You are on page 1of 92

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الـمقــدمــة‬
‫قال تعالى‪" :‬فاعـــلم أنه ل إله إل الله وِاستـغـــــفر لذنــبك وللمـؤمنـي والؤمـنات ‪ -".‬محــــمــد ‪- 20‬‬
‫هذه الةية نزلت بعد ةثلةثة عش عاما من الــدعوة إلــى التوحيــد ومــا صـاحبها مــن جهــد وعـــناء لعلء‬
‫كـلـمة الله ‪ ،‬ونش تعاليم دةين السل م الحنيــف ‪ ،‬والــمأمور فــي هــذه الةيـة هــــــو الرســول صــلى اللــه‬
‫خشية لـــه ‪ ،‬وهـا هــو اللــه ةيـمأمره ''فـاعلم''‪ ،‬والغاةيـة‬
‫ً‬ ‫علــيه وسلـم ‪ ،‬وهـو َأعْـَرفُ الخلق بالله وأشـدّهـم‬
‫من هذا المر اللهي هي ‪ :‬الحّث علــى الزةيــد مــن طلــب التوحيــد والتنةيــه لعرفــة قــدر رب العــزة حــق‬
‫حِثيثًا لفهـم وإدراك أســمائه الحسـنى ‪ ،‬لنهـا تتضــمن‬
‫الَمنال ةيتطلب سعيًا َ‬
‫العرفة ‪ ،‬وهذا مطلب عزةيز ْ‬
‫الـفـاهـيم والـتصـورات الـمعرفـية عـن الله ‪ ،‬وتُبِّين مراداته من النسان خاصة ‪ ،‬وبفضل هذه العرفــة‬
‫"اســتغفر" فــمأتبع العلــم‬
‫ةيزداد الةيمــان رسوخاً وةيقينا ً‪ ،‬وبعد قولـــه تعالى ‪" :‬فاعلم" عقّــب مباشـــرة ِ‬
‫قا ‪ ،‬فبدون معرفة العبــود ســبحانه ستكــــــون‬
‫لح ً‬
‫ِ‬ ‫بين لعبـــاده بمأن العرفة أول ةثـــم العبادة‬
‫بالعمل ليُ ِّ‬
‫غٍة من جوهر الدةين الخالص ‪ ،‬قــال تعــالى‪'':‬ومــا أمــروا‬
‫العبادة عبارة عن طقوس وشعائر شكليّــٍة ُمْفَر َ‬
‫إل ليعبدوا الله مخلصي له الدةين حنفـــــاء ‪''.‬‬
‫بينــا للعبــاد س ُــُبَل هــذه العرفــة بكــل خصائصــها َالش ّــموليّة الــت‬
‫إن القرآن الكرةيم والسنة النبوةية قد ّ‬
‫طد علقة النســان بخــالقه ‪ ،‬قــال علــي بــن أبــي طــالب رضـــي اللــه عنــه ‪ '':‬أول الــدةين معرفــة اللــه‬
‫ُتَو ِّ‬
‫وكمال معرفته التّصدةيق به ‪ ،‬وكمال التصــدةيق بــه توحيــده ‪ ،‬وكـــمال توحيــده الخل ص لــه ‪ ،‬و كمــال‬
‫ي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غي الوصـوف ‪ ،‬وشهادة كل موصوف أنه غـي‬
‫الخل ص له نَْف ُ‬
‫الصفة ‪''.‬‬
‫إن الله ما خلق العبـاد إل ليعرفـوه ‪ ،‬وجعـل معرفتـه هـي غاةيـة و جـودهم ‪ ،‬والعرفـة ل تــْدرك إل إذا‬
‫ِاتّخذ النسان التعقـل ِمعياراً للتقدةير ‪ ،‬وهذه خاصية من خاصيات أولي اللباب ‪ ،‬الــذةين أمرهــم بــمأن‬
‫ةيـس ّ ِخروا قدراتهم العقلية لفـهم وإدراك الحكمة من الوجـود ‪ ،‬لـذا جـاء أمــره فـي كتـابه العزةيـز ‪ '' :‬أفل‬
‫ُتبصـرون'' ‪ ''.‬أفـل ةيتدبّرون''‪ ''.‬أفل تّذكــــرون''‪ ''.‬أفل تعقــلون'' ‪ ،‬وةيتبي من هذه الصيغ بــمأن معرفتــه‬
‫ل تكون إل بالـتـبّص والـتدّبر والـتذّكر لبلوغ درجة الـتعّقـل ‪ ،‬الذي ل ةيعن مجرد العلم ‪ ،‬وإنما ةيشــمل‬
‫التحليل الدقيق لعناص وأبعاد الشء الْدَرك ‪ ،‬ومعرفــة دللتــه وتــداعياته الخارجيــة ‪ ،‬والحكمــة مــن‬
‫را لهميتـة في النظومة الفكرةية القرآنيــة فــإن‬
‫وجوده أو عدمه ‪ ،‬لذا فالعلم هو مقدمة التعقـل ‪ ،‬ونـظـ ً‬
‫مادة ) عَقل ( وردت في القرآن بجميع إشتقاقتها ‪ -‬تسعة وأربعيـن مرة ‪ -‬بالصيغ التالية ‪ 14‬مـــــرة''‬
‫أفل تعقلون''‪ 14 ،‬مرة '' ل ةيعقلون ''‪ 8 ،‬مرات '' لعلكم تعقلون ''‪ 8 ،‬مرات'' لقـو م ةيعـقـلون'' ‪ ،‬وخمـس‬

‫‪1‬‬
‫مرات بصيغ مختلفة ‪ ،‬ولم ةيرد الصدر ) العقل ( بدللته اللغوةية العامـة فــي القــرآن ‪ ،‬وسـبـب عـد م‬
‫اعل فـــي الســل م ‪ ،‬وليــس مفهـــوما جوهرةيــاً‬
‫وروده مصــدراً ةيــدل علــى أن للعقـــل مفهومــاً وظيفيــاً فـــ ً‬
‫فصيغة التعقـل من خواصها التدرةيج والتحوّل ‪ ،‬قال تعالى‪'':‬وقـــالوا لـــو كـــنا نســمع أو نعقــل مـا كنــا‬
‫في أصحاب الســـعي‪ - ''.‬اللك ‪- 10‬‬
‫العصـاة لـم َةيْنفُــوا عـن أنفسـهم العقـل ‪ ،‬ولكــن نَـــَفْوا التعّقـــل الــــذي هــــو فهــم‬
‫الشاهد من الةية هــو أن ُ‬
‫و إدراك الشء على ما هو عليه من حقيقة تكــوةينه ‪ ،‬والحكمــة مــن خلقــه ووجــوده ‪ ،‬وهــذه هــي غاةيــة‬
‫العقل الت أمر بها الله سبحانه ‪ ،‬لكي ل َةيْهـُدر السلم طاقته فيما ل ةيمـلك العقل سبيل ‪ ،‬لنه تعــالى‬
‫خْبــط فــي َال ّتْيــه – الغيــب ‪ -‬الــذي ل‬
‫جعل له حداً في إدراكــه للشــياء لةيتعـ ّــداه ‪ ،‬فل جــدوى مـــــن ا َْل َ‬
‫ةيعلمه إل هو ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬ما أشهدتهم خلــق الســماوات والرض و ل خلــق أنفســهم ومــا كنــت متخــذ‬
‫الضلي عضدا‪ -''.‬الكهف ‪- 50‬‬
‫التعقـل في السل م غاةيتـه إدراك الحكمة من الوجود بكـل تجلِّياِتها وأبعادها ‪ ،‬لذا فـهـو ةيتَمّيـز عـن‬‫ّ‬ ‫إن‬
‫النساق الفكرّةيـة الادةيـة الـت تـؤله العقــل ‪ ،‬وتستقصـــي الحكمــة الـت تُقيـم الدليـــل بـمأن ليـس هنـاك‬
‫تعارض بيـــن الـادة والــروح ‪ ،‬فكلهمــا حـق وحقيقـة والحــق ل ةيضــاد الحــق ‪ ،‬فالـادة تـدرك بالعقــل‬
‫جب أحدهما الخر بالنسبة للنسان التع ّ ِقل ‪ ،‬الذي ةيعلـم أن‬
‫ةيح ُ‬
‫والحكمة تدرك بالتعقل ‪ ،‬ول ةيمكن أن ْ‬
‫كل ما أدركه عقله بقوة البهان الادي ةيـجـب أن تلمزمــه الحكمــة ليتحــرّر مــن القيــود والحُجُــب ‪ ،‬الــت‬
‫تحجُب عنه حقيقة مــا وراء الوجود الادي ‪.‬‬
‫ْ‬
‫والـقـصـود بالحكـمة هو الفطنة وإصابة العرفة بكمال العلم والعمل ‪ ،‬لجلــب النفعــة ودَْرِء الفســدة‬
‫لتعقـــل مــن تجــاومز فهــم وإدراك الســباب إلــى معرفــة عـظـــمة‬
‫طبقاً للمنهج الرباني ‪ ،‬وهكــذا ةيتمّكــن ا ُ‬
‫سبب الذي أوجد فمأتقن ‪ ،‬وأبدع وح ّدد الغاةية من هذا الوجود قـال تعالى‪ '':‬فلما تجلى ربه للجبــل‬
‫الـمُ ِّ‬
‫صْعقًا ‪ ،‬فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول الؤمني ‪ -''.‬العراف ‪- 143‬‬
‫جعله دكاً وخّر موس َ‬
‫التعقل لبد من سلك الراتب التية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ولبلوغ مقا م‬
‫* الرتبة الولى‪ :‬خيـر سبيل للعلم والعرفة هو ملمزمة العقل للحكمة ‪ ،‬قال تعالى‪'':‬ةيؤتي الحكمــة مــن‬
‫ةيشاء ومن ةيؤت الحكمة فقد أوتي خيا كثيا وما ةيذكر إل أولو اللباب ‪ - ''.‬البقرة ‪- 268‬‬
‫* الرتبة الثانية ‪ :‬ربط العلم والعرفة بمرادات الله في الس و العلنية ‪ ،‬وتهيِّء ما تحتاجه إقامتهمــا‬
‫من وسائل وأسباب بعزةيمة قوةية وإصار لتحقيق النفع والخيـر ‪ ،‬ودفع الّض والضـرار‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫'' الذةيـن ةيستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذةين هداهم الله وأولئك هم أولو اللباب'' الزمر ‪18‬‬

‫تعب الفكر ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬


‫هق و ةي ِ‬
‫* الرتبة الثالثة ‪ :‬أن ةيكون التعقل مبدًأ ُةيطمئِن الفكر للغزاً ةيْر ِ‬

‫‪2‬‬
‫'' والراسخون في العلم ةيقولون آمنل به كل من عندنا ربنا ‪ ،‬وما ةيذكروا إل أولي اللباب'' آل عمران ‪7‬‬

‫* الرتبة الرابعة ‪ :‬محبة الله وهـي الغــاةية القصوى من العرفة لنها أرقى القامات ‪ ،‬ولـيـس بـعـد‬
‫إدراكها مقا م إل وهو ةثمرة من ةثمراتها ‪ ،‬قال تعالى‪'' :‬والذةين آمنوا أشد حباً لله '' ‪ -‬البقرة ‪-164‬‬
‫ومحبة الله ل تتم إل بمعرفة أسـمـائـه الحسن ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬ولله السماء الـحسـن فادعــوه بـهـا‬
‫و ذَُروا الذةين ةيلحدون في أسمائه ‪ ،‬سيجزون ما كانوا ةيعملون‪- ''.‬العراف ‪- 180‬‬
‫قـال السـعـدي ‪ ":‬إن الةيـمـان بـمأسـمـاء الله الـحسـن و معرفتها ةيتضمن أنــواع الـتـوحـيـد الـثلةثــة ‪:‬‬
‫‪- 1‬توحيد الربوبية ‪ - 2‬توحيد اللوهية ‪ - 3‬توحيد السـمـاء و الصفات ‪ ،‬وهـذه النـواع هـي روح‬
‫الةيمان وأصله وغاةيته ‪ ،‬وكلما ِامزداد العبد معرفة بمأسمائه ِامزداد إةيمانه وَةيقيُنه ‪.‬‬
‫ومن واجبـات محبـة اللــه محبــة رســول اللــه عليـه الســل م ‪ ،‬قـال تعـالى ‪'' :‬قــل إن كنتــم تحبــون اللــه‬
‫فاتبعوني ةيحببكـم الله وةيغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ‪ -''.‬آل عمران ‪- 31‬‬
‫وصــدق محبتــه ةيكـــون بـــإِّتباع ســنته والقتــداء بســيته ‪ ،‬ومــن لوامزمهــا محبــة آلــه وصــحبه وســائر‬
‫الؤمني والؤمنات ‪.‬‬

‫***‬

‫‪3‬‬
‫ضوابــط أسـمـاء اللـه الحسـنــى‬
‫قال تعالى ‪'':‬ولله السماء الحسن فادعوه بها ‪ ,‬وذروا الذةين ةيُلحدون في أسمائه ‪ ،‬سيجزون ما كانوا‬
‫ةيعملون‪ - ''.‬العراف ‪- 180‬‬
‫لقد أخب الله عن نفسه بمأنه ِا ْ‬
‫خَتّص بالسماء الحسن التضمِّنة لكمال صفاتـه ولعظمة جللـه ‪ ،‬وأمر‬
‫صّحّ عن رسول الله صـلى الله عليــه‬
‫خفية لن الدعاء بها عبادة ‪ ،‬وقد َ‬
‫عباده أن ةيدعوه بها تضّعا و ُ‬
‫وسـلـم أنـه قال ‪'' :‬الدعاء هو العبادة '' ةثم قرأ ''وقال ربكم ادعوني أستجب لـــكم إن الــذةين ةيســتكبون‬
‫عن عبادتــي سيدخلون جهنــم داخرةين‪- ''.‬غافر ‪- 60‬‬
‫وعقب بقوله '' الذةين ةيستكبون عن عبادتي'' ولــم ةيقــل‬
‫ّ‬ ‫إن الله أمر في بداةية الةية بالدعاء ''ادعوني''‪،‬‬
‫ةيستكبون عن دعائي ‪ ،‬وبالتالي فالدعاء عبادة سواء كان دعــاء عبــادة أ م دعــاء حاجــة ‪ ،‬وكلهمــا ل‬
‫ةيســتقيمان إل بمعـرفـــة أســمائه الحســن ‪ ،‬وإدراك صــفاته العلــى وتقــدةيرها حــق قــدرها ‪ ،‬لــذا نهــى‬
‫سبحانه عن الخوض في أسمائه أو الدعاء بها بدون علم و معرفة دللتها ومعانيها ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫''و ذروا الذةيــــــن ةيلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا ةيعملون ‪ -''.‬العراف ‪- 180‬‬
‫وهذه السماء سمّــى بها نفسه ‪ ،‬فهو أعلم بدللتها و معانيها ‪ ،‬ولقد أطلع عباده عليها فمأنزل بعضها‬
‫في القرآن الكرةيم ‪ ،‬و أخب ببعضها رسوله علـــيه الســـل م فمأوردهـا فـي أحـادةيثه ‪ ،‬وةيـرى أهـل السـنة‬
‫لةيسوغ معها الجـتهاد ‪ ،‬ول ةيحُّل لحـد أن ةيسـمي اللـه‬
‫ُ‬ ‫والجماعة أن حكم أسماء الله الحسن َتْوِقيفِي‬
‫تعالى إل بما سمّى به هــو نفسـه ‪ ،‬لنــه عليـــم خــبي بمـا ةيلـيـــق بـعظـمـــته وجللــه ‪ ،‬وبالـتـــالي فـــل‬
‫مـجـال للـعـقـل لشتقاق إسم من أسماء الله عن طرةيق الجتهاد أو التمأوةيل أوالستنباط ‪ ،‬لنه تعــالى‬
‫علواً كبياً لتحيط به العقول ‪.‬‬
‫عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ '' :‬للـــه تسـعــة و تسعون‬
‫إسما من حفظها دخل الجنة ‪ ،‬وإن الله ِوتر ةيحب الوتر‪- ''.‬رواه البخاري ‪-‬‬
‫هذا الحدةيث ةثابت في الصحيحي ولكن من دون ذكر السماء ‪ ،‬لنه لم ةيثبت عن رسول اللهـ صلى‬
‫الله عليه وسلم تعيِّي السماء الحسن التسعة والتسعي ‪ ،‬فالوليد بــن مســلم هــو مــن جمــع الســماء‬
‫منذ ألف عا م ‪ ،‬وأدرجها في الحدةيث الذي أخرجه التمذي ‪ ،‬والــعـلّة فــيه هي إدراج بعــــض السماء‬
‫الت لم تثبت ل في القرآن الكرةيم ولفي السنة الصــحيحة ‪ ،‬لن الســماء الصــحيحة هــي الثابتــة فــي‬
‫التنةيــه والمــدح‬
‫القــرآن والسنــــة – التوقيفيــة ‪ ، -‬لةيلحقهــا مزوال ول تبــدةيل ول تغييـــر ‪ ،‬وكـــلها تفيــد ّ‬
‫والـثنـاء ‪ ،‬لذا وجب على العبد الؤمن أن ةيُْفِرد الله بها على وجه الحقيقة بل تشبيه ولتعطيــل ‪.‬‬
‫أسماء الله الحسن التوقيفية نوعان ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ - 1‬أسماء مطلقة معرفة باللف والل م كالقدوس ‪ ،‬أو مجردة منهما كرؤوف ‪ ،‬وعددها تسعة وتسعون‬
‫‪ – 2‬أسماء مقيدة وعددها تسعة وتسعون ‪ ،‬وهي نوعان ‪:‬‬
‫تقييدا صةيحا ‪ :‬تذكر كما وردت في النص القرآني ‪ ،‬مثال ذلـك ‪ :‬قــــال تعالى ‪ '' :‬إنــا مـــــن‬
‫أ ‪ -‬مقيدة ِّ‬
‫الجرمي منتقمون''‪ -‬السجدة ‪ - 22‬إسم النتقم ةيبقى مقيدا بالجرمي ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مقيدة بالضافة ‪ :‬تذكر مع الضاف ‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬قال تعالى ‪'' :‬مالك ةيو م الدةين'' إسم مالك ةيبقــى‬
‫مقيداً بيو م الدةين ‪.‬‬
‫* ملحوظة ‪ :‬الكثي من أسماء الله االحســن عــل ومزن صــيغ المبالغــة ‪ ،‬والبالغـة عـنـــد فـقـهـــاء اللغــة‬
‫تـعنـي إذا مزاد العن على التما م ‪ ،‬وبلغ أقص ما ةيمكن في وصف الشـيء ‪ ،‬فيثبت للفاعــل أكــث ممــا‬
‫له ‪ ،‬وهي ل تكون إل في الصفات الــت تقبــل الزةيــادة والنقصــان ‪ .‬وصــفات اللــه تعــالى متناهيــة فــي‬
‫الكمال ل ةيمكن البالغة فيها ‪ ،‬لنها منهة عن التشـبيه ‪ ،‬لـذا ةيـرى أهـل التوحيـد أن البالغـة فـي حـق‬
‫الله تعالى ل تعن مزةيادة الفعل ‪ ،‬ولكن تعن تعــدد الفعــولت أي الخلئــق الــذةين ةيرجــون وةيتشــبتون‬
‫بمأسمائه الحسن وصفاته العلى ‪ ،‬فالله توّاب لكثة قبوله من ةيتوب إليه من عبــاده ‪ ،‬وقــدةير باعتبــار‬
‫طلقة قدرته وليس تكثي الوصف ‪ .‬وأسماء الله الحسن إمـا تـدل علـى ذات اللـه مـع صـفات الكمـال‬
‫القائمة بها ‪ ،‬مثل ‪ :‬الواحد الحد الصمد ‪ ،‬أو تدل علــى صــفات الكمـــال القائمــة بالــذات ‪ ،‬مثــل‪ :‬العليــم‬
‫الحكيم الخبي ‪ ،‬فالسم دل على أمرةين ‪ ،‬والصفة دلت على أمر واحد‬
‫التسعة والتسعـون إسما الــواردة فـي هذه الدراسة توقـيفية مطلقة ةثابتة فى القرآن والسنة ‪:‬‬
‫*‬ ‫* اللك‬ ‫* ا لله * الله * الرب * الرحمن * الرحيم * الواحد * الحد * الالك‬
‫*‬ ‫* الليك * القدوس* السل م * الومن * الهيمن * العزةيز * الجبار * التكب * الخالق‬
‫*‬ ‫* الخلق * الباريء * الصور* الشاكر * الشكور* النصي * الحكم * الحكيم * الول‬
‫* الخر * الظاهر * الباطن * الكبي * السميع * البصي * الخبي * العفو * اللطيف *‬
‫*‬ ‫* القادر * القدةير * القتدر * الحق * البي * القاهر * القهار * العظيم * الحليم‬
‫* الواسع * العليم * التواب * الكرةيم * الكر م * الغن * الصمد * القرةيب * الجيب *‬
‫* الودود * * الحميد * الحفيظ * الجيد * الشهيد * الفتاح * الولي * الولى * القوي *‬
‫* التي * الرؤوف * الرمزاق * الوكيل * الرقيب * الحسيب * العلي * العلى * التعال *‬
‫* الحي * القيو م * الب * الوهاب * القيت * العطي * الغفور * ا لغفار * الوارث *‬
‫* الحي * الوتر * الجميل * الحسن * القد م * الؤخر * القابض* * الباسط * الشافي *‬
‫* الرفيق * السعر * السيد * الستي * النان * الطيب * السبوح * الجواد * الدةيان *‬

‫‪5‬‬
‫تــوضيــح الـمنـهـجـيـــة‬
‫الدللة اللفظية هي ما ةيُْفهم من اللفظ عند إطلقه بحيث ةيلمزمه معنى خا ص ةيُــدَْرك من ظاهر اللفــظ‬
‫وهو مدُْلوله ‪ ،‬أي الضمون العقـلي الذي ةيصل بيـن اللـفـظ والــشء الذي ةيدل علـيه ‪ ،‬ودللــة أسماء‬
‫حا فــي الشــارة للمــدلول عليـه ‪ ،‬الـــذي‬
‫تـوقـيفـ ّــياً صةيـــ ً‬
‫ِ‬ ‫وتْفهم إل إذا كان الـدّال‬
‫الله الحسن ل تُدَْرك ُ‬
‫هـو مـعـلـو م بالدللة الصحيحة الثابـتة ‪ ،‬ول ةيتـغي رغم مجموع الوظـائف الـت ةيؤدةيهـا فـي الـتاكيب‬
‫فسْقف العارف النســانية الرتبطـة‬
‫الختلفة سواء في القرآن الكرةيم أو الـسنـة الـنبـوةية الصـحـيـحـة ‪َ ،‬‬
‫بـتغـّيـر الـــزمــان والكــان ‪ ،‬لنـــــها هــي الداة الــت ُةيمكــن بهــا معرفــة‬
‫بمأسماء الله الحسن ل تـتََغـّيـر َ‬
‫الله حق العرفة ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬واتل ما أوحي إليك من كتـاب ربـك ل مبـدل لكلمـاته ولــن تجـد مـن‬
‫دونه ملتحدا ‪ -''.‬الكهف ‪- 27‬‬
‫ولقــد تم التكي في هذه الدراسة لمعرفة أسماء الله الحسن على ةثلث دللت وهــي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬غاةيتها ضبط العن الذي ةيقتضيه السم بـناء على العاني َاْلُمْع َ‬
‫جِميّّـة مع ذكر‬
‫صَــرف عــــن معناه الظاهر‬
‫ومعانِيه ‪ ،‬ومراعاة الصـل فـي شـرح اللفظ شةيطــة أل ُةي ْ‬
‫إختلف َمَبِانيه َ‬
‫لغيــه إل بــدليل صــحيّح ‪ ،‬فظــاهر اللفــظ ل ةيَنْــِزل علــى مــا ظهرحاليــا ‪ ،‬وإنمــا ةيــَْنِــــزل بمــا ظهــر منــه‬
‫باللسان العربي البي ‪ ،‬وما ةيحمله من العن العروف في مزمنه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬تعرةيف السم المـراد ال ّتَعُبد به بناء على شح وتفسي أهل علم التوحيد مع‬
‫ضبط الشاهد القرآني والسن ‪.‬‬
‫خل ُِقه صلى الله عليـــه وسلـم‬ ‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬عندما ُ‬
‫سئلت أمنا عائشةُ رض الله عنها عن ُ‬
‫خط لُسْخطه ‪ - '' .‬رواه البخاري ‪-‬‬
‫س َ‬
‫ضى لرضاه ‪ ،‬وةيَ ْ‬
‫خلُُقه القرآن َةيْر َ‬
‫قالت ‪ '' :‬كان ُ‬
‫لـقـــد تشـــّبَع صـلـــى اللــه عـلـــيه وسـلـــم بالـقـــرآن تشــ ّ ُبعا تاًمــا ‪ ،‬وتمأةثـــر بــه تمأةثـــرا بالغــًا لدرجــة أن‬
‫ِاخـتلطــت معاني القرآن بشخصيته ‪ ،‬و اِمتجْت بها فصارت ُتمّثِل واقـ ً‬
‫عا حّيا في شخصــه ‪ ،‬فمأصــبّح‬
‫غيـــر بهــا النفــوس‬
‫عـــِّوةية والتبوةيــة الــت ّ‬
‫القــرآن منظــومته الفكرةيــة ومرجعيتــه العرفيــة ‪ ،‬وأداتــه الــدّ َ‬
‫س الجاهلية ‪ ،‬وجعل خَْيِرّةية هذه المة في إتباع الحجة البيضاء – القــرآن والســنة ‪، -‬‬
‫طهرها من دََن ِ‬
‫ف ّ‬
‫تفعيلهما ةيكون بتطبيق قوله تعالى‪ '':‬إن الله لةيغي ما بقـو م حت ةيغيوا ما بمأنفسهم'' ‪ -‬الرعد ‪12‬‬
‫و ْ‬
‫طِرّةية للنفــس‬
‫إن الةية تبي بمأن تغييـر سلوك السلم ل ةيتحقق إل إذ صاحبه تغييـر في الصفات الفِــ ْ‬
‫وهذا هو واقع الةية لغة بمعنـى ‪ :‬لن ةيَُغِّير الله شــيئا مــن فطــرة النســان حـت ةيقــو م هــو بتغيِـــي مـا‬
‫غييـر الةيجابي ةيـقـو م أول على معرفـة خفـاةيا النفـس ‪ ،‬وفـــهــم وإدراك جوانبها السلبية‬
‫الت ِ‬
‫بنفسه ‪ ،‬و ّ‬
‫وتزكيتها طبقاً للمنهـــج الربّاني ‪ ،‬الذي ةيجب أن ةيُؤ ّ ِطر الفاهيم الت تـؤةثـر فـي‬
‫ّ‬ ‫والـعـمل على تقـوةيمها‬

‫‪6‬‬
‫الفكر ‪ ،‬وتوجهـه نحو السـار الصحيـّح ‪.‬‬
‫ومن الحكم المأةثورة ‪ '':‬أ عرف نفسك تعرف ربك" قال ابن القيم عن فحوى الحكمة ‪ '':‬من عرف نفسه‬
‫بالضعف عرف ربه بالقوة ‪ ،‬ومــن عرفهــا بــالعجز عــرف ربــه بالقــدرة ‪ ،‬ومــن عرفهــا بالــذل عــرف ربــه‬
‫بالعز ‪ ،‬ومن عرفها بالجهل عرف ربه بالعلم ‪ ،‬فإن الله سبحانه استمأةثر بالكمال الطلق ‪''.‬‬
‫قال تعالى ‪'' :‬ةيا أةيهـا الـنـاس قـد جاءتـكـم موعظة من ربكم و شفاء لا فــي الصــدور و هــدى و رحـــمة‬
‫للمؤمني ‪ .‬قـل بفـضـل الله و برحمتـه فـبـذلك فـليفرحوا ‪ ،‬هو خي مما ةيجمعون‪-''.‬ةيونس ‪- 58 - 57‬‬
‫حث النسان على توظيف قدراته العقلية ليدرك الحقيقة اللهية ‪ ،‬الـــت أخبنــا‬
‫ّ‬ ‫والهدف من الةية هو‬
‫مختصة في أربعة عطاةيا ةثمينة وعظيمة وهي ‪:‬‬
‫بها الحق سبحانه في كتابه العزةيز ‪ ،‬والـ ْ‬
‫وةيحذِّرهم‬
‫‪ - 1‬الوعظة ‪ :‬إن الله َةيِعظ وةينصّح عباده ‪ ،‬وةيذكِّرهم بما ةيصلّح سيتهم وةيَُقـِّو م أخلقهم ‪ُ ،‬‬
‫من العمال الوجبة لسخط الله ‪ ،‬وةيَُبِّين لهم آةثارهـــا ومفاسدها ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الشفاء ‪ :‬هذا القرآن هو شفاء لا فــي الصــدور من أمــراض نـفسـّية تُـؤدي إلى إضطـراب وظيفي‬
‫ادة عـــن النقيــاد‬
‫ةيـتـمـّيـز بـوجـود صـراعـات داخـليـة ‪ ،‬و تـَ صدّع فـي العلقات الشخصــية ورغبــة صــَ ّ‬
‫للصواب ‪ ،‬الذي ةيزةيل الشّبه القادحة في الحق وةيصل بالقــلب إلى أعلى درجــات اليقيـــن ‪ ،‬فــإذا صــّحّ‬
‫وتْفســـُد بفسـاده‪.‬‬
‫فتصلّح بصلحه َ‬
‫ُ‬ ‫القلب تبعته الجوارح كلّها‬
‫‪ – 3‬الهدى ‪ :‬هو الرشاد والدّللة بلطف لعرفة الحق والعمل به قصد التوفيق ‪.‬‬
‫‪ – 4‬الرحمة ‪ :‬قال السعدي‪'' :‬هي ما ةيحصل من الخيـر والحسان والثواب العاجل والجل لـمـن اِهتدى‬
‫بالقرآن ‪ ،‬فالهدى أجلّ الوسائل ‪ ،‬والرحمة أكـَْمـل الـمقاصد والرغائب ‪.‬‬

‫***‬

‫‪7‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬اللـــه‬
‫‪ -1‬الدللة اللغوية ‪ :‬أََلَه َةيمألَُه ِإَل ٌه ‪ :‬عبد ةيعبد معبود ‪ ،‬قال ابن منظور فــي لســان العــرب‪'' :‬ألــه اللــه ‪:‬‬
‫معبودا '' ‪ ،‬وةيرى أهــل اللغــة بــمأن إســم إلــه أُدخـلـــت علـيـــه'' َألْ'' ةثــم حذفـــت‬
‫ً‬ ‫هو كل ما ِاّتخذه النسان‬
‫همزتـه و ُأدغم اللّمان فمأصبّح السم ‪ :‬الله ) لفظ الجللة ( ‪ ،‬و هــو َ‬
‫علَــٌم علــى اللــه العبــود بحــق ل‬
‫شةيك له ‪ ،‬وةيشتمل على معنيي عظيمي متلمزمي ‪:‬‬
‫* العن الول‪َ :‬علٌَم جامع لجميع صفات الكمال والجلل والجمال ‪.‬‬
‫* العن الثاني‪ :‬العبود الذي ل ةيستحق العبادة أحد سواه ‪.‬‬
‫طلقة ‪ ،‬وهو لـفـــظ جللة ةيــُد ّ‬
‫ل‬ ‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الله إسم من أسماء الله الحسن َالتوقيفية ُ‬
‫ال ْ‬
‫على ذاته ‪ ،‬وجامع وشامل لكل صفات الكمال والجلل و الجمال ‪ ،‬ولقد ورد في كتـــاب الــله الــعزةيــز‬
‫دال على واجب الوجود الــذي بدونـــه ل ةيمكـــــن أن ةيـــكون‬
‫ألفيـن و سبعمائة مرة تقرةيبـــا ‪ ،‬و هو عـََلٌم ّ‬
‫الوجـود مطلقا ‪ ،‬فهو الذي أوجد الوجود بطلقة قدرته وكل الوجودات محتاجة إليه ‪ ،‬وهو الغن عمن‬
‫تقدس سبحانه عن كل نقص أوعيب لإلـــه إل هــو ‪ ،‬ومن خصائص إسم الله ‪:‬‬
‫سواه ّ‬
‫‪ -1‬هو أشهر أسمائه و إما م سائر السماء وكلها ُتْقَرن به ‪.‬‬
‫القدسة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬علم على الذات‬
‫صت به كلمة التوحيد و الخل ص‪ ،‬ول تصّح الشهادة إل به ‪.‬‬
‫‪ -3‬خُ ّ‬
‫جندب رض الله عنه قال ‪ :‬قال ‪ :‬رسول الله صلى الله عليه وسـلم‪ ":‬أحب الـكـل م إلـى‬
‫عن سُمرة بن ُ‬
‫الله أربع ‪ :‬سبحان الله ‪ ،‬و الحمد لله ‪ ،‬و ل إله إل الله ‪ ،‬و الله أكب ‪ -".‬متفق عليـه ‪-‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪":‬و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم ل تعلمـون شيئا وجعل لكــم‬
‫السمع و البصار و الفئدة لعلكم تشكرون‪ - " .‬النحل ‪- 78‬‬
‫النسان ةيولد خالي الذهن من أي معرفة تُـذْكَـر ‪ ،‬ةثـم ةيـصي عارفا بفضل التبّص والتدّبر والتمأّمل فــي‬
‫الكون النظور والكون السطور ‪ ،‬فيتعقـل تعّقلً سدةيداً ةيوامزي بي العقـل والنـقـل ‪ ،‬لن اللـه مـا خلــق‬
‫هبــه العقــل و ميـــزه بـــه عـــن بـاقـــي‬
‫النسان وما أوجده إل لفهــــم وإدراك الغاةيــة مــن وجــوده ‪ ،‬لــذا وَ َ‬
‫الخلوقات ‪ .‬عن ابـن عباس رض الله عنهـما أنه دخـل على أمنا عائشـة رضي اللــه عنهــا فقــال ‪ '':‬ةيــا‬
‫وةيقِــّل رقـاده ‪ ،‬أةيهـــما أحــب‬
‫أ م الؤمنـيـــن أرأةيـت الرجـل ةيقــــّل قيـامه وةيكْثُـر رُقـاده ‪ ،‬وآخـر ةيكْثُـر قيـامه َ‬
‫إلـيك ؟ قـالـت ‪ :‬سـمألـت رسـول الله صلى الله عليه و سلم كما سمألتـن فقال‪ :‬أحسنهما عـقل ‪ ،‬قـلـت ‪:‬‬
‫ع َقــُل‬
‫ةيا رسول الله أسمألك عن عـبادتهـما ‪ ،‬فـقال ‪ :‬ةيا عائـشة إنما ةيـُسمألن عـــن عقولهـــما ‪ ،‬فـــمن كــان َأ ْ‬
‫كان أفضل في الدنيا والخرة ‪ -''.‬متفق عليه ‪-‬‬

‫‪8‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬اللــــه‬
‫‪ - 1‬الدللـة اللغويـة ‪ :‬ألـه ةيـمأله اللهـة‪ :‬العبـادة ‪ ،‬واللـه علـى ومزن ِفَعـل بمعنـ ممألــوه أي معبـــــود‬
‫كقولنا إما م على ومزن ِفَعال بمعن مفعول لنه ُمْؤَتم به ‪ ،‬والله هو العبود الــذي ةيتـّجـــه إليـــه النــاس‬
‫بالعبادة قال تعالى ‪'':‬أفرأةيت من اتخذ إلهه هواه'' أي جعل هواه إلهاً معبوداً ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الله إسم من أسماء اللــه الحســن التوقيفيــة الطلقــة ‪ ،‬وهــو علــى ومزن ِفَعــل‬
‫‪-‬صيغة غي قياسية – بمعنى مفعول أي المألوه‪ /‬العبود ‪ ،‬ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيـز ‪ ،‬قال‬
‫تعــالى ‪'':‬شــهد اللــه أن ل إلــه إل هــو واللئكــة و أولــوا العلــم قائمــا بالقســط ‪ ،‬لإلــه إل هــو ‪ ،‬العزةيــز‬
‫الحكيم‪ - ''.‬آل عمران ‪- 18‬‬
‫قال ابن تيمية ‪ '' :‬إنما ةيتضمّن إةثبات اللهية لله وحده بمأن ةيُْشَهد أن لإله إل الله ‪ ،‬ول ُةيعَبد إل إةيّاه‬
‫ولةيتوكل إل عليه ‪ ،‬ول ةيُوالي إل له ول ُةيعادي إل فيه ول ةيعمل إل لجله ‪ ،‬وذلك ةيتضمن إةثبات ما‬
‫أةثبته لنفسه من السماء والصفات‪'' .‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪ '':‬أفرأةيت من اتّخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وخـتـم على‬
‫سمعه وقلبه وجعل على بصه غشاوة ‪- ''.‬الجاةثية ‪- 22‬‬
‫النسان إذا ِاتّخذ إلهه هواه فسيعيش أسياً لنوامزع النفــس و َةيْرَمزح تحت أغلل الشهوات ‪ ،‬لذا رسم‬
‫عجيبا لن ةيتك الله الحق وةيـــُؤِّله هــواه التقـــ ِّلب ‪ ،‬وةيجعلــه مصــدر تصــوراته وأحكــامه‬
‫ً‬ ‫الله نموذجاً‬
‫ومشاعره وتشرةيعاته ‪ ،‬فتنطمس النافذ والدارك الت ةيدخل منها نور الهدى ‪ ،‬وتتعطل أدوات الدراك‬
‫وتتلــوث بالشهوات والفاســد الخلقيــة ‪ ،‬قــال تعــالى‪ '':‬أ فكلمــا جــاءكم رســول بمــا ل تهــوى أنفســكم‬
‫استكبتم ففرةيقا كذبتم وفرةيقا تقتلون‪ -".‬البقرة ‪- 86‬‬
‫أدى بصاحبه إلى الكِْبر ‪ ،‬و الكِْبر قـــاد إلــى التكـــذةيب والقتــل‬
‫أنظر إلى الةثـر السيء لتباع الهوى لقد ّ‬
‫بسبب العراض عن مرادات الله ‪ ،‬قال تعالى‪ '' :‬فإما ةيمأتينكم مـن هــدى فمــن اتبــع هــداي فل ةيضــل‬
‫ول ةيشقى ‪ ،‬ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضـنكا ونحشــره ةيـو م القيامـة أعمـى ‪ ،‬قـال رب لـم‬
‫حشتن أعمى وقد كنت بصيا ‪ ،‬قال كذلك أتتك آةياتــنا فنسيتهــا ‪ ،‬وكــذلك الـــيـــو م تنسى ‪''.‬‬
‫‪ -‬طه ‪123 – 121‬‬

‫عن عمر بن الخطاب رض الله عنه قال ‪ '':‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ '':‬من قال ل إله إل‬
‫الله بحقها دخل الجنة ‪ ،‬قيل وما حقها ؟ قال ‪ :‬أن تحجزه عن محار م الله ‪ - ''.‬رواه مسلم ‪-‬‬
‫قيل للحسي بن علي رض الله عنهما ‪ '':‬إن أناسا ةيقولون ‪ :‬من قال ل إله إل الله دخل الجنة ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫من قال ل إله إل الله فمأدى حقها وفرضها دخل الجنة ‪''.‬‬

‫‪9‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــــّربّ‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬رَّب ةير ُّب ربّـًا فـهـو راّب ومـربـو ٌ‬
‫ب ‪ ،‬قـال الراغب الصفهاني ‪ '':‬الرب هــو الــذي‬
‫ةيـصـلـّح أمـور النـاس ‪ ،‬و َةيـر ُّبـهـا و ةيقـو م بـها ‪ ''.‬رَّب الَولََد ‪ :‬تكّفل بغَذائه ولباسه وأ ّدَبه ‪ ،‬ورَّب القْو م ‪:‬‬
‫رئيسهم وسائسهم ‪ .‬وإسم الرب مصدر أرةيد به إسم الفاعل أي أنه راّب وله أربعة معان ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الربي لخلقه بنَِعِمه الت ل تعدّ ول تحص ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الالك للوجود كله ولا بعده والتفرد باللك واللكوت‪.‬‬
‫‪ - 3‬القّيو م على الوجود والوجودات بمقتض إرادته وحكمته وعلمه‪.‬‬
‫‪ - 4‬السيد الذي تخضع له كل الكائنات وتنقاد له طوعاً أو كرهاً ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬الرب إسم مــن أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقــة ‪ ،‬وهــو مصـــدر مســتعار‬
‫أرةيد به إسم الفاعل ‪ ،‬وورد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى''سل م ‪ ،‬قول من رب رحـيم‪ -''.‬ةيس ‪-57‬‬
‫الـرب هو الذي ةيربِّي الخلئق وةينقلهم من طــور إلى طــور ‪ ،‬وةينعم عليهم بما ةيـُقــيم حياتهم ‪ ،‬قـال‬
‫تعالى ‪ '' :‬الذي خلقن فهو ةيهدةين ‪ .‬والذي هو ةيطعمن وةيسقي ‪ .‬وإذا مرضت فـهـو ةيـشـفـيـن ‪ .‬والــذي‬
‫ةيميتن ةثم ةيحيي ‪ .‬والذي أطمع أن ةيغفر لي خطيئت ةيو م الدةين ‪ - ''.‬الشعراء ‪- 82 – 78‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪'':‬و لكن كـونوا ربـانـيي بـمـا كنـتم تـعلمون الكتاب و بما كـنتـم‬
‫تدرسون‪ - ''.‬آل عمران ‪ - 78‬قال القرطب‪ '':‬الرّبانـي العالم بدةين الرب الذي ةيعمل بعلمه ‪ ،‬لنه إذا لــم‬
‫ةيعمل بعلمـــه فليس برباني‪''.‬‬
‫إن النهج الرباني غاةيته ليست تصحيّح العتقادات فقط ‪ ،‬وإنمـا الهـم هـو إعـداد وبنـاء الشخصـية‬
‫الربانية ‪ ،‬الت تستطيع أن توامزن بـيـن رغبات النفس ومتطلبات الدةين ‪ ،‬قال تعالى‪ '':‬إن الذةين قــالوا‬
‫ربنــا اللــه ةثــم اســتقاموا تتنــزل عليهـــم اللئكــة أل تخافـــوا ول تحزنــوا وأبشـــروا بالجنــة الــت كنتــــم‬
‫توعدون‪ - ''.‬فصلت ‪- 29‬‬
‫وليس من السهل على النسان أن تنسجم إرادته مع الرادة الربانية إل إذا جاهد نفسه ‪ ،‬وتمكّن من‬
‫إعمال قدراته الفكرةية والروحية لتجيّح الفعل أو التك إنطلقا من قناعته بالنهج الرباني السيطر‬
‫على ذاته وكيانه ‪ ،‬وبسداد ورعاةية من الله‬

‫***‬

‫‪10‬‬
‫دلل ت إسـمـــي ‪ :‬الـرحـمـن – الـرحـيـم‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية‪ :‬رحم ةيرحم الرحمة و هي‪ :‬العطف ‪ّ -‬‬
‫اللي ‪ -‬الرقة – الرأفة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ * :‬الرحمن إسـم مـن أسـمـاء الله الـحـسـن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هو عــــلى‬
‫لن ‪ -‬صفة مشبهة ‪ ) -‬حذفت اللف الل ّ ِينة الصلية للتخفيف ( ‪ ،‬ولـقـد ورد فـي كـتـاب الله‬
‫صيغة َفْع َ‬
‫سمى به أحد سوى الله ‪ ،‬لنـه ةيجــري مجــرى الصـــفة لــه‬
‫العزةيز سبعا و خمسي مرة ‪ ،‬ول ةيجومز أن ُةي ّ‬
‫سبحانه نحو ‪" :‬باسم اللـه الرحمن الرحيـم"فهو وحده التّصف بالرحمـة الكاملـة والشـاملة ‪ ،‬قـال ابـن‬
‫القيم‪ " :‬إسم الرحمن صيغة جاءت بها اللغة للدللة على التكثي والسعة والشمول ‪".‬‬
‫ول عليها بإسم الرحمن ‪ ،‬ول ةيمكن لي مخلــــوق الســتغناء عنهــا ‪ ،‬لن كــل‬
‫وهذه الرحمة الشاملة َمْدُل ٌ‬
‫را أو علنية هي من أةثر رحمته التجدِّدة الدائمة ‪ ،‬ل ةيـنـقـطـع مـددهـا إلى‬
‫حركـة تجري فــي الكون سـ ً‬
‫أن ةيرث الله الرض ومن عليها ‪ ،‬ولو تخلـّ ت عـن الكـون بـُْرهـًة لـكـان العد م الطلق ‪.‬‬
‫* الرحيم ‪ :‬إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على صيغة َفِعيل ‪ -‬صيغــة مـبالغــة‬
‫و لقد ورد في كتاب الله العزةيز مائة و أربعة عش مرة في القرآن الكرةيم بعــدد سوره ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫"وهـو الـذي ةيصلي عـليكـم و ملئـكـتـه لـيخرجـكــم مــن الــظـلـمـات إلـى الـنـور وكـان بالـومـنـيـن‬
‫رحـيـمـا ‪ -".‬الحزاب ‪- 43‬‬
‫إذا كانت رحمة الرحمن تشمل كافة الخلق في الدنيا ‪ ،‬فهي مزائـلة ل محالة وفانية بفناءالخلوق ‪ ،‬أما‬
‫رحمة الرحيم فهي رحمة خاصة تشمل الؤمن في الحياة الدنيا ‪ ،‬فيحيه الله حيـاة طيبة مِلُْؤها الرضا‬
‫و القناعة والطممأنينة ‪ ،‬و في الخرة ةيجزةيـه بـــما ل عـــي رأت ول أذن سـمعت ‪ ،‬ول خطـر علــى قلـــب‬
‫بش ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬من عمـل صالحا من ذكر أو أنــث وهــو مـــومن فلنحيينــه حيــــاة طيبــة ولنجزةينهــم‬
‫أجرهم بمأحسن ما كانوا ةيعملون ‪ - ".‬النحل ‪- 97‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قـال تـعـالى‪'' :‬و مـا مـن دابـة فـي الرض و ل طـائـر ةيطي بجناحيه إل أمم‬
‫أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شء ‪ ،‬ةثم إلى ربهم ةيحشون‪ - '' .‬النعا م ‪- 39‬‬
‫حادًا‬
‫الكثي من الحيونات تصبّح خطية جدا في حالة تعرض صغارها لي خطر ‪ ،‬ورَّد فعلها ةيكون َ‬
‫إتجاه الـعدو حفـاظـا على حياة صغارها ‪ ،‬فـتجابه مخاطـر عدةيدة أةثنــاء دفاعهــا عنهــا ‪ ،‬لــذا فالقســوة‬
‫عد من أسوإ ما ةيتصف به ‪ ،‬لنهـا مفتـاح لكــل الساويء ‪ ،‬ةيقـول مالــك بـــن دةينــار ‪'' :‬مـا‬
‫في النسان ُت ّ‬
‫ضب الله عــــلى قــــو م إل نـــزع الرحمــة مــن قلــوبهم''‬
‫ضِرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب ‪ ،‬وما غَ ِ‬
‫ُ‬
‫قال تعالى‪'' :‬فوةيل للقاسية قلوبهم من ذكر الله''‪ -‬الزمر ‪ - 21‬عن ابـن عمر رضي الله عنهما قــال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪'' :‬إن أبعد الناس من اللـه القلـــب القاس‪ - ''.‬رواه التمذي ‪-‬‬

‫‪11‬‬
‫دلل ت إسـمـي ‪ :‬الـمالـك ‪ -‬الـملـك ‪ -‬الـملـيـك‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬ملك ةيملك اللك ‪ :‬الحيامزة ‪ -‬الستيلء ‪ -‬التحكم ‪ -‬السيطـرة ‪ ،‬مـلـك الشء ‪:‬‬
‫هن تصفه ‪ ،‬و ِانفرد بإستعماله و النتفاع به ‪ ،‬وللنسان الـمنـتـفـع بالـــشء ةثلةثــة‬
‫حامزه و أصبّح َر ْ‬
‫صيغ وهي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الالك ‪ :‬هو الذي ملك الشء وقد ةيتصف فيه هو أوغيه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اللك ‪ :‬هو المتصف في الملك وقد ةيكون ملكا له أو لغيه ‪.‬‬
‫‪ -3‬الليك ‪ :‬هو مالك اللك والمتصف فيه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ * :‬الالك إسم من اسماء الله الحـــسن التوقيفيــة الطلقــة ‪ ،‬و هـــو علــى ومزن‬
‫إسم الفاعل ‪ ،‬ولقد ورد مقيدا في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬وورد مطلقا في الحدةيث الصحيّح الــذي رواه أبــو‬
‫هرةيرة رض الله عنه قال ‪ :‬قال رسـول الله صلـى الله عـليه و سـلـم ‪" :‬إن أخنع إسم عنــد الله رجل‬
‫تسمى ملك الملك ‪ ،‬ل مــالــك إل الله عز و جل‪ -".‬رواه مسلـم ‪-‬‬
‫* الالك الحق هـو الله لن ُملكّيتة هي الت َأْبـََقـت الـحـق في الوجود ‪ ،‬و ةثـَ ّبتــت العباد على الصـراط‬
‫تصفا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫الستقيم ‪ ،‬لن ل أحد ةيملك معه ل حكمًا ول‬
‫* اللك هو إسم من أسـمـاء الله الـحسـن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هو على ومزن َفِعل‪ -‬صفــة مشبـــهة ‪-‬‬
‫ولـقـــد ورد في قـولـه تـعـالى‪ " :‬فــتعالى اللـه اللك الحق ‪ ،‬ل إله إل هــو ‪ ،‬رب الـعــرش الكــرةيـــم ‪".‬‬
‫‪ -‬الومنون ‪ - 117‬لقد اِقتن الـملـك بإسم الحــق للدللــة علــى أنه هــو الــخالـــق الــموجد ل شـرةيك‬
‫وصرف أمــــوره بالـحكـمة والرحـمـة والـعــدل ‪ ،‬وهـــو‬
‫ّ‬ ‫له ‪ ،‬أقا م ملكه بغيـر مـعـونة أحـد مـن خلـقـه ‪،‬‬
‫اللك قائم بذاته ول ةينامزعه فيه أحد ‪.‬‬
‫الستغن بذاته و صفاته عن كل ما سواه ‪ ،‬لن ُ‬
‫* الليك إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هو على ومزن َفِعيل‪ -‬صيغة مبالغــة –وهو‬
‫اللك لله ‪ ،‬قال تعالى ‪":‬إن التقي فــــي جنــات و نهــر‪ .‬فــي مقعــد صــدق‬
‫أبلغ و أقوى في توكيد صفة ُ‬
‫عند مليك مقتدر ‪ - ".‬القمر ‪- 55 - 54‬‬
‫متحققة و متعدِّةية لكل شء ‪ ،‬و هو صاحب القدرة العظيمة الذي‬
‫ِّ‬ ‫و معن مليك مقتدر أي الذي قدرته‬
‫تحكم في جميع الةثار ‪.‬‬
‫ل ةيمتنع عليه شء ‪ ،‬والـُم ِّ‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬مـن الغالـطـات الـكبى أن النســان ةيتفــاخر وةيتعــاظم بمــا ةيملــك ‪ ،‬فينســـاق‬
‫ةيتجرد مـن عبــودةيته للــه فيطغــى و ةيتناســـى بــمأن العبــد ومــا‬
‫ّ‬ ‫مع غـرةيزة حب الستحواذ والتـّّملك ‪ ،‬و‬
‫وملْــك الإنســان ُملْــك إســتخلف ‪ ،‬قــال‬
‫ك للــه ‪ ،‬لن مُْلكــه ســبحانه ْملــك إســتحقاق ‪ُ ،‬‬
‫ةيـمـــلك هــو ُملْــ ٌ‬
‫تعالى‪'':‬ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتــم مـا خولناكم وراء ظهوركم ‪ -''.‬النعا م ‪95‬‬

‫‪12‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـقــدّوس‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬قدس ةيقدس القدس ‪ :‬الطهارة والتنةيه ‪ ،‬قــدس الله روحه ‪ :‬جعلهــا طاهـــرة‬
‫ومزاكيــة ومباركة ‪ ،‬و سـميـت الجنة حظيــرة الـقـــدس لطـهارتها مـــن آفـــات الدنيا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬القدوس إسم من أسماء الله الحسن التوقــيفــية الطــلقــة ‪ ،‬و هو على ومزن‬
‫ُفّعول‪ -‬صـيـغـة مـبـالـغـة‪) ، -‬و هي مـن الـصـيغ السماعية الت تحفظ ولُةيقاس عليها( ‪ ،‬و لقـد ورد‬
‫مرتي في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى‪ ":‬الملك الـقــدوس العزةيز الحكيم‪ - ".‬الجمعة ‪- 1‬‬
‫القـدوس هو الحمود النـّزه عن كل نقــص أو عـيـب ‪ ،‬لـه الحمد والـثناء كـلّه علنـّيه وسـّره ‪ ،‬وأعظم‬
‫نفسه بها ‪ ،‬قـال تـعـالـى ‪" :‬و مـا‬
‫َ‬ ‫وتفرد بها ونـ ّزه‬
‫ّ‬ ‫كلمات التقدةيس هي ‪'' :‬سبحان الله'' لقـد أحبها الله‬
‫قـدروا الله حـق قـدره و الرض جميعا قبضته ةيو م القيامة و السماوات مطـوةيـات بيمينـه سبحانه‬
‫وتعالى عما ةيشكون‪ -".‬الزمر ‪- 64‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى‪ '':‬ألم نخلقكم من ماء مهـي ‪ .‬فجعلناه فـي قرار مكي ‪ .‬إلى قدر‬
‫معلو م ‪ .‬فقدرنا فنعم القادرون ‪ - ''.‬الرسلت ‪- 23 – 20‬‬
‫ضّح الله عـظمة قـدرتـه على خلق النسان من مـاء مهي ‪ ،‬أي مكـونـاته ضعـيـفــة تفتقر إلى القوة‬
‫ةيو ِّ‬
‫والقدرة ‪ ،‬و بالرغم مــن ذلك جعله الله هو أساس خـلق النـسـان ‪ ،‬ول ةيقـدر عـلى هذا سـوى القدّس‬
‫والنه عن النقص والضعف سبحانه ‪.‬‬
‫ّ‬
‫روى الصمعي عن أبيه قال‪'' :‬مر المهلب على مالك بن دةينار متـبختاً فـقـال لـه ‪ '':‬أما عـلـمـت أنـها‬
‫مــشيـة ةيـكرهها الله إل بــي الصفي ؟ فقال الهلب ‪ :‬أما تعرفن ؟ قــال ‪ :‬بـلـى أولـك نـطـفـة مـــذرة‬
‫وآخرك جيـفـة قـذرة ‪ ،‬و أنت فيما بي ذلك تحمل العذرة ‪ ،‬فانكس وقال ‪ :‬الن عرفتن حق العرفة‪'' .‬‬
‫ت وةيعتز بنفـسـه ‪ ،‬وةيـتطاول و ةيتكبّـر وةينس‬
‫على النسان أن ل ةينس حقيقته ‪ ،‬وةيتنّكر لصله فيغْ ّ‬
‫فضل الله عليه بمأنه ستَر َعـِذرتَه ‪ ،‬و جعـل الجسم ةيتخـ ّلص منها مـن بعد أن ةيقـــو م الجهامز الهضمى‬
‫حول الطعا م إلى أحماض أمينية ودُهنية‬
‫بعمليات معقـدة بواسطة النزةيمات والـمـواد الكيميائية ‪ ،‬فيُ ِّ‬
‫طـنة للمـعــاء إلى الد م ليـقو م بتومزةيعها على جميع أجزاء‬
‫وسكرةيات ‪ُ ،‬تنقـل عـن طــرةيق الخلةيا الـبـَ ِّ‬
‫الجسم ‪ ،‬وةيتمّ تخ ّلص الجسم من الفضلت الضارة ‪ ،‬الت تتكون مما ةيبقى بعد قيـا م الجهامز الهضمي‬
‫بإمتصا ص الواد الغذةية الضورةية للجسم ‪.‬‬
‫عن أمنا عائشة رض الله عنها قالت ‪ '' :‬ما خـرج رسـول الله صـلى الله عليه و سلم مـن الـخلء إل‬
‫قال ‪ :‬غفرانك ‪ - ''.‬رواه التمذي – ومعن غفرانك ‪ :‬ةيارب اغفر لي لنك إن عاملتن بجنس تقصيي‬
‫عذبتن وحبَْسَت الذى فّي ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـسّــلم‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬سلم ةيسلم سلما وسلما‪ :‬الخل ص ‪ -‬النجاة ‪ -‬الباءة – المن ‪ ،‬وكـــما ةيشمل‬
‫في ةثناةياه على معاني متعددة منها ‪ :‬السّكينة ‪ -‬الستقرار‪ -‬الهدوء – الطممأنينة ‪. ...‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬السل م إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هـو مصـدر ةيـــراد‬
‫به صفة بمعن سليم أو إسم فاعل بمعن سالم ‪ ،‬و لقد ورد مـرة واحدة فـي كـتاب الله العزةيــز ‪ ،‬قــال‬
‫تعالى ‪":‬هو اللك الـقدوس السل م الومن الـمهـيمن العزةيز الجبار التكب " ‪ -‬الحش ‪- 23‬‬
‫السل م هو الذي سلِمت ذاته وصفاته وأفعــاله وأقــواله مــن كــل العيــوب ‪ ،‬فهـــو سليـــم مـــن َاْلكــــُفِْء‬
‫ظيـر ومن الصاحبة والـولد ‪ ،‬و إرادته سـل م من خروجها عن الحكمة والصلحة ‪ ،‬وملكه سل م من‬
‫والنـّ ِ‬
‫َ‬
‫كل منــامزع ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى‪" :‬ل الشمس ةينبغي لها أن تدرك الـقــمـر ول الليل سابـــق النهار‬
‫وكل في فلك ةيسبحون‪ -''.‬ةيس ‪- 39‬‬
‫إن عدد الكواكب و النجو م الت تجري في الفلك إلى أجل مسمى ةيناهز ‪ :‬ألفا بليون بليون جـــُْر م فمــن‬
‫ةيحدد مسارها ‪ ،‬وةيقدر دورانها وةيحفظ توامزنها ؟‬
‫إنه الـسل م سبحانه هو المانّح الـسلمة للوجود كله ‪ ،‬و هي َمعـُزّوة إليه و صــادرة منــه ‪ ،‬ولــوله لــا‬
‫بقي شيء من المكنات ‪ ،‬فـهـو الـذي ةيصـون ترابط العـلـل بالـعلـولت ‪ ،‬وةيحفـظ الوجـود من العــودة‬
‫إلــى العــد م ‪ ،‬و بــدون حفظــه ستفقـــد الوجــودات خصوصــيات ذواتهــا وصــفاتها ‪ ،‬فتتنــافر وتتباعــد‬
‫فتحصل كوارث لةيعلم مـداها إل الله ‪ ،‬قـال تعالـى ‪ '':‬إذا السماء انشقــت ‪ .‬وأذنت لربهـا وحقـت ‪ .‬وإذا‬
‫الرض مدت ‪ .‬و ألقــت ما فيها وتخـلت ‪ - ''.‬النشقاق ‪- 4 - 1‬‬
‫النسانية لن تنعــم بالسـلم والسـل م حـت تطبـق النهــج الربـاني الــذي ل ةيحـابي أحـدا ‪ ،‬لن الــسل م‬
‫سبحانه منه عن عن جلب النفع أو دفع الض ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬هو الذي أنـزل الـسكـيـنـة فـي قـلــــوب‬
‫الومني ليـزدادوا إةيمانا مع إةيمانهم ‪ - ''.‬الفتّح ‪- 4‬‬
‫الةيمان بالله هو طوق نجاة البشـرةية ‪ ،‬به تتحقق الســكينة وتثبــت النفــوس عنــد الجــزع والهلــع ‪ ،‬فل‬
‫تزلزلها الفتـن ول تــؤةثـر فيها الحن ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬أل إن أولياء الله ل خوف عليهــم ول هــم ةيحزنــون‬
‫الذةين آمنوا وكانوا ةيتقون ‪ .‬لهم البشى في الحياة الدنيا وفي الخرة ل تبــدةيل لكلمــات اللــه ذلــك هــو‬
‫الفومز العظيم ‪ - ''.‬ةيونس ‪- 64 – 62‬‬
‫***‬

‫‪14‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـمـؤمــن‬
‫‪ -1‬الدللة اللغوية‪ :‬آَمن ةيُْؤِمُن إةيمان ‪ ،‬آَمن ‪ :‬صار ذا َأْمـن ‪ ،‬آَمــَن بــه ‪َ :‬وِةثــق بــه ‪ ،‬آَمــن لــه ‪ِ :‬اْنَقــاد لــه‬
‫عن ‪ ،‬آمن فلًنا ‪ :‬دفع عنه الخوف وأعطاه أماًنا ‪.‬‬
‫وانـقـاد وأذْ َ‬
‫وأطـاعـه ‪ ،‬آمـن بـالله ‪ :‬أسـلم لـه ِ‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬الؤمن إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهو على صيغة إسـم‬
‫الفاعل من فعل آمن ‪ ،‬و لم ةيرد في كتاب الله العزةيز إل مرة واحدة ‪ ،‬قــال تعالـى ‪ '' :‬الســــل م الـومن‬
‫الهيمن العزةيز الجبار التكب‪ ،‬سبحان الله عما ةيشكون‪ -".‬الحش ‪- 23‬‬
‫الؤمن سبحانه هو الذي آمن صفاته وأفعـاله بـالتنةيه الطلــق ‪ ،‬وآمـن الكـون بعلمـه وحكمتـه ‪ ،‬وآمـن‬
‫كافة الخلق فق ّدر لهم حركاتهم وسكناتهم وأرمزاقهم وآجالهم ‪ ،‬وآمن عبــاده الــؤمني مــن خـــزي الــدنيا‬
‫وعذاب الخرة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬الةيمان لـيـس عـلقـة روحـيـة تـخـلـو مـن أفـعـال الجوارح ‪ ،‬ول هــو أفعال‬
‫الجوارح الت تخلو من العلقة الربانية ‪ ،‬ول هو علقة روحية تعمل بها الجوارح دون تـحوةيلـه إلــى‬
‫واقـــع ةيلمـــسه الـــمجتمع وةيتــمأةثر بــه ‪ ،‬ولكـــن الةيـــمان الحــق هــو تلــك العلقــة الربانيــة الـــت تعمــل‬
‫وجهه إلــى الوجهــة الصــحيحة ‪ ،‬كمــا‬
‫ملي ةيتمأةثر به وةيـــ ِّ‬
‫بمقتضياته الجوارح ‪ ،‬فيشعر به الفرد كـواقع عـ ِّ‬
‫ةيحس به الجتمع كسلوك ومعاملة فيتفع به عاليا إلى مرتبة المن والمان ‪.‬‬
‫إن الةيمان ةيجب أن لةيظل حبيس الصدور فيسعى كل فرد إلى ترجمته في ذاته فقط ‪ ،‬وةيزكــي نفســه‬
‫دون الهتما م بشمأن الجتمع ‪ ،‬فهذا إةيمان مغلوط فهمه وناقص أةثره ‪ ،‬بــل ةيجــب أن ُةيَتْرجَــم إلــى جهــاد‬
‫ومجاهدة حت ةيستقر في القلــب ‪ ،‬ةثــم ةيُحــّول إلــى واقــع تمارســه الجــوارح فيشــعر بـه الفــرد والجتمــع‬
‫سلوكاً وفكراً ‪ ،‬جاء في الصحيحي عن النعمان بن بشي رض الله عنه قال ‪ :‬قـال رســول اللـه صــلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ '' :‬مثل الــؤمني فــي تــوادهم وترحمهــم وتعــاطفهم مثــل الجســد الواحــد ‪ ،‬إذا اشتـــكى‬
‫شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ‪''.‬‬
‫سبحان الؤمن الذي آمن الكون بحكمتــه ‪ ،‬وآمــن الخلوقــات برحمتــه ‪ ،‬وآمــن قـــلوب الـــمؤمي بمعرفتــه‬
‫قال تعالى‪ '' :‬فليعبدوا رب هذا البيت ‪ .‬الذي أطعمهم من جوع ‪ .‬وآمنهـم مـن خوف''‪ - .‬قرةيش ‪- 5 - 3‬‬

‫***‬

‫‪15‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـمـهــيـمـن‬
‫وحِفظـه ورعاه ‪.‬‬
‫ورقَبـه َ‬
‫َ‬ ‫هْيَمَنة ً‪ ،‬هيمن على الشء ‪ :‬سيطر عليه‬ ‫‪ - 1‬الدللة اللغوية‪َ :‬‬
‫هْيَمن ُةيهيمن َ‬
‫هيمن عليه ‪ :‬صار رقيبا عليه وحافظا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬الهيمن هو إسم من أسماء الله الحسن التوقـيفـية الطـلقة ‪ ،‬وهو عــلى ومزن‬
‫صيغة إسم الفاعل من فعل هيمن ‪ ،‬ولم ةيرد في القرآن إل مــرة واحــدة ‪ ،‬قــال تعــالى‪" :‬الســل م الــومن‬
‫الهيمن العزةيز الجبار التكب ‪ ،‬سبحان الله عما ةيشكون ‪ - ''.‬الحش ‪- 23‬‬
‫الـهـيـمن ع ّرفه ابن حجر بقوله ‪ '':‬الهيمن معناه الذي ل ةينقص الطائع من ةثوابه شــيئا ولــو كــث ‪ ،‬ول‬
‫ةيزةيد العاص عقابا على ما ةيستحق ‪ ،‬وقد سّمى الله الثواب والعقــاب جــزاًء ‪ ،‬ولــه أن ةيتفضــل بزةيــادة‬
‫الثواب ‪ ،‬وةيعفو عن كثي من العقاب ‪''.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬لقد جعل الله الةيات الكونية دالـة على طلقة قدرته وهيمنـة مشيئته ‪ ،‬ومن‬
‫هش و تـُ َحِّي أولي اللباب ‪ ،‬و تُْبِرمز قـدرة الهيمن ظـاهرة العاصفة الرعدةيــة ‪:‬‬
‫الظواهر الكونية الت تدْ ِ‬
‫هـي عـبـارة عـن إضـطـراب فـي الـغـلف الجوي ‪ ،‬ةيؤدي إلى تفرةيغ كهربائي مفرد أو متعدد ‪ ،‬ةيكشــف‬
‫عن نفسه بومضة من الضوء ) البق ( ‪ ،‬وصوت حاد مَُدْمدِ م )الرعد ( ‪ ،‬وترافــق العواصــف الرعدةيــة‬
‫بد ‪.‬‬
‫حْمـل ‪ ،‬و كثياً ما ةيصاحبها مزخّات مطرةية أو تساقط الثلج أو اْل َ َ‬
‫سحب الْ َ‬
‫وتتجلى في هذه الةية الكونية هيمنة الجب ‪ ،‬لقد جمع سبحانه بيـن النقيضي ‪ :‬الــاء الذي تحيـا بــه‬
‫الكائنات كلها ‪ ،‬وبيـن الصواعق النارةيــة الــت تهلــك و تفنـــي ‪ ،‬قــال تعــالى‪" :‬هــو الــذي ةيرةيكــم الــبق‬
‫خوفا و طمعا وةينشيء السحاب الثقال ‪ .‬وةيسبّح الرعـد بحـمده واللئكة من خـيفته وةيرسل الصواعق‬
‫فيصـيب بها من ةيشاء وهــم ةيجادلون في الله وهـو شـدةيـد الحال‪- ".‬الرعد ‪- 14 - 13‬‬
‫أما هيمنة الله على النسان فهــي ليسـت هيمنـة جـب ‪ ،‬بــل هيمنـة رحمـة بضـعفه ل خضـوع فيهـا إل‬
‫للحق الجالب للنفـع والـخي ‪ ،‬فلو شاء الله لجب الناس وجعلهم أمة واحدة ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬إن نشــمأ‬
‫ننل عليهم من السماء آةيـة فظلت أعناقهم لها خاضعي ‪ - ''.‬الشعراء ‪- 4‬‬
‫والسل م ل ةيرى الحرةية بمأنها هبة كمالية ‪ ،‬ول أمراً مزاجياً خاضعاً للهواء واليولت النفسية ‪ ،‬بل‬
‫هي مرتبطة إرتباطاً وةثيقاً بالكرامة ‪ ،‬ول ةيمكن للنسان غي الحر أن ةيعيش بكرامة ‪ ،‬وبالتالي ةيوجد‬
‫تلمز م بي الحرةية والكرامة ‪ ،‬وبما أن الله كّر م النسان ووهبه حرةية الختيار فإن هيمنته هي هيمنة‬
‫حب ورأفة ورحمة ‪.‬‬

‫***‬

‫‪16‬‬
‫دلل ت إسـمي ‪ :‬الـشـاكـر‪ -‬الـشكــور‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬شكر ةيشكر الشكر ‪ :‬الكثة ‪ -‬الزةيادة ‪ -‬النماء ‪َ ،‬‬
‫شكََرت الرض ‪ :‬كـــثـــر نباتها‬
‫و َأشَْكَرت السماء‪ :‬اِشتد مطرها ‪.‬‬
‫فا هو العتراف بجميل النعم والثناء عليها ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬أن اشكر لي ولوالدةيك ‪ ،‬إلي الصي‪'' .‬‬
‫عْر ً‬
‫َو ُ‬
‫‪ -‬لقمان ‪ - 13‬أي على العبد أن ةيثن على الله و ةيعتف بمعروف والدةيه‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الشاكر إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن إســم‬
‫واقتن بإسم العليم فــي الةيتي مـعا ‪ ،‬قــال تعالى ‪:‬‬
‫الفاعل ‪ ،‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز مرتي ‪ِ ،‬‬
‫"و من تطوع خيا ‪ ،‬فإن الله شاكر عليم‪- ".‬البقرة ‪- 157‬‬
‫* الشكور إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن فعــُول ‪ -‬صيغةمبالغة ‪ -‬ولقد‬
‫ورد في كتاب الله العزةيز مقتنا باسم الغفور ‪ ،‬قال تعالى‪'':‬ومـن ةيقتف حســنة نــزد لـــه فـــيها حســنا‬
‫إن الله غفور شكــور‪ -''.‬الشورى ‪- 21‬‬
‫والشكور سبحانه هو الذي ُةيَزِّكي وةينمِّي عنده العمل الـقليل ‪ ،‬وةيضاعف الجزاء أضعافا مضاعفة ‪ ،‬لذا‬
‫جعــل الةيمــان نصفيـــن ‪ :‬نصــف صــب ونصــف شـكــــر ‪ ،‬والشـكـــر هــــو الـحافـــظ للــنعـــم الـموجـــودة‬
‫والجالب للنعم الفقودة ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬و سيجزي الله الشاكرةين" ‪ -‬آل عمران ‪-144‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪ '':‬إن النسان لربه لكنــود ‪ .‬وإنــه علــى ذلــك لشــهيد ‪ .‬وإنــه لحــب‬
‫الخي لشدةيد ‪ - ''.‬العادةيات ‪ – 8- 6‬قال ذو النون الصي ‪ '':‬الكنود هو الــذي قــال اللــه فــي حقــه '' إذا‬
‫مسه الش جزوعاً وإذا مسه الخي منوعًا‪'' .‬‬
‫شكْر الله علمة على رضا النســان بالـقضـــاء والـقـــدر ‪ ،‬وهـــو خـصلـــة تجعـــل الســلم ةيخـرج مـــن‬
‫إن ُ‬
‫ضيق الـتـفكـيـر الـسلب إلـى رحابة التـفكي الةيجابي ‪ ،‬وتحقيق هذا البتغى ةيتطلب تغْييـر المرجعيــة‬
‫الفكرةية ‪ ،‬لن النسان ما هو إل نتاج مرجعيتــه الفكرةيــة ‪ ،‬لــذا وجــب مراقبتهــا لنهـــا هــي الــت تحــدد‬
‫أفكاره ‪ ،‬و ةيـراقــب أفـكـاره لنها ستصبّح أفعاله ‪ ،‬وةيـراقـب أفــعاله لنها سـتصبّح عاداته ‪ ،‬و ةيراقــب‬
‫بع النـــسان مســتمد مــن النفــس‬
‫عـاداتـــه لنـهـــا ستصــبّح طبــاعه ‪ ،‬وليــس أســوأ مــــن أن ةيكــــون طـــ ُ‬
‫المارة بالسوء ‪.‬‬
‫عن ِابن عمر رض الله عنهما قال ‪ '':‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ '':‬الحمد رأس الشكر ‪ ،‬وما‬
‫شكر اللَه عبٌد ل ةيحمده ‪ -''.‬رواه البيهقي ‪-‬‬

‫***‬

‫‪17‬‬
‫دلل ت إسـمـي ‪ :‬الـخـالــق ‪ -‬الـخــل ق‬
‫‪ -1‬الدللة اللغوية ‪ :‬خلق ةيخلق الخلق ‪ :‬بالنسبة للنسان صناعة الشء بواسطة تغيي خصائص‬
‫الـمادة وتحوةيـلها وتشكـيلها ‪ ،‬وهـذا النـوع مـن الخـلق ل ةيتحقق إل بفضل تسخي الله للشياء ‪ ،‬قال‬
‫تعـالى ‪ '':‬فـتـبارك الله أحـســن الـخالـقي ‪ ''.‬قـال ابـن عاشــور ‪'' :‬أحسـن الخـالقي '' أحســـن النشـئي‬
‫إنشاء لنه أنشمأ ما ل ةيســتطيع غيه إنشاءه‪''.‬‬
‫ولقد أجامز الله إطلق فعل الخلق مجامزاً علــى صــناعة بعــض العبــاد ‪ ،‬مَْشُروطـــا بتســخيه وتيْســِيه‬
‫للسباب ‪ ،‬قال تعالى على لسان عيســ بــن مرةيــم عليــه الســل م ‪'':‬إنــي أخلــق لكــم مــن الـــطي كهيئــة‬
‫الطي فمأنفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله‪ - ".‬آل عمران ‪- 48‬‬
‫‪ -2‬الدللة التوحيدية ‪ *:‬الخالق إ سم مــن أســماء اللــه الحســن التوقيفيــة الطلقــة ‪ ،‬و هــو علــى ومزن‬
‫إسـم الفاعـل ‪ ،‬ولقـــد ورد فـــي كـــتاب اللــه ‪ ،‬قــــال تعالـــى ‪" :‬هـــو اللــه الخالـــق الــــباريء الصــور ‪ ،‬لـه‬
‫السماء الحســن‪ - ''.‬الحش ‪– 24‬‬
‫الخالق هو الذي أوجد من العد م ‪ ،‬وهو التصف بالخلق أمزل قبل أن ةيخلق كل الوجودات ‪.‬‬
‫* الخلّق إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هو على ومزن فَّعال‪ -‬صيغة مبالغة‪ -‬و لقد‬
‫ورد في كتاب الله ‪ ،‬قال تعالى‪ :‬فاصفّح الصفّح الجميل ‪ .‬إن ربك هو الخلق العليم‪ -".‬الحجر ‪- 85‬‬
‫قدر بعـلم وةيصنـع بقدرة‬
‫ةيرى بعض الفسةين أن الفرق بي الخالق و الخل ّق هو ‪ :‬الخالـق هو الذي ةيُ ِّ‬
‫فيوجد الشء من العد م ‪ ،‬والخلق هو الذي ةيُْبِدع في خلقه كماً و كيفاً ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى‪" :‬ةيا أةيها الناس ضب مثـل فاستمعـوا لـه إن الذةين تدعون مــن‬
‫دون الله لن ةيخلقوا ذبابا ولو اجتمعـوا لـــه ‪ ،‬وإن ةيســـلبهم الـــذباب شيـــئا ل ةيسـتنقــــذوه منــه ضــعف‬
‫الطالب و الطلوب ‪ .‬ما قدروا الله حق قدره ‪ ،‬إن الله لقوي عزةيز‪ - ".‬الحج ‪- 72 - 71‬‬
‫لقـد َتحدّى الـخالق الناس قاطـبـة بمأن ةيخلقـوا مثـل خلقه ‪ ،‬ولم ةيََتحّدهم في خـلق نجـم أو كوكب ‪ ،‬بل‬
‫تحداهم في خـلق ذبـابة قـد ةيـحتـقرها النـسـان و ل ةيلقي لها بال ‪ ،‬والعجامز في هذا التحدي هو أول‬
‫ع َيـْيـــن ‪ ،‬وكـــل عييـــن فــي‬
‫تكوةين الذبابة ‪ ،‬وعلى سبيل الثل ل الحصلها عينــان مركــــبتان مــن ‪ 6000‬ـُ‬
‫حّطُ علــى طعــا م‬
‫مساحه نـصف مليمـت مكـعـب ‪ ،‬وكـل عيي فـــيها ‪ 48‬ألف مستقبل عصب ‪ .‬وعندما َت ُ‬
‫ما فمأول ما تـبدأ به هو إفرامز عـصارات هـاضمـة عـلى الـمـادة الراد التغذةية عليها ‪ ،‬فتصبّح مهضــومة‬
‫خـارج الجسم ‪ ،‬فتمتـصـهـــا بواسطــــة النـبــــوب الهضــمي فــتـــسي فــي الــدورة الدمــــوةية ‪ ،‬وتـنـتـقـــل‬
‫مـبـاشـرة إلـى خـلةيـاها فيتحول جــــزء منهــا إلـــى طاقــة تمكنهــا مــن الحركــة ‪ ،‬وجـزء آخــر إلــى خلةيـا‬
‫وأنسجـة ومكــونات عـضوةية ‪ ،‬و جزء أخيـر إلـى مخـلفـات ةيتخلص منها جسم الذباب ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــنصـيـر‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬نص ةينص النص و النصة ‪ :‬الفومز ‪ ،‬الغلبة ‪َ ،‬ا ّ‬
‫لظــَفر ‪ ،‬نصه عـــلى أعــدائه ‪:‬‬
‫أةيده وأعانه ‪ ،‬النصي ‪ :‬الكثي التمأةييد والعون والدعم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحدية ‪ :‬النصي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هوعلـى ومزن َفِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬وإن تولوا فاعلمـــوا أن الله مولكم‬
‫نعم الولى‪ ،‬و نعم النصي‪-".‬النفال ‪- 40‬‬
‫خــذُله‬
‫ولةي ْ‬
‫َ‬ ‫وليــه‬
‫النصي هو الكثي التمأةييد والعون والدعم لوليائه ‪ ،‬وَاْلَمْوُةثوق منه بإنه لم ولن ُةيســلِّم ّ‬
‫أبداً ‪ ،‬قال تعالى‪":‬إن ةينصكم فل غالب لكم ‪ ،‬وإن ةيخذلكم فمن ذا الــذي ةينصـــركم مــن بعـــده ‪ ،‬وعلــى‬
‫الله فــليتوكـل الومنون‪ -''.‬آل عمران ‪- 160‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬ما من نص ةيحققه النسان فمر ّده إلى الله ‪ ،‬لنه لةيقوى إل على ما ةيـ ّ‬
‫سـره‬
‫خـره الله لـه بعد الخذ بالسباب ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت‬
‫وسـ ّ‬
‫ولكن الله رمى وليبلي الؤمني منه بلء حسنا إن الله سميع عليم ‪ - ''.‬النفال ‪- 17‬‬
‫ومن أهم السباب الت تؤدي الى النص ‪:‬‬
‫* أول ‪ :‬الجاهـــدة ‪ :‬محاربـــة أهــواء الـنفـــس الّمـارة بـالـــسوء وتزكيتهـا أي تكليفهـا بمـا هـو مطلــوب‬
‫شـرعاً ‪ ،‬قال تعالى ‪'' :‬والذةين جاهدوا فينا لنهدةينهم سبلنا ‪ ،‬وإن الله لع الحسني‪ -''.‬العنكبوت ‪- 69‬‬
‫* ةثانيا ‪ :‬العـداد ‪ :‬قال تعالى ‪'' :‬وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيــل ترهبــون بــه عــدو‬
‫الله وعدوكم ‪ - ''.‬النفال ‪- 60‬‬
‫إن القـوة في الةية القـرآنـية جاءة نكـرة وهي تـشي إلى العمو م ‪ ،‬وكـمأن العنـــى ‪ :‬أعـدوا لهــم أي قـوة‬
‫تستطيعون بها إرهاب عدو الله وعدوكم ‪ ،‬ولقد أةثبتت الحروب قدةيمها وحــدةيثها أن حســن العــداد هــو‬
‫الذي ةيحسم العركة ‪.‬‬
‫ةثالثــا ‪ :‬الصــب ‪ :‬ل ةيمكــن النتصــار فــــي معركــة اليــدان دون النتصــار فــي معركــة الةيمــان ‪ ،‬قــال‬
‫تعالى‪":‬أحســـب الناس أن ةيتكوا أن ةيقولوا آمنا وهم ل ةيفـتنـون و لقد فتنا الـذةين من قبلهـم فليعلمن‬
‫الله الذةين صدقـوا وليعملن الكاذبي ‪ -''.‬العنكبوت ‪-1‬‬
‫* رابعا‪ :‬حسن الظن بالله ‪ :‬إن طلقــة قــدرة اللــه هــي مــن وراء الســن والقــواني الـكـــونية ةيســخرها‬
‫وةيدبرها كيف ةيشاء ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬فمأرسلنا عليهــم رةيحــا صصـــرا فــي أةيــا م نحســات لنــذةيقهم عــذاب‬
‫الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الخرة أخزى وهم ل ةينصـرون ‪ - ''.‬فصلت ‪- 19- 16‬‬

‫‪19‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــبــاريء‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬برأ ةيبأ َاْلَبَرء والــبرأة ‪ :‬الخل ص ممــا ُنســِبَ لــه ‪ ،‬قــال تعــالى ‪" :‬ومــن ةيكســب‬
‫برةيئا أي غي مذنب‬
‫ً‬ ‫خطيئة أو إةثماً ةثم ةير م به برةيئاً فقد احتمل بهتاناً وإةثماً مبيناً ‪ - ".‬النساء ‪- 111‬‬
‫اء ممــا تعبــدون‪".‬‬
‫و الــبيء مــرادف َاْلبَــَراءُ ‪ ،‬قــال تعــالى ‪":‬و إذا قــال إبراهيــم لبيــه و قــومه إننــ َبــَر ٌ‬
‫‪-‬الزخرف ‪ ، - 25‬برأ اللـه الشء ‪ :‬خلقه صالحا و مناسبا للمهمة والغاةية الت ِابتغاها من خلقه‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحدية ‪ :‬الباريء إسم من أسماء الله الحسن التوقيقية الطلقة ‪ ،‬و هـو على ومزن إسم‬
‫الفاعل ‪ ،‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬هو الله الخالق البـاريء الصور''‪ -‬الحش ‪- 24‬‬
‫والباريء هـو اَْلـُمْبَتـِديء الذي خلق من غي مثال سابق ‪ ،‬ولهذا ةيصّح الجمع بيـن الخالق والباريء‬
‫و الصور ‪ ،‬لن الله هو الذي ِاستحدث الخلق وأوجده من العـد م الـمطـلق ‪ ،‬و أعــّده ليـناسـب الـمهمـة‬
‫ائماً مع محيطه ‪ ،‬و َأَتمّ الصنعة‬
‫و الغاةية الت أوجده من أجلها ‪ ،‬وميَّز كل جنس بممياته ليكـون ُمَتَو ِ‬
‫على وجه التدبي وأظهر القدور وفق سابق تقدةير ‪.‬‬
‫والباريء ةيدل أةيـضـا عـلـى بـراءة ذاته وصفاته وأفعاله مـن العيب أو النقص ‪ ،‬ل شبيه لــه ول مثيــل‬
‫ول نظي ‪ ،‬ولـه الـكـمـال الـطـلـق سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫‪- 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى‪'':‬أةيحسـب النـسان ألن نجمع عظامه ‪ .‬بلى قادرةين على أن نسوي‬
‫بنانه ‪ -''.‬القيامة ‪ - 4 - 2‬تسوةية البنان إعجامز دقـيـق لم ةيدرك إل في القرن التاسع عـشـر الـميلدي‬
‫عندما اكـتـشف عالــم التشةيّح التشيكي ''بركنجي'' بمأن الخطوط الدقـيقة المية الـموجودة علـى‬
‫بـشـرة رؤوس الصابع تختلف من شخص لخر ‪ ،‬وكل فرد من بن النسان إل وله بـصمتـه الخاصة‬
‫مرســومة بعناةيــة فائقــة منــد الفــتة الجنينيــة ‪ ،‬وتبقـــى إلــــــى أن ةيــمـــوت وحــت إذا مــا أمزةيلــت جلــدة‬
‫الصابع لسبب ما فإن نفس الخطوط تظهــر على الجـــلد الجدةيــد ‪.‬‬
‫وهذا الكتشاف أدى الى ةثورة في مجال علم الجرةيمة ‪ ،‬حيث أصبّح من السهل تحدةيد هوةية الشــخص‬
‫إنـطـلقـا مـن بـصـمتـه ‪ ،‬ومـع تـطـور الـعـلـم التشةيحي تبي بمأن للنسـان فــي الحقيقـة مجموعة من‬
‫البصمات النفرادةية الت تميِّـزه عن غيـره ‪ ،‬وهو ممّي كذلك عن باقي الخلئق لن الله إســتخلفه فــي‬
‫الرض ‪ ،‬قال تعالى‪'' :‬ةثم جعلناكم خلئف في الرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ‪ - ''.‬ةيونس ‪14‬‬

‫إن الهمة الت برأ الله الناس من أجلها هي '' كيف تعملون '' ‪ ،‬لذا على النسان أن ةيكون قوله وفعله‬
‫براًء من كل مخالفة لرادات الله ‪ ،‬ومن كل بدعة تخالف سنة نبيه عليه السل م ‪.‬‬

‫***‬

‫‪20‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـمـصــِّور‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغويــة ‪ :‬صــّور ةيُصــِّور التصــوةير ‪ :‬صــوّر المــر ‪ :‬وصــفه وصــفا ةيكشــف عــن جزئيــاته ‪.‬‬
‫صور الشء ‪ :‬جسمه و جعل له شكل فمأصبحت له صورة تطابق هيئته أو ذاته‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬ا ُ‬


‫لص ِّور إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هو على ومزن إسم‬
‫الفاعــل مــن فعــل صــور ‪ ،‬ولقـد ورد فــي كتــاب اللــه العزةيــز ‪ ،‬قـال تعـالى ‪ ":‬هــو اللــه الخـالق البــاريء‬
‫الصور'' ‪ -‬الحش ‪- 24‬‬
‫الصور هو الذي أعـــطى كـــل خـــلق مـن خلقـه شــكل وهيئـة ةيُـْعـــَرف بهـا ‪ ،‬وةيُـَمـــّيز بهـا عـن غيــره مـن‬
‫الخلوقات ‪ ،‬ومزّوده بمواصفات معّينة ومح ّددة ومناسبة لداء وظـيفته فـي هذا الوجود ‪ ،‬قــال تعــالى‪:‬‬
‫" الذي خلقك فسواك فعدلك ‪ .‬في أي صورة ما شاء ركبك ‪ -''.‬النفطار ‪- 8 - 7‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬عن أبي هرةيرة رض الله عنه أن رجلً أتى إلى رسول الله صلى اللــه عليــه‬
‫و سلم فقال ‪ '' :‬ةيا رسول الله ولد لي غل م أسود ‪ ،‬قال عليه الســل م ‪ :‬هــل لــك مــن إبــل ؟ قــال ‪ :‬نعــم‬
‫قال ‪ :‬ما لونها ؟ قال ‪ :‬حُْمر ‪ ،‬قال ‪ :‬هل فيها أورق ؟ ‪ -‬أورق بياض ةيميل إلى سواد ‪ -‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فمأنى ذلك ؟ قال ‪ :‬لعل نَْز َعة عرق ‪ ،‬قال عليه السل م ‪ :‬لعل إبنك هذا نزعة عرق‪ - ".‬رواه البخاري ‪-‬‬
‫الشاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ةيُر َ ّ ِخــص للرجــل نفــي صــلته بــآبنه بســبب لــونه بنــاء‬
‫على دليل ) نزعة عرق ( ‪ ،‬والقصود بها الن الشفرة الوراةثية للنسان ‪ ،‬وهي الت تحمل كل الصفات‬
‫الِخْلقية للكائن الحي الت ةيرةثها الجنيـن عن الب وال م ‪ ،‬والختصـرة في الحمض النووي ‪ ،‬وهي الــت‬
‫تحدد إنتماء الولود طبقاً لواصفاته الوراةثية ‪ ،‬الت تميه عن غيـره من كل النواحي ‪ ،‬وبفضلها ةيمكن‬
‫إةثبات البنوة ‪.‬‬
‫قيمه على ما إحتواه قلبه من‬
‫إن الصور سبحانه ل ُةيق ّ ِيم النسان على ما وهبه من صورة ‪ ،‬وإنما ُةي ِّ‬
‫التقوى ‪ ،‬فكم من صاحب هيئة عجيبة وصورة جميلة وهو عند الله من القبوحي ‪ ،‬عن أبي هرةيرة‬
‫رض الله عنه قال ‪ '':‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ '':‬إن الله ل ةينظر إلى أجسامكم ول إلى‬
‫صوركم ‪ ،‬ولكن ةينظر إلى قلوبكم ‪ -''.‬متفق عليه ‪-‬‬

‫***‬

‫‪21‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــعــزيــز‬
‫ةيعّز َاْلِعّز ‪ :‬القوة‪ ،‬الشدة ‪ ،‬الغلبة ‪ ،‬الرفعة ‪ ،‬الإمتناع ‪َ .‬اْلـعـــِّزة ‪ :‬الـعـظــمة‬
‫عز ِ‬‫‪ - 1‬الدللة اللغويــة ‪ّ :‬‬
‫وَنَفاسة القدر وهي حالة مانعة من الغلب ‪ ،‬وتكون للمدح ‪":‬ولله العـزة ولرسوله و للمــومني ولـكــــن‬
‫النافقون ل ةيعلمون"‪ -‬النافـــقون ‪ - 8‬أو للــذ م ‪'':‬و إذا قيــل لــه اِتــق اللــه أخــذته العــزة بــالةثم فحســبه‬
‫جهنـم ولبئس الهاد‪ -''.‬البقرة ‪- 204‬‬
‫‪ -2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬العزةيز إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ،-‬و لقد ورد في كتاب الله العزةيز نــحو مائة مرة ‪ ،‬قال تعالى‪ " :‬شهد الله أنه ل إله‬
‫إل هو واللئكة و أولوا العلم قائما بالقسط ‪ ،‬ل إلـــه إل هــــو ‪ ،‬العـزةيز الحكيم ‪- ".‬آل عمران ‪- 18‬‬
‫العزةيز هو التصف بالقوة والغلبة والمتناع ‪ ،‬ولةيستولي عليه العجز في حال من الحوال ‪.‬‬
‫ولقد ورد مقروناً ببعــض اســماء اللــه الحســن ل بيــان طلقــة قــدرته وعــزة قــوته وســعة رحمتــه ‪ ،‬قــال‬
‫تعــالى ‪'':‬إن ربــك هــو القــوي العزةيــز '' هــود ‪ ، 65‬كمــا ورد مقرونــا بإســم الحميــد للدللــة علــى أنــه‬
‫الستحق للمدح والثناء ‪ ،‬لنه حامد ومحمــود فــي ذاتــه وصـفاته وافعــاله ‪ ،‬قـال تعـالى‪ '':‬وةيهــدي إلــى‬
‫صاط العزةيز الحميد '' سبا ‪6‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬من أراد عزاً بل عشية وهيبة بل سلطان ‪ ،‬فليخــرج مــن ذل معصــية اللــه‬
‫إلى ع ِّز طاعته ‪ ،‬لن عزة الؤمن تكتسب من العبودةية لله ‪ ،‬فهي ليست لشخصه بل للةيمان الذي ةيمل‬
‫قلبه ‪ .‬قال عمر بن الخطاب رض الله عنه‪'' :‬إنا كنا أذل قو م فمأعـزنا الله بالسل م فمهما نطلــب العــزة‬
‫بغي ما أعزنا الله به أذلنا الله ‪''.‬‬
‫عمرها الؤمن القوي العزةيز ‪ ،‬والعزة في السل م رهينة‬
‫مـن العلو م أنه ل ةيَُعِّمُر الرضَ ذليل ‪ ،‬و إنما ةي ِّ‬
‫بـمكار م الخلق ‪ ،‬وتستـمد مـن تقوى الله الذي ل ُةيغالب ‪ ،‬لذا على السلم إةثبات العــزة الحمــودة فــي‬
‫النفس ‪ ،‬والتجرد من كـلـما ةيتعلق برذةيل الخلق من كب وذل وهوان وضعف ‪ ،‬وةيجعل غاةيتها إعلء‬
‫الحق ودحض الباطل ورفض الذل والضيم ‪ ،‬والتفـع عن محِّقرات المـور وسََفاِسِفـهـــا ‪ ،‬قــال تعــالى ‪:‬‬
‫''وللـه العـزة ولرسوله وللمؤمني ولكـن النافقي ل ةيعلمون‪ - ''.‬النافقون ‪- 8‬‬
‫عن أبي هرةيرة قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪":‬الؤمن القوي خي وأحب إلى الله مـن‬
‫الؤمن الضعيف وفي كلٍّ خي ‪ ،‬فاحر ص على ما ةينفعك وِاسـتعن بالله ولتعجز ‪ ،‬ول تقل لو أني‬
‫فعلت كذا لكان كذا ‪ ،‬ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفــتّح عمل الشيطان‪ -".‬رواه مسلم ‪-‬‬

‫***‬

‫‪22‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـحـكــم‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬حكم ةيحكم الحكم ‪ :‬النع والســـيطرة ‪ ،‬حكــــم الفســاد ‪ :‬منعـــه وأحــاط بــه ‪.‬‬
‫حكم صنعته ‪ :‬أتقنها وأبدع فيها ‪ ،‬حكم القاض في النــامزلة ‪ :‬قض وفصل فـي دقائقــها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة التوحيدية ‪َ :‬‬
‫الحكم إسم من أسماء الله الحسن الطلقة التوقيفية ‪ ،‬وهو على ومزن فـَ عـَـل‬
‫‪ -‬صفة مشبهة ‪ ، -‬وهو أبـلغ من إسـم الفاعل )الحاكم ( ‪ ،‬لن الحَكم صفـة تعظيم ومدح وأما الحاكم‬
‫فهي صفة جارةية على الفعل ‪ ،‬و قــد ةيسمى بهــا من ةيحكــم ســـواء بالحـــق أو بالباطل ‪ ،‬قــال تعالى‪:‬‬
‫'' أفغي الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل الكتاب مفصل‪-''.‬النعا م ‪- 115‬‬
‫عن شةيّح عن أبيه هانيء أنه لـما وفـد إلى رسـول الله صـلـى الله عليه و سلم مـع قـومـه سـمـعـهـم‬
‫حكــم ‪ ،‬فلِــم ُةيكـــّننك أبــا‬
‫ةيكنونه بمأبي الحكم ‪ ،‬فدعاه عليه السل م فقــال ‪ '':‬إن اللــه هــو الَحكــم و إليــه ال ُ‬
‫الحكم ؟ فقال ‪ :‬إن قومي إذا ِاختلفوا في شء أتوني فحكمت بينهــم فرضــي كل الفرقيـــن ‪ ،‬فقــال عليــه‬
‫السل م ‪ :‬ما أحسن هذا فما لك من ولد ؟ قال لي شةيّح ومسلم وعبد اللــه ‪ ،‬قــال فمــن أكـبهـــم ؟ قــال‬
‫شةيّح ‪ ،‬قال ‪ :‬فمأنت أبو شةيّح ‪ - ''.‬رواه أبو داود ‪-‬‬
‫دبر المـور وةيحكم السباب الكليــة للكـــون ‪ ،‬وةيقـضـــي بـقــــضائه بقـــدر معلــو م ول‬
‫والحكم هو الذي ُةي ِّ‬
‫َ‬
‫ةيخرج شء عن حكمه ‪ ،‬فكـل ما ةيحدث فـي الوجـود إنـــما ةيـــحدث بـالوجوب ولمعقــب لقضـائه ‪ ،‬قـال‬
‫تعالـى ‪ '':‬و الله ةيحكم ل معقـب لحكمه و هو سةيع الحــساب‪ -''.‬الرعد ‪- 42‬‬
‫‪ 3‬الدللة اﻷخليقية ‪:‬قال مصطفى محمود ‪'':‬من ةيقرأ التارةيخ لةيدخل اليمأس إلى قلبه أبــدا ‪ ،‬وســوف‬
‫ةيــرى الــدنيا أةيامــا ةيــداولها اللــه بيـــن النــاس ‪ ،‬الغنيــاء ةيصــبحون فقــراء ‪ ،‬والـــفقراء ةينقلبــون أغنيــاء‬
‫وضعفاء المس أقوةياء اليو م ‪ ،‬وحكّا م المس مشدو اليو م ‪''.‬‬
‫إن أهم درس ةيجب أن ةيتعلمه الحكا م من التارةيخ هو أن العدل نظا م كل شء ‪ ،‬فإذا أقيـــم أمـــر الــدنيا‬
‫خلَق ‪ ،‬و مــت لــم تقـــم بعــدل لــم تقــم ‪ ،‬و إن كــان‬
‫بعدل قامت وإن لم ةيكـن لصحابها فــي الخــرة مــن َ‬
‫جَزى به في الخرة ‪ ،‬ولعل كلمـة ابن تيميـة تُجِْمُل كــل ذلــك فــى قــوله '' إن‬
‫لصاحبها من الةيمان ما ةيُ ْ‬
‫النــاس لــم ةيتنــامزعوا علــى أن عاقبــة الظلــم وخيمــة ‪ ،‬وعاقبــة العـــدل كرةيمــة ‪ ،‬و أن اللــه ُةيقيــم الدولــة‬
‫العادلة وإن كانت كافرة ‪ ،‬وةيُِذ ّ‬
‫ل الدولة الظالة وإن كانت مسلمة‪''.‬‬

‫***‬

‫‪23‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــحكـيــم‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬حكـم ةيحكـم الحكـم ‪ :‬الـمنع و السيطرة ‪ ،‬حكم الفساد ‪ :‬مـنعـه وســيطـر عليــه‬
‫و أحــاط بــه ‪ ،‬الَحَكَمــة ُ ‪ :‬مــا أحـــاط بحنكــي الـــفرس وســميت بــذلك لنهــا تمنعــه مــن الجــري الشــدةيد‬
‫والجماح ‪ ،‬و منها اشتقت الِحْكَمة لنها تمنع صاحبها من النحراف عن جادة الصواب ‪ ،‬قـال تعالى ‪:‬‬
‫"و شددنا ملكه و آتيناه الحكمة و فصل الخطاب‪ - ".‬ص ‪- 19‬‬
‫والـقـصـود بالحكـمة هو حسـن إستعمال العقـل والقـدرة على الفهـم ‪ ،‬والفطنة وإصـابة القــول وكمـال‬
‫العلم والعمل ‪ ،‬ومعرفة أفضل الشياء بمأفضل العلو م ‪.‬‬
‫قال النووي‪'' :‬الحكمة عبارة عن العلم التصف بالحكا م الشتمل عى العـرفـة بالله ‪ ،‬الصـحوب بنفـاذ‬
‫البـصية و تهـذةيب الـنفـس ‪ ،‬و تحيق الحق والعمل به والّصد عن إتباع الهوى و الباطـل والحكيم من‬
‫له ذلك''‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الحكيم إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن فَِعـيـل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة‪ ، -‬ولقد ورد فـي كتاب الله العزةيـز أكــثـر من تسعي مــرة ‪ ،‬قـال تعالى ‪":‬وهو القاهر‬
‫فوق عباده ‪ ،‬و هو الحكيم الخبي‪- ".‬النعا م ‪- 19‬‬
‫حكُم قبـل أن َةيحُْكمـه ‪ ،‬ول ةينبغي ذلك لغيـــره لن خــبته مـــلمزمة لـــحكمته‬
‫الحكيم هو الذي خََبر ما َةي ْ‬
‫النزه‬
‫فهو وحده له الحكمة الطلقة ‪ ،‬ولقد أحكم خلق الشياء وأتقن تدبيها بـحـكـمـتـه وعلمه ‪ ،‬وهو ّ‬
‫والقدس عن فعل مال ةينبغي ‪ ،‬ل ةيقــول ول ةيـفـعـل إل الصواب ‪.‬‬
‫‪ - 3‬لدللة اﻷخليقية ‪ :‬النـسان الحكيم هو الـذي ةيتحلى بالتمأني ورجاحـة الـعـقـل ‪ ،‬وعلى الــعكـس‬
‫والنقيض فإن المتهـور ةيتحلى بالندفــاع و الــطيـش و خفــة العـقـــل ‪ ،‬وهــو كـثـــير الزلــــل و الوقـــــوع‬
‫فــــي الخطمأ وةيجلب لنفسه الضر ‪ ،‬وةيوقعها في مواضع الند م حـيـث ل ةينفع الند م ‪ ،‬عــن أبــي هرةيــرة‬
‫رض الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صـلى اللـه عليـه وسـلم ‪'':‬ليـــس الشـدةيد بالّصـرعة ‪ ،‬إنمـا الشـدةيد‬
‫الذي ةيملك نفسه عند الغضب‪ - ''.‬متفق عليه ‪-‬‬
‫قال ابن القيم ‪ '' :‬الحكمة بالنسبة للنسان هي على ةثلث درجات ‪:‬‬
‫* أول ‪ :‬أن ُتعطي كل شء حقه ول تعِّدةيه حدّه ‪ ،‬ول ُتعج ِّله عن وقــته ول تــؤخره عنه ‪.‬‬
‫* ةثانيا ‪ :‬أن تشــهد نظر الله في وعده ‪ ،‬وتعرف عدله في حكمه ‪ ،‬وتــلحظ بِــّره فـــي منعـــه ‪.‬‬
‫* ةثالثا ‪ :‬أن تــبلغ في إســـــ تدللك البصية ‪ ،‬وفي إرشادك الحقيقة ‪ ،‬وفــي إشاراتـك الغاةية ‪''.‬‬
‫قال تعالى ‪'':‬ةيؤتي الحكمة من ةيشاء ‪ ،‬ومن ةيـؤت الـحكـمة فـقـد أوتـي خـيا كـثيا وما ةيـذكـر إل أولـو‬
‫اللباب‪ -''.‬البقرة ‪- 268‬‬

‫‪24‬‬
‫دلل ت إسـمـي ‪ :‬اﻷول واﻵخـــر‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ * :‬الول بالنسبة للنسان من ةيسبق الغي في الزمان أو الكان أو النلة ‪ ،‬وهو‬
‫الذي حصل قبل غيه في حالــة تبيِّـُنها إضافـة هــذا الوصف إلــى مـا ةيـــدل علــى الحالـة ‪ ،‬وقــد ةيقــــع‬
‫مـع وصف الول لفظ ةيدل على الحالــة الــت كــان فيهــا السبـــق ‪ ،‬وقــد ةيستــــدّل علــى تلــك الحالــة فــي‬
‫سياق الكل م ‪ ،‬ولذا فوصف الول ل ةيتبيـن معناه إل بما ةيتصل به مـن الكل م ‪ ،‬ول ةيمكن تصــوره إل‬
‫بالنسبة إلى موصوف آخـر متـــــمأخر عــن الوصوف بالول في حالــة مـــا ‪.‬‬
‫اتصف بالخرةية مقابل الول ‪ ،‬و معناه ةيستمــد من صفــــة الول‬
‫* الخر بالنسبة للنسان صفة لن ّ‬
‫المتحدث عنها في الكل م ‪ ،‬أو المشار إليها بما ُةيَذِّكر بتمييه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬الول والخر إسـمان من أسـماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهما ةيطلقان‬
‫على وجه القتان وليس على وجه النفراد ‪ ،‬لبيان أن كمال ما ةيشــتمل عليـــه إســم الول مــن الصــفة‬
‫ةيكمل بما ةيشتمل عليه إسم الخر من الصفة ‪ ،‬ولقــد ورد ذكرهمــا فــــي كتــاب اللــه العزةيــز مــرة واحــدة‬
‫قال تعالى ‪'':‬هو الول والخر والظاهر والباطن ‪ ،‬وهو بكل شــيء عليم ‪- ''.‬الحدةيد ‪- 3‬‬
‫إن وصفه سبحانه بالول ةيدل على أن كل ما سواه حادث وكـائـن بـعـد أن لم ةيكن ‪ ،‬فتقد م عن غيـره‬
‫تقدما مطلقا في كل صفات الكمال ‪ ،‬عن عمران بن حصي رض الله عـــنه أن رســول اللــه صــلى اللــه‬
‫عليه وسلم قال ‪ ":‬كان الله ولم ةيكن شء غيه ‪ ،‬وكان عــرشه علـى الاء ‪ ،‬وكـتـب في الذكر كل شء‬
‫وخلق السماوات والرض ‪ - ''.‬رواه البخاري ‪-‬‬
‫ووصفه بالخر ةيدل على بقائه بعد كل ما سواه ‪ ،‬والدائم بعــد مزوال كــل شـــيء ‪ ،‬قــال تعـــالى ‪" :‬كـــل‬
‫شء هالك إل وجهه ‪ ،‬له الحكم و إليه ترجعون‪ -".‬القصص ‪- 88‬‬
‫‪ - 3‬الدللةاﻷخليقية ‪ :‬إن الله تعالى ل ةيحيط به عقل ‪ ،‬ول ةيتخيله ذهن لنه أعظــم مــن أن ةيحيط‬
‫شء‪ ،‬وهو السميع البصي‪ -''.‬الشورى ‪- 9‬‬
‫به علم ‪ ،‬قال تعالى‪ '':‬ليس كمثله ْ‬
‫فقوله‪'' :‬لـيـس كـمـثـله شـيء'' لـم ةيـقـصد به نفي صفات كماله وعلوه على خلقه ‪ ،‬بل الراد منه هو‬
‫إةثبات صفاته العلى مع نفي مماةثلتها لصفات الخلوقي ‪ ،‬و هذا ُةيبِّين بمأن الله سبحانه حـقيقة غيبية‬
‫بحيث ل ةيمكن إدراك حقيقة الله إل الله ‪ ،‬قال تعالى‪'' :‬ول ةيحيطون به علما ''‪ -‬طـه ‪- 11‬‬
‫إن إدراك صفاته سبحانه ل ةيمكن قياسها بالقاةييس الادةيــة ‪ ،‬لـــذا وصــف نفســه بـمأنه الول و الخــر‬
‫فجمع بي وصفي متضادةين ‪ ،‬وهذا دليل على طلقة قدرته سبحانه وكمــال صفــــاته العــــلى ‪ ،‬وبـمأن‬
‫ل شبيه له ول مثيل ‪ ،‬فهو الول لن وجـود الوجودات متعلق بوجوده المزلـي ‪ ،‬وهـذا الوجود المزلي‬
‫َةيْقَتض أن ةيكون وصفه الخر بعد فناء ذلك الوجود الطاريء ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫دلل ت إسـمــي ‪ :‬الـظـاهــر و الـبـاطــن‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬ظهر ةيظهر الظهور‪ :‬ظهر الشء ‪ :‬بان و برمز ‪ ،‬ظهــر على المر ‪ :‬إ ّ‬
‫طلع علـــيه‬
‫ظهر على عدوه ‪ :‬غلبه ‪ .‬قال تعالى " إنهم إن ةيظهـروا عليكـم ةيرجمـوكم أو ةيعيـــدوكم فـــي ملتهــم ولــن‬
‫تفلحوا إذا أبدا‪".‬الكهف ‪ - 20‬ةيظهروا ‪ :‬ةيغلــبوكم و ةينتصوا عليكــــم ‪.‬‬
‫بطن ةيبطن البطون ‪ :‬بطن الشء ‪ :‬خفي ‪ ،‬بطن المر ‪ :‬خبـره و عـرف باطـنه ‪ .‬قـال تعالى ‪ ":‬قل إنما‬
‫حر م ربي الفواحش ما ظهـر منها و ما بطــن‪- ".‬العراف ‪ - 31‬ما بـطـن مــا خفـي ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الظاهر والباطن إسمان من أسماء الله الحسن التوقـيفــية الطـلــقــة ‪ ،‬وهما‬
‫ةيطلقان على وجه القتان وليس على وجه النفراد لبيان أن كمال ما ةيشــتمل عليــه إســم الظــاهر مــن‬
‫الصفة ةيكمل بما ةيشتمل عليه إسم الباطن من الصفة ‪ ،‬ولقد وردا في كتاب الله مرة واحدة قال تعالى‬
‫" هو الول و الخر و الظاهر و الباطن‪ ،‬وهو بـكـــل شـــيء عليم‪ -" .‬الحدةيد ‪- 3‬‬
‫وهذان السمان الجليلن لتفسهما الدللة اللغوةية ‪ ،‬وإنما تُفسرهما الدللة التوحيــدةية ‪ :‬الظاهر هــو‬
‫الذي ةيعرفه أولو اللباب أهل النظر والستدلل والتمأمل ‪ ،‬والتدبر في آةياته الكونيــة و صفاته الفعلية‬
‫الت تعد أدلة ِّبينة و واضحة ‪ ،‬ودالة على وجوده بمأنه هو الظاهرعلى كـل شــيء عـلما ‪.‬‬
‫جـــب عـــن ذوي اللبـاب كنـه ذاتـه و كيفيـة‬
‫والباطن هو الذي ل مطمع لحد في إدراك ذاتـه ‪ ،‬لنه حـَ َ‬
‫صفاته ‪ ،‬وهو الباطن على كل شء علما ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪:‬إن علماء النبات بينوا بمأن للنهار أهمية تكمن في ضوء الشمس الــذي ةيســاهم‬
‫في عملية البناء الضوئي ‪ -‬صنع الغذاء ‪ ، -‬وأخياً ِأكتشفوا بمأن هذه العملية تتم في بعض النباتــات‬
‫نورا وظلماً وبرودة ودفئاً ةيعد‬
‫ً‬ ‫نهاراً ‪ ،‬وفي أخرى ليلً ‪ ،‬وبمأن إختلف الليل والنهارطولً و قِصـرا ً‪ ،‬و‬
‫مـــن أهـــم عوامـــل إســـتمرار الحيـــاة علـــى الرض ‪ ،‬لن هرمـــون المزهــــار ‪ -‬كالكســـي والجـــبلي‬
‫والسيتوكيني – لـ ةيتكون إل عندما ةيـخـتلف اللــيل والنهار في حياة النبات ‪ ،‬وتكــوةين هــذا الهرمــــون‬
‫متوقــف علــى تتــابع فــتة الضــاءة ‪ ،‬وفــــتة الظل م وشــدة كــل واحــد منهمــا ‪ ،‬ومــدة ك ّل ًمنهمــا‬
‫وإســتمرارها ‪.‬قــال تعــالى‪'':‬إن فــي خلــق الســماوات و الرض ‪ ،‬و إختلف الليــل والنهارلةيــات لولــي‬
‫اللباب‪ -''.‬آل عمران ‪- 190‬‬

‫***‬

‫‪26‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـسـمـيــع‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬سمع ةيسمع السمع ‪ :‬حاسة ةيدرك بـها النسان دبدبات الصــوات الــت تنتقــل‬
‫إلى الدماغ فيتم استيعابها طبقا للمرجعية اللغــوةية ‪ .‬سمع لــفلن ‪ :‬أصغـى لـه وأنــصت ‪ ،‬سمع اللــه‬
‫لن دعاه ‪ :‬أجاب دعاه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬السميع إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهوعلى ومزن َفِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬و لقد ورد في كتاب الله العزةيز خمس و أربعي مرة ‪ ،‬قــال تعـالى‪'' :‬ربــنــا تقبـل‬
‫منا إنك أنت السميع العليـم ‪ - '' .‬البقرة ‪- 126‬‬
‫الله هو السميع بل تكييف ول تشبيه ‪ ،‬ةيسمع الصوات الخافية و الـجلية ‪ ،‬وةيستوي عـنده سالقـول‬
‫و جهره ‪ ،‬وهو السميع العليم ‪ ،‬وعلمه أمزلي ةيعلم ما كان قبل أن ةيكون ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدللة اﻷخليقية‪ :‬ـّ‬
‫ال سمع ةيمر عب ةثلث مراحل كما هو معروف في عـلم وظائف العضاء ‪ ،‬وهذه‬
‫الراحل وردت في القرآن مع الشح و إةيضاح الغاةية من كـل مرحـلـة وهــــي ‪:‬‬
‫ةينعق‬
‫* الرحلة الولى‪ :‬الحساس بالصوت بدون تميي ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬و مثل الذي كفروا كمثل الـذي ْ‬
‫بــما ل ةيسمع إل دعــاء و نــداء ‪ ،‬صم بـكــم عــمي فهــم ل ةيعقلــون ‪ -".‬البقرة ‪- 170‬‬
‫* المرحلة الثانية ‪ :‬الحساس بالصوت مع التميـي ولكـن بدون فهم ‪ ،‬قــال تعــالى‪ ":‬وقــــد كــان فرةيــق‬
‫منهم ةيسمعون كل م الله ةثم ةيحرفونه من بعد ما عقلوه وهم ةيعلمون‪ -".‬البقرة ‪-74‬‬
‫* الرحلة الثالثة ‪ :‬الحساس بالصوت مع التمييـز و الفهم ‪ ،‬قال الله تعالى ‪" :‬وقالوا سمعنا و أطعنا‬
‫غفرانك ربنا ‪ ،‬و إليك الصي‪ -".‬البقرة ‪- 284‬‬
‫والقرآن الكرةيم ّبي بمأن لحاسة السمع درجات و هي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬السّماع ‪ :‬هو إلتقاط الصوت بقصد أو دون قصد ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه‬
‫وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سل م عليكم لنبتغي الجاهلي ‪ -".‬القصص ‪- 55‬‬
‫‪ - 2‬الستماع ‪ :‬هو إلتقاط الصوت بقصد من أجل الستفادة ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬و إذا صفـنا إليك نـفـ ً‬
‫را‬
‫من الجن ةيستمعون القرآن ‪ -''.‬الحقاف ‪- 28‬‬
‫‪ - 3‬الصغاء‪ :‬هــو إلتقاط الصوت مع التكي وتفاعل القـلب والشاعــر ‪ ،‬قـال تعالى ‪'':‬ولتصغى إلــيه‬
‫أفــئــدة الـ ذةين ل ةيؤمنون بالخرة وليضوه وليقتفوا مـــا هــم مــقتـرفــون‪ - ''.‬النعا م ‪- 113-‬‬
‫‪ - 4‬النصات ‪ :‬هو إلتقاط الصوت مع التكي وتفاعل القلب والشاعر ‪ ،‬و ترك كل ما ةيشغل البال ‪.‬‬
‫قال تعالى‪'' :‬فلما حضوه قالوا انصتوا ‪ ،‬فلما قض وَلوا إلى قومهم منذرةين ‪ -".‬الحقاف ‪- 28‬‬

‫‪27‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـبـصـيــر‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية‪ :‬بص ةيبص البص‪ :‬هو بالنسبة للنسان إدراك العي للشء ‪ ،‬بص به ‪ :‬نظر‬
‫إليه ورآه ‪ ،‬قال تعالى‪ " :‬بصت بما لم ةيبصـروا به''‪ -‬طــه ‪ - 94‬أي علمــت و فهمــت ‪ ،‬أولــوا البصـار ‪:‬‬
‫ذووا الرؤةية والدراك وأصحاب العقــول ‪ .‬البصــي ة ‪ :‬الحجــة والعلــم والفطنــة والستــــبصار ‪ ،‬قــــــال‬
‫تعالى‪":‬بل النسان على نفسه بصية" ‪ -‬القيامة ‪ – 14‬أي هو الحجة على نفسه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬البصي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن فَِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز إةثني و أربعي مرة ‪ ،‬قال تعالى ‪":‬وهومعكم أةينما‬
‫كنتم والله بماتعملون بصي ‪ -".‬الحدةيد ‪- 4‬‬
‫والبصي سبحانه هو الذي ةيبص أعمال كافة خلقه ‪ ،‬وةيرصد حركاتهم وسـكـناتهــم هــل هــي مطابقة‬
‫لراداته أ م منا قضة لها ‪ ،‬ول ةيخفى عليه شء في الرض ول في السماء ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬النسان ةيحتاج إلى الضوء ليتمكــن مــن رؤةيــة الشــياء ‪ ،‬ليتمكــن مــن إدراك‬
‫ألوانها وأبعادها بالعي الجردة ‪ ،‬والرؤةية تتم بفضل الضوء النعكس من جسم الشـيء ‪ ،‬الذي ةيــدخل‬
‫إلى عدسة العي بسـرعة ترليون جزةيئة في الثانية ‪ .‬والعي تعمل من خلل التنسيق بي أربعي من‬
‫الكونات الختلفة ‪ ،‬وغياب مكون واحد ةيجعل العيـن عاطلة عن رؤةية الشياء الادةية ‪.‬‬
‫يميِـز به بيـن الحــق‬
‫راسة ‪ ،‬وهي نور ةيقذفه الله في قلب الؤمن ل ّ‬
‫أما بالنسبة للغيبات فهي تدرك بَاْلِف َ‬
‫والباطل ‪ ،‬عن أبي ســعيد الخـدري رضــي اللـه عنـه قـال ‪ :‬قـال رســول اللـه صــلى اللــــه عليـه وســلم‪:‬‬
‫''اتقوا فراسة الؤمن فإنه ةينظر بنور الله ‪ ،‬ةثم تل قوله تعالى‪ِ'' :‬إن في ذلك لةيات للمتوسمي ‪''.‬‬
‫‪ -‬رواه التمذي ‪-‬‬
‫جاء في الحدةيث الذي رواه مسلم عن عمر بن الخطاب رضـي الله عـنـه أن جبـرةيل عليه السل م سمأل‬
‫رسول الله صلى الله عليه و سلم ما الحسان ؟ قال عليه السل م ‪ ":‬أن تعبد الله كمأنـك تراه فإن لم‬
‫عرف عليه السل م الركن الحساني الول '' أن تعبد الله كمأنك تراه'' بمعن‬
‫تكن تراه فإنه ةيراك ‪''،‬لقد ّ‬
‫أن الــؤمـن ةيــرى بنــور اللــه – الفراســة ‪ -‬وهــي تســتلز م تمــا م الخشــية والنابــة إليــه ‪ ،‬ول تكتمــل إل‬
‫بالقصد الحقيقي الذي ةيجب أن ةيلمزمها لتقى إلى مرتبة الشهود'' كمأنــك تــراه '' أي إستحضــارمَعّيته‬
‫سبحانه ‪ ،‬وكل من له نصيب فـي هذا التوجه له حظ من الفراسة ‪.‬‬
‫وقوله عليه السل م ‪'' :‬فإن لم تكــن تراه فإنه ةيراك'' ةيوضّح الركن الحسانـي الثاني ‪ ،‬أي إذا شَــــق‬
‫عليك أن تعبده على الوصف الول ‪ ،‬فاعبده على سبيل الراقبة والخـــوف لنه ةيـــراك ‪ ،‬واسـتحيي‬
‫من نظره إليك حت ل ةيكون أهون الناظرةين إليك ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـخـبـيــر‬
‫والخْبرة‪ :‬خب المــر أي عرفــه علــى حقيقتــه ‪ ،‬و الخــبة هــي‬
‫ِ‬ ‫ةيخبر الخُْبر‬
‫ُ‬ ‫‪ - 1‬الدللة اللغوية‪َ :‬‬
‫خبر‬
‫العلم و مزةيادة ‪.‬‬
‫وإصطلحا ‪ :‬الخبي ةيفيد العليم الــذي له دراةيـة وإلـــما م بدقـائـــق المــــور ‪ ،‬وإطلع علــــى مواطنهـــا‬
‫وبواعثهـا ‪ ،‬وقـدرة على فهــم و إدراك أهدافــها و غاةياتهــا ‪ ،‬والخبير أبلغ من العليم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬الخبي إسم من أسماء الله الحسنى التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهـو علـى ومزن َفِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ -‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز أربعي مرة ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ولن ةيـؤخر الله نفسا إذا‬
‫جاء أجلها ‪ ،‬والله خبي بما تعملون‪-''.‬النافقون ‪- 11‬‬
‫خِبر بالحقيقة الت لتنقطع حججه‬
‫والخبي هو الذي ةيـجري كل شء بعلمه المزلــي ‪ ،‬وهو الخبي الُ ْ‬
‫و ل براهينه ‪ ،‬والنـــزه عـن العبـث ل ةيقـول ول ةيفعـل إل الصـواب ‪ ،‬ول ةيجـري فـي ملكـه وملكـوته إل‬
‫ماشاء ‪ ،‬وهذا من تما م كمـال صـفاته العلـى ‪.‬قـال تعـالى‪" :‬إنمـا أمـره إذا أراد شيــئا أن ةيقـول لـه كــن‬
‫فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شء وإليه ترجعون‪ -".‬ةيس ‪- 82- 81‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪'':‬ولكن أكث الناس ل ةيعلمون ‪ .‬ةيعلمون ظاهرا مــن الــحيـاة وهم‬
‫عن الخرة هم غافلون''‪ -‬الرو م ‪- 6 -5‬‬

‫إن خبة النسان جد محدودة ‪ ،‬لذا نفى الله عن أكـث النـاس الدراةيــة واللــما م بدقـائـــق كنـه الحيـاة‬
‫والطلع علــى مواطنهـــا وبواعثهـــا ‪ ،‬وأةثــــبت لهــم علمــا ضــيق المجــال لةيتجــاومز ظاهرهــا الحســوس‬
‫الــادي ‪ ،‬وهــذا ةيـفـيـــد قصــور عقــولهم الــت لــم تــدرك مــن الــدنيا إل متــاع الغــرور ‪ ،‬فجــانبوا الحــق‬
‫والصواب لنهم أفنوا عمرهم مــن أجــل مــا هــو فـاٍن ‪ ،‬وتركــوا مــا هـو خيـــر وأبقــى ‪ ،‬قـال تعــالى‪ '':‬ومـا‬
‫الحياة الدنيا إل متاع الغرور ‪ - ''.‬الحدةيد ‪- 20‬‬
‫قال ابن كثي في تفسي''وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور''‪ :‬تحقي لشمأنها ولمرها ‪ ،‬فهي دنيئة‬
‫فانية قليلة مزائلة ‪ ، ''.‬وقال قتادة ‪ '':‬هي متاع متوكة أوشكت ‪ -‬والله الذي ل إله إل هو‪ -‬أن تضمحل‬
‫عن أهلها ‪ ،‬فخذوا من هذا التاع طاعة الله إن استطعتم ‪ ،‬ول قوة إل بالله‪.‬‬
‫عن قيس بن أبي حامز م قال ‪ :‬سمعت الستورِد أخا بن فُْهر ةيقول‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ةيقول‪ " :‬والله ما الدنيا في الخرة إل كما ةيضع أحدكم ِإصبعه في اليم فلينظر بمارجع ‪''.‬‬

‫***‬

‫‪29‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــعـفــو‬
‫‪ -1‬الدللة اللغوية ‪ :‬عفا ةيعفـو العفو والعـفـاء ‪ ،‬عفـا الةثر ‪ :‬محاه وطمسه وأمزالــه وأخفـاه ‪ ،‬عفا الله‬
‫عنه ‪ :‬محا ذنوبه وصـفّح عنــه ولــم ةيعــاقبه ‪ ،‬عفــا عنــه ‪ :‬أعــــرض عـــن عقــوبـــته مـع الـقـــــدرة ‪ ،‬عفـا‬
‫النبات الرض ‪ :‬غطّاها ‪ ،‬قال تعالى ‪":‬وةيسمألونك ماذا ةيـنفقـون قــل العفـو‪ : ".‬ما مزاد عن الحاجة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬العفو إسم من أسماء الله الحسن التوفيقية الطلقة ‪ ،‬و هـو على ومزن فَُعول‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬و لقد ورد في كتاب الله العزةيـز خمــس مـرات ‪ ،‬قــــال تعـالى‪" :‬إن اللـه كـان عفـواً‬
‫غفورا‪ -".‬النساء ‪- 43‬‬
‫ً‬
‫العفو هو الذي ةيمحو ذنوب العصاة وةيصفّح عنهم ول ةيعاقبهم رحــمة بهــــم ‪ ،‬وةيــصبــــر علــــى أذاهـــم‬
‫وهو القادر على أن ةيذةيقهم أشد العــذاب ‪ ،‬لكنه ةيمهلهم فل ةيعالجهم بالعقوبــة ‪ ،‬وةيـــتجاومز عــن مزلتهــم‬
‫وةيفرح بتوبتهم ‪ ،‬لن عفوه ملمز م لـحِْلمه وحكـمته ولكمال كـرمــه ‪ ،‬وسعة جوده وتما م لطفه ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬لقد أةثبت علماء النفس الفسيولوجي بمأن النسان عــندما ةيتعرض لتــوتر أو‬
‫ضغط نفس أو عصب ‪ ،‬فإن أجسامنا تستجيب كما لـو كانت فــي خطــر ‪ ،‬وتـقـــو م بتفعيل ما ُةيعرف‬
‫بإستجابة القاومة أو الفرار ‪ ،‬وعندئذ ةيقو م الجسم بإفــرامز مـــواد كـيميائـيـــة تعـرف بإســم كيميائيــات‬
‫الضغط أو التوتر ‪ ،‬فتعمل على إعدادنا لهذا الخطــر مــن خـلل دفــعـه أو الهروب منه ‪ ،‬وهي مصممة‬
‫لجعلنا نشعر بعد م الراحة حت نقو م بفعل شـيء ةيخلــصنـا مــن التوتر ‪ ،‬فتـحــدث بــعـــض التغيـــرات‬
‫الفسيولوجية في أجسامنا كتاةيــد سعـــة ضـــربات القـــلــــب وإضــطراب تناســقها ‪ ،‬وةيـقــــو م الــكبــــــد‬
‫بالتخلص من الكوليستول في مجرى الد م ‪ ،‬وتضطرب عملية الهضم وتتــوتر العــضلت ‪ ،‬و تصعـــب‬
‫عملية التنفس وتضيق الوعية الدموةية مـما ةيــؤدى إلـــى إرتفاع ضغط الــد م ‪ ،‬وكــذلك إرتفــاع نســبة‬
‫السكر وحمض اللكتيك في الد م ‪ ،‬ةثم ةيعقـُب هـذا إنخفاض شدةيد في الــبوتي لــدة تتمـتـــد إلــى ســت‬
‫ساعات ‪ ،‬وهناك أعراض أخرى نفسية مـثل القهر والكتئاب‪.‬‬
‫ولتجنب التمأةثي السلب للغضب ‪ ،‬عن أبي ذرالغفاري رض الله عنه ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪'':‬إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس ‪ ،‬فإن ذهب عنه الغضب وإل فليضطجع''رواه السيوطي‬
‫جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقــال ‪ '':‬ةيا رسول الله مـن سيحاسـب الناس ةيــو م‬
‫القيامة ؟ فقــال عليــه الســل م ‪ :‬اللــه ‪ ،‬فقـــال العرابــي ‪ :‬بنـفـــسه ‪ ،‬قــال عليــه الســل م ‪ :‬بنفـــسه ‪ ،‬فقــال‬
‫العرابي ‪ :‬الله أ كب وابتسم ‪ ،‬فقال عليه السل م ‪ :‬لا ةيبتسم العرابي ؟ قال‪ :‬ةيا رســول الله إن الكرةيم‬
‫إذا قدر عفا ‪ ،‬و إذا حاسب سامّح ‪ ،‬فابتسم عليه السل م ‪ ،‬وقال ‪ :‬فــقه العرابي‪ - '' .‬رواه البيهقي ‪-‬‬

‫‪30‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬اللـطـيــف‬
‫ةيلطف اللّطف‪ :‬الرفق‪ -‬اليُس‪ -‬الرِّقة – الرأفة ‪ .‬لطف الله بالنسان ‪ :‬رفق‬
‫ُ‬ ‫‪ - 1‬الدللة اللغوية‪ُ :‬‬
‫لطف‬
‫به ووفقه وحفظه وأوصله إلى ما ةيحب ‪ ،‬قال تعالى‪":‬الله لطيف بعبــاده ةيــرمزق مــن ةيشــاء وهوالقــوي‬
‫ق ولم ةيكن فيه جفاء ‪ ،‬لطف بحاله ‪ :‬رفق به وشـفــق عليه ‪.‬‬
‫ف الكل م ‪ :‬رَ ّ‬
‫ط َ‬
‫العزةيز ''‪ -‬الشورى ‪َ - 17‬ل ُ‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬اللطيف إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن فَِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة‪ ، -‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز سبع مرات ‪ ،‬قال تعالى‪":‬ل تــدركه البصــار ‪ ،‬وهــو‬
‫ةيدرك البصار ‪ ،‬وهو اللطيف الخبي‪- ".‬النعا م ‪- 104‬‬
‫قال الغزالي‪":‬إنما ةيستحق هذا السم ''اللطيف'' من ةيعلم دقـائق الصالّح وغوامضها وما دقّ منها وما‬
‫لـطـف ‪ ،‬ةثم سلك في إةيصالها إلى الستحق سـبـل اارفـق دون العنــف ‪ ،‬فــإذا اجتمــع الرفــق فــي الفعــل‬
‫واللطف في العلم َتّم معنى اللطف ‪ ،‬و ل ةيــتـصور كـحال ذلك في العلم والفعل إل الله تعالى ‪".‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية‪ :‬قال تعالى‪'':‬الله لطيف بعباده ةيرمزق من ةيشاء وهو القوي العزةيز'' الشورى ‪19‬‬

‫ولقد أةثبتت البحاث الت أجراها علماء الفسيولوجيا على كيفية حياة الجني في الرحم ‪ ،‬فتبي لهــم‬
‫بمأنه إبتــداءً مــن السبوع العاش ةيـقـو م بـفـتّح فمه وإغلقـه ‪ ،‬وفـي السبوع الـحادي عـشـر ةيــبـدأ‬
‫بالتثاؤب لنه ةيكون في حاجة إلى التود من د م أمه بمأكب نسبة من الكـسجيــن الغــِّذي للدماغ‪.‬‬
‫وفي منتصف السبوع الثاني عش ةيبدأ بالص والبلــع ‪ ،‬فـهــــو ةيـــمص إصــبعه وةيتـــحرك بـــمعدل ‪50‬‬

‫حركــة فــي الساعــة ‪ ،‬وعــنـد الشعــور بالتعــب ةيغرق في نـو م عميـق ‪ ،‬وةيـحلم خلله بمأحل م تـجعله‬
‫ةيبتسـم أو ةيـَ ْمَتِعـض ‪ ،‬وفـي كثي مــن الحيان ةيغضب وةيعقِّد حاجبيه ‪ ،‬وةيحس بـاللـم مـنـذ الشهــــور‬
‫الولى ‪ ،‬بحيث ترتفع عنده نسبة هرمـون ''بـيـطـا '' السـؤول عــن تفاعــل الجــــسم مع اللم ‪.‬‬
‫وةيعامل كافة خلقه برفـق فـَيّسـر لـهـم نـيل الطالب‬
‫سبحـان الذي ةيمأخذ بالسهل وةيدفع بالحسن ‪ُ ،‬‬
‫والقاصد في الدنيا ‪ ،‬وفي العقب ةيعطي الثواب الجزةيل على الرفـق مـال ةيعـطـي عـلـى العنف ‪.‬‬
‫ولقد ورت كلمة القسوة في القرآن الكرةيم في سبعة مواضع ‪ ،‬وكلها في معرض الذ م ‪ ،‬لنها تَِنّم عن‬
‫ضعف الشخصية وإختلل توامزنها ‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ '':‬ليس الؤمن بالطّعان ول اللّعان ‪ ،‬ول الفاحش ول البذيء ‪ ''.‬رواه التمذي ‪-‬‬

‫***‬

‫‪31‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـكـبـيــر‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪َ :‬كبُر ةيكُْبر الِكبَر‪ :‬التقد م في السن ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬و لقد بلغت من الكـــــب عتيــا‪".‬‬
‫َكُبر قدره ‪ :‬عل وشف ‪ ،‬قال تعالى ‪'' :‬ولتكملوا العدة ولتكبوا الله على ما هــداكم ولعلكــم تشــكرون''‬
‫‪ -‬البقرة ‪ - 184‬كب المر ‪ :‬عظم ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬و كل صغي و كبي مستطر‪ -".‬القمر ‪- 53‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الكبي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هو على ومزن فَِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ست مرات ‪ ،‬قال تعالى ‪":‬عــالم الـغيـب والشــهادة‬
‫الكبي التعال ‪ -".‬الرعد ‪- 10‬‬
‫قال الطبي‪ '' :‬الكبي هو العظيم الذي كل شء دونه ول شـيء أعظم مـنـه ‪ ،‬هو الوصوف بــالجلل‬
‫وكــبـر الشمأن فصغـر دونه كـل كبي ‪''.‬‬
‫و من معاني الكبي كذلك ‪ :‬الذي كبُر وعظُم في ذاته و صفاته وأفـــعاله ‪ ،‬وكبُر و تعالى عــن صــفات‬
‫الخلق ‪ ،‬وكــُبر وتعالى عن السوء والش والظلم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬جنون العظمة هو عبارة عن حالة نفسية تجعل النسان ةيشعر بمأن له مكانة‬
‫كبية ‪ ،‬فـيتـرّفع وةيتعالى وةيتعاظم على الناس ‪ ،‬وهو ةيتوهّم الكمال في نفسه وةيــــرى الخرةيــن أدنــى‬
‫منه ‪ ،‬وهذا ةيبعث علـى ا َْلُع ْجـب المـزوج بحـب الـذات ‪ ،‬حـت إذا تمكنـت هـذه الفـة منـه أخرجتـه عــن‬
‫ص ّدق ول ُةيعقل ‪ ،‬قال تعالى عن فرعــون ‪'' :‬فـــحش فنــادى ‪ .‬فقــال أنــا‬
‫طــــور الصواب ‪ ،‬فيمأتي بما ل ةيُ َ‬
‫ربكم العلى‪ -''.‬النامزعات ‪- 24 - 23‬‬
‫عن حارةثة بن وهب رض الله عنه قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ةيقول‪ '' :‬أل أخــبكم‬
‫سَتْكِبـٍر‪ - ''.‬متفـق عليه ‪-‬‬
‫اظ ـُم ْ‬
‫ج ّو ٍ‬
‫بمأهل النار؟ كل عـُتَـٍّل ـَ‬
‫ومعن الحدةيث ‪ :‬إن الفعال الت تدخل صاحبها النار هي ‪ :‬عتـل ‪ :‬غليظ القلب ‪ ،‬جواظ ‪ :‬مناع للخي‬
‫مسـتكب ‪ :‬ةيتعاظم على خـلق الله ‪ ،‬قال تعالى‪ '' :‬إن في صدورهم ال كبــر ما هــم ببـالغيه ‪ ،‬فِاسـتعذ‬
‫بالله ‪ ،‬إنه هو السمـيع البصي ‪ -''.‬غافر ‪- 56‬‬
‫قال بعض السلف‪" :‬ما دخل قلب امرئ من الكب شء إل نقــص من عقله مقدار ذلك ‪''.‬‬

‫***‬

‫‪32‬‬
‫دلل ت أسـمـاء ‪ :‬الـقــادر – الـقـديــر – المـقـتــدر‬
‫ةيقِدر ُقْدرًة وَمْقِدرًة ‪ ،‬قَدر على الصعود إلى الجــــــبل ‪ِ :‬استــــطاع وتمّكن‬
‫‪ - 1‬الدلل ت اللغوية ‪ :‬قَدَر ْ‬
‫منه ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬أَةيْحَسب أن لن َةيْقِدرَ عليه أحد '' أي لةيستطيـع أحد مواجهــته ‪.‬‬
‫والقدرة ‪ :‬هي القوة على الشء والتمكن منه ‪ ،‬قال ابن النظور ‪ :‬قــدر عـــلى الشـــيء قـــدرة أي ملكــه ‪.‬‬
‫والقادر من الناس من له القدرة ‪ ،‬و الكفاءة على فعل المأمور‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ * :‬القادر إسم من أسماء الله الحسن التوقـيفـية الطـلقـة ‪ ،‬وهــو علــى ومزن‬
‫إسم الفاعل ‪ ،‬ولقد ورد في القرآن الكرةيم إةثنـــي عشـة مـرة ‪ ،‬قـال تعـالى‪ ":‬قــل إن اللـه قـادر علــى أن‬
‫ةينل آةية ‪ ،‬ولكن أكثهم ل ةيعلـمون ‪- ".‬النعــا م ‪- 38‬‬
‫قال الطحاوي ‪'':‬وكل شء ةيجري بتقدةير الله ومشيئته ‪ ،‬ل مشيئة للعباد إل ما شاء ‪ ،‬فــما شاء لـهــم‬
‫كان وما لم ةيشمأ لم ةيكن ‪ ،‬لراد لقضائه ول معقب لحكمه ول غالب لمره ‪''.‬‬
‫* القدةير إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن فَِعيل – صيغة مبالغة ‪ -‬ولـقد‬
‫ورد في القرآن الكرةيم خمس و أربعي مرة ‪ ،‬وهو ةيدل على العلو والفوقية الطلقـــة والحاطــة التامـــة‬
‫رته عجزٌ ‪ ،‬قال تعالى ‪ " :‬قل اللهم مالك اللك توتي اللك مــــن‬
‫بعالم الغيب والشهادة ‪ ،‬ول ةيُلَِمس قدْ ُ‬
‫تشاء وتنع الـلك ممن تشاء وتعز من تشاء و تذل من تشــاء بــيــدك الخيـر ‪ ،‬إنــك علــى كـــل شـــيء‬
‫قدةير‪ -".‬آل عمران ‪- 26‬‬
‫* القتدر إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن إســـم الفاعل ‪ ،‬والقــتدار هـو‬
‫ةيمنَــع‬
‫المبالغة في القدرة لن قدرته متحققة ومتعِّدةية لكل شيء ‪ ،‬فهو صاحب القدرة العظيمة الت ل ُ‬
‫عليها شء ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬كذبوا بآةياتنا كلها فمأخذناهـم أخــذ عزةيز مقتدر‪ -".‬القمر ‪- 42‬‬
‫وصفة القدرة تعن في جملتها السيطرة والتمّكن ‪ ،‬والغاةية منهـا هــي إةثبـات الكمــال والجلل والجمــال‬
‫له سبحانه ‪ ،‬مع تنةيهه عن النقص و العيب ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬ةيرى أهل التوحيد أن لقدرة الله ةثلةثة أوجه ‪:‬‬
‫* الوجه الول‪ :‬قدرة على إةيجاد العدومات ‪ ،‬قال تعـالى‪" :‬إنمـا أمـره إذا أراد شيـــئا أن ةيقـول لـه كـــن‬
‫فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شء وإليه ترجعون‪ -".‬ةيس ‪- 82- 81‬‬
‫* الوجه الثاني ‪ :‬قدرة على إفناء الوجودات ‪ ،‬قـال تعالى‪'' :‬كــل من عليها فان‪ .‬وةيبـقى وجـه ربك ذو‬
‫الجلل والكرا م '' ‪ -‬الرحمن ‪- 26 - 25‬‬
‫*الوجه الثالث ‪ :‬قدرة على مقدور غيه بمأن ةيقدر عليه و ةيمنع منه ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬ول تـقـولـن لشـــيء‬
‫إني فاعل ذلك غدا إل أن ةيشاء الله ‪ - ''.‬الكهف ‪-24 - 23‬‬

‫‪33‬‬
‫دلل ت إسـمـي ‪ :‬الـواحــد – اﻷحـــد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حد الشخــــص ‪ :‬إنفرد‬ ‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬و َ‬
‫حَد ةيحد َوْحًدا وَوْحَدًة وحَدًة وُوحوًدا ‪ ،‬فـــهو أوحد ‪ ،‬و َ‬
‫حد الشخص ‪ :‬ب ـقــى مـفــرداً قـال تعالى ‪:‬‬ ‫حد َوحاَدًة وُوحودًة ‪ ،‬فهو واِحد ووحيد ‪ ،‬و ُ‬ ‫حَد ةيو ُ‬
‫بنفسه ‪ .‬و ُ‬
‫''ذرني و من خلقت وحيدا‪ -".‬الدةثر ‪- 11‬‬
‫* الواحد العددي ‪ :‬ةيثن ''وحدان'' وةيجمع ''واحدون'' وةيوصف به العدد نحو جاء ألف واحد ‪ ،‬وجعــل‬
‫الشياء على مستوى واحد ‪ ،‬أي ل ةيتقد م أحدها على الخر‪.‬‬
‫* الواحد الصفة ‪ :‬صفة لله سبحانه تعن ل شةيك ول مثيل له ول شبيه ‪ ،‬له الو حدانية المزليـة فهو‬
‫الواحد في الول والخر ل إله ال هو ‪.‬‬
‫حد و أبدلت الواو همزة ‪ ،‬و هو صفة تدل على أحدةية الله ‪ ،‬قال الفــسون ‪ :‬الحـد‬
‫* الحد ‪ :‬أصله َو ْ ٌ‬
‫هــ و الذي ل ةيتجزء لنه ليس جسما مركبا ‪ ،‬والله هو الواحد الحـــد الذي ليس كمثله شــيء ‪ ،‬ولــه‬
‫وحده الخذ بهذةين الصفتي ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬قل الله خالق كل شــء وهـو الواحــد القهـار''‪ -‬الرعــد ‪- 16‬‬
‫وقال تعالى ‪ " :‬قل هو الله احد‪- ".‬الخل ص ‪- 1‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ * :‬الواحد إسم من أسماء الله الحسن التوقـيـفـية الطـلقـة ‪ ،‬وهـو عـلى ومزن‬
‫إسم الفاعل ‪ ،‬ولقد ذكر في القرآن واحد وعشةين مرة للدللة على وحدانية الله ‪ ،‬القائـمـة على معــن‬
‫النفراد بالكمال والجلل والجمال ‪ ،‬فهو واحد في ذاته وصفاته وأفعاله ‪ ،‬قال ابــن الةثي ‪" :‬الـــواحـــد‬
‫من أسماء الله تعالى ‪ ،‬فهو الفرد الذي لم ةيزل وحده ‪ ،‬ولم ةيكن معه غـــيه ‪''.‬‬
‫إن وحـدتـه سبحانه هـي وحـدة حقيقية ل عـددةية ‪ ،‬و الفرق بيـن الوحدة الحقيقية والوحــدة العددةيــة‬
‫هو ‪ * :‬الوحدة الحقيقية ةيلمزمها عد م الحدودةية ‪ ،‬وعد م التناهي وعد م القسمة ‪ ،‬ول ةيجري عليها حكم‬
‫العدد لن الله واحد ل ةيتجزأ ول ةيثن ‪ ،‬لنه واحد ل من عدد ‪ ،‬ول شـيء قبله ولبعـده ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪" :‬ةيـ و م تبذل الرض غي الرض و الســماوات و بـرمزوا للـه الواحــــد القهـار ‪ -".‬إبراهيــم ‪50‬‬

‫*الوحدة العددةية لها مثيل فإذا انضّم إليها الثيـل صار العدد إةثني ‪ ،‬ومن صفـــة الواحــد العــددي أنـه‬
‫ةيقبل القسمة إلى النصف وإلى أجزاء أخرى ‪ ،‬ومن خواصه كذلك أن لــه حد معلو م ‪.‬‬
‫* الحد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفَعل ‪ -‬صــفة مشــــبهة ‪ -‬ولــم‬
‫ةيرد ذكره في القرآن إل مرة واحدة ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬قل هو الله أحد ‪- ".‬الخل ص ‪-1‬‬
‫والحد إسم للذات التصفة بالكمال والمنهة عن التجسيم ‪ ،‬والحدةية مـن الصفات الت استخلصها‬
‫اللــه لنفســه ول ةيشكـــه فيهــا أحــد ‪ ،‬لنــه التفــرد فــي ذاتـــه وصــفاته وأفعــاله ‪ ،‬وليــس كمثلــه شـــيء‬
‫لنفراده بالكمال من كل وجه ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬الشك هو إعتقاد تعدّد اللهة حـيث تُْشك الوةثـان وغيهـا مـن الخلوقات‬
‫في العبادة مع العتاف بالله تعالى ‪ ،‬وهــو ةينقسم إلــى ةثلةثـة أقســا م ‪:‬‬
‫‪ - 1‬شك أكب ‪ :‬هو الخرج من اللة ومنه ما هو ظاهر و ما هو باطن ‪:‬‬
‫* الظاهر‪ :‬التوجه بالعبادة لغي الله ‪ ''،‬قال تعالى‪ِ'' :‬اتخذوا أحبارهم ورهـبانـهـم أربابا مـن دون الله‬
‫والسيّح ابن مرةيم ‪ ،‬وما أمروا إل ليعبدوا إلها واحدا ‪ ،‬ل إله إل هو سبحانه عما ةيشكون'' ‪-‬التوبة ‪31‬‬

‫* الباطن ‪ :‬هو إتخاذ الشةيك قصد التقرب إلى الله ‪ ،‬قال تعالى ‪'' :‬والذةين ِاتخـــذوا من دونــه أوليــاء‬
‫ما نعبــدهم إل ليقربـونا إلى الله مزلــفــى ‪ ،‬إن الله ةيحكم بينهــم فــي ماهم فـــيــه ةيختلفون‪ -''.‬الزمر ‪3‬‬
‫‪ - 2‬شك أصغر ‪ :‬هو التيان بمأقوال وأعمال منافية للسنة الـنبـوةيـة ‪ ،‬عن العرباض بن سارةية رضـي‬
‫الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ '':‬قــــد تركتـــكم علــى الـــبيضاء ليلهــا كنهارهــا ل‬
‫ةيزةيغ عنها بعدي إل هالك ‪ - ''.‬رواه ابن ماجة ‪-‬‬
‫‪ - 3‬شك خفي ‪ :‬هو ةيسي الرةياء والعُجب ‪ ،‬عن أبي موس الشعري رض اللــه عـــنه قــــال ‪ :‬خطبنــا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ةيو م فقال ‪ '' :‬أةيها الناس اتقــوا هذا الشك فإنــــه أخــــفى مــــن‬
‫دبيب النمل ‪ ،‬فقيل له وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل ةيا رسول الله ؟ قـــال ‪ :‬قــولوا اللهم إنّا‬
‫نعوذ بك من أن نشك بك شيئا نعلمه ‪ ،‬ونستغفرك لا لنعلم‪ -''.‬رواه أحمد ‪-‬‬

‫***‬

‫‪35‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــحــق‬
‫ةيحق الحق والحقيقة ‪ :‬المر الثابت الذي ل ةيتغيـر ولةيتناقـض ‪ ،‬الحق هو‬
‫حق ّ‬‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ّ :‬‬
‫النصيب الواجب حسب القانون أو العرف ‪ ،‬حق الله ‪ :‬ما ةيجيب عــلى الـعـبـاد حسب الشع ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الحق إسم مــن أســماء اللــه الحســن التوقيفيــة الطلقـة ‪ ،‬و هـــو إســـم صــفة‬
‫مصدر ‪ ،‬ولقد وردت لفظة الحق فــي كتـاب اللــه العزةيــز مـائتي وســبع وعـــشةين مـــرة ‪ :‬عـــش مـــرات‬
‫للدللة على الله ‪ ،‬والباقية ذات دللت تتمحور حول النطق والصـواب ‪ ،‬قــال تعالى ‪" :‬ةيومئذ ةيوفيهم‬
‫الله دةينهم الحق ‪ ،‬و ةيعلمون أن الله هو الــحــق الـمـبيـن‪ -".‬النــور ‪- 25‬‬
‫والله هو الحق الذي ل شك ول رةيب في وجوده وتوحيده وتنةيهه ‪ ،‬لنه حق في ذاته وفي أسـمائـــه‬
‫وصفاتـه ‪ ،‬وبالتالي ةيجب أن ةيكون هو وحده العبود بحــق ‪ ،‬قــــال تعــالى‪'':‬قــل اللــه ةيهــدي إلــى الحــق‬
‫أفمن ةيهدي للحق أحق أن ةيتبع أمن ل َةيَه ِّدي إل أن ةيُْهَدى فمالكم ‪ ،‬كيف تحكمـون‪ -''.‬ةيونس ‪- 35‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬من ضمن العلو م الت تطرق إليها القرآن الــكرةيم عــلم الـــتارةيخ ‪ ،‬وهــو علــم‬
‫ةيبحث في ماض الشعوب وحاضها ‪ ،‬فيسد الوقائع قصد تحليلها وفـهـمها عــن طرةيق مـنهج ةيصف‬
‫وةيسجل ما مضـى من وقــائع و أحــداث ‪ ،‬وةيفســـرها علــى أســـس علميـــة صــارمة قصــد الـــوصول إلــى‬
‫حقائق تساعد على فهم الاض والحاض لجتناب الآس في الستقبـل ‪.‬‬
‫والتارةيخ في السل م ليست الغاةية منه سد الحداث ‪ ،‬ولكنه تفسيلكـل هــذه الوقائع ‪ ،‬وإهتداء إلــى‬
‫الروابط الظاهرة والخفيــة الــت تجمــع بيـــن شــتـــاتها ‪ ،‬وتـجعـــل مــنهـــا وحـــدة مـتـمـاسـكـــة الحلقــات‬
‫متفاعلة الجزئيات ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬لقد كان في قــصـصهم عــبــرة لولي اللباب ما كان حــدةيثا ةيفــتى‬
‫ولكن تصدةيق الذي بي ةيدةيه وتفصيل كـل شـيء وهـــدى ورحمة لقو م ةيومنون‪ -''.‬ةيوسف ‪- 111‬‬
‫إن الدرس الةيماني الكب الستفــاد من قراءة التارةيخ ‪ ،‬هــو أن السنــن الربانـــيــــة ل تحـابـــي أحــــدا‬
‫ول تنحرف عن مسارها من أجل أحد ‪ ،‬فهي ل تُِّمكن في الرض إل من كان مستمـسكا بالحق ‪ ،‬عــامل‬
‫بمقتضيات التكليف الرباني ‪ ،‬و كــل مــن حاد عــن الحـق أصابـتـه الـعقـوبـة الربانيـة ‪ ،‬فـيـــزول عنـه‬
‫التمكِّي وتصيــبه الـنـكـــبات ‪ ،‬قـــال تــعالى ‪ '':‬وعـــد اللـه الـــذةين آمـنــوا مــنكـــــم وعــملــوا الصـالحات‬
‫ليستخلفنهم في الرض كما استخلف الذةين من قبلهم وليــمكنــن لـهم دةيــنهــم الــذي ارتــض لــهـــــم‬
‫وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ‪-''.‬النور ‪- 54‬‬
‫***‬

‫‪36‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـمـبـيــــن‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬بان ةيبي البيان‪ :‬الظهور والوضوح ‪ ،‬قول بائن ‪ :‬ظــاهر وواضــّح ‪ .‬أبــان المــر‪:‬‬
‫أوضحه وأظهره وكشـفه وعّ رفـه ‪ ،‬الفكـر الـبي ‪ :‬هـو الـذي أظهـر وأبـان الغاةيـة مـن المـر إمـا قـول أو‬
‫فعل ‪ ،‬البانــة ‪ :‬إمزالــــة الغمـــوض والبهـــا م بمأدلـــــة واضحــــة عقــــلية كــانت أو محسوســة ‪ ،‬البيــان ‪:‬‬
‫الكشف عن الشيء لظهار حقيقته ‪ ،‬وسمي الكل م بيانا لكشـفه عــن القصــود وإظهــاره ‪ ،‬و البينــة فــي‬
‫القضاء هي الدليل و الحجـة والبهان ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬البي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفيــة الطلقــة ‪ ،‬وهــو علــى ومزن إســم‬
‫الفاعل من فعل أبان ‪ ،‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز مرة واحدة ‪ ،‬قــال تعــالى ‪" :‬ةيومئــذ ةيــوفيهم اللــه‬
‫دةينهم الحق ‪ .‬وةيعلمون أن الله هو الحق البي‪- ".‬النــور ‪ - 25 - 24‬والبي له دللتان ‪:‬‬
‫* الدللة الولى ‪ :‬البي هــو الـــذي تـــدل الةيات الكونية العظيمة على و جوده ‪ ،‬فهـو بائن من حيث‬
‫الدلئل والباهي العقلية ‪ ،‬الت تشهد على طلقة قدرته وقوة إرادته ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬إن فــي خـلــق‬
‫السموات والرض وإختلف الليل والنهار لةيــات لولــي اللبــاب ‪ -''.‬آل عمران ‪- 190‬‬
‫* الدللة الثانية ‪ :‬البي هو الذي أبان لكل مخلوق علة وجوده ‪ ،‬وأنـعـم عـلى النسـان بنعمة العقل‬
‫ليتبي الحق من الباطل ‪ ،‬وأرسل لــه الرســل مبشــرةين ومنــذرةين ليتــبي ســبيل الهداةيــة والرشــاد ‪ ،‬قــال‬
‫تعالى ‪":‬وةيبي الله لكم الةيات ‪ ،‬و الله عليم حكيم‪- ".‬النور ‪- 18‬‬
‫‪ - 3‬الدللةاﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪ '':‬اعلموا أن الله ةيحيـي الرض بعد موتها ‪ ،‬قد بينا لكم الةيات‬
‫لعلكم تعقلون‪- ''.‬الحدةيد ‪- 16‬‬
‫الشاهد'' قد بينا لكم الةيات لعلكم تعقـلون''‪ :‬البيان هو إخراج العــنـى مـن حـيز الشكال إلى حـي‬
‫التج ِّلي لمزالة البها م بواسطة دلئل الحكا م ‪ ،‬لن الدراك شرط للتكيف فما ل ُةيدرك ل ةيجب البيــان‬
‫مدرك ‪ ،‬فيحــدث‬
‫له بالتـفـاق ‪ .‬والعقل والنقل بهما ةيتم إدراك الحقيقــة الــت تـتتمثـــل فــي الشـــيء الـــ َ‬
‫كشف الشكال من جهة التعقل بالبهان أو الخب ‪ ،‬والدراك مرتبة من مراتب العلم ‪ ،‬وهذا ما أشارت‬
‫إليه الةية في مطلعها '' اعلموا أن الله ةيحي الرض بعد موتها'' ‪ ،‬فالدرك الطلوب سيتم عن طرةيــق‬
‫العاةينة ‪ ،‬وهذه الحقيقة ل بمكن التشكيك فيها لنها قائمة على البهـان القطعي ‪ ،‬والله أظهـر وأبـان‬
‫لعباده الحق ‪ ،‬وةيقض بينهم بالحق وةيحق الحــق لنـه الحــق الـبي ‪ ،‬قـال تعـالى‪'' :‬قـد بيـــن الةيــات‬
‫لقو م ةيوقنون ‪- ''.‬البقرة ‪- 117‬‬

‫***‬

‫‪37‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـجـبــار‬
‫جبراً وجُبوراً وِجبارًة‪ :‬جـب الشء أصلحه وأعــــاده إلـــــى وضعــــه‬ ‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪َ :‬‬
‫جبر ةيجبُر ْ‬
‫السليم ‪ .‬جب الغن الفقي ‪ :‬سد حاجته وأحسن إليه ‪ ،‬جـب السلم خاطـر الستضعفــ ‪ :‬أعزه وأرضاه‬
‫جب القوي الضعيف ‪ :‬أكرهه وأرغمه على المأمور ‪.‬‬
‫‪- 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الجبار إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو عـــلى ومزن َفّعال‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولقد ورد مرة واحدة في القران الكرةيم ‪ ،‬قال تعالــى ‪ ":‬السل م الومـــن الــهيــمن‬
‫العزةيز الجبار‪ -".‬الحش ‪ -23‬والجبوت في حق الله كمال وله ةثلث معان ‪:‬‬
‫* الول ‪ :‬جب القوة ‪ :‬ةيـقــهــر الجبابرة الطغاة وةيغلبهم وةيذلهم بجبوته وعظمته ‪ ،‬فـهم ل ةيـملكـون‬
‫لنفسهم نفعاً ول ضاً إل ما شاء سبحانه وتعالــى ‪.‬‬
‫* الثاني‪ :‬جب الرحمة ‪ :‬ةيجب الضعيف فيّمده بالعون والقوة ‪ ،‬وةيجب الفقي بسعـــة الــــرمزق ‪ ،‬وةيجــب‬
‫النكسة قلوبهم فيطمئنها وةيف ّ ِرج ُكرَبهم ‪ ،‬وةيـجعل لهم من كــل هـٍـم فرجاً ومن كــل ضـيــق مخرجاً ‪.‬‬
‫* الثالث ‪ :‬جب العلو ‪ :‬هو التعال عن العيوب والنقائص ‪ ،‬والخي كله بيده والشـر ليس إليه ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪ '':‬والله ةيرمزق من ةيشاء بغي حســاب‪ - ''.‬البقرة ‪- 212‬‬
‫سبحـان الذي جب ضعف الجني فرمزقه وهو في رحم أمه ل ةيملك قوة ول حيلـة ‪ ،‬فوّفـر لــه كافــة‬
‫مقومات الحياة ‪ ،‬فجاد عليه بالسائل المنيوس ‪ ،‬وهو ســائل صــاف رائـــــق ةيوجـــد بالـــكيس الحيــط‬
‫بــالجني داخــل الرحــم ‪ ،‬ومكـــوناته هـــي ‪ :‬الـــماء والــواد الكربوهيدراتيــة ‪ ،‬والبوتـــينات والدهـــون‬
‫والهرمونات ‪ ،‬والنزةيمات والملح العدنية ‪ ،‬وهو في حالة تغّيــٍر مسـتمٍر ففــي كـل ســاعــــة ةيمـــتص‬
‫الجني ‪ 500‬ملــم ‪ ،‬وةيحـلّ محلهـا ‪ 500‬ملـم تقرةيبـا بفضـل التشـيّح مــــن الـدورة الدموةيــــة لل م ‪ ،‬وهــذا‬
‫السائل ةيحافظ على درجة حرارة الجني ‪ ،‬وةيعتب من العـوامـل الطِّهرة ضد اليكروبات ‪.‬‬
‫إن الجبوت في حــق النسان طـــغيــان وجــور وَهـــْدرٌ لحــقــوق العــباد ‪ ،‬وفــي حــق اللــه رحمـــة‬
‫را ‪ ،‬وتــرك لهـم حــرةية الخــتيار بعــد أن وهــبهـــم‬
‫را ونــهاهم تحذةيــ ً‬
‫ورأفـــة ‪ ،‬لنه أمــر عبـاده تخييــ ً‬
‫الرادة ‪ ،‬وبي لهم سبيل الغي و الرشاد ‪ ،‬فهو ل ةيقــهـر أحــداً على الــطاعة و الــــعبادة ‪ ،‬ول ةيخـــرجه‬
‫من الختيار إلى الضــطــرار ‪ ،‬ولةيجـبه علـى معصـية لن الجـبوت بهـذا العنـــى قـد ةيلغـي الثـواب‬
‫والعقاب ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر‪-".‬الكهف ‪-28‬‬

‫***‬

‫‪38‬‬
‫دلل ت ‪ :‬إســم الـمـتكـبــر‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغويـة‪ :‬كبِـر ةيكبَــر الِكْب ُــ ‪ :‬التجبّـر وإحتقـار الــرء غيـره ‪ ،‬وفــي حـق اللـه عــد م طـاعته‬
‫والتفع عن النقياد لوامره ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬والـذي تولى كبْــره منهم لـــه عذاب عظيم‪ - ".‬النور ‪- 11‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬التكِّب إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن صيغة‬
‫إسم الفاعل من فعل تكبّر ‪ ،‬ولم ةيرد إل مرة واحدة في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعـالى‪" :‬الهيمن العزةيز‬
‫الجبار التكب سبحان الله عما ةيشكون‪ - ".‬الحش ‪- 23‬‬
‫التكبِّر هو التفرِّد بالكمال والعظـمة ‪ ،‬والـتعال عن صفـات الخلق وعـمـا ةيوجـب النقص ‪ ،‬وةيرى فقهاء‬
‫اللغة أن التاء الزةيدة في إسم التكب هـي للتفرد ‪ ،‬والتخصص بالعظمـة ل تاء التعاطي والتكلف ‪.‬‬
‫‪ : - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬يقال تعالى‪'':‬سنةيهم آةياتنا في الفاق وفــي أنفسهــم حــت ةيتبي لـهـم أنــه‬
‫الحـق ‪ ،‬أولـم ةيكف بربك أنه على كل شء شهيد ‪ -''.‬فصلت ‪- 52‬‬
‫الةيـة تـشـيـر إلـى أن العـلم ةيـقـود العـقـول إلـى الــحق ‪ -‬الةيـمـــان ‪ ، -‬والعلـم والةيمـان ةيزدهـران معـا‬
‫وةيضعـفـان معا ‪ ،‬وهما ةيقودان إلى الــتـواضع الذي ةيــدل عـلـى الـنـبــل والكــر م ‪ ،‬ونــقـــاء الســـرةيرة‬
‫وصفـاء الطوةية ‪ ،‬وهو هـبة مــن الخـالق أودعهــا فـي نفـــوس عبــاده ‪ ،‬فتمثلهــا النبيـاء والرسـل الــذةين‬
‫عـرفوا قدره سبـحانه ‪ ،‬عن أنس بــن مالك رضــي الله عنه قــال ‪ :‬قــال رسول اللـه صلى الله‬
‫علــيـــه وسلــم ‪'':‬طـوبى لن تواضع في غي مسكـنة ‪ ،‬وأنـفق مـال جمعه فـي غيـر معـصـية ‪ ،‬ورحـم‬
‫أهـل الـذل والسكنة ‪ ،‬وخالط أهل الفقه والحكمة ‪ -''.‬رواه الطباني ‪-‬‬
‫قال تعالى‪ '':‬إن الذةين كذبـوا بآةياتنـا وِاستكبـروا عنهـا ل تفتّح لهم أبـواب السمـاء ول ةيدخلون الجنـة‬
‫حت ةيلج الجمل في سم الخياط ‪ ،‬وكذلك نجزي الجرمي ‪ - ''.‬العراف ‪– 39‬‬
‫والتواضع للناس مــع إعتقـاد عظمـة فـي النفــس ليـس تواضـع حقيقـي ‪ ،‬لن التواضــع الحــق هــو ان‬
‫تضع نفسـك حيــث أمـرك اللــه ‪ ،‬مـع إنكسـار القلــب لعظمــة الحــق ســبحانه ‪ ،‬وخفــظ جنـاح الـذل مـن‬
‫الرحمة للمؤمني ‪ ،‬فل ترى بمأن لك على أحد فضل ول حقا ‪ ،‬قال عمر بن الخطاب رض الله عنه ‪:‬‬
‫'' إن العبد إذا تواضع رفع الله حكمته ‪ ،‬وقال له إنتعش نعّشك الله ‪ ،‬فهو في نفسه حقيـر وفي أعي‬
‫صه الله إلى الرض ‪ ،‬وقال له إخس ْــمأ خســَمأك اللــه ‪ ،‬فهــو فــي نفســه‬
‫ه َ‬
‫الناس كبي ‪ ،‬وإذا تكب وعََتا رَ َ‬
‫كبي وفي أعي الناس حقي ‪ ،‬حت ةيكون عندهم أحقر من الخنةير ‪ - ''.‬رواه أبو داود ‪-‬‬

‫***‬

‫‪39‬‬
‫دلل ت إسـمـي ‪ :‬الـقـاهــر – الـقـهــار‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬قهر ةيقهر القـهر ‪ :‬الجب ‪ ،‬آلرّ ْ‬
‫غم ‪ ،‬آْلخضع ‪ ،‬الغــــلبة ‪ ،‬الهـــز م ‪ ،‬قـهــــر خصــمه ‪:‬‬
‫أخضعه وأذله وإحتقره ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬فمأما اليتيم فل تقهر ‪ ".‬قهره على فعل الخي ‪ :‬أرغمه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬القاهر إسم من أسماء الله الحسـن التوقـيـفيـة الطـلقـــة ‪ ،‬وهــو عـلى ومزن‬
‫صيغة إسم الفاعل ‪ ،‬ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى ‪":‬و هو القـــــاهر فــــوق عبــاده‬
‫و هوالحكيم الخبي ‪- ".‬النعا م ‪- 19‬‬
‫* القاهر هو الذي لشء في الكون ةيخـرج عن سيطرته وغلبته ‪ ،‬لقد قهر العد م فصارموجودا ‪ ،‬وقهــر‬
‫الوجود ليبقى مستمراً إلى أجل مسمى ‪ ،‬وجعل كــل شء خاضعاً لمـــره فـــي حركيته وسكونه ‪ ،‬ول‬
‫ةيمكن لي مخلوق أن ةيخرج عن هذه السيطرة الربانية بحال مـن الحوال ‪.‬‬
‫* القهار إسم من أسماء الله الحسن التوفيقية الطلقة ‪ ،‬وهو علــى ومزن َفعّــال‪ -‬صــيغة مبالغـــة‪ -‬ولقــد‬
‫ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى‪ ":‬قــل اللــه خالـق كل شء ‪ ،‬وهـو الواحـد القهار ‪".‬‬
‫‪-‬الرعد ‪ - 18‬والقهار هو الذي ل ُةيغالب لن له طلقة القدرة ‪ ،‬و لقد اقتن بإسم الواحد للدللة على‬
‫أن ل شةيك له في الحكم والتدبي ‪ ،‬لن القهر والوحدانية متلمزمان ‪ ،‬قال تعالـى ‪ ":‬أأرباب متفرقون‬
‫خي أ م الواحد القهار‪ - ".‬ةيوسف ‪- 39‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية‪ :‬قال تعالى ‪'':‬وسخر لكم ما في السماوات وما في الرض جميعا منه إن في‬
‫ذلك لةيات لقو م ةيتفكرون‪ -''.‬الجاةثية ‪- 12‬‬
‫إن قهر وتسخي باقي الخلوقات للنسان من أكب النعم ‪ ،‬وهــــذا مــن حكمته ورحمته به ‪ ،‬فـكـم مــــن‬
‫حيوان هو أقــوى من النسان عشات الرات ‪ ،‬و ةيستطيـع أن ةيـبـطـش بالنسـان و ةيفــتك بــه ‪ ،‬ومــع‬
‫مسخرا لسلطـان طفـل صغي ‪ ،‬ةيـؤدي وظيفته وةيعمـل وفـق مـا سـخره إليـه اللـه ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ذلـك تجده طائعاً‬
‫بينما هــناك حيــوان قـد ةيـــــكــون أصغر حجماً و أقل قــــوة ‪ ،‬ورغـــم ذلــك فهـــو ممتنــع عـــن النســـان‬
‫با فــي مـوته ‪ ،‬قـال‬
‫رارا قــد تكــون سبــــ ً‬
‫وغير مسخّر له ‪ ،‬وةيخشاه أشد خشية لنه قـــد ةيســبب لــه أضـــ ً‬
‫تعالى‪ '':‬ألم تروا أن الـ له ســخر لكــم مــا فــي الســماوات ومــا فــي الرض وأســبغ عليكــم نـــعمه ظــاهرة‬
‫وباطنة ومـن الناس من ةيجادل في الله بغي علم ول هدى ول كتـاب مني‪ -''.‬لقمان ‪- 19‬‬
‫سبحان القهار الغالب والخذ بالرحمة والحكمة ‪ ،‬الذي قــهـر الــوجــود بكمال علـمه وقــدرته ‪ ،‬وقــهـر‬
‫وف ْيـض مـعـرفـتـه ‪ ،‬وَوقــاهُم الضلل‬
‫وده وأنـسـه ـَ‬
‫الطائعي فزكّى نفوسهم بالهداةية ‪ ،‬ومل قلوبهم بـ ِّ‬
‫الفض إلى الشقاء ‪ ،‬سبحان القهار الغالب والخـذ من فوق على طرةيق التذِْليل والغلبة ‪ ،‬قهرالجبابرة‬
‫والعصاة بقوته وطلقة قدرته فمأذلهم بعد عزٍّ وسلطان ‪ ،‬وأحطّ قــدَْرهم بـعـد علِّو جاهٍ ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـعـظـيــم‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪:‬عظم ةيعظم العظم والعظمة ‪:‬عـظـم الشــيء ‪ :‬كبـر ‪ ،‬عـظـم المـر‪ :‬شق وصــعب‬
‫عظم الجر ‪ :‬كث و مزاد ‪ ،‬قال تعالى ‪ ":‬إن الله عنده أجر عظيم" ‪ :‬هائل ل حصله ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬العظيم إ سم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة‪ ،‬و هو على ومزن ف َِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ -‬قال تعالى‪":‬فسبّح باسم ربك العظيم‪ - ".‬الواقعة ‪- 99‬‬
‫ولقد ورد في القرآن الكرةيم ما ةيقرب عن ألف أو ةيزةيد من الةيات الدالة على عظمة الله ‪ ،‬فكل إسـم له‬
‫وجب التعظيــم ‪ ،‬لنــه الوصــ وف بصــفات الكمــال ‪ ،‬وعظمتــه تجــاومزت حــدود‬
‫أو صفة أو فعـــل إل و ةيُــ ِ‬
‫العقل ‪ ،‬ول ةيمكن الحاطة بكنهــها و حقيقـتها ‪.‬‬
‫‪ : - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى‪ ' :‬إن الله ل ةيستحي أن ةيــضب مثل ما بعــوضـة فـما فــوقـها‬
‫فمأما الذةين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ‪ ،‬وأما الذةين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل ةيضل‬
‫به كثيا و ةيهدي به كثيا ‪ ،‬و ما ةيضل به إل الفاسقي ‪ -".‬البقرة ‪- 25‬‬
‫إن البعوضة هذا الخلوق الصغي الحجم تتجلّى فيها عظمة الخالق ‪ ،‬لقـد وهبها الله مائة عيـن في‬
‫رأسها ‪ ،‬و ةثمانية وأربعي سنا في فمها ‪ ،‬وةثلةثة قلوب فــي جـوفــهــا ومزوّدهـــا بجهامز للرؤةية في‬
‫الليل مثل نظا م الشعة تحت الحمراء ‪ ،‬فيعكس لـون الجلد فــي الظـلمة إلى لون بنفسجي ‪ ،‬و مزوّدها‬
‫كذلك بجهامز تخدةير موضعي ةيساعدها علــى غــرمز إبـرتها دون أن ةيـحــس النسان ‪ ،‬و مزودها كــذلك‬
‫بجهامز تحليل الـد م لنها ل تسـتسيغ كل مزمر الد م ‪ ،‬وتستطيع شم رائحة النسان من مسافة بعيــدة ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪'' :‬وربك ةيخلــق ما ةيشاء وةيختار''‪ -‬القصص ‪- 68‬‬
‫إن أعظم ما تنفـق فيه العمار التدبر والتفكر في آةيات اللــه وعجائب صنعه ‪ ،‬والنتــقال منـــها إلــى‬
‫تعلق القلب بالله و تعظيمه ‪ ،‬و توقيه بتوحيده و طاعته و عبادته ‪ ،‬لن عظمته هي منطـلق الحـمد‬
‫جانبا جدةيداً من عظمة‬
‫ً‬ ‫و الشكــر عـند أولي اللباب ‪ ،‬وأصحاب القاصـد التوحيدةية ‪ ،‬الذةين إذا عـرفوا‬
‫الله استحيووا من معرفتهم السابقة ‪ ،‬فـتقربوا إليه بضعفهم وإفتقارهــم إليه وإنكسارهـم لـعزتـه ‪.‬‬
‫صة من عمى القلب ‪ ،‬وذكرى من غفلة العقل ‪ ،‬وطممأنينة من َهْوس النفس ‪.‬‬‫والقرب من الله هو تْب ِ‬
‫قال تعالى ‪ '':‬وما قدروا الله حق قدره والرض جميعا قبضته ةيو م القيامة والسماوات مطوةية‬
‫بيمينه ‪ ،‬سبحانه وتعالى عما ةيشكون ‪ ''.‬الزمر ‪-24‬‬

‫***‬

‫‪41‬‬
‫حـــّي‬
‫دلل ت اســم ‪ :‬الــ َ‬
‫‪- 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬حيا ةيحي الحياة ‪ :‬إستمرار بقاء الكائن بروحه وحركته و نمـوه ‪ ،‬وهـي مرحلــة‬
‫ما بي الولدة والوت ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الحي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقـة ‪ ،‬و هــو على ومزن فَعـْل‬
‫‪ -‬صفة مشبهة ‪ ، -‬ولقد ورد في كـتاب الله العزةيز ‪ ،‬قــال تعالى‪":‬و توكل عـلى الـحـي الذي ل ةيـموت‬
‫و سبّح بحمده وكـفى به بذنوب عباده خبياً‪ - ".‬الفرفان ‪- 58‬‬
‫إن الله هو الحي حقا و حقيقـة ‪ ،‬و حـياته كاملة لم ةيسبقها عــد م ول ةيلـحقـهــا مزوال ‪ ،‬و منهــة عــــن‬
‫مشابهة حياة الخلـق ‪ ،‬له الحياة الذاتية الت ل تمأت من مصدر آخــر ‪ ،‬و هــي حـيــاة كامـــلـة ودائـمة‬
‫وباقية ‪ ،‬ليس لها إنقضاء ول قبل ول بعد ‪ ،‬وهي مستلزمة لكمال كل الصـــفات العلى ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫" كل من عليها فان‪ .‬و ةيبقى وجه ربك ذو الجلل و الكرا م‪ -".‬الرحـمن ‪- 25 - 24‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪ '':‬قل إن الوت الذي تفرون منه فإنه ملقيكم ةثم تردون إلى عالم‬
‫الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ‪ -''.‬الجمعة ‪- 8‬‬
‫الخوف من الوت ةيكون محموداً إذا كان باعثاً على الكثار من العمال الصالحة ‪ ،‬وةيكون مـذمـوما إذا‬
‫كانت غاةيته الحر ص على الحياة الدنيا و العراض عن الخرة ‪ ،‬والـتـيارات الـفكرةية بالنسبة للموت‬
‫ِاتجهت إتجاهي متعاكسي وهما ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الفكر الادي ‪ُ :‬مْعتِنق هذا الفكر ةيعتقد بمأن الوت هو الفناء البدي ول شــيء بعــده ‪ ،‬فهــــو ةيمثــل‬
‫نهاةية الحياة الدنيا بكل آمالها و طموحاتها ‪ ،‬لذا ةيثي لدةيه حالة من الرعـب خوفا من أن ةيـفـقد كل ما‬
‫ةيملكـه ‪ ،‬و هذا ةيدعوه إلى النفور من الـموت بإنغماسه في اللذات والشهوات ‪ ،‬قال تعالى‪'' :‬إن هي إل‬
‫حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوةثي'' ‪ -‬الومنون ‪- 37‬‬
‫‪ - 2‬الفكر السلمي ‪ُ :‬مْعتِنق هذا الفكر ةيعتقد أن الوت هو إمتداد للحياة ‪ ،‬و بــداةية لعالم جـدةيـــد لـــــه‬
‫قــوانينه الخاصــة ‪ ،‬وإعتقــاد هــذه الرؤةيــا ةيعيـــن علــى تهـــوةين مصــائب الــدنيا ‪ ،‬وتحـــوةيلها إلــى حــافز‬
‫تشوةيقي للفومز بما ل عي رأت ‪ ،‬ول أدن سمعت ول خطر على قلب بش ‪ ،‬قــال تعــالى ‪'' :‬كــــل نـفـــس‬
‫ذائـقـة الـموت وإنما توفون أجوركم ةيو م القيامة ‪ ،‬فمـن مزحـزح عـن النـار وأدخـل الجنـة فقـد فـــامز ومـا‬
‫الحياة الدنيا إل متاع الغرور‪ - ''.‬آل عمران ‪- 185‬‬
‫تذكر ةيا عبد الله أن الدنيا سجن الؤمن وجنة الكافر ‪ ،‬وما الحياة إل ساعة فانظر فيما قضيتها ؟‬
‫قال تعالى ‪'':‬وةيو م تقو م الساعة ةيقسم الجرمون ما لبثوا غي ساعة كذلك كانوا ةيوفكون '' الرو م ‪54‬‬

‫‪42‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـحـلـيــم‬
‫حُلم ةيْحُلم اْلِحْلم ‪ :‬التمأ ّ ِني والصفّح مع القدرة ‪ ،‬والحـليم من القو م ‪ :‬العاقل ‪.‬‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪َ :‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الحليم إســم من أسماء الله الحسن التوقيــفيـة الـمطـلقـة ‪ ،‬وهـو عـلى ومزن‬
‫َفِعيل‪ -‬صيغة مبالغة ‪ -‬ولقد ورد في القرآن الكرةيم إحــــدى عشـــر مـرة ‪ ،‬قـال تعـالى‪":‬واعلمــوا أن اللـه‬
‫غفور حليم"‪ -‬البقرة ‪- 233‬‬
‫تخفه جهـــل جاهـل‬
‫الحليم سبحانه هو الذي ةيتمأني و ةيصفّح عــن العصــاة ‪ ،‬ل ةيسـتفزه غضــب ولةيســــ ّ‬
‫ول ةيَْعَترةيه الغيظ ‪ ،‬ول ةيسارع إلى النتقا م مــع غاةيـة القــتـدار ‪ ،‬ول ةيـحبـس أنـعامه و أفضاله عمن‬
‫كفر و أشك به ‪ ،‬بل ةيتودد إليه بالنعم وهو الغن عنه ‪ ،‬و ةيمهله ليغ ـبه فـــي الطاعة ‪ ،‬قــال تعالى‪:‬‬
‫''إن الله ةيحب التوابي و ةيحــب التطــــهــرةين'' ‪-‬البقرة ‪- 220‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬السيطرة على الغـضـب تـحتاج إلى الـحلم ‪ ،‬والـصب الـجميل لـضبـط النفس‬
‫المارة بالسوء ‪ ،‬لذا السلم مطالب بمأن ةيـضبط أعصابـه و ةيمـلك نفـسه ‪ ،‬و ةيكــظــم غيـظــه و ُةيخفي‬
‫لِبـّيـة ‪ ،‬خلف ما ةيـفـهـمـه بعض الناس بمأن ذلك‬
‫حَنقه ‪ ،‬و هذا الوقف دليل قوة و عنوان الشخصية ا ْ َ‬
‫ضعٌف و َ‬
‫خــَورٌ ‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪“ :‬ليس الشدةيد بالّصعة ‪ ،‬إنما الشدةيد الذي‬
‫ةيملك نفسه عند الغضب‪ -”.‬متفق عليه ‪-‬‬
‫قال أحد العارفي بالله‪'' :‬ما من شء أشد على الشيطان من عالم معه حـلم ‪ ،‬إن تكلم تكلّم بعلم وإن‬
‫سكت سكت بحلم ‪ ،‬ةيقول الشيطان سكوته أشـد علـي مـن كلمه‪''.‬‬
‫إن النـدفاع وراء الغـــضب ُةيفقـــد النســـان الصــواب فـــي الحـكـــم ‪ ،‬والنــاة فـــي بـحـــث المــور بتعقــل‬
‫وهدوء ‪ ،‬لذا على الغاضب أل ةيصدر حكماً ‪ ،‬ول ةيتـ ّ ِخذ مـوقـفـا فـلربما أهدر حقـا وأقـــا م بـاطـــلً ‪ ،‬عـــن‬
‫معاد بــن أناس رض عنهما قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪'':‬من كظم غيـظـا وهـو قـادر‬
‫أن ةينفِّـذه دعاه الله ع ّز و جّل على رؤوس الخلئق حت ةيخيه من الحور ما شاء ‪ ''.‬رواه أحمد ‪-‬‬
‫ومن وهبه الله الحلم فقد أحبه ورض عنه وجعله من صفوته ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬إن إبراهيم لحليــم أواه‬
‫منيب ‪ - ''.‬هود ‪ - 75‬عن أبي سعيد الخدري رضـي الله عنـه قـال ‪ :‬قـال رسـول اللــه صـلى اللـه عليـه‬
‫وسلم ‪ '':‬إن فيك خصلتي ةيحبهما الله ورسوله ‪ :‬الحلم والناة ‪ - ''.‬رواه مسلم ‪-‬‬

‫***‬

‫‪43‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــواســع‬
‫‪ -1‬الدللة اللغوية ‪ :‬وسِع ةيسع الوسع والسعة ‪ :‬الرحب والفسّح ‪ ،‬وُةيقال في المـكنة والفعال ‪.‬‬
‫‪ -2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الواسع إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهــو عـلى ومزن إسم‬
‫الفاعل ‪ ،‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى‪'':‬والله ةيؤتى اللك من ةيشاء واللـه واســع عليــم‪".‬‬
‫‪ -‬البقرة ‪- 245‬‬
‫فعــدد مــا شــئت مــن صــفاته الّلنهائيــة فــي عــددها وحــدودها‬
‫السعة صفة ملمزمة لكل صفات اللــه ‪ِّ ،‬‬
‫ولن تحيط بالصفة الواحدة على حـِ دَة لن ل نهاةية ولحدود لها ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬إنما إلهكم الله الــذي‬
‫ل إله الهو ‪ ،‬وسع كل شء علما ‪ -''.‬طه ‪- 96‬‬
‫الواسع هو الذي ةيشف على كل الوجود إشافا تامــا ‪ ،‬و ةيهيمــن علــى أطــوار الوجــودات ‪ ،‬و ةيعلــم مــا‬
‫ةيطرأ في وجودها من قوى متعددة ‪ ،‬و ما ةيعتةيها من أوصاف متغاةيرة ‪ ،‬ول ةيـجري فــي ملكــه إل مــا‬
‫شاء ‪ ،‬فل تتحرك ذرة ول تسكن إل بعلمه وحكمته ‪ ،‬لن سعة علمه من خصائصه الذاتية القدسة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬إن العبد ةيجب أن ةيحسن الظن بالله وةيتوقع الخي فـي أمـوره ‪ ،‬لن حسن‬
‫الظن به باب من أبواب التوكل على عليه ‪ ،‬وسعة صفاته سبحانه تتجلى في ‪:‬‬
‫* الةيجاد ‪'' :‬وةيخلق الله ما ل تعلمون‪- ''.‬النحل ‪- 8‬‬
‫* المداد ‪ " :‬و إن تعدوا نعمة الله ل تحصوها "‪ -‬إبراهيم ‪- 36‬‬
‫* العلم و العرفة ‪" :‬إنما إلهكم الله الـذي ل إلـه إل هــو ‪ ،‬وسع كـل شــيء علما‪ -".‬طه ‪- 96‬‬
‫* الرحمة والغفرة ‪" :‬ورحمت وسعت كل شء" ‪-‬العراف ‪- 156‬‬
‫*الجر ‪" :‬وجنة عرضها السماوات والرض‪ ،‬أعدت للمتقي‪- ".‬آل عمران ‪- 133‬‬
‫* اللك ‪'' :‬وسع كرسيه السماوات والرض ول ةيـؤده حفظهمـا ‪ ،‬وهــو العــلي العظيم‪ -''.‬البقرة ‪- 254‬‬
‫* الحال ‪'':‬ةيسمأله من فـي السمـاوات والرض كـل ةيـو م هـو فــي شمأن‪ -''.‬الرحمن ‪- 27‬‬
‫* القدرة ‪ '' :‬إنما أمره إذا أراد شيئا أن ةيقــول له كن ‪ ،‬فيكون‪ - ''.‬ةيس ‪- 81‬‬
‫* الغفرة ‪ :‬عن انس بن مالك رض الله عنه قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ةيقول ‪:‬‬
‫قال الله عزوجل ‪" :‬ةيا ابن آد م إنك ما دعـوتن ورجوتــــن غفـــرت لـك مـا كـان منـك ول أبـالـــي ‪ ،‬ةيـا‬
‫ابــن آد م لــو بلغت ذنوبك عنان السماء ةثـم اِسـتغـفـــرتن غـفـــرت لـك ‪ ،‬ةيـا ابـن آد م إنـك لـو أتــيتتـــي‬
‫بـقـــ راب الرض خطاةيا ‪ ،‬ةثم لقيتن ل تشك بي شيئا لتيتك بقرابها مغفرة‪- ".‬رواه التمذي ‪-‬‬

‫***‬

‫‪44‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـعـلـيــم‬
‫‪- 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬علم ةيعلم عـلما ‪ :‬إدراك الشء على حقيقته ‪ ،‬و العلم هـو اليقي بعد التجربة‬
‫والتمحيص ‪ ،‬العليم هـو الذي له دراةية وإلـما م بــدقائق المــور و إطلع علــى بـواعـثهـــا ‪ ،‬وقــدرة علــى‬
‫فهم و إدراك أهدافــها وغاةياتها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬العليم إسم من أسماء الله الحســن التوقيفيــة الطـلقــــة ‪ ،‬و هــو عـــلى ومزن‬
‫َفِعيل ‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى ‪' :‬الله ةيبسط الــــرمزق لـن ةيشـاء‬
‫من عباده و ةيقدر له ‪ ،‬إن الله بكل شء عليم‪ -".‬العنكبوت ‪- 62‬‬
‫والله عليم بذاته لبعلم ولم ةيسبق علمه جهل ‪ ،‬ولةيعدوا عليه سهـــو ولنســيان ‪ ،‬ول ةيمكــن لعلمــه أن‬
‫ةيخالف الواقع لنه أحاط بالعلم كامل ‪.‬‬
‫سبحانه ةيعلم ما ةيطرأ من قوى متعددة ‪ ،‬وما ةيعتةيهــا مــن أوصــاف متغــاةيرة ‪ ،‬ول ةيمكــن وجودهــا إل‬
‫بـإذنه ‪ ،‬وةيعلـم المكنـات الـت ةيجـومز وجودهـا وعـدمها ‪ ،‬وةيعلــم المتنعـات حـال إمتناعهـا ‪ ،‬وةيعلـم مـا‬
‫ةيتتب عن وجودها لو وجدت ‪ ،‬وةيعلم ما ل تعلم الخلئق عن نفسها ‪ ،‬قال أحد العارفي بالله ‪ '':‬من‬
‫عرف الله عالم بحاله صب على بليته ‪ ،‬وشكر على عطيته ‪ ،‬وإعتذر عن قبّح خطيئته ‪''.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬العلم هبة وهبها الله للنسان ليقى به روحيــاً ومادةيــاً ‪ ،‬إل أنــه رّجــّح كفــة‬
‫صف ‪ ،‬فمأ ّله العقل وألغى من قاموسـه كـل القيـم الروحيـة ‪ ،‬وأصـبّح همـه الوحـد هـو‬‫العلم الـادي ال ّ ِ‬

‫إشباع نهمه الادي ‪ ،‬فِامزدادت البشةية تعاسة وشقاء ‪ ،‬ول ةيمكــن للنســان أن ةيســتد بشـــرةيته إل إذا‬
‫أصبّح العقل عارفاً ومعتفاً بخالقه الذي علمه ما لم ةيكن ةيعلم ‪ ،‬وبمأنه هو الخبي بما ةينفع النســان‬
‫وةيصلّح أحواله ‪ .‬فالعقل البشي قدراته جد محدودة ‪ ،‬فل داعي إلى تحميله ما ل ةيطيق ‪ ،‬فلقد وقــف‬
‫عاجزا أمــا م أسـرار أداته '' الدماغ '' ‪ ،‬ولم ةيتمكن من فــك ألغــامزه الح ّ ِيـــرة ‪ ،‬فمــا بالــك بــالخوض فــي‬
‫كيفية الخلق والةيجاد ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬ما أشهدتهم خلق السماوات والرض ول خلق أنفســهم ومــا كنــت‬
‫متخذ الضلي عضدا ‪ - ''.‬الكهف ‪- 51‬‬

‫***‬

‫‪45‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـتّــواب‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬تاب ةيتوب توبا و تـوبة و مــــتابا ‪ :‬الرجوع عن العصـية بالنسبــــة للنسان ‪.‬‬
‫تاب العاص من ذنوبه ‪ :‬ند م على ما صدر منه ‪ ،‬و رجع عن العصية إبتغاء مغفــرة اللــه ‪ ،‬تــاب اللــه‬
‫على عبده ‪ :‬وفقه للتوبة ليعفو وةيصفّح عنه وةيغفر له ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬التواب إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفّعال‬
‫– صيغة مبالغة ‪ -‬ولقــد ورد فــي كتاب الله العزةيز إحدى عش مرة ‪ ،‬قــال تعالى ‪ '':‬ةثـم تــــاب عليهـم‬
‫ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم‪ - '' .‬التوبة ‪-119‬‬
‫الت واب سبحانه ةيعامل الخلئق بالرأفة ‪ ،‬فل ةيقنطهم من رحمته لنه تواب رحيم ‪ ،‬ةيرةيد بـهـــــم اليس‬
‫ول ةيرةيد بهم العس ‪ ،‬و توبته ملمزمة لحكمته ‪ ،‬و حكمته ملمزمة لكــل أفعــاله ول تجـلـــب للخلئــق إل‬
‫الخي العميم ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬و لول فضل الله عليكم ورحمته و أن الله تـــواب حكيم ‪- ".‬النور ‪- 10‬‬
‫‪- 3‬الدللة اﻷخليقية‪ :‬عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫'' كل ابن آد م خطاء ‪ ،‬وخي الخطـائي التوابون‪'' .‬رواه التمذي‬
‫إن الله فطـر النسان على الخطمأ ‪ ،‬ولم ةيجعله معصوما عن الـزلـل و الـعـصيـان ‪ ،‬فـابـتـله بالنـفس‬
‫المــارة بالـسـوء ‪ ،‬و بالهــوى و مكـائـد شياطــاةيـن النس والجن ‪ ،‬كما فطر النفــس علــى الخــوف مــن‬
‫العقاب ‪ ،‬وهي تهـــاب التمأنيب والتمأدةيب ‪ ،‬فإذا آمنت العقوبة أساءت الدب ‪ ،‬وتمادت في ّ ِغيها وألفــت‬
‫الفحشاء ‪ ،‬فتشد صاحبها الى الــمكــر و الدهـــاء خوفـًا من سـلطة القـــــانون الوضعي ‪ ،‬و تسَْتْغفله‬
‫نس يـه القانون اللهي الذي هو له بالرصاد ‪ ،‬قال تعالى ‪'' :‬ول تحـسـبــن الله غــافل عمــا ةيعـمــــل‬
‫و تُـ ـِ‬
‫الظالون ‪ ،‬إنما ةيـؤخرهم ليــو م تشخـص فيـها الةيصار '' ‪ -‬ابراهيم ‪- 42‬‬
‫و التوبة بها ةيَُعاِلج الذنب صـراعاته ليتخلص من خـوفه وةيـمأسـه ‪ ،‬فـيُـقـبـل عـليها و هـو ةيعلم عـلم‬
‫اليقي بمأن خالق التوبة ‪ ،‬و الوفــق إليـــها سيقــبــل توبته وةيب ِّدل سيئاته حسنات ‪ ،‬لــذا إقـتـرنــت‬
‫التوبة بالقبـول اللهي في عدة آةيات ‪ ،‬قــال تعالى‪ " :‬ألــم ةيعلمــوا أن الله هــو ةيقبل التوبة عن عباده‬
‫و ةيمأخذ الصدقات و أن الله هــو التــواب الرحيم‪ - ".‬التوبة ‪- 105‬‬
‫عن عقبة بن عامر رض الله عنه قــال ‪'' :‬إن رجـــل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فــقــــــال ‪:‬‬
‫''ةيارسـول الله أحدنا ةيذنــب ‪ ،‬قــال علـيه السـل م‪ :‬ةيُكْـتـب علـيـه إةثـم ‪ ،‬قـال ‪ :‬ةثـم ةيستغفـر منـه وةيتــوب‬
‫تملّوا ‪ -".‬رواه الطباني ‪-‬‬
‫وةيتاب عليه ‪ ،‬ول ةيََمّل الله حت َ‬
‫قال ‪ُ :‬ةيغفَر له ُ‬

‫***‬

‫‪46‬‬
‫دلل ت إسـمـي ‪ :‬الـكـريــم ‪ -‬اﻷكـــرم‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ُ :‬‬
‫كر م ةيكرُ م الكر م ‪ :‬كل صفــة ترض و تحمـد فـي بابها ‪ ،‬الكر م ‪ :‬النـفاق بطيــب‬
‫عظم نفعه ‪ ،‬وسموه أةيضا جــرأة وهــو ضــد النذالــة ‪ ،‬رجـــل كرةيـــم ‪ :‬كــثي العطــاء والجــود‬
‫نفس فيما ةيَ ُ‬
‫وقد ةيقصد به الصفوح ‪ ،‬قول كرةيم ‪ :‬قـول مرضٍ وجميـل وذو مـعـنـى ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الكرةيم إسم من أسمـاء الله الحسن التـوقـيفـية الـطـلـقـة ‪ ،‬و هـو عـلى ومزن‬
‫َفِعيل ‪ -‬صيغـة مبالغـة – و لم ةيـرد في كتابه العزةيز إل مرتي ‪ ،‬قال تعالـى ‪'' :‬و من شكر فـإنما ةيشكر‬
‫لنفسه ‪ ،‬و من كفر فإن ربي غن كرةيم‪ -".‬النمل ‪- 41‬‬
‫* الكرةيم هو الكثي الخي ‪ ،‬الغن الستغن عن الخلــق أجمعـي ‪ ،‬الــدائـم العــروف و الكـثـيـر النوال‬
‫ذو الطول و النعا م ‪ ،‬له العلو الطلق على كافة الخلق في الكر م ‪ ،‬و لقــد اِقتـرن بإســم الغنـــي للدللـة‬
‫على أن كرمه الواسع مصدره هو غناه الطلق ‪.‬‬
‫* الكر م إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الـمطلقة ‪ ،‬و هو على ومزن أفعل للتفضيـــل ‪ ،‬ولقــد ورد‬
‫في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬إقرأ وربك الكر م الذي علم بالقلم‪ -".‬العلق ‪- 3‬‬
‫الكر م هو من مزاد كرمه عن كل حـٍّد ‪ ،‬وهو الفضل والعلى في كل وصف مــن أوصــاف الكــرا م ‪ ،‬وهــو‬
‫أكر م الكرمي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬إن الكرةيم سبحانه أكر م النسان خيـر إكرا م ‪ ،‬فـفـضله و كــّرمــه علـى كثـيـر‬
‫ممن خلق ‪ ،‬قال تعالى ‪'' :‬و لقد كرمنا بن آد م وحمـــلناهم في الب و البحر و رمزقنــــاهم مــن الطيبات‬
‫و فضلناهم على كثي ممن خلقنا تفضيل ‪ -''.‬الساء ‪- 70‬‬
‫إن الله ُةيَؤصِّـل للنسان مبدأ الكرامة لدميته أول ‪ ،‬و مبدأ التفضيل لنسانيته ةثانيا ‪ ،‬فمــن أي عــرق‬
‫ِانحدر ‪ ،‬وإلى أي دةين وعقيدة ِانتمى فهـو آدمي لـه كرامته الذاتية ‪ ،‬وله أفـضليته الـكـــتسبة كإنـــسان‬
‫عن طرةيق الستعداد والسعي ‪ ،‬و الةية صةيحة وواضحة في شمولية تكرةيـم و تفضيـل الله لبنـي‬
‫آد م جميعا ‪ ،‬و هي بـمـثابة مــبــدأ فـكـري وقــاعـدة فــقـهــيـة ‪.‬‬
‫فاجرهم ذوي كــر م ‪ ،‬أي شـــرف‬
‫ُ‬ ‫قال اللوس البغدادي ‪'':‬و لقد كرمنا بن آد م فجعلناهم قاطبة َبّرهم و‬
‫و محـاسن جمة لةيحيط بها نـــطاق الحص‪''.‬‬
‫والنسان الكرةيم هو الذي ةي ّتِسم بالصفات الحميدة ‪ ،‬فكــل صــفة جامعــة للخيـــر والنفــع المتعـــدد فهــي‬
‫عنوان للكرامة ‪ ،‬قــال تعــالى ‪'':‬إن أكرمـكم عـنــد الله أتـقـاكـم إن الله عليم خبي ‪ - ''.‬الحجرات ‪- 13‬‬

‫***‬

‫‪47‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـغـنــي‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬غن ةيغن الغن و الغَناء ‪ :‬الكفاةية قال تعالى‪ ":‬لكل امرء ةيومـئذ شمأن ةيغـنـيه‬
‫‪ -‬عبس ‪ - 37‬أي ةيكفيه ‪ ،‬و الكفاةية تــدل على الســتغـناء ‪ ،‬و الـغـن بالشــيء ‪ :‬الستغن عمــا عــداه‬
‫والستغناء عن الشء ‪ :‬عـد م الحاجة إليـه ‪ ،‬و قـد جمع رســـول اللـــه صلـى اللــه عليــه و ســلم فـــي‬
‫الحدةيث الشةيف بيـن الغنـــى والســتغناء ‪ ،‬وقــــال ‪ " :‬اللهـــم اكفنـــي بحللـك عـن حرامــك ‪ ،‬وأغنـــن‬
‫بفضلك عمن سواك ‪ -" .‬رواه التمذي ‪-‬‬
‫غن الرجل ‪ :‬كث ماله و صار ةثرةيا ‪ ،‬قال تعالى‪'' :‬ومن كان منكم غنيا فليستعفف"‪-‬النساء ‪- 6‬‬
‫غن الكان ‪ :‬أصبّح عامرا ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬فجعلناها حصيدا كمأن لم تغن بالمس"‪-‬ةيونس ‪- 24‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الغن إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هــو على ومزن ـَف ِعل‬
‫‪ -‬صفة مشبهة ‪ ، -‬و لقد ورد في كتاب الله العزةيز ةثماني عشة مرة ‪ ،‬قال تعالى ‪ " :‬قـالـوا اِّتخذ الله‬
‫ولدا ‪ ،‬سبحانه هو الغن ‪ ،‬له ما في السماوات و ما في الرض إن عندكم من سلطان بهذا ‪ ،‬أتقـولـون‬
‫على الله ما ل تعلمون ‪ -".‬ةيونس ‪- 68‬‬
‫قال الخطابي ‪ '':‬إن إسم الله الغن ةيعن أنه سبحانه هو الذي استغن عن الخلق ‪ ،‬وعـن نصرتهم‬
‫وتمأةييدهم للكه ‪ ،‬فليس به حاجة إليهم فهم الفقراء‪''.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬الفقر سمة تلمز م النسان من الهد إلى اللحد ‪ ،‬و كل من لـه حاجة ل ةيستقيـم‬
‫حـاله إل بهـا فهـو فقـــي ‪ ،‬وبالتـالي فغـــن النسـان مجــامزي و طـاريء و مقّيــد بمشـيئة الخـالق ‪ ،‬قـال‬
‫تعالى‪'' :‬ةياأةيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ‪ ،‬و الله هو الغن الحميد‪ -''.‬فاطر ‪-15‬‬
‫والنسان فقي من جميع الوجوه ‪:‬‬
‫* لــول إةيجاد الله إةياه لم ةيوجد ‪ ،‬ولول إعداده بالقدرة وتسخيه للسباب لا كان شيئاً مذكوراً ‪.‬‬
‫لكَربه لا سلم من الكاره و الشدائد ‪.‬‬
‫* لول دفع الله عنه وتفرةيجه ُ‬
‫* لو لم ةيوفقه الله للهدى والرشاد لضلّ ةيتخّبط في غياهب الجهل والضلل ‪.‬‬
‫* لو لم ةيهْبه الله العقل لا تمّكن من إصلح أحواله ‪ ،‬ولبَِقي هـملً هـمجـا ً‪.‬‬
‫َ‬
‫والوفّـق هو الــذي ل ةيـزال ةيشـاهد فقـره فــي كـل حـال مـــن أمـــور دةينــه و دنيـــاه ‪ ،‬و ةيتضـــّرع لخالقـــه‬
‫وةيسمأله أن لةيكـله إلـى نفسه طرفة عـي ‪ ،‬و أن ةيعينـه علـى جميع أموره ‪ ،‬فهو أحوج إلـــى العانــــة‬
‫الــــتامة مــن خــالقه ‪ ،‬لن كــل مــا ةيحتــاجه النســان هـــو مقـيـــد بمشيئـــة اللـــه ‪ ،‬فهــو الغـــن الغـــن‬
‫والستغن عن الخلق أجمعي ‪ ،‬والخلق كلهم فقراء إليه ‪ ،‬قال تعالى‪'':‬وما بكـم مـن نعمة فـمـن الله ةثم‬
‫إذا مّسكم الض فإليه تجمأرون‪ -''.‬النحل ‪- 53‬‬

‫‪48‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـصـمــد‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬صمد ةيصمد صمداً و صموداً ‪ :‬الثبـات و السـتمرار ‪ ،‬رجــل صـَمد ‪ :‬متجلِّــد فــي‬
‫الحرب ومقاو م للجوع و العطش ‪ ،‬صمد إليه أي قصده ‪ ،‬الرجل الصّمد ‪ :‬الـسيــــد الـــــــذي ل ُةيســتغن‬
‫عنه ‪ ،‬و هو سيد القو م الطاع فيهم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الصمد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو علـى ومزن فَعَــل‬
‫‪ -‬صفة مشبهة ‪ ، -‬و لم ةيرد في القرآن الكرةيم إل مرة واحدة ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬قـل هــو اللـــه أحد ‪ .‬اللــه‬
‫الصمد ‪ .‬لم ةيلد و لم ةيولد ‪ .‬و لم ةيكن له كفؤا أحد‪ -".‬الخل ص ‪- 4 - 1‬‬
‫عن ابن عباس رض الله عنهما قـال ‪":‬الصـمد هـو الكامـل فـي علمـه ‪ ،‬الكامـل فـي حلمـه ‪ ،‬الكامـل فـي‬
‫عزته و في قدرته ‪".‬‬
‫إن صيغة '' الله الصمد '' هي قصر صفة على الوصوف بسـبب تعرةيف الـســند فلــم ةيـقـــل ســبحانه ‪:‬‬
‫'' قـل هو الله أحـد ‪ .‬الله صمد''‪ ،‬بل قال ‪ '':‬اللـه الصمد '' فـبيـــن أنــه الســتحق لن ةيكــون الصــمد دون‬
‫ما سواه ‪ ،‬لن حقيقة الّصمدةية وكمالها له و حــده واجبــة ولمزمة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬عن أبي سعيد الخدري رض الـله عنــه قـال ‪ :‬قـال رســـول اللــه صــلى اللــه‬
‫عليه وسلم ‪ '':‬أةيعجز أحدكم أن ةيقرأ ةثلث القرآن في ليلة فشق ذلك عليهم ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬أةينــا ةيطيــق ذلــك‬
‫ةيارسول الله ؟ فقال ‪ :‬الله الواحد الصمد ةثلث القرآن ‪ -''.‬رواه البخاري ‪-‬‬
‫والقرآن ةيشتمل على ةثلةثة أركان ‪ -1 :‬التوحيد والتنةيه ‪ - 2‬الوعد والوعيد ‪ -3‬الحكا م الشعية ‪.‬‬
‫وسورة الخل ص تضمنت أهم ركن قا م عليه الســل م وهــو التوحيــد والتنةيـه ‪ ،‬ولـذا فهــي تقـو م مقـا م‬
‫الثلث و َتْعُدل القرآن فـي آن واحـد ‪ ،‬ولبيـان الـراد مـن هـذه القابلـة ةيجـب معرفـة أن معادلـة الشــيء‬
‫للشء ل تلـــز م من أن ةيـكـــون قائما مقامـــه في الجـــزاء ‪ ،‬و لكــن قـــد ةيكـون فــــي الجزاء ‪ ،‬و هناك‬
‫فرق بي الجزاء والجزاء ‪ ،‬فالجزاء هو ‪ :‬أن ةيسد الشـيء عن غيـره و ةيجــزي عنه ‪.‬‬
‫والجزاء هو ‪ :‬الثواب على الطاعة ‪ ،‬و الشاهد في هذا الشمأن هــو مـا جــاء فــي الحــدةيث أن رســول اللــه‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ل م سنان آمرأة من النصار ‪'' :‬عـمـرة في رمضان تقضـي حجة معي ‪''.‬‬
‫والحج والعمرة ةيختلفان من حيث الحكا م الشعية ‪ ،‬فالحج ركـن مـن أركان السل م ‪ ،‬وهـو واجب‬
‫على الفور لن استطاع إليه سبيل ‪ ،‬و ةيختص بوقت معي و محدد ‪.‬‬
‫والعمرة هي سنة مؤكدة أو واجب على خلف بيـن العلماء ‪ ،‬وليس لها وقت معي ومحدد ‪ ،‬وبالتــالي‬
‫فالحدةيـث ل ةيلز م معادلة عمرة في رمضان للحج الكب ‪ ،‬و إنما ةيشيـر إلى الجـزاء ) تقضـي ( أي‬
‫أن عمرة في رمضان تقو م مقا م الحج في السد ‪ ،‬و جزاؤها جزاء الحـج ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫دلل ت اســم ‪ :‬الـقـريــب‬
‫‪ -1‬الدللة اللغوية ‪ :‬قرب ةيقرب القرب‪ :‬الدّنو ‪ ،‬قرب من الشء‪ :‬أصبّح فــي متناوله ‪ .‬قــال تعالــى ‪:‬‬
‫"إن رحمة الله قرةيب من الحسني ‪ -".‬العراف ‪ - 55‬الشء القرةيب ‪ :‬السهل المأخـذ ‪ ،‬قـال تعـالى‪" :‬لـو‬
‫كان عرضا قرةيبا و سفرا قاصدا لتبعوك و لـكن بعدت عليهم الشقة "‪ -‬التوبة ‪- 42‬‬
‫والقرةيب هو الواقع ل محالة ‪ ،‬قال تعالى ‪ ":‬أل إن نص الله قرةيب‪ -".‬البقرة ‪- 212‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬القرةيب إسم من أسماء الله الحسن التوقـيفـية الطـلقـة ‪ ،‬و هــو عـــــلى ومزن‬
‫َفِعيــل ‪ -‬صــيغة مبالغــة ‪ ، -‬و لقــد ورد ذكــره فــي كتــاب اللــه العزةيــز ةثلث مــرات ‪ ،‬قــال تـــــعالى ‪:‬‬
‫"فاستغفروه ةثم توبوا إليه إن ربي قرةيب مجيب‪ - ".‬هود ‪- 60‬‬
‫الله سبحانه قرةيب من كافة الخلــق بــالعلم و القــدرة ‪ ،‬وبــدون كيفيــة أو تشــبيه أوتعطيــل ‪ ،‬ولقــد ورد‬
‫مقتنا بالجيب للدللة على أنه قرةيب بعلمه وقدرته من عباده ‪ ،‬فهو الـعـلـيـم بمأحـوالهم‬
‫ً‬ ‫إسم القرةيب‬
‫والطلع على حوائجهم ‪ ،‬والقابل سؤالهم بالجابة ودعاءهم بالقبول ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقيــة ‪ :‬إن قــرب الله من خلقه هو قرب علم و قدرة ل قـرب مسافة ‪ ،‬و قـرب العبد‬
‫من الله هــو قـرب ةيتحقق من خلل سمو النفـس بفضـل إســتقامتها علـى الصـــراط السـتقيم ‪ ،‬وســعي‬
‫صاحبـها لبلـــوغ الدرجات العالية فـي ســيه وســلوكـه إلـى اللـه ‪.‬‬
‫وعـمل النســان ل ةيـثمـر القرب من الله إذا لم ةيكن مقرونــا بالتقـــوى ‪ ،‬لنهــا شـــرط أساســـي لتحقيــق‬
‫القرب منه سبحانه ‪ .‬قال تعالى ‪ '' :‬قال إنما ةيتقبل الله من التقـي ‪ - ''.‬الائدة ‪- 29‬‬
‫وأفضل مقامات القرب منه سبحانه هي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬حالة سجود العبد في الصلة ‪ :‬قال تعالى ‪":‬كل ل تطعه و اسجد و اقتب ‪- ".‬العلق ‪- 20‬‬
‫عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ '' :‬أقرب ما ةيكـــون العبد‬
‫من ربه وهو ساجد فمأكثوا الدعاء ‪ -'' .‬رواه مسلم ‪-‬‬
‫‪ - 2‬القيا م في جوف الليل الخر ‪ :‬عـن عــمرو بن عبسة رضـي الله عنه قال ‪ :‬أتيت رسـول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قبل فتّح مكة فقال لي ‪'' :‬إن أقرب ما ةيكون الرب من العبد جوف اللـيل الخر ‪ ،‬فإن‬
‫استطعت أن تكون ممن ةيذكر الله في تلك الساعة فافعل ‪ -".‬رواه التمذي ‪-‬‬
‫‪ – 3‬حسن الخلق ‪ :‬عن جابر بن عبد الله رض الله عنه ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسـلم قال‪:‬‬
‫''إن من أحبكم إلي و أقربكم من مجلسا ةيو م القيامة أحاسنكم أخلقا ‪ ،‬و إن أبغضكم إلـــي و أبعدكم‬
‫منـــي مجلســا ةيــو م القيامــة الثةثــارون ‪ ،‬والتشــدقون والتفيهقــون ‪ ،‬قــالوا ‪ :‬قــــد علمنــا الثةثــارون‬
‫والتشيدقون فما التفيهقون ؟ قال ‪ :‬التكبون‪ -''.‬رواه التمذي ‪-‬‬

‫‪50‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـمـجـيــب‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬أجاب ةيجيب إجابة‪ :‬سمألك عن شء فمأجبتــه ‪ :‬إجابة السائل بالعـــلم ‪ ،‬وســمأل‬
‫حاجته فمأعطيته ‪ :‬إجابة النائل بالعطاء ‪ ،‬و أجابه إلى حاجته ‪ :‬قضاها لــه‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الجيب إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهــو علــى ومزن إسم‬
‫الفـاعل من فعل أجاب ‪ ،‬ولــقد ورد ذكره في كتاب الله العـزةيز ‪ ،‬قــال تعـــالى ‪" :‬فاستغفروه ةثم توبوا‬
‫إليه ‪ ،‬إن ربي قرةيب مجيب‪- ".‬هود ‪- 60‬‬
‫والجيب هـو الـذي أسـبغ نـعـمه علـى الـخلئـق قـبـل أن ةيـسـمألوه ‪ ،‬و بعد السؤال أجزل العطاء كرما‬
‫وتفضل منه سبحانه ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬وآتـاكم من كل ما سمألتموه ‪ ،‬وإن تعدوا نعمت اللـــــه ل تحصــوها‬
‫إن النسان لظلو م كفار ‪- '' .‬إةيراهيم ‪- 36‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬النسان كلما قوي إةيمانه وتعّود على الــصب والرضا بالقــضاء ‪ ،‬إل وشعر‬
‫بالحاجة الدائمة إلى عون الله سبحانه ‪ ،‬فيحسن الظن به وةيدعوه كلما أصابه هـلع أو جزع ‪ ،‬فيفتّح‬
‫له أبواب رحمته و لطفــه ‪ ،‬وةينـــزل عليــه ســكينته وطمــمأنينته ‪ ،‬لنــه هــو الجيــــب الــــذي ل ةيغفــل ول‬
‫ةينس ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لــن نقــدر عليــه فنــادى فـــي الظلمــات أن ل‬
‫إلــه إل أنــت ســبحانك إنــــي كنـــت مــن الظــالي ‪ .‬فاســتجبنا لـــه ونجينــاه مــن الغـــم وكــذلك ننجــي‬
‫الؤمني ‪ - '' .‬النبياء ‪- 87 – 86‬‬
‫عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال ‪ :‬قـال رسـول الله صلى الله علـيـه وسلم ‪'' :‬إنه من لم ةيسمأل الله‬
‫ةيغضب عليه‪ -'' .‬رواه أحمد ‪-‬‬
‫ودعاء الحاجة هو أكث ما ةيحتاجه العبد الصادق مع موله ‪ ،‬لنه الجـابر لضــعفه وعثاتـــه ‪ ،‬فـعـــلى‬
‫السائل أن ةيســمأل خــالقه و هــو مــوقن بــمأن مــا أمــره أن ةيــدعوه إل ليجيبــه ‪ ،‬و مــا أمــره أن ةيســــمأله إل‬
‫ليعطيه ‪ ،‬و ماجعل حاجة العبد إل وســيلة ليلتجـــيء إليــه ‪ ،‬فهــو ةيــعطــــيه قــبـــل الســؤال و ةيتفــــضل‬
‫عليه بعد السؤال ‪ ،‬عن أنس رض الله عنه قال ‪ :‬قال رســول اللـه صلـــى اللـه عــليه و ســلـم ‪'' :‬مـــا‬
‫كـ ان الله ليفتّح لعبد باب الدعاء ‪ ،‬و ةيغلق عنه باب الجابة الله أكب من ذلك‪-'' .‬رواه الطباني‪-‬‬
‫وقال عمر بن الخطاب رض الله عنه ‪ " :‬أنا ل أحمل هم الجابة ‪ ،‬ولكن أحمل هــم الــدعــاء ‪".‬‬
‫ية من أن أُْحَر م الدعاء من خشيت أن ُأحر م الجابة ‪".‬‬
‫ش ً‬‫خ ْ‬
‫وقال أحد العارفي بالله ‪ " :‬لَنَا أشدّ ِ‬

‫***‬

‫‪51‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــودود‬
‫‪ -1‬الدللة اللغوية ‪َ :‬و ّد ةيوُ ّد ا َْلِو ّد و الو ّدة ‪ :‬خالص الحب وألطفه و أرأفـه فــي جميـع مـداخل الخـــي‬
‫ل طبقا لرادات الله ‪ .‬قال تعالى‪" :‬و جعل بينكم مودة و رحمــة إن فــــي ذلـــــك لةيــات لقــو م‬
‫قول ً و فع ً‬
‫ةيتفكرون ‪ - ".‬الرو م ‪ - 20‬أي محبة قوةية و ميل و وئا م ‪ ،‬و بالتالي فكل َوُدوٍد محّب و ليس كّل محــ ّ ٍب‬
‫ودوداً ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الودود إسم من أسماء اللــه الحسـن التوقيفيـة الطـلقـــة ‪ ،‬وهـو عـــــلى ومزن‬
‫َفُعول ‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬و لقد ورد في كتابه العزةيز مرتي ‪ ،‬قـال تعالى‪":‬و ِاستغفروا ربكم ةثم توبوا‬
‫إليه ‪ ،‬إن ربي رحيم ودود‪ - ".‬هود ‪- 90‬‬
‫وقال تعالى‪":‬إن بطش ربك لشـدةيد ‪ .‬إنـه هـو ةيبـديء و ةيعيد وهو الغفور الودود‪ -".‬البوج ‪- 14 - 12‬‬
‫لقـد ِاقتـــرن الـودود فـــي الةيــــة الولـــــى بإسـم الرحــــيم للــدللـــة علـى أن و ّده ملمز م لرحمتـه ‪ ،‬الـت‬
‫وسعت وشملت كل شء ‪ ،‬وهذا من إحسانه و فضله على الخلق أجمعي ‪.‬‬
‫وفــي الةية الثانية ِاقتـرن بإسم الغفور للدللة على أن مغفرته ملمزمة لـــو ِّده ‪ ،‬وبالتـــالي هــو وحــده‬
‫الستِح ّق لن ةيُـَو ّد و ُةيعبـد و ُةيحمـد ‪ ،‬لن و ّده بـعيـد عـن النتفـاع وعـن جلب الصلحة ودفــع الضة‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪'':‬ومــن آةيــاته أن خلـــق لــكـم من أنفسكـم أمزواجا لتسكنـوا اليهـا‬
‫و جعل بينكم مودة ورحمة ‪ ،‬إن في ذلك لةيات لقو م ةيتفكرون‪ - ''.‬الرو م ‪- 20‬‬
‫الشاهد‪'' :‬و جعل بينكم مودة ورحمة' ‪ ،‬فالودة والرحمة هما هبتان منه ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬ولو أنفقت ما‬
‫في الرض جميعا ما ألفت بي قـلوبـهم ولكن الله ألـف بـيـنهـم إنـه عـزةيـز حكيم ‪ -''.‬النفال ‪- 63‬‬
‫إن الةية تب ّ ِي و توضّح بمأن كلما ترسخت علئق الودة بينه الزوجي إل وتوّةثقت ُعَرى الرحمة ‪ ،‬لن‬
‫الرحمة هي ةثمرة الودة ‪ ،‬و الودة هي الفضل أي الحسان إبتداء بل ع ّلة ‪ ،‬قـــــال عمر بن الخطاب‬
‫رض الله عنه ‪ '' :‬ليس كل البيوت تُْبَن على الحب ‪ ،‬و لكن الناس ةيتعاشون بالسل م و الحساب‪''.‬‬
‫ولقد جعل الله الوجود كله قائم على و ِّده ‪ ،‬ولو ِانعد م لا كانت هناك رحمة فـــي الدنيا ‪ ،‬ول مغفرة‬
‫في الخرة ‪ ،‬فكل نعمة ةينعم بها النسان في الدنيا ‪ ،‬وكل أمل و طمع فــي الجنة هـــو رهيـن بوده‬

‫سبحانه ‪ ،‬فالودود ما خلقك إل ليحمك ‪ ،‬وما أحبك إل لـتـحبه ‪ ،‬قـال تعالى ‪ '' :‬فقول له قول ل ّ ِيناً‬
‫لعله ةيتذكر أو ةيخش‪ - ''.‬طه ‪- 43‬‬
‫قال أحد السلف عن هذه الةية ‪" :‬هذا رفقك بالكفار فكيف رفقك بالبرار ؟ وهذا رفــقك بمن جحدك‬
‫فكيف رفقك بمن وحّدك ؟ وهذا تحّبُبك إلى من تعادةيه فكيف إلى من تواليه وتنــادةيه ؟ وإذا أمر اللــه‬
‫بال ّلْي هنا لن قال‪ ":‬أنا ربكم العلى" فكيف بمن ةيقول صباحاً و مساًء ‪":‬سبحان ربي العلى ؟ ''‬

‫‪52‬‬
‫دلل ت اســم ‪ :‬الـحـمـيــد‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬حِمـد ةيحَمـد الحمـد ‪ :‬الّثـنـاء والتـمجيـد لصفات اللـه العُلى مع التنةيه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الحميد إسم من أسماء الله الحسن التوقـيفـية الطـلقـة ‪ ،‬و هــو علـــى ومزن‬
‫َف ِعيل ‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز تسعة عشــ مـــرة ‪ ،‬و أتـــى بمفـــرده فــي آةيــة‬
‫واحــدة والباقيــة أتــى مقرونــا ‪ ،‬قــال تعــالى ‪":‬و ُهـــُدوا إلـــى الطيـــب مـــن القـــول و هـــدوا إلـــى صــراط‬
‫الحميد‪ - ".‬الحج ‪- 22‬‬
‫والحميد هو الذي ةيحمــده الخلــق كـلهـــم ‪ ،‬لن كــــل صـفـــة مــــن صــفاته ةيـستحـــق عليهــا أكمــل الـــحمد‬
‫والتمجيد ‪ ،‬فله حق الحمد إةيجاداً فهو الذي أوجدنا من العــد م ‪ ،‬و لـــه حـــق الحمــــد إمــداداً فـهـــو الــــذي‬
‫ةيم ّدنا بنعمه ‪ ،‬و له حق الحمـد هداةيـًة و رشـاداً فهـو الـذي ةيوفـق عباده إلــى طـاعـــته وعبــادته ‪ ،‬ولــه‬
‫حق الحمد بقاء فهو الباقي بعد فناء كل موجود ‪ ،‬وهو الستحق الحمد خلوداً ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللةاﻷخليقية ‪ :‬إن النفس الغرورة تحب الِّرفعة والعلو ‪ ،‬وتعشق حب الدح وا لثناء ‪ ،‬وةيحلو‬
‫وحبِّ‬
‫خْوف الناس ُ‬
‫لها الستماع إلى إعجاب الناس بها ‪ ،‬قال ابن قدامة ‪ '' :‬أكث الناس إنما هلكـوا ِل َ‬
‫مدحهم ‪ ،‬فصارت حركاتهم كلها على ما ةيوافق رضا الناس رجاء الدح ‪ ،‬وخوفا من الذ م وذلك من‬
‫الهلكات‪'' .‬‬
‫إن العاقل هو من ةيرجو الثـناء الذي فيه رضـوان الله وقربه ‪ ،‬وةيرغب عن الثناء الذي َةيــْعُقُبه غضب‬
‫حِمله الطراء على الغرور ‪ ،‬بل كلما مزاد إعجاب الناس به كلما ألـز م نفسه‬
‫الله وسخطه ‪ ،‬ول ةيُ ْ‬
‫بالتواضع ‪ ،‬وقهر نفسه على التذلل لله سبحانه ‪ ،‬قال تعالى‪ '' :‬تلك الدار الخرة نجعــلها للذةين ل‬
‫ةيرةيدون علواً في الرض ول فساداً ‪ ،‬والعاقبة للمتقي‪ -''.‬القصص ‪- 83‬‬
‫ما عليهم‪''.‬‬
‫قال ابن كثي‪' :‬ل ةيرةيدون علوا في الرض أي ترفعا على الخلق وتعاظــ ً‬
‫قال ابن القيم ‪' :‬ل ةيجتم ع الخل ص في القلب ومحبة الدح والثناء ‪ ،‬والطمع فيما عـنـد الناس إل كما‬
‫ةيجتمع الاء والنار ‪'''.‬‬
‫سبحان التفرد بالثناء والحمد ‪ ،‬والستحق له في السـراء و الضـراء ‪ ،‬و الــحمد ل ةيجب أن ةيربط فقط‬
‫بالنِّعم والعطاةيا الربانيّة ‪ ،‬بل ةيجب أن ةيكون مطلقاً غي مقّيدٍ ‪ ،‬لن مـن َهـْدي رسـول اللـه صـلى اللـه‬
‫عليه وسلم أنه كان إذا أصابه ما ةيّسه قال ‪'' :‬الحمد لله الذي تتــم بنعمتــه الصــالحات ‪ ،‬وإذا أصــابه‬
‫خلف ذلك قال ‪ :‬الحمد لله على كل حال ‪ - ''.‬متفق عليه ‪-‬‬

‫***‬

‫‪53‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـحـفـيــظ‬
‫‪ -1‬الدللة اللغويــــة ‪ :‬حِفظ ةيحَفظ ا َْلِحْفظ ‪ :‬الصيانة ‪ ،‬الرعاةية ‪ ،‬الراقبة ‪ ،‬المانة ‪ ،‬قــال تعالى ‪:‬‬
‫" قال ِاجعلن علــى خزائــن الرض إنـــي حفيــظ عليــم‪ -".‬ةيوســف ‪ ، - 55‬حفيـــظ بمعنـــى أمـــي ‪ ،‬قـــال‬
‫تعالى ‪" :‬وعندنا كتاب حفيظ‪ - ".‬ق ‪ ، - 4‬حفيظ بمعن ضابط ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الحفيظ إسم مـن أسـماء اللـه الحســن التوفيقيـة الطلقـة ‪ ،‬و هـو عـى ومزن‬
‫َفِعيل ‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ،-‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ةثلث مــرات ‪ ،‬قـــال تعـــالى ‪" :‬إن ربــي علــى‬
‫كل شء حفيظ‪ -".‬هود ‪- 56‬‬
‫الحفيظ سبحانه هو الذي حفظ الوجود و الموجودات بكمال عناةيته ‪ ،‬ولم ةيغفل عـن تدبي شـــيء مــن‬
‫أمور خلقه ‪ ،‬لقد حفظ لجميع الخلوقات حق العيش في الحياة ‪ ،‬فهدى كل مخلوق إلـى ســـبل تحقيـق‬
‫حاجاته ليتمكن من أداء وظيفه الت ُأوجد من أجلها ‪ ،‬وحفـظ أعمـال عـــباده مـن خـيـــر وشـــر ‪ ،‬وحـ ّدد‬
‫مقادةير جزائها في الثواب والعقاب ‪ ،‬ةثم مجامزاتهم عليها بفضله وعدله ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬وإن كان مثقــال‬
‫حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبي''‪ -‬النبياء ‪47‬‬

‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪'':‬إن عرضنا المانة على السماوات و الرض وا لجبال فمأبي أن‬
‫ةيحملنها وأشفقنا منه ‪ ،‬وحملها النسان إنه كان ظلوما جهول‪-'' .‬الحزاب ‪- 72‬‬
‫من طبع النسان عد م حفظ العهد وخيانة المانة ‪ ،‬وهذا السلوك دافعه حب الـنفس ‪ ،‬الـتـي تُزَ ّ ِةين لــه‬
‫لخالفة ُمْقـَتض الشـرع والعقل لينساق مــع الهــوى فيـــراه حســنا ‪ ،‬قــال تعــالى ‪'':‬فزّةيــن لهــم الشــيطان‬
‫أعمالهم فهو وليهم اليو م ‪ ،‬ولهم عذاب أليم''‪ -‬النحل ‪63‬‬

‫والنسان وهبه الله من قوى الفكر مــا ةيجعلــه الكــائن الوحيــد الــذي ةيــدرك معــاني المانـة ‪ ،‬عـن ابــن‬
‫عباس رضي الله عنهما قال‪ '':‬كنت خلف رسول اللــه صــلى اللــه عليــه وســـلم ةيومــاً فـــقال ‪'' :‬ةيــا غل م‬
‫إني أعـلمك كـلمات ‪ِ :‬احفـظ الله ةيحفظك ِاحـفـظ اللـه تـجـده تجاهــك ‪ ،‬إذا ســمألت فاســمأل اللــه ‪ ،‬وإذا‬
‫ِاستعنت فاستعن بالله ‪ ،‬وِاعلم أن المة لو ِاجتمعت على أن ةينفعوك بشـيء ‪ ،‬لم ةينفعــوك إل بشــيء‬
‫قد كتبه الله لك ‪ ،‬ولو ِاجتمعوا على أن ةيضروك بشء ‪ ،‬لم ةيضوك إلى بشء قد كتبه اللــه عليــك ‪،‬‬
‫رفعت القل م وجفت الصحف ‪- ''.‬رواه التمذي ‪-‬‬
‫وحفظ العبد لله ةيكون بالوقوف عند أوامــره بالمتثــال ‪ ،‬وعنــد نــواهيه بالجتنــاب ‪ ،‬وعنــــــد حــدوده‬
‫بــاللتا م ‪ ،‬فمــن فعــل ذلــك فهــو مــن الحــافظي لحــدود اللــه ‪ ،‬الــذةين مــدحهم اللــه فــي كتــ ابه ‪ ،‬قــال‬
‫تعالي ‪":‬وأمزلفت الجنة للمتقـي غيـ ر بعيــد ‪ .‬هــذا مــا توعــدون لكــل أواب حفيــظ ‪ .‬مــن خشـــي الرحمــن‬
‫بالغيب وجاء بقلب منيب ‪ - ''.‬ق ‪- 33 - 31‬‬

‫‪54‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـمـجـيــد‬

‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬مَجد ةيم ُ‬


‫جد ا َْلَمْجد ‪ :‬النبل ‪ ،‬الشف ‪ ،‬العزة ‪ .‬رجل ماجد‪ :‬شةيف النســب وحســن‬
‫الفعال ‪ ،‬والتمجيد ‪ :‬الثناء على صفات الله العلى ‪.‬‬
‫‪- 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الجيد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفِعيــل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬قــالوا أتـعـجبي مـن أمــر اللــه‬
‫رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت ‪ ،‬إنه حميد مجيد ‪-".‬هود ‪- 73‬‬
‫الجيد هو صاحب العزة والرفعة ‪ ،‬الذي َشـر َُفت ذاته وصفاته وأفعاله ‪ ،‬فمأةثـنوا عـليـه عباده بمأســمائه‬
‫الحسن وحمدوه ‪ ،‬لن بفضله وجوده تتم كـل الصالحات ‪ ،‬وهو وحده جمع بيـن الجد والحمد ‪ ،‬لنه‬
‫التصف بالجمال والجلل والكمال ‪ ،‬وكـل أفـعـاله تـتصف بالـحكمة والخي والعدل والحسان ‪ ،‬وهذا‬
‫ةيستوجب تمجيده وحمده سبحانه ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬الجد بالنسبة للمسلم هو وصف ذاتي ونفس ‪ ،‬ل تـتـدخل فــــيه العتبــارات‬
‫الخارجية ‪ ،‬ومن أهم مقوماته ‪:‬‬
‫‪ – 1‬العقل ‪ :‬هو أشــرف مـا ةيتميّـز بـه النسـان علـى سـائر الخلوقـات ‪ ،‬بـل هـو الحـور السـاس لكــل‬
‫مظاهر الشف الخرى ‪ ،‬لن به ُةيعرف الحق من الباطل ‪ ،‬والخي من الش والنافــع والــضار ‪.‬‬
‫‪ - 2‬النهج الرباني ‪ :‬قال تعالى ‪'' :‬فمن اتبع هداي فل ةيضل ول ةيشقى ‪ ،‬ومن أعرض عن ذكري فإن‬
‫له معيشة ضنكا و نحشه ةيو م القيامة أعمى‪ .‬قال رب لا حشتن أعمى و قد كنت بصيا‪ .‬قال كذلك‬
‫أتتك آةيتنا فنسيتها ‪ ،‬وكذالك اليو م تنس‪ - ''.‬طه ‪- 124 - 123‬‬
‫إن النسان إذا ِالت م بمرادات الله وقهر نفسه بالطاعة ‪ ،‬فــإن اللــه ســبحانه ةيـــضع مهــابته فـــي قلــوب‬
‫الخلق ‪ ،‬لن على قدر محبة العبد لله ةيحبه الناس ‪ ،‬وعـلى قدر خوفــه مـن الله ةيخافـه الناس ‪ ،‬وعلى‬
‫قدر حفظه لرادات الله ةيحفظه الناس ‪ ،‬قال تعالى ‪'' :‬مــن كــان ةيرةيــد العــزة فللــه العــزة جميعــا ‪ ،‬إليــه‬
‫ةيصعد الكلم الطيب والعمل الصالّح ةيرفعه‪ -" .‬فاطر ‪-10‬‬
‫كنا أذل قو م فمأعزنا الله بالسل م ‪ ،‬فمهما نطلب العزة بغي‬
‫قال عمر بن الخطاب رض الله عنه‪ '':‬إنا ّ‬
‫ما أعزنا الله به أذلنا الله ‪'' .‬‬
‫إن مجد المة السلمة فــي دةينها ‪ ،‬منه تستمد شفها وعزتها ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬اليــو م أكملــت لـــكم دةينكــم‬
‫وأتممت عليكم نعمت ورضيت لكم السل م دةينا‪ -" .‬الائدة ‪- 3‬‬

‫***‬

‫‪55‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـشـهـيــد‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية‪ :‬شهد ةيشهد الشهود و الشــهادة ‪ :‬الخبــار و القــرار و البينــة ‪ ،‬وجميــع مــا ةيــدرك‬
‫بالحواس ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬ال شهيد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬و لقد ورد في كتاب الله العزةيز ةثمـاني عشـــرة مــرة ‪ ،‬قــال تعــالى ‪" :‬قــــل ةيــا أهــل‬
‫الكتاب لم تكفرون بآةيات الله و الله شهيد على ما تعملون‪ -".‬آل عمران ‪- 98‬‬
‫الشهيد سبحانه أحاط بكل شء علماً ل تخــفى عليه خفية ‪ ،‬وهــو العليم الخبي بحقـائـق المــــور‬
‫ودقيِقها وجليِلها ‪ ،‬ل ةيغفل عما خلق ول ةيضل ول ةينس ‪ ،‬وهو بكل شء عليـم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬ةيـتمألف جسم النسان من ‪ 250‬نوع من الخلةيا ‪ ،‬والخلية ليسـت وحـدة بنـاء‬
‫بل هي وحدة وظيفة ‪ ،‬وةيـبلغ عـــددها فــي جسم النسان ما ةيقارب مائة ترةيليون خلية ‪ ،‬وكــل خليــة‬
‫تتوفر على ذاكــرة وراةثـــية ) جينيــة ( ‪ ،‬ووظيفــة هــذه الــذاكرة هـــي دقـــة تنظيــم قــــدرة الخليــة علــى‬
‫إختيار نوعها ‪ ،‬لتكوةين الـــعضو الـحـــدد الصـنف والعمـــل عـــلى صيانتـــه وتـرمـــيمه عنــد الضـورة ‪،‬‬
‫وهذه الذاكرة تـنــشـط عـنـد حــدوث آفـة فـي بعض العضاء لتعــِّوض وتُر ّ ِمــم ما فُــِقــد ‪.‬‬
‫ولقد أةثبتت البحوث العلمية بمأن الخلية مزودة ببـرمجة جــد دقـيقة لـتمأدةية وظائفها الختـلفــة ‪ ،‬قــال‬
‫تعالى‪":‬اليو م نختـم عــلى أفوههم و تكلمنـا أةيدةيهم و تشهـد أرجلهــم بما كانـوا ةيكسبـــون‪ -".‬ةيس ‪- 64‬‬
‫إن الةية تشي إلي أن خلةيا أعضـاء الجسم سوف تشهد على صاحبها ‪ ،‬وَتْسـُرد لـه ةيو م العرض‬
‫والحساب ما فعله بها ‪ ،‬لن هذه العضاء الت كان ةيعتقد بمأنه في الظاهر مسيطر عليها ‪ ،‬هي في‬
‫حقيقة المر ل تفعل له ما ةيشاء إل بمأمر الله ‪ ،‬فهي مسّخرة له في الحياة الدنيا فقط ‪ ،‬أما إذا ِانتهت‬
‫حياته فل سلطان له عليها بل ستشهد عـليه ‪ ،‬و ُتعلـــن عــما فـعـــل بهـــا وفيمـا سـّخرها ‪ ،‬قـال تعـالي‪:‬‬
‫''ومـا كنتـم تـستثـــرون أن ةيشهـــد عليكـــم ســمعكم ول أبـصاركـــم ول جلـودكم ولكــن ظننتـم أن اللــه ل‬
‫ةيعلم كثيا مما تعملون ‪ - ''.‬فصلت ‪- 21 - 20‬‬
‫روى مسلم في صحيحه من حدةيث أنس بن مالك رض اللله عنه قال ‪" :‬كنا عند رسول اللــه صلى‬
‫الله عليه و سلم فضـحك ‪ ،‬فقـال ‪'' :‬هــل تــدرون ممــا أضـحك ؟ قلنـا ‪ :‬اللــه ورســوله أعــلم ‪ ،‬قـال مــن‬
‫جْرني من الظلم ؟ ةيقول الله عزّ و جـلّ ‪ :‬بلـى ‪ ،‬فيقـول ‪ :‬فإنـــي‬
‫مخاطبة العبد ربه فيقول ‪ :‬ةيا رب ألم تَ ِ‬
‫ل أجي عـلى نفـس إل شاهـداً مـني ‪ ،‬فـيقول عز ّو جلّ ‪ :‬كفى بنفسك اليــو م عليــك شــهيداً ‪ ،‬وبــإلتا م‬
‫الكاتبي شهوداً فيختم على َفْيه ‪ ،‬فُيقال لركانه ِانطقي فتنطق بمأعماله ‪ ،‬ةث ـم ةيـخلي بينه و بي الكل م‬
‫سـْحــقـاً َفـَعـْنـُكــّن كـنـت أنـاضل"‪.‬‬
‫فيقول بعداً َلــُكـّن و ُ‬

‫‪56‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــفـتــاح‬
‫‪ - 1‬الدللــة اللغويــة ‪ :‬فتــّح ةيفتــّح الفتــّح ‪ :‬فتــّح البــاب ‪ :‬أمزال إغلقــه ‪ ،‬فتــّح بيـــن الخصــمي ‪ :‬حكــم‬
‫وقض وفصل ‪ ،‬فتّح الله على عبده ‪ :‬ةيسر له كل عسي ‪ ،‬أتى الله بالفـتّح ‪ :‬الغـلبة و النص ‪.‬‬
‫‪ -2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الفتاح إسم من أسمـاء الله الحسـن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهو عـلى ومزن َفّعال‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى‪ ":‬قل ةيجمع بيننا ربنا ةثم ةيفتّح بيننــا‬
‫بالحق وهو الفتاح العليم‪ -".‬سبمأ ‪- 26‬‬
‫الفتاح هو الذي ةيفتّح أبواب الرمزاق للخلئق كلها ‪ ،‬وةيفتّح أبواب الحقائق الـغيبية لعبــاده ‪ ،‬و ةيفتــّح‬
‫أبواب التوبة للعصاة ‪ ،‬وةيفتّح بالحق بي العباد في الدنيا والخرة لنه الفتاح العـليم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقيـة ‪ :‬ليعلــم العبــد الــذنب أن بـاب التوبــة ُمْشـــ َ ٌ‬
‫رع بفضــل الفتــاح العليــم ‪ ،‬وليعلــم‬
‫التائب أن ليس من شـروط الطاعة السلمة من الذنوب ‪ ،‬و لكـن مـــن شـــروطها عـــــد م الصـــرار عـــلى‬
‫العاص ‪ ،‬و القلع عنها ما ِاستطع إلى ذلك سبيل ‪ ،‬و إتباع السيئة الحسنة ‪ ،‬قـــال تعالى ‪" :‬واللــه‬
‫ةيرةيد أن ةيتوب عليكم ‪ ،‬و ةيرةيد الذةين ةيـتبعـون الشهـوات أن تميلـوا ميل عظيمــا ‪ .‬ةيرةيــد اللــه أن ةيخفــف‬
‫عنكم و خلق النسان ضعيفا ‪ -".‬النساء ‪- 28 - 27‬‬
‫عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪'' :‬والذي نفس بيده لو لم‬
‫تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ‪ ،‬ولجاء بقو م ةيذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ‪ -''.‬متفـق عليه ‪-‬‬
‫قال أحد السـلف ‪" :‬إذا أراد الله بعبده خياً فــتّح له باب الـعمل ‪ ،‬وأغلق عليه باب اللغو ‪ ،‬وإذا أراد‬
‫به شـراً أغـلق عليه بـاب العمـل ‪ ،‬و فتّح له باب اللغو‪".‬‬
‫والؤمن ةيجــب أن ةيكــون مفتــاح خـــي وَدّلل معــروف ‪ ،‬وســفي هداةيــة ورســول صــلح ‪ ،‬ودافـــع بــــلء‬
‫ومانع نقمة ‪ ،‬وصّمـا م أمان مـن غـــضب الرحمـن ‪ ،‬عــــن أنـــس بـن مـــالك رضـــي اللــه عنـه قـال ‪ :‬قـال‬
‫رسول اللـه صـلى اللـه عليـه وسـلم ‪'' :‬إن مـن النـاس ناسـا مفاتيـّح للخيـــر مغـاليق للشــر ‪ ،‬وإن مــن‬
‫النـاس ناسـا مفـاتيّح للش مـغاليق للـخي ‪ ،‬فطـوبى لن جعل الله مـفـاتيّح الـخـي على ةيدةيه ‪ ،‬ووةيــل‬
‫لن جعل مفاتيّح الش على ةيدةيه ‪-''.‬رواه مسلم ‪-‬‬

‫***‬

‫‪57‬‬
‫دلل ت إسـمـي ‪ :‬الـولــي ‪ -‬الـمـولــى‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬ولي ةيلي الَولةية ) بفتّح الواو ( تـعـن الـنصة و الـِعتق والغـاةثـة والتوفيق‬
‫و ) بكس الواو ( الِولةية تعنـي الســلطان والمـارة واللــك ‪ ،‬ولــي أمــراً ‪ :‬قــا م بـه ‪ ،‬ولــي علــى اليــتيم ‪:‬‬
‫أصبّح ق ّ ِيم ًا عليه ‪ ،‬ولي رفيقه ‪ :‬أحبه عن قرةيب ‪ ،‬ولي الطر ‪ :‬تساقط متتابعا بدون فاصل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللةالتوحيدية ‪ * :‬الولي إسم من أسماء الله الحسن لتوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هو علــى ومزن َفِعــل‬
‫‪ -‬صفة مشبهة ‪ -‬ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز إحـــدى عــشـر مــرة ‪ ،‬قــال تعـالى ‪" :‬ومــا أنتــم‬
‫بمعجز في الرض ‪ ،‬و ما لكم من دون الله من ولي و ل نصي‪ -".‬الشورى ‪- 29‬‬
‫الـولي هو الـذي تولى الجميع بحفـظه وعـناةيته لنـه رب الخلــق أجمعيـــن ‪ ،‬وتـولى الـؤمني بالهداةيـة‬
‫والرشاد و التمأةييد والحفظ ‪ ،‬وجعلهم ةيتولّونه بالـطاعـــة والحـــب والنصـــرة ‪ ،‬قــال تعــالى ‪" :‬إن الــدةين‬
‫قالوا ربنا الله ةثم ِاستقاموا تتنل عـليهم اللئـكــة أل تخافوا و ل تحزنوا وأبشوا بالجنــة الــت كنتــم‬
‫توعدون ‪ .‬نـحـن أولـياؤكـم فــي الحيـاة الدنيا و الخرة ‪ -''.‬فصلت ‪- 30 - 29‬‬
‫*الولى‪ :‬إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهوعلى ومزن إســم المفعــول وورد فــي كتــاب‬
‫الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى ‪":‬وإن تولوا فاعلموا أن الله مولكـم نعم الولى ونعم النصي‪ -".‬النفال ‪- 40‬‬
‫و الولى هو السيد و الناص لن توله بالطاعة والعبادة ‪ ،‬قــال تعــالى ‪ '':‬ذلــك بــمأن اللــه مـولى الــذةين‬
‫آمنوا وأن الكافرةين ل مولى لهم‪ - ''.‬محمد ‪- 12‬‬

‫‪ -3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬لو وضع النسان تحت الجهـر حّبة قمّح لرأى العجب ‪ ،‬ةيـرى مركزاً ضخمـاً‬
‫للمعلومات مليئًا بالشفرات والوامر البمجة داخل حمض نووي عملق ‪ ،‬ةيحدد كـلمـا ةيتّصل بنموها‬
‫وَةيْنـِع ةثمارهـا وفـقـا لشفراتها الخزونة ‪ ،‬الت تحدد ُطْعم ةثمراتها و لونـهـا و عددها ‪ ،‬والنـسان رغم‬
‫عقله و تدّبره و إعتقاده بمأنه سيـد هذا الكون ‪ ،‬فإنه ةيعجز أن ةيوِدع فــي الحبــة هــذه القــدرة العجيبــة‬
‫السار ‪ ،‬وبالتالي فـدوره في تـوفــيـر قـوته ةيـقــتصـر عـلى إلـقـاء الـحـبة فـي الرض بـعـد حـرةثــهـــا‬
‫وتقـليبهـا ‪ ،‬وبتدبي من الولي الــذي ةيـعـلم مـا تحتاجه حبة في الظلمات ةيجري القـانون اللهي عليهـا‬
‫فـتخرج من حالة السكون ‪ ،‬و تبدأ بإمتصا ص العناصر الغذةية الـمـذابة في الـــماء بواســطة النـــابيب‬
‫الشعرةية ‪ ،‬وبعـد حيـن بإذن ربـهـا تمتـد الجذور لتتث ّ ِبتـها فـي الرض ‪ ،‬فـتصعـد بسيـقـانها فـي الهــواء‬
‫حاملة الفروع والوراق و الثمار‪ ،‬الزودة بمحتوى مـتكـامل مـن الفيتامينات ‪ ،‬والبوتينات والنشوةيات‬
‫والّطعم القبول والرائحة الشهية ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ '':‬أفرأةيتم ما تحرةثون أأنتم تزرعونه أ م نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم‬
‫تفكهون إنا لغرمون بل نحن محرومون ‪ - ''.‬الواقعة ‪- 63‬‬

‫‪58‬‬
‫دلل ت إسـمـي ‪ :‬الـقــوي ‪ -‬الـمـتـيــن‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية‪ * :‬قوي ةيقوى القوة ‪ :‬القـدرة علــى التحمــل ومبعـــث الحركــة ‪ ،‬وهــي الــؤةثر الــذي‬
‫ةيغي من حالة السكون إلى حالة الحركة بطاقة منتظمة ‪.‬‬
‫* مت ةيمت الت و التانة ‪ :‬مت الشء ‪ :‬صلب و ِاشتدت قوته ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬القوي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هـو علـى ومزن َفِعـل‬
‫‪ -‬صفة مشبهة‪ ، -‬ولقد ورد ذكره في كتاب الله ا لعزةيز تسع مـرات ‪ ،‬قـال تعــالى‪" :‬الله لطيف بعباده‬
‫ةيرمزق من ةيشاء وهو القوي العزةيز ‪ - ''.‬الشورى ‪- 19‬‬
‫* القــوي ‪ :‬القــوة صفـة تـدل عـلى طلقة قدرته ومشيئته ‪ ،‬لن كل الخلئق في قـبضته ل حـول لهم‬
‫ول قـوة إل بـه ‪ ،‬وهو القـاهـر و الـغـالـب عـلـى أمره ‪ ،‬قــال تعالى‪ " :‬أولــم ةيــروا أن الله الذي خلقهــم‬
‫أشد منهم قوة ‪ ،‬وكانوا بآةياتنا ةيجحدون ‪ - ".‬فصلت ‪- 14‬‬
‫* الــتي ‪ :‬صــفة تــدل علــى أن قــدرته بلغــت أقصــى الغاةيــات ل تنقطــع ول تـــتمأةثر ‪ ،‬ول تلحــق ذاتــه‬
‫وصفاته وأفعاله مشقة أو ل ُُغوب ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬إن الله هو الرمزاق ذو الـقـوة التـي'' ‪ -‬الذارةيات ‪- 58‬‬
‫إن اللــه هــو القــوي الــتي الــذي ل ةيعــتةيه ضــعف أو قصــور ‪ ،‬وتتصــاغر كـــل القــوى أمــا م حضــرته‬
‫وتتضاءل كل عظمة عند ذكر عظمته ‪ ،‬لن عظمته مستمدة مـن صـفاته العلـى ‪ ،‬قــــال تعـالى ‪'' :‬ولقـد‬
‫خلقنا السماوات والرض وما بينهما في ستة أةيا م وما مسنا من لغوب‪ -''.‬ق ‪- 38‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬إن متمأمل القرآن ةيجد تلمزماً ظاهراً بي صفتي القـوة والمانة في عدة آةيــات‬
‫منها ‪ :‬قـال تعالى‪":‬قـالت إحداهما ةيا أبـت ِاستجره إن خي من ِاستاجرت القوي المي''‪ -‬القصص ‪26‬‬

‫إن الله أنزل المانة فوضَعها في أصل قلوب الناس ‪ ،‬ةثم نزلِت الّشائع لُتنــ ّ ِمـي هــذا الصل وُتز ّ ِكـيـه‬
‫لن الصل أن ةيــكــون الناس أَُمــنـاء ‪ ،‬والخيانة ُ ِخلُف الصل ‪ ،‬وعلى هذا فالمانة هــي القـــ ّ ِيم على‬
‫تكاليف السل م والحارس على مبادئه ‪ ،‬ةيقول أنس رض الله عنه ‪ :‬قّلما خطبنا رســول اللــه إل قــال‪:‬‬
‫''ل إةيمان لن ل أمانة له ‪ ،‬ول دةين لن ل عهد له ‪ - ''.‬رواه أحمد ‪-‬‬
‫إن القوة والمانة من مكار م أخلق النبياء والرسلي ‪ ،‬فــكلهم قالوا لقـومهم بلسان واحـد‪'' :‬إني لكم‬
‫رسول أمي '' ‪ ،‬وكان عندهم من قــوة الةيــمان والــحجة ونــصاعة البيان ‪ ،‬ومنهجيــة النــاظرة وقــدرة‬
‫ومزون عناص القوة في مقا م التبليغ ‪ ،‬عن عـمر بن الخطاب رضــــي اللــه‬
‫الصب والتحمل ما جعلهم ةيَحُ ُ‬
‫عنه قال ‪'' :‬اللهم أشكو إليك قوة الخائن وضعف المي ‪ ''.‬عن أبي هرةيرة رض الله عنه قــال ‪ :‬قــال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وســلم‪":‬إذا ضــيعت المانـــة فـانتظر السـاعة " ‪ ،‬قـال ‪ :‬كيــف إضـاعتها ةيـا‬
‫رسول الله ؟ قال ‪ ":‬إذا أسند المر إلى غيـر أهـله فـانـتظـرالساعة ‪ - ''.‬متفق عليه ‪-‬‬

‫‪59‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــرؤوف‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية‪ :‬رأف ةيرأف الرأف و الرأفة ‪ :‬شــدة الرحمة ومنتهاها ‪ ،‬رأف بــه ‪ :‬أشـفق عليه‬
‫ورحمه أشد الرحمة وعطف عليه‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬الرؤوف إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهو علــى ومزن َفُعول‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة‪ ، -‬ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز عشـر مــرات ‪ ،‬قـال تعـــالى‪":‬و مــن النــاس مــن‬
‫ةيشتي نفسه إبتغاء مرضاة الله ‪ ،‬و الله رؤوف بالعباد‪ -".‬البقرة ‪- 205‬‬
‫الرؤوف هو التعطف على أوليائه بالحفظ والصيانة من موجبات العقوبة ‪ ،‬وهذا س إقــــتانه ةثمــاني‬
‫مرات بإسم الرحيم لبيان سعة رحمته الت وسعت كل شء ‪ ،‬قــال تعالى‪":‬ولــول فضـــــل اللــه عليكــم‬
‫و رحمته وأن الله رؤوف رحيم‪- ".‬النور ‪- 20‬‬
‫قال ابن القيم ‪'' :‬فــله بهذا الجمع بيـ الــرؤوف والرحيــم جميــع أقســا م الكمــال‪ :‬كمـــال مــن هـــذا الســم‬
‫بمفرده ‪ ،‬وكمال من الخر بمفرده ‪ ،‬و كمال من إقتان أحدهما بالخر‪".‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال الحليمي‪ ":‬الــرؤوف معنــاه التســاهل مــع عبــاده ‪ ،‬لنــه لةيح ّ ِملهــم مــا ل‬
‫ةيطيقون ‪ ،‬بل حّملهم مما ةيطيقون بدرجات كثية فــي حال شدة القوة ‪ ،‬و خفـفها فــي حـــال الضعـف‬
‫و نقـصان الـقــوة ‪ ،‬وأخــذ الــقــيم بما لم ةيمأخــذ السافر ‪ ،‬والصحيّح بما لم ةيمأخــذ به الرةيض ‪ ،‬و هذا‬
‫كله رأفة و رحمة‪".‬‬
‫وأمر سبحانه النسان بالرأفـة وجعل غاةيتها اللفة والصلح وتحقـيق الخير ‪ ،‬ونهى عن الفضاضة‬
‫و الغـلظـة لنهاإذا ما اِعتُمدت خيــاراً منهجيــاً فــي التبليــغ والــدعوة إلــى الحــق فــإّن مردودهــا ســيكون‬
‫عكسياً ‪ ،‬فهي ل تستقطب الناس حول ذلك الحق وإن كان أبلجاً ‪ ،‬بل علــى العكــس مــن ذلــك ســتعمل‬
‫على التنفيـر ‪ ،‬فالناس في حاجة إلى كنف رحيم ‪ ،‬و إلى حليم ل ةيضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم ‪.‬‬
‫قــال تــعالـى‪'':‬وعـباد الـــرحمن الــذةين ةيمشـون عــلى هــونا وإذا خاطـيــهم الجاهـلـون قـــالوا سل م‪''.‬‬
‫‪ -‬الفرقان ‪- 63‬‬

‫***‬

‫‪60‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــرزا ق‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬رمزق ةيرمزق الّرمزق ) بفتّح الراء ( مصدرا ‪ ،‬و) بكس الراء ( ال ّ ِرمزق إسم الشـــيء‬
‫الرمزوق ‪ ،‬الذي ةينتفع به النسان ‪ ،‬رمزقه ‪ :‬أعطاه و منحه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الرمزاق إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو عـلى ومزن َفّعال‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬و لقد ورد في كتاب الله العزةيز مرة واحــدة ‪ ،‬قــال تعــالى ‪" :‬إن اللــه هــو الــرمزاق‬
‫ذو القوة التي ‪ -".‬الذارةيات ‪- 58‬‬
‫الرمزاق هو الذي ةيعطي بطلقه قدرته ول ةيحكمه قانــون ‪ ،‬وسعة عطائه ل حدود لها ‪ ،‬فعطاؤه إكرا م‬
‫و إحسان وفضل وتفضل منه إذا ِاقتن بطاعة العبد وحسن التصــرف ‪ ،‬أمــا إذا ِاقــتن بالعصــية فهــو‬
‫عطاء إستدراج ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬ول تعجبك أمــوالهم و ل أولدهــم إنمــا ةيرةيــد اللــه لـيعـذبـهـــم بـــها فـــي‬
‫الحـياة الدنـيا وتـزهـق أنـفـسهم وهم كافرون‪ - ".‬التوبة ‪- 86‬‬
‫‪ - 3‬الدللةاﻷخليقية‪ : :‬قال تعالى ‪ '':‬والله ةيرمزق من ةيشاء بغي حساب‪ -''.‬البقرة ‪- 210‬‬
‫''بغيـر حساب'' أي ةيرمزق رمزقاً واسع ًا من حيث ل ةيخطــر ببــال أحــد ‪ ،‬ول ةيكــون فــي حســابه فيســوقه‬
‫إليه من حيث ل ةيدري ‪ ،‬أنظر الى الجني في رحم أمه من أةين ةيستمد مقومات حياته ؟‬
‫إن الرأة إذا وضعت حملها ةينزل مع الجنيـن قـر ص لحمي ةيسمى الشيمة ‪ ،‬ولها عدة وظائف وهي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ةيُْجمــع فيهــا د م ال م والجنـــي ‪ ،‬وهــي مــزودة بغشــاء بمثابــة حــاجز ةيفصــل بـــي الدمـــين حــت ل‬
‫ةيمتجان ‪ ،‬لن إمتاج دمي من مزمرتي مختلفتي ةيـؤدي إلــى إنحلل الـد م فيحدث الوت الفوري ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تسمّح بنقـ ل الكسجي من د م ال م ليتود به د م الجني ‪ ،‬لن جهامز التنفس ةيكون متوقفاً ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تنقل من د م ال م الواد الغذائية الضورةية للنمو الت ةيحتاجها الجني‪.‬‬
‫‪ - 4‬تمنع دخول الواد الضارة نسبيا وتخفف من تمأةثيها ‪ ،‬لذا سماه الطباء بالغشاء العاقل‪.‬‬
‫سئل الحسن البصي ما س مزهدك في الدنيا ؟ قال أربعة أشياء ‪:‬‬
‫‪ -1‬علمت أن رمزقي ل ةيمأخذه غيي فاطممأن قلب ‪.‬‬
‫‪ - 2‬علمت أن عملي ل ةيقو م به غيي فاشتغلت به وحدي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬علمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن ةيراني في معصية ‪.‬‬
‫‪ - 4‬علمت أن الوت ةينتظرني فمأعددت الزاد للقاء ربي ‪.‬‬

‫***‬

‫‪61‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـوكـيــل‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪َ :‬وَكل َةيِكل ا َْلَوْكل واْلوُُكول‪َ :‬وَكل إليه المر‪ :‬سلّمه وفوضه إليه فهو واكل ووكيل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أي ولي ورقيب وحافظ ‪َ ،‬تَوّكل على الله ‪ِ :‬استسلم له وأسند أمره إليه‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬ا لوكيل إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفِعيــل‬
‫‪-‬صيغة مبالغة‪ ، -‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬الذةين قالوا لهم الناس إن النــاس قــــد‬
‫جمعـوا لـكـم فـاخشـوهـم فـــزادهـم إةيـمانا ‪ ،‬وقــالـوا حــسبنــا الله ونـعـم الـوكـيـل‪ - ''.‬آل عمران ‪- 173‬‬
‫الوكيل هو الذي له العلم التا م بمأحوال الخلئق ‪ ،‬والحاطة الشــاملة بجميــع شــؤون عبــاده ‪ ،‬فهــــو ذو‬
‫خبة وذراةية بدقائق أمورهم ‪ ،‬وقرةيب مـنهـم بعلـمه المزلي ‪ ،‬لةيغفل عنهم ول ةيضـّل ول ةينس ‪ ،‬وهــو‬
‫الخبي بما ةيصلّح أحوالهم في الدنيا والخرة ‪.‬‬

‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬آلّنَعا ُ‬


‫ب هو فرخ الغراب حي ةيفقس من البيضة ‪ ،‬وعنــدما ةيـخرج منـها ةيكون‬
‫لونه شذةيذ البياض فينكراه أبواه ‪ ،‬وةيتكانه في عــشه وحيدا بل حــول ول قــوة ‪ ،‬فــهــو ةيفتقر حــت‬
‫صل على طعامه ؟‬ ‫إلى الرؤةية فكيف ةيمكن له أن ةيح‬
‫َ ْ ُ َ‬
‫ولقد أكد علماء الطيور بمأن َالّنَعا َ‬
‫ب ‪ ،‬هذا الفرخ الضعيف بعد رحيــل والـدةيه وهجـره ةيشعـــر بالجـــوع‬
‫الشدةيد ‪ ،‬فيتمألم فتنل من عينيه قطرات سائل لزج له تركيبـة كيميائيـة تــفــــرمز رائحـة قـــــوةية تجلـب‬
‫الحشات ‪ ،‬وهذا السـائل َةيْنَهِمــر إلــى أن ةيصــل إلــى مقدمــة منقــاره ‪ ،‬وبمجــرد مـا تحــط الحشـــرة علــى‬
‫منقاره تح ّ ِركه منبهات غرائزةية فيلتقطها وةيتّغــّذى عليهــا ‪ ،‬وتتســتمر حيــاته علــى هــذا النــوال إلــى أن‬
‫ةيصبّح رةيشه أسود فيعود أبواه وةيبدآن بالعناةية به ‪.‬‬
‫س الحق ‪ ،‬وأنه ةيستحق فــوق مـــا أعطـاه اللـه ‪ ،‬فــيظن بـالله غيــر‬
‫خو ُ‬
‫والنسان الجحود ةيعتقد أنه َمْب ُ‬
‫الحق ‪ ،‬وكــل هذا من ظــن السوء وهو خلف لما ةيليق بكمال الله ‪ ،‬فمأسـماؤه الحسن وصفاته العلى‬
‫تمأبى ذلك ‪ ،‬فمن ظـن بـه ذلـك فهـو عبــد آبــــق مســـيء خـارج عــن طــــاعة ســــيده ‪ ،‬وهـــذا مــن ظنـون‬
‫الجاهـلية النافية للتنزةيه ‪ ،‬وقد ذ م سبحانه مـن أســاء الــظــن بـه ‪ ،‬قال تـــعالى ‪'' :‬وةيعــذب النــافقي‬
‫و النافقات و الشكي و الشكات الـظانـيـن بالله ظـــن الســوء ‪ ،‬عليهــــم دائــــرة الــســــوء وغــضـــب‬
‫اللـه عليهـم و لعنهم و أعد لهم جهنـم ‪ ،‬وساءت مصيًا‪ -''.‬الفتّح ‪- 6‬‬

‫***‬

‫‪62‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـريقــيــب‬
‫‪ - 1‬الدللـة اللغويـة ‪ :‬رََقــَب َةيرُْقــب رَْقـــباً ور ُُقــــوباً ورقــابة ‪ :‬الحراسـة والحافظـة ‪ ،‬راقـب نفـــــسه ‪:‬‬
‫حرسها وحفظها ‪ ،‬رقب الشء ‪ِ :‬انتظره ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬وارتقبوا إني معكم رقيب‪''.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الرقيب إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفِعيــل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ،-‬ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ةثلث مرات ‪ ،‬قال تعالى‪'':‬فـلما توفـــيتن كنــت‬
‫أنت الرقيب عليهم ‪ ،‬وأنت على كل شء شهيد‪ -''.‬الائدة ‪- 119‬‬
‫الرقيب سبحانه هو الذي ل ةيغفل عما خلق ‪ ،‬وهو الدبر لمر الخلق على أحسن وجــه ‪ ،‬والّطلــع علــى‬
‫الس وأخفى ‪ ،‬ومراقبته لخلقه هي مراقبة حفظ ل مراقبة قهر‪ .‬وبما أن الله هو الرقيب الذي ل ةيغفــل‬
‫ول تمأخذه سنة ول نو م ‪ ،‬ول ةيضل ول ةينس ‪ ،‬فهذا أعظم تحذةير وتنبيه من أن ةيخالف العبــد مــرادات‬
‫الله ‪ ،‬لن الةيمان الصادق بمأن الله رقيب ةيجب أن ُةيتجم إلى مراقبة ذاتية ‪ ،‬قــال تعــالى ‪ '':‬ةيخــافون‬
‫ةيوما تتقلب فيه القلوب والبصار ليجزةيهم الله أحسن ما عملــوا وةيزدهــم مــن فضــله‪ .‬واللــه ةيــرمزق مــن‬
‫ةيشاء بغي حساب ‪ ''.‬النور ‪37-36‬‬

‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬أعظم مؤش على الحكمة هو مراقبة النفـس ‪ ،‬فليس من إنسان فـــــوق الخطــمأ‬
‫ودون الزلة والحَْيد عن جادة الـصدق ‪ ،‬والـغاةيـة مــن الراقــبة ليس الكـتــفـاء برصـــد الخطــاء ‪ ،‬بــل‬
‫هي عملية َتْقِوةيم للمسار ومراجـعـة الــنـفس ‪ ،‬وهي مظهر مــن مظــاهر الكيــس والفطنــة ‪ ،‬لن لهــا دور‬
‫ها م في حياة النسان السلم اللت م ‪ ،‬لن العاجز ةيمضـي قــدما ل ةيحاسـب نفسه ‪ ،‬والحصيف الكيس‬
‫ةيقو م بجردة حساب بشكل مستمر لفعاله وأقواله ‪ ،‬لن الهــــمال والـغفـلـة ونسيان العتناء بمراقبــة‬
‫النفس قد ةيجـر إلـى ما لتـحمـد عـقـباه في الدنيا و الخرة ‪.‬‬
‫عن شداد بن أوس رض الله عنه قال ‪ :‬قــال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ":‬آْلـَكـ ّ ـِي ُس مـــــن دان‬
‫نفسه وعـمـل لـما بعد الوت ‪ ،‬والـعاجز مـن أتـبـع نفسه هــواها وتمن على الله‪-''.‬رواه البخاري ‪-‬‬
‫عن ةثابت بن حجاج رض الله عنه قال ‪ :‬قال عمر بن الخطاب رض الله عنه‪'' :‬حاسـبوا أنفسـكم قبـل‬
‫أن تحاسبـوا ‪ ،‬ومزنـوها قـبـل أن تومزنـوا ‪ ،‬فإن أهـون عليكم في الحســاب غــــداً أن تحاِســــــبوا أنفســكم‬
‫اليو م ‪ ،‬وتزّةينوا للعرض الكب ‪ ،‬وقرأ قوله تعالى‪'' :‬ةيـومـئــذ تعرضون ل تـخـفـى مـنـكـم خافية''‬

‫***‬

‫‪63‬‬
‫دلل ت أسـمـاء ‪ :‬الـعـلــي – اﻷعـلــى – الـمـتـعــال‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬عل ةيعلو العل والعـلو ‪ :‬الرتفاع والسمو ‪ ،‬قال تعالى '' ورفعناه مكـانا عليا''‬
‫‪ :‬القصود علو الكانة والشف ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬إن فرعـون عـل فــي الرض''‪ :‬عــلـو التكـب ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ '':‬سـبحانه وتعالى عما ةيشكون''‪ :‬علو العزة والعظمة والـجـد‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ * :‬العلي‪ :‬إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفِعل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ،-‬ولقد ورد فــي كتـاب اللــه العزةيــز ‪ ،‬قـال تعــالى ‪'':‬ذلــك بــمأن اللــه هــو الحــق وأن مــا‬
‫تدعـون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبي‪ -''.‬الحج ‪- 60‬‬
‫العلي هو الذي لرتبـة فـوق رتبته ‪ ،‬ل تُْدَرك ذاته ول تتصور صفاته ‪ ،‬له عـلو القدر والعظـمة لعـلو‬
‫الحـي والكان ‪ ،‬وله الفوقية الطلقة ذاتاً ومنلًة وشمأناً وعلماً ‪.‬‬
‫* العلى‪ :‬إسم من أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقـة ‪ ،‬وهو على ومزن أفـعل للتفـضيل ‪ ،‬و لقــد ورد‬
‫في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قـال تعالى‪'' :‬سبـّح إسم ربك العلى ‪ .‬الذي خلق فسوى‪ -''.‬العلى ‪- 2 - 1‬‬
‫العلى هو الذي ل نظي ول مثيل لعلوه ‪ ،‬هو الوحيد الذي تعالى علواً كبيا ًفي ذاتــه ‪ ،‬وفــي صــفاته‬
‫وأفعاله ‪ ،‬وله جميع الكمالت الطلقة‪.‬‬
‫* التعال ‪ :‬إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن إس ـم الفاعل ‪ ،‬ولقد ورد في‬
‫كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬عالم الغيب والشهادة ‪ ،‬الكبي التعال ‪ -''.‬الرعد ‪- 10‬‬
‫التعال هو الذي له العظمة والكبةياء والكمال الطلق ‪ ،‬لنه عـاٍل علواً كـبياً عــن الســوء والنقص‬
‫و الحاجــة ‪ ،‬لشــيء ةيخــرج عــن إرادتــه ومـــشيئته ‪ ،‬ولقــد ِاقــتن إســمي العلــي و التعــال بإســم‬
‫الكبي ‪ ،‬قــال ابن جرةيــر ‪'' :‬الكـبي ةيعنـي العظيم الذي كل شـيء دونه ‪ ،‬ولشـــيء أعظـم منـه ‪ ،‬وهــــو‬
‫الوصوف بالجلل وكَِبر الشمأن فصَُغر دونه كل كبي‪''.‬‬
‫ِ‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬السل م نهى عن التعالي البن على الُعجب و الكب ‪ ،‬و َ‬
‫حــــّث النســان عـــلى‬
‫طـلب عـلــو الهّمة ‪ ،‬قال الجرجاني ‪ '':‬الهمة تُــَوجّــه القلب وقصده بجميع قــواه الروحانيــة إلــى جــانب‬
‫الحــق لحصــول الكمــال ‪ '' .‬والعــالي الهمــة هــو الــذي ةيسـتســـصغر مـا دون النهـــاةية مــن معــالي المـور‬
‫وةيطلب مـن كل أمر أعله و أنبلــه و أقصــاه ‪ ،‬وقــد طّهــر قلبــه مــن حــب الهــواء و الشــهوات ‪ ،‬وَفـرغـــه‬
‫لحب اللـه والشتغال بمرضاته ‪ ،‬ووّطد نفسه على عشق الـمراتب العـليا فـي الجنة ‪.‬‬
‫يه وتُر َ ّ ِقيه‬
‫وعلو الهمة ةيجب أن ةيلمزمه علو العقل والعلم ‪ ،‬قال ابن القيم ‪":‬لبد للسالك من همة تَُس ّ ِ ُ‬
‫صه وةيهدةيه‪" .‬‬‫وعلم ةيُبَ ّ ِ‬

‫‪64‬‬
‫دلل ت إسـمـي ‪ :‬الـحــي ‪ -‬الـقـيــوم‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬حيا ةيحي الحياة ‪ :‬إستمرار بقاء الكــائن الحــي بروحــه وحركتــه ونمــوه ‪ ،‬وهــي‬
‫مرحلة تمتد ما بي الولدة والوت ‪.‬‬
‫قا م ةيقو م ا َْلقـْو م وا َْلَقـــْوَمة وا َْلِقَيـا م ‪ :‬قـا م بـواجـــبه ‪ :‬أنجــزه علــى أحســن وجـه ‪ ،‬قـا م علــى أهلــه ‪ :‬تـولى‬
‫أمرهم وصانهم وحفظهم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ * :‬الـحي إسم مـن أسماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهو عـلى ومزن فَْعل‬
‫‪ -‬صفة مشبهة ‪ ، -‬ولقد ورد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قـــال تعــالى ‪'':‬وتوكــل علــى الـــحي الــذي ل ةيمــوت‬
‫وسبـّح بحمده ‪ ،‬وكفى بذنوب عباده خبياً ‪- '' .‬الفرقان ‪- 58‬‬
‫الله هو الحي الحياة الكاملة لم ةيسبقها عد م ول ةيلحقها مزوال ‪ ،‬وهي مستلـزمة لكمــال الصــفات ‪ ،‬ولقــد‬
‫ورد إسم الحي مقروناً بالقيو م ‪ ،‬قال تعالى‪ '':‬الله ل إله إل هو ‪ ،‬الحي القيو م‪ -''.‬البقرة ‪- 253‬‬
‫القيو م إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفـْيُعول صـيغة غي قياسية‬
‫ومعناه التولي أمره بذاته والستغن عمن سواه ‪ ،‬والتــولي أمــر الخلئــق بــالحفظ والصــيانة ‪ ،‬وهــو‬
‫مقـو م لغيـــره ‪ ،‬و ِاقـتان الحــي بـالقيو م لـه دللـة عظيمـة ‪ ،‬ذلـك أن إســم الحـــي‬
‫الغن القائم بذاته وال ِّ‬
‫ةيشمل جميع صفات الكمال الذاتية لله سبحانه ‪ ،‬وصفة القيومية هي مرتكز اللوهية والربوبية ‪.‬‬
‫قال الــرامزي ‪ '' :‬إن قــــوله تعـالى‪'' :‬الـــحي القيــو م '' كــالينبوع لجميـع مبــاحث العلــم اللهــي ‪ ،‬فل جــر م‬
‫بلغت الةيات الـشتملة على هذةيـن اللفظـي في الشف إلى القصد القص ‪''.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية‪ :‬قال تعالى ‪'':‬وما هـذه الحيـاة الـدنيا إل لهـو ولعـب ‪ ،‬وإن الـدار الخـرة لهـي‬
‫الحيوان لو كانوا ةيعلمون‪ -''.‬العنكبوت ‪- 64‬‬
‫إن الله سبحانه ختم الةية الكرةيمة بقوله " لو كانوا ةيعلمون "‪ ،‬وفى ذلك إشـارة ضمنيــة إلــى‬
‫البحــث فيما قبلها '' لهي الحيوان ''‪ ،‬قـــال ابــن كــثي ‪ :‬الحيـــوان ‪ :‬الحيــاة الحــق التـــي ل مزوال لـــها ول‬
‫إنقضاء ‪ ،‬بل هي مستمرة أبد الباد ‪''.‬‬
‫إن رب العزة َذَكر كـلمة الحياة مـطلقـة خـمـس مـرات عـنـد الـحـدةيث عـن الحياة الدنيا ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫" ولكم فى القصا ص حياة ةيا أولى اللباب لعلكم تتقون‪ -" .‬البقرة ‪ - 178‬وذكر كلمــة الحيــاة مقتنــة‬
‫بكلمة الدنيا إحدى وسبعي مرة ‪ ،‬قال تعالى‪ " :‬وما هذه الحياة الدنيا إل لهو ولعب‪-" .‬العنكبوت ‪64‬‬

‫وذكر كلمة الحياة مع الـدار الخـرة مـرة واحــدة ‪ ،‬وأتــت بلفــظ الحيــوان فــي قـوله تعـالي‪" :‬وإن الــدار‬
‫الخرة لهي الحيوان لو كانوا ةيعلمون "‪ ،‬وهذا ةيعطينا دللة قْطِعّية بمأن الحياة فى الــدار الخـــرة هــي‬
‫الحيوان أي الحياة الحّقة و الحقيقية ‪ ،‬وهذا من باب العجامز اللغوي فى القرآن الكرةيـــم ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـحـسـيــب‬
‫حَسٍب ‪:‬‬ ‫حُسب الرجل ‪ :‬كـــان ذا َ‬ ‫حُسب ةيْحُسب ا َْلَحَسُب ‪ :‬الشـرف وعلو النلة ‪َ ،‬‬ ‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪َ :‬‬
‫كان لبائه شف راسخ ‪ ،‬الحســيب ‪ :‬العــالي النلــة وقــــد ةيــــراد بــه الحاســب ‪ ،‬قــــال تعــالى ‪ '' :‬اقــرأ‬
‫كتابك كفى بنفسك اليو م عليك حسيبا '' ‪-‬الساء ‪- 14‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الحسيب إســم مــن أســماء اللــه الحســن التوقيفيـة الطلقـة ‪ ،‬وهــو علــى ومزن‬
‫َف ِعيل ‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قــال تعــالى ‪ '':‬الــذةين ةيبلغــون رســالة‬
‫الله وةيخشونه ول ةيخشون أحداً إل الله ‪ ،‬وكفى بالله حسـيـبًا‪ - ''.‬الحزاب ‪- 39‬‬
‫الحسيب هو العلي النلة الّنه عن كل عيب أونقص ‪ ،‬لشبيه ول مثيل له ‪ ،‬وهو الجزي عباده على‬
‫ما صنعوا ‪ ،‬وهو الشهيد الذي أحاط بكل شء علماً ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬التوبة من أوكد الواجبات في حق كل العباد ‪:‬‬
‫* الصنف الول ‪ :‬السفون ‪ :‬قال تعالى ‪":‬قــل ةيـا عبـادي الــذةين أســـرفوا علــى أنفســهم ل تقنطــوا مــن‬
‫رحمة الله ‪ ،‬إن الله ةيغفر الذنوب جميعا ‪ ،‬إنه هو الغفور الرحيم‪- ".‬الزمر ‪- 50‬‬
‫السفون هم الذةين َكث ُـرت ذنـوبهم و عُظمت ‪ ،‬ورغم ذلك ةيـجـب عـليهم أن ل ةييمأسوا أو ةيقنطوا من‬
‫رحمة الله ‪ ،‬لن عفـوه أعظم ‪ ،‬والشيطان اللعي ةيَو ّد لو ةيظفر بعبد ةيُؤوس فيق ّ ِنطه من رحمة الله ‪.‬‬
‫* الصنف الثاني ‪ :‬اْل َجهالــة ‪ :‬قــال تعــالى ‪" :‬إنمــا التوبــة علــى اللــه الــذةين ةيعلمــون الســوء بجهالــة ةثــم‬
‫ةيتوبون من قرةيب ‪ ،‬فمأولئك ةيتوب الله عليهم ‪ ،‬و كان الله عليماً حكيمًا‪ -".‬النساء ‪-17‬‬
‫هناك فرق بي الجهل والجهالة ‪ ،‬الجهل هو خلو النفس من العلــم ‪ ،‬أو إعتقــاد الشـــيء بخلف مــا هــو‬
‫عليه ‪ ،‬والجهالة هي أن الفرد ةيعمل القبيّح عن علم وإرادة نابعة عن الغفلة ‪ ،‬وعد م مراقبة مقا م الله‪.‬‬
‫صون‪ :‬قال تعالى ‪ '' :‬إن الذةين ِاتقوا إذا مسهم طائف مــن الشــيطان تــذكروا فــإذا‬
‫الصنف الثالث ‪ :‬اْلُمْب ِ ُ‬
‫هم مبصون‪- ''.‬النفال ‪- 201‬‬
‫البصرون هم الذةين ةيتذّكرون الله في حال إستحواذ الخاطرة ‪ ،‬لنهم ةيعرفون أنــه ةيعلــم الســ وأخفــى‬
‫فيبادرون إلى التوبة والستغفار ‪.‬‬
‫الصــنف الرابــع ‪ :‬الواجلــون ‪ :‬قــال تعــالى ‪" :‬والــذةين ةيوتــون مــا أتــوا وقلــوبهم وجلــة أنهــم إلــى ربهــم‬
‫راجعون ‪ .‬أولئك ةيسارعون في الخيات ‪ ،‬وهم لها سابقون‪ - ''.‬الومنون ‪- 62- 58‬‬
‫عن عائشة رض الله عنها أنها قالت ‪'':‬ةيا رسول الله والذةين ةيوتون ما أوتوا وقلوبهم واجلة هو الذي‬
‫ةيسق وةيزني ‪ ،‬وةيشب الخمر وهو ةيخاف الله عزّ و جلّ؟ قال‪ :‬ل ةيا بنت أبي بكر ةيا بـنـت الـصـدةيق‬
‫ولكنه الذي ةيصلي وةيصو م ‪ ،‬وةيتصدق وهو ةيخاف الله عزّ و جلّ ‪- ''.‬رواه التمذي ‪-‬‬

‫‪66‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـــبـــــر‬
‫بور ‪ ) :‬بكسـ الـراء ( الحسـان ‪ ،‬بـر بوالـدةيه ‪ :‬توسـع فـي‬
‫ب و ال ُ ُ‬ ‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬بَّر‪ -‬ةي ِ ّ‬
‫ب‪ -‬ال ِ ّ‬
‫الحسـان إليهمـا وأحسـن معاملتهمـا فهـو َبـارٌ ‪ِ ،‬فْعـل مـبور ‪ :‬ل شـبهة فيـه ول كــذب ول خيانـة ‪ ،‬بـّر‬
‫الرجل رّبه ‪ :‬توسع في طـاعته ‪ ،‬بـّر اللـه بعبـاده ‪ :‬سـاق إليهـم الخيـــر الكـثي وأحسـن إليهـم وأصـلّح‬
‫أحوالهم ‪.‬‬
‫ا َْلبَـ ّر ) بفتــّح البــاء ( هــو الكــان التســع الــذي ل تكــاد تــرى حــدوده بســبب إتســاعه ‪ ،‬و ةيــمأتي مجــامزا‬
‫بمعن ال ّ ِسعة و الزةيادة في الشء ‪ ،‬ولقــد ِاجتمــع معناهمــا فــي لفــظ واحـــــد ‪ ،‬هــو إســم اللــه ) ا َْلبَـــّر (‬
‫حب صفاته العلى ‪ ،‬فمأصبّح إسما من أسماء الله الحسن ‪.‬‬
‫ور ْ‬
‫للدللة على سَِعة َ‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬آْلّب ُ إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو مـصدر بمعن إسم‬
‫الفاعل ‪ ،‬و لقد ورد في كتاب الله العزةيز مرة واحدة ‪ ،‬قال تعالى ‪ ":‬فـمـــّن اللــه علينـا ووقـــانا عـــــذاب‬
‫السمو م ‪ .‬إنا كنا من قبل ندعوه أنه هو الب الرحيم ‪ - ".‬الطور ‪- 25 - 24‬‬
‫قال البيهقي ‪" :‬الّب ُ معناه الرفيق بعباده ةيرةيد بهم اليسـر ول ةيرةيد بهم العس ‪ ،‬و ةيعفو عن كثي مــن‬
‫سيئاتهم ‪ ،‬ول ةيؤاخذهم بجميـع حيثيـاتهم ‪ ،‬وةيجزةيهــم بالحسـنة عشـــر أمثالهـا ‪ ،‬ول ةيجزةيهــم بالسـيئة‬
‫إلمثلها ‪ ،‬و ةيكتب لهم ا َْلَهّم ‪ -‬القصد ‪ -‬حسنة ‪ ،‬ول ةيكتب عليهم ا َْلَهَم بالسيئة‪".‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬عقوق الوالدةين ظـلم مناف للحسان ‪ ،‬ومنــاقض للمبــاديء الخلقيــة ‪ ،‬لــــذا‬
‫حّرمـه الســل م وِاعتبه لــؤ م وتــمـرد ‪ ،‬وجعـل برالوالــدةين والحســان إليهمــا ‪ ،‬والعمــل علــى رضــاهما‬
‫فرض عظيم ‪ ،‬وقد ذكره بعد المر بعبادته ‪ ،‬قال تعالى‪'' :‬وقـض ربك أل تعبدوا إل إةيــاه وبالوالــدةين‬
‫إحسانا ‪- ''.‬الساء ‪- 23‬‬
‫قال الراغب‪ '' :‬الحسان علـى وجهيــن ‪ :‬أحـدهما ‪ :‬النعـا م علــى الغيــر ‪ ،‬والثـاني‪ :‬إحسـان فـي فعلــه‬
‫وذلك إذا علم علًما حسًنا أو عمل عمًل حسًنا ‪ ''.‬والحســان للوالــدةين ةيشــمل الــوجهي معــاً بمعنـــى أن‬
‫تبهما ‪ ،‬وأن ةيكون برك حسن من ك ّ ِل الوجوه ‪ ،‬وأما دللة اقتان عبادة الله بالحسان للوالــدةين هــي‬
‫بيان بـمأن عبـادته رهينـة بطـاعته ‪ ،‬والحسـان طاعـة والعقـوق عصـيان ةيحبـط العبـادة ‪ ،‬ولهـذا قيـل‬
‫ةيارسول الله أي العمل أفضل ؟ قال ‪":‬الصلة على وقتها ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ةثم أّي ؟ قال ‪ :‬بر الوالدةين‪".‬‬
‫وجعل سبحانه أدنى العقوق '' أف''‪ ،‬ولو كان شء أهون منه لنهى عنه ‪ ،‬قــال تعالى‪ '' :‬إما ةيبلغن‬
‫عندك الكب أحدهما أو كلهما فل تقل لهما أف ول تنهرهما ‪ ،‬وقـل لهما قول كرةيما ‪ .‬واِخفـض لهـما‬
‫جناح الذل مـن الرحمة ‪ ،‬وقـل رب ارحمهما كما ربياني صغيا‪ - ''.‬الساء ‪- 24-23‬‬

‫‪67‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـوهــاب‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬وهـب ةيـهـب الـوهـب و الهبة ‪ :‬العطاء الجزةيل بل عوض ‪ ،‬و بدون مقابـل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الوهاب إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفّعال‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة‪ ، -‬ولقد ورد ذكره في كتاب الله العزةيز ةثلث مـرات ‪ ،‬قـــال تعالـــى ‪" :‬قـــــال رب اغفـر‬
‫لي وهب لي ملكا ل ةينبغي لحد من بعدي ‪ ،‬إنك أنت الوهاب‪ - ".‬ص ‪-34‬‬
‫الوهاب هو الذي ةيعطي العطاء الجزةيل بل عوض وبدون مقابل ‪ ،‬ول ةيخــــيب رجاء من سمأله ‪ ،‬ةيهــب‬
‫تفضلً و إبتداًء وجوداً وكرماً من غي إستحقاق ‪ ،‬فل مانع لا وهب و لواهب لــا مـنـع ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪'' :‬ةيهب لن ةيشاء إناةثا وةيهب لن ةيشاء الذكور ‪.‬أو ةيزوجهــم ذكرانــا‬
‫وإناةثا وةيجعل من ةيشاء عقيما ‪ ،‬إنه عليم قدةير‪ - ''.‬الشورى ‪- 47 - 46‬‬
‫من الناس من ةيُشّك في العدالة اللهية إنطلقا من كيفية تصرف الله فــي شــؤون الخلــق ‪ ،‬وهــوغـيـــر‬
‫ُمدِْرك بمأن التفاوت في العطاء هو الـذي ةيس ّ ِخر هذا لذاك في دورة الحياة ‪ ،‬وبمأن الكل ُمَســّخر ٌ بحســب‬
‫التفاوت في الواهب و الستعدادات ‪ ،‬وهذه هي القاعدة التناسقة للبقــاء والســتمرارةية ‪ ،‬لن لــو كــان‬
‫الناس نسخا متطابقة لَُش ّلت حركة الحياة ‪.‬‬
‫وعطاء الوهاب ل ةيعد ول ةيحصـى ومتج ِّدد ل ةينفذ ‪ ،‬فمأحسن الظن بالله الخبي احكيــم ‪ ،‬فربمـا حبـس‬
‫عنك نعمة رحمـة بـك ‪ ،‬فـقـد ةيكـون اْلـَمــْنُع هـو عيـــن العطـاء ‪ ،‬فمـا عليـك إل بالرضـا إذا أعطـى وإذا‬
‫منع ‪ ،‬فهو ةيعطي برحمته و ةيمنع بحكمته ‪ ،‬قال تعالى‪'':‬وعـس أن تكرهوا شيئا وهو خيـر لكم وعس‬
‫أن تحبوا شيئا وهو ش لكم ‪ ،‬والله ةيعلم ‪ ،‬وأنتم ل تعلمون ‪ - ''.‬البقرة ‪- 214‬‬
‫قال ابن تيمية ‪ '':‬إن كان الله تعالى قد جعل للهبة أسبابا فالسبب ل ةيستقل بنفسه ‪ ،‬بل ل بد له من‬
‫معاون ‪ ،‬ول بد أن ةيمنع العارض العِّوق له ‪ ،‬وهو ةيحصل وةيبقى بمشيئة الله تعالى ‪''.‬‬
‫وةيرى أهل التوحيد أن اللتفات إلى السباب وحده شك ‪ ،‬ومحو السباب أن تكون أسباباً نقص في‬
‫العقل ‪ ،‬والعراض عن السباب بالكلية قدْح في الشع ‪ ،‬لن السباب خلقها السبب وسخرها‪،‬فحي‬
‫ةيرةيد لها أن تفعل فهي تفعل ‪ ،‬وحي ةيرةيدها أن تتعطل فهي تتعطل ‪ ،‬وحي ةيترةيـد أن تـمأتـي الـعـلل‬
‫بدون سبب ةيمأتي بها ‪ ،‬فل حدود ول قيود لن له القدرة الطلقة ‪.‬‬

‫***‬

‫‪68‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـمـقـيـت‬
‫ت ةيُِقيت إقاتــة ‪ :‬أقــات أهلــه ‪ :‬أعــال أهلــه ‪ ،‬وأعطــاهم مــا ةيُقــِّو م بــه بــدنهم مــن‬
‫‪-1‬الدللة اللغوية ‪َ :‬أَقا َ‬
‫الطعا م قال تعالى ‪ '':‬وقدر فيها أقواتها'' أي جعل بقدر في الرض أقوات أهلها ‪ ،‬وذلك ما ةيقــوتهم مــن‬
‫الغذاء وةيصلحهم من العاش‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬القيت إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن إســم‬
‫الفاعل من فعل أقات ‪ ،‬ولم ةيرد في كتاب الله العزةيز إل مرة واحدة ‪ ،‬قال تعالى ‪'' :‬وكــــــان اللــه علــى‬
‫كل شٍء مقيتًا‪ -''.‬النساء ‪- 84‬‬
‫القيــت هــو القتــدِر الــذي لــه القــدرة الطلقــة والتحققــة والتعدةيــة لـــكل شـــيء ‪ ،‬فهــو صــاحب الـقـــدرة‬
‫العظيمة الـت ل ةيُـْمنَـُع عليها شـيٌء ‪ ،‬والـــتحكم فــي جميــع الةثــار ‪ ،‬ةيعطــي بطلقــه قــدرته ولةيحكمــه‬
‫قانون ‪ ،‬وعطاؤه إكراٌ م و إحساٌن وفـضل ٌ وتفّضللٌ منــه ليحفـظ عبــاده مــــن الخصاصــة والهلك ‪ ،‬فمـا‬
‫ةيصيب الخلئق منه َمْقُدور مرسو م ‪ ،‬وما ةيعلمه النسـان مـنـه مقدور معلو م ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪'':‬هو الذي جعل لكم الرض ذلول فامشوا في مناكبهــا وكلــوا مــن‬
‫رمزقه ‪ ،‬وإليه النشور‪- ''.‬اللك ‪- 15‬‬
‫إن الناس َةيْنَســـْون أو ةيتناَســـْون نعمــة تــذليل اللــه للرض وتســخيها لهـم ‪ ،‬والحــق ســبحانه ةيــذكرنا‬
‫بهذه النعمة الهــائلة وةيبصـرنا بهـا ‪ ،‬فـــقوله ''ذلـول '' تعنـي مــمهدة وســهلة الجتيـامز ‪ ،‬والقصـود مـن‬
‫إطلق هذا الوصف على الرض هـو ‪ :‬فــهـم وإدراك بمأن هــذه الرض الت نـراها ةثابتة مستقرة هــي‬
‫طعة بــإذن ربهـا ‪ ،‬فهـــي تــدور حــول نفســها بســـرعة حــوالي ألــف‬
‫في واقع المــر متحركــة راكضــة مهْـــ ِ‬
‫وستمائة كيلومت في الساعة ‪ ،‬و حول الشمس بســرعة حــوالي مائة ألف كيلومــت فــي الســاعة ‪ ،‬ةثــم‬
‫تركض هي والشمس والجموعة الشمسية كلها بمعدل إةثني وةثلةثي ألف كيلومت فــي السـاعة ‪ ،‬ومــع‬
‫هذا الركض كله ةيبقى النسان على ظهرها آمنا مستةيحا مطمئنا معافى ل ةيرتــج مخــه ‪ ،‬ل ةيــدوخ ول‬
‫ةيقع ول ةيتعث ‪.‬‬
‫وجعلها ذلول كذلك بفضل الجاذبية الت تشـد الخلئـق إليهـا أةثنـاء حركاتهـا الكـبى ‪ ،‬وجعلهـا ذلـول‬
‫خصبها لتنمو القوات ‪ ،‬وجعل الهواء الحيط بهـا محتوةيا على العناصـر‬
‫ّ‬ ‫ي تربَتها و‬
‫فبسط سطحها ولَ ّ َ‬
‫الت تحتاجها كل الكائنات الحية بالنسب الدقيقة ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪'':‬فلينظر النسان الى طعامه ''عبس ‪ 24‬من أكل ولم ةيتمأمل وةيتدبر ما وهبـه النعـم ‪ ،‬فهـو‬
‫جحود أنكر فضل الـمنعـم وهـو عــ الم بــه ‪ ،‬فعلــى النســان أن ةيشــهد فضــل اللــه عليــه فــي وفــرة هــذه‬
‫القوات ‪ ،‬وعناةيته به في هذه الـكثة وتنوع الذاقات ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـمـعـطــي‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬أعطى ةيعطي العطاء ‪ :‬النّح والدد ‪ ،‬أعطاه الشء ‪ :‬ناوله إةياه ‪ ،‬أعطاه الال ‪:‬‬
‫وهبه ومنحه إةياه ‪.‬‬
‫‪- 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬العطي إسم من أسماء الله الحسن التوقيفيــة الطلقــة ‪ ،‬وهــو علــى ومزن إســم‬
‫الفاعل ‪ ،‬ولم ةيرةيد في كتــاب اللــه العزةيــز إســما صـــرةيحا ‪ ،‬ولقــد ورد مفهــو م العطــي بــــصيغة الصــدر‬
‫السند قال تعالى‪ '':‬كل نمد هؤلء وهؤلء من عطاء ربك ‪ ،‬وما كان عطاء ربك محظورًا‪ ''.‬الساء ‪20‬‬

‫وورد بصيغة الفعل ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬ولسوف ةيعطيك ربك فتض‪ - ''.‬الضحى ‪- 5‬‬
‫ولقد ورد في السنة النبوةية إسما صةيحاً مطلقاً ‪ ،‬عن معاوةية رضي الله عـنه قـــال ‪ :‬قــال رســول اللــه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪'':‬من ةيرةيد الله به خياً ةيفقهه في الدةين ‪ ،‬والله الـمعطي وأنا القاسم ‪ ،‬ول تزال‬
‫هذه المة ظاهرةين على من خالفهم حت ةيمأتي أمر الله وهم ظاهرون‪ - ''.‬رواه البخاري ‪-‬‬
‫والعطي هو الذي ةيعطي العطاء الصــف تفضــلً و إحســاناً بل عــوض وبــدون مقابــل ‪ ،‬ةيبــدأ بالنــّح‬
‫والدد قبل السؤال وبعد السـؤال أجــود ‪ ،‬فهوكــثي النــوال ذو الطــول والنعـــــا م ‪ ،‬ل ةينفــذ عطـاؤه لنــه‬
‫صفة ملمزمة له سبحانه ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقـية ‪ :‬قال تعالى ‪ '':‬فمأمــا النســان إذا مــا ابتله ربــه فــمأكرمه ونعمــه ‪ .‬فيقــول ربــي‬
‫أكرمن‪ .‬وأما إذا ما ابتله فقدر عليه رمزقه‪ .‬فيقول ربي أهانن‪ -''.‬الفجر ‪- 18-15‬‬
‫هذه الةيات الكرةيمة توضّح طبيعة النسـان وكيفيـة تفـاعله مـع عـطـــاء الــــرب ‪ ،‬فالعــطـــي سـبحانه‬
‫ةيعتب العطاء والحرمان كلهما إبتلء وإختبار ‪ ،‬قــال تعــالى ‪ '':‬ونبلــوكم بالشـــر والخـــي فتنــة وإلينــا‬
‫ترجعون‪- ''.‬النبياء ‪- 35‬‬
‫صــ ّد عــن إنفــراد الحــق‬
‫بينما النسان ةيعتب العطاء إكراما والحرمان إهانة ‪ ،‬وهذا ضب من الجهــل و َ‬
‫سبحانه بالعلم والحكمة ‪ ،‬فهو الخبي بما ةيصلّح أحوال عباده ‪ ،‬وعطاؤه ليس حـكـراً عــلى فـــئة دون‬
‫فئة أو ِم ّلٍة دون ملة ‪ ،‬أو جنس دون جنس ‪ ،‬وإنمـا هــو عطــاء للكافــة النــاس لنـه رب العـالي ‪ ،‬قـال‬
‫تعالى‪ '' :‬كل نمد‪ ،‬هؤلء وهولء من عطاء ربك ‪ ،‬وما كات عطاء ربك محظورا ‪ - ''.‬الساء ‪- 20‬‬
‫عن عقبة بن عامر رضـ ي الله عنه قــال ‪ :‬قــال رســول اللــه صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ '':‬إذا رأةيــت الل ـــه‬
‫ةيعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما ةيحب فإنما هو إستدراج ‪ ،‬ةثم تل ‪ '':‬فلما نســوا ما ذكــروا بــه‬
‫فتحنا عليم أبواب كل شء حت إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون‪ ''.‬النعا م ‪45- 44‬‬

‫‪ -‬رواه أحمد ‪-‬‬

‫‪70‬‬
‫دلل ت إسـمـي ‪ :‬الـغـفــور ‪ -‬الــغـفــار‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬غفر ةيغفر الغفر والغفرة ‪ :‬الست والتغطية وهو الصل ‪ ،‬وقد ةيشتق من اللفــظ‬
‫إسم آلة ‪ :‬ا َْلِمْغَفر ُ ‪ :‬ما ةيوضع على الرأس لسته أةثناء الحــرب ‪ ،‬وا َْلِغَفــارَُة ‪ :‬الثــوب الــــــذي ُةيغّطــى بــه‬
‫الشء ‪ ،‬والغفرة من الله ‪ :‬سِتْــُره للذنوب بفضله وإحسانه‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ * :‬الغفور إسم من أسماء الله الحسن التوقيفيــة الطلقــة ‪ ،‬وهــــو عــــلى ومزن‬
‫َفُعول ‪ -‬صيغة مبالغة‪ -‬ولقد ورد فــي كتــاب اللــه العزةيــز واحــد وتســعي مــرة ‪ ،‬قـــال تعــالى‪ '' :‬قــل ةيــا‬
‫عبادي الذةين أسفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ‪ ،‬الله إن اللــه ةيغـفـــر الــذنوب جميعــا ‪ ،‬إنــه هــو‬
‫الغفور الرحيم‪- ''.‬الزمر ‪- 50‬‬
‫* الغفار إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفّعال‪ -‬صيغة مبالــغـــة‪ -‬ولقــد‬
‫ورد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬فقلت استغفــروا ربكم إنــه كــان غفارا ‪ - ''.‬نوح ‪- 10‬‬
‫جميع السياقات الت وردت فيها صفة الغفرة تشي إلى معنـى الختصا ص والقصـــر علــى اللــه ‪ ،‬لــذا‬
‫جاء إسم الغفور مقتن ًا بإسم الرحيم في القرآن ما ةيقرب ست وســبعي مــرة للدللــة علــى أن الغفــرة‬
‫ملمزمة للرحمة ‪ ،‬قال الرامزي ‪ '':‬الغفور الرحيم ةيفيد الكمال في وصفه ‪ ،‬فل غفور ول رحيم إل هو‪''.‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى‪'':‬ولقد عهدنا إلى آد م من قبل فنس ولم نجد له عزمــا ‪''.‬طه ‪112‬‬

‫النسان ُمعّرض ل محالة للنسيان و الخطاء ‪ ،‬والعلة في النسيان أنه من صـفـات الـدمـاغ ‪ ،‬فــــل‬
‫ةيحفظ كل شـء علـى الـدوا م بسـبب إحتشـاد الـذاكرة بكميـة العلومـات الهائلـة ‪ ،‬الـت تـدخل الـــدماغ‬
‫لْوَد والّنَهــك ‪.‬‬
‫بإنسياب إنطلقا من الحواس الخمس ‪ ،‬ولذا كان النسيان من رحمة اللـه بـنا ليـــقـينـا ْا َ‬
‫والعلة في الخطمأ هــي أن النســان لةيســتطيع التقّيــد بإتبــاع الصــواب ‪ ،‬فـلةيـخطـــيء أبــدا فــي جميــع‬
‫السائل ‪ ،‬فالعقــل قدرته مـحدودة ‪ ،‬والـخطمأ جزء من طـبيعة النسان ‪ ،‬لنــه ل ةيتمالــك نفســه بســبب‬
‫الظن والهوى واليول النفسية ‪ ،‬قال تعــالى ‪ '':‬ومـا أبـــريء نفــــس ‪ ،‬إن النفـس لمـارة بالسـوء إل مـا‬
‫رحم ربي ‪ ،‬إن ربي غفور رحيم‪- ''.‬ةيوسف ‪- 53‬‬
‫عن أنس رض الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى اللــه عليــه وســلم ‪ '':‬كــل ابــن آد م خطــاء ‪ ،‬وخـــي‬
‫الخطائي التوابون‪ -''.‬رواه التمذي ‪-‬‬
‫على النسان أن ةيدرك بمأن له رباً غفـوراً حليمـاً ةيمهـل وةيصـفّح عـن العــصاة ‪ ،‬ل ةيسـتفزه غضـب ول‬
‫ةيســتِخّفه جهــل جاهــل ول َةيْع َ ِ‬
‫تةيــه الغيــظ ‪ ،‬ول ةيســارع إلــى النتقــا م مــع غاةيــة القتــدار ‪ ،‬ول ةيحبــس‬

‫أنعامه و أفضاله عمن كفر وأشك به ‪ ،‬بل ةيَتــَوَد ّد إليه بالنعم وهوالغـــن عنه ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـــوارث‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغويــة ‪ :‬ورث ةيــرث الــورث و الرث ‪ :‬ورث مــاله ‪ :‬صـار إليـه بعــد مــوته ‪ ،‬ورث ملكــه ‪:‬‬
‫إنتقل إليه بالوراةثة ‪ ،‬قال الزجاج ‪" :‬الوارث كل باق بعد ذاهب فهو وارث"‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الوارث إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هو عـلى ومزن إسم‬
‫الفاعل ‪ ،‬و لقد ورد في كتاب الله العزةيز خمس مرات ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬وإنا لنحن نحيـي و نميــت ونحــن‬
‫الوارةثون ‪ - ".‬الحجر ‪- 23‬‬
‫وقال تعالى ‪":‬و كم أهلكنا من قرةية بطرت معيشتها ‪ ،‬فتلك مساكنهم لم تسكـــن مـــن بعـــدهم إل قليل‬
‫وكنا نحن الوارةثون‪ - ".‬القصص ‪- 58‬‬
‫إذا قـمنـا بـرصـد إسم الـوارث من خلل سـياق الةيــة الولـى ةيتبي بمأن إسم الوارث أتى بعد "نحيـي‬
‫ونميت"‪ ،‬فالله هو الــحي وحياته لـم تسـبق بعد م ول ةيلحقها مزوال ‪ ،‬ومنهة عن مشابهة حياة الخلق‬
‫ل ةيجري عليها موت ول فناء ‪ ،‬وهو الذي أوجد الخلق من العد م وأظـهـرهم للوجود ‪ ،‬والـبدء والعــادة‬
‫هما سواء عنده ‪ ،‬لنه خالق الحـيـاة ومعـطيها لن شــاء إلى أجـل مـسمى ‪.‬‬
‫و من خلل سياق الةية الثانية فإن إسم الوارث أتى بعد"كم أهلكنا "‪ ،‬فكل شـيء هـالك إل وجهه‬
‫سبحانه ‪ ،‬فهو كامل القدرة وفعّ ال لا ةيشاء على قدر ما تقتض حكمته ‪ ،‬و لن ةيخرج أحــد مــن قبضــته‬
‫و ملكه و قهره ‪ ،‬وإليه ةيرجع المر كله ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ِ :‬اكتشف علماء الحياء بعــد تجــارب وأبحــاث كــثية أن الــوت ُةيخلَــق داخــل‬
‫النطفة ‪ ،‬وةيتطور داخل خلةيا الجني وهو في بطن أمه ‪ ،‬و لقد تبّي لهم بمأن داخــــل كل خليــة توجــد‬
‫ساعة بيولوجية ‪ ،‬هي بمثابة صما م المان تتحكم بحياة الخلية ‪ ،‬والنـسان ةيتوفر تقرةيبــا علــى مائــة‬
‫ترةيليون خليــة ‪ ،‬فالخــالق ســبحانه وضــع نــظـامـــا مبمجــا لـعـملـــية الــوت ‪ ،‬لــذلك فالعلمــاء أطلقـــوا‬
‫مصطلحا علميـا جدةيـدا علـى مـوت الخليـة سمـــوه ‪'' :‬الــوت البمـج للــــخلية'' ‪ ،‬وبعـد أبحـاث طوةيلــة‬
‫ومضنية ِاكتشف العلماء أن لـول هــذا البنامــج لــن توجــد لمـوت ول حيــاة ‪ ،‬وبــمأن داخــل كــل خلةيــا‬
‫الجسد تحدث أفعال سموها العلماء ‪ '':‬الفعال ال ّتْنِكِسّية ''‪ ،‬وهذا ةيعنــي أن الـــخلية تمــارس نشــاطاتها‬
‫فتنمــو وتكــب بتــدرج ‪ ،‬وفـــي آن واحــد تـنـَتـــِكُس أي تضــعف وتعجــز إلــى أن َتســَْتْوفِي أجلهـا ‪ ،‬وهــذه‬
‫العملية ل ةيمكن أبداً إةيقافها ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬ومن نعمره ننكسه في الخلق أفل تعقلون ‪ -''.‬ةيس ‪– 67‬‬
‫ولقد حاول علماء الحياء إطالة عـمـر الـخلية عـن طرةيق حـقـنهـا بنفس الواد الكـونة لها ‪ ،‬لكن باءت‬
‫كل محاولتهم بالـفـشل بحيث ‪ ،‬فمأقروا بمأن الوت ل ةيمكن أبدا إةيقافه ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫دلل ت اســم ‪ :‬الحـِيـّي‬
‫حـِيـــي منــه ‪ِ :‬احتشــم ووقــره ‪.‬‬
‫ي َةيحيــا ا َْلَحَيــاُء ‪ :‬الحشــمة والوقــار ‪َ ،‬‬ ‫‪ - 1‬الدللــة اللغويــة ‪َ :‬‬
‫حـــ ِ َ‬
‫َ‬
‫وإصطلحا ‪ :‬الحياء خلق ةيبعث صاحبه على إجتناب القبيّح ‪ ،‬وقيل هو إنقباض النفــس والحســاس‬
‫بالنفور في حالة إرتكاب الرذائل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬ا َْلَحِيـّي إسم من أسماء الله الحسن التّوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َ ِ‬
‫فعيـل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولم ةيرد إسما صةيحا في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬ولكن ورد بصيغة الفعل مسنداً إليــه‬
‫قال تعالى‪'' :‬إن ذلكم كان ةيوذي النبء فيستحي منكم واللــه ل ةيســتحي مــن الحــق'' ‪ -‬الحــزاب ‪- 53‬‬
‫ولقد ورد إسما صـةيحا مطلقـا فــي الســنة النبوةيـة ‪ ،‬عــن ةيعلــى بـن أميـة رضـي اللــه عنـه قـال ‪ '' :‬إن‬
‫رســول الله صلى الله عليه وســلـم رأى رجـــل ةيغـتـســـل بالـــبار بل إمزار ‪ ،‬فصــعد النــب فحمــد اللــه‬
‫ي َسِتي ٌ ‪ ،‬ةيحب الحياء والست ‪ ،‬فإذا ِاغتسل أحدكم‬
‫حـِيـ ّ‬
‫وأةثن عليه ةثم قال ‪ '':‬إن الله ع ّز و جّل حليم َ‬
‫فليستت‪ - '' .‬رواه أبو داود ‪-‬‬
‫إن حياء الله سبحانه حياء ةيليق بجلله ‪ ،‬فهو صفة كباقي الصفات العلى ل تدركها الفـها م ول‬
‫تَُك ّ ِيفُهـــا العقــول ‪ ،‬بــل تــؤمن بهــا مــن غيــر تشــبيه ول تكييــف ‪ ،‬فهــو حيــاء ةيـــدل علــى الكـــر م والفضــل‬
‫والجود والعفو والحكمة والحلم ‪ ،‬ولقد جـاء إســم الحـــ ي مقتنـا بالســتي لنـه ســبحانه ةيســتحي مــن‬
‫هتك ست العبد وفضحه ‪ ،‬فيست بما هيئه للعبد من أســباب الســت ‪ ،‬و ةيســتحي أن ةيعالــج العصــية‬
‫بالعقوبة فيمهل وةييس سبل التوبة والوبة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال أحد علمــاء الخلق ‪ " :‬إن الحيـاة النســانية الصــحيحة ل تبــدأ إل مــن‬
‫حيث تنتهي الحياة الحيوانية الصفـة ‪".‬‬
‫لقد غرس الله في النسان بصائر أخلقية فطرةية ‪ ،‬ومهما بلغــت درجــة إنحرافــه فــإنه ةيعــتف وةيقــدر‬
‫الـفـضـيلـة في ذاتـهـا وفـي أةثـرهـا ‪ ،‬حتـى إن أعـومزتـه الشجاعـة للرتفـاع إلى مستواها ‪.‬‬
‫والخلق في السل م ليست الغاةية منها إظهار حسن السلوك ‪ ،‬بل هي تكليف وإلـزا م ةينبع من الذات‬
‫أي صادر عن النسان نفسه بمحض إرادته ‪ ،‬وهي ترتكز على ركنـي أساســيي همــا ‪ :‬العقــل وحرةيــة‬
‫ركز عـلى الصفة الـخلقـية لذاتـها ‪ ،‬ولـكن ةيُركــز عـلـــى‬
‫الختيار ‪ ،‬لذا فالنهج القرآني فــي الخلق ل ةيُ ِّ‬
‫الفـاعـــ ل التلبــس بالصــفة لعلــى الفعــل والصــفة ‪ ،‬قــال تعــالى‪ '':‬قــد أفلــّح مــن مزكاهــا‪ .‬وقــد خــاب مــن‬
‫دساها‪ -''.‬الشمس ‪- 10 - 9‬‬
‫الداس للنفـس ل الدّس نفسه ‪ ،‬وهكذا‬
‫فالله مدح فـاعل مزكـاة الـنـفـس لمزكاة النفـس ذاتـها ‪ ،‬وعـاب ّ‬
‫في بقية الوارد الخلقية القرآنية ‪ ،‬فكل سلوك للمسلم ذي موضوع ومضمون حسن ةيستمد قيمته‬

‫‪73‬‬
‫من الواصفات الذاتية للسالك ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬قال إنما ةيتقبل الله من التقي ‪ - '' .‬الائدة ‪-29‬‬
‫فالسلوك المحمود مشوط بمأن ةيقرن بالتعامل الحميد ‪ ،‬قال تعالى‪'' :‬قول معروف ومغفـرة خيـــر مـن‬
‫صدقة ةيتبعها أذى ‪ ،‬والله غن حليم‪ -''.‬البقرة ‪- 262‬‬
‫إن الةية تَُبِّين بمأن التعامل الحميد الــمأمور بــه هــو '' قــول معــروف ''‪ ،‬فهــو الــذي ةيضــفي علــى الســلوك‬
‫الحمود '' الصدقة'' القيمة الخيةية ‪ ،‬بينما التعامل الـُمْؤِذي ةيفقده هذه الـية فيصــبّح ســلوكا مــذموما‬
‫قال تعالى ‪'':‬والــذةين ةينفقـون أمـوالهم رئـاء النـاس ول ةيومنــــون بـالله ول بالـيـــو م الخـر ‪ ،‬ومـن ةيكـن‬
‫الشيطان له قرةينا فساء قرةينا ‪-'' .‬النساء ‪- 38‬‬
‫عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ '' :‬إنكم لن تســعوا النــاس‬
‫بمأموالكم ‪ ،‬ولكن ةيسعهم منكم بسط الوجه ‪ ،‬وحسن الخلق ‪ - ''.‬رواه أبو نعيم ‪-‬‬
‫وأفضل خلق بالنسبة للمسلم هو الحياء ‪ ،‬وهو ةثلةثة مراتب ‪:‬‬
‫* الحياء الفطري ‪ :‬وهو ما فُِطر َ عليه النسان أي صاحبه من نشمأته ‪ ،‬فيستحي بتلقائيــة دون خــبة‬
‫ومعرفة ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬فطرة الله الت فطر الناس عليها ل تبدةيل لخلق الله‪ -'' .‬الرو م ‪- 29‬‬
‫* الحياء الشعي ‪ :‬وهو الستمد من ش رع الله ليـحفـظ بـه الـعـبد حـدود الله وإجتـناب محارمه ‪ ،‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪'':‬إن مما أدرك الناس من كل م النبوة الول ـى إذا لم تستّح فاصنع‬
‫ما شئت ‪- '' .‬رواه البخاري ‪-‬‬
‫* الستحياء ‪ :‬ولقد سماه عليه السل م بحق الحياء ‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود رضـــي اللــه عنـه قــال ‪:‬‬
‫قال رســول اللــه صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ '':‬آســتحيوا مــن اللــه حــق الحيـاء ‪ ،‬قلنـا ‪ :‬ةيارســول اللــه إّنـا‬
‫نستحي والحمد لله ‪ ،‬قال‪ :‬ليس ذلك ولكـن السـتحياء مــن اللـه حـق الحيـاء ‪ ،‬أن تحفـظ الـرأس ومــا‬
‫وعى والبطــن ومــا حـوى ‪ ،‬وتــذكر المــوت والبلــى ‪ ،‬ومــــن أراد الخــرة تــرك مزةينـة الحيـاة الــدنيا وآةثــر‬
‫الخرة على الولى ‪ ،‬فمن فعل ذلك فقد ِاستحيا من الله حق الحياء ‪ - ''.‬رواه التمذي ‪-‬‬
‫الحياء في السل م هو الخلق اْلـُمـْلـِز م فإذا ِاْنـَحـّل َتـــبَــ ّدد ت الـمبـاديء الخلقية كلهــا ‪ ،‬لن خيةيــة‬
‫هذه المة في حيائها ‪ ،‬فهو الحفز على العروف والناهي عن النكر ‪.‬‬

‫***‬

‫‪74‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــوتــر‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪َ :‬وَتر َ َةيِت ُ ا َْلوْتر ُ ‪ ،‬وَتر العدد ‪ :‬أفرده ‪ ،‬وَتر القو م ‪ :‬كانوا جماعة فمأفردهم فمأصــبّح‬
‫كل فرد على حدة ‪ .‬وفي الصطلح الفقهي ‪ :‬إسم للركعة الفصولة وحدها وكان ما قبلها شفعا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الوتر إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهـو عـلـى ومزن فـْعــل‬
‫‪ -‬صفة مشبهة ‪ ،-‬ولم ةيرةيد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬و لكن ورد في السنة النبوةيـة إسـما صـرةيحا مطلقـا‬
‫عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليـه وســـلم ‪ '' :‬للــه تســعة وتســعون‬
‫إسما ‪ ،‬ل ةيحفظها أحد إل دخل الجنة ‪ ،‬وهو وتر وةيحب الوتر‪ -''.‬رواه البخاري‪-‬‬
‫قال الحليمي ‪ '':‬الوتر لم ةيكن قدةيم سواه ل إله ول غي إله ‪ ،‬لـم ةيبتــغ شــيئا مـــن الوجــودات أن ةيضــم‬
‫إليه فيَُعّد معه فيكون و العدود شفعا ‪ ،‬لكنه واحد فرد وتر‪''.‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬الزوجية قانـون سائد في كل الوجود فل تـوجد ذرة ول مـجرة ‪ ،‬ول أصغر‬
‫من ذلك ول أكب إل وهي محكومــة بهــذا القــانون خل اللــه ســبحانه ‪ ،‬فهـــو الـــوتر التفــرِّد بالوحدانيــة‬
‫والحدةية ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬ومن آةياته أن خلق لكم من أنفسـكـم أمزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة‬
‫ورحمة‪ - ''.‬الرو م ‪- 20‬‬
‫إن الغاةية من الزواج في السل م هي العاشة بالعروف ‪ ،‬و العروف هــو كـل قـول و فعل ةيراد بـه‬
‫الخير طبقا للشةيعـة لتحقيـق السكـن ‪ ،‬والستقرار الرروحي والنس الجتماعي ‪ ،‬والحسان والرحمة‬
‫وتـقـــوةية وتعميـــق الســـؤولية ‪ ،‬والحصــان والعفــاف وإنجــاب الذرةيــة الــــصالحة لســتمرار الـخلـــف‬
‫الصالّح ‪ ،‬وتـكـثي سـواد المــة بالصالحي القــــوةياء ‪ ،‬الذةين لةيرةيدون فسداً ول علواً في الرض ‪.‬‬
‫ومن أوكد الواجبات على الوالدةين إلتا م التقـوى فـي جميـع شـؤون الحيـاة ‪ ،‬وتربيـة الطــفـــال عليهـا‬
‫لن الطفــل أمانــة ‪ ،‬وكيــانه بمثابــة الصــفحة الناصــعة الخاليــة لهــا القابليــة علــى إســتقبال مــا ُةيرســم‬
‫عليها ‪ ،‬فإذا تربى طبقا للمنهج الرباني فسيكون ولدا صالحا ‪ ،‬وسينال السعادة في الدارةين ‪ ،‬وبــذلك‬
‫ةيشاركه الوالدان في الجر والثواب ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬والذةين آمنوا واتبعتهم ذرةيتهــم بإةيمــان ألحقنــا بهــم‬
‫ذرةيتهم وما ألتناهم من عملهم من شء كل امرئ بما كسب رهيـن‪ - ''.‬الطور ‪- 21‬‬
‫اما إذا طََبع الوالدان على صفحات قلب الطفل وروحــه رذائــل الخلق وقبائحهــا ‪ ،‬فقــد ألقيـا بــه فــــي‬
‫مــهــاوي الــشقــاء والتهــلكــة ‪ ،‬وبالتالي فإن ومزر ذلك و َوَباله ةيقع على عاتق الوالدةيــــن ‪.‬‬
‫عن عبد الله بن عمر رض الله عنهما قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ '':‬كفـى بالرء إةثما‬
‫أن ةيض ّ ِيع من ةيَُعول ‪ - ''.‬رواه احمد ‪-‬‬
‫***‬

‫‪75‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـجـمـيـــل‬

‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪َ :‬‬


‫جُمل َةيْجُمل الجمال ‪ :‬الحسن والوسامة ‪ ،‬جميل الحيا ‪ :‬حسـن الوجه ووسـيمه ‪.‬‬
‫جُملت أخلقه ‪ :‬حسنت ‪ ،‬جميل الفعال ‪ :‬الذي ل تليق به القبائّح ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الجميل إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولم ةيرد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬ولقــد ورد فــي الســنة النبوةيــة إســــما مطلقــاً ‪ ،‬عــن‬
‫عبد الله بن مسعود رض الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى اللـه عليـه و سلــــم ‪ ":‬ل ةيـدخل الجنـة‬
‫من كان في قلبه مثقال ذرة من كب ‪ ،‬فقال رجل ‪ :‬إن الرجل ةيحب أن ةيكون ةثوبه حسناً ونعلــه حســنة‬
‫فقال عليه السل م ‪ :‬إن الله جميــــــل ةيحب الجمال ‪ ،‬و الِكْب بَْطرُ الحق َوَغْمُط الناس ‪- ".‬رواه مسلم ‪-‬‬
‫إسم الله الجميل ل ةيعـن جمال الشكل والصورة ‪ ،‬قال تعالى‪'' :‬ليــس كمثلــه شـــيء '' ‪ -‬الشــورى ‪– 9‬‬
‫إن جماله سـبحانه هـو الجمـال الطلـق الـذي هـو عــلى الحقيقـة التــي ل ةيعلمهـا إل هـــو ‪ ،‬أمـا جمــال‬
‫الوجـودات على كـثـرة ألـوانــها وتعدد فنونها فهو من بعض آةثار فعله ‪ ،‬والحدةيث متضمن لفهومي ‪:‬‬
‫* الفهو م الول ‪ :‬الله جميل ‪ :‬إن صفاته العلى وأفعاله غاةية في الجمال ‪ ،‬والــعبـد الـمؤمـن إذا تـمأمل‬
‫وتدبّر ِاسَتـدّل بهذا الجمال على كمال الله فيح ّ ِفزه على حبه ‪.‬‬
‫* الفهو م الثاني‪ :‬ةيحب الجمال‪ :‬إن الله قد كسى الكون جمال ً وأعطــاه حســناً و بهجــًة ‪ ،‬وأحســن خلــق‬
‫كل شـيء وجعلــه مســّرة للنـاظرةين ‪ ،‬قـال تعـالى ‪" :‬ولقــد مزةينـا الســـماء الــدنيا بمـصابـــيّح وجعلناهـا‬
‫رجوما للشياطي و أعتدنا لهم عذاب السعي‪ -'' .‬اللك ‪- 5‬‬
‫لقد ربط الله بي الخلق والجمال ‪ ،‬والحفــظ والنفــع فـــي كـــافة الةيـــات القرآنيــة ‪ ،‬ودعــا عـــباده إلــى‬
‫عبادته بما هــو جميل من القـوال والعـــمال الحســنة ‪ ،‬قــال تعــالى ‪":‬وقــــل لعبــادي ةيقولــوا الــت هــي‬
‫أحسن‪- ".‬السـراء ‪- 53‬‬
‫والـمـؤمن ةيعرف اللــه مــن جمـال أفـــعاله و كـــمال صــفاته ‪ ،‬و ةيتعــرّف إليـه بجمــال عبــودةيته وعبـادته‬
‫فينصاع لراداته ‪ ،‬الت تحُث على جمال القوال و الفعال ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬السل م وضـع تصـوره الخـا ص بالجمـال وِاهــتم بــه إهتمامـاً بـارمزاً ‪َ ،‬فَحـّث‬
‫على التمتع بالجمال الذي ةيرسخ الخلق الحميدة ‪ ،‬و ةيَُو ّ ِطد القيم النسانية وَةيـْجـلُـب النفعــة وَةيــْدرَءُ‬
‫الفسدة ‪ ،‬قال تعالى ‪ '':‬قل ل ةيستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كـثـرة الخبيث فاتقوا الله ةيـا أولـي‬
‫اللباب لعلكم تفلحون‪ -'' .‬الائدة ‪ -102‬ونهى عن الجمال الذي ةيدخل دائرة الرذةيلة لنه ةيشيع الفساد‬
‫قال تعالى‪":‬لكـن الله حـبــب إليـكم الةيمان ومزةينه فــي قلوبكم و كّره إليكم الكفر و الفسوق والعصيان‬
‫أولئك هم الراشدون‪ ".‬الحجرات ‪7‬‬

‫‪76‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـمـحـســن‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬أحسن ةيحسن الحسان ‪ :‬الب والعروف وفعل ما هــو خي و أفـضـل ‪.‬‬
‫‪ -2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الحسن إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هو على ومزن إسم‬
‫الفاعل من فعل أحســن ‪ ،‬ولــم ةيـرد فــي كتــاب اللــه العزةيــز إســما صــرةيحا ‪ ،‬ولكــن وردت صـيغة الفعــل‬
‫مسندة لله ‪ ،‬قال تعالى ‪َ" :‬وأحسن كما أحسن الله إليك ول تبغ الفساد في الرض إن الله ل ةيحب‬
‫الفسدةين ‪ - ".‬القصص ‪- 77‬‬
‫وكما ورد على صيغة صفة التفضيل ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬فتبارك الله أحسن الخالقي '' ‪-‬الومنون ‪- 14‬‬
‫ولقد ورد إسم الحسن في السنة النبوةية صةيحاً ومطلقاً ‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‪:‬‬
‫قـ ال رسول الله صلى الله عليه و سلم ‪ ":‬إذا حكمتم فاعدلوا ‪ ،‬وإذا قتلتم فمأحسنوا ‪ ،‬فإن الله محسن‬
‫ةيحب الحسني ‪ -''.‬رواه الهيتمي‪-‬‬
‫الحدةيث ةيشي إلى المـر بالعـدل بيـــن النـاس ‪ ،‬وةيحـث علـى إقامـة الحـد لوقاةيـة الجتمـع مـن الفسـاد‬
‫شةيطة أن ةيلمز م العدل الحسان ‪ ،‬قال تعالى‪ " :‬إن الله ةيمأمر بالعدل و الحسان ‪ -".‬النحل ‪- 90‬‬
‫والسل م ةيرى بمأن تحر ي العدل واجب وتحري الحسان ندب و تطوع ‪ ،‬فمن باب الحسان أن تحسن‬
‫لن ةيستحق العقوبـة ‪ ،‬بمعـــن أن تطبـق عليـه العقوبـة مـن غــي إســـراف فـي التنكـــيل بـــه وتعـذةيبه‬
‫يا و تشهيــًرا ‪ ،‬لن الله ةيحب العـدل مـع الحسان ‪ ،‬فالتنكيـل بالقتول من خصال الجاهلية ‪ ،‬قال‬
‫تشفـ ً‬
‫تعالى ‪" :‬و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقـبتم به ‪ ،‬و لئ صبتم لهو خيـر للصابرةين ‪ .‬و ِاصب ومــا‬
‫صبك إل بالله ‪ ،‬ول تحزن عليهم ول تكن في ضيق مما ةيمكرون ‪ .‬إن الله مع الذةين اتقوا والذةين هم‬
‫محسنون ‪- ".‬النحل ‪- 128 - 126‬‬
‫ح ّد القتل ‪ ،‬بل ةيجب أن ةيشــمل‬ ‫ِ‬
‫ض في حقه َ‬
‫و الحسان ةيجب أن ل ةيبقى مقصورا على النسان الذي ُق َ‬
‫كذلك كل ذي كبد حار ‪ ،‬فـفي حالـة ذبّح البهـيـة قصد الكل ‪ ،‬فعلى النسان أن َةيِح ّد شــفرته وةيعزلهــا‬
‫عن بقية البهائم وةيسوقها برفق إلى مكان الذبّح ‪ ،‬وةيعجل بإمزهاق روحها بمأسع ما ةيمكن دون تنكيــل‬
‫أو تعذةيب أوتشوةيه ‪ ،‬لن الله كتب الحسـان علـى كـل شــيء وأوجبـه فـي كـل شــيء بحسـبه ‪ ،‬ولكـل‬
‫شء بما ةيناسبه حت الذى المأذون فيه فبقدره ‪ ،‬وةيكون بحسن القول وطلقة الوجه وحسن اللقاء ‪.‬‬
‫عن شداد بن أوس رض الله عنه قال ‪ :‬حفظت عن رسول الله صــــلى الله عليه و سلم إةثني قــال ‪:‬‬
‫'' إن الله محسن ةيحب الحسان إلى كل شء ‪ ،‬فإذا قتـلـتـم فمأحـسنـوا الـقـتلة ‪ ،‬و إذا ذبحتم فمأحسنوا‬
‫الذبّح ‪ ،‬و ليحد أحدكم شفرته وليح ذبيحته ‪ -".‬رواه الهيتمي ‪-‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬إن نكران الجميل ةيتنافى مع طبائع النفوس السوةية الت طُِبعت على حب‬

‫‪77‬‬
‫من أحسن إليها ‪ ،‬والتسامّح والعفو مع من أساء إليها ‪ ،‬لذا فإن النفس الت تنكــر الحســان وتتناســاه‬
‫هــي نفــس لئيمــة وجحــودة لتعــتف بــالعروف ‪ ،‬والصـــنائع الجميلـــة الــت أســـدةيت إليهــا ‪ ،‬قــال‬
‫تعالى ‪'':‬من ةيبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شدةيد العقاب‪ -''.‬البقرة ‪-211‬‬
‫والنسان إذا فعل شيئا وكان فيه نفـع و إتقـان فهـو محســن بغـض النظـر عــن عقيـدته و نيـــته ‪ ،‬قـال‬
‫تعالى‪" :‬من كان ةيرةيد حرث الخرة نزد له في حرةثه ‪ ،‬ومن كان ةيرةيد حرث الدنيا نؤته منها ‪ ،‬ومــا لــه‬
‫في الخرة من نصيب‪ -'' .‬الشورى ‪ - 18‬والحسان في السل م له أعلى رتبة و أسمى درجة لنه ةيزةيد‬
‫عن العدل ‪ ،‬الذي هو عطاء مـــ ا عليك و أخذ مالك ‪ ،‬بينما الحســان هــو أن تعطــي أكــث ممــا عليــك ‪،‬‬
‫وأن تمأخذ أقل مما لك ‪ ،‬لذا فالحسن أخص من الؤمن ‪ ،‬و الؤمن أخص من ال سلم ‪ ،‬لن الحسـن هـو‬
‫مــن كـان لله ذاكـراً ‪ ،‬ولعباده نافعاً ولعمله ُمتقناً ُمجيداً ‪.‬‬

‫***‬
‫دلل ت اسـمـي‪ :‬الـمـقــدم و الـمـؤخــر‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬قـ ّد م ةيقـ ِّد م التقدةيم والتقدةيمة ‪ :‬ق ّد م الشـيء جعله متقدما ‪ ،‬قـ ّدمــه إلـى غيـــره ‪:‬‬
‫قربه منه ‪ ،‬ق ّدمه على غيه ‪ :‬فّضله ‪ .‬أّخر ةيؤ ّ ِخر التمأخي ‪ :‬عد م بلوغ الغاةية ‪ ،‬أّخر الشء ‪ :‬أجله ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬القد م و الؤخر إسمـان من أســماء الله الحسنـى التوقيفـــية الطـلقـــة ‪ ،‬وهمـا‬
‫متلمزمــان ل ةيُــذَكر أحــدهما دون الخــر للدللــة علــى كمــال صــفاته ‪ ،‬ولةيجــب الــدعاء بمأحــدهما دون‬
‫الخر ‪ ،‬و لم ةيردا في القرآن الكرةيم ولقد وردا في السنة النبوةية ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب رضـــي اللــه‬
‫عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى اللــه عــــليه وســــلم ‪ ":‬اللهـــم ِاغفـر لـي مـا قــ ّدمت و مـا أّخـرت ‪ ،‬و مـا‬
‫أسرت و ما أسفت ‪ ،‬وما أنت أعلم به من ‪ ،‬أنـت الـقـد م والؤخر ل إله إل أنت ‪ -".‬رواه ابن خزةيمة‬
‫والتقدةيم و التمأخـي في حق الله صفتان مـن صفـــات الفعـال التابعــة لشــيئته وحكمتـه ‪ ،‬فهـو الــذي‬
‫ةيقد م المور والشياء أو ةيؤخرها وفق مشــيئته ‪ ،‬والتقــدةيم و التــمأخي مــن أنــواع التــدبي الــذي ةيتعلــق‬
‫بفعل الله ‪ ،‬قال تعالى‪":‬قل لكم ميعـاد ةيو م ل تستخرون عنه ساعة ول تستقدمون‪ -''.‬سبمأ ‪- 30‬‬
‫قال الخطابي ‪ " :‬القد م هو النِّل للشياء منامزَِلها ‪ ،‬ةيقد م ما ةيشاء منها وةيؤخـر ما ةيشاء''‪.‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬سبحان من له طلقة القــدرة إذا أراد شــيئا قــال لــه كــن فيكــون ‪ ،‬وللـــه فــــي‬
‫حكَـم بليغة ‪ ،‬لقد أ حكم سبحانه خلــق الكــون بتاتبيـة ‪ ،‬وأتقــن التــدبي فيـه فــمأودع‬
‫التقدةيم والـتمأخي ِ‬
‫فيه الحسن والتناسـق والتقـان ‪ ،‬وكـذلك الشـمأن فــــي خلــق بـاقي الخلئــق أعطــى كــل مخلــوق خلقـه‬
‫اللئق بـه ‪ ،‬وجعـل له هدف وجـودي ووظيفـة حيوةية إلى أجل مسمى ‪ ،‬وقدّ م وأخرالقادةير قبل أن‬

‫‪78‬‬
‫ةيخلق الخلق ‪ ،‬قال تعالى ‪'':‬ةثـم جعلناه نطفـة في قرار مكيـن ةثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة‬
‫مضغة فخلقنــا الضــغة عظامــا فكســونا الـعـظـــا م لحمــا ةثــم أنشــمأناه خلقــا آخــر ‪ ،‬فتبــارك اللــه أحســن‬
‫الخالقي ‪ - ''.‬الومنون ‪- 14 - 13‬‬
‫إن الةية الكرةيمة تبي بمأن خلق النسان ةيمر عب سبعة أطوار وهي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬طور النطفة ‪ :‬هو الشكل الذي تتخذه البوةيضة اللقحة ‪ -‬النطفة المشاج ‪-‬‬
‫‪ - 2‬طور العلقة ‪ :‬فــي الــيـو م الحــ ادي والعشةين تعطي الدماء الحبوسة في الوعية الدموةية للجنيــ‬
‫لـون قـطعة مـن الـد م الجامــد ‪ ،‬فــيمأخـذ شـكل ةيشبه علقًة معلقًة على جدار الرحـم ‪.‬‬
‫‪ -3‬طور الضغة ‪ :‬في اليو م الثامن والعشـرةين ةيتـكون الجنيـن من عدة فـلقـــات تظهــر بينهــا إنبعاجــات‬
‫مما ةيجعل شكل الجني شبيها بالعلكة المضوغة ‪ ،‬وفي السبوع السـابع تــبـدأ الصــورة الدميــة فــي‬
‫الوضوح نظرا لبداةية إنتشـار الهيكـل العظمـي ‪ ،‬فيمثـل هـذا السبــوع الحـد الفاصـل مـا بيـــن الضـغة‬
‫والشكل النساني نسبيا ‪.‬‬
‫‪ - 4‬طور العظا م ‪ :‬مع بداةية السبوع السابع ةيمأخذ الجني شكل الهيكل العظمي ‪ ،‬حيث ةيـتـم النتقال‬
‫من شكل الضغة إلى بداةية شكل الهيكل العظمي في فتة مزمنيـة وجيـــزة ‪ ،‬وهــذا الهيكـل العظمــي هــو‬
‫الذي ةيعطي الجني مظهره الدمي ‪.‬‬
‫‪ - 5‬طور الكساء باللحم ‪ :‬تبدأ مرحلة كساء العظا م باللحم في نهاةية السبوع السابع ‪ ،‬و تستمر إلى‬
‫نهاةية السبوع الثامن ‪ ،‬وةيتمي هذا الطور بإنتشار العضلت حول العظا م ‪ ،‬وةيعتـب هــذا الطــور الــذي‬
‫ةينتهي بنهاةية السبوع الثامن نهاةية مرحلة التخلق ‪.‬‬
‫‪ - 6‬طور النشمأة خلقا آخر‪ :‬خلل هذه الرحلة تتم عدة عمليات هامة في نمو الجني ‪ ،‬حــيـث ةيتضــّح‬
‫بجلء ســـ رعة معــدل النمــو مقارنــة بمــا قبلــه مــن الراحــل ‪ ،‬فتبــدأ أحجــا م كــــل مــن الــرأس والجســم‬
‫والطراف في التوامزن والعتدال ‪ ،‬وفي السبوع الثاني عش ةيتحــدد جنــس الجنــي بظهور العضاء‬
‫التناسلية الخارجية ‪ ،‬وتصبّح العضاء والجهزة مهيمأة للــقــيا م بوظائفـــها ‪.‬‬
‫‪ – 7‬طور قابلية الحياة خارج الرحم ‪ :‬تبــدأ فــي الســبوع الثــاني والعشـــرةين ‪ ،‬وتنتهــي فــي الســبوع‬
‫السادس والعشةين ‪ ،‬عندما ةيصبّح الجهامز التنفس مؤهل للقيـا م بوظـائفه ‪ ،‬والجهــامز العصـب مــؤهل‬
‫لضبط حرارة جسم الجنيـ ن ‪ ،‬فيقو م الرحم بتوفي الغذاء والبيئة اللئمة لنمو الجنـي ‪ ،‬وتســتمر إلــى‬
‫طور الخاض والولدة ‪.‬‬
‫سبحان القد م و الؤخر ةيقد م وةيــؤخر مــا ةيشــاء بتجيــّح إرادتــه وحكمتـه ‪ ،‬وفــي كــل تقــدةيم أو تــمأخي‬
‫حكمة باهرة وقدرة نافذة ‪ ،‬ل ةيدخل تدبيه خلل ول مزلل ‪ ،‬وةيضع الشياء في محلها بحكمته ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫دلل ت إسـمـي‪ :‬الـقـابــض الـبـاســط‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬قبض ةيقبض القبض ‪ :‬ا ُ‬
‫للك و الحّيامزة ‪ ،‬قبض الله الرمزق‪ :‬ضّيـقـــه وقـ ّتـره ‪.‬‬
‫بسط ةيبسط البسط ‪ :‬النش و الدد ‪ ،‬بسط الله الرمزق ‪ :‬جعله ُميّساً ووافراً ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬إن إسمي القابض الباسط من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهمــا‬
‫متلمزمــان ل ةيُــذ َكر أحــدهما دون الخــر للدللــة علــى كمــال صــفاته ‪ ،‬ولةيجــب الــدعاء بمأحــدهما دون‬
‫الخر ‪ ،‬و لم ةيـردا فــي كتـاب اللـه العزةيـز ‪ ،‬ولكــن ورد معناهمـا بصــيغة الفعــل ‪ ،‬قـال تعـالى ‪" :‬واللــه‬
‫ةيقبض و ةيبسط ‪ ،‬و إليه ترجعون‪ -".‬البقرة ‪- 243‬‬
‫ولقد وردا في السنة النبوةية إسمي صةيحي مطلقي ‪ ،‬عــن أنــس بــن مالــك رضــي اللــه عنــه قــال ‪:‬‬
‫قـال الناس ‪ :‬ةيا رسول الله غل ال ّ ِسعر فَس ّ ِعر لنا ‪ ،‬قال رسـول اللـه صـلى اللـه عليـه و سـلم ‪":‬إن اللـه‬
‫هو ا َْلُمَس ّ ِعر القابض الباسط الرمزاق ‪ ،‬و إني لرجــو أن ألقى الله وليس أحد منكم ةيطالبن بـمـظـلـمتة‬
‫فـي د م ول مال ‪ - ".‬رواه أحمد ‪-‬‬
‫لقد بي عليه السل م بمأن الله هو القابض الباسط ‪ ،‬ةيـقـبـض الرمزاق بعدله وحكمته وةيبسطها بجـوده‬
‫و كرمه ‪ ،‬و القبض ليس من باب العجـز وإنمـا من باب علمه و خبته بعباده ‪ ،‬فهو عليم وخــبي بمــا‬
‫ةيصلّح أحوالهم ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬و لـو بـــسط اللـه الـرمزق لعبـاده لبغـوا فـي الرض ‪ ،‬و لكـن اللـه ةينــِّزل‬
‫بقدر ما ةيشاء ‪ ،‬إنه بعباده خبي بصي ‪ -".‬الشورى ‪- 25‬‬
‫‪ - 3‬الدللــة اﻷخليقيــة ‪ :‬إن القــابض الباســط إذا شــاء ةيقبــض الشــاعر قبضــاً فـتـــفيض حزنــا ‪ ،‬ول‬
‫وحبورا ‪ ،‬والقبض جللي‬
‫ً‬ ‫ةيـمكنلحد أن ةيفرجها إل هو ‪ ،‬وإذا شاء ةيبسطها بسطا ً فـتـفيــض إنـشـراحاً‬
‫ففيه تظهر عظمة وكبةياء القابض الذي ذ ُّل له كل شء ‪ ،‬والبسـط جمالي فـفـــيه تظهـر رأفـة الباسـط‬
‫الذي رحمته شملت كل شيء ‪.‬‬
‫قال أحد السللف ‪":‬ةيبسطك كي لةيـبقيك مع القبض ‪ ،‬و ةيقبضك كي ل ةيتكك مع البسط ‪ ،‬وةيخرجك‬
‫عنهما كي ل تكون لشء دونه ‪".‬‬
‫قال تعالى‪'':‬ومن ةيرةيد أن ةيضله ةيجعل صدره ضيقا حرجــا كمأنمــا ةيصــعد فــــي الســماء كــذالك ةيجعــل‬
‫الرجس على الذةين ل ةيومنون ‪ -''.‬النعا م ‪- 126‬‬
‫وةيفهم من قوله سبحانه ‪'':‬ضيقا حرجا '' قبض الصدر الذي ةيشعر به الصاعد في أجـــواء الســماء مــن‬
‫ضيق في التنفس ‪ ،‬حيث تنغلق مجاري التنفس إنغلقاً ل ةينفذ منها شـيء على الطلق ‪ ،‬وهذا حال‬
‫كل من طغى وعتا وإن بدا لك أنه في سعة من الدنيا ‪.‬‬
‫***‬

‫‪80‬‬
‫شـافـــــي‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـ ّ‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬شفى ةيشفي الشفاء ‪ :‬البء و إستعادة الصحة و العافية ‪ِ ،‬استشفـى الرةيــض ‪:‬‬
‫طلب الشفاء من الله‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الشافي مــن أســماء اللــه الحســن التوقيفيــة الطلقــة ‪ ،‬و هــو علــى ومزن إســم‬
‫الفاعل ‪ ،‬ولم ةيرد إسما صةيحا في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬ولقدد ورد على صــيغة الفعــل مســندا إلــى اللــه‬
‫سبحانه ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬و إذا مرضت فهو ةيشــفين " ‪ -‬الشــعراء ‪ ، - 80‬ولقـــد ورد فــي الســنة النبوةيــة‬
‫إسما صةيحا مطلقا ‪ ،‬عن أمنا عائشة رض الله عنها قالت ‪ '' :‬إن رسول الله صــلى اللــه عليــه وســلم‬
‫كان ةيعود بعض أهله فيمسّح بيده اليمن ‪ ،‬و ةيقول ‪ '':‬اللهم رب الناس أذهـب الـبمأس ‪ ،‬و أشـفـه أنت‬
‫الشافي ل شفاء إل شفاؤك ‪ ،‬شفاء ل ةيغادر سقما ‪ -".‬متفق عليه ‪-‬‬
‫و الشافي هو الـــذي ةيبـــريء وةيعــافي علــى وجــه الحقيقــة ‪ ،‬ول ةيقــدرعلى ذلــك إل هــو ‪ ،‬لنـــه وحــده‬
‫القـادر على أن ةيخِّلص النسان مـما ألـم به من أدواء و أسقا م ‪ ،‬وةيعيد له صـحته وعافيته ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬الرض هو كل ما خرج بالنسان عن حــ ِّد الصــحة والعافيــة بســبب عِّلــة فــي‬
‫دنس الــروح ‪ ،‬وتعمــى البـــصية فتطغــى‬
‫العقل أو القلب أو بقيــة أعضـاء البــدن ‪ ،‬وأخطرهـا عنــدما تـ ُــ ّ‬
‫النفس المارة بالسوء ‪ ،‬وتَْرُنو الهواء والشهـوات عليها ‪ ،‬فـيصبّح النسان لةيعرف معـروفـ ًا ول ةينكر‬
‫منكراً ‪ ،‬فكلما نمأى وأعرض عن الله إل و أصبـــّح َهَملً ةيلقــي بنفســه إلــى التهلكــة ‪ ،‬قـال تعـالى ‪ '':‬ول‬
‫تكونوا كالذةين نسوا الله فمأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ‪ -''.‬الحش ‪- 19‬‬
‫عن العباس بن عبــد الطلــب قــال‪" :‬قلــت ةيــاا رســول اللــه علمنــي شــيئا أسمألـــه اللــه قــــال ‪'':‬ســل اللــه‬
‫العافية ‪ ،‬ةثم مكثت أةياما ةثم جئت فقلت ‪ :‬ةيا رسول الله علمـن شيئا أسمأله اللــه ‪ :‬فقــال لــي ‪ :‬ةياعبــاس‬
‫ةياعم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والخــرة ‪ - ".‬رواه التمذي ‪-‬‬
‫العافية هي دفاع الله عن العبد ‪ ،‬فما أنعم الله على عبده بنعمة أوفـى مـن العافية ‪ ،‬عن عـبـد الله‬
‫سِئل الله شيئاً أحــب مــن‬ ‫بن عمر رضي الله عنهما قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ‪" :‬ما‬
‫ُ َ‬
‫أن ُةيسمأل العافية ‪ -".‬رواه التمذي ‪-‬‬
‫و لا كانت العافية في البدان و الةيمان من أجل نِعَــم اللــه علــى عبــاده و أجـزل عطاةيــاه ‪ ،‬كــان لزامــا‬
‫ِحْفظ هذه النعمة بالحمد و الشكر والراعاة والحماةية ‪ ،‬عــن أبــي الــدرداء رضـــي اللــه عنــه قــال ‪ :‬قــال‬
‫رسول الله صلى الله عليه و سلم ‪" :‬من أصبّح معافى في جسده آمنا في ســةيه ‪ ،‬عنــده قــوت ةيــومه‬
‫فكمأنما حيت له الدنيا ‪ -".‬رواه التمذي ‪-‬‬

‫‪81‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الــرفـيــق‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬رفق ةيرفق الرفق ‪ :‬الرقة واللطف وحسن العاملة بالقول والفـعـل ‪ ،‬والرفق ةيراد‬
‫به اليس في المور والسهولة في التوصل إليها ‪ ،‬و أصل الرفق في اللغة هــو النفع ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪:‬الرفيق إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬و هو على ومزن َفِعيــل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولم ةيــرد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬ولقـد ورد في السنة النبوةية إسـما صةيحا مطلقا‬
‫عن أمنا عائشة رض الله عنها قالت ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليــه و ســلم ‪":‬إن اللــه رفيــق ةيحــب‬
‫الرفق في المر كلِّه ‪ ،‬و ةيُعطي على الرفق ما ل ةيعطي على العنف ‪ -".‬رواه البخاري ‪-‬‬
‫والرفيق هو الــذي شــمل كــل الكائنــات بالرحمـة ‪ ،‬ةثــم حــدد لـهـــم الهــدف الوجــودي والــوظيفي ‪ ،‬ودعــا‬
‫النسان للتفكـي في أوجه هذا الرفق ا َْلـُمضَمر فــي الةيجــاد الفعلــي ‪ ،‬لن أفعــاله ســبحانه كلهــا رحمــة‬
‫ورأفة ‪ ،‬فل ةيمأخذ عباده بالتكاليف الشاقة ‪ ،‬وةيتـدرّج معهـم مــــن حـال إلـى حـال حـت تمألفهـا نفوسـهم‬
‫وتمأنس عليها طباعهم ‪ ،‬قــال تعالى ‪ '':‬أل ةيعلم من خـلق وهو الـلطيف الخبي‪ -''.‬اللك ‪- 14‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية‪ :‬السل م ةيعتب الرفق أساس النهج الرباني ‪ ،‬لنه متضمن لعانيه الواسعة‬
‫وغاةياته البعيدة ‪ ،‬عن أمنا عائشة رضـي اللــه عنهــا قـالت ‪" :‬كنــت علــى بعيـــر فـــيه صــعوبة فجعلــت‬
‫أضبه ‪ ،‬فقـال رسـول الله صلى الله عليه و سلم ‪":‬عليك بالرفـق فإن الرفـــق ل ةيكــون فــي شـــيء إل‬
‫مزانه ‪ ،‬و ل ةينع من شء إل شانه ‪ -".‬متفق عليه ‪-‬‬
‫قال أبو حامد الغزالي‪ ":‬الرفـق مـحمــود وضده الـعـنف والـحـِّدة ‪ ،‬والـعـنـف ةينتجه الـغـضب ‪ ،‬والرفق‬
‫واللي ةينتجهما حسن الخلق والسلمة ‪ ،‬و الـرفق ةثمـرة ل ةيثمرها إل حسن الخلق ‪ ،‬و ل َةيْحُسن الخلق‬
‫إل بضبط قــوة الغضب وقــوة الــشهـــوة ‪ ،‬وحفظهمـا عند حد العتدال ‪".‬‬
‫عن أمنا عائشة رض الله عنها قالت ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسـلــم ‪":‬مــن أُْعِطـــي حظه‬
‫َ‬
‫من الرفق فقد أُْعِطَي حَُظه من خي الدنيا والخرة ‪ ،‬ومن ُ‬
‫حِر م حَُظه من الرفق فقد حُِر م حَُظه من خي‬
‫الدنيا والخرة ‪ - ".‬رواه أحمد ‪-‬‬

‫***‬

‫‪82‬‬
‫عـــر‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـمـسـ ِّ‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬سعر ةيسعر السعر ‪ :‬الثمن و القيمة الت تمكنك من شاء حاجتك ‪ .‬التسعية ‪:‬‬
‫بيان أسعار البضائع وتعدّ تعرةيفة رسمية ل ةيمكن الزةيادة فيها ‪.‬‬
‫السعر إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقــة ‪ ،‬أتــى علــى ومزن إســم‬
‫ِّ‬ ‫‪ – 2‬الدللة التوحيدية‪:‬‬
‫الفاعل ‪ ،‬ول م ةيرد في كتــاب اللــه العزةيــز ‪ ،‬ولقــد ورد فــي الســنة النبوةيــة إســما مـــطلقا مقرونــا بمأســماء‬
‫أخرى ‪ ،‬عن أ نس بن مالك رضــ اللــه عنــه قــال ‪ :‬قــال النــاس‪ :‬ةيــا رســول اللــه غل الســعر فـــس ّ ِعر لنــا‬
‫فـقال رسـ ول الله صلى الله عليه و ســلم ‪ " :‬إن اللــه هــو الســعر القــابض الباســـط الــرمزاق ‪ ،‬وإنــنـــي‬
‫لرجــو أن ألـقـى الله وليس أحــد منكم ةيطــالـب بمظلمة في د م و ل مــال‪ -".‬رواه أحمد ‪-‬‬
‫السعر ةيستمد دللته التوحيدةية من وحدة صفاته العلى ‪ ،‬فالتسعي في حق الله ةيتعلق بطلقة‬
‫ِّ‬ ‫إسم‬
‫قدرته ‪ ،‬ةيقبض وةيبســط الرمزاق كيـف ةيشـاء ل ةيحكمـه قـانون ‪ ،‬قـال تعـالى ‪'' :‬وقــالت اليهــود ةيـد اللـه‬
‫مغلولة ‪ ،‬غلت أةيدةيهم ولعنوا بما قــالـــوا ‪ ،‬بل ةيــــــداه مبسوطتان ةينفق كيف ةيشاء‪-".‬الائدة ‪- 66‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية‪ :‬قال تعالى‪" :‬ولــو بســط اللــه الــرمزق لعبــاده لبغــوا فــي الرض ‪ ،‬و لكــن ةينــزل‬
‫بقدره ما ةيشاء ‪ ،‬إنه بعباده خبي بصي‪ -".‬الشورى ‪- 25‬‬
‫تــبي الةيــة أن القبــض والبســط ملمزمــان لخــبته ‪ ،‬فهــو أعلــم بمــا ةيصــلّح احــوال الخلئـــق وبمـــا‬
‫ةيفسدها ‪ ،‬ةيبسط السباب بجوده و ةيقبضها بحكمته ‪ ،‬والقبض ليس عن عجز أو تقتي وإنمــا مرجعــه‬
‫إلى إبتلء النسان وكذلك البسط ‪ ،‬ل ةيسوق الشــدائد تشــفيا ‪ ،‬وإنمــا ةيســوقها لــدفع عبــاده إلــى بــابه‬
‫صما ليكونــوا عــبة ‪ ،‬لن الشـــر‬
‫ليستفيقوا من غفلتهــم ‪ ،‬و ةيســوقها للعصــاة ردعــاً ليتوبــوا ‪ ،‬وللكفارقـــ ْ‬
‫ليس إليـه و ل ةيـدخل فـي أفعـاله ‪ ،‬ول ةيضـاف إليـه فعلً ول وصـفاً ‪ ،‬وإنمـا ةيـدخل فـي مفعـولته أي‬
‫مخلوقاته ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬وما ظلمناهم و لكـن كانوا أنفسهم ةيظلمون ‪ -''.‬النحل ‪- 118‬‬
‫والؤمن عند القبض ةيجب أن ةيكون صبوراً شكوراً ‪ ،‬لن لله على عبده عبودةيًة في الــسـراء كـما في‬
‫الضاء ‪ ،‬فمن كان عبدا لله في الحالتي َتَوّله سبحانه بالعانة والتمأةييد والحفظ ‪ ،‬قـال تعـالى ‪'':‬ولــو‬
‫أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنــا عليهـم بركـات مــن الســماء والرض ‪ ،‬ولـكــــن كـذبوا فمأخـذناهم بمـا‬
‫كانوا ةيكسبون‪ - ''.‬العراف ‪- 96‬‬

‫***‬

‫‪83‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـسـِّيــد‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬ساد ةيُسود السيادة والّســْؤَدد ‪ :‬العظمــة والــجـد والتمكن ‪ ،‬ساد قومه أحكمهم‬
‫و تولى عليهم فهو سائد وسيد ‪ ،‬والـسيد كــل من أفرضت طـاعته ‪ ،‬قال تعــالى ‪" :‬وألفيــا ســيدها لــدى‬
‫الباب"‪ -‬ةيــوسف ‪ - 25‬أي مزوجها ‪ ،‬وسيد كل شء أشفه‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬السيد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهــو عـلى ومزن فعيل‬
‫‪ -‬صفة مشبهة‪ ، -‬ولم ةيرد في كتاب الله العزةيز ‪ ،‬ولـقـد ورد فـي الـسنة النبوةية إسـما صةيحا ومطلقــا‬
‫عن مطرف بن عبد الله بن الشخي قـال ‪ :‬قـال أبـي ‪ِ":‬انطلقــت فــــي وفـــد بـــني عـامر إلـى رسـول اللــه‬
‫صلى الله عليه و سلم ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬أنت سيدنا ‪ ،‬فقال ‪ :‬السيد تـبـارك وتـعـالـى ‪ ،‬فقـلـنا ‪ :‬وأفضلنا فضل‬
‫وأعظمنا طول فقال ‪ :‬قولوا بقولكم أو بعض قولكم ول َةيـْسـَتـْجـِرّةينَـكم الشيطان ‪ - ".‬رواه أبو داود ‪-‬‬

‫الحدةيث ةيبي بمأن الـسـؤدد قي السل م هو حـقـيـقـة لله ‪ ،‬فهو وحده لـه السيــادة خلقاً وملكاً وتدبياً‬
‫وتشـةيعاً ‪ ،‬وهـو وحـده الـذي ةينبغـي أن ُتصــرف لـه الطاعـة والعبودةيـة التامـة ‪ ،‬لنـــه العبـود بحـق‬
‫وحقيقة ل شـرةيك له ‪ ،‬وهذا من باب حماةية التوحيد وصيانته مـــن الشرك الخفــي ‪ ،‬لكــي ل ةينصــرف‬
‫القلب إلى نـوع من التعلـق بالخلوقي ‪ ،‬والـخـضــوع لهــــم والنكسار إليهــم ‪ ،‬وهــذا لةيِحّــل ولةيجــومز‬
‫صـــرفه إل للــه ‪ ،‬وقــوله عليــه الســل م ‪" :‬ول ةيســتجرةينكم الشــيطان"‪ :‬أي خــذوا حــذركم مــن غواةيــة‬
‫الشيطان لكي ل َةيْس َ ِ‬
‫ت ّلُكم َفــَتــَتــَماَدْوا في إطــراء ومـــدح الخلق ‪.‬‬
‫قــال تعالى‪ِ":‬اتخــذوا أحبــارهم ورهبــانهم أربابــا مــن دون اللــه والـمسـيـــّح ابــن مرةيــم ‪ ،‬و مــا أمـروا إل‬
‫ليعبدوا إلها واحدا ‪ ،‬ل إله إل هو ‪ ،‬سبحانه عما ةيشكون‪ -".‬التوبة ‪- 31‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬يرى أهل التوحيد بمأن سيادة الله متجلية في ‪:‬‬
‫‪ - 1‬السيادة الكونية ‪ :‬لقد أوجد جميع الخلوقات من العد م ‪ ،‬وق ّدر أمورها فــي المزل فحــدّد الغاةيــة مــن‬
‫وجودها ‪ ،‬وسخرها لداء وظيفتها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬السيادة التدبيةية ‪ :‬ةيصف أمور الخلئق بــالعلم والحكمــة والرحمــة والعــدل ‪ ،‬ولــه الغلبــة وعلــو‬
‫القهر والتدبي ‪ ،‬والتصف الطلق في الخلق والمر والجزاء‪.‬‬
‫‪ -3‬السيادة التشةيعية ‪ :‬عـّ لم النسان مـا لم ةيـعلم ‪ ،‬وعـّرف إلـيه الغاةية الت خلق من أجلها ‪ ،‬وحـّبب‬
‫إلـيه الةيمان وكّره إليه الكفر والفسوق والـعصيان ‪ ،‬و أمره بالطاعة واللتا م ‪ ،‬وأراد به الـيسـر ولم‬
‫ةيـرد به الـعسـر ‪ ،‬ولم ةيكلفه بما ةيشــق أو ةيـخرج عن وسعه و طاقته ‪.‬‬
‫والسل م جعل سيادة النسان تتمحــور حــول إنبعــاث مكــار م الخلق ‪ ،‬عــن أبـــي هرةيــرة رضـــي اللــه‬
‫عـنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه و ســلم ‪'' :‬إنما بعثت لتمم صالّح الخلق ‪ -" .‬رواه أحمد‬

‫‪84‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـسـتـيــر‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬ست ةيست ال ّ ِست و الّست ‪ :‬ست الشء ‪ :‬غطاه وأخفـــاه و حجبـــه ‪ ،‬وهــذا مـــن‬
‫الّست )بفتّح السي( ‪ ،‬أما ما ُةيغطّى به الشء فهو ال ّ ِست )بكس السي( ‪.‬‬
‫أما عن ضبط إسم الستي فقد اختلف فيه فقهاء اللغة بي ال ّ ِس ِّتي على ومزن ال ّ ِس ّ ِكي ‪ ،‬و الّسِتيـر علــى‬
‫ومزن الكرةيم ‪ ،‬و ةيرى ابن الةثي أن الصل في َفِعيل بمعن فاعــل هو التخفيف ل التشدةيد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬الستي إسم مـن أسـماء الله الحسن التوقيفة الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن فَِعيل‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ،-‬لم ةيرد في كتــاب اللــه العزةيــز ‪ ،‬ولقــد ورد فــي الســـنة النبوةيــة إســـما مـــطلقا ‪ ،‬عــن‬
‫بار بل‬
‫ةيعلى بن أمية رض الله عنه قال ‪ :‬إن الرسـول صلى الله عليه و ســلم رأى رجل ةيغتسل باْل َ َ‬
‫حِيـّي َسـِتـيـر ٌ ةيـحب الّست‬
‫إمزار ‪ ،‬فصعد النب فحمد الله وأةثن عليه ةثم قـال‪ " :‬إن الله عزّ و جلّ حليم َ‬
‫فإذا ِاغتسل أحدكم فليستت ‪ - ".‬رواه أبو داود ‪-‬‬
‫قـال البيهـقي‪":‬الّستي ةيعن أنه ساتر ةيستـر على عـباده كثيـــرا ‪ ،‬ول ةيفـــضحهم فـــي المشــاهد ‪ ،‬كــذلك‬
‫ةيحب من عباده الست على أنفسهم وإجتناب ماةيشينهم‪" .‬‬

‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬من أراد الله به خياً بّصه عيو َ‬


‫ب نفسه ‪ ،‬ورمزقه بصية نافـذة ةيتـوصل بها‬
‫لــفهم نفسه ومعرفتها حت ةيتمكن من علج آفاتها ‪ ،‬وعلجها ل ةيكون إل بالتشـبت بمرادات الله ‪ ،‬فهو‬
‫العليم الخبي بعيوب النسان ‪ ،‬ولذا وهبه العقل والرادة وهداه النجدةين ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬ةيرةيد الله أن‬
‫ةيخفف عنكم ‪ ،‬وخلق النسان ضعيفا ‪ - ".‬النساء ‪- 28‬‬
‫النسان الحصيف هو الذي ُةيقّر بضعفه ‪ ،‬فيكن إلى الله ليستمد العون والسدد منه ‪ ،‬فل ةيغت بوَْفَرة‬
‫النعم ‪ ،‬ول ةينساق مع شهوات النفس فيةيغ عن طرةيق الحق ‪ .‬والجاهل من جهل نفـسه وربه ‪ ،‬وهــذا‬
‫الجهل هو سـبب ضــعف عزمـه ‪ ،‬وإســتخفافه بالســؤولية اللقــاة علــى عـاتقه ‪ ،‬فتجــده ةيخاصــم الحــق‬
‫وةيرفض النصياع إلى الله ‪ ،‬وةيـطـالب بـالدلة والحجج والــباهي كـمأنـــه ةيخاصــم مخلوقــا ‪ ،‬وةيتــوهم‬
‫ضِفي عليها الصواب دون أن ترى‬
‫بمأن له العصمة وهو دون الزّلة والعذر ‪ ،‬فيجادل وةيبــِّرر أفعاله ‪ ،‬وةيُ ْ‬
‫منه ما ةيُِّعضد إدعاءاته ‪ .‬وةيتغافل وةيتناسـى بمأن الله هو الحق البي ‪ ،‬وهو الـــذي علمــه مــا لــم ةيـكـــن‬
‫ةيعلم ‪ ،‬فلول رحمته لم ةيكن شيئا مذكورا ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪" :‬ةيا أةيها النسان ما غرك بربك الكرةيم‪ - ".‬النفطار ‪- 6‬‬
‫النسان مغرور بسبب ست الله لعيوبه ‪ ،‬فلول سته سبحانه لـما ِإْلـَتـّم شمل إنسان على إنسان‪.‬‬

‫***‬

‫‪85‬‬
‫دلل ت اســم ‪ :‬الـمـنــان‬
‫‪ - 1‬الدللــة اللغويــة ‪َ :‬مــّن َةيُمــّن ا َْلَمــّن و ا َْلِمّنــ ةُ ‪ :‬الحســان و النعــا م وصــنع الجميــل ‪ ،‬قــال تعــالى ‪:‬‬
‫"وظللنا عليكم الغما م و أنزلنا عليكم اْلَمّن و السلوى"‪ ،‬قال ابن كثي ‪" :‬النّ كل ما ِ ّ‬
‫امت اللــه بــه علــى‬
‫بن إسائيل من طعا م و شاب ‪ ،‬وغي ذلك مما ليس لهم فيه عمل ول ةيد"‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬النان إسم من أسماء الله الحـسـن الـتوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفّعال‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة ‪ ، -‬ولم ةيرد في القرآن الكرةيم إسما صةيحا ‪ ،‬ولكن ورد بصيغة الفعــل مثبتــا للــه فــي‬
‫آةيات عدةيدة ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬ةيمنـومن عليـك أن اسـلموا ‪ ،‬قــــل لتــمـــــنوا علـي إسـلمكم ‪ ،‬بـل اللـه ةيمـن‬
‫عليكم أن هداكم للةيمان إن كنتم صادقي ‪ - ".‬الحجرات ‪-17‬‬
‫ولقد ورد في الـسـنة النبوةية إسما صةيحا مطلقا ‪ ،‬عن أنس بن مالك رضـي الله عـــنه أنــه كــــان مــع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ‪ ،‬ورجل ةيصلي ةثم دعا ‪" :‬اللهم إني أسمألك بمأن لك الـحمد ل‬
‫إله إل أنت النان ‪ ،‬بدةيع السماوات والرض ‪ ،‬ةيا ذا الجلل و الكرا م ةيــا حــي ةيــا قـيـــو م ‪ ،‬فقــال رســول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬لقد دعا الله تعــالى بإســمه العظيــم الـــذي إذا ُدِعـــي بـــــه أجــاب ‪ ،‬و إذا‬
‫َ‬
‫سِئل به أعطى‪ - ".‬رواه التمذي ‪-‬‬
‫ُ َ‬
‫قال ابن تيمية ‪ " :‬النان هو الذي ةيبدأ بالنوال قبـل السؤال ‪ ،‬وهو العظيم الواهب كثي العطــاء واســع‬
‫الحسان ‪ ،‬الذي ةيُِدّر العطاء على عباده وةيوالي النعماء عليهم تـفــضل منـه و إكرامـا ‪ ،‬فله النة علــى‬
‫عباده ول منة لحد منهم عليه"‪.‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقــية ‪ :‬عن أبــي ذر الغفاري رض الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫سبل‬
‫وسلم ‪ '' :‬ةثلةثة ل ةيكلمهم الله ول ةينظر إليهم ةيو م القيامة ‪ ،‬ول ةيـزكـيـهـم ولـهـم عـذاب ألـيم ‪ :‬الُم ْ‬
‫والنان ‪ ،‬والنفق سلعته بالحلف الكاذب ‪ - ''.‬رواه مسلم ‪-‬‬
‫الــنان هو النــسان البالغ فـي تعدةيد النعمة والفضل على من أحسن إليه حـتـى ةيفسد عطـاَءه ‪ ،‬لذا‬
‫أمــر الســل م بـعد م إستكـثار عمـل الخي ‪ ،‬لن في ذلك مدعاة للعــتزامز بــالنفس ‪ ،‬بــل علــى النســان‬
‫إستصغار تضحيته وبَْدِله ‪ ،‬مع الشعور بالخوف مــن عــــد م ّ‬
‫تقـــبل اللــه إحســانه الــذي ةيجــب أن ةيكــون‬
‫خالصا لله ‪ ،‬ل لرتقاب الثواب عليه من الخلق ‪ ،‬ول لرغـبة في شء مـن الدنيا ‪.‬‬
‫قال ابن كيسان ‪'' :‬ل تستكث عملك فتاه من نفســك ‪ ،‬إنمـا عملــك ِمّنـٌة مــن اللــه عليـك إذ جعــل لــك‬
‫سبيل إلى عبادته‪''.‬‬
‫قـال تـعالى‪ '':‬الذةين ةينفقون أموالهم في سبيل الله ةثم ل ةيتبعون ماأنفقوا َمّناً ول أذى لهم أجرهم عنــد‬
‫ربهم ول خوف عليهم ول هم ةيحزنون ‪ -''.‬البقرة ‪- 262‬‬

‫‪86‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـطـيــب‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬طاب ةيطيب ِطيًبا و ِطيبًَة و ِتْطَياباً ‪ :‬طاب الشء ‪ :‬لّذ ومزكي ‪ ،‬طـــــاب الهواء ‪:‬‬
‫ل ََن ورَّق ‪ ،‬لقمة طيبة ‪ :‬حلل ‪ ،‬كل م طيب ‪ :‬طاهر وسالم من الخبث‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬الطـيـب إسـم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهو على ومزن َفْيعل‬
‫صيغة غي قياسية ةيراد بها البالغة ‪ ،‬ولم ةيرد إسما صةيحا في القرآن ‪ ،‬ولكن ورد كــصفة لفـعال‬
‫العـباد ترضيه سبحانه ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬إليه ةيصعد الكل م الطيب ‪ ،‬و العمل الصالّح ةيـرفعه"‪ -‬فاطر ‪10‬‬

‫ولقد ورد في السنة النبوةية إسما صةيحا مطلقا ‪ ،‬عن أبي هرةيرة رض الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪" :‬ةيا أةيها الناس إن الله طيب ل ةيقبل إل طيبا ‪ ،‬و إن الله أمر الؤمني بما أمر‬
‫به الرسلي ‪ ،‬وقـرأ ''ةيا أةيهـا الرسل كلوا من الطيبات وِاعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ‪ ".‬وقرأ ‪:‬‬
‫''ةيا أةيها الذةين آمنوا كلوا من طيبات ما رمزقناكم ‪ ،‬واشـكروا لله إن كنـتم إةياه تعبدون" ةثم ذكر الرجل‬
‫ةيطيل السفر أشعـت أغبر ةيـمـد ةيـدةيه إلى الـسمـاء ةيارب ةيـارب ‪ ،‬ومطعـمه حرا م وملبسه حرا م ‪ ،‬وغذي‬
‫بالحرا م فمأّنى ُةيسَتجاب له ؟ ''‪ -‬رواه مـسلم ‪-‬‬
‫صُدر عنه وهي منتهية إليه سبحانه ‪ ،‬فما طاب شـيء إل بطيبه ‪ ،‬ول ةيقول ولةيفعل‬
‫والطيبات ك ّلها َت ْ‬
‫إل ما هو موجب لكماله وعظمته ‪ ،‬ول ةيقبل من عباده إل ما كان موصوفا بالطيب ‪ ،‬لذا أمرهــم بــمأن ل‬
‫ةيقولوا إل خيا ول ةيعملوا إل صالحا ‪ ،‬ول ةيكســبوا إل حلل ول ةينفقــوا إل طيبــا ‪ ،‬قــال تعــالى ‪ '' :‬ةيــا‬
‫أةيها الذةين آمنوا ل تحرموا طيبات ما أحل الله لـكـم ول تعتدوا إن اللـه ل ةيحب العتدةين ‪ .‬وكلــوا ممــا‬
‫رمزقنكـم حلل طيـبا ‪ ،‬وِاتـقـوا الله الذي أنتم به مومنون‪ -''.‬الائدة ‪- 90 - 89‬‬
‫‪ - 3‬الدللــة اﻷخليقيــة ‪ :‬إن اللــه خلــق النســان و أوجــد لــه النعــم ‪ ،‬وفطــره علــى التمتــع باللــذات‬
‫والشهوات ‪ ،‬ولكنه سبحانه شــّرع وبـّي له متــى تكــون الـنعـمة طـيــبة فتِحّل له ‪ ،‬ومت تكون خبيثة‬
‫فُتحرَ م عليه ‪ ،‬فجعل النعمة الطـيـبة أصـلها تحقيق النفــع فــي إطــار الحلل ‪ ،‬وجعــل الخبيثــة رجــس‬
‫ِاجتمعت فيها كّل موبقات الذنوب ‪ ،‬فهـي مفـتاح كل شـ ّ ٍر ومـنفـذ كـ ّ ِل بـلء ‪ ،‬والله ّ‬
‫كر م النسان بالعقــل‬
‫و مزةينه بالفهم ووجهه بالتدبر والتفكر ‪ ،‬فكان العقـل مــــن أكـب ِنعَـم اللــه علـى النســان ‪ ،‬فهـو منطلــق‬
‫التكليف وبه ةيميّيز بي الحلل والحرا م والضار والنافع ‪ ،‬وبه ةيسعـد النسان فـي الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪" :‬قــل ل ةيســتوي الخـبيـــث و الـطيـــ ب و لــو أعجبــك كــثة الخــبيث ‪ ،‬فــاتقوا اللــه ةيــا أولــي‬
‫اللباب لعلكم تفلحون ‪ -".‬الائدة ‪- 102‬‬

‫‪87‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـسـبــوح‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية‪ :‬سبّح ةيسبّح التسبيّح ‪ :‬سبّح الله‪ :‬ن ّزهه عن كل سوء ونقص وعـــيب ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬السبوح إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬ولم ةيــمأت علــى ومزن‬
‫َفـُعـول ‪ -‬صيغة مبالغة ‪ -‬كـباقي السماء الخرى ‪ ،‬وإنما أتى مـضمــو م الول ومضعـــف الثــاني علــى‬
‫ومزن ‪ -‬فُْعُلول ‪ ، -‬ولم ةيرد في كتـاب اللـه العزةيـز إسـما صـةيحا ‪ ،‬ولكـن وردت صـيغ مـادة التسـبيّح ‪:‬‬
‫سبّح ‪ -‬فعل مضارع ‪ ، -‬سَِّبّح ‪ -‬فعــل أمــر‪ ، -‬الــّتســـِبيّح مصــدر ‪ ، -‬وبالصــيغة‬
‫سبّّح ‪ -‬فعل ماض ‪ ، -‬ةيُ ِّ‬
‫الت تقو م مقا م الصدر‪ -‬سبحان ‪ ، -‬ولقد ِاستوعب القرآن كــل أوجه الـكلمة تقرةيبـا إل الســم الصـــرةيّح‬
‫فقد ورد في السنة النبوةية صةيحا ومطلقا ‪.‬‬
‫عن أمنا عائـشـة رضـي الله عـنـها قـالت ‪'' :‬كـ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ةيقــول فــي ركــوعه‬
‫وسجوده ‪'':‬سبوح قدوس رب اللئكة والروح ‪- ''.‬رواه مسلم ‪-‬‬
‫إسما السبوح القدوس قد ةيردان متلمزمي للدللة على إةثـبات مـطلق التعظـيم والتنزةيه والكمال ‪ ،‬وأما‬
‫إذا ورد كل إسم على ِحَدة فهو ةيدل تصةيحا وضمنيا إما على التنةيه أو التعظيم لبيان الكمال ‪ ،‬ولــذا‬
‫فإن ذِْكر صيغة سبحان في القرآن دائما تكون مقرونة إما بإةثبات أو نفي ‪ ،‬فالةثبات ةيفيد التـعـظــيم‬
‫والنفي ةيفيد التنةيه ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدللة اﻷخليقية‪ :‬وإن من شـيء إل ةيسبّح بحمده ‪ ،‬ولكن ل تفقهون تسبيحهم‪ ،‬إنه كــان حليمــا‬
‫غفورا ‪ ''.‬الساء ‪- 44‬‬
‫إن العبادة لتستقيم إل بالتسبيّح أي الـتنةيه والتعظيم ‪ ،‬والتسبيّح بالنسبة للنسان إعتقاد ومقال‬
‫وعمــل طــوعي وإختيــاري ‪ ،‬وبالنســبة لبــاقي الكائنــات الخــرى هــو إعتقــاد ومقــال طــوعي إجبــاري‬
‫وةيـتـ ّ ِ‬
‫ضّح هذا مــن قـــوله ســبحانه ‪'' :‬ولكــن ل تفقهــون تســبيحهم''‪ ،‬فــالله ل ةينفــي الـــسمع وإنمــا ةينفــي‬
‫الـفـقـه ‪ ،‬وهــو الفهم العميق الؤةثر في النفس والباعث على رد الفعل ‪.‬‬
‫قال تعالى‪'' :‬حـتـى إذا ما جـاؤها شـهـد عليهم سمعهم وأبصارهم وجـلـودهـــم بـــما كـانـــوا ةيـعـــملون ‪.‬‬
‫وقـ الوا لجلودهم لم شهدتم علينا ‪ ،‬قالوا أنطقنـا اللــه الـذي أنطـق كـل شـــيء ‪ ،‬وهـو خلقكــم أول مــــرة‬
‫وإليه ترجعون '' ‪ -‬فصلت ‪- 20 - 19‬‬
‫إن الةية الكرةيمة تبي بمأن فعالية النسان تكمن في قدرته الرادةية ‪ ،‬الـتـي وهـبه الله إةياهــا فســخرها‬
‫له ‪ ،‬وأمره بتوظيفها فيما ةيـخـتـاره مـن خـيـر أو شـر ‪ ،‬ولـيـس له أن ةيخرج عــن أ ّ ٍي منهمــا كيفمــا كــان‬
‫إختياره ‪ ،‬فإن إختياره لةينفـي ول ةيتعـ ارض مع شمولية حالة التسبيّح الت بينها سبحانه ''وما مــن‬
‫شء إل ةيسبّح بحمده'' ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـجــواد‬
‫‪ - 1‬الدللة اللغوية ‪ :‬جاد ةيجود الجود ‪ :‬السخاء والبذل والكر م ‪ ،‬جاد بماله ‪ :‬بذله وسخا به ‪.‬‬
‫جاد بِعرْ ِ‬
‫ضه ‪ :‬عفا عمن أساء إليه ‪ ،‬جاد بنفسه ‪ :‬ضحى بها في سبيل الله ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية‪ :‬الجواد إسم من أسماء الله الحسن التوقيفية الطلقة ‪ ،‬وهـو علــى ومزن فَُعــال‬
‫بضم الول وتخفيف الثاني ‪ -‬صيغة مبالغة غي قياسية ‪ ، -‬ولـم ةيـرد فـي كتـاب اللــــه العزةيـز ‪ ،‬ولقـد‬
‫ورد في السنة النبــوةية إسما صةيــحا مطلقا ‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‪ :‬قـال رسـول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪'':‬إن الله تعالى جّواد ةيحب الجود ‪ ،‬وةيـحب معالي الخلق وةيكره سفاسفها‪''.‬‬
‫‪ -‬رواه البيهقي ‪-‬‬
‫الـجـود هـو وصف ملمز م لله ‪ ،‬ةيبدأ بالنوال قبل السؤال لغي عوض ‪ ،‬وبعـد الســـؤال أجــــود ولةيخلــو‬

‫جــوِده ‪ ،‬وأحب ما إليه أن ةيجـود على عباده فيوسعهم فضلً ‪ ،‬وةيغـمـرهم إحساناً وجـوداً‬ ‫جـوٌد من ُ‬ ‫َمـْو ُ‬
‫وةيـِتــّم عليهم نعمَته ‪ ،‬وةيضاعف لدةيهم ِمـّنـَته وةيتحّبب إليهم بعفوه ومغفرته ‪ ،‬ومحّبُته للجود فوق ما‬
‫ةيخطـر ببال الخلق أو ةيدور في أوهامهم ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قال تعالى ‪'':‬وسخر لكم ما في السماوات وما في الرض جـميعا منه إن في‬
‫ذلك لةيات لقو م ةيتفكرون ‪ -''.‬الجاةثية ‪- 12‬‬
‫إن قـهـر وتـسخي باقي الكـائنات للنسان مـن أكب النعم الـت أنعم بها الله عليه ‪ ،‬وهذا من جوده‬
‫ورحمته به حيث حفظ لجميع الكائنات خصوصياتها ‪ ،‬وصان ترابط العلل بالعلولت لكي لتعود‬
‫ات هـتا وصفاتـها‬
‫إلى الـعـد م ‪ ،‬فـلول حفـظـه لـقـوانـيـن الـتـرابـط لـفـقـدت الـموجودات خصوصيات ذََو ـِ‬
‫وتنافرت وتباعدت ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬أفـرآةيتم الـماء الـذي تشـربون ‪ .‬أأنـتم أنزلتموه من الزن أ م نحن‬
‫النلون ‪ .‬لو نشاء جعلناه أجاجاً فلول تشكرون ‪ - ''.‬الواقعة ‪- 73 - 71‬‬

‫الةية الولى تنبهنا وتذكرنا بنعمة ماء الطر النقي الصالّح للشب والزرع ‪ ،‬والةية الثانيــة تســتفِْهُمنا‬
‫عن من أنزله من السماء عذبا فراتا سائغا شـرابه ‪ ،‬وةيمأتي الجواب الستمد من العاةينة الذي ل ةيتك‬
‫أدنى مجال للشك بمأن الله هو ال ُ ْ ِ‬
‫نّل ‪ ،‬وبالتالي هو القادر لو شاء لجعله أجاجاً شدةيد اللوحــة كميــاه‬
‫البحار والحيطات ل ةينفع الرض ول من عليها ‪.‬‬
‫والعجامز هو تساقط الطر الحامضـي الذي ةيكتسب الصفة الحمضية بســبب ذوبــان الغــامزات الضــارة‬
‫بمــاء الطــر ‪ ،‬فيــؤدي إلــى تلــف الكــثي مــن النباتــات والشــجار ‪ ،‬وةيلــوث ميــاه البحيـــرات والنهــار‬
‫وةيقضـي على ما تحتوةيه الراض من خيـرات ‪ ،‬كما ةيتسبب في عمليات التآكل فــي النشــآت الحجرةيــة‬
‫والعدنية ‪ ،‬فمن الذي ةيستطيع منع الطر الحمض ؟‬

‫‪89‬‬
‫دلل ت إســم ‪ :‬الـديــان‬
‫‪ -1‬الدللة اللغوية ‪ :‬دان ةيدةين الدةين ‪ :‬وةيطلق على عدة معان منها ‪:‬‬
‫* شةيعة الله الت ارتضاها لعباده * الطاعة و الخضوع ‪ :‬دان العبد لسيده ‪ :‬أطاعه * الجزاء ‪ :‬جــاء‬
‫في الةثر كما تدةين تدان ‪ ،‬وقال تعالى ‪" :‬مالك ةيو م الدةين" ةيو م الحســاب و الجــزاء ‪ ،‬ودان اللــه الخلــق‬
‫أي حاسبهم ‪ ،‬و جزاهم على ما عملوا في الحياة الدنيا‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدللة التوحيدية ‪ :‬الدةيان إسم من أسماء الله الحســن التوقيفيــة الطلقــة ‪ ،‬لــم ةيــــرد فــي كتــاب‬
‫الله العزةيز ‪ ،‬ولقد ورد في السنة النبوةية إسما صةيحا مطلقا ‪ ،‬عــن عبد الله بن أنيــس قــال ‪ :‬ســمعت‬
‫حشـُر اللـه عـزّ و جـلّ العبــاد ‪ ،‬قـال ‪ - :‬و أومـمأ بيـده إلــى‬
‫رسول الله صلى الله عليه و ســلم ةيقـول ‪":‬ةيَ ْ‬
‫الشا م ‪ُ -‬عراًة ُغرْل ً ب ُْهماً ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما ب ُْهماً ؟ قال ‪ :‬ليس معهـم شــيء ‪ ،‬فينـادى بصـوت ةيسـمعه مـن بَُعـَد‬
‫ب ‪ '':‬أنا اللك ‪ ،‬أنا الدةيان ‪ ،‬ل ةينبغي لحد من أهل الجنة أن ةيدخل الجنــة ‪ ،‬و أحــد‬
‫كما ةيسمعه من َقر ُ َ‬
‫من أهل النار ةيطالبه بمظلمة ‪ ،‬ولةينبغي لحــد من أهــ ل النار أن ةيدخل النار ‪ ،‬و أحد مــن أهــل الجنــة‬
‫ةيطالبه بمظلمة ‪ ''.‬قــالوا ‪ :‬و كـيـف و أّنــا نمأتــي الله عراة غرل بهما ‪ ،‬قال‪ :‬بالحسنات و السيئات‪".‬‬
‫‪ -‬رواه الطياني ‪-‬‬
‫الدةيان هو الحاسب والجامزي لعب اده ةيو م الدةين ‪ ،‬قال تعالى‪" :‬و نضع الوامزةين القســط ليــو م القيامــة‬
‫فل تظلم نفس شيئا ‪ ،‬وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكـفـى بنا حـاسـبـيـن‪ - .‬النبياء ‪- 47‬‬
‫‪ – 3‬الدللة اﻷخليقية ‪ :‬قــال تعالى عن هــول ةيوـم القيامة ‪" :‬با أةيها الناس اتـقوا ربكم ‪ ،‬إن مزلزلة‬
‫الساعة شء عظيم ‪ ،‬ةيو م ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كـل ذات حـمـل حملها وترى‬
‫الناس سكارى وما هم بسكارى و لكن عذاب الله شدةيد‪-".‬الحج ‪- 2–1‬‬
‫بما أن ةيو م القيامـة كــل الثـوابت الكونيـة تتلشــى و تتغيـــر وةيـشـَْتـــّد الهَـْول ‪ ،‬فــإن هــذا الواقـع الـذهل‬
‫سيؤدي إلى الـوهـــن ‪ ،‬أي العـــياء والتعــب الصــحوب بــمأعراض عضــوةية متنوعـة ‪ ،‬وةينتهــي إلــى حـــد‬
‫إنهيار النظـومة الفسيولوجية فيحدث إختلل لكل القـوى ‪ ،‬ولـقـد ِاكـتـشـف العلماء حـدةيـثـا أن شــــدة‬
‫الـخــوف والضطرابات النفسية تؤدي إلى الخلل في نظا م الوظائف الفسيولوجية ‪.‬‬
‫ومعن مزلزلة الساعة ‪ * :‬الزلزلة ل تخلو الكلمة مــن دللـة علــى أنهـا مثـال مضـــروب للتقرةيــب ‪ ،‬فـهـــي‬
‫غيـر النظا م الجاري في الدنيا ‪ ،‬وتندرج ضمن مشاهد القيامة الت ل ةيعلم حقيقتها إل الله ‪.‬‬
‫* الساعة ‪ :‬في لصطلح القرآني هي وقت فناء الدنيا والخلو ص إلى عــالم الـحـشـــر ‪ ،‬وهــي حاصــلة‬
‫عند إشاف العالم الدنيوي على الفناء وفساد نظامه ‪.‬‬
‫ومعن شء عظيم ‪ :‬التيان بلفظ ''شء'' للتهوةيل بسبب توغله في الـتـنكـيـر ‪ ،‬أي ما سـيتقـع أةثناء‬

‫‪90‬‬
‫مزلزلة الساعة ل ةيعلـم النسـان كنهـه ‪ ،‬فهـو شـــيء عظيـم ةيفــــوق قــدرتــــه الدراكيـة ‪ ،‬لن فـــــي هــذه‬
‫الساعة تنكشف الحقائق اْلـُمـْبـِهـَرة ‪ ،‬ومن شـدة هـول هـذا الـموقـــف ةيصــبّح النــاس ســكارى ‪ ،‬والســكر‬
‫لغة هو خلف الصحو و إصطلحا غياب العقل ‪ ،‬وهذا ما تـقـصـده الةيــــة ''و تـــــرى الناس ســكارى‬
‫و مــا هــم بســكارى '' أي أنهــم ل ةيملكــون حيلــة للبتعــاد عــن هــذا الـهـــول ‪ ،‬الــذي جعلهــم ةيتصــرفون‬
‫بطرةيقة عشوائية كمأنهم سكـارى مع أن العقــل لم ةيـخالطـه ُمـَس ّ ِكــر ٌ ‪ ،‬وهــذا ةيشــبه ســكرة الــوت ‪ ،‬قــال‬
‫تعالى ‪ '':‬وجاءت سكرة الوت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد‪ - ''.‬ق ‪- 19‬‬
‫وسكرة الــوت معناهــا أن النســان لحظــة الــــوت ةيصــبّح عنــده إدراك جدةيــد لهــذا الوجــود ‪ ،‬فـــتتم ّلكه‬
‫حـالـة الـرعـب وال نــــدهاش والـتعـجـــب ‪ ،‬وتـعجـــز قـــدراته العلقيـة علــى تفســي مـا ألــم بــه ‪ ،‬فـتـــراه‬
‫َسكَْرناً وليس بسكراٍن ‪ ،‬قال علي بن أبي طالب رض الله عنه ‪ '':‬إّنكم لـو عاةينتم مــا قـــد عـاةيـــــن مــن‬
‫مـ ات منكم لجزعتم ووهلتم ‪ ،‬وسمعتم وأطعتم ‪ ،‬ولكن محجوب عنكم ما قد عاةينــوا ‪ ،‬وقرةيب ما ةيطرح‬
‫الحجاب‪''.‬‬

‫***‬
‫دعـــــــاء‬
‫اللهم تجاومز عن ظلمي واِ غفر لي جهلي ‪ ،‬ول تؤاخذني إن نسيت أو أخطمأت ‪ ،‬فإنك أقرب من ناجيت‬
‫وأكر م من اِرتجيت ‪ ،‬واِجعلن أغن خلقك بك ‪ ،‬وأفقر عبادك إليك ‪.‬‬
‫اللهم ل تفقرني بالستغناء عنك ‪ ،‬وِاغنين بالفتقار إليك ‪ ،‬وِاجعلن خي مما ةيظنون ‪ ،‬وِاغفر لي ما‬
‫ل ةيعلمون ‪ ،‬ول تؤخذني بما ةيقولون ‪.‬‬
‫اللهم ل تحرمن أجر هذا العمل ‪ ،‬وبلغ ةثوابه لوالدي ولهلنا أجمعي ‪ ،‬ولن لهم الفضل علينا ‪ ،‬وِارحم‬
‫أموات السلمي أجمعي ‪ ،‬وألحقنا وإةياهم بالصالحي ‪.‬‬
‫اللهم هذا الدعاء ومنك الجابة ‪ ،‬ومّن الجهد وعليك التـكلن ‪ ،‬فل تكلن لنفس طرفة عي ‪ ،‬إنك‬
‫على ما تشاء قدةير وبالستجابة جدةير ‪ ،‬وصلى الله على سيدنا محمد في الولي والخرةين‪ ،‬وعلى‬
‫آله وصحبه أجمعي ‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان الى ةيو م الدةين ‪ ،‬والحمد لله رب العالي ‪.‬‬

‫***‬

‫** تم بعونه وتوفيقه ةيو م الجمعة ‪ 9‬رجب ‪ 1435‬الوافق ل ‪ 9‬ماي ‪** 2014‬‬

‫‪91‬‬
‫الــمـراجــع‬

‫‪ - 1‬القرآن الكريم ‪ :‬الصحف المزهري طبعة ‪1964‬‬


‫‪ - 2‬الباحث اللغوية ‪:‬‬
‫* لسان العرب ‪ :‬مؤلفه ابن منظورالدةيب الما م اللغوي الحجة‪.‬‬
‫* العجم الوسيط ‪ :‬مجموعة من الؤلفي‪ :‬إبراهيم مصطفى ـ أحمد الزةيات ـ حامد عبد القادر ـ محمد‬
‫النجار ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الباحث التوحيدية ‪:‬‬
‫* تفسي القرآن الكرةيم لبن كثي‬
‫* تيسي الكرةيم الرحمان في تفسي كل م النان للشيخ السعدي‬
‫* في ظلل القرآن لسيد قطب‬
‫* خواطر الشيخ الشعراوي في تفسي القرآن الكرةيم‬
‫* السند للما م أحمد بن حنبل‬
‫* الجامع للما م التمذي أبو عيس‬
‫* القصد السن في شح أسماء الله الحسن للما م أبو حامد الغزالي‬
‫* القواعد الثلى في صفات الله وأسمائه الحسن للشيخ محمد بن صالّح ابن عثيمي‪.‬‬
‫* أسماء الله الحسن لحمد راتب النابلس‬
‫* اسماء الله الحسن الثابتة فى الكتاب والسنة لحمود عبد الرمزاق الرضوانى‬
‫‪ – 4‬الباحث العلمية ‪:‬‬
‫*مواقع علمية ‪ :‬موسوعة العلو م العربية – دليل العرب الشامل – الفضاء التاسع – وةيكيبيدةيا‬
‫الوسوعة الحرة ‪.‬‬

‫‪92‬‬

You might also like