You are on page 1of 3

‫الخطة المحكمة!

‏‬

‫أنا سيدة في أواخر الثالثاينيات من عمري‪,‬‏ تزوجت منذ‪ 12‬عاما من رجل فاضل‪,‬‏ وأنجبت منه ثالثاة أطفال‪,‬‏‬
‫وكان زوجي ومازال موظفا ليملك سوي مرتبه‪,‬‏ لكنه يعمل منذ زواجنا بعمل اضافي باحدي الشركات الخاصة‬
‫لكي يلبي احتياجات السرة‪,‬‏ وكان دائاما محبوبا من زملئاه ومتدينا ويحفظ بعض أجزاء من القرآن الكريم‬
‫ويفوز في المسابقات الدينية‪,‬‏ وعن طريق احدي هذه المسابقات أدي فريضة الحج‪.‬‏ ولقد مضت بنا اليام‬
‫بحلوها ومرها‪,‬‏ لكنني كنت دائاما أشكو من قلة الدخل وكثارة الحتياجات والحرمان من بعض الشياء التي‬
‫أتطلع إليها ول تساعدني امكانياتنا للحصول عليها‪.‬‏‪.‬‏ ثام تمكنت احدي صديقاتي من توفير فرصة عمل اضافي‬
‫لي لمدة ثالثا ساعات في المساء باحدي الشركات‪,‬‏ وطلبت من زوجي الموافقة علي عملي بهذه الشركة لكي‬
‫يسهم دخلي منها في تيسير الحياة علينا‪,‬‏ وبعد معاناة شديدة قبل زوجي مرغما أن أعمل بهذا العمل‪,‬‏ وكان‬
‫أمله ألأتحمل عناءه بعد فترة قصيرة فأتوقف عنه‪,‬‏ لكني جربت هذا العمل فوجدتني سعيدة به وبمرتبي منه‪,‬‏‬
‫ووجدت النقود تتوافر في يدي لشراء الشياء التي ليستطيع زوجي أن يشتريها لي أو لولدي‪,‬‏ خاصة انه قد‬
‫رفض أن يأخذ مني قرشا واحدا من دخلي هذا‪.‬‏‪.‬‏ وهكذا واصلت العمل المسائاي في هذه الشركة فلم يمض وقت‬
‫آخر حتي تعرفت علي رجل متزوج وله أبناء ويشغل مركزا مرموقا ول حساب عنده للمال توطدت علقتي به‬
‫تدريجيا وغمرني بالهدايا والملبس الغالية وبكل ما أحتاج إليه أو أفكر فيه بغير أن أطلبه منه‪.‬‏‪.‬‏ وبدأت أنا‬
‫للسف مسلسل الكذب والخداع مع زوجي‪,‬‏ وقد بدأ هذا المسلسل باختلق الكاذيب له عن مصدر هذه الشياء‬
‫الغالية التي ظهرت في حياتي فجأة وهو بحسن نيته وطيبة قلبه يصدقني في كل ما أقوله له‪.‬‏‪.‬‏ واستمرت‬
‫العلقة بيني وبين الرجل الخر وازدادت عمقا حتي وجدته يطلب مني الطلق من زوجي لكي يتزوجني‪,‬‏ وأقدم‬
‫علي خطوة مهمة لتأكيد جديته في هذا المر‪,‬‏ فاشتري شقة صغيرة وكتب عقدها باسمه واسمي معا‪,‬‏ وانتظر‬
‫ما أقوم أنا به من خطوات من جانبي بعد ذلك‪,‬‏ ولن حياتي مع زوجي كانت تمضي سلسة وبل خلفات حادة‬
‫فلقد تحيرت كيف أبرر طلبي للطلق منه وبعد تفكير قصير هداني عقلي المتمرد إلي خطة محكمة للحصول‬
‫علي الطلق منه بغير عناء طويل‪,‬‏ ونفذت أولي خطواتها بأن قمت بخلع الحجاب واشتريت كمية من أدوات‬
‫الماكياج غالية الثامن‪,‬‏ وفوجيء بي زوجي ذات يوم أستعد للخروج من البيت للذهاب للعمل وأنا مكتملة‬
‫الماكياج ومكشوفة الشعر فثاار ثاورة كبيرة‪,‬‏ وتجادلنا حول هذا الموضوع بشدة ثام تكرر الخلف بيني وبينه‬
‫بعد ذلك مرارا حول هذا التصرف‪,‬‏ وفي احدي منازعاتنا بسبب مطالبته لي بالعودة إلي الحجاب ورفضي لذلك‪,‬‏‬
‫فقد أعصابه وصفعني فهددته بتحرير محضر ضده في الشرطة‪,‬‏ فلم يتوقف عن ايذائاي‪,‬‏ ونفذت تهديدي له‬
‫بالفعل وحررت له محضرا بقسم الشرطة بالتعدي علي بالضرب‪,‬‏ وقدمت تقريرا طبيا باصابات وهمية‬
‫ساعدني في الحصول عليه طبيب صديق للرجل الذي أرغب في الزواج منه‪,‬‏ ووضعت زوجي أمام خيارين ل‬
‫ثاالثا لهما‪:‬‏ إما أن يطلقني في هدوء أو أواصل السير في الجراءات القانونية ضده‪,‬‏ فأدرك زوجي في هذه‬
‫اللحظة فقط أن تصميمي علي الطلق نهائاي فقام بجمع ملبسه وأشيائاه من البيت ورجع إلي بيت والدته‬
‫وطلقني وتركني أقيم في منزل الزوجية مع أطفالي‪,‬‏ والتزم بدفع نفقاتهم دون تقصير من جانبه في حدود‬
‫امكانياته‪,‬‏ وحققت أنا الهدف الذي سعيت إليه وفزت بالطلق وانتظرت انقضاء فترة العدة‪,‬‏ فما ان انتهت‪,‬‏‬
‫حتي كنت قد تزوجت حبيبي وأنا مازلت مقيمة في بيت الزوجية‪,‬‏ انتظارا للنتهاء من اعداد الشقة الجديدة‪,‬‏‬
‫وعلم مطلقي بزواجي فثاارت ثاورته وجاء إلي البيت غاضبا وطردني منه وأخذ أطفاله وأعطاني كل منقولتي‬
‫وأغلق الشقة ورجع للقامة مع أطفالي في بيت والدته‪,‬‏ فقمت بنقل أثااثاي إلي الشقة الجديدة وأشرفت علي‬
‫تجهيزها إلي أن انتهت وبدأت حياتي مع الرجل الذي ارتبطت به وهجرت زوجي الول وأطفالي من أجله‪.‬‏‬
‫وسعدت بأيامي معه وتحولت الشقة إلي عش غرام سعيد يجمع بيني وبينه‪,‬‏ لكني مع مرور اليام وجدت‬
‫نفسي طوال الوقت وحدي في هذه الشقة الجديدة‪,‬‏ حيثا ليحضر زوجي إلي سوي لمدة ساعة واحدة فقط كل‬
‫يوم ول يقضي الليل معي ول يستطيع ذلك لن زوجته لتعلم بزواجه مني‪.‬‏‪.‬‏‪.‬‏ ويوما بعد يوم طالت أوقات‬
‫الوحدة‪,‬‏ وقلت أوقات الصحبة وبعد أن كان الكلم لينقطع بيننا من لحظة اللقاء حتي لحظة الفراق‪,‬‏ ظهرت‬
‫فترات الصمت بيننا‪,‬‏ وبعد أن كنا لنتبادل إلأرق الكلمات ول أسمع منه إلأجمل الوعود‪,‬‏ ظهرت مفردات‬
‫جديدة في حديثاه معي لم يكن يستخدمها من قبل‪,‬‏ وأصبح يبخل علي في كل شيء فاذا عاتبته في ذلك قال لي‬
‫بل حياء ان أبناءه أحق بما ينفقه علي!‏!‏ كما تبخرت الوعود الجميلة التي وعدني بها وتسربت في الهواء‪,‬‏‬
‫واذا ذكرته بشيء منها لم يبد اهتماما‪.‬‏‪.‬‏ واذا أثاقلت عليه في اللوم والعتاب عيرني بأنني قد بعت زوجي‬
‫وأطفالي من أجله‪,‬‏ واتهمني بأنني أنا التي جريت وراءه وطاردته وانني السبب في كل ماحدثا وليس هو!‏‬
‫فاذا بي أشعر تدريجيا بكل أمراض الدنيا تحل في جسمي‪.‬‏‪.‬‏ وأفقد الستمتاع بكل شيء وأجد نفسي أستعيد‬
‫صوت زوجي السابق الطيب وكلماته الهادئاة لي ونصيحته الدائامة لي بأن أرضي بما بين يدي وألأتطلع إلي‬
‫ما في يد غيري‪,‬‏ ووجدتني أراجع حياتي السابقة معه وأتذكر مميزاته وسجاياه الطيبة التي تعاميت عنها‪,‬‏‬
‫وأتساءل ماذا فعلت بحياتي وزوجي وأبنائاي؟‪.‬‏‪.‬‏ لقد تصورت بعد زواجي ممن ارتبطت به أنه سوف تتحول‬
‫حياتي كلها إلي حب ومرح ونزهات في أماكن فاخرة ومشتريات جميلة بعيدا عن وجع الدماغ ومسئاولية‬
‫الطفال وعناء تدبير ميزانية البيت‪,‬‏ والقتصاد من هذا البند لتوفير متطلبات ذاك البند‪.‬‏‪.‬‏الخ‪.‬‏ فاذا بي أجد نفسي‬
‫في النهاية حبيسة شقة خالية في انتظار زوج ليجيء إلساعة واحدة واذا جاء فقد لتخلو زيارته لي من‬
‫المنغصات‪.‬‏ أما في الليل فانني ل أستطيع النوم إلبعد عذاب‪,‬‏ حتي انتهي بي الحال للتفكير في أحد أمرين‪:‬‏‬
‫النتحار‪.‬‏‪.‬‏ أو قتل الرجل الذي دمر حياتي وأضاع مني أولدي وزوجي الول‪.‬‏ لقد سمح لي مطلقي بعد كل‬
‫ماحدثا برؤية أطفالي مرة كل أسبوع‪,‬‏ ولقد علمت منهم أن أباهم قد تقدم بعد الطلق بعدة شهور إلي خطبة‬
‫سيدة أرملة لديها طفلن وحالتها المادية ميسورة‪,‬‏ وكان الترتيب أن يقيما معا في شقتها‪,‬‏ واستمرت فترة‬
‫الخطبة بضعة شهور‪,‬‏ كنت خللها أتابع خطواتها عن طريق أطفالي باهتمام شديد‪,‬‏ إلي أن علمت منهم في‬
‫زيارتهم السبوعية لي أنه قد أنهاها وقرر أن يتفرغ لتربية أبنائاه مع أن عمره ليتجاوز الربعين‪,‬‏ فاذا بهذا‬
‫النبأ يبعثا بصيص المل في نفسي واذا بي أجدني سعيدة به علي الرغم من كل شيء‪.‬‏‪.‬‏ فهل لي أن أطمع في‬
‫كرمك وأطلب منك أن توجه له رسالة لكي نرجع إلي سابق حياتنا معا‪,‬‏ وأضم أطفالي إلي حضني مرة أخري‬
‫وكفاني ماعانيته بسبب مافعلته به ونفسي وأطفالي؟‪.‬‏‪.‬‏ انني علي استعداد لن أتنازل لزوجي الحالي عن كل‬
‫شيء لكي يطلقني‪.‬‏‪.‬‏ وهذا هو مايريده بالفعل مقابل الطلق‪.‬‏‪.‬‏ فهل توجه رسالة لزوجي لكي يصفح عما فات‬
‫ويدعني أرجع إليه وأعيش كخادمة له ولولدي عسي أن يغفر لي ربي مافعلت؟‬

‫»»ولكاتبة هذه الرسالة أقول««‬


‫لو كانت أمور الحياة تجري بمثال هذه البساطة‪,‬‏ لما حق لحد أن يشكو التعاسة‪.‬‏‪.‬‏ لكنها لتجري أبدا بهذه‬
‫الخفة‪,‬‏ ول يكفي أن يشعر المخطيء خطأ جسيما في حق الخرين‪,‬‏ بأنه لم يجن مما سعي إليه ماكان يؤمله‬
‫فيه من خير أو سعادة‪,‬‏ لكي يصفح عنه هؤلء الخرون الذين وطأهم بقدمه لكي يصل إلي ماكان يتصور فيه‬
‫هناءه‪,‬‏ وانما يتطلب المر دائاما لكي ننال عفو من أسأنا إليهم وظلمناهم في سعينا لهدافنا ندما مريرا صادقا‬
‫علي اساءتنا لهم‪.‬‏‪.‬‏ وتكفيرا عادل يتناسب مع حجم الجرم الذي ارتكبناه في حقهم‪,‬‏ ليكون ذلك قرباننا لدي من‬
‫ظلمناهم ويرشحنا لصفحهم واستعادة ثاقتهم وبدء صفحة جديدة معهم‪,‬‏ ومن قبيل هذا التكفير في مثال حالتك‬
‫أن يشعر من أسأت إليه بأن ندمك علي مافعلت به صادق‪,‬‏ ونابع من أسباب تتعلق به هو وليس بأحد غيره‪,‬‏‬
‫كأن تكوني قد أعدت بالفعل تقويمك لسجله معك واعترفت له بكل ما أنكرته عليه من قبل من سجايا وفضائال‬
‫وحسن معاشرة‪,‬‏ ل أن يكون الندم نابعا من أسباب ذاتية تتعلق بك أنت كخيبة أملك في السعادة التي توهمت‬
‫أنك ستنهلين من فيضها في زواجك الثااني‪,‬‏ أو الحباط الذي تشعرين به لتبخر الوعود المادية الجميلة في‬
‫الهواء‪,‬‏ وفتور المشاعر في الزواج الثااني بعد الفوران العاطفي المألوف في حالة العشق التي بلمسئاوليات‬
‫مادية ول حياة مشتركة ول أعباء عائالية!‏‪.‬‏‪.‬‏ كما أنه من قبيل هذا التكفير أيضا ومن أهمه‪,‬‏ أن يكون ندمك‬
‫علي مافعلت بزوجك وأطفالك مرتبطا بتغير إيجابي في أفكارك وقيمك الخلقية ورؤيتك للحياة‪,‬‏ وليس مجرد‬
‫رد فعل عابر لخيبة المل في أحلم الحب والزواج والحياة الملونة الخالية من عناء حسابات الدخل وميزانية‬
‫السرة‪.‬‏‪.‬‏ فهل تغيرت حقا نظرتك إلي الحياة والقيم الخلقية والعائالية‪.‬‏‪.‬‏ والولويات الجديرة بأن تضعها الم‬
‫الرءوم في بؤرة اهتماماتها‪,‬‏ كحق أطفالها عليها في أن تكفل لهم الحياة السرية المستقرة‪,‬‏ وألتضحي‬
‫بسعادتهم واستقرارهم من أجل الجري وراء أحلمها الشخصية؟‬
‫انك مازلت حتي الن ياسيدتي في عصمة الرجل الذي هجرت زوجك السابق وهدمت استقرار أطفالك الثالثاة‬
‫الذين ليتجاوز أكبرهم العاشرة من أجله‪,‬‏ وبالرغم من ذلك فأنت تتطلعين للعودة إلي زوجك الول وتطلبين‬
‫مني مناشدته أن يقبل بعودتك إليه‪,‬‏ ولعلك اذا رفض هذه العودة أو عجز عن الصفح عنك تواصلين حياتك‬
‫الزوجية الحالية إلي ما لنهاية أو إلي أن تتوصلي مع زوجك الثااني إلي صيغة مادية لتحرمك من كل‬
‫ماتأملين فيه من تعويض مناسب لك ويقبل به شريكك‪.‬‏‬
‫فبماذا يمكن أن نصف مثال هذا السلوك؟‬
‫وهل يبشر ذلك باحتمال أن تكوني قد اكتسبت حقا فهما إيجابيا جديدا لقيمة أخلقية أساسية هي الخلص‬
‫للزوج الذي تحملين اسمه واللتزام به والمانة معه وعدم التطلع إلي الرتباط بغيره إلبعد النفصال عنه‬
‫والتحرر من عهد الوفاء له‪.‬‏‪.‬‏ انه ليبشر للسف بذلك‪,‬‏ ول يعني في الحقيقة سوي أنك مازلت تؤمنين بفضيلة‬
‫التخطيط سرا لتحقيق أهدافك وترتيب المور تحت السطح الهاديء‪,‬‏ ثام مباغتة الطرف الخر بالخطة المحكمة‬
‫التي تضمن لك تحقيق الهدف بأقل الخسائار الممكنة!‏‬
‫وليس يعنيني في ذلك بالدرجة الولي مايمثاله هذا السعي من خيانة ولو بالفكر للزوج الحالي لنه قد سبق له‬
‫أن تآمر معك علي هدم حياة إنسان آخر وسلبه زوجته وتحطيم استقرار أطفاله وأسرته الصغيرة‪,‬‏ وانما‬
‫يعنيني بالدرجة الولي أن هذا السلوك انما يعكس نفس الفكر ونفس الخلقيات التي دبرت بها مؤامرة‬
‫حصولك علي الطلق من الزوج الول والرتباط بالثااني‪.‬‏‬
‫وفي هذا المجال فلبد أن أقر لك بقصب السبق ودهاء التخطيط لجبار زوجك علي طلقك علي الرغم من خلو‬
‫حياتكما معا من أسباب الشقاق والنزاع قبل تنفيذ هذه الخطة المحكمة‪,‬‏ فلقد عرفت كيف تستثايرينه بالفعل‬
‫وكيف تستدرجينه إلي العنف معك وهو الذي لم يمد إليك يدا بسوء من قبل‪,‬‏ ثام عرفت كيف تضغطين عليه‬
‫وتضيقين الحصار حوله بحيثا ليجد من خيار أمامه إلطلقك أو التعرض للجراءات القانونية التي لم‬
‫تتورعي في سبيل احكام حلقتها حول عنقه عن الستعانة عليها بتقرير مزيف أعده لك شريكك في المؤامرة‪,‬‏‬
‫فأي تدبير محكم‪,‬‏ وأي قهر لرادة إنسان لم يرتكب في حياته جرما سوي أن تطلع كغيره للحياة المنة‬
‫المستقرة مع زوجته وأطفاله‪,‬‏ ولم يقصر في بذل كل ما في وسعه لسعادهم وتدبير مطالب الحياة لهم؟‪.‬‏‪.‬‏‬
‫وكيف سيكون تخطيطك المحكم للحصول علي الطلق من زوجك الثااني هذه المرة ؟‪,‬‏ أم تري أن المر‬
‫ليستحق التخطيط له في هذه الحالة‪,‬‏ لن طرفي المغامرة قد اكتشفا ـكل من ناحيتهـ أن ماتطلع إليه وتوهم‬
‫فيه السعادة وضحي من أجله باعتباراته‪.‬‏‪.‬‏ لم يكن يستحق هذا العناء‪,‬‏ ولم يتكشف بعد قليل سوي عن الفتور‬
‫والخيبة والفارق الذي ل مهرب منه بين دنيا الخيال الرومانسي والحلم الجميلة الملونة‪,‬‏ ودنيا الواقع‬
‫الجرداء‪.‬‏‪.‬‏ أليس هذا هو ما حذر منه ساخرا الديب الفرنسي بلزاك بعض العشاق من راغبي هدم أسرهم‬
‫وتمزيق أطفالهم للرتباط بمن يرون فيهم حلم السعادة المفقود في حياتهم العائالية حين قال‪:‬‏ العشق أسهل‬
‫ألف مرة من الزواج‪,‬‏ لن العاشق ليس مطلوبا منه سوي أن يكون لطيفا من حين لخر‪,‬‏ أما الزوجة أو الزوج‬
‫فعلي كل منهما أن يكون لطيفا ليل نهار وهو ما ليستطيعه أحد!‏‬
‫أوليس هذا هو ماتكشف لك بعد انقشاع سحاب المغامرة وتبدد سراب الوعود الملونة بحياة مغرية تحقق لك‬
‫كل تطلعاتك المادية‪.‬‏‪.‬‏ أوليذكرنا ذلك بأنه حتي الكرم في العشق أسهل منه ألف مرة في الزواج‪,‬‏ لنه كرم‬
‫متقطع من حين لخر‪,‬‏ كلطف العاشق ورقته وغزله وكلماته الشاعرية الجميلة التي ليستطيع هذا العاشق‬
‫نفسه أن يواصلها ليل نهار في الزواج!‏‪.‬‏‪.‬‏ انني أعترف لك ياسيدتي بأنني لست متعاطفا معك‪,‬‏ فاذا كان هناك‬
‫من يستحق التعاطف معه في هذه القصة كلها فهم أطفالك الذين تخليت عنهم بأبخس ثامن‪,‬‏ وزوجك السابق‪,‬‏‬
‫وزوجة هذا العاشق الذي خاب أمله في مغامرة الحب والزواج‪,‬‏ وأولده‪.‬‏ وبعض أسباب عدم تعاطفي معك‬
‫ترجع إلي عدم احترامي لدوافعك لما فعلت وعدم تبرئاتي لها من شبهات التطلع المادي والمل في الحياة‬
‫السهلة اللذيذة علي حساب سعادة أطفالك واستقرارهم‪,‬‏ اذ لو كان الحب القاهر وحده هو الذي دفعك للنفصال‬
‫عن زوجك الول والرتباط بالثااني‪,‬‏ فلربما تفهمت بعض أسبابك حتي ولو اختلفت معك حولها‪,‬‏ لن زواجك‬
‫بشريكك في مثال هذه الحالة يكون هو البديل المشروع للعلقة غير المشروعة التي نشأت بينكما وأنت في‬
‫عصمة زوجك الول‪,‬‏ لكن المر ليس كذلك للسف‪,‬‏ ول هو مبرأ من شبهة المادية والنانية والثارة والتطلع‬
‫لما يحقق للذات رغباتها علي حساب سعادة أقرب القربين‪,‬‏ ولو أدي ذلك إلي الحاق أكبر الضرر بهم‪.‬‏ وبعض‬
‫النانيين المستسلمين نهائايا للثارة وحب الذات ليتورعون كما يقول لنا المفكر النجليزي فرانسيس بيكون‬
‫عن احراق مدينة بأكملها لكي ينضجوا علي نارها بيضة يشتهونها!‏‪.‬‏‪.‬‏وهم كما يقول أيضا أكثار الناس خداعا‬
‫للخرين‪,‬‏ لن مطالب أنانيتهم ورغبتهم في الفوز بها تدفعهم لملطفة الخرين واسترضائاهم حتي ليخال‬
‫الخرون لطفهم ذاك من سلمة طويتهم وطيبتهم ويمنحوهم ثاقتهم‪,‬‏ ومن هذه الثاقة ينالون مايسعون إليه ولو‬
‫لم يكن عادل ول مشروعا!‏!‏ ولن المر كذلك فإني أقول لك ان مثالك لن يتعذر عليها تحقيق ماترغبه ولن‬
‫تعييها الحيل لنيله‪,‬‏ فأبلغي زوجك بما تريدين عن طريق أطفالك أو عن أي طريق آخر‪.‬‏‪.‬‏ أما أنا فلن أكتب له‬
‫شيئاا‪.‬‏‪.‬‏ والسلم‪.‬‏‪.‬‏‬

You might also like