You are on page 1of 21

‫‪1‬‬

‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬


‫ونوغي فتيحة‬

‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬

‫إعداد‪ :‬األستاذة ونوغي فتيحة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫أصبح في عصرنا الحالي التطور والتقدم التكنولوجي هو المعيار المحدد لمدى نجاح الدول‬
‫وتق‪8‬دمها‪،‬خاص‪8‬ة في المج‪8‬ال الص‪8‬ناعي‪.‬ل‪8‬ذلك اهتمت البل‪8‬دان النامي‪8‬ة بالتص‪8‬نيع‪ 8‬لتلح‪8‬ق ب‪8‬ركب ال‪8‬دول المتقدم‪8‬ة‬
‫ولتواجه شبح العولمة‪ ،‬الذي أصبح يطاردها في كل حين‪.‬فالتطور‪ 8‬االقتصادي هو المرآة العاكسة لمدى التطور‪8‬‬
‫في باقي المجاالت األخرى‪.‬وهو‪ 8‬الوسيلة الفعالة لحماية الحضارة والثقافة‪.‬‬
‫لق‪888‬د اهتمت البل‪888‬دان النامي‪888‬ة بالص‪888‬ناعات والمش‪888‬روعات كب‪888‬يرة الحجم‪،‬بش‪888‬كل مب‪888‬الغ في‪888‬ه وأهملت‬
‫المشروعات الصغيرة‪,‬رغم حاجة المشروعات الكبيرة لها‪,‬لمأل الفراغ الموجود في قن‪88‬وات التوزي‪88‬ع والتش‪88‬غيل‬
‫واالتص‪88‬االت‪ 8‬والخ‪88‬دمات‪,‬ه‪88‬ذا باإلض‪88‬افة إلى أن هن‪88‬اك أعم‪88‬اال بطبيعته‪88‬ا ص‪88‬غيرة ‪,‬ك‪88‬المهن الح‪88‬رة والس‪88‬ياحة‬
‫واألعمال الحرفية وتجارة التجزئة‪...‬تحتاج إلى تنظيمها في شكل مشروعات صغيرة الحجم‪.‬‬
‫وقد‪ 8‬تنبه عدد من البلدان النامية إلى أهمية االهتم‪88‬ام بالمش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة‪,‬وإلى‪ 8‬خط‪88‬ورة السياس‪88‬ات‬
‫غ‪88‬ير المالئم‪88‬ة لمث‪88‬ل ه‪88‬ذه المش‪88‬روعات ص‪88‬غيرة الحجم‪.‬وأيض‪8‬ا‪ 8‬نتيج‪88‬ة ل‪88‬دورها الفع‪88‬ال في التنمي‪88‬ة االقتص‪88‬ادية‬
‫وأهميتها‪ 8‬في توفير فرص العمل‪،‬وتنويع القاعدة الصناعية‪,‬والمساهمة في تخفيف الفقر‪.‬‬
‫إن فرص تنمية المش‪8‬روعات الص‪8‬غيرة كب‪8‬يرة ومفتوح‪8‬ة‪,‬خاص‪8‬ة أنه‪8‬ا تع‪8‬اني من مش‪8‬اكل وص‪8‬عوبات‪8‬‬
‫مختلفة تتعل‪88‬ق ب‪88‬النواحي اإلداري‪88‬ة‪،‬ك‪88‬النقص في المعرف‪88‬ة الفني‪88‬ة واإلداري‪88‬ة‪،‬ومش‪88‬اكل‪ 8‬اقتص‪88‬ادية‪،‬كنقص العمال‪88‬ة‬
‫المدربة‪،‬وتجهيز المصنع وغير ذلك‪.‬لكن أهم هذه المشاكل على اإلطالق‪ 8‬هو مشكل تمويل هذه المشروعات‪.‬‬
‫فالمشروعات الصغيرة غالبا ما تمول نشاطها باالعتماد على مواردها‪ 8‬الذاتية‪,‬خاصة عند بداية إنش‪88‬اء‬
‫المشروع‪.‬لكن مع النمو والتوسع تبدأ هذه المشروعات في البحث عن مصادر تموي‪88‬ل جدي‪88‬دة‪.‬وس‪88‬وف‪ 8‬تص‪88‬طدم‪8‬‬
‫بصعوبة كبيرة في الحصول على األموال من البنوك التجارية التي غالب‪8‬ا م‪8‬ا ال تعت‪8‬بر المش‪88‬روعات الص‪8‬غيرة‬
‫من عمالئها‪,‬نتيجة فقدان الثقة فيها‪,‬كما‪ 8‬أن تكلفة االقتراض مكلفة جدا وكذلك ارتفاع درجة المخ‪88‬اطرة‪.‬وال تج‪88‬د‬
‫هذه المشروعات أمامها سوى قروض المرابين الذين يعمل‪88‬ون في الس‪88‬وق غ‪88‬ير الرس‪88‬مي لإلق‪88‬راض في الم‪88‬دن‬
‫والقرى‪ .‬هذه الصورة تشكل بالنسبة للمشروعات عبأا ماليا فاحشا يفوق العبء الناتج عن التعام‪88‬ل م‪88‬ع البن‪88‬وك‬
‫التجارية التي ال يتيسر التعامل معها دائما‪.‬‬
‫أمام مشاكل الحصول على التمويل‪,‬كضمان العائد وتكلفة القرض العالية‪ ،‬إضافة إلى كون هذه التكلفة‬
‫صورة من صور الربا المحرمة شرعا‪,‬يقدم االقتصاد اإلسالمي أساليب وصيغ تمويل بديل‪88‬ة تق‪88‬وم على أس‪88‬اس‬
‫التعامل بغير الفائدة‪.‬فاالقتصاد اإلسالمي يجعل مصدر الكسب هو العم‪8‬ل‪,‬وي‪8‬رفض فك‪8‬رة م‪8‬رور ال‪8‬زمن وح‪8‬ده‬
‫كمبرر‪ 8‬للكس‪88‬ب‪,‬ألن الكس‪88‬ب به‪88‬ذه الطريق‪88‬ة ي‪88‬ؤدي إلى زي‪88‬ادة حجم النق‪88‬ود دون مقاب‪88‬ل في حجم اإلنت‪88‬اج‪,‬في‪88‬ؤدي‬
‫بالتالي ذلك إلى التضخم‪.‬‬
‫أساليب التموي‪88‬ل اإلس‪88‬المية البديل‪88‬ة من مض‪88‬اربة ومش‪88‬اركة ومرابح‪88‬ة وإج‪88‬ارة‪...‬توفره‪8‬ا‪ 8‬مختل‪88‬ف البن‪88‬وك‬
‫والمؤسسات المالية اإلسالمية ال‪88‬تي انتش‪88‬رت م‪88‬ؤخرا‪ 8‬في معظم البل‪88‬دان اإلس‪88‬المية‪.‬وق‪8‬د‪ 8‬وض‪88‬عت لنفس‪88‬ها كيان‪88‬ا‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫مستقال وشخصية على الصعيد االقتصادي العالمي(‪، )1‬على الرغم من حداثة تجربتها إذا م‪88‬ا ق‪88‬ورنت بالتجرب‪88‬ة‬
‫التمويلية التقليدية‪.‬وهي تحقق لنفسها نموا مستمرا في حجم أعمالها‪,‬وتمتلك‪ 8‬المج‪88‬االت واألنش‪88‬طة الخاص‪88‬ة به‪88‬ا‬
‫التي استطاعت من خاللها أن تستقطب فئات وشرائح جديدة‪,‬مثل المشروعات الصغيرة‪.‬‬
‫سنحاول‪ 8‬إلقاء الضوء على أساليب التمويل اإلسالمية للمشروعات الصغيرة من خالل تناول العناصر‪8‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم المشروعات الصغيرة وأهميتها‪.‬‬
‫‪ -‬مشاكل تمويل المشروعات الصغيرة من خالل البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬أساليب تمويل المشروعات الصغيرة من خالل البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬عرض تجارب التمويل بأساليب إسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة تجارب التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم; المشروعات الصغيرة وأهميتها‬


‫إن المتتبع‪ 8‬لقطاع المشروعات الصغيرة يالحظ أن هذا القطاع يحمل قاموسا من األسماء‪،‬فهناك من يسميها األعمال‬
‫الصغيرة‪،‬وهناك من يسميها المنشآت الصغيرة وهناك من يسميها المنشآت الصغيرة وأيضا الصناعات الصغيرة‪ ،‬ولكن المش‪88‬كل‬
‫الحقيقي ليس في اختالف األسماء بقدر ما هو في وضع تعريف واضح ودقيق للمشروعات الصغيرة ‪.‬‬
‫إن وضع التعريف يعتبر عنصرا مهما وعامال أساسيا في فهم هذه المش‪88‬روعات‪،‬إذ يس‪88‬اعد على جم‪88‬ع‬
‫البيانات والمعطيات الدقيقة المتعلقة بها‪ ،‬وتحليلها‪ 8‬وبالتالي وضع السياسات والقواعد الخاص‪88‬ة به‪88‬ا‪،‬مم‪88‬ا يس‪88‬هل‬
‫عملية التعامل معها ومعرفة مدى تأثرها أو تأثيرها بمختلف المتغيرات االقتصادية‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن وضع هذا التعريف ليس ب‪88‬األمر الهين‪،‬خاص‪88‬ة في ال‪88‬دول النامي‪88‬ة أين يك‪88‬ون األم‪88‬ر مرتبط‪8‬ا‪8‬‬
‫بمتغيرات كثيرة‪،‬هي في حد ذاتها غامضة ويصعب جمع البيانات المتعلقة بها‪،‬فاألمر يحتاج إلى القيام بدراس‪88‬ة‬
‫مس‪88‬حية ومس‪88‬تهدفة‪.‬باإلض‪88‬افة إلى أن المش‪88‬روعات تختل‪88‬ف في خصائص‪88‬ها‪ 8‬االقتص‪88‬ادية والتقني‪88‬ة والتنظيمي‪88‬ة‬
‫باختالف النشاط‪ 8‬ومرحلة النمو التي تمر بها الدولة‪.‬فبينما يعتبر‪ 8‬مشروع ما مشروع صغير في قطاع الصناعة‬
‫قد يصنف مشروع‪ 8‬متوسط أو كبير في قطاع الخدمات‪.‬‬
‫ولصياغة تعريف موحد للمشروعات الصغيرة مزايا مختلفة‪:‬‬
‫‪ -‬تحدي‪8‬د اإلط‪8‬ار ال‪8‬ذي يش‪8‬مل المش‪8‬روعات الص‪8‬غيرة وبالت‪8‬الي س‪8‬هولة تحدي‪8‬د أعض‪8‬ائه من أج‪8‬ل زي‪8‬ادة كف‪8‬اءة‬
‫االمتيازات المقدمة له وترشيد‪ 8‬استخدام الموارد المالية المخصصة له‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية مقارنة حجم ونتائج المشروعات الصغيرة مع المشروعات األخرى وعقد مقارن‪88‬ات م‪88‬ع دول أخ‪88‬رى‬
‫أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬التعامل بوضوح مع جهات التمويل الدولية أو المؤسسات‪ 8‬المالية الدولية المعنية بالمشروعات‪ 8‬الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية التنسيق بين المشروعات الصغيرة والجهات المدعمة والمساعدة لها‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة أعضاء قطاع المشروعات الصغيرة‪،‬مما يحد من ظاهرة التحايل لالستفادة من المزايا الممنوحة له‪88‬ذا‬
‫القطاع ‪.‬‬
‫‪ -‬إدراج هذه المشروعات في نطاق قطاع أعمال منظم‪.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫هناك معايير مختلفة يعتمد عليها وضع تعريف للمشروعات الصغيرة‪ ،‬يختل‪88‬ف ه‪88‬ذا المعي‪88‬ار من دول‪88‬ة‬
‫ألخ‪8‬رى ‪،‬وربم‪8‬ا اس‪8‬تعملت بعض ال‪8‬دول مع‪8‬ايير مزدوج‪8‬ة لتعري‪8‬ف المش‪8‬روعات الص‪8‬غيرة‪.‬ع‪8‬ادة م‪8‬ا يتض‪8‬من‬
‫المعيار المزدوج‪ 8‬حجم العمالة و رأس المال ‪.‬‬
‫معايير‪ 8‬تعريف المشروعات الصغيرة (‪:( 2‬‬
‫*هناك معايير وظيفية تميز المشروعات الصغيرة عن المشروعات الكبيرة بمحدودي‪88‬ة س‪88‬وق س‪88‬لعتها واإلدارة‬
‫الشخصية ألعمالها وعدم قدرتها‪ 8‬على االستفادة من سوق رأس المال ‪.‬‬
‫* وهناك معايير‪ 8‬كمية تتناول العناصر الكمية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬حجم العمالة ‪ :‬ويعتبر من أهم المعايير استخداما‪ 8‬نظرا لسهولة استخدامه‪.‬‬
‫‪ -‬رأس المال ‪ :‬إن استخدام معيار حجم العمالة غ‪88‬ير ك‪88‬اف‪،‬نظ‪88‬را‪ 8‬ألن بعض المش‪88‬روعات تعتم‪88‬د على‬
‫التكثيف العمالي لالستفادة من انخفاض رأس المال المس‪88‬تثمر‪ 8‬للعام‪88‬ل ‪ ،‬ومش‪88‬روعات أخ‪88‬رى يك‪88‬ون فيه‪88‬ا رأس‬
‫المال المستثمر للعامل كبيرا وبالتالي‪ 8‬يكون عدد العمال قليال لذلك يستخدم معيار رأس المال كمعيار مكمل ‪.‬‬
‫‪ -‬درجة االنتشار‪ 8:‬المشروعات الصغيرة تكون كثيرة العدد واالنتشار‪ 8‬مع عدم التنظيم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة والتنظيم‪ 8:‬تصنف‪ 8‬المشروعات الصغيرة بوجود إدارة بسيطة وبأنها إدارة وسيطة بين العمال‬
‫في المصنع وتنقصها األصول العلمية أو تدار بواسطة فرد هو صاحب المشروع‪8.‬‬
‫‪ -‬كمية اإلنتاج أو حجم المبيعات‪ :‬تتصف المشروعات الصغيرة بص‪88‬غر كمي‪88‬ة اإلنت‪88‬اج أو قيمت‪88‬ه نظ‪88‬را‬
‫لصغر حجم أسواقها‪.‬وال يصلح استخدام هذا المعيار منفردا‪،‬لكونه يتطلب تعديل‪8‬ه باس‪8‬تمرار‪ 8‬حس‪8‬ب المتغ‪8‬يرات‬
‫في األسعار ومعدالت التضخم‪8.‬‬
‫‪ -‬مستوى الخدمات المقدمة من طرف الدولة‪:‬فالدولة ال تقدم عادة دعما خدميا أو تمويلي‪88‬ا للمش‪88‬روعات‬
‫الصغيرة بنفس القدر الذي توليه للمشروعات كبيرة الحجم‪.‬‬
‫‪ -‬التكنولوجي‪88‬ا ‪ :‬يتناس‪88‬ب ه‪88‬ذا المعي‪88‬ار م‪88‬ع بعض المش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة وال يتناس‪88‬ب م‪88‬ع البعض‬
‫اآلخر‪،‬نظرا‪ 8‬لكون المشروعات الصغيرة كثيفة العمل ويعاب عليه تعدد األنماط التكنولوجي‪88‬ة‪،‬كم‪88‬ا أن اس‪88‬تخدام‬
‫التكنولوجيا قد يؤدي إلى تخفيض العمالة‪.‬‬
‫من تتبع هذه المعايير‪ 8‬المختلفة‪ ،‬فإن‪8‬ه من األفض‪8‬ل ع‪8‬دم االقتص‪8‬ار على اس‪8‬تخدام معي‪8‬ار واح‪8‬د لتفري‪8‬ق‬
‫المش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة عن المش‪88‬روعات كب‪88‬يرة الحجم‪ ،‬ألن اس‪88‬تخدام معي‪88‬ار معين ق‪88‬د يص‪88‬نفها تحت قائم‪88‬ة‬
‫المشروعات الصغيرة واستخدام‪ 8‬معيار آخر فإنه يرتبها تحت قائمة المش‪88‬روعات الكب‪88‬يرة أو المتوس‪88‬طة‪.‬فهن‪88‬اك‪8‬‬
‫مشروعات يمكن تصنيفها كمشروعات كبيرة نظرا إلى معي‪88‬ار رأس الم‪88‬ال الس‪88‬تخدامها اس‪88‬تثمارات رأس‪8‬مالية‬
‫كبيرة ويمكن تصنيفها أيضا كمشروعات كبيرة حسب معيار حجم العمالة نظرا الستخدامها عددا مح‪88‬دودا من‬
‫العمال‪.‬‬
‫من أجل ذلك كله فإنه ع‪8‬ادة م‪88‬ا يس‪88‬تخدم‪ 8‬ازدواجي‪88‬ة المع‪88‬ايير ال‪88‬تي غالب‪88‬ا م‪88‬ا تك‪88‬ون معي‪88‬ار رأس الم‪88‬ال‬
‫المستثمر‪ 8‬وحجم العمالة المس‪88‬تخدمة‪،‬غ‪88‬ير أن‪88‬ه يع‪88‬اب على ذل‪88‬ك اختالف الح‪88‬د األعلى الخ‪88‬اص بالعمال‪88‬ة ورأس‬
‫المال‪،‬الذي يختلف من دولة ألخرى نظرا الرتباطه بمرحلة النمو االقتصادي والوفرة أو الندرة النس‪88‬بية له‪88‬ذين‬
‫العاملين‪.‬‬

‫تعريف المشروعات الصغيرة ‪:‬‬


‫هناك تعاريف مختلفة للمشروع‪ 8‬الصغير تختلف باختالف المعيار المستخدم ومنها‪8:‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫* ''ورش‪ 8‬صغيرة يشتغل بها عدد يسير من العمال"‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪4‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫* "الصناعات التي يعمل بها عدد قليل من العمال‪،‬ويكون رأس ماله‪88‬ا ص‪88‬غيرا‪ ،‬وتش‪88‬كل مكان‪88‬ا ص‪88‬غيرا‪،‬وبه‪8‬ا‪8‬‬
‫قليل من العدد‪،‬ونشاطها‪ 8‬محدود‪،‬وتتم‪88‬يز‪ 8‬منتجاته‪8‬ا‪ 8‬بالط‪8‬ابع الي‪88‬دوي أو النص‪8‬ف آلي‪،‬وال تحت‪8‬اج في إنتاجه‪8‬ا إال‬
‫لمعدات بسيطة‪،‬وغالبا ما تنتشر هذه الصناعات في الريف والمدن ويتوارثها‪ 8‬األبناء عن اآلباء"( ‪.)4‬‬
‫* هي المشروعات التي ال تمتلك إال جزءا بسيطا من السوق‪،‬أو مسيرة من طرف صاحبها بطريقة شخصية‪.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫* "مجموعة المشروعات التي تقوم باإلنتاج على نط‪88‬اق ص‪88‬غير‪ ،‬تس‪88‬تخدم‪ 8‬رؤوس أم‪88‬وال ص‪88‬غيرة‪ ،‬وتوظ‪88‬ف‬
‫عددا محدودا‪ 8‬من األيدي العاملة‪،‬وتتبع أسلوب اإلنتاج الح‪8‬ديث‪،‬يغلب على نش‪8‬اطها‪ 8‬اآللي‪8‬ة وتط‪8‬بيق مب‪8‬دأ تقس‪8‬يم‬
‫(‪)6‬‬
‫العمل‪.‬‬
‫من التعاريف‪ 8‬السابقة للمشروعات الصغيرة نستنتج العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬يعمل بها عدد محدود من العمال‪:‬‬
‫لقد وضع كل من بروتش وهيميتر‪ 8‬التص‪88‬نيف اآلتي المع‪88‬ترف ب‪88‬ه بص‪88‬ورة عام‪88‬ة لتعري‪88‬ف المش‪88‬روعات‬
‫(‪) 7‬‬
‫الصغيرة‪.‬‬
‫‪ ‬صناعات أسرية (مشروعات وحدوية مصغرة) يعمل بها من ‪ 1‬إلى‪ 9‬عمال‬
‫‪ ‬صناعات صغيرة بها من ‪10‬إلى‪ 49‬عامل‬
‫‪ ‬صناعات متوسطة بها من ‪50‬إلى ‪ 99‬عامل‬
‫‪ ‬صناعات كبيرة فيها من‪ 100‬عامل فما أكثر‬
‫رأس مالها صغير‪.8‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدتها قليلة وبسيطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نشاطها‪ 8‬محدود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نطاق إنتاجها ضيق‪.8‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيق‪ 8‬مبدأ تقسيم العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مسيرة باإلدارة الشخصية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محدودية أسواقها‪.8‬‬ ‫‪-‬‬
‫أهمية المشروعات الصغيرة ‪:‬‬
‫لقد أصبح للمشروعات الصغيرة أهمية كبيرة في اقتصاديات كثير من الدول‪ ،‬نظرا لمساهمتها في التنمي‪88‬ة‬
‫االقتصادية واالجتماعية فهي تتميز بخصائص جوهرية ق‪88‬د تجعله‪88‬ا قطاع‪88‬ا هام‪88‬ا ومكمال لقط‪88‬اع المش‪88‬روعات‬
‫الكبيرة ‪.‬‬
‫(‪) 8‬‬
‫هذه الخصائص تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تتماشى مع ظاهرة وفرة العمل وندرة رأس المال ألنها تستخدم‪ 8‬فنون إنتاج بسيطة وتعتبر‪ 8‬كثيفة العمل‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم سلعا وخدمات لمحدودي‪ 8‬الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر أكثر كفاءة في استخدام رأس المال وتعبئة المدخرات‪،‬كان ال يمكن االقتراب منها لوال توفر ه‪88‬ذه‬
‫المشروعات‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر موردا مكمال للمشروعات الكبيرة بتوزيع‪ 8‬منتجاتها وإنتاج السلع النهائية‪.‬‬
‫‪ -‬قدرتها على الدخول إلى أسواق متخصصة ال تجذب إليها المشروعات الكبيرة‪.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪5‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫‪ -‬عدم تعقيد التكنولوجيا المستخدمة وبساطة العمل‪.‬‬


‫‪ -‬بساطة التنظيم‪ 8‬المستخدم وسهولة االعتماد على مستشارين وخبرات جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬وجود حوافز‪ 8‬للعمل واالبتكار‪ 8‬والتجديد وفرص لتلبية الرغبات الفيزيولوجية والمعنوية لألفراد‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض أسعار السلع نظرا لنقص تكلفة اإلدارة والمصروفات العمومية وحجم التكلفة الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬السرعة والدقة في اتخاذ القرارات بالمقارنة مع المشروعات الكبيرة‪.‬‬
‫(‪) 9‬‬
‫باإلضافة إلى المميزات التي تتصف بها المشروعات الصغيرة فإنها تحتل أهمية اقتصادية تتمثل في كونها‪.‬‬
‫‪ -1‬وسيلة لجمع المدخرات وحفز المهارات التنظيمية المحلي‪88‬ة‪،‬حيث يمكن لألف‪8‬راد‪ 8‬توجي‪8‬ه م‪8‬دخراتهم‪ 8‬إلنش‪8‬اء‬
‫مشروعات صغيرة‪.‬‬
‫‪ -2‬وسيلة لتحديث الصناعات التقليدية التي غالبا ما تميز المشروعات الصغيرة ‪ ،‬وال‪88‬تي ال تج‪88‬د مكانته‪8‬ا‪ 8‬أم‪88‬ام‬
‫منافسة المشروعات الكبيرة‪،‬وذلك بتحويلها‪ 8‬إلى نشاطات صناعية حديثة‪.‬‬
‫‪ -3‬إيج‪88‬اد ف‪88‬رص العم‪88‬ل‪،‬فالمش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة وس‪88‬يلة للتغلب على مش‪88‬كلة البطال‪88‬ة‪ ،‬ألنه‪88‬ا تص‪88‬ل ح‪88‬تى إلى‬
‫المناطق‪ 8‬البعيدة التي يصعب على أفرادها إيجاد مناصب عمل إال بالتوجه إلى المناطق الحضرية‪.‬‬
‫‪ -4‬التوزيع الجغرافي‪ 8‬للصناعة‪ ،‬فص‪88‬غر حجم المش‪88‬روع ومحدودي‪88‬ة إمكانيت‪88‬ه‪ ،‬يعطي‪88‬ه فرص‪88‬ة الت‪88‬وطن خ‪88‬ارج‬
‫المدن الكبرى وبالتالي‪ 8‬وجود سهولة في إعادة التوزيع الجغرافي‪ 8‬للصناعة‪.‬‬
‫‪ -5‬تنوي‪88‬ع القاع‪88‬دة الص‪88‬ناعية ‪،‬حيث أن المش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة يمكن أن ت‪88‬دخل مج‪88‬اال ال تدخل‪88‬ه المش‪88‬روعات‬
‫الكبيرة‪،‬وهو مجال السلع التي تحتاجها المشروعات الكبيرة غير أن إنتاجها ال يكون على نطاق‪ 8‬واسع ‪.‬‬
‫‪ -6‬استخدام الموارد العاطل‪88‬ة‪،‬فالمش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة يمكنه‪88‬ا أن توظ‪8‬ف‪ 8‬الم‪88‬وارد ال‪88‬تي ل‪88‬و لم تس‪88‬تخدمها ه‪88‬ذه‬
‫المشروعات لبقيت دون استخدام‪.‬‬
‫‪ -7‬المساهمة في تخفيف الفق‪88‬ر في ال‪88‬دول النامي‪88‬ة عن طري‪8‬ق‪ 8‬إيج‪88‬اد ف‪88‬رص العم‪88‬ل وإنت‪88‬اج الس‪88‬لع االس‪88‬تهالكية‬
‫الشعبية بأسعار منخفضة مقارنة بأسعار‪ 8‬المشروعات الكبيرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مشاكل تمويل المشروعات الصغيرة من خالل البنوك التجارية‬


‫يواجه المشروع الصغير عقبات ومشاكل كثيرة ومتنوعة‪.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫من العقبات التي تصادفها‪ 8‬هذه المشروعات في الدول النامية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى المعونة الفنية والتسويقية‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الموارد‪ 8‬األولية‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر وكأنها خارج نطاق القانون نظرا للسياسة البيئي‪8‬ة المناوئ‪8‬ة‪،‬من رقاب‪8‬ة إداري‪8‬ة على أس‪8‬عار الفائ‪8‬دة‬
‫وارتفاع الجمارك‪ 8‬على اآلالت ومستلزمات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬مدخلها إلى االئتمان المؤسسي من البنوك ومؤسسات‪ 8‬االقتراض األخرى محدود ‪.‬‬
‫(‪)11‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك هناك عقبات أخرى مثل‪:‬‬
‫‪ -‬عدم االلتزام بسياسات سعرية للخدمات العامة المقدمة للمشروعات الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬وجود قصور في البيانات والمعلومات المنشورة عن المشروعات الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع ضريبة األرباح التجارية والصناعية التي تؤثر على تشجيع االستثمار الصناعي‪.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪6‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫رغم العقبات السابقة الذكر التي تحد من نمو المشروعات الصغيرة وتطورها‪،‬إال أن أهم المشاكل‬
‫على اإلطالق هو تمويل هذه المشروعات الذي يعتبر كحد كبير بالنسبة لها سواء في بداية إنشاء المش‪88‬روع أو‬
‫خالل مختلف مراحل نموه‪.‬‬
‫وفي‪ 8‬الجزائر فإن‪8‬ه م‪8‬ا ي‪88‬زال أم‪88‬ام المش‪8‬روعات الص‪88‬غيرة أو المتوس‪8‬طة بعض التح‪8‬ديات كنقص الش‪8‬فافية‬
‫االقتصادية‪،‬انطالق األعمال في المخابر المتخصصة‪ ،‬غياب بنوك التنمية‪ ،‬نقص الحماية‪،‬ع‪88‬دم هيكل‪88‬ة الس‪88‬وق‬
‫(‪)12‬‬
‫غير الرسمي‪... 8‬‬
‫ويعود‪ 8‬مشكل التمويل لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع تكاليف‪ 8‬العمليات التمويلية نسبيا عند التعامل مع المشروعات الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬االستعالم عن صغار العمالء والتعامل معهم له تكلفة مرتفعة‪.‬‬
‫‪ -‬التناقص بين رغبة البنوك التجارية في الحصول على هامش ربح ولو بسيط بين الفوائ‪88‬د على األم‪88‬وال‬
‫(‪)13‬‬
‫التي تحصل عليها لمباشرة نشاطها‪،‬والفوائد‪ 8‬على القروض الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم رغبة المؤسسات المالية وعدم مخاطرتها بتقديم االئتم‪8‬ان نظ‪8‬را الرتف‪8‬اع درج‪8‬ة المخ‪8‬اطرة‪،‬وع‪8‬دم‬
‫الرغبة بصفة عامة في تمويل المشروعات الصغيرة‪،‬ارتفاع تكاليف المعامالت نسبيا والحاج‪88‬ة الدائم‪88‬ة‬
‫إلى وضع شروط مرنة للتمويل خاصة بالنسبة للمش‪88‬روعات ال‪88‬تي تعتم‪88‬د على المعرف‪88‬ة‪ )14(.‬أض‪88‬ف إلى‬
‫ذلك ارتفاع تكلفة القرض مقارنة بمرد وديته‪،‬وعدم مالءمة مشروعات االستثمار المقدمة للبن‪88‬وك وك‪8‬ذا‬
‫(‪)15‬‬
‫قلة ومحدودية أسواق رأس المال مثل بورصة القيم‪.‬‬
‫ونظرا‪ 8‬لصعوبة تمويل المشروعات الصغيرة فإن كثير من ال‪88‬دول اتجهت إلى وض‪88‬ع هيئ‪88‬ات ومؤسس‪88‬ات‪8‬‬
‫خاصة لتمويل هذه المشروعات الصغيرة‪،‬تتفق وخصائصها‪.‬غير‪ 8‬أنه في البلدان اإلسالمية عموم‪88‬ا يوج‪88‬د ب‪88‬ديل‬
‫آخر‪،‬تتف‪88‬ق ش‪88‬روطه م‪88‬ع خص‪88‬ائص المش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة‪،‬أال وه‪88‬و التموي‪88‬ل بأس‪88‬اليب إس‪88‬المية وال‪88‬ذي ب‪88‬دأت‬
‫تمارسه البنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أساليب تمويل المشروعات الصغيرة من خالل البنوك اإلسالمية‬


‫يقدم االقتصاد‪ 8‬اإلسالمي بدائل تمويلية جديدة تشمل التمويل النقدي وغير النقدي عكس البنوك الربوية في‬
‫القانون الوضعي‪،‬التي ال تملك سوى وسيلة واحدة للعمل تتمثل في القرض بفائدة وإن اختلفت أشكاله وتعددت‪.‬‬

‫هذه البدائل هي مختلف صيغ وأساليب التمويل المستمدة من عقود الفقه اإلسالمي‪.‬والتمويل اإلسالمي هو"‬
‫تقديم ثروة عينية أو نقدية‪،‬بقصد االسترباح من مالكها إلى شخص آخر يديرها ويتصرف فيها لقاء عائد تبيح‪88‬ه‬
‫األحكام الشرعية" (‪. )16‬وتتمثل أساليب التمويل اإلسالمية للمشروعات الصغيرة في‪:‬‬
‫‪ -1‬المضاربة‪ :‬هي نوع من أنواع الشركة يكون فيها رأس المال من شخص‪ ،‬يس‪88‬مى ص‪88‬احب راس الم‪88‬ال (البن‪88‬ك) والعم‪88‬ل من‬
‫شخص آخر‪،‬يسمى مضارب (المشروع)‪.‬يقوم هذا األخير بالعمل بالمال المقدم‪،‬والربح يقسم بين صاحب رأس المال المض‪88‬ارب‬
‫بنسب معلومة ‪.‬أما الخسارة فيتحملها صاحب رأس المال‪،‬ما لم يثبت أن المضارب قد قصر أو أهمل عمله أو أخل بأح‪88‬د ش‪88‬روط‬
‫(‪)17‬‬
‫المضاربة‪.‬‬
‫(‪)18‬‬
‫و المضاربة تنقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪ -‬المضاربة المطلقة‪:‬هي ما خلت من تقييد العمل بزمان أو مكان أو نوع معين كأن يقول ص‪88‬احب رأس الم‪88‬ال‬
‫للمضارب هاك هذا المال مضاربة على أن يكون بيننا على وج‪88‬ه ك‪88‬ذا‪ .‬إال أن ه‪88‬ذا الن‪88‬وع من المض‪88‬اربة يتس‪88‬م‬
‫بصعوبة ممارسته في وقتنا‪ 8‬هذا‪.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪7‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫‪ -‬المضاربة المقيدة ‪:‬أن يقيد صاحب الم‪88‬ال عام‪8‬ل المض‪88‬اربة بن‪8‬وع معين من العم‪8‬ل‪،‬و المض‪8‬اربة المقي‪88‬دة هي‬
‫األكثر استعماال من طرف البنوك اإلسالمية نظرا إلمكانية متابعة سير أموالها بالوجه األفضل‪.‬‬
‫شروط‪ 8‬المضاربة‪ :‬تتطلب المض‪88‬اربة لتك‪88‬ون ص‪88‬حيحة ت‪88‬وافر‪ 8‬ش‪88‬روط معين‪88‬ة إض‪88‬افة إلى االتف‪88‬اق بين ص‪88‬احب‬
‫العمل (المضارب)‪.‬‬
‫ـ أن يكون رأس المال من النقود المتعامل بها‪،‬فال يصح من عقار أو ديون في ذمة الغير‪.‬‬
‫ـ أن يكون رأس المال معلوم المقدار والنوع والصفة‪.‬‬
‫ـ تسليم رأس المال إلى المضارب ليعمل به‪،‬ولو عمل صاحب رأس المال مع المضارب فسدت المضاربة‪.‬‬
‫ـ أن يكون الربح معلوم‪ 8‬المقدار‪،‬وأن تكون حصة ك‪88‬ل من المتعاق‪88‬دين‪ 8‬من ال‪88‬ربح شاس‪88‬عة‪،‬كالنص‪8‬ف‪ 8‬أو الثلث أو‬
‫الربع ألحدهما والباقي لآلخر‪.‬والمعروف أن كل شرط يوجب قطع شركة في الربح أو يوجب جهالة في‪88‬ه فإن‪88‬ه‬
‫يفس‪88‬د المض‪88‬اربة‪،‬ك‪88‬ذلك ال يجب تخص‪88‬يص ج‪88‬زء من ال‪88‬ربح ألح‪88‬دهما زي‪88‬ادة على م‪88‬ا اتفق‪88‬ا علي‪88‬ه‪،‬وال نص‪88‬يب‬
‫للمضارب إال من الربح فقط فلو اشترط جزء من رأس المال زيادة على الربح ال يصح‪.‬‬
‫مزايا نظام التمويل بالمضاربة ‪:‬من مزايا التمويل بالمضاربة ما يلي‪:‬‬
‫ـ المضاربة صيغة شرعية‪،‬والتمويل‪ 8‬بواسطتها‪ 8‬خال من سعر الفائدة المحرمة (الربا)‪.‬‬
‫ـ المضاربة صيغة اس‪8‬تثمارية تجم‪88‬ع بين من يملك‪8‬ون الم‪8‬ال وال يملك‪88‬ون الخ‪88‬برة الكافي‪88‬ة الس‪88‬تثماره‪ ،‬وبين من‬
‫يملكون الخبرة وال يملكون المال‪.‬‬
‫ـ من مزايا المضاربة أنها تستطيع‪ 8‬أن تكون بديال للتعامل المصرفي‪ 8‬الربوي‪ ،‬خاصة السحب على المكشوف‪.‬‬
‫ـ تحد من التضخم النقدي‪،‬ألن المضاربة تدفع البنوك إلى متابعة التمويل والتأكد من أنه قد وظف في غرضه‪.‬‬
‫والمضاربة عديمة التكلفة للمشروع‪ ،‬ولكنها عالية المخاطرة للعمل‪،‬حيث أن ض‪88‬مان م‪88‬ال المم‪88‬ول يتطلب‬
‫أمرين هامين هما توفر‪ 8‬الخبرة الكافية لدى المضارب والثقة العالية فيه من قب‪8‬ل المم‪8‬ول‪ .‬ويمكن للمم‪8‬ول طلب‬
‫ضمان طرف ثالث يضمن تعدي المضارب‪ 8‬أو تقصيره‪،‬هذا الطرف‪ 8‬قد تمثله الدولة‪.‬‬

‫من مميزات هذا األسلوب‪،‬ملكية المشروع ال تكون مشاعة بل تبقى ملكية المال لصاحب رأس المال‪،‬بينم‪88‬ا‬
‫المضارب يكون وكيال للتصرف في هذا المال بعمله الذي يتقاضى عليه عوضا (ال‪88‬ربح) وهي عديم‪88‬ة التكلف‪88‬ة‬
‫بالنسبة للمشروع‪،‬لذلك فهي مناسبة له‪،‬لكنها عالية المخاطرة بالنسبة للبنك الممول‪.‬له‪88‬ذا يمكن ل‪88‬ه طلب ض‪88‬مان‬
‫ط‪88‬رف‪ 8‬آخ‪88‬ر‪،‬ق‪88‬د تمثل‪88‬ه الدول‪88‬ة كح‪88‬ارس على تع‪88‬دي أو تقص‪88‬ير المش‪88‬روع‪. 8‬وللمم‪88‬ول أن ينس‪88‬حب إذا رأى أن‬
‫(‪)19‬‬
‫المشروع‪ 8‬في طريقه إلى الخسارة‪.‬‬
‫‪ -2‬المشاركة ‪ :‬تقوم فكرة التمويل بالمشاركة على أساس أن الممول صاحب رأس المال (البنك) يعتبر ش‪88‬ريكا‪8‬‬
‫للمتعامل معه حيث تربطه معه عالقة شريك بشريك‪ 8‬وليست عالقة دائن بمدين‪.‬‬
‫والمشاركة تختلف عن المض‪8‬اربة في ك‪8‬ون ط‪8‬رف يمل‪88‬ك الم‪88‬ال فق‪88‬ط وط‪88‬رف‪ 8‬آخ‪8‬ر يمل‪8‬ك الم‪8‬ال والعم‪88‬ل‬
‫(الجهد) معا‪ ،‬غير أن ما يملكه من مال يعتبر غير كاف لذلك يستعين بالطرف‪ 8‬ال‪8‬ذي يمل‪8‬ك الم‪8‬ال‪،‬حيث يتقاس‪8‬م‬
‫الطرفان الربح والخسارة معا وفق‪ 8‬نسب يتم االتفاق عليها مسبقا (‪.)20‬‬
‫يتفق الطرفان بموجب عقد المشاركة وفق شروط معينة‪:‬‬
‫شروط المشاركة ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يك‪88‬ون رأس الم‪88‬ال المش‪88‬ارك ب‪88‬ه نق‪88‬دا‪،‬معلوم‪88‬ا من حيث المق‪88‬دار ويج‪88‬وز‪ 8‬اس‪88‬تعمال الع‪88‬روض عن‪88‬د بعض‬
‫الفقهاء‪،‬على أن تقيم نقدا عند إبرام عقد المشاركة‪ ،‬والجنس والنوع‪ 8‬وال يكون في ذمة الغير ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم خلط المال الخاص ألحد الشركاء بمجال المشاركة‪.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪8‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫‪ -‬أن يكون الربح معلوم المقدار وإذا جهل فسدت الشركة‪،‬ويعد دين األطراف بالجزئي‪88‬ة كالنص‪88‬ف أو الرب‪88‬ع ‪...‬‬
‫أو النسبة ‪ .. 50% ، 25%‬أي أن يكون بنسبة شائعة من جملة الربح‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتحمل الطرفين الخسارة كل حسب حصته من رأس المال في األصل في حالة عدم وقوع‪ 8‬الخسارة بسبب‬
‫تقصير أو مخالف‪88‬ة للش‪88‬روط من ج‪88‬انب الش‪88‬ريك الق‪88‬ائم بتنفي‪88‬ذ العم‪88‬ل‪ .‬وال يج‪88‬وز‪ 8‬االتف‪88‬اق على توزيعه‪8‬ا‪ 8‬بنس‪88‬ب‬
‫أخرى‪.‬‬
‫يعتبر عقد المشاركة غير الزم حيث أنه يحق لكل شريك‪ 8‬أن يفسخه م‪88‬تى ش‪88‬اء‪ ،‬ش‪88‬رط ع‪88‬دم ت‪88‬رتب أي‬
‫ضرر‪ 8‬على أحد الطرفين‪،‬فإن حدث ذلك منع الفسخ حتى يزول الم‪88‬انع‪،‬تنفي‪88‬ذا للقاع‪88‬دة الش‪88‬رعية (ال ض‪88‬رر‪ 8‬وال‬
‫إضرار)‪.‬‬
‫والمشاركة بين البنك والمشروع قد تتم ألجل طويل تنتهي بانتهاء المشروع‪ ،‬وتسمى المشاركة الدائمة‬
‫أو ألجل قصير‪ 8‬تنتهي بانتهاء صفقة معينة تسمى عندئ‪88‬ذ المش‪88‬اركة المتناقص‪88‬ة‪،‬والمش‪88‬اركة المتناقص‪88‬ة أس‪88‬لوب‬
‫تمويل يعتبر أهم أساليب التمويل بالمشاركة التي تستخدمها البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫المشاركة المتناقصة‪ )21( :‬وتعرف‪ 8‬كذلك بالمشاركة المنتهية بالتمليك‪،‬ألن البنك يمنح الفرص‪88‬ة لش‪88‬ريكه‬
‫المتالك المشروع‪ 8‬خالل م‪88‬دة معين‪88‬ة‪.‬وتختل‪8‬ف‪ 8‬المش‪88‬اركة المتناقص‪88‬ة عن المش‪88‬اركة الدائم‪88‬ة‪ ،‬حيث أن البن‪88‬ك ال‬
‫يقصد من عقد المشاركة االستمرار‪ 8‬في المشاركة في المش‪88‬روع‪ 8‬إلى حين انته‪88‬اء الش‪88‬ركة ب‪88‬ل إن‪88‬ه يعطي الح‪88‬ق‬
‫للشريك ليحل محله في ملكية المشروع‪.8‬والمش‪8‬اركة المتناقص‪8‬ة يمكن تحقيقه‪88‬ا لتموي‪88‬ل المش‪8‬روعات الص‪88‬ناعية‬
‫والمزارع‪ 8‬والمستشفيات فهي تصلح ألي مشروع‪ 8‬يمكن أن ينتج دخال منتظما‪.‬‬
‫(‪)22‬‬
‫وتكون المشاركة المتناقصة على ثالث صور‪ 8‬هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬يتفق البنك م‪88‬ع الش‪8‬ريك‪ 8‬على تحدي‪88‬د حص‪8‬ة ك‪8‬ل منهم‪88‬ا في رأس الم‪8‬ال وفي ال‪8‬ربح ويتم بي‪8‬ع حص‪8‬ة البن‪88‬ك‬
‫للشريك بعد انتهاء آجال المشاركة وذلك بعقد مستقل‪.‬‬
‫‪ -2‬يتفق البنك مع الشريك على المشاركة في التمويل الكلي أو الجزئي للمشروع على أساس أن يحصل البن‪88‬ك‬
‫على نسبة معينة من الربح‪،‬زيادة على ذلك يحتفظ بنص‪88‬يب الش‪88‬ريك‪ 8‬في ال‪88‬ربح أو ج‪88‬زء من‪88‬ه كتس‪88‬ديد‪ 8‬م‪88‬ا قدم‪88‬ه‬
‫البنك للشريك من تمويل‪.‬‬
‫‪ -3‬يكون رأس مال المشروع‪ 8‬في صورة أسهم يمتلكها البن‪88‬ك والش‪88‬ريك ويقتس‪88‬مان ال‪88‬ربح باالتف‪88‬اق وهن‪88‬ا يق‪88‬وم‬
‫الشريك بشراء جزء من أسهم البن‪88‬ك س‪88‬نويا‪ 8‬ح‪88‬تى االمتالك الكلي ألس‪88‬هم البن‪88‬ك وهك‪88‬ذا يص‪88‬بح المش‪88‬روع ملك‪88‬ا‬
‫للشريك لوحده‪.‬‬
‫في الحقيقة فإن عقد المشاركة المتناقصة هو عقد في عقدين فهو‪ 8‬يتضمن المشاركة في التأسيس من جه‪88‬ة‬
‫والبيع التدريجي‪ 8‬من جهة أخرى لذلك يتضمن العقد كل ما يتعلق بإنشاء‪،‬تنفي‪88‬ذ المش‪88‬روع واالس‪88‬تغالل وتوزي‪88‬ع‬
‫(‪)23‬‬
‫الربح ومدة العقد‪...‬الخ ‪.‬‬
‫والمشاركة هي صيغة تمويل نقدي وعيني للمشروع‪،‬تقدم له التمويل الكافي دون تكلفة‪،‬وتحقق له عائ‪88‬دا يتمث‪88‬ل في ج‪8‬زء من‬
‫الربح‪.‬وبما أن رأس مال الشركة يصبح مشاعا فإن المشروع ال يحتاج إلى تقديم ضمان للحصول على تمويل فترات الحقة‪.‬فه‪88‬ذه‬
‫الميزات كلها تساعد المشروع الصغير على الظه‪88‬ور إلى الوج‪88‬ود واالس‪88‬تمرار إذا ك‪88‬ان ج‪88‬ديا‪ ،‬رغم مخاطرته‪88‬ا العالي‪88‬ة بالنس‪88‬بة‬
‫للبنك الممول‪.‬‬
‫‪ -3‬المرابحة‪ :‬هي أن يقوم البنك بشراء سلعة معينة ألح‪8‬د عمالئ‪8‬ه ال‪8‬ذي يش‪8‬تريها من‪8‬ه م‪88‬رة ثاني‪8‬ة‪،‬مقاب‪88‬ل قيم‪8‬ة‬
‫الشراء مض‪88‬افا‪ 8‬إليه‪88‬ا م‪88‬ا تكفل‪88‬ه البن‪88‬ك من مص‪88‬روفات‪ ،‬ويزي‪8‬د‪ 8‬عنه‪88‬ا مبلغ‪88‬ا معين‪88‬ا من ال‪88‬ربح زي‪88‬ادة عن قيمته‪88‬ا‬
‫ومصروفاتها‪ 8‬حيث أن الطرفان (البنك و العميل) يتفقان على نس‪88‬بة معين‪88‬ة من ال‪8‬ربح‪،‬يض‪8‬اف‪ 8‬إلى ذل‪8‬ك التكلف‪8‬ة‬
‫(‪)24‬‬
‫الكلية للسلعة‪.‬‬
‫(‪)25‬‬
‫شروط صحة بيع المرابحة‪:‬‬
‫‪ 1-‬تحديد مواصفات السلعة كامال تحديدا وافيا‪ 8‬منعا للجهالة والنزاع‪8.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪9‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫‪ 2-‬أن يكون الثمن األصلي (األول) معلوما‪ 8‬للمشتري‪.‬‬


‫‪ 3-‬أن يكون الربح معلوما ألنه جزء من الثمن‪.‬‬
‫‪ 4-‬أن يضاف‪ 8‬للثمن األصلي كامل التكاليف‪.‬‬
‫‪ 5-‬أن يمتلك البنك السلعة بعقد صحيح قبل أن يبيعها للعميل حتى ال يقع البنك في محضور‪ 8‬شرعي‪.‬‬
‫‪ 6-‬يتحمل البنك أقساط استهالك السلعة وأيضا‪ 8‬تبعة الرد بالعيب الخفي قبل تسليمها‪.‬‬
‫(‪)26‬‬
‫‪ 7-‬أن يكون البيع عرضا مقابل نقود وال يصح بيع النقود مرابحة كما ال يجوز بيع السلع بمثلها‪.‬‬
‫ويبقى تسديد ثمن السلعة من طرف العميل على أوجه ثالث‪:‬‬
‫تسديد الثمن كامال فور‪ 8‬التسليم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسديد الثمن بالتقسيط على دفعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسديد الثمن كامال بعد أجل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتم المرابحة خالل أجل قصير‪،‬إذ يمكن أن تتم في بض‪88‬عة أي‪88‬ام إذا ك‪88‬ان الش‪88‬راء داخلي‪88‬ا‪،‬وخالل بض‪88‬عة‬
‫شهور‪ 8‬كحد أقصى‪ 8‬إذا ك‪8‬ان الش‪88‬راء خارجي‪88‬ا‪.‬وتعت‪8‬بر أهم أس‪88‬اليب التموي‪88‬ل قص‪8‬ير‪ 8‬األج‪8‬ل ال‪8‬تي تطبقه‪8‬ا البن‪88‬وك‬
‫(‪)27‬‬
‫اإلسالمية على اإلطالق‪.‬‬
‫والمرابحة فيها ربح مضمون في أجل قصير‪.‬ويرى البعض اآلخر أن البيع بالمرابح‪88‬ة لآلم‪88‬ر بالش‪88‬راء‬
‫يجع‪88‬ل البن‪88‬وك اإلس‪88‬المية تواج‪88‬ه مخ‪88‬اطر‪ 8‬تس‪88‬ديده‪،‬وهي مخ‪88‬اطر يتحمله‪88‬ا ع‪88‬ادة المتعام‪88‬ل في البن‪88‬وك التقليدي‪88‬ة‬
‫منها‪:‬العيوب‪ 8‬الخفية في البضاعة المشتراة والمستوردة‪،‬التقلبات في أسعار الصرف‪،‬نكوص‪ 8‬اآلمر بالشراء عن‬
‫(‪)28‬‬
‫وعده‪،‬إفالس السفن الناقلة‪،‬هالك البضاعة نفسها‪ ...‬الخ‬
‫وقد‪ 8‬يمتلك البنك السلعة وقت التفاوض واالتفاق المبدئي ويسمى‪ 8‬البيع حينئذ بيع المرابحة وق‪88‬د ال يمتلكه‪88‬ا‬
‫وقت االتفاق المبدئي ويسمى البيع في هذه الحالة بيع المرابحة لآلمر بالشراء‪.‬‬

‫بيع المرابحة لآلمر بالشراء‪ :‬يتمثل بيع المرابحة لآلمر بالش‪88‬راء في طلب العمي‪88‬ل (المش‪88‬روع) من البن‪88‬ك ب‪88‬أن‬
‫يشتري‪ 8‬له سلعة محددة الصفات على وعد أن يشتريها منه مرة أخرى ويربحه فيها مقدارا محددا‪.‬‬
‫(‪) 29‬‬
‫يتصف‪ 8‬بيع المرابحة لآلمر بالشراء بعدة خصائص أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬وصول طلب اآلم‪88‬ر بالش‪88‬راء ( العمي‪88‬ل) مح‪88‬دد الس‪88‬عر والنوعي‪88‬ة والكمي‪88‬ة والمواص‪88‬فات‪ 8‬المتعلق‪88‬ة بالس‪88‬لعة‬
‫وطريقة التسديد‪.‬‬
‫في حالة االستيراد‪ 8‬يتنازل العميل عن رخصة االستيراد‪ 8‬ويفضل أن يسدد ثمن السلعة فور استالمها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يحسب هامش المرابحة على أساس جملة تكاليف العملية أي أن يكون الربح محدد المقدار أو بالنسبة للثمن‬
‫األول‪.‬‬
‫ذكر البنك العيب الذي لحق بالمبيع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬للعميل أن يرفض الس‪8‬لعة أو يقبله‪8‬ا وتس‪8‬تقر الس‪88‬لعة عندئ‪8‬ذ في مل‪8‬ك البن‪88‬ك ال‪88‬ذي يمكن أن يص‪88‬رفها‪ 8‬كب‪8‬اقي‬
‫ممتلكاته ‪.‬‬
‫وهناك بيع آخر من بيع المرابحة لآلمر بالش‪88‬راء وه‪88‬و الص‪88‬يغة الملزم‪88‬ة للش‪88‬راء‪،‬حيث يعت‪88‬بر ه‪88‬ذا الوع‪88‬د‬
‫ملزما للطرفين قضاء‪.‬‬
‫يرى عبد السالم أبو غزة كما يبين ذلك في ال‪88‬دورة التدريبي‪88‬ة المكثف‪88‬ة ح‪88‬ول ص‪88‬يغ االس‪88‬تثمار اإلس‪88‬المي ال‪88‬تي‬
‫نظمته‪88‬ا مجموع‪88‬ة البرك‪88‬ة في فيف‪88‬ري ‪ )30( 1994‬أن أس‪88‬اليب ال‪88‬بيع بالمرابح‪88‬ة مقارن‪88‬ة م‪88‬ع أس‪88‬اليب االس‪88‬تثمار‪8‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪10‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫األخرى تمثل األسلوب األكثر استعماال في البنوك اإلسالمية نظرا لما يتبعه من مرونة في السيولة‪،‬وقلة نس‪88‬بة‬
‫المخاطرة ‪،‬بحكم أن المبلغ الممول يصبح دينا في ذمة العميل بمجرد التعاقد على البيع‪.‬‬
‫يعتبر أسلوب التمويل بالمرابحة أسلوبا مناسبا للمشروعات الصغيرة ألنه يس‪88‬اعد على الحص‪88‬ول ع‪88‬ل‬
‫مختلف اآلالت والموارد المالية التي تحتاجها دون دفع فوري‪ 8‬حيث‪،‬أنه‪8‬ا ع‪8‬ادة ال تمل‪8‬ك األم‪8‬وال الكافي‪8‬ة‪،‬ل‪8‬ذلك‬
‫يساعدها أسلوب المرابحة على دفع ما عليها على شكل أقساط‪ 8‬مستقبلية‪.‬وهذا األسلوب أيضا يناسب البنك ألن‪88‬ه‬
‫يحصل على عائد مع ضمان استرداد ماله‪،‬وله أن يطلب ضمان طرف ث‪8‬الث في حال‪8‬ة ال‪8‬بيع بالمرابح‪8‬ة لآلم‪8‬ر‬
‫بالشراء ‪.‬‬
‫والمضاربة توفر للمشروع‪ 8‬احتياجاته المالي‪88‬ة ب‪88‬الكم المناس‪88‬ب وفي ال‪88‬وقت المناس‪88‬ب وتجنب التع‪88‬رض‬
‫لمشكالت المستثمرين المنفردين في حالة المضاربة الخاص‪88‬ة ومش‪88‬كالت‪ 8‬تك‪88‬اليف االق‪88‬تراض العالي‪88‬ة في حال‪88‬ة‬
‫المصارف‪ 8‬الربوية ‪.‬‬
‫‪ -4‬البيع بالتقسيط‪ :‬هو عقد يقضي بسداد ثمن البيع على عدد محدود من الدفعات في تواريخ معنية‪.‬وينتقل فيه‬
‫حق ملكية السلعة المباعة إلى العميل ابتداء من توقيع‪ 8‬العقد ودفع القسط األول‪،‬ومن هنا ال تصبح للبائع (البنك)‬
‫(‪)31‬‬
‫أية حقوق على السلعة المباعة‪،‬إال أنه من حقه مطالبة المشتري‪ 8‬بسداد أي قسط تخلف عن دفعه‪.‬‬
‫ويطلق‪ 8‬عليه البيع إلى أجل معلوم حيث يقوم البنك بتسليم‪ 8‬البضاعة المتفق عليها إلى عميل‪88‬ه في الم‪88‬ال‬
‫مقابل تأجيل سداد الثمن إلى وقت محدد‪.‬‬
‫وي‪88‬رى أحم‪88‬د محس‪88‬ن الخض‪88‬يري أن البن‪88‬وك تعتم‪88‬د على ش‪88‬راء التجه‪88‬يزات والم‪88‬واد‪ 8‬وتبيعه‪88‬ا‪ 8‬للعمي‪88‬ل‬
‫ألجل‪،‬حسب المقتضيات التي تم االتفاق عليها‪،‬وأجل األداء ال يتعدى بصفة عامة أربع سنين(‪.)32‬‬

‫وبيع التقسيط صيغة تمويل غير نقدي تقتضي دفع ثمن السلعة المباعة على أقساط في المستقبل هي في‬
‫مجموعها أكثر من ثمنها إن بيعت حاال‪،‬وهو‪ 8‬جائز عند جمهور الفقهاء بشروط هي ‪:‬‬
‫أن يتم تحديد األجل عند بدء عقد البيع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أن ال تجمع البدلين في بيع التقسيط علة الربا‪،‬بأن كان البدالن من السلع التي يجمعها ق‪88‬در ال‪88‬وزن أو الكي‪88‬ل‬
‫أو الثمنية أو القوت أو الطعم‪.‬‬
‫بيان قيمة كل قسط‪ 8‬من الثمن وتعيين مدة استالمه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)33‬‬
‫ولو تأخر العميل في سداد األقساط‪ 8‬المترتبة عليه لم يجز الزيادة في القسط بسبب التأخير‪.‬‬
‫والبيع بالتقسيط أسلوب تمويل عيني يالئم المشروع‪ 8‬الصغير ألنه يفع ثمنه على دفعات مس‪88‬تقبلية‪،‬كم‪88‬ا‬
‫يضمن ملكية اآلالت والتجهيزات أو المواد األولية مباشرة بعد توقي‪88‬ع العق‪88‬د ودف‪8‬ع‪ 8‬القس‪88‬ط األول‪،‬وأم‪88‬ا بالنس‪88‬بة‬
‫للبنك فاألمر ال يشكل مخاطرة كبيرة بالنسبة له ‪.‬‬
‫‪ -5‬السلم‪ :‬هو نوع من البيوع تؤجل فيه السلع المباعة المحددة المواص‪88‬فات‪ ،‬ويجع‪88‬ل في‪88‬ه بثمنه‪88‬ا‪،‬بغي‪88‬ة تموي‪88‬ل‬
‫(‪)34‬‬
‫البائع من قبل المشتري‪ 8‬بأسعار تقل عن األسعار المتوقعة وقت التسليم في العادة‪.‬‬
‫فبيع السلم إذن هو عكس بيع اآلجل ففي األول يتم تقديم الثمن ويؤجل تسليم المبيع‪،‬أم‪88‬ا في الث‪8‬اني فيتم‬
‫تسليم المبيع ويؤجل الثمن‪.‬‬
‫وقد‪ 8‬شرع السلم للتيسير على الطرفين (البن‪8‬ك والعمي‪8‬ل) ‪،‬ألن الم‪88‬بيع في الس‪88‬لم يك‪88‬ون منخفض‪88‬ا عن القيم‪8‬ة‬
‫العادي‪8888‬ة فيس‪8888‬تفيد الب‪8888‬ائع من قبض رأس الم‪8888‬ال المعج‪8888‬ل لينفق‪8888‬ه على حوائج‪8888‬ه‪،‬ويس‪8888‬تفيد المش‪8888‬تري‪8‬‬
‫(‪)35‬‬
‫(المشروع) من إنقاص الثمن لذلك يسمى ببيع المحاويج ‪.‬‬
‫ويتضح أن السلم من الناحية المالية يسد حاجة استثمارية للمش‪88‬تري ومن الناحي‪88‬ة الس‪88‬لعية يس‪88‬د حاج‪88‬ة‬
‫إنتاجية للبائع ‪،‬وحاجة إنتاجية أو استهالكية للمشتري(‪..)36‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪11‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫ويرى‪ 8‬الكاساني في بدائع الصناع أن السلم يجوز بتوفر‪ 8‬سبعة شروط‪.)37(8‬‬


‫‪ 1-‬أن يكون فيما يمكن ضبط صفاته من مكيل ووزن‪.‬‬
‫‪ 2-‬أن يصف المسلم فيه بما يختلف به الثمن اختالفا‪ 8‬ظاهرا فيذكر جنسه ونوعه وحداثته ولونه وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ 3-‬أن يذكر قدر‪ 8‬المسلم فيه بالكيل في المكيل والوزن في الموزون والذرع‪ 8‬في المذروع والعد في المعدود‪.‬‬
‫‪ 4-‬أن يشترط‪ 8‬المسلم إليه أجال معلوما‪.‬‬
‫‪ 5-‬أن يكون المسلم فيه عام الوجود في محله أي في وقت حلوله‪ ،‬سواء كان المسلم فيه موجودا‪ 8‬ح‪88‬ال العق‪88‬د أو‬
‫معدوما‪.8‬‬
‫‪6-‬بيان جنس المصنوع‪ 8‬وقدره ونوعه وصفته ألنه ال يصير معلوما بدونه‪.‬‬
‫‪ 7-‬أن يقيض المسلم إليه أو وكيله رأس مال السلم في مجلس العقد قبل التف‪88‬رق‪ .‬ويج‪88‬وز أن يك‪88‬ون رأس الم‪88‬ال‬
‫نقدا أو عينا من غير جنس المسام فيه أو منفعة شيء معين‪.‬‬
‫يتكون بيع السلم من العناصر التالية‪:‬‬
‫ال َسلَ ُم ‪ :‬يطلق على العقد وعلى المسلم فيه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال ُم َسلم أورث السلم ‪ :‬وهو المشتري أو الممول (البنك) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال ُم َسلَم إليه ‪ :‬وهو البائع أو المستفيد من التمويل (طالب التمويل )‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال ُم َسلَم فيه وهو المبيع أو اإلنتاج المستقبل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رأس مال السلم أو رأس المال‪ :‬وهو الثمن أو قيمة التمويل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمكن للمشروع‪ 8‬الص‪88‬غير‪ 8‬أن يم‪88‬ول عن طري‪8‬ق‪ 8‬بي‪88‬ع الس‪88‬لم س‪88‬واء نق‪88‬دا أو بالحص‪88‬ول‪ 8‬على اآلالت والم‪88‬واد‪8‬‬
‫األولية أو الحصول على خدمات مختلفة تساعده على عملية اإلنتاج‪،‬مقابل كمية من المنتج‪88‬ات للب‪88‬ائع (البن‪88‬ك)‪.‬‬
‫وهكذا فهو أس‪88‬لوب تموي‪88‬ل مناس‪88‬ب للمش‪88‬روع ألن‪88‬ه يض‪88‬من الحص‪88‬ول‪ 8‬على التموي‪88‬ل وعلى تس‪88‬ويق منتجات‪88‬ه‪،‬و‬
‫للممول ألنه يحصل على عملية استثمارية‪،‬يمكن له معها أن يطلب ضمان طرف‪ 8‬ثالث‪.‬‬
‫‪-6‬االستصناع ‪":‬هو طلب ص‪88‬نع ش‪88‬يء م‪88‬ا على ص‪88‬يغة معين‪88‬ة بثمن معل‪88‬وم‪ ،‬ويجب وص‪88‬ف الش‪88‬يء المطل‪88‬وب‬
‫صنعه بدقة وتحديد‪ 8‬مقاساته ومادته الخام ‪...‬الخ‪ .‬ويتفق مع السلم بأنه بيع موصوف في الذمة‪،‬ويختلف‪ 8‬مع‪88‬ه في‬
‫أن االستصناع‪ 8‬يجوز فيه تعجيل الثمن أو بعضه كما يجوز تأجيله إلى ما بعد مجلس العقد‪.‬وه‪88‬ذا كل‪88‬ه في الس‪88‬لم‬
‫ال يجوز"‪ .)38(8‬وهو صيغة تمويل نقدي وغير نقدي مناسبة للمشروع‪ 8‬وللمم‪88‬ول‪ ،‬تحق‪88‬ق للمش‪88‬روع احتياج‪88‬ه من‬
‫التمويل وتمكنه من بيع إنتاجه وتحقق للممول عائدا‪ ،‬يتمثل في حصوله على سلعة معينة‪.‬‬
‫وبالنسبة للبنوك اإلسالمية يتم أسلوب االستص‪88‬ناع عن طري‪88‬ق قي‪88‬ام المص‪88‬رف‪ 8‬بتموي‪8‬ل‪ 8‬مش‪88‬روع‪ 8‬معين‬
‫تم‪88‬ويال ك‪88‬امال بواس‪88‬طة التعاق‪88‬د م‪88‬ع المستص‪88‬نع‪( 8‬ط‪88‬الب الص‪88‬نعة) على تس‪88‬ليمه المش‪88‬روع ك‪88‬امال بمبل‪88‬غ مح‪88‬دد‬
‫ومواصفات‪ 8‬محددة وفي تاريخ معين‪.‬ومن ثم يقوم المصرف‪ 8‬بالتعاقد‪ 8‬مع مقاول أو أكثر لتنفيذ المشروع‪ 8‬حس‪88‬ب‬
‫المواصفات المحددة‪.‬ويمثل الفرق بين ما يدفعه المصرف وما يسجله على حساب المستصنع الربح الذي يؤول‬
‫(‪)39‬‬
‫للمصرف‪8.‬‬
‫(‪)40‬‬
‫يستلزم‪ 8‬التمويل بصيغة االستصناع‪ 8‬بعض األمور أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬يجوز للبنوك الدخول في عق‪88‬ود تل‪88‬تزم فيه‪88‬ا بتص‪88‬نيع المع‪88‬دات أو الس‪88‬لع أو انتش‪88‬اء المب‪88‬اني أو المص‪88‬انع أو‬
‫األصول الرأسمالية المختلفة للغير‪،‬على أن تشترط في العقد لنفس‪88‬ها ص‪88‬راحة الح‪88‬ق في استص‪88‬ناع الغ‪88‬ير‪ ،‬م‪88‬ع‬
‫بقاء البنك مسؤوال اتجاه المصنوع‪ 8‬له‪.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪12‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫‪ -‬يجب أن يكون إجمالي ثمن المواد المستصنعة واضحا ومحددا في العق‪88‬د‪ ،‬ويج‪88‬وز‪ 8‬للبن‪88‬ك تأجي‪88‬ل قبض ثمن‬
‫المواد المستصنعة أو قبضها على شكل أقساط فيها جزء من الربح للبنك‪ ،‬التي يج‪88‬وز‪ 8‬أن تس‪88‬تثمر في مج‪88‬االت‬
‫االستصناع‪8.‬‬
‫‪ -‬للبنك المركزي‪ 8‬أن يحدد ف‪88‬ترات عق‪88‬ود االستص‪88‬ناع‪ ،‬ونس‪88‬ب ال‪88‬ربح والجه‪88‬ات ال‪88‬تي تعم‪88‬ل معه‪88‬ا في عق‪88‬ود‬
‫االستصناع‪8.‬‬
‫يعد التمويل عن طريق االستصناع للمش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة قليال من ط‪88‬رف‪ 8‬البن‪88‬وك اإلس‪88‬المية رغم قل‪88‬ة‬
‫مخاطرته‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلجارة ‪":‬في هذه الحالة يقوم المستأجر بدفع ثمن اإلج‪88‬ارة وج‪88‬زء من ثمن الش‪88‬يء المس‪88‬تأجر‪ 8‬على ف‪88‬ترات‬
‫(‪.)41‬‬
‫بغية اقتناءه"‬
‫واإلجارة هي "عقد على منفعة مباحة معلومة تؤخذ شيئا فشيئا مدة معلوم‪88‬ة من عين معلوم‪88‬ة أو موص‪88‬وفة في‬
‫الذمة أو عمل معلوم‪.)42("8‬‬
‫ولإلجارة مجموعة منال شروط (‪:)43‬‬
‫أن تكون المنفعة مباحة إما بالعرف وإما بالوصف‪8.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تكون األجرة معلومة للطرفين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‘ن تكون المنفعة مباحة ال محرمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إن تك‪88‬ون الم‪88‬دة معلوم‪88‬ة إذا ك‪88‬انت منفع‪88‬ة اإلنس‪88‬ان وك‪88‬ان أج‪88‬يرا خاص‪88‬ا أو على منفع‪88‬ة العين نفي‪88‬ا للجهال‪88‬ة‬
‫والنزاع‪8.‬‬
‫واإلجارة تنقسم إلى عقد إجارة عادي وعقد اإلجارة واالقتناء‪،‬أو‪ 8‬كما تقسم أيضا إلى الت‪88‬أجير التش‪88‬غيلي أو‬
‫الخدمي والتأجير‪ 8‬التمويلي‪.‬‬
‫‪ -‬التموي;;ل التش;;غيلي‪ :‬مث‪88‬ل ت‪88‬أجير الس‪88‬يارات والحاس‪88‬بات اإللكتروني‪88‬ة أو مع‪88‬دات البن‪88‬اء ‪ ...‬وح‪88‬تى ت‪88‬أجير‬
‫العقارات ‪..‬الخ‪.‬وفترة اإليجار ال ترتب‪88‬ط ع‪88‬ادة ب‪88‬العمر االقتص‪88‬اد لألص‪88‬ول الم‪88‬ؤجرة ‪.‬والم‪88‬ؤجر هن‪88‬ا ه‪88‬و منتج‬
‫األصول أو منشأة تقوم بشراء األصول بغرض تأجيرها للغير لفترات مختلفة‪،‬أو لم‪88‬ؤجر‪ 8‬ل‪88‬ه نش‪88‬اط متن‪88‬وع ق‪88‬د‬
‫يجعله يستغني‪ 8‬عن بعض األصول لفترات معينة فيؤجرها‪.‬وليس‪ 8‬للمستأجر في ه‪88‬ذا الن‪88‬وع من الت‪88‬أجير فرص‪88‬ة‬
‫اختيار شراء األصل في نهاية مدة التعاقد‪.‬وفي‪ 8‬التمويل التشغيلي فإن فترة التعاق ‪8‬د‪ 8‬ال تغطي العم‪88‬ر االقتص‪88‬ادي‪8‬‬
‫لألصل وإنما جزءا منه فقط‪،‬مما يعني أن المؤجر ال يستهلك قيمة األصل بالكامل خالل فترة التأجير‪.‬‬
‫‪ -‬الت;;أجير التم;;ويلي‪ :‬ه‪88‬و عق‪88‬د إيج‪88‬ار يك‪88‬ون بين الم‪88‬ؤجر والمس‪88‬تأجر ح‪88‬ول أص‪88‬ل معين لم‪88‬دة مح‪88‬ددة من‬
‫الوقت‪،‬يستفيد‪ 8‬منه المستأجر‪ 8‬خالل هذه الفترة مقابل دف‪88‬ع مبل‪88‬غ مح‪88‬دد من اإليج‪88‬ار‪ 8‬لمال‪88‬ك ه‪88‬ذا األص‪88‬ل‪،‬على أن‬
‫يعود له بعد فترة التأجير أو يشتريه المستأجر‪.‬هذا األخير الذي قد يكون من المنق‪88‬والت مث‪88‬ل المع‪88‬دات أو غ‪88‬ير‬
‫المنقوالت مثل المباني‪ .‬ومن خالل التأجير التمويلي فإن البنك يقدم خدمة تمويلية فه‪88‬و يعت‪88‬بر عمال من أعم‪88‬ال‬
‫الوساطة المالية‪،‬حيث يقوم المؤجر (البنك) بتمويل شراء األصول التي يحتاجها المستأجر ويؤجرها على مدى‬
‫فترة التعاقد ‪.‬‬
‫وتج‪88‬در اإلش‪88‬ارة إلى أن الت‪88‬أجير التش‪88‬غيلي‪ 8‬يمنح للم‪88‬ؤجر فرص‪88‬ة تحقي‪88‬ق نج‪88‬اح أك‪88‬ثر من التموي‪88‬ل عن طري‪88‬ق‬
‫التأجير التمويلي‪ 8‬حيث يمكنه معاودة إيجار األصل مرة ثانية‪.‬‬
‫‪-8‬المزارع‪88‬ة ‪ )44(:‬تع‪88‬ني المزارع‪88‬ة دف‪88‬ع األرض إلى من يزرعه‪88‬ا وال‪88‬زرع بين الط‪88‬رفين ويمكن أن تتم على‬
‫صور‪ 8‬خمس هي ‪:‬‬
‫األرض من شخص والعمل و مدخالت اإلنتاج من شخص آخر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األرض ومدخالت اإلنتاج من شخص أما العمل فمن شخص آخر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪13‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫األرض والعمل من شخص أما مدخالت اإلنتاج فمن شخص آخر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األرض من شخص والعمل من شخص ثان أما مدخالت اإلنتاج فمن شخص ثالث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬العمل من شخص ومدخالت اإلنتاج من شخص ثان أما األرض فمس‪88‬تأجرة من ش‪88‬خص ث‪88‬الث أو من أح‪88‬د‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫ويشرط في عقد المزارعة الشروط التالية‪:‬‬
‫أن تكون األرض معلومة صالحة للزراعة منعا للغرر حتى ال يضيع الجهد‪ ،‬وال يجهل تحديد األرباح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيان مدة الزراعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعيين الطرف الذي يقع عليه البذر قطعا للمنازعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد نسبة الطرفين من ناتج المزارعة‪،‬على أن تكون نسبة مشاعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمكن العامل من العمل‪،‬بأن يخلي صاحب األرض بينه وبينها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬بيان ما سوف‪ 8‬يزرع في األرض المعقود عليها وإال ترك األمر للعامل في األرض‪.‬‬

‫وهذه الصيغة قليلة االستخدام جدا من طرف البنوك اإلسالمية وهي تصلح لتموي‪88‬ل المش‪88‬روعات الفالحي‪88‬ة‬
‫فقط‪.‬‬
‫رابعا‪:‬عرض تجارب التمويل بأساليب إسالمية ‪:‬‬
‫ظهرت في بعض البلدان اإلسالمية تج‪88‬ارب تموي‪88‬ل إس‪88‬المية للمش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة‪ ،‬ومن‬
‫خالل بنوك إسالمية تتعامل بنظام تمويل الربوي أي نظ‪88‬ام خ‪88‬ال من الفائ‪88‬دة‪،‬ومن ه‪88‬ذه التج‪88‬ارب‬
‫التي توافرت عنها البيانات ما يلي‪:‬‬
‫تجربة بنك ناصر االجتماعي(مصر) (‪:)45‬بدأ بنك ناصر االجتماعي اإلسالمي نشاطه عام ‪ 1972‬حيث ق‪88‬امت‬
‫الدول‪8888‬ة بتدعيم‪8888‬ه بق‪8888‬روض من الخزين‪8888‬ة ومن وزارة التأمين‪8888‬ات واإلعان‪8888‬ات باإلض‪8888‬افة إلى تخص‪8888‬يص‬
‫‪ ٪ 2‬له في أرباح القطاع العام ( وهي نسبة معتبرة حينذاك) وهذا تحت مظلة التكافل االجتماعي‪.‬‬
‫كانت أهداف البنك تتمثل في قبول ودائع صغار المدخرين وغيرهم‪،‬وتقديم تموي‪88‬ل مص‪88‬رفي‬
‫لصغار المس‪8‬تثمرين إض‪8‬افة إلى ق‪8‬روض اجتماعي‪8‬ة ومس‪8‬اعدات ومعاش‪8‬ات لغ‪8‬ير الق‪8‬ادرين على‬
‫العمل‪ .‬كما كان البنك يقوم بجمع أموال الزكاة ويوزعها على المستحقين‪.‬‬
‫وق‪888‬د تمكن البن‪888‬ك من تحقي‪888‬ق مج‪888‬ال واس‪888‬ع النط‪888‬اق في التعام‪888‬ل م‪888‬ع ص‪888‬غار األعم‪888‬ال‬
‫والحرفيين‪،‬وقد ق‪88‬ام ب‪88‬دور كب‪88‬ير في تحوي‪88‬ل الص‪88‬ناعات اليدوي‪88‬ة إلى ميكانيكي‪88‬ة بتوف‪88‬ير المع‪88‬دات‬
‫واآلالت الالزمة لنشاط صغار الصناع والحرفيين‪.‬كما ساهم في إقامة صناعات صغيرة‪،‬وهذا ما‬
‫ميزه بشكل واضح عن البنوك التجارية‪،‬إال أن النسبة الثابتة التي كان يض‪8‬يفها البن‪8‬ك على مق‪8‬دار‬
‫التموي‪88‬ل‪،‬ت‪88‬ؤدي نفس مفه‪88‬وم الفائ‪88‬دة ال‪88‬تي تتعام‪88‬ل به‪88‬ا البن‪88‬وك الربوي‪88‬ة‪،‬وإن ك‪88‬انت تختل‪88‬ف عنه‪88‬ا‬
‫اسما‪.‬فهي لم تكن تمثل ربحا في حقيقة األمر‪،‬مما خلق إشكالية الفجوة بين الجوهر والشكل‪.‬‬
‫تجربة مصرف فيصل اإلسالمي المصري والمصرف اإلسالمي الدولي لالس‪88‬تثمار‪ 8‬والتنمي‪88‬ة‪)46( :‬لق‪88‬د ق‪88‬ام‬
‫هذين المصرفين على أساس التعامل المصرفي‪ 8‬الخال من الفائدة‪.‬ومن ضمن األهداف ال‪88‬تي ك‪88‬انت متوخ‪88‬اة من‬
‫خالل نشاطهما‪ ،‬تمويل الحرفيين وأصحاب الصناعات الصغيرة‪.‬‬
‫ومن أهم األساليب التمويلية التي استخدمت مع صغار العمالء‪ ،‬المرابحة والتمويل‪8‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪14‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫التأجيري‪،‬وقد‪ 8‬كان أسلوب التمويل بالمرابحة أكثر استعماال غير أن هامش ال‪8‬ربح ت‪8‬أثر كث‪8‬يرا بأس‪8‬عار الفائ‪8‬دة‬
‫باإلضافة إلى مطالبة البنك اإلسالمي بض‪88‬مانات مالي‪88‬ة يق‪88‬دمها العمي‪88‬ل‪ ،‬ال‪88‬تي غالب‪88‬ا م‪88‬ا يعج‪88‬ز عنه‪88‬ا المش‪88‬روع‬
‫الصغير‪،‬وتأجيل نقل ملكية السلعة المشتراة للعميل حتى يتم سداد قيمتها‪.‬وكل هذه األمور كانت س‪88‬ببا في جع‪88‬ل‬
‫النشاط الذي يقوم به البنكان شبيه بالنشاط المصرفي للبنوك التجارية التقليدية ‪.‬‬
‫تجربة البنك اإلسالمي األردني‪( 8‬األردن)‪ )47( :‬أنشئ البن‪88‬ك اإلس‪88‬المي األردني‪ 8‬ع‪88‬ام ‪ 8.1979‬وك‪88‬ان يق‪88‬وم على‬
‫أساس التمويل الخالي من الفائدة‪.‬وكان من أولوياته تمويل األفراد والحرف‪88‬يين‪،‬حيث بل‪88‬غ حجم التموي‪88‬ل الموج‪88‬ه‬
‫إليهم ‪ 27.1%‬من إجمالي الموارد المالية المتاحة للبنك عام‪.1991‬وبل‪88‬غ ع‪88‬دد العمالء ال‪88‬ذين اس‪88‬تفادوا من ه‪88‬ذا‬
‫من وع‪8888888‬دد العمالء‬ ‫ل‪8888888‬يرتفع حجم التموي‪8888888‬ل إلى‪ 30.2%‬ع‪8888888‬ام ‪1992‬‬ ‫التموي‪8888888‬ل ‪2700‬‬
‫إلى ‪.39000‬‬
‫كانت أساليب التموي‪8‬ل المس‪8‬تخدمة لتموي‪8‬ل الحرف‪8‬يين تتمث‪8‬ل في عق‪8‬ود المرابح‪8‬ة في ش‪8‬كل آالت ومع‪8‬دات‬
‫إنتاجية اشتراها البنك ألمرهم وباعها لهم بعد إض‪88‬افة نس‪88‬بة ربح على ثمن الش‪88‬راء اتف‪88‬ق عليه‪88‬ا مس‪88‬بقا‪.‬وأعطى‬
‫العمالء فرصة السداد باألجل‪.‬‬

‫(‪)48‬‬
‫وكان البنك يمنح التمويل عن طريق‪ 8‬المشاركة بمقتضى الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬وجود المشروع‪ 8‬في منطقة تجارية جيدة‪.‬‬
‫‪ -‬السمعة المالية الجيدة للعميل والخبرة الجيدة ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم دراسات جدوى‪ 8‬للمشروع‪.‬‬
‫‪ -‬قيام البنك بالمتابعة واإلشراف‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون المشروع مالئما‪.‬‬
‫وعلى الرغم من المحاوالت التي قام بها هذا البنك إال أن نسبة الربح المستخدمة واقعيا‪ 8،‬ك‪88‬انت تش‪88‬به‬
‫إلى حد بعيد الفائدة المتعامل بها في البنوك التي تخضع للنظام الوضعي‪8.‬‬
‫تجربة بنك فيصل اإلسالمي السوداني‪ ( 8‬السودان ) ‪)49( :‬تمثل الصناعات الصغيرة في السودان أهمية بالغة في‬
‫عملية التنمية حيث بلغت نسبتها من المجموع الكلي للمشروعات‬
‫‪% 95‬حسب إحصائيات ‪ unido‬الصناعية عام ‪..1985.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪15‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫وقام‪ 8‬بنك فبصل اإلسالمي السوداني عام‪ 1979‬بإنشاء فرع الجمعية اإلس‪88‬المية ب‪88‬أم درم‪88‬ان ليهتم بتط‪88‬وير‪8‬‬
‫الصناعة وتلبية احتياجات أصحاب المش‪88‬روعات الص‪88‬ناعية الص‪88‬غيرة‪ ،‬وهي في معظمه‪8‬ا‪ 8‬ق‪88‬د ع‪88‬انت من ع‪88‬دم‬
‫توفر‪ 8‬التمويل‪.‬‬
‫وقد‪ 8‬وضع البنك شروطا‪ 8‬للتعامل مع أصحاب الورش والمشروعات الصناعية الصغيرة تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬شروط‪ 8‬مبدئي‪8‬ة للموافق‪8‬ة على التعام‪8‬ل‪،‬وتتمث‪8‬ل‪ 8‬في إثب‪8‬ات الهوي‪8‬ة الحرفي‪8‬ة للعمي‪8‬ل‪،‬توف‪8‬ير‪ 8‬دلي‪8‬ل يثبت مهارت‪8‬ه‬
‫وكفاءته في مجال نشاطه‪ ،‬وتوفير دليل يثبت وجود مكان يمارس فيه حرفت‪88‬ه‪،‬وتص‪88‬ديق‪ 8‬بالتش‪88‬غيل من الجه‪88‬ات‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫‪ -‬شروط‪ 8‬الزمة لوضع العملية موضع التنفيذ وتستلزم توفير ثالث عناصر هي‪:‬‬
‫* توفير الضمان ويكون على بدائل هي‪:‬‬
‫‪ -‬الضمان الشخصي‪ 8‬لطرف آخر ذو كفاءة مالية‪.‬‬
‫‪ -‬الضمان العقاري حيث تكون قيمته أكثر من قيمة العملية‪.‬‬
‫‪ -‬احتفاظ البنك بملكية السلعة إلى أن يكتمل سداد قيمتها من قبل العميل‪.‬‬
‫* تأمين السلع التي يتم تمويلها من البنك لدى شركة التأمين اإلسالمية‪.‬‬
‫* فتح حساب جاري للعميل لدى الفرع بشروط ميسرة ‪.‬‬
‫يمكن تلخيص م‪8‬يزات وعي‪8‬وب الش‪8‬روط‪ 8‬ال‪8‬تي يض‪8‬عها‪ 8‬بن‪8‬ك فيص‪8‬ل اإلس‪88‬المي للتعام‪8‬ل م‪8‬ع المش‪8‬روعات‬
‫الصغيرة في‪:‬‬
‫‪ -1‬ال تختلف الضمانات المطلوبة من العمالء في طبيعتها عن تلك ال‪88‬تي تفرض‪88‬ها البن‪88‬وك التجاري‪88‬ة على عمالئه‪88‬ا‪،‬ولكن يتم‪88‬يز‬
‫البنك اإلسالمي عنها في أنها ال تخاطر بإقراض صغار الصناع حتى مع استعدادهم لتقديم الضمانات الكافية ‪.‬‬
‫‪ -2‬معظم أساليب التمويل تمت بأسلوب المرابحة‪.‬ولكن في الممارسة الفعلية فإن هامش الربح يكون التف‪88‬اوض‬
‫حوله شكليا فقط‪،‬حيث أن نسبة الربح تكون معينة للبنك تضاف إلى ثمن السلعة في السوق‪.‬وهي ال تكاد تختلف‬
‫عن سعر الفائدة‪.‬فبيع المرابحة في الواق‪88‬ع العملي يك‪88‬اد يك‪88‬ون عب‪88‬ارة عن ال‪88‬بيع اآلج‪88‬ل ال‪88‬ذي يمكن أن تمارس‪88‬ه‬
‫البنوك التجارية (الربوية)‪.‬‬
‫‪ -3‬كانت أسعار اآلالت والمعدات التي قام البن‪88‬ك اإلس‪88‬المي بتمويله‪88‬ا مرتفع‪88‬ة الثمن مقارن‪88‬ة بأس‪88‬عار المع‪88‬دات‬
‫واآلالت المتوفرة في السوق‪.‬‬
‫‪ -4‬يشترط في العميل أن يقدم قسط أول يتراوح بين‪ % 12‬إلى ‪25%‬يطلبه البنك من العمي‪88‬ل حس‪88‬ب ظروف‪88‬ه‬
‫المالية وقد‪ 8‬يعفى منه‪،‬وهذا يحسب للبنك‪،‬لكنه يجعل‪88‬ه كش‪88‬رط أساس‪88‬ي فيم‪88‬ا بع‪88‬د (‪ 25%‬من قيمة العملي‪88‬ة) مم‪88‬ا‬
‫أتعب الكثير من المشروعات الصغيرة ‪.‬‬
‫تجربة بنك التنمية اإلسالمي ( الس‪8‬عودي )‪)50( :‬تق‪8‬وم المؤسس‪8‬ة اإلس‪8‬المية لتنمي‪8‬ة القط‪8‬اع الخ‪8‬اص بتموي‪8‬ل المنش‪8‬آت الص‪8‬غيرة‬
‫والمتوسطة بتوفير الخدمات والمنتجات اإلسالمية المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلس‪8‬المية‪.‬والبن‪88‬ك يق‪88‬وم بتموي‪88‬ل المش‪8‬روعات من‬
‫المعدات واآلالت عكس البنوك المحلية التي توفر التمويل التجاري والسيولة للمشروعات في ظل ضمانات بنكية‪ 8‬محددة‪.‬‬
‫والتمويل‪ 8‬الذي تقدمه المؤسسة اإلسالمية يتضمن المس‪88‬اهمة وش‪88‬به المس‪88‬اهمة في رأس الم‪88‬ال‪.‬إض‪88‬افة إلى‬
‫التمويل اآلجل حيث تستمر فترة السداد ألكثر من‪ 12‬سنة كحد أقصى‪ 8‬بما في ذلك فترة السماح التي تصل إلي‬
‫سنتين ونصف سنة‪.‬‬
‫ويق‪88‬در مبل‪88‬غ االس‪88‬تثمار في المش‪88‬روعات ملي‪88‬وني دوالر‪ 8‬كح‪88‬د أدنى ليص‪88‬ل إلى ‪ 60‬ملي‪88‬ون دوالر كح‪88‬د‬
‫أقصى‪.‬ويتم‪ 8‬تقديم التمويل وفقا للشروط‪ 8‬واألحك‪88‬ام‪ 8‬ال‪88‬تي تأخ‪88‬ذ في الحس‪88‬بان متطلب‪88‬ات المش‪88‬روع الم‪88‬راد تمويل‪88‬ه‬
‫ومخاطر المشروع‪ 8‬وش‪8‬روط‪ 8‬وأحك‪8‬ام التم‪8‬ويالت المماثل‪8‬ة في الس‪8‬وق‪.‬إض‪88‬افة إلى تع‪8‬يين ممثلين له‪8‬ا في مج‪8‬ال‬
‫إدارات الشركات والسعي إلى التنوع المالئم في استثمارات المؤسسة‪.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪16‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫واألساليب التي يستخدمها بنك التنمية اإلسالمي لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة تتضمن المساهمة في رأس المال‬
‫والمشاركة المتناقصة في األرباح والمضاربة والتمويل باإلجارة وال‪88‬بيع ألج‪88‬ل االستص‪88‬ناع وش‪88‬به المس‪88‬اهمة في رأس الم‪88‬ال في‬
‫شكل تمويل قابل للتمويل إلى مساهمة في رأس المال في مرحلة ما من المشروع ‪.‬‬

‫(‪)51‬‬
‫تجربة بنك البركة اإلسالمي الجزائري ‪:‬‬
‫أنشئ بنك البركة الجزائري‪ 8‬في ‪ 20‬ماي ‪،1991‬وبصفته بنكا تجاريا حسب المادة ‪ 114‬من القانون المتعلق‬
‫بالنقد والقرض‪،‬يمكن اعتباره من الناحية الكالسيكية بنكا للودائع نظرا لمهمته األساسية المعت‪88‬ادة‬
‫وكبنك أعمال طبقا للمادة ‪ 3.8‬من نظامه األساسي ‪.‬‬
‫وتتمث‪88‬ل مهمت‪88‬ه العام‪88‬ة في المس‪88‬اهمة في تط‪88‬وير النش‪88‬اط االقتص‪88‬ادي في الجزائ‪88‬ر على أس‪88‬اس غ‪88‬ير‬
‫ربوي‪،‬ويتمثل دوره في العمل على تسخير كل إمكانياته‪،‬رؤوس أموال خاصة واألموال التي يودعه‪88‬ا الزب‪88‬ائن‬
‫والغير‪ 8‬لديه من أجل‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان تلبية الرغبات المالية عبر كامل التراب الوطني‪8.‬‬
‫‪ -‬المش‪88‬اركة بص‪88‬فة فعال‪88‬ة ومس‪88‬تمرة في تعبئ‪88‬ة االدخ‪88‬ار من أج‪88‬ل اس‪88‬تثمار‪ 8‬رؤوس األم‪88‬وال وفق‪88‬ا لش‪88‬روط‪8‬‬
‫مقبولة‪،‬قانونية و ذات منفعة اقتصادية واجتماعية معترف‪ 8‬بها‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على شرعية العمليات التي يتكفل بها وعلى حسن تسيير المحفظات المكونة فيم‪88‬ا يتعل‪88‬ق بقواع‪88‬د منح‬
‫التم‪88‬ويالت‪،‬تغطيته‪88‬ا عن‪88‬د اآلج‪88‬ال المس‪88‬تحقة باتف‪88‬اق مش‪88‬ترك م‪88‬ع المتع‪88‬املين وجعله‪88‬ا تنتج م‪88‬ردودا مش‪88‬روعا‪8‬‬
‫وتوزيعها‪ 8‬حسب القانون ‪.‬‬
‫وبنك البركة اإلسالمي يتعامل مع الصناعيين‪،‬التجار المس‪88‬توردين‪ 8‬والحرف‪88‬يين‪ 8‬أو المق‪88‬اولين بمنح خدمات‪88‬ه‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التمويل بالمرابحة‪ :‬حيث يقوم البنك بشراء البض‪88‬ائع من الم‪88‬ورد‪ 8‬بالحاض‪88‬ر ويبيعه‪8‬ا‪ 8‬لآلم‪88‬ر بالش‪88‬راء باألج‪88‬ل‬
‫مقابل ربح معلوم‪،‬مع مراعاة قدرة الس‪88‬يولة النقدي‪8‬ة الناتج‪88‬ة عن المش‪88‬روع على مواجه‪88‬ة مص‪88‬اريف‪ 8‬التص‪8‬رف‪8‬‬
‫األخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬التموي‪8‬ل بالمش‪88‬اركة‪ :‬إذ يم‪88‬ول البن‪88‬ك ج‪88‬زءا من تك‪8‬اليف المش‪88‬روع‪ 8‬وتك‪8‬ون المش‪8‬اركة على ص‪88‬يغتين‪،‬ص‪8‬يغة‬
‫المشاركة الدائمة وهي عملية يشارك‪ 8‬من خاللها البنك في تموي‪88‬ل المش‪88‬روع‪ 8‬ويتلقى قس‪88‬طا‪ 8‬من األرب‪88‬اح يواف‪8‬ق‪8‬‬
‫نسبة المشاركة في التمويل اإلجمالي وصيغة المشاركة المتناقصة‪ ،‬حيث يشارك البنك في تمويل مش‪88‬روع ذي‬
‫مردودية‪،‬ويتلقى جزءا من األرباح‪.‬كما‪ 8‬يمكن للممول بالمشاركة دفع حصة من أرباح‪88‬ه لتس‪88‬ديد أص‪88‬ل التموي‪88‬ل‬
‫الذي يشارك به البنك‪.‬وتنتهي‪ 8‬العملية باسترداد‪ 8‬البنك الممول أصل مشاركته وخروجه من العملية‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل بالتأجير‪ :‬يقوم البنك بشراء التجهيزات أو المعدات المختارة من طرف العميل ثم يؤجرها‪ 8‬ل‪88‬ه حس‪88‬ب‬
‫القوانين المعمول بها ‪ ،‬لتنتقل ملكيتها للعميل بعد تسديد كامل للك‪88‬راء المتف‪88‬ق علي‪88‬ه مس‪88‬بقا‪.‬حيث أن البن‪88‬ك يق‪88‬وم‬
‫بشراء المعدات من الموردين ثم يسترجع مبلغ الشراء من صاحب المشروع‪8.‬‬
‫‪ -‬تمويل السلم‪ :‬يق‪88‬وم البن‪88‬ك بش‪88‬راء البض‪88‬ائع ب‪88‬دفع عاج‪88‬ل لثمنه‪88‬ا على ش‪88‬كل تق‪88‬ديم على الحس‪88‬اب‪،‬وعن‪88‬د تس‪88‬ليم‬
‫البضائع يتعاقد‪ 8‬الطرفان على البيع بالوكيل‪،‬والذي‪ 8‬من خالله يلتزم الش‪88‬ريك‪ 8‬ب‪88‬بيع البض‪88‬ائع لحس‪88‬اب البن‪88‬ك على‬
‫أساس سعر أدنى يتضمن مبل‪8‬غ التموي‪8‬ل مض‪8‬اف‪ 8‬إلي‪8‬ه ه‪8‬امش ربح البن‪8‬ك ‪،‬والزائ‪8‬د عن ه‪8‬ذا الس‪8‬عر ه‪8‬و ال‪8‬ربح‬
‫للشريك الذي يمثل الموكل مقابل عالوات ‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل بالمضاربة‪ :‬للحرفيين وأصحاب المهن الحرة لتحقيق مشروع ما‪.‬يس‪88‬اهم‪ 8‬المم‪88‬ول بالمش‪88‬اركة بفض‪88‬ل‬
‫جهده وإن استطاع‪ 8‬بحصة من المال‪،‬ويشترط‪ 8‬في المشروع أن يكون الممول فعلي‪8‬ا‪،‬ويؤك‪88‬د مردودي‪88‬ة اقتص‪8‬ادية‬
‫ومالية كافية‪،‬ونصيب كل طرف من األرباح حسب النسبة المتفق عليه مسبقا ‪.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪17‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫‪ -‬تمويل االستصناع‪:‬يلتزم البنك بتحقيق لصالح زبونه منشأة مال (بن‪88‬اء عم‪88‬ارة ص‪88‬ناعة‪ ،‬أث‪88‬اث)‬
‫مقابل عالوات تدخل فيها تكلفة المنشأة مضاف إليها هامش الربح‪.‬‬
‫إن بنك البرك‪88‬ة الجزائ‪88‬ري بحكم تجربت‪88‬ه القص‪88‬يرة يعتم‪88‬د بش‪88‬كل كب‪88‬ير من ناحي‪88‬ة الممارس‪88‬ة العملي‪88‬ة على‬
‫استعمال صيغة أو أسلوب المرابحة‪،‬ويركز على أعمال الصناعة والتجارة والخ‪88‬دمات حيث بلغت ه‪88‬ذه النس‪88‬بة‬
‫‪ 24%‬من مجموع االستخدامات عام ‪ .1996‬أما المشاركة فهي تمثل نسبة ض‪88‬ئيلة ج‪88‬دا حيث بلغت ‪% 0.47‬‬
‫مقارنة بإجمالي‪ 8‬أصول المؤسسة في نفس العام‪.‬أما صيغة التمويل باإليج‪88‬ار‪ 8‬ال‪88‬ذي ه‪88‬و بطبيعت‪88‬ه ص‪88‬يغة تموي‪88‬ل‬
‫متوسط‪ 8‬أو طويل األجل‪،‬قد حاول البنك تطبيقه خالل األجل الطويل أما أسلوب المضاربة فيكاد يك‪88‬ون مع‪88‬دوما‪8‬‬
‫وذلك يعود إللغاء البنك التعامل بهذا األسلوب‪،‬نظرا‪ 8‬للمنازعات القضائية التي دخل فيه‪88‬ا م‪88‬ع أص‪88‬حاب العق‪88‬ود‬
‫التي أبرمها معهم في بداية افتتاحه‪.‬ويعود‪ 8‬األمر إلى االعتماد على صيغة المرابحة في تمويل المشروعات إلى‬
‫عدم استقرار‪ 8‬الوضع األمني‪،‬وعدم اس‪88‬تيعاب الم‪88‬واطن الجزائ‪88‬ري لطبيع‪88‬ة العم‪88‬ل المص‪88‬رفي اإلس‪88‬المي نظ‪88‬را‬
‫لحداثته‪ ،‬والذي يعتمد أساسا على المخاطرة ولهذا نجده يطالب البنك بأرب‪88‬اح ال يق‪88‬ل مع‪88‬دلها عن مع‪88‬دل الفائ‪88‬دة‬
‫السائدة في السوق(‪. )52‬‬

‫خامسا‪ :‬مناقشة تجارب التمويل اإلسالمي‬


‫من خالل استعراض تجارب التمويل السابقة الذكر للمشروعات الصغيرة‪،‬يمكن استخالص االس‪88‬تنتاجات‪8‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إن أساليب تمويل المشروعات الصغيرة التي تم التطرق إليها تمارسها بنوك إسالمية وهي مؤسسات حديثة‬
‫ومازالت في بداية تجربتها‪ 8‬المصرفية‪،‬وهي تعمل في ظل ظروف‪ 8‬اقتص‪88‬ادية وض‪88‬عية‪،‬رغم انتمائه‪88‬ا إلى بل‪88‬دان‬
‫إسالمية كما أنها تعمل تحت ظل هيمن‪8‬ة العولم‪8‬ة االقتص‪8‬ادية من الناحي‪8‬ة الكلي‪8‬ة‪،‬أم‪8‬ا من الناحي‪8‬ة الداخلي‪8‬ة فهي‬
‫تأتمر بأوامر‪ 8‬البنك المركزي‪،‬الذي يعمل أساسا من خالل نظم وقوانين وضعية تالئم البنوك التجارية التقليدية‪.‬‬
‫ـ إن الطاقة البشرية التي تم‪88‬ارس عمله‪88‬ا داخ‪88‬ل البن‪88‬وك اإلس‪88‬المية‪،‬لم تتل‪88‬ق التك‪88‬وين أو الت‪88‬دريب الك‪88‬افي ح‪88‬ول‬
‫األساليب المصرفية اإلسالمية‪،‬ألنها تمثل غالب‪8‬ا ك‪8‬وادر‪ 8‬وكف‪8‬اءات متخرج‪8‬ة من جامع‪8‬ات غ‪8‬ير متخصص‪8‬ة في‬
‫االقتصاد اإلسالمي‪.‬كما‪ 8‬أنها قد تكون متأتية من كفاءات عملت مسبقا في البنوك التجارية التي تخضع للق‪88‬وانين‬
‫الوضعية‪،‬وربما ال تستسيغ‪ 8‬فكرة نشاط مصرفي إسالمي أصال‪.‬‬
‫‪ -‬تقترب صيغ التمويل التي اتبعتها البنوك اإلسالمية من الص‪88‬يغ ال‪88‬تي تتبعه‪88‬ا البن‪88‬وك التجاري‪88‬ة التقليدي‪88‬ة ال‪88‬تي‬
‫تتعام‪88‬ل بالفوائ‪88‬د من ناحي‪88‬ة الممارس‪88‬ة العملي‪88‬ة‪ .‬وه‪88‬ذا ربم‪88‬ا يرج‪88‬ع إلى أن البن‪88‬وك اإلس‪88‬المية تخض‪88‬ع ألوام‪8‬ر‪8‬‬
‫وق‪88‬رارات البن‪88‬ك المرك‪88‬زي‪ 8‬ال‪88‬ذي يخض‪88‬ع للق‪88‬انون الوض‪88‬عي من جه‪88‬ة‪ ،‬ومن جه‪8‬ة أخ‪88‬رى بس‪88‬بب أن موارده‪8‬ا‪8‬‬
‫البشرية غير متمكنة فكريا‪ 8‬من مبادئ العمل المصرفي‪ 8‬اإلسالمي‪،‬وتتأثر برصيدها‪ 8‬ومعارفها وتجاربه ‪8‬ا‪ 8‬بنظ‪88‬ام‬
‫التعامل بالفائدة‪.‬كما أن هؤالء األفراد ال يهمهم إقام‪88‬ة نظ‪88‬ام اقتص‪88‬ادي إس‪88‬المي بق‪88‬در م‪88‬ا يهمهم الحص‪88‬ول على‬
‫األجر العالي حيث أن األجور‪ 8‬مرتفعة في البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة تمويل المشروعات الصغيرة نتيجة لطبيعة نشاطها والعراقيل المختلفة التي تواجهه‪8‬ا‪ 8‬ونقص الثق‪88‬ة‬
‫فيها وحتى أن البنوك التجارية تجد صعوبة في تمويل مثل هذه المشروعات‪.‬فلقد ك‪88‬ان من المف‪88‬روض أن تب‪88‬ذل‬
‫البنوك اإلسالمية جهدا أكبر لمساعدة أصحاب المش‪88‬اريع الص‪88‬غيرة‪.‬لكن ه‪88‬ذا الجه‪88‬د م‪88‬ازال مح‪88‬دودا رغم ش‪88‬دة‬
‫حاجة مثل هذه المشروعات للتمويل من أجل تنميتها ‪.‬‬
‫‪ -‬تعاني البنوك اإلسالمية اختالال في أسلوب تمويلها‪ 8‬للمش‪88‬اريع الص‪88‬غيرة على العم‪88‬وم‪،‬حيث ترك‪88‬ز التموي‪88‬ل‬
‫على أسلوب المرابحة‪،‬على الرغم من الوعد بااللتزام‪ 8‬في عقود التأسيس أو في القوانين األساسية له‪88‬ذه البن‪88‬وك‬
‫باستخدام‪ 8‬مختلف أشكال وأساليب االستثمار‪ 8-‬يستثنى من ذل‪8‬ك البن‪8‬ك اإلس‪8‬المي للتنمي‪8‬ة الس‪8‬عودي ال‪8‬ذي ح‪8‬اول‬
‫إيجاد توازن في أنشطته التمويلية ‪ -‬رغم أن هذه الصيغة ليست بأفضل الصيغ اإلس‪88‬المية للتموي‪88‬ل ففي دراس‪88‬ة‬
‫حديثة لالتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية سنة‪1996‬حول ‪ 166‬بنكا ومؤسسة مالية إسالمية ع‪88‬بر الع‪88‬الم ت‪88‬بين أن‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪18‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫تطبيق‪ 8‬أسلوب المرابحة في ه‪88‬ذه البن‪88‬وك يتم بنس‪88‬بة ‪ 40.30%‬من مجم‪88‬وع التم‪88‬ويالت بينم‪88‬ا ال يمث‪88‬ل أس‪88‬لوب‬
‫(‪)53‬‬
‫المضاربة سوى ‪. 7.2%‬‬
‫‪ -‬لقد تمكن بنك فيصل اإلسالمي‪ 8‬السوداني من إنج‪88‬از م‪88‬ا لم تتمكن من إنج‪88‬ازه ك‪88‬برى البن‪88‬وك اإلس‪88‬المية في‬
‫مص‪88‬ر واألردن والجزائ‪8‬ر‪.‬حيث أن‪8‬ه نجح في تموي‪88‬ل ص‪88‬غار الص‪88‬ناع‪،‬وبص‪88‬فة عام‪8‬ة ف‪88‬إن تجرب‪8‬ة بن‪8‬ك فيص‪8‬ل‬
‫اإلسالمي كانت أكثر إيجابية في إطار التخصص‪.‬‬
‫‪ -‬أسندت مهمة تمويل المشروعات الصغيرة في معظم البلدان النامية اإلسالمية إلى البن‪88‬وك اإلس‪88‬المية‪.‬بينم‪8‬ا‪8‬‬
‫البنوك التجارية ال تواجه مشكلة تمويل هذه المشروعات تجنبا للمخاطرة ‪.‬‬
‫‪ -‬إن المشكلة ليست في تنويع أس‪8‬اليب التموي‪8‬ل للمش‪8‬روعات بق‪8‬در م‪8‬ا هي التط‪8‬بيق‪ 8‬الس‪8‬ليم والن‪8‬اجع للص‪8‬يغة‬
‫المتبعة خاصة صيغة المشاركة التي توفر‪ 8‬تمويال طويل األجل وهذا ما تحتاج إليه المشروعات الجديدة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفر‪ 8‬سوق مالي‪88‬ة إس‪88‬المية في البل‪88‬دان النامي‪88‬ة أو اإلس‪88‬المية وإن ت‪88‬وفرت فهي تقليدي‪88‬ة وغ‪88‬ير ناض‪88‬جة‬
‫لتداول األسهم والسندات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود تعاون ببين المؤسسة المالية اإلسالمية فيما بينها لمواجهة مشاكل ومعوقات تمويل المشروعات‬
‫الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفر‪ 8‬اإلمكانيات الالزمة للمشروعات الصغيرة من طرف‪ 8‬الحكومات‪ ،‬بقدر اإلمكاني‪88‬ات ال‪88‬تي توفره‪8‬ا‪8‬‬
‫للمشاريع‪ 8‬الكبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفر‪ 8‬المعطي‪8‬ات واإلحص‪8‬ائيات المتعلق‪8‬ة بالمش‪8‬روعات الص‪8‬غيرة من مختل‪8‬ف الخ‪8‬واص وخاص‪8‬ة من‬
‫الناحية التمويلية‪.‬‬
‫وعلى العم‪88‬وم تبقى للبن‪88‬وك اإلس‪88‬المية م‪88‬يزة إيجابي‪88‬ة في‪،‬أنه‪88‬ا وض‪88‬عت من ض‪88‬من أه‪88‬دافها تموي‪88‬ل قط‪88‬اع‬
‫المشروعات الص‪88‬غيرة رغم المش‪8‬اكل ال‪88‬تي تواجه‪88‬ه وص‪88‬عوبات اس‪88‬تحداث ط‪8‬رق ونظم‪ 8‬غ‪8‬ير تقليدي‪88‬ة تتماش‪88‬ى‬
‫وأساليب تمويلها‪8.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫على ضوء ما سبق تحديده من معطيات يمكن وضع االقتراحات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬على البن‪88‬ك أن ي‪88‬وزع تمويالت‪88‬ه على المش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة بحيث تمس تل‪88‬ك المش‪88‬روعات المتواج‪88‬دة في‬
‫األقاليم‪ 8‬الريفية والمدن الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون مع البنوك اإلسالمية التي نجحت تجربتها في تمويل المش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة في بل‪88‬دانها لالس‪88‬تفادة‬
‫من نشاطها المصرفي في هذا المجال والتعاون في مجال الدراسات وتبادل المعلومات فيم‪88‬ا يتعل‪88‬ق بص‪88‬عوبات‪8‬‬
‫التمويل التي صادفتها‪ 8‬لمحاولة تجنبها ‪.‬‬
‫‪ -‬تعاون األطراف‪ 8‬الثالث المتمثلة في الحكومات‪ ،‬البنوك اإلسالمية والمش‪88‬روعات الص‪88‬غيرة لوض‪88‬ع ب‪88‬رامج‬
‫متكاملة لتمويل المشروعات الصغيرة بأفضل‪ 8‬الصيغ واألساليب التمويلي‪8‬ة المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬نتيجة عجز كثير من المشروعات الصغيرة على تقديم الضمانات الكافي‪88‬ة للبن‪88‬وك اإلس‪88‬المية‪،‬ف‪88‬إن ش‪88‬ركات‬
‫التأمين اإلسالمية تقوم بهذه المهمة بالطرق المالئمة ‪.‬‬
‫‪ -‬تعاون الحكومات مع البنوك اإلسالمية إلنشاء تجمعات لمشروعات صغيرة أو العمل على إتاح‪88‬ة الفرص‪88‬ة‬
‫لتواجدها‪ 8‬بالقرب من المشروعات الكبيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء هيئة مختصة بجمع البيانات والمعطيات المتعلقة بنشاط المشروعات الص‪88‬غيرة ‪ .‬ويمكن له‪88‬ذه الهيئ‪88‬ة‬
‫أم تكون حكومية أو مشتركة‪.‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪19‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫التنويع في استخدام أساليب التمويل اإلسالمية وعدم االكتفاء أو التركيز على أسلوب تمويلي فقط ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تعتبر المشاركة أكثر صيغ التمويل النقدي وغير النقدي مناسبة للمشروع‪ 8‬سواء كان في مرحلة اإلنش‪88‬اء أو‬
‫في مرحل‪8‬ة التش‪8‬غيل‪،‬حيث أن المش‪8‬روع يحص‪8‬ل على عائ‪8‬د وال يحت‪8‬اج إلى ض‪8‬مانات (ط‪8‬رف آخ‪8‬ر أو عق‪8‬ار)‬
‫للممول (البنك) وهذا يصعب توفيره من طرف المشروعات الصغيرة السيما في مرحلة اإلنشاء ‪.‬‬
‫‪ -‬إن المشروع‪ 8‬ال يحتاج إلى تمويل نقدي فقط بل إلى تمويل عيني أيضا يتمثل في توفير‪ 8‬األصول الثابت‪88‬ة من‬
‫مباني ومعدات وآالت باإلضافة إلى المواد األولية وخدمات‪ 8‬مختلفة تتعلق بالجوانب الفنية والتقنية والمحاس‪88‬بية‬
‫والتسويقية‪،‬ولهذا‪ 8‬فإن للبنك اإلسالمي أن يساهم في المشروع‪ 8‬كشريك‪،‬بتوف‪88‬ير مختل‪88‬ف األجه‪88‬زة واآلالت ال‪88‬تي‬
‫يحتاجها المشروع‪ 8‬الصغير‪،‬أو التدخل من زاوية تقديم الخدمات المختلفة باالستعانة بهيئة متخصصة‪ ،‬ويشارك‪8‬‬
‫في المشروع‪ 8‬بحصة الخدمات المقدمة وهذا كله على أن يتم توزيع األرباح بنسب يتم االتفاق عليها مسبقا‪.‬‬
‫‪ -‬إن مس‪88‬اهمة ومش‪88‬اركة البن‪88‬ك اإلس‪88‬المي‪ 8‬في المش‪88‬روع‪ 8‬من ش‪88‬أنه أن يمنح الثق‪88‬ة له‪88‬ذا المش‪88‬روع‪ 8‬من قب‪88‬ل‬
‫المتعاملين معه‪،‬كما أن هذه المساهمة تعتبر الضمان الكافي في صيغ تمويل أخرى قد يحتاجها المشروع ‪.‬‬

‫هوامش البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬تشير اإلحصائيات إلى وجود أكثر من ‪ 180‬مؤسسة متخصصة حول العالم تستثمر أمواله‪88‬ا وفق‪88‬ا للش‪88‬ريعة‬
‫اإلسالمية وقد ارتفع عدد المصارف االسالمية إلى ‪ 194‬مع نهاية عام ‪. 2002‬‬
‫زر الموقع التالي‪ :‬المصارف‪ 8‬االسالمية‪ :‬مدخل مقترح إلى سوق الخدمات المالية العالمية (‪7‬أكتوبر ‪)2002‬‬
‫‪http://www.al-watan. Com/data/20021007/index.asp?content=economy‬‬
‫‪ 2-‬س‪88‬عد عب‪88‬د الرس‪88‬ول محم‪88‬د‪،‬الص‪88‬ناعات الص‪88‬غيرة كم‪88‬دخل لتنمي‪88‬ة المجتم‪88‬ع المحلي‪،‬المكتب العلمي للنش‪88‬ر‬
‫والتوزيع‪،‬االسكندرية‪، 1988،‬ص‪12.‬‬
‫وأيضا‪8‬‬
‫‪ -‬محمد مكي بن سعد الجرف ‪ ،‬الصناعات الصغيرة وطرق تمويله‪88‬ا في االقتص‪88‬اد االس‪88‬المي ‪ ،‬آف‪88‬اق جدي‪88‬دة ‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2‬افريل ‪ ،1998‬ص ‪152.‬‬
‫‪ -‬محم‪8‬د عب‪8‬د الحمي‪8‬د بص‪8‬ل ‪ :‬المش‪8‬روعات الص‪8‬غيرة والمتوس‪8‬طة‪ ،‬الواق‪8‬ع والتحري‪8‬ات ن‪8‬دوة واق‪8‬ع ومش‪8‬كالت‬
‫المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسبل دعمها وتنميتها ‪ .‬بك الرياض وآخرون ‪ 28-29‬ديسمبر ‪ 2002‬ص ‪15‬‬
‫‪ -3‬سعد عبد الرسول محمد ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪21‬‬
‫‪ -4‬سعد عبد الرسول محمد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪22‬‬
‫‪5- sous la direction de xanvier greffe,les pme creent-elles des emplois?, economica, 1984, p. 157.‬‬
‫‪ -6‬محمد مكي بن سعد الجرف‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.154‬‬
‫‪ -7‬ج‪8‬الن سبنس‪88‬رهل‪،‬منش‪88‬آت األعم‪8‬ال الص‪88‬غيرة‪،‬اتجاه‪8‬ات في االقتص‪88‬ادالكلي‪،‬ترجم‪88‬ة ص‪8‬ليب بط‪8‬رس‪،‬ال‪88‬دار‬
‫الدولية للنشر والتوزيع‪،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،1998،‬ص‪. 111‬‬
‫‪ -8‬جالن سبنسرهل‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.41‬‬
‫وأيضا‪ 8:‬فريد راغب النجار‪،‬إدارة المشروعات واألعمال ص‪88‬غيرة الحجم‪،‬دلي‪88‬ل رج‪88‬ال األعم‪88‬ال والمهن الح‪88‬رة‬
‫واالستثمارات الخاصة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،1998/1999 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ -9‬محمد مكي بن سعد الجرف‪،‬مرجع سابق‪.151،‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪20‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫‪ -10‬جالن سبنسرهل‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.42‬‬


‫‪ -11‬سعد عبد الرسول محمد ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪21.‬‬
‫‪ R.hamiani(forum des chefs d'entreprises) la tribune quotidien national (21-04-‬حديث السيد ‪12-‬‬
‫)‪2003‬‬
‫‪http://www.interfaceno.com/interview/0302/3_op.html‬‬
‫‪ -13‬عبد الرحمان يسري أحمد‪،‬الصناعات الصغيرة ومشكالت تمويلها‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،1996 ،‬‬
‫ص‪.110.‬‬
‫‪ -14‬سمير محمد باعامر‪،‬معوقات تمويل المنشآت الصغيرة من وجه‪88‬ة نظ‪88‬ر مص‪88‬رفية‪.‬ن‪88‬دوة واق‪88‬ع ومش‪88‬كالت‪8‬‬
‫المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسبل دعمها ‪.‬بنك الرياض وآخرون‪ 28-29.‬ديسمبر‪2002 8‬ص‪. 11‬‬
‫‪15- Albina Faria de assis Africano,conference sur le partenariat industriel et l investissement‬‬
‫‪en afrique .dakar,Senegal,20-21octobre1999,cpiia,p13.‬‬
‫‪ -16‬منذر قحف‪،‬مفهوم‪ 8‬التمويل في االقتصاد االس‪88‬المي‪،‬البن‪88‬ك االس‪88‬المي للتنمي‪88‬ة‪ ،‬المعه‪88‬د االس‪88‬المي للبح‪88‬وث‬
‫والتدريب‪،‬بحث تحليلي رقم‪ ،13،19988‬ص‪.12‬‬
‫‪ -17‬مصطفى كمال السيد طايل‪،‬القراراالستثماري في البنوك االسالمية‪،‬مطبعة عباش‪88‬ي‪ ،‬طنج‪88‬ا‪ ،1999 ،‬ص‬
‫‪.175‬‬
‫‪-‬وأيضا زر الموقع التالي‪:‬كيف استغنت المصارف‪ 8‬االسالمية عن الربا‪:‬‬
‫رفض الربا‪:‬تطوير أساليب وصيغ االستثمار‪8.‬‬
‫‪http://www.islamonline.net/arabic/contenporary/index.shtml‬‬
‫‪ -18‬حسن عبد هللا أمين‪ ،‬المضاربة الشرعية وتطبيقاتها الحديثة‪ ،‬البن‪88‬ك اإلس‪88‬المي للتنمي‪88‬ة‪ ،‬المعه‪88‬د اإلس‪88‬المي‬
‫للبعوث والتدريب‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ 1988 ،‬ص‪39.‬‬
‫‪ 19-‬محمد مكي بن سعد الجرف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ 20-‬زر موقع كيف‪،‬استغنت المصاريف‪ 8‬اإلسالمية عن الربا‪ ،‬موقع سابق‪ ،‬ص‪2‬‬
‫‪ 21-‬زر موقع كيف‪،‬استغنت المصاريف‪ 8‬اإلسالمية عن الربا‬
‫‪ 22-‬حسن بن منصور‪ ،‬البنوك اإلسالمية بن النظرية والتطبيق‪ ،‬مطبعة عمار قرفي‪ 8‬باتنة ‪ 1992 ،‬ص‪. 29‬‬
‫‪ 23-‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ 24-‬مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪ 25-‬سليمان ناصر ‪ ،‬تطوير‪ 8‬صيغ التمويل قصر‪ 8‬األجل للبنوك اإلسالمية مع دراسة تطبيقية حول مجموع‪88‬ة‬
‫من لبنوك اإلسالمية‪ ،‬جمعية التراث‪ ،‬الجزائر‪ 20028‬ص‪.109‬‬
‫‪ 26-‬كيف استغنت المصارف‪ 8‬اإلسالمية عن الربا ‪ ،‬موقع سابق ص‪4‬‬
‫‪ 27-‬سليمان ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪113..‬‬
‫‪ 28-‬بك‪88‬ر ريح‪88‬ان‪ ،‬دور المص‪88‬ارف اإلس‪88‬المية في الح‪88‬د من اآلث‪88‬ار الس‪88‬لبية للعولم‪88‬ة ‪ ،‬في العولم‪88‬ة وابعاده‪88‬ا‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الزرقاء االهلية‪ ،‬األردن ‪ 2001‬ص‪232.‬‬
‫‪ -29‬مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫‪ -30‬كيف استغنت المصارف‪ 8‬اإلسالمية عن الربا‪ ،‬موقع سابق ص‪.5‬‬
‫‪ -31‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -32‬كيف استغنت المصارف‪ 8‬اإلسالمية عن الربا ‪ ،‬موقع سابق ص‪.5‬‬
‫‪ -33‬محمد مكي بن سعد الجرف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .180‬نقال عن الحسني أحمد بن الحسن‪،‬بيع التقس‪88‬يط بين‬
‫االقتصاد الوضعي‪ 8‬واالقتصاد‪ 8‬االسالمي‪،‬شباب الجامعة‪ ،1999 ،‬ص‪.36‬‬
‫‪ -34‬صالحي صالح‪،‬السياسة النقدي‪88‬ة والمالي‪8‬ة في إط‪8‬ار نظ‪88‬ام المش‪8‬اركة في االقتص‪8‬اد االس‪88‬المي‪،‬دار الوف‪8‬اء‪،‬‬
‫المنصورة‪،2001،‬ص‪.114‬‬
‫‪ -35‬سليمان ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪ -36‬كيف استغنت المصارف‪ 8‬اإلسالمية عن الربا‪ ،‬موقع سابق ص‪.5‬‬
‫‪ -37‬محمد مكي بن سعد الجرف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -38‬سليمان ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.131‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫‪21‬‬
‫األستاذة‬ ‫أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫ونوغي فتيحة‬

‫‪ -39‬بكر ريحان‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.234‬‬


‫‪ -40‬عبد الحكيم غ‪8‬ربي‪،‬مص‪88‬ادر واس‪88‬تخدامات األم‪88‬وال في بن‪8‬وك المش‪88‬اركة على ض‪88‬وء تجربته‪88‬ا المص‪88‬رفية‬
‫والمحاسبية‪،‬مذكرة ماجستير‪،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعةسطيف‪ ،2002 ،‬ص‪ 254‬نقال عن‬
‫محمد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬قانون المصارف‪ ،‬صيغة مقترحة لتنظيم القطاع المصرفي في بل‪88‬د يتطل‪88‬ع‬
‫إلى تطبيق الشريعة االسالمية‪ ،‬مجلة بحوث االقتصاد‪ 8‬االسالمي‪ ،‬مجلد‪ ،2‬العدد‪ ،1993 ،2‬ص‪.87‬‬
‫‪ -41‬محمد بوجالل‪،‬البنوك الالربوية‪،‬اليوم‪ 8‬الدراسي االقتصادي الوطني حول التنمية االقتصادية‪،‬معهد العل‪88‬وم‬
‫االقتصادية‪،‬بحث غير منشور‪،‬جامعة سطيف‪11 ،‬جانفي‪.1988‬‬
‫‪ -42‬أحمد العسال‪ ،‬فتحي عبد الكريم‪،‬النظام‪ 8‬االقتص‪88‬ادي في االس‪88‬الم مبادئ‪88‬ه وأهداف‪88‬ه‪ ،‬مكتب‪88‬ة وهب‪88‬ة‪ ،‬الق‪88‬اهرة‪،‬‬
‫‪ ،1985‬ص‪.173‬‬
‫‪ -43‬سليمان ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ -44‬كيف استغنت المصارف‪ 8‬اإلسالمية عن الربا‪ ،‬موقع سابق ‪.7‬‬
‫‪ -45‬عبد الرحمان يسري‪ 8‬أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪ -46‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪ -47‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ -48‬محمد مكي بن سعد الجرف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ -49‬عبد الرحمان يسري‪ 8‬أحمد‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ -50‬زر الموقع‪ :‬جريدة الوطن القطرية(‪20‬جانفي‪.)2003‬‬
‫‪http://www.al.watan.com.sa/daily/2003-01-20/economy/economy03.htm‬‬
‫‪ -51‬زر الموقع‪http://www.albaraka-bank.com :‬‬
‫‪ -52‬سليمان ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206‬‬
‫‪ -53‬سليمان ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.211‬‬

‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‬
‫المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‬ ‫‪ 28 - 25‬ماي ‪.2003‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬سطيف‪-‬‬

You might also like