You are on page 1of 10

‫ويمكرون ويمكر اهلل‬

‫‪3‬رمضان‪/20079/ 15 - 1428/‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫ئات أعمالِنا‪ ،‬من ي ْه ِدهِ اهلل فال م ِ‬


‫ض َّل لَهُ‪،‬‬ ‫باهلل ِمن ُشروِر أنْ ُف ِسنا وسيِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ونستهديه‪ ،‬ونَعوذُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ونستغف ُرهُ‬ ‫(إن الحم َد ِ‬
‫هلل؛ نَ ْح َم ُدهُ‬ ‫َّ‬
‫ُ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬
‫محمداً عب ُدهُ ورسولُهُ)‪.‬‬
‫أن َّ‬ ‫يك لَهُ‪ ،‬وأشه ُد َّ‬
‫هادي لَهُ‪ ،‬وأ ْش َه ُد أ ْن ال إلهَ إال اهللُ َو ْح َدهُ ال شر َ‬ ‫ومن ي ْ ِ‬
‫ضل ْل فال َ‬ ‫َْ ُ‬

‫ّأما بَ ْع ُد‪:‬‬

‫ين ِم ْن‬ ‫َّ ِ‬


‫ب َعلَى الذ َ‬
‫ِ‬
‫ام َك َما ُكت َ‬
‫الصيَ ُ‬
‫ب َعلَْي ُك ُم ِّ‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا ُكت َ‬
‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫فرض علينا ربُّنا تبار َك وتعالى فريضةً جليلةً فقال‪( :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬ ‫فقد َ‬
‫قَ ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ تَّ ُقو َن)‪.‬‬
‫ات ِمن ال ُْه َدى والْ ُفرقَ ِ‬
‫َّاس وب يِّ نَ ٍ‬ ‫ضا َن الَّ ِذي أُنْ ِز َل فِ ِيه الْ ُقرآ ُن ه ِ‬
‫ان)‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫دى للن ِ َ َ‬ ‫ْ ُ ً‬ ‫وقال ُمبَ يِّناً فضلَه‪َ ( :‬ش ْه ُر َرَم َ‬

‫لكم في عم ِركم لِتَ ْستَ ْد ِرُكوا ما فاتَكم‪ ،‬وتَلْحقوا من َسبَ َقكم‪.‬‬‫الشهر‪ ،‬وفَ َس َح ْ‬
‫َ‬
‫عباد ِ‬
‫اهلل أ ْن بَلَّغَ ُك ُم اهللُ هذا‬ ‫فهنيئاً لكم يا َ‬
‫قال في قرآنِه الهادي‪ُ " :‬كتب‬‫نفسهُ من َ‬ ‫ِ‬
‫تب عليكم الصيام"‪ ،‬وإن اهللَ الذي قال‪ُ " :‬كتب عليكم الصيام" هو َ‬ ‫نعم " ُك َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫رب العزةِ‬
‫ض عليكم الصيام‪ ،‬وأ َْوال ُكم أمانةَ نص ِر دينه وجهاد أعدائه؛ ْ‬
‫فاربَ ُؤوا‬ ‫القتال كما فَ َر َ‬
‫عليكم َ‬
‫ُ‬ ‫ض ُّ‬ ‫عليكم القتال"؛ ف َف َر َ‬
‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المحتل‬
‫ِّ‬ ‫بأنفسكم عن تضيي ِع هذه األمانة‪ ،‬وال تُ ْل ُقوا بها إلى تَهلُكة العملية السياسية أو تُنَ ِّكسوها في اتفاقيات سرية َ‬
‫مع‬
‫السنام الواضحةَ إلى ح َف ٍر وِو ٍ‬
‫هاد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الذين َم َّو ُهوا ِذرو َة‬ ‫ِّ‬ ‫وأذنابِه؛ فتكونوا في رْك ِ‬
‫ُ َ‬ ‫القاعدين َ‬
‫َ‬ ‫لين‬
‫المخذ َ‬ ‫المرجفين‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫َ‬

‫أمةَ اإلسالم‪:‬‬
‫ِ‬
‫والخيانة‪ٍ ،‬‬ ‫روس على أيادي الغد ِر‬ ‫ض ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لهجمة َش ِر َس ٍة‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رضيت‬
‫ْ‬ ‫أياد‬ ‫وحرب َ‬ ‫اليوم‬
‫ض َ‬ ‫مشروع الجهاد في بالد الرافدي ِن يَتَ َع ّر ُ‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫ِ‬ ‫تكاد األمةُ تَصحو من َكبوتِها في م ٍ‬ ‫يخها ِ‬ ‫طول تار ِ‬
‫القضاء على صحوتِها‬ ‫نطقة حتى يسارعوا إلى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫بثقافة االنهز ِام والتَّبَ ِعيَّة؛ فما ُ‬ ‫َ‬
‫والمحلي على ٍّ‬
‫حد‬ ‫ُّ‬ ‫األجنبي‬
‫ُّ‬ ‫كل مرةٍ يَ ِج ُد ُّ‬
‫العدو‬ ‫ومكاسب المسلمين"‪ ،‬وفي ِّ‬ ‫ِ‬ ‫مصالح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والمحافظة على‬ ‫الفتيّ ِة؛ ِ‬
‫باسم "الدي ِن‬
‫الفتنة خير ٍ‬
‫سند لتمري ِر مخططاتِهم‪.‬‬ ‫سواء في هذه ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬

‫َ‬ ‫ولكن ينبغي على أمتِنا الغر ِاء أن تُ َ‬


‫درك أن "اإلخوا َن المسلمين" في ِ‬
‫بالد‬ ‫كانت أحياناً ُم َّرة‪ْ ،‬‬
‫نحب الصراحةَ وإن ْ‬
‫إننا ُّ‬
‫معالم الدي ِن في العراق‪ ،‬وخاصةً ِذروةَ ِ‬ ‫لطمس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلسالمي يمارسو َن اليوم أشنع ٍ‬ ‫ِ‬
‫سنامه‬ ‫حملة‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫الحزب‬
‫ُ‬ ‫الرافدي ِن وعلى رأس ُ‬
‫هم‬
‫لترسيخ سيطرتِهم على ِ‬
‫طول‬ ‫الحاقدين‬ ‫والروافض‬ ‫ِ‬
‫الكردية‪،‬‬ ‫هم‬ ‫ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جاهدين لبناء دولت ُ‬
‫َ‬ ‫اد يعملو َن‬
‫الجهاد؛ فبينما نج ُد األكر َ‬
‫َ‬
‫"التوافق"‪ ،‬يعملو َن ب َك ٍّد ِ‬
‫وج ٍّد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لجبهة‬ ‫المسلمين بقيادتِهم‬ ‫ِ‬
‫والجنوب‪-‬نج ُد اإلخوا َن‬ ‫ِ‬
‫الوسط‬ ‫مناطق‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫وعرضها‪ ،‬وخاصةً‬ ‫ِ‬
‫البالد‬
‫َ‬
‫وطالبين‬ ‫ت‪،‬‬ ‫واألموال التي أُنْ ِف َق ْ‬ ‫اض التي ُهتِ َك ْ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫الدماء التي أُ ْزِه َق ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت واألعر َ‬ ‫كل‬
‫الحائط َّ‬ ‫ض‬
‫بين ُع ْر َ‬
‫لصالح االحتالل‪ ،‬ضار َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫واألمنية‪.‬‬ ‫بناء مؤسساتِها العسكر ِية‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫قاء االحتالل ريثما تتوط ُد أركا ُن دولة الرافضة بالعراق ويَت ُّم ُ‬ ‫بإلحاح فريد بَ َ‬

‫تسليم الب الد‬ ‫البالد بغي ِر ٍ‬


‫حرب *** يَهو ُن عليه‬ ‫َخ َذ َ‬‫وم ْن أ َ‬
‫َ‬
‫ُ‬

‫هم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫بتضحيات ِ‬ ‫ثم أ َْوغَلُوا في المباالتِهم‬
‫والمجاهدين‪ ،‬بع َد أ ْن أ ََّم َل ُ‬
‫َ‬ ‫الجهاد‬ ‫الحرب على‬ ‫لواء‬
‫أهل السنة الشرفاء‪ ،‬فرفعوا َ‬
‫ومين عندهم باإلرهابيين؛‬ ‫الم ْو ُس َ‬
‫المجاهدين َ‬
‫َ‬ ‫سيؤول إليهم إذا تم القضاءُ على‬
‫ُ‬ ‫األمر‬
‫الكذوب‪ -‬بأن َ‬ ‫ُ‬ ‫المحتل –وهو‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫التوافق‬ ‫وشيخ ِ‬
‫جبهة‬ ‫َ‬ ‫الجامعي‬
‫َّ‬ ‫الدكتور‬
‫َ‬ ‫بكل قوةٍ؛ حتى أن‬ ‫مجلس ثوا ِر األنبا ِر وساندوهم ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بتأسيس‬ ‫ورحبُوا‬
‫جوا َّ‬ ‫فابْ تَ َه ُ‬
‫المخذول‬ ‫المجرم‬ ‫ٍ‬
‫ورذيلة؛ أعني‬ ‫ٍ‬
‫نقيصة‬ ‫بكل‬
‫ئيسه رجالً ا ْشتَ َه َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َر اجتماعاً لهؤالء الخونة‪ ،‬يكو ُن ر ُ‬ ‫رضي أن يَ ْح ُ‬
‫"الدليمي" َ‬
‫َّ‬
‫رجل‬ ‫ٍ‬ ‫يشاوي"‪ ،‬بل ز َ ِ‬
‫"الدليمي" ُ‬ ‫ُّ‬ ‫يمدح‬
‫مشروعه‪ ،‬وأثنى عليه وعلى من شارَكه‪ ،‬بينما لم ِ‬ ‫َ‬ ‫دح‬
‫وم َ‬ ‫فم َد َحهُ َ‬
‫اد ض ْغثاً على إبَّالَة َ‬ ‫"الر َّ‬
‫ِ‬
‫سجون‬ ‫المنته َك ِة في‬ ‫قط استشهادياً واحداً فَ َّجر نفسه في قاعدةٍ أمر ٍ‬
‫يكية أو قضى نَ ْحبَهُ ثَأْراً لدي ِن اهلل واألعر ِ‬
‫اض‬ ‫يعة ُّ‬ ‫الشر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫سجن "أبي غريب"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الطواغيت‪ ،‬وفي مقدمتها ُ‬

‫والكشف عن عوراتِهم أينما ُو ِج ُدوا؛‬


‫ِ‬ ‫المجاهدين‬ ‫ِ‬
‫لضرب‬ ‫"ديَالى"‪ ،‬وافت َخ ُروا بذلك؛‬ ‫َسس اإلخوا ُن مجلس ِ‬
‫إسناد َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫بل أ َّ َ‬
‫الحرب‪ ،‬فكان في مقدمتِهم "حماس العر ِ‬
‫اق‬ ‫ِ‬ ‫المسلمين" في هذه‬ ‫ِ‬
‫"اإلخوان‬ ‫الكتائب المسلّحةُ التابعةُ لتيا ِر‬ ‫ت‬ ‫فشارَك ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫طاف َوقَ ُفوا‬‫نهاية الم ِ‬
‫لسالح ي ع ِرفونَه إال َدلُّوا عليه‪ ،‬ثم في ِ‬ ‫للمجاهدين إال أَظْ َهروها وال َم ْخبَئاً‬ ‫وجامع"؛ فلم يَ ْت ُركوا عورةً‬
‫َ‬ ‫ٍ َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المحتل َميَّ َزهم بِ َش َارة على أكتافهم حتى ال يَ ْختَلطُوا عليه َ‬
‫مع‬ ‫َّ‬ ‫لكن‬
‫المدني‪َّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫هم‬
‫المحتل في قتالنا وبلباس ُ‬ ‫ِّ‬ ‫جنب مع‬ ‫جنباً إلى ٍ‬
‫يكي في بعقوبا المسمى "سلفر الند" فقال‪[ :‬إن كتائب ثورةِ‬
‫َ‬ ‫عليهم القائ ُد األمر ُّ‬
‫ُ‬ ‫اهم وأثنى‬ ‫األمر أ ْن زَّك ُ‬
‫المجاهدين؛ وبل َغ ُ‬
‫َ‬
‫نعمل‬
‫وسوف ُ‬ ‫َ‬ ‫وبقادتِهم‪،‬‬
‫لإلرهابيين‪ ،‬ولدينا ثقةٌ كبيرةٌ بهم َ‬
‫َ‬ ‫حرس بعقوبا‪ ،‬وعاد ًة يكونو َن هم الطليعةَ في قتالِنا‬ ‫ين هي ُ‬ ‫العشر َ‬
‫ِ‬
‫الحقيقة "حماس العر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشر ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتائب سابقاً"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اق أو‬ ‫ُ‬ ‫كالمه‪ ،‬وهم في‬ ‫والجيش العراقي] انتهى ُ‬ ‫طة‬ ‫على إدخالهم في ُّ ْ‬

‫وبكافة أطيافِهم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫المجاهدين‬
‫َ‬ ‫مناطق "أبي غريب وزوبع" لِ ِ‬
‫حرب‬ ‫ِ‬ ‫ين في‬ ‫واستمال "الزكم" طائفةً كبيرةً من ِ ِ‬
‫كتائب ثورة العشر َ‬
‫األموال‪ ،‬وحسبنا اهلل ونعم الوكيل‪.‬‬
‫َ‬ ‫وسرقُوا‬
‫اض َ‬
‫فهتَ ُكوا األعر َ‬
‫افضي‪َ ،‬‬
‫الوطني الر ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫والحرس‬ ‫يكي‬ ‫وجنباً إلى ٍ‬
‫جنب مع األمر ِّ‬
‫الخديعة األمر ِ‬
‫يكية‪ ،‬وطلبُوا من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫علماء المسلمين إلى هذه الجر ِ‬
‫يمة وح ّذروا مراراً من‬ ‫ولقد نَ َّو َه أكثر من مرةٍ قادةُ ِ‬
‫هيئة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولكن لم يُ ْج ِد إلى اآل َن نَ ْفعاً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هؤالء ال َخ ِ‬
‫مشروع المقاومة‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الرجوع إلى‬
‫َ‬ ‫ونة‬

‫فاح‬ ‫باع الفتى للو ْه ِم عقال *** ففكرتُه التي ولِ َد ْ ِ‬


‫تس ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إذا َ‬
‫جاح‬ ‫ِ‬ ‫انتكاسا *** لَ َما َع ِش َق ْ‬
‫ت مسيلمةَ َس ُ‬ ‫ً‬ ‫ولوال أ ّن في الدنيا‬

‫َس َقطُوا ‪-‬كما َزعموا‪ -‬دولةَ‬ ‫بال ولم يَ َق َّر لهم قَر ٌار حتى أ ْ‬ ‫يخ عبرًة‪ ،‬فاإلخوا ُن قديماً لم يَهدأْ لهم ٌ‬ ‫أبناء أمتِنا في التار ِ‬
‫ولكم يا َ‬
‫تحطيم‬ ‫شيء فيها‪ ،‬حتى‬ ‫كل ٍ‬ ‫ت َّ‬ ‫ٍ‬
‫سنوات َش َّو َه ْ‬ ‫استمرت عد َة‬ ‫حرباً إعالميةً ش ِر َسةً‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فخاضوا ضدَّها ْ‬
‫ُ‬ ‫اإلسالم في أفغانستا َن‪،‬‬
‫الح ْس ِم فدخلُوا على‬ ‫جاءت ساعةُ َ‬‫ْ‬ ‫األوثان َعدُّوهُ جريمةً َو َس َع ْوا إلى استغاللِها كما فَ َع َل بعض مشايخ الفضائيات‪ ،‬وأخيراً‬ ‫ِ‬
‫لكن األمريكا َن ُسرعا َن ما تَ نَ َّكروا‬
‫حرسهُ في القص ِر الجمهوري‪َّ ،‬‬ ‫دبابات األمر ِ‬
‫ِ‬
‫الء َ‬ ‫ض "رباني" ب ُخيَ َ‬‫واستعر َ‬
‫َ‬ ‫يكان إلى كابُ َل‪،‬‬
‫ص لهم‪ ،‬ال شائبةَ في عمالتِه؛ فأصبح "رباني" يَ ْستَ ْجدي مقابلةً تلفزيونية‬ ‫بعميل خالِ ٍ‬
‫يخ وأَتَ ْوا ٍ‬ ‫ِ‬
‫أنقاض التار ِ‬ ‫لهم فأَلْ َق ْو ُهم على‬
‫ض من ي عرف سابقاً عندهم ب ِ‬
‫المجاهدين" "سياف"‪ ،‬وبَ َد ُؤوا جميعاً يَستغيثو َن‬ ‫َ‬ ‫"قائد‬ ‫المحتل ِبع ْر ِ ُ ْ‬
‫ُّ‬ ‫ث‬
‫وعبَ َ‬
‫وانقلب عليه أبناؤه‪َ ،‬‬
‫المحتل‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫األمس طالِبِْي َن التعاو َن لِ َد ْح ِر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأعداء‬ ‫اليوم‬
‫َ‬

‫وبنفس الطر ِ‬
‫يقة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يلعب اللعبةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اليوم وفي ُع ْق ِر دا ِر‬
‫السرطا ُن أن يعي َد ال َك ّرَة‪ ،‬وأن َ‬
‫الرشيد‪ ،‬يري ُد هذا َّ‬ ‫بغداد‬
‫الخالفة َ‬ ‫نحن َ‬ ‫وها ُ‬
‫ِ‬
‫اإلسالم‪،‬‬ ‫الشيطان إسقا َط ِ‬
‫دولة‬ ‫ِ‬ ‫للمحتل وأذنابِه‪ ،‬متمنِّياً على‬ ‫يقع فيها المجاهدو َن فريسةً‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫َحالماً أن يَرى اللحظةَ التي ُ‬
‫وبكل قوةٍ‪.‬‬
‫وداعماً له ِّ‬
‫فكا َن من جر ِ‬
‫ائمه‪:‬‬

‫وانتهاء بالطع ِن في أخالقِهم‪ ،‬وال‬


‫ً‬
‫التشكيك في ِ‬
‫عقائد رجاالتِها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكاذبة َّ‬
‫ضد الدولة اإلسالمية‪ ،‬بَدءاً َ‬
‫ث الد ِ‬
‫ِّعاية‬ ‫أوالً‪ :‬بَ ُّ‬
‫جات ِدعاياتِهم‪.‬‬
‫يخفى أثر ب ْهر ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ِ‬
‫وبعض‬ ‫الكاذبة‬ ‫المجاهدين ُمتَ َزلِّف َ‬
‫ين بالدَّعاوى‬ ‫َ‬ ‫يوخ العشائ ِر ض َّد أبنائ ُ‬
‫هم‬ ‫ِ‬
‫النفوس من ُش ِ‬ ‫ضعاف‬ ‫وتأليب‬
‫ُ‬ ‫يض‬
‫ثانياً‪ :‬تحر ُ‬
‫ِ‬
‫األنبياء عليه الصالةُ والسالم‪.‬‬ ‫زمن خي ِر‬ ‫ِ‬
‫األخطاء التي تَظ َْه ُر من ِ‬
‫المجاهدين‪ ،‬والتي ال تَخلو منها ساحةٌ‪ ،‬حتى ُ‬
‫َ‬ ‫بعض‬

‫والع َق ِديِّة لها‪ ،‬ودعوةُ ِ‬


‫الناس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإيجاد الشرعية السياسية َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫المختلفة‬ ‫اق‬ ‫الخيانة والع ِ‬
‫مالة‪ ،‬في ِ‬
‫مدن العر ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مجالس‬ ‫تأسيس‬
‫ُ‬ ‫ثالثاً‪:‬‬
‫واالنسالخ من دينِهم من ٍ‬
‫جهة أخرى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لالنخر ِ‬
‫اط فيها من جهةٍ‪،‬‬
‫ْ‬

‫كي‬ ‫كة الفع ِ‬


‫الة فيها‪ ،‬بدءاً من البر ِ‬
‫لمان الشر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الحكومة الر ِ‬
‫افضية‪ ،‬من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫خالل المشار ّ‬ ‫مؤسسات‬ ‫الشرعية على‬ ‫رابعاً‪ :‬إضفاءُ‬
‫ْماني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ِ‬
‫فض ب "نعم"‪.‬‬‫لدولة َّ‬ ‫هم النكراء في تصديقهم على الدُّستوِر َ‬
‫العل ِّ‬ ‫ِ‬
‫فالمجالس البلدية؛ وذلك بع َد جريمت ُ‬

‫ودعم المسيرةِ‬
‫اق‪ِ ،‬‬ ‫لفتح ِس َفار ٍ‬
‫ات في العر ِ‬ ‫بية ِ‬‫الدول العر ِ‬
‫المستمر على ِ‬ ‫هم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫المحتل وحكومته بإلحاح ُ‬
‫ِّ‬ ‫خامساً‪ :‬مناصرةُ‬
‫ٍ‬
‫فتح ِسفارة لهم في َ‬
‫بغداد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫"آل ُسعود" عن نيتهم َ‬ ‫ات ال َف َّج ِة ما أعلَنَه ُ‬
‫فكانت آخر الثمر ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫السلْمية؛‬
‫ِّ‬

‫ِ‬
‫وتخويفهم من ِ‬
‫حكم‬ ‫المسلح‬
‫ِ‬ ‫العنف‬ ‫ِ‬
‫والقضاء على ِ‬ ‫بقرب النص ِر‬ ‫بإقناع اإلدارةِ األمر ِ‬
‫يكية ِ‬ ‫ِ‬
‫االحتالل ِ‬ ‫سادساً‪ :‬إطالةُ فترةِ‬
‫ِ‬
‫األوان‪.‬‬ ‫قبل‬
‫انسحبُوا َ‬
‫المجاهدين إذا َ‬
‫َ‬

‫صحة‬ ‫وداروا لِيُ ْقنِ ُعوا الناس ِ‬


‫بعدم ِ‬
‫فباألمس لَُّفوا ُ‬
‫ِ‬ ‫والمجاهدين خاصةً؛‬
‫َ‬
‫أهل ِ‬
‫السنة عامةً‬ ‫ِ‬
‫تضحيات ِ‬ ‫لكل‬
‫العملي ِّ‬
‫ُّ‬ ‫سابعاً‪ :‬التَّنَ ُّك ُر‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الجنابية فقال أح ُد ُكبَرائِهم‪[ :‬قضيةٌ‬ ‫ِ‬
‫العفيفة‬ ‫أنفسهم بها‪ ،‬ثم َك َّذبوا قصةَ‬ ‫فضائح "أبي غريب" إلى ِ‬
‫اعترف األمريكا ُن ُ‬‫َ‬ ‫أن‬ ‫ِ‬
‫ْسلُهم مستمر‪.‬‬ ‫وم َسل َ‬
‫ت إعالمياً]‪ُ ،‬‬ ‫ُه ِّولَ ْ‬

‫يكان والر ِ‬
‫افضة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلسالمية أعظم من َخطَ ِر األمر ِ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫الدائم أ ّن َخطََر‬ ‫هم‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫يح ُ‬
‫ثامناً‪ :‬تصر ُ‬

‫وذلك بدخولِهم في‬‫والمجاهدين عامةً؛ َ‬


‫َ‬
‫ِ‬
‫اإلسالمية خاصةً‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫المباشر في ِ‬
‫قتال‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫اك‬
‫الرسمي واالشتر ُ‬
‫ُّ‬ ‫ط‬‫تاسعاً‪ :‬االنخرا ُ‬
‫المنحرف يُ ْع ِد ُم‬
‫َ‬ ‫مسؤول شرطتِها‬
‫َ‬ ‫استطعت لترى‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الفلوجة إن‬ ‫واذهب إلى‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫والشرطة العراقيي ِن كما في بعقوبا واألنبا ِر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الجيش‬
‫ِ‬ ‫تعذيب ي ْندى لها جبين الكر ِ‬ ‫أي سلَ ِف ٍّي يتِ ُّم القبض عليه بع َد ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ -‬أح َد‬ ‫المجرم ‪-‬وال يز ُ‬
‫ُ‬ ‫واإلباء‪ ،‬وكان هذا‬ ‫امة‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ‬ ‫موجة‬ ‫ُ‬ ‫وبيده َّ َ َ‬
‫أهم أمر ِاء ِ‬
‫كتائب ثورةِ العشرين‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫"حماس" وأخواتُها من‬


‫ٌ‬ ‫تفعل‬ ‫الخسيس؛ فيُظْ ِهرون إعالمياً أنهم ُّ ِ‬
‫ضد حربنا كما ُ‬ ‫ِ‬ ‫أسلوب الت َِّقيَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫عاشراً‪ :‬شابَهوا الرافضةَ في‬
‫الص ُعد‪.‬‬ ‫لإلخوان المسلمين‪ ،‬بينما حربهم لنا على أَ ُشدِّها وعلى ِ‬
‫كافة ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التابعة‬ ‫ِ‬
‫المسلحة‬ ‫ِ‬
‫الكتائب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫السلفية ويُ ْب ِط ُن قادتُها عقيدةَ‬
‫ِ‬ ‫ثوب‬
‫س زوراً َ‬
‫ِ‬
‫الفصائل المقا ِومة والتي تَلْبَ ُ‬
‫ِ‬ ‫بعض‬ ‫ِ‬
‫الخبيث ُ‬ ‫المشروع‬
‫ِ‬ ‫دخل في هذا‬ ‫هذا وقد َ‬
‫الدول العر ِ‬
‫بية‪،‬‬ ‫زعمهم في إحدى ِ‬ ‫حد ِ‬ ‫مة الشر ِ‬
‫يفة على ِّ‬ ‫ض َّم فصائل المقاو ِ‬ ‫اجتماع خطي ِر َ‬
‫ٍ‬ ‫التآم ِر اإلخوانيَّةَ؛ فشاركوا في‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مفاده‪" :‬أ ْن‬ ‫ِ‬ ‫يكي بَيَّتُوا فيه أمراً خطيراً على الدي ِن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والجهاد ُ‬ ‫ائيل"‪ ،‬وبإشراف أمر ٍّ‬ ‫والتي لها َعالقةٌ وطيدةٌ مع دولة اليهود "إسر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُ َش ِّكل هذه األطر ُ ِ‬
‫بالقتال أو ِ‬
‫بدعم العشائ ِر‬ ‫اف حلْفاً تَ ْمنَ ُع بموجبِه الدولةَ اإلسالميةَ من الوجود في أماك ِن نفوذها؛ سواءٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫متمردي الشيعة‪ ،‬على أن‬ ‫ف ِّ‬ ‫المهدي وَك ِّ‬ ‫بضرب ِ‬
‫جيش‬ ‫ِ‬ ‫القوات األمريكيةُ‬ ‫قوم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫قابل أ ْن تَ َ‬
‫المتحالفة مع الحكومة الحالية‪ ،‬م َ‬
‫االنتخابات الديمقر ِ‬
‫اطية‬ ‫ِ‬ ‫الموحدةِ على ِ‬
‫أساس‬ ‫ِ‬
‫الدولة َّ‬ ‫مشروع‬
‫ِ‬ ‫ضمن‬ ‫ِ‬
‫الفصائل َ‬ ‫يُ َسلِّ ُموا فيما بع ُد السلطةَ السياسيةَ لهذه‬
‫مفاده‪.‬‬
‫يهة" هذا هو ُ‬ ‫النز ِ‬

‫مسلحة‪ ،‬وما "ثوار العامر ِية" منكم ٍ‬


‫ببعيد؛ وذلك بع َد أن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بحرب‬ ‫القوم بما َو َعدوا؛ فَ َشنُّوا حرباً إعالميةً‪ ،‬أَتْ بَ ُعوها‬
‫ُ‬ ‫قام ُ‬ ‫ولقد َ‬
‫كانوا عن َدهم أبطاالً صنادي َد؛ فحسبُنا اهلل ونعم الوكيل‪.‬‬

‫أضاف أعماراً إلى عُ ْم ِره‬


‫َ‬ ‫يخ في صد ِره ***‬
‫ومن وعى التار َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اإلسالم‪ ,‬أمتي الحرَة األبيةَ‪:‬‬ ‫أمةَ‬
‫ِ‬
‫المليك المقتدر‪.‬‬ ‫بالد الرافدي ِن‪ ،‬وأنّى لهم ِ‬
‫بعون‬ ‫اإلسالم ِ‬
‫الفتية في ِ‬ ‫ِ‬ ‫دولة‬ ‫ِ‬
‫إلسقاط ِ‬ ‫إن ِ‬
‫هؤالء يفعلو َن ما يفعلو َن‬
‫ْ‬

‫اجا‬
‫وه َ‬ ‫الشمس أن تُ ْر ِس َل َّ‬
‫السنا ّ‬ ‫َ‬ ‫وص *** دُّوا‬ ‫ِ‬
‫أ َْوق ُفوا ال َف ْج َر إ ْن قَ َد ْرتُم ُ‬
‫ف األمواجا‬‫البحر أن يَ ْق ِذ َ‬
‫وامنعوا َ‬
‫فوح َشذاهُ *** ُ‬
‫الزهر أن يَ َ‬ ‫وامنَ عُوا َ‬ ‫ْ‬
‫يفة الطاهرةِ‬ ‫بالمسلمة الحرةِ الشر ِ‬
‫ِ‬ ‫سمع‬ ‫ٍ‬ ‫كل ٍ‬ ‫يفعلو َن هذا في ٍ‬
‫لم يَ ْ‬‫فمن منكم ْ‬ ‫وخسيس؛ َ‬ ‫خبيث‬ ‫المسلمين ُّ‬
‫َ‬ ‫وقت تَ َج َّرأَ على‬
‫ض ِح النها ِر‪ ،‬قِ ْت لَةً‬ ‫الشيطان"‪ ،‬فاجتمعوا عليها وقتلوها بوح ٍ‬
‫شية في َو َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫الخ َّس ِة َ‬
‫"عبَ َدةُ‬ ‫(دعاء)؟ التي تَج َّرأَ عليها خل ٌق في منتهى ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫فضاقت‬ ‫ِ‬
‫المالئكة؛‬ ‫هاتفين باسم إل ِه ِهم "إبليس" أو ما يسمونه‪" :‬طاووس َملَك" أي َملِ ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫القلوب المتحجرةَ‪،‬‬
‫َ‬ ‫عت حتى‬‫قطَّ ْ‬
‫بال حتى يأخذوا بثأ ِرها‬ ‫السماء بال َع َم ٍد أن ال يَ ْه َدأ لهم ٌ‬
‫َ‬ ‫رفع‬
‫مال‪ ،‬وأقسموا بالذي َ‬ ‫الش ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم في َّ‬ ‫األرض على ِ‬
‫أسود‬ ‫ُ‬
‫قتل الفتاةِ‪ ،‬وسنستمر بضربهم‬ ‫شارك في ِ‬
‫أي ممن َ‬ ‫تسليم ٍّ‬
‫َ‬ ‫ضوا‬‫رؤوسهم‪ ،‬وخاصةً بع َد ما رف ُ‬ ‫الشيطان من ِ‬
‫ِ‬ ‫وساوس‬
‫َ‬ ‫ويُ ْخ ِرجوا‬
‫ِ‬
‫اإلسالم متى شاء‪.‬‬ ‫أي "إزيدي" إلى‬ ‫دخول ِّ‬
‫َ‬ ‫وعدم ممانعتِه‬
‫األكبر موافقتَه َ‬ ‫ُ‬ ‫هم‬
‫علن شيطانُ ُ‬ ‫حتى يُ َ‬

‫َخذْنا بثأ ِر ِك يا "دعاء"؟‬


‫فكان ما كا َن‪ ،‬مما رآه العالَ ُم؛ فهل أ َ‬
‫وأقول‪ :‬ال‪ ،‬ليس بع ُد يا ب نَ يَّتي؛ فما زال قَ تَ لَتُ ِ‬
‫ك يتحركو َن على ظه ِر‬ ‫عم يا َع ُّم"‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫س‪" :‬نَ ْ‬
‫أسمعه يا أختاه يَ ْهم ُ‬
‫وكأني بصوتك ُ‬
‫قتلوك عليها‪ ،‬ولم يقعوا بع ُد في أيديْنا ويُ ْذ ِعنُوا لمطالِبِنا‪.‬‬
‫األرض التي ِ‬ ‫ِ‬

‫ِ‬
‫ونستأص َل َشأْفَ تَهم‪ ،‬ونُ ْخ ِر َجهم‬ ‫ْسم باهلل الذي ال ِع َّز لنا إال به‪ :‬إما أن يسلِّمونا من قَ تَ لَ ِ‬
‫ك أو أ ْن نُبِْي َد خضر َاءهم‬ ‫ِ‬
‫ّ َُ ُ َْ‬ ‫وإني ألُق ُ‬
‫أرض الخالفة‪.‬‬ ‫بعون اهلل وقوتِه وقدرتِه من ِ‬ ‫ِ‬

‫ِ‬
‫البيضاء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫النعجة‬ ‫ِ‬
‫الذليلة "السويد"‬ ‫الصليبة الحقيرةِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫كتلك‬
‫الحياد َ‬ ‫من كان يَدَّعي‬
‫َ‬ ‫المسلمين حتى ْ‬
‫َ‬ ‫ولقد تَ َج َّرأَ على‬
‫ْ‬
‫(كلب) حاشاه‬ ‫ٍ‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم بصورةِ‬ ‫ص ِّوُر فيه َّ‬ ‫ِ‬
‫ت رسماً تُ َ‬‫فنشر ْ‬
‫للمسلمين َ‬
‫َ‬ ‫اإلهانة‬ ‫أنواع‬
‫بأقبح ِ‬
‫تتعرض ِ‬
‫ُ‬ ‫ت‬‫فباتَ ْ‬
‫عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫اد ِد اللَّهَ َوَر ُسولَهُ فَأ َّ‬
‫َن لَهُ‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم وقال عنه (هو أذن) قال‪( :‬أَلَم ي ْعلَموا أَنَّهُ من يح ِ‬
‫َْ َُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫قال تعالى فيمن آذى َّ‬
‫يم)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نَار جهنَّم َخالِ ًدا فِيها ذَلِ َ ِ‬
‫ي ال َْعظ ُ‬‫ك الْخ ْز ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ‬

‫وبع ُد‪ ،‬أيها المسلمو َن! أيها العلماءُ! ماذا تريدو َن؟‬

‫اضنا ودما ُؤنا‬


‫وصارت أعر ُ‬
‫ْ‬ ‫اد البق ِر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الشيطان‪ ،‬حتى ُعبَّ ُ‬ ‫الصليب إلى ُعبَّ ِ‬
‫اد‬ ‫ِ‬ ‫ذليل قد تَج َّرأَ علينا؛ ِمن عُب ِ‬
‫اد‬ ‫كل حقي ٍر ٍ‬ ‫ها هو ُّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫هؤالء يَطعنو َن في ظهوِرنا‪.‬‬ ‫وع ِّز أسالفِنا جاء ِ‬ ‫شيء في هذه الدنيا‪ ،‬فلما أر ْدنا النهوض من سباتِنا الستعادةِ مج ِدنا ِ‬ ‫أرخص ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كيف‬ ‫ِ‬
‫الصليب َ‬ ‫اد‬
‫سوف تَعرفو َن يا ُعبَّ َ‬ ‫ِ‬
‫باإلسالم‪ ،‬ولَ َ‬ ‫أعزنا اهللُ‬ ‫ِ‬
‫الصليب‪ ،‬نحن أمةٌ َّ‬ ‫ِّرَه ِم والدينا ِر‪ ،‬ال يا ُعبَّ َ‬
‫اد‬ ‫اد الد ْ‬
‫ال يا ُعبَّ َ‬
‫معاقبة من قام بالجر ِ‬
‫يمة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بحق‬ ‫ِ‬
‫احتفاظنا ِّ‬ ‫مع‬ ‫أذالء‪ ،‬وتعتذرو َن رسمياً من جريمتِكم ِّ‬
‫َ‬ ‫والسالم‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫بحق نبيِّنا عليه الصالة‬ ‫تركعو َن َ‬
‫مالقة ِم ْن نح ِو‪:‬‬
‫الع ِ‬‫اقتصاد شركاتِكم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ضرب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نعلم كيف نُ ْجبِ ُركم على تراجعكم واعتذا ِركم؛ فإن لم تَ ْف َعلوا فانتظروا َ‬ ‫ونحن ُ‬
‫(أركسون – سكانيا – فولفو – إكيا– إلكترولكس)‪ ،‬وقد أَ ْع َذ َر َم ْن أَنْ َذ َر‪.‬‬

‫ين َك َف ُروا َواللَّهُ أَ َش ُّد بَأْساً َوأَ َش ُّد تَ ْن ِكيالً)‪.‬‬ ‫ف بأ َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ض ال ِ ِ‬


‫ين َع َسى اللهُ أَ ْن يَ ُك َّ َ َ‬
‫ْس الذ َ‬ ‫(و َح ِّر ِ ُ‬
‫ْم ْؤمن َ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬‬
‫رسام الكاريكاتي ِر "الرش" الذي تَ َجرأَ على َم ِ‬
‫قام نبينا عليه‬ ‫الدم ِ‬
‫تصفية ُم ْه َد ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض على‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫نحر ُ‬
‫وعليه فإنا من اليوم وصاعداً ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فور‪،‬‬
‫المجرم ال َك َ‬
‫َ‬ ‫قتل هذا‬ ‫لم ْن يَ ُ‬ ‫الجود شه ِر رمضا َن عن جائزة قَ ْد ُرها مائَةُ ألف دوال ٍر َ‬ ‫ونعلن في شه ِر ُ‬‫الصالة والسالم‪ُ ،‬‬
‫ألف دوال ٍر‬
‫خمسين َ‬ ‫قدارها‬ ‫ٍِ‬ ‫ألف دوال ٍر إذا ذبَ َحهُ ذَبْ َح الن ِ‬ ‫تفع الجائزةُ إلى ِمائَ ٍة‬
‫َ‬ ‫ونعلن عن جائزة م ُ‬‫ِّعاج‪ ،‬كما ُ‬ ‫وخمسين َ‬
‫َ‬ ‫وتر ُ‬
‫والثواب في الدنيا‬ ‫أس مدي ِر تحري ِر الجريدةِ التي نُ ِشر فيها الخبر؛ فاحتَ ِسبوا أيها المسلمون األجر عن َد ِ‬
‫اهلل‬ ‫لم ْن يأتي بر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لقتل هذي ِن‬
‫ليس َجز ًاء ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وبكل وسيلة ُمتاحة‪ ،‬وهذا َ‬ ‫مال ِّ‬‫عدنا من ٍ‬
‫وواهلل سنُ َوفّي بما َو ْ‬‫العلْج ْي ِن الكافري ِن‪ِ ،‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بقتل هذي ِن َ‬ ‫واآلخرةِ ِ‬
‫الكلبي ِن ال َخسيسي ِن وإنما لتَ َف ُّر ِغ ُكم لهذا ِ‬
‫العمل ومتابعتِكم له‪.‬‬

‫أهلَنا في ِ‬
‫بالد الرافدي ِن‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫أعلم أن كثيراً منكم وقع تحت وطأةِ ِ‬
‫آنف الذك ِر مع ُوعود َ‬
‫بالم ِّن‬ ‫والرجعية ُ‬ ‫التخاذل‬ ‫تيار‬
‫قادها ُ‬ ‫تضليل كبيرة‪َ ،‬‬ ‫حملة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يات شتّى؛‬ ‫سم ٍ‬ ‫مالة لهذه الح ِ‬
‫كومة تحت ُم َّ‬ ‫الخيانة والع ِ‬
‫ِ‬ ‫السن بهم؛ فدخلوا في ِسل ِ‬
‫ْك‬ ‫والسل َْوى؛ مما أَ ْغ َرى كثيراً من صغا ِر ِّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫السنِّ يَّ ِة‪ ،‬وذاك وذاك إلى‬ ‫ِ‬
‫المناطق ُّ‬ ‫حقوق وم َق َّدر ِ‬
‫ات‬ ‫ُ‬
‫للدفاع عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وطنيان‬ ‫وجيش عراقيان‬ ‫ٌ‬ ‫وتلك شرطةٌ‬
‫فهذه صحوةٌ وإنقاذٌ‪َ ،‬‬
‫الح ِّ‬ ‫ِ‬
‫القائمة‪ِ َّ ،‬‬
‫الوعود‪:‬‬
‫اب ُ‬
‫ظ أَ ْد َر َك َسر َ‬ ‫لكن بَع ْي َد النظ ِر‪ُ ،‬م َوفَّ َق َ‬ ‫آخر‬

‫شاب لَ َّذتَه ُّ‬


‫الس ُّم‬ ‫س ِمعنا كالماً لَ َّذ في السم ِع وقعه *** ور َّ ٍ‬
‫ب لذيذ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫أسها الغُ ْرُم‬ ‫عادت الصغرى على ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكبرى لها الغُْنم وح َدها *** وقد‬
‫الدول َ‬ ‫أرى َ‬
‫صيدها *** وقد ْأم َكنَْتها من مقاتِلِها البُ ْهم؟‬ ‫لحم ِ‬ ‫ت الذئبا ُن عن ِ‬ ‫عف ِ‬‫متى َّ‬
‫ِ‬ ‫أال ُّ ٍ‬
‫الض ْخ ُم‬ ‫حقها ُس ًدى *** إذا لم يُؤيِّ ْد َح َّقها الم ُ‬
‫دفع َّ‬ ‫ضائع ُّ‬
‫كل أمة ٌ‬
‫ِ‬ ‫القوم‪ ،‬ووقَ َ ِ‬ ‫ف خديعة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والعمالة‪ ،‬وهم‬ ‫ف بنفسه على بئ ِر الخيانة َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وع َر َ‬‫وقد بَلَغَنَا أن كثيراً من هؤالء نَ ِد َم على ما غُ ِّرَر به َ‬
‫ص ِّدقُو َن َمن َخ َد َع ُهم بأن الدولةَ اإلسالميةَ ستقتُ لُهم لو ترُكوا خيانتَهم‪ ،‬فلم يَ ْب َق‬ ‫ِ‬
‫يريدو َن التوبةَ لكنَّهم يخافو َن من العاقبة‪ ،‬ويُ َ‬
‫وو َجل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العمالة والخيانة على خوف َ‬ ‫سبيل إال االستمر ُار في َ‬ ‫لهم ٌ‬
‫ت‬ ‫الس َما ِء‪َ ،‬وغُلِّ َق ْ‬
‫اب َّ‬ ‫ت أَبْ َو ُ‬
‫ِّح ْ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أنه‪( :‬إِذَا َد َخ َل َش ْه ُر َرَم َ‬
‫ضا َن فُ ت َ‬
‫لهؤالء‪ :‬قد أخبرنا ُ ِ‬
‫رسول اهلل َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫فأقول‬
‫ُ‬
‫ين) ‪.‬‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫أَب واب جهنَّم وسل ِ‬
‫الشيَاط ُ‬ ‫ْسلَ ْ‬ ‫َْ ُ َ َ َ َ ُ‬

‫الشر‬
‫باغي ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫مناد َّ ٍ‬
‫وأتت البشرى عنه صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم عن ليالي رمضا َن‪( :‬ينادي ٍ‬
‫ِ‬
‫باغي الخير أَ ْقب ْل‪ ،‬ويا َ‬
‫كل ليلة‪ :‬يا َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫كل ل ٍ‬
‫يلة) ‪.‬‬ ‫ْصر‪ِ ،‬‬
‫وهلل عتقاءُ من النا ِر‪َ ،‬‬
‫وذلك َّ‬ ‫ِ‬
‫أَق ْ‬
‫من‬ ‫واعلموا َّ‬ ‫ِ‬ ‫فيا أيها المنخدعون‪ :‬إن باب ِ‬
‫ألهمه التوبةَ َ‬‫أحب عبداً َ‬‫أن اهللَ إذا َّ‬ ‫قبل القدرة عليكم‪ُ ،‬‬ ‫مفتوح‪ ،‬وخاصةً َ‬‫ٌ‬ ‫التوبة‬ ‫َ‬
‫ولن يَ ِج َد عندها منا إال‬ ‫الذنب‪ ،‬فإذا َشعر أح ُدكم من ِ‬
‫نفسه شيئاً من ذلك فلْيَ ْعلَ ْم َّ‬ ‫ِ‬
‫ع إليه‪ْ ،‬‬
‫أن اهللَ يري ُد به خيراً ولْيُسار ْ‬ ‫ََ‬
‫الر َّدةُ‪ ،‬كما ذََك َر‬ ‫ِ‬
‫الحسنات إال ِّ‬ ‫جميع‬ ‫ِ‬
‫السيئات إال التوبةُ كما ال يُ ْحبِ ُ‬ ‫ِ‬
‫ط َ‬ ‫جميع‬
‫ب َ‬ ‫حيب به أخاً بعدما كان عدواً‪ ،‬فال تُ ْذه ُ‬
‫َّر َ‬
‫الت ْ‬
‫أهل ِ‬
‫العلم‪.‬‬ ‫ُ‬

‫اليوم‬
‫موقف كما لك َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‬ ‫لك في‬
‫هلل‪ ،‬وليك ْن َ‬ ‫ص النيةَ ِ‬ ‫التوبة وخاصةً في هذا الشه ِر الكر ِيم وأ ْخلِ ِ‬ ‫اهلل إلى ِ‬ ‫فبادر يا عب َد ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ناد ِ‬
‫قة قُطَّ ِاع الطُّ ُر ِق إلى اهلل‪.‬‬ ‫الز ِ‬‫المجاهدين بأخبا ِر َّ‬ ‫وم َّد‬ ‫ِ‬ ‫موقف‪َّ ُ ،‬‬ ‫في الردةِ‬
‫َ‬ ‫ين ُ‬ ‫ودل على َع ْورات الكافر َ‬ ‫ٌ‬
‫ك يا عب َد ِ‬
‫اهلل‬ ‫ومصائب‪ ،‬واشت ِر دينَ َ‬ ‫َ‬ ‫مصاعب‬
‫َ‬ ‫ك؛ فاصبِ ْر على ما سيَ ْع ُقبُها من‬ ‫ك وتَ ْوبَتَ َ‬ ‫لن يَ َد َع َ‬ ‫ِ‬
‫ْف الشيطان ْ‬ ‫وا ْعلَ ْم أن ِحل َ‬
‫التوبة؛ ولن تَ ْن َفعكم ِ‬
‫واهلل‬ ‫َ‬
‫بيد المجاهدين قبل ِ‬
‫َ َ‬
‫ت ِ‬ ‫ٍ‬
‫معدودات لن تُفي َدك إذا َوقَ ْع َ‬ ‫قاء در ِاه َم‬ ‫كل َ‬
‫بدنياك‪ ،‬وال تَبِع آخرتَ َ ِ‬
‫ْ‬
‫وناصرنا عليكم‪،‬‬ ‫فإن اهلل معنا‬ ‫ولن تغني عنكم كثرةُ ُعدَّةٍ وال جاهُ عشيرة؛ َّ‬
‫ُ‬ ‫الم َد َّر َعةُ‪َ ْ ،‬‬ ‫كم ُ‬ ‫الم ْح َك َمةُ وال سياراتُ ُ‬ ‫تحصيناتُ ُك ُم ُ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّوبَةُ َعلَى اللَّه للَّذ َ‬
‫ين‬ ‫ب إلى اهلل؛ قال تعالى‪( :‬إِنَّ َما الت ْ‬ ‫ك ونُ ْخم ُد ذ ْك َرك‪ ،‬فاتَّع ْظ بغي ِرك‪ ،‬وتُ ْ‬ ‫أس َ‬
‫نحتز ر َ‬ ‫وستعلم ذلك يقيناً حينما ُّ‬ ‫ُ‬
‫وب اللَّهُ َعلَْي ِه ْم َوَكا َن اللَّهُ َعلِيماً َح ِكيماً)‪.‬‬
‫ك يَتُ ُ‬ ‫وء بِ َج َهالَ ٍة ثُ َّم يَتُوبُو َن ِم ْن قَ ِر ٍ‬
‫يب فَأُولَئِ َ‬ ‫الس َ‬
‫يَ ْع َملُو َن ُّ‬
‫فإ ْن لم يُغ َف ْر لك في رمضا َن فمتى؟‬

‫محمد صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫شباب‬ ‫ِ‬


‫اإلسالم‪ ،‬يا‬ ‫جنود ِ‬
‫دولة‬ ‫ويا َ‬
‫َ‬
‫ذوبة الحضارةِ‬‫خارطة الم ْن ِط َق ِة بل العالَ ِم‪ ،‬إننا اليوم نَشه ُد نهايةَ أُ ْك ِ‬
‫ِ‬ ‫مرحلة جديدةٍ‪ ،‬ونُ ْق ِ‬
‫طة تَ َح ُّوٍل في‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أعتاب‬ ‫اليوم على‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫إننا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الغر ِ‬
‫القدماء قائالً‪َّ :‬‬
‫[إن‬ ‫بين‬
‫أمام المحار َ‬‫اإلسالمي‪ ،‬وهو ذاتُه ما َح َّذ َر منه "بوش" في كلمته األخيرة َ‬ ‫ِّ‬ ‫العمالق‬ ‫بية ونَهضةَ‬
‫والع ْه ِر‪ ،‬حضارةِ ُّ‬
‫الذ ِّل والقه ِر‪.‬‬ ‫الشرك والكف ِر‪ ،‬حضارةِ ِّ‬
‫الربا ُ‬
‫ِ‬ ‫تتحول إلى نح ٍو ي هدِّد انهيار الحضارةِ]؛ أي‪ :‬حضارةِ‬
‫ْ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫الم ْن ِطقةَ‬
‫َ‬
‫وذلك بعد أن‬
‫الخالفة من إسبانيا إلى إندونيسيا] َ‬ ‫ِ‬ ‫بالد الرافدي ِن‪[ :‬إنهم يسعو َن إلعادةِ‬ ‫اإلسالم في ِ‬
‫ِ‬ ‫جنود ِ‬
‫دولة‬ ‫وقال عن ِ‬
‫َ ْ َْ‬
‫فأين هذا وما رمانا به الخونةُ‬ ‫ت به األعداءُ‪َ ،‬‬ ‫والحق ما َش ِه َد ْ‬
‫ُّ‬ ‫ِّد أمريكا وحضارتَها‪،‬‬ ‫السني الوحي َد الذي يُ َهد ُ‬
‫َّ‬ ‫الخطر‬
‫َ‬ ‫هم‬
‫جعلَ ُ‬
‫العمالءُ؟‬
‫ٍ‬ ‫الصليب‪ ،‬وتحيةُ ٍ‬
‫ِ‬ ‫أس عُبَّ ِ‬ ‫اب ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإجالل إلى‬ ‫محبة‬ ‫اد‬ ‫الذل على ر ِ‬ ‫فتحيةُ إكبا ٍر وفخ ٍر وإعزا ٍز إلى هؤالء الجنود الذين أ ََهالُوا تر َ‬
‫وع َر ِق جبينِهم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫هؤالء الرْه ِط الذين أقاموا دولةَ‬
‫اإلسالم بدمائِهم َ‬
‫ِ‬
‫كم وقوةِ ُّ‬
‫تمس ِك ُكم بعقيدتِكم إياكم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خ "بوش" ُر ْعباً من َع ْزم ُكم وثبات ْ‬ ‫ص ُر ُ‬‫كيف يَ ْ‬
‫أكرمكم اهللُ وأشه َد ُكم بأعين ُكم َ‬
‫فيا َم ْن َ‬
‫عدوكم وتُ َف ِّرطُوا في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إياكم وأن تُ ِ‬
‫ثوابت دينكم‪.‬‬ ‫ودماء إخوانكم؛ فَ تَ ِه َن عز ُ‬
‫ائمكم أو تداهنوا َّ‬ ‫َ‬ ‫جهودكم‬ ‫ض ْيعوا ثمرةَ‬

‫َس د‬ ‫ٍ‬ ‫غنما في ِ‬


‫أرض َم ْسبَعة *** ونام عنها تولى َر ْعيها األ َ‬ ‫ومن رعى ً‬

‫ج‬ ‫ْكتاب بِ ُق َّوةٍ) ‪ ،‬وهذا شهر رمضا َن قد أَقْبل فاتِحاً ذر َ ِ‬


‫ِ ِ‬
‫اع ْيه وسيَ ْخ ُر ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫عباد اهلل؛ قال تعالى‪( :‬يَا يَ ْحيَى ُخذ ال َ َ‬
‫فالشدةَ الشدةَ يا َ‬
‫ليالي المغفرةِ‪ ،‬في‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بمن اصطفاه اهللُ من خلْقه؛ فطوبى لمن كانت نهايةُ دنياهُ في رمضان‪ ،‬طوبى لمن لَق َي ربَّه في ليلة من ْ‬
‫الموت َمظَانَّهُ‪ ،‬وأ َْرِهبوا‬
‫َ‬ ‫أنفسكم خيراً‪ ،‬وسيروا على سير أسالفِكم‪ ،‬واطلُبوا‬ ‫ِ‬
‫الصفاء واألُنْس باهلل؛ فأَروا اهلل من ِ‬ ‫ٍ‬
‫حالة من‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬
‫أعداء اهلل؛ فإ ّن الجنةَ موع ُدكم بإذن اهلل‪.‬‬
‫َ‬

‫والقلب يَ ْهواها‬
‫ُ‬ ‫والروح خاشعةٌ‬
‫ُ‬ ‫والعين دامعةٌ‬
‫ُ‬ ‫ف األ ْذ ُن سامعةٌ‬

‫سبيل اهلل خير من ِ ِ‬ ‫أن (موقف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإذا َّ‬


‫قيام ليلة ال َق ْد ِر عن َد َ‬
‫الحج ِر األسود) ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ساعة في ِ‬ ‫المصدوق َّ‬ ‫الصادق‬ ‫حديث‬
‫َ‬ ‫تذك ْرتُم‬
‫الخير كلَّه‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫وت َذ َّك ْرتُم أن ليلةَ القد ِر كما َّ‬
‫(خير من ألف شه ٍر‪َ ،‬م ْن ُح ِرَمها فقد ُح ِرَم َ‬
‫حدثَنا نبيُّنا عليه الصالة والسالم‪ٌ :‬‬
‫ط وصلى وناجى معاً في ِ‬
‫ليلة القدر؟‬ ‫فضل َمن رابَ َ‬
‫أعظم َ‬
‫خيرها إال َمحروم) ‪ ،‬إذاً فما َ‬
‫يُ ْح َرُم َ‬

‫ونكل بهم‪ ،‬وشر َد بهم َمن خل َفهم في ِ‬


‫أيام وليالي رمضا َن!‬ ‫َ ِ َّ‬
‫ّ‬ ‫أعداء اهلل َ‬ ‫جاه َد‬
‫أجر َمن َ‬ ‫أعظم َ‬ ‫ما َ‬
‫أول رمضا َن عن‬ ‫ان‪ ،‬يُ َش ِّرفُني أن أُ ْعلِن في ِ‬ ‫ِ‬
‫الرحمة والغُفر ِ‬ ‫ِ‬
‫والجهاد وليالي‬ ‫باني في شه ِر الخي ِر‬ ‫ٍ‬
‫سام شرف ر ٍّ‬ ‫فيا َمن تري ُد ِو َ‬
‫َ‬
‫"خطَّ ِة الكر ِ‬
‫امة"‬ ‫نهاية ِ‬
‫مصعب الزرقاوي" تنتهي مع ِ‬ ‫ٍ‬ ‫شهيد ِ‬ ‫باسم "غزوةِ ِ‬ ‫غزوةٍ ِ‬
‫وال‪ ،‬وذلك ضم َن ُ‬ ‫اليوم السابع من َش َ‬ ‫األمة أبي‬
‫بإذن ِ‬
‫كة ِ‬ ‫المبار ِ‬
‫أبواب‬
‫نفتح ُ‬ ‫حيث تَ ُ‬ ‫صار فرضاً عينياً‪ ،‬وفي خي ِر الشهوِر ُ‬ ‫الم َرَّكب‪ :‬جها ٌد َ‬ ‫الفضل ُ‬
‫ُ‬ ‫اهلل‪ ،‬فال يَ ُفوتَ نَّكم هذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َق ِ‬
‫ب عب ٌد‬
‫ب ما تَ َق َّر َ‬ ‫وأجر الواجبات أعلى من أج ِر النافالت‪ ،‬فأ َ‬
‫َح ُّ‬ ‫أوجب اهللُ عليكم طاعتَه‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫لمن‬
‫بول‪ ،‬وفو َق هذا طاعةٌ ْ‬
‫افترضه ربُّه عليه‪.‬‬
‫َ‬ ‫إلى ِ‬
‫اهلل ما‬

‫الشهيد ‪-‬نحسبه واهلل‬ ‫ِ‬ ‫األمة حينما أعلن عن غزوةِ الثأ ِر ِ‬


‫ألخيه أبي ٍ‬
‫أنس‬ ‫شهيد ِ‬ ‫نداء ِ‬ ‫ويس ِع ُدني ها هنا أ ْن أردد رِجيع ِ‬
‫َ‬ ‫ّ َ َْ‬ ‫ُْ‬
‫وتالمس قلوبَكم نَ َس َماتُه؛ فتَ لْقى منكم آذاناً صاغيةً وقلوباً واعيةً‪ ،‬ويكو َن‬ ‫تنفعكم كلماتُه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫حسيبه‪ -‬راجياً من اهلل أن َ‬
‫ان حبيبِكم ِ‬
‫وقائدكم‪ ،‬قال‬ ‫َّخروا ج ْهداً أن تَزيدوا حسنةً في ميز ِ‬ ‫يضه هذا قد نصحكم قريباً منكم وبعيداً عنكم؛ فال تَد ِ‬ ‫بتحر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الليل إال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التوحيد على ِ‬
‫أرض الرافدي ِن‬
‫يأتي عليكم ُ‬ ‫ت عليكم إ ْن وصلَكم ندائي هذا أال َ‬ ‫الحبيبة‪َ :‬ع َزْم ُ‬ ‫أسود‬
‫رحمه اهلل‪[ :‬فيا َ‬
‫اضنا‬ ‫خير في ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عدوكم؛ أ ِ‬
‫َع ْي ُدوها خضر َاء َج َذ َعةً؛ قُوموا قَ ْوَمةَ ٍ‬ ‫وسيوفُ ُكم تَ ْقطُر من ِ‬
‫ك فيه أعر ُ‬ ‫عيش تُ ْنتَ َه ُ‬ ‫رجل واحد؛ فال َ‬ ‫دماء ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬
‫داس فيه كرامةُ أخواتِنا‪ ،‬ويَ ْح ُك ُمنا فيه ُعبَّ ُ‬
‫اد الصليب] انتهى كالمه رحمه اهلل‪.‬‬ ‫وتُ ُ‬

‫ِ‬
‫الشهداء في هذهِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األيام‬ ‫فالمغْبُو ُن َمن فاتَ ْتهُ قافلةُ‬
‫اإلسالم بما َع َزَم به عليكم شهي ُد األمة؛ َ‬ ‫وها أنا ذا أَ ْع ِزُم عليكم يا َ‬
‫جنود‬
‫والحرص على الدنيا‪.‬‬ ‫المبار ِ‬
‫كات؛ فإياكم‬
‫َ‬

‫هي الدنيا تقول بِ ِم ْل ِء فيها‪َ *** :‬ح َذا ِر َح َذا ِر من بَطْشي وفَ ْتكي‬
‫والقول ُم ْب ِكي‬
‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ابتسام *** فَ ِف ْعلِي ُم ْ‬
‫ض ِح ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫فال يَغْ ُرْرُك ُمو مني‬

‫اتباعهُ ويُ ِريَنَا الباطل باطالً ُ‬


‫ويرزقَنا‬ ‫والسداد‪ ،‬وأن يُ ِريَنا َّ‬
‫الحق حقاً ويَ ْرُزقَنا َ‬ ‫َ‬ ‫والثبات‬
‫َ‬ ‫اإلخالص‬
‫َ‬ ‫وإياكم‬
‫ُ‬ ‫يرزقَنا‬
‫أسأل أن ُ‬
‫واهللَ ُ‬
‫اجتنابَه‪.‬‬

‫العالمين‬ ‫رب‬ ‫أن الحم ُد ِ‬


‫هلل ِّ‬ ‫وآخر دعوانا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب َعلَى أ َْم ِرهِ َولَ ِك َّن أَ ْكثَ َر الن ِ‬
‫َّاس الَ يَ ْعلَ ُمو َن)‬ ‫ِ‬
‫(واللّهُ غَال ٌ‬
‫َ‬

‫أخوكم‪ /‬أبو عمر البغدادي‪.‬‬


‫رمضان ‪ / 1428‬الموافق الشهر التاسع‪2007‬‬

You might also like