You are on page 1of 18

‫‪1 of 18‬‬

‫أسطورة نقط المصحف‬


‫بقلم‪ :‬محمد الحاج‬
‫عندما يقرأ المرء تاريخ نقط المصاحف فإن عملية أدلجة الروايات تعطي شعورا بالطمئنان بان تنقيط‬
‫المصحف كان نتيجة لتطور الكتابة بعد دخول السلم‪ ،‬لكن عند قراءة هذه الروايات وتحليلها والبحث في‬
‫المصادر التاريخية فإن هذا النطباع يزول وتظهر اشكاليات كبيرة‪.‬‬
‫وسوف أسرد الرواية المؤدلجة حول هذا الموضوع بإيجاز‪:‬‬
‫تذهب الروايات الى أن اللحن في قراءة القرءان انتشر بانتشار السلم ودخول العاجم في الدين الجديد‪ ،‬فقام‬
‫زياد بن أبيه بطلب حل هذه المشكلة من أبي السود الدؤلي‪ ،‬فقام الخير بنقط المصحف “إضافة الضمة‬
‫والكسرة والفتحة والتنوين “ إلى أواخر الكلمات‪ ،‬ثم قام نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر بإعجام‬
‫الكلمات”وضع النقاط على الحروف المتشابهة للتمييز بينها” ثم تابع الخليل بن أحمد الفراهيدي بوضع‬
‫الشكل النهائي لتشكيل المصحف ‪.‬‬
‫هذه هي الرواية بايجاز ويدعم ذلك المخطوطات الموجودة ونسخ المصاحف المكتوبة بدون نقط وإعجام‪،‬‬
‫ولكن هل هذا كل شيء وهل القضية واضحة الى هذا الحد في كتب التاريخ‪ ،‬في هذا البحث القصير سأتناول‬
‫الموضوع في جزئين ‪ ،‬الجزء الول مناقشة الروايات المؤرخة لهذه الحادثة‪ ،‬وفي الجزء الثاني سأتعرض‬
‫للنقوش والمخطوطات المكتشفة‪.‬‬
‫إن التضارب في الروايات التاريخية حول تاريخ نقط المصحف ونسبتها إلى عدة أشخاص أمر واضح وجلي‬
‫في كتب التاريخ‪ ،‬فنجد أن تناول الموضوع كان بأسلوب سردي بعيد جدا عن مناقشة هذه الروايات‪ ،‬ولن‬
‫ادخل في مناقشة أسانيد هذه الروايات لن مشكلة علم الرجال مشكلة كبيرة والراء فيها متعددة‪ ،‬لذلك سيتم‬
‫في هذا الجزء مناقشة الروايات نفسها دون التعرض للسانيد‪،‬‬
‫روايات أبي السود الدؤلي‬
‫قد وردت بعدة صيغ ‪،‬‬
‫احدها أن زياد هو من طلب ذلك من أبي السود ولم يجبه ال بعد حين‪:‬‬
‫“وذلك ما حدثناه محمد بن أحمد بن علي البغدادي قال ثنا محمد بن القاسم النباري قال ثنا ابي قال حدثنا أبو‬
‫عكرمة قال قال العتبي كتب معاوية رضي ال عنه إلى زياد يطلب عبيد ال ابنه فلما قدم عليه كلمه فوجده‬
‫يلحن فرده إلى زياد وكتب إليه كتابا يلومه فيه ويقول أمثل عبيد ال يضيع فبعث زياد إلى ابي السود فقال يا‬
‫أبا السود إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسن العرب فلو وضعت شيئا يصلح به الناس كلمهم‬
‫ويعربون به كتاب ال تعالى فأبى ذلك أبو السود وكره إجابة زياد إلى ما سأل فوجه زياد رجل فقال له اقعد‬
‫في طريق أبي السود فإذا مر بك فاقرأ شيئا من القرآن وتعمد اللحن فيه ففعل ذلك فلما مر به أبو السود رفع‬
‫الرجل صوته فقال إن ال بريء من المشركين ورسوله فاستعظم ذلك أبو السود وقال عز وجه ال أن يبرأ‬
‫من رسوله ثم رجع الى زياد‪ ”....................... .‬نقط المصاحف ج‪ 1 :‬ص‪3 :‬‬
‫وأخرى تقول أن أبا السود هو من طلب ذلك من زياد ولم يوافق ال بعد حين‪:‬‬
‫‪ -‬قال أبو عبيدة أخذ أبو السود عن علي العربية فسمع قارئا يقرأ أن ال بريء من المشركين ورسوله فقال‬
‫ما ظننت أن أمر الناس قد صار إلى هذا فقال لزياد المير ابغني كاتبا لقنا فأتى به فقال له أبو السود إذا‬
‫رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطه أعله وإذا رأيتني قد ضممت فمي فانقط نقطه بين يدي الحرف وإن‬
‫كسرت فانقط نقطة تحت الحرف فإذا أتبعت شيئا من ذلك غنة فاجعل مكان النقطة نقطتين فهذا نقط أبي‬
‫السود ‪ .‬سير أعلم النبلء ج‪ 4 :‬ص‪83 :‬‬
‫‪ -‬قال عمر بن شبة وحدثنا حيان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عاصم قال أول من وضع‬
‫العربية أبو السود الدؤلي فجاء إلى زياد بالبصرة فقال إني أرى العرب خالطت العاجم فتغيرت ألسنتهم‬
‫أفتأذن لي أن أضع للعرب كلما يعرفون به ويقيمون كلمهم قال ل قال فجاء رجل إلى زياد فقال أصلح ال‬
‫المير توفي أبانا وترك فقال ادع لي أبا السود فقال ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم ‪ .‬المنتظم “حتى‬
‫‪257‬هـ” ج‪ 6 :‬ص‪ 98 :‬وسير أعلك النبلء ج‪4:‬ص ‪84‬‬
‫‪2 of 18‬‬

‫ليقف المر هنا حيث تذكر كتب التاريخ روايات أخرى تشير الى ان ذلك فعله أبو السود بايعاز من المام‬
‫علي حيث كان أستاذه في هذا العلم‪:‬‬
‫فقد ذكر ابن خلدون في مقدمته‪:‬‬
‫“وأول من كتب فيها أبو السود الدؤلي من بني كنانة ويقال بإشارة علي رضي ال عنه لنه رأى تغير الملكة‬
‫فأشار عليه بحفظها ففزع إلى ضبطها بالقوانين الحاضرة المستقرأة ثم كتب فيها الناس من بعده إلى أن‬
‫انتهت إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي أيام الرشيد أحوج ما كان الناس إليها لذهاب تلك الملكة من العرب”‬
‫راجع ايضا شذرات الذهب في تأريخه لسنة ست وستين”تاريخ وفاة أبي السود الدؤلي” وكذلك تاريخ دمشق‬
‫ج ‪-37‬ص ‪123‬‬
‫‪-‬وقيل‪ :‬إنه أخذ النحو عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه‪ .‬وكان ل يُخرج شيئ ًا أخذه عنه إلى أحد حتى بعث‬
‫إليه زياد‪“ :‬أن اعمل شيئاً يكون للناس إماماً‪ ،‬ويُعرف به كتاب ال” فاستعفاه من ذلك إلى أن حصلت حادثة‬
‫اللحن في الية فعمل النقط‪“ .‬الفرسهت ص ‪.“59‬‬
‫‪ -‬عن أبي السود قال دخلت على علي فرأيته مطوقا فقلت فيم تتفكر يا أمير المؤمنين قال سمعت ببلدكم لحنا‬
‫فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية فقلت إن فعلت هذا أحييتنا فأتيته بعد أيام فألقى إلي صحيفة فيها الكلم‬
‫كله اسم وفعل وحرف فالسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى والحرف وما أبأ عن معنى‬
‫ليس باسم ول فعل ثم قال لي زده وتتبعه فجمعت أشياء ثم عرضتها عليه “سير أعلم النبلء ج‪4:‬ص ‪“84‬‬
‫بالضافة إلى اخبار تذكر القصة برواية أخرى‪:‬‬
‫قال المبرد حدثنا المازني قال السبب الذي وضعت له أبواب النحو أن بنت أبي السود قالت له ما أشد الحر‬
‫فقال الحصباء بالرمضاء قالت إنما تعجبت من شدته فقال أوقد لحن الناس فأخبر بذلك عليا رضي ال عنه‬
‫فأعطاه أصول بنى منها وعمل بعده عليها وهو أول من نقط المصاحف‪ .‬سير أعلم النبلء ج‪ 4 :‬ص‪83 :‬‬
‫الروايات التي تنسب النقط لنصر بن عاصم ويحيى بن يعمر‪:‬‬
‫‪-‬أخبرنا يونس بن عبدال قال نا محمد بن يحيى قال نا أحمد بن خالد قال نا علي بن عبد العزيز قال نا القاسم‬
‫بن سلم قال نا حجاج عن هارون عن محمد بن بشر عن يحيى بن يعمر وكان أول من نقط المصاحف أخبرنا‬
‫عبد بن أحمد بن محمد في كتابه قال نا احمد بن عبدان قال نا محمد بن سهل قال نا محمد بن إسماعيل قال‬
‫قال حسين بن الوليد عن هارون بن موسى أول من نقط المصحف يحيى بن يعمر‪ ،‬نقط المصاحف ج‪ 1 :‬ص‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-‬أخبرت عن أبي بكر محمد بن محمد بن الفضل التستري قال نا محمد بن سهل بن عبد الجبار قال نا أبو حاتم‬
‫قال قرأ يعقوب على سلم أبي المنذر وقرأ سلم على أبي عمرو وقرأ أبو عمر على عبد ال بن ابي إسحاق‬
‫الحضرمي وعلى نصر بن عاصم الليثي ونصر أول من نقط المصاحف وعشرها وخمسها قال أبو عمرو‬
‫يحتمل أن يكون يحيى ونصر أول من نقطاها للناس بالبصرة وأخذا ذلك عن أبي السود إذ كان السابق إلى‬
‫ذلك والمبتدئ به‪ ،‬نقط المصاحف ج‪ 1 :‬ص‪6 :‬‬
‫‪-‬يحيى بن يعمر الفقيه العلمة المقرئ أبو سليمان العدواني البصري قاضي مرو ويكنى أبا عدي وقيل إنه‬
‫كان أول من نقط المصاحف وذلك قبل أن يوجد تشكيل الكتابة بمدة طويلة وكان ذا لسن وفصاحة أخذ ذلك عن‬
‫أبي السود سير أعلم النبلء ج‪ 4 :‬ص‪441 :‬‬
‫‪-‬نصر بن عاصم بن أبي سعيد الليثي ويقال الدؤلي المقرىء النحوي البصري أخذ القراءة عن أبي السود‬
‫الدؤلي والنحو واللغة عن يحيى بن يعمر وهو أول من وضع العربية روى عنه القراءة أبو عمرو بن العلء‬
‫وعبدال بن أبي إسحاق الحضرمي وسمع منه قتادة وهو أول من نقط المصاحف ‪ .‬البلغة ج‪ 1 :‬ص‪232 :‬‬
‫وللخروج من هذا التعارض هناك راي آخر أن نصر وعاصم قاما بتنقيط الحروف”العجام” بينما ماقام به أبو‬
‫السود هو اعراب الكلمات‪ ،‬طبعا ليوجد أي دليل على ذلك لن جميع الروايات تتحدذ عن النقط “مايعرف‬
‫اليوم بتشكيل الكلمات” أما العجام فلينسب الى الدؤلي أو نصر أو يحيى‪ ،‬وهذه الرواية في وفيات العيان‬
‫تخبرنا أن فعل عاصم كان النقط وليس العجام‪:‬‬
‫‪3 of 18‬‬

‫وحكى أبو أحمد العسكري في كتاب التصحيف أن الناس غبروا يقرؤون في مصحف عثمان بن عفان رضي‬
‫ال عنه نيفا وأربعين سنة إلى إيام عبد الملك بن مروان ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق ففزع الحجاج بن‬
‫يوسف الثقفي إلى كتابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علمات فيقال إن نصر بن عاصم قام‬
‫بذلك فوضع النقط أفرادا وأزواجا وخالف بين أماكنها فغبر الناس بذلك زمانا ل يكتبون إل منقوطا فكان مع‬
‫استعمال النقط أيضا يقع التصحيف فأحدثوا العجام “وفيات العيان ج‪ 2 :‬ص‪“32 :‬‬
‫ولنا أن نتخيل شكل الكلمات بعد أن تمتلئ بالنقط أعلها وأسفلها “نقط العراب ونقط الحروف” حيث أن‬
‫الروايات تذكر أن النقط هو الذي كان مستخدما لعراب الكلمات‪ ،‬تقول الرواية أن ابا السود طلب من الكاتب‬
‫مايلي‪:‬‬
‫•“فقال له أبو السود‪ :‬إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة أعله‪ ،‬وإذا رأيتني قد ضممت فمي‬
‫فانقط نقطة بين يدي الحرف‪ ،‬وإن كسرت فانقط نقطة تحت الحرف‪ ،‬فإذا أتبعت شيئاً من ذلك غنة فاجعل‬
‫مكان النقطة نقطتين»‪“ .‬سير أعلم النبلء ‪.“4/83‬‬
‫•ونضيف إلى القراء دعوى أخرى تنسب النقط إلى الصحابة‪ :‬حدثنا فارس بن أحمد قال ثنا احمد بن محمد‬
‫قال حدثنا أبو بكر الرازي قال ثنا أبو العباس المقرئ قال حدثنا احمد بن يزيد قال ثنا العباس بن الوليد‬
‫قال ثنا فديك من أهل قيسارية قال حدثنا الوزاعي قال سمعت قتادة يقول بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم‬
‫عشروا قال أبو عمرو هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين رضوان ال عليهم هم المبتدئون بالنقط‬
‫ورسم الخموس والعشور لن حكاية قتادة ل تكون ل عنهم إذ هو من التابعين وقوله بدؤوا الى آخره دليل‬
‫على أن ذلك كان عن اتفاق من جماعتهم”نقط المصاحف ج‪ 1 :‬ص‪“1 :‬‬
‫فإذا عرفنا أن نصر وعاصم والدؤلي كانوا معاصرين لبعضهم البعض وأن ذلك حدث في ولية زياد بن أبيه‬
‫مابين عامي ‪ 44‬هجرية وعام ‪ 53‬هجرية تاريخ وفاته‪ ،‬فإن رواية قتادة تذكر أن النقط كان سابقا عليهم فهل‬
‫هو “نقط العجام”‪،‬‬
‫•ويعضد هذه الرواية خبر آخر‪ :‬حدثنا خلف بن إبراهيم قال نا احمد بن محمد المكي قال نا علي بن عبد‬
‫العزيز قال نا القاسم بن سلم قال نا إسحاق الزرق عن سفيان عن سلمة ابن كهيل عن أبي الزعراء عن‬
‫عبد ال قال جردوا القرآن ول تخلطوه بشيء ‪--‬نقط المصاحف ج‪ 1 :‬ص‪1 :‬‬
‫فإذا علمنا أن عبد ال بن مسعود توفي عام ‪ 32‬هجرية‪ ،‬فهذاالتاريخ سابق على فعل الدؤلي أو نصر أو عاصم‬
‫وفي الخبر نهي من ابن مسعود عن خلط القرءان بشيء‪ ،‬وتذكر هذه الرواية في سياق الحديث عن نقط‬
‫المصاحف في كتب التأريخ‪،‬‬
‫الخلصة في هذه الروايات أن نقط العراب ينسب الى أبي السود الدؤلي بروايات متعددة ومختلفة وأصلحه‬
‫فيما بعد الخليل بن أحمد الفراهيدي ‪ ،‬وروايات تنسب ذلك الى نصر وعاصم ‪ ،‬وليوجد أي رواية توضح فيما‬
‫إذا كان نصر أو عاصم هم من قاموا بالعجام”تمييز الحرف”‪ ،‬واخرى تنسب ذلك إلى الصحابة‬
‫اما الروايات التي تنسب التنقيط الى ما قبل السلم فهي كالتالي‪:‬‬
‫•روي أن ابن عباس قال‪« :‬أول من كتب بالعربية ثلثة رجال من بولن‪ ،‬وهي قبيلة سكنوا النبار‪ .‬وأنهم‬
‫اجتمعوا فوضعوا حروفًا مقطعة وموصولة‪ .‬وهم مرار بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫مروة وجدلة‪ .‬فأما مرامر فوضع الصور‪ ،‬وأما أسلم ففصل ووصل‪ ،‬وأما عامر فوضع العجام‪ .‬وسئل أهل‬
‫الحيرة‪ :‬ممن أخذتم العربي؟ فقالوا‪ :‬من أهل النبار» الفهرست ص ‪“7 - 6‬‬
‫•قال ابو عمرو النقط عند العرب إعجام الحروف في سمتها وقد روى عن هشام الكلبي انه قال اسلم بن‬
‫خدرة اول من وضع العجام والنقط “نقط المصاحف ج‪ 1 :‬ص‪“14 :‬‬
‫•“حدثني عباس بن هشام بن محمد السائب الكلبي عن أبيه عن جده‪ ،‬وعن الشرقي بن القطامي‪ .‬قال‪:‬‬
‫اجتمع ثلثة نفر من طيء ببقة‪ ،‬وهم مرامر بن مرة‪ ،‬وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة‪ ،‬فوضعوا الخط‪،‬‬
‫وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية فتعلمه منهم قوم من أهل النبار‪ ،‬ثم تعلمه أهل الحيرة من‬
‫أهل النبار‪“”،‬فتوح البلدان ج ‪ 1‬ص ‪“737‬‬
‫‪4 of 18‬‬

‫•قيل لبي سفيان ممن أخذ أبوك الكتابة قال من ابن سدرة وأخبره أنه أخذها من واضعها مرامر بن مرة‬
‫قال وكانت لحمير كتابة تسمى المسند حروفها منفصلة غير متصلة وكانوا يمنعون العامة من تعلمها فلما‬
‫جاء السلم لم يكن بجميع اليمن من يقرأ ويكتب قلت هذا فيه نظر فقد كان بها خلق من أحبار اليهود‬
‫يكتبون بالعبراني‪ .‬سير أعلم النبلء ج‪ 17 :‬ص‪319 :‬‬
‫•‪-‬قال له أسلم بن سدرة وسأله ممن اقتبستها فقال من واضعها رجل يقال له مرامر بن مروة وهو رجل‬
‫من أهل النبار فاصل الكتابة في العرب من النبار وقال الهيثم بن عدي وقد كان لحمير كتابة يسمونها‬
‫المسند وهي حروف متصلة غير منفصلة ‪-‬لبداية والنهاية ج‪ 12 :‬ص‪ 15 :‬وايضا وفيات العيان ج‪3:‬‬
‫ص ‪344‬‬
‫•فقال من واضعها مرامر بن مرة فحدوث هذه الكتابة قبل السلم بقليل وكان لحمير كتابة تسمى المسند‬
‫وحروفها منفصلة غير متصلة وكانوا يمنعون العامة من تعلمها وفيات العيان ج‪ 3 :‬ص‪344 :‬‬
‫نتيجة‪:‬‬
‫ل توجد رواية واحدة صريحة وواضحة تنسب إعجام المصحف إلى مرحلةما بعد السلم ‪،‬‬
‫وأما نقط المصحف”الشكل” فهناك خلف حول الشخص الذي قام بذلك‪ ،‬والمرحلة التي تم فيها النقط‬
‫والعجام “قبل السلم أم بعد السلم ‪ ،‬في جيل الصحابة أم التابعين”‬
‫ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ‪ :‬إذا كانت القوام البدائية تميز بين الشياء برسوم مختلفة‪ ،‬فكيف قام العرب‬
‫بوضع شكل واحد لعدد من الصوات؟؟‬
‫حرف ج –ح –خ تكتب على شكل واحد وكذلك الدال والذال وكذلك التاء والثاء والباء ‪ ،‬والحاء والخاء والجيم‬
‫والراء والزاي والصاد والضاد ‪ ،‬والطاء والظاء ‪ ،‬والسين والشين والعين والغين‪،‬‬
‫فنحن اما ‪ 17‬شكل لثمانية وعشرون صوتا!!!‬
‫فلماذا لم يميزوا بين هذه الصوات بأشكال مختلفة؟؟؟!!!!!‬
‫أليس تضارب هذه الروايات تبعث الشك في النفس حول عملية إعجام الحروف؟؟‬
‫‪ ،،‬مما دعى القلقشندي إلى القول”«يبعد أن الحروف قبل ذلك مع تشابه صورها كانت عرية عن النقط إلى‬
‫حين نقط المصحف»‪“ .‬صبح العشى ‪“3/149‬‬
‫في الجزء الثاني سوف أتناول تاريخ الكتابة العربية وتطورها في الدراسات الكاديمية والعلمية ‪ ،‬واستعراض‬
‫النقوش المكتشفة‪،‬‬
‫اهم النقاط‪:‬‬
‫‪”-‬إن التضارب في الروايات التاريخية حول تاريخ نقط المصحف ونسبتها إلى عدة أشخاص أمر واضح‬
‫وجلي في كتب التاريخ‪ ،‬فنجد أن تناول الموضوع كان بأسلوب سردي بعيد جدا عن مناقشة هذه الروايات”‬
‫‪ ”-‬الخلصة في هذه الروايات أن نقط العراب ينسب الى أبي السود الدؤلي بروايات متعددة ومختلفة‬
‫وأصلحه فيما بعد الخليل بن أحمد الفراهيدي ‪ ،‬وروايات تنسب ذلك الى نصر وعاصم ‪ ،‬وليوجد أي رواية‬
‫توضح فيما إذا كان نصر أو عاصم هم من قاموا بالعجام”تمييز الحرف”‪ ،‬واخرى تنسب ذلك إلى الصحابة”‬
‫‪ ”-‬تضارب هذه الروايات تبعث الشك في النفس حول عملية إعجام الحروف؟؟ ‪ ،،‬مما دعى القلقشندي إلى‬
‫القول”«يبعد أن الحروف قبل ذلك مع تشابه صورها كانت عرية عن النقط إلى حين نقط المصحف»‪“ .‬صبح‬
‫العشى ‪ “”3/149‬يتبع‬
‫بعد استعراض الجزء الول من أسطورة نقط المصاحف تبين لنا أنه ليمكن الركون إلى الروايات التي حيكت‬
‫حول هذا الموضوع‪ ،‬وانتقل في هذا الجزء إلى استعراض ومناقشة النقوش والمخطوطات التي ستبين كذب‬
‫هذا الدعاء ‪ ،‬بل ستنقلنا إلى مفاجآت تبين عكس ذلك تماما‪ ،‬وقد قسمت هذا البحث إلى عدة أقسام في‬
‫جزئين‪:‬‬
‫‪-1‬موجز عن تاريخ الكتابة قبل السلم وانواع الخط التي كانت تكتب بها العرب‬
‫‪-2‬النقوش والثار التي تعود إلى القرون الهجرية الولى ‪.‬‬
‫‪5 of 18‬‬

‫‪-3‬مخطوطات المصاحف التي تعود للقرن الهجري الول‪،‬‬


‫‪-4‬مخطوطات المصاحف التي تعود للقرن الهجري الثاني‪.‬‬
‫‪-5‬إشكالية المصاحف الغير منقوطة‪.‬‬
‫‪-1‬موجز عن تاريخ الكتابة قبل السلم وانواع الخطوط‪:‬‬
‫يميل الكثير من العلماء إلى أن الخط الذي تطورت منه الكتابة العربية هو الخط النبطي المشتق من الخط‬
‫الرامي ‪ ،‬وقد كانت العديد من الخطوط التي تم اكتشافها في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬اللحيانية والثمودية‬
‫والصفوية والنبطية والمسند الجنوبي‪ ،‬وفيما يلي صورة لنواع الخطوط المستخدمة قبل السلم‪:‬‬
‫أنظرالى الصورة‬

‫ولكن يرى الكثير من الباحثين أن معظم هذه الخطوط بعيدة جدا عن الخط العربي‪ ،‬باستثناء المسند الجنوبي‬
‫والخط النبطي وفيما يلي صور لبعض النقوش لهذه الخطوط ‪ ،‬وسنتكلم بعد ذلك على الخطين المسند الجنوبي‬
‫والنبطي‪:‬‬
‫اللحيانية‬

‫الرامية‬
‫‪6 of 18‬‬

‫السبأية‬

‫الصفوية‬

‫يتضح للجميع ان هذه الخطوط بعيدة عن الخط العربي وسنرى هذا الفرق الواضح عند استعراض النقوش‬
‫التي عثر عليها على جبل سلع في المدينة المنورة وفي منطقة رواوة جنوب المدينة المنورة‪ ،‬وفي الطائف‬
‫وفي درب زبيدة وغيرها‪،‬‬
‫ونأتي إلى الخط المسند الجنوبي أو مايسمى بالجزم ‪ ،‬وسمي الجزم لنه مقطوع من المسند ‪ ،‬والمسند هو‬
‫خط أهل اليمن الجنوبي لكن معظم الباحثين يرون ان هذا الخط بعيد أيضا عن الخط لعربي ال اللهم في‬
‫تسوية الحروف والمسارات الهندسية المنظمة ( راجع مجلة آفاق عربية ‪ 12،11/1998‬المسند والكتابة‬
‫العربية ‪-‬أ يوسف ذنون ) ويتضح ذلك جليا من خلل هذه النقوش‪:‬‬
‫أنظرالى الصورة‬
‫‪7 of 18‬‬

‫أنظرالى الصورة‬

‫أنظرالى الصورة‬

‫نأتي إلى النقطة الهم وهي الخط النبطي والذي يميل الكثير من الباحثين الى اعتباره الخط الذي اشتقت منه‬
‫الكتابة العربية في عصر السلم‪،‬ففي دراسة قام بها الدكتور يحيى خليل نامي للخط النبطي وتطوره من خلل‬
‫العديد من النقوش توصل إلى ان الخط العربي الذي نعرفه الن‬
‫اشتق من الخط النبطي وتطور عنه‪،‬‬
‫ويقول يقول الدكتور جواد علي ‪ :‬وتبين من دراسة النصوص‬
‫الجاهلية‪ ،‬أن العرب كانوا يدونون قبل السلم بقلم ظهر في اليمن‬
‫‪8 of 18‬‬

‫بصورة خاصة‪ ،‬هو القلم الذي أطلق عليه أهل الخبار "القلم المسند" أو "قلم حمير"‪ .‬وهو قلم يباين القلم‬
‫الذي نكتب به الن‪ .‬ثم تبين أنهم صاروا يكتبون في الميلد بقلم آخر‪ ،‬أسهل وألين في الكتابة من القلم المسند‬
‫أخذوه من القلم النبطي المتأخر وذلك قبيل السلم على ما يظهر‪ .‬وكما تبين أن النبط وعرب العراق وعرب‬
‫بلد الشام كانوا يكتبون أمورهم بالرامية وبالنبطية‪ ،‬وذلك لشيوع هذين القلمين بين الناس(راجع المفصل‪-‬‬
‫ج ‪ 8‬ص ‪ )153‬وراجع أيضا (كتابة القرءان في العهد المكي‪ -‬عبد الرحمن عمر محمد‬
‫‪) http://www.isesco.org.ma/pub/arabic/Quran/Menu.htm‬‬
‫ولكن عند الطلع على أهم النقوش النبطية المكتشفة نلحظ انه رغم تشابه بعض الحروف إل أن طريقة‬
‫الكتابة ورسمها يختلف عن الخط العربي ‪ ،‬ومن هذه النقوش المكتشفة‪ :‬أم الجمال الول‪ ،‬ورقّوش‪ ،‬والنمّارة‪،‬‬
‫ونقش وائل بن الجزاز‪ ،‬وزبد‪ ،‬ونقش جبل أسيس‪ ،‬وحرّان‪ ،‬وأم الجمال الثاني‪ ،‬ونقش العل‪،‬‬
‫ثلثة من هذه النقوش وجدت في شبه الجزيرة العربية وهم‪:‬‬
‫نقش رقوش (يؤرخ بعام ‪267‬م) ونقش وائل بن الجزاز (يؤرخ بعام ‪410‬م ) ونقش العل (يؤرخ بعام ‪ 280‬م)‬
‫اما باقي النقوش فقد وجدت خارج الجزيرة العربية وتعود للتواريخ التالية‪:‬‬
‫نقش النمارة و يؤرخ إلى العام ‪328‬م‪ -‬نقش أم الجمال (يؤرخ بعام ‪ 250‬م) ونقش حران (‪568‬م) ونقش جبل‬
‫أسيس(‪528‬م) ونقش جبل رم جنوب العقبة ‪ ،‬ونقش آخر يعود إلى نهاية العصر الجاهلي أو بداية عصر‬
‫السلم عثر عليه في سكاكا في المملكة العربية السعودية‪ ،‬ونستعرض فيما يلي هذه النقوش‪:‬‬
‫نقش النمارة‬

‫جبل أسيس‬

‫نقش حران‬

‫ام الجمال‬
‫‪9 of 18‬‬

‫نلحظ في بعض هذه النقوش انها مختلفة في طريقة كتابتها عن الكتابة العربية اما باقي النقوش فهي‬
‫منقوطة نقش رقوش ونقش جبل رم والنقش الذي وجد في سكاكا في المملكة العربية السعودية ويعود إلى‬
‫نهاية العصر الجاهلي أو بداية عصر السلم‪:‬‬
‫نقش رقوش‬

‫نقش جبل رم‬

‫نقش سكاكا‬

‫إذا الفرضية بان إعجام الحروف بدأ علي يد نصر بن عاصم أو غيره فهي فرضية ساقطة‪ ،‬ومن تتبع النقوش‬
‫نجد أن العرب كانت تكتب بعدة خطوط واهم هذه الخطوط المتاخرة هو الخط النبطي والذي يختلف عن الخط‬
‫العربي قليل كما ان كثير من حروفه مقطعة‪ ،‬اما نقط الحروف فهو موجود في بعض النقوش النبطية القديمة‬
‫كما في نقش رقوش واغلب الكلمات مقطعة الحروف وبعضها نبطي وبعضها قريب للعربي‪ ،‬ونقش جبل رم‬
‫أيضا والنقش الذي وجد في سكاكا وبعض حروفه عربية خالصة والبعض الخر نبطي ‪ ،‬اما نقش حران فهو‬
‫النقش الذي يقترب كثيرا من الخط العربي الغير منقوط‪،‬‬
‫‪10 of 18‬‬

‫مما سبق يتبين أن العرب لم تكن تكتب بخط واحد‪ ،‬وأقرب الخطوط للخط العربي الذي كانت تكتب به قبل‬
‫السلم هو الخط النبطي ‪ ،‬مع أنه مختلف عن الخط الذي ظهر بعد السلم كما يتبين من خلل النقوش التالية‬
‫التي تعود إلى القرن الرابع الهجري‪:‬‬
‫أنظرالى الصورة‬

‫أنظرالى الصورة‬

‫وقبل ان نختم هذا الجزء ندع للقراء هذه المفاجاة وهي بضعة نقوش مكتشفة تعود للقرون الهجرية الربعة‬
‫الولى وهي نقوش مكتوبة بخط عربي منقوط وبذلك ننسف تماما أسطورة اختراع النقط على يد نصر بن‬
‫عاصم بعد العام سبعين هجرية‪:‬‬
‫بردية أهناسية وتعود للعام ‪ 22‬هجرية وتظهر النقط فيها على الحروف (صورة رقم ‪)1‬‬
‫نقش زهير الذي اكتشفه الدكتور السعودي علي ابراهيم غبان وهو مسجل في اليونيسكو ويعود تاريخه الى‬
‫العام ‪ 24‬هجرية(صورة رقم ‪)2‬‬
‫وبردية تعود للقرن الثالث أو الرابع الهجري الهجري(صورة رقم ‪)3‬‬
‫وبردية تعود للعام ‪ 54‬هجرية (صورة رقم ‪)4‬‬
‫وهناك نقش عبد ال بن ديرام يعود للعام ‪ 46‬هجرية لتوجد لدي صورة له‪،‬‬
‫و نقش حفنة البيض بكربلء ويعود الى العام ستين هجرية ل توجد لدي صورة‪،‬‬
‫ونقش سد معاوية بالطائف المؤرخ بسنة ثمان وخمسين هجرية اشهر النقوش العربية السلمية المنقوطة‪،‬‬
‫وفيه سبعة عشر حرفاً منقطا(صورة رقم ‪.)5‬‬
‫صورة ‪1‬‬

‫صورة ‪2‬‬
‫‪11 of 18‬‬

‫صورة ‪3‬‬

‫صورة ‪4‬‬

‫صورة ‪5‬‬

‫فهل كان القرءان منقوطا ثم جرد من النقط‪ ،‬وما سبب وجود مخطوطات قرءانية غير منقوطة‪ ،‬وكيف تطور‬
‫نقط القرءان‪ ،‬هذا ما سنتكلم عنه في الجزء الثالث من خلل المخطوطات المكتشفة‪،،،‬‬
‫اهم النقاط‪:‬‬
‫‪ -‬يتبين أن العرب لم تكن تكتب بخط واحد‪ ،‬وأقرب الخطوط للخط العربي الذي كانت تكتب به قبل السلم هو‬
‫الخط النبطي ‪ ،‬مع أنه مختلف عن الخط الذي ظهر بعد السلم‬
‫‪ -‬ولكن عند الطلع على أهم النقوش النبطية المكتشفة نلحظ انه رغم تشابه بعض الحروف إل أن طريقة‬
‫الكتابة ورسمها يختلف عن الخط العربي ‪ ،‬ومن هذه النقوش المكتشفة‬
‫‪ -‬إذا الفرضية بان إعجام الحروف بدأ علي يد نصر بن عاصم أو غيره فهي فرضية ساقطة‪ ،‬ومن تتبع‬
‫النقوش نجد أن العرب كانت تكتب بعدة خطوط واهم هذه الخطوط المتاخرة هو الخط النبطي والذي يختلف‬
‫عن الخط العربي قليل كما ان كثير من حروفه مقطعة‪ ،‬اما نقط الحروف فهو موجود في بعض النقوش‬
‫النبطية القديمة كما في نقش رقوش واغلب الكلمات مقطعة الحروف‪.‬‬
‫‪-‬وقبل ان نختم هذا الجزء ندع للقراء هذه المفاجاة وهي بضعة نقوش مكتشفة تعود للقرون الهجرية الربعة‬
‫الولى وهي نقوش مكتوبة بخط عربي منقوط وبذلك ننسف تماما أسطورة اختراع النقط على يد نصر بن‬
‫عاصم بعد العام سبعين هجرية‬
‫محمد الحاج ‪Friday, 26 January 2007‬‬
‫‪12 of 18‬‬

‫بعد ان استعرضنا في الجزء الثاني موضوع النقط في الحرف العربية‪ ،‬وبينت النتقال الواضح من شكل الخط‬
‫قبل السلم إلى شكل الخط بعد السلم‪ ،‬حيث كان الخط المستعمل يختلف بشكل واضح عن النقوش التي‬
‫وجدت بعد‬
‫السلم ‪ ،‬لسيما وأن النقوش التي تعود إلى مرحلة قبل السلم والتي تقترب كثيرا في كتابتها من النقوش‬
‫التي وجدت في السنوات العشرين الهجرية الولى (نقوش جبل سلع والطائف) ‪ ،‬هذه النقوش قريبة العهد جدا‬
‫من تاريخ ظهور السلم (حسب عمرها المفترض من ‪ 30‬إلى ‪ 50‬عام قبل السلم) فل بد أن نأخذ بعين‬
‫العتبار ان تحديد عمر النقش على الحجر بواسطة كربون ‪ 14‬فيه ارتياب كحد ادنى ‪ 50‬عام ‪ ،‬بينما تحديد‬
‫عمر المخطوطات أكثر دقة بكثير من تحديده على النقوش الحجرية‪،‬‬

‫ننتقل فورا على كتابة المصحف‪ ،‬فما هو شائع وراسخ في مخيلتنا أن المصاحف كتبت بخط غير منقوط ‪،‬‬
‫ولكن كثيرا ما أقوم في الكثير من البحوث بقلب الفرضية راسا على عقب ‪ ،‬حيث أن الدخول لمناقشة مسألة‬
‫ما في تاريخنا والبحث فيها يعتمد كثيرا على الصورة الراسخة في المخيلة ‪ ،‬وهذه الصورة تؤثر كثيرا على‬
‫البحث بسبب قوتها ورسوخها حتى أننا رضعناها مع حليب امهاتنا‪ ،‬فأن أدخل بشكل حيادي للبحث في مثل‬
‫هذه القضايا والتي أصبحت كمسلمات لن يكون ذي جدوى أول لما رسخ في نفوسنا واذهاننا ومجتمعاتنا ‪،‬‬
‫وثانيا لصعوبة ايجاد ادلة وأقوال تختلف مع هذه المسلمات المفترضة‪ ،‬لذلك لبد من الدخول الى هذه القضايا‬
‫بنفسية واقناع قسري للذات بخطأ هذه المسلمات وافتراض العكس تماما وذلك سوف يساعد على البحث‬
‫العميق والمتواصل ويعطي الباحث نوعا من التحدي يعينه على مشقة البحث‪ ،‬فإذا وصلنا الى أدلة معاكسة‬
‫فأمر جيد وإن لم نصل فعندها من الموضوعية أن يستسلم لهذه الفرضيات مؤقتا إلى أن يظهر العكس‪ ،‬ومن‬
‫خلل الجزئين الول والثاني بدا أن السس التي قامت عليها هذه المسلمات أسس ضعيفة بل ومناقضة للبحث‬
‫التاريخي كما في الجزء الول ومناقضة للدلة المادية كما في الجزء الثاني‪ ،‬بقي اذ الخطوة الخيرة وهي‬
‫البحث في الدلة المادية والتاريخ عن كتابة القرءان‪،‬‬

‫اول سؤال يتبادر للذهن هو وجود مصاحف مكتوبة بخط غير منقوط‪ ،‬فلماذا لم تكتب بخط منقوط وليس أسهل‬
‫من الرد على ذلك لدى الطلع على الكثير من المخطوطات التي كتبت بخط منقوط في القرنين الثالث والرابع‬
‫والخامس الهجري‪ ،‬والمثلة كثيرة وأورد هنا بعض النسخ لمخطوطات غير منقوطة كتبت بعد القرن الهجري‬
‫الثالث‬

‫‪ -‬سؤالت البرقاني (نسخة غير منقوطة تعود للقرن الرابع الهجري)‬

‫‪ -‬المواقف للنفري(مخطوطة مارش ‪ 166‬في مكتبة بودليان‪ ,‬أكسفورد‪ .‬وهي مخطوطة واضحة جيدة الخط‪,‬‬
‫منقوطة قليل‪ ,‬تحتوي على؛المواقف» وشرح التلمساني له‪ ,‬مكتوبة سنة (‪694‬هـ) وتقع في (‪ )220‬ورقة)‬

‫‪ -‬عبد المنعم بن غلبون" المتوفى سنة ( ‪ 389‬هـ=‪998‬م) صاحب كتاب "الرشاد" نسخة وحيدة غير‬
‫منقوطة‪ ،‬وكان يظن أنها مفقودة وهي تحت الطبع حاليا‪ ،‬ذكرها فؤاد سزكين في كتابه تاريخ التراث العربي‬

‫‪ -‬أصول المام البزدوي المتوفى سنة ‪482‬هـ ‪ :‬النسخة الصلية محفوظة في مكتبة المسجد القصى رقم ‪108‬‬
‫‪ ،‬الخط نسخي رديء غير منقوط أحيانا‬

‫‪ -‬كتاب في فقه المام أحمد بن حنبل النسخة الصلية محفوظة في مكتبة المسجد القصى رقم ‪، 358‬‬
‫المخطوط تام ‪ ،‬حالته العامة جيدة ‪ ،‬الخط نسخي غير منقوط في أغلب الكلمات‬
‫‪13 of 18‬‬

‫‪ -‬كتاب السير من التهذيب للمام البغوي (القرن الخامس الهجري) نسخة بدار الكتب المصرية برقم(‪)488‬‬

‫‪ -‬تقريب التهذيب لبن حجر العسقلني نسخة محفوظة في دار الكتب المصرية برقم(‪ )533‬خط غير منقوط‬
‫(ملحظة ابن حجر توفي في القرن التاسع)[‪]size/‬‬

‫اكتفي بهذا القدر خشية الطالة ‪ ،‬حيث أننا نخلص الى ان وجود مصاحف غير منقوطة ليدل على عدم وجود‬
‫مصاحف أو أجزاء من مصاحف منقوطة‪،‬‬

‫يعتبر بعض المستشرقين انه لوجود لمصاحف مكتوبة قبل القرن القرن الثاني الهجري ذلك من خلل بحوث‬
‫أجريت على مخطوطات المصاحف الموجودة في تركيا و طشقند وجامع الحسين في مصر ‪ ،‬فبعض هذه‬
‫المصاحف كتب عليها انها بخط عثمان بن عفان ولكن الدراسات التي أجريت عليها تبين أنها تعود للقرن‬
‫الثاني الهجري وفيما يلي صور لهذه المصاحف‪:‬‬

‫هذه المصاحف غير منقوطة تماما وكتب عليها أنها بخط عثمان بن عفان ‪ ،‬ونتساءل هنا من الذي كتب عليها‬
‫أنها بخط عثمان بن عفان وهي تعود للقرن الثاني من الهجرة يعني بعد أكثر من مائة عام من على موت‬
‫الخليفة عثمان بن عفان‪ ،‬حتى ان النسخة الموجودة في مصر يقال ان عليها دم عثمان والحقيقة أن هناك‬
‫خمسة مصاحف كل منها يدعي اصحابها بانها النسخة التي كان يقرأ بها عثمان بن عفان لحظة اغتياله‪،‬‬
‫وفيما يلي صور لمصاحف وأجزاء من القرءان تعود لوائل القرن الثاني للهجرة بعضها منقوط بنقط العراب‬
‫وبعضها خالي من النقط‪:‬‬

‫مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات السلمية‬


‫‪14 of 18‬‬

‫مكتبة الجامع الكبير في صنعاء‬

‫المكتبة البريطانية‪.‬‬

‫نلحظ في هذه المخطوطات نقط الشكل ول نشاهد نقط العجام (التمييز بين الحروف) فإذا انتقلنا الى نهايات‬
‫القرن الثاني الهجري والقرن الثالث نشاهد نقط العجام ونقط العراب وهي ذات شكل يصعب قراءته ‪:‬‬
‫‪15 of 18‬‬

‫متحف طارق رجب في الكويت‬


‫‪William J. Trezise Collection of Arabic Calligraphy‬‬
‫(‪)C0723: Islamic Manuscripts, 3rd series, no.472‬‬

‫الملحظة المستنتجة من جملة هذه المخطوطات أن بعضها خالي من النقط وبعضها منقوط نقط العراب اما‬
‫نقط العجام فلنشاهده ال في المخطوطات التي تعود الى نهايات القرن الثاني للهجرة ‪ ،‬مما يعني انها لم‬
‫تنشأ بهذا الشكل ال بعد التاريخ المفترض لنقط العجام بحوالي مائة عام‪،‬‬
‫إذا نحن امام مفارقات بين ما تدعيه أسطورة نقط المصاحف وبين ما نجده في المخطوطات ‪ ،‬حتى لو افترضنا‬
‫الرتياب في التاريخ فإن الرتياب يعود على جميع المخطوطات فالترتيب لن يختلف‪ ،‬لكن ماذا عن وجود‬
‫مخطوطات تعود للقرن الول من الهجرة‪ ،‬المفترض أن تكون هذه المخطوطات مكتوبة بخط قديم وخالية من‬
‫النقط تماما ‪ ،‬ولكن ماذا ان وجدنا العكس تماما حيث أن جميع المخطوطات التي تعود للقرن الول من الهجرة‬
‫يظهر على الكثير من حروفها نقط العجام وليس نقط الشكل والذي لم يظهر معنا سابقا ال في المخطوطات‬
‫التي تعود للقرن الثالث من الهجرة ونهايات القرن الثاني‪،‬‬

‫حدث ذلك في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء وذلك أثناء قيام العمال بترميم سقف الجامع فوجودا مخطوطات‬
‫كثيرة(جمع العمال ما وجدوه من أوراق ووضعوها في عشرين زكيبة‪ ،‬وحفظوه تحت سلم منارة الجامع‪.‬‬
‫وتبين بعد ذلك‪ ،‬أن ما عثروا عليه يمثل مكتبة قرآنية قديمة‪ ،‬وأكد رجال الثار اليمنيون‪ ،‬أن المخطوطات‬
‫المكتشفة‪ ،‬تحتوى على آيات قرآنية يعود تدوينها إلى القرون الولى للهجرة‪ .‬إل أن سلطات الثار اليمنية لم‬
‫تسمح حتى الن ‪ -‬بعد مرور ثلثين سنة من هذا الكتشاف ‪ -‬سوى لخبيرين من ألمانيا بدراسة نصوص‬
‫الجامع الكبير‪،‬‬

‫وتم إعداد مشروع يمني ‪ -‬ألماني مشترك لترميم وتوثيق هذه المخطوطات القرآنية‪ ،‬وبدأ تنفيذ المشروع عام‬
‫‪ 1983‬واستمر حتى عام ‪ .1996‬وقد تمكن الفريق من ترميم ‪ 15‬ألف صفحة من نسخ القرآن الكريم من‬
‫مجموع المخطوطات المكتشفة البالغ عددها نحو ‪ 40‬ألف مخطوطة‪ ،‬بينها ‪ 12‬ألف رق جلدي قرآني)‬
‫‪16 of 18‬‬

‫هذا الخبيران هم جيرد ر‪ .‬بوين و غراف فون بوتمر ولم ينشر الخبيران شيئا حتى الن فيما يخص هذه‬
‫المخطوطات ال ما نشر من مقابلة توبي ليستر (‪ -)Toby Lester‬باتصال هاتفي مع بوين نشرتها مجلة‬
‫‪ The Atlantic Monthly‬في عدد ينابر‪ 1999 ،‬بعنوان (ما هو القرآن) ‪ ،‬ولست هنا بصدد مناقشة‬
‫مضمون هذه المقالة التي أثارت ضجة حينها مما استدعى بوين وبوتمر لتوجيه رسالتين الى القاضي‬
‫اسماعيل الكوع ينفيان صحة ماجاء في هذه المقالة‪ ،‬لكن ما لم اجد له ذكرا عن هذه المخطوطات انها‬
‫منقوطة والصور التالية توضح ذلك وأضع لكم الروابط حيث أن نسخها غير ممكن وكذلك سحبها على‬
‫السكانر يضعف من وضوحها كما ان الصور الموجودة عندي غير واضحة تماما‪:‬‬
‫الجامع الكبير في صنعاء(بداية القرن الول الهجري)‬
‫مكتبة الجامع الكبير(النصف الول من القرن الهجري الول)‬
‫الجامع الكبير (القرن الهجري الول)‬
‫الجامع الكبير في صنعاء(القرن الهجري الول)‬
‫الجامع الكبير في صنعاء(القرن الهجري الول)‬
‫النمسا ( القرن الهجري الول)‬
‫بيت القرءان ‪ -‬البحرين (اواخر القرن الهجري الول)‬
‫بعض هذه المخطوطات كما تظهر في الروابط تعود الى بدايات القرن الهجري الول‬
‫ل نكتفي بهذا القدر فهناك مخطوطات اخرى ‪ -:‬صورة محفوظة في متحف طارق رجب في الكويت وتبدو نقط‬
‫العجام على كثير من حروفها واضحة‪.‬‬
‫‪ -‬صور من المكتبة البريطانية ‪ britsh1-2‬وتظهر النقط على بعض الحروف‪،‬‬

‫أليس من الغريب ان تكون مخطوطات القرن الهجري الو ل منقوطة في اغلب كلماتها‪ ،‬ومخطوطات القرن‬
‫الثاني الهجري خالية من النقط أو نجد فيها نقط العراب ولنجد نقط العجام‪،‬‬
‫ول يوجد أي وثيقة في القرون التالية تحوي نقط العجام فقط‬

‫بعد هذا التقصي كنت متاكدا من وجود مرويات تاريخية تسند ذلك وبما أنها تحتاج الى بحث مستقل فإنني أود‬
‫ان أسرد بعض الروايات التاريخية التي وجدتها على عجل‪ ،‬وذلك لظهار تعارضها مع أسطورة نقط‬
‫المصاحف‪:‬‬
‫‪ -‬اول رواية ابن مسعود التي علق عليها الدكتور جواد علي‪:‬‬
‫(يقول فيها (( جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم ‪ ،‬ول ينأى عنه كبيركم)) ‪ .‬وقد شرح الزمخشري ذلك بقوله‪:‬‬
‫{ أراد تجريد القرآن من النقط والفواتح والعشور لئل ينشأ نشءٌ فيرى أنها من القرآن } ويعلق جواد علي‬
‫على تفسير الزمخشري بأن الكتبة على عهد ابن مسعود كانوا يعرفون التنقيط وأن ابن مسعود رأى أن تجريد‬
‫‪17 of 18‬‬

‫القرآن من التنقيط يحث من يتعلم القرآن على بذل الجهد في فهم القرآن وحفظه‪ .‬كما يورد خبرا آخر يدل على‬
‫معرفة التنقيط والعجام عند العرب خلفا لرأي الجمهور السائد‪ ،‬لذي ينسب التنقيط إلى نصر بن عاصم‪ ،‬بعد‬
‫أن وجهه إلى ذلك الحجاج بن يوسف الثقفي‪ .‬ومفاد هذا الخبر‪ :‬أن زيد بن ثابت نقّط بعض الحروف‪ .‬وقد روى‬
‫هذا سفيان بن عيينة ‪).‬‬
‫ثمة مسالة غريبة‪ ،‬لماذا يجد العرب مشكلة في بداية المر مع تشكيل الكلمات وليجدون مشكلة مع تمييز‬
‫الحروف‪ ،‬في الدعاء أن العرب كانت تعرف الكلمة بحكم السليقة لذلك كانت المصاحف مجردة من النقط‪،‬‬
‫ولكن هذه السليقة تكون أقوى من حيث اللحن في القراءة ومعرفة التشكيل‪ ،‬فكيف يفرق العربي بالسليقة بين‬
‫تذهب ويذهب ونذهب ‪ ،‬وبين تبينوا وتثبتوا ‪،‬‬
‫لنقرأ قول ابن تيمية التالي‪:‬‬
‫(وإنما أخلوا المصاحف من النقط والشكل لتكون دللة الخط الواحد على كل اللفظين المنقولين المسموعين‬
‫المتلوين شبيهة بدللة اللفظ الواحد على كل المعنيين المعقولين المفهومين‪ ...‬ولم يكونوا ليسقطوا شيئأً من‬
‫القرءان) النشر في القراءات العشر – ابن الجزري – ج ‪ 1‬ص ‪25‬‬
‫ويقول القلقشندي(وحري بمن وضع صور الحروف المتشابهة أن يضع ما يفرق بينها) خطوط المصاحف‪،‬‬
‫محمد شريفي ص ‪64‬‬
‫وللقلقشندي في كتابه صبح العشى قول هام (وقد جرد الصحابة رضوان ال عليهم المصحف حين جمعوا‬
‫القرآن من النقط والشكل وهو أجدر بهما فلو كان مطلوباً لما جردوه منه)‬
‫ثم كيف يختلط المر في التاريخ عمن قام بالنقط ومتى وتضارب الروايات مع مثل هذا المر الهام؟‬
‫ونعود الى رواية أخرى منسوبة للنبي يقول فيها (أعربوا القرءان) ‪:‬‬
‫حدثنا ابن إدريس عن المقبري عن جده عن إبراهيم عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ { :‬أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه رواه ابو حاتم والبيهقي‬
‫حدثنا ابن فضيل عن ليث عن طلحة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد ال قال ‪ :‬أعربوا القرآن ‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود قال‪ :‬أعربوا القرآن فإنه عربي وإنه سيجيء أقوام يثقفونه وليسوا بخياركمرواه الطبراني‬
‫عن ابن عباس عن النبي أنه قال ‪ " :‬أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه "‬
‫خبر آخر(يقول ابن فارس‪:‬الدليل على عرفان القدماء من الصحابة‪ ،‬وغيرهم بالعربية كتابتهم المصحف على‬
‫ن أبا السود أول من وضع العربية‪ ،‬وأنّ الخليل‬ ‫الذي يعلله النحويون‪ ،‬فإن قال قائل فقد تواترت الروايات بأ ّ‬
‫أول من تكلم في العروض‪ ،‬قيل له‪ :‬إن هذين العلمين قد كانا قديماً‪ ،‬وأتت عليهما اليام وقل في أيدي الناس‪،‬‬
‫ثم جدّدهما المامان) الصاحبي‪ -‬ابن فارس‪ -‬ص ‪41‬‬
‫‪-‬ويذكر أبو عمر الداني ("أن فكرة النقط لم تكن جديد كل الجدة‪ ،‬فقد كان لهل المدينة وأهل مكة نقط يختلف‬
‫عن نقط أبي السود تركوه وأخذوا بنقط أبي السود الذي سمي أحياناً بنقط البصرة) الدراسات اللغوية عند‬
‫العرب‪ -‬محمد حسين آل ياسين‪ -‬ص ‪54‬‬
‫فما هي هذه النقط التي كانوا يعرفونها ولم تكن نقط أبي السود إل نقط العجام‪،،‬‬
‫ونتابع مع هذا الخبر لبن الجزري ( وجردت هذه المصاحف من النقط والشكل ليحتملها ما صح نقله ‪ ,‬وثبتت‬
‫تلوته عن النبي صلى ال عليه وسلم إذ كان العتماد على الحفظ ل على مجرد الخط )‬
‫وأخيرا ماتزال هناك اللف من المخطوطات المدفونة والمخطوطات التي لم تتم ارشفتها بعد ولم يطلع عليها‬
‫أحد‪ ،‬فما الجديد الذي ستأتي به اليام ؟؟ هذا ما ننتظره‪،‬‬
‫ولبد بعد هذه البحث من التوجه للبحث في الرسم القرءاني وسبب اختلفها عن باقي الكتابات في التاريخ‪،‬‬
‫أهم النقاط‬
‫‪--‬اول سؤال يتبادر للذهن هو وجود مصاحف مكتوبة بخط غير منقوط‪ ،‬فلماذا لم تكتب بخط منقوط وليس‬
‫أسهل من الرد على ذلك لدى الطلع على الكثير من المخطوطات التي كتبت بخط منقوط في القرنين الثالث‬
‫والرابع والخامس الهجري‬
‫‪18 of 18‬‬

‫‪---‬الملحظة المستنتجة من جملة هذه المخطوطات أن بعضها خالي من النقط وبعضها منقوط نقط العراب‬
‫اما نقط العجام فلنشاهده ال في المخطوطات التي تعود الى نهايات القرن الثاني للهجرة ‪ ،‬مما يعني انها لم‬
‫تنشأ بهذا الشكل ال بعد التاريخ المفترض لنقط العجام بحوالي مائة عام‪،‬‬
‫‪ ----‬جميع المخطوطات التي تعود للقرن الول من الهجرة يظهر على الكثير من حروفها نقط العجام وليس‬
‫نقط الشكل والذي لم يظهر معنا سابقا ال في المخطوطات التي تعود للقرن الثالث من الهجرة ونهايات القرن‬
‫الثاني‬
‫‪ ،--‬وأكد رجال الثار اليمنيون‪ ،‬أن المخطوطات المكتشفة‪ ،‬تحتوى على آيات قرآنية يعود تدوينها إلى القرون‬
‫الولى للهجرة‪ .‬إل أن سلطات الثار اليمنية لم تسمح حتى الن ‪ -‬بعد مرور ثلثين سنة من هذا الكتشاف ‪-‬‬
‫سوى لخبيرين من ألمانيا بدراسة نصوص الجامع الكبير‪،‬‬
‫أليس من الغريب ان تكون مخطوطات القرن الهجري الو ل منقوطة في اغلب كلماتها‪ ،‬ومخطوطات القرن‬
‫الثاني الهجري خالية من النقط أو نجد فيها نقط العراب ولنجد نقط العجام‪،‬‬
‫ول يوجد أي وثيقة في القرون التالية تحوي نقط العجام فقط‬
‫‪ -‬ويذكر أبو عمر الداني ("أن فكرة النقط لم تكن جديد كل الجدة‪ ،‬فقد كان لهل المدينة وأهل مكة نقط يختلف‬
‫عن نقط أبي السود تركوه وأخذوا بنقط أبي السود الذي سمي أحياناً بنقط البصرة) ‪-‬‬

You might also like