Professional Documents
Culture Documents
المواعظ لابن الجوزي
المواعظ لابن الجوزي
لبن الجوزي
مكتبة مشكاة السلمية
طيئ َت ِ َ
ك خ ِ عَلى َ ك َ الفصل الول اب ِ •
ة
م ِ
قَيا َ
كر في َيوم ِ ال ِ ف ّ الفصل الثاني ت َ َ •
الفصل الثالث بادر بالعمال الصالحة •
موت كر ال َ الفصل الرابع اذ ُ •
دنيا
م ال ّالفصل الخامس ِذ ّ •
ل واترك التكاسل قم ِ اللي َ الفصل السادس ُ •
الفصل السابع اندم على ذنوبك •
الفصل الثامن امقت نفسك وازدرها •
الفصل العاشر جاهد نفسك •
الفصل الحادي عشر احذر النار •
الفصل الثاني عشر عليك بالخوف من الله •
الفصل الثالث عشر عليك بحب الله •
الفصل الرابع عشر تفاوت النفوس في الخير والشر •
الفصل الخامس عشر روض نفسك •
الفصل السادس عشر خالف هواك •
الفصل السابع عشر تبصر في نفسك •
الفصل الثامن عشر تذكر يا عامل •
الفصل التاسع عشر الفائزون •
الفصل العشرون سارع إلى التوبة والنابة •
الفصل الثاني والعشرون بعض ثمرات الطاعة •
الفصل الثالث والعشرون •
الفصل الخامس والعشرون احذر الغفلة •
طيئ َت ِ َ
ك عَلى َ
خ ِ ك َ
الفصل الول اب ِ
سابَهاح َ ديَها وَت َذ َك َّرت ِ ن يَ َ ما َبي َ
س ِفي َ
كرت الن ُّفو ُ إخواني :لو َتف ّ
فيما لها وعليها لبعث حزنها بريد دمها إليها أما يحق الُبكاء
خسرانه ه :نهاره في المعاصي وقد طال ُ عصيان ُ ل ِ لمن طا َ
ف ميزانه وبين يديه الموت الشديد وليله في الخطايا فقد خ ّ
فيه من العذاب ألوانه 0وروى ابن عمر رضي الله عنهما
قال) :استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر
فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويل ً فالتفت فإذا هو
ت( 0وقال أبو ب العبرا ُ بعمر يبكي فقال :يا عمر ههنا ُتسك ُ
عمران الجوني :بلغني أن جبريل عليه السلم جاء إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فقال :يا رسول
ك :قال :أو ما َتبكى أنت فقال :يا محمد ما جفت كي َالله ما ُيب ِ
ن منذ خلق الله جهنم مخافة أن أعصيه فيلقيني فيها لي عي ٌ
0وقال يزيد الرقاشي :إن لله ملئكة حول العرش تجرى
أعينهم مثل النهار إلى يوم القيامة :يميدون كأنما تنفضهم
الريح من خشية الله فيقول لهم الرب عز وجل :يا ملئكتي
ما الذي يخيفكم وأنتم عبيدي :فيقولون :يا رّبنا لو أن أهل
الرض اطلعوا من عزتك وعظمتك على ما اطلعنا :ما وقال
ما رماه السدى :بكى داود حتى نبت العشب من دموعه فل ّ
سهم القدر جعل يتخبط في دماء تفريطه ولسان اعتذاره
ُينادى :اغفر لي فأجابه :للخطائين فصار يقول :اغفر
ش أفر شى داود سبعة َ خ َ للخطائين 0قال ثابت البنانيَ :
ِ
صدِري من َ صاعَد َ ِ بالّرماد ِ ثم بكى حتى أنفذتها دموعه 0ت َ َ
َ مقل َِتي فََغال ََبنى َ
ن في ظلم ِ مِع وَإ ِ ّدا ِ
م َض ال َ شوِقي بَفي ِ م لِ ُ
الَغرا ُ
مِع قال دا ِم َ طول ال َ دوح ُ ت بَ َ
ل َقمرية ِإذا بكي ُ الّلي ِ
كت في ال ّ ِ
سليمان التيمي :ما شرب داود عليه السلم شرابا ً ِإل مزجه
ل خطيئته بدموع عينيه 0قال مجاهد :سأل داود رّبه أن يجع َ
في ك َّفهِ فكان ل يتناول طعاما ً ول شرابا ً إل أبصر خطيئته
فبكى وربما أتى بالقدح ثلثاه فمد يده وتناوله فينظر إلى
خطيئته ول يضعه على شفتيه حتى يفيض من دموعه 0
صفرةوقال بعض أصحاب فتح) :رأيته ودموعه خالطها ُ
ت الدموع على تخلفي دم قال :بكي ُ ت ال ّ فقلت :على ماذا بكي َ
عن واجب حق الله والدم خوفا ً أن ل ُأقبل قال :فرأيته في
المنام فقلت :ما صنع الله بك قال :غفر لي قلت :فدموعك!
قال :قربتني وقال :يا فتح على ماذا بكيت الدموع قلت :يا
رب على تخلفي عن واجب حقك قال :فالدم قلت :بكيت
على دموعي خوفا ً أن ل تصبح لي قال :يا فتح ما أردت بهذا
كله وعزتي وجللي لقد صعد ِإلى أجارتنا بالغدر والّركب
َ
عمَر الليل فيَنا حلُتم و ُ مر َ مت َي ّ ُ
ل كيف بات ال ُ مّتهم أَيعَلم خا ٍ ُ
وم ت ََناَءيُتم من َ
ظاعنين ت وَن ُ ّ ساه َِرا ٌ كن َ كم سواًء ول َ ِ وِفي ُ
وخّلفوا قُُلوبا ً أ َبت َ
ما جلى الّتوِديع م وَل َ ّ
عنهُ ُ صبَر َ ّ ال ف
َ ِ رتع َ أن َ
رمت ت عَلى الواِدي ف ُ
ح ِ كي َذرته َول َزال نظرة ت ََتغّنم ب َ ِ ما ح ّ عَ ّ
ماء َأكث ََرهُ دم قال عبد الله بن عمرو :كان ف َيحل ال َ ماؤهُ َوكي َ
دموع َ
دت أضراسه 0قال مجاهد :كانت ال ّ كي حتى ب َ َ يحيى َيب ِ
خده مجرى 0يا من معاصيه أكثر من أن قد اتخذت في َ
تحصى يا من رضي أن يطرد ويقصى يا دائم الزلل وكم
ينهى ويوصى يا جهول ً بقدرنا ومثلنا ل يعصى إن كان قد
أصابك داء داود فنح نوح نوح تحيا بحياة يحيى 0روى عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان في وجهه خطوط
مسودة من البكاء 0وبكى ابن مسعود حتى أخذ بكفه من ُ
دموعه فرمى به 0وكان عبد الله بن عمر يطفئ المصباح
بالليل ثم يبكي حتى تلتصق عينيه 0وقال أبو يونس بن
عبيد :كنا ندخل عليه فيبكي حتى نرحمه 0وكان أبو عمران
الجوني إذا سمع المؤذن تغير وفاضت عيناه 0وكان أبو بكر
النهشلي إذا سمع الذان تغير لونه وأرسل عينيه بالبكاء 0
وكان نهاد بن مطر العدوى قد بكا حتى عمى 0وبكى ابنه
الُعل حتى عشى بصره 0وكان منصره قد بكى حتى جردت
عيناه 0وكانت أمه تقول :يا بني لو قتلت قتيل ً ما زدت على
هذا 0وبكى هشام الدستوائي حتى فسدت عيناه وكانت
مفتوحة وهو ل يبصر بها 0وبكى يزيد الرقاشي أربعين سنة
حتى أظلمت عيناه وأحرقت الدموع مجاورتها 0وبكى ثابت
البناني حتى كاد بصره أن يذهب وقيل له :نعالجك على أن ل
نن ِللّرحم ِ كو َ كى الَبا ُ تبكي فقال :ل خير في عين لم تبك :ب َ َ
ض من شوقي ِإليهم لر َليل ً وَباُتوا َدمعُهم ما َيسأ َموَنا بَقاع ُ ا َ
ِ ِ ُ ُ
ف الُبكا حتى ربما َ
ل قد أل ِ َ جدونا كان الفض ُ عليها َيس ُ ن متى َ ح ّتَ ُ
موعُ العين بكى في نومه حتى يسمع أهل الدار :وََرّقت د ُ ُ
جُفوِني ويقول الحسن بن َ
موع ُ عي ل د ُ ُ مو ِ موع ُ د ُى كأَنها د ُ ُ
حت ّ
عدقة :رأيت يزيد بن هارون بواسط من أحسن الناس عينين
ثم رأيته بعد ذلك مكفوف البصر فقلت له :ما فعلت العينان
حار يا هذا لو علمت ما لس َ الجميلتان قال :ذهب بهما بكاء ا َ
يفوتك في السحر ما حملك النوم تقدم حينئذ قوافل السهر
على قلوب الذاكرين وتحط رواحل المغفرة على رباع
المستغفرين من لم يذق حلوة شراب السحر لم يبلغ
عرفانه بالخير من لم يتفكر في عمره كيف انقرض لم يبلغ ِ
من الحزن الغرض 0قيل لعطاء السليمي :ما تشتهي قال:
أشتهي أن أبكي حتى ل َأقدر أن أبكي وكان يبكي الليل
والنهار وكانت دموعه الدهر سائلة على وجهه 0وبكى مالك
بن دينار حتى سود طريق الدموع خديه وكان يقول :لو
ملكت البكاء لبكيت أيام الدنياَ :أل ما لعين ل ترى قَُلل
ب بكى ِإذا الحمى ول جبل الدّيان ِإل استهلت لجوِخ ِإذا الح ّ
حّلت ِإذا كانت القلوب للخوف وََرّقت َ بَ َ
كت قادت الهوى وأ َ
رفََعت دموعها ِإلى العين وقت فأعتَقت ِرقابا ً للخطايا َرّقت
من لم يكن له مثل تقواهم لم يعلم ما الذي أبكاهم من لم
من َلم يبت والحب يشاهد ُ جمال يوسف :لم يعلم ما الذي َ
لكباد فيا قياسي القلب هَل ّ ف ت َُفت ّت ا َ حشو فؤادهِ َلم يدرِ كي َ
ُ
بكيت على قسوتك ويا ذاهل العقل في الهوى هَل ّ ندمت
على غفلتك ويا مقبل ً على الدنيا فكأنك في حفرتك ويا دائم
ب معصيتك ويا سيئ العمال ُنح على المعاصي خف من غ ّ
كاءمّنا الب ُ َ ل ِح ّ م للذنوب فابكوا فقد َ مأت َ ٌ خطيئتك ومجلسنا َ
ويوم القيامة ميعادنا لكشف الستور وهتك الغطاء 0
ة
م ِ
قَيا َ ف ّ
كر في َيوم ِ ال ِ الفصل الثاني ت َ َ
إخواني تفكروا في الحشر والمعاد وتذكروا حين تقوم
الشهاد :إن في القيامة لحسرات وإن في الحشر لزفرات
وإن عند الصراط لعثرات وإن عند الميزان لعبرات وإن
الظلم يومئذ ظلمات والكتب تحوى حتى النظرات وإن
الحسرة العظمى عند السيئات فريق في الجنة يرتقون في
الدرجات وفريق في السعير يهبطون الدركات وما بينك وبين
ب ارجعوني فيقال: هذا إل ّ أن يقال :فلن مات وتقولَ :ر ّ
فات 0روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
)يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الرض
سبعين ذراعا ً ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم( 0وأخرجا جميعا ً
من حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال في حديث) :ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين
ظهراني جهنم فقيل :يا رسول الله وما الجسر قال :مدحه
كلليب وحسك المؤمن يعبر عليه ومزلة عليه خطاطيف و َ
كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل فناج مسلم وناج
مخدوش حتى يمّر آخرهم ُيسحب سحبًا( 0لله دَر أقوام
أطار ذكر النار عنهم النوم وطال اشتياقهم إلى الجنان
الصوم فنحلت أجسادهم وتغيرت ألوانهم ولم يقبلوا على
سماع العذل في حالهم واللوم دافعوا أنفسهم عن شهوات
الدنيا بغد واليوم دخلوا أسواق الدنيا فما تعرضوا لشراء ول
لشمام سوم تركوا الخوض في بحارها والعوم ما وقفوا با ِ
والروم جدوا في الطاعة بالصلة والصوم هل عندكم من
صفاتهم شئ يا قوم قالت ُأم الربيع ُأم حيثم لولدها :يا بني
ن عليه الليل وهو يخاف الثبات ج من َأل تنام قال :يا ُ
أماه
ّ َ
حق له أن ل ينام 0فلما رأت ما يلقى من السهر والبكا
قالت :يا بني لعلك قتلت قتيل ً قال :نعم قالت :ومن هذا
القتيل حتى نسأل أهله فيغفرون فوالله لو يعلمون ما تلقى
من السهر قيل لزيد بن مزيد :ما لنا لم نزل نراك باكيا ً وجل ً
خائفا ً فقال :إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في
النار والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إل في الحمام لبكيت
حتى ل تجف لي عبرة 0وكان آمد الشامي يبكي وينتحب
في المسجد حتى يعلو صوته وتسيل دموعه على الحصى
فأرسل إليه المير :إنك تفسد على المصلين صلتهم بكثرة
بكائك وارتفاع صوتك ولو أمسكت قليل فبكى ثم قال :إن
حزن يوم القيامة أورثني دموعا ً غزارا ً فأنا أستريح إلى ذرها:
على الّزَفرات غير حشاكا ه فَإ ِّنه يطوى َ
مشتاق َدع ُ ل ال ُ يا عاذ َ
عند َه ُ حاشاكا وعوتب ما ِ
ه حاشاك م ّك َقلبه ما لمت ُ ُ ن َقلب ُ ََلو كا َ
عطاء السلمى في كثرة البكاء فقال :إني إذا ذكرت أهل
ل بهم من عذاب الله تعالى مثلت نفسي بينهم النار وما ُينز ُ
ل يدها وتسحب إلى النار ول تبكي وقيل فكيف لنفس تغ ّ
لبعضهم :ارفق بنفسك فقال :الرفق أطلب 0وقال أسلم
بن عبد الملك :صحبت رجل ً شهرين وما رأيته نائما ً بليل ول
نهار فقلت :ما لك ل تنام قال :إن عجائب القرآن أطرن
نومي ما أخرج من ُأعجوبة إل وقعت في أخرى 0كثر فيك
اللوم فأين سمعي وهم قلبي واللوم عليك منجد ومتهم قال:
أسهرت والعيون الساهرات نوم وليس من جسمك إل جلدة
وأعظم 00وما عليهم سهري ول رقادي لهم وهل سمان
الحب إّل سهر وسقم خذ أنت في شأنك يا دمعي وخل عنهم
0
الفصل الثالث بادر بالعمال الصالحة
مر به دار المصير وتهيأ عمره القصير فع ّ طوبى لمن بادر ُ
لحساب الناقد البصير قبل فوات القدرة وإعراض النصير 0
لعمال سبعا ً هل قال عليه الصلة والسلم) :بادروا با َ
منسيا ً أو غني مطغيا ً أو مرضا ً مفسدا ً أو تنتظرون إ ِّل فقرا ً ُ
مفندا ً أو الدجال فشر غائب ُينتظر أو موتا ً مجهزا ً أو هرما ً ُ
الساعة فالساعة أدهى وأمر( 0كان الحسن يقول :عجبت
لقوام ُأمروا بالزاد ونودي فيهم بالرحيل وجلس أولهم على
آخرهم وهم يلعبون 0وكان يقول :يا بن آدم) :السكين
تشحذ والتنور يسجر والكبش يعتلف( 0وقال أبو حازم :إن
بضاعة الخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها فِإنه
لو جاء وقت نفاقها لم تصلوا فيها ِإلى قليل ول كثير وكان
عون بن عبد الله يقول :ما ُأنزل الموت كنه منزلته ما قد
ل لغدٍ غدا من أجلكم مستقبل يوم ل يستكمله وكن من مؤم ٍ
لمل وغروره جل ومسيره بغضتم ا َ كه إ ِّنكم لو رأيتم ال َ َ
ل ُيدر ُ
م َ
0وكان أبو بكر بن عياش يقول :لو سقط من أحدهم دره ٌ
لظل يومه يقول :إنا لله ذهب درهمي وهو يذهب عمره ول
يقول :ذهب عمري وقد كان لله أقوام يبادرون الوقات
ويحفظون الساعات ويلزمونها بالطاعات 0فقيل عن عمر
بن الخطاب رضي الله عنه :إنه ما مات حتى سرد الصوم 0
وكانت عائشة رضي الله عنها تسرد وسرد أبو طلحة بعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة وقال نافع :ما
رأيت ابن عمر صائما ً في سفره ول مفطرا ً في حضره 0
قال سعيد بن المسيب :ما تركت الصلة في جماعة منذ
أربعين سنة 0وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في ليلتين
0وكان السود يقوم حتى يخضر ويصفر وحج ثمانين حجة 0
وقال ثابت البناني :ما تركت في الجامع سادنة إّل وختمت
القرآن عندها 0وقيل لعمرو بن هانئ :ل نرى لسانك يفتر
من الذكر فكم تسبح كل يوم قال :مائة ألف إّل ما تخطئ
الصابع 0وصام منصور بن المعتمر أربعين سنة وقام ليلها
وكان الليل كله يبكي فتقول له ُأمه :يا بني قال الجماني :لما
حضرت أبو بكر بن عياش الوفاة بكت أخته فقال :ل تبك
وأشار إلى زاوية في البيت إنه قد ختم أخوك في هذه
الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة 0قال الربيع :وكان الشافعي
رضي الله عنه يقرأ في كل شهر ثلثين ختمة وفي كل شهر
رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلوات واعلم أن
لمور ل تنال بالفتور ومن الراحة ل تنال بالراحة ومعالي ا ُ
زرع حصد ومن جد وجد 0لله در أقوام شغلهم تحصيل
زادهم عن أهاليهم وأولدهم ومال بهم ذكر المال عن المال
في معادهم وصاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغل ً بمرادهم
وتوسدوا أحزانهم بدل ً عن وسادهم واتخذوا الليل مسلكا ً
لجهادهم واجتهادهم وحرسوا جوارحهم من النار عن غيهم
ؤاِدي وفسادهم فيا طالب الهوى جز بناديهم ونادهمَ :أحَيوا فُ َ
موا َراحة الّنوم حة من البين ماُتوا جميعا ً حر ُ صي َول َك ِّنهم عَلى َ
عا ُ َ
م
ش ّ سواعد ُ طول ال ّ أجَفانهم وَل َّفوا عَلى الزفرات ال ّ
ضلو َ
طاُبوا فُُروعا َأقبلت قلوبهم تراعى صول ً و َ ُ
النوف فطاُبوا أ ُ
ُ
حق الحق فذهلت بذلك عن مناجاة الخلق 0فالبدان بين
أهل الدنيا تسعى والُقلوب في رياض الملكوت ترعى نازلهم
نج ّ الخوف فصاروا والهين وناجاهم الفكر فعادوا خائفين و َ
ى على صلح ح ّ عليهم الليل فباتوا ساهرين وناداهم منادى ال ّ
لسحار فتيقظوا الفلح فقاموا متهجدين وهبت عليهم ريح ا َ
مامستغفرين وقطعوا بند المجاهدة فأصبحوا واصلين فل ّ
لجر بادى الهجر يا خيبة النائمين 0 رجعوا وقت الفجر با َ