َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ن كَ ِ‬‫ذي َ‬ ‫قاُلوا ل ِل ّ ِ‬ ‫َ‬
‫م ‪‬محمد‪ .26-25:‬فهؤلء ارتنندوا لنهننم‬ ‫ه ْ‬
‫سَراَر ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫عل َ ُ‬‫ه يَ ْ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫قالوا للذين كرهوا ما ننّزل اللننه سنننطيعكم ‪ ..‬فمننا يكننون‬
‫حكم الذين كرهوا ما نزل الله ‪ ..‬ل شك أنهم أولى بالكفر‬
‫والرتداد‪.‬‬
‫وأحسب أن المؤلف ن غفر الله له ن أراد أن يقول أن‬
‫اختيننار الطلق أو التعنندد ‪ ..‬قنند يكننون خيننارا ً صننعبا ً علننى‬
‫الزوج؛ لحتمال أن ظروفه ن وظروف عائلته وأبنننائه ننن ل‬
‫تحتمل مثل هذا الختيار أو ذاك ‪ ..‬لكننن أخطننأه التعننبير ‪..‬‬
‫كما أخطأه في مواضننع أخننرى ‪ ..‬ول نحسننب أن المؤلننف‬
‫مننل‬ ‫ممن يكرهون ما نّزل اللننه ‪ ..‬فليتنبننه القننارئ‪ ،‬ول ُيح ّ‬
‫كلمنا مال يحتمل!‬
‫قال تحت عنوان " بين الصلح والفساد "‪ ،‬ص ‪":289‬‬
‫ل يختلط المر بين الصلح والفساد إل علننى مننن طمننس‬
‫الله بصيرتهم‪ ،‬ونافقوا في دينه ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا ليس على إطلقه ‪ ..‬فليس كل من اختلط‬
‫عليننه أمننر فلننم ُيحسننن التمييننز بيننن الحننق والباطننل أو‬
‫الصلح والفساد فيما اختلط عليه ‪ ..‬يجوز أن نحكننم عليننه‬
‫بأنه منافق وممن طمس الله على بصيرتهم ‪!..‬‬

‫‪64‬‬
‫ثننم درجننة الختلط أمرهننا نسننبي بحسننب وضننوح‬
‫الصلح‪ ،‬ووضوح الفساد ‪ ..‬وبحسننب ظننروف الفننرد الننذي‬
‫التبننس عليننه المننر أو ختلننط ‪ ..‬فهننناك طلح متشننابه ‪..‬‬
‫وكذلك فساد متشابه ‪ ..‬قد ل يتنبه له كثير من عبنناد اللننه‬
‫المؤمنين ‪ ..‬فليس لمجرد التباس المر أو اختلطه عليهم‬
‫نحكنننم عليهنننم بالنفننناق‪ ،‬أو أنهنننم ممنننن طمنننس اللنننه‬
‫بصيرتهم ‪ ..‬ولو جنناز مثننل هننذا الطلق علننى مننن تقنندم‬
‫وصفهم ‪ ..‬ولمجرد أي التبنناس أو اختلط ‪ ..‬لحكمنننا علننى‬
‫كننثير مننن المسننلمين ‪ ..‬بننل وعلننى كننثير مننن دعنناتهم‬
‫وعلمائهم بأنهم منافقين‪ ،‬وممن طمس الله بصننيرتهم ‪..‬‬
‫وهذا ل يجوز!‬
‫قال تحت عنوان " كلنننا عبنناد اللننه "‪ ،‬ص ‪ ":290‬كلنننا‬
‫عباد الله‪ ،‬ولكن فينا من تقر أعماله بهنذه العبوديننة وهنم‬
‫الطائعون‪ ،‬وفينا من تنكرها أعماله وأحواله وهم العصنناة‬
‫والطغاة المفسدون "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلنننت‪ :‬اعتبنننار العصننناة كالكنننافرين منننن الطغننناة‬
‫والمفسدين ينكرون عبادة الله تعننالى ‪ ..‬قينناس فاسنند ‪..‬‬
‫فيه مبالغننة وغلننو ‪ ..‬فالعاصنني الننذي يعصنني عننن ضننعف‬
‫ونزوة مع إقراره بالذنب ‪ ..‬ل يجننوز أن نعتننبره أو ننندرجه‬
‫مع المنكرين الجاحدين للعبادة والتوحيد ‪ ..‬ولننو جنناز هننذا‬
‫قلننة مننن‬ ‫الطلق لمننا سننلم منننه إل النبينناء والرسننل‪ ،‬و ِ‬
‫ديقين والشهداء!‬‫الص ّ‬
‫قننال تحننت عنننوان " للرجننل والمننرأة "‪ ،‬ص ‪":293‬‬
‫خمسة أشياء ُتحمد من الرجل وُتذم في المرأة ن منهننا ننن‪:‬‬
‫الكرم‪ ،‬والجرأة‪ ،‬والزهد ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬الكننرم‪ ،‬والجننرأة فنني الحننق وفنني بيننانه‪،‬‬
‫والزهد ‪ ..‬من شرع الله تعالى ‪ ..‬ومما أمر الله تعننالى بننه‬
‫عباده ‪ ..‬ومننا أكننثر المؤمنننات الصننالحات مننن الصننحابيات‬
‫فننن بننالكرم‪ ،‬والجننرأة فنني الحننق‪،‬‬ ‫ر ْ‬
‫ع ِ‬
‫وممن سلف اللتي ُ‬
‫ملننزم للرجننال والنسنناء‬ ‫والزهنند ‪ ..‬فشننرع اللننه تعننالى ُ‬
‫سواء ‪ ..‬والرجال والنساء معنييون من الخطاب الشننرعي‬
‫سواء ‪ ..‬ما لم يرد نص يخصص الخطاب أو المر الشرعي‬
‫بالرجال من دون النسنناء‪ ،‬أو النسنناء مننن دون الرجننال ‪..‬‬
‫ول نص هنا يخصص ما ذكننره المؤلننف مننن تكنناليف ُيحمنند‬

‫‪65‬‬
‫فعلهننا مننن قبننل الرجننال ‪ ..‬بينمننا ي ُننذم فعلهننا مننن قبننل‬
‫النساء!‬
‫غفلة كثير من الشيوخ والدعاة عننن القاعنندة النفننة‬
‫الننذكر ‪ ..‬تجعلهننم يخننترعون ديننا ً خاصنا ً بننالمرأة ‪ ..‬وديننا ً‬
‫خاصا ً بالرجل يختلف كثيرا ً عن دين المننرأة ‪ ..‬فيقسننمون‬
‫السلم إلى إسلمين‪ :‬إسلم للرجال‪ ،‬وإسننلم للنسنناء ‪..‬‬
‫ول حول ول قوة إل بالله!‬
‫قننال تحننت عنننوان " المننوت الشننريف "‪ ،‬ص ‪":293‬‬
‫أشرف أنواع الموت‪ :‬الموت في سننبيل اللننه والحننق ‪"..‬ا‪-‬‬
‫هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو اقتصر على القول " في سبيل الله "‪ ،‬مننن‬
‫دون كلمة " والحق "‪ ،‬لكان صوابًا‪ ،‬وأحسن وأجود ‪ ..‬حتى‬
‫ل تدخل آلهة أخرى يموت في سبيلها كثير مننن الننناس ‪..‬‬
‫تحت عنوان أنها حق!‬
‫المننوت يكننون فنني سننبيل اللننه تعننالى وحننده ‪ ..‬ومننا‬
‫سوى ذلك من الحقوق والحرمات ‪ُ ..‬يقاَتل دونها ودفاعننا ً‬
‫عنها ‪ ..‬في سبيل الله ‪ ..‬ول يجننوز أن ُيقننال‪ :‬أننننا نقاتننل‬
‫ل من يتنبه‬ ‫ونموت في سبيلها ‪ ..‬فهذا تعبير شركي ‪ ..‬وق ّ‬
‫له ‪ ..‬ويفرق بينه وبين التعبير الشرعي الصحيح!‬
‫قننال تحننت عنننوان " العقننل والقلننب "‪ ،‬ص ‪":294‬‬
‫العقل النير يحننل المشننكلت ‪ ..‬والقلننب المننؤمن يبتسننم‬
‫عند الزمات ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬قننوله " العقننل والقلننب " وأن العقننل كننذا ‪..‬‬
‫والقلب كذا ‪ ..‬يوحي بأن العقل شيء آخر غيننر القلننب ‪..‬‬
‫وله موضع آخر غير القلب ‪ ..‬وهذا خطننأ ‪ ..‬والصننواب‪ :‬أن‬
‫و له ‪ ..‬فالعقل في‬ ‫القلب مقر العقل ‪ ..‬ومتضمن له‪ ،‬وحا ٍ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫فل َ ن ْ‬‫القلب ‪ ..‬وليس في موضع آخر‪ ،‬كما قال تعننالى‪  :‬أ َ‬
‫َ‬ ‫في اْل َْر‬
‫ن‬‫ذا ٌ‬ ‫وآ َ‬ ‫ها أ ْ‬ ‫ن بِ َ‬‫قُلو َ‬ ‫ع ِ‬
‫ب يَ ْ‬ ‫قُلو ٌ‬‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫كو َ‬ ‫فت َ ُ‬
‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫سيُروا ِ‬ ‫يَ ِ‬
‫ب‬ ‫قلننو ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫مننى ال ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ها َ‬
‫ع َ‬‫كن ت َ ْ‬ ‫ول ِ‬‫صاُر َ‬‫مى الب ْ َ‬ ‫ع َ‬
‫ها ل ت َ ْ‬ ‫فإ ِن ّ َ‬ ‫ن بِ َ‬‫عو َ‬ ‫م ُ‬
‫س َ‬‫يَ ْ‬
‫ر ‪‬الحننج‪ .46:‬فننرد العقننل والتعقننل إلننى‬ ‫دو ِ‬ ‫صن ُ‬ ‫فنني ال ّ‬ ‫ال ِّتي ِ‬
‫ك‬ ‫فنني ذَل ِ ن َ‬ ‫ن ِ‬ ‫القلوب التي في الصدور‪ .‬وقننال تعننالى‪  :‬إ ِ ّ‬
‫ب ‪‬ق‪ .37:‬أي لمننن كننان لننه عقننل‬ ‫قل ْن ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ل َن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫من َ‬ ‫ذك َْرى ل ِ َ‬ ‫لَ ِ‬
‫الذي هو في القلب‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫قال علي ابن أبي طالب ‪ ":‬إن العقل في القلننب‪،‬‬
‫والرحمة في الكبد‪ ،‬والرأفة فنني الطحننال‪ ،‬والّنفننس فنني‬
‫الرئة "‪.‬‬
‫ً‬
‫فإن قيل‪ :‬فما هذا الذي يوجد في الرأس إذا ‪ ..‬الذي‬
‫ينبعث من الدماغ؟ أقول‪ :‬هذا الذهن ‪ ..‬والناس ن كافرهم‬
‫ومننؤمنهم ننن شننركاء فيننه ‪ ..‬بخلف العقننل فهننو خنناص‬
‫بالمؤمن من دون الكافر ‪ ..‬ووجود القلننب عننند الكننافر ل‬
‫م‬‫هن ْ‬‫يلزم منننه وجننود العقننل‪ ،‬ألننم تقننرأ قننوله تعننالى‪  :‬ل َ ُ‬
‫ها ‪‬العراف‪.179:‬‬ ‫ن بِ َ‬‫هو َ‬ ‫ق ُ‬‫ف َ‬ ‫ب ل ّ يَ ْ‬‫قُلو ٌ‬ ‫ُ‬
‫قال تحت عنننوان " أنننواع الرواح "‪ ،‬ص ‪ ":197‬أرواح‬
‫الننناس خمسننة‪ :‬فننأرواح بيضنناء وهنني أرواح المننؤمنين‪،‬‬
‫وأرواح سوداء وهي أرواح الكافرين‪ ،‬وأرواح صفراء وهي‬
‫أرواح الننوثنيين‪ ،‬وأرواح حمننراء وهنني أرواح الملحنندين‪،‬‬
‫وأرواح زرقنناء وهنني أرواح المسننلمين الننذين ل يهتمننون‬
‫بتصفية نفوسهم وتهننذيب أخلقهننم وسننمو ارواحهننم "ا‪-‬‬
‫هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الروح ‪ ..‬وأنواعها ‪ ..‬وألوانها ن إن صحت نسننبة‬
‫اللون لها ن من علم الغيب ‪ ..‬ل يجوز القول به إل بنص ‪..‬‬
‫ول نص هنا فيما ذهب إليه المؤلف من تقسيمات للرواح‬
‫‪ ..‬ولنواعها ‪ ..‬وألوانها!‬
‫وتفريقه بين لنون روح الكنافر ‪ ..‬وبيننن روح النوثني‬
‫وروح الملحد ‪ ..‬قد ُيفهننم منننه أن الننوثني والملحنند ليسننا‬
‫بكافرين ‪ ..‬وأنهما يختلفان عننن الكننافر ‪ ..‬علم نا ً أن حكننم‬
‫الكفر يطالهما ويشملهما ‪ ..‬وقد ولجا أبواب الكفر كلها!‬
‫قننننال تحننننت عنننننوان " ونننننداء "‪ ،‬ص ‪ ":298‬أيهننننا‬
‫الخاشعون للننه! لقنند أدركتننم عظمننة خننالقكم‪ ،‬فمننا أروع‬
‫خشوعكم ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو قال‪ :‬عرفتم ‪ ..‬بنندل ً مننن قننوله " أدركتننم "‪،‬‬
‫لكان صوابا ً ‪ ..‬فالله تعننالى ُيع نَرف ول ي ُنندَرك؛ لن الدراك‬
‫فيه نوع إحاطة ‪ ..‬والله تعالى أعلى وأجننل مننن أن ُيحنناط‬
‫َ‬
‫ر ُ‬
‫ك‬ ‫و ي ُندْ ِ‬
‫هن َ‬‫و ُ‬
‫صنناُر َ‬
‫ه الب ْ َ‬ ‫به علمًا‪ ،‬كما قال تعالى‪  :‬ل ّ ت ُندْ ِ‬
‫رك ُ ُ‬
‫خِبيُر ‪‬النعام‪ .103:‬وقال تعالى‪ :‬‬ ‫ف ال ْ َ‬
‫طي ُ‬ ‫و الل ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ه َ‬ ‫و ُ‬
‫صاَر َ‬ ‫الب ْ َ‬
‫عْلما ً ‪‬طه‪.110:‬‬ ‫ه ِ‬‫ن بِ ِ‬ ‫طو َ‬ ‫حي ُ‬ ‫وَل ي ُ ِ‬ ‫َ‬

‫‪67‬‬
‫قنننال تحنننت عننننوان " دعننناء ومناجننناة "‪ ،‬ص ‪":305‬‬
‫وأجعلهم ن أي لمن حمل هم الدعوة ن برحمتك دعاة ثننورة‬
‫دامة ‪ ..‬اجعلهم دعاة ثورة كثننورة نننبيهم وصننحابته‬ ‫بّناءة ه ّ‬
‫حين حملوا إلى العالم مبادئ الحق والخير ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد تقدمت الشارة إلى أن مفهوم ومصطلح "‬
‫ن ‪ ..‬ل تجوز نسبته إلى‬ ‫مال أوجه ومعا ٍ‬ ‫الثورة " دخيل‪ ،‬وح ّ‬
‫السلم‪ ،‬ول إلى نبي السننلم‪ ،‬ول إلننى دعنناة السننلم ‪..‬‬
‫ولم يسبق المؤلف سلف معتبر قد نسب الثورة ومعانيهنا‬
‫إلى السلم أو إلى نبي السلم ‪ ..‬وإنما هو ناتج عن تأثر‬
‫بعض الدعاة المعاصننرين ‪ ..‬بمصننطلحات ومفنناهيم غيرنننا‬
‫مننن الثننوريين الشننيوعيين والعلمننانينن ‪ ..‬وفنني ديننننا‬
‫المصننطلحات الننوافرة الجامعننة المانعننة ‪ ..‬مننا ُيغننني عننن‬
‫اللجوء إلى مصطلحات وثقافة الغير!‬
‫قال تحت عنوان " بيننن السننتعمار والطغيننان "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":309‬استعمار الجنبي يخلق في المة روح الكفاح ‪"..‬ا‪-‬‬
‫هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو قال‪ :‬استعمار الجنبي يخلق في المة روح‬
‫الجهنناد فنني سننبيل اللننه ‪ ..‬لكننان أحسننن وأجننود ‪ ..‬لكننن‬
‫المؤلف ن غفر الله لنه نن ننراه فني كننثير منن خننواطره ‪..‬‬
‫ُيعننرض عننن اسننتخدام مصننطلح الجهنناد والمجاهنندين ‪..‬‬
‫ويستعيض عنها بالمصطلحات الثورية التقدمية‪ :‬الكفاح ‪..‬‬
‫والنضال ‪ ..‬والمناضلين ‪ ..‬وهذه العدوى انتقلت مننه إلنى‬
‫كثير من قادة جماعته ممن أتوا بعده ‪ ..‬ونهجوا نهجه؟!‬
‫قال تحت عنوان " الذين يتباكون على الحريننة "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":311‬كل الننذين يتبنناكون علننى الحريننة هننم أعننداؤها أو‬
‫سيكونون أعداءها "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬هننذا التعميننم فيننه مبالغننة ‪ ..‬وفيننه ظلننم‬
‫للصالحين الصادقين ‪ ..‬ولو قال‪ ":‬من الذين يتباكون على‬
‫الحرية ‪ "..‬بصيغة التبعيض ‪ ..‬لكان صوابًا‪ ،‬وأحسن‪.‬‬
‫ثم أننا نجد المؤلف في مواضع عديدة مننن خننواطره‬
‫يرثي الحرية ‪ ..‬وينشدها ‪ ..‬ويبكيها ‪ ..‬وُيعلن الحرب علننى‬
‫أعدائها ‪ ..‬من دون أن يحنندد نوعيننة الحريننة الننتي يرينندها‬
‫ويقصدها ‪ ..‬هل هي الحرية الشرعية التي قررها السلم‬
‫‪ ..‬أم هي حرية الديمقراطيين ‪ ..‬والليبراليين ‪ ..‬وأصننحاب‬

‫‪68‬‬
‫ن ‪ ..‬ل‬ ‫الدعوات الباحية ‪ ..‬فالمصطلح حمننال أوجننه ومعننا ٍ‬
‫بد من ضبطه وتقييده عند استخدامه‪.‬‬
‫قننال تحننت عنننوان " هننذا هننو النندهاء "‪ ،‬ص ‪ :311‬أن‬
‫تحبط مكر أعدائك‪ ،‬فتلك وطنية ورجولة ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬في كننثير مننن الحيننان نجنند المؤلننف نن لتننأثره‬
‫بنننالوطنيين العلمنننانيين المعاصنننرين لنننه‪ ،‬وكلمننناتهم‬
‫ومصطلحاتهم‪ ،‬وقد تابعه على ذلك قادة جماعته من بعده‬
‫ن يتكلم عننن الوطنينة ‪ ..‬وعنن العمننل النوطني ‪ ..‬والننروح‬
‫الوطنية ‪ ..‬وكأن الننوطن أصننبح إله نا ً ‪ ..‬فيننه ُيعقنند الننولء‬
‫دم الضحايا والقرابيننن مننن دون‬ ‫والبراء ‪ ..‬وفي سبيله ُتق ّ‬
‫أو مع الله تعالى ‪!..‬‬
‫أقول‪ :‬حب الوطن والحنين إليه ‪ ..‬والذود عن أوطان‬
‫المسننلمين بالغننالي والنفيننس ‪ ..‬وحمايتهننا مننن الفسنناد‬
‫والمفسدين ‪ ..‬شيء ‪ ..‬وهو حق ومشروع ‪ ..‬ومننن أفضننل‬
‫ما يتقرب به العبد إلى ربه ‪ .. ‬بينما الوطنية فهي تعني‬
‫أن ُيعقد الولء والننبراء ‪ ..‬والحننب والبغننض ‪ ..‬وأن ُتقسننم‬
‫الحقوق والواجبات في الوطننان وعلننى أسنناس النتمنناء‬
‫للوطان ‪ ..‬وأن ُتصرف العمال للوطان من دون اللننه ‪..‬‬
‫وهذا شيء آخر ‪ ..‬وهو ل يجوز ‪ ..‬بنل هنو شنرك ‪ ..‬وكنثير‬
‫هم الذين يخلطون بين المعنيين‪ ،‬ويجعلونهما سواء!‬
‫قال تحت عنوان " حكننم الشننريعة "‪ ،‬ص ‪ ":313‬فنني‬
‫النظننام البرلمنناني الميوعننة والفوضننى‪ ،‬وفنني الحكننم‬
‫الفردي‪ :‬التسلط والسننتبداد‪ ،‬وفنني شننريعة اللننه‪ :‬العنندل‬
‫والنظام "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومع ذلك فالمؤلف وجماعته من بعده ‪ ..‬سلكوا‬
‫العمل النيابي البرلماني ‪ ..‬طريننق الميوعننة والفوضننى ‪..‬‬
‫واستعذبوه ‪ ..‬وجادلوا عنه ‪ ..‬وقاتلوا ‪ ..‬ووالوا وعادوا من‬
‫أجلنننه ‪ ..‬فنننالمؤلف يننندين نفسنننه وجمننناعته والنهنننج‬
‫الديمقراطي البرلماني الذي سلكوه بنفسه!‬
‫مننا َل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫قول ُننو َ‬‫م تَ ُ‬
‫من ُننوا ل ِن َ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫قال تعالى‪َ  :‬يا أي ّ َ‬
‫عل ُننو َ‬
‫ن‬ ‫ف َ‬‫مننا َل ت َ ْ‬‫قول ُننوا َ‬‫ه َأن ت َ ُ‬‫عن ندَ الل ّن ِ‬ ‫قت نا ً ِ‬ ‫عل ُننو َ‬
‫ن ‪ .‬ك َب ُنَر َ‬
‫م ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫ف َ‬
‫‪‬الصف‪.3-2:‬‬

‫‪69‬‬
‫قال تحت عنننوان " أعظننم السياسننيين "‪ ،‬ص ‪":313‬‬
‫أعظم السياسيين نجاحًا‪ :‬من استطاع أن يسننوس زوجتننه‬
‫ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬ل أدري فنني أي حكننم ‪ ..‬وأي شننريعة ‪ ..‬وأي‬
‫ميزان ‪ُ ..‬يعتبر مدى قدرة السياسي على سياسة وقيننادة‬
‫زوجته ‪ ..‬مقياسا ً لمندى ودرجننة نجنناحه وعظمتننه ‪ ..‬فهنل‬
‫العظمة ‪ ..‬والعظماء أصبحوا ُيعرفون بمدى قدرتهم علننى‬
‫قيادة وسياسة نسائهم؟!‬
‫ثم إذا علمنا أن نوحا ً ولوطنا ً عليهمننا السننلم ‪ ..‬كننان‬
‫تحتهمننا امرأتننان عاصننيتان خائنتننان كافرتننان ‪ ..‬فهننل‬
‫نخرجهمنننا نننن منننن أجنننل ذلنننك نننن منننن خاننننة العظمنننة‬
‫والعظماء ‪...‬؟!!‬
‫َ‬
‫ح‬‫مَرأةَ ُنو ٍ‬ ‫فُروا ا ِ ْ‬‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫مث َل ً ل ّل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬‫ضَر َ‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫حي ْ ِ‬
‫صننال ِ َ‬ ‫عَباِدَنننا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫منن ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عْبنندَي ْ ِ‬‫ت َ‬ ‫حنن َ‬ ‫كان ََتننا ت َ ْ‬‫ط َ‬ ‫مننَرأةَ ُلننو ٍ‬ ‫وا ِ ْ‬ ‫َ‬
‫خل الّناَر‬ ‫َ‬ ‫ل ادْ ُ‬ ‫قي َ‬
‫و ِ‬ ‫ً‬
‫شْيئا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬‫عن ْ ُ‬
‫غن َِيا َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫َ‬
‫فل ْ‬ ‫ما َ‬‫ه َ‬‫خان ََتا ُ‬‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪‬التحريم‪.10:‬‬ ‫خِلي َ‬‫دا ِ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫قننال تحننت عنننوان " الديكتاتوريننة ردة "‪ ،‬ص ‪":317‬‬
‫الديكتاتوريننة أبشننع ردة فنني عصننر الننذرة إلننى عصننر‬
‫السترقاق الجماعي في العصر الحجري الول "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬ليسننت الديكتاتوريننة وحسننب ‪ ..‬بننل جميننع‬
‫النظمنننة الوضنننعية الرضنننية ‪ ..‬بمنننا فيهنننا النظمنننة‬
‫الديمقراطيننة البرلمانيننة ‪ ..‬فهنني ُتعّبنند العبينند للعبينند ‪..‬‬
‫وتجعل العبيد منقادين ن طائعين أو صاغرين ن إلى طاعننة‬
‫واتباع أهواء وشرائع الرباب من العبيد ‪ ..‬فل يرون إل ما‬
‫تريهم إياه الرباب من العبيد ‪ ..‬ول يحلون ول يحرمننون ‪..‬‬
‫إل ما تحله وتحرمه لهم الرباب من العبيد ‪ ..‬فنني الننوقت‬
‫الذي ُيخيل لهم فيه أنهم أحرار‪ ،‬وأنهننم يعيشننون الحريننة‬
‫بكننل أبعادهننا ومعانيهننا ‪ ..‬والسننلم قضننيته الكننبرى مننع‬
‫الشعوب ‪ ..‬كل الشعوب ‪ ..‬من قبل ومن بعد ‪ ..‬وإلى يوم‬
‫القيامة ‪ ..‬أن يخرجهم مننن عبننادة العبينند إلننى عبننادة رب‬
‫العالمين ‪ ..‬من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق ‪.‬‬
‫قال تحنت عننوان " اللحناد وصنراع الطبقنات "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":319‬ل بنند مننن أن تفيننء النسننانية إلننى اشننتراكية‬
‫السلم في القريب أو البعيد "ا‪ -‬هن‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫وتحت عنوان " اشتراكية السلم "‪ ،‬ص ‪ ،320‬قننال‪":‬‬
‫سيأتي يوم ينادي باشتراكية السلم مننن ُيحاربهننا اليننوم‬
‫جمودا ً وقصر نظر "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫وقال تحت عنوان " أبعد نظننرا ً "‪ ،‬ص ‪ ":320‬سننيحكم‬
‫التاريخ في أي الفريقين كان أغيننر علننى السننلم وأبعنند‬
‫نظرًا‪ :‬دعاة اشتراكية السلم‪ ،‬أم محاربوها "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫وتحت عنننوان " اشننتراكية الحننب "‪ ،‬ص ‪ ،322‬قننال‪":‬‬
‫المننة ترينند اشننتراكية الحننب ل اشننتراكية الحقنند‪ ،‬وأنننا‬
‫أسميها اشتراكية السلم "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد تقدمت الشارة إلى أن الشتراكية مننذهب‬
‫أرضي وضغي ‪ ..‬جاهلي ‪ ..‬وهننو مننناف للسننلم مننن كننل‬
‫وجننه‪ :‬مننن حيننث منبتننه ومنشننئه ‪ ..‬ومننن حيننث مبننادئه‬
‫وأفكنناره ‪ ..‬ومننن حيننث غاينناته وأهنندافه ‪ ..‬والمؤلننف ننن‬
‫وللسف ن تحت ضغط الشتراكيين ‪ ..‬والموجة الشتراكية‬
‫الشيوعية التي اجتاحت البلد والعباد فنني تلننك الحقبننة ‪..‬‬
‫و على مواجهة التيار الشتراكي الجارف ‪ ..‬مما حدا‬ ‫لم يق َ‬
‫به إلى مجاملته ‪ ..‬ومجاملننة أتبنناعه ‪ ..‬ومسننك العصننا مننن‬
‫وسننطها ‪ ..‬ليكلننم الننناس عننن اشننتراكية السننلم ‪ ..‬وأن‬
‫الشننتراكية مننن السننلم‪ ،‬والسننلم مننن الشننتراكية ‪..‬‬
‫ويؤلف في ذلك كتابا ً سماه " اشتراكية السننلم " ‪ ..‬كمننا‬
‫يفعنننل قنننادة جمننناعته الينننوم ‪ ..‬تحنننت ضنننغط التينننار‬
‫الديمقراطي الجارف ن وبعنند أن أفننل نجننم الشننتراكية نن‬
‫نراهنننم يجننناملون الديمقراطينننة وأتباعهنننا ودعاتهنننا ‪..‬‬
‫ويتكلمننننون عننننن ديمقراطيننننة السننننلم ‪ ..‬والسننننلم‬
‫النننديمقراطي ‪ ..‬فينسنننبون الكفنننر والشنننرك ‪ ..‬ودينننن‬
‫الطاغوت ‪ ..‬إلى السلم؛ دين الله رب العالمين!]‪.[4‬‬
‫وقننول المؤلننف‪ ":‬سننيأتي يننوم ينننادي باشننتراكية‬
‫السلم من ُيحاربها اليوم جمودا ً وقصننر نظننر ‪ ..‬سننيحكم‬
‫التاريخ في أي الفريقين كان أغيننر علننى السننلم وأبعنند‬
‫نظرًا‪ :‬دعاة اشتراكية السلم‪ ،‬أم محاربوها "؛ يعني بذلك‬
‫قاصري النظر ممن أنكر عليه من دعنناة وعلمنناء السننلم‬
‫نسبته الشتراكية للسلم ‪ ..‬فحاكمهم إلى التاريخ ‪ ..‬وها‬

‫‪ 4‬الموضع هنا موضع إيجاز فإن أردت التفصننيل‪ ،‬فراجننع إن شننئت‬


‫كتابنا " حكم السلم في الديمقراطية والتعددية الحزبية "‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫هو التاريخ ‪ ..‬يثبت فشل وخطأ مننا ذهننب إليننه المؤلننف ‪..‬‬
‫وصننحة مننا ذهننب إليننه مخننالفوه ومعارضننوه ‪ ..‬مننن ذوي‬
‫النظر القاصر!!‬
‫وإنها لمناسبة أن نقول‪ :‬لمن يزعمننون اليننوم نن مننن‬
‫قننادة جماعننة الخننوان وغيرهننم ن ن أن الديمقراطيننة مننن‬
‫السننلم‪ ،‬وأن السننلم ل يتعننارض مننع الديمقراطيننة ‪..‬‬
‫ويزينون دين الديمقراطيننة فنني أعيننن الننناس ‪ ..‬سننيأفل‬
‫نجم الديمقراطية ‪ ..‬ويخيب فألكم فيها ‪ ..‬وتعلمون خطننأ‬
‫ل منننن قبنننل نجنننم‬ ‫منننذهبكم الضنننال هنننذا ‪ ..‬كمنننا أ َ‬
‫فننن َ‬
‫الشتراكية ‪ ..‬وأدركتم خطأ مذهبكم فيها ‪ ..‬ولتعلمن نبأه‬
‫ع‬ ‫مننا َين َ‬ ‫فاء َ‬‫ج َ‬ ‫ما الّزب َدُ َ‬
‫في َذْ َ‬ ‫ولو بعد حين ‪َ َ  ..‬‬
‫فنن ُ‬ ‫ما َ‬
‫وأ ّ‬
‫َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫فأ ّ‬
‫ض ‪‬الرعد‪.17:‬‬ ‫َ‬ ‫مك ُ ُ‬ ‫س َ‬
‫في الْر ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫في َ ْ‬ ‫الّنا َ‬
‫قال تحننت عنننوان " حكننم الشننتراكيين "‪ ،‬ص ‪":320‬‬
‫أن السلم ن بممثليه الرسميين‪ ،‬وتشتت دعاته وعجزهم‬
‫عننن تفهننم التيننارات العالميننة نن كننان عنناجزا ً عننن إصننلح‬
‫الوضع الجتماعي الحاضر إصلحا ً جذريا ً ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو قصر العجز والفشل على أتباع السلم من‬
‫الرسميين وغيرهننم ‪ ..‬لستسننيغ كلمننه ‪ ..‬أمننا أن ُيضننيف‬
‫إليهننم السننلم‪ ،‬ديننن اللننه تعننالى فيعتننبره عنناجزا ً عننن‬
‫الصلح ‪ ..‬فهذا ل يجوز قوله ‪ ..‬وهو كقول من يقننول أن‬
‫السلم صالح في زمننان دون زمننان ‪ ..‬وقننادر فنني زمننان‬
‫عاجز في زمان آخر ‪ ..‬فالسلم قوي ‪ ..‬ل يعجزه شيء ‪..‬‬
‫ول يعلوه ول يوازيه شيء ‪ ..‬وقوته مستمدة مننن مصنندره‬
‫الذي هو الله تعالى القدير الننذي ل ُيعجننزه شننيء ‪ ..‬فننإن‬
‫قبل أتباعه ن لسبب مننن عننند‬ ‫حصل التقصير أو العجز من ِ‬
‫أنفسهم ن فل يجوز أن ننسب إلننى ديننن اللننه تعننالى هننذا‬
‫العجز أو التقصير!‬
‫قنننال تحنننت عننننوان " الثنننورة "‪ ،‬ص ‪ ":321‬الثنننورة‬
‫استغلل عواطف الشعب البريئة لغننراض غيننر بننريئة "ا‪-‬‬
‫هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬كيننف نوفننق بيننن قننوله هننذا ‪ ..‬وبيننن حننديثه‬
‫المتقنندم عننن ثننورة القننرآن‪ ،‬وأن القننرآن ثننورة فننأين‬
‫الثوار ‪ ..‬ومناجنناته ربننه بننأن يجعننل شننباب السننلم دعنناة‬
‫ثورة كثورة نبيهم وصحابته ‪..‬؟!!‬

‫‪72‬‬
‫قال تحت عنوان " إحسان "‪ ،‬ص ‪ ":322‬سننألت شنناة‬
‫خبيثة صاحبها‪ :‬لمنناذا تعلفننني؟ قننال لهننا‪ :‬شننفقة عليننك‪،‬‬
‫قالت‪ :‬أرايت لو هزلت حننتى لننم أعنند أصننلح للكننل أكنننت‬
‫تطعمني؟ كذلك مثل القوياء حين يحسنون إلى الضعفاء‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ ":‬قوله " كذلك مثل القوياء حين يحسنون إلننى‬
‫الضعفاء "؛ فيه تعميم لعمننوم القويناء ‪ ..‬وكننأن القننوة ‪..‬‬
‫سّبة ُتعيب الرجال ‪ ..‬وهذا خطأ ‪ ..‬ولو قال‪ :‬كننذلك‬ ‫تهمة و ُ‬
‫مثل الظالمين المرائيننن حيننن ُيحسنننون إلننى الضننغفاء ‪..‬‬
‫لكان صوابًا‪ ،‬وأحسن وأدق في التعبير‪.‬‬
‫سننبة وعيب نا ً فنني ميننزان‬ ‫ثم إذا كننانت قننوة القوينناء ُ‬
‫الخلق ‪ ..‬فمن ُيعنى بالحسان إلى الضعفاء إذا اسننتثنينا‬
‫القوياء ‪ ..‬فهل ُيحسن الضعفاء على الضعفاء؟!‬
‫فهم‪،‬‬ ‫ع ِ‬ ‫ضننن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫دهم علنننى ُ‬ ‫شننن ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ردّ ُ‬ ‫وفننني الحنننديث‪ ":‬ي َننن ِ‬
‫عدهم "]صحيح سنن أبي داود‪.[2391:‬‬ ‫عهم على قا ِ‬ ‫سّر ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫و ُ‬
‫قال تحت عنوان " متى تبدأ معركنة الخيننر والشننر "‪،‬‬
‫ص ‪ ":323‬الصراع القائم الن بين شرين‪ :‬أحنندهما ينندعي‬
‫الرحمة وهو يذبحها‪ ،‬والخر يدعي الدين وهو ُيحاربه‪ ،‬ولم‬
‫تبدأ بعد معركة الصراع بين الخير والشر "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بل الصراع بين الخير والشر بدأ من سنناعة مننا‬
‫ض‬‫عن ٍ‬ ‫م ل ِب َ ْ‬ ‫ض نك ُ ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫هب ِطُننوا ْ ب َ ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫قننا َ‬ ‫قضى الله تعالى قضاءه‪َ  :‬‬
‫ع إ ِل َننى ِ‬ ‫َ‬
‫ن ‪‬العننراف‪:‬‬ ‫حي ن ٍ‬ ‫مَتا ٌ‬ ‫و َ‬ ‫قّر َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ول َك ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫عدُ ّ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫عن ٍ‬ ‫م ل ِب َ ْ‬ ‫ضك ُ ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ميعا ً ب َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ها َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫طا ِ‬ ‫هب ِ َ‬ ‫لا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫‪ .24‬وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫وَل‬ ‫ل َ‬ ‫ضنن ّ‬ ‫فَل ي َ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫دا َ‬ ‫ه َ‬
‫ع ُ‬ ‫ن ات ّب َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ف َ‬ ‫دى َ‬ ‫ه ً‬ ‫مّني ُ‬ ‫كم ّ‬ ‫ما ي َأ ْت ِي َن ّ ُ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫و َ‬ ‫عدُ ّ‬ ‫َ‬
‫قى ‪‬طه‪ .123:‬ومننن ذلنك الننوقت وإلنى قيننام السناعة‬ ‫ش َ‬ ‫يَ ْ‬
‫عمليننة المدافعننة والصننراع بيننن الحننق والباطننل‪ ،‬والخيننر‬
‫والشر حاصلة ومسننتمرة بل توقننف‪ ،‬كمننا قننال تعننالى‪ :‬‬
‫َ‬ ‫ض لّ َ‬ ‫ع الل ّ ن ِ‬
‫ض‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫س ندَ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫عن ٍ‬ ‫م ب ِب َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ضن ُ‬ ‫ع َ‬ ‫س بَ ْ‬ ‫ه الن ّننا َ‬ ‫فن ُ‬ ‫ول َ د َ ْ‬ ‫ول َ ن ْ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫ه الّنننا َ‬ ‫ع الّلنن ِ‬ ‫فنن ُ‬ ‫وَل دَ ْ‬ ‫وَلنن ْ‬ ‫‪‬البقننرة‪ .251:‬وقننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫د‬
‫ج ُ‬ ‫سننا ِ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ٌ‬ ‫ص نل َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ع َ‬ ‫وب ِي َن ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫صن َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ندّ َ‬ ‫ض لّ ُ‬ ‫عن ٍ‬ ‫هم ب ِب َ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع َ‬ ‫بَ ْ‬
‫ن‬ ‫ص نُرهُ إ ِ ّ‬ ‫مننن َين ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ن ُ‬ ‫ص نَر ّ‬ ‫ول ََين ُ‬ ‫ه ك َِثيرا ً َ‬ ‫م الل ّ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ها ا ْ‬ ‫في َ‬ ‫ي ُذْك َُر ِ‬
‫ف‬ ‫ذ ُ‬ ‫قن ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫زينٌز ‪‬الحننج‪ .40 :‬وقننال تعننالى‪  :‬ب َن ْ‬ ‫ع ِ‬‫ي َ‬ ‫و ّ‬ ‫قن ِ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ق ‪‬النبياء‪.18:‬‬ ‫ه ٌ‬ ‫و َزا ِ‬ ‫ه َ‬‫ذا ُ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫غ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫في َدْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ال َْباطِ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ِبال ْ َ‬

‫‪73‬‬
‫ثم أذا كانت معركة بدر‪ ،‬وأحد‪ ،‬والحزاب وغيرها مننن‬
‫معننارك السننلم ‪ ..‬لننم يتجسنند فيهننا الصننراع بيننن الخيننر‬
‫والشر ‪ ..‬فما يكون الصراع ‪ ..‬ومننتى يكننون ‪ ..‬إل إذا كننان‬
‫مراد المؤلننف نن مننن نفيننه ن ن أن معركننة جماعننة الخننوان‬
‫المسلمين مع غيرهم لم تبدأ بعد ‪ ..‬وقد عشنا ورأينا!!‬
‫قال تحت عنوان " العدو الخصم "‪ ،‬ص ‪....... :325‬‬
‫قلت‪ :‬وهو مكرر في الصفحة ‪ 162‬من كتاب المؤلف‬
‫‪ ..‬وقد تقدم التعقيب والتعليق عليه‪.‬‬
‫قال تحت عنننوان " السياسننة "‪ ،‬ص ‪ ":327‬السياسننة‬
‫كالسمكة الكبيرة تبتلع الذين يصغرون عنها "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أي سياسة يعني ويقصد في قوله أعله ‪ ..‬هل‬
‫هي سياسة السلم ‪ ..‬أم سياسة أهل الباطل والهواء ‪..‬‬
‫كان على المؤلننف أن يوضننح مننراده مننن السياسننة الننتي‬
‫يعنيها ويقصدها ‪ ..‬إذ اليجاز في مثل هذه المواضع مخل‬
‫‪ ..‬ل ُيستساغ!‬
‫قال تحت عنوان " ثننورة ل تنقطننع "‪ ،‬ص ‪ ":329‬أراد‬
‫الله بالسلم أن يكون ثورة على الفسنناد وبننناء للخيننر ‪..‬‬
‫ويريد به المصلحون اليوم أن يكون ثورة وبننناءً كمننا كننان‬
‫من قبل في العصور الزاهرة الولى "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد تقدمت الشارة إلى إن " مصطلح الثورة "‬
‫له دللته المغايرة لشرع الله تعالى ‪ ..‬ل يجننوز أن ُينسننب‬
‫إلى السلم ول إلى العاملين من أجل السلم‪ ،‬أو ُينسب‬
‫السلم إليه ‪!..‬‬
‫والمؤلف إذ يلتجئ إلى مصطلحات الثوريين والثوار‬
‫ن شرعية ‪ ..‬نراه ن في كتابه هذا ن قد نأى‬ ‫للتعبير عن معا ٍ‬
‫بنفسنننه بعيننندا ً عنننن اسنننتخدام المصنننطلحات الشنننرعية‬
‫المحكمة ‪ ..‬كمصطلح الجهاد ‪ ..‬ومصننطلح ومفهننوم المننر‬
‫بننالمعروف والنهنني عننن المنكننر ‪ ..‬ومصننطلح السياسننة‬
‫الشرعية ‪ ..‬مستبدل ً بذلك الذي هو أدنى بالذي هو خير!‬
‫قال تحت عنوان " آفة التعصب الحزبي "‪ ،‬ص ‪":330‬‬
‫ليس أكذب على الله والتاريخ والحق‪ ،‬والشعب مننن أولئك‬
‫الذين يتظاهرون بالشعارات المحبوبة من الجماهير وهننم‬
‫ل يتخلون عن حزبيتهم داخننل الحكننم وخننارجه فنني كننبير‬

‫‪74‬‬
‫المور وصغيرها؛ وهم آفنة فني حياتننا السياسنية قنديما ً‬
‫وحديثا ً "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬هننذا كلم جميننل ‪ ..‬لكننن مننن أولننى الحننزاب‬
‫والجماعنننات بكلم المؤلنننف أعله هنننم حنننزب وجماعنننة‬
‫رفننوا‬ ‫ع ِ‬
‫الخننوان المسننلمين ‪ ..‬جمنناعته وحزبننه ‪ ..‬حيننث ُ‬
‫مقيننت ‪ ..‬سننواء كننانوا فنني‬‫بتعصبهم الحزبنني الشننديد وال َ‬
‫الحكم أم خارجه ‪ ..‬فيوالون وُيعادون في الحزب ‪ ..‬وعلى‬
‫أساس النتماء إلى حزبهم أو جماعتهم ‪ ..‬فمن كننان مننن‬
‫حزبهم والوه ولو كننان مننن الفاسننقين الضننالين ‪ ..‬ومننن‬
‫كان من خارج حزبهم عادوه وجافوه ‪ ..‬ولو كان من خيننار‬
‫المؤمنين الموحدين ‪ ..‬شننأنهم فنني ذلننك شننأن كننثير مننن‬
‫الحننزاب الدنيويننة الوضننيعة ‪ ..‬وهننم مننع ذلننك يرفعننون‬
‫شعارات " السلم هو الحننل "‪ ،‬بينمننا فنني واقننع عملهننم‬
‫وحيننناتهم السياسنننية ينننترجمون وُيمارسنننون شنننعار "‬
‫الديمقراطية هي الحل "‪ ،‬فيكذبون على الناس!‬
‫قال تحت عنوان " سياسة الهواء والشننهوات "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":331‬ليست مشكلة المة في السياسننيين ذوي العقننائد‬
‫المتباينة‪ ،‬بقنندر مشننكلتها فنني السياسننيين ذوي الهننواء‬
‫المتباينة ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬كلمننه أعله فيننه تهننوين مننن قنندر المشننكلة‬
‫الناجمة عن تباين القادة والساسة المنسوبين للمة فنني‬
‫العقيدة أو العتقاد ‪ ..‬فهل التباين بيننن عقينندة الساسننة‬
‫الشيوعيين ‪ ..‬وبين عقيدة المسننلمين الموحنندين قليننل‪..‬‬
‫أو هو أقل شأنا ً وأثرا ً من التباين في الهواء بيننن مسننلم‬
‫ومسلم أو بين سياسي مسلم وسياسي مسلم آخر ‪..‬؟!‬
‫منننن هنننذا السياسننني النننذي ل يعتقننند عقيننندة‬
‫ثنننم َ‬
‫السلم ‪ ..‬ثم ل تحكمه ول تننوجهه الهننواء ‪ ..‬فكننل كننافر‬
‫يحكمه ويسيره هواه‪ ،‬بينما ليننس كننل مننن كننان مننن ذوي‬
‫الهوى يلزم بالضرورة أن يكون كافرا ً أو ل يعتقنند عقننائد‬
‫السلم ‪ ..‬فالعقائد المنحرفة الباطلة سبب رئيسنني فنني‬
‫الهننواء‪ ،‬كمننا أن الهننواء سننبب رئيسنني فيهننا ‪ ..‬وفنني‬
‫الختلف على أساس الهواء ‪ ..‬وعند الحديث عن الهواء‬
‫ومشاكلها ‪ ..‬فهي ل تنفك عنها ول تنفصل!‬

‫‪75‬‬
‫قال تحت عنوان " المصننلحة الخاصننة والعامننة "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":333‬الناس فنني العمننل للمصننلحة العامننة ثلثننة‪ :‬واحنند‬
‫ينسى مصلحته الخاصة؛ فهذا أكرم الناس ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫فنل جاهنل ‪ ..‬فخينر النناس‬ ‫قلت‪ :‬بل هنذا إنسنان مغ ّ‬
‫وأكرمهم وأعقلهم ‪ ..‬خيرهننم لنفسننه ‪ ..‬ثننم لهلننه ‪ ..‬ثننم‬
‫للقننرب فننالقرب ‪ ..‬ثننم للمسننلمين عامننة ‪ ..‬ثننم للننناس‬
‫أجمعين ‪ ..‬فالخيرية ُتعَرف بهننذا التسلسننل ‪ ..‬كمننا ُينبغنني‬
‫أن ُتقيد به‪.‬‬
‫ي‬‫كما في الحديث‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬أم نَر النننب ّ‬
‫ل‪ :‬عندي ديناٌر؟ قال‪ " :‬أنفقننه علننى‬ ‫ة‪ ،‬فقال رج ٌ‬ ‫‪ ‬بصدق ٍ‬
‫نفسك "‪ .‬قال‪ :‬عندي آخر؟ قال‪ ":‬أنفقه علننى زوجتننك "‪.‬‬
‫قال‪ :‬عندي آخر؟ قال‪ ":‬أنفقه على خاِدمك‪ ،‬ثم أنت أبصَر‬
‫"]صحيح الدب المفرد‪.[145:‬‬
‫م‬ ‫س نك ُ ْ‬ ‫قننوا َأن ُ‬
‫ف َ‬ ‫من ُننوا ُ‬
‫نآ َ‬ ‫هننا ال ّن ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫وقال تعننالى‪  :‬ي َننا أي ّ َ‬
‫م َنارا ً ‪‬التحريم‪.6:‬‬ ‫وأ َ ْ‬
‫هِليك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫قننال تحننت عنننوان‪ ":‬عجننز ‪ ..‬ل يقظننة ضننمير "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":336‬قد ُيحارب الطاغية من كان عون نا ً لننه بننالمس‪ ،‬ول‬
‫ل‬ ‫يخدعنك حربه له‪ ،‬فلو استطاع أن يكون طاغية مثله لظ ّ‬
‫له وفي ّا ً "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هننذا كلم جميننل ‪ ..‬ينطبننق علننى البعننثي عبنند‬
‫ل عوننا ً وسننندا ً للطاغننة أكننثر مننن‬ ‫الحليم خنندام الننذي ظن ّ‬
‫أربعين عامنا ً ‪ ..‬قند شنارك الطناغوت جرائمنه كلهنا بحنق‬
‫المة والسننلم والمسننلمين ‪ ..‬ثننم بنندا لننه نن لعجننزه فنني‬
‫تحقيق المزيد من الطمنناع لنفسننه ن ن أن ينقلننب عليننه ‪..‬‬
‫ولما انقلب عليننه ‪ ..‬مننا هنني أيننام إل وجماعننة المؤلننف "‬
‫جماعة الخوان المسلمين فنني سننورية " ن ن ضننحية خنندام‬
‫بننالمس ننن يضننعون ينندهم بيننده ‪ ..‬ويتحننالفون معننه ‪..‬‬
‫ويتقاسمون فيما بينهننم الدوار ضنند الطاغيننة ‪ ..‬وفنناتهم‬
‫دام وأمثنناله مننن‬ ‫أن الطاغية ما كان ليكون طاغية لول خ ن ّ‬
‫النتهازيين والمنافقين ‪ ..‬فيا ليتهم استفادوا من وصننية‬
‫أستاذهم ومؤسس جماعتهم فيما أشار إليه أعله!‬
‫قننال تحننت عنننوان " العقننل والعاطفننة "‪ ،‬ص ‪":339‬‬
‫في الحب ل مكان للعقل أصل ً "ا‪ -‬هن‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫قلنننت‪ :‬العقنننل ل ينبغننني أن َيغينننب أو ُيغي ّنننب نننن أو‬
‫ُيستحسن غيابه ن في أي موضع أو مكننان أو مجننال ‪ ..‬لن‬
‫بغيابه ن ل محالة ن يحصل الزلل والخطأ ‪ ..‬وينفلت الزمام‬
‫إلى ما ُيسيء صاحبه!‬
‫عن جابر قال‪ :‬كنا مع رسول الله ‪ ‬في غزاة‪ ،‬فلمننا‬
‫ت ن أي أهلننك للجمنناع بعنند‬ ‫دم َ‬ ‫دمنا المدينة‪ ،‬قال‪ ":‬فإذا ق ِ‬ ‫ق ِ‬
‫س " مسننلم‪ .‬أي‬ ‫س الك َي ْ ن َ‬ ‫طننول غينناب وعزوبيننة ننن فننالك َي ْ َ‬
‫العقل‪ ،‬العقل ‪ ..‬أي الزم العقل كي ل تقننع بننالمحظور ‪..‬‬
‫فتأمننل حننتى فنني مثننل هننذه المواضننع يوصنني النننبي ‪‬‬
‫بالعقننل‪ ،‬والننتزام العقننل ‪ ..‬بينمننا المؤلننف يقننول‪ ":‬فنني‬
‫الحب ل مكان للعقل أصل ً "!!‬
‫وث يننده بنندم الخيننار "‪ ،‬ص‬ ‫قال تحت عنوان " من ل ن ّ‬
‫وث يننده بنندم الخيننار‪ ،‬أزال اللننه عنّزه بأينندي‬ ‫‪ ":340‬من ل ّ‬
‫الشرار "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ليست هذه قاعدة ‪ ..‬ومنا ذكنره المؤلنف لينس‬
‫على إطلقه ‪ ..‬فقد ُيزال عننزه علننى ينند الشننرار أحيان نًا‪،‬‬
‫وحينا ً آخر على يد الخيار ‪ ..‬وأحيانا ً بهما معننا ً ‪ ..‬والتاريننخ‬
‫حنندثنا عننن كننثير مننن الخيننار انتصننفوا لنندماء الخيننار‬
‫وحرماتهم ‪ ..‬فالتصننوير بننأن النتصننار للنندماء والحرمننات‬
‫يأتي من قبل الشننرار ‪ ..‬بينمننا الخيننار ‪ ..‬دائم نا ً يكونننون‬
‫في موضع الذلة ‪ ..‬وموضع استقبال الصفعات والمهانات‬
‫والعتداءات ‪ ..‬ومن دون مقاومة ‪ ..‬تصوير سلبي خنناطئ‬
‫ف للنننص ‪ ..‬قننال‬ ‫ل يليق بالمؤمنين الصالحين ‪ ..‬وهو منننا ٍ‬
‫ن‬ ‫م ال ْب َ ْ‬ ‫تعنننالى‪  :‬وال ّنننذين إ َ َ‬
‫صنننُرو َ‬‫م َينت َ ِ‬
‫هننن ْ‬
‫ي ُ‬‫غننن ُ‬ ‫ه ُ‬
‫صننناب َ ُ‬
‫ذا أ َ‬‫ِ َ ِ‬ ‫َ‬
‫‪‬الشورى‪.39:‬‬
‫قال تحننت عنننوان " حنب المنال يفضنح هننؤلء "‪ ،‬ص‬
‫حننب المننال يفضننح أدعينناء‪ :‬النندين‪ ،‬والوطنيننة‪،‬‬ ‫‪ُ ":341‬‬
‫والخلص‪ ،‬والصلح‪ ،‬والحرية‪ ،‬والشتراكية "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الشتراكية ليسننت دعننوة شننريفة ‪ ..‬كالنندين ‪..‬‬
‫فتحتاج إلى اختبار لمعرفة مدى صدق أو كذب من يدعيها‬
‫‪ ..‬فهي شننر ‪ ..‬وكننل مننن يتبناهننا فهننو لننص وشننرير ‪ ..‬ل‬
‫يحتاج إلى اختبار ‪ ..‬لُيعرف أنه من الخيار أم من الشرار‬
‫‪ ..‬أو أنه صادق فيما يدعيه أم ل!‬

‫‪77‬‬
‫ونقننول كننذلك‪ :‬حننب المننال ‪ ..‬ليننس ذاك الميننزان‬
‫المنضبط الننذي بننه يعننرف صنندق أو كننذب أدعينناء النندين‪،‬‬
‫والخلص والصننلح‪ ،‬والحريننة ‪ ...‬بمعنننى كننل مننن أحننب‬
‫المال فهو كاذب في ادعائه لهذه المننور ‪ ..‬ومننن كننان ل‬
‫يحب المال فهو صادق في ادعائه لها!‬
‫الناس كلهم يحبننون المننال ‪ ..‬وحننب المننال والتملننك‬
‫د منه‪ ،‬قننال تعننالى‪:‬‬ ‫فطر عليه النسان ‪ ..‬ل فكاك لح ٍ‬ ‫مما ُ‬
‫ة الندّن َْيا ‪‬الكهننف‪ .46:‬وقننال‬ ‫حي َننا ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫زين َن ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫وال ْب َن ُننو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ما ُ‬ ‫‪ ‬ال ْ َ‬
‫ن‬‫من َ‬ ‫ت ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫شن َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حن ّ‬ ‫س ‪‬؛ كننل الننناس ‪ُ ‬‬ ‫ن ِللن ّننا ِ‬ ‫تعالى‪ُ  :‬زي ّن َ‬
‫ة‬
‫ضنن ِ‬ ‫ف ّ‬‫وال ْ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ه ِ‬‫ن الذّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫قنطََر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ر ال ْ ُ‬ ‫طي ِ‬ ‫قَنا ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وال ْب َِني َ‬ ‫ساء َ‬ ‫الن ّ َ‬
‫ع ال ْ َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ة الدّن َْيا‬ ‫حَيا ِ‬ ‫مَتا ُ‬‫ك َ‬ ‫ث ذَل ِ َ‬ ‫حْر ِ‬ ‫عام ِ َ‬ ‫والن ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫و َ‬‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ب ‪‬آل عمننران‪ .14:‬وقننال تعننالى‪ :‬‬ ‫مآ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫عندَهُ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ّ‬
‫والل ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫نا‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ط‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫نا‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ت‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫زي‬
‫َ ْ َ ّ َ ِ َ َ‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ق‬
‫ِ ِ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ َ ِ ِ َ ِ ِ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫و َ‬
‫ة ي َن ْ‬ ‫صن ً‬ ‫خال ِ َ‬ ‫ة الندّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫ْ‬
‫في ال َ‬ ‫ْ‬
‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫هي ل ِل ّ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫الّرْز ِ‬
‫ن ‪‬العننراف‪.32:‬‬ ‫مننو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وم ٍ ي َ ْ‬ ‫قن ْ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫ل الَيا ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ك نُ َ‬ ‫ة ك َذَل ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ل على قلبننه ‪ ..‬ل مكننان‬ ‫لكن منهم من يكون المال مستو ٍ‬
‫لشيء في قلبه إل للمال ‪ ..‬فحيثمننا يجنند المننال يوجنند ‪..‬‬
‫وحيثمننا ينتفنني المننال ‪ ..‬ينتفنني ‪ ..‬فيننوالي وُيعننادي فنني‬
‫المال ‪ ..‬ويخدم المال بدل ً من أن يكون المال خادما ً له ‪..‬‬
‫ثم هو ل يؤدي زكاة ماله ‪ ..‬ول يعرف مننا للعبنناد مننن حننق‬
‫في ماله ‪ ..‬فهذا عبد المال ‪ ..‬وعليه ُيحمل حديث " تعننس‬
‫عبد الدرهم ‪ ،"..‬وهو خاسر فنني النندنيا والخننرة ‪ ..‬ومثننل‬
‫هذا يصح أن ُيقال فيه أنه كاذب فيما ينندعيه مننن التنندين‪،‬‬
‫والصلح‪ ،‬والخلص ‪...‬‬
‫ومنهم من يكون المال بيده ل في قلبه ‪ ..‬يسننتخدمه‬
‫في طاعننة اللننه تعننالى ‪ ..‬ويعننرف فيننه حننق اللننه تعننالى‪،‬‬
‫وحقوق عباده ‪ ..‬فمثل هذا له أجننر ‪ ..‬وليننس لكننونه يحننب‬
‫المننال ‪ ..‬أو يحننب الطيبننات ممننا رزق اللننه ‪ ..‬أو يحننب أن‬
‫يكون غنيا ً ‪ ..‬لينفق في سبيل الله ‪ ..‬وفي أوجه الخيننر ‪..‬‬
‫وليتعفف وأهله عن السننؤال ‪ ..‬نسننتطيع أن نحكننم عليننه‬
‫بأنه كاذب فيما يدعيه من التدين‪ ،‬والصلح ‪!!...‬‬
‫وأقول أيضا ً‪ :‬مثل هذا الخطأ الذي وقع به المؤلف ‪..‬‬
‫مرده للغزو الثقننافي الشننتراكي ‪ ..‬الننذي يج نّرم الملكيننة‬
‫الفردية ‪ ..‬أو أن يكون المال بأينندي الننناس ‪ ..‬إذ يجننب أن‬

‫‪78‬‬
‫يكون المال بيد الدولننة أو العصننابة الحاكمننة فقننط ‪ ..‬ثننم‬
‫الدولننة تمننارس علننى شننعبها دور السننيد الظننالم الننذي‬
‫يسننتعبد العبينند والرقيننق لنفسننه ‪ ..‬مسننتغل ً جننوعهم ‪..‬‬
‫وحنناجتهم إليننه وإلننى منناله ‪ ..‬لينننال منهننم مزينندا ً مننن‬
‫وع كلبك يتبعك‬ ‫العبودية والطاعة والخضوع ‪ ..‬على مبدأ ج ّ‬
‫وع شعبك يتبعك ويخضع لك ‪ ..‬ورأينا‬ ‫‪ ..‬وهؤلء يقولون‪ :‬ج ّ‬
‫ذلك كله ن وبوضوح ن في النظمة الشتراكية التي سننادت‬
‫وحكمت!‬
‫فالغزو الثقافي الخارجي أصنناب الكننبراء ‪ ..‬قبننل أن‬
‫يصيب الصغار ‪ ..‬من أبناء المسلمين!‬
‫قال تحننت عنننوان " مننتى يظهننر لننؤم النفننس "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":343‬حتى إذا هبت رياحهم ن أي لئام النفوس ن ترحمننت‬
‫من أجلهم على بعض الشياطين "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإن كان مراد المؤلف أن ُيظهر من قوله هننذا‬
‫ن‬ ‫شر لئام النفوس ‪ ..‬لكن هذا ل يبرر له اللجوء إلننى معننا ٍ‬
‫وعبارات غير شرعية ‪ ..‬كالترحم على الشياطين!‬
‫قال تحت عنننوان " ل خيننر فيننه "‪ ،‬ص ‪ ":348‬ل خيننر‬
‫في حاكم ل يحكمه دينه ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قوله هذا مكرر في صفحة " ‪ " 216‬من كتننابه‪،‬‬
‫تحت عنوان " ل خيننر " ‪ ..‬وقنند تقنندم التعقيننب والتعليننق‬
‫عليه‪.‬‬
‫م تسننعد المننة؟"‪ ،‬ص ‪ ":350‬ل‬ ‫قال تحت عنننوان " ب ن َ‬
‫تسعد المة إل بثلث‪ :‬حاكم عادل‪ ،‬وعننالم ناصننح‪ ،‬وعامننل‬
‫مخلص "ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬حصر ما تسعد بهم المة بهذه الصناف الثلثننة‬
‫فقط فيه نظر ‪ ..‬فالمة تسعد بهم وبغيرهم ‪ ..‬ولو قننال‪:‬‬
‫تسنننعد المنننة ‪ ..‬أو ممنننا تسنننعد بهنننم المنننة ‪ ..‬بصنننيغة‬
‫التبعيض ‪ ..‬لكان أحسن‪ ،‬وأدق‪.‬‬
‫قال تحنت عننوان " الحكنم الصنالح "‪ ،‬ص ‪ ":351‬هنو‬
‫محابنناة ول تلعننب‬ ‫الذي يقوم على دعننائم الدسننتور؛ فل ُ‬
‫ول تحكم ول طغيان ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬أي دسننتور يعننني ويرينند ‪ ..‬دسننتور ي ُ نَردّ فيننه‬
‫الحكم والتشريع للبشننر أم لخننالق البشننر ‪ ..‬سننورية منننذ‬
‫زوال العهد العثماني وإلى يومنا هذا ‪ ..‬لم تعرف دستورا ً‬

‫‪79‬‬
‫إسلميا ً يرد فيه النزاع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله‬
‫‪ .. ‬ويجعل خاصية الحكننم والتشننريع ‪ ..‬مننن خصوصننيات‬
‫وَل‬ ‫اللننه تعننالى وحننده ل شننريك لننه‪ ،‬كمننا قننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫حدا ً ‪‬الكهف‪.26:‬‬ ‫في حك ْم َ‬ ‫ر ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫هأ َ‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ش ِ‬
‫أيما دستور وضننعي فننإن بنننوده تنننص علننى ضننرورة‬
‫احترام القانون ‪ ..‬والقوانين الصادرة عن مشننرعيها مننن‬
‫البشننر ‪ ..‬ومننن القننوانين الصننادرة والنافننذة فنني عهنند‬
‫المؤلف التي ينص الدستور علننى احترامهننا‪ ،‬وكمننا ُيشننير‬
‫إليها المؤلف ذاته في كتابه هذا‪ ،‬تحت عنوان " بأي سلح‬
‫نحارب " ص ‪ ،375‬قوله ن مخاطبا ً أعضاء الحكومة ن‪ ":‬أيننن‬
‫عملكم للحد من انتشار الخمور التي ينص القننانون علننى‬
‫أن يكون لها في دمشننق سننبعون حانننة‪ ،‬فننإذا هنني اليننوم‬
‫مننائة وخمسننون؟! سننتدافعون عننن أنفسننكم بأجوبننة ل‬
‫تقتنعون أنتم بها ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ظاهر كلمه أن المشكلة عننند المؤلننف ليسننت‬
‫في القانون الذي يبيح الخمر وفتح حانات الخمر والفجور‬
‫‪ ..‬وإنمننا مشننكلته مننع القننوم فنني مخننالفتهم للقننانون‬
‫الوضعي الذي يسمح بفتح سبعين حانة فقننط ‪ ..‬فخننالفوا‬
‫القانون ‪ ..‬ففتحوا مائة وخمسين حانة ‪..‬؟!!‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬هل يجوز للمؤلف ن بعد‬
‫كل ذلك ن أن يعتبر الحكم الصالح هننو الحكننم الننذي يقننوم‬
‫على دستور جاهلي يرد فيننه الحكننم والتشننريع للمخلننوق‬
‫من دون الخالق ‪ .. ‬ويبيح الخمور والخنا والفساد؟!‬
‫َ‬ ‫قال تعالى‪  :‬أ َ َ‬
‫ن‬ ‫سن ُ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫من ْ‬ ‫و َ‬‫ن َ‬ ‫غننو َ‬‫ة ي َب ْ ُ‬
‫هل ِي ّ ِ‬‫جا ِ‬‫م ال ْ َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ف ُ‬
‫ن ‪‬المائدة‪ .50:‬وقننال تعننالى‪ :‬‬ ‫قُنو َ‬ ‫وم ٍ ُيو ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫كما ً ل ّ َ‬ ‫ح ْ‬
‫ه ُ‬‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫م لَ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ه ْ‬‫جَر ب َي ْن َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫في َ‬ ‫ك ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ّ‬
‫حك ُ‬ ‫ى يُ َ‬ ‫حت ّ َ‬‫ن َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ك ل َ يُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وَرب ّ َ‬‫فل َ َ‬ ‫َ‬
‫سنِليما ً‬ ‫َ‬
‫موا ْ ت َ ْ‬ ‫سنل ّ ُ‬‫وي ُ َ‬
‫ت َ‬ ‫ضني ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫مننا َ‬ ‫م ّ‬‫حَرجنا ً ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫في أن ُ‬ ‫دوا ْ ِ‬ ‫ج ُ‬‫يَ ِ‬
‫‪‬النساء‪.65:‬‬
‫ل غرابننة لنو علمنننا أن المؤلنف ذاتنه كننان فني ذلنك‬
‫الوقت عضوا ً ونائبنا ً فنني المجلننس التشننريعي البرلمنناني‬
‫الشركي ‪ ..‬ونائبا ً لرئيس المجلس النيابي في ذلك الوقت‬
‫‪ ..‬كما أنه كان عضوا ً في لجنة الدستور المشار إليه أعله‬
‫وأحنند العضنناء التسننعة الننذين وضننعوا مسننودة الدسننتور‬
‫آنذاك ‪..‬؟!‬

‫‪80‬‬
‫وهو في الوقت الذي يتكلم فيننه عننن صننفات الحكننم‬
‫الصالح ‪ ..‬ويشير إلى مرجعية الدستور ن ياسننق العصننر! نن‬
‫وفي مقال سود فيه أربع صفحات من حجننم كتننابه ‪ ..‬لننم‬
‫ُيشنننر قنننط إلنننى حاكمينننة الشنننريعة ‪ ..‬أو أن الشنننريعة‬
‫السلمية هي المصدر الوحيد للقوانين التي تحكننم البلد‬
‫والعباد ‪ ..‬ويجعل ذلك من صفات الحكم الصالح؟!‬
‫إنهم " الخوان " منذ تأسيسهم وإلى اليوم ننن وهننذه‬
‫الخلننة فيهننم فنني اتسنناع ننن‪ :‬فننإذا خلننوا بننأفرادهم ‪..‬‬
‫ومساكينهم ‪ ..‬وضننحاياهم ‪ ..‬قننالوا لهننم إن ّننا سنننحكم بمننا‬
‫أنزل الله ‪ ..‬وبالشننريعة ‪ ..‬والسننلم هننو الحننل ‪ ..‬وكلمننة‬
‫الشننريعة السننلمية هنني الننتي يجننب أن ُتطّبننق ‪ ..‬وإذا‬
‫انصرفوا إلى العامة والخاصة من الناس ‪ ..‬وتكلمننوا علننى‬
‫المل ‪ ..‬وكتبوا في الصحف ‪ ..‬وأجروا المقابلت الصحفية‬
‫العامننة ‪ ..‬وجالسننوا الخريننن ‪ ..‬تراهننم يراوغننون روغننان‬
‫سق العصر؛‬ ‫الثعلب ‪ ..‬ويتكلمون في العموميات ‪ ..‬وعن يا ِ‬
‫الدستور الجنناهلي ‪ ..‬وضننرورة الرجننوع إليننه واحننترامه ‪..‬‬
‫وعن الوطنيات ‪ ..‬والوحنندة الوطنيننة ‪ ..‬وأنهننم ل يرينندون‬
‫أسلمة المجتمع ‪ ..‬وعن ضرورة العتراف بشرعية الكننافر‬
‫الزنننديق المرتنند الخننر ‪ ..‬وشننرعية حكمننه وقننانونه لننو‬
‫اختننارته الكثريننة مننن الجمنناهير الضننالة ‪ ..‬وعننن الحكننم‬
‫الننوطني الننديمقراطي ‪ ..‬ومنندوا حبننال الننود والمداهنننة‬
‫والولء لطغاة الحكم الظننالمين ‪ ..‬ليمارسننوا معهننم لعبننة‬
‫العمننل النيننابي البرلمنناني الشننركي ‪ ..‬ويضننحكوا علننى‬
‫الشننعوب ‪ ..‬هننذا ومننن دون أن ُيشننيروا إلننى حاكميننة‬
‫الشننريعة السننلمية ‪ ..‬وتطبيقهننا فنني البلد والعبنناد ‪..‬‬
‫جننع إليهننا‬ ‫وباعتبارها المرجعية الوحيدة الننتي يجننب أن ُير َ‬
‫فنني حننل المشنناكل ‪ ..‬وفننض المنازعننات ‪ ..‬وفنني جميننع‬
‫شؤون حياة المة الخاصة والعامة سواء!‬
‫ل نرينند كلمننا ً ننن عننن الشننريعة وتطبيقهننا ننن فنني‬
‫غرف المظلمة ‪ ..‬وحسننب ‪ ..‬وإنمنا مننع ذلنك‬ ‫السراديب وال ُ‬
‫نرينند كلمننا ً مننن علننى المنننابر العامننة ‪ ..‬وفنني الصننحف‬
‫ووسائل العلم ‪ ..‬يتبعه عمل وتطبيق وتنفيذ!‬
‫دوهُ إ ِل َننى‬‫فنُر ّ‬ ‫ء َ‬
‫ي ٍ‬‫شن ْ‬ ‫فنني َ‬ ‫م ِ‬ ‫عت ُ ْ‬
‫فِإن ت َن َنناَز ْ‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ر ذَل ِن َ‬
‫ك‬ ‫خن ِ‬‫وم ِ ال ِ‬ ‫وال ْي َن ْ‬ ‫ن ب ِننالل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫مُنو َ‬‫ؤ ِ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ل ِإن ُ‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫سو ِ‬
‫والّر ُ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ه َ‬

‫‪81‬‬
‫ويل ً ‪‬النساء‪ .59:‬فإذا انتفى الننرد إلننى اللننه‬ ‫ْ‬ ‫خير َ‬
‫ن ت َأ ِ‬
‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫وأ ْ‬‫َ ْ ٌ َ‬
‫والرسول ‪ .. ‬انتفى معه مباشرة اليمننان بننالله واليننوم‬
‫الخر ‪ ..‬وكان زعم اليمننان بننالله واليننوم الخننر ‪ ..‬مجننرد‬
‫دعوى ل حقيقة له!‬
‫قننال تحننت عنننوان " بيننن الحكومننة والشننعب "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":355‬أصبح التذمر لنا عادة دائمة‪ ،‬والشننكوى مننن رجننال‬
‫الحكم نغمة مستحبة حتى بعد قيام العهنند الننوطني‪ ،‬ولننم‬
‫يكتب لنا في التاريننخ أن تمتنند الينندي بعضننها إلننى بعننض‬
‫فتنطلننق متعاونننة فنني البننناء‪ ،‬متفاهمننة علننى الخيننر‪،‬‬
‫واستمرت الجفوة حتى وصل المننر بنوابنننا أن يتراشننقوا‬
‫بننالتهم فنني ننندوتهم‪ ،‬وأن ينقلننب سننلحهم إلننى تهدينند‬
‫بالمسدسات وهجوم بالكراسي‪ ،‬وغير ذلك مما أخذ الناس‬
‫يقرأونه في صحفهم عن مجلسهم النيابي في آخر حياته‬
‫… من المسؤول عن ذلك؟ أهي الحكومننة؟ نعننم ‪ ..‬أم هننو‬
‫الشننعب؟ نعننم … فالحكومننة مسننؤولة لنهننا لننم ُتحسننن‬
‫تصريف المور في كثير من الحيان … وأقصت الوطنيين‬
‫والكفاء … وأما الشعب‪ :‬فهننو المسننؤول أيضنًا؛ لنننه لننم‬
‫ُيحسننن اختيننار نننوابه والمتكلميننن باسننمه فنني المجلننس‬
‫النيابي … إن في المجلس النيننابي عننددا ً مننن الكفنناء …‬
‫ولكننن فيننه عنندا عننن ذلننك مننن ل كفنناءة لهننم إل جنناههم‬
‫ونفوذهم ومن ل تؤثر عنه كلمة واحدة في المجلننس مننن‬
‫أول جلساته إلى آخرهننا ‪ ..‬والننذي أدى أن يكننون مجلسنننا‬
‫النيابي بهننذا الشننكل هننو الشننعب الننذي رضنني أن يكننون‬
‫فريق نوابه على ذلك الطراز … إن الشعب هو المسؤول؛‬
‫لنه هو الذي يجب أن يختار نوابه‪ ،‬فإذا شكا اليننوم وتننألم‬
‫فليظهر غدا ً إرادته الواضحة في إقصاء مننن يتننألم منهننم‬
‫وإبقاء من رضنني عنهننم ‪ ..‬الطريقننة الوحينندة لسننتقامة‬
‫المور‪ :‬أن ُيترك الشعب حرا ً في اختيار نوابه مباشننرة …‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد أكثرنا مننن النقننل ‪ ..‬ليتضننح للقننارئ منهننج‬
‫المؤلننف ننن كمؤسننس لجماعننة الخننوان المسننلمين فنني‬
‫سورية‪ ،‬قد آلت إليه قيادة الجماعننة فنني جميننع أمصننارها‬
‫بعد اعتقال مرشندها حسنن الهضنيبي فني مصنر نن فهنو‬
‫منهج يتلخص بالكلمات التالية‪ :‬الغاية والهدف‪ :‬قيام نظام‬

‫‪82‬‬
‫ديمقراطي ليبرالي برلماني نيابي ‪ ..‬ولؤه للوطن وفنني‬
‫الننوطن ‪ ..‬والحقننوق والواجبننات ُتقسننم علننى أسنناس‬
‫النتماء للوطن وحدود القطنر الجغرافينة ‪ ..‬بغنض النظنر‬
‫عن انتماء وعقيدة وسلوك المواطن الذي ينتمي إلى تلك‬
‫عننم ببعننض مظنناهر التنندين ‪..‬‬ ‫مط ّ‬‫الحنندود الجغرافيننة ‪ُ ..‬‬
‫ومعاني الفضيلة والخلق الحميدة ‪ ..‬يكفننل حريننة جميننع‬
‫الحزاب القائمة على الكفر واللحاد والننردة والزندقننة ‪..‬‬
‫وحريننة أن تكننون لهننا السننيادة علننى البلد والعبنناد لننو‬
‫اختارتها الكثرية من الجماهير!‬
‫ثننم كيننف نوفننق بيننن منهننج المؤلننف وكلمننه هننذا ‪..‬‬
‫وحرصه على النظام البرلماني ‪ ..‬وبين قوله السابق عننن‬
‫النظام البرلمنناني‪ ،‬حيننث قننال‪ ":‬فنني النظننام البرلمنناني‬
‫الميوعة والفوضى ‪ ...‬وفي شريعة الله‪ :‬العنندل والنظننام‬
‫"؟!!‬
‫وسننيلته وسننبيله لتحقيننق الهنندف النننف الننذكر‪:‬‬
‫النتخابات الشعبية الحرة الديمقراطية ‪ ..‬والحتكننام إلننى‬
‫الشعب والجمهور ‪ ..‬وصناديق القتراع ‪ ..‬عند مورد النزاع‬
‫مع بقية الحزاب الخرى!‬
‫وقد تقدم معنننا مننن كلم المؤلننف مننا ينندين منهجننه‬
‫هننذا‪ ،‬حيننث قننال‪ ":‬الجمنناهير ل عقننل لهننا فيمننا يوافننق‬
‫شهواتها‪ ،‬فليس إسراعها إلننى كننل مننا ُيخننالف الشننرائع‪،‬‬
‫وقوانين الخلق دليل ً على صحة اتجاههننا "‪ .‬وقننال تحننت‬
‫عنوان " الباطل أكثر أتباعا ً "‪ ":‬ل ُيقنناس الحننق والباطننل‬
‫بقلننة النصننار أو كننثرتهم‪ ،‬ففنني كننل عصننور التاريننخ بل‬
‫استثناء كان الباطل أكننثر أتباعنا ً ‪ ."..‬وقننال‪ ":‬الحننق أقننل‬
‫أتباعا ً ‪ ...‬والباطل أكثر أتباعا ً " ‪ ..‬ومع ذلك نراه وجماعته‬
‫ُيراهنون وُيقامرون على الجماهير الضالة ‪..‬؟!‬
‫َيعرفون ‪ ..‬وُيخالفون!!‬
‫طموحاته‪ :‬فهي ل تتعدى اهتمامات وزارة التربيننة ‪..‬‬
‫والشنننؤون الجتماعينننة ‪ ..‬ووزارة التمنننوين ‪ ..‬وموقنننف‬
‫المعارضة السلمية التي تمنند الطنناغوت ونظننامه بالحينناة‬
‫والشرعية ‪ ..‬وما سوى ذلك من المناصب السننيادية فهنني‬
‫للطاغوت ‪ ..‬وللزنادقة من أزلم الطاغوت!‬

‫‪83‬‬
‫ملمح هذا المنهج يظهر بوضوح عند المتننأخرين مننن‬
‫الخنننوان المعاصنننرين ‪ ..‬فلنننو أردت أن تتبنننع أدبيننناتهم‬
‫وعباراتهم الدالة على هذا المنهج ‪ ..‬لجمعت من كلمنناتهم‬
‫وعباراتهم مجلدا ً ‪ ..‬بل ومجلدات!‬
‫إذا ً ل يوجننند فنننرق كنننبير بينننن منهنننج الوائل منننن‬
‫المؤسسنننين لجماعنننة الخنننوان ‪ ..‬وبينننن منهنننج البنننناء‬
‫والجيال التالية من المتأخرين منهننم ‪ ..‬وهننذه حقيقننة ‪..‬‬
‫قد غطت عليها فترة الضطهاد التي مررنا بهننا ‪ ..‬ومننرت‬
‫بها الحركة السننلمية ككننل ‪ ..‬فلننم يرهننا إل القلئل مننن‬
‫المتخصصين!‬
‫فنإذا عرفننت ذلنك أيهنا القنارئ ‪ ..‬عرفنت السننبب ‪..‬‬
‫لمنناذا اللننه تعننالى لننم يكتننب النصننر لنندينه علننى ينند هننذه‬
‫الجماعة ‪ ..‬الذي يمتد تاريننخ وجودهننا وتأسيسننها إلننى مننا‬
‫قرن!‬ ‫ُيقارب ال َ‬
‫تعالى الله عن أن يبتلنني عبنناده الصننادقين بننالهزائم‬
‫والنتكاسات على مدار مائة سنة إل قليل ً ‪ ..‬بينما هم في‬
‫المقابل ينصرون اللننه تعننالى‪ ،‬ويأخننذون بأسننباب وسنننن‬
‫َ‬
‫مُنننوا ِإن‬
‫نآ َ‬ ‫هننا اّلنن ِ‬
‫ذي َ‬ ‫النصر والتمكين ‪ ..‬قال تعالى‪َ  :‬يا أي ّ َ‬
‫م ‪‬محمد‪.[5].7:‬‬ ‫مك ُ ْ‬
‫دا َ‬ ‫ت أَ ْ‬
‫ق َ‬ ‫وي ُث َب ّ ْ‬ ‫صْرك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫صُروا الل ّ َ‬
‫ه َين ُ‬ ‫َتن ُ‬
‫‪ 5‬منن المنور النتي يغطنون بهنا علنى عينوبهم وفشنلهم ‪ ..‬أنهنم‬
‫يكلمون أفرادهم وشبابهم ن ومنذ أكثر من سبعين عامننا نن بننأنهم‬
‫غير مسؤولين عن النتائج إن جاءت بخلف ما يتمنون ويشتهون ‪..‬‬
‫لن النتائج بيد اللننه ل بينند عبنند اللننه ‪ ..‬فيننردون فشننلهم للقضنناء‬
‫والقنندر ‪ ..‬ويتهربننون مننن وطننأة المسنناءلة والمحاسننبة علننى‬
‫التقصير‪ ،‬ومن إجراء تقييم إيجابي صننادق لماضننيهم ‪ ..‬تحنت هننذا‬
‫الزعم الذي ظاهره حق ‪ ..‬وباطنه باطل ‪ ..‬ومما زاد الطين بلة أن‬
‫هذه المقولة انتقلت إلى غيرهم ن من الفاشلين! ن وراجننت علننى‬
‫كثير ممن يعملون في حقل الدعوة ‪ ..‬ومن أجل السلم؟!‬
‫لذا أجدني ملزما ً بأن أبين وجه الحق من هذه المقولة ‪ ..‬ووجه‬
‫الباطل فيها‪ ،‬فأقول‪ :‬كل شننيء بقنندر النجنناح والفشننل سننواء ‪..‬‬
‫فالنجاح بقدر ‪ ..‬وهو من عند الله تعالى وبتوفيق من اللننه تعننالى‬
‫لعبننده أن ألهمننه ووفقننه لسننباب النجنناح والظفننر ‪ ..‬والفشننل‬
‫بقدر ‪ ..‬لكن هو من عند أنفسنا ‪ ..‬وبسننبب مننن أنفسنننا الخنناطئة‬
‫والمارة بالسوء ‪ ..‬وما كنا سببا ً فيه ل بد من البحننث عننن جننوانب‬
‫التقصير والخطأ ‪ ..‬ومحاسبة المقصرين والمخطئين ‪ ..‬كمننا قننال‬
‫م أ َن ّننى َ‬
‫هننن َ‬
‫ذا‬ ‫قل ُْتنن ْ‬ ‫مث ْل َي ْ َ‬
‫ها ُ‬ ‫صب ُْتم ّ‬
‫ة َ َ‬
‫قد ْ أ َ‬ ‫صيب َ ٌ‬
‫م ِ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬
‫كم ّ‬
‫َ‬
‫ول َ ّ‬
‫ما أ َ‬
‫َ‬
‫تعالى‪  :‬أ َ‬

‫‪84‬‬
‫أليست هذه السنوات العجاف ‪ ..‬المديدة والطويلة ‪..‬‬
‫والمليئة بالتجنننننارب الفاشنننننلة الليمنننننة ‪ ..‬والنتنننننائج‬
‫المأسننناوية ‪ ..‬كافينننة للقنننوم بنننأن يننندركوا خطنننأهم ‪..‬‬
‫فيراجعوا أنفسهم ومننواقفهم ‪ ..‬ومنهجهننم فنني التصننور‬
‫والعمل ‪ ..‬وينظروا في مواطن النقص والخلل ‪ ..‬والخطأ‬
‫‪ ..‬فُيصننلحوها ‪ ..‬عسننى اللننه تعننالى أن ُيصننلح حننالهم ‪..‬‬
‫وُيصلح بهم غيرهم ‪ ..‬والله تعالى ل ُيغير مننا بقننوم ٍ حننتى‬
‫ُيغيروا ما بأنفسهم!‬
‫قال تحت عنوان " مسؤولية القادة "‪ ،‬ص ‪ ":360‬أيها‬
‫القنننادة إن أمتكنننم تريننند مننننك أن تحفظنننوا عقائدهنننا‪،‬‬
‫وتحننترموا آدابهننا‪ ،‬وتصننونوا أموالهننا‪ ،‬وتحقنننوا دماءهننا‪،‬‬
‫وتوفروا طمأنينتها‪ .‬إنها تريد منك أن تعنننوا بننالقرى كمننا‬
‫تعنوا بالمنندن ‪ ..‬إنهننا ترينند أن تعيننش فنني نعمننة سننابغة‪،‬‬
‫وأمن وارف‪ ،‬وعلم مفيد‪ ،‬وعدالة شاملة‪ ،‬وخلق يسمو بها‬
‫للسماء ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو قننال‪ :‬ترينند منكننم أن تحكموهننا بشننرع اللننه‬
‫تعالى ‪ ..‬ل بشرع الطاغوت والهواء ‪ ..‬لكننان ذلننك صننوابا ً‬
‫وأحسن وأدق ‪ ..‬فشرع الله تعالى يشمل ما ذكر المؤلننف‬

‫م ‪‬آل عمننران‪ .165:‬اتهمننوا أنفسننكم ‪..‬‬ ‫س نك ُ ْ‬ ‫د أ َن ْ ُ‬


‫ف ِ‬ ‫عن ن ِ‬
‫ن ِ‬‫من ْ‬ ‫و ِ‬‫هن َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قن ْ‬ ‫ُ‬
‫راجعوا أنفسكم ‪ ..‬ومواقفكم ‪ ..‬وانظروا مواطن الخلل والتقصير‬
‫د‬
‫عن ن ِ‬
‫ن ِ‬
‫من ْ‬‫‪ ..‬فستجدون أن ما نزل بكم من مصاب وبلء هو بسبب ‪ِ ‬‬
‫م ‪ ،‬أما أن نرد الفشل والهزائم ن وعلى مدار قرن كامننل ن ن‬ ‫سك ُ ْ‬‫ف ِ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫إلى الله ‪ ..‬ونرمي بأخطائنا وفشلنا في ساحة القضنناء والقنندر ‪..‬‬
‫لنخرج منهننا سننالمين مننن غيننر محاسننبة ول مسنناءلة للمقصننرين‬
‫والمننذنبين منننا ‪ ..‬فهننذا فيننه سننوء ظننن بننالله ‪ .. ‬وسننوء فهننم‬
‫لعقيدة القضاء والقدر ‪ ..‬كما هي في السلم!‬
‫حاشا لله أن تأخذ بجميع أسباب الظفننر والنصننر الماديننة منهننا‬
‫والمعنوية التي أمرك الله ورسوله ‪ ‬بها ‪ ..‬ثم تفشل ‪ ..‬أو تننأتي‬
‫النتائج سننلبية بخلف مننا ترينند ومننا تنتظننر ن ن ل أقننول‪ :‬هننذا نننادر‬
‫مطلقنا ً إل‬ ‫الحصول‪ ،‬بل أقول‪ :‬لم يحصننل ‪ ..‬ول ُيمكننن أن يحصننل ُ‬
‫عند المرضى ممن أجاز أن يكون الله ظالما ً ‪ ..‬تنزه الخالق ‪ ‬عن‬
‫الظلم وإن يكن مثقنال ذرة أو أقنل نن فنإن جناءت النتنائج بخلف‬
‫المتوقع فبادر مباشرة إلى اتهام نفسك والبحث ن ن بتقننوى وعلننم‬
‫وإنصاف ن في جوانب التقصير والخلل والهمال لتستدرك منا قند‬
‫فاتك من أسباب الظفر والنصر ‪ ..‬والنجاح ‪ ..‬واحذر أن ترد فشلك‬
‫ن ‪‬النعام‪.52:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫فت َ ُ‬
‫كو َ‬ ‫إلى الله ‪َ ‬‬

‫‪85‬‬
‫وما لم يذكر ‪ ..‬لكننن المطالبننة بتحكيننم شننرع اللننه تعننالى‬
‫صراحة مما يكره الخرون سماعه ‪ ..‬ويجبن عن المطالبننة‬
‫به بوضننوح كننثير مننن أبنننائه ودعنناته ‪ ..‬فيستعيضننون عننن‬
‫المطالبة بتحكيم شرع الله تعالى صراحة ‪ ..‬بهننذه الجملننة‬
‫من المطالب مما ذكره المؤلف في كلمه أعله ومما لننم‬
‫يذكر ‪ ..‬لكن جميعها ‪ ..‬ل ُتغني عن المطالبة بتحكيم شرع‬
‫الله تعالى في جميع شؤون الحياة ‪ ..‬طاعة وعبننادة لننرب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫َ‬
‫ب‬‫قل ُننو ُ‬
‫ت ُ‬ ‫مأّز ْ‬ ‫شن َ‬‫حندَهُ ا ْ‬‫و ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ذا ذُك ِنَر الل ّن ُ‬‫وإ ِ َ‬‫قال تعالى‪َ  :‬‬
‫م‬
‫هن ْ‬‫ذا ُ‬ ‫ه إِ َ‬‫دون ِ ن ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬‫ذا ذُك َِر ال ّ ِ‬‫وإ ِ َ‬
‫ة َ‬
‫خَر ِ‬ ‫ن ِباْل ِ‬
‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬‫ن َل ي ُ ْ‬‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن ‪‬الزمر‪.45:‬‬ ‫شُرو َ‬ ‫ست َب ْ ِ‬‫يَ ْ‬
‫قال تحت عنوان " هذه المة الواعينة لنن تقبنل بعند‬
‫اليوم أنصاف اللهة "‪ ،‬ص ‪ ":368‬نحن في‬
‫كفاح مع المستعمر ل ينتهي حتى تنتهنني كننل آثنناره فنني‬
‫بلدنا العربية‪ ،‬ومن واجبات هذا الكفاح أن ُتحشد له جميع‬
‫القننوى والمننواهب ‪ ..‬وأن ل تطغننى فيننه فرصننة علننى‬
‫فرصة ‪ ..‬ول طائفة على طائفة ‪ ..‬من واجبنا أن نستعمل‬
‫كل ما عندنا من قوى الكفنناح والنضننال واسننترجاع الحننق‬
‫السليب من الحيوان المفترس‪ ،‬وإذا كانت ميادين كفاحنا‬
‫فيما مضى ميادين سلبية ل تعننرف إل الحتجنناج والثننارة‬
‫والضراب والمظاهرات‪ ،‬وإذا فتحت لنا اليوم فنني حياتنننا‬
‫الجديدة آفاق العمل الديبلوماسنني‪ ،‬وميننادين المننؤتمرات‬
‫الدولية والعلئق السياسية‪ ،‬فإن من الضرر البننالغ بحقنننا‬
‫أن نقننف عننند هننذا الحنند فحسننب‪ ،‬وأن نغفننل الناحيننة‬
‫الشعبية ‪ ...‬إن أقطاب العننالم والمتحكميننن فنني مصننائره‬
‫اليوم يحسننبون حسننابا ً لثننورة الجمنناهير ونقمتهننم؛ فننإذا‬
‫وقفننت وفودنننا تناضننل عننن حقهننا بننالطرق القانونيننة‬
‫والدولية‪ ،‬ثم كتب لها أن تخفق في الوصول إلى بغيتهننا‪،‬‬
‫فننإن الننواجب الننوطني أن تثبننت شننعوبنا تأيينندها لهننا‪،‬‬
‫واهتياجهننا لخفاقهننا‪ ،‬وتصننميمها علننى الوصننول إلننى‬
‫حقوقها ‪ ..‬هذه حقيقة نننؤمن بهننا نحننن الشننباب الصننغار‬
‫في أعمارنا المندفعين في ثورتنا المؤمنين بحق أمتنا ‪...‬‬
‫ل ُتجيننز لهننم ننن أي للكبننار فنني أعمننارهم مننن الساسننة‬
‫والحكننام نن الوطنيننة أن ُيخمنندوا حركننات الشننباب‪ ،‬ول أن‬

‫‪86‬‬
‫يهتنناجوا لصننراحة المننة ‪ ...‬إن الوطنيننة ل ُتجيننز هننذه‬
‫المواقف‪ ،‬ول تفهم هذه اللغة ‪ ...‬إن المة لم تعنند تطيننق‬
‫أن ترى بينها أنصاف اللهة الذين يتمثلون بقول فرعون ‪‬‬
‫م اْل َ ْ‬
‫عَلى ‪.... ‬ا‪ -‬هن‪.‬‬ ‫َ‬
‫أَنا َرب ّك ُ ُ‬
‫قلت‪ :‬تأمل أيها القارئ هذه اللغة ‪ ..‬ثننم اجتهنند فنني‬
‫أن تتحسننس منهننا لغننة ورائحننة السننلم ومصننطلحاته‬
‫ومفنناهيمه ‪ ..‬ومنطلقنناته ‪ ..‬فهننل سننتجدها‪ ":‬نحننن فنني‬
‫كفاح ‪ ..‬ومن واجبات هذا الكفاح ‪ ...‬وأن ل تطغى طائفننة‬
‫علننى طائفننة ن ن مننع النتبنناه أن سننورية مليئة بننالطوائف‬
‫الباطنيننة المارقننة الزنديقننة‪ ،‬فطننوائف الباطنيننة الغلة‬
‫وأهننل السنننة والجماعننة عنننده سننواء ننن ‪ ...‬واجبنننا أن‬
‫نستعمل كل ما عندنا مننن قننوى الكفنناح والنضننال ‪ ..‬وإذا‬
‫كانت ميادين كفاحنننا فيمننا مضننى ‪ ..‬وفودنننا تناضننل عننن‬
‫حقها بالطرق القانونية والدولية ‪ ..‬فإن الواجب الننوطني‬
‫أن تثبت شعوبنا تأييدها لها ‪ ..‬نحن الشننباب الصننغار فنني‬
‫أعمارنا المندفعين في ثورتنا ‪ ...‬ل ُتجيز لهم الوطنيننة أن‬
‫ُيخمنندوا حركننات الشننباب ‪ ..‬إن الوطنيننة ل ُتجيننز هننذه‬
‫المواقف ‪"...‬؟!‬
‫كفنناح ‪ ..‬وثننورة ‪ ..‬ونضننال ‪ ..‬وتحنناكم إلننى القننانون‬
‫الدولي الذي هو صنيعة العدو المستعمر ‪ ..‬ووطنيننة تجيننز‬
‫وتحرم ‪ !..‬ولو قيل لشيوعي ثننوري أو علمنناني وطننني ‪..‬‬
‫تكلننم ‪ ..‬لمننا خننرج عننن اسننتخدام هننذه المصننطلحات‬
‫والمفنناهيم قينند شننبر واحنند ‪ ..‬وأحسننب أنننني قنند رددت‬
‫عليها في ثنايا التعليق على خواطر المؤلننف ‪ ..‬مننا ُيغننني‬
‫عن العادة هنا من جديد‪.‬‬
‫لكن يبقى سؤال يفرض نفسننه‪ :‬إذا كننانت هننذه لغننة‬
‫المؤسس الول ‪ ..‬فكيننف بلغننة التلميننذ المتننأخرين ‪...‬؟!‬
‫ذ عن المزالق ول حرج!‬ ‫فحدث حينئ ٍ‬
‫أما قوله عن النصاف اللهة ‪ ..‬وأن المننة لننن تقبننل‬
‫بعد اليوم بأنصاف اللهة ‪ ..‬يعني أمرين ومزلقين‪:‬‬
‫أولهمننا‪ :‬أن المننة مننن قبننل كننانت تقبننل بأنصنناف‬
‫اللهة ‪ ..‬وفي هذا تكفير للمة ‪ ..‬ول أحسننب أن المؤلننف‬
‫ممن يكفرون المة ‪ ..‬لكن أخطننأه التعننبير ‪ ..‬كمننا أخطننأه‬
‫في مواضع أخرى كثيرة!‬

‫‪87‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أن المة لم تعد تقبل بأنصاف اللهة ‪ ..‬فهي ل‬
‫تقبل إل بآلهة كاملة اللوهية ‪ ..‬هنذا منا يقتضنيه مفهنوم‬
‫المخالفننة ‪ ..‬وفنني ذلننك كفننر ‪ ..‬وتكفيننر للمننة ‪ ..‬ونقننض‬
‫لشهادة التوحيد " ل إله إل الله "‪ ،‬ول أحسب أن المؤلننف‬
‫ممن يكفرون المة ‪ ..‬ويريدون هذا المعنى ‪ ..‬لكن أخطأه‬
‫التعبير ‪ ..‬كما أخطأه في مواضع أخرى كثيرة!‬
‫ولو قال‪ :‬أن المة ل تقبل بأنصنناف الرجننال ‪ ..‬لكننان‬
‫المعنننى صننوابا ً ‪ ..‬وبننه يصننل مننراد المؤلننف ‪ ..‬وُيريننح‬
‫وَيسننتريح ‪ ..‬لكننن الفلسننفة الننتي زينهننا وجننادل عنهننا‬
‫المؤلف في خواطره ن كما مر معننا نن قند أوقعتنه نن عمنا‬
‫يبنندو نن فنني مزالننق لننم ُيحسننن تقننديرها ‪ ..‬ولننم يحسننب‬
‫حسابها جيدًا!!‬
‫قال في مقال له عن الجامعة العربية‪ ،‬وتحت عنوان‬
‫" فكرة الجامعة "‪ ،‬ص ‪ :381‬أما الجماعة العربيننة كفكننرة‪،‬‬
‫فنحن من الذين يرونها أمرا ً ل بد منه مهمننا طننال الزمننن‬
‫أو قصر؛ إن وحدة العرب واجتماع شملهم ووقوفهم بين‬
‫المم كأمة واحدة في وطنهننا وفنني رسننالتها هننو ممننا ل‬
‫مجال للنزاع فيه ‪" ...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬فكننرة الجامعننة العربيننة قننامت علننى أسننس‬
‫ومنطلقات قومية وقطرية ‪ ..‬قد غيبت عقيدة السننلم ‪..‬‬
‫وشريعة السلم ‪ ..‬عن أن تكون سننببا ً فنني توحنند العننرب‬
‫واجتماعهم من جديد ‪ ..‬والعرب كانوا قبننل السننلم أذلء‬
‫متفرقين متناحرين ‪ ..‬وهم بعنند السننلم أذلء متفرقننون‬
‫متناحرون ‪ ..‬فأعزهم الله نن بعنند ذلهننم الول نن بالسننلم‬
‫وعقينندة السننلم ‪ ..‬وهننذا العننز ل ولننن يعننود إل بعنند أن‬
‫يعودوا من جديد إلى ما أعزهم الله به ‪ ..‬أل وهو السلم‪.‬‬
‫خذوها مني أيها العرب‪ :‬العننرب مننن دون السننلم ‪..‬‬
‫وكتنناب السننلم ‪ ..‬ونننبي السننلم ‪ ..‬ل ُيسنناوون شننيئا ً ‪..‬‬
‫وهم وحوش داشرة كاسرة ‪ ..‬تحكمهم الهواء والشهوات‬
‫‪ ..‬وأخلقيات شريعة الغاب ‪ ..‬كانوا ن قبل أن يعزهننم اللننه‬
‫بالسلم ن أذلء متفرقين؛ يتقاتلون فيما بينهم منن أجننل‬
‫ناقة ‪ ..‬واليوم ن بعد أن ابتعدوا عن السلم؛ عمننا أعزهننم‬
‫الله به نن فننإنهم أذلء متفرقننون ‪ ..‬يتقنناتلون ويتننناحرون‬

‫‪88‬‬
‫فيما بينهم من أجل دجاجة ‪ ..‬وفنني كننثير مننن الحيننان ‪..‬‬
‫من أجل ل شيء ‪ ..‬أفل تعقلون؟!!‬
‫اعلموا أن كل بنيان ل يقوم على أساس من التقوى‬
‫‪ ..‬واللتزام بتعاليم السلم ‪ ..‬فهو بنيان فاشل ‪ ..‬ضننرره‬
‫أكبر من نفعه ‪ ..‬لن يضع الله له القبننول ‪ ..‬وهننو سننرعان‬
‫ما ينهار ويتهاوى على أهله وأصحابه ممن شيدوه!‬
‫لذا ن بعد مرور أكثر من سننتين سنننة ن ن لننم ‪ ..‬ولننن ‪..‬‬
‫ُيكتب النجاح لهذه الجامعة المسخ ‪ ..‬وهي من إخفاق إلى‬
‫إخفاق ‪ ..‬ومن هزيمة إلى هزيمة ‪ ..‬ومن تفرق إلى تفرق‬
‫‪ ..‬ومن ضعف إلى ضعف ‪ ..‬ومن ذل إلننى ذل ‪ ..‬كأنهننا لننم‬
‫توجد إل لتعمق الفرقة والتننناحر بيننن العننرب أنفسننهم ‪..‬‬
‫قبل أن تعمقه بين العرب وغيرهم من المسلمين!‬
‫ثم ن يقول ن أمة العرب كأمنة واحندة ‪ ..‬وعلنى وطنن‬
‫واحد ‪ ..‬فأين بقية المم والشعوب والقوميننات الننتي لهننا‬
‫علينا حق أخوة السلم ‪ ..‬وحق الولء والنصرة في الدين‬
‫‪ ..‬ماذا سيكون الموقف منها ‪ ..‬ماذا ُيقال لها ‪ ..‬إذا قننالت‬
‫الخرى ‪ ..‬وطني ‪ ..‬وقومي؟!‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هذ ُ‬
‫م‬ ‫وأن َننا َرب ّك ُن ْ‬ ‫ح ندَةً َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫من ً‬ ‫مأ ّ‬ ‫مت ُك ُ ْ‬‫هأ ّ‬ ‫ن َ ِ ِ‬ ‫قال تعالى‪  :‬إ ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ة‬‫من ً‬‫مأ ّ‬ ‫مت ُك ُ ْ‬‫هأ ّ‬ ‫ذ ِ‬‫ه ِ‬‫ن َ‬ ‫وإ ِ ّ‬‫ن ‪‬النبياء‪ .92:‬وقال تعالى‪َ  :‬‬ ‫دو ِ‬‫عب ُ ُ‬
‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن ‪‬المؤمنننون‪ .52:‬هننل هنني أمننة‬ ‫قو ِ‬ ‫فننات ّ ُ‬ ‫م َ‬‫وأن َننا َرب ّك ُن ْ‬ ‫حدَةً َ‬ ‫وا ِ‬ ‫َ‬
‫العرب ‪ ..‬أم هي أمة السلم الشنناملة لجميننع المسننلمين‬
‫بجميع قومياتهم وجنسياتهم وألوانهم ولغاتهم!‬
‫وةٌ ‪‬الحجننرات‪.10:‬‬ ‫خن َ‬ ‫ن إِ ْ‬‫من ُننو َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫مننا ال ْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪  :‬إ ِن ّ َ‬
‫هل المننراد بننالمؤمنين مننؤمني العننرب أم مننؤمني جميننع‬
‫المسلمين على اختلف قومياتهم وجنسننياتهم وألننوانهم‬
‫ولغاتهم ‪..‬؟!‬
‫ول َ‬‫ميعننا ً َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الّلنن ِ‬ ‫حْبنن ِ‬ ‫موا ْ ب ِ َ‬ ‫صنن ُ‬ ‫عت َ ِ‬ ‫وا ْ‬‫وقننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫قوا ْ ‪‬آل عمننران‪ .103:‬هننل المننر بالعتصننام والتوحنند‬ ‫فّر ُ‬ ‫تَ َ‬
‫المعننني منننه هننم العننرب فقننط أم المننؤمنين المسننلمين‬
‫عربهم وعجمهم ‪ ..‬أبيضهم وأصفرهم وأسودهم ‪..‬؟!‬
‫النبي ‪ ‬يقول‪ ":‬ترى المؤمنين ن ن عربهننم وعجمهننم‬
‫أبيضهم وأصفرهم وأسودهم ن ن فنني تراحمهننم وتننوادهم‪،‬‬
‫وتعناطفهم‪ ،‬كمثنل الجسند إذا اشنتكى عضنوا ً تنداعى لنه‬

‫‪89‬‬
‫سننائر الجسنند بالسننهر والحمننى " متفننق عليننه‪ .‬أهكننذا‬
‫الجامعة العربية ‪ ..‬وفكرتها القومية؟!‬
‫وقال ‪ ":‬المسلمون يدٌ على من سننواهم "]صننحيح‬
‫سنن أبنني داود‪ .[2391:‬بينمننا الجامعننة العربيننة وفكرتهننا‬
‫القومية تقول‪ :‬العرب ن كافرهم ومؤمنهم ن يد علننى مننن‬
‫سواهم ‪ ..‬فكيف بعد ذلك للمؤلف نن الداعينة السنلمي نن‬
‫أن يستحسننن فكننرة الجامعننة العربيننة ‪ ..‬أل قاتننل اللننه‬
‫العصبية ‪ ..‬والعصبيات!‬
‫ل غرابننة ‪ ..‬فنني الونننة الخيننرة أصننبحنا نسننمع مننن‬
‫التلميننذ ‪ ..‬قننادة الجماعننة المتننأخرين ‪ ..‬يقولننون‪ :‬هننذا‬
‫الصراع بين العروبة " القومية العربية " وبين السننلم ‪..‬‬
‫صراع مفتعل ‪ ..‬ل مبرر له ‪ ..‬ل بد من أن تصطلح العروبة‬
‫" القومية العربيننة " مننع السننلم ‪ ..‬يرينندون أن ُيصننالحوا‬
‫بيننن الحننق والباطننل ‪ ..‬بيننن الطهننر والرجننس ‪ ..‬وبيننن‬
‫العصبية ‪ ..‬ورحابة عقيدة السلم!‬
‫ل غرابننة إذا عرفنننا أن هننذه النندعوة الجاهليننة لهننا‬
‫رصننيدها عننند المؤسسننين الوائل للجماعننة ‪ ..‬فمننا الننذي‬
‫يمنننع مننن أن يقننع بهننا المتننأخرون ‪ ..‬ممننن يقلنندون‬
‫ويسيرون على خطى المؤسسين الوائل؟!‬
‫وقال تحننت نفننس العنننوان‪ ،‬ص ‪ ":382‬ومننتى المننم‬
‫تشق طريقها إلى الحياة‪ ،‬فإرادتها وحدها هي التي تحكم‬
‫على علم العلماء وفلسفة الفلسفة ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هكذا يقننول الننديمقراطيون ‪ ..‬أمننا المسننلمون‬
‫الموحنندون يقولننون‪ :‬أن الننذي يحكننم علننى المننم وعلننى‬
‫الشعوب ‪ ..‬وعلى العلماء ‪ ..‬والفلسفة ‪ ..‬وعلمهم ‪ ..‬هننو‬
‫الله تعالى وحده ‪ ..‬هو حكم الله تعالى وحده ‪ ..‬هننو شننرع‬
‫الله تعالى وحده ‪ ..‬فإرادته ‪ ‬تعلو ول ُيعلى عليها ‪ ..‬وما‬
‫م اللننه تعننالى عليننه بننأنه حسننن فهننو حسننن علننى‬ ‫ح َ‬
‫كنن َ‬
‫الطلق ‪ ..‬وإلننى يننوم القيامننة ‪ ..‬ولننو اجتمعننت المننم‬
‫والشعوب كلها على تقبيحه ‪ ..‬وما حكم الله تعننالى عليننه‬
‫بننأنه شننين وقبيننح ‪ ..‬فهننو شننين وقبيننح علننى الطلق ‪..‬‬
‫وإلى يوم القيامة ‪ ..‬ولو اجتمعننت المننم والشننعوب كلهننا‬
‫على تحسينه ‪ ..‬فالحكم لله تعالى وحده‪ ،‬كما قال تعننالى‪:‬‬
‫والل ّن ُ‬
‫ه‬ ‫م إ ِل ّ ل ِل ّن ِ‬
‫ه ‪‬النعننام‪ .57:‬وقننال تعننالى‪َ  :‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫حك ْن ُ‬ ‫‪ ‬إِ ِ‬

‫‪90‬‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ‪‬الرعد‪ .41:‬وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬ ‫م ِ‬ ‫حك ْ ِ‬ ‫ب لِ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ع ّ‬
‫م َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫حك ُ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مننرا أن ي َك ُننو َ‬‫هأ ْ‬‫سننول ُ‬
‫وَر ُ‬
‫ه َ‬ ‫ضى الل ن ُ‬ ‫ق َ‬‫ذا َ‬ ‫ة إِ َ‬ ‫من َ ٍ‬‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫لِ ُ‬
‫م ‪‬الحننزاب‪ .36:‬وقننال تعننالى‪َ  :‬ل‬ ‫َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫هن ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ََرةُ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫لَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪‬النبياء‪.23:‬‬ ‫سأُلو َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ع ّ‬‫ل َ‬ ‫سأ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫وقال تحت عنوان " ل تزال الجامعننة محننط آمالنننا "‪،‬‬
‫ص ‪ ":388‬إن فكرة الجامعة هي فكرة القدر الذي أبى أل‬
‫تكننون دنيننا العننرب دنيننا واحنندة فنني مصننالحها‪ ،‬وآلمهننا‬
‫وآمالها ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بل هي فكرة بريطانيا ‪ ..‬وفرنسا ‪ ..‬وأمريكا ‪..‬‬
‫الذين رأوا في عمارة الجامعة العربية ‪ ..‬وبعض كراسننيها‬
‫ومكاتبها المهترئة ‪ ..‬وموظفيها الخاملين ‪ ..‬بننديل ً مقنعننا ً‬
‫للخاملين المغفلين من العرب من أن ينهضننوا أو يفكننروا‬
‫بوحدة شاملة ‪ ..‬عامة ‪ ..‬تقوم على أسس شرعية صحيحة‬
‫‪ ..‬تكون نواة لوحدة إسلمية شاملة وعامة ‪ ..‬تهدد مصالح‬
‫الغرب والصهاينة اليهنود فني المنطقننة ‪ ..‬وتعكنر عليهنم‬
‫مخططاتهم ومآربهم!‬
‫ثم أن الفكرة ‪ ..‬مبعثها التفكر ‪ ..‬والتفكير ‪ ..‬وإعمال‬
‫المفكننر فكننره فنني المصننالح والمفاسنند ‪ ..‬والسننلبيات‬
‫واليجابيننات ‪ ..‬والشننيء المفكننر بننه ‪ ..‬قبننل أن ُيصنندر‬
‫قراره ‪ ..‬وما كان كذلك ل يجوز أن ُينسب إلى قضاء اللننه‬
‫ذا‬ ‫تعالى وقنندره ‪ ..‬إلننى القنندير الخننبير العليننم ‪ ..‬الننذي ‪ ‬إ ِ َ‬
‫َ‬
‫ن ‪‬آل عمران‪.47:‬‬ ‫كو ُ‬‫في َ ُ‬‫كن َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫فإ ِن ّ َ‬ ‫مرا ً َ‬ ‫ضى أ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬
‫قال تحت عنوان " وجوب العناية بننالروح والخلق "‪،‬‬
‫ص ‪ ":392‬لننن تعننرف ننن أي أمننم الحضننارات اليننوم ننن‬
‫م تتع نّرف إلننى روحنننا نحننن‪،‬‬ ‫السننتقرار والسننعادة إل يننو َ‬
‫وتتقدم لتأخذها من يدي محمد والمسنيح عليهمنا السنلم‬
‫"ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬المسيح عليه السلم حبيبنا ن عليه وعلننى نبينننا‬
‫أفضل الصلة والسلم ن حقه معلوم ومحفوظ ‪ ..‬لننه فنني‬
‫نفوسنا من الحب والتوقير والتعظيم ‪ ..‬ما لكل نننبي مننن‬
‫د منن رسنل اللنه ‪..‬‬ ‫أنبياء الله تعنالى ‪ ..‬ل نفنرق بينن أحن ٍ‬
‫ولكن هذا كله ل يمنعنا من أن نقول الحننق ‪ ..‬وأن ننصننف‬
‫الحق؛ وهو‪ :‬أن النس والجن ‪ ..‬كلهم ‪ ..‬منذ مبعث النننبي‬
‫محمد ‪ ‬وإلى يوم القيام ‪ ..‬ملزمننون باتبنناع محمنند ‪.. ‬‬

‫‪91‬‬
‫والقتداء به ‪ ..‬والقتصار عليه وعلى ما جاء بننه مننن عننند‬
‫ربه ‪ .. ‬في جميننع شنؤون حيناتهم الدينينة والدنيويننة ‪..‬‬
‫الروحية والمادية سواء ‪ ..‬ولو كان موسى وعيسى حييننن‬
‫د ‪ ،‬كمننا قننال‬ ‫بيننن أظهرنننا مننا وسننعهما إل اتبنناع محم ن ٍ‬
‫ه‬ ‫م الّلنن ُ‬ ‫كنن ُ‬ ‫حب ِب ْ ُ‬ ‫عوِني ي ُ ْ‬ ‫فات ّب ِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫م تُ ِ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ل ِإن ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫تعالى‪ُ  :‬‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫عننوا ْ الل ّن َ‬ ‫طي ُ‬ ‫لأ ِ‬ ‫قن ْ‬ ‫م‪ُ .‬‬ ‫حي ن ٌ‬ ‫فوٌر ّر ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫م ذُُنوب َك ُ ْ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬‫وي َ ْ‬
‫َ‬
‫ن ‪‬آل‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ب الكننا ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫حنن ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن اللنن َ‬‫ّ‬ ‫وا فننإ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ولنن ْ‬ ‫ّ‬ ‫ل فننِإن ت َ َ‬ ‫سننو َ‬ ‫والّر ُ‬ ‫َ‬
‫عننوا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عمران‪ .32-31:‬وقال تعالى‪  :‬ق ْ‬
‫طي ُ‬ ‫وأ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عوا الل َ‬ ‫طي ُ‬ ‫لأ ِ‬
‫م‬ ‫مل ُْتنن ْ‬‫ح ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫كم ّ‬ ‫عل َي ْ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫فإ ِن ّ َ‬ ‫وّلوا َ‬ ‫فِإن ت َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫الّر ُ‬
‫ن‬ ‫مِبي ن ُ‬ ‫غ ال ْ ُ‬ ‫ل إ ِّل ال ْب ََل ُ‬ ‫سننو ِ‬ ‫عل َننى الّر ُ‬ ‫مننا َ‬ ‫و َ‬ ‫دوا َ‬ ‫هت َ ُ‬ ‫عوهُ ت َ ْ‬ ‫طي ُ‬‫وِإن ت ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ل الل ن ِ‬ ‫ّ‬ ‫سننو ِ‬ ‫فنني َر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن لك ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫كا َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫َ‬
‫‪‬النور‪ .54:‬وقال تعالى‪  :‬ل َ‬
‫ُ‬
‫ه‬ ‫وذَك َنَر الل ّن َ‬ ‫خ نَر َ‬ ‫م اْل ِ‬ ‫و َ‬ ‫وال ْي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جو الل ّ َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫من َ‬ ‫ة لّ َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫وةٌ َ‬ ‫س َ‬ ‫أ ْ‬
‫ك إ ِّل َ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫فنن ً‬ ‫كا ّ‬ ‫ما أْر َ‬ ‫و َ‬ ‫ك َِثيرا ً ‪‬الحزاب‪ .21:‬وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن ‪‬سبأ‪.28:‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫س َل ي َ ْ‬ ‫ن أك ْث ََر الّنا ِ‬ ‫ول َك ِ ّ‬ ‫ذيرا ً َ‬ ‫ون َ ِ‬ ‫شيرا ً َ‬ ‫س بَ ِ‬ ‫للّنا ِ‬
‫ّ‬
‫وفنني الحننديث‪ ،‬فقنند صننح عننن النننبي ‪ ‬أنننه قننال‪":‬‬
‫ع بي أحندٌ مننن هننذه المننة‬ ‫د بيده ل يسم ُ‬ ‫س محم ٍ‬ ‫والذي نف ُ‬
‫ُ‬
‫يهودي ول نصراني‪ ،‬ثم يموت ولم ُيؤمن بالذي أرسلت به‬
‫إل كان من أصحاب النار " مسلم‪.‬‬
‫ل اللننه ‪‬‬ ‫وعن جابر‪ ،‬أن عمر بن الخطاب أتننى رسننو َ‬
‫ل الله! هذه نسخة مننن‬ ‫بنسخة من التوراة‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسو َ‬
‫التوراة‪ ،‬فسكت‪ ،‬فجعل يقرأ ووجه النبي ‪ ‬يتغير‪ ،‬فقننال‬
‫ل الله ‪‬؟!‬ ‫أبو بكر‪ :‬ثكلتك الثواكل! ما ترى ما بوجه رسو ِ‬
‫ل اللننه ‪‬‬ ‫ن أي من الغضب ن فنظننر عمننر إلننى وجننه رسننو ِ‬
‫فقال‪ :‬أعوذ بالله من غضب الله وغضننب رسننوله‪ ،‬رضننينا‬
‫د نبيًا‪ .‬فقال رسننول اللننه‬ ‫بالله ربًا‪ ،‬وبالسلم دينًا‪ ،‬وبمحم ٍ‬
‫س محمد بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه‬ ‫‪ ":‬والذي نف ُ‬
‫وتركتمننوني لضننللتم عننن سننواء السننبيل‪ ،‬ولننو كننان حي نا ً‬
‫وأدرك نبوتي لتبعني "]مشكاة المصابيح‪.[ 194:‬‬
‫قال تحت عنوان " الديان حرب على الطائفية "‪ ،‬ص‬
‫‪ ":393‬يوم كان السلم ُيعلن للنندنيا مبنندأ حريننة الديننان‪،‬‬
‫وتقديس الشرائع ‪"..‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا الطلق بهذا التعميم دعوة إلى الباحية ‪..‬‬
‫ن هذه التي أعلن السلم عن‬ ‫السلم منها براء ‪ ..‬أي أديا ٍ‬
‫حريتها في أن ُتفسد في الرض ‪..‬؟ الرض فيها مئات بل‬

‫‪92‬‬
‫وآلف الديان غير السننلم ‪ ..‬وغيننر ديننن أهننل الكتنناب ‪..‬‬
‫فيها الديان التي تقوم علنى عبنادة الوثنان والصننام ‪..‬‬
‫والشننيطان صننراحة ‪ ..‬وكننثير مننن النندواب والحيوانننات ‪..‬‬
‫ومنها التي تقوم على أسس من الباحية واللحاد بوجننود‬
‫الخننالق ‪ .. ‬والننردة والزندقننة ‪ ..‬فهننذه كلهننا قنند جنناء‬
‫السلم ليعلن عن حريتها ‪ ..‬وحمايننة حريتهننا ‪ ..‬وفنني أن‬
‫تمنننارس فسنننادها وشنننركها فننني الرض كمنننا يزعنننم‬
‫المؤلف ‪..‬؟!!‬
‫ما الغاية إذا ً من مبعننث النبينناء والرسننل ‪ ..‬وإنننزال‬
‫الكتب ‪ ..‬ولماذا شرع الله تعالى الجهاد والمر بننالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر ‪ ..‬وجعننل ذلننك سننببا ً فنني خيريننة أمننة‬
‫م‬ ‫كنت ُن ْ‬ ‫السلم على غيرها من المم‪ ،‬كمننا قننال تعننالى‪ُ  :‬‬
‫ْ‬ ‫ة أُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫عن ِ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫هن ْ‬ ‫وت َن ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب ِننال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫س ت َنأ ُ‬ ‫ت ِللّنا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ر َ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ٍ‬‫خي َْر أ ّ‬ ‫َ‬
‫ه ‪‬آل عمران‪.110:‬‬ ‫ّ‬
‫ن ِبالل ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫وت ُ ْ‬
‫ر َ‬ ‫منك َ ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫ْ‬
‫كيف يفهم المؤلف ومن ُيتابعه على قننوله هننذا مننن‬
‫ة‬‫فت ْن َن ٌ‬ ‫ن ِ‬ ‫حت ّننى ل َ ت َك ُننو َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قننات ُِلو ُ‬ ‫و َ‬ ‫جماعته‪ ،‬قننوله تعننالى‪َ  :‬‬
‫ن‬ ‫مُلنو َ‬ ‫ع َ‬ ‫منا ي َ ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ن الّلن َ‬ ‫فنإ ِ ّ‬ ‫وا ْ َ‬ ‫هن ْ‬ ‫ن انت َ َ‬ ‫فنإ ِ ِ‬ ‫ه ل ِّله َ‬ ‫ن ك ُل ّ ُ‬ ‫دي ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كو َ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫شن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وقننات ِلوا ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫صيٌر ‪‬النفننال‪ .39:‬وقننوله تعننالى‪َ  :‬‬ ‫بَ ِ‬
‫ذا‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫ة ‪‬التوبة‪ .36:‬وقوله تعالى‪َ  :‬‬ ‫ف ً‬‫كآ ّ‬ ‫م َ‬ ‫قات ُِلون َك ُ ْ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫ة كَ َ‬ ‫ف ً‬ ‫كآ ّ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫مو ُ‬ ‫جدت ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قت ُُلوا ْ ال ْ ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫م َ‬ ‫حُر ُ‬ ‫هُر ال ْ ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫خ ال َ ْ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ان َ‬
‫ف نِإن ت َنناُبوا ْ‬ ‫د َ‬ ‫صن ٍ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫دوا ل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صُرو ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ذو ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ه غفننوٌر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ه ْ‬
‫سِبيل ُ‬ ‫خلوا َ‬ ‫وا الّزكاةَ ف َ‬ ‫وآت َ ُ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫وأقا ُ‬ ‫َ‬
‫م ‪‬التوبة‪.5:‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ّر ِ‬
‫ُ‬
‫س حتى يشهدوا أن ل‬ ‫ت أن أقاتل النا َ‬ ‫وقال ‪ ":‬أمر ُ‬
‫ل اللننه‪ ،‬وُيقيمننوا الصننلة‪،‬‬ ‫إلننه إل اللننه‪ ،‬وأن محمنندا ً رسننو ُ‬
‫ويؤتننوا الزكنناة‪ ،‬فننإذا فعلننوا ذلننك عصننموا مننني دمنناءهم‬
‫وأموالهم إل بحق السلم‪ ،‬وحسابهم علننى اللننه " متفننق‬
‫عليه‪.‬‬
‫حد الله تعالى‪ ،‬وكفننر بمننا ُيعبنند مننن‬ ‫وقال ‪ ":‬من و ّ‬
‫م منناُله ودمننه‪ ،‬وحسنناُبه علننى اللننه ‪ " ‬مسننلم‪.‬‬ ‫حّر َ‬ ‫دونه‪ُ ،‬‬
‫وغيرها مئات مننن النصننوص الشننرعية الننتي تحننض علننى‬
‫قتال أهل الشرك والطغيان والظلم ‪ ..‬وتحض على المننر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ ..‬فكيف يفسرها ويفهمها‬
‫أرباب التحريف والتزوير؟!!‬

‫‪93‬‬
‫نعم قد حصل ن في دين الله ن استثناء لهننل الكتنناب‬
‫مننن اليهننود والنصننارى‪ ،‬ومعهننم المجننوس ‪ ..‬فاتسننعت‬
‫بحقهم الخيارات ‪ ..‬والتي منهننا أن يبقننوا علننى دينهننم ‪..‬‬
‫أحرارا ً بدينهم وعباداتهم ‪ ..‬من دون أن ُيمسننوا بسننوء أو‬
‫ُيكرهوا على الدخول في السلم ‪ ..‬مقابننل النندخول فنني‬
‫الطاعننة العامننة للسننلم‪ ،‬ودولننة السننلم ‪ ..‬وأن ينندفعوا‬
‫الجزيننة ‪ ..‬وفننق شننروط وضننوابط قنند تناولتهننا أحكننام‬
‫الشريعة ‪ ..‬فإن أبوا الصلح على الجزيننة ‪ ..‬وأب َننوا النندخول‬
‫في السلم ‪ ..‬لم يبق أمامهم سوى خيننار القتننال ‪ ..‬كمننا‬
‫وم ِ‬ ‫ول َ ب ِننال ْي َ ْ‬‫ه َ‬ ‫ن ب ِننالل ّ ِ‬‫من ُننو َ‬ ‫ن ل َ يُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫قننات ُِلوا ْ ال ّن ِ‬
‫قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ن‬ ‫ن ِدي ن َ‬ ‫ديُنو َ‬ ‫ول َ ي َ ن ِ‬‫ه َ‬ ‫سننول ُ ُ‬‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫حّر ُ‬ ‫ول َ ي ُ َ‬‫ر َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ال ِ‬
‫ُ‬
‫د‬‫عننن ي َن ٍ‬ ‫ة َ‬ ‫جْزي َن َ‬‫عطُننوا ْ ال ْ ِ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ن أوُتوا ْ ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ق ِ‬‫ح ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ‪‬التوبة‪ .29:‬مع التنبيه أن العمل بهذا الخيار‬ ‫غُرو َ‬ ‫صا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬‫َ‬
‫فع وُينسخ عند نزول المسيح ‪ .. ‬حيث‬ ‫ن خيار الجزية ن ُير َ‬
‫ذ مننن الننناس نن كننل الننناس نن إل السننلم ‪..‬‬ ‫ل يقبل يومئ ٍ‬
‫والدخول في دين الله ‪ ..‬أو القتل والقتال ‪ ..‬ومن كرامننة‬
‫ذ ن وبعد قتله للمسننيح النندجال‬ ‫الله تعالى للمسيح ‪ ‬يومئ ٍ‬
‫وانتهائه مننن معنناركه نن أنننه تعننالى يجعننل الننناس جميعنا ً‬
‫يؤمنننون بالمسننيح ‪ .. ‬ويتننابعونه ‪ ..‬ويشننرح صنندرهم‬
‫للسلم ‪ ..‬فيدخلون في دين الله أفواجا ً طائعين راضين‪.‬‬
‫لكن هل هذا الستثناء ن وفننق شننروطه وضننوابطه ن ن‬
‫ول المؤلننف وشننيعته أن يقولننوا مقننولتهم الشنننيعة‬ ‫يخنن ّ‬
‫المنكرة‪ :‬أن السلم جاء لُيعلن للدنيا مبدأ حرية الديان ‪..‬‬
‫كل الديننان ‪ ..‬القائمننة علننى الشننرك وعبننادة الحجننارة ‪..‬‬
‫وكننثير مننن النندواب والحيوانننات ‪ ..‬والباحيننة واللحنناد‬
‫والجحنننود ‪ ..‬والنننردة والزندقنننة ‪ ..‬ومنننن دون قيننند أو‬
‫استثناء؟!‬
‫هذا القول المنكر فيه تعطيل للغاية التي خلق اللننه‬
‫تعننالى الخلننق مننن أجلهننا ‪ ..‬وأرسننل الرسننل ‪ ..‬وأنننزل‬
‫الكتب ‪ ..‬وشَرع الجهاد والقتال!‬
‫قيلننت‬ ‫ولو قيل لشياطين النس والجننن‪ :‬أي مقولننة ِ‬
‫وقد سمعتموها ‪ ..‬قد نالت إعجننابكم ومننوافقتكم أكننثر ‪..‬‬
‫وفرحتم ‪ ..‬ورقصتم لها ‪ ..‬وتسمح لكم بننأن تسننيحوا فنني‬

‫‪94‬‬
‫كل واٍد وناد ‪ ..‬لجابوا بالجماع‪ :‬مقولة المؤلف أعله عن‬
‫حرية الديان!‬
‫دس الشننرائع ‪..‬‬ ‫أما قوله الخر‪ :‬عن السلم بننأنه ُيقن ّ‬
‫ً‬
‫فهو كفر ومنكر عظيم ‪ ..‬وهننو أشنند بطلن نا مننن مقننولته‬
‫الولى عننن حريننة الديننان ‪ ..‬وهننو كقننول مننن يقننول‪ :‬أن‬
‫السلم يقنندس الشننرك ‪ ..‬ويقنندس الطغيننان ‪ ..‬وشننرائع‬
‫الكفر والجاهلية ‪ ..‬وشننرائع الطننواغيت ‪ ..‬وأن يكننون للننه‬
‫تعالى شركاء في الحكم والتشريع ‪ ..‬والعياذ بننالله ‪ ..‬مننع‬
‫التذكير أن التقديس أعلى درجة من مجرد الباحة ‪ ..‬فننإذا‬
‫كانت إباحة الشرك شرك وكفر‪ ،‬فكيف يكننون تقديسننه ‪..‬‬
‫واحترامه إلى درجة التقديس؟!!‬
‫كل شرع غير شرع الله تعننالى ‪ ..‬وُيغنناير شننرع اللننه‬
‫تعالى ‪ ..‬فحكم السلم فيه‪ :‬أنه جاهلية ‪ ..‬وأنه طاغوت ‪..‬‬
‫وأنه من شرع الجاهلية وشننرع الطنناغوت ‪ ..‬يجننب الكفننر‬
‫ن‬ ‫غو َ‬ ‫ة ي َب ْ ُ‬‫هل ِي ّ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫به‪ ،‬والبراء منه‪ .‬كما قال تعالى‪  :‬أ َ َ‬
‫كم نا ً ل ّ َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪‬المننائدة‪.50:‬‬ ‫قن ُننو َ‬ ‫وم ٍ ُيو ِ‬ ‫قن ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّن ِ‬ ‫من َ‬ ‫ن ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مننا‬ ‫مُنوا ْ ب ِ َ‬ ‫مآ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن أن ّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن ي َْز ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪  :‬أل َ ْ‬
‫موا ْ إ ِل َننى‬ ‫َ‬ ‫ما ُأن‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُأن‬
‫حنناك َ ُ‬ ‫ن أن ي َت َ َ‬ ‫دو َ‬ ‫رين ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك يُ‬ ‫قب ْل ِن َ‬ ‫من َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ز َ‬ ‫ِ‬ ‫و َ‬‫ك َ‬ ‫ز َ‬ ‫ِ‬
‫ن َأن‬ ‫طا ُ‬ ‫ش ني ْ َ‬ ‫ري ندُ ال ّ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ف نُروا ْ ب ِن ِ‬ ‫منُروا ْ َأن ي َك ْ ُ‬ ‫غوت و َ ُ‬
‫قدْ أ ِ‬ ‫طا ُ ِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫عث َْنا‬ ‫قدْ ب َ َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫عيدا ً ‪‬النساء‪ .60:‬وقال تعالى‪َ  :‬‬ ‫ضل َل ً ب َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ضل ّ ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫جت َن ُِبنوا ْ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫غو َ‬ ‫طنا ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫دوا ْ الّلن َ‬ ‫عُبن ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫سنول ً أ ِ‬ ‫ة ّر ُ‬ ‫من ٍ‬ ‫لأ ّ‬ ‫كن ّ‬ ‫في ُ‬ ‫ِ‬
‫‪‬النحل‪.36:‬‬
‫وقد أنكر السلم أشد النكار على أهل الكتاب اتخاذ‬
‫بعضهم بعضا ً أربابا ً من دون الله؛ أي مشرعين يشننرعون‪،‬‬
‫وُيحلون ويحرمون لبعضهم البعض مننن دون سننلطان مننن‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫هَبننان َ ُ‬ ‫وُر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫حَباَر ُ‬ ‫ذوا ْ أ ْ‬ ‫خ ُ‬‫الله تعالى‪ ،‬كما قال تعالى‪  :‬ات ّ َ‬
‫َ‬
‫ه ‪‬التوبة‪.31:‬‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫أْرَبابا ً ّ‬
‫ة‬ ‫من ٍ‬ ‫وا ْ إ ِل َننى ك َل َ َ‬ ‫عننال َ ْ‬ ‫ب تَ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل َيا أ َ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫وقال تعالى‪ُ  :‬‬
‫سواء بين ََنا وبين َك ُ َ‬
‫ول َ‬ ‫ش نْيئا ً َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك ب ِن ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ول َ ن ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عب ُدَ إ ِل ّ الل ّ َ‬ ‫م أل ّ ن َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫قول ُننوا ْ‬ ‫وا ْ َ‬ ‫َ‬
‫ف ُ‬ ‫ول ّن ْ‬ ‫فنِإن ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّن ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫عضا ً أْرَبابا ً ّ‬ ‫ضَنا ب َ ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫خذَ ب َ ْ‬ ‫ي َت ّ ِ‬
‫ن ‪‬آل عمران‪.64:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا ْ‬
‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫دوا ب ِأّنا ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ش َ‬
‫وفرعون لما قال عن نفسه‪ ،‬كما قال تعالى عنننه‪ :‬‬
‫م اْل َ ْ‬ ‫قننا َ َ‬
‫ل‬ ‫قننا َ‬ ‫عل َننى ‪‬النازعننات‪ .24:‬وقننال‪َ  :‬‬
‫و َ‬ ‫ل أن َننا َرب ّك ُن ُ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ري ‪‬القصص‪:‬‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن إ ِل َ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عل ِ ْ‬‫ما َ‬ ‫مَل َ‬ ‫ها ال ْ َ‬ ‫ن َيا أي ّ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫فْر َ‬ ‫ِ‬

‫‪95‬‬
‫‪ .38‬إنما أراد التشريع والقانون؛ أي مننا علمننت لكننم مننن‬
‫مشرع يشرع لكم فنني جميننع شننؤون حينناتكم ‪ ..‬ويربيكننم‬
‫على شرعه وقانونه ‪ ..‬ترجعون إليه ‪ ..‬غيري!!‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬هننل السننلم ‪ُ ..‬يقنندس‬
‫شنرائع الطنواغيت والفراعننة ‪ ..‬شنرائع الكفنر والشنرك‬
‫واللحنناد ‪ ..‬الشننرائع علننى إطلقهننا ‪ ..‬كمننا ُتفينند عبننارة‬
‫المؤلف أعله ‪..‬؟!!‬
‫وقال تحت عنوان ‪ :‬مّتعوا شعوبكم بالحينناة السننعيدة‬
‫"‪ ،‬ص ‪ ":395‬إن على ملوكنا ورؤسائنا أن ل يحولننوا بيننننا‬
‫وبيننن الحريننة والحينناة السننعيدة ‪ ...‬وإن علننى ملوكنننا‬
‫ورؤسائنا أن يعلموا حين ُيفاوضون باسمنا حول مشنناريع‬
‫ُيراد لنا أن نوافق عليها ‪ ...‬وإن على ملوكنا ورؤسائنا أن‬
‫يتركوا قوانا الروحية تعمننل عملهننا النشننائي فنني كياننننا‬
‫الجديد‪ ،‬وخير لهم أن يرأسوا مجتمعا ً يزخر بالفضائل‪ ،‬من‬
‫أن يكونننوا علننى رأس أمننة انطفننأت فيهننا شننعلة الحينناة‬
‫الكريمة ‪"...‬ا‪ -‬هن‪.‬‬
‫قلننت‪ :‬لننم ُيطننالب المؤلننف ملننوكه ورؤسنناءه بننأن‬
‫يحكموا المسننلمين وبلدهننم ‪ ..‬بشننرع اللننه تعننالى ‪ ..‬بمننا‬
‫أنزل الله ‪ ..‬وإنمننا اكتفننى بمطننالبتهم بننأن يننتركوا قوانننا‬
‫الروحية تعمل عملها النشائي ‪ ..‬طلب فلسفي ‪ ..‬مطاط‬
‫مال أوجه وتفاسننير عنندة ‪ ..‬يحتنناج إلننى قنناموس جننامع‬ ‫ح ّ‬
‫لمصطلحات الفلسفة والفلسفة ‪ ..‬والعبارات المتشابهة‬
‫‪ ..‬لُيفهم معناه ‪ ..‬ومراده!!‬
‫ثم إني أعجب لبعض النندعاة البننارزين المعاصننرين ن ن‬
‫والمؤلف منهم ن الذين ُيكثرون مننن الحنديث عنن الطغنناة‬
‫والطغيان ‪ ..‬والظلم والظننالمين ‪ ..‬ويسننتخدمون عبننارات‬
‫التمننايز والمفاصننلة ‪ ..‬والسننتعلء باليمننان ‪ ..‬ثننم فنني‬
‫المقابنننل إذا خننناطبوا الطغننناة الظنننالمين ‪ ..‬خننناطبوهم‬
‫بعبارة‪ :‬ملوكنا ‪ ..‬ورؤسائنا ‪ ..‬وأمرائنا ‪ ..‬ومدوا لهم حبال‬
‫الود والركون؟!‬
‫لو قال‪ :‬على الملوك والرؤساء كذا وكذا ‪ ..‬لستسيغ‬
‫كلمه ‪ ..‬ولمررناه ‪ ..‬وبلعناه على مضض ‪ ..‬وفي النفننس‬
‫منننه شننيء ‪ ..‬أمننا أن يقننول‪ :‬علننى ملوكنننا ‪ ..‬ورؤسننائنا‬
‫‪..‬ينسننبهم لنفسننه وللمسننلمين ‪ ..‬هننذا يعننني ‪ ..‬وُيفينند‬

‫‪96‬‬
‫الرضننى بهننم ‪ ..‬والقننرار بشننرعيتهم كملننوك ورؤسنناء‬
‫علينننا ‪ ..‬هننذا مننع التنننبيه أن كننثيرا ً مننن هننؤلء الملننوك‬
‫والرؤساء ل ُيختَلف على كفرهم وزندقتهم!‬
‫عَلننى‬‫ن َ‬
‫ري َ‬
‫ف ِ‬ ‫ه ل ِل ْ َ‬
‫كننا ِ‬ ‫ل الّلنن ُ‬
‫عنن َ‬ ‫وَلننن ي َ ْ‬
‫ج َ‬ ‫قننال تعننالى‪َ  :‬‬
‫سِبيل ً ‪‬النساء‪.141:‬‬‫ن َ‬‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫والقاعدة الشرعية تقول‪ :‬الرضى بالشيء كفاعله ‪..‬‬
‫والرضى بالكفر كفر‪ .‬وفي هذا يقول سننيد قطننب رحمننه‬
‫الله‪ ":‬مجرد العتراف بشرعية منهج أو وضع أو حكم مننن‬
‫صنع غينر اللنه هننو بنذاته خننروج مننن دائرة السننلم للننه‪،‬‬
‫فالسلم لله هو توحيد الدينونة له دون سواه "]‪.[6‬‬
‫وفي النتهاء من الننرد علننى هننذا القننول للمؤلننف ن ن‬
‫رحمه الله وغفر له نن تنتهني ملحظاتنننا وتعليقاتنننا علننى‬
‫كتابه المذكور " هكذا علمتني الحياة " ‪ ..‬راجيننا ً مننن اللننه‬
‫تعالى القبول ‪ ..‬وأن ينفع بها القراء ‪ ..‬وكننل مننن اقتنننى‬
‫أو قرأ كتاب " هكذا علمتني الحياة "‪.‬‬
‫وصلى الله على محمد النبي المي وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪.‬‬
‫عبد المنعم مصطفى حليمة‬
‫" أبو بصير الطرطوسي "‬
‫‪ 8/9/1429‬هن‪ 8/10/2008 .‬م‪.‬‬
‫‪www.abubaseer.bizland.com‬‬

‫طريق الدعوة في ظلل القرآن‪.2/52:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪97‬‬

You might also like