You are on page 1of 29

‫التصوف من صور الجاهلية‬

‫الشيخ الدكتور‬

‫محمد أمان بن علي‬


‫الجامي‬

‫رحمه الله –‬ ‫‪-‬‬


‫الحمد ل رب العالمين وصلة ال وسلمه ورحمته وبركاته على رسوله المين نبينا‬
‫محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد‪:‬‬
‫فإن الجاهلية التي نريد أن نتحدث عن بعض صورها غير الجاهلية التي تتبللادر إلللى‬
‫الذهان إذا أطلقت؛ لن الجاهلية في الصل اسم لفترة زمنية قبللل السلللم بمللا فيهللا‬
‫من أعمال وثنية وتصرفات جاهلية من شرك وظلم وفساد أخلق وغير ذلك‪.‬‬
‫وقد انتهت تلك الفترة ببزوغ فجر السلم وطلللوع شمسلله وانتشللار نللوره فللي العللالم‬
‫حتى أنار الطريق لكل سالك فدخل الناس في ديللن الل أفواجللا فقللامت للسلللم دولللة‬
‫قوية ذات منعة وعاش المسلمون في عصر النبوة حياة لم يسبق لها مثيل ولللن يوجللد‬
‫لها مثيل قطعًا توحيد خالص ل وحده وعدل وإنصاف وطاعة ل ولرسللوله وتحللابب‬
‫في ال وتآخ واعتزاز بالسلم وعزة وكرامة وهيبة في قلوب العداء‪ ،‬وقد سجل له‬
‫القرآن هذا المعنى في قوله ‪ -‬تعالى ‪ " :-‬ول العزة ولرسوله وللمؤمنين "‬
‫هكذا عاش المسلمون في ذلك العهد الفريد إلى أن أنتقللل الرسللول ‪ -‬صلللى الل عليلله‬
‫وسلم ‪ -‬إلى الرفيق العلى إل أنه لم ينتقل إلللى الرفيللق العلللى إل بعللد أن نللزل مللن‬
‫السماء بأن الدين قد كمل فالكامللل ل يقبللل الزيللادة عللادة وأن نعمللت الل علللى أتبللاع‬
‫محمد بالسلم قد تمللت وذلللك قللوله ‪ -‬تعللالى ‪ " :-‬اليللوم أكملللت لكللم دينكللم وأتممللت‬
‫عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينًا "‬
‫نزلت الية الكريمة في حجة الوداع في يوم الجمعللة وفللي اليللوم نفسلله خطللب النللبي‬
‫الكريم صلة ال عليه وسلم خطبة يوم عرفة المشهورة جاء فللي آخرهلا قلوله ‪ -‬عليله‬
‫الصلة والسلم ‪ -‬وهو يخطب أصحابه " أنتللم مسللؤولون عنللي فمللاذا أنتللم قللائلون "‬
‫قالوا‪ :‬نشهد أنك بلغت ونصحت‪ .‬فجعل يقول ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ " -‬اللهللم أشللهد‬
‫اللهم أشهد يرفع أصبعه إلى ال الذي فوقه وفوق كل شليء ثلم ينكبهللا إلللى الصلحابة‬
‫ل‪ " :‬اللهم أشهد اللهم أشهد اللهم أشهد "‬
‫قائ ً‬
‫ل بللل أخللذ يحللدث‬
‫ولم يعش النبي ‪ -‬صلى ال عليلله وسلللم ‪ -‬بعللد حجللة الللوداع طللوي ً‬
‫أصحابه واتباعه أنه إن تركهللم سللوف ل يسلللمهم للفوضللى بللل يللتركهم علللى منهللج‬
‫واضح ليس فيه أدنى غموض إذ قال لهم‪ " :‬تركتكم على بيضاء نقيللة ل يزيللغ عنهللا‬
‫إل هالك " وفي لفظ " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ل يزيللغ عنهللا إل‬
‫هالك كتاب ال " " تركت فيكم مللا إن تمسللكتم بلله لللن تضلللوا بعللدي أبللدًا كتللاب الل‬
‫وسنتي " تركهم على هذا المنهج الموصوف ونصحهم ليتمسكوا به ول يحيللدوا عنلله‬
‫ول يزيدوا فيه وحذرهم عن الزيادة والمخالفات بل يلتزمون المنهج حرفيًا‬
‫ل ليلس عليلله‬
‫فقال ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬محذرًا لهم من البتلداع " ملن عملل عم ً‬
‫أمرنا فهو رد " " من أحدث في أمرنا ما ليس فيلله فهللو رد " " عليكللم بسللنتي وسللنة‬
‫الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحللدثات المللور‬
‫فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضللة "‬
‫ثم إنه ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬ترك هذا المنهج في أيد أمينة وقوية في أيدي جماعة‬
‫كانت حريصة على المة حرصًا يشبه حرصه ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬عليهم وهللم‬
‫رجال رباهم على المنهج واطمأن إلى فهمهم للمنهج وهم أصحابه الذين اختارهم ال‬
‫لصحبته وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون المهللديون أبللو بكللر وعمللر وعثمللان وعلللي‬
‫وإخوانهم فحافظوا على المنهج وأحسنوا التصرف فيه بحزم دونلله كللل حللزم ودعللوا‬
‫إليه بصدق وإخلص وضحوا في سبيل ذلك بكل ممكن‪.‬‬
‫وفور وفاة رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬ارتدت بعض قبللائل العللرب وبعضللها‬
‫منعت الزكاة فنهض أبو بكر لقتالهم فتوقف بللاقي الصللحابة وفللي مقللدمتهم عمللر بللن‬
‫الخطاب ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬في قتال مانعي الزكاة مجتهدين قالوا‪ :‬كيللف نقاتللل قوم لًا‬
‫يشهدون أل إله إل ال وأن محمدًا رسول ال فأقسم بال أبللو بكللر الصللديق ‪ -‬رضللي‬
‫ال عنه ‪ -‬لو أنهم منعوه عناقًا كانوا يؤدونه إلى رسول ال ‪ -‬صلى ال عليلله وسلللم ‪-‬‬
‫لقاتلهم لنهم فرقوا بيللن الصلللة والزكللاة وأن الزكللاة مللن حقللوق السلللم وواجبللاته‬
‫المالية ولن السلم بجميع حقوقه وواجبللاته إنمللا هللو لل الحللي الللذي ل يمللوت فل‬
‫يموت السلم ول شيء من واجباته بموت النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬وهللذا أول‬
‫إعلن أعلنه أبو بكر الصديق ‪ -‬رضي الل عنلله ‪ -‬عنللدما علللم مللا حصللل لعمللر بللن‬
‫الخطاب عندما قبض النبي ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬إذ ظن عمر أن النبي لم يقبللض‬
‫بعد بل إنه سوف يعود فهّدأه أبو بكر ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬فقال فيما قال‪ :‬من كان يعبللد‬
‫محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبلد الل فلإن الل حلي ل يملوت ثلم تل قلوله ‪-‬‬
‫تعالى ‪-‬من سورة آل عمران‪ " :‬وما محمد إل رسول قد خلت من قبللله الرسللل أفللإين‬
‫مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر ال شيئًا وسلليجزي‬
‫ال الشاكرين "‬
‫واندهش عمر عند سماعه هذه الية دهشة قريبة من دهشللته مللن وفللاة رسللول الل ‪-‬‬
‫صلى ال عليه وسللم ‪ -‬حلتى يقلول كلأنه للم يسلمع هلذه اليلة قبلل هلذه الملرة وهلو‬
‫يحفظها ويقرؤها وكأنها نزلت من توها وهي تخاطبه‪.‬‬
‫وبعد ذلك البيان من الخليفة الول أبي بكر ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬رجللع عمللر ‪ -‬رضللي‬
‫ال عنه ‪ -‬ومن معه إلى رأي أبي بكر فاقتنعوا بوجوب قتال مللانعي الزكللاة إذ لللو لللم‬
‫يفعلوا لكانت فتنة في صفوف المة وفساد كبير‬
‫هكذا حافظوا ‪ -‬رضي الل عنهلم ‪ -‬عللى وحلدة المللة ووقفللوا أملام أسلباب النقسلام‬
‫والتفرق بذلك الحزم لئل تعود المة إلى الجاهلية الولى ملن جديلد أو إللى ملا يشلبه‬
‫ذلك وفي أواخر عهد الخلفاء الراشدين وفي خلفة علللي بالتحديللد خرجللت الخللوارج‬
‫وتشيعت الشيعة ثلم ظهلرت الفلرق متتابعلة ملن جبريلة وملرجئة وجهميلة ومعتزللة‬
‫وأشعرية وماتريدية‬
‫فسمعت دنيا المسلمين ما تتوقعه من النقسام والتفرق تصديقًا لقللوله ‪ -‬عليلله الصلللة‬
‫والسلم ‪ " :-‬وستفترق أمتي على ثلث وسبعين فرقة كلها في النار إل واحللدة وهللي‬
‫الجماعة " هكذا بدأت الجاهلية التي نريد أن نستعرض بعض صللورها لن الجاهليللة‬
‫ل تعني كما تقللدم فللترة زمنيللة ولكنهللا أعمللال وتصللرفات وأوضللاع معينللة ومفللاهيم‬
‫خاطئة ويمكن أن نوجز أمهاتها في العناوين التالية‪:‬‬
‫‪ /1‬جاهلية التصوف‬
‫‪ /2‬جاهلية علم الكلم‬
‫‪/3‬جاهلية التعصب المذهبي‬
‫‪ /4‬جاهلية في الحاكمية أي الحكم بغير ما أنزل ال‪.‬‬
‫أما جاهلية التصوف‪:‬‬
‫فقد ظهرت واشتهرت بعد انقراض القرون الثلثة المفضلة فيحدثنا عن نشللأتها شلليخ‬
‫السلم ابن تيمية كما يعين لنا مكان نشأتها وملخص حديثه إن الصوفية ظهرت أول‬
‫عرفوا بالغلو في العبادة‬
‫ما ظهرت في البصرة بالعراق على أيدي بعض العباد الذين ُ‬
‫والزهد والتقشف المبالغ فيه بل لقد زين لهم الشيطان أن يتخذوا لباس الشهرة فلبسللوا‬
‫الصوف وقاطعوا القطن بدعوى أنهم يريدون التشبه بالمسيح ‪ -‬عليلله السلللم ‪ -‬هكللذا‬
‫تقول الرواية فنسبوا إلى الصوف فقيل لهم الصوفية فدعوى أنهم منسوبون إلللى أهللل‬
‫الصفة أو إلى الصف المتقدم دعلوى باطللة يكلذبها الواقلع واللغلة ولملا سلمع بعلض‬
‫السلف أن قومًا لزموا لباس الصوف زاعمين التشبه بالمسيح ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬قالوا‪:‬‬
‫هدي رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬أحب إلينا وهو يلبس القطللن وغيللره ينسللب‬
‫هذا الكلم إلى ابن سيرين ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬ويروي لنا شيخ السلللم أن مدينللة البصللرة‬
‫قد عرفت مللن تلللك الفللترة بهللؤلء المتصللوفة وتصللوفهم كمللا عرفللت الكوفللة بللالفقه‬
‫والراء والقضاء حتى قيل عبادة البصرة وفقه الكوفة‪.‬‬
‫هكذا ظهرت جاهلية التصوف ومن هذه المدينة انتشرت‪.‬‬

‫ولللو رجعنللا إلللى الللوراء فللي تاريخنللا الطويللل لوجللدنا أن هللذه البدعللة الللتي تسللمى‬
‫بالتصوف اليوم قد أطلت برأسها في عهد الرسول ‪ -‬عليه الصلة والسلللم ‪ -‬إل أنهللا‬
‫قمعت عند أول ظهورها أو التفكير فيها وذلك عندما جنح بعض الناس إلى نللوع مللن‬
‫الرهبانية فذهب ثلثة أشخاص من الصحابة إلى بيت مللن بيللوت النللبي ‪ -‬صلللى ال ل‬
‫عليه وسلم ‪ -‬فسألوا ن عبادته ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬فلما أخبروا كأنهم تقالوها أي‬
‫رأوا أن ما يفعله الرسول من العبادة قليل فهم يريدون أكثر من ذلك فقال أحدهم‪ :‬أمللا‬
‫أنا فأصوم الدهر ول أفطر وقال الثاني‪ :‬وأما أنا فأقوم الليللل ول أنللام‪ ،‬وقللال الثللالث‪:‬‬
‫وأما أنا فل أتزوج النساء فلما بلغ ذلك رسول الل ‪ -‬عليله الصللة والسللم ‪ -‬طلبهلم‬
‫فأتي بهم فقال‪ " :‬أنتم الذين قلتم كذا وكذا " فلم يسعهم إل أن يقولوا نعم فقال الرسول‬
‫‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ " :-‬أما وال إني لعبدكم وأخشاكم ل ولكني أصللوم وأفطللر‬
‫وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "‬
‫هذه الواقعة رويناها بالمعنى تقريبًا وهي عند الشيخين وبعض أهل السنن‬
‫ومما يلحظ أن الرسول ‪ -‬عليلله الصلللة والسلللم ‪ -‬اسللتخدم فللي إنكللار هللذه البدعللة‬
‫أسلوبًا ل نعم أنلله كللان يسللتخدمه عنلدما يبلغله أن إنسلانًا ملا ارتكللب مخالفلة أو أتللى‬
‫معصية بل كانت عادته الكريمة المعروفة أنه في مثل هذه الحالة يجمع الناس فيوجه‬
‫إليهم كلمة عامة واستنكارًا وتوبيخًا ل مجابهة فيه كأن يقول‪ " :‬ما بال أقللوام يفعلللون‬
‫كذا وكذا " وقد كان هذا السلوب كافيًا للللردع والنكلار مللع ملا يتضلمنه ملن السلتر‬
‫على مقترف تلك المعصية‬
‫ولكننا رأينا الرسول ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬هذه المرة يطلب حضور الثلثة الللذين‬
‫جنحوا إلى ما يسمى )التصوف( اليوم ثم يسألهم أنتم الذين قلتم كذا وكذا ثم يعلن لهللم‬
‫أنه أعبدهم وأخشاهم ل مؤكدًا ذلك بالقسم كأنهم ل يعلمون ذلك تقريع لًا لهللم وتوبيخلًا‬
‫فأشعرهم أن الساس في العبادة التباع دون البتللداع وأن الكيفيللة مقدمللة علللى الكللم‬
‫المخالف للسنة ثم يختم التوبيخ بالبراءة أي الخبار أن مللن رغللب عللن سللنته وهللديه‬
‫ليس منه ول هو على دينه الذي جاء به من عند ال‪.‬‬
‫ومما ينبغي التنويه به هنا أن حسن النيللة وسلللمة القصللد والرغبللة فللي الكثللار مللن‬
‫التعبد كل هذه المعاني ل تشفع لصاحب البدعة لتقبل بدعته أو لتصللبح حسللنة وعم ً‬
‫ل‬
‫صالحًا لن هؤلء الثلثللة لللم يحملهللم علللى مللا عزمللوا عليلله إل الرغبللة فللي الخيللر‬
‫بالكثار من عبادة ال رغبة فيما عند ال فنيتهم صالحة وقصدهم حسللن إل أن الللذي‬
‫فاتهم هو التقيد بالسنة التي موافقتها هو الساس في قبول العمال مللع الخلص ل ل‬
‫‪ -‬تعالى ‪-‬وحده‪.‬‬

‫وبعد‪:‬‬
‫لعل القارئ يلحظ أن بدعة التصوف ظهرت أول مللا ظهللرت مغلفللة بغلف العبللادة‬
‫والزهد وهما أمران مقبولن في السلم بل مرغب فيهملا ثلم ظهلرت عللى حقيقتهلا‬
‫التي هي عليها الن وهذا شأن كللل بدعللة إذ ل تكللاد تظهللر وتقبللل إل مغلفللة بغلف‬
‫يحمل على الواجهة التي تقابل الناس معنى إسلميًا مقبول بل محبوبًا‬
‫ومن أمثلة ذلك‪ :‬بدعة الحتفال بالمولد التي ابتدعها الفاطميون بالقاهرة بدعوى محبة‬
‫الرسول وآل البيت حيث كانوا يحتفلون بمولد النبي ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬في كل‬
‫عام ثم بمولد علي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬ثم بمولد فاطمة ‪ -‬رضي ال عنهللا ‪ -‬ثللم بمولللد‬
‫الحسن والحسين وأخيرًا يحتفل بموللد الخليفللة الحاضللر وهكلذا لللو تتبعلت نشلأة كلل‬
‫بدعة لوجدتها ل تظهر أول ما تظهر إل في مثل هللذا الغلف المقبللول وممللا يلحللظ‬
‫في الونة الخيرة ظهور احتفلالت باسلم أسلبوع فلن أو شلهر فلن أو ملرور كلذا‬
‫سنة على الحركة الفلنية أو بعبارة بهذا المعنى ومثل هذه الحتفالت التي تعللد فيمللا‬
‫يبدو للناس إنما هللي مجللرد ذكللرى لولئك المجللددين والمصلللحين وإحيللاء لللدعوتهم‬
‫وحركتهم الصلحية ولكنها سوف تتحول على الملدى البعيلد والل اعللم إللى جنلس‬
‫الحتفالت التي تسمى اليوم عند العوام وأشباههم الحتفللالت الدينيللة هكللذا أتصللور‬
‫وال اعلم‬
‫فلنعد إلى البصرة حيث نشأة الصوفية ثن انتقلت منها إلى المدن الخرى بالعراق ثللم‬
‫إلى القطار المجاورة للعراق وهكذا حتى انتشرت الصوفية في دنيا المسلللمين وهللي‬
‫تتظاهر بالعبادة والزهد‪.‬‬

‫ولم يطل الزمن كما يحدثنا شيخ السلم حتى انتسللب إليهللم طلوائف مللن أهلل البلدع‬
‫والزندقللة والمرتزقللة وهللذه المتصللوفة المنتشللرة فللي العللالم السلللمي مللن أولئك‬
‫المبتدعة والزنادقة كالحلج الذي قتل أخيرًا بسبب زندقته وابن عربلي وغيرهلم ملن‬
‫كبار مشايخ الصوفية وسيأتي نقل بعض نصوصهم الكفرية إن شاء ال‬

‫وقد شوهت هذه الطائفة )الصوفية( جمللال الللدين وغيللرت مفللاهيم كللثيرة مللن تعللاليم‬
‫السلم لللدى كللثير مللن المخللدوعين الللذين يحسللنون الظللن بكللل ذي عمامللة مكللورة‬
‫وسجادة مزخرفة وسبحة طويلة ويستسمنون كل ذي ورم فأخذوا يحاولون أن يفهموا‬
‫السلم بمفهوم صوفي بعيد عن السلم الحق الذي كان عليه المسلمون الولون قبل‬
‫بدعة التصلوف وبدعللة علللم الكلم وغيرهملا مللن البللدع اللتي شوشللت علللى السلذج‬
‫وحالت بينهم وبين المفهوم الصحيح للسلم‬
‫وإليكم بعض المفاهيم التي غيرتها الصوفية‪:‬‬

‫مفهوم الدين السلمي عند الصوفية‪:‬‬


‫ينقسم الدين السلمي عند الصوفية إلى قسمين‪:‬‬

‫الول‪ :‬الشريعة التي تضمنها الكتاب والسنة‪:‬‬


‫وهي في زعمهم للعوام أو لغير الواصلين ويسلمون علملاء الشلريعة علملاء الرسلوم‬
‫استخفافًا بهم بلل يسلمون الشلريعة القشللر الظلاهري وهللو قليللل الجللدوى وأملا الللب‬
‫الداخلي المقصود بالذات فهي تلك الحقيقللة الللتي اختللص بهللا كبللار مشللايخ الصللوفية‬
‫وهي التي سوف نتحدث عنها في الفقرة التالية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الحقيقة‪:‬‬
‫وهي خاصة بطبقة الواصلين كما تقدم وهللي شلليء آخللر غيللر الشللريعة وأعلللى مللن‬
‫الشريعة وأخص لن الشريعة إنما يلتزمها العوام وأشباه العللوام مللن علمللاء الرسللوم‬
‫كما زعموا وبئس ما زعموا‬
‫وهذه الحقيقة المزعومة يرى بعضهم أنها علم التصوف ويسللمون تلللك البدعللة علملًا‬
‫وهي ليست من العلم في شيء بل التصوف في الحقيقللة عبللارة عللن طقللوس مجمعللة‬
‫من البوذية والهندوكية واليهودية وهي بعيدة عن السلم كل البعد ول يتردد في ذلك‬
‫إل مريض القلب بمرض الوثنية أو إنسان ضعيف المعرفة بالدين فالمتصلوفة طائفلة‬
‫مادية تريد أن تعيش تحت ستار العبادة وعبادتهم في الواقع عبارة عن عبث وأنللواع‬
‫من الرقصات فهم من الذين اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا وقد سموا تلللك الرقصللات ذكللرًا‬
‫لتقبل وتروج ولكن على السذج وأما طلب العلم أصحاب البصيرة فل تنطلي عليهللم‬
‫مثل هذه التسمية‪.‬‬

‫من واضع علم التصوف‪:‬‬


‫يزعم ابن عجيبة الصوفي الفاطمي بأن واضع علم التصوف هو الرسول ‪ -‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ -‬علمه ال بلالوحي واللهلام ثلم يقلول ابلن عجيبلة فلي تفصليل ذللك فلي‬
‫ل بالشريعة فلما تقللررت نلزل ثانيلة بالحقيقلة‬
‫عجائبه وأكاذيبه الكثيرة نزل جبريل أو ً‬
‫فخص بها رسول ال بعضًا دون بعض وأول من تكلم بالتصللوف هللو علللي بللن أبللي‬
‫طالب ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬وأخذ عنه الحسن البصري‪.‬‬

‫** والقارئ البصير يدرك من كلم هذا الزنديق الصلة الوثيقللة بيللن بدعللة الصللوفية‬
‫وبدعة الشيعة التي تعبد أئمتها وتؤلههم وما الصللوفية إل خط لًا ممللدودًا متفرع لًا مللن‬
‫دين الروافض الخبيث‬

‫وكلم ابن عجيبة هذا فرية جائرة وجريئة على رسول ال ‪ -‬صلى ال عليلله وسلللم ‪-‬‬
‫وبهت له ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬بجريمة الكتمان وهل يتهم النبي الميللن محمللدًا ‪-‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ -‬بكتمان الحق الذي أرسل به ليبلغه للناس وقد أمره ربلله بللذلك‬
‫بقوله‪ " :‬يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " إل‬
‫الزنديق المارق الذي يريد أن يصرف الناس عن السلم لو استطاع ويتضمن زعللم‬
‫ابن عجيبة بهتًا آخر على الرسول ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬وهو تخصيص آل البيت‬
‫بشيء من العلللم والللدين ل يعلملله سللائر الصللحابة حللتى أبللو بكللر وعمللر وعثمللان ‪-‬‬
‫رضي ال عنهم ‪ -‬ومن جهة أخرى أن المعروف من معاني اليمان بالرسول ‪ -‬عليه‬
‫الصلة والسلم ‪ -‬اليمان بأنه ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬بلغ ما أنزل عليه وما أوحي‬
‫ل وأنه أمين ال على وحيه وكلم ابن عجيبة الللذي يتحللدث عللن‬
‫إليه بلغًا عامًا شام ً‬
‫واضع علم التصوف على حد تعبيره يتنافى وهذا اليمان كما ترى‪.‬‬
‫وأما تخصيص آل البيت بشيء مللن العلللم والللدين دون غيرهللم فهللذه فكللرة موروثللة‬
‫ورثتها الصوفية من أسيادهم الشيعة وقد نفى هذا الزعم علي بن أبي طالب ‪ -‬رضللي‬
‫ال عنه ‪ -‬نفسه حيث روى مسلم حديث أبي الطفيل عامر بللن واثلللة قلال‪ :‬كنللت عنللد‬
‫علي بن أبي طالب ‪ -‬رضي ال عنلله ‪ -‬فأتللاه رجللل فقللال‪ :‬مللا كللان النللبي يسللر إليللك‬
‫فغضب وقال ما كان النبي ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬يسر إلي شيئًا يكتمه الناس غيللر‬
‫أنه قد حدثني بكلمات أربع قال فقال ما هي يا أمير المللؤمنين قلال قلال رسللول الل ‪-‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :-‬لعن ال من لعن والديه لعن ال من ذبح لغير ال ل لعللن ال ل‬
‫من آوى محدثًا لعن ال من غير منار الرض "‬
‫ثم إن كلم ابن عجيبة ووراءه‪ .‬ابن عربي وابن الفارض وغيرهما من كبللار مشللائخ‬
‫الصوفية يتضمن أن أبا بكر وعمر وعثمان ل يعلمون بعض المور وهي من الللدين‬
‫قد يعلمها مشايخ الصوفية وهو ما سموه حقيقة أو تصوفًا وهل يعتبر دينًا ما لم يعلمه‬
‫أبو بكر وعمر وعثمان ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ -‬وقد أمرت المة بالخذ بسنتهم والقتداء‬
‫بهم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " الحللديث " اقتللدوا بالللذين مللن‬
‫بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر‪.‬‬

‫أما ابن الفللارض فقللد تحللدث عللن ديللن الصللوفية بإسللهاب فللي تللائيته الكللبرى وديللن‬
‫الصوفية الذي انتهى إليه كبللار الصللوفية ويشلمر عللن سلاعد الجللد صللغار الصلوفية‬
‫للوصللول إليلله هللو )وحللدة الوجللود( واعتقللاد أن الل ‪ -‬سللبحانه وتعللالى ‪ -‬عيللن هللذا‬
‫الوجود وهي زندقة تحملها أبيات تائية ل بن الفارض إذ يقول ما هو كفر بواح لللدى‬
‫كل فقيه‪:‬‬

‫فقد رفعت تاء المخاطب بيننا ** وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي‬
‫ول فلك إل ومن نور باطني ** به ملك يهدي الهدى بمشيئتي‬
‫ول قطر إل حل من فيض ظاهري **به قطرة عنها السحائب سحت‬
‫ولولي لم يوجد وجود ولم يكن ** شهود ولم تعهد عهود بذمه‬
‫ول حي إل من حياتي حياته ** وطوع مرادي كل نفس مريدة‬

‫فما يحكم القارئ على هذا الكلم وهو يفتري أن ملكوت كل شلليء بيللده وأن الوجللود‬
‫كله قطرة من فيض جوده ومن وجوده وأن كل شيء طوع هواه‬
‫وله فرية أخرى وهي أنه زعم أن جميع الصلوات الللتي يؤديهللا العبللاد والنسللاك فللي‬
‫جميع الجهات الست وتلك المناسبات التي ينسكها الحجاج والمعتمرون إنما ترفع في‬
‫الحقيقة إلى ابن الفرض من حيث ل يشعر أولئك العباد والحجاج والعمار والطائفون‬
‫بالبيت العتيق بل إنه نفسه إنما يصلي لو كان له صلة لنفسه وذلك إذ يقول‪:‬‬

‫وكل الجهات الست نحوي توجهت ** بما تم من نسك وحج وعمرة‬


‫لها صلواتي بالمقام أقيمها ** وأشهد فيها أنها لي صلت‬

‫ول يزال يكرر مزاعمه التي ضلل بها كللثيرًا مللن السللذج فيزعللم أنلله ليللس فللي هللذا‬
‫الوجود متناقضات ول أضداد أو أغيار أو أمثلال بلل الوجلود كلله حقيقلة واحلدة ول‬
‫يقال )خالق ومخلوق( أو )رب ومربوب( أو )عابد ومعبود( وذلك حيث يقول‪:‬‬

‫تعانقت الطراف عندي وانطوى ** بساط السوي عدل بحكم السوية‬


‫ثم يصرح بأنه هو المعبود الذي يصلي له كل مصل ويسجد له كل ساجد فيقول‪:‬‬
‫كلنا مصل واحد ساجد إلى ** حقيقته بالجمع في كل سجدة‬
‫وما كان لي صلى سواي ولم يكن **صلتي لغيري في أداء كل سجدة‬

‫وهذا الهذيان المارق قد صرح شيخهم الكبر والزنديق الكفر ابن عربللي الطللائي إذ‬
‫يقول مستخدمًا أسلوب التقديس تلبيسًا على الغمار‪ :‬سبحان من أظهر الشللياء وهللو‬
‫عينها‪ -‬تعالى ‪-‬ال عما زعم علوًا كبيرًا إذ " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "‬
‫وقال في موضع آخر من فتوحاته‪ :‬إن العارف من يرى الحق )ال( في كل شيء بللل‬
‫يراه عين كل شيء‪ .‬انتهى‬

‫وترى الصوفية قاطبة أن هذا أدق تعريف للعارف بال يا سبحان ال إذ سللمي الكفللر‬
‫ل ما الذي بقللي مللن الحقللائق علللى ظواهرهللا؟!‬
‫إيمانًا والجهل معرفة والمروق وصو ً‬
‫وإنما تكد الصوفية ليل نهار وتقدم جميع الوسائل البدعية للوصول إلللى هللذه الدرجللة‬
‫من الكفر الذي ليس بعده كفر ولكن باسم الوصول‪.‬‬

‫وما ذكرنا من كلم ابن عجيبة وشرحناه وما أضفنا إليه من كلم ابن الفلارض وابللن‬
‫عربي إنما هو قطرة من بحار كفرهم ويعرف ذلك بالطلع على " فصوص الحكللم‬
‫" و " الفتوحات المكية " وهملا لبلن العربلي وماجلاء فلي " التائيلة الكلبرى " لبلن‬
‫الفارض وما ورد في " إيقاظ الهمم في شرح الحكم" لبن عجيبة وغيرها من الكتللب‬
‫التي كتبها المؤمنون بهم والمدافعون عن معتقداتهم وهي كثيرة‪.‬‬

‫هذا وبرهان الدين البقاعي الذي كان يعيش في القرن التاسع الهجللري قللد ألللف كتابلًا‬
‫سماه " تنبيه الغبي بتفكير عصر بلن الفلارض وابلن عربللي " وكتابلًا آخلر " تحلذير‬
‫العباد من أهل العنللاد ببدعللة التحللاد " وقللد دمجهللا فللي كتللاب واحللد الشلليخ السلللفي‬
‫الداعية عبد الرحمن الوكيل‬

‫ل كما يقول الشيخ الوكيل فجزى ال البقاعي والوكيللل‬


‫والكتاب ينقد التصوف نقدًا قات ً‬
‫خير الجزاء على ما قدما من بيان الحق ودحض الباطل ونصح القارئ والمطلع‪.‬‬

‫وللشيخ الوكيل كتاب آخر سماه " هذه هي الصوفية " والكتاب فريد في بابه وهو مع‬
‫كثرة النقل المعزوة يمتاز بمعلومات أضللافها الشلليخ ‪ -‬رحملله الل ‪ -‬تلللك المعلومللات‬
‫التي اكتسبها إبان أن كان أسيرًا عند الصوفية في صللباه كمللا يحكللي الشلليخ فللي هللذا‬
‫الكتاب كيف حاولت الصوفية أن تفسد فطرة الصبي وتزين له دين الصوفية وإبعللاده‬
‫عن الخط الموصل إلى الحق وهو العتصام بالكتاب والسللنة ولكللن الل سلللم فهللرب‬
‫الصبي من السر واتصل بجماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة فأنقذه ال على يللد‬
‫الجماعة زادها ال من التوفيق‪.‬‬
‫ول الحمد والمنة فالكتاب يحمل في صفحاته معلومات خطيرة عن الصوفية‪.‬‬
‫وأنا أدعو شبابنا إلى قراءة هذين الكتابين ليدركوا بأنفسهم حقيقة دين الصللوفية وأنلله‬
‫غير الدين السلمي في حقيقته وال المستعان‪.‬‬

‫وإن كان القارئ يلحظ أن في هذا الحكم نوعًا مللن القسللوة أو المبالغللة وإنمللا يرجللع‬
‫ذلك لنه حكم جاء مخالفًا للمألوف الموروث وأما القارئ المتجرد من مألوفات قومه‬
‫بعقله الحر وله اطلع واسع على نصوص الشريعة في بللاب الللردة خاصللة فل شللك‬
‫أن ما تدعو إليه الصوفية من وحدة الوجود ومن دعللوى حلللول الللرب ‪ -‬تعللالى ‪-‬فللي‬
‫فرد من مخلوقاته أو من دعوى الستغناء عن الشريعة المحمدية بدعوى الخللذ عللن‬
‫ال مباشرة أو نقل الحكام من اللوح المحفللوظ بالنسللبة لخواصللهم فل يللترددون فللي‬
‫تكفيرهم وبالتالي ل يتهمنا بالمبالغة أبدًا‪.‬‬

‫هذا وقد يدعون التأثير في الجال والرزاق والشقاوة والسعادة والموت علللى حسللن‬
‫الخاتمة أو سوء الخاتمة بل التصرف المطلق في هذا الكون علللويه وسللفليه ومللن لللم‬
‫يكفر هؤلء فهو إما كافر مثلهم أو من أجهل عباد ال فنسأل ال له العافية‪.‬‬

‫أما البقاعي فقد نقل فللي كتللابه المللذكور‪ :‬أقللوال عللدد كللبير مللن أعلم القللرن السللابع‬
‫والثامن والتاسع في تكفير ابن الفارض وابن عربي شرعًا وهلي فتلاوى خطيلرة لهللا‬
‫اعتبارها ووزنها عند أهل العلم‪.‬‬
‫وقد صنف البقاعي أولئك الشيوخ الذين أفتوا بكفر الزنديقين إلى طبقلات مختلفلة فلي‬
‫الزمن بعد أن بين مكانة كل واحد منهم في علمه وفضله والمذهب الذي ينتسللب إليلله‬
‫من‪ :‬الحنفية‪ ،‬والمالكية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬والحنابلة‪ ،‬وذكر منهم ‪ 40‬عالمًا وإمامًا بأسمائهم‬
‫فليراجع كتابه لهميته‪.‬‬

‫وخلصة ما اعتمدوا عليلله فللي تكفيرهللم هللو‪ :‬أن كلم الرجليللن ابللن الفللارض وابللن‬
‫عربي ومن ذهب مذهبهما مثل ابن عجيبة إنما يدور حول القول بأنهم مستغنون عللن‬
‫الشريعة التي جاءت في الكتاب والسنة ووصلوا بغير طريق محمللد رسللول الل إلللى‬
‫ال في زعمهم‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬أنهم صرحوا بالتحاد والحلول‪ ،‬وأنهم إنما يعبدون أنفسهم كما يعبللدون غيرهللم‬
‫إذ ليس هناك )خالق ومخلوق( و )عابللد ومعبللود(؛ لن الكللون عيللن واحللد‪ ،‬وحقيقللة‬
‫واحدة‪ ،‬هذه بعض أسباب تكفيرهم وهي واضحة لدى طالب العلم‪.‬‬

‫وأما الذين لم يصلوا إلى هذه الدرجة من التصريح بوحدة الوجود فل يسلللمون أيضلًا‬
‫من الكفر بل ينالهم نصيبهم مما أصاب كبارهم من الكفر ليمانهم بللذلك الكفللر الللذي‬
‫تقدم شرحه وتوضيحه؛ لن الرضاء بالكفر كفلر‪ ،‬وهلو أملر ل يختللف فيله فقيهلان‪،‬‬
‫اللهم إل إذا كان له عذر كأن حالت بينه وبين فهم الحقيقة شبهات وجهل فقبل عذره‪.‬‬

‫مفهوم الذكر عند الصوفية‪:‬‬


‫ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى ال ‪ -‬تعالى ‪-‬ذكر ال بقلبه ولسانه والمواظبة عليلله‬
‫مطلقًا كان أو مقيدًا‪ ،‬حسب ما نظمتلله السللنة المطهللرة مللن تهليللل وتسللبيح واسللتغفار‬
‫ودعاء ولقد تمكنت بدعة الصوفية من هذه العبادة العظيمة فعبثت فيها عبثًا‪ ،‬وأحدثت‬
‫باسم الذكر ألفاظًا ما أنزل ال بها من سلطان كما عبثت بالذكللار المللأثورة فزعمللت‬
‫أنها تنقسم ‪ -‬في زعمهم ‪ -‬إلى ثلثة أنواع‪:‬‬
‫نوع للعوام‬
‫ونوع آخر للخواص‬
‫ونوع ثالث لخاصة الخاصة‬

‫وتقسيم الذاكرين إلى هذه القسام يعد من مبتكرات مشايخ الصوفية ومبتدعتهم بل قد‬
‫ألحدت الصوفية في أسماء ال ‪ -‬تعالى ‪-‬حيث تكلمت فيها بغير علللم فزعمللت أن مللن‬
‫السماء مال يصلح إل للعوام‪ ،‬وأما الواصلون إلى الل فلهللم أسللماء خاصلة ل يللذكر‬
‫ال بها العوام‪ ،‬وإليكم تفصيل ما أجملت‪:‬‬
‫أما العوام في زعللم الصللوفية هللم مللن عللدا الواصلللين فللي اصللطلحهم مللن طبقللات‬
‫المسلمين من العلماء وطلب العلللم وغيرهللم‪ ،‬والواصلللون هللم أولئك الللذين تمللردوا‬
‫على الشريعة واستخفوا بها ومرقوا عن حقيقللة السلللم والتقيللد بلله‪ ،‬فسللموا الذكللار‬
‫التي جاءت بها نصوص الشريعة أذكار العوام مثل‪ " :‬ل إله إل ال وحللده ل شللريك‬
‫له " الخ‪ .‬الذي قال فيه رسول الل ‪ -‬عليله الصللة والسللم ‪ " :-‬أفضلل ملا قلتله أنلا‬
‫والنبيون من قبلي‪ " :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت‬
‫بيده الخير وهو على كل شيء قدير "‪.‬‬
‫هذا الذكر العظيم والتوحيد الخالص يعد عند المتصوفة من أذكار العوام‪.‬‬

‫أما الخاصة‪ ،‬وخاصة الخاصة من كبار الزنادقة الذين سبق أن تحدثنا عنهم مثل ابللن‬
‫عربي وابن سبعين فل يتنازلون لمثل هذا الذكر وهذه الصيغة‪ ،‬أمللا ذكللر الخاصللة ‪-‬‬
‫في زعمهم ‪ -‬فهو تكرار لفظ الجللة مفردًا )ال(‪) ،‬ال(‬
‫وأما ذكر خاصة الخاصة فهو ضمير الغيبة )هو( )هو( وربما اقتصر بعضللهم علللى‬
‫الهات )آه‪ ،‬آه( بكيفية خاصة بأن يتمايل الذاكر ‪ -‬العابث ‪ -‬يمنة ويسرة‪ ،‬وأما العامي‬
‫ل يكون على هيئة معينللة كلأن يتمايلل يمينلًا ويسلارًا‬
‫منهم عندما يذكر ال بالتهليل مث ً‬
‫يبدأ بل )ل( يمينًا ويرجع بلل )إللله( فيتوسللط ثللم يختللم بلل )إل اللل( علللى اليسللار‪ ،‬يبللدأ‬
‫ل )دسللتور( يللا‬
‫ل ويستمد منه المللدد قللائ ً‬
‫التمايل في هدوء بعد الستئذان من الشيخ أو ً‬
‫أستاذ‪ ،‬مددك يا سيدي‪ ،‬ثم يستأذن سلسلة الطريقللة الللتي ينتسللب إليهللا مللن قادريللة أو‬
‫تيجانية أو رفاعية أو مرغنية فيقول‪ :‬دستور يا أصحاب الطريقة والقدم‪.‬‬
‫وبعد أن يجأر بأسماءهم هكللذا معتقللدًا أنهللم يسللمعونه ويللأذنون للله بقلللوبهم وبعللد أن‬
‫يتلطخ هكذا يهذه الوثنية ليتقبل ذكره يبدأ في الذكر‪.‬‬

‫ومما ينبغي أن يعلمه طالب العلم من هذه الجاهلية الصوفية أن ذكللر ال ل ل ينفللع بلله‬
‫الذاكر ول يقبل منه ول يقرب إلى ال في دين الصوفية إل بللإذن مللن شلليخ الطريقللة‬
‫وللشيخ أن يحرم على دراويش طريقتلله أن يللذكروا بالللذكر الللذي تللذكر بلله الطريقللة‬
‫الخرى وترقص به وعلى الدراويش أو المريد الصلغير أن يللتزم ذللك التحريلم ول‬
‫يعصي الشيخ أدنللى عصليان وإل فهلو مهلدد بسللوء الخاتملة‪ ،‬بللل عليلله أن يعتقللد أن‬
‫الشيخ جاسوس قلبه فعليه أن يراقب خطللرات قلبلله بدقللة ومللن المثللال السللائرة عنللد‬
‫الصوفية )إن حضرت عند نحوي احفللظ لسللانك وإن حضللرت عنللد العللارفين احفللظ‬
‫قلبك(‬

‫وأما أسماء ال الحسنى فمنها ما هو صالح للعوام فقط ول يناسللب الواصلللين كللالعفو‬
‫والغفار ولهم كلم طويل هنا يعرف بالرجوع إلى كتبهم‪.‬‬

‫ول أحسب الدرويش أنه يؤمن بال ‪ -‬تعالى ‪-‬ويخشاه ويراقبه إيمانه بالشلليخ وخشلليته‬
‫له ومراقبته إياه؛ لنه يرى حياته الجتماعية والماديللة والدينيللة ‪ -‬إن كللان للله ديللن ‪-‬‬
‫يللرى أن ذلللك كللله مرتبللط بالشلليخ وإذا لللم يظهللر للشلليخ ‪-‬ولللو تصللنعًا ‪ -‬أنلله مللن‬
‫المخلصين له ولطريقته فسوف يبقى دائملًا فللي ذل الدروشللة ول تحصللل للله الترقيللة‬
‫إلى درجة )مريد( حيث يصبح إنسانًا له نللوع مللن العتبللار ثللم ل يتخللرج خليفللة للله‬
‫شأنه ليعين فللي مكللان معللروف بكللثرة الزراعللة أو بللالثروة الحيوانيللة أو فللي مدينللة‬
‫معروفة بالتجارة والصناعة ليصبح بعد فترة قصليرة ملن أثريلاء تللك البللدة وتلزداد‬
‫بذلك ثللروة الشلليخ الكللبيرة وتتضللخم وبالتللالي تسللتفيد الطريقللة مللن وراء ذلللك مللادة‬
‫ل وتقدم الطريقة بسخاء الهدايا الثمينة والذبائح السمينة لمشيخة الصوفية‬
‫وصيتا طوي ً‬
‫إذ يتقدم الشيخ أمام تلك الهدايا في تيه وكبرياء ليعلن أنها هدايا من الطريقة التيجانيللة‬
‫ل فيرمللي الشلليخ مللن وراء ذلللك أن يرشللح لرياسللة مشلليخة الصللوفية وهللذا بيللت‬
‫مث ً‬
‫القصيد من جميع تلك الحركات‪.‬‬

‫مشائخ الصوفية يفترون الكذب في سبيل الدعوة إلى طرقهم‪:‬‬


‫تحل الصوفية في اقتراف جريمة الكذب على ال ‪ -‬عز وجل ‪ -‬وعلى رسوله ‪ -‬عليلله‬
‫الصلة والسلم ‪ -‬في المرتبة الثانية تقريبًا بعد أن تشغل الشيعة المرتبة الولى‪.‬‬
‫ومن أكثر مشايخ الصوفية كذبًا وافتراء على ال ذلك التيجاني الجاني فاسمعوا وهللو‬
‫يفتري على ال " إنما يفتري الكذب الذين ل يؤمنون بآيات ال "‬
‫يقول التيجاني الجاني‪ " :‬وما أكرم ال به قطب القطاب أن يعلمه علم ما قبل وجللود‬
‫الكون وما وراءه وما ل نهاية له وأن يعلمه جميع السماء القللائم بهللا نظللام كللل ذرة‬
‫من جميللع الموجللودات وأن يخصصلله بأسللرار دائرة الحاطللة‪ "...‬إلللى آخللر الفريللة‬
‫الطويلة ولعل القارئ ل يغفل أنه يريد أن يدعي هذا المقللام لنفسلله ل لغيللره بأسلللوب‬
‫صوفي معروف لدى كل العارفين بأسلوب القوم إذًا هي فريللة ودعايللة فللي آن واحللد‬
‫وهذا ديدنهم‪.‬‬

‫وهناك فرية أخرى يطلقها التيجاني أيضًا إذ يقول‪ " :‬إن حقيقة القطبانية هي الخلفللة‬
‫ل حيثما كان الرب إلهًا‬
‫العظمى عن الحق )ال( مطلقًا في جميع الوجود جملة وتفصي ً‬
‫كان هو خليفة "‪ "1‬في تصريف الحكم وتنفيذه في كل من له عليه ألوهية ال ‪ -‬تعالى‬
‫‪-‬فل يصل إلى الخلق شيء كائنًا ما كان من )الحللق( إل بحكللم القطللب ثللم قيللامه فللي‬
‫الوجود بروحانيته في كل ذرة من ذرات الوجود( إلى آخر تلك الفرية الطويلللة الللتي‬
‫تنبيء عن خلو قلب هذا الفاجر من اليمان بال ‪ -‬سبحانه ‪ -‬وتقديره حق قدره‪.‬‬
‫وهذه الفرية كالتي قبلها دعوة صريحة للربوبية لن له التصرف المطلق فللي الكللون‬
‫ل وهو كفر لم يتورط فيه أبللو جهللل وأمثللاله مللن كبللار صللناديد قريللش‬
‫جملة وتفصي ً‬
‫الذين قاتلهم رسول السلم واستباح دماءهم وأموالهم وسبى ذراريهم‪.‬‬
‫ولكنه كفر يتورط فيه أكثر كبار مشايخ الصوفية كما سيأتي تفصيل ذلك عند الحديث‬
‫عن ديوانهم الباطني‪.‬‬

‫وللشيخ التيجاني فرية أخرى في نفس المعنى ولكنها تمتللاز بمللا تتضللمنه مللن دعايللة‬
‫صريحة لطريقته )التيجانية( وفيها من أساليب تضليل الناس ما ليس في غيرهللا مللن‬
‫أكاذيبه المتنوعة إذ يعد أتباعه بالجنة التي ل يملكها بل هي حرام عليه إن مات على‬
‫ما كان عليه في كفره وزندقته ومع ذلك يقدم لتباعه ضللمانات كاذبللة بللدخول الجنللة‬
‫طالما تفانوا في طاعته وخدمته وقدموا له طعامًا شهيًا في حياته فإنهم يدخلون الجنللة‬
‫بل حساب ول عقاب وذلك حيث يقول‪ " :‬أخبرني سيد الوجود )يقظللة( ل منام لًا كللل‬
‫من أحسن إليك بخدمللة أو غيرهللا وكللل مللن أطعمللك يللدخلون الجنللة بل حسللاب ول‬
‫عقاب فسألته لكل من أحبني ولكل من أحسن إلي بشيء من مثقال ذرة ومن أطعمني‬
‫طعامه كلهم يدخلون الجنة بغير حساب ول عقاب وسألته لكل من أخذ مني ذكللرًا أن‬
‫تغفر لهم جميع ذنوبهم ملا تقلدم منهلا وملا تلأخر وأن يرفلع الل عنهلم محاسلبته وأن‬
‫يكونوا آمنين من عذاب ال من الموت إلى دخول الجنلة وأن يكونلوا كلهلم معلي فلي‬
‫عليين في جوار النبي ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬فقال لللي ‪ -‬عليلله الصلللة والسلللم ‪-‬‬
‫ضمنت له ضمانة ل تنقطع حتى يجاورني أنت وهم في عليين " "‪"2‬‬

‫وكتابه المعروف بل)جواهر المعاني( كله أو جله مؤلف من مثللل هللذا الكلم العللاري‬
‫عللن أي حقيقللة ولكللن عامللة النللاس تصللدق وتللؤمن بهللذا الكتللاب أكللثر مللن إيمللانهم‬
‫بالحاديث الصحاح في الصحيحين وغيرهما‪.‬‬
‫وبهذه الدعاية انتشرة الطريقة التيجانية في القللارة الفريقيللة ومللا جاورهللا أكللثر مللن‬
‫غيرها لن من علم مثل هذه الوعلود والضلمانات المرويلة علن رسلول الل وهلو ل‬
‫يفرق بين الحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول ال وبين الحاديث الصحيحة‬
‫بل يصدق كل ما قيل فيه )قال رسول ال( من علللم مثللل هللذه الضللمانات وهللو بهللذه‬
‫المثابة ل يتردد في النخلراط فلي الطريقلة التيجانيللة ويتللوث بوثنيتهللا ويتلطلخ بللدم‬
‫شركها وتشبيهها حيث يشبه ال بملك له أعوان يدبرون أمر مملكتلله وليللس عليلله إل‬
‫الموافقة والتصلديق عللى تلدبيرهم لنله ل يعللم ملن أملر الرعيلة الشليء الكلثير إل‬
‫بواسطة هؤلء العوان‪.‬‬

‫هكذا تشبه الصوفية رب العالمين الذي ل تخفى عليه خافية بمخلوق ضلعيف ل يعللم‬
‫الكثير والكثير من أمور رعيته إل بواسطة غيره‪.‬‬

‫وبهذا التشبيه والتضليل يوهمون العوام بأن الجنة بأيللديهم وأنهللم يسللتطيعون إعطللاء‬
‫الوعد لتباعهم بالجنة والرسول يضمن لهم أن يكون مشايخ الصوفية في جواره مللع‬
‫أتباعهم‪.‬‬

‫وأتباع التيجاني في الغالب جهال كسلائر الدراوشلة وللو كلانوا يعلملون ملا جلاء فلي‬
‫السنة من موقف رسول ال من أقاربه وما قال لهم عندما أنزل عليه قوله ‪ -‬تعللالى ‪:-‬‬
‫" وأنذر عشيرتك القربين " حيث جمع عشيرته فخللص وعللم وقللال فيمللا قللال‪ " :‬يللا‬
‫فاطمة بنت محمد إعملي فإني ل أغني عنك من ال شيئًا "‪.‬‬
‫وما جاء في هذا المعنى من نصوص الكتاب والسنة التي تقضي بللأن المللر كللله ل ل‬
‫وحده‪ ،‬وأما النبياء والصالحين فليس لهم من المللر مللن شلليء فللإنهم ل يملكللون أن‬
‫يعدوا أحدًا بدخول الجنة وقد سأل صحابي كان يخدم النبي ‪ -‬صلى ال عليلله وسلللم ‪-‬‬
‫مرافقته في الجنة فقال له‪ " :‬أعني على نفسك بكثرة السجود " أي أكللثر ملن الصللة‬
‫حتى يكون ذلك سببًا لدخولك الجنة ومرافقتي ولم يقل له أبشر أنللت معللي فللي الجنللة‬
‫وإنما وجهه وأرشده إلى السباب علمًا بأنه قد بشر بعض الصحابة بالجنة بوحي من‬
‫ال مثل العشرة المبشللرين بالجنلة وغيرهلم مللن بعللض الصللحابة ودعللا لبعضللهم أن‬
‫يجعله ال من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ول عقاب ثم أخبره بأنه منهم كما في‬
‫قصة )عكاشة( لنه ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬ل ينطق عن الهوى‪.‬‬

‫ولو علم أتباع التجللاني الجللاني مثللل هللذا الموقللف وهللذه النصللوص مللا مكثللوا علللى‬
‫مواعيد التجاني الكاذبة ساعة بل الكفروا به ولعنوه لعنًا كبيرًا ولكن الجهل والببغائية‬
‫وحسن الظن المبالغ فيه والطيبة الزائدة ضيعت جماهير المسلللمين وجعلتهللم يقللادون‬
‫فينقادون دون أدنى تردد في كل ما يصدر من هؤلء الفاكين‪.‬‬

‫وقد يستغرب بعض الناس مثل هذا اليمان مللن أتبللاع التيجللاني وأمثللاله مللن مشللايخ‬
‫الصوفية المضلللين كيلف يصللدق ويلؤمن النسللان بوعللدهم بالجنللة وهللم ل يملكلون‬
‫الجنة؟‬

‫حقًا إن القصة أو الحكاية لغريبة فتعال لحدثك عن بعض الثقات وهم شهود عيان ما‬
‫هو أغرب من هذا وذلك حين يعبث يعللض مشللايخ الصللوفية بللالعراض والدروشللة‬
‫المستضعفون يطيعون المشايخ حتى في هتك العراض‬

‫حدثني ثقة أن من خصوصية بعض مشايخ الطرق في بعض الجهات أن أي درويش‬


‫إذا تزوج وتم الزفاف يترك " غرفة النوم " في الليلة الولى ليزور الشلليخ " الغرفللة‬
‫" فيباركها له ثم يأمره فلي الليللة الثانيللة ليللذهب إللى بيتلله وقللد حلللت البركللة وربملا‬
‫تتطلب الحال أن يكرر الشيخ الزيارة في الليلة الثانية فإذا " قضى منها وطرًا " أمللر‬
‫الللدرويش الغللبي أن يللذهب إلللى الللبيت المبللارك " الملللوث " وهكللذا يعبللث مشللايخ‬
‫الصوفية بجميع القيللم فيفسللدون العقيللدة ويفسللدون الخلق ويعبثللون فللي العللراض‬
‫ويسلبون الموال ويأكلونها بالباطللل ويسللتعبدون الجهللال مللن النللاس ويصللدون عللن‬
‫سبيل ال ويعادون الدعاة إلى ال ‪ -‬تعلالى ‪-‬لنهلم يبصلرون النلاس حلتى يلدركوا أن‬
‫مشايخ الصوفية ضللوهم وأبعدوهم عن الدين الحق الذي جاء به رسول الهدى محمد‬
‫‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪.-‬‬

‫مكر وعربدة ومجون‪ ..‬وهذه الصللفات فللي لغتهللم كرامللات وبركللات وزهللد وعبللادة‬
‫ودعوة ااناس إلى السلم‪.‬‬

‫إنه التناقض‪ ..‬إنها المغالطة‪ ..‬فمن لها؟!!‪ ..‬إنها فتنة‪ ..‬بل ردة‪ ،‬ول أبا بكر لها‪ ..‬وال‬
‫المستعان‬

‫ألقاب وهمية يسغلها مشايخ الصوفية لستجلب الرزاق وإفساد العقيدة‪:‬‬

‫والخرافات التي يوهم بها مشللايخ الصللوفية عللوام النللاس أن لهللم تصللرفات فللي هللذا‬
‫الكون وصلحيات للمشاركة في أقدار ال تلك اللقللاب الللتي اصللطنعوها لشللخاص‬
‫مجهولين بل ل وجود لهم في الدنيا منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الغوث أو الغوث العظم‪:‬‬

‫وهو واحد دائمًا ل يتعدد وهذا المنصب منصب متنازع فيه دائمًا فابن عربللي يللدعيه‬
‫بوصفه خاتم الولياء ‪ -‬كما زعم ‪ -‬والتيجللاني يللدعيه ويصللدقه أتبللاعه المؤمنللون بلله‬
‫ويرون أنه الغوث العظم والقادرية تدعيه للشلليخ عبللد القللادر الجيلنللي وهللو بللرئ‬
‫منهم ومن دعواهم لن الشيخ عبد القللادر الجيلنللي ‪ -‬وهللو خلف )الجيلللي( ‪ -‬عللالم‬
‫حنبلي بغدادي نشأ ببغداد وتوفي ببغداد‪.‬‬

‫وذكللره الللذهبي فللي " العلللو " واستشللهد بكلملله فللي الصللفات وذكللر أنلله معللروف‬
‫بالكرامة وإجابة الدعاء أو كلمًا قريبًا من هذا فليراجع‪.‬‬
‫ولعل هذا المعنى هو الذي جعل عوام الناس تبالغ في تعظيمه إلى حد العبادة ثم زعم‬
‫بعض الماكرين من المتصوفة أنه صللاحب طريقللة ونسللبوا للله الطريقللة القادريللة ثللم‬
‫زعموا أنه غوث الزمان والغريب في المر تلك القباب المنتشللرة فللي أكللثر الجهللات‬
‫في المدن والقرى ويطلقون عليهلا قبلة الشليخ عبلد القلادر وأنلا أجلزم أن ملن سلموه‬
‫الشيخ عبد القادر الجيلني وعبدوه من دون ال وبنوا عليه تلك القباب إنمللا هللو كلئن‬
‫مجهول اخترعه شياطين النس مستعينة بشياطين الجن وليس هو الشيخ عبللد القللادر‬
‫الجيلني البغدادي ‪ -‬هذه هي النتيجة التي وصلللت إليهللا بعللد تفكيللر طويللل فللي أمللر‬
‫الجيلني ‪ -‬وال أعلم‪.‬‬

‫ومما ل يخفى على صغار طلب العلم قبل الكبار أن إطلق الغوث على مخلوق مللا‬
‫والعتقاد بأنه هو الذي يغيللث العبللاد أو أن الل ل يغيللث العبللاد إل بواسللطته اعتقللاد‬
‫وثني كانت تعتقللده الجاهليللة الولللى بالنسللبة للواسللطة ل السللتقلل وأمللا اعتقللاد أن‬
‫ل بنفسه ويعطي ويمنع وينفع ويضر فهو اعتقاد ل يوجد‬
‫مخلوقًا ما يغيث العباد مستق ً‬
‫حتى عند الجاهلية الولى وإنما يدين بهذا العتقاد أتباع الصوفية فقط وهم يشللركون‬
‫بال في عبادته وربوبيته كما علمت مما تقدم‪.‬‬

‫‪ -2‬اللقب الثاني‪ :‬لقب القطب أو القطاب‪:‬‬


‫ومن أساطير الصوفية الطريفة أن القطاب ل يزيد عددهم على سبعة أشخاص وأما‬
‫مللن حيللث الصلللحيات فللإن الغللوث مهمتلله الشللراف العللام علللى التصللرفات‬
‫والصلحيات التي يقوم بها القطاب من إعاثة الملهوف والتصرفات الخرى‪.‬‬

‫‪-3‬واللقب الثالث‪ :‬الوتاد‪:‬‬


‫وعددهم أربعة أو ثلثة ولو مات هؤلء الوتاد جميعًا لفسللدت الرض واختللل نظللام‬
‫الحياة فيها ‪ -‬في زعم المتصوفة ‪-‬‬
‫‪ -4‬اللقب الرابع‪ :‬البدال‪:‬‬
‫وعددهم أربعون موزعون على النحو التالي‪:‬‬
‫اثنان وعشرون منهم يسكنون الشام‬
‫وثمانية عشر منهم يسكنون العراق‬
‫ولست أدري من تواى هذا التوزيع‪.‬‬

‫‪ -5‬اللقب الخامس‪ :‬النجباء‪:‬‬


‫وهم دون البدال في الدرجة طبعًا وعددهم سبعون ومقرهللم بمصللر ووظيفتهللم أنهللم‬
‫يحملون عن الخلق أثقالهم‪.‬‬

‫‪ -6‬اللقب السادس‪ :‬النقباء‪:‬‬


‫وهم ثلثمائة وقيل خمسمائة وهم الذين يستخرجون خبايا الرض‪.‬‬

‫هذه مملكة الصوفية المسؤولة عن الدنيا كلهللا مللن غللوث يخطللط للقطللاب ويشللرف‬
‫وأقطاب يغيثون ويدبرون المور تحت إشراف الغوث ويقبضون على من تحتهم من‬
‫الوتاد بالعلم الخاص وهؤلء مجموعة احتياطية لمنصب القطبانيللة بحيللث لللو مللات‬
‫أحد القطاب السبعة يرقى أحد الوتاد الربعللة إلللى منصللب القطللب الميللت فيصللبح‬
‫عددهم ثلثة‪ ....‬إلى آخر ذلك العبث الصوفي‪.‬‬

‫ففي هذه المملكة الوهمية يستعبد مشللايخ الصللوفية أتبللاعهم ولللم يكللن الل ‪ -‬فللي ديللن‬
‫الصوفية ‪ -‬هو الذي يدبر المر من السماء إلى الرض ولم يكن له ملكوت كل شيء‬
‫"‪"3‬‬
‫ولكنه خلق الخلق ثم أمر التصرف والتدبير لبعض خلقه وهم مشايخ الصوفية هذا ما‬
‫تدين به الصوفية ‪ -‬تعالى ‪-‬ال عما تزعمه الصوفية‪.‬‬
‫للصوفية ديوان باطني‪:‬‬
‫ومللن مزاعللم الصللوفية الغريبللة الللتي ل تنطلللي إل علللى مللن بللاع عقللله فللي سللوق‬
‫التصوف أن لهم ديوانًا باطنيًا ومقرًا بغار حللراء ورئيللس الللديوان هللو الغللوث الللذي‬
‫تقدم ذكره وهو هنللا بمثابللة رئيللس القضلاة لن هللذا الللديوان مركلز للقضللاء الكلوني‬
‫يحضللره الحيللاء والمللوات مللن الوليللاء وقللد تحضللره الملئكللة والنبيللاء ويللذكر‬
‫بعضهم أن النبي الكريم يحضر هذا الديوان أحياء ومعه عدد من آل البيت‪.‬‬

‫وأما كيف يتم هذا الحضور للحياء والموات من الملئكة والنبياء والولياء وكيف‬
‫يسعهم الغار؟ أو المكان الذي أمام الغار وهل الجبل الذي فيه الغار نفسه يسعهم؟!!‬

‫هذه السئلة غير واردة لن مثل هذا الهذيان من الكلم غير الواقعي إنمللا يحكللى ول‬
‫يتحقق وهذا ديدن القلوم لنهلم يغربلون دائملًا وهلذا الغلراب مقصلود عنلدهم وهلو‬
‫مقبول عند الغوثيين وهو ميدان عملهم وأما غيرهم فيخفللون عنهللم هللذه السللرار إن‬
‫استطاعوا أو يبتعدون عنهم بل يعدونهم كما تقدم‪.‬‬
‫وهناك رواية أخرى تقول‪ :‬إن المجلس الذي يسمى ديوانلًا فللي لغتهللم إنمللا ينعقللد فلي‬
‫القاهرة في فضاء صغير خلف )زويلة المتولي( وهو المكان الذي يستطب فيلله كللثير‬
‫من المصلابين بلأمراض مختلفللة إذ تنهطللل البركللات والرحملات مجلوبللة بسللر ذللك‬
‫الكائن المجهول الذي يقيم هناك مختفيلًا عللن النظللار وهللو الغللوث ليللرأس المجلللس‬
‫وهو ل يسللأل عنلله ول يبحللث عللن وجللوده الفعلللي وإنمللا الللواجب اليمللان بوجللوده‬
‫السري هكذا يزين الشيطان لمشايخ الصوفية وأتباعهم مثل هذه السطورة وأما مللاذا‬
‫يفعل المؤتمرون في هذا الديوان؟!!‬

‫يجيب على هذا السؤال مشايخ الصوفية قائلين‪:‬‬


‫إنهم ينظرون في أقدار ال ثم يحكم فيها القطاب تحت إشللراف الغللوث دون أن يللرد‬
‫لهم أي حكم أصدروه من ذلك اللديوان فلي الرزاق والجلال بلل حلتى فلي خلواطر‬
‫الناس بحيث ل يهجس في خاطر أحد شيء إل بإذن القطاب‪.‬‬

‫إذا كان هذا الديوان الذي يرأسه الغوث هو الللذي ينظللر فللي شللؤون الخلللق ويصللدر‬
‫أحكامه ل ترد فمللا الللذي بقللي لل الللذي خلللق السللموات والرض ومللا بينهمللا وإليلله‬
‫المصير‬

‫وهو الفعال لما يريد وهو الذي يدبر المر من السماء إلى الرض وهو الذي ما شاء‬
‫كان ومالم يشأ لم يكن وهو الذي إذا أراد شيئًا يقللول للله كللن فيكللون أمللا هللذه فعقيللدة‬
‫المسلمين الذين سلموا من وثنية التصوف ولذا فأقول مكررًا ما قلتلله سللابقًا إن وثنيللة‬
‫التصوف وجاهليتها أقبح بكثير من وثنية أبي جهل وزملئه وجاهليتهم علمًا بللأن مللا‬
‫ذكرته من تصرفات الصوفية وأعمالهم قطرة صغيرة مللن بحللار كفرهللم وجللاهليتهم‬
‫وظلمهم )ومن أظلم ممن افترى على الل كللذبًا أو كللذب بللالحق لملا جلآءه أليللس فللي‬
‫جهنم مثوى للكافرين( )الية‪ 68 :‬من سورة العنكبوت(‬
‫)ومن أظلم ممن افترى على ال كذبًا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليلله شلليء( )اليللة‪:‬‬
‫‪ 93‬من سورة النعام(‬

‫فهل يجوز بعلد هلذا كلله أن يقلال‪ :‬إن التصلوف ملن السللم أو أن يزعلم زاعلم أن‬
‫مشايخ الصوفية دخل على أيديهم في السلم خلللق كللثير مللن الفارقللة والسلليويين؟‬
‫وهذه أسطورة كالساطير التي تقدم الحديث عنهللا مثللل أسللطورة الللديوان وأسللطورة‬
‫ل‪.‬‬
‫القطاب والوتاد مث ً‬

‫فعلى الذين يزعمون هذه المزاعم أن يراجعوا معلومللاتهم فللي الصللوفية وفللي دخللول‬
‫السلللم فللي القللارتين وفللي الواقللع أن كللل مللا فعللل مشللايخ الصللوفية فللي القللارتين‬
‫وغيرهمللا أنهللم نقلللوا بعللض الللوثنيين الللذين كللانوا يعبللدون الوثللان مللن الشللجار‬
‫والحجار ويتركون بها نقلوهم من عبادة تلك الوثللان إلللى عبللادة مشللايخهم الحيللاء‬
‫منهم والموات ومعنى ذلك أنهم نافسوا الوثان وهي من الجمادات وغلبوها وحولوا‬
‫العبللادة لمشللايخهم فصللار الوثنيللون ‪ -‬فهللم ل يزالللون وثنييللن قطعللًا ‪ -‬يعبللدونهم‬
‫ويقدسونهم ويقدمون لهم النذر ويذبحون لهللم الللذبائح فهللل يقللال لمثللال هللؤلء أنهللم‬
‫دخلوا في السلم؟ !‬
‫الجواب‪:‬‬
‫" ل " قطعًا وإنما الصواب أن يقال‪ :‬إنهم تطوروا في وثنيتهم حيث أصبحوا يمللرون‬
‫على تلك الشجار التي كانوا يعبدونها فل يلتفتون إليها بل إنهم استطاعوا أن يقطعوا‬
‫ل وقد كان يعد من ضرب المسللتحيلت‬
‫لهم منها الحطب وأخشاب لتسقيف بيوتهم مث ً‬
‫سابقًا وبسبب تطوير مشايخ الصوفية وثنيتهم استطاعوا أن يدركوا أن تلللك الشللجار‬
‫وهي من الجمادات ل تنفع ول تضر فل تسللتحق العبللادة لنهللا عللاجزة ل تخلللق ول‬
‫ترزق ول تملك موتًا ول حياة ول نشورًا ولكن الذي لللم يفطنللوا للله بعللد أن الوثللان‬
‫الناطقة من مشايخ الصوفية وسماسرتهم هي الضر ولو فظن عبللاد مشللايخ الصللوفية‬
‫لهذه النقطة لما مكثوا عندهم في ذلك العذاب الشديد عذاب الللذل والهللوان والنقطللاع‬
‫عن ال رب العالمين وقد حالت بينهم وبين عبادة ال التي خلقوا من أجلها وهم قطاع‬
‫الطريق استولوا على عقول الناس واستعبدوهم ظلمًا وعدوانًا‪.‬‬

‫هذا وإذا كنا قد حكمنا على وثنيللة مشلايخ الصلوفية وجللاهليتهم أنهلا أقبلح ملن وثنيلة‬
‫وجاهلية أبي جهل وقومه‪.‬‬

‫فمن النصاف أن نورد ما يدل علللى صللحة ملا قلنللا مللن آيللات الكتللاب المللبين حللتى‬
‫ل والحكللم الللذي تللدعمه أدلللة الكتللاب‬
‫نتصور نوع شركهم ليكون حكمنا صادقًا وعاد ً‬
‫والسنة وهو الحكم العادل الذي يجب الخذ به ولكي يدرك القللارئ بالمقارنللة المحللق‬
‫والمبطل يقول ال ‪ -‬تعالى ‪-‬لنبيه ‪ -‬وقد عانده قومه فأبو إل الشراك بال ‪) -‬قل لمللن‬
‫الرض ومن فيها إن كنتم تعلمللون * سلليقولون لل قللل أفل تللذكرون * قللل مللن رب‬
‫السموات السبه ورب العرش العظيلم * سليقولون لل قلل أفل تتقللون * قللل مللن بيللده‬
‫ملكوت كل شيء وهو يجير ول يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لل قللل فللأنى‬
‫تسحرون( )اليات من‪ 98-84 :‬من سورة المؤمنون(‪.‬‬

‫هكذا نجد الجاهليلة الوللى توحلد الل رب العلالمين فلي ربلوبيته ولكلن القلوم كلانوا‬
‫يتناقضون فيشركون فللي عبللادته غيللر ملللتزمين بمللا يلزمهللم توحيللدهم فللي ربللوبيته‬
‫وكيفية اللتزام إذا كان ال قد تفرد بخلق السموات والرض وما بينهما وتفرد بتدبير‬
‫خلقه وأرزاقهم وآجالهم فيجب أن يفرد بالعبادة هذا ما يقتضيه المنطق السليم ويللدعو‬
‫إليه العقل الصريح ويوجب الشرع الحكيم )أفمن يخلق كمللن ل يخلللق أفل تللذكرون(‬
‫)الية‪ 17 :‬من سورة النحل(‬

‫هكذا يتناقض الجاهليون الولون يؤمنون ويشركون وصدق ال ل العظيللم حيللن يقللول‬
‫)وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون( )الية‪ 106 :‬من سورة يوسف(‬

‫وأمللا مشللايخ الصللوفية وأتبللاعهم فللإنهم يشللركون بللال فللي ربللوبيته وعبللوديته بللل‬
‫ويصرفون الناس عن عبادته ‪ -‬تعالى ‪-‬بل إنهم يصرفون الناس عن كللل مللا جللاء بلله‬
‫رسول ال ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬من شريعة وعقيللدة ويزهلدون فيلله مللن أطللاعهم‬
‫حتى يخلطوا لهم في طاعتهم وخدمتهم دون مزاحم‪.‬‬

‫وكل من يدين بدين الصوفية فهو يشرك باله في الربوبيللة والعبللادة علرف بللذلك ملن‬
‫عرب وجهل من جهل ول تقبل دعواهم بأنه يشهد أل إله إل ال حيث أنهم يأتون بما‬
‫يناقضه في كل وقت بل كل لحظة ولن اليمان بال ل يقبل إل مع الكفر بالطللاغوت‬
‫كما نص على ذلك القرآن الكريم )فملن يكفلر بالطلاغوت ويلؤمن بلال فقلد استمسلك‬
‫بالعروة الوثقى ل انفصام لها وال سميع عليم( )الية‪ 256 :‬من سورة البقرة(‬
‫فليفطن القارئ أن الية قللدمت الكفللر بالطللاغوت علللى اليمللان بللال ‪ -‬تعللالى ‪-‬علللى‬
‫ضوء كلمة التوحيد )ل إله إل ال( لن التخلية قبل التحلية كما يقولون‪.‬‬

‫إذا كان هذا شرك المشركين الولين شرك في العبادة وتوحيللد فللي الربوبيللة وشللرك‬
‫مشايخ الصوفية شرك في العبادة والربوبية ويللدل علللى ذلللك مللا سللمعناه مللن أقللوال‬
‫مشايخهم ودعايتهم وتصريحاتهم يتللبين مللن هللذه المقارنللة أن مشللايخ الصللوفية أشللد‬
‫كفرًا وزندقة وأبعد عن الطريق الموصل إلى ال أل وهو التمسك بدين ال الذي جاء‬
‫به رسول ال ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬شريعة وعقيدة مع الكفر بما عداه مما يخللالفه‬
‫ويعارضه من الطرق المنتشرة في القطللار السلللمية الللتي تسللمى طللرق الصللوفية‬
‫وغيرها من صور الجاهليات الخرى التي سوف نتناولها بالبحث إن شاء ال‪.‬‬

‫وال الموفق‪...‬‬

‫هللذا وإن الكلم حللول هللذه الجاهليللة طويللل الللذيل ومتشللعب لن الطللرق الصللوفية‬
‫المنتشرة اليوم في العالم السلمي قد اتخذت كل طريقة أسلوبًا خاصًا لفسللاد عقيللدة‬
‫المسلمين السذج وسلب أموالهم وتغيير مفاهيم كثيرة من الدين لديهم وهم فيمللا بينهللم‬
‫مختلفللون ومتنللاحرون ولكنهللم متفقللون علللى محاربللة الشللريعة الللتي ترفعللوا عنهللا‬
‫وزهللدوا فيهللا لنهللم أصللبحوا أصللحاب الحقيقللة الللتي ل يعلمهللا ‪ -‬فللي زعمهللم ‪ -‬إل‬
‫مشايخ الصوفية‪.‬‬

‫للللللللللللللللللللللللللللل‬
‫"‪ "1‬ولعل ما يشلاع فلي الونلة الخيلرة بيلن الكتلاب المعاصلرين ملن أن )النسلان‬
‫خليفة ال في الرض( لعل هذا الخطأ الفادح مأخوذ من كلم هذا الكاهن وأمثاله مللن‬
‫مشايخ الصوفية الذين يزعمون أنهم مفوضون للنظر في شللئون الخلللق والحكللم فيهللا‬
‫وأرجو أن أتمكن من تحقيق هذه المسألة قريبًا‪.‬‬
‫"‪ "2‬جواهر المعاني في فيض التيجاني ص ‪97‬‬
‫"‪ " "3‬هذه هي الصوفية " للشيخ عبد الرحمن الوكيل ‪ -‬بتصرف ‪ -‬الطبعة الثالثة‪.‬‬

You might also like