Professional Documents
Culture Documents
س :أنا زوجة رجل ميسور الحال يشغل مركزاا مرموقا ا مضى على زواجنا 25عاما ا وأنا أكتب لك هذه
الرسالة في السبوع الخأير من الشهر وزوجي الميسور لم يدفع بعد مصروف الشهر الذي قارب النتهاء
ول يريد أن يدفع ،وفي كل مرة تبدأ المشاجرة بمطالبتي له بمصروف البيت فيؤديني نفسيا ا وجسميا ا ويبدأ
الشتائم ويستاء الولد من ذلك ويسألونني في كل مرة :أليس هناك حل لهذه المشكلة؟ فل أعرف بماذا
أجيبهم فأنا ل أعرف حلا لها وهو يضطره عمله للعمل دائماا خأارج مدينتنا وحين يكون في مقر عمله
يتعمد عدم التصال بنا تليفونياا طول غيابه حتى ل أطالبه بإرسال المصروف ،وحين يعود يتعمد الخروج
من البيت معظم الوقت حتى ل أطالبه به ويتخيل أحياناا أني أسرقه وأنه أعطاني المصروف مرتين مع أنه
ل يدخأل البيت ومعه نقود أبداا ودائماا يسوف ويراوغ ويعدني بأن يرسل لي المبلغ مع سكرتيره ثم يفتعل
أي سبب للشجار لكيل يدفع مليما ا واحداا في البيت .تسألني طبعاا كيف إذن نعيش وأجيبك بأني موظفة
محترمة أيض اا لكني غير محترمة في هذا البيت لدرجة أني فكرت في هجرة والقامة بإحدى دور المسنين
ما دمت أصرف على نفسي داخأل البيت وخأارجه ،ولم يمنعني من تنفيذ الفكرة سوى خأوفي على أولدي
وهم في سن الزواج .أما زوجي فهو يستمرئ هذا الوضع ولم يشعر في يوم من اليام بأي مسؤولية عنا
والعجيب أنه محبوب في عمله وشعلة نشاط وفيه كل الصفات الممتازة ولكن في محيط عمله فقط أما في
البيت فهو شيء آخأر تماماال أطلب منه سوى أن يعطيني مصروف البيت فقط أول الشهر بدون شجار
نعم يا سيدتي ،سوف يحاسبه ا عن مسؤوليته عنكم لنه راع وكل راع مسؤول عن رعيته ،وأنتم
مقاساة الهل والولد أي الكفاح لعالتهم وإسعادهم بمنزلة الجهاد في سبيل ا ،وحتى كان من حكمة
الدين الحنيف بل ومن لطائفه ان ما ينفقه الرجل على زوجته وأولده وأهله يؤجر عليه كأنما قد تصدق
بما أنفق مع أنه مسؤول شرعا ا وقانوناا عن إعالتهم ،وإنفاقه عليهم واجب من واجباته وإنما أريد بذلك أن
يحبب الزواج في النفاق على أهلهم وأن يتوسعوا فيه وأل يقبضوا أيديهم عنه أو يؤثروا أنفسهم بمعظم
ما يكسبون ،أرأيت يا سيدي هذه الحكمة اللهية الكريمة؟ وهل قرأت قول الرسول الكريم)) :ما أنفقه
الرجل على أهله فهو صدقة ،وإن الرجل ليؤججر على اللقمة يرفعها إلى في امرأته(( أي إلى فمها!
نعم ،هو واجب على الزواج أن يعول زوجته وأولده ...لكنه زيادة في الفضل ويؤجر عنه إذا أدداه ..
ويضاعف له الجر إذا أحسن أداءه ،وإذا كان للزوج والب الجر في النفاق على أبنائه وزوجته ،فإن
عليه بالضرورة الثم ان امتنع عنه أو أمسك أو قتر فيه وهو قادر على النفاق والتوسعة .وفي ذلك يقول
الحديث الشريف أيضاا)) :كفى بالمرء إثما ا أن يضييع من يقوت(( أي جمن يعول والمعروف ان الزوج مكلف
بالنفاق على زوجته وأولده ولو كانت ذات دخأل أو ثروة وان دخألها وثروتها ل يسقطان عنه هذا
التكليف ما دام قادراا ،ذلك أن من حقها أن تشارك في النفاق على السرة باخأتيارها ورغبة منها في
معاونة زوجها على أمره لكنها ليست ملزمة بالنفاق من دخألها على بيتها وأولدها ول يملك أحد إجبارها
على ذلك إذا أبتت والمبدأ الشرعي في ذلك هو ببساطة :إما إنفاق ..وإما طلق!
ول شك أنكما تستطيعان معاا تسوية هذا المر بما يجنبكما الشتباك في موقعة كل شهر ،بالحتكام إلى
حجكم عدل بينكما يقدر مبلغا ا ملئماا يدفعه هو كاتبها وليست زوجته أقول :إذا اخأتلطت علينا المور ففي
الحتكام لحكام الدين الصحيحة النجاة من كل حيرة والضمان لتحقيق العدل النساني لكل الطراف .وبهذا
المعيار الرشيد أقول لزوجتك أنه ل سند من دين أو حكمة لصرارك على ارتداء السواد بعد عامين من
رحيل أبيك ول لهجرك زوجك في الفراش ))تذرعاا(( بهذا الحداد .فالرسول الكريم )ص( يقول)) :ل يحل
لمرأة تؤمن بال واليوم الخأر أن تحدد على ميت فوق ثلثة أيام إل على زوجها أربعة أشهر وعشراا((.
والحداد هنا هو ترك الزينة لزوجها ،ويرتبط به نفسياا بغير شك ،العزوف عن العلقة الخاصة تأثراا بحالة
الحزن .ومن واجب كل طرف في العلقة الزوجية أن يحترم أحزان الخأر وأن يحاول التخفيف عنه
ومواساته وأن يصبر عليه إلى أن يسترد إقباله على الحياة تدريجيا ا بعد فترة الحزن أما أن تعتصم
الزوجة بالسواد لمدة عامين وتتخذ من حدادها ذريعة للنفور من زوجها وهجره في الفراش فليس من
الدين في شيء ول من حسن المعاشرة ،وإنما هو غالباا انعكاس لحالة أخأرى وجدت في الحداد فرصتها
للتعبير عن نفسها ،وسواء أكانت هذه أو تلك فالمؤكد أن زوجتك تعاني من حالة اكتئابية ينبغي أن
تساعدها على اجتيازها وأن تعين هي أيضاا نفسها على التخلص منها .وأول خأطوة في هذا الطريق هو
أن تخلع هذا السواد الذي يحملها إثماا ل مبرر له تجاه زوجها وأبنائها .وارتداء السواد لفترة طويلة
الخأرين به .كما ان اخأتلف بينكما حوله وحول ما يرتبط به من نفور سوف يفتح الباب لنواء ومشاكل ل
تليق بجلل السنين بعد هذه الرحلة الطويلة ..فلماذا التمسك به إذن؟.