Professional Documents
Culture Documents
الربـع
للشيخ محمد بن عبد الوهاب
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل ال الكري ربّ العرش العظيم أن يتولّك ف الدنيا والخرة ،وأن يعلك
مبارَكـا أينما كنت ،وأن يعلك مّن إذا أُعطيَ شكر ،وإذا ابتُلي صب ،وإذا أذنب
اعلم أرشدك ال لطاعته :أن النيفيّة ملّة إبراهيم :أن تعبد ال ملصـا له
الدين كما قال تعال ﴿ َومَا خَ َلقْتُ اْلجِنّ وَاْلإِنسَ إِلّا لَِيعُْبدُونِِ﴾[الذاريات.]56:
فإذا عرفت أنّ ال خلقك لعبادته فاعلم :أنّ العبادة ل تسمّى عبادة إل مع
العبادة فسدتْ كالدَث إذا دخل ف الطهارة .فإذا عرفتَ أن الشرك إذا خالط
العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الالدين ف النار عرفتَ أنّ أهمّ
ما عليك :معرفة ذلك ،لعلّ ال أن يلّصك من هذه الشّبَكة ،وهي الشرك بال
هو الالِق الدبّر ،وأنّ ذلك ل ُيدْخِلْهم ف السلم ،والدليل :قوله تعال﴿قُلْ َمنْ
خرِجُ اْلمَيّتَ ِمنْ اْلحَيّ َو َمنْ ُيدَّبرُ اْلَأ ْمرَ َفسََيقُولُونَ ال ّلهُ َفقُلْ أَفَلَا
اْلمَيّتِ وَُي ْ
تَّتقُونَ﴾[يونس.]31:
القاعدة الثانية :أنّهم يقولون :ما دعوناهم وتوجّهنا إليهم إل لطلب ال ُقرْبة
إِلّا لُِي َقرّبُونَا إِلَى ال ّلهِ زُْلفَى إِنّ ال ّلهَ َيحْ ُكمُ بَيَْنهُمْ فِي مَا ُهمْ فِيهِ َيخْتَ ِلفُونَ ِإنّ ال ّلهَ لَا
لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُ ّلةٌ وَلَا َشفَاعَةٌ وَالْكَا ِفرُونَ ُهمْ الظّاِلمُونَ﴾[البقرة.]254:
والشفاعة الثبَتة هي :الت تُطلب من ال ،والشّافع مُ ْكرَمٌ بالشفاعة ،والشفوع
شفَعُ
له :من رضيَ الُ قوله وعمله بعد الذن كما قال تعالَ ﴿ :منْ ذَا اّلذِي َي ْ
ومنهم مَن يعبد الشمس والقمر ،وقاتلهم رسول ال rول يفرّق بينهم ،والدليل
قوله تعال﴿ :وَقَاتِلُو ُهمْ حَتّى لَا تَكُونَ فِتَْنةٌ وَيَكُو َن الدّينُ لِ ّلهِ﴾[البقرة.]193:
عمران.]80:
ودليل النبياء قوله تعال﴿ :وَِإذْ قَالَ ال ّلهُ يَا عِيسَى اْبنَ َمرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنّاسِ
خذُونِي وَُأمّي إَِلهَيْنِ ِمنْ دُونِ ال ّلهِ قَالَ سُ ْبحَاَنكَ مَا يَكُونُ لِي َأنْ أَقُولَ مَا لَ ْيسَ
اّت ِ
حقّ إِنْ كُنتُ ُقلُْتهُ َف َق ْد عَ ِلمْتَهُ َتعْ َلمُ مَا فِي َن ْفسِي وَلَا َأعْلَمُ مَا فِي َن ْفسِكَ إِنّكَ
لِي ِب َ
ت عَلّامُ اْلغُيُوبِ﴾[الائدة.]116:
أَنْ َ
ودليل الصالي قوله تعال﴿ :أُوْلَِئكَ اّلذِينَ َي ْدعُونَ يَبَْتغُونَ إِلَى رَّب ِهمْ الْوَسِي َلةَ أَّي ُهمْ
ودليل الحجار والشجار قوله تعال﴿ :أَ َفرَأَيْتُمْ اللّاتَ وَاْل ُعزّى(َ )19ومَنَاةَ الثّالَِثةَ
اْلأُ ْخرَى﴾[النجم.]20-19:
وحديث أب واقدٍ الليثي tقال :خرجنا مع النب rإل حُني وننُ حدثاء عهدٍ
بكفر ،وللمشركي سدرة يعكفون عندها وينوطون با أسلحتهم يقال لا :ذات
أنواط ،فمررنا بسدرة فقلنا :يا رسول ال إجعل لنا ذات أنواط كما لم ذات
أنواط ...الديث.
القاعدة الرابعة :أنّ مشركي زماننا أغلظ شركـا من الوّلي ،لنّ الوّلي
يُشركون ف الرخاء ويُخلصون ف الشدّة ،ومشركوا زماننا شركهم دائم؛ ف
صيَ
الرخاء والشدّة .والدليل قوله تعال﴿ :فَِإذَا رَكِبُوا فِي اْلفُ ْلكِ َدعَوْا ال ّلهَ ُمخْ ِل ِ
شرِكُونَ﴾[العنكبوت.]65:
َل ُه الدّينَ فَ َلمّا َنجّا ُهمْ إِلَى الَْبرّ ِإذَا ُهمْ ُي ْ