You are on page 1of 16

‫مقدمــــــــــة‬

‫لقد ساهمت العلقاات القاتصادية الدولية في تطوير القاتصاد العالمي بشكل فعال والذي أصبح له هيكل خاص به وآليات‬
‫وفعاليات تحكم سلوك ومعاملت الطراف المتقابلة في أسواقاه‪ ،‬كما يحفل بالعديد من التنظيمات والسياسات التي يستعان بها‬
‫في حل معضلته على المستويين النقدي والمالي‪ ،‬ولقد تنامى الهتمام بواقاع القاتصاد المشار اليه ومشكلته على الصعيد‬
‫العلمي والعملي في العقود الثالثاة الخيرة من القرن العشرين بعد أن اجتاحت العلقاات القتصادية الدولية أزمة عارمة في‬
‫أوائل السبعينات في أعقاب فترة من الرواج القاتصادي المؤقات وغير المسبوق الذي شهدته العديد من اقاتصاديات الدول‬
‫الرأسمالية الصناعية المتقدمة‪.‬‬
‫ولقد عبرت تلك الزمة عن نفسها بعدد من السمات الجوهرية تجلت على وجه الخصوص في بروز ظاهرة التضخم والتي‬
‫اتسمت بها القاتصاديات المتقدمة والسائرة في طريق النمو على حد سواء‪ ،‬وعلى اعتبار أن هذه الخيرة ظاهرة تتصل‬
‫بالكثاير من العلقاات التي تربط بين العوامل والقوى المؤثارة في حركة المتغيرات القاتصادية وأهمها مستويات الئتمان‪،‬‬
‫حركة النمو القاتصادي‪ ،‬وحركة استحداث التنمية‪ ،‬ولقد برزت مشكلة التضخم حديثاا ضمن الدراسات القاتصادية التي قاام‬
‫بها القاتصاديون وخاصة الرأسماليون منهم‪.‬‬
‫ولعل متعة البحوث المتعلقة بموضوع التضخم تتجلى في أهميته وحداثاته من حيث كونه ظاهرة تشكل عبئا على القاتصاد‪،‬‬
‫وعائقا امام استحداث التنمية‪ ،‬ومن هنا ظهر واضحا للعيان أن التضخم ما هو ال مشكلة اقاتصادية حتمية ل غنى لي اقاتصاد‬
‫عنها‪ ،‬مما أدى بالمفكرين للبحث‪ ،‬والكتاب ورجال القاتصاد في مواقاع العمل الى التقدم بسياسات علجية‪ ،‬وبالرغم من أن‬
‫معدلت التضخم هدأت نسبيا في العديد من الدول خلل تسعينات القرن العشرين‪ ،‬ال أن مشكلة التضخم ما زالت قاائمة‪،‬‬
‫والشكال ل يكمن فيها وانما يكمن في كيفية استخدامها كوسيلة‪ ،‬والتحكم فيها بالوسائل الخاصة لتحقيق الفاق المرجوة‬
‫مستقبل‪.‬‬
‫وبااعتبار الجزائر ضمن الدول التي تسعى بكل الطرق لتحقيق تنمية شاملة لمختلف الميادين وذلك بتوظيفها لكل ما تتوفر‬
‫عليه من امكانيات‪ ،‬مؤهلت ومقومات‪ ،‬وجد القاتصاد الجزائري نفسه مجبرا على التعاون مع هذه الظاهرة بالرغم مما‬
‫تحمله من معاني الكبح والتشاؤم والسعي الى تخفيض حدة أثارها بااستعمال كل الطرق والساليب‪.‬‬
‫لثاراء هذا البحث قامنا بوضع عدة تساؤلت‪ ،‬حتى يتسنى لنا دراسته بشكل واضح‪ ،‬وتتمثال فيما يلي‪:‬‬ ‫و ا‬
‫‪ .1‬ما المقصود بظاهرة التضخم وما هي مسبباته‪ ،‬أنواعه وآثااره؟‪.‬‬
‫‪ .2‬ما هي السياسات المتبعة لمكافحة التضخم؟‪.‬‬
‫‪ .3‬كيف هي ظاهرة التضخم في الجزائر؟‬
‫‪ .4‬ما هي آثاار التضخم على القاتصاد الجزائري؟‪.‬‬
‫‪ .5‬وما هي الطرق والوسائل التي اتبعتها الجزائر لمكافحة هذه الظاهرة؟‪.‬‬
‫ونتيجة لهذه السئلة فاانه لدينا عدة فرضيات تتمثال في‪:‬‬
‫‪ .1‬ظاهرة التضخم ظاهرة اقاتصادية تتجلى من خلل ارتفاع السعار‪.‬‬
‫‪ .2‬عادة يتم انتهاج كل من السياستين النقدية والمالية لمواجهة التضخم‪.‬‬
‫لقد كانت لدراستنا هذه حدود من ناحية الزمن ومن ناحية الموضوع المدروس‪ ،‬فمن ناحية المكان فقد تم تسليط الضوء على‬
‫الجزائرأما من ناحية الزمن فتبدأ دراستنا من ‪ 1994‬وتمتد الى غاية ‪ ، 2004‬اما من ناحية الظاهرة المدروسة فقد اعتمدنا‬
‫على مقاربة من المقاربات التالية‪:‬‬
‫المقاربة الولى‪ :‬تأثايرالتضخم على برامج التنمية المستديمة‪.‬‬
‫المقاربة الثاانية‪ :‬التضخم والسياسات المتبعة لمكافحته‪.‬‬
‫والمقاربة التي نكتفي بدراستها هي المقاربة الثاانية‪ ،‬وذلك من خلل توضيح مفهومه و تبيان مختلف السياسات المنتهجة للحد‬
‫منه‪.‬‬
‫ولتحليل الموضوع تحليل منطقيا ‪ ،‬كان لبد علينا انتهاج المنهج الستنباطي من خلل سرد كل المفاهيم المتعلقة بالتضخم‬
‫وكذا سياسات مكافحته وذلك من خلل أداته المتمثالة في التوصيف‪.‬‬
‫وللجابة على الشكالية أعله اقاتضت الدراسة تناول الموضوع في فصلين‪:‬تسبقهم مقدمة وتليهم خاتمة عامة تضم كل‬
‫النتائج المتوصل اليهافي هذا البحث‪.‬‬
‫تم تخصيص الفصل الول لدراسة مفاهيم عامة حول التضخم والذي يضم ثالث مباحث حيث تناولنا في الول أسس‬
‫التعريف بالتضخم‪ ،‬أما في الثااني قامنا بتوضيح أنواعه ‪،‬أسبابه وأثااره والمبحث الخير بينا فيه السياسات المتبعة لضبطه‪.‬‬
‫وبالنسبة للفصل الثااني تم تخصيصه لدراسة ظاهرة التضخم في الجزائر وطرق مكافحته منذ ‪ 1994‬الى غاية ‪.2004‬‬
‫والذي ضم بدوره ثالث مباحث حيث خصصنا الول لتبيان أنواع وأسباب التضخم في الجزائر‪ ،‬والثااني لتوضيح آثااره على‬
‫القاتصاد الجزائري والخيرلتبيان أثار الصلحات على السياسات المتبعة لمكافحة التضخم ‪ 1994‬الى ‪.2004‬‬
‫الفصل الول‪ :‬مفاهيم عامة حول التضخم‬
‫لقد أصبحت ظاهرة التضخم منأكثار الظواهر شيوعا في العالم القاتصادي المعاصر‪ ،‬لذلك فااننا ل نجد مفهوما واحدا لهذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬وانما هناك مفاهيم ارتبطت أساسا بالفكر والنظام ودرجة التطور القاتصادي في مرحلة من المراحل الزمنية‬
‫لتطور البشرية وفي هذا الفصل سنحاول التطرق الى دراسة التضخم بصفة عامة‪ ،‬من خلل التعرف على أسس التعريف‬
‫بالتضخم‪ ،‬أثاار التضخم‪ ،‬السياسات المتبعة لضبط التضخم‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬أسس التعريف بالتضخم‬
‫تختلف النظريات النقدية في تفسيرها لمصدر القوى التضخمية الدافعة لرتفاع السعار المتواصل ‪ ،‬وللتعرف على المصادر‬
‫المختلفة للقوى التضخمية‪ ،‬نتعرض لمختلف النظريات النقدية التي حاولت اعطاء تفسير مقنع عن التضخم‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬التعريف المبني على النظرية النقدية )الكمية(‬
‫ان التضخم النقدي بناءا على هذه النظرية يعني "كل زيادة في كمية النقد المتداول تؤدي الى زيادة في المستوى العام‬
‫للسعار" بمعنى الزيادة في كمية النقد المتداول تؤدي الى ارتفاع السعار السائدة في السوق ويعد ذلك سببا في ظهور‬
‫الظواهر التضخية‪ .‬وقاد سيطرت مفاهيم النظرية النقدية الكمية على مناقاشات معظم اقاتصاديي القرن ‪ 19‬وأوائل القرن ‪20‬‬
‫وتفسيراتهم لنشوء الحركات التضخمية حيث نسبو ظهورها لزدياد النقد المتداول في السوق مؤيدين أرائهم‪ ،‬بحجج‬
‫ومبررات اقاتصادية كارتفاع السعار بعد الحرب العالمية الولى وانخفاض قايمة العملت نتيجة ارتفاع السعار في بلدان‬
‫هذه العملت‪ ....‬كما حصل في المانيا سنة ‪ 1923‬حيث شكلت هذه الزمة مادة خصبة وأساسا مؤيدا لنصار النظرية‬
‫الكمية‪ ،‬حيث ساد التضخم واستفحل لدرجة كبيرة وذلك كأثار للتوسع في الصدار النقدي‪ ،‬وكثارة التدوال النقدي في السواق‬
‫اللمانية حتى كانت السعار ترتفع بشدة بين لحظة وأخرى حتى هبطت القوة الشرائية لتلك النقود لدرجة أنها فقدت قايمتها‬
‫كوسيط للتبادل‪ ،‬ومن ثام فقدت ثاقة الشعب بها ‪ ،‬مما دفع الحكومة اللمانية الى اغاء النقد واستبداله كأحد الجراءات للحد من‬
‫انتشار الظواهر التضخمية‪.‬‬
‫اذ يمكن حصر أهم الدعائم التي ارتكزت عليها نظرية الكمية في النقاط التالية‪:‬‬
‫• كمية النقود هي العامل الهام والفعال في التأثاير على حركات السعار‪.‬‬
‫• تتناسب كمية النقود تناسبا طرديا مع السعار بمعنى أنه اذا زادت الكمية النقدية المتداولة يترتب عليها ارتفاع في مستوى‬
‫السعار السائدة وبنفس النسبة والعكس‪.‬‬
‫• تتناسب الكمية عكسيا مع قايمة النقود التي تمثالها فهي العامل الرئيسي والهام في التأثاير على القوة الشرائية للوحدة النقدية‪.‬‬
‫• تتناسب الكمية النقدية تناسبا طرديا مع الطلب على السلع وعكسيا مع العرض بمعنى أنه اذا ازدادت كمية النقود المتبادلة‬
‫فاانه يترتب عليه ارتفاع في معدل الطلب على السلع‪ ،‬ونقصه في العرض عليها‪.‬‬
‫• تفترض هذه النظرية التشغيل الكامل لعناصر النتاج‪.‬‬
‫• تفترض هذه النظرية أن هناك عوامل رئيسية تؤثار في السعار هي‪ :‬كمية النقد‪ ،‬سرعة التداول النقدي‪ ،‬كمية المبادلت‪.‬‬
‫وخلصة القول ان الثار الوحيد للتغير في كمية النقود "طبقا للكلسيك" هو التغير في المستوى العام للسعار ولذلك فقد‬
‫استخدمو معادلة التبادل لثابات هذه العلقاة الرتباطية النسبية والطردية بين التغير في كمية النقود "متغير مستقل" والتغير‬
‫في المستوى العام للسعار "متغير تابع" وذلك في فترة قاصيرة مع بقاء العوامل الخرى ثاابة‪ .‬وقاد عبر فيشر عن هذه‬
‫العلقاة بالمعادلة التالية‪ MV=TP :‬حيث‪:‬‬
‫‪ :V‬سرعة دوران النقود‪.‬‬
‫‪ :M‬كمية النقود‪.‬‬
‫‪ :T‬كمية المبادلت‪.‬‬
‫‪ :P‬المستوى العام للسعار‪(1) .‬‬
‫ورغم أهمية تطوير معادلة التبادل لـ"فيشر" كمعبر عن النظرية الكمية ال أن مدرسة "كمبريدج" لم تختلف على المدى‬
‫القصير عن النظرية الكمية الكلسيكية في اطار معادلة للتبادل التي تربط بعلقاة طردية بين المستوى العام للسعار وكمية‬
‫النقود‪ .‬فعلى المدى القصير يترتب عن زيادة عرض النقود على الطلب عليها ارتفاع متناسب في المستوى العام للسعار‪.‬‬
‫غير أن العلقاة بين كمية النقود والمستوى العام للسعار التي تضمنها هذه النظرية ليست بالبساطة التي تصورتها‪ ،‬فقد ترتفع‬
‫السعار لسباب ل علقاة لزيادة كمية النقود فيها‪ .‬ذلك أن أزمة الكساد )‪ (1933-1929‬أثابتت عدم صحة هذا التحليل‬
‫للتضخم‪.‬‬
‫ورغم النتقادات التي وجهت لهذ النظرية ال أنها استطاعت أن تفسر الرتفاع التضخمي في السعار تحت ظروف معينة‬
‫يتحقق فيها قادر كبير من افتراضاتها‪(2).‬‬

‫المطلب الثااني‪ :‬التعريف المبني على النظرية الكينزية‬


‫يبنى هذا التعريف على العلقاة ما بين العرض والطلب بحيث يكون التضخم ثامرة هذه العلقاة المقصودة وهي العلقاة السلبية‬
‫التي تمثال الخلل التوازني فيما بين العرض والطلب‪ ،‬فمن العلماء القاتصاديين من بنى تعريفه وتحليله للتضخم على القوى‬
‫التي تحكم هذه العلقاة فعرف التضخم بأنه "زيادة الطلب على العرض زيادة تؤدي الى ارتفاع السعار")‪ (3‬ولقد بنى‬
‫أصحاب هذه النظرية تحليلهم لمفهوم التضخم على نظرية السعار وتغيراتها‪ ،‬فهم يفترضون مستوى معين من الثامان‬
‫السائدة في السواق‪ ،‬بحيث أنه لو زاد الطلب النقدي على العرض السلعي عند ثامن معين فاان السعار ستميل للرتفاع أي‬
‫اذا كان هناك فائضا ايجابيا في الطلب وفائضا سلبيا في العرض والعكس‪(4).‬‬
‫ويعتمد التحليل الكينزي على طريقة قاياس الفروق الموجودة بين حجم السلع والخدمات المنتجة في القاتصاد‪ ،‬والقوة الشرائية‬
‫المتوافرة في أيدي المستهلكين ‪(5).‬‬
‫ويتميز التحليل الكينزي في تفسيره للتضخم بمرحلتين أساسيتين‪:‬‬
‫المرحلة الولى‪ :‬ل تكون فيها كل المواد النتاجية للقاتصاد مستغلة‪ ،‬في هذه الحالة عند زيادة النفاق الوطني بزيادة انفاق‬
‫الحكومة مثال‪ :‬فاان ذلك سيؤدي الى زيادة الدخول‪ ،‬وبالتالي يزيد النفاق على الستهلك أي يزيد الطلب الكلي‪ ،‬فينعكس ذلك‬
‫على زيادة النتاج‪ ،‬مما يسبب ارتفاعا بسيطا في السعار‪ ،‬لن فائض الطلب يمتصه التوظيف والنتاج‪ .‬غير أن مع زيادة‬
‫النفاق يتجه القاتصاد الوطني من التشغيل التام حيث ل يقابل فائض الطلب زيادة في النتاج‪ ،‬حيث تبدا التجاهات‬
‫التضخمية في الظهور‪ ،‬وهذا التضخم هو "التضخم الجزئي" يظهر قابل الوصول الى مستوى التشغيل التام‪ .‬وسببه هو عجز‬
‫بعض عناصر النتاج عن مواجهة الطلب المتزايد عليها‪ ،‬وضغوط نقابات العمال على أصحاب العمال العمال لرفع‬
‫الجور‪ ،‬وكذا الممارسات الحتكارية لبعض المنتجين‪ ،‬وهذا التضخم ل يثاير المخاوف لنه يحفز على زيادة النتاج بسبب‬
‫ارتفاع الرباح‪.‬‬
‫المرحلة الثاانية‪ :‬هي مرحلة التشغيل التام حيث تكون الطاقاات النتاجية قاد وصلت الى أقاصى حد من تشغيلها‪ .‬فااذا افترضنا‬
‫أي زيادة في الطلب الكلي ل تنجح في احداث أي زيادة في النتاج أو العرض الكلي للسلع والخدمات‪ ،‬حيث تكون مرونة‬
‫العرض الكلي قاد بلغت الصفر‪ .‬ويسمى الفرق بين الطلب الكلي والناتج الوطني فائض الطلب الذي ينعكس على ارتفاع‬
‫السعار‪ .‬ومن الملحظ أن الرتفاع في السعار يستمر باستمرار وجود فائض الطلب "القوة التضخمية" ويسمي كينز هذا‬
‫التضخم "التضخم البحت"‪.‬‬

‫المطلب الثاالث‪ :‬نظرية التضخم الناشئ عن دافع النفقة‬


‫تتلخص هذه النظرية في ان ارتفاع نفقة النتاج هو الذي يدفع بالسعار الى الرتفاع‪ .‬وترى هذه النظرية أن مصدرالقوى‬
‫التضخمية هو في جانب العرض فاارتفاع الجور بشكل مستقل عن ظروف النتاج والطلب الكلي‪ ،‬يدفع التحادات العمالية‬
‫الى ممارسة ضغوطها على أصحاب العمال والمطالبة برفع الجور‪.‬‬
‫وفي دراسة شهيرة ل"فليبس" عن بريطانيا‪ ،‬لحظ أن هناك علقاة بين معدىت الجر النقدي ومعدل تغير البطالة‪ ،‬حيث صاغ‬
‫هذه الفكرة في منحناه المسمى "منحنى فليبس"‪:‬‬

‫وقاد اكد هذا المنحنى على العلقاة العكسية بين معدل التضخم‪ ،‬ومعدل البطالة‪ ،‬ومحتوى هذه العلقاة أن انخفاض حجم البطالة‬
‫يدفع معدلت الجور الى أعلى وبالتالي ارتفاع مستويات السعار‪(6).‬‬
‫ولقد قاسم بعض القاتصاديين تضخم الكلفة الدافعة الى مجموعة من النظريات الفرعية التي تفسر التضخم مثال "تضخم‬
‫الجور" الناشئ عن ارتفاع المستوى العام للجور الذي يترتب عليه مستوى التكاليف الصناعية والخدمية فيحدث ما يعرف‬
‫بالتضخم "اللولبي" أو "الحلزوني" بحيث يكون الرتفاع في الجور أو ل يتبعه ارتفاع في السعار وتتعاقاب الزيادة في كل‬
‫من الجور والسعار‪ .‬كذلك من النظريات الفرعية لتضخم الكلفة الدافعة نظرية تضخم الرباح حيث تلجأ المؤسسات‬
‫والمنشآت الصناعية الكبيرة التي يسودها حالة الحتكار أو شبه الحتكار الى رفع السعار والتحكم في كميات النتاج بهدف‬
‫تعظيم الرباح مما يترتب عليه ارتفاع المستوى العام للسعار وارتفاع تكاليف النتاج في نفس الوقات حتى يبلغ التضخم‬
‫مستويات مرتفعة ومتزايدة في السعار‪(7).‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬النظرية المعاصرة لتفسير التضخم‬


‫أعادت مدرسة شيكاغو بزعامة " ميلتون فريدمان " النظرية الكمية الى الحياة في صورة جديدة‪ ،‬وانتشار هذه النظرية في‬
‫الواقاع ل يرجع فقط الى مساهمات "فريدمان" في هذه الصياغة الجديدة‪ ،‬بل أيضا الى المناخ القاتصادي الذي ساد‬
‫اقاتصاديات الدول الرأسمالية في السبعينات‪ ،‬وخاصة انتشار ظاهرة التضخم الركودي حيث صاحب الرتفاع المتواصل‬
‫للسعار تزايد معدلت البطالة‪ ،‬وهو ما يناقاض منحنى "فليبس"‪.‬‬
‫تنظر هذه النظرية الى التضخم على أنه ظاهرة نقدية بحتة‪ ،‬وان مصدره هو نمو كمية النقود بسرعة أكبر من النتاج‪،‬‬
‫ويتصور "فريدمان" أن التغير في كمية النقود يدعمه تغير في سرعة دورانها في نفس التجاه‪ ،‬وينعكس اجمالي أثار التغير‬
‫في كمية النقود وسرعة دورانها في أحداث تغير في كل من الناتج الوطني والسعار بنسب متفاوتة‪ .‬ونخلص من هذا أن‬
‫مصدر الرتفاع التضخمي في النظرية المعاصرة لكمية النقود‪ ،‬يرجع الى زيادة الرصيد النقدي في المجتمع عن "الحجم‬
‫المثال" الذي يحقق الستقرار في المستوى العام للسعار‪.‬‬
‫ان المعدل المثال للتغير في كمية النقود هو ذلك المعدل الذي يقابل التغير في كل من الناتج الوطني والتغير في سرعة‬
‫دوران النقود‪).‬‬
‫المبحث الثااني‪ :‬التضخم‪ ،‬أنواعه‪ ،‬أسبابه وأثااره‬
‫للتضخم عدة أنواع كما له عدة أسباب وأثاار ‪ ،‬وسنتعرف على كل واحدة من خلل هذا المبحث‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬أنواع التضخم‬
‫يمكننا العتماد على عدد كبير من المعايير والسس للتمييز بين النواع المتعددة والمختلفة للتضخم ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬التضخم الطليق )المكشوف(‪ :‬يتسم هذا النوع من التضخم في ارتفاع واضح في السعار دون تدخل من قابل السلطات‬
‫الحكومية للحد من هذه الرتفاعات أو التأثاير فيها‪ ،‬حيث تتجلى مواقاف هذه السلطات بالسلبية‪،‬مما يؤدي الى تفشي هذه‬
‫الظاهرة التضخمية‪ ،‬والتسارع في تراكمها فترتفع المستويات العامة للسعار بنسبة أكبر من زيادة التداول النقدي للكميات‬
‫النقدية المعروضة‪.‬‬
‫‪ .2‬التضخم المقيد )المكبوت(‪ :‬يتجلى هذا النوع من التضخم بالتدخل من قابل السلطات الحكومية في سير حركات الثامان‪،‬‬
‫فتحدد الدولة المستويات العليا للسعار حتى تتعدى الحد القاصى من ارتفاعاتها‪ ،‬فدور الدولة هنا يتمثال في منع استمرارية‬
‫الرتفاعات السعرية واستفحالها‪ ،‬اذ أن الظواهر التضخمية تبقى موجودة‪ ،‬والدولة بتدخلها ل تقض عليها ‪ ،‬وانما يكون هدفها‬
‫هو الحد من حركات التجاهات التضخمية المتفشية‪ ،‬بصفة مؤقاتة‪ ،‬ومن ثام الحد من استفحال آثاارها في المجتمع‪ ،‬عن طريق‬
‫اجراءات متعددة مثال تجميد السعار لمنعها من الرتفاع‪ ،‬الرقاابة على الصرف‪ ،‬تثابيت أسعار الفائدة الخ‪.‬‬
‫‪ .3‬التضخم الزاحف‪ :‬هو الرتفاع المتواصل للسعار الذي يحدث على مدى فترة طويلة من الزمن نسبيا‪ ،‬أي أن هذا‬
‫الرتفاع يكون بطيئا وفي حدود ‪ % 2‬سنويا‪.‬‬
‫‪ .4‬التضخم الجامع‪ :‬هو أشد أنواع التضخم آثاارا وضررا على القاتصاد الوطني‪ ،‬حيث تتوالى ارتفاعات السعار دون‬
‫توقاف‪ ،‬وبسرعة قاد تصل الى ‪ % 50‬سنويا أو أكثار‪ ،‬فتفقد النقود قاوتها الشرائية وقايمتها كوسيط للتبادل ومخزن للقيم‪ ،‬مما‬
‫يدفع بالسلطات الحكومية الى التخفيض من قايمتها وما يصحب ذلك من آثاار سلبية على بعض النتعاملين القاتصاديين أو‬
‫التخلص منها باابدالها بعملة جديدة‪.‬‬
‫المطلب الثااني‪ :‬أسباب التضخم‬
‫بمقتضى التحليل الكينزي فاان الطلب الكلي الفعال يعتبر عامل رئيسيا في تحديد مستويات العمالة‪ ،‬الدخل‪ ،‬والنتاج‪ .‬وفي‬
‫حالة التضخم يعبر عن الخلل في التوازن باارتفاع الطلب الكلي عن العرض الكلي أو باانخفاض العرض الكلي عن مستوى‬
‫التشغيل الكامل‪.‬‬
‫أول‪ :‬العوامل الدافعة بالطلب الكلي الى الرتفاع‬
‫يمكن ارجاع تلك الدوافع الى ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬زيادة النفاق الستهلكي والستثاماري‪ :‬ان النظريات الخاصة بالتوازن‪ ،‬والخاصة بالعرض والطلب الكلي وجهاز‬
‫الثامان تفترض اقاتران الخلل في التوازن بالزيادة في النفاق الكلي عن مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬ويتمثال في زيادة الطلب‬
‫الكلي عن العرض الكلي‪ ،‬وعند هذا المستوى يحدث التضخم‪ ،‬والمتمثال في الزيادة في النفاق الكلي الذي تقابلها زيادة مماثالة‬
‫في المنتجات والسلع المعروضة‪ ،‬على فرض الوصول الى حجم التشغيل الكام‪ ،‬وبالتالي فاان حجم النفاق الكلي هو الحاسم‬
‫كسبب من أسباب التضخم‪.‬‬
‫‪ .2‬التوسع في فتح العتمادات من قابل المصارف‪ :‬ان توسع البنوك التجارية في منح الئتمان والعتمادات‪ ،‬يعتبر عامل‬
‫مهما في تزويد السواق بمبالغ نقدية كبيرة‪ ،‬فقد ترغب الدولة في تنشيط العمال العامة وزيادة النتاج‪ ،‬فتشجع المصارف‬
‫على فتح عمليات الئتمان بوسائلها المعروفة كتخفيض سعر الفائدة‪ .‬فيزيد اقابال رجال العمال على الستثامار‪ ،‬وهذا بدوره‬
‫يؤدي الى ارتفاع السعار منبئا عن ظاهرة تضخمية كان سببها الول والعتمادات التي فتحتها المصارف للمنتجين‪.‬‬
‫‪ .3‬العجز في الميزانية‪ :‬تعتبر هذه الطريقة سهلة تلجأ اليها الحكومات والدول من أجل تمويل مشروعاتها النتاجية وتشغيل‬
‫العناصر النتاجية المعطلة في المجتمع‪ .‬والعجز في الميزانية ل يحدث صدفة بقدر ما تتعمد الدول احداثاه‪ ،‬لتمويل خطط‬
‫تمويلية تنوي الحكومة القيام بها‪ ،‬فتلجأ الى توفير النفقات الضرورية اللزمة لها بوسائل كثايرة‪ .‬ويقصد بااجداث عجز في‬
‫الميزانية هو زيادة النفقات العامة عن اليرادات العامة بالقدر الذي تقترضه الحكومة من البنك المركزي‪.‬‬
‫وان عجز الميزانية هو وسيلة متعمدة تلجأ اليها الحكومة وهي على علم بآثاارها السيئة‪ ،‬ومن قابيل القاتراض أن ذلك في‬
‫سبيل انعاش الحركة القاتصادية‪ ،‬وتوفير رواج الشغال وتنفيذ برامجها المدنية والعسكرية هذا في حالة ما قابل مستوى‬
‫التشغيل الكامل‪ .‬أما اذا كانت جميع العناصر النتاجية مشتغلة‪ ،‬فاان النفقات العامة في هذه الحالة ل تجد لها منفذ سليما‬
‫وتكون في هذه الحالة سببا في ارتفاع السعار‪ ،‬والتي كانت كنتيجة لعدم التوازن ما بين فيض النقد المتداول المتمثال باازدياد‬
‫النفاق العام‪ ،‬والمعروض السلعي‪.‬‬
‫‪ .4‬تمويل العمليات الحربية‪ :‬تعتبر الحروب من السباب المنشأة للتضخم لما يتخللها من نفقات عامة كبيرة‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫اذا ما رأت الدولة أن قادرتها المالية قاد ضعفت‪ ،‬تلجأ الى أقارب الموارد وهي آلة الصدار لتمدها بالمال اللزم‪ ،‬والحقيقة أن‬
‫الحاجة الى المال تبدأ قابل اندلع الحرب للستعداد لها‪ ،‬وأثاناء الحرب لتسيير أمور البلد‪ ،‬وكذلك ما بعد الحرب لمعالجة ما‬
‫خلفته الحرب من ويلت تنصب معظمها على القاتصاد‪.‬‬
‫‪ .5‬الرتفاع في معدلت الجور‪ :‬السبب المباشر والفعال في ارتفاع معدلت الجور‪ ،‬ونفقات المعيشة يكمن في صلب‬
‫النظمة القاتصادية الرأسمالية ذاتها التي تسمح بجرية النقابة العمالية واعطائها حق التكاليف النتاجية مما يخفض من‬
‫معدلت الرباح عند مستوى التشغيل الكامل ويمكن تجاوز هذه المشكلة بااقاتراح الحكومة للحلول التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التفاق مع التحادات العمالية على عدم المطالبة بزيادة الجور لفترة زمنية محددة‪.‬‬
‫‪ ‬التفاق مع التحادات العمالية على المطالبة بزيادات في الجور بنسبة تتعادل مع نسبة الزيادة في انتاجيتهم محافظة على‬
‫استقرار ولو نسبي للسعار‪.‬‬
‫‪ .6‬التوقاعات والوضاع النفسية‪ :‬قاد يرجع الرتفاع في الطلب الكلي الفعال الى عوامل نفسية وتقديرية أكثار من عوامل‬
‫اقاتصادية‪ ،‬فكثايرا ما يكون للحالت النفسية للفراد الثار الكبير في نشوء بعض الظواهر التضخمية ولعل أفضل الحالت‬
‫التي يكون فيها للظروف النفسية آثاارها الفعالة هي فترات الحروب حيث تكون الظروف مهيأة لتقبل القااويل والتنبؤات‬
‫بارتفاع السعار مستقبل الذي يزيد من حركة النشاط والنتعاش‪ ،‬وفي قاطاع الستثامار يترتب على التنبؤ بارتفاع السعار‪،‬‬
‫اقادام المنتجين على تجنيد أصولهم الحالية للحصول على معدلت أكبر من الرباح‪ ،‬فترتفع الكفاية الحدية لرأس المال‬
‫المستثامر‪ ،‬مما يزيد من حدة التفاع الطلب الكلي الفعال والعكس عند التنبؤ بانخفاض السعار‪.‬‬
‫ثاانيا‪ :‬العوامل الدافعة بالعرض الكلي نحو النخفاض‬
‫يمكن ارجاع هذه العوامل الى‪:‬‬
‫‪ .1‬تحقيق مرحلة الستخدام التام‪ :‬قاد يصل القاتصاد الوطني لمرحلة من الستخدام والتشغيل الكامل والتام لجميع العناصر‬
‫النتاجية بحيث يعجز الجهاز النتاجي عن كفاية متطلبات الطلب الكلي المرتفع عن ذلك المستوى بحيث يبقى الجهاز‬
‫النتاجي عاجزا‪ ،‬عن دون المستوى المرتفع للطلب الكلي‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم كفاية الجهاز النتاجي‪ :‬قاد يتصف الجهاز النتاجي بعدم المرونة والكفاية في تزويد السوق بالمنتجات والسلع‬
‫الضرورية ذات الطلب المرتفع‪ ،‬وقاد يعود عدم المرونة الى نقص الفن النتاجي المستخدم في العمليات النتاجية‪ ،‬وقاد تكون‬
‫الساليب المتبعة قاديمة‪ ،‬ول تفي بمتطلبات السواق الحديثاة‪ .‬قاد يكون النقص في العناصر النتاجية كالعمال‪ ،‬والموظفين‬
‫المختصين والمواد الولية‪.‬‬
‫‪ .3‬النقص في رأس المال العيني‪ :‬قاد يعود عدم المرونة للجهاز النتاجي الى نقص في رأس المال العيني المستخدم عند‬
‫مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬مما يباعد ما بين النقد المتداول‪ ،‬وبين المعروض من السلع‪ ،‬والمنتجات والثاروات المتمثالة في‬
‫العرض الكلي المتناقاص‪ ،‬وبالتالي ظهور التضخم كمؤشر على وجود الخلل التوازني في السواق المحلية الذي يعبر عن‬
‫النقص في العرض النتاجي‪(9).‬‬

‫المطلب الثاالث‪ :‬أثاار التضخم‬


‫ان التضخم كظاهرة نقدية له من الثاار القاتصادية والجتماعية ما يتجاوز خاصيته النقدية وكون هذه الظاهرة تعيق مسار‬
‫التنمية في اقاتصاديات دول العالم فارنه من الصعب حصر آثاارها‪ ،‬وفيما يلي نحاول ابراز أهم هذه الثاار‪.‬‬
‫أول‪ :‬الثاار القاتصادية‬
‫‪ .1‬الثاار في الجهاز النقدي الداخلي‪ :‬يعبر التضخم عن فشل النقود في تأدية وظائفها الساسيةكوسيط للمبادلة‪ ،‬مخزن للقيمة‪،‬‬
‫مقياس للقيمة‪ ،‬فأول وظيفة تفقدها هي قادرتها على القيام بدور مخزن للقيمة وبالتالي تدهور في قايمتها الحقيقية )‪ (10‬ومعنى‬
‫ذلك أن التدهور في القيمة الحقيقية لوحدة النقد هو الوجه الخر للتضخم‪،‬فإذا كان التضخم جامعا كان التدهور في القيمة‬
‫الحقيقية للنقود جامحا ‪ ،‬وإذا كان التضخم زاحفا كان التدهورفي القيمة الحقيقية للنقود كذلك ‪(11).‬‬
‫‪ .2‬الثاار في هيكل النتاج ‪ :‬إن التضخم وما يترتب عليه من إرتفاع مستويات السعار والجور و الرباح في القطاعات‬
‫النتاجية المخصصة الستهلك يؤدي إلى إنجذاب رؤوس الموال والعمالة إلى تلك القطاعات على حساب النشطة‬
‫النتاجية والستثامارية ‪،‬ويترتب على ذلك أن بعض القطاعات سوف تعاني من عجز في الطاقاة النتاجية ‪،‬في حين أن‬
‫القطاعات الصناعية الستهلكية و قاطاعات الخدمات سوف تعاني من الطاقاة الزائدة وتحتاج لن تعمل بمبادلت تشغيل‬
‫مرتفعة )‪ (12‬وإذا كان القاتصاد في مرحلة قاريبة من مستوى التوظيف الكامل فإن الطلب الكلي وإرتفاع السعار يمكن ان‬
‫يؤدي الى الزيادة في النتاج لكن بمعدلت منخفضة وكلما إقاترب القاتصاد من مستوى التشغيل الكامل ‪ ،‬كلما إقاتربت مرونة‬
‫النتاج من الصفر مما يزيد في حدة أرتفاع السعار و إنتشار المضاربة وتخزين السلع بغية بيعها في وقات لحق أما إذا‬
‫إفترضنا أن القاتصاد مازال بعيدا عن مستوى التوضيف الكامل فإن الوضع سيختلف فالزيادة في الطلب وإرتفاع السعار‬
‫يمكن أن تؤدي إلى زيادة الدخول التقدير و يخضع معدلت التضخم للتقلبات بإستمرار‪(13).‬‬

‫‪ .3‬الثاار المتعلقة بالقطاع الخارجي للقاتصاد ‪ :‬من أهمك الثاار الضارة بالقاتصاد القومي والتي يسببها التضخم ‪:‬‬
‫الثار على ميزان المدفوعات حيث يؤدي التضخم إلى خفض الصادرات وزيادة الواردات وبالتالي ينشأالعجز في ميزان‬
‫المدفوعات‪.‬‬
‫‪ .4‬اثار التضخم على تقويم المشاريع الستثامارية ‪ :‬في حالة التضخم تكون السعار في إرتفاع مستمر ومن ثام فإن القوة‬
‫الشرائية للنقود تكون في إنخفاض وتكون القوة الشرائية للمدخولت أيضا الدخل السنوي المتحصل بها في حالة إنخفاض من‬
‫سنة لخرى فإذا كان من المتوقاع مثال يرتفع المستوى العام للسعار في العام القادم الى ضعف ماهو عليه الن فإن هذا يعني‬
‫أن الجنيه المصري العام القادم لن يكفي لشراء نصف مقدار السلع و الخدمات التي يشتريها في العام الحالي ‪(14).‬‬
‫‪ .5‬اثار التضخم على الستثامار و الدخار ‪:‬‬
‫‪ -‬إنخفاض مردودية المشاريع نتيجة إرتفاع تكاليف عوامل النتاج‬
‫‪ -‬تشجيع الفراد على الستثامار في المشاريع الخدماتية و القالع عن المشاريع السلعية‬
‫‪ -‬إضعاف ثاقة الفراد في العملة الوطنية كحافز على إدخار حيث يزيد التفاصيل السلعي على التفصيل النقدي في حالة‬
‫إنخفاض قايمة النقود‪.‬‬
‫‪ .6‬أثار التضخم على توزيع الدخل الوطني ‪ :‬حيث ليؤثار التضخم على أصحاب الدخول المتميزة من تجار ومنتجين بمقدار‬
‫ما يؤثار على أصحاب الدخول الثاابتة والذين تختلف دخولهم عن الخرين بتصاعد السعار المستمر فالتضخم إذن يعمق‬
‫التفاوت في توزيع الجور والثاروات ‪.‬‬
‫ثاانيا‪ :‬الثاار الجتماعية للتضخم‬
‫أثاناء فترة التضخم يمكن تمييز الثاار التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إرتفاع الدخل النقدي بمعدل أكبر من معدل إرتفاع معدل السعار وبالتالي يزداد الدخل الحقيقي بمعدل يتحدد بمدى إرتفاع‬
‫الدخل النقدي من جهة ومستوى السعار من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬إرتفاع الدخل النقدي بمعدل مساوي لمعدل ارتفاع السعار‪،‬وفي هذه الحالة يبقى الدخل الحقيقي ثاابت‪.‬‬
‫‪ ‬تناقاص الدخول الحقيقية لدى أصحاب الدخول الثاابتة نتيجة ارتفاع السعار‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض الدخول الحقيقية لدى أصحاب المرتبات )موظفي المؤسسات( حال انخفاض مستوى السعار اذا لم تنقطع‬
‫دخولهم نتيجة لفقدانهم عملهم بحكم تدهور النشاط القاتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬أصحاب الجور أقال تعرضا لنخفاض القوة الشرائية لدخولهم نظرا لوجود التحادات العمالية التي تطالب برفع الجور‬
‫النقدية‪(15) .‬‬
‫‪ ‬الثار على اعادة توزيع الثاروة‪ ،‬حيث تستفيد الفراد الذين تتجسد ثارواتهم في أصول عينية )أراضي‪ ،‬عقارات‪ ،‬ذهب‪(....‬‬
‫من التضخم حيث تزيد القيمة الحقيقية لهذه الصول بنفس نسبة ارتفاع المستوى العام للسعار تقريبا‪ .‬أما الفراد الذين‬
‫يمتلكون ثاروة في شكل أصول مالية ونقدية مختلفة )السندات الحكومية وغير الحكومية‪،‬ودائع التوفير‪ (...‬هم المتضررين من‬
‫التضخم‪ .‬لن القيمة الحقيقية لشكال ثاروتهم السابقة تتدهور بنفس ارتفاع المستوى العام للسعار‪.‬‬
‫‪ ‬هجرة الكفاءات الى الخارج‪.‬‬
‫‪ ‬انتشار الرشوة والفساد الداري‪(16) .‬‬
‫المبحث الثاالث‪ :‬السياسات المتبعة لضبط التضخم‬
‫لقد تعددت السياسات لمكافحة التضخم كون هذا الخير يتسم بحركة صعودية مستمرة في السعار ولهذا ل يمكن ضبطه‬
‫بسياسة واحدة وسنحاول من خلل هذا المبحث التطرق الى مختلف السياسات المستعملة في مواجهة هذا الوباء‪.‬‬

‫المطلب الول‪ :‬السياسة النقدية وضبط التضخم‬


‫أول‪ :‬مفهوم السياسة النقدية‬
‫يقصد بها مجموعة الوسائل التي تطبقها السلطات النقدية المهيمنة على شؤون النقد والئتمان‪ ،‬وتتم هذه الهيمنة اما بالحداث‬
‫تأثايرات في كمية النقود أو كمية وسائل الدفع بما يلئم الظروف القاتصادية المحيطة بها‪ (17).‬والسياسة النقدية بمفهومها‬
‫الواسع قاد تشمل مختلف النظمة المتعلقة بالنقود والبنوك لنها قاد تؤثار في حجم النقود المتداولة‪ ،‬ولكن السياسة النقدية‬
‫بمفهومها الضيق تقتصر على الوسائل أوالجراءات التي تستخدمها السلطات النقدية دائما لمراقابة عرض النقود وبلوغ هدف‬
‫محدد كهدف الستخدام الكامل )‪.(18‬‬
‫ثاانيا‪ :‬أهداف السياسة النقدية‬
‫بصفة عامة أهداف السياسة النقدية تتمثال فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيق المعدل المثال للنمو القاتصادي المصحوب بالعمالة الكاملة‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على الستقرار النقدي داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على التوزيع العادل للثاروة‪.‬‬
‫‪ ‬احكام الرقاابة على الئتمان بما يتناسب والوضع القاتصادي القائم‪.‬‬
‫‪ ‬تعبئة المدخرات والموارد المالية اللزمة لتمويل البرامج الستثامارية‪.‬‬
‫ونجد أهدافها في الدول النامية تنص على‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيق الستقرار النقدي‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع النمو القاتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق التوازن الداخلي والخارجي‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان قاابلية الصرف والمحافظة على قايمة العملة‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في ايجاد سوق نقدي ومالي متطور ‪(19).‬‬
‫ثاالثاا‪ :‬أهمية السياسة النقدية‬
‫ان فعالية السياسة النقدية تنحصر عموما في ‪:‬‬
‫‪ ‬مدى امكانية استخدام أدوات السياسة النقدية الكفيلة بتحقيق الغرض الساسي من هذا الستخدام‪.‬‬
‫‪ ‬مدى التوقاف في اختيار الوقات الملئم لستخدام هذه الدوات في معالجة الوضاع القاتصادية والنقدية غير المرغوب‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ ‬مدى التنسيق والملءمة فيما بين استخدام أدوات السياسة النقدية وأدوات السياسة المالية بغية تجنب أثاار الجراءات‬
‫والتدابير المتعارضة التي يمكن أن تنجم في حالة عدم التنسيق بين هاتين السياستين‪(20) .‬‬
‫رابعا‪ :‬أدوات السياسة النقدية‬
‫‪ -1‬الدوات الكمية‪ :‬تتمثال في سياسة سعر البنك )سعر الخصم(‪ ،‬سياسة السوق المفتوحة‪ ،‬سياسة معدل الحتياطي القانوني‪،‬‬
‫سياسة الودائع الخاصة‪ ،‬سياسة الحد القاصى لسعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -2‬الدوات النوعية‪ :‬هي مجموعة الحكام والقوانين والقواعد والجراءات والليات التي يتخذها البنك المركزي ل للتأثاير‬
‫على كمية النقود المتداولة‪ ،‬وانما ينصب على كيفية استخدام تلك الكمية من النقود وهي تتمثال فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التأثاير على مجالت الستهلك والستثامار‪ :‬ففي حالة التضخم يكون الستهلك أكبر من الستثامار‪ ،‬فيقوم البنك المركزي‬
‫برفع معدل الفائدة على القروض الموجهة للستهلك وتخفيضه على القروض الموجهة للستثامار‪.‬‬
‫‪ ‬التأثاير على أنواع القروض‪ :‬في حالة التضخم يسمح البنك المركزي للبنوك التجارية بمنح قاروض طويلة ومتوسطة‬
‫الجل على حساب القروض القصيرة الجل عن طريق سعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬التأثاير على القروض القطاعية‪ :‬حيث يخفض البنك المركزي سعر الفائدة على القروض الممنوحة للقطاعات التي يود‬
‫تشجيعها‪ ،‬ورفعه على القروض الموجهة للقطاعات التي يود الحد أو التقليص من نشاطها‪.‬‬
‫‪ ‬البيع بالتقسيط‪ :‬تعتمد هذه السياسة على ثالثاة عناصر‪ ،‬الحصة الولى‪ ،‬الحصص المتبقية‪ ،‬وسعر الفائدة‪ ،‬ففي حالة‬
‫التضخم تقوم هذه السياسة على أساس رفع الحصة الولى والتقليص من المدة المتبقية ورفع سعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬الغراء الدبي‪ :‬يقوم البنك المركزي بتوجيه القاتراحات والجراءات المتعلقة بكيفية تصرف البنوك التجارية‬
‫باحتياطاتهاوودائعها‪ ،‬ولبد على البنوك التجارية اللتزام بها‪ ،‬ففي حالة التضخم ترفع أسعار الفائدة على القروض المنوحة‬
‫لغرض تخفيض مستويات السعار والطلب الكلي الى المستوى اللزم والمعقول‪(21).‬‬
‫وهناك أدوات مستحدثاة كـ‪:‬‬
‫‪ ‬سياسة الرقاابة و الجزاءات‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة تأطير القروض‪.‬‬
‫‪ ‬هامش الضمان المطلوب حيث يطلب البنك المركزي من البنوك التجارية رفع هذه النسبة أي رفع المقدار الواجب دفعه‬
‫لشراء الورقاة المالية من الموال الخاصة وتقليل مقدار القرض الذي يمكن أن يحصل عليه العميل من البنك التجاري لشراء‬
‫الوراق المالية‪(22) .‬‬

‫المطلب الثااني‪ :‬السياسة المالية وضبط التضخم‬


‫أول‪ :‬مفهوم السياسة المالية‬
‫هي مجموعة القواعد والساليب والوسائل والجراءات والتدابير التي تتخذها الدولة لدارة النشاط المالي بأكبر كفاءة ممكنة‬
‫لتحقيق مجموعة من الهداف القاتصادية والجتماعية والسياسية خلل فترة معينة والمقصود بها الطريق الذي تنتهجه‬
‫الحكومة في تخطيط النفاق العام وتدبير وسائل تمويله كما يظهر في الموازنة العامة للدولة‪(23) .‬‬
‫وتعتبر السياسة المالية وسيلة لجعل الطلب الكلي مساويا الى العرض الكلي في اقاتصاد دولة ما‪ ،‬وكذلك تعتبر وسيلة لتحقيق‬
‫الستقرار في السعار وتستعمل السياسة المالية في حالة وجود فائض في الطلب أو تقلص في العرض لتفادي التضخم أو‬
‫البطالة وانخفاض مستوى السعار )‪(24‬‬
‫ثاانيا‪ :‬أهداف السياسة المالية‬
‫يمكن حصرها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيق التوازن المالي‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول الى التوازن الجتماعي )بااعادة توزيع الدخل القومي(‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول الى التوازن القاتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول الى التوازن العام‪.‬‬
‫ومن الواضح أنه قاد يكون هناك تعارض بين هذه الهداف وقاد ل يمكن تفاديه‪(25).‬‬
‫كما ل يخفى علينا أن تشابه الخطوط العريضة لهداف المجتمعات النامية والمتقدمة ل يعني امكانية استخدام نفس السياسة‬
‫المالية لتحقيق نفس الهداف المرجوة في كل النوعين من المجتمعات فهناك الختلف في اليديولوجيات ونظم الحكم والنظم‬
‫القاتصادية وهناك اختلفات في الثاقافات‪ ...‬كل هذا لبد أن يؤدي الى اختلفات جوهرية في تلك السياسات المالية التي‬
‫تساهم في تحقيق أهداف كل مجتمع على حدى‪(26).‬‬
‫ثاالثاا‪ :‬أدوات السياسة المالية‬
‫عندما ل تنجح الحكومات المعاصرة في مواجهة الضغوطات التضخمية عن طريق اجراءات السياسة النقدية فاانها تكون‬
‫ملزمة بااستخدام مجموعة من وسائل وأدوات السياسة المالية والتي من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الرقاابة الضريبية‪ :‬اذ أن النجاح في الحد من القوى التضخمية يتوقاف على مدى توفيق السلطات العامة في اخنيار‬
‫السياسات الضريبية المناسبة‪ ،‬حيث تهدف زيادة الضرائب في فترة التضخم الى سحب جزء من القوى الشرائية الزائدة حيث‬
‫أن رفع معدلت الضريبة على الدخول يؤدي الى تخفيض مستوى الدخول مما يلطف من حدة الطلب وفي نفس الوقات تزيد‬
‫من متحصلت الضريبة لتمويل النفقات العامة من جهة وتخفيض الطلب الكلي نتيجة تقليل النفاق على الستهلك من جهة‬
‫أخرى‪ (27) ،‬ولكن الملحظ أن البلد المتخلفة ل تتمتع بجهاز انتاجي ضخم يكفي لتشغيل مواردها المعطلة‪ ،‬كما أنها تعاني‬
‫من مشكلة انخفاض المدخرات ومشكلة انخفاض الرباح وضيق السوق المحلية وزيادة الميل للستهلك‪ ،‬لذلك فاان استخدام‬
‫الضرائب كأداة من أدوات السياسة المالية يؤدي الى تخفيض بعض الثاار التضخمية التي تصاحب عملية التنمية القاتصادية‬
‫وذلك عن طريق تقييد الستهلك والعمل على تكوين المدخرات ويتم ذلك عن طريق رفع الضرائب المفروضة على الدخول‬
‫المخصصة للستهلك ول سيما الستهلك الكمالي‪ ،‬وهنا ينبه بعض القاتصاديين على أن الضرائب المباشرة تفضل على‬
‫الضرائب غير المباشرة في علج التضخم لن نفس التجاه يرى البعض الخر أنه لضمان نجاح الحد من القوى التضخمية‬
‫ينبغي على السلطات العامة أن تختار السياسات الضريبية المناسبة وبصفة خاصة نوعية الضربة للضرب بها في المواقاع‬
‫التي فيها الخطار التضخمية أكثار من غيرها)‪(28‬‬
‫‪ ‬الرقاابة على الدين العام‪ :‬حيث تعمل السياسة المالية في رقاابتها على الدين العام على سد العجزفي منابع التمويل‪ ،‬فهي‬
‫تقوم بتحويل الموارد المالية أو القوى الشرائية الزائدة في القطاع الخاص أو العام بالقدر الكافي لتثابيت الستقرار الكلي‬
‫الفعال عند مستوى التشغيل الكامل‪(29).‬‬
‫‪ ‬سياسة الرقاابة المباشرة على السعار والجور‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة أو نظام البطاقاات أو تقنين السلع‪ :‬بموجب هذا النظام تتدخل الدولة بتحديد الستهلك من السلع الرئيسية وتوزيع‬
‫الموارد في المجتمع وهذا ما يؤدي الى وقاف عمل جهاز الئتمان لفترة معينة حيث أن الحكومة حات محله‪.‬‬
‫‪ ‬منع الدعم‪ :‬وهنا تقوم الحكومة بتحديد سعر ثاابت للسلع الستهلكية الضرورية دون سعر التكلفة على أن تتحمل فرق‬
‫السعر‪ ،‬وهذا الفرق يتمثال في الدعم‪(30).‬‬

‫رابعا‪ :‬العلقاة بين السياسة النقدية والسياسة المالية‬


‫تعد السياستان النقدية والماليةمن المكونات الساسية للسياسة القاتصادية العامة للدولة ويمكن حصر أوجه الشبه والختلف‬
‫بين السياستين في الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تأثاير السياسة المالية على الدخول ثام على النفاق تأثاير مباشر يتحدد من خلل تغيير النفاق الحكومي التجاري‬
‫والستثاماري والضرائب والعانات الحكومية‪ ،‬أما تأثاير السياسة النقدية على الدخول يكون بصورة غير مباشرة‪ ،‬اذ أن‬
‫الجراءات والتدابير النقدية في نغيير حجم الئتمان والكلفة ستنعكس في النهاية على النشاط القاتصادي ثام على مستوى‬
‫النفاق والطلب الكلي‪.‬‬
‫‪ ‬تتسم السياسة المالية بوجود ما يعرف بالفارق الزمني اللزم لتحقيق فعاليتها اذ تحتاج لوقات أطول بالقياس الى فعالية‬
‫السياسة النقدية التي تستغرق وقات أقال‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن أن تكون السياسة المالية أداة اقاتصادية أكثار فعالية في مواجهة الكساد والركود القاتصادي مقابل تزايد فعالية‬
‫السياسة النقدية في مواجهة الضغوط التضخمية )‪(31‬‬
‫المطلب الثاالث‪ :‬سياسة سعر الصرف وضبط التضخم‬
‫أول‪ :‬مفهوم سعر الصرف‬
‫يمكن تعريف سعر الصرف على انه عدد الوحدات من عملة معينة الواجب دفعها للحصول على وحدة واحدة من عملة‬
‫اخرى )‪ (32‬وهو بهذا يجسد أداة الربط بين القاتصاد المحلي وباقاي القاتصاديات‪ ،‬فضل عن كونه وسيلة هامة للتأثاير على‬
‫تخصيص الموارد بين القطاعات القاتصادية وعلى التضخم والعمالة‪ ،‬وهو بالضافة الى ذلك يربط بين أسعار السلع في‬
‫القاتصاد المحلي وأسعارها في السوق العالمية‪.‬‬
‫ثاانيا‪ :‬أهداف سياسة سعر الصرف‬
‫تسعى سياسة سعر الصرف الى تحقيق مجموعة من الهداف أهمها‪ :‬مقاومة التضخم‪ ،‬تخصيص الموارد)احلل الواردات(‪،‬‬
‫توزيع الدخل‪ ،‬تنمية الصناعات المحلية‪(33).‬‬
‫ثاالثاا‪ :‬علقاة سعر الصرف باختلل ميزان المدفوعات الناجم عن التضخم‬
‫من أهم الثاار الضارة بالقاتصاد القومي والتي يسببها التضخم ذلك الثار السلبي الذي يباشره على ميزان مدفوعات الدولة‪،‬‬
‫فبالنسبة للصادرات فاان التضخم يؤدي الى خفضها وتدهورها من خلل ما يباشره من زيادة في نفقات النتاج في القطاعات‬
‫المنتجة للتصدير بينما يعمل التضخم على زيادة الواردات بصفة مستمرة لن ارتفاع السعار المحلية يكسب المنتجات‬
‫الجنبية المناظرة ميزة سعرية معينة وهذا يؤدي الى زيادة الطلب عليها )تصبح أرخص نسبيا( )‪(34‬‬
‫ومن المعروف أن عرض الصرف الجنبي انما يستمد مصدره من مختلف العملت‪ ،‬سواء الجارية أو الرأسمالية التي تظهر‬
‫في الجانب الدائن في ميزان المدفوعات والذي يمثال في نفس الوقات طلب غير المقيمين على العملة الوطنية‪ ،‬وبالمثال فاان‬
‫الطلب على العملة الجنبية انما يمثال في المقابل عرض المواطنين للعملة الوطنية الذي يستمد مصدره من خلل مختلف‬
‫المعاملت التي تظهر في الجانب المدين‪(35).‬‬
‫رابعا‪ :‬أنظمة سعر الصرف المعتمدة في تصحيح اختلل ميزان المدفوعات‬
‫عندما يقوم صانعو السياسة بوضع برنامج اقاتصادي شامل فهم غالبا ما يواجهون خيارا صعبا في المفاضلة بين اعتماد نظام‬
‫ثاابت أو نظام مرن لسعر الصرف‪ .‬فأي هذين النظامين أكثار فعالية في برنامج مكافحة التضخم خاصة في الدول النامية التي‬
‫تعاني دائما من عجز في ميزان مدفوعاتها وتدهور في أسعار صرف عملتها‪(36) .‬‬
‫نظام التثابيت أو الربط وذلك اما باختيار الربط الى عملة ارتكازيوة واحدة أو الى سلة عملت حيث يعتبر الختيار الول‬
‫أكثار الختيارات تفضيل من قابل واضعي السياسات القاتصادية في الدول النامية ويتمثال هذا الربط في تحديد قايمة ثاابة‬
‫للعملة الوطنية في مواجهة احدى العملت الرتكازية وهي في الغالب عملة أكبر شركاء التجارة الخارجية‪.‬‬
‫نظام التعويم على الرغم من كون الربط الى سلة عملت قاد يساعد على الحد من آثاار التقلبات في أسعار صرف العملت‬
‫الرتكازية فاان هذا السلوب لن يساعد على تسهيل عملية استعادة التوازن في سوق الصرف‪ ،‬حيث يحتاج ذلك الى سياسة‬
‫صرف أكثار مرونةتوفر أداة مستمرة لتصحيح الختلل في ميزان المدفوعات‪(37).‬‬

‫الفصل الثااني‪ :‬ظاهرة التضخم في الجزائر و طرق مكافحته منذ ‪ 1994‬إلى ‪2004‬‬
‫في نهاية الثامانينات‪ ،‬دخلت الجزائر مرحلة انتقالية و أعلنت تبنيها لقاتصاد السوق كمنهج جديد‪ ،‬فقامت بتحرير تجارتها‬
‫الخارجية و بالنفتاح على العالم الخارجي و بفتح عرض الستثامار للجانب‪.‬‬
‫و رغم الصلحات القاتصادية التي باشرت الجزائر في تنفيذها لم تستطيع إيجاد حلول للختللت القاتصادية و كان من‬
‫ابرز المشاكل المسببة لهذه الختللت التضخم‪ ،‬إذ تعد هذه الظاهرة من اعقد الظواهر المسيرة لقاتصاديات الدول التي‬
‫عانت من النعكاسات القاتصادية‪ ،‬و لقد عملت الجزائر على وضع سياسات مختلفة للحد من الظاهرة خاصة و أنها عرفت‬
‫أنواع مختلفة للتضخم‪.‬‬
‫و في هذا الفصل سوف نتعرف على أنواعه و أسبابه ثام آثااره على القاتصاد الجزائري و أخيرا سوف نبين اثار الصلحات‬
‫على السياسات المتبعة لمكافحة التضخم في الجزائر ‪. 2004 – 1994‬‬
‫المبحث الول‪ :‬التضخم في الجزائر أنواعه و أسبابه‬
‫إن ظاهرة التضخم في الجزائر قاد مست العديد من النشطة القاتصادية مما أدى إلى حدوث اختللت كبيرة داخل القطاعات‬
‫و من هنا برزت أنواع متمايزة لهذه الظاهرة يمكن إظهارها من خلل حصر أسبابها‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬أسباب التضخم في المؤسسات‬
‫و يمكن حصر أسبابه فيما يلي‪:‬‬
‫أول‪ :‬تسيير التجارة الخارجية‬
‫إن السياسة المنتهجة من طرف الجزائر في مجال تسيير التجارة الخارجية تشهد اختللت ما فتئت تعيق عملية التصدير و‬
‫الستيراد و نظرا لقلة الخبرة الفنية لدى المسيرين القائمين على إدارة التجارة في المؤسسات البنكية و الجمركية التي يتغلب‬
‫الطابع البيروقاراطي على نمط تسييرها‪ :‬و ما يتبعه من سلبيات تعيق مسار التنمية القاتصادية و فيما يلي نستعرض أهم‬
‫السلبيات و التي نراها مميزة‪ :‬التأخر في شراء المواد الولية و التجهيزات الصناعية و التي يؤدى إلى تضخم عالمي‪ ،‬إذ‬
‫يعوض عن طريق رفع السعار و ذلك برفع أسعار الستيراد بالنسبة لشراء المواد المذكورة‪.‬‬
‫ثاانيا‪ :‬أشكال تدخل الدواوين للتجارة في السواق‬
‫إن تجارة التجزئة تهدف إلى تقليص التوزيع ‪ ،‬إلى جانب ذلك فان الطريقة المنتهجة من طرف الدواوين العمومية في مجال‬
‫التوزيع هي حركة السلع داخل المؤسسات العمومية ذات الطابع التجاري ويمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تدخل المؤسسات الخاصة يؤدي إلى الزيادة في مصاريف التوزيع على عاتق المستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال السعار الخيالية بسبب نقص الموارد الستهلكية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم معرفة الكيف و الكم للطلب يؤدي في مجال الستيراد إلى النقص في التموين مما يؤدي بعض الحيان للستيراد غير‬
‫الرشيد و بالتالي إلى عرقالة سير عمليات النتاج‪.‬‬
‫ثاالثاا‪ :‬خدمات النقل المعروضة‬
‫إن وسائل النقل في الجزائر و خاصة المتعلقة بالسكك الحديدية لم تتغير منذ ‪ ، 1962‬بالرغم من الحاجة الماسة و المتزايدة‬
‫لوسائل النقل في عملية التصنيع‪.‬‬
‫كما أن استعمال وسائل النقل القديمة يطرح تكلفة عالية تستدعي إعانات من الخزينة العمومية و قاروض بنكية غير مدفوعة‪،‬‬
‫و التي تشجع على الصدار النقدي‪ ،‬نظام النقل بالسكك الحديدية يتطلب استثامارات ضخمة‪ ،‬خاصة في نقل السلع بين‬
‫المناطق و الملحظة أن هناك شركة وحيدة تحتكر النقل البري في الجزائر و هي الشركة الوطنية للنقل البري ‪SNTR.‬‬
‫)‪(38‬‬

‫المطلب الثااني‪ :‬التضخم الهيكلي وأسبابه‬


‫نستطيع إبراز التضخم الهيكلي من خلل مستويات الستثامار و النمو الديموغرافي وسياسة الجور و نسبة النفتاح على‬
‫العالم الخارجي‪ ،‬هذا العامل الخير يخلق تضخم بالتكاليف‪ ،‬أما العوامل الخرى فتنتج تضخم بالطلب‪.‬‬
‫أول‪ :‬مستوى معدل الستثامار و هيكليه‬
‫لقد كان معدل الستثامار في الفترة )‪ (1980 -1979‬يقدر ﺒ )من ‪ 35‬إلى ‪ (%40‬و تعتبر حالة استثانائية في تاريخ‬
‫القاتصاد العالمي ‪ ،‬و لتمويل معدل تراكم ما نتج عن ادخار مزيف ‪،‬كان لبد من القاتراض من البنوك التجارية و الحصول‬
‫على قاروض متوسطة الجل إلى غاية خلق النقود بغرض تغطية العجز في ميزان المدفوعات ‪ ،‬خلق النقود هذا ينتج عنه‬
‫طلب إضافي في السلع و الخدمات مما يؤدي إلى ارتفاع السعار‪.‬‬
‫ثاانيا‪ :‬إنتاجية العمل‬
‫تبقى إنتاجية العمل في الجزائر ضعيفة ‪ ،‬و ذلك بسبب تشغيل عدد كبير من العمال في الوحدات النتاجية و نقص تكوين هذه‬
‫الفئة و قالة الحيزة المهنية‪..‬الخ‪ ،‬هذه العوامل و غيرها تؤثار على حركة السعار من جراء عملية العاقاة التي تمارس على‬
‫العملية النتاجية سواء من حيث نوعية أو كمية السلع و الخدمات)‪(39‬‬
‫ثاالثاا‪ :‬النفتاح على العالم الخارج‬
‫يعرف القاتصاد الجزائري بانفتاح على التجارة الدولية ‪ .........‬سنة ‪ 1980‬كانت التجارة الخارجية تمثال ‪ % 69.6‬من‬
‫الناتج الداخلي ‪ PIB‬بالنسبة للستيراد سجل معامله ‪ % 31.5‬في نفس السنة لبعض القطاعات لقطاع الصناعة الميكانيكية و‬
‫التجهيزات الكهربائية‪ ,‬و يعتبر معامل الستيراد هذا مرتفع‪ ,‬ولهذا راجع لستيراد التجهيزات لغرض التصنيع‪ ،‬و نفترض‬
‫أنه في صناعة قااعدية لمؤسسة ما سجلت ارتفاعا في تكاليف إنتاجها بالخص في التجهيزات المستوردة‪ ،‬هذا لكون له‬
‫انعكاس مباشر في الشركات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬سياسة الجور‬
‫إن كل زيادة في أجور العمال تؤثار على مستوى السعار لن هناك فارق زمني بين فترة ارتفاع الطلب المحسوس على‬
‫مستوى السلع و الخدمات و فترة تقويم الجهاز النتاجي لغرض الستجابة لهذا الرتفاع المحسوس في الطلب‪(40) .‬‬
‫لم تكن الزيادة في الجور في الجزائر محل أخصائيين بل كانت في مجملها تخضع لقرارات السياسة متخذة من طرف‬
‫المسؤولين‪ ،‬فالطار القانوني لتوزيع الرباح جاء متأخرا جعل من الزيادات في الجور ظاهرة مستمرة خاصة إذا علمنا أنه‬
‫في المقابل الجهاز النتاجي بقي عاجزا أمام تزايد الطلب‪ ،‬و محدوديات احتياجات البنك المركزي من العملة الصعبة و التي‬
‫تقيم مرتبطة بمستوى مبيعات النفط التي هي غير مرنة‪ .‬عرقالت هذه الزيادات في الجور الوضع المالي للمؤسسات حيث‬
‫تعتبر الجور عبء تتحمله المؤسسة و الذي يمنعها من تسديد ديونها التي كانت قاد تسلمتها من طرف البنوك‪ ،‬و تحد أيضا‬
‫من رفع الطاقاة النتاجية و كذا خلق فرص عمل جديدة و خلل سنة ‪ 1991‬عرف ميدان الجور عدة مفاوضات تمحورت‬
‫جلها حول حماية القدرة الشرائية للفئات ضعيفة الدخل و مما خرجت به هذه المفاوضات نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في الجر الدنى‪.‬‬
‫‪ -‬العفاء الضريبي لذوي الدخل التي تقل عن ‪ 3800‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬دفع المنح العائلية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬النمو الديمغرافي‬
‫ان النفجار السكاني أثاار هامة على القاتصاد القومي باعتباره أساس المشاكل القاتصادية خصوصا و أن زيادة الستهلك‬
‫بمعدلت عالية يؤدي إلى ارتفاع مستويات السعار خاصة إذا علمنا أن التركيبة البشرية للمجتمع‬
‫الجزائري ‪ ...................‬نسبة تفوق ‪ % 70‬من الشباب الذي يشاركون في العملية النتاجية‪(41) .‬‬

‫المطلب الثاالث‪ :‬التضخم النقدي و المالي وأسبابهما‬


‫أول‪:‬التضخم النقدي‬
‫مع بداية سنوات التسعينات حدث هناك نوع من الضبط في الكتلة النقدية‪ ،‬خصوصا بعد صدور قاانون القرض و النقد لسنة‬
‫‪ 1990‬و اخذ البنك المركزي صلحيات و استقللية من خلل استعماله و تأثاره بإصلح قاامت به الجزائر للحد من الفجوة‬
‫التضخمية بسبب العرض المتزايد في النقود خلل تلك الفترة و مع ذلك فان الكتلة النقدية استمرت في الرتفاع مما يفسر‬
‫ارتفاع السعار بنسبة ‪ % 200‬سنة ‪ 1992‬حيث وصل معدل التضخم ‪.% 31.68‬‬
‫لقد تطورت الكتلة النقدية خلل فترة التسعينات رغم تدخل صندوق النقد الدولي‪ ،‬و هذا ما يفسر ارتفاع السعار بصفة خيالية‬
‫خلل هذه الفترة حيث بلغ معدل التضخم سنة ‪ % 17.87 : 1990‬لينتقل إلى ‪ %25.87‬في السنة الموالية ‪ 1991‬لينتقل‬
‫إلى ‪ % 31.68‬في السنة الموالية ‪ 1992‬و ما يفسر زيادة المعروض النقدي خلل هذه الفترة هو الحتياجات الملحة‬
‫لتمويل الستثامار ‪ ،‬خصوصا أن هذه الفترة تزامنت مع ما تعرض له القاتصاد الوطني من خسائر اثار العمال التخريبية ‪،‬‬
‫خصوصا أن الناتج الداخلي لم يكن في مستوى الزيادة في عرض النقود‪.‬‬
‫و يعود تطور الكتلة النقدية في الجزائر إلى مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تطور الميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل الستثامارات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل العاملين من الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع في اكتناز النقود من الفراد‪(42) .‬‬
‫ثاانيا‪ :‬التضخم المالي‬
‫‪ -1‬التضخم المحلي‬
‫يرتبط أساسا بالسياسة التنموية التي اتبعتها الجزائر منذ السبعينات و التي ارتكزت على الصناعة من غير الزراعة مما أدى‬
‫إلى خلق دخول جديدة في القطاع الصناعي مقابل جمود في النتاج الزراعي و من أسبابه‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة الطلب على المنتوجات الزراعية الناتجة عن الزيادة في الستهلك من جهة و الزيادة في النمو الديمغرافي من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬جمود النتاج الزراعي‪.‬‬
‫‪ -‬توسع عرض النقود بدون مقابل حقيقي من النتاج‪.‬‬
‫‪ -2‬التضخم المستورد‬
‫إن الجزائر ل يمكن أن تتفادى هذا النوع من التضخم مادامت هناك علقاة وثايقة بالعالم الخارجي خصوصا و أن أغلب‬
‫معاملتها تتم مع البلدان الرأسمالية‪ ،‬و من خلل هذا التبادل يتغلغل التضخم داخل القاتصاد الوطني عن طريق ارتفاع‬
‫أسعار الواردات‪ ،‬و من ناحية أخرى فأن لهذا النوع من التضخم تأثاير كبير على القدرة الشرائية للمواطنين و هذا راجع إلى‬
‫اعتماد الجزائر على الواردات ‪(43‬الرأسمالية ‪.‬‬
‫باعتبار معظم المعاملت يسيطر عليها الدولر المريكي فان الو‪.‬م‪.‬أ تمارس سياسة تصدير التضخم و هذا ما جاء على لسان‬
‫الدكتور نبيل الروبي"زيادة الحتياط النقدي من الدولرات لدى البنوك المركزية يحملها عادة على التوسع في الصدار‪ ،‬و‬
‫هذا ما يسمى بتصدير التضخم" ‪(44) .‬‬

‫المبحث الثااني‪ :‬أثاار التضخم على القاتصاد الجزائري‬


‫ما يمكن ملحظته هو أن التضخم يعتبر نتيجة حتمية للصراع الدائم بين مختلف الطبقات الجتماعية من أجل المحافظة على‬
‫كيانها كمحاولة الحفاظ على القدرة الشرائية من طرف العائلت مثال‪ ،‬و في هذا الصراع فان وسائل الدفاع تختلف بين هذا‬
‫و ذاك حسب إمكانيات كل مجموعة و درجة تأثاير التضخم عليها‪ .‬لهذا نجد أن كل الشعوب تحاول محاربة هذه الظاهرة لما‬
‫لها من آثاار وخيمة على القاتصاد و التنمية‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬انعكاسات التضخم على العوان القاتصاديين‬
‫تصنف المحاسبة الوطنية العوان القاتصاديين حسب الفروع إلى مايلي ‪:‬‬
‫فرع العائلت – المؤسسات المالية– المؤسسات غير المالية – الدولة و الخارج‪ .‬و هذه الفروع كلها عرضة لظاهرة التضخم‬
‫الذي يمارس عليها ضغوطاته بدرجات متفاوتة )‪.(45‬‬
‫أول‪ :‬التضخم و العائلت‬
‫ترتبط العائلت بقطاع القاتصاد من خلل دخلها ‪ ،‬و هذا الخير يكون عرضة لظاهرة التضخم فنجد أن العائلت و لمقاومة‬
‫الخطر تقوم ببعض التصرفات غير مرغوب فيها لضمان مكانتها في المجتمع و الحفاظ على قادرتها الشرائية كدفع الطفال‬
‫إلى العمل و البحث عن مصادر أخرى‪ .‬و نتيجة عدم تكافؤ بين زيادة الجور و زيادة مستوى السعار فإنه تعمد بعض‬
‫الفئات إلى حماية قادراتها الشرائية و هذا بالمحافظة على مستوى الدخل الحقيقي عن طريق إضافة مدا خيل جديدة في العائلة‬
‫كعمل الطفال و خلق إعمال جديدة أو البحث عن وظيفة أحسن‪(46) .‬‬
‫ثاانيا‪ :‬أثار التضخم على المؤسسات غير المالية‬
‫تضم هذه المجموعة كل العوان التي ليست لها علقاة بعمليات الصرف و الصدار و التمويل و منه تدخل في هذا الطار‬
‫كل المؤسسات النتاجية و كذا الخدمية‪ ،‬و ما يلحظ على هذه المجموعة أنها و كغيرها من العوان تعاني من ظاهرة‬
‫التضخم و لكن ليس بشكل متماثال بين الوحدات النتاجية داخل هذه المجموعة و الضحية هي المؤسسات المصغرة و‬
‫المحدودة من حيث المكانيات‪ ،‬المر الذي قاد يحتم عليها الفلس النهائي‪.‬‬
‫و بالنظر إلى ما تطمح إليه تجد المؤسسة نفسها غير قاادرة على تمويل نفسها ذاتيا‪ ،‬المر الذي يؤدي بها إلى عمليات‬
‫القاتراض وما تقتضيه من تكاليف و ذلك للتعامل مع مختلف مشاريعها الستثامارية و هنا تدخل مشكلة سعر الفائدة و تكلفة‬
‫القاتراض‪(47) .‬‬

‫ثاالثاا‪ :‬أثار التضخم على المؤسسة المالية‬


‫تضم هذه المجموعة كل المؤسسات التي تقوم بعمليات الصدار و التمويل و عمليات الصرف‪ ،‬و هي تتمثال بالدرجة الولى‬
‫في البنوك و التأثاير الوحيد يتمثال في سعر الفائدة و معدل الخصم و الذي يقدره البنك المركزي بناء على معطيات اقاتصادية‪.‬‬
‫حيث أن ارتفاع معدل الفائدة في البنوك يؤدي إلى ارتفاع تكلفة القاتراض بالنسبة للمؤسسات و بالتالي يقل الطلب على‬
‫القروض و بالتالي يقل الفوائد بالنسبة للبنوك و هذه القلة توافق قالة القاتراض ‪ ،‬أما في حالة انخفاض معدل الفائدة فإن‬
‫الطلب على القروض يزيد و بالتالي تزيد الفائدة البنكية و هذه الزيادة توافق الزيادة في حجم القروض ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التضخم و الدولة‬
‫تظهر أثاار التضخم على الميزانية العامة للدولة و التي تتكون من طرفين أساسيين يتمثال الطرف الول في المدخلت )‬
‫‪ ( Recettes‬و الطرف الثااني في المخرجات )‪.( Dpenses‬‬
‫‪ -1‬المدخلت ‪ :‬تعتمد موارد ميزانية الجزائر على مصدرين أساسيين يتمثال الول في قاطاع المحروقاات حيث تقوم الدولة‬
‫بتحديد سعر مرجعي للوحدة » برميل للبترول ‪ ،‬متر مكعب للغاز « بالستناد إلى جملة من المعطيات القاتصادية ففي حالة‬
‫تدني السعار في السوق إلى ما دون السعر المرجعي تصبح الدول في انكماش اقاتصادي أما في حالة ارتفاع السعار عن‬
‫السعر المرجعي فإنه يصبح هناك فائض في الميزانية ‪ .‬أما المصدر الثااني فيتمثال في الموارد الجبائية بما فيها الضريبة على‬
‫رقام العمال و التي تكون أكبر حصة في هذا المصدر‪.‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة للمخرجات‪ :‬هناك مجموعة من نفقات الدولة تأثارت بظاهرة التضخم‪ ،‬و يتعلق المر بالتدخلت العمومية في‬
‫الحركات القاتصادية‪ ،‬خاصة دعم السعار على السلع الواسعة الستهلك سابقا و التي يمكن القول أنها أورثات التضخم في‬
‫القاتصاد الجزائري‪ .‬كما أن هناك مجموعة أخرى من النفقات كالدين العمومي الذي هو خارج عن حركة السعار باعتباره‬
‫مرتبط بعدة شروط كمدة الدين و معدل الفائدة اللذين تميلن تكلفة القاتراض )‪(48‬‬

‫المطلب الثااني‪ :‬انعكاسات التضخم على النشطة القاتصادية‬


‫أول‪ :‬التضخم و النشطة الخاصة‬
‫نظرا لتساع رقاعة ما تحتويه هذه المجموعة من النشطة و لما يوجد من اختلف في مستويات رؤوس الموال فإن التضخم‬
‫يستفيد منه البعض و الباقاي يكون له بمثاابة الزمة الخانقة‪ ،‬فخلل فترة التضخم السريع فإن مردو دية الستثامار ترتفع في‬
‫بعض القطاعات الخرى و هذا يؤدي إلى تراكم الرباح و الفوائد و تظهر هذه الحالة عند المؤسسات التي لها خبرة في‬
‫الميدان القاتصادي بتملكها المخازن و غيرها من و سائل التصدي و التحكم في حركة الثامان‪،‬أما عن المؤسسات المصغرة‬
‫و الحديثاة النشأة فإن ظاهرة التضخم تكون لها بمثاابة الكارثاة ‪.‬‬
‫و بالتالي فإنه خلل فترة التضخم كل واحد يريد أن يفرض و يعكس على الخرين السعر الذي يناسبه و في هذه المعركة و‬
‫من اجل الستحواذ على أكبر قادر ممكن من التعاملت يكون قاانون القوي يأكل الضعيف هو معيار الحكم ‪(49).‬‬
‫ثاانيا‪ :‬أثار التضخم على الستهلك‬
‫الجزائر في السنوات الخيرة عانت من ظاهرة الندرة لبعض السلع و الخدمات على مستوى السوق مما أدى إلى توليد لدى‬
‫المستهلك نوع من الخوف من عدم الحصول على بعض السلع و عندها يقوم بالقاتناء الضافي لهذه السلع و نتيجة لذلك‬
‫حدث ارتفاع في السعار تبرره الندرة من جهة و الطلب لمتزايد من جهة أخرى حيث أصبحت هذه السلع تأخذ أكثار من‬
‫النفقات المخصصة للستهلك من طرف العائلت حوالي ‪(50). % 55.2‬‬
‫ثاالثاا‪ :‬أثار التضخم على الدخار‬
‫حيث و بموجب التغيرات التي تطرأ على السعار و زيادة التضخم أصبح المدخرون و أعوان بالنقص الذي يحدث على قايمة‬
‫ودائعهم و الذي دفعهم إلى اللجوء إلى طرق أخرى للدخار و بالمثال أن معظم الموظفين استعملوا احتياطياتهم للدخار و‬
‫هذا بشراء الغنم في ضواحي البلد مبينين للبعض أنه يوجد صندوق توفير و احتياط موازي)‪(51‬‬
‫رابعا‪ :‬أثار التضخم على الستثامار‬
‫حيث من السلبية لظاهرة التضخم أن تغلط و تخلط الحسابات المستقبلية فيصبح من الصعب معرفة التكاليف الحقيقية‬
‫للستثامارات مسبقا‪ ،‬و هذا نظرا للتغيير في السعار و تدهور قايمة الدينار‪(52) .‬‬

‫خامسا‪ :‬أثار التضخم على المستوى العام للسعار‬


‫المؤشر العام للسعار‪ :‬هو أدق مؤشرا للسعار في الجزائر حيث يجمع هذا المؤشر‪ ............‬في الديوان الوطني‬
‫للحصائيات وهو مكون من ‪ 260‬سلعة و خدمة و يأخذ كسنة أساس سنة ‪ 1989‬و يحسب بواسطة مؤشر لسبر و الجدول‬
‫التي يبين تطور المستوى العام للسعار من الفترة ‪2004- 1990‬‬

‫السنوات ‪1997 1996 1995 1994 1993 1992 1991 1990‬‬


‫المؤشر العام ‪494.93 462.12 394.42 303.91 235.51 195.38 148.3 117.87‬‬
‫التغير ‪5.73 18.69 29.78 29.04 20.54 1.68 25 17.87 %‬‬

‫‪2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998‬‬


‫جانفي فيفري مارس‬
‫‪604.1 596.7 607.2 580.11 565.45 557.8 533.8 532.2 519.44‬‬
‫‪2.0 1.6 0.6 2.6 1.4 4.2 0.3 2.6 5.0‬‬

‫إن تطور المؤشرات من ‪ 117.87‬نقطة سنة ‪ 1990‬إلى ‪ 468.1‬نقطة سنة ‪ 96‬يفسر تضخم عام لمجموع السلع التي‬
‫تتميز تميز تام عن باقاي السلع‪.‬‬
‫منذ ‪ 2000 -97‬عرفت السعار انخفاض في معدلها و الذي انتقل سنة ‪ 99‬من ‪ 2.6‬إلى ‪ % 0.4‬سنة ‪ 2000‬ثام ارتفع إلى‬
‫‪ 2.6‬سنة ‪(53) 2003‬‬
‫المبحث الثاالث‪ :‬أثار الصلحات على السياسة المتبعة لمكافحة التضخم من عام ‪2004 - 1994‬‬
‫سنحاول من خلل هذا المبحث توضيح أثار الصلحات مع صندوق النقد الدولي على متغيرات السياسة النقدية و المالية و‬
‫كذا سياسة سعر الصرف في إطار الجراءات المتخذة لمكافحة التضخم الدولي سنة ‪.1994‬‬
‫المطلب الول‪ :‬أثار الصلحات على السياسة النقدية ‪1994‬‬
‫بدأ بنك الجزائر في أكتوبر ‪ 1994‬في فرض احتياطي إلزامي على لبنوك التجارية بنسبة ‪ % 3‬من الودائع المصرفية) مع‬
‫استبعاد الودائع بالعملت الجنبية ( مع تعويضها بنسبة ‪ % 11.5‬و تعززت فعالية الرقاابة النقدية غير المباشرة بصورة‬
‫أكبر في ماي ‪ 1995‬عندما بدأ بنك الجزائر مزادات إعادة الشراء لتوفير السيولة للبنوك التجارية ‪ ،‬اتخذت الحكومة خطوة‬
‫أخرى نحو تعميق السواق المالية عندما بدأت في أواخر ‪ 1995‬في تنفيذ نظام رسمي للمزادات لبيع سندات الخزينة القابلة‬
‫للتداول في سوق النقد‪ .‬ووصلت أسعار الفائدة في هذه السندات إلى ‪ % 22.5‬في أوائل ‪ 1996‬قابل أن تنخفض نهاية‬
‫‪ 1996‬إلى ‪ % 17.5‬في ضوء تباطؤ معدلت التضخم و قاد سهل هذا النظام تطبيق عمليات السوق المفتوحة‪.‬‬
‫أول‪ :‬الدوات النقدية غير المباشرة‬
‫‪ -1‬سوق إعادة الخصم‪ :‬تتميز هذه السوق بمعدل خصم ثاابت و منخفض حيث يقل عن جميع معدلت الفائدة الخرى‪ ،‬و ذلك‬
‫مقابل إعادة تمويل الجهاز المصرفي من طرف البنك المركزي بإعادة خصم الوراق المالية المقدمة من طرف البنوك‬
‫التجارية‪ ،‬و في نفس الوقات يحدد البنك المركزي سعر كلي‪ ،‬و في إطاره يحدد سعر لكل بنك على أساس المتغيرات التي‬
‫تخصه و في إطار برنامج التعديل الهيكلي مع صندوق النقد الدولي تم رفع معدل الخصم من ‪ 11.5‬سنة ‪ 1991‬إلى ‪15‬‬
‫سنة ‪1994‬لينخفض سنة ‪1995‬إلى‪ 14%‬ثام إلى اقال من ‪ %7‬نهاية سنة ‪ 2000‬ليصل إلى ‪ 5.5‬في بداية ‪2002‬‬
‫‪ -2‬الحتياطي الجباري‪ :‬تم تطبيق هذه الداة في أواخر ‪ ،1994‬و ذلك في إطار النتقال إلى الدوات غير المباشرة‬
‫للسياسة النقدية و بموجب ذلك يفرض البنك المركزي على البنوك التجارية أن تودع لديه في حساب مجمع تحسب عليه‬
‫فوائد نسبية ‪ 11.5‬احتياطيا يحسب على ودائعها ‪.‬و قاد تبلغ النسبة حاليا ‪ % 0.5‬من مجموع الودائع‪.‬و يستهدف الحتياطي‬
‫الجباري مراقابة سيولة البنوك ‪،‬و كذا تعديل إمكانياتها بالموال القابلة للتداول إلى جانب أخطار الئتمان المنتسبة له‪.‬‬
‫ثاانيا‪ :‬القيود النوعية على الئتمان وسقوف الئتمان‬
‫لقد سبق أن ذكرنا السلطة النقدية تطبق نظام إعادة الخصم‪،‬و كذلك بتطبيق مع نظام المانة و إعادة الشراء على السندات‬
‫التي تمثال عمليات تجارية حقيقية ل تتعدى اقال من ‪ 6‬اشهر و بالتالي تقدمها البنوك التجارية بضمانات‪.‬‬
‫و يقوم كذلك البنك المركزي بخصم سندات عمومية تصدرها الدولة أو تكلفها‪ ،‬كما يمنح قاروض للبنوك لقاء عمولت و‬
‫سبائك ذهب و عملت أجنبية ل تتعدى مدتها سنة واحدة بأي حال من الحوال‪.‬‬
‫و بصفة عامة فان سقوف إعادة الخصم غير مستخدمة بأكملها‪ ،‬نظرا للشروط النوعية الشديدة و المجففة التي تفرضها‬
‫السلطة النقدية للوراق المالية لعادة الخصم و يراقاب البنك المركزي كيفية منح القروض من طرف البنوك التجارية‪،‬و‬
‫مدى مراعاتها لمبادىء تقييم الخطار)‪(53‬‬
‫ثاالثاا‪ :‬اثار الصلح على سعر الفائدة‬
‫يعتبر سعر الفائدة من أهم المتغيرات القاتصادية التي تأثارت بالصلح الذي قاامت به الجزائر سنة ‪ 1994‬و نظرا لهمية‬
‫هذا المتغير في التأثاير على الدخار و الستثامار فقد أعطيت له أهمية في البرنامج المعد للتصحيح الهيكلي ‪،‬و الذي كان‬
‫يهدف إلى وضع أسعار فائدة مناسبة و منافسة‪.‬‬
‫و سعر الفائدة الذي نحن بصدد دراسته هو سعر إعادة الخصم الذي كان البنك المركزي يفرضه على البنوك التجارية‪ ،‬أما‬
‫بغرض اقاتراضهم أو إعادة خصم الوراق التجارية التي تكون بحوزتها ‪.‬‬
‫و الجدول التالي يبين تطور أسعار الفائدة خلل الفترة ‪2000 - 1990‬‬
‫السنوات ‪2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 1992 1991 1990‬‬
‫المعدل ‪6 8.6 9.5 11 13 14 15 11.5 11.5 11.5 10.5 %‬‬
‫المصدر بنك الجزائر‪.‬‬
‫من خلل الجدول السابق نلحظ أن أسعار الفائدة ارتفعت بوتائر عالية حيث انتقلت من ‪ 10.5‬سنة ‪ 1990‬إلى ‪ %15‬سنة‬
‫‪ 1994‬و هي تمثال سنة بداية تطبيق البرنامج ) التصحيح الهيكلي ( و المعدل من طرف ‪ FMI‬ثام بدأت تنخفض تدريجيا‬
‫حتى وصلت إلى ‪ 9.5‬سنة ‪ 1998‬وهي نسبة نهاية فترة البرنامج و هذا ما يدل على نجاح الصلحات الهيكلية على‬
‫السياسة النقدية ‪ ،‬إل أن الملحظ أن أسعار الفائدة الحقيقية كانت سالبة ابتداءا من سنة ‪ 1990‬وصول إلى سنة ‪ 1995‬هذا‬
‫الرتفاع معدل التضخم ‪ ،‬حيث أن معدل الفائدة الحقيقي = معدل الفائدة السمي ‪ -‬معدل التضخم‬
‫لكن بمجرد انخفاض معدل التضخم تصبح أسعار الفائدة الحقيقية موجبة حيث انخفاض معدل التضخم سنة ‪ 2000‬إلى‬
‫‪ % .0.34‬و هو أدنى معدل تضخم حققته الجزائر‪(54).‬‬
‫رابعا‪ :‬أثار الصلح على التضخم‬
‫يمكن توضيح ذلك من خلل الجدول التي ‪:‬‬
‫السنوات ‪2001 2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 1992 1991‬‬
‫الموشرات العامة ‪557.6 534.9 533.17 519.4 484.9 468.9 349.4 303.9 235.5 195.4 148.4‬‬
‫التغير ‪4.23 0.35 2.64 5 5.73 18.7 29.8 29.0 20.5 31.7 25.9 %‬‬

‫جدول يوضح تطور معدل التضخم خلل الفترة ‪2001 - 1991‬‬


‫المصدر‪ :‬الديون الوطني للحصائيات‪.‬‬

‫المطلب الثااني‪ :‬اثار الصلحات على السياسة المالية‬


‫لعبت الميزانية دورا رئيسيا في تحقيق الستقرار الكلي و إطلق الموارد للقطاع الخاص‪ ،‬من خلل تخفيض عجز الميزانية‪،‬‬
‫أما في الجانب الهيكلي فقد عززت السلطات قاوة الميزانية بإعادة تشكيل النظام الضريبي‪ ،‬و التجاه نحو تخفيض العتماد‬
‫تدريجيا على اليرادات ‪.‬‬
‫بإعادة توجيه النفقات نحو المبادلت التي تنهض بالنمو مثال التعليم و الصحة‪ ،‬مع تحسين شبكات المان الجتماعي‪.‬‬
‫سجلت الفترة ‪ 1997 -1993‬زيادة في اليرادات المالية بحوالي ‪ % 6‬من إجمالي الناتج المحلي ‪ ،‬و جاء هذا الداء القوي‬
‫بفضل العناصر الرئيسية التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تعديل سعر الصرف‬
‫‪ -‬زيادة الواردات نتيجة لتحرير التجارة‬
‫‪ -‬تنفيذ التدابير الرامية لتقوية النظام الضريبي ‪ -،‬الجباية البترولية و اتساع الوعاء الضريبي للحقوق الجمركية و الرسوم‬
‫الجمركية على القيمة المضافة ‪.‬‬
‫إن الجهود الواجب بذلها في مجال الميزانية تعني من حيث المبدأ الموارد و النفقات‪ ،‬و تحسين الموارد أمرا ممكن بفضل‬
‫توسع الرسم على القيمة المضافة‪ ،‬و رفع مردود الجباية‪ ،‬و محاربة التهرب من دفع الضرائب و تطوير الفتراضات في‬
‫السواق المالية لتفادي التمويلن التضخمية أما تقليص النفقات التجارية فيهم أساسا المرتبات و الجور باعتباره المحصلة‬
‫الولى و الرئيسية لهذا الباب من النفاق و تسعى من خلل تعديل الجور و تخفيف أعبائها إلى تحكم في إعداد العمال‪ ،‬و‬
‫تجميد مرتبات الوظيفة العمومية و ذلك لتفادي مواكبتها لرتفاع السعار و هي الوسيلة الوحيدة لوقاف تغذية لولب الجور‬
‫‪/‬التضخم‪ .‬و اعتمد إلغاء إعانة أسعار المنتجات ذات الستهلك الواسع و دعمها كهدف لترشيد النفقات العمومية مع العلم أن‬
‫تحرير السعار هو الهدف الكبر للتصحيح الهيكلي من بين التدابير الموجه لمكافحة التضخم‪ ،‬نجد أن البنك يهتم بإصلح‬
‫نظام السعار‪ ،‬و إلغاء الدعم مع رفع ضوابط السعار و هوامش الرباح‪.‬‬
‫إصلح نظام السعار ) إلغاء الدعم‪ ،‬رفع ضوابط السعار و هوامش الربح ( ‪:‬‬
‫اتخذت خطوة رئيسية في أفريل ‪ . 1994‬و من خلل إلغاء الضوابط على هوامش الربح بالنسبة لمعظم السلع‪ ،‬حيث ظلت‬
‫الضوابط الشعرية قاائمة فقط على ثالث مواد غذائية أساسية ) الدقايق‪ ،‬القهوة‪ ،‬و الحليب ( و منتجات الطاقاة‪ ،‬و أجور النقل‬
‫العام‪.‬‬
‫‪ -‬و في أواخر ‪ 1994‬تحررت أسعار مستلزمات النتاجية الزراعي و أسعار البناء للسكان الجتماعي و ألغيت جميع‬
‫الضوابط المتبقية على هوامش الرباح ‪ ،‬و السعار خلل سنة البرامج في ‪ ) 1996 / 1995‬أول أفريل ‪31 - 1995‬‬
‫مارس ‪ ( 1996‬باستثاناء الدوية و الغذية و منتجات الطاقاة المدعمة ‪.‬‬

‫إلغاء الدعم و إعتماد قاانون المنافسة ‪:‬‬


‫في ‪ 1995 / 1994‬تضاعفت أسعار الغذية المدعمة و زادت بنسبة ‪ % 60‬في ‪ 1996 / 1995‬و نتيجة لهذه التعديلت‬
‫في السعار رفع الدعم الغذية عن المنتجات البترولية )أكتوبر ‪، ( 1995‬و الحليب البادرة ) جوان ‪ ،( 1995‬و الدقايق‬
‫العادي )أكتوبر ‪ ( 1995‬و طحين الخبز ) جانفي ‪ ( 1996‬و في نهاية ‪ 1996‬ألغي دعم جميع المواد الغذائية ‪ ،‬و مازالت‬
‫هناك إعانة عامة للمنتجات الغاز و الكهرباء ) تعادل ‪ % 0.4‬من إجمالي الناتج المحلي في ‪ ( 1996‬و التي التزمت‬
‫الحكومة بإلغائها بنهاية عام ‪. 1997‬‬
‫بهدف اعتماد قاانون المنافسة في جانفي ‪ 1995‬إلى تأسيس مبدأ التحديد الحر السعار لجميع المنتجات‪ ،‬مع تطبيق قاواعد‬
‫مكافحة الحتكار ) الممارسات التي تتعارض مع المنافسة ( ‪ ،‬كفرض حدود على الوصول إلى السوق ‪ ،‬تباطؤ بين الشركات‬
‫للسيطرة على سوق معينة ‪ ،‬و لهذا وجب إستحداث ضمانات ضد إساءة الستغلل من جانب الموردين الحتكاريين ‪(55) .‬‬
‫لقد عرفت أسعار الستهلك منذ ‪ ، 1989‬ارتفاع و تزايد حيث تضاعفت بحوالي خمسة مرات ‪.‬‬
‫إن تطور المؤشرات من ‪ 117.9‬نقطة سنة ‪ 1990‬إلى ‪ 468.1‬نقطة سنة ‪ ، 1996‬يفسر حدوث تضخم عام عرفته معظم‬
‫السلع ‪،‬لكن كان وجود فوارق بين مجموعات و مختلف السلع ‪ ،‬هذه الفترة تميزت بنمو سريع السعار الداخلية و التي كانت‬
‫حتمية ناتجة عن المعطيات القاتصادية الناجمة عن القانون ‪ 12 / 89‬للسعار ‪ ،‬فلرتفاع هذا مس بالدرجة الولى‬
‫المنتوجات المصنعة ‪ ،‬و كذا السلع الستهلكية و التي خضعت لسياسة نظام السع المحدد و حظت أيضا بالدعم ‪.‬‬
‫و يمكن القول أن هذه الفترة تميزت بالختلل المتزايد للسعار و النهيار و التدني المتتالي في قايمة العملة الوطنية تميزت‬
‫سنة ‪ 1997‬بتراجع في السعار و كما عرف التضخم هو الخر تراجع و تناقاص ملحوظ و معتبر في نفس الوقات‪ ،‬حيث‬
‫انتقل من ‪ % 18.7‬سنة ‪ 1996‬ليصل إلى ‪ % 5.73‬سنة ‪، 1997‬بانخفاض قادره ‪ 13‬نقطة ‪ ،‬و يعتبر هذا المعدل أخفض‬
‫و أدنى معدل عرفه متغير التضخم من سنة ‪ ) 1998‬كسنة مرجعية (‪.‬‬
‫و يمكن إرجاع هذا النخفاض الملحوظ إلى التحكم في السعار الداخلية‪ ،‬و كذا لستقرار سعر الصرف بعد النهيار الذي‬
‫عرفه في السنوات الماضية‪ ،‬و هو أكبر عامل ساهم في تراجع معدل التضخم إلى ما أصبح عليها في سنة ‪ ، 1997‬و هذا‬
‫التراجع من مجموع السلع و الخدمات الموجهة لستهلك قاطاع العائلت من سنة ‪ ، 2000‬أسعار الستهلك عرفت تراجعا‬
‫حيث بلغ معدل التضخم ‪ % 2.6‬سنة ‪ 1999‬و ‪ % 0.34‬سنة ‪ ، 2000‬و هو يمثال أدنى تضخم حققته الجزائر ‪ ،‬الوصول‬
‫إلى معدل تضخم يقدر ﺒ ‪ % 0.34‬سنة ‪ ، 2000‬و هو في الحقيقة المر راجع إلى الصرامة في تسيير الكتلة النقدية ‪ ،‬و‬
‫البحث عن أساليب جديدة لتمويل النشطة القاتصادية بدل من الصدار النقدي المفرط مما أدى إلى تراجع معدل التضخم في‬
‫حدود معقولة ‪ ،‬و ساعد ذلك في استقرار و التحكم في التكاليف)‪(56‬‬
‫المطلب الثاالث‪ :‬أثار الصلحات على سعر الصرف‬
‫إن صدمات التبادل التجاري المعاكسة و السياسات المالية التوسعية أدت إلى إرتفاع التضخم بمعدلت عالية بالمقارنة إلى‬
‫شركاء الجزائر التجاريين‪ ،‬و لذلك انخفضت قايمة الدينار الجزائري بالمعدلت الحقيقية بنسبة ‪ % 50‬بين أكتوبر ‪ 1991‬و‬
‫نهاية ‪. 1993‬‬
‫و قاد انحصرت الهداف الفورية في بداية برنامج التصحيح في عام ‪ 1994‬في تصحيح القيمة المغالى فيها ‪ ،‬و هكذا حدث‬
‫خفض كبير للدينار الجزائري حوالي ‪ . % 50‬منذ ذلك الوقات أدت السياسة المالية المتشددة إلى تعزيز إستقرار سعر‬
‫الصرف السمي مما ساعد بدوره على تثابيت التوقاعات بانخفاض التضخم‪.‬‬
‫كما أن تعميق السوق المالية المحلية و السوق الجنبي و إدماجها في السواق المالية العالمية من شأنه أن يعزز نجاح هذه‬
‫العملية ترتبط مسألة سعر الصرف ارتباطا مباشرا تسديد الديون الخارجية على المد البعيد‪ ،‬و سعر الصرف شأنه شأن كل‬
‫السعار يقتضي تخفيض قايمة العملة تحقيق إجراء إستقرار و تصحيح هيكلي في آن واحد و الثار التضخمي الذي يعقب‬
‫تخفيض مباشرة يسمح بقمع الطلب الزائد ‪ ،‬و تعود فعالية التخفيض في تسيير الطلب على دور سعر الصرف و مكانته في‬
‫هيكل السعار الداخلية فهو يقوم بدور سعر الموجه لسيما في إقاتصاد تكوين بنيته تابعة للخارج و تصحيحها ينجر عنها‬
‫حتما تصحيح غالبية السعار‪.‬‬
‫و يمكن أن نلحظ في الخير أن تراكم الحتياطي قاد سمح لبنك الجزائر بتحسين عرض العملت الصعبة و وضع الحد‬
‫لنحراف سعر الصرف الدينار بالنسبة للدولر إذ أن هذا السعر إرتفع من ‪ 65.2‬من ‪ 1996‬إلى ‪ 85.4‬في نهاية ‪. 1997‬‬
‫)‪(57‬‬
‫ثام بدأ المعدل السنوي لسعر الصرف يستقر تدريجيان بعد سنة ‪ 1996‬بعدما كان في ‪ 1994‬يقدر ﺒ ‪ 35.1‬دج للدولر‬
‫الواحد إلى ‪ 47.7‬دج سنة ‪ 1995‬حيث لفي ظرف ثالث سنوات بأكثار من ستة دينارات كما يوضح الجدول التالي ‪ ،‬و بدأ‬
‫يقترب من سعر الصرف الموازي كما اقاترب السعر الرسمي للعملة من السوق ‪ ،‬لدرجة إنخفاض فيها الحافز على المضاربة‬
‫في العملة ‪ ،‬و هذا بفعل سياسة تخفيض سعر الدينار المعتمد‪.‬‬
‫تطور سعر الصرف الدولر بالنسبة للدينار خلل فترة البرنامج‬
‫السنوات ‪2001 1998 1997 1996 1995 1994 1993‬‬
‫الدينار للدولر الواحد ‪78 60 57.8 54.8 47.7 35.1 23.3‬‬

‫المصدر ‪ :‬بنك الجزائر‬


‫ويمكن القول بأن بتقييد السياسة المالية و تقوية الوضعية الخارجية نسبيا‪ ،‬فإن الجزائر توصلت إلى إستقرار كبير لسعر‬
‫الصرف الرسمي الذي يساهم في تخفيض التضخم‪ ،‬و هذا بفعل تأسيس ميكانيزم صرف أكثار مرونة على شكل حصص‬
‫توصية للتثابت‪ ،‬معد من طرف بنك الجزائر‪ ،‬حيث أن سعر الصرف أصبح يحدد يوميا بفعل العروض المقدمة من طرف‬
‫البنوك التجارية في بداية كل حصة‪ ،‬كما ساهمت الخطوة المهمة الموالية‪ ،‬و التي إحداثاها في جانفي ‪ 1996‬و هي إنشاء‬
‫سوق للصرف مابين البنوك بموجبه تقوم البنوك التجارية و المؤسسات المالية بالسماح بقبض العملة الصعبة‪ ،‬كما ساهمت‬
‫عملية توسيع السماح بفتح الحسابات الجارية بالعملة الصعبة في نمو هذه السوق و قاد سمحت الجراءات المختلفة بتوفير‬
‫إمكانية الصرف للشخاص الطبيعيين‪ ،‬و هذا ما يتم بالفعل حيث رخص للبنوك التجارية القيام بالصرف لصالح النفقات‬
‫المتعلقة بالصحة‪ ،‬و التعليم و لبعض النشطة الخرى في الخارج‪ ،‬و هذا لحد سقف معين‪ ،‬ثام رفع القيود بالنسبة كمنح‬
‫النفقات السياحية منذ ‪ . 1997‬الواقاع حتى و إن كان صرف العملة وصل إلى مستوى متدهور فإنه ل يزال بعيدا عن سعر‬
‫السوق السوداء‪ ،‬و إن انخفض الفارق بشكل كبير )‪(58‬‬

You might also like