Professional Documents
Culture Documents
Altasouf Man Swar Al Jahlyaa
Altasouf Man Swar Al Jahlyaa
الشيخ الدكتور
ولللو رجعنللا إلللى الللوراء فللي تاريخنللا الطويللل لوجللدنا أن هللذه البدعللة الللتي تسللمى
بالتصوف اليوم قد أطلت برأسها في عهد الرسول -عليه الصلة والسلللم -إل أنهللا
قمعت عند أول ظهورها أو التفكير فيها وذلك عندما جنح بعض الناس إلى نللوع مللن
الرهبانية فذهب ثلثة أشخاص من الصحابة إلى بيت مللن بيللوت النللبي -صلللى ال ل
عليه وسلم -فسألوا ن عبادته -عليه الصلة والسلم -فلما أخبروا كأنهم تقالوها أي
رأوا أن ما يفعله الرسول من العبادة قليل فهم يريدون أكثر من ذلك فقال أحدهم :أمللا
أنا فأصوم الدهر ول أفطر وقال الثاني :وأما أنا فأقوم الليللل ول أنللام ،وقللال الثللالث:
وأما أنا فل أتزوج النساء فلما بلغ ذلك رسول الل -عليله الصللة والسللم -طلبهلم
فأتي بهم فقال " :أنتم الذين قلتم كذا وكذا " فلم يسعهم إل أن يقولوا نعم فقال الرسول
-عليه الصلة والسلم " :-أما وال إني لعبدكم وأخشاكم ل ولكني أصللوم وأفطللر
وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "
هذه الواقعة رويناها بالمعنى تقريبًا وهي عند الشيخين وبعض أهل السنن
ومما يلحظ أن الرسول -عليلله الصلللة والسلللم -اسللتخدم فللي إنكللار هللذه البدعللة
أسلوبًا ل نعم أنلله كللان يسللتخدمه عنلدما يبلغله أن إنسلانًا ملا ارتكللب مخالفلة أو أتللى
معصية بل كانت عادته الكريمة المعروفة أنه في مثل هذه الحالة يجمع الناس فيوجه
إليهم كلمة عامة واستنكارًا وتوبيخًا ل مجابهة فيه كأن يقول " :ما بال أقللوام يفعلللون
كذا وكذا " وقد كان هذا السلوب كافيًا للللردع والنكلار مللع ملا يتضلمنه ملن السلتر
على مقترف تلك المعصية
ولكننا رأينا الرسول -عليه الصلة والسلم -هذه المرة يطلب حضور الثلثة الللذين
جنحوا إلى ما يسمى )التصوف( اليوم ثم يسألهم أنتم الذين قلتم كذا وكذا ثم يعلن لهللم
أنه أعبدهم وأخشاهم ل مؤكدًا ذلك بالقسم كأنهم ل يعلمون ذلك تقريع لًا لهللم وتوبيخلًا
فأشعرهم أن الساس في العبادة التباع دون البتللداع وأن الكيفيللة مقدمللة علللى الكللم
المخالف للسنة ثم يختم التوبيخ بالبراءة أي الخبار أن مللن رغللب عللن سللنته وهللديه
ليس منه ول هو على دينه الذي جاء به من عند ال.
ومما ينبغي التنويه به هنا أن حسن النيللة وسلللمة القصللد والرغبللة فللي الكثللار مللن
التعبد كل هذه المعاني ل تشفع لصاحب البدعة لتقبل بدعته أو لتصللبح حسللنة وعم ً
ل
صالحًا لن هؤلء الثلثللة لللم يحملهللم علللى مللا عزمللوا عليلله إل الرغبللة فللي الخيللر
بالكثار من عبادة ال رغبة فيما عند ال فنيتهم صالحة وقصدهم حسللن إل أن الللذي
فاتهم هو التقيد بالسنة التي موافقتها هو الساس في قبول العمال مللع الخلص ل ل
-تعالى -وحده.
وبعد:
لعل القارئ يلحظ أن بدعة التصوف ظهرت أول مللا ظهللرت مغلفللة بغلف العبللادة
والزهد وهما أمران مقبولن في السلم بل مرغب فيهملا ثلم ظهلرت عللى حقيقتهلا
التي هي عليها الن وهذا شأن كللل بدعللة إذ ل تكللاد تظهللر وتقبللل إل مغلفللة بغلف
يحمل على الواجهة التي تقابل الناس معنى إسلميًا مقبول بل محبوبًا
ومن أمثلة ذلك :بدعة الحتفال بالمولد التي ابتدعها الفاطميون بالقاهرة بدعوى محبة
الرسول وآل البيت حيث كانوا يحتفلون بمولد النبي -عليه الصلة والسلم -في كل
عام ثم بمولد علي -رضي ال عنه -ثم بمولد فاطمة -رضي ال عنهللا -ثللم بمولللد
الحسن والحسين وأخيرًا يحتفل بموللد الخليفللة الحاضللر وهكلذا لللو تتبعلت نشلأة كلل
بدعة لوجدتها ل تظهر أول ما تظهر إل في مثل هللذا الغلف المقبللول وممللا يلحللظ
في الونة الخيرة ظهور احتفلالت باسلم أسلبوع فلن أو شلهر فلن أو ملرور كلذا
سنة على الحركة الفلنية أو بعبارة بهذا المعنى ومثل هذه الحتفالت التي تعللد فيمللا
يبدو للناس إنما هللي مجللرد ذكللرى لولئك المجللددين والمصلللحين وإحيللاء لللدعوتهم
وحركتهم الصلحية ولكنها سوف تتحول على الملدى البعيلد والل اعللم إللى جنلس
الحتفالت التي تسمى اليوم عند العوام وأشباههم الحتفللالت الدينيللة هكللذا أتصللور
وال اعلم
فلنعد إلى البصرة حيث نشأة الصوفية ثن انتقلت منها إلى المدن الخرى بالعراق ثللم
إلى القطار المجاورة للعراق وهكذا حتى انتشرت الصوفية في دنيا المسلللمين وهللي
تتظاهر بالعبادة والزهد.
ولم يطل الزمن كما يحدثنا شيخ السلم حتى انتسللب إليهللم طلوائف مللن أهلل البلدع
والزندقللة والمرتزقللة وهللذه المتصللوفة المنتشللرة فللي العللالم السلللمي مللن أولئك
المبتدعة والزنادقة كالحلج الذي قتل أخيرًا بسبب زندقته وابن عربلي وغيرهلم ملن
كبار مشايخ الصوفية وسيأتي نقل بعض نصوصهم الكفرية إن شاء ال
وقد شوهت هذه الطائفة )الصوفية( جمللال الللدين وغيللرت مفللاهيم كللثيرة مللن تعللاليم
السلم لللدى كللثير مللن المخللدوعين الللذين يحسللنون الظللن بكللل ذي عمامللة مكللورة
وسجادة مزخرفة وسبحة طويلة ويستسمنون كل ذي ورم فأخذوا يحاولون أن يفهموا
السلم بمفهوم صوفي بعيد عن السلم الحق الذي كان عليه المسلمون الولون قبل
بدعة التصلوف وبدعللة علللم الكلم وغيرهملا مللن البللدع اللتي شوشللت علللى السلذج
وحالت بينهم وبين المفهوم الصحيح للسلم
وإليكم بعض المفاهيم التي غيرتها الصوفية:
ثانيًا :الحقيقة:
وهي خاصة بطبقة الواصلين كما تقدم وهللي شلليء آخللر غيللر الشللريعة وأعلللى مللن
الشريعة وأخص لن الشريعة إنما يلتزمها العوام وأشباه العللوام مللن علمللاء الرسللوم
كما زعموا وبئس ما زعموا
وهذه الحقيقة المزعومة يرى بعضهم أنها علم التصوف ويسللمون تلللك البدعللة علملًا
وهي ليست من العلم في شيء بل التصوف في الحقيقللة عبللارة عللن طقللوس مجمعللة
من البوذية والهندوكية واليهودية وهي بعيدة عن السلم كل البعد ول يتردد في ذلك
إل مريض القلب بمرض الوثنية أو إنسان ضعيف المعرفة بالدين فالمتصلوفة طائفلة
مادية تريد أن تعيش تحت ستار العبادة وعبادتهم في الواقع عبارة عن عبث وأنللواع
من الرقصات فهم من الذين اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا وقد سموا تلللك الرقصللات ذكللرًا
لتقبل وتروج ولكن على السذج وأما طلب العلم أصحاب البصيرة فل تنطلي عليهللم
مثل هذه التسمية.
** والقارئ البصير يدرك من كلم هذا الزنديق الصلة الوثيقللة بيللن بدعللة الصللوفية
وبدعة الشيعة التي تعبد أئمتها وتؤلههم وما الصللوفية إل خط لًا ممللدودًا متفرع لًا مللن
دين الروافض الخبيث
وكلم ابن عجيبة هذا فرية جائرة وجريئة على رسول ال -صلى ال عليلله وسلللم -
وبهت له -عليه الصلة والسلم -بجريمة الكتمان وهل يتهم النبي الميللن محمللدًا -
صلى ال عليه وسلم -بكتمان الحق الذي أرسل به ليبلغه للناس وقد أمره ربلله بللذلك
بقوله " :يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " إل
الزنديق المارق الذي يريد أن يصرف الناس عن السلم لو استطاع ويتضمن زعللم
ابن عجيبة بهتًا آخر على الرسول -عليه الصلة والسلم -وهو تخصيص آل البيت
بشيء من العلللم والللدين ل يعلملله سللائر الصللحابة حللتى أبللو بكللر وعمللر وعثمللان -
رضي ال عنهم -ومن جهة أخرى أن المعروف من معاني اليمان بالرسول -عليه
الصلة والسلم -اليمان بأنه -عليه الصلة والسلم -بلغ ما أنزل عليه وما أوحي
ل وأنه أمين ال على وحيه وكلم ابن عجيبة الللذي يتحللدث عللن
إليه بلغًا عامًا شام ً
واضع علم التصوف على حد تعبيره يتنافى وهذا اليمان كما ترى.
وأما تخصيص آل البيت بشيء مللن العلللم والللدين دون غيرهللم فهللذه فكللرة موروثللة
ورثتها الصوفية من أسيادهم الشيعة وقد نفى هذا الزعم علي بن أبي طالب -رضللي
ال عنه -نفسه حيث روى مسلم حديث أبي الطفيل عامر بللن واثلللة قلال :كنللت عنللد
علي بن أبي طالب -رضي ال عنلله -فأتللاه رجللل فقللال :مللا كللان النللبي يسللر إليللك
فغضب وقال ما كان النبي -عليه الصلة والسلم -يسر إلي شيئًا يكتمه الناس غيللر
أنه قد حدثني بكلمات أربع قال فقال ما هي يا أمير المللؤمنين قلال قلال رسللول الل -
صلى ال عليه وسلم " :-لعن ال من لعن والديه لعن ال من ذبح لغير ال ل لعللن ال ل
من آوى محدثًا لعن ال من غير منار الرض "
ثم إن كلم ابن عجيبة ووراءه .ابن عربي وابن الفارض وغيرهما من كبللار مشللائخ
الصوفية يتضمن أن أبا بكر وعمر وعثمان ل يعلمون بعض المور وهي من الللدين
قد يعلمها مشايخ الصوفية وهو ما سموه حقيقة أو تصوفًا وهل يعتبر دينًا ما لم يعلمه
أبو بكر وعمر وعثمان -رضي ال عنهم -وقد أمرت المة بالخذ بسنتهم والقتداء
بهم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " الحللديث " اقتللدوا بالللذين مللن
بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر.
أما ابن الفللارض فقللد تحللدث عللن ديللن الصللوفية بإسللهاب فللي تللائيته الكللبرى وديللن
الصوفية الذي انتهى إليه كبللار الصللوفية ويشلمر عللن سلاعد الجللد صللغار الصلوفية
للوصللول إليلله هللو )وحللدة الوجللود( واعتقللاد أن الل -سللبحانه وتعللالى -عيللن هللذا
الوجود وهي زندقة تحملها أبيات تائية ل بن الفارض إذ يقول ما هو كفر بواح لللدى
كل فقيه:
فقد رفعت تاء المخاطب بيننا ** وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي
ول فلك إل ومن نور باطني ** به ملك يهدي الهدى بمشيئتي
ول قطر إل حل من فيض ظاهري **به قطرة عنها السحائب سحت
ولولي لم يوجد وجود ولم يكن ** شهود ولم تعهد عهود بذمه
ول حي إل من حياتي حياته ** وطوع مرادي كل نفس مريدة
فما يحكم القارئ على هذا الكلم وهو يفتري أن ملكوت كل شلليء بيللده وأن الوجللود
كله قطرة من فيض جوده ومن وجوده وأن كل شيء طوع هواه
وله فرية أخرى وهي أنه زعم أن جميع الصلوات الللتي يؤديهللا العبللاد والنسللاك فللي
جميع الجهات الست وتلك المناسبات التي ينسكها الحجاج والمعتمرون إنما ترفع في
الحقيقة إلى ابن الفرض من حيث ل يشعر أولئك العباد والحجاج والعمار والطائفون
بالبيت العتيق بل إنه نفسه إنما يصلي لو كان له صلة لنفسه وذلك إذ يقول:
ول يزال يكرر مزاعمه التي ضلل بها كللثيرًا مللن السللذج فيزعللم أنلله ليللس فللي هللذا
الوجود متناقضات ول أضداد أو أغيار أو أمثلال بلل الوجلود كلله حقيقلة واحلدة ول
يقال )خالق ومخلوق( أو )رب ومربوب( أو )عابد ومعبود( وذلك حيث يقول:
وهذا الهذيان المارق قد صرح شيخهم الكبر والزنديق الكفر ابن عربللي الطللائي إذ
يقول مستخدمًا أسلوب التقديس تلبيسًا على الغمار :سبحان من أظهر الشللياء وهللو
عينها -تعالى -ال عما زعم علوًا كبيرًا إذ " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
وقال في موضع آخر من فتوحاته :إن العارف من يرى الحق )ال( في كل شيء بللل
يراه عين كل شيء .انتهى
وترى الصوفية قاطبة أن هذا أدق تعريف للعارف بال يا سبحان ال إذ سللمي الكفللر
ل ما الذي بقللي مللن الحقللائق علللى ظواهرهللا؟!
إيمانًا والجهل معرفة والمروق وصو ً
وإنما تكد الصوفية ليل نهار وتقدم جميع الوسائل البدعية للوصول إلللى هللذه الدرجللة
من الكفر الذي ليس بعده كفر ولكن باسم الوصول.
وما ذكرنا من كلم ابن عجيبة وشرحناه وما أضفنا إليه من كلم ابن الفلارض وابللن
عربي إنما هو قطرة من بحار كفرهم ويعرف ذلك بالطلع على " فصوص الحكللم
" و " الفتوحات المكية " وهملا لبلن العربلي وماجلاء فلي " التائيلة الكلبرى " لبلن
الفارض وما ورد في " إيقاظ الهمم في شرح الحكم" لبن عجيبة وغيرها من الكتللب
التي كتبها المؤمنون بهم والمدافعون عن معتقداتهم وهي كثيرة.
هذا وبرهان الدين البقاعي الذي كان يعيش في القرن التاسع الهجللري قللد ألللف كتابلًا
سماه " تنبيه الغبي بتفكير عصر بلن الفلارض وابلن عربللي " وكتابلًا آخلر " تحلذير
العباد من أهل العنللاد ببدعللة التحللاد " وقللد دمجهللا فللي كتللاب واحللد الشلليخ السلللفي
الداعية عبد الرحمن الوكيل
وللشيخ الوكيل كتاب آخر سماه " هذه هي الصوفية " والكتاب فريد في بابه وهو مع
كثرة النقل المعزوة يمتاز بمعلومات أضللافها الشلليخ -رحملله الل -تلللك المعلومللات
التي اكتسبها إبان أن كان أسيرًا عند الصوفية في صللباه كمللا يحكللي الشلليخ فللي هللذا
الكتاب كيف حاولت الصوفية أن تفسد فطرة الصبي وتزين له دين الصوفية وإبعللاده
عن الخط الموصل إلى الحق وهو العتصام بالكتاب والسللنة ولكللن الل سلللم فهللرب
الصبي من السر واتصل بجماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة فأنقذه ال على يللد
الجماعة زادها ال من التوفيق.
ول الحمد والمنة فالكتاب يحمل في صفحاته معلومات خطيرة عن الصوفية.
وأنا أدعو شبابنا إلى قراءة هذين الكتابين ليدركوا بأنفسهم حقيقة دين الصللوفية وأنلله
غير الدين السلمي في حقيقته وال المستعان.
وإن كان القارئ يلحظ أن في هذا الحكم نوعًا مللن القسللوة أو المبالغللة وإنمللا يرجللع
ذلك لنه حكم جاء مخالفًا للمألوف الموروث وأما القارئ المتجرد من مألوفات قومه
بعقله الحر وله اطلع واسع على نصوص الشريعة في بللاب الللردة خاصللة فل شللك
أن ما تدعو إليه الصوفية من وحدة الوجود ومن دعللوى حلللول الللرب -تعللالى -فللي
فرد من مخلوقاته أو من دعوى الستغناء عن الشريعة المحمدية بدعوى الخللذ عللن
ال مباشرة أو نقل الحكام من اللوح المحفللوظ بالنسللبة لخواصللهم فل يللترددون فللي
تكفيرهم وبالتالي ل يتهمنا بالمبالغة أبدًا.
هذا وقد يدعون التأثير في الجال والرزاق والشقاوة والسعادة والموت علللى حسللن
الخاتمة أو سوء الخاتمة بل التصرف المطلق في هذا الكون علللويه وسللفليه ومللن لللم
يكفر هؤلء فهو إما كافر مثلهم أو من أجهل عباد ال فنسأل ال له العافية.
أما البقاعي فقد نقل فللي كتللابه المللذكور :أقللوال عللدد كللبير مللن أعلم القللرن السللابع
والثامن والتاسع في تكفير ابن الفارض وابن عربي شرعًا وهلي فتلاوى خطيلرة لهللا
اعتبارها ووزنها عند أهل العلم.
وقد صنف البقاعي أولئك الشيوخ الذين أفتوا بكفر الزنديقين إلى طبقلات مختلفلة فلي
الزمن بعد أن بين مكانة كل واحد منهم في علمه وفضله والمذهب الذي ينتسللب إليلله
من :الحنفية ،والمالكية ،والشافعية ،والحنابلة ،وذكر منهم 40عالمًا وإمامًا بأسمائهم
فليراجع كتابه لهميته.
وخلصة ما اعتمدوا عليلله فللي تكفيرهللم هللو :أن كلم الرجليللن ابللن الفللارض وابللن
عربي ومن ذهب مذهبهما مثل ابن عجيبة إنما يدور حول القول بأنهم مستغنون عللن
الشريعة التي جاءت في الكتاب والسنة ووصلوا بغير طريق محمللد رسللول الل إلللى
ال في زعمهم.
ثانيًا :أنهم صرحوا بالتحاد والحلول ،وأنهم إنما يعبدون أنفسهم كما يعبللدون غيرهللم
إذ ليس هناك )خالق ومخلوق( و )عابللد ومعبللود(؛ لن الكللون عيللن واحللد ،وحقيقللة
واحدة ،هذه بعض أسباب تكفيرهم وهي واضحة لدى طالب العلم.
وأما الذين لم يصلوا إلى هذه الدرجة من التصريح بوحدة الوجود فل يسلللمون أيضلًا
من الكفر بل ينالهم نصيبهم مما أصاب كبارهم من الكفر ليمانهم بللذلك الكفللر الللذي
تقدم شرحه وتوضيحه؛ لن الرضاء بالكفر كفلر ،وهلو أملر ل يختللف فيله فقيهلان،
اللهم إل إذا كان له عذر كأن حالت بينه وبين فهم الحقيقة شبهات وجهل فقبل عذره.
وتقسيم الذاكرين إلى هذه القسام يعد من مبتكرات مشايخ الصوفية ومبتدعتهم بل قد
ألحدت الصوفية في أسماء ال -تعالى -حيث تكلمت فيها بغير علللم فزعمللت أن مللن
السماء مال يصلح إل للعوام ،وأما الواصلون إلى الل فلهللم أسللماء خاصلة ل يللذكر
ال بها العوام ،وإليكم تفصيل ما أجملت:
أما العوام في زعللم الصللوفية هللم مللن عللدا الواصلللين فللي اصللطلحهم مللن طبقللات
المسلمين من العلماء وطلب العلللم وغيرهللم ،والواصلللون هللم أولئك الللذين تمللردوا
على الشريعة واستخفوا بها ومرقوا عن حقيقللة السلللم والتقيللد بلله ،فسللموا الذكللار
التي جاءت بها نصوص الشريعة أذكار العوام مثل " :ل إله إل ال وحللده ل شللريك
له " الخ .الذي قال فيه رسول الل -عليله الصللة والسللم " :-أفضلل ملا قلتله أنلا
والنبيون من قبلي " :ل إله إل ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت
بيده الخير وهو على كل شيء قدير ".
هذا الذكر العظيم والتوحيد الخالص يعد عند المتصوفة من أذكار العوام.
أما الخاصة ،وخاصة الخاصة من كبار الزنادقة الذين سبق أن تحدثنا عنهم مثل ابللن
عربي وابن سبعين فل يتنازلون لمثل هذا الذكر وهذه الصيغة ،أمللا ذكللر الخاصللة -
في زعمهم -فهو تكرار لفظ الجللة مفردًا )ال() ،ال(
وأما ذكر خاصة الخاصة فهو ضمير الغيبة )هو( )هو( وربما اقتصر بعضللهم علللى
الهات )آه ،آه( بكيفية خاصة بأن يتمايل الذاكر -العابث -يمنة ويسرة ،وأما العامي
ل يكون على هيئة معينللة كلأن يتمايلل يمينلًا ويسلارًا
منهم عندما يذكر ال بالتهليل مث ً
يبدأ بل )ل( يمينًا ويرجع بلل )إللله( فيتوسللط ثللم يختللم بلل )إل اللل( علللى اليسللار ،يبللدأ
ل )دسللتور( يللا
ل ويستمد منه المللدد قللائ ً
التمايل في هدوء بعد الستئذان من الشيخ أو ً
أستاذ ،مددك يا سيدي ،ثم يستأذن سلسلة الطريقللة الللتي ينتسللب إليهللا مللن قادريللة أو
تيجانية أو رفاعية أو مرغنية فيقول :دستور يا أصحاب الطريقة والقدم.
وبعد أن يجأر بأسماءهم هكللذا معتقللدًا أنهللم يسللمعونه ويللأذنون للله بقلللوبهم وبعللد أن
يتلطخ هكذا يهذه الوثنية ليتقبل ذكره يبدأ في الذكر.
ومما ينبغي أن يعلمه طالب العلم من هذه الجاهلية الصوفية أن ذكللر ال ل ل ينفللع بلله
الذاكر ول يقبل منه ول يقرب إلى ال في دين الصوفية إل بللإذن مللن شلليخ الطريقللة
وللشيخ أن يحرم على دراويش طريقتلله أن يللذكروا بالللذكر الللذي تللذكر بلله الطريقللة
الخرى وترقص به وعلى الدراويش أو المريد الصلغير أن يللتزم ذللك التحريلم ول
يعصي الشيخ أدنللى عصليان وإل فهلو مهلدد بسللوء الخاتملة ،بللل عليلله أن يعتقللد أن
الشيخ جاسوس قلبه فعليه أن يراقب خطللرات قلبلله بدقللة ومللن المثللال السللائرة عنللد
الصوفية )إن حضرت عند نحوي احفللظ لسللانك وإن حضللرت عنللد العللارفين احفللظ
قلبك(
وأما أسماء ال الحسنى فمنها ما هو صالح للعوام فقط ول يناسللب الواصلللين كللالعفو
والغفار ولهم كلم طويل هنا يعرف بالرجوع إلى كتبهم.
ول أحسب الدرويش أنه يؤمن بال -تعالى -ويخشاه ويراقبه إيمانه بالشلليخ وخشلليته
له ومراقبته إياه؛ لنه يرى حياته الجتماعية والماديللة والدينيللة -إن كللان للله ديللن -
يللرى أن ذلللك كللله مرتبللط بالشلليخ وإذا لللم يظهللر للشلليخ -ولللو تصللنعًا -أنلله مللن
المخلصين له ولطريقته فسوف يبقى دائملًا فللي ذل الدروشللة ول تحصللل للله الترقيللة
إلى درجة )مريد( حيث يصبح إنسانًا له نللوع مللن العتبللار ثللم ل يتخللرج خليفللة للله
شأنه ليعين فللي مكللان معللروف بكللثرة الزراعللة أو بللالثروة الحيوانيللة أو فللي مدينللة
معروفة بالتجارة والصناعة ليصبح بعد فترة قصليرة ملن أثريلاء تللك البللدة وتلزداد
بذلك ثللروة الشلليخ الكللبيرة وتتضللخم وبالتللالي تسللتفيد الطريقللة مللن وراء ذلللك مللادة
ل وتقدم الطريقة بسخاء الهدايا الثمينة والذبائح السمينة لمشيخة الصوفية
وصيتا طوي ً
إذ يتقدم الشيخ أمام تلك الهدايا في تيه وكبرياء ليعلن أنها هدايا من الطريقة التيجانيللة
ل فيرمللي الشلليخ مللن وراء ذلللك أن يرشللح لرياسللة مشلليخة الصللوفية وهللذا بيللت
مث ً
القصيد من جميع تلك الحركات.
وهناك فرية أخرى يطلقها التيجاني أيضًا إذ يقول " :إن حقيقة القطبانية هي الخلفللة
ل حيثما كان الرب إلهًا
العظمى عن الحق )ال( مطلقًا في جميع الوجود جملة وتفصي ً
كان هو خليفة " "1في تصريف الحكم وتنفيذه في كل من له عليه ألوهية ال -تعالى
-فل يصل إلى الخلق شيء كائنًا ما كان من )الحللق( إل بحكللم القطللب ثللم قيللامه فللي
الوجود بروحانيته في كل ذرة من ذرات الوجود( إلى آخر تلك الفرية الطويلللة الللتي
تنبيء عن خلو قلب هذا الفاجر من اليمان بال -سبحانه -وتقديره حق قدره.
وهذه الفرية كالتي قبلها دعوة صريحة للربوبية لن له التصرف المطلق فللي الكللون
ل وهو كفر لم يتورط فيه أبللو جهللل وأمثللاله مللن كبللار صللناديد قريللش
جملة وتفصي ً
الذين قاتلهم رسول السلم واستباح دماءهم وأموالهم وسبى ذراريهم.
ولكنه كفر يتورط فيه أكثر كبار مشايخ الصوفية كما سيأتي تفصيل ذلك عند الحديث
عن ديوانهم الباطني.
وللشيخ التيجاني فرية أخرى في نفس المعنى ولكنها تمتللاز بمللا تتضللمنه مللن دعايللة
صريحة لطريقته )التيجانية( وفيها من أساليب تضليل الناس ما ليس في غيرهللا مللن
أكاذيبه المتنوعة إذ يعد أتباعه بالجنة التي ل يملكها بل هي حرام عليه إن مات على
ما كان عليه في كفره وزندقته ومع ذلك يقدم لتباعه ضللمانات كاذبللة بللدخول الجنللة
طالما تفانوا في طاعته وخدمته وقدموا له طعامًا شهيًا في حياته فإنهم يدخلون الجنللة
بل حساب ول عقاب وذلك حيث يقول " :أخبرني سيد الوجود )يقظللة( ل منام لًا كللل
من أحسن إليك بخدمللة أو غيرهللا وكللل مللن أطعمللك يللدخلون الجنللة بل حسللاب ول
عقاب فسألته لكل من أحبني ولكل من أحسن إلي بشيء من مثقال ذرة ومن أطعمني
طعامه كلهم يدخلون الجنة بغير حساب ول عقاب وسألته لكل من أخذ مني ذكللرًا أن
تغفر لهم جميع ذنوبهم ملا تقلدم منهلا وملا تلأخر وأن يرفلع الل عنهلم محاسلبته وأن
يكونوا آمنين من عذاب ال من الموت إلى دخول الجنلة وأن يكونلوا كلهلم معلي فلي
عليين في جوار النبي -عليه الصلة والسلم -فقال لللي -عليلله الصلللة والسلللم -
ضمنت له ضمانة ل تنقطع حتى يجاورني أنت وهم في عليين " ""2
وكتابه المعروف بل)جواهر المعاني( كله أو جله مؤلف من مثللل هللذا الكلم العللاري
عللن أي حقيقللة ولكللن عامللة النللاس تصللدق وتللؤمن بهللذا الكتللاب أكللثر مللن إيمللانهم
بالحاديث الصحاح في الصحيحين وغيرهما.
وبهذه الدعاية انتشرة الطريقة التيجانية في القللارة الفريقيللة ومللا جاورهللا أكللثر مللن
غيرها لن من علم مثل هذه الوعلود والضلمانات المرويلة علن رسلول الل وهلو ل
يفرق بين الحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول ال وبين الحاديث الصحيحة
بل يصدق كل ما قيل فيه )قال رسول ال( من علللم مثللل هللذه الضللمانات وهللو بهللذه
المثابة ل يتردد في النخلراط فلي الطريقلة التيجانيللة ويتللوث بوثنيتهللا ويتلطلخ بللدم
شركها وتشبيهها حيث يشبه ال بملك له أعوان يدبرون أمر مملكتلله وليللس عليلله إل
الموافقة والتصلديق عللى تلدبيرهم لنله ل يعللم ملن أملر الرعيلة الشليء الكلثير إل
بواسطة هؤلء العوان.
هكذا تشبه الصوفية رب العالمين الذي ل تخفى عليه خافية بمخلوق ضلعيف ل يعللم
الكثير والكثير من أمور رعيته إل بواسطة غيره.
وبهذا التشبيه والتضليل يوهمون العوام بأن الجنة بأيللديهم وأنهللم يسللتطيعون إعطللاء
الوعد لتباعهم بالجنة والرسول يضمن لهم أن يكون مشايخ الصوفية في جواره مللع
أتباعهم.
وأتباع التيجاني في الغالب جهال كسلائر الدراوشلة وللو كلانوا يعلملون ملا جلاء فلي
السنة من موقف رسول ال من أقاربه وما قال لهم عندما أنزل عليه قوله -تعللالى :-
" وأنذر عشيرتك القربين " حيث جمع عشيرته فخللص وعللم وقللال فيمللا قللال " :يللا
فاطمة بنت محمد إعملي فإني ل أغني عنك من ال شيئًا ".
وما جاء في هذا المعنى من نصوص الكتاب والسنة التي تقضي بللأن المللر كللله ل ل
وحده ،وأما النبياء والصالحين فليس لهم من المللر مللن شلليء فللإنهم ل يملكللون أن
يعدوا أحدًا بدخول الجنة وقد سأل صحابي كان يخدم النبي -صلى ال عليلله وسلللم -
مرافقته في الجنة فقال له " :أعني على نفسك بكثرة السجود " أي أكللثر ملن الصللة
حتى يكون ذلك سببًا لدخولك الجنة ومرافقتي ولم يقل له أبشر أنللت معللي فللي الجنللة
وإنما وجهه وأرشده إلى السباب علمًا بأنه قد بشر بعض الصحابة بالجنة بوحي من
ال مثل العشرة المبشللرين بالجنلة وغيرهلم مللن بعللض الصللحابة ودعللا لبعضللهم أن
يجعله ال من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ول عقاب ثم أخبره بأنه منهم كما في
قصة )عكاشة( لنه -عليه الصلة والسلم -ل ينطق عن الهوى.
ولو علم أتباع التجللاني الجللاني مثللل هللذا الموقللف وهللذه النصللوص مللا مكثللوا علللى
مواعيد التجاني الكاذبة ساعة بل الكفروا به ولعنوه لعنًا كبيرًا ولكن الجهل والببغائية
وحسن الظن المبالغ فيه والطيبة الزائدة ضيعت جماهير المسلللمين وجعلتهللم يقللادون
فينقادون دون أدنى تردد في كل ما يصدر من هؤلء الفاكين.
وقد يستغرب بعض الناس مثل هذا اليمان مللن أتبللاع التيجللاني وأمثللاله مللن مشللايخ
الصوفية المضلللين كيلف يصللدق ويلؤمن النسللان بوعللدهم بالجنللة وهللم ل يملكلون
الجنة؟
حقًا إن القصة أو الحكاية لغريبة فتعال لحدثك عن بعض الثقات وهم شهود عيان ما
هو أغرب من هذا وذلك حين يعبث يعللض مشللايخ الصللوفية بللالعراض والدروشللة
المستضعفون يطيعون المشايخ حتى في هتك العراض
مكر وعربدة ومجون ..وهذه الصللفات فللي لغتهللم كرامللات وبركللات وزهللد وعبللادة
ودعوة ااناس إلى السلم.
إنه التناقض ..إنها المغالطة ..فمن لها؟!! ..إنها فتنة ..بل ردة ،ول أبا بكر لها ..وال
المستعان
والخرافات التي يوهم بها مشللايخ الصللوفية عللوام النللاس أن لهللم تصللرفات فللي هللذا
الكون وصلحيات للمشاركة في أقدار ال تلك اللقللاب الللتي اصللطنعوها لشللخاص
مجهولين بل ل وجود لهم في الدنيا منها:
-1الغوث أو الغوث العظم:
وهو واحد دائمًا ل يتعدد وهذا المنصب منصب متنازع فيه دائمًا فابن عربللي يللدعيه
بوصفه خاتم الولياء -كما زعم -والتيجللاني يللدعيه ويصللدقه أتبللاعه المؤمنللون بلله
ويرون أنه الغوث العظم والقادرية تدعيه للشلليخ عبللد القللادر الجيلنللي وهللو بللرئ
منهم ومن دعواهم لن الشيخ عبد القللادر الجيلنللي -وهللو خلف )الجيلللي( -عللالم
حنبلي بغدادي نشأ ببغداد وتوفي ببغداد.
وذكللره الللذهبي فللي " العلللو " واستشللهد بكلملله فللي الصللفات وذكللر أنلله معللروف
بالكرامة وإجابة الدعاء أو كلمًا قريبًا من هذا فليراجع.
ولعل هذا المعنى هو الذي جعل عوام الناس تبالغ في تعظيمه إلى حد العبادة ثم زعم
بعض الماكرين من المتصوفة أنه صللاحب طريقللة ونسللبوا للله الطريقللة القادريللة ثللم
زعموا أنه غوث الزمان والغريب في المر تلك القباب المنتشللرة فللي أكللثر الجهللات
في المدن والقرى ويطلقون عليهلا قبلة الشليخ عبلد القلادر وأنلا أجلزم أن ملن سلموه
الشيخ عبد القادر الجيلني وعبدوه من دون ال وبنوا عليه تلك القباب إنمللا هللو كلئن
مجهول اخترعه شياطين النس مستعينة بشياطين الجن وليس هو الشيخ عبللد القللادر
الجيلني البغدادي -هذه هي النتيجة التي وصلللت إليهللا بعللد تفكيللر طويللل فللي أمللر
الجيلني -وال أعلم.
ومما ل يخفى على صغار طلب العلم قبل الكبار أن إطلق الغوث على مخلوق مللا
والعتقاد بأنه هو الذي يغيللث العبللاد أو أن الل ل يغيللث العبللاد إل بواسللطته اعتقللاد
وثني كانت تعتقللده الجاهليللة الولللى بالنسللبة للواسللطة ل السللتقلل وأمللا اعتقللاد أن
ل بنفسه ويعطي ويمنع وينفع ويضر فهو اعتقاد ل يوجد
مخلوقًا ما يغيث العباد مستق ً
حتى عند الجاهلية الولى وإنما يدين بهذا العتقاد أتباع الصوفية فقط وهم يشللركون
بال في عبادته وربوبيته كما علمت مما تقدم.
هذه مملكة الصوفية المسؤولة عن الدنيا كلهللا مللن غللوث يخطللط للقطللاب ويشللرف
وأقطاب يغيثون ويدبرون المور تحت إشراف الغوث ويقبضون على من تحتهم من
الوتاد بالعلم الخاص وهؤلء مجموعة احتياطية لمنصب القطبانيللة بحيللث لللو مللات
أحد القطاب السبعة يرقى أحد الوتاد الربعللة إلللى منصللب القطللب الميللت فيصللبح
عددهم ثلثة ....إلى آخر ذلك العبث الصوفي.
ففي هذه المملكة الوهمية يستعبد مشللايخ الصللوفية أتبللاعهم ولللم يكللن الل -فللي ديللن
الصوفية -هو الذي يدبر المر من السماء إلى الرض ولم يكن له ملكوت كل شيء
""3
ولكنه خلق الخلق ثم أمر التصرف والتدبير لبعض خلقه وهم مشايخ الصوفية هذا ما
تدين به الصوفية -تعالى -ال عما تزعمه الصوفية.
للصوفية ديوان باطني:
ومللن مزاعللم الصللوفية الغريبللة الللتي ل تنطلللي إل علللى مللن بللاع عقللله فللي سللوق
التصوف أن لهم ديوانًا باطنيًا ومقرًا بغار حللراء ورئيللس الللديوان هللو الغللوث الللذي
تقدم ذكره وهو هنللا بمثابللة رئيللس القضلاة لن هللذا الللديوان مركلز للقضللاء الكلوني
يحضللره الحيللاء والمللوات مللن الوليللاء وقللد تحضللره الملئكللة والنبيللاء ويللذكر
بعضهم أن النبي الكريم يحضر هذا الديوان أحياء ومعه عدد من آل البيت.
وأما كيف يتم هذا الحضور للحياء والموات من الملئكة والنبياء والولياء وكيف
يسعهم الغار؟ أو المكان الذي أمام الغار وهل الجبل الذي فيه الغار نفسه يسعهم؟!!
هذه السئلة غير واردة لن مثل هذا الهذيان من الكلم غير الواقعي إنمللا يحكللى ول
يتحقق وهذا ديدن القلوم لنهلم يغربلون دائملًا وهلذا الغلراب مقصلود عنلدهم وهلو
مقبول عند الغوثيين وهو ميدان عملهم وأما غيرهم فيخفللون عنهللم هللذه السللرار إن
استطاعوا أو يبتعدون عنهم بل يعدونهم كما تقدم.
وهناك رواية أخرى تقول :إن المجلس الذي يسمى ديوانلًا فللي لغتهللم إنمللا ينعقللد فلي
القاهرة في فضاء صغير خلف )زويلة المتولي( وهو المكان الذي يستطب فيلله كللثير
من المصلابين بلأمراض مختلفللة إذ تنهطللل البركللات والرحملات مجلوبللة بسللر ذللك
الكائن المجهول الذي يقيم هناك مختفيلًا عللن النظللار وهللو الغللوث ليللرأس المجلللس
وهو ل يسللأل عنلله ول يبحللث عللن وجللوده الفعلللي وإنمللا الللواجب اليمللان بوجللوده
السري هكذا يزين الشيطان لمشايخ الصوفية وأتباعهم مثل هذه السطورة وأما مللاذا
يفعل المؤتمرون في هذا الديوان؟!!
إذا كان هذا الديوان الذي يرأسه الغوث هو الللذي ينظللر فللي شللؤون الخلللق ويصللدر
أحكامه ل ترد فمللا الللذي بقللي لل الللذي خلللق السللموات والرض ومللا بينهمللا وإليلله
المصير
وهو الفعال لما يريد وهو الذي يدبر المر من السماء إلى الرض وهو الذي ما شاء
كان ومالم يشأ لم يكن وهو الذي إذا أراد شيئًا يقللول للله كللن فيكللون أمللا هللذه فعقيللدة
المسلمين الذين سلموا من وثنية التصوف ولذا فأقول مكررًا ما قلتلله سللابقًا إن وثنيللة
التصوف وجاهليتها أقبح بكثير من وثنية أبي جهل وزملئه وجاهليتهم علمًا بللأن مللا
ذكرته من تصرفات الصوفية وأعمالهم قطرة صغيرة مللن بحللار كفرهللم وجللاهليتهم
وظلمهم )ومن أظلم ممن افترى على الل كللذبًا أو كللذب بللالحق لملا جلآءه أليللس فللي
جهنم مثوى للكافرين( )الية 68 :من سورة العنكبوت(
)ومن أظلم ممن افترى على ال كذبًا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليلله شلليء( )اليللة:
93من سورة النعام(
فهل يجوز بعلد هلذا كلله أن يقلال :إن التصلوف ملن السللم أو أن يزعلم زاعلم أن
مشايخ الصوفية دخل على أيديهم في السلم خلللق كللثير مللن الفارقللة والسلليويين؟
وهذه أسطورة كالساطير التي تقدم الحديث عنهللا مثللل أسللطورة الللديوان وأسللطورة
ل.
القطاب والوتاد مث ً
فعلى الذين يزعمون هذه المزاعم أن يراجعوا معلومللاتهم فللي الصللوفية وفللي دخللول
السلللم فللي القللارتين وفللي الواقللع أن كللل مللا فعللل مشللايخ الصللوفية فللي القللارتين
وغيرهمللا أنهللم نقلللوا بعللض الللوثنيين الللذين كللانوا يعبللدون الوثللان مللن الشللجار
والحجار ويتركون بها نقلوهم من عبادة تلك الوثللان إلللى عبللادة مشللايخهم الحيللاء
منهم والموات ومعنى ذلك أنهم نافسوا الوثان وهي من الجمادات وغلبوها وحولوا
العبللادة لمشللايخهم فصللار الوثنيللون -فهللم ل يزالللون وثنييللن قطعللًا -يعبللدونهم
ويقدسونهم ويقدمون لهم النذر ويذبحون لهللم الللذبائح فهللل يقللال لمثللال هللؤلء أنهللم
دخلوا في السلم؟ !
الجواب:
" ل " قطعًا وإنما الصواب أن يقال :إنهم تطوروا في وثنيتهم حيث أصبحوا يمللرون
على تلك الشجار التي كانوا يعبدونها فل يلتفتون إليها بل إنهم استطاعوا أن يقطعوا
ل وقد كان يعد من ضرب المسللتحيلت
لهم منها الحطب وأخشاب لتسقيف بيوتهم مث ً
سابقًا وبسبب تطوير مشايخ الصوفية وثنيتهم استطاعوا أن يدركوا أن تلللك الشللجار
وهي من الجمادات ل تنفع ول تضر فل تسللتحق العبللادة لنهللا عللاجزة ل تخلللق ول
ترزق ول تملك موتًا ول حياة ول نشورًا ولكن الذي لللم يفطنللوا للله بعللد أن الوثللان
الناطقة من مشايخ الصوفية وسماسرتهم هي الضر ولو فظن عبللاد مشللايخ الصللوفية
لهذه النقطة لما مكثوا عندهم في ذلك العذاب الشديد عذاب الللذل والهللوان والنقطللاع
عن ال رب العالمين وقد حالت بينهم وبين عبادة ال التي خلقوا من أجلها وهم قطاع
الطريق استولوا على عقول الناس واستعبدوهم ظلمًا وعدوانًا.
هذا وإذا كنا قد حكمنا على وثنيللة مشلايخ الصلوفية وجللاهليتهم أنهلا أقبلح ملن وثنيلة
وجاهلية أبي جهل وقومه.
فمن النصاف أن نورد ما يدل علللى صللحة ملا قلنللا مللن آيللات الكتللاب المللبين حللتى
ل والحكللم الللذي تللدعمه أدلللة الكتللاب
نتصور نوع شركهم ليكون حكمنا صادقًا وعاد ً
والسنة وهو الحكم العادل الذي يجب الخذ به ولكي يدرك القللارئ بالمقارنللة المحللق
والمبطل يقول ال -تعالى -لنبيه -وقد عانده قومه فأبو إل الشراك بال ) -قل لمللن
الرض ومن فيها إن كنتم تعلمللون * سلليقولون لل قللل أفل تللذكرون * قللل مللن رب
السموات السبه ورب العرش العظيلم * سليقولون لل قلل أفل تتقللون * قللل مللن بيللده
ملكوت كل شيء وهو يجير ول يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لل قللل فللأنى
تسحرون( )اليات من 98-84 :من سورة المؤمنون(.
هكذا نجد الجاهليلة الوللى توحلد الل رب العلالمين فلي ربلوبيته ولكلن القلوم كلانوا
يتناقضون فيشركون فللي عبللادته غيللر ملللتزمين بمللا يلزمهللم توحيللدهم فللي ربللوبيته
وكيفية اللتزام إذا كان ال قد تفرد بخلق السموات والرض وما بينهما وتفرد بتدبير
خلقه وأرزاقهم وآجالهم فيجب أن يفرد بالعبادة هذا ما يقتضيه المنطق السليم ويللدعو
إليه العقل الصريح ويوجب الشرع الحكيم )أفمن يخلق كمللن ل يخلللق أفل تللذكرون(
)الية 17 :من سورة النحل(
هكذا يتناقض الجاهليون الولون يؤمنون ويشركون وصدق ال ل العظيللم حيللن يقللول
)وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون( )الية 106 :من سورة يوسف(
وأمللا مشللايخ الصللوفية وأتبللاعهم فللإنهم يشللركون بللال فللي ربللوبيته وعبللوديته بللل
ويصرفون الناس عن عبادته -تعالى -بل إنهم يصرفون الناس عن كللل مللا جللاء بلله
رسول ال -عليه الصلة والسلم -من شريعة وعقيللدة ويزهلدون فيلله مللن أطللاعهم
حتى يخلطوا لهم في طاعتهم وخدمتهم دون مزاحم.
وكل من يدين بدين الصوفية فهو يشرك باله في الربوبيللة والعبللادة علرف بللذلك ملن
عرب وجهل من جهل ول تقبل دعواهم بأنه يشهد أل إله إل ال حيث أنهم يأتون بما
يناقضه في كل وقت بل كل لحظة ولن اليمان بال ل يقبل إل مع الكفر بالطللاغوت
كما نص على ذلك القرآن الكريم )فملن يكفلر بالطلاغوت ويلؤمن بلال فقلد استمسلك
بالعروة الوثقى ل انفصام لها وال سميع عليم( )الية 256 :من سورة البقرة(
فليفطن القارئ أن الية قللدمت الكفللر بالطللاغوت علللى اليمللان بللال -تعللالى -علللى
ضوء كلمة التوحيد )ل إله إل ال( لن التخلية قبل التحلية كما يقولون.
إذا كان هذا شرك المشركين الولين شرك في العبادة وتوحيللد فللي الربوبيللة وشللرك
مشايخ الصوفية شرك في العبادة والربوبية ويللدل علللى ذلللك مللا سللمعناه مللن أقللوال
مشايخهم ودعايتهم وتصريحاتهم يتللبين مللن هللذه المقارنللة أن مشللايخ الصللوفية أشللد
كفرًا وزندقة وأبعد عن الطريق الموصل إلى ال أل وهو التمسك بدين ال الذي جاء
به رسول ال -عليه الصلة والسلم -شريعة وعقيدة مع الكفر بما عداه مما يخللالفه
ويعارضه من الطرق المنتشرة في القطللار السلللمية الللتي تسللمى طللرق الصللوفية
وغيرها من صور الجاهليات الخرى التي سوف نتناولها بالبحث إن شاء ال.
وال الموفق...
هللذا وإن الكلم حللول هللذه الجاهليللة طويللل الللذيل ومتشللعب لن الطللرق الصللوفية
المنتشرة اليوم في العالم السلمي قد اتخذت كل طريقة أسلوبًا خاصًا لفسللاد عقيللدة
المسلمين السذج وسلب أموالهم وتغيير مفاهيم كثيرة من الدين لديهم وهم فيمللا بينهللم
مختلفللون ومتنللاحرون ولكنهللم متفقللون علللى محاربللة الشللريعة الللتي ترفعللوا عنهللا
وزهللدوا فيهللا لنهللم أصللبحوا أصللحاب الحقيقللة الللتي ل يعلمهللا -فللي زعمهللم -إل
مشايخ الصوفية.
للللللللللللللللللللللللللللل
" "1ولعل ما يشلاع فلي الونلة الخيلرة بيلن الكتلاب المعاصلرين ملن أن )النسلان
خليفة ال في الرض( لعل هذا الخطأ الفادح مأخوذ من كلم هذا الكاهن وأمثاله مللن
مشايخ الصوفية الذين يزعمون أنهم مفوضون للنظر في شللئون الخلللق والحكللم فيهللا
وأرجو أن أتمكن من تحقيق هذه المسألة قريبًا.
" "2جواهر المعاني في فيض التيجاني ص 97
" " "3هذه هي الصوفية " للشيخ عبد الرحمن الوكيل -بتصرف -الطبعة الثالثة.