Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
أصبح في عصرنا الحالي التطور والتقدم التكنولوجي هو المعيار المحدد لمدى نجاح الدول
وتق8دمها،خاص8ة في المج8ال الص8ناعي.ل8ذلك اهتمت البل8دان النامي8ة بالتص8نيع 8لتلح8ق ب8ركب ال8دول المتقدم8ة
ولتواجه شبح العولمة ،الذي أصبح يطاردها في كل حين.فالتطور 8االقتصادي هو المرآة العاكسة لمدى التطور8
في باقي المجاالت األخرى.وهو 8الوسيلة الفعالة لحماية الحضارة والثقافة.
لق888د اهتمت البل888دان النامي888ة بالص888ناعات والمش888روعات كب888يرة الحجم،بش888كل مب888الغ في888ه وأهملت
المشروعات الصغيرة,رغم حاجة المشروعات الكبيرة لها,لمأل الفراغ الموجود في قن88وات التوزي88ع والتش88غيل
واالتص88االت 8والخ88دمات,ه88ذا باإلض88افة إلى أن هن88اك أعم88اال بطبيعته88ا ص88غيرة ,ك88المهن الح88رة والس88ياحة
واألعمال الحرفية وتجارة التجزئة...تحتاج إلى تنظيمها في شكل مشروعات صغيرة الحجم.
وقد 8تنبه عدد من البلدان النامية إلى أهمية االهتم88ام بالمش88روعات الص88غيرة,وإلى 8خط88ورة السياس88ات
غ88ير المالئم88ة لمث88ل ه88ذه المش88روعات ص88غيرة الحجم.وأيض8ا 8نتيج88ة ل88دورها الفع88ال في التنمي88ة االقتص88ادية
وأهميتها 8في توفير فرص العمل،وتنويع القاعدة الصناعية,والمساهمة في تخفيف الفقر.
إن فرص تنمية المش8روعات الص8غيرة كب8يرة ومفتوح8ة,خاص8ة أنه8ا تع8اني من مش8اكل وص8عوبات8
مختلفة تتعل88ق ب88النواحي اإلداري88ة،ك88النقص في المعرف88ة الفني88ة واإلداري88ة،ومش88اكل 8اقتص88ادية،كنقص العمال88ة
المدربة،وتجهيز المصنع وغير ذلك.لكن أهم هذه المشاكل على اإلطالق 8هو مشكل تمويل هذه المشروعات.
فالمشروعات الصغيرة غالبا ما تمول نشاطها باالعتماد على مواردها 8الذاتية,خاصة عند بداية إنش88اء
المشروع.لكن مع النمو والتوسع تبدأ هذه المشروعات في البحث عن مصادر تموي88ل جدي88دة.وس88وف 8تص88طدم8
بصعوبة كبيرة في الحصول على األموال من البنوك التجارية التي غالب8ا م8ا ال تعت8بر المش88روعات الص8غيرة
من عمالئها,نتيجة فقدان الثقة فيها,كما 8أن تكلفة االقتراض مكلفة جدا وكذلك ارتفاع درجة المخ88اطرة.وال تج88د
هذه المشروعات أمامها سوى قروض المرابين الذين يعمل88ون في الس88وق غ88ير الرس88مي لإلق88راض في الم88دن
والقرى .هذه الصورة تشكل بالنسبة للمشروعات عبأا ماليا فاحشا يفوق العبء الناتج عن التعام88ل م88ع البن88وك
التجارية التي ال يتيسر التعامل معها دائما.
أمام مشاكل الحصول على التمويل,كضمان العائد وتكلفة القرض العالية ،إضافة إلى كون هذه التكلفة
صورة من صور الربا المحرمة شرعا,يقدم االقتصاد اإلسالمي أساليب وصيغ تمويل بديل88ة تق88وم على أس88اس
التعامل بغير الفائدة.فاالقتصاد اإلسالمي يجعل مصدر الكسب هو العم8ل,وي8رفض فك8رة م8رور ال8زمن وح8ده
كمبرر 8للكس88ب,ألن الكس88ب به88ذه الطريق88ة ي88ؤدي إلى زي88ادة حجم النق88ود دون مقاب88ل في حجم اإلنت88اج,في88ؤدي
بالتالي ذلك إلى التضخم.
أساليب التموي88ل اإلس88المية البديل88ة من مض88اربة ومش88اركة ومرابح88ة وإج88ارة...توفره8ا 8مختل88ف البن88وك
والمؤسسات المالية اإلسالمية ال88تي انتش88رت م88ؤخرا 8في معظم البل88دان اإلس88المية.وق8د 8وض88عت لنفس88ها كيان88ا
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
2
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
مستقال وشخصية على الصعيد االقتصادي العالمي(، )1على الرغم من حداثة تجربتها إذا م88ا ق88ورنت بالتجرب88ة
التمويلية التقليدية.وهي تحقق لنفسها نموا مستمرا في حجم أعمالها,وتمتلك 8المج88االت واألنش88طة الخاص88ة به88ا
التي استطاعت من خاللها أن تستقطب فئات وشرائح جديدة,مثل المشروعات الصغيرة.
سنحاول 8إلقاء الضوء على أساليب التمويل اإلسالمية للمشروعات الصغيرة من خالل تناول العناصر8
التالية:
-مفهوم المشروعات الصغيرة وأهميتها.
-مشاكل تمويل المشروعات الصغيرة من خالل البنوك التجارية.
-أساليب تمويل المشروعات الصغيرة من خالل البنوك اإلسالمية.
-عرض تجارب التمويل بأساليب إسالمية.
-مناقشة تجارب التمويل اإلسالمي.
-معرفة أعضاء قطاع المشروعات الصغيرة،مما يحد من ظاهرة التحايل لالستفادة من المزايا الممنوحة له88ذا
القطاع .
-إدراج هذه المشروعات في نطاق قطاع أعمال منظم.
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
3
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
هناك معايير مختلفة يعتمد عليها وضع تعريف للمشروعات الصغيرة ،يختل88ف ه88ذا المعي88ار من دول88ة
ألخ8رى ،وربم8ا اس8تعملت بعض ال8دول مع8ايير مزدوج8ة لتعري8ف المش8روعات الص8غيرة.ع8ادة م8ا يتض8من
المعيار المزدوج 8حجم العمالة و رأس المال .
معايير 8تعريف المشروعات الصغيرة (:( 2
*هناك معايير وظيفية تميز المشروعات الصغيرة عن المشروعات الكبيرة بمحدودي88ة س88وق س88لعتها واإلدارة
الشخصية ألعمالها وعدم قدرتها 8على االستفادة من سوق رأس المال .
* وهناك معايير 8كمية تتناول العناصر الكمية التالية:
-حجم العمالة :ويعتبر من أهم المعايير استخداما 8نظرا لسهولة استخدامه.
-رأس المال :إن استخدام معيار حجم العمالة غ88ير ك88اف،نظ88را 8ألن بعض المش88روعات تعتم88د على
التكثيف العمالي لالستفادة من انخفاض رأس المال المس88تثمر 8للعام88ل ،ومش88روعات أخ88رى يك88ون فيه88ا رأس
المال المستثمر للعامل كبيرا وبالتالي 8يكون عدد العمال قليال لذلك يستخدم معيار رأس المال كمعيار مكمل .
-درجة االنتشار 8:المشروعات الصغيرة تكون كثيرة العدد واالنتشار 8مع عدم التنظيم.
-اإلدارة والتنظيم 8:تصنف 8المشروعات الصغيرة بوجود إدارة بسيطة وبأنها إدارة وسيطة بين العمال
في المصنع وتنقصها األصول العلمية أو تدار بواسطة فرد هو صاحب المشروع8.
-كمية اإلنتاج أو حجم المبيعات :تتصف المشروعات الصغيرة بص88غر كمي88ة اإلنت88اج أو قيمت88ه نظ88را
لصغر حجم أسواقها.وال يصلح استخدام هذا المعيار منفردا،لكونه يتطلب تعديل8ه باس8تمرار 8حس8ب المتغ8يرات
في األسعار ومعدالت التضخم8.
-مستوى الخدمات المقدمة من طرف الدولة:فالدولة ال تقدم عادة دعما خدميا أو تمويلي88ا للمش88روعات
الصغيرة بنفس القدر الذي توليه للمشروعات كبيرة الحجم.
-التكنولوجي88ا :يتناس88ب ه88ذا المعي88ار م88ع بعض المش88روعات الص88غيرة وال يتناس88ب م88ع البعض
اآلخر،نظرا 8لكون المشروعات الصغيرة كثيفة العمل ويعاب عليه تعدد األنماط التكنولوجي88ة،كم88ا أن اس88تخدام
التكنولوجيا قد يؤدي إلى تخفيض العمالة.
من تتبع هذه المعايير 8المختلفة ،فإن8ه من األفض8ل ع8دم االقتص8ار على اس8تخدام معي8ار واح8د لتفري8ق
المش88روعات الص88غيرة عن المش88روعات كب88يرة الحجم ،ألن اس88تخدام معي88ار معين ق88د يص88نفها تحت قائم88ة
المشروعات الصغيرة واستخدام 8معيار آخر فإنه يرتبها تحت قائمة المش88روعات الكب88يرة أو المتوس88طة.فهن88اك8
مشروعات يمكن تصنيفها كمشروعات كبيرة نظرا إلى معي88ار رأس الم88ال الس88تخدامها اس88تثمارات رأس8مالية
كبيرة ويمكن تصنيفها أيضا كمشروعات كبيرة حسب معيار حجم العمالة نظرا الستخدامها عددا مح88دودا من
العمال.
من أجل ذلك كله فإنه ع8ادة م88ا يس88تخدم 8ازدواجي88ة المع88ايير ال88تي غالب88ا م88ا تك88ون معي88ار رأس الم88ال
المستثمر 8وحجم العمالة المس88تخدمة،غ88ير أن88ه يع88اب على ذل88ك اختالف الح88د األعلى الخ88اص بالعمال88ة ورأس
المال،الذي يختلف من دولة ألخرى نظرا الرتباطه بمرحلة النمو االقتصادي والوفرة أو الندرة النس88بية له88ذين
العاملين.
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
4
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
* "الصناعات التي يعمل بها عدد قليل من العمال،ويكون رأس ماله88ا ص88غيرا ،وتش88كل مكان88ا ص88غيرا،وبه8ا8
قليل من العدد،ونشاطها 8محدود،وتتم88يز 8منتجاته8ا 8بالط8ابع الي88دوي أو النص8ف آلي،وال تحت8اج في إنتاجه8ا إال
لمعدات بسيطة،وغالبا ما تنتشر هذه الصناعات في الريف والمدن ويتوارثها 8األبناء عن اآلباء"( .)4
* هي المشروعات التي ال تمتلك إال جزءا بسيطا من السوق،أو مسيرة من طرف صاحبها بطريقة شخصية.
()5
* "مجموعة المشروعات التي تقوم باإلنتاج على نط88اق ص88غير ،تس88تخدم 8رؤوس أم88وال ص88غيرة ،وتوظ88ف
عددا محدودا 8من األيدي العاملة،وتتبع أسلوب اإلنتاج الح8ديث،يغلب على نش8اطها 8اآللي8ة وتط8بيق مب8دأ تقس8يم
()6
العمل.
من التعاريف 8السابقة للمشروعات الصغيرة نستنتج العناصر التالية :
-يعمل بها عدد محدود من العمال:
لقد وضع كل من بروتش وهيميتر 8التص88نيف اآلتي المع88ترف ب88ه بص88ورة عام88ة لتعري88ف المش88روعات
() 7
الصغيرة.
صناعات أسرية (مشروعات وحدوية مصغرة) يعمل بها من 1إلى 9عمال
صناعات صغيرة بها من 10إلى 49عامل
صناعات متوسطة بها من 50إلى 99عامل
صناعات كبيرة فيها من 100عامل فما أكثر
رأس مالها صغير.8 -
عدتها قليلة وبسيطة. -
نشاطها 8محدود. -
نطاق إنتاجها ضيق.8 -
تطبيق 8مبدأ تقسيم العمل. -
مسيرة باإلدارة الشخصية. -
محدودية أسواقها.8 -
أهمية المشروعات الصغيرة :
لقد أصبح للمشروعات الصغيرة أهمية كبيرة في اقتصاديات كثير من الدول ،نظرا لمساهمتها في التنمي88ة
االقتصادية واالجتماعية فهي تتميز بخصائص جوهرية ق88د تجعله88ا قطاع88ا هام88ا ومكمال لقط88اع المش88روعات
الكبيرة .
() 8
هذه الخصائص تتمثل فيما يلي:
-تتماشى مع ظاهرة وفرة العمل وندرة رأس المال ألنها تستخدم 8فنون إنتاج بسيطة وتعتبر 8كثيفة العمل.
-تقدم سلعا وخدمات لمحدودي 8الدخل.
-تعتبر أكثر كفاءة في استخدام رأس المال وتعبئة المدخرات،كان ال يمكن االقتراب منها لوال توفر ه88ذه
المشروعات.
-تعتبر موردا مكمال للمشروعات الكبيرة بتوزيع 8منتجاتها وإنتاج السلع النهائية.
-قدرتها على الدخول إلى أسواق متخصصة ال تجذب إليها المشروعات الكبيرة.
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
5
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
6
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
رغم العقبات السابقة الذكر التي تحد من نمو المشروعات الصغيرة وتطورها،إال أن أهم المشاكل
على اإلطالق هو تمويل هذه المشروعات الذي يعتبر كحد كبير بالنسبة لها سواء في بداية إنشاء المش88روع أو
خالل مختلف مراحل نموه.
وفي 8الجزائر فإن8ه م8ا ي88زال أم88ام المش8روعات الص88غيرة أو المتوس8طة بعض التح8ديات كنقص الش8فافية
االقتصادية،انطالق األعمال في المخابر المتخصصة ،غياب بنوك التنمية ،نقص الحماية،ع88دم هيكل88ة الس88وق
()12
غير الرسمي... 8
ويعود 8مشكل التمويل لألسباب التالية:
-ارتفاع تكاليف 8العمليات التمويلية نسبيا عند التعامل مع المشروعات الصغيرة.
-االستعالم عن صغار العمالء والتعامل معهم له تكلفة مرتفعة.
-التناقص بين رغبة البنوك التجارية في الحصول على هامش ربح ولو بسيط بين الفوائ88د على األم88وال
()13
التي تحصل عليها لمباشرة نشاطها،والفوائد 8على القروض الصغيرة.
-عدم رغبة المؤسسات المالية وعدم مخاطرتها بتقديم االئتم8ان نظ8را الرتف8اع درج8ة المخ8اطرة،وع8دم
الرغبة بصفة عامة في تمويل المشروعات الصغيرة،ارتفاع تكاليف المعامالت نسبيا والحاج88ة الدائم88ة
إلى وضع شروط مرنة للتمويل خاصة بالنسبة للمش88روعات ال88تي تعتم88د على المعرف88ة )14(.أض88ف إلى
ذلك ارتفاع تكلفة القرض مقارنة بمرد وديته،وعدم مالءمة مشروعات االستثمار المقدمة للبن88وك وك8ذا
()15
قلة ومحدودية أسواق رأس المال مثل بورصة القيم.
ونظرا 8لصعوبة تمويل المشروعات الصغيرة فإن كثير من ال88دول اتجهت إلى وض88ع هيئ88ات ومؤسس88ات8
خاصة لتمويل هذه المشروعات الصغيرة،تتفق وخصائصها.غير 8أنه في البلدان اإلسالمية عموم88ا يوج88د ب88ديل
آخر،تتف88ق ش88روطه م88ع خص88ائص المش88روعات الص88غيرة،أال وه88و التموي88ل بأس88اليب إس88المية وال88ذي ب88دأت
تمارسه البنوك اإلسالمية.
هذه البدائل هي مختلف صيغ وأساليب التمويل المستمدة من عقود الفقه اإلسالمي.والتمويل اإلسالمي هو"
تقديم ثروة عينية أو نقدية،بقصد االسترباح من مالكها إلى شخص آخر يديرها ويتصرف فيها لقاء عائد تبيح88ه
األحكام الشرعية" (. )16وتتمثل أساليب التمويل اإلسالمية للمشروعات الصغيرة في:
-1المضاربة :هي نوع من أنواع الشركة يكون فيها رأس المال من شخص ،يس88مى ص88احب راس الم88ال (البن88ك) والعم88ل من
شخص آخر،يسمى مضارب (المشروع).يقوم هذا األخير بالعمل بالمال المقدم،والربح يقسم بين صاحب رأس المال المض88ارب
بنسب معلومة .أما الخسارة فيتحملها صاحب رأس المال،ما لم يثبت أن المضارب قد قصر أو أهمل عمله أو أخل بأح88د ش88روط
()17
المضاربة.
()18
و المضاربة تنقسم إلى قسمين :
-المضاربة المطلقة:هي ما خلت من تقييد العمل بزمان أو مكان أو نوع معين كأن يقول ص88احب رأس الم88ال
للمضارب هاك هذا المال مضاربة على أن يكون بيننا على وج88ه ك88ذا .إال أن ه88ذا الن88وع من المض88اربة يتس88م
بصعوبة ممارسته في وقتنا 8هذا.
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
7
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
-المضاربة المقيدة :أن يقيد صاحب الم88ال عام8ل المض88اربة بن8وع معين من العم8ل،و المض8اربة المقي88دة هي
األكثر استعماال من طرف البنوك اإلسالمية نظرا إلمكانية متابعة سير أموالها بالوجه األفضل.
شروط 8المضاربة :تتطلب المض88اربة لتك88ون ص88حيحة ت88وافر 8ش88روط معين88ة إض88افة إلى االتف88اق بين ص88احب
العمل (المضارب).
ـ أن يكون رأس المال من النقود المتعامل بها،فال يصح من عقار أو ديون في ذمة الغير.
ـ أن يكون رأس المال معلوم المقدار والنوع والصفة.
ـ تسليم رأس المال إلى المضارب ليعمل به،ولو عمل صاحب رأس المال مع المضارب فسدت المضاربة.
ـ أن يكون الربح معلوم 8المقدار،وأن تكون حصة ك88ل من المتعاق88دين 8من ال88ربح شاس88عة،كالنص8ف 8أو الثلث أو
الربع ألحدهما والباقي لآلخر.والمعروف أن كل شرط يوجب قطع شركة في الربح أو يوجب جهالة في88ه فإن88ه
يفس88د المض88اربة،ك88ذلك ال يجب تخص88يص ج88زء من ال88ربح ألح88دهما زي88ادة على م88ا اتفق88ا علي88ه،وال نص88يب
للمضارب إال من الربح فقط فلو اشترط جزء من رأس المال زيادة على الربح ال يصح.
مزايا نظام التمويل بالمضاربة :من مزايا التمويل بالمضاربة ما يلي:
ـ المضاربة صيغة شرعية،والتمويل 8بواسطتها 8خال من سعر الفائدة المحرمة (الربا).
ـ المضاربة صيغة اس8تثمارية تجم88ع بين من يملك8ون الم8ال وال يملك88ون الخ88برة الكافي88ة الس88تثماره ،وبين من
يملكون الخبرة وال يملكون المال.
ـ من مزايا المضاربة أنها تستطيع 8أن تكون بديال للتعامل المصرفي 8الربوي ،خاصة السحب على المكشوف.
ـ تحد من التضخم النقدي،ألن المضاربة تدفع البنوك إلى متابعة التمويل والتأكد من أنه قد وظف في غرضه.
والمضاربة عديمة التكلفة للمشروع ،ولكنها عالية المخاطرة للعمل،حيث أن ض88مان م88ال المم88ول يتطلب
أمرين هامين هما توفر 8الخبرة الكافية لدى المضارب والثقة العالية فيه من قب8ل المم8ول .ويمكن للمم8ول طلب
ضمان طرف ثالث يضمن تعدي المضارب 8أو تقصيره،هذا الطرف 8قد تمثله الدولة.
من مميزات هذا األسلوب،ملكية المشروع ال تكون مشاعة بل تبقى ملكية المال لصاحب رأس المال،بينم88ا
المضارب يكون وكيال للتصرف في هذا المال بعمله الذي يتقاضى عليه عوضا (ال88ربح) وهي عديم88ة التكلف88ة
بالنسبة للمشروع،لذلك فهي مناسبة له،لكنها عالية المخاطرة بالنسبة للبنك الممول.له88ذا يمكن ل88ه طلب ض88مان
ط88رف 8آخ88ر،ق88د تمثل88ه الدول88ة كح88ارس على تع88دي أو تقص88ير المش88روع. 8وللمم88ول أن ينس88حب إذا رأى أن
()19
المشروع 8في طريقه إلى الخسارة.
-2المشاركة :تقوم فكرة التمويل بالمشاركة على أساس أن الممول صاحب رأس المال (البنك) يعتبر ش88ريكا8
للمتعامل معه حيث تربطه معه عالقة شريك بشريك 8وليست عالقة دائن بمدين.
والمشاركة تختلف عن المض8اربة في ك8ون ط8رف يمل88ك الم88ال فق88ط وط88رف 8آخ8ر يمل8ك الم8ال والعم88ل
(الجهد) معا ،غير أن ما يملكه من مال يعتبر غير كاف لذلك يستعين بالطرف 8ال8ذي يمل8ك الم8ال،حيث يتقاس8م
الطرفان الربح والخسارة معا وفق 8نسب يتم االتفاق عليها مسبقا (.)20
يتفق الطرفان بموجب عقد المشاركة وفق شروط معينة:
شروط المشاركة :
-أن يك88ون رأس الم88ال المش88ارك ب88ه نق88دا،معلوم88ا من حيث المق88دار ويج88وز 8اس88تعمال الع88روض عن88د بعض
الفقهاء،على أن تقيم نقدا عند إبرام عقد المشاركة ،والجنس والنوع 8وال يكون في ذمة الغير .
-عدم خلط المال الخاص ألحد الشركاء بمجال المشاركة.
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
8
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
-أن يكون الربح معلوم المقدار وإذا جهل فسدت الشركة،ويعد دين األطراف بالجزئي88ة كالنص88ف أو الرب88ع ...
أو النسبة .. 50% ، 25%أي أن يكون بنسبة شائعة من جملة الربح.
-أن يتحمل الطرفين الخسارة كل حسب حصته من رأس المال في األصل في حالة عدم وقوع 8الخسارة بسبب
تقصير أو مخالف88ة للش88روط من ج88انب الش88ريك الق88ائم بتنفي88ذ العم88ل .وال يج88وز 8االتف88اق على توزيعه8ا 8بنس88ب
أخرى.
يعتبر عقد المشاركة غير الزم حيث أنه يحق لكل شريك 8أن يفسخه م88تى ش88اء ،ش88رط ع88دم ت88رتب أي
ضرر 8على أحد الطرفين،فإن حدث ذلك منع الفسخ حتى يزول الم88انع،تنفي88ذا للقاع88دة الش88رعية (ال ض88رر 8وال
إضرار).
والمشاركة بين البنك والمشروع قد تتم ألجل طويل تنتهي بانتهاء المشروع ،وتسمى المشاركة الدائمة
أو ألجل قصير 8تنتهي بانتهاء صفقة معينة تسمى عندئ88ذ المش88اركة المتناقص88ة،والمش88اركة المتناقص88ة أس88لوب
تمويل يعتبر أهم أساليب التمويل بالمشاركة التي تستخدمها البنوك اإلسالمية.
المشاركة المتناقصة )21( :وتعرف 8كذلك بالمشاركة المنتهية بالتمليك،ألن البنك يمنح الفرص88ة لش88ريكه
المتالك المشروع 8خالل م88دة معين88ة.وتختل8ف 8المش88اركة المتناقص88ة عن المش88اركة الدائم88ة ،حيث أن البن88ك ال
يقصد من عقد المشاركة االستمرار 8في المشاركة في المش88روع 8إلى حين انته88اء الش88ركة ب88ل إن88ه يعطي الح88ق
للشريك ليحل محله في ملكية المشروع.8والمش8اركة المتناقص8ة يمكن تحقيقه88ا لتموي88ل المش8روعات الص88ناعية
والمزارع 8والمستشفيات فهي تصلح ألي مشروع 8يمكن أن ينتج دخال منتظما.
()22
وتكون المشاركة المتناقصة على ثالث صور 8هي :
-1يتفق البنك م88ع الش8ريك 8على تحدي88د حص8ة ك8ل منهم88ا في رأس الم8ال وفي ال8ربح ويتم بي8ع حص8ة البن88ك
للشريك بعد انتهاء آجال المشاركة وذلك بعقد مستقل.
-2يتفق البنك مع الشريك على المشاركة في التمويل الكلي أو الجزئي للمشروع على أساس أن يحصل البن88ك
على نسبة معينة من الربح،زيادة على ذلك يحتفظ بنص88يب الش88ريك 8في ال88ربح أو ج88زء من88ه كتس88ديد 8م88ا قدم88ه
البنك للشريك من تمويل.
-3يكون رأس مال المشروع 8في صورة أسهم يمتلكها البن88ك والش88ريك ويقتس88مان ال88ربح باالتف88اق وهن88ا يق88وم
الشريك بشراء جزء من أسهم البن88ك س88نويا 8ح88تى االمتالك الكلي ألس88هم البن88ك وهك88ذا يص88بح المش88روع ملك88ا
للشريك لوحده.
في الحقيقة فإن عقد المشاركة المتناقصة هو عقد في عقدين فهو 8يتضمن المشاركة في التأسيس من جه88ة
والبيع التدريجي 8من جهة أخرى لذلك يتضمن العقد كل ما يتعلق بإنشاء،تنفي88ذ المش88روع واالس88تغالل وتوزي88ع
()23
الربح ومدة العقد...الخ .
والمشاركة هي صيغة تمويل نقدي وعيني للمشروع،تقدم له التمويل الكافي دون تكلفة،وتحقق له عائ88دا يتمث88ل في ج8زء من
الربح.وبما أن رأس مال الشركة يصبح مشاعا فإن المشروع ال يحتاج إلى تقديم ضمان للحصول على تمويل فترات الحقة.فه88ذه
الميزات كلها تساعد المشروع الصغير على الظه88ور إلى الوج88ود واالس88تمرار إذا ك88ان ج88ديا ،رغم مخاطرته88ا العالي88ة بالنس88بة
للبنك الممول.
-3المرابحة :هي أن يقوم البنك بشراء سلعة معينة ألح8د عمالئ8ه ال8ذي يش8تريها من8ه م88رة ثاني8ة،مقاب88ل قيم8ة
الشراء مض88افا 8إليه88ا م88ا تكفل88ه البن88ك من مص88روفات ،ويزي8د 8عنه88ا مبلغ88ا معين88ا من ال88ربح زي88ادة عن قيمته88ا
ومصروفاتها 8حيث أن الطرفان (البنك و العميل) يتفقان على نس88بة معين88ة من ال8ربح،يض8اف 8إلى ذل8ك التكلف8ة
()24
الكلية للسلعة.
()25
شروط صحة بيع المرابحة:
1-تحديد مواصفات السلعة كامال تحديدا وافيا 8منعا للجهالة والنزاع8.
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
9
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
بيع المرابحة لآلمر بالشراء :يتمثل بيع المرابحة لآلمر بالش88راء في طلب العمي88ل (المش88روع) من البن88ك ب88أن
يشتري 8له سلعة محددة الصفات على وعد أن يشتريها منه مرة أخرى ويربحه فيها مقدارا محددا.
() 29
يتصف 8بيع المرابحة لآلمر بالشراء بعدة خصائص أهمها:
-وصول طلب اآلم88ر بالش88راء ( العمي88ل) مح88دد الس88عر والنوعي88ة والكمي88ة والمواص88فات 8المتعلق88ة بالس88لعة
وطريقة التسديد.
في حالة االستيراد 8يتنازل العميل عن رخصة االستيراد 8ويفضل أن يسدد ثمن السلعة فور استالمها. -
-يحسب هامش المرابحة على أساس جملة تكاليف العملية أي أن يكون الربح محدد المقدار أو بالنسبة للثمن
األول.
ذكر البنك العيب الذي لحق بالمبيع. -
-للعميل أن يرفض الس8لعة أو يقبله8ا وتس8تقر الس88لعة عندئ8ذ في مل8ك البن88ك ال88ذي يمكن أن يص88رفها 8كب8اقي
ممتلكاته .
وهناك بيع آخر من بيع المرابحة لآلمر بالش88راء وه88و الص88يغة الملزم88ة للش88راء،حيث يعت88بر ه88ذا الوع88د
ملزما للطرفين قضاء.
يرى عبد السالم أبو غزة كما يبين ذلك في ال88دورة التدريبي88ة المكثف88ة ح88ول ص88يغ االس88تثمار اإلس88المي ال88تي
نظمته88ا مجموع88ة البرك88ة في فيف88ري )30( 1994أن أس88اليب ال88بيع بالمرابح88ة مقارن88ة م88ع أس88اليب االس88تثمار8
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
10
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
األخرى تمثل األسلوب األكثر استعماال في البنوك اإلسالمية نظرا لما يتبعه من مرونة في السيولة،وقلة نس88بة
المخاطرة ،بحكم أن المبلغ الممول يصبح دينا في ذمة العميل بمجرد التعاقد على البيع.
يعتبر أسلوب التمويل بالمرابحة أسلوبا مناسبا للمشروعات الصغيرة ألنه يس88اعد على الحص88ول ع88ل
مختلف اآلالت والموارد المالية التي تحتاجها دون دفع فوري 8حيث،أنه8ا ع8ادة ال تمل8ك األم8وال الكافي8ة،ل8ذلك
يساعدها أسلوب المرابحة على دفع ما عليها على شكل أقساط 8مستقبلية.وهذا األسلوب أيضا يناسب البنك ألن88ه
يحصل على عائد مع ضمان استرداد ماله،وله أن يطلب ضمان طرف ث8الث في حال8ة ال8بيع بالمرابح8ة لآلم8ر
بالشراء .
والمضاربة توفر للمشروع 8احتياجاته المالي88ة ب88الكم المناس88ب وفي ال88وقت المناس88ب وتجنب التع88رض
لمشكالت المستثمرين المنفردين في حالة المضاربة الخاص88ة ومش88كالت 8تك88اليف االق88تراض العالي88ة في حال88ة
المصارف 8الربوية .
-4البيع بالتقسيط :هو عقد يقضي بسداد ثمن البيع على عدد محدود من الدفعات في تواريخ معنية.وينتقل فيه
حق ملكية السلعة المباعة إلى العميل ابتداء من توقيع 8العقد ودفع القسط األول،ومن هنا ال تصبح للبائع (البنك)
()31
أية حقوق على السلعة المباعة،إال أنه من حقه مطالبة المشتري 8بسداد أي قسط تخلف عن دفعه.
ويطلق 8عليه البيع إلى أجل معلوم حيث يقوم البنك بتسليم 8البضاعة المتفق عليها إلى عميل88ه في الم88ال
مقابل تأجيل سداد الثمن إلى وقت محدد.
وي88رى أحم88د محس88ن الخض88يري أن البن88وك تعتم88د على ش88راء التجه88يزات والم88واد 8وتبيعه88ا 8للعمي88ل
ألجل،حسب المقتضيات التي تم االتفاق عليها،وأجل األداء ال يتعدى بصفة عامة أربع سنين(.)32
وبيع التقسيط صيغة تمويل غير نقدي تقتضي دفع ثمن السلعة المباعة على أقساط في المستقبل هي في
مجموعها أكثر من ثمنها إن بيعت حاال،وهو 8جائز عند جمهور الفقهاء بشروط هي :
أن يتم تحديد األجل عند بدء عقد البيع . -
-أن ال تجمع البدلين في بيع التقسيط علة الربا،بأن كان البدالن من السلع التي يجمعها ق88در ال88وزن أو الكي88ل
أو الثمنية أو القوت أو الطعم.
بيان قيمة كل قسط 8من الثمن وتعيين مدة استالمه. -
()33
ولو تأخر العميل في سداد األقساط 8المترتبة عليه لم يجز الزيادة في القسط بسبب التأخير.
والبيع بالتقسيط أسلوب تمويل عيني يالئم المشروع 8الصغير ألنه يفع ثمنه على دفعات مس88تقبلية،كم88ا
يضمن ملكية اآلالت والتجهيزات أو المواد األولية مباشرة بعد توقي88ع العق88د ودف8ع 8القس88ط األول،وأم88ا بالنس88بة
للبنك فاألمر ال يشكل مخاطرة كبيرة بالنسبة له .
-5السلم :هو نوع من البيوع تؤجل فيه السلع المباعة المحددة المواص88فات ،ويجع88ل في88ه بثمنه88ا،بغي88ة تموي88ل
()34
البائع من قبل المشتري 8بأسعار تقل عن األسعار المتوقعة وقت التسليم في العادة.
فبيع السلم إذن هو عكس بيع اآلجل ففي األول يتم تقديم الثمن ويؤجل تسليم المبيع،أم88ا في الث8اني فيتم
تسليم المبيع ويؤجل الثمن.
وقد 8شرع السلم للتيسير على الطرفين (البن8ك والعمي8ل) ،ألن الم88بيع في الس88لم يك88ون منخفض88ا عن القيم8ة
العادي8888ة فيس8888تفيد الب8888ائع من قبض رأس الم8888ال المعج8888ل لينفق8888ه على حوائج8888ه،ويس8888تفيد المش8888تري8
()35
(المشروع) من إنقاص الثمن لذلك يسمى ببيع المحاويج .
ويتضح أن السلم من الناحية المالية يسد حاجة استثمارية للمش88تري ومن الناحي88ة الس88لعية يس88د حاج88ة
إنتاجية للبائع ،وحاجة إنتاجية أو استهالكية للمشتري(..)36
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
11
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
12
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
-يجب أن يكون إجمالي ثمن المواد المستصنعة واضحا ومحددا في العق88د ،ويج88وز 8للبن88ك تأجي88ل قبض ثمن
المواد المستصنعة أو قبضها على شكل أقساط فيها جزء من الربح للبنك ،التي يج88وز 8أن تس88تثمر في مج88االت
االستصناع8.
-للبنك المركزي 8أن يحدد ف88ترات عق88ود االستص88ناع ،ونس88ب ال88ربح والجه88ات ال88تي تعم88ل معه88ا في عق88ود
االستصناع8.
يعد التمويل عن طريق االستصناع للمش88روعات الص88غيرة قليال من ط88رف 8البن88وك اإلس88المية رغم قل88ة
مخاطرته.
-7اإلجارة ":في هذه الحالة يقوم المستأجر بدفع ثمن اإلج88ارة وج88زء من ثمن الش88يء المس88تأجر 8على ف88ترات
(.)41
بغية اقتناءه"
واإلجارة هي "عقد على منفعة مباحة معلومة تؤخذ شيئا فشيئا مدة معلوم88ة من عين معلوم88ة أو موص88وفة في
الذمة أو عمل معلوم.)42("8
ولإلجارة مجموعة منال شروط (:)43
أن تكون المنفعة مباحة إما بالعرف وإما بالوصف8. -
أن تكون األجرة معلومة للطرفين. -
‘ن تكون المنفعة مباحة ال محرمة. -
-إن تك88ون الم88دة معلوم88ة إذا ك88انت منفع88ة اإلنس88ان وك88ان أج88يرا خاص88ا أو على منفع88ة العين نفي88ا للجهال88ة
والنزاع8.
واإلجارة تنقسم إلى عقد إجارة عادي وعقد اإلجارة واالقتناء،أو 8كما تقسم أيضا إلى الت88أجير التش88غيلي أو
الخدمي والتأجير 8التمويلي.
-التموي;;ل التش;;غيلي :مث88ل ت88أجير الس88يارات والحاس88بات اإللكتروني88ة أو مع88دات البن88اء ...وح88تى ت88أجير
العقارات ..الخ.وفترة اإليجار ال ترتب88ط ع88ادة ب88العمر االقتص88اد لألص88ول الم88ؤجرة .والم88ؤجر هن88ا ه88و منتج
األصول أو منشأة تقوم بشراء األصول بغرض تأجيرها للغير لفترات مختلفة،أو لم88ؤجر 8ل88ه نش88اط متن88وع ق88د
يجعله يستغني 8عن بعض األصول لفترات معينة فيؤجرها.وليس 8للمستأجر في ه88ذا الن88وع من الت88أجير فرص88ة
اختيار شراء األصل في نهاية مدة التعاقد.وفي 8التمويل التشغيلي فإن فترة التعاق 8د 8ال تغطي العم88ر االقتص88ادي8
لألصل وإنما جزءا منه فقط،مما يعني أن المؤجر ال يستهلك قيمة األصل بالكامل خالل فترة التأجير.
-الت;;أجير التم;;ويلي :ه88و عق88د إيج88ار يك88ون بين الم88ؤجر والمس88تأجر ح88ول أص88ل معين لم88دة مح88ددة من
الوقت،يستفيد 8منه المستأجر 8خالل هذه الفترة مقابل دف88ع مبل88غ مح88دد من اإليج88ار 8لمال88ك ه88ذا األص88ل،على أن
يعود له بعد فترة التأجير أو يشتريه المستأجر.هذا األخير الذي قد يكون من المنق88والت مث88ل المع88دات أو غ88ير
المنقوالت مثل المباني .ومن خالل التأجير التمويلي فإن البنك يقدم خدمة تمويلية فه88و يعت88بر عمال من أعم88ال
الوساطة المالية،حيث يقوم المؤجر (البنك) بتمويل شراء األصول التي يحتاجها المستأجر ويؤجرها على مدى
فترة التعاقد .
وتج88در اإلش88ارة إلى أن الت88أجير التش88غيلي 8يمنح للم88ؤجر فرص88ة تحقي88ق نج88اح أك88ثر من التموي88ل عن طري88ق
التأجير التمويلي 8حيث يمكنه معاودة إيجار األصل مرة ثانية.
-8المزارع88ة )44(:تع88ني المزارع88ة دف88ع األرض إلى من يزرعه88ا وال88زرع بين الط88رفين ويمكن أن تتم على
صور 8خمس هي :
األرض من شخص والعمل و مدخالت اإلنتاج من شخص آخر. -
األرض ومدخالت اإلنتاج من شخص أما العمل فمن شخص آخر. -
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
13
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
األرض والعمل من شخص أما مدخالت اإلنتاج فمن شخص آخر. -
األرض من شخص والعمل من شخص ثان أما مدخالت اإلنتاج فمن شخص ثالث. -
-العمل من شخص ومدخالت اإلنتاج من شخص ثان أما األرض فمس88تأجرة من ش88خص ث88الث أو من أح88د
الطرفين.
ويشرط في عقد المزارعة الشروط التالية:
أن تكون األرض معلومة صالحة للزراعة منعا للغرر حتى ال يضيع الجهد ،وال يجهل تحديد األرباح. -
بيان مدة الزراعة. -
تعيين الطرف الذي يقع عليه البذر قطعا للمنازعة. -
تحديد نسبة الطرفين من ناتج المزارعة،على أن تكون نسبة مشاعة. -
تمكن العامل من العمل،بأن يخلي صاحب األرض بينه وبينها. -
-بيان ما سوف 8يزرع في األرض المعقود عليها وإال ترك األمر للعامل في األرض.
وهذه الصيغة قليلة االستخدام جدا من طرف البنوك اإلسالمية وهي تصلح لتموي88ل المش88روعات الفالحي88ة
فقط.
رابعا:عرض تجارب التمويل بأساليب إسالمية :
ظهرت في بعض البلدان اإلسالمية تج88ارب تموي88ل إس88المية للمش88روعات الص88غيرة ،ومن
خالل بنوك إسالمية تتعامل بنظام تمويل الربوي أي نظ88ام خ88ال من الفائ88دة،ومن ه88ذه التج88ارب
التي توافرت عنها البيانات ما يلي:
تجربة بنك ناصر االجتماعي(مصر) (:)45بدأ بنك ناصر االجتماعي اإلسالمي نشاطه عام 1972حيث ق88امت
الدول8888ة بتدعيم8888ه بق8888روض من الخزين8888ة ومن وزارة التأمين8888ات واإلعان8888ات باإلض8888افة إلى تخص8888يص
٪ 2له في أرباح القطاع العام ( وهي نسبة معتبرة حينذاك) وهذا تحت مظلة التكافل االجتماعي.
كانت أهداف البنك تتمثل في قبول ودائع صغار المدخرين وغيرهم،وتقديم تموي88ل مص88رفي
لصغار المس8تثمرين إض8افة إلى ق8روض اجتماعي8ة ومس8اعدات ومعاش8ات لغ8ير الق8ادرين على
العمل .كما كان البنك يقوم بجمع أموال الزكاة ويوزعها على المستحقين.
وق888د تمكن البن888ك من تحقي888ق مج888ال واس888ع النط888اق في التعام888ل م888ع ص888غار األعم888ال
والحرفيين،وقد ق88ام ب88دور كب88ير في تحوي88ل الص88ناعات اليدوي88ة إلى ميكانيكي88ة بتوف88ير المع88دات
واآلالت الالزمة لنشاط صغار الصناع والحرفيين.كما ساهم في إقامة صناعات صغيرة،وهذا ما
ميزه بشكل واضح عن البنوك التجارية،إال أن النسبة الثابتة التي كان يض8يفها البن8ك على مق8دار
التموي88ل،ت88ؤدي نفس مفه88وم الفائ88دة ال88تي تتعام88ل به88ا البن88وك الربوي88ة،وإن ك88انت تختل88ف عنه88ا
اسما.فهي لم تكن تمثل ربحا في حقيقة األمر،مما خلق إشكالية الفجوة بين الجوهر والشكل.
تجربة مصرف فيصل اإلسالمي المصري والمصرف اإلسالمي الدولي لالس88تثمار 8والتنمي88ة)46( :لق88د ق88ام
هذين المصرفين على أساس التعامل المصرفي 8الخال من الفائدة.ومن ضمن األهداف ال88تي ك88انت متوخ88اة من
خالل نشاطهما ،تمويل الحرفيين وأصحاب الصناعات الصغيرة.
ومن أهم األساليب التمويلية التي استخدمت مع صغار العمالء ،المرابحة والتمويل8
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
14
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
التأجيري،وقد 8كان أسلوب التمويل بالمرابحة أكثر استعماال غير أن هامش ال8ربح ت8أثر كث8يرا بأس8عار الفائ8دة
باإلضافة إلى مطالبة البنك اإلسالمي بض88مانات مالي88ة يق88دمها العمي88ل ،ال88تي غالب88ا م88ا يعج88ز عنه88ا المش88روع
الصغير،وتأجيل نقل ملكية السلعة المشتراة للعميل حتى يتم سداد قيمتها.وكل هذه األمور كانت س88ببا في جع88ل
النشاط الذي يقوم به البنكان شبيه بالنشاط المصرفي للبنوك التجارية التقليدية .
تجربة البنك اإلسالمي األردني( 8األردن) )47( :أنشئ البن88ك اإلس88المي األردني 8ع88ام 8.1979وك88ان يق88وم على
أساس التمويل الخالي من الفائدة.وكان من أولوياته تمويل األفراد والحرف88يين،حيث بل88غ حجم التموي88ل الموج88ه
إليهم 27.1%من إجمالي الموارد المالية المتاحة للبنك عام.1991وبل88غ ع88دد العمالء ال88ذين اس88تفادوا من ه88ذا
من وع8888888دد العمالء ل8888888يرتفع حجم التموي8888888ل إلى 30.2%ع8888888ام 1992 التموي8888888ل 2700
إلى .39000
كانت أساليب التموي8ل المس8تخدمة لتموي8ل الحرف8يين تتمث8ل في عق8ود المرابح8ة في ش8كل آالت ومع8دات
إنتاجية اشتراها البنك ألمرهم وباعها لهم بعد إض88افة نس88بة ربح على ثمن الش88راء اتف88ق عليه88ا مس88بقا.وأعطى
العمالء فرصة السداد باألجل.
()48
وكان البنك يمنح التمويل عن طريق 8المشاركة بمقتضى الشروط التالية :
-وجود المشروع 8في منطقة تجارية جيدة.
-السمعة المالية الجيدة للعميل والخبرة الجيدة .
-تقديم دراسات جدوى 8للمشروع.
-قيام البنك بالمتابعة واإلشراف.
-أن يكون المشروع مالئما.
وعلى الرغم من المحاوالت التي قام بها هذا البنك إال أن نسبة الربح المستخدمة واقعيا 8،ك88انت تش88به
إلى حد بعيد الفائدة المتعامل بها في البنوك التي تخضع للنظام الوضعي8.
تجربة بنك فيصل اإلسالمي السوداني ( 8السودان ) )49( :تمثل الصناعات الصغيرة في السودان أهمية بالغة في
عملية التنمية حيث بلغت نسبتها من المجموع الكلي للمشروعات
% 95حسب إحصائيات unidoالصناعية عام ..1985.
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
15
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
وقام 8بنك فبصل اإلسالمي السوداني عام 1979بإنشاء فرع الجمعية اإلس88المية ب88أم درم88ان ليهتم بتط88وير8
الصناعة وتلبية احتياجات أصحاب المش88روعات الص88ناعية الص88غيرة ،وهي في معظمه8ا 8ق88د ع88انت من ع88دم
توفر 8التمويل.
وقد 8وضع البنك شروطا 8للتعامل مع أصحاب الورش والمشروعات الصناعية الصغيرة تتمثل في:
-شروط 8مبدئي8ة للموافق8ة على التعام8ل،وتتمث8ل 8في إثب8ات الهوي8ة الحرفي8ة للعمي8ل،توف8ير 8دلي8ل يثبت مهارت8ه
وكفاءته في مجال نشاطه ،وتوفير دليل يثبت وجود مكان يمارس فيه حرفت88ه،وتص88ديق 8بالتش88غيل من الجه88ات
الرسمية.
-شروط 8الزمة لوضع العملية موضع التنفيذ وتستلزم توفير ثالث عناصر هي:
* توفير الضمان ويكون على بدائل هي:
-الضمان الشخصي 8لطرف آخر ذو كفاءة مالية.
-الضمان العقاري حيث تكون قيمته أكثر من قيمة العملية.
-احتفاظ البنك بملكية السلعة إلى أن يكتمل سداد قيمتها من قبل العميل.
* تأمين السلع التي يتم تمويلها من البنك لدى شركة التأمين اإلسالمية.
* فتح حساب جاري للعميل لدى الفرع بشروط ميسرة .
يمكن تلخيص م8يزات وعي8وب الش8روط 8ال8تي يض8عها 8بن8ك فيص8ل اإلس88المي للتعام8ل م8ع المش8روعات
الصغيرة في:
-1ال تختلف الضمانات المطلوبة من العمالء في طبيعتها عن تلك ال88تي تفرض88ها البن88وك التجاري88ة على عمالئه88ا،ولكن يتم88يز
البنك اإلسالمي عنها في أنها ال تخاطر بإقراض صغار الصناع حتى مع استعدادهم لتقديم الضمانات الكافية .
-2معظم أساليب التمويل تمت بأسلوب المرابحة.ولكن في الممارسة الفعلية فإن هامش الربح يكون التف88اوض
حوله شكليا فقط،حيث أن نسبة الربح تكون معينة للبنك تضاف إلى ثمن السلعة في السوق.وهي ال تكاد تختلف
عن سعر الفائدة.فبيع المرابحة في الواق88ع العملي يك88اد يك88ون عب88ارة عن ال88بيع اآلج88ل ال88ذي يمكن أن تمارس88ه
البنوك التجارية (الربوية).
-3كانت أسعار اآلالت والمعدات التي قام البن88ك اإلس88المي بتمويله88ا مرتفع88ة الثمن مقارن88ة بأس88عار المع88دات
واآلالت المتوفرة في السوق.
-4يشترط في العميل أن يقدم قسط أول يتراوح بين % 12إلى 25%يطلبه البنك من العمي88ل حس88ب ظروف88ه
المالية وقد 8يعفى منه،وهذا يحسب للبنك،لكنه يجعل88ه كش88رط أساس88ي فيم88ا بع88د ( 25%من قيمة العملي88ة) مم88ا
أتعب الكثير من المشروعات الصغيرة .
تجربة بنك التنمية اإلسالمي ( الس8عودي ))50( :تق8وم المؤسس8ة اإلس8المية لتنمي8ة القط8اع الخ8اص بتموي8ل المنش8آت الص8غيرة
والمتوسطة بتوفير الخدمات والمنتجات اإلسالمية المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلس8المية.والبن88ك يق88وم بتموي88ل المش8روعات من
المعدات واآلالت عكس البنوك المحلية التي توفر التمويل التجاري والسيولة للمشروعات في ظل ضمانات بنكية 8محددة.
والتمويل 8الذي تقدمه المؤسسة اإلسالمية يتضمن المس88اهمة وش88به المس88اهمة في رأس الم88ال.إض88افة إلى
التمويل اآلجل حيث تستمر فترة السداد ألكثر من 12سنة كحد أقصى 8بما في ذلك فترة السماح التي تصل إلي
سنتين ونصف سنة.
ويق88در مبل88غ االس88تثمار في المش88روعات ملي88وني دوالر 8كح88د أدنى ليص88ل إلى 60ملي88ون دوالر كح88د
أقصى.ويتم 8تقديم التمويل وفقا للشروط 8واألحك88ام 8ال88تي تأخ88ذ في الحس88بان متطلب88ات المش88روع الم88راد تمويل88ه
ومخاطر المشروع 8وش8روط 8وأحك8ام التم8ويالت المماثل8ة في الس8وق.إض88افة إلى تع8يين ممثلين له8ا في مج8ال
إدارات الشركات والسعي إلى التنوع المالئم في استثمارات المؤسسة.
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
16
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
واألساليب التي يستخدمها بنك التنمية اإلسالمي لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة تتضمن المساهمة في رأس المال
والمشاركة المتناقصة في األرباح والمضاربة والتمويل باإلجارة وال88بيع ألج88ل االستص88ناع وش88به المس88اهمة في رأس الم88ال في
شكل تمويل قابل للتمويل إلى مساهمة في رأس المال في مرحلة ما من المشروع .
()51
تجربة بنك البركة اإلسالمي الجزائري :
أنشئ بنك البركة الجزائري 8في 20ماي ،1991وبصفته بنكا تجاريا حسب المادة 114من القانون المتعلق
بالنقد والقرض،يمكن اعتباره من الناحية الكالسيكية بنكا للودائع نظرا لمهمته األساسية المعت88ادة
وكبنك أعمال طبقا للمادة 3.8من نظامه األساسي .
وتتمث88ل مهمت88ه العام88ة في المس88اهمة في تط88وير النش88اط االقتص88ادي في الجزائ88ر على أس88اس غ88ير
ربوي،ويتمثل دوره في العمل على تسخير كل إمكانياته،رؤوس أموال خاصة واألموال التي يودعه88ا الزب88ائن
والغير 8لديه من أجل:
-ضمان تلبية الرغبات المالية عبر كامل التراب الوطني8.
-المش88اركة بص88فة فعال88ة ومس88تمرة في تعبئ88ة االدخ88ار من أج88ل اس88تثمار 8رؤوس األم88وال وفق88ا لش88روط8
مقبولة،قانونية و ذات منفعة اقتصادية واجتماعية معترف 8بها.
-السهر على شرعية العمليات التي يتكفل بها وعلى حسن تسيير المحفظات المكونة فيم88ا يتعل88ق بقواع88د منح
التم88ويالت،تغطيته88ا عن88د اآلج88ال المس88تحقة باتف88اق مش88ترك م88ع المتع88املين وجعله88ا تنتج م88ردودا مش88روعا8
وتوزيعها 8حسب القانون .
وبنك البركة اإلسالمي يتعامل مع الصناعيين،التجار المس88توردين 8والحرف88يين 8أو المق88اولين بمنح خدمات88ه
التالية:
-التمويل بالمرابحة :حيث يقوم البنك بشراء البض88ائع من الم88ورد 8بالحاض88ر ويبيعه8ا 8لآلم88ر بالش88راء باألج88ل
مقابل ربح معلوم،مع مراعاة قدرة الس88يولة النقدي8ة الناتج88ة عن المش88روع على مواجه88ة مص88اريف 8التص8رف8
األخرى .
-التموي8ل بالمش88اركة :إذ يم88ول البن88ك ج88زءا من تك8اليف المش88روع 8وتك8ون المش8اركة على ص88يغتين،ص8يغة
المشاركة الدائمة وهي عملية يشارك 8من خاللها البنك في تموي88ل المش88روع 8ويتلقى قس88طا 8من األرب88اح يواف8ق8
نسبة المشاركة في التمويل اإلجمالي وصيغة المشاركة المتناقصة ،حيث يشارك البنك في تمويل مش88روع ذي
مردودية،ويتلقى جزءا من األرباح.كما 8يمكن للممول بالمشاركة دفع حصة من أرباح88ه لتس88ديد أص88ل التموي88ل
الذي يشارك به البنك.وتنتهي 8العملية باسترداد 8البنك الممول أصل مشاركته وخروجه من العملية.
-التمويل بالتأجير :يقوم البنك بشراء التجهيزات أو المعدات المختارة من طرف العميل ثم يؤجرها 8ل88ه حس88ب
القوانين المعمول بها ،لتنتقل ملكيتها للعميل بعد تسديد كامل للك88راء المتف88ق علي88ه مس88بقا.حيث أن البن88ك يق88وم
بشراء المعدات من الموردين ثم يسترجع مبلغ الشراء من صاحب المشروع8.
-تمويل السلم :يق88وم البن88ك بش88راء البض88ائع ب88دفع عاج88ل لثمنه88ا على ش88كل تق88ديم على الحس88اب،وعن88د تس88ليم
البضائع يتعاقد 8الطرفان على البيع بالوكيل،والذي 8من خالله يلتزم الش88ريك 8ب88بيع البض88ائع لحس88اب البن88ك على
أساس سعر أدنى يتضمن مبل8غ التموي8ل مض8اف 8إلي8ه ه8امش ربح البن8ك ،والزائ8د عن ه8ذا الس8عر ه8و ال8ربح
للشريك الذي يمثل الموكل مقابل عالوات .
-التمويل بالمضاربة :للحرفيين وأصحاب المهن الحرة لتحقيق مشروع ما.يس88اهم 8المم88ول بالمش88اركة بفض88ل
جهده وإن استطاع 8بحصة من المال،ويشترط 8في المشروع أن يكون الممول فعلي8ا،ويؤك88د مردودي88ة اقتص8ادية
ومالية كافية،ونصيب كل طرف من األرباح حسب النسبة المتفق عليه مسبقا .
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
17
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
-تمويل االستصناع:يلتزم البنك بتحقيق لصالح زبونه منشأة مال (بن88اء عم88ارة ص88ناعة ،أث88اث)
مقابل عالوات تدخل فيها تكلفة المنشأة مضاف إليها هامش الربح.
إن بنك البرك88ة الجزائ88ري بحكم تجربت88ه القص88يرة يعتم88د بش88كل كب88ير من ناحي88ة الممارس88ة العملي88ة على
استعمال صيغة أو أسلوب المرابحة،ويركز على أعمال الصناعة والتجارة والخ88دمات حيث بلغت ه88ذه النس88بة
24%من مجموع االستخدامات عام .1996أما المشاركة فهي تمثل نسبة ض88ئيلة ج88دا حيث بلغت % 0.47
مقارنة بإجمالي 8أصول المؤسسة في نفس العام.أما صيغة التمويل باإليج88ار 8ال88ذي ه88و بطبيعت88ه ص88يغة تموي88ل
متوسط 8أو طويل األجل،قد حاول البنك تطبيقه خالل األجل الطويل أما أسلوب المضاربة فيكاد يك88ون مع88دوما8
وذلك يعود إللغاء البنك التعامل بهذا األسلوب،نظرا 8للمنازعات القضائية التي دخل فيه88ا م88ع أص88حاب العق88ود
التي أبرمها معهم في بداية افتتاحه.ويعود 8األمر إلى االعتماد على صيغة المرابحة في تمويل المشروعات إلى
عدم استقرار 8الوضع األمني،وعدم اس88تيعاب الم88واطن الجزائ88ري لطبيع88ة العم88ل المص88رفي اإلس88المي نظ88را
لحداثته ،والذي يعتمد أساسا على المخاطرة ولهذا نجده يطالب البنك بأرب88اح ال يق88ل مع88دلها عن مع88دل الفائ88دة
السائدة في السوق(. )52
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
18
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
تطبيق 8أسلوب المرابحة في ه88ذه البن88وك يتم بنس88بة 40.30%من مجم88وع التم88ويالت بينم88ا ال يمث88ل أس88لوب
()53
المضاربة سوى . 7.2%
-لقد تمكن بنك فيصل اإلسالمي 8السوداني من إنج88از م88ا لم تتمكن من إنج88ازه ك88برى البن88وك اإلس88المية في
مص88ر واألردن والجزائ8ر.حيث أن8ه نجح في تموي88ل ص88غار الص88ناع،وبص88فة عام8ة ف88إن تجرب8ة بن8ك فيص8ل
اإلسالمي كانت أكثر إيجابية في إطار التخصص.
-أسندت مهمة تمويل المشروعات الصغيرة في معظم البلدان النامية اإلسالمية إلى البن88وك اإلس88المية.بينم8ا8
البنوك التجارية ال تواجه مشكلة تمويل هذه المشروعات تجنبا للمخاطرة .
-إن المشكلة ليست في تنويع أس8اليب التموي8ل للمش8روعات بق8در م8ا هي التط8بيق 8الس8ليم والن8اجع للص8يغة
المتبعة خاصة صيغة المشاركة التي توفر 8تمويال طويل األجل وهذا ما تحتاج إليه المشروعات الجديدة .
-عدم توفر 8سوق مالي88ة إس88المية في البل88دان النامي88ة أو اإلس88المية وإن ت88وفرت فهي تقليدي88ة وغ88ير ناض88جة
لتداول األسهم والسندات.
-عدم وجود تعاون ببين المؤسسة المالية اإلسالمية فيما بينها لمواجهة مشاكل ومعوقات تمويل المشروعات
الصغيرة.
-عدم توفر 8اإلمكانيات الالزمة للمشروعات الصغيرة من طرف 8الحكومات ،بقدر اإلمكاني88ات ال88تي توفره8ا8
للمشاريع 8الكبيرة.
-عدم توفر 8المعطي8ات واإلحص8ائيات المتعلق8ة بالمش8روعات الص8غيرة من مختل8ف الخ8واص وخاص8ة من
الناحية التمويلية.
وعلى العم88وم تبقى للبن88وك اإلس88المية م88يزة إيجابي88ة في،أنه88ا وض88عت من ض88من أه88دافها تموي88ل قط88اع
المشروعات الص88غيرة رغم المش8اكل ال88تي تواجه88ه وص88عوبات اس88تحداث ط8رق ونظم 8غ8ير تقليدي88ة تتماش88ى
وأساليب تمويلها8.
خاتمة :
على ضوء ما سبق تحديده من معطيات يمكن وضع االقتراحات التالية :
-على البن88ك أن ي88وزع تمويالت88ه على المش88روعات الص88غيرة بحيث تمس تل88ك المش88روعات المتواج88دة في
األقاليم 8الريفية والمدن الصغيرة.
-التعاون مع البنوك اإلسالمية التي نجحت تجربتها في تمويل المش88روعات الص88غيرة في بل88دانها لالس88تفادة
من نشاطها المصرفي في هذا المجال والتعاون في مجال الدراسات وتبادل المعلومات فيم88ا يتعل88ق بص88عوبات8
التمويل التي صادفتها 8لمحاولة تجنبها .
-تعاون األطراف 8الثالث المتمثلة في الحكومات ،البنوك اإلسالمية والمش88روعات الص88غيرة لوض88ع ب88رامج
متكاملة لتمويل المشروعات الصغيرة بأفضل 8الصيغ واألساليب التمويلي8ة المتاحة.
-نتيجة عجز كثير من المشروعات الصغيرة على تقديم الضمانات الكافي88ة للبن88وك اإلس88المية،ف88إن ش88ركات
التأمين اإلسالمية تقوم بهذه المهمة بالطرق المالئمة .
-تعاون الحكومات مع البنوك اإلسالمية إلنشاء تجمعات لمشروعات صغيرة أو العمل على إتاح88ة الفرص88ة
لتواجدها 8بالقرب من المشروعات الكبيرة .
-إنشاء هيئة مختصة بجمع البيانات والمعطيات المتعلقة بنشاط المشروعات الص88غيرة .ويمكن له88ذه الهيئ88ة
أم تكون حكومية أو مشتركة.
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
19
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
التنويع في استخدام أساليب التمويل اإلسالمية وعدم االكتفاء أو التركيز على أسلوب تمويلي فقط . -
-تعتبر المشاركة أكثر صيغ التمويل النقدي وغير النقدي مناسبة للمشروع 8سواء كان في مرحلة اإلنش88اء أو
في مرحل8ة التش8غيل،حيث أن المش8روع يحص8ل على عائ8د وال يحت8اج إلى ض8مانات (ط8رف آخ8ر أو عق8ار)
للممول (البنك) وهذا يصعب توفيره من طرف المشروعات الصغيرة السيما في مرحلة اإلنشاء .
-إن المشروع 8ال يحتاج إلى تمويل نقدي فقط بل إلى تمويل عيني أيضا يتمثل في توفير 8األصول الثابت88ة من
مباني ومعدات وآالت باإلضافة إلى المواد األولية وخدمات 8مختلفة تتعلق بالجوانب الفنية والتقنية والمحاس88بية
والتسويقية،ولهذا 8فإن للبنك اإلسالمي أن يساهم في المشروع 8كشريك،بتوف88ير مختل88ف األجه88زة واآلالت ال88تي
يحتاجها المشروع 8الصغير،أو التدخل من زاوية تقديم الخدمات المختلفة باالستعانة بهيئة متخصصة ،ويشارك8
في المشروع 8بحصة الخدمات المقدمة وهذا كله على أن يتم توزيع األرباح بنسب يتم االتفاق عليها مسبقا.
-إن مس88اهمة ومش88اركة البن88ك اإلس88المي 8في المش88روع 8من ش88أنه أن يمنح الثق88ة له88ذا المش88روع 8من قب88ل
المتعاملين معه،كما أن هذه المساهمة تعتبر الضمان الكافي في صيغ تمويل أخرى قد يحتاجها المشروع .
هوامش البحث:
-1تشير اإلحصائيات إلى وجود أكثر من 180مؤسسة متخصصة حول العالم تستثمر أمواله88ا وفق88ا للش88ريعة
اإلسالمية وقد ارتفع عدد المصارف االسالمية إلى 194مع نهاية عام . 2002
زر الموقع التالي :المصارف 8االسالمية :مدخل مقترح إلى سوق الخدمات المالية العالمية (7أكتوبر )2002
http://www.al-watan. Com/data/20021007/index.asp?content=economy
2-س88عد عب88د الرس88ول محم88د،الص88ناعات الص88غيرة كم88دخل لتنمي88ة المجتم88ع المحلي،المكتب العلمي للنش88ر
والتوزيع،االسكندرية، 1988،ص12.
وأيضا8
-محمد مكي بن سعد الجرف ،الصناعات الصغيرة وطرق تمويله88ا في االقتص88اد االس88المي ،آف88اق جدي88دة ،
العدد ،2افريل ،1998ص 152.
-محم8د عب8د الحمي8د بص8ل :المش8روعات الص8غيرة والمتوس8طة ،الواق8ع والتحري8ات ن8دوة واق8ع ومش8كالت
المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسبل دعمها وتنميتها .بك الرياض وآخرون 28-29ديسمبر 2002ص 15
-3سعد عبد الرسول محمد ،مرجع سابق،ص 21
-4سعد عبد الرسول محمد،مرجع سابق،ص 22
5- sous la direction de xanvier greffe,les pme creent-elles des emplois?, economica, 1984, p. 157.
-6محمد مكي بن سعد الجرف،مرجع سابق،ص.154
-7ج8الن سبنس88رهل،منش88آت األعم8ال الص88غيرة،اتجاه8ات في االقتص88ادالكلي،ترجم88ة ص8ليب بط8رس،ال88دار
الدولية للنشر والتوزيع،ط ،2القاهرة ،1998،ص. 111
-8جالن سبنسرهل،مرجع سابق،ص.41
وأيضا 8:فريد راغب النجار،إدارة المشروعات واألعمال ص88غيرة الحجم،دلي88ل رج88ال األعم88ال والمهن الح88رة
واالستثمارات الخاصة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ،مؤسسة شباب الجامعة ،1998/1999 ،ص.6
-9محمد مكي بن سعد الجرف،مرجع سابق.151،
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
20
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-
21
األستاذة أساليب تمويل المشروعات الصغيرة في االقتصاد اإلسالمي
ونوغي فتيحة
الدورة التدريبية الدولية حول :تمويل الشمروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية
المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب 28 - 25ماي .2003 كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -سطيف-