Professional Documents
Culture Documents
Ta
Ta
لقد ساهمت العلقاات القاتصادية الدولية في تطوير القاتصاد العالمي بشكل فعال والذي أصبح له هيكل خاص به وآليات
وفعاليات تحكم سلوك ومعاملت الطراف المتقابلة في أسواقاه ،كما يحفل بالعديد من التنظيمات والسياسات التي يستعان بها
في حل معضلته على المستويين النقدي والمالي ،ولقد تنامى الهتمام بواقاع القاتصاد المشار اليه ومشكلته على الصعيد
العلمي والعملي في العقود الثالثاة الخيرة من القرن العشرين بعد أن اجتاحت العلقاات القتصادية الدولية أزمة عارمة في
أوائل السبعينات في أعقاب فترة من الرواج القاتصادي المؤقات وغير المسبوق الذي شهدته العديد من اقاتصاديات الدول
الرأسمالية الصناعية المتقدمة.
ولقد عبرت تلك الزمة عن نفسها بعدد من السمات الجوهرية تجلت على وجه الخصوص في بروز ظاهرة التضخم والتي
اتسمت بها القاتصاديات المتقدمة والسائرة في طريق النمو على حد سواء ،وعلى اعتبار أن هذه الخيرة ظاهرة تتصل
بالكثاير من العلقاات التي تربط بين العوامل والقوى المؤثارة في حركة المتغيرات القاتصادية وأهمها مستويات الئتمان،
حركة النمو القاتصادي ،وحركة استحداث التنمية ،ولقد برزت مشكلة التضخم حديثاا ضمن الدراسات القاتصادية التي قاام
بها القاتصاديون وخاصة الرأسماليون منهم.
ولعل متعة البحوث المتعلقة بموضوع التضخم تتجلى في أهميته وحداثاته من حيث كونه ظاهرة تشكل عبئا على القاتصاد،
وعائقا امام استحداث التنمية ،ومن هنا ظهر واضحا للعيان أن التضخم ما هو ال مشكلة اقاتصادية حتمية ل غنى لي اقاتصاد
عنها ،مما أدى بالمفكرين للبحث ،والكتاب ورجال القاتصاد في مواقاع العمل الى التقدم بسياسات علجية ،وبالرغم من أن
معدلت التضخم هدأت نسبيا في العديد من الدول خلل تسعينات القرن العشرين ،ال أن مشكلة التضخم ما زالت قاائمة،
والشكال ل يكمن فيها وانما يكمن في كيفية استخدامها كوسيلة ،والتحكم فيها بالوسائل الخاصة لتحقيق الفاق المرجوة
مستقبل.
وبااعتبار الجزائر ضمن الدول التي تسعى بكل الطرق لتحقيق تنمية شاملة لمختلف الميادين وذلك بتوظيفها لكل ما تتوفر
عليه من امكانيات ،مؤهلت ومقومات ،وجد القاتصاد الجزائري نفسه مجبرا على التعاون مع هذه الظاهرة بالرغم مما
تحمله من معاني الكبح والتشاؤم والسعي الى تخفيض حدة أثارها بااستعمال كل الطرق والساليب.
لثاراء هذا البحث قامنا بوضع عدة تساؤلت ،حتى يتسنى لنا دراسته بشكل واضح ،وتتمثال فيما يلي: و ا
.1ما المقصود بظاهرة التضخم وما هي مسبباته ،أنواعه وآثااره؟.
.2ما هي السياسات المتبعة لمكافحة التضخم؟.
.3كيف هي ظاهرة التضخم في الجزائر؟
.4ما هي آثاار التضخم على القاتصاد الجزائري؟.
.5وما هي الطرق والوسائل التي اتبعتها الجزائر لمكافحة هذه الظاهرة؟.
ونتيجة لهذه السئلة فاانه لدينا عدة فرضيات تتمثال في:
.1ظاهرة التضخم ظاهرة اقاتصادية تتجلى من خلل ارتفاع السعار.
.2عادة يتم انتهاج كل من السياستين النقدية والمالية لمواجهة التضخم.
لقد كانت لدراستنا هذه حدود من ناحية الزمن ومن ناحية الموضوع المدروس ،فمن ناحية المكان فقد تم تسليط الضوء على
الجزائرأما من ناحية الزمن فتبدأ دراستنا من 1994وتمتد الى غاية ، 2004اما من ناحية الظاهرة المدروسة فقد اعتمدنا
على مقاربة من المقاربات التالية:
المقاربة الولى :تأثايرالتضخم على برامج التنمية المستديمة.
المقاربة الثاانية :التضخم والسياسات المتبعة لمكافحته.
والمقاربة التي نكتفي بدراستها هي المقاربة الثاانية ،وذلك من خلل توضيح مفهومه و تبيان مختلف السياسات المنتهجة للحد
منه.
ولتحليل الموضوع تحليل منطقيا ،كان لبد علينا انتهاج المنهج الستنباطي من خلل سرد كل المفاهيم المتعلقة بالتضخم
وكذا سياسات مكافحته وذلك من خلل أداته المتمثالة في التوصيف.
وللجابة على الشكالية أعله اقاتضت الدراسة تناول الموضوع في فصلين:تسبقهم مقدمة وتليهم خاتمة عامة تضم كل
النتائج المتوصل اليهافي هذا البحث.
تم تخصيص الفصل الول لدراسة مفاهيم عامة حول التضخم والذي يضم ثالث مباحث حيث تناولنا في الول أسس
التعريف بالتضخم ،أما في الثااني قامنا بتوضيح أنواعه ،أسبابه وأثااره والمبحث الخير بينا فيه السياسات المتبعة لضبطه.
وبالنسبة للفصل الثااني تم تخصيصه لدراسة ظاهرة التضخم في الجزائر وطرق مكافحته منذ 1994الى غاية .2004
والذي ضم بدوره ثالث مباحث حيث خصصنا الول لتبيان أنواع وأسباب التضخم في الجزائر ،والثااني لتوضيح آثااره على
القاتصاد الجزائري والخيرلتبيان أثار الصلحات على السياسات المتبعة لمكافحة التضخم 1994الى .2004
الفصل الول :مفاهيم عامة حول التضخم
لقد أصبحت ظاهرة التضخم منأكثار الظواهر شيوعا في العالم القاتصادي المعاصر ،لذلك فااننا ل نجد مفهوما واحدا لهذه
الظاهرة ،وانما هناك مفاهيم ارتبطت أساسا بالفكر والنظام ودرجة التطور القاتصادي في مرحلة من المراحل الزمنية
لتطور البشرية وفي هذا الفصل سنحاول التطرق الى دراسة التضخم بصفة عامة ،من خلل التعرف على أسس التعريف
بالتضخم ،أثاار التضخم ،السياسات المتبعة لضبط التضخم.
المبحث الول :أسس التعريف بالتضخم
تختلف النظريات النقدية في تفسيرها لمصدر القوى التضخمية الدافعة لرتفاع السعار المتواصل ،وللتعرف على المصادر
المختلفة للقوى التضخمية ،نتعرض لمختلف النظريات النقدية التي حاولت اعطاء تفسير مقنع عن التضخم.
المطلب الول :التعريف المبني على النظرية النقدية )الكمية(
ان التضخم النقدي بناءا على هذه النظرية يعني "كل زيادة في كمية النقد المتداول تؤدي الى زيادة في المستوى العام
للسعار" بمعنى الزيادة في كمية النقد المتداول تؤدي الى ارتفاع السعار السائدة في السوق ويعد ذلك سببا في ظهور
الظواهر التضخية .وقاد سيطرت مفاهيم النظرية النقدية الكمية على مناقاشات معظم اقاتصاديي القرن 19وأوائل القرن 20
وتفسيراتهم لنشوء الحركات التضخمية حيث نسبو ظهورها لزدياد النقد المتداول في السوق مؤيدين أرائهم ،بحجج
ومبررات اقاتصادية كارتفاع السعار بعد الحرب العالمية الولى وانخفاض قايمة العملت نتيجة ارتفاع السعار في بلدان
هذه العملت ....كما حصل في المانيا سنة 1923حيث شكلت هذه الزمة مادة خصبة وأساسا مؤيدا لنصار النظرية
الكمية ،حيث ساد التضخم واستفحل لدرجة كبيرة وذلك كأثار للتوسع في الصدار النقدي ،وكثارة التدوال النقدي في السواق
اللمانية حتى كانت السعار ترتفع بشدة بين لحظة وأخرى حتى هبطت القوة الشرائية لتلك النقود لدرجة أنها فقدت قايمتها
كوسيط للتبادل ،ومن ثام فقدت ثاقة الشعب بها ،مما دفع الحكومة اللمانية الى اغاء النقد واستبداله كأحد الجراءات للحد من
انتشار الظواهر التضخمية.
اذ يمكن حصر أهم الدعائم التي ارتكزت عليها نظرية الكمية في النقاط التالية:
• كمية النقود هي العامل الهام والفعال في التأثاير على حركات السعار.
• تتناسب كمية النقود تناسبا طرديا مع السعار بمعنى أنه اذا زادت الكمية النقدية المتداولة يترتب عليها ارتفاع في مستوى
السعار السائدة وبنفس النسبة والعكس.
• تتناسب الكمية عكسيا مع قايمة النقود التي تمثالها فهي العامل الرئيسي والهام في التأثاير على القوة الشرائية للوحدة النقدية.
• تتناسب الكمية النقدية تناسبا طرديا مع الطلب على السلع وعكسيا مع العرض بمعنى أنه اذا ازدادت كمية النقود المتبادلة
فاانه يترتب عليه ارتفاع في معدل الطلب على السلع ،ونقصه في العرض عليها.
• تفترض هذه النظرية التشغيل الكامل لعناصر النتاج.
• تفترض هذه النظرية أن هناك عوامل رئيسية تؤثار في السعار هي :كمية النقد ،سرعة التداول النقدي ،كمية المبادلت.
وخلصة القول ان الثار الوحيد للتغير في كمية النقود "طبقا للكلسيك" هو التغير في المستوى العام للسعار ولذلك فقد
استخدمو معادلة التبادل لثابات هذه العلقاة الرتباطية النسبية والطردية بين التغير في كمية النقود "متغير مستقل" والتغير
في المستوى العام للسعار "متغير تابع" وذلك في فترة قاصيرة مع بقاء العوامل الخرى ثاابة .وقاد عبر فيشر عن هذه
العلقاة بالمعادلة التالية MV=TP :حيث:
:Vسرعة دوران النقود.
:Mكمية النقود.
:Tكمية المبادلت.
:Pالمستوى العام للسعار(1) .
ورغم أهمية تطوير معادلة التبادل لـ"فيشر" كمعبر عن النظرية الكمية ال أن مدرسة "كمبريدج" لم تختلف على المدى
القصير عن النظرية الكمية الكلسيكية في اطار معادلة للتبادل التي تربط بعلقاة طردية بين المستوى العام للسعار وكمية
النقود .فعلى المدى القصير يترتب عن زيادة عرض النقود على الطلب عليها ارتفاع متناسب في المستوى العام للسعار.
غير أن العلقاة بين كمية النقود والمستوى العام للسعار التي تضمنها هذه النظرية ليست بالبساطة التي تصورتها ،فقد ترتفع
السعار لسباب ل علقاة لزيادة كمية النقود فيها .ذلك أن أزمة الكساد ) (1933-1929أثابتت عدم صحة هذا التحليل
للتضخم.
ورغم النتقادات التي وجهت لهذ النظرية ال أنها استطاعت أن تفسر الرتفاع التضخمي في السعار تحت ظروف معينة
يتحقق فيها قادر كبير من افتراضاتها(2).
وقاد اكد هذا المنحنى على العلقاة العكسية بين معدل التضخم ،ومعدل البطالة ،ومحتوى هذه العلقاة أن انخفاض حجم البطالة
يدفع معدلت الجور الى أعلى وبالتالي ارتفاع مستويات السعار(6).
ولقد قاسم بعض القاتصاديين تضخم الكلفة الدافعة الى مجموعة من النظريات الفرعية التي تفسر التضخم مثال "تضخم
الجور" الناشئ عن ارتفاع المستوى العام للجور الذي يترتب عليه مستوى التكاليف الصناعية والخدمية فيحدث ما يعرف
بالتضخم "اللولبي" أو "الحلزوني" بحيث يكون الرتفاع في الجور أو ل يتبعه ارتفاع في السعار وتتعاقاب الزيادة في كل
من الجور والسعار .كذلك من النظريات الفرعية لتضخم الكلفة الدافعة نظرية تضخم الرباح حيث تلجأ المؤسسات
والمنشآت الصناعية الكبيرة التي يسودها حالة الحتكار أو شبه الحتكار الى رفع السعار والتحكم في كميات النتاج بهدف
تعظيم الرباح مما يترتب عليه ارتفاع المستوى العام للسعار وارتفاع تكاليف النتاج في نفس الوقات حتى يبلغ التضخم
مستويات مرتفعة ومتزايدة في السعار(7).
.3الثاار المتعلقة بالقطاع الخارجي للقاتصاد :من أهمك الثاار الضارة بالقاتصاد القومي والتي يسببها التضخم :
الثار على ميزان المدفوعات حيث يؤدي التضخم إلى خفض الصادرات وزيادة الواردات وبالتالي ينشأالعجز في ميزان
المدفوعات.
.4اثار التضخم على تقويم المشاريع الستثامارية :في حالة التضخم تكون السعار في إرتفاع مستمر ومن ثام فإن القوة
الشرائية للنقود تكون في إنخفاض وتكون القوة الشرائية للمدخولت أيضا الدخل السنوي المتحصل بها في حالة إنخفاض من
سنة لخرى فإذا كان من المتوقاع مثال يرتفع المستوى العام للسعار في العام القادم الى ضعف ماهو عليه الن فإن هذا يعني
أن الجنيه المصري العام القادم لن يكفي لشراء نصف مقدار السلع و الخدمات التي يشتريها في العام الحالي (14).
.5اثار التضخم على الستثامار و الدخار :
-إنخفاض مردودية المشاريع نتيجة إرتفاع تكاليف عوامل النتاج
-تشجيع الفراد على الستثامار في المشاريع الخدماتية و القالع عن المشاريع السلعية
-إضعاف ثاقة الفراد في العملة الوطنية كحافز على إدخار حيث يزيد التفاصيل السلعي على التفصيل النقدي في حالة
إنخفاض قايمة النقود.
.6أثار التضخم على توزيع الدخل الوطني :حيث ليؤثار التضخم على أصحاب الدخول المتميزة من تجار ومنتجين بمقدار
ما يؤثار على أصحاب الدخول الثاابتة والذين تختلف دخولهم عن الخرين بتصاعد السعار المستمر فالتضخم إذن يعمق
التفاوت في توزيع الجور والثاروات .
ثاانيا :الثاار الجتماعية للتضخم
أثاناء فترة التضخم يمكن تمييز الثاار التالية:
إرتفاع الدخل النقدي بمعدل أكبر من معدل إرتفاع معدل السعار وبالتالي يزداد الدخل الحقيقي بمعدل يتحدد بمدى إرتفاع
الدخل النقدي من جهة ومستوى السعار من جهة أخرى.
إرتفاع الدخل النقدي بمعدل مساوي لمعدل ارتفاع السعار،وفي هذه الحالة يبقى الدخل الحقيقي ثاابت.
تناقاص الدخول الحقيقية لدى أصحاب الدخول الثاابتة نتيجة ارتفاع السعار.
انخفاض الدخول الحقيقية لدى أصحاب المرتبات )موظفي المؤسسات( حال انخفاض مستوى السعار اذا لم تنقطع
دخولهم نتيجة لفقدانهم عملهم بحكم تدهور النشاط القاتصادي.
أصحاب الجور أقال تعرضا لنخفاض القوة الشرائية لدخولهم نظرا لوجود التحادات العمالية التي تطالب برفع الجور
النقدية(15) .
الثار على اعادة توزيع الثاروة ،حيث تستفيد الفراد الذين تتجسد ثارواتهم في أصول عينية )أراضي ،عقارات ،ذهب(....
من التضخم حيث تزيد القيمة الحقيقية لهذه الصول بنفس نسبة ارتفاع المستوى العام للسعار تقريبا .أما الفراد الذين
يمتلكون ثاروة في شكل أصول مالية ونقدية مختلفة )السندات الحكومية وغير الحكومية،ودائع التوفير (...هم المتضررين من
التضخم .لن القيمة الحقيقية لشكال ثاروتهم السابقة تتدهور بنفس ارتفاع المستوى العام للسعار.
هجرة الكفاءات الى الخارج.
انتشار الرشوة والفساد الداري(16) .
المبحث الثاالث :السياسات المتبعة لضبط التضخم
لقد تعددت السياسات لمكافحة التضخم كون هذا الخير يتسم بحركة صعودية مستمرة في السعار ولهذا ل يمكن ضبطه
بسياسة واحدة وسنحاول من خلل هذا المبحث التطرق الى مختلف السياسات المستعملة في مواجهة هذا الوباء.
الفصل الثااني :ظاهرة التضخم في الجزائر و طرق مكافحته منذ 1994إلى 2004
في نهاية الثامانينات ،دخلت الجزائر مرحلة انتقالية و أعلنت تبنيها لقاتصاد السوق كمنهج جديد ،فقامت بتحرير تجارتها
الخارجية و بالنفتاح على العالم الخارجي و بفتح عرض الستثامار للجانب.
و رغم الصلحات القاتصادية التي باشرت الجزائر في تنفيذها لم تستطيع إيجاد حلول للختللت القاتصادية و كان من
ابرز المشاكل المسببة لهذه الختللت التضخم ،إذ تعد هذه الظاهرة من اعقد الظواهر المسيرة لقاتصاديات الدول التي
عانت من النعكاسات القاتصادية ،و لقد عملت الجزائر على وضع سياسات مختلفة للحد من الظاهرة خاصة و أنها عرفت
أنواع مختلفة للتضخم.
و في هذا الفصل سوف نتعرف على أنواعه و أسبابه ثام آثااره على القاتصاد الجزائري و أخيرا سوف نبين اثار الصلحات
على السياسات المتبعة لمكافحة التضخم في الجزائر . 2004 – 1994
المبحث الول :التضخم في الجزائر أنواعه و أسبابه
إن ظاهرة التضخم في الجزائر قاد مست العديد من النشطة القاتصادية مما أدى إلى حدوث اختللت كبيرة داخل القطاعات
و من هنا برزت أنواع متمايزة لهذه الظاهرة يمكن إظهارها من خلل حصر أسبابها.
المطلب الول :أسباب التضخم في المؤسسات
و يمكن حصر أسبابه فيما يلي:
أول :تسيير التجارة الخارجية
إن السياسة المنتهجة من طرف الجزائر في مجال تسيير التجارة الخارجية تشهد اختللت ما فتئت تعيق عملية التصدير و
الستيراد و نظرا لقلة الخبرة الفنية لدى المسيرين القائمين على إدارة التجارة في المؤسسات البنكية و الجمركية التي يتغلب
الطابع البيروقاراطي على نمط تسييرها :و ما يتبعه من سلبيات تعيق مسار التنمية القاتصادية و فيما يلي نستعرض أهم
السلبيات و التي نراها مميزة :التأخر في شراء المواد الولية و التجهيزات الصناعية و التي يؤدى إلى تضخم عالمي ،إذ
يعوض عن طريق رفع السعار و ذلك برفع أسعار الستيراد بالنسبة لشراء المواد المذكورة.
ثاانيا :أشكال تدخل الدواوين للتجارة في السواق
إن تجارة التجزئة تهدف إلى تقليص التوزيع ،إلى جانب ذلك فان الطريقة المنتهجة من طرف الدواوين العمومية في مجال
التوزيع هي حركة السلع داخل المؤسسات العمومية ذات الطابع التجاري ويمكن تلخيصها فيما يلي :
-تدخل المؤسسات الخاصة يؤدي إلى الزيادة في مصاريف التوزيع على عاتق المستهلك.
-استعمال السعار الخيالية بسبب نقص الموارد الستهلكية.
-عدم معرفة الكيف و الكم للطلب يؤدي في مجال الستيراد إلى النقص في التموين مما يؤدي بعض الحيان للستيراد غير
الرشيد و بالتالي إلى عرقالة سير عمليات النتاج.
ثاالثاا :خدمات النقل المعروضة
إن وسائل النقل في الجزائر و خاصة المتعلقة بالسكك الحديدية لم تتغير منذ ، 1962بالرغم من الحاجة الماسة و المتزايدة
لوسائل النقل في عملية التصنيع.
كما أن استعمال وسائل النقل القديمة يطرح تكلفة عالية تستدعي إعانات من الخزينة العمومية و قاروض بنكية غير مدفوعة،
و التي تشجع على الصدار النقدي ،نظام النقل بالسكك الحديدية يتطلب استثامارات ضخمة ،خاصة في نقل السلع بين
المناطق و الملحظة أن هناك شركة وحيدة تحتكر النقل البري في الجزائر و هي الشركة الوطنية للنقل البري SNTR.
)(38
إن تطور المؤشرات من 117.87نقطة سنة 1990إلى 468.1نقطة سنة 96يفسر تضخم عام لمجموع السلع التي
تتميز تميز تام عن باقاي السلع.
منذ 2000 -97عرفت السعار انخفاض في معدلها و الذي انتقل سنة 99من 2.6إلى % 0.4سنة 2000ثام ارتفع إلى
2.6سنة (53) 2003
المبحث الثاالث :أثار الصلحات على السياسة المتبعة لمكافحة التضخم من عام 2004 - 1994
سنحاول من خلل هذا المبحث توضيح أثار الصلحات مع صندوق النقد الدولي على متغيرات السياسة النقدية و المالية و
كذا سياسة سعر الصرف في إطار الجراءات المتخذة لمكافحة التضخم الدولي سنة .1994
المطلب الول :أثار الصلحات على السياسة النقدية 1994
بدأ بنك الجزائر في أكتوبر 1994في فرض احتياطي إلزامي على لبنوك التجارية بنسبة % 3من الودائع المصرفية) مع
استبعاد الودائع بالعملت الجنبية ( مع تعويضها بنسبة % 11.5و تعززت فعالية الرقاابة النقدية غير المباشرة بصورة
أكبر في ماي 1995عندما بدأ بنك الجزائر مزادات إعادة الشراء لتوفير السيولة للبنوك التجارية ،اتخذت الحكومة خطوة
أخرى نحو تعميق السواق المالية عندما بدأت في أواخر 1995في تنفيذ نظام رسمي للمزادات لبيع سندات الخزينة القابلة
للتداول في سوق النقد .ووصلت أسعار الفائدة في هذه السندات إلى % 22.5في أوائل 1996قابل أن تنخفض نهاية
1996إلى % 17.5في ضوء تباطؤ معدلت التضخم و قاد سهل هذا النظام تطبيق عمليات السوق المفتوحة.
أول :الدوات النقدية غير المباشرة
-1سوق إعادة الخصم :تتميز هذه السوق بمعدل خصم ثاابت و منخفض حيث يقل عن جميع معدلت الفائدة الخرى ،و ذلك
مقابل إعادة تمويل الجهاز المصرفي من طرف البنك المركزي بإعادة خصم الوراق المالية المقدمة من طرف البنوك
التجارية ،و في نفس الوقات يحدد البنك المركزي سعر كلي ،و في إطاره يحدد سعر لكل بنك على أساس المتغيرات التي
تخصه و في إطار برنامج التعديل الهيكلي مع صندوق النقد الدولي تم رفع معدل الخصم من 11.5سنة 1991إلى 15
سنة 1994لينخفض سنة 1995إلى 14%ثام إلى اقال من %7نهاية سنة 2000ليصل إلى 5.5في بداية 2002
-2الحتياطي الجباري :تم تطبيق هذه الداة في أواخر ،1994و ذلك في إطار النتقال إلى الدوات غير المباشرة
للسياسة النقدية و بموجب ذلك يفرض البنك المركزي على البنوك التجارية أن تودع لديه في حساب مجمع تحسب عليه
فوائد نسبية 11.5احتياطيا يحسب على ودائعها .و قاد تبلغ النسبة حاليا % 0.5من مجموع الودائع.و يستهدف الحتياطي
الجباري مراقابة سيولة البنوك ،و كذا تعديل إمكانياتها بالموال القابلة للتداول إلى جانب أخطار الئتمان المنتسبة له.
ثاانيا :القيود النوعية على الئتمان وسقوف الئتمان
لقد سبق أن ذكرنا السلطة النقدية تطبق نظام إعادة الخصم،و كذلك بتطبيق مع نظام المانة و إعادة الشراء على السندات
التي تمثال عمليات تجارية حقيقية ل تتعدى اقال من 6اشهر و بالتالي تقدمها البنوك التجارية بضمانات.
و يقوم كذلك البنك المركزي بخصم سندات عمومية تصدرها الدولة أو تكلفها ،كما يمنح قاروض للبنوك لقاء عمولت و
سبائك ذهب و عملت أجنبية ل تتعدى مدتها سنة واحدة بأي حال من الحوال.
و بصفة عامة فان سقوف إعادة الخصم غير مستخدمة بأكملها ،نظرا للشروط النوعية الشديدة و المجففة التي تفرضها
السلطة النقدية للوراق المالية لعادة الخصم و يراقاب البنك المركزي كيفية منح القروض من طرف البنوك التجارية،و
مدى مراعاتها لمبادىء تقييم الخطار)(53
ثاالثاا :اثار الصلح على سعر الفائدة
يعتبر سعر الفائدة من أهم المتغيرات القاتصادية التي تأثارت بالصلح الذي قاامت به الجزائر سنة 1994و نظرا لهمية
هذا المتغير في التأثاير على الدخار و الستثامار فقد أعطيت له أهمية في البرنامج المعد للتصحيح الهيكلي ،و الذي كان
يهدف إلى وضع أسعار فائدة مناسبة و منافسة.
و سعر الفائدة الذي نحن بصدد دراسته هو سعر إعادة الخصم الذي كان البنك المركزي يفرضه على البنوك التجارية ،أما
بغرض اقاتراضهم أو إعادة خصم الوراق التجارية التي تكون بحوزتها .
و الجدول التالي يبين تطور أسعار الفائدة خلل الفترة 2000 - 1990
السنوات 2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 1992 1991 1990
المعدل 6 8.6 9.5 11 13 14 15 11.5 11.5 11.5 10.5 %
المصدر بنك الجزائر.
من خلل الجدول السابق نلحظ أن أسعار الفائدة ارتفعت بوتائر عالية حيث انتقلت من 10.5سنة 1990إلى %15سنة
1994و هي تمثال سنة بداية تطبيق البرنامج ) التصحيح الهيكلي ( و المعدل من طرف FMIثام بدأت تنخفض تدريجيا
حتى وصلت إلى 9.5سنة 1998وهي نسبة نهاية فترة البرنامج و هذا ما يدل على نجاح الصلحات الهيكلية على
السياسة النقدية ،إل أن الملحظ أن أسعار الفائدة الحقيقية كانت سالبة ابتداءا من سنة 1990وصول إلى سنة 1995هذا
الرتفاع معدل التضخم ،حيث أن معدل الفائدة الحقيقي = معدل الفائدة السمي -معدل التضخم
لكن بمجرد انخفاض معدل التضخم تصبح أسعار الفائدة الحقيقية موجبة حيث انخفاض معدل التضخم سنة 2000إلى
% .0.34و هو أدنى معدل تضخم حققته الجزائر(54).
رابعا :أثار الصلح على التضخم
يمكن توضيح ذلك من خلل الجدول التي :
السنوات 2001 2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 1992 1991
الموشرات العامة 557.6 534.9 533.17 519.4 484.9 468.9 349.4 303.9 235.5 195.4 148.4
التغير 4.23 0.35 2.64 5 5.73 18.7 29.8 29.0 20.5 31.7 25.9 %