Professional Documents
Culture Documents
مقاالت متعلقة
ل موضوع التوسل بالنبي سبَ في بعض الكتب الحديثة التي تتناو ُ نُ ِ
صلى هللا عليه وسلم إلى اإلمام أبي حنيفة (150 -70هـ) قصيد ٌة،
فيها هذه األبيات:
يا سيّد السادات جئتك قاصدًا
أرجو رضاك وأحتمي بحماكا
خير الخالئق إن ليوهللا يا َ
قلبًا مشوقًا ال يرو ُم سواكا
ق جاهك إنني بك مغرم ووح ّ ِّ
وهللا يعلم أنني أهواكا
أنتَ الذي لوالك ما خلق امرؤ
كال وال خ ِّلق الورى لوالكا
البدر اكتسى
ُ نورك
أنتَ الذي من ِّ
والشمس مشرقة بنور بهاكا
أنتَ الذي ل ّما ُرفعت إلى السما
بك قد سمتْ وتزينتْ لسراكا
استغربت هذه النسبة ،ولغة القصيدة ال تشبه لغة القرن ُ وقد
ل شعراً،
ورجعت إلى عد ٍد من تراجمه ،فلم أجد فيها أنه قا َُ الثاني،
ومن الكتب التي راجع ُتها:
1-أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري (ت436 :هـ)[1].
2-االنتقاء في فضائل الثالثة األئمة الفقهاء البن عبد البر (ت:
463هـ).
3-وفيات األعيان البن خلكان (ت681:هـ)).405 /5( ،
4-تاريخ اإلسالم للذهبي (ت748:هـ) ().990 /3
5-سير أعالم النبالء له ().390 /6
6-البداية والنهاية البن كثير (ت774:هـ)).137 /10( ،
7-الجواهر المضية في طبقات الحنيفة لعبد القادر القرشي (ت:
775هـ) ()[2].26 /1
َن ص َّنف في طبقات الحنفية. والقرشي أول م ْ
تمثل بالشعر ،ففي "الخيرات َّ ابن حجر الهيتمي أنّهُ •وقد ذكر
الحسان" ص :633
بخير
ٍ ة ،فقيل له :ال ي ُ
َزال هذا المصر -أي الكوفة - "وأجاب في مسأل ٍ
ما أبقاك هللا تعالى فيه .فقال:
مسو ِّد
َّ غير
َ الديار فسدتُ
ُ خلت
سؤد ِّد "
تفردي بال ُّ
ومن العناء ُّ
وبع ُد:
سألت األستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة -رحمه هللا - ُ فقد كنت
عن القصيدة المشار إليها في أول هذ المقال ،فقال( :ال تصح .وهو
م الشعر ،ولكنه لم ُي ْعر ْ
َف عنه أنّه قاله). س َت ْب َع ٍد عليه نظ ُ
غير ُم ْ
ثم رأي ُتها ضمن قصيد ٍة نسبها األبشيهي (ت852:هـ) لنفسه في
كتابه "المستطرف" ()[7].493-491 /1
♦♦♦♦
البيتين السابقين[8].
ُ
اإلمام ومنه قوله -وقد اتفق له مع شيطان الطاق في الح ّ
مام لما رآه
َ
مكشوف العورة ،ونهاه عن ذلك ،ما هو مشهور ،-وهو:
وحكمة أقول وفي قولي بالغ ِّ
وما قلتُ قَ ْوالً جئتُ فيه ب ُمنك َِّر
أال يا عباد هللا َخافُوا إل َهك ْم
ئزر فال تدخلوا الح َّما َم إالَّ ِّ
بم ِّ
وأما ما كان يتمثل به أبو حنيفة من الشعر ،وما ُمدح به رضي هللا
تعالى عنه من النظم ،فكثي ٌر ال يدخل تحت الحصر!)
♦♦♦♦
قلت :والذي وجد ُت ُه منسوبًا إلى أبي حنيفة ما ذكره اإلما ُم الرافعي
(ت623 :هـ) في" األمالي الشارحة "في المجلس ( )28إذ قال:
( ُيذكر أن أبا حنيفة أنشد لنفسه:
طلب العل َم للمعا ِّد
َ َم ْن
فاز بفض ٍل من الرشا ِّد
فيا لخسران طالبي ِّه
لني ِّل فض ٍل من العبا ِّد
ش ُد كثيرًا:
وأنه كان ُين ِ
كفى حزنًا ّأال حياةَ هنيئة
وال عمل يرضى به هللاُ صال ُح ).
♦♦♦♦
(قال محمد بن الحسن :إن أبا حنيفة قال لعيسى بن موسى أمير
الكوفة:
كسرةُ خبز وقعب ماء
ب مع السالم ْه وفر ُد ثو ٍ
نعيم
خير من العيش في ٍ
يكونُ ِّم ْن بعده ندام ْه
ه أي ً
ضا: ومن كالم ِ
ومن المروءة للفتى
فاخر ْه
ما عاش دار ِّ
فاشكر إذا أوتيتَها
ْ
اآلخر ْه ).
لدار ِّ
ِّ لْ واعم
ُ
التثبت من نسبة هذه األبيات إليه. ُ
ويجب
وليت القراء يتابعون البحث في تراجم اإلمام أبي حنيفة ،السيما
تراجمه المفردة ككتاب الصالحي والسيوطي ،وغيرهما.