You are on page 1of 3

‫زوجي يتخيل أني أسرقه‪!..

‬‬

‫س‪ :‬أنا زوجة رجل ميسور الحال يشغل مركزاا مرموقا ا مضى على زواجنا ‪ 25‬عاما ا وأنا أكتب لك هذه‬

‫الرسالة في السبوع الخأير من الشهر وزوجي الميسور لم يدفع بعد مصروف الشهر الذي قارب النتهاء‬

‫ول يريد أن يدفع‪ ،‬وفي كل مرة تبدأ المشاجرة بمطالبتي له بمصروف البيت فيؤديني نفسيا ا وجسميا ا ويبدأ‬

‫الشتائم ويستاء الولد من ذلك ويسألونني في كل مرة‪ :‬أليس هناك حل لهذه المشكلة؟ فل أعرف بماذا‬

‫أجيبهم فأنا ل أعرف حلا لها وهو يضطره عمله للعمل دائماا خأارج مدينتنا وحين يكون في مقر عمله‬

‫يتعمد عدم التصال بنا تليفونياا طول غيابه حتى ل أطالبه بإرسال المصروف‪ ،‬وحين يعود يتعمد الخروج‬

‫من البيت معظم الوقت حتى ل أطالبه به ويتخيل أحياناا أني أسرقه وأنه أعطاني المصروف مرتين مع أنه‬

‫ل يدخأل البيت ومعه نقود أبداا ودائماا يسوف ويراوغ ويعدني بأن يرسل لي المبلغ مع سكرتيره ثم يفتعل‬

‫أي سبب للشجار لكيل يدفع مليما ا واحداا في البيت‪ .‬تسألني طبعاا كيف إذن نعيش وأجيبك بأني موظفة‬

‫محترمة أيض اا لكني غير محترمة في هذا البيت لدرجة أني فكرت في هجرة والقامة بإحدى دور المسنين‬

‫ما دمت أصرف على نفسي داخأل البيت وخأارجه‪ ،‬ولم يمنعني من تنفيذ الفكرة سوى خأوفي على أولدي‬

‫وهم في سن الزواج‪ .‬أما زوجي فهو يستمرئ هذا الوضع ولم يشعر في يوم من اليام بأي مسؤولية عنا‬

‫والعجيب أنه محبوب في عمله وشعلة نشاط وفيه كل الصفات الممتازة ولكن في محيط عمله فقط أما في‬

‫البيت فهو شيء آخأر تماماال أطلب منه سوى أن يعطيني مصروف البيت فقط أول الشهر بدون شجار‬

‫فأرجو أن توجه له كلمة بأن يرعى ا فيناوشكراا لك‪.‬‬

‫ج‪ :‬المستشار ‪ :‬عبدالوهاب مطاوع‬

‫نعم يا سيدتي‪ ،‬سوف يحاسبه ا عن مسؤوليته عنكم لنه راع وكل راع مسؤول عن رعيته‪ ،‬وأنتم‬

‫صدقا ا وعدلا أن‬


‫رعيته وأمانته التي أؤتمن عليها وطائره والذي في عنقه وسيلقى ا به‪ ،‬حتى لقد قيل ص‬

‫مقاساة الهل والولد أي الكفاح لعالتهم وإسعادهم بمنزلة الجهاد في سبيل ا‪ ،‬وحتى كان من حكمة‬

‫الدين الحنيف بل ومن لطائفه ان ما ينفقه الرجل على زوجته وأولده وأهله يؤجر عليه كأنما قد تصدق‬
‫بما أنفق مع أنه مسؤول شرعا ا وقانوناا عن إعالتهم‪ ،‬وإنفاقه عليهم واجب من واجباته وإنما أريد بذلك أن‬

‫يحبب الزواج في النفاق على أهلهم وأن يتوسعوا فيه وأل يقبضوا أيديهم عنه أو يؤثروا أنفسهم بمعظم‬

‫ما يكسبون‪ ،‬أرأيت يا سيدي هذه الحكمة اللهية الكريمة؟ وهل قرأت قول الرسول الكريم‪)) :‬ما أنفقه‬

‫الرجل على أهله فهو صدقة‪ ،‬وإن الرجل ليؤججر على اللقمة يرفعها إلى في امرأته(( أي إلى فمها!‬

‫نعم‪ ،‬هو واجب على الزواج أن يعول زوجته وأولده ‪ ...‬لكنه زيادة في الفضل ويؤجر عنه إذا أدداه ‪..‬‬

‫ويضاعف له الجر إذا أحسن أداءه‪ ،‬وإذا كان للزوج والب الجر في النفاق على أبنائه وزوجته‪ ،‬فإن‬

‫عليه بالضرورة الثم ان امتنع عنه أو أمسك أو قتر فيه وهو قادر على النفاق والتوسعة‪ .‬وفي ذلك يقول‬

‫الحديث الشريف أيضاا‪)) :‬كفى بالمرء إثما ا أن يضييع من يقوت(( أي جمن يعول والمعروف ان الزوج مكلف‬

‫بالنفاق على زوجته وأولده ولو كانت ذات دخأل أو ثروة وان دخألها وثروتها ل يسقطان عنه هذا‬

‫التكليف ما دام قادراا‪ ،‬ذلك أن من حقها أن تشارك في النفاق على السرة باخأتيارها ورغبة منها في‬

‫معاونة زوجها على أمره لكنها ليست ملزمة بالنفاق من دخألها على بيتها وأولدها ول يملك أحد إجبارها‬

‫على ذلك إذا أبتت والمبدأ الشرعي في ذلك هو ببساطة‪ :‬إما إنفاق ‪ ..‬وإما طلق!‬

‫ول شك أنكما تستطيعان معاا تسوية هذا المر بما يجنبكما الشتباك في موقعة كل شهر‪ ،‬بالحتكام إلى‬

‫حجكم عدل بينكما يقدر مبلغا ا ملئماا يدفعه هو كاتبها وليست زوجته أقول‪ :‬إذا اخأتلطت علينا المور ففي‬

‫الحتكام لحكام الدين الصحيحة النجاة من كل حيرة والضمان لتحقيق العدل النساني لكل الطراف‪ .‬وبهذا‬

‫المعيار الرشيد أقول لزوجتك أنه ل سند من دين أو حكمة لصرارك على ارتداء السواد بعد عامين من‬

‫رحيل أبيك ول لهجرك زوجك في الفراش ))تذرعاا(( بهذا الحداد‪ .‬فالرسول الكريم )ص( يقول‪)) :‬ل يحل‬

‫لمرأة تؤمن بال واليوم الخأر أن تحدد على ميت فوق ثلثة أيام إل على زوجها أربعة أشهر وعشراا((‪.‬‬

‫والحداد هنا هو ترك الزينة لزوجها‪ ،‬ويرتبط به نفسياا بغير شك‪ ،‬العزوف عن العلقة الخاصة تأثراا بحالة‬

‫الحزن‪ .‬ومن واجب كل طرف في العلقة الزوجية أن يحترم أحزان الخأر وأن يحاول التخفيف عنه‬

‫ومواساته وأن يصبر عليه إلى أن يسترد إقباله على الحياة تدريجيا ا بعد فترة الحزن أما أن تعتصم‬

‫الزوجة بالسواد لمدة عامين وتتخذ من حدادها ذريعة للنفور من زوجها وهجره في الفراش فليس من‬
‫الدين في شيء ول من حسن المعاشرة‪ ،‬وإنما هو غالباا انعكاس لحالة أخأرى وجدت في الحداد فرصتها‬

‫للتعبير عن نفسها‪ ،‬وسواء أكانت هذه أو تلك فالمؤكد أن زوجتك تعاني من حالة اكتئابية ينبغي أن‬

‫تساعدها على اجتيازها وأن تعين هي أيضاا نفسها على التخلص منها‪ .‬وأول خأطوة في هذا الطريق هو‬

‫أن تخلع هذا السواد الذي يحملها إثماا ل مبرر له تجاه زوجها وأبنائها‪ .‬وارتداء السواد لفترة طويلة‬

‫يضفي ظلله الكئيبة فع ا‬


‫ل على حياة السرة‪ ،‬ول معنى له بعد فترته الطبيعية ل تعذيب النفس وتعذيب‬

‫الخأرين به‪ .‬كما ان اخأتلف بينكما حوله وحول ما يرتبط به من نفور سوف يفتح الباب لنواء ومشاكل ل‬

‫تليق بجلل السنين بعد هذه الرحلة الطويلة ‪ ..‬فلماذا التمسك به إذن؟‪.‬‬

You might also like