Professional Documents
Culture Documents
ملخص تنفيذي
تنبيه
أُعد هذا التقرير بطلب من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ،وتم من خالله إجراء مقارنات بين دول
المنطقة والعالم ،ومن ثم فإن كل المعلومات الواردة فيه تستند إلى بيانات متاحة إلكترونيا ،كما جاء
في كراسة الشروط.
وفيما يتعلق بتقرير المرحلة األولى فإن جميع استقراءات التطوير واإلصالح ،وكذلك المالحظات،
تستند إلى آلية مسح السوق التي أعدت خصيصا لهذه الدراسة ،فيما تشمل دراسة المرحلة الثانية
جهود البحث المكتبي.
وال تضمن شركة الشال دقة المعلومات أو كمالها ،وال تبدي أي رأي فيما يتعلق بأي تحريف أو
إهمال قد يؤثر في نتائج التقرير .وبهذا الصدد يقر مالك المشروع بأن المعلومات المقدمة للشال
كاملة ،وتمثل الوضع الفعلي للمشروع.
والشال غير مسؤولة أمام أي طرف آخر يعتمد على هذا التقرير في اتخاذ أي قرار ،وكذلك أي
مسؤولية تنجم عن استخدامه.
1
دراسة شاملة لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دولة الكويت
ملخص تنفيذي
أجرت شركة الشال لالستشارات الفنية دراسة من جزأين بناء على طلب مؤسسة الكويت للتقدم
العلمي .وتهدف الدراسة إلى تحديد تصور شامل لوضع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دولة
الكويت ،وإجراء مقارنة بينها وبين أوضاعها على المستويين اإلقليمي و العالمي ،وتقديم توصيات
بشأن كيفية تحسين بيئتها في الكويت .
تتضمن المرحلة األولى تحليال ألبحاث السوق مع مسح للمؤسسات المالية ورجال األعمال في
الكويت .أما المرحلة الثانية فتتضمن مقارنات مرجعية إقليمية وعالمية ،وتشمل بشكل محدد البحث
المكتبي.
وأثبتت كلتا المرحلتين افتقاد البيئة المحلية إلى ضرورة وطنية رئيسية؛ أال وهي سياسة وطنية
لتنظيم المشروعات إلكمال سياسة الكويت المتعلقة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ،التي وضعت
ب التزامن مع إنشاء الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة .إضافة إلى
ذلك ،ثمة ثغرة معينة في ذلك ،و هي نقص البيانات المتاحة عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة
في الكويت ،التي من شأنها أن ترشد المساهمين من القطاعين العام والخاص لدى التعامل مع البيئة
التنظيمية لهذه المشروعات .إن من شأن سد تلك الثغرة أن يسهم في توجيه الصالت بين جميع ممثلي
تلك البيئة ،وأن يتيح للمؤسسات األكاديمية والتعليمية اإلسهام في خارطة اإلبداع في الكويت بتعزيز
البحث والتطوير في البالد.
تكونت المرحلة األولى من بحث للسوق للتعرف على خصائص وسمات قطاع المشروعات الصغيرة
والمتوسطة من خالل الممولين ورجال األعمال .وكان التركيز الرئيسي على الصندوق الوطني
لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،والخارطة التمويلية لتلك المشروعات ورجال
األعمال في الكويت .وتبنى بحث السوق أسلوب البحث النوعي و اإلطار العام لنقاط القوة والضعف
والفرص والمخاطر ،لرصد تصور الممولين ورجال األعمال للصندوق الوطني لرعاية وتنمية
المشروعات الصغيرة والمتوسطة وقطاع هذه المشروعات في الكويت .
المر حلة الثانية :االستراتيجيات الوطنية لتعزيز قطاعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة :
الكويت في السياق الدولي
2
تكونت المرحلة الثانية من مقارنات مرجعية لدول المنطقة والعالم لتقويم مستويات وأنماط المشاركة
العامة في المجاالت اآلتي :حجم ومجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة بناء على أدائها
االقتصادي ،والبيئات التجارية والقانونية والتنظيمية ،والمشهد العام لتمويل هذه المشروعات ،وبناء
قدراتها.
ملخص تنفيذي
يقدم هذا التقرير (تقرير المرحلة األولى) نتائج المسح النوعي الشامل الذي أجرته (الشال) ،ويغطي
عينة من جميع المساهمين في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الكويت .وشملت العينة
ممولي المشروعات الصغيرة والمتوسطة (الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة
والمتوسطة والمصارف والمؤسسات المالية) ورجال أعمال هذه المشروعات .وعلى نحو خاص
أجرى موظفو (الشال) ،ضمن إطار المسح ،مقاب الت وعمليات مسح مع الصندوق الوطني لرعاية
وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعشرة مصارف وثالث مؤسسات مالية و عشرة رجال
أعمال .ضمت العينة التي تضمنها المسح خمسة رجال أعمال تمت الموافقة على الطلبات التي تقدموا
بها للحصول على تمويل من الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،و
صمم المسح لرصد تصور الممولين ورجال خمسة رجال أعمال لم تتم الموافقة على طلباتهم .و ُ
األعمال للصندوق الوطني لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،والفرص
واالحتياجات والتحديات فيما يتعلق بالصندوق و قطاع هذه المشروعات.
وحللت (الشال) نتائج المسح من خالل إطار نقاط القوة و الضعف و الفرص و المخاطر (
،) SWOTوذلك اإلطار مفيد في تحليل استجابات المشاركين العديدين في سوق المشروعات
الصغيرة والمتوسطة.
يقدم القسم األول من التقرير نظرة عامة على قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في البالد،
وتحليل نقاط القوة والضعف و الفرص و المخاطر ( )SWOTفي القطاع بناء على دراسة السوق.
يسهم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة % 3من إجمالي الناتج المحلي ،وبنسبة % 23
من التوظيف الرسمي وفقا للبنك الدولي في ( .) 2016وتلك نسبة أقل بكثير مقارنة بالوضع في
اقتصادات متقدمة ونامية تتراوح فيها نسبة إسهام قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في إجمالي
3
الناتج المحلي بين % 35و ، % 50فيما يناهز إسهامه في التوظيف .% 50وليس هناك حاليا
تعريف موحد وواضح للمشروعات الصغيرة والمتوسطة يمكن للمساهمين في هذا القطاع بالكويت
االلتزام به .وذلك التفاوت في التعريفات موضح في الجدول اآلتي:
واعتبر معظم المشاركين في المسح أن من الضروري التغلب على ذلك التفاوت في التعريفات بوضع
تعريف موحد لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
بوجه عام ت ُصنف المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى مشروعات نمط الحياة و المشروعات
المتواضعة ومشروعات تنافسية عالية النمو .فمشروعات نمط الحياة تحركها رغبة المقاول في
التوظيف الذاتي ،أما المشروعات المتواضعة فتقدم منتجا موجودا في سوق قائمة بالفعل وتتسم
بانخفاض األرباح وتشهد نموا طفيفا أو ال تنمو على اإلطالق ،فيما تكون المشروعات التنافسية عالية
( النمو وذات دافعية ابتكارية وعالية التنافسية وتتسم بعوائد مرتفعة وزيادة في عدد الموظفين
تتجاوز نسبتها % 10سنويا ) ،وهي تتضمن المشروعات الناشئة .في الكويت تسود مشروعات نمط
الحياة والمشروعات المتواضعة سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة .ويتضح ذلك في أنه على
الرغم من أن قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة يوظف ما يقدر بـنحو ( )% 23من القوى
العاملة فإنه ال يسهم إال بنسبة ( )% 3في القيمة اإلجمالية المضافة إلى اقتصاد الكويت .من ناحية
أخرى هناك زيادة في المبادرات التي تتركز على تنظيم المشروعات واالبتكار والموجهة إلى
الشركات الناشئة عالية التنافسية ،والتي تركز على الرقمنة في الكويت من جانب المساهمين
الخاصين الذين يستهدفون قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
4
جمعت الشركة االستشارية نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر ) ( SWOTفي قطاع
المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الكويت بعد مسح بحثي مفصل للسوق .وتتلخص تلك النقاط في
الجدول اآلتي:
نقاط القوة
-1الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة :يعتبر المساهمون أن إنشاء هذا
الصندوق كان مبادرة إيجابية لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،وزيادة الوعي بالقيمة الكبيرة التي
تضيفها هذه المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى سكان البالد بشكل عام.
-2المواطنون :ثمة زيادة ملحوظة ،خالل السنوات األخيرة ،في عدد المواطنين الكويتيين الذين يديرون
• الرؤية و االستراتيجية الوطنية بشأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة غير واضحتين بالنسبة للممولين
و رجال األعمال .
• اإلجراءات الحكومية المتعلقة بالم شروعات الصغيرة والمتوسطة طويلة ومضنية و معقدة بالنسبة لرجال
األعمال ( عملية استصدار التصديقات الوزارية وتصاريح العمل محفوفة بالعراقيل ) .
• مالحظة عدم وجود حاضنات أعمال للمشروع ات الصغيرة والمتوسطة في الكويت؛ فبشكل عام ينظر
الممولون إلى موظفي المشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتبارهم يفتقرون إلى المهارات المالية
5
والتسويقية وكذلك إلى الخبرة.
الفرص
-1النظرة اإليجابية إلى بيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة :تأثرت نظرة الشباب الكويتي بشكل إيجابي
نتيجة لإلصالحات و النمو الذي شهده قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة مؤخرا ،وأصبحت النظرة
السائدة هي أن الشباب الكويتي يمثل " ثروة من رجال األعمال المحتملين ".
-2التكنولوجيا :النظرة العامة هي أن العديد من الفرص قائمة على ساحة المشروعات الصغيرة والمتوسطة
للكويتيين ،و أن النمو يمكن أن يتسارع من خالل تبني التكنولوجيا.
المخاطر
-1نظرة اإلدارة العامة :هناك نظرة سائدة بين رجال األعمال بأن ثمة سوء إدارة في توزيع األموال حاليا.
-2الطبيعة غير المنظمة لبيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة :الطبيعة الفردية لبيئة المشروعات الصغيرة
والمتوسطة تنطوي على خطر مفاده أن يؤدي التنافس المتزايد إلى طرد المشروعات الصغيرة والمتوسطة
التي تتطلب دعما ووقتا ليشتد عودها.
-3التأخر في سداد قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة :ثمة مخاوف من أن تمثل الزيادة الحادة في
التخلف عن سداد القروض المصرفية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة تهديدا ليس فقط لسوق هذه
المشروعات وإنما لالقتصاد الكويتي ككل أيضا.
6
يتطرق القسم الثاني من التقرير إلى تاريخ الصندوق الوطني لرعاية و تنمية المشروعات الصغيرة
والمتوسطة ،ثم يستعرض اآلراء حول الصندوق التي أدلى بها رجال األعمال والمصارف،
باعتبارهم جزءا من دراسة السوق.
برأس مال قدره مليارا دينار كويتي تأسس الصندوق الوطني لرعاية و تنمية المشروعات الصغيرة
والمتوسطة في 2013وفقا ألحكام القانون رقم ، ( 2013)98المعدل فيما بعد بالقانون 14
لسنة) .) 2018وأنشىء الصندوق ليكون محطة واحدة إلجراءات هذه المشروعات في الكويت،
بهدف التنسيق والترويج ألنشطة المبادرات المتعلقة بتلك المشروعات في البالد .وتشمل تلك
المبادرات تزويد المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمعلومات والتدريب و التمويل .وكان التصور،
على نحو محدد ،أن يعمل الصندوق على سد فجوة كبيرة في تمويل تلك المشروعات التي تتجلى
بوضوح في أن % 50من إجمالي تراخيص المشروعات ُمنحت لمشروعات تتلقى % 2.3فقط
من إجمالي القروض التجارية* .
نقاط القوة
-1التنوع :نوع الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة التمويل بتقديم
(منتج رائع) قد يتيح لالقتصاد الكويتي نموا ال يمكن لغير الصندوق تقديمه .واعتبرت معظم
المصارف التي تم مسحها الصندوق مصدر تمويل يكمل عملها بشكل إيجابي.
-2دعم الشركات الناشئة :يولي الصندوق اهتماما بقطاع من المشروعات الصغيرة والمتوسطة ليس
بمقدور المصارف رعايته أال وهو الشركات الناشئة.
7
نقاط الضعف والتحديات
ضعف التواصل :تعتبر المصارف بشكل عام أن التواصل مع الصندوق الوطني لرعاية و تنمية -1
المشروعات الصغيرة والمتوسطة ضعيف ،وقد رصدت أمثلة لذلك فيما يلي:
المعلومات المنقوصة أو المغلوطة التي يقدمها الصندوق . •
التوجيهات غير الواضحة فيما يخص معايير الموافقة على أو رفض طلبات قروض المشروعات. •
عدم وجود مبادىء عمل واضحة تحدد الممارسات األساسية بين المصارف و الصندوق . •
غياب تعريف ُمتفق عليه للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتوحيد كل ممثلي المنظومة . •
- 5عوائق بيئية :أبرزت المصارف عائقين رئيسيين يواجهان بيئة الصندوق ،هما:
• عدم وجود قوانين ونظم محددة بشأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
• مالحظة وجود ضغوط خارجية على الصندوق؛ تتمثل ب شكل أساسي في التدخل السياسي
والفساد ،وهو ما من شأنه أن يؤثر في عمل الصندوق وكفاءته.
كما أن أنواع الحوافز التي يستخدمها الصندوق مع المصارف غير كافية بالنسبة للممولين.
-6اإلطار التحفيزي :خطة اإلقراض المشترك الحالية والتي يقوم الصندوق وفقها بتمويل
8
% 80من مشروع رجل األعمال فيما تقوم المصارف بتمويل ال % 20المتبقية غير مربحة
بالنسبة للمصارف ،كما أن المصارف تؤكد على أن الخطة يجب أن تشمل جميع المصارف
المصارف بعينها ،فذلك من شأنه أن يسفر عن انعدام التنافسية في المجال ( وهو ما أشار إليه
صندوق النقد الدولي أيضا ).
-7هامش الصالحيات :أوضحت سلسلة من المصارف أنها ترى أن الصندوق يمنحها هامشا من
وجود المصارف تفضل فيما الصالحيات،
إطار موحد للعمل والتواصل يقود العالقة بين الطرفين .
الفرص
-1مكتب ائتمان المشروعات الصغيرة والمتوسطة :ترى المصارف إمكانية إنشاء منصات لتبادل
معلومات االئتمان واألمور المالية المتعلقة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتحسين قدرة القطاع
على الوصول إلى التمويل.
-2التعاون :أبرزت المصارف وجود احتمال قوي لتحقيق مزيد من التعاون بين المساهمين العديدين
والذي يمكن تسهيله أكثر بالمزيد من المشاركة والتواصل من قبل مؤسسة مالية أفضل يقودها
الصندوق.
المخاطر
قلة الوضوح :أبرزت المصارف أن عدم فهم اإلجراءات القانونية المتعلقة بالتخلف عن سداد قروض
المشروعات الصغيرة والمتوسطة يمثل خطرا على المصارف و تثبيطا لها عن المشاركة في خطط
الصندوق و /أو االنخراط في تقديم قروض لتلك المشروعات.
وأعرب رجال األعمال الذين شملهم المسح عن آراء قوية بشأن الصندوق .و ُحللت تلك اآلراء في
القوة لنقاط العام اإلطار
والضعف والفرص والمخاطر) .) SWOTويلخص الجدول اآلتي آراء رجال األعمال .
9
آراء رجال األعمال في الصندوق الوطني لرعاية و تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة
نقاط القوة
-1فرص واسعة :يوفر الصندوق لرجال األعمال " فرصة رائعة " لتحقيق أحالمهم و طموحاتهم .
-2المرونة :يوفر الصندوق خطط تمويل شاملة ؛ فال يتحمل رجال األعمال أعباء ممارسات القروض
المصرفية ( ب ما في ذلك معدالت فائدة مرتفعة وشروط و أحكام سداد القروض )
-1التعارض :يرى البعض أن هناك تعارضا بين رؤية الصندوق وبين ممارساته .
-2عدم الوضوح :ثمة عدم فهم فيما يتعلق بأنواع القطاعات الي يرغب الصندوق أو ال يرغب في تقديم
التمويل لها.
-3التواصل :ليست هناك رؤية واضحة لدى رجال األعمال بشأن نوعية التواصل الذي يتلقونه فيما يتعلق
بمتطلبات التمويل.
-5التسويق :نقص الجهود التي يبذلها الصندوق إلبراز كفاءته ،على سبيل المثال ،عن طريق تسويق
قصص النجاح وترويجها.
الفرص
-1اتجاه متزايد لتنظيم المشروعات :جعل الصندوق من المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتنظيمها اتجاها
سائدا.
-2التفاؤل :يحدو رجال األعمال التفاؤل ب شأن إسهام المشروعات الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد
10
الوطني.
يسلط القسم الثالث من التقرير الضوء على رؤية الممولين فيما يتعلق بقطاع المشروعات الصغيرة
والمتوسطة في الكويت .وذلك يشمل عقبات إقراض المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،وأسباب
رفض الطلبات ،والتحديات الرئيسية التي يواجهها القطاع المصرفي عند تمويل هذه المشروعات.
أبرزت المصارف خالل عملية مسح السوق أربعة عراقيل رئيسية تواجه تمويل المشروعات
الصغيرة والمتوسطة .وهي تشمل المخاطر المرتبطة باإلقراض ،وضرورة بذل جهد مفرط في
العناية الواجبة ،وتدني الربحية ،وانخفاض معدالت بقاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة عالميا.
وفيما يتعلق بذلك أوردت المصارف أربعة أسباب لرفض طلبات قروض المشروعات الصغيرة
والمتوسطة وتشمل:
-1عدم كفاية و/أو عدم وجود بيانات مالية لدى المتقدمين لطلب تمويل مشروعات صغيرة
ومتوسطة ،مما يعرض األمور المالية الفتراضات مبالغ فيها وإحصائيات مالية غير دقيقة وخلل في
الميزانيات وتبريرات غير دقيقة لذلك وللمديونيات وتدقيق الحسابات في تلك المشروعات.
-2تدني مستوى دراسات الجدوى المقدمة للمصارف والخالية من التقديرات المناسبة للمخاطر.
-3ذكر الممولون أن بعض القطاعات التي ترغب المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دخولها ال
يدعمها الصندوق ،أو أنها غير واضحة بالقدر الكافي حتى يتسنى للممولين إصدار حكم تقديري
بشأنها.
-4كانت المصارف تعتبر شخصية مقدم الطلب ومصداقيته و تاريخه العائلي و خبرته غير المناسبة
وسلوكه المالي غير المالئم مسوغات لرفض طلبه لقرض لتمويل مشروع صغير أو متوسط.
ذكر الممولون أن دورهم في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة تطور بتأسيس الصندوق
الوطني لرعاية و تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،أما قبل إنشائه فكانت المصارف جوهرية
للنمو األولي لقطاع تلك المشروعات من خالل تقديم القروض لها ،لكن مع ظهور الصندوق تحول
دور المصارف إلى توزيع تمويل وخدمات الصندوق كهمزة وصل بين المشروعات وبين الصندوق
والبنك المركزي .وفي الجدول اآلتي ملخص للتحديات الرئيسية التي مازالت المصارف تواجهها لدى
والمتوسطة الصغيرة المشروعات مع التعامل
وبيئتها ،إلى جانب التوصيات التي قدمها المشاركون في المسح.
11
و التوصيات المقترحة
.1خصائص المشروعات الصغيرة والمتوسطة :هذه سمات المشروعات الصغيرة والمتوسطة العديدة
التي يتعامل معها الممولون ،وتجعل العالقة صعبة البدء و االستمرار:
• أهداف وتقويم المشروع :معظم المشروعات الصغيرة والمتوسطة تقدم أهدافا وبنى
تنظيمية غير واضحة ألعمالها ،وتقويم رجال األعمال لمشروعاتهم يكون بشكل عام غير
واقعي ،ويكون حجم القرض المطلوب ضخما مقارنة برأس المال الفعلي المطلوب
للمشروع .
• األرباح :بشكل عام تعرض خطط رجال األعمال توقعات بأرباح مرتفعة من دون أي
سجالت تجارية أو مالية سابقة.
• انعدام الثقة و تجنب المخاطر :ذكر الممولون أنه في عدد كبير من المشروعات الصغيرة
والمتوسطة التي تعاملوا معها كانت المستندات المقدمة غير موضع ثقة (يتروى رجال
األعمال في تقديم المستندات المصرفية المطلوبة وال يكونون مستعدين بذات القدر عند
حضور اجتماعات المصرف) ،و يكون رجال األعمال شديدي الرغبة أيضا في تجنب
المخاطر و على استعداد لالنسحاب لدى أول مؤشر على انخفاض األداء.
.2خبرة ومعرفة المشروعات الصغيرة والمتوسطة :لذلك عالقة بكفاءة المشروعات الصغيرة
والمتوسطة التي يتعين على الممولين بشكل عام التعامل معها.
• اإلدارة المالية :بشكل عام يفتقر رجال األعمال إلى خبرة اإلدارة المالية.
• االلتزام :أبدى عدة رجال أعمال عدم االلتزام بسداد القرض ،مما يتطلب عمليات متابعة
تستنزف الوقت .
• البيانات :معلومات المشروع التي تقدمها المشروعات الصغيرة والمتوسطة تكون بشكل
عام ناقصة (من دون دراسة سوق على سبيل المثال).
12
التحديات التي يواجهها الممولون مع بيئة المشروعات الصغيرة و المتوسطة
يواجه الممولون ثالثة تحديات رئيسية مع بيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،وهي:
-1ضعف البنية التحتية المالية :اإلطار القانوني لرعاية بيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة
يعتبر ضعيفا وال سيما فيما يتعلق بتأكيد المعلومات المالية التي يقدمها المشروع (على سبيل
المثال نقص تبادل المعلومات بين المصرف وبين الصندوق فيما يخص طالبي القروض).
-2عدم وضوح إرشادات البنك المركزي :تزعم المصارف أن إرشادات البنك المركزي فيما يتعلق
بتخصيص رأس المال غير واضحة مما يعرقل احتماالت الربح و كفاءة العمليات المالية.
-3ممارسات التقويم التقليدية :تستخدم المصارف حاليا إجراءات تقويم مناسبة للمشروعات الكبيرة
لتحليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة .وثمة حاجة لتطبيق أفضل الممارسات الدولية في
تقويم قروض تلك المشروعات التي تمثل الطبيعة النوعية والكمية لها.
توصيات الممولين
-1التعاون :على الصندوق الوطني لرعاية و تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة زيادة تعاونه
مع المصارف التي تزعم أن خبرتها الفنية و المالية ال تؤخذ بعين االعتبار من قبل الصندوق.
-2اللوائح :ضرورة وجود قوانين و لوائح واضحة فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة
مما يساعد على إزالة التناقضات المحيطة ببيئتها.
13
-3جمع و مشاركة البيانات :ضرورة وجود آلية محددة لتبادل المعلومات بين الصندوق وبين
المصارف لضمان وجود عناية واجبة ومعالجة الطلبات في الوقت المناسب.
-4مدققو الحسابات :ضرورة وجود مراقبة أكبر ونظم أكثر إحكاما لشركات تدقيق الحسابات
لزيادة جودة المعلومات التي تقدمها المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
-5إطار عمل تحفيزي :ضرورة تخفيض متطلب ات كفاية رأس المال فيما يخص المشروعات
الصغيرة والمتوسطة ،ووجود نظام يعتمد على الرسوم لتعويض المصارف مقابل الخدمات
اإلضافية المقدمة لهذه المشروعات.
-7األتمتة :ضرورة إدخال العمليات االلكترونية لتقديم و مراجعة طلبات الصندوق؛ ألن أتمتة
العملية التنظيمية ستساعد على تسريع العناية الواجبة و معالجة الطلبات.
-8إشراك كل المصارف :يصر الممولون على ضرورة منح كل المصارف فرصة المشاركة في
خطط الصندوق بدال من المعاملة التفضيلية التي تلقاها المصارف األربعة حاليا.
يغطي القسم الرابع و األخير من التقرير آراء رجال األعمال كجزء من المسح فيما يتعلق بتفاعلهم
مع الصندوق ( وتمت تغطية ذلك في السابق ) والتحديات الرئيسية التي يواجهونها.
أوجزنا آنفا آراء رجال األعمال فيما يتعلق بتعاملهم مع الصندوق ،أما التحديات التي ذكرها رجال
األعمال ،كجزء من المسح ،فقد تم تلخيصها في الجدول اآلتي:
14
التحديات التي تواجهها المشروعات الصغيرة والمتوسطة
-1طاقات الموارد :التحديات المتعلقة بالحصول على األرض ومواقع المشروعات وتكاليف البنية التحتية
من كهرباء ومياه مثال ،إضافة إلى ذلك فإن سوق العمل يعاني نقصا في المهارات مما يؤدي إلى
االعتماد على العمالة الوافدة.
-2تحديات تتعلق بالحكومة :نقص الدعم في تأمين الموارد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ( تصاريح
األراضي و التمويل وتصاريح العمالة ) ،والتأخير الكبير في الموافقة على الطلبات .وكل ذلك يؤثر سلبا
على معنويات رجال األعمال .
ملخص تنفيذي
يقدم تقرير المرحلة الثانية مقارنة مرجعية إقليمية وعالمية لقطاع المشروعات الصـغيرة والمتوسـطة،
والسيما فيما يتعلق بحجم ومجـال المشـروعات الصـغيرة والمتوسـطة بنـاء علـى أدائهـا االقتصـادي؛
وبيئاتها القطاعية و التجاريـة والقانونيـة والتنظيميـة؛ والخريطـة التمويليـة لتلـك المشـروعات؛ وبنـاء
قدراتها.
يستكشف القسم األول من التقرير تعريف المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،و إسهامها االقتصادي،
وتوزيعها في القطاعات المختلفة.
عالميا أثب تت المشروعات الصغيرة والمتوسطة أنها قطاع حيوي لدفع التنوع االقتصادي واالبتكار
والنمو االقتصادي و التوظيف المستدام .لكن خصائص هذه المشروعات تختلف كما و كيفا من بلد
إلى آخر؛ الختالف عدة عوامل منها نوعية العمالة الماهرة وبنية االقتصاد
وطبيعة المشاركة العامة في تعزيز قطاع هذه المشروعات.
.
تعريف المشروع الصغير و المتوسط:
ليس هناك تعريف قياسي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة يمكن االلتزام به عالميا .فالمعايير العامة
المستخدمة هي بشكل أساسي خصائص كمية للمؤسسة ،كعدد الموظفين والعائد ورأس المال
15
واألصول واالستثمارات .والمؤشرات المستخدمة األكثر شيوعا هي عدد الموظفين وحجم المبيعات
السنوية (العوائد) .في المنطقة العربية نجد أن الدول التي لديها تعريف ينص عليه القانون
للمشروعات الصغيرة والمتوسطة هي األردن والمملكة العربية السعودية واإلمارات العربية المتحدة
وفلسطين ومصر والبحرين وتونس وموريتانيا والمغرب (وفقاً لصندوق النقد العربي) .فيما يتعلق
بحجم التوظيف فإن أي مشروع صغير -في كل أنحاء العالم العربي -يتراوح عدد موظفيه بين 4و
50فردا ،أما المشروع متوسط الحجم فيتراوح عدد موظفيه بين 19و 250فردا ،وذلك في معظم
البلدان التي شملها المسح .وتعتمد بعض الدول كاإلمارات العربية المتحدة و البحرين وماليزيا تعريفا
يفرق ب ين المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في القطاع التجاري ،وتلك التي تعمل في
قطاع الخدمات أو في قطاع التصنيع.
عالميا تسهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المتوسط بنحو % 33من إجمالي النـاتج المحلـي،
و بنحــو % 45مــن حجــم العمالــة الرســمية .إضــافة إلــى ذلــك فــ إن عــدد المشــروعات الصــغيرة
والمتوسطة ،بالنسبة إلجمالي المشروعات على مستوى العـالم ،يعتبـ ر ضـخما ،ويتـراوح مـا بـ ين 90
و % 99منها .وتحتل الدول المتقدمة كالمملكة المتحدة وألمانيـا و سـنغافورة ترتيبـ ا متقـدما فـي هـذا
المجال؛ فما يزيد عن % 95من المشروعات فيها هي مشروعات صغيرة ومتوسطة وتسهم في نحـو
% 50مــــــــن إجمــــــــالي النــــــــاتج المحلــــــــي وفــــــــي نحــــــــو % 65فــــــــي العمالــــــــة.
يتراوح إسهام المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،في الـدول العربيـة ،مـا بـ ين 23و .% 80وتحتـل
مصر المركز األول بنسبة ،% 80تليها تونس بنسبة ،% 73ثم األردن بنسبة ،% 40ثـم اإلمـارات
العربية المتحدة بنسبة ،% 39فيما تأتي الكويـت متـأخرة فيمـا يتعلـق بإسـهام هـذه المشـروعات فـي
إجمالي الناتج المحلي وذلـك بنسـ بة تقـدر بـ ـنحو .% 3وذلـك مثيـر للقلـق؛ فالتقـديرات تشـير إلـى أن
المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل % 94من المشروعات ،ونسبة % 23في معدالت التوظيف
.كمـا أوردنـا فــي المرحلـة األولـى مــن التقريـر ،فـ إن السـ بب الرئيسـي لـذلك الســيناريو هـو ســيطرة
مشروعات نمط الحياة والمشروعات المتواضعة ،و بخاصة في قطاع األغذية والمطاعم ،وهذا يقـدم
منتجات ليست ذات قيمة مضافة مرتفعة ،إضافة إلى اعتماد االقتصاد الوطني على صادرات النفط.
يتفاوت توزيع قطاعات المشروعات الصغيرة من بلد إلى آخر ،لكن على مستوى العالم تميل
المشروعات الصغيرة والمتوسطة نحو قطاعي التجارة والخدمات .في الدول العربية يظل ذلك
االتجاه سائدا باستثناء تونس وفلسطين ،حيث يقع التركيز األكبر على قطاعي الخدمات والتصنيع.
16
وفي المملكة المتحدة و ألمانيا و ماليزيا يعمل أكثر من % 50من المشروعات الصغيرة والمتوسطة
في قطاع الخدمات.
في الكويت قدر معهد الدراسات المصرفية نسبة عمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في التصنيع
بنحو ،% 20.7وفي اإلنشاءات بنسبة ،% 9.9وفي التبادل التجاري والتجارة بنسبة ،% 38.6
وفي العقارات و اإليجارات واألنشطة التجارية بنسبة ،% 27.3وفي المجاالت األخرى بنسبة 3.5
،%وذلك في . 2016ومن خالل دراسة السوق التي تمت نالحظ نموا للمشروعات الصغيرة
والمتوسطة بأعلى معدل في مجال األطعمة والمشروبات بنسبة ،% 20يليه نمو بنسبة % 11في
مجال الصناعات الصغيرة (منتجات البالستيك والزجاج على سبيل المثال) يليها مجال الذكاء
االصطناعي والتجارة اإللكترونية .
يستعرض القسم الثاني من التقرير نوعية بيئة العمل واإلطار التنظيمي و التخطيط االستراتيجي العام
لقطاعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية والعالم.
ثمة عوامل تشكل البيئة التي تعمل فيها المشروعات الصغيرة والمتوسطة تشمل األُطر و البنية
التحتية القانونية والتنظيمية واإلجراءات اإلدارية لدخول السوق و النمو ،بما في ذلك متطلبات
التشغيل والتراخيص ولوائح العمالة والمنتجات ووكاالت نمو وتطوير المشروعات الصغيرة
والمتوسطة و اإلشراف عليها وتدويلها ،كالهيئات الترويجية ،والمحطة الواحدة إلجراءات هذه
المشروعات.
مؤشر البنك الدولي لسهولة ممارسة األعمال هو مقياس رئيسي يستخدمه المتخصصون لتقويم بيئة
العمل في بلد ما .ففيما يتعلق ببدء األعمال التجارية تحتل الكويت المركز 133بين 190دولة .ومن
الدول التي شملها مسح أجري عام 2018المملكة العربية السعودية التي كانت في
المركز 141وفلسطين في المركز . 171فيما يتعلق بسهولة ممارسة األعمال حققت
الكويت 62.20نقطة على مقياس يمثل األداء األفضل فيه 100نقطة واألداء األدنى صفرا من
النقاط .وفيما يتعلق بترتيب الكويت في سهولة ممارسة األعمال ،فقد احتلت المركز 97مقارنة
بمركزها الـ 96في ، 2017ومن حيث النظم الفضلى لممارسة األعمال في الدول التي شملها المسح
جاءت سنغافورة في المركز الثاني والمملكة المتحدة في المركز التاسع واإلمارات العربية المتحدة
عشر الحادي المركز في
17
وماليزيا في المركز الخامس عشر وألمانيا في المركز الرابع والعشرين .في الكويت يحتاج الرجل
إلى 38يوما ليبدأ مشروعا تجاريا فيما تحتاج المرأة إلى 39يوما ،وهو ما يؤكد نتائج تقرير المرحلة
األولى بشأن طبيعة اإلجراءات الحكومية المستنزفة للوقت بالنسبة لرجال وسيدات األعمال .والبلد
الوحيد اآلخر ضمن المسح الذي يتطلب بدء مشروع تجاري فيه عددا أكبر من األيام هو فلسطين بـ
43يوما للرجال و 44يوما للنساء .
في جميع الدول التي شملها المسح تتفاوت أنماط األطر المنظمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
فلدى الكويت واإلمارات وفلسطين ومصر وموريتانيا وماليزيا وألمانيا والمملكة المتحدة بنى تحتية
تفرق بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبين المشروعات األكبر .أما في السعودية واألردن
ولبنان والسودان وتونس والمغرب فإن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تعمل وفقا لقانون
الشركات ،فالجهات القانونية في تلك الدول حاليا ال تفرق بين المشروعات بناء على حجمها ،لكن
السعودية واألردن تعمالن على تعديل ذلك لتتمكنا من تعزيز مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة
تحديدا.
في دول العالم التي شملها المسح نجد أن األطر التنظيمية القائمة التي تركز على تمويل المشروعات
الصغيرة والمتوسطة تنصب على تسهيل الحصول على تمويل لتلك المشروعات ،وهو ما قد يتضمن
توفير األموال العامة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة .والجدول اآلتي يقارن بين األطر التنظيمية
للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في الكويت ودول أخرى.
المملكة المتحدة
سنغافورة
السعودية
موريتانيا
اإلمارات
السودان
فلسطين
المغرب
الكويت
ماليزيا
االردن
تونس
ألمانيا
مصر
وفقا لمعايير أخرى تحدد نوعية اإلجراءات القضائية تحتل الكويت مركزا متدنيا نسبيا ،فعلى مقياس
جودة اإلجراءات القضائية حققت الكويت ( ) 6.5من الحد األقصى وهو ( ،)18بمتوسط فترة
تقاضي تصل إلى ( )566يوما ( مرتفع ) ،وبمعدل قوة على مقياس الحقوق القانونية يساوي () 1
(الحد األدنى هو صفر ) وذلك في عام .2018
المحطة الواحدة لإلجراءات بالنسب ة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة يمكن فهمها بأفضل صورة
باعتبارها مؤسسة عامة أو شبه عامة لتوفير الدعم العام لتلك المشروعات في المجاالت المختلفة ،من
حيث التمويل و اإلمكانات والدعم واالستشارات التجارية و إمكانية وصول المشروعات للمعلومات.
19
في الكويت يعتبر الصندو ق الوطني لرعاية و تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة هو الجهة
العامة المخصصة لتعزيز القطاع المحلي لهذه المشروعات ،والمعني بالعمل كمحطة واحدة
قدراتها وبناء تمويلها يخص فيما لإلجراءات
والترويج لها .وب ين الدول التي شملها المسح كان لشركة المشروعات الصغيرة والمتوسطة الماليزية
هدف مماثل بالعمل كوكالة تنسيق مركزية عامة ،هدفها تنسيق وتوليف كل األمور المتعلقة
بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة بين جميع الوزارات والمؤسسات العامة .وعلى الرغم من التشابه
الشديد بين الصندوق الكويتي وبين الشركة الماليزية من حيث المجال و الغرض واألهداف ،فإن
هناك اختالفات حادة بينهما؛ ف إحدى الثغرات الملحوظة في دور الصندوق الوطني هي أن مجال
تجميع وتنسيق األنشطة لتطوير قطاع تلك المشروعات في الكويت غير واضح .وهناك فوارق أخرى
بين االثنين ناقشها التقرير ،وتتمثل في مجاالت بناء القدرات ،ومجال تنوع المنتجات المالية
األعمال لرجال المتاحة والخدمات
وللمشروعات الصغيرة والمتوسطة ،وبرامج التعليم والتدريب ،وتقليص إمكانية الوصول إلى
المعلومات أمام المشروعات وعن المشروعات.
قوانين المشتريات العامة التي تحدد إمكانية وصول المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى سوق
المشتريات العامة مفيدة؛ إذ إنها تمكن الحكومة من دعم هذه المشروعات من خالل سياساتها
الشرائية .بين الدول التي شملها المسح نجد أن لدى اإلمارات العربية المتحدة وتونس ومصر وألمانيا
والمملكة المتحدة قوانين تهدف إلى تشجيع إمداد القطاع العام بالبضائع والخدمات .في الكويت هناك
جهود حثيثة من جانب وزارة التجارة والصناعة لتقييم مشاركة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في
أسواق المشتريات العامة ،مع وجود مفاوضات مستمرة بين الصندوق الوطني والجهاز المركزي
للمناقصات العامة حول حجم المناقصات والمتطلبات قيد االعتبار ،إضافة إلى نوع الضمانات
المناسبة .لكن إمكانية وفترة اعتماد ذلك أمران غير معروفين.
سنغافورة المشتريات الحكومية :دليل أفضل الممارسات لعام ) ( 2017وهو غير ملزم قانونيا.
20
سياسة الطريق األخضر :تسهل حص ول المشروعات الصغيرة والمتوسطة على
ماليزيا المشتريات الحكومية ،وتيسر المشتريات اإللكترونية ،وتمنح المشروعات الصغيرة
والمتوسطة األولوية في مشتريات الشركات المملوكة لوزارة المالية.
المشتريات العامة :يجب على السلطات االتحادية أن تسند % 10على األقل من ميزانية
مشترياتها المخصصة للشراء والخدمات واالستشارات إلى المشروعات الصغيرة
اإلمارات والمتوسطة ،كما أن المشروعات المملوكة للدولة التي تملك الحكومة االتحادية أكثر من
% 25من أسهمها يجب أن تمنح % 5على األقل من عقودها للمشروعات الصغيرة
والمتوسطة المحلية.
النص القانوني لعام 2010يقر تقسيم المناقصات إلى أجزاء اصغر لتمكين الشركات
األصغر من التقدم للمناقصات العامة في سياق عقود التوريد .
قانون المشتريات يشجع على تخصيص توريد المشروعات الصغيرة والمتوسطة لـ
مصر %10من البضائع للقطاع العام ،لكن ما من مؤشر يدل على تطبيق ذلك.
من الجدير بالذكر أن الشركات المحلية مفضلة عن الشركات األجنبية حين التنافس على
المناقصات .ووفقا للقانون تحظى الشركات المحلية باألولوية إن كان عطاؤها ال يتجاوز
أقل عطاء أجنبي بأكثر من . 1 % 15
البيئة التنظيمية
البيئة التنظيمية تؤثر في المشروعات الصغيرة والمتوسطة و تنظيم المشروعات ،في جميع مراحلها،
بدءا من التأسيس و مرورا بالنمو وحتى التدويل.
من خالل بحث السوق الذي أجريناه وجدنا أن بعض األعباء التنظيمية التي تواجه رجال األعمال
في الكويت هي اآلتية:
-1الطبيعة المكلفة والمستنزفة للوقت لبدء مشروع فيما يتعلق باإلجراءات الحكومية الستصدار
تراخيص المشروع وتشغيله.
-2اإليقاع البطيء لتمويل الصندوق الوطني ،بدءا من الموافقة على المشروع و حتى تقديم التمويل.
يستعرض القسم الثالث من التقر ير الخارطة المالية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فيما يتعلق
ب معايير مثل الحجم و عدد الممولين ومعدل اإلقراض وإمكانية الوصول إلى أسواق رأس المال
والضمانات وإمكانية الوصول لمعلومات االئتمان.
تتسم الخارطة المالية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم بفجوة تمويلية ،أما في
منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا فتقدر مؤسسة التمويل الدولية أن حجم الفجوة التمويلية في
إجمالي المشروعات الصغيرة والمتوسطة تراوح بين 210و 240مليون دوالر في .5 2017
وترجع جذور تلك الفجوة إلى تباين المعلومات بين مقدمي التمويل و طالبي التمويل ،مما يسفر عن
22
ارتفاع طلب التمويل من جانب المشروعات الصغيرة والمتوسطة و انخفاض تقديم ذلك التمويل .و
تلك الفجوة قائمة في الكويت أيضا ،حيث أكدت المصارف عدم الربحية والمخاطر التي ينطوي عليها
إقراض المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
5قمر سليم ، 2017التغلب على معوقات تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دول الشرق
األوسط وشمال أفريقيا و تعزيز إمكانية الوصول إلى التمويل :الخدمات االستشارية لمؤسسة
التم ويل الدولية في الشرق األوسط وشمال أفريقيا .واشنطن :مجموعة البنك الدولي .
فيما يتعلق بأعداد الممولين في الدول العربية و العالم تتمتع ألمانيا بأعلى عدد من الممولين
بإجمالي 1545مؤسسة ائتمانية ،تليها لبنان بـ 66مصرفا ،باعتبار أن معظم المصارف اللبنانية
تقرض المشروعات الصغيرة والمتوسطة .وبعد لبنان تأتي مصر بـ 38مموال تقليديا ،تليها السودان
36 بـ
،ثم ماليزيا بـ ، 35فسنغافورة بـ . 26وتتمتع دول العالم بعدد أكبر من " الممولين اآلخرين " بسبب
التغلغل األكب ر لرأس المال االستثماري و شركات االستثمار في األسهم الخاصة والتمويل الجماعي
واإلقراض الجماعي ومنصات اإلقراض بين األقران .وفي الدول العربية تمثل شركات تقديم
القروض بالغة الصغر ،بما فيها شركات التخصيم واإليجار التمويلي ،كتلة من المقرضين خارج
قنوات المصارف التقليدية .في حالة الكويت ليس الصندوق الوطني هو الممول الوحيد للمشروعات
الصغيرة والمتوسطة ،فبنك الكويت الصناعي يعتبر جهة مهمة لتمويل مثل تلك المشروعات ضمن
محفظته لتمويل المشروعات الصغيرة و النشاط الحرفي التي كان قوامها في ) 150 ( 2017مليون
دينار كويتي .وهاتان الجهتان تكملهما المصارف الكويتية.
23
المصادر :بنك الكويت المركزي و تقارير االستقرار المالي ألعوام ((,2015 ,2016 ,2017
. ) 2012 ,2013 ,2014
حجم قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالنسبة إلجمالي قروض المصارف ليس معروفا في
الدول العربية بما فيها الكويت ،أما بالنسبة لدول العالم فإن البيانات متاحة ،ومن المهم الرجوع إليها؛
فذلك يتيح الفهم الكامل لمدى مشاركة الممولين في إقراض المشروعات الصغيرة والمتوسطة .في
المملكة المتحدة وألمانيا وسنغافورة تمثل نسب ة قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى إجمالي
القروض التجارية % 21و % 15و % 13على التوالي .وفي ماليزيا بلغت تلك النسبة عام 2016
نحو . % 42.7أما في الكويت فإن حجم إقراض المشروعات الصغيرة والمتوسطة غير متوافر
رسميا لكن التقديرات تضعه ما بين % 4.5و ، % 5.5وهي نسبة أقل من نسبة الـ % 10
المتوقعة للمنطقة العربية وفقا لتقرير صندوق النقد العربي لعام . 2016
المصادر :الكويت :بنك الكويت المركزي ( تقرير االستقرار المالي لعام ، ) 2017الدول
العربية :تقرير صندوق النقد العربي ،ألمانيا ، ) 2015 ( :المملكة المتحدة ( ، ) 2016
سنغافورة ( ، ) 2015ماليزيا ( . ) 2016
ينصب التركيز األساسي في الدول العربية بالنسبة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة على
تشجيع المصارف والمؤسسات المالية على تقديم المزيد من القروض لتلك المشروعات ،فالهدف
األكبر هو زيادة حجم تمويل تلك المشروعات .وكان أحد اإلجراءات لتحقيق ذلك الهدف هو اتخاذ
إجراءات وضع خطط تقلل تكلفة إقراض المشروعات الصغيرة والمتوسطة بهدف تخفيض أسعار
24
الفائدة على قروض تلك المشروعات مقارنة بأسعار الفائدة السائدة في السوق.
26
رسم توضيحي لنموذج عمل الصندوق الوطني لرعاية و تنمية المشروعات الصغيرة
والمتوسطة
( نسخة طب ق األصل من نموذج العمل الوارد في التقرير السنوي للصندوق الوطني ،الكويت
لعامي ( 2015 /2016
على مستوى العالم ،يشمل بناء قدرات المشروعات الصغيرة والمتوسطة مشاركة القطاع الخاص
و /أو تقديم المنح لدعم هذه المشروعات أو قدراتها في مختلف المجاالت .وفي الواقع فإنه في كل
من سنغافورة وماليزيا تكون المنح متاحة ليس فقط لرجال األعمال وإنما للمهندسين والعلماء
والشباب والموظفين العامين وجمعيات النفع العام والجماعات المجتمعية أيضا .لدى ماليزيا
صندوق ما قبل الطرح التجاري يمول األنشطة البحثية بشأن الخدمات أو البضائع المحتملة لتقويم
التسويق المحتمل.
وإضافة إلى التعزيز المباشر لمهارات رجال األعمال أو بناء قدرات المشروعات الصغيرة
والمتوسطة ،فإن بناء القدرات يتطلب أيضا جهات تسويقية أو المحطات الواحدة إلجراءات
المشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ لخلق همزة الوصل بين الهيئات البحثية (التقليدية و غير
التقليدية) وبين رجال األعمال ،كما أن ذلك يمثل أحد أشكال بناء القدرات .و للروابط البحثية
أهميتها في نقل المعرفة و المهارات ذات الصلة ،وقد تعطي رجال األعمال والمشروعات القدرة
على تعزيز األفكار بشكل أعمق إن كانت تتركز مثال على قطاعات التكنولوجيا والعلوم و البيئة و
الهندسة .في الكويت مازالت تلك األنماط بحاجة إلى صياغة في إطار عمل مؤسسي منظم.
على المستوى العالمي يعتبر البنك المركزي الماليزي هو األكثر انخراطا في تنمية قطاع
المشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ فهو ال يكتفي بتمويل تلك المشروعات من خالل صناديقه
الخاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ،لكنه يدير أيضا خطة تسوية الديون الصغيرة التي
تساعد المشروعات القابلة للبقاء والتي تحتاج إلى المشورة بشأن تسوية حساباتها المالية .و يكمل
ذلك برنامج فريد لبناء قدرات المؤسسات المالية الخاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة
27
يعرف باسم ( برنامج تدريب المدربين في مجال تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة TTT
.) -ويعمل ذلك البرنامج بالتعاون مع اتحادات المؤسسات المالية ،ويدرب موظفي المؤسسات
المالية على مستوى البالد ليصبحوا هم أنفسهم مدربين في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة
.
فيما يأتي جدول يضم عدة دول ،ويوضح ما إذا كانت تلك الدول تنفذ استراتيجية وطنية لتنمية
قدرات المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبرامج تدريب ية وسياسة إصالح في مجال بناء قدرات
تلك المشروعات و مبادرات قطاع المصارف لبناء القدرات.
سنغافورة
السعودية
Arabia
السودان
فلسطين
الكويت
المتحدة
المغرب
المملكة
ماليزيا
األردن
تونس
ألمانيا
مصر
استراتيجية أو خطة
وطنية لتطوير √ √ √ √ √ √
قدرات المشروعات
الصغيرة
والمتوسطة
بناء قدرات المشروعات الصغيرة والمتوسطة
برنامج تدريب
لتطوير قدرات √ √ √ √
المشروعات
الصغيرة
والمتوسطة
سياسة إصالح
مستمرة لتطوير و √ √
تقوية استراتيجية
بناء قدرات
المشروعات
الصغيرة
والمتوسطة
28
الدراسة إلى أبحاث مكتبية ،و تهدف إلى اكتشاف أفضل الممارسات العالمية في مجال تطوير قطاع
المشروعات الصغيرة والمتوسطة .
و أحد أفضل المعايير العالمية الشاملة هو سياسات تنظيم المشروعات و المبادرات أو الممارسات
التي تستهدف رجال األعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تتسم باحتماالت النمو
( المشروعات عالية النمو) .في الكويت ثبت أن تبنـي الدولـة للصـندوق الـوطني لرعايـة و تنميـة
المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،كمؤسسة عامة توفر الدعم المالي و غيـر المـالي للمشـروعات
الصغيرة والمتوسطة ،هو خطوة على الطريق الصحيح أسفرت عـن غـرس اإلحسـاس بالثقـة فـي
إطالق المشروعات بين الشباب يؤكدها إدراك الممولين و رجال األعمال أن المكانة الثقافية لرجـل
األعمال مرتفعة .لكن ثمة حاجة إلى بحـث أعمـق فـي أوضـاع إقامـة المشـروعات و االبتكـار فـي
الكويت تتضح من ترتيـ ب الكويـت علـى مؤشـر االبـ داع العـالمي فـي المركـز 60وتسـ بقها إقليميـا
اإلمارات في المركز ( ) 38و قطر في المركز ( ) 51و المملكة العربية السعودية فـي المركـز (
.( 58
يجب أن يتطور نمو قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الكويت ليشمل ويربط تنمية ذلك
القطاع بالتنمية الوطنية للمشروعات بشكل عام ،وتلك األخيرة ضرورية لتقوية قطاع المشروعات
الصغيرة والمتوسطة محليا ،كما أن النزعة العالمية تشهد على العالقة بين إقامة المشروعات
واالبتكار و التفكير النقدي و األبحاث و التطوير و بين أسواق العمل و الخدمات التمويلية
والتعليم و الصحة و االستدامة البيئية ،وبشكل هائل تطوير أسواق صحية و تنافسية.
نهاية التقرير
29