You are on page 1of 107

‫من هم الصعاليك ؟‬

‫‪ ‬الصعاليك هم المجرمون والطائشون الذين خلعتهم قبائلهم )الخلعاء(‪.‬‬

‫‪ ‬الخليع سمي به ألنه خلعته عشيرته‪ ،‬وتبرؤوا منه‪ ،‬أو ألنه خلع رسنه‪ .‬ويقال‪ :‬خلع‬
‫من الدين والحياء (تاج العروس الجزء ‪ ١٨‬صفحة ‪)٩٢‬‬

‫‪ ‬الخلع بالمناداة عادة في الحج او سوق عكاظ إنما خلعنا فالناً‪ ،‬فال نأخذ أحداً بجناية‬
‫تجنى عليه‪ ،‬وال نؤخذ بجناياته التي يجنيها‪.‬‬

‫‪ ‬وقد عُرف الصعاليك بالذؤبان وب "ذؤبان العرب" ونقرأ في تاج العروس "ذؤبان‬
‫العرب لصوصهم وصعاليكهم الذين يتلصصون ويتصعلكون‪ ،‬النهم كالذئاب" (تاج‬
‫العروس الجزء االول ‪ ،‬صفحة ‪ ٢٤٨‬تحت ذأب )‬
‫الصعاليك ‪ -‬تتمة‬

‫‪ ‬وبين الصعاليك قوم من "الغر‪I‬بان" "غربان العرب"‪ ،‬وأغربة‬


‫العرب سودانهم‪ .‬شبهوا باألغربة في لونهم‪ ،‬وسرى اليهم السواد‬
‫من أمهاتهم‪ .‬تصعلكوا الز‪I‬دارء قومهم لهم‪ ،‬والنتقاص أهلهم‬
‫شأنهم‪ ،‬وعدم اعتراف آبائهم ببنوتهم لهم‪ ،‬ألنهم أبناء إماء‪ .‬من‬
‫أغربة الصعاليك‪ :‬ال ُّس َليْك بن ال ُّس َل َكة‪ ،‬وتأبط شراً‪.‬‬
‫انتشار الصعاليك وخطرهم‬
‫‪ ‬وقد انتشر الصعاليك في كل موضع من جزيرة العرب‪ ،‬حتى صاروا‬
‫قوة مرعبة مخوفة‪ ،‬لشدة بأسهم في القتال‬
‫‪ ‬جواد علي ‪ ،‬المفصل في تاريخ العرب قبل االسالم ‪ ،‬الجزء التاسع‬
‫صفحة ‪٦١٦‬‬

‫‪” ‬وقد كوّ ن الصعاليك عصابات تنقلت من مكان إلى مكان تسلب المارة‬
‫و َت ِغي ُر على أحياء العرب‪ ،‬لترزق نفسها و من يأوي إليها‪ .‬أنضم اليها‬
‫الصعاليك من مختلف القبائل‪ .‬و لكون أكثر الصعاليك من الشبان‬
‫الطائشين الخارجين على أعراف قومهم‪ ،‬و من الذين ال يبالون و ال‬
‫ٌ‬
‫حساب“‬ ‫يخشون أحداً‪ ،‬صاروا قوة خشي منها‪ ،‬و حسب لها‬
‫‪ ‬نفس المرجع‬
‫مكة كملجأ للصعاليك بسبب تعاون بعض قريش‬
‫معهم‬
‫‪" ‬وكانت مكة على ما يظهر من أخبار أهل األخبار‪ ،‬مكانا ً آوى اليه ذؤبان‬
‫العرب وخلعاؤهم وصعاليكهم‪ ،‬حتى كثر عددهم بها‪ ،‬لما وجدوه فيها من‬
‫حماية ومعونة“‬
‫‪ ‬جواد علي ‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع صفحة ‪٦١٨‬‬

‫‪ ‬الذين كانوا يريدون أن يستخدموا الصعاليك الخلعاء كانوا يأتون لمكة‬


‫جندَ َدب" الهُذلي‪ ،‬األخذ بثأر‬
‫بسبب تواجد كثيرين هناك ‪ .‬فلما أراد "أبو جن‬
‫جارين له قتلهما "بنو لِحيان"‪ ،‬قدم مكة‪ ،‬فأخذ جماعة من خلعاء َب ْكر‬
‫و ُخزا َعة‪ ،‬وخرج بهم على بني لِحيان‪ ،‬وكان قد "قدم مكة‪ ،‬فواعد كل‬
‫خليع وفاتك في الحرم أن يأتوه يوم كذا وكذا‪ ،‬فيصيب بهم قومه ‪.‬‬
‫‪ ( ‬االغاني ‪)٦٢ :٢١‬‬
‫الزبير بن عبد المطلب كان ينزل عنده الفاسقين‬
‫الصعالكة‪ 2‬مثل ابو الطم‪2‬حان و كان عبد الم‪2‬طلب يجير‬
‫الصعاليك المخلوعين ‪ ‬‬
‫وأما "أبو َّ‬
‫الط َمحان" ال َق ْيني‪ ،‬فهو "حنظلة بن الشرقي" من بني كنانة‪ ،‬وكان خليعا‬ ‫‪‬‬
‫فاسقاً‪ ،‬متهتكا‪ ،‬ال يعرف خلقا او أدبا‪ ،‬نازالً بمكة على الزبير بن عبد المطلب‬
‫(جواد علي ‪ ،‬المفصل ‪ ،‬الجزء التاسع ‪ ،‬صفحة ‪)٦٢١‬‬
‫‪ ‬وكان نديما للزبير بن عبد المطلب (ابن حجر ‪ ،‬االصابة في تمييز الصحابة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رقم ‪)٢٠١٣‬‬
‫وكان ينزل عليه (اي على الزبير بن عبد المطلب) الخلعاء‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫االغاني لالصفهاني ‪ ،‬الجزء ‪ ، ١١‬صفحة ‪ ١٢٥‬؛ الشعر والشعراء‪ ،‬الجزء‬ ‫‪‬‬
‫االول‪ ،‬صفحة ‪ ٣٠٤‬مُستشهد من جواد علي ‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع ‪ ،‬صفحة‬
‫‪٦٢١‬‬
‫‪ ‬ونزل "مطرود ابن كعب" الخزاعي‪ ،‬في جوار "عبد المطلب"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المرزباني‪ ،‬معجم الشعراء‪ ،‬صفحة ‪٢٨٢‬‬ ‫‪‬‬
‫استخدام الصعاليك من البعض‬
‫"وهكذا وضع "الصعاليك" أنفسهم في خدمة من يريد استخدامهم لتحقيق‬ ‫‪‬‬
‫أهدافه التي يريدها‪ ،‬مقابل ترضيتهم وإعاشتهم‪ ،‬كما يفعل الجنود‬
‫المرتزقة هذا اليوم من خدمة الدول األجنبية‪ ،‬بانضمامهم إلى الفرق‬
‫األجنبية‪ ” .‬جواد علي ‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع صفحة ‪٦١٧‬‬
‫ولما خلع "امرؤ القيس"‪ ،‬جمع جموعا ً من ذؤبان العرب وصعاليكها ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وأخذ َي ِغير بهم على أحياء العرب (معاهد التنصيص ؛ مُستشهد من جواد‬
‫علي‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع صفحة ‪(٦١٧‬‬
‫ولما غزا "زهير بن َج َناب" الكلبي‪َ ،‬بكراً و َت ْغلِب أخذ "من تجمع له من‬ ‫‪‬‬
‫ِشذاذ العرب والقبائل" وغيرهم فغزا بهم‪.‬‬
‫(االغاني ‪ ،‬الجزء ‪)٩٦ :٢١‬‬ ‫‪‬‬
‫استخدام محمد للصعاليك‬
‫انضمام الصعاليك لمحمد في مكة مثل ابو بصير واللحاق‬
‫به من كل من اسلم من الصعاليك‬
‫‪ " ‬وينفلت منهم أبو َج ْن َدل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل ال يخرج‬
‫من قريش رجل قد أسلم إال لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم‬
‫عصابة ‪ .‬فوهللا ما يسمعون بعير خرجت لقريش الى الشام إال‬
‫اعترضوا لها فقتلوهم واخذوا أموالهم " صحيح البخاري ‪١٨٣ : ٣‬‬
‫‪ ‬لقد تبعوا محمد ألن االسالم يعطي لهم تكتال اكبر وحرية في استمرار‬
‫مماراستهم في سرقة القوافل ونوال السبايا تحت حجة الدين‬

‫‪ ‬عروة بن مسعود في صلح الحديبة يتعرف على بعض الصعاليك‬


‫المسلمين " فرفع عروة رأسه فقال من هذا‪ .‬قالوا المغيرة ابن ُ‬
‫شعبة‪.‬‬
‫ص ِحب قوما في‬
‫ك‪ .‬وكان المغيرة َ‬ ‫ألست أَسعى في َغ ْد َر ِت َ‬
‫ُ‬ ‫فقال اي ُغ َدرُ‪.‬‬
‫الجاهلية‪ ،‬فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم ” صحيح البخاري ‪: ٣‬‬
‫‪ ١٧٩‬و ‪ ١٨٠‬و ‪١٨٣‬‬
‫صعاليك صاروا قادة مسلمين‬

‫لقد أدرجهم محمد في المجتمع االسالمي ادراجا كليا بال محاذير أو‬ ‫‪‬‬
‫تحفظات‪.‬واستمرعدد كبير منهم في االسالم الى قطاع طرق يتربصون بالقوافل ‪.‬‬
‫وصاروا الحقا على قدر كبير في االسالم مثل‪:‬‬
‫سارية بن َز ِنيم الدائلي الكناني‪ ،‬الذي أمَّره عمر على جيش وسيره إلى فارس سنة‬ ‫‪‬‬
‫ثالث وعشرين هجرية ‪".‬وذكر الواقدي وسيف بن عمر أنه كان خليعا في الجاهلية‬
‫أي لصا كثير الغارة وأنه كان يسبق الفرس عدوا على رجليه“ابن حجر‪ ،‬االصابة في‬
‫تمييز الصحابة‪ ،‬رقم ‪٣٠٣٦‬‬
‫وأبو ذر الغفاري ‪ ,‬فقد كان من صعاليك الجاهلية‪ ,‬يقطع الطريق ويغير على النوق‬ ‫‪‬‬
‫عند الفجر‪( .‬الطبقات الكبرى البن سعد‪ ،‬ج‪ ٤‬ص ‪)١٦٢‬‬
‫نالحظ بان القريشيين قد طعنوا في القران بسبب أن الصعاليك قد دخلوا االسالم‬ ‫‪‬‬
‫‪  ‬أن القوم طعنوا في صحة القرآن‪ /‬وقالوا لو كان خيرا ما سبقنا إليه هؤالء الصعاليك‬ ‫‪‬‬
‫تفسير الرازي‪ ،‬تعليق على سورة االحقاف‬ ‫‪‬‬
‫بقية الصعاليك ومحمد‬
‫حديث البي طالب يذكر عن اتباع صعاليك العرب لمحمد‪” :‬كأني أنظر إلى صعاليك العرب ‪ ...‬قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته‬ ‫‪‬‬
‫وعظموا أمره فخاض بهم غمرات الموت“‬
‫السهيلي‪ ،‬الروض االنف‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬صفحة ‪١٧٥‬‬ ‫‪‬‬
‫نفور قريش من الصعاليك المسلمين‪ :‬قالت قريش اطردهم عنك ‪ ....‬فقال رسول هللا أبشروا معاشر صعاليك المهاجرين‬ ‫‪‬‬
‫بالنور يوم القيامة تدخلون قبل األغنياء بنصف يوم وذلك خمسمائة عام‬
‫البداية والنهاية – ابن كثير ‪ ،‬الجزء السابع ‪ ،‬صفحة ‪١٢٥‬‬ ‫‪‬‬
‫تبشير صعاليك المهاجرين انهم سوف يدخلون الجنة قبل غيرهم‬ ‫‪‬‬
‫”فقال رسول هّللا صلى هّللا عليه وسلم‪" :‬أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور ال َّتا ِّم يوم القيامة‪ ،‬تدخلون الجنة قبل أغنياء‬ ‫‪‬‬
‫يوم وذاك خمسمائة سنةٍ“‪.‬‬
‫الناس بنصف ٍ‬
‫يح‪ ،‬للتبريزي‪،‬‬ ‫سنن أبي داود‪ ،‬رقم الحديث ‪ ٣٦٦٦‬؛ الهندي‪ ،‬كنز االعمال ‪ ،‬رقم ‪ ١٦٥٧٦‬و ‪ ١٦٦١٤‬؛ ِم ْش َكاةُ ْال َم َ‬
‫ص ِاب ِ‬ ‫‪‬‬
‫الجزءاالول صفحة ‪٣٠٧‬‬

‫تفضيل الصعاليك المجاهدين في سبيل هللا على الصدقات الكبيرة‬ ‫‪‬‬


‫لرو َع ُة صعلوك من صعاليك المهاجرين يجر َسوطه في سبيل هللا أفضل من صدقة اب ِ‬
‫ْن َعوف‬ ‫أع َج َب ُكم صد َق ُة ِ‬
‫ابن َعوف‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬الهندي‪ ،‬كنز االعمال ‪ ،‬رقم ‪١٠٦٨٣‬‬ ‫‪‬‬

‫كان يستفتح بصعاليك المهاجرين (اسد الغابة ‪ ،‬البن اثير ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬صفحة ‪)١٦٤‬‬ ‫‪‬‬
‫صعاليك جبل تِهامة وضمهم من محمد‬
‫جبل ِتهامة كمركز مهم للصعاليك المجرمين من سائر القبائل‬ ‫‪‬‬
‫ماعات من َقبائ َل َش َّتى متف ّ‬
‫متفرّر قة“ ‪.‬بن‬ ‫ٌ‬ ‫صبُوا المارّ َة أَي َج‬
‫”كان في جبل ِتهام َة ُجمّاع َغ َ‬ ‫‪‬‬
‫منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬تحت ُجمّاع‪.‬‬
‫كتابة محمد لصعاليك تهامة‬ ‫‪‬‬
‫" وكتب رسول هللا صلعم لجماع كانوا في جبل تهامة قد غصبوا المارة من كنانة‬ ‫‪‬‬
‫والقارة ومن اتبعهم من العبيد فلما ظهر صلعم َو َفدَ منهم وفد على‬ ‫َ‬ ‫والح َكم‬
‫َ‬ ‫وم َُزينة‬
‫النبي صلعم فكتب لهم ‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول هللا‬
‫لعباد هللا العتقاء انهم إن آمنوا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فعبدهم حر وموالهم‬
‫محمد‪ .‬ومن كان منهم من قبيلة لم ي َُرد إليها‪ .‬وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال‬
‫أخذوه فهو لهم‪ ،‬وما كان لهم من دين في الناس ُر َّد إليهم‪ .‬وال ظلم عليهم وال عدوان‬
‫وان لهم على ذلك ذمة هللا وذمة محمد والسالم عليكم ”‬
‫ابن سعد‪ ،‬الطبقات الكبرى ‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬صفحة ‪١٥٥‬‬ ‫‪‬‬
‫تحليل لرسالة محمد لصعالكة جبل تهامة‬
‫” وموالهم محمد ومن كان منهم من قبيلة لم يرد إليها“ لم يردهم الى قبائلهم مع انهم‬ ‫‪‬‬
‫مجرمون مطالبون من القانون ‪ .‬ونصب نفسه وليا لهؤالء الصعاليك‪.‬‬
‫” وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم“ جعل جرائمهم وسرقاتهم‬ ‫‪‬‬
‫حالال لهم‬
‫”وما كان لهم من دين في الناس رد إليهم“ وهي ادعاء ان لهم دين في الناس مع انهم‬ ‫‪‬‬
‫سالبو الناس‪ .‬وهي وقوفه مع الصعاليك ضد القبائل من اجل سلب الناس‬
‫” وال ظلم عليهم وال عدوان“ حماهم وأبرأ ذمتهم مع انهم اكبر جماعة خطرة على‬ ‫‪‬‬
‫المجمتع‬
‫الرسالة تكشف ترأس محمد على الصعالكة في صيغة تحترم اسلوب حياتهم‬ ‫‪‬‬
‫الصعلوكية ومبادئهم في قتل وسلب الناس‬
‫صفات الصعاليك وتأثيرهم على غزوات محمد‬
‫فلسفتهم في االدعاء بحقهم في انتزاع أي شيء من مالكه‬ ‫‪‬‬
‫"والصعاليك حاقدون على مجتمعهم‪ ،‬متمردون عليه‪ ...‬ال يبالون من شيء ولو كان ذلك سلبا ً ونهبا ً وقتل أبناء‬ ‫‪‬‬
‫قبيلتهم وعشيرتهم‪ ،‬ألنهم خلعوا منها‪ ...‬وكل ما تقع أعينهم عليه‪ ،‬هو مفيد لهم نافع‪ ،‬ومن حقهم بحكم فقرهم‬
‫انتزاعه من مالكه‪ ،‬وإن كان مالكه فقيراً معدما ً مثلهم‪... ،‬ويرون الخالص من هذا الذل بالحصول على المال‬
‫بالقنا وبالسيف‪ ،‬فمن استعمل سيفه نال ما يريد‪ ،‬ال يبالي فيمن سيقع السيف عليه‪ ،‬وإال ع ّد من "العيال“‬
‫جواد علي ‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع‪ ،‬صفحة ‪٦٠٢‬‬ ‫‪‬‬
‫قال "السُّليك"‪ :‬فال تصلي بصعلـوك َنـؤوم إذا أمسى يُعد من الـعـيال‬ ‫‪‬‬
‫الشعراء الصعاليك‪ ،‬صفحة ‪٢٣٥‬مستشهد من جواد علي‪ ،‬الجزء التاسع‬ ‫‪‬‬
‫حقهم في سلب االخرين بسبب بخلهم وأن السبي مدفوع لهم من هللا‬ ‫‪‬‬
‫“ولذلك كان صعاليك العرب ولصوصهم وأرباب الغارة منهم يرون أن ما يحوونه من النعم بالغارة‪ ،‬إنما ذلك مال‬ ‫‪‬‬
‫منعت منه الحقوق‪ ،‬فأرسله هللا لهم‪ ،‬كما قال عروة الصعاليك‪ :‬لع ّل انطالقي في البالد وبغيتي وشديّ حيازيم‬
‫المطيّة بالرَّ حْ ـل‬
‫سيدفعني يوما ً إلى رب هجـمة يدافع عنها بالعقوق وبالبخـل"‬ ‫‪‬‬
‫الجمان في تشبيهات القرآن‪ ،‬عبد هللا بن الحسين بن ناقيا البغدادي ‪ ،‬صفحة ‪٢٦٢‬وما بعدها ؛ جواد علي ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المفصل‪ ،‬الجزء التاسع‪ ،‬صفحة ‪٦٠٣‬‬
‫وهي صارت فلسفة اسالمية في الغزوات وهي حقهم في انتزاع أي شيء من مالكيه بحجة انهم مشركون‬ ‫‪‬‬
‫فلسفة القتل والفتك باالخرين‬
‫‪ ‬القتل عند الصعلوك كشربة ماء‪ :‬فالحاجة عندهم تبرر الواسطة‪ ،‬وإذا امتنع إنسان على‬
‫صعلوك وأبى تسليم ما عنده اليه‪ ،‬فهو ال يبالي من قتله‪ ،‬فالقتل ليس بشيء في نظره‪،‬‬
‫منظره مألوف ‪ ...‬والصعلوك نفسه ال يدريّ متى يقتل‪ ،‬فال عجب إذا ما رأى القتل‬
‫وكأنه شربة ماء ‪.‬جواد علي ‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع‪ ،‬صفحة ‪٦٠٤‬‬

‫‪” ‬فمن وجد شخصا ً ومعه مال‪ ،‬ال يجد الصعلوك سببا ً أخالقيا ً يمنعه من قتله للحصول‬
‫على ماله ”جواد علي‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع‪ ،‬صفحة ‪٦١١‬و ‪٦١٢‬‬

‫‪” ‬أغار قيس بن الحدادية‪-‬صعلوك مشهور‪ -‬على جموع هوازن‪ ،‬فأصاب سبيا وماال‪،‬‬
‫وقتل يومئذ من بني قشير‪ :‬أبا زيد وعروة وعامرا ومروحا‪ ،‬وأصاب أبياتا من كالب‬
‫خلوفا‪ ،‬واستاق أموالهم وسبيا“االغاني اللصفهاني الجزء السادس‪ ،‬صفحة ‪٦٤‬‬

‫‪  ‬تركت تأثيرا على غزوات محمد حيث نرى أن القتل كشربة ماء‬
‫قساوة الصعاليك وفرحهم عندما يقتلون األباء ويسلبون‬
‫ويتركون اآلالم في نفوس النساء واألطفال‪ .‬أليس هذا سر‬
‫قساوة اإلسالم في بدء نشأته‬
‫‪‬‬
‫”نجد ال َّش ْن َف َر ى‪ ،‬يصف غارة مألت الرعب في قلب من وقعت عليهم‪ ،‬قام بها في ليلة باردة‪ ،‬عاد منها‬ ‫‪‬‬
‫سالما ً معافى بغنائم‪ ،‬وهو فرح بما تركه من قتل وسلب وألم في نفوس النساء واألطفال‪ ،‬إذ يقول‪:‬‬
‫ت واللَّ ْي ُل أ‪ْ َI‬ل َي ُل‬ ‫ت كما أَب ْ‬
‫ْدَأ ُ‬ ‫ت ِنسْ وانا ً وأَيْتْتمْ ْم ُ‬
‫ت إِ ْلدَ ًة وع ُْد ُ‬ ‫فأ َ َّي َّْمْم ُ‬
‫‪ ‬الشعرا‪I‬ء ا‪I‬لصعاليك ‪ ،‬صفحة ‪٤٩‬؛ مُستش َهد من جواد علي‪ ،‬ا‪I‬لمفصل‪ ،‬ال‪I‬جزء التاسع صفحة ‪٦١٢‬‬

‫‪” ‬ونجد "ال ُّسلَيك" يخرج مع صعلوكين يريدون الغارة‪ ،‬فساروا حتى أتوا بيتا ً متطرفاً‪ ،‬ووجد شيخا ً‬
‫غطى وجهه من البرد‪ ،‬وقد أخذته إغفاءة‪ ،‬ومعه إبله ترعى‪ ،‬فأسرع اليه وضربه بسيفه فقتله‪ ،‬ونهبوا‬
‫إبله‪ ،‬وعادوا بها مسرعين فرحين‪ ،‬قتله دون أن يشعر بوخزة ضمير‪ ،‬لقتله انسانا ً نائما ً طاعنا ً في السن‬
‫يرعى إبله‪ ... ،‬والضرورات تبيح المحظورات‪ “.‬الشعراء الصعال‪I‬يك ‪ ،‬صفحة ‪١٨٢‬؛ مُستش َهد من‬
‫جواد علي ‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع صفحة ‪٦١٣‬‬

‫‪  ‬الصعالكة صاروا ال يبالون بعرف وال سنة‪ ،‬يقتلون ألتفه األسباب‪ .... ،‬هذا "عروة بن الورد" و‬
‫"أبو خراش" الهذلي وغيرهما‪ ،‬نجد فيهم القسوة بل الوحشية جواد علي ‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع‬
‫صفحة ‪٦١٣‬‬
‫تمثيل الصعاليك بأجساد الناس‬
‫كان ال َّش ْن َف َرى عندما يرمي رجال يقطع رجله ويرمي عينه األغاني البي فرج‬ ‫‪‬‬
‫االصفهاني الجزء الثامن صفحة ‪٢٨٧‬‬
‫‪ ‬ذاك يذكرنا بتشريع محمد بقطع رجل ويد اإلنسان من خالف و فقع عيون من‬
‫يعترض عليه )المائدة ‪(٣٣‬‬

‫‪” ‬سليك يدخل بخبث ليسرق بيت عازل ويقطع رأس شيخ“ االغاني البي فرج‬
‫االصفهاني الجزء الثامن صفحة ‪٢١٩‬‬

‫‪ ‬نرى إذا بأن قطع رؤوس الناس هي عادة قد اختص بها الصعاليك‪ .‬ونرى محمد يتبع‬
‫نفس األسلوب في قطع رؤوس الناس كما فعل في قطع رؤوس بني قريظة بعد أن‬
‫خندق لهم ‪ .‬وايضا أَمْ رُه ألتباعه بقطع رأس من يخالفه‬
‫تقسيم الصعاليك نتاج الغزوة‬
‫عروة بن ورد كان يجمع الصعاليك ويكرمهم ويغير بهم ويجعل‬ ‫‪‬‬
‫الصحابه الباقين نصيبه من الغنيمة‬
‫االغاني البي فرج االصفهاني الجزء االول‪ ،‬صفحة ‪٢٧٠‬‬ ‫‪‬‬
‫تشبه تصرفات محمد في تقسيم الغنائم على المحاربين وعلى الغائبين‬‫‪‬‬
‫فكرة اخذ زعيم الصعاليك في الغزو الربع او الخمس‬ ‫‪‬‬
‫حاجز بن عوف أحد زعماء الصعاليك كان عمه يأخذ الربع من الغنيمة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫االغاني البي فرج االصفهاني الجزء الخامس صفحة ‪٢٧٨‬وما بعدها‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬مشابهة مع محمد الذي كان يأخذ الخمس )األنفال ‪(٤١‬‬
‫عادة الصعالكة في تأليف عصابات من صعالكة آخرين من‬
‫العرب واإلغارة على قبيلتهم ‪ ،‬بسبب مقاومة قبيلتهم لهم‬
‫‪ ‬قيس بن الحُدا ِدية ُخلع من قومه وهم ُخزاعة وجمع صعاليك‬
‫من العرب يغير عليهم االغاني البي فر‪I‬ج االصفهاني الجزء‬
‫السادس ‪ ،‬صفحة ‪٦٤‬‬
‫‪ ‬تصرُّ ف محمد بتجميع صعاليك وقبائل أخرى لمهاجمة قبيلته‬
‫قريش والسماح بالمتعة الجنسية للمحاربين الذين افتتحوا مكة‬
‫معه ‪ ،‬أمر لم يسبق أن حدث في تار‪I‬يخ العرب‪ .‬حيث أن كل فرد‬
‫عربي كان له انتماء شديد لقبيلته‪ .‬ولكن تصرف‪ I‬محمد هذا ال‬
‫يوجد نظيره إال في تصرف الصعاليك في زمانه‬
‫تكتلهم وانتمائهم لبعض وأن أخوة الصنف والحرفة‬
‫تحل محل أخوة العشيرة والقبيلة ‪ ،‬وهذا ما مهد‬
‫التحادهم في اإلسالم‬
‫‪” ‬وهم من عشائر مختلفة‪ ،‬فال ينتسبون إلى نسب واحد‪ ،‬ونسبهم الوحيد الذي يربط بينهم‪ ،‬هو‬
‫الصعلكة‪ ،‬والتمرد على المجتمع والتشرد في البوادي والهضاب والجبال“ جواد علي‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء‬
‫التاسع‪ ،‬صفحة ‪٦٢٠‬‬

‫‪  ‬ونجد في شعر شعرائهم إشادة بأخوة "الصنف" و "الحرفة" تحل محل أخوة العشيرة والقبيلة‬
‫‪ ‬الشعراء الصعاليك ‪ ،‬صفحة ‪ ٢٠٣‬وما بعدها ؛ مسشتهد من جواد علي‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع صفحة‬
‫‪٦٢١‬‬

‫‪ ‬ذلك سر وراء انتماء المسلمين لبعضهم رغم أنهم ينتمون لقبائل مختل‪I‬فة ‪ ،‬واستعدادهم محاربة قبائلهم‬
‫وأهل‪I‬هم ‪ ،‬إذ هم معتادون على هذا في حياتهم قبل االسالم ‪ .‬فأوامر القرآن بمعاداة الناس واألهل وأن‬
‫يظهروا غلظة نحو أهل بيتهم غير المؤمنين‪ ،‬األمور التي ال يقبلها العاقلون في أي جيل أو أي شعب‪،‬‬
‫قد وجدت عند هؤالء ا‪I‬لصعاليك قبوال ‪ ،‬ألنهم قد مارسوها من قبل ‪.‬‬
‫يفضلون الموت على البقاء في حالة الفقر‬
‫عقار ُب ْه‬
‫ِ‬ ‫مولًى تدِبُّ‬
‫وت خي ٌر لل َفتى منْ َحيا ِت ِه فقيراً‪ ،‬ومن ْ‬
‫فلَل َم ُ‬ ‫‪‬‬
‫أين مذاه ُب ُْهْه‬
‫أين الالرّ ّرحيلُ؟ وسا ِئ ٍلِل و َمن يسأ ُل الصّعلوك‪َ :‬‬
‫وسائلةٍ‪َ :‬‬ ‫‪‬‬
‫ضنّ عنه‪ ،‬بال َف ِ‬
‫عال‪ ،‬أقاربُه‬ ‫إذا َ‬ ‫ٌ‬
‫عريضة‬ ‫جاج‬
‫َمذا ِه ُب ُه أنّ ال ِف َ‬ ‫‪‬‬
‫ديوان عروة بن الورد ‪ ،‬صفحة ‪٢٩‬‬ ‫‪‬‬

‫الموت مالزم لالنسان‪ ،‬وال مفر منه‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ُحص ر؟‬
‫ك عما يبتغي القو ُم م ِ‬
‫ُحصِ‬ ‫فهل ذا َ‬
‫ذاك‬ ‫وأنّ ال‪I‬منايا َث ْغ ُر ك ّل ثن ّي ٍة‬ ‫‪‬‬
‫ب المنايا‪ُ ،‬م َُغغرَّ ر‬
‫أخوها‪ ،‬بأسبا ِ‬ ‫وغبرا َء َمخشيٍّ َرداها‪َ ،‬مخوف ٍة‬ ‫و َغ‬ ‫‪‬‬
‫ديوان عروة بن الورد‪ ،‬صفحة ‪ ٧٧‬؛ جواد علي‪ ،‬المفصل‪ ،‬ا‪I‬لجزء ال‪I‬تاسع صفحة ‪٦٣٢‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬وهذا وراء مبايعات الموت وتحبيذ ال‪I‬موت‪ ،‬التي استمثرها محمد في تعميمها على أتباعه‪ .‬والحروب‬
‫االنتحارية ‪ .‬إنها ظاهرة خطرة ومضادة للنزعة االنسانية في الرغبة في الحياة التي وضعها هللا في‬
‫كل انسان‪ ،‬ولم يكن لجيل ان يقبلها لو لم توجد جماعات الصعالكة الذين كانت غزواتهم انتحارية ‪.‬‬
‫رغبة الصعاليك إلقاء الرعب في قلوب الناس‬
‫‪ ‬الحديث عن تأبط شرا – أحد قادة الصعاليك"معنى يفيد أنه يغيرعلى القادم واآليب‪ ،‬يسلبه ويأخذ ما‬
‫عنده‪ ،‬ال يبالي بشيء إال بحصوله على غنيمة السلب‪ ،‬وهو إن قابل قافلة‪ ،‬فلم يتمكن منها‪ ،‬يكون قد‬
‫رجل‬
‫ٍ‬ ‫رضي من فعله بما ألقاه من رعب وذعر في قلوب أصحابها‪ ،‬ويكون قد اشتفى بذلك منها‪ .‬فهو‬
‫منتقم‪ ،‬يريد أن يفرج عما ولد في قلبه من غ َل‪ ،‬بأية طريقة كانت "‬
‫‪ ‬جواد علي‪ ،‬ا‪I‬لمفصل‪ ،‬ال‪I‬جزء التاسع صفحة ‪٦٤٤‬‬
‫‪  ‬‬

‫وفلسفة إلقاء الرعب من محمد في ا‪I‬لقبائل والمدن هي في توافق مع فلسفة الصعاليك هذه ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ألح ٍد َقبْلي“‬
‫لي ال َمغا ِن ُم ولم َت ِح َّل َ‬
‫ت َ‬‫هر‪َ ،‬وأ ُ ِحل‪ْ َّI‬‬
‫ير َة َش ٍ‬
‫ت بالرُّ عْ ب َم ِس َ‬ ‫‪ُ ” ‬ن ِ‬
‫صرْ ُ‬
‫‪) ‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬حديث ‪(٤٣٣‬‬

‫ُون ِب ِه َع ُدوَّ هَّللا ِ َو َع ُدوَّ ُك ْم )األنفال ‪(٦٠‬‬ ‫‪َ ‬وأَ ِع ُّدو ْا لَهُم مَّا اسْ َت َطعْ ُتم مِّن قُوَّ ٍة َو ِمن رِّ َب ِ‬
‫اط ْال َخي ِْل ُترْ ِهب َ‬
‫من أهداف غزوات الصعاليك هو الحصول على‬
‫النساء‬
‫"خ ْث َعم"‪ ،‬أهله خلوف‪ ،‬فرأى فيهم امرأة بضة شابة‪،‬‬
‫‪" ‬ومرّ " ُسلَيْك" في بعض غزواته ببيت من َ‬
‫فتسّنمها ومضى جواد عل‪I‬ي‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء التاسع صفحة ‪٦٤٨‬‬
‫‪ ‬نجد عروة يأخذ بعض الصعاليك فنزل بهم ما بينهما بموضع يقال له‪ :‬ماوان‪ .‬ثم قتل رجال وسبى‬
‫جماله وزوجته االغاني البي فرج االصفهاني الجزء االول‪ ،‬صفحة ‪٢٧٠‬‬

‫ازن‪ ،‬فأصاب سبيا وماال‪ ،‬وقتل يومئذ من بني قشير‪ :‬أبا زيد‬ ‫‪ ‬قيس بن الحُ د‬
‫الحُدَاَا ِدية أغارعلى جموع َه َو ِ‬
‫وعروة وعامرا ومروحا‪ ،‬وأصاب أ‪I‬بياتا من كالب خلوفا‪ ،‬وا‪I‬ستاق أموالهم وسبيا االغاني البي فرج‬
‫االصفهاني الجزء السادس ‪ ،‬صفحة ‪٦٤‬‬

‫‪  ‬ذاك يفسر الغزوات المحمدية التي كانت تعطي للغازين نساء وبنات االبرياء ‪ .‬فواحد من أتباع محمد‬
‫قد أحصن في الغزوات ألف امراة ) المغيرة بن شعبة ا‪I‬لذي كان من دهاة العرب وأحصن في االسالم‬
‫ألف امرأة ( الحلبية ‪..٦٩٩ :٢‬‬
‫‪ ‬ذلك بعكس الجيوش النظامية‬
‫بقية صفات الصعاليك‬
‫‪ ‬سلب الناس من أجل ان يفتدي أهلهم السبي بمال كثير‬
‫‪ ‬عروة يسلب امرأة وأهلها يفدوها بفداء كبير األغاني‪،‬الجزء االول‪ ،‬صفحة ‪٢٦٩‬‬

‫وهي في أيامنا تصرف ألشر العصابات‪ ،‬قد مارسها الصعاليك قبل محمد ومارسها‬ ‫‪‬‬
‫محمد‬
‫الغدر والخداع بالدخول بمكر إلى البيوت حيث يقتلوا وينهبوا‬ ‫‪‬‬
‫‪ " ‬تأبط شرا " يذهب مع صعاليك الى بالد هذيل ويسأل راعيا لهم ويقول له عن بيت‬ ‫‪‬‬
‫من قبيلة عتير كثير المال‪ .‬ويبيتهم صاحب البيت ‪ ،‬ولكن الصعاليك يقتلوا كل سكان‬
‫البيت ويستقوا االموال ” االغاني البي فرج االصفهاني الجزء الثامن‪ ،‬صفحة‪٢٨١‬‬
‫يذ ِّك رنا بإرسال محمد مسلمين لكي يقتلوا بمكر بعض المنتقدين له مثل خداع كعب‬ ‫‪‬‬
‫بن األشرف بإرسال صديقه محمد بن مسلمة وأبو نائله أخوه في الرضاعة لكي‬
‫يقتاله‪.‬‬
‫الفلسفة الصعلوكية في مواجهة العدد االكبر وعدم‬
‫الهرب‬
‫"تأبط شرا " يغير مع ستة صعاليك على قبيلة من َخ ْث َعم ‪ ،‬فخرج ‪ ٤٠‬رجل من خثعم ومعهم كبير القوم‬ ‫‪‬‬
‫‪ .‬ومبدأ الصعاليك عدم الهرب وهم ال يبالون إن ماتوا‪ .‬فقتل الصعاليك منهم عددا وهرب الباقون‬
‫‪.‬االغاني البي فرج االصفهاني الجزء الثامن صفحة ‪ ٢٧٦‬و ‪٢٧٧‬‬
‫وقال ال َّش ْن َف َرى ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫نحن الصعاليك الحماة البزل (اي المتفطرين بالدماء)‬ ‫‪‬‬
‫إذا لقينا ال نرى نـهـلل ( يقصد ال يرتوا من الدماء)‬ ‫‪‬‬
‫وقال كعب حدار‬ ‫‪‬‬
‫وال تخيموا جزعا فتدبروا‬ ‫يا قوم أما إذ لقيتم فاصبروا‬ ‫‪‬‬
‫االغاني البي فرج االصفهاني الجزء الثامن صفحة ‪٢٨٢‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬إن تلك الفلسفة الصعلوكية في مواجهة العدد االكبر وعدم الهرب ولكن قبول الموت‪ ،‬قد انتقلت‬
‫لالسالم حيث استخدم محمد الصعاليك واستثمر هذه الميزات الصعلوكية‪.‬‬
‫قبيلة غفار والصعلكة‬
‫‪ ‬غِ ِغ َفا ُر قبيلة من كنانة العيني ‪ ،‬عمدة القاري ج‪ ٤:‬ص‪٢٣٨:‬‬
‫‪ ‬قبيلة ِغِغ فا ُر كقطاع طرق ابن سعد‪ ،‬الطبقات الكبرى ‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬صفحة ‪٨٧‬‬

‫‪” ‬أن األقرع بن حابس قال للنبي صلعم ‪ :‬إنما بايعك سراق الحجيج‪ ،‬من أَسْ لَ ُم وغِ ِ‬
‫وغ َفا ُر ومزينة و جهينة‬
‫“صحيح البخاري ‪ ،‬باب‪ :‬ذكر أسلم‪ ،‬وغفار‪ ،‬ومزينة‪ ،‬وجهينة‪ ،‬وأشجع‪ ،.‬حديث رقم ‪٣٣٢٥‬‬

‫‪ ‬أبو ذر يعترف بأن قبيلته أي بني غفار يسرقون الحاج‬


‫‪” ‬وذاك أني كنت من قبيلة يسرقون الحاج بمحاجن لهم‪ “.‬كنز العمال ‪ ،‬الهندي ‪ ،‬رقم ‪٣٦٩٠١‬‬

‫‪ ‬قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق‪ ،‬فأهلها مضرب األمثال في السطو غير المشروع‪ ،‬انهم حلفاء‬
‫الليل‪ ،‬والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار موسوعة ويكيبديا‬
‫أبو ذر ال ِغفاري‬
‫‪ ‬أبو ذر صعلوك خطر‪:‬‬
‫‪” ‬كان أبو ذر رجال يصيب الطريق وكان شجاعا يتفرد وحده يقطع الطريق ويغير على الصرم‬
‫(صرْ م اي االبل المشقوقة المحرمة )في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع‬
‫َ‬
‫فيطرق ال‪I‬حي ويأخذ ما أخذ“‬
‫‪ ‬ابن سعد‪ ،‬الطبقات الكبرى‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬صفحة ‪٨٦‬‬

‫‪ ‬تخطيط محمد هو القتال منذ بدء دعوته‪ :‬فقال لي‪) :‬يا أبا ذر‪ ،‬اكتم هذا األمر‪ ،‬وارجع إلى بلدك‪ ،‬فإذا‬
‫بلغك ظهورنا فأقبل( صحيح البخاري ‪٣٣٢٨‬‬
‫‪‬‬
‫‪ " ‬ثم قال أبو ذر يا رسول هللا إني منصرف الى أهلي وناظر متى يؤمر بالقتال فألحق بك ‪...‬‬
‫فانصرف فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول ال أرد إليكم منها‬
‫شيئا حتى تشهدوا أال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا فإن فعلوا رد عليهم ما أخذ منهم وإن أبوا لم يرد‬
‫عليهم شيئا فكان على ذل‪I‬ك حتى هاجر رسول هللا ومضى بدر وأحد ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي‬
‫صلعم“‬
‫‪ ‬ابن سعد‪ ،‬الطبقات الكبرى ‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬صفحة ‪٨٧‬‬
‫تحليل للقاء محمد بأبي ذر وموضوع إسالم أبي ذر‬

‫‪ ‬أبو ذر يقول أنه رابع مسلم‪ :‬عن جبير بن نفير قال كان أبو ذر يقول لقد رأيتني ربع‬
‫اإلسالم لم يسلم قبلي إال النبي صلعم وأبو بكر وبالل هذا حديث صحيح اإلسناد‬
‫(الحاكم‪ ،‬المستدرك على الصحيحين‪ ،‬رقم ‪)٥٤٥٨‬‬
‫‪ ‬من بداية نشاطه كان محمد يؤكد لتابعيه بانه يوما ما سوف يحارب ويبدأ بالقتال ‪.‬‬
‫حيث ان ابا ذر هو المسلم رقم ‪ ٤‬أو خمسة ‪ .‬ومن البداية كانت غايته هجر مكة نحو‬
‫مدينة اخرى لكي يبدأ منها الحرب ضد مكة ‪ .‬لذلك كانت رسالته من البداية هي‬
‫التحضير لحرب ضد قريش وباقي القبائل العربية‪ .‬وكان من المتوقع ان الذي كان‬
‫سوف يسمع له هم الجماعات الثائرة على المجتمع وعلى القبائل ‪ ،‬الطامعة في غنى‬
‫ونساء تلك القبائل وهذه الجماعات هي الصعاليك‪.‬‬
‫‪ ‬أبو ذر لم يتب ولكنه استمر في حياة الصعلكة في االسالم‬
‫ما سبب ضرب أبي ذر من بعض المكيين – إذا صح‬
‫ضرب‬‫أنه ُ‬
‫‪ ‬قريش ال تضرب من يترك دينهم وضرْ ب أبي ذر هو لتحرشه بالمرأة“رأى امرأة‬
‫تطوف بالبيت وتدعو تقول أعطني كذا وكذا وافعل بي كذا وكذا ثم قالت في آخر‬
‫ذلك يا إساف ويا نائلة‪ .‬قال أبو ذر أنكحي أحدهما صاحبه‪ ...‬فجاء فتية من قريش‬
‫فضربوه وجاء ناس من بني بكر فنصروه وقالوا ما لصاحبنا يضرب وتتركون‬
‫صباتكم فتحاجزوا فيما بينهم‪ ...‬فخرج حتى أقام بعُسفان وكلما أقبلت عير لقريش‬
‫يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقى أحمالها ”ابن سعد‪ ،‬الطبقات الكبرى‪،‬‬
‫الجزء الرابع‪ ،‬صفحة ‪٨٧‬‬

‫‪ ‬صيغة أخرى بسبب استفزاز المصلين في مسجدهم ‪:‬فخرج حتى أتى المسجد فنادى‬
‫باعلى صوته اشهد أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا ثم قام فضربوه ابن كثير ‪،‬‬
‫البداية والنهاية ‪ ،‬الجزء الثالث ‪ ،‬صفحة ‪١٤‬‬

‫‪ ‬أقام أبو ذر في عسفان يعترض قوافل قريش‬


‫إسالم قبيلة غفار‬
‫‪” ‬فاسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول هللا المدينة وكان يؤمهم خفاف بن إيما بن رخصة الغفاري وكان‬
‫سيدهم يومئذ وقال بقيتهم إذا قدم رسول هللا صلعم أسلمنا‪ .‬قال فقدم رسول هللا فاسلم بقيتهم ”‪ .‬ابن‬
‫كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬الجزء الثالث ‪ ،‬صفحة ‪١٥‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ما سر نجاح أبي ذر في أسلمة جزء من قبيلة غفار قبل هجرة محمد للمدينة ‪ .‬ال بد انه نقل الفراد‬
‫قبيلته فحوى رسالة محمد اي عزمه في بدء القتال ضد مكة وباقي المدن‪ .‬االمر الذي هو جذاب لقبيلة‬
‫معروفة بممارسة الصعلكة وقطع طرق القوافل‪ .‬ولّد كالم ابو ذر فيهم رجاء تحقيق حلم في ان يكون‬
‫لهم عمليات سطو أكثر على قوافل مكة وغيرها‪ ،‬ونوال غنى مكة والمدن الغنية من خالل اإلسالم‪.‬‬

‫وتربُّص أبي ذر للقوافل التي كانت محروسة ‪ ،‬لم يكن ليحدث بدون مساندة هؤالء الذين أسلمهم‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬اذا اإلسالم ليس دعوة للتقوى ولكن الستمرار أعضاء القبيلة فيما كانوا يفعلون من قبل من قطع‬
‫الطرق وسلب القوافل‬
‫إسالم باقي قبيلة غفار ودوافع إسالمها‬
‫‪ ‬أما الباقين من أعضاء القبيلة ‪ ،‬فانهم قد أجّ لوا دخولهم ا‪I‬السالم الى أن يروا هل وعد محمد في الهجرة‬
‫واعالن حرب سوف يتحقق‪ .‬فلو كان االمريتعلق بالعقيدة ‪ ،‬ألعلنوا قرارهم بقبولها او رفضها ‪ .‬ولكن‬
‫االمر يتعلق بخطة وبرنامج صفقة كبيرة يترأسها محمد ‪ ،‬وهي مهاجمة القبائل والمدن وسلب ثرواتها‬
‫ونسائها وبناتها واستعباد اطفالها‪ .‬فكانوا كقراصنة فرحين بمثل ذلك البرنامج والمشاركة فيه ‪ ،‬وغير‬
‫مستعدين لرفضه‪ .‬ولكن كانوا يودون أن يروا نجاح محمد في تطبيق بنودها االولى ‪ :‬وهي حصول‪I‬ه‬
‫على قبائل اخرى قوية تسانده في الخطة ثم هجرته‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬قبيلة غفار تأتي لمحمد مع قبيلة أسلم وتخدع أسلم وتسبيها‬
‫‪” ‬وفدت غفار وأسلم إلى النبي صلعم فلما صاروا في الطريق قالت غفار ألسل‪I‬م‪ :‬انزلوا بنا‪ ،‬فلما حطت‬
‫أسلم رحلها مضت غفار فلم تنزل‪ ،I‬فسبوهم“‬
‫‪ ‬تاج العروس ‪١٤١ :١٧ ،‬‬
‫‪ ‬فهي في إسالمها تستمر تسبي القبائل بقدر ما تحين لها الفرصة‪ ،‬وليس لها اي دين او تقوى ‪ .‬وما‬
‫اسالمها اال لزيادة فرص السبي‬
‫القبائل التي تبعت محمد معروفة بالصعلكة‬
‫واللصوصية‬
‫“أن األقرع بن حابس قال للنبي صلعم‪” :‬إنما بايعك سراق الحجيج‪ ،‬من أسلم وغفار ومزينة ‪ -‬وأحسبه‬ ‫‪‬‬
‫– وجهينة”‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬باب‪ :‬ذكر أسلم‪ ،‬وغفار‪ ،‬ومزينة‪ ،‬وجهينة‪ ،‬وأشجع‪ ،.‬حديث رقم ‪٣٣٢٥‬‬ ‫‪‬‬
‫“حدثني سيد بني تميم‪ ،‬محمد بن عبدهللا بن أبي يعقوب الضبي‪ ،‬بهذا اإلسناد‪ ،‬مثله‪ .‬وقال "جهينة" ولم‬ ‫‪‬‬
‫يقل‪ :‬أحسب‪”.‬‬
‫صحيح مسلم ‪ - ٤٧ ،‬باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حديث رقم ‪٢٥٢٢‬‬

‫‪ ‬األقرع بن حابس‪ :‬من تميم من فرع من أشهر بني مجاشع أعلن إسالمه وانضم إلى المسلمين قبل فتح‬
‫مكة‪ ،‬ول‪I‬ما كان يوم حنين أعطى محمد األقرع بن حابس مائة من اإلبل يتألفه‪ .‬استعمله عبد هللا بن‬
‫عامر على جيش سيره إلى خراسان‪ ،‬فأصيب هو‪ ،‬والجيش‪) .‬اإلصابة في تمييز الصحابة(‬

‫‪ ‬ان الصعاليك والقبائل ذات الصفات الصعلوكية في سرقة ال‪I‬حجاج والتربص بالقوافل هي التي آزرت‬
‫محمد وصارت تحاصر قوا‪I‬فل‪ I‬قريش‬
‫ُم َز ْينة والصعلكة‬
‫‪ ‬كان العرب يصفون مزينة انهم بال دين ‪ .‬وذلك بسبب حياة‬
‫القرصنة‪:‬‬
‫‪ ‬وهل مز‪I‬ينة إالمن َق َبـيِّلة ال ُي ‪ْI‬ر َت َجى كرم فيها وال دين‬
‫‪ ‬مروج الذهب‪ ،‬للمسعودي‪ ،‬الجز‪I‬ء الثاني ‪ ،‬صفحة ‪٣٩‬‬

‫‪ ‬مزينة كانوا يغيرون حتى على االفراد بقصد اسرهم من اجل‬


‫ان ينالوا بدل فدائهم‬
‫‪ ‬االغاني‪،‬االصفهاني‪ ،‬الجز‪I‬ء السادس‪ ،‬صفحة ‪٦٨‬‬
‫جهينة‪ :‬عرفوا بصفاتهم الصعلوكية حتى في العصر‬
‫اإلسالمي‬
‫‪” ‬انتشرت أحياء العر‪I‬ب من جهينة في بالدهم واستوطنوها‬
‫ومألوها عيثا ً وفساداً‪“.‬‬
‫‪ ‬تاريخ ابن خلدون الجلد الخامس‪ ،‬ص ‪٤٨٧‬‬

‫‪" ‬والقبائل الضاربة على أطراف الحضارة‪ ،‬تطمع في الحضر‬


‫لما عندهم من رزق حرمت منه‪ ،‬من رزق وافر ومن ماء ومن‬
‫وسائل عيش رغيدة‪ ،‬فتغزوهم”‬
‫‪ ‬جواد علي‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬ص ‪ ٣٣٣‬و ‪٣٣٤‬‬
‫أسلوب محمد في جذب القبائل غرب المدينة‬
‫‪َ ‬ك َشد الجهني من قبيلة جهينة كان يساعد المسلمين في التجسس على قوافل قريش‬
‫ويخفيهم‪ .‬وقال له محمد ‪ :‬أال أقطع لك ينبع ‪ ،‬فقال إني كبير وقد نفذ عمري ‪ ،‬ولكن‬
‫اقطعهما البن أخي ‪ ،‬فقطعها له‬
‫‪ ‬الواقدي الجزء االول‪ ١٩ ،‬و‪ ٢٠‬؛معجم ما استعجم الجزء الثاني‪ ٦٥٦ :‬و‪.٦٥٧‬‬

‫‪ ‬أن النبي صلعم خرج إلى تبوك‪ ،‬وإن جهينة لحقوه بالرحبة فقال لهم‪" :‬من أهل ذي‬
‫المروة؟" فقالوا‪ :‬بنو رفاعة من جُهينة فقال‪" :‬قد أقطعتها لبني رفاعة" فاقتسموها ‪.‬‬
‫‪ ‬سنن ابي داود ‪ ،‬رقم ‪٣٠٦٨‬‬

‫‪ ‬بالل بن الحارث‪  ‬وأقطعه محمد العقيق وكان يحمل لواء مزينة يوم فتح مكة‪.‬‬
‫ابن اثير‪ ،‬اسد الغابة ‪ ،‬صفحة ‪٢٩٨‬‬
‫دوافع قبائل غرب المدينة لإلسالم‬
‫‪ " ‬ثم – اي بعد ان اسلمت غفار ‪ -‬تقدمت أسلم(قبيلة خزاعية ) وخزاعة فقالتا يا‬
‫رسول هللا إنا قد أسلمنا ودخلنا فيما دخل فيه إخواننا وحلفاؤنا ” الحاكم‪ ،‬المستدرك‬
‫على الصحيحين ‪ ،‬رقم ‪٥٤٥٧‬‬
‫‪ ‬يقوم بتهديدات بإرسال جماعات ألرض القبيلة لكي يُش ِعر القبيلة بعدم االمان ‪ ،‬ثم‬
‫يكتب لها يعرض االمان في حالة التسليم اليه‬
‫‪” ‬عن جابر قال ‪ :‬غزونا مع رسول هللا قوما من جهينة ‪ ،‬فقاتلوا قتاال شديدا“ السيرة‬
‫النبوية ‪،‬ابن كثير ‪،‬الجزء االول ‪ ،‬صفحة ‪١٥٦‬‬

‫‪“ ‬لما قدم رسول هللا المدينة جاءته جهينة فقالوا إنك قد نزلت بين أظهرنا فاوثق حتى‬
‫نأتيك وقومنا فاوثق لهم فاسلموا“ البداية والنهاية ج ‪ ٣‬ص ‪١٠٢‬‬

‫‪ ‬القبائل غرب المدينة خافت من تحالف محمد مع األوس والخزرج وغفار وطلبت‬
‫األمان‪.‬‬
‫تحالفات محمد مع قبائل ُعرفت في حروب مبنية‬
‫على عصبية قبلية‬
‫‪ ‬كان مزينة حلفاء لالوس وجهينة حلفاء للخزرج في حروبهم‬
‫التافهة‪ .‬فمثال في " يوم بعاث" استدعت االوس قبيلة مزينة‬
‫لمحاربة الخز‪I‬رج‪ ،‬بينما استدعت قبيلة الخزرج قبيلة جهينة‪.‬‬
‫وانتصرت الخز‪I‬رج‬
‫‪  ‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬صفحة ‪٣٣٤‬‬
‫ملخص الحلقة الماضية‬
‫الصعاليك‪ :‬قطاع الطرق‬ ‫‪‬‬

‫مكة‪ :‬كانت مركزا للصعاليك‬ ‫‪‬‬

‫عائلة محمد‪ :‬كانت على عالقة بالصعاليك‬ ‫‪‬‬

‫الصعاليك الذين صاروا مسلمين‪ :‬شعبة بن المغيرة‪ ،‬أبو بصير‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أشهر الصعاليك المسلمين‪ :‬أبو ذر الغفاري‪ ،‬سارية بن زنيم الدائلي‬ ‫‪‬‬


‫الذي صار أميرا للجيش في عهد عمر‪.‬‬
‫محمد‪ :‬دعا الصعاليك أن يصيروا تحت إمرته‪ ،‬وعفا عن ماضيهم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وأعطاهم ذمته وذمة هللا‪ .‬مثل ‪ :‬صعاليك تهامة وغفار‪.‬‬
‫العرب قالوا لمحمد‪ :‬إنما بايعك سراق الحجيج‪ ،‬من أَسْ َل ُم ِ‬
‫وغ َفا ُر‬ ‫‪‬‬
‫وم َُزيْنة و ُج َهيْنة‬
‫تحالفات محمد مع قبائل ُعرفت في حروب مبنية‬
‫على عصبية قبلية‬
‫كان مز‪I‬ينة حلفاء لالوس وجهينة حلفاء للخزرج في حر‪I‬وبهم‬ ‫‪‬‬

‫التافهة‪ .‬فمثال في " يوم بعاث" استدعت االوس قبيلة مزينة‬


‫لمحاربة الخزرج‪ ،‬بينما استدعت قبيلة الخز‪I‬رج قبيلة جهينة‪.‬‬
‫وانتصرت الخزر‪I‬ج‬
‫‪ ‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬صفحة ‪٣٣٤‬‬ ‫‪‬‬
‫تغيير رسالة محمد بعد فشل رسالته الدينية‬
‫أبو بكر في رفقة محمد يبحث عن قبيلة قوية‪ :‬في دخولهما‬ ‫‪‬‬
‫إلى أحد مجالس العرب‪" :‬فتق َّدم أبو بكر فسلَّم‪ .‬وقال‪:‬ممن‬
‫القوم‪ ،‬قالوا ‪ :‬من ربيعة‪ "..‬الحلبية ‪ .١٥٥ : ٢‬قال لهم أبو‬
‫بذهْ ٍل األكبر‪ ،‬بل أنتم ُذهْ ٌل األصغر"‪.‬‬
‫بكر‪" :‬فلستم ُ‬
‫الحافظ بن كثير‪ ،‬السيرة النبوية ‪١٦٣ :٢‬؛ البداية والنهاية ‪: ٣‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦٠‬‬

‫ذهل كان فر‪I‬عا من ر‪I‬بيعة‪ .‬وعر‪I‬ف أبو بكر بأنهم فرع صغير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وهناك فقد أبو بكر اهتمامه بهم‪.‬‬
‫وتحرك أبو بكر مصطحبا محمد إلى قبيلة من قبائل بني‬
‫شيبان بن ثعلبة‬
‫)بني شيبان انتصروا على الفرس في معركة ذي قار(‬
‫"فقال له أبو بكر كيف العدد فيكم‪ ..‬فكيف‪ I‬الحرب بينكم وبين‬ ‫‪‬‬
‫عدوكم"‬
‫وبعد أن اطمئن أبو بكر‪ I‬على قدرة القبيلة على القتال‪ .‬ق ّدم‬ ‫‪‬‬
‫لهم محمد طعمه االعتيادي في هذه الكلمات‪" :‬ثم قال رسول‬
‫هللا‪ :‬أرأيتم ان لم تلبثوا إال يسيرا حتى يمنحكم هللا بالدهم‬
‫وأموالهم ويفرشكم بناتهم أتسبحون هللا وتقدسونه فقال له‬
‫النعمان ابن شريك اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش"‬
‫ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪٦٠: ٣ ،‬؛ ابن كثير‪ ،‬السيرة‬ ‫‪‬‬
‫النبوية‪١٦٦ :٢ ،‬‬
‫بقية –بني شيبان‬

‫فهو يضع ُ‬
‫طعم االغراء الحقيقي للقبيلة‪ ،‬إذ يعرف‪ I‬أن القبائل‬ ‫‪‬‬

‫غير مهتمة في تدينه‪ .‬ولكن شيخ القبيلة يجاوبه ان ذلك لمحمد‬


‫)أي ليس له أن يأخذ مساكن الناس وبناتهم(‪.‬‬
‫عرض محمد طعمه على باقي القبائل‬
‫وعرض محمد ذاته على ِك ْندة‪ .‬فقالوا له "أجئتنا‪ ...‬لكي ننابذ العرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إلحق بقومك فال حاجة لنا بك فانصرف من عندهم"‪ .‬أي غير مستعدين‬
‫معاداة العرب وشن حروب عليهم‪ .‬ومن جملة القبائل العربية التي‬
‫عرض محمد ذاته عليها‪" :‬بنى عامر وغسان وبنى فزارة وبنى مُرة‬
‫وبنى حنيفة وبنى سليم وبنى عبس وبنى نضر بن هوازن‪ ،‬وبنى ثعلبة‬
‫بن عكابة‪ ،‬وكندة وكلب‪ .‬وبنى الحارث بن كعب وبنى عذرة وقيس بن‬
‫الحطيم وغيرهم‪".‬‬
‫الحافظ بن كثير‪ ،‬السيرة النبوية‪١٧١ : ٢،‬؛ البداية والنهاية‪ ٥٩ :٣ ،‬‬ ‫‪‬‬
‫تعليق على عرض محمد‬
‫ال نجد أي من تلك القبائل قد قبلت طعم محمد هذا‪ .‬لم يحدث‬ ‫‪‬‬

‫في تاريخهم أن أحدا قد عر‪I‬ض عليهم عرضا اباحيا مثل الذي‬


‫عرضه محمد‪ ،‬الذي لو قبلوه كان سوف يجعلهم يتصرفون‬
‫بطريقة منحطة‪ ،‬نحو افراد من جنسهم‪ .‬وهكذا قد رفضوا‬
‫طعم محمد اإلباحي معتبر‪I‬ين اياه ضد االنسانية وشر‪I‬ائع‬
‫االنسان األدبية‪ ،‬التي ر‪I‬اعتها كل قبائل العالم حتى المتوحشة‬
‫منها في أدغال إفريقيا‪.‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫ولقد ذاعت سمعة محمد وسط القبائل العربية‬
‫سد للمجتمع بسبب عالقته بالصعاليك‬
‫ك ُمف ِّ‬
‫"فلم يقبله أح ٌد من تلك القبائل‪ ،‬ويقولون قوم الرجل أعلم به‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ترون أن ر‪I‬جال يصلحنا وقد أفسد قومه؟!"‬


‫ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪ ٥٩: ٣ ،‬؛ابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪٣٦٧٥‬؛ ابن كثير‪ ،‬السيرة النبوية‪١٥٨ : ٢ ،‬؛ الحلبية ‪: ٢‬‬


‫‪١٥٨‬‬
‫تعليق‬
‫أي ر‪ْ I‬فض محمد من القبائل العربية مبنيٌّ على فكرة أن محمداً‬ ‫‪‬‬

‫ي ّدعي في أنه مصلح‪ ،‬ولكنه قد أفسد في تصرفاته وسط قومه‪،‬‬


‫مُعمِّما مبادئ فاسدة عن سلب نساء اآلخرين وأموالهم‬
‫ُسخراً الصعاليك المعروفين‬
‫واستعباد أطفالهم‪ .‬كذلك م ِّ‬
‫باإلجرام وحياة اللهو والسطو على البيوت‪ ،‬في خدمته‪.‬‬
‫وكثيرون من أتباع محمد الصعاليك كما رأينا بدأوا بعد‬
‫إسالمهم في السطو على القوافل المكية الراجعة من الشام‪.‬‬
‫تاريخ األوس والخزرج يدل على حقيقة غرضهم‬
‫من دعوة محمد‬
‫رحيل عمرو بن عامر ونسله بعد العطب في سد مأرب‪ ،‬بسبب سيل‬ ‫‪‬‬

‫العرم‪ .‬وذهب االوس والخزرج الى يثرب ووجدوا اليهود هناك‪.‬‬


‫البداية والنهاية ‪ ١٦٠ : ٢ :‬؛تاج العروس ‪ ٤٩ : ٢‬ونزلت األوس‬
‫والخزرج يثرب‪ .‬نزلوا في ضرار‪ .‬بعضهم بالضاحية وبعضهم بالقرى‬
‫مع أهلها‪ ،‬ولم يكونوا أهل نعم وشاء‪ ،‬وال نخل لهم وال زرع واألموال‬
‫لليهود‪ ،‬فلبثوا حينا‪.‬‬
‫االغاني ‪٨٤ :٩‬؛ تاريخ ابن خلدون‪٣٣٥ :٢،‬‬ ‫‪‬‬

‫خطة الخزرج في التخلص من اليهود هي قديمة وان موضوع قتل بني‬ ‫‪‬‬

‫قريظة هو من تطلعات الخزرج في تاريخهم‪.‬‬


‫تاريخ األوس والخزرج يدل على حقيقة غرضهم‬
‫من دعوة محمد‬
‫استعانة االوس والخزرج بحسان ابن اسعد ابي كرب وقتل عدد كبير‬ ‫‪‬‬
‫من اليهود (االغاني‪)٢٥٧ :١ ،‬‬
‫حسان هو أبهحسن يهأمن‪ ،‬حكم من عام ‪ ٤٤٠ – ٤٣٥‬م‬ ‫‪‬‬

‫مالك بن عجالن من الخزرج استدعى ملك غسان وهو أبي جبيلة‬ ‫‪‬‬
‫وبنى لليهود حائرا ودعا اليه اليهود قائال لهم بان الملك أبا جبيلة أحب‬
‫أن يتقابل معكم‪ .‬فحضر وجوهاؤهم وكل شخص مهم فيهم‪ .‬فأمر الملك‬
‫بقتلهم‪.‬‬
‫معجم البلدان‪ ،‬ياقوت الحموي ‪٢٢١ :٧‬؛ االغاني ‪.٨٤ :٩ :‬‬ ‫‪‬‬

‫الملك الغساني قتل من رؤساء اليهود واعالمهم ثلثمائة وخمسين‬ ‫‪‬‬

‫المقدسي‪ ،‬البدء والتاريخ ‪٦٠:٣‬‬ ‫‪‬‬


‫بقية أهداف الخزرج في التخلص من اليهود‬
‫ثم أجمع مالك بن العجالن وصنع لهم طعاما ودعاهم‪ ،‬فاعتذر لهم‬ ‫‪‬‬
‫مالك عنها‪ -‬اي عن قتلهم من أبي جبيلة‪ -‬وأنه ال يقصد نحو ذلك‪،‬‬
‫فأجابوه وجاؤا إليه وقتل منهم سبعة وثمانين من رؤسائهم‪ .‬تاريخ ابن‬
‫خلدون‪.٣٣٥ :٢ ،‬‬
‫يقول جواد علي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫"إن أخذ األوس والخزرج أمر المدينة بيدهم‪ ،‬وزحزحة اليهود عنها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب إن يكون قد وقع في النصف الثاني من القرن السادس للميالد‪،‬‬
‫ألننا نجد إن أحد أوالد مالك وهو "عثمان بن مالك بن العجالن" في‬
‫جملة من دخل في اإلسالم وشهد بدراً‪ ،‬وهذا مما يجعل زمن‬
‫"مالك" ال يمكن إن يكون بعيداً عن اإلسالم‪".‬‬
‫جواد علي‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجزءالرابع‪ ،‬صفحة ‪١٣٤‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية أهداف الخزرج في التخلص من اليهود‬
‫إذا كان الخز‪I‬رج بعد مجيئهم الى يثرب قد استعانوا بابي‬ ‫‪‬‬

‫جبيلة الغساني لكي يستولوا على جزء كبير‪ I‬من مناز‪I‬ل‬


‫اليهود‪ ،‬في زمن قريب من االسالم‪ .‬فكيف ال نفسِّر تحالفهم‬
‫مع محمد هو من اجل إجالء اليهود نهائيا عن يثرب وليس‬
‫هو دافع ديني‪ .‬اذ قد أثبت التاريخ ان هذه هي طريقتهم في‬
‫الحصول على سبل العيش واالستقرار‪.‬‬
‫صفات الغدر وعدم العهد وتخطيطهم القديم‬
‫للتخلص من اليهود‬
‫في يوم بُعاث‪ .‬استعانت األوس ببني قريظة وبني النضير ضد‬ ‫‪‬‬
‫الخزرج‪ .‬الخزرج اعترضت على ذلك‪ .‬وكان جواب اليهود أنهم لن‬
‫يعينوا األوس ضد الخزرج‪ .‬فأجابت الخزرج‪ ،‬ارسلوا لنا برهائن‪.‬‬
‫فأرسلوا لهم بأربعين غالم من أوالدهم‪ .‬ولكن أحد زعماء الخزرج‬
‫وهو عمرو بن النعمان البياضي قال للخزرج بأنهم يجب استغالل‬
‫الفرصة وسلب اليهود مائهم ونخيلهم "وإنه وهللا ال يمس رأسي غسل‬
‫حتى أنزلكم منازل بني قريظة والنضير على عذب الماء وكريم‬
‫النخل‪ .‬ثم راسلهم‪ :‬إما أن تخلوا بيننا وبين دياركم نسكنها او نقتل‬
‫الرهائن" ورفض اليهود ترك ديارهم‪ .‬فقتل الخزرج الغلمان وقامت‬
‫الحرب وانتصرت األوس‪.‬‬
‫االغاني‪ ،‬لالصفهاني‪١١٦ :٧،‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية‪ -‬صفات الغدر وعدم العهد وتخطيطهم القديم‬
‫للتخلص من اليهود‬
‫إذا فكر‪I‬ة قطع ر‪I‬ؤوس بني قريظة واجالء بني النضير هي‬ ‫‪‬‬
‫حلم قديم للخزر‪I‬ج‬
‫‪‬‬

‫يهود يثر‪I‬ب كانوا في والية األوس والخز‪I‬رج‪ ،‬أو الواحد‬ ‫‪‬‬


‫موالي لآلخر‪ I‬وكان هناك عقد‪ ،‬وكان هناك حقوق مادية‬
‫لألوس والخزرج‪ ،‬جواد علي‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجز‪I‬ء ‪ ،٤‬فصل ‪٤٥‬‬
‫وهذا ما يكشف انهم كانوا يتقاضون أموال من اليهود بسبب‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪‬‬
‫طبيعة القبيلتين الحربية البربرية‬
‫عشرات الحروب بينهما في فترة قصيرة‪ .‬وهي أكثر قبائل عربية‬ ‫‪‬‬

‫عاشت حياة حرب وقتال‪ ،‬مما يدل على طبيعتهما البربرية‪ .‬من‬
‫الحروب بينهما حرب ُس َميْر ويوم ال َّسرارة ويوم فارع ويوم الفجار‬
‫اطب بن قيس ويوم بُعاث‪.‬‬ ‫األول والثاني وحرب حصين وحرب َح ِ‬
‫العيني‪ ،‬عمدة القاري ‪٢٦٨: ٦‬‬

‫طبيعتهم النزاع على أتفه األسباب حتى في اإلسالم‪" :‬إن األوس‬ ‫‪‬‬

‫والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى بعض‬


‫بالسيوف" تاج العروس ‪١٣٩ :١٢‬‬
‫طبيعة القبيلتين الحربية البربرية‬
‫"ويظهر من ر‪I‬وايات أهل األخبار أن األوس والخزر‪I‬ج‪ ،‬لم‬ ‫‪‬‬

‫يكونوا كأهل مكة من حيث الميل إلى الهدوء واالستقرار‪ ،‬بل‬


‫كانوا أميل إلى حياة البداوة القائمة على الخصومة والتقاتل‪.‬‬
‫كانوا قد تحضروا واستقر‪I‬وا‪ ،‬غير‪ I‬انهم بقوا محافظين على‬
‫النزعة إلى التخاصم والتقاتل‪ْ ،‬‬
‫فألهتهم هذه النزعة عن‬
‫االنصراف إلى غرس األرض واالشتغال بالز‪I‬راعة كما فعل‬
‫اليهود"‬
‫جواد علي‪ ،‬المفصل‪ ،‬الجز‪I‬ء الرابع‪ ،‬صفحة ‪١٤١‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية‪ -‬القبيلتان بدون مقومات اقتصادية وفي حالة‬
‫كسل‬
‫وكان "يهود" يثرب يتاجرون أيضاً‪ ،‬ويأتون إلى أهل "يثرب"‬ ‫‪‬‬

‫بما يحتاجون إليه من تجارات‪ .‬كما "كانت الساقطة تنزل‬


‫المدينة في الجاهلية واإلسالم يق ُدمون بالبر والشعير‪ I‬والزيت‬
‫والتين والقماش‪ ،‬وما يكون في الشام"‪.‬‬
‫الواقدي‪ ،‬تحت فتوح‪ ،‬صفحة ‪١٦‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫القبيلتان بدون مقومات اقتصادية وفي حالة كسل‬
‫تجار‪I‬ة يثر‪I‬ب كانت بيد اليهود والغرباء الذين سمّاهم الواقدي‬ ‫‪‬‬

‫بالساقطة‪ .‬فكونهم لم يكونوا يمارسون الزراعة وال التجارة‪،‬‬


‫معناه انهم كانوا يعيشون كفقراء اما على القر‪I‬صنة أو على‬
‫المساعدات التي تأتيهم من اليهود ‪ .‬وكان يهود "بنو َق ْي ُنقاع"‪،‬‬
‫قد تحالفوا مع األوس والخزرج وكانوا صاغة‪ ،‬ولهم سوق‬
‫عرف ب "سوق بني قينقاع"‬
‫نهاية االرب ‪٦٧ :٦٧‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية‪ -‬القبيلتان بدون مقومات اقتصادية وفي حالة‬
‫كسل‬

‫حياة الكسل واالعتماد على اليهود "فالماء متوفر بعض الشيء في‬ ‫‪‬‬
‫المدينة‪ ،‬وهو غير بعيد عن سطح األرض‪ ،‬ومن الممكن الحصول‬
‫عليه بسهولة بحفر آبار في البيوت‪ .‬وهذا صار في إمكان أهلها زرع‬
‫النخيل‪ ،‬وإنشاء البساتين" جواد علي‪ ،‬المفصل ‪"١٣٢ :٤‬وقد احتفر‬
‫اليهود آباراً‪ ،‬كانوا يبيعون الماء منها بالدالء‪ ،‬مثل بئر أرومة وبئر‬
‫َذروان"‬
‫المعارف البن قتيبة‪ ،‬صفحة ‪٨٣‬؛ تفسير النيسابوري ‪ ٢١٥ : ٣٠‬؛‬ ‫‪‬‬
‫جواد علي‪ ،‬المفصل ‪٤:١٣١‬‬
‫‪‬‬
‫صفات الكذب واألمية والسذاجة واللهو‬
‫صفات سكان يثرب العرب كانت معروفة بالكذب‪ ،‬كأكذب‬ ‫‪‬‬

‫قبيلتين عربيتين "وقد ضربوا المثل برجل من العرب في‬


‫مخالفته المواعيد‪ ،‬فقالوا‪" :‬مواعيد عُرقوب"‪ .‬و ُعر‪I‬قوب‬
‫صاحب المواعيد"‬
‫تاج العروس ‪٥٣٦ :٢‬‬ ‫‪‬‬

‫"يثرب" لهجة وأبين شؤما في الحوائج‬


‫َ‬ ‫)وأكذب من عرقوب‬ ‫‪‬‬

‫من َز‪َ I‬حل وور‪I‬د( جواد علي‪ ،‬المفصل ‪ ٨٢١ :٦‬ذاك يفسر‪I‬‬
‫كذبهم في تبني محمد كنبي بدون أساس‪.‬‬
‫صفات الكذب واألمية والسذاجة واللهو‬

‫صفات اللهو ‪:‬محمد قال لعائشة "إن األنصار‪ I‬يعجبهم اللهو"‬ ‫‪‬‬
‫البخاري ‪ ١٤٤ :٦‬فأوس "يقال للذئب ويُقال لرجل اللهو‬
‫واللعب" الحلبية ‪١٥٩ : ٢‬‬

‫كانوا كأميين اليحسنون القراءة والكتابة وقد علّم اليهود‬ ‫‪‬‬


‫أسماء أقالء منهم الخط العربي‪.‬‬
‫البالذر‪I‬ي‪ ،‬صفحة ‪٤٥٩‬؛ كتاب صبح األعشى للقلقشندي ‪: ٣‬‬ ‫‪‬‬
‫‪١٥‬‬
‫سذاجة القبيلتين‬
‫"خر‪I‬ج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في جناز‪I‬ة ر‪I‬جل من‬ ‫‪‬‬

‫األنصار بالبقيع فاذا الذئب مفترشا ذر‪I‬اعيه على الطر‪I‬يق‪ .‬فقال‬


‫ر‪I‬سول هللا صلى هللا عليه وسلم هذا جاء يستفرض فافرضوا‬
‫له‪ .‬قالوا ترى رأيك يا رسول هللا‪ .‬قال من كل سائمة شاة في‬
‫كل عام قالوا كثير"‬
‫ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية ‪٦٠: ٦‬‬ ‫‪‬‬

‫ناهيك عن تصديقهم خرافات القرآن التي اعتبرها اهل مكة‬ ‫‪‬‬

‫خرافات االولين‬
‫مقابلة محمد للرهط من المدينة‬
‫بدأ محمد حديثه معهم بقوله‪" :‬من أنتم؛ قالوا نفر من الخزر‪I‬ج‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فقال‪ :‬أمن موالي يهود‪ :‬أي من حلفاء يهود المدينة قر‪I‬يظة‬
‫والنضير‪ ،‬ألنهم تحالفوا معهم على التناصر والتعاضد على‬
‫من سواهم‪ ،‬ويأمن بعضهم من بعض‪ .‬قالوا نعم‪ ،‬قال‪ :‬أفال‬
‫تجلسون أكلمكم؟ قالوا‪ :‬بلى"‬
‫ابن هشام ‪٥٣ : ٢‬؛ الحلبية ‪١٥٩ : ٢‬‬ ‫‪‬‬

‫نستطيع أن نستنتج عما جرى في تلك المباحثة بين محمد‬ ‫‪‬‬


‫وأولئك الرهط‪ .‬فلن تكون مختلفة عما عرضه محمد على‬
‫باقي القبائل‪.‬‬
‫الصيغة اإلسالمية لتبرير الحماس الفوري للرهط‬
‫من ثمانية أشخاص لعرض محمد‬
‫وأن هذا الرهط "قال بعضهم لبعض‪ :‬تعلمون وهللا أنه النبي‬ ‫‪‬‬

‫الذي يوعدكم به يهود‪ ،‬فال تسبقنكم اليه‪ ،‬ألن يهودا كانوا إذا‬
‫وقع بينهم وبينهم شيء من الشر قالوا لهم‪ :‬سيبعث نبي قد‬
‫أظل أي قرب زمانه نتبعه‪ ،‬نقتلكم معه قتلة عاد وإر‪I‬م" حلبية‬
‫الجزء الثاني‪ ،‬صفحة ‪١٥٩‬؛ ابن هشام الجزء الثاني صفحة‬
‫‪٥٣‬‬
‫الصيغة اإلسالمية لتبرير الحماس الفوري للرهط‬
‫من ثمانية أشخاص لعرض محمد‬
‫وحثوا انفسهم على االيمان بمحمد قبل أن يؤمن به اليهود ولكن يهود‬ ‫‪‬‬

‫المدينة لم يؤمنوا قط بمحمد‪ ،‬بل فضلوا الموت على ذلك‪ .‬الحقيقة لم‬
‫يسبق ان تكلم اليهود عن ان نبيا عربيا سوف يأتي‪ ،‬فكيف يكون يهود‬
‫المدينة ذوو معرفة اكثر من باقي اليهود في العالم عن ظهور نبي‬
‫عربي على وشك الظهور‪ ،‬في الوقت الذي فيه كانوا اكثر جهال عن‬
‫باقي اليهود‪ ،‬ولم يكن اليهود يعتبروهم كيهود اصليين انما هما اصال‬
‫قبيلتين عربيتين كانا قد تهودتا‪ .‬راجع اراء المستشرقين مثل ونكلر‬
‫‪Winkler‬‬
‫المفصل‪ ،‬الدكتور جواد علي ‪٥٣١ :٦‬‬ ‫‪‬‬
‫تعليق‬
‫ومن حيث أن محمداً كان دائما يدعو ولسنين لإلسالم بما فيه‬ ‫‪‬‬

‫للحجاج اآلتين من يثرب المدينة‪ ،‬فلماذا لم يفكر أحد من‬


‫الخزر‪I‬ج أو األوس خالل تلك السنين أن يؤمن بمحمد‬
‫ويصادق على أنه النبي الذي تكلم اليهود عن ظهوره‪.‬‬
‫فمحمد لم يعرض ديانةً شخصيةً ولكن عرض خطة‬
‫قد ذهب الرهط إلى المدينة بخطة مُح َّددة‪ .‬وقد عرض محمد نفسه‬ ‫‪‬‬

‫لزعامة القبيلتين في تطبيق الخطة‪ .‬وقد وعد الثماني ُة أشخاص بنقل‬


‫رسالة محمد هذه إلى القبيلتين؛ وهي رسالة استعداد محمد التزعُّم‬
‫لتطبيق ما وعد به‪ .‬ونرى تعبير الرهط عن تفضيل محمد على غيره‬
‫في تلك الزعامة‪" :‬فعسى ان يجمعهم هللا بك‪ ،‬فسنقدم عليهم‪ ،‬فندعوهم‬
‫الى أمرك‪ ،‬فإن يجمعهم هللا عليه فال رجل أعز منك"‬
‫ابن هشام ‪ ٥٤ :٢‬؛ الحلبية ‪١٥٩ :٢‬‬ ‫‪‬‬

‫إذاً ليس األمر برسالة دينية يقبلها فرد‪ .‬ولكن قبول زعامة إنسان يحقق‬ ‫‪‬‬

‫لهم خطة معروف موضوعها إذ قد سبق وطرحها على باقي القبائل‪.‬‬


‫بقية‪-‬فمحمد لم يعرض ديانةً شخصيةً ولكن عرض‬
‫خطة‬
‫وقد تفشت فكرة محمد بسرعة بين رؤساء القبيلتين‪ .‬إذ وصلت الى‬ ‫‪‬‬

‫لعابهم فكرة تزعُّم إنسان من قريش بخطة مُح َّددة‪ ،‬يتخلصون بها من‬
‫حلفائهم‪ ،‬ويسلبون قبائل عربية ومدن أخرى‬
‫فلم تكن جلسة محمد لدقائق مع ثمانية أشخاص لتقيم رسالً‪ ،‬ولكن‬ ‫‪‬‬

‫كافية لتوصيل خطة مح َّددة‪ .‬فاإلدعاء بأن القبيلتين قد آمنتا باالسالم من‬
‫خالل جلسة محمد لدقائق مع ثمانية أشخاص هو أمر غير واقعي‪.‬‬
‫ولكن قبلتا خطة محمد القديمة‬
‫الذي جعل محمد كمرشح لتطبيق خطة مثل هذه هو أنه كان متبوعا‬ ‫‪‬‬

‫من طابور من الصعاليك في مكة وعدد من قبيلة ِغفار وآخرين ايضا‪.‬‬


‫بيعة العقبة األولى‬
‫وبر‪I‬نامج محمد سرى وسط القبيلتين‪ .‬فلم يكن الرهط من‬ ‫‪‬‬

‫ثمانية أشخاص قد تتلمذ على يد محمد لكي ينجح في خلق‬


‫تأثير ديني إسالمي في المدينة‪ .‬ولم يجر‪I‬ي أحد منهم معجز‪I‬ات‬
‫لكي ننسب سبب مجيء ممثلين عن القبيلتين لمحمد إلى حقيقة‬
‫حدوث نهضة دينية حقيقية في المدينة بواسطة ذلك الرهط‪.‬‬
‫كما ان القبيلتين لم تؤمنا بموسى وناموسه ر‪I‬غم انهم سكنوا‬ ‫‪‬‬

‫لقرون مع اليهود في المدينة‪ ،‬فقد بقوا وثنيين بصورة دائمة‪،‬‬


‫فكيف اآلن يؤمنون كلهم بسرعة عظيمة؟‬
‫بقية‪ -‬بيعة العقبة األولى‬
‫ولكن هناك سر في اهتمام اعضاء القبيلتين بمحمد‪ .‬فكانت‬ ‫‪‬‬

‫هنالك مصالح مادية قد جعلت اهتماما خاصا لهاتين القبيلتين‬


‫بما أتى الرهط من الثمانية من أول مقابلة بمحمد‪ .‬فبعد فتر‪I‬ة‬
‫من الز‪I‬من أوفدوا له وفداً من اثني عشر شخصا‪ .‬فلقوه في‬
‫مكان يُدعى العقبة‪.‬‬
‫بنود معاهدة العقبة األولى‬
‫االثنا عشر تعهّدوا بدفاع القبيلتين عن محمد كما يدافعون عن أبنائهم‬ ‫‪‬‬
‫وأن يهاجر إليهم محمد‪ .‬مما يدل على موافقة القبيلتين على برنامج‬
‫محمد‪ .‬ورغم ان المسلمين قد سمّوا هذه البيعة ببيعة النساء‪ ،‬أي لم يكن‬
‫مبايعة مباشرة عن حرب‪ .‬ولكن كانت رائحة الحرب مُشتمة فيها‪ ،‬اذ‬
‫نجد بين نصوصها الدفاع عن محمد‪" :‬محمد قال لمن حضر من‬
‫االنصار‪ :‬ابايعكم على ان تمنعوني ما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم‪،‬‬
‫فبايعوه على ذلك وعلى أن يرحل إليهم هو وأصحابه"‪ .‬ووضع عليهم‬
‫محمد بعض الشروط‪" :‬السمع والطاعة في اليسر والعسر وال َم ْن َشط‬
‫وال َم ْك َره‪ ،‬وأن ال ننازع األمر اهله"‪ .‬البخاري )‪،(٣٦٨٠/٣٦٧٩‬‬
‫ومسلم )‪(٤١/١٧٠٩‬؛ ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫صفحة ‪٣٤٦‬؛النسائي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬رقم ‪٨٦٩٤ -٨٦٨٨‬؛الحلبية ‪:٢‬‬
‫‪١٦٢‬؛ ابن هشام ‪ ;٧٣ :٢‬البخاري )فتح ‪ ،(٧١٩٩ :‬ومسلم )‬
‫‪(٤١/١٧٠٩‬‬
‫بقية‪-‬بنود معاهدة العقبة األولى‬
‫أي الطاعة لمحمد في كل األحوال سواء أحبوا أو كرهوا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫طعمه‪.‬‬ ‫وهكذا ربطهم بعبودية قاسية بناء على ر‪I‬غبتهم في ُ‬


‫ووضع عليهم نوع طاعة عمياء ال يحق لهم ان يعترضوا‬
‫عليها ولو كرهوها‪ .‬وهذا يدل على معرفة محمد مقدار التحام‬
‫القوم في طعمه‪ ،‬حتى انه لم يهمهم أي شيئ آخر‪ .I‬ش َّد عليهم‬
‫الوثاق فأفقدهم حريتهم الخاصة‪ ،‬وجعلهم في أسوأ عبودية‬
‫ضعت على االنسانية‪ .‬وحتى إلى اليوم الزال المسلمون‬ ‫وُ ِ‬
‫يعانون من نفس العبودية‪.‬‬
‫لقد أصبح تابعو محمد أدوات بشرية قد أخضعها‬
‫وأذلّها من أجل أن يزيد في سلطته و ُملكه‬
‫ولم يكن عنده أي اعتبار‪ I‬لهم بل دفعهم إلى حروب انتحارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فشتان بين تصرف محمد والمسيح الذي بدل أن يفر‪I‬ط بتابعيه‬


‫قد بذل نفسه فدية عنهم‪ .‬والحقيقة أن محمداً قد مارس هذه‬
‫العبودية عليهم‪ ،‬حتى انه قد وضع َمنْ ير‪I‬فع صوته أمامه‬
‫تحت حرمان‪ ،‬أو من تأخر عن الغزو بحيث يحوِّ ل وجهه عنه‬
‫وال يتكلم معه وال يرد عليه التحية‪ .‬ثم يفرض نفس التصرُّ ف‪I‬‬
‫معه من باقي تابعيه‪ ،‬ويعز‪I‬له في بيته‪ .‬ويصل الى نقطة عزل‬
‫زوجته عنه حتى يذلّه‪ .‬ثم ي ّدعي ان توبته قد جاءت من )‬
‫وحو له الى عب ٍد ذليل‪.‬‬‫هللا( بعد ان يكون قد أذلَّه َّ‬
‫وحوَّ‬
‫بقية‪-‬أصبح تابعو محمد أدوات بشرية قد أخضعها‬
‫وأذلّها من أجل أن يزيد في سلطته و ُملكه‬
‫وهنا نرى أن هاتين القبيلتين قد خضعتا لشرط مقابل شرط‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فالمعاهدة في بنودها معروفة؛ إذ ال يُدعى ر‪I‬جل دين من‬


‫جماعة في التار‪I‬يخ من قبائل لكي يكون له اعتراف‪ I‬وسطهم‪،‬‬
‫دون أن يعيش وسطهم لسنين طويلة‪ ،‬ويربح كل واحد منهم‬
‫من خالل اإلقناع‪ .‬ولكن نرى اآلن قبيلتين ومن خالل جلسة‬
‫عابر‪I‬ة لثمانية أشخاص منهم في الماضي‪ ،‬يستعدون لتمليك‬
‫محمد على نفوسهم الى أقصى حد‪ :‬وهذه طبيعة تعاقدات‬
‫الشيطان‪ :‬فهي تق ِّدم الحرام مربوطا ً بسلب اإلرادة‪ ،‬وفقدان‬
‫الحرية للشيطان أو ِّ‬
‫ممثله‪.‬‬
‫بقية‪-‬تلوين أفراد القبيلتين باإلسالم تحت أمر‬
‫الرؤساء‬
‫دخول القبيلتين في اإلسالم لم يكن عن اقتناع ديني شخصي‪ .‬ولكن‬ ‫‪‬‬

‫نسبة لقرار زعماء القبيلتين‪ .‬فمحمد يرسل مصعب بن عمير الى‬ ‫ً‬
‫المدينة كشرط االتفاق‪ .‬وهكذا مصعب بن عمير يلتقي بزعماء القبيلتين‬
‫من أجل تلوين القبيلتين باإلسالم‪ ،‬وذلك قبل وصول محمد المدينة‪ .‬وقد‬
‫أقام مصعب في بيت أسعد ابن زرارة‪ ،‬وذلك من أجل أن يساعده في‬
‫سرعة أسلمة القبيلتين‪.‬‬
‫ويود المسلمون أن يقنعونا ان قبيلتين كبيرتين قد أسلمتا من خالل‬ ‫‪‬‬

‫نشاط مصعب بن عُمير في فترة وجيزة سبقت المبايعة الثانية ‪-‬العقبة‬


‫الثانية‪.‬‬
‫تلوين أفراد القبيلتين باإلسالم تحت أمر الرؤساء‪،‬‬
‫وذلك من أجل سرعة تطبيق باقي بنود المعاهدة‬
‫من محمد‪ ،‬والتي طبّقها محمد فعال في مدة يسيرة‬
‫ولكن محمدا كان دائما ينشر‪ I‬اإلسالم ولمدة عشر سنين في‬ ‫‪‬‬

‫مكة اثناء الحج وأسواقها‪ ،‬بما فيه لألوس والخزر‪I‬ج‪ ،‬فلم يؤمن‬
‫أحد به من القبيلتين من خالل مناداة محمد السلمية عبر سنين‪،‬‬
‫فكيف اآلن يعلن رؤساء القبيلتين واعضائها وكانوا عددهم‬
‫عدة آالف من البالغين‪ ،‬ايمانهم جميعا من خالل فرد مسلم‬
‫اسمه مصعب بن عُمير؟ اال يدلنا ذلك على أن االيمان‬
‫المر‪I‬فوض سابقا من خالل السلم أصبح مقبوال اآلن بسبب‬
‫غاية أخرى غير التعليم اإلسالمي الذي كانوا قد سمعوه من‬
‫محمد؟!‬
‫سرعة تلوين الزعماء ألعضائهم باإلسالم قد حدث‬
‫بدون أي تمهيد او تعليم او اعتبار لرأي الفرد‬
‫والتلون باإلسالم هو األمر الذي ال ب ّد من زعماء القبيلتين ان‬
‫والتلوُّ ُّ‬ ‫‪‬‬
‫يفعلوه‪ ،‬من أجل ان يكونوا طرفا ً مقبوالً في البرنامج الذي‬
‫عرضه محمد لممثليهم في مكة‪ .‬فجاء لبس االسالم من‬
‫زعماء القبيلتين كأمر تلقائي وسريع‪ .‬وفرضوه على أعضاء‬
‫القبيلتين في لحظة واحدة‪ ،‬دون أن يفهم أحد منهم شيئا ً عن‬
‫عقائد محمد الدينية‪ ،‬كما نرى في حادثة )سعد بن معاذ واسيد‬
‫بن حضير يؤمئذ سيدا قومهما‪ :‬اي بني عبد االشهل(‪ .‬فبعد أن‬
‫أعلن سعد إسالمه في مقابلته لممثل محمد مصعب بن عمير‪.‬‬
‫(ابن هشام ‪٥٩ : ٢‬؛ الحلبية ‪)١٧٠ :٢‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية‪-‬سرعة تلوين الزعماء ألعضائهم باإلسالم قد‬
‫حدث بدون أي تمهيد او تعليم او اعتبار لرأي الفرد‬
‫نجده يذهب لكي يفرض اإلسالم على أعضاء القبيلة كما هي بنود‬ ‫‪‬‬

‫االتفاقية مع محمد‪" :‬فلما وقف عليهم قال‪ :‬يا بني عبد االشهل كيف‬
‫تعلمون أمري فيكم؟ قالوا سيدنا‪ ،‬وأفضلنا رأيا ً وأيمننا وأبركنا نقيبة اي‬
‫نفسا وأمرا؛ قال فإن كالم رجالكم ونسائكم عليكم حرام حتى تؤمنوا‬
‫باهلل ورسوله‪ ،‬قال‪ :‬فوهللا ما أمسى في قبيلة بنى عبد االشهل رجل‬
‫وامرأة إال مسلما ومسلمة فأسلموا في يوم واحد كلهم" الحلبية ‪١٧١ :٢‬‬
‫ابن هشام ‪٦٠ :٢‬‬
‫نجد إذاً أن األمر لم يكن قناعة الناس باإلسالم‪ .‬إنما هو حركة سياسية‬ ‫‪‬‬

‫بيد رؤساء القبائل‪.‬‬


‫بيعة العقبة الثانية مؤامرة مبرومة في السر‬
‫وتسمى هذه البيعة األخيرة ببيعة الحرب‪" .‬عن عبادة بن الصامت‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وكان أحد النقباء‪ ،‬قال‪ :‬بايعنا رسول هللا بيعة الحرب" ابن هشام ‪:٢‬‬
‫‪٧٣‬؛ ابن هشام ‪٧٣ :٢‬‬
‫أي مبايعة أو معاهدة العقبة األولى تركزت على السمع والطاعة‬ ‫‪‬‬
‫لمحمد ولكن مبايعة العقبة الثانية هي معاهدة حرب‪ .‬وقد اختير موعد‬
‫المقابلة أثناء فترة الحج‪ ،‬فال تشعر مكة بوزن الزيارة (ابن هشام‬
‫‪)٦١:٢‬‬
‫حضر لمكة ثالثة وسبعون رجال‪ .‬من بينهم أهم زعماء القبيلتين‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫منهم البراء بن معرور وكعب بن مالك وآخرون‪.‬‬
‫ابن هشام ‪٦١:٢‬و‪٦٢‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية‪-‬بيعة العقبة الثانية مؤامرة مبرومة في السر‬
‫فلم يكن طبيعة الحديث ديني ال حرج من الحديث به في الشارع وعلى‬ ‫‪‬‬
‫مسمع من الكل‪ -‬كما هي رسالة كل نبي او مصلح‪ -‬كان لقا ًء عبارة‬
‫مؤامرة على مكة‪ .‬ويجب اختيار التوقيت الذي تكون مكة فيه نائمة‪.‬‬
‫لذا يُفهم كيف يتنكر الرجال "ويتسللون كالقطا" بعد منتصف الليل‪.‬‬
‫وكان اللقاء في"ال ِّشعب"؛ أي شعب األودية‪ .‬في مكان سري ومخفي‬
‫عن القرشيين‪.‬‬
‫وهو عكس إعالن النور الذي نطق به األنبياء قديما‪ .‬حيث أ ُ ِمروا أن‬ ‫‪‬‬
‫ْس أَ َح ٌد يُو ِق ُد‬
‫يذيعوا حقهم على المنارة‪ ،‬كما قال الرب يسوع المسيح " َلي َ‬
‫ال‪َ ،‬ب ْل َع َلى ْال َم َن َ‬
‫ار ِة‪ ،‬لِ َكيْ‬ ‫ت ْال ِم ْك َي ِ‬
‫ض ُع ُه ِفي ِخ ْف َيةٍ‪َ ،‬والَ َتحْ َ‬‫اجا َو َي َ‬ ‫ِس َر ً‬
‫يخللِّص الشعوب‬ ‫ور‪ (.‬لوقا ‪ ) ٣٣ :١١‬فالحق الذي يخ‬ ‫َي ْن ُ‬
‫ظ َر ال َّدا ِخلُ َ‬
‫ون ال ُّن َ‬
‫من الخطية يتميّز بكونه حقا ً ظاهراً‪ ،‬وليس فيه كتمان أو سرية‪.‬‬
‫كان للعباس عم محمد ‪ -‬الذي لم يكن ُمسلما ً‬
‫و ُعرف بعالقته التجارية مع القبيلتين ‪ -‬دوراً خفيا ً‬
‫في إدارته‬
‫"وقد ك ّنا نعر‪I‬ف العبّاس‪ ،‬كان ال يزال يقدم علينا تاجر‪I‬ا"‬ ‫‪‬‬

‫ابن هشام ‪٦٢:٢‬‬ ‫‪‬‬

‫"فاجتمعنا في ال ِّشعب ننتظر رسول هللا‪ ،‬حتى جاءنا ومعه‬ ‫‪‬‬

‫عمه العباس بن عبد المطلب‪ ،‬اي ليس معه غيره‪ .‬وهو يومئذ‬
‫على دين قومه‪ ،‬إال أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق‬
‫له"‬
‫ابن هشام‪ ٦٣:٢‬الحلبية ‪١٧٤:٢‬‬ ‫‪‬‬
‫تعليق‬
‫اذاً هي ليست معاهدة ُير‪I‬ا ِفق محمد بها أهم مساعديه مثل ابو‬ ‫‪‬‬
‫بكر وعمر ابن الخطاب‪ .‬ولكن هي برنام ٌج سر ٌ‬
‫سري ال يجب أن‬
‫ي‬
‫يسمعه حتى أقر‪I‬ب المق ‪َّI‬ربين اليه من مساعديه‪ .‬ولكن يختار‬
‫الشخص غير المسلم الذي له مصالح في نجاح البرنامج‪ .‬اذ‬
‫سوف يُكرم بكثير من أموال القبائل المتآمر‪ I‬عليها‪ .‬كما حدث‬
‫فعالً ان العباس صار يأتي الى محمد بعد كل قرصنة وغزوة‬
‫ويأخذ المال‪ .‬كما حدث بعد مجيء مال البحرين أن العباس‬
‫أتى واخذ كمية كبيرة عجز‪ I‬أن يحملها لوحده‪.‬‬
‫صحيح البخاري ‪٦٥:٤‬‬ ‫‪‬‬
‫العباس غير المسلم آنذاك ودوافعه ودوره في‬
‫إبرام االتفاقية‬
‫وهنا نرى خلفيات التفاقيات جرت أصال بين أشخاص غير مسلمين‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ولم يفهموا من اإلسالم شيئاً‪ .‬وليس همّهم نشر ديانة لم يكونوا يؤمنون‬
‫بها مثل العباس‪ .‬وإنما همهم دوافع أخرى‪ .‬ونرى أن األيام دلّت على‬
‫صحة ذلك‪ :‬إذ جعل محمد خمس الغنيمة له والقربائه‪.‬‬

‫"فلما جلسوا كان العباس أول من تكلم فقال‪ ..‬إن كنتم ترون أنكم‬ ‫‪‬‬

‫وافون له‪ -‬اي لمحمد‪ ،-‬بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما‬
‫تحملتم من ذلك"‪.‬‬
‫ابن هشام ‪٦٣:٢‬؛ الحلبية ‪١٧٤:٢‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية‪ -‬العباس غير المسلم آنذاك ودوافعه ودوره‬
‫في إبرام االتفاقية‬
‫العباس يتحدث على أن محمدا كان مدعوا من القبيلتين أن‬ ‫‪‬‬

‫يعمل شيئا ً محددا بقوله "بما دعوتموه اليه"‪ .‬أي أن هناك‬


‫برنامج كان محمد متوقع أن يعمله لصالح القبيلتين وهو ال‬
‫شك القرصنة‪ .‬ثم وضع العباس شروط االتفاق؛ وهو أن‬
‫االتفاق الذي ُدعي بموجبه محمد من القبيلتين لتطبيق بر‪I‬نامج‬
‫محمد‪ ،‬يتطلب دفاع القبيلتين عن محمد والوقوف معه ضد‬
‫كل من يخالفه‪ .‬إذ أن بدء محمد في حمالت قرصنة كما وعد‪،‬‬
‫سوف يؤ ّدي الى غضب القبائل‪ ،‬بما فيه قريش‪ ،‬وإلى نشوب‬
‫حروب ضد محمد‪.‬‬
‫مبايعة محمد لهم ومعرفته بثمن ومخاطر تطبيق‬
‫برنامج إباحي‪ ،‬ومطالبته بالحماية‪ .‬فهل محمد رجل‬
‫إصالح ديني؟‬
‫‪ ‬محمد يضع شروط مبايعته لهم‪ ،‬لتطبيق ما وعد للمرة‬ ‫‪‬‬

‫األولى "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم‬


‫وابناءكم وتبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل‬
‫والنفقة في العُسر واليُسر وعلى ان تنصروني فتمنعوني اذا‬
‫قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم"‬
‫الحلبية ‪ ;١٧٥:٢‬إبن هشام ‪٦٣:٢‬‬ ‫‪‬‬
‫وهنا نرى طبيعة شروط محمد في تطبيق برنامج كان قد وعدهم به‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن رجل اإلصالح الديني لن يضع شروطا على الشعب الذي يود أن‬
‫تؤثر في‬‫يبث أفكاره بينهم‪ .‬إنه يدخل وسطهم متسلِّحا ً فقط ب ِق َيم يريد أن ِّ‬‫ّ‬
‫ً‬
‫دينية‪.‬‬ ‫ً‬
‫رسالة‬ ‫كمصلح دينيٍ ينشر‬ ‫المجتمع من خاللها‪ .‬محمد جلس ليس‬
‫ٍ‬
‫ولكن كرجل معاهدة ذات بنود ووعود مادية جنسية‪ .‬فاألمر يتعلّق‬
‫ُعطى لها الفكر واإليمان‪ .‬ولكن الصفقة‬ ‫بصفقة وليس بعقيدة‪ .‬فالعقيدة ي َ‬
‫لها شروطها كصفقة‪ .‬صفقة قرصنة كبيرة تخوّ ل من يعد بتطبيقها أن‬
‫قاسية‪ ،‬وان تجعل الطامعين بها ان يجلسوا مستمعين‬ ‫ً‬ ‫يضع شروطا ً‬
‫خاضعين‪ .‬فمحمد يطلب أن يُدافع عنه من القبيلتين مثلما يدافعون عن‬
‫نسائهم وأبنائهم‪ ،‬وهي فهم الجانبين لتفاصيل الصفقة‪ :‬وهي غزوات‬
‫على الجار وعلى القريب والبعيد‪ .‬فهي ليست مبايعة لعقيدة دينية بل‬
‫لصفقة‪.‬‬
‫المصلح الديني عادة يخضع ألصحاب السلطة في‬
‫المجتمع‪ ،‬ولكن محمد استثمر صفقته المغرية في‬
‫عيون الرؤساء لكي يخلي القبيلتين من السلطة‬
‫لصالحه ويستعبدهم‬
‫ان العقيدة ال تجعل من يقبلها ان يتخلّى عن سلطته لصالح من‬ ‫‪‬‬

‫يبث بها‪ .‬فلم يتخلّى ذو سلطة في التاريخ عن سلطته لصالح‬‫ّ‬


‫ً‬
‫دينية‪ .‬بل احتمى المصلح تحت‬ ‫مُصلح أو رجل ّ‬
‫يبث عقيد ًة‬
‫سلطة صاحب السلطة وخضع له‪ .‬ولكن محمد عر‪I‬ف انه دخل‬
‫من باب الصفقة‪ .‬ولذلك عرف سريان بنود صفقته في رؤساء‬
‫طالبين سلب أعراض اآلخرين ومالهم الوفير‪ .‬فوجد فرصته‬
‫في التخلُّص من سلطتهم‪ ،‬وأن يدفعوا بدل قبول صفقته‬
‫حري َتهم وسلطتهم‪.‬‬
‫بقية‪-‬المصلح الديني عادة يخضع ألصحاب السلطة‬
‫في المجتمع‪ ،‬ولكن محمد استثمر صفقته المغرية‬
‫في عيون الرؤساء لكي يخلي القبيلتين من السلطة‬
‫لصالحه ويستعبدهم‬
‫"وتبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل" الحلبية ‪.١٧٥:٢‬‬ ‫‪‬‬
‫المعنى عندما تكونون قادرين على الطاعة وعندما ايضا ال تكونون‬
‫قادرين على الطاعة‪ .‬أي عندما ال تخولهم أجسادهم وظروفهم أن‬
‫يطيعوه يجب أن يطيعوه‪ .‬مثال أنه عندما يأمرهم بالدخول في‬
‫الحروب التي بها يواجهون الموت عليهم ان يطيعوا‪ .‬وهي الطاعة‬
‫العمياء ضد حياة اإلنسان ومتطلبات جسده التي لم يطلبها هللا من أي‬
‫انسان في الماضي‪ .‬وعرف أن رؤسا َء ساروا شوطا ً كبيراً من أجل‬
‫التعاقد معه ملوِّ نيين قبيلتيهم بلون تدينه من لحظة سماعهم عن‬
‫برنامجه من الثمانية أشخاص‪ ،‬عرف انه من الصعب أن يتخلّوا عن‬
‫صفق ٍة تق ِّدم لهم األمور التي يشتهونها‪ .‬ولذلك طالب بأن يكون بال‬
‫منازع في السلطة في وسطهم‪.‬‬
‫فرض محمد على القبيلتين سعراً ثابتا ً لصالح‬
‫جماعته ‪-‬صعالكة مرتزقة‪ -‬بغض النظر ع ّما تمر‬
‫به القبيلتان من ظروف‬
‫وضع عليهم شر‪I‬وطا ً مادية في أن يتبنوا إقامة المهاجر‪I‬ين‬ ‫‪‬‬

‫اآلخرين ماديا حتى في حالة مر‪I‬ور القبيلتين بأقسى الظروف‬


‫المادية‪ ،‬بقوله‪":‬والنفقة في العُسر واليُسر"‪ .‬وهنا كشف لهم أن‬
‫البرنامج قد ال يعطي ثمره سريعاً‪ .‬إذ األمر‪ I‬يتطلب وقتا ً فيه‬
‫عليهم أن ينفقوا على مًنْ هم مُستخ‬
‫ُستخدَ َدمين معه من تابعين‬
‫معظمهم من صعاليك مكة وغفار‪ .‬فاألمر عبارة عن شر‪I‬اء‬
‫القبيلتين لمرتزقة لها ثمن وسعر خاص ال يتغير مع حالة‬
‫القبيلتين‪.‬‬
‫بقية‪ -‬فرض محمد على القبيلتين سعراً ثابتا ً‬
‫لصالح جماعته‬
‫قد سنَّ تشريعا ً يتم ّشى مع هذا البند‪ :‬وهو أنه آخى بين كل‬ ‫‪‬‬

‫واحد من المهاجر‪I‬ين من مكة وبين أعضاء القبيلتين‪ ،‬بحيث‬


‫يحق لكل مهاجر ان يقاسم أعضاء القبيلتين في مالهم وإرثهم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وهذا ما أراد محمد ان يضمنه لكي يقنع من خلفه بالهجرة إلى‬
‫مكان مثل المدينة‪ .‬فيكون ثمن تج ّندهم خلفه مدفوعا‪.‬‬
‫محاولة تأخير وصول الخبر لقريش ‪ :‬وهو أن‬
‫البرنامج االنتهازي الذي نادى به محمد للقبائل‬
‫أصبح اآلن رهن معاهدة مع األوس والخزرج‬

‫ونالحظ أن بنود الصفقة هي قبلية تخريبية كما نرى في البنود‬ ‫‪‬‬


‫الالحقة‪ .‬فبعد موافقة القبيلتين على هذه البنود‪ ،‬يقول البر‪I‬اء‬
‫الح َل َقة أي‬
‫بن معرور‪ I‬لمحمد‪" :‬فنحن وهللا أبناء الحرب وأهل َ‬
‫السالح ورثناها كابرا عن كابر‪"I‬‬
‫ابن هشام ‪٦٤:٢‬؛ الحلبية ‪١٧٥:٢‬‬ ‫‪‬‬

‫ونر‪I‬ى أن العباس يحاول أن يضمن بأن تكون جلسات تلك‬ ‫‪‬‬


‫االتفاقية في حالة سرية تامة‪ .‬إذ يقول للزعماء‪" :‬اخفوا‬
‫جرسكم أي صوتكم‪ ،‬فان علينا عيونا"‬
‫الحلبية ‪١٧٦:٢‬‬ ‫‪‬‬
‫تعليق‬

‫وهنا نرى أن الموضوع ليس هو انتشار دين‪ .‬بل معاهدة‬ ‫‪‬‬

‫صفقة وهي صفقة قذرة وخطرة‪.‬‬

‫فلو كان اتفاقا ً دينيا ً ينتقل محمد من خالله لكي يعلّم وسط‬ ‫‪‬‬

‫القبيلتين‪ ،‬فال حاجة الى الس ‪ّI‬رية‪ .‬فلم يرد ان ُتفضح خطورة‬
‫االتفاقية‪ .‬أي ما كانت تش ِّكل من خطورة على سالمة الناس‬
‫وأموالهم ونسائهم وبناتهم‪.‬‬
‫برهان دوافع القبيليتين المادية وخلوهما من أي‬
‫اهتمام بدين محمد‬
‫وكان في الهجوم أوال على يهود المدينة ‪-‬التي كانت في عهود‬ ‫‪‬‬

‫مع القبيلتين‪ -‬كما ذكر ابو الهيثم احد االطراف التي حضرت‬
‫االتفاق‪ ،‬وتوقف‪ I‬العهود معهم‪ ،‬هناك مخاطر يجب بحثها‪.‬‬
‫فالقبيلتان تستفيدان من هذه العهود ماديا‪ .‬فهل يتخلّى محمد‬
‫عن برنامجه يوما‪ ،‬ويعود إلى مكة ‪" :‬فهل عسيت ان نحن‬
‫فعلنا ذلك ان تر‪I‬جع الى قومك وتدعنا"‪.‬‬
‫ابن هشام ‪٦٤:٢‬؛ الحلبية ‪١٧٦:٢‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية‪-‬برهان دوافع القبيليتين المادية وخلوهما من‬
‫أي اهتمام بدين محمد‬

‫أي أن ال يكون تطبيقا ً جزئيا ً للمعاهدة تفقد القبيلتان مصالح‬ ‫‪‬‬

‫مادية مع اليهود‪ ،‬ويعود محمد إلى مكة‪.‬‬

‫فالزعماء كانوا يتكلمون بعقليِّة صفقة مادية وليس بعقلية ديانة‬ ‫‪‬‬

‫وعقيدة‪ .‬وكانوا غير مستعدين لفقدان مصالحهم المادية في‬


‫سبيل تطبيق برنامج جزئي من القرصنة‪.‬‬
‫مح ّرك االتفاقية ليس اإلسالم بل هي اتفاقية ذات‬
‫طبيعة قبلية فيها محمد مشتري لدوافع القبيلتين‬
‫بهدر الدم مقابل تزعمه‬
‫"فتبسم صلعم ثم قال ‪:‬بل الدم الدم والهدم الهدم"‪ .‬أي‬ ‫‪‬‬

‫الموضوع هو قتل مستمر وهدم مستمر‪ .‬وأيضا قوله‪" :‬اذا‬


‫أهدرتم الدم أهدرته‪ ،‬أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم"‪.‬‬
‫وأيضا‪" :‬أنا منكم وأنتم مني‪ ،‬أحارب من حاربتم‪ ،‬وأسالم من‬
‫سالمتم"‪ .‬ابن هشام ‪٦٤:٢‬؛ الحلبية ‪١٧٦:٢‬‬

‫وهي تعاقد قبلي الطبيعة والصيغة‪ .‬يصبح محمد مربوطا ً قبليا ً‬ ‫‪‬‬

‫في ما عُرفت به القبيلتين من قرصنة وحرب على اآلخرين‪.‬‬


‫بقية‪ -‬مح ّرك االتفاقية ليس اإلسالم‬
‫وهنا نرى أن المعاهدة هي اجتماع طرفين على القتل وهدر الدم‬ ‫‪‬‬

‫والهدم الذي ليس له عالقة بتديُّن أو عدالة أو دفاع عن مظلوم‪.‬‬

‫ُ‬
‫وخ ِتمت المعاهدة بتأكيدات طبيعتها‪ :‬وهي الحرب‪ ،‬كما نرى أحد‬ ‫‪‬‬

‫زعماء القبيلتين‪ ،‬وهو عباس بن عبادة‪ ،‬يشرح طبيعة المعاهدة ‪":‬يا‬


‫معشر الخزرج هل تدرون عالم تبايعون هذا الرجل؟ انكم تبايعونه‬
‫على حرب األحمر واألسود من الناس"‪ .‬أي الحرب على الجميع مهما‬
‫كانت طبيعتهم جيدة أو رديئة‪.‬‬
‫ابن هشام ‪٧٦:٢‬؛ الحلبية ‪١٧٧:٢‬‬ ‫‪‬‬
‫اتحاد جبهتين بماضي معروف وإعالن عدم‬
‫الرحمة المتوافق مع خطة اإلبادة والقتل‬
‫هنا تكمن أسرار‪ I‬هذه المعاهدة‪ :‬إنها تنظيم واتحاد ألماني‬ ‫‪‬‬

‫قديمة سبقت ميالد محمد‪ ،‬وهي في رفع سلطة وأمن مدينتين‬


‫عن مجموعتين عُرفا برغبتهما في التحرُّ ر منها‪ .‬وهما جماعة‬
‫صعاليك مكة وقبيلتي يثرب‪ .‬مجموعتين عُرفتا بالشغب‬
‫واللهو‪ ،‬وترفضان العمل والجد في الحياة أو أن يدفع‬
‫اآلخرون لهم جزاء عدم حربهم‪ .‬وهنا نر‪I‬ى أن هاتين‬
‫العصابتين قد وجدتا مكانا ً سرّ يا ً لإللتقاء‪ ،‬وقائداً مال ِئما ً ع ُِرف‪I‬‬
‫ببثه بجرأة لذات األهداف والشعارات‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ال تبرير لقرارات حربية لقبيلتين لم يُضطَهدا بعد‬
‫التلون به‪ ،‬وإنما هي‬
‫ُّ‬ ‫من أجل إسالمهما الذي قبال‬
‫قرارات تحقيق أماني قديمة معروفة‪.‬‬
‫فقد ش ّد كل واحد يدَ محمد بعبارات‪ ،‬مثل هذه التي بايع بها‬ ‫‪‬‬

‫النعمان بن حار‪I‬ثة‪) :‬أبايعك على اإلقدام… ال أر‪I‬أف‪ I‬فيه‬


‫القريب وال البعيد أي ال أعامل فيه بالر‪I‬أفة والرحمة(‪ .‬الحلبية‬
‫‪ ١٧٧:٢‬شعارات عدم الرحمة واإلبادة بدأت من لحظة‬
‫االجتماع السري الذي ا ُتفق عليه على الحرب واإلبادة‪ .‬انه‬
‫ليس كما بدأت المسيحية بكلمات المسيح أحبوا أعدائكم بار‪I‬كوا‬
‫العينكم‪ .‬وهو قانون المحبة الذي يربح البعيد ويبار‪I‬ك الجار‪.‬‬
‫عرفت قريش تفاصيل االتفاق‪ :‬وهو إخراج الطابور‬
‫الخامس الصعلوكي من مكة لكي تحارب به‬
‫القبيلتان مكة وتهدد سالمة االمن وتبدد سالمة‬
‫الحياة العائلية واالنسانية لباقي المدن والقبائل‬
‫س‪-‬أي تدقيق النظر في االتفاق‪ -‬القوم الخبر‪ ،‬فوجده قد‬‫" َف َت َن َّط َ‬ ‫‪‬‬

‫كان"‪.‬‬
‫منظمة وعامة وليس مبايعة‬ ‫أي حقيقة مؤامر‪I‬ة إبادة وقرصنة َّ‬ ‫‪‬‬

‫دينية‪" .‬وخرجوا في طلب القوم‪ ،‬فأدركوا سعد بن عبادة‬


‫بأ َ َذا ِخر‪-‬مكان بأعلى مكة‪ -‬والمنذر بن عمر‪I‬و‪ ،‬اخا بني ساعدة‬
‫بن كعب بن الخز‪I‬رج‪ ،‬وكالهما كان نقيبا‪ ..‬وأما سعد‬
‫فأخذوه"‪.‬‬
‫هشام ‪٦٩:٢‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية‪ -‬اعتراض قريش‬
‫ولقد اعترض سكان مكة على تآمُر القبيلتين على سكان مكة‬ ‫‪‬‬

‫وباقي القبائل "غدت علينا جلة قر‪I‬يش‪ ،‬حتى جاءونا في‬


‫مناز‪I‬لنا‪ ،‬فقالوا يا معشر الخز‪I‬رج‪ ،‬انه قد بلغنا انكم قد جئتم‬
‫صاحبنا هذا تستخر‪I‬جونه من بين اظهرنا وتبايعونه على‬
‫ٌ‬
‫حرب‬ ‫حربنا"‪ .‬هشام ‪ ٦٨:٢‬أي عرفوا تفاصيل االتفاق انه‬
‫ومصالح حرب‪ .‬وليس عبارة عن تديُّن أو درس ديانة أو فهم‬
‫ديانة ونشرها‪ .‬لو كان كذلك لخططوا كيف يحبون القرشيين‪.‬‬
‫لو بثت بها األمم المتحدة ألنصفت مكة على محمد‬
‫إنه تسخير القبيلتين لفرد له طابور خامس صعلوكي داخل مكة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وصعالكة حولها مثل قبيلة غفار‪ ،‬وإخراجهم لمحاربة مكة‪ .‬وهي ُتع َتبر‬
‫خيانة صريحة من محمد لقومه‪ ،‬واستغالل القبيلتين لخيانة فرد‬
‫ورغبته في التسلُّط من أجل قتل القبائل وسرقتها‪ ،‬كما التآمر على‬
‫سالمة مكة وأموالها وأعراض الناس فيها‪.‬‬

‫وهذه هي أصول الحرب التي ابتدأت بين مكة وقبيلة الخزرج‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫دينية‪ .‬ولكن حرب قد وُ ضعت أصولها في‬ ‫واألوس‪ :‬إنها ليست حربا ً‬
‫اتفاقيات العقبة في شعاب مكة‪ .‬وهي أيضا حرب دفاع مكة عن‬
‫حقوقها في الحياة وأموالها ونسائها‪.‬‬
‫بقية‪ -‬لو بثت بها األمم المتحدة ألنصفت مكة على‬
‫محمد‬
‫وحاول القرشيون ان يضعوا حظراً على جماعة محمد في مكة‪ .‬إال‬ ‫‪‬‬
‫أنهم‪ ،‬أي الصعالكة‪ ،‬بدأوا يخرجون منها "أرساال" أي متتابعيين‬
‫"يخفون ذلك"‬
‫الحلبية ‪١٨٠:٢‬؛ ابن هشام ‪٨٧:٢‬‬ ‫‪‬‬

‫ً‬
‫خارجة عن القانون في مدينتها‪ ،‬أفال‬ ‫ً‬
‫جماعة‬ ‫فلماذا اآلن تمنع قريش‬ ‫‪‬‬
‫ٌ‬
‫مدينة من أرذالها لو لم يفهم سكان مكة بنود اتفاقية حاصلة‪،‬‬ ‫تتخلَّص‬
‫فيها أصبحت مدينة مكة هدف اتفاق محمد مع القبيلتين‪ .‬وأن من بنود‬
‫اإلتفاقية تهجير الطابور الصعلوكي لكي يكون مجتمعا ً مع القبيلتين‬
‫في جيش واحد لغزو مكة‪.‬‬
‫هجرة قائمة على هدم العائلة بعكس تعليم العهد‬
‫الجديد بحفظ العائلة ومبادئ العمل في المجتمع‬
‫هجرة كل مُسلم بغض النظر عن ارتباطاته العائلية؛ فالزوجة‬ ‫‪‬‬

‫المسلمة تهاجر س ‪ّI‬راً بدون علم زوجها‪ .‬وتترك زوجها‬


‫وأوالدها في مكة بحجة أنهم لم يؤمنوا بمحمد‪ .‬والشاب يهاجر‬
‫تار‪I‬كا ً والديه ليخضع لبرنامج يحوِّ له إلى وسيلة يُدفع بها‬
‫للموت‪ .‬وهي إذاً هجر‪I‬ةٌ تحارب العائلة‪ ،‬وليس لها أي احتر‪I‬ام‬
‫ألهم ما شرَّ عه هللا لإلنسان‪.‬‬
‫بقية‪ -‬هجرة قائمة على هدم العائلة بعكس تعليم‬
‫العهد الجديد‬
‫العهد الجديد يعلِّم المرأة المؤمنة أن تخضع لزوجها وتربحه لاليمان‬ ‫‪‬‬
‫ت لِ ِر َجالِ ُكنَّ ‪،‬‬ ‫من خالل السيرة الجيده‪َ " :‬كذ ِل ُكنَّ أَ َّي ُت َها ال ِّن َساءُ‪ُ ،‬كنَّ َخ ِ‬
‫اض َعا ٍ‬
‫ير ِة ال ِّن َسا ِء ِب ُد ِ‬
‫ون‬ ‫ُون ْال َكلِ َم َة‪ ،‬يُرْ َبح َ‬
‫ُون ِب ِس َ‬ ‫ان ْال َبعْ ضُ الَ ي ُِطيع َ‬
‫َح َّتى َوإِنْ َك َ‬
‫َكلِ َمةٍ" بطرس االولى ‪ ١ : ٣‬و ‪٢‬‬
‫واالوالد ان يخضعوا لوالديهم كولوسي ‪٢٠:٣‬‬ ‫‪‬‬

‫فاالنجيل ال يزعج تركيبة العائلة التي هي من تشريع هللا ونعمته‪ .‬وال‬ ‫‪‬‬
‫ُزعج المجتمع في ما هو عليه من أعمال‪ .‬وال يمس حقوق اآلخرين‬ ‫ي ِ‬
‫في مُلكهم وعملهم‪ .‬ولكن نرى المحمدية قائمة على نقض ما شرَّ عه هللا‬
‫في العائلة والمجتمع‪.‬‬
‫هجرة قائمة على البغضة ومعاداة حتى االهل‬
‫وفي معركة أحد )وقيل بدر( قتل أبو عبيده بن الجر‪I‬اح والده‬ ‫‪‬‬
‫وكنتيجة لذلك جعله محمد واحدا من قادة الجيش‪ .‬ومنع االبناء‬
‫القتلة أن يظهروا أي حزن‪ .‬كان أبو حذيفة بين الذين قد قتلوا‬
‫آباءهم في معركة بدر‪ .‬فبينما كان محمد يطرح جثة والد أبي‬
‫حذيفة في القليب‪ .‬الحظ تغيّر تعابير‪ I‬وجه أبي حذيفة‪ .‬وقال له‬
‫"لعلك دخلك من شأن أبيك شيء"‪ .‬فسارع أبو حذيفة في‬
‫القول‪" :‬ال وهللا‪ ،‬ولكني كنت أعرف من أبي رأيا وحلما‬
‫وفضال‪ .‬فكنت أرجو أن يهديه هللا لالسالم‪".‬‬
‫ابن هشام‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬صفحة ‪٥٩٤‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية‪ -‬هجرة قائمة على البغضة ومعاداة حتى االهل‬
‫فابنه القاتل قد شهد بمزايا حسنة كانت موجودة في والده مثل‬ ‫‪‬‬

‫سداد الرأي والحلم والفضل‪ .‬ألم تكن تلك الصفات تجعل والده‬
‫في مقام سامي كأب أرفع بكثير‪ I‬فوق قاتليه‪ ،‬بما فيه االبن‬
‫القاتل والعقل المدبر لتلك االعمال الشنيعة التي ليس لها نظير‪I‬‬
‫في تاريخ البشرية‪.‬‬
‫موقف محمد المقنّع متآمراً على سالمة وأمن‬
‫شعبه‪ ،‬وايضا في دخوله المدينة يعزف على‬
‫اللحن الذي من اجله قد قُبل في المدينة‬
‫غطى به وجهه ورأسه‪ .‬وخر‪I‬ج مع أبي بكر‪I‬‬ ‫وتق ّنع محمد بقناع ّ‬ ‫‪‬‬
‫قاصداً المدينة‪ .‬الحلبية ‪١٩٧:٢‬‬
‫وهو ما لم يفعله أي نبي في أن يخفي وجهه‪ .‬ويهرب متآ ِمر‪I‬اً‬ ‫‪‬‬
‫على قتل شعبه مع شعب آخر شر‪I‬س‪ .‬بل كانت رسالة األنبياء‬
‫هي في عيش النبي وسط شعبه يحبهم‪ .‬محمد كان يحمل‬
‫ً‬
‫سرية خطرة‪ .‬لذلك كان يتقنع‪" :‬كان يكثر التقنع"‬ ‫ً‬
‫رسالة‬
‫وكان يقول عن التقنع "هذا ثوب ال يؤدى شكره" أي ألن فيه‬
‫غض البصر‪.‬‬
‫الحلبية ‪١٩٨:٢‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية‪ -‬موقف محمد المقنّع متآمراً على سالمة وأمن‬
‫شعبه‪ ،‬وايضا في دخوله المدينة يعزف على‬
‫اللحن الذي من اجله قد قُبل في المدينة‬
‫وكان الصعالكة يتقنعون‪ ،‬مثل تميم بن طريف العنبري شاعر‬ ‫‪‬‬

‫الصعاليك‪ .‬كتاب الديباج ‪ /‬تاليف ابي عبيده معمر بن المثنى‪.‬‬


‫أثناء دخول محمد المدينة‪ ،‬يقول‪")) :‬إني أُمر‪I‬ت بقر‪I‬ية تأكل‬ ‫‪‬‬

‫القر‪I‬ى" أي ان أهلها تفتح القرى فيأكلون أموال أهل تلك‬


‫القر‪I‬ى‪ ،‬ويسبون ذر‪I‬اريهم((‬
‫ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية ‪ ٨٥:٣‬؛الحلبية ‪٢٤٠:٢‬‬ ‫‪‬‬

‫فلم يستطع محمد أن يُواجه المدينة بغير تكرار شعارات ذات‬ ‫‪‬‬

‫البرنامج‪ ،‬الذي من أجله قُ ِبل‪.‬‬

You might also like