Professional Documents
Culture Documents
2 1
مميش سلمى نورالدين جوادي
.1أستاذ محاضر أ؛ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر 3
.2طالبة دكتوراه؛ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر 3
الملخص:
تعتبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة من أهم العناصر الرئيسية في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية في جميع
دول العالم حيث أنها تستحوذ على النسبة األعلى من بين جميع أنواع المشاريع االقتصادية ،هدفت الدراسة إلى البحث في أهمية
المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،والتعرف على الدور الذي تقوم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر في تنمية
الصادرات خارج قطاع المحروقات.
Abstract:
Small and medium enterprises is one of the most important key elements in achieving economic
and social development in all countries of the world where it accounts for the highest percentage
among all types of economic projects, study aimed to look at the importance of small and medium
enterprises ,and to identify about the role of small and medium enterprises in Algeria in developing
exports outside the hydrocarbons sector.
Key words: small and medium-sized enterprises, Non-hydrocarbon exports, Algeria
156
JEEMR Vol: 02 N: 02 ISSN: 2572-0171 المجلد ( )02العدد ( )02ديسمبر 2018 مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة
مقدمة:
تؤدي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دو ار هاما في التنمية االقتصادية في أي دولة ،وذلك بالنظر إلى ما
تقدمه من مساهمة سواء على مستوى المؤسسة من حيث قيام وحدة اقتصادية بإشباع حاجات صاحبها من
العمالة وتوظيف رأس المال أو على المستوى الكلي والمساهمة في خلق مناصب شغل ،وفتحها مجاال واسعا
أمام المبادرات الفردية والتوظيف الذاتي كما أنها تشكل ميدانا لتطوير المهارات اإلدارية ،والفنية،
واإلنتاجية ،والتسويقية هذا من جهة ،وما تقدمه من زيادة متنامية في حجم االستثمار وما يحققه هذا األخير
من تعظيم للقيمة المضافة ،إضافة إلى ترقية الصادرات والدخولها لألسواق اإلقليمية والدولية من جهة
أخرى .لهذا اهتمت دول كثـيرة بهذه المشاريع اهتمـاما متزايدا وقدمت لها يد المـساعدة بمختلف السـبل وفقا
لإلمكانات المتاحة.
والجزائر وباعتبارها من الدول التي عرفت تحوال في سياستها االقتصادية لتوجه نحو التنوع
االقتصادي ،أعطت أهمية بالغة لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتباره قطاع االستراتيجي في
توسيع قاعدة االقتصاد الوطني ،أين قامت بعدة مبادرات هدفت إلى تشجيعها من خالل وضع ترسانة من
القوانين والتشريعات التي تنظم عملية إنشاء هذا النوع من المؤسسات ،وخلق العديد من الهياكل واآلليات
والبرامج التي تدعم وتشجع نموها وتطورها في مختلف قطاعات األنشطة االقتصادية ،باعتبارها ركيزة
أساسية في تقديم المنتجات المختلفة التي تمون السوق الوطنية إال أنها لم تحقق المساهمة المتوقعة منها
كقطاع اقتصادي فاعل نتيجة تعرضها للعديد من الصعوبات وخاصة في بداية تأسيسها ،والتي تحول من
إمكانية نموها وتطورها واستمرارها.
لهذا تبرز أهمية موضوع البحث من المكانة التي تحظى بها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في
الجزائر ،وفي ظل ما تعاني به من مشاكل التي تقف أمام نموها واستمرار نشاطها بما يسمح بتفعيل دورها
التنموي في االقتصاد الوطني خاصة في ظل ما يعانيه قطاع المحروقات من انعكاسات ألسعار البترول وكذا
أهميتها في الرفع من صادرات الجزائر خارج قطاع المحروقات.
-ما مدى مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الصادرات خارج قطاع المحروقات؟
ولإلجابة عن اإلشكالية ،قمنا بإبراز الجهود مستمرة في خلق قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
في الجزائر ،باإلضافة إلى تعرف على الدور الذي تقوم به هذه األخيرة في تنمية صادرات الجزائر ،عبر
المحاور التالية:
157
ص)173 – 156( : مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الصادرات خارج المحروقات بالجزائر ــــــ
نظ ار للظروف االقتصادية الحالية انتشرت وتوسعت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأصبحت تعتبر
الركيزة األساسية في التنمية االقتصادية وساهمت في توسيع القاعدة االقتصادية وتحقيق التكامل االقتصادي
بين مختلف القطاعات
أما تعريف المؤسسات المتوسطة والصغيرة في الجزائر مر بعدة مراحل ذلك استجابة للمتغيرات التي
شهدها االقتصاد الوطني ،ولقد تطرق المشرع الجزائري إلى تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر
القوانين توجيهية لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة معدلة آخرها قانون رقم 02/17المؤرخ في 10
جانفي 2017المتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث قام بتعريفها
وتحديد تدابير الدعم واآلليات المخصصة لها فيما يتعلق باإلنشاء واإلنماء والديمومة ،فحسب المادة
الخامسة أشار إلى أن تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مهما كانت طبيعتها القانونية بأنها مؤسسة
إنتاج السلع و/أو الخدمات التي:2
هذا وقد تطرق التعريف إلى التفرقة ما بين المؤسسات المتوسطة والمؤسسات الصغيرة والمؤسسات
المصغرة في كل من المواد التالية:3
المادة الثامنة " :تعرف المؤسسات المتوسطة بأنها مؤسسة تشغل ما بين 50إلى 250شخصا،
ويكون رقم أعمالها السنوي ما بين ( )400مليون دينار جزائري إلى ( )4ماليير دينار جزائري ،أو يكون
مجموع حصيلتها السنوية ما بين ( )200مليون دينار جزائري الى مليار دينار جزائري ".
المادة التاسعة " :تعرف المؤسسات الصغيرة بأنها مؤسسة تشغل ما بين 10إلى 49شخصا ،وال
يتجاوز رقم أعمالها السنوي مائتي ( )400مليون دينار جزائري ،أو ال تتجاوز مجموع حصيلتها السنوية
( )200مليون دينار جزائري ".
158
JEEMR Vol: 02 N: 02 ISSN: 2572-0171 المجلد ( )02العدد ( )02ديسمبر 2018 مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة
المادة العاشرة " :تعرف المؤسسات المصغرة بأنها مؤسسة تشغل من عامل ( )1إلى تسعة ()9
عمال ،وتحقق رقم أعمال أقل من ( )40مليون دينار جزائري ،أو ال تتجاوز مجموع حصيلتها السنوية
عشرة ( )20ماليين دينار جزائري ".
الجدول رقم ()01
تعريف المؤسسات حسب القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
عدد العمال رقم األعمال (مليون دينار) مجموع الميزانية(مليون دينار) المعيار المؤسسة
من 20إلى أقل من 200 من 40إلى أقل من 400 49-10 المؤسسات الصغيرة
تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أداة حاسمة وفعالة لتنويع االقتصادي وذلك لمساهمتها في تحقيق
نسبة عالية من النمو وامتصاص البطالة وتجريد عجلة االقتصاد ،إذ تعد المحرك القاعدي لالقتصاد خاصة
ونحن في زمن العولمة والمنافسة االقتصادية والتحضير لالنضمام في المنظمة العالمية للتجارة "."OMC
األمر الذي يحتم تأهيل وتطوير هذه المؤسسات ونقلها في حالة التقليد إلى حالة االحتراف ،وهذا ما أشار إليه
نص المادة 15من القانون التوجيهيي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث جاء فيها" تهدف تدابير
المساعدة والدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،موضوع هذا القانون إلى:4
-نشر وترقية توزيع المعلومة ذات الطابع االصناعي والتجاري ،والقانوني واالقتصادي والمالي
والمهني والتكنولوجي المتعلقة بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛
-تشجيع وتعزيز ثقافة المقاولة ،وكذا التكنولوجيا الحديثة واالبتكار في المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة؛
-تعزيز التنسيق بين أجهزة إنشاء ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على المستويين المركزي
والمحلي.
159
ص)173 – 156( : مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الصادرات خارج المحروقات بالجزائر ــــــ
-2-1تطور قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر :يبدوا جليا تزايد اهتمام الدولة
بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،فبالنظر لعدد التشريعات التي وضعتها لتسهيل عملية إنشاءها وترقيتها
وتطويرها نظ ار للدور الذي تلعبه في دفع وتيرة التنمية إلى األمام ،عرفت تطور ملحوض في عددها نتيجة
اإلجراءات المتخذة من طرف الدولة وهيئاتها وهياكلها بمنحها جملة من التحفيزات الجبائية والجمركية ،كما
هو موضح في الشكل التالي:
الشكل رقم ()01
تطور الشركات الصغيرة والمتوسطة خالل الفترة .2016-2001
يتضح من خالل الجدول أن عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الوطنية قد عرفت تطور مستمر للفترة
2016-2000ليصل تعدادها نهاية سنة 2016إلى ما يقارب 1022621مؤسسة بنسبة
.%97ولتعرف المؤسسات للمشاريع المصغرة جدا نموا متسارع وهيمنتها على النسيج االقتصادي بنسبة
،%97.12تليها المؤسسات الصغيرة بنسبة % 2.57ثم المؤسسات المتوسطة بنسبة .% 0.31هذا
األمر أدى إلى سيطرة القطاع الخاص على حساب القطاع العام من حيث عدد المشاريع حسب الجانب
القانوني حيث قدر عدد مشاريع القطاع العام بـ 390مشروع وبنسبة %0.04مقابل 102231للقطاع
الخاص أين تم توزيع هذه األخيرة بنسبة %57لألشخاص المعنوية ،والباقي مكون من األشخاص
الطبيعيين بنسبة %43.65تمثلت منها % 21مؤسسة من المهن الحرة و %23مؤسسة من األنشطة
الحرفية .أين تم توزيعها على المناطق بنسبة % 69.56مشروع في شمال ،تليها منطقة الهضاب بنسبة
،% 21.83ثم منطقة الصحراء بدرجة أقل قدرت بنسبة %8.61مشروع للمؤسسات خاصة.5
160
JEEMR Vol: 02 N: 02 ISSN: 2572-0171 المجلد ( )02العدد ( )02ديسمبر 2018 مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة
الجدول رقم()02
توزيع المؤسسات المتوسطة والصغيرة حسب قطاع النشاط سنة .2016
كما تبين خالل سنة 2016هيمنة قطاع الخدمات على باقي القطاعات بنسبة %52.52يليه قطاع
البناء واألشغال العمومية بنسبة ،%30.34وقطاع الصناعات التحويلية بنسبة ،%15.56ثم قطاع
الفالحة بنسبة ،% 1.10وقطاع الهيدروكاربونات والطاقة والتعدين بنسب شبه ثابتة ،ليتبين في األخير
بأن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية هي ذات طابع خدمي أكثر منه انتاجي أو صناعي ،أي أن
معظم هذه المؤسسة ال تساهم في خلق الثروة والقيمة المضافة لالقتصاد الوطني ،مما يستوجب إعادة النظر
في طريقة توزيع هذه المؤسسات على مختلف النشاطات االقتصادية ،استنادا إلى الحاجات األساسية
لالقتصاد الوطني ،وبما يسمح بخلق الثروة وتثمينها مستقبال.
-3-1أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الوطني :بالنظر إلى لألرقام والمعطيات
الخاصة هذه المؤسسات ،يتضح لنا أهميتها البارزة في الدور الذي تلعبه في عملية النهوض االقتصادي
البالد من خالل تقديمها خدمات واسعة تستفيد منها جميع القطاعات وتشغيلها عددا متنوعا من األيدي
العاملة ،وإنتاج سلع ذات فرص تصديرية مما يؤدي إلى الحصول على النقد األجنبي وتحسين التجارة
الخارجية.
-1-3-1أهميتها في تشغيل القوى العاطلة عن العمل :تساهم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بدور
فعال في توفير فرص العمل إذ تعتبر من أهم القطاعات االقتصادية الخالقة لمناصب شغل جديدة ،فهي
تتجاوز حتى المؤسسات الصناعية الكبيرة في هذا المجال رغم صغر حجمها واإلمكانيات المتواضعة التي
تتوفر عليه ،ويلقي هذا الدور صدى واسعا في الدول المتقدمة والنامية ،فمع الزيادة في معدالت البطالة تكون
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي األقدر على القضاء على جانب كبير من البطالة ، 6حيث تساهم
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تشغيل حوالي 371 0202عامال• في الجزائر أي ما نسبته %59من
161
ص)173 – 156( : مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الصادرات خارج المحروقات بالجزائر ــــــ
عدد العمال الجزائريين ،وهي تتطور من سنة إلى أخرى ،والجدول التالي يوضح تطور عدد العمالة المشتغلة
بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة:
المؤسسات
أرباب
الخاصة
39.40 934037 39.47 851511 38.83 777259 38.49 711275 38.2 658737
المؤسسات
1.84 43727 2.16 46567 2.41 48256 2.56 47375 2.79 48086 المؤسسات العمومية
100 2371020 100 2157232 100 2001892 100 1848117 100 1724197 المجموع
يتضح من خالل معطيات الجدول أن زيادة حصة مساهمة قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في
التشغيل على مستوى االقتصاد الكلي ،ولكن بالنظر إلى مكونات القطاع نجد أن المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة المنتمية للقطاع الخاص لها أكبر نسبة مساهمة تقدر بـ ،%98,16ومن ثم الصناعات
التقليدية %58,75ومن ثم المؤسسات العامة ،%39,40أما المؤسسات العمومية فهي في تناقص مستمر،
ومساهمتها ضئيلة جدا قدرت ب ـ %1,84فقط وهذا راجع إلى توجه الدولة إلى الخوصصة وتفعيل القطاع
الخاص.
162
JEEMR Vol: 02 N: 02 ISSN: 2572-0171 المجلد ( )02العدد ( )02ديسمبر 2018 مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة
نالحظ من خالل الجدول أن نسبة الصادرات خارج المحروقات انخفضت بشكل ملحوظ 2582
مليون دوالر سنة 2014إلى 2063مليون دوالر سنة 2015بسبب األزمة التي شهدتها األسواق العالمية
لالنخفاض الحاد ألسعار النفط والتي اثر على االقتصاد الوطني ،حيث نجد أن الزيوت والمواد األخرى
الناتجة عن تقطير الزفت والنشادر المنزوعة الماء لكل من سنة 2014و 2015بالرغم من انخفاضهما،
حيث بلغ سنة 2015على التوالي 24,35% ،%28,51أما المنتجات األخرى والتي في الغالب هي
موسمية كالتمر الذي بلغ نسبة ضئيلة جدا بـ %1.21وهي نسبة قليلة إذا ما قورنت بحجم الصحراء
الجزائرية ،ويأتي كذلك المياه بما فيها المعدنية بنسبة ضئيلة قدرت بـ ،%0.48والمالحظ من اإلحصائيات
أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ال زالت تفتقد الميزة التنافسية واقتحام األسواق العالمية
بسبب حداثتها ونقص الخبرة في مجال التصدير .وإن غالبية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ال تدرج
التصدير ضمن أهدافها ،بل تكتفي بفرض وجودها في األسواق المحلية فقط.
أما الدول المتعامل معها في إطار التصدير فالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تساهم إسهاما كبي ار في
التصدير لمعظم الدول الصناعية حيث تتجاوز حصتها من الصادرات %50في ايطاليا وبين -%40
%46في الدانمرك وسويس ار و %30في فرنسا والنرويج وهولندا ،وتشكل حوالي %66من إجمالي
163
ص)173 – 156( : مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الصادرات خارج المحروقات بالجزائر ــــــ
الصادرات الصناعية األلمانية عام 2000وتصل إلى %40في كوريا وبلدان شرق آسيا و إلى %50في
الصين ،وترتفع هذه الحصة إذا تضمنت اإلحصاءات الجزء من صادرات المنشآت الكبيرة الذي تم التعاقد
عليه من الباطن مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كما في حالة الصادرات من السيارات.
حتى تتم الدراسة بين تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصادرات خارج المحروقات ،أي عالقة
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصادرات خارج المحروقات ويتم عرضها في الجدول التالي.
من خالل المالحظة في الجدول أعاله نالحظ أن هناك تباين في تطور عدد المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة والصادرات المحروقات فنالحظ على سبيل المثال نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بين
سنتي 2002 ،2001قدر ب ،% 45.57مقابل ذلك نمو الصادرات خارج المحروقات بنسبة % 17.01
ولكن بين سنتي 2003 ،2002نالحظ نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قد أصبح % 10.21مقابل
ذلك نمو الصادرات خارج المحروقات أصبح بسالب بنسبة ،% 11.33 -بالتالي هذا التباين يفسر بأن
قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ما زال متوجه نحو التنمية المحلية ،وبالتالي يفترض على السلطات
164
JEEMR Vol: 02 N: 02 ISSN: 2572-0171 المجلد ( )02العدد ( )02ديسمبر 2018 مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة
أن توجه هذا القطاع نحو الصادرات خارج المحروقات في ظل تحرير التجارة الخارجية ،ويمكن توضيح
العالقة بين تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ونمو الصادرات خارج المحروقات في الشكل الموالي:
تتوجه صادرات الجزائرية خارج المحروقات نحو السلع نصف المصنعة وذلك بنسبة % 68.62لسنة
2008المكونة من منتوجات المواد الخام كالزيوت البترولية والمواد اآلتية من عملية تقطير النفط ،أما
منتجات التجهيزات الصناعية المصدرة المقدرة % 3.32فأغلبها هي منتجات تحويل الحديد والرصاص
والمشتقات النفطية ،أما السلع الغذائية التي تقدر نسبة صادرتها ،% 9.87فتمثل السلع الزراعية كالتمور،
العجائن ومشتقاتها ،أما السلع االستهالكية غير الغذائية فهي تقدر % 1.58وتمثل بعض السلع
البالستيكية ،األدوية ،األفرشة والقماش ،وبالنسبة للمنتجات الخام فتقدر نسبتها ب % 16.56وتتكون
أساسا من بقايا الحديد ،الفوسفات والجلود.
بصفة عامة تتكون الصادرات الجزائرية خارج المحروقات من المواد الخام والمنتجات النصف
مصنعة ،والمقابل االستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة متوجه نحو قطاعي البناء واألشغال
العمومية وا لخدمات ،اللذان ال يقدمان أي قيمة تصديرية وقطاع الصناعة ال يتجاوز .% 19مما ال
يسمح بتطوير صادرات خارج المحروقات ومن هنا نتأكد مرة أخرى عدم تناسق اإلستراتيجية بين تنمية
الصادرات التي تستقر دائما في المواد الخام والغالل الزراعية ،وبين إستراتيجية المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة التي تأخذ طريق الخدمات والبناء التي لم تصل بعد لبلوغ التصدير.
-2الصادرات خارج قطاع المحروقات :أما بالنسبة الصادرات خارج قطاع المحروقات فقد سجلت
معدالت نمو محسوسة خالل الفترة 2013-2003إال أنها شهدت التذبذبات باالنخفاض تارة واالرتفاع
تارة أخرى غير أن المسار العام لها كان متزايدا أي بنسبة % 3.28من إجمالي صادراتها وكانت أعلى
قيمة سجلتها 2165مليون دوالر أمريكي سنة 2013وأدنى قيمة سجلتها سنة 2003والتي قدرت بـ 672
مليون دوالر أمريكي والسبب في ذلك يعود إلى التوتر السياسي في الشرق األوسط مما أجبر العديد من
المؤسسات الجزائرية المصدرة إلى توقيف صادراتها لهذه البلدان.
165
ص)173 – 156( : مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الصادرات خارج المحروقات بالجزائر ــــــ
أنا االنخفاض الذي حدث سنة 2009مقارنة بالسنة التي سبقتها والتي حققت قيمة 1066مليون
دوالر أمريكي وذلك بسبب تراجع زيوت النفط إضافة إلى وقف الحكومة الجزائرية عن تصدير النفايات
الحديدة خالل هذه السنة.
وفيما يلي تحليل لكل سلعة من الصادرات خارج قطاع المحروقات على حدة:
-المواد نصف المصنعة :تحتل هذه المواد الصدارة في الصادرات خارج قطاع المحروقات حيث
تأتي في المرتبة األولى مقارنة بالسلع األخرى فمن خالل معطيات الجدول ( )23نجد أنها تشهد
انتعاشا مستم ار في قيمتها حيث انتقلت من 509مليون دوالر أمريكي سنة 2003لتصل إلى قيمة
1610مليون دوالر أمريكي سنة ،2013إال أنها شهدت تراجع في قيمتها سنة 2009لتسجل قيمة
692مليون دوالر أمريكي.
-المواد األولية :كما هو مالحظ في الجدول ( )23فإنها تحتل المرتبة الثانية في قطاع الصادرات
خارج المحروقات ،حيث نالحظ أن قيم المواد األولية متذبذبة حيث ال يمكن الحكم عليها أنها دوما في
استمرار وال العكس حيث نالحظ أنها سجلت ارتفاعا في قيمتها من سنة 2003بـ 50مليون دوالر
أمريكي إلى سنة 2006بقيمة 195مليون دوالر أمريكي ،أما في سنة 2007فنالحظ انخفاض في
قيمتها بقيمة 169مليون دوالر أمريكي ،بينما في سنة 2008فقد حققت فيه صادرات الجزائر انتعاشا
كبي ار وقد سجلت قيمة صادرات المواد األولية خالل هذه السنة 334مليون دوالر أمريكي .أما فيما
يخص السنوات التي تلي سنة 2008فنالحظ انخفاضا مستم ار من سنة 2009بقيمة 170مليون
دوالر أمريكي إلى سنة 2013بقيمة 109مليون دوالر أمريكي.
-المواد الغذائية :تأتي المنتجات الغذائية في المرتبة الثالثة في ترتيب الصادرات خارج قطاع
المحروقات ،حيث تختلف نسب وقيم صادرات المواد الغذائية من سنة إلى أخرى حيث شهدت تحسنا
من سنة 2003إلى سنة 2008حيث سجلت سنة 2003قيمة 48مليون دوالر أمريكي .أما في سنة
2008بقيمة 121مليون دوالر أمريكي أي بنسبة % 0.15من إجمالي الصادرات ،ثم شهدت
انخفاض خالل سنة 2009حيث قدرت قيمتها ب 113مليون دوالر أمريكي ،بعد ذلك الحظنا تزايد
مستمر ابتداءا من سنة 2010إلى 2013حيث قدرت قيمتها بـ 315مليون دوالر أمريكي لتصل إلى
قيمة 402مليون دوالر أمريكي سنة 2013أي بنسبة % 0.61من إجمالي الصادرات إال أنه حدث
انخفاض نسبي سنة 2012حيث قدرت قيمتها خالل هذه السنة بـ 314مليون دوالر أمريكي.6
-التجهيزات الصناعية :وتحتل المرتبة الرابعة في الصادرات خارج قطاع المحروقات حيث سجلت
قيم مختلفة من سنة ألخرى ،حيث سجلت أدنى قيمة لها عام 2013قدرت بـ 27مليون دوالر أمريكي
أي بنسبة % 0.04من إجمالي الصادرات ،وسجلت أعلى قيمة لها سنة 2008وقدرت بـ 69مليون
دوالر أمريكي أي بنسبة % 0.09من إجمالي الصادرات.
166
JEEMR Vol: 02 N: 02 ISSN: 2572-0171 المجلد ( )02العدد ( )02ديسمبر 2018 مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة
-السلع االستهالكية :تأتي هذه السلع في المرتبة الخامسة من الصادرات خارج قطاع المحروقات
حيث سجلت قيم مختلفة مثل سابقتها من السلع ،فمن خالل معطيات الجدول نجد أن أعلى قيمة لها
كانت سنة 2009بقيمة 49مليون دوالر أمريكي وأدنى قيمة حققتها كانت سنة 2004بـ 14مليون
دوالر أمريكي ،ثم نجد أنها أخذت تتراجع قيمتها ابتداءا من سنة 2010إلى سنة 2013لتحقق قيمة
17مليون دوالر أمريكي أي بنسبة % 0.03من إجمالي الصادرات هذه السنة.
المجموع باقي دول الدول العربية دول آسيا(دون أمريكا باقي الدول منظمة االتحاد المجموعات
الدول المغرب (من دون المحيط الدول الجنوبية األوروبية التعاون األوربي االقتصادية
اإلفريقية العربي المغرب العربية) والتنمية السنوات
العربي) االقتصادية
60164 43 760 479 55 4004 2596 7 25387 26833 2007
79298 365 1626 797 - 3765 2875 10 28614 41246 2008
45194 93 857 564 - 3320 1841 7 15326 23186 2009
57053 79 1281 694 - 4082 2620 10 20278 28009 2010
73849 146 1586 810 41 5168 4270 102 24059 37307 2011
71866 62 2073 958 - 4683 4228 36 20029 39797 2012
65917 67 2749 869 - 4241 2965 51 12202 42773 2013
المصدر :الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار من خالل الموقع االلكتروني:
167
ص)173 – 156( : مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الصادرات خارج المحروقات بالجزائر ــــــ
http://www.andi.dz/index.php/ar/statistique/bilan-du-commerce-exterieu, le 15/12/2017
من خالل معطيات الجدول نقوم بتحليل التوزيع الجغرافي للصادرات الجزائرية حسب المناطق والدول
األكثر أهمية الذين تتعامل معهم الجزائر في مجال الصادرات.
-االتحاد األوربي :تعتبر دول االتحاد األوربي أهم زبون للجزائر فهي تعتبر كسوق للسلع الجزائرية
خالل الفترة ،2013-2005حيث سجلت نسب مختلفة من عام آلخر فأعلى قيمة حققتها كانت سنة
2013بقيمة 42773مليون دوالر أمريكي ،أما أدنى قيمة كانت سنة 2003بقيمة 14503مليون دوالر
أمريكي ،كما يالحظ أن قيمتها في تزايد مستمر ابتداء من سنة 2010إلى .2013
-منظمة التعاون التنمية االقتصادية (دون الدول األوروبية) :تأتي هذه المجموعة االقتصادية في
المرتبة الثانية بعد االتحاد األوروبي ،فمن خالل معطيات الجدول يتضح أنها تسجل مختلفة إال أن
المالحظ عليها تزايد مستمر في قيمتها من سنة 2005إلى سنة 2008لتحقق قيمة 28614مليون دوالر
أمريكي وهي أعلى نسبة حققتها مقارنة بالسنوات األخرى ،ثم تنخفض قيمتها سنة 2009لتسجل قيمة
15326مليون دوالر أمريكي ،بعد ذلك تستمر في الزيادة خالل سنتي 2010و 2011مسجلة قيمة
20278مليون دوالر أمريكي و 24059مليون دوالر أمريكي على التوالي ،بعدها تشهد انخفاضا كبي ار
لتصل إلى سنة 2013مسجلة أدنى قيمة لها مقارنة بالسنوات األخرى تقدر بـ 12202مليون دوالر
أمريكي.7
-باقي الدول األوربية :عرفت الصادرات الجزائرية نحو هذه المجموعة إرتفاعا سنة 2011بقيمة
102مليون دوالر أمريكي وخالل سنتي 2012و 2013قيمة 36و 51مليون دوالر أمريكي ،أما باقي
السنوات فهي لم تتجاوز 1مليون دوالر أمريكي.
-أمريكا الجنوبية :تميزت قيمة الصادرات نحو المجموعة بالتراجع من سنة 2005إلى 2009
مسجلة خالل هذه السنة قيمة 1841مليون دوالر أمريكي ،بعدها شهدت ارتفاعا في قيمتها محققة أعلى
قيمة لها سنة 2011بـ 4270مليون دوالر أمريكي ،ثم سجلت تراجع في قيمتها لتصل إلى سنة 2013
محققة قيمة 2965مليون دوالر أمريكي.
-آسيا (دون دول العربية) :عرفت منطقة آسيا إقباال متزايدا على الصادرات الجزائرية مسجلة
ارتفاعا مستمر من سنة 2005إلى سنة 2011محققة أعلى قيمة لها بـ 5168مليون دوالر أمريكي ،ثم
تبدأ باالنخفاض لتسجل قيمة 4241مليون دوالر أمريكي سنة .2013
-دول المحيط :على مدى السنوات الموضحة في الجدول أعاله لم تقم الجزائر بأي عملية تصدير
نحو هذه المجموعة سوى تلك التي قامت عام 2007بقيمة 55مليون دوالر أمريكي وعام 2011بقيمة
41مليون دوالر أمريكي ،حيث كانت تمثل نسبة ضئيلة جدا أو شبه معدومة.
168
JEEMR Vol: 02 N: 02 ISSN: 2572-0171 المجلد ( )02العدد ( )02ديسمبر 2018 مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة
-الدول العربية (دون المغرب العربي) :لم تستفد الجزائر كثي ار من هذه المنطقة ،حيث سجلت قيم
مختلفة وكانت أدنى قيمة لها سنة 2009بـ 564مليون دوالر أمريكي ،وأعلى قيمة لها سنة 2012بقيمة
958مليون دوالر أمريكي على مدى فترة .2013-2005
-دول المغرب العربي :على عكس الدول العربية فقد شهدت صادرات الجزائر ارتفاعا مستم ار نحو
دول المغرب العربي ،والتي سجلت أعلى قيمة لها خالل فترة الدراسة قيمة 2749مليون دوالر أمريكي
سنة .2013
-باقي دول إفريقيا :سجلت الصادرات قيمة 365مليون دوالر أمريكي كأعلى قيمة لها عام 2008
لتتراجع قيمتها إلى أن تصل إلى سنة 2013مسجلة 67مليون دوالر أمريكي ،وأدنى قيمة لها سجلت
خالل الفترة 2013-2005كانت بقيمة 14مليون دوالر أمريكي سنة .2006
المصدر :من إعداد الباحثان باالعتماد على معطيات الجدول رقم (.)6
-4مشاكل التصدير في الجزائر :سجل القطاع للتصدير خارج النفط نتائج ضعيفة نتيجة
لمجموعة من المشاكل يمكن تلخيصها فيما يلي:
-بتطبيق عشوائي غير منتظم إلجراءات العمل المنصوص عليها في نظام الجودة
-عدم األخذ بأسلوب نظام الجودة في مجال تحديد وتصميم المنتجات.
169
ص)173 – 156( : مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الصادرات خارج المحروقات بالجزائر ــــــ
-عدم توافر نظام المعلومات يتضمن كافة البيانات واإلحصائيات التي تربط بالعملية اإلنتاجية
وموقع السلعة في السوق.
-غياب التحفيز المادي والمعنوي داخل المؤسسة ،الذي قضى على كل فرص اإلبداع واالبتكار،
كأسلوب عملي يمكن المؤسسة الجزائرية من تحضير المنتوج الذي يتالءم ومتطلبات الوضع
االقتصادي.
-هياكل تنظيمية ميكانيكية ال تستجيب للتغيرات الحالية التي تحدث خارج حدود المؤسسة
(البيئة الخارجية) منها تحرير المبادالت التجارية ،التطور التكنولوجي واإلعالم واالتصال ،ما أدى
إلى ضعف صناعة المؤسسات الجزائرية على مواجهة الهزات القوية التي تمارسها المؤسسات
االقتصادية العالمية.
-كل هذه التراكمات السلبية مجتمعة أدت إلى تقليص القدرة التنافسية لدى بعض المؤسسات
الجزائرية بشكل وثيق ،بتدني جودة منتجاتها ،والشاهد على هذا تضاعف نسبة الواردات األجنبية
إلى الجزائر تدريجيا ،وفي مقابل نقص كمية الصادرات الجزائرية.
-غياب إستراتيجية محددة المعالم للتصدير .أو على األقل تغطية الحاجيات والذي يفترض أنه جزء
ضروري للتنمية ،وتوزيع الصادرات وتحقيق تنافسية تعطي االعتبار للجانب االقتصادي
واالجتماعي ،والتشابك والتداخل الحاصل بين األسواق الوطنية واألجنبية.
-غياب ثقة التصدير لدى المتعاملين االقتصاديين الجزائريين ،وميلهم لممارسة عملية االستيراد
بسبب ارتفاع نسبة الربح ،والتقليل من المخاطر الناجمة عن التصدير.
-انعدام الخبرة لدى المصدرين الجزائريين ،والتي تحول دون تموقعهم في األسواق األجنبية لمدة
أطول ،هذه الوضعية تجلت من خالل االنعكاسات والتأثيرات السلبية ،من جراء تحرير المبادالت
التجارية للنظام اإلنتاجي الوطني.
-عدم توافق المنتوجات الوطنية الموجهة للتصدير مع المعايير الدولية من حيث الجودة والنظافة،
ولم ترق لدرجة تصديرها ،ال من حيث الكمية ،وال من حيث الجودة ،باإلضافة إلى ارتفاع التكاليف
الخاصة باإلنتاج بسبب تدهور قيمة العملية الوطنية والتضخم من جهة ،وعدم تحقيق فائض إنتاجي
بشكل منتظم من جهة أخرى.8
-التشابك والتداخل ،في المهام الموكلة للهيئات والهياكل المدعمة لترقية الصادرات خارج
المحروقات ،مما أدى إلى غياب التنسيق والتضارب في األرقام المقدمة ،وصعوبة تقييم الوضعية
وصعوبة تحقيق األهداف المسطرة.
170
JEEMR Vol: 02 N: 02 ISSN: 2572-0171 المجلد ( )02العدد ( )02ديسمبر 2018 مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة
-غياب أدنى تنظيم للتواجد التجاري في األسواق الخارجية ،بما يخدم الصادرات الغير النفطية ،فهذا
النقص ال يسمح بتعزيز مجهودات المؤسسات المهتمة بالتصدير ،الستغالل الفرص العديد التي
يمكن أن تتواجد على مستوى األسواق الخارجية.
-وجود تنظيم وتنسيق غير كافيين بين المصدرين الجزائريين ،سواء على المستوى الوطني أو
الخارجي.
-سوء استخدام وتوجيه الموارد المالية للصندوق الخاص لترقية الصادرات الغير النفطية.
-ارتفاع تكاليف النقل الدولي ،وعجز خدمات دعم التصدير المخصصة لذلك ،والتي تعتبر أداة
أساسية وضرورية لتطوير نشاطات التصدير ،ألن ارتفاع تكاليف النقل يترتب عليه ارتفاع
التكاليف التسويقية ،وبالتالي انخفاض هامش الربح الممكن تحقيقه من عملية التصدير.
-عدم االهتمام بوظيفة التسويق الدولي ،وما يمكن أن تقدمه من معلومات للمؤسسة ،بحيث أصبح
الحصول على المعلومات من األسواق الخارجية من أهم المشكالت التي تواجه المصدر الجزائري
نظ ار لنقص خبرته بالدراسة التسويقية.
مما سبق يمكن القول أن الجهاز اإلنتاجي لالقتصاد الجزائري بمختلف مكوناته يفتقد للكفاءة التنافسية
أو التنافسية الدولية في األسواق المحلية والخارجية.
تستمد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر قوتها من الحكومة ،أي من مختلف األجهزة
المدعمة لتطوير صادرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،وكذا من التشريعات والقوانين التي تدعم هذا
النوع من المؤسسات ،وذلك لمواجهة المنافسة األجنبية خصوصا في الوقت الحالي الذي توجد فيه عدة
اتفاقيات من بينها اتفاقية شراكة مع االتحاد األوروبي.
171
ص)173 – 156( : مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الصادرات خارج المحروقات بالجزائر ــــــ
خاتـــمة:
وفي األخير الحظنا من خالل الدراسة على الرغم من االهتمام والدعم الكبير الذي مني به قطاع
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من قبل الدولة ،إال أن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ما
زال دون المستوى المطلوب منه ،نتيجة مجموعة من العراقيل التي تعيق عملها ،لذا ينبغي على القائمين
بهذا القطاع تبني سياسة واضحة المعالم ،تأخذ في طياتها إصالحات جذرية لتجاوز المشاكل والعراقيل
االقتصادية والمؤسسية التي تؤثر على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتنقص من قدرتها على المنافسة،
وهو ما يؤثر سلبا على مساهمتها في تنمية الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات ومن خالل
الدراسة تم التوصل الى النتائج التالية :
-تقوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بدور بارز في زيادة معدالت النمو االقتصادي وخاصة
الصادرات خارج قطاع المحروقات؛
-ترتبط الصادرات ارتباطا وثيقا بالنمو االقتصادي فهي محرك لنموه وهذا ما يعكس االهتمام الكبير
بها في الفكر االقتصادي على مر الزمن؛
-بدا قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر يساهم في الصادرات ،إلى أنها تعتبر ضئيلة
مقارنتها بالصادرات اإلجمالية وهذا رغم اإلجراءات والمحفزات والهياكل التي تدعم المؤسسات
المصدرة والتي تفكر في التصدير والدليل على هذا وجود عدة برامج؛
وفي األخير على مخططي السياسات االقتصادية اتخاذ مجموعة من التدابير نذكر منها :
-فتح فروع للهيئات التي تدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال تصدير عبر كافة تراب
الوطن وخصوصا المناطق الحدودية؛
-تعزيز اتفاقيات وبرامج التعاون سواء الثنائية أو اإلقليمية ،حتى تتمكن المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة من الدخول في األسواق الخارجية واالستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال؛
-تأسيس بنك للمعلومات يوفر قاعدة من البيانات لكل ما يتعلق بتأسيس وإنشاء المشروعات الصغيرة
والمتوسطة حيث يمكن تغذيتها بشكل مستمر بفرص األعمال الجديدة والتشريعات والمستجدات مما
يسمح للمستثمر للتعرف أكثر على قضايا تنمية هذه المؤسسات؛
-تقديم تسهيالت إدارية للمستثمرين لتشجيعهم على االستثمار في الجزائر ،بتحديد اإلجراءات المالية
واإلدارية من خالل توصيف دقيق للمهام والصالحيات والوقت المطلوب ،وذلك بتجسيده على أرض
الواقع؛
-ضرورة خلق آليات تساعد أصحاب المشروعات الصغيرة على تسديد األقساط كمساعدتهم في شراء
وتسويق منتجاتهم لضمان استم اررية مشاريعهم.
-إنشاء مراكز لتنمية المؤسسات الصغيرة ولمتوسطة بالتعاون مع الجامعات ،القطاع الخاص الجماعات
المحلية والغرف التجارية ،بغرض تأهيل وإرشاد أصحاب المشاريع ،وتقديم المساعدة الفعلية والملموسة
172
JEEMR Vol: 02 N: 02 ISSN: 2572-0171 المجلد ( )02العدد ( )02ديسمبر 2018 مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة
في اإلدارة ،التنظيم والتسويق والتمويل ،باإلضافة إلى المساعدات الفنية في عمليات دراسة الجدوى
وحتى العملية اإلنتاجية؛
-تشجيع إنشاء وتوفير الشركات المتخصصة في تسويق وتصدير منتجات المشروعات الصغيرة
والمتوسطة لتوفير تمويل ذاتي لها.
1
رابح خوني ،رقية حساني "،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومشكالت تمويلها" ،إيتراك للنشر والتوزيع ،مصر،2008 ،
ص.25-24:
2المادة 05قانون رقم 02/17مؤرخ في 2017/01/10يتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،
العدد ،02ص.05:
3المواد ،10-9-8 ،المرجع السابق ،ص.06:
4المادة 15المرجع السابق ، ،ص.06:
5
Ministère de l’Industrie, de la Petite et Moyenne Entreprise et de la Promotion de
l’Investissement Bulletin d’information Statistique de la PME, donnees2017n0 30, p :7-10
6قاشي خالد ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كمحرك للتنمية في الجزائر ،2013-2005مجلة" األبحاث االقتصادية "
لجامعة البليدة ،2العدد الثاني عشر ،جوان ،2015ص .23
-7وصاف سعيدي ،قيمة الصادرات والنمو االقتصادي في الجزائر الواقع والتحديات ،مجلة الباحث ،العدد األول ،جامعة
ورقلة ،الجزائر ،2012 ،ص ص .14 ،13
-8نورالدين نوي ،محاولة تقييم المزيج التمويلي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،اطروحة دكتوراه (غ منشورة ) ،كلية
االقتصاد ،جامعة الجزائر ،2016، 3ص .64
• يضم هذا العدد باإلضافة إلى األجراء ،أرباب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة (أشخاص معنوية) وأرباب المؤسسات الخاصة بالمهن
الحرة والحرفيين,
173