You are on page 1of 63

‫‪1‬‬

‫كتاب التوحيد‬
‫الذي هو حق ال على العبيد‬
‫المام ممد بن عبدالوهاب‬

‫الفهرس‬
‫َ‬
‫ن)(‪ )1‬وقوله‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫س إ ِ ّل لِيَعْبُدُو‬ ‫ن وَاْلِن َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫ج َّ‬ ‫خلَقْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫وقول الله تعالى‪َ ( :‬و َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل أ ُ َّ‬ ‫(وَلَقَد ْ بَعَثْنَا فِي ك ُ ِّ‬
‫ت) (‪)2‬‬ ‫جتَنِبُوا الطاغُو َ‬ ‫ه وَا ْ‬ ‫ن اع ْبُدُوا الل َ‬ ‫سول ً أ ِ‬ ‫مةٍ َّر ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫الية‪ .‬وقوله‪( :‬وقَضى رب ُ َ َ َ‬
‫سانًا) (‪ )3‬الية‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ك أل ّ تَعْبُدُوا إِل ّ إِيَّاه ُ وَبِالوَالِدَي ْ ِ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ‬
‫ل تَعَالَوْاْ‬ ‫شيْئًا) (‪ )4‬الية‪ .‬وقوله‪( :‬قُ ْ‬ ‫شرِكُوا ْ بِهِ َ‬ ‫ه وَل َ ت ُ ْ‬ ‫وقوله‪( :‬وَاع ْبُدُوا ْ الل ّ َ‬
‫شيْئًا) (‪ )5‬اليات‪5......................‬‬ ‫شرِكُوا ْ بِهِ َ‬ ‫م أَل َّ ت ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫م ع َلَيْك ُ‬ ‫ْ‬ ‫م َربُّك ُ‬ ‫حَّر َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫أَت ْ ُ‬
‫ل‬
‫منُواْ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقول الله تعالى‪( :‬ال ّذِي َ‬
‫مانَهُم بِظُلْمٍ) (‪ )13‬الية‪......................................................‬‬ ‫سوا ْ إِي َ‬ ‫م يَلْب ِ ُ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫ك مِنَ‬ ‫باب من حقق التوحيد دخل النة بغي حساب وقول ال تعال‪( :‬إِنّ إِْبرَاهِيمَ كَانَ ُأمّ ًة قَاِنتًا لِّلهِ َحنِيفًا وَلَمْ َي ُ‬
‫شرِكُونَ) (‪8..............................................)15‬‬ ‫شرِ ِكيَ) (‪ .)14‬وقال‪( :‬وَالّذِي َن هُم ِبرَّبهِمْ لَا ُي ْ‬ ‫اْلمُ ْ‬
‫فرُ مَا دُونَ ذَِلكَ لِمَن يَشَاء ) (‪)16‬‬ ‫شرَكَ ِب ِه وََي ْغ ِ‬‫باب الوف من الشرك وقول ال عز وجل‪( :‬إِ ّن الّلهَ لَ َي ْغ ِفرُ أَن يُ ْ‬
‫‪9......................................................................................................‬‬
‫ه‬
‫ل هَـذ ِ ِ‬ ‫باب الدعاء إلى شهادة أن ل إله الله وقوله الله تعالى‪( :‬قُ ْ‬
‫ن اتَّبَعَنِي) (‪ )19‬الية‪10................‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫صيَرةٍ أنَا ْ وَ َ‬ ‫سبِيلِي أدْع ُو إِلَى اللّهِ ع َلَى ب َ ِ‬ ‫َ‬
‫باب تفسي التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال وقول ال تعال‪( :‬أُولَـِئكَ الّذِينَ يَ ْدعُونَ َيبَْتغُونَ إِلَى رَّبهِ ُم اْلوَسِيَلةَ‬
‫أَّيهُمْ َأ ْقرَبُ)(‪ )20‬اليه وقوله‪( :‬وَِإذْ قَالَ إِْبرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وََق ْو ِمهِ ِإنّنِي َبرَاء مّمّا َتعْبُدُو َن * إِلّا الّذِي فَ َطرَنِي) (‪ )21‬الية‪.‬‬
‫س مَن َيتّخِ ُذ مِن دُونِ الّلهِ‬ ‫وقوله‪( :‬اتّخَذُواْ َأحْبَا َرهُ ْم َو ُرهْبَاَنهُمْ َأ ْربَابًا مّن دُونِ الّلهِ)(‪ )22‬الية‪ .‬وقوله‪( :‬وَمِنَ النّا ِ‬
‫حبّ الّلهِ) (‪ )23‬الية‪12.................................................................‬‬ ‫أَندَادا ُيحِبّوَنهُمْ َك ُ‬
‫باب من الشرك لبس اللقة واليط ونوها لرفع البلء أو دفعه وقول ال تعال‪( :‬قُلْ أََفرَأَْيتُم مّا تَ ْدعُو َن مِن دُونِ‬
‫ت ضُ ّرهِ)(‪ )27‬الية‪13...............................................‬‬ ‫ض ّر هَ ْل هُنّ كَا ِشفَا ُ‬ ‫الّلهِ إِنْ َأرَادَنِ َي الّلهُ ِب ُ‬
‫باب ما جاء في الرقي والتمائم‪...........................................................‬‬
‫ت وَاْل ُعزّى) (‪ )29‬اليات‪15..............‬‬ ‫باب من تبك بشجرة أو حجر ونوها وقول ال تعال‪( :‬أََفرَأَْيتُمُ اللّا َ‬
‫ي َومَمَاتِي ِلّلهِ َربّ اْلعَالَ ِميَ * لَ‬ ‫باب ما جاء ف الذبح لغي ال وقول ال تعال‪( :‬قُلْ إِ ّن صَلَتِي وَُنسُكِي َومَحْيَا َ‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫حرْ) (‪16..................................................)33‬‬ ‫ك وَانْ َ‬‫َشرِيكَ َلهُ) (‪ )32‬الية‪ ،‬وقوله‪َ( :‬فصَلّ ِلرَّب َ‬


‫باب ل يذبح ل بكان يذبح فيه لغي ال وقول ال تعال‪( :‬لَ َتقُمْ فِيهِ َأبَدًا) (‪ )34‬الية‪17......................‬‬
‫باب من الشرك النذر لغي ال وقول ال تعال‪( :‬يُوفُونَ بِالنّ ْذرِ) (‪ )36‬وقوله‪َ ( :‬ومَا أَن َفقْتُم مّن ّن َفقَةٍ َأوْ نَ َذ ْرتُم مّن‬
‫نّ ْذرٍ َفإِنّ الّلهَ َيعْلَ ُمهُ) (‪18..............................................................................)37‬‬
‫َ‬
‫جا ٌ‬
‫ل‬ ‫ن رِ َ‬ ‫ه كَا َ‬ ‫باب من الشرك الستعاذة بغير الله وقول الله تعالى‪( :‬وَأن َّ ُ‬
‫م َرهَقًا) (‪18.....................)38‬‬ ‫ن فََزادُوهُ ْ‬ ‫ج ِّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِّ‬ ‫جا ٍ‬ ‫ن بِرِ َ‬ ‫س يَعُوذ ُو َ‬ ‫ن الِن ِ‬
‫م َ ْ‬ ‫ِّ‬
‫ضرّكَ‬ ‫ع مِن دُونِ الّل ِه مَا َل يَن َف ُعكَ وَلَ َي ُ‬ ‫باب من الشرك أن يستغيث بغي ال أو يدعو غيه وقوله تعال‪( :‬وَلَ َتدْ ُ‬
‫ضرّ فَلَ كَاشِفَ َلهُ إِ ّل ُهوَ) (‪ )39‬الية‪ .‬وقوله‪( :‬فَابَْتغُوا‬ ‫سكَ الّلهُ ِب ُ‬ ‫سْ‬‫ي * وَإِن يَمْ َ‬ ‫فَإِن َفعَ ْلتَ فَإِّنكَ ِإذًا مّنَ الظّالِ ِم َ‬
‫ستَجِيبُ َلهُ إِلَى يَومِ‬ ‫ق وَا ْعبُدُوهُ)(‪ )40‬الية‪ .‬وقوله‪َ ( :‬ومَنْ َأضَ ّل مِمّن يَ ْدعُو مِن دُونِ الّل ِه مَن لّا يَ ْ‬ ‫عِن َد الّلهِ ال ّرزْ َ‬
‫اْل ِقيَامَةِ) (‪ )41‬اليتان‪ .‬وقوله‪َ( :‬أمّن يُجِيبُ الْ ُمضْ َطرّ ِإذَا َدعَاهُ وََيكْشِفُ السّوءَ) (‪19.........................)43‬‬
‫ن * وَلَ‬ ‫خلَقُو َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫شيْئا ً وَهُ ْ‬ ‫خلُقُ َ‬ ‫ما ل َ ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫شرِكُو َ‬
‫ن‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬أَي ُ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫من دُونِهِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن تَدْعُو َ‬ ‫صًرا) (‪ )45‬الية‪ .‬وقوله‪( :‬وَال ّذِي َ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ن لَهُ ْ‬ ‫ستَطِيعُو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫الية‪20..........................................................‬‬ ‫)‬‫‪46‬‬ ‫(‬ ‫ميرٍ)‬ ‫ْ‬
‫من قِط ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ملِكُو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫م‬‫ل َربُّك ُ ْ‬ ‫ماذ َا قَا َ‬ ‫م قَالُوا َ‬ ‫حتَّى إِذ َا فُّزِع َ ع َن قُلُوبِهِ ْ‬ ‫باب قول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫ي الْكَبِيُر )(‪21.....................................................)51‬‬ ‫حقَّ وَهُوَ الْعَل ِ ُّ‬ ‫قَالُوا ال ْ َ‬
‫شرُواْ إِلَى رَّبهِمْ َلْيسَ َلهُم مّن دُوِنهِ َولِ ّي وَلَ‬ ‫حَ‬‫باب الشفاعـة وقول ال تعال‪( :‬وَأَن ِذرْ ِبهِ الّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُ ْ‬
‫شفَعُ ِعنْ َدهُ ِإلّ بِِإذِْنهِ)(‪ )55‬وقوله‪( :‬وَكَم مّن‬ ‫شفَاعَ ُة جَمِيعًا) (‪ )54‬وقوله‪( :‬مَن ذَا الّذِي َي ْ‬ ‫َشفِيعٌ)(‪ )53‬وقوله‪( :‬قُل لّّلهِ ال ّ‬
‫مَّلكٍ فِي السّمَاوَاتِ لَا ُتغْنِي َشفَا َعُتهُمْ شَْيئًا إِلّا مِن َبعْدِ أَن يَ ْأذَ َن الّلهُ لِمَن يَشَاء وََي ْرضَى) (‪ )56‬وقوله‪( :‬قُلِ ا ْدعُوا‬
‫ض )(‪ )57‬اليتي‪23................‬‬ ‫ت وَلَا فِي الَْأ ْر ِ‬‫الّذِي َن َزعَمْتُم مّن دُونِ الّلهِ لَا يَ ْملِكُو َن مِْثقَا َل َذرّةٍ فِي السّمَاوَا ِ‬
‫ت) (‪ )59‬الية‪24.....................‬‬ ‫ك َل تهدي م َ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬إِن َّ َ‬
‫حبَب ْ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ ِ‬
‫باب ما جاء أن سبب كفر بن آدم وتركهم دينهم هو الغلو ف الصالي وقول ال عز وجل‪( :‬يَا َأهْلَ الْكِتَابِ‬
‫لَ َتغْلُواْ فِي دِينِكُمْ) (‪25..............................................................................)64‬‬
‫باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا‬
‫عبده‪26.............................................................................................‬‬
‫باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا ً تعبد من دون الله‬
‫‪27....................................................................................................‬‬
‫باب ما جاء ف حاية الصطفى صلى ال عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إل الشرك وقول‬
‫ص عََليْكُم) (‪ )67‬الية‪28..................‬‬ ‫ال تعال‪َ( :‬لقَدْ جَاءكُ ْم رَسُو ٌل مّنْ أَنفُسِكُ ْم َعزِي ٌز عََلْيهِ مَا عَِنتّمْ َحرِي ٌ‬
‫باب ما جاء أن بعض هذه المة يعبد الوثان وقول ال تعال‪( :‬أَل َم تر إلَى الَّذي ُ‬
‫صيبًا‬ ‫ن أوتُوا ْ ن َ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫ل أُنَبِّئُكُم ب ِ َ‬ ‫َ‬
‫شّرٍ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫ت) (‪ )68‬وقوله تعال‪( :‬قُ ْ‬ ‫ت وَالط ّاغُو ِ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ن بِال ْ ِ‬ ‫منُو َ‬ ‫ب يُؤْ ِ‬ ‫ن الْكِتَا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِّ‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫َ‬
‫م الْقَِردَةَ‬ ‫منْهُ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ب ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ه وَغ َ ِ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫من ل ّعَن َ ُ‬ ‫عند َ اللّهِ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫مثُوب َ ً‬ ‫ك َ‬ ‫من ذَل ِ َ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫مرِه ِ ْ‬ ‫ن غَلَبُوا ع َلَى أ ْ‬ ‫ل ال ّذِي َ‬ ‫ت )(‪ )69‬وقوله تعال‪( :‬قَا َ‬ ‫خنَازِيَر وَع َبَد َ الط ّاغُو َ‬ ‫وَال ْ َ‬
‫جدًا)(‪29................................................................)70‬‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ع َلَيْهِم َّ‬ ‫خذ َ َّ‬ ‫لَنَت َّ ِ‬
‫باب ما جاء في السحر‪30...................................................................‬‬
‫باب بيان شيء من أنواع السحر‪31.....................................................‬‬
‫باب ما جاء في الكهان ونحوهم‪32.......................................................‬‬
‫باب ما جاء في النشرة‪33..................................................................‬‬
‫باب ما جاء ف التطي وقول ال تعال‪( :‬أَل ِإنّمَا طَاِئ ُرهُمْ عِندَ الّلهُ وَلَـكِنّ أَ ْكَث َرهُمْ لَ َيعْلَمُونَ) (‪. )73‬وقوله‪:‬‬
‫م) (‪33..................................................................)74‬‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫(قَالُوا طَائُِرك ُ ْ‬
‫باب ما جاء في التنجيم‪34...................................................................‬‬
‫جعَلُو َن ِرزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ) (‪35............... )75‬‬ ‫باب ما جاء ف الستسقاء بالنواء وقول ال تعال‪( :‬وََت ْ‬
‫حبُّونَهُ ْ‬
‫م‬ ‫ن اللّهِ أَندَادا ً ي ُ ِ‬ ‫من دُو ِ‬ ‫خذ ُ ِ‬ ‫من يَت َّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬ ‫ن النَّا‬ ‫م َ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬وَ ِ‬
‫َ‬
‫م)‪ .‬إلى قول‬ ‫م وَأبْنَآؤ ُك ُ ْ‬ ‫ن آبَاؤ ُك ُ ْ‬ ‫ل إِن كَا َ‬ ‫ه)(‪ )78‬الية‪ .‬وقوله‪( :‬قُ ْ‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫ح ِّ‬ ‫كَ ُ‬
‫َ‬
‫سولِهِ) (‪ )79‬الية‪36.................................‬‬ ‫ن اللّهِ وََر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ب إِلَيْكُم ِّ‬ ‫ح َّ‬ ‫تعالى‪ ( :‬أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫خافُوهُ ْ‬ ‫ف أوْلِيَاءه ُ فَل َ ت َ َ‬ ‫خوِّ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ما ذَلِك ُ ُ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬إِن َّ َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جد َ اللّهِ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مُر َ‬ ‫ما يَعْ ُ‬ ‫ن)(‪ .)81‬وقوله‪( :‬إِن َّ َ‬ ‫منِي َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ن إِن كُنتُم ُّ‬ ‫خافُو ِ‬ ‫وَ َ‬
‫خش إل ّ الل ّه)(‪)82‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ََ‬ ‫م ي َ ُْ َ ِ‬ ‫صلَة َ وَآتَى الَّزكَا َة َ وَل َ ْ‬ ‫م ال َّ‬ ‫خرِ وَأقَا َ‬ ‫بِاللّهِ وَالْيَوْم ِ ال ِ‬
‫ل‬‫جعَ َ‬ ‫منَّا بِالل ّهِ فَإِذ َا أوذِيَ فِي الل ّهِ َ‬ ‫لآ َ‬ ‫من يَقُو ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َ َ‬
‫ن الن ّا َ ِ‬ ‫الية‪.‬وقوله‪( :‬وَ ِ‬
‫ه ) (‪ )83‬الية‪37...................................................‬‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫س كَعَذ َا ِ‬ ‫ة الن ّا ِ‬
‫فِتْن َ َ َ‬
‫َ‬
‫باب قول الله تعالى‪( :‬وَع َلَى اللّهِ فَتَوَك ّلُوا ْ إِن كُنتُم ُّ‬
‫ن) (‪ . )84‬وقوله‪:‬‬ ‫منِي َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫َ‬
‫م) (‪ )85‬الية وقوله (يَا أَي ُّ َها‬ ‫ت قُلُوبُهُ ْ‬ ‫جل َ ْ‬ ‫ه وَ ِ‬ ‫ن إِذ َا ذ ُكَِر الل ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّذِي‬ ‫منُو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫(إِن َّ َ‬
‫ل ع َلَى‬ ‫من يَتَوَك َّ ْ‬ ‫ن) (‪ )86‬وقوله (وَ َ‬ ‫منِي َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن اتَّبَعَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫سب ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ي َ‬ ‫النَّب ِ ُّ‬
‫َ‬
‫ه) (‪37....................................................................... )87‬‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫الل ّهِ فَهُوَ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫م‬‫مكَْر اللّهِ إِل ّ الْقَوْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫مكَْر اللّهِ فَل َ يَأ َ‬ ‫منُوا ْ َ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬أفَأ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن) (‪. .)91‬‬ ‫ضآل ّو َ‬ ‫مةِ َربِّهِ إِل ّ ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫من َّر ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫من يَقْن َ ُ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ن) (‪ )90‬وقوله‪( :‬قَا َ‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫باب من اليان بال الصب على أقدار ال وقول ال تعال‪َ ( :‬ومَن ُي ْؤمِن بِالّلهِ َيهْدِ َقلَْبهُ) (‪38.................)92‬‬
‫حى‬ ‫م يُو َ‬ ‫مثْلُك ُ ْ‬ ‫شٌر ِّ‬ ‫ما أَنَا ب َ َ‬ ‫ل إِن َّ َ‬ ‫باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى‪( :‬قُ ْ‬
‫إل َ َ َ‬
‫حدٌ ) (‪ )93‬الية‪39....................................................‬‬ ‫ه وَا ِ‬ ‫م إِل َ ٌ‬ ‫ما إِلَهُك ُ ْ‬ ‫ي أن َّ َ‬ ‫ِ ّ‬
‫باب من الشرك إرادة النسان بعمله الدنيا وقول ال تعال‪( :‬مَن كَا َن ُيرِيدُ اْلحَيَاةَ الدّْنيَا َوزِيَنَتهَا ُنوَفّ إِلَْيهِمْ‬
‫خسُونَ * ُأوْلَـِئكَ الّذِي َن لَْيسَ َلهُمْ فِي ال ِخ َرةِ إِ ّل النّارُ َوحَِبطَ مَا صََنعُوْا فِيهَا‬ ‫َأعْمَاَلهُمْ فِيهَا َوهُمْ فِيهَا َل يُبْ َ‬
‫وَبَاطِ ٌل مّا كَانُواْ َيعْ َملُونَ)(‪ )94‬اليتي‪40...................................................................‬‬
‫باب من أطاع العلماء والمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم‬
‫الله فقد اتخذهم أربابا ً من دون الله‪40.................................................‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫ما أُنزِ َ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬أَل َم تر إلَى الَّذين يزع ُمو َ‬
‫ل‬ ‫منُوا ْ ب ِ َ‬ ‫مَ آ َ‬‫ن أنَّهُ ْ‬ ‫ِ َ َْ ُ َ‬ ‫ْ ََ‬
‫مُرواْ‬ ‫ك يريدو ِن أَن يتحاك َموا ْ إلَى الط ّاغُوت وقَد أ ُ‬ ‫ما أُنزِ َ‬ ‫إِلَي ْ َ‬
‫ِ َ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ََ َ َ ُ‬ ‫من قَبْل ِ َ ُ ِ ُ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ك وَ َ‬
‫شيطَا َ‬ ‫َ‬
‫ضلَل ً بَعِيدًا) (‪ )97‬اليات‪ .‬وقوله‪:‬‬ ‫م َ‬ ‫ضل ّهُ ْ‬ ‫ن أن ي ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫أن يَكْفُُروا ْ بِهِ َويُرِيد ُ ال َّ ْ‬
‫سدوا ْ فِي ال َرض قَالُوا ْ إن َّما ن َحن مصل ِحون) (‪)98‬‬
‫ْ ُ ُ ْ ُ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫م ل َ تُفْ ِ ُ‬ ‫ل لَهُ ْ‬ ‫(وَإِذ َا قِي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وقوله‪( :‬وَل َ تُفْ ِ ْ‬
‫حك ْ َ‬
‫م‬ ‫حهَا )(‪ )99‬الية‪ .‬وقوله‪( :‬أفَ ُ‬ ‫صل َ ِ‬‫ض بَعْد َ إ ِ ْ‬ ‫سدُوا فِي الْر ِ‬
‫ن)(‪ )100‬الية‪41.................................................................‬‬ ‫جاهِلِيَّةِ يَبْغُو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬‫باب من جحد شيئا ً من السماء والصفات وقول الله تعالى‪( :‬وَهُ ْ‬
‫ن) (‪ )105‬الية‪...............................................................‬‬ ‫مـ ِ‬‫ح َ‬ ‫ن بِالَّر ْ‬ ‫يَكْفُُرو َ‬
‫َ‬ ‫ت اللّهِ ث ُ َّ‬
‫م يُنكُِرون َ َها وَأكْثَُرهُ ُ‬
‫م‬ ‫م َ‬ ‫ن ن ِ ْع َ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬يَعْرِفُو َ‬
‫ن) (‪42...............................................................................)107‬‬ ‫الْكَافُِرو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن) (‪43.......... )108‬‬ ‫مو َ‬ ‫م تَعْل َ ُ‬ ‫جعَلُوا ْ لِلّهِ أندَادا ً وَأنت ُ ْ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬فَل َ ت َ ْ‬
‫باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله‪44............................................‬‬
‫باب قول‪ :‬ما شاء الله وشئت‪44.........................................................‬‬
‫حيَا َومَا ُيهْلِ ُكنَا إِلّا‬ ‫ت وَنَ ْ‬ ‫باب من سب الدهر فقد آذى ال وقول ال تعـال‪( :‬وَقَالُوا مَا هِيَ إِلّا حَيَاتُنَا الدّْنيَا نَمُو ُ‬
‫ال ّد ْهرُ)(‪ )109‬الية‪45.....................................................................................‬‬
‫باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه‪45.................................................‬‬
‫باب احترام أسماء الله وتغيير السم لجل ذلك‪46................................‬‬
‫باب من هزل بشيء فيه ذكر ال أو القرآن أو الرسول وقول ال تعال‪( :‬وَلَئِن سَأَلَْتهُمْ َلَيقُولُنّ إِنّمَا ُكنّا َنخُوضُ‬
‫وَنَ ْل َعبُ) (‪ )110‬الية‪46...................................................................................‬‬
‫باب ما جاء في قول الله تعالى‪( :‬ولَئ ِ َ‬
‫ضَّراء‬ ‫من بَعْد ِ َ‬ ‫منَّا ِ‬ ‫ة ِّ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬ ‫ن أذَقْنَاه ُ َر ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ن هَذ َا لِي)(‪ )111‬الية‪47........................................................‬‬ ‫ه لَيَقُول َ َّ‬ ‫م َّ‬
‫ست ْ ُ‬ ‫َ‬
‫شركَاء فِيما آتَاهُما) (‪)114‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه ُ َ‬ ‫جعَل َ ل َ ُ‬ ‫صالِحا ً َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما آتَاهُ َ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬فَل َ َّ‬
‫الية‪48..............................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫سنَى فَادْع ُوهُ ب ِ َها وَذَُروا ْ ال ّذِي َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ماء ال ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬وَلِلّهِ ال ْ‬
‫ه) (‪ )117‬الية‪48.........................................................‬‬ ‫َ‬ ‫يُل ْ ِ‬
‫مآئ ِ ِ‬‫س َ‬‫ن فِي أ ْ‬ ‫حدُو َ‬
‫باب ل يقال‪ :‬السلم على الله‪49.........................................................‬‬
‫باب قول‪ :‬اللهم اغفر لي إن شئت‪49..................................................‬‬
‫باب ل يقول‪ :‬عبدي وأمتي‪49..............................................................‬‬
‫باب ل يرد من سأل الله‪50.................................................................‬‬
‫باب ل يسأل بوجه الله إل الجنة‪50......................................................‬‬
‫باب ما جاء ف الّلو وقول ال تعال‪َ( :‬يقُولُونَ َلوْ كَا َن لَنَا مِنَ ا َل ْمرِ شَ ْي ٌء مّا قُِتلْنَا هَا ُهنَا) (‪ .)118‬وقوله‪( :‬الّذِينَ‬
‫قَالُواْ لِ ْخوَاِنهِ ْم وََقعَدُواْ َلوْ أَطَاعُونَا مَا قُِتلُوا)(‪ )119‬الية‪51...................................................‬‬
‫باب النهي عن سب الريح‪51...............................................................‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫َ‬
‫جاهِلِيَّةِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫قّ ظ َ َّ‬
‫ح َِ‬ ‫ن بِاللّهِ غَيَْر ال ْ َ‬‫م يَظُنُّو َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫سه‬
‫باب قول الله تعالى‪( :‬أن ُف ُ‬
‫َ‬ ‫ل إ َّ َ‬ ‫من ال َ‬ ‫َ‬
‫ه) (‪ )1‬الية‪.‬‬ ‫ه لِل ّ ِ‬‫مَر كُل ّ ُ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫يَءٍ قُ ْ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫من َ‬ ‫مرِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن هَل ل ّنَا ِ‬ ‫يَقُولُو َ‬
‫َ‬
‫سوءِ) (‪)120‬‬
‫م دَائَِرة ُ ال َّ ْ‬ ‫سوْءِ ع َلَيْهِ ْ‬ ‫ن ال َّ‬‫ن بِالل ّهِ ظ َ َّ‬ ‫ت الظ ّانِّي َ‬ ‫شرِكَا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وقوله‪( :‬وَال ْ ُ‬
‫الية‪52..............................................................................................‬‬
‫باب ما جاء في منكري القدر‪52..........................................................‬‬
‫باب ما جاء في المصورين‪53..............................................................‬‬
‫َ‬
‫م) (‪.)121‬‬ ‫مانَك ُ ْ‬ ‫حفَظُوا ْ أي ْ َ‬ ‫باب ما جاء في كثرة الحلف وقول الله تعالى‪( :‬وَا ْ‬
‫‪54....................................................................................................‬‬
‫َ‬
‫باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه وقول الله تعالى‪( :‬وَأوْفُوا ْ بِعَهْد ِ اللّهِ‬
‫َ‬
‫ن بَعْد َ تَوْكِيدِهَا) (‪ )122‬الية‪55.........................‬‬ ‫ما َ‬ ‫ضوا ْ الي ْ َ‬ ‫م وَل َ تَن ُق ُ‬ ‫إِذ َا ع َاهَدت ُّ ْ‬
‫باب ما جاء في القسام على الله‪56...................................................‬‬
‫باب ل يستشفع بالله على خلقه‪56......................................................‬‬
‫باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد‪،‬‬
‫وسده طرق الشرك‪57.......................................................................‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حقَّ قَدْرِهِ وَاْلْر ُ‬
‫ض‬ ‫ه َ‬‫ما قَدَُروا الل ّ َ‬ ‫باب ما جاء في قول الله تعالى‪( :‬وَ َ‬
‫مةِ)(‪ )123‬الية‪57..................................................‬‬ ‫م الْقِيَا َ‬ ‫ه يَوْ َ‬ ‫ضت ُ ُ‬‫ميعًا قَب ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫الحواشي‪..........................................................................................‬‬

‫َ‬
‫ن)(‪)1‬‬ ‫عبُدُو ِ‬ ‫س إ ِ ّل لِي َ ْ‬ ‫واْلِن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ج َّ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫وقول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫عبُدُواْ الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫نا ْ‬ ‫سولً أ ِ‬ ‫ة َّر ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ل أ َّ‬‫في ك ُ ِّ‬ ‫عثْنَا ِ‬ ‫قدْ ب َ َ‬ ‫ول َ َ‬‫وقوله‪َ َ ( :‬‬
‫عبُدُواْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضى َرب ُّ َ‬ ‫جتَنِبُواْ الطّا ُ‬
‫ك ألّ ت َ ْ‬ ‫ق َ‬‫و َ‬ ‫ت) (‪ )2‬الية‪ .‬وقوله‪َ ( :‬‬ ‫غو َ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫ولَ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه َ‬ ‫عبُدُوا الل َ‬ ‫وا ْ‬ ‫سانًا) (‪ )3‬الية‪ .‬وقوله‪َ ( :‬‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫والِدَي ْ ِ‬ ‫وبِال َ‬ ‫ه َ‬‫إِلّ إِي ّا ُ‬
‫َ‬
‫واْ أت ْ ُ‬
‫م‬‫حَّر َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫عال َ ْ‬ ‫ل تَ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫شيْئًا) (‪ )4‬الية‪ .‬وقوله‪ُ ( :‬‬ ‫ه َ‬ ‫ركُواْ ب ِ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شيْئًا) (‪ )5‬اليات‪.‬‬ ‫ه َ‬ ‫ركُواْ ب ِ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ألّ ت ُ ْ‬ ‫علَيْك ُ ْ‬‫م َ‬ ‫َربُّك ُ ْ‬
‫قال ابن مسعود رضي ال عنه‪ :‬من أراد أن ينظر إل وصية ممد صلى ال عليه وسلم الت عليها خاتة فليقرأ قوله‬
‫هَ َذَا‬ ‫ن َ‬ ‫وأ َ َ َّ‬‫م) – إل قوله – ( َ‬ ‫علَيْك ُ َ ْ‬
‫م َ‬ ‫م َربُّك ُ َ ْ‬ ‫حَّر َ َ‬
‫ما َ‬ ‫ل ََ‬ ‫واْ أَت ْ ُ‬ ‫عال َ ْ‬ ‫ق ْ‬
‫ل تَ َ‬ ‫تعال‪ُ ( :‬‬
‫ما‪ )6( )..‬الية‪.‬‬ ‫قي ً‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صَراطِي ُ‬ ‫ِ‬
‫وعن معاذ بن جبل رضي ال عنه قال‪ :‬كنت رديف النب صلى ال عليه وسلم على حار فقال ل‪" :‬يا معاذ أتدري‬
‫ما حق ال على العباد‪ ،‬و ما حق العباد على ال؟" فقلت‪ :‬ال ور سوله أعلم‪ .‬قال‪ " :‬حق ال على العباد أن يعبدوه‬
‫ول يشركوا بـه شيئا‪ ،‬وحـق العباد على ال أن ل يعذب مـن ل يشرك بـه شيئا" فقلت‪ :‬يـا رسـول ال أفل أبشـر‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬

‫الناس؟ قال‪" :‬ل تبشرهم فيتكلوا" أخرجاه ف الصحيحي‪.‬‬


‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬الكمة ف خلق الن والنس‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن العبادة هي التوحيد؛ لن الصومة فيه‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن من ل يأت به ل يعبد ال‪ ،‬ففيه معن قوله‪ ‬ول أنتم عابدون ما أعبد)(‪.)7‬‬
‫الرابعة‪ :‬الكمة ف إرسال الرسل‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن الرسالة عمّت كل أمة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن دين النبياء واحد‪.‬‬
‫ال سابعة‪ :‬ال سألة ال كبية أن عبادة ال ل ت صل إل بالك فر بالطاغوت؛ فف يه مع ن قوله‪ ( :‬ف من يك فر بالطاغوت‬
‫ويؤمن بال‪ )8( ) 000‬الية‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن الطاغوت عام ف كل ما ُعبِد من دون ال‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬عظم شأن ثلث اليات الحكمات ف سورة النعام عند السلف‪ .‬وفيها عشر مسائل‪ ،‬أولا النهي عن‬
‫الشرك‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬اليات الحكمات ف سورة ال سراء‪ ،‬وفي ها ثا ن عشرة م سألة‪ ،‬بدأ ها ال بقوله‪( :‬ل ت عل مع ال إلا‬
‫ءاخر فتقعد مذموما مذولً)(‪)9‬؛ وختمها بقولـه‪( :‬ول تعل مع ال إلا آخر فتلقى ف جهنم ملوما مدحورا)(‪،)10‬‬
‫ونبهنا ال سبحانه على عظم شأن هذه السائل بقوله‪( :‬ذلك ما أوحى إليك ربك من الكمة) (‪.)11‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬آية سورة النساء الت تسمى آية القوق العشرة‪ ،‬بدأها ال تعال بقوله‪( :‬واعبدوا ال ول تشركوا به‬
‫شيئا) (‪.)12‬‬
‫الثانية عشرة‪:‬التنبيه على وصية رسول ال صلى ال عليه وسلم عند موته‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬معرفة حق ال تعال علينا‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬معرفة حق العباد عليه إذا أدوا حقه‪.‬‬
‫الامسة عشرة‪ :‬أن هذه السألة ل يعرفها أكثر الصحابة‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬جواز كتمان العلم للمصلحة‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬استحباب بشارة السلم با يسره‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬الوف من التكال على سعة رحة ال‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬قول السؤول عما ل يعلم‪ :‬ال ورسوله أعلم‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬جواز تصيص بعض الناس بالعلم دون بعض‪.‬‬
‫الادية والعشرون‪ :‬تواضعه صلى ال عليه وسلم لركوب المار مع الرداف عليه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

‫الثانية والعشرون‪ :‬جواز الرداف على الدابة‪.‬‬


‫الثالثة والعشرون‪ :‬فضيلة معاذ بن جبل‪.‬‬
‫الرابعة والعشرون‪ :‬عظم شأن هذه السألة‪.‬‬

‫باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقول الله تعالى‪:‬‬


‫َ‬
‫هم بِظُلْمٍ) (‪ )13‬الية‪.‬‬ ‫سواْ إِي َ‬
‫مان َ ُ‬ ‫م يَلْب ِ ُ‬‫ول َ ْ‬
‫منُواْ َ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫(ال ّ ِ‬
‫عن عبادة بن الصامت رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬من شهد أن ل إله إل ال وحده‬
‫ل شريك له‪ ،‬وأن ممدا عبده ورسوله‪ ،‬وأن عيسى ع بد ال ور سوله وكلم ته ألقا ها إل مري وروح منه‪ ،‬والنة‬
‫حق‪ ،‬والنار حق أدخله ال ال نة على ما كان من الع مل)‪ .‬أخرجاه‪ .‬ول ما ف حد يث عتبان‪( :‬فإن ال حرم على‬
‫النار من قال‪ :‬ل إله إل ال يبتغي بذلك وجه ال)‪.‬‬
‫وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬قال موسى‪ :‬يا رب‪ ،‬علمن شيئا‬
‫أذكرك وأدعوك به‪ .‬قال‪ :‬يا موسى‪ :‬قل ل إله إل ال‪ .‬قال‪ :‬يا رب كل عبادك يقولون هذا‪ .‬قال‪ :‬يا موسى‪ ،‬لو أن‬
‫السموات السبع وعامرهن غيي‪ ،‬والرضي السبع ف كفة‪ ،‬ول إله ال ف كفة‪ ،‬مالت بن ل إله ال) [رواه ابن‬
‫حبان‪ ،‬والاكم وصححه]‪.‬‬
‫وللترمذي وحسنه عن أنس رضي ال عنه‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪( :‬قال ال تعال‪ :‬يا ابن‬
‫آدم؛ لو أتيتن بقراب الرض خطايا‪ ،‬ث لقيتن ل تشرك ب شيئا لتيتك بقرابا مغفرة)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬سعة فضل ال‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬كثرة ثواب التوحيد عند ال‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تكفيه مع ذلك للذنوب‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تفسي الية (‪ )82‬الت ف سورة النعام‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬تأمل المس اللوات ف حديث عبادة‪.‬‬
‫ال سادسة‪ :‬أنك إذا جعت بي نه وبي حديث عتبان و ما بعده تبي لك معن قول‪( :‬ل إله إل ال) وتبي لك خطأ‬
‫الغرورين‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬التنبيه للشرط الذي ف حديث عتبان‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬كون النبياء يتاجون للتنبيه على فضل ل إله إل ال‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬التنبيه لرجحانا بميع الخلوقات‪ ،‬مع أن كثيا من يقولا يف ميزانه‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬النص على أن الرضي سبع كالسموات‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪8‬‬

‫الادية عشرة‪ :‬أن لن عمارا‪.‬‬


‫الثانية عشرة‪ :‬إثبات الصفات‪ ،‬خلفا للشعرية‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬أنك إذا عرفت حديث أنس‪ ،‬عرفت أن قوله ف حديث عتبان‪( :‬فإن ال حرم على النار من قال ل‬
‫إله إل ال‪ ،‬يبتغي بذلك وجه ال) أنه ترك الشرك‪ ،‬ليس قولا باللسان‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬تأمل المع بي كون عيسى وممد عبدي ال ورسوليه‪.‬‬
‫الامسة عشرة‪ :‬معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة ال‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬معرفة كونه روحا منه‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬معرفة فضل اليان بالنة والنار‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬معرفة قوله‪( :‬على ما كان من العمل)‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬معرفة أن اليزان له كفتان‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬معرفة ذكر الوجه‪.‬‬

‫باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب وقول‬


‫ك‬ ‫ول َ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫فا َ‬‫حنِي ً‬ ‫قانِتًا لِل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ة َ‬ ‫ن أ ُ َّ‬
‫م ً‬ ‫م كَا َ‬
‫َ‬ ‫هي‬ ‫الله تعالى‪( :‬إ ِ َّ‬
‫ن إِبَْرا ِ‬
‫َّ‬
‫م َل‬ ‫ه ْ‬ ‫ّ‬
‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫هم‬‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ذي‬‫ِ‬ ‫وال‬
‫ن) (‪ .)14‬وقال‪َ ( :‬‬ ‫ركِي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬
‫ن) (‪.)15‬‬ ‫ركُو َ‬‫ش ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫عن ح صي بن ع بد الرح ن قال‪ :‬ك نت ع ند سعيد بن جبي فقال‪ :‬أي كم رأى الكو كب الذي ان قض البار حة؟‬
‫فقلت‪ :‬أنا‪ ،‬ث قلت‪ :‬أما إن ل أكن ف صلة‪ ،‬ولكن لُدِغت‪ ،‬قال‪ :‬فما صنعت؟ قلت‪ :‬ارتقيت قال‪ :‬فما حلك‬
‫على ذلك؟ قلت‪ :‬حديث حدثناه الشعب‪ ،‬قال وما حدثكم؟ قلت‪ :‬حدثنا عن بريدة بن الصيب أنه قال‪ :‬ل رقية‬
‫إل من عي أو حة‪ .‬قال‪ :‬قد أحسن من انتهى إل ما سع‪ .‬ولكن حدثنا ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أنه قال‪( :‬عرضت علي المم‪ ،‬فرأيت النب ومعه الرهط‪ ،‬والنب ومعه الرجل والرجلن‪ ،‬والنب وليس معه أحد‪ ،‬إذ‬
‫رفع ل سواد عظيم‪ ،‬فظننت أنم أمت‪ ،‬فقيل ل‪ :‬هذا موسى وقومه‪ ،‬فنظرت فإذا سواد عظيم‪ ،‬فقيل ل‪ :‬هذه أمتك‬
‫ومعهم سبعون ألفا يدخلون النة بغي حساب ول عذاب‪ ،‬ث نض فدخل منله‪ .‬فخاض الناس ف أولئك‪ ،‬فقال‬
‫بعضهم‪ :‬فلعلهم الذين صحبوا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬فلعلهم الذين ولدوا ف السلم فلم‬
‫يشركوا بال شيئا‪ ،‬وذكروا أشياء‪ ،‬فخرج عليهم رسول ال صلى ال عليه فأخبوه‪ ،‬فقال‪( :‬هم الذين ل يسترقون‬
‫ول يكتوون ول يتطيون وعلى ربم يتوكلون) فقام عكاشة بن مصن فقال‪ :‬ادع ال أن يعلن منهم‪ .‬قال‪( :‬أنت‬
‫منهم) ث قام رجل آخر فقال‪ :‬ادع ال أن يعلن منهم‪ .‬فقال‪( :‬سبقك با عكاشة)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬

‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬معرفة مراتب الناس ف التوحيد‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ما معن تقيقه‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه ل يكن من الشركي‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬ثناؤه على سادات الولياء بسلمتهم من الشرك‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬كون ترك الرقية والكي من تقيق التوحيد‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬كون الامع لتلك الصال هو التوكل‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬عمق علم الصحابة لعرفتهم أنم ل ينالوا ذلك إل بعمل‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬حرصهم على الي‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬فضيلة هذه المة بالكمية والكيفية‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬فضيلة أصحاب موسى‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬عرض المم عليه‪ ،‬عليه الصلة والسلم‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬أن كل أمة تشر وحدها مع نبيها‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬قلة من استجاب للنبياء‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬أن من ل يبه أحد يأت وحده‪.‬‬
‫الامسة عشرة‪ :‬ثرة هذا العلم‪ ،‬وهو عدم الغتـرار بالكثـرة‪ ،‬وعـدم الزهد ف القلة‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬الرخصة ف الرقية من العي والمة‪.‬‬
‫ال سابعة عشرة‪ :‬ع مق علم ال سلف لقوله‪ :‬قد أح سن من انت هى إل ما سع‪ ،‬ول كن كذا وكذا‪ .‬فعلم أن الد يث‬
‫الول ل يالف الثان‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬بعد السلف عن مدح النسان با ليس فيه‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬قوله‪( :‬أنت منهم) علم من أعلم النبوة‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬فضيلة عكاشة‪.‬‬
‫الادية والعشرون‪ :‬استعمال العاريض‪.‬‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬حسن خلقه صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫باب الخوف من الشرك وقول الله عز وجل‪( :‬إ ِ َّ‬
‫شاء) (‪)16‬‬ ‫من ي َ َ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫ما دُو َ‬
‫فُر َ‬
‫غ ِ‬
‫وي َ ْ‬
‫ه َ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫فُر أَن ي ُ ْ‬
‫شَر َ‬ ‫لَ ي َ ْ‬
‫غ ِ‬
‫وقال الليل عليه السلم‪( :‬واجنبن وبن أن نعبد الصنام) (‪ )17‬وف حديث‪( :‬أخوف ما أخاف عليكم الشرك‬
‫‪9‬‬
‫‪10‬‬

‫الصغر)‪ ،‬فسئل عنه فقال‪( :‬الرياء) وعن ابن مسعود رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬من‬
‫مات وهو يدعو من دون ال ندا دخل النار) [رواه البخاري]‪ .‬ولسلم عن جابر رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬من لقي ال ل يشرك به شيئا دخل النة‪ ،‬ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬الوف من الشرك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الرياء من الشرك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه من الشرك الصغر‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه أخوف ما ياف منه على الصالي‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬قرب النة والنار‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬المع بي قربما ف حديث واحد‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أنه من لقيه ل يشرك به شيئا دخل النة‪ .‬ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ولو كان من أعبد الناس‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬السألة العظيمة‪ :‬سؤال الليل له ولبنيه وقاية عبادة الصنام‪.‬‬
‫س) (‪.)18‬‬ ‫َ‬
‫ن الن ّا ِ‬ ‫م َ‬‫ن كَثِيًرا ِّ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ضلَل ْ َ‬ ‫ب إِن َّ ُ‬
‫ه َّ‬ ‫التاسعة‪ :‬اعتباره بال الكثر‪ ،‬لقوله‪َ( :‬ر ِّ‬
‫العاشرة‪ :‬فيه تفسي (ل إله إل ال) كما ذكره البخاري‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬فضيلة من سلم من الشرك‪.‬‬

‫ل‬‫ق ْ‬ ‫باب الدعاء إلى شهادة أن ل إله الله وقوله الله تعالى‪ُ ( :‬‬
‫ة أَنَاْ ومن اتَّبعنِي) (‪)19‬‬ ‫صيَر ٍ‬‫علَى ب َ ِ‬ ‫ه َ‬‫عو إِلَى الل ّ ِ‬ ‫سبِيلِي أَدْ ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ه َ‬‫ذ ِ‬
‫هَ ِ‬‫َ‬
‫الية‪.‬‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لا بعث معاذا إل اليمن قال له‪( :‬إنك تأت‬
‫قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن ل إله إل ال ـ وف رواية‪ :‬إل أن يوحدوا ال ـ فإن‬
‫هـم أطاعوك لذلك‪ ،‬فأعلمهـم أن ال افترض عليهـم خسـ صـلوات فـ كـل يوم وليلة‪ ،‬فإن هـم أطاعوك لذلك‪:‬‬
‫فأعلمهم أن ال افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم‪ ،‬فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم‬
‫أموالم‪ ،‬واتق دعوة الظلوم‪ ،‬فإنه ليس بينها وبي ال حجاب) أخرجاه‪.‬‬
‫ولما عن سهل بن سعد رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوم خيب‪( :‬لعطي الراية غدا‬
‫رجلً يب ال ورسوله‪ ،‬ويبه ال ورسوله‪ ،‬يفتح ال على يديه‪ .‬فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها‪ .‬فلما‬
‫أ صبحوا غدوا على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كل هم ير جو أن يعطا ها‪ .‬فقال‪( :‬أ ين علي بن أ ب طالب؟)‬

‫‪10‬‬
‫‪11‬‬

‫فقيل‪ :‬هو يشتكي عينيه‪ ،‬فأرسلوا إليه‪ ،‬فأتى به فبصق ف عينيه‪ ،‬ودعا له‪ ،‬فبأ كأن ل يكن به وجع‪ ،‬فأعطاه الراية‬
‫فقال‪( :‬انفذ على رسلك حت تنل بساحتهم‪ ،‬ث ادعهم إل السلم وأخبهم با يب عليهم من حق ال تعال‬
‫ل واحدا‪ ،‬خي لك من حر النعم)‪ .‬يدوكون‪ :‬يوضون‪.‬‬ ‫فيه‪ ،‬فوال لن يهدي ال بك رج ً‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن الدعوة إل ال طريق من اتبعه صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬التنبيه على الخلص‪ ،‬لن كثيا لو دعا إل الق فهو يدعو إل نفسه‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن البصية من الفرائض‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬من دلئل حسن التوحيد‪ :‬كونه تنيها ل تعال عن السبة‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن من قبح الشرك كونه مسبة ل‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬وهي من أهها – إبعاد السلم عن الشركي لئل يصي منهم ولو ل يشرك‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬كون التوحيد أول واجب‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن يبدأ به قبل كل شيء‪ ،‬حت الصلة‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬أن معن‪( :‬أن يوحدوا ال)‪ ،‬معن شهادة‪ :‬أن ل إله إل ال‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أن النسان قد يكون من أهل الكتاب‪ ،‬وهو ل يعرفها‪ ،‬أو يعرفها ول يعمل با‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬التنبيه على التعليم بالتدريج‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬البداءة بالهم فالهم‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬مصرف الزكاة‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬كشف العال الشبهة عن التعلم‪.‬‬
‫الامسة عشرة‪ :‬النهي عن كرائم الموال‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬اتقاء دعوة الظلوم‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬الخبار بأنا ل تجب‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬من أدلة التوحيد ما جرى على سيد الرسلي وسادات الولياء من الشقة والوع والوباء‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬قوله‪( :‬لعطي الراية) إل‪ .‬علم من أعلم النبوة‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬تفله ف عينيه علم من أعلمها أيضا‪.‬‬
‫الادية والعشرون‪ :‬فضيلة علي رضي ال عنه‪.‬‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬فضل الصحابة ف دوكهم تلك الليلة وشغلهم عن بشارة الفتح‪.‬‬
‫الثالثة والعشرون‪ :‬اليان بالقدر‪ ،‬لصولا لن ل يسع لا ومنعها عمن سعى‪.‬‬
‫الرابعة والعشرون‪ :‬الدب ف قوله‪( :‬على رسلك)‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬

‫الامسة والعشرون‪ :‬الدعوة إل السلم قبل القتال‪.‬‬


‫السادسة والعشرون‪ :‬أنه مشروع لن دعوا قبل ذلك وقوتلوا‪.‬‬
‫السابعة والعشرون‪ :‬الدعوة بالكمة‪ ،‬لقوله‪( :‬أخبهم با يب عليهم)‪.‬‬
‫الثامنة والعشرون‪ :‬العرفة بق ال تعال ف السلم‪.‬‬
‫التاسعة والعشرون‪ :‬ثواب من اهتدى على يده رجل واحد‪.‬‬
‫الثلثون‪ :‬اللف على الفتيا‪.‬‬

‫باب تفسير التوحيد وشهادة أن ل إله إل الله وقول‬


‫َ َّ‬
‫م‬
‫ه ُ‬ ‫ّ‬
‫َ ِ ِ‬‫ب‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫غو‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫الله تعالى‪( :‬أُولََئ ِك ال‬
‫م‬‫هي ُ‬ ‫ل إِبَْرا ِ‬ ‫قا َ‬ ‫وإِذْ َ‬ ‫َ‬ ‫ب)(‪ )20‬اليه وقوله‪( :‬‬ ‫م أَ ْ‬
‫قَر ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ال ْوسيل َ َ َ‬
‫ة أي ُّ ُ‬ ‫َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فط َرنِي) (‬
‫َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن * إ ِ ّل ال ّ ِ‬ ‫عبُدُو َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م َّ‬ ‫ه إِنَّنِي بََراء ِّ‬ ‫م ِ‬ ‫و ِ‬ ‫و َ‬
‫ق ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ِلَبِي ِ‬
‫هبان َه َ‬ ‫َ‬ ‫‪ )21‬الية‪ .‬وقوله‪( :‬ات َّ َ‬
‫من‬ ‫م أْربَابًا ِّ‬ ‫وُر ْ َ ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫حبَاَر ُ‬ ‫خذُواْ أ ْ‬
‫من‬ ‫خذُ ِ‬ ‫من يَت َّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن الن ّا ِ‬
‫َ‬ ‫م َ‬ ‫و ِ‬ ‫ه)(‪ )22‬الية‪ .‬وقوله‪َ ( :‬‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دُو ِ‬
‫َ‬
‫ه) (‪ )23‬الية‪.‬‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫ح ِّ‬ ‫م كَ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫حبُّون َ ُ‬ ‫ه أندَاداً ي ُ ِ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دُو ِ‬
‫وف (الصحيح) عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪( :‬من قال‪ :‬ل إله إل ال وكفر با يعبد من دون ال‪ ،‬حرم‬
‫ماله ودمه‪ ،‬وحسابه على ال عز وجل)‪.‬‬
‫وشرح هذا الترجة‪ :‬ما بعدها من البواب‪.‬‬
‫فيه أكب السائل وأهها‪ :‬وهي تفسي التوحيد‪ ،‬وتفسي الشهادة‪ ،‬وبيّنَها بأمور واضحة‪.‬‬
‫منها‪ :‬آية السراء‪ ،‬بيّن فيها الرد على الشركي الذين يدعون الصالي‪ ،‬ففيها بيان أن هذا هو الشرك الكب‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬آية براءة‪ ،‬بيّن فيها أن أهل الكتاب اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال‪ ،‬وبي أنم ل يؤمروا إل‬
‫بأن يعبدوا إلا واحدا‪ ،‬مع أن تفسيها الذي ل إشكال فيه‪ :‬طاعة العلماء والعباد ف العصية‪ ،‬لدعائهم إياهم‪.‬‬
‫ومنها قول الليل (عليه السلم) للكفار‪( :‬إنن برآء ما تعبدون * إل الذي فطرن) (‪ )24‬فاستثن من العبودين ربه‪،‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬

‫وذ كر سبحانه أن هذه الباءة وهذه الوالة‪ :‬هي تف سي شهادة أن ل إله إل ال‪ .‬فقال‪( :‬وجعل ها كل مة باق ية ف‬
‫عقبه لعلهم يرجعون) (‪.)25‬‬
‫ومنها‪ :‬آية البقرة‪ :‬ف الكفار الذين قال ال فيهم‪( :‬وما هم بارجي من النار)(‪ )26‬ذكر أنم يبون أندادهم كحب‬
‫ال‪ ،‬فدل على أن م يبون ال حبا عظيما‪ ،‬ول يدخل هم ف ال سلم‪ ،‬فك يف ب ن أ حب ال ند أ كب من حب ال؟!‬
‫فكيف لن ل يب إل الند وحده‪ ،‬ول يب ال؟!‪.‬‬
‫ومنها قوله صلى ال عليه وسلم‪( :‬من قال‪ :‬ل إله إل ال وكفر با يعبد من دون ال حرم ماله ودمه‪ ،‬وحسابه على‬
‫ال) وهذا من أعظم ما يبيّن معن (ل إله إل ال) فإنه ل يعل التلفظ با عاصما للدم والال‪ ،‬بل ول معرفة معناها‬
‫مع لفظ ها‪ ،‬بل ول القرار بذلك‪ ،‬بل ول كو نه ل يد عو إل ال وحده ل شر يك له‪ ،‬بل ل يرم ماله ود مه ح ت‬
‫يضيف إل ذلك الكفر با يعبد من دون ال‪ ،‬فإن شك أو توقف ل يرم ماله ودمه‪ .‬فيالا من مسألة ما أعظمها‬
‫وأجلها‪ ،‬وياله من بيان ما أوضحه‪ ،‬وحجة ما أقطعها للمنازع‪.‬‬

‫باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع‬


‫ن‬ ‫ما تَدْ ُ‬
‫عو َ‬ ‫فَرأَيْتُم َّ‬‫ل أَ َ‬ ‫البلء أو دفعه وقول الله تعالى‪ُ ( :‬‬
‫ق ْ‬
‫َّ‬ ‫من دون الل َّه إن أ َ‬
‫ت‬‫فا ُ‬ ‫ن كَا ِ‬
‫ش َ‬ ‫ه َّ‬‫ل ُ‬ ‫ه ْ‬‫ر َ‬ ‫ٍّ‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫د‬ ‫را‬
‫ِ ِ ْ َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ه)(‪ )27‬الية‪.‬‬ ‫ر ِ‬
‫ض ِّ‬ ‫ُ‬
‫ل ف يده حلقة من صفر‪ ،‬فقال‪( :‬ما‬ ‫عن عمران بن حصي رضي ال عنه‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم رأى رج ً‬
‫هذه)؟ قال‪ :‬من الواهنة‪ .‬فقال‪( :‬انزعها فإنا ل تزيدك إل وهنا‪ ،‬فإنك لو مت وهي عليك‪ ،‬ما أفلحت أبدا) رواه‬
‫أح د ب سند ل بأس به‪ .‬وله عن عق بة بن عا مر ر ضي ال ع نه مرفوعا‪ ( :‬من تعلق تي مة فل أ ت ال له‪ ،‬و من تعلق‬
‫ل ف يده‬ ‫ودعة فل ودع ال له) وف رواية‪( :‬من تعلق تيمة فقد أشرك)‪ .‬ولبن أب حات عن حذيفة أنه رأى رج ً‬
‫خيط من المى فقطعه‪ ،‬وتل قوله‪( :‬وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون) (‪.)28‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬التغليظ ف لبس اللقة واليط ونوها لثل ذلك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الصحاب لو مات وهي عليه ما أفلح‪ .‬فيه شاهد لكلم الصحابة‪ :‬أن الشرك الصغر أكب من الكبائر(‪.)3‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه ل يعذر بالهالة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنا ل تنفع ف العاجلة بل تضر‪ ،‬لقوله‪( :‬ل تزيدك إل وهنا)‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬النكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬التصريح بأن من تعلق شيئا وكل إليه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪14‬‬

‫السابعة ‪ :‬التصريح بأن من تعلق تيمة فقد أشرك‪.‬‬


‫الثامنة ‪ :‬أن تعليق اليط من المى من ذلك‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬تلوة حذيفة الية دليل على أن الصحابة يستدلون باليات الت ف الشرك الكب على الصغر‪ ،‬كما ذكر‬
‫بن عباس ف آية البقرة‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أن تعليق الودع عن العي من ذلك‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬الدعاء على من تعلق تيمة‪ ،‬أن ال ل يتم له‪ ،‬ومن تعلق ودعة‪ ،‬فل ودع ال له‪ ،‬أي ل ترك ال له‪.‬‬

‫باب ما جاء في الرقي والتمائم‬


‫ف (الصحيح) عن أب بشي النصاري رضي ال عنه أنه كان مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره‪،‬‬
‫فأرسل رسولً أن ل يبقي ف رقبة بعي قلدة من وتر أو قلدة إل قطعت‪ .‬وعن ابن مسعود رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪( :‬إن الرقى والتمائم والتولة شرك) [رواه أحد وأبو داود]‪ .‬وعن عبد‬
‫ال بن عكيم مرفوعا‪( :‬من تعلق شيئا وكل إليه)‪[ .‬رواه أحد والترمذي]‪.‬‬
‫(التمائم)‪ :‬ش يء يعلق على الولد من الع ي‪ ،‬ل كن إذا ك ـان العل ـق من القرآن‪ ،‬فر خص ف يه ب عض ال سلف‪،‬‬
‫وبعضهم ل يرخص فيه‪ ،‬ويعله من النهي عنه‪ ،‬منهم ابن مسعود رضي ال عنه‪.‬‬
‫و(الرقى)‪ :‬هي الت تسمى العزائم‪ ،‬وخص منه الدليل ما خل من الشرك‪ ،‬فقد رخص فيه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من العي والمة‪.‬‬
‫و(التولة)‪ :‬شيء يصنعونه يزعمون أنه يبب الرأة إل زوجها‪ ،‬والرجل إل امرأته‪.‬‬
‫وروى أح د عن روي فع قال‪ :‬قال ل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ( :‬يا روي فع! ل عل الياة تطول بك‪ ،‬فأ خب‬
‫الناس أن من عقد ليته‪ ،‬أو تقلد وترا‪ ،‬أو استنجى برجيع دابة أو عظم‪ ،‬فإن ممدا بريء منه)‪.‬‬
‫و عن سعيد بن جبي ر ضي ال ع نه‪ ،‬قال‪ ( :‬من ق طع تي مة من إن سان كان كعدل رق بة) [رواه وك يع]‪ .‬وله عن‬
‫إبراهيم (‪ )1‬قال‪ :‬كانوا يكرهون التمائم كلها‪ ،‬من القرآن وغي القرآن‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي الرقي والتمائم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي التولة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن هذه الثلثة كلها من الشرك من غي استثناء‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن الرقية بالكلم الق من العي والمة ليس من ذلك‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن التميمة إذا كانت من القرآن فقد اختلف العلماء هل هي من ذلك أم ل؟‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪15‬‬

‫السادسة‪ :‬أن تعليق الوتار على الدواب عن العي‪ ،‬من ذلك‪.‬‬


‫السابعة‪ :‬الوعيد الشديد على من تعلق وترا‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬فضل ثواب من قطع تيمة من إنسان‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬أن كلم إبراهيم ل يالف ما تقدم من الختلف‪ ،‬لن مراده أصحاب عبد ال بن مسعود‪.‬‬

‫باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما وقول الله‬


‫َ‬ ‫تعالى‪( :‬أ َ َ َ‬
‫وال ْ ُ‬
‫عَّزى) (‪ )29‬اليات‪.‬‬ ‫م ال ّل َ‬
‫ت َ‬ ‫فَرأيْت ُ ُ‬
‫عن أ ب وا قد اللي ثي‪ ،‬قال‪ :‬خرج نا مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل حن ي ون ن حدثاء ع هد بك فر‪،‬‬
‫وللمشركي سدرة يعكفون عندها وينوطون با أسلحتهم‪ ،‬يقال لا‪ :‬ذات أنواط‪ ،‬فمررنا بسدرة فقلنا‪ :‬يا رسول‬
‫ال أجعل لنا ذات أنواط كما لم ذات أنواط فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬ال أكب! إنا السنن‪ ،‬قلتم ـ‬
‫والذي نف سي بيده ـ ك ما قالت ب نو إ سرائيل لو سى‪( :‬اج عل ل نا إلا ك ما ل م آل ة قال إن كم قوم تهلون) (‪)30‬‬

‫(لتركب سنن من كان قبلكم)‪[ .‬رواه الترمذي وصححه]‪.‬‬


‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية النجم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬معرفة صورة المر الذي طلبوا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬كونم ل يفعلوا‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬كونم قصدوا التقرب إل ال بذلك‪ ،‬لظنهم أنه يبه‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أنم إذا جهلوا هذا فغيهم أول بالهل‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن لم من السنات والوعد بالغفرة ما ليس لغيهم‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم ل يعذرهم‪ ،‬بل رد عليهم بقوله‪( :‬ال أكب إنا السنن‪ ،‬لتتبعن سنن من كان‬
‫قبلكم) فغلظ المر بذه الثلث‪.‬‬
‫َ‬
‫جع َل ل ّن َا‬
‫الثامنة‪ :‬المر الكبي‪ ،‬وهو القصود‪ :‬أنه أخب أن طلبتهـم كطلبـة بن إسرائيل لا قالوا لوسى‪( :‬ا ْ‬
‫إِلَـهًا) (‪.)31‬‬
‫التاسعة‪ :‬أن نفي هذا معن (ل إله إل ال)‪ ،‬مع دقته وخفائه على أولئك‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أنه حلف على الفتيا‪ ،‬وهو ل يلف إل لصلحة‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬أن الشرك فيه أكب وأصغر‪ ،‬لنم ل يرتدوا بذا‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬

‫الثانية عشرة‪ :‬قولم‪( :‬ونن حدثاء عهد بكفر) فيه أن غيهم ل يهل ذلك‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬التكبي عند التعجب‪ ،‬خلفا لن كرهه‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬سد الذرائع‪.‬‬
‫الامسة عشرة‪ :‬النهي عن التشبه بأهل الاهلية‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬الغضب عند التعليم‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬القاعدة الكلية‪ ،‬لقوله (إنا السنن)‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬أن هذا عَلم من أعلم النبوة‪ ،‬لكونه وقع كما أخب‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬أن كل ما ذم ال به اليهود والنصارى ف القرآن أنه لنا‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬أ نه متقرر عند هم أن العبادات مبنا ها على الم ـر‪ ،‬ف صـار ف يه الت نبيه على م سائل ال قب‪ .‬أ ما ( من‬
‫ربك)؟ فواضح‪ ،‬وأما (من نبيك)؟ فمن إخباره بأنباء الغيب‪ ،‬وأما (ما دينك)؟ فمن قولم‪( :‬اجعل لنا إلا) إل‪.‬‬
‫الادية والعشرون‪ :‬أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة الشركي‪.‬‬
‫الثان ية والعشرون‪ :‬أن النت قل من البا طل الذي اعتاده قل به ل يُؤ من أن يكون ف قل به بق ية من تلك العادة لقول م‪:‬‬
‫ونن حدثاء عهد بكفر‪.‬‬

‫ق ْ‬
‫ل‬ ‫باب ما جاء في الذبح لغير الله وقول الله تعالى‪ُ ( :‬‬
‫ن*‬ ‫مي َ‬‫عال َ ِ‬‫ب ال ْ َ‬
‫ه َر ِّ‬ ‫ماتِي لِل ّ ِ‬‫م َ‬
‫و َ‬
‫ي َ‬
‫حيَا َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫سكِي َ‬ ‫صلَتِي َ‬
‫ون ُ ُ‬ ‫ن َ‬‫إ ِ َّ‬
‫حْر) (‪.)33‬‬ ‫وان ْ َ‬‫ك َ‬ ‫ل لَِرب ِّ َ‬ ‫ص ِّ‬ ‫ه) (‪ )32‬الية‪ ،‬وقوله‪َ ( :‬‬
‫ف َ‬ ‫ك لَ ُ‬
‫ري َ‬
‫ش ِ‬‫لَ َ‬
‫عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬حدثن رسول ال صلى ال عليه وسلم بأربع كلمات‪( :‬لعن ال من ذبح لغي ال‪،‬‬
‫لعن ال من لعن ووالديه‪ .‬لعن ال من آوى مدثا‪ ،‬لعن ال من غي منار الرض) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫وعن طارق بن شهاب‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬دخل النة رجل ف ذباب‪ ،‬ودخل النار رجل ف‬
‫ذباب) قالوا‪ :‬وكيف ذلك يا رسول ال؟! قال‪( :‬مر رجلن على قوم لم صنم ل يوزه أحد حت يقرب له شيئا‪،‬‬
‫فقالوا لحدهاـ قرب قال‪ :‬ليـس عندي شيـء أقرب قالوا له‪ :‬قرب ولو ذبابا‪ ،‬فقرب ذبابا‪ ،‬فخلوا سـبيله‪ ،‬فدخـل‬
‫النار‪ ،‬وقالوا للخر‪ :‬قرب‪ ،‬فقال‪ :‬ما كنت لقرب لحد شيئا دون ال عز وجل‪ ،‬فضربوا عنقه فدخل النة) [رواه‬
‫أحد]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫سكِي)‪.‬‬ ‫صلَتِي َ‬
‫ون ُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫الول‪ :‬تفسي (إ ِ َّ‬
‫حْر)‪.‬‬‫وان ْ َ‬
‫ك َ‬‫ل لَِرب ِّ َ‬‫ص ِّ‬
‫ف َ‬ ‫الثانية‪ :‬تفسي ( َ‬
‫الثالثة‪ :‬البداءة بلعنة من ذبح لغي ال‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪17‬‬

‫الرابعة‪ :‬لعن من لعن والديه‪ ،‬ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬لعن من آوى مدثا وهـو الرجـل يـدث شيئا يـب فيه حق ل فيلتجيء إل من ييه من ذلك‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬لعن من غي منار الرض‪ ،‬وهي الراسيم الت تفرق بي حقك ف الرض وحق جارك‪ ،‬فتغيها بتقدي أو‬
‫تأخي‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬الفرق بي لعن العيّن‪ ،‬ولعن أهل العاصي على سبيل العموم‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬هذه القصة العظيمة‪ ،‬وهي قصة الذباب‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي ل يقصده‪ ،‬بل فعله تلصا من شرهم‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬معرفة قدر الشرك ف قلوب الؤمني‪ ،‬كيف صب ذلك على القتل‪ ،‬ول يوافقهم على طلبتهم‪ ،‬مع كونم‬
‫ل يطلبوا منه إل العمل الظاهر‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬أن الذي دخل النار مسلم‪ ،‬لنه لو كان كافرا ل يقل‪( :‬دخل النار ف ذباب)‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬فيه شاهد للحديث الصحيح (النة أقرب إل أحدكم من شراك نعله‪ ،‬والنار مثل ذلك)‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬معرفة أن عمل القلب هو القصود العظم حت عند عبدة الوثان‪.‬‬

‫باب ل يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله وقول الله‬
‫ه أَبَدًا) (‪ )34‬الية‪.‬‬
‫في ِ‬
‫م ِ‬ ‫تعالى‪( :‬لَ ت َ ُ‬
‫ق ْ‬
‫ل ببوانة‪ ،‬فسأله النب صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫عن ثابت بن الضحاك رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬نذر رجل أن ينحر إب ً‬
‫(هل كان فيها وثن من أوثان الاهلية يعبد)؟ قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪( :‬فهل كان فيها عيد من أعيادهم)؟ قالوا‪ :‬ل‪ .‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬أوف بنذرك‪ ،‬فإنه ل وفاء لنذر ف معصية ال‪ ،‬ول فيما ل يلك ابن آدم) [رواه‬
‫أبو داود‪ ،‬وإسنادها على شرطهما]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫ه أَبَدًا) (‪.)35‬‬
‫في ِ‬‫م ِ‬ ‫ق ْ‬‫الول‪ :‬تفسي قوله‪( :‬لَ ت َ ُ‬
‫الثانية‪ :‬أن العصية قد تؤثر ف الرض‪ ،‬وكذلك الطاعة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬رد السألة الشكلة إل السألة البيّنة ليزول الشكال‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬استفصال الفت إذا احتاج إل ذلك‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن تصيص البقعة بالنذر ل بأس به إذا خل من الوانع‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬النع منه إذا كان فيه وثن من أوثان الاهلية ولو بعد زواله‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬النع منه إذا كان فيه عيد من أعيادهم ولو بعد زواله‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أنه ل يوز الوفاء با نذر ف تلك البقعة‪ ،‬لنه نذر معصية‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪18‬‬

‫التاسعة‪ :‬الذر من مشابة الشركي ف أعيادهم ولو ل يقصده‪.‬‬


‫العاشرة‪ :‬ل نذر ف معصية‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬ل نذر لبن آدم فيما ل يلك‪.‬‬

‫باب من الشرك النذر لغير الله وقول الله تعالى‪:‬‬


‫ق َ‬ ‫من ن َّ َ‬ ‫ما أَن َ‬
‫و‬
‫ةأ ْ‬‫ف َ ٍ‬ ‫ف ْ‬
‫قتُم ِّ‬ ‫و َ‬‫ر) (‪ )36‬وقوله‪َ ( :‬‬ ‫ن بِالنَّذْ ِ‬ ‫(يُو ُ‬
‫فو َ‬
‫ه) (‪.)37‬‬
‫م ُ‬‫عل َ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫فإ ِ َّ‬ ‫من نَّذْ ٍ‬
‫ر َ‬ ‫نَذَْرتُم ِّ‬
‫وف (الصحيح) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬من نذر أن يطيع ال فليطعه‪،‬‬
‫ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬وجوب الوفاء بالنذر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إذا ثبت كونه عبادة ل فصرفه إل غيه شرك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن نذر العصية ل يوز الوفاء به‪.‬‬

‫باب من الشرك الستعاذة بغير الله وقول الله تعالى‪َ ( :‬‬


‫ه‬‫وأن َّ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫ن َ‬
‫فَزادُو ُ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ج ِّ‬ ‫م َ‬
‫ل ِّ‬
‫جا ٍ‬
‫ر َ‬
‫ن بِ ِ‬
‫عوذُو َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫م َ ْ‬
‫ن الِن ِ‬ ‫ل ِّ‬‫جا ٌ‬‫ر َ‬‫ن ِ‬‫كَا َ‬
‫ه ً‬
‫قا) (‪.)38‬‬ ‫َر َ‬
‫وعن خولة بنت حكيم رضي ال عنها قالت‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪( :‬من نزل منلً فقال‪:‬‬
‫أعوذ بكلمات ال التامات من شر ما خلق‪ ،‬ل يضره شيء حت يرحل من منله ذلك) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية الن‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬كونه من الشرك‪.‬‬
‫الثالثـة‪ :‬السـتدلل على ذلك بالديـث‪ ،‬لن العلماء اسـتدلوا بـه على أن كلمات ال غيـ ملوقـة‪ ،‬قالوا‪ :‬لن‬
‫الستعاذة بالخلوق شرك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن كون الشيء يصل به مصلحة دنيوية من كف شر أو جلب نفع – ل يدل على أنه ليس من شرك‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬

‫باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره‬


‫ولَ‬ ‫ك َ‬ ‫ع َ‬ ‫ف ُ‬‫ما لَ يَن َ‬ ‫هَ َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫من دُو ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ولَ تَدْ ُ‬ ‫وقوله تعالى‪َ ( :‬‬
‫وإِن‬‫ن * َ‬ ‫مي َ‬ ‫ن الظّال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك إِذًا ِّ‬ ‫فإِن َّ َ‬ ‫ت َ‬ ‫عل ْ َ‬‫ف َ‬‫فإِن َ‬ ‫ك َ‬ ‫ضُّر َ‬‫يَ ُ‬
‫و) (‪ )39‬الية‪.‬‬ ‫ه َ‬ ‫ه إِلَّ ُ‬ ‫ف لَ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫فلَ كَا ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ض ٍّ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ه)(‪ )40‬الية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عبُدُو‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬ ‫رْزقَ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫عندَ الل ّ ِ‬
‫ه ال‬ ‫غوا ِ‬ ‫فابْت َ ُ‬ ‫وقوله‪َ ( :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من ّل‬ ‫ه َ‬‫ن الل ّ ِ‬ ‫من دُو ِ‬ ‫عو ِ‬ ‫من يَدْ ُ‬ ‫م َّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ُّ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫وقوله‪َ ( :‬‬
‫من‬ ‫َ‬
‫ة) (‪ )41‬اليتان‪ .‬وقوله‪( :‬أ َّ‬ ‫وم ال ْ ِ‬ ‫ب لَ ُ َ‬
‫م ِ‬‫قيَا َ‬ ‫ه إِلى ي َ ِ‬ ‫جي ُ‬ ‫ست َ ِ‬‫يَ ْ‬
‫سوءَ) (‪.)43‬‬ ‫ف ال ُّ‬ ‫ش ُ‬ ‫ويَك ْ ِ‬ ‫عاهُ َ‬ ‫ضطََّر إِذَا دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫وروي الطبان بإسناده أنه كان ف زمن النب صلى ال عليه وسلم منافق يؤذي الؤمني‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬قوموا بنا‬
‫نستغيث برسول ال صلى ال عليه وسلم من هذا النافق‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪( :‬إنه ل يستغاث ب‪،‬‬
‫وإنا يستغاث بال عز وجل)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن عطف الدعاء على الستغاثة من عطف العام على الاص‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي قوله‪( :‬ول تدع من دون ا ل ما ل ينفعك ول يضرك) (‪)44‬‬

‫الثالثة‪ :‬أن هذا هو الشرك الكب‪.‬‬


‫الرابعة‪ :‬أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيه صار من الظالي‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬تفسي الية الت بعدها‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬كون ذلك ل ينفع ف الدنيا مع كونه كفرا‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬تفسي الية الثالثة‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن طلب الرزق ل ينبغي إل من ال‪ ،‬كما أن النة ل تطلب إل منه‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬تفسي الية الرابعة‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أنه ل أضل من دعا غي ال‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬أنه غافل عن دعاء الداعي ل يدري عنه‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬أن تلك الدعوة سبب لبغض الدعو للداعي وعداوته له‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬كفر الدعو بتلك العبادة‪.‬‬
‫الامسة عشرة‪ :‬أن هذه المور سبب كونه أضل الناس‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬تفسي الية الامسة‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪20‬‬

‫السابعة عشرة‪ :‬المر العجيب وهو إقرار عبدة الوثان أنه ل ييب الضطر إل ال‪ ،‬ولجل هذا يدعونه ف الشدائد‬
‫ملصي له الدين‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬حاية الصطفى صلى ال عليه وسلم حى التوحيد والتأدب مع ال عز وجل‪.‬‬

‫م‬‫ه ْ‬‫و ُ‬ ‫شيْئاً َ‬ ‫ق َ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫ما لَ ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ركُو َ‬ ‫ش ِ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬أَي ُ ْ‬
‫صًرا) (‪ )45‬الية‪ .‬وقوله‪:‬‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ستَطِي ُ‬ ‫ولَ ي َ ْ‬ ‫ن* َ‬ ‫قو َ‬ ‫خل َ ُ‬‫يُ ْ‬
‫َ‬
‫ر) (‪ )46‬الية‪.‬‬ ‫مي ٍ‬‫قطْ ِ‬ ‫من ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ملِكُو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫من دُون ِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن تَدْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫( َ‬
‫وف (الصحيح) عن أنس قال‪ :‬شُجّ النب صلى ال عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته‪ ،‬فقال‪( :‬كيف يفلح قوم‬
‫َ‬ ‫س لَ َ‬
‫ء) (‪ )47‬وفيه عن ابن عمر رضي ال عنهما أنه‬ ‫ي ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫شَجّوا نبيهم)؟ فنلت‪( :‬لَي ْ َ‬
‫سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع ف الركعة الخية من الفجر‪( :‬اللهم العن‬
‫ن‬
‫م ََ‬ ‫ك ِ‬ ‫س ل ََ َ‬
‫فلنا وفلنا) بعد ما يقول‪ ( :‬سع ال ل ن حده‪ ،‬رب نا ولك الم ــد) فأنزل ال تعال‪( :‬لَي َْ َ‬
‫ء) (‪ )47‬ال ية و ف روا ية‪ :‬يد عو على صفوان بن أم ية‪ ،‬و سهيل بن عمرو والارث بن هشام‪،‬‬ ‫ي ٌ‬ ‫ر َ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ِ‬‫ال ْ‬
‫َ‬ ‫س لَ َ‬
‫ء) وفيه عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قام رسول ال صلى‬ ‫ي ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫فنلت (لَي ْ َ‬
‫ن) قال‪( :‬يا معشر قريش ـ أو كلمة‬ ‫ك اْل َ ْ‬ ‫شيَرت َ َ‬ ‫ال عليه وسلم حي أنزل عليه‪َ ( :‬‬
‫قَربِي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ذْر َ‬ ‫وأن ِ‬ ‫َ‬
‫نو ها ـ اشتروا أنف سكم‪ ،‬ل أغ ن عن كم من ال شيئا‪ ،‬يا عباس بن ع بد الطلب ل أغ ن ع نك من ال شيئا‪ ،‬يا‬
‫صفية عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم ل أغن عنك من ال شيئا‪ ،‬ويا فاطمة بنت ممد سلين من مال ما‬
‫شئت ل أغن عنك من ال شيئا)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي اليتي‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬قصة أحد‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬قنوت سيد الرسلي وخلفه سادات الولياء يؤمنون ف الصلة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن الدعو عليهم كفار‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أنم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار‪ .‬منها‪ :‬شجهم نبيهم وحرصهم على قتله‪ ،‬ومنها‪ :‬التمثيل بالقتلى‬
‫مع أنم بنو عمهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫س لَ َ‬
‫شيء) (‪.)48‬‬
‫ر َ ْ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫السادسة‪ :‬أنزل ال عليه ف ذلك (لَي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن) (‪ )49‬فتاب علي هم‬ ‫مو ََ‬ ‫م ظَال ِ ُ‬ ‫فإِن َّ ُ‬
‫ه َْ‬ ‫م َ‬ ‫ه َْ‬ ‫عذَّب َ ُ‬ ‫و يُ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه َْ‬ ‫ب َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫و يَتُو ََ‬ ‫ال سابعة‪ :‬قوله‪( :‬أ ْ‬
‫فآمنوا‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬القنوت ف النوازل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪21‬‬

‫التاسعة‪ :‬تسمية الدعو عليهم ف الصلة بأسائهم وأساء آبائهم‪.‬‬


‫العاشرة‪ :‬لعنه العي ف القنوت‪.‬‬
‫َ‬ ‫الادية عشرة‪ :‬قصته صلى ال عليه وسلم لا أنزل عليه‪َ ( :‬‬
‫ك اْل ْ َ ِ َ‬
‫قربين)(‪.)50‬‬ ‫شيَرت َ َ‬
‫ع ِ‬ ‫ذْر َ‬ ‫وأن ِ‬‫َ‬
‫الثانية عشرة‪ :‬جدّه صلى ال عليه وسلم ف هذا المر‪ ،‬بيث فعل ما نسب بسببه إل النون‪ ،‬وكذلك لو يفعله‬
‫مسلم الن‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬قوله للبعد والقرب‪( :‬ل أغن عنك من ال شيئا) حت قال‪( :‬يا فاطمة بنت ممد ل أغن عنك من‬
‫ال شيئا) فإذا صرح صلى ال عل يه و سلم و هو سيد الر سلي بأ نه ل يغ ن شيئا عن سيدة ن ساء العال ي‪ ،‬وآ من‬
‫الن سان أ نه صلى ال عل يه و سلم ل يقول إل ال ق‪ ،‬ث ن ظر في ما و قع ف قلوب خواص الناس الن ـ تبي له‬
‫التوحيد وغربة الدين‪.‬‬

‫ماذَا‬‫قالُوا َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ُ ُ‬


‫قلوب ِ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ز َ‬
‫ف ِّ‬‫حتَّى إِذَا ُ‬ ‫باب قول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫ي الْكَبير )(‪.)51‬‬
‫ِ ُ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫عل ِ ُّ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬
‫ق َ‬ ‫قالُوا ال ْ َ‬
‫ح َّ‬ ‫ل َربُّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫وف (الصحيح) عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬إذا قضى ال المر ف السماء‬
‫ضربت اللئكة بأجنحتها خضعانا لقوله‪ ،‬كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك‪ .‬حت إذا ُفزّع عن قلوبم قالوا‪:‬‬
‫ماذا قال ربكم؟ قالوا‪ :‬الق وهو العلي الكبي فيسمعها مسترق السمع ـ ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض‬
‫ـ وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بي أصابعه ـ فيسمع الكلمة فيلقيها إل من تته‪ ،‬ث يلقيها الخر إل من‬
‫تته‪ ،‬حت يلقيها عن لسان الساحر أو الكاهن فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها‪ ،‬وربا ألقاها قبل أن يدركه‪،‬‬
‫فيكذب معها مائة كذبة فيقال‪ :‬أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا‪ :‬كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة الت سعت من‬
‫السماء)‪.‬‬
‫و عن النواس بن سعان ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪( :‬إذا أراد ال تعال أن يو حي‬
‫بالمـر تكلـم بالوحي أخذت السمـاوات منه رجفة ـ أو قال رعدة ـ شديدة خوفا من ال عز وجل‪ .‬فإذا‬
‫سع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا سجدا‪ .‬فيكون أول من يرفع رأسه جبيل‪ ،‬فيكلمه ال من وحيه با أراد‪،‬‬
‫ث ير جبيل على اللئكة‪ ،‬كلما مر بسماء سأله ملئكتها‪ :‬ماذا قال ربنا يا جبيل؟ فيقول جبيل‪ :‬قال الق وهو‬
‫العلي الكبي فيقولون كلهم مثل ما قال جبيل‪ .‬فينتهي جبيل بالوحي إل حيث أمره ال عز وجل)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي الية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ما فيها من الجة على إبطال الشرك‪ ،‬خصوصا من تعلق على الصالي‪ ،‬وهي الية الت قيل‪ :‬إنا تقطع‬

‫‪21‬‬
‫‪22‬‬

‫عروق شجرة الشرك من القلب‪.‬‬


‫ي الْكَبير) (‪.)52‬‬
‫ِ ُ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫عل ِ ُّ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬‫ق َ‬ ‫ح َّ‬ ‫قالُوا ال ْ َ‬‫م َ‬ ‫الثالثة‪ :‬تفسي قوله‪َ( :‬ربُّك ُ ْ‬
‫الرابعة‪ :‬سبب سؤالم عن ذلك‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن جبيل هو الذي ييبهم بعد ذلك بقوله‪( :‬قال كذا وكذا)‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬ذكر أن أول من يرفع رأسه جبيل‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن يقول لهل السماوات كلهم‪ ،‬لنم يسألونه‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن الغشي يعم أهل السماوات كلهم‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬ارتاف السماوات لكلم ال‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أن جبيل هو الذي ينتهي بالوحي إل حيث أمره ال‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬ذكر استراق الشياطي‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬صفة ركوب بعضهم بعضا‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬إرسال الشهب‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬أنه تارة يدركه الشهاب قبل أن يلقيها‪ ،‬وتارة يلقيها ف أذن وليه من النس قبل أن يدركه‪.‬‬
‫الامسة عشرة‪ :‬كون الكاهن يصدق بعض الحيان‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬كونه يكذب معها مائة كذبة‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬أنه ل يصدق كذبه إل بتلك الكلمة الت سعت من السماء‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬قبول النفوس للباطل‪ ،‬كيف يتعلقون بواحدة ول يعتبون بائة؟!‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬كونم يلقي بعضهم إل بعض تلك الكلمة ويفظونا ويستدلون با‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬إثبات الصفات خلفا للشعرية العطلة‪.‬‬
‫الادية والعشرون‪ :‬التصريح بأن تلك الرجفة والغشي كانا خوفا من ال عز وجل‪.‬‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬أنم يرون ل سجدا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪23‬‬
‫َ‬ ‫باب الشفاعَة وقول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ذْر ب ِ ِ‬ ‫وأن ِ‬ ‫َ‬
‫فون أ َ‬
‫ول ِ ٌّ‬
‫ي‬ ‫ه َ‬‫من دُون ِ ِ‬ ‫هم ِّ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫م َ لَي ْ َ‬ ‫ه ْ‬‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫شُروا ْ إِل َ‬ ‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫خا ُ َ‬ ‫يَ َ‬
‫عا) (‪)54‬‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ع ُ‬‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه ال َّ‬ ‫قل ل ِّل ّ ِ‬ ‫ع)(‪ )53‬وقوله‪ُ ( :‬‬ ‫في ٌ‬ ‫ش ِ‬ ‫ولَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ّ‬
‫ه) وقوله‪:‬‬ ‫)‬ ‫‪55‬‬‫(‬ ‫عنْدَهُ إِل بِإِذْن ِ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫من ذَا ال ِ‬ ‫وقوله‪َ ( :‬‬
‫َ ً َّ‬
‫م شيْئا إ ِل‬ ‫ه ْ‬ ‫عت ُ ُ‬‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫غنِي َ‬ ‫ت َل ت ُ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬‫س َ‬ ‫في ال َّ‬ ‫ك ِ‬ ‫مل َ ٍ‬ ‫من َّ‬ ‫وكَم ِّ‬ ‫( َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫ق ِ‬ ‫ضى) (‪ )56‬وقوله‪ُ ( :‬‬ ‫ويَْر َ‬ ‫شاء َ َ‬ ‫من ي َ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫د أن يَأذَ َ‬
‫َ‬
‫ع ِ‬ ‫من ب َ ْ‬ ‫ِ‬
‫ل ذََّر ٍ‬
‫ة‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ملِكُو َ‬ ‫ه َل ي َ ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫من دُو ِ‬ ‫متُم ِّ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َز َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عوا ال ّ ِ‬ ‫ادْ ُ‬
‫ض )(‪ )57‬اليتين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وَل ِ‬ ‫في ال َّ‬
‫في الْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬
‫قال أبو العباس‪ :‬نفى ال عما سواه كل ما يتعلق به الشركون‪ ،‬فنفى أن يكون لغيه ملك أو قسط منه‪ ،‬أو يكون‬
‫عونا ل‪ ،‬ول يبـق إل الشفاعـة‪ ،‬فـبي أناـ ل تنفـع إل لنـ أذن له الرب‪ ،‬كمـا قال تعال‪( :‬ول يشفعون إل لنـ‬
‫ارتضى) (‪ )58‬فهذه الشفاعة الت يظنها الشركون‪ ،‬هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن‪ ،‬وأخب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه يأت فيسجد لربه ويمده‪ ،‬ل يبدأ بالشفاعة أولً‪ ،‬ث يقال له‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع‪ ،‬وسل تُعط‪،‬‬
‫واشفع تُشفع‪.‬‬
‫وقال له أبو هريرة‪ :‬من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول ال؟ قال‪( :‬من قال ل إله إل ال خالصا من قلبه) فتلك‬
‫الشفاعة لهل الخلص بإذن ال‪ ،‬ول تكون لن أشرك بال‪.‬‬
‫وحقيق ته‪ :‬أن ال سبحانه هو الذي يتف ضل على أ هل الخلص فيغ فر ل م بوا سطة دعاء من أذن له أن يش فع‪،‬‬
‫ليكرمه وينال القام الحمود‪ .‬فالشفاعة الت نفاها القرآن ما كان فيها شرك‪ ،‬ولذا أثبت الشفاعة بإذنه ف مواضع‪،‬‬
‫وقد بيّن النب صلى ال عليه وسلم أنا ل تكون إل لهل التوحيد والخلص‪ .‬انتهى كلمه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي اليات‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬صفة الشفاعة النفية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬صفة الشفاعة الثبتة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬ذكر الشفاعة الكبى‪ ،‬وهي القام الحمود‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬صفة ما يفعله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأنه ل يبدأ بالشفاعة أولً‪ ،‬بل يسجد‪ ،‬فإذا أذن ال له شفع‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬من أسعد الناس با؟‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أنا ل تكون لن أشرك بال‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬بيان حقيقتها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪24‬‬

‫َ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬إِن َّ َ‬


‫ت) (‪ )59‬الية‪.‬‬ ‫حبَب ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ك َل ت َ ْ‬
‫وف (الصحيح) عن ابن السيب عن أبيه قال‪( :‬لا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وعنده عبد ال بن أب أمية وأبو جهل‪ ،‬فقال له‪( :‬يا عم‪ ،‬قل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬كلمة أحاج لك با عند ال) فقال له‪:‬‬
‫أترغب عن ملة عبد الطلب؟ فأعاد عليه النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأعادا فكان آخر ما قال‪ :‬هو على ملة عبد‬
‫الطلب وأب أن يقول‪ :‬ل إله إل ال‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪( :‬لستغفرن لك ما ل أنه عنك) فأنزل ال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فُرواْ لِل ْ ُ‬ ‫منُواْ أن ي َ ْ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ن لِلنَّب ِ ِ ّ‬
‫ما كَا َ‬
‫شركين) (‪)60‬‬
‫م ْ ِ ِ َ‬ ‫غ ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي َ‬ ‫عز وجل( َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الية‪ .‬وأنزل ال ف أب طالب‪( :‬إِن َّ َ‬
‫من‬ ‫دي َ‬ ‫ه يَ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ولَك ِ َّ‬ ‫ت َ‬ ‫حبَب ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬‫ك َل ت َ ْ‬
‫شاء) (‪.)61‬‬ ‫يَ َ‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الول‪ :‬تفسي قوله‪( : :‬إِن َّ َ‬
‫شاء)‬ ‫من ي َ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه يَ ْ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ولَك ِ َّ‬ ‫ت َ‬ ‫حبَب ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ك َل ت َ ْ‬
‫(‪.)62‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فُرواْ‬ ‫غ ِ‬ ‫منُواْ أن ي ََََ ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي ََََ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ن لِلنَّب َََِ ِ ّ‬ ‫ما كَا ََََ‬ ‫ـي قوله‪َََ ( :‬‬ ‫ـة‪ :‬تفسـ‬ ‫الثانيـ‬
‫ن) (‪ )63‬الية‪.‬‬ ‫ركِي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬‫لِل ْ ُ‬
‫الثالثة‪ :‬وهي السألة الكبى – تف سي قوله صلى ال عليه وسلم‪( :‬قل‪ :‬ل إله إل ال) بلف ما عليه من يدعي‬
‫العلم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن أبا جهل ومن معه يعرفون مراد النب صلى ال عليه وسلم إذ قال للرجل‪( :‬قل ل إله إل ال)‪ .‬فقبح ال‬
‫من أبو جهل أعلم منه بأصل السلم‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬جدّه صلى ال عليه وسلم ومبالغته ف إسلم عمه‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬الرد على من زعم إسلم عبد الطلب وأسلفه‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬كونه صلى ال عليه وسلم استغفر له فلم يغفر له‪ ،‬بل ني عن ذلك‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬مضرة أصحاب السوء على النسان‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬مضرة تعظيم السلف والكابر‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬الشبهة للمبطلي ف ذلك‪ ،‬لستدلل أب جهل بذلك‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬الشاهد لكون العمال بالواتيم‪ ،‬لنه لو قالا لنفعته‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬التأمل ف كب هذه الشبهة ف قلوب الضالي‪ ،‬لن ف القصة أنم ل يادلوه إل با‪ ،‬مع مبالغته صلى‬
‫ال عليه وسلم وتكريره‪ ،‬فلجل عظمتها ووضوحها عندهم‪ ،‬اقتصروا عليها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪25‬‬

‫باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو‬


‫ل‬‫ه َ‬ ‫الغلو في الصالحين وقول الله عز وجل‪( :‬يَا أ َ ْ‬
‫م) (‪.)64‬‬‫في ِدينِك ُ ْ‬ ‫غلُواْ ِ‬ ‫ب لَ ت َ ْ‬‫الْكِتَا ِ‬
‫م‬‫هتَك ُ ْ‬‫ن آل ِ َ‬ ‫قالُوا َل تَذَُر َّ‬ ‫و َ‬‫وف (الصحيح) عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قول ال تعال‪َ ( :‬‬
‫را) (‪ )65‬قال‪( :‬هذه‬ ‫س ً‬
‫ون َ ْ‬
‫عو قَ َ‬ ‫وي َ ُ‬‫ث َ‬‫غو َ‬ ‫وَل ي َ ُ‬
‫عا َ‬ ‫وا ً‬
‫س َ‬‫وَل ُ‬ ‫ودًّا َ‬ ‫وَل تَذَُر َّ‬
‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ـ هلكوا أو حى الشيطان إل قوم هم أن ان صبوا إل مالسـهم ال ت كانوا‬ ‫أ ساء رجال صـالي مـن قوم نوح‪ ،‬فلم ا‬
‫يلسون فيها أنصابا وسوها بأسائهم‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬ول تعبد‪ ،‬حت إذا هلك أولئك ونسي العلم‪ ،‬عبدت)‪.‬‬
‫وقال ابن القيم‪ :‬قال غي واحد من السلف‪ :‬لا ماتوا عكفوا على قبورهم ث صوروا تاثيلهم‪ ،‬ث طال عليهم المد‬
‫فعبدوهم‪.‬‬
‫و عن ع مر أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪( :‬ل تطرو ن ك ما أطرت الن صارى ا بن مر ي‪ ،‬إن ا أ نا ع بد‪،‬‬
‫فقولوا‪ :‬عبد ال ورسوله) [أخرجاه]‪.‬‬
‫وقال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬إياكم والغلو‪ ،‬فإنا أهلك من كان قبلكم الغلو)‪.‬‬
‫ولسلم عن ابن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬هلك التنطعون) قالا ثلثا‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن من فهم هذا الباب وبابي بعده‪ ،‬تبي له غربة السلم‪ ،‬ورأى من قدرة ال وتقليبه للقلوب العجب‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬معرفة أول شرك حدث على وجه الرض أنه بشبهة الصالي‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أول شيء غيّر به دين النبياء‪ ،‬وما سبب ذلك مع معرفة أن ال أرسلهم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن سبب ذلك كله مزج الق بالباطل‪ ،‬فالول‪ :‬مبة الصالي‪ ،‬والثان‪ :‬فعل أناس من أهل العلم والدين‬
‫شيئا أرادوا به خيا‪ ،‬فظن من بعدهم أنم أرادوا به غيه‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬تفسي الية الت ف سورة نوح‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬جبلة الدمي ف كون الق ينقص ف قلبه‪ ،‬والباطل يزيد‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬فيه شاهد لا نقل عن السلف أن البدعة سبب الكفر‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬معرفة الشيطان با تؤول إليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬معرفة القاعدة الكلية‪ ،‬وهي النهي عن الغلو‪ ،‬ومعرفة ما يؤول إليه‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬مضرة العكوف على القب لجل عمل صال‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬معرفة‪ :‬النهي عن التماثيل‪ ،‬والكمة ف إزالتها‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪26‬‬

‫الثالثة عشرة‪ :‬معرفة عظم شأن هذه القصة‪ ،‬وشدة الاجة إليها مع الغفلة عنها‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬وهي أعجب وأعجب‪ :‬قراءتم إياها ف كتب التفسي والديث‪ ،‬ومعرفتهم بعن الكلم‪ ،‬وكون ال‬
‫حال بينهم وبي قلوبم حت اعتقدوا أن فعل قوم نوح هو أفضل العبادات‪ ،‬واعتقدوا أن ما نى ال ورسوله عنه‪،‬‬
‫فهو الكفر البيح للدم والال‪.‬‬
‫الامسة عشرة‪ :‬التصريح أنم ل يريدوا إل الشفاعة‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬ظنهم أن العلماء الذين صوروا الصور أرادوا ذلك‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬البيان العظيم ف قوله صلى ال عليه وسلم‪( :‬ل تطرون كما أطرت النصارى ابن مري) فصلوات‬
‫ال وسلمه على من بلغ البلغ البي‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬نصيحته إيانا بلك التنطعي‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬التصريح بأنا ل تعبد حت نسي العلم‪ ،‬ففيها بيان معرفة قدر وجوده ومضرة فقده‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬أن سبب فقد العلم موت العلماء‪.‬‬

‫باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح‬
‫فكيف إذا عبده‬
‫ف (الصحيح) عن عائشة رضي ال عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول ال صلى ال عليه وسلم كنيسة رأتا ف أرض‬
‫البشة وما فيها من الصور‪ .‬فقال‪( :‬أولئك إذا مات فيهم الرجل الصال أو العبد الصال بنوا على قبه مسجدا‪،‬‬
‫وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار اللق عند ال) فهؤلء جعوا بي الفتنتي‪ ،‬فتنة القبور‪ ،‬وفتنة التماثيل‪.‬‬
‫ول ما عن ها قالت‪( :‬ل ا نُزل بر سول ال صلى ال عل يه و سلم ط فق يطرح خي صة له على وج هه‪ ،‬فإذا اغ تم ب ا‬
‫كشف ها‪ ،‬فقال ـ و هو كذلك ـ ‪(( :‬لع نة ال على اليهود والن صارى‪ ،‬اتذوا قبور أ نبيائهم م ساجد)) يذر ما‬
‫صنعوا‪ ،‬ولول ذلك أبرز قبه‪ ،‬غي أنه خشي أن يتخذ مسجدا‪[ ،‬أخرجاه]‪.‬‬
‫ولسلم عن جندب بن عبد ال قال‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم قبل أن يوت بمس وهو يقول‪( :‬إن أبرأ‬
‫إل ال أن يكون ل من كم خليل‪ ،‬فإن ال قد اتذ ن خليلً‪ ،‬ك ما ات ذ إبراهيم خليلً‪ ،‬ولو ك نت متخذا من أم ت‬
‫خليلً‪ ،‬لتذت أبـا بكـر خليلً‪ ،‬أل وإن مـن كان قبلكـم كانوا يتخذون قبور أنـبيائهم مسـاجد‪ ،‬أل فل تتخذوا‬
‫القبور مساجد‪ ،‬فإن أناكم عن ذلك)‪.‬‬
‫فقد نى عنه ف آخر حياته‪ ،‬ث إنه لعن ـ وهو ف السياق ـ من فعله‪ ،‬والصلة عندها من ذلك‪ ،‬وإن ل ُيبْ نَ‬
‫مسجد‪ ،‬وهو معن قولا‪ :‬خشي أن يتخذ مسجدا‪ ،‬فإن الصحابة ل يكونوا ليبنوا حول قبه مسجدا‪ ،‬وكل موضع‬
‫قصدت الصلة فيه فقد اتذ مسجدا‪ ،‬بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا‪ ،‬كما قال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫(جعلت ل الرض مسجدا وطهورا)‪ .‬ولحد بسند جيد عن ابن مسعود رضي ال عنه مرفوعا‪( :‬إن من شرار‬

‫‪26‬‬
‫‪27‬‬

‫الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد) [رواه أبو حات ف صحيحه]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬ما ذكر الرسول صلى ال عليه وسلم فيمن بن مسجدا يعبد ال فيه عند قب رجل صال‪ ،‬ولو صحت نية‬
‫الفاعل‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬النهي عن التماثيل‪ ،‬وغلظ المر ف ذلك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬العبة ف مبالغته صلى ال عليه وسلم ف ذلك‪ .‬كيف بيّن لم هذا أولً‪ ،‬ث قبل موته بمس قال ما قال‪ ،‬ث‬
‫لا كان ف السياق ل يكتف با تقدم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬نيه عن فعله عند قبه قبل أن يوجد القب‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أنه من سنن اليهود والنصارى ف قبور أنبيائهم‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬لعنه إياهم على ذلك‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن مراده صلى ال عليه وسلم تذيره إيانا عن قبه‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬العلة ف عدم إبراز قبه‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬ف معن اتاذها مسجدا‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أنه قرن بي من اتذها مسجدا وبي من تقوم عليهم الساعة‪ ،‬فذكر الذريعة إل الشرك قبل وقوعه مع‬
‫خاتته‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬ذكره ف خطبته قبل موته بمس‪ :‬الرد على الطائفتي اللتي ها شر أهل البدع‪ ،‬بل أخرجهم بعض‬
‫السلف من الثنتي والسبعي فرقة‪ ،‬وهم الرافضة والهمية‪ .‬وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور‪ ،‬وهم أول‬
‫من بن عليها الساجد‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬ما بلي به صلى ال عليه وسلم من شدة النع‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬ما أكرم به من اللّة‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬التصريح بأنا أعلى من الحبة‪.‬‬
‫الامسة عشرة‪ :‬التصريح بأن الصديق أفضل الصحابة‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬الشارة إل خلفته‪.‬‬

‫باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا ً تعبد‬


‫من دون الله‬
‫روى مالك ف (الوطأ)‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬اللهم ل تعل قبي وثنا يعبد‪ ،‬اشتد غضب ال‬
‫م‬ ‫على قوم اتذوا قبور أ نبيائهم م ساجد) ول بن جر ير ب سنده عن سفيان عن من صور عن ما هد‪( :‬أ َ َ َ‬
‫فَرأيْت َُ ُ‬
‫‪27‬‬
‫‪28‬‬
‫َ‬
‫عَّزى )(‪ )66‬قال‪ :‬كان يلت لم السويق فمات فعكفوا على قبه‪ ،‬وكذلك قال أبو الوزاء عن‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫ال ّل َ‬
‫ابن عباس‪ :‬كان يلت السويق للحاج‪.‬‬
‫و عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬ل عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم زائرات القبور‪ ،‬والتخذ ين علي ها‬
‫الساجد والسرج‪[ .‬رواه أهل السنن]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي الوثان‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي العبادة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه صلى ال عليه وسلم ل يستعذ إل ما ياف وقوعه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬قرنه بذا اتاذ قبور النبياء مساجد‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬ذكر شدة الغضب من ال‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬وهي من أهها – معرفة صفة عبادة اللت الت هي من أكب الوثان‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬معرفة أنه قب رجل صال‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أنه اسم صاحب القب‪ ،‬وذكر معن التسمية‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬لعنه َزوّارَات القبور‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬لعنه من أسرجها‪.‬‬

‫باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه‬


‫وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫سو ٌ‬
‫ل ِّ‬ ‫جاءك ُ ْ‬
‫م َر ُ‬ ‫الشرك وقول الله تعالى‪( :‬ل َ َ‬
‫قدْ َ‬
‫علَيْكُم) (‪ )67‬الية‪.‬‬‫ص َ‬
‫ري ٌ‬ ‫ح ِ‬‫م َ‬‫عنِت ُّ ْ‬
‫ما َ‬ ‫علَي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫زيٌز َ‬
‫ع ِ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫أَن ُ‬
‫ف ِ‬
‫عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬ل تعلوا بيوتكم قبورا‪ ،‬ول تعلوا قبي‬
‫عيدا‪ ،‬وصلوا عليّ‪ ،‬فإن صلتكم تبلغن حيث كنتم) رواه أبو داود بإسناد حسن‪ ،‬ورواته ثقات‪.‬‬
‫و عن علي بن ال سي‪ :‬أ نه رأى رجلً ي يء إل فر جة كا نت ع ند قب ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬فيد خل في ها‬
‫فيد عو‪ ،‬فنهاه‪ ،‬وقال‪ :‬أل أحدث كم حديثا سعته من أ ب عن جدي عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪( :‬ل‬
‫تتخذوا قبي عيدا‪ ،‬ول بيوتكم قبورا‪ ،‬وصلوا عليّ فإن تسليمكم يبلغن أين كنتم)‪[ .‬رواه ف الختارة]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية براءة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إبعاده أمته عن هذا المى غاية البعد‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪29‬‬

‫الثالثة‪ :‬ذكر حرصه علينا ورأفته ورحته‪.‬‬


‫الرابعة‪ :‬نيه عن زيارة قبه على وجه مصوص‪ ،‬مع أن زيارته من أفضل العمال‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬نيه عن الكثار من الزيارة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬حثه على النافلة ف البيت‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أنه متقرر عندهم أنه ل يصلى ف القبة‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬تعليله ذلك بأن صلة الرجل وسلمه عليه يبلغه وإن بعد‪ ،‬فل حاجة إل ما يتوهه من أراد القرب‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬كونه صلى ال عليه وسلم ف البزخ تعرض أعمال أمته ف الصلة والسلم عليه‪.‬‬

‫باب ما جاء أن بعض هذه المة يعبد الوثان وقول الله‬


‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫منُو َ‬ ‫ب يُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن الْكِتَا ِ‬
‫م َ‬ ‫ن أوتُواْ ن َ ِ‬
‫صيبًا ِّ‬ ‫م تََر إِلَى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫تعالى‪( :‬أل َ ْ‬
‫ر‬
‫ش ٍّ‬‫ل أُنَب ِّئُكُم ب ِ َ‬
‫ه ْ‬ ‫ل َ‬‫ق ْ‬‫ت) (‪ )68‬وقوله تعالى‪ُ ( :‬‬ ‫غو ِ‬ ‫والطَّا ُ‬ ‫بِال ْ ِ‬
‫جب ْ ِ‬
‫ت َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ُ‬‫من ْ ُ‬‫ل ِ‬‫ع َ‬
‫ج َ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫علَي ْ ِ‬
‫ب َ‬ ‫ض َ‬ ‫غ ِ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫عن َ ُ‬‫من ل ّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عندَ الل ّ ِ‬
‫ة ِ‬ ‫مثُوب َ ً‬ ‫ك َ‬ ‫من ذَل ِ َ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫عبَدَ الطّا ُ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ت )(‪ )69‬وقوله تعالى‪َ ( :‬‬ ‫غو َ‬ ‫و َ‬
‫زيَر َ‬‫خنَا ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫قَردَةَ َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جدًا)(‪.)70‬‬‫س ِ‬‫م ْ‬ ‫هم َّ‬ ‫ن َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫خذَ َّ‬ ‫م لَنَت َّ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬
‫م ِ‬‫علَى أ ْ‬ ‫غلَبُوا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫عن أب سعيد رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذّة‬
‫بالقذّة‪ ،‬ح ت لو دخلوا ج حر ضب لدخلتموه) قالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ ،‬اليهود والن صارى؟ قال‪( :‬ف من)؟ أخرجاه‪،‬‬
‫ولسلم عن ثوبان رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬إن ال زوى ل الرض‪ ،‬فرأيت مشارقها‬
‫ومغاربا‪ ،‬وإن أمت سيبلغ ملكها ما زوي ل منها‪ ،‬وأعطيت الكنين‪ :‬الحر والبيض‪ ،‬وإن سألت رب لمت أن‬
‫ل يهلكها بسنة بعامة‪ ،‬وأن ل يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم‪ ،‬وإن رب قال‪ :‬يا ممد إذا‬
‫قضيت قضاءً فإنه ل يرد وإن أعطيتك لمتك أل أهلكهم بسنة بعامة وأل أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم‬
‫فيستبيح بيضتهم‪ ،‬ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حت يكون بعضهم يهلك بعضا ويسب بعضهم بعضًا)‪ ،‬ورواه‬
‫البقان ف صحيحه‪ ،‬وزاد‪( :‬وإنا أخاف على أمت الئمة الضلي‪ ،‬وإذا وقع عليهم السيف ل يرفع إل يوم القيامة‪،‬‬
‫ول تقوم ال ساعة ح ت يل حق حي من أم ت بالشرك ي‪ ،‬وح ت تع بد فئة من أم ت الوثان‪ ،‬وإ نه سيكون ف أم ت‬
‫كذّابون ثلثون‪ ،‬كلهم يزعم أنه نب‪ ،‬وأنا خات النبيي‪ ،‬ل نب بعدي‪ .‬ول تزال طائفة من أمت على الق منصورة‬
‫ل يضرهم من خذلم حت يأت أمر ال تبارك وتعال)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية النساء‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي آية الائدة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تفسي آية الكهف‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪30‬‬

‫الراب عة‪ :‬و هي أه ها‪ :‬ما مع ن اليان بال بت والطاغوت ف هذا الو ضع؟‪ :‬هل هو اعتقاد قلب‪ ،‬أو هو مواف قة‬
‫أصحابا مع بغضها ومعرفة بطلنا؟‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬قولم إن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلً من الؤمني‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬وهي القصود بالترجة – أن هذا ل بد أن يوجد ف هذه المة‪ ،‬كما تقرر ف حديث أب سعيد‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬التصريح بوقوعها‪ ،‬أعن عبادة الوثان ف هذه المة ف جوع كثية‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬العجب العجاب خروج من يدّعي النبوة‪ ،‬مثل الختار‪ ،‬مع تكلمه بالشهادتي وتصريه بأنه من هذه المة‪،‬‬
‫وأن الرسول حق‪ ،‬وأن القرآن حق وفيه أن ممدا خات النبيي‪ ،‬ومع هذا يصدق ف هذا كله مع التضاد الواضح‪.‬‬
‫وقد خرج الختار ف آخر عصر الصحابة‪ ،‬وتبعه فئام كثية‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬البشارة بأن الق ل يزول بالكلية كما زال فيما مضى‪ ،‬بل ل تزال عليه طائفة‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬الية العظمى أنم مع قلتهم ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬أن ذلك الشرط إل قيام الساعة‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬ما فيه من اليات العظيمة‪ ،‬منها‪ :‬إخباره بأن ال زوى له الشارق والغارب‪ ،‬وأخب بعن ذلك فوقع‬
‫ك ما أ خب‪ ،‬بلف النوب والشمال‪ ،‬وإخباره بأ نه أع طي الكن ين‪ ،‬وإخباره بإجا بة دعو ته لم ته ف الثنت ي‪،‬‬
‫وإخباره بأ نه م نع الثال ثة‪ ،‬وإخباره بوقوع ال سيف‪ ،‬وأ نه ل ير فع إذا و قع‪ ،‬وإخباره بإهلك بعض هم بعضا و سب‬
‫بعضهم بعضا‪ ،‬وخوفه على أمته من الئمة الضلي‪ ،‬وإخباره بظهور التنبئي ف هذه المة‪ ،‬وإخباره ببقاء الطائفة‬
‫النصورة‪ .‬وكل هذا وقع كما أخب‪ ،‬مع أن كل واحدة منها أبعد ما يكون من العقول‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬حصر الوف على أمته من الئمة الضلي‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬التنبيه على معن عبادة الوثان‪.‬‬

‫باب ما جاء في السحر‬


‫خل َق)(‬
‫ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ة ِ‬‫خَر ِ‬ ‫في ال ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬‫شتََراهُ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬‫مواْ ل َ َ‬ ‫عل ِ ُ‬‫قدْ َ‬ ‫ول َ َ‬
‫وقول ال تعال‪َ ( :‬‬
‫ت)(‪.)72‬‬
‫غو ِ‬ ‫والطَّا ُ‬ ‫ت َ‬ ‫جب ْ ِ‬‫ن بِال ْ ِ‬
‫منُو َ‬ ‫‪ )71‬وقوله‪( :‬ي ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬
‫قال عمر‪( :‬البت)‪ :‬السحر‪( ،‬والطاغوت)‪ :‬الشيطان‪ .‬وقال جابر‪ :‬الطواغيت‪ :‬كهان كان ينل عليهم الشيطان ف‬
‫كل حي واحد‪.‬‬
‫وعن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬اجتنبوا السبع الوبقات) قالوا‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ :‬وما هن؟ قال‪( :‬الشرك بال‪ ،‬والسحر‪ ،‬وق تل الن فس ال ت حرم ال إل بالق‪ ،‬وأ كل الربا‪ ،‬وأ كل مال اليت يم‪،‬‬
‫والتول يوم الزحف‪ ،‬وقذف الحصنات الغافلت الؤمنات)‪.‬‬
‫وعن جندب مرفوعا‪( :‬حد الساحر ضربه بالسيف) رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬الصحيح أنه موقوف‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪31‬‬

‫وف (صحيح البخاري) عن بالة بن عبدة قال‪ :‬كتب عمر بن الطاب‪ :‬أن اقتلوا كل ساحر وساحرة‪ ،‬قال‪ :‬فقتلنا‬
‫ثلث سواحر‪.‬‬
‫و صح عن حف صة ر ضي ال عن ها‪ :‬أن ا أمرت بق تل جار ية ل ا سحرتا‪ ،‬فقتلت‪ ،‬وكذلك صح عن جندب‪ .‬قال‬
‫أحد‪ :‬عن ثلثة من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية البقرة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي آية النساء‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تفسي البت والطاغوت‪ ،‬والفرق بينهما‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن الطاغوت قد يكون من الن‪ ،‬وقد يكون من النس‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬معرفة السبع الوبقات الخصوصات بالنهي‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن الساحر يكفر‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أنه يقتل ول يستتاب‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬وجود هذا ف السلمي على عهد عمر‪ ،‬فكيف بعده؟‬

‫باب بيان شيء من أنواع السحر‬


‫قال أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا عوف عن حيان بن العلء‪ ،‬حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه أنه سع النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬إن العيافة والطرق والطية من البت)‪.‬‬
‫قال عوف‪ :‬العيا فة‪ :‬ز جر الط ي‪ ،‬والطرق‪ :‬ال ط ي ط بالرض وال بت‪ ،‬قال‪ :‬ال سن‪ :‬ر نة الشيطان‪ .‬إسناده ج يد‬
‫ولب داود والنسائي وابن حبان ف صحيحه‪ ،‬السند منه‪.‬‬
‫و عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ( من اقت بس شع بة من النجوم‪ ،‬ف قد‬
‫اقتبس شعبة من السحر‪ ،‬زاد ما زاد) [رواه أبو داود] وإسناده صحيح‪.‬‬
‫وللنسائي من حديث أب هريرة رضي ال عنه‪( :‬من عقد عقدة ث نفث فيها فقد سحر‪ ،‬ومن سحر فقد أشرك‪،‬‬
‫ومن تعلق شيئا وكل إليه)‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬أل هل أنبئكم ما الغضة؟ هي النميمة‪،‬‬
‫القالة بي الناس) [رواه مسلم]‪ .‬ولما عن ابن عمر رضي ال عنهما‪ ،‬ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬إن‬
‫من البيان لسحرا)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن العيافة والطرق والطية من البت‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪32‬‬

‫الثانية‪ :‬تفسي العيافة والطرق‪.‬‬


‫الثالثة‪ :‬أن علم النجوم نوع من السحر‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن العقد مع النفث من ذلك‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن النميمة من ذلك‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن من ذلك بعض الفصاحة‪.‬‬
‫باب ما جاء في الكهان ونحوهم‬
‫روى م سلم ف صحيحه‪ ،‬عن ب عض أزواج ال نب صلى ال عليه و سلم عن النب صلى ال عليه و سلم قال‪ " :‬من‬
‫أتىعرّافا فسأله عن شيء فصدقه‪ ،‬ل تقبل له صلة أربعي يوما"‪.‬‬
‫وعن أب هريرة رضي ال عنه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬من أتى كاهنا فصدقه با يقول‪ ،‬فقد كفر با‬
‫أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم" رواه أبو داود‪.‬‬
‫وللربعة‪ ،‬والاكم وقال‪ :‬صحيح على شرطهما‪ ،‬عن (أب هريرة من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه با يقول‪ ،‬فقد‬
‫كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم"‪ .‬ولب يعلى بسند جيد عن ابن مسعود موقوفا‪.‬‬
‫وعن عمران بن حصي رضي ال عنه مرفوعا‪" :‬ليس منا من تَطي أو تُطي له أو تَكهن أو تُكهن له أو سَحر أو‬
‫سُحر له‪ ،‬ومن أتى كاهنا فصدقه با يقول‪ ،‬فقد كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم) رواه الباز بإسناد‬
‫جيد‪ ،‬ورواه الطبان ف الوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله‪" :‬ومن أتى‪ "..‬ال‪.‬‬
‫قال البغوي‪ :‬العراف‪ :‬الذي يدعـي معرفـة المور بقدمات يسـتدل باـ على السـروق ومكان الضالة ونوـ ذلك‬
‫وقيل‪ :‬هو الكاهن والكاهن هو الذي يب عن الغيبات ف الستقبل وقيل‪ :‬الذي يب عما ف الضمي‪.‬‬
‫وقال أ بو العباس ا بن تيم ية‪ :‬العراف‪ :‬ا سم للكا هن والن جم والرمال ونو هم م ن يتكلم ف معر فة المور بذه‬
‫الطرق‪.‬‬
‫وقال ابن عباس –ف قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون ف النجوم ‪ :-‬ما أرى من فعل ذلك له عند ال من خلق‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬ل يتمع تصديق الكاهن مع اليان بالقرآن‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬التصريح بأنه كفر‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ذكر من تُكهن له‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬ذكر من تُطي له‪.‬‬
‫الامسة‪:‬ذكر من سحر له‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬ذكر من تعلم أبا جاد‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬ذكر الفرق بي الكاهن والعراف‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪33‬‬
‫باب ما جاء في النشرة‬
‫عن جابر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن النشرة فقال‪" :‬هي من عمل الشيطان" رواه‬
‫أحد بسند جيد‪ .‬وأبو داود‪ ،‬وقال‪ :‬سئل أحد عنها فقال‪ :‬ابن مسعود يكره هذا كله‪.‬‬
‫وف "البخاري" عن قتادة‪ :‬قلت لبن السيب‪ :‬رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته‪ ،‬أيل عنه أو ينشر؟ قال‪ :‬ل بأس‬
‫به‪ ،‬إنا يريدون به الصلح‪ ،‬فأما ما ينفع فلم ينه عنه‪ .‬أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫وروى عن السن أنه قال‪ :‬ل يل السحر إل ساحر‪.‬‬
‫قال ابن القيم‪ :‬النشرة‪ :‬حل السحر عن السحور‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬
‫إحداها‪ :‬حل ب سحر مثله‪ ،‬و هو الذي من ع مل الشيطان‪ ،‬وعل يه ي مل قول ال سن‪ ،‬فيتقرب النا شر والنت شر إل‬
‫الشيطان با يب‪ ،‬ويبطل عمله عن السحور‪.‬‬
‫والثان‪ :‬النشرة بالرقية والتعوذات والدوية والدعوات الباحة‪ ،‬فهذا جائز‪.‬‬
‫فيه مسألتان‪:‬‬
‫الول‪ :‬النهي عن النشرة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الفرق بي النهي عنه والرخص فيه ما يزيل الشكال‪.‬‬

‫َ‬
‫باب ما جاء في التطير وقول الله تعالى‪( :‬أل إِن َّ َ‬
‫ما‬
‫ن) (‪. )73‬وقوله‪:‬‬ ‫مو َ‬‫عل َ ُ‬
‫م لَ ي َ ْ‬ ‫ن أَكْثََر ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ولََك ِ َّ‬
‫ه َ‬‫د الل ّ ُ‬
‫عن َ‬
‫م ِ‬ ‫طَائُِر ُ‬
‫ه ْ‬
‫قالُوا طَائ ِرك ُم معك ُم) (‪.)74‬‬ ‫( َ‬
‫ُ ْ َ َ ْ‬
‫عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ،‬أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬ل عدوى‪ ،‬ول طية‪ ،‬ول هامة‪ ،‬ول صفر)‬
‫أخرجاه‪ .‬زاد مسلم‪( :‬ول نوء‪ ،‬ول غول)‪.‬‬
‫ول ما عن أ نس ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪( :‬ل عدوى ول طية‪ ،‬ويعجب ن الفأل)‬
‫قالوا‪ :‬وما الفأل؟ قال‪( :‬الكلمة الطيبة)‪.‬‬
‫ولب داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي ال عنه قال‪ :‬ذكرت الطية عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪( :‬أح سنها الفأل‪ ،‬ول ترد م سلما فإذا رأى أحد كم ما يكره فلي قل‪ :‬الل هم ل يأ ت بال سنات إل أ نت‪ ،‬ول‬

‫‪33‬‬
‫‪34‬‬

‫يدفع السيئات إل أنت‪ ،‬ول حول ول قوة إل بك)‪.‬‬


‫و عن ا بن م سعود رضي ال ع نه مرفوعا‪" :‬الطية شرك‪ ،‬الطية شرك‪ ،‬و ما م نا إل(‪ ، )3‬ول كن ال يذه به بالتو كل"‬
‫رواه أبو داود‪ ،‬والترمذي وصححه‪ ،‬وجعل آخره من قول ابن مسعود‪.‬‬
‫ولحد من حديث ابن عمرو‪( :‬من ردته الطية عن حاجة فقد أشرك) قالوا‪ :‬فما كفارة ذلك؟ قال‪( :‬أن تقول‪:‬‬
‫اللهم ل خي إل خيك‪ ،‬ول طي إل طيك‪ ،‬ول إله غيك)‪.‬‬
‫وله من حديث الفضل بن عباس رضي ال عنهما‪ :‬إنا الطية ما أمضاك أو ردك‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫َ‬
‫عك ُ ْ‬
‫م)‬ ‫م َ‬‫م َ‬ ‫ه) (‪ )1‬مع قوله‪( :‬طَائُِرك ُ ْ‬ ‫عندَ الل ّ ُ‬
‫م ِ‬ ‫ما طَائُِر ُ‬
‫ه ْ‬ ‫الول‪ :‬التنبيه على قوله‪( :‬أل إِن َّ َ‬
‫(‪.)2‬‬
‫الثانية‪ :‬نفي العدوى‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬نفي الطية‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬نفي الامة‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬نفي الصفر‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن الفأل ليس من ذلك بل مستحب‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬تفسي الفأل‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن الواقع ف القلوب من ذلك مع كراهته ل يضر بل يذهبه ال بالتوكل‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬ذكر ما يقوله من وجده‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬التصريح بأن الطية شرك‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬تفسي الطية الذمومة‪.‬‬

‫باب ما جاء في التنجيم‬


‫قال البخاري ف " صحيحه"‪ :‬قال قتادة‪ :‬خلق ال هذه النجوم لثلث‪ :‬زي نة لل سماء ورجوما للشياط ي‪ ،‬وعلمات‬
‫يهتدى با‪ .‬فمن تأول فيها غي ذلك اخطأ‪ ،‬وأضاع نصيبه‪ ،‬وتكلف ما ل علم له به‪ .‬أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫وكره قتادة تعلم منازل الق مر‪ ،‬ول ير خص ا بن عيي نة ف يه‪ ،‬ذكره حرب عنه ما‪ ،‬ور خص ف تعلم النازل أح د‬
‫وإسحاق‪.‬‬
‫وعن أب موسى قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬ثلثة ل يدخلون النة‪ :‬مدمن المر‪ ،‬وقاطع الرحم‪،‬‬
‫ومصدق بالسحر) رواه أحد وابن حبان ف صحيحه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫‪34‬‬
‫‪35‬‬

‫الول‪ :‬الكمة ف خلق النجوم‪.‬‬


‫الثانية‪ :‬الرد على من زعم غي ذلك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ذكر اللف ف تعلم النازل‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الوعيد فيمن صدق بشيء من السحر ولو عرف أنه باطل‪.‬‬

‫باب ما جاء في الستسقاء بالنواء وقول الله تعالى‪:‬‬


‫قك ُ َ‬
‫ن) (‪. )75‬‬ ‫م أنَّك ُ ْ‬
‫م تُك َ ِ‬
‫ذّبُو َ‬ ‫رْز َ ْ‬ ‫علُو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ج َ‬
‫وت َ ْ‬
‫( َ‬
‫عن أب مالك الشعري رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬أربعة ف أمت من أمر الاهلية ل‬
‫يتركوهن‪ :‬الفخر بالحساب‪ ،‬والطعن ف النساب‪ ،‬والستسقاء بالنجوم‪ ،‬والنياحة) وقال‪( :‬النائحة إذا ل تتب قبل‬
‫موتا تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫ولما عن زيد بن خالد رضي ال عنه قال‪ :‬صلى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الصبح بالديبية على‬
‫إثر ساء كانت من الليل‪ ،‬فلما انصرف أقبل على الناس فقال‪( :‬هل تدرون ماذا قال ربكم؟ ) قالوا‪ :‬ال ورسوله‬
‫أعلم‪ .‬قال‪( :‬قال‪ :‬أ صبح من عبادي مؤ من ب وكا فر‪ ،‬فأ ما من قال‪ :‬مطر نا بف ضل ال ورح ته‪ ،‬فذلك مؤ من ب‬
‫كافر بالكوكب‪ ،‬وأما من قال‪ :‬مطرنا بنوء كذا وكذا‪ ،‬فذلك كافر ب مؤمن بالكواكب)‪ .‬ولما من حديث ابن‬
‫م‬‫س ُ‬
‫ق َََِ‬‫فَل أ ُ ْ‬‫ـدق نوء كذا وكذا‪ ،‬فأنزل ال هذه اليات‪َ ( :‬‬ ‫ـد صـ‬ ‫ـم‪ :‬لقـ‬ ‫ـه قال بعضهـ‬ ‫عباس بعناه وفيـ‬
‫قك ُ َ‬
‫ن) (‪.)77‬‬‫ذّبُو َ‬ ‫م أنَّك ُ ْ‬
‫م تُك َ ِ‬ ‫رْز َ ْ‬ ‫ن ِ‬‫علُو َ‬‫ج َ‬ ‫جوم ) (‪ )76‬إل قوله‪َ ( :‬‬
‫وت َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ع الن ّ ُ ِ‬ ‫ق ِ‬‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫بِ َ‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية الواقعة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ذكر الربع من أمر الاهلية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ذكر الكفر ف بعضها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن من الكفر ما ل يرج عن اللة‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬قوله‪( :‬أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر) بسبب نزول النعمة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬التفطن لليان ف هذا الوضع‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬التفطن للكفر ف هذا الوضع‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬التفطن لقوله‪( :‬لقد صدق نوء كذا وكذا)‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬إخراج العال للمتعلم السألة بالستفهام عنها‪ ،‬لقوله‪( :‬أتدرون ماذا قال ربكم؟)‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬وعيد النائحة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪36‬‬

‫ن الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫من دُو ِ‬ ‫خذُ ِ‬ ‫من يَت َّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ن الن ّا ِ‬ ‫م َ‬
‫و ِ‬‫باب قول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫م‬‫ؤك ُ ْ‬‫ن آبَا ُ‬ ‫ل إِن كَا َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ه)(‪ )78‬الية‪ .‬وقوله‪ُ ( :‬‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫م كَ ُ‬
‫ح ِّ‬ ‫ه ْ‬‫حبُّون َ ُ‬ ‫أَندَاداً ي ُ ِ‬
‫َ‬ ‫وأَبْنَآ ُ‬
‫ه) (‪)79‬‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫ه َ‬
‫وَر ُ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب إِلَيْكُم ِّ‬‫ح َّ‬ ‫م)‪ .‬إلى قول تعالى‪ ( :‬أ َ‬ ‫ؤك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫الية‪.‬‬
‫عن أنس رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬ل يؤمن أحدكم حت أكون أحب إليه من ولده‬
‫ووالده والناس أجعي ) أخرجاه‪.‬‬
‫ولما عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬ثلث من كن فيه وجد ب ن حلوة اليان‪ :‬أن يكون ال‬
‫رسوله أحب إليه ما سواها‪ ،‬وأن يب الرء ل يبه إل ل‪ ،‬وأن يكره أن يعود ف الكفر بعد إذ أنقذه ال منه كما‬
‫يكره أن يقذف ف النار)‪ ،‬وف رواية‪( :‬ل يد أحد حلوة اليان حت ‪ ) ..‬إل آخره‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬من أحب ف ال‪ ،‬وأبغض ف ال‪ ،‬ووال ف ال‪ ،‬وعادى ف ال‪ ،‬فإنا تنال‬
‫ول ية ال بذلك‪ ،‬ولن ي د ع بد ط عم اليان وإن كثرت صلته و صومه ح ت يكون كذلك‪ .‬و قد صارت عا مة‬
‫مؤاخاة الناس على أمـر الدنيـا‪ ،‬وذلك ل يدي على أهله شيئا‪ .‬رواه بـن جريـر‪ ،‬وقال ابـن عباس فـ قوله تعال‪:‬‬
‫( وتقطعت بم السباب ) (‪ )80‬قال‪ :‬الودة‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية البقرة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي آية براءة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬وجوب مبته صلى ال عليه وسلم على النفس والهل والال‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن نفي اليان ل يدل على الروج من السلم‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن لليان حلوة قد يدها النسان وقد ل يدها‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أعمال القلب الربعة الت ل تنال ولية ال إل با‪ ،‬ول يد أحد طعم اليان إل با‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬فهم الصحاب للواقع‪ :‬أن عامة الؤاخاة على أمر الدنيا‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ب) (‪. )80‬‬ ‫سبَا ُ‬ ‫م ال ْ‬ ‫ت بِ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫قط ّ َ‬ ‫الثامنة‪ :‬تفسي‪َ ( :‬‬
‫وت َ‬
‫التاسعة‪ :‬أن من الشركي من يب ال حبا شديدا‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬الوعيد على من كانت الثمانية أحب إليه من دينه‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬أن من اتذ ندا تساوي مبته مبة ال فهو الشرك الكب‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪37‬‬

‫خو ُ َ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬إن َّما ذَلِك ُم ال َّ‬


‫فلَ‬‫ه َ‬ ‫ولِيَاء ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ن ي ُ َ ِّ‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬
‫مُر‬‫ع ُ‬‫ما ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن) ‪ .‬وقوله‪( :‬إِن ّ َ‬ ‫)‬ ‫‪81‬‬ ‫(‬
‫منِي َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ُ‬ ‫ن إِن كُنتُم ّ‬ ‫فو ِ‬ ‫خا ُ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫فو ُ‬ ‫خا ُ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬ ‫ه َ ْ‬
‫وآتَى‬ ‫صلَةَ َ‬ ‫م ال َّ‬ ‫قا َ‬ ‫وأ َ‬ ‫ر َ‬ ‫خ ِ‬ ‫وم ال ِ‬ ‫والي َ ْ ِ‬ ‫ن بِالل ّ ِ‬ ‫م َ‬
‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬‫جدَ الل ّ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫س َ‬ ‫ن الن ّا ِ‬ ‫م َ‬
‫و ِ‬ ‫الية‪.‬وقوله‪َ ( :‬‬ ‫َ‬
‫)‬ ‫‪82‬‬‫(‬ ‫ه)‬ ‫ش إِلّ الل َ‬ ‫خ َ‬ ‫م يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ول ْ‬ ‫ال ّزكَاةَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫عذَا ِ‬
‫ب‬ ‫س كَ َ‬‫ة الن ّا ِ‬ ‫فتْن َ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه َ‬ ‫في الل ّ ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫فإِذَا أوِذ َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫منَّا بِالل ّ ِ‬ ‫لآ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ه ) (‪ )83‬الية‪.‬‬ ‫الل ّ ِ‬
‫عن أب سعيد رضي ال عنه مرفوعا‪( :‬إن من ضعف اليقي‪ :‬أن ترضى الناس بسخط ال‪ ،‬وأن تمدهم على رزق‬
‫ال‪ ،‬وأن تذمهم على مال يؤتك ال‪ ،‬إن رزق ال ل يره حرص حريص‪ ،‬ول يرده كراهية كاره)‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ ( :‬من التمس رضى ال بسخط الناس رضي‬
‫ال عنه وأرضى عنه الناس‪ ،‬ومن التمس رضى الناس ب سخط ال سخط ال عليه وأسخط عليه الناس) رواه ابن‬
‫حبان ف صحيحه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية آل عمران‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي آية براءة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تفسي آية العنكبوت‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن اليقي يضعف ويقوى‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬علمة ضعفه‪ ،‬ومن ذلك هذه الثلث‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن إخلص الوف ل من الفرائض‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬ذكر ثواب من فعله‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬ذكر عقاب من تركه‪.‬‬

‫وكَّلُواْ إِن كُنتُم‬ ‫فت َ َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫علَى الل ّ ِ‬ ‫و َ‬‫باب قول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫ن إِذَا ذُكَِر الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫منُو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ما ال ْ ُ‬ ‫ن) (‪ . )84‬وقوله‪( :‬إِن َّ َ‬ ‫منِي َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ُّ‬
‫م ْ‬
‫ها النَّب ِ ُّ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫سب ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ي َ‬ ‫م) (‪ )85‬الية وقوله (يَا أي ُّ َ‬ ‫قلُوب ُ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫جل َ ْ‬‫و ِ‬ ‫َ‬
‫وك ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫من يَت َ َ‬ ‫و َ‬‫وقوله ( َ‬ ‫)‬ ‫‪86‬‬ ‫(‬ ‫ن)‬ ‫منِي َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ن ال َ ُ‬
‫م َ‬
‫عك ِ‬ ‫ن ات ّب َ َ‬‫م ِ‬
‫و َ‬‫ه َ‬ ‫الل ُ‬
‫ه) (‪. )87‬‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫علَى الل ّ ِ‬‫َ‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ ( :‬حسبنا ال ونعم الوكيل ) (‪ .)88‬قالا إبراهيم صلى ال عليه وسلم حي ألقي‬
‫م‬‫عواْ لَك َُ ْ‬‫م ُ‬‫ج َ‬
‫د َ‬ ‫ق ْ‬ ‫س َ‬‫ن النَّا ََ‬ ‫فـ النار‪ ،‬وقالاـ ممـد صـلى ال عليـه وسـلم حيـ قالوا له‪( :‬إ َِ َّ‬
‫ل)(‪)89‬‬‫وكِي ُ‬‫م ال ْ َ‬‫ع ََ‬‫ون ِ ْ‬
‫ه َ‬ ‫سبُنَا الل َّ ُ‬‫ح َْ‬ ‫قالُواْ َ‬ ‫ماناً َ‬
‫و َ‬ ‫م إِي َ‬
‫ه َْ‬ ‫م َ‬
‫فَزادَ ُ‬ ‫ه َْ‬
‫و ُ‬
‫ش ْ‬ ‫خ َ‬‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫‪37‬‬
‫‪38‬‬

‫رواه البخاري والنسائي‪.‬‬


‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن التوكل من الفرائض‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنه من شروط اليان‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تفسي آية النفال‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تفسي الية ف آخرها‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬تفسي آية الطلق‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬عظم شأن هذه الكلمة‪ ،‬وأنا قول إبراهيم وممد صلى ال عليهما وسلم ف الشدائد‪.‬‬

‫فلَ يأ ْمن مك ْر الل ّه إلَّ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬أ َ َ َ‬


‫ِ ِ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬ ‫مكَْر الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫منُواْ َ‬
‫فأ ِ‬
‫ه‬ ‫ة َرب ِّ ِ‬
‫م ِ‬ ‫من َّر ْ‬
‫ح َ‬ ‫قن َ ُ‬
‫ط ِ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫و َ‬‫ل َ‬‫قا َ‬‫ن) (‪ )90‬وقوله‪َ ( :‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬‫م ال ْ َ‬
‫و ُ‬
‫ق ْ‬‫ال ْ َ‬
‫ُ‬ ‫إِلَّ ال َّ‬
‫ن) (‪.)91‬‬ ‫ضآل ّو َ‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن الكبائر‪ ،‬فقال‪ ( :‬الشرك بال‪ ،‬واليأس‬
‫من روح ال‪ ،‬والمن من مكر ال )‪.‬‬
‫و عن ابن م سعود رضي ال عنه قال‪( :‬أ كب الكبائر‪ :‬الشراك بال‪ ،‬وال من من مكر ال‪ ،‬والقنوط من رح ة ال‪،‬‬
‫واليأس من روح ال) رواه عبد الرزاق‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية العراف‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي آية الجر‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬شدة الوعيد فيمن أمن مكر ال‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬شدة الوعيد ف القنوط‪.‬‬

‫باب من اليمان بالله الصبر على أقدار الله وقول الله‬


‫َ‬
‫قلْب َ ُ‬
‫ه) (‪.)92‬‬ ‫د َ‬
‫ه ِ‬ ‫من بِالل ّ ِ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫من ي ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫و َ‬
‫تعالى‪َ ( :‬‬
‫قال علقمة‪ :‬هو الرجل تصيبه الصيبة فيعلم أنا من عند ال‪ ،‬فيضى ويسلم‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬اثنتان ف الناس ها بم‬
‫كفر‪ :‬الطعن ف النسب‪ ،‬والنياحة على اليت)‪.‬‬
‫ولما عن ابن مسعود مرفوعا‪( :‬ليس منا من ضرب الدود‪ ،‬وشق اليوب‪ ،‬ودعا بدعوى الاهلية)‪.‬‬
‫و عن أنس ر ضي ال ع نه‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪( :‬إذا أراد ال بعبده الي ع جل له العقو بة ف‬
‫‪38‬‬
‫‪39‬‬

‫الدنيا‪ ،‬وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حت يواف به يوم القيامة) وقال النب صلى ال عليه وسلم‪( :‬إن عظم‬
‫الزاء مع ع ظم البلء‪ ،‬وإن ال تعال إذا أ حب قوما ابتل هم‪ ،‬ف من ر ضي فله الر ضي‪ ،‬و من سخط فله ال سخط)‬
‫حسنه الترمذي‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية التغابن‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن هذا من اليان بال‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الطعن ف النسب‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬شدة الوعيد فيمن ضرب الدود وشق اليوب ودعا بدعوى الاهلية‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬علمة إرادة ال بعبده الي‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬إرادة ال به الشر‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬علمة حب ال للعبد‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬تري السخط‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬ثواب الرضي بالبلء‪.‬‬

‫ما أَنَا ب َ َ‬
‫شٌر‬ ‫ل إِن َّ َ‬ ‫باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى‪ُ ( :‬‬
‫ق ْ‬
‫مثْلُك ُم يوحى إل َ َ َ‬
‫حدٌ) (‪ )93‬الية‪.‬‬ ‫وا ِ‬‫ه َ‬‫م إِل َ ٌ‬‫هك ُ ْ‬‫ما إِل َ ُ‬‫ي أن َّ َ‬‫ِ ّ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ِّ‬
‫عن أب هريرة مرفوعا‪( :‬قال ال تعال‪ :‬أنا أغن الشركاء عن الشرك‪ ،‬من عمل عملً أشرك معي فيه غيي تركته‬
‫وشركه)‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وعن أب سعيد مرفوعا‪( :‬أل أخبكم با هو أخوف عليكم عندي من السيح الدجال؟) قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال!‬
‫قال‪( :‬الشرك الفي‪ ،‬يقوم الرجل فيصلي‪ ،‬فيزيّن صلته‪ ،‬لا يرى من نظر رجل)‪ .‬رواه أحد‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية الكهف‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬المر العظيم ف رد العمل الصال إذا دخله شيء لغي ال‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ذكر السبب الوجب لذلك‪ ،‬وهو كمال الغن‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن من السباب‪ ،‬أنه تعال خي الشركاء‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬خوف النب صلى ال عليه وسلم على أصحابه من الرياء‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أنه فسر ذلك بأن يصلي الرء ل‪ ،‬لكن يزينها لا يرى من نظر رجل إليه‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪40‬‬

‫باب من الشرك إرادة النسان بعمله الدنيا وقول الله‬


‫م‬‫ه ْ‬ ‫و ِّ َ‬ ‫حيَاةَ الدُّنْيَا َ‬ ‫ريدُ ال ْ َ‬ ‫من كَا َ‬
‫ف إ َِلي ْ ِ‬ ‫ها ن ُ َ‬‫زينَت َ َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ن يُ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ولََئ ِ َ‬‫ن* أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ها لَ يُب ْ َ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫مال َ ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫ع َ‬
‫َ‬
‫ها‬‫في َ‬ ‫عواْ ِ‬ ‫صن َ ُ‬‫ما َ‬ ‫ط َ‬ ‫حب ِ َ‬
‫و َ‬‫ة إِلّ النَّاُر َ‬ ‫خَر ِ‬‫في ال ِ‬ ‫م ِ‬‫ه ْ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫لَي ْ َ‬
‫ن)(‪ )94‬اليتين‪.‬‬ ‫ملُو َ‬ ‫ما كَانُواْ ي َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ل َّ‬ ‫وبَاطِ ٌ‬ ‫َ‬
‫وف الصحيح عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬تعس عبد الدينار‪ ،‬تعس عبد‬
‫الدرهم‪ ،‬تعس عبد الميصة‪ ،‬تعس عبد الميلة‪ ،‬إن أعطي رضي‪ ،‬وإن ل يعط سخط‪ ،‬تعس وانتكس وإذا شيك‬
‫فل انت قش‪ ،‬طو ب لع بد أ خذ بعنان فر سه ف سبيل ال‪ ،‬أش عث رأ سه‪ ،‬م غبة قدماه‪ ،‬إن كان ف الرا سة كان ف‬
‫الراسة‪ ،‬وإن كان ف الساقة كان ف الساقة‪ ،‬إن استأذن ل يؤذن له‪ ،‬وإن شفع ل يشفع )‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬إرادة النسان الدنيا بعمل الخرة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي آية هود‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تسمية النسان السلم‪ :‬عبد الدينار والدرهم والميصة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تفسي ذلك بأنه إن أعطي رضي‪ ،‬وإن ل يعط سخط‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬قوله (تعس وانتكس)‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬قوله‪( :‬وإذا شيك فل انتقش)‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬الثناء على الجاهد الوصوف بتلك الصفات‪.‬‬

‫باب من أطاع العلماء والمراء في تحريم ما أحل الله أو‬


‫تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا ً من دون الله‬
‫وقال ابـن عباس‪ :‬يوشـك أن تنل عليكـم حجارة مـن السـماء‪ ،‬أقول‪ :‬قال رسـول ال صـلى ال عليـه وسـلم‪،‬‬
‫وتقولون‪ :‬قال أبو بكر وعمر؟!‬
‫وقال المام أحدـ‪ :‬عجبـت لقوم عرفوا السـناد وصـحته‪ ،‬يذهبون إل رأي سـفيان‪ ،‬وال تعال يقول‪ ( :‬فليحذر‬
‫الذين يالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) (‪ )95‬أتدري ما الفتنة؟ الفتنة‪ :‬الشرك‪ ،‬لعله إذا رد‬
‫بعض قوله أن يقع ف قلبه شيء من الزيغ فيهلك‪.‬‬
‫َ‬ ‫عـن عدي بـن حاتـ‪ :‬أنـه سـع النـب صـلى ال عليـه وسـلم يقرأ هذه اليـة‪( :‬ات َّ َ‬
‫م‬‫ه َْ‬‫حبَاَر ُ‬‫خذُواْ أ ْ‬
‫َ‬
‫ه) (‪ )96‬الية‪ .‬فقلت له‪ :‬إنا لسنا نعبدهم قال‪( :‬أليس يرمون‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫من دُو ِ‬ ‫م أْربَاب ًا ِّ‬
‫ه ْ‬‫هبَان َ ُ‬
‫وُر ْ‬
‫َ‬
‫ما أ حل ال فتحرمو نه ويلّون ما حرم ال‪ ،‬فتحلو نه؟) فقلت‪ :‬بلى‪ .‬قال فتلك‪ :‬عبادت م) رواه أح د‪ ،‬والترمذي‬
‫‪40‬‬
‫‪41‬‬

‫وحسنه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية النور‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي آية براءة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬التنبيه على معن العبادة الت أنكرها عدي‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تثيل ابن عباس بأب بكر وعمر‪ ،‬وتثيل أحد بسفيان‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬تغيّر الحوال إل هذه الغاية‪ ،‬حت صار عند الكثر عبادة الرهبان هي أفضل العمال‪ ،‬وتسمى الولية‪،‬‬
‫وعبادة الحبار هي العلم والفقه ث تغيت الال إل أن عبد من دون ال من ليس من الصالي‪ ،‬وعبد بالعن الثان‬
‫من هو من الاهلي‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫منُواْ‬ ‫مآ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن أن َّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن يَْز ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م تََر إِلَى ال ّ ِ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬أل َ ْ‬
‫مواْ إِلَى‬ ‫حاك َ‬ ‫َ‬ ‫قبْل ِ َ‬ ‫من َ‬ ‫ز َ‬ ‫ما أُن‬ ‫ل إِلَي ْ َ‬ ‫ز َ‬ ‫ما أُن‬
‫ُ‬ ‫ن أن يَت َ َ‬ ‫ريدُو َ‬ ‫ِ‬ ‫ك يُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫بِ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫ضل ُ‬ ‫ن أن ي ُ ِ‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫د ال ّ‬ ‫ري ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫فُرواْ ب ِ ِ‬ ‫مُرواْ أن يَك ْ ُ‬ ‫دأ ِ‬ ‫و َ‬
‫ق ْ‬ ‫ت َ‬ ‫غو ِ‬ ‫الطّا ُ‬
‫في‬ ‫سدُواْ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م لَ ت ُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫وإِذَا ِ‬ ‫عيدًا) (‪ )97‬اليات‪ .‬وقوله‪َ ( :‬‬ ‫ضلَلً ب َ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫في‬ ‫سدُواْ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ولَ ت ُ ْ‬ ‫ن) (‪ )98‬وقوله‪َ ( :‬‬ ‫حو َ‬ ‫صل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫قالُواْ إِن َّ َ‬ ‫ض َ‬ ‫الْر َ ِ‬
‫َ‬
‫هلِي َّ ِ‬
‫ة‬ ‫جا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ها )(‪ )99‬الية‪ .‬وقوله‪( :‬أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صل َ ِ‬ ‫عدَ إ ِ ْ‬ ‫ض بَ ْ‬
‫الْر ِ‬
‫ن)(‪ )100‬الية‪.‬‬ ‫غو َ‬ ‫يَب ْ ُ‬
‫عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ ( :‬ل يؤمن أحدكم حت يكون‬
‫هواه تبعا لا جئت به) قال النووي‪ :‬حديث صحيح‪ ،‬رويناه ف كتاب "الجة" بإسناد صحيح‪.‬‬
‫وقال الشعب‪ :‬كان بي رجل من النافقي ورجل من اليهود خصومة؛ فقال اليهودي‪ :‬نتحاكم إل ممد ـ لنه‬
‫عرف أ نه ل يأ خذ الرشوة ـ وقال النا فق‪ :‬نتحا كم إل اليهود ـ لعل مه أن م يأخذون الرشوة – فاتف قا أن يأت يا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن) (‪ )101‬الية‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن يَْز ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م تََر إِلَى ال ّ ِ‬ ‫كاهنا ف جهينة فيتحاكما إليه‪ ،‬فنلت‪( :‬أل َ ْ‬
‫وق يل‪ :‬نزلت ف رجل ي اخت صما‪ ،‬فقال أحده ا‪ :‬نترا فع إل ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬وقال ال خر‪ :‬إل كعب ب‬
‫الشرف‪ ،‬ث تراف عا إل ع مر‪ ،‬فذ كر له أحده ا الق صة‪ .‬فقال للذي ل يرض بر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫أكذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فضربه بالسيف فقتله‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية النساء وما فيها من العانة على فهم الطاغوت‪.‬‬
‫َ‬ ‫سدُواْ ِ‬
‫ض) (‪. )102‬‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م لَ ت ُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫وإِذَا ِ‬ ‫الثانية‪ :‬تفسي آية البقرة‪َ ( :‬‬
‫ها) (‪. )103‬‬ ‫صل َ ِ‬ ‫َ‬ ‫سدُواْ ِ‬ ‫ولَ ت ُ ْ‬
‫ح َ‬ ‫عدَ إ ِ ْ‬ ‫ض بَ ْ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫الثالثة‪ :‬تفسي آية العراف ( َ‬

‫‪41‬‬
‫‪42‬‬

‫ن) (‪. )104‬‬


‫غو َ‬ ‫هلِي َّ ِ‬
‫ة يَب ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫جا ِ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫الرابعة‪ :‬تفسي‪( :‬أ َ َ‬
‫ف ُ‬
‫الامسة‪ :‬ما قاله الشعب ف سبب نزول الية الول‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬تفسي اليان الصادق والكاذب‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬قصة عمر مع النافق‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬كون اليان ل يصل لحد حت يكون هواه تبعا لا جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫باب من جحد شيئا ً من السماء والصفات وقول الله تعالى‪:‬‬


‫ن) (‪ )105‬الية‪.‬‬ ‫مَ ِ‬‫ح َ‬‫ن بِالَّر ْ‬
‫فُرو َ‬ ‫م يَك ْ ُ‬‫ه ْ‬‫و ُ‬‫( َ‬
‫وف صحيح البخاري قال علي‪( :‬حدثوا الناس با يعرفون‪ ،‬أتريدون أن يكذب ال ورسوله؟)‪.‬‬
‫ل انتفض ـ لا سع حديثا عن‬ ‫وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس‪ :‬أنه رأى رج ً‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم ف ال صفات‪ ،‬ا ستنكارا لذلك ـ فقال‪ ( :‬ما فرق هؤلء؟ يدون ر قة ع ند مك مه‪،‬‬
‫ويهلكون عند متشابه) انتهى‪.‬‬
‫م‬
‫ه َْ‬ ‫ول ا سعت قر يش ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يذ كر‪( :‬الرح ن) أنكروا ذلك‪ .‬فأنزل ال في هم‪َ ( :‬‬
‫و ُ‬
‫ن) (‪. )106‬‬‫مَ ِ‬ ‫ن بِالَّر ْ‬
‫ح َ‬ ‫فُرو َ‬‫يَك ْ ُ‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬عدم اليان بحد شيء من الساء والصفات‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي آية الرعد‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ترك التحديث با ل يفهم السامع‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬ذكر العلة أنه يفضي إل تكذيب ال ورسوله‪ ،‬ولو ل يتعمد النكر‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬كلم ابن عباس لن استنكر شيئا من ذلك‪ ،‬وأنه هلك‪.‬‬

‫ها‬
‫م يُنكُِرون َ َ‬ ‫ت الل ّ ِ‬
‫ه ث ُ َّ‬ ‫م َ‬‫ع َ‬‫ن نِ ْ‬
‫فو َ‬ ‫ر ُ‬‫ع ِ‬
‫باب قول الله تعالى‪( :‬ي َ ْ‬
‫ن) (‪.)107‬‬‫فُرو َ‬ ‫م الْكَا ِ‬ ‫وأَكْثَُر ُ‬
‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫قال ماهد ما معناه‪ :‬هو قول الرجل‪ :‬هذا مال‪ ،‬ورثته عن آبائي‪.‬‬
‫وقال عون بن عبد ال‪ :‬يقولون‪ :‬لول فلن ل يكن كذا‪.‬‬
‫وقال ابن قتيبة‪ :‬يقولون‪ :‬هذا بشفاعة آلتنا‪.‬‬
‫وقال أبو العباس – بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه‪( :‬إن ال تعال قال‪ :‬أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر‪) ..‬‬
‫الديث‪ ،‬وقد تقدم ـ وهذا كثي ف الكتاب والسنة‪ ،‬يذم سبحانه من يضيف إنعامه إل غيه‪ ،‬ويشرك به‪.‬‬
‫قال بعض السلف‪ :‬هو كقولم‪ :‬كانت الريح طيبة‪ ،‬واللح حاذقا‪ ،‬ونو ذلك ما هو جارٍ على ألسنة كثي‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪43‬‬

‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي معرفة النعمة وإنكارها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬معرفة أن هذا جارٍ على ألسنة كثي‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تسمية هذا الكلم إنكارا للنعمة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬اجتماع الضدين ف القلب‪.‬‬

‫فلَ ت َجعلُواْ لِل ّه أَنداداً َ‬


‫(‪)108‬‬ ‫ن)‬‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وأنت ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫باب قول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫‪.‬‬
‫قال ا بن عباس ف ال ية‪ :‬النداد‪ :‬هو الشرك أخ فى من دب يب الن مل على صفاة سوداء ف ظل مة الل يل؛ و هو أن‬
‫تقول‪ :‬وال‪ ،‬وحياتـك يـا فلن وحياتـ‪ ،‬وتقول‪ :‬لول كليبـة هذا لتانـا اللصـوص‪ ،‬ولول البـط فـ الدار لتانـا‬
‫الل صوص‪ ،‬وقول الرجل لصاحبه‪ :‬ما شاء ال وشئت‪ ،‬وقول الرجل‪ :‬لول ال وفلن‪ .‬ل ت عل فيها فلنا هذا كله‬
‫به شرك) رواه ابن أب حات‪.‬‬
‫وعن عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬من حلف بغي ال فقد كفر أو‬
‫أشرك) رواه الترمذي وحسنه‪ ،‬وصححه الاكم‪.‬‬
‫وقال ابن مسعود‪ :‬لن أحلف بال كاذبا أحب إلّ من أن أحلف بغيه صادقا‪.‬‬
‫وعن حذيفة رضي ال عنه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬ل تقولوا‪ :‬ما شاء ال وشاء فلن‪ ،‬ولكن قولوا‪:‬‬
‫ما شاء ال ث شاء فلن) رواه أبو داود بسند صحيح‪.‬‬
‫وجاء عن إبراه يم النخ عي‪ ،‬أ نه يكره أن يقول‪ :‬أعوذ بال و بك‪ ،‬ويوز أن يقول‪ :‬بال ث بك‪ .‬قال‪ :‬ويقول‪ :‬لول‬
‫ال ث فلن‪ ،‬ول تقولوا‪ :‬لول ال وفلن‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية البقرة ف النداد‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الصحابة رضي ال عنهم يفسرون الية النازلة ف الشرك الكب بأنا تعم الصغر‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن اللف بغي ال شرك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه إذا حلف بغي ال صادقا‪ ،‬فهو أكب من اليمي الغموس‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪44‬‬

‫الامسة‪ :‬الفرق بي الواو وث ف اللفظ‪.‬‬

‫باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله‬


‫عن ا بن ع مر ر ضي ال عنه ما‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ ( :‬ل تلفوا بآبائ كم‪ ،‬من حلف بال‬
‫فليصدق‪ ،‬ومن حلف له بال فليض‪ .‬ومن ل يرض فليس من ال)‪ ،‬رواه ابن ماجه بسند حسن‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬النهي عن اللف بالباء‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬المر للمحلوف له بال أن يرضى‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬وعيد من ل يرض‬

‫باب قول‪ :‬ما شاء الله وشئت‬


‫عن قتيلة‪ ،‬أن يهوديا أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إنكم تشركون‪ ،‬تقولون ما شاء ال وشئت‪ ،‬وتقولون‪:‬‬
‫والكعبة‪ ،‬فأمرهم النب صلى ال عليه وسلم إذا أرادوا أن يلفوا أن يقولوا‪( :‬ورب الكعبة‪ ،‬وأن يقولوا‪ :‬ما شاء ث‬
‫شئت) رواه النسائي وصححه‪.‬‬
‫ل قال للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما شاء ال وشئت‪ ،‬فقال‪( :‬أ‬ ‫وله أيضا عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬أن رج ً‬
‫جعلتن ل ندا؟ ما شاء ال وحده)‪.‬‬
‫ولبن ماجه عن الطفيـل أخـي عائشة لمهـا قال‪ :‬رأيت كأن أتيت على نفر من اليهود‪ ،‬فقلت‪ :‬إنكم لنتم‬
‫القوم‪ ،‬لول أنكم تقولون‪ :‬عزير ابن ال‪ .‬قالوا‪ :‬وإنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون‪ :‬ما شاء ال وشاء ممد‪ .‬ث‬
‫مررت بنفر من النصارى فقلت‪ :‬إنكم لنتم القوم‪ ،‬لول أنكم تقولون‪ :‬السيح ابن ال‪ ،‬قالوا‪ :‬وإنكم لنتم القوم‪،‬‬
‫لول أنكم تقولون‪ :‬ما شاء ال وشاء ممد‪ .‬فلما أصبحت أخبت با من أخبت‪ ،‬ث أتيت النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فأخبته‪ .‬قال‪( :‬هل أخبت با أحدا؟) قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فحمد ال وأثن عليه‪ ،‬ث قال‪( :‬أما بعد؛ فإن طفيلً‬
‫رأى رؤيا‪ ،‬أخب با من أخب منكم‪ ،‬وإنكم قلتم كلمة كان ينعن كذا وكذا أن أناكم عنها‪ .‬فل تقولوا‪ :‬ما شاء‬
‫ال وشاء ممد‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬ما شاء ال وحده)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬معرفة اليهود بالشرك الصغر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬فهم النسان إذا كان له هوى‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬قوله صلى ال عليه وسلم‪( :‬أ جعلتن ل ندا؟) فكيف بن قال‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫‪45‬‬

‫يا أكرم اللق ما ل من ألوذ به سواك ‪. . . .‬‬


‫والبيتي بعده‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن هذا ليس من الشرك الكب‪ ،‬لقوله‪( :‬ينعن كذا وكذا)‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن الرؤيا الصالة من أقسام الوحي‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أنا قد تكون سببا لشرع بعض الحكام‪.‬‬

‫باب من سب الدهر فقد آذى الله وقول الله تعَالى‪:‬‬


‫َّ‬ ‫َ‬
‫هلِكُنَا إ ِل‬
‫ما ي ُ ْ‬
‫و َ‬
‫حيَا َ‬
‫ون َ ْ‬
‫ت َ‬
‫مو ُ‬ ‫ي إ ِ ّل َ‬
‫حيَاتُنَا الدُّنْيَا ن َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قالُوا َ‬
‫ما ِ‬ ‫و َ‬
‫( َ‬
‫هُر)(‪ )109‬الية‪.‬‬ ‫الدَّ ْ‬
‫ف الصحيح عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬قال ال تعال‪ :‬يؤذين ابن آدم‪ ،‬يسب الدهر‪ ،‬وأنا‬
‫الدهر‪ ،‬أقلب الليل والنهار) وف رواية‪( :‬ل تسبوا الدهر‪ ،‬فإن ال هو الدهر)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬النهي عن سب الدهر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تسميته أذى ل‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬التأمل ف قوله‪( :‬فإن ال هو الدهر)‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه قد يكون سابا ولو ل يقصده بقلبه‪.‬‬

‫باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه‬


‫ف الصحيح عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬إن أخنع اسم عند ال‪ :‬رجل تسمى‬
‫ملك الملك‪ ،‬ل مالك إل ال)‪.‬‬
‫قال سفيان‪ :‬مثل (شاهان شاه)‪.‬‬
‫وف رواية‪( :‬أغيظ رجل على ال يوم القيامة وأخبثه)‪ .‬قوله (أخنع) يعن أوضع‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬النهي عن التسمي بلك الملك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن ما ف معناه مثله‪ ،‬كما قال سفيان‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬التفطن للتغليظ ف هذا ونوه‪ ،‬مع القطع بأن القلب ل يقصد معناه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬التفطن أن هذا لجلل ال سبحانه‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪46‬‬

‫باب احترام أسماء الله وتغيير السم لجل ذلك‬


‫عن أب شريح‪ :‬أنه كان يكن أ با الكم؛ فقال له النب صلى ال عليه وسلم‪( :‬إن ال هو الكم‪ ،‬وإليه الكم)‬
‫فقال‪ :‬إن قومي إذا اختلفوا ف شيء أتون‪ ،‬فحكمت بينهم‪ ،‬فرضي كل الفريقي فقال‪( :‬ما أحسن هذا فمالك من‬
‫الولد؟) قلت‪ :‬شريح‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وعبد ال‪ .‬قال‪( :‬فمن أكبهم؟) قلت‪ :‬شريح‪ ،‬قال‪( :‬فأنت أبو شريح)‪ ،‬رواه أبو‬
‫داود وغيه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬احترام أساء ال وصفاته ولو ل يقصد معناه‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تغيي السم لجل ذلك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬اختيار أكب البناء للكنية‪.‬‬

‫باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول‬


‫ما كُنَّا ن َ ُ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫خو ُ‬ ‫ن إِن َّ َ‬ ‫م لَي َ ُ‬
‫قول ُ َّ‬ ‫سألْت َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ولَئِن َ‬ ‫وقول الله تعالي‪َ ( :‬‬
‫ب) (‪ )110‬الية‪.‬‬ ‫ونَل ْ َ‬
‫ع ُ‬ ‫َ‬
‫عن ابن عمر‪ ،‬وممد بن كعب‪ ،‬وزيد بن أسلم‪ ،‬وقتادة – دخل حديث بعضهم ف بعض ‪ : -‬أنه قال رجل ف‬
‫غزوة تبوك‪ :‬ما رأينا مثل قرائنا هؤلء‪ ،‬أرغب بطونا‪ ،‬ول أكذب ألسنا‪ ،‬ول أجب عند اللقاء ـ يعن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم وأ صحابه القرّاء ـ فقال له عوف بن مالك‪ :‬كذ بت‪ ،‬ولك نك منا فق‪ ،‬ل خبن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ .‬فذهب عوف إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ليخبه فوجد القرآن قد سبقه‪ .‬فجاء ذلك‬
‫الرجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد ارتل وركب ناقته‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال! إنا كنا نوض ونتحدث‬
‫حديث الركب‪ ،‬نقطع به عنا الطريق‪ .‬فقال ابن عمر‪ :‬كأن أنظر إليه متعلقا بنسـعة ناقة رســول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪ ،‬وإن الجارة تن كب رجل يه – و هو يقول‪ :‬إن ا ك نا نوض ونل عب – فيقول له ر سول ال صلى ال‬
‫َ‬
‫ن) ما يتلفت إليه وما يزيده عليه‪.‬‬ ‫ز ُ‬
‫ؤ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫م تَ ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ه كُنت ُ ْ‬
‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬‫ه َ‬‫وآيَات ِ ِ‬
‫ه َ‬‫عليه وسلم‪( :‬أبِالل ّ ِ‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬وهي العظيمة‪ :‬أن من هزل بذا فهو كافر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن هذا هو تفسي الية فيمن فعل ذلك كائنا من كان‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الفرق بي النميمة والنصيحة ل ولرسوله‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الفرق بي العفو الذي يبه ال وبي الغلظة على أعداء ال‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن من العذار ما ل ينبغي أن يقبل‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪47‬‬

‫من‬ ‫منَّا ِ‬‫ة ِّ‬


‫م ً‬
‫ح َ‬‫ه َر ْ‬ ‫ن أَذَ ْ‬
‫قنَا ُ‬ ‫ولَئ ِ ْ‬
‫باب ما جاء في قول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫هذَا لِي)(‪ )111‬الية‪.‬‬ ‫ن َ‬‫قول َ َّ‬ ‫ه لَي َ ُ‬
‫ست ْ ُ‬‫م َّ‬‫ضَّراء َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫قال ماهد‪ :‬هذا بعملي وأنا مقوق به‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬يريد من عندي‪.‬‬
‫ُ‬
‫دي) (‪ )112‬قال قتادة‪ :‬على علم منـ بوجوه‬ ‫عن ِ‬‫م ِ‬ ‫علَى ِ ََْ‬
‫عل ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫ما أوتِيت ََُ ُ‬ ‫ل إِن َََّ َ‬
‫قا َ‬‫وقوله‪َ ( :‬‬
‫الكاسب‪ .‬وقال آخرون‪ :‬على علم من ال أن له أهل‪ .‬وهذا معن قول ماهد‪ :‬أوتيته على شرف‪.‬‬
‫وعن أب هريرة رضي ال عنه أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ ( :‬إن ثلثة من بن إسرائيل‪ :‬أبرص‪،‬‬
‫وأقرع‪ ،‬وأع مى‪ .‬فأراد ال أن يبتلي هم‪ ،‬فب عث إلي هم ملكا‪ ،‬فأ تى البرص‪ ،‬فقال‪ :‬أي ش يء أ حب إل يك؟ قال‪ :‬لون‬
‫حسن‪ ،‬وجلد حسن‪ ،‬ويذهب عن الذي قد قذرن الناس به قال‪ :‬فمسحه‪ ،‬فذهب عنه قذره‪ ،‬وأعطي لونا حسنا‬
‫وجلدا حسنا‪ ،‬قال‪ :‬فأي الال أحب إليك؟ قال‪ :‬البـل أو البقر ـ شك إسحاق ـ فأعطي ناقة عشراء‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫بارك ال لك فيها‪ .‬قال‪ :‬فأتى القرع‪ ،‬فقال أي شيء أحب إليك قال‪ :‬شعر حسن‪ ،‬ويذهب عن الذي قد قذرن‬
‫الناس به فمسحه‪ ،‬فذهب عنه‪ ،‬وأعطي شعرا حسنا‪ ،‬فقال‪ :‬أي الال أحب إليك؟ قال‪ :‬البقر‪ ،‬أو البل‪ ،‬فأعطي‬
‫بقرة حاملً‪ ،‬قال‪ :‬بارك ال لك في ها‪ .‬فأ تى الع مى‪ ،‬فقال‪ :‬أي ش يء أ حب إل يك؟ قال‪ :‬أن يرد ال إل ب صري؛‬
‫فأبصر به الناس‪ ،‬فمسحه‪ ،‬فرد ال إليه بصره‪ ،‬قال‪ :‬فأي الال أحب إليك؟ قال‪ :‬الغنم‪ ،‬فأعطي شاة والدا؛ فأنتج‬
‫هذان وولد هذا‪ ،‬فكان لذا وا ٍد من ال بل‪ ،‬ولذا وا ٍد من الب قر‪ ،‬ولذا وا ٍد من الغ نم‪ ،‬قال‪ :‬ث إ نه أ تى البرص ف‬
‫صورته وهيئته‪ .‬فقال‪ :‬رجل مسكي‪ ،‬قد انقطعت ب البال ف سفري‪ ،‬فل بلغ ل اليوم إل بال ث بك‪ ،‬أسألك‬
‫بالذي أعطاك اللون السن‪ ،‬واللد السن‪ ،‬والال‪ ،‬بعيا أتبلغ به ف سفري‪ ،‬فقال‪ :‬القوق كثية‪ .‬فقال له‪ :‬كأن‬
‫أعر فك‪ ،‬أل ت كن أبرص يقذرك الناس‪ ،‬فقيا‪ ،‬فأعطاك ال عز و جل الال؟ فقال‪ :‬إن ا ور ثت هذا الال كابرا عن‬
‫كابر‪ ،‬فقال‪ :‬إن ك نت كاذبا ف صيّرك ال إل ما ك نت‪ .‬قال‪ :‬وأ تى القرع ف صورته‪ ،‬فقال له م ثل ما قال لذا‪،‬‬
‫وردّ عليه مثل ما ر ّد عليه هذا‪ ،‬فقال‪ :‬إن كنت كاذبا فصيّرك ال إل ما كنت‪ .‬وأتى العمى ف صورته‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫رجل مسكي وابن سبيل‪ ،‬قد انقطعت ب البال ف سفري‪ ،‬فل بلغ ل اليوم إل بال ث بك‪ .‬أسألك بالذي ردّ‬
‫عليك بصرك شاة أتبلغ با ف سفري‪ ،‬فقال‪ :‬كنت أعمى فردّ ال إلّ بصري‪ ،‬فخذ ما شئت ودع ما شئت‪ ،‬فوال‬
‫ل أجهدك اليوم بشيء أخذته ل‪ .‬فقال‪ :‬أمسك مالك‪ ،‬فإنا ابتليتم فقد رضي ال عنك‪ ،‬وسخط على صاحبيك)‬
‫أخرجاه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي الية‪.‬‬
‫هذَا لِي)(‪. )113‬‬ ‫ن َ‬‫قول َ َّ‬ ‫الثانية‪ :‬ما معن‪( :‬لَي َ ُ‬

‫‪47‬‬
‫‪48‬‬

‫دي)(‪.)113‬‬ ‫علَى ِ ْ‬ ‫ُ‬


‫م ِ‬
‫عن ِ‬ ‫عل ٍ‬ ‫ه َ‬‫الثالثة‪ :‬ما معن قوله‪( :‬أوتِيت ُ ُ‬
‫الرابعة‪ :‬ما ف هذه القصة العجيبة من العب العظيمة‪.‬‬

‫ما‬‫في َ‬ ‫شَركَاء ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫علَ ل َ ُ‬ ‫صالِحاً َ‬


‫ج َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫فل َ َّ‬
‫ما آتَا ُ‬ ‫باب قول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫ما) (‪ )114‬الية‪.‬‬ ‫ه َ‬ ‫آتَا ُ‬
‫قال ا بن حزم‪ :‬اتفقوا على تر ي كل ا سم معبّ د لغ ي ال؛ كعبد عمر‪ ،‬وع بد الكع بة‪ ،‬وما أش به ذلك‪ ،‬حا شا ع بد‬
‫الطلب‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنه ف الية قال‪ :‬لا تغشـاها آدم حـلت‪ ،‬فأتاها إبليس فقال‪ :‬إن صاحبكما الذي‬
‫أخرجتكما من النة لتطيعان أو لجعلن له قرن أيل‪ ،‬فيخرج من بطنك فيشقه‪ ،‬ولفعلن ولفعلن ـ يوفهما ـ‬
‫سّمياه عبد الارث‪ ،‬فأبيا أن يطيعاه‪ ،‬فخرج ميتا‪ ،‬ث حلت‪ ،‬فأتاها‪ ،‬فقال مثل قوله‪ ،‬فأبيا أن يطيعاه‪ ،‬فخرج ميتا‪،‬‬
‫علَ ل ََ ُ‬
‫ه‬ ‫ثـ حلت‪ ،‬فأتاهاـ‪ ،‬فذكـر لمـا فأدركهمـا حـب الولد‪ ،‬فسـمياه عبـد الارث فذلك قوله تعال‪َ ( :‬‬
‫ج َ‬
‫ما ) (‪ )115‬رواه ابن أب حات‪.‬‬
‫ه َ‬
‫ما آتَا ُ‬ ‫شَركَاء ِ‬
‫في َ‬ ‫ُ‬
‫وله ب سند صحيح عن قتادة قال‪ :‬شركاء ف طاع ته‪ ،‬ول ي كن ف عباد ته‪ .‬وله ب سند صحيح عن ما هد ف قوله‪:‬‬
‫( لئن آتيتنا صالا ) (‪ )116‬قال‪ :‬أشفقا أل يكون إنسانا‪ ،‬وذكر معناه عن السن وسعيد وغيها‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تري كل اسم معبّد لغي ال‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي الية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن هذا الشرك ف مرد تسمية ل تقصد حقيقتها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن هبة ال للرجل البنت السوية من النعم‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬ذكر السلف الفرق بي الشرك ف الطاعة‪ ،‬والشرك ف العبادة‪.‬‬

‫ها‬ ‫سنَى َ‬ ‫ماء ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ولِل ّ ِ‬


‫فادْ ُ‬
‫عوهُ ب ِ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫س َ‬ ‫ه ال ْ‬ ‫باب قول الله َتعالى‪َ ( :‬‬
‫َ‬ ‫ن يُل ْ ِ‬
‫ه) (‪ )117‬الية‬‫مآئ ِ ِ‬
‫س َ‬‫في أ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حدُو َ‬ ‫وذَُرواْ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫ذ كر ا بن أ ب حا ت عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما (ُيلْ ِحدُو نَ فِي أَ ْسمَآِئهِ)‪ :‬يشركون‪ .‬وع نه‪ :‬سوا اللت من الله‪،‬‬
‫والعزى من العزيز‪ .‬وعن العمش‪ :‬يدخلون فيها ما ليس منها‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬إثبات الساء‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬كونا حسن‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬المر بدعائه با‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪49‬‬

‫الرابعة‪ :‬ترك من عارض من الاهلي اللحدين‪.‬‬


‫الامسة‪ :‬تفسي اللاد فيها‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬وعيد من ألد‪.‬‬

‫باب ل يقال‪ :‬السلم على الله‬


‫ف الصحيح عن ابن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬كنا إذا كنا مع النب صلى ال عليه وسلم ف الصلة قلنا‪ :‬السلم‬
‫على ال من عباده‪ ،‬ال سلم على فلن‪ ،‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪( :‬ل تقولوا ال سلم على ال‪ ،‬فإن ال هو‬
‫السلم)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي السلم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنه تية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنا ل تصلح ل‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬العلة ف ذلك‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬تعليمهم التحية الت تصلح ل‪.‬‬

‫باب قول‪ :‬اللهم اغفر لي إن شئت‬


‫ف الصحيح عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬ل يقل أحدكم‪ :‬اللهم اغفر ل‬
‫إن شئت‪ ،‬اللهم ارحن إن شئت‪ ،‬ليعزم السألة‪ ،‬فإن ال ل مكره له)‪.‬‬
‫ولسلم‪( :‬وليعظم الرغبة‪ ،‬فإن ال ل يتعاظمه شيء أعطاه)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬النهي عن الستثناء ف الدعاء‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬بيان العلة ف ذلك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬قوله‪( :‬ليعزم السألة)‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬إعظام الرغبة‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬التعليل لذا المر‪.‬‬

‫باب ل يقول‪ :‬عبدي وأمتي‬


‫ف الصحيح عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬ل يقل أحدكم‪ :‬أطعم ربك‪،‬‬
‫‪49‬‬
‫‪50‬‬

‫وضىء ربك‪ ،‬وليقل‪ :‬سيدي ومولي‪ ،‬ول يقل‪ :‬عبدي وأمت‪ ،‬وليقل‪ :‬فتاي وفتات‪ ،‬وغلمي)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬النهي عن قول‪ :‬عبدي وأمت‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ل يقول العبد‪ :‬رب‪ ،‬ول يقال له‪ :‬أطعم ربك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تعليم الول قول‪ :‬فتاي وفتات وغلمي‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تعليم الثان قول‪ :‬سيدي ومولي‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬التنبيه للمراد‪ ،‬وهو تقيق التوحيد حت ف اللفاظ‪.‬‬

‫باب ل يرد من سأل الله‬


‫عن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬من استعاذ بال فأعيذوه‪ ،‬ومن سأل بال‬
‫فأعطوه‪ ،‬ومن دعاكم فأجيبوه‪ ،‬ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه‪ ،‬فإن ل تدوا ما تكافئونه فادعوا له حت ترون‬
‫أنكم قد كافأتوه)‪ .‬رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬إعاذة من استعاذ بال‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إعطاء من سأل بال‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬إجابة الدعوة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الكافأة على الصنيعة‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن الدعاء مكافأة لن ل يقدر إل عليه‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬قوله‪( :‬حت ترون أنكم قد كافأتوه)‪.‬‬

‫باب ل يسأل بوجه الله إل الجنة‬


‫عن جابر رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬ل يسأل بوجه ال إل النة)‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬النهي عن أن يسأل بوجه ال إل غاية الطالب‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إثبات صفة الوجه‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪51‬‬

‫و كَا َ‬
‫ن‬ ‫ن لَ َ ْ‬
‫قولُو َ‬
‫باب ما جاء في الّلو وقول الله تعالى‪( :‬ي َ ُ‬
‫ن‬ ‫هنَا) (‪ .)118‬وقوله‪( :‬ال ّ ِ‬ ‫قتِلْنَا َ‬‫ما ُ‬‫يءٌ َّ‬ ‫ر َ‬ ‫َ‬ ‫لَنَا ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬
‫قتِلُوا)(‪ )119‬الية‪.‬‬ ‫ما ُ‬ ‫و أَطَا ُ‬
‫عونَا َ‬ ‫دواْ ل َ ْ‬
‫ع ُ‬ ‫و َ‬
‫ق َ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬
‫وان ِ ِ‬‫خ َ‬ ‫قالُواْ ل ِ ْ‬‫َ‬
‫ف ال صحيح عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪( :‬احرص على ما ينف عك‪ ،‬وا ستعن بال ول‬
‫تعجزن‪ ،‬وإن أصابك شيء فل تقل لو أن فعلت لكان كذا وكذا؛ ولكن قل‪ :‬قدر ال وما شاء فعل‪ ،‬فإن لو تفتح‬
‫عمل الشيطان)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي اليتي ف آل عمران‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬النهي الصريح عن قول‪ :‬لو‪ ،‬إذا أصابك شيء‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تعليل السألة بأن ذلك يفتح عمل الشيطان‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الرشاد إل الكلم السن‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬المر بالرص على ما ينفع مع الستعانة بال‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬النهي عن ضد ذلك وهو العجز‪.‬‬

‫باب النهي عن سب الريح‬


‫عن أب بن كعب رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬ل تسبوا الريح‪ ،‬فإذا رأيتم ما تكرهون‬
‫فقولوا‪ :‬اللهم إنا نسألك من خي هذه الريح‪ ،‬وخي ما فيها‪ ،‬وخي ما أمرت به‪ ،‬ونعوذ بك من شر هذه الريح‪،‬‬
‫وشر ما فيها‪ ،‬وشر ما أمرت به) صححه الترمذي‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬النهي عن سب الريح‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الرشاد إل الكلم النافع إذا رأى النسان ما يكره‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الرشاد إل أنا مأمورة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنا قد تؤمر بي وقد تؤمر بشر‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪52‬‬

‫ق ظَ َّ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫غيَْر ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن بِالل ّ ِ‬ ‫م يَظُنُّو َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬‫س ُ‬
‫ف ُ‬ ‫باب قول الله تعالى‪( :‬أَن ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫من ال َ‬ ‫َ‬
‫مَر كُل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ال ْ‬ ‫ل إ ِ َّ‬‫ق ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫ي ٍ‬‫ْ‬ ‫ش‬‫من َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫هل ل ّنَا ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قولُو َ‬ ‫ة يَ ُ‬‫هلِي َّ ِ‬
‫جا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه ظَ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ء‬
‫و ِ‬ ‫ن ال َّ‬
‫س ْ‬ ‫ن بِالل ّ ِ‬ ‫ت الظّانِّي َ‬ ‫ركَا ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬‫وال ْ ُ‬
‫ه) (‪ )1‬الية‪ .‬وقوله‪َ ( :‬‬ ‫لِل ّ ِ‬
‫ء) (‪ )120‬الية‪.‬‬ ‫و ِ‬ ‫س ْ‬ ‫م دَائَِرةُ ال َّ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ َ‬
‫علي ْ ِ‬
‫قال ابن القيم ف الية الول‪ :‬ف سّر هذا الظن بأنه سبحانه ل ينصر رسوله‪ ،‬وأن أمره سيضمحل‪ ،‬وفسر بظنهم أن‬
‫ما أصابم ل يكن بقدر ال وحكمته‪ ،‬ففسر بإنكار الكمة‪ ،‬وإنكار القدر‪ ،‬وإنكار أن يتم أمر رسوله‪ ،‬وأن يظهره‬
‫ال على الد ين كله‪ .‬وهذا هو ال ظن ال سوء الذي ظ نه النافقون والشركون ف سورة الف تح‪ ،‬وإن ا كان هذا ظن‬
‫السوء؛ لنه ظن غي ما يليق به سبحانه‪ ،‬وما يليق بكمته وحده ووعده الصادق‪ ،‬فمن ظن أنه يديل الباطل على‬
‫الق إدالة مستقرة يضمحل معها الق‪ ،‬أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره أو أنكر أن يكون قدره بكمة‬
‫بالغة يستحق عليها المد‪ ،‬بل زعم أن ذلك لشيئة مردة‪ ،‬فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار‪.‬‬
‫وأك ثر الناس يظنون بال ظن ال سوء في ما ي تص ب م وفي ما يفعله بغي هم‪ ،‬ول ي سلم من ذلك إل من عرف ال‬
‫وأساءه وصفاته وموجب حكمته وحده‪.‬‬
‫فليعت اللبيب الناصح لنفسه بذا‪ ،‬وليتب إل ال ويستغفره من ظنه بربه ظن السوء‪ ،‬ولو فتشت من فتشت لرأيت‬
‫عنده تعنتا على القدر ومل مة له‪ ،‬وأ نه كان ينب غي أن يكون كذا وكذا‪ ،‬فم ستقل وم ستكثر‪ ،‬وف تش نف سك‪ :‬هل‬
‫أنت سال؟‬
‫وإل فإن ل إخالك ناجيا‬ ‫فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفسي آية آل عمران‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسي آية الفتح‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الخبار بأن ذلك أنواع ل تصر‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه ل يسلم من ذلك إل من عرف الساء والصفات وعرف نفسه‪.‬‬

‫باب ما جاء في منكري القدر‬


‫وقال ابن عمر‪ :‬والذي نفس ابن عمر بيده‪ ،‬لو كان لحدهم مثل أحد ذهبا‪ ،‬ث أنفقه ف سبيل ال ما قبله ال منه‬
‫حت يؤمن بالقدر‪ .‬ث استدل بقول النب صلى ال عليه وسلم‪( :‬اليان‪ :‬أن تؤمن بال‪ ،‬وملئكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪،‬‬
‫واليوم الخر‪ ،‬وتؤمن بالقدر خيه وشره)‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وعن عبادة بن الصامت أنه قال لبنه‪( :‬يا بن إنك لن تد طعم اليان حت تعلم أن ما أصابك ل يكن ليخطئك‪،‬‬
‫وما أخطأك ل يكن ليصيبك‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪( :‬إن أول ما خلق ال القلم‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫‪52‬‬
‫‪53‬‬

‫اكتب‪ ،‬فقال‪ :‬رب‪ ،‬وماذا أكتب؟ قال‪ :‬أكتب مقادير كل شيء حت تقوم الساعة) يا بن سعت رسول ال صلى‬
‫ال وسلم يقول‪( :‬من مات على غي هذا فليس من)‪.‬‬
‫وف رواية لحد‪( :‬إن أول ما خلق ال تعال القلم‪ ،‬فقال له‪ :‬اكتب‪ ،‬فجرى ف تلك الساعة با هو كائن إل يوم‬
‫القيامة)‪.‬‬
‫وف رواية لبن وهب‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬فمن ل يؤمن بالقدر خيه وشره أحرقه ال بالنار)‪.‬‬
‫وف السند والسنن عن ابن الديلمي قال‪ :‬أتيت أب بن كعب‪ ،‬فقلت‪ :‬ف نفسي شيء من القدر‪ ،‬فحدثن بشيء‬
‫لعل ال يذهبه من قلب‪ ،‬فقال‪( :‬لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما قبله ال منك حت تؤمن بالقدر‪ ،‬وتعلم أن ما اصابك‬
‫ل يكن ليخطئك‪ ،‬وما أخطأك ل يكن ليصيبك‪ ،‬ولو مت على غي هذا لكنت من أهل النار)‪ .‬قال‪ :‬فأتيت عبد ال‬
‫بن مسعود‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وزيدبن ثابت‪ ،‬فكلهم حدثن بثل ذلك عن النب صلى ال عليه وسلم‪ .‬حديث‬
‫صحيح رواه الاكم ف صحيحه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬بيان فرض اليان بالقدر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬بيان كيفية اليان به‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬إحباط عمل من ل يؤمن به‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الخبار بأن أحدا ل يد طعم اليان حت يؤمن به‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬ذكر أول ما خلق ال‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أنه جرى بالقادير ف تلك الساعة إل قيام الساعة‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬براءته صلى ال عليه وسلم من ل يؤمن به‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬عادة السلف ف إزالة الشبهة بسؤال العلماء‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬أن العلماء أجابوه با يزيل الشبهة‪ ،‬وذلك أنم نسبوا الكلم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقط‪.‬‬

‫باب ما جاء في المصورين‬


‫عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬قال ال تعال‪ :‬ومن أظلم من ذهب يلق‬
‫كخلقي‪ ،‬فليخلقوا ذرة‪ ،‬أو ليخلقوا حبة‪ ،‬أو ليخلقوا شعية)‪ .‬أخرجاه‪.‬‬
‫ول ما عن عائ شة ر ضي ال عن ها‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪( :‬أ شد الناس عذابا يوم القيا مة الذ ين‬
‫‪53‬‬
‫‪54‬‬

‫يضاهؤون بلق ال)‪.‬‬


‫ولما عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪( :‬كل مصور ف النار يعل له‬
‫بكل صورة صورها نفس يعذب با ف جهنم)‪.‬‬
‫ولما عنه مرفوعا‪( :‬من صوّر صورة ف الدنيا كلّف أن ينفخ فيها الروح‪ ،‬وليس بنافخ)‪.‬‬
‫ولسلم عن أب الياج قال‪ :‬قال ل عل يّ‪( :‬أل أبعثك على ما بعثن عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ أل تدع‬
‫صورة إل طمستها‪ ،‬ول قبا مشرفا إل سويته)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬التغليظ الشديد ف الصورين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬التنبيه على العلة‪ ،‬وهو ترك الدب مع ال لقوله‪( :‬ومن أظلم من ذهب يلق كخلقي)‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬التنبيه على قدرته وعجزهم‪ ،‬لقوله‪( :‬فليخلقوا ذرة أو شعية)‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬التصريح بأنم أشد الناس عذابا‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أن ال يلق بعدد كل صورة نفسا يعذب با الصور ف جهنم‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬المر بطمسها إذا وجدت‪.‬‬

‫فظُواْ‬ ‫ح َ‬
‫وا ْ‬ ‫باب ما جاء في كثرة الحلف وقول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫َ‬
‫م) (‪.)121‬‬ ‫مانَك ُ ْ‬
‫أي ْ َ‬
‫عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪( :‬اللف منف قة لل سلعة‪ ،‬مح قة‬
‫للكسب) أخرجاه‪.‬‬
‫عن سلمان رضي ال عنه أن رسول ال صلى عليه وسلم قال‪( :‬ثلثة ل يكلمهم ال ول يزكيهم ولم عذاب أليم‪:‬‬
‫أشي مط زان‪ ،‬وعائل م ستكب‪ ،‬ور جل ج عل ال بضاع ته‪ ،‬ل يشتري إل بيمي نه‪ ،‬ول يبيع إل بيمي نه) رواه ال طبان‬
‫بسند صحيح‪.‬‬
‫وف الصحيح عن عمران بن حصي رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬خي أمت قرن‪ ،‬ث‬
‫الذين يلونم ث الذين يلونم‪ ،‬قال عمران‪ :‬فل أدري أذكر بعد قرنه مرتي أو ثلثا؟ ث إن بعدكم قوما يشهدون‬
‫ول يستشهدون‪ ،‬ويونون ول يؤتنون‪ ،‬وينذرون ول يوفون‪ ،‬ويظهر فيهم السمن)‪.‬‬
‫وفيه عن ابن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬خي الناس قرن‪ ،‬ث الذين يلونم‪ ،‬ث الذين‬
‫يلونم‪ ،‬ث ييء قوم تسبق شهادة أحدهم يينه‪ ،‬ويينه شهادته)‪.‬‬
‫قال إبراهيم‪ :‬كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونن صغار‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪55‬‬

‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬الوصية بفظ اليان‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الخبار بأن اللف منفقة للسلعة‪ ،‬محقة للبكة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الوعيد الشديد فيمن ل يبيع ول يشتري إل بيمينه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬التنبيه على أن الذنب يعظم مع قلة الداعي‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬ذم الذين يلفون ول يستحلفون‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬ثناؤه صلى ال عليه وسلم على القرون الثلثة‪ ،‬أو الربعة‪ ،‬وذكر ما يدث بعدهم‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬ذم الذين يشهدون ول يستشهدون‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد‪.‬‬

‫فواْ‬‫و ُ‬ ‫باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه وقول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫وأ ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ها) (‪)122‬‬‫د َ‬
‫وكِي ِ‬‫عدَ ت َ ْ‬
‫ن بَ ْ‬ ‫ضواْ الي ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ولَ تَن ُ‬ ‫م َ‬ ‫هدت ُّ ْ‬ ‫د الل ّ ِ‬
‫ه إِذَا َ‬
‫عا َ‬ ‫ه ِ‬‫ع ْ‬
‫بِ َ‬
‫الية‪.‬‬
‫عن بريدة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا أمّر أميا على جيش أو سرية أوصاه بتقوى‬
‫ال و من م عه من ال سلمي خيا‪ ،‬فقال‪( :‬اغزوا ب سم ال‪ ،‬ف سبيل ال‪ ،‬قاتلوا من ك فر بال‪ ،‬اغزوا ول تغلوا ول‬
‫تغدروا‪ ،‬ول تثلوا‪ ،‬ول تقتلوا وليدا‪ ،‬وإذا لق يت عدوك من الشرك ي فادع هم إل ثلث خ صال ـ أو خلل ـ‬
‫فآيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم‪ ،‬ث ادعهم إل السلم فإن هم أجابوك فاقبل منهم‪ ،‬ث ادعوهم إل‬
‫التحول مـن دارهـم إل دار الهاجريـن‪ ،‬وأخـبهم أنمـ إن فعلوا ذلك فلهـم مـا للمهاجريـن‪ ،‬وعليهـم مـا على‬
‫الهاجرين‪ ،‬فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبهم أنم يكونون كأعراب السلمي‪ ،‬يري عليهم حكم ال تعال‪ ،‬ول‬
‫يكون لم ف الغنيمة والفيء شيء إل أن ياهدوا مع السلمي‪ ،‬فإن هم أبوا فاسألم الزية‪ ،‬فإن هم أجابوك فاقبل‬
‫منهم وكف عنهم‪ ،‬فإن هم أبوا فاستعن بال وقاتلهم‪ .‬وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تعل ذمة ال وذمة‬
‫نبيه‪ ،‬فل ت عل ل م ذ مة ال وذ مة نبيه‪ ،‬ول كن اج عل ل م ذم تك وذ مة أ صحابك‪ ،‬فإن كم إن تفروا ذم كم وذ مة‬
‫أصحابكم أهون من أن تفروا ذمة ال وذمة نبيه‪.‬‬
‫وإذا حاصـرت أهـل حصـن فأرادوك أن تنلمـ على حكـم ال‪ ،‬فل تنلمـ على حكـم ال‪ ،‬ولكـن أنزلمـ على‬
‫حكمك‪ .‬فإنك ل تدري‪ ،‬أتصيب حكم ال فيهم أم ل) رواه مسلم‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬الفرق بي ذمة ال وذمة نبيه‪ ،‬وذمة السلمي‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الرشاد إل أقل المرين خطرا‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪56‬‬

‫الثالثة‪ :‬قوله‪( :‬اغزوا بسم ال ف سبيل ال)‪.‬‬


‫الرابعة‪ :‬قوله‪( :‬قاتلوا من كفر بال)‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬قوله‪( :‬استعن بال وقاتلهم)‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬الفرق بي حكم ال وحكم العلماء‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬ف كون الصحاب يكم عند الاجة بكم ل يدري أيوافق حكم ال أم ل‪.‬‬

‫باب ما جاء في القسام على الله‬


‫عن جندب بن عبد ال رضي ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬قال رجل‪ :‬وال ل يغفر ال لفلن‪،‬‬
‫فقال ال عز وجل‪ :‬من ذا الذي يتأل عليّ أن ل اغفر لفلن؟ إن قد غفرت له وأحبطت عملك) رواه مسلم‪.‬‬
‫وف حديث أب هريرة أن القائل رجل عابد‪ ،‬قال أبو هريرة‪ :‬تكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬التحذير من التأل على ال‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬كون النار أقرب إل أحدنا من شراك نعله‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن النة مثل ذلك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬فيه شاهد لقوله (إن الرجل ليتكلم بالكلمة) ال‪..‬‬
‫الامسة‪ :‬أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره المور إليه‪.‬‬

‫باب ل يستشفع بالله على خلقه‬


‫عن جبي بن مط عم ر ضي ال ع نه قال‪ :‬جاء أعرا ب إل ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬يا ر سول ال‪ :‬ن كت‬
‫النفس‪ ،‬وجاع العيال‪ ،‬وهلكت الموال‪ ،‬فا ستسق لنا ربك‪ ،‬فإنا نستشفع بال عليك وبك على ال‪ ،‬فقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪( :‬سبحان ال! سبحان ال!) فما زال يسبح حت عرف ذلك ف وجوه أصحابه؛ ث قال النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪( :‬وي ك‪ ،‬أتدري ما ال؟ إن شأن ال أع ظم من ذلك‪ ،‬إ نه ل ي ستشفع بال على أ حد من‬
‫خلقه) وذكر الديث‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬إنكاره على من قال‪ :‬نستشفع بال عليك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تغيه تغيا عرف ف وجوه أصحابه من هذه الكلمة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه ل ينكر عليه قوله‪( :‬نستشفع بك على ال)‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬التنبيه على تفسي (سبحان ال)‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪57‬‬

‫الامسة‪ :‬أن السلمي يسألونه الستسقاء‪.‬‬

‫باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى‬


‫التوحيد‪ ،‬وسده طرق الشرك‬
‫عن عبد ال بن الشخي رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬انطلقت ف وفد بن عامر إل النب صلى ال عليه وسلم فقلنا‪ :‬أنت‬
‫سيدنا‪ ،‬فقال‪( :‬ال سيد ال تبارك وتعال)‪ .‬قل نا‪ :‬وأفضل نا فضلً‪ ،‬وأعظم نا طولً؛ فقال‪( :‬قولوا بقول كم‪ ،‬أو ب عض‬
‫قولكم‪ ،‬ول يستجرينكم الشيطان) رواه أبو داود بسند جيد‪.‬‬
‫وعن أنس رضي ال عنه‪ ،‬أن ناسا قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ :‬يا خينا وابن خينا‪ ،‬وسيدنا وابن سيدنا‪ ،‬فقال‪( :‬يا أيها‬
‫الناس‪ ،‬قولوا بقولكم‪ ،‬أو بعض قولكم‪ ،‬ول يستهوينكم الشيطان‪ ،‬أنا ممد‪ ،‬عبد ال ورسوله‪ ،‬ما أحب أن ترفعون‬
‫فوق منلت الت أنزلن ال عز وجل)‪ .‬رواه النسائي بسند جيد‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫الول‪ :‬تذير الناس من الغلو‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ما ينبغي أن يقول من قيل له‪ :‬أنت سيدنا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬قوله‪( :‬ول يستجرينكم الشيطان) مع أنم ل يقولوا إل الق‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬قوله‪( :‬ما أحب أن ترفعون فوق منلت)‪.‬‬

‫َ‬
‫ه‬
‫ر ِ‬ ‫ق َ‬
‫قدْ ِ‬ ‫ح َّ‬‫ه َ‬ ‫قدَُروا الل ّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫باب ما جاء في قول الله تعالى‪َ ( :‬‬
‫م ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ة)(‪ )123‬الية‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫قيَا َ‬ ‫و َ‬‫ه يَ ْ‬ ‫قب ْ َ‬
‫ضت ُ ُ‬ ‫عا َ‬ ‫مي ً‬‫ج ِ‬‫ض َ‬‫واْلْر ُ‬ ‫َ‬
‫عن ابن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬جاء حب من الحبار إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا ممد! إنا‬
‫ند أن ال يعل السماوات على إصبع‪ ،‬والرضي على إصبع‪ ،‬والشجر على إصبع‪ ،‬والاء على إصبع‪ ،‬والثرى على‬
‫إصبع‪ ،‬وسائر اللق على إصبع‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا اللك‪ .‬فضحك النب صلى ال عليه وسلم حت بدت نواجذه‪ ،‬تصديقا‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫واْلْر ُ‬
‫ض‬ ‫ه َ‬ ‫ر ِ‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫قدَُروا الل‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬‫لقول الب‪ ،‬ث قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم‪َ ( :‬‬
‫ة) (‪ )124‬الية‪.‬‬‫م ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قيَا َ‬ ‫و َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫ضت ُ ُ‬ ‫عا َ‬
‫قب ْ َ‬ ‫مي ً‬
‫ج ِ‬
‫َ‬
‫و ف روا ية ل سلم‪ :‬والبال والش جر على إ صبع‪ ،‬ث يهز هن فيقول‪ :‬أ نا اللك‪ ،‬أ نا ال‪ .‬و ف روا ية للبخاري‪ :‬ي عل‬
‫السماوات على إصبع‪ ،‬والاء والثرى على إصبع‪ ،‬وسائر اللق على إصبع) أخرجاه‪.‬‬
‫ولسلم عن ابن عمر مرفوعا‪( :‬يطوي ال السماوات يوم القيامة‪ ،‬ث يأخذهن بيده اليمن‪ ،‬ث يقول‪ :‬أنا اللك‪ ،‬أين‬
‫البارون؟ أ ين الت كبون؟ ث يطوي الرض ي ال سبع ث يأخذ هن بشماله‪ ،‬ث يقول‪ :‬أ نا اللك‪ ،‬أ ين البارون؟ أ ين‬
‫التكبون‪.‬‬
‫وروي عن ابن عباس‪ ،‬قال‪( :‬ما السماوات السبع والرضون السبع ف كف الرحن إل كخردلة ف يد أحدكم)‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫‪58‬‬

‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يونس‪ ،‬أنبأ نا ابن وهب‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ :‬حدثن أب‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪( :‬ما السماوات السبع ف الكرسي إل كدراهم سبعة ألقيت ف ترس) قال‪ :‬وقال أبو ذر رضي ال عنه‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪( :‬ما الكرسي ف العرش إل كحلقة من حديد ألقيت بي ظهري فلة‬
‫من الرض)‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود قال‪( :‬بي السماء الدنيا والت تليها خسمائة عام‪ ،‬وبي كل ساء خسمائة عام‪ ،‬وبي السماء‬
‫السابعة والكرسي خسمائة عام‪ ،‬وبي الكرسي والاء خسمائة عام‪ ،‬والعرش فوق الاء‪ ،‬وال فوق العرش‪ ،‬ل يفى‬
‫عليه شيء من أعمالكم)‪ .‬أخرجه ابن مهدي عن حاد بن سلمه عن عاصم عن زر عن عبدال ورواه بنحوه عن‬
‫السعودي عن عاصم‪ ،‬عن أب وائل‪ ،‬عن عبد ال‪ .‬قاله الافظ الذهب رحه ال تعال‪ ،‬قال‪ :‬وله طرق‪.‬‬
‫وعن العباس بن عبد الطلب رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬هل تدرون كم بي السماء‬
‫والرض؟) قلنا‪ :‬ال ورسوله أعلم قال‪( :‬بينهما مسية خسمائة سنة‪ ،‬ومن كل ساء إل ساء مسية خسمائة سنة‬
‫وكثف كل ساء خسمائة سنة‪ ،‬وبي السماء السابعة والعرش بر بي أسفله وأعله كما بي السماء والرض‪،‬‬
‫وال سبحانه وتعال فوق ذلك‪ ،‬وليس يفى عليه شيء من أعمال بن آدم)‪ .‬أخرجه أبو داود وغيه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫م ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ة)(‪. )125‬‬
‫م ِ‬
‫قيَا َ‬ ‫و َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫عا َ‬
‫قب ْ َ‬
‫ضت ُ ُ‬ ‫مي ً‬‫ج ِ‬‫ض َ‬ ‫واْلْر ُ‬ ‫الول‪ :‬تفسي قوله‪َ ( :‬‬
‫الثانية‪ :‬أن هذه العلوم وأمثالا باقية عند اليهود الذين ف زمنه صلى ال عليه وسلم ل ينكروها ول يتأولوها‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن الب لا ذكر للنب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬صدقه‪ ،‬ونزل القرآن بتقرير ذلك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬وقوع الضحك من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لا ذكر الب هذا العلم العظيم‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬التصريح بذكر اليدين‪ ،‬وأن السماوات ف اليد اليمن‪ ،‬والرضي ف الخرى‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬التصريح بتسميتها الشمال‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬ذكر البارين والتكبين عند ذلك‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬قوله‪ ( :‬كخردلة ف كف أحدكم )‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬عظم الكرسي بالنسبة إل السماوات‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬عظم العرش بالنسبة إل الكرسي‪.‬‬
‫الادية عشرة‪ :‬أن العرش غي الكرسي والاء‪.‬‬
‫الثانية عشر‪ :‬كم بي كل ساء إل ساء‪.‬‬
‫الثالثة عشر‪ :‬كم بي السماء السابعة والكرسي‪.‬‬
‫الرابعة عشر‪ :‬كم بي الكرسي والاء‪.‬‬
‫الامسة عشر‪ :‬أن العرش فوق الاء‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪59‬‬

‫السادسة عشرة‪ :‬أن ال فوق العرش‪.‬‬


‫السابعة عشر‪ :‬كم بي السماء والرض‪.‬‬
‫الثامنة عشر‪ :‬كثف كل ساء خسمائة عام‪.‬‬
‫التاسعة عشر‪ :‬أن البحر الذي فوق السماوات بي أعله وأسفله مسية خسمائة سنة‪.‬‬

‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬


‫والحمد لله رب العالمين‪ ،‬وصلى الله وسلم على‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫الحواشي‬
‫‪.1‬سورة الذاريات‪ ،‬الية‪,56 :‬‬
‫‪.2‬سورة النحل‪ ،‬الية‪.36 :‬‬
‫‪.3‬سورة السراء‪ ،‬الية‪.23 :‬‬
‫‪.4‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.36 :‬‬
‫‪.5‬سورة النعام‪ ،‬اليات‪ 151 ،‬ـ ‪.153‬‬
‫‪.6‬سورة النعام‪ ،‬الية‪.153 :‬‬
‫‪.7‬سورة الكافرون‪ ،‬اليتان‪.5 ، 3 :‬‬
‫‪.8‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.256 :‬‬
‫‪.9‬سورة السراء‪ ،‬الية‪.22 :‬‬
‫‪.10‬سورة السراء‪ ،‬الية‪.39 :‬‬
‫‪.11‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.36 :‬‬
‫‪.12‬سورة النعام‪ ،‬الية‪.82 :‬‬
‫‪.13‬سورة النحل‪ ،‬الية‪.120 :‬‬
‫‪.14‬سورة الؤمنون‪ ،‬الية‪.59 :‬‬
‫‪.15‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.48 :‬‬
‫‪.16‬سورة إبراهيم‪ ،‬الية‪.35 :‬‬
‫‪.17‬سورة إبراهيم‪ ،‬الية‪.36 :‬‬
‫‪59‬‬
‫‪60‬‬

‫‪.18‬سورة يوسف‪ ،‬الية‪.108 :‬‬


‫‪.19‬سورة السراء‪ ،‬الية‪.57 :‬‬
‫‪.20‬سورة الزخرف‪ ،‬اليتان‪.27 ، 26 :‬‬
‫‪.21‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.31 :‬‬
‫‪.22‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.165 :‬‬
‫‪.23‬سورة الزخرف‪ ،‬اليتان‪.27 ، 26 :‬‬
‫‪.24‬سورة الزخرف‪ ،‬الية‪.28 :‬‬
‫‪.25‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.167 :‬‬
‫‪.26‬سورة الزمر‪ ،‬الية‪.38 :‬‬
‫‪.27‬سورة يوسف‪ ،‬الية‪.106 :‬‬
‫‪.28‬من مموعة التوحيد النجدية (ط مكة الكرمة ‪1391‬هـ)‪ :‬أكب الكبائر‪.‬‬
‫‪.29‬ف فتح الجيد (ص ‪ :)133‬هو المام إبراهيم بن يزيد النخعي‪.‬‬
‫‪.30‬سورة النجم‪ ،‬الية‪.19 :‬‬
‫‪.31‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.138 :‬‬
‫‪.32‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.138 :‬‬
‫‪.33‬سورة النعام‪ ،‬اليتان‪.163 ، 162 :‬‬
‫‪.34‬سورة الكوثر‪ ،‬الية‪.2 :‬‬
‫‪.35‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.108 :‬‬
‫‪.36‬سورة الدهر‪ ،‬الية‪.7 :‬‬
‫‪.37‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.270 :‬‬
‫‪.38‬سورة الن‪ ،‬الية‪.6 :‬‬
‫‪.39‬سورة يونس‪ ،‬اليتان‪.107 ، 106 :‬‬
‫‪.40‬سورة العنكبوت‪ ،‬الية‪.17 :‬‬
‫‪.41‬سورة الحقاف‪ ،‬اليبة‪.5 :‬‬
‫‪.42‬سورة النمل‪ ،‬الية‪.62 :‬‬
‫‪.43‬سورة يونس‪ ،‬الية‪.106 :‬‬
‫‪.44‬سورة العراف‪ ،‬اليتان‪.192 ، 191 :‬‬
‫‪.45‬سورة فاطر‪ ،‬الية‪.13 :‬‬
‫‪60‬‬
‫‪61‬‬

‫‪.46‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.128 :‬‬


‫‪.47‬سورة الشعراء‪ ،‬الية‪.214 :‬‬
‫‪.48‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.128 :‬‬
‫‪.49‬سورة الشعراء‪ ،‬الية‪.214 :‬‬
‫‪.50‬سورة سبأ‪ ،‬الية‪.23 :‬‬
‫‪.51‬سورة سبأ‪ ،‬الية‪.23 :‬‬
‫‪.52‬سورة النعام‪ ،‬الية‪.51 :‬‬
‫‪.53‬سورة الزمر‪ ،‬الية‪.44 :‬‬
‫‪.54‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.255 :‬‬
‫‪.55‬سورة النجم‪ ،‬الية‪.26 :‬‬
‫‪.56‬سورة سبأ‪ ،‬الية‪.22 :‬‬
‫‪.57‬سورة النبياء‪ ،‬الية‪.28 :‬‬
‫‪.58‬سورة القصص‪ ،‬الية‪.56 :‬‬
‫‪.59‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.113 :‬‬
‫‪.60‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.171 :‬‬
‫‪.61‬سورة نوح‪ ،‬الية‪.23 :‬‬
‫‪.62‬سورة النجم‪ ،‬الية‪.19 :‬‬
‫‪.63‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.128 :‬‬
‫‪.64‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.51 :‬‬
‫‪.65‬سورة الائدة‪ ،‬الية‪.60 :‬‬
‫‪.66‬سورة الكهف‪ ،‬الية‪.21 :‬‬
‫‪.67‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.102 :‬‬
‫‪.68‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.51 :‬‬
‫‪.69‬بياض ف الصل‪ .‬والساقطة منه اسم الصحاب‪ ،‬وهو أبو هريرة رضي ال عنه‪ .‬أ هـ من التعليق على‬
‫مموعة التوحيد النجدية (ط مكة الكرمة ‪1391‬هـ) ص ‪.35‬‬
‫‪.70‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.131 :‬‬
‫‪.71‬سورة يسن‪ ،‬الية‪.19 :‬‬
‫‪ .72‬ف الد يث حذف يعرف بالقري نة‪ ،‬أي إل وي قع ف نف سه ش يء من التأث ي ب سب العادة والورا ثة‪،‬‬
‫‪61‬‬
‫‪62‬‬

‫ولكن ال يذهبه من قلب الؤمن ليانه بأن حركة الطي ل تأثي لا ف سي القادير‪ .‬أ هـ من مموعة‬
‫التوحيد النجدية (ط مكة الكرمة ‪1391‬هـ) ص ‪.37‬‬
‫‪.73‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.131 :‬‬
‫‪.74‬سورة يسن‪ ،‬الية‪.19 :‬‬
‫‪.75‬سورة الواقعة‪ ،‬الية‪.82 :‬‬
‫‪.76‬سورة الواقعة‪ ،‬الية‪.75 :‬‬
‫‪.77‬سورة الواقعة‪ ،‬الية‪.82 :‬‬
‫‪.78‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.165 :‬‬
‫‪.79‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.24 :‬‬
‫‪.80‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.166 :‬‬
‫‪.81‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.166 :‬‬
‫‪.82‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.175 :‬‬
‫‪.83‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.18 :‬‬
‫‪.84‬سورة العنكبوت‪ ،‬الية‪.10 :‬‬
‫‪.85‬سورة الائدة‪ ،‬الية‪.23 :‬‬
‫‪.86‬سورة النفال‪ ،‬الية‪.2 :‬‬
‫‪.87‬سورة النفال‪ ،‬الية‪.64 :‬‬
‫‪.88‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.3 :‬‬
‫‪.89‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.173 :‬‬
‫‪.90‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.99 :‬‬
‫‪.91‬سورة الجر‪ ،‬الية‪.56 :‬‬
‫‪.92‬سورة التغابن‪ ،‬الية‪.11 :‬‬
‫‪.93‬سورة الكهف‪ ،‬الية‪.110 :‬‬
‫‪.94‬سورة هود‪ ،‬اليتان‪.16 ، 15 :‬‬
‫‪.95‬سورة النور‪ ،‬الية‪.63 :‬‬
‫‪.96‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.31 :‬‬
‫‪.97‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.61 :‬‬
‫‪.98‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.11 :‬‬
‫‪62‬‬
‫‪63‬‬

‫‪.99‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.56 :‬‬


‫‪.100‬الائدة‪ ،‬الية‪.50 :‬‬
‫‪.101‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.60 :‬‬
‫‪.102‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.11 :‬‬
‫‪.103‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.56 :‬‬
‫‪.104‬سورة الائدة‪ ،‬الية‪.50 :‬‬
‫‪.105‬سورة الرعد‪ ،‬الية‪.30 :‬‬
‫‪.106‬سورة النحل‪ ،‬الية‪.83 :‬‬
‫‪.107‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.22 :‬‬
‫‪.108‬سورة الاثية‪ ،‬الية‪.24 :‬‬
‫‪.109‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.65 :‬‬
‫‪.110‬سورة فصلت‪ ،‬الية‪.50 :‬‬
‫‪.111‬سورة القصص‪ ،‬الية‪.78 :‬‬
‫‪.112‬سورة فصلت‪ ،‬الية‪.50 :‬‬
‫‪.113‬سورة القصص‪ ،‬الية‪.78 :‬‬
‫‪.114‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.190 :‬‬
‫‪.115‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.189 :‬‬
‫‪.116‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.180 :‬‬
‫‪.117‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.154 :‬‬
‫‪.118‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.168 :‬‬
‫‪.119‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.154 :‬‬
‫‪.120‬سورة الفتح‪ ،‬الية‪.6 :‬‬
‫‪.121‬سورة الائدة‪ ،‬الية‪.89 :‬‬
‫‪.122‬سورة النحل‪ ،‬الية‪.91 :‬‬
‫‪.123‬سورة الزمر‪ ،‬الية‪.67 :‬‬
‫‪.124‬سورة الزمر‪ ،‬الية‪.67 :‬‬

‫‪63‬‬

You might also like