You are on page 1of 16

‫الشــــــروع في الجريمة ) دراسة تحليلية مقارنة (‬

‫اعداد الستاذ ‪ :‬ياسر المدهون‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫إن المجرمين في ضلل وسعر‪ ،‬يوم يسحبون في النار علي وجوههم‪ ،‬ذوقوا مس سقر‪ ،‬إنا كل“‬

‫شئ خلقناه بقدر‪ ،‬وما أمرنا إل واحدة كلمح البصر ” صدق ا العظيم‬

‫)سورة القمر‪:‬آية ‪* (50-48‬‬

‫‪:‬مقدمة‬

‫إن التشريعات الجنائية المعاصرة تحتفظ أساسا بفكرة الواقعة الجرامية و تقيم فلسفة قانون‬

‫العقوبات عليها دون أن تهمل قيمة العوامل الشخصية في تحديد النموذج التشريعي للجريمة في‬

‫‪.‬تقدير العقوبة‬

‫لذلك يعاقب القانون على الفعال المادية التي تتطابق مع نص التجريم و التي تكون ماديات الجريمة‬

‫فالقانون ل يعاقب على النوايا مهما كانت إجرامية دون أن يعبر عنها بفعل مادي ملموس ينتج أثره‬

‫في العالم الخارجي فالجريمة هي العتداء الذي يصدر من الجاني ضد المجني عليه مخلفا له نتيجة‬

‫ضارة و على ذلك نلحظ أن عناصر الركن المادي للجريمة المادية هي السلوك أو الفعل الجرامي‬

‫و النتيجة الجرامية المتحققة و أخيرا العلقة التي تربط بين الفعل و النتيجة و تدعى العلقة‬

‫السببية و إذا تم و استنفذ الجاني كل نشاطه و أفعاله فإنه يرجو و ينتظر تحقق النتيجة فإذا تحققت‬

‫‪.‬تمت الجريمة و إذا لم تتحقق تبقى الجريمة ناقصة و بذلك فالنتيجة هي الثر المادي الذي يتحقق‬

‫فالجرائم المادية هي التي تتحقق فيها النتيجة الجرامية و يتحقق الضرر للمجني عليه لكن في‬

‫بعض الحيان ينفذ الجاني كل نشاطه الجرامي لكن يتعذر عليه تحقيق النتيجة الجرامية هنا تكون‬

‫النتيجة القانونية أي الضرر لم يلحق بالمجني عليه و إنما اعتدى عليه و على مصالحه التي‬

‫يحميها القانون و هذا ما يطلق بالشروع‪ ،‬و خذا الخير يعتبر ركن مادي من أركان الجريمة و بما‬

‫أن القانون يحمي المصالح و يعاقب على الجرائم التي تلحق أضرار بالمصالح فكذلك يعاقب على‬

‫‪.‬محاولت العتداء عليها لنه من المحتمل أن تصير هذه المحاولت حقيقية‬


‫وعليه فإن الشروع هو مجرد مرحلة يبدأ فيها الجاني في تنفيذ نشاطه الجرامي ولكنه ل يحقق‬

‫النتيجة والقانون يعاقب على النتيجة التي تتحقق وتسبب الضرر للمجني عليه‪ ،‬فما حكم الشروع ؟‬

‫هل يعاقب عليه ؟ وإن كان خناك عقـــاب فهل هو بنـفس عقـــــوبات الجريمة التامة ؟‬

‫‪:‬موضوع البحث‬

‫تهدف هذه الدراسة للحديث عن الشروع في الجريمة وأحكام الشروع‪ ،‬ونطاق تطبيقه وأركانه‪،‬‬

‫‪.‬وعقوبته وبيان موقف التشريعات من الشروع وأحكام القضاء منه‬

‫‪:‬منهجية البحث‬

‫اتبعنا في بحثنا هذا منهجية البحث التحليلي المقارن وذلك من خلل مقارنة القوانين العربية مع‬

‫القانون الفلسطيني المطبق في الضفة الغربية والقانون الفلسطيني المطبق في قطاع غزة‪ ،‬وما‬

‫‪.‬قررته أحكام المحاكم والسوابق القضائية‬

‫‪:‬أهمية البحث‬

‫تكمن أهمية البحث في بيان الجزاء الذي يقرره قانون العقوبات الفلسطيني بشكل خاص‬

‫والتشريعات الجزائية العربية بشكل عام‪ ،‬علي كل من يرتكب السلوك الجرامي سواء تحققت‬
‫‪.‬النتيجة الجرامية أم لم تتحقق‪ ،‬لن في كلتا الحالتين هناك اعتداء وسلوك إجرامي حدث فعلل‬

‫ويعتبر الشروع في الجريمة من القواعد الموضوعية التي نظمها قانون العقوبات الفلسطيني ونص‬

‫بشكل صريح علي الجزاء‪ ،‬والهدف من تطبيق هذا الجزاء علي المخالفين وهو تحقيق الردع‬

‫‪.‬الخاص والعام‬

‫‪:‬تساؤلت البحث‬

‫– ‪:‬يثير بحثنا هذا ويجب علي العديد من التساؤلت منها‬

‫ماهية الشروع وأنواعه ؟ ‪1-‬‬

‫ماهية أركان الشروع ؟ ‪2-‬‬

‫هل العقاب علي الشروع مثل العقاب علي الجريمة الكاملة ؟ ‪3-‬‬

‫ما هو نطاق الشروع ؟ ‪4-‬‬


‫هل يتوافر شروع في جميع أنواع الجرائم ؟ ‪5-‬‬

‫ما هو العقاب علي الشروع أو المحاولة الجرامية ؟ ‪6-‬‬

‫‪:‬خطة البحث‬

‫فصل تمهيدي‪ :‬السلوك الجرامي في الشروع‬

‫المبحث الول‪:‬مفهوم الشروع‬

‫المطلب الول‪:‬مراحل ارتكاب الجريمة‬

‫الفرع الول‪:‬مرحلة التفكير‬

‫الفرع الثاني‪:‬مرحلة التحضير‬

‫الفرع الثالث‪:‬مرحلة الشروع‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الشروع‬

‫الفرع الول‪:‬الجريمة الموقوفة‬

‫الفرع الثاني‪:‬الجريمة الخائبة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أركان الشروع‬

‫المطلب الول‪ :‬الركن المادي للشروع‬

‫الفرع الول‪ :‬البدء في التنفيذ‬

‫الفرع الثاني‪:‬عدم إتمام الجريمة لسبب ل دخل لرادة الجاني فيه‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الركن المعنوي للشروع‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نطاق الشروع‬

‫المبحث الرابع‪ :‬عقاب الشروع‬

‫فصل تمهيدي‪ :‬السلوك الجرامي في الشروع‬

‫‪:‬تمهيد‬

‫النسان كائن مزدوج في طبيعته خلق من مادة وروح‪ .‬وأودع فيه نوعان من القوى‪ ،‬نوع تأخذ‬

‫بيده إلى الخير وأخرى تدفعه إلى الشر وهذه الحقيقة ذكرها القرآن الكريم } ونفس وما سواها‬

‫فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها {‪ .‬نتج عن ذلك أن كان للنسان‬
‫نوعان من السلوك‪ ،‬ما يتفق مع الخلق والقانون والنظام وما يختلف عنها‪ .‬وغالبا ما يمر كل‬

‫النوعين بمرحلتين‪ :‬مرحلة داخلية نفسية ل علقة لها بالمادة وأخرى خارجية وذات طبيعة مادية‬

‫تتحسسها الحواس‪ .‬وكثيرا ما تسبق المرحلة النفسية المرحلة المادية فل يقوم النسان بتنفيذ عمل‬

‫إل بعد التصميم على القيام به‪ .‬وتسبق كل المرحلتين مرحلة تمهيدية فل يصمم النسان على عمل‬

‫‪.‬شيء إل بعد التفكير به مليا‪ ،‬ول يقوم بتنفيذه إل بعد التمهيد لهذا التنفيذ والوصول إلى مبتغاه‬

‫فالسلوك بشكل عام هو مجموعة الفعال الداخلية ) الذهنية ( والخارجية ) المادية ( والتي‬

‫بواسطتها يحقق النسان ما يريد خيرا ل فخير وإن شرال فشر‪ .‬فمن يريد إقامة ملجئ لليتام‪ ،‬لبد أن‬

‫يفكر في الموضوع مليا‪ ،‬موازنا بين حسناته وسيئاته فإذا ما رجحت الحسنات ينتقل إلى مرحلة‬

‫أخرى أكثر أهمية أل وهي مرحلة التصميم والعزم على تنفيذ العمل‪ .‬ومتى بدأ بالتهيئة للتنفيذ‬

‫فيكون قد انتقل من المرحلة النفسية إلى المرحلة التمهيدية لمرحلة التنفيذ‪ ،‬وهي إعداد وتحضير‬

‫الوسائل الضرورية‪ .‬وما أن يفرغ من التمهيد للمرحلة المادية حتى ينتقل الى تنفيذ العمل والوصول‬

‫)**( ‪.‬إلى النتيجة التي أرادها الفاعل‬

‫ما قيل بالنسبة للسلوك النافع يقال أيضا في السلوك الضار وما يهدف إليه من نتيجة ضارة أو‬

‫جرمية حيث يمر الفاعل بنفس المراحل السابقة‪ .‬فلو أراد شخص قتل آخر يتعين عليه أن يفكر في‬

‫المر‪ ،‬ويوازن بين ما يحقق رغباته ونزواته وبين ما يلحق به من إضرار‪ .‬فإذا ما أوصله تفكيره‬

‫إلى التيان بفعل القتل فانه ينتقل إلى مرحلة التصميم ليبدأ بعدها بتهيئة وتحضير الوسائل اللزمة‬

‫للقيام بجريمة القتل مثل شراء سلح والتدريب عليه‪ ،‬وما أن يفرغ من المرحلة الخيرة حتى يبدأ‬

‫‪.‬التنفيذ وقد يصل إلى النتيجة أو ل يصل‬

‫المبحث الول‪ :‬مفهوم الشروع‬

‫بعد التفكير في الجريمة و التحضير لها قد يتجه الجاني نحو تنفيذها بالفعل و يقال عندئذ بأنه شرع‬

‫فيها و لكن فعله ل يصل إلى مرحلة التنفيذ الكامل للجريمة‪ ،‬و في هذه الحالة يعتد المشرع بفعل‬

‫الجاني و يجرمه في الجنايات و بعض الجنح و عليه فإن تعريف الشروع بوجه عام هو من جرائم‬
‫الخطر و ليس من جرائم الضرر لن النتيجة لم تتحقق بمفهومها المادي بل المدلول القانوني أو‬

‫‪.‬بمعنى آخر هو ارتكاب سلوك محظور كله أو بعضه دون اكتمال الركن المادي للجريمة‬

‫وعرف المشرع الفلسطيني الشروع أو المحاولة الجرامية بقوله ” يعتبر الشخص بأنه حاول‬

‫ارتكاب الجرم إذا ما شرع في تنفيذ نيته علي ارتكاب ذلك الجرم باستعمال وسائل تؤدي إلي‬

‫وقوعه‪ ،‬وأظهر نيته هذه بفعل من الفعال الظاهرة ولكنه لم بتمكن من تنفيذ نيته إلى حد إيقاع‬

‫الجرم‪(1).‬‬

‫وعرف مشروع القانون الجنائي العربي الموحد الشروع بقوله ” كل محاولة ارتكاب جناية ظهرت‬

‫بالبدء في تنفيذها أو بأعمال ل لبس فيها تهدف مباشرة إلى ارتكابها‪ ،‬ولم يوقف تنفيذها أو لم‬

‫يحصل الثر المتوخي منها إل لظروف خارجة عن إرادة مرتكبها تعاقب بعقوبة تتراوح بين نصف‬

‫الحدين الدنى والعلى للعقوبة المقررة قانونا ل للجريمة‪(2) .‬‬

‫وعرف المشرع الكويتي الشروع بقوله ” هو ارتكاب فعل بقصد تنفيذها إذا لم يستطع الفاعل‪،‬‬

‫لسباب ل دخل لرادته فيها‪ ،‬إتمام الجريمة ول يعد شروعا ل في الجريمة مجرد التفكير فيها‪ ،‬أو‬

‫التصميم علي ارتكابها‪ ،‬ويعد المتهم شارعا سواء استنفذ نشاطه ولم يستطع رغم ذلك إتمام‬

‫الجريمة‪(3)”.‬‬

‫ومما سبق بيانه يتضح أن الشروع يمثل مرحلة من مراحل ارتكاب الجريمة‪ ،‬وإذا لم تتحقق النتيجة‬

‫التي أرادها الجاني بفعله يقوم الشروع‪ ،‬شريطة توافر جميع عناصر الجريمة التامة باستثناء‬

‫النتيجة)‪(4‬‬

‫والفقه السلمي لم يهتم بوضع نظرية خاصة للشروع أو المحاولة الجرامية ولكنه فرق بين‬

‫الجريمة التامة وغير التامة وذلك لن الشروع أو المحاولة الجرامية ل يعاقب عليها بقصاص أو‬

‫حد وإنما يعاقب عليها بالتعزير‪ ،‬فمثلل الشخص الذي ينقب المسكن ثم يضبط قبل أن يتمكن من‬

‫الدخول يكون مرتكبا ل لمعصية تستوجب العقاب‪(5) .‬‬

‫المطلب الول‪ :‬مراحل ارتكاب الجريمة‬

‫يعاقب القانون على الفعال المادية التي تتطابق مع نص التجريم و التي تكون ماديات الجريمة‬

‫فالقانون ل يعاقب على النوايا مهما كانت إجرامية دون أن يعبر عنها بفعل مادي ملموس ينتج أثره‬
‫في العالم الخارجي فالجريمة هي العتداء الذي يصدر من الجاني ضد المجني عليه مخلفا له نتيجة‬

‫ضارة و على ذلك نلحظ أن عناصر الركن المادي للجريمة المادية هي السلوك أو الفعل الجرامي‬

‫و النتيجة الجرامية المتحققة و أخيرا العلقة التي تربط بين الفعل و النتيجة و تدعى العلقة‬

‫السببية ويسبق السلوك الجرامي مراحل تتولد لدي الجاني تنقسم إلي نفسية مثل مرحلة التفكير‬

‫‪.‬وأخري مادية تتمثل في مرحلة العداد والتحضير والشروع في السلوك الجرامي‬

‫الفرع الول‪ :‬مرحلة التفكير‬

‫و يراد بها مرحلة النشاط الذهني و النفسي الذي يدور داخل شخصية الجاني فتطرأ فكرة ارتكاب‬

‫الجريمة على ذهنه و يراود نفسه بين دوافع القدام على الجريمة و دوافع الحجام عن اقترافها و‬

‫بعدها يعقد الجاني العزم على ارتكاب الجريمة‪(6).‬‬

‫و المشرع الفلسطيني والردني والبحريني والليبي والقطري ل يهتم بما يدور في ذهن الشخص و‬

‫ل يعاقب عليه‪ ،‬إل إذا ظهر في صورة نشاط خارجي كالتفاق مع الغير لرتكاب الجرائم ففي هذه‬

‫‪.‬الحالة يرى المشرع أنه يعد فعل خطيرا يهدد المصالح التي يحميها المشرع فيجرمها‬

‫والتشريع ل يعاقب علي أفعال التهديد أو التحريض أو التفاق‪ ،‬لكنه يعاقب علي تلك السلوكيات‬

‫باعتبارها جرائم مستقلة وقائمة بذاتها بصرف النظر عما يحدث بعد ذلك‪ ،‬فهي جرائم خطر ل يعد‬

‫العقاب عليها عقابا علي مجرد التفكير في الجريمة‪ ،‬بل الجزاء يكون عن جريمة نفذت فعل ل‪ ،‬أي‬

‫جريمة تامة وليس محاولة لرتكاب جريمة لم تتم‪(7) .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة التحضير‬

‫بعد العزم على الجريمة يبدأ الستعداد لها بأعمال تحضيرية لتنفيذ الجريمة كأن يشتري سلحا و‬

‫يتدرب على استعماله ثم يراقب المجني عليه في مواعيد هو يدرس المكنة التي يرتادها‪ ،‬فهذه كلها‬

‫أفعال تحضيرية ل تعد بدورها شروعا‪ ،‬و تفلت من العقاب بوصفها مرحلة في الجريمة غير أن‬

‫الشارع قد يرى بعض تلك العمال التي تعتبر تحضيرية لرتكاب جريمة معينة ما يمكن أن يكون‬

‫فعل خطرا فيجرمه بصفة جريمة مستقلة كمجرد تقليد المفاتيح‪ ،‬فهو وإن كان عمل تحضيريا‬
‫بالنسبة لجريمة السرقة إل أن المشرع رأى بأن هذا الفعل يهدد المصالح التي يحميها القانون‬

‫‪.‬فجرمه بصفة مستقلة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مرحلة الشروع‬

‫إذا تجاوز الجاني مرحلة التحضير للجريمة بدأ في تنفيذها‪ ،‬و بذلك يدخل في مرحلة جديدة تسمى‬

‫الشروع‪ ،‬و هذا العمل الذي يقترفه الجاني ينطوي على تهديد للمجتمع بخطر معين مما دفع‬

‫المشرع إلى تجريمه إذا ما وقفت الجريمة عند هذه المرحلة و يتم هذا الوقف إما بسبب تدخل عامل‬

‫خارجي منع الجاني من الوصول إلى غايته‪ ،‬أو بسبب فشل الجاني في تنفيذ الجريمة رغم قيامه‬

‫بنشاطه كامل‪ ،‬و عندئذ يكون بصدد الشروع في الجريمة الذي يعاقب عليه المشرع‪ ،‬و يطلق على‬

‫الحالة الولى بالجريمة الموقوفة والثانية بالجريمة الخائبة‪(8).‬‬

‫كما اعتبر المشرع الجزائري مرحلة الشروع هي المرحلة التي يتجاوز فيها الجاني مرحلتي التفكير‬

‫‪.‬والتحضير ليسلك الجريمة‪ ،‬و لكن ل يصل إلى التنفيذ الكامل للجريمة‬

‫‪.‬و في هذه الحالة يعتد المشرع بفعل الجاني و الجريمة في الجنايات و بعض الجنح‬
‫فمث ل‬
‫ل الشخص الذي لم يتمكن من إتلف حواسيب المجني عيه بواسطة نشر فيروسات مدمرة‬

‫بسبب تمكن المبرمج من وضع برنامج حماية من الفيروسات لتلك الحواسيب يعتبر أنه حاول‬

‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬والشخص الذي لم يتوصل بسلوكه من تدمير منزل غريمه بسبب ل دخل لرادته‬

‫فيه وهو عدم انفجار المفرقعات يعتبر مرتكبا لجريمة محاولة إتلف مال الغير‪(9) .‬‬

‫وقد استقر القضاء الجزائري علي أنه لثبوت المحاولة يجب توافر الشروط التالية ) ‪ -1‬البدء في‬

‫التنفيذ ‪ -2‬أن يوقف التنفيذ أو يخيب أثره لسباب ل دخل لرادة الفاعل فيها ‪ -3‬أن يقصد به ارتكاب‬

‫جناية أو جنحة‪(10) .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الشروع‬

‫الفرع الول‪ :‬الجريمة الموقوفة‬

‫هو أن يباشر الجاني أعمال بدء التنفيذ و لكن لحيلولة أسباب لم يكن فيها مختارا لم يستطع إتمام‬

‫الجريمة و وقف على عتبتها‪ ،‬بمعنى آخر يكون الجاني قد بدأ في تنفيذ الجريمة ولم يزل بعد‬
‫مستغرقا في تنفيذها حيث أنه لو يستنفذ نشاطه الجرامي‪ ،‬و لكن النتيجة لم تتحقق بسبب ظروف‬

‫خارجية عن إرادته‪(11).‬‬

‫ومثال ذلك أن يدخل لص أحد المتاجر يريد السرقة فيلفى القبض عليه قبل وصوله إلى المال الذي‬

‫كان يرغب في سرقته فالجاني في هذه الحالة قد بدأ نشاطه و لكن لم يستطع إكماله‪ ،‬أي نشاطه‬

‫‪.‬أوقف‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجريمة الخائبة‬

‫وهو أن يستنفذ الجاني كل نشاطه المادي لرتكاب الجريمة ولكن النتيجة التي يسعى إليها ل تتحقق‬

‫لعوامل خارجية ل دخل لرادته فيها كمن يطلق الرصاص فيخطأ الهدف أو يصيبه في غير مقتل‬

‫وينجوا المجني عليه من الموت‪ ،‬أم المجرم الذي يطعن شخصا بسكين عدة طعنات‪ ،‬نرى أن الجاني‬

‫هنا قد استنفذ كل نشاطه الجرامي لكن النتيجة لم تتحقق وهي الموت وذلك لن المجني عليه أنقذ‬

‫‪.‬و أسعف بالعلج‪ ،‬و في هذا النوع من الشروع في بعض الحيان يقترن الروع الخائب بالموقوف‬

‫قد يتساءل البعض كيف ؟ نقول‪ :‬إن صوب الجاني مسدسه نحو المجني عليه و أطلق عدة‬

‫رصاصات أصابته ولكن دون مقتل وهو كذلك انتزع منه شخصا آخر المسدس‪ ،‬إذا خاب أمل الجاني‬

‫في قتل المجني عليه وأوقف عمله بسبب انتزاع الشخص المسدس من يد الجاني‪(12).‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أركان الشروع‬

‫‪:‬يشترط في الشروع شأنه شأن كل سلوك إجرامي يخضع للعقاب توافر ركنين‬

‫الول‪ :‬الركن المادي‪ :‬و هو النشاط الخارجي أو السلوك الجرامي الذي يختلف من جريمة إلى‬

‫‪.‬أخرى بحسب نوعها الذي يكشف عن إرادة الجاني في تنفيذ الجريمة‬

‫الثاني‪ :‬الركن المعنوي ” قصد ارتكاب جريمة عمدية ” و يعني اتجاه إرادة الجاني إلى ارتكاب‬

‫الجريمة مع العلم بعناصرها القانونية أي القصد الجنائي و هذا يعني أن الشروع يفترض أن‬

‫‪.‬الجريمة عمدية فل شروع في الجرائم غير العمدية‬

‫المطلب الول‪ :‬الركن المادي للشروع‬


‫يتكون الركن المادي للشروع من عنصرين هما البدء في التنفيذ والوقف اللإرادي للتنفيذ‪ ،‬وفيما‬

‫نفصل كل عنصر وفق ما يلي‬

‫الفرع الول‪ :‬البدء في التنفيذ‬

‫حيث أن وضع حد بين العمال التحضيرية التي ل يعاقب عليها القانون يقتضي وضع معيار ثابت‬

‫يفصل بين المرحلتين‪ ،‬و لتحديد معيار فاصل في هذا الشأن ل مفر من الرجوع إلى المعايير الفقهية‬

‫السائدة في شأنها و قد جرى الفقه على تصنيف الراء المختلفة التي قيلت في هذه المعايير إلى‬

‫‪:‬مذهبين‬

‫‪.‬المذهب الموضوعي ) المادي ( الذي يهتم بالفعل المادي الذي أرتكب فعل و بخطواته الجرامية‬

‫ويذهب أنصار هذا المذهب إلى القول أن البدء في التنفيذ هو السلوك الذي يبدأ به الجاني تحقيق‬

‫الركن المادي للجريمة‪ ،‬فالركن المادي في جريمة القتل يتمثل في سلوك يؤدي إلى إزهاق روح‬

‫المجني عليه‪(13) .‬‬

‫وتجدر الشارة أن هذا التجاه يمتاز بدقته وسهولة تطبيقه ولكنه انتقد علي أساس انه يضيق من‬

‫نطاق الشروع‪ ،‬ويعرض المصالح والحقوق للخطر‪(14).‬‬

‫والمذهب الشخصي الذي يهتم بإرادة الجاني واتجاه إرادته إلى السلوك الجرامي وهو المذهب الذي‬

‫استقر عليه العمل في القضاء الفرنسي و الذي أخذ منه المشرع الفرنسي‪ ،‬ويهتم هذا المذهب‬

‫‪.‬بخطورة الشخصية الجرامية للجاني أكثر من الهتمام بالفعل نفسه‬

‫ويأخذ الفقه في فرنسا وبريطانيا وألمانيا بهذا المذهب‪ ،‬حيث يهدف إلى التوسيع من نطاق الشروع‬

‫في الجريمة فل يعول علي شكل السلوك الصادر عن الجاني‪ ،‬بل عما ينم عته هذا السلوك من‬

‫خطورة إجرامية لديه‪ ،‬علي عكس المذهب المادي الذي يركز علي السلوك الجرامي‪(15).‬‬

‫موقف المشرع والقضاء الفلسطيني من المذهبين ‪ /‬اخذ المشرع الفلسطيني بالمذهب الشخصي‬

‫كمعيار للفعل الذي يعد بدءلا في التنفيذ أم ل‪ ،‬كما قضت محكمة النقض المصرية بأنه ل يشترط‬

‫لتحقق الشروع أن يبدأ الفاعل بتنفيذ جزء من العمال المكونة للركن المادي للجريمة بل يكفي‬
‫لعتبار لته شرع في ارتكاب جريمة أن يبدأ في تنفيذ فعل سابق مباشرة علي تنفيذ الركن المادي‬

‫لها ومؤد له حتما‪(16) .‬‬

‫ونحن نري انه ل يشترط أن يؤدي السلوك حالل إلي ارتكاب الجريمة بل يكتفي أن يؤدي مباشرة‬

‫إلي ارتكابها ومثال ذلك كمن يرغب في التسبب عمدلا إلي إفساد نظام تشغيل الكتروني‪ ،‬فهذا الفعل‬

‫وان كان ل يؤدي حالل إلي ارتكاب الجريمة إل انه قاطع الدللة علي انعقاد النية علي تنفيذها‪) .‬‬

‫‪(17‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عدم إتمام الجريمة لسبب ل دخل لرادة الجاني فيه‬

‫من شروط الركن المادي للشروع هو وقف التنفيذ أو خيبة أثره و هو أن يقف هذا التنفيذ أو يخب‬

‫أثره لسباب ل دخل لرادة الفاعل فيها‪ ،‬و هذا يعني أنه يجب أل يعدل الجاني باختياره عن تحقيق‬

‫‪.‬الجريمة‪ ،‬و وجوب التوقف أو الخيبة لكي ل تصبح جريمة تامة‬

‫وعليه يجب أن يكون العدول عن الجريمة غير إرادي ومثال ذلك‪ ،‬إذا قاوم المجني عليه الجاني‬

‫ومنعه من تنفيذ الجريمة أو تدخل شخص ثالث لهذا الغرض‪(18) .‬‬

‫وتجدر الشارة إلي أن السياسة الجنائية الحديثة تتجه إلي عدم قيام الشروع إذا تحقق العدول‬

‫الختياري لن في ذلك تشجيعا علي عدم ارتكاب الجريمة وتدعيم العوامل المانعة من الجرام في‬

‫مواجهة العوامل الدافع إليه‪(19).‬‬

‫وننوه إلي أن هناك فرضية تقرر أن يكون عدول الجاني مختلطا أي اضطراريا ل من جهة وإراديا من‬

‫جهة أخري ومثال ذلك كمن يرغب في تصوير فتاة خلسة‪ ،‬ويري شخص مقبلل نحوه فيعتقد أنه‬

‫قادمال للقبض عليه فيتوقف عن تنفيذ جريمته‪ ،‬واختلف الفقهاء في هذه المسألة‪ ،‬فذهب رأي إلي‬

‫اعتبار العدول إرادي علي أساس أن البدء في التنفيذ لم يتوقف لسباب خارجة عن إرادة الجاني بل‬

‫‪.‬كان يستطيع الجاني السترسال في التنفيذ ولكنه عدل إراديا عن التنفيذ‬

‫ولكن هذا الرأي ل يمكن التسليم به لن عدول الجاني لم يكن تلقائيا ل خالصا بل كان سببه وقائع‬

‫خارجية‪(20) .‬‬
‫وذهب رأي للقول بفكرة العدول الغالب فإن كان العدول الرادي هو الغالب يتوافر الشروع في‬

‫الواقعة‪ ،‬أما أن كان العدول الضطراري هو الغالب فيتوافر فيها‪(21).‬‬

‫ولكن هذا الرأي يعيبه صعوبة تطبيقه لعدم دفته حيث أن المنطق يقتضي اعتبار العدول في هذه‬

‫الحالة اضطراريال ومثال ذلك من يدخل بطاقة صراف إلي بقصد سلب مال صاحب البطاقة ولكنه لم‬

‫يعثر علي مال يكون عدوله غير إراديا ل ويتوافر الشروع في حقه‪ ،‬بينما يكون العدول اختياريا ل إذا‬

‫وجد المال ولم يسرقه‪(22) .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الركن المعنوي للشروع‬

‫يشترط في كل جريمة توافر الركن المعنوي و هو ركن القصد الجنائي بمعنى انصراف إرادة الجاني‬

‫إلى ارتكاب الجريمة مع العلم بعناصرها القانونية‪ ،‬لذلك يشترط أيضا لقيام الشروع توافر هذا‬

‫الركن‪ ،‬و القصد الجنائي اللزم توافره في الشروع هو نقس القصد الجنائي الواجب توافره في‬

‫الجريمة التامة‪ ،‬فالجاني ل يمكن اعتباره شارعا في جريمة إل إذا انصرفت نيته إلى ارتكابها تامة‪،‬‬

‫فمثل إذا كان القصد الجنائي يتطلب في جريمة القتل نية إزهاق الروح و في اختلس مال مملوك‬

‫للغير فهو يتطلب نفس النية بالنسبة للشروع في كل من الجريمتين‪ ،‬فإذا نجح الجاني فالجريمة‬

‫‪.‬تامة و إذا فشل فالجريمة شروع‬

‫وبالتالي فإن صفة الشروع في الجريمة تلحق بالركن المادي من حيث تحقق أو عدم تحققه ول‬

‫‪.‬تلحقه هذه الصفة بالركن المعنوي أي القصد الجنائي‬

‫وتجدر الشارة أنه إذا لم تتجه إرادة الجاني إلي ارتكاب جريمة تامة‪ ،‬فل يسأل عن محاولة‬

‫اقترفها‪ ،‬بل يسأل عن الجريمة التي تتكون من السلوكيات التي ارتكبها ومثال ذلك إذا أصاب‬

‫شخص شخصال آخر بأذى بليغ وثبت أنه لم تتوافر لديه نية إزهاق روحه فإنه ل يسأل عن محاولة‬

‫قتل ولكن يسال عن أذي بليغ فقط‪(23) .‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نطاق الشروع‬


‫هناك بعض الجرائم ل تخضع لفكرة الشروع‪ ،‬قد يكون ذلك بسبب طبيعة هذه الجرائم أو بحكم ضآلة‬

‫المصلحة المحمية أو المراد حمايتها من وراء تأثيمها‪ ،‬وفيـما يلـي نـــــــــــوضح ذلـــــك‪(24)- :‬‬

‫‪:‬أولل ‪ /‬المخالفات‬

‫حيث ل شروع في المخالفات وأكد المشرع الفلسطيني علي عدم خضوع المخالفات لفكرة الشروع‬

‫ونصت علي ذلك المادة ‪ 28‬من قانون العقوبات رقم ‪ 74‬لسنة ‪ ،1936‬والحكمة من استبعاد‬

‫‪.‬المخالفات من تطبيق فكرة الشروع هو ضلة المصلحة المحمية من هذا النوع من الجرائم‬

‫‪:‬ثانيا ل ‪ /‬الجرائم غير العمدية‬

‫وهي الجرائم التي يعاقب عليها القانون دون الحاجة إلى توافر القصد لدي فاعلها ويتميز هذا النوع‬

‫من الجرائم في أن النتيجة التي تتحقق ل تكون نية الفاعل قد اتجهت إلى تحقيقها‪(25) .‬‬

‫المبحث الرابع‬

‫يقتضي بيان العقاب علي الشروع توضيح الجرائم التي يعاقب القانون علي الشروع فيها‪ ،‬ومن ثم‬

‫– ‪:‬مقدار العقاب علي الشروع وذلك علي النحو التالي‬

‫‪:‬أولل ‪ /‬الجرائم التي يعاقب القانون على الشروع فيها‬


‫تنقسم الجرائم إلى جنايات و جنح و مخالفات و يختلف قانون العقوبات الفلسطيني المطبق في‬

‫قطاع غزة عن قانون العقوبات المطبق في الضفة الغربية ‪ ،‬ففي قانون العقوبات المطبق في قطاع‬

‫غزة نص المشرع صراحة في المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ 1936‬علي أن الشروع ل‬

‫ينطبق علي المخالفات مما يعني أن مجال الشروع هو الجنايات والجنح‪ ،‬أما قانون العقوبات‬

‫المطبق في الضفة الغربية فقد أقر مبدأ عدم العقاب علي الشروع في الجنح إل إذا ورد نص خاص‬

‫بذلك وكذلك فعل المشرع الجزائري حيث نصت المادة ‪ 30‬من القانون الجزائري علي”المحاولة في‬

‫الجنح ل يعاقب عليها إل بنص صريح في القانون”‪ ،‬أما المخالفات فل عقاب على الشروع فيها‬

‫‪”.‬طبقا لنص الفقرة الثانية من المادة ‪“ :31‬المحاولة في المخالفة ل يعاقب عليها إطلقا‬

‫وتفسير هذه القاعدة أنه إذا كانت الجريمة جسيمة فالشروع فيها جسيم بدوره و يستحق العقاب‪،‬‬
‫فإن قلت جسامة الجريمة قلت خطورة الشروع‪ ،‬و تطبيقا لذلك فالجنايات جرائم جسيمة لدلك يعاقب‬

‫على الشروع فيها أما الجنح فهي أقل درجة لذلك ل يعاقب على الشروع فيها إل بناءا على نص‬

‫‪.‬خاص‬

‫‪:‬ثانيلا‪ :‬مقدار العقاب على الشروع‬

‫تختلف التشريعات الجنائية في عقاب الشروع فتذهب الغالبية العظمى من التشريعات الجنائية إلى‬

‫تقدير عقوبة للشروع أخف من عقوبة الفعل التام ومنها القانون البلجيكي والمجري والدنمركي‬

‫‪.‬وغيرها وبعض هذه التشريعات ل يميز في عقابه للشروع بين الجريمة الموقوفة والخائبة‬

‫و البعض الخر يميز بين هذين النوعين من الجرائم كما يميز في العقاب أيضا بين الشروع و بين‬

‫الجريمة التامة‪ ،‬فيخفف من عقاب الجريمة الموقفة و يفرض أشد العقاب على الجريمة الخائبة‪ ،‬أما‬

‫الجريمة التامة فتلقى أشد من الجريمة الخائبة و تفسير هذا التمييز في عقوبة الشروع و الجريمة‬

‫التامة يمكن في أن الشروع ل ينال بالعتداء على الحق الذي يحميه القانون و إنما يقتصر على‬

‫مجرد تهديده بالخطر و الخطر أقل إضرارا بالمجتمع من العتداء أي أن الشروع أقل إضرارا من‬

‫الجريمة التامة‪ ،‬غير أن هناك بعض التشريعات القليلة تسوي بين عقاب الجريمة التامة و الشروع‬

‫فيها منها القانون الفرنسي و الروسي و البولوني و الجزائري‪ ،‬و يمكن أن نفسر هذا الموقف أنه‬

‫اعتداد بالجانب الشخصي للجريمة في تحديد عقابها و القول بأن الرادة الجرامية تتوافر في‬

‫الجريمة التامة‪ ،‬فإن كانت هذه الرادة أساس العقاب و علته فل مقر من القول بإيجاد هذا الساس‬

‫‪.‬في الحالتين و من ثم يجب التوحيد لبن عقاب الجريمة التامة و الشروع فيه‬

‫‪:‬عقوبة الشروع في القانون الفلسطيني‬

‫لقد أخذ المشرع الفلسطيني بسياسة العقاب علي الشروع‪ ،‬وعقوبة الشروع أقل من العقوبة‬

‫المقررة للجريمة التامة ولقد حددت المادة ‪ 29‬من القانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ 1936‬مقدار العقوبة‬

‫– ‪:‬علي النحو التالي‬

‫‪.‬الحبس المؤبد في حالة الشروع في جريمة تستوجب عقوبة العدام ‪1-‬‬

‫‪.‬الحبس مدة ل تزيد عن أربع عشرة سنة في حالة الشروع في جريمة القتل عن غير قصد ‪2-‬‬
‫الحبس مدة ل تتجاوز عشر سنوات في جريمة تستوجب عقوبة الحبس المؤبد غير جريمة ‪3-‬‬

‫‪.‬القتل التي وردت في الفقرة السابقة‬

‫الحبس مدة ل تزيد عن نصف الحد القصى للعقوبة المقررة للجريمة التامة في الحالت ‪4-‬‬

‫‪.‬الخرى‬

‫أما قانون العقوبات رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 1960‬فرق في مقدار العقوبة بين الشروع الناقص والشروع‬

‫– ‪:‬التام وذلك علي النحو التالي‬

‫– ‪:‬مقدار العقوبة في الشروع الناقص‬

‫– ‪:‬نصت المادة ‪ 68‬من القانون رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 1960‬علي‬

‫الشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة من سبع سنوات إلي عشرين سنة إذا كانت عقوبة الجناية ‪1-‬‬

‫‪.‬التي شرع فيها تستلزم العدام‬

‫‪.‬خمس سنوات علي القل إذا كانت العقوبة الشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة ‪2-‬‬

‫‪.‬أن يحط من أي عقوبة أخري مؤقتة من النصف إلي الثلثين ‪3-‬‬

‫– ‪:‬مقدار العقوبة في الشروع التام‬

‫– ‪:‬نصت المادة ‪ 70‬من القانون رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 1960‬علي النحو التالي‬

‫الشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة من عشر سنوات إلي عشرين سنة إذا كانت عقوبة الجناية ‪1-‬‬

‫‪.‬التي شرع فيها تستلزم العدام‬

‫سبع سنوات إلي عشرين سنة إذا كانت العقوبة للجريمة التي شرع فيها الشغال الشاقة المؤبدة ‪2-‬‬

‫‪.‬أو العتقال المؤبد‬

‫‪.‬أن ينزل أي عقوبة أخري من الثلث إلي النصف ‪3-‬‬

‫‪:‬الخاتمة‬

‫إن الجدل الفقهي الذي ثار حول هذا الموضوع إن دل على شيء إنما يدل على خطورة هذا الفعل و‬

‫أهميته العملية التي نجد تطبيقات كثيرة في العمل القضائي فيما بعد بدءا في التنفيذ يعاقب عليه‪ ،‬و‬

‫‪.‬بين ما هو عمل تحضيري ل عقاب عليه‬

‫اهتمام الفقهاء بالتفرقة بين الجرائم التامة والجرائم غير التامة والعمل التحضيري والبدء في‬
‫التنفيذ‪ ،‬والعدول الختياري والجريمة المستحيلة هذه كلها أمور ساهمت في تحديد العمال التي يعد‬

‫من قبيل الشروع وحددت أي شروع يمكن العقاب عليه‪ ،‬والمشرع الجزائري كغيره من المشرعين‬

‫نص على الشروع وعاقب عليه هذا لن الشروع يهدد مصلحة المجتمع لن عمله إذا لم يوقف‬

‫‪.‬لسبب يجهله فإن النتيجة ستتحقق وبالتالي يكون أستهدف المجتمع‬

‫‪:‬التوصيات‬

‫العمل علي تطبيق مبدأ سيادة القانون ‪1-‬‬

‫توحيد قانون العقوبات الفلسطيني المطبق في قطاع غزة والضفة الغربية ‪2-‬‬

‫محاربة الجريمة وتحقيق الردع العام والخاص للمجرمين والعابثين باستقرار المجتمع ‪3-‬‬

‫كفالة المحاكمة العادلة والعلنية للمتهمين بما يضمن سلمة الحكام القضائية ‪4-‬‬

‫تطوير نصوص قانون العقوبات الفلسطيني بما يضمن تأثيم الجرائم اللكترونية والحديثة بما ‪5-‬‬

‫‪.‬يواكب تطور المجتمع‬

‫المراجع‬

‫القرآن الكريم *‬

‫د أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون العقوبات‪ ،‬ص ‪ 85‬دار النهضة العربية القاهرة **‬

‫المادة ‪ 30/1‬قانون العقوبات الفلسطيني رقم ‪ 74‬لسنة ‪1- 1936‬‬

‫المادة ‪ 96‬من مشروع القانون الجنائي العربي الموحد ‪2-‬‬

‫المادة ‪ 45‬من القانون الكويتي ‪3-‬‬

‫الدكتور ساهر الوليد‪ ،‬الحكام العامة في قانون العقوبات الفلسطيني الجزء الول ص ‪4- 263‬‬

‫الدكتور عبد القادر جرادة مبادئ قانون العقوبات الفلسطيني المجلد الول ص ‪5- 164‬‬

‫الدكتور أحمد عوض بلل‪ ،‬مبادئ قانون العقوبات المصري ص ‪ ،312‬دار النهضة العربية ‪6-‬‬

‫القاهرة‬

‫الدكتور أحمد فتحي سرور‪ ،‬مرجع سابق ص ‪7- 439‬‬

‫الدكتور محمود نجيب حسني‪ ،‬علم العقاب ص ‪ ،96‬دار النهضة العربية الطبعة الثالثة ‪8-‬‬

‫الدكتور عبد القادر جرادة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪9- 167‬‬


‫حكم المحكمة العليا الجزائرية في القضية رقم ‪ 82315‬جلسة ‪10- 5/12/1991‬‬

‫الدكتورة أمال عبد الرحيم عثمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات ص ‪ ،206‬دار النهضة العربية ‪11-‬‬

‫الدكتور ساهر الوليد‪ ،‬مرجع سابق ص ‪12- 262‬‬

‫الدكتور عبد القادر جرادة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪13- 170‬‬

‫الدكتور أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون العقوبات ص ‪14- 4439‬‬

‫الدكتور محمود نجيب حسني‪ ،‬مرجع سابق ص ‪15- 812‬‬

‫نص جنائي مصري رقم ‪ 2185‬لسنة ‪ 1963‬جلسة ‪16- 18/1/1995‬‬

‫الدكتور عبد القادر جرادة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪17- 176‬‬

‫الدكتور محمود نجيب حسني شرح قانون العقوبات ص ‪18- 3879‬‬

‫الدكتور أحمد عوض بلل‪ ،‬مرجع سابق ص ‪19- 346‬‬

‫الدكتور محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات ص ‪20- 387‬‬

‫الدكتور أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في شرح قانون العقوبات ص ‪21-461‬‬

‫الدكتور عبد القادر جرادة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪22- 176‬‬

‫الدكتور عبد القادر جرادة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪23- 181‬‬

‫الدكتور ساهر الوليد‪ ،‬مرجع سابق ص ‪24- 278‬‬

‫الدكتور علي بدوي‪ ،‬الحكام العامة في القانون الجنائي‪ ،‬الجزء الول ص ‪25- 481‬‬

You might also like