Professional Documents
Culture Documents
1
محتويات البحث
2
القدمة
باديء ذي بدء يجب التفريق بي قضيت العجاز العلمي تفي لدقرآن الكريم ،والتفسي العلمي
التجريب ،تفالول ميدقصد به إشارة الدقرآن إلى حدقيدقة ممدررةكة الوجود ،دون تفسي ماهيتها علمياا .
والثاني يراد به الحدقيدقة العلمية ،طبدقاا للبهنة والتنظي العلمي التجريب أو التفتاض ،مثلا :
قوله تعالى '' :وجعلنا الرض مهاداا .والجبال أوتاداا '' ـ النبأ 6ـ 7ـ
هذه حدقيدقية ممدررةكة الوجود تفي الدقرآن دون تفسي ماهيتها علمياا ،لكن عندما توصصل علماء
الجيولوجيا تفي العص الحديث إلى أن تحت الجبل إمتداادا يفوق علوه '' أوتاداا '' ،قد مغرررس تفي
الطبدقة اللزجة الت تحت طبدقة الصخور ،أصبحت الحدقيدقة الوجودية حدقيدقة علمية ،طبدقاا للبهنة
إن من الواجب على من يدقرأ الدقرآن الكريم أن ل يدقرأه بخلفية معرتفية دينية وحسب ،بل يجب أن
يضيف إليها خلفية معرتفية علمية ،مع الحرص على التوتفيق بي الرجعيتي ،حت ل يبدقى العدقل
خاضع اا لسلطة الوروث ،الذي يعتب أن النهج العلمي ،يتصادم مع الحدقيدقة الطلدقة التجلية تفي
الوحي اللهي ،بينما الحدقيدقة هي أن العلم ل يدقابل الدين مدقابلة تناقض ،ول مدقابلة تمايز ول
مدقابلة تباين وإنما مدقابلة تواتفق ،وبهما معاا يكتمل اليدقي تفيداد المؤمن إتفتكاراا وإعتباراا ،وتتدقوى
صلته بخالدقه بفضل رؤيته التكاملية ،قال تعالى '' :الذين يذةكرون الله قياما وقعودا وعلى
جنوبهم ،ويتفكرون تفي خلق السماوات والرض ،ربنا ما خلدقت هذا باطل سبحانك تفدقنا عذاب النار
ربنا إنك من تدخل النار تفدقد أخزيته وما للظالي من أنصار '' ـ آل عمران 191ـ 192ـ
والتعامل مع العجاز العلمي تفي الدقرآن يتطلب الحذر والحتاز ،والستشهاد تفدقط بالحدقائق العلمية
الدقطعية ،والثابتة تفي مجال النظريات الت ترقى إلى مدقام الحدقيدقة العلمية ،دون إجتاء على
النص الدقرآني أو التكلف ،أو محاولة لر ي ري أعناق اليات من أجل مواتفدقتها للحدقيدقة العلمية .
وهذا البحث التواضع هو عبارة عن محاولة لتفيس مفهوم الجن ،إعتماداا على النظرية التفتاضية
الت تنبن على طرح تواتفدقي ،يلئم بي العجاز العلمي الوارد تفي اليات ،الت تخبنا بوجود
الجن وتبي لنا ماهيته ،وبي النظرية التفتاضية ،الت تعتمد على منطق الحتمال ،للوصول إلى
3
الدرارك النسب لفهوم الجن ،الذي يصعب تحديده بواسطة النطق التجريب ،سواء الستدقرائي أو
الستنتاجي ،وهذا هو س اللجوء لهذا النوع من التفكي ،الذي يتخذ من الستدلل الحتمالي
4
الغيب من منظور العقل
الغيب هو ما غاب عن حس النسان وعجز عن إدراك ماهيته ،ولم يدرك ثبوته إل من خلل آثاره
تفحسب ،ةكالوجود اللهي و اللئكة والجن … ،وغيه من الوجودات الغيبية ،منها ما هو غيب
نسب وهو قابل لن يصبح من عالم الشهادة ،عن طريق البحث العلمي إذا توتفرت شوطه ،ومنها
ما هو غيب مطلق وهو خارج عن إرادة النسان ،بحيث ل تدقتضيه بديهية العدقل لنه تعبي شكلي
منطدقي ،يستعمل تفي الستدلل للحصول على أةكب عدد ممكن من النتائج ل يعلم ةكنهها إل الله .
وعالم الشهادة ل يدقتص تفدقط على الحسوسات ،تفالوجود الغيبـي إذا أثبته الستدلل العتباري
أصبح هو أيضاا وجود إتفتاض ،إنطلقاا من مفاهيم يكون إدراکها محدود ومشوط ،وخاضع
لنطق معي ليمکن أن تجاوزه إلى نطاق مطلق ،مثلا الجاذبية تفهي تدرك بآثارها ول تدرك بعينها
لذا هناك تفرق بي وجود الش وإدراةكه ،مثلا تفى الاض ةكان النسان ل يدرك وجود اليكروبات أو
الفيوسات ،رغم أنها ةكانت موجودة وتسبب أمراض تفتاةكة ،وبفضل الرؤية اليكروسكوبية الدقيدقة
إن السعي لعرتفة الغيب ميع يد خاصية من الخصائص المية للنسان عن غيه من الكائنات ،تفهو
بطبعه يتط يلع لعرتفة عالم الغيب ،إعتماداا على قدراته العدقلية التفتاضية التعالية عن الادة ،ول
ي يدخر جهد اا تفي توظيف الستدلل العتباري لعرتفة الغيب ،لذا جعل الحق سبحانه اليمان بالغيب
من الرةكائز الساسية الت يدقوم عليها السلم ،قال تعالى '' :قل سيوا تفي الرض تفانظروا ةكيف
بدأ الخلق ،ثم الله ينش النشأة الخرة ،إن الله على ةكل شء قدير '' ـ العنكبوت 20ـ
تفي الية إثارةة للعدقل النساني وحثث على التفبكر والتدببر ،لدراك الحدقيدقة التمثلة تفي الوعي والفهم
ليتحدقق الرتباط اليجابي بي الغيب والشهادة ،وذاك مدقتض العدقل الذي هو منفذ العرتفة ،الت ل
تدرك إل بواسطة السعي العرتفي ''سيوا تفي الرض'' ،الذي ينبن على '' تفانظروا ةكيف بدأ الخلق''
إنها ليست دعوة إلى مجرد النظر إلى الوجودات بغية النبهار بعظمة الخالق وقدرته تفدقط ،بل هي
دعوة إلى ماهو أبعد وأعمق وأةكث نفع اا ،لن دللة لفظ النظر تعن :إدراك ةكنه الوجود عن طريق
الستدلل بعد التدبر .تفالمر اللهي '' تفانظروا '' يح يدد لنا من خلله منهجاا علمياا لعرتفة ةكيف بدأ
5
الخلق ،وحيث على البحث والتندقيب عن أسار بداية الخلق ،وهذه إشارة دالة على أن أسار
الخلق مكنونة تفي الرض ،وهذا ما توصل إليه علماء الحفريات '' الرةكولوجيا '' ،حيث تمكنوا من
معرتفة ةكيف بدأت الحياة على الرض ،بواسطة دراسة الحفريات دراسة علمية .وهكذا إنتدقل
النسان من إستغراق النظر تفي التأمل والجدل النظري إلى البحث العلمي ،تفكان الصي إليه لزاما
تفي حكم العدقل ،قال تعالى '' :ألم ذلك الكتاب ل ريب تفيه هدى للمتدقي .الذين يمؤمنون بالغيب
ويدقيمون الصلة ومما رزقناهم ينفدقون .والذين يمؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالخرة
هم يوقنون .أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم الفلحون '' ـ البدقرة 1ـ 3ـ
إن سمة التدقي هي التكامل اليماني الشامل للغيب والشهادة ،لذا أثن عليهم الحق سبحانه
'' أولئك هم الفلحون'' ،لنهم أدرةكوا بالعدقل أن عالي الغيب والشهادة متكاملي ،وإستمدوا قواني
الشهادة من عالم الغيب ،تفتميكنوا من تحدقيق غاية وجودههم تفي عالم الشهادة ،تفأعمروه على هدى
من الله ،قال تعالى '' :الذين إن مكناهم تفي الرض أقاموا الصلة وآتوا الزةكاة ،وأمروا بالعروف
مفهوم العقل :جاء تفي العجم الوسيط :عدقل عدقلا أي أدرك الشياء على حدقيدقتها ،بواسطة
أما العاجم التخصصة تفي التبية وعلم النفس ،تفهي ترى بأن العدقل هو الذةكاء والدقدرة العامة
والدقدرات التخصصة ،بالضاتفة إلى الدقدرات الشعورية واللشعورية .ومن مشتدقات ةكلمة العدقل
الت تناولتها العاجم ةكلمة العدقلنية ،وهي موقف تفكري وسلوةكي بإعتبار العدقل هو الدقيمة العليا تفي
والعدقل من أجل النعم الت وهبها الله سبحانه للنسان ،ليكون الداة الفعالة لدقيادته إلى تحدقيق
الهدف من خلدقه ،ولدقد أثبتت البحاث العلمية الهتمة بال خ والجهاز العصب بأن دماغ النسان
يندقسم إلى قسمي رئيسيي ،يتواصلن عب ةكتلة ةكثيفة من الخيوط العصبية ،حيث يدقوم الدقسم
الوجود تفي الجانب اليس بالدقدرات العدقلية ،الت تتطلب العمليات الحسابية والبحاث الطبيعية
تفي الادة ،وبنا اء عليه تفهو '' عدقل منطدقي '' .أما الدقسم الوجود تفي الجانب اليمن تفهو يدقوم
6
بالعمليات العاطفية والوجدانية ،وبنااء عليه تفهو ''عدقل رمزي'' يربط النسان بالغيب ،وهما معاا تفي
حال توازنهما ميح يددان معن الحياة والوجود ،والغاية من الحياة والوجود ،وعلقة ذلك بما وراء
الحياة وما وراء الوجود ،ومن خلل هذه العلقة التداولية والتفاعلية مع عالم الغيب والشهادة
والعدقل بمفرده ل يستدقيل بتحصيل الحدقيدقة الطلدقة نظراا لحدوديته ،وعدم قدرته على الحاطة
واللام بكاتفة الحيثيات ،وبالتالي تفالنسبية ليست تفي الحدقيدقة ،وإنما إدراك العدقل هو النسب
ل :الروح ل يستطيع العدقل أن يدرك ةكنهها ،إذن النسبية تفي إدراك العدقل وليست النسبية تفي
مث ا
حدقيدقة الروح ،لذا ل يمكن للنسان نيل الحدقيدقة الطلدقة ةكلها ،وهذا ما يضطر النسان إلى اللجوء
إلى الستدلل بالنطق التفتاض ،وهو ينبن على وجود مجموعة متنوعة من الستنتاجات
والحتمالت ،وبالتال تفمعرتفتنا الت نتباهى بها تفي عصنا الحالي ،ليست سوى نتاج لتخيلتنا
وإتفتاضاتنا الفلسفية والرياضية ،تتخلى عن مساراتها خلل التجارب الختبية الت تجرى عليها
لن الوجود الغيب ل يمكن إدراةكه من خلل إتفتاض واحد واضح مطلدقاا ،بل ميدرك من خلل رؤى
متكاملة ،تتواتفق مع بعضها تفي الحتمال ،لكنها تتناقض ظاهرياا تفي ةكثي من الحيان .
7
الغيب من منظور الخيال
إن طرح مفهوم الخيال يتطلب أول ا تحديد الفرق بي الوهم والخيال :
الوهم :هو تش بوه الحدقيدقة بسبب الدراك الدقائم على إتفتاضات مغلوطة ،تمؤدي إلى سوء تفسي
الخيال هو من قوى العدقل الباطن ،حيث يدقوم العدقل من خلل التخيل صورة ذهنية ةكإمتداد لحدقيدقة
معلومة ،وواقع قائم ليضيف إليها جديداا مبتكراا .وهذه الصورة تختلف من شخص لخر بإختلف
التنشئة والثدقاتفة واللكات ،ويكون لها أعمق تأثياا تفي تفكر وسلوك الشخص ،القدر على إستيعابها
والقرب إلى تصديدقها واليمان بها ،حسب خصوبة ملكة الخيال لديه ،وبالتالي هناك علقة طردية
وتكمن أهمية الخيال تفي ةكونه يمثل واقع إتفتاض قابل للتصديق نظرياا ،إل أنه ينبغي الحذر من
خطورة سلبيات الخيال الجامح ،الذي يمؤدي بصاحبه إلى الشعور بالغموض واللتباس واللواقعية
تفيستسل معه إلى درجة التفلت من حدقائق الواقع ،لينتدقل به الخيال إلى عالم الوهام الزائفة
تفيصبح الغيب ضباا من الساطي والخرتفات ،متريس خ تفي النفوس الشعور بالضطراب والخوف .
1ـ الخوف الفسيولوجى الطبيعى :يتمي بالنفعال بسبب إقتاب مكروه أو توقعه ،تصحبه ردود
تفعل حرةكية مختلفة ،ويحدث نتيجة تنيبه منطدقة معينة تفي الدماغ تسمى '' اللوزة الدماغية '' ،ميما
يمؤدي إلى إتفراز الغدة النخامية لهرمون محيفز للغدة الكظرية ،الت تفرز هرمون الدرنالي
والنورادرينالي تفي الدم ،تفتحصل تغيات تفسيولوجية وةكيميائية حيوية مذهلة ،حيث ترتفع
نبضات الدقلب وتندقبض الوعية الدموية ،وبالجمل يمؤدي إلى تحضي الجسم إيما للمواجهة أو
الهروب .وهذا الخوف ضوري بالنسبة لكل إنسان لدتفع الذى عن نفسه والحفاظ على حياته ،ةكما
أنه يح يفز العدقل على تجنب مخاطر التهور والطيش ،وهو ل يمثل أية عدقبة أو حاجز يمنع من
2ـ الخوف الرض :ةكل شخص له مخاوف تسيطر على مسار حياته بدرجات متفاوتة ،و لكن إذا
8
احت يد الخوف وبصورة مبالغ تفيها من أشياء عادية ،تفسيتحيول إلى مرض نفس ـ تفوبيا ـ ،ويكون
نتيجة تعرض النسان لبعض الكبوتات والصاعات والتوترات النفسية ،الت تتخذ الخوف غطاء
وشكل لها .وأقص أنواع الخوف هو الخوف من الوجودات الغيبية ،الت تتاوح تمظهراتها ما بي
الحدقيدقة والوهم ،وهذا النوع يسبب لصاحبه إزعاجاا شديداا ،بسبب تصاعد مشاعر الخوف الت قد
تصل إلى حد الرهاب ،وهو خوف عميق مستمير على غي أساس من واقع الخطر ،أو التهديد من
موقف ما أو شء معيي ،ويرى البسلوةكيون أن هذه الخاوف نتيجة لسلسلة من الرتباطات بي ةكثي
من المؤ يثرات السلبية ،وبذلك تتضاعف العاناة وتتفاقم تفيعيش الخائف صاعات نفسية حادة
ومريرة ،تفيميل إلى النزواء والنطواء على الذات ،خالدقاا لذاته عالاا داخلياا غريباا .
ومن الوجودات الغيبية الت تثي الخوف لدى النسان الجن ،وهذه ظاهرة قديمة جداا قدام العتدقدات
البشية ،حيث أن مفهوم الجن الزعوم لم يدرةكه إل الواهمون بخيالهم الرعوب ،وبعيونهم الكليلة
الذعورة ،وما هو تفي الواقع إل وهماا باطلا وخيال ا ةكاذباا ،ل وجود له إل تفي خيال همؤلء الواهمي
الذين تو يهموا تصورات مغلوطة شائعة عن أشكال الجن ،حيث وصفوهم بدقبح الخلدقة ودمامتها
وبشكلها الرعب والفزع ،وبأن له الدقدرة على التشكل تفي أي صورة شاء ،وله قدرات خارقة
وسلطان مبي ،وهكذا ش يوهوا الحدقيدقة بسبب ما أبدعوا من خيال سدقيم تفي غيبة عدقل سليم ،تفتس خ
9
الجن من منظور القرآن
مفهوم الجن :لفظ الجن ورد تفي الدقرآن الكريم مرات عديدة ،ليمؤدي معاني ذات الدللت مختلفة
حسب السياق ،بإستثناء الفهوم الخراتفي الذي شاع بي الواهمي الضالي والض ريلي .
جاء تفي العاجم اللغوية :جصن الليل :أظلم تفست الرئيات ،قال تعالى '' :تفلما جين عليه الليل رأى
ةكوةكبا قال هذا ربي ،تفلما أتفل قال ل أحب التفلي '' ـ النعام 76ـ
الجني من ج ين :الكائن الستت تفي الرحم ،قال تعالى '' :خلدقكم تفي بطون أمهاتكم خلدقا من بعد
الرج صنة :الحديدقة ذات الشجار الكثيفة الت تحجب الرؤية ،قال تعالى '' :جنات ألفاتفا '' ـ النبأ 16ـ
أي بساتي ملتفة الشجار .وتفي الجمل إن مادة ''ج ن ن'' تفي اللغة العربية تتضمن معن الست
تحدقق ،تفع رلـق بمفهوم الجن الكثي من الساطي والخراتفات ،حت عبدهم البعض من دون الله
عز وجل ،قال تعالى '' :بل ةكانوا يعبدون الجن أةكثهم بهم ممؤمنون '' ـ سبأ 41ـ
ول سبيل لعرتفة حدقيدقة الجن إل باللجوء إلى تدبر الدقرآن الكريم ،الذي ل يأتيه الباطل ل من بي
يديه ول من خلفه ،لنه قول الحق الحفوظ من ةكل ريب ،وسأحاول سد اليات الت تبيـن حدقيدقة
الجن وماهيته الت تميه عيما سواه ،بعد إتحاده تفي الخلق والوجود مع باقي الوجودات الخرى
قال تعالى '' :خلق النسان من صلصال ةكالفخار ،وخلق الجان من مارج من نار '' ـ الرحمن 15ـ
وةكما بيي لنا الحق سبحانه وح يدد لنا نوع هذه الخلئط ،قال تعالى '' :والجان خلدقناه من من
النار السموم ''ـ الحجر 27ـ نار السموم :نهاية لهب النار وأشد أجزائها حرارة.
خلق منها الجن ل تمكننا من رؤيتهم ،وبالتالي ل نستطيع وصف شكلهم أو
و طبيعة الادة الت م
هيئتهم ،ول تحديد حيهم الكاني ،بينما هم بإستطاعتهم أن يرونا ،قال تعالى '' :إنه يراةكم هو
10
والغاية من خلق الجن النس هي العبودية الخالصة لله ،قال تعالى '' :وما خلدقت الجن والنس
الراد من '' إل ليعبدون'' أي إتفراد الله سبحانه بالسيادة الحدقيدقية ،تفهي وحدها تدقي من رر ي رق
الخلوقي ،ومتح يرر من الذل والخضوع لكل ما سوى الله ،تفل سلطان إل سلطان الله اللك الحق
لإله إل هو .تفإذا لم يكن العبود هو الله عز وجل ،تفكل معبود سواه باطل ،قال تعالى '' :وأنه ةكان
رجال من النس يعوذون برجال من الجن تفزادوهم رهدقاا '' ـ الجن 6ـ
يعوذون :أعوذ بالله :ألوذ وألجأ إليه وأعتصم به ،والعوذة بغي الله نهى سبحانه عنها ،لن
العتدقاد الزائف والضلل هو الذي يمؤدي إلى اللتجاء إلى الجن والتعلق به ،وهذه الستجارة لن
تزد النسان إل خوتفاا وإرهاباا ورعباا ،والأمور به هو الستعاذة بالله أي الستجارة والتحي إليه
سبحانه لنه ميطمئ أولياءه ،ويعدهم بأن ل خوف عليهم ول هم يحزنون ،قال تعالى '' :وإما
ينغنك من الشيطان نزغ تفاستعذ بالله إنه سميع عليم .إن الذين اتدقوا إذا مسهم طائف من
أما الشيطان تفلن يزيد أولياءه إل الخوف ليمشيل إرادتهم ويثبط عزيمتهم ،لنه إسم على مسمى
تفالشيطان من تفعل رشرطرن :بمعد ،وشاطنه :خالفه عن قصده ووجهته ،وهو صفة وليس علماا على
أحد بعينيه ،والراد به هو من يمؤثر على النسان ليبعده عن قصد سواء السبيل ووجهة الصواب
سوا اء ةكان من جنس الجن أو النس .لذا ل ملجأ من الله سبحانه إل عن طريق تطبيق ما أمر به
ومن تفعل تفدقد لذ إلى الرةكن الرةكي ،واحتمى بالحصن الحصي ،تفلن يضه بإذن الله شيئاا ،لنه
تفي حمى العزيز الجبار ،وأما من خالجه شك أوشبهة وغلبته شدقوته ،تفهو ةكالستجي من الرمضاء
بالنار ،قال تعالى '' :وةكيف أخاف ما أشةكتم ول تخاتفون أنكم أشةكتم بالله ما لم ينل به عليكم
سلطانا ،تفأي الفريدقي أحق بالمن إن ةكنتم تعلمون ''ـ النعام 81ـ
ش البلية ما يضحك ،أية حماقة هاته حينما يتخلى النسان عن من بيده مدقالد المور
إن من ي
الذي يجي ول ميجار عليه سبحانه ،ويلتجيء إلى من ل يملك ضاا ول نفعاا ،ويأأترمر بسلطان من
ل سلطان له ،وةكل ما تفي وسعه وأقص جهده يتمثل تفي غوايته وتخويفه لوليائه بواسطة
التخاطر ،قال تعالى '' :وقال الشيطان لا قض المر إن الله وعدةكم وعد الحق ،ووعدتكم تفأخلفتكم
11
وما ةكان لي عليكم من سلطان إل أن دعوتكم تفاستجبتم لي ،تفل تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا
بمصخكم وما أنتم بمصخي ،إني ةكفرت بما أشةكتموني من قبل إن الظالي لهم عذاب أليم ''
ـ إبراهيم 22ـ
إ ين المؤمني التدقي يحرصون أشد الحرص على هداية الناس ،لكن الشيطان لعنه الله يضع
العراقيل والعوقات أمام مساعيهم الصلحية ،تفيبث الشك تفي النفوس ويشوه الحدقائق تفي العدقول
ويمؤجج الصاع بي الخي والش ليفتنهم ،بواسطة الكائد الشيطانية الت يلدقيها عن طريق التخاطر
أي الدقدرة على التواصل الذهن بينه وبي الجن والنس .والتخاطر الشيطاني هي عبارة عن
إشارات ةكهرومغناطيسية ،حيث تدقوم هذه الشارات بتوصيل الوامر إلى دماغ النسان ،تفيستدقبلها
ويحل شفرتها لعرتفة مدلولها ،ويدقوم العدقل بتجمتها إلى أتفكار ،وقد يتدقبلها النسان أو يرتفضها
والنسان ةكذلك له الدقدرة على التخاطر ،حيث أقير علماء العصاب بأنه شء تفطري ،و أةكدوا على
التواصل الذهن ،وندقل الخواطر من العدقل مباشة إلى شخص آخر ،مهما بعدت أماةكن تواجدهما
وقصد إيضاح مفهوم التخاطر سنحاول مدقارنته بجهاز التموضوع بواسطة القمار الصناعية GPS
وهو عبارة عن نظام يدقوم بتجميع معلومات ،يتم رصدها بواسطة أقمار صناعية تدور حول
الرض ،من أجل تحديد إحداثيات أي مواقع الجسام التحرةكة والثابتة على الرض ،أو تفى البحر
أو تفي الجو ،وترسل تلك البيانات إلى مستخدميها عب قنوات الرسال اللسلكية ،الت تعتمد على
خواص إنتشار الوجات الكهرمغنطيسية تفي الهواء والفراغ الحيط بالكرة الرضية ،وطول تلك
الوجات الكهرومغناطيسية قصي جداا ،وهي تتحرك تفي الفضاء بسعة الضوء أي بسعة 299796
ةكيلومت تفي الثانية ،بحيث يتيم التصال بي الصدر والجهة الدقصودة تفي زمن جد وجي ،لتويده
بمعلومات دقيدقة يدقوم بتنفيذها لنجاز مآربه على أحسن وجه .ولدقد أثبت العلماء بأن الفص المامي
للدماغ البشي ينتج ةكذلك موجات ةكهرومغناطيسيية ممحيملة برسائل ترسل إلى ةكاتفة أعضاء الجسم
تفتستدقبلها وتدقوم بتجمتها لبيانات أصلية ،ليمؤدي ةكل عضو وظيفته على أحسن وجه ،ونفس هذه
الطاقة الكهرومغناطيسية تدقوم بإرسال رسالة تخاطرية إلى شخص ،يوجد على مبعد مئات آلف
الكيلومتات من الشخص الررسل ،تفهي عملية تشبه عمليات التصال اللسلكية ،وقد يصل التخاطر
12
ويمتد إلى إحساس مشتك ،مثلا التخاطر بي'' التوأمي التطابدقي'' ،حيث تبي للباحثي بأن لهما
أتفكار اا ومشاعر مختنة بدقوة وثبات تفي العدقل الباطن ومجرد ورود أثر منها قد يسبب تواصلا عدقليا
مفاجئاا ،وغي مخطط له مسبدقاا بينهما ةكونهما يمتلكان طاقة شعورية أةكب ومجال ا مغناطيسيا أوسع
لذا تفدقوى الجذب بينهما أقوى من قوى الجذب عند غيهم .
قال تعالى '' :ةكمثل الشيطان إذ قال للنسان اةكفر ،تفلما ةكفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب
العالي ،تفكان عاقبتهما أنهما تفي النار خالدين تفيها وذلك جزاء الظالي '' ـ الحش 14ـ
إن الية توضح بجلء أن سلطان الشيطان ،يتمثل تفدقط تفي إرسال خواطره وإدخالها تفي عدقول
الناس ،لذا يجب على النسان أخذ الحذر من تخاطر شياطي الجن والنس ،تفهو يمتد ليمؤثر على
الدقدرات العدقلية تفيوجه النسان وتفق إتجاهاتهم .قال تعالى '' :وةكذلك جعلنا لكل نب عدوا
شياطي النس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف الدقول غرورا ،ولو شاء ربك ما تفعلوه تفذرهم
وما يفتون .ولتصغى إليه أتفئدة الذين ل يومنون بالخرة ،وليضوه وليدقتتفوا ما هم مدقتتفون ''ـ
معن"شياطي النس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف الدقول" :الراد بالوحي هو التخاطر
الذهن ،و مزخرف الدقول معناه الكلم الحسن النمق بألفاظ ظاهرها جميل ،وباطنها ةكله تمويه وةكذب
إن سياطي الجن هم أقدر على التخاطر الخفي لسح الدمغة ،وغرس التفكار السلبية وإستنباتها
تفي العدقول ،وهم يرج بدون ويجتهدون من أجل تضليل النس والجن .أما شياطي النس تفهم أقدر
على أن ينلوا الباطل منلة الحق صوتاا وصوراة بواسطة سحر العلم ،تفيوسوسون بالباطل الميوه
والزيين بالبهرجة والزيف ،تفكم من أتفكار ضحلة سطحيية ل عمق تفيها ول حكمة ،تج يلت بأثواب
الخداع والكر وتص يدرت الدقدمة ،تفخالها الناس حدقاا ل ريب تفيه ،والظاهر أن ةكيد ال نس أعظم من
ةكيد الشيطان ،قال تعالى '' :إن ةكيد الشيطان ةكان ضعيفاا '' ـ النساء 76ـ
ومعن"ولو شاء ربك ما تفعلوه تفذرهم وما يفتون" :سبحانه وتعالى له مدقاليد السماوات والرض
ما شاء ةكان وما لم يشاء لم يكن ،ولحكمة ل يعلمها إل هو ترةكهم لتفتاءاتهم وأةكاذيبهم ،الت لن
تغن عنهم من الله شيئاا ،لن الحق ثابت ل يتناقض ،قال تعالى '':ثم ذرهم تفي خوضهم يلعبون''
13
ـ النعام 91ـ والراد بالخوض الجهل والضلل .
وهناك تخاطر بي النسان واللئكة ،تفإذا ةكانت الشياطي توسوس للنسان لفعل الش ،تفاللئكة
تهيئه وتحضه وتحثه على تفعل الخي ،قال تعالى '' :إن الذين قالوا ربنا الله ثم استدقاموا تتنل
عليهم اللئكة أل تخاتفوا ول تحزنوا ،وأبشوا بالجنة الت ةكنتم توعدون .نحن أولياؤةكم تفي الحياة
الدنيا وتفي الخرة ،ولكم تفيها ما تشتهي أنفسكم ولكم تفيها ما تدعون .نزل من غفور رحيم ''
14
الجن والوروث الدين
قال تعالى '' :وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله ،قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ،أو لو ةكان
ميع ي ررف الدقاموس الدولي للنثوبولوجيا مفهوم التاث '' :الثات هو الثدقاتفة الت تنتدقل من الجيل
الاض إلى الحاض ،بكل أنماطها وأشكالها شفهية ةكانت أم ةكتابية ''
والوروث الدين يتعلق بالثدقاتفة الدينيية الت ورثناها عن السلف ـ إجتهاد الجتهدين ـ ،سواء أةكانت
تفي ميدان التفسي أو الحديث أو أصول الفدقه أو علم الكلم … ،أوالظواهر الطدقوسية التعبدية
وآثارها العنوية الدللية ووظيفتها العدقائدية بي الناس ،وبالتالي تفهو يمثل النظومة الثدقاتفية
التداولة تفي العدقل الجمعي ،وما تمثله من سلطان المر والنهي والتغيب والتهيب ،ومن سلطة
التوجيه والوصاية ،الت تح يدد للفرد السلم ماهيته ومتشكـل قناعاته وسلوةكه ،وتعيي له ةكيفية
والوروث الدين ليس له عصمة تفما هو إل إستنتاجات عدقلية نسيبة الدراك ،وبالتالي يجب
التعامل مع مدقولت السلف تعاملا يتسامى عن التدقديس ،لن تفكرة يدقينية الوروث وترسيخها تفي
الذهنية السلمية شيكلت وعياا سلبياا ،مما أدى إلى بسط نفوذ التفيدقهي على آتفاق مستدقبليية الدين
الخالص ،تفأضفوا على إجتهادتهم صفة الدقداسة بإعتبارها تأيسست على مرجعية مدقدسة ـ الدقرآن
والسنة ـ ،لذا تفإجتهادتهم تستمر تفي إستسالها تاريخياا ،ول مينظر إليها ةكموروث ثدقاتفي قابل للندقد
والتحليل ،بل يعتب ةكأصل عدقائدي منه ل ريب تفي شعيته ومشوعيته ،وهكذا تحيول إلى جهاز
عدقائدي شديد التأثي متمت اعا بمطلق الصلحيات ،ورس خ تفي الذهنية السلمية قناعة مطلدقة بأن
النص الثاتي هو نص دين يدقين مملرزم ،مما خيول لرجالت الوروث الدين سلطاتت مطلدقاة تفي
تشكيل الوعي الجمعي ،السكون والشربع بثدقاتفة الخوف ،والتخم بالوهم والتخيلت الخراتفية
الستحواذية ،تفتو يلدت عنه عدقلية معبـأة بالغلو والتعصب ،نابذة للتطورات العلمية والعرتفية
ومتناتفرة مع ةكل التغيات الجتماعية بحجة الحفاظ على الهوية الدينية ،ومقض المر وتيم تغليب
التفكي الندقليي على التفكي العدقلنيي تفي مختلف تفروع العرتفة واليثدقاتفة ،ومأقص التفكي الذي هو تفي
15
جهد لةكتشاف الجهول إنطلقا من آتفاق الـمعلوم .
جوهره وحدقيدقته م
إن النطق المؤةكد يح يفزني على طرح سمؤال قلق :لاذا الثدقاتفة الدينية السائدة ،والهيمنة على الفرد
السلم '' التدين'' ،أدت به إلى ترديد مكيرر لوروثه الدين بإعتباره يدقينيات مطلدقة ،وهي وحدها
الجابة تتلخص تفي سلطة ثدقاتفة الخوف ،الت ترسخت عميادقا تفي ذهنية '' التدين'' ،حيث أضحت
السبب الول :الخوف من تحليل أو ندقد الوروث الدين وإخضاعه للعدقل ،لن من تجرأ وسولت له
نفسه ذلك ،تفمصيه النبذ الدين الذي يصل إلى نعته بالزندقة والوروق والكفر ،وقد يصل إلى
السبب الثاني :الخوف من الخروج من هيمنة الوروث الدين ،لن '' التدين ''يعتدقد أن بهذا الوروث
يتح يدقق إيمانه ،وبدونه سيخرج عن اللة وينحرف عن أهل الجماعة والسنة ،وبالتالي سيكون مآله
التعيرض لسخط الله وعذابه ،وهذا يعن تلدقائايا ضياعه وتش يتته وتلشيه .
السبب الثالث :تغييب ةكل وسائل النعتاق من إستبداد الوروث الدين ووصايته ،حيث تيم تعطيل
الدقدرات التعدقلية ،ةكالتأمل والتدبر والتفكي والتفكر والتأمل .قال تعالى '' :تفاتدقوا الله يا أولي
ووظيفة الوروث الدين تجسدت تفي وصف الخاوف البالغ تفيها ،أو الغي مبرة على الطلق
أوتكون غي عدقلنية بطبيعتها ،وهي تتشكل من التفتاضات الستمدة من الواقع الغيبـي ،وإسدقاطه
على أسوء الحتمالت ،ويتم بثها بهدف ححب العدقل وإرتفاع حدة الشاعر ،وزعزعت الذات ليداد
جبوت الطغاة ويتفاقم هوان الستضعفي ،لتسهيل مأمورية التسلطي الستبدادين ،وزيادة قوتهم
ولثدقاتفة الخوف تأثي سلب على سلوةكيات النسان ،حيث يفدقد توازنه تفيتصف بشكل عشوائي
جنوني ليس للعدقل تفيه سلطان ،ويعجز عن التعامل مع الواقع بشكل سليم وطبيعي ،ويصبح
مهزوز اا ل يستطيع إتخاذ أي قرار صائب لخوتفه الشديد من النتائج ،لنها مرتبطة بالغيب الذي تلبفه
16
الوهام الغرضة ،لذا تفهو يخاف لتفه السباب وتزداد حدة مشاعر الخوف والدقلق ،ويصبح الخوف
حالة إعتيادية ومستدامة ،يعيشه تفي يدقظته وغفوته ويتاءى له أمام عينيه تفي ةكل لحظة ،مما
يجعله محبط العزيمة ومنعدم الرادة ،يخش الستدقبل \ الجهول ويتحاش الغامرة ،لن ةكثة
الفاهيم التخويفية الذي تنتابه وتحذق به من ةكل جانب ،جعلته يصاب بالخوف حت من جراء
والتفيدقهون يوظفون إجتهاداتهم الت تتي بزي ''الدين'' وهي منه عراء ،لتسي خ الخوف تفي عدقول
التديني ،حت أصبح مفهوم الدين مثدقل بحمولة الخوف ،ومن الفاهيم الغلوطة ''مفهوم الجن''
الراس خ تفي الوعي الجتمعي ،وما يحمله الوروث الدين من أتفكار بثها التفيدقهون ،الذين تعيسفوا
على اليات الدقرآنية الت ورد تفيها ذةكر الجن ،تفطيوعوها وأيولوها لنش معتدقدات خراتفية ،واستندوا
على أحاديث ضعيفة أو موضوعة ،وهم يعلمون بأنها عراء من حكمة السنة النبوية ،وأ يلفوا قصص
وحكايات وهمية عن الجن ،ت يتسم بالضحالة بسبب غرابتها وخروجها عن العتاد والألوف ،تفأأضفوا
على الجن خصائص مذهلة ةكالدقدرة على التيان بالخوارق ،وتفعل العجائب وإلحاق الذى بالنسان
والتلبس به ،والتمثل بالناس أو الحيوانات ،وةكل هذا ل حدقيدقة له وليس عليه دليل ،ويتعارض مع
الدقرآن الكريم ،وحجتهم تفي هذا الدقال قول حق يراد به باطل ،تفأيولوا قوله تعالى '':ل يدقومون إل
إن غايتهم من التأويل التعبسفي هو تهويل قدرات الجن ،لتسي خ تأثيه على النسان والستكانة
السلبية لهذه الدقوى الخفية ،الت ادعو بأنها قادرة على أن تتليبس به وتسلبه إرادته ،وهذا إتفتاء
والن لنتأمل ونتدبر جيداا قوله تعالى ":يتخبطه الشيطان من الس" ،أول ا ما معن التخبط ،وما
معن الس ؟
جاء تفي معجم العاني :التخيبط :يتخيبط تفي السي :يتحرك دون عدقل ول ضابط .
يتخبط تفي عمله :أنجزه تفي تفوض وعشوائية ،إذاا التخبط هو زيغ عن الحق ،وميل عن الصواب .
معن ميس الشء :لسه بيده و نزل به :اليس يدقال تفيما يكون معه إدراك بحاسة اللمس .
ورمصس من الشء :أخذ منه .ميسه الوسواس :عرض له .وندقول مسه الش ـ ومسه الرض أي
17
أصابه وابتلي به ،وهذه الفوارق تعرف من خلل السياق .
والن لنتأمل التةكيب التاتب للية ":يتخبطه الشيطان من الس" التخطب نتيجة والسبب اليس
الشيطاني ،قال تعالى '' :وأيوب إذ نادى ربه أني مسن الض وأنت أرحم الراحمي'' ـ النبياء 83
معن'' مسن الض'' أي أصابن ،وبالتالي الس هو التخاطرالشيطاني ،الذي يمؤدي إلى الصابة
أما قوله تعالى '' :واذةكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسن الشيطان بنصب وعذاب '' ـ ص 41ـ
جاء تفي تفسي "الكشاف" للزمخشي '' :ل يجوز أن يسلطه الله ـ الشيطان ـ على أنبيائه ليدقض من
رإتعابهم وتعذيبهم ورطرره ،ولو رقدر على ذلك لم يدع صالحاا إل وقد نكبه وأهلكه ،وقد تكيرر تفي
وأردف قائلا '' إضاتفة ال بنصب والعذاب للشيطان تفهو من باب بيان ما ةكان يستض به من وسوسته
ويتعب به من تذةكيه له ما ةكان تفيه من النعم والعاتفية والرخاء ،ودعائه له إلى التضجر والتبم
وقال الرازي تفي تفسيه "مفاتيح الغيب" '' :الشيطان ل قدرة له الب يتة على إيدقاع الناس تفي
المراض واللم '' قال الطحاوي تفي "شح الثار" '' :الناس إنما أمروا بالستعاذة من الشيطان ،
تفيما جعل له سلطان عليهم '' وهي الوسوسة '' ،لتحبيب الش وتكريه الخي ،وإنساء ما يذةكرون
وتذةكي ما ينسون ،وأما إعثار دوابهم وإهلك أموالهم تفل سبب له تفيها ''
وقال ابن عاشور تفي تفسيه "التحرير والتنوير" " :مسين بوسواس سببها ن مأصب وعذاب ،تفجعل
الشيطان يوسوس إلى أيوب بتعظيم البنأصب والعذاب عنده ،وميلدقي إليه أنه لم يكن مستحدقاا لذلك
العذاب ،ليلدقي تفي نفس أيوب سوء الظن بالله أو السخط من ذلك ''
عن عطاء بن أبي رباح رض الله عنه قال :قال لي ابن عباس رض الله عنهما :أل أريك امرأة من
أهل الجنة ؟ قلت :بلى ،قال :هذه الرأة السوداء أتت النب تفدقالت :إني مأصع وإني أتكيشف تفادع
الله لي ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " :إن شئت صبت ولك الجنة ،وإن شئت دعوت
الله أن يعاتفيك ،تفدقالت :أصب ،تفدقالت :إني أتكيشف تفادع الله لي أن ل أتكشف ،تفدعا لها ''
ـ رواه البخاري ـ
18
إن الذين يشتون بالدقرآن ثمناا قليلا ،ويدعون أن قراءتهم للدقرآن تطرد الجن التلبس ،تفالرأة
صحابية تصلي مع رسول الله ،وتسمع الدقرآن ممن مأنزل عليه ،تفكيف ل يطرد هذا الشيطان
ومن خلل ما ورد سالفاا نستنتج بإن اليس الشيطاني هو الدقدرة على التخاطر بالوسوسة ،وبذلك
يجب على ةكل مسلم أن يمؤمن بمشوعية مس الشيطان أي التخاطر ،وأما من زعم بأن مس الشيطان
هو الدقدرة على السيطرة على ةكيان النسان ،وسلبه إرادته ليصبح مدقيداا مأسوراا مطيعاا لا يأمره
به من تفواحش ومناةكر ،تفهذه من النكرات الت يجب التوبة منها .
ومما زاد المر تأزم اا العلم السلب الذي أصبح يلجأ إلى تكريس ثدقاتفة الدجل ،عب خطة محكمة
متخفية وراء الدين ،لتغذية أتفكار الناس بأساطي الجن ،لتسي خ ثدقاتفة الخوف تفي العدقول وتهي
الشوط والظروف ،ليتدقبل النسان الغلوب على أمره الخوف ةكمسلمة ،ليمس ةكموضوع للفعل بعد
أن تغتال إرادته ،وميغرس تفيه الستعداد للطاعة والتدقبل .وبصورة عامة تفإن ثدقاتفة الخوف الت
نعيشها وسنورثها لبنائنا من بعدنا ،يجب أن نتخلص منها بطرق علمية صحيحة ،لكي نحرر
النسان والجتمع من قيود الوهم الت تكبل حياتنا ،وتعيق تطورنا وتجعل مستدقبلنا مبهماا نخاف
منه .
19
الس وعلم النفس
يعتب علم النفس من العلوم الحديثة الت تهتم بدراسة علمية للسلوك والعدقل ،والتفكي والشخصية
بغية التوصل إلى تفهم وتحديد أسباب إنحراف السلوك ،ليجاد العلج الناسب للمرض النفس
ولدقد تبي للخصائيي تفي علم العصاب بأن السباب قائمة تفي دماغ النسان ،حيث أن الرسائل
تنتدقل بي خلية وأخرى بواسطة مواد ةكميائية تسمى الناقلت العصبية ،وزيادة أو ندقص الناقلت
العصبية تفي ال خ "مثل السيوتوني ـ دوبامي ـ إدرينالي … ال خ ،يمؤدى إلى إضطراب وظائف
الدماغ ،تفدقد وجد مثل أن تفي حالة إختلل نسبة السيوتوني تمؤدى إلى الةكتئاب .ووحده العلج
الكيميائي قادر على إعادة التوازن ،وتفي هذه الحالة تفهو ميعالج ةكمرض عضوي .
إل أن هناك أمراض نفسية دون العضوية ،وهي ل تتطلب إستخدام العدقاقي لعلجها ،بل تتطلب
علج نفس ''بسيكوتيابي'' أي التحليل النفس ،ليتمكن الطبيب من أن يفهم حالة الريض
النفسية ،لتصحيح وتصويب الخلل بواسطة عدة تدقنيات مدمجة لعلج الضطرابات النفسية
ويعتمد على التدخل اللفظي \ الكلم إلى جانب عوامل أخرى ةكالكتابة والوسيدقى والرسم ...إلى أن
يتمكن من إحلل رد تفعل سوي لدى الريض ،ويصبح قادراا على الندماج والنسجام مع بيئته
ومحيطه .
والمراض النفسية بنوعيها تمؤدي إلى إضطراب تفي التفكي والدراك والسلوك والعواطف ،تفيصبح
الريض تفي حالة يرثى لها ،حيث يفدقد الدقدرة على التعايش والتساةكن ومواجهة الواقع ،تفيصدر عنه
سلوةكا شاداا متناقضاا مع الألوف ،قد يصل إلى ح يد الهستييا يغيب تفيها عن الوعي ممؤقتاا ،وتظهر
بعض محتويات عدقله الباطن ،تفيدقوم بالتنفيس عن بعض رغباته الكبوتة ،ويهرب من الواقع
والضغوط الت ل يحتملها ،ويبدأ يسمع أصواتاا تتحاور معه ،أو تهدده أو تأمره بأن يفعل أشياء
معينة ،وقد يفس الناس ذلك بأنه قد مسه الجن ،ومن المؤسف أن هذا العتدقاد سائد لدى عامة
الناس ،تفهم يعتدقدون أن الرض النفس مصدره مس الجن ،طبدقاا لا قاله التفيدقهون .
ويبدقى الجن تفي ةكل الحالت متهم بأنه السبب الرئيس ،وربما الوحيد وراء الرض النفس ،وبالتالي
يتم اللجوء إلى مطوعي الجن من الدجالي والشعودين ،الذين يدعون مثلا بأن مرض الصع يحدث
20
بسبب لبس الجن ،تفيعالجونه بالرقية وحلدقات الجذبة وزيارة الضحة … ،بينما الصع هو حالة
عصبية متحدث بسبب إختلل وقت تفي النشاط الكهربائي الطبيعي للدماغ وهذه التغيات
الفييائية تسمى تشنجات صعية ،ولذلك يسمى الصع أحيانا "بالضطراب التشنجي" .ويكون
له تأثي على وعي النسان وحرةكة جسمه وأحاسيسه ،وتبدو عليه تشوهات أو إلتواءات جسدية
وقد يتفوه بكلمات غريبة أو غي مفهومة أو بذيئة ،وعدم إستجابته للممؤثرات الخارجية ،ول يعود
لحالته الطبيعية إل بعد إستدقرار النشاط الكهربائي .ومن العوامل الت تمؤدى إلى مرض الصع
العامل الوراثي ،أو التعرض إلى حادثة تفي الرأس ،أو تناول بعض الواد السامة وبالتالي تفهو ل
يختلف عن المراض العضوية الخرى ،ولتحديد أسباب الرض يتم إستخدام التحاليل الخبية
وأجهزة الفحص الحديثة مثل رسم ال خ ،والشعة الدقطعية والرني الغناطيس ،وهكذا توصل
الطب النفس إلى علج المراض النفسية والعضوية بعيداا عن أي قوى خفية ،قال تعالى :
'' قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنما يتذةكر أولو اللباب '' ـ الزمر 9ــ
21
الجن والنظرية الفتاضية
الوجود يختلف عن الاهية مفهوم اا ،تفكل منهما يختلف عن الخر تفي الذهن ،تفالوجود هو نفس
الحدقيدقة العينية الخارجية ،الت تتتب عليها الثار ويحكي عنها مفهوم الوجود ،ويسمى أصالة
الوجود .
والاهية مصدر مأخوذ من ''ما هو'' للدللة على الفهوم الذهن للموجودات العينية أو لغيبية .
وبالتالي الوجود أصيل والاهية إعتبارية ،لن الوجود هو الحدقيدقة تفي العالم العين ،وهو النشأ
لتتب الثار الخارجية ،أما الاهية تفهي أمر إعتباري منتع من الوجود .
إن الله سبحانه هو الخالق الذي أوجد من العدم ةكل موجود ،وهو التصف بالخلق أزل ا قبل أن
توجد الوجودات ،تفدق يدر بعلم وصنع بدقدرة مطلدقة ،وبدع تفي خلدقه ةكماا وةكيفاا تفخلق ما يشاء ،ول
ميسأل عما يفعل وهم ميسألون ،وما أشهدهم خلق السماوات والرض ول خلق أنفسهم ،وما ةكان
إن الجن صنةف من خلق الله عز وجل ،ومعلوماتنا عنهم محدودة جداا ،وحدقيدقتهم ل تستوعبها
عدقولنا ،لن عالم الجن ليس عالاا محسوساا و مشهوداا بالنسبة إلينا ،تفل طريق لنا إلى معرتفة
عالهم أو معرتفة خصوصياتهم إل بواسطة الدقرآن الكريم ،أو الحاديث النبوية الصحيحة .
إذ اا وجود الجن من النظور الدقرآني أمر مفرغ منه ،وةكذلك الاهية العتبارية النتعة من الوجود
قال تعالى '' :خلق النسان من صلصال ةكالفخار ،وخلق الجان من مارج من نار''ـ الرحمن 13ـ 14ـ
وقال تعالى '' :والجان خلدقناه من من النار السموم ''ـ الحجر 27ـ
نستنتج من اليتي إستدللي :إستدلل الوجود ''وخلق الجان '' ،وإستدلل الاهية التجلي تفي مادة
الخلق'' نار السموم '' ،ومن منظور إستدلل الاهية التفتاض ستكون أجسامهم على شكل شواظ
أي وهج الحير ،والوهج تفييائيا هو إشعاع حراريي ،يصدر عن موجات ذات ترددات منخفضة
22
ل تبصها العي ،وبالتالي ل نستطيع وصف شكل الجن أو هيئته ،ول تحديد حيه الكاني ،قال
تعالى '' :إنه يراةكم هو وقبيله من حيث ل ترونهم '' ـ العراف 27ـ
وةكما وردت تفي الدقرآن الكريم آيات عديدة تتحدث عن قذف الجن بالشهب ،قال تعالى '' :ولدقد
جعلنا تفي السماء بروج اا وزيناها للناظرين .وحفظناها من ةكل شيطان رجيم .إل من استق السمع
ب مب ة
ي '' ـ الحجر 16ـ 18ـ تفأتبعه شها ة
وقال تعالى '' :إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواةكب .وحفظاا من ةكل شيطان مارد .ل يسمعون إلى
وقال تعالى '' :وأنا لسنا السماء تفوجدناها مملئت حرساا شديداا وشهباا .وأنا ةكنا ندقعد منها مدقاعد
للسمع تفمن يستمع الن يجد له شهاباا رصداا '' الجن ـ 8ـ 9ـ
الستدلل الول :الجن يست يغل الفضاء الخارجي ةكحي مكاني ،لذا يفتض بأنهم مخلوقات تفضائية
وما يع يزز هذا التفتاض هو طبيعة تكوينهم ،الذي ل يتلءم مع واقع الكوةكب الرض .
الستدلل الثاني :الجن عظيمي السعة ،وسعتهم ل تدقاس بمدقاييس البش ،قال تعالى :
'' قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تدقوم من مدقامك وإني عليه لدقوي أمي '' ـ النمل 39ـ
إنهم يتحرةكون بسعة تفائدقة ،تعادل أو تفوق سعة الشهاب الذي نراه تفي السماء .
والشهاب هو ظاهرة ضوئيية خاطفة يظهر ةكخيط متألق تفي السماء ،هاوياا بإتجاه الرض بسعة
خاطفة وسعان ما يتلىش تفي أعالي الجريو .وهو أصلا جسم معدنيي أو صخريي من مصدتر ةكون ي تي
وقد يكون بحجم حبات الرمل أو بذرة الخردل أو أةكب من ذلك .أما الشهب الناتجة عن رجوم ةكبية
نسبيي اا تكون بحجم البيضة أو البتدقالة ،وتظهر ةكأنها ةكرات متوهجة وتعرف باسم :الكرات
النارية ،وتنفجر تفي أعالي الجو ومتعرف باسم :الشهب التفجرة .أيما الرجوم النيةكيية الت تنجح
تفي الوصول إلى سطح الرض ،تفتكون عادة من حجم أعظم قد تزن بضعة ةكيلوغرامات ،وقد يصل
ومدة سطوع الشهاب تدوم بضع ثواتن ،ومن أهم العوامل الت تمؤثر تفي تألق الشهاب ،ترةكيبته
23
وسعته وةكتلته ،وقد تتجاوز درجة حرارته ألفي من الدرجات الئوية ،بسبب إحتكاةكه مع الغلف
الجوي ،حيث تتحول طاقته الحرةكيية العالية إلى طاقة حراريية أثناء عمليية تصادمه
بالحتويات الغازية واليونيية تفي طبدقة السماء الدنيا الواقعة تفي الدى الرتفاعيي من 90ةكم
إلى 160ةكم ،وتدقدر سعة سدقوطه ما بي 11.2ةكم /ث إلى 72ةكم /ث ،ولدقد عيي الدقرآن الكريم أن
السماء الدنيا هي موضع إنطلق الشهب ،قال تعالى '':ولدقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها
ورجم الشياطي دائباا دون إندقطاع لدوام الحفظ ،وهذا يعن أن قذف الشهب موجود منذ بداية
الخلق ،قال تعالى '' :تفدقضاهن سبع سماوات تفي يومي وأوحى تفي ةكل سماء أمرها ،وزينا السماء
الدنيا بمصابيح وحفظاا ذلك تدقدير العزيز العليم '' ـ تفصلت 12ـ
ومن المؤةكد أن وصول النسان إلى سماء الدنيا بعد غزوه للفضاء ،هو الذي جعله يمؤةكد أن هناك
رجماا دائباا بدقذائف داحرة ،تندقذف تفي السماء الدنيا بإستمراتر وتفي جميع التجاهات ،وهذا إستدلل
الستدلل الثالث :لدقد أخبنا الله سبحانه بأنهم ةكانوا يدقومون لسليمان عليه السلم بأعمال عظيمة
يعجز عنها النسان ،لنها تحتاج إلى قدرات خارقة ،وذةكاء عالي ومهارات جد متطورة ،قال تعالى
'' قيل لها ادخلي الصح تفلما رأته حسبته لجة وةكشفت عن ساقيها ،قال إنه صح ممرد من قوارير
قالت رب إني ظلمت نفس وأسلمت مع سليمان لله رب العالي '' ـ النمل 44ـ
لدقد بن الجن لسليمان عليه السلم صحاا من زجاج بلوري ،والصح معناه الفضاء الواسع ،ثم
وضعوا تفوقه عرشه ،ولا أقبلت عليه بلدقيس أصابها الذهول ،وظنت أن سليمان وعرشه تفوق
الاء ''،تفلما رأته حسبته لجة'' ،أي نهراا جارياا تفرتفعت ثوبها وهي متعجبة '' ،وةكشفت عن ساقيها ''
لتخوضه لتصل إلى سليمان عليه السلم ،تفخاطبها '' :إينه صح ممرد من قوارير '' ممرد معناه
وهذا ما جعل تفكر ملكة سبأ حائراا مبهوتاا ،بحيث لم تكن تتوقع ذلك أصلا ،خاصة أينها ةكانت
تظن بأن لها ملك عظيم ل يضاهيه ملك أحد ،ولذلك حي رأت هذا الشهد الرائع '' قالت رب إني
24
أما عن إمكانية تسخي الجن من قبل بعض الناس تفهذا إتفتاء وضب من الخبل ،لن الله سبحانه
س يخر الجن لنبيه سليمان عليه السلم على سبيل العجزة ،ول يمكن تكرار العجزة من طرف ةكل من
هيب ود يب ،لن تكرارها يسحب عنها البهان الذي أيد به الله نبيه ،تفتصبح موضع الشك والشبهة.
قال تعالى '' :ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عي الدقطر ومن الجن من يعمل
بي يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعي'' ـ سبأ 12ـ
إذاا من خلل التفتضات الثلث نستنتج بأن الجن مح صله هو الحي الفضائي ـ ةكائنات تفضائية ـ
وهذا ل يعن بأنهم معزولون ع ينا ،بل لهم الدقدرة على التواصل معنا عن بعد بواسطة التخاطر
أماالحي الرض تفالله سبحانه استخلف تفيه آدم عليه السلم وذريته ،قال تعالى'' :وإذ قال ربك
يدقول سيد قطب تفي ةكتابه ''تفي ظلل الدقرآن'' '' :تفهي الشيئة العليا تريد أن تسلم لهذا الكائن الجديد
تفي الوجود زمام هذه الرض وتطلق تفيها يده ،وتركل إليه إبراز مشيئة الخالق تفي البداع والتكوين
والتحليل والتةكيب ،وةكشف ما تفي هذه الرض من قوى وطاقات وةكنوز وخامات ،وتسخي هذا ةكله
بإذن الله تفي الهمة الضخمة الت وةكلها الله إليه ،إذن تفهي منلة عظيمة منلة هذا النسان تفي
نظام الوجود على هذه الرض الفسيحة ،وهو التكريم الذي شاءه له خالدقه الكريم ،لدقد خفيت على
اللئكة حكمة الشيئة العليا تفي بناء هذه الرض وعمارتها ،وتفي تنمية الحياة وتنويعها وتفي
25