You are on page 1of 8

‫( ‪ 30‬طريقة لريادة التغيير وترويض المقاومة) (‪)1/3‬‬

‫أولً مقاومة التغيير ‪:‬‬

‫السباب العشرون لمقاومة التغيير ‪:‬‬


‫من المهم تفهم أسباب المقاومة حتى يمكن التعامل معها لتكون مدخلً مهما للقضاء على المقاومة‬
‫أو ترويضها‪ .‬وإن كان يصعب تحديد جميع السباب إل أنه بالمكان الشارة إلى أهمها وهي كما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫س ْلنَا مِنْ َق ْبِلكَ فِي َق ْريَةٍ مِنْ نَذِيرٍ ِإلّا‬
‫‪ .1‬التمسك بالعادات والتقاليد‪ ,‬يقول ال تعالى‪َ } :‬وكَ َذِلكَ مَا َأرْ َ‬
‫ج ْئ ُتكُمْ بِأَهْدَى ِممّا‬
‫علَى ءَاثَارِهِمْ مُ ْقتَدُونَ(‪)23‬قَالَ َأ َوَلوْ ِ‬
‫علَى ُأمّةٍ َوِإنّا َ‬
‫قَالَ ُم ْترَفُوهَا ِإنّا وَجَ ْدنَا ءَابَا َءنَا َ‬
‫س ْلتُمْ بِهِ كَا ِفرُونَ(‪( {)24‬الزخرف ‪. )24 – 23 :‬‬
‫عَليْهِ ءَابَا َءكُمْ قَالُوا ِإنّا ِبمَا ُأرْ ِ‬
‫وَجَ ْدتُمْ َ‬
‫الخوف على المصالح المادية أو المعنوية ‪ ,‬والتوهم بأن التغيير سيكون سببا في فقد بعض‬ ‫‪.2‬‬
‫المتيازات أو المكاسب ‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم المشاركة في إعداد وتنضيج المشروع التغييري ‪ ,‬إذ إن المشاركة في إعداد التغيير‬
‫حافز للتمسك به والدفاع عنه ‪ ,‬والعكس صحيح ‪.‬‬
‫‪ .4‬الخوف من تأثير التغيير على العلقات الشخصية مع من يقع عليهم التغيير ‪ ,‬فمثلً قد يرفض‬
‫الرئيس تغيير وظيفة أحد مرؤوسيه خوفا من أن يتسبب ذلك التغيير في تعكير صفو العلقة‬
‫بينهما ‪.‬‬
‫لن التغيير قد ينطوي أحيانا على مخاطر حقيقية وواضحة ‪ ,‬ل سيما تلك المخاطر التي‬ ‫‪.5‬‬
‫تمس قيم الفرد ومبادئه ومعتقداته‪.‬‬
‫عدم القتناع بالتغيير المراد إجراؤه أو ببعض جوانبه ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫عدم وجود مبررات وجيهة أو حجج كافية للتغيير المراد اتخاذه ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫عدم وضوح صورة التغيير أو الجهل بحقيقته وأهدافه وإجراءاته وجوانبه الخرى‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫لمجرد معارضة الرؤساء وأصحاب النفوذ لهذا التغيير ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .10‬المعية والتقليد العمى للخرين ‪.‬‬
‫‪ .11‬التكاليف البشرية والمادية الباهظة للتغيير ‪.‬‬
‫‪ .12‬الخوف من عدم القدرة على التكيف مع متطلبات هذا التغيير ‪ ,‬فقد يحتاج التغيير إلى‬
‫مهارات معينة أو خبرات محددة أو قدرات متميزة ل تتوفر عند بعض الفراد ‪.‬‬
‫‪ .13‬الرتياح مع الواقع الحالي والقتناع به ‪.‬‬
‫‪ .14‬التشبع واليأس والحباط وربما الملل من كثرة التجارب التغييرية الفاشلة ‪.‬‬
‫‪ .15‬العناد ‪.‬‬
‫‪ .16‬سوء العلقة مع المغير ‪.‬‬
‫‪ .17‬تنافس القران‬
‫‪ .18‬حب الصدارة والزعامة‪.‬‬
‫‪ .19‬لن المقاوم من "الحرس الثوري القديم" ‪ ,‬حيث يعتبر نفسه أحد مهندسي الواقع الحالي ‪,‬‬
‫ويعتبر أي تغيير هو اعتداء شخصي على ذاته ‪.‬‬
‫‪ .20‬لقلة العقل والحماقة والسفه‪.‬‬
‫وسائل المقاومة العشرون ‪:‬‬
‫إن الذين يقامون التغيير يلجأون لطرق ماكرة ‪ ,‬ويعتذرون بعبارات وحجج معروفة مسبقا يمكن‬
‫تلخيصها بالتالي ‪:‬‬
‫ل توجد أهداف واضحة لهذا التغيير ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫هذا التغيير يخدم مصالح شخصية ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ل نملك الطاقات البشرية والمادية اللزمة للتغيير ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫هذا التغيير سيخرب عملنا ‪ ,‬فل نحن قد حافظنا على إنجازاتنا ول نحن حققنا شيئا في‬ ‫‪.4‬‬
‫المستقبل ‪.‬‬
‫هذا التغيير مثالي وغير واقعي ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫هذا التغيير جيد ولكن وقته ليس الن ‪ ,‬أو نحن بحاجة إلى وقت لدراسة هذا التغيير‬ ‫‪.6‬‬
‫وتحقيقه ‪.‬‬
‫هذا التغيير سيحدث بلبلة لدى العاملين ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫هذا التغيير مخالف للمبادئ أو الصول التي قمنا عليها‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫إن اذين يقودون التغيير مشكوك فيهم وبمعنى آخر القيام بمهاجمة قادة بدلً من مهاجمة‬ ‫‪.9‬‬
‫التغيير ذاته ‪.‬‬
‫‪ .10‬دعونا نجرب هذا التغيير على نطاق ضيق فإن نجح عممناه ‪.‬‬
‫‪ .11‬هذا التغيير فيه استخفاف بالنجازات والقيادات السابقة ‪.‬‬
‫‪ .12‬هذا التغيير لم يجرب في مكان آخر ‪ ,‬أو جرب وفشل‪ .‬وإن كان قد نجح فيتم التركيز على‬
‫الفرق بين واقعنا والواقع الخر ‪.‬‬
‫‪ .13‬إن المقصود من هذا التعبير هو التخلص من بعض القيادات السابقة ‪.‬‬
‫‪ .14‬أنتم تريدون التجريب ‪,‬ونحن لسنا محطة تجارب ‪.‬‬
‫‪ .15‬دعونا ندرس المر من جديد ‪ ,‬ثم دعونا نتشاور ‪.‬‬
‫‪ .16‬لنؤجل المر حتى الدورة أو السنة القادمة ‪.‬‬
‫‪ .17‬استعمال أساليب أقل نظافة (الكذب ‪ ,‬النميمة ‪ ,‬الشاعات ‪ ..‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ .18‬اللجوء للضرابات أو القرارات المقيدة أو نشر البلبلة ‪.‬‬
‫‪ .19‬النقلبات أو العزل ‪.‬‬
‫‪ .20‬التصفيات الجسدية أو المعنوية ‪.‬‬
‫أنماط المقاومين الخمسة عشر ‪:‬‬
‫يحسن بالمغير أن يتعرف على أنماط المقاومين وأساليب تعاملهم مع التغيير حتى ل يخدع من‬
‫قبلهم ‪ ,‬وهم خمسة عشر نمطا كما يلي ‪:‬‬
‫المتجارب ‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫وهو الذي يدعي أن عنده تجربة وخبرة طويلة ‪ ,‬وأن تجربته أثبتت فشل هذه الفكرة التغييرية ‪.‬‬
‫المتسائل ‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫وهو الذي يوجه السئلة الكثيرة بطريقة ملتوية خبيثة ‪ ,‬مع التركيز على السئلة التي تتناول‬
‫أمورا هامشية جزئية ‪ ,‬حتى يبين فشل المشروع التغييري ‪.‬‬
‫المتسلق ‪:‬‬ ‫‪)3‬‬
‫وهو الذي يحاول التسلق إلى القيادات العليا والوصول إلى متخذي القرار ‪ ,‬ثم يقيم معهم العلقات‬
‫الجتماعية المتميزة ‪ ,‬وعندها يستغل هذه المكانة والحظوة في التآمر على الفكرة التغييرية‬
‫ومقاومتها ‪,‬وذلك عن طريق إقناع القيادات العليا بعدم قبول هذه الفكرة لعدم صلحيتها ‪.‬‬
‫ال ُم َعمّم ‪:‬‬ ‫‪)4‬‬
‫وهو الذي يجعل من الحادثة الفردية ظاهرة عامة ‪ ,‬حيث يضخم الخطاء الصغيرة والقليلة ويوهم‬
‫الخرين بأن المشروع بأكمله فاشل‪.‬‬
‫الثرثار ‪:‬‬ ‫‪)5‬‬
‫وهو الذي يكثر الكلم والحوار والتعليق دون أن يترك للمغير فرصة للحديث ‪.‬‬
‫الملتقط ‪:‬‬ ‫‪)6‬‬
‫وهو الذي يحسن الستماع إلى المغير ‪ ,‬ويحاول أن يلتقط بعض الكلمات أو العبارات التي يتلفظ‬
‫بها هذا المغير والتي تخدم مقاومته ومعارضته للتغيير المطلوب ‪ ,‬ثم يكتفي بهذه الكلمات ليثبت‬
‫أن المشروع غير كامل وفيه ثغرات كثيرة بدليل ما تلفظ به المغير ‪.‬‬
‫ال ُم َركّب ‪:‬‬ ‫‪)7‬‬
‫وهو الذي يحاول الستفادة من جميع الكلمات والعبارات والراء والمواقف والمشاهد ‪ ,‬ويُركّب‬
‫بعضها على بعض ليثبت أن المشروع فاشل ‪.‬‬
‫المسوّف ‪:‬‬ ‫‪)8‬‬
‫وهو من أخطر أنواع المقاومين إن لم يكن أخطرهم ‪ ,‬وهو الذي ربما يمدح المشروع التغييري ‪,‬‬
‫ويثني على صاحبه ‪ ,‬ولكنه يعقب فيقول ‪ :‬إن وقت المشروع ليس الن ‪ ,‬أو ينبغي تأجيله إلى‬
‫السنة القادمة ‪.‬‬
‫الثعلب ‪:‬‬ ‫‪)9‬‬
‫أي الماكر الذي يتلعب على كل الحبال ‪ ,‬ويتآمر بخبث ودهاء ‪ ,‬وبتلون مع كل حال ‪ ,‬ويتعامل‬
‫بوجوه عدة ‪ ,‬ويظهر غير ما يبطن ‪.‬‬
‫المشاجر ‪:‬‬ ‫‪)10‬‬
‫وهو الذي يقاوم العملية التغييرية ويقضي عليها عن طريق المشاجرة والعراك ‪.‬‬
‫المنسحب ‪:‬‬ ‫‪)11‬‬
‫وهو الذي يعبر عن مقاومته بالنسحاب والخروج من المكان الذي يناقش فيه المشروع التغييري‬
‫‪ ,‬مما يسبب توترا لدى الخرين ‪ ,‬أو يفض الجتماع لعدم اكتمال النصاب ‪.‬‬
‫الذاتي ‪:‬‬ ‫‪)12‬‬
‫وهو الذي ل يفكر إل في ذاته ‪ ,‬ول يريد إل ما يخدم مصلحته الشخصية ‪ ,‬ومن ثم فقبوله للفكرة‬
‫التغييرية أو رفضه لها يعتمد أولً وأخيرا على مدى تحقيقها لمصالحه ‪ ,‬ليس إل ‪.‬‬
‫العقرب ‪:‬‬ ‫‪)13‬‬
‫وهوالذي يلدغ مباشرة صاحب الفكرة التغييرية ‪ ,‬ويشوه صورته عند الجميع ‪ ,‬وذلك لن زعزعة‬
‫الثقة بصاحب التغيير هو في الحقيقة زعزعة الثقة في التغيير نفسه ‪.‬‬
‫المساوم ‪:‬‬ ‫‪)14‬‬
‫وهو الذي يتفاوض مع المغير ويساومه في تغييره بحيث يصلن إلى حل وسط أو حل يشوه‬
‫التغيير ويخرجه عن جوهره ‪.‬‬
‫التآمري ‪:‬‬ ‫‪)15‬‬
‫وهو صاحب النفسية التآمرية التي ل تنظر إل بمنظار التآمر ‪ ,‬فيظن أن الخرين يتآمرون عليه‬
‫في مشاريعهم التغييرية ‪ ,‬لذا فهو يتآمر عليهم كما (يظن أنهم) يتآمرون عليه ‪ ,‬وشعاره "إذا لم‬
‫تكن ذئبا أكلتك الذئاب" ‪.‬‬
‫ثانيا مقاومة المقاومة ‪:‬‬
‫مقاومة المقاومة ‪:‬‬
‫كما هو معروف أن لكل تغيير مقاومة ؛ ظاهرة تارة وخفية تارة أخرى ‪ ,‬قوية تارة وضعيفة تارة‬
‫أخرى ‪ .‬هذه المقاومة هي التي تتسبب في إفشال العملية التغييرية ‪ ,‬ولذا فلبد أن يتم التعامل‬
‫معها بحذر وذكاء وحكمة من أجل تحجيمها أو ترويضها أو القضاء عليها ‪.‬‬
‫ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو ‪ :‬كيف يتم ترويض هذه المقاومة أو التخلص منها ؟‬
‫وبمعنى آخر ‪ :‬كيف يتم مقاومة المقاومة ؟‬
‫والواقع أن هناك طرقا عديدة وأساليب متنوعة لمقاومة المقاومة ‪ ,‬وقبل الخوض في هذه الساليب‬
‫نود الشارة إلى الملحظات التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬يمكن للمغير أن يستخدم أكثر من طريقة لمقاومة المقاومة ‪ ,‬فقد ل تجدي طريقة واحدة‬
‫فيضطر إلى ممارسة طريقة ثانية وثالثة ورابعة ‪ ..‬إلخ ‪.‬‬
‫‪ -2‬يعتمد تبني أي طريقة من الطرق التالية على معايير عدة ‪ ,‬من أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬طبيعة المغيرين وإمكاناتهم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬طبيعة المقاومة ومدى قوتها وهل هي فردية أم جماعية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المكانات البشرية والمادية المتاحة‬
‫د‪ -‬الظروف والحوال الداخلية والخارجية للمنظمة والفراد ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬الزمان والمكان ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغاية ل تبرر الوسيلة ‪ ,‬ومقاومة المقاومة ينبغي أن تكون بأسلوب نظيف وشريف ‪.‬‬
‫‪ -4‬رغم أننا سنذكر بعض الطرق التي ل نظن أنها تتفق والخلق السلمي القويم إل أن ذكرنا‬
‫لها ل يعني الدعوة إلى تبنيها والتساهل في ممارستها إل وفق ضوابط عدة من أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫أ ‪-‬أن يتم ممارستها عند الضرورة القصوى ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ل يتم استخدامها مع الصالحين المستقيمين ‪.‬‬
‫ج_أن يتم استعمالها بأدنى قدر ممكن ‪.‬‬
‫د‪-‬الحذر من التساهل في الكذب والنميمة ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬أن يخلص النسان نيته ل تعالى عند استخدام هذه الطرق في حالة الضرورة ‪.‬‬
‫و‪ -‬أن ل يفرح النسان ويفتخر باستخدام هذه الطرق ‪.‬‬
‫ى‪ -‬أن يكثر النسان من الستغفار والتوبة ‪.‬‬
‫‪ -1‬كن طبيبا ‪:‬‬
‫يقوم الطبيب عادة بتشخيص الداء والتعرف على أسبابه ومن ثم يحدد له الدواء المناسب ‪ ,‬وهذا‬
‫ما ينبغي للمغير أن يقوم به ابتداءً عند مقاومة المقاومة ‪.‬‬
‫إن للمقاومة أسبابا ودوافع لبد أن يتعرف عليها المغير حتى يستطيع التعامل معها ‪ ,‬إذ ربما ل‬
‫يحتاج المغير إل إلى كلمات قليلة يمكن بها ترويض المقاومة ‪.‬‬
‫لذا ‪ ,‬فإن أول سؤال ينبغي أن يسأله المغير للمقاومين هو ‪ :‬لماذا تقاومون هذا التغيير ؟ ‪.‬‬
‫فإن كان السبب الحقيقي هو الجهل بحقيقة التغيير؛ كان العلج هو توضيح جوانب وأبعاد وماهية‬
‫وإيجابيات هذا التغيير ‪.‬‬
‫وإن كان السبب هو الخوف على المصالح الشخصية؛ فإن العلج هو تطمينهم بعدم تأثير التغيير‬
‫على امتيازاتهم ومكاسبههم الشخصية‪.‬‬
‫وإن كان السبب هو التكاليف المادية للتغيير؛ فإن علج ذلك يكون بتبيان الرباح الكبيرة الجلة‬
‫التي يمكن أن حققها هذا التغيير ‪ ,‬وهكذا الحال بالنسبة لباقي أسباب ومبررات المقاومة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ادع للمقاومة ‪:‬‬
‫الدعاء هو السلح الفتاك الذي يؤمن به المؤمنين ‪ ,‬كما أنه علقة العبد بربه ‪ ,‬وقد أبان الرسول ‪r‬‬
‫عنْهُ مِنْ السّوءِ‬
‫صرَفَ َ‬
‫ع َوةٍ ِإلّا آتَا ُه اللّهُ ِإيّاهَا َأوْ َ‬
‫سلِمٌ يَدْعُو اللّهَ بِدَ ْ‬
‫علَى الَْأرْضِ مُ ْ‬
‫أهميته فقال‪" :‬مَا َ‬
‫ِم ْثَلهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِِإثْمٍ َأوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْ َقوْمِ إِذًا ُن ْك ِثرُ قَالَ اللّهُ َأ ْك َثرُ" رواه الترمذي ‪.‬‬
‫إن على المسلم أن ل يقلل من أهمية وتأثير الدعاء ‪ ,‬لسيما ذلك الدعاء الذي يخرج من قلب نقي‬
‫خاشع ناصح ل إثم فيه ول معصية ‪,‬وصدق القائل إذ يقول ‪:‬‬
‫سهام الليل صائبـة المرامي ‪ ...‬إذا وُترت بأوتـار الخشوع‬
‫إننا في تعاملنا مع إخواننا المسلمين ‪ ,‬حتى لو كانوا مخالفين ومقاومين لما نريد من تغيير ‪ ,‬ينبغي‬
‫أن ل ننسى أن لهم حقوقا علينا ‪ ,‬ومن حقوقهم علينا النصيحة والدعاء وإرادة الخير لهم ‪.‬‬
‫وما يدري النسان ‪ ,‬فلعل دعاءً صادقا يخرج من قلب محب للخير ‪ ,‬يرفعه ال تعالى إليه ‪,‬‬
‫فيستجيب له ‪ ,‬ويجعل نار المقاومين بردا وسلما على المغيرين والمتغيرين ‪ ,‬وما ذلك على ال‬
‫بعزيز ‪ .‬وفي التاريخ السلمي عبر كثيرة تؤكد ما نقول ‪ ,‬وتثبت أهمية الدعاء وتأثيره في نفوس‬
‫المقاومين والمناوئين والغاضبين والمتربصين‪.‬‬
‫‪ -3‬كن فطنا ذكيا ‪:‬‬
‫إن مقاومة التغيير قد ل تكون مقاومة أخلقية شريفة ‪ ,‬إذ ربما تحتوي على العديد من التكتيكات‬
‫والحيل والتمويه ‪ ,‬لذا ينبغي أن يكون المغير ذكيا فطنا سريع البديهة ‪.‬‬
‫والذكاء وسرعة البديهة هي موهبة فطرية يهبها ال لمن يشاء ‪ ,‬ولكن يمكن اكتسابها أو يمكن‬
‫القول إنها موجودة لدى كثير من الناس إل أنها ضامرة تحتاج إلى صقل وإظهار ‪.‬‬
‫ولعل مما ينمي الذكاء وسرعة البديهة هو الستعانة بال ‪ ,‬والعلم ‪ ,‬ومرافقة الذكياء ‪ ,‬والطلع‬
‫على مواقفهم ‪.‬‬
‫لقد كان رسول ال ‪ r‬أذكى الناس وأفطنهم ‪ ,‬روى ابن قتيبة أنه لما خرج رسول ال ‪ r‬إلى بدر ‪,‬‬
‫مر حتى وقف على شيخ من العرب ‪ ,‬فسأله عن محمد وقريش ‪ ,‬وما بلغه من خبر الفريقين ‪,‬‬
‫فقال الشيخ‪ :‬ل أخبركم حتى تخبروني ممن أنتم ‪ ,‬فقال رسول ال ‪ " r‬إذا أخبرتنا أخبرناك" فقال‬
‫الشيخ ‪ :‬خبرت أن قريشا خرجت من مكة وقت كذا ‪ ,‬فإن كان الذي أخبرني صدق ‪ ,‬فهي اليوم‬
‫بمكان كذا‪ ,‬للموضع الذي به قريش وخبرت أن محمدا خرج من المدينة وقت كذا ‪ ,‬فإن كان‬
‫الذي خبرني صدق ‪ ,‬فهو اليوم بمكان كذا ‪ ,‬للموضع الذي به رسول ال ‪ .‬ثم قال ‪ :‬من أنتم ؟‬
‫فقال رسول ال ‪" : r‬نحن من ماء" ثم انصرف ‪ ,‬فجعل الشيخ يقول ‪ :‬نحن من ماء ! ماء العراق‬
‫أو ماء كذا أو ماء كذا ‪.‬‬
‫وأمثلة الذكاء والفطنة وسرعة البديهة كثيرة ومتنوعة ولعل من المهم ذكر بعضها حتى تتسع‬
‫المدارك وتتضح الصورة ‪.‬‬
‫يروي ابن خلكان في "وفيات العيان" (‪ )95/ 4‬أن الحجاج قال لخي قطري ابن الفجاءة ‪:‬‬
‫لقتلنك ‪ ,‬فقال ‪ :‬لمَ ذلك ؟ قال لخروج أخيك ‪ ,‬فقال ‪ :‬فإن معي كتاب أمير المؤمنين أن ل تأخذني‬
‫بذنب أخي ‪ ,‬قال ‪ :‬هاته ‪ ,‬فقال معي ما هو أوكد منه ‪ ,‬قال ‪ :‬ما هو ؟ فقال ‪ :‬كتاب ال عز وجل‬
‫خرَى{ ‪ ,‬فعجب منه وخلى سبيله ‪.‬‬
‫حيث يقول ‪َ } :‬ولَا َت ِزرُ وَازِ َرةٌ ِو ْزرَ أُ ْ‬
‫وروي أن غلما لقي الشاعر أبا العلء المعري ‪ ,‬فقال الغلم لبي العلء ‪ :‬من أنت يا شيخ ؟‬
‫فقال أبو العلء ‪ :‬شاعركم ‪ ,‬فقال الغلم ‪ :‬أنت القائل في شعرك ‪:‬‬
‫وإني إن كنت الخير زمانه ‪ ...‬لت بما لم تستطع الوائل‬
‫فقال أبو العلء ‪ :‬نعم ‪ ,‬فقال الغلم ‪ :‬يا عماه ‪ ,‬إن الوائل قد وضعوا ثمانية وعشرين حرفا‬
‫للهجاء ‪ ,‬فهل لك أن تزيد حرفا واحدا ؟ فصمت أبو العلء وأفحم ولم يستطع الجابة ‪.‬‬

‫يتبع‬

‫اسم الكتاب‪ :‬مقاومة المقاومة ( ‪ 30‬طريقة لريادة التغيير وترويض المقاومة)‬

‫تأليف ‪:‬د‪.‬علي الحمادي‬

‫* * * * *‬

You might also like