You are on page 1of 5

‫سمنتة اآلبار النفطية‬

‫‪1-‬السمنتة ( تعريفها وأهميتها ‪):‬‬


‫السمنتة ‪ :‬هي عبارة عن عملية ضخ السائل اإلسمنتي (ماء ‪ +‬اسمنت ) من داخل مواسير التغليف ثم إزاحته إلى الفراغ الحلقي أي‬
‫أننا نقوم باستبدال سائل الحفر الموجود في الفراغ الحلقي بسائل إسمنتي والذي يتصلب بعد فترة زمنية معينة مشكالً حول مواسير‬
‫التغليف ما يسمى بالحجر اإلسمنتي‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص أهمية عملية السمنتة بالنسبة للبئر الغازي بالنقاط التالية‪:‬‬

‫‪ 1.‬عزل الطبقات الجيولوجية ‪ :‬حيث تعزل العمليات اإلسمنتية الطبقات الجيولوجية عن بعضها البعض وهي الوظيفة‬
‫األهم لعمليات السمنتة حيث تمنع اختالط الموائع المتواجدة فيها وعدم انتقالها من المناطق ذات الضغط المرتفع إلى المناطق‬
‫ذات الضغط المنخفض وتحقق عازليه جيدة للطبقات المنتجة عن بقية الطبقات األخرى األمر الذي يسهل استثمارها على‬
‫مراحل‪.‬‬
‫‪ 2.‬حماية مواسير التغليف من التأثير التآكلي بفعل المياه الطبقية المالحة أو سائل الحفر الذي دخل الطبقة أو بقي خلف‬
‫مواسير التغليف أو بفعل الموائع الطبقية الحامضية‪(SO4– CO2,CO, NO3-, ) .‬‬
‫‪ 3.‬إبعاد تأثير سائل الحفر أو فاقد الرشح عن الطبقات الصخرية ‪ ,‬حيث تبعد عمليات االسمنت تأثير سائل الحفر أو فاقد‬
‫الرشح عن الطبقات التي تتأثر ثبوتيتها بالماء (غضار‪ ,‬ملح ) وبذلك تثبت عمليات االسمنت هذه الطبقات وتمنعها من‬
‫االنهيار وبالتالي تحمي مواسير التغليف من الضغط الخارجي الناتج عن التهدم واآلثار السلبية التي قد تتبع ذلك‪.‬‬
‫‪ 4.‬تثبيت مواسير التغليف وتدعيمها من خالل تشكيل رابطة مقاومة بين السطح الخارجي للمواسير والجدران الصخرية‬
‫للبئر‪.‬‬
‫– ‪ 2‬االسمنت‪:‬‬
‫يعتبر االسمنت المادة الرئيسية في عملية السمنتة وهو عبارة عن مسحوق ناعم جدا ً تتراوح أبعاده بين (‪)10 – 150‬‬
‫ميكرون‪ .‬وهو مكون من مزج عدة مواد مطحونة ذات تركيب معدني معين‪ ,‬ويتصف بخاصية التصلب(التحول إلى حجر)‬
‫عند مزجه مع الماء‪ .‬وينتج االسمنت من حرق خليط من الجير (الطباشير والحجر الجيري ) والغضار إلى درجة حرارة‬
‫تحميص المكونات الداخلة في تركيبه أي حوالي (‪ CO) 1450‬بعد ذلك تتم عملية طحنه إلى أبعاده المحددة ‪ .‬وهنالك‬
‫تصنيفات متعددة لالسمنت ولكن بشكل عام يؤخذ تصنيف المعهد األمريكي باالعتبار في أغلب األحيان ‪ .‬حيث يصنف‬
‫المعهد األمريكي للنفط االسمنت إلى األنواع التالية والتي حددت فيه خواصه الفيزيائية والكيميائية وفقا ً لعمق البئر وهذه‬
‫األنواع هي‪:‬‬
‫‪(A,B,C,D,E,F,G,H) .‬‬
‫أما بالنسبة لالسمنت البورتالندي وهو النوع المستخدم في سمنتة اآلبار الغازية فإنه يتشكل من حجر كلسي و غضار و‬
‫أحيانا ً أكاسيد الحديد واأللمنيوم والتي تخلط مع بعضها البعض وتسخن إلى درجة الحرارة المطلوبة ضمن فرن‬
‫دوار‪.‬ويتشكل من المكونات التالية‪:‬‬
‫‪• CaOSiO2 :‬وهي عبارة عن المادة الرئيسية التي تؤمن لالسمنت قوته وصالبته ‪,‬حيث يتهدرج هذا المركب ببطئ‬
‫ليعطي االسمنت الصالبة المطلوبة ‪.‬ويرمز له بالرمز )‪ (C3S‬وتكون نسبته في االسمنت حوالي (‪)%.25- 5‬‬
‫‪• CaOAl2O3 :‬حيث يسرع هذا المركب هدرجة االسمنت كما يتحكم بزمن التخثر (زمن الشك االبتدائي) ويرمز له‬
‫بالرمز )‪ (C3A‬وتكون نسبته في االسمنت حوالي ‪%.10‬‬
‫‪• CaOAlO3Fe2O3 :‬ويؤمن هذا المركب حرارة هدرجة قليلة ويرمز له بالرمز ) )‪ (C4AF‬وتكون نسبته في‬
‫االسمنت حوالي ‪.%10‬وبالتالي فإن التأثير الذي نحصل عليه لهذه المواد يجعلنا قادرين على تطوير االسمنت من أجل‬
‫تطبيقات متعددة تلبي احتياجات الصناعة النفطية‪.‬‬
‫‪3-‬خواص السوائل اإلسمنتية‪:‬‬
‫السائل اإلسمنتي هو عبارة عن خليط من الماء واالسمنت مع بعض اإلضافات والتي تخلط مع هذا السائل بنسب معينة‬
‫بهدف تحسين خواص السائل اإلسمنتي وبالتالي الحجر اإلسمنتي المتشكل‪ ,‬وتعتبر خواص السائل اإلسمنتي من العناصر‬
‫األساسية في نجاح عمليات السمنتة أو فشلها ‪ .‬وكتابع للزمن فإن نوعية السائل اإلسمنتي يجب الحفاظ عليها لفترة قصيرة‬
‫من بداية تحضير السائل اإلسمنتي وحتى نهاية عملية السمنتة ‪ .‬وتعتمد هذه الخواص على عوامل عديدة مثل التركيب‬
‫المعدني والكيميائي لمسحوق االسمنت ونوع وكمية المواد المضافة ونسبة الماء إلى مسحوق االسمنت ونظام الخلط ونظام‬
‫جريان السوائل في الفراغ الحلقي ثم الشروط الطبقية وندرس فيما يلي أهم خواص السوائل اإلسمنتية‪:‬‬
‫‪1-3-‬الوزن النوعي للسائل اإلسمنتي ‪:‬وهو عبارة عن وزن واحدة الحجم من السائل اإلسمنتي وهو من الخواص الهامة‬
‫جدا ً ألنه يمثل الدليل العملي الوحيد لجودته أثناء التحضير ثم النقل إلى البئر وتدل تذبذبات الوزن النوعي للسائل اإلسمنتي‬
‫على تغير خواصه األخرى‪.‬‬
‫ً‬
‫إن زيادة الوزن النوعي تقابل تناقصا في نسبة الماء إلى مسحوق االسمنت أي تؤدي إلى تعجيل تكاثف السائل وتناقص‬
‫الزمن الذي يمكن خالله متابعة قابليته للحركة ‪ ,‬بينما نقصان الوزن النوعي ينتج عن زيادة نسبة الماء إلى المسحوق‬
‫اإلسمنتي وخفض جودة الحجر اإلسمنتي لذا يجب المحافظة عليه بقيمة ثابتة أثناء ضخ السائل اإلسمنتي‪ .‬تتغير نسبة الماء‬
‫إلى مسحوق االسمنت تبعا للوزن النوعي المطلوب وتتراوح بين )‪ ( W/C=3.5 – 60 %‬وبذلك يكون الوزن النوعي‬
‫بين)‪Kg/m3(1810 -1850‬‬
‫وبذلك يكون الوزن النوعي للسائل اإلسمنتي دائما أعلى أو على األقل يساوي الوزن النوعي لسائل الحفر وذلك لألسباب‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪1-‬تجنب حدوث اندفاعات ذاتية من الطبقات الخازنة للموائع أثناء عملية السمنتة‪.‬‬
‫‪2-‬المحافظة على قيمة الضغط المعاكس على بعض الطبقات القابلة لالنهيار‪.‬‬
‫‪3-‬الحصول على إزاحة جيدة لسائل الحفر من الفراغ الحلقي من قبل السائل اإلسمنتي‪.‬‬
‫يمكن زيادة الوزن النوعي بتخفيض النسبة ‪ W/C‬أو بإضافة مواد مثقلة كالبارايت و أكاسيد الرصاص والهيماتيت ويمكن‬
‫إنقاصه بزيادة النسبة ‪ W/C‬أو بإضافة بنتونايت ( البيلون)‬
‫‪3 -2-‬ثبوتية السائل اإلسمنتي‪:‬‬
‫تعرف الثبوتية على أنها بقاء مكونات السائل اإلسمنتي مبعثرة بشكل متجانس حتى عند توقفه عن الحركة ‪ ,‬وتسمى اكبر‬
‫كمية ماء قابلة لالنفصال عن السائل اإلسمنتي بتأثير الجاذبية بالفاصل المائي وهو يعتمد على نوعية المسحوق اإلسمنتي‬
‫ومعالجاته المختلفة وكذلك على نسبة الماء إلى االسمنت‪.‬‬
‫يؤدي فصل الماء إلى ظهور أحزمة مائية وتغير في خواص السائل اإلسمنتي والحجر اإلسمنتي‪.‬‬
‫يمكن التقليل من كمية الماء بمعالجة السائل اإلسمنتي بمواد غروية (البنتونايت) أو بزيادة السطح النوعي لالسمنت أو‬
‫بخفض النسبة‪W/C.‬‬
‫وتحدد الثبوتية بوضع كمية من السائل اإلسمنتي الممزوج جيدا ًبالماء في أنبوبة مدرجة سعتها ‪ cm3250‬وتترك في حالة‬
‫سكون مدة ساعتين حيث تقاس كمية الماء المنفصلة وتنسب إلى الحجم الكلي للسائل اإلسمنتي ويجب أال تزيد عن ‪%.2‬‬
‫‪3- 3-‬فاقد الرشح‪:‬‬
‫هوعبارة عن كمية الماء التي يفقدها السائل بتأثير فرق الضغط الذي يتعرض له وتعتمد قيمة فاقد الرشح للسائل اإلسمنتي‬
‫على نسبة الماء إلى مسحوق االسمنت وعلى قيمة فرق الضغط وهي تتناسب عكسا ً مع مربع السطح النوعي للمسحوق‬
‫واللزوجة‪.‬‬
‫ويجب أن يتمتع السائل اإلسمنتي بفاقد رشح قليل ألنه في حال حدوث العكس فإنه يؤدي إلى زيادة لزوجة السائل اإلسمنتي‬
‫وبالتالي عدم إمكانية رفعه في الفراغ الحلقي إلى االرتفاع المقرر ‪ .‬ولهذه الخاصية أهمية كبيرة وخاصة في اآلبار العميقة‬
‫التي تتجاوز ‪ m 1500‬حيث كلما ازداد فرق الضغط المتشكل كلما ازدادت نسبة الماء المفقود بالرشح وإذا فقدت الخلطة‬
‫اإلسمنتية الماء الالزم للتفاعل والترابط يصبح االسمنت أشبه بتربة رطبة غير مترابطة‪.‬‬
‫ويقاس فاقد الرشح باستخدام جهاز الباروئيد ذوالضغط المنخفض أو المرتفع حسب الظروف الموجودة في البئر‪.‬‬
‫– ‪3 – 4‬زمن تكاثف السائل اإلسمنتي‪:‬‬
‫تقيم إمكانية نقل السائل اإلسمنتي إلى الفراغ الحلقي خارج مواسير التغليف بما يعرف زمن الشك ويعَرف زمن الشك البدائي‬
‫(بداية الشك) بأنه بداية التصلب وزمن نهاية الشك بنهاية التصلب ‪ .‬وقد اصطلح على أن تكون لزوجة السائل اإلسمنتي‬
‫معيارا ً لتحديد فترة قابلية الضخ وأخذت القيمة‪ Poise 100‬كنهاية حدية وأطلق على الزمن الذي يستغرقه السائل األسمنتي‬
‫من لحظة تحضيره وحتى بلوغ لزوجته القيمة الحدية ‪ Poise 100‬بزمن التكاثف وهذا الزمن هام جدا ً وخاصة عند سمنتة‬
‫اآلبار العميقة أو اآلبار العميقة ذات درجات الحرارة المرتفعة‪ .‬إن زمن التكاثف له عالقة مباشرة بنسبة الماء إلى االسمنت‬
‫واإلضافات الكيميائية وعندما يكون زمن التكاثف طويالً فانه يترك المجال للتأثيرات الخارجية ‪ ( P,T, ,‬مياه طبقية ‪ ,‬نفط‬
‫‪,‬غاز) لتلعب دورها وتؤثر على العمود األسمنتي السائل لذا يجب المحافظة على زمن تكاثف نظامي يعادل زمن تنفيذ‬
‫العملية ويضاف إليه (‪ )% 25‬زمن احتياطي وكذلك لتالفي التهريب في المجاالت القابلة للتهريب أي يجب أن يبدأ السائل‬
‫األسمنتي بالتجمد مباشرة بعد فترة وجيزة من انتهاء عملية السمنتة‪.‬‬
‫‪3 -5-‬سيولة السائل اإلسمنتي‪:‬‬
‫تحدد خاصية السيولة مقدرة السائل اإلسمنتي على الحركة خالل فترة زمنية محددة وتعين بواسطة قمع مخروطي سعته‬
‫‪ Cm3120‬مفتوح عند قاعدتيه وسطحه الداخلي ناعم وغير قابل للصدأ ‪.‬يوضع القمع فوق لوح زجاجي مثبت فوق ورقة‬
‫تحوي دوائر مركزية تفصل بين كل دائرة و أخرى مسافة ‪mm 5‬قطر الدائرة الداخلية ‪ mm)) 100‬والخارجية‬
‫‪ mm .250‬يمأل القمع بالسائل اإلسمنتي حتى حافة قاعدته العلوية ثم يرفع القمع بهدوء وتكون السيولة الوسط الحسابي‬
‫لقطري الدائرة المتشكلة األعظمي و األصغري‪ .‬تعتمد قيمة السيولة على نسبة الماء إلى االسمنت ودرجة نعومة المسحوق‬
‫ونوعية مواد المعالجة‪.‬‬
‫‪3 – 6-‬لزوجة السائل اإلسمنتي‪:‬‬
‫يجب أن تكون لزوجة السائل اإلسمنتي ضمن الحدود المعقولة والتي تمكننا من ضخه في البئر بسهولة ثم إزاحته إلى الفراغ‬
‫الحلقي وذلك الن هذه اللزوجة تعتبر العنصر الرئيسي الذي يحدد نهاية إمكانية ضخ السائل اإلسمنتي وبالتالي نهاية عملية‬
‫السمنتة وهي تتعلق بنسبة الماء إلى االسمنت واإلضافات األخرى والضغط ودرجة الحرارة‪.‬‬
‫– ‪4‬خواص الحجر اإلسمنتي‪:‬‬
‫لكي يقوم الحجر اإلسمنتي بوظائفه يجب أن يتمتع بجملة من الخواص الهامة نستعرضها فيما يلي‪:‬‬
‫‪1-4-‬المقاومة الميكانيكية للحجر اإلسمنتي‪:‬‬
‫وهي تمثل مدى إمكانية الحجر اإلسمنتي المتشكل لمقاومة جهد االنضغاط الذي يتعرض له‪.‬‬
‫وتعريفا ً ‪:‬هي القوة المطبقة على ‪cm)) 1‬من سطح مكعب إسمنتي متصلب والالزمة لتهشيمه ويجب أن تكون هذه القوة‬
‫كبيرة كي يشكل الحجر اإلسمنتي صلة وصل جيدة بين مواسير التغليف وصخور الطبقات المخترقة ومقاومة الضغوط عند‬
‫متابعة الحفر وأثناء اإلنتاج‪.‬‬
‫تعتمد قيمة المقاومة الميكانيكية للحجر اإلسمنتي على عدة عوامل أهمها التركيب المعدني الكيميائي لمسحوق االسمنت‬
‫ونسبة الماء إلى هذه المسحوق والسطح النوعي للمسحوق اإلسمنتي ونوعية وكمية المواد المضافة ودرجة الحرارة‬
‫والضغط‪.‬‬
‫يالحظ تأثير التركيب المعدني الكيميائي لمسحوق االسمنت على صالبة الحجر عند زمن التجمد الطويل وكلما زاد زمن‬
‫التجمد زادت الصالبة‪.‬‬
‫وتزداد المقاومة الميكانيكية للحجر اإلسمنتي بسرعة عند استخدام مسحوق بسطح نوعي مرتفع ‪ .‬بينما تتناسب المقاومة‬
‫الميكانيكية عكسا مع النسبة‪w/c.‬‬
‫إن معالجة السائل اإلسمنتي بمسرعات التصلب تمكن من زيادة المقاومة الميكانيكية األولية للحجر اإلسمنتي ويكون تأثير‬
‫مبطئات التصلب بالعكس‪.‬‬
‫يمكن زيادة المقاومة الميكانيكية للحجر اإلسمنتي لمعالجة السائل أو المسحوق اإلسمنتي بنسبة معينة من الرمل الكوارتزي‪.‬‬
‫‪4 -2-‬نفوذية الحجر اإلسمنتي‪:‬‬
‫وهي السمة الثانية الهامة من خواص الحجر اإلسمنتي وتحدد درجة عازلية االسمنت للطبقات وبالتالي تقييم فعالية عملية‬
‫السمنتة حيث يجب أن تكون نفوذية الحجر اإلسمنتي صغيرة جدا ً أو معدومة وتقدر بواحدة‪ mD‬وهي تعتمد على عدة‬
‫عوامل ‪ :‬التركيب الكيميائي لالسمنت‪ -‬نسبة الماء إلى االسمنت – اإلضافات األخرى للسائل اإلسمنتي – الضغط – درجة‬
‫الحرارة – زمن التجمد‪ .‬حيث كلما كان هذا الزمن أكبر كلما قلت النفوذية‪.‬‬
‫‪4 -3-‬التغير الحجمي للحجر اإلسمنتي‪:‬‬
‫إن تفاعل االسمنت مع الماء يقلل من الحجم المطلق لالسمنت أو أن الماء باتحاده مع معادن الخبث الحراري يؤدي إلى‬
‫نقص الحجم الظاهري (ظاهرة االنكماش ) وفي ظروف البئر ونتيجة ترشيح جزء من الماء في الطبقات المسامية يقلل حجم‬
‫الطور السائل ويؤدي إلى انكماش الحجر اإلسمنتي مما يؤدي إلى ظهور قنوات بين مواسير التغليف والحجر اإلسمنتي‬
‫والصخور‪.‬‬
‫إن ضمان العزل الجيد للمناطق المنتجة يتطلب استخدام سوائل إسمنتية تعطي حجرا ً ال ينكمش ويمكن للحجر اإلسمنتي أن‬
‫يولد تمدداً أو انكماشا ً تحت تأثير عوامل مختلفة‪.‬‬
‫‪4 -4 -‬التصاق الحجر اإلسمنتي بالسطح الخارجي لمواسير التغليف ومع جدران البئر الصخرية‪:‬‬
‫يعتمد قيام الحجر اإلسمنتي بوظائفه العامة إلى حد كبير على مدى التصاقه مع مواسير التغليف و مع جدران البئر الصخرية‬
‫ويجب العمل باستمرار للحصول على درجة التصاق عظمى‪.‬‬
‫تتأثر درجة االلتصاق هذه بعدة عوامل أهمها ‪ :‬درجة نظافة هذه السطوح من سائل الحفر أو من القشرة الطينية لسائل الحفر‬
‫‪ ,‬نوع مسحوق االسمنت المستخدم ‪ ,‬درجة الحرارة ‪ ,‬خشونة سطوح التالمس لذلك يجب أن ننزع القشرة الطينية بطرق‬
‫ميكانيكية أو كيميائية كما يجب أن تنظف السطوح الخارجية لمواسير التغليف من الطالء الواقي‪.‬‬
‫تؤدي قوة االحتكاك التي تتولد عند ضغط المعدن بالحجر اإلسمنتي دورا ً هاما ً في زيادة درجة االلتصاق كما يمكن زيادة‬
‫االلتصاق بزيادة اضطراب السائل األسمنتي في الفراغ الحلقي‪.‬‬
‫‪5-‬أهم اإلضافات التي تستخدم لتحسين مواصفات االسمنت‪:‬‬
‫هنالك مجموعة من اإلضافات تمزج مع الخلطة اإلسمنتية وذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪1-‬الحصول على كثافات مختلفة تتراوح مابين (‪ )10.8-20‬باوند‪/‬غالون‪.‬‬
‫‪2-‬التحكم بمعدل اإلرتشاح‪.‬‬
‫‪3-‬تقليل اللزوجة‪.‬‬
‫‪4-‬زيادة مقاومة الحجر اإلسمنتي المتشكل للتآكل ‪ .‬وفيما يلي نستعرض هذه اإلضافات‪:‬‬
‫‪1-5-‬مواد مخفضة للوزن النوعي‪:‬‬
‫من أهم هذه المواد البنتونايت ويستخدم بتركيز يصل إلى ‪ %25‬من وزن االسمنت وكلما ازدادت نسبة البنتونايت ازدادت‬
‫لزوجة السائل اإلسمنتي لذلك يلزم إضافة مواد مخفضة للزوجة عندما يكون تركيز البنتونايت اكبر من (‪. )% 6‬باإلضافة‬
‫إلى دور البنتونايت في تخفيض الوزن النوعي للسائل اإلسمنتي نتيجة امتصاصه كمية كبيرة من الماء وزيادة حجمه‬
‫وبالتالي تناقص كلفة االسمنت فانه يؤدي أيضا إلى تشكل حجر إسمنتي أكثر مرونة وغير قابل للتشقق عند التثقيب‪ .‬لكن‬
‫إضافة البنتونايت له مساوئ كثيرة أهمها ‪:‬انه يقلل من مقاومة الحجر اإلسمنتي عند تعرضه لالنضغاط لذا فان استعماله‬
‫مقصور على اآلبار القليلة العمق أما في اآلبار العميقة فيستعمل التراب الدياتومي والذي يضاف بتركيز يتراوح بين‪-4(%‬‬
‫‪ )10‬من وزن االسمنت‪.‬‬
‫كما يمكن إضافة مادة أخرى أكثر كفاءة بالنسبة لآلبار الغازية وهي البيرليت )‪ (perlite‬وهي عبارة عن رماد بركاني‪.‬‬
‫ويمكن إضافة ‪ gilzonite‬حيث يضاف بنسبة ‪ )50-25(%‬من االسمنت‪.‬‬
‫أما في األوساط والطبقات التي تحتوي على نسبة عالية من مركبات الكبريت فإننا نستخدم مركب‪ pozolan‬حيث يضاف‬
‫بنسبة ‪ ))25-50 %‬من وزن االسمنت ويعطي مقاومة جيدة تجاه مركبات الكبريت األكالة‪.‬‬
‫‪5 -2-‬المواد الرافعة للوزن النوعي‪:‬‬
‫وأفضلها البارايت حيث أن وزنه النوعي ‪ gf/cm3 4.33‬وكذلك أكاسيد الحديد مثل )‪ (Fe2Ti2O3‬وهو أول أكسيد‬
‫الحديد التيتاني ووزنه النوعي يتراوح بين )‪ gf/cm3(4.67-4.65‬وهو خامل كيميائيا ً‪.‬‬
‫ويجب أن تتمتع المواد المضافة لزيادة الوزن النوعي ببعض الخواص ومنها‪:‬‬
‫•أن تكون خاملة من ناحية التفاعل الكيميائي خاصة مع مركبات االسمنت‪.‬‬
‫•أال يكون لها تأثير على زمن التصلب‪.‬‬
‫•أال يكون لها تأثير على عمليات التسجيل الكهربائية‪.‬‬
‫‪5- 3-‬مسرعات التصلب‪:‬‬
‫وهي من أهم اإلضافات المستعملة لسمنتة اآلبار الغازية حيث انه عند سمنتة المجاالت الحاوية على غازات طبقية فانه من‬
‫الضروري إنقاص زمن بدء التصلب وذلك للتقليل من كمية الغازات التي تدخل في كتلة السائل اإلسمنتي وتأثيرها السلبي‬
‫على الحجر اإلسمنتي الذي سيتشكل الحقا ً كما أن بعض العمليات اإلسمنتية الخاصة تتطلب اإلسراع في تصلب السائل‬
‫اإلسمنتي (السيطرة على مشكلة تسرب سائل الحفر في الطبقات ‪ ,‬عزل المجال النفطي عن الماء ) لذا يعالج السائل‬
‫اإلسمنتي بمواد مسرعة للتصلب‪.‬‬
‫وتستعمل لهذا الغرض مركبات عديدة مثل كلور الكالسيوم )‪ (Cacl2‬والملح الصخري )‪ (Nacl‬وسيلكات الصوديوم‬
‫)‪(Na2SiO2‬وأكسيد الصوديوم)‪(Na2O‬‬
‫‪5 -4-‬مبطئات التصلب‪:‬‬
‫عند سمنتة اآلبار العميقة أو اآلبار ذات درجات الحرارة العالية فإنه يجب إبطاء عملية التصلب كي يتوفر الزمن الكافي‬
‫إليصال السائل األسمنتي إلى االرتفاع المقرر له في الفراغ الحلقي ‪ .‬وتستخدم مركبات عديدة للتقليل من سرعة التصلب‬
‫مثل‪:‬‬
‫ليغنو سلفونات الكالسيوم ويستخدم هذا المركب حتى درجة حرارة ‪ FO 260‬أما في المجاالت ذات درجات الحرارة‬
‫األعلى من (‪ FO) 260‬فانه يستخدم ليغنو سلفونات الكالسيوم مضافا ً إليه حمض عضوي ‪.‬كما يستخدم )‪(CMHEC‬‬
‫كربوكسي ميتيل هدروكسي ايتيل السيليلوز وذلك من اجل التحكم بمعدالت الرشح للسائل اإلسمنتي‪.‬‬
‫‪5 -5-‬منظم فاقد الرشح‪:‬‬
‫إن زيادة قيمة فاقد الرشح للخلطة اإلسمنتية تنقص حجمها وتزيد لزوجتها مما يتطلب ضغطا ً عاليا ً لتحريكها خلف مواسير‬
‫التغليف وهذا يؤدي إلى انهيار الطبقات الضعيفة وينتج عنه تهريب للسائل اإلسمنتي ‪.‬كما أن زمن الشك يتناقص مع زيادة‬
‫فاقد الرشح لذا تضاف مواد منظمة لفاقد الرشح بغية الحصول على خلطة إسمنتية متجانسة والمحافظة على أجزائها الصلبة‬
‫بنسبة ثابتة إلى الماء وهذه المواد منها ما هو سائل ) ‪ (D-73‬ومنها ما هو صلب (بودرة )‪ ) (D-60‬و )‪(CA-FL1‬‬
‫ومركب االميدون (النشاء‪) C6H10O5H2O‬ومركب كربوكسي ميتيل السللوز الصودي‪ NaCMC.‬عند إضافة‪(D-‬‬
‫)‪73‬إلى الخلطة اإلسمنتية يعطي لزوجة عالية للخلطة لذلك يجب إضافة مرقق )‪ (D-80‬للحصول على تدفق اضطرابي‬
‫‪5- 6-‬المواد المقللة لالحتكاك‪:‬‬
‫يتميز احتكاك السائل اإلسمنتي مع السطوح التي تحتك معه بقيمته المرتفعة والتي تزداد بزيادة اللزوجة مما يتطلب معدات‬
‫ضخ باستطاعات كبيرة إليصالها إلى الفراغ الحلقي لذا يعالج السائل اإلسمنتي بمواد تقلل من االحتكاك بين ذرات الخلطة‬
‫ومع جدران المواسير وجدران البئر مما يسهل عملية نقله ويزيد سيولة الخلطة ومن هذه المواد ما هو سائل مثل )‪(D-80‬‬
‫ومنها ما هو صلب )‪ (D-65‬و )‪ (G F R‬ومركبات كبريتات الليغنن‪.‬‬
‫‪5- 7-‬مواد مانعة للرغوة‪:‬‬
‫نتيجة لعمليات الخلط و إضافة بعض المواد الكيميائية تتشكل فقاعات هوائية (رغوة) في الخلطة اإلسمنتية ‪ .‬مما يؤدي إلى‬
‫عدم إعطاء الوزن النوعي الحقيقي للخلطة مع ازدياد احتمال دخول كميات كبيرة من الغازات الطبقية وما ينتج عن ذلك من‬
‫تشكل حجر إسمنتي مسامي ونفوذي ذو مقاومة ميكانيكية ضعيفة لذا تضاف مواد مانعة للرغوة ومن هذه المواد ما هو سائل‬
‫)‪(D-74‬و )‪(C A -AFL‬ومنها ما هو صلب‪(CA-AFP) .‬‬
‫‪6-‬تأثير الشروط الطبقية على عملية السمنتة‪:‬‬
‫تتأثر خواص كل من السائل األسمنتي والحجر الذي يتشكل عن تجمده بشكل ملحوظ بالشروط الطبقية حيث ينقل السائل‬
‫‪,‬وفيما يلي ندرس تأثير هذه الشروط‪:‬‬
‫‪1-6-‬تأثير الضغط على عملية السمنتة‪:‬‬
‫يتميز تأثير الضغط بمحدوديته على عملية السمنتة إجماال فهو يقلل من زمن تكاثف السائل األسمنتي والزمن الذي يبدأ عنده‬
‫هذا السائل بالتصلب (زمن بدء الشك‪).‬‬
‫إن زمن التصلب يتناقص مع تزايد قيمة الضغط حتى‪P=350 Kgf/cm2‬‬
‫حيث يالحظ انعدام تأثير الضغط ‪.‬أما تأثير الضغط على الحجر اإلسمنتي فيكون بزيادة المقاومة الميكانيكية األولية وذلك من‬
‫خالل زيادة سرعة التجمد‪.‬‬
‫كما أن نفوذية الحجر اإلسمنتي تقل بارتفاع قيمة الضغط المؤثر عليه وذلك بفعل ارتصاص حبيبات االسمنت مع بعضها‬
‫البعض‪.‬‬
‫‪6 -2-‬تأثير درجة الحرارة على عملية السمنتة‪:‬‬
‫تتميز درجة الحرارة بتأثيرها الهام على عملية السمنتة وهو تأثير سلبي في كل الحاالت تقريبا ً‪.‬‬
‫إن لزوجة السائل اإلسمنتي تصل إلى القيمة الحدية (وصول لزوجته إلى القيمة الحدية ‪ 100‬بواز ) بعد ثالث ساعات من‬
‫تحضيره عند تعريضه لدرجة حرارة مقدارها‪ CO) ) 45‬بينما تصل إلى القيمة الحدية بعد نصف ساعة فقط عند وجوده‬
‫في وسط درجة حرارته )‪ (CO 95‬أي أن الزمن الذي يمكن خالله دفع السائل اإلسمنتي للحركة يتناقص بشدة مع ارتفاع‬
‫درجة الحرارة ‪.‬لذلك يجب معالجة السائل اإلسمنتي بمبطئات التصلب تحدد كميتها ونوعيتها وفقا ً لنوع الخليط ودرجة‬
‫الحرارة في البئر ‪.‬كذلك فان ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تناقص زمن بدء التصلب (بدء الشك) للسائل اإلسمنتي هذا‬
‫الزمن لسائل إسمنتي بنسبة ماء إلى مسحوق االسمنت مقدارها ‪ ,6.0‬فدرجة الحرارة تقلل من زمن عملية السمنتة وقد ال‬
‫تسمح بإزاحة كامل السائل اإلسمنتي إلى الفراغ الحلقي إال إذا عولج بالمبطئات‪.‬‬
‫إن لدرجة الحرارة تأثير على الحجر اإلسمنتي ويالحظ ذلك من خالل إنقاصها للمقاومة الميكانيكية له خاصة عند تجاوز‬
‫القيمة ‪CO .80‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إذ قد تبلغ هذه المقاومة قيما مرتفعة في األيام األولى بعد عملية السمنتة إال إنها تتناقص تدريجيا مع الزمن وقد تصل إلى‬
‫وضع تصبح فيه قيمتها قليلة لدرجة أن الحجر اإلسمنتي ال يعود مؤهالً لعزل الطبقات عن بعضها‪.‬‬
‫‪6- 3-‬تأثير المياه الطبقية على عملية السمنتة‪:‬‬
‫يمكن أن تتسبب المياه الطبقية في تسريع تصلب السائل اإلسمنتي بسبب ما تحتويه من أمالح مختلفة ‪,‬ولكن التأثير األهم لها‬
‫هو على الحجر اإلسمنتي المتشكل إذ تعمل على تخريبه (من خالل التآكل الكيميائي) عند احتواءها على الشوارد الحامضية‬
‫بتراكيز مرتفعة )–‪ (Cl-,HCO2-,SO4‬حيث تتفاعل هذه الشوارد مع المعادن المشكلة للحجر اإلسمنتي الذي يفقد‬
‫مقاومته كليا ً بعد زمن قصير من تشكله في الفراغ الحلقي مقابل الطبقات الحاملة للمياه الطبقية وتعتبر شوارد الكبريتات‬
‫)–‪(SO4‬أكثرها فتكا ً باالسمنت (وتسمى في هذه الحالة بالمياه الكبريتية) ومن اجل المحافظة على مقاومة كافية للحجر‬
‫اإلسمنتي مقابل المياه الكبريتية تستعمل مساحيق االسمنت المناسبة و المعالجة بالمركبات الضرورية‪.‬‬

You might also like