You are on page 1of 24

‫شراء المملوك من الحربي وهبته‬

‫صحيح البخاري البيوع‬


‫وعتقه‬
‫حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن‬
‫عائشة رضي الله عنها أنها قالت‬
‫اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلم فقال‬
‫سعد هذا يا رسول الله ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إلي‬
‫أنه ابنه انظر إلى شبهه وقال عبد بن زمعة هذا أخي يا رسول‬
‫الله ولد على فراش أبي من وليدته فنظر رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم إلى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة فقال هو لك يا‬
‫عبد بن زمعة الولد للفراش وللعاهر الحجر واحتجبي منه يا‬
‫سودة بنت زمعة فلم تره سودة قط‬

‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري‬

‫حديث عائشة في قصة ابن وليدة زمعة ‪ ,‬وقد تقدم قريبا ويأتي الكلم‬
‫عليه في الباب المحال عليه ثم ‪ ,‬وموضع الترجمة منه تقرير النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ملك زمعة للوليدة وإجراء أحكام الرق علي‬
‫‪http://hadith.al-‬‬
‫=‪islam.com/display/display.asp?doc=0&id=5758&searchtext‬‬
‫‪&searchtype=root‬الولد‪20%‬للفراش‪20%‬و‪20%‬للعاهر‪20%‬الحجر‬
‫‪&scope=0,1,2,3,4,5,6,7,8&offset=0&searchlevel=qbe‬‬
‫جريمة الزنى و استلحاق ولد الزنابأبيه من الزنى‬

‫جريمة الزنى و استلحاق ولد الزنابأبيه من الزنى‬


‫وثبوت ماترتب على هذا الستلحاق من امور كالنفقة والرث والولية‬
‫وأن يكون محرما لنساء ابيه‬
‫قد يزني رجل بامرأة مطاوعة له‪ ،‬وقد يغتصبها فتحمل من الزنا‪ ،‬ويقام‬
‫عليه أو عليهما حد الزاني غير المحصن‪ ،‬وقد يزني رجل بامرأة فيستر‬
‫الله عليهما‪ ،‬وتحمل المرأة من الزنا‪ ،‬فيتزوجها الزاني بها حال حملها‬
‫منه على القول بجواز هذا النكاح وصحته‪ ،‬وقد يتزوجها بعد ولدتها‪،‬‬
‫فإذا استلحق هذا الولد الذي خلق من مائه الحرام فهل يلحق به كما‬
‫يلحق به ولده من النكاح‪ ،‬فينسب إليه‪ ،‬ويلزم بالنفاق عليه‪ ،‬ويرثه‪،‬‬
‫ما لنسائه‪ ،‬أم ل؟ وهذا ما سأبيّنه في هذا‬ ‫ويكون وليًا عليه‪ ،‬ويكون محر ً‬
‫‪:‬المقال إن شاء الله عزوجل‬
‫شا لزوج أو سيد‪ ،‬وجاءت‬ ‫أجمع العلماء على أن الزانية إذا كانت فرا ً‬
‫بولد‪ ،‬ولم ينفه صاحب الفراش‪ ،‬فإنه ل يلحق بالزاني ولو استلحقه‪ ،‬ول‬
‫ينسب إليه‪ ،‬إنما ينسب لصاحب الفراش‪ ،‬قال ابن عبد البر‪« :‬وأجمعت‬
‫المة على ذلك نقل ً عن نبيها صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وجعل رسول الله‬
‫قا به على كل‬ ‫صلى الله عليه وسلم كل ولد يولد على فراش لرجل لح ً‬
‫حال‪ ،‬إل أن ينفيه بلعان على حكم اللعان‪ ...‬وأجمعت الجماعة من العلماء‬
‫أن الحرة فراش بالعقد عليها مع إمكان الوطء وإمكان الحمل‪ ،‬فإذا كان‬
‫عقد النكاح يمكن معه الوطء والحمل فالولد لصاحب الفراش‪ ،‬ل ينتفي‬
‫عنه أبدًا بدعوى غيره‪ ،‬ول بوجه من الوجوه إل باللعان»( )‪ ،‬وقال ابن‬
‫قدامة‪« :‬وأجمعوا على أنه إذا ولد على فراش رجل فادعاه آخر أنه ل‬
‫‪»( ).‬يلحقه‪ ،‬وإنما الخلف فيما إذا ولد على غير فراش‬
‫‪:‬مستند الجماع‬
‫‪:‬وقد استند هذا الجماع على أحاديث صحيحة صريحة منها‬
‫هد – ‪1‬‬ ‫ع ِ‬
‫ما روته عائشة رضي الله عنها قالت‪« :‬كان عتبة ابن أبي وقاص َ‬
‫إلى أخيه سعد بن أبي وقاص‪ :‬إن ابن وليدة زمعة مني‪ ،‬فاقبضه إليك‪،‬‬
‫ي فيه‪،‬‬ ‫هد إل ّ‬
‫ع ِ‬‫فلما كان عام الفتح أخذه سعد فقال‪ :‬ابن أخي قد كان َ‬
‫فقام عبد بن زمعة فقال‪ :‬أخي وابن أمة أبي‪ ،‬ولد على فراشه‪،‬‬
‫فتساوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال سعد‪ :‬يا رسول‬
‫ي فيه‪ ،‬فقال عبد بن زمعة‪ :‬أخي وابن وليدة‬ ‫هدَ إل ّ‬
‫ع ِ‬
‫الله! ابن أخي كان َ‬
‫أبي‪ ،‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬هو لك يا عبد بن زمعة‪،‬‬
‫الولد للفراش وللعاهر الحجر‪ ،‬ثم قال لسودة بنت زمعة‪ :‬احتجبي منه‪،‬‬
‫‪»( ).‬لما رأى من شبهه بعتبة‪ ،‬فما رآها حتى لقي الله‬
‫ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه – ‪2‬‬
‫‪»( ).‬وسلم قال‪« :‬الولد للفراش وللعاهر الحجر‬
‫ما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪« :‬قام رجل فقال‪ :‬يا – ‪3‬‬
‫ت بأمه في الجاهلية‪ ،‬فقال رسول الله‬ ‫هْر ُ‬‫عا َ‬
‫رسول الله‪ ،‬إن فلنًا ابني‪َ ،‬‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ :‬ل دعوة في السلم‪ ،‬ذهب أمر الجاهلية‪ ،‬الولد‬
‫‪»( ).‬للفراش‪ ،‬وللعاهر الحجر‬
‫وجه الستشهاد من هذه الحاديث‪ :‬أنها صريحة في أن من ولد على‬
‫فراش رجل فإنه يلحق به‪ ،‬ول يلحق بالزاني الذي يدعيه‪ ،‬وذلك أن أهل‬
‫الجاهلية كانوا يقتنون الماء‪ ،‬ويقررون عليهن الضرائب‪ ،‬فيكتسبن‬
‫بالفجور‪ ،‬فمن ادعاه من الزناة‪ ،‬واعترفت الم بأنه له ألحقوه به‪،‬‬
‫فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم حكم الجاهلية‪ ،‬وألحق الولد‬
‫‪( ).‬بالفراش‪ ،‬وجعل للعاهر الحجر‬
‫قال ابن حجر‪« :‬نقل عن الشافعي أنه قال‪ :‬لقوله «الولد للفراش»‬
‫‪:‬معنيان‪ :‬أحدهما‬
‫شرع له كاللعان انتفى عنه‪ ،‬والثاني‪ :‬إذا‬ ‫هو له مالم ينفه‪ ،‬فإذا نفاه بما ُ‬
‫تنازع رب الفراش والعاهر فالولد لرب الفراش» ثم قال‪« :‬وقوله‪:‬‬
‫هر بفتحتين‪ :‬الزنا‪،‬‬ ‫ع َ‬
‫«وللعاهر الحجر»‪ ،‬أي‪ :‬للزاني الخيبة والحرمان‪ ،‬وال َ‬
‫وقيل‪ :‬يختص بالليل‪ ،‬ومعنى الخيبة هنا‪ :‬حرمان الولد الذي يدعيه‪ ،‬وجرت‬
‫عادة العرب أن تقول لمن خاب‪ :‬له الحجر وبفيه الحجر والتراب‪ ،‬ونحو‬
‫ذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد بالحجر هنا أنه يرجم‪ .‬قال النووي‪ :‬وهو ضعيف‪ ،‬لن‬
‫ص بالمحصن‪ ،‬ولنه ل يلزم من رجمه نفي الولد‪ ،‬والخبر إنما‬ ‫الرجم مخت ّ‬
‫سيق لنفي الولد‪ ،‬وقال السبكي‪ :‬والول أشبه بمساق الحديث‪ ،‬لتعم‬
‫‪»( ).‬الخيبة كل زان‬
‫شا لزوج أو سيد‬ ‫‪:‬استلحاق الزاني ولده من الزنا إذا لم تكن أمه فرا ً‬
‫شا على‬ ‫اختلف العلماء في استلحاق ولد الزنا إذا لم تكن أمه فرا ً‬
‫‪:‬قولين‬
‫القول الول‪ :‬أن ولد الزنا يلحق بالزاني إذا استلحقه‪ ،‬ولم تكن أمه‬
‫شا لزوج أو سيد‪ ،‬وهذا مذهب عروة بن الزبير‪ ،‬وسليمان بن يسار( )‬ ‫فرا ً‬
‫ذكر عنهما أنهما قال‪« :‬أيما رجل أتى إلى غلم يزعم أنه ابن له‪ ،‬وأنه زنا‬
‫م أحدٌ فهو ابنه»( )‪ ،‬وهو قول لبي حنيفة‪ ،‬فقد‬ ‫بأمه‪ ،‬ولم يَدَّ ِ‬
‫ع ذلك الغل َ‬
‫سا إذا زنا الرجل‬ ‫روى علي بن عاصم عن أبي حنيفة أنه قال‪« :‬ل أرى بأ ً‬
‫بالمرأة فحملت منه أن يتزوجها مع حملها‪ ،‬ويستر عليها‪ ،‬والولد ولد‬
‫له»( )‪ ،‬وهو‬

‫قول الحسن البصري‪ ،‬وابن سيرين‪ ،‬والنخعي‪ ،‬وإسحاق ابن راهويه( )‪،‬‬
‫‪( ).‬وابن تيمية( )‪ ،‬وابن القيم‬
‫‪:‬أدلتهم‬
‫‪:‬استدلوا بالدلة التية‬
‫حديث جريج العابد في الصحيحين وغيرهما في القصة المشهورة‪1 – ،‬‬
‫وفيه‪«:‬أن بغيًّا راودته عن نفسه فامتنع‪ ،‬فأتت راعيًا فأمكنته من نفسها‪،‬‬
‫ما‪ ،‬فقالت‪ :‬هو من جريج‪ ،‬فأتوه فكسروا صومعته‪ ،‬وأنزلوه‪،‬‬‫فولدت غل ً‬
‫وسبوه‪ ،‬فتوضأ‪ ،‬وصلى‪ ،‬فدعا بالغلم‪ ،‬فغمز بإصبعه في بطنه وقال له‪:‬‬
‫‪( ).‬يا غلم‪ ،‬من أبوك؟ فقال الغلم‪ :‬فلن الراعي» الحديث‬
‫ووجه الستشهاد منه‪ :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حكى عن‬
‫جريج أنه نسب ابن الزنا للزاني‪ ،‬وصدَّق الله نسبته بما خرق له من‬
‫العادة في نطق الصبي‪ ،‬بالشهادة له بذلك‪ ،‬وأخبر بها النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم عن جريج في معرض المدح له‪ ،‬وإظهار كرامته‪ ،‬فكانت تلك‬
‫النسبة صحيحة بتصديق الله تعالى‪ ،‬وبإخبار النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫عن ذلك‪ ،‬فثبتت البنوة وأحكامها( )‪ ،‬قال ابن القيم‪« :‬وهذا إنطاق من‬
‫الله ل يمكن فيه الكذب»( )‪ ،‬فإذا استلحق الزاني ولده من الزنا لحق به‪،‬‬
‫وصار كالولد‬

‫‪.‬من النسب‬
‫حديث الملعنة بين هلل بن أمية وامرأته‪ ،‬وفيه قول النبي صلى – ‪2‬‬
‫ت به‪،‬‬ ‫الله عليه وسلم‪« :‬إن جاءت به على صفة كذا وكذا فهو للذي ُر ِ‬
‫مي َ ْ‬
‫أو على صفة كذا وكذا فهو لزوجها‪ ،‬وفي رواية‪ :‬فهو لهلل بن أمية‪،‬‬
‫فجاءت به على الوصف المكروه‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫‪»( ).‬وسلم‪ :‬لول اليمان لكان لي ولها شأن‬
‫ت به»‪ ،‬وفي رواية‪« :‬فهو‬ ‫مي َ ْ‬
‫وجه الستشهاد‪ :‬أن قوله‪« :‬فهو للذي ُر ِ‬
‫لفلن» يدل على أنها إن جاءت به على الصفة المكروهة فهو ابن‬
‫للزاني‪ ،‬لنه خلق من مائه‪ ،‬ولكن اليمان التي صدرت من أمه بإنكار‬
‫الزنا منعت من إلحاقه بأبيه من الزنا لو استلحقه‪ ،‬فنسب إلى أمه حين‬
‫انتفى منه زوجها باللعان( )‪ ،‬فدل ذلك على أن الرجل إذا استلحق ولده‬
‫شا لغيره فإنه يلحق به‪ ،‬لنه خلق من مائه‪،‬‬ ‫من الزنا وليست أمه فرا ً‬
‫‪.‬فهو له‬
‫أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يُليط( ) أولد الجاهلية بمن« ‪3 -‬‬
‫‪»( ).‬ادعاهم في السلم‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يلحق أولد‬
‫‪.‬الجاهلية بآبائهم من الزنا‬
‫قال ابن القاسم‪« :‬سمعت مالكًا يقول‪ :‬كان عمر بن الخطاب يليط أولد‬
‫أهل الجاهلية بآبائهم في الزنا‪ ،‬قال‪ :‬ولقد سمعت مالكًا يقول ذلك غير‬
‫مرة‪ ...‬قيل‪ :‬أرأيت كل من دعا‬
‫عمر لولدهم القافة في الذي ذكرت عن عمر أنه كان يليط أولد‬
‫الجاهلية بمن ادعاهم إنما كانوا أولد زنا كلهم؟ قال‪ :‬ل أدري أكلهم‬
‫كذلك أم ل؟ إل أن مالكًا ذكر لي ما أخبرتك أن عمر كان يليط أولد أهل‬
‫ما من أهل الحرب أسلموا‬ ‫الجاهلية بالباء في الزنا‪ .‬قلت‪ :‬فلو أن قو ً‬
‫أكنت تليط أولدهم بهم من الزنا وتدعو لهم القافة؟ قال‪ :‬ألم أسمع‬
‫من مالك فيه شيئًا‪ ،‬ولكن وجه ما جاء عن عمر بن الخطاب أن لو أسلم‬
‫أهل دار من أهل الحرب كان ينبغي أن يصنع بهم ذلك لن عمر قد‬
‫‪»( ).‬فعله‪ ،‬وهو رأيي‬
‫واعترض عليه‪ :‬بأن هذا في أولد الجاهلية‪ ،‬لن أكثر أهل الجاهلية كانوا‬
‫عا فل‬ ‫ما قاط ً‬ ‫كذلك‪ ،‬أما اليوم بعد أن أحكم الله شريعته وحرم الزنا تحري ً‬
‫‪( ).‬يلحق ولد الزنا بمدعيه‬
‫‪:‬ويجاب عن هذا العتراض من وجهين‬
‫الوجه الول‪ :‬أن عمر رضي الله عنه إنما ألحقهم بآبائهم من الزنا في‬
‫السلم بعد أن أحكم الله شريعته وحرم الزنا‪ ،‬ولو كان إلحاق ولد الزنا‬
‫‪...‬بأبيه ل يصح لما فعله عمر رضي الله عنه‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن ما ذكر قد يفيد أن أهل الجاهلية ل يأثمون بما فعلوا‬
‫من الزنا‪ ،‬لنهم كانوا من أهل الفترة‪ ،‬ولم تقم عليهم الحجة‪ ،‬فيعذرون‬
‫لجهلهم بحرمة الزنا‪ ،‬بخلف من فعل الزنا بعد السلم وقيام الحجة‬
‫عليه‪ ،‬ولكن هذا خارج عن محل النـزاع الذي نحن بصدده‪ ،‬فإن الكلم‬
‫عن إلحاق ولد الزنا بأبيه إذا استلحقه‪ ،‬وهذا حكم ل يختلف في جاهلية‬
‫ول إسلم‪ ،‬ول فرق فيه بين معذور وغيره‪...‬وارجوا من اخي احمد حربة‬
‫اليفهم هذه الثلث النقاط كماهي عادته بسوء ظن وليعلم انه جرت‬
‫عادتي هكذا ولمشاحة ابلصطلح وهذه طريقتي خاصة إذا تم الكلم‬
‫وكان مني والكاتب حربمايراه ولداعي للتفسيرات والتأويلت المنقصة‬
‫للعضاء‬
‫قياس الب من الزنا على الم الزانية‪ ،‬فإن الولد ناتج من زناهما – ‪4‬‬
‫عا‪ ،‬والب أحد الزانيين‪ ،‬فإذا كان يلحق بأمه عند جميع العلماء‪ ،‬لنه هي‬ ‫م ً‬
‫م ل يلحق بأبيه إذا استلحقه وأقر بأنه خلق من مائه؟‬ ‫التي ولدته‪ ،‬فل َ‬
‫حا‪ ...‬والقياس‬
‫قال ابن القيم‪« :‬وهذا المذهب كما تراه قوةً ووضو ً‬
‫الصحيح يقتضيه‬
‫فإن الب أحد الزانيين‪ ،‬وهو إذا كان يلحق بأمه‪ ،‬وينسب إليها‪ ،‬وترثه‬
‫ويرثها‪ ،‬ويثبت النسب بينه وبين أقارب أمه مع كونها زنت به‪ ،‬وقد وجد‬
‫الولد من ماء الزانيين‪ ،‬وقد اشتركا فيه‪ ،‬واتفقا على أنه ابنهما‪ ،‬فما‬
‫‪»( ).‬المانع من لحوقه بالب إذا لم يدعه غيره؟ فهذا محض القياس‬
‫قياس الزاني على الملعن‪ ،‬فإن الملعن إذا لعن زوجته‪ ،‬ثم أكذب – ‪5‬‬
‫نفسه‪ ،‬واستلحق ولده منها‪ ،‬فإنه يلحق به‪ ،‬بل لو انتفى منه بعد‬
‫استلحاقه له لم يقبل منه انتفاؤه‪ ،‬فكذلك الزاني إذا استلحق ولده من‬
‫‪( ).‬الزنا‬
‫جا‬
‫واعترض عليه‪ :‬بأن هذا قياس مع الفارق‪ ،‬لن الملعن كان زو ً‬
‫‪( ).‬وصاحب فراش‪ ،‬بخلف الزاني‬
‫أن الشارع يتشوف لحفظ النساب ورعاية الولد‪ ،‬والقيام عليهم – ‪6‬‬
‫بحسن التربية والعداد‪ ،‬وحمايتهم من التشرد والضياع‪ ،‬وفي نسبة ولد‬
‫صا أن الولد ل ذنب له‪ ،‬ول‬ ‫الزنا إلى أبيه تحقيق لهذه المصلحة‪ ،‬خصو ً‬
‫جناية حصلت منه‪ ،‬ولو نشأ من دون أب ينسب إليه ويعني بتربيته‬
‫والنفاق عليه لدى ذلك في الغالب إلى تشرده وضياعه وانحرافه‬
‫وفساده‪ ،‬وربما نشأ حاقدًا على مجتمعه‪ ،‬مؤذيًا له بأنواع الجرام‬
‫‪( ).‬والعدوان‬
‫القول الثاني‪ :‬أن ولد الزنا ل يلحق بالزاني إذا استلحقه‪ ،‬وإنما ينسب‬
‫‪( ).‬إلى أمه‪ ،‬وهو مذهب الئمة الربعة( )‪ ،‬والظاهرية‬

‫‪:‬أدلتهم‬
‫‪:‬استدلوا بالدلة التية‬
‫قول النبي صلى الله عليه وسلم‪« :‬الولد للفراش‪ ،‬وللعاهر – ‪1‬‬
‫‪»( ).‬الحجر‬
‫وجه الستشهاد‪ :‬أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الولد لصاحب‬
‫الفراش‪ ،‬ولم يلحقه بالزاني‪ ،‬فدل ذلك على أن الزاني إذا استلحلق‬
‫‪( ).‬ولده من الزنا لم يلحق به‬
‫قال ابن عبد البر‪« :‬فكانت دعوى سعد سبب البيان من الله عز وجل‬
‫على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في أن العاهر ل يلحق به في‬
‫‪»( ).‬السلم ولد يدعيه من الزنا‪ ،‬وأن الولد للفراش على كل حال‬
‫وقال أبو بكر الجصاص‪« :‬وقوله‪ « :‬الولد للفراش» قد اقتضى معنيين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬إثبات النسب لصاحب الفراش‪ ،‬والثاني‪ :‬أن من ل فراش له فل‬
‫نسب له‪ ،‬لن قوله «الولد» اسم للجنس‪ ،‬وكذلك قوله «الفراش» للجنس‪،‬‬
‫لدخول اللف واللم عليه‪ ،‬فلم يبق ولد إل وهو مراد بهذا الخبر‪ ،‬فكأنه‬
‫‪»( ).‬قال ل ولد إل للفراشي‬
‫واعترض عليه‪ :‬بأن هذا في استلحاق الزاني ولده من الزنا إذا ولدته أمه‬
‫في فراش زوج أو سيد‪ ،‬وهذا محل إجماع كما سبق‪ ،‬وإنما الخلف فيما‬
‫شا لزوج أو سيد‬‫‪( ).‬إذا لم تكن أمه فرا ً‬
‫ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله – ‪2‬‬
‫عليه وسلم‪« :‬ل مساعاة في السلم‪ ،‬من ساعي في الجاهلية فقد لحق‬
‫بعصبته‪ ،‬ومن ادعى ولدًا من غير رشدة( ) فل يرث‬

‫‪»( ).‬ول يورث‬


‫ووجه الستشهاد‪ :‬أن الشارع أبطل المساعاة – وهي الزنا – ولم يلحق‬
‫النسب بها‪ ،‬وعفا عما كان منها في الجاهلية ممن ألحق بها‪ ،‬قال في‬
‫«النهاية في غريب الثر»‪« :‬وكان الصمعي يجعلها في الماء دون‬
‫الحرائر‪ ،‬لنهن كن يسعين لمواليهن‪ ،‬فيكسبن لهم بضرائب كانت‬
‫عليهن‪ ،‬يقال‪ :‬ساعت المة إذا فجرت‪ ،‬وساعاها فلن‪ :‬إذا فجر بها‪ ،‬وهو‬
‫مفاعلة من السعي‪ ،‬كأن كل وحد منهما يسعى لصاحبه في حصول‬
‫غرضه‪ ،‬فأبطل السلم ذلك‪ ،‬ولم يلحق النسب بها‪ ،‬وعفا عما كان منها‬
‫‪»( ).‬في الجاهلية ممن ألحق بها‬
‫‪:‬واعترض عليه من وجهين‬
‫‪( ).‬الوجه الول‪ :‬أن الحديث ضعيف‪ ،‬فل تقوم به حجة‬
‫الوجه الثاني‪ :‬لو فرضنا صحته فيحمل على من ولد في فراش زوج أو‬
‫جا عن محل النـزاع‬
‫‪.‬سيد‪ ،‬فيكون خار ً‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن هذا خاص بالماء دون الحرائر‪ ،‬لن المساعاة معروفة‬
‫‪.‬فيهن دون الحرائر‪ ،‬كما سبق‬
‫ما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪« :‬إن النبي صلى الله – ‪3‬‬
‫عليه وسلم قضى أن كل مستلحق إن كان من أمة لم يملكها أو من حرة‬
‫عاهر بها فإنه ل يلحق به‪ ،‬ول يرث‪ ،‬وإن كان الذي يدعى له هو ادعاه‬
‫فهو ولد زنية من حرة كان أو أمة»‪ ،‬وفي رواية‪« :‬من ادعى ولدًا من أمة‬
‫ل يملكها أو من حرة عاهر بها‪ ،‬فإنه ل يلحق به ول يرث‪ ،‬وهو ولد زنا‬
‫‪»( ).‬لهل أمه من كانوا‬
‫وجه الستشهاد‪ :‬أن الحديث صريح في أن الزاني إذا استلحق ولد الزنا‬
‫‪( ).‬من حرة أو أمة‪ ،‬فإنه ل يلحق به ول يرثه‪ ،‬وإنما ينسب لمه‬
‫‪:‬واعترض على هذا الستدلل من وجهين‬
‫‪.‬الوجه الول‪ :‬أن في سنده مقالً‪ ،‬فل حجة فيه‬
‫ويجاب عن هذا العتراض‪ :‬بأن الحديث حسنه بعض العلماء‪ ،‬فيكون‬
‫حا للحتجاج به‪.‬وأرجوا من أخي أحمد حربة مشرف قسم المواضيع‬ ‫صال ً‬
‫السلمي كماهي عادته بتتبع مقالتي وبتتبع الخطآء واماكن ازلل‬
‫فيرد علي ويقول يااباعبدالله الهاشمي قلت ان العلماء حسنوا الحديث‬
‫فمن حسنه وفي أي كتاب حسنوه وماهي الدقيقة واللخظة التي‬
‫حسنوافيهاهذا الحديث وماهي الحجج على صحة تحسين هؤلء العلماء‬
‫لهذا الحديث ثم يقول وماأظنك إلنقلت البحث بأكمله من كتاب او‬
‫موقع او او او اولحظ اخي احمد كلمة او بدون همزة فضفها في‬
‫التعليق وايضا هل او كلمة حرف او كلمة ايضا ضفها بالتعليق‬
‫‪...‬وليعذرني القاريء على الطالة في هذه النقطة لن عادت مشرفنا‬
‫اصبحت تعقب مقالت الهاشمي اينما حل وارتحل؟؟؟؟‬
‫شا لزوج أو سيد‪،‬‬ ‫الوجه الثاني‪ :‬يحتمل أن المراد به أن تكون الزانية فرا ً‬
‫جا عن محل النـزاع‪ ،‬ومؤكدًا للحاديث التي استند عليها ما‬ ‫فيكون خار ً‬
‫‪.‬سبق من الجماع‬
‫أن إثبات النسب بالزنا فيه تسهيل لمر الزنا‪ ،‬وإشاعة للفاحشة بين –‪4‬‬
‫عا لمعنى الزجر عن‬ ‫المؤمنين( )‪ .‬قال السرخسي‪« :‬لن قطع النسب شر ً‬
‫‪»( ).‬الزنا‪ ،‬فإنه إذا علم أن ماءه يضيع بالزنا يتحرز عن فعل الزنا‬
‫‪:‬ويمكن أن يعترض عليه‬
‫بأن عدم إثبات النسب بالزنا في حال انعدام الفراش‪ ،‬فيه إضرار ظاهر‬
‫‪.‬بولد الزنا‪ ،‬حيث يبقى ل أب له ينتسب إليه‪ ،‬ويعنى به ويقوم عليه‬
‫‪( ).‬أنه ل يلحق به إذا لم يستلحقه‪ ،‬فلم يلحق به بحال – ‪5‬‬
‫ويمكن أن يعترض عليه‪ :‬بأن هذا قياس مع الفارق‪ ،‬لنه إذا لم يستلحقه‬
‫فإنه ل يقر بأنه ولده المخلوق من مائه‪ ،‬فل يلحق به‪ ،‬بخلف ما لو‬
‫‪.‬استلحقه‪ ،‬وأقر بأنه نتج من مائه‬
‫أنه يلزم على القول باستلحاق ولد الزنا أن الشخص إذا اعترف – ‪6‬‬
‫بزناه مع امرأة وولدت ولدًا أن هذا الولد يلحق بالزاني ولو لم يستلحقه‪،‬‬
‫‪( ).‬وهذا لم يقل به أحد‬
‫ويمكن أن يعترض عليه‪ :‬بأن هذا لزم ل يلزم‪ ،‬لن اعترافه بالزنا معها ل‬
‫يلزم منه إقراره بأن هذا الولد نتيجة زناه وأنه مخلوق من مائه‪ ،‬فقد‬
‫يكون من زان غيره‪ ،‬ولهذا لم يقل بهذا اللزم أحد‪ ،‬قال السرخسي‪:‬‬
‫«لن الزانية يأتيها غير واحد‪ ،‬ولو أثبتنا النسب بالزنا ربما يؤدي إلى‬
‫‪»( ).‬نسبة ولد إلى غير أبيه‪ ،‬وذلك حرام بالنص‬
‫وأرجوا من اخي احمد ان يلحظ جميع الوجه والعتراضات الواردة‬
‫سابقا والجابات عليهاليتسنى له اعداد ردا يليق بمكانته العلمية في‬
‫مهجره التي هي موطني الصلي حضرموت الحبيبة‬
‫‪:‬الترجيح‬
‫وبعد هذا العرض المفصل لدلة الفريقين‪ ،‬وما ورد على بعضها من‬
‫اعتراضات وإجابات يتبين – والعلم عند الله تعالى – ولانسب لنفسي‬
‫فضلًولعلماًوإنما أنا فقير إبن فقيرليس لي من بضاعة في هذه الدنيا‬
‫إل توفيق الله ومنه ورحمته التي ارجوها في الدنيا والخرةوقد بحث‬
‫هذه المسالةبأكملهاوتمامهاوترجيحهاوجميع تفاصيلهافي بحث مطول‬
‫له الدكتورعبدالعزيزالفوزان _ أقول يظهرويتبين والله اعز واعلى‬
‫واعلم رجحان القول الول‪ ،‬وهو لحوق ولد الزنابالزاني إذا استلحقه‬
‫شا لزوج أو سيد‪ ،‬وذلك للسباب‬ ‫أقول إذا ( استلحقه ) ‪ ،‬ولم تكن أمه فرا ً‬
‫‪:‬التية‬
‫‪.‬قوة أدلته‪ ،‬وضعف العتراضات الواردة عليها – ‪1‬‬
‫أن أدلة المخالفين ل تخلو من ضعف‪ ،‬إما في ثبوتها‪ ،‬وإما في – ‪2‬‬
‫دللتها‪ ،‬وأقوى ما استدلوا بها حديث عمرو بن شعيب‪ ،‬وفي إسناده‬
‫محمد بن راشد المكحولي‪ ،‬وسليمان بن موسى الدمشقي‪ ،‬وقد علمت‬
‫دّر ثبوت الحديث فإنه يحتمل أن يكون المراد به‬ ‫ما قيل فيهما‪ ،‬ولو ُ‬
‫ق ِ‬
‫شا لزوج أو سيد‪.‬أقول ولو‬ ‫استلحاق ولد الزنا في حال كون أمه فرا ً‬
‫دّرطبعا اقول هذه الكلمة على مذهبي الذين ادين الله به ولوغضب‬ ‫ُ‬
‫ق ِ‬
‫اخي وحبيبي طالب العلم المجتهد احمدحربة لن الحديث الضعيف‬
‫قديصح أقول قديصح ومن له إعتراض على عبارتي فليتفضل بالرد‬
‫ولكن بأدب وأحترام ينبيان عن شخصيته وحبه للعلم ل كمايفعل بعض‬
‫الحباب هداهم الله بالرسائل الخاصة والعامة ونحن لنستطيع ان نعمل‬
‫رسائل خاصة للسف لنه رفعني الى رتبة عضو مع مرتبة الشرف وله‬
‫جزيل الشكر والمتنان وارجوا المعذرة اخواني على الستطراد الذي‬
‫ليس مجاله في هذا الموضوع إنما الحاجة دعت للبيان‬
‫مل–‪3‬‬ ‫أن الب أحد الزانيين‪ ،‬فإذا كان يلحق بأمه عند جميع العلماء فل َ‬
‫يلحق بأبيه إذا استلحقه وأقر بأنه خلق من مائه؟‬
‫ً‬
‫أن في إلحاق ولد الزنا بأبيه من الزنا عند انعدام الفراش حفظا – ‪4‬‬
‫صا أنه ل ذنب‬ ‫لنسب هذا الولد‪ ،‬وحماية له من التشرد والنحراف‪ ،‬خصو ً‬
‫‪.‬له‪ ،‬فل ينبغي أن يعاقب بجريرة غيره‬
‫عا لهما على التوبة – ‪5‬‬ ‫أن في هذا القول ستًرا للزانيين‪ ،‬وتشجي ً‬
‫والستقامة‪ ،‬وحثًا للزاني على نكاح من زنا بها وإعفافها‪ ،‬وستر أهلها‬
‫وولدها‪ ،‬وفيه حل لمشكلة هؤلء الولد الناتجين من الزنا‪ ،‬فل يشعرون‬
‫بأنهم ولدوا في الحرام والظلم‪ ،‬ول يحسون بالقهر والظلم إثر ما وقع‬
‫عليهم‪ ،‬فينشأون مع إخوانهم من النكاح الصحيح نشأة صالحة‪،‬‬
‫وينتسبون إلى أسرة يهمهم سمعتها‪ ،‬والمحافظة على شرفها‬
‫‪.‬وكرامتها‬
‫أن هذه المشكلة موجودة بكثرة بين المسلمين الجدد‪ ،‬فيسلم أحدهم – ‪6‬‬
‫مع خليلته وهي حامل منه من الزنا‪ ،‬وهو يرغب نكاحها واستلحاق ولده‬
‫منها‪ ،‬وقد يكون له علقة محرمة بزوجته قبل أن يتزوجها‪ ،‬وله أولد‬
‫منها من الزنا‪ ،‬وأولد آخرون بعد نكاحها‪ ،‬فيقع في ورطة ل يحلها إل‬
‫‪.‬الستر عليه‪ ،‬وإلحاق أولده من الزنا به‬
‫كما إن في هذا القول ترغيبًا لمن يريد الدخول في السلم ممن ابتلي‬
‫بهذه البلية‪ ،‬ولو قيل لحدهم‪ :‬إن أولدك من الزنا الذين يعيشون في‬
‫عا – لربما صده ذلك عن الدخول‬ ‫كنفك وينتسبون إليك ل يلحقون بك شر ً‬
‫‪.‬في السلم‬
‫وكذلك لماهومشاهد كثيرا خاصة في هذه الونة الخيرة انه‬
‫عندماتكتشف جريمة زنى يسارع الب خوفا من العار بتزويج البنت من‬
‫الولدولاقول هذا الكلم اقرارا بالجريمة فالجريمة جريمة ثابتة لكن‬
‫الكلم عن مصير الولد فهل يقتل كمايتم في المجتمعات الجاهلة خوفا‬
‫‪ .‬من العار ام النسب والصلح الحاقه بايه وامه وان كان من زنى‬
‫طبعا الموضوع يتكلم من الناحية الشرعية لكن مانريده من الخوة‬
‫العضاء إثراء الموضوع قانونيالتتم الفائدة ولنعتبر المقال بداية حلقة‬
‫نقاشية‬
‫ارجوا من اخواني جميعا إثراء هذه المسالة بالبحث والتنقيب والنقاش‬
‫الجاد لمن اجل الترف العلمي او الجدل العقيم اوالنبزولمن اجل الرد‬
‫بذاته ولمن اجل التنقيب عن الخطاء فالخطأ وارد ومن ذا الذي ينسب‬
‫‪.‬لنفسه الكمال‬
‫والغبي الذي يظن نفسه هو الكامل‬
‫والذي هو اغبى من الغبي الذي يريد الخرين ان يفكروا من خلل فكره‬
‫ويعتبر كل موضوع اومشاركة تمر بغير نظرته او تقول بغير رايه انها‬
‫فكرة خاطئة وانه موضوع شابه التقصير والزلل وان فيه من الخطاء‬
‫مافيه وان الملء ضعيفا او او او‬
‫او ان لم يجدمايقوله يقول لعله نقله من مقال او موضوع او موقع ما‬
‫او اجتزأعباراته من كتاب اخر فياسبحان الله وكأن العبارات حيزت له‬
‫وكأن جمال اللفاظ إنما حيكت بأنامله ومن الغريب ان يأتي غيره‬
‫‪.‬بماهو اهل للقرآءة والتأمل‬
‫إلى اللقاء أحبابي واعذروني ولتتذكروا بالحب والخاء نلتقي في هذا‬
‫المنتدى وعلى الحب والخاء نتناقش وليعلم الجميع اننا اخوة ولنرفع‬
‫شعاراًواحد هوالحب والخاء فبهما نلتقي ونتحاور بالتي هي احسن‬
‫بعيداعن الشكوك وبعيدا عن اللمز بالمشاركين وبعيدا عن النظرات‬
‫السوداءوالقرآءة من أجل البحث عن أخطآء الخرين ولنعلم انه ينبغي‬
‫‪.‬النكون كالغربان لنحط ترحالنا إلعلى الجيف‬
‫ملحظة إخواني العضاء والقرآء أرجوا أن تعذروني من كثرة الهوامش‬
‫التي أظن انها لفآئدة في إيرادهاإل أن أخاكم مجبٌرلبطل لن أخي‬
‫وحبيبي أحمد الشاب اليافع والمشرف المجتهدعلى هذا القسم أمرني‬
‫وأنا أمتثل لمره لنه مشرف أن أقوم بوضع الهوامش أخر كل مقال‬
‫وقال لي بكل نصح واخوة ان المقال إذا كانت مراجعة إثنين أوثلثة‬
‫فيعتببرأنني نقلته أي سرقته وإذا كان أكثر من ثلثة فمافوق فهذا‬
‫يعتبر أنه مقال جيد ومن بنات افكارك بصراحة رايت ان هذا التفريق‬
‫غريب لكنني اتبعته لنه مشرف ويحق له توجيه العضاء أو حذف‬
‫مقالتهم أو إلغاء مشاركاتهم لكن المشكلة أني في مقال من المقالت‬
‫وضعت هوامشي كلها التي كنت اريد حذفها فوجدت رسالة منه تقول‬
‫انك يااباعبدالله الهاشمي سقت مراجعاًكثيرة في هامش موضوعك‬
‫ولأظنك تعرف واحداًمنها وهذا دليل انك نقلتها من بحث على شبكة‬
‫النترنت فياسبحان الله اخي احمد‬
‫المهم هآأناذا اعودُ واكتب مراجعي ؟؟؟ وارجوان تنال استحسان الخوة‬
‫الزوار والخوة العضاء وليهمني غيرهم‬
‫من مواضيع أحمدالسقاف‬
‫المهدي وتجليات الزمن القادم ‪0‬‬
‫الخوان السلمون وفكر التكفير ‪0‬‬
‫‪:‬الولية بالنكاح ‪0‬‬
‫أخلق السلم في الحروب ‪0‬‬
‫إرهاب الدولةإرهاب الدولة ‪0‬‬

‫الولد للفراش وللعاهر الحجر‬


‫‪:‬‬
‫جاء في الحديث النبوي الذي أخرجه المام مسلم أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬الولد للفراش وللعاهر الحجر "‬
‫وقال المام النووي ‪ :‬العاهر هو الزاني ‪ ،‬ومعنى " وللعاهر الحجر‬
‫" أي له الخيبة ول حق في الولد ‪ ،‬وعادة العرب أن تقول ‪ :‬له‬
‫‪ .‬الحجر ‪ ،‬يريدون بذلك ليس له إل الخيبة‬
‫‪ :‬ل يثبت نسب الولد من الزنى‬
‫وبناء على الحديث النبوي الشريف ‪ " :‬الولد للفراش وللعاهر‬
‫الحجر " فقال الفقهاء بعدم ثبوت نسب الولد من الزنى ‪ ،‬أي ل‬
‫‪ .‬يثبت نسبه من الواطئ الزاني ‪ ،‬ول يلحق به بذلك قال الفقهاء‬
‫‪ :‬من أقوال الفقهاء في عدم نسب الولد من الزنى‬
‫أولً ‪ :‬قال ابن حزم الظاهري ‪ " :‬نفى صلى الله عليه وسلم‬
‫أولد الزنى جملة بقوله عليه الصلة والسلم " وللعاهر الحجر "‬
‫فالعاهر ‪ -‬أي الزاني ‪ -‬عليه الحد فل يلحق به الولد ‪ ،‬والولد يلحق‬
‫بالمرأة إذا أتت به ‪ ،‬ول يلحق بالرجل ‪ ،‬ويرث أمه وترثه ‪ ،‬لنه‬
‫عليه الصلة والسلم ألحق الولد بالمرأة في اللعان ونفاه عن‬
‫" الرجل‬
‫ثانياً ‪ :‬ومن فقه المالكية ‪ " :‬إن ماء الزاني فاسد ‪ ،‬ولذا ل يلحق‬
‫‪ " .‬به الولد‬
‫ثالثاً ‪ :‬من فقه الحنفية ‪ " :‬أقر أنه زنى بامرأة حرة وأن هذا الولد‬
‫ابنه من الزنى وصدقته المرأة فإن النسب ل يثبت من واحد‬
‫منهما لقوله عليه الصلة والسلم ‪ " :‬الولد للفراش وللعاهر‬
‫الحجر " ول فراش للزاني ‪ ،‬وقد جعل رسول الله صلى الله عليه‬
‫ظ للعاهر من‬ ‫وسلم حظ الزاني الحجر فقط ‪ ،‬والمراد هنا أنه ل ح ّ‬
‫" … النسب‬
‫‪ :‬الولد من الزنى يلحق بالمرأة الزانية‬
‫والولد من الزنى ل يلحق بالرجل الزاني كما ذكرنا ‪ ،‬ولكن يلحق‬
‫بالمرأة الزانية التي ولدته إذا ثبت ولدتها له ‪ ،‬فقد جاء في "‬
‫المبسوط " للسرخسي ‪ " :‬أقَّر أنه زنى بامرأة حرة وإن هذا الولد‬
‫ابنه من الزنى وصدقته المرأة ‪ ،‬فغن النسب ل يثبت من واحد‬
‫لقوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الولد للفراش وللعاهر الحجر "‬
‫ول فراش للزاني … فإن شهدت القابلة ‪-‬أي شهدت بولدتها ‪-‬‬
‫ثبت بذلك نسب الولد من المرأة دون الرجل ‪ ،‬لن ثبوت النسب‬
‫منها بالولدة وذلك يظهر بشهادة القابلة ؛ لن انفصال الولد‬
‫" عنها معاين فلهذا ثبت النسب منها‬
‫‪ :‬زواج الزاني بمزنيته وأثره في نسب الولد‬
‫جاء في " الفتاوى الهندية " في فقه الحنفية ‪ " :‬ولو زنى بامرأة‬
‫فحملت ثم تزوجها فولدت ‪ ،‬إن جاءت به لستة أشهر فصاعداً‬
‫ثبت نسبه منه ‪ ،‬وإن جاءت به لقل من ستة أشهر لم يثبت نسبه‬
‫إل أن يدعيه ‪ -‬أي يدعي أن هذا الولد ابنه ‪ -‬ولم يقل أنه من‬
‫الزنى ‪ ،‬أما إن قال إنه مني من الزنى فل يثبت نسبه ول يرث‬
‫‪ " .‬منه‬
‫جاء في " المغني " لبن قدامة الحنبلي ‪ " :‬ولد الملعنة يلحق‬
‫الملعن إذا استلحقه ‪ ،‬وولد الزنى ل يلحق الزاني ‪ -‬أي ل يلحق‬
‫‪ .‬الزاني ولد الزنى إذا استلحقه ‪ -‬في قول الجمهور‬
‫والراجح أن ولد الزنى ل يثبت نسبه من الزاني سواء تزوج‬
‫بمزنيته وهي حامل فجاءت بولد لقل من ستة أشهر من وقت‬
‫عقد النكاح ‪ ،‬أو لم يتزوجها وجاءت بولد ‪ ،‬ولكن إذا استلحقه بأن‬
‫ادّعاه ولم يقل أنه ولده من الزنى ‪ ،‬فإنه يثبت نسبه في أحكام‬
‫الدنيا ‪ ،‬وكذلك لو تزوج بمزنيته وهي حامل منه من الزنى فجاءت‬
‫بولد لقل من أدنى مدّة الحمل وسكت أو ادّعاه ولم يقل إنه من‬
‫‪ .‬الزنى ‪ ،‬فإن نسبه يثبت في أحكام الدنيا‬

‫من كتاب المفصل في أحكام المرأة ‪ .‬ص ‪9/381‬‬

‫‪http://www.islamqa.com/index.php?ln=ara&qr=117‬‬

‫المغاز وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب‬ ‫صحيح‬


‫أخبرني عبد الله‬ ‫ي‬ ‫البخاري‬

‫حدثني عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن‬


‫الزبير عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير‬
‫أن عائشة قالت‬
‫كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد أن يقبض ابن وليدة‬
‫زمعة وقال عتبة إنه ابني فلما قدم رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم مكة في الفتح أخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة‬
‫فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه عبد بن‬
‫زمعة فقال سعد بن أبي وقاص هذا ابن أخي عهد إلي أنه ابنه قال‬
‫عبد بن زمعة يا رسول الله هذا أخي هذا ابن زمعة ولد على فراشه‬
‫فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا‬
‫أشبه الناس بعتبة بن أبي وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم هو لك هو أخوك يا عبد بن زمعة من أجل أنه ولد على فراشه‬
‫وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبي منه يا سودة لما‬
‫رأى من شبه عتبة بن أبي وقاص قال ابن شهاب قالت عائشة‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر‬

‫وقال ابن شهاب وكان أبو هريرة يصيح بذلك‬

‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري‬


‫حديث عائشة في قصة ابن وليدة زمعة ‪ ,‬وسيأتي شرحه في كتاب‬
‫الفرائض إن شاء الله تعالى ‪ .‬وفي آخره حديث أبي هريرة في معنى‬
‫قوله ‪ " :‬الولد للفراش " والغرض منه هنا الشارة إلى أن هذه القصة‬
‫‪ .‬وقعت في فتح مكة‬

‫) قوله ‪ ) :‬وقال الليث حدثني يونس‬


‫وصله الذهلي في " الزهريات " وساقه المصنف هنا على لفظ يونس ‪,‬‬
‫وأورده مقرونا بطريق مالك وفيه مخالفة شديدة له ‪ ,‬وسأبين ذلك عند‬
‫شرحه ‪ ,‬وقد عابه السماعيلي وقال ‪ :‬قرن بين روايتي مالك ويونس‬
‫‪ .‬مع شدة اختلفهما ‪ ,‬ولم يبين ذلك‬

‫) قوله ‪ ) :‬قال ابن شهاب قالت عائشة‬


‫كذا هنا ‪ ,‬وهذا القدر موصول في رواية مالك بذكر عروة فيه ‪ ,‬وفي‬
‫قوله ‪ " :‬هو أخوك يا عبد بن زمعة " رد لمن زعم أن قوله ‪ " :‬هو لك يا‬
‫‪ .‬عبد بن زمعة " أن اللم فيه للملك فقال ‪ :‬أي هو لك عبد‬

‫) قوله ‪ ) :‬وقال ابن شهاب وكان أبو هريرة يصيح بذلك‬


‫أي يعلن بهذا الحديث وهذا موصول إلى ابن شهاب ومنقطع بين ابن‬
‫شهاب وأبي هريرة ‪ ,‬وهو حديث مستقل أغفل المزي التنبيه عليه في‬
‫" الطراف " وقد أخرج مسلم والترمذي والنسائي من طريق سفيان‬
‫بن عيينة ومسلم أيضا من طريق معمر كلهما عن ابن شهاب عن‬
‫سعيد بن المسيب ‪ ,‬زاد معمر " وأبي سلمة بن عبد الرحمن كلهما عن‬
‫أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬الولد للفراش‬
‫وللعاهر الحجر " وفي رواية لمسلم عن ابن عيينة عن سعيد وأبي‬
‫سلمة معا ; وفي أخرى عن سعيد أو أبي سلمة ‪ .‬قال الدارقطني في "‬
‫العلل " ‪ :‬هو محفوظ لبن شهاب عنهما ‪ .‬قلت ‪ :‬وسيأتي في الفرائض‬
‫من وجه آخر عن أبي هريرة باختصار ‪ ,‬لكن من غير طريق ابن شهاب ‪,‬‬
‫فلعل هذا الختلف هو السبب في ترك إخراج البخاري لحديث أبي‬
‫‪ .‬هريرة من طريق ابن شهاب‬
‫‪http://hadith.al-‬‬
‫‪islam.com/display/display.asp?doc=0&id=42856&sear‬‬
‫‪&searc‬الولد‪20%‬للفراش‪20%‬و‪20%‬للعاهر‪20%‬الحجر=‪chtext‬‬
‫‪htype=root&scope=0,1,2,3,4,5,6,7,8&offset=0&searc‬‬
‫‪hlevel=qbe‬‬
‫إظهار التشكيل‬

‫القضاء بإلحاق الولد بأبيه‬ ‫القضية‬ ‫موطأ مالك‬

‫قال يحيى عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن‬


‫عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت‬
‫كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن ابن‬
‫وليدة زمعة مني فاقبضه إليك قالت فلما كان عام الفتح أخذه سعد‬
‫وقال ابن أخي قد كان عهد إلي فيه فقام إليه عبد بن زمعة فقال‬
‫أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقا إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فقال سعد يا رسول الله ابن أخي قد كان‬
‫عهد إلي فيه وقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ولد على‬
‫فراشه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد بن‬
‫زمعة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش‬
‫وللعاهر الحجر ثم قال لسودة بنت زمعة احتجبي منه لما رأى من‬
‫شبهه بعتبة بن أبي وقاص قالت فما رآها حتى لقي الله عز وجل‬
‫المنتقى شرح موطأ مالك‬
‫ش ( ‪ :‬قولها ‪ :‬إن عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي (‬
‫وقاص أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك على حسب ما كان يفعله‬
‫أهل الجاهلية فقد روي أن النكاح كان عندهم على أربعة أضرب ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬الستبضاع وهو أن يكون الرجل يعجبه نجابة الرجل ونبله‬
‫وتقدمه فيأمر من تكون له من حرة أو أمة أن تبيح نفسها له فإذا‬
‫حملت منه رجع هو إلى وطئها حرصا على نجابة الولد ‪ .‬والثاني ‪ :‬أن‬
‫تكون المرأة ل زوج لها يغشاها الجماعة من الرجال منفردين أو‬
‫مجتمعين فإذا استمر بها حمل دعتهم وقالت لحدهم هذا منك فيلزمه‬
‫ذلك ويلحق به ول يمكنه المتناع منه ‪ .‬والثالث ‪ :‬البغايا كن يجعلن‬
‫الرايات على مواضعهن فمن رأى تلك الراية علم أنه موضع بغي‬
‫فيتكرر عليها بذلك من شاء الله من الناس حتى إذا استمر بها حملها‬
‫قالت لبعضهم ‪ :‬هو منك ‪ ,‬فيلحق به ‪ .‬والرابع ‪ :‬النكاح الصحيح فأبطل‬
‫السلم الثلثة النواع المتقدمة وأثبت النكاح فلعل ما قال عتبة بن‬
‫أبي وقاص ‪ :‬ابن وليدة زمعة مني إنما أراد استلحاقه من أحد تلك‬
‫النواع الثلثة التي أبطلها السلم فلما أراد عتبة استلحاقه على هذا‬
‫الوجه ولم يقم له بينة من إقرارها لم يلحق به ‪ ,‬وأما من استلحق ولدا‬
‫فل يخلو أن ل يكون عرف له ملك أمة ول نكاحها أو قد تقدم له ذلك‬
‫فيها فإن لم يعرف له ملك أمة بنكاح ول بملك يمين فقد اختلف فيه‬
‫قول ابن القاسم فقال مرة يلحق ذلك به ما لم يتبين كذبه وإن لم يكن‬
‫له نسب معروف وبه قال مالك وقال ابن القاسم أيضا ل يلحق به حتى‬
‫يتقدم له على أمه نكاح أو ملك يجوز أن يكون منه ول يمنعه من ذلك‬
‫نسب معروف ‪ ,‬وبه قال سحنون ‪ .‬وجه القول الول أن السباب‬
‫موضوعة على الستلحاق وأكثرها ل يثبت إل بإقرار الب بالوطء أو‬
‫بأنه ولده فإذا لم يكن ثم نسب مانع لحق بمن استلحقه ‪ ,‬ووجه القول‬
‫الثاني أن النسب إنما يؤثر فيه الستلحاق إذا كان ثم نسب معروف من‬
‫ملك يمين أو نكاح فإذا لم يكن ثم سبب يقوي الدعوى وجب أن تبطل ;‬
‫لنه لو ثبت بمجرد الدعاوي لكثر تعرض الدعاوي في ذلك وفسدت‬
‫‪ .‬النساب‬
‫مسألة ( وأما إن ملك أمهم قبل ذلك [ ] فإن ادعاهم مع بقائهم في (‬
‫ملكه فل خلف في المذهب أنهم يلحقون به وفي كتاب ابن المواز عن‬
‫ابن القاسم فيمن بيده أمة لها ولد وعليه دين محيط بماله فاستلحق‬
‫الولد لحق به وتكون المة بذلك أم ولده ووجه ذلك أن سبب النسب‬
‫موجود مع عدم مستلحقه فيصح استلحاقه كما لو لم يكن عليه دين‬
‫ولم يمنع الدين الستلحاق ; لن الستلحاق معنى يثبت به النسب مع‬
‫عدم الدين فوجب أن يثبت به النسب مع الدين كالقرار بالوطء قبل‬
‫‪ .‬الولدة ثم ظهور الحمل‬
‫مسألة ( وأما إن كان قد باعه مع أمه ثم ادعى وهو معدم أنه ابنه [ ] (‬
‫منها فقد اختلف في ذلك قول مالك روى عنه أشهب أنه يصدق فيه‬
‫وفيها ويرد إليه ويتبع بالثمن دينا وبه قال أشهب وابن عبد الحكم‬
‫وروى عنه أشهب أيضا أنه يصدق في الولد ول يصدق في أمه ويرد إليه‬
‫الولد بحصته من الثمن وبه قال ابن القاسم وجه القول الول أن هذه‬
‫حالة تصدق في الولد فإنه يصدق في أمه كحالة السر ‪ ,‬ووجه القول‬
‫الثاني أن عدمه بالثمن تهمة في إرادته استرجاع المة دون ثمن‬
‫واستلحاقه الولد ل يقتضي ارتجاعه الم ‪ ,‬أل ترى أن ولد الملعنة‬
‫يستلحقه الملعن ول يقتضي ذلك ارتجاع أمه ; لن استلحاق الولد عرا‬
‫من التهمة لما جبل عليه الناس من نفي ما يشك فيه من النسب‬
‫‪ .‬فكيف بما يتيقن انتفاؤه والله أعلم وأحكم‬
‫مسألة ( فإن كان مليا وقد باعها ثم ادعاه [ ] فإنهما يردان إليه إل (‬
‫أن يتهم فيها بصبابة إليها فيصدق في الولد ول يصدق فيها حتى يسلم‬
‫من العدم والصبابة بها ‪ ,‬قال أصبغ ‪ :‬ل يتهم في غناه سواء باعها‬
‫بالولد أو ولدت عند المبتاع لما يولد لمثله ‪ .‬وجه قول ابن القاسم أن‬
‫كلفه بها تهمة يمنعه ردها فمنع من ذلك وصح استلحاقه للولد ; لنه‬
‫مقر له لحق النسب مع تعريه من التهمة ‪ .‬ووجه قول أصبغ أنه إذا صح‬
‫استلحاقه للولد لسبب ملك اليمين يضمن ذلك كون الم أم ولد له ول‬
‫تهمة مع الغني ; لنه يرد عوضها ‪ ,‬ولو قيل في هذا يرد الكثر من‬
‫‪ .‬الثمن أو القيمة يوم الستلحاق لما بعد والله أعلم وأحكم‬
‫مسألة ( وهذا ما لم يعتقهما المبتاع فإن أعتقهما ثم استلحق الولد (‬
‫البائع [ ] فقد قال ابن القاسم ل يصدق البائع فيهما ثم رجع فقال‬
‫يقبل قوله في الولد وحده ويثبت نسبه ‪ ,‬وجه القول الول أن الولء‬
‫نسب ثابت فل يرد بالستلحاق كما ل يرد نسب ثابت ‪ ,‬ووجه القول‬
‫الثاني أن النسب أقوى من الولء ; لن الولء مشبه به فالنسب يبطل‬
‫الولء ولو كانت المة إنما يثبت لها الولء في الوجهين لم يبطل الثاني‬
‫‪ .‬الول وكان الول أولى‬
‫مسألة ( فإذا قلنا ل يقبل قوله في المة فإن عتقها يثبت للمبتاع (‬
‫ويرجع باليمين على البائع ووجه ذلك أنه مقر لها بثمنها فكان عليه‬
‫أداؤه ول يقبلن على نقل الولء ; لنه ل يجوز ذلك فيه ; لن النبي‬
‫‪ .‬صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولء وهبته‬
‫مسألة ( وهذا كله ما لم يدعه المشتري ولدا فإن ادعاه فقد قال ابن (‬
‫القاسم المشتري أحق به ‪ ,‬ووجه ذلك أن اليد له وقد ضعفت دعوى‬
‫البائع بتكذيب نفسه ببيعه إياه فإنما يقبل قوله ما لم يدعه من هو‬
‫‪ .‬أقوى دعوى منه ممن لم يتقدم منه تكذيب دعواه‬
‫فصل ( وعتبة بن أبي وقاص إنما ادعى هذا الولد من جهة زنا في (‬
‫الجاهلية ومثل هذا كان يلحق به لو ادعاه بعد ما أسلم في السلم ما‬
‫لم يكن هناك سبب هو أولى من دعواه رواه عيسى عن ابن القاسم ‪,‬‬
‫وفي مسألة ولد زمعة قد كان هناك ما هو أقوى من الزنا وهو ادعاء‬
‫الفراش له فإن أمة زمعة ادعى ابن زمعة لها الفراش ومعناه وطء أبيه‬
‫لها ; لن المة تصير عندنا فراشا بالوطء أو بالقرار به ومعنى ذلك أن‬
‫من أقر بوطء أمته ثم ولدت ولدا ألحق به وإن لم يقر به ومات قبل‬
‫وضعه ويحتمل أن يكون ما ادعاه عتبة لم يثبت عنه وإنما كان في ذلك‬
‫‪ .‬مجرد دعوى سعد أخيه له ول يصح استلحاق العم ابن أخ‬
‫فصل ( وقوله فتساوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن (‬
‫كل واحد منهما ساق صاحبه لمنازعته له فيما ادعاه إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهما في دعواهما فأدلى سعد بحجته‬
‫فقال ‪ :‬ابن أخي قد كان عهد إلي فيه ولم يدع بينة على ذلك وإنما‬
‫ادعى أنه عهد إليه فيه ولم يمنعه من ذلك عبد بن زمعة ; لنه ل طريق‬
‫له إلى معرفة ذلك بل الظاهر صدق سعد ولكنه إنما أدلى بحجته أيضا‬
‫فقال ‪ :‬أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه ‪ ,‬فادعاه أخا ولم يدع بينة‬
‫على استلحاق أبيه له وإنما احتج بمجرد دعواه كما احتج بمجرد دعواه ‪,‬‬
‫فلما استوعب النبي صلى الله عليه وسلم حجة كل واحد منهما حكم‬
‫بينهما بالحق فقال ‪ :‬هو لك يا عبد بن زمعة ول يقتضي ذلك أنه ألحقه‬
‫بأبيه زمعة ; لنه لم يضفه إليه ول قال ‪ :‬هو ابن لزمعة وإنما أضافه‬
‫إلى عبد بن زمعة ; لنه ابن أمة أبيه ولو لم يدعه أخا لقضى له به عبدا‬
‫ولكنه قد أقر بحريته وأخوته فقيل له ‪ :‬أنت أعلم بما تدعيه فيما يخصك‬
‫ول يصلح استلحاق الرجل أخا قال أشهب في كتاب ابن سحنون ومن‬
‫استلحق أخا في بلد السلم لم يوارثه ول يستلحق الخ ‪ .‬وفي المدنية‬
‫من رواية عبد الرحمن بن دينار عن ابن كنانة فيمن شهد أن أباه كان‬
‫مقرا بوطء جارية فهلك عنها أبوه وهي حامل قال ل يقبل شهادته‬
‫وحده ول يرث معه في حظه وإنما هو عبد للورثة ‪ ,‬ولو شهد أن أباه‬
‫كان أقر بولد من امرأة حرة ورث معه في حظه خاصة ما لم يكن‬
‫سفيها مولى عليه قال عيسى وقاله ابن القاسم ومعنى ذلك أنه أقر‬
‫بحمل جارية فالولد عبد لجميع الورثة فل يرث شيئا من حظه ول حظ‬
‫غيره وإذا أقر أنه من حرة فهو حر فلذلك كان له حق في حظه ‪ ,‬وعبد‬
‫بن زمعة انفرد بميراث أبيه ; لنهما كانا كافرين وسودة أخته مسلمة‬
‫فلم يرثه ولم يذكر في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ورثه‬
‫وإنما أضافه إلى عبد إذ قد أقر بأنه أخوه وهو المنفرد بميراث أبيه فل‬
‫يحل له بيعه ول يثبت بذلك نسبه ; لن النسب إنما يلحق الب فل يلزمه‬
‫ذلك بقول عبد إل على وجه الشهادة عليه فيلزمه ذلك إذا كملت‬
‫الشهادة والله أعلم ‪ .‬وظاهر قوله هو لك يا عبد بن زمعة أنه ملكك‬
‫لكنك قد أقررت له بالحرية فأنت أعلم بقولك في ذلك فيما يخصك ‪,‬‬
‫وذلك لو أقر رجل بشيء في يده لصح أن يقال له ‪ :‬إنه لك بمعنى أنه‬
‫قد كان لك منعه فإذا أقررت به لغيرك فأنت وذاك ‪ ,‬وقال الطحاوي‬
‫معنى قوله هو لك أنه بيدك ل أنك تملكه ولكن يمنع منه غيرك وقال‬
‫الطبري هو لك عبد وهذا أيضا غير صحيح إن كان يريد به بعد القرار‬
‫وإن كان أراد به قبل القرار فهو على ما قدمناه وقال الشافعي معناه‬
‫هو لك أخ وأنه صلى الله عليه وسلم حكم به لزمعة وسيأتي ذكره بعد‬
‫‪ .‬إن شاء الله تعالى‬
‫مسألة ( وأما الجد فهل يصح استلحاقه في كتاب ابن سحنون عن (‬
‫مالك ل يصح ذلك إل من الب قال سحنون وما علمت بين الناس في‬
‫ذلك اختلفا وقال أشهب يستلحق الب والجد ‪ ,‬ووجه قول مالك وابن‬
‫القاسم ما قدمناه ولن كل ما ل يصح استلحاقه في حياة الب ل يصح‬
‫استلحاقه بعد موته كالخ ‪ ,‬ووجه قول أشهب أن النسب يلحق به فجاز‬
‫استلحاقه له كالب فالجد مختلف في استلحاقه والب متفق على صحة‬
‫استلحاقه وسائر القارب متفق على نفي استلحاقهم فل يستلحق عم‬
‫ول ابن عم ول أحد من القرابة غير من ذكرنا قاله مالك وابن القاسم‬
‫‪ .‬وجماعة العلماء‬
‫مسألة ( فإذا ثبت أنه ل يستلحق إل الب فمن أقر أن فلنا أخوه أو (‬
‫عمه أو ابن عمه أو موله فإنه يشارك في ميراث من قد توفي ممن‬
‫يوجب لهما ذلك القرار ميراثه وذلك مثل أن يموت رجل ويترك ولدا‬
‫فيقر ذلك الولد بآخر فإنه يرث معه أباه فيأخذ نصف ما ترك من المال‬
‫ولكن ل يثبت نسبه بذلك ‪ ,‬ولو ترك الميت ولدين فأقر أحدهما بثالث‬
‫فإنه يدفع إليه ما كان يستحقه مما بيده لو ثبت نسبه ول يدفع الخر‬
‫إليه شيئا إل أن يكون المقر له عدل فيحلف مع شهادته ويأخذ مما بيد‬
‫الخر حصته أيضا ولكن ل يثبت بذلك نسبه من الميت ‪ ,‬ولو أقرا له‬
‫جميعا بأنه أخ لهما وهما من أهل العدل لثبت نسبه بشهادتهما وهذا‬
‫كله قول مالك وجمهور أصحابه ووجه ذلك أنه من أقر له بالخوة فهو‬
‫مقر له بمال في يده فيقضى عليه بإقراره على نفسه ويقال له أنت‬
‫أعلم بذلك ول يقضى على الميت بإلحاق نسبه به ; لنه ل لحق به إل‬
‫‪ .‬بشهادة كاملة والله أعلم وأحكم‬
‫مسألة ( وأما من قال ‪ :‬فلن أخي أو عمي أو ابن عمي أو وارثي فل (‬
‫يخلو أن يكون ثم نسب معروف فإن كان ثم نسب معروف يخالف ما‬
‫أقر به فما ثبت بالبينة أولى من دعواه وإن لم يكن ثم نسب فمات‬
‫المقر فالذي عليه مالك وجمهور أصحابه أنه إن لم يكن للمقر وارث‬
‫مستحق لذلك فإن المقر له يرثه من باب القرار ول يثبت نسبه بذلك‬
‫وقاله أصبغ وسحنون ثم قال ل ميراث له ; لن المسلمين يرثونه ‪ ,‬وجه‬
‫القول الول قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هو لك‬
‫يا عبد بن زمعة وهذا يقتضي إضافته إليه على ما ادعاه وقد قلنا أن‬
‫نسبه ل يثبت بذلك فلم يبق أن يضيفه على شيء مما ادعاه إل أن‬
‫يثبت بينهما بذلك توارث على وجه ما وهو ما فضل عن ميراث من‬
‫يثبت نسبه ‪ .‬ووجه القول الثاني لسحنون ما احتج به ابنه وذلك أنه قال‬
‫إنما اختلف أصحابنا وأهل العراق في مثل هذا لختلفهم في أصل‬
‫المسألة ; لنهم قالوا أن من لم يكن له وارث معروف جاز له أن يوصي‬
‫بجميع ماله لمن أحب فلذلك جوزوا إقراره لمن ذكرنا من القرابة‬
‫وأصحابنا ل يجيزون له ذلك وإنما يجيزون له الثلث فقط وهذا الذي‬
‫قاله ابن سحنون غير بين ; لن القرار بالوارث ليس طريقه طريق‬
‫الوصية وإنما طريقه طريق القرار بالوارث وليس طريقه بالمال على‬
‫وجه ما فيصح إقراره بجميع ماله ما لم يكن يمنع من ذلك الوجه مانع‬
‫وهو أقوى منه كما لو أقر لرجل في مرضه بدين يستغرق جميع ماله‬
‫ثم يموت فإن ذلك يستحق جميع ماله بدينه ذلك ‪ ,‬ولو ثبت عليه دين‬
‫يستغرق جميع ماله لخذ جميع ماله وبطل إقراره لمن أقر له في‬
‫مرضه ومما يدل على أن هذا ليس طريقه طريق الوصية أنه ل اختلف‬
‫بين أصحابنا أنه ل تجوز الوصية بأكثر من الثلث وهم كلهم غير ابن‬
‫سحنون وأشهب يجعلون المال للمقر له بالنسب ‪ ,‬ومما يبين ذلك أيضا‬
‫أن سحنونا وسائر أصحابنا يقولون ‪ :‬من أقر بعد موت أبيه بأخ قاسمه‬
‫مال أبيه ول يثبت له بذلك نسب ‪ ,‬ولو كان هذا على وجه الوصية لما‬
‫‪ .‬أخذ شيئا منه إل بعد موت المقر على وجه الوصية والله أعلم وأحكم‬
‫فصل ( وقوله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر (‬
‫الفراش عند أصحابنا هي المة ; لنها تصير فراشا بإقرار السيد‬
‫بالوطء ومعنى ذلك أن الولد لصاحب الفراش قال القاضي أبو الوليد ‪:‬‬
‫ويحتمل عندي أن يكون المراد بالفراش ما يفترش وذلك أن الوطء‬
‫غالبا إنما يكون على شيء يفترش فيكون معناه والله أعلم أن السيد‬
‫إذا وطئ أمته فقد اتخذ لها فراشا ‪ ,‬وأن الولد منسوب إلى صاحب‬
‫الفراش وهو سيد المة التي جعل لها فراشا وهو أحق به من غيره ‪,‬‬
‫وقال أصحاب أبي حنيفة ‪ :‬معنى الفراش الزوج وما قالوه غير معروف‬
‫في اللغة وقد بينت ذلك في كتاب السراج ومعنى ذلك أن السيد إذا أقر‬
‫بوطء أمة فأتت بولد لمثل ما يولد منه بعد وقت القرار لحق به الولد‬
‫وبه قال الشافعي ومنع من ذلك أبو حنيفة وقوله صلى الله عليه‬
‫وسلم الولد للفراش عام في الحرة والمة فيحمل على عمومه إل ما‬
‫خصه الدليل ودليلنا من جهة القياس أن هذه حرمة تثبت بعقد النكاح‬
‫‪ .‬فثبتت بالوطء في ملك اليمين أصل ذلك حرمة المصاهرة‬
‫فصل ( وأما قوله صلى الله عليه وسلم وللعاهر الحجر فمعناه إذا (‬
‫ادعى ولد صاحب الفراش من أمة أو حرة ‪ ,‬وأما إن لم يدعه ففي‬
‫المدنية أن محمد بن عيسى سأل ابن كنانة عن قوم أسلموا بجماعتهم‬
‫وتحملوا إلى دار السلم فادعى بعضهم ولد زنية أيلحق به قال نعم‬
‫من حرة كان الولد أو من أمة إل أن يدعيه معه سيد المة أو زوج الحرة‬
‫فيكون أولى به ; لن النبي صلى الله عليه وسلم قال الولد للفراش‬
‫‪ .‬وللعاهر الحجر وقاله ابن القاسم‬
‫فصل ( وقوله صلى الله عليه وسلم وللعاهر الحجر العاهر هو الزاني (‬
‫‪ ,‬وقال عيسى ‪ :‬سئل سفيان بن عيينة عن ذلك فقال كان العهر في‬
‫أهل الجاهلية ظاهرا وهو الزنا ‪ ,‬وكان أهل الجاهلية يقولون الزنا ما‬
‫ظهر منه فهو آثم وما كان خفيا أو متخذة خدنا فل بأس به فأنزل الله‬
‫تبارك وتعالى قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن‬
‫وأنزل ول متخذات أخدان فلما جاء السلم كان من عهر بأمة يملكها‬
‫غيره أو حرة تزوجها غيره فالذي ولد على فراشه أحق به وقضى صلى‬
‫الله عليه وسلم بالحجر للعاهر على معنى والله أعلم يستحق بفعله‬
‫الرجم ل الولد وإن كان ل يرجم زاني المشركين لكنه صلى الله عليه‬
‫وسلم لم يخرج قوله ذلك على معنى الختصاص بأحكام المشركين بل‬
‫على سبيل العموم فلما قصد أن يثبت الزنا والعهارة أخبر عنه بأشد‬
‫أحكامه في الدنيا ; لن منهم من حكمه جلد مائة أو جلد خمسين وعلى‬
‫حسب ما تتنوع إليه الحكام في ذلك ويحتمل أن يريد بقوله وللعاهر‬
‫الحجر أنه ل شيء له من الولد ول يحصل له من ذلك الزنا غير طرده‬
‫‪ .‬بالحجارة‬
‫فصل ( وقوله ثم قال لسودة احتجبي منه معنى ذلك والله أعلم أنه (‬
‫لم يثبت نسبه وإنما أقر له عبد بالخوة ولم يكن بذلك أخا لسودة ول‬
‫يثبت بذلك نسب ول توارث ول حكم من أحكام الخوة فيكون بذلك من‬
‫ذوي محارمها ‪ ,‬وذلك لو توفي رجل وترك ابنا وبنتا فأقر البن بأخ من‬
‫أبيه لخذ من تركة الب ما يستحقه من حصة البن المقر ولم يأخذ مما‬
‫بيد الخت شيئا ول كان لها بذلك أخا ول ذا محرم فل يحل له أن يدخل‬
‫عليها ; لنه أجنبي منها حين لم يثبت نسبه من أبيها فعلى هذا جرى‬
‫حكم سودة مع الذي ادعاه أخوها والله أعلم ‪ ,‬وقال الكوفيون في قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم احتجبي منه يا سودة دليل على أنه جعل‬
‫للزنا حكما تحرم به رؤية المستلحق لخته سودة فقال لها احتجبي منه‬
‫يا سودة لما رأى من شبهه بعتبة فمنعها من أخيها في الحكم ; لنه‬
‫ليس بأخيها في غير الحكم ; لنه من زنا في الباطن إذ كان شبيها‬
‫بعتبة فجعله كالجنبي ل يراها بحكم الزنى وجعله أخا لها بحكم‬
‫الفراش قالوا وما حرمه الحلل فالزنى أشد تحريما له وهذا غير صحيح‬
‫لما قدمناه وهو عائد عليهم ; لن الحلل يؤيد التحريم في الخوة فكان‬
‫يجب أن يؤيده الزنا أكثر ويحرم النكاح وهذا مما ل خلف في إبطاله ‪.‬‬
‫وقال الشافعي ‪ :‬رؤية ابن زمعة لسودة مباح في الحكم ‪ ,‬ولكنه كرهه‬
‫وأمر بالتنزه عنه اختيارا ‪ .‬قال أصحابه ‪ :‬لما كان للزوج منع زوجته من‬
‫رؤية أخيها وهذا أيضا ليس بصحيح ; لنه لو كان مباحا لما نهاها عنه‬
‫وأمرها بقطع رحمه ‪ ,‬وقد أمر صلى الله عليه وسلم عائشة أن يدخل‬
‫عليها عمها من الرضاعة ‪ ,‬وقال لها ‪ :‬هو عمك فليلج عليك مع ما علم‬
‫من غيرته صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬وقال ‪ :‬أتعجبون من غيرة سعد لنا‬
‫أغير منه والله أغير منا ‪ ,‬ودخل على عائشة وعندها رجل فقال ‪ :‬من‬
‫هذا ؟ فقالت ‪ :‬أخي من الرضاعة ‪ ,‬فقال انظرن من إخوانكن فإنما‬
‫الرضاعة من المجاعة ومع ذلك فقد أمرها أن يلج عليها عمها من‬
‫الرضاعة والشبه ل تأثير له في النساب ‪ ,‬وقال أبو إبراهيم المزني ‪:‬‬
‫يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أجاب عن المسألة‬
‫فأعلمهم بالحكم أنه كذلك يكون إذا ادعى صاحب الفراش الولد‬
‫وصاحب زنى ل على أنه يلزم عتبة دعوى أخيه سعد ول يلزم زمعة‬
‫دعوى ابنه عبد وبين ذلك بقوله لسودة احتجبي منه وهذا أصح هذه‬
‫‪ .‬القوال وهو نحو ما ذهبنا إليه والله أعلم وأحكم‬
‫فصل ( وقول عائشة لما رأى من شبهه بعتبة تأول منها وقد تعلق (‬
‫بهذا سعد وقال ابن أخي عتبة نظر إلى شبهه بعتبة فلم يحكم له بذلك‬
‫ول رآه معنى موجبا لما ادعاه وقد يتشابه الناس ول تنتقل بذلك‬
‫أنسابهم عما استقرت عليه من النتساب إلى نسب معروف أو الجهالة‬
‫بالنسب والعدم لمن ينسب إليه وقد قال القاضي أبو محمد في معونته‬
‫العتبار بالشبه في إلحاق النسب واجب ولم يبين موضع الحكم بذلك‬
‫واحتج فيما ادعاه بحديث عائشة هذا ‪ .‬قال القاضي أبو الوليد رضى‬
‫الله عنه ‪ :‬وهو عندي دليل على المنع من ذلك بما قدمته واحتج بقوله‬
‫صلى الله عليه وسلم في قضية هلل بن أمية إن جاءت به على نعت‬
‫كذا فهو لشريك فجاءت به على النعت المكروه فقال ‪ :‬صلى الله عليه‬
‫وسلم لول ما مضى من كتاب الله عز وجل لكان لي ولها شأن وهذا‬
‫أيضا عندي حجة على المنع من ذلك ; لنه لم يحكم في شيء من ذلك‬
‫بالشبه بل أمضى المر على ما كان قبل الولدة من حكم اللعان الثابت‬
‫بكتاب الله عز وجل وظاهر قوله وقد يجوز أن يكون ما قالته عائشة‬
‫أكد معنى احتجاب سودة منه فأما أن يوجب ذلك فل كما لم يوجب ذلك‬
‫التشابه إلى عتبة وإنما تعلقت به عائشة على وجه الترجيح وتقوية‬
‫غلبة الظن والله أعلم ‪ ,‬ولذلك ترجح به عند تساوي السباب المثبتة‬
‫للنسب على وجه مخصوص من علم مختص به القافة ‪ ,‬ولو كان كل‬
‫شبه يثبت به النسب لما اختص بعلم ذلك القافة ولوجب أن يستدل به‬
‫على إثبات النساب ول يقصر على الترجيح دون الستدلل ‪ ,‬وقد قال‬
‫بعض أصحابنا ‪ :‬إن هذا من الحكم بالذرائع لما تأول في ذلك من أنه‬
‫حكم بالنسب لعبد وراعى التحريم في جنبة سودة فمنعه الدخول عليها‬
‫وهذا بعيد ; لن هذا أولى ليس من معنى الذرائع ‪ ,‬وقد فسرنا معنى‬
‫الذرائع في البيوع وإنما كان يكون لو صح ما تأوله من باب تغليب‬
‫الحظر على الباحة ‪ ,‬وهو وجه قد قال به كثير من العلماء وقالوا ‪ :‬إن‬
‫ذلك كالمة تكون بين الشريكين فإنه محرم على كل منهما وطؤها‬
‫تغليبا للحظر على الباحة وما قلناه أول أبين ‪ .‬ولو حكم بثبوت نسبه‬
‫من زمعة لحكم بإباحة دخوله على سودة ‪ ,‬أل ترى أن الرجل ينفي ولده‬
‫ويلعن فينتفي عنه ويحرم بذلك دخوله على بناته ثم يستلحقه فيلحق‬
‫‪ .‬به ويباح بذلك الدخول على بناته ؟‬
‫فصل ( وقوله فما رآها حتى لقي الله امتثال لمر النبي صلى الله (‬
‫عليه وسلم وانتهاء إلى حده وامتناعا مما منع منه ; لنه لم يثبت بينهما‬
‫أخوة ‪ ,‬ولو ماتت سودة لم يرثها لما حكم به في أمرهما إل أن يثبت‬
‫نسبه‬

‫‪http://hadith.al-‬‬
‫‪islam.com/display/display.asp?doc=7&id=50868&sear‬‬
‫‪&searc‬الولد‪20%‬للفراش‪20%‬و‪20%‬للعاهر‪20%‬الحجر=‪chtext‬‬
‫‪htype=root&scope=0,1,2,3,4,5,6,7,8&offset=0&searc‬‬
‫‪hlevel=qbe‬‬

You might also like