Professional Documents
Culture Documents
الساتخــارةا
وتطوير وتحقيق الذات
SANAD_ALBEDANI@YEMEN.NET.YE
1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد ل رب العالمين والصلةا والسلم على أكرم المرسلين وصحبه الطاهرين .أما بعد .
تمهيد وتنبيه مهمان:
(1كنت قد كتبت من سابق في هذا الموضوع ضمن سلسلة مسائل مهمة في صلةا الستخارةا ،والذي
قام موقع صـــيد الفوائد مشكورا بنشرها وبسرعة وهي لزاالت سلسلة واحدةا ،بل أكثر من
ذلك حينما أخبروني بنشرها على عكس بـقية المواقع السلمية التي راسلتها بهذه الخصوص فلم تتكرم
حتى بأي رد ،وال المستعان ،فل يشكر ال من ل يشكر الناس .
(2ثم لما رأيت إقبال كبيرا في تحميلها وتجولت في الموقع ،شـد انتباهي وجود قسم خاص بكتب
تطوير الذات والنجاح ؛ فاستخرت على تنقيحها من خللا بعض الضافات التي رأيت أنها مهمة والتي
ينبغي تسليط الضوء عليها ،وبذلك يسهل على الزائر إلى هذا القسم معرفة ما كتب في هذا الباب بعد أن
كانت مخفية في باب آخر لتكون بإذن ال رسالة مهمة ومستقلة لمن أراد تطوير وتحقيق ذاته والنجاح
في الدنيا والخرةا -بفضله ومنه سبحانه –.
(3بلغني أن اليات التي في السلسل الربع تظهر على شكل رموزا بعد تحميلها ،وسبب ذلك أنها
كتبت بخط يوجد على برنامج خاص )) المصحف العثماني (( ولنه قد يكون غير متوفر لدى كثير ممن
قاموا بتحميلها ،فسوف اجتهد بإذن ال في إرسالا نسخة أخرى قريبا بـخط يكون مـتوفرا على الوورد
.فقد كان معدا لدور النشر كما هو موضح في السلسلة الولى .
أول :أهميتــــــها وفضلـــــــــها
بما أن الكتاب والسنة قد اشتمل على كل معاني ومقتضيات التوحيد والعبودية والسكينة وصلح البالا
والسعادةا في الدارين ، ...فإن صلةا الستخارةا قد اشتملت على كل ذلك بما تمثله من برهان عملي
لهذه المعاني والمقتضيات ،ويمكن تلخيص ذلك من خللا معرفة أهميتها والمتمثلة ف ــي :
2
معرفة أسماء وصفات المعبود ووجوب العمل بمقتضاهما ،وأقرب مثالا على ذلك قد (1
يصعب على أي مسلم أن يعلم مدى توكله إل إذا كان مكثرا منها ،لنها مبنية عليه ).انظر السلسلة
الولى (
معرفة حقيقة وصفات النفس البشرية ،فالنسان مخلوق :كفور ،يئوس ،قنوط ،معرض ،ظلوم ، (2
جهولا ،خصيم ،فرح ،مغرور ،هلوع ،قتور ،ول حولا له ول قوةا إل به سبحانه ولكن أكثر الناس
ل يعلمون ول يؤمنون ،وإن آمنوا فل يعملون لتعويض هذا النقص بالوسائل التي شرعها المولى ،
إل من رحم ال .
أنها وحي هذه المة ـ اللهام ـ ولكل مسلم ومتى شاء ! .وهذا ما يجعل هذه المة أفضل (3
من المم السابقة حتى في هذه الجزئية أيضا ،فمن هذا الذي ل يحب أن يكون ملهما ومسددا ؟!
).انظر المبحث الولا الستخارةا وحي هذه المة ( بفضل من ال ومننـه
(4ثمارها العظيمة والكثيرةا التي ل تعد ول تحصى ,فأهـمها لهأل التقـوى والورع
الطامئنان على إخلص النية عند أي عمل ،وأهمها لهأل الدنيا النجاح .
النصوص الشرعية التي دلت على أهميتها ومكانتها ،فالمسلم اليوم بحاجة إلى طمأنينة (5
القلب في كل ما يحتاجه من تفاصيل الحياةا وما استجد فيها من تعقيدات وكثرت معها التكاليف
الشرعية .
(6فهم السلف لها واعتناؤهم بـها من خللا فقه أقوالهم وتعاملهم معهـ ـ ــا .
(7أنـها ليست مجرد ركعتـين بدعاء مخـصوص بل تحـتاج إلى إخـلص النية وتـعلم لتـقانـها
كالقرآن ،وقد دنلا حديث الستخارةا على ذلك ).انظر السلسلة الثانية والثالثة ( .
( 8النسان بفطرته يحب أن يرى الثمار العاجلة ؛ لهذا فـثمارها تعد من أعظم الحوافز للكثار منها مما
تجعله يعض عليها بالنواجذ ،فاستخارةا واحدةا تكفي ليحرص المسلم بعد ذلك مـن الكـثار منهـا) .
انظر السلسة الثانية (.
3
من الجميل أن نرى اليوم كثيرا من شباب المسلمين يسعى بجد إلى تطوير وتحقيق ذاته وسط هــذا (1
الركــام الفاســد والمفســد معـ اا ،فهــم عمــاد مســتقبل هــذه المــة لي إصــلح أو تغييــر ،ومــن كــان يظــن أن
الخلفة التي على منهاج النبوةا أو خروج المهدي المنتظر قد اقتربا ؛ فليعتقد جازاما بأن ذلك لــن يكــون
إل والمة قد أعدت نفسها إيمانيا وماديـا ،ولن تجد لسنة ال تبديل ول تحويل ،ولكن أجمـل منه
وواجــب أن يكــون ذلــك نابعـ ـا مــن نية خالصة لـ ـ حــتى تــؤتي أكلهــا) (1بــدون آثــار وأعـ ـراض
سلبية ،فهذا العلم هو حصيلة اجتهاد وتجارب إنسانية طاويلة من حيث الزمـن وكـثيرةا مـن حيـث العـدد
في العالم الغربي ثم حصل البداع عندهم ثم انتقــل إلينـا ،فلهـذا تجـد معظـم الكتــب الــتي تحــدثت فــي
هذا المــر مترجــمة أو مسـتندةا إلــى مراجــع أجنبيــة ؛ ولعـل مـن يتفحـص مــا نقـل وترجـم ؛ يجـده ل يهتــم
كــثيرا بالجــانب اليمــاني مثــل ضــرورةا إخلص النيــة ومراقبت ــها لي عمــل صــغر أم كــبر وهــذا ولشــك
سيؤثر سـلبا علـى النتائـج المرجـوةا ،وهــذا الــذي سـوف نحـاولا توضـيحه فـي هـذه الرسـالة إن شــاء الـ
تعالى .
(2ومع ما بلغوا إليه من تأصيل وتفصيل لجزئيات الجزئيات ،والتي تزيد من فرص تطــوير وتحقيــق الــذات
والنجاح ،إل أنهم ل يزالون يشكون من مشاكل أخرى كثيرةا ومهمة تتلخص فــي عــدم القــدرةا علــى تحقيــق
الموازانة ) (2بين تطوير وتحقيق الذات والنجاح وما تحتاج إليــه الــروح مــن تغذيــة إيمانيــة مســتمرةا للمحافظــة
على هذا التوازان بعد الوصولا إليه .
(3فلهذا على المسلم أن يسعى بجد لتطوير وتحقيق ذاته وفقا للمنهج الرباني الذي ليس فيه سلبيات أو
انحراف عن الفطرةا ،وليس معنى ذلك أن نترك ما هو مفيد مــن الغــرب وإنمــا اقصــد البحــث عنهــا مــن فهــم
الكتاب والسنة والسلف الصالح والتوازان في تغـذية القلب والعقل .
4
ينبغي اكتسابها ،وقد يكون له في بعض الحيان أثرا سلبياا ،مما لو لم يتعلم عنصر من العناصر؛ لن كثيرا
من الناس عندهم عادةا سيئة وهي أن ينظر إلى ما عنده فيستكثره،وينظر إلى ما عند غيره فيستقلله ،فينشأ
بعد ذلك مراهـقة علمية وصدام أخلقي وغير ذلك ،فتحدث ردةا فعل سلبية قوية فل
يستطيع تحملها لنه غير مؤهل تأهيل عام كاف .وهذا ل ينطبق على هذا العلم وحده ؛ ولهذا قدمنا النية
الخالصة.
وإليك أهم عناصره وجزئياته والتي عبارةا عن اكتساب قدرات ومهارات فـي :
تنظيم وإدارةا الوقت . (1
الخلصة:
إن تطوير الذات عبارةا عن اكتساب القدرات والمهارات لتلك العناصر ليكون متميزا وناجحا.
رابعـاا :ويحـــق لــــك أن تتساءل !
بعد الذي تقدم قد يقولا قائـل :
هأـل يمكن حصولا توازان كامــل بيــن تطــوير الــذات المتكامــل مــع المحافظـة علــى نــقاوةا المنهـاج الربــاني
في الدعوةا ؟ وأن تكون الخرةا أكبر همه ؟
الجابة :
)( 1
حصولا ذلك إل بمراعاةا عدةا أمـور : نعم .ولكن يصعب تصور
أ ( النسان مفطور على حب العاجلة فكلما أشبع حاجة من احتياجاته انتقل إلى الخرى وهكذا .
ويؤكد ذلك النصوص الشرعية والمشاهدةا والنظريات الغربية .مثـل :نظرية الحتياجات النسانية لـ
ويتــم إشباع هـذه الحاجات على مراحل بحيث يندفع الفرد لشباع إحداها فإذا فرغ منها وأشبعها
انصرف إلى الثانية وهكذا ((.
ب( المسلم مهما بلغ من العلم الشرعي والورع والتميز في تطوير وتحقيــق ذاتــه سـوف يقابــل أمــورا دقيقــة
أو محيـرةا) (1قــد تقــدح أو تــؤثر علــى درجــة تمســكه بالمنهــاج الربــاني الــذي ينبغــي أن يســلكه للــدعوةا مــن
وجهــة نظــر غيــره أو نفســه ولكــن عــادةا مــا يبررهــا تحــت مســميات كــثيرةا مثــل المصــالح والمفاســد وخيــر
الخيريــن وأهــون الشـرين والوســائل والمقاصــد ونحــو ذلــك مــن المــور الــتي يعرفــها طالبــة العلــم .وكــل ذلــك
ينتــج مــن التأويــل والقيــاس للنصــوص الشــرعية ولــذلك قــالا المــام أح ــمد عبــارةا تســتحق أن تكتــب بمــاء
الذهب من دقتـها في تشخيص أسباب خطأ المجتهد وهـي )) :أكثر ما يخطـئ الناس في التأويل والقياس
(( ولول أن المقام ل يسمح بالطاالة ـ لنها تحتـاج إلــى تحقيـق ـ لــذكرت بعــض المثلــة .ولعــل الـ ييســرها
في رسالة خاصة لموضوع مـا يكون الناس بحاجة إليه .
ج ( إتقــان صــلةا الســتخارةا والكثــار منهــا يمثــل الضــمان النجــع والســلم لكــل مــا ورد مــن محــاذير قــد
ترافــق المســلم أثنــاء عمليــة تطــوير الــذات بــل ترقــى بــه إلــى أكــثر مــن ذلــك وهــو تحقيق الذات
والنجاح في الدنيا قبل الخرةا – بإذن ال -وذلك من خللا معرفة ثمارهـا .
()2عن مقال بعنوان ) كيف تحفز التباع( للدكتور طارق السويدان في موقعـه.
( 1راجع السلسة الثالثة :كيف تتقنها ؟ باب )) نوعية المسألة ((
6
غاية تطوير الذات السعادةا التي ل تشترى بالمالا أو الجاه أو السلطان أو غير ذلك ،بل هي نعمة
ربانية ييمنن بها سبحانه على من يشاء ،وتـعرف من خللا سكون النفس وطامأنينة القلب والرضا
بمقدوره وصلح البالا وكل هذه السمات ملزامة للستخارةا وإل فل يعد صاحبها مستخيرا ).انظر مبحث
أعمالا قلبية ملزامة لها( .
في الحديث السالف الذكر دليل على أن اليمان يبلى في قلوب المؤمنين ول يبلى في قلبه ،
فإذا تأملنا هذه الحقيقة مع عدم استخارته وعصمته لخرجنا باستنتاج أن كثرةا الستخارةا تجدد
اليمان وتزيد من أسباب التسديد من ال للمستخير ؛فلهذا لم يكن يستخير مع شدةا حرصه على
تعليمها .
صيحـــــة إيمانية فهل من مذكــــــــر؟!
( (1أخرجه الحاكم في المستدرك )ج /1ص /45حديث (5وصححه ،وصححه اللباني في ))السلسلة الصحيحة . ((1585
7
معلوم أن العنصر البشري أساس أي تغـير أو تغـيـير أو إصلح ،وما الوسائل إل عوامل مساعدةا ليس إل ،
ولطالما كان الهم الكبر عند الصالحين من أهأل الورع والتقوى الطمئنان على
إخلص النية لما لهـا من بركة وأثر عظيم ومتعد في الدنيا قبل الخرةا ،ولقد سئل حـمدون بن أحـمد )) :
ما بالا كلم السلف أنفع من كلمنا ؟ (( فقالا )) :لنـهم تكلموا لعز ال ونجاةا النفوس ورضا الرحمن ،
ونحن نتكلم لعز النفوس وطارب الدنيا ورضا الخلق (( .وهذا يجب أن يقودنا إلى تأمل واقع ثمار
الدعوةا اليوم التي لها قرابة ) (70عاما ،فلو عملنا مقارنـة سريعة بين المدخلت) (1والمخرجات
الدعوية اليوم وبين المدخلت والمخرجات للسلف لوجدنـا العجب العجاب ولتفطر القلب حزنا وألمـا
مما يراه ،
فالمدخلت قديـما كانت متواضعة جدا مقارنة مع مدخلت اليوم ،ولكن مخرجاتـها كانت عظيمة ،وهنا
يبرزا سؤالا مهم أيـــــــــــــــــــــــن الخلل :هل في المعلـــــم ؟ أو
المتعلم ؟ أم كليهما ؟ أم ، ..فالمولى سبحانه ل يبارك بعمل الخرةا من أجل الدنيا ،ول بعمل
الخرةا باسم الخرةا ولكن يبارك بعمل الخرةا لجل الخرةا ،وقد يبارك بعمل الدنيا لجل الدنيا لنه
صــــدق ،ولن تجد لسنة ال تبديل .فهذه علمة مهمة من علمات الخلص الكثيرةا التي
يجب أن ل تغيب طارفــة عــين عن كـل داعية عند كل عمل وقد تـم التطرق إلى ذلك في المكاشفة
السلسلة الولى والثانية .
(4تقــوية وزيادةا اليمــان :
اليمان يزيد بالطاعة وتقويته تكون بالتوكل عليه .وهذه تمنح الباحث عــن تطــوير ذاتــه قـوةا وتحمل فيــزداد
خبرةا وتجربة وحكمة في إدارةا نفسه وغيره ،ول ينكس كما حصل لـ )) ديل كارينجي ((.
(5تقوية التوكل:
لما كانت الستخارةا مبنية على التوكل ،فبالتالي سيقوى كلما أكثر منها لنه سيرى ثمار التوكل
وسيزداد يقينه ،وقد ل يشعر بذلك إل بعد حين ،وهذه واحدةا من مزاياها ؛حتى ل يضعف أمام كيد
الشيطان من مهابة النفس في التوكل على ال سبحانه عندما كثرةا وقوةا الباطال .وما أحوج كل باحث
عن تطوير ذاته لهذه الميزةا وخصوصا في مجتمعنا العربي والسلمي .
(6الطـــــــمأنينـــــة:
( 1ويقصد بالمدخلت :كثرة انـتشار الوسائل الدعوية مان جاماعات وكليات وماعاهد وماحاضرات ودروس وغيرها مان الماور الكثيرة
المعروفة التي ل تعـد ول تحصى .والمخرجات :النـتائج والثمار التـي ينبغي ويتوقع جنيها مان هـذه المدخلت .
8
وهي ثمرةا ملزامة في كل استخارةا وسوف يأتي الحديث عن ذلك في مبحث أعمالا وثمار قلبية ملزامة
للستخارةا .وهذه ميزةا أخرى ل توجد في قاموس تطوير الذات على المنهاج الغربي بل صراع وقلق من أجل
البقاء وغير ذلك .
(7الرضـــــــــــا:
ثمرةا ملزامة في كل استخارةا وسوف يأتي الحديث عن ذلك في مبحث أعمالا وثمار قلبية ملزامة
للستخارةا .
9
عليـ ــه أن يبحـ ــث عـ ــن السبب الحقيقي وذلـ ــك مـ ــن خللا مكاشـ ــفة النفـ ــس وقـ ــد تقـ ــدم فـ ــي
السلسلة الولى والثانية .
وأما الوسواس فالوقاية والعلج منه بما تقدم مهما كــان ســببه لن الشــيطان ليــس لــه ســلطان علــى الــذين
آمنوا وعلى ربهم يتوكلون .
منشأ الحيرةا الجهل بالشيء على حقيقته ،فكل حائر بشيء جاهل به ،وليس كل جاهل بشيء حائرا به
وعادةا ما تكون عند الخواص في المسائل الدقيقة التي قد بذلا فيها كل ما في وسعه ومثاله ما كان
يفعله السلف في الترجيح والتجريح وسوف تأتي بعض المثلة – في الكتاب ،-وقد تكون الحيرةا
عند غير الخواص في غير المسائل الدقيقة ومن غير بذلا كل ما في وسعه .
والستخارةا تزيل هذا النوع من الحيرةا ،ول يلزم من الســتخارةا الصــابة) .(1ولكــن يلــزم المســتخير اعتقــاد
الصابة إذا بذلا كل ما في وسعه .
(13اعتقاد الصابة :
اعتقاد الصابة ثمرةا ملزامة _في حقه ل غيره_ في كل استخارةا ول يصح اعتقاد الصابة إل بعد
بذلا كل جهد مستطاع مثل البحث والمشاورةا والسؤالا ،والستخارةا تحفظ العبد من الزلل وتمنحه
ثقة بنفسه بإذن ال ؛ لن التسديد بالتيسير أو الصرف من العليم القدير سبحانه ،وتعتبر
وسيلة نفيسة من وسائل الصابة والترجيح ،وقد كان السلف يعتمدون على ذلك في كثير من المور
كالجرح والتعديل والتأليف والفتوى والتحديث وكذلك في المسائل التي ليس فيها أمر شرعي واضح
،قالا شيخ السلم )) :مجموع الفتاوى )) ((10/471ومن يرجح في مثل هذه الحالا باستخارةا ال كما
كان النبي يعلم أصحابه الستخارةا في المور كلها كما يعلمهم السورةا من القرآن فقد أصاب((.
(14ازدياد الشعور بالمسئولية:
الشعور بالمسئولية سمة يجب أن تكون في كل مسلم ،ويجب أن يزداد هذا الشعور في المستخير لنه
يعتقد بأنه مسدد من المولى سبحانه وتعالى وبالتالي يلزمه الخذ بكل أسباب الصابة كالبحث والمشاورةا
والسؤالا ،وعادةا ما يظهر هذا بجلء في المسائل التي يعتقد المستخير أنها دقيقة ومحي ـ ـرةا.
) ( الحيرة :حالة الحيران وهو الذي ل يهتدي إلى الصواب لشكال المر عليه) .التعاريف (1/302المناوي.
( )1لن الجزم بالصابة أمر غيبي قد تثبت التجربة أو الواقع أو الدليل عكس ذلك ومثاله من السلف من ججرحّ وعجدل ورججح
بالستخارة ومع ذلك فقد يرى مجتهد آخر عكس ذلك ،وعادة ما تكون هذا المور في المسائل الدقيقة المحيرة.
10
(15البـركة في الشيء المستخار :
ما أحوج الناس إليها وما أغفلهم عنها ،فأمر اختاره ال ورضيه لك ورضيت به ،أليس من حسن الظن
بال أن تعتقد اعتقادا جازاما بأن ال سيبارك لك فيه ؟ ومن أمثله ذلك ما سيأتي في باب اعتناء
السلف كالتأليف وغيره .
تنبـيهـــان :
-Iقد يستخير عبد في زاواج فيتزوج ثم يطلق باستخارةا ،فهذا ل يخل بالستخارةا ،لنه ل يعلم
الغيب ،فلعله إن لم يتزوج في حينها لوقع في الحرام ،أو تكون البركة في الذرية التي جاءت،
وأما إذا تزوج باستخارةا وطالق بدونـها ،فهذا ليس من التقوى ويشمله مفهوم المخالفة من قوله
تعالى :توتمن تيتلسق ال لته تيحجتعل لبه تمحخترج ا توتيحربزحقبه سمحن تححيبث لت تيححتتسسبب ]الطلق ،[3-2:وكذلك قد
تتزوج فتـاه من شاب باستخارةا ثم يطلقها باستخارةا أو بدونـها فالجواب كما تقدم .
-IIأي أمر يتحقق باستخارةا فل تتخلى عنه إل باستخارةا ؛ لنك قد تضيع البركة التي فيه دون أن
تشعر بعد أن كانت بين يديك ،ومثاله :شراء سيارةا باستخارةا وأفادته ثم وجد مشتريا دفع بها ثمنا
أكثر فباعها دون استخارةا.
(16المحافظة على النوافـل:
قد يطرأ على العبد التهاون أو الكسل نتيجة لضعف عزيمته قالا :تولتقتحد تعسهحدتنآَ إستلى تءاتدتم سمن قتحببل
فتتنسستي تولتحم تنسجحد لتبه تعحزم ا ]طاه ،[115:ولكن احتياجه الدائم للستخارةا سيعينه على المحافظة عليها
أو الكثار منها .
(17الفراساـة والمهابـة والقبــول :
لن الستخارةا مبنية على التوكل وال يحب المتوكلين ،لهذا فالكثار منها تجعل العبد يستحق
هذه الصفة شعر أم لم يشعر ،فإذا أحبه ال كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله
التي يمشي بها ويده التي يبطش بها وجعل له القبولا .
(18تصحيح وتوجيه المسار واتضـاحا الرؤيــة :
وفقا للمعاير الدنيوية القاصرةا فإن من أسباب النجاحا وتطوير الذات تحديد المسار
ووضوح الرؤية والهدف ،ومع ذلك فإن أدى ذلك إلى نجاح في الدنيا فقد يؤدي إلى خسارةا الخرةا،
فكم من أناس كانوا على استقامة؛ فطلبوا الدنيا دون العتماد على علم ال وقدرته وتيسيره وصرفه،
فنجحوا بشيء من حطام الدنيا وخسروا دينهم .
ولكن المستخير بتوكله على ال وتسليم المر له من قبل ومن بعد ،جدير به أن يسدده ال إلى
المسار الصحيح الذي يتناسب مع ما هو ميسر له ،فإذا توافقت هذه السباب مع تيسير
11
المولى سبحانه لها ،ازاداد طامأنينة وهدى وبصيرةا ،وإذا لم تتوافق هذه السباب مع ما هو ميسر له،
سر له المولى سبحانه سبيلا آخر يكون فيه الخير في الدنيا والخرةا ،وهذا من سداد ورحمة ال فسيي ن
سبحانه
12
منها تساعد العبد على التحرر من كل النوعين -بإذن ال -لنك ستستحضر) (1أنك متوكل على ال
في هذا المر وما من دابة إل هو آخذ بناصيتها .
وقد ينشأ المرء في بيئة -أو لي سبب -تؤدي به إلى أن يصبح أسيرا أو حيراين أو يشكو
الخــوف من الفشل ،فالستخارةا هي أحسن وسيلة للوقاية والعلج .
(23التحرر من الجمود والقيود:
ل،
هناك مثل شائع فاسد يقولا) :النسان أسير بيئته( ،وهذا المر ترفضه الشريعة جملةا وتفصي ا
فالمستخير بتوكله على ال سبحانه سيتحرر من الجمود والقيود والضغوط التي تفرضها المجتمعات
الجاهلية اليوم أو العرف أو المناهج التعليمية) (2أو ظروف الزمان والمكان وغيرها من المور
المعوقة ،وبالتالي سيساعده ذلك على زايادةا خبراته وقدراته وثقته بنفسه.
(24تعليم العبد ما لم يعلم :
قالا تعالى :تولت بيسحيبطوتن سبتشحيءء ممحن سعحلسمسه إسلل سبتما تشآَتء ]البقرةا ، [255 :وفي دعائها
))أستخيرك بعلمك(( وهذا التعليم يتضح للمستخير عندما تظهر له حكمة الصرف أو التيسير
،ومثاله قد يستخير العبد في شراء شيء فيصرفه ال عنه ،ثم يجد شيئا آخرا يؤدي نفس الغرض
بمواصفات وسعر أفضل ،وما كان ليعلم ذلك لول أن وفقه ال للستخارةا بعلمه وكذلك إذا استخار
في علم أو غيره ويسره له فسيعنلمه منه مال يحاط به ،إذا كان يرجح بالستخارةا ،كل فكرةا تخطر
على باله ،ثم اجتهد وصبر.
قالا شيخ السلم ) :مجموع الفتاوى ((330 /8 /
))وكذا دعاء الستخارةا فإنه طالب تعليم العبد ما لم يعلمه وتيسيره له((.
وقالا )) :مجموع الفتاوى .((142 /4 /
)) فعلمنا أن نستخير ال بعلمه ما نعلم به الخير ونستقدره بقدرته(( .
(25التقان والبداع:
من ننعم المولى سبحانه وتعالى على المؤمنين أن حبب إليهم اليمان وزاينه في قلوبهم ،والتقان
والبداع إذا كان بضوابطه الشرعية ،فهو مطلب شرعي ومن اليمان ،وقد تقدم أن الستخارةا
تساعد على وضوح الرؤية وتوجيه وتصحيح المسار وتقويم الذات وكشف القدرات وزايادةا الخبرةا
والثقــة
( ) 1للستحضار شأن عظيم في نجاحّ عمل القلب ،وهو من المراقبة والمراقبة شطر الحسان .
( ) 2أنظر فرائد الفوائد /الجزء الول /باب العلم) /أيهما أعظم ثمرة البحث الذاتي أم اللزامي( ) ،ما مدى صحة هذا القول ؟ (
13
بالنفس والتحرر من خوف الفشل والتحرر من الجمود والقيود والضغوط ،وكل ذلك يساعد فيما بعد
على ملك العناصر العامة) (1للتقان والبداع ومن ثم القدرةا على الستفادةا من المعطيات المتوفرةا
من خللا الفهم الدقيق في تفصيل وتحليل المور وربط السباب بالنتائج ،فكيف إذا كان مع ذلك
تسديد من ال وتوفيقه ؟
14
النوع الثاني :من كيده لعبده هو أن يلهمه سبحانه أمرا مباح ا أو مستحب ا أو واجب ا يوصله به إلى
المقصود الحسن ،فيكون هذا على إلهامه ليوسف أن يفعل ما فعل هو من كيده سبحانه أيض ا ،وقد
دلا على قوله :تنحرفتعب تدترتجاءت لمن لنتشآَبء ]النعام[83:؛ فإن فيه تنبيها على أن العلم الدقيق الموصل
إلى المقصود الشرعي صفة مدح كما أن العلم الذي يخصم به المبطل صفة مدح(( أ.هـ.
وعلقة ذلك بالستخارةا أن النتائج مرتبطة بالسباب ،والخذ بالسباب الشرعية مطلب شرعي،
فالمستخير إنما يأخذ بأعلـــــــــــى السباب وهو التوكل على ال سبحانه وفيها من العلم
الدقيق الموصل إلى المقصود الشرعي لنها بعلمه وقدرته سبحانه ومن يتأمل كلم شيخ السلم
يجده حريص ا على بيان هذه المسألة لما لها من أثر عظيم فلهذا أحببت أن أنقله بنصه.
ويمكن القولا أن الستخارةا من مكر ال اللطيف للهام هأذه المة إلى التوفيق
والسداد من حيث العموم ،وللمستخير من حيث الخصوص؛ لنها عبادةا سهلة عظيمة الثمار وتجدد
اليمان بصورةا قد ل يشعر معها العبد بتكلف أو بمتانة هذا الدين ،بل هي من الوغول في هذا الدين
برفق ،وهذا ل يعني أنها ل تحتاج إلى إتقان فهي مثل القرآن .
دعـــوةا:
أخي المسلم ، :الدال على الخير كفاعله فما هأــي اليوم
إل ضغطة زر أو نسخها.
15