Professional Documents
Culture Documents
النسانية خاصة في مجال العلو م السلوكية ،حيث وردت آيات تتضمن توجيهات ونماذج تطبيقية
لتعديل السلوك وضبطه بالحكمة والقناع والرحمة ،قال تعالى '':ادع إلى لسبيل ربك بالحكمة
والوعظة الحسنة وجادلهم بالت هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن لسبيله وهو أعلم
إن الحق لسبحانه شاء أن يكون العجاز السلوكي والخلقي فى اللسل م ينبـن على التبية بالقدوة
فكانت النماذج السلوكية الت يقدمها اللسوة الحسنة ـ الرلسول عليه السل م ـ مغايرة تماماا
للسلوكيات السلبية ،الت كانت لسائدة في البيئة الت نشأ فيها ،حيث كانت موطناا للوثنية والجمود
والقسوة والعنف … ،لذا كانت الغاية من بعثة الرلسول عليه السل م هي العجاز السلوكي
والخلقي ،عن أبي هريرة رض الله عنه قال :قال رلسول الله صلى الله عليه و لسلم '':إنما
إن التبية في اللسل م تستمد أهدافها وغايتها وألساليبها من النهج الرباني ،الذي يرك ز على
الجانبي الادي والروحي في النسان ،ويراعي في ذلك الشمول والتكامل إنطلقا من الحقائق
والعايي اللهية الثابتة ،الت تتوافق مع مقومات النسان التغية من أجل ترقيتها ،لتنشئة الفرد
السلم وتوجيهه طبقا للنمذجة ،الت يجب القتداء والتأس بها في كافة جوانب الحياة من منظور
الدين اللسلمي الحنيف ،ولقد دعا القرآن الكريم إلى التبية بالقتداء من أجل تعديل السلوك
النساني ،وهذا التوجه يتفق مع اللساليب العلمية التبعة حالياا فى الجال التبوي ،وهو يمثل
أفضل ألساليب التع كلم و أكثها تأثياا ،حيث يعتمد على ألسلوب عرض النماذج السلوكية التطبيقية
– النمذجة -لساعدة النسان على تغيي تصفاته بالتدريج ،وبالتالي فالتبية بالقدوة تعد من
أهم وأحدث ألساليب التعلم وتعديل السلوك ،لنها تتمحور حول العناية التامة ،والرعاية الكاملة
بمختلف جوانب شخصية النسان في مختلف كافة مراحل حياته ،بغية تحقيق التكيف الطلوب
والتفاعل اليجابي ،ليندمج الفرد في الجتمع إندماجا صالحا ومتكامل على ضوء مباديء النهج
ومشاعره وأفكاره ،وهذا يتطلب طبعا وجود اللسوة الحسنة ،أي حضور الشخص الذي ييحتذى به
من حيث جعله ألسوة ومثال ا ،ونموذجاا لسلوكيات وتصفات الخرين .والتبية بالقدوة هي من
أنجع الولسائل وأكثها فاعلية ،لنها تنبن على تصفات ولسلوك ومعايي ثابتة وحقيقة واقعة
وهي أبلغ من التلقي البن على التغيب والتهيب ،فهو ل يثمر إن لم توجد اللسوة الحسنة ،الت
تكون بمثابة ترجمة عملية للمعاني الجردة ،لن الخذ بالسلوك عملايا والتمسك به أكث إقنااعا من
الحديث عنه والثناء عليه ،كما أن القتداء في النسان فطرة وجبلة فطره الله عليها ،فهو يراقب
ويكتشف ثم يتأثر ،فيحاكي اللسوة بعد ذلك مباشة بدافع الحبة وإعتقاد الكمال والفضلية.ل
إن التبية بالقدوة يجب أن تكون في ظل النهج الرباني بمفهومه الوالسع ،بمعن أن تكون اللسوة
تستمد مصداقيتها من أصول ومعايي النظومة اللسلمية ،وبنااء على مكار م أخلقية مشكخصة
ورالسخة ،ومتجلية في كافة مجالت الحياة ،ول تتعلق فقط بالتبية الدينية الحضة ،وليس
الراد من القتداء هو اللستنساخ عن طريق الجبار ،بل الغاية هي الختيار والنتخاب من قبل
تبي ،بعد أن يقد م الربي الشخصية اللسوة ضمن النظا م العياري اللسلمي ،لن التبية
ال ت
بالقدوة ل تقتص على فاعلية الربي وحده ،بل للمتبي دور فكعال فهو من يجب عليه أن يختار من
هو قدوته ،حت ل نتعاطى مع النمذجة من خلل التقليد والجبار ،قال تعالى '':أولئك الذين
تبي الية بأن القتداء ل يحقق غايته التبوية إنطلقا من الرتباط بشخصية وهمية ،بل يكون
بإتباع هديه أي القتداء بسلوكه اللموس''فبهداهم اقتده'' ،إذاا في فضاء التبية بالقدوة يكون
القتداء هو إختيار السلوك القويم وإتباعه ،بحيث يكون تجسيداا ملمولساا لكل ما اقتنع به التبي
من آراء وأفكار ،وهذا ما أشار إليه الحق لسبحانه في قوله تعالى '':الذين يستمعون القول فيتبعون
أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو اللباب'' ـ ال زمر 18ـ
إن إختيار اللسوة الحسنة الصل في اللسل م لم يكن ج زافاا دون ضابط ،فالله لسبحانه هو التفرد
بالخلق والختيار ،قال تعالى :وربك يخلق ما يشاء ويختار ،ما كان لهم الخية لسبحان الله
لقد جرت السنة اللهية على إختيار الرلسل والنبياء من بن البش ،يصيبهم ما يصيب بن جنسهم
من ساء وضاء ،قال تعالى '' :وما أرلسلنا قبلك إل رجال نوحي إليهم فالسألوا أهل الذكر إن كنتم
ل تعلمون .وما جعلناهم جسداا ل يأكلون الطعا م وما كانوا خالدين'' -النبياء 8- 7ـ م
ولبلوغ مقا م النبوة والرلسالة ب كي لنا الحق لسبحانه في آيات عديدة القامات الت يمر بها بن البش
القا م الول :قال تعالى '' :وألقيت عليك محبة من ولتصنع على عين '' -طه - 33م
الحبة :محبة الله لسبحانه تتجلى في هدايته لعبده إلى مكار م الخل ق ،مع الحاطة بعنايته له
وميل قلب عبده إليه وإشتياقه إلى لقائه ،ثم يلقي محبة اللسوة في قلوب العباد .ن
القا م الثاني :الصنع :صنع الشء :قا م بصنعه فأجاد الفعل وأتقنه ،وحكسنه وزكينه بالصناعة
وأع كده إعداداا خاصاا ،وجودة الصنوع تتجلى في حسن أداء وظيفته ،أي تحقيق الغاية والنتيجة
صنع على أكمل وجه ،والراد من ''لتصنع على عين'' ،هو أن الله لسبحانه تو كلى
الت من أجلها ي
عبده بتوجيهه في جميع أطوار حياته ،وبالتالي ليس للمخلو ق في الصنع أثر ،بل هو إختيار
الشيئة في العلم السابق ،قال تعالى '' :ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صد ق علياا ''
-مريم - 50
إن الصنع تكوين وهذا ما يفسه قوله تعالى '':ووهبنا لهم'' ،أما الجعل فهو توجيه ذاتي وهذا ما
يفسه قوله تعالى '' :وجعلنا لهم'' ،والتوجيه الذاتي هو القدرة على تنظيم وتكييف السلوك طبقاا
للمنهج الرباني ،لتحقيق الهداف والقيم الشخصية الختارة ،قال تعالى'' :وإنك لعلى خلق عظيم''
الصطناع :إصطناع الصنعة :البالغة في الجودة والتقان لبلوغ درجة الحسان ،أي حقق
إحسانه إليه ،وثبته فيه بعد انتقائه وإختياره ليجعله خالصاا له لسبحانه ،ول يتم إحسان صنع
الله لسبحانه إل إذا اكتملت محبته ،وإذا اكتملت محبته ألقى على الحبوب هيبته حت يق كلبه بي
الختيار :الفاضلة والتميي بي الشياء والشخاص على ألساس الفضل والحسن ،وإختياره
لسبحانه مرتبط بعلمه الرادي الذي ل حدود له ،والنبوة والرلسالة علم اقتن بالرادة على العدل
والخي ،قال تعالى'':ل ينال عهدي الظالي'' – البقرة ، - 124وهكذا فإن الختيار هو جمع العلم
القا م الخامس :قال تعالى '' :إن الله يصطفي من اللئكة رلسلا و من الناس إن الله لسميع بصي''
-الحج - 75
الصطفاء :أخذ صفوة الشء وخالصته ،ومرتبة الصطفاء هي رتبةة رفيعه للمصطفي الخيار .
م
القا م السادس :قال تعالى" واجتبيناهم وهديناهم الى صاط مستقيم'' -النعا م - 87
الجتباء :تيسي بداية طريق الهداية ،لذلك نلحظ أن أغلب الحال يأتي الجتباء قبل الهداية .ك
القا م السابع :قال تعالى '':ياأيها الرلسول بلغ ما أن زل إليك من ربك ،وإن لم تفعل فما بلغت
رلسالته ،والله يعصمك من الناس إن الله ل يهدي القو م الكافرين'' ـ الائدة 67ـ
العصمة :النع والحفظ والوقاية من الوقوع في الخطأ ،وما أخب عنه القرآن الكريم في حق
النبياء ليست أخطاء ،إنما هي فتنة والفر ق هائل بي الخطأ وبي الفتنة ،قال تعالى '':ولقد فتنا
ومعن''فتنا'' أي ابتليناه واختبناه ولم يخطئ من ذات نفسه ،والعصمة ل تنفي عن النبياء حرية
العبودية الكاملة ،وفي حالة محادة الصواب ل يقكرهم الحق لسبحانه على الخطاء ،بل يبي لهم ثم
تراجع الرادة اللهية السامية الرادة النبوية ،الت تنالسب فطرة النسان وتحقق إنسانيته
وبالتالي فإجتهادهم الحادي للصواب ناجم عن بشية النبياء ،وليست أخطاء أنبياء مكلفي
بتبليغ الرلسالة ،قال تعالى '' :قل لسبحان ربي هل كنت إل بشا رلسول'' -الساء - 93م
وهذا ل يحط من قدرهم أو يدعو إلى عد م التباع والقتداء بهم ،فهم القدوة الحسنه واللسوة
الصالحة ،وهذا من أدل الدلئل على حكمة الله لسبحانه ،لنه علم أكن معج زات النبياء يتبهر وتكب
في صدور أممهم فيق كدلسونهم ،ومنهم من يتخذ بعضهم إلهاا ،وهكذا يسقط النسان في هاوية الشك
لذا الحق لسبحانه يمتحن أنبياءه أحياناا ليبكي للناس أكنهم ليسوا بآلهة بل هم عباد مكرمون ،قال
تعالى'':ما السيح ابن مريم إل رلسول قد خلت من قبله الرلسل ،وأمه صديقة كانا يأكلن الطعا م
انظر كيف نبي لهم اليات ثم انظر أنى يؤفكون'' -الائدة - 79م
والحكمة من عصمة أنبياء الله هي أكل ينسوا شيئاا مما أوحاه الله إليهم ،قال تعالى '':لسنقرئك فل
تنس'' -العلى – 6أما بالنسبة لا هو إعتيادي وخارج الوظيفة الرلسولية فالنب ليس معصوماا من
النسيان ،قال تعالى '':واذكر ربك إذا نسيت ،وقل عس أن يهدين لقرب من هذا رشداا'' .ن
-الكهف - 24م
إن محادة الصواب خارج إطار الوحي واردة لنه أمر لجب لكلي ،فقد تطرأ لهم مسألة في أمور الدنيا
وليس عندهم في ذلك نص شعي يستندون إليه فيجتهدون برأيهم ،وقد حدث هذا من رلسول الله
صلى الله عليه ولسلم في قصة أسى بدر ،حيث لم يكن عنده نكص صيح ،فاجتهد والستشار
أصحابه فأخطأ في التجيح ،قال تعالى '':ما كان لنب أن يكون له أسى حت يثخن في الرض
تريدون عرض الدنيا والله يريد الخرة والله ع زي ز حكيم ،لول كتاب من الله لسبق لسكم فيما أخذتم
ولو لم تكن الفتنة ذات فائدة لا ابتلى الله لسبحانه بها أنبياءه ،لقد كانت للفت الكثي من الفوائد
والكالسب السلوكية والتبوية ،لم يحصلوا عليها إل بعد الوقوع في فيها ،وبالتالي فقصص النبياء
عليهم السل م الواردة في القرآن الكريم قدمت لنا لسيتهم بشكل إنساني واقعي ،إنطلقاا من
يستطيعه النسان ،لنه لم يكن عليه السل م فو ق مستوى البشية في إمكانته الذاتية ،بل كان
قريب اا منا بصفاته البشية الت هي ألساس التأس ،لذا كان التوجيه اللهي يفرض على الرلسول أن
يقد م نفسه إلى الناس بهذه الصفة ،قال تعالى '':قل إنما أنا بش مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله
واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالحا ول يشك بعبادة ربه أحدا '' ـ الكهف 110ـ
وبالتالي فالقتداء به يكون من حيث صفاته الذاتية وليس بصفاته الرلسولية ،الت رفعها الحق
لسبحانه إلى مراتب ل تبلغها أوها م البش ،حي أسى بعبده وعكرج به إلى السماوات العلى حت
بلغ لسدرة النتهى ،وعليه يعد التأس بصفاته الذاتية مقيالساا تربوياا ،يحتكم إليه الؤمن في تقويم
وقياس درجة إيمانه ،وهذا هو السبيل القريب إلى السلم ليشعر بأن رلسول الله قريب منه بصفاته
إن الحق لسبحانه شاء أن يجعل رلسوله عليه السل م إنسانا ،يتمثل فيه النهج الرباني بكل أبعاده
الفكرية والروحية ،فكانت شخصيته تجسد العقيدة وتتجمها إلى حقيقة على أرض الواقع ،لذا
كانت لسيته الذاتية كتاابا مفتو احا لمته وللبشية جمعاء ،ليس فيها س خافي أو لغ ز محي ،ولقد
تعرض القرآن الكريم إلى جوانب كثية من شخصيته ،وبكي صفاته البشية والكرلسولية ،لذلك
يجب أن نلتمس اللمح الصيلة لشخصيته من القرآن الكريم كوثيقةة ألسالسية ثابتة ،بإعتباره
الكتاب الذي تككفل الله لسبحانه بحفظه ،ليجسد للمسلمي تاريخاا حكياا لشخصية الرلسول ،يتدترك من
خلل تد ببر اليات الت تتحدث عن خلقه ولسلوكه ولسائر شؤونه ،لذا فالقرآن الكريم لم يتحدث عن
تفاصل لسيته الذاتية ،ولكن ح كدثنا عن اللمح الصيلة لشخصيته ،قال تعالى '':لقد جاءكم رلسول
من أنفسكم ع زي ز عليه ما عنتم حريص عليكم بالؤمني رؤوف رحيم'' ـ التوبة 128ـ
إن كلمة "من أنفسكم" تحمل في داخلها عمق العن النساني ،الذي يحدد اللمح العامة لشخصيته
عليه السل م ،لنقتدي بها ونسي على هداها إنطلقاا من ترلسيخ فكرة القتداء ،الت تجعل إرتباطنا
به تابع اا للرتباط بالرلسالة ،فالقرآن الكريم قد بي بوضوح وجلء اللمح الصيلة لشخصيته
ومدى علقتها بالخط العملي للرلسالة ،أكما كتب السية فلقد ألسهبت وأطنبت في ذكر الوارد والشارد
حسب أهواء التيارات الفكرية التنوعة ،الت طبعت النظومة الفكرية للمؤرخ أو الح كدث ،وبالتالي
هناك فر ق شالسع بي ما يقصه علينا الحق لسبحانه ،وبي ما يح كدثنا عنه ك كتاب السية ،قال
تعالى '' :نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لن
وهذا ل يعن إقصاء كتب السية عن دائرة البحث ودرالسة التاريخ اللسلمي ،ولكن ما ندعو إليه
هو إعتبار القرآن الصدر اللساس ،الذي ل يقف عند حدوةد معينة وقوالب جاه زة ،بل يتحرك مع
طبيعة الوحي التجددة والتحركة ،الت تسعى إلى تغيي العوامل الذاتية والوضوعية ،وأما باقي
الصادر فيجب إخضاعها لضوابط وقواعد ومعايي محددة ،حت يستطيع القاريء من خلل تدبرها
إدراك مدى إنسجامها مع اللمح الصيلة الواردة في القرآن الكريم ،بما لها من خصائص ومميات
بشية ورلسولية جامعة لكل القيم السامية ،وهذه قاعدة ل بد من إعتمادها ،فقد روي عن الرلسول
صلى الله عليه ولسلم أنه قال ":تكث لكم الحاديث بعدي ،فإذا روي لكم حديث فاعرضوه على
كتاب الله فما وافق كتاب الله فاقبلوه وما خالف فردوه" .فالرجوع إلى القرآن الكريم يعد من أوثق
وأصح الصادر والراجع لتكوين صورة واضحة عن حياته وأخلقه ،وعلقاته ومواقفه وقيادته
والتحديات ،الت واجهها في طريق الدعوة وتبليغ الرلسالة ،لن لسيته عليه السل م تمثل تاريخ
حياة ل تاريخ مرحلة ،قال تعالى '':لقد كان لكم في رلسول الله ألسوة حسنة لن كان يرجو الله
مرجعية شخصيته أل وهي الرلسالة الربانية ،لذا فشخصيته عليه السل م ذات مدد مستمر وثابت :
'' الوحي اللهي'' ،لذا فسيته ليست مجرد أثر تاريخي عابر ،وبالتالي التأس به ل يكون في مقا م
التشيف كرلسول ،ولكن في مقا م التكليف كبش يوحى إليه ،أي بإتباع ما أوحي إليه من ربه ،كما
تبي الية بأن الرلسول عليه السل م هو قدوة وألسوة حسنة تحديداا ''لن كان يرجو الله واليو م الخر''
بمعن أن التأس برلسول الله ل يكون من نصيب إل من كان لديه مؤهلت إيمانية يقينية ،تتجلى
س عظمة شخصيته عليه السل م كان في رلسولكيته ،وكانت رلسولكيته إمتداد لبشيته ،وبالتالي
إن ك
فعلقتنا به ترتك ز على ألساس صفاته الرلسولية ،قال تعالى '':ما كان محمد أبا أحد من رجالكم
ولكن رلسول الله وخاتـم النبيي'' الح زاب 40لذا يحتاج الدارس لشخصية الرلسول عليه السل م إلى
رصد كل إشارة قرآنية تبي أحد جوانب شخصيته ،الت ترتبط إما بمقا م بشيته أو بمقا م
رلسوليته :م
إن شخصية الرلسول عليه السل م قبل البعثة كانت قد لسلكت القامات الولية للنبوة ،حيث كان
يتمتع برجاحة العقل والحكمة ولسداد الرأي ،وعلى خلق عظيم يأبى فعل ال كدنايا ،مما جعله يتصف
بكمال النهج الحياتي وبكمال الصفاء الروحي ،مما أعطاه طابعاا محدداا لكيانه العنوي ،وهذا فضل
إله كي وهبة ربانية يخص الله بها من يريد من خلقه ،حت يكون أحق وأجدر ليتحكمل أعباء النبوة
والتصدي لحداث التغيي والصلح ،قال تعالى '':فقد لبثت فيكم عمراا من قبله أفل تعقلون'' ن
-يونس - 16
في الية تنبيه للذهان إلى إلستيفاء شخصيته البشية عنص ن زاهة السلوك قبل البعثة ،وتبيان
للفر ق الشالسع بي الشخصية الجتمعية النسجمة مع النظومة الفكرية الت يرعاها البش ،وبي
الشخصية الصطفاة النسجمة مع الفطرة الت يرعاها الحق لسبحانه ،حيث لكقبه قومه قبل الرلسالة
"بالصاد ق المي" ،وهذه مية خلقية شاهدة بذاتها على النموذج الفذ الذي يريده الله تعالى على
الرض ،وهو النسان بكل ما لهذه الكلمة من معن ،فهو رجل الفضل والعقل والكمال ،وصاحب
الصفات النسانية الفاضلة والصاد ق ذو الشأن العظيم ،ل ترى في قوله وفعله أي خلل أو ضعف
أو تناقض ،وهذا يبي بأن لقب '' الرلسول'' ل يستحقه إل من اتصف بكمال ن زاهة السية قبل
الدعوة ،وبكمال النهج الحياتي وبكمال القا م الروحي ،وبهذه الصفات تطمئ القلوب إلى البعوث
وتركن إليه النفوس ،لن السلوك الشخص قبل البعثة يؤثر على مستقبل الدعوة ،لذا ل بد أن
يكون البعوث ذا لسية عطرة وصفاء ذهن ونفس ،حت ل يكون ثمة مطعن في رلسالته ،وبالتالي
ل يعقل أن تكون شخصية الرلسول غي لسوية قبل البعثة ،ثم ييوحى إليه ويستحق القرب اللهي
لنه لو لم يكن م كتسم برجاحة العقل والحكمة ولسداد الرأي والخلق العظيم لجاز عليه فعل ال كدنايا
فتنتفي فائدة إرلساله وتكون بعثته عبثا باطل ،قال تعالى '':قل إنما أنا بش مثلكم يوحى إلي أنما
إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالحا ول يشك بعبادة ربه أحدا '' ن
ـ الكهف 110ـ
ومن الفتاءت الضالة الض كلة تفسي قوله تعالى '':ووجدك ضال ا فهدى'' بأنه قبل البعثة كان غي
يمهتدي ،بينما الراد من''ضال ا '' أي الحائر والندفع بكليته ليجاد ضالته ،الت يفتقدها ويسعى
وراءها ،وضالته قبل البعثة هي معرفة خالق الوجود الستحق حق العبودية على أفضل وجه ،وهي
نفس ضالة إبراهيم عليه السل م ،قال تعالى '':فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي ،فلما أفل قال
لئ لم يهدني ربي لكونن من القو م الضالي .فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكب ،فلما
أفلت قال يا قو م إني بريء مما تشكون .إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض حنيفا وما
الفطرة وبعبقرية روحية مكنته من التواصل مع عالم الغيب ،والمداد منه بتوجيهات ربانية لينفتح
على الواقع الجتماعي ،من أجل إصلحه وتقويم كل خلل يعتيه ،ولينخرط في مضمار الواقع
بمختلف مستوياته ،فأكرمه ربه بوظيفة إلهية ولسفارة ربانية ،غايتها بلوغ النسانية كمالها اللئق
بها ،بحيث كان يتحرك بصفته الذاتية إنطلقل من قوله تعالى '':إنك لعلى خلق عظيم'' لتجسيد
البشية في النبوة ،من أجل ترلسيخ اللمح الصيلة الت يريد الحق لسبحانه أن يجكسدها في
شخصية السلم ،حت يكون نمودجا واقعياا مطابقا لحقيقة العقيدة ،لن لو كان الرلسول عليه
السل م ملكا لا الستطع النسان القتداء به ،بحجة إتصاف اللئكة بالكمال الطلق ،الذي ل يعتيه
النقص ول يطرأ عليه الضعف ،قال تعالى '' :قل لو كان في الرض ملئكة يمشون مطمئني لنـ زلنا
لقد اتكسم مقا م رلسوليته عليه السل م بالنفتاح على الوحي ،الذي زاده قوة وع زيماة وإقداماا على
تحمل أعباء الرلسالة من خلل الروح النابضة بالرأفة والرحمة والحبة ،ليعطي للكناس الصورة
الصادقة عن العقيدة في الطارين الروحي والفكري ،والنسجا م مع خطواتها العملية ،قال تعالى :
ن
فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاا غليظ القلب لنفضوا من حولك '' ـ آل عمران 150ـ ''
ومن خلل هذين القامي تتكامل شخصية الرلسول عليه السل م في لقاةء حميم ،مما جعل شخصيته
عليه السل م مرتك زة على ألساس من الواقعية ،والحكمة في الحركة واللسلوب ،ومن هذا النطلق
تجسدت الرلسالة في شخصيته ،عن عائشة رض الله عنها قالت '':كان خلقه القرآن ،يغضب
الكريم ،لذا فهو قدوة متجددة على مر الجيال يجب التأس بها ،بدل العجاب السلب والتأمل
التجريدي في لسيته ،الت تحولت إلى مجرد صياغة لفظية ملحمية نستأنس بها ،دون تأثر واقعي
ملموس ول إقتداء ،لذا الحق لسبحانه يراعي بشية الرلسول ليكون مجال القتداء متحققاا ،لن
الهدف اللسمى من بيان وذكر اللمح الصيلة لشخصيته البشية والرلسولية هو تفعيلها ،وتأصيل
حضورها كسلوك من طرف كل مؤمن تكاملت شخصيته بفضل إختياره الحر ،ومدى إلتامه
بالعبودية الحقة لله لسبحانه ،وبالتلي فشخصيته عليه السل م تعد من أهم مصادر العرفة في
اللسل م ،لبناء الشخصية اللسلمية بأبعادها العقدية والتبوية والسلوكية من خلل التطبيقات
العملية ،قال تعالى '':قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور
إن الدارس لسلوكياته عليه السل م قبل وبعد البعثة ،يجد بأنها تتسم باللي و الرحمة و الوعظة
الحسنة ،بينما لسلوكيات الجتمع الذي نشأ فيه كانت ترتك ز على العصبية القبلية والقوة الغاشمة
والعدوان ،وهكذا ينتفي أثر البيئة ويظهر أثر الصنعة الربانية ''لقد أدبن ربي فأحسن تأدبي''
وهذه هي الشخصية السوية في أعلى وأرقى درجاتها ،حيث كان عليه السل م يجسد اللسوة
الحسنة ،فيقد م نماذج لسلوكية تطبيقية في مواقف حية ،مما أتاح للصحابة رض الله عنهم تهذيب
الذات عن طريق القتداء ،لن خلقه العظيم كان لسلوكاا عملياا وليس منهجاا نظرياا ،لذلك كان ألسوة
إل وحي يوحى'' النجم ، 4 3وكانت صفته الرلسولية هي القوة القيادية لصفته الذاتية ،الت ل يمكن
أن تهت أما م ك كل الؤثرات الخارجية ،وهذا التوازن بي القامي :الذاتي والرلسولي ليس شيئاا طارئاا
أو عارضاا عليه ،بل هو ما ارتك زت عليه شخصيته بتثبيت ال كله له في كل الواقف ،ومن الؤككد أن
القا م الذاتي ليس الطار النهائي لدراك الحقائق الكلية ،لنه في حاجة إلى القا م الرلسولي ليحدد
له النهج ويبي له أبعاده وولسائله ،وهذا محكو م بتوجيه الوحي الذي منه يستقي الرلسول عليه
السل م ألساليب الدعوة وأبعادها في التطبيق ،كما يتولى الوحي عملية التصحيح عند الحاجة ،لذا
كان عليه السل م ل يعتب الرلسالة تكليفاا صادراا من خارج ذاته ،بل يعتبها قضيته الجوهرية الت
تنبثق من موقع الحساس بها من منطلق إيمانه القوي ،الذي ل يمثل إمتيازا يغنيه عن الرشاد
والتوجيه الرباني لتصحيح مساره السلوكي ،وهذا اللسلوب العملي غايته مخاطبة النسان من
خلل مخاطبة رلسوله عليه السل م قصد النسجا م مع خط الرلسالة ،لذا نجد في القرآن كثياا من
اليات تخاطب الرلسول عليه السل م بألسلوب قوي حالسم ،يوحي بأنن الرلسالة تحتاج إلى معاناة
وصب ،إنطلق اا من العنص الذاتي النابع من الصفة الرلسولية القائمة على العلم والحكمة والعرفة
وهي صفة ل يمنحها الله لسبحانه إل لصفيائه من خلقه منمن تمنيوا بنقاء الفطرة ،وصفاء
إن وفاة الرلسول عليه الصلة والسل م تلقي على أتباعه مسؤولية إلستمرار تجسيد اللسوة الحسنة
في جانبها العملي ،حت ل يختفي منهج التبية بالقدوة بوفاة من كان يجسده ،قال تعالى '':وما
محمد إل رلسول قد خلت من قبله الرلسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على
بالقا م الذاتي ،فأورثنا إنفصاماا منعكساا على الواقع ،تسكوغها التفسيات الذرائعية لعرقلة النهج
الرباني ،الذي يمثل الدافع الصلي ليتقي السلوك النساني عن طريق تطوير قدراته ،حت يغدو
ألسوة وقدوة فيجعل لسلوكه حجة على أن الوحي مازال قائماا ،وفكعال ا في كيان أمة خاتم النبيئي
والرلسلي إلى يو م القيامة .وهذه الرؤيا تتطلب التوازن في تصور اللسوة الت يمكن إتباعها على
بصية من المر ،بحيث يجب أن تستند إلى الفهم الصولي القاصدي للقرآن والسنة ،ويكون
إن القرآن الكريم يدعو إلى مطلق التأس بشخصية الرلسول عليه السل م ،بدل التكي فقط على
التأس الفقهي الرتبط بالعبادات والشعائر ،لكن الرلسول عليه السل م جاء باللسل م كمنظومة فكرية
متكاملة تشمل كل أبعاد شخصية النسان ،قال تعالى '':وما آتاكم الرلسول فخذوه وما نهاكم عنه
إن تألسـي الصحابة رضـي الله عنهم كان شأن الخاكصة من أولي اللباب ،الذين اتخذوا القتداء
بالرلسول عليه السل م لسبيل إلى الطمئنان القلب والعقلي والفعل النجازي ،لن مفهو م التألسـي
عندهم كان له يبعد منهجي ،غايته الهتداء لتحقيق النهج الرباني في يبعديه اليماني والنساني
حيث كان كل صحابي يظهر بشكل متمـي جداا ،وتمـكيه عن بقية الصحابة يجعله عالاا وحده
تنطوي فيه العوالم ،ويبقى بعد ذلك بقية من التفرد ما يوافق شخصيته كنمودج ،وهكذا تحقق
النموذج الك كلي للتألسـي ،الذي صاغه الصحابة رضـي الله عنهم بشكل عملي ،فكل صحابي كان
يمثل أحد جوانب اللسوة الحسنة ،رغم إشتاكهم في أصل التألسـي ،فككل صحابي كانت له مـية
طغت على شخصكيته ،فهذا الصديق ،وهذا الفارو ق ،وهذا أمـي المة … ، .ول أحد من الصحابة
ا كدعى أنه وصل إلى التألسـي الكامل ،الذي يمككنه من القتاب من مقا م الرلسول عليه السل م ،وهذا
ما يفسـره قوله تعالى '':وإنك لعلى خلق عظيم'' .فالية في حد ذاتها لها دللة بالغة الهمكية في
تبيان تف كرد الرلسول عليه السل م كشخصية نمودجية شمولية ،يجد فيها كل مؤمن ما يحتاج إليه
ك كل حسب مقوماته الذاتية ورلسوخ عقيدته ،شـريطة إعمال العقل وطلب الحجة لتحقيق اليمان
واليقي ،لن القتداء ل يكون تمكثل لسلوكيا حت يكون تقكبل نفسيا وذهنيا .م
بي التباع والبتداع :ك
قال تعالى '':يا أهل الكتاب ل تغلوا في دينكم '' ـ النساء 171ـ أي ل تتجاوزوا الحد في القدر .ن
والراد بالغلو في حق الرلسول عليه السل م هو مجاوزة الحد في قدره ،بأن ييرفع عن مرتبة العبودية
والرلسالة ،وييوصف بصفات هي من خصائص الحق لسبحانه ،إل أن بعض ك كتاب السية أضفوا
على شخصية الرلسول عليه السل م هالة ملحمية ل يتصورها عقل ،ومستعصية حت على الخيال
الجامح ،مما أدى إلى فساد التصور القيمي بسبب الغلو العاطفي ،الذي ليس له ما يقابله في العقل
والبالغة ،ول ييشفع له كونه صادراا عن إجتهاد وحسن نية ،فإن إقتصاداا في إكتباع ،خي من
إجتهاد في إبتداع .وهذا اللون من الغلو العتقادي هو أخطر أنواع الغلو وأشده أثراا ،وقد وقع فيه
اليهود والنصارى ،وهو لسبب شيوع ضللت العقائد وبدع العبادات ،وهو الذي مهد السبيل وهيأ
النفوس لقبول اللساطي والخرفات حت رمت الحقيقة بالوهم ،عن عمر بن الخطاب رض الله عنه
قال :قال رلسول الله صلى الله عليه ولسلم '':ل تطروني كما أطرت النصارى السيح ابن مريم إنما
والراد ب '' ل تطروني'' أي ل تمدحوني بالباطل ،وأرشدهم أن يصفوه بصفتي هما أعلى مراتب
الشف ،هما :عبد ال كله ورلسوله ،ولم يحب أن يرفعوه فو ق ما أن زله الله ع ز وجل من الزنلة الت
رضيها له ،قال تعالى '':لسبحان الذي أسى بعبده ليل من السجد الحرا م إلى السجد القص''
الساء . 1فالنتماء لله لسبحانه ''عبده'' يبي بأنه أفضل البش وأحسنهم وأعلهم ،وأقربهم إلى
الله تعالى ،ولقد روى أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رض الله عنه أن رجل قال '':يا محمد
يالسيدنا وابن لسيدنا ،وخينا وابن خينا ،فقال رلسول الله صلى الله عليه ولسلم '' :يا أيها الناس
عليكم بتقواكم ،ل يستهوينكم الشيطان ،أنا محمد بن عبد الله ،عبد الله ورلسوله ،والله ما أحب
ورغم التحذير القرآني والنبوي فقد الستكل الشيطان بعض هذه المة ،فوصفوا الرلسول عليه السل م
بما ل ينبغي إل لله ،ومن ألساليب القرآن في دفع الغلو أو رفعه ،التنويه بيس الشيعة والمتنان
برفع الحرج عن العباد ،قال تعالى '':يريد الله بكم اليس ول يريد بكم العس'' ـ البقرة 185ـ
قال السعدي '':أي يريد الله أن ييس عليكم الطر ق الوصلة إلى رضوانه أعظم تيسي ،ويسهلها
أبلغ تسهيل'' ن
إن الحق لسبحانه قد اختار لهذه لمة أن تكون أمة الولسطية ،وولسطية اللسل م ولسماحته ل يتؤخذ
من آراء الناس وأهوائهم ،ولكنها تؤخذ من القرآن الكريم والسنة الصحيحة ،والذي ينحرف عن هذه
الولسطية بغلو أو جفاء فهو غي ممثل لللسل م ،عن ابن عباس رض الله عنهما أن رلسول الله عليه
الصلة والسل م قال '' :ياأيها الناس إياكم والغلو في الدين ،فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في
القدوة الت يحث القرآن الكريم على القتداء بها ،هي تلك الصالحة النافعة الت تهتدي بالنهج
الرباني في كل زمن ومكان ،وهي عنص رئيس ذو أهمية بالغة في البناء والتبية ،شيطة أن
يكون القتداء منطللق من إرادة وقناعة صاحبه ،ومبن على التدبر والتعقل ،ويرجع إلى الحق
والصواب ويحتكم إليهما عند القتداء ،فمهما كاكن حبنا للقدوة فشع الله أحكب الينا من أي أحد
قال تعالى '':وقالوا ربنا إنا أطعنا لسادتنا وكباءنا فأضلونا السبيل ''ـ الح زاب 67ـ فاتباع الحق
هو الذي يقينا من السقوط في براثن الغلو الفض إلى '' القدوة الخارقة'' ،الت يستعص على
النسان إمكانية القتداء بها ،وهذه هي العضلة ،الت تواجه المة اللسلمية في عصها الحديث
فقد تسببت في أضار بليغة بالمة اللسلمية ،فشكوهت وجه الصحوة اللسلمية وعرقلت مسيتها
ورلسخت التط كرف والتعصب الذهب ،وأججت الهواء واليولت النفسية إلى أن أصبح الحق الواحد
يتع كدد ،وهذا ما بينه رلسول الله عليه الصلة والسل م لا قال له رجل :ما شاء الله وشئت ،فأنكر
عليه وقال'' :أجعلتن لله نداا بل ماشاء الله وحده'' ،فالعبادة حق خالص لله تعالى ،ليشاركه
حسنة" ،فهو مبجل ألسالسا لن الله قد امتدحه ،وبالتالي فهو ل يحتاج إلى الدح والطراء ،لهذا
السبب يتعي علينا أن نعرض على القرآن الكريم تصورنا عنه ،لن محاولة فهم شخصيته بعيداا
عن القرآن لسيؤدي ل محالة إلى فهمه بشكل خاطئ ،لن كلهما ل ينفصل أحدهما عن الخر وليست
هناك مسافة بينهما ،لنه هو ولسيلة الوحي وإذا ما يفهمت الولسيلة بشكل خاطئ ،فهذا يعن أن
ل ما قد أصاب أكب ضمان لفهم الوحي بشكل صحيح ،لهذه اللسباب فإن التأ ك لس يجب أن يرى
خل ا
شخصيته عليه السل م من خلل القرآن ،ويرى القرآن من خلله ويعرفه بالقرآن ويعرف القرآن به
إن التبية باللسوة ل يمكن أن تؤتي يأكلها إل إذا تجاوزنا جملة من الطر ق واللساليب التطرفة ،الت
ترشد العقل النساني وترلسخ فيه جملة من البادئ والقيم الـيمطلنبة في الغلو ،والصالدرة لجملة من
القاصد القرآنية الت تدعو إلى شخصية إعتب ارية مفكرة ،بدل شخصية إمعية تفعل ما يراد منها
وتتعامل مع الفكار دون تدبر أو تريث ،لن بناء الشخصية يقو م على ضبط عملية التفكي
لحاصة الغلو من النفلت التطرف ،الذي يؤدي إلى تثبيط الع زيمة لكي ل يتمكن النسان
من الرتقاء في يلسلم القتداء ،الذي يعد عنصاا ألسالسياا لتحقيق بناء الشخصية اللسلمية وتحريك
فاعليتها ،وتطويرها وإغنائها بمباديء وقيم تستمد من اللمح الصيلة لللسوة الحسنة ،وهذا
يتطلب تدقيق ومراجعة وضبط وتحديد ،للدفع يقدماا بألسوتنا الحسنة نحو الرتقاء ،ورفع عنها ما
كان يعطلها من أوها م وخرافات حت يتحول القتداء إلى إتباع معقلن بدل إبتداع وهمي .ن
القرآن الكريم يتضمن كليات الشيعة ،وقواعد مقاصدية كلية وج زئية لتقويم لسلوك النسان ،حت
يتمكن من أداء وظيفته الت خلق من أجلها ،قال تعالى '':ول تفسدوا في الرض بعد إصلحها
وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من الحسني ''.ـ العراف 56ـ
إن اللسل م قد وضع منهجاا تربوياا جلياا :فقه العاملت ،وهو عملية تفاعلية لتقويم لسي حياة
الصواب ،ويتمكنوا من التعايش والتساكن ،وأهم مقصد من مقاصد الشيعة هو الحفاظ على
مقومات النسان الروحية والادية ـ الكليات الخمس ـ .فالتأمل والتدبر لجمل ضوابط كليات
القاصد القرآنية ،يدرك مدى إرتباطها بإصلح السلوك لبناء الشخصية النسانية ،من خلل جملة
من البادئ والقيم الستمدة من الفاهيم القاصدية ،ليجاد الفرد الصالح والنافع من خلل التوجيه
الق لكو م ،الذي يرشد العقل إلى البادئ والقيم الت تمكنه من القتداء الهتدائي ،للرتقاء بالسلوك
اليماني الذي يع كد تجسيداا لتلك الباديء والقيم ،الت يتصحح الطريق وترشد السالك من خلل
ضبط عملية التفكي للتوفيق بي اللسوة والقتداء ،الذي هو إجتهاد دون الوقوع في الغلو الفاصم
بي اللسوة والواقع ،والفض إلى النطواء على الذات بكل أشكاله ،بسبب لسوء التوظيف للمقاصد
القرآنية ،الت تسعى إلى تحقيق التغيي الستهدف بغية النتقال من حالة ''عقلية القطيع'' ،الت
ألسكرها الجهل والتقليد فرلسكخت جملة من التعقيدات ،وفرضت واقعيتها مما أدى إلى ذوبان اللسوة
الحسنة في خضم التيارات الذهبية ،الت كان مؤداها فوض فكرية تعج بها النظومة القاصدية
الت هي الصل الذي يتستمد منه العايي الجتماعية ،وبالتالي إذا كان هناك خلل في العايي
الجتماعية ،فهناك بالتأكيد خلل في النظومة القاصدية أدى إليه التشويه واللساءة إلى اللسوة
الحسنة ،وطمس ملمحها الصيلة الت هي أهم مرتك ز يجب النطل ق منها ،لحياء الشخصية