You are on page 1of 25

‫سلسلة‬

‫كيف تجدد إيمانك‬

‫الجن وثقافة الخوف‬

‫الستاذ التهامي الشامي‬

‫‪1‬‬
‫محتويات البحث‬

‫الدقدمة ……………………………………………………………………… ‪ 3‬ـ ‪4‬‬

‫الغيب من منظور العدقل ………………………………………………………‪ 5 ..‬ـ ‪6‬‬

‫الغيب من منظور الخيال ………………………………………………………‪ 7 .‬ـ ‪9‬‬

‫الجن من منظور الدقرآن ………………………………………………………‪ 10 ..‬ـ ‪14‬‬

‫الجن والورث الدين …………………………………………………………‪ 15 .‬ـ ‪19‬‬

‫الجن والنظرية التفتاضية …………………………………………………… ‪ 20‬ـ ‪23‬‬

‫الس وعلم النفس …………………………………………………………… ‪ 24‬ـ ‪25‬‬

‫‪2‬‬
‫القدمة‬

‫باديء ذي بدء يجب التفريق بي قضيت العجاز العلمي تفي لدقرآن الكريم ‪ ،‬والتفسي العلمي‬

‫التجريب ‪ ،‬تفالول ميدقصد به إشارة الدقرآن إلى حدقيدقة ممدررةكة الوجود ‪ ،‬دون تفسي ماهيتها علمياا ‪.‬‬

‫والثاني يراد به الحدقيدقة العلمية ‪ ،‬طبدقاا للبهنة والتنظي العلمي التجريب أو التفتاض ‪ ،‬مثلا ‪:‬‬

‫قوله تعالى ‪'' :‬وجعلنا الرض مهاداا ‪ .‬والجبال أوتاداا '' ـ النبأ ‪ 6‬ـ ‪ 7‬ـ‬

‫هذه حدقيدقية ممدررةكة الوجود تفي الدقرآن دون تفسي ماهيتها علمياا ‪ ،‬لكن عندما توصصل علماء‬

‫الجيولوجيا تفي العص الحديث إلى أن تحت الجبل إمتداادا يفوق علوه '' أوتاداا ''‪ ،‬قد مغرررس تفي‬

‫الطبدقة اللزجة الت تحت طبدقة الصخور ‪ ،‬أصبحت الحدقيدقة الوجودية حدقيدقة علمية ‪ ،‬طبدقاا للبهنة‬

‫والتنظي العلمي التجريب ‪.‬‬

‫إن من الواجب على من يدقرأ الدقرآن الكريم أن ل يدقرأه بخلفية معرتفية دينية وحسب ‪ ،‬بل يجب أن‬

‫يضيف إليها خلفية معرتفية علمية ‪ ،‬مع الحرص على التوتفيق بي الرجعيتي ‪ ،‬حت ل يبدقى العدقل‬

‫خاضع اا لسلطة الوروث ‪ ،‬الذي يعتب أن النهج العلمي ‪ ،‬يتصادم مع الحدقيدقة الطلدقة التجلية تفي‬

‫الوحي اللهي ‪ ،‬بينما الحدقيدقة هي أن العلم ل يدقابل الدين مدقابلة تناقض ‪ ،‬ول مدقابلة تمايز ول‬

‫مدقابلة تباين وإنما مدقابلة تواتفق ‪ ،‬وبهما معاا يكتمل اليدقي تفيداد المؤمن إتفتكاراا وإعتباراا ‪ ،‬وتتدقوى‬

‫صلته بخالدقه بفضل رؤيته التكاملية ‪ ،‬قال تعالى ‪'' :‬الذين يذةكرون الله قياما وقعودا وعلى‬

‫جنوبهم ‪ ،‬ويتفكرون تفي خلق السماوات والرض ‪ ،‬ربنا ما خلدقت هذا باطل سبحانك تفدقنا عذاب النار‬

‫ربنا إنك من تدخل النار تفدقد أخزيته وما للظالي من أنصار '' ـ آل عمران ‪ 191‬ـ ‪ 192‬ـ‬

‫والتعامل مع العجاز العلمي تفي الدقرآن يتطلب الحذر والحتاز ‪ ،‬والستشهاد تفدقط بالحدقائق العلمية‬

‫الدقطعية ‪ ،‬والثابتة تفي مجال النظريات الت ترقى إلى مدقام الحدقيدقة العلمية ‪ ،‬دون إجتاء على‬

‫النص الدقرآني أو التكلف ‪ ،‬أو محاولة لر ي ري أعناق اليات من أجل مواتفدقتها للحدقيدقة العلمية ‪.‬‬

‫وهذا البحث التواضع هو عبارة عن محاولة لتفيس مفهوم الجن ‪ ،‬إعتماداا على النظرية التفتاضية‬

‫الت تنبن على طرح تواتفدقي ‪ ،‬يلئم بي العجاز العلمي الوارد تفي اليات ‪ ،‬الت تخبنا بوجود‬

‫الجن وتبي لنا ماهيته ‪ ،‬وبي النظرية التفتاضية ‪ ،‬الت تعتمد على منطق الحتمال ‪ ،‬للوصول إلى‬

‫‪3‬‬
‫الدرارك النسب لفهوم الجن ‪ ،‬الذي يصعب تحديده بواسطة النطق التجريب ‪ ،‬سواء الستدقرائي أو‬

‫الستنتاجي ‪ ،‬وهذا هو س اللجوء لهذا النوع من التفكي ‪ ،‬الذي يتخذ من الستدلل الحتمالي‬

‫منهجاا ‪ ،‬ولدقد تعاملت مع هذا المر من منطلق إيماني ‪.‬‬

‫الله ولي التوفيق‬

‫‪4‬‬
‫الغيب من منظور العقل‬

‫الغيب هو ما غاب عن حس النسان وعجز عن إدراك ماهيته ‪ ،‬ولم يدرك ثبوته إل من خلل آثاره‬

‫تفحسب ‪ ،‬ةكالوجود اللهي و اللئكة والجن … ‪ ،‬وغيه من الوجودات الغيبية ‪ ،‬منها ما هو غيب‬

‫نسب وهو قابل لن يصبح من عالم الشهادة ‪ ،‬عن طريق البحث العلمي إذا توتفرت شوطه ‪ ،‬ومنها‬

‫ما هو غيب مطلق وهو خارج عن إرادة النسان ‪ ،‬بحيث ل تدقتضيه بديهية العدقل لنه تعبي شكلي‬

‫منطدقي ‪ ،‬يستعمل تفي الستدلل للحصول على أةكب عدد ممكن من النتائج ل يعلم ةكنهها إل الله ‪.‬‬

‫وعالم الشهادة ل يدقتص تفدقط على الحسوسات ‪ ،‬تفالوجود الغيبـي إذا أثبته الستدلل العتباري‬

‫أصبح هو أيضاا وجود إتفتاض ‪ ،‬إنطلقاا من مفاهيم يكون إدراکها محدود ومشوط ‪ ،‬وخاضع‬

‫لنطق معي ليمکن أن تجاوزه إلى نطاق مطلق ‪ ،‬مثلا الجاذبية تفهي تدرك بآثارها ول تدرك بعينها‬

‫لذا هناك تفرق بي وجود الش وإدراةكه ‪ ،‬مثلا تفى الاض ةكان النسان ل يدرك وجود اليكروبات أو‬

‫الفيوسات ‪ ،‬رغم أنها ةكانت موجودة وتسبب أمراض تفتاةكة ‪ ،‬وبفضل الرؤية اليكروسكوبية الدقيدقة‬

‫اةكتشف النسان ماهيتها وأدرك أسارها ‪.‬‬

‫إن السعي لعرتفة الغيب ميع يد خاصية من الخصائص المية للنسان عن غيه من الكائنات ‪ ،‬تفهو‬

‫بطبعه يتط يلع لعرتفة عالم الغيب ‪ ،‬إعتماداا على قدراته العدقلية التفتاضية التعالية عن الادة ‪ ،‬ول‬

‫ي يدخر جهد اا تفي توظيف الستدلل العتباري لعرتفة الغيب ‪ ،‬لذا جعل الحق سبحانه اليمان بالغيب‬

‫من الرةكائز الساسية الت يدقوم عليها السلم ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬قل سيوا تفي الرض تفانظروا ةكيف‬

‫بدأ الخلق ‪ ،‬ثم الله ينش النشأة الخرة ‪ ،‬إن الله على ةكل شء قدير '' ـ العنكبوت ‪ 20‬ـ‬

‫تفي الية إثارةة للعدقل النساني وحثث على التفبكر والتدببر ‪ ،‬لدراك الحدقيدقة التمثلة تفي الوعي والفهم‬

‫ليتحدقق الرتباط اليجابي بي الغيب والشهادة ‪ ،‬وذاك مدقتض العدقل الذي هو منفذ العرتفة ‪ ،‬الت ل‬

‫تدرك إل بواسطة السعي العرتفي ''سيوا تفي الرض'' ‪ ،‬الذي ينبن على '' تفانظروا ةكيف بدأ الخلق''‬

‫إنها ليست دعوة إلى مجرد النظر إلى الوجودات بغية النبهار بعظمة الخالق وقدرته تفدقط ‪ ،‬بل هي‬

‫دعوة إلى ماهو أبعد وأعمق وأةكث نفع اا ‪ ،‬لن دللة لفظ النظر تعن ‪ :‬إدراك ةكنه الوجود عن طريق‬

‫الستدلل بعد التدبر ‪ .‬تفالمر اللهي '' تفانظروا '' يح يدد لنا من خلله منهجاا علمياا لعرتفة ةكيف بدأ‬

‫‪5‬‬
‫الخلق ‪ ،‬وحيث على البحث والتندقيب عن أسار بداية الخلق ‪ ،‬وهذه إشارة دالة على أن أسار‬

‫الخلق مكنونة تفي الرض ‪ ،‬وهذا ما توصل إليه علماء الحفريات '' الرةكولوجيا ''‪ ،‬حيث تمكنوا من‬

‫معرتفة ةكيف بدأت الحياة على الرض ‪ ،‬بواسطة دراسة الحفريات دراسة علمية ‪ .‬وهكذا إنتدقل‬

‫النسان من إستغراق النظر تفي التأمل والجدل النظري إلى البحث العلمي ‪ ،‬تفكان الصي إليه لزاما‬

‫تفي حكم العدقل ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬ألم ذلك الكتاب ل ريب تفيه هدى للمتدقي ‪ .‬الذين يمؤمنون بالغيب‬

‫ويدقيمون الصلة ومما رزقناهم ينفدقون ‪ .‬والذين يمؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالخرة‬

‫هم يوقنون ‪ .‬أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم الفلحون '' ـ البدقرة ‪ 1‬ـ ‪ 3‬ـ‬

‫إن سمة التدقي هي التكامل اليماني الشامل للغيب والشهادة ‪ ،‬لذا أثن عليهم الحق سبحانه‬

‫'' أولئك هم الفلحون''‪ ،‬لنهم أدرةكوا بالعدقل أن عالي الغيب والشهادة متكاملي ‪ ،‬وإستمدوا قواني‬

‫الشهادة من عالم الغيب ‪ ،‬تفتميكنوا من تحدقيق غاية وجودههم تفي عالم الشهادة ‪ ،‬تفأعمروه على هدى‬

‫من الله ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬الذين إن مكناهم تفي الرض أقاموا الصلة وآتوا الزةكاة ‪ ،‬وأمروا بالعروف‬

‫ونهوا عن النكر ولله عاقبة المور '' ـ الحج ‪ 41‬ـ‬

‫التمثلة تفي التوحيد والوحدانية ‪.‬‬

‫مفهوم العقل ‪ :‬جاء تفي العجم الوسيط ‪ :‬عدقل عدقلا أي أدرك الشياء على حدقيدقتها ‪ ،‬بواسطة‬

‫التفكي والستدلل والفهم ‪.‬‬

‫أما العاجم التخصصة تفي التبية وعلم النفس ‪ ،‬تفهي ترى بأن العدقل هو الذةكاء والدقدرة العامة‬

‫والدقدرات التخصصة ‪ ،‬بالضاتفة إلى الدقدرات الشعورية واللشعورية ‪ .‬ومن مشتدقات ةكلمة العدقل‬

‫الت تناولتها العاجم ةكلمة العدقلنية ‪ ،‬وهي موقف تفكري وسلوةكي بإعتبار العدقل هو الدقيمة العليا تفي‬

‫الحياة ‪ ،‬ومعيار ةكل شء ومصدر التوجيه تفي الحياة ‪.‬‬

‫والعدقل من أجل النعم الت وهبها الله سبحانه للنسان ‪ ،‬ليكون الداة الفعالة لدقيادته إلى تحدقيق‬

‫الهدف من خلدقه ‪ ،‬ولدقد أثبتت البحاث العلمية الهتمة بال خ والجهاز العصب بأن دماغ النسان‬

‫يندقسم إلى قسمي رئيسيي ‪ ،‬يتواصلن عب ةكتلة ةكثيفة من الخيوط العصبية ‪ ،‬حيث يدقوم الدقسم‬

‫الوجود تفي الجانب اليس بالدقدرات العدقلية ‪ ،‬الت تتطلب العمليات الحسابية والبحاث الطبيعية‬

‫تفي الادة ‪ ،‬وبنا اء عليه تفهو '' عدقل منطدقي ''‪ .‬أما الدقسم الوجود تفي الجانب اليمن تفهو يدقوم‬

‫‪6‬‬
‫بالعمليات العاطفية والوجدانية ‪ ،‬وبنااء عليه تفهو ''عدقل رمزي'' يربط النسان بالغيب ‪ ،‬وهما معاا تفي‬

‫حال توازنهما ميح يددان معن الحياة والوجود ‪ ،‬والغاية من الحياة والوجود ‪ ،‬وعلقة ذلك بما وراء‬

‫الحياة وما وراء الوجود ‪ ،‬ومن خلل هذه العلقة التداولية والتفاعلية مع عالم الغيب والشهادة‬

‫يستطيع النسان أن يدرك تفاعلية حضوره ووجوده ومآله ‪.‬‬

‫والعدقل بمفرده ل يستدقيل بتحصيل الحدقيدقة الطلدقة نظراا لحدوديته ‪ ،‬وعدم قدرته على الحاطة‬

‫واللام بكاتفة الحيثيات ‪ ،‬وبالتالي تفالنسبية ليست تفي الحدقيدقة ‪ ،‬وإنما إدراك العدقل هو النسب‬

‫ل ‪ :‬الروح ل يستطيع العدقل أن يدرك ةكنهها ‪ ،‬إذن النسبية تفي إدراك العدقل وليست النسبية تفي‬
‫مث ا‬
‫حدقيدقة الروح ‪ ،‬لذا ل يمكن للنسان نيل الحدقيدقة الطلدقة ةكلها ‪ ،‬وهذا ما يضطر النسان إلى اللجوء‬

‫إلى الستدلل بالنطق التفتاض ‪ ،‬وهو ينبن على وجود مجموعة متنوعة من الستنتاجات‬

‫والحتمالت ‪ ،‬وبالتال تفمعرتفتنا الت نتباهى بها تفي عصنا الحالي ‪ ،‬ليست سوى نتاج لتخيلتنا‬

‫وإتفتاضاتنا الفلسفية والرياضية ‪ ،‬تتخلى عن مساراتها خلل التجارب الختبية الت تجرى عليها‬

‫لن الوجود الغيب ل يمكن إدراةكه من خلل إتفتاض واحد واضح مطلدقاا ‪ ،‬بل ميدرك من خلل رؤى‬

‫متكاملة ‪ ،‬تتواتفق مع بعضها تفي الحتمال ‪ ،‬لكنها تتناقض ظاهرياا تفي ةكثي من الحيان ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الغيب من منظور الخيال‬

‫إن طرح مفهوم الخيال يتطلب أول ا تحديد الفرق بي الوهم والخيال ‪:‬‬

‫الوهم ‪ :‬هو تش بوه الحدقيدقة بسبب الدراك الدقائم على إتفتاضات مغلوطة ‪ ،‬تمؤدي إلى سوء تفسي‬

‫الوجود الحدقيدقي ‪.‬‬

‫الخيال هو من قوى العدقل الباطن ‪ ،‬حيث يدقوم العدقل من خلل التخيل صورة ذهنية ةكإمتداد لحدقيدقة‬

‫معلومة ‪ ،‬وواقع قائم ليضيف إليها جديداا مبتكراا ‪ .‬وهذه الصورة تختلف من شخص لخر بإختلف‬

‫التنشئة والثدقاتفة واللكات ‪ ،‬ويكون لها أعمق تأثياا تفي تفكر وسلوك الشخص ‪ ،‬القدر على إستيعابها‬

‫والقرب إلى تصديدقها واليمان بها ‪ ،‬حسب خصوبة ملكة الخيال لديه ‪ ،‬وبالتالي هناك علقة طردية‬

‫واضحة بي ملكة الخيال الخصب وقوة اليمان بالشء التخيـل ‪.‬‬

‫وتكمن أهمية الخيال تفي ةكونه يمثل واقع إتفتاض قابل للتصديق نظرياا ‪ ،‬إل أنه ينبغي الحذر من‬

‫خطورة سلبيات الخيال الجامح ‪ ،‬الذي يمؤدي بصاحبه إلى الشعور بالغموض واللتباس واللواقعية‬

‫تفيستسل معه إلى درجة التفلت من حدقائق الواقع ‪ ،‬لينتدقل به الخيال إلى عالم الوهام الزائفة‬

‫تفيصبح الغيب ضباا من الساطي والخرتفات ‪ ،‬متريس خ تفي النفوس الشعور بالضطراب والخوف ‪.‬‬

‫والخوف نوعان ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الخوف الفسيولوجى الطبيعى ‪ :‬يتمي بالنفعال بسبب إقتاب مكروه أو توقعه ‪ ،‬تصحبه ردود‬

‫تفعل حرةكية مختلفة ‪ ،‬ويحدث نتيجة تنيبه منطدقة معينة تفي الدماغ تسمى '' اللوزة الدماغية ''‪ ،‬ميما‬

‫يمؤدي إلى إتفراز الغدة النخامية لهرمون محيفز للغدة الكظرية ‪ ،‬الت تفرز هرمون الدرنالي‬

‫والنورادرينالي تفي الدم ‪ ،‬تفتحصل تغيات تفسيولوجية وةكيميائية حيوية مذهلة ‪ ،‬حيث ترتفع‬

‫نبضات الدقلب وتندقبض الوعية الدموية ‪ ،‬وبالجمل يمؤدي إلى تحضي الجسم إيما للمواجهة أو‬

‫الهروب ‪ .‬وهذا الخوف ضوري بالنسبة لكل إنسان لدتفع الذى عن نفسه والحفاظ على حياته ‪ ،‬ةكما‬

‫أنه يح يفز العدقل على تجنب مخاطر التهور والطيش ‪ ،‬وهو ل يمثل أية عدقبة أو حاجز يمنع من‬

‫التواتفق والتوازن النفس ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ الخوف الرض ‪ :‬ةكل شخص له مخاوف تسيطر على مسار حياته بدرجات متفاوتة ‪ ،‬و لكن إذا‬

‫‪8‬‬
‫احت يد الخوف وبصورة مبالغ تفيها من أشياء عادية ‪ ،‬تفسيتحيول إلى مرض نفس ـ تفوبيا ـ ‪ ،‬ويكون‬

‫نتيجة تعرض النسان لبعض الكبوتات والصاعات والتوترات النفسية ‪ ،‬الت تتخذ الخوف غطاء‬

‫وشكل لها ‪ .‬وأقص أنواع الخوف هو الخوف من الوجودات الغيبية ‪ ،‬الت تتاوح تمظهراتها ما بي‬

‫الحدقيدقة والوهم ‪ ،‬وهذا النوع يسبب لصاحبه إزعاجاا شديداا ‪ ،‬بسبب تصاعد مشاعر الخوف الت قد‬

‫تصل إلى حد الرهاب ‪ ،‬وهو خوف عميق مستمير على غي أساس من واقع الخطر ‪ ،‬أو التهديد من‬

‫موقف ما أو شء معيي ‪ ،‬ويرى البسلوةكيون أن هذه الخاوف نتيجة لسلسلة من الرتباطات بي ةكثي‬

‫من المؤ يثرات السلبية ‪ ،‬وبذلك تتضاعف العاناة وتتفاقم تفيعيش الخائف صاعات نفسية حادة‬

‫ومريرة ‪ ،‬تفيميل إلى النزواء والنطواء على الذات ‪ ،‬خالدقاا لذاته عالاا داخلياا غريباا ‪.‬‬

‫ومن الوجودات الغيبية الت تثي الخوف لدى النسان الجن ‪ ،‬وهذه ظاهرة قديمة جداا قدام العتدقدات‬

‫البشية ‪ ،‬حيث أن مفهوم الجن الزعوم لم يدرةكه إل الواهمون بخيالهم الرعوب ‪ ،‬وبعيونهم الكليلة‬

‫الذعورة ‪ ،‬وما هو تفي الواقع إل وهماا باطلا وخيال ا ةكاذباا ‪ ،‬ل وجود له إل تفي خيال همؤلء الواهمي‬

‫الذين تو يهموا تصورات مغلوطة شائعة عن أشكال الجن ‪ ،‬حيث وصفوهم بدقبح الخلدقة ودمامتها‬

‫وبشكلها الرعب والفزع ‪ ،‬وبأن له الدقدرة على التشكل تفي أي صورة شاء ‪ ،‬وله قدرات خارقة‬

‫وسلطان مبي ‪ ،‬وهكذا ش يوهوا الحدقيدقة بسبب ما أبدعوا من خيال سدقيم تفي غيبة عدقل سليم‪ ،‬تفتس خ‬

‫هذا الوهم واندقدح تفي ذهن النسان ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الجن من منظور القرآن‬

‫مفهوم الجن ‪ :‬لفظ الجن ورد تفي الدقرآن الكريم مرات عديدة ‪ ،‬ليمؤدي معاني ذات الدللت مختلفة‬

‫حسب السياق ‪ ،‬بإستثناء الفهوم الخراتفي الذي شاع بي الواهمي الضالي والض ريلي ‪.‬‬

‫جاء تفي العاجم اللغوية ‪ :‬جصن الليل ‪ :‬أظلم تفست الرئيات ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬تفلما جين عليه الليل رأى‬

‫ةكوةكبا قال هذا ربي ‪ ،‬تفلما أتفل قال ل أحب التفلي '' ـ النعام ‪ 76‬ـ‬

‫الجني من ج ين ‪ :‬الكائن الستت تفي الرحم ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬خلدقكم تفي بطون أمهاتكم خلدقا من بعد‬

‫خلق تفي ظلمات ثلث '' ـ الزمر ‪ 6‬ـ‬

‫الرج صنة ‪ :‬الحديدقة ذات الشجار الكثيفة الت تحجب الرؤية ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬جنات ألفاتفا '' ـ النبأ ‪ 16‬ـ‬

‫أي بساتي ملتفة الشجار ‪ .‬وتفي الجمل إن مادة ''ج ن ن'' تفي اللغة العربية تتضمن معن الست‬

‫جصن عنك ‪.‬‬


‫ست عنك تفدقد م‬
‫والستتار ‪ ،‬وةكل شء م‬
‫أما العن الذي هو من صنع الجهل ونسج الوهم ‪ ،‬لدقد أطلدقه الواهمون بغي علم ول سلطان ول‬

‫تحدقق ‪ ،‬تفع رلـق بمفهوم الجن الكثي من الساطي والخراتفات ‪ ،‬حت عبدهم البعض من دون الله‬

‫عز وجل ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬بل ةكانوا يعبدون الجن أةكثهم بهم ممؤمنون '' ـ سبأ ‪ 41‬ـ‬

‫ول سبيل لعرتفة حدقيدقة الجن إل باللجوء إلى تدبر الدقرآن الكريم ‪ ،‬الذي ل يأتيه الباطل ل من بي‬

‫يديه ول من خلفه ‪ ،‬لنه قول الحق الحفوظ من ةكل ريب ‪ ،‬وسأحاول سد اليات الت تبيـن حدقيدقة‬

‫الجن وماهيته الت تميه عيما سواه ‪ ،‬بعد إتحاده تفي الخلق والوجود مع باقي الوجودات الخرى‬

‫قال تعالى ‪'' :‬خلق النسان من صلصال ةكالفخار ‪ ،‬وخلق الجان من مارج من نار '' ـ الرحمن ‪ 15‬ـ‬

‫الارج ‪ :‬خلئط من النار ‪.‬‬

‫وةكما بيي لنا الحق سبحانه وح يدد لنا نوع هذه الخلئط ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬والجان خلدقناه من من‬

‫النار السموم ''ـ الحجر ‪ 27‬ـ نار السموم ‪ :‬نهاية لهب النار وأشد أجزائها حرارة‪.‬‬

‫خلق منها الجن ل تمكننا من رؤيتهم ‪ ،‬وبالتالي ل نستطيع وصف شكلهم أو‬
‫و طبيعة الادة الت م‬
‫هيئتهم ‪ ،‬ول تحديد حيهم الكاني ‪ ،‬بينما هم بإستطاعتهم أن يرونا ‪ ،‬قال تعالى‪ '' :‬إنه يراةكم هو‬

‫وقبيله من حيث ل ترونهم '' ـ العراف ‪ 27‬ـ‬

‫‪10‬‬
‫والغاية من خلق الجن النس هي العبودية الخالصة لله ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬وما خلدقت الجن والنس‬

‫إل ليعبدون '' ـ الذاريات ‪ 56‬ـ‬

‫الراد من '' إل ليعبدون'' أي إتفراد الله سبحانه بالسيادة الحدقيدقية ‪ ،‬تفهي وحدها تدقي من رر ي رق‬

‫الخلوقي ‪ ،‬ومتح يرر من الذل والخضوع لكل ما سوى الله ‪ ،‬تفل سلطان إل سلطان الله اللك الحق‬

‫لإله إل هو ‪ .‬تفإذا لم يكن العبود هو الله عز وجل ‪ ،‬تفكل معبود سواه باطل ‪ ،‬قال تعالى ‪'' :‬وأنه ةكان‬

‫رجال من النس يعوذون برجال من الجن تفزادوهم رهدقاا '' ـ الجن ‪ 6‬ـ‬

‫يعوذون ‪ :‬أعوذ بالله ‪ :‬ألوذ وألجأ إليه وأعتصم به ‪ ،‬والعوذة بغي الله نهى سبحانه عنها ‪ ،‬لن‬

‫العتدقاد الزائف والضلل هو الذي يمؤدي إلى اللتجاء إلى الجن والتعلق به ‪ ،‬وهذه الستجارة لن‬

‫تزد النسان إل خوتفاا وإرهاباا ورعباا ‪ ،‬والأمور به هو الستعاذة بالله أي الستجارة والتحي إليه‬

‫سبحانه لنه ميطمئ أولياءه ‪ ،‬ويعدهم بأن ل خوف عليهم ول هم يحزنون ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬وإما‬

‫ينغنك من الشيطان نزغ تفاستعذ بالله إنه سميع عليم ‪ .‬إن الذين اتدقوا إذا مسهم طائف من‬

‫الشيطان تذةكروا تفإذا هم مبصون ''ـ العراف ‪ 200‬ـ ‪ 201‬ـ‬

‫أما الشيطان تفلن يزيد أولياءه إل الخوف ليمشيل إرادتهم ويثبط عزيمتهم ‪ ،‬لنه إسم على مسمى‬

‫تفالشيطان من تفعل رشرطرن ‪ :‬بمعد ‪ ،‬وشاطنه ‪ :‬خالفه عن قصده ووجهته ‪ ،‬وهو صفة وليس علماا على‬

‫أحد بعينيه ‪ ،‬والراد به هو من يمؤثر على النسان ليبعده عن قصد سواء السبيل ووجهة الصواب‬

‫سوا اء ةكان من جنس الجن أو النس ‪ .‬لذا ل ملجأ من الله سبحانه إل عن طريق تطبيق ما أمر به‬

‫ومن تفعل تفدقد لذ إلى الرةكن الرةكي ‪ ،‬واحتمى بالحصن الحصي ‪ ،‬تفلن يضه بإذن الله شيئاا ‪ ،‬لنه‬

‫تفي حمى العزيز الجبار ‪ ،‬وأما من خالجه شك أوشبهة وغلبته شدقوته ‪ ،‬تفهو ةكالستجي من الرمضاء‬

‫بالنار ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬وةكيف أخاف ما أشةكتم ول تخاتفون أنكم أشةكتم بالله ما لم ينل به عليكم‬

‫سلطانا ‪ ،‬تفأي الفريدقي أحق بالمن إن ةكنتم تعلمون ''ـ النعام ‪ 81‬ـ‬

‫ش البلية ما يضحك ‪ ،‬أية حماقة هاته حينما يتخلى النسان عن من بيده مدقالد المور‬
‫إن من ي‬
‫الذي يجي ول ميجار عليه سبحانه ‪ ،‬ويلتجيء إلى من ل يملك ضاا ول نفعاا ‪ ،‬ويأأترمر بسلطان من‬

‫ل سلطان له ‪ ،‬وةكل ما تفي وسعه وأقص جهده يتمثل تفي غوايته وتخويفه لوليائه بواسطة‬

‫التخاطر‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬وقال الشيطان لا قض المر إن الله وعدةكم وعد الحق ‪ ،‬ووعدتكم تفأخلفتكم‬

‫‪11‬‬
‫وما ةكان لي عليكم من سلطان إل أن دعوتكم تفاستجبتم لي ‪ ،‬تفل تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا‬

‫بمصخكم وما أنتم بمصخي ‪ ،‬إني ةكفرت بما أشةكتموني من قبل إن الظالي لهم عذاب أليم ''‬

‫ـ إبراهيم ‪ 22‬ـ‬

‫إ ين المؤمني التدقي يحرصون أشد الحرص على هداية الناس ‪ ،‬لكن الشيطان لعنه الله يضع‬

‫العراقيل والعوقات أمام مساعيهم الصلحية ‪ ،‬تفيبث الشك تفي النفوس ويشوه الحدقائق تفي العدقول‬

‫ويمؤجج الصاع بي الخي والش ليفتنهم ‪ ،‬بواسطة الكائد الشيطانية الت يلدقيها عن طريق التخاطر‬

‫أي الدقدرة على التواصل الذهن بينه وبي الجن والنس ‪ .‬والتخاطر الشيطاني هي عبارة عن‬

‫إشارات ةكهرومغناطيسية ‪ ،‬حيث تدقوم هذه الشارات بتوصيل الوامر إلى دماغ النسان ‪ ،‬تفيستدقبلها‬

‫ويحل شفرتها لعرتفة مدلولها ‪ ،‬ويدقوم العدقل بتجمتها إلى أتفكار ‪ ،‬وقد يتدقبلها النسان أو يرتفضها‬

‫حسب قناعته العدقائدية ‪.‬‬

‫والنسان ةكذلك له الدقدرة على التخاطر ‪ ،‬حيث أقير علماء العصاب بأنه شء تفطري ‪ ،‬و أةكدوا على‬

‫التواصل الذهن ‪ ،‬وندقل الخواطر من العدقل مباشة إلى شخص آخر ‪ ،‬مهما بعدت أماةكن تواجدهما‬

‫وقصد إيضاح مفهوم التخاطر سنحاول مدقارنته بجهاز التموضوع بواسطة القمار الصناعية ‪GPS‬‬

‫وهو عبارة عن نظام يدقوم بتجميع معلومات ‪ ،‬يتم رصدها بواسطة أقمار صناعية تدور حول‬

‫الرض ‪ ،‬من أجل تحديد إحداثيات أي مواقع الجسام التحرةكة والثابتة على الرض ‪ ،‬أو تفى البحر‬

‫أو تفي الجو ‪ ،‬وترسل تلك البيانات إلى مستخدميها عب قنوات الرسال اللسلكية ‪ ،‬الت تعتمد على‬

‫خواص إنتشار الوجات الكهرمغنطيسية تفي الهواء والفراغ الحيط بالكرة الرضية ‪ ،‬وطول تلك‬

‫الوجات الكهرومغناطيسية قصي جداا ‪ ،‬وهي تتحرك تفي الفضاء بسعة الضوء أي بسعة ‪299796‬‬

‫ةكيلومت تفي الثانية ‪ ،‬بحيث يتيم التصال بي الصدر والجهة الدقصودة تفي زمن جد وجي ‪ ،‬لتويده‬

‫بمعلومات دقيدقة يدقوم بتنفيذها لنجاز مآربه على أحسن وجه ‪.‬ولدقد أثبت العلماء بأن الفص المامي‬

‫للدماغ البشي ينتج ةكذلك موجات ةكهرومغناطيسيية ممحيملة برسائل ترسل إلى ةكاتفة أعضاء الجسم‬

‫تفتستدقبلها وتدقوم بتجمتها لبيانات أصلية ‪ ،‬ليمؤدي ةكل عضو وظيفته على أحسن وجه ‪ ،‬ونفس هذه‬

‫الطاقة الكهرومغناطيسية تدقوم بإرسال رسالة تخاطرية إلى شخص ‪ ،‬يوجد على مبعد مئات آلف‬

‫الكيلومتات من الشخص الررسل ‪ ،‬تفهي عملية تشبه عمليات التصال اللسلكية ‪ ،‬وقد يصل التخاطر‬

‫‪12‬‬
‫ويمتد إلى إحساس مشتك ‪ ،‬مثلا التخاطر بي'' التوأمي التطابدقي''‪ ،‬حيث تبي للباحثي بأن لهما‬

‫أتفكار اا ومشاعر مختنة بدقوة وثبات تفي العدقل الباطن ومجرد ورود أثر منها قد يسبب تواصلا عدقليا‬

‫مفاجئاا ‪ ،‬وغي مخطط له مسبدقاا بينهما ةكونهما يمتلكان طاقة شعورية أةكب ومجال ا مغناطيسيا أوسع‬

‫لذا تفدقوى الجذب بينهما أقوى من قوى الجذب عند غيهم ‪.‬‬

‫قال تعالى ‪ '' :‬ةكمثل الشيطان إذ قال للنسان اةكفر ‪ ،‬تفلما ةكفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب‬

‫العالي ‪ ،‬تفكان عاقبتهما أنهما تفي النار خالدين تفيها وذلك جزاء الظالي '' ـ الحش ‪ 14‬ـ‬

‫إن الية توضح بجلء أن سلطان الشيطان ‪ ،‬يتمثل تفدقط تفي إرسال خواطره وإدخالها تفي عدقول‬

‫الناس ‪ ،‬لذا يجب على النسان أخذ الحذر من تخاطر شياطي الجن والنس ‪ ،‬تفهو يمتد ليمؤثر على‬

‫الدقدرات العدقلية تفيوجه النسان وتفق إتجاهاتهم ‪ .‬قال تعالى ‪ '' :‬وةكذلك جعلنا لكل نب عدوا‬

‫شياطي النس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف الدقول غرورا ‪ ،‬ولو شاء ربك ما تفعلوه تفذرهم‬

‫وما يفتون ‪ .‬ولتصغى إليه أتفئدة الذين ل يومنون بالخرة ‪ ،‬وليضوه وليدقتتفوا ما هم مدقتتفون ''ـ‬

‫النعام ‪ 112‬ـ ‪113‬ـ‬

‫معن"شياطي النس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف الدقول" ‪ :‬الراد بالوحي هو التخاطر‬

‫الذهن ‪ ،‬و مزخرف الدقول معناه الكلم الحسن النمق بألفاظ ظاهرها جميل ‪ ،‬وباطنها ةكله تمويه وةكذب‬

‫منعدم الحجية ‪.‬‬

‫إن سياطي الجن هم أقدر على التخاطر الخفي لسح الدمغة ‪ ،‬وغرس التفكار السلبية وإستنباتها‬

‫تفي العدقول ‪ ،‬وهم يرج بدون ويجتهدون من أجل تضليل النس والجن ‪ .‬أما شياطي النس تفهم أقدر‬

‫على أن ينلوا الباطل منلة الحق صوتاا وصوراة بواسطة سحر العلم ‪ ،‬تفيوسوسون بالباطل الميوه‬

‫والزيين بالبهرجة والزيف ‪ ،‬تفكم من أتفكار ضحلة سطحيية ل عمق تفيها ول حكمة ‪ ،‬تج يلت بأثواب‬

‫الخداع والكر وتص يدرت الدقدمة ‪ ،‬تفخالها الناس حدقاا ل ريب تفيه ‪ ،‬والظاهر أن ةكيد ال نس أعظم من‬

‫ةكيد الشيطان ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬إن ةكيد الشيطان ةكان ضعيفاا '' ـ النساء ‪ 76‬ـ‬

‫ومعن"ولو شاء ربك ما تفعلوه تفذرهم وما يفتون"‪ :‬سبحانه وتعالى له مدقاليد السماوات والرض‬

‫ما شاء ةكان وما لم يشاء لم يكن ‪ ،‬ولحكمة ل يعلمها إل هو ترةكهم لتفتاءاتهم وأةكاذيبهم ‪ ،‬الت لن‬

‫تغن عنهم من الله شيئاا ‪ ،‬لن الحق ثابت ل يتناقض ‪ ،‬قال تعالى‪ '':‬ثم ذرهم تفي خوضهم يلعبون''‬

‫‪13‬‬
‫ـ النعام ‪ 91‬ـ والراد بالخوض الجهل والضلل ‪.‬‬

‫وهناك تخاطر بي النسان واللئكة ‪ ،‬تفإذا ةكانت الشياطي توسوس للنسان لفعل الش ‪ ،‬تفاللئكة‬

‫تهيئه وتحضه وتحثه على تفعل الخي ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬إن الذين قالوا ربنا الله ثم استدقاموا تتنل‬

‫عليهم اللئكة أل تخاتفوا ول تحزنوا ‪ ،‬وأبشوا بالجنة الت ةكنتم توعدون ‪ .‬نحن أولياؤةكم تفي الحياة‬

‫الدنيا وتفي الخرة ‪ ،‬ولكم تفيها ما تشتهي أنفسكم ولكم تفيها ما تدعون ‪ .‬نزل من غفور رحيم ''‬

‫ـ تفصلت ‪ 30‬ـ ‪ 32‬ـ‬

‫‪14‬‬
‫الجن والوروث الدين‬

‫قال تعالى ‪'' :‬وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله ‪ ،‬قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ‪ ،‬أو لو ةكان‬

‫آباؤهم ل يعدقلون شيئا ول يهتدون '' ـ البدقرة ‪ 170‬ـ‬

‫ميع ي ررف الدقاموس الدولي للنثوبولوجيا مفهوم التاث ‪ '' :‬الثات هو الثدقاتفة الت تنتدقل من الجيل‬

‫الاض إلى الحاض ‪ ،‬بكل أنماطها وأشكالها شفهية ةكانت أم ةكتابية ''‬

‫والوروث الدين يتعلق بالثدقاتفة الدينيية الت ورثناها عن السلف ـ إجتهاد الجتهدين ـ ‪ ،‬سواء أةكانت‬

‫تفي ميدان التفسي أو الحديث أو أصول الفدقه أو علم الكلم … ‪ ،‬أوالظواهر الطدقوسية التعبدية‬

‫وآثارها العنوية الدللية ووظيفتها العدقائدية بي الناس ‪ ،‬وبالتالي تفهو يمثل النظومة الثدقاتفية‬

‫التداولة تفي العدقل الجمعي ‪ ،‬وما تمثله من سلطان المر والنهي والتغيب والتهيب ‪ ،‬ومن سلطة‬

‫التوجيه والوصاية ‪ ،‬الت تح يدد للفرد السلم ماهيته ومتشكـل قناعاته وسلوةكه ‪ ،‬وتعيي له ةكيفية‬

‫التعامل مع من حوله ‪ ،‬ومتص ي رنف له حت شكل هيئته الخارجية ‪.‬‬

‫والوروث الدين ليس له عصمة تفما هو إل إستنتاجات عدقلية نسيبة الدراك ‪ ،‬وبالتالي يجب‬

‫التعامل مع مدقولت السلف تعاملا يتسامى عن التدقديس ‪ ،‬لن تفكرة يدقينية الوروث وترسيخها تفي‬

‫الذهنية السلمية شيكلت وعياا سلبياا ‪ ،‬مما أدى إلى بسط نفوذ التفيدقهي على آتفاق مستدقبليية الدين‬

‫الخالص ‪ ،‬تفأضفوا على إجتهادتهم صفة الدقداسة بإعتبارها تأيسست على مرجعية مدقدسة ـ الدقرآن‬

‫والسنة ـ ‪ ،‬لذا تفإجتهادتهم تستمر تفي إستسالها تاريخياا ‪ ،‬ول مينظر إليها ةكموروث ثدقاتفي قابل للندقد‬

‫والتحليل ‪ ،‬بل يعتب ةكأصل عدقائدي منه ل ريب تفي شعيته ومشوعيته ‪ ،‬وهكذا تحيول إلى جهاز‬

‫عدقائدي شديد التأثي متمت اعا بمطلق الصلحيات ‪ ،‬ورس خ تفي الذهنية السلمية قناعة مطلدقة بأن‬

‫النص الثاتي هو نص دين يدقين مملرزم ‪ ،‬مما خيول لرجالت الوروث الدين سلطاتت مطلدقاة تفي‬

‫تشكيل الوعي الجمعي ‪ ،‬السكون والشربع بثدقاتفة الخوف ‪ ،‬والتخم بالوهم والتخيلت الخراتفية‬

‫الستحواذية ‪ ،‬تفتو يلدت عنه عدقلية معبـأة بالغلو والتعصب ‪ ،‬نابذة للتطورات العلمية والعرتفية‬

‫ومتناتفرة مع ةكل التغيات الجتماعية بحجة الحفاظ على الهوية الدينية ‪ ،‬ومقض المر وتيم تغليب‬

‫التفكي الندقليي على التفكي العدقلنيي تفي مختلف تفروع العرتفة واليثدقاتفة ‪ ،‬ومأقص التفكي الذي هو تفي‬

‫‪15‬‬
‫جهد لةكتشاف الجهول إنطلقا من آتفاق الـمعلوم ‪.‬‬
‫جوهره وحدقيدقته م‬
‫إن النطق المؤةكد يح يفزني على طرح سمؤال قلق ‪ :‬لاذا الثدقاتفة الدينية السائدة ‪ ،‬والهيمنة على الفرد‬

‫السلم '' التدين'' ‪ ،‬أدت به إلى ترديد مكيرر لوروثه الدين بإعتباره يدقينيات مطلدقة ‪ ،‬وهي وحدها‬

‫ولشء غيها قادر على إثبات هويته الدينية ؟‬

‫الجابة تتلخص تفي سلطة ثدقاتفة الخوف ‪ ،‬الت ترسخت عميادقا تفي ذهنية '' التدين''‪ ،‬حيث أضحت‬

‫جهد لةكتشاف الحدقيدقة إنطلقاا‬


‫يا وحاجزاا يعوق التفكي الحير ‪ ،‬الذي هو تفي جوهره م‬
‫تشكل عائادقا ةكب ا‬
‫من الدقدرات الذاتية ‪ ،‬وتتجلى هيمنة ثدقاتفة الخوف تفي السباب التالية ‪:‬‬

‫السبب الول ‪ :‬الخوف من تحليل أو ندقد الوروث الدين وإخضاعه للعدقل ‪ ،‬لن من تجرأ وسولت له‬

‫نفسه ذلك ‪ ،‬تفمصيه النبذ الدين الذي يصل إلى نعته بالزندقة والوروق والكفر ‪ ،‬وقد يصل إلى‬

‫مستوى التصفية الجسدية ‪.‬‬

‫السبب الثاني ‪ :‬الخوف من الخروج من هيمنة الوروث الدين ‪ ،‬لن '' التدين ''يعتدقد أن بهذا الوروث‬

‫يتح يدقق إيمانه ‪ ،‬وبدونه سيخرج عن اللة وينحرف عن أهل الجماعة والسنة ‪ ،‬وبالتالي سيكون مآله‬

‫التعيرض لسخط الله وعذابه ‪ ،‬وهذا يعن تلدقائايا ضياعه وتش يتته وتلشيه ‪.‬‬

‫السبب الثالث ‪ :‬تغييب ةكل وسائل النعتاق من إستبداد الوروث الدين ووصايته ‪ ،‬حيث تيم تعطيل‬

‫الدقدرات التعدقلية ‪ ،‬ةكالتأمل والتدبر والتفكي والتفكر والتأمل ‪ .‬قال تعالى ‪'' :‬تفاتدقوا الله يا أولي‬

‫اللباب لعلكم تفلحون '' ـ الائدة ‪ 100‬ـ‬

‫ووظيفة الوروث الدين تجسدت تفي وصف الخاوف البالغ تفيها ‪ ،‬أو الغي مبرة على الطلق‬

‫أوتكون غي عدقلنية بطبيعتها ‪ ،‬وهي تتشكل من التفتاضات الستمدة من الواقع الغيبـي ‪ ،‬وإسدقاطه‬

‫على أسوء الحتمالت ‪ ،‬ويتم بثها بهدف ححب العدقل وإرتفاع حدة الشاعر ‪ ،‬وزعزعت الذات ليداد‬

‫جبوت الطغاة ويتفاقم هوان الستضعفي ‪ ،‬لتسهيل مأمورية التسلطي الستبدادين ‪ ،‬وزيادة قوتهم‬

‫وسيطرتهم على'' الرعية '' ‪.‬‬

‫ولثدقاتفة الخوف تأثي سلب على سلوةكيات النسان ‪ ،‬حيث يفدقد توازنه تفيتصف بشكل عشوائي‬

‫جنوني ليس للعدقل تفيه سلطان ‪ ،‬ويعجز عن التعامل مع الواقع بشكل سليم وطبيعي ‪ ،‬ويصبح‬

‫مهزوز اا ل يستطيع إتخاذ أي قرار صائب لخوتفه الشديد من النتائج ‪ ،‬لنها مرتبطة بالغيب الذي تلبفه‬

‫‪16‬‬
‫الوهام الغرضة ‪ ،‬لذا تفهو يخاف لتفه السباب وتزداد حدة مشاعر الخوف والدقلق ‪ ،‬ويصبح الخوف‬

‫حالة إعتيادية ومستدامة ‪ ،‬يعيشه تفي يدقظته وغفوته ويتاءى له أمام عينيه تفي ةكل لحظة ‪ ،‬مما‬

‫يجعله محبط العزيمة ومنعدم الرادة ‪ ،‬يخش الستدقبل \ الجهول ويتحاش الغامرة ‪ ،‬لن ةكثة‬

‫الفاهيم التخويفية الذي تنتابه وتحذق به من ةكل جانب ‪ ،‬جعلته يصاب بالخوف حت من جراء‬

‫التفكي تفي نفسه ‪.‬‬

‫والتفيدقهون يوظفون إجتهاداتهم الت تتي بزي ''الدين'' وهي منه عراء ‪ ،‬لتسي خ الخوف تفي عدقول‬

‫التديني ‪ ،‬حت أصبح مفهوم الدين مثدقل بحمولة الخوف ‪ ،‬ومن الفاهيم الغلوطة ''مفهوم الجن''‬

‫الراس خ تفي الوعي الجتمعي ‪ ،‬وما يحمله الوروث الدين من أتفكار بثها التفيدقهون ‪ ،‬الذين تعيسفوا‬

‫على اليات الدقرآنية الت ورد تفيها ذةكر الجن ‪ ،‬تفطيوعوها وأيولوها لنش معتدقدات خراتفية ‪ ،‬واستندوا‬

‫على أحاديث ضعيفة أو موضوعة ‪ ،‬وهم يعلمون بأنها عراء من حكمة السنة النبوية ‪ ،‬وأ يلفوا قصص‬

‫وحكايات وهمية عن الجن ‪ ،‬ت يتسم بالضحالة بسبب غرابتها وخروجها عن العتاد والألوف ‪ ،‬تفأأضفوا‬

‫على الجن خصائص مذهلة ةكالدقدرة على التيان بالخوارق ‪ ،‬وتفعل العجائب وإلحاق الذى بالنسان‬

‫والتلبس به ‪ ،‬والتمثل بالناس أو الحيوانات ‪ ،‬وةكل هذا ل حدقيدقة له وليس عليه دليل ‪ ،‬ويتعارض مع‬

‫الدقرآن الكريم ‪ ،‬وحجتهم تفي هذا الدقال قول حق يراد به باطل ‪ ،‬تفأيولوا قوله تعالى ‪ '':‬ل يدقومون إل‬

‫ةكما يدقوم الذي يتخبطه الشيطان من الس '' ـ البدقرة ‪ 275‬ـ‬

‫إن غايتهم من التأويل التعبسفي هو تهويل قدرات الجن ‪ ،‬لتسي خ تأثيه على النسان والستكانة‬

‫السلبية لهذه الدقوى الخفية ‪ ،‬الت ادعو بأنها قادرة على أن تتليبس به وتسلبه إرادته ‪ ،‬وهذا إتفتاء‬

‫وتلبيس الحق بالباطل ‪.‬‬

‫والن لنتأمل ونتدبر جيداا قوله تعالى ‪":‬يتخبطه الشيطان من الس" ‪ ،‬أول ا ما معن التخبط ‪ ،‬وما‬

‫معن الس ؟‬

‫جاء تفي معجم العاني ‪ :‬التخيبط ‪ :‬يتخيبط تفي السي ‪ :‬يتحرك دون عدقل ول ضابط ‪.‬‬

‫يتخبط تفي عمله ‪ :‬أنجزه تفي تفوض وعشوائية ‪ ،‬إذاا التخبط هو زيغ عن الحق ‪ ،‬وميل عن الصواب ‪.‬‬

‫معن ميس الشء ‪ :‬لسه بيده و نزل به ‪ :‬اليس يدقال تفيما يكون معه إدراك بحاسة اللمس ‪.‬‬

‫ورمصس من الشء ‪ :‬أخذ منه ‪ .‬ميسه الوسواس ‪ :‬عرض له ‪ .‬وندقول مسه الش ـ ومسه الرض أي‬

‫‪17‬‬
‫أصابه وابتلي به ‪ ،‬وهذه الفوارق تعرف من خلل السياق ‪.‬‬

‫والن لنتأمل التةكيب التاتب للية ‪":‬يتخبطه الشيطان من الس" التخطب نتيجة والسبب اليس‬

‫الشيطاني ‪ ،‬قال تعالى‪ '' :‬وأيوب إذ نادى ربه أني مسن الض وأنت أرحم الراحمي'' ـ النبياء ‪83‬‬

‫معن'' مسن الض'' أي أصابن ‪ ،‬وبالتالي الس هو التخاطرالشيطاني ‪ ،‬الذي يمؤدي إلى الصابة‬

‫بالوسواس الخناس الفض ل محالة إلى التخبط ‪.‬‬

‫أما قوله تعالى ‪ '' :‬واذةكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسن الشيطان بنصب وعذاب '' ـ ص ‪ 41‬ـ‬

‫جاء تفي تفسي "الكشاف" للزمخشي‪ '' :‬ل يجوز أن يسلطه الله ـ الشيطان ـ على أنبيائه ليدقض من‬

‫رإتعابهم وتعذيبهم ورطرره ‪ ،‬ولو رقدر على ذلك لم يدع صالحاا إل وقد نكبه وأهلكه ‪ ،‬وقد تكيرر تفي‬

‫الدقرآن أنه ل سلطان له إل الوسوسة تفحسب ''‬

‫وأردف قائلا '' إضاتفة ال بنصب والعذاب للشيطان تفهو من باب بيان ما ةكان يستض به من وسوسته‬

‫ويتعب به من تذةكيه له ما ةكان تفيه من النعم والعاتفية والرخاء ‪ ،‬ودعائه له إلى التضجر والتبم‬

‫لما هو عليه ''‬

‫وقال الرازي تفي تفسيه "مفاتيح الغيب"‪ '' :‬الشيطان ل قدرة له الب يتة على إيدقاع الناس تفي‬

‫المراض واللم '' قال الطحاوي تفي "شح الثار"‪ '' :‬الناس إنما أمروا بالستعاذة من الشيطان ‪،‬‬

‫تفيما جعل له سلطان عليهم '' وهي الوسوسة ''‪ ،‬لتحبيب الش وتكريه الخي ‪ ،‬وإنساء ما يذةكرون‬

‫وتذةكي ما ينسون ‪ ،‬وأما إعثار دوابهم وإهلك أموالهم تفل سبب له تفيها ''‬

‫وقال ابن عاشور تفي تفسيه "التحرير والتنوير"‪ " :‬مسين بوسواس سببها ن مأصب وعذاب ‪ ،‬تفجعل‬

‫الشيطان يوسوس إلى أيوب بتعظيم البنأصب والعذاب عنده ‪ ،‬وميلدقي إليه أنه لم يكن مستحدقاا لذلك‬

‫العذاب ‪ ،‬ليلدقي تفي نفس أيوب سوء الظن بالله أو السخط من ذلك ''‬

‫عن عطاء بن أبي رباح رض الله عنه قال‪ :‬قال لي ابن عباس رض الله عنهما ‪ :‬أل أريك امرأة من‬

‫أهل الجنة ؟ قلت‪ :‬بلى ‪ ،‬قال‪ :‬هذه الرأة السوداء أتت النب تفدقالت ‪ :‬إني مأصع وإني أتكيشف تفادع‬

‫الله لي ‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬إن شئت صبت ولك الجنة ‪ ،‬وإن شئت دعوت‬

‫الله أن يعاتفيك ‪ ،‬تفدقالت‪ :‬أصب ‪ ،‬تفدقالت‪ :‬إني أتكيشف تفادع الله لي أن ل أتكشف ‪ ،‬تفدعا لها ''‬

‫ـ رواه البخاري ـ‬

‫‪18‬‬
‫إن الذين يشتون بالدقرآن ثمناا قليلا ‪ ،‬ويدعون أن قراءتهم للدقرآن تطرد الجن التلبس ‪ ،‬تفالرأة‬

‫صحابية تصلي مع رسول الله ‪ ،‬وتسمع الدقرآن ممن مأنزل عليه ‪ ،‬تفكيف ل يطرد هذا الشيطان‬

‫التلبس ‪ ،‬لو ةكان هو تفعلا سبب الصع ةكما يزعمون ‪.‬‬

‫ومن خلل ما ورد سالفاا نستنتج بإن اليس الشيطاني هو الدقدرة على التخاطر بالوسوسة ‪ ،‬وبذلك‬

‫يجب على ةكل مسلم أن يمؤمن بمشوعية مس الشيطان أي التخاطر ‪ ،‬وأما من زعم بأن مس الشيطان‬

‫هو الدقدرة على السيطرة على ةكيان النسان ‪ ،‬وسلبه إرادته ليصبح مدقيداا مأسوراا مطيعاا لا يأمره‬

‫به من تفواحش ومناةكر ‪ ،‬تفهذه من النكرات الت يجب التوبة منها ‪.‬‬

‫ومما زاد المر تأزم اا العلم السلب الذي أصبح يلجأ إلى تكريس ثدقاتفة الدجل ‪ ،‬عب خطة محكمة‬

‫متخفية وراء الدين ‪ ،‬لتغذية أتفكار الناس بأساطي الجن ‪ ،‬لتسي خ ثدقاتفة الخوف تفي العدقول وتهي‬

‫الشوط والظروف ‪ ،‬ليتدقبل النسان الغلوب على أمره الخوف ةكمسلمة ‪ ،‬ليمس ةكموضوع للفعل بعد‬

‫أن تغتال إرادته ‪ ،‬وميغرس تفيه الستعداد للطاعة والتدقبل ‪ .‬وبصورة عامة تفإن ثدقاتفة الخوف الت‬

‫نعيشها وسنورثها لبنائنا من بعدنا ‪ ،‬يجب أن نتخلص منها بطرق علمية صحيحة ‪ ،‬لكي نحرر‬

‫النسان والجتمع من قيود الوهم الت تكبل حياتنا ‪ ،‬وتعيق تطورنا وتجعل مستدقبلنا مبهماا نخاف‬

‫منه ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الس وعلم النفس‬

‫يعتب علم النفس من العلوم الحديثة الت تهتم بدراسة علمية للسلوك والعدقل ‪ ،‬والتفكي والشخصية‬

‫بغية التوصل إلى تفهم وتحديد أسباب إنحراف السلوك ‪ ،‬ليجاد العلج الناسب للمرض النفس‬

‫ولدقد تبي للخصائيي تفي علم العصاب بأن السباب قائمة تفي دماغ النسان ‪ ،‬حيث أن الرسائل‬

‫تنتدقل بي خلية وأخرى بواسطة مواد ةكميائية تسمى الناقلت العصبية ‪ ،‬وزيادة أو ندقص الناقلت‬

‫العصبية تفي ال خ "مثل السيوتوني ـ دوبامي ـ إدرينالي … ال خ ‪ ،‬يمؤدى إلى إضطراب وظائف‬

‫الدماغ ‪ ،‬تفدقد وجد مثل أن تفي حالة إختلل نسبة السيوتوني تمؤدى إلى الةكتئاب ‪ .‬ووحده العلج‬

‫الكيميائي قادر على إعادة التوازن ‪ ،‬وتفي هذه الحالة تفهو ميعالج ةكمرض عضوي ‪.‬‬

‫إل أن هناك أمراض نفسية دون العضوية ‪ ،‬وهي ل تتطلب إستخدام العدقاقي لعلجها ‪ ،‬بل تتطلب‬

‫علج نفس ''بسيكوتيابي'' أي التحليل النفس ‪ ،‬ليتمكن الطبيب من أن يفهم حالة الريض‬

‫النفسية ‪ ،‬لتصحيح وتصويب الخلل بواسطة عدة تدقنيات مدمجة لعلج الضطرابات النفسية‬

‫ويعتمد على التدخل اللفظي \ الكلم إلى جانب عوامل أخرى ةكالكتابة والوسيدقى والرسم ‪...‬إلى أن‬

‫يتمكن من إحلل رد تفعل سوي لدى الريض ‪ ،‬ويصبح قادراا على الندماج والنسجام مع بيئته‬

‫ومحيطه ‪.‬‬

‫والمراض النفسية بنوعيها تمؤدي إلى إضطراب تفي التفكي والدراك والسلوك والعواطف ‪ ،‬تفيصبح‬

‫الريض تفي حالة يرثى لها ‪ ،‬حيث يفدقد الدقدرة على التعايش والتساةكن ومواجهة الواقع ‪ ،‬تفيصدر عنه‬

‫سلوةكا شاداا متناقضاا مع الألوف ‪ ،‬قد يصل إلى ح يد الهستييا يغيب تفيها عن الوعي ممؤقتاا ‪ ،‬وتظهر‬

‫بعض محتويات عدقله الباطن ‪ ،‬تفيدقوم بالتنفيس عن بعض رغباته الكبوتة ‪ ،‬ويهرب من الواقع‬

‫والضغوط الت ل يحتملها ‪ ،‬ويبدأ يسمع أصواتاا تتحاور معه ‪ ،‬أو تهدده أو تأمره بأن يفعل أشياء‬

‫معينة ‪ ،‬وقد يفس الناس ذلك بأنه قد مسه الجن ‪ ،‬ومن المؤسف أن هذا العتدقاد سائد لدى عامة‬

‫الناس ‪ ،‬تفهم يعتدقدون أن الرض النفس مصدره مس الجن ‪ ،‬طبدقاا لا قاله التفيدقهون ‪.‬‬

‫ويبدقى الجن تفي ةكل الحالت متهم بأنه السبب الرئيس ‪ ،‬وربما الوحيد وراء الرض النفس‪ ،‬وبالتالي‬

‫يتم اللجوء إلى مطوعي الجن من الدجالي والشعودين ‪ ،‬الذين يدعون مثلا بأن مرض الصع يحدث‬

‫‪20‬‬
‫بسبب لبس الجن ‪ ،‬تفيعالجونه بالرقية وحلدقات الجذبة وزيارة الضحة … ‪ ،‬بينما الصع هو حالة‬

‫عصبية متحدث بسبب إختلل وقت تفي النشاط الكهربائي الطبيعي للدماغ وهذه التغيات‬

‫الفييائية تسمى تشنجات صعية ‪ ،‬ولذلك يسمى الصع أحيانا "بالضطراب التشنجي" ‪ .‬ويكون‬

‫له تأثي على وعي النسان وحرةكة جسمه وأحاسيسه ‪ ،‬وتبدو عليه تشوهات أو إلتواءات جسدية‬

‫وقد يتفوه بكلمات غريبة أو غي مفهومة أو بذيئة ‪ ،‬وعدم إستجابته للممؤثرات الخارجية ‪ ،‬ول يعود‬

‫لحالته الطبيعية إل بعد إستدقرار النشاط الكهربائي ‪ .‬ومن العوامل الت تمؤدى إلى مرض الصع‬

‫العامل الوراثي ‪ ،‬أو التعرض إلى حادثة تفي الرأس ‪ ،‬أو تناول بعض الواد السامة وبالتالي تفهو ل‬

‫يختلف عن المراض العضوية الخرى ‪ ،‬ولتحديد أسباب الرض يتم إستخدام التحاليل الخبية‬

‫وأجهزة الفحص الحديثة مثل رسم ال خ ‪ ،‬والشعة الدقطعية والرني الغناطيس ‪ ،‬وهكذا توصل‬

‫الطب النفس إلى علج المراض النفسية والعضوية بعيداا عن أي قوى خفية ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬

‫'' قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنما يتذةكر أولو اللباب '' ـ الزمر ‪ 9‬ــ‬

‫‪21‬‬
‫الجن والنظرية الفتاضية‬

‫الجن الوجود والاهية ‪:‬‬

‫الوجود يختلف عن الاهية مفهوم اا ‪ ،‬تفكل منهما يختلف عن الخر تفي الذهن ‪ ،‬تفالوجود هو نفس‬

‫الحدقيدقة العينية الخارجية ‪ ،‬الت تتتب عليها الثار ويحكي عنها مفهوم الوجود ‪ ،‬ويسمى أصالة‬

‫الوجود ‪.‬‬

‫والاهية مصدر مأخوذ من ''ما هو'' للدللة على الفهوم الذهن للموجودات العينية أو لغيبية ‪.‬‬

‫وبالتالي الوجود أصيل والاهية إعتبارية ‪ ،‬لن الوجود هو الحدقيدقة تفي العالم العين ‪ ،‬وهو النشأ‬

‫لتتب الثار الخارجية ‪ ،‬أما الاهية تفهي أمر إعتباري منتع من الوجود ‪.‬‬

‫إن الله سبحانه هو الخالق الذي أوجد من العدم ةكل موجود ‪ ،‬وهو التصف بالخلق أزل ا قبل أن‬

‫توجد الوجودات ‪ ،‬تفدق يدر بعلم وصنع بدقدرة مطلدقة ‪ ،‬وبدع تفي خلدقه ةكماا وةكيفاا تفخلق ما يشاء ‪ ،‬ول‬

‫ميسأل عما يفعل وهم ميسألون ‪ ،‬وما أشهدهم خلق السماوات والرض ول خلق أنفسهم ‪ ،‬وما ةكان‬

‫متخذاا الضلي عضداا ‪.‬‬

‫إن الجن صنةف من خلق الله عز وجل ‪ ،‬ومعلوماتنا عنهم محدودة جداا ‪ ،‬وحدقيدقتهم ل تستوعبها‬

‫عدقولنا ‪ ،‬لن عالم الجن ليس عالاا محسوساا و مشهوداا بالنسبة إلينا ‪ ،‬تفل طريق لنا إلى معرتفة‬

‫عالهم أو معرتفة خصوصياتهم إل بواسطة الدقرآن الكريم ‪ ،‬أو الحاديث النبوية الصحيحة ‪.‬‬

‫إذ اا وجود الجن من النظور الدقرآني أمر مفرغ منه ‪ ،‬وةكذلك الاهية العتبارية النتعة من الوجود‬

‫قال تعالى ‪ '' :‬خلق النسان من صلصال ةكالفخار ‪ ،‬وخلق الجان من مارج من نار''ـ الرحمن ‪ 13‬ـ ‪ 14‬ـ‬

‫وقال تعالى ‪ '' :‬والجان خلدقناه من من النار السموم ''ـ الحجر ‪ 27‬ـ‬

‫الارج ‪ :‬خلئط من النار ‪.‬‬

‫نار السموم ‪ :‬نهاية لهب النار و أشد أجزائها حرارة‪.‬‬

‫نستنتج من اليتي إستدللي ‪ :‬إستدلل الوجود ''وخلق الجان ''‪ ،‬وإستدلل الاهية التجلي تفي مادة‬

‫الخلق'' نار السموم ''‪ ،‬ومن منظور إستدلل الاهية التفتاض ستكون أجسامهم على شكل شواظ‬

‫أي وهج الحير ‪ ،‬والوهج تفييائيا هو إشعاع حراريي ‪ ،‬يصدر عن موجات ذات ترددات منخفضة‬

‫‪22‬‬
‫ل تبصها العي ‪ ،‬وبالتالي ل نستطيع وصف شكل الجن أو هيئته ‪ ،‬ول تحديد حيه الكاني‪ ،‬قال‬

‫تعالى ‪ '' :‬إنه يراةكم هو وقبيله من حيث ل ترونهم '' ـ العراف ‪ 27‬ـ‬

‫وةكما وردت تفي الدقرآن الكريم آيات عديدة تتحدث عن قذف الجن بالشهب ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬ولدقد‬

‫جعلنا تفي السماء بروج اا وزيناها للناظرين ‪ .‬وحفظناها من ةكل شيطان رجيم ‪ .‬إل من استق السمع‬

‫ب مب ة‬
‫ي '' ـ الحجر ‪ 16‬ـ ‪ 18‬ـ‬ ‫تفأتبعه شها ة‬
‫وقال تعالى ‪ '' :‬إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواةكب ‪ .‬وحفظاا من ةكل شيطان مارد ‪ .‬ل يسمعون إلى‬

‫ب واصةب‪ .‬إل من خرطف الخطفةر تفأتبعه شها ة‬


‫ب‬ ‫الل العلى ويدقذتفون من ةكل جانب ‪ .‬دحوراا ولهم عذا ة‬
‫ثاقةب '' ـ الصاتفات ‪ 6‬ـ ‪ 10‬ـ‬

‫وقال تعالى ‪ '' :‬وأنا لسنا السماء تفوجدناها مملئت حرساا شديداا وشهباا ‪.‬وأنا ةكنا ندقعد منها مدقاعد‬

‫للسمع تفمن يستمع الن يجد له شهاباا رصداا '' الجن ـ ‪ 8‬ـ ‪ 9‬ـ‬

‫نستنتج من اليات ثلث إستدلللت إتفتاضية ‪:‬‬

‫الستدلل الول ‪ :‬الجن يست يغل الفضاء الخارجي ةكحي مكاني ‪ ،‬لذا يفتض بأنهم مخلوقات تفضائية‬

‫وما يع يزز هذا التفتاض هو طبيعة تكوينهم ‪ ،‬الذي ل يتلءم مع واقع الكوةكب الرض ‪.‬‬

‫الستدلل الثاني ‪ :‬الجن عظيمي السعة ‪ ،‬وسعتهم ل تدقاس بمدقاييس البش ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬

‫'' قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تدقوم من مدقامك وإني عليه لدقوي أمي '' ـ النمل ‪ 39‬ـ‬

‫إنهم يتحرةكون بسعة تفائدقة ‪ ،‬تعادل أو تفوق سعة الشهاب الذي نراه تفي السماء ‪.‬‬

‫والشهاب هو ظاهرة ضوئيية خاطفة يظهر ةكخيط متألق تفي السماء ‪ ،‬هاوياا بإتجاه الرض بسعة‬

‫خاطفة وسعان ما يتلىش تفي أعالي الجريو ‪ .‬وهو أصلا جسم معدنيي أو صخريي من مصدتر ةكون ي تي‬

‫وقد يكون بحجم حبات الرمل أو بذرة الخردل أو أةكب من ذلك ‪ .‬أما الشهب الناتجة عن رجوم ةكبية‬

‫نسبيي اا تكون بحجم البيضة أو البتدقالة ‪ ،‬وتظهر ةكأنها ةكرات متوهجة وتعرف باسم ‪ :‬الكرات‬

‫النارية ‪ ،‬وتنفجر تفي أعالي الجو ومتعرف باسم ‪ :‬الشهب التفجرة ‪ .‬أيما الرجوم النيةكيية الت تنجح‬

‫تفي الوصول إلى سطح الرض ‪ ،‬تفتكون عادة من حجم أعظم قد تزن بضعة ةكيلوغرامات ‪ ،‬وقد يصل‬

‫وزنها أطناناا ‪.‬‬

‫ومدة سطوع الشهاب تدوم بضع ثواتن ‪ ،‬ومن أهم العوامل الت تمؤثر تفي تألق الشهاب ‪ ،‬ترةكيبته‬

‫‪23‬‬
‫وسعته وةكتلته ‪ ،‬وقد تتجاوز درجة حرارته ألفي من الدرجات الئوية ‪ ،‬بسبب إحتكاةكه مع الغلف‬

‫الجوي ‪ ،‬حيث تتحول طاقته الحرةكيية العالية إلى طاقة حراريية أثناء عمليية تصادمه‬

‫بالحتويات الغازية واليونيية تفي طبدقة السماء الدنيا الواقعة تفي الدى الرتفاعيي من ‪ 90‬ةكم‬

‫إلى ‪ 160‬ةكم ‪ ،‬وتدقدر سعة سدقوطه ما بي ‪ 11.2‬ةكم‪ /‬ث إلى ‪ 72‬ةكم‪ /‬ث ‪ ،‬ولدقد عيي الدقرآن الكريم أن‬

‫السماء الدنيا هي موضع إنطلق الشهب ‪ ،‬قال تعالى‪ '':‬ولدقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها‬

‫رجوما للشياطي وأعتدنا لهم عذاب السعي'' ـ اللك ‪ 5‬ـ‬

‫ورجم الشياطي دائباا دون إندقطاع لدوام الحفظ ‪ ،‬وهذا يعن أن قذف الشهب موجود منذ بداية‬

‫الخلق ‪ ،‬قال تعالى ‪ '' :‬تفدقضاهن سبع سماوات تفي يومي وأوحى تفي ةكل سماء أمرها ‪ ،‬وزينا السماء‬

‫الدنيا بمصابيح وحفظاا ذلك تدقدير العزيز العليم '' ـ تفصلت ‪ 12‬ـ‬

‫ومن المؤةكد أن وصول النسان إلى سماء الدنيا بعد غزوه للفضاء ‪ ،‬هو الذي جعله يمؤةكد أن هناك‬

‫رجماا دائباا بدقذائف داحرة ‪ ،‬تندقذف تفي السماء الدنيا بإستمراتر وتفي جميع التجاهات ‪ ،‬وهذا إستدلل‬

‫إعتباري بأن الجن ملزم للحي الفضائي ‪.‬‬

‫الستدلل الثالث ‪ :‬لدقد أخبنا الله سبحانه بأنهم ةكانوا يدقومون لسليمان عليه السلم بأعمال عظيمة‬

‫يعجز عنها النسان ‪ ،‬لنها تحتاج إلى قدرات خارقة ‪ ،‬وذةكاء عالي ومهارات جد متطورة ‪ ،‬قال تعالى‬

‫'' قيل لها ادخلي الصح تفلما رأته حسبته لجة وةكشفت عن ساقيها ‪ ،‬قال إنه صح ممرد من قوارير‬

‫قالت رب إني ظلمت نفس وأسلمت مع سليمان لله رب العالي '' ـ النمل ‪ 44‬ـ‬

‫لدقد بن الجن لسليمان عليه السلم صحاا من زجاج بلوري ‪ ،‬والصح معناه الفضاء الواسع ‪ ،‬ثم‬

‫وضعوا تفوقه عرشه ‪ ،‬ولا أقبلت عليه بلدقيس أصابها الذهول ‪ ،‬وظنت أن سليمان وعرشه تفوق‬

‫الاء ‪ ''،‬تفلما رأته حسبته لجة'' ‪ ،‬أي نهراا جارياا تفرتفعت ثوبها وهي متعجبة ‪'' ،‬وةكشفت عن ساقيها ''‬

‫لتخوضه لتصل إلى سليمان عليه السلم ‪ ،‬تفخاطبها ‪ '' :‬إينه صح ممرد من قوارير '' ممرد معناه‬

‫الصاتفي والدقوارير جمع قارورة وهي الزجاجة‪.‬‬

‫وهذا ما جعل تفكر ملكة سبأ حائراا مبهوتاا ‪ ،‬بحيث لم تكن تتوقع ذلك أصلا ‪ ،‬خاصة أينها ةكانت‬

‫تظن بأن لها ملك عظيم ل يضاهيه ملك أحد ‪ ،‬ولذلك حي رأت هذا الشهد الرائع '' قالت رب إني‬

‫ظلمت نفس وأسلمت مع سليمان لله رب العالي ''‬

‫‪24‬‬
‫أما عن إمكانية تسخي الجن من قبل بعض الناس تفهذا إتفتاء وضب من الخبل ‪ ،‬لن الله سبحانه‬

‫س يخر الجن لنبيه سليمان عليه السلم على سبيل العجزة ‪ ،‬ول يمكن تكرار العجزة من طرف ةكل من‬

‫هيب ود يب ‪ ،‬لن تكرارها يسحب عنها البهان الذي أيد به الله نبيه ‪ ،‬تفتصبح موضع الشك والشبهة‪.‬‬

‫قال تعالى ‪ '' :‬ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عي الدقطر ومن الجن من يعمل‬

‫بي يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعي'' ـ سبأ ‪ 12‬ـ‬

‫إذاا من خلل التفتضات الثلث نستنتج بأن الجن مح صله هو الحي الفضائي ـ ةكائنات تفضائية ـ‬

‫وهذا ل يعن بأنهم معزولون ع ينا ‪ ،‬بل لهم الدقدرة على التواصل معنا عن بعد بواسطة التخاطر‬

‫أماالحي الرض تفالله سبحانه استخلف تفيه آدم عليه السلم وذريته ‪ ،‬قال تعالى‪'' :‬وإذ قال ربك‬

‫للملئكة إني جاعل تفي الرض خليفة ''ـ البدقرة ‪ 30‬ـ‬

‫يدقول سيد قطب تفي ةكتابه ''تفي ظلل الدقرآن''‪ '' :‬تفهي الشيئة العليا تريد أن تسلم لهذا الكائن الجديد‬

‫تفي الوجود زمام هذه الرض وتطلق تفيها يده ‪ ،‬وتركل إليه إبراز مشيئة الخالق تفي البداع والتكوين‬

‫والتحليل والتةكيب ‪ ،‬وةكشف ما تفي هذه الرض من قوى وطاقات وةكنوز وخامات ‪ ،‬وتسخي هذا ةكله‬

‫بإذن الله تفي الهمة الضخمة الت وةكلها الله إليه ‪ ،‬إذن تفهي منلة عظيمة منلة هذا النسان تفي‬

‫نظام الوجود على هذه الرض الفسيحة ‪ ،‬وهو التكريم الذي شاءه له خالدقه الكريم ‪ ،‬لدقد خفيت على‬

‫اللئكة حكمة الشيئة العليا تفي بناء هذه الرض وعمارتها ‪ ،‬وتفي تنمية الحياة وتنويعها وتفي‬

‫تحدقيق إرادة الله على يد خليفة الله تفي أرضه ''‬

‫‪25‬‬

You might also like