You are on page 1of 12

‫أسعد ساعة في العمر‬

‫وأصدق لحظة في الحياة‬


‫تلك الساعة التي يقف العبد فيها‬
‫مع نفسه محاسبًا‬
‫وقفة العتاب‬
‫وقفة المالمة‬
‫إنها ساعة المخطئين المنيبين‬
‫إلى رب العالمين‬
‫إنها ساعة المنكسرين من خشية‬
‫إله األولين واآلخرين‬
‫إنها ساعة العتاب‬
‫إنها ساعة الحساب‬
‫التي يتذكر فيها العبد ما أصاب‬
‫أيام خلت‬
‫وليا ٍل مضت‬
‫قد قصر فيها في جنب هللا‬
‫إذا تذكر السيئات وما أصاب من األوزار‬
‫رق قلبه‬
‫وانكسر فؤاده من خشية هللا‬
‫تذكر حقوقًا هلل ضيعها‬
‫وحدودًا هلل جاوزها‬
‫ومحارم هلل انتهكها‬
‫فانكسر فؤاده من خشية هللا‬
‫ورق قلبه خوفًا من هللا‬
‫َّ‬
‫إنها ساعة الحزن والندامة واألسى‬
‫على التفريط في جنب هللا‬
‫لكن سرعان ما يزداد األلم والندم‬
‫إذا تذكر أنه إلى هللا صائر‬
‫وراجع ومسؤول‬
‫وأنه مرتحل من هذه الدنيا‬
‫يدي جبار السماء واألرض‬ ‫ليقف بين ْ‬
‫ثم يسأل نفسه‬
‫كيف ألقاه وحقوقه ضيعت؟‬
‫كيف ألقاه ومحارمه انتهكت؟‬
‫كيف ألقاه وحدوده تجاوزت؟‬
‫كيف ألقاه؟‬
‫بأي ِّ وجه ألقاه‬
‫بأي ِّ قدم أقف بين يديْه؟‬
‫عندها ينكسر قلبه‬
‫ُّ‬
‫ويرق فؤاده!‬
‫وال يجد إال أن يدمع من خشية هللا‬
‫ثم ال يملك إال أن يرفع يديْه‬
‫ربَّاه أسأت‬
‫ربَّاه ظلمت‬
‫ربَّاه أسرفت‬
‫ربَّاه ذنوبي‬
‫من أرجو لها سواك؟‬
‫من يفتح الباب إن أغلقتَه؟‬
‫من يعطي العطاء إن منعتَه؟‬
‫فيصلح الحال‬
‫وتُبدَّل السيئات بإذن الرب إلى حسنات‬
‫فالبدار البدار‬
‫انتبه عبد هللا‬
‫وتيقظ‬
‫وادخل باب التوبة المفتوح قبل إغالقه‬
‫منكسرا‬
‫ً‬ ‫مبادرا‬
‫ً‬
‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ْ‬
‫علَ ْي ُك ْم َويُ ِريدُ ِ َ‬
‫ال‬ ‫وب‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫( َوهللاُ يُ ِريدُ أ َ َ َ‬
‫ع ِظي ًما)‬‫َ‬ ‫ً‬ ‫ال‬‫ي‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ي‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫و‬‫ََ‬ ‫ه‬‫ش‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ون‬‫ُ‬ ‫ع‬‫ب‬ ‫َّ‬
‫يَت ِ‬
‫إلهي!‬
‫إن كنت الترحم إال المجتهدين‬
‫فمن للمقصرين؟؟‬
‫وإن كنت التقبل إال المخلصين‬
‫خلطين؟؟‬ ‫فمن لل ُم ِّ‬
‫وإن كنت التُكرم إال المحسنين‬
‫فمن للمسيئين؟؟‬
‫إلهي!‬
‫ما أعظم حسرتي‬
‫أُذَ ِّكر غيري وأنا الغافل!!‬
‫وما أشد مصيبتي‬
‫أ ُِّ‬
‫نبه غيري وأنا النائم!!‬
‫إلهي!‬
‫إذا دللت السالكين عليك‬
‫فوصلو بحسن موعظتي إليك‬
‫أتراك تقبل المدلول وترد الدليل؟‬
‫ما أعظم شقوتي إن لم تغفر لي‬
‫وما أشد ندامتي إن لم ترحمني‬
‫انشرها‬
‫يقول هللا جل وعال في كتابه العزيز‪:‬‬
‫س ُن قَ ْوالً ِم َّم ْن َدعَا ِإلَى َّ ِ‬
‫ّللا‬ ‫َو َم ْن أ َ ْح َ‬
‫صا ِلحا ً‬
‫َوع َِم َل َ‬
‫َوقَا َل ِإنَّ ِني ِم َن ا ْل ُم ْ‬
‫س ِل ِم َ‬
‫ين‬
‫ورسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫بلغوا عني ولو آية‬
‫ويقول ايضا ً‪:‬‬
‫ألن يهدي هللا بك رجالً واحدا ً خير لك من حمر النعم‬

You might also like