You are on page 1of 11

‫تمويل المشروعات الصغيرة ومتوسطة الحجم‬

‫(دراسة مقارنة بين التجربتين اإليطالية والسورية)‬


‫‪Small & Medium Enterprises Financing‬‬

‫الدكتور سامر مظهر قنطقجي‬


‫نشرت في جريدة االقتصادية السورية – العدد ‪ 92‬تاريخ ‪13/04/2003‬‬

‫يب دو أننا مل نعترب من أخط اء جتربة استنس اخ "دويل" ‪ ،‬فقمنا باستنس اخ جتارب َم ْن ليس وا‬
‫بأحسن ح ٍال منا وغ اب عن بالنا ق ول الش اعر "تش بهوا ب الكرام"‪ .‬لقد ج اءت جتربة هيئة مكافحة‬
‫البطالة مت أخرة ج داً نس بةً إىل جتارب ال دول األخ رى ‪ ،‬كالوالي ات املتح دة (‪ )1953‬واهلند (‬
‫‪ )1954‬وإندونيسيا (‪ )1970‬واليابان (‪... )1973‬اخل‪ ،‬ولكننا بالرغم من ذلك قمنا باجتزاء تلك‬
‫التج ارب املستنس خة وأس ندنا التط بيق إىل أن اس قليلي اخلربة إال من جتارب عاش وها يف بي وهتم أو يف‬
‫من اطقهم وه ذا غري ك ايف ‪ ،‬فنحن نتح دث عن مق ّدرات دولة تبحث عن التح ديث والتط وير برعاي ٍة‬
‫ٍ‬
‫جادة من أكرب مسؤول فيها‪.‬‬
‫وبس بب التخبط ال ذي تعيشه هيئة مكافحة البطالة يف س ورية وع دم وض وح اس رتاتيجيتها‬
‫بشكل صحيح فقد رغبت بعرض مقارنة بني جتربتني بينهما بعض الظروف املتشاهبة وقد كنت جزءاً‬
‫منهما ‪ ،‬إح داها يف االحتاد األوريب وحتدي داً يف إيطاليا والثانية يف س ورية كمركز ت دريب معتمد هليئة‬
‫مكافحة البطالة‪ .‬عسانا نلحق بالركب ‪ ،‬فالزمن مسلط علينا كالسيف‪ .‬وهناك من ال ي ّق در ذلك وقد‬
‫غ اب عن خ اطره أن من خيرق الس فينة من جهته فإنه ُمغرقها ال حمالة وإن ك ان خط ؤه مش فوعاً بنية‬
‫أنه يرغب باخلري فعندئذ تكون املصيبة أعظم‪.‬‬

‫أوالً ‪ -‬التجربة اإليطالية‬


‫بدأت املشروعات اخلاصة الصغرية تلقى إقباال حىت يف الدول اليت متتاز بسيطرة الدولة مركزيا‬
‫على االقتصاد الوطين‪ .‬ومن القطاعات اليت مُس ح فيها لألعمال واملشروعات (صغرية ومتوسطة احلجم)‬
‫العمل يف قط اع البض ائع االس تهالكية وهو قط اع تعجز مؤسس ات الدولة عن ت أمني حاجاته بص ورة‬
‫وافية‪.‬‬
‫دأبت اس رتاتيجية االحتاد األوريب على تنمية املش اريع الص غرية واملتوس طة احلجم‪ ،‬وتبس يط‬
‫إداراهتا ولوائحها الناظمة‪ ،‬وتطوير األحباث واالخرتاع‪ ،‬وتبادل اخلربات بني دول االحتاد وذلك بزيادة‬
‫اللق اءات واحملاض رات واالجتماع ات‪ .‬فضال على حتسني البيئة املالية والتمويلية هلذا الن وع من‬
‫الشركات‪.‬‬
‫ويف هذا السياق البد لنا من اإلشارة إىل حتسني وزيادة فعالية البيئة القانونية لضمان احلقوق‪،‬‬
‫فتنمية األعمال حتتاج إىل بيئة متكاملة‪.‬‬
‫تسيطر املشاريع الصغرية على البنية اإلنتاجية لالقتصاد اإليطايل‪ .‬ولدى ‪ %45‬من الشركات‬
‫اإليطالية ‪ 10‬عمال‪/‬موظفني أو أقل ‪ ،‬وهذه النسبة أكرب مرتني من املعدل األوريب‪ .‬ففي أملانيا وفرنسا‬
‫ال تتع دى النس بة ‪ %20‬ويف بريطانيا ‪ .%30‬وتس اهم الش ركات اليت تش غّل أقل من ‪20‬‬
‫عام ل‪/‬موظف يف حتقيق ‪ %42‬من القيمة املض افة يف الص ناعة واخلدمات غري املالي ة‪ .‬أما ع دد‬
‫الشركات الضخمة اليت تشغل أكثر من ‪ 500‬عامل موظف يف ايطاليا فال تتعدى ‪ %20‬بينما تصل‬
‫نسبة مثل هذه الشركات يف أملانيا وفرنسا وبريطانيا إىل ‪.%33‬‬
‫إن بنية القط اع الص ناعي يف إيطاليا ختتلف عن تلك املوج ودة يف البل دان األوربية ألهنا تنتج‬
‫بشكل أساسي سلع االستهالك النهائي والسلع متوسطة التقنية‪ .‬وتلعب فيها كثافة رأس مال التصنيع‬
‫وعملي ات اإلنت اج املتقدمة دورا بس يطا‪ .‬وال تس تخدم التكنولوجيا العالي ة‪ ،‬وتك ون بض ائعها قليلة‬
‫احلركة اخلارجية – عرب احلدود – كما أن أس عارها س رعان ما تت أثر بظ روف الس وق‪ .‬إض افة إىل أن‬
‫الش ركات اإليطالية هي أص غر من نظرياهتا األوربية بش كل ع ام باس تثناء ص ناعات الس يارات‬
‫والتجه يزات املكتبي ة‪ .‬لكن فج وة املقارنة تتسع مع الش ركات األوربية يف املش اريع املتوس طة احلجم‬
‫اليت تس تخدم ‪ 500-100‬عام ل‪/‬موظ ف‪ ،‬فهي تس تقطب أقل من ‪ %10‬من إمجايل اليد العاملة‬
‫اإليطالية‪ ،‬بينما تصل هذه النسبة يف أملانيا إىل ‪ %17.50‬و‪ %16‬يف فرنسا و‪ %17‬يف بريطانيا‪.‬‬
‫ولقد أظهر قسم األحباث يف مص رف إيطاليا ‪ Bank Of Italy‬أن األمهية احملدودة للمش اريع‬
‫متوس طة احلجم تص بح كب رية يف ح ال تص نيفها على أس اس ملكيتها ألهنا غالبا ما تتجمع على ش كل‬
‫جمموعات ضمن تنظيمات تسمى (احتاد شركات)‪ .‬ويعكس مستوى التوظيف فيها ضخامة عدد هذه‬
‫املش اريع الص غرية‪ .‬ففي إيطاليا ‪ 750.000‬مش روع ص غري يش غّل كال منها أقل من ‪10‬‬
‫عم ال‪/‬م وظفني‪ .‬وه ذه املش اريع عب ارة عن ش ركات تعمل جنبا إىل جنب يصل ع ددها إىل‬
‫‪ 2.300.000‬مش روع ف ردي‪ .‬ففي الش مال اإليط ايل ‪ 250‬ش ركة إلنت اج الكراسي متنافسة فيما‬
‫بينه ا‪ ،‬لكنها تتع اون بش كل اختصت فيه كل ش ركة جبزء من تلك ص ناعة فحقق وا إنتاجية عالية‬
‫ونوعية ممت ازة منافسة عاملي ا‪ .‬ويف ه ذا الس ياق ف إن منظمة ‪- Confcommercio‬االحتاد التج اري‬
‫اإليط ايل الع ام‪ -‬يضم ه ذه املش اريع ويعترب أكرب ممثل يف إيطاليا ألنه يضم أك ثر من ‪ 750.000‬من‬
‫قطاعات التجارة والسياحة واخلدمات‪.‬‬
‫االحتياجات المالية للمشاريع الصغيرة‪:‬‬
‫متر املشاريع الصغرية عند تأسيسها بعدة أطوار‪ ،‬وختتلف أشكال التمويل فيها حسب الطور‬
‫الذي متر فيه‪:‬‬
‫‪ .1‬طور التأسيس‪ :‬يتم عادة من قبل العائلة املالكة‪.‬‬
‫‪ .2‬طور النمو األويل‪ :‬يتم ذاتيا من خالل األرباح املستثمرة‪.‬‬
‫‪ .3‬طور النمو املتسارع‪ :‬ميكن للمالك أن يقرتض األموال من املصارف‪ ،‬مستعينا ببعض‬
‫املنظمات اليت تساعده يف تقدمي الكفاالت كمنظمة ‪ Confcommercio‬مثال مما خيفض‬
‫تكلفة رأس املال‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا احتاج املشروع إىل استثمار جديد لتوسيع عمله أو لتنويع منتجاته‪ ،‬فإن التمويل‬
‫ميكن أن يقدم من اجلهات احلكومية أو ما شاهبها‪.‬‬
‫‪ .5‬ميكن ختفيض تكلفة األموال املقرتضة بإستصدار عدد من القوانني ختص الشركات اليت‬
‫تتمتع بتصنيف معني أو اليت متارس عملها يف موقع جغرايف حمدد‪.‬‬
‫‪ .6‬املصارف هي مصدر األموال‪ ،‬وهي اليت تؤمن التمويل قصري األجل‪ .‬ويف بعض‬
‫األحيان ميكن جدولة ديون املشاريع السابقة وتوحيدها لزيادة رأس املال العامل فيها‬
‫على املدى املتوسط‪ .‬ومن الضروري أن يراعي النظام املصريف البيئة االقتصادية‬
‫واالجتماعية للمجتمع املايل املوجود‪.‬‬
‫دور منظمة ‪ Confcommercio‬مع المصارف‪:‬‬
‫ميكن تلخيص دور منظمة االحتاد التجاري اإليطايل مع املصارف مبا يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تسريع عمليات التحقق من املشاريع وإجراءات منح القروض‪.‬‬
‫‪ .2‬املصادقة على الكفاالت املقدمة‪.‬‬
‫‪ .3‬التمويل الصحيح لالحتياجات األنسب‪.‬‬
‫‪ .4‬الوصول إىل تكلفة حقيقية لألموال املقرتضة‪.‬‬
‫أما التمويل متوسط األجل فيس عى إىل ت أمني األم وال الالزمة لتمويل رأس املال العام ل‪ ،‬وحتقيق‬
‫االندماجات‪ ،‬ومتويل التأجري (أي استئجار التجهيزات)‪.‬‬
‫بينما يتوجه التمويل طويل األجل بأش كاله العدي دة إىل مقابلة التط ورات املتنامية لألص ول الثابت ة‪ ،‬ما‬
‫يرتبط غالبا بنظ ام الكف االت اليت تس اعد يف التقليل من خماطر رأس املال‪ .‬كما أن مص در األم وال يف‬
‫هذه احلالة هي املصارف ذاهتا‪ .‬ونادرا جدا ما تكون من األموال اخلاصة‪.‬‬
‫وعليه ف إن التمويل املايل هو من أهم معوق ات تنمية املش اريع الص غرية واملتوس طة‪ .‬والبد من حل ول‬
‫تتضافر فيها جهود مجيع األطراف وتتناسب مع البيئة االجتماعية واالقتصادية للمجتمع‪.‬‬
‫‪Mutual Guarantees‬‬ ‫جمعيات تبادل الكفاالت والمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم‬
‫‪Societies & SME’s‬‬
‫إن االهتمام بتمويل املشاريع الصغرية واملتوسطة احلجم جزء ال يتجزأ من عملية التنمية‪ .‬لكن‬
‫وبس بب عجز املص ارف التقليدية عن القي ام هبذه املهمة نش أت مؤسس ات جدي دة تس تهدف متويل‬
‫وتنمية هذه املشاريع واختذت أمساء خمتلفة كمصارف التنمية أو هيئات متويل املنشآت الصغرية (كهيئة‬
‫مكافحة البطالة يف سورية)‪ .‬واستلزم قيام مثل هذه املؤسسات نشوء مؤسسات أخرى وسيطة غايتها‬
‫ض مان س داد الق روض كب ديل عن تق دمي الض مانات اليت يعجز أصال أص حاب املش اريع الص غرية‬
‫واملتوسطة احلجم عن تقدميها‪.‬‬
‫إن مجعي ات تب ادل الكف االت ما هي إال مب ادرة وض عتها ال دوائر االقتص ادية واالجتماعية‬
‫(كغرف التجارة واحتادات األعمال التجارية واملصارف وغريها) خلدمة املشاريع الصغرية واملتوسطة‬
‫احلجم يف جمال التموي ل‪ ،‬لتك ون مبثابة حلقة وصل بني أط راف ثالث ة‪ :‬املش اريع الص غرية واملتوس طة‬
‫احلجم ‪ -‬املص ارف ‪ -‬الس لطات العام ة‪.‬وهلذا الغ رض تؤسس ص ناديق الكف االت من قبل ال دول أو‬
‫إدارات املن اطق ك أداة كفالة يف جمال خدمة املش اريع الص غرية واملتوس طة احلجم‪ ،‬وتت دخل ه ذه‬
‫الصناديق مباشرة جتاه امللتزم أو كضامن لاللتزام املأخوذ من قبل مجعيات تبادل الكفاالت مما يؤدي‬
‫إىل تأثري فعال بني القطاعني العام واخلاص‪.‬‬
‫وتس عى ك ٌل من مجعي ات تب ادل الكف االت وص ناديق الكف االت للوص ول إىل احلل األمثل‬
‫الس تثمار الق روض يف املش اريع ذات احلجم الص غري واملتوسط واليت ع ادة ما تفتقد إىل الض مانة‬
‫الضرورية املطلوبة من املصارف مما يؤدي إىل تشكيل عالقة ثابتة على املدى الطويل‪.‬‬
‫الحجم‬
‫ذه‬ ‫وعليه تتوجه ه‬
‫اجلمعي ات إىل املؤسس ات الفردية‬
‫واملشاريع الصغرية (حديثة التكوين‬
‫أو ذات األش كال العائلية املتعاقب ة)‬
‫وإىل الش ركات اليت تتوسع بس رعة‬
‫إقالع‬ ‫مزيد من النمو نمو‬
‫صغير‬
‫الطــــــــــور‬ ‫فتحس ن من معنوياهتا‬‫(الش كل ‪ّ )1‬‬
‫عائلي‬ ‫متوسط‬ ‫المشـــــروع‬
‫أرباح مستثمرةعائلي‬ ‫اقتراض‬
‫شكل التمويل‬
‫وتزيد من كفاءاهتا عن طريق‬
‫اخلربة والتدريب واملهارات وتقييم‬
‫دور جمعيات تبادل الكفاالت‬
‫األعم ال واألم ور التقنية ‪،‬‬
‫(الشكل ‪)1‬‬
‫واملس اعدة على إجناز خطط العمل‬
‫وك ذلك تزوي دها مبعلوم ات ميدانية ح ول القط اع وم دى تط وره التقين والتس ويقي والوضع‬
‫التنافسي‪..‬اخل‪ .‬كما أهنا تشجع املبادرات وحتث عملية االلتزام من خالل التقييم اإلجيايب للبيئة املهنية‪.‬‬
‫وتسعى إىل تأمني بنية مالية مناسبة وإىل حتسني شروط االقرتاض ‪ ،‬وتزود املشاريع بالنصح واإلشراف‬
‫مبا يتعلق ب اإلدارة املالي ة‪ .‬ومن املفيد ذك ره أن نس بة الفشل يف أعم ال ه ذه اجلمعي ات ال يتع دى ‪%1‬‬
‫وذلك بسبب الدراسات العميقة واالنتقاء من املشاريع طالبة القرض واملنح‪.‬‬
‫وميكن تقسم املنح اليت تقدمها مجعيات تبادل الكفاالت إىل نوعني‪:‬‬
‫‪ .1‬منح اجتماعي ة‪ :‬حيث تس اهم الغ رف (التجارية وغريه ا) يف إع ادة رسم السياسة النقدية‬
‫والتمويلية (من خالل مس امهات أعض ائها) يف رأس املال املس تثمر‪ .‬كما حتاول إقن اع أعض ائها‬
‫بس داد الق روض‪ .‬وتس اهم مجعي ات تب ادل الكف االت ه ذه يف كفالة ‪ %50‬من الق روض اليت‬
‫تقدمها املصارف خلفض األخطار (الشكل ‪ .)2‬وكمثال على خدمات هذه اجلمعيات غري تقدمي‬
‫الكف االت‪ :‬هي أنه مبج رد تق دمي وث ائق ش راء التجه يزات يتم حسم ‪ %20‬من ض رائب‬
‫املشروع‪.‬‬
‫‪.2‬منح مالي ة‪ :‬وذلك بس داد املنح مباش رة إىل املش روع‪ ،‬أو بتق دمي كفالة م دورة بنس بة‪ %10‬من‬
‫حيس ن شروط هذه القروض لتعمل بشكل أفضل مما يضفي على النظام األمن‬ ‫املبالغ املقرتضة مما ّ‬
‫والق وة‪ .‬وميكن تق دمي املس اعدات املالية للمش اريع اليت تت وطن يف من اطق حمددة على ش كل‬
‫مساعدات فورية (قد تصل إىل ‪ 5000‬يورو)‪ .‬أو إعادة تقييم وضع الشركة أو املشروع الذي‬
‫يعاين من صعوبات من قبل إدارة املناطق بناء على معايري منها‪:‬‬
‫املعي ار األوريب‪( =%25‬رأس املال اململ وك ÷ رأس املال املس تثمر) ×‪( % 100‬نالحظ أنه‬
‫كلما اخنفضت النسبة زادت العالمات)‬
‫= عدد العمال اجلدد ÷ رأس املال املستثمر‬ ‫نسبة التوظيف‬
‫وهبذا الشكل حنصل على دراسة البنية الرتكيبية للتمويل لكل منطقة على حدة بغية تطوير هذه املناطق وتشجيعها‪.‬‬
‫نسبة التمويل‬ ‫مصدر التمويل‬
‫‪% 35 -25‬‬ ‫رأس مال مسدد من قبل مالك املشروع‬
‫التمويل من املصارف‬
‫‪% 10‬‬ ‫‪% 100‬‬
‫‪% 20‬‬
‫كفاالت‬ ‫متنحها املصارف‬
‫نصفها مغطى من املنح‬ ‫عشرة أضعاف الكفاالت‬
‫‪% 40-50‬‬ ‫منح‬
‫(الشكل ‪ - 2‬منوذج متويل املشروعات يف إيطاليا)‬

‫ثانيا ً ‪ -‬التجربة السورية (هيئة مكافحة البطالة)‬


‫أصدر السيد رئيس اجلمهورية القانون رقم ‪ 71‬لعام ‪ 2001‬القاضي بإحداث هيئة مكافحة‬
‫البطالة ‪ ،‬كهيئة إمنائية اس تثمارية عامة ذات شخص ية اعتبارية مس تقلة ماليا وإداري اً تتوجه يف نش اطها‬
‫إىل االس تثمار يف التش غيل والتنمي ة‪ .‬وس وف أقتصر على ذكر ه ذه النب ذة ألن نص الق انون وش روحه‬
‫معروفة للجميع‪ .‬وسنسلط الضوء على عشوائية التطبيق وعدم االنضباط‪:‬‬
‫أوالً ‪ -‬عشوائية السياسات العامة‪:‬‬
‫‪ -‬إن قرض اً بثالثة ماليني ل رية س ورية حيت اج إىل ض مانات عقارية بأربعة ماليني ونصف (قبل‬
‫التع ديالت األخ رية) وحسب آخر ق رض ق دمت ض ماناته ك انت مس احة األرض املطلوبة تبلغ‬
‫‪ 430‬دومناً بعلياً‪ .‬فإذا كانت األموال املقرتح إقراضها تبلغ حاليا مخسني ملياراً فهي حباجة إىل‬
‫ضمانات خبمسة وسبعني ملياراً أي ما يعادل ‪ 430.000‬دومناً من األراضي ‪ ،‬فكم ميثل هذا‬
‫الرقم من األراضي السورية الصاحلة لتقدمي ضمانات؟‬
‫‪ -‬هن اك قص ور يف تعريف العاطل عن العمل حسب ش روط اهليئة ‪ ،‬ك أن ال يك ون مس جالً يف‬
‫التأمينات االجتماعية وغري موظفاً ‪ ،‬وهذا الشرط ينطبق على مجيع األطباء واملهندسني واحملامني‬
‫واملق اولني ومن هم خ ارج مالك الرتبية والتج ار واحلرف يني وكل س يدات املن ازل !!! وحسب‬
‫تشكيلة من اتبعوا دورات يف مركزنا فإن أكثر من ‪ %90‬منهم كانوا أصحاب أعمال وليسوا‬
‫حباجة للقروض إال من باب تنمية االس تثمارات‪ .‬وكان قرض الثالثة ماليني األكثر تناسباً مع‬
‫األغنياء منهم لسهولة تأمني ضماناته بالنسبة هلم‪.‬‬
‫‪ -‬إن عمل اهليئة ق ام أساس اً على ختطي ال روتني بكل أش كاله طبق اً لطبيعة األعم ال اليت س يتم‬
‫متويلها ‪ ،‬لكن ال ذي حصل هو اس تقدام م وظفني من القط اع الع ام ‪ ،‬أي أناس اً اعت ادوا على‬
‫العمل الروتيين غري املب دع إطالق اً ‪ ،‬مما ك ان س بباً مباش راً يف تراجع عمل ه ذه اهليئة احلديثة‬
‫بشكل مبكر‪.‬‬
‫‪ -‬كان األجدى باهليئة أن تتعظ من قول الشاعر "ال تنه عن خلق وتأيت مثله"‪ ،‬أي كان عليها أن‬
‫دعي أص الً‬‫توظف أناس اً ع اطلني عن العمل فتس عى ب ذلك حلل ج زءاً من املش كلة اليت ت ّ‬
‫حماربتها‪.‬‬
‫‪ -‬ك انت خط ة اهليئ ة لع ام ‪ 2002‬تأهي ل وهتيئ ة ‪ 40000-35000‬فرص ة عم ل ‪ ،‬لكن املتتب ع‬
‫لعدد املتقدمني للدورات يلحظ تراجع اً ملحوظ اً ومرد ذلك إىل الشروط الالمنطقية للقروض‬
‫وس وء األداء واملعامل ة‪ .‬فل و استعرض نا أع داد امللتحقني بال دورات خالل األس ابيع املاض ية (يف‬
‫محاة مثالً) س نجد ذبذبة واحنس اراً واض حني علم اً أن توقع ات اهليئ ة يف االجتماع ات التمهيدية‬
‫كانت عشرات اآلالف لكل حمافظة ‪ ،‬فما سبب كل هذا االحنراف يا ترى؟ مث لو تتبعنا عدد‬
‫املتقدمني منهم مبشاريع الخنفض العدد إىل النصف‪ .‬ولو تابعنا عدد احلاصلني من الناجني منهم‬
‫على قروض ألصبح العدد ضئيالً‪.‬‬
‫ال دور‬
‫األسبوع العدد‬ ‫بدء الدورة‬ ‫ة‬
‫‪27/08/200‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪03/09/200‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪10/09/200‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪17/09/200‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪24/09/200‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪01/10/200‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪08/09/200‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪15/10/200‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪22/10/200‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪29/10/200‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪05/11/200‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪12/11/200‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪15‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬من اخلطأ اجلس يم أن تُس ند إدارة ف روع اهليئة كلها أو بعض ها إىل مهندسني (مع تق ديرنا جلميع‬
‫املهندسني) ألن عمل اهليئة اقتصادي من رأسها حىت أساسها‪.‬‬
‫‪ -‬ك انت من توص يات املدير الع ام يف االجتماع ات التمهيدية أن ال وص اية على املش اريع وذلك‬
‫لرتك الباب مفتوح اً أمام إبداعات القطاع اخلاص ليأخذ فرصته كما يراها هو‪ .‬والذي حصل‬
‫هو التدخل بكل اجلزئيات سواء الصغرية منها أم الكبرية مما أدى لقتل كل مرونة ممكنة‪ .‬فاهليئة‬
‫حتفظ حقوقها بالضمانات وتستفيد من الفائدة اليت حتققها‪ .‬وطاملا أن فشل أي مشروع مرهون‬
‫بص احبه وهي (أي اهليئ ة) لن تت واىن عن احلجز واس رتجاع مس تحقاهتا‪ .‬فما ال داعي إذن هلذا‬
‫الوص اية املزعجة ؟ لقد اس تهزأ كثري من املس تفيدين من ه ذا املش روع ‪ ،‬ألن املالحظ ات‬
‫والش روط ميليها من ال ميلك أي جتربة من الناحية العملي ة‪ .‬ودراسة اجلدوى ال تع دو عن كوهنا‬
‫مسألة حسابية فيها بعض الشروط البسيطة مبتغريات من الدرجة األوىل يتم إعادة ضبط أرقامها‬
‫حسب املالحظ ات اليت يب ديها املدقق بغض النظر عن متثيلها لواقع مف رتض‪ .‬فمثالً فُ رض على‬
‫ت اجر م واد ال دواجن عليه املت اجرة مبادة واح دة فقط كالص وص أو علفه أو دوائ ه؟ وال يتم‬
‫املوافقة على الدراسة إذا اشرتكت أكثر من مادة! وملا سأل املستفيد مدقق اإلدارة العامة كال‬
‫له من نفس الكيل‪.‬‬
‫‪ -‬إن الدراس ات األولية للهيئة توضح أن كل ملي ون ل رية ميكن أن توجد فرصة عمل واح دة ‪،‬‬
‫وعليه فقرض الثالثة ماليني حيتاج إىل ثالثة شركاء‪ .‬مث ُأجرب الشركاء على تشغيل سبعة عمال‬
‫آخ رين ليس دد املش روع تأمين ات اجتماعية عن عش رة عم ال‪ .‬وك أن اهليئة تش رك وجترب‬
‫املس تفيدين على مس اعدهتا يف حل مش كلة البطالة ولو على حس اهبم‪ .‬ل ذلك فقد أص بحت‬
‫التزام ات املش روع الثابتة تس اوي إىل‪ 150.000 :‬ل‪.‬س فوائد إض افة لرس وم التأمين ات‬
‫االجتماعية اليت تع ادل ‪ 71.820‬ل‪.‬س (بف رض احلد األدىن لل راتب ‪ 3.500‬ل‪.‬س ×‪12‬‬
‫شهر× ‪ 10‬عمال × ‪ ) % 17.10‬أي أن املشروع سيتحمل ‪ 18.500‬ل‪.‬س شهرياً بغض‬
‫النظر عن التكاليف األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬يف هناية ال دورة التدريبية اليت أع دت للمراكز مت التوجيه بض رورة مراع اة املس تفيدين فيما لو‬
‫حرم وا على املراكز أو‬
‫أع دوا دراس ات ج دوى هلم‪ .‬ومت اق رتاح وتس مية مك اتب خاصة ‪ ،‬مث ّ‬
‫املدربني التدخل بإعداد الدراسة وضرورة إجنازها من قبل املستفيد نفسه دون مساعدة مأجورة‬
‫من أحد‪.‬‬
‫‪ -‬من املف رتض أن دراسة اجلدوى التقديرية هي املؤشر األساسي لتحديد احتياج ات املس تفيد من‬
‫الق رض ‪ ،‬لكن ت بني يف الف رتات األخ رية ب أن حتديد الق رض يتم من قبل املوظف املختص‬
‫وحسب مزاجه!!‬
‫ثانياً – تخبط سياسات اإلشراف على الدورات‪:‬‬
‫‪ -‬إن التسلط املتزايد على سري الدورات أمر ال ينتمي للعلمية وال للمهنية ‪ ،‬فإذا كان من أهداف‬
‫اهليئة نشر الثقافة االقتصادية بني الناس ‪ ،‬فبماذا نفسر قيام املشرفة على الدورات بطرد أكثر من‬
‫حاضر (مرافق أو مرافقة ألخت أو لزوجة أو البن) ألنه غري مسجل يف الدورة علم اً أن املركز‬
‫ال يتقاضى على ه ؤالء احلاض رين أي أج ور كما أهنم ال ي ؤثرون على سري ال دروس ألن هن اك‬
‫أماكن شاغرة؟‬
‫‪ -‬وأن املتتبع لتعليم ات مديرية الت دريب يظن أن املس تفيدين هم طالب مرحلة ابتدائية ‪ ،‬فقد‬
‫كانت التوصيات يف البداية متنح املراكز احلرية يف اختيار األسلوب الذي تريد ‪ ،‬أما يف الفرتات‬
‫األخ رية فك انت التعليم ات ب التوقف عن كل ما هو عملي واألفضل االكتف اء بإلق اء احملاض رة‬
‫نظرياً وبذلك تصبح الدورات حرباً على ورق‪.‬‬
‫‪ -‬وأن املش رفني على ال دورات ليس ل ديهم خ ربات كافية للتعامل مع ه ذا الن وع من ال دورات ‪،‬‬
‫ولوال أن الضرب ممنوع يف املدارس الستخدموه‪ .‬وباملناسبة فإن املشرفة على الدورات يف معهد‬
‫التجارة اخلارجية يف روما كانت مرحة ومؤدبة وتتقن عدة لغات منها العربية وكانت صبورة‬
‫جداً ومل ختطئ حبق أحد رغم قساوة البعض معها‪.‬‬
‫‪ -‬لقد كان اختيار مراكز التدريب يف البداية خيضع لشروط جدية كأن تكون مشهورة ومرخصة‬
‫ول ديها م دربني ذوي خ ربات طويلة يف الت دريب وليس يف الت دريس ‪ ،‬إض افة إلخض اعهم‬
‫لفحص من قبل املركز السوري األوريب وإخضاع الناجحني منهم لدورة يف هذا املركز‪ .‬أما يف‬
‫اآلونة األخ رية ف إن اختي ار املراكز أص بح ال حيت اج ألي من الش روط الس ابقة ‪ ،‬كما أن توجيه‬
‫الدورات يتم دون عدالة إىل املراكز بل حسب مزاجية املسؤول بل ومصلحته أحياناً‪.‬‬
‫ثالثاً – ضعف خبرات التدقيق المالي‪:‬‬
‫إن مالحظ ات املدققني املاليني ال يُعقل أن تنط وي حتت عن وان حتليل م ايل! فمثالً هن اك‬
‫دراسات تعاد ألصحاهبا بسبب قلة تكاليف الضيافة أو كثرهتا‪ .‬كما يتم التدخل يف تقدير سعر البيع‬
‫أو يف أسعار التجهيزات املقدمة واملرفق هبا عروض أسعار على الرغم من مسامهة صاحب املشروع مبا‬
‫يتجاوز قرض اهليئة مبرة أو مرات‪ ،‬فمثالً يتم رفض السيارة مع أن صاحب املشروع قد ساهم بأكثر‬
‫من نصيبه املفروض ومبا يتجاوز قيمة السيارة بكثري‪ .‬ناهيك عن بعض األخطاء الفنية ‪ ،‬وكأمثلة على‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ .1‬إن املدقق املايل الذي تعاملنا معه مل يكن يعرف كيف حيتسب الربح االقتصادي وال كيف‬
‫مييزه عن ال ربح احملاس يب‪ .‬مما ي دل على اعتم اد ذوي اخلربات الض عيفة يف مفصل ه ام من‬
‫عمل اهليئة‪.‬‬
‫‪ .2‬إن البق رة حتلب ‪ 210‬أي ام حسب ما بينّه معظم املربني وه ذا ما أوض حه خ رباء من كلية‬
‫الطب ال بيطري ومن املؤسسة العامة للمب اقر ‪ ،‬أما يف مع ايري اهليئة ف إن البق رة حتلب ‪270‬‬
‫يوماً وهذا مثبت يف مجيع الدراسات اليت مت املوافقة عليها‪.‬‬
‫‪ .3‬إجبار مشاريع تربية األبقار واألغنام على تسجيل نفقات دعاية وإعالن ولو شكالً مبقدار‬
‫‪ 1500‬ل‪.‬س كرسم لوحة إعالنية (وه ذا لن حيصل على األغلب خاصة ملريب األغن ام‬
‫الذين قد يسرحون بأغناهم يف البادية)‪.‬‬
‫النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫إن ما ذك ره الس يد د‪ .‬ميالة حسب رأيه يف احلرب ضد الفس اد ب أن ال تك ون حرب اً على‬
‫األش خاص إمنا جيب أن تك ون موجهة لت دمري مؤسسة الفس اد وبنيته التحتي ة‪ .‬وانطلق ال وزير العباسي‬
‫علي بن عيسى من مسؤولية احلكومة بقوله‪" :‬لو مل نتفقد الصغري ألضعنا الكبري ‪ ،‬وهذه أمانة البد من‬
‫أدائها يف قليل األم ور وكثريها ‪ ...‬وإذا علم معاملونا أنا ن راعي أم ورهم ه ذه املراع اة لزم وا األمانة‬
‫وخافوا اخليانة"‪ .‬لذلك فإن إجياد قضاء عادل وفعال وسريع هو القوة املدمرة ملؤسسة الفساد ‪ ،‬إضافة‬
‫لدور الصحافة ‪ ،‬وهذا ما منارسه بالفعل على منرب االقتصادية‪.‬‬
‫إننا حباجة إىل معايري صارمة تنطبق على اجلميع دون استثناء ‪ ،‬فمثالً من أراد أن يشغل منصب كذا‬
‫جيب أن تت وافر فيه درجة علمية كال دكتوراه أو املاجس تري واألفض لية ملن درجته أعلى وص احب‬
‫اختص اص ‪ ،‬كما يُفضل خرجيو اجلامع ات حسب تص نيف وزارة التعليم الع ايل ‪ ،‬وأن حيمل ش هادة‬
‫‪ TOEFL‬بدرجة ك ذا ‪ ،‬وش هادة يف تقنية املعلوم ات مثل ‪ MCSE‬أو ‪ OCP‬أو ‪ ، MCSA‬ويفضل‬
‫من لديه أحباث تطبيقية ونظرية وخربات أطول‪ .‬نعم قد ال جند إال القلة هبذه املواصفات يف السوق‬
‫احمللية وبشكل فوري ‪ ،‬لكن إذا أعلنا أن الراتب سيكون ‪ 150.000‬ل‪.‬س (مائة ومخسون ألف)‬
‫مثالً فس وف جند خالل س تة ش هور فائضا متاحا من ه ذا الطلب‪ .‬وه ذا ليس بض رب من اخلي ال‬
‫فصفحات االقتصادية شهدت إعالنات طلب موظفني بشروط شبيهة وهبذا الراتب‪ ،‬بل من الغريب‬
‫أن نع رف أن خبري هيئة مكافحة البطالة يتقاضى ‪500.000‬ل‪.‬س (مخس مائة أل ف) ومل حنصد‬
‫سوى الفشل والتخبط‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم فإننا نوصي بضرورة‪:‬‬
‫‪ ‬العمل على توصيف بنية القطاعات السورية من حيث كوهنا مشاريع صغرية ومتوسطة وكبرية‬
‫احلجم خاصة مع ازدي اد ع دد املش اريع الص غرية اليت ت دعمها هيئة مكافحة البطالة وذلك ض من‬
‫خارطة استثمارية للوصول إىل هدف اسرتاتيجي وحمدد قبل الوقوع يف أزمة تصريف اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬دعم وتط وير دور املنظم ات املهنية (ك الغرف والنقاب ات وهيئة مكافحة البطال ة) لتعمل بش كل‬
‫علمي ‪ ،‬خاصة يف جمال تقدمي الضمانات‪ .‬فكما أشرنا سابقا إن هذا النوع من املشاريع ينقصها‬
‫إمكاني ات توفري الض مانة اليت تطلبها املص ارف‪ .‬وملَ ال نس تفيد من التجربة اإليطالية ب أن يك ون‬
‫دور اهليئة كدور االحتاد التجاري اإليطايل؟‬
‫‪ ‬ملَ ال تك ون الق روض جمانية أس وة مبش روع ص ندوق ف ردوس ال ذي تش رف عليه الس يدة أمساء‬
‫األسد والذي يهدف إىل حتسني حياة اجملتمع الريفي وتعزيز منوه االقتصادي وذلك مبنح قروض‬
‫جمانية إلقامة مش اريع ص غرية‪ .‬فه ؤالء حباجة مل يس اعدهم ال من يس تغلهم‪ .‬ومن ي دقق يف دور‬
‫هيئة مكافحة البطالة يف س ورية ي رى أن دورها ال يع دو عن مسس ار مع املص ارف ألهنا أخ ذت‬
‫شكل هيئة استثمارية تقرض املال بفائدة أقل من املصرف الزراعي مبقدار بسيط لذلك لن جتد‬
‫ه ذه السياس ات ص داها ولن حتقق الغاي ات اليت وض عت من أجله ا‪ .‬وس وف نش هد يف الف رتات‬
‫القادمة لعبة ال ديون والفوائد وإع ادة جدولة الفوائد قبل جدولة ال ديون تلك احلالة اليت تتك رر‬
‫على مستوى األفراد والدول‪.‬‬
‫‪ ‬منح فرتة إعفاء ضرييب (ولو لفرتات بسيطة) هلذه املشاريع أسوة بغريها اليت ترخص على قانون‬
‫االستثمار رقم ‪.10‬‬
‫‪ ‬متديد فرتات الس داد بالنس بة للمش اريع حسب نوعها ‪ ،‬فلتش جيع الن اس على املش اريع الص ناعية‬
‫جيب تك ون ف رتة الس داد ممت دة على ‪ 8-7‬س نوات والزراعية على ‪ 5‬س نوات ويكفي التجارية‬
‫منها ‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫وأخرياً أختم مقايل هذا مبقولة للدكتور يوسف القرضاوي ففيها عربة ملن أراد أن يعترب "إن‬
‫العمل يف الش ؤون املالية َمزلّة قَ َدم ال يثبت فيها ض عفاء األخالق ‪ ،‬وال هزيلو اإلميان ال ذين تزيغ‬
‫أبصارهم عند أول بارقة من الدنيا"‪.‬‬

You might also like