Professional Documents
Culture Documents
الـمقــدمــة
قال تعالى" :فاعـــلم أنه ل إله إل الله وِاستـغـــــفر لذنــبك وللمـؤمنـي والؤمـنات -".محــــمــد - 20
هذه الةية نزلت بعد ةثلةثة عش عاما من الــدعوة إلــى التوحيــد ومــا صـاحبها مــن جهــد وعـــناء لعلء
كـلـمة الله ،ونش تعاليم دةين السل م الحنيــف ،والــمأمور فــي هــذه الةيـة هــــــو الرســول صــلى اللــه
خشية لـــه ،وهـا هــو اللــه ةيـمأمره ''فـاعلم'' ،والغاةيـة
ً علــيه وسلـم ،وهـو َأعْـَرفُ الخلق بالله وأشـدّهـم
من هذا المر اللهي هي :الحّث علــى الزةيــد مــن طلــب التوحيــد والتنةيــه لعرفــة قــدر رب العــزة حــق
حِثيثًا لفهـم وإدراك أســمائه الحسـنى ،لنهـا تتضــمن
الَمنال ةيتطلب سعيًا َ
العرفة ،وهذا مطلب عزةيز ْ
الـفـاهـيم والـتصـورات الـمعرفـية عـن الله ،وتُبِّين مراداته من النسان خاصة ،وبفضل هذه العرفــة
"اســتغفر" فــمأتبع العلــم
ةيزداد الةيمــان رسوخاً وةيقينا ً ،وبعد قولـــه تعالى " :فاعلم" عقّــب مباشـــرة ِ
قا ،فبدون معرفة العبــود ســبحانه ستكــــــون
لح ً
ِ بين لعبـــاده بمأن العرفة أول ةثـــم العبادة
بالعمل ليُ ِّ
غٍة من جوهر الدةين الخالص ،قــال تعــالى'':ومــا أمــروا
العبادة عبارة عن طقوس وشعائر شكليّــٍة ُمْفَر َ
إل ليعبدوا الله مخلصي له الدةين حنفـــــاء ''.
بينــا للعبــاد س ُــُبَل هــذه العرفــة بكــل خصائصــها َالش ّــموليّة الــت
إن القرآن الكرةيم والسنة النبوةية قد ّ
طد علقة النســان بخــالقه ،قــال علــي بــن أبــي طــالب رضـــي اللــه عنــه '':أول الــدةين معرفــة اللــه
ُتَو ِّ
وكمال معرفته التّصدةيق به ،وكمال التصــدةيق بــه توحيــده ،وكـــمال توحيــده الخل ص لــه ،و كمــال
ي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غي الوصـوف ،وشهادة كل موصوف أنه غـي
الخل ص له نَْف ُ
الصفة ''.
إن الله ما خلق العبـاد إل ليعرفـوه ،وجعـل معرفتـه هـي غاةيـة و جـودهم ،والعرفـة ل تــْدرك إل إذا
ِاتّخذ النسان التعقـل ِمعياراً للتقدةير ،وهذه خاصية من خاصيات أولي اللباب ،الــذةين أمرهــم بــمأن
ةيـس ّ ِخروا قدراتهم العقلية لفـهم وإدراك الحكمة من الوجـود ،لـذا جـاء أمــره فـي كتـابه العزةيـز '' :أفل
ُتبصـرون'' ''.أفـل ةيتدبّرون'' ''.أفل تّذكــــرون'' ''.أفل تعقــلون'' ،وةيتبي من هذه الصيغ بــمأن معرفتــه
ل تكون إل بالـتـبّص والـتدّبر والـتذّكر لبلوغ درجة الـتعّقـل ،الذي ل ةيعن مجرد العلم ،وإنما ةيشــمل
التحليل الدقيق لعناص وأبعاد الشء الْدَرك ،ومعرفــة دللتــه وتــداعياته الخارجيــة ،والحكمــة مــن
را لهميتـة في النظومة الفكرةية القرآنيــة فــإن
وجوده أو عدمه ،لذا فالعلم هو مقدمة التعقـل ،ونـظـ ً
مادة ) عَقل ( وردت في القرآن بجميع إشتقاقتها -تسعة وأربعيـن مرة -بالصيغ التالية 14مـــــرة''
أفل تعقلون'' 14 ،مرة '' ل ةيعقلون '' 8 ،مرات '' لعلكم تعقلون '' 8 ،مرات'' لقـو م ةيعـقـلون'' ،وخمـس
1
مرات بصيغ مختلفة ،ولم ةيرد الصدر ) العقل ( بدللته اللغوةية العامـة فــي القــرآن ،وسـبـب عـد م
اعل فـــي الســل م ،وليــس مفهـــوما جوهرةيــاً
وروده مصــدراً ةيــدل علــى أن للعقـــل مفهومــاً وظيفيــاً فـــ ً
فصيغة التعقـل من خواصها التدرةيج والتحوّل ،قال تعالى'':وقـــالوا لـــو كـــنا نســمع أو نعقــل مـا كنــا
في أصحاب الســـعي - ''.اللك - 10
العصـاة لـم َةيْنفُــوا عـن أنفسـهم العقـل ،ولكــن نَـــَفْوا التعّقـــل الــــذي هــــو فهــم
الشاهد من الةية هــو أن ُ
و إدراك الشء على ما هو عليه من حقيقة تكــوةينه ،والحكمــة مــن خلقــه ووجــوده ،وهــذه هــي غاةيــة
العقل الت أمر بها الله سبحانه ،لكي ل َةيْهـُدر السلم طاقته فيما ل ةيمـلك العقل سبيل ،لنه تعــالى
خْبــط فــي َال ّتْيــه – الغيــب -الــذي ل
جعل له حداً في إدراكــه للشــياء لةيتعـ ّــداه ،فل جــدوى مـــــن ا َْل َ
ةيعلمه إل هو ،قال تعالى '':ما أشهدتهم خلــق الســماوات والرض و ل خلــق أنفســهم ومــا كنــت متخــذ
الضلي عضدا -''.الكهف - 50
التعقـل في السل م غاةيتـه إدراك الحكمة من الوجود بكـل تجلِّياِتها وأبعادها ،لذا فـهـو ةيتَمّيـز عـنّ إن
النساق الفكرّةيـة الادةيـة الـت تـؤله العقــل ،وتستقصـــي الحكمــة الـت تُقيـم الدليـــل بـمأن ليـس هنـاك
تعارض بيـــن الـادة والــروح ،فكلهمــا حـق وحقيقـة والحــق ل ةيضــاد الحــق ،فالـادة تـدرك بالعقــل
جب أحدهما الخر بالنسبة للنسان التع ّ ِقل ،الذي ةيعلـم أن
ةيح ُ
والحكمة تدرك بالتعقل ،ول ةيمكن أن ْ
كل ما أدركه عقله بقوة البهان الادي ةيـجـب أن تلمزمــه الحكمــة ليتحــرّر مــن القيــود والحُجُــب ،الــت
تحجُب عنه حقيقة مــا وراء الوجود الادي .
ْ
والـقـصـود بالحكـمة هو الفطنة وإصابة العرفة بكمال العلم والعمل ،لجلــب النفعــة ودَْرِء الفســدة
لتعقـــل مــن تجــاومز فهــم وإدراك الســباب إلــى معرفــة عـظـــمة
طبقاً للمنهج الرباني ،وهكــذا ةيتمّكــن ا ُ
سبب الذي أوجد فمأتقن ،وأبدع وح ّدد الغاةية من هذا الوجود قـال تعالى '':فلما تجلى ربه للجبــل
الـمُ ِّ
صْعقًا ،فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول الؤمني -''.العراف - 143
جعله دكاً وخّر موس َ
التعقل لبد من سلك الراتب التية :
ّ ولبلوغ مقا م
* الرتبة الولى :خيـر سبيل للعلم والعرفة هو ملمزمة العقل للحكمة ،قال تعالى'':ةيؤتي الحكمــة مــن
ةيشاء ومن ةيؤت الحكمة فقد أوتي خيا كثيا وما ةيذكر إل أولو اللباب - ''.البقرة - 268
* الرتبة الثانية :ربط العلم والعرفة بمرادات الله في الس و العلنية ،وتهيِّء ما تحتاجه إقامتهمــا
من وسائل وأسباب بعزةيمة قوةية وإصار لتحقيق النفع والخيـر ،ودفع الّض والضـرار ،قال تعالى:
'' الذةيـن ةيستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذةين هداهم الله وأولئك هم أولو اللباب'' الزمر 18
2
'' والراسخون في العلم ةيقولون آمنل به كل من عندنا ربنا ،وما ةيذكروا إل أولي اللباب'' آل عمران 7
* الرتبة الرابعة :محبة الله وهـي الغــاةية القصوى من العرفة لنها أرقى القامات ،ولـيـس بـعـد
إدراكها مقا م إل وهو ةثمرة من ةثمراتها ،قال تعالى'' :والذةين آمنوا أشد حباً لله '' -البقرة -164
ومحبة الله ل تتم إل بمعرفة أسـمـائـه الحسن ،قال تعالى '' :ولله السماء الـحسـن فادعــوه بـهـا
و ذَُروا الذةين ةيلحدون في أسمائه ،سيجزون ما كانوا ةيعملون- ''.العراف - 180
قـال السـعـدي ":إن الةيـمـان بـمأسـمـاء الله الـحسـن و معرفتها ةيتضمن أنــواع الـتـوحـيـد الـثلةثــة :
- 1توحيد الربوبية - 2توحيد اللوهية - 3توحيد السـمـاء و الصفات ،وهـذه النـواع هـي روح
الةيمان وأصله وغاةيته ،وكلما ِامزداد العبد معرفة بمأسمائه ِامزداد إةيمانه وَةيقيُنه .
ومن واجبـات محبـة اللــه محبــة رســول اللــه عليـه الســل م ،قـال تعـالى '' :قــل إن كنتــم تحبــون اللــه
فاتبعوني ةيحببكـم الله وةيغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم -''.آل عمران - 31
وصــدق محبتــه ةيكـــون بـــإِّتباع ســنته والقتــداء بســيته ،ومــن لوامزمهــا محبــة آلــه وصــحبه وســائر
الؤمني والؤمنات .
***
3
ضوابــط أسـمـاء اللـه الحسـنــى
قال تعالى '':ولله السماء الحسن فادعوه بها ,وذروا الذةين ةيُلحدون في أسمائه ،سيجزون ما كانوا
ةيعملون - ''.العراف - 180
لقد أخب الله عن نفسه بمأنه ِا ْ
خَتّص بالسماء الحسن التضمِّنة لكمال صفاتـه ولعظمة جللـه ،وأمر
صّحّ عن رسول الله صـلى الله عليــه
خفية لن الدعاء بها عبادة ،وقد َ
عباده أن ةيدعوه بها تضّعا و ُ
وسـلـم أنـه قال '' :الدعاء هو العبادة '' ةثم قرأ ''وقال ربكم ادعوني أستجب لـــكم إن الــذةين ةيســتكبون
عن عبادتــي سيدخلون جهنــم داخرةين- ''.غافر - 60
وعقب بقوله '' الذةين ةيستكبون عن عبادتي'' ولــم ةيقــل
ّ إن الله أمر في بداةية الةية بالدعاء ''ادعوني''،
ةيستكبون عن دعائي ،وبالتالي فالدعاء عبادة سواء كان دعــاء عبــادة أ م دعــاء حاجــة ،وكلهمــا ل
ةيســتقيمان إل بمعـرفـــة أســمائه الحســن ،وإدراك صــفاته العلــى وتقــدةيرها حــق قــدرها ،لــذا نهــى
سبحانه عن الخوض في أسمائه أو الدعاء بها بدون علم و معرفة دللتها ومعانيها ،قال تعالى :
''و ذروا الذةيــــــن ةيلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا ةيعملون -''.العراف - 180
وهذه السماء سمّــى بها نفسه ،فهو أعلم بدللتها و معانيها ،ولقد أطلع عباده عليها فمأنزل بعضها
في القرآن الكرةيم ،و أخب ببعضها رسوله علـــيه الســـل م فمأوردهـا فـي أحـادةيثه ،وةيـرى أهـل السـنة
لةيسوغ معها الجـتهاد ،ول ةيحُّل لحـد أن ةيسـمي اللـه
ُ والجماعة أن حكم أسماء الله الحسن َتْوِقيفِي
تعالى إل بما سمّى به هــو نفسـه ،لنــه عليـــم خــبي بمـا ةيلـيـــق بـعظـمـــته وجللــه ،وبالـتـــالي فـــل
مـجـال للـعـقـل لشتقاق إسم من أسماء الله عن طرةيق الجتهاد أو التمأوةيل أوالستنباط ،لنه تعــالى
علواً كبياً لتحيط به العقول .
عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '' :للـــه تسـعــة و تسعون
إسما من حفظها دخل الجنة ،وإن الله ِوتر ةيحب الوتر- ''.رواه البخاري -
هذا الحدةيث ةثابت في الصحيحي ولكن من دون ذكر السماء ،لنه لم ةيثبت عن رسول اللهـ صلى
الله عليه وسلم تعيِّي السماء الحسن التسعة والتسعي ،فالوليد بــن مســلم هــو مــن جمــع الســماء
منذ ألف عا م ،وأدرجها في الحدةيث الذي أخرجه التمذي ،والــعـلّة فــيه هي إدراج بعــــض السماء
الت لم تثبت ل في القرآن الكرةيم ولفي السنة الصــحيحة ،لن الســماء الصــحيحة هــي الثابتــة فــي
التنةيــه والمــدح
القــرآن والسنــــة – التوقيفيــة ، -لةيلحقهــا مزوال ول تبــدةيل ول تغييـــر ،وكـــلها تفيــد ّ
والـثنـاء ،لذا وجب على العبد الؤمن أن ةيُْفِرد الله بها على وجه الحقيقة بل تشبيه ولتعطيــل .
أسماء الله الحسن التوقيفية نوعان :
4
- 1أسماء مطلقة معرفة باللف والل م كالقدوس ،أو مجردة منهما كرؤوف ،وعددها تسعة وتسعون
– 2أسماء مقيدة وعددها تسعة وتسعون ،وهي نوعان :
تقييدا صةيحا :تذكر كما وردت في النص القرآني ،مثال ذلـك :قــــال تعالى '' :إنــا مـــــن
أ -مقيدة ِّ
الجرمي منتقمون'' -السجدة - 22إسم النتقم ةيبقى مقيدا بالجرمي .
ب -مقيدة بالضافة :تذكر مع الضاف ،مثال ذلك :قال تعالى '' :مالك ةيو م الدةين'' إسم مالك ةيبقــى
مقيداً بيو م الدةين .
* ملحوظة :الكثي من أسماء الله االحســن عــل ومزن صــيغ المبالغــة ،والبالغـة عـنـــد فـقـهـــاء اللغــة
تـعنـي إذا مزاد العن على التما م ،وبلغ أقص ما ةيمكن في وصف الشـيء ،فيثبت للفاعــل أكــث ممــا
له ،وهي ل تكون إل في الصفات الــت تقبــل الزةيــادة والنقصــان .وصــفات اللــه تعــالى متناهيــة فــي
الكمال ل ةيمكن البالغة فيها ،لنها منهة عن التشـبيه ،لـذا ةيـرى أهـل التوحيـد أن البالغـة فـي حـق
الله تعالى ل تعن مزةيادة الفعل ،ولكن تعن تعــدد الفعــولت أي الخلئــق الــذةين ةيرجــون وةيتشــبتون
بمأسمائه الحسن وصفاته العلى ،فالله توّاب لكثة قبوله من ةيتوب إليه من عبــاده ،وقــدةير باعتبــار
طلقة قدرته وليس تكثي الوصف .وأسماء الله الحسن إمـا تـدل علـى ذات اللـه مـع صـفات الكمـال
القائمة بها ،مثل :الواحد الحد الصمد ،أو تدل علــى صــفات الكمـــال القائمــة بالــذات ،مثــل :العليــم
الحكيم الخبي ،فالسم دل على أمرةين ،والصفة دلت على أمر واحد
التسعة والتسعـون إسما الــواردة فـي هذه الدراسة توقـيفية مطلقة ةثابتة فى القرآن والسنة :
* * اللك * ا لله * الله * الرب * الرحمن * الرحيم * الواحد * الحد * الالك
* * الليك * القدوس* السل م * الومن * الهيمن * العزةيز * الجبار * التكب * الخالق
* * الخلق * الباريء * الصور* الشاكر * الشكور* النصي * الحكم * الحكيم * الول
* الخر * الظاهر * الباطن * الكبي * السميع * البصي * الخبي * العفو * اللطيف *
* * القادر * القدةير * القتدر * الحق * البي * القاهر * القهار * العظيم * الحليم
* الواسع * العليم * التواب * الكرةيم * الكر م * الغن * الصمد * القرةيب * الجيب *
* الودود * * الحميد * الحفيظ * الجيد * الشهيد * الفتاح * الولي * الولى * القوي *
* التي * الرؤوف * الرمزاق * الوكيل * الرقيب * الحسيب * العلي * العلى * التعال *
* الحي * القيو م * الب * الوهاب * القيت * العطي * الغفور * ا لغفار * الوارث *
* الحي * الوتر * الجميل * الحسن * القد م * الؤخر * القابض* * الباسط * الشافي *
* الرفيق * السعر * السيد * الستي * النان * الطيب * السبوح * الجواد * الدةيان *
5
تــوضيــح الـمنـهـجـيـــة
الدللة اللفظية هي ما ةيُْفهم من اللفظ عند إطلقه بحيث ةيلمزمه معنى خا ص ةيُــدَْرك من ظاهر اللفــظ
وهو مدُْلوله ،أي الضمون العقـلي الذي ةيصل بيـن اللـفـظ والــشء الذي ةيدل علـيه ،ودللــة أسماء
حا فــي الشــارة للمــدلول عليـه ،الـــذي
تـوقـيفـ ّــياً صةيـــ ً
ِ وتْفهم إل إذا كان الـدّال
الله الحسن ل تُدَْرك ُ
هـو مـعـلـو م بالدللة الصحيحة الثابـتة ،ول ةيتـغي رغم مجموع الوظـائف الـت ةيؤدةيهـا فـي الـتاكيب
فسْقف العارف النســانية الرتبطـة
الختلفة سواء في القرآن الكرةيم أو الـسنـة الـنبـوةية الصـحـيـحـة َ ،
بـتغـّيـر الـــزمــان والكــان ،لنـــــها هــي الداة الــت ُةيمكــن بهــا معرفــة
بمأسماء الله الحسن ل تـتََغـّيـر َ
الله حق العرفة ،قال تعالى '' :واتل ما أوحي إليك من كتـاب ربـك ل مبـدل لكلمـاته ولــن تجـد مـن
دونه ملتحدا -''.الكهف - 27
ولقــد تم التكي في هذه الدراسة لمعرفة أسماء الله الحسن على ةثلث دللت وهــي :
- 1الدللة اللغوية :غاةيتها ضبط العن الذي ةيقتضيه السم بـناء على العاني َاْلُمْع َ
جِميّّـة مع ذكر
صَــرف عــــن معناه الظاهر
ومعانِيه ،ومراعاة الصـل فـي شـرح اللفظ شةيطــة أل ُةي ْ
إختلف َمَبِانيه َ
لغيــه إل بــدليل صــحيّح ،فظــاهر اللفــظ ل ةيَنْــِزل علــى مــا ظهرحاليــا ،وإنمــا ةيــَْنِــــزل بمــا ظهــر منــه
باللسان العربي البي ،وما ةيحمله من العن العروف في مزمنه .
- 2الدللة التوحيدية :تعرةيف السم المـراد ال ّتَعُبد به بناء على شح وتفسي أهل علم التوحيد مع
ضبط الشاهد القرآني والسن .
خل ُِقه صلى الله عليـــه وسلـم – 3الدللة اﻷخليقية :عندما ُ
سئلت أمنا عائشةُ رض الله عنها عن ُ
خط لُسْخطه - '' .رواه البخاري -
س َ
ضى لرضاه ،وةيَ ْ
خلُُقه القرآن َةيْر َ
قالت '' :كان ُ
لـقـــد تشـــّبَع صـلـــى اللــه عـلـــيه وسـلـــم بالـقـــرآن تشــ ّ ُبعا تاًمــا ،وتمأةثـــر بــه تمأةثـــرا بالغــًا لدرجــة أن
ِاخـتلطــت معاني القرآن بشخصيته ،و اِمتجْت بها فصارت ُتمّثِل واقـ ً
عا حّيا في شخصــه ،فمأصــبّح
غيـــر بهــا النفــوس
عـــِّوةية والتبوةيــة الــت ّ
القــرآن منظــومته الفكرةيــة ومرجعيتــه العرفيــة ،وأداتــه الــدّ َ
س الجاهلية ،وجعل خَْيِرّةية هذه المة في إتباع الحجة البيضاء – القــرآن والســنة ، -
طهرها من دََن ِ
ف ّ
تفعيلهما ةيكون بتطبيق قوله تعالى '':إن الله لةيغي ما بقـو م حت ةيغيوا ما بمأنفسهم'' -الرعد 12
و ْ
طِرّةية للنفــس
إن الةية تبي بمأن تغييـر سلوك السلم ل ةيتحقق إل إذ صاحبه تغييـر في الصفات الفِــ ْ
وهذا هو واقع الةية لغة بمعنـى :لن ةيَُغِّير الله شــيئا مــن فطــرة النســان حـت ةيقــو م هــو بتغيِـــي مـا
غييـر الةيجابي ةيـقـو م أول على معرفـة خفـاةيا النفـس ،وفـــهــم وإدراك جوانبها السلبية
الت ِ
بنفسه ،و ّ
وتزكيتها طبقاً للمنهـــج الربّاني ،الذي ةيجب أن ةيُؤ ّ ِطر الفاهيم الت تـؤةثـر فـي
ّ والـعـمل على تقـوةيمها
6
الفكر ،وتوجهـه نحو السـار الصحيـّح .
ومن الحكم المأةثورة '':أ عرف نفسك تعرف ربك" قال ابن القيم عن فحوى الحكمة '':من عرف نفسه
بالضعف عرف ربه بالقوة ،ومــن عرفهــا بــالعجز عــرف ربــه بالقــدرة ،ومــن عرفهــا بالــذل عــرف ربــه
بالعز ،ومن عرفها بالجهل عرف ربه بالعلم ،فإن الله سبحانه استمأةثر بالكمال الطلق ''.
قال تعالى '' :ةيا أةيهـا الـنـاس قـد جاءتـكـم موعظة من ربكم و شفاء لا فــي الصــدور و هــدى و رحـــمة
للمؤمني .قـل بفـضـل الله و برحمتـه فـبـذلك فـليفرحوا ،هو خي مما ةيجمعون-''.ةيونس - 58 - 57
حث النسان على توظيف قدراته العقلية ليدرك الحقيقة اللهية ،الـــت أخبنــا
ّ والهدف من الةية هو
مختصة في أربعة عطاةيا ةثمينة وعظيمة وهي :
بها الحق سبحانه في كتابه العزةيز ،والـ ْ
وةيحذِّرهم
- 1الوعظة :إن الله َةيِعظ وةينصّح عباده ،وةيذكِّرهم بما ةيصلّح سيتهم وةيَُقـِّو م أخلقهم ُ ،
من العمال الوجبة لسخط الله ،وةيَُبِّين لهم آةثارهـــا ومفاسدها .
– 2الشفاء :هذا القرآن هو شفاء لا فــي الصــدور من أمــراض نـفسـّية تُـؤدي إلى إضطـراب وظيفي
ادة عـــن النقيــاد
ةيـتـمـّيـز بـوجـود صـراعـات داخـليـة ،و تـَ صدّع فـي العلقات الشخصــية ورغبــة صــَ ّ
للصواب ،الذي ةيزةيل الشّبه القادحة في الحق وةيصل بالقــلب إلى أعلى درجــات اليقيـــن ،فــإذا صــّحّ
وتْفســـُد بفسـاده.
فتصلّح بصلحه َ
ُ القلب تبعته الجوارح كلّها
– 3الهدى :هو الرشاد والدّللة بلطف لعرفة الحق والعمل به قصد التوفيق .
– 4الرحمة :قال السعدي'' :هي ما ةيحصل من الخيـر والحسان والثواب العاجل والجل لـمـن اِهتدى
بالقرآن ،فالهدى أجلّ الوسائل ،والرحمة أكـَْمـل الـمقاصد والرغائب .
***
7
دلل ت إســم :اللـــه
-1الدللة اللغوية :أََلَه َةيمألَُه ِإَل ٌه :عبد ةيعبد معبود ،قال ابن منظور فــي لســان العــرب'' :ألــه اللــه :
معبودا '' ،وةيرى أهــل اللغــة بــمأن إســم إلــه أُدخـلـــت علـيـــه'' َألْ'' ةثــم حذفـــت
ً هو كل ما ِاّتخذه النسان
همزتـه و ُأدغم اللّمان فمأصبّح السم :الله ) لفظ الجللة ( ،و هــو َ
علَــٌم علــى اللــه العبــود بحــق ل
شةيك له ،وةيشتمل على معنيي عظيمي متلمزمي :
* العن الولَ :علٌَم جامع لجميع صفات الكمال والجلل والجمال .
* العن الثاني :العبود الذي ل ةيستحق العبادة أحد سواه .
طلقة ،وهو لـفـــظ جللة ةيــُد ّ
ل - 2الدللة التوحيدية :الله إسم من أسماء الله الحسن َالتوقيفية ُ
ال ْ
على ذاته ،وجامع وشامل لكل صفات الكمال والجلل و الجمال ،ولقد ورد في كتـــاب الــله الــعزةيــز
دال على واجب الوجود الــذي بدونـــه ل ةيمكـــــن أن ةيـــكون
ألفيـن و سبعمائة مرة تقرةيبـــا ،و هو عـََلٌم ّ
الوجـود مطلقا ،فهو الذي أوجد الوجود بطلقة قدرته وكل الوجودات محتاجة إليه ،وهو الغن عمن
تقدس سبحانه عن كل نقص أوعيب لإلـــه إل هــو ،ومن خصائص إسم الله :
سواه ّ
-1هو أشهر أسمائه و إما م سائر السماء وكلها ُتْقَرن به .
القدسة .
ّ -2علم على الذات
صت به كلمة التوحيد و الخل ص ،ول تصّح الشهادة إل به .
-3خُ ّ
جندب رض الله عنه قال :قال :رسول الله صلى الله عليه وسـلم ":أحب الـكـل م إلـى
عن سُمرة بن ُ
الله أربع :سبحان الله ،و الحمد لله ،و ل إله إل الله ،و الله أكب -".متفق عليـه -
– 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى ":و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم ل تعلمـون شيئا وجعل لكــم
السمع و البصار و الفئدة لعلكم تشكرون - " .النحل - 78
النسان ةيولد خالي الذهن من أي معرفة تُـذْكَـر ،ةثـم ةيـصي عارفا بفضل التبّص والتدّبر والتمأّمل فــي
الكون النظور والكون السطور ،فيتعقـل تعّقلً سدةيداً ةيوامزي بي العقـل والنـقـل ،لن اللـه مـا خلــق
هبــه العقــل و ميـــزه بـــه عـــن بـاقـــي
النسان وما أوجده إل لفهــــم وإدراك الغاةيــة مــن وجــوده ،لــذا وَ َ
الخلوقات .عن ابـن عباس رض الله عنهـما أنه دخـل على أمنا عائشـة رضي اللــه عنهــا فقــال '':ةيــا
وةيقِــّل رقـاده ،أةيهـــما أحــب
أ م الؤمنـيـــن أرأةيـت الرجـل ةيقــــّل قيـامه وةيكْثُـر رُقـاده ،وآخـر ةيكْثُـر قيـامه َ
إلـيك ؟ قـالـت :سـمألـت رسـول الله صلى الله عليه و سلم كما سمألتـن فقال :أحسنهما عـقل ،قـلـت :
ع َقــُل
ةيا رسول الله أسمألك عن عـبادتهـما ،فـقال :ةيا عائـشة إنما ةيـُسمألن عـــن عقولهـــما ،فـــمن كــان َأ ْ
كان أفضل في الدنيا والخرة -''.متفق عليه -
8
دلل ت إســم :اللــــه
- 1الدللـة اللغويـة :ألـه ةيـمأله اللهـة :العبـادة ،واللـه علـى ومزن ِفَعـل بمعنـ ممألــوه أي معبـــــود
كقولنا إما م على ومزن ِفَعال بمعن مفعول لنه ُمْؤَتم به ،والله هو العبود الــذي ةيتـّجـــه إليـــه النــاس
بالعبادة قال تعالى '':أفرأةيت من اتخذ إلهه هواه'' أي جعل هواه إلهاً معبوداً .
- 2الدللة التوحيدية :الله إسم من أسماء اللــه الحســن التوقيفيــة الطلقــة ،وهــو علــى ومزن ِفَعــل
-صيغة غي قياسية – بمعنى مفعول أي المألوه /العبود ،ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيـز ،قال
تعــالى '':شــهد اللــه أن ل إلــه إل هــو واللئكــة و أولــوا العلــم قائمــا بالقســط ،لإلــه إل هــو ،العزةيــز
الحكيم - ''.آل عمران - 18
قال ابن تيمية '' :إنما ةيتضمّن إةثبات اللهية لله وحده بمأن ةيُْشَهد أن لإله إل الله ،ول ُةيعَبد إل إةيّاه
ولةيتوكل إل عليه ،ول ةيُوالي إل له ول ُةيعادي إل فيه ول ةيعمل إل لجله ،وذلك ةيتضمن إةثبات ما
أةثبته لنفسه من السماء والصفات'' .
– 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':أفرأةيت من اتّخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وخـتـم على
سمعه وقلبه وجعل على بصه غشاوة - ''.الجاةثية - 22
النسان إذا ِاتّخذ إلهه هواه فسيعيش أسياً لنوامزع النفــس و َةيْرَمزح تحت أغلل الشهوات ،لذا رسم
عجيبا لن ةيتك الله الحق وةيـــُؤِّله هــواه التقـــ ِّلب ،وةيجعلــه مصــدر تصــوراته وأحكــامه
ً الله نموذجاً
ومشاعره وتشرةيعاته ،فتنطمس النافذ والدارك الت ةيدخل منها نور الهدى ،وتتعطل أدوات الدراك
وتتلــوث بالشهوات والفاســد الخلقيــة ،قــال تعــالى '':أ فكلمــا جــاءكم رســول بمــا ل تهــوى أنفســكم
استكبتم ففرةيقا كذبتم وفرةيقا تقتلون -".البقرة - 86
أدى بصاحبه إلى الكِْبر ،و الكِْبر قـــاد إلــى التكـــذةيب والقتــل
أنظر إلى الةثـر السيء لتباع الهوى لقد ّ
بسبب العراض عن مرادات الله ،قال تعالى '' :فإما ةيمأتينكم مـن هــدى فمــن اتبــع هــداي فل ةيضــل
ول ةيشقى ،ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضـنكا ونحشــره ةيـو م القيامـة أعمـى ،قـال رب لـم
حشتن أعمى وقد كنت بصيا ،قال كذلك أتتك آةياتــنا فنسيتهــا ،وكــذلك الـــيـــو م تنسى ''.
-طه 123 – 121
عن عمر بن الخطاب رض الله عنه قال '':قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '':من قال ل إله إل
الله بحقها دخل الجنة ،قيل وما حقها ؟ قال :أن تحجزه عن محار م الله - ''.رواه مسلم -
قيل للحسي بن علي رض الله عنهما '':إن أناسا ةيقولون :من قال ل إله إل الله دخل الجنة ،فقال:
من قال ل إله إل الله فمأدى حقها وفرضها دخل الجنة ''.
9
دلل ت إســم :الــــّربّ
- 1الدللة اللغوية :رَّب ةير ُّب ربّـًا فـهـو راّب ومـربـو ٌ
ب ،قـال الراغب الصفهاني '':الرب هــو الــذي
ةيـصـلـّح أمـور النـاس ،و َةيـر ُّبـهـا و ةيقـو م بـها ''.رَّب الَولََد :تكّفل بغَذائه ولباسه وأ ّدَبه ،ورَّب القْو م :
رئيسهم وسائسهم .وإسم الرب مصدر أرةيد به إسم الفاعل أي أنه راّب وله أربعة معان :
- 1الربي لخلقه بنَِعِمه الت ل تعدّ ول تحص .
- 2الالك للوجود كله ولا بعده والتفرد باللك واللكوت.
- 3القّيو م على الوجود والوجودات بمقتض إرادته وحكمته وعلمه.
- 4السيد الذي تخضع له كل الكائنات وتنقاد له طوعاً أو كرهاً .
- 2الدللة التوحيدية :الرب إسم مــن أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقــة ،وهــو مصـــدر مســتعار
أرةيد به إسم الفاعل ،وورد في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى''سل م ،قول من رب رحـيم -''.ةيس -57
الـرب هو الذي ةيربِّي الخلئق وةينقلهم من طــور إلى طــور ،وةينعم عليهم بما ةيـُقــيم حياتهم ،قـال
تعالى '' :الذي خلقن فهو ةيهدةين .والذي هو ةيطعمن وةيسقي .وإذا مرضت فـهـو ةيـشـفـيـن .والــذي
ةيميتن ةثم ةيحيي .والذي أطمع أن ةيغفر لي خطيئت ةيو م الدةين - ''.الشعراء - 82 – 78
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':و لكن كـونوا ربـانـيي بـمـا كنـتم تـعلمون الكتاب و بما كـنتـم
تدرسون - ''.آل عمران - 78قال القرطب '':الرّبانـي العالم بدةين الرب الذي ةيعمل بعلمه ،لنه إذا لــم
ةيعمل بعلمـــه فليس برباني''.
إن النهج الرباني غاةيته ليست تصحيّح العتقادات فقط ،وإنمـا الهـم هـو إعـداد وبنـاء الشخصـية
الربانية ،الت تستطيع أن توامزن بـيـن رغبات النفس ومتطلبات الدةين ،قال تعالى '':إن الذةين قــالوا
ربنــا اللــه ةثــم اســتقاموا تتنــزل عليهـــم اللئكــة أل تخافـــوا ول تحزنــوا وأبشـــروا بالجنــة الــت كنتــــم
توعدون - ''.فصلت - 29
وليس من السهل على النسان أن تنسجم إرادته مع الرادة الربانية إل إذا جاهد نفسه ،وتمكّن من
إعمال قدراته الفكرةية والروحية لتجيّح الفعل أو التك إنطلقا من قناعته بالنهج الرباني السيطر
على ذاته وكيانه ،وبسداد ورعاةية من الله
***
10
دلل ت إسـمـــي :الـرحـمـن – الـرحـيـم
- 1الدللة اللغوية :رحم ةيرحم الرحمة و هي :العطف ّ -
اللي -الرقة – الرأفة .
- 2الدللة التوحيدية * :الرحمن إسـم مـن أسـمـاء الله الـحـسـن التوقيفية الطلقة ،و هو عــــلى
لن -صفة مشبهة ) -حذفت اللف الل ّ ِينة الصلية للتخفيف ( ،ولـقـد ورد فـي كـتـاب الله
صيغة َفْع َ
سمى به أحد سوى الله ،لنـه ةيجــري مجــرى الصـــفة لــه
العزةيز سبعا و خمسي مرة ،ول ةيجومز أن ُةي ّ
سبحانه نحو " :باسم اللـه الرحمن الرحيـم"فهو وحده التّصف بالرحمـة الكاملـة والشـاملة ،قـال ابـن
القيم " :إسم الرحمن صيغة جاءت بها اللغة للدللة على التكثي والسعة والشمول ".
ول عليها بإسم الرحمن ،ول ةيمكن لي مخلــــوق الســتغناء عنهــا ،لن كــل
وهذه الرحمة الشاملة َمْدُل ٌ
را أو علنية هي من أةثر رحمته التجدِّدة الدائمة ،ل ةيـنـقـطـع مـددهـا إلى
حركـة تجري فــي الكون سـ ً
أن ةيرث الله الرض ومن عليها ،ولو تخلـّ ت عـن الكـون بـُْرهـًة لـكـان العد م الطلق .
* الرحيم :إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على صيغة َفِعيل -صيغــة مـبالغــة
و لقد ورد في كتاب الله العزةيز مائة و أربعة عش مرة في القرآن الكرةيم بعــدد سوره ،قال تعالى :
"وهـو الـذي ةيصلي عـليكـم و ملئـكـتـه لـيخرجـكــم مــن الــظـلـمـات إلـى الـنـور وكـان بالـومـنـيـن
رحـيـمـا -".الحزاب - 43
إذا كانت رحمة الرحمن تشمل كافة الخلق في الدنيا ،فهي مزائـلة ل محالة وفانية بفناءالخلوق ،أما
رحمة الرحيم فهي رحمة خاصة تشمل الؤمن في الحياة الدنيا ،فيحيه الله حيـاة طيبة مِلُْؤها الرضا
و القناعة والطممأنينة ،و في الخرة ةيجزةيـه بـــما ل عـــي رأت ول أذن سـمعت ،ول خطـر علــى قلـــب
بش ،قال تعالى" :من عمـل صالحا من ذكر أو أنــث وهــو مـــومن فلنحيينــه حيــــاة طيبــة ولنجزةينهــم
أجرهم بمأحسن ما كانوا ةيعملون - ".النحل - 97
- 3الدللة اﻷخليقية :قـال تـعـالى'' :و مـا مـن دابـة فـي الرض و ل طـائـر ةيطي بجناحيه إل أمم
أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شء ،ةثم إلى ربهم ةيحشون - '' .النعا م - 39
حادًا
الكثي من الحيونات تصبّح خطية جدا في حالة تعرض صغارها لي خطر ،ورَّد فعلها ةيكون َ
إتجاه الـعدو حفـاظـا على حياة صغارها ،فـتجابه مخاطـر عدةيدة أةثنــاء دفاعهــا عنهــا ،لــذا فالقســوة
عد من أسوإ ما ةيتصف به ،لنهـا مفتـاح لكــل الساويء ،ةيقـول مالــك بـــن دةينــار '' :مـا
في النسان ُت ّ
ضب الله عــــلى قــــو م إل نـــزع الرحمــة مــن قلــوبهم''
ضِرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب ،وما غَ ِ
ُ
قال تعالى'' :فوةيل للقاسية قلوبهم من ذكر الله'' -الزمر - 21عن ابـن عمر رضي الله عنهما قــال :قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم '' :إن أبعد الناس من اللـه القلـــب القاس - ''.رواه التمذي -
11
دلل ت إسـمـي :الـمالـك -الـملـك -الـملـيـك
- 1الدللة اللغوية :ملك ةيملك اللك :الحيامزة -الستيلء -التحكم -السيطـرة ،مـلـك الشء :
هن تصفه ،و ِانفرد بإستعماله و النتفاع به ،وللنسان الـمنـتـفـع بالـــشء ةثلةثــة
حامزه و أصبّح َر ْ
صيغ وهي :
- 1الالك :هو الذي ملك الشء وقد ةيتصف فيه هو أوغيه .
- 2اللك :هو المتصف في الملك وقد ةيكون ملكا له أو لغيه .
-3الليك :هو مالك اللك والمتصف فيه .
- 2الدللة التوحيدية * :الالك إسم من اسماء الله الحـــسن التوقيفيــة الطلقــة ،و هـــو علــى ومزن
إسم الفاعل ،ولقد ورد مقيدا في كتاب الله العزةيز ،وورد مطلقا في الحدةيث الصحيّح الــذي رواه أبــو
هرةيرة رض الله عنه قال :قال رسـول الله صلـى الله عـليه و سـلـم " :إن أخنع إسم عنــد الله رجل
تسمى ملك الملك ،ل مــالــك إل الله عز و جل -".رواه مسلـم -
* الالك الحق هـو الله لن ُملكّيتة هي الت َأْبـََقـت الـحـق في الوجود ،و ةثـَ ّبتــت العباد على الصـراط
تصفا .
ً الستقيم ،لن ل أحد ةيملك معه ل حكمًا ول
* اللك هو إسم من أسـمـاء الله الـحسـن التوقيفية الطلقة ،و هو على ومزن َفِعل -صفــة مشبـــهة -
ولـقـــد ورد في قـولـه تـعـالى " :فــتعالى اللـه اللك الحق ،ل إله إل هــو ،رب الـعــرش الكــرةيـــم ".
-الومنون - 117لقد اِقتن الـملـك بإسم الحــق للدللــة علــى أنه هــو الــخالـــق الــموجد ل شـرةيك
وصرف أمــــوره بالـحكـمة والرحـمـة والـعــدل ،وهـــو
ّ له ،أقا م ملكه بغيـر مـعـونة أحـد مـن خلـقـه ،
اللك قائم بذاته ول ةينامزعه فيه أحد .
الستغن بذاته و صفاته عن كل ما سواه ،لن ُ
* الليك إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هو على ومزن َفِعيل -صيغة مبالغــة –وهو
اللك لله ،قال تعالى ":إن التقي فــــي جنــات و نهــر .فــي مقعــد صــدق
أبلغ و أقوى في توكيد صفة ُ
عند مليك مقتدر - ".القمر - 55 - 54
متحققة و متعدِّةية لكل شء ،و هو صاحب القدرة العظيمة الذي
ِّ و معن مليك مقتدر أي الذي قدرته
تحكم في جميع الةثار .
ل ةيمتنع عليه شء ،والـُم ِّ
- 3الدللة اﻷخليقية :مـن الغالـطـات الـكبى أن النســان ةيتفــاخر وةيتعــاظم بمــا ةيملــك ،فينســـاق
ةيتجرد مـن عبــودةيته للــه فيطغــى و ةيتناســـى بــمأن العبــد ومــا
ّ مع غـرةيزة حب الستحواذ والتـّّملك ،و
وملْــك الإنســان ُملْــك إســتخلف ،قــال
ك للــه ،لن مُْلكــه ســبحانه ْملــك إســتحقاق ُ ،
ةيـمـــلك هــو ُملْــ ٌ
تعالى'':ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتــم مـا خولناكم وراء ظهوركم -''.النعا م 95
12
دلل ت إســم :الـقــدّوس
- 1الدللة اللغوية :قدس ةيقدس القدس :الطهارة والتنةيه ،قــدس الله روحه :جعلهــا طاهـــرة
ومزاكيــة ومباركة ،و سـميـت الجنة حظيــرة الـقـــدس لطـهارتها مـــن آفـــات الدنيا .
- 2الدللة التوحيدية :القدوس إسم من أسماء الله الحسن التوقــيفــية الطــلقــة ،و هو على ومزن
ُفّعول -صـيـغـة مـبـالـغـة) ، -و هي مـن الـصـيغ السماعية الت تحفظ ولُةيقاس عليها( ،و لقـد ورد
مرتي في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى ":الملك الـقــدوس العزةيز الحكيم - ".الجمعة - 1
القـدوس هو الحمود النـّزه عن كل نقــص أو عـيـب ،لـه الحمد والـثناء كـلّه علنـّيه وسـّره ،وأعظم
نفسه بها ،قـال تـعـالـى " :و مـا
َ وتفرد بها ونـ ّزه
ّ كلمات التقدةيس هي '' :سبحان الله'' لقـد أحبها الله
قـدروا الله حـق قـدره و الرض جميعا قبضته ةيو م القيامة و السماوات مطـوةيـات بيمينـه سبحانه
وتعالى عما ةيشكون -".الزمر - 64
– 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':ألم نخلقكم من ماء مهـي .فجعلناه فـي قرار مكي .إلى قدر
معلو م .فقدرنا فنعم القادرون - ''.الرسلت - 23 – 20
ضّح الله عـظمة قـدرتـه على خلق النسان من مـاء مهي ،أي مكـونـاته ضعـيـفــة تفتقر إلى القوة
ةيو ِّ
والقدرة ،و بالرغم مــن ذلك جعله الله هو أساس خـلق النـسـان ،ول ةيقـدر عـلى هذا سـوى القدّس
والنه عن النقص والضعف سبحانه .
ّ
روى الصمعي عن أبيه قال'' :مر المهلب على مالك بن دةينار متـبختاً فـقـال لـه '':أما عـلـمـت أنـها
مــشيـة ةيـكرهها الله إل بــي الصفي ؟ فقال الهلب :أما تعرفن ؟ قــال :بـلـى أولـك نـطـفـة مـــذرة
وآخرك جيـفـة قـذرة ،و أنت فيما بي ذلك تحمل العذرة ،فانكس وقال :الن عرفتن حق العرفة'' .
ت وةيعتز بنفـسـه ،وةيـتطاول و ةيتكبّـر وةينس
على النسان أن ل ةينس حقيقته ،وةيتنّكر لصله فيغْ ّ
فضل الله عليه بمأنه ستَر َعـِذرتَه ،و جعـل الجسم ةيتخـ ّلص منها مـن بعد أن ةيقـــو م الجهامز الهضمى
حول الطعا م إلى أحماض أمينية ودُهنية
بعمليات معقـدة بواسطة النزةيمات والـمـواد الكيميائية ،فيُ ِّ
طـنة للمـعــاء إلى الد م ليـقو م بتومزةيعها على جميع أجزاء
وسكرةيات ُ ،تنقـل عـن طــرةيق الخلةيا الـبـَ ِّ
الجسم ،وةيتمّ تخ ّلص الجسم من الفضلت الضارة ،الت تتكون مما ةيبقى بعد قيـا م الجهامز الهضمي
بإمتصا ص الواد الغذةية الضورةية للجسم .
عن أمنا عائشة رض الله عنها قالت '' :ما خـرج رسـول الله صـلى الله عليه و سلم مـن الـخلء إل
قال :غفرانك - ''.رواه التمذي – ومعن غفرانك :ةيارب اغفر لي لنك إن عاملتن بجنس تقصيي
عذبتن وحبَْسَت الذى فّي .
13
دلل ت إســم :الـسّــل م
- 1الدللة اللغوية :سلم ةيسلم سلما وسلما :الخل ص -النجاة -الباءة – المن ،وكـــما ةيشمل
في ةثناةياه على معاني متعددة منها :السّكينة -الستقرار -الهدوء – الطممأنينة . ...
- 2الدللة التوحيدية :السل م إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هـو مصـدر ةيـــراد
به صفة بمعن سليم أو إسم فاعل بمعن سالم ،و لقد ورد مـرة واحدة فـي كـتاب الله العزةيــز ،قــال
تعالى ":هو اللك الـقدوس السل م الومن الـمهـيمن العزةيز الجبار التكب " -الحش - 23
السل م هو الذي سلِمت ذاته وصفاته وأفعــاله وأقــواله مــن كــل العيــوب ،فهـــو سليـــم مـــن َاْلكــــُفِْء
ظيـر ومن الصاحبة والـولد ،و إرادته سـل م من خروجها عن الحكمة والصلحة ،وملكه سل م من
والنـّ ِ
َ
كل منــامزع .
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى" :ل الشمس ةينبغي لها أن تدرك الـقــمـر ول الليل سابـــق النهار
وكل في فلك ةيسبحون -''.ةيس - 39
إن عدد الكواكب و النجو م الت تجري في الفلك إلى أجل مسمى ةيناهز :ألفا بليون بليون جـــُْر م فمــن
ةيحدد مسارها ،وةيقدر دورانها وةيحفظ توامزنها ؟
إنه الـسل م سبحانه هو المانّح الـسلمة للوجود كله ،و هي َمعـُزّوة إليه و صــادرة منــه ،ولــوله لــا
بقي شيء من المكنات ،فـهـو الـذي ةيصـون ترابط العـلـل بالـعلـولت ،وةيحفـظ الوجـود من العــودة
إلــى العــد م ،و بــدون حفظــه ستفقـــد الوجــودات خصوصــيات ذواتهــا وصــفاتها ،فتتنــافر وتتباعــد
فتحصل كوارث لةيعلم مـداها إل الله ،قـال تعالـى '':إذا السماء انشقــت .وأذنت لربهـا وحقـت .وإذا
الرض مدت .و ألقــت ما فيها وتخـلت - ''.النشقاق - 4 - 1
النسانية لن تنعــم بالسـلم والسـل م حـت تطبـق النهــج الربـاني الــذي ل ةيحـابي أحـدا ،لن الــسل م
سبحانه منه عن عن جلب النفع أو دفع الض ،قال تعالى '':هو الذي أنـزل الـسكـيـنـة فـي قـلــــوب
الومني ليـزدادوا إةيمانا مع إةيمانهم - ''.الفتّح - 4
الةيمان بالله هو طوق نجاة البشـرةية ،به تتحقق الســكينة وتثبــت النفــوس عنــد الجــزع والهلــع ،فل
تزلزلها الفتـن ول تــؤةثـر فيها الحن ،قال تعالى '':أل إن أولياء الله ل خوف عليهــم ول هــم ةيحزنــون
الذةين آمنوا وكانوا ةيتقون .لهم البشى في الحياة الدنيا وفي الخرة ل تبــدةيل لكلمــات اللــه ذلــك هــو
الفومز العظيم - ''.ةيونس - 64 – 62
***
14
دلل ت إســم :الـمـؤمــن
-1الدللة اللغوية :آَمن ةيُْؤِمُن إةيمان ،آَمن :صار ذا َأْمـن ،آَمــَن بــه َ :وِةثــق بــه ،آَمــن لــه ِ :اْنَقــاد لــه
عن ،آمن فلًنا :دفع عنه الخوف وأعطاه أماًنا .
وانـقـاد وأذْ َ
وأطـاعـه ،آمـن بـالله :أسـلم لـه ِ
- 2الدللة التوحيدية :الؤمن إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ،وهو على صيغة إسـم
الفاعل من فعل آمن ،و لم ةيرد في كتاب الله العزةيز إل مرة واحدة ،قــال تعالـى '' :الســــل م الـومن
الهيمن العزةيز الجبار التكب ،سبحان الله عما ةيشكون -".الحش - 23
الؤمن سبحانه هو الذي آمن صفاته وأفعـاله بـالتنةيه الطلــق ،وآمـن الكـون بعلمـه وحكمتـه ،وآمـن
كافة الخلق فق ّدر لهم حركاتهم وسكناتهم وأرمزاقهم وآجالهم ،وآمن عبــاده الــؤمني مــن خـــزي الــدنيا
وعذاب الخرة .
- 3الدللة اﻷخليقية :الةيمان لـيـس عـلقـة روحـيـة تـخـلـو مـن أفـعـال الجوارح ،ول هــو أفعال
الجوارح الت تخلو من العلقة الربانية ،ول هو علقة روحية تعمل بها الجوارح دون تـحوةيلـه إلــى
واقـــع ةيلمـــسه الـــمجتمع وةيتــمأةثر بــه ،ولكـــن الةيـــمان الحــق هــو تلــك العلقــة الربانيــة الـــت تعمــل
وجهه إلــى الوجهــة الصــحيحة ،كمــا
ملي ةيتمأةثر به وةيـــ ِّ
بمقتضياته الجوارح ،فيشعر به الفرد كـواقع عـ ِّ
ةيحس به الجتمع كسلوك ومعاملة فيتفع به عاليا إلى مرتبة المن والمان .
إن الةيمان ةيجب أن لةيظل حبيس الصدور فيسعى كل فرد إلى ترجمته في ذاته فقط ،وةيزكــي نفســه
دون الهتما م بشمأن الجتمع ،فهذا إةيمان مغلوط فهمه وناقص أةثره ،بــل ةيجــب أن ُةيَتْرجَــم إلــى جهــاد
ومجاهدة حت ةيستقر في القلــب ،ةثــم ةيُحــّول إلــى واقــع تمارســه الجــوارح فيشــعر بـه الفــرد والجتمــع
سلوكاً وفكراً ،جاء في الصحيحي عن النعمان بن بشي رض الله عنه قال :قـال رســول اللـه صــلى
الله عليه وسلم '' :مثل الــؤمني فــي تــوادهم وترحمهــم وتعــاطفهم مثــل الجســد الواحــد ،إذا اشتـــكى
شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ''.
سبحان الؤمن الذي آمن الكون بحكمتــه ،وآمــن الخلوقــات برحمتــه ،وآمــن قـــلوب الـــمؤمي بمعرفتــه
قال تعالى '' :فليعبدوا رب هذا البيت .الذي أطعمهم من جوع .وآمنهـم مـن خوف'' - .قرةيش - 5 - 3
***
15
دلل ت إســم :الـمـهــيـمـن
وحِفظـه ورعاه .
ورقَبـه َ
َ هْيَمَنة ً ،هيمن على الشء :سيطر عليه - 1الدللة اللغويةَ :
هْيَمن ُةيهيمن َ
هيمن عليه :صار رقيبا عليه وحافظا .
- 2الدللة التوحيدية :الهيمن هو إسم من أسماء الله الحسن التوقـيفـية الطـلقة ،وهو عــلى ومزن
صيغة إسم الفاعل من فعل هيمن ،ولم ةيرد في القرآن إل مــرة واحــدة ،قــال تعــالى" :الســل م الــومن
الهيمن العزةيز الجبار التكب ،سبحان الله عما ةيشكون - ''.الحش - 23
الـهـيـمن ع ّرفه ابن حجر بقوله '':الهيمن معناه الذي ل ةينقص الطائع من ةثوابه شــيئا ولــو كــث ،ول
ةيزةيد العاص عقابا على ما ةيستحق ،وقد سّمى الله الثواب والعقــاب جــزاًء ،ولــه أن ةيتفضــل بزةيــادة
الثواب ،وةيعفو عن كثي من العقاب ''.
- 3الدللة اﻷخليقية :لقد جعل الله الةيات الكونية دالـة على طلقة قدرته وهيمنـة مشيئته ،ومن
هش و تـُ َحِّي أولي اللباب ،و تُْبِرمز قـدرة الهيمن ظـاهرة العاصفة الرعدةيــة :
الظواهر الكونية الت تدْ ِ
هـي عـبـارة عـن إضـطـراب فـي الـغـلف الجوي ،ةيؤدي إلى تفرةيغ كهربائي مفرد أو متعدد ،ةيكشــف
عن نفسه بومضة من الضوء ) البق ( ،وصوت حاد مَُدْمدِ م )الرعد ( ،وترافــق العواصــف الرعدةيــة
بد .
حْمـل ،و كثياً ما ةيصاحبها مزخّات مطرةية أو تساقط الثلج أو اْل َ َ
سحب الْ َ
وتتجلى في هذه الةية الكونية هيمنة الجب ،لقد جمع سبحانه بيـن النقيضي :الــاء الذي تحيـا بــه
الكائنات كلها ،وبيـن الصواعق النارةيــة الــت تهلــك و تفنـــي ،قــال تعــالى" :هــو الــذي ةيرةيكــم الــبق
خوفا و طمعا وةينشيء السحاب الثقال .وةيسبّح الرعـد بحـمده واللئكة من خـيفته وةيرسل الصواعق
فيصـيب بها من ةيشاء وهــم ةيجادلون في الله وهـو شـدةيـد الحال- ".الرعد - 14 - 13
أما هيمنة الله على النسان فهــي ليسـت هيمنـة جـب ،بــل هيمنـة رحمـة بضـعفه ل خضـوع فيهـا إل
للحق الجالب للنفـع والـخي ،فلو شاء الله لجب الناس وجعلهم أمة واحدة ،قال تعالى '' :إن نشــمأ
ننل عليهم من السماء آةيـة فظلت أعناقهم لها خاضعي - ''.الشعراء - 4
والسل م ل ةيرى الحرةية بمأنها هبة كمالية ،ول أمراً مزاجياً خاضعاً للهواء واليولت النفسية ،بل
هي مرتبطة إرتباطاً وةثيقاً بالكرامة ،ول ةيمكن للنسان غي الحر أن ةيعيش بكرامة ،وبالتالي ةيوجد
تلمز م بي الحرةية والكرامة ،وبما أن الله كّر م النسان ووهبه حرةية الختيار فإن هيمنته هي هيمنة
حب ورأفة ورحمة .
***
16
دلل ت إسـمي :الـشـاكـر -الـشكــور
- 1الدللة اللغوية :شكر ةيشكر الشكر :الكثة -الزةيادة -النماء َ ،
شكََرت الرض :كـــثـــر نباتها
و َأشَْكَرت السماء :اِشتد مطرها .
فا هو العتراف بجميل النعم والثناء عليها ،قال تعالى" :أن اشكر لي ولوالدةيك ،إلي الصي'' .
عْر ً
َو ُ
-لقمان - 13أي على العبد أن ةيثن على الله و ةيعتف بمعروف والدةيه.
- 2الدللة التوحيدية :الشاكر إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن إســم
واقتن بإسم العليم فــي الةيتي مـعا ،قــال تعالى :
الفاعل ،ولقد ورد في كتاب الله العزةيز مرتي ِ ،
"و من تطوع خيا ،فإن الله شاكر عليم- ".البقرة - 157
* الشكور إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ،وهو على ومزن فعــُول -صيغةمبالغة -ولقد
ورد في كتاب الله العزةيز مقتنا باسم الغفور ،قال تعالى'':ومـن ةيقتف حســنة نــزد لـــه فـــيها حســنا
إن الله غفور شكــور -''.الشورى - 21
والشكور سبحانه هو الذي ُةيَزِّكي وةينمِّي عنده العمل الـقليل ،وةيضاعف الجزاء أضعافا مضاعفة ،لذا
جعــل الةيمــان نصفيـــن :نصــف صــب ونصــف شـكــــر ،والشـكـــر هــــو الـحافـــظ للــنعـــم الـموجـــودة
والجالب للنعم الفقودة ،قال تعالى" :و سيجزي الله الشاكرةين" -آل عمران -144
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':إن النسان لربه لكنــود .وإنــه علــى ذلــك لشــهيد .وإنــه لحــب
الخي لشدةيد - ''.العادةيات – 8- 6قال ذو النون الصي '':الكنود هو الــذي قــال اللــه فــي حقــه '' إذا
مسه الش جزوعاً وإذا مسه الخي منوعًا'' .
شكْر الله علمة على رضا النســان بالـقضـــاء والـقـــدر ،وهـــو خـصلـــة تجعـــل الســلم ةيخـرج مـــن
إن ُ
ضيق الـتـفكـيـر الـسلب إلـى رحابة التـفكي الةيجابي ،وتحقيق هذا البتغى ةيتطلب تغْييـر المرجعيــة
الفكرةية ،لن النسان ما هو إل نتاج مرجعيتــه الفكرةيــة ،لــذا وجــب مراقبتهــا لنهـــا هــي الــت تحــدد
أفكاره ،و ةيـراقــب أفـكـاره لنها ستصبّح أفعاله ،وةيـراقـب أفــعاله لنها سـتصبّح عاداته ،و ةيراقــب
بع النـــسان مســتمد مــن النفــس
عـاداتـــه لنـهـــا ستصــبّح طبــاعه ،وليــس أســوأ مــــن أن ةيكــــون طـــ ُ
المارة بالسوء .
عن ِابن عمر رض الله عنهما قال '':قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '':الحمد رأس الشكر ،وما
شكر اللَه عبٌد ل ةيحمده -''.رواه البيهقي -
***
17
دلل ت إسـمـي :الـخـالــق -الـخــل ق
-1الدللة اللغوية :خلق ةيخلق الخلق :بالنسبة للنسان صناعة الشء بواسطة تغيي خصائص
الـمادة وتحوةيـلها وتشكـيلها ،وهـذا النـوع مـن الخـلق ل ةيتحقق إل بفضل تسخي الله للشياء ،قال
تعـالى '':فـتـبارك الله أحـســن الـخالـقي ''.قـال ابـن عاشــور '' :أحسـن الخـالقي '' أحســـن النشـئي
إنشاء لنه أنشمأ ما ل ةيســتطيع غيه إنشاءه''.
ولقد أجامز الله إطلق فعل الخلق مجامزاً علــى صــناعة بعــض العبــاد ،مَْشُروطـــا بتســخيه وتيْســِيه
للسباب ،قال تعالى على لسان عيســ بــن مرةيــم عليــه الســل م '':إنــي أخلــق لكــم مــن الـــطي كهيئــة
الطي فمأنفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله - ".آل عمران - 48
-2الدللة التوحيدية *:الخالق إ سم مــن أســماء اللــه الحســن التوقيفيــة الطلقــة ،و هــو علــى ومزن
إسـم الفاعـل ،ولقـــد ورد فـــي كـــتاب اللــه ،قــــال تعالـــى " :هـــو اللــه الخالـــق الــــباريء الصــور ،لـه
السماء الحســن - ''.الحش – 24
الخالق هو الذي أوجد من العد م ،وهو التصف بالخلق أمزل قبل أن ةيخلق كل الوجودات .
* الخلّق إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هو على ومزن فَّعال -صيغة مبالغة -و لقد
ورد في كتاب الله ،قال تعالى :فاصفّح الصفّح الجميل .إن ربك هو الخلق العليم -".الحجر - 85
قدر بعـلم وةيصنـع بقدرة
ةيرى بعض الفسةين أن الفرق بي الخالق و الخل ّق هو :الخالـق هو الذي ةيُ ِّ
فيوجد الشء من العد م ،والخلق هو الذي ةيُْبِدع في خلقه كماً و كيفاً .
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى" :ةيا أةيها الناس ضب مثـل فاستمعـوا لـه إن الذةين تدعون مــن
دون الله لن ةيخلقوا ذبابا ولو اجتمعـوا لـــه ،وإن ةيســـلبهم الـــذباب شيـــئا ل ةيسـتنقــــذوه منــه ضــعف
الطالب و الطلوب .ما قدروا الله حق قدره ،إن الله لقوي عزةيز - ".الحج - 72 - 71
لقـد َتحدّى الـخالق الناس قاطـبـة بمأن ةيخلقـوا مثـل خلقه ،ولم ةيََتحّدهم في خـلق نجـم أو كوكب ،بل
تحداهم في خـلق ذبـابة قـد ةيـحتـقرها النـسـان و ل ةيلقي لها بال ،والعجامز في هذا التحدي هو أول
ع َيـْيـــن ،وكـــل عييـــن فــي
تكوةين الذبابة ،وعلى سبيل الثل ل الحصلها عينــان مركــــبتان مــن 6000ـُ
حّطُ علــى طعــا م
مساحه نـصف مليمـت مكـعـب ،وكـل عيي فـــيها 48ألف مستقبل عصب .وعندما َت ُ
ما فمأول ما تـبدأ به هو إفرامز عـصارات هـاضمـة عـلى الـمـادة الراد التغذةية عليها ،فتصبّح مهضــومة
خـارج الجسم ،فتمتـصـهـــا بواسطــــة النـبــــوب الهضــمي فــتـــسي فــي الــدورة الدمــــوةية ،وتـنـتـقـــل
مـبـاشـرة إلـى خـلةيـاها فيتحول جــــزء منهــا إلـــى طاقــة تمكنهــا مــن الحركــة ،وجـزء آخــر إلــى خلةيـا
وأنسجـة ومكــونات عـضوةية ،و جزء أخيـر إلـى مخـلفـات ةيتخلص منها جسم الذباب .
18
دلل ت إســم :الــنصـيـر
- 1الدللة اللغوية :نص ةينص النص و النصة :الفومز ،الغلبة َ ،ا ّ
لظــَفر ،نصه عـــلى أعــدائه :
أةيده وأعانه ،النصي :الكثي التمأةييد والعون والدعم .
- 2الدللة التوحدية :النصي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هوعلـى ومزن َفِعيل
-صيغة مبالغة ، -ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى" :وإن تولوا فاعلمـــوا أن الله مولكم
نعم الولى ،و نعم النصي-".النفال - 40
خــذُله
ولةي ْ
َ وليــه
النصي هو الكثي التمأةييد والعون والدعم لوليائه ،وَاْلَمْوُةثوق منه بإنه لم ولن ُةيســلِّم ّ
أبداً ،قال تعالى":إن ةينصكم فل غالب لكم ،وإن ةيخذلكم فمن ذا الــذي ةينصـــركم مــن بعـــده ،وعلــى
الله فــليتوكـل الومنون -''.آل عمران - 160
– 3الدللة اﻷخليقية :ما من نص ةيحققه النسان فمر ّده إلى الله ،لنه لةيقوى إل على ما ةيـ ّ
سـره
خـره الله لـه بعد الخذ بالسباب ،قال تعالى '':فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت
وسـ ّ
ولكن الله رمى وليبلي الؤمني منه بلء حسنا إن الله سميع عليم - ''.النفال - 17
ومن أهم السباب الت تؤدي الى النص :
* أول :الجاهـــدة :محاربـــة أهــواء الـنفـــس الّمـارة بـالـــسوء وتزكيتهـا أي تكليفهـا بمـا هـو مطلــوب
شـرعاً ،قال تعالى '' :والذةين جاهدوا فينا لنهدةينهم سبلنا ،وإن الله لع الحسني -''.العنكبوت - 69
* ةثانيا :العـداد :قال تعالى '' :وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيــل ترهبــون بــه عــدو
الله وعدوكم - ''.النفال - 60
إن القـوة في الةية القـرآنـية جاءة نكـرة وهي تـشي إلى العمو م ،وكـمأن العنـــى :أعـدوا لهــم أي قـوة
تستطيعون بها إرهاب عدو الله وعدوكم ،ولقد أةثبتت الحروب قدةيمها وحــدةيثها أن حســن العــداد هــو
الذي ةيحسم العركة .
ةثالثــا :الصــب :ل ةيمكــن النتصــار فــــي معركــة اليــدان دون النتصــار فــي معركــة الةيمــان ،قــال
تعالى":أحســـب الناس أن ةيتكوا أن ةيقولوا آمنا وهم ل ةيفـتنـون و لقد فتنا الـذةين من قبلهـم فليعلمن
الله الذةين صدقـوا وليعملن الكاذبي -''.العنكبوت -1
* رابعا :حسن الظن بالله :إن طلقــة قــدرة اللــه هــي مــن وراء الســن والقــواني الـكـــونية ةيســخرها
وةيدبرها كيف ةيشاء ،قال تعالى '':فمأرسلنا عليهــم رةيحــا صصـــرا فــي أةيــا م نحســات لنــذةيقهم عــذاب
الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الخرة أخزى وهم ل ةينصـرون - ''.فصلت - 19- 16
19
دلل ت إســم :الــبــاريء
- 1الدللة اللغوية :برأ ةيبأ َاْلَبَرء والــبرأة :الخل ص ممــا ُنســِبَ لــه ،قــال تعــالى " :ومــن ةيكســب
برةيئا أي غي مذنب
ً خطيئة أو إةثماً ةثم ةير م به برةيئاً فقد احتمل بهتاناً وإةثماً مبيناً - ".النساء - 111
اء ممــا تعبــدون".
و الــبيء مــرادف َاْلبَــَراءُ ،قــال تعــالى ":و إذا قــال إبراهيــم لبيــه و قــومه إننــ َبــَر ٌ
-الزخرف ، - 25برأ اللـه الشء :خلقه صالحا و مناسبا للمهمة والغاةية الت ِابتغاها من خلقه.
- 2الدللة التوحدية :الباريء إسم من أسماء الله الحسن التوقيقية الطلقة ،و هـو على ومزن إسم
الفاعل ،ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى" :هو الله الخالق البـاريء الصور'' -الحش - 24
والباريء هـو اَْلـُمْبَتـِديء الذي خلق من غي مثال سابق ،ولهذا ةيصّح الجمع بيـن الخالق والباريء
و الصور ،لن الله هو الذي ِاستحدث الخلق وأوجده من العـد م الـمطـلق ،و أعــّده ليـناسـب الـمهمـة
ائماً مع محيطه ،و َأَتمّ الصنعة
و الغاةية الت أوجده من أجلها ،وميَّز كل جنس بممياته ليكـون ُمَتَو ِ
على وجه التدبي وأظهر القدور وفق سابق تقدةير .
والباريء ةيدل أةيـضـا عـلـى بـراءة ذاته وصفاته وأفعاله مـن العيب أو النقص ،ل شبيه لــه ول مثيــل
ول نظي ،ولـه الـكـمـال الـطـلـق سبحانه وتعالى .
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى'':أةيحسـب النـسان ألن نجمع عظامه .بلى قادرةين على أن نسوي
بنانه -''.القيامة - 4 - 2تسوةية البنان إعجامز دقـيـق لم ةيدرك إل في القرن التاسع عـشـر الـميلدي
عندما اكـتـشف عالــم التشةيّح التشيكي ''بركنجي'' بمأن الخطوط الدقـيقة المية الـموجودة علـى
بـشـرة رؤوس الصابع تختلف من شخص لخر ،وكل فرد من بن النسان إل وله بـصمتـه الخاصة
مرســومة بعناةيــة فائقــة منــد الفــتة الجنينيــة ،وتبقـــى إلــــــى أن ةيــمـــوت وحــت إذا مــا أمزةيلــت جلــدة
الصابع لسبب ما فإن نفس الخطوط تظهــر على الجـــلد الجدةيــد .
وهذا الكتشاف أدى الى ةثورة في مجال علم الجرةيمة ،حيث أصبّح من السهل تحدةيد هوةية الشــخص
إنـطـلقـا مـن بـصـمتـه ،ومـع تـطـور الـعـلـم التشةيحي تبي بمأن للنسـان فــي الحقيقـة مجموعة من
البصمات النفرادةية الت تميِّـزه عن غيـره ،وهو ممّي كذلك عن باقي الخلئق لن الله إســتخلفه فــي
الرض ،قال تعالى'' :ةثم جعلناكم خلئف في الرض من بعدهم لننظر كيف تعملون - ''.ةيونس 14
إن الهمة الت برأ الله الناس من أجلها هي '' كيف تعملون '' ،لذا على النسان أن ةيكون قوله وفعله
براًء من كل مخالفة لرادات الله ،ومن كل بدعة تخالف سنة نبيه عليه السل م .
***
20
دلل ت إســم :الـمـصــِّور
- 1الدللة اللغويــة :صــّور ةيُصــِّور التصــوةير :صــوّر المــر :وصــفه وصــفا ةيكشــف عــن جزئيــاته .
صور الشء :جسمه و جعل له شكل فمأصبحت له صورة تطابق هيئته أو ذاته.
ّ
***
21
دلل ت إســم :الــعــزيــز
ةيعّز َاْلِعّز :القوة ،الشدة ،الغلبة ،الرفعة ،الإمتناع َ .اْلـعـــِّزة :الـعـظــمة
عز ِ - 1الدللة اللغويــة ّ :
وَنَفاسة القدر وهي حالة مانعة من الغلب ،وتكون للمدح ":ولله العـزة ولرسوله و للمــومني ولـكــــن
النافقون ل ةيعلمون" -النافـــقون - 8أو للــذ م '':و إذا قيــل لــه اِتــق اللــه أخــذته العــزة بــالةثم فحســبه
جهنـم ولبئس الهاد -''.البقرة - 204
-2الدللة التوحيدية :العزةيز إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفِعيل
-صيغة مبالغة ،-و لقد ورد في كتاب الله العزةيز نــحو مائة مرة ،قال تعالى " :شهد الله أنه ل إله
إل هو واللئكة و أولوا العلم قائما بالقسط ،ل إلـــه إل هــــو ،العـزةيز الحكيم - ".آل عمران - 18
العزةيز هو التصف بالقوة والغلبة والمتناع ،ولةيستولي عليه العجز في حال من الحوال .
ولقد ورد مقروناً ببعــض اســماء اللــه الحســن ل بيــان طلقــة قــدرته وعــزة قــوته وســعة رحمتــه ،قــال
تعــالى '':إن ربــك هــو القــوي العزةيــز '' هــود ، 65كمــا ورد مقرونــا بإســم الحميــد للدللــة علــى أنــه
الستحق للمدح والثناء ،لنه حامد ومحمــود فــي ذاتــه وصـفاته وافعــاله ،قـال تعـالى '':وةيهــدي إلــى
صاط العزةيز الحميد '' سبا 6
- 3الدللة اﻷخليقية :من أراد عزاً بل عشية وهيبة بل سلطان ،فليخــرج مــن ذل معصــية اللــه
إلى ع ِّز طاعته ،لن عزة الؤمن تكتسب من العبودةية لله ،فهي ليست لشخصه بل للةيمان الذي ةيمل
قلبه .قال عمر بن الخطاب رض الله عنه'' :إنا كنا أذل قو م فمأعـزنا الله بالسل م فمهما نطلــب العــزة
بغي ما أعزنا الله به أذلنا الله ''.
عمرها الؤمن القوي العزةيز ،والعزة في السل م رهينة
مـن العلو م أنه ل ةيَُعِّمُر الرضَ ذليل ،و إنما ةي ِّ
بـمكار م الخلق ،وتستـمد مـن تقوى الله الذي ل ُةيغالب ،لذا على السلم إةثبات العــزة الحمــودة فــي
النفس ،والتجرد من كـلـما ةيتعلق برذةيل الخلق من كب وذل وهوان وضعف ،وةيجعل غاةيتها إعلء
الحق ودحض الباطل ورفض الذل والضيم ،والتفـع عن محِّقرات المـور وسََفاِسِفـهـــا ،قــال تعــالى :
''وللـه العـزة ولرسوله وللمؤمني ولكـن النافقي ل ةيعلمون - ''.النافقون - 8
عن أبي هرةيرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم":الؤمن القوي خي وأحب إلى الله مـن
الؤمن الضعيف وفي كلٍّ خي ،فاحر ص على ما ةينفعك وِاسـتعن بالله ولتعجز ،ول تقل لو أني
فعلت كذا لكان كذا ،ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفــتّح عمل الشيطان -".رواه مسلم -
***
22
دلل ت إســم :الـحـكــم
- 1الدللة اللغوية :حكم ةيحكم الحكم :النع والســـيطرة ،حكــــم الفســاد :منعـــه وأحــاط بــه .
حكم صنعته :أتقنها وأبدع فيها ،حكم القاض في النــامزلة :قض وفصل فـي دقائقــها .
- 3الدللة التوحيدية َ :
الحكم إسم من أسماء الله الحسن الطلقة التوقيفية ،وهو على ومزن فـَ عـَـل
-صفة مشبهة ، -وهو أبـلغ من إسـم الفاعل )الحاكم ( ،لن الحَكم صفـة تعظيم ومدح وأما الحاكم
فهي صفة جارةية على الفعل ،و قــد ةيسمى بهــا من ةيحكــم ســـواء بالحـــق أو بالباطل ،قــال تعالى:
'' أفغي الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل الكتاب مفصل-''.النعا م - 115
عن شةيّح عن أبيه هانيء أنه لـما وفـد إلى رسـول الله صـلـى الله عليه و سلم مـع قـومـه سـمـعـهـم
حكــم ،فلِــم ُةيكـــّننك أبــا
ةيكنونه بمأبي الحكم ،فدعاه عليه السل م فقــال '':إن اللــه هــو الَحكــم و إليــه ال ُ
الحكم ؟ فقال :إن قومي إذا ِاختلفوا في شء أتوني فحكمت بينهــم فرضــي كل الفرقيـــن ،فقــال عليــه
السل م :ما أحسن هذا فما لك من ولد ؟ قال لي شةيّح ومسلم وعبد اللــه ،قــال فمــن أكـبهـــم ؟ قــال
شةيّح ،قال :فمأنت أبو شةيّح - ''.رواه أبو داود -
دبر المـور وةيحكم السباب الكليــة للكـــون ،وةيقـضـــي بـقــــضائه بقـــدر معلــو م ول
والحكم هو الذي ُةي ِّ
َ
ةيخرج شء عن حكمه ،فكـل ما ةيحدث فـي الوجـود إنـــما ةيـــحدث بـالوجوب ولمعقــب لقضـائه ،قـال
تعالـى '':و الله ةيحكم ل معقـب لحكمه و هو سةيع الحــساب -''.الرعد - 42
3الدللة اﻷخليقية :قال مصطفى محمود '':من ةيقرأ التارةيخ لةيدخل اليمأس إلى قلبه أبــدا ،وســوف
ةيــرى الــدنيا أةيامــا ةيــداولها اللــه بيـــن النــاس ،الغنيــاء ةيصــبحون فقــراء ،والـــفقراء ةينقلبــون أغنيــاء
وضعفاء المس أقوةياء اليو م ،وحكّا م المس مشدو اليو م ''.
إن أهم درس ةيجب أن ةيتعلمه الحكا م من التارةيخ هو أن العدل نظا م كل شء ،فإذا أقيـــم أمـــر الــدنيا
خلَق ،و مــت لــم تقـــم بعــدل لــم تقــم ،و إن كــان
بعدل قامت وإن لم ةيكـن لصحابها فــي الخــرة مــن َ
جَزى به في الخرة ،ولعل كلمـة ابن تيميـة تُجِْمُل كــل ذلــك فــى قــوله '' إن
لصاحبها من الةيمان ما ةيُ ْ
النــاس لــم ةيتنــامزعوا علــى أن عاقبــة الظلــم وخيمــة ،وعاقبــة العـــدل كرةيمــة ،و أن اللــه ُةيقيــم الدولــة
العادلة وإن كانت كافرة ،وةيُِذ ّ
ل الدولة الظالة وإن كانت مسلمة''.
***
23
دلل ت إســم :الــحكـيــم
- 1الدللة اللغوية :حكـم ةيحكـم الحكـم :الـمنع و السيطرة ،حكم الفساد :مـنعـه وســيطـر عليــه
و أحــاط بــه ،الَحَكَمــة ُ :مــا أحـــاط بحنكــي الـــفرس وســميت بــذلك لنهــا تمنعــه مــن الجــري الشــدةيد
والجماح ،و منها اشتقت الِحْكَمة لنها تمنع صاحبها من النحراف عن جادة الصواب ،قـال تعالى :
"و شددنا ملكه و آتيناه الحكمة و فصل الخطاب - ".ص - 19
والـقـصـود بالحكـمة هو حسـن إستعمال العقـل والقـدرة على الفهـم ،والفطنة وإصـابة القــول وكمـال
العلم والعمل ،ومعرفة أفضل الشياء بمأفضل العلو م .
قال النووي'' :الحكمة عبارة عن العلم التصف بالحكا م الشتمل عى العـرفـة بالله ،الصـحوب بنفـاذ
البـصية و تهـذةيب الـنفـس ،و تحيق الحق والعمل به والّصد عن إتباع الهوى و الباطـل والحكيم من
له ذلك''.
- 2الدللة التوحيدية :الحكيم إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ،وهو على ومزن فَِعـيـل
-صيغة مبالغة ، -ولقد ورد فـي كتاب الله العزةيـز أكــثـر من تسعي مــرة ،قـال تعالى ":وهو القاهر
فوق عباده ،و هو الحكيم الخبي- ".النعا م - 19
حكُم قبـل أن َةيحُْكمـه ،ول ةينبغي ذلك لغيـــره لن خــبته مـــلمزمة لـــحكمته
الحكيم هو الذي خََبر ما َةي ْ
النزه
فهو وحده له الحكمة الطلقة ،ولقد أحكم خلق الشياء وأتقن تدبيها بـحـكـمـتـه وعلمه ،وهو ّ
والقدس عن فعل مال ةينبغي ،ل ةيقــول ول ةيـفـعـل إل الصواب .
- 3لدللة اﻷخليقية :النـسان الحكيم هو الـذي ةيتحلى بالتمأني ورجاحـة الـعـقـل ،وعلى الــعكـس
والنقيض فإن المتهـور ةيتحلى بالندفــاع و الــطيـش و خفــة العـقـــل ،وهــو كـثـــير الزلــــل و الوقـــــوع
فــــي الخطمأ وةيجلب لنفسه الضر ،وةيوقعها في مواضع الند م حـيـث ل ةينفع الند م ،عــن أبــي هرةيــرة
رض الله عنه قال :قال رسول الله صـلى اللـه عليـه وسـلم '':ليـــس الشـدةيد بالّصـرعة ،إنمـا الشـدةيد
الذي ةيملك نفسه عند الغضب - ''.متفق عليه -
قال ابن القيم '' :الحكمة بالنسبة للنسان هي على ةثلث درجات :
* أول :أن ُتعطي كل شء حقه ول تعِّدةيه حدّه ،ول ُتعج ِّله عن وقــته ول تــؤخره عنه .
* ةثانيا :أن تشــهد نظر الله في وعده ،وتعرف عدله في حكمه ،وتــلحظ بِــّره فـــي منعـــه .
* ةثالثا :أن تــبلغ في إســـــ تدللك البصية ،وفي إرشادك الحقيقة ،وفــي إشاراتـك الغاةية ''.
قال تعالى '':ةيؤتي الحكمة من ةيشاء ،ومن ةيـؤت الـحكـمة فـقـد أوتـي خـيا كـثيا وما ةيـذكـر إل أولـو
اللباب -''.البقرة - 268
24
دلل ت إسـمـي :اﻷول واﻵخـــر
- 1الدللة اللغوية * :الول بالنسبة للنسان من ةيسبق الغي في الزمان أو الكان أو النلة ،وهو
الذي حصل قبل غيه في حالــة تبيِّـُنها إضافـة هــذا الوصف إلــى مـا ةيـــدل علــى الحالـة ،وقــد ةيقــــع
مـع وصف الول لفظ ةيدل على الحالــة الــت كــان فيهــا السبـــق ،وقــد ةيستــــدّل علــى تلــك الحالــة فــي
سياق الكل م ،ولذا فوصف الول ل ةيتبيـن معناه إل بما ةيتصل به مـن الكل م ،ول ةيمكن تصــوره إل
بالنسبة إلى موصوف آخـر متـــــمأخر عــن الوصوف بالول في حالــة مـــا .
اتصف بالخرةية مقابل الول ،و معناه ةيستمــد من صفــــة الول
* الخر بالنسبة للنسان صفة لن ّ
المتحدث عنها في الكل م ،أو المشار إليها بما ُةيَذِّكر بتمييه .
- 2الدللة التوحيدية :الول والخر إسـمان من أسـماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ،وهما ةيطلقان
على وجه القتان وليس على وجه النفراد ،لبيان أن كمال ما ةيشــتمل عليـــه إســم الول مــن الصــفة
ةيكمل بما ةيشتمل عليه إسم الخر من الصفة ،ولقــد ورد ذكرهمــا فــــي كتــاب اللــه العزةيــز مــرة واحــدة
قال تعالى '':هو الول والخر والظاهر والباطن ،وهو بكل شــيء عليم - ''.الحدةيد - 3
إن وصفه سبحانه بالول ةيدل على أن كل ما سواه حادث وكـائـن بـعـد أن لم ةيكن ،فتقد م عن غيـره
تقدما مطلقا في كل صفات الكمال ،عن عمران بن حصي رض الله عـــنه أن رســول اللــه صــلى اللــه
عليه وسلم قال ":كان الله ولم ةيكن شء غيه ،وكان عــرشه علـى الاء ،وكـتـب في الذكر كل شء
وخلق السماوات والرض - ''.رواه البخاري -
ووصفه بالخر ةيدل على بقائه بعد كل ما سواه ،والدائم بعــد مزوال كــل شـــيء ،قــال تعـــالى " :كـــل
شء هالك إل وجهه ،له الحكم و إليه ترجعون -".القصص - 88
- 3الدللةاﻷخليقية :إن الله تعالى ل ةيحيط به عقل ،ول ةيتخيله ذهن لنه أعظــم مــن أن ةيحيط
شء ،وهو السميع البصي -''.الشورى - 9
به علم ،قال تعالى '':ليس كمثله ْ
فقوله'' :لـيـس كـمـثـله شـيء'' لـم ةيـقـصد به نفي صفات كماله وعلوه على خلقه ،بل الراد منه هو
إةثبات صفاته العلى مع نفي مماةثلتها لصفات الخلوقي ،و هذا ُةيبِّين بمأن الله سبحانه حـقيقة غيبية
بحيث ل ةيمكن إدراك حقيقة الله إل الله ،قال تعالى'' :ول ةيحيطون به علما '' -طـه - 11
إن إدراك صفاته سبحانه ل ةيمكن قياسها بالقاةييس الادةيــة ،لـــذا وصــف نفســه بـمأنه الول و الخــر
فجمع بي وصفي متضادةين ،وهذا دليل على طلقة قدرته سبحانه وكمــال صفــــاته العــــلى ،وبـمأن
ل شبيه له ول مثيل ،فهو الول لن وجـود الوجودات متعلق بوجوده المزلـي ،وهـذا الوجود المزلي
َةيْقَتض أن ةيكون وصفه الخر بعد فناء ذلك الوجود الطاريء .
25
دلل ت إسـمــي :الـظـاهــر و الـبـاطــن
- 1الدللة اللغوية :ظهر ةيظهر الظهور :ظهر الشء :بان و برمز ،ظهــر على المر :إ ّ
طلع علـــيه
ظهر على عدوه :غلبه .قال تعالى " إنهم إن ةيظهـروا عليكـم ةيرجمـوكم أو ةيعيـــدوكم فـــي ملتهــم ولــن
تفلحوا إذا أبدا".الكهف - 20ةيظهروا :ةيغلــبوكم و ةينتصوا عليكــــم .
بطن ةيبطن البطون :بطن الشء :خفي ،بطن المر :خبـره و عـرف باطـنه .قـال تعالى ":قل إنما
حر م ربي الفواحش ما ظهـر منها و ما بطــن- ".العراف - 31ما بـطـن مــا خفـي .
- 2الدللة التوحيدية :الظاهر والباطن إسمان من أسماء الله الحسن التوقـيفــية الطـلــقــة ،وهما
ةيطلقان على وجه القتان وليس على وجه النفراد لبيان أن كمال ما ةيشــتمل عليــه إســم الظــاهر مــن
الصفة ةيكمل بما ةيشتمل عليه إسم الباطن من الصفة ،ولقد وردا في كتاب الله مرة واحدة قال تعالى
" هو الول و الخر و الظاهر و الباطن ،وهو بـكـــل شـــيء عليم -" .الحدةيد - 3
وهذان السمان الجليلن لتفسهما الدللة اللغوةية ،وإنما تُفسرهما الدللة التوحيــدةية :الظاهر هــو
الذي ةيعرفه أولو اللباب أهل النظر والستدلل والتمأمل ،والتدبر في آةياته الكونيــة و صفاته الفعلية
الت تعد أدلة ِّبينة و واضحة ،ودالة على وجوده بمأنه هو الظاهرعلى كـل شــيء عـلما .
جـــب عـــن ذوي اللبـاب كنـه ذاتـه و كيفيـة
والباطن هو الذي ل مطمع لحد في إدراك ذاتـه ،لنه حـَ َ
صفاته ،وهو الباطن على كل شء علما .
- 3الدللة اﻷخليقية :إن علماء النبات بينوا بمأن للنهار أهمية تكمن في ضوء الشمس الــذي ةيســاهم
في عملية البناء الضوئي -صنع الغذاء ، -وأخياً ِأكتشفوا بمأن هذه العملية تتم في بعض النباتــات
نورا وظلماً وبرودة ودفئاً ةيعد
ً نهاراً ،وفي أخرى ليلً ،وبمأن إختلف الليل والنهارطولً و قِصـرا ً ،و
مـــن أهـــم عوامـــل إســـتمرار الحيـــاة علـــى الرض ،لن هرمـــون المزهــــار -كالكســـي والجـــبلي
والسيتوكيني – لـ ةيتكون إل عندما ةيـخـتلف اللــيل والنهار في حياة النبات ،وتكــوةين هــذا الهرمــــون
متوقــف علــى تتــابع فــتة الضــاءة ،وفــــتة الظل م وشــدة كــل واحــد منهمــا ،ومــدة ك ّل ًمنهمــا
وإســتمرارها .قــال تعــالى'':إن فــي خلــق الســماوات و الرض ،و إختلف الليــل والنهارلةيــات لولــي
اللباب -''.آل عمران - 190
***
26
دلل ت إســم :الـسـمـيــع
- 1الدللة اللغوية :سمع ةيسمع السمع :حاسة ةيدرك بـها النسان دبدبات الصــوات الــت تنتقــل
إلى الدماغ فيتم استيعابها طبقا للمرجعية اللغــوةية .سمع لــفلن :أصغـى لـه وأنــصت ،سمع اللــه
لن دعاه :أجاب دعاه .
- 2الدللة التوحيدية :السميع إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهوعلى ومزن َفِعيل
-صيغة مبالغة ، -و لقد ورد في كتاب الله العزةيز خمس و أربعي مرة ،قــال تعـالى'' :ربــنــا تقبـل
منا إنك أنت السميع العليـم - '' .البقرة - 126
الله هو السميع بل تكييف ول تشبيه ،ةيسمع الصوات الخافية و الـجلية ،وةيستوي عـنده سالقـول
و جهره ،وهو السميع العليم ،وعلمه أمزلي ةيعلم ما كان قبل أن ةيكون .
-3الدللة اﻷخليقية :ـّ
ال سمع ةيمر عب ةثلث مراحل كما هو معروف في عـلم وظائف العضاء ،وهذه
الراحل وردت في القرآن مع الشح و إةيضاح الغاةية من كـل مرحـلـة وهــــي :
ةينعق
* الرحلة الولى :الحساس بالصوت بدون تميي ،قال تعالى" :و مثل الذي كفروا كمثل الـذي ْ
بــما ل ةيسمع إل دعــاء و نــداء ،صم بـكــم عــمي فهــم ل ةيعقلــون -".البقرة - 170
* المرحلة الثانية :الحساس بالصوت مع التميـي ولكـن بدون فهم ،قــال تعــالى ":وقــــد كــان فرةيــق
منهم ةيسمعون كل م الله ةثم ةيحرفونه من بعد ما عقلوه وهم ةيعلمون -".البقرة -74
* الرحلة الثالثة :الحساس بالصوت مع التمييـز و الفهم ،قال الله تعالى " :وقالوا سمعنا و أطعنا
غفرانك ربنا ،و إليك الصي -".البقرة - 284
والقرآن الكرةيم ّبي بمأن لحاسة السمع درجات و هي :
- 1السّماع :هو إلتقاط الصوت بقصد أو دون قصد ،قال تعالى " :و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه
وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سل م عليكم لنبتغي الجاهلي -".القصص - 55
- 2الستماع :هو إلتقاط الصوت بقصد من أجل الستفادة ،قال تعالى " :و إذا صفـنا إليك نـفـ ً
را
من الجن ةيستمعون القرآن -''.الحقاف - 28
- 3الصغاء :هــو إلتقاط الصوت مع التكي وتفاعل القـلب والشاعــر ،قـال تعالى '':ولتصغى إلــيه
أفــئــدة الـ ذةين ل ةيؤمنون بالخرة وليضوه وليقتفوا مـــا هــم مــقتـرفــون - ''.النعا م - 113-
- 4النصات :هو إلتقاط الصوت مع التكي وتفاعل القلب والشاعر ،و ترك كل ما ةيشغل البال .
قال تعالى'' :فلما حضوه قالوا انصتوا ،فلما قض وَلوا إلى قومهم منذرةين -".الحقاف - 28
27
دلل ت إســم :الـبـصـيــر
- 1الدللة اللغوية :بص ةيبص البص :هو بالنسبة للنسان إدراك العي للشء ،بص به :نظر
إليه ورآه ،قال تعالى " :بصت بما لم ةيبصـروا به'' -طــه - 94أي علمــت و فهمــت ،أولــوا البصـار :
ذووا الرؤةية والدراك وأصحاب العقــول .البصــي ة :الحجــة والعلــم والفطنــة والستــــبصار ،قــــــال
تعالى":بل النسان على نفسه بصية" -القيامة – 14أي هو الحجة على نفسه .
- 2الدللة التوحيدية :البصي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن فَِعيل
-صيغة مبالغة ، -ولقد ورد في كتاب الله العزةيز إةثني و أربعي مرة ،قال تعالى ":وهومعكم أةينما
كنتم والله بماتعملون بصي -".الحدةيد - 4
والبصي سبحانه هو الذي ةيبص أعمال كافة خلقه ،وةيرصد حركاتهم وسـكـناتهــم هــل هــي مطابقة
لراداته أ م منا قضة لها ،ول ةيخفى عليه شء في الرض ول في السماء .
– 3الدللة اﻷخليقية :النسان ةيحتاج إلى الضوء ليتمكــن مــن رؤةيــة الشــياء ،ليتمكــن مــن إدراك
ألوانها وأبعادها بالعي الجردة ،والرؤةية تتم بفضل الضوء النعكس من جسم الشـيء ،الذي ةيــدخل
إلى عدسة العي بسـرعة ترليون جزةيئة في الثانية .والعي تعمل من خلل التنسيق بي أربعي من
الكونات الختلفة ،وغياب مكون واحد ةيجعل العيـن عاطلة عن رؤةية الشياء الادةية .
يميِـز به بيـن الحــق
راسة ،وهي نور ةيقذفه الله في قلب الؤمن ل ّ
أما بالنسبة للغيبات فهي تدرك بَاْلِف َ
والباطل ،عن أبي ســعيد الخـدري رضــي اللـه عنـه قـال :قـال رســول اللـه صــلى اللــــه عليـه وســلم:
''اتقوا فراسة الؤمن فإنه ةينظر بنور الله ،ةثم تل قوله تعالىِ'' :إن في ذلك لةيات للمتوسمي ''.
-رواه التمذي -
جاء في الحدةيث الذي رواه مسلم عن عمر بن الخطاب رضـي الله عـنـه أن جبـرةيل عليه السل م سمأل
رسول الله صلى الله عليه و سلم ما الحسان ؟ قال عليه السل م ":أن تعبد الله كمأنـك تراه فإن لم
عرف عليه السل م الركن الحساني الول '' أن تعبد الله كمأنك تراه'' بمعن
تكن تراه فإنه ةيراك ''،لقد ّ
أن الــؤمـن ةيــرى بنــور اللــه – الفراســة -وهــي تســتلز م تمــا م الخشــية والنابــة إليــه ،ول تكتمــل إل
بالقصد الحقيقي الذي ةيجب أن ةيلمزمها لتقى إلى مرتبة الشهود'' كمأنــك تــراه '' أي إستحضــارمَعّيته
سبحانه ،وكل من له نصيب فـي هذا التوجه له حظ من الفراسة .
وقوله عليه السل م '' :فإن لم تكــن تراه فإنه ةيراك'' ةيوضّح الركن الحسانـي الثاني ،أي إذا شَــــق
عليك أن تعبده على الوصف الول ،فاعبده على سبيل الراقبة والخـــوف لنه ةيـــراك ،واسـتحيي
من نظره إليك حت ل ةيكون أهون الناظرةين إليك .
28
دلل ت إســم :الـخـبـيــر
والخْبرة :خب المــر أي عرفــه علــى حقيقتــه ،و الخــبة هــي
ِ ةيخبر الخُْبر
ُ - 1الدللة اللغويةَ :
خبر
العلم و مزةيادة .
وإصطلحا :الخبي ةيفيد العليم الــذي له دراةيـة وإلـــما م بدقـائـــق المــــور ،وإطلع علــــى مواطنهـــا
وبواعثهـا ،وقـدرة على فهــم و إدراك أهدافــها و غاةياتهــا ،والخبير أبلغ من العليم .
- 2الدللة التوحيدية :الخبي إسم من أسماء الله الحسنى التوقيفية الطلقة ،وهـو علـى ومزن َفِعيل
-صيغة مبالغة -ولقد ورد في كتاب الله العزةيز أربعي مرة ،قال تعالى :ولن ةيـؤخر الله نفسا إذا
جاء أجلها ،والله خبي بما تعملون-''.النافقون - 11
خِبر بالحقيقة الت لتنقطع حججه
والخبي هو الذي ةيـجري كل شء بعلمه المزلــي ،وهو الخبي الُ ْ
و ل براهينه ،والنـــزه عـن العبـث ل ةيقـول ول ةيفعـل إل الصـواب ،ول ةيجـري فـي ملكـه وملكـوته إل
ماشاء ،وهذا من تما م كمـال صـفاته العلـى .قـال تعـالى" :إنمـا أمـره إذا أراد شيــئا أن ةيقـول لـه كــن
فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شء وإليه ترجعون -".ةيس - 82- 81
– 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':ولكن أكث الناس ل ةيعلمون .ةيعلمون ظاهرا مــن الــحيـاة وهم
عن الخرة هم غافلون'' -الرو م - 6 -5
إن خبة النسان جد محدودة ،لذا نفى الله عن أكـث النـاس الدراةيــة واللــما م بدقـائـــق كنـه الحيـاة
والطلع علــى مواطنهـــا وبواعثهـــا ،وأةثــــبت لهــم علمــا ضــيق المجــال لةيتجــاومز ظاهرهــا الحســوس
الــادي ،وهــذا ةيـفـيـــد قصــور عقــولهم الــت لــم تــدرك مــن الــدنيا إل متــاع الغــرور ،فجــانبوا الحــق
والصواب لنهم أفنوا عمرهم مــن أجــل مــا هــو فـاٍن ،وتركــوا مــا هـو خيـــر وأبقــى ،قـال تعــالى '':ومـا
الحياة الدنيا إل متاع الغرور - ''.الحدةيد - 20
قال ابن كثي في تفسي''وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور'' :تحقي لشمأنها ولمرها ،فهي دنيئة
فانية قليلة مزائلة ، ''.وقال قتادة '':هي متاع متوكة أوشكت -والله الذي ل إله إل هو -أن تضمحل
عن أهلها ،فخذوا من هذا التاع طاعة الله إن استطعتم ،ول قوة إل بالله.
عن قيس بن أبي حامز م قال :سمعت الستورِد أخا بن فُْهر ةيقول :سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ةيقول " :والله ما الدنيا في الخرة إل كما ةيضع أحدكم ِإصبعه في اليم فلينظر بمارجع ''.
***
29
دلل ت إســم :الــعـفــو
-1الدللة اللغوية :عفا ةيعفـو العفو والعـفـاء ،عفـا الةثر :محاه وطمسه وأمزالــه وأخفـاه ،عفا الله
عنه :محا ذنوبه وصـفّح عنــه ولــم ةيعــاقبه ،عفــا عنــه :أعــــرض عـــن عقــوبـــته مـع الـقـــــدرة ،عفـا
النبات الرض :غطّاها ،قال تعالى ":وةيسمألونك ماذا ةيـنفقـون قــل العفـو : ".ما مزاد عن الحاجة .
- 2الدللة التوحيدية :العفو إسم من أسماء الله الحسن التوفيقية الطلقة ،و هـو على ومزن فَُعول
-صيغة مبالغة ، -و لقد ورد في كتاب الله العزةيـز خمــس مـرات ،قــــال تعـالى" :إن اللـه كـان عفـواً
غفورا -".النساء - 43
ً
العفو هو الذي ةيمحو ذنوب العصاة وةيصفّح عنهم ول ةيعاقبهم رحــمة بهــــم ،وةيــصبــــر علــــى أذاهـــم
وهو القادر على أن ةيذةيقهم أشد العــذاب ،لكنه ةيمهلهم فل ةيعالجهم بالعقوبــة ،وةيـــتجاومز عــن مزلتهــم
وةيفرح بتوبتهم ،لن عفوه ملمز م لـحِْلمه وحكـمته ولكمال كـرمــه ،وسعة جوده وتما م لطفه .
- 3الدللة اﻷخليقية :لقد أةثبت علماء النفس الفسيولوجي بمأن النسان عــندما ةيتعرض لتــوتر أو
ضغط نفس أو عصب ،فإن أجسامنا تستجيب كما لـو كانت فــي خطــر ،وتـقـــو م بتفعيل ما ُةيعرف
بإستجابة القاومة أو الفرار ،وعندئذ ةيقو م الجسم بإفــرامز مـــواد كـيميائـيـــة تعـرف بإســم كيميائيــات
الضغط أو التوتر ،فتعمل على إعدادنا لهذا الخطــر مــن خـلل دفــعـه أو الهروب منه ،وهي مصممة
لجعلنا نشعر بعد م الراحة حت نقو م بفعل شـيء ةيخلــصنـا مــن التوتر ،فتـحــدث بــعـــض التغيـــرات
الفسيولوجية في أجسامنا كتاةيــد سعـــة ضـــربات القـــلــــب وإضــطراب تناســقها ،وةيـقــــو م الــكبــــــد
بالتخلص من الكوليستول في مجرى الد م ،وتضطرب عملية الهضم وتتــوتر العــضلت ،و تصعـــب
عملية التنفس وتضيق الوعية الدموةية مـما ةيــؤدى إلـــى إرتفاع ضغط الــد م ،وكــذلك إرتفــاع نســبة
السكر وحمض اللكتيك في الد م ،ةثم ةيعقـُب هـذا إنخفاض شدةيد في الــبوتي لــدة تتمـتـــد إلــى ســت
ساعات ،وهناك أعراض أخرى نفسية مـثل القهر والكتئاب.
ولتجنب التمأةثي السلب للغضب ،عن أبي ذرالغفاري رض الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم'':إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس ،فإن ذهب عنه الغضب وإل فليضطجع''رواه السيوطي
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقــال '':ةيا رسول الله مـن سيحاسـب الناس ةيــو م
القيامة ؟ فقــال عليــه الســل م :اللــه ،فقـــال العرابــي :بنـفـــسه ،قــال عليــه الســل م :بنفـــسه ،فقــال
العرابي :الله أ كب وابتسم ،فقال عليه السل م :لا ةيبتسم العرابي ؟ قال :ةيا رســول الله إن الكرةيم
إذا قدر عفا ،و إذا حاسب سامّح ،فابتسم عليه السل م ،وقال :فــقه العرابي - '' .رواه البيهقي -
30
دلل ت إســم :اللـطـيــف
ةيلطف اللّطف :الرفق -اليُس -الرِّقة – الرأفة .لطف الله بالنسان :رفق
ُ - 1الدللة اللغويةُ :
لطف
به ووفقه وحفظه وأوصله إلى ما ةيحب ،قال تعالى":الله لطيف بعبــاده ةيــرمزق مــن ةيشــاء وهوالقــوي
ق ولم ةيكن فيه جفاء ،لطف بحاله :رفق به وشـفــق عليه .
ف الكل م :رَ ّ
ط َ
العزةيز '' -الشورى َ - 17ل ُ
- 2الدللة التوحيدية :اللطيف إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ،وهو على ومزن فَِعيل
-صيغة مبالغة ، -ولقد ورد في كتاب الله العزةيز سبع مرات ،قال تعالى":ل تــدركه البصــار ،وهــو
ةيدرك البصار ،وهو اللطيف الخبي- ".النعا م - 104
قال الغزالي":إنما ةيستحق هذا السم ''اللطيف'' من ةيعلم دقـائق الصالّح وغوامضها وما دقّ منها وما
لـطـف ،ةثم سلك في إةيصالها إلى الستحق سـبـل اارفـق دون العنــف ،فــإذا اجتمــع الرفــق فــي الفعــل
واللطف في العلم َتّم معنى اللطف ،و ل ةيــتـصور كـحال ذلك في العلم والفعل إل الله تعالى ".
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى'':الله لطيف بعباده ةيرمزق من ةيشاء وهو القوي العزةيز'' الشورى 19
ولقد أةثبتت البحاث الت أجراها علماء الفسيولوجيا على كيفية حياة الجني في الرحم ،فتبي لهــم
بمأنه إبتــداءً مــن السبوع العاش ةيـقـو م بـفـتّح فمه وإغلقـه ،وفـي السبوع الـحادي عـشـر ةيــبـدأ
بالتثاؤب لنه ةيكون في حاجة إلى التود من د م أمه بمأكب نسبة من الكـسجيــن الغــِّذي للدماغ.
وفي منتصف السبوع الثاني عش ةيبدأ بالص والبلــع ،فـهــــو ةيـــمص إصــبعه وةيتـــحرك بـــمعدل 50
حركــة فــي الساعــة ،وعــنـد الشعــور بالتعــب ةيغرق في نـو م عميـق ،وةيـحلم خلله بمأحل م تـجعله
ةيبتسـم أو ةيـَ ْمَتِعـض ،وفـي كثي مــن الحيان ةيغضب وةيعقِّد حاجبيه ،وةيحس بـاللـم مـنـذ الشهــــور
الولى ،بحيث ترتفع عنده نسبة هرمـون ''بـيـطـا '' السـؤول عــن تفاعــل الجــــسم مع اللم .
وةيعامل كافة خلقه برفـق فـَيّسـر لـهـم نـيل الطالب
سبحـان الذي ةيمأخذ بالسهل وةيدفع بالحسن ُ ،
والقاصد في الدنيا ،وفي العقب ةيعطي الثواب الجزةيل على الرفـق مـال ةيعـطـي عـلـى العنف .
ولقد ورت كلمة القسوة في القرآن الكرةيم في سبعة مواضع ،وكلها في معرض الذ م ،لنها تَِنّم عن
ضعف الشخصية وإختلل توامزنها ،عن عبد الله بن مسعود قال :قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم '':ليس الؤمن بالطّعان ول اللّعان ،ول الفاحش ول البذيء ''.رواه التمذي -
***
31
دلل ت إســم :الـكـبـيــر
- 1الدللة اللغوية َ :كبُر ةيكُْبر الِكبَر :التقد م في السن ،قال تعالى" :و لقد بلغت من الكـــــب عتيــا".
َكُبر قدره :عل وشف ،قال تعالى '' :ولتكملوا العدة ولتكبوا الله على ما هــداكم ولعلكــم تشــكرون''
-البقرة - 184كب المر :عظم ،قال تعالى " :و كل صغي و كبي مستطر -".القمر - 53
- 2الدللة التوحيدية :الكبي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هو على ومزن فَِعيل
-صيغة مبالغة ، -ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ست مرات ،قال تعالى ":عــالم الـغيـب والشــهادة
الكبي التعال -".الرعد - 10
قال الطبي '' :الكبي هو العظيم الذي كل شء دونه ول شـيء أعظم مـنـه ،هو الوصوف بــالجلل
وكــبـر الشمأن فصغـر دونه كـل كبي ''.
و من معاني الكبي كذلك :الذي كبُر وعظُم في ذاته و صفاته وأفـــعاله ،وكبُر و تعالى عــن صــفات
الخلق ،وكــُبر وتعالى عن السوء والش والظلم .
- 3الدللة اﻷخليقية :جنون العظمة هو عبارة عن حالة نفسية تجعل النسان ةيشعر بمأن له مكانة
كبية ،فـيتـرّفع وةيتعالى وةيتعاظم على الناس ،وهو ةيتوهّم الكمال في نفسه وةيــــرى الخرةيــن أدنــى
منه ،وهذا ةيبعث علـى ا َْلُع ْجـب المـزوج بحـب الـذات ،حـت إذا تمكنـت هـذه الفـة منـه أخرجتـه عــن
ص ّدق ول ُةيعقل ،قال تعالى عن فرعــون '' :فـــحش فنــادى .فقــال أنــا
طــــور الصواب ،فيمأتي بما ل ةيُ َ
ربكم العلى -''.النامزعات - 24 - 23
عن حارةثة بن وهب رض الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ةيقول '' :أل أخــبكم
سَتْكِبـٍر - ''.متفـق عليه -
اظ ـُم ْ
ج ّو ٍ
بمأهل النار؟ كل عـُتَـٍّل ـَ
ومعن الحدةيث :إن الفعال الت تدخل صاحبها النار هي :عتـل :غليظ القلب ،جواظ :مناع للخي
مسـتكب :ةيتعاظم على خـلق الله ،قال تعالى '' :إن في صدورهم ال كبــر ما هــم ببـالغيه ،فِاسـتعذ
بالله ،إنه هو السمـيع البصي -''.غافر - 56
قال بعض السلف" :ما دخل قلب امرئ من الكب شء إل نقــص من عقله مقدار ذلك ''.
***
32
دلل ت أسـمـاء :الـقــادر – الـقـديــر – المـقـتــدر
ةيقِدر ُقْدرًة وَمْقِدرًة ،قَدر على الصعود إلى الجــــــبل ِ :استــــطاع وتمّكن
- 1الدلل ت اللغوية :قَدَر ْ
منه ،قال تعالى '':أَةيْحَسب أن لن َةيْقِدرَ عليه أحد '' أي لةيستطيـع أحد مواجهــته .
والقدرة :هي القوة على الشء والتمكن منه ،قال ابن النظور :قــدر عـــلى الشـــيء قـــدرة أي ملكــه .
والقادر من الناس من له القدرة ،و الكفاءة على فعل المأمور.
- 2الدللة التوحيدية * :القادر إسم من أسماء الله الحسن التوقـيفـية الطـلقـة ،وهــو علــى ومزن
إسم الفاعل ،ولقد ورد في القرآن الكرةيم إةثنـــي عشـة مـرة ،قـال تعـالى ":قــل إن اللـه قـادر علــى أن
ةينل آةية ،ولكن أكثهم ل ةيعلـمون - ".النعــا م - 38
قال الطحاوي '':وكل شء ةيجري بتقدةير الله ومشيئته ،ل مشيئة للعباد إل ما شاء ،فــما شاء لـهــم
كان وما لم ةيشمأ لم ةيكن ،لراد لقضائه ول معقب لحكمه ول غالب لمره ''.
* القدةير إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن فَِعيل – صيغة مبالغة -ولـقد
ورد في القرآن الكرةيم خمس و أربعي مرة ،وهو ةيدل على العلو والفوقية الطلقـــة والحاطــة التامـــة
رته عجزٌ ،قال تعالى " :قل اللهم مالك اللك توتي اللك مــــن
بعالم الغيب والشهادة ،ول ةيُلَِمس قدْ ُ
تشاء وتنع الـلك ممن تشاء وتعز من تشاء و تذل من تشــاء بــيــدك الخيـر ،إنــك علــى كـــل شـــيء
قدةير -".آل عمران - 26
* القتدر إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن إســـم الفاعل ،والقــتدار هـو
ةيمنَــع
المبالغة في القدرة لن قدرته متحققة ومتعِّدةية لكل شيء ،فهو صاحب القدرة العظيمة الت ل ُ
عليها شء ،قال تعالى " :كذبوا بآةياتنا كلها فمأخذناهـم أخــذ عزةيز مقتدر -".القمر - 42
وصفة القدرة تعن في جملتها السيطرة والتمّكن ،والغاةية منهـا هــي إةثبـات الكمــال والجلل والجمــال
له سبحانه ،مع تنةيهه عن النقص و العيب .
- 3الدللة اﻷخليقية :ةيرى أهل التوحيد أن لقدرة الله ةثلةثة أوجه :
* الوجه الول :قدرة على إةيجاد العدومات ،قال تعـالى" :إنمـا أمـره إذا أراد شيـــئا أن ةيقـول لـه كـــن
فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شء وإليه ترجعون -".ةيس - 82- 81
* الوجه الثاني :قدرة على إفناء الوجودات ،قـال تعالى'' :كــل من عليها فان .وةيبـقى وجـه ربك ذو
الجلل والكرا م '' -الرحمن - 26 - 25
*الوجه الثالث :قدرة على مقدور غيه بمأن ةيقدر عليه و ةيمنع منه ،قال تعالى '':ول تـقـولـن لشـــيء
إني فاعل ذلك غدا إل أن ةيشاء الله - ''.الكهف -24 - 23
33
دلل ت إسـمـي :الـواحــد – اﻷحـــد
ِ ِ
حد الشخــــص :إنفرد - 1الدللة اللغوية :و َ
حَد ةيحد َوْحًدا وَوْحَدًة وحَدًة وُوحوًدا ،فـــهو أوحد ،و َ
حد الشخص :ب ـقــى مـفــرداً قـال تعالى : حد َوحاَدًة وُوحودًة ،فهو واِحد ووحيد ،و ُ حَد ةيو ُ
بنفسه .و ُ
''ذرني و من خلقت وحيدا -".الدةثر - 11
* الواحد العددي :ةيثن ''وحدان'' وةيجمع ''واحدون'' وةيوصف به العدد نحو جاء ألف واحد ،وجعــل
الشياء على مستوى واحد ،أي ل ةيتقد م أحدها على الخر.
* الواحد الصفة :صفة لله سبحانه تعن ل شةيك ول مثيل له ول شبيه ،له الو حدانية المزليـة فهو
الواحد في الول والخر ل إله ال هو .
حد و أبدلت الواو همزة ،و هو صفة تدل على أحدةية الله ،قال الفــسون :الحـد
* الحد :أصله َو ْ ٌ
هــ و الذي ل ةيتجزء لنه ليس جسما مركبا ،والله هو الواحد الحـــد الذي ليس كمثله شــيء ،ولــه
وحده الخذ بهذةين الصفتي ،قال تعالى '':قل الله خالق كل شــء وهـو الواحــد القهـار'' -الرعــد - 16
وقال تعالى " :قل هو الله احد- ".الخل ص - 1
- 2الدللة التوحيدية * :الواحد إسم من أسماء الله الحسن التوقـيـفـية الطـلقـة ،وهـو عـلى ومزن
إسم الفاعل ،ولقد ذكر في القرآن واحد وعشةين مرة للدللة على وحدانية الله ،القائـمـة على معــن
النفراد بالكمال والجلل والجمال ،فهو واحد في ذاته وصفاته وأفعاله ،قال ابــن الةثي " :الـــواحـــد
من أسماء الله تعالى ،فهو الفرد الذي لم ةيزل وحده ،ولم ةيكن معه غـــيه ''.
إن وحـدتـه سبحانه هـي وحـدة حقيقية ل عـددةية ،و الفرق بيـن الوحدة الحقيقية والوحــدة العددةيــة
هو * :الوحدة الحقيقية ةيلمزمها عد م الحدودةية ،وعد م التناهي وعد م القسمة ،ول ةيجري عليها حكم
العدد لن الله واحد ل ةيتجزأ ول ةيثن ،لنه واحد ل من عدد ،ول شـيء قبله ولبعـده .
قال تعالى " :ةيـ و م تبذل الرض غي الرض و الســماوات و بـرمزوا للـه الواحــــد القهـار -".إبراهيــم 50
*الوحدة العددةية لها مثيل فإذا انضّم إليها الثيـل صار العدد إةثني ،ومن صفـــة الواحــد العــددي أنـه
ةيقبل القسمة إلى النصف وإلى أجزاء أخرى ،ومن خواصه كذلك أن لــه حد معلو م .
* الحد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفَعل -صــفة مشــــبهة -ولــم
ةيرد ذكره في القرآن إل مرة واحدة ،قال تعالى " :قل هو الله أحد - ".الخل ص -1
والحد إسم للذات التصفة بالكمال والمنهة عن التجسيم ،والحدةية مـن الصفات الت استخلصها
اللــه لنفســه ول ةيشكـــه فيهــا أحــد ،لنــه التفــرد فــي ذاتـــه وصــفاته وأفعــاله ،وليــس كمثلــه شـــيء
لنفراده بالكمال من كل وجه .
34
- 3الدللة اﻷخليقية :الشك هو إعتقاد تعدّد اللهة حـيث تُْشك الوةثـان وغيهـا مـن الخلوقات
في العبادة مع العتاف بالله تعالى ،وهــو ةينقسم إلــى ةثلةثـة أقســا م :
- 1شك أكب :هو الخرج من اللة ومنه ما هو ظاهر و ما هو باطن :
* الظاهر :التوجه بالعبادة لغي الله ''،قال تعالىِ'' :اتخذوا أحبارهم ورهـبانـهـم أربابا مـن دون الله
والسيّح ابن مرةيم ،وما أمروا إل ليعبدوا إلها واحدا ،ل إله إل هو سبحانه عما ةيشكون'' -التوبة 31
* الباطن :هو إتخاذ الشةيك قصد التقرب إلى الله ،قال تعالى '' :والذةين ِاتخـــذوا من دونــه أوليــاء
ما نعبــدهم إل ليقربـونا إلى الله مزلــفــى ،إن الله ةيحكم بينهــم فــي ماهم فـــيــه ةيختلفون -''.الزمر 3
- 2شك أصغر :هو التيان بمأقوال وأعمال منافية للسنة الـنبـوةيـة ،عن العرباض بن سارةية رضـي
الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '':قــــد تركتـــكم علــى الـــبيضاء ليلهــا كنهارهــا ل
ةيزةيغ عنها بعدي إل هالك - ''.رواه ابن ماجة -
- 3شك خفي :هو ةيسي الرةياء والعُجب ،عن أبي موس الشعري رض اللــه عـــنه قــــال :خطبنــا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ةيو م فقال '' :أةيها الناس اتقــوا هذا الشك فإنــــه أخــــفى مــــن
دبيب النمل ،فقيل له وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل ةيا رسول الله ؟ قـــال :قــولوا اللهم إنّا
نعوذ بك من أن نشك بك شيئا نعلمه ،ونستغفرك لا لنعلم -''.رواه أحمد -
***
35
دلل ت إســم :الــحــق
ةيحق الحق والحقيقة :المر الثابت الذي ل ةيتغيـر ولةيتناقـض ،الحق هو
حق ّ - 1الدللة اللغوية ّ :
النصيب الواجب حسب القانون أو العرف ،حق الله :ما ةيجيب عــلى الـعـبـاد حسب الشع .
- 2الدللة التوحيدية :الحق إسم مــن أســماء اللــه الحســن التوقيفيــة الطلقـة ،و هـــو إســـم صــفة
مصدر ،ولقد وردت لفظة الحق فــي كتـاب اللــه العزةيــز مـائتي وســبع وعـــشةين مـــرة :عـــش مـــرات
للدللة على الله ،والباقية ذات دللت تتمحور حول النطق والصـواب ،قــال تعالى " :ةيومئذ ةيوفيهم
الله دةينهم الحق ،و ةيعلمون أن الله هو الــحــق الـمـبيـن -".النــور - 25
والله هو الحق الذي ل شك ول رةيب في وجوده وتوحيده وتنةيهه ،لنه حق في ذاته وفي أسـمائـــه
وصفاتـه ،وبالتالي ةيجب أن ةيكون هو وحده العبود بحــق ،قــــال تعــالى'':قــل اللــه ةيهــدي إلــى الحــق
أفمن ةيهدي للحق أحق أن ةيتبع أمن ل َةيَه ِّدي إل أن ةيُْهَدى فمالكم ،كيف تحكمـون -''.ةيونس - 35
- 3الدللة اﻷخليقية :من ضمن العلو م الت تطرق إليها القرآن الــكرةيم عــلم الـــتارةيخ ،وهــو علــم
ةيبحث في ماض الشعوب وحاضها ،فيسد الوقائع قصد تحليلها وفـهـمها عــن طرةيق مـنهج ةيصف
وةيسجل ما مضـى من وقــائع و أحــداث ،وةيفســـرها علــى أســـس علميـــة صــارمة قصــد الـــوصول إلــى
حقائق تساعد على فهم الاض والحاض لجتناب الآس في الستقبـل .
والتارةيخ في السل م ليست الغاةية منه سد الحداث ،ولكنه تفسيلكـل هــذه الوقائع ،وإهتداء إلــى
الروابط الظاهرة والخفيــة الــت تجمــع بيـــن شــتـــاتها ،وتـجعـــل مــنهـــا وحـــدة مـتـمـاسـكـــة الحلقــات
متفاعلة الجزئيات ،قال تعالى '':لقد كان في قــصـصهم عــبــرة لولي اللباب ما كان حــدةيثا ةيفــتى
ولكن تصدةيق الذي بي ةيدةيه وتفصيل كـل شـيء وهـــدى ورحمة لقو م ةيومنون -''.ةيوسف - 111
إن الدرس الةيماني الكب الستفــاد من قراءة التارةيخ ،هــو أن السنــن الربانـــيــــة ل تحـابـــي أحــــدا
ول تنحرف عن مسارها من أجل أحد ،فهي ل تُِّمكن في الرض إل من كان مستمـسكا بالحق ،عــامل
بمقتضيات التكليف الرباني ،و كــل مــن حاد عــن الحـق أصابـتـه الـعقـوبـة الربانيـة ،فـيـــزول عنـه
التمكِّي وتصيــبه الـنـكـــبات ،قـــال تــعالى '':وعـــد اللـه الـــذةين آمـنــوا مــنكـــــم وعــملــوا الصـالحات
ليستخلفنهم في الرض كما استخلف الذةين من قبلهم وليــمكنــن لـهم دةيــنهــم الــذي ارتــض لــهـــــم
وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا -''.النور - 54
***
36
دلل ت إســم :الـمـبـيــــن
- 1الدللة اللغوية :بان ةيبي البيان :الظهور والوضوح ،قول بائن :ظــاهر وواضــّح .أبــان المــر:
أوضحه وأظهره وكشـفه وعّ رفـه ،الفكـر الـبي :هـو الـذي أظهـر وأبـان الغاةيـة مـن المـر إمـا قـول أو
فعل ،البانــة :إمزالــــة الغمـــوض والبهـــا م بمأدلـــــة واضحــــة عقــــلية كــانت أو محسوســة ،البيــان :
الكشف عن الشيء لظهار حقيقته ،وسمي الكل م بيانا لكشـفه عــن القصــود وإظهــاره ،و البينــة فــي
القضاء هي الدليل و الحجـة والبهان .
- 2الدللة التوحيدية :البي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفيــة الطلقــة ،وهــو علــى ومزن إســم
الفاعل من فعل أبان ،ولقد ورد في كتاب الله العزةيز مرة واحدة ،قــال تعــالى " :ةيومئــذ ةيــوفيهم اللــه
دةينهم الحق .وةيعلمون أن الله هو الحق البي- ".النــور - 25 - 24والبي له دللتان :
* الدللة الولى :البي هــو الـــذي تـــدل الةيات الكونية العظيمة على و جوده ،فهـو بائن من حيث
الدلئل والباهي العقلية ،الت تشهد على طلقة قدرته وقوة إرادته ،قال تعالى '':إن فــي خـلــق
السموات والرض وإختلف الليل والنهار لةيــات لولــي اللبــاب -''.آل عمران - 190
* الدللة الثانية :البي هو الذي أبان لكل مخلوق علة وجوده ،وأنـعـم عـلى النسـان بنعمة العقل
ليتبي الحق من الباطل ،وأرسل لــه الرســل مبشــرةين ومنــذرةين ليتــبي ســبيل الهداةيــة والرشــاد ،قــال
تعالى ":وةيبي الله لكم الةيات ،و الله عليم حكيم- ".النور - 18
- 3الدللةاﻷخليقية :قال تعالى '':اعلموا أن الله ةيحيـي الرض بعد موتها ،قد بينا لكم الةيات
لعلكم تعقلون- ''.الحدةيد - 16
الشاهد'' قد بينا لكم الةيات لعلكم تعقـلون'' :البيان هو إخراج العــنـى مـن حـيز الشكال إلى حـي
التج ِّلي لمزالة البها م بواسطة دلئل الحكا م ،لن الدراك شرط للتكيف فما ل ُةيدرك ل ةيجب البيــان
مدرك ،فيحــدث
له بالتـفـاق .والعقل والنقل بهما ةيتم إدراك الحقيقــة الــت تـتتمثـــل فــي الشـــيء الـــ َ
كشف الشكال من جهة التعقل بالبهان أو الخب ،والدراك مرتبة من مراتب العلم ،وهذا ما أشارت
إليه الةية في مطلعها '' اعلموا أن الله ةيحي الرض بعد موتها'' ،فالدرك الطلوب سيتم عن طرةيــق
العاةينة ،وهذه الحقيقة ل بمكن التشكيك فيها لنها قائمة على البهـان القطعي ،والله أظهـر وأبـان
لعباده الحق ،وةيقض بينهم بالحق وةيحق الحــق لنـه الحــق الـبي ،قـال تعـالى'' :قـد بيـــن الةيــات
لقو م ةيوقنون - ''.البقرة - 117
***
37
دلل ت إســم :الـجـبــار
جبراً وجُبوراً وِجبارًة :جـب الشء أصلحه وأعــــاده إلـــــى وضعــــه - 1الدللة اللغوية َ :
جبر ةيجبُر ْ
السليم .جب الغن الفقي :سد حاجته وأحسن إليه ،جـب السلم خاطـر الستضعفــ :أعزه وأرضاه
جب القوي الضعيف :أكرهه وأرغمه على المأمور .
- 2الدللة التوحيدية :الجبار إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو عـــلى ومزن َفّعال
-صيغة مبالغة ، -ولقد ورد مرة واحدة في القران الكرةيم ،قال تعالــى ":السل م الومـــن الــهيــمن
العزةيز الجبار -".الحش -23والجبوت في حق الله كمال وله ةثلث معان :
* الول :جب القوة :ةيـقــهــر الجبابرة الطغاة وةيغلبهم وةيذلهم بجبوته وعظمته ،فـهم ل ةيـملكـون
لنفسهم نفعاً ول ضاً إل ما شاء سبحانه وتعالــى .
* الثاني :جب الرحمة :ةيجب الضعيف فيّمده بالعون والقوة ،وةيجب الفقي بسعـــة الــــرمزق ،وةيجــب
النكسة قلوبهم فيطمئنها وةيف ّ ِرج ُكرَبهم ،وةيـجعل لهم من كــل هـٍـم فرجاً ومن كــل ضـيــق مخرجاً .
* الثالث :جب العلو :هو التعال عن العيوب والنقائص ،والخي كله بيده والشـر ليس إليه .
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':والله ةيرمزق من ةيشاء بغي حســاب - ''.البقرة - 212
سبحـان الذي جب ضعف الجني فرمزقه وهو في رحم أمه ل ةيملك قوة ول حيلـة ،فوّفـر لــه كافــة
مقومات الحياة ،فجاد عليه بالسائل المنيوس ،وهو ســائل صــاف رائـــــق ةيوجـــد بالـــكيس الحيــط
بــالجني داخــل الرحــم ،ومكـــوناته هـــي :الـــماء والــواد الكربوهيدراتيــة ،والبوتـــينات والدهـــون
والهرمونات ،والنزةيمات والملح العدنية ،وهو في حالة تغّيــٍر مسـتمٍر ففــي كـل ســاعــــة ةيمـــتص
الجني 500ملــم ،وةيحـلّ محلهـا 500ملـم تقرةيبـا بفضـل التشـيّح مــــن الـدورة الدموةيــــة لل م ،وهــذا
السائل ةيحافظ على درجة حرارة الجني ،وةيعتب من العـوامـل الطِّهرة ضد اليكروبات .
إن الجبوت في حــق النسان طـــغيــان وجــور وَهـــْدرٌ لحــقــوق العــباد ،وفــي حــق اللــه رحمـــة
را ،وتــرك لهـم حــرةية الخــتيار بعــد أن وهــبهـــم
را ونــهاهم تحذةيــ ً
ورأفـــة ،لنه أمــر عبـاده تخييــ ً
الرادة ،وبي لهم سبيل الغي و الرشاد ،فهو ل ةيقــهـر أحــداً على الــطاعة و الــــعبادة ،ول ةيخـــرجه
من الختيار إلى الضــطــرار ،ولةيجـبه علـى معصـية لن الجـبوت بهـذا العنـــى قـد ةيلغـي الثـواب
والعقاب ،قال تعالى" :وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر-".الكهف -28
***
38
دلل ت :إســم الـمـتكـبــر
- 1الدللة اللغويـة :كبِـر ةيكبَــر الِكْب ُــ :التجبّـر وإحتقـار الــرء غيـره ،وفــي حـق اللـه عــد م طـاعته
والتفع عن النقياد لوامره ،قال تعالى " :والـذي تولى كبْــره منهم لـــه عذاب عظيم - ".النور - 11
- 2الدللة التوحيدية :التكِّب إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن صيغة
إسم الفاعل من فعل تكبّر ،ولم ةيرد إل مرة واحدة في كتاب الله العزةيز ،قال تعـالى" :الهيمن العزةيز
الجبار التكب سبحان الله عما ةيشكون - ".الحش - 23
التكبِّر هو التفرِّد بالكمال والعظـمة ،والـتعال عن صفـات الخلق وعـمـا ةيوجـب النقص ،وةيرى فقهاء
اللغة أن التاء الزةيدة في إسم التكب هـي للتفرد ،والتخصص بالعظمـة ل تاء التعاطي والتكلف .
: - 3الدللة اﻷخليقية :يقال تعالى'':سنةيهم آةياتنا في الفاق وفــي أنفسهــم حــت ةيتبي لـهـم أنــه
الحـق ،أولـم ةيكف بربك أنه على كل شء شهيد -''.فصلت - 52
الةيـة تـشـيـر إلـى أن العـلم ةيـقـود العـقـول إلـى الــحق -الةيـمـــان ، -والعلـم والةيمـان ةيزدهـران معـا
وةيضعـفـان معا ،وهما ةيقودان إلى الــتـواضع الذي ةيــدل عـلـى الـنـبــل والكــر م ،ونــقـــاء الســـرةيرة
وصفـاء الطوةية ،وهو هـبة مــن الخـالق أودعهــا فـي نفـــوس عبــاده ،فتمثلهــا النبيـاء والرسـل الــذةين
عـرفوا قدره سبـحانه ،عن أنس بــن مالك رضــي الله عنه قــال :قــال رسول اللـه صلى الله
علــيـــه وسلــم '':طـوبى لن تواضع في غي مسكـنة ،وأنـفق مـال جمعه فـي غيـر معـصـية ،ورحـم
أهـل الـذل والسكنة ،وخالط أهل الفقه والحكمة -''.رواه الطباني -
قال تعالى '':إن الذةين كذبـوا بآةياتنـا وِاستكبـروا عنهـا ل تفتّح لهم أبـواب السمـاء ول ةيدخلون الجنـة
حت ةيلج الجمل في سم الخياط ،وكذلك نجزي الجرمي - ''.العراف – 39
والتواضع للناس مــع إعتقـاد عظمـة فـي النفــس ليـس تواضـع حقيقـي ،لن التواضــع الحــق هــو ان
تضع نفسـك حيــث أمـرك اللــه ،مـع إنكسـار القلــب لعظمــة الحــق ســبحانه ،وخفــظ جنـاح الـذل مـن
الرحمة للمؤمني ،فل ترى بمأن لك على أحد فضل ول حقا ،قال عمر بن الخطاب رض الله عنه :
'' إن العبد إذا تواضع رفع الله حكمته ،وقال له إنتعش نعّشك الله ،فهو في نفسه حقيـر وفي أعي
صه الله إلى الرض ،وقال له إخس ْــمأ خســَمأك اللــه ،فهــو فــي نفســه
ه َ
الناس كبي ،وإذا تكب وعََتا رَ َ
كبي وفي أعي الناس حقي ،حت ةيكون عندهم أحقر من الخنةير - ''.رواه أبو داود -
***
39
دلل ت إسـمـي :الـقـاهــر – الـقـهــار
- 1الدللة اللغوية :قهر ةيقهر القـهر :الجب ،آلرّ ْ
غم ،آْلخضع ،الغــــلبة ،الهـــز م ،قـهــــر خصــمه :
أخضعه وأذله وإحتقره ،قال تعالى " :فمأما اليتيم فل تقهر ".قهره على فعل الخي :أرغمه .
- 2الدللة التوحيدية :القاهر إسم من أسماء الله الحسـن التوقـيـفيـة الطـلقـــة ،وهــو عـلى ومزن
صيغة إسم الفاعل ،ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى ":و هو القـــــاهر فــــوق عبــاده
و هوالحكيم الخبي - ".النعا م - 19
* القاهر هو الذي لشء في الكون ةيخـرج عن سيطرته وغلبته ،لقد قهر العد م فصارموجودا ،وقهــر
الوجود ليبقى مستمراً إلى أجل مسمى ،وجعل كــل شء خاضعاً لمـــره فـــي حركيته وسكونه ،ول
ةيمكن لي مخلوق أن ةيخرج عن هذه السيطرة الربانية بحال مـن الحوال .
* القهار إسم من أسماء الله الحسن التوفيقية الطلقة ،وهو علــى ومزن َفعّــال -صــيغة مبالغـــة -ولقــد
ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى ":قــل اللــه خالـق كل شء ،وهـو الواحـد القهار ".
-الرعد - 18والقهار هو الذي ل ُةيغالب لن له طلقة القدرة ،و لقد اقتن بإسم الواحد للدللة على
أن ل شةيك له في الحكم والتدبي ،لن القهر والوحدانية متلمزمان ،قال تعالـى ":أأرباب متفرقون
خي أ م الواحد القهار - ".ةيوسف - 39
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':وسخر لكم ما في السماوات وما في الرض جميعا منه إن في
ذلك لةيات لقو م ةيتفكرون -''.الجاةثية - 12
إن قهر وتسخي باقي الخلوقات للنسان من أكب النعم ،وهــــذا مــن حكمته ورحمته به ،فـكـم مــــن
حيوان هو أقــوى من النسان عشات الرات ،و ةيستطيـع أن ةيـبـطـش بالنسـان و ةيفــتك بــه ،ومــع
مسخرا لسلطـان طفـل صغي ،ةيـؤدي وظيفته وةيعمـل وفـق مـا سـخره إليـه اللـه .
ً ذلـك تجده طائعاً
بينما هــناك حيــوان قـد ةيـــــكــون أصغر حجماً و أقل قــــوة ،ورغـــم ذلــك فهـــو ممتنــع عـــن النســـان
با فــي مـوته ،قـال
رارا قــد تكــون سبــــ ً
وغير مسخّر له ،وةيخشاه أشد خشية لنه قـــد ةيســبب لــه أضـــ ً
تعالى '':ألم تروا أن الـ له ســخر لكــم مــا فــي الســماوات ومــا فــي الرض وأســبغ عليكــم نـــعمه ظــاهرة
وباطنة ومـن الناس من ةيجادل في الله بغي علم ول هدى ول كتـاب مني -''.لقمان - 19
سبحان القهار الغالب والخذ بالرحمة والحكمة ،الذي قــهـر الــوجــود بكمال علـمه وقــدرته ،وقــهـر
وف ْيـض مـعـرفـتـه ،وَوقــاهُم الضلل
وده وأنـسـه ـَ
الطائعي فزكّى نفوسهم بالهداةية ،ومل قلوبهم بـ ِّ
الفض إلى الشقاء ،سبحان القهار الغالب والخـذ من فوق على طرةيق التذِْليل والغلبة ،قهرالجبابرة
والعصاة بقوته وطلقة قدرته فمأذلهم بعد عزٍّ وسلطان ،وأحطّ قــدَْرهم بـعـد علِّو جاهٍ .
40
دلل ت إســم :الـعـظـيــم
- 1الدللة اللغوية :عظم ةيعظم العظم والعظمة :عـظـم الشــيء :كبـر ،عـظـم المـر :شق وصــعب
عظم الجر :كث و مزاد ،قال تعالى ":إن الله عنده أجر عظيم" :هائل ل حصله .
- 2الدللة التوحيدية :العظيم إ سم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هو على ومزن ف َِعيل
-صيغة مبالغة -قال تعالى":فسبّح باسم ربك العظيم - ".الواقعة - 99
ولقد ورد في القرآن الكرةيم ما ةيقرب عن ألف أو ةيزةيد من الةيات الدالة على عظمة الله ،فكل إسـم له
وجب التعظيــم ،لنــه الوصــ وف بصــفات الكمــال ،وعظمتــه تجــاومزت حــدود
أو صفة أو فعـــل إل و ةيُــ ِ
العقل ،ول ةيمكن الحاطة بكنهــها و حقيقـتها .
: - 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى ' :إن الله ل ةيستحي أن ةيــضب مثل ما بعــوضـة فـما فــوقـها
فمأما الذةين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ،وأما الذةين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل ةيضل
به كثيا و ةيهدي به كثيا ،و ما ةيضل به إل الفاسقي -".البقرة - 25
إن البعوضة هذا الخلوق الصغي الحجم تتجلّى فيها عظمة الخالق ،لقـد وهبها الله مائة عيـن في
رأسها ،و ةثمانية وأربعي سنا في فمها ،وةثلةثة قلوب فــي جـوفــهــا ومزوّدهـــا بجهامز للرؤةية في
الليل مثل نظا م الشعة تحت الحمراء ،فيعكس لـون الجلد فــي الظـلمة إلى لون بنفسجي ،و مزوّدها
كذلك بجهامز تخدةير موضعي ةيساعدها علــى غــرمز إبـرتها دون أن ةيـحــس النسان ،و مزودها كــذلك
بجهامز تحليل الـد م لنها ل تسـتسيغ كل مزمر الد م ،وتستطيع شم رائحة النسان من مسافة بعيــدة .
قال تعالى '' :وربك ةيخلــق ما ةيشاء وةيختار'' -القصص - 68
إن أعظم ما تنفـق فيه العمار التدبر والتفكر في آةيات اللــه وعجائب صنعه ،والنتــقال منـــها إلــى
تعلق القلب بالله و تعظيمه ،و توقيه بتوحيده و طاعته و عبادته ،لن عظمته هي منطـلق الحـمد
جانبا جدةيداً من عظمة
ً و الشكــر عـند أولي اللباب ،وأصحاب القاصـد التوحيدةية ،الذةين إذا عـرفوا
الله استحيووا من معرفتهم السابقة ،فـتقربوا إليه بضعفهم وإفتقارهــم إليه وإنكسارهـم لـعزتـه .
صة من عمى القلب ،وذكرى من غفلة العقل ،وطممأنينة من َهْوس النفس .والقرب من الله هو تْب ِ
قال تعالى '':وما قدروا الله حق قدره والرض جميعا قبضته ةيو م القيامة والسماوات مطوةية
بيمينه ،سبحانه وتعالى عما ةيشكون ''.الزمر -24
***
41
حـــّي
دلل ت اســم :الــ َ
- 1الدللة اللغوية :حيا ةيحي الحياة :إستمرار بقاء الكائن بروحه وحركته و نمـوه ،وهـي مرحلــة
ما بي الولدة والوت .
- 2الدللة التوحيدية :الحي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقـة ،و هــو على ومزن فَعـْل
-صفة مشبهة ، -ولقد ورد في كـتاب الله العزةيز ،قــال تعالى":و توكل عـلى الـحـي الذي ل ةيـموت
و سبّح بحمده وكـفى به بذنوب عباده خبياً - ".الفرفان - 58
إن الله هو الحي حقا و حقيقـة ،و حـياته كاملة لم ةيسبقها عــد م ول ةيلـحقـهــا مزوال ،و منهــة عــــن
مشابهة حياة الخلـق ،له الحياة الذاتية الت ل تمأت من مصدر آخــر ،و هــي حـيــاة كامـــلـة ودائـمة
وباقية ،ليس لها إنقضاء ول قبل ول بعد ،وهي مستلزمة لكمال كل الصـــفات العلى ،قال تعالى :
" كل من عليها فان .و ةيبقى وجه ربك ذو الجلل و الكرا م -".الرحـمن - 25 - 24
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':قل إن الوت الذي تفرون منه فإنه ملقيكم ةثم تردون إلى عالم
الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون -''.الجمعة - 8
الخوف من الوت ةيكون محموداً إذا كان باعثاً على الكثار من العمال الصالحة ،وةيكون مـذمـوما إذا
كانت غاةيته الحر ص على الحياة الدنيا و العراض عن الخرة ،والـتـيارات الـفكرةية بالنسبة للموت
ِاتجهت إتجاهي متعاكسي وهما :
- 1الفكر الادي ُ :مْعتِنق هذا الفكر ةيعتقد بمأن الوت هو الفناء البدي ول شــيء بعــده ،فهــــو ةيمثــل
نهاةية الحياة الدنيا بكل آمالها و طموحاتها ،لذا ةيثي لدةيه حالة من الرعـب خوفا من أن ةيـفـقد كل ما
ةيملكـه ،و هذا ةيدعوه إلى النفور من الـموت بإنغماسه في اللذات والشهوات ،قال تعالى'' :إن هي إل
حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوةثي'' -الومنون - 37
- 2الفكر السلمي ُ :مْعتِنق هذا الفكر ةيعتقد أن الوت هو إمتداد للحياة ،و بــداةية لعالم جـدةيـــد لـــــه
قــوانينه الخاصــة ،وإعتقــاد هــذه الرؤةيــا ةيعيـــن علــى تهـــوةين مصــائب الــدنيا ،وتحـــوةيلها إلــى حــافز
تشوةيقي للفومز بما ل عي رأت ،ول أدن سمعت ول خطر على قلب بش ،قــال تعــالى '' :كــــل نـفـــس
ذائـقـة الـموت وإنما توفون أجوركم ةيو م القيامة ،فمـن مزحـزح عـن النـار وأدخـل الجنـة فقـد فـــامز ومـا
الحياة الدنيا إل متاع الغرور - ''.آل عمران - 185
تذكر ةيا عبد الله أن الدنيا سجن الؤمن وجنة الكافر ،وما الحياة إل ساعة فانظر فيما قضيتها ؟
قال تعالى '':وةيو م تقو م الساعة ةيقسم الجرمون ما لبثوا غي ساعة كذلك كانوا ةيوفكون '' الرو م 54
42
دلل ت إســم :الـحـلـيــم
حُلم ةيْحُلم اْلِحْلم :التمأ ّ ِني والصفّح مع القدرة ،والحـليم من القو م :العاقل .
- 1الدللة اللغوية َ :
- 2الدللة التوحيدية :الحليم إســم من أسماء الله الحسن التوقيــفيـة الـمطـلقـة ،وهـو عـلى ومزن
َفِعيل -صيغة مبالغة -ولقد ورد في القرآن الكرةيم إحــــدى عشـــر مـرة ،قـال تعـالى":واعلمــوا أن اللـه
غفور حليم" -البقرة - 233
تخفه جهـــل جاهـل
الحليم سبحانه هو الذي ةيتمأني و ةيصفّح عــن العصــاة ،ل ةيسـتفزه غضــب ولةيســــ ّ
ول ةيَْعَترةيه الغيظ ،ول ةيسارع إلى النتقا م مــع غاةيـة القــتـدار ،ول ةيـحبـس أنـعامه و أفضاله عمن
كفر و أشك به ،بل ةيتودد إليه بالنعم وهو الغن عنه ،و ةيمهله ليغ ـبه فـــي الطاعة ،قــال تعالى:
''إن الله ةيحب التوابي و ةيحــب التطــــهــرةين'' -البقرة - 220
- 3الدللة اﻷخليقية :السيطرة على الغـضـب تـحتاج إلى الـحلم ،والـصب الـجميل لـضبـط النفس
المارة بالسوء ،لذا السلم مطالب بمأن ةيـضبط أعصابـه و ةيمـلك نفـسه ،و ةيكــظــم غيـظــه و ُةيخفي
لِبـّيـة ،خلف ما ةيـفـهـمـه بعض الناس بمأن ذلك
حَنقه ،و هذا الوقف دليل قوة و عنوان الشخصية ا ْ َ
ضعٌف و َ
خــَورٌ ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ :ليس الشدةيد بالّصعة ،إنما الشدةيد الذي
ةيملك نفسه عند الغضب -”.متفق عليه -
قال أحد العارفي بالله'' :ما من شء أشد على الشيطان من عالم معه حـلم ،إن تكلم تكلّم بعلم وإن
سكت سكت بحلم ،ةيقول الشيطان سكوته أشـد علـي مـن كلمه''.
إن النـدفاع وراء الغـــضب ُةيفقـــد النســـان الصــواب فـــي الحـكـــم ،والنــاة فـــي بـحـــث المــور بتعقــل
وهدوء ،لذا على الغاضب أل ةيصدر حكماً ،ول ةيتـ ّ ِخذ مـوقـفـا فـلربما أهدر حقـا وأقـــا م بـاطـــلً ،عـــن
معاد بــن أناس رض عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '':من كظم غيـظـا وهـو قـادر
أن ةينفِّـذه دعاه الله ع ّز و جّل على رؤوس الخلئق حت ةيخيه من الحور ما شاء ''.رواه أحمد -
ومن وهبه الله الحلم فقد أحبه ورض عنه وجعله من صفوته ،قال تعالى '':إن إبراهيم لحليــم أواه
منيب - ''.هود - 75عن أبي سعيد الخدري رضـي الله عنـه قـال :قـال رسـول اللــه صـلى اللـه عليـه
وسلم '':إن فيك خصلتي ةيحبهما الله ورسوله :الحلم والناة - ''.رواه مسلم -
***
43
دلل ت إســم :الــواســع
-1الدللة اللغوية :وسِع ةيسع الوسع والسعة :الرحب والفسّح ،وُةيقال في المـكنة والفعال .
-2الدللة التوحيدية :الواسع إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهــو عـلى ومزن إسم
الفاعل ،ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى'':والله ةيؤتى اللك من ةيشاء واللـه واســع عليــم".
-البقرة - 245
فعــدد مــا شــئت مــن صــفاته الّلنهائيــة فــي عــددها وحــدودها
السعة صفة ملمزمة لكل صفات اللــه ِّ ،
ولن تحيط بالصفة الواحدة على حـِ دَة لن ل نهاةية ولحدود لها ،قال تعالى '' :إنما إلهكم الله الــذي
ل إله الهو ،وسع كل شء علما -''.طه - 96
الواسع هو الذي ةيشف على كل الوجود إشافا تامــا ،و ةيهيمــن علــى أطــوار الوجــودات ،و ةيعلــم مــا
ةيطرأ في وجودها من قوى متعددة ،و ما ةيعتةيها من أوصاف متغاةيرة ،ول ةيـجري فــي ملكــه إل مــا
شاء ،فل تتحرك ذرة ول تسكن إل بعلمه وحكمته ،لن سعة علمه من خصائصه الذاتية القدسة .
-3الدللة اﻷخليقية :إن العبد ةيجب أن ةيحسن الظن بالله وةيتوقع الخي فـي أمـوره ،لن حسن
الظن به باب من أبواب التوكل على عليه ،وسعة صفاته سبحانه تتجلى في :
* الةيجاد '' :وةيخلق الله ما ل تعلمون- ''.النحل - 8
* المداد " :و إن تعدوا نعمة الله ل تحصوها " -إبراهيم - 36
* العلم و العرفة " :إنما إلهكم الله الـذي ل إلـه إل هــو ،وسع كـل شــيء علما -".طه - 96
* الرحمة والغفرة " :ورحمت وسعت كل شء" -العراف - 156
*الجر " :وجنة عرضها السماوات والرض ،أعدت للمتقي- ".آل عمران - 133
* اللك '' :وسع كرسيه السماوات والرض ول ةيـؤده حفظهمـا ،وهــو العــلي العظيم -''.البقرة - 254
* الحال '':ةيسمأله من فـي السمـاوات والرض كـل ةيـو م هـو فــي شمأن -''.الرحمن - 27
* القدرة '' :إنما أمره إذا أراد شيئا أن ةيقــول له كن ،فيكون - ''.ةيس - 81
* الغفرة :عن انس بن مالك رض الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ةيقول :
قال الله عزوجل " :ةيا ابن آد م إنك ما دعـوتن ورجوتــــن غفـــرت لـك مـا كـان منـك ول أبـالـــي ،ةيـا
ابــن آد م لــو بلغت ذنوبك عنان السماء ةثـم اِسـتغـفـــرتن غـفـــرت لـك ،ةيـا ابـن آد م إنـك لـو أتــيتتـــي
بـقـــ راب الرض خطاةيا ،ةثم لقيتن ل تشك بي شيئا لتيتك بقرابها مغفرة- ".رواه التمذي -
***
44
دلل ت إســم :الـعـلـيــم
- 1الدللة اللغوية :علم ةيعلم عـلما :إدراك الشء على حقيقته ،و العلم هـو اليقي بعد التجربة
والتمحيص ،العليم هـو الذي له دراةية وإلـما م بــدقائق المــور و إطلع علــى بـواعـثهـــا ،وقــدرة علــى
فهم و إدراك أهدافــها وغاةياتها .
- 2الدللة التوحيدية :العليم إسم من أسماء الله الحســن التوقيفيــة الطـلقــــة ،و هــو عـــلى ومزن
َفِعيل -صيغة مبالغة ، -ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى ' :الله ةيبسط الــــرمزق لـن ةيشـاء
من عباده و ةيقدر له ،إن الله بكل شء عليم -".العنكبوت - 62
والله عليم بذاته لبعلم ولم ةيسبق علمه جهل ،ولةيعدوا عليه سهـــو ولنســيان ،ول ةيمكــن لعلمــه أن
ةيخالف الواقع لنه أحاط بالعلم كامل .
سبحانه ةيعلم ما ةيطرأ من قوى متعددة ،وما ةيعتةيهــا مــن أوصــاف متغــاةيرة ،ول ةيمكــن وجودهــا إل
بـإذنه ،وةيعلـم المكنـات الـت ةيجـومز وجودهـا وعـدمها ،وةيعلــم المتنعـات حـال إمتناعهـا ،وةيعلـم مـا
ةيتتب عن وجودها لو وجدت ،وةيعلم ما ل تعلم الخلئق عن نفسها ،قال أحد العارفي بالله '':من
عرف الله عالم بحاله صب على بليته ،وشكر على عطيته ،وإعتذر عن قبّح خطيئته ''.
- 3الدللة اﻷخليقية :العلم هبة وهبها الله للنسان ليقى به روحيــاً ومادةيــاً ،إل أنــه رّجــّح كفــة
صف ،فمأ ّله العقل وألغى من قاموسـه كـل القيـم الروحيـة ،وأصـبّح همـه الوحـد هـوالعلم الـادي ال ّ ِ
إشباع نهمه الادي ،فِامزدادت البشةية تعاسة وشقاء ،ول ةيمكــن للنســان أن ةيســتد بشـــرةيته إل إذا
أصبّح العقل عارفاً ومعتفاً بخالقه الذي علمه ما لم ةيكن ةيعلم ،وبمأنه هو الخبي بما ةينفع النســان
وةيصلّح أحواله .فالعقل البشي قدراته جد محدودة ،فل داعي إلى تحميله ما ل ةيطيق ،فلقد وقــف
عاجزا أمــا م أسـرار أداته '' الدماغ '' ،ولم ةيتمكن من فــك ألغــامزه الح ّ ِيـــرة ،فمــا بالــك بــالخوض فــي
كيفية الخلق والةيجاد ،قال تعالى '':ما أشهدتهم خلق السماوات والرض ول خلق أنفســهم ومــا كنــت
متخذ الضلي عضدا - ''.الكهف - 51
***
45
دلل ت إســم :الـتّــواب
- 1الدللة اللغوية :تاب ةيتوب توبا و تـوبة و مــــتابا :الرجوع عن العصـية بالنسبــــة للنسان .
تاب العاص من ذنوبه :ند م على ما صدر منه ،و رجع عن العصية إبتغاء مغفــرة اللــه ،تــاب اللــه
على عبده :وفقه للتوبة ليعفو وةيصفّح عنه وةيغفر له .
- 2الدللة التوحيدية :التواب إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفّعال
– صيغة مبالغة -ولقــد ورد فــي كتاب الله العزةيز إحدى عش مرة ،قــال تعالى '':ةثـم تــــاب عليهـم
ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم - '' .التوبة -119
الت واب سبحانه ةيعامل الخلئق بالرأفة ،فل ةيقنطهم من رحمته لنه تواب رحيم ،ةيرةيد بـهـــــم اليس
ول ةيرةيد بهم العس ،و توبته ملمزمة لحكمته ،و حكمته ملمزمة لكــل أفعــاله ول تجـلـــب للخلئــق إل
الخي العميم ،قال تعالى " :و لول فضل الله عليكم ورحمته و أن الله تـــواب حكيم - ".النور - 10
- 3الدللة اﻷخليقية :عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
'' كل ابن آد م خطاء ،وخي الخطـائي التوابون'' .رواه التمذي
إن الله فطـر النسان على الخطمأ ،ولم ةيجعله معصوما عن الـزلـل و الـعـصيـان ،فـابـتـله بالنـفس
المــارة بالـسـوء ،و بالهــوى و مكـائـد شياطــاةيـن النس والجن ،كما فطر النفــس علــى الخــوف مــن
العقاب ،وهي تهـــاب التمأنيب والتمأدةيب ،فإذا آمنت العقوبة أساءت الدب ،وتمادت في ّ ِغيها وألفــت
الفحشاء ،فتشد صاحبها الى الــمكــر و الدهـــاء خوفـًا من سـلطة القـــــانون الوضعي ،و تسَْتْغفله
نس يـه القانون اللهي الذي هو له بالرصاد ،قال تعالى '' :ول تحـسـبــن الله غــافل عمــا ةيعـمــــل
و تُـ ـِ
الظالون ،إنما ةيـؤخرهم ليــو م تشخـص فيـها الةيصار '' -ابراهيم - 42
و التوبة بها ةيَُعاِلج الذنب صـراعاته ليتخلص من خـوفه وةيـمأسـه ،فـيُـقـبـل عـليها و هـو ةيعلم عـلم
اليقي بمأن خالق التوبة ،و الوفــق إليـــها سيقــبــل توبته وةيب ِّدل سيئاته حسنات ،لــذا إقـتـرنــت
التوبة بالقبـول اللهي في عدة آةيات ،قــال تعالى " :ألــم ةيعلمــوا أن الله هــو ةيقبل التوبة عن عباده
و ةيمأخذ الصدقات و أن الله هــو التــواب الرحيم - ".التوبة - 105
عن عقبة بن عامر رض الله عنه قــال '' :إن رجـــل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فــقــــــال :
''ةيارسـول الله أحدنا ةيذنــب ،قــال علـيه السـل م :ةيُكْـتـب علـيـه إةثـم ،قـال :ةثـم ةيستغفـر منـه وةيتــوب
تملّوا -".رواه الطباني -
وةيتاب عليه ،ول ةيََمّل الله حت َ
قال ُ :ةيغفَر له ُ
***
46
دلل ت إسـمـي :الـكـريــم -اﻷكـــر م
- 1الدللة اللغوية ُ :
كر م ةيكرُ م الكر م :كل صفــة ترض و تحمـد فـي بابها ،الكر م :النـفاق بطيــب
عظم نفعه ،وسموه أةيضا جــرأة وهــو ضــد النذالــة ،رجـــل كرةيـــم :كــثي العطــاء والجــود
نفس فيما ةيَ ُ
وقد ةيقصد به الصفوح ،قول كرةيم :قـول مرضٍ وجميـل وذو مـعـنـى .
- 2الدللة التوحيدية :الكرةيم إسم من أسمـاء الله الحسن التـوقـيفـية الـطـلـقـة ،و هـو عـلى ومزن
َفِعيل -صيغـة مبالغـة – و لم ةيـرد في كتابه العزةيز إل مرتي ،قال تعالـى '' :و من شكر فـإنما ةيشكر
لنفسه ،و من كفر فإن ربي غن كرةيم -".النمل - 41
* الكرةيم هو الكثي الخي ،الغن الستغن عن الخلــق أجمعـي ،الــدائـم العــروف و الكـثـيـر النوال
ذو الطول و النعا م ،له العلو الطلق على كافة الخلق في الكر م ،و لقــد اِقتـرن بإســم الغنـــي للدللـة
على أن كرمه الواسع مصدره هو غناه الطلق .
* الكر م إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الـمطلقة ،و هو على ومزن أفعل للتفضيـــل ،ولقــد ورد
في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى '' :إقرأ وربك الكر م الذي علم بالقلم -".العلق - 3
الكر م هو من مزاد كرمه عن كل حـٍّد ،وهو الفضل والعلى في كل وصف مــن أوصــاف الكــرا م ،وهــو
أكر م الكرمي .
- 3الدللة اﻷخليقية :إن الكرةيم سبحانه أكر م النسان خيـر إكرا م ،فـفـضله و كــّرمــه علـى كثـيـر
ممن خلق ،قال تعالى '' :و لقد كرمنا بن آد م وحمـــلناهم في الب و البحر و رمزقنــــاهم مــن الطيبات
و فضلناهم على كثي ممن خلقنا تفضيل -''.الساء - 70
إن الله ُةيَؤصِّـل للنسان مبدأ الكرامة لدميته أول ،و مبدأ التفضيل لنسانيته ةثانيا ،فمــن أي عــرق
ِانحدر ،وإلى أي دةين وعقيدة ِانتمى فهـو آدمي لـه كرامته الذاتية ،وله أفـضليته الـكـــتسبة كإنـــسان
عن طرةيق الستعداد والسعي ،و الةية صةيحة وواضحة في شمولية تكرةيـم و تفضيـل الله لبنـي
آد م جميعا ،و هي بـمـثابة مــبــدأ فـكـري وقــاعـدة فــقـهــيـة .
فاجرهم ذوي كــر م ،أي شـــرف
ُ قال اللوس البغدادي '':و لقد كرمنا بن آد م فجعلناهم قاطبة َبّرهم و
و محـاسن جمة لةيحيط بها نـــطاق الحص''.
والنسان الكرةيم هو الذي ةي ّتِسم بالصفات الحميدة ،فكــل صــفة جامعــة للخيـــر والنفــع المتعـــدد فهــي
عنوان للكرامة ،قــال تعــالى '':إن أكرمـكم عـنــد الله أتـقـاكـم إن الله عليم خبي - ''.الحجرات - 13
***
47
دلل ت إســم :الـغـنــي
- 1الدللة اللغوية :غن ةيغن الغن و الغَناء :الكفاةية قال تعالى ":لكل امرء ةيومـئذ شمأن ةيغـنـيه
-عبس - 37أي ةيكفيه ،و الكفاةية تــدل على الســتغـناء ،و الـغـن بالشــيء :الستغن عمــا عــداه
والستغناء عن الشء :عـد م الحاجة إليـه ،و قـد جمع رســـول اللـــه صلـى اللــه عليــه و ســلم فـــي
الحدةيث الشةيف بيـن الغنـــى والســتغناء ،وقــــال " :اللهـــم اكفنـــي بحللـك عـن حرامــك ،وأغنـــن
بفضلك عمن سواك -" .رواه التمذي -
غن الرجل :كث ماله و صار ةثرةيا ،قال تعالى'' :ومن كان منكم غنيا فليستعفف"-النساء - 6
غن الكان :أصبّح عامرا ،قال تعالى " :فجعلناها حصيدا كمأن لم تغن بالمس"-ةيونس - 24
- 2الدللة التوحيدية :الغن إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هــو على ومزن ـَف ِعل
-صفة مشبهة ، -و لقد ورد في كتاب الله العزةيز ةثماني عشة مرة ،قال تعالى " :قـالـوا اِّتخذ الله
ولدا ،سبحانه هو الغن ،له ما في السماوات و ما في الرض إن عندكم من سلطان بهذا ،أتقـولـون
على الله ما ل تعلمون -".ةيونس - 68
قال الخطابي '':إن إسم الله الغن ةيعن أنه سبحانه هو الذي استغن عن الخلق ،وعـن نصرتهم
وتمأةييدهم للكه ،فليس به حاجة إليهم فهم الفقراء''.
- 3الدللة اﻷخليقية :الفقر سمة تلمز م النسان من الهد إلى اللحد ،و كل من لـه حاجة ل ةيستقيـم
حـاله إل بهـا فهـو فقـــي ،وبالتـالي فغـــن النسـان مجــامزي و طـاريء و مقّيــد بمشـيئة الخـالق ،قـال
تعالى'' :ةياأةيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ،و الله هو الغن الحميد -''.فاطر -15
والنسان فقي من جميع الوجوه :
* لــول إةيجاد الله إةياه لم ةيوجد ،ولول إعداده بالقدرة وتسخيه للسباب لا كان شيئاً مذكوراً .
لكَربه لا سلم من الكاره و الشدائد .
* لول دفع الله عنه وتفرةيجه ُ
* لو لم ةيوفقه الله للهدى والرشاد لضلّ ةيتخّبط في غياهب الجهل والضلل .
* لو لم ةيهْبه الله العقل لا تمّكن من إصلح أحواله ،ولبَِقي هـملً هـمجـا ً.
َ
والوفّـق هو الــذي ل ةيـزال ةيشـاهد فقـره فــي كـل حـال مـــن أمـــور دةينــه و دنيـــاه ،و ةيتضـــّرع لخالقـــه
وةيسمأله أن لةيكـله إلـى نفسه طرفة عـي ،و أن ةيعينـه علـى جميع أموره ،فهو أحوج إلـــى العانــــة
الــــتامة مــن خــالقه ،لن كــل مــا ةيحتــاجه النســان هـــو مقـيـــد بمشيئـــة اللـــه ،فهــو الغـــن الغـــن
والستغن عن الخلق أجمعي ،والخلق كلهم فقراء إليه ،قال تعالى'':وما بكـم مـن نعمة فـمـن الله ةثم
إذا مّسكم الض فإليه تجمأرون -''.النحل - 53
48
دلل ت إســم :الـصـمــد
- 1الدللة اللغوية :صمد ةيصمد صمداً و صموداً :الثبـات و السـتمرار ،رجــل صـَمد :متجلِّــد فــي
الحرب ومقاو م للجوع و العطش ،صمد إليه أي قصده ،الرجل الصّمد :الـسيــــد الـــــــذي ل ُةيســتغن
عنه ،و هو سيد القو م الطاع فيهم .
- 2الدللة التوحيدية :الصمد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو علـى ومزن فَعَــل
-صفة مشبهة ، -و لم ةيرد في القرآن الكرةيم إل مرة واحدة ،قال تعالى " :قـل هــو اللـــه أحد .اللــه
الصمد .لم ةيلد و لم ةيولد .و لم ةيكن له كفؤا أحد -".الخل ص - 4 - 1
عن ابن عباس رض الله عنهما قـال ":الصـمد هـو الكامـل فـي علمـه ،الكامـل فـي حلمـه ،الكامـل فـي
عزته و في قدرته ".
إن صيغة '' الله الصمد '' هي قصر صفة على الوصوف بسـبب تعرةيف الـســند فلــم ةيـقـــل ســبحانه :
'' قـل هو الله أحـد .الله صمد'' ،بل قال '':اللـه الصمد '' فـبيـــن أنــه الســتحق لن ةيكــون الصــمد دون
ما سواه ،لن حقيقة الّصمدةية وكمالها له و حــده واجبــة ولمزمة .
- 3الدللة اﻷخليقية :عن أبي سعيد الخدري رض الـله عنــه قـال :قـال رســـول اللــه صــلى اللــه
عليه وسلم '':أةيعجز أحدكم أن ةيقرأ ةثلث القرآن في ليلة فشق ذلك عليهم ،وقالوا :أةينــا ةيطيــق ذلــك
ةيارسول الله ؟ فقال :الله الواحد الصمد ةثلث القرآن -''.رواه البخاري -
والقرآن ةيشتمل على ةثلةثة أركان -1 :التوحيد والتنةيه - 2الوعد والوعيد -3الحكا م الشعية .
وسورة الخل ص تضمنت أهم ركن قا م عليه الســل م وهــو التوحيــد والتنةيـه ،ولـذا فهــي تقـو م مقـا م
الثلث و َتْعُدل القرآن فـي آن واحـد ،ولبيـان الـراد مـن هـذه القابلـة ةيجـب معرفـة أن معادلـة الشــيء
للشء ل تلـــز م من أن ةيـكـــون قائما مقامـــه في الجـــزاء ،و لكــن قـــد ةيكـون فــــي الجزاء ،و هناك
فرق بي الجزاء والجزاء ،فالجزاء هو :أن ةيسد الشـيء عن غيـره و ةيجــزي عنه .
والجزاء هو :الثواب على الطاعة ،و الشاهد في هذا الشمأن هــو مـا جــاء فــي الحــدةيث أن رســول اللــه
صلى الله عليه وسلم قال ل م سنان آمرأة من النصار '' :عـمـرة في رمضان تقضـي حجة معي ''.
والحج والعمرة ةيختلفان من حيث الحكا م الشعية ،فالحج ركـن مـن أركان السل م ،وهـو واجب
على الفور لن استطاع إليه سبيل ،و ةيختص بوقت معي و محدد .
والعمرة هي سنة مؤكدة أو واجب على خلف بيـن العلماء ،وليس لها وقت معي ومحدد ،وبالتــالي
فالحدةيـث ل ةيلز م معادلة عمرة في رمضان للحج الكب ،و إنما ةيشيـر إلى الجـزاء ) تقضـي ( أي
أن عمرة في رمضان تقو م مقا م الحج في السد ،و جزاؤها جزاء الحـج .
49
دلل ت اســم :الـقـريــب
-1الدللة اللغوية :قرب ةيقرب القرب :الدّنو ،قرب من الشء :أصبّح فــي متناوله .قــال تعالــى :
"إن رحمة الله قرةيب من الحسني -".العراف - 55الشء القرةيب :السهل المأخـذ ،قـال تعـالى" :لـو
كان عرضا قرةيبا و سفرا قاصدا لتبعوك و لـكن بعدت عليهم الشقة " -التوبة - 42
والقرةيب هو الواقع ل محالة ،قال تعالى ":أل إن نص الله قرةيب -".البقرة - 212
- 2الدللة التوحيدية :القرةيب إسم من أسماء الله الحسن التوقـيفـية الطـلقـة ،و هــو عـــــلى ومزن
َفِعيــل -صــيغة مبالغــة ، -و لقــد ورد ذكــره فــي كتــاب اللــه العزةيــز ةثلث مــرات ،قــال تـــــعالى :
"فاستغفروه ةثم توبوا إليه إن ربي قرةيب مجيب - ".هود - 60
الله سبحانه قرةيب من كافة الخلــق بــالعلم و القــدرة ،وبــدون كيفيــة أو تشــبيه أوتعطيــل ،ولقــد ورد
مقتنا بالجيب للدللة على أنه قرةيب بعلمه وقدرته من عباده ،فهو الـعـلـيـم بمأحـوالهم
ً إسم القرةيب
والطلع على حوائجهم ،والقابل سؤالهم بالجابة ودعاءهم بالقبول .
- 3الدللة اﻷخليقيــة :إن قــرب الله من خلقه هو قرب علم و قدرة ل قـرب مسافة ،و قـرب العبد
من الله هــو قـرب ةيتحقق من خلل سمو النفـس بفضـل إســتقامتها علـى الصـــراط السـتقيم ،وســعي
صاحبـها لبلـــوغ الدرجات العالية فـي ســيه وســلوكـه إلـى اللـه .
وعـمل النســان ل ةيـثمـر القرب من الله إذا لم ةيكن مقرونــا بالتقـــوى ،لنهــا شـــرط أساســـي لتحقيــق
القرب منه سبحانه .قال تعالى '' :قال إنما ةيتقبل الله من التقـي - ''.الائدة - 29
وأفضل مقامات القرب منه سبحانه هي :
- 1حالة سجود العبد في الصلة :قال تعالى ":كل ل تطعه و اسجد و اقتب - ".العلق - 20
عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '' :أقرب ما ةيكـــون العبد
من ربه وهو ساجد فمأكثوا الدعاء -'' .رواه مسلم -
- 2القيا م في جوف الليل الخر :عـن عــمرو بن عبسة رضـي الله عنه قال :أتيت رسـول الله صلى
الله عليه وسلم قبل فتّح مكة فقال لي '' :إن أقرب ما ةيكون الرب من العبد جوف اللـيل الخر ،فإن
استطعت أن تكون ممن ةيذكر الله في تلك الساعة فافعل -".رواه التمذي -
– 3حسن الخلق :عن جابر بن عبد الله رض الله عنه ،أن رسول الله صلى الله عليه وسـلم قال:
''إن من أحبكم إلي و أقربكم من مجلسا ةيو م القيامة أحاسنكم أخلقا ،و إن أبغضكم إلـــي و أبعدكم
منـــي مجلســا ةيــو م القيامــة الثةثــارون ،والتشــدقون والتفيهقــون ،قــالوا :قــــد علمنــا الثةثــارون
والتشيدقون فما التفيهقون ؟ قال :التكبون -''.رواه التمذي -
50
دلل ت إســم :الـمـجـيــب
- 1الدللة اللغوية :أجاب ةيجيب إجابة :سمألك عن شء فمأجبتــه :إجابة السائل بالعـــلم ،وســمأل
حاجته فمأعطيته :إجابة النائل بالعطاء ،و أجابه إلى حاجته :قضاها لــه.
- 2الدللة التوحيدية :الجيب إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ،وهــو علــى ومزن إسم
الفـاعل من فعل أجاب ،ولــقد ورد ذكره في كتاب الله العـزةيز ،قــال تعـــالى " :فاستغفروه ةثم توبوا
إليه ،إن ربي قرةيب مجيب- ".هود - 60
والجيب هـو الـذي أسـبغ نـعـمه علـى الـخلئـق قـبـل أن ةيـسـمألوه ،و بعد السؤال أجزل العطاء كرما
وتفضل منه سبحانه ،قال تعالى '':وآتـاكم من كل ما سمألتموه ،وإن تعدوا نعمت اللـــــه ل تحصــوها
إن النسان لظلو م كفار - '' .إةيراهيم - 36
– 3الدللة اﻷخليقية :النسان كلما قوي إةيمانه وتعّود على الــصب والرضا بالقــضاء ،إل وشعر
بالحاجة الدائمة إلى عون الله سبحانه ،فيحسن الظن به وةيدعوه كلما أصابه هـلع أو جزع ،فيفتّح
له أبواب رحمته و لطفــه ،وةينـــزل عليــه ســكينته وطمــمأنينته ،لنــه هــو الجيــــب الــــذي ل ةيغفــل ول
ةينس ،قال تعالى '':و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لــن نقــدر عليــه فنــادى فـــي الظلمــات أن ل
إلــه إل أنــت ســبحانك إنــــي كنـــت مــن الظــالي .فاســتجبنا لـــه ونجينــاه مــن الغـــم وكــذلك ننجــي
الؤمني - '' .النبياء - 87 – 86
عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال :قـال رسـول الله صلى الله علـيـه وسلم '' :إنه من لم ةيسمأل الله
ةيغضب عليه -'' .رواه أحمد -
ودعاء الحاجة هو أكث ما ةيحتاجه العبد الصادق مع موله ،لنه الجـابر لضــعفه وعثاتـــه ،فـعـــلى
السائل أن ةيســمأل خــالقه و هــو مــوقن بــمأن مــا أمــره أن ةيــدعوه إل ليجيبــه ،و مــا أمــره أن ةيســــمأله إل
ليعطيه ،و ماجعل حاجة العبد إل وســيلة ليلتجـــيء إليــه ،فهــو ةيــعطــــيه قــبـــل الســؤال و ةيتفــــضل
عليه بعد السؤال ،عن أنس رض الله عنه قال :قال رســول اللـه صلـــى اللـه عــليه و ســلـم '' :مـــا
كـ ان الله ليفتّح لعبد باب الدعاء ،و ةيغلق عنه باب الجابة الله أكب من ذلك-'' .رواه الطباني-
وقال عمر بن الخطاب رض الله عنه " :أنا ل أحمل هم الجابة ،ولكن أحمل هــم الــدعــاء ".
ية من أن أُْحَر م الدعاء من خشيت أن ُأحر م الجابة ".
ش ًخ ْ
وقال أحد العارفي بالله " :لَنَا أشدّ ِ
***
51
دلل ت إســم :الــودود
-1الدللة اللغوية َ :و ّد ةيوُ ّد ا َْلِو ّد و الو ّدة :خالص الحب وألطفه و أرأفـه فــي جميـع مـداخل الخـــي
ل طبقا لرادات الله .قال تعالى" :و جعل بينكم مودة و رحمــة إن فــــي ذلـــــك لةيــات لقــو م
قول ً و فع ً
ةيتفكرون - ".الرو م - 20أي محبة قوةية و ميل و وئا م ،و بالتالي فكل َوُدوٍد محّب و ليس كّل محــ ّ ٍب
ودوداً .
- 2الدللة التوحيدية :الودود إسم من أسماء اللــه الحسـن التوقيفيـة الطـلقـــة ،وهـو عـــــلى ومزن
َفُعول -صيغة مبالغة ، -و لقد ورد في كتابه العزةيز مرتي ،قـال تعالى":و ِاستغفروا ربكم ةثم توبوا
إليه ،إن ربي رحيم ودود - ".هود - 90
وقال تعالى":إن بطش ربك لشـدةيد .إنـه هـو ةيبـديء و ةيعيد وهو الغفور الودود -".البوج - 14 - 12
لقـد ِاقتـــرن الـودود فـــي الةيــــة الولـــــى بإسـم الرحــــيم للــدللـــة علـى أن و ّده ملمز م لرحمتـه ،الـت
وسعت وشملت كل شء ،وهذا من إحسانه و فضله على الخلق أجمعي .
وفــي الةية الثانية ِاقتـرن بإسم الغفور للدللة على أن مغفرته ملمزمة لـــو ِّده ،وبالتـــالي هــو وحــده
الستِح ّق لن ةيُـَو ّد و ُةيعبـد و ُةيحمـد ،لن و ّده بـعيـد عـن النتفـاع وعـن جلب الصلحة ودفــع الضة
– 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':ومــن آةيــاته أن خلـــق لــكـم من أنفسكـم أمزواجا لتسكنـوا اليهـا
و جعل بينكم مودة ورحمة ،إن في ذلك لةيات لقو م ةيتفكرون - ''.الرو م - 20
الشاهد'' :و جعل بينكم مودة ورحمة' ،فالودة والرحمة هما هبتان منه ،قال تعالى '':ولو أنفقت ما
في الرض جميعا ما ألفت بي قـلوبـهم ولكن الله ألـف بـيـنهـم إنـه عـزةيـز حكيم -''.النفال - 63
إن الةية تب ّ ِي و توضّح بمأن كلما ترسخت علئق الودة بينه الزوجي إل وتوّةثقت ُعَرى الرحمة ،لن
الرحمة هي ةثمرة الودة ،و الودة هي الفضل أي الحسان إبتداء بل ع ّلة ،قـــــال عمر بن الخطاب
رض الله عنه '' :ليس كل البيوت تُْبَن على الحب ،و لكن الناس ةيتعاشون بالسل م و الحساب''.
ولقد جعل الله الوجود كله قائم على و ِّده ،ولو ِانعد م لا كانت هناك رحمة فـــي الدنيا ،ول مغفرة
في الخرة ،فكل نعمة ةينعم بها النسان في الدنيا ،وكل أمل و طمع فــي الجنة هـــو رهيـن بوده
سبحانه ،فالودود ما خلقك إل ليحمك ،وما أحبك إل لـتـحبه ،قـال تعالى '' :فقول له قول ل ّ ِيناً
لعله ةيتذكر أو ةيخش - ''.طه - 43
قال أحد السلف عن هذه الةية " :هذا رفقك بالكفار فكيف رفقك بالبرار ؟ وهذا رفــقك بمن جحدك
فكيف رفقك بمن وحّدك ؟ وهذا تحّبُبك إلى من تعادةيه فكيف إلى من تواليه وتنــادةيه ؟ وإذا أمر اللــه
بال ّلْي هنا لن قال ":أنا ربكم العلى" فكيف بمن ةيقول صباحاً و مساًء ":سبحان ربي العلى ؟ ''
52
دلل ت اســم :الـحـمـيــد
- 1الدللة اللغوية :حِمـد ةيحَمـد الحمـد :الّثـنـاء والتـمجيـد لصفات اللـه العُلى مع التنةيه .
- 2الدللة التوحيدية :الحميد إسم من أسماء الله الحسن التوقـيفـية الطـلقـة ،و هــو علـــى ومزن
َف ِعيل -صيغة مبالغة ، -ولقد ورد في كتاب الله العزةيز تسعة عشــ مـــرة ،و أتـــى بمفـــرده فــي آةيــة
واحــدة والباقيــة أتــى مقرونــا ،قــال تعــالى ":و ُهـــُدوا إلـــى الطيـــب مـــن القـــول و هـــدوا إلـــى صــراط
الحميد - ".الحج - 22
والحميد هو الذي ةيحمــده الخلــق كـلهـــم ،لن كــــل صـفـــة مــــن صــفاته ةيـستحـــق عليهــا أكمــل الـــحمد
والتمجيد ،فله حق الحمد إةيجاداً فهو الذي أوجدنا من العــد م ،و لـــه حـــق الحمــــد إمــداداً فـهـــو الــــذي
ةيم ّدنا بنعمه ،و له حق الحمـد هداةيـًة و رشـاداً فهـو الـذي ةيوفـق عباده إلــى طـاعـــته وعبــادته ،ولــه
حق الحمد بقاء فهو الباقي بعد فناء كل موجود ،وهو الستحق الحمد خلوداً .
- 3الدللةاﻷخليقية :إن النفس الغرورة تحب الِّرفعة والعلو ،وتعشق حب الدح وا لثناء ،وةيحلو
وحبِّ
خْوف الناس ُ
لها الستماع إلى إعجاب الناس بها ،قال ابن قدامة '' :أكث الناس إنما هلكـوا ِل َ
مدحهم ،فصارت حركاتهم كلها على ما ةيوافق رضا الناس رجاء الدح ،وخوفا من الذ م وذلك من
الهلكات'' .
إن العاقل هو من ةيرجو الثـناء الذي فيه رضـوان الله وقربه ،وةيرغب عن الثناء الذي َةيــْعُقُبه غضب
حِمله الطراء على الغرور ،بل كلما مزاد إعجاب الناس به كلما ألـز م نفسه
الله وسخطه ،ول ةيُ ْ
بالتواضع ،وقهر نفسه على التذلل لله سبحانه ،قال تعالى '' :تلك الدار الخرة نجعــلها للذةين ل
ةيرةيدون علواً في الرض ول فساداً ،والعاقبة للمتقي -''.القصص - 83
ما عليهم''.
قال ابن كثي' :ل ةيرةيدون علوا في الرض أي ترفعا على الخلق وتعاظــ ً
قال ابن القيم ' :ل ةيجتم ع الخل ص في القلب ومحبة الدح والثناء ،والطمع فيما عـنـد الناس إل كما
ةيجتمع الاء والنار '''.
سبحان التفرد بالثناء والحمد ،والستحق له في السـراء و الضـراء ،و الــحمد ل ةيجب أن ةيربط فقط
بالنِّعم والعطاةيا الربانيّة ،بل ةيجب أن ةيكون مطلقاً غي مقّيدٍ ،لن مـن َهـْدي رسـول اللـه صـلى اللـه
عليه وسلم أنه كان إذا أصابه ما ةيّسه قال '' :الحمد لله الذي تتــم بنعمتــه الصــالحات ،وإذا أصــابه
خلف ذلك قال :الحمد لله على كل حال - ''.متفق عليه -
***
53
دلل ت إســم :الـحـفـيــظ
-1الدللة اللغويــــة :حِفظ ةيحَفظ ا َْلِحْفظ :الصيانة ،الرعاةية ،الراقبة ،المانة ،قــال تعالى :
" قال ِاجعلن علــى خزائــن الرض إنـــي حفيــظ عليــم -".ةيوســف ، - 55حفيـــظ بمعنـــى أمـــي ،قـــال
تعالى " :وعندنا كتاب حفيظ - ".ق ، - 4حفيظ بمعن ضابط .
- 2الدللة التوحيدية :الحفيظ إسم مـن أسـماء اللـه الحســن التوفيقيـة الطلقـة ،و هـو عـى ومزن
َفِعيل -صيغة مبالغة ،-ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ةثلث مــرات ،قـــال تعـــالى " :إن ربــي علــى
كل شء حفيظ -".هود - 56
الحفيظ سبحانه هو الذي حفظ الوجود و الموجودات بكمال عناةيته ،ولم ةيغفل عـن تدبي شـــيء مــن
أمور خلقه ،لقد حفظ لجميع الخلوقات حق العيش في الحياة ،فهدى كل مخلوق إلـى ســـبل تحقيـق
حاجاته ليتمكن من أداء وظيفه الت ُأوجد من أجلها ،وحفـظ أعمـال عـــباده مـن خـيـــر وشـــر ،وحـ ّدد
مقادةير جزائها في الثواب والعقاب ،ةثم مجامزاتهم عليها بفضله وعدله ،قال تعالى '':وإن كان مثقــال
حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبي'' -النبياء 47
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':إن عرضنا المانة على السماوات و الرض وا لجبال فمأبي أن
ةيحملنها وأشفقنا منه ،وحملها النسان إنه كان ظلوما جهول-'' .الحزاب - 72
من طبع النسان عد م حفظ العهد وخيانة المانة ،وهذا السلوك دافعه حب الـنفس ،الـتـي تُزَ ّ ِةين لــه
لخالفة ُمْقـَتض الشـرع والعقل لينساق مــع الهــوى فيـــراه حســنا ،قــال تعــالى '':فزّةيــن لهــم الشــيطان
أعمالهم فهو وليهم اليو م ،ولهم عذاب أليم'' -النحل 63
والنسان وهبه الله من قوى الفكر مــا ةيجعلــه الكــائن الوحيــد الــذي ةيــدرك معــاني المانـة ،عـن ابــن
عباس رضي الله عنهما قال '':كنت خلف رسول اللــه صــلى اللــه عليــه وســـلم ةيومــاً فـــقال '' :ةيــا غل م
إني أعـلمك كـلمات ِ :احفـظ الله ةيحفظك ِاحـفـظ اللـه تـجـده تجاهــك ،إذا ســمألت فاســمأل اللــه ،وإذا
ِاستعنت فاستعن بالله ،وِاعلم أن المة لو ِاجتمعت على أن ةينفعوك بشـيء ،لم ةينفعــوك إل بشــيء
قد كتبه الله لك ،ولو ِاجتمعوا على أن ةيضروك بشء ،لم ةيضوك إلى بشء قد كتبه اللــه عليــك ،
رفعت القل م وجفت الصحف - ''.رواه التمذي -
وحفظ العبد لله ةيكون بالوقوف عند أوامــره بالمتثــال ،وعنــد نــواهيه بالجتنــاب ،وعنــــــد حــدوده
بــاللتا م ،فمــن فعــل ذلــك فهــو مــن الحــافظي لحــدود اللــه ،الــذةين مــدحهم اللــه فــي كتــ ابه ،قــال
تعالي ":وأمزلفت الجنة للمتقـي غيـ ر بعيــد .هــذا مــا توعــدون لكــل أواب حفيــظ .مــن خشـــي الرحمــن
بالغيب وجاء بقلب منيب - ''.ق - 33 - 31
54
دلل ت إســم :الـمـجـيــد
***
55
دلل ت إســم :الـشـهـيــد
- 1الدللة اللغوية :شهد ةيشهد الشهود و الشــهادة :الخبــار و القــرار و البينــة ،وجميــع مــا ةيــدرك
بالحواس .
- 2الدللة التوحيدية :ال شهيد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفِعيل
-صيغة مبالغة ، -و لقد ورد في كتاب الله العزةيز ةثمـاني عشـــرة مــرة ،قــال تعــالى " :قــــل ةيــا أهــل
الكتاب لم تكفرون بآةيات الله و الله شهيد على ما تعملون -".آل عمران - 98
الشهيد سبحانه أحاط بكل شء علماً ل تخــفى عليه خفية ،وهــو العليم الخبي بحقـائـق المــــور
ودقيِقها وجليِلها ،ل ةيغفل عما خلق ول ةيضل ول ةينس ،وهو بكل شء عليـم .
- 3الدللة اﻷخليقية :ةيـتمألف جسم النسان من 250نوع من الخلةيا ،والخلية ليسـت وحـدة بنـاء
بل هي وحدة وظيفة ،وةيـبلغ عـــددها فــي جسم النسان ما ةيقارب مائة ترةيليون خلية ،وكــل خليــة
تتوفر على ذاكــرة وراةثـــية ) جينيــة ( ،ووظيفــة هــذه الــذاكرة هـــي دقـــة تنظيــم قــــدرة الخليــة علــى
إختيار نوعها ،لتكوةين الـــعضو الـحـــدد الصـنف والعمـــل عـــلى صيانتـــه وتـرمـــيمه عنــد الضـورة ،
وهذه الذاكرة تـنــشـط عـنـد حــدوث آفـة فـي بعض العضاء لتعــِّوض وتُر ّ ِمــم ما فُــِقــد .
ولقد أةثبتت البحوث العلمية بمأن الخلية مزودة ببـرمجة جــد دقـيقة لـتمأدةية وظائفها الختـلفــة ،قــال
تعالى":اليو م نختـم عــلى أفوههم و تكلمنـا أةيدةيهم و تشهـد أرجلهــم بما كانـوا ةيكسبـــون -".ةيس - 64
إن الةية تشي إلي أن خلةيا أعضـاء الجسم سوف تشهد على صاحبها ،وَتْسـُرد لـه ةيو م العرض
والحساب ما فعله بها ،لن هذه العضاء الت كان ةيعتقد بمأنه في الظاهر مسيطر عليها ،هي في
حقيقة المر ل تفعل له ما ةيشاء إل بمأمر الله ،فهي مسّخرة له في الحياة الدنيا فقط ،أما إذا ِانتهت
حياته فل سلطان له عليها بل ستشهد عـليه ،و ُتعلـــن عــما فـعـــل بهـــا وفيمـا سـّخرها ،قـال تعـالي:
''ومـا كنتـم تـستثـــرون أن ةيشهـــد عليكـــم ســمعكم ول أبـصاركـــم ول جلـودكم ولكــن ظننتـم أن اللــه ل
ةيعلم كثيا مما تعملون - ''.فصلت - 21 - 20
روى مسلم في صحيحه من حدةيث أنس بن مالك رض اللله عنه قال " :كنا عند رسول اللــه صلى
الله عليه و سلم فضـحك ،فقـال '' :هــل تــدرون ممــا أضـحك ؟ قلنـا :اللــه ورســوله أعــلم ،قـال مــن
جْرني من الظلم ؟ ةيقول الله عزّ و جـلّ :بلـى ،فيقـول :فإنـــي
مخاطبة العبد ربه فيقول :ةيا رب ألم تَ ِ
ل أجي عـلى نفـس إل شاهـداً مـني ،فـيقول عز ّو جلّ :كفى بنفسك اليــو م عليــك شــهيداً ،وبــإلتا م
الكاتبي شهوداً فيختم على َفْيه ،فُيقال لركانه ِانطقي فتنطق بمأعماله ،ةث ـم ةيـخلي بينه و بي الكل م
سـْحــقـاً َفـَعـْنـُكــّن كـنـت أنـاضل".
فيقول بعداً َلــُكـّن و ُ
56
دلل ت إســم :الــفـتــاح
- 1الدللــة اللغويــة :فتــّح ةيفتــّح الفتــّح :فتــّح البــاب :أمزال إغلقــه ،فتــّح بيـــن الخصــمي :حكــم
وقض وفصل ،فتّح الله على عبده :ةيسر له كل عسي ،أتى الله بالفـتّح :الغـلبة و النص .
-2الدللة التوحيدية :الفتاح إسم من أسمـاء الله الحسـن التوقيفة الطلقة ،وهو عـلى ومزن َفّعال
-صيغة مبالغة ، -ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى ":قل ةيجمع بيننا ربنا ةثم ةيفتّح بيننــا
بالحق وهو الفتاح العليم -".سبمأ - 26
الفتاح هو الذي ةيفتّح أبواب الرمزاق للخلئق كلها ،وةيفتّح أبواب الحقائق الـغيبية لعبــاده ،و ةيفتــّح
أبواب التوبة للعصاة ،وةيفتّح بالحق بي العباد في الدنيا والخرة لنه الفتاح العـليم .
- 3الدللة اﻷخليقيـة :ليعلــم العبــد الــذنب أن بـاب التوبــة ُمْشـــ َ ٌ
رع بفضــل الفتــاح العليــم ،وليعلــم
التائب أن ليس من شـروط الطاعة السلمة من الذنوب ،و لكـن مـــن شـــروطها عـــــد م الصـــرار عـــلى
العاص ،و القلع عنها ما ِاستطع إلى ذلك سبيل ،و إتباع السيئة الحسنة ،قـــال تعالى " :واللــه
ةيرةيد أن ةيتوب عليكم ،و ةيرةيد الذةين ةيـتبعـون الشهـوات أن تميلـوا ميل عظيمــا .ةيرةيــد اللــه أن ةيخفــف
عنكم و خلق النسان ضعيفا -".النساء - 28 - 27
عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '' :والذي نفس بيده لو لم
تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ،ولجاء بقو م ةيذنبون فيستغفرون فيغفر لهم -''.متفـق عليه -
قال أحد السـلف " :إذا أراد الله بعبده خياً فــتّح له باب الـعمل ،وأغلق عليه باب اللغو ،وإذا أراد
به شـراً أغـلق عليه بـاب العمـل ،و فتّح له باب اللغو".
والؤمن ةيجــب أن ةيكــون مفتــاح خـــي وَدّلل معــروف ،وســفي هداةيــة ورســول صــلح ،ودافـــع بــــلء
ومانع نقمة ،وصّمـا م أمان مـن غـــضب الرحمـن ،عــــن أنـــس بـن مـــالك رضـــي اللــه عنـه قـال :قـال
رسول اللـه صـلى اللـه عليـه وسـلم '' :إن مـن النـاس ناسـا مفاتيـّح للخيـــر مغـاليق للشــر ،وإن مــن
النـاس ناسـا مفـاتيّح للش مـغاليق للـخي ،فطـوبى لن جعل الله مـفـاتيّح الـخـي على ةيدةيه ،ووةيــل
لن جعل مفاتيّح الش على ةيدةيه -''.رواه مسلم -
***
57
دلل ت إسـمـي :الـولــي -الـمـولــى
- 1الدللة اللغوية :ولي ةيلي الَولةية ) بفتّح الواو ( تـعـن الـنصة و الـِعتق والغـاةثـة والتوفيق
و ) بكس الواو ( الِولةية تعنـي الســلطان والمـارة واللــك ،ولــي أمــراً :قــا م بـه ،ولــي علــى اليــتيم :
أصبّح ق ّ ِيم ًا عليه ،ولي رفيقه :أحبه عن قرةيب ،ولي الطر :تساقط متتابعا بدون فاصل .
- 2الدللةالتوحيدية * :الولي إسم من أسماء الله الحسن لتوقيفية الطلقة ،و هو علــى ومزن َفِعــل
-صفة مشبهة -ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز إحـــدى عــشـر مــرة ،قــال تعـالى " :ومــا أنتــم
بمعجز في الرض ،و ما لكم من دون الله من ولي و ل نصي -".الشورى - 29
الـولي هو الـذي تولى الجميع بحفـظه وعـناةيته لنـه رب الخلــق أجمعيـــن ،وتـولى الـؤمني بالهداةيـة
والرشاد و التمأةييد والحفظ ،وجعلهم ةيتولّونه بالـطاعـــة والحـــب والنصـــرة ،قــال تعــالى " :إن الــدةين
قالوا ربنا الله ةثم ِاستقاموا تتنل عـليهم اللئـكــة أل تخافوا و ل تحزنوا وأبشوا بالجنــة الــت كنتــم
توعدون .نـحـن أولـياؤكـم فــي الحيـاة الدنيا و الخرة -''.فصلت - 30 - 29
*الولى :إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهوعلى ومزن إســم المفعــول وورد فــي كتــاب
الله العزةيز ،قال تعالى ":وإن تولوا فاعلموا أن الله مولكـم نعم الولى ونعم النصي -".النفال - 40
و الولى هو السيد و الناص لن توله بالطاعة والعبادة ،قــال تعــالى '':ذلــك بــمأن اللــه مـولى الــذةين
آمنوا وأن الكافرةين ل مولى لهم - ''.محمد - 12
-3الدللة اﻷخليقية :لو وضع النسان تحت الجهـر حّبة قمّح لرأى العجب ،ةيـرى مركزاً ضخمـاً
للمعلومات مليئًا بالشفرات والوامر البمجة داخل حمض نووي عملق ،ةيحدد كـلمـا ةيتّصل بنموها
وَةيْنـِع ةثمارهـا وفـقـا لشفراتها الخزونة ،الت تحدد ُطْعم ةثمراتها و لونـهـا و عددها ،والنـسان رغم
عقله و تدّبره و إعتقاده بمأنه سيـد هذا الكون ،فإنه ةيعجز أن ةيوِدع فــي الحبــة هــذه القــدرة العجيبــة
السار ،وبالتالي فـدوره في تـوفــيـر قـوته ةيـقــتصـر عـلى إلـقـاء الـحـبة فـي الرض بـعـد حـرةثــهـــا
وتقـليبهـا ،وبتدبي من الولي الــذي ةيـعـلم مـا تحتاجه حبة في الظلمات ةيجري القـانون اللهي عليهـا
فـتخرج من حالة السكون ،و تبدأ بإمتصا ص العناصر الغذةية الـمـذابة في الـــماء بواســطة النـــابيب
الشعرةية ،وبعـد حيـن بإذن ربـهـا تمتـد الجذور لتتث ّ ِبتـها فـي الرض ،فـتصعـد بسيـقـانها فـي الهــواء
حاملة الفروع والوراق و الثمار ،الزودة بمحتوى مـتكـامل مـن الفيتامينات ،والبوتينات والنشوةيات
والّطعم القبول والرائحة الشهية .
قال تعالى '':أفرأةيتم ما تحرةثون أأنتم تزرعونه أ م نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم
تفكهون إنا لغرمون بل نحن محرومون - ''.الواقعة - 63
58
دلل ت إسـمـي :الـقــوي -الـمـتـيــن
- 1الدللة اللغوية * :قوي ةيقوى القوة :القـدرة علــى التحمــل ومبعـــث الحركــة ،وهــي الــؤةثر الــذي
ةيغي من حالة السكون إلى حالة الحركة بطاقة منتظمة .
* مت ةيمت الت و التانة :مت الشء :صلب و ِاشتدت قوته .
- 2الدللة التوحيدية :القوي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هـو علـى ومزن َفِعـل
-صفة مشبهة ، -ولقد ورد ذكره في كتاب الله ا لعزةيز تسع مـرات ،قـال تعــالى" :الله لطيف بعباده
ةيرمزق من ةيشاء وهو القوي العزةيز - ''.الشورى - 19
* القــوي :القــوة صفـة تـدل عـلى طلقة قدرته ومشيئته ،لن كل الخلئق في قـبضته ل حـول لهم
ول قـوة إل بـه ،وهو القـاهـر و الـغـالـب عـلـى أمره ،قــال تعالى " :أولــم ةيــروا أن الله الذي خلقهــم
أشد منهم قوة ،وكانوا بآةياتنا ةيجحدون - ".فصلت - 14
* الــتي :صــفة تــدل علــى أن قــدرته بلغــت أقصــى الغاةيــات ل تنقطــع ول تـــتمأةثر ،ول تلحــق ذاتــه
وصفاته وأفعاله مشقة أو ل ُُغوب ،قال تعالى " :إن الله هو الرمزاق ذو الـقـوة التـي'' -الذارةيات - 58
إن اللــه هــو القــوي الــتي الــذي ل ةيعــتةيه ضــعف أو قصــور ،وتتصــاغر كـــل القــوى أمــا م حضــرته
وتتضاءل كل عظمة عند ذكر عظمته ،لن عظمته مستمدة مـن صـفاته العلـى ،قــــال تعـالى '' :ولقـد
خلقنا السماوات والرض وما بينهما في ستة أةيا م وما مسنا من لغوب -''.ق - 38
- 3الدللة اﻷخليقية :إن متمأمل القرآن ةيجد تلمزماً ظاهراً بي صفتي القـوة والمانة في عدة آةيــات
منها :قـال تعالى":قـالت إحداهما ةيا أبـت ِاستجره إن خي من ِاستاجرت القوي المي'' -القصص 26
إن الله أنزل المانة فوضَعها في أصل قلوب الناس ،ةثم نزلِت الّشائع لُتنــ ّ ِمـي هــذا الصل وُتز ّ ِكـيـه
لن الصل أن ةيــكــون الناس أَُمــنـاء ،والخيانة ُ ِخلُف الصل ،وعلى هذا فالمانة هــي القـــ ّ ِيم على
تكاليف السل م والحارس على مبادئه ،ةيقول أنس رض الله عنه :قّلما خطبنا رســول اللــه إل قــال:
''ل إةيمان لن ل أمانة له ،ول دةين لن ل عهد له - ''.رواه أحمد -
إن القوة والمانة من مكار م أخلق النبياء والرسلي ،فــكلهم قالوا لقـومهم بلسان واحـد'' :إني لكم
رسول أمي '' ،وكان عندهم من قــوة الةيــمان والــحجة ونــصاعة البيان ،ومنهجيــة النــاظرة وقــدرة
ومزون عناص القوة في مقا م التبليغ ،عن عـمر بن الخطاب رضــــي اللــه
الصب والتحمل ما جعلهم ةيَحُ ُ
عنه قال '' :اللهم أشكو إليك قوة الخائن وضعف المي ''.عن أبي هرةيرة رض الله عنه قــال :قــال
رسول الله صلى الله عليه وســلم":إذا ضــيعت المانـــة فـانتظر السـاعة " ،قـال :كيــف إضـاعتها ةيـا
رسول الله ؟ قال ":إذا أسند المر إلى غيـر أهـله فـانـتظـرالساعة - ''.متفق عليه -
59
دلل ت إســم :الــرؤوف
- 1الدللة اللغوية :رأف ةيرأف الرأف و الرأفة :شــدة الرحمة ومنتهاها ،رأف بــه :أشـفق عليه
ورحمه أشد الرحمة وعطف عليه.
- 2الدللة التوحيدية :الرؤوف إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ،وهو علــى ومزن َفُعول
-صيغة مبالغة ، -ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز عشـر مــرات ،قـال تعـــالى":و مــن النــاس مــن
ةيشتي نفسه إبتغاء مرضاة الله ،و الله رؤوف بالعباد -".البقرة - 205
الرؤوف هو التعطف على أوليائه بالحفظ والصيانة من موجبات العقوبة ،وهذا س إقــــتانه ةثمــاني
مرات بإسم الرحيم لبيان سعة رحمته الت وسعت كل شء ،قــال تعالى":ولــول فضـــــل اللــه عليكــم
و رحمته وأن الله رؤوف رحيم- ".النور - 20
قال ابن القيم '' :فــله بهذا الجمع بيـ الــرؤوف والرحيــم جميــع أقســا م الكمــال :كمـــال مــن هـــذا الســم
بمفرده ،وكمال من الخر بمفرده ،و كمال من إقتان أحدهما بالخر".
- 3الدللة اﻷخليقية :قال الحليمي ":الــرؤوف معنــاه التســاهل مــع عبــاده ،لنــه لةيح ّ ِملهــم مــا ل
ةيطيقون ،بل حّملهم مما ةيطيقون بدرجات كثية فــي حال شدة القوة ،و خفـفها فــي حـــال الضعـف
و نقـصان الـقــوة ،وأخــذ الــقــيم بما لم ةيمأخــذ السافر ،والصحيّح بما لم ةيمأخــذ به الرةيض ،و هذا
كله رأفة و رحمة".
وأمر سبحانه النسان بالرأفـة وجعل غاةيتها اللفة والصلح وتحقـيق الخير ،ونهى عن الفضاضة
و الغـلظـة لنهاإذا ما اِعتُمدت خيــاراً منهجيــاً فــي التبليــغ والــدعوة إلــى الحــق فــإّن مردودهــا ســيكون
عكسياً ،فهي ل تستقطب الناس حول ذلك الحق وإن كان أبلجاً ،بل علــى العكــس مــن ذلــك ســتعمل
على التنفيـر ،فالناس في حاجة إلى كنف رحيم ،و إلى حليم ل ةيضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم .
قــال تــعالـى'':وعـباد الـــرحمن الــذةين ةيمشـون عــلى هــونا وإذا خاطـيــهم الجاهـلـون قـــالوا سل م''.
-الفرقان - 63
***
60
دلل ت إســم :الــرزا ق
- 1الدللة اللغوية :رمزق ةيرمزق الّرمزق ) بفتّح الراء ( مصدرا ،و) بكس الراء ( ال ّ ِرمزق إسم الشـــيء
الرمزوق ،الذي ةينتفع به النسان ،رمزقه :أعطاه و منحه .
- 2الدللة التوحيدية :الرمزاق إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو عـلى ومزن َفّعال
-صيغة مبالغة ، -و لقد ورد في كتاب الله العزةيز مرة واحــدة ،قــال تعــالى " :إن اللــه هــو الــرمزاق
ذو القوة التي -".الذارةيات - 58
الرمزاق هو الذي ةيعطي بطلقه قدرته ول ةيحكمه قانــون ،وسعة عطائه ل حدود لها ،فعطاؤه إكرا م
و إحسان وفضل وتفضل منه إذا ِاقتن بطاعة العبد وحسن التصــرف ،أمــا إذا ِاقــتن بالعصــية فهــو
عطاء إستدراج ،قال تعالى " :ول تعجبك أمــوالهم و ل أولدهــم إنمــا ةيرةيــد اللــه لـيعـذبـهـــم بـــها فـــي
الحـياة الدنـيا وتـزهـق أنـفـسهم وهم كافرون - ".التوبة - 86
- 3الدللةاﻷخليقية : :قال تعالى '':والله ةيرمزق من ةيشاء بغي حساب -''.البقرة - 210
''بغيـر حساب'' أي ةيرمزق رمزقاً واسع ًا من حيث ل ةيخطــر ببــال أحــد ،ول ةيكــون فــي حســابه فيســوقه
إليه من حيث ل ةيدري ،أنظر الى الجني في رحم أمه من أةين ةيستمد مقومات حياته ؟
إن الرأة إذا وضعت حملها ةينزل مع الجنيـن قـر ص لحمي ةيسمى الشيمة ،ولها عدة وظائف وهي :
- 1ةيُْجمــع فيهــا د م ال م والجنـــي ،وهــي مــزودة بغشــاء بمثابــة حــاجز ةيفصــل بـــي الدمـــين حــت ل
ةيمتجان ،لن إمتاج دمي من مزمرتي مختلفتي ةيـؤدي إلــى إنحلل الـد م فيحدث الوت الفوري .
- 2تسمّح بنقـ ل الكسجي من د م ال م ليتود به د م الجني ،لن جهامز التنفس ةيكون متوقفاً .
- 3تنقل من د م ال م الواد الغذائية الضورةية للنمو الت ةيحتاجها الجني.
- 4تمنع دخول الواد الضارة نسبيا وتخفف من تمأةثيها ،لذا سماه الطباء بالغشاء العاقل.
سئل الحسن البصي ما س مزهدك في الدنيا ؟ قال أربعة أشياء :
-1علمت أن رمزقي ل ةيمأخذه غيي فاطممأن قلب .
- 2علمت أن عملي ل ةيقو م به غيي فاشتغلت به وحدي .
- 3علمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن ةيراني في معصية .
- 4علمت أن الوت ةينتظرني فمأعددت الزاد للقاء ربي .
***
61
دلل ت إســم :الـوكـيــل
- 1الدللة اللغوية َ :وَكل َةيِكل ا َْلَوْكل واْلوُُكولَ :وَكل إليه المر :سلّمه وفوضه إليه فهو واكل ووكيل
َ َ
أي ولي ورقيب وحافظ َ ،تَوّكل على الله ِ :استسلم له وأسند أمره إليه.
- 2الدللة التوحيدية :ا لوكيل إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفِعيــل
-صيغة مبالغة ، -ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى '':الذةين قالوا لهم الناس إن النــاس قــــد
جمعـوا لـكـم فـاخشـوهـم فـــزادهـم إةيـمانا ،وقــالـوا حــسبنــا الله ونـعـم الـوكـيـل - ''.آل عمران - 173
الوكيل هو الذي له العلم التا م بمأحوال الخلئق ،والحاطة الشــاملة بجميــع شــؤون عبــاده ،فهــــو ذو
خبة وذراةية بدقائق أمورهم ،وقرةيب مـنهـم بعلـمه المزلي ،لةيغفل عنهم ول ةيضـّل ول ةينس ،وهــو
الخبي بما ةيصلّح أحوالهم في الدنيا والخرة .
***
62
دلل ت إســم :الـريقــيــب
- 1الدللـة اللغويـة :رََقــَب َةيرُْقــب رَْقـــباً ور ُُقــــوباً ورقــابة :الحراسـة والحافظـة ،راقـب نفـــــسه :
حرسها وحفظها ،رقب الشء ِ :انتظره ،قال تعالى '':وارتقبوا إني معكم رقيب''.
- 2الدللة التوحيدية :الرقيب إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفِعيــل
-صيغة مبالغة ،-ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ةثلث مرات ،قال تعالى'':فـلما توفـــيتن كنــت
أنت الرقيب عليهم ،وأنت على كل شء شهيد -''.الائدة - 119
الرقيب سبحانه هو الذي ل ةيغفل عما خلق ،وهو الدبر لمر الخلق على أحسن وجــه ،والّطلــع علــى
الس وأخفى ،ومراقبته لخلقه هي مراقبة حفظ ل مراقبة قهر .وبما أن الله هو الرقيب الذي ل ةيغفــل
ول تمأخذه سنة ول نو م ،ول ةيضل ول ةينس ،فهذا أعظم تحذةير وتنبيه من أن ةيخالف العبــد مــرادات
الله ،لن الةيمان الصادق بمأن الله رقيب ةيجب أن ُةيتجم إلى مراقبة ذاتية ،قــال تعــالى '':ةيخــافون
ةيوما تتقلب فيه القلوب والبصار ليجزةيهم الله أحسن ما عملــوا وةيزدهــم مــن فضــله .واللــه ةيــرمزق مــن
ةيشاء بغي حساب ''.النور 37-36
- 3الدللة اﻷخليقية :أعظم مؤش على الحكمة هو مراقبة النفـس ،فليس من إنسان فـــــوق الخطــمأ
ودون الزلة والحَْيد عن جادة الـصدق ،والـغاةيـة مــن الراقــبة ليس الكـتــفـاء برصـــد الخطــاء ،بــل
هي عملية َتْقِوةيم للمسار ومراجـعـة الــنـفس ،وهي مظهر مــن مظــاهر الكيــس والفطنــة ،لن لهــا دور
ها م في حياة النسان السلم اللت م ،لن العاجز ةيمضـي قــدما ل ةيحاسـب نفسه ،والحصيف الكيس
ةيقو م بجردة حساب بشكل مستمر لفعاله وأقواله ،لن الهــــمال والـغفـلـة ونسيان العتناء بمراقبــة
النفس قد ةيجـر إلـى ما لتـحمـد عـقـباه في الدنيا و الخرة .
عن شداد بن أوس رض الله عنه قال :قــال رسول الله صلى الله عليه وسلم ":آْلـَكـ ّ ـِي ُس مـــــن دان
نفسه وعـمـل لـما بعد الوت ،والـعاجز مـن أتـبـع نفسه هــواها وتمن على الله-''.رواه البخاري -
عن ةثابت بن حجاج رض الله عنه قال :قال عمر بن الخطاب رض الله عنه'' :حاسـبوا أنفسـكم قبـل
أن تحاسبـوا ،ومزنـوها قـبـل أن تومزنـوا ،فإن أهـون عليكم في الحســاب غــــداً أن تحاِســــــبوا أنفســكم
اليو م ،وتزّةينوا للعرض الكب ،وقرأ قوله تعالى'' :ةيـومـئــذ تعرضون ل تـخـفـى مـنـكـم خافية''
***
63
دلل ت أسـمـاء :الـعـلــي – اﻷعـلــى – الـمـتـعــال
- 1الدللة اللغوية :عل ةيعلو العل والعـلو :الرتفاع والسمو ،قال تعالى '' ورفعناه مكـانا عليا''
:القصود علو الكانة والشف ،قال تعالى '':إن فرعـون عـل فــي الرض'' :عــلـو التكـب .
قال تعالى '':سـبحانه وتعالى عما ةيشكون'' :علو العزة والعظمة والـجـد.
- 2الدللة التوحيدية * :العلي :إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ،وهو على ومزن َفِعل
-صيغة مبالغة ،-ولقد ورد فــي كتـاب اللــه العزةيــز ،قـال تعــالى '':ذلــك بــمأن اللــه هــو الحــق وأن مــا
تدعـون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبي -''.الحج - 60
العلي هو الذي لرتبـة فـوق رتبته ،ل تُْدَرك ذاته ول تتصور صفاته ،له عـلو القدر والعظـمة لعـلو
الحـي والكان ،وله الفوقية الطلقة ذاتاً ومنلًة وشمأناً وعلماً .
* العلى :إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقـة ،وهو على ومزن أفـعل للتفـضيل ،و لقــد ورد
في كتاب الله العزةيز ،قـال تعالى'' :سبـّح إسم ربك العلى .الذي خلق فسوى -''.العلى - 2 - 1
العلى هو الذي ل نظي ول مثيل لعلوه ،هو الوحيد الذي تعالى علواً كبيا ًفي ذاتــه ،وفــي صــفاته
وأفعاله ،وله جميع الكمالت الطلقة.
* التعال :إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن إس ـم الفاعل ،ولقد ورد في
كتاب الله العزةيز ،قال تعالى '':عالم الغيب والشهادة ،الكبي التعال -''.الرعد - 10
التعال هو الذي له العظمة والكبةياء والكمال الطلق ،لنه عـاٍل علواً كـبياً عــن الســوء والنقص
و الحاجــة ،لشــيء ةيخــرج عــن إرادتــه ومـــشيئته ،ولقــد ِاقــتن إســمي العلــي و التعــال بإســم
الكبي ،قــال ابن جرةيــر '' :الكـبي ةيعنـي العظيم الذي كل شـيء دونه ،ولشـــيء أعظـم منـه ،وهــــو
الوصوف بالجلل وكَِبر الشمأن فصَُغر دونه كل كبي''.
ِ
- 3الدللة اﻷخليقية :السل م نهى عن التعالي البن على الُعجب و الكب ،و َ
حــــّث النســان عـــلى
طـلب عـلــو الهّمة ،قال الجرجاني '':الهمة تُــَوجّــه القلب وقصده بجميع قــواه الروحانيــة إلــى جــانب
الحــق لحصــول الكمــال '' .والعــالي الهمــة هــو الــذي ةيسـتســـصغر مـا دون النهـــاةية مــن معــالي المـور
وةيطلب مـن كل أمر أعله و أنبلــه و أقصــاه ،وقــد طّهــر قلبــه مــن حــب الهــواء و الشــهوات ،وَفـرغـــه
لحب اللـه والشتغال بمرضاته ،ووّطد نفسه على عشق الـمراتب العـليا فـي الجنة .
يه وتُر َ ّ ِقيه
وعلو الهمة ةيجب أن ةيلمزمه علو العقل والعلم ،قال ابن القيم ":لبد للسالك من همة تَُس ّ ِ ُ
صه وةيهدةيه" .وعلم ةيُبَ ّ ِ
64
دلل ت إسـمـي :الـحــي -الـقـيــو م
- 1الدللة اللغوية :حيا ةيحي الحياة :إستمرار بقاء الكــائن الحــي بروحــه وحركتــه ونمــوه ،وهــي
مرحلة تمتد ما بي الولدة والوت .
قا م ةيقو م ا َْلقـْو م وا َْلَقـــْوَمة وا َْلِقَيـا م :قـا م بـواجـــبه :أنجــزه علــى أحســن وجـه ،قـا م علــى أهلــه :تـولى
أمرهم وصانهم وحفظهم .
- 2الدللة التوحيدية * :الـحي إسم مـن أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ،وهو عـلى ومزن فَْعل
-صفة مشبهة ، -ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ،قـــال تعــالى '':وتوكــل علــى الـــحي الــذي ل ةيمــوت
وسبـّح بحمده ،وكفى بذنوب عباده خبياً - '' .الفرقان - 58
الله هو الحي الحياة الكاملة لم ةيسبقها عد م ول ةيلحقها مزوال ،وهي مستلـزمة لكمــال الصــفات ،ولقــد
ورد إسم الحي مقروناً بالقيو م ،قال تعالى '':الله ل إله إل هو ،الحي القيو م -''.البقرة - 253
القيو م إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفـْيُعول صـيغة غي قياسية
ومعناه التولي أمره بذاته والستغن عمن سواه ،والتــولي أمــر الخلئــق بــالحفظ والصــيانة ،وهــو
مقـو م لغيـــره ،و ِاقـتان الحــي بـالقيو م لـه دللـة عظيمـة ،ذلـك أن إســم الحـــي
الغن القائم بذاته وال ِّ
ةيشمل جميع صفات الكمال الذاتية لله سبحانه ،وصفة القيومية هي مرتكز اللوهية والربوبية .
قال الــرامزي '' :إن قــــوله تعـالى'' :الـــحي القيــو م '' كــالينبوع لجميـع مبــاحث العلــم اللهــي ،فل جــر م
بلغت الةيات الـشتملة على هذةيـن اللفظـي في الشف إلى القصد القص ''.
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':وما هـذه الحيـاة الـدنيا إل لهـو ولعـب ،وإن الـدار الخـرة لهـي
الحيوان لو كانوا ةيعلمون -''.العنكبوت - 64
إن الله سبحانه ختم الةية الكرةيمة بقوله " لو كانوا ةيعلمون " ،وفى ذلك إشـارة ضمنيــة إلــى
البحــث فيما قبلها '' لهي الحيوان '' ،قـــال ابــن كــثي :الحيـــوان :الحيــاة الحــق التـــي ل مزوال لـــها ول
إنقضاء ،بل هي مستمرة أبد الباد ''.
إن رب العزة َذَكر كـلمة الحياة مـطلقـة خـمـس مـرات عـنـد الـحـدةيث عـن الحياة الدنيا ،قال تعالى:
" ولكم فى القصا ص حياة ةيا أولى اللباب لعلكم تتقون -" .البقرة - 178وذكر كلمــة الحيــاة مقتنــة
بكلمة الدنيا إحدى وسبعي مرة ،قال تعالى " :وما هذه الحياة الدنيا إل لهو ولعب-" .العنكبوت 64
وذكر كلمة الحياة مع الـدار الخـرة مـرة واحــدة ،وأتــت بلفــظ الحيــوان فــي قـوله تعـالي" :وإن الــدار
الخرة لهي الحيوان لو كانوا ةيعلمون " ،وهذا ةيعطينا دللة قْطِعّية بمأن الحياة فى الــدار الخـــرة هــي
الحيوان أي الحياة الحّقة و الحقيقية ،وهذا من باب العجامز اللغوي فى القرآن الكرةيـــم .
65
دلل ت إســم :الـحـسـيــب
حَسٍب : حُسب الرجل :كـــان ذا َ حُسب ةيْحُسب ا َْلَحَسُب :الشـرف وعلو النلة َ ، - 1الدللة اللغوية َ :
كان لبائه شف راسخ ،الحســيب :العــالي النلــة وقــــد ةيــــراد بــه الحاســب ،قــــال تعــالى '' :اقــرأ
كتابك كفى بنفسك اليو م عليك حسيبا '' -الساء - 14
- 2الدللة التوحيدية :الحسيب إســم مــن أســماء اللــه الحســن التوقيفيـة الطلقـة ،وهــو علــى ومزن
َف ِعيل -صيغة مبالغة ، -ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ،قــال تعــالى '':الــذةين ةيبلغــون رســالة
الله وةيخشونه ول ةيخشون أحداً إل الله ،وكفى بالله حسـيـبًا - ''.الحزاب - 39
الحسيب هو العلي النلة الّنه عن كل عيب أونقص ،لشبيه ول مثيل له ،وهو الجزي عباده على
ما صنعوا ،وهو الشهيد الذي أحاط بكل شء علماً .
– 3الدللة اﻷخليقية :التوبة من أوكد الواجبات في حق كل العباد :
* الصنف الول :السفون :قال تعالى ":قــل ةيـا عبـادي الــذةين أســـرفوا علــى أنفســهم ل تقنطــوا مــن
رحمة الله ،إن الله ةيغفر الذنوب جميعا ،إنه هو الغفور الرحيم- ".الزمر - 50
السفون هم الذةين َكث ُـرت ذنـوبهم و عُظمت ،ورغم ذلك ةيـجـب عـليهم أن ل ةييمأسوا أو ةيقنطوا من
رحمة الله ،لن عفـوه أعظم ،والشيطان اللعي ةيَو ّد لو ةيظفر بعبد ةيُؤوس فيق ّ ِنطه من رحمة الله .
* الصنف الثاني :اْل َجهالــة :قــال تعــالى " :إنمــا التوبــة علــى اللــه الــذةين ةيعلمــون الســوء بجهالــة ةثــم
ةيتوبون من قرةيب ،فمأولئك ةيتوب الله عليهم ،و كان الله عليماً حكيمًا -".النساء -17
هناك فرق بي الجهل والجهالة ،الجهل هو خلو النفس من العلــم ،أو إعتقــاد الشـــيء بخلف مــا هــو
عليه ،والجهالة هي أن الفرد ةيعمل القبيّح عن علم وإرادة نابعة عن الغفلة ،وعد م مراقبة مقا م الله.
صون :قال تعالى '' :إن الذةين ِاتقوا إذا مسهم طائف مــن الشــيطان تــذكروا فــإذا
الصنف الثالث :اْلُمْب ِ ُ
هم مبصون- ''.النفال - 201
البصرون هم الذةين ةيتذّكرون الله في حال إستحواذ الخاطرة ،لنهم ةيعرفون أنــه ةيعلــم الســ وأخفــى
فيبادرون إلى التوبة والستغفار .
الصــنف الرابــع :الواجلــون :قــال تعــالى " :والــذةين ةيوتــون مــا أتــوا وقلــوبهم وجلــة أنهــم إلــى ربهــم
راجعون .أولئك ةيسارعون في الخيات ،وهم لها سابقون - ''.الومنون - 62- 58
عن عائشة رض الله عنها أنها قالت '':ةيا رسول الله والذةين ةيوتون ما أوتوا وقلوبهم واجلة هو الذي
ةيسق وةيزني ،وةيشب الخمر وهو ةيخاف الله عزّ و جلّ؟ قال :ل ةيا بنت أبي بكر ةيا بـنـت الـصـدةيق
ولكنه الذي ةيصلي وةيصو م ،وةيتصدق وهو ةيخاف الله عزّ و جلّ - ''.رواه التمذي -
66
دلل ت إســم :الـــبـــــر
بور ) :بكسـ الـراء ( الحسـان ،بـر بوالـدةيه :توسـع فـي
ب و ال ُ ُ - 1الدللة اللغوية :بَّر -ةي ِ ّ
ب -ال ِ ّ
الحسـان إليهمـا وأحسـن معاملتهمـا فهـو َبـارٌ ِ ،فْعـل مـبور :ل شـبهة فيـه ول كــذب ول خيانـة ،بـّر
الرجل رّبه :توسع في طـاعته ،بـّر اللـه بعبـاده :سـاق إليهـم الخيـــر الكـثي وأحسـن إليهـم وأصـلّح
أحوالهم .
ا َْلبَـ ّر ) بفتــّح البــاء ( هــو الكــان التســع الــذي ل تكــاد تــرى حــدوده بســبب إتســاعه ،و ةيــمأتي مجــامزا
بمعن ال ّ ِسعة و الزةيادة في الشء ،ولقــد ِاجتمــع معناهمــا فــي لفــظ واحـــــد ،هــو إســم اللــه ) ا َْلبَـــّر (
حب صفاته العلى ،فمأصبّح إسما من أسماء الله الحسن .
ور ْ
للدللة على سَِعة َ
- 2الدللة التوحيدية :آْلّب ُ إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو مـصدر بمعن إسم
الفاعل ،و لقد ورد في كتاب الله العزةيز مرة واحدة ،قال تعالى ":فـمـــّن اللــه علينـا ووقـــانا عـــــذاب
السمو م .إنا كنا من قبل ندعوه أنه هو الب الرحيم - ".الطور - 25 - 24
قال البيهقي " :الّب ُ معناه الرفيق بعباده ةيرةيد بهم اليسـر ول ةيرةيد بهم العس ،و ةيعفو عن كثي مــن
سيئاتهم ،ول ةيؤاخذهم بجميـع حيثيـاتهم ،وةيجزةيهــم بالحسـنة عشـــر أمثالهـا ،ول ةيجزةيهــم بالسـيئة
إلمثلها ،و ةيكتب لهم ا َْلَهّم -القصد -حسنة ،ول ةيكتب عليهم ا َْلَهَم بالسيئة".
– 3الدللة اﻷخليقية :عقوق الوالدةين ظـلم مناف للحسان ،ومنــاقض للمبــاديء الخلقيــة ،لــــذا
حّرمـه الســل م وِاعتبه لــؤ م وتــمـرد ،وجعـل برالوالــدةين والحســان إليهمــا ،والعمــل علــى رضــاهما
فرض عظيم ،وقد ذكره بعد المر بعبادته ،قال تعالى'' :وقـض ربك أل تعبدوا إل إةيــاه وبالوالــدةين
إحسانا - ''.الساء - 23
قال الراغب '' :الحسان علـى وجهيــن :أحـدهما :النعـا م علــى الغيــر ،والثـاني :إحسـان فـي فعلــه
وذلك إذا علم علًما حسًنا أو عمل عمًل حسًنا ''.والحســان للوالــدةين ةيشــمل الــوجهي معــاً بمعنـــى أن
تبهما ،وأن ةيكون برك حسن من ك ّ ِل الوجوه ،وأما دللة اقتان عبادة الله بالحسان للوالــدةين هــي
بيان بـمأن عبـادته رهينـة بطـاعته ،والحسـان طاعـة والعقـوق عصـيان ةيحبـط العبـادة ،ولهـذا قيـل
ةيارسول الله أي العمل أفضل ؟ قال ":الصلة على وقتها ،قالوا :ةثم أّي ؟ قال :بر الوالدةين".
وجعل سبحانه أدنى العقوق '' أف'' ،ولو كان شء أهون منه لنهى عنه ،قــال تعالى '' :إما ةيبلغن
عندك الكب أحدهما أو كلهما فل تقل لهما أف ول تنهرهما ،وقـل لهما قول كرةيما .واِخفـض لهـما
جناح الذل مـن الرحمة ،وقـل رب ارحمهما كما ربياني صغيا - ''.الساء - 24-23
67
دلل ت إســم :الـوهــاب
- 1الدللة اللغوية :وهـب ةيـهـب الـوهـب و الهبة :العطاء الجزةيل بل عوض ،و بدون مقابـل .
- 2الدللة التوحيدية :الوهاب إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفّعال
-صيغة مبالغة ، -ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ةثلث مـرات ،قـــال تعالـــى " :قـــــال رب اغفـر
لي وهب لي ملكا ل ةينبغي لحد من بعدي ،إنك أنت الوهاب - ".ص -34
الوهاب هو الذي ةيعطي العطاء الجزةيل بل عوض وبدون مقابل ،ول ةيخــــيب رجاء من سمأله ،ةيهــب
تفضلً و إبتداًء وجوداً وكرماً من غي إستحقاق ،فل مانع لا وهب و لواهب لــا مـنـع .
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '' :ةيهب لن ةيشاء إناةثا وةيهب لن ةيشاء الذكور .أو ةيزوجهــم ذكرانــا
وإناةثا وةيجعل من ةيشاء عقيما ،إنه عليم قدةير - ''.الشورى - 47 - 46
من الناس من ةيُشّك في العدالة اللهية إنطلقا من كيفية تصرف الله فــي شــؤون الخلــق ،وهــوغـيـــر
ُمدِْرك بمأن التفاوت في العطاء هو الـذي ةيس ّ ِخر هذا لذاك في دورة الحياة ،وبمأن الكل ُمَســّخر ٌ بحســب
التفاوت في الواهب و الستعدادات ،وهذه هي القاعدة التناسقة للبقــاء والســتمرارةية ،لن لــو كــان
الناس نسخا متطابقة لَُش ّلت حركة الحياة .
وعطاء الوهاب ل ةيعد ول ةيحصـى ومتج ِّدد ل ةينفذ ،فمأحسن الظن بالله الخبي احكيــم ،فربمـا حبـس
عنك نعمة رحمـة بـك ،فـقـد ةيكـون اْلـَمــْنُع هـو عيـــن العطـاء ،فمـا عليـك إل بالرضـا إذا أعطـى وإذا
منع ،فهو ةيعطي برحمته و ةيمنع بحكمته ،قال تعالى'':وعـس أن تكرهوا شيئا وهو خيـر لكم وعس
أن تحبوا شيئا وهو ش لكم ،والله ةيعلم ،وأنتم ل تعلمون - ''.البقرة - 214
قال ابن تيمية '':إن كان الله تعالى قد جعل للهبة أسبابا فالسبب ل ةيستقل بنفسه ،بل ل بد له من
معاون ،ول بد أن ةيمنع العارض العِّوق له ،وهو ةيحصل وةيبقى بمشيئة الله تعالى ''.
وةيرى أهل التوحيد أن اللتفات إلى السباب وحده شك ،ومحو السباب أن تكون أسباباً نقص في
العقل ،والعراض عن السباب بالكلية قدْح في الشع ،لن السباب خلقها السبب وسخرها،فحي
ةيرةيد لها أن تفعل فهي تفعل ،وحي ةيرةيدها أن تتعطل فهي تتعطل ،وحي ةيترةيـد أن تـمأتـي الـعـلل
بدون سبب ةيمأتي بها ،فل حدود ول قيود لن له القدرة الطلقة .
***
68
دلل ت إســم :الـمـقـيـت
ت ةيُِقيت إقاتــة :أقــات أهلــه :أعــال أهلــه ،وأعطــاهم مــا ةيُقــِّو م بــه بــدنهم مــن
-1الدللة اللغوية َ :أَقا َ
الطعا م قال تعالى '':وقدر فيها أقواتها'' أي جعل بقدر في الرض أقوات أهلها ،وذلك ما ةيقــوتهم مــن
الغذاء وةيصلحهم من العاش.
- 2الدللة التوحيدية :القيت إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن إســم
الفاعل من فعل أقات ،ولم ةيرد في كتاب الله العزةيز إل مرة واحدة ،قال تعالى '' :وكــــــان اللــه علــى
كل شٍء مقيتًا -''.النساء - 84
القيــت هــو القتــدِر الــذي لــه القــدرة الطلقــة والتحققــة والتعدةيــة لـــكل شـــيء ،فهــو صــاحب الـقـــدرة
العظيمة الـت ل ةيُـْمنَـُع عليها شـيٌء ،والـــتحكم فــي جميــع الةثــار ،ةيعطــي بطلقــه قــدرته ولةيحكمــه
قانون ،وعطاؤه إكراٌ م و إحساٌن وفـضل ٌ وتفّضللٌ منــه ليحفـظ عبــاده مــــن الخصاصــة والهلك ،فمـا
ةيصيب الخلئق منه َمْقُدور مرسو م ،وما ةيعلمه النسـان مـنـه مقدور معلو م .
– 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':هو الذي جعل لكم الرض ذلول فامشوا في مناكبهــا وكلــوا مــن
رمزقه ،وإليه النشور- ''.اللك - 15
إن الناس َةيْنَســـْون أو ةيتناَســـْون نعمــة تــذليل اللــه للرض وتســخيها لهـم ،والحــق ســبحانه ةيــذكرنا
بهذه النعمة الهــائلة وةيبصـرنا بهـا ،فـــقوله ''ذلـول '' تعنـي مــمهدة وســهلة الجتيـامز ،والقصـود مـن
إطلق هذا الوصف على الرض هـو :فــهـم وإدراك بمأن هــذه الرض الت نـراها ةثابتة مستقرة هــي
طعة بــإذن ربهـا ،فهـــي تــدور حــول نفســها بســـرعة حــوالي ألــف
في واقع المــر متحركــة راكضــة مهْـــ ِ
وستمائة كيلومت في الساعة ،و حول الشمس بســرعة حــوالي مائة ألف كيلومــت فــي الســاعة ،ةثــم
تركض هي والشمس والجموعة الشمسية كلها بمعدل إةثني وةثلةثي ألف كيلومت فــي السـاعة ،ومــع
هذا الركض كله ةيبقى النسان على ظهرها آمنا مستةيحا مطمئنا معافى ل ةيرتــج مخــه ،ل ةيــدوخ ول
ةيقع ول ةيتعث .
وجعلها ذلول كذلك بفضل الجاذبية الت تشـد الخلئـق إليهـا أةثنـاء حركاتهـا الكـبى ،وجعلهـا ذلـول
خصبها لتنمو القوات ،وجعل الهواء الحيط بهـا محتوةيا على العناصـر
ّ ي تربَتها و
فبسط سطحها ولَ ّ َ
الت تحتاجها كل الكائنات الحية بالنسب الدقيقة .
قال تعالى '':فلينظر النسان الى طعامه ''عبس 24من أكل ولم ةيتمأمل وةيتدبر ما وهبـه النعـم ،فهـو
جحود أنكر فضل الـمنعـم وهـو عــ الم بــه ،فعلــى النســان أن ةيشــهد فضــل اللــه عليــه فــي وفــرة هــذه
القوات ،وعناةيته به في هذه الـكثة وتنوع الذاقات .
69
دلل ت إســم :الـمـعـطــي
- 1الدللة اللغوية :أعطى ةيعطي العطاء :النّح والدد ،أعطاه الشء :ناوله إةياه ،أعطاه الال :
وهبه ومنحه إةياه .
- 2الدللة التوحيدية :العطي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفيــة الطلقــة ،وهــو علــى ومزن إســم
الفاعل ،ولم ةيرةيد في كتــاب اللــه العزةيــز إســما صـــرةيحا ،ولقــد ورد مفهــو م العطــي بــــصيغة الصــدر
السند قال تعالى '':كل نمد هؤلء وهؤلء من عطاء ربك ،وما كان عطاء ربك محظورًا ''.الساء 20
وورد بصيغة الفعل ،قال تعالى '':ولسوف ةيعطيك ربك فتض - ''.الضحى - 5
ولقد ورد في السنة النبوةية إسما صةيحاً مطلقاً ،عن معاوةية رضي الله عـنه قـــال :قــال رســول اللــه
صلى الله عليه وسلم '':من ةيرةيد الله به خياً ةيفقهه في الدةين ،والله الـمعطي وأنا القاسم ،ول تزال
هذه المة ظاهرةين على من خالفهم حت ةيمأتي أمر الله وهم ظاهرون - ''.رواه البخاري -
والعطي هو الذي ةيعطي العطاء الصــف تفضــلً و إحســاناً بل عــوض وبــدون مقابــل ،ةيبــدأ بالنــّح
والدد قبل السؤال وبعد السـؤال أجــود ،فهوكــثي النــوال ذو الطــول والنعـــــا م ،ل ةينفــذ عطـاؤه لنــه
صفة ملمزمة له سبحانه .
- 3الدللة اﻷخليقـية :قال تعالى '':فمأمــا النســان إذا مــا ابتله ربــه فــمأكرمه ونعمــه .فيقــول ربــي
أكرمن .وأما إذا ما ابتله فقدر عليه رمزقه .فيقول ربي أهانن -''.الفجر - 18-15
هذه الةيات الكرةيمة توضّح طبيعة النسـان وكيفيـة تفـاعله مـع عـطـــاء الــــرب ،فالعــطـــي سـبحانه
ةيعتب العطاء والحرمان كلهما إبتلء وإختبار ،قــال تعــالى '':ونبلــوكم بالشـــر والخـــي فتنــة وإلينــا
ترجعون- ''.النبياء - 35
صــ ّد عــن إنفــراد الحــق
بينما النسان ةيعتب العطاء إكراما والحرمان إهانة ،وهذا ضب من الجهــل و َ
سبحانه بالعلم والحكمة ،فهو الخبي بما ةيصلّح أحوال عباده ،وعطاؤه ليس حـكـراً عــلى فـــئة دون
فئة أو ِم ّلٍة دون ملة ،أو جنس دون جنس ،وإنمـا هــو عطــاء للكافــة النــاس لنـه رب العـالي ،قـال
تعالى '' :كل نمد ،هؤلء وهولء من عطاء ربك ،وما كات عطاء ربك محظورا - ''.الساء - 20
عن عقبة بن عامر رضـ ي الله عنه قــال :قــال رســول اللــه صــلى اللــه عليــه وســلم '':إذا رأةيــت الل ـــه
ةيعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما ةيحب فإنما هو إستدراج ،ةثم تل '':فلما نســوا ما ذكــروا بــه
فتحنا عليم أبواب كل شء حت إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ''.النعا م 45- 44
70
دلل ت إسـمـي :الـغـفــور -الــغـفــار
- 1الدللة اللغوية :غفر ةيغفر الغفر والغفرة :الست والتغطية وهو الصل ،وقد ةيشتق من اللفــظ
إسم آلة :ا َْلِمْغَفر ُ :ما ةيوضع على الرأس لسته أةثناء الحــرب ،وا َْلِغَفــارَُة :الثــوب الــــــذي ُةيغّطــى بــه
الشء ،والغفرة من الله :سِتْــُره للذنوب بفضله وإحسانه.
- 2الدللة التوحيدية * :الغفور إسم من أسماء الله الحسن التوقيفيــة الطلقــة ،وهــــو عــــلى ومزن
َفُعول -صيغة مبالغة -ولقد ورد فــي كتــاب اللــه العزةيــز واحــد وتســعي مــرة ،قـــال تعــالى '' :قــل ةيــا
عبادي الذةين أسفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ،الله إن اللــه ةيغـفـــر الــذنوب جميعــا ،إنــه هــو
الغفور الرحيم- ''.الزمر - 50
* الغفار إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفّعال -صيغة مبالــغـــة -ولقــد
ورد في كتاب الله العزةيز ،قال تعالى '':فقلت استغفــروا ربكم إنــه كــان غفارا - ''.نوح - 10
جميع السياقات الت وردت فيها صفة الغفرة تشي إلى معنـى الختصا ص والقصـــر علــى اللــه ،لــذا
جاء إسم الغفور مقتن ًا بإسم الرحيم في القرآن ما ةيقرب ست وســبعي مــرة للدللــة علــى أن الغفــرة
ملمزمة للرحمة ،قال الرامزي '':الغفور الرحيم ةيفيد الكمال في وصفه ،فل غفور ول رحيم إل هو''.
– 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى'':ولقد عهدنا إلى آد م من قبل فنس ولم نجد له عزمــا ''.طه 112
النسان ُمعّرض ل محالة للنسيان و الخطاء ،والعلة في النسيان أنه من صـفـات الـدمـاغ ،فــــل
ةيحفظ كل شـء علـى الـدوا م بسـبب إحتشـاد الـذاكرة بكميـة العلومـات الهائلـة ،الـت تـدخل الـــدماغ
لْوَد والّنَهــك .
بإنسياب إنطلقا من الحواس الخمس ،ولذا كان النسيان من رحمة اللـه بـنا ليـــقـينـا ْا َ
والعلة في الخطمأ هــي أن النســان لةيســتطيع التقّيــد بإتبــاع الصــواب ،فـلةيـخطـــيء أبــدا فــي جميــع
السائل ،فالعقــل قدرته مـحدودة ،والـخطمأ جزء من طـبيعة النسان ،لنــه ل ةيتمالــك نفســه بســبب
الظن والهوى واليول النفسية ،قال تعــالى '':ومـا أبـــريء نفــــس ،إن النفـس لمـارة بالسـوء إل مـا
رحم ربي ،إن ربي غفور رحيم- ''.ةيوسف - 53
عن أنس رض الله عنه قال :قال رسول الله صلى اللــه عليــه وســلم '':كــل ابــن آد م خطــاء ،وخـــي
الخطائي التوابون -''.رواه التمذي -
على النسان أن ةيدرك بمأن له رباً غفـوراً حليمـاً ةيمهـل وةيصـفّح عـن العــصاة ،ل ةيسـتفزه غضـب ول
ةيســتِخّفه جهــل جاهــل ول َةيْع َ ِ
تةيــه الغيــظ ،ول ةيســارع إلــى النتقــا م مــع غاةيــة القتــدار ،ول ةيحبــس
أنعامه و أفضاله عمن كفر وأشك به ،بل ةيَتــَوَد ّد إليه بالنعم وهوالغـــن عنه .
71
دلل ت إســم :الـــوارث
- 1الدللة اللغويــة :ورث ةيــرث الــورث و الرث :ورث مــاله :صـار إليـه بعــد مــوته ،ورث ملكــه :
إنتقل إليه بالوراةثة ،قال الزجاج " :الوارث كل باق بعد ذاهب فهو وارث".
- 2الدللة التوحيدية :الوارث إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هو عـلى ومزن إسم
الفاعل ،و لقد ورد في كتاب الله العزةيز خمس مرات ،قال تعالى" :وإنا لنحن نحيـي و نميــت ونحــن
الوارةثون - ".الحجر - 23
وقال تعالى ":و كم أهلكنا من قرةية بطرت معيشتها ،فتلك مساكنهم لم تسكـــن مـــن بعـــدهم إل قليل
وكنا نحن الوارةثون - ".القصص - 58
إذا قـمنـا بـرصـد إسم الـوارث من خلل سـياق الةيــة الولـى ةيتبي بمأن إسم الوارث أتى بعد "نحيـي
ونميت" ،فالله هو الــحي وحياته لـم تسـبق بعد م ول ةيلحقها مزوال ،ومنهة عن مشابهة حياة الخلق
ل ةيجري عليها موت ول فناء ،وهو الذي أوجد الخلق من العد م وأظـهـرهم للوجود ،والـبدء والعــادة
هما سواء عنده ،لنه خالق الحـيـاة ومعـطيها لن شــاء إلى أجـل مـسمى .
و من خلل سياق الةية الثانية فإن إسم الوارث أتى بعد"كم أهلكنا " ،فكل شـيء هـالك إل وجهه
سبحانه ،فهو كامل القدرة وفعّ ال لا ةيشاء على قدر ما تقتض حكمته ،و لن ةيخرج أحــد مــن قبضــته
و ملكه و قهره ،وإليه ةيرجع المر كله .
– 3الدللة اﻷخليقية ِ :اكتشف علماء الحياء بعــد تجــارب وأبحــاث كــثية أن الــوت ُةيخلَــق داخــل
النطفة ،وةيتطور داخل خلةيا الجني وهو في بطن أمه ،و لقد تبّي لهم بمأن داخــــل كل خليــة توجــد
ساعة بيولوجية ،هي بمثابة صما م المان تتحكم بحياة الخلية ،والنـسان ةيتوفر تقرةيبــا علــى مائــة
ترةيليون خليــة ،فالخــالق ســبحانه وضــع نــظـامـــا مبمجــا لـعـملـــية الــوت ،لــذلك فالعلمــاء أطلقـــوا
مصطلحا علميـا جدةيـدا علـى مـوت الخليـة سمـــوه '' :الــوت البمـج للــــخلية'' ،وبعـد أبحـاث طوةيلــة
ومضنية ِاكتشف العلماء أن لـول هــذا البنامــج لــن توجــد لمـوت ول حيــاة ،وبــمأن داخــل كــل خلةيــا
الجسد تحدث أفعال سموها العلماء '':الفعال ال ّتْنِكِسّية '' ،وهذا ةيعنــي أن الـــخلية تمــارس نشــاطاتها
فتنمــو وتكــب بتــدرج ،وفـــي آن واحــد تـنـَتـــِكُس أي تضــعف وتعجــز إلــى أن َتســَْتْوفِي أجلهـا ،وهــذه
العملية ل ةيمكن أبداً إةيقافها ،قال تعالى '':ومن نعمره ننكسه في الخلق أفل تعقلون -''.ةيس – 67
ولقد حاول علماء الحياء إطالة عـمـر الـخلية عـن طرةيق حـقـنهـا بنفس الواد الكـونة لها ،لكن باءت
كل محاولتهم بالـفـشل بحيث ،فمأقروا بمأن الوت ل ةيمكن أبدا إةيقافه .
72
دلل ت اســم :الحـِيـّي
حـِيـــي منــه ِ :احتشــم ووقــره .
ي َةيحيــا ا َْلَحَيــاُء :الحشــمة والوقــار َ ، - 1الدللــة اللغويــة َ :
حـــ ِ َ
َ
وإصطلحا :الحياء خلق ةيبعث صاحبه على إجتناب القبيّح ،وقيل هو إنقباض النفــس والحســاس
بالنفور في حالة إرتكاب الرذائل .
- 2الدللة التوحيدية :ا َْلَحِيـّي إسم من أسماء الله الحسن التّوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َ ِ
فعيـل
-صيغة مبالغة ، -ولم ةيرد إسما صةيحا في كتاب الله العزةيز ،ولكن ورد بصيغة الفعل مسنداً إليــه
قال تعالى'' :إن ذلكم كان ةيوذي النبء فيستحي منكم واللــه ل ةيســتحي مــن الحــق'' -الحــزاب - 53
ولقد ورد إسما صـةيحا مطلقـا فــي الســنة النبوةيـة ،عــن ةيعلــى بـن أميـة رضـي اللــه عنـه قـال '' :إن
رســول الله صلى الله عليه وســلـم رأى رجـــل ةيغـتـســـل بالـــبار بل إمزار ،فصــعد النــب فحمــد اللــه
ي َسِتي ٌ ،ةيحب الحياء والست ،فإذا ِاغتسل أحدكم
حـِيـ ّ
وأةثن عليه ةثم قال '':إن الله ع ّز و جّل حليم َ
فليستت - '' .رواه أبو داود -
إن حياء الله سبحانه حياء ةيليق بجلله ،فهو صفة كباقي الصفات العلى ل تدركها الفـها م ول
تَُك ّ ِيفُهـــا العقــول ،بــل تــؤمن بهــا مــن غيــر تشــبيه ول تكييــف ،فهــو حيــاء ةيـــدل علــى الكـــر م والفضــل
والجود والعفو والحكمة والحلم ،ولقد جـاء إســم الحـــ ي مقتنـا بالســتي لنـه ســبحانه ةيســتحي مــن
هتك ست العبد وفضحه ،فيست بما هيئه للعبد من أســباب الســت ،و ةيســتحي أن ةيعالــج العصــية
بالعقوبة فيمهل وةييس سبل التوبة والوبة .
- 3الدللة اﻷخليقية :قال أحد علمــاء الخلق " :إن الحيـاة النســانية الصــحيحة ل تبــدأ إل مــن
حيث تنتهي الحياة الحيوانية الصفـة ".
لقد غرس الله في النسان بصائر أخلقية فطرةية ،ومهما بلغــت درجــة إنحرافــه فــإنه ةيعــتف وةيقــدر
الـفـضـيلـة في ذاتـهـا وفـي أةثـرهـا ،حتـى إن أعـومزتـه الشجاعـة للرتفـاع إلى مستواها .
والخلق في السل م ليست الغاةية منها إظهار حسن السلوك ،بل هي تكليف وإلـزا م ةينبع من الذات
أي صادر عن النسان نفسه بمحض إرادته ،وهي ترتكز على ركنـي أساســيي همــا :العقــل وحرةيــة
ركز عـلى الصفة الـخلقـية لذاتـها ،ولـكن ةيُركــز عـلـــى
الختيار ،لذا فالنهج القرآني فــي الخلق ل ةيُ ِّ
الفـاعـــ ل التلبــس بالصــفة لعلــى الفعــل والصــفة ،قــال تعــالى '':قــد أفلــّح مــن مزكاهــا .وقــد خــاب مــن
دساها -''.الشمس - 10 - 9
الداس للنفـس ل الدّس نفسه ،وهكذا
فالله مدح فـاعل مزكـاة الـنـفـس لمزكاة النفـس ذاتـها ،وعـاب ّ
في بقية الوارد الخلقية القرآنية ،فكل سلوك للمسلم ذي موضوع ومضمون حسن ةيستمد قيمته
73
من الواصفات الذاتية للسالك ،قال تعالى '':قال إنما ةيتقبل الله من التقي - '' .الائدة -29
فالسلوك المحمود مشوط بمأن ةيقرن بالتعامل الحميد ،قال تعالى'' :قول معروف ومغفـرة خيـــر مـن
صدقة ةيتبعها أذى ،والله غن حليم -''.البقرة - 262
إن الةية تَُبِّين بمأن التعامل الحميد الــمأمور بــه هــو '' قــول معــروف '' ،فهــو الــذي ةيضــفي علــى الســلوك
الحمود '' الصدقة'' القيمة الخيةية ،بينما التعامل الـُمْؤِذي ةيفقده هذه الـية فيصــبّح ســلوكا مــذموما
قال تعالى '':والــذةين ةينفقـون أمـوالهم رئـاء النـاس ول ةيومنــــون بـالله ول بالـيـــو م الخـر ،ومـن ةيكـن
الشيطان له قرةينا فساء قرةينا -'' .النساء - 38
عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '' :إنكم لن تســعوا النــاس
بمأموالكم ،ولكن ةيسعهم منكم بسط الوجه ،وحسن الخلق - ''.رواه أبو نعيم -
وأفضل خلق بالنسبة للمسلم هو الحياء ،وهو ةثلةثة مراتب :
* الحياء الفطري :وهو ما فُِطر َ عليه النسان أي صاحبه من نشمأته ،فيستحي بتلقائيــة دون خــبة
ومعرفة ،قال تعالى '':فطرة الله الت فطر الناس عليها ل تبدةيل لخلق الله -'' .الرو م - 29
* الحياء الشعي :وهو الستمد من ش رع الله ليـحفـظ بـه الـعـبد حـدود الله وإجتـناب محارمه ،قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم '':إن مما أدرك الناس من كل م النبوة الول ـى إذا لم تستّح فاصنع
ما شئت - '' .رواه البخاري -
* الستحياء :ولقد سماه عليه السل م بحق الحياء ،عن عبد الله بن مسعود رضـــي اللــه عنـه قــال :
قال رســول اللــه صــلى اللــه عليــه وســلم '':آســتحيوا مــن اللــه حــق الحيـاء ،قلنـا :ةيارســول اللــه إّنـا
نستحي والحمد لله ،قال :ليس ذلك ولكـن السـتحياء مــن اللـه حـق الحيـاء ،أن تحفـظ الـرأس ومــا
وعى والبطــن ومــا حـوى ،وتــذكر المــوت والبلــى ،ومــــن أراد الخــرة تــرك مزةينـة الحيـاة الــدنيا وآةثــر
الخرة على الولى ،فمن فعل ذلك فقد ِاستحيا من الله حق الحياء - ''.رواه التمذي -
الحياء في السل م هو الخلق اْلـُمـْلـِز م فإذا ِاْنـَحـّل َتـــبَــ ّدد ت الـمبـاديء الخلقية كلهــا ،لن خيةيــة
هذه المة في حيائها ،فهو الحفز على العروف والناهي عن النكر .
***
74
دلل ت إســم :الــوتــر
- 1الدللة اللغوية َ :وَتر َ َةيِت ُ ا َْلوْتر ُ ،وَتر العدد :أفرده ،وَتر القو م :كانوا جماعة فمأفردهم فمأصــبّح
كل فرد على حدة .وفي الصطلح الفقهي :إسم للركعة الفصولة وحدها وكان ما قبلها شفعا .
- 2الدللة التوحيدية :الوتر إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهـو عـلـى ومزن فـْعــل
-صفة مشبهة ،-ولم ةيرةيد في كتاب الله العزةيز ،و لكن ورد في السنة النبوةيـة إسـما صـرةيحا مطلقـا
عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليـه وســـلم '' :للــه تســعة وتســعون
إسما ،ل ةيحفظها أحد إل دخل الجنة ،وهو وتر وةيحب الوتر -''.رواه البخاري-
قال الحليمي '':الوتر لم ةيكن قدةيم سواه ل إله ول غي إله ،لـم ةيبتــغ شــيئا مـــن الوجــودات أن ةيضــم
إليه فيَُعّد معه فيكون و العدود شفعا ،لكنه واحد فرد وتر''.
– 3الدللة اﻷخليقية :الزوجية قانـون سائد في كل الوجود فل تـوجد ذرة ول مـجرة ،ول أصغر
من ذلك ول أكب إل وهي محكومــة بهــذا القــانون خل اللــه ســبحانه ،فهـــو الـــوتر التفــرِّد بالوحدانيــة
والحدةية ،قال تعالى '':ومن آةياته أن خلق لكم من أنفسـكـم أمزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة
ورحمة - ''.الرو م - 20
إن الغاةية من الزواج في السل م هي العاشة بالعروف ،و العروف هــو كـل قـول و فعل ةيراد بـه
الخير طبقا للشةيعـة لتحقيـق السكـن ،والستقرار الرروحي والنس الجتماعي ،والحسان والرحمة
وتـقـــوةية وتعميـــق الســـؤولية ،والحصــان والعفــاف وإنجــاب الذرةيــة الــــصالحة لســتمرار الـخلـــف
الصالّح ،وتـكـثي سـواد المــة بالصالحي القــــوةياء ،الذةين لةيرةيدون فسداً ول علواً في الرض .
ومن أوكد الواجبات على الوالدةين إلتا م التقـوى فـي جميـع شـؤون الحيـاة ،وتربيـة الطــفـــال عليهـا
لن الطفــل أمانــة ،وكيــانه بمثابــة الصــفحة الناصــعة الخاليــة لهــا القابليــة علــى إســتقبال مــا ُةيرســم
عليها ،فإذا تربى طبقا للمنهج الرباني فسيكون ولدا صالحا ،وسينال السعادة في الدارةين ،وبــذلك
ةيشاركه الوالدان في الجر والثواب ،قال تعالى '':والذةين آمنوا واتبعتهم ذرةيتهــم بإةيمــان ألحقنــا بهــم
ذرةيتهم وما ألتناهم من عملهم من شء كل امرئ بما كسب رهيـن - ''.الطور - 21
اما إذا طََبع الوالدان على صفحات قلب الطفل وروحــه رذائــل الخلق وقبائحهــا ،فقــد ألقيـا بــه فــــي
مــهــاوي الــشقــاء والتهــلكــة ،وبالتالي فإن ومزر ذلك و َوَباله ةيقع على عاتق الوالدةيــــن .
عن عبد الله بن عمر رض الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '':كفـى بالرء إةثما
أن ةيض ّ ِيع من ةيَُعول - ''.رواه احمد -
***
75
دلل ت إســم :الـجـمـيـــل
76
دلل ت إســم :الـمـحـســن
- 1الدللة اللغوية :أحسن ةيحسن الحسان :الب والعروف وفعل ما هــو خي و أفـضـل .
-2الدللة التوحيدية :الحسن إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هو على ومزن إسم
الفاعل من فعل أحســن ،ولــم ةيـرد فــي كتــاب اللــه العزةيــز إســما صــرةيحا ،ولكــن وردت صـيغة الفعــل
مسندة لله ،قال تعالى َ" :وأحسن كما أحسن الله إليك ول تبغ الفساد في الرض إن الله ل ةيحب
الفسدةين - ".القصص - 77
وكما ورد على صيغة صفة التفضيل ،قال تعالى " :فتبارك الله أحسن الخالقي '' -الومنون - 14
ولقد ورد إسم الحسن في السنة النبوةية صةيحاً ومطلقاً ،عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قـ ال رسول الله صلى الله عليه و سلم ":إذا حكمتم فاعدلوا ،وإذا قتلتم فمأحسنوا ،فإن الله محسن
ةيحب الحسني -''.رواه الهيتمي-
الحدةيث ةيشي إلى المـر بالعـدل بيـــن النـاس ،وةيحـث علـى إقامـة الحـد لوقاةيـة الجتمـع مـن الفسـاد
شةيطة أن ةيلمز م العدل الحسان ،قال تعالى " :إن الله ةيمأمر بالعدل و الحسان -".النحل - 90
والسل م ةيرى بمأن تحر ي العدل واجب وتحري الحسان ندب و تطوع ،فمن باب الحسان أن تحسن
لن ةيستحق العقوبـة ،بمعـــن أن تطبـق عليـه العقوبـة مـن غــي إســـراف فـي التنكـــيل بـــه وتعـذةيبه
يا و تشهيــًرا ،لن الله ةيحب العـدل مـع الحسان ،فالتنكيـل بالقتول من خصال الجاهلية ،قال
تشفـ ً
تعالى " :و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقـبتم به ،و لئ صبتم لهو خيـر للصابرةين .و ِاصب ومــا
صبك إل بالله ،ول تحزن عليهم ول تكن في ضيق مما ةيمكرون .إن الله مع الذةين اتقوا والذةين هم
محسنون - ".النحل - 128 - 126
ح ّد القتل ،بل ةيجب أن ةيشــمل ِ
ض في حقه َ
و الحسان ةيجب أن ل ةيبقى مقصورا على النسان الذي ُق َ
كذلك كل ذي كبد حار ،فـفي حالـة ذبّح البهـيـة قصد الكل ،فعلى النسان أن َةيِح ّد شــفرته وةيعزلهــا
عن بقية البهائم وةيسوقها برفق إلى مكان الذبّح ،وةيعجل بإمزهاق روحها بمأسع ما ةيمكن دون تنكيــل
أو تعذةيب أوتشوةيه ،لن الله كتب الحسـان علـى كـل شــيء وأوجبـه فـي كـل شــيء بحسـبه ،ولكـل
شء بما ةيناسبه حت الذى المأذون فيه فبقدره ،وةيكون بحسن القول وطلقة الوجه وحسن اللقاء .
عن شداد بن أوس رض الله عنه قال :حفظت عن رسول الله صــــلى الله عليه و سلم إةثني قــال :
'' إن الله محسن ةيحب الحسان إلى كل شء ،فإذا قتـلـتـم فمأحـسنـوا الـقـتلة ،و إذا ذبحتم فمأحسنوا
الذبّح ،و ليحد أحدكم شفرته وليح ذبيحته -".رواه الهيتمي -
– 3الدللة اﻷخليقية :إن نكران الجميل ةيتنافى مع طبائع النفوس السوةية الت طُِبعت على حب
77
من أحسن إليها ،والتسامّح والعفو مع من أساء إليها ،لذا فإن النفس الت تنكــر الحســان وتتناســاه
هــي نفــس لئيمــة وجحــودة لتعــتف بــالعروف ،والصـــنائع الجميلـــة الــت أســـدةيت إليهــا ،قــال
تعالى '':من ةيبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شدةيد العقاب -''.البقرة -211
والنسان إذا فعل شيئا وكان فيه نفـع و إتقـان فهـو محســن بغـض النظـر عــن عقيـدته و نيـــته ،قـال
تعالى" :من كان ةيرةيد حرث الخرة نزد له في حرةثه ،ومن كان ةيرةيد حرث الدنيا نؤته منها ،ومــا لــه
في الخرة من نصيب -'' .الشورى - 18والحسان في السل م له أعلى رتبة و أسمى درجة لنه ةيزةيد
عن العدل ،الذي هو عطاء مـــ ا عليك و أخذ مالك ،بينما الحســان هــو أن تعطــي أكــث ممــا عليــك ،
وأن تمأخذ أقل مما لك ،لذا فالحسن أخص من الؤمن ،و الؤمن أخص من ال سلم ،لن الحسـن هـو
مــن كـان لله ذاكـراً ،ولعباده نافعاً ولعمله ُمتقناً ُمجيداً .
***
دلل ت اسـمـي :الـمـقــد م و الـمـؤخــر
- 1الدللة اللغوية :قـ ّد م ةيقـ ِّد م التقدةيم والتقدةيمة :ق ّد م الشـيء جعله متقدما ،قـ ّدمــه إلـى غيـــره :
قربه منه ،ق ّدمه على غيه :فّضله .أّخر ةيؤ ّ ِخر التمأخي :عد م بلوغ الغاةية ،أّخر الشء :أجله .
- 2الدللة التوحيدية :القد م و الؤخر إسمـان من أســماء الله الحسنـى التوقيفـــية الطـلقـــة ،وهمـا
متلمزمــان ل ةيُــذَكر أحــدهما دون الخــر للدللــة علــى كمــال صــفاته ،ولةيجــب الــدعاء بمأحــدهما دون
الخر ،و لم ةيردا في القرآن الكرةيم ولقد وردا في السنة النبوةية ،عن علي بن أبي طالب رضـــي اللــه
عنه قال :قال رسول الله صلى اللــه عــــليه وســــلم ":اللهـــم ِاغفـر لـي مـا قــ ّدمت و مـا أّخـرت ،و مـا
أسرت و ما أسفت ،وما أنت أعلم به من ،أنـت الـقـد م والؤخر ل إله إل أنت -".رواه ابن خزةيمة
والتقدةيم و التمأخـي في حق الله صفتان مـن صفـــات الفعـال التابعــة لشــيئته وحكمتـه ،فهـو الــذي
ةيقد م المور والشياء أو ةيؤخرها وفق مشــيئته ،والتقــدةيم و التــمأخي مــن أنــواع التــدبي الــذي ةيتعلــق
بفعل الله ،قال تعالى":قل لكم ميعـاد ةيو م ل تستخرون عنه ساعة ول تستقدمون -''.سبمأ - 30
قال الخطابي " :القد م هو النِّل للشياء منامزَِلها ،ةيقد م ما ةيشاء منها وةيؤخـر ما ةيشاء''.
– 3الدللة اﻷخليقية :سبحان من له طلقة القــدرة إذا أراد شــيئا قــال لــه كــن فيكــون ،وللـــه فــــي
حكَـم بليغة ،لقد أ حكم سبحانه خلــق الكــون بتاتبيـة ،وأتقــن التــدبي فيـه فــمأودع
التقدةيم والـتمأخي ِ
فيه الحسن والتناسـق والتقـان ،وكـذلك الشـمأن فــــي خلــق بـاقي الخلئــق أعطــى كــل مخلــوق خلقـه
اللئق بـه ،وجعـل له هدف وجـودي ووظيفـة حيوةية إلى أجل مسمى ،وقدّ م وأخرالقادةير قبل أن
78
ةيخلق الخلق ،قال تعالى '':ةثـم جعلناه نطفـة في قرار مكيـن ةثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة
مضغة فخلقنــا الضــغة عظامــا فكســونا الـعـظـــا م لحمــا ةثــم أنشــمأناه خلقــا آخــر ،فتبــارك اللــه أحســن
الخالقي - ''.الومنون - 14 - 13
إن الةية الكرةيمة تبي بمأن خلق النسان ةيمر عب سبعة أطوار وهي :
- 1طور النطفة :هو الشكل الذي تتخذه البوةيضة اللقحة -النطفة المشاج -
- 2طور العلقة :فــي الــيـو م الحــ ادي والعشةين تعطي الدماء الحبوسة في الوعية الدموةية للجنيــ
لـون قـطعة مـن الـد م الجامــد ،فــيمأخـذ شـكل ةيشبه علقًة معلقًة على جدار الرحـم .
-3طور الضغة :في اليو م الثامن والعشـرةين ةيتـكون الجنيـن من عدة فـلقـــات تظهــر بينهــا إنبعاجــات
مما ةيجعل شكل الجني شبيها بالعلكة المضوغة ،وفي السبوع السـابع تــبـدأ الصــورة الدميــة فــي
الوضوح نظرا لبداةية إنتشـار الهيكـل العظمـي ،فيمثـل هـذا السبــوع الحـد الفاصـل مـا بيـــن الضـغة
والشكل النساني نسبيا .
- 4طور العظا م :مع بداةية السبوع السابع ةيمأخذ الجني شكل الهيكل العظمي ،حيث ةيـتـم النتقال
من شكل الضغة إلى بداةية شكل الهيكل العظمي في فتة مزمنيـة وجيـــزة ،وهــذا الهيكـل العظمــي هــو
الذي ةيعطي الجني مظهره الدمي .
- 5طور الكساء باللحم :تبدأ مرحلة كساء العظا م باللحم في نهاةية السبوع السابع ،و تستمر إلى
نهاةية السبوع الثامن ،وةيتمي هذا الطور بإنتشار العضلت حول العظا م ،وةيعتـب هــذا الطــور الــذي
ةينتهي بنهاةية السبوع الثامن نهاةية مرحلة التخلق .
- 6طور النشمأة خلقا آخر :خلل هذه الرحلة تتم عدة عمليات هامة في نمو الجني ،حــيـث ةيتضــّح
بجلء ســـ رعة معــدل النمــو مقارنــة بمــا قبلــه مــن الراحــل ،فتبــدأ أحجــا م كــــل مــن الــرأس والجســم
والطراف في التوامزن والعتدال ،وفي السبوع الثاني عش ةيتحــدد جنــس الجنــي بظهور العضاء
التناسلية الخارجية ،وتصبّح العضاء والجهزة مهيمأة للــقــيا م بوظائفـــها .
– 7طور قابلية الحياة خارج الرحم :تبــدأ فــي الســبوع الثــاني والعشـــرةين ،وتنتهــي فــي الســبوع
السادس والعشةين ،عندما ةيصبّح الجهامز التنفس مؤهل للقيـا م بوظـائفه ،والجهــامز العصـب مــؤهل
لضبط حرارة جسم الجنيـ ن ،فيقو م الرحم بتوفي الغذاء والبيئة اللئمة لنمو الجنـي ،وتســتمر إلــى
طور الخاض والولدة .
سبحان القد م و الؤخر ةيقد م وةيــؤخر مــا ةيشــاء بتجيــّح إرادتــه وحكمتـه ،وفــي كــل تقــدةيم أو تــمأخي
حكمة باهرة وقدرة نافذة ،ل ةيدخل تدبيه خلل ول مزلل ،وةيضع الشياء في محلها بحكمته .
79
دلل ت إسـمـي :الـقـابــض الـبـاســط
- 1الدللة اللغوية :قبض ةيقبض القبض :ا ُ
للك و الحّيامزة ،قبض الله الرمزق :ضّيـقـــه وقـ ّتـره .
بسط ةيبسط البسط :النش و الدد ،بسط الله الرمزق :جعله ُميّساً ووافراً .
– 2الدللة التوحيدية :إن إسمي القابض الباسط من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهمــا
متلمزمــان ل ةيُــذ َكر أحــدهما دون الخــر للدللــة علــى كمــال صــفاته ،ولةيجــب الــدعاء بمأحــدهما دون
الخر ،و لم ةيـردا فــي كتـاب اللـه العزةيـز ،ولكــن ورد معناهمـا بصــيغة الفعــل ،قـال تعـالى " :واللــه
ةيقبض و ةيبسط ،و إليه ترجعون -".البقرة - 243
ولقد وردا في السنة النبوةية إسمي صةيحي مطلقي ،عــن أنــس بــن مالــك رضــي اللــه عنــه قــال :
قـال الناس :ةيا رسول الله غل ال ّ ِسعر فَس ّ ِعر لنا ،قال رسـول اللـه صـلى اللـه عليـه و سـلم ":إن اللـه
هو ا َْلُمَس ّ ِعر القابض الباسط الرمزاق ،و إني لرجــو أن ألقى الله وليس أحد منكم ةيطالبن بـمـظـلـمتة
فـي د م ول مال - ".رواه أحمد -
لقد بي عليه السل م بمأن الله هو القابض الباسط ،ةيـقـبـض الرمزاق بعدله وحكمته وةيبسطها بجـوده
و كرمه ،و القبض ليس من باب العجـز وإنمـا من باب علمه و خبته بعباده ،فهو عليم وخــبي بمــا
ةيصلّح أحوالهم ،قال تعالى" :و لـو بـــسط اللـه الـرمزق لعبـاده لبغـوا فـي الرض ،و لكـن اللـه ةينــِّزل
بقدر ما ةيشاء ،إنه بعباده خبي بصي -".الشورى - 25
- 3الدللــة اﻷخليقيــة :إن القــابض الباســط إذا شــاء ةيقبــض الشــاعر قبضــاً فـتـــفيض حزنــا ،ول
وحبورا ،والقبض جللي
ً ةيـمكنلحد أن ةيفرجها إل هو ،وإذا شاء ةيبسطها بسطا ً فـتـفيــض إنـشـراحاً
ففيه تظهر عظمة وكبةياء القابض الذي ذ ُّل له كل شء ،والبسـط جمالي فـفـــيه تظهـر رأفـة الباسـط
الذي رحمته شملت كل شيء .
قال أحد السللف ":ةيبسطك كي لةيـبقيك مع القبض ،و ةيقبضك كي ل ةيتكك مع البسط ،وةيخرجك
عنهما كي ل تكون لشء دونه ".
قال تعالى'':ومن ةيرةيد أن ةيضله ةيجعل صدره ضيقا حرجــا كمأنمــا ةيصــعد فــــي الســماء كــذالك ةيجعــل
الرجس على الذةين ل ةيومنون -''.النعا م - 126
وةيفهم من قوله سبحانه '':ضيقا حرجا '' قبض الصدر الذي ةيشعر به الصاعد في أجـــواء الســماء مــن
ضيق في التنفس ،حيث تنغلق مجاري التنفس إنغلقاً ل ةينفذ منها شـيء على الطلق ،وهذا حال
كل من طغى وعتا وإن بدا لك أنه في سعة من الدنيا .
***
80
شـافـــــي
دلل ت إســم :الـ ّ
- 1الدللة اللغوية :شفى ةيشفي الشفاء :البء و إستعادة الصحة و العافية ِ ،استشفـى الرةيــض :
طلب الشفاء من الله.
- 2الدللة التوحيدية :الشافي مــن أســماء اللــه الحســن التوقيفيــة الطلقــة ،و هــو علــى ومزن إســم
الفاعل ،ولم ةيرد إسما صةيحا في كتاب الله العزةيز ،ولقدد ورد على صــيغة الفعــل مســندا إلــى اللــه
سبحانه ،قال تعالى " :و إذا مرضت فهو ةيشــفين " -الشــعراء ، - 80ولقـــد ورد فــي الســنة النبوةيــة
إسما صةيحا مطلقا ،عن أمنا عائشة رض الله عنها قالت '' :إن رسول الله صــلى اللــه عليــه وســلم
كان ةيعود بعض أهله فيمسّح بيده اليمن ،و ةيقول '':اللهم رب الناس أذهـب الـبمأس ،و أشـفـه أنت
الشافي ل شفاء إل شفاؤك ،شفاء ل ةيغادر سقما -".متفق عليه -
و الشافي هو الـــذي ةيبـــريء وةيعــافي علــى وجــه الحقيقــة ،ول ةيقــدرعلى ذلــك إل هــو ،لنـــه وحــده
القـادر على أن ةيخِّلص النسان مـما ألـم به من أدواء و أسقا م ،وةيعيد له صـحته وعافيته .
- 3الدللة اﻷخليقية :الرض هو كل ما خرج بالنسان عن حــ ِّد الصــحة والعافيــة بســبب عِّلــة فــي
دنس الــروح ،وتعمــى البـــصية فتطغــى
العقل أو القلب أو بقيــة أعضـاء البــدن ،وأخطرهـا عنــدما تـ ُــ ّ
النفس المارة بالسوء ،وتَْرُنو الهواء والشهـوات عليها ،فـيصبّح النسان لةيعرف معـروفـ ًا ول ةينكر
منكراً ،فكلما نمأى وأعرض عن الله إل و أصبـــّح َهَملً ةيلقــي بنفســه إلــى التهلكــة ،قـال تعـالى '':ول
تكونوا كالذةين نسوا الله فمأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون -''.الحش - 19
عن العباس بن عبــد الطلــب قــال" :قلــت ةيــاا رســول اللــه علمنــي شــيئا أسمألـــه اللــه قــــال '':ســل اللــه
العافية ،ةثم مكثت أةياما ةثم جئت فقلت :ةيا رسول الله علمـن شيئا أسمأله اللــه :فقــال لــي :ةياعبــاس
ةياعم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والخــرة - ".رواه التمذي -
العافية هي دفاع الله عن العبد ،فما أنعم الله على عبده بنعمة أوفـى مـن العافية ،عن عـبـد الله
سِئل الله شيئاً أحــب مــن بن عمر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " :ما
ُ َ
أن ُةيسمأل العافية -".رواه التمذي -
و لا كانت العافية في البدان و الةيمان من أجل نِعَــم اللــه علــى عبــاده و أجـزل عطاةيــاه ،كــان لزامــا
ِحْفظ هذه النعمة بالحمد و الشكر والراعاة والحماةية ،عــن أبــي الــدرداء رضـــي اللــه عنــه قــال :قــال
رسول الله صلى الله عليه و سلم " :من أصبّح معافى في جسده آمنا في ســةيه ،عنــده قــوت ةيــومه
فكمأنما حيت له الدنيا -".رواه التمذي -
81
دلل ت إســم :الــرفـيــق
- 1الدللة اللغوية :رفق ةيرفق الرفق :الرقة واللطف وحسن العاملة بالقول والفـعـل ،والرفق ةيراد
به اليس في المور والسهولة في التوصل إليها ،و أصل الرفق في اللغة هــو النفع .
- 2الدللة التوحيدية :الرفيق إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،و هو على ومزن َفِعيــل
-صيغة مبالغة ، -ولم ةيــرد في كتاب الله العزةيز ،ولقـد ورد في السنة النبوةية إسـما صةيحا مطلقا
عن أمنا عائشة رض الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليــه و ســلم ":إن اللــه رفيــق ةيحــب
الرفق في المر كلِّه ،و ةيُعطي على الرفق ما ل ةيعطي على العنف -".رواه البخاري -
والرفيق هو الــذي شــمل كــل الكائنــات بالرحمـة ،ةثــم حــدد لـهـــم الهــدف الوجــودي والــوظيفي ،ودعــا
النسان للتفكـي في أوجه هذا الرفق ا َْلـُمضَمر فــي الةيجــاد الفعلــي ،لن أفعــاله ســبحانه كلهــا رحمــة
ورأفة ،فل ةيمأخذ عباده بالتكاليف الشاقة ،وةيتـدرّج معهـم مــــن حـال إلـى حـال حـت تمألفهـا نفوسـهم
وتمأنس عليها طباعهم ،قــال تعالى '':أل ةيعلم من خـلق وهو الـلطيف الخبي -''.اللك - 14
– 3الدللة اﻷخليقية :السل م ةيعتب الرفق أساس النهج الرباني ،لنه متضمن لعانيه الواسعة
وغاةياته البعيدة ،عن أمنا عائشة رضـي اللــه عنهــا قـالت " :كنــت علــى بعيـــر فـــيه صــعوبة فجعلــت
أضبه ،فقـال رسـول الله صلى الله عليه و سلم ":عليك بالرفـق فإن الرفـــق ل ةيكــون فــي شـــيء إل
مزانه ،و ل ةينع من شء إل شانه -".متفق عليه -
قال أبو حامد الغزالي ":الرفـق مـحمــود وضده الـعـنف والـحـِّدة ،والـعـنـف ةينتجه الـغـضب ،والرفق
واللي ةينتجهما حسن الخلق والسلمة ،و الـرفق ةثمـرة ل ةيثمرها إل حسن الخلق ،و ل َةيْحُسن الخلق
إل بضبط قــوة الغضب وقــوة الــشهـــوة ،وحفظهمـا عند حد العتدال ".
عن أمنا عائشة رض الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسـلــم ":مــن أُْعِطـــي حظه
َ
من الرفق فقد أُْعِطَي حَُظه من خي الدنيا والخرة ،ومن ُ
حِر م حَُظه من الرفق فقد حُِر م حَُظه من خي
الدنيا والخرة - ".رواه أحمد -
***
82
عـــر
دلل ت إســم :الـمـسـ ِّ
- 1الدللة اللغوية :سعر ةيسعر السعر :الثمن و القيمة الت تمكنك من شاء حاجتك .التسعية :
بيان أسعار البضائع وتعدّ تعرةيفة رسمية ل ةيمكن الزةيادة فيها .
السعر إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقــة ،أتــى علــى ومزن إســم
ِّ – 2الدللة التوحيدية:
الفاعل ،ول م ةيرد في كتــاب اللــه العزةيــز ،ولقــد ورد فــي الســنة النبوةيــة إســما مـــطلقا مقرونــا بمأســماء
أخرى ،عن أ نس بن مالك رضــ اللــه عنــه قــال :قــال النــاس :ةيــا رســول اللــه غل الســعر فـــس ّ ِعر لنــا
فـقال رسـ ول الله صلى الله عليه و ســلم " :إن اللــه هــو الســعر القــابض الباســـط الــرمزاق ،وإنــنـــي
لرجــو أن ألـقـى الله وليس أحــد منكم ةيطــالـب بمظلمة في د م و ل مــال -".رواه أحمد -
السعر ةيستمد دللته التوحيدةية من وحدة صفاته العلى ،فالتسعي في حق الله ةيتعلق بطلقة
ِّ إسم
قدرته ،ةيقبض وةيبســط الرمزاق كيـف ةيشـاء ل ةيحكمـه قـانون ،قـال تعـالى '' :وقــالت اليهــود ةيـد اللـه
مغلولة ،غلت أةيدةيهم ولعنوا بما قــالـــوا ،بل ةيــــــداه مبسوطتان ةينفق كيف ةيشاء-".الائدة - 66
- 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى" :ولــو بســط اللــه الــرمزق لعبــاده لبغــوا فــي الرض ،و لكــن ةينــزل
بقدره ما ةيشاء ،إنه بعباده خبي بصي -".الشورى - 25
تــبي الةيــة أن القبــض والبســط ملمزمــان لخــبته ،فهــو أعلــم بمــا ةيصــلّح احــوال الخلئـــق وبمـــا
ةيفسدها ،ةيبسط السباب بجوده و ةيقبضها بحكمته ،والقبض ليس عن عجز أو تقتي وإنمــا مرجعــه
إلى إبتلء النسان وكذلك البسط ،ل ةيسوق الشــدائد تشــفيا ،وإنمــا ةيســوقها لــدفع عبــاده إلــى بــابه
صما ليكونــوا عــبة ،لن الشـــر
ليستفيقوا من غفلتهــم ،و ةيســوقها للعصــاة ردعــاً ليتوبــوا ،وللكفارقـــ ْ
ليس إليـه و ل ةيـدخل فـي أفعـاله ،ول ةيضـاف إليـه فعلً ول وصـفاً ،وإنمـا ةيـدخل فـي مفعـولته أي
مخلوقاته ،قال تعالى " :وما ظلمناهم و لكـن كانوا أنفسهم ةيظلمون -''.النحل - 118
والؤمن عند القبض ةيجب أن ةيكون صبوراً شكوراً ،لن لله على عبده عبودةيًة في الــسـراء كـما في
الضاء ،فمن كان عبدا لله في الحالتي َتَوّله سبحانه بالعانة والتمأةييد والحفظ ،قـال تعـالى '':ولــو
أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنــا عليهـم بركـات مــن الســماء والرض ،ولـكــــن كـذبوا فمأخـذناهم بمـا
كانوا ةيكسبون - ''.العراف - 96
***
83
دلل ت إســم :الـسـِّيــد
- 1الدللة اللغوية :ساد ةيُسود السيادة والّســْؤَدد :العظمــة والــجـد والتمكن ،ساد قومه أحكمهم
و تولى عليهم فهو سائد وسيد ،والـسيد كــل من أفرضت طـاعته ،قال تعــالى " :وألفيــا ســيدها لــدى
الباب" -ةيــوسف - 25أي مزوجها ،وسيد كل شء أشفه.
- 2الدللة التوحيدية :السيد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهــو عـلى ومزن فعيل
-صفة مشبهة ، -ولم ةيرد في كتاب الله العزةيز ،ولـقـد ورد فـي الـسنة النبوةية إسـما صةيحا ومطلقــا
عن مطرف بن عبد الله بن الشخي قـال :قـال أبـي ِ":انطلقــت فــــي وفـــد بـــني عـامر إلـى رسـول اللــه
صلى الله عليه و سلم ،فقلنا :أنت سيدنا ،فقال :السيد تـبـارك وتـعـالـى ،فقـلـنا :وأفضلنا فضل
وأعظمنا طول فقال :قولوا بقولكم أو بعض قولكم ول َةيـْسـَتـْجـِرّةينَـكم الشيطان - ".رواه أبو داود -
الحدةيث ةيبي بمأن الـسـؤدد قي السل م هو حـقـيـقـة لله ،فهو وحده لـه السيــادة خلقاً وملكاً وتدبياً
وتشـةيعاً ،وهـو وحـده الـذي ةينبغـي أن ُتصــرف لـه الطاعـة والعبودةيـة التامـة ،لنـــه العبـود بحـق
وحقيقة ل شـرةيك له ،وهذا من باب حماةية التوحيد وصيانته مـــن الشرك الخفــي ،لكــي ل ةينصــرف
القلب إلى نـوع من التعلـق بالخلوقي ،والـخـضــوع لهــــم والنكسار إليهــم ،وهــذا لةيِحّــل ولةيجــومز
صـــرفه إل للــه ،وقــوله عليــه الســل م " :ول ةيســتجرةينكم الشــيطان" :أي خــذوا حــذركم مــن غواةيــة
الشيطان لكي ل َةيْس َ ِ
ت ّلُكم َفــَتــَتــَماَدْوا في إطــراء ومـــدح الخلق .
قــال تعالىِ":اتخــذوا أحبــارهم ورهبــانهم أربابــا مــن دون اللــه والـمسـيـــّح ابــن مرةيــم ،و مــا أمـروا إل
ليعبدوا إلها واحدا ،ل إله إل هو ،سبحانه عما ةيشكون -".التوبة - 31
– 3الدللة اﻷخليقية :يرى أهل التوحيد بمأن سيادة الله متجلية في :
- 1السيادة الكونية :لقد أوجد جميع الخلوقات من العد م ،وق ّدر أمورها فــي المزل فحــدّد الغاةيــة مــن
وجودها ،وسخرها لداء وظيفتها .
- 2السيادة التدبيةية :ةيصف أمور الخلئق بــالعلم والحكمــة والرحمــة والعــدل ،ولــه الغلبــة وعلــو
القهر والتدبي ،والتصف الطلق في الخلق والمر والجزاء.
-3السيادة التشةيعية :عـّ لم النسان مـا لم ةيـعلم ،وعـّرف إلـيه الغاةية الت خلق من أجلها ،وحـّبب
إلـيه الةيمان وكّره إليه الكفر والفسوق والـعصيان ،و أمره بالطاعة واللتا م ،وأراد به الـيسـر ولم
ةيـرد به الـعسـر ،ولم ةيكلفه بما ةيشــق أو ةيـخرج عن وسعه و طاقته .
والسل م جعل سيادة النسان تتمحــور حــول إنبعــاث مكــار م الخلق ،عــن أبـــي هرةيــرة رضـــي اللــه
عـنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه و ســلم '' :إنما بعثت لتمم صالّح الخلق -" .رواه أحمد
84
دلل ت إســم :الـسـتـيــر
- 1الدللة اللغوية :ست ةيست ال ّ ِست و الّست :ست الشء :غطاه وأخفـــاه و حجبـــه ،وهــذا مـــن
الّست )بفتّح السي( ،أما ما ُةيغطّى به الشء فهو ال ّ ِست )بكس السي( .
أما عن ضبط إسم الستي فقد اختلف فيه فقهاء اللغة بي ال ّ ِس ِّتي على ومزن ال ّ ِس ّ ِكي ،و الّسِتيـر علــى
ومزن الكرةيم ،و ةيرى ابن الةثي أن الصل في َفِعيل بمعن فاعــل هو التخفيف ل التشدةيد .
- 2الدللة التوحيدية :الستي إسم مـن أسـماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ،وهو على ومزن فَِعيل
-صيغة مبالغة ،-لم ةيرد في كتــاب اللــه العزةيــز ،ولقــد ورد فــي الســـنة النبوةيــة إســـما مـــطلقا ،عــن
بار بل
ةيعلى بن أمية رض الله عنه قال :إن الرسـول صلى الله عليه و ســلم رأى رجل ةيغتسل باْل َ َ
حِيـّي َسـِتـيـر ٌ ةيـحب الّست
إمزار ،فصعد النب فحمد الله وأةثن عليه ةثم قـال " :إن الله عزّ و جلّ حليم َ
فإذا ِاغتسل أحدكم فليستت - ".رواه أبو داود -
قـال البيهـقي":الّستي ةيعن أنه ساتر ةيستـر على عـباده كثيـــرا ،ول ةيفـــضحهم فـــي المشــاهد ،كــذلك
ةيحب من عباده الست على أنفسهم وإجتناب ماةيشينهم" .
***
85
دلل ت اســم :الـمـنــان
- 1الدللــة اللغويــة َ :مــّن َةيُمــّن ا َْلَمــّن و ا َْلِمّنــ ةُ :الحســان و النعــا م وصــنع الجميــل ،قــال تعــالى :
"وظللنا عليكم الغما م و أنزلنا عليكم اْلَمّن و السلوى" ،قال ابن كثي " :النّ كل ما ِ ّ
امت اللــه بــه علــى
بن إسائيل من طعا م و شاب ،وغي ذلك مما ليس لهم فيه عمل ول ةيد".
- 2الدللة التوحيدية :النان إسم من أسماء الله الحـسـن الـتوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفّعال
-صيغة مبالغة ، -ولم ةيرد في القرآن الكرةيم إسما صةيحا ،ولكن ورد بصيغة الفعــل مثبتــا للــه فــي
آةيات عدةيدة ،قال تعالى" :ةيمنـومن عليـك أن اسـلموا ،قــــل لتــمـــــنوا علـي إسـلمكم ،بـل اللـه ةيمـن
عليكم أن هداكم للةيمان إن كنتم صادقي - ".الحجرات -17
ولقد ورد في الـسـنة النبوةية إسما صةيحا مطلقا ،عن أنس بن مالك رضـي الله عـــنه أنــه كــــان مــع
رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ،ورجل ةيصلي ةثم دعا " :اللهم إني أسمألك بمأن لك الـحمد ل
إله إل أنت النان ،بدةيع السماوات والرض ،ةيا ذا الجلل و الكرا م ةيــا حــي ةيــا قـيـــو م ،فقــال رســول
الله صلى الله عليه وسلم " :لقد دعا الله تعــالى بإســمه العظيــم الـــذي إذا ُدِعـــي بـــــه أجــاب ،و إذا
َ
سِئل به أعطى - ".رواه التمذي -
ُ َ
قال ابن تيمية " :النان هو الذي ةيبدأ بالنوال قبـل السؤال ،وهو العظيم الواهب كثي العطــاء واســع
الحسان ،الذي ةيُِدّر العطاء على عباده وةيوالي النعماء عليهم تـفــضل منـه و إكرامـا ،فله النة علــى
عباده ول منة لحد منهم عليه".
– 3الدللة اﻷخليقــية :عن أبــي ذر الغفاري رض الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه
سبل
وسلم '' :ةثلةثة ل ةيكلمهم الله ول ةينظر إليهم ةيو م القيامة ،ول ةيـزكـيـهـم ولـهـم عـذاب ألـيم :الُم ْ
والنان ،والنفق سلعته بالحلف الكاذب - ''.رواه مسلم -
الــنان هو النــسان البالغ فـي تعدةيد النعمة والفضل على من أحسن إليه حـتـى ةيفسد عطـاَءه ،لذا
أمــر الســل م بـعد م إستكـثار عمـل الخي ،لن في ذلك مدعاة للعــتزامز بــالنفس ،بــل علــى النســان
إستصغار تضحيته وبَْدِله ،مع الشعور بالخوف مــن عــــد م ّ
تقـــبل اللــه إحســانه الــذي ةيجــب أن ةيكــون
خالصا لله ،ل لرتقاب الثواب عليه من الخلق ،ول لرغـبة في شء مـن الدنيا .
قال ابن كيسان '' :ل تستكث عملك فتاه من نفســك ،إنمـا عملــك ِمّنـٌة مــن اللــه عليـك إذ جعــل لــك
سبيل إلى عبادته''.
قـال تـعالى '':الذةين ةينفقون أموالهم في سبيل الله ةثم ل ةيتبعون ماأنفقوا َمّناً ول أذى لهم أجرهم عنــد
ربهم ول خوف عليهم ول هم ةيحزنون -''.البقرة - 262
86
دلل ت إســم :الـطـيــب
- 1الدللة اللغوية :طاب ةيطيب ِطيًبا و ِطيبًَة و ِتْطَياباً :طاب الشء :لّذ ومزكي ،طـــــاب الهواء :
ل ََن ورَّق ،لقمة طيبة :حلل ،كل م طيب :طاهر وسالم من الخبث.
- 2الدللة التوحيدية :الطـيـب إسـم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهو على ومزن َفْيعل
صيغة غي قياسية ةيراد بها البالغة ،ولم ةيرد إسما صةيحا في القرآن ،ولكن ورد كــصفة لفـعال
العـباد ترضيه سبحانه ،قال تعالى" :إليه ةيصعد الكل م الطيب ،و العمل الصالّح ةيـرفعه" -فاطر 10
ولقد ورد في السنة النبوةية إسما صةيحا مطلقا ،عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال :قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " :ةيا أةيها الناس إن الله طيب ل ةيقبل إل طيبا ،و إن الله أمر الؤمني بما أمر
به الرسلي ،وقـرأ ''ةيا أةيهـا الرسل كلوا من الطيبات وِاعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ".وقرأ :
''ةيا أةيها الذةين آمنوا كلوا من طيبات ما رمزقناكم ،واشـكروا لله إن كنـتم إةياه تعبدون" ةثم ذكر الرجل
ةيطيل السفر أشعـت أغبر ةيـمـد ةيـدةيه إلى الـسمـاء ةيارب ةيـارب ،ومطعـمه حرا م وملبسه حرا م ،وغذي
بالحرا م فمأّنى ُةيسَتجاب له ؟ '' -رواه مـسلم -
صُدر عنه وهي منتهية إليه سبحانه ،فما طاب شـيء إل بطيبه ،ول ةيقول ولةيفعل
والطيبات ك ّلها َت ْ
إل ما هو موجب لكماله وعظمته ،ول ةيقبل من عباده إل ما كان موصوفا بالطيب ،لذا أمرهــم بــمأن ل
ةيقولوا إل خيا ول ةيعملوا إل صالحا ،ول ةيكســبوا إل حلل ول ةينفقــوا إل طيبــا ،قــال تعــالى '' :ةيــا
أةيها الذةين آمنوا ل تحرموا طيبات ما أحل الله لـكـم ول تعتدوا إن اللـه ل ةيحب العتدةين .وكلــوا ممــا
رمزقنكـم حلل طيـبا ،وِاتـقـوا الله الذي أنتم به مومنون -''.الائدة - 90 - 89
- 3الدللــة اﻷخليقيــة :إن اللــه خلــق النســان و أوجــد لــه النعــم ،وفطــره علــى التمتــع باللــذات
والشهوات ،ولكنه سبحانه شــّرع وبـّي له متــى تكــون الـنعـمة طـيــبة فتِحّل له ،ومت تكون خبيثة
فُتحرَ م عليه ،فجعل النعمة الطـيـبة أصـلها تحقيق النفــع فــي إطــار الحلل ،وجعــل الخبيثــة رجــس
ِاجتمعت فيها كّل موبقات الذنوب ،فهـي مفـتاح كل شـ ّ ٍر ومـنفـذ كـ ّ ِل بـلء ،والله ّ
كر م النسان بالعقــل
و مزةينه بالفهم ووجهه بالتدبر والتفكر ،فكان العقـل مــــن أكـب ِنعَـم اللــه علـى النســان ،فهـو منطلــق
التكليف وبه ةيميّيز بي الحلل والحرا م والضار والنافع ،وبه ةيسعـد النسان فـي الدنيا والخرة .
قال تعالى " :قــل ل ةيســتوي الخـبيـــث و الـطيـــ ب و لــو أعجبــك كــثة الخــبيث ،فــاتقوا اللــه ةيــا أولــي
اللباب لعلكم تفلحون -".الائدة - 102
87
دلل ت إســم :الـسـبــوح
- 1الدللة اللغوية :سبّح ةيسبّح التسبيّح :سبّح الله :ن ّزهه عن كل سوء ونقص وعـــيب .
- 2الدللة التوحيدية :السبوح إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،ولم ةيــمأت علــى ومزن
َفـُعـول -صيغة مبالغة -كـباقي السماء الخرى ،وإنما أتى مـضمــو م الول ومضعـــف الثــاني علــى
ومزن -فُْعُلول ، -ولم ةيرد في كتـاب اللـه العزةيـز إسـما صـةيحا ،ولكـن وردت صـيغ مـادة التسـبيّح :
سبّح -فعل مضارع ، -سَِّبّح -فعــل أمــر ، -الــّتســـِبيّح مصــدر ، -وبالصــيغة
سبّّح -فعل ماض ، -ةيُ ِّ
الت تقو م مقا م الصدر -سبحان ، -ولقد ِاستوعب القرآن كــل أوجه الـكلمة تقرةيبـا إل الســم الصـــرةيّح
فقد ورد في السنة النبوةية صةيحا ومطلقا .
عن أمنا عائـشـة رضـي الله عـنـها قـالت '' :كـ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ةيقــول فــي ركــوعه
وسجوده '':سبوح قدوس رب اللئكة والروح - ''.رواه مسلم -
إسما السبوح القدوس قد ةيردان متلمزمي للدللة على إةثـبات مـطلق التعظـيم والتنزةيه والكمال ،وأما
إذا ورد كل إسم على ِحَدة فهو ةيدل تصةيحا وضمنيا إما على التنةيه أو التعظيم لبيان الكمال ،ولــذا
فإن ذِْكر صيغة سبحان في القرآن دائما تكون مقرونة إما بإةثبات أو نفي ،فالةثبات ةيفيد التـعـظــيم
والنفي ةيفيد التنةيه .
- 3الدللة اﻷخليقية :وإن من شـيء إل ةيسبّح بحمده ،ولكن ل تفقهون تسبيحهم ،إنه كــان حليمــا
غفورا ''.الساء - 44
إن العبادة لتستقيم إل بالتسبيّح أي الـتنةيه والتعظيم ،والتسبيّح بالنسبة للنسان إعتقاد ومقال
وعمــل طــوعي وإختيــاري ،وبالنســبة لبــاقي الكائنــات الخــرى هــو إعتقــاد ومقــال طــوعي إجبــاري
وةيـتـ ّ ِ
ضّح هذا مــن قـــوله ســبحانه '' :ولكــن ل تفقهــون تســبيحهم'' ،فــالله ل ةينفــي الـــسمع وإنمــا ةينفــي
الـفـقـه ،وهــو الفهم العميق الؤةثر في النفس والباعث على رد الفعل .
قال تعالى'' :حـتـى إذا ما جـاؤها شـهـد عليهم سمعهم وأبصارهم وجـلـودهـــم بـــما كـانـــوا ةيـعـــملون .
وقـ الوا لجلودهم لم شهدتم علينا ،قالوا أنطقنـا اللــه الـذي أنطـق كـل شـــيء ،وهـو خلقكــم أول مــــرة
وإليه ترجعون '' -فصلت - 20 - 19
إن الةية الكرةيمة تبي بمأن فعالية النسان تكمن في قدرته الرادةية ،الـتـي وهـبه الله إةياهــا فســخرها
له ،وأمره بتوظيفها فيما ةيـخـتـاره مـن خـيـر أو شـر ،ولـيـس له أن ةيخرج عــن أ ّ ٍي منهمــا كيفمــا كــان
إختياره ،فإن إختياره لةينفـي ول ةيتعـ ارض مع شمولية حالة التسبيّح الت بينها سبحانه ''وما مــن
شء إل ةيسبّح بحمده'' .
88
دلل ت إســم :الـجــواد
- 1الدللة اللغوية :جاد ةيجود الجود :السخاء والبذل والكر م ،جاد بماله :بذله وسخا به .
جاد بِعرْ ِ
ضه :عفا عمن أساء إليه ،جاد بنفسه :ضحى بها في سبيل الله .
- 2الدللة التوحيدية :الجواد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ،وهـو علــى ومزن فَُعــال
بضم الول وتخفيف الثاني -صيغة مبالغة غي قياسية ، -ولـم ةيـرد فـي كتـاب اللــــه العزةيـز ،ولقـد
ورد في السنة النبــوةية إسما صةيــحا مطلقا ،عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :قـال رسـول الله
صلى الله عليه وسلم '':إن الله تعالى جّواد ةيحب الجود ،وةيـحب معالي الخلق وةيكره سفاسفها''.
-رواه البيهقي -
الـجـود هـو وصف ملمز م لله ،ةيبدأ بالنوال قبل السؤال لغي عوض ،وبعـد الســـؤال أجــــود ولةيخلــو
جــوِده ،وأحب ما إليه أن ةيجـود على عباده فيوسعهم فضلً ،وةيغـمـرهم إحساناً وجـوداً جـوٌد من ُ َمـْو ُ
وةيـِتــّم عليهم نعمَته ،وةيضاعف لدةيهم ِمـّنـَته وةيتحّبب إليهم بعفوه ومغفرته ،ومحّبُته للجود فوق ما
ةيخطـر ببال الخلق أو ةيدور في أوهامهم .
– 3الدللة اﻷخليقية :قال تعالى '':وسخر لكم ما في السماوات وما في الرض جـميعا منه إن في
ذلك لةيات لقو م ةيتفكرون -''.الجاةثية - 12
إن قـهـر وتـسخي باقي الكـائنات للنسان مـن أكب النعم الـت أنعم بها الله عليه ،وهذا من جوده
ورحمته به حيث حفظ لجميع الكائنات خصوصياتها ،وصان ترابط العلل بالعلولت لكي لتعود
ات هـتا وصفاتـها
إلى الـعـد م ،فـلول حفـظـه لـقـوانـيـن الـتـرابـط لـفـقـدت الـموجودات خصوصيات ذََو ـِ
وتنافرت وتباعدت ،قال تعالى '' :أفـرآةيتم الـماء الـذي تشـربون .أأنـتم أنزلتموه من الزن أ م نحن
النلون .لو نشاء جعلناه أجاجاً فلول تشكرون - ''.الواقعة - 73 - 71
الةية الولى تنبهنا وتذكرنا بنعمة ماء الطر النقي الصالّح للشب والزرع ،والةية الثانيــة تســتفِْهُمنا
عن من أنزله من السماء عذبا فراتا سائغا شـرابه ،وةيمأتي الجواب الستمد من العاةينة الذي ل ةيتك
أدنى مجال للشك بمأن الله هو ال ُ ْ ِ
نّل ،وبالتالي هو القادر لو شاء لجعله أجاجاً شدةيد اللوحــة كميــاه
البحار والحيطات ل ةينفع الرض ول من عليها .
والعجامز هو تساقط الطر الحامضـي الذي ةيكتسب الصفة الحمضية بســبب ذوبــان الغــامزات الضــارة
بمــاء الطــر ،فيــؤدي إلــى تلــف الكــثي مــن النباتــات والشــجار ،وةيلــوث ميــاه البحيـــرات والنهــار
وةيقضـي على ما تحتوةيه الراض من خيـرات ،كما ةيتسبب في عمليات التآكل فــي النشــآت الحجرةيــة
والعدنية ،فمن الذي ةيستطيع منع الطر الحمض ؟
89
دلل ت إســم :الـديــان
-1الدللة اللغوية :دان ةيدةين الدةين :وةيطلق على عدة معان منها :
* شةيعة الله الت ارتضاها لعباده * الطاعة و الخضوع :دان العبد لسيده :أطاعه * الجزاء :جــاء
في الةثر كما تدةين تدان ،وقال تعالى " :مالك ةيو م الدةين" ةيو م الحســاب و الجــزاء ،ودان اللــه الخلــق
أي حاسبهم ،و جزاهم على ما عملوا في الحياة الدنيا.
- 2الدللة التوحيدية :الدةيان إسم من أسماء الله الحســن التوقيفيــة الطلقــة ،لــم ةيــــرد فــي كتــاب
الله العزةيز ،ولقد ورد في السنة النبوةية إسما صةيحا مطلقا ،عــن عبد الله بن أنيــس قــال :ســمعت
حشـُر اللـه عـزّ و جـلّ العبــاد ،قـال - :و أومـمأ بيـده إلــى
رسول الله صلى الله عليه و ســلم ةيقـول ":ةيَ ْ
الشا م ُ -عراًة ُغرْل ً ب ُْهماً ،قلت :ما ب ُْهماً ؟ قال :ليس معهـم شــيء ،فينـادى بصـوت ةيسـمعه مـن بَُعـَد
ب '':أنا اللك ،أنا الدةيان ،ل ةينبغي لحد من أهل الجنة أن ةيدخل الجنــة ،و أحــد
كما ةيسمعه من َقر ُ َ
من أهل النار ةيطالبه بمظلمة ،ولةينبغي لحــد من أهــ ل النار أن ةيدخل النار ،و أحد مــن أهــل الجنــة
ةيطالبه بمظلمة ''.قــالوا :و كـيـف و أّنــا نمأتــي الله عراة غرل بهما ،قال :بالحسنات و السيئات".
-رواه الطياني -
الدةيان هو الحاسب والجامزي لعب اده ةيو م الدةين ،قال تعالى" :و نضع الوامزةين القســط ليــو م القيامــة
فل تظلم نفس شيئا ،وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكـفـى بنا حـاسـبـيـن - .النبياء - 47
– 3الدللة اﻷخليقية :قــال تعالى عن هــول ةيوـم القيامة " :با أةيها الناس اتـقوا ربكم ،إن مزلزلة
الساعة شء عظيم ،ةيو م ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كـل ذات حـمـل حملها وترى
الناس سكارى وما هم بسكارى و لكن عذاب الله شدةيد-".الحج - 2–1
بما أن ةيو م القيامـة كــل الثـوابت الكونيـة تتلشــى و تتغيـــر وةيـشـَْتـــّد الهَـْول ،فــإن هــذا الواقـع الـذهل
سيؤدي إلى الـوهـــن ،أي العـــياء والتعــب الصــحوب بــمأعراض عضــوةية متنوعـة ،وةينتهــي إلــى حـــد
إنهيار النظـومة الفسيولوجية فيحدث إختلل لكل القـوى ،ولـقـد ِاكـتـشـف العلماء حـدةيـثـا أن شــــدة
الـخــوف والضطرابات النفسية تؤدي إلى الخلل في نظا م الوظائف الفسيولوجية .
ومعن مزلزلة الساعة * :الزلزلة ل تخلو الكلمة مــن دللـة علــى أنهـا مثـال مضـــروب للتقرةيــب ،فـهـــي
غيـر النظا م الجاري في الدنيا ،وتندرج ضمن مشاهد القيامة الت ل ةيعلم حقيقتها إل الله .
* الساعة :في لصطلح القرآني هي وقت فناء الدنيا والخلو ص إلى عــالم الـحـشـــر ،وهــي حاصــلة
عند إشاف العالم الدنيوي على الفناء وفساد نظامه .
ومعن شء عظيم :التيان بلفظ ''شء'' للتهوةيل بسبب توغله في الـتـنكـيـر ،أي ما سـيتقـع أةثناء
90
مزلزلة الساعة ل ةيعلـم النسـان كنهـه ،فهـو شـــيء عظيـم ةيفــــوق قــدرتــــه الدراكيـة ،لن فـــــي هــذه
الساعة تنكشف الحقائق اْلـُمـْبـِهـَرة ،ومن شـدة هـول هـذا الـموقـــف ةيصــبّح النــاس ســكارى ،والســكر
لغة هو خلف الصحو و إصطلحا غياب العقل ،وهذا ما تـقـصـده الةيــــة ''و تـــــرى الناس ســكارى
و مــا هــم بســكارى '' أي أنهــم ل ةيملكــون حيلــة للبتعــاد عــن هــذا الـهـــول ،الــذي جعلهــم ةيتصــرفون
بطرةيقة عشوائية كمأنهم سكـارى مع أن العقــل لم ةيـخالطـه ُمـَس ّ ِكــر ٌ ،وهــذا ةيشــبه ســكرة الــوت ،قــال
تعالى '':وجاءت سكرة الوت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد - ''.ق - 19
وسكرة الــوت معناهــا أن النســان لحظــة الــــوت ةيصــبّح عنــده إدراك جدةيــد لهــذا الوجــود ،فـــتتم ّلكه
حـالـة الـرعـب وال نــــدهاش والـتعـجـــب ،وتـعجـــز قـــدراته العلقيـة علــى تفســي مـا ألــم بــه ،فـتـــراه
َسكَْرناً وليس بسكراٍن ،قال علي بن أبي طالب رض الله عنه '':إّنكم لـو عاةينتم مــا قـــد عـاةيـــــن مــن
مـ ات منكم لجزعتم ووهلتم ،وسمعتم وأطعتم ،ولكن محجوب عنكم ما قد عاةينــوا ،وقرةيب ما ةيطرح
الحجاب''.
***
دعـــــــاء
اللهم تجاومز عن ظلمي واِ غفر لي جهلي ،ول تؤاخذني إن نسيت أو أخطمأت ،فإنك أقرب من ناجيت
وأكر م من اِرتجيت ،واِجعلن أغن خلقك بك ،وأفقر عبادك إليك .
اللهم ل تفقرني بالستغناء عنك ،وِاغنين بالفتقار إليك ،وِاجعلن خي مما ةيظنون ،وِاغفر لي ما
ل ةيعلمون ،ول تؤخذني بما ةيقولون .
اللهم ل تحرمن أجر هذا العمل ،وبلغ ةثوابه لوالدي ولهلنا أجمعي ،ولن لهم الفضل علينا ،وِارحم
أموات السلمي أجمعي ،وألحقنا وإةياهم بالصالحي .
اللهم هذا الدعاء ومنك الجابة ،ومّن الجهد وعليك التـكلن ،فل تكلن لنفس طرفة عي ،إنك
على ما تشاء قدةير وبالستجابة جدةير ،وصلى الله على سيدنا محمد في الولي والخرةين ،وعلى
آله وصحبه أجمعي ،ومن تبعهم بإحسان الى ةيو م الدةين ،والحمد لله رب العالي .
***
** تم بعونه وتوفيقه ةيو م الجمعة 9رجب 1435الوافق ل 9ماي ** 2014
91
الــمـراجــع
92