You are on page 1of 2

‫الستار المزيف!

‏‬

‫أنا فتاة جامعية نشأت في أسرة طيبة ميسورة وارتبطت عاطفيا بزميل لي في نفس السنة الدراسية ونشأ بيننا‬
‫حب قوي دام لكأثر من عام‪,‬‏ ثم فاتحني فتاي في زواجي منه عرفيا لكأي يضمن استمراري معه وقال لي انه‬
‫يكأن لي حبا صادقا ل يقدر علي وصفه‪,‬‏ فاعترضت في البداية علي ماطلبه مني‪,‬‏ لكأن إلحاحه علي أدي إلي‬
‫كأسر شوكأتي وتزوجنا عرفيا بدون أن أعي خطر ما أنا مقدمة عليه‪,‬‏ وبعد فترة من هذا الزواج السري الذي‬
‫لم يعلم به أهلي وأهله ـ وهم أيضا ميسورون ـ بدأ يتغير من ناحيتي وبدأ الستار المزيف ينكأشف عن أشياء‬
‫كأثيرة وبدأ يهددني بالنفصال عني إذا لم ألبي له أي طلب‪,‬‏ وتحول إلي انسان أناني ل يهتم إل بنفسه‪,‬‏‬
‫وتحملت ذلك منه لنني أحبه وأعلم أنه يحبني لكأن زواجنا العرفي قد غيره فاصبح انسانا متقلب المزاج يكأون‬
‫في بعض الحيان حنونا وصادق المشاعر وفي أحيان أخري عصبيا وشرسا‪,‬‏ ولقد وقفت إلي جواره وشجعته‬
‫دائما علي المذاكأرة لكأي يحصل علي تقدير يرفع مستواه العلمي ولكأن دون فائدة فلقد كأان مستهترا ول يتحمل‬
‫المسئولية‪,‬‏ ولم يحثني مرة واحدة علي الهتمام بدراستي وكأانت العاقبة أن ظهرت النتيجة فرسب هو ونجحت‬
‫أنا‪,‬‏ وحين علمت برسوبه لم أشعربطعم نجاحي وشعرت بالمرارة وفكأرت مرارا في أن أرسب هذه السنة لكأي‬
‫نتساوي دراسيا وعرضت عليه هذه الفكأرة لكأنه رفضها وسعدت برفضه لنه يعني أنه يطلب مصلحتي‪,‬‏ لكأنه‬
‫مع بداية العام الدراسي الحالي بدأ يلمح لي بعدم رغبته في ذهابي الي الكألية هذه السنة لكأيل يشعر بالفارق‬
‫بيننا‪,‬‏ وأحزنني ذلك وكأشف لي عن حقده وأنانيته وكأرهه لتقدمي الدراسي عنه‪,‬‏ فلقد كأنت علي استعداد‬
‫للرسوب من اجله كأتضحية أقدمها له لكأنه بعد أن ظهرت لي أنانيته استبعدت هذه الفكأرة نهائيا‬
‫إنني أعلم أنني قد أخطأت الختيار وأعلم أنني أحبه وهو يحبني لكأن شعوره الدائم أنه يحب أن يكأون الفضل‬
‫وغروره يبعدانني عنه وأنا في حسرة من أمري وأشعر أنني في صراع بين خوفي علي مستقبلي ومستقبله‪,‬‏‬
‫وخوفي القاتل من الفتراق عنه فبماذا تنصحني؟‬

‫»»ولكأاتبة هذه الرسالة أقول««‬


‫ما هذا العبث ياابنتي؟ وكأيف تتزوجين زواجا عرفيا سريا بغير علم اسرتك وأنت الفتاة الصغيرة التي يتوسم‬
‫فيها أهلها الصدق والبراءة‪,‬‏ ول يتخيلون أن تضمر لهم مثل هذه الخديعة الشائنة؟ وبأي صيغة تزوجت وهل‬
‫توافرت لزواجك المزعوم هذا بغير أوليائك كأل أركأان وشروط الزواج الصحيح؟‬
‫وماذا يكأون حالك إذا انتهت العلقة بينكأما بالنفصال‪,‬‏ وهو المصير الرجح لمثل هذا الرتباط العبثي بين‬
‫شابين صغيرين لم يتوافر لهما نضج الشخصية الكأافي لثبات المشاعر وصحة الختيار‪ ..‬هل تطوين هذه‬
‫الصفحة السرية من حياتك وتتظاهرين أمام أسرتك وأمام من سوف يرتبط بك في المستقبل في زواج شرعي‬
‫انه لم يسبق لك الرتباط والزواج؟‬
‫إن مشاعر الشباب في مثل هذه السن الصغيرة ليست ثابتة ول نهائية وهي ل تكأفي وحدها أبدا لتكأون جسرا‬
‫إلي الرتباط المشروع الذي يرجي له النجاح والستمرار‪,‬‏ وكأثيرا ما يتسم اختيارهم لشركأاء الحياة في هذه‬
‫المرحلة المبكأرة من العمر بالندفاع وسوء التقدير‪,‬‏ وحالك أنت خير مثال علي ذلك فأنت تعترفين بخطأ‬
‫اختيارك لنه اختيار قام علي مشاعر غير ناضجة ول نهائية‪,‬‏ ولن هوي النفس الجامح كأثيرا ما يطمس‬
‫الحقائق الجلية عن العقول والبصار‪,‬‏ وحين تتكأشف الشياء يكأون أوان التصحيح قد فات وضاعت من العمر‬
‫سنوات ثمينة وتراجعت فرص الختيار الصحيح والسعادة الحقيقية والستقرار في الحياة‪.‬‬
‫لقد نشرت رسالتك لكأي تكأون تحذيرا صادقا لغيرك من الفتيات اللتي يغريهن بعض الشباب الطائش بمثل هذا‬
‫الزواج العبثي بدعوي تعميد اختيار كأل منهما للخروحجزه لنفسه إلي أن تتوافر الظروف الملئمة لتحويله‬
‫إلي زواج رسمي أو بدعوي إرغام الهل علي القبول به ووضعهم أمام المر الواقع‪,‬‏ وكأل ذلك ليس جائزا ول‬
‫مقبول‪,‬‏ ومثل هذا الزواج غير الموثق بنص فتوي للزهر الشريف ممنوع لثاره الضارة علي الفتاة والسرة‬
‫والمجتمع حتي علي الرغم من صحة المعاشرة إذا كأان مستوفيا لركأان الزواج وشروطه فقد يكأون الشيء‬
‫كأما يقول نص الفتوي المشار إليها صحيحا ومع ذلك يكأون حراما كأالصلة في ثوب مغصوب والحج من مال‬
‫حرام ومثل زواجك هذا في رأيي المتواضع ليس أكأثر من مغامرة عاطفية سرية مدونة علي ورقة ل قيمة لها‬
‫ول تحفظ للفتاة حقا ول تثبت لها شيئا سوي اندفاعها وجحودها لهلها وخيانتها لثقتهم فيها‪,‬‏ مما ل يشرف‬
‫أية فتاة طيبة ول يرشحها للسعادة الحقيقية في الحياة وكأل ما أخشاه هو أن تكأوني قد تزوجت هذا الفتي علي‬
‫الورقة المصورة التي يتناسخها بعض طلبة الكأليات ويخدعون بها الفتيات ليقضوا منهن وطرهم تحت هذا‬
‫الستار المزيف‪ ..‬وهي مشكألة أخري أرجو أن ينتبه لها المسئولون عن من الشباب والدعوة الدينية ويحذروا‬
‫الفتيات منها لنها خطر يسري تحت الرماد‪,‬‏ فلقد اثبتت الدراسات الجتماعية في الغرب أن نسبة الفشل في‬
‫الرتباط الذي يتم في مرحلة المراهقة وبواكأير الشباب تزيد علي‪,80%‬‏ وأن طرفي مثل هذا الرتباط سرعان‬
‫ما يكأتشف كأل منهما خطأ اختياره للخر ولكأن بعد أن يكأونا قد أهدرا أجمل سنوات العمر‪.‬‬
‫ولهذا كأله فإن ما أقدمت عليه غير جائز ول مقبول في مثل سنك ووضعك العائلي‪,‬‏ وهو بكأل المقاييس طعنة‬
‫في قلوب أبويك واخوتك ومن يهمهم أمرك‪,‬‏ ونصيحتي الوحيدة لك أن تعترفي لوالدتك بشجاعة بما فعلت‬
‫وتستعيني بحكأمتها علي إنقاذ نفسك وسمعتك وأسرتك من هذا الهوان‪.‬‬

You might also like