You are on page 1of 34

‫الحمد لله رب العالمين والصلةا والسلم على اشرف النابياء والمرسلين امام‬

‫البلغاء سيدناا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين‬


‫سورة الفاتحة‬
‫*هدف السورة‪ :‬شاملة لهداف القرآن*‬
‫سميت الفاتحة وأم الكتاب والشافية والوافية والكافية والساس والحمد والسبع المثاني والقرآن العظيم كما ورد في صحيح البخاري أن النبي ‪ ‬قال‬
‫لبي سعيد بن المعنلىّ‪) :‬لعأنلمننكّ سورة هي أعأظم السور في القرآن‪ :‬الحمد ل رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته( وقد‬
‫وصفها ال تعالىّ بالصلة‬
‫فما هو سر هذه السورة؟‬
‫سورة الفاتحة مكية وآياتها سبع بالجاماع وسميت الفاتحة لفتتاح الكتاب العزيز بها فهي اول القرآن ترتيبا ل تنزيل وهي عألىّ قصرها حوت‬
‫معاني القرآن العظيم واشتملت مقاصده الساسية بالجامال فهي تتناول أصول الدين وفروعأه‪ ،‬العقيدة‪ ،‬العبادة‪ ،‬التشريع‪ ،‬العأتقاد باليوم الخر‬
‫واليمان بصفات ال الحسنىّ وافراده بالعبادة والستعانة والدعأاء والتوجاه اليه جانل وعأل بطلب الهداية الىّ الدين الحق والصراط المستقيم‬
‫والتضرع اليه بالتثبيت عألىّ اليمان ونهج سبيل الصالحين وتجانب طريق المغضوب عأليهم والضآلين وفيها الخبار عأن قصص المم السابقين‬
‫والطلع عألىّ معارج السعداء ومنازل الشقياء وفيها التعبد بأمر ال سبحانه ونهيه وغير ذلكّ من مقاصد وأهداف فهي كالم بالنسبة لباقي‬
‫السور الكريمة ولهذا تسمىّ بأم الكتاب‪ .‬إذن اشتملت سورة الفاتحة عألىّ كل معاني القرآن فهدف السورة الشاتمال على كل معاني واهداف‬
‫القرآن‪.‬‬
‫والقرآن نص عألىّ ‪ :‬العقيدة والعبادة ومنهج الحياة‪ .‬والقرآن يدعأو للعأتقاد بال ثم عأبادته ثم حدد المنهج في الحياة وهذه نفسها محاور سورة‬
‫الفاتحة‪:‬‬
‫‪ ‬العقيدة‪) :‬الحمد ل رب العالمين‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬مالكّ يوم الدين (‪.‬‬
‫‪ ‬العبادة‪) :‬إياكّ نعبد وإياكّ نستعين(‪.‬‬
‫‪ ‬مناهج الحياة‪) :‬إهدنا الصراط المستقيم‪ ،‬صراط الذين أنعمت عأليهم‪ ،‬غير المغضوب عأليهم ول الضآلين(‪.‬‬
‫وكل ما يأتي في كل سور وآيات القرآن هو شرح لهذه المحاور الثلثا‪.‬‬
‫تذكر سورة الفاتحة بأساسيات الدين ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬شكر نعم ال )الحمد ل(‪،‬‬
‫‪ ‬والخلص ل )إياكّ نعبد واياكّ نستعين(‪،‬‬
‫‪ ‬الصحبة الصالحة )صراط الذين أنعمت عأليهم(‪،‬‬
‫‪ ‬وتذكر أسماء ال الحسنىّ وصفاته )الرحمن الرحيم(‪،‬‬
‫‪ ‬الستقامة )إهدنا الصراط المستقيم(‪،‬‬
‫‪ ‬الخرة )مالكّ يوم الدين( ويوم الدين هو يوم الحساب‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية الدعأاء‪،‬‬
‫‪ ‬وحدة المة )نعبد‪ ،‬نستعين( ورد الدعأاء بصيغة الجامع مما يدل عألىّ الوحدة ولم يرد بصيغة الفراد‪.‬‬
‫وسورة الفاتحة تعلمنا كيف نتعامل مع ال فأولها ثناء عألىّ ال تعالىّ )الحمد ل رب العالمين( وآخرها دعأاء ل بالهداية )إهدنا الصراط المستقيم(‬
‫ولو قسمنا حروف سورة الفاتحة لوجادنا أن نصف عأدد حروفها ثناء )‪ 63‬حرف من الحمد ل الىّ اياكّ نستعين( ونصف عأدد حروفها دعأاء )‪63‬‬
‫حرف من )اهدنا الصراط( الىّ)ول الضآلين( وكأنها اثبات للحديثا القدسي‪) :‬قسمت الصلة بيني وبين عأبدي نصفين ولعبدي ما سأل‪ ،‬فاذا قال‬
‫العبد‪ :‬الحمد ل رب العالمين قال ال عأز وجال‪ :‬حمدني عأبدي‪ ،‬واذا قال‪ :‬الرحمن الرحيم قال ال عأز وجال‪ :‬أثنىّ عألي عأبدي‪ ،‬واذا قال ‪ :‬مالكّ‬
‫يوم الدين‪ ،‬قال عأز وجال‪ :‬مجادني عأبدي‪ ،‬وقال مرة فوض الي عأبدي‪ ،‬فاذا قال‪ :‬اياكّ نعبد واياكّ نستعين‪ ،‬قال‪ :‬هذا بيني وبين عأبدي ولعبدي ما‬
‫سأل‪ ،‬فإذا قال‪ :‬اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عأليهم غير المغضوب عأليهم ول الضآلين‪ ،‬قال‪ :‬هذا لعبدي ولعبدي ما سأل( فسبحان‬
‫ال العزيز الحكيم الذي قندر كل شيء‪ .‬وقد سئل عأمر بن عأبد العزيز رضي ال عأنه لماذا يقف بعد كل آية من آيات سورة الفاتحة فأجااب لستمتع‬
‫برد ربي‪.‬‬
‫إذن سورة الفاتحة تسلسل مبادئ القرآن )عأقيدة‪ ،‬عأبادة‪ ،‬منهج حياة( وهي تثني عألىّ ال تعالىّ وتدعأوه لذا فهي اشتملت عألىّ كل اساسيات الدين‪.‬‬
‫أنزل ال تعالىّ ‪ 104‬كتب وجامع هذه الكتب كلها في ‪ 3‬كتب )الزبور‪ ،‬التوراة والنجايل( ثم جامع هذه الكتب الثلثة في القرآن وجامع القرآن في‬
‫الفاتحة وجامعت الفاتحة في الية )إياكّ نعبد واياكّ نستعين(‪.‬‬
‫وقد افتتح القرآن بها فهي مفتاح القرآن وتحوي كل كنوز القرآن وفيها مدخل لكل سورة من باقي سور القرآن وبينها وبين باقي السور تسلسل‬
‫بحيثا انه يمكن وضعها قبل أي سورة من القرآن ويبقىّ التسلسل بين السور والمعاني قائما‪.‬‬
‫لطائف سورة الفاتحة‪:‬‬
‫‪ ‬آخر سورة الفاتحة قوله تعالىّ )غير المغضوب عأليهم ول الضآلين( وجااءت سورة البقرة بعدها تتحدثا عأن المغضوب عأليهم )بني‬
‫إسرائيل( وكيف عأصوا ربهم ورسولهم وجااءت سورة آل عأمران لتتحدثا عأن الضآلين )النصارى( ‪.‬‬
‫‪ ‬وآخر كلمات سورة الفاتحة الدعأاء جااءت مرتبطة ببداية سورة البقرة )هدى للمتقين( فكأن )اهدنا الصراط المستقيم( في الفاتحة هو‬
‫الهدى الذي ورد في سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ ‬بداية السورة )الحمد ل رب العالمين( وهذه أول كلمات المصحف‪ ،‬يقابلها آخر كلمات سورة الناس )من الجانة والناس( ابتدأ تعالىّ‬
‫بالعالمين وختم بالجانة والناس بمعنىّ أن هذا الكتاب فيه الهداية للعالمين وكل مخلوقات ال تعالىّ من الجانة والناس وليس للبشر وحدهم‬
‫او للمسلمين فقط دون سواهم‪.‬‬
‫‪ ‬أحكام التجاويد في سورة الفاتحة جااءت ميسرة وليس فيها أيا من الحكام الصعبة وهذا والعلم عأند ال لتيسير تلوتها وحفظها من كل‬
‫الناس عأربا كانوا او عأجاما‪.‬‬
‫وال تعالىّ هو الرحمن الرحيم وهو مالكّ يوم الدين وعألينا أن نحذر عأذابه يوم القيامة ويوم الحساب‪.‬‬
‫والناس هم بحاجاة الىّ معونة ال تعالىّ لعبادته فلول معونته سبحانه ما عأبدناه )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين(‬
‫وندعأو ال تعالىّ للهداية إلىّ الصراط المستقيم )اهدنا الصراط المستقيم( وهذا الصراط المستقيم ما هو إل صراط النبي ‪ ‬وصراط السلف الصالح‬
‫من الصحابة والمقربين )صراط الذين أنعمت عأليهم( وندعأوه أن يبعدنا عأن صراط المغضوب عأليهم والضآلين من اليهود والنصارى وكل الكفار‬
‫الين يحاربون ال ورسوله و‪ ‬والسلم والمسلمين في كل زمن وعأصر )غير المغضوب عأليهم ول الضالين(‬
‫ععدبر‬ ‫ععاني ونت‬ ‫الن وقد عأرفنا أهداف سورة الفاتحة التي نكررها ‪ 17‬مرة في صلة الفريضة يوميا ما عأدا النوافل ل شكّ اننا سنستشعر هذه المع‬
‫معانيها ونحمد ال تعالىّ ونثني عأليه وندعأوه بالهداية لصراطه المستقيم‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمىّ‪:‬أرقام اليات توقيفي عألىّ ما فعله الصحابة‪ .‬هم ما وضعوا أرقاما وإنما وضعوا فجاوات ثم بعد ذلكّ وضعت الرقام‪ .‬هم كانوا‬
‫عألىّ الوقف لنهم كانوا يقفون عألىّ رؤوس الي يعني وقفة فيها طول فيعلمون أن الية انتهت هنا ففي الكتابة يضعون بين اليات فراغا ظاهرا‬
‫ليس كالفراغ بين كلمتين إنما يبتعد‪ .‬لو نظرنا في المخطوطات القديمة سنجاد أنه في نهايات اليات ل يوجاد ترقيم ولكن توجاد فواصل واضحة‪.‬‬
‫الترقيم جااء متأخرا‪.‬‬
‫*لمسات بيانية في سورة الفاتحة للدكتور فاضل صالح السامرائي‪ ،‬استاذ النحو في‬
‫جامعة الشارقة*‬

‫الحمد ل‪:‬‬
‫معنىّ الحمد الثناء عألىّ الجاميل من النعمة او غيرها مع المحبة والجالل‪ .‬فالحمد ان تذكر محاسن الغير سواء كان ذلكّ الثناء عألىّ صفة من‬
‫صفاته الذاتية كالعلم والصبر والرحمة ام عألىّ عأطائه وتفضله عألىّ الخرين‪ .‬ول يكون الحمد ال للحي العاقل‪.‬‬
‫وهذا اشهر ما فرق بينه وبين المدح فقد تمدح جامادا ولكن ل تحمده وقد ثبت ان المدح اعأم من الحمد‪ .‬فالمدح قد يكون قبل الحسان وبعده اما‬
‫الحمد فل يكون ال بعد الحسان‪ .‬فالحمد يكون لما هو حاصل من المحاسن في الصفات او الفعل فل يحمد من ليس في صفاته ما يستحق الحمد‬
‫اما المدح فقد يكون قبل ذلكّ فقد تمدح انسانا ولم يفعل شيئا من المحاسن والجاميل ولذا كان المدح منهيا عأنه قال رسول ال صلىّ ال عأليه‬
‫وسلم‪":‬احثوا التراب في وجاه المداحين" بخلف الحمد فإنه مأمور به فقد قال رسول ال صلىّ ال عأليه وسلم‪":‬من لم يحمد الناس لم يحمد ال"‬
‫وبذا عألمنا من قوله‪ :‬الحمد ل" ان ال حي له الصفات الحسنىّ والفعل الجاميل فحمدناه عألىّ صفاته وعألىّ فعله وانعامه ولو قال المدح ل لم يفد‬
‫شيئا من ذلكّ‪ ،‬فكان اختيار الحمد اولىّ من اختيار المدح‪.‬‬
‫ولم يقل سبحانه الشكر ل‬
‫لن الشكر ل يكون ال عألىّ النعمة ول يكون عألىّ صفاته الذاتية فانكّ ل تشكر الشخص عألىّ عألمه او قدرته وقد تحمده عألىّ ذلكّ وقد جااء في‬
‫لسان العرب "والحمد والشكر متقاربان والحمد اعأمهما لنكّ تحمد النسان عألىّ صفاته الذاتية وعألىّ عأطائه ول تشكره عألىّ صفاته‪.‬فكان اختيار‬
‫الحمد اولىّ ايضا من الشكر لنه اعأم فانكّ تثني عأليه بنعمه الواصلة اليكّ والىّ الخلق جاميعا وتثني عأليه بصفاته الحسنىّ الذاتية وان لم يتعلق شيئ‬
‫منها بكّ‪ .‬فكان اختيار الحمد اولىّ من المدح والشكر‪.‬‬
‫هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنه قال‪ :‬الحمد ل ‪.‬‬
‫ولم يقل أحمد ا أو نحمد ا‬
‫وما قاله اولىّ من وجاوه عأدة‪ :‬ان القول أحمد ال او نحمد ال مختص بفاعأل معين ففاعأل أحمد هو المتكلم وفاعأل نحمد هم المتكلمون في حين أن‬
‫عأبارة "الحمد ل" مطلقة ل تختص بفاعأل معين وهذا اولىّ فانكّ اذا قلت أحمد ال اخبرت عأن حمدكّ انت وحدكّ ولم تفد ان غيركّ حمده واذا قلت‬
‫نحمد ال اخبرت عأن المتكلمين ولم تفد ان غيركم حمده في حين ان عأبارة "الحمد ل" ل تختص بفاعأل معين فهو المحمود عألىّ وجاه الطلق منكّ‬
‫ومن غيركّ‪.‬‬
‫وقول "احمد ال" تخبر عأن فعلكّ انت ول يعني ذلكّ ان من تحمده يستحق الحمد في حين اذا قلت " الحمد ل" افاد ذلكّ استحقاق الحمد ل وليس‬
‫مرتبط بفاعأل معين‪.‬‬
‫وقول احمد ال او نحمد ال مرتبط بزمن معين لن الفعل له دللة زمنية معينة‪ .‬فالفعل المضارع يدل عألىّ الحال او الستقبال ومعنىّ ذلكّ ان‬
‫الحمد ل يحدثا في غير الزمان الذي تحمده فيه‪ .‬ول شكّ ان الزمن الذي يستطيع الشخص او الشخاص الحمد فيه محدود وهكذا كل فعل يقوم به‬
‫الشخص محدود الزمن فان اقصىّ ما يستطيع ان يفعله ان يكون مرتبطا بعمره ول يكون قبل ذلكّ وبعده فعل فيكون الحمد اقل مما ينبغي فان حمد‬
‫ال ل ينبغي ان ينقطع ول يحد بفاعأل او بزمان في حين ان عأبارة "الحمد ل" مطلقة غير مقيدة بزمن معين ول بفاعأل معين فالحمد فيها مستمر‬
‫غير منقطع‪.‬‬
‫جااء في تفسير الرازي أنه لو قال "احمد ال" افاد ذلكّ كون القائل قادرا عألىّ حمده اما لما قال "الحمد ل" فقد افاد ذلكّ‪ ،‬انه كان محمودا قبل حمد‬
‫الحامدين وقبل شكر الشاكرين فهؤلء سواء حمدوا ام لم يحمدوا فهو تعالىّ محمود من الزل الىّ البد بحمده القديم وكلمه القديم‪.‬‬
‫وقول "احمد ال" جاملة فعلية و"الحمد ل" جاملة اسمية والجاملة الفعلية تدل عألىّ الحدوثا والتجادد في حين ان الجاملة السمية دالة عألىّ الثبوت وهي‬
‫اقوى وادوم من الجاملة الفعلية‪ .‬فاختيار الجاملة السمية اولىّ من اختيار الجاملة الفعلية ههنا اذ هو ادل عألىّ ثبات الحمد واستمراره‪.‬‬
‫وقول "الحمد ل" معناه ان الحمد والثناء حق ل وملكه فانه تعالىّ هو المستحق للحمد بسبب كثرة اياديه وانواع آلئه عألىّ العباد‪ .‬فقولنا "الحمد ل"‬
‫معناه أن الحمد ل حق يستحقه لذاته ولو قال "احمد ال" لم يدل ذلكّ عألىّ كونه مستحقا للحمد بذاته ومعلوم ان اللفظ الدال عألىّ كونه مستحقا للحمد‬
‫اولىّ من اللفظ الدال عألىّ ان شخصا واحدا حمده‪.‬‬
‫والحمد عأبارة عأن صفة القلب وهي اعأتقاد كون ذلكّ المحمود متفضل منعما مستحقا للتعظيم والجالل‪ .‬فاذا تلفظ النسان بقوله ‪" :‬احمد ال" مع‬
‫انه كان قلبه غافل عأن معنىّ التعظيم اللئق بجالل ال كان كاذبا لنه اخبر عأن نفسه بكونه حامدا مع انه ليس كذلكّ‪ .‬اما اذا قال "الحمد ل" سواء‬
‫كان غافل او مستحضرا لمعنىّ التعظيم فإنه يكون صادقا لن معناه‪ :‬ان الحمد حق ل وملكه وهذا المعنىّ حاصل سواء كان العبد مشتغل بمعنىّ‬
‫التعظيم والجالل او لم يكن‪ .‬فثبت ان قوله "الحمد ل" اولىّ من قوله أحمد ال او من نحمد ال‪ .‬ونظيره قولنا "ل اله ال ال" فانه ل يدخل في‬
‫التكذيب بخلف قولنا "اشهد ان ل اله ال ال" لنه قد يكون كاذبا في قوله "اشهد" ولهذا قال تعالىّ في تكذيب المنافقين‪" :‬وال يشهد إن المنافقين‬
‫لكاذبون" )المنافقون‪ ،‬آية ‪(1‬‬
‫فلماذا لم يقل الحمدد ل بالنصب؟‬
‫الجاواب ان قراءة الرفع اولىّ من قراءة النصب ذلكّ ان قراءة الرفع تدل عألىّ ان الجاملة اسمية في حين ان قراءة النصب تدل عألىّ ان الجاملة‬
‫فعلية بتقدير نحمد او احمد اواحمدوا بالمر‪ .‬والجاملة السمية اقوى واثبت من الجاملة الفعلية لنها دالة عألىّ الثبوت‪.‬‬
‫وقد يقال أليس تقدير فعل المر في قراءة النصب اقوى من الرفع بمعنىّ "احمدوا الحمد ل" كما تقول "السراع في المر" بمعنىّ أسرعأوا؟‬
‫والجاواب ل فان قراءة الرفع اولىّ ايضا ذلكّ لن المر بالشيئ ل يعني ان المأمور به مستحق للفعل‪ .‬وقد يكون المأمور غير مقتنع بما أمر به‬
‫فكان الحمد ل اولىّ من الحمد ل بالنصب في الخبار والمر‪.‬‬
‫ولماذا لم يقل "هلحمداا ل"هل؟‬
‫الحمد ل معرفة بأل وحمدا نكرة والتعريف هنا يفيد ما ل يفيده التنكير ذلكّ ان "أل" قد تكون لتعريف العهد فيكون المعنىّ‪ :‬أن الحمد المعروف‬
‫بينكم هو ل‪ ،‬وقد يكون لتعريف الجانس عألىّ سبيل الستغراق فيدل عألىّ استغراق الحمدة كلها‪ .‬ورجاح بعضهم المعتىّ الول ورجاح بعضهم‬
‫المعنىّ الثاني بدليل قوله صلىّ ال عأليه وسلم‪" :‬اللهم لكّ الحمد كله" فدل عألىّ استغراق الحمد كله فعلىّ هذا يكون المعنىّ‪ :‬ان الحمد المعروف‬
‫بينكم هو ل عألىّ سبيل الستغراق والحاطة فل يخرج عأنه شيئ من أفراد الحمد ول أجاناسه‪.‬‬
‫"الحمد ل" أهي خبر أم انشاء؟ الخبر هو ما يحتمل الصدق او الكذب والنشاء هو ما ل يحتمل الصدق او الكذب‪.‬‬
‫قال اكثر النحات والمفسرين ان الحمد ل اخبار كأنه يخبر ان الحمد ل سبحانه وتعالىّ وقسم قال انها انشاء لن فيها استشعار المحبة وقسم قال‬
‫انها خبر يتضمن انشاء‪.‬‬
‫أحيانا يحتمل ان تكون التعبيرات خبرا او انشاء بحسب ما يقتضيه المقام الذي يقال فيه‪.‬فعلىّ سبيل المثال قد نقول )رزقكّ ال( ونقصد بها الدعأاء‬
‫وهذا انشاء وقد نقول )رزقكّ ال وعأافاكّ( والقصد منها افل تشكره عألىّ ذلكّ؟ وهذا خبر‪.‬‬
‫والحمد ل هي من العبارات التي يمكن ان تستعمل خبرا وانشاء بمعنىّ الحمد ل خبر ونستشعر نعمة ال عألينا ونستشعر التقدير كان نقولها عأندما‬
‫نستشعر عأظمة ال سبحانه في امر ما فنقول الحمد ل‪.‬‬
‫فلماذا لم يقل سبحانه إن الحمد ل؟‬
‫ل شكّ ان الحمد ل لكن هناكّ فرق بين التعبيرين ان نجاعل الجاملة خبرا محضا في قول الحمد ل )ستعمل للخبر او النشاء( ولكن عأندما تدخل‬
‫عأليه إن ل يمكن ال ان يكون انشاء لذا فقول الحمد ل اولىّ لما فيه من الجالل والتعظيم والشعور بذلكّ‪ .‬لذا جامعت الحمد ل بين الخبر والنشاء‬
‫ومعناهما‪ .‬مثل نقول رحمة ال عأليكّ )هذا دعأاء( وعأندما نقول إن رحمة ال عأليكّ فهذا خبر وليس دعأاء‬
‫من المعلوم انه في اللغة قد تدخل بعض الدوات عألىّ عأبارات فتغير معناها مثال‪ :‬رحمه ال )دعأاء(‪ ،‬قد رحمه ال )اخبار( رزقكّ ال )دعأاء( قد‬
‫رزقكّ ال )اخبار(‬
‫الن لماذا لم يقل سبحانه ل الحمد؟‬
‫الحمد ال تقال اذا كان هناكّ كلم يراد تخصيصه )مثال لفلن الكتاب( تقال للتخصيص والحصر فاذا قدم الجاار والمجارور عألىّ اسم العلم يكون‬
‫بقصد الختصاص والحصر )لزالة الشكّ ان الحمد سيكون لغير ال(‬
‫الحمد ل في الدنيا ليست مختصة ل سبحانه وتعالىّ الحمد في الدنيا قد تقال لستاذ او سلطان عأادل اما العبادة فهي قاصرة عألىّ ال سبحانه‬
‫وتعالىّ المقام في الفاتحة ليس مقام اختصاص اصل وليست مثل اياكّ نعبد او اياكّ نستعين‪ .‬فقد وردت في القران الكريم )فلله الحمد رب‬
‫السموات ورب الرض رب العالمين( الجااثية )لية ‪(36‬‬
‫ل احد يمنع التقديم لكن التقديم والتأخير في القران الكريم يكون حسب ما يقتضيه السياق‪ .‬المقام في سورة الفاتحة هو مقام مؤمنين يقرون بالعبادة‬
‫ويطلبون الستعانة والهداية أما في سورة الجااثية فالمقام في الكافرين وعأقائدهم وقد نسبوا الحياة والموت لغير ال سبحانه لذا اقتضىّ ذكر تفضله‬
‫سبحانه بانه خلق السموات والرض واثبت لهم ان الحمد الول ل سبحانه عألىّ كل ما خلق لنا فهو المحمود الول لذا جااءت فلله الحمد مقدمة‬
‫حسب ما اقتضاه السياق العام لليات في السورة‪.‬‬
‫فلماذا التفضيل في الجااثية )رب السموات والرض( ولم ترد في الفاتحة؟ في الجااثية تردد ذكر السموات والرض وما فيهن وذكر ربوبية ال‬
‫تعالىّ لهما فقد جااء في اول السورة )ان في السموات والرض ليات للمؤمنين( فلو نظرنا في جاو سورة الجااثية نلحظ ربوبية ال تعالىّ‬
‫للسموات والرض والخلق والعالمين مستمرة في السورة كلها‪) .‬ول ملكّ السوات والرض( يعني هو ربهما ) ويوم تقوم الساعأة يخسر‬
‫المبطلون( اذن هو رب العالمين ) وخلق ال السموات والرض بالحق( فهو ربهما ) لتجازى كل نفس‪ (..‬فهو رب العالمين‪) .‬فلله الحمد رب‬
‫السموات ورب الرض رب العالمين( جامع الربوبية في السموات والرض والعالمين في آية واحدة أما في الكلم في الفاتحة فهو عأن العالمين‬
‫فقط وذكر اصناف الخلق من العالمين )المؤمنين‪ ،‬الضالين‪ (..‬لذا ناسب التخصيص في الجااثية وليس في الفاتحة‪.‬‬
‫)وله الكبرياء في السموات والرض وهو العزيز الحكيم()الجااثية الية ‪ (37‬ولم يذكر الكبرياء في الفاتحة لنه جااء في الجااثية ذكر المستكبرين‬
‫بغير حق )ويل لكل افاكّ اثيم يسمع آيات ال تتلىّ عأليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعهافبشره بعذاب أليم‪.‬واذا عألم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا‬
‫اولئكّ لهم عأذاب مهين( )الجااثية اليات ‪ (9-7‬دل عألىّ مظهر من مظاهر الستكبار لذا ناسب ان يرد ذكر الكبرياء في السموات والرض‪.‬‬
‫فسبحانه تعالىّ يضع الكلم بميزان دقيق بما يتناسب مع السياق العام لليات‪.‬‬
‫الحمد ل‪ :‬جااء سبحانه وتعالىّ باسمه العلم )ال( لم يقل الحمد للخالق أو القدير او اي اسم آخر من اسمائه الحسنىّ فلماذا جااء باسمه العلم؟ لنه‬
‫اذا جااء باي اسم آخر غير العلم لدل عألىّ انه تعالىّ استحق الحمد فقط بالنسبة لهذا السم خاصة فلو قال الحمد للقادر لفهمت عألىّ انه يستحق‬
‫الحمد للقدرة فقط لكن عأند ذكر الذات )ال( فانها تعني انه سبحانه يستحق الحمد لذاته ل لوصفه‪.‬‬
‫من ناحية اخرى الحمد ل مناسبة لما جااء بعدها )اياكّ نعبد( لن العبادة كثيرا ما تختلط بلفظ ال‪ .‬فلفظ الجالله )ال( يعنىّ الله المعبود مأخوذة‬
‫من أله )بكسر اللم( ومعناها عأبد ولفظ ال مناسب للعبادة واكثر اسم اقترن بالعبادة هو لفظ ال تعالىّ )اكثر من ‪ 50‬مرة اقترن لفظ ال بالعبادة‬
‫في القران( لذا فالحمد ل مناسب لكثر من جاهة‪.‬‬
‫الحمد’ ل اولىّ من قول الحمد للسميع او العليم او غيرها من اسماء ال الحسنىّ‪ .‬وقول الحمد ل أولىّ من قول أحمد ال أو الحمدد ل او حمدا ل او‬
‫ان الحمد ل او الحمد للحي او القادر او السميع او البصير‪ .‬جاللت حكمة ال سبحانه وتعالىّ وجال قوله العزيز‪.‬‬
‫*من برنامج)ورتل القرآن ترتي ا‬
‫ل(ًا‪:‬‬
‫قال تعالىّ )املدحمملد للله )‪ (2‬الفاتحة( هل سألنا أنفسنا ما معنىّ الحمد ل؟إن الحمد هو الثناء عألىّ الجاميل من نعمة أو غيرها مع المحبة والجالل‪.‬‬
‫ل كأن تمدح الديكّ ولكنكّ ل‬ ‫فالحمد أن تذكر محاسن الغير ول يكون الحمد إل للحني العاقل أما المدح فل يختص بشيء معين فقد تمدح حيوانا مث ل‬
‫تحمده‪ .‬وفرق آخر أن المدح قد يكون قبل الحسان وقد يكون بعده أما الحمد فإنه ل يكون إل بعد الحسان لذلكّ ل نحمد إل من يستحق الحمد‬
‫بفعل جاميل أو صفة حسنة أما المدح فقد أمدح إنسانا ولم يفعل شيئا من المحاسن ولذا نهينا عأن المدح ولأمرنا بالحمد فقد قال ‪" :‬احثوا التراب في‬
‫وجاوه المنداحين" في حين قال " من لم يحمد الناس لم يحمد ال" فكان الحمد أولىّ من المدح‪.‬‬
‫لو تقصينا الفرق بين المدح والشكر نجاد أن الشكر ل يكون إل عأقب نعمة أو إحسان لأسدي إليكّ دون غيركّ ول يكون في الصفات فأنت ل تشكر‬
‫الشخص عألىّ ععألمه أما الحمد فإنه ل يختص بذلكّ فأنت تحمد ال عألىّ إنعامه لكّ ولغيركّ وتحمد ال عألىّ قدرته وعألمه وفضله فكان اختيار الحمد‬
‫أولىّ من الشكر أيضا‪.‬‬
‫رب العالمين‪:‬‬
‫الرب هو المالكّ والسيد والمربي والمنعم والقيم فاذن رب العالمين هو ربهم ومالكهم وسيدهم ومربيهم والمنعم عأليهم وقليمهم لذا فهو اولىّ بالحمد‬
‫من غيره وذكر )رب العالمين( هي انسب ما يمكن وضعه بعد )الحمد ل(‬
‫رب العالمين يقتضي كل صفات ال تعالىّ ويشمل كل اسماء ال الحسنىّ‪ .‬العالمين جامع عأالم والعالم هو كل موجاود سوى ال تعالىّ والعالم يجامع‬
‫عألىّ العوالم وعألىّ العالمين لكن اختيار العالمين عألىّ العوالم امر بلغي يعني ذلكّ ان العالمين خاص للمكلفين واولي العقل )ل تشمل غير‬
‫العقلء( بدليل قوله تعالىّ )تباركّ الذي نزل عألىّ عأبده الفرقان ليكون للعالمين نذيرا( )الفرقان آية ‪ (1‬ومن المؤكد انه ليس نذيرا للبهائم والجاماد‪.‬‬
‫وبهذا استدلوا عألىّ ان المقصود بالعالمين اولي العقل واولي العلم او المكلفون‪.‬‬
‫والعالمين جامع العالم بكل اصنافه لكن يغللب العقلء عألىّ غيرهم فيقال لهم العالمين ل يقال لعالم الحشرات او الجاماد او البهائم العالمين وعأليه فل‬
‫تستعمل كلمة العالمين ال اذا اجاتمع العقلء مع غيرهم وغلبوا عأليهم‪.‬‬
‫أما العوالم قد يطلق عألىّ اصناف من الموجاودات ليس منهم البشر او العقلء او المكلفون )تقال للحيوانات والحشرات والجامادات(‬
‫اختيار كلمة العالمين له سببه في سورة الفاتحة فالعالمين تشمل جايل واحدا وقد تشمل كل المكلفين او قسما من جايل )قالوا اولم ننهكّ عأن‬
‫العالمين( )الحجار آية ‪ (70‬في قصة سيدنا لوط جااءت هنا بمعنىّ قسم من الرجاال‪.‬‬
‫واختيار العالمين ايضا لن السورة كلها في المكلفين وفيها طلب الهداية واظهار العبودية ل وتقسيم الخلق كله خاص باولي العقل والعلم لذا كان‬
‫من المناسب اختيار العالمين عألىّ غيرها من المفردات او الكلمات‪ .‬وقد ورد في آخر الفاتحة ذكر المغضوب عأليهم وهم اليهود‪ ،‬والعالمين رد‬
‫عألىّ اليهود الذين ادعأوا ان ال تعالىّ هو رب اليهود فقط فجااءت رب العالمين لتشمل كل العالمين ل بعضهم‪.‬‬
‫اما اختيار كلمة رب فلنها تناسب ما بعدها )اهدنا الصراط المستقيم( لن من معاني الرب المربي وهي اشهر معانيه واولىّ مهام الرب الهداية‬
‫لذا اقترنت الهداية كثيرا بلفظ الرب كما اقترنت العبادة بلفظ ال تعالىّ )قال فمن ربكما يا موسىّ قال ربنا الذي اعأطىّ كل شيئ خلقه ثم هدى(‬
‫)طه آية ‪) (50-49‬فاجاتباه ربه فتاب عأليه وهدى( )طه آية ‪) (122‬سبح اسم ربكّ العألىّ الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى( )العألىّ آية ‪(3-1‬‬
‫)قل انني هداني ربي الىّ صراط مستقيم( )النعام آية ‪) (161‬وقل عأسىّ ان يهدين ربي لقرب من هذا رشدا( )الكهف آية ‪) (24‬قال كل ان‬
‫معي ربي سيهدين( )الشعراء آية ‪) (62‬وقال اني ذاهب الىّ ربي سيهدين( )الصافات آية ‪) (99‬ولما توجاه تلقاء مدين قال عأسىّ ربي ان يهديني‬
‫سواء السبيل( )القصص آية ‪ (22‬لذا ناسب لفظ رب مع اهدنا الصراط المستقيم وفيها طلب الهداية‪.‬‬
‫الرحمن الرحيم‪:‬‬
‫الرحمن عألىّ وزن فعلن والرحيم عألىّ وزن فعيل ومن المقرر في عألم التصريف في اللغة العربية ان الصفة فعلن تمثل الحدوثا والتجادد‬
‫والمتلء والتصاف بالوصف الىّ حده القصىّ فيقال غضبان بمعنىّ امتل غضبا )فرجاع موسىّ الىّ قومه غضبان اسفا( لكن الغضب زال )فلما‬
‫سكت عأن موسىّ الغضب( ومثل ذلكّ عأطشان‪ ،‬ريان‪ ،‬جاوعأان يكون عأطشان فيشرب فيذهب العطش‬
‫اما صيغة فعيل فهي تدل عألىّ الثبوت سواء كان خلقة ويسمىّ تحول في الصفات مثل طويل‪ ،‬جاميل‪ ،‬قبيح فل يقال خطيب لمن ألقىّ خطبة واحدة‬
‫وانما تقال لمن يمارس الخطابة وكذلكّ الفقيه‪.‬‬
‫هذا الحساس اللغوي بصفات فعلن وفعيل ل يزال في لغتنا الدارجاة الىّ الن فنقول بدا عأليه الطول )طولن( فيرد هو طويل )صفة ثابتة( فلن‬
‫ضعفان )حدثا فيه شيئ جاديد لم يكن( فيرد هو ضعيف )هذه صفته الثابتة فهو اصل ضعيف(‬
‫ولذا جااء سبحانه وتعالىّ بصفتين تدلن عألىّ التجادد والثبوت معا فلو قال الرحمن فقط لتوهم السامع ان هذه الصفة طارئة قد تزول كما يزول‬
‫الجاوع من الجاوعأان والغضب من الغضبان وغيره‪ .‬ولو قال رحيم وحدها لفهم منها ان صفة رحيم مع انها ثابتة لكنها ليست بالضرورة عألىّ‬
‫الدوام ظاهرة انما قد تنفكّ مثل عأندما يقال فلن كريم فهذا ل يعني انه ل ينفكّ عأن الكرم لحظة واحدة انما الصفة الغالبة عأليه هي الكرم‪.‬‬
‫وجااء سبحانه بالصفتين مجاتمعتين ليدل عألىّ ان صفاته الثابتة والمتجاددة هي الرحمة ويدل عألىّ ان رحمته ل تنقطع وهذا ياتي من باب الحتياط‬
‫للمعنىّ وجااء بالصفتين الثابتة والمتجاددة ل ينفكّ عأن احداهما انما هذه الصفات مستمرة ثابتة ل تنفكّ البتة غير منقطعة‪.‬‬
‫فلماذا اذن قدم سبحانه الرحمن على الرحيم؟‬
‫قدم صيغة الرحمن والتي هي الصفة المتجاددة وفيها المتلء بالرحمة لبعد حدودها لن النسان في طبيعته عأجاول وكثيرا ما يؤثر النسان‬
‫الشيئ التي السريع وان قل عألىّ الشيئ الذي سيأتي لحقا وان كثر )بل تحبون العاجالة( لذا جااء سبحانه بالصفة المتجاددة ورحمته قريبة‬
‫ومتجاددة وحادثة اليه ول تنفكّ لن رحمته ثابتة‪ .‬ووقوع كلمة الرحيم بعد كلمة الرب يدلنا عألىّ أن الرحمة هي من صفات ال تعالىّ العليا وفيها‬
‫اشارة الىّ ان المربي يجاب ان يتحلىّ بالرحمة وتكون من ابرز صفاته وليست القسوة والرب بكل معانيه ينبغي ان يتصف بالرحمة سواء كان‬
‫مربيا او سيدا او قيما وقد وصف ال تعالىّ رسوله بالرحمة‪.‬‬
‫مالك يوم الدين‪:‬‬
‫هناكّ قراءة متواترة )ملكّ يوم الدين( بعض المفسرين يحاولون تحديد اي القراءتين اولىّ وتحديد صفة كل منهما لكن في الحقيقة ليس هناكّ قراءة‬
‫اولىّ من قراءة فكلتا القراءتين متواترة نزل بهما الروح المين ليجامع بين معنىّ المالكّ والملكّ‪.‬‬
‫المالكّ من التملكّ والملكّ بكسر الميم )بمعنىّ الذي يملكّ الملكّ(‬
‫وملكّ بكسر اللم من الملكّ بضم الميم والحكم )اليس لي ملكّ مصر( الملكّ هنا بمعنىّ الحكم والحاكم العألىّ هو ال تعالىّ‪.‬‬
‫المالكّ قد يكون ملكا وقد ل يكون والملكّ قد يكون مالكا وقد ل يكون‪ .‬المالكّ يتصرف في ملكه كما ل يتصرف الملكّ )بكسر اللم( والمالكّ عأليه‬
‫ان يتولىّ امر مملوكه من الكسوة والطعام والملكّ ينظر للحكم والعدل والنصاف‪ .‬المالكّ اوسع لشموله العقلء وغيرهم والملكّ هو المتصرف‬
‫الكبر وله المر والدارة العامة في المصلحة العامة فنزلت القراءتين لتجامع بين معنىّ المالكّ والملكّ وتدل عألىّ انه سبحانه هو المالكّ وهو‬
‫الملكّ )قل اللهم مالكّ الملكّ( الملكّ ملكه سبحانه وتعالىّ فجامع بين معنىّ الملكية والملكّ‬
‫مالك يوم الدين‪ ،‬لم لم يذكر الدنيا؟‬
‫سواء كان مالكا او ملكا فلماذا لم يقل مالكّ يوم الدين والدنيا؟‬
‫اول قال الحمد ل رب العالمين فهو مالكهم وملكهم في الدنيا وهذا شمل الدنيا‪ .‬مالكّ يوم الدين هو مالكّ يوم الجازاء يعني ملكّ ما قبله من ايام‬
‫العمل والعمل يكون في الدنيا فقد جامع في التعبير يوم الدين والدنيا وبقوله يوم الدين شمل فيه الدنيا ايضا‪.‬‬
‫لم قال يوم الدين ولم يقل يوم القيامة؟‬
‫الدين بمعنىّ الجازاء وهو يشمل جاميع انواع القيامة من اولها الىّ آخرها ويشمل الجازاء والحساب والطاعأة والقهر وكلها من معاني الدين وكلمة‬
‫الدين انسب للفظ رب العالمين وانسب للمكلفين )الدين يكون لهؤلء المكلفين( فهو انسب من يوم القيامة لن القيامة فيها اشياء ل تتعلق بالجازاء‬
‫اما الدين فمعناه الجازاء وكل معانيه تتعلق بالمكلفين لن الكلم من اوله لخره عأن المكلفين لذا ناسب اختيار كلمة الدين عأن القيامة‪.‬‬
‫لماذا قال مالك يوم؟‬
‫واليوم ل يملكّ انما ما فيه يملكّ والسبب لقصد العموم ومالكّ اليوم هو ملكّ لكل ما فيه وكل من فيه فهو اوسع وهو ملكية كل ما يجاري وما يحدثا‬
‫في اليوم وكل ما فيه ومن فيه فهي اضافة عأامة شاملة جامع فيها ما في ذلكّ اليوم ومن فيه واحداثه وكل ما فيه من باب الملكية )بكسر الميم(‬
‫والملكية )بضم الميم(‬
‫اقتران الحمد بهذه الصفات احسن واجامل اقتران‪ .‬الحمد ل فال محمود بذاته وصفاته عألىّ العموم وال هو السم العلم( ثم محمود بكل معاني‬
‫الربوبية )رب العالمين( لن من الرباب من ل تحمد عأبوديته وهو محمود في كونه رحمن رحيم‪ ،‬محمود في رحمته لن الرحمة لو وضعت في‬
‫غير موضعها تكون غير محمودة فالرحمة اذا لم توضع في موضعها لم تكن مدحا لصاحبها‪ ،‬محمود في رحمته يضعها حيثا يجاب ان توضع‬
‫وهو محمود يوم الدين محمود في تملكه وفي مالكيته )مالكّ يوم الدين( محمود في ملكه ذلكّ اليوم )في قراءة ملكّ يوم الدين(‬
‫استغرق الحمد كل الزمنة لم يتركّ سبحانه زمنا لم يدخل فيه الحمد ابدا من الزل الىّ البد فهو حمده قبل الخلق )الحمد ل( حين كان تعالىّ ولم‬
‫يكن معه شيئ قبل حمد الحامدين وقبل وجاود الخلق والكائنات استغرق الحمد هنا الزمن الول وعأند خلق العالم )رب العالمين( واستغرق الحمد‬
‫وقت كانت الرحمة تنزل ول تنقطع )الرحمن الرحيم( واستغرق الحمد يوم الجازاء كله ويوم الجازاء ل ينتهي لن الجازاء ل ينتهي فاهل النار‬
‫خالدين فيها واهل الجانة خالدين فيها ل ينقضي جازاؤهم فاستغرق الحمد كل الزمنة من الزل الىّ البد كقوله تعالىّ له الحمد في الولىّ والخرة‬
‫هذه اليات جامعت اعأجاب الوصف‪.‬‬
‫*من برنامج)ورتل القرآن ترتي ا‬
‫ل(ًا‪:‬‬
‫فىّ قوله تعالىّ )الررمحمععن الررعحيعم )‪ (3‬الفاتحة( فيه إضفاء المل في قلبكّ أيها العبد الفقير إلىّ رحمة ربكّ فصيغة فعلن أي )الرحمن( تفيد‬
‫الدللة عألىّ التجادد كقولنا عأطشان فهي ل تدل عألىّ الثبوت بل عألىّ التجادد والمتلء بهذا الوصف وصيغة فعيل أي الرحيم تدل عألىّ الثبوت في‬
‫الصفة كقولنا طويل أو جاميل فجااء السياق القرآني بهاتين الصيغتين للدللة عألىّ أن رحمته سبحانه وتعالىّ ثابتة ومتجاددة فالعطشان يذهب ظمأه‬
‫إن شعرب ولكن الكريم ل تزول عأنه هذه الصفة ولو افتقر فكان الترادف بين الصيغتين فعلن وفعيل أي الرحمن الرحيم يبثا في الحنايا الرحمة‬
‫الدائمة التي تباشر العباد‪.‬‬
‫اياك نعبد واياك نستعين‪:‬‬
‫قدم المفعولين لنعبد ونستعين وهذا التقديم للختصاص لنه سبحانه وتعالىّ وحده له العبادة لذا لم يقل نعبدكّ ونستعينكّ لنها ل تدل عألىّ‬
‫التخصيص بالعبادة ل تعالىّ اما قول اياكّ نعبد فتعني تخصيص العبادة ل تعالىّ وحده وكذلكّ في الستعانة )اياكّ نستعين( تكون بال حصرا‬
‫)ربنا عأليكّ توكلنا واليكّ انبنا واليكّ المصير( )الممتحنة آية ‪ (4‬كلها مخصوصة ل وحده حصرا فالتوكل والنابة والمرجاع كله اليه سبحانه‬
‫)وعألىّ ال فليتوكل المتوكلون()ابراهيم ‪(12‬‬
‫)قل هو الرحمن آمنا به وعأليه توكلنا( )الملكّ آية ‪ (29‬تقديم اليمان عألىّ الجاار والمجارور هنا لن اليمان ليس محصورا بال وحده فقط بل‬
‫عألينا اليمان بال ورسله وكتبه وملئكته واليوم الخر والقضاء والقدر لذا لم تأت به آمنا‪ .‬أما في التوكل فجااءت وعأليه توكلنا ل توكلنا عأليه لن‬
‫التوكل محصور بال تعالىّ‪.‬‬
‫الن لماذا كررت اياك مع فعل الستعانة ولم يقل اياك نعبد ونستعين؟‬
‫التكرار يفيد التنصيص على حصر المستعان به للو اقتصلرنا على ضلمير واحلد )ايلاك نعبلد ونسلتعين( للم يعنلي المسلتعان انملا عنلي المعبلود فقلط وللو‬
‫اقتصرنا على ضلمير واحلد لفهم ملن ذللك انله ل يتقلرب اليله ال بلالجمع بيلن العبلادة والسلتعانة بمعنلى انله ل يعبلد بلدون اسلتعانة ول يسلتعان بله بلدون‬
‫عبادة‪ .‬يفهم من الستعانة مع العبادة مجموعة تربط الستعانة بالعبادة وهذا غير وارد وانما هللو سلبحانه نعبلده عللى وجله السللتقللا ونسللتعين بلله عللى‬
‫وجه الستقللا وقد يجتمعان لذا وجب التكرار في الضمير اياك نعبد واياك نستعين‪ .‬التكرار توكيد فلي اللغلة‪ ،‬فلي التكلرار مللن القللوة والتوكيللد للسلتعانة‬
‫فيما ليس في الحذف‪.‬‬
‫اياك نعبد واياك نستعين‪:‬اطلق سبحانه فعل الستعانة ولم يحدد نستعين عألىّ شئ او نستعين عألىّ طاعأة او غيره انما اطلقها لتشمل كل شئ‬
‫وليست محددة بامر واحد من امور الدنيا‪ .‬وتشمل كل شئ يريد النسان ان يستعين بربه لن الستعانة غير مقيدة بامر محدد‪ .‬وقد عأبر سبحانه‬
‫عأن الستعانة والعبادة بلفظ ضمير الجامع )نعبد ونستعين( وليس بالتعبير المفرد أعأبد وأستعين وفي هذا اشارة الىّ أهمية الجاماعأة في السلم لذا‬
‫تلزم قراءة هذه السورة في الصلة وتلزم ان صلة الجاماعأة افضل من صلة الفرد بسبع وعأشرين مرة وفيها دليل عألىّ اهمية الجاماعأة عأامة في‬
‫السلم مثل الحج وصلة الجاماعأة‪ ،‬الزكاة‪ ،‬الجاهاد‪،‬العأياد والصيام‪ .‬اضافة الىّ ان المؤمنين اخوة فلو قال اياكّ اعأبد لغفل عأبادة اخوته‬
‫المؤمنين وانما عأندما نقول اياكّ نعبد نذكر كل المؤمنين ويدخل القائل في زمرة المؤمنين ايضا‪.‬‬
‫لماذا قرن العبادة بالستعانة؟‬
‫ل ليدل عألىّ ان النسان ل يستطيع ان يقوم بعبادة ال ال بإعأانة ال له وتوفيقه فهو اذن شعار واعألن ان النسان ل يستطيع ان يعمل شيئا ال‬ ‫او ل‬
‫بعون ال وهو اقرار بعجاز النسان عأن القيام بالعبادات وعأن حمل المانة الثقيلة اذا لم يعنه ال تعالىّ عألىّ ذلكّ‪ ،‬الستعانة بال عألج لغرور‬
‫النسان وكبريائه عأن الستعانة بال واعأتراف النسان بضعفه‪.‬‬
‫لماذا قدم العبادة على الستعانة؟‬
‫العبادة هي عألة خلق النس والجان )وما خلقت الجان والنس ال ليعبدون()الذاريات ‪ (56‬والستعانة انما هي وسيلة للعبادة فالعبادة اولىّ بالتقديم‪.‬‬
‫العبادة هي حق ال والستعانة هي مطلب من مطالبه وحق ال اولىّ من مطالبه‪.‬‬
‫تبدأ السورة بالحمد ل رب العالمين‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬مالكّ يوم الدين وهذه كلها من اسلوب الغيبة اي كلها للغائب ثم انتقل الىّ الخطاب المباشر‬
‫بقوله اياكّ نعبد واياكّ نستعين‪ .‬فلو قسنا عألىّ سياق اليات الولىّ لكان اولىّ القول اياه نعبد واياه نستعين‪ .‬فلماذا لم يقل سبحانه هذا؟‬
‫في البلغة يسمىّ هذا النتقال من الغائب للمخاطب أو المتكلم او العكس اللتفات‪ .‬لللتفات فائدة عأامة وفائدة في المقام‪ ،‬اما الفائدة العامة فهي‬
‫تطرية لنشاط السامع وتحريكّ الذهن للصغاء والنتباه‪ .‬اما الفائدة التي يقتضيها المقام فهي اذا التفت المتكلم البليغ يكون لهذه اللتفاتة فائدة غير‬
‫العامة مثال‪) :‬هو الذي يسيركم في البر والبحر حتىّ اذا كنتم في الفلكّ وجارين بهم( )يونس آية ‪ (22‬لم يقل وجارين بكم فيها التفات لنهم عأندما‬
‫ركبوا في البحر وجارت بهم الفلكّ اصبحوا غائبين وليسوا مخاطبين‪.‬‬
‫وعأندما قال سبحانه الحمد ل رب العالمين فهو حاضر دائما فنودي بنداء الحاضر المخاطب‪ .‬الكلم من اول الفاتحة الىّ مالكّ يوم الين كله ثناء‬
‫عألىّ ال تعالىّ والثناء يكون في الحضور والغيبة والثناء في الغيبة اصدق واولىّ أما اياكّ نعبد واياكّ نستعين فهو دعأاء والدعأاء في الحضور‬
‫اولىّ واجادى اذن الثناء في الغيبة اولىّ والدعأاء في الحضور اولىّ والعبادة تؤدى في الحاضر وهي اولىّ‪.‬‬
‫إهدنا الصراط المستقيم‬
‫هذا دعأاء ول دعأاء مفروض عألىّ المسلم قوله غير هذا الدعأاء فيتوجاب عألىّ المسلم قوله عأدة مرات في اليوم وهذا بدوره يدل عألىّ اهمية الطلب‬
‫وهذا الدعأاء لن له اثره في الدنيا والخرة ويدل عألىّ ان النسان ل يمكن ان يهتدي للصراط المستقيم بنفسه ال اذا هداه ال تعالىّ لذلكّ‪ .‬اذا تركّ‬
‫الناس لنفسهم لذهب كل الىّ مذهبه ولم يهتدوا الىّ الصراط المستقيم وبما ان هذا الدعأاء في الفاتحة ول صلة بدون فاتحة فلذا يجاب الدعأاء به في‬
‫الصلة الفريضة وهذا غير دعأاء السنة في )ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة( )البقرة آية ‪(201‬‬
‫والهداية هي اللهام والدللة‪ .‬وفعل الهداية هدى يهدي في العربية قد يتعدى بنفسه دون حرف جار مثل اهدنا الصراط المستقيم )تعدى الفعل‬
‫بنفسه( وقد يتعدى بإلىّ )وانكّ لتهدي الىّ صراط مستقيم( )الشورى آية ‪) (52‬واهديكّ الىّ ربكّ فتخشىّ( )النازعأات آية ‪ (19‬وقد يتعدى باللم‬
‫)الحمد ل الذي هدانا لهذا ( )العأراف ‪) (43‬بل ال يمن عأليكم ان هداكم لليمان( )الحجارات آية ‪(17‬‬
‫ذكر اهل اللغة ان الفرق بين التعدية بالحرف والتعدية بالفعل نفسه ان التعدية بالحرف تستعمل عأندما ل تكون الهداية فيه بمعنىّ ان المهدي كان‬
‫خارج الصراط فهداه ال له فيصل بالهداية اليه‪ .‬والتعدية بدون حرف تقال لمن يكون فيه ولمن ل يكون فيه كقولنا هديته الطريق قد يكون هو في‬
‫الطريق فنعرفه به وقد ل يكون في الطريق فنوصله اليه‪) .‬فاتبعني اهدكّ صراطا سويا( )مريم آية ‪ (43‬ابو سيدنا ابراهيم لم يكن في الطريق‪،‬‬
‫)ولهديناهم صراطا مستقيما( )النساء آية ‪ (68‬والمنافقون ليسوا في الطريق‪ .‬واستعملت لمن هم في الصراط )وقد هدانا سبلنا( )ابراهيم آية ‪(12‬‬
‫قيلت في رسل ال تعالىّ وقال تعالىّ مخاطبا رسوله )ويهديكّ صراطا مستقيما( )الفتح آية ‪ (2‬والرسول مالكّ للصراط‪ .‬استعمل الفعل المعدى‬
‫بنفسه في الحالتين‪.‬‬
‫التعدية باللم والىّ لمن لم يكن في الصراط )فاحكم بيننا بالحق ول تشطط واهدنا الىّ سواء الصراط( )ص آية ‪) (22‬هل من شركائكم من يهدي‬
‫الىّ الحق( )يونس آية ‪(35‬‬
‫وتستعمل هداه له بمعنىّ بينه له والهداية عألىّ مراحل وليست هداية واحدة فالبعيد عأن الطريق‪ ،‬الضال‪ ،‬يحتاج من يوصله اليه ويدله عأليه‬
‫)نستعمل هداه اليه( والذي يصل الىّ الطريق يحتاج الىّ هاد يعرفه باحوال الطريق واماكن المن والنجااة والهلكّ للثقة بالنفس ثم اذا سلكّ‬
‫الطريق في الخير يحتاج الىّ من يريه غايته واستعمل سبحانه اللم )الحمد ل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لول ان هدانا ال( )العأراف آية‬
‫‪ (43‬وهذه خاتمة الهدايات‪.‬‬
‫ونلخص ما سبق عألىّ النحو التالي‪:‬‬
‫‪-‬انسان بعيد يحتاج من يوصله الىّ الطريق نستعمل الفعل المتعدي بإلىّ‬
‫‪-‬اذا وصل ويحتاج من يعرفه بالطريق واحواله نستعمل الفعل المتعدي بنفسه‬
‫‪-‬اذا سلكّ الطريق ويحتاج الىّ من يبلغه مراده نستعمل الفعل المتعدي باللم‬
‫الهداية مع اللم لم تستعمل مع السبيل او الصراط ابدا في القرآن لن الصراط ليست غاية انما وسيلة توصل للغاية واللم انما تستعمل عأند الغاية‪.‬‬
‫وقد اختص سبحانه الهداية باللم له وحده او للقرآن لنها خاتمة الهدايات كقوله )ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم( )السراء آية ‪ (9‬وقوله‬
‫)يهدي ال لنوره من يشاء( )النور آية ‪(35‬‬
‫قد نقول جااءت الهدايات كلها بمعنىّ واحد مع اختلف الحروف‪.‬‬
‫)قل هل من شركائكم من يهدي الىّ الحق قل ال يهدي للحق أفمن يهدي الىّ الحق احق ان يتبع امن ل يهدي ال ان يهدى( )يونس‬ ‫§‬
‫آية ‪(35‬‬
‫جااءت يهدي للحق المقترنة بال تعالىّ لن معنىّ اليات تفيد هل من شركائكم من يوصل الىّ الحق قل ال يهدي للحق ال وحده يرشدكّ ويوصلكّ‬
‫الىّ خاتمة الهدايات‪ ،‬يعني ان الشركاء ل يعرفون اين الحق ول كيف يرشدون اليه ويدلون عأليه‪.‬‬
‫)يهدي به ال من اتبع رضوانه سبل السلم ويخرجاهم من الظلمات الىّ النور باذنه ويهديهم الىّ صراط مستقيم( )المائدة آية ‪(16‬‬ ‫§‬
‫استعمل الهداية معداة بنفسها بدون حرف واستعملها في سياق واحد مع الفعل المعدى بالىّ ومعنىّ اليات انه من اتبع رضوان ال وليس بعيدا ول‬
‫ضال استعمل له الفعل المعدى بنفسه والذي في الظلمات هو بعيد عأن الصراط ويحتاج الىّ من يوصله الىّ الصراط لذا قال يهديهم الىّ صراط‬
‫مستقيم )استعمل الفعل المعدى بإلىّ(‬
‫نعود الىّ الية اهدنا الصراط المستقيم )الفعل معدى بنفسه( وهنا استعمل هذا الفعل المعدى بنفسه لجامع عأدة معاني فالذي انحرف عأن الطريق‬
‫نطلب من ال تعالىّ ان يوصله اليه والذي في الطريق نطلب من ال تعالىّ ان يبصره باحوال الطريق والثبات والتثبيت عألىّ الطريق‪.‬‬
‫وهنا يبرز تساؤل آخر ونقول كما سبق وقدم سبحانه مفعولي العبادة والستعانة في )اياكّ نعبد واياكّ نستعين( فلماذا لم يقل سبحانه ايانا اهدي؟‬
‫هذا المعنىّ ل يصح فالتقديم باياكّ نعبد واياكّ نستعين تقيد الختصاص ول يجاوز ان نقول ايانا اهدي بمعنىّ خصنا بالهداية ول تهدي احدا غيرنا‬
‫فهذا ل يجاوز لذلكّ ل يصح التقديم هنا‪ .‬المعنىّ تطلب التقديم في المعونة والستعانة ولم يتطلبه في الهداية لذا قال اهدنا الصراط المستقيم‪.‬‬
‫فلم قال اهدنا ولم يقل اهدني؟‬
‫لنه مناسب لسياق اليات السابقة وكما في ايات الستعانة والعبادة اقتضىّ الجامع في الهداية ايضا‪.‬‬
‫فيه اشاعأة لروح الجاماعأة وقتل لروح الثرة والنانية وفيه نزع الثرة والستئثار من النفس بان ندعأو للخرين بما ندعأو به لنفسنا‪.‬‬
‫الجاتماع عألىّ الهدى وسير المجاموعأة عألىّ الصراط دليل قوة فاذا كثر السالكون يزيد النس ويقوى الثبات فالسالكّ وحده قد يضعف وقد يمل او‬
‫يسقط او تأكله الذئاب‪ .‬فكلما كثر السالكون كان ادعأىّ للطمئنان والستئناس‪.‬‬
‫والجاتماع رحمة والفرقة عأذاب يشير ل تعالىّ الىّ امر الجاتماع والنس بالجاتماع وطبيعة حب النفس للجاتماع كما ورد في قوله الكريم )ومن‬
‫يطع ال ورسوله ندخله جانات تجاري من تحتها النهار خالدين فيها( )النساء آية ‪ (13‬خالدين جااءت بصيغة الجامع لن المؤمنين في الجانة‬
‫يستمتعون بالنس ببعضهم وقوله )ومن يعص ال ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عأذاب مهين( )النساء آية ‪ (14‬في العذاب‬
‫فيزيد عألىّ عأذاب الكافر عأذاب الوحدة فكأنما عأذبه ال تعالىّ بشيئين النار والوحدة‪.‬‬
‫لذا فعندما قال سبحانه وتعالىّ اهدنا الصراط المستقيم فيه شئ من التثبيت والستئناس هذا الدعأاء ارتبط باول السورة وبوسطها وآخرها‪ .‬الحمد ل‬
‫رب العالمين مهمة الرب هي الهداية وكثيرا ما اقترنت الهداية باسم الرب فهو مرتبط برب العالمين وارتبط بقوله الرحمن الرحيم لن من هداه‬
‫ال فقد رحمه وانت الن تطلب من الرحمن الرحيم الهداية اي تطلب من الرحمن الرحيم ان ل يترككّ ضال غير مهتد ثم قال اياكّ نعبد واياكّ‬
‫نستعين فل تتحقق العبادة ال بسلوكّ الطريق المستقيم وكذلكّ الستعانة ومن الستعانة طلب الهداية للصراط المستقيم صراط الذين انعمت عأليهم‬
‫اي صراط الذين سلكوا الصراط المستقيم‪ ،‬ول الضآلين‪ ،‬والضالون هم الذين سلكوا غير الصراط المستقيم فالهداية والضلل نقيضان والضالين‬
‫نقيض الذين سلكوا الصراط المستقيم‪.‬‬
‫لماذا اختار كلمة الصراط بدل من الطريق او السبيل؟‬
‫لو لحظنا البناء اللغوي للصراط هو عألىّ وزن )فعال بكسر الفاء( وهو من الوزان الدالة عألىّ الشتمال كالحزام والشداد والسداد والخمار‬
‫والغطاء والفراش‪ ،‬هذه الصيغة تدل عألىّ الشتمال بخلف كلمة الطريق التي ل تدل عألىّ نفس المعنىّ‪ .‬الصراط يدل عألىّ انه واسع رحب يتسع‬
‫لكل السالكين اما كلمة طريق فهي عألىّ وزن فعيل بمعنىّ مطروق اي مسلوكّ والسبيل عألىّ وزن فعيل ونقول اسبلت الطريق اذا كثر السالكين‬
‫فيها لكن ليس في صيغتها ما يدل عألىّ الشتمال‪ .‬فكلمة الصراط تدل عألىّ الشتمال والوسع هذا في اصل البناء اللغوي )قال الزمخشري في كتابه‬
‫الكشاف الصراط من صرط كانه يبتلع السبل كلما سلكّ فيه السالكون وكانه يبتلعهم من سعته(‪.‬‬
‫صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ول الضآلين‬
‫لماذا جااءت كلمة الصراط معرفة بأل مرة ومضافة مرة اخرى )صراط الذين انعمت عأليهم(؟ جااءت كلمة الصراط مفردة ومعرفة بتعريفين‪:‬‬
‫باللف واللم والضافة وموصوفا بالستقامة مما يدل عألىّ انه صراط واحد )موصوف بالستقامة لنه ليس بين نقطتين ال طريق مستقيم واحد‬
‫والمستقيم هو اقصر الطرق واقربها وصول الىّ ال( واي طريق آخر غير هذا الصراط المستقيم ل يوصل الىّ المطلوب ول يوصل الىّ ال‬
‫تعالىّ‪ .‬والمقصود بالوصول الىّ ال تعالىّ هو الوصول الىّ مرضاته فكلنا واصل الىّ ال وليس هناكّ من طريق غير الصراط المستقيم‪) .‬ان هذه‬
‫تذكرة فمن شاء اتخذ الىّ ربه سبيل( )المزمل آية ‪) (19‬النسان آية ‪) (29‬ان ربي عألىّ صراط مستقيم( )هود آية ‪) (56‬قال هذا صراط عألي‬
‫مستقيم( )الحجار آية ‪(41‬‬
‫وردت كلمة الصراط في القرآن مفردة ولم ترد مجاتمعة ابدا بخلف السبيل فقد وردت مفردة ووردت جامعا )سبل( لن الصراط هو الوسع وهو‬
‫الذي تفضي اليه كل السبل )فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عأن سبيله( )النعام ‪) (153‬يهدي به ال من اتبع رضوانه سبل السلم( )المائدة‬
‫‪) (16‬والذين جااهدوا فينا لنهدينهم سبلنا( )العنكبوت ‪) (69‬هذه سبيلي ادعأو الىّ ال عألىّ بصيرة ( )يوسف آية ‪ (108‬الصراط هو صراط واحد‬
‫مفرد لنه هو طريق السلم الرحب الواسع الذي تفضي اليه كل السبل واتباع غير هذا الصراط ينأى بنا عأن المقصود‪) .‬انظر شرح د‪ .‬أحمد‬
‫الكبيسي لكلمة الصراط وغيرها من مرادفات الطريق في النهاية( أو في هذه الصفحة‪.‬‬
‫ثم زاد هذا الصراط توضيحا وبيانا بعد وصفه بالستقامة وتعريفه بأل بقول )صراط الذين انعمت عأليهم غير المغضوب عأليهم ول الضآلين(‬
‫جامعت هذه الية كل اصناف الخلق المكلفين ولم تستثني منهم احدا فذكر‪:‬‬
‫الذين انعم ال عأليهم هم الذين سلكوا الصراط المستقيم وعأرفوا الحق وعأملوا بمقتضاه‪.‬‬
‫الذين عأرفوا الحق وخالفوه )المغضوب عأليهم( ويقول قسم من المفسرين انهم العصاة‪.‬‬
‫الذين لم يعرفوا الحق وهم الضآلين )قل هل انبئكم بالخسرين اعأمال الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا(‬
‫)الكهف آية ‪ (104-103‬هذا الحسبان ل ينفعهم انما هم من الخسرين‪.‬‬
‫ول يخرج المكلفون عأن هذه الصناف الثلثة فكل الخلق ينتمي لواحد من هذه الصناف‪.‬‬
‫وقال تعالى )صراط الذين انعمت عليهم(ًا ولم يقل تنعم عليهم فلماذا ذكر الفعل الماضي؟‬
‫ل‪ :‬ليتعين زمانه ليبين صراط الذين تحققت عأليهم النعمة )ومن يطع ال والرسول فأولئكّ مع الذين أنعم‬ ‫اختار الفعل الماضي عألىّ المضارع او ل‬
‫ال عأليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئكّ رفيقا( )النساء آية ‪ (69‬صراط الذين انعمت عأليهم يدخل في هؤلء‪ .‬واذا‬
‫قال تنعم عأليهم لغفل كل من انعم عأليهم سابقا من رسل ال والصالحين ولو قال تنعم عأليهم لم يدل في النص عألىّ انه سبحانه انعم عألىّ احد‬
‫ولحتمل ان يكون صراط الولين غير الخرين ول يفيد التواصل بين زمر المؤمنين من آدم عأليه السلم إلىّ ان تقوم الساعأة‪ .‬مثال‪ :‬اذا قلنا‬
‫أعأطني ما اعأطيت امثالي فمعناه أعأطني مثل ما اعأطيت سابقا‪ ،‬ولو قلنا اعأطني ما تعطي امثالي فهي ل تدل عألىّ أنه اعأطىّ احدا قبلي‪.‬‬
‫ولو قال تنعم عأليهم لكان صراط هؤلء اقل شأنا من صراط الذين انعم عأليهم فصراط الذين انعم عأليهم من اولي العزم من الرسل والنبياء‬
‫والصديقين اما الذين تنعم عأليهم ل تشمل هؤلء‪ .‬فالتيان بالفعل الماضي يدل عألىّ انه بمرور الزمن يكثر عأدد الذين انعم ال عأليهم فمن ينعم‬
‫عأليهم الن يلتحق بالسابقين من الذين انعم ال عأليهم فيشمل كل من سبق وانعم ال عأليهم فهم زمرة كبيرة من اولي العزم والرسل واتباعأهم‬
‫والصديقين وغيرهم وهكذا تتسع دائرة المنعم عأليهم اما الذين تنعم عأليهم تختص بوقت دون وقت ويكون عأدد المنعم عأليهم قليل لذا كان قوله‬
‫سبحانه انعمت عأليهم اوسع واشمل واعأم من الذين تنعم عأليهم‪.‬‬
‫لماذا قال صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ول الضآلين؟‬
‫اي لماذا عأبر عأن الذين انعم عأليهم باستخدام الفعل )انعمت( والمغضوب عأليهم والضآلين بالسم؟‬
‫ععم‬ ‫ععفه انه‬ ‫ععدوثا فوص‬ ‫السم يدل عألىّ الشمول ويشمل سائر الزمنة من المغضوب عأليهم والدللة عألىّ الثبوت‪ .‬أما الفعل فيدل عألىّ التجادد والح‬
‫مغضوب عأليهم وضالون دليل عألىّ الثبوت والدوام‪.‬‬
‫اذن فلماذا لم يقل المنعم عليهم للدللة على الثبوت؟‬
‫لو قال صراط المنعم عأليهم بالسم لم يتبين المعنىّ اي من الذي أنعم انما بين المنعم )بكسر العين( في قوله أنعمت عأليهم لن معرفة المنعم مهمة‬
‫فالنعم تقدر بمقدار المنعم )بكسر العين( لذا اراد سبحانه وتعالىّ ان يبين المنعم ليبين قدرة النعمة وعأظيمها ومن عأادة القرآن ان ينسب الخير إلىّ‬
‫ال تعالىّ وكذلكّ النعم والتفضل وينزه نسبة السوء اليه سبحانه )وانا ل ندري اشر اريد بمن في الرض ام اراد بهم ربهم رشدا( )الجان آية ‪(10‬‬
‫وال سبحانه ل ينسب السوء لنفسه فقد يقول )ان الذين ل يؤمنون بالخرة زينا لهم اعأمالهم فهم يعمهون( )النمل آية ‪ (4‬لكن ل يقول زينا لهم سوء‬
‫اعأمالهم )زين لهم سوء أعأمالهم( )التوبة آية ‪) (37‬زين للناس حب الشهوات ( )آل عأمران آية ‪) (14‬وزين لفرعأون سوء عأمله(‪) .‬غافر آية ‪(37‬‬
‫)أفمن زين له سوء عأمله( )فاطر آية ‪) (8‬واذ زين لهم الشيطان اعأمالهم( )النفال آية ‪ (48‬اما النعمة فينسبها ال تعالىّ الىّ نفسه لن النعمة كلها‬
‫خير )ربي بما انعمت عألي( )القصص آية ‪) (17‬ان هو ال عأبد انعمنا عأليه( )الزخرف آية ‪) (59‬واذا انعمنا عألىّ النسان أعأرض ونئا بجاانبه‬
‫واذا مسه الشر كان يؤوسا( )السراء آية ‪ (83‬ولم ينسب سبحانه النعمة لغيره ال في آية واحدة )واذ تقول للذي انعم ال عأليه وانعمت عأليه امسكّ‬
‫عأليكّ زوجاكّ( )الحزاب آية ‪ (37‬فهي نعمة خاصة بعد نعمة ال تعالىّ عأليه‪.‬‬
‫ضالليدن )‪ً(7‬ا الفاتحة(ًا لماذا ذكرت المغضوب عليهم بصيغة المبني للمجهول والضضضالين‬ ‫ب دعدليههمم دولد ال ض‬ ‫ضو ه‬ ‫ت دعدليههمم دغيهر الدمغ ض‬ ‫ط الضهذيدن دأندعم د‬ ‫صدرا د‬
‫*) ه‬
‫بصيغة إسم الفاعل؟)د‪.‬فاضل السامرائى(ًا‬
‫ل جايء بكل منهما إسما )المغضوب عأليهم( و)الضالين( للدللة عألىّ الثبوت الغضب عأليهم ثابت والضلل فيهم ثابت ل يرجاىّ فيهم خير ول‬ ‫أو ل‬
‫هدى لم يقل صراط الذين غضب عأليهم وضلوا وإنما المغضوب عأليهم ول الضالين فجااء بالوصفين بالسمية للدللة عألىّ ثبوت هذين الوصفين‬
‫فيهما‪ .‬يبقىّ السؤال لماذا جااء المغضوب عأليهم إسم مفعول ولم يقل غاضب إسم فاعأل؟ مغضوب عأليهم إسم مفعول يعني وقع عأليهم الغضب لم‬
‫يذكر الجاهة التي غضبت عأليهم ليعم الغضب عأليهم من جاميع الجاهات غضب ال وغضب الغاضبين ل من الملئكة وغيرهم ل يتخصص‬
‫بغاضب معين ليس غضب عأليهم فلن أو فلن وإنما مغضوب عأليهم من كل الجاهات بل هؤلء سيغضب عأليهم أخلص أصدقائهم في الخرة‬
‫ضلكم‬ ‫ضرل دعأنلكم رما لكنلتمم دتمزلعألمودن )‪ (94‬النعام( )لثرم ديمودم املعقديادمعة ديمكلفلر دبمع ل‬‫)دودما دندرى دمدعلكمم لشدفدعاءلكلم الرعذيدن دزدعأمملتمم أدرنلهمم عفيلكمم لشدردكاء دلدقد رتدقرطدع دبميدنلكمم دو د‬
‫ضا )‪ (25‬العنكبوت( إذن مغضوب عأليهم من جاميع الجاهات من كل الجاهات‪ ،‬حذف جاهة الغاضب فيه عأموم وشمول‪.‬‬ ‫ضلكم دبمع ل‬ ‫ض دوديملدعلن دبمع ل‬ ‫عبدبمع ض‬
‫ن‬
‫أما الضالين فهم الذين ضلوا‪.‬‬
‫لماذا قال المغضوب عليهم ولم يقل أغضبت عليهم؟‬
‫جااء باسم المفعول واسنده للمجاهول ولذا ليعم الغضب عأليهم من ال والملئكة وكل الناس حتىّ اصدقاؤهم يتبرأ بعضهم من بعض حتىّ جالودهم‬
‫تتبرأ منهم ولذا جااءت المغضوب عأليهم لتشمل غضب ال وغضب الغاضبين‪.‬‬
‫غير المغضوب عليهم ول الضآلين‪ :‬لم كرر ل؟‬
‫وقال غير المغضوب عأليهم والضالين؟ اذا حذفت )ل( يمكن ان يفهم ان المباينة والبتعاد هو فقط للذين جامعوا الغضب والضللة فقط اما من لم‬
‫يجامعها )غير المغضوب عأليهم ول الضآلين( فل يدخل في الستثناء‪ .‬فاذا قلنا مثل ل تشرب الحليب واللبن الرائب )اي ل تجامعهما( اما اذا قلنا‬
‫ل تشرب الحليب ول تشرب اللبن الرائب كان النهي عأن كليهما ان اجاتمعا او انفردا‪.‬‬
‫فلماذا قدم اذن المغضوب عليهم على الضآلين؟‬
‫المغضوب عأليهم الذين عأرفوا ربهم ثم انحرفوا عأن الحق وهم اشد بعدا لن ليس من عألم كمن جاهل لذا بدأ بالمغضوب عأليهم وفي الحديثا‬
‫الصحيح ان المغضوب عأليهم هم اليهود واما النصارى فهم الضالون‪ .‬واليهود اسبق من النصارى ولذا بدأ بهم واقتضىّ التقديم‪.‬‬
‫وصفة المغضوب عأليهم هي اول معصية ظهرت في الوجاود وهي صفة ابليس عأندما امر بالسجاود لدم عأليه السلم وهو يعرف الحق ومع ذلكّ‬
‫عأصىّ ال تعالىّ وهي اول معصية ظهرت عألىّ الرض ايضا عأندما قتل ابن آدم اخاه فهي اذن اول معصية في المل العألىّ وعألىّ الرض‬
‫)ومن يقتل مؤمنا متعمدا‪.‬فجازاؤه جاهنم خالدا فيها وغضب ال عأليه( )النساء آية ‪ (93‬ولذا بدأ بها‪.‬‬
‫أما جاعل المغضوب عأليهم بجاانب المنعم عأليهم فلن المغضوب عأليهم مناقض للمنعم عأليهم والغضب مناقض للنعم‪.‬‬
‫خاتمة سورة الفاتحة هي مناسبة لكل ما ورد في السورة من اولها الىّ آخرها فمن لم يحمد ال تعالىّ فهو مغضوب عأليه وضال ومن لم يؤمن بيوم‬
‫الدين وان ال سبحانه وتعالىّ مالكّ يوم الدين وملكه ومن لم يخص ال تعالىّ بالعبادة والستعانة ومن لم يهتد الىّ الصراط المستقيم فهم جاميعا‬
‫مغضوب عأليهم وضالون‪.‬‬
‫ولقد تضمنت السورة اليمان والعمل الصالح‪ ،‬اليمان بال )الحمد ل رب العالمين( واليوم الخر )مالكّ يوم الدين( والملئكة والرسل والكتب‬
‫)اهدنا الصراط المستقيم( لما تقتضيه من ارسال الرسل والكتب‪ .‬وقد جامعت هذه السورة توحيد الربوبية )رب العالمين( وتوحيد اللوهية )اياكّ‬
‫نعبد واياكّ نستعين( ولذا فهي حقا أم الكتاب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫*كلمة الصراط وأخواتها في القرآن الكريم للشيخ الدكتور أحمد الكبيسي*‬
‫لعله من المناسب لعرض اللمسات البيانية في سورة الفاتحة ذكر ما أفاض به الدكتور أحمد الكبيسي باركّ ال به في برنامجاه الكلمة وأخواتها في‬
‫القرآن الكريم عألىّ قناة دبي الفضائية في شرح كلمة الصراط واخواتها في القرآن الكريم وكيف أن كل كلمة منها وردت في القرآن في مكانها‬
‫المناسب والمعنىّ الذي تأتي به كل كلمة ل يمكن ان يكون ال من عأند العلي العظيم الذي وضع كل كلمة بميزانها وبمكانها الذي ل يمكن لكلمة‬
‫اخرى ان تأتي بنفس معناها‪.‬‬
‫مرادفات كلمة الطريق تأتي عألىّ النحو التالي‪:‬‬
‫إمام – صراط – طريق ‪ -‬سبيل – نهج – فج ‪ -‬جدد )جمع جادة( – نفق‬
‫وجاء معنى كلا منها العام على النحو التالي‪:‬‬
‫إمام‪ :‬وهو الطريق العام الرئيسي الدولي الذي يربط بين الدولا وليس له مثيلا وتتميز أحكامه في السلم بتميز تخومه‪ .‬وقدسية علمات المرور فيه‬
‫هي من اهم صفاته وهو بتعبيرنا الحاضر الطريق السريع بين المدن )‪ .(Highway‬وقد استعير هذا اللفظ في القرآن الكريم ليدلا على الشرائع )يوم‬
‫ندعو كل اناس بإمامهم( )السراء آية ‪ ( 71‬أي كلا ما عندهم من شرائع وجاء أيضا بمعنى كتاب ال )وكل شئ أحصيناه في إمام‬
‫مبين( )يس آية ‪(12‬‬
‫صراط‪ :‬هو كلا ممر بين نقطتين متناقضتين كضفتي نهر أو قمتي جبلين أو الحق والباطلا والضللة والهداية في السلم او الكفر واليمان‪.‬‬
‫والصراط واحد ل يتكرر في مكان واحد ول يثنى ول يجمع‪ .‬وقد استعير في القرآن الكريم للتوحيد فل إله إل ال تنقلا من الكفر إلى اليمان )قل‬
‫إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم( ) النعام آية ‪) (161‬من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم(‬
‫) النعام آية ‪) (39‬اهدنا الصراط المستقيم( )الفاتحة آية ‪) (7‬فاتبعني أهدك صراطا سويا( )مريم آية ‪) ( 43‬وان الذين ل‬
‫يؤمنون بالخرة عن الصراط لناكبون( )المؤمنون آية ‪( 74‬‬
‫والصراط عموما هو العدلا المطلق ل تعالى وما عداه فهو نسبي‪) .‬إن ربي على صراط مستقيم( ) هود آية ‪ ( 56‬والتوحيد هو العدلا‬
‫المطلق وما عداه فهو نسبي‪.‬‬
‫سبيل‪ :‬الطريق الذي يأتي بعد الصراط وهو ممتد طويلا آمن سهلا لكنه متعدد )سبلا حمع سبيلا( )والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا(‬
‫) العنكبوت آية ‪( 69‬السبلا متعددة ولكن شرطها أن تبدأ من نقطة واحدة وتصب في نقطة واحدة عند الهدف‪ .‬وفيه عناصر ثلثا‪ :‬ممتد‪ ،‬متحرك‬
‫ويأخذ إلى غاية‪.‬‬
‫و المذاهب في السلم من السبلا كلها تنطلق من نقطة واحدة وتصلا إلى غاية واحدة‪ .‬وسبلا السلم تأتي بعد اليمان والتوحيد بعد عبور الصراط‬
‫المستقيم‪ .‬ولتقريب الصورة إلى الذهان فيمكن اعتبار السبلا في عصرنا الحاضر وسائلا النقلا المتعددة فقد ينطلق الكثيرون من نقطة واحدة قاصدين‬
‫غاية واحدة لكن منهم من يستقلا الطائرة ومنهم السيارة ومنهم الدراجة ومنهم الدواب وغيرها‪.‬‬
‫واستخدمت كلمة السبيلا في القرآن بمعنى حقوق في قوله )ليس علينا في الميين سبيل( )آلا عمران آية ‪( 75‬‬
‫وابن السبيلا في القرآن هو من انقطع عن أهله انقطاعا بعيدا وهدفه واضح ومشروع كالمسافر في تجارة او للدعوة فل تعطى الزكاة لمن انقطع عن‬
‫أهله بسبب غير مشروع كالخارج في معصية او ما شابه‪.‬‬
‫طريق‪:‬الطريق يكون داخلا المدينة وللطرق حقوق خاصة بها وقد سميت طرقا لنها تطرق كثي ار بالذهاب والياب المتكرر من البيت الى العملا‬
‫والعكس‪ .‬والطريق هي العبادات التي نفعلها بشكلا دائم كالصلة والزكاة والصوم والحج والذكر‪) .‬يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم(‬
‫)الحقاف آية ‪(30‬‬
‫نهج‪ :‬وهو عبارة عن ممرات خاصة ل يمر بها إل مجموعة خاصة من الناس وهي كالعبادات التي يختص بها قوم دون قوم مثلا نهج القائمين بالليلا‬
‫ونهج المجاهدين في سبيلا ال ونهج المحسنين وأولي اللباب وعباد الرحمن فكلا منهم يعبد ال تعالى بمنهج معين وعلى كلا مسلم أن يتخذ لنفسه‬
‫نهجا معينا خاصا به يعرف به عند ال تعالى كبر الوالدين والذكر والجهاد والدعاء والقرآن والحسان وغيرها )لكل جعلنا منكم شرعة‬
‫ومنهاجا( ) المائدة آية ‪ ( 48‬إواذا لحظنا وصفها في القرآن وجدنا لها ثلثة صفات والنفاق فيها صفة مشتركة‪ .‬نهج المستغفرين بالسحار‪:‬‬
‫)كانوا قليل من الليل ما يهجعون وبالسحار هم يستغفرون وفي اموالهم حق للسائل والمحروم( ) الذاريات آية ‪- 17‬‬
‫‪ ( 19‬ونهج أهلا التهجد‪) :‬تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون( )السجدة آية ‪(16‬‬
‫ونهج المحسنين‪) :‬الذين ينفقون بالسراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس( ) آلا عمران آية ‪( 134‬‬
‫فج‪ :‬وهو الطريق بين جبلين )وأذن في الناس بالحج يأتوك رجال وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق( )الحج آية ‪( 27‬‬
‫جاادة‪ :‬وتجمع على جدد كما وردت في القرآن الكريم )ومن الجبال جدد بيض وحمر( )فاطر آية ‪ ( 27‬والجادة هي الطريق الذي يرسم في‬
‫الصحراء او الجبالا من شدة الثر ومن كثرة سلوكه‪.‬‬
‫نفق‪ :‬وهو الطريق تحت الرض )فان استطعت أن تبتغي نفقا ا في الرض( )النعام آية ‪( 35‬‬

‫‪‬‬
‫انتهىّ بحمد ال وفضله سائلة ال عأز وجال ان اكون قد وفقت لنقل ما ورد عأن الدكتور فاضل السامرائي بصدق وأمانة قاصدة وجاه ال تعالىّ وما‬
‫توفيقي ال بال العليم العظيم‪ .‬أسأل ال تعالىّ أن يعيننا عألىّ نشر هذا العلم وان يباركّ بالدكتور الفاضل فاضل السامرائي وبعلمه زاده ال عألمععا‬
‫ععن‬ ‫وفهما وجازاه عأن المسلمين جاميعا خير الجازاء‪.‬وسأحاول بعون ال نشر ما سمعته من الدكتور في شرح بعض اللمسات البيانية في نصوص م‬
‫التنزيل كما عأرضت عألىّ قناة الشارقة الفضائية في برنامج قول معروف‪ .‬وقد اعأانني ال تعالىّ وقدر لي ان اطبع هذه المعلومات التي سععمعتها‬
‫من هذا البرنامج لحسن الثر الذي تركه في نفسي واحساس اليمان الذي استشعر به وانا استمع الىّ هذه اللمسات البيانية التي قد نغفل عأنها مععع‬
‫قراءتنا المتكررة ليات ال وكتابه الكريم‪ .‬وربما استوقفتنا هذه اللمسات لتجاعلنا نمعن النظر والفهم في اليات القرآنية لنذوق حلوتها ونستشععر‬
‫المعاني الراقية السامية التي تحملها آيات القرآن العطرة بين ثناياها فالحمد ل وسبحان ال ول قوة ال بال‪ .‬إن هذا القرآن ل تنقضي عأجاائبه حقا‬
‫فباركّ ال لنا بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين محمد عأليه أفضل الصلة والتسليم ونفعنا جاميعا بما نسمع ونتعلم وقل رب زدني عألما واجاعل‬
‫اللهم القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وسابقنا ودليلنا إليكّ وإلىّ جاناتكّ جانات النعيم‪ .‬كما ارجاو من كل من تصله هذه الصفحات ان يعين‬
‫عألىّ نشرها وان يدعأو لمن اوصلها ونشرها ولنتذكر ان من الدعأاء المستجااب دعأاء المسلم لخيه المسلم في ظهر الغيععب‪ ،‬أرسععل لكععم هععذه‬
‫الصفحات فادعأو لي من خالص قلوبكم ثم أعأيدوا إرسالها للخرين ليدعأوا لكم‪ ،‬و هكذا كل يرسله للخر‪ ،‬و لندعأوا لبعضنا البعض‬
‫"اللهم وفق الساتذة الفاضل الدكتور السامرائي والدكتور الكبيسي وكل من ساهم في عأرض المادة العلمية لهذه الصفحات ونشرها‪ ،‬و أعأنه عألىّ‬
‫ععه و‬ ‫ععم ارحم‬ ‫ذكركّ و شكركّ و حسن عأبادتكّ‪ ،‬اللهم وفقه لما تحب و ترضىّ‪ ،‬اللهم أحسن خاتمته‪ ،‬و أجاعل قبره روضة من رياض الجانات‪ ،‬الله‬
‫ععدين و‬ ‫ععداء ال‬‫ارضىّ عأنه‪ ،‬وارزقه الجانة التي وعأدت عأبادكّ الصالحين‪ ،‬اللهم انصر السلم و المسلمين‪ ،‬و أذل الشركّ و المشركين‪ ،‬و دمر أعأ‬
‫أجاعل تدبيرهم تدميرهم يا ذا الجالل و الكرام‪،‬اللهم انصر اخواننا في فلسطين عألىّ اليهود الغاصبين وحرر القصىّ وارزقنا فية صععلة قبععل‬
‫الممات‪ ،‬اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الحياء منهم والموات انكّ سميع قريب مجايب الدعأوات‪ ،‬اللهم ارحمنا اذا ما صرنا الىّ ما صاروا اليه‬
‫تحت الجانادل والتراب وحدنا برحمتكّ يا ارحم الراحمين‪ .‬الهم وثبت قلوبنا عألىّ دينكّ وتوفنا وانت عأنا راض اللهم آمين‪.‬‬
‫تم بحمد ال تعالىّ وتوفيقه بتاريخ‪:‬‬
‫الثنين‪ 28 ,‬كانون الثاني‪2002 ,‬م الموافق ‪ 15‬ذو القعدة ‪1422‬هع‬
‫اعأداد و طباعأة‪ :‬سمر محمد الرناؤوط )طبع محتوى النص بصدق وأمانة كما جااء عألىّ لسان الدكتور فاضل السامرائي في الحلقات التلفزيونية‬
‫لمسات بيانية في سورة الفاتحة والدكتور احمد الكبيسي في برنامج الكلمة واخواتها‪ ،‬أسأل ال تعالىّ ان اكون قد أصبت وأسأله العفو والعافية‬
‫والمعافاة وان ينفعنا بما عألمنا وما كانت هذه الصفحات لتبصر النور ال بتوفيق من ال تعالىّ فله الحمد والمنة(‬

‫‪ v‬بثت هذه الحلقات في شهر رمضان المبارك هذا العام ‪2001‬م ‪1422‬هـ على قناة الشارقة الفضائية‪.‬‬
‫الحمضضد ل ‪ ..‬أسضضرار وإعجضضاز‬
‫اختصار من كتاب )لمسات بيانية(ًا ص ‪ 11‬إلى ص ‪24‬‬
‫القرآن الكريم ‪ . .‬كتاب ا ‪ . .‬ومعجزته الخالدة ‪ . .‬تحدى به الثقلين من النس والجن أن يأتوا بمثله أو بشيء من مثله ‪ ،‬فعجزوا وما‬
‫استطاعوا وما استحقوا على عجزهم لوما ول عتابا‬
‫فأنى لهم أن يأتوا بكلم كالقرآن ‪ . .‬كلم حف بالهيبة‪ ،‬وامتاز بالسمو‪ ،‬وتكامل فيه الشكل والمضمون وتآلفضا فكل منهما يخدم الخر ويقويه ‪. .‬‬
‫فكان ذلك إعجازا ما بعده إعجاز‬
‫وواضح لنا جميعا أن التحدي بالتيان بمثل القرآن لم يكن المقصود به العجاز العلمي أو نحوه ‪ ،‬وإنما قصد به إعجاز اللغة والبيان‬
‫والبلغة ‪ ،‬والعرب الوائل هم أهل ذلك ‪ ،‬لكنهم أمام القرآن وقفوا عاجزين يقلبون أكفهم من الحيرة‬
‫وكلمة حق ل بد أن تسجل في حقهم ‪ . .‬لم يدعوا القدرة على ذلك أبدا ‪ . .‬بل كانوا يقولون‪ :‬ما هذا بكلم بشضر‬
‫وعندما تجرأ مسضيلمة الكذاب على التأليف‬
‫لم يتمسكوا بما قال بل لم يعيروه أدنى اهتمام ‪ ،‬لنهم يعلمون أنه ليس بشيء ولم يكونوا في هذا المر من المكابرين‬
‫من ذلك العجاز القرآني الدقة في اختيار المفردات ‪ ،‬فكل كلمة تأتي في مكانها المناسب لها ‪ ،‬فلو غير موضعها بتقديم أو تأخير أوجمع أو‬
‫تثنية أو إفراد لتأثر المعنى ولم يؤد ما أريد منه ‪ ،‬وكذلك لو جيء مكانه بكلمة خرى ترادفه لم تقم بالمطلوب أبدا‬
‫سنرى اليوم جملة مؤلفة من كلمتين إنها ) الحمد ل (ًا في سورة االفاتحة ‪ ،‬هل كان من الممكن استعمال كلمات أخرى أو التغيير في وضعها ؟‬
‫في الظاهر ‪ . .‬نعم ‪ . .‬هناك كلمات و أساليب تحمل المعنى نفسه ‪ ،‬ولكن هل تفي بالمراد ؟‬
‫كان بالمكان قول ) المدح ل أو الشكر ل (ًا مثل‬
‫ولكن ماذا عن المعنى العام ؟‬
‫‪1‬ض )المدح ل(ًا‬
‫ض المدح هو الثناء وذكر المحاسضن من الصضفات والعمال‬
‫أما الحمد فهو الثناء وذكر المحاسضن مع التعظيم والمحبة ‪ .‬أيهما أقوى إذن ؟‬
‫ض المدح قد يكون للحي ولغير الحي ‪ ،‬و للعاقل وغير العاقل ‪ ،‬فقد يتوجه للجماد أو الحيوان كالذهب والديك‬
‫أما الحمد فيخلص للحي العاقل‬
‫ض المدح قد يكون قبل الحسان وقد يكون بعده ‪ ،‬فقد يمدح من لم يفعل شيئا ‪ ،‬ولم يتصضف بحسضن‬
‫أما الحمد فل يكون إل بعد الحسان ‪ ،‬فيحمد من قدم جميل العمال أو اتصف بجميل الصفات‬
‫يظهر لنا مما تقدم أننا عندما نقول ) الحمد ل (ًا فإننا نحمد ا الحي القائم الذي اتصضف بصضفات تسضتضحضق الحمد ‪،‬ونعترف له بالتفضل والتكرم‬
‫فقدأسبغ علينامن إحسانه ظاهرا وباطنا ما ل يعد ول يحصى مع إظهار تعظيمنا وإجللنا له وتأكيد توجه محبتنا إليه‬
‫‪2‬ض )الشكر ل(ًا‬
‫ض يكون الشكر على ما وصل للشضخضص من النعم ‪ ،‬أما الحمد فعلى ما وصل إليه وإلى غيره‬
‫ض الشكر يختص بالنعم ول يوجه للصضفات ‪ ،‬فنحن ل نشكر فلنا لنه يتصف بصفة العلم أو الرحمة أو غيرها من الصفات الذاتية له ‪،‬‬
‫أما الحمد فيكون ثناء على النعم وعلى الصفات الذاتية وإن لم يتعلق شيء منها بنا‬

‫فالشكر إذن أضيق نطاقا ‪ ،‬إذ يختضص بالنعم الواصلة إلى الشضخضص الذي يشكر فحسضب‬
‫مما تقدم يتضح لنا أن المدح أعم ممن الحمد ‪ ،‬وأن الحمد أعم من الشكر‬
‫وفي الول تعميم ل يناسب المقام ‪ ،‬وفي الخير تخصيص غير مناسب أيضا‬
‫وهل يمكن مثل استعمال واحدة من هذه العبارات؟‬
‫‪ 3‬ض أحمد ا أو نحمد ا أو احمدوا ا ***‬
‫فيقال في الرد ‪ :‬إن هذه العبارات إن استعملت لتأثر المعنى المقصود‪،‬وقلت القوة المراد له الظهور بها ‪ ،‬وفيما يلي تفصيل ذلك عن الجمل‬
‫المذكورة قبل قليل‬
‫ضض هي جمل فعلية‪ ،‬الولى يتحدث بها الشخص الواحد‪ ،‬والثانية تقولها جماعة من اثنين فأكثر‪ ،‬والثالثة أمر بإتيان فعل الحمد‬
‫والجملة الفعلية تدل على الحدوث وتجدد الفعل‬
‫أما )الحمد ل (ًا فجملة اسمية والجمل السمية تدل على الدوام والثبوت‬
‫لذا فمن القواعد المعروفة في اللغة أن الجملة السمية أقوى من الجملة الفعلية لن الولى تدل على الثبوت ‪ ،‬وأيضا لمور أخرى سنتعرف‬
‫عليها فيما يلي‬
‫ضض الجملة الفعلية تختص بفاعل معين ‪،‬فالفاعل في الجمل المذكورة أعله هو المتكلم المفرد في الولى ‪،‬ولكن ماذا عن غيره من الناس ؟‬
‫وفي الجملة الثانية جماعة المتكلمين والسؤال لزال قائما ماذا عن غيرهم ؟‬
‫وفي الثالثة الجماعة التي تؤمر بالحمد وأيضا تظل قاصرة‬
‫أما الجملة السمية فتفيد الحمد على الطلقا من المتكلم وغيره دون تحديد فاعل معين ‪ ،‬ولعلنا نستشهد على ذلك بقوله عز من قائل سبحانه )‬
‫وإن من شيء إل يسبح بحمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم (ًا‬
‫فبالطلقا الوارد في الجملة السمية يحدث الشمول الذي ل يشمل البشر فقط بل يتجاوزهم إلى كل ما في الكون‬
‫ضض والجملة الفعلية ترتبط بزمن معين مما يعني أن الحمد ل يحدث في غير هذا الزمن الذي يتم فيه الحمد‬
‫وزمن النسان زمن محدد معين ‪ ،‬يرتبط أو يساوي عمره على أقصى تقدير ‪ ،‬فل يتجاوزه إلى ما بعده ول يبدأ قبله‪ ،‬فيكون الحمد أقل مما‬
‫ينبغي بكثير‬
‫أما في الجملة السمية فالحمد مطلق‪،‬مستمد غير منقطع‪،‬مناسب بل نقصان‬
‫ضض كما أن الجملة الفعلية ل تفيد أن المفعول مستحق للفعل‪ ،‬فقد نشكر من ل يستحق الشكر‪،‬وقد نهجو من ل يستحق الهجو‬
‫أما الجملة السمية فتفيد استحقاقه للحمد تأكيدا‬
‫والجملة الفعلية ل تعني أنه مستحق للحمد لذاته‬
‫بينما تفيد الجملة السمية أن الحمد والثناء حق ل تعالى ‪،‬وملك له سبحانه‪،‬فهو ثابت له‪،‬وهو يستحقه لذاته ولصفاته ولما أنعم من آلئه‬
‫ضض وإن كان الفعل للمضر) احمد أو احمدوا (ًا فإن هذا أيضا ل يؤدي المعنى المطلوب‪،‬لما هو واضح من أن المأمور قد يفعل ما أمر به دون‬
‫اقتناع‪،‬وإنما خوفا من المر أو رغبة في شيء ولن المأمور به ل يكون مستحقا للفعل دوما‬
‫ضض والحمد صفة القلب ‪،‬وهي اعتقاد كون المحمود متفضل منعما مستحقا للتعظيم والجلل‪،‬فإذا تلفظ النسان بالجملة الفعلية ذات الفاعل‬
‫والزمن المحددين‪،‬وكان قلبه غافل عن معنى التعظيم اللئق كان كاذبا‪،‬أما إن تلفظ بالجملة السمية فإنه يكون صادقا وإن كان قلبه غافل‬
‫لهيا‪،‬لنها تفيد أن الحمد حق ل ‪،‬وهذا حاصل سواء أعقل أم غفل‬
‫‪ 4‬ض الحمدد ل‬
‫ض قراءة الحمد بالنصب جائزة على تقدير فعل محذوف‪ ،‬فتكون جملة فعلية‬
‫ض والجملة الفعلية تدل على التجدد والحدوث‪ ،‬بينما تدل الجملة السمية على الثبوت‪ ،‬وهو أقوى‬
‫ض والجملة الفعلية تختص بفاعل معين وزمن معين‪ ،‬وفي هذا ما فيه من نقص الدللة على المعنى المراد كما تقدم في رقم ‪3‬‬
‫ض يستوي المر إذا قدرنا فعل مضارعا أو فع دل أمر‪ ،‬لن المر بالشيء ل يعني أن المأمور به مستحق للفعل‪ ،‬وقد يفعل المأمور ما أمر به دون‬
‫اقتناع إما لعدم استحقاقا من المأمور للفعل‪ ،‬أو لنه يراه كذلك‪ ،‬فقراءة الرفع )الحمضد ل(ًا تفيد ثبوت الشيء على جهة الستحقاقا ثباتا دائما‪،‬‬
‫فهي أولى من قراءة النصب في حالي الخبار )أحمضد ا ونحمد ا(ًا والمر ) احمد ا واحمدوا ا(ًا‬
‫‪ 5‬ض حمدا ل‬
‫ض وهي جملة فعلية نقدر لها فعل محذوفا‪ ،‬والجملة السمية )الحمضد ل(ًا أقوى من الجملة الفعلية لما تقدم في رقم ‪3‬‬
‫ض )الحمد ل(ًا مع ررفة بأل‪ ،‬و )أل(ًا تفيد العهد وتفيد استغراقا الجنس‪ ،‬فإن أفادت العهد كان المعنى‪ :‬الحمد المعروف بينكم هو ل‪ ،‬وإن أفادت‬
‫الستغراقا كان المعنى‪ :‬إن الحمد كله ل على سبيل الحاطة والشمول‪ .‬ويظهر أن المعنيين مرادان‬
‫ض أما )حمدا ل(ًا فنكرة ل تفيد شيئا من المعاني المتقدمة‬
‫‪ 6‬ض إن الحمد ل‬
‫ض )إن(ًا تفيد التوكيد‪ ،‬وليس المقام مقام شك أو إنكار يقتضي توكيدا‬
‫ض )إن الحمد ل (ًا جملة خبرية تحمل إلينا خبرا واضحا محددا )ثبوت الحمد ل تعالى(ًا ول تحتمل إنشاء‬
‫ض أما ) الحمد ل (ًا فتفيد الخبار بثبوت الحمد ل ‪ ،‬فهي خبرية من هذه الجهة‪ ،‬ولكنها تفيد إنشاء التعظيم ‪ ،‬فهي ذات معان أكثر‬
‫‪ 7‬ض ل الحمد‬
‫ض )ل الحمد(ًا فيها تقديم الجار والمجرور ‪ ،‬وفي التقديم اختصاص أو إزالة شك‪ ،‬والمقام ل يطلب لذلك ‪ ،‬فليس هناك من ادعى أن ذاتا أخرى قد‬
‫تشترك معه في الحمد‪ ،‬فنزيل الحتمال والظن عنده‪ ،‬وليس هناك من ادعى أن الحمد لغير ا لنخصه به؟‬
‫ض والحمد في الدنيا ليس مختصا ل وحده‪ ،‬وإن كان هو سببه كله‪ ،‬فالناس قد يحمد بعضهم بعضا‪ ،‬وفي الحديث )من لم يحمد الناس لم يحمد‬
‫ا(ًا‪ ،‬فيجوز توجيه الحمد لغير ا في ظاهر المر‪ ،‬فل حاجة للختصاص بالتقديم‬
‫‪ 8‬ض اختصاص السم العلم )ا(ًا بالذكر‪ ،‬دون سائر أسمائه االحسنى وصفاته‬
‫فكان يمكن أن يقال )الحمد للحي‪ ،‬الحمد للرحيم‪ ،‬الحمد للبارئ‪ً(.. ،‬ا‬
‫ولكن لو حدث ذلك لفهم أن الحمد إنما استحقه لهذا الوصف دون غيره‪ ،‬فجاء بالسم العلم ليدل على أنه استحق الحمد لذاته هو ل لصفة من‬
‫صفاته‬
‫ض ثم إن ذكر لفظ الجللة )ا(ًا يناسب سياقا اليات‪ ،‬فسيأتي بعدها بقليل "هلإياك نعبد وإياك نستعين"هل ولفظ الجللة )ا(ًا مناسب للعبودية‪ ،‬لنه‬
‫مأخوذ من لفظ الله أي المعبود‪ ،‬وقد اقترنت العبادة باسمه أكثر من خمسين مرة في القرآن كقوله تعالى‪" :‬هل أمرت أن أعبد ا "هل الرعد‬
‫ض هذا والمجيء بوصف غير لفظ الجللة ليس فيه تصريح بأن المقصود هو ا عز وجل‬
‫*** *** *** *** ***‬
‫فمن منا مهما بلغ من فصاحة وبلغة وبيان‪ ..‬من منا يستطيع أن يأتي بكلم فيه هذا الحكام وهذا الستواء مع حسن النظم ودقة النتقاء‪ ،‬فكل‬
‫كلمة في موقعها جوهرة ثمينة منتقاة بعناية لتؤدي معاني غزيرة بكلمات يسيرة‪ ،‬كل واحدة واسطة عقد ل يجوز استبدالها ول نقلها ول‬
‫تقديمها ول تأخيرها وإل لختل المعنى أو ضعف أو فقد بعض معانيه؟‬
‫إنه العجاز اللهي الذي يتجلى في الكون كله‪ ،‬ويحف بالقرآن كله‪ ،‬مجموعه وجزئياته‪ ،‬كلماته وحروفه‪ ،‬معانيه وأسراره‪ ،‬ليكون النور الذي‬
‫أراد ا أن يهدي ويسعد به كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد‬
‫والحمد ل رب العالمين‬

‫************‬
‫**من اللمسات البيانية للدكتور حسام النعيمى فى سورة الفاتحة **‬
‫*الستعاذة*‬
‫*ما الستعاذة وما معناها؟‬
‫الستعاذة ألعخذت من قوله تعالىّ )دفعإدذا دقدرأمدت امللقمرآددن دفامسدتععمذ عباللرعه عمدن الرشميدطاعن الررعجايعم ( الكلم كان موجاها إلىّ الرسول ‪ ‬وما لونجاه للرسول ‪ ‬في‬
‫مثل هذه المور فمن باب أولىّ أن يأخذ به أتباعأه ‪.‬‬
‫*عندنا )إذا( أداة شرط وعندنا )إن( إداة شرط‪ .‬لماذا إختار )إذا(؟‪.‬‬
‫في لغة العرب إذا قالوا )إن( معناه إحتمال وقوعأه قليل فإذا قالوا)إذا( معناه أن ما بعدها إحتمال وقوعأه قوي أو واسع أو كثير‪ .‬فعندما يستعمل‬
‫القرآن كلمة )إذا( معناه أن الصل أن تقرأ القرآن )فإذا قرأت القرآن( هذا حاصل‪ .‬ثم عأندما دخلت )إذا( عألىّ الفعل الماضي وقلنا هي لما تستعمل‬
‫في الزمان )إذا جااء نصر ال( قنربته من المستقبل إلىّ واقع الحال يعني هو أمر قريب‪.‬‬
‫)فإذا قرأت القرآن( يعني قراءتكّ للقرآن مسألة قريبة قائمة‪ .‬العلماء يقولون هنا )إذا قرأت القرآن فاستعذ( إذا وقعت معناه الستعاذة تكون في‬
‫داخل القراءة بعضهم لكن الجامهور قال هذا الفهم غير دقيق لما يقول إذا قرأت يعني إذا أردت أن تقرأ هكذا هي لغة العرب لنه في القرآن الكريم‬
‫صدلاعة دفامغعسللوا لولجاودهلكمم دوأدميعدديلكمم إعدلىّ املدمدراعفعق دواممدسلحوا عبلرلءوعسلكمم دوأدمرلجادللكمم إعدلىّ املدكمعدبميعن( يعني توضأوا معناه إذا‬
‫)ديا أديدها الرعذيدن آددملنوا إعدذا لقمملتمم إعدلىّ ال ر‬
‫أردت أن تقوم إلىّ الصلة‪ .‬إذا أكلت فقل بسم ال الرحمن الرحيم يعني إذا جائت لتأكل قال إذا أكلت هو ما معنىّ أنه بعد أن يفعل الكل يقول بسم‬
‫ال؟ يعني حتىّ في العامية نستعملها نقول ‪ :‬إذا أكلت فقل بسم ال معناه قبل أن تباشر الكل معناه قبل أن تريد الفعل قبل أن تريد إستفتاح العمل‪.‬‬
‫لما تقول )إذا قرأت( ل تعني أنه إذا وقعت منكّ القراءة عأند ذلكّ إستعذ لن بعضهم قال لما تنتهي من القراءة فقل إستعذ‪ .‬إذا خطبت فأخفض‬
‫صوتكّ‪ :‬معناه قبل أن تبدأ الخطابة خذ هذه النصيحة‪ .‬فإذا قرأت حينما تريد القراءة عأندما تنوي أن تقرأ‪ .‬القراءة هنا الصل فيها لنه السلم‬
‫غنير معاني بعض الكلمات وفقا لمفهومه هو ومنها معنىّ الصلة والزكاة معاني كانت مستعملة قديما لكن ليس بالمفهوم السلمي‪ .‬معاني شرعأية‬
‫خاصة‪.‬‬
‫)فإذا قرأت(‪ :‬قرأ في الضل بمعنىّ أمنر بصره عألىّ شيء مكتوب وهذا الذي فهمه الرسول ‪ ‬عأندما قال له جابريل إقرأ قال‪ :‬ما أنا بقارئ يعني أنا‬
‫ل أحسن أن أمنر بصري عألىّ شيء مكتوب حتىّ أقرأه‪ .‬ثم تغنير المفهوم فضارت القراءة في السلم ترداد ما حواه صدركّ مما سمعته أو مما‬
‫أمررت بصركّ عأليه يعني من محفوظاتكّ ولذلكّ قال إقرأ بسم ربكّ الذي خلق فقرأ ‪ :‬إقرأ بسم ربكّ الذي خلق‪ .‬لنها مرت عألىّ قلبه صارت‬
‫تمر عألىّ القلب فهذه عأامة‪ .‬إذا سواء كانت قراءة القرآن من المصحف أو من الحفظ ينبغي أن نستعيذ بال من الشيطان الرجايم‪.‬‬
‫)فإذا قرأت القرآن فاستعذ(‪ :‬الفاء واقعة في جاواب )إذا(‪ .‬إستعذ ‪ :‬أمر من الفعل إستعاذ يستعيذ وهذه صيغة إستفعل فيها معنىّ الطلب والسعي‬
‫تسعىّ في الشيء وتطلبه‪ .‬فعهم غير إستفهم‪ :‬إستفهم معناه سعىّ طالبا الفهم يعني فيها جاهد‪ .‬ما قال القرآن )فإذا قرأت القرآن فقل أعأوذ بال( لن‬
‫ذاكّ تلقين‪ .‬قل أعأوذ بال‪ :‬يقول أعأوذ بال ليس فيه جاهد‪ .‬الية تريدنا أن نبذل جاهدا بإستحضار معنىّ إستعاذ )فاستعذ( لم يقل )أعأوذ( أو لعأذ لن‬
‫هذا أمر بالفعل‪ .‬لكن لما يستعمل صيغة إستفعل ففيها معنىّ الطلب يعني يريد لكّ أن تستحضر ويكون لديكّ جاهد في الستحضار والستعاذة أو‬
‫العوذ بال سبحانه وتعالىّ‪ .‬الكلم موجاه إلىّ سماع )فإذا قرأت( كان يمكن أن يقول‪ :‬فعذ بال‪ .‬لكن هذا يكون أمرا بالعوذ أو يقول‪ :‬فقل أعأوذ بال‬
‫ويكون هذا تلقينا لكن الية تريدنا أن نكون حاضري الذهن‪ ،‬أن نبذل جاهدا في التفكر بالستعاذة‪ ،‬يعني هناكّ طلب أن تطلب العوذ وأن تبذل هدا‬
‫وفرق بينها وبين ما ذكرناه‪.‬‬
‫)فاستعذ بال( كلمة ال هذه اللفظة عأندما لتذكر ل يخطر معها في الذهن وصف من أوصاف الباري سبحانه وتعالىّ‪ .‬لما نقول ال ‪ :‬هو الخالق‬
‫البارئ المصور له السماء الحسنىّ‪ .‬كل ما خطر في بالكّ من صفات )ال(‪ .‬لكن لما تقول القادر يخطر في بالكّ صفة القدرة‪ ،‬لما تقول الرحمن‬
‫صفة الرحمة‪ ،‬لما تقول صفة القهار صفة القهر‪ ،‬الكريم صفة الكرم‪ .‬السم الوحيد الذي لما تذكره لذات ال سبحانه وتعالىّ ل يكون معه وصف‬
‫فهو يحتمل كل الوصاف بكل العظمة وهو كلمة ال وسنعود إليها عأندما نتكلم عأن بسم ال الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫عأندما تستعيذ تستعيذ بال تعالىّ من كل ما يحضركّ لها‪ :‬أنت بحاجاة إليه ‪ ،‬أي شيء تحتاج إليه وأنت تريد أن تقرأ؟ بأن يصرف عأنكّ الفكار ‪،‬‬
‫الخواطر ‪ ،‬الحزن‪ ،‬الهواء‪ ،‬ماذا تريد؟ كلمة ال تستجايب لما يخطر في ذهنكّ لنها ليست منحصرة بوصف معين فالستعاذة بال‪ .‬وإستعذ‬
‫بمعنىّ إلجاأ‪ .‬تقول فلن رماه بسهم فعاذ بشجارة يمعنىّ إستجاار أو إختبأ أو إنتقىّ ما يأتيه أو لذ به فهكذا ينبغي أن تتصور أنكّ تستعيذ‪ ،‬تستجاير‪،‬‬
‫تستنجاد بال‪) .‬فاستعذ بال( فلما تتصور هذه الصورة أنكّ تلجاأ إلىّ ال تعالىّ ليخلصكّ من كيد الشيطان عأند ذلكّ تكون في مأمن‪.‬‬
‫لكن لحظ القرآن الكريم إستعمل كلمة الشيطان‪ .‬ما قال إبليس لمرين‪ :‬أولل‪ :‬إبليس هو إسم الشيطان هو أبو الشياطين الذي أبىّ أن يسجاد لدم‬
‫وأول من عأصىّ ربه تعالىّ فهم ليس شرطا أن يكون هو الذي يأتي ليوسوس لكّ لن هو له ذرية )إنه يراكم هو وقبيله من حيثا ل ترونهم( وكل‬
‫إنسان لونكل به شيطانه‪) .‬كنت امرءا من جاند إبليس وكان إمرءا من جاند إبليس فارتقىّ به الحال حتىّ صار إبليس من جانده( هو تجاني به الحال‬
‫وليس إرتقىّ‪ .‬كل إنسان موكل به هذا القرين الذي يحاول أن يضله والشيطان أبوهم يحاسبهم ولذلكّ في الثر أنه إذا مات العبد عألىّ طاعأة ال‬
‫سبحانه وتعالىّ )حتىّ نعرف الخطر الذي يحيط بنا من الشيطان( إذا مات عألىّ اليمان يصرخ الشيطان صرخة يجاتمع لها أبناؤه فيقول أين كنتم‬
‫عأن هذا؟ كيف مات عألىّ اليمان؟ فيقولون لقد راودناه فكان مستعصما‪ .‬ونسأل ال تعالىّ أن نكون والخوة المستمعين والخوات المستمعات من‬
‫المستعصمين‪ .‬هذا شيء والشيء الثاني كلمة إبليس فيها معنىّ النكسار والخذلن والحزن بينما الية تريد أن تحنذر‪.‬‬
‫)الشيطان الرجايم(‪ :‬كلمة الشيطان من الشطن الذي هو الحبل الممتد يعني أن هذا الشيطان يمتد إليكّ فكن حذرا منه لكت حتىّ ل يغالي النسان في‬
‫كثرة الخوف منه جااءت كلمة الرجايم وكلمة الرجايم هنا هذا الصف هو أنسب الوصاف للشيطان في هذا المكان يعني ما قال الشيطان اللعين‪،‬‬
‫الشيطان كذا‪ ،‬الشيطان كذا‪ ،‬وإنما الرجايم حتىّ تتخيل صورته وهو ليرجام بالحجاارة فكأنه منشغل بنفسه‪ .‬فكلمة شيطان فيه حبل ممتد إليكّ حتىّ ل‬
‫تتهاون في شأنه وكلمة رجايم حتىّ ل يبلغ بكّ الخوف منه مبلغا عأظيما فهو رجايم مرجاوم‪.‬‬
‫هل النون أصلية في شيطان وشياطين؟ فيها قولن‪ :‬قسم يقول هو من شاط أي إبتعد وقسم يقول هو من الشطن وهذا الذي رنجاحناه‪.‬‬
‫ثم يقول تعالىّ )إنه ليس له سلطان( هذا تطمين للمسلم أنه عأندما يتوكل عألىّ ال سبحانه وتعالىّ سيحييه الحياة الطيبة وسينقذه من الشيطان حتىّ ل‬
‫يبقىّ في قلق وخوفو ووسوسة لن المسلم ل ينبغي أن يكون موسوسا فهذا الشيطان ليس له سلطان عألىّ الذين آمنوا وعألىّ ربهم يتوكلون هذه‬
‫صفتهم‪ :‬إيمان وتوكل‪.‬‬
‫*صيغة الستعاذة‪:‬‬
‫)فإذا قرأت القرآن فاستعذ بال( جامهور المسلمين قالوا‪ :‬أعأوذ بال من الشيطان الرجايم‪ .‬ما قالوا أستعيذ بال‪ .‬هو الطبيعي واستعذ أستعيذ لما يقول‬
‫فاستعذ استعذت وإنما أعأوذ فعل مضارع يدل عألىّ الحال والستقبال‪ .‬أي لما تقول أعأوذ بال من الشيطان الرجايم يعني أنا الن في حالة عأوذ بينما‬
‫لما تقول أستعيذ يعني سوف أطلب العوذ‪ .‬هو أنت لطعلب منكّ العوذ في الية فأنت الن تعوذ في الداخل فتقول‪ :‬أعأوذ ول تقول )أستعذت( لنه‬
‫سيكون شيء تاريخي ماضي‪ .‬فع ل‬
‫ل المسلمون إختاروا الكلمة الملئمة عأندما قالوا‪ :‬أعأوذ‪.‬‬
‫*ما حكم من يقول‪ :‬أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؟‬
‫هذه الضافات قديمة ليست جاديدة بحثها العلماء وقالوا كله جاائز ولكن المختار لكن نحن من بين الشياء الجاائزة نختار ما هو أفضل‪ .‬إذا قال‪:‬‬
‫أعأوذ بال السميع العليم من الشيطان الرجايم له ذلكّ‪ .‬لكن من اللتزام بالية يقول‪ :‬أعأوذ بال من الشيطان الرجايم‪ .‬لما قال استعذ استفهم عأن هذا‬
‫الشيء فهمته‪ .‬الضافة ليس فيها ضير ولكن كما قلت المثل والرجاح والفضل أن يختار ما اختاره جامهور السلف )الخير في النتباع وليس في‬
‫البتداع( دائما الخير في التباع في أمور الشرع لنه "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" فلما كان القدامىّ في الستعاذة إختاروا‬
‫)أعأوذ بال من الشيطان الرجايم( وهي فيها هذه المعاني أني الن في حال عأوذ لست أطلب العوذ ولم أقله سابقا ولكنه الن )أعأوذ( بال من‬
‫الشيطان الرجايم ول داعأي للزيادة ومن زاد شيئا فل شيء عأليه حتىّ ل نحنجار واسعا لكن نقول هو الفضل‪.‬‬
‫* هل من فرق بين الرجيم والمرجوم؟‬
‫عأندنا لغتان‪ :‬فعيل ومفعول‪ .‬فعيل فيه نسميها صفة مشبهة كأن الرجام لزم له ‪ .‬هو لما نقول مرجاوم مفعول في لغة تميم تقول مفعول وفي لغة‬
‫الحجااز تقول أحيانا فعيل لكن هنا ليست بفارق اللغة وإنما إختيرت الصفة المشبهة التي تدل في الغالب عألىّ الثبات يعني صفة الرجام لصقة به‬
‫أما المرجاوم فقد يكون مرجاوما الن لكن ل يكون مرجاوما بعد ساعأة أما رجايم هو صفته اللصقة به الرجايم أن عأليه هذا الرجام‪.‬‬
‫*البسملة*‬
‫*بسم الله الرحمن الرحيم‪ :‬ما هي وما معناها وما تفسيرها؟‬
‫الن ننتقل إلىّ سورة الفاتحة‪ .‬وسورة الفاتحة تبدأ بقوله تعالىّ‪) :‬عبمسعم اللرعه الررمحدمعن الررعحيعم )‪ (1‬املدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن )‪ (2‬الررمحدمعن الررعحيعم )‪((3‬‬
‫إلىّ آخر السورة‪ .‬نحن هنا نريد أن ننبه إلىّ مسألة لعلها تتعلق بأصول الفكر السلمي والفهم السلمي كيف ينبغي أن يكون وماذا ينبغي أن‬
‫يكون عأليه المسلم في عألقته بالخرين‪ .‬البسملة فيها كلم لكن الذي أخذ به المصحف المتداول الن الذي هو مصحف المدينة النبوية وما ألعخذ‬
‫عأنه ومطبوع بالمليين وهو بين أيدي المسلمين هو أن تكون البسملة هي الية الولىّ من سورة الفاتحة‪ .‬الن إذا فتحنا المصحف سنجاد بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم في الفاتحة أمامها رقم ‪ 1‬معناه هي الية الولىّ وهذا الذي أخذ به المصحف هو ما كان عأليه جامهور عأظيم من أصحاب النبي ‪‬‬
‫وقد ننبه المشرفون عألىّ تدقيق المصحف في آخره إلىّ أنهم أخذوا من هذا وغيره في عأند اليات بما ورد أو بما رواه عأبد الرحمن اللسدلمي عأن‬
‫أمير المؤمنين عألي إبن أبي طالب كنرم ال وجاهه‪ .‬قد يكون هناكّ آراء أخرى أو ل شكّ هناكّ آراء أخرى وروايات أخرى لكننا نقول حينما تكون‬
‫هناكّ أكثر من رواية في قضية معينة ويقتنع المسلم بإحدى هذه الروايات بناء عألىّ ما يراه من دليل ‪.‬عأند ذلكّ هذا هو الصل الذي أريد أن أقرره‬
‫هنا‪ :‬ينبغي أن يعتقد أن ما أخذ به هو لصاحب الجارين وما أخذ به لمخاعلفه أخذ بما قال به صاحب الجار الواحد في إعأتقاده هذا نصف العأتقاد‪.‬‬
‫والنصف الثاني أن ليقنر في نفسه أن يكون إحتمال أن يكون ما أخذ به هو للجار الواحد وما أخذ به مخاعلفه هو صاحب الجارين حتىّ ل نبقىّ في‬
‫ل عأن المام عألي بن أبي طالب‬ ‫شد وفي تعصب‪ .‬أنا مقتنع الن تماما بأن ما أخذ به هذا المطبوع ‪،‬أخذ به هذا المصحف‪ ،‬من عأنده آية واحدة نق ل‬
‫كرم ال وجاهه أخذ به وسائر الصحابة إذن أعأتقد أن الخذ بهذا أخذذ برأي صاحب الجارين من المجاتهدين وما أخذ به غيري الذي ل يعندها آية من‬
‫الفاتحة هو صاحب الجار الواحد لكن في الوقت نفسه أنا معتقد قد أكون أنا صاحب الجار الواحد وهو صاحب الجارين حتىّ نتخلص من فكرة‬
‫المشانحة والمجاادلة وإضاعأة الوقت فيما ل فائدة من ورائه لن هذا أخذ به جامع من الصحابة وهذا أخذ به جامع من الصحابة ولسنا خيرا من خير‬
‫القرون لن الرسول ‪ ‬قال‪ :‬خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم‪ .‬ومن هنا نحن سنقف عأند قوله بسم ال الرحمن الرحيم بوصفها‬
‫الية الولىّ من سورة الفاتحة‪.‬‬
‫يقولون أن البسملة وردت ‪ 114‬مرة كعدد سور القرآن فهل في هذا إيجااز؟ هذه الية وردت في سورة النمل في داخلها )إعرنله عممن لسدلميدمادن دوإعرنله عبمسعم‬
‫الرلعه الررمحدمعن الررعحيعم )‪ ((30‬ولم توضع في البراءة أو سورة التوبة فجااءت عألىّ عأدد سور القرآن الكريم ‪ 114‬مرة‪.‬‬
‫بسم الله‪:‬‬
‫هذه اللفظة حينما نقول بسم ال في أول المصحف الشريف‪ ،‬ال سبحانه وتعالىّ يعنلمنا يعني هذا من فضله جانلت قدرته أنه ليجاري عألىّ أنفسنا ما‬
‫ينبغي أن نقوله كما أن آدم ‪ ‬لما عأصىّ ربه لم يعرف كيف يتوب وكيف يستعغفر فأوحىّ إليه ال سبحانه وتعالىّ كلمات فتلقىّ آدم من ربه كلمات‬
‫فرددها فتاب عأليه‪ ,‬هذه الفاء التي في )فتاب عأليه( تسمىّ الفاء الفصيحة لنها تفصح عأن كلم محذوف يعني فرددها فتاب ال عأليه‪ .‬فمن فضل‬
‫ال تعالىّ عألىّ هذه المة أن عأنلمها كيف تقول وكيف تدعأو وكيف تناجاي ربها؟ فتبدأ بكلمة بسم ال‪ .‬والعلماء يقندرون محذوفا يقولون لن الجاار‬
‫والمجارور في الكلم ل يقويان عألىّ الوقوف لوحدهما ينبغي أن يتعلقا أي أن يرتبطا بفعل أو ما يقوم قيام الفعل من أسماء الفاعألين والمفعولين‬
‫فيقندرون ‪ :‬بسم ال أبتدئ أو بسم ال إبتدائي‪ ،‬بسم ال أبتدئ في القرآءة أو بسم ال أبتدئ القرآءة‪ ،‬بسم ال أبتدئ الكل‪ ،‬بسم ال أابتدئ اللبس‪ ،‬بسم‬
‫ال أبتدئ حياتي وأنا خارج من منزلي‪ ،‬بسم ال أبتدئ وأنا داخل إلىّ أهلي إلىّ منزلي‪ .‬بحسب ما تفعله تقول‪ :‬بسم ال‪ .‬وقندروا هذا المحذوف من‬
‫فعل أو غيره بعد كلمة بسم ال حتىّ ل يبتدئ النسان في ذهنه بغير إسم ال يعني أن تكون كلمة بسم ال هي البداية‪ .‬أنت تبدأ بها في كل شأن من‬
‫شؤون حياتكّ وعأند ذلكّ تكون مطمئنا أنكّ مع الرحمن الرحيم‪ ،‬مع اللطيف الخبير‪ ،‬مع الذي يراكّ حين تقوم وتقنلبكّ في الساجادين‪ ،‬مع ال سبحانه‬
‫وتعالىّ فتبدأ بسم ال‪.‬‬
‫كلمة )ال( هي في الحقيقة إسم للذات التي هي كما يقولون في الفلسفة واجاب الوجاود‪ .‬هي إسم له يعني هي لفظ يشير إلىّ خالق السموات‬
‫والرض إلىّ الذي ليس كمثله شيء‪ .‬هذه لفظة)ال(‪ .‬ال هي إسم أيضا نحن نبدأ بإسم السم كيف يكون هذا؟ أثار بعض المفسرين كيف نقول بسم‬
‫السم؟ ثم جامهور العلماء وبعض العلماء قالوا هذه اللفظة هي تشير إلىّ الذات اللهية‪ .‬أنت يمكن أن تقول أنا أحندثكّ الن بإسم فلن وليس بإسمي‬
‫الشخصي‪ .‬بإسم زيد حينما تذكر كلمة زيد هذه الصوات الزاي والياء والدال مع المصوتات التي فيها يحضر في ذهنكّ ذلكّ النسان‪ .‬وعأندما‬
‫تقول يوسف‪ ،‬المخرج يوسف تحضر في ذهننا صورة الشخص يوسف‪ .‬فكلمة )ال( عأندما نقولها ال سبحانه وتعالىّ ليس كمثله شيء كل ما‬
‫خطر في ذهنكّ فال عأز وجال بخلفه لكن يحضر في ذهننا هذا المسنمىّ كما وصف نفسه سبحانه وتعالىّ‪ .‬أنت عأندما نقول بسم ال يعني بسم هذا‬
‫المسمىّ الذي لفظه ال تشير إليه‪.‬‬
‫*لماذا لفظة الله؟ قد يقول قائل لماذا لم يقل القادر‪ ،‬القهار‪ ،‬أو أي إسم من أسماء الله‬
‫الحسنى؟‬
‫كلمة ال حينما يقولها النسان هذه خاصة بالذات‪ ،‬بالذي وصف نفسه ليس كمثله شيء‪ .‬حتىّ في الجااهلية خصصوا كلمة ال لخالق السموات‬
‫الرض وما بينهما المهيمن المسيطر عألىّ أمور الدنيا وذكروا لصنامهم أسمالء‪ .‬حتىّ إذا قالوا الله أو اللهة يعنون بها الصنام لكن لم يطلقوا‬
‫كلمة ال عألىّ صنم من الصنام أو معبود من المعبودات فال في أ ذهان العرب مميز‪ ،‬هذا اللفظ مميز له خصوصية ل يشاركه فيه أحد‪.‬‬
‫ل‪ .‬أيضا يمكن أن يقولوا مع الضافة يقولون‪ :‬رب البل يضيفونها )أنا رب البل وللبيت رب يحميه( الله‬ ‫كلمة ال خاصة ليست كلمة رب مث ل‬
‫اللهة إلخ‪ ..‬لكن لفظة ال مخصوصة خاصة بالعليم الخبير‪ ،‬بخالق الكون‪ ،‬بالموعجاد للموجاودات جاميعا‪ .‬من هنا جااء بعض القول أن هذه اللفظة‬
‫إذن مرتجالة إرتجالت هكذا غير مشتقة كلمة ال لكن الذي يرجاحه جامهور العلماء أنها مشتقة يعني مأخوذة في الصل القديم من عفعل كأنما في‬
‫تصورهم في القديم وهو يوافق اللفظ كما سنأتي أنها ألعخذت من فعل إعله يأله وعأندنا الباب الخر إدله يأدله بمعنيين متقاربين‪ .‬إعله يأله بمعنىّ عأدبد أو‬
‫أحب حبا عأظيما إلىّ درجاة العبادة وبعض العرب أبدل الهمزة واوا فقال وعله يوله ويله ومنها الولهان العاشق المغرم فهي في الصل إذن بمعنىّ‬
‫المحبة العظيمة إلىّ درجاة العبادة أو العبادة مخلوطة بالحب الغامر‪ .‬فأصل اللفظة إذن هي عأبادة وحب أوعأبادة بلحنب أعله يأله‪ .‬ثم دخلت اللف‬
‫واللم فصارت الله وهي أصلها إعله )إعله يأله إلها( بوزن كتاب‪ .‬كتاب وزنها فعلن لكن معناها مفعول‪ .‬تقول هذا كتابنا أي هذا مكتوبنا هذا‬
‫الشيء الذي كتبناه فهي فعال بمعنىّ مفعول‪ .‬إله بمعنىّ مألوه مثلها يعني معبود محبوب مألوه‪ .‬ثم دخلت )أل( عألىّ أعله فصارت الله‪ .‬الهمزة التي‬
‫تقابل فاء الكلمة )الله( لكثرة إلستعمال حذفتها العرب‪ .‬والعرب تحذف لكثرة الستعمال‪) :‬لم تكون( يقولونها )لم تكّ( عأندها الحذف لكثرة‬
‫الستعمال فصارت ال بفتح اللم ووزنها العال لن الفاء حذفت‪ .‬العرب بجامهورهم فنخموا اللم فما يقولوا )الدله( بالترقيق وإنما قالوا )الدله(‬
‫بالتفخيم‪ .‬وليست هناكّ قبيلة عأربية حينما تنطق إسم الجاللة تقول ال بالترقيق وإنما تقول ال بالتفخيم وهذا أيضا في إجاماعأهم‪ .‬بعض العرب في‬
‫لغاتهم الخرى يفخمون فمنهم من يقول الصلة بترقيق اللم ومنهم من يقولها مفنخمة ومظلوم مرققة ومظلوم مفخمة‪ ،‬القدامىّ‪ .‬نحن الن ل نصلح‬
‫شاهدا لكن هكذا كانوا بعض العرب يرقق اللم ووبعضهم يفنخم اللم في مواصع لكن العرب جاميعا كما روى عألماؤنا المشافهون لقبائل العرب‬
‫قالوا‪ :‬أجامع العرب عألىّ تفخيم هذا السم إل إذا كان ما قبله كسرة أو ياء عأند ذلكّ يرقق إستثنالء فنقول )بال( أو )أفي ال شكّ(‪ .‬لكن بخلف ذلكّ‬
‫)وعألىّ ال فليتوكل المتوكلون( فيكون مفخما‪ .‬إذن هي لفظة ال هي توصف ال الرحمن ‪ ،‬ال الرحيم لكن ل تأتي وصفا‪.‬ل نقول الرب ال نصفه‬
‫ولذلكّ حتىّ بعضهم يقول هو السم العأظم ل سبحانه وتعالىّ لنه يوصف ول يصف غيره ولنه يحمل كل سمات السماء الخرى )ول السماء‬
‫الحسنىّ( كل إسم من تلكّ السماء موجاود تحت مظلة لفظة ال وهذه الخصوصية في التفخيم التي فيها وهذا المعنىّ الذي فيها من عأبودية ومحبة‬
‫ل بال سبحانه‬ ‫يعني حب ال سبحانه وتعالىّ والنسان يعني هؤلء المتصوفة الذين عأرفوا الشريعة يعني كانوا عألىّ منهج الشرع كانوا مغرمين فع ل‬
‫وتعالىّ لنهم في إطار فهمهم للشريعة وليس في إطار الخروج عألىّ الشريع‪ .,‬هم الذين قالوا الحقيقة والشريعة واحدة ما عأندنا هذه حقيقة وهذه‬
‫شريعةكالشيخ عأبد القادر الجايلني قندس ال سنره ومعروف الكرخي وغيرهم كانوا عألماء شريعة‪ .‬الشيخ الجايلني كان حنبليا ودنرس المذهب‬
‫الحنبلي ‪ 30‬سنة في مدرسته‪ .‬كانوا عألماء ومان فيهم رقة في قلوبهم فانتصلوا بال سبحانه وتعالىّ بهذا النوع من الشفافية في الروح فهو حذب‬
‫إذن‪ .‬هذا لفظ ال‪.‬‬
‫المستمع يفكر أن اللفظ مر بمراحل من إعله بأله ثم حذفت الهمزة ثم إلىّ أن وصل إلىّ اللفظ ال فكيف تفسر هذا؟ هذا نحن نقوله ول ندري المدة‬
‫ضع ابتداء وضعا هكذا )ال( لكن هذا‬ ‫التس إستغرقها هذا التحول في لغة العرب لما كانت هكذا ممكن أن يكون بوقت قصير وممكن أن يكون ذو ع‬
‫التأويل مستساغ‪ .‬التأويل يعني أن جااءت الكلمة )ال(‪ .‬كلمة رحمن عأندنا الفعل رحم وعأندنا رحمن ورحيم وسنأتي إليها‪ .‬إذن فهذه كلمة بسم ال‬
‫أنه نبدأ هكذا مع هذا التصور للفظ ال سبحانه وتعالىّ‪.‬‬
‫الرحمن الرحيم‪:‬‬
‫كلتا الكلمتين مشتقة من ر‪-‬ح‪-‬م رحم ومن هنا جااءت الرحمة وفيها معنىّ النعطاف والعطف أو الضنم والحتضان‪ .‬هذا فيه رحمة فيها عأاطفة‬
‫صل من وصلني واقطع من قطعني‪ .‬في صلة الرحم بين‬ ‫وفي الحديثا الصحيح‪ :‬شققت الرحم من إسمي الرحمن فهي معلقة بالعرش تقول اللهم ع‬
‫الناس يعني السلم حريص عألىّ الروح الجاتماعأية ‪ .‬ما عأندنا في اللسم أب يعيش في معزل عأن أبنائه يطردونه أو يضعونه في ملجاأ أو الم‬
‫ل تدري من أولدها وأين أولدها وهذا الذي نراه في الغرب‪ .‬والسلم دين تراحم‪ ،‬جاين تعاطف‪ ،‬دين تواند تبحثا عأن جااركّ وتسأل عأنه‪ .‬الناس‬
‫الن ل يعرفون دممن جاارهم؟ ماذا يشتغل؟ بات جاوعأان أو شبعان؟ ليس هذا ديننا‪ .‬فهذه هي الرحمة وكلمة رحمن لحظ التدرج من العام إلىّ‬
‫الخاص الن‪ .‬والتدرج قد يكون من الخاص إلىّ العام ومن العام إلىّ الخاص‪ .‬نحن قلنا أن كلمة ال هيل تضم تحت لوائها كل السماء الحسنىّ‬
‫أنت تستحضرها‪ .‬لما ننتقل إلىّ الرحمن نجاد أن صيغتها صيغة فعلن مثل عأطشان وظمآن‪ .‬يسميها العلماء صيغة تكثير أو صيغة مبالغة يعني‬
‫فلن عأعطش أو يعطش غير عأطشان‪ .‬عأطشان كثير العطش وعأطشه شديد‪ .‬رحمن معناه كثير الرحمة ذو الرحمة العامة الشاملة ولذلكّ يقولون‬
‫كلمة الرحمن معتاها هو رحمن في الدنيا والخرة هو رحمن بكل خلقه مؤمنهم وكافرهم لن ال سبحانه وتعالىّ ل يحرم الكافر من رحمته وفي‬
‫الحديثا‪ :‬لو كانت هذه الدنيا تعدل جاناح بعوضة عأند ربكم ما سقىّ كافرا فيها شربة ماء‪ .‬لكن يسقي الكافر ويعطيه الصحة ويعطيه النظر ويعطيه‬
‫السمع ويعطيه الستقامة وهو يكفر بالرحمن ومع ذلكّ يرحمه ال في هذه الدنيا ولكن سيأتي الوقت الذي يحاسبه عأليه‪ .‬فهو رحمن في الدنيا‬
‫والخرة للجاميع‪.‬‬
‫الرحيم‪:‬‬
‫أما الرحيم فهي مرتبة ثالثة‪ :‬ال‪ ،‬الرحمن‪ ،‬وتأتي الرحيم‪ .‬يقول عألماؤنا الرحيم بالمؤمنين لذلكّ لحظ كلمة الرحمن لنها المرحلة الثانية بعد لفظ‬
‫ال جااءت الرحمن كما أن لفظة ال ل ليسنمىّ بها مخلوق كذلكّ كلمة الرحمن ل يسمىّ بها مخلوق ول حتىّ بالضافة لذلكّ لما مسيلمة سمي رحمن‬
‫اليمامة أخزاه ال سبحانه وتعالىّ ليسمىّ الرحمن‪ .‬لكن كلمة الرحيم يمكن أن يوصف بها البشر أيضا لنها رحمة قليلة بالقياس إلىّ الرحمن ول‬
‫صف محمد ‪ ‬بالرحيم )قد جااءكم رسول من أنفسكم حريص عأليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم(‪ .‬أنت ممكن أن‬ ‫تقارن برحمة ال سبحانه وتعالىّ وو ع‬
‫تقول هذا إنسان رحيم لكن ل يمكن أن تقول هذا إنسان رحمن‪ .‬هذا التدرج يفيد النتقال من الكل إلىّ الجازئيات‪.‬‬
‫هنا نقف عأند شيء آخر في )بسم ال الرحمن الرحيم( يتعلق بالرسم‪ .‬كلمة إسم ينبغي أن يكون فيها ألف وكلمة ال ينبغي أن يكون فيها ألف وكلمة‬
‫لفات غير موجاودة هنا‪ .‬في هذا المجاال نقول خط المصحف توقيف‪ .‬وقولنا خط المصحف توقيف هو‬ ‫الرحمن ينبغي أن يكون فيها ألف‪ .‬هذه ال ع‬
‫نقل لما قاله القدماء لكن ماذا يعنون بالتوقيف؟ فيها قولن‪ :‬بعضهم يرى أن الرسول ‪ ‬قال لهم إرسموا هذه الكلمة هكذا مع أنه كان أميا لكن كان‬
‫هذا بإلهام من ال تعالىّ فجااء رسم الكلمات هكذا‪ .‬وفريق آخر من العلماء يقولون ل‪ ،‬ما عأندنا نص ثابت يقول أن الرسول ‪ ‬قال إرسموا كلمة‬
‫رحمة هنا هكذا وارسموها هنا هكذا‪ ،‬ل يوجاد‪ .‬فإذن هذا رسم الصحابة الكرام رضي ال عأنهم وأرضاهم‪ .‬وكان السم يمر بمراحل تطور الخط‬
‫ل كان يمكن أن ليغنير رسم المصحف إلىّ الكتابة الحديثة لكن‬ ‫العربي كان يمر بمراحل فهذه مرحلة من مراحل تطور الخط العربي‪ .‬وعأق ل‬
‫المسلمون وأول من أفتىّ بعدم جاواز تغيير خط المصحف هو المام مالكّ رحمه ال‪ .‬لما لسئل بعد أن إنتشر التعليم وتطور الخط العربي فلسئل‪:‬‬
‫أنكتب المصحف عألىّ كتبة اليوم؟ نغنير؟ هو رحمه ال رأى أن هذا قد يكون سببا للتحريف وقد ليحنرف المصحف بحجاة كتابته عألىّ الملء‬
‫الحالي فقال ل إل عألىّ الكتبة الولىّ التي أقنرها صحابة رسول ال ‪ ‬جاميعا في عأهد عأثمان عأندما بعثا المصاحف إلىّ الفاق‪ .‬قال هذا الذي‬
‫أجامع عأليه صحابة رسول ال ‪ ‬يثبت كما هو أما التعليم للصبيان أو إقتطاع اليات لغرض عألمي تعلمي فعلىّ كتبة اليوم‪ .‬لهذا إلىّ اليوم إذا أردت‬
‫أن تكتب مصحفا تضع نسخة من المصحف القديم وتنقش عأليه حرفا حرفا فما رسمه القدماء ترسمه وما تركوا رسمه ل ترسمه‪ .‬بحيثا أن رسم‬
‫المصحف كما هو معلوم‪ :‬الحروف لم تكن منقوطة ول مشنكلة فلما أنتشر السلم وصار الناس ل يقرأون من الشيوخ وصاروا يريدون أن يقرأوا‬
‫من الكتاب‪ ،‬من المرسوم‪ ،‬من الورق بدأ الناس يحفظونه من غير شيخ كما هو الحال الن وهذا من أخطر ما يكون الذي يريد أن يحفظ سورة‬
‫ينبغي أن يقرأها عألىّ مقرئ عألىّ شخص حتىّ ل تحفظ كلمة خطأ وتعلق به‪ .‬فبدأوا يخطئون في المرفوع والمنصوب إلىّ أن تننبه زياد بن أبيه‬
‫وحاول مع أبو السود الدؤلي الذي هو من التابعين فقال له ضع للناس شيئا يعصم ألسنتهم من اللحن‪ ،‬من الخطأ في القرآن‪ .‬قال كيف أضع شيئا‬
‫ما وضعه صحابة رسول ال؟ فقال‪ :‬هو وال خير‪ .‬فلم يقتنع إلىّ أن وضع زياد إبن أبيه عألىّ مدرجاته )عألىّ الطريق( قارئا بصوت جاميل قال إذا‬
‫جااء أبو السود الدؤلي فاقرأ قوله تعالىّ )دوأددذاذن عمدن اللرعه دودرلسوعلعه إعدلىّ الرناعس ديمودم املدحلج املدأمكدبعر أدرن اللرده دبعريذء عمدن امللممشعرعكيدن دودرلسوللله( وإقرأها‬
‫)ورسوعله( وهذا طبعا يقلب المعنىّ‪ .‬فلما سمعها أبو السود الدؤلي جااء هو إلىّ زياد فقال‪ :‬إبغني كاتبا وقال له إذا ضممت فمي في الحرف فضع‬
‫نقطة بين يديه )نقطه مطموسة( هذا حديثا قد يطول‪.‬‬
‫هكذا لترسم )بسم ال الرحمن الرحيم( لرسمت من غير ألف‪ .‬ولفظة الرحمن حيثما وردت في القرآن هي من غير ألف ولفظة ال حيثما وردت في‬
‫القرآن هي من غير ألف‪ .‬لفظة إسم أحيانا تأتي بألف وأحيانا تأتي من غير ألف‪ .‬قد يكون في ذلكّ سر وقد يكون هذا الذي كان عأليه اللكنتاب‪ .‬لو‬
‫نظرنا في اليات التي بين أيدينا من سورة الفاتحة الية الولىّ )بسم ال الرحمن الرحيم( نجاد أن كلمة إسم أضيفت إلىّ لفظة ال ودخلت عأليها‬
‫الباء ‪ .‬في سورة النمل الية ‪) 31-30‬إعرنله عممن لسلدميدمادن دوإعرنله عبمسعم اللرعه الررمحدمعن الررعحيعم )‪ (30‬أدرلا دتمعللوا دعألدري دوأملتوعني لممسعلعميدن )‪ ((31‬نجاد أيضا أن‬
‫الباء إتصلت بكلمة إسم وأضيفت إلىّ إسم الجاللة )ال(‪ .‬في سورة هود الية ‪) 41‬دودقادل امردكلبوا عفيدها عبمسعم اللرعه دممجادرادها دولممردسادها إعرن درلبي دلدغلفوذر‬
‫درعحيذم )‪ ((41‬أيضا أضيفت إلىّ لفظ الجاللة ال وابتدأت بالباء‪ .‬إذا كانت الين بهذا الشكل‪ :‬إذا إتصلت بالباء اللفظة )إسم( وأضيفت إلىّ إسم‬
‫الجاللة )ال( فعند ذلكّ ينبغي أن تحذف اللف‪ .‬إذن عأندنا شرطان لحذف اللف مع إسم‪ .‬نحن نسميها ألف وهي في الحقيقة رمز لهمزة الوصل‬
‫وهمزة الوصل كما هو معلوم تسقط في الدرج وتثبت في البداية‪ .‬يعني عأندما نقول‪ :‬ما اسمكّ؟ )حذفت اللف في اللفظ ولكن هي ثابتة في الرسم(‬
‫الرسوم يكون عألىّ البتداء أو الوقف ولكن إذا قال‪ :‬إسمي فلن بدأ بهمزة قطع‪ .‬فإذن بهذين الشرطين تحذف ألف إسم وإذا إختل أحد هذين‬
‫الشرطين أو كلهما عأند ذلكّ تثبت اللف‪.‬‬
‫عأندنا نماذج‪ :‬في سورة الواقعة )دفدسلبمح عبامسعم درلبدكّ املدععظيعم )‪ ((96‬الباء إتصلت بلفظة إسم لكن أضيفت إلىّ لفظة رب ولم تضف إلىّ لفظة ال‪ .‬فنجاد‬
‫في المصحف رسمت باللف في الواقعي في اليات ‪ 74‬و ‪) 96‬دفدسلبمح عبامسعم درلبدكّ املدععظيعم )‪) ((74‬دفدسلبمح عبامسعم درلبدكّ املدععظيعم )‪ ((96‬وفي الحاقة الية‬
‫‪) 52‬دفدسلبمح عبامسعم درلبدكّ املدععظيعم )‪ ((52‬وفي العلق الية الولىّ )امقدرأم عبامسعم درلبدكّ الرعذي دخدلدق )‪ .((1‬ولو قال نسبح بحمد ال لحذف اللف‪) .‬واذكروا‬
‫اسم ال( المائدة أضيفت إلىّ لفظة ال لكن لفظة إسم غير مرتبطة بالباء‪ .‬فكلمة إسم أضيفت إلىّ لفظ ال لكنها في الوقت نفسه خلت من الباء فعند‬
‫ذلكّ ذكرت اللف مع أنها مضافة في آية المائدة وفي التعام في عأدة مواطن وفي الحج في عأدة مواطن‪) .‬تباركّ اسم ربكّ( هنا ل الباء موجاودة‬
‫ول أضيفت إلىّ إسم ال‪.‬فاللف أيضا موجاودة وكذلكّ )بئس السم الفسوق بعد اليمان( في الحجارالكلمة السم فيها اللف‪ .‬إذن الخلصة نقول‪:‬‬
‫تحذف اللف بوجاود هذين الشرطين‪ :‬مضافا إلىّ لفظ الجاللة ومتصلة بالباء‪ .‬إذا إختل أحد الشرطين أو كلهما فعند ذلكّ تثبت اللف وعألىّ هذا‬
‫رسم المصحف‪.‬‬

‫)الحمد ل رب العالمين(‬
‫ل يحتاج‬‫نحن نحاول أن نقف بلمسات بيانية عأند بعض الجازئيات التي ترد في كلم ال سبحانه وتعالىّ‪ .‬والكلم عألىّ سورة الفاتحة جاملة وتفصي ل‬
‫إلىّ حلقات وإلىّ كلم طويل‪ .‬بل أكثر من هذا أن الفخر الرازي رحمه ال تحدثا مرة وقال إن في سورة الفاتحة من السرار ما يزيد عألىّ عأشرة‬
‫ل إلىّ أكثا رمن عأشرة آلف‬ ‫آلف فائدة فععجاب الناس منها وكذلكّ ذكر في بداية كتابه مفاتيح الغيب تعريفات من سورة الفاتحة بحيثا أوصلها فع ل‬
‫ل في الصلة بحيثا أن المسلم يقرأها في كل ركعة وفي‬ ‫في تعريفاتها‪ .‬نحن ل نملكّ هذا لكن الذي نقوله لمر ما جاعلها ال سبحانه وتعالىّ أص ل‬
‫الحديثا الشريف "ل صلة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب أو بأم الكتاب" ولهذا تحتاج إلىّ تأمل في مفرداتها في كلياتها وجازئياتها‪ .‬وفيها إذا نظرنا إلىّ‬
‫السورة تعظيم ل سبحانه وتعالىّ تمجايده بالحمد له وذكر ربوبيته للعالمين وإدراته لشؤونهم وفيها الحديثا عأن رحمته بهم وفيها الكلم عألىّ‬
‫التوحيد توحيد الربوبية وتوحيد اللوهية وفيها حصر العبادة به وحصر الستعانة به وفيها اللجاوء إلىّ اليه ليثبتنا ويثبت من يقرأ هذه السورة عألىّ‬
‫ضنل‪ .‬فهي فيها معاني كثيرة لكن سنقف إن‬ ‫الصراط المستقيم الذي إتجاهنا إليه بدخولنا في السلم والتثبت برحمته سبحانه وتعالىّ أن ل نعزنل أو ن ع‬
‫شاء ال تعالىّ عأند هذه الجازئيات التي في جاميع السورة ونقف عأند قوله تعالىّ )الحمد ل رب العالمين( والذي إخترناه كما إختاره طابعو‬
‫المصحف الشريف وقلت هذا في الجالسة الماضية هو ما ذهب إليه عألي إبن أبي طالب كرم ال وجاهه بما رواه عأبد الرحمن السلمي في أن قوله‬
‫ال عأز وجال إن بسم ال الرحمن الرحيم هي الية الولىّ من سورة الفاتحة‪ .‬ولهذا إختيارنا لنعارض من إختار إختيارا آخرا كما قلنا‪ .‬فالحمد ل‬
‫رب العالمين هي الية الثانية من سورة الفاتحة وفقا لمصحف المدينة النبوية ووفقا لختار المام عألي بن أبي طالب كرم ال وجاهه ومن معه من‬
‫صحابة رسول ال ‪ ‬ورضي ال غنهم أجامعين‪.‬‬
‫الحمد لله‪:‬‬
‫سنعرض ما ورد في كتاب ال عأز وجال من لفظة الحمد ل؟ هنا عأندنا الحمد ل رب العالمين فنقف أو ل‬
‫ل عأند قوله تعالىّ‪ :‬الحمد ل‪ .‬لما ننظر في‬
‫التفسير بشكل سريع نجاد أنهم يقولون الحمد أي الشكر ‪ ،‬المديح ل‪ ،‬إلخ‪ ..‬معناه أنهم يعرضون عألينا ألفاظا كأنها تكافئ أو تفسر كلمة الحمد فهي‬
‫مدح وثناء وشكر‪ .‬لكن لما تأتي إلىّ دقائق اللغة وما انطلع عأليه عألماؤنا من لغة العرب نجاد أنهم يقولون هناكّ فرق بين الحمد والمدح مع أن‬
‫المدح والحمد مادتهما واحدة )ح‪-‬م‪-‬د( لكن هناكّ إختلف في التركيب )حمد‪ ،‬مدح( ولعل هذا التفاق في الصوت هو الذي جاعل إتفاقا واسعا بين‬
‫الحمد والمدح لكن يبقىّ هناكّ فوارق جازئية حتىّ نعرف ‪:‬‬
‫*هل يمكن أن نضع مكان الحمد لله المدح لله في سورة الفاتحة؟‬
‫الحمد والمدح‪:‬‬
‫حينما نقول الحمد )هذا كلم عألمائنا في كتبهم( الحمد يقتضي أن يكون الحامد يحمد من هو مستحق للحمد أما المدح فقد يكون الكادح يمدح من هو‬
‫مستحق ومن هو غير مستحق طمعا في جاائزة أو طمعا في شيء كما كان يصنع الشعراء فيقولون هذا الشاعأر مدح ول يقولون حمد‪ .‬فالحمد‬
‫لمستحق الحمد فإذن بهذا الجاانب ل تصلح كلمة المدح هنا لن ال سبحانه وتعالىّ مستحق للحمد بذاته وصفاته جانلت قدرته‪ .‬الممدوح قد يكون‬
‫يستحق أن ليمدح وقد ل يستحق لكن لغاية في نفس الشاعأر يمدح‪ .‬ل تصلح كلمة المدح لنها ستحتمل هذين المعنيين ل تصلح هنا‪ .‬هنا ينبغي أن‬
‫تكون الحمد‪ .‬المر الثاني ‪ :‬الحمد ل كما لمسه العلماء في اللغة يتضمن نوعأا من الجالل والتعظيم والمحبة فأنت ل تحمد إل من لتجانله وتعنظمه‬
‫وتحبه أما المدح فليس فيه هذا الشيء‪ .‬هذا سبب ثان يرجاح كلمة الحمد عأن المدح‪ .‬المر الخر أن الحمد إنما يكون بعد العنعمة أما المدح فيمكن‬
‫أن يكون بعدها ويمكن أن يكون قبلها‪ .‬فلما نبدأ بكلمة الحمد ل فمعناه أننا عألمنا عندعم ال عأز وجال عألينا‪ .‬لذلكّ نحمده سبحانه ففيه إشارة إلىّ معرفة‬
‫العنعم‪ .‬عأندما نقول الحمد ل يعني أننا نعترف يا ربنا بما أنعمت عألينا من عندعم )وإن تعدوا نعمة ال ل تحصوها( هذا فرق آخر بين الحمد والمدح‪.‬‬
‫المدح لم يرد في القرآن الكريم ل بالمصدر ول بالمشتقات ليس في القرآن الكريم مدح ول أي صيغة من صيغ المدح لما في المدح مما ذكرناه‬
‫إحتمال الصدق والكذب وإحتمال أن يكون كارها عأندما يمدح قد يكون فيه صدق أحيانا لكن ليس غالبا‪ .‬هل يكون الحمد باللسان؟ الحمد باللسان‬
‫وبالجانان لكن ل بد أن تنطق بالحمد ول بد أن تترجام ما في الجانان عألىّ اللسان وهذا ل يختلف فيه العلماء‪.‬‬
‫الحمد والشاكر‪:‬‬
‫*هل يمكن أن نضع الشكر مكان الحمد؟‬
‫الحمد مع إشتقاقاتها وردت كثيرا في القرآن الكريم‪ .‬أحصيناها عألىّ محمد فؤاد عأبد الباقي )المعجام المفهرس للفاظ القرآن الكريم( وردت في‬
‫‪ 67‬موضعا‪ .‬الشكر إستعمل كثيرا في القرآن فهل نقول الشكر ل بدل الحمد ل؟ قلنا الحمد يقتضي المحبة والتعظيم والشكر ليس فيه ذلكّ‪ .‬حينما‬
‫تشكر إنسانا ليس شرطا أن تعنظمه أو تحبه‪ .‬يمكن أن تشكره لشيء فعله لكّ‪ .‬لو قلنا الشكر ل سنفتقد هذه الخاصية أو الميزة في كلمة الحمد‪.‬‬
‫المر الخر ‪ :‬الشكر إنما يكون عألىّ نعمة لأنععم بها عأليكّ فتشكر )ولئن شكرتم لزيدنكم( وتشكر النسان الذي يقدم لكّ خدمة أما النسان الذي‬
‫يقدم خدمة لنسان لخر فأنت ل تشكره‪ .‬بينما الحمد يكون لما أصابكّ وما اصاب غيركّ من عندعم فالحمد أوسع من الشكر‪ .‬ومن أجال ذلكّ كان‬
‫إختيار الحمد أولىّ من لفظة الشكر‪ .‬مسألة المكروه يقول الناس )الحمد ل الذي ل ليحمد عألىّ مكروه سواه( معناها أنكّ ل تحمده بسبب المكروه‬
‫ولكن تحمد ال سبحانه وتعالىّ فيما تعتقد أنه مكروه وهو في حقيقته خير لكّ لن ال سبحانه وتعالىّ ل يختار لعبده المؤمن إل الخير )وعأسىّ أن‬
‫تكرهوا شيئا ويجاعل ال فيه خيرا كثيرا( إذا وقع لكّ شيء تراه مكروها في نفسكّ لكن مطمئنا وواثقا أن الخير فيما إختاره ال عأز وجال لكّ وإن‬
‫كان في ظاهر المر ليس فيه خير‪ .‬وهذا من التجاربة وجادت أن كثيرا من الحيان عأدة حالت في حياتي الشخصية مرت بي أقول الحمد ل هذا‬
‫فيه خير لكن في داخل نفسي أقول بالحسابات ليس فيه خير أين الخير؟ هكذا تحدثني نفسي في داخل نفسي ل أرى فيه خيرا لكن ثقتي بال أن‬
‫ل في ذلكّ الذي وقع وليس الذي كنت أتمناه أو أريده‪ .‬لذلكّ نقول للناس )الذي ل‬ ‫أقول فيه خير ثم تمضي اليام ويثبت لي بعد ذلكّ أن الخير فع ل‬
‫يحمد عألىّ مكروه سواه( ل تعتقد كراهته وإنما تقول هو سبحانه إختار لي ما هو خير لي في ديني وفي دنياي‪.‬‬
‫الحمد والثناء‪:‬‬
‫تأتي أمام الحمد كما قلنا ‪ :‬المدح والشكر والثناء‪ .‬لما ننظر في كلمة الثناء نحن الن نستعملها كأننا نسينا أولياتها من أين هي؟ الثناء ل يأتي إل‬
‫مع )عألىّ( أنت تقول حمده وحمد له )تعدي الفعل مباشرة إلىّ المفعول أو باللم( والتعدي باللم تقنربه )حمد له فعله( لكن أثنىّ ل تأتي إل مع‬
‫)عألىّ( والثناء فيه نوع من الستعلء ل ينسجام مطلقا مع بداية الفاتحة حتىّ في الستعمالت القديمة ل نجاد أثنىّ عألىّ ال إبتداء إنما يقول حمد ال‬
‫وأثنىّ عأليه يجاعلها ملحقة‪ .‬حمد ال وأثنىّ عأليه بما هو أهله تأتي ملحقة ل تأتي منفردة لمكان عألىّ هذه لن فيها نوع من الستعلء‪ .‬لما نأتي إلىّ‬
‫الفعل أثنىّ نجاد أن الثلثي منه تني والثني هو العطف ففيه معنىّ النعطاف كأنه لم يكن منصرفا إليه ثم إنصرف إليه بينما الحمد ل تريدنا أن‬
‫نتجاه إبتداء إلىّ ال سبحانه وتعالىّ وأيضا الثناء بكل تصريفاته لم يرد في كتاب ال عأز وجال ل المدح ول الثناء لعل لمكان هذا المعنىّ لن فيه‬
‫إنعطاف وتحنول لعنل ذلكّ ل نعلم‪.‬‬
‫)الحمد ل(ًا‬
‫الحمد الن هي مميزة عأن غيرها واللفاظ ول يصلح غيرها هنا‪ .‬هذه اللف واللم في الحمد هي أل الجانسية لتعريف الجانس‪ ،‬لبيان الجانس‪.‬‬
‫معناه الية تريد أن تقول جانس الحمد ولما جانس الحمد يعني الحمد ل تدع منه شيئا كنله بكل جانسيته بما هو‪ .‬الحمد ل‪ :‬اللم في كلمة )ل( هي‬
‫ل ول المثل العألىّ كما تقول السرج للفرس والسرج ل‬ ‫للتخصيص أو الملكّ فكأن الحمد خاص بال سبحانه وتعالىّ‪ .‬العلماء يصربون لنا مثا ل‬
‫يكون إل للفرس وكما نقول الن الطاقية للرأس فالطاقية ل تكون إل للرأس‪ .‬الحمد ل معناه الحمد مختص ل سبحانه وتعالىّ لكن اله سبحانه‬
‫وتعالىّ من رحمته وتلطفه وفضله إنه جاعل إمكان حمد الخرين‪ .‬من أين عألمنا إمكان حمد الخرين؟ من أنه لم يقل ل الحمد فيحصر جاعل هنا‬
‫خصوصية وليس حصرا لن في الحصر كما سنأتي في )إياكّ نعبد( عأندما يقدم المفعول أو المتعلق في الحصر ل تستطيع أن تعطف بينما إذا لم‬
‫ل عأن أنه عأندما يقول ل الحمد هذا التقديم كأنه هناكّ نوع من الشكّ في الحمد والموضع ليس موضع شكّ وإنما‬ ‫يكن حصر يمكنكّ أن تعطف‪ .‬فض ل‬
‫موضع تلقين وتعليم يعنلمنا ال تعالىّ ميف نتجاه إليه بالدعأاء لن الجاملة وإن كانت جاملة خبرية )الحمد ل‪ :‬مبتدأ وخبر( لكن معناها معنىّ إنشائي‬
‫لن أنت عأندما تقول الحمد ل ل تريد أن تخبر إنسانا أن الحمد خاص بال‪ .‬ل‪ .‬وإنما أنت تدعأو وتمجاد ال سبحانه وتعالىّ تعنظمه تقول الحمد ل‬
‫ل تريد أن تخبر‪ .‬عأندما يقرأ النسان الفاتحة )الحمد ل( أو عأندما يصيبه شيء ويقول الحمد ل هو ل يريد أن يخبر أحدا أن الحمد ل وإنما يريد‬
‫أن يتوجاه إلىّ ال تعالىّ بالثناء عأليه وتعظيمه وتمجايده‪ .‬هي إن كانت جاملة خبرية لكن معناها معنىّ إنشائي لن معناها معنىّ دعأاء‪ .‬هو يريد أن‬
‫يعلمنا هذا الكلم لذلكّ ل يصلح فيها هنا تقديم الجاار والمجارور )ل الحمد(‪.‬‬
‫الحمد ل أو إن الحمد ل؟هل‬
‫هل يمكن أن نقول ‪ :‬إن الحمد ل في هذا الموضع؟ الجاواب هو هو‪ .‬الموضع ليس موضع شكّ حتىّ نذكر‪ .‬أنت تقول‪ :‬زيد ناجاح لمن هو خالي‬
‫الذهن لكن إذا كان هناكّ إنسان يشكّ في نجااح زيد يأتي يقول لكّ زيد ل ينجاح فتقول له‪ :‬إن زيدا ناجاح وبقدر زيادة الشكّ تزيد التوكيدات إذا كان‬
‫شكه عأظيما نقول له‪ :‬إن زيدا لناجاح‪ ،‬تدخل اللم وقد تلجاأ إلىّ القسم )وال إن زيدا لناجاح(‪ .‬والموضع ليس موضع شكّ هنا وإنما موضع يقين‬
‫لذلكّ لم يقتض التأكيد‪ .‬إذن الحمد ل هي أولىّ من اللفاظ الخرى وهي أولىّ من التقديم والتأخير وسنأتي إلىّ مواطن خمسة مواضع جااءت )ل‬
‫الحمد( ونبين لماذا قدمت كلمة ل عألىّ كلمة الحمد‪ .‬وهي أولىّ من إن الحمد ل وكذلكّ أولىّ من )حمدا ل( عأندما يقول النسان حمدا ل ‪ :‬حمدا‬
‫مصدر مؤكد أيضا‪ .‬نقول الموضع ليس موضع تأكيد هذه واحدة‪ .‬حمدا ل‪ :‬ما دام منصوبا إذن هناكّ ناصب له والناصب الصل فيه أن يكون‬
‫ل معناه الجاملة فعلية تقندر والجاملة الفعلية جاانلة عألىّ الحدوثا بينما الجاملة السمية ثابتة دالة عألىّ الثبات ‪ .‬فالحمد ل بجاملتها السمية أثبت من‬ ‫فع ل‬
‫حمدا ل‪ .‬نقول نحمد ال‪ ،‬أحمد ال‪ ،‬إحمدوا ال‪ :‬ونحمد كلم مجاموع فإن هذه اللفظة موضعها هاهنا ل يصلح مكانها غيرها‪ .‬هذا كلم ال سبحانه‬
‫صله العلماء كما قلت من الرازي وغيره وأستاذنا الدكتور فاضل السامرائي تحدثا في ستين صفحة عأن هذه المسألة‬ ‫وتعالىّ بهذا التفصيل الذي ف ن‬
‫وبنينوا أن هذه الكلمة ل يصح كلمة أخرى في موضعها‪.‬‬
‫الحمد ل‪ :‬لم يقل الحمد للقادر‪ ،‬الحمد للرحمن‪ ،‬الحمد للعظيم أو أي إسم من أسماء ال الحسنىّ وهذا تكلمنا عأليه لما قلنا )فاستعذ بال من الشيطان‬
‫الرجايم( و)بسم ال الرحمن الرحيم(‪ .‬هذه اللفظة )ال( تضم تحت لوائها جاميع السماء الخرى بكل ما فيها ولذلكّ توصف ول تصف‪ :‬نقول ال‬
‫الرحمن‪ ،‬ال الرحيم لكن ل نقول‪ :‬الرحمن ال‪.‬‬
‫أين وردت‪ :‬الحمد ل رب العالمين في القرآن؟هل‬
‫هذا فيما يتعلق بلفظة )الحمد ل( وقبل أن ننتقل إلىّ كلمة رب العالمين لنا فيها وقفة‪ .‬ننظر إين وردت الحمد ل رب العالمين كاملة‪.‬‬
‫الحمد ل رب العالمين في بداية الفاتحة بعد البسملة معناه بداية عأمل‪.‬‬
‫د‬ ‫د‬
‫صفودن )‪ (180‬دودسلاذم دعألىّ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫د‬
‫في نهاية سورة الصافات بعد الحديثا عأن الكون وما يضم إلىّ قيام الساعأة إنتهاء الحياة )لسمبدحادن درلبكّ درلب الععزعة دعأرما دي ع‬
‫امللممردسعليدن )‪ (181‬دواملدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن )‪ ((182‬النهاية‪.‬‬
‫ضدي دبميدنلهمم عباملدحلق دوعقيدل املدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن )‬
‫كذلكّ في نهاية سورة الزمر)دودتدرى املدمدلاعئدكدة دحالفيدن عممن دحموعل املدعمرعش ليدسلبلحودن عبدحممعد درلبعهمم دولق ع‬
‫‪((75‬والنعام )دفدلرما دنلسوا دما لذلكلروا عبعه دفدتمحدنا دعأدلميعهمم أدمبدوادب لكلل دشميضء دحرتىّ إعدذا دفعرلحوا عبدما لأولتوا أدخمذدنالهمم دبمغدتلة دفعإدذا لهمم لممبعللسودن )‪ (44‬دفلقعطدع دداعبلر املدقموعم‬
‫د‬
‫الرعذيدن دظلدلموا دواملدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن )‪ ((45‬في نهاية الحياة‪ ،‬في بداية الفاتحة‪ ،‬في نهاية الحياة‪ ،‬نهاية السور التي تشير إلىّ نهاية الحياة‪ ،‬نهاية‬
‫مواقف معينة )الحمد ل رب العالمين(‪ .‬هنا في نهاية عأمل ) النعام( إنتهىّ أمرهم‪ .‬والحمد ل رب العالمين فيها كلم عأن الناس‪.‬لحظ الية‬
‫الولىّ)دمعأدوالهمم عفيدها لسمبدحادندكّ اللرلهرم دودتعحريلتلهمم عفيدها دسدلاذم دوآدعخلر دمعأدوالهمم أدعن املدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن )‪ (10‬يونس( هذا يوم القيامة في الجانة‪.‬وفي سورة‬
‫صيدن دلله اللديدن املدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن )‪ ((65‬هناكّ في آخر الدعأاء وهنا يحتمل أوله وآخره )فادعأوه‬ ‫غافر )لهدو املدحيي دلا إعدلده إعرلا لهدو دفامدلعأوله لممخعل ع‬
‫مخلصين له الدين( كأنما الحمد في الولىّ والخرة‪ .‬هنا الفائدة التي نقولها أن كلمة الحمد ل رب العالمين جااءت في أول الفاتحة تحميدا وتمجايدا‬
‫ل سبحانه وتعالىّ وبها يختم العمل والدعأاء وتأتي قي سور آخرى في الخرة أي الحمد ل رب العالمين في البدء وفي الختام‪ ,‬ومما ذكرنا لفظة‬
‫الحمد في هذا الموضع هي المثل حتىّ بين جاميع اللفاظ في حقها الدللي‪ .‬وصورة الحمد باللف واللم والرفع أمثل من سائر الصور‪ .‬عأندنا‬
‫في الحديثا "كل أمر ذي بال ل يبدأ بحمد اله فهو أقطع" وفي رواية "فهو أجازم"‪.‬‬
‫مداخلة‪ :‬كلمة الحمد ظلمت كثيرا في كتب التفسير والمام إبن كثير وغيره يعممون الحمد ويخصصون الشكر وفي تصوري أنه خاطئ من حيثا‬
‫الطريقة ل من حيثا المضمون‪ .‬الحمد ل في الفاتحة حمد مطلق حمد عألىّ كل ما يعلمه النسان وما لم يعلمه وعألىّ ما حمده ال تعالىّ بذاته لذاته‪.‬‬
‫الحمد في قوله تعالىّ في سورة الكهف )الحمد ل الذي أنزل عألىّ عأبده الكتاب( هنا تخصيص لحمد الفاتحة عألىّ حمد النعمة‪ .‬الحمد ليس معناه‬
‫الشكر وإبن القيم قال‪ :‬الحمد ينقسم إلىّ حمد شكر وحمد مدح‪ .‬وأنا أقول أن الحمد مقام إلهي ومقام تعبدي وال تعالىّ ألهم كل المخلوقات )وإن من‬
‫شيء إل يسبح بحمده(‪ .‬فالحمد عأام يخصص بحمد الكهف أو بمحامد القرآن‪ .‬ويرد الدكتور حسام عألىّ مداخلة المشاهد فيقول‪ :‬الحمد يراد به‬
‫جانس الحمد عألىّ الطلق وأنا لست منيا ل‬
‫ل للتعرض لما قاله بعض عألمائنا السابقين بما ل نوافقهم عأليه ولكننا سنتكلم عأن كلمة الحمد‪.‬‬

‫وقفنا عأند قول ال سبحانه و تعالىّ )الحمد ل رب العالمين( ‪ .‬كلمة الحمد من أسرار تجاعلها مميزة عألىّ الكلمات الخرى التي هي من حقلها‬
‫الدللي )المدح‪ ،‬الشكر‪ ،‬الثناء( وكيف أنها هنا أفضل‪ .‬وبنينا أن اللف واللم لستغراق الجانس في كلمة الحمد‪ .‬و )ل( هي للملكّ وقلنا هذا نوع‬
‫من التخصص أو التخصيص كما قالت العرب‪ :‬السرج للفرس والطاقية للرأس‪ .‬الحمد ل يعني هو خاص بال تعالىّ ولكن ال عأز وجال في الدنيا‬
‫أعذن للناس أن يحمد بعضهم بعضا في هذا المر‪ .‬وكلمة رب العالمين جااءت متعلقة هنا )الحمد ل رب العالمين( وقلنا أنه سوف نعود إلىّ كلمة‬
‫رب العالمين ولماذا جااءت بهذا التصال ولكن قبل أن نصل إلىّ كلمة )رب العالمين(‪.‬‬
‫كلمة الحمد ل رب العالمين وردت في بداية أربع سور )في البداية والنهاية تكلمنا عأليها حتىّ ل يختلط الكلم عألينا(‪ .‬لفظة الحمد مجانردة من غير‬
‫ذكر رب العالمين لبدئ بها في أربع سور )الحمد ل رب العالمين لبدئ بها في سورة الفاتحة وختمت بها سور أخرى ذكرناها( لكن الحمد ل‬
‫وحدها لبدئ بها في أربع سور ثم نجادها تتكرر في داخل عأدد من السور في سبع عأشرة مرة نحاول أن نقف عأندها بصورة موجازة وسريعة‪ :‬في‬
‫ض دودجادعدل اليظللدماعت دوالينودر لثرم ارلعذيدن دكدفلروا عبدرلبعهمم ديمععدللودن )‪ (1‬النعام(‬ ‫بداية النعام‪ ،‬الكهف‪ ،‬سبأ وفاطر‪) :‬املدحمملد عللرعه الرعذي دخلددق الرسدمادواعت دواملدأمر د‬
‫لحظ كأنما هذه البدايات تحاول أن تبنين نماذجاا من الحمد‪ .‬قلنا الحمد ل في الفاتحة هو جانس الحمد وهنا نماذج ليحدمد ال عأز وجال للئه هنا‬
‫اللء كذا ‪ ،‬هنا من رحمته وهنا من فضله وهنا من عألمه وهنا من إعأطائه العلم للخرين وهنا من رحمته بهم وهنا من خلقه السموات والرض‪.‬‬
‫السور الربع كأن بدياتها متكاملة‪:‬‬
‫ل‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ل‬
‫ض دودجادعل الظلدماعت دوالنودر ثرم العذيدن كفلروا عبدرلبعهمم ديمععدلودن )‪ (1‬النعام( الكلم عألىّ الخلق ومعناه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫د‬
‫الولىّ )املدحمملد علرلعه الرعذي دخلددق الرسدمادواعت دوالأمر د‬
‫م‬
‫التقدير والتصوير فيه بمعنىّ البدء لكن غالبا فيه معنىّ التقدير والتصوير لنهم يقولون هذا الصانع خلق القماش يعني قندره قبل أن يقصه‪ .‬والخلق‬
‫غير التكوين والنشاء والتصوير يصور الشيء‪ .‬الكلم خاص عأن خلق السموات والرض ومن رحمة ال سبحانه تعالىّ جاعل الظلمات‬
‫والنورمعناه ننظم السموات والرض بما فيها من ظلمات ونور مبنية عألىّ الحركة وعألىّ وجاود الشعاع من داخل بعضها وبعضها خال من‬
‫الشعاع‪.‬‬
‫ض دجااععأعل املدمدلاعئدكعة لرلسللا لأوعلي أدمجاعندحضة دممثدنىّ دولثدلادثا دولردبادع ديعزيلد عفي املدخملعق دما ديدشالء إعرن اللرده دعأدلىّ لكلل دشميضء دقعديذر )‬ ‫ع‬ ‫ر‬‫م‬ ‫د‬
‫أ‬‫ل‬‫م‬ ‫وا‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫وا‬
‫ع د د د‬ ‫ما‬‫س‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ط‬‫ع‬ ‫د‬
‫فا‬ ‫ه‬‫لع‬‫ر‬ ‫ع‬
‫ل‬ ‫د‬‫ثم )املدحمم ل‬
‫د‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫‪ (1‬فاطر( هذه المنشيء لحظ التخليق والنشاء‪ .‬ثم )جااعأل الملئكة رسل( تكلم عألىّ جاعل الملئكة ثم )الدحمملد عللعه العذي لله دما عفي الرسدمادواعت دودما‬
‫ض دودلله املدحمملد عفي املدآعخدرعة دولهدو املدحعكيلم املدخعبيلر )‪ (1‬سبأ( هذا الذي في السموات والرض ملكّ ل سبحانه وتعالىّ‪ ،‬ثم )املدحمملد علرلعه ارلعذي أدمندزدل‬ ‫عفي املدأمر ع‬
‫دعأدلىّ دعأمبعدعه العكدتادب دولمم ديمجادعل لله ععأدولجاا )‪ (1‬الكهف( الملئكة والرسل وإنزال الكتاب فنماذج من آلء ال سبحانه وتعالىّ ونعمه التي ليحمد عأليها‪.‬‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫م‬
‫فالحمد ل في سورة الفاتحة نظام كليي وهذه جازئيات في بدايات أربع سور بينها نوع من التلزم والتشابكّ‪.‬‬
‫لماا ننتقل إلىّ عأموم سور القرآن الكريم نجاد في كل موضع كلمة )الحمد ل( لها معناها ولها مدلولها لكن يجامعها جاميعا حتىّ في هذا الموضع أن‬
‫ليس فيها معنىّ الحصر وقصر الحمد عألىّ ال سبحانه وتعالىّ وليس فيها دعأوة إلىّ أن ل يحمد سواه لكن سنجاد في آيات أخرى هناكّ قصر )له‬
‫الحمد( وهو ما سنقف عأنده بتفصيل لماذا قال هنا )له الحمد(؟ في الماكن الخرى قال الحمد ل بحيثا يفسح المجاال لن يحمد النسان غير ال‬
‫سبحانه وتعالىّ لمر يقوم به يمكن أن يحمد عألىّ خلقه‪ ،‬عألىّ عألمه‪ ،‬عألىّ كرمه للبشر لكن في هذه الماكن حصر الحمد بال سبحانه وتعالىّ )ل‬
‫الحمد( أو )له الحمد(‪ .‬سنمر مرورا سريعا عألىّ الماكن التي قيل فيها )الحمد ل( وسنجاد أنه ليس فيها مجاال لحصر الحمد ل سبحانه وتعالىّ‬
‫ضل ال سبحانه وتعالىّ عألىّ عأباده‪ .‬أحيانا ينقل لنا كلم عأباده يعنلمنا أحيانا يقول )قل‪ ،‬قالوا‪ ،‬قال( تكرار كلمة‬ ‫وإنما هي صور ونماذج من تف ن‬
‫القول مع الحمد في عأشرة مواضع )قل‪ ،‬قالوا‪ ،‬قال( في موضعين مع ضرب المثال‪ ،‬وفي موقع دعأاء وهناكّ أربع مواضع في بداية السور‪.‬‬
‫نأتي الن في سورة إبراهيم )املدحمملد عللرعه الرعذي دودهدب علي دعأدلىّ املعكدبعر إعمسدماععأيدل دوإعمسدحادق إعرن درلبي لددسعميلع اليددعأاعء )‪ ((39‬هذا دعأاء إبراهيم يحمد ال عأز‬
‫ضدردب اللرله‬ ‫وجال به فيذكره ال تعالىّ لنا حتىّ نتعلم أن نقول الحمد ل الذي أعأطانا هذا الحمد ل عألىّ الهبة وهذا جازء من الحمد الكلي‪ .‬هنا عأندنا ) د‬
‫دمدثللا دعأمبلدا دمممللولكا دلا ديمقعدلر دعأدلىّ دشميضء دودممن دردزمقدناله عمرنا عرمزلقا دحدسلنا دفلهدو ليمنعفلق عممنله عسررا دودجامهلرا دهمل ديمسدتلوودن املدحمملد عللرعه دبمل أدمكدثلرلهمم دلا ديمعلدلمودن )‪(75‬‬
‫ل حتىّ نتعلم فعندما نقول الحمد ل معناه الحمد ل الذي عأنلمنا بضرب المثل الذي يعنلمنا‪) ،‬دودممن‬ ‫النحل( رب العالمين يعلمنا بالمثال يضرب لنا مث ل‬
‫دردزمقدناله عمرنا عرمزلقا دحدسلنا( نحن نقول الحمد ل الذي عأنلمنا بل أكثر هؤلء الذين هم ل يؤمنون ل يعلمون بما عألمنا ال عأز وجال من ضربه للمثل‬
‫ن‬
‫وهنا وقفة قصيرة‪ :‬عأنبر عأن عأبد مملوكّ ومن رزقناه منا رزقا حسنا عأبد ومرزوق وقال )ل يستوون( )من( لفظها لفظ مفرد ومعناها معنىّ جامع‬
‫فكأن الية تريد أن تقول هذا العبد المملوكّ الذي ل يقدر عألىّ شيء هل يستوي مع هذا الذين ينفق وهذا الذي ينفق وهذا الذي ينفق وهؤلء الجامع‬
‫من المنفقين؟ هل يستوي هذا معهم؟ فاستفادت الية من كلمة )من( فمرة عأنبرت بالمفرد ثم رجاعت مرة أخرى لتعنبر بالجامع‪.‬‬
‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫د‬
‫ضدردب اللرله دمدثللا درلجاللا عفيعه لشدردكالء لمدتدشاعكلسودن دودرلجاللا دسلدلما علدرلجاضل دهمل ديمسدتعودياعن دمدثللا املدحمملد عللرعه دبل أكثلرلهمم لا ديمعللمودن‬
‫م‬ ‫الية الخرى أيضا تعليم بالمثل ) د‬
‫)‪ (29‬الزمر( تعليم بالدمدثل‪ .‬ما قال )من( هنا قال رجال ورجال ل بد أن يستعمل التثنية‪ .‬الحمد ل الذي عأنلمنا بضرب المثل وأكثرهم ل يعلمون‪.‬‬
‫فحمد ال سبحانه وتعالىّ في هذه اليات ل يستدعأي أن ل يحمد سواه‪ .‬ممكن أن غير ال إذا عأنلمنا شيئا أو أكرمنا بشيء أن نقول نحمد فلن يعني‬
‫لم يدعأنا إلىّ أن نقصر الحمد عأليه لكن هذه نماذج من الحمد الذي هو الحمد ل رب العالمين الذي هو حمد الجانس وهذه كأنها تفريعات‪.‬‬
‫صلدوعرعهمم عممن عغلل دتمجاعري عممن دتمحعتعهلم املدأمندهالر دودقاللوا املدحمملد علرلعه ارلعذي دهددادنا علدهذا‬
‫د‬ ‫الية في سورة العأراف من هنا بدأنا نسمع القول‪) :‬دودندزمعأدنا دما عفي ل‬
‫دودما لكرنا علدنمهدتعددي دلمودلا أدمن دهددادنا اللرله دلدقمد دجاادءمت لرلسلل درلبدنا عباملدحلق دولنولدوا أدمن عتمللكلم املدجارنلة لأوعرمثلتلمودها عبدما لكمنلتمم دتمعدمللودن )‪ ((43‬يعلمنا أن هؤلء الذين‬
‫لوجاهوا إلىّ الجانة صاروا يقولون الحمد ل فهو نوع من تفضله سبحانه وتعالىّ عأليهم وعألينا عأندما يعلمنا أن نقول كما قالوا‪ .‬هذا في سورة‬
‫العأراف الية ‪.43‬‬
‫عأندنا في السراء الية ‪) 111‬دولقعل املدحمملد عللرعه الرعذي دلمم ديرتعخمذ دودللدا دودلمم ديلكمن دلله دشعريذكّ عفي امللمملعكّ دودلمم ديلكمن دلله دوعليي عمدن اليذلل دودكلبمرله دتمكعبيلرا )‪ ((111‬هذا‬
‫تلقين وتعليم أن نحمد ال عأز وجال الذي عألمنا التوحيد وعألمنا بعض صفاته سبحانه وتعالىّ ونقول الحمد ل‪.‬‬
‫مع نوح )دفعإدذا امسدتدوميدت أدمندت دودممن دمدعدكّ دعأدلىّ امللفملعكّ دفلقعل املدحمملد عللرعه الرعذي دنرجاادنا عمدن املدقموعم الرظاعلعميدن )‪ (28‬المؤمنون( أيضا تعليم بالمر )لقل( نوع من‬
‫التعليم‪.‬‬
‫ضدلدنا دعأدلىّ دكعثيضر عممن ععأدباعدعه امللممؤعمعنيدن )‪ (15‬النمل( إذا وجاد النسان في‬ ‫في الحكاية عأن قولهم )دودلدقمد آددتميدنا ددالوودد دولسدلميدمادن ععأمللما دودقادلا املدحمملد عللرعه الرعذي دف ر‬
‫نفسه شيئا قد أكرمه ال تعالىّ به يقول الحمد ل وهي أيضا جازئية من كنلية جانس الحمد المخصص ل سبحانه وتعالىّ‪.‬‬
‫صدطدفىّ دآللرله دخميذر أدرما ليمشعرلكودن )‪ (59‬النمل( تعليم‪ .‬أيضا تعليم أن نقول الحمد ل أنه سبحانه وتعالىّ‬ ‫)لقعل املدحمملد علرلعه دودسدلاذم دعأدلىّ ععأدباعدعه الرعذيدن ا م‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫اصطفىّ عأبادا وجاعلهم مؤمنين وألقىّ عأليهم السكينة والستقرار‪) .‬دوقعل الدحمملد عللعه دسليعريكمم آدياعتعه دفدتمععرفودندها دودما دريبدكّ عبدغاعفضل دعأرما دتمعدملودن )‪(93‬‬
‫النمل( إحمد ال عأندما تظهر هذه اليات أو عأندما يعلمكّ كيف تحاور وكيف تناقش فتقول الحمد ل‪.‬‬
‫ض دلديلقوللرن اللرله لقعل املدحمملد عللرعه دبمل أدمكدثلرلهمم دلا ديمعدللمودن )‪ (25‬لقمان( لو سألت الكفار من أنزل الماء من السماء‬ ‫)دودلعئمن دسدأملدتلهمم دممن دخدلدق الرسدمادواعت دواملدأمر د‬
‫ض‬ ‫يقولون ال لنهم كانوا يعرفون ال لكن كانوا يعبدون الصنام يقولون تقربنا إلىّ ال زلفىّ )دودلعئمن دسدأملدتلهمم دممن دنرزدل عمدن الرسدماعء دمالء دفدأمحديا عبعه املدأمر د‬
‫عممن دبمععد دمموعتدها دلديلقوللرن اللرله لقعل املدحمملد عللرعه دبمل أدمكدثلرلهمم دلا ديمععقللودن )‪ (63‬العنكبوت( لو استعملوا عأقولهم ما عأبدوا هذه الصنام )دودلعئمن دسدأملدتلهمم دممن دخدلدق‬
‫ض لدديلقوللرن اللرله لقعل املدحمملد عللرعه دبمل أدمكدثلرلهمم دلا ديمعلدلمودن )‪ (25‬لقمان( ما عأندهم عألم في هذه المور‪ ،‬في هذا الشرع‪ ،‬في هذا الدين يعني‬ ‫الرسدمادواعت دواملدأمر د‬
‫لم يستعملوا عأقولهم ولم يستعملوا عألما عأندهم‪.‬‬
‫)دودقاللوا املدحمملد علرلعه الرعذي أدمذدهدب دعأرنا املدحدزدن إعرن درربدنا لدغفوذر شكوذر )‪ (34‬فاطر( تعليم وتدريب بقول غيرهم أن هؤلء الذين دخلوا الجانة قالوا هذا‬
‫ل‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫د‬
‫الكلم فتعلموا وهذا من فضل ال سبحانه وتعالىّ‪.‬‬
‫م‬ ‫د‬ ‫د‬
‫ض دندتدبروأ عمدن الدجانعة دحميثا دنشالء فعنمعدم أمجالر الدعاعمعليدن )‪ (74‬الزمر( تعليم وتدريب لنا أن نقول كما‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫صددقدنا دومعأدله دوأدمودردثدنا املدأمر د‬ ‫)دودقاللوا املدحمملد علرلعه الرعذي د‬
‫قالوا في دخولهم الجانة )هذا في المستقبل ولكنه ماض في عأين ال سبحانه وتعالىّ( إذن كل هذ المواضع ليس فيها موضع يريد ال تعالىّ أن‬
‫يقصر الحمد عأليه جانلت قدرته لكن لما ننتقل إلىّ مواضع أخرى نجاد أن سياق اليات يريد أن يبين لنا أن الحمد في هذا الجاو قاصر عألىّ ال‬
‫سبحانه وتعالىّ ل يستقيم أن تحمد غير ال عأز وجال مع أن ال سبحانه وتعالىّ رنخص لكّ أن تحمد سواه لنفع يقدمه لكّ‪ ،‬لفضل فيه يمكن أن يكون‬
‫هذا‪.‬‬
‫ننظر في سياق اليات‪) :‬دولهدو اللرله دلا إعدلده إعرلا لهدو دلله املدحمملد عفي امللأودلىّ دواملدآعخدرعة دودلله امللحمكلم دوإعدلميعه لتمردجالعودن )‪ (70‬القصص( نلحظ السياق هنا سياق‬
‫حصر والكلم عألىّ الخرة وسنجاد أنه حينما يكون الشيء منحصرا يعني سياق الية فيه قصر أشياء عألىّ ذات ال سبحانه وتعالىّ ل يصلح لغيره‬
‫تأتي له الحمد بتقدم الجاار والمجارور يقول له الحمد ل يقول الحمد ل الحمد يرفض لغيره لكن في هذه المواضع في مثل هذا السياق لما قال )وهو‬
‫ل( الموضع موضع حصر لذلكّ قال له الحمد ما قال الحمد ل لنه ل يستقيم مع الحصر‪.‬ثم فيه ذكر الخرة‬ ‫ال ل إله إل هو( حصر بالنفي وبع )إ ن‬
‫وفي الخرة ل ليحمد سوى ال تعالىّ‪ .‬من تحمده في الخرة في يوم القيامة؟ ما يوجاد مخلوق ليحمد يوم القيامة ول يحمد إل ال تعالىّ‪ .‬إذا لذعكرت‬
‫الخرة إنحصر الحمد بال سبحانه وتعالىّ‪ .‬له الحمد وله الحكم أيضا حصر )دولهدو اللرله دلا إعدلده إعرلا لهدو لدله املدحمملد عفي امللأودلىّ دواملدآعخدرعة دولدله امللحمكلم دوإعلدميعه‬
‫لتمردجالعودن )‪ (70‬القصص( الجاو العام في الية هو حصر لذا ل يصح هنا أن يقال في غير القرآن‪) :‬ل إله إل هو الحمد له وله الحكم( ل يستقيم‪.‬‬
‫التقديم فيه معنىّ الحصر له الحمد وليس لغيره لنه عأندما يقدم الضمير أو المفعول ل تستطيع أن تعطف لكن حينما يقدم غير الضمير يعني الجاار‬
‫والمجارور إذا قندم عأند ذلكّ ما كان مرتبطا بال تعالىّ يصح أن يعطف وما عأداه ل يجاوز أن يعطف‪ .‬نلحظ في قوله تعالىّ )دممن دكادن ليعريلد املععرزدة‬
‫دفعلرلعه املععرزلة دجاعميلعا )‪ (10‬فاطر( حصرها وفي موضع آخر أجااز العطف عأليها لرتباطها به سبحانه )دوعللرعه املععرزلة دوعلدرلسوعلعه دوعلمللممؤعمعنيدن دودلعكرن‬
‫امللمدناعفعقيدن دلا ديمعلدلمودن )‪ (8‬المنافقون( لرسوله‪ :‬عأطف مع وجاود الضمير العائد عألىّ ال تعالىّ يعني أخذ اعأزة من عأزة ال تعالىّ ثم قال وللمؤمنين‬
‫ما ذكر الضمير يعني وللمؤمنين بال ورسوله فما أراد أن يجامع‪ .‬لو قال في غير القرآن )للمؤمنين بهما( يضعف الكلم ثم يكون جامع الرسول‬
‫مع ال تعالىّ وهذا ل يكون بالضميرين‪ .‬عأندما يقول )له الحكم‪ ،‬إليه ترجاعون‪ ،‬ل إله إل هو( ل يستقيم إل )له الحمد(‪.‬‬
‫ض دودعأعشريا دوعحيدن لتمظعهلرودن )‪((18‬‬ ‫صعبلحودن )‪ (17‬دودلله املدحمملد عفي الرسدمادواعت دواملدأمر ع‬ ‫الية بعدها في سورة الروم )دفلسمبدحادن اللرعه عحيدن لتمملسودن دوعحيدن لت م‬
‫كلمة سبحان ال لسئل عأنها المام عألي كرم ال وجاهه فقال‪ :‬كلمة رضيها ال عأز وجال لنفسه فنحن نقولها‪ .‬ل يمكن أن نقول سبحان فلن‪ .‬التسبيح‬
‫والتنزيه والتقديس ل يكون إل ل عأز وجال فهذه كلمة حاصرة حصرت )سبحان ال( التسبيح منحصر ثم الزمن منحصر والمكان منحصر‪ .‬ذكر‬
‫الزمان والمكان بحصر )حين تمسون( المساء والصباح والعشي والظهر وجاعلت )وله الحمد في السموات والرض( للمكان فكأنه صار هناكّ‬
‫نوع من الختلط والتصال بين التسبيح والحمد في هذه الوقات والتسبيح والحمد ل سبحانه وتعالىّ في السموات والرض ففيها إطلق وفيها‬
‫حصر وفيها حصر للزمان وحصر للمكان فإذن ل يناسبه إل حصر الحمد بال سبحانه وتعالىّ‪ .‬هذا في هذه السورة‪.‬‬
‫*)الحمد لله ( التي يتلفظ بها المسلم في بداية يومه )الحمد لله الذي أحيانا( ما الفرق الكبير‬
‫الواضح الذي ينبغي أن نعرفه بين الحمد لله ولله الحمد؟‬
‫عأندما يقول الحمد ل يونجاه الحمد لذات ال سبحانه وتعالىّ وحينما يقولها مجاردة )الحمد ل( معناها أنه يحمد ال سبحانه وتعالىّ بمطلق الحمد لكن‬
‫إذا قال ل الحمد معناه أنه يحصرالحمد ل سبحانه وتعالىّ‪ ،‬يقول ل الحمد حصرا‪ .‬الذي لعأنلمنا إياه أن نقول‪) :‬الحمد ل( ‪ .‬إذا قال النسان ل‬
‫الحمد فهو كلم صحيح ليس فيه شيء لكن نقول كلمة الحمد ل في القرآن الكريم إنما جااءت في هذه المواضع التي أوردناها ونحن نحرص أن‬
‫نتأسىّ بأسلوب القرآن الكريم في كلمنا‪.‬‬
‫د‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫د‬
‫ض دوله الدحمملد عفي الآعخدرعة‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫هذه الية الخرى في سورة سبأ التي بدأت بالحمد ل ‪ .‬إنظر ما قال )الدحمملد عللهع العذي له دما عفي الرسدمادواعت دودما عفي الأمر ع‬
‫دولهدو املدحعكيلم املدخعبيلر )‪ ((1‬ذكر الخرة‪ .‬عأندنا في كلمة )له ما في السموات والرض( تقديم وتأخير لني في غير القرآن الذي ما في السموات‬
‫والرض له لن )ما( مبتدأ و)له( خبر فلما قندم لغرض حصر الملكية أنه له ما في السموات والرض ل يشاركه أحد في ملكه فيحسن العطف‬
‫)وله الحمد( لنه سبق بهذا التقديم مع ذكر الخرة‪.‬‬
‫في سورة الجااثية )دذعللكمم عبدأرنلكلم ارتدخمذلتمم آددياعت اللرعه لهلزلوا دودغررمتلكلم املدحديالة اليدمنديا دفاملديمودم دلا ليمخدرلجاودن عممندها دودلا لهمم ليمسدتمعدتلبودن )‪ (35‬دفعلرلعه املدحمملد درلب الرسدمادواعت‬
‫ض دولهدو املدععزيلز املدحعكيلم )‪) :((37‬فاليوم( يوم القيامة‪) ،‬فلله الحمد( ما دام‬ ‫ض درلب املدعادلعميدن )‪ (36‬دولدله املعكمبعرديالء عفي الرسدمادواعت دواملدأمر ع‬ ‫دودرلب املدأمر ع‬
‫الكلم في الخرة )فلله الحمد رب السموات( نلحظ هنا كيف كرر ورب الرض‪ .‬ما قال رب السموات والرض لغرض التأكيد ثم قال )رب‬
‫العالمين( الذين في السموات والرض جامع رب السموات ورب الرض جامعهما بحرف عأطف ثم قال رب العالمين من غير عأاطف حتىّ يشمل‬
‫كل من فيهما‪.‬‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫د‬
‫ض لله اللملكّ دولله الدحمملد دولهدو دعألىّ كل دشميضء دقعديذر )‪ ((1‬هنا عأندنا التسبيح أيضا الذي هو‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫في سورة التغابن )ليدسلبلح عللعه دما عفي الرسدمادواعت دودما عفي الأمر ع‬
‫حصر ل تعالىّ )له الملكّ( قندم الجاار والمجارور ففيه حصر وعأطف ولذلكّ )وله الحمد( ول يصلح هنا له الملكّ والحمد له ل تصلح‪ .‬لغويا يكون‬
‫هناكّ ضعف لنكّ تعطف غير محصور عألىّ محصور‪.‬‬
‫هذه الفائدة عأموما تأخر لفظ الحمد المبتدأ في خمس آيات والمعنىّ في جاميعها للحصر‪.‬‬
‫)رب العالمين(ًا‪:‬‬
‫الن ننتقل إلىّ قوله تعالىّ )الحمد ل رب العالمين( كلمة )رب( لحظ لما بدأنا بع )بسم ال الرحمن الرحيم( في ذكر إسم الجاللة سبحانه وتعالىّ‬
‫الحاوي لكل ما تحته من صفات وأسماء‪) .‬الحمد ل( وبدانا بعد البسملة بمطلق الحمد وجانس الحمد ناسب ذلكّ أن يقال) رب العالمين( لن من‬
‫أسباب حمده من جازئيات حمده أنه رب للعالمين‪ .‬والعالمون يقول العلماء طالما أنه ما دام جامع مذكر سالم يكون للعقلء فصار رب العقلء‬
‫الذين هم عأالم النس ‪ ،‬عأالم الجان‪ ،‬عأالم الملئكة‪ .‬بعض العلماء يقولون ل‪ :‬جامع المذكر السالم جامع العاقلين يطلق إذا كان هناكّ إختلط بين‬
‫العقلء وغيرهم‪ .‬فرب العالمين معناه رب العوالم هم يقولون إذا قال العوالم معناه جامع عأالم للعاقل وغير العاقل‪ .‬فالبعض يقول سواء هذا أو هذا‬
‫هو سبحانه وتعالىّ رب كل شيء‪.‬لكن نأخذ كلمة رب لما نأتي إلىّ تصريفها نجاد أنها من رنب ديلريب فهو رذب فهو مصدر لكن مصدر لجاععل إسم‬
‫فاعأل بمعنىّ إسم الفاعأل كما قالوا هو عأدذل‪ :‬العدل مصدر لكن قيل هو عأدل بمعنىّ عأادل لكن فرق بين هو عأادل وهو عأدذل‪ :‬هو عأادل يعني منه‬
‫صفة العدل لكن هو عأدل كأنه العدل كله تمثل في شخصه فهناكّ فرق‪ .‬فمن هنا كانت كلمة رب‪ .‬الرب تأتي بمعنىّ التنمية )أن ينمي النسان‬
‫الشيء فيلريبه( يلرنب يعني ينميه‪ ،‬ليعتم‪ ،‬ينتهي وهذا المربي منه ألعخذ كلمة الرب المالكّ الذي يملكّ لنه هو يتعهد الشيء بالتربية والنماء شيئا فشيئا‬
‫ومنه الحديثا الذي يرويه المام مسلم وهذا ينفعنا في حياتنا العملية في العلقات‪ .‬الن الناس ضعفت عألقاتها عألىّ خلف ما يحبه دين ال‬
‫سبحانه وتعالىّ‪ .‬ديننا يريد منا أن تكون بيننا عألقات لوجاه ال تعالىّ وليس لمصلحة‪ .‬هذا الرجال الذي كان يذهب لزيارة أخ له فأرسل ال تعالىّ‬
‫عألىّ مدرجاته ملكا قال‪ :‬أين تريد؟ قال‪ :‬أريد القرية الفلنية فيها أخ لي أحبه في ال‪ .‬قال‪ :‬ألكّ نعمة عأليه تلريبها؟ )أي ألكّ إحسان عأليه تريد أن‬
‫تنميه بزيارة( قال‪ :‬ل ولكني أحبه في ال‪ ،‬قال‪ :‬فإني رسول ال إليكّ أن ال سبحانه وتعالىّ أحبكّ كما أحببته فيه‪ .‬الن عأندما يتصل بكّ أحد‬
‫ل تتساءل ما الذي جااء به؟ لكنه يحبكّ في ال وجااء ليزوركّ ولكن نقول لهؤلء المتحابين في ال أن ل‬ ‫ليزوركّ لمدة ‪ 10‬جاقائق ويأتي يجالس قلي ل‬
‫يطيلوا الزيارة قدروا ظروف الناس )لزر نغبا تزدد حبا(‪.‬‬
‫فهذه كلمة رب وهذه كلمة العالمين وكلمة )الحمد ل رب العالمين(‪.‬‬
‫)الرحمن الرحيم(‬
‫الرحمن الرحيم وقفنا عأندها من قبل وبنينا أن كلمة الرحمن عأامة والرحيم خاصة فض ل‬
‫ل عأن أن الرحمن صفة متجاددة والرحيم صفة ثابتة فجامع‬
‫بين التجادد والثبات‪.‬‬
‫* هناك من يقول أن رب العالمين تحتوي معنى الخلق والملك والمدبر؟‬
‫قلنا كلمة ال تعني كل هذه المور‪ :‬الخالق المالد المدبر‪ .‬أما رب العالمين أصل اللفظة هي للتربية وللملكّ فهو مربيهم ومالكهم هو يربي المؤمن‬
‫ضله سبحانه وتعالىّ ويربي كل شيء يخلقه وينميه ويربيه ولذلكّ نقول العالمين هنا معناها مطلق خلق ال لختلط العاقل‬ ‫والكافر وهذا من تف ن‬
‫بغير العاقل فتستعمل جامع المذكر السالم‪.‬‬
‫)مالك يوم الدين(ًا‬
‫فيها وقفة‪ .‬فيها قراءتان مشهورتان وهناكّ من قرأ دمدلكّ وم ن‬
‫لكّ لكن المشهور في السبعة بعضهم قرأ مالكّ يوم الدين وبعضهم قرأ ملكّ يوم الدين‬
‫ولي في هذا كلم قد يطول نرجائه للحلقة القادمة‪.‬‬

‫مالك يوم الدين‪:‬‬


‫نحن ما زلنا في سورة الفاتحة ووقفتنا هذا اليوم عأند قوله تعالىّ )مالكّ يوم الدين(‪ .‬كلمة مالكّ هي في قراءة سبعية وملكّ في قراءة سبعية‪.‬‬
‫المشرق العربي والسلمي وباكستان وتركيا وهذه البلد تقرأ مالكّ يوم الدين وفي شمال إفريقيا والمغرب العربي يقرأون ملكّ يوم الدين بقراءة‬
‫ل هي رسمها في‬ ‫نافع برواية قالون‪ .‬هذا يستدعأي أن نبين بشيء موجاز مسألة القراءات وكيف جااز أن يقرأ بعضهم مالكّ وبعضهم يقرأ ملكّ‪ .‬أو ل‬
‫المصحف ‪ 7Î=»tB‬من غير ألف‪ .‬هذا الرسوم سنوغ للعرب من القديم أن يقرأها باللف لماذا؟ نحن عأندنا الحركات ل لترسم حتىّ بعد أن‬
‫لوضعت لها رموزا ‪ .‬ل نرسم الحركات نقول كتب ل نضع فتحة عألىّ الكاف ل نفعل هذا وكذلكّ الضمة والكسرة ل نضعها‪ .‬اللف هي فتحة‬
‫طويلة عأندما تمد الصوت بالفتحة في )كتب( مع الكاف تصبح ألفا )كاتب(‪ .‬عألماؤنا يقولون لو مددت الصوت بالفتحة نشأ من بعدها ألفا لكن‬
‫الدرس الصوتي يقول تصبح ألفا وهذا ليس من شأننا‪ .‬نحن إذن ل نضع الحركات‪ .‬هذه الفتحة في )دكدتب( كما أننا ل نكتبها ولكن نقرأها دكتب‬
‫وفرق بينها وبين لكتب وكتاب وكلها غير مرسومة‪ .‬يبدو أن الكاتب العربي قديما كان ينظر إلىّ صوت المند في اللف كما ينظر إلىّ الفتحة فكما‬
‫أنه ل يكتب الفتحة أو يكن له صوت للفتحة كان ل يكتب اللف في كثير من المواضع‪ .‬وأحيانا كان يكتبها متقصدا حتىّ ل يكون هناكّ إغفال‬
‫لصورة اللف‪ .‬أما الواو والياء فكانوا في الغالب يرسمونها لنه لها صورتان‪ :‬الواو التي تشبه اللف في كونها حرف مند مثل الواو في )نقول(‬
‫عألماؤنا يقولون الواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء في )نبيع( الياء الساكنة المكسور ما قبلها والواو التي قبلها حركة أو بعدها حركة ليست من‬
‫جانسها هذه تختلف‪ .‬واو )وجاد( وواو )لون( غير واو )نقول( من حيثا الصوت‪ .‬لما ترسم المقاطع عألىّ شكل الرسم الطيفي مثل تصوير القلب‪،‬‬
‫واو )وجاد( تظهر قاعأدة للمقطع نقطة في السفل بينما واو نقول تظهر قمة في المقطع فهذه غير هذه لكن لرسمت بشكل واحد فالواو والياء لها‬
‫صورة قيمتها قيمة حرف إعأتيادي مثل وجاد ولون ويبس وليت وواو وياء هي حركة طويلة مثل نقول ونسير فلنه لها صورتان رسمت في‬
‫الغالب أما اللف فليس لها إل صورة واحدة وهي المند هي فتحة طويلة ولذلكّ الغالب أنهم ل يرسمونها‪ .‬لما ننظر إلىّ المنحوتات القديمة تأتينا‬
‫ل كلمة )الحارثا( أحد الملوكّ الذين حكموا الشام من النباط قديما نجاد أنه مكتوب الحرثا من غير ألف وكلمات كثيرة جادا‪ .‬فكلمة )ملكّ يوم‬ ‫مث ل‬
‫الدين( رسمت بالميم واللم والكاف‪ .‬لما لرسمت هكذا احتملت قراءتين‪ :‬احتملت أن لتقرأ مالكّ وإحتملت أن لتقرأ ملكّ لكن هل هذه القراءة كانت‬
‫بتشنهي من القارئ؟ الجاواب ل‪ .‬هذا الرسم الذي بين أيدينا يشير إشارة موجازة إلىّ فكرة الحرف والقراءات ونفهم منها مسألة عأامة وهي هذا‬
‫النوع من التسامح بين المسلمين وإحتمال الرأي الخر في كتاب ال‪ .‬لما تروي لنا كتب الصحاح والسنن أن اثنين من الصحابة عأمر بن الخطاب‬
‫وصحابي آخر عأمر سمعه رضي ال عأنهما يقرأ بطريقة غير ما يقرأ هو بها فلنببه )أي أخذه من تلبيبه( وجااء به إلىّ الرسول ‪ ‬فقال ‪ ‬ما قرأت‬
‫به صحيحا وما قرأت به صحيحا إقرأوا كما لعأنلمتم فقد أنزل القرآن عألىّ سبعة أحرف كلها شاف كاف‪ .‬هذا متىّ كان؟ يقول ‪ ‬سألت ربي أن يزيد‬
‫في القراءات في الحرف إلىّ أن وصلت بها إلىّ سبعة أحرف‪ .‬هذه السبعة ‪ 7‬هل هي الرقم بين ‪ 6‬و ‪8‬؟ هل هي إشارة إلىّ انفتاح يعني فتح‬
‫المر وفقا لما أقرأهم الرسول ‪ ‬لم تكن بالرقم ‪ 7‬بين ‪ 6‬و ‪ 8‬لن العرب كانت تستعمل بعض الرقام للشارة إلىّ الكثرة تستعمل ‪ 7‬و ‪ 70‬و‬
‫‪ 700‬واللف كما نستعمل نحن الن كلمة مئة في العامية لما يقول‪ :‬قلت له مئة مرة أن ل يفعل هذا‪ .‬مئة ليس العدد الذي بين ‪ 99‬و ‪ 101‬ولكن‬
‫إشارة إلىّ الكثرة‪ .‬هذه عأادة المجاتمع والمجاتمع هكذا كان‪ .‬عألىّ أي حال سواء صور الحروف أو الحرف السبعة‪ .‬هي الرقم ‪ 7‬أو غيره نجاد أن‬
‫إبن جانني يذكر في كتابه المحتسب في وجاود القراءات الشاذة هو يفسر ما معنىّ شذوذ القراءات ثم يذكر رواية عأن عأمر وهو خليفة كان أمير‬
‫ل قرأ بين يديه أو أمامه كان يقرأ )فتربصوا به حتىّ حين( قرأها )عأتىّ حين( فسأله عأمر قال‪:‬من أين الرجال؟‬ ‫المؤمنين يعني يأمر لليطاع أن رجا ل‬
‫قال من العراق وعأمر يعلم أن الهذليون لم يذهبوا إلىّ العراق ما كان في العراق لهذلي‪ .‬قال من أقرأكّ هذا ؟ أنت لست هذليا‪ .‬قال‪ :‬إبن مسعود‬
‫وهو لهذلي وكان ليقريء الناس فأرسل له عأمر رسالة ‪ :‬فإن ال قد أنزل القرآن وجاعله عأربيا وأنزله بلغة قريش فأقرئ الناس بلغة قريش ول‬
‫لتقرئهم بلغة هذيل‪ .‬مع أن هذه القراءة أجاازها الرسول ‪ ‬عأن ربه لكن عأمر بثاقب بصره وجاد أنه السبب الذي من أجاله لرخص بهذه الحرف زال‬
‫وهو كون العرب كانوا أمة أمية‪ .‬أما الن العرب جاميعا يقرأون ويكتبون في زمانهم من أسرى بدر بدأت القراءة والكتابة تنتشر وكان عأمر في‬
‫ل مرة قال‪ :‬تقرأ القرآن؟ قال نعم يا أمير المؤمنين قال فاقرأ لي أم القرآن‪ .‬لو قال له إقرأ لي‬ ‫خلفته يمتحن العأراب القادمين حتىّ أنه امتحن رجا ل‬
‫ل‬
‫الفاتحة لعرف فقال الرجال أنا ل أعأرف البنات فمن أين أعأرف المهات‪ .‬فأخذه واسلمه إلىّ الكتاب إلىّ اللمقريء فلبثا فترة ثم إنهزم وتركّ قصيدة‬
‫يقول فيها‪:‬‬
‫ثلثة أحرف متتابعات‬ ‫ن‬
‫أتيت مهاجارين فعلموني‬
‫تعنلم سعفصا وقرنيشات‬ ‫وحطوا لي أباجااد وقالوا‬
‫وما أنا والقراءة والتهنجاي وما حظ البنين من البنات‪.‬‬
‫معناه المة صارت قارئة‪ .‬لما المة صارت قارئة حافظة عأند ذلكّ عأمر بثاقب بصره وجاد أنه ينبغي أن يجاتمعوا عألىّ حرف قريش لن القرآن‬
‫نزل بلغة قريش وعألىّ حرف قريش والحرف الخرى كانت لرخصا من ال سبحانه وتعالىّ هذا نستفيد منه الن‪ .‬نحن قلنا الترخيص معناه في‬
‫كتاب ال يمكن أن أقرأ أنا مالكّ يوم الدين وتقرأ أنت ملكّ يوم الدين ويكون ما قرأت أنا صحيحا ويكون ما قرأته أنت صحيحا من غير تشنج‬
‫ومخاصمة‪ .‬لكن الحاكم الذي يريد أن يونحد المة كان له رأي آخر‪ .‬تبقىّ هذه إذا قرأت مما هو ثابت عألىّ السبعة أو العشرة فقراءتكّ صحيحة‬
‫عأند الجامهور الغلبية يقول في السبعة فقط‪ .‬لكن نرى لماذا صنع عأثمان الصنيع الذي قال عأنه المام عألي بن أبي طالب كرم ال وجاهه قال‪ :‬لو‬
‫كنت أنا لفعلت مثل ما فعل عأثمان‪ .‬الذي فعله عأثمان هو أنه جامع الناس عألىّ حرف قريش أراد للناس أن تجاتمع عألىّ حرف واحد‪ .‬الصحابة‬
‫كانوا انتشروا في الفاق )وهذا كلم موجاز لفكرة الحروف والقراءات حتىّ يفهمها المشاهدون من غير أهل الختصاص ولماذا جااءت ملكّ‬
‫ومالكّ ولرنخص لكليهما( كان الصحابة قد انتشروا في الفاق وكذل أقرأ بما لأقريء وفقا لقبيلته وما أجاازه ‪ ‬عأن ربه وليس من عأنده ‪ .‬لما جااءت‬
‫نسخ المصاحف التي كتبت في زمن عأثمان بإجاماع الصحابة‪ .‬مكي ابن أبي طالب القيسي يقول في كتابه البانة عأن القراءات يقول أجامع ما يزيد‬
‫عألىّ اثني عأشر ألف صحابي عألىّ صحة ما فعل عأثمان‪ .‬إجاماع الصحابة عألىّ حرف لكن لن الكتابة لم تكن منقوطة ول مشكولة لما وصل‬
‫المصحف المام إلىّ الشام كان الناس يقرأون بقراءة معينة أو حرف معين أو أكثر من حرف فصاروا يعرضون ما قرأ عألىّ رسم المصحف فما‬
‫وافق الرسم ظنوا أن عأثمان أراده وما خالف الرسم تركوه ولو كان حرفا من الحرف السبعة من أجال وحدة المة‪ .‬فكلمة ‪ 7Î=»tB‬بهذه‬
‫الصورة ممكن أن لتقرأ مالكّ لنهم ما كانوا يرسمون اللف ويمكن أن تقرأ ملكّ فلما ذهب المصحف إلىّ الناس الذين كانوا يقرأون مالكّ قالوا إذن‬
‫عأثمان أراد مالكّ ولما ذهب إلىّ الناس الذين يقرأون ملكّ قالوا إذن عأثمان أراد ملكّ فمن هنا جااءت القراءات‪ .‬فالقراءات إذن السبع أو العشر‬
‫وقسم يقول ‪ 14‬القراءات هي بقايا الحرف السبعة يعني حرف قريش مع بقايا الحرف السبعة فكلها مقروء بها وما كان يقرأ بها أفراد كما‬
‫يتصور هذه قراءة نافع وهذه قراءة عأاصم ل ‪ ،‬هؤلء كانوا يمثلون المدن أوالقبائل لنه نحن نجاد في كتاب سيبويه وهو أقدم كتاب وصل إلينا من‬
‫كتب النحو ل يقول قرأ فلن من مكة ويقول وبلغنا أن أهل مكة يقرأون كذا وبلغنا أن أهل الكوفة يقرأون كذا )لنه هو كان في البصرة( وبلغنا أن‬
‫ل فلشعهر‪ ،‬في‬‫أهل الشام يقرأون كذا يعني ليحيل عألىّ البلدان‪ .‬في مكة أهل مكة كانوا يقرأون هكذا ظهر منهم إبن كثير يبدو صوته كان جامي ل‬
‫المدينة كان نافع وفي الشام إبن عأامر وفي البصرة أبو عأمرو بن العلء وفي الكوفة ثلثة من القراء عأاصم والكسائي وحمزة شيخ الكسائي‪ .‬إذن‬
‫من هنا جااءت ملكّ ومالكّ وبقية القراءات‪ .‬نستفيد من كل هذا شيء وهو مقترح نعرضه أنه لما كان عأثمان وعأمر رضي ال عأنه الصحابة الكرام‬
‫)‪ 12‬ألف صحابي( أرادوا أن يجامعوا الناس عألىّ حرف نتمنىّ أن يجاتمع الناس اليوم عألىّ قراءة واحدة نتمنىّ أنه إذا كان هناكّ طباعأة جاديدة‬
‫للمصحف يتفقون ويطبعونه بصورة واحدة ويقرأون بحرف واحد لكن نقول في الوقت الحاضر إذا كنت في الرباط أو في مراكش فإقرأ ملكّ يوم‬
‫الدين إذا لقندمت إماما حتىّ الناس ل تستغرب‪ ،‬وإذا كنت في بغداد فإقرأ مالكّ يوم الدين وإذا كنت في الموصل ل باس أن تقرأ )فأوردهم النير(‬
‫لنهم في الموصل يقولون عألىّ النار النير لكن في بغداد تقول النير يستغرب الناس منكّ‪ .‬نحن ل ننفي القراءت هي عألىّ العين والرأس ونقول‬
‫أنتم تعلمتم هذا‪ .‬هذا عألم الخاصة أما ماذا تريد؟ ال تعالىّ يريد أن يقول لنا إن فرعأون أورد قومه النار فلماذا نقول النير؟ هذه القراءة لمن كان‬
‫يميل ورنخص لهم هذا وقريش ما كانت تميل وما عأندها هذه المالة‪ .‬فنتمنىّ ول نقول هذا ممنوع لو كان عأندنا رجال مثل عأمر قطعا كما نهىّ إبن‬
‫مسعود وهو الصحابي أو مثل عأثمان أو مثل عألي كان يحمل الناس عألىّ حرف واحد‪ .‬هذه هي الغاية تقرأ بصورة واحدة‪ .‬إذا أخذت بحرف واحد‬
‫جامهور عألمائنا ل يرتضون أن تقرأ بأكثر من قراءة في آن واحد‪ .‬العلماء يقولون تمسكّ المصحف فتقرأ به قراءة واحدة إلىّ النهاية أو عألىّ القل‬
‫في نفس الجالسة‪.‬‬
‫لم لتكتب اللف في ملكّ لكنها تقرأ‪ .‬رسم المصاحف نوقيف عألىّ ما رسمه الصحابة عألىّ القولين‪ :‬سواء قلنا أن الرسول ‪ ‬أشار عأليهم بطريقة‬
‫ل‬
‫رسم هذا قول أو أنه كان تطور الخط العربي إلىّ زمانهم فرسموا هكذا‪ .‬فتوى عألمائنا أنه رسم المصحف ليكرر كما رسم عألىّ زمن الصحابة‪.‬‬
‫إذا أردت أن ترسم مصحفا تضع أمامكّ نسخة قديمة ترسم عأليها فمالكّ ترسم ‪ 7Î=»tB‬لنه إذا رسمتها مالكّ كما فعل بعض الخطاط في زمن‬
‫الدولة العثمانية أرادت أن تجامع الناس عألىّ حرف واحد فكتبوها مالكّ أنت ستمنع من قراءة ملكّ لن الذي يقرأ ملكّ هذه فيها ألف فيقول لكّ أنت‬
‫حرمتني من القراءة لكن اكتبها ‪ 7Î=»tB‬وقل له أتمنىّ أن تقرأها مالكّ أو ملكّ فلنتفق عألىّ شيء لتقرأ المة جاميعا ملكّ يوم الدين‪ .‬كتابة‬
‫المصحف توقيفية في كل زمان تكتب كما هي إل للمتعلمين تكتب بخط ذلكّ الزمان‪.‬‬
‫الية أمامنا )‪ (7Î=»tB‬ملكّ ومالكّ‪ .‬بعض العلماء حاول أن يبين أيهما أميز؟ مالكّ أو ملكّ؟ لكن المحققون من العلماء يقولون ل يجاوز‬
‫المفاضلة بين قراءتين سبعيتين‪ ،‬ل يجاوز لكن تقول عأند قراءة كذا ستكون الفائدة كذا وكذا وكذا وعأند قراءه هذه تكون الفائدة كذا وكذا وكذا‪ .‬فلما‬
‫تأتي إلىّ فوائد كلمة ملكّ وفوائد كلمة مالكّ نقول أن الجامع بين القراءتين يجامع الفائدتين مع مراعأاة شيء أنه لما نقرأ كلمة ملكّ ينبغي أن‬
‫نستحضر في أذهاننا ما كان يستحضره العربي في ذلكّ الزمان من كلمة ملكّ‪ .‬الن الملكّ هناكّ الملكيات )ملكّ فلن وملكة فلنة( موجاود ملوكّ‬
‫ولكن عأددهم قليل‪ .‬الملكّ الن ل يملكّ البلد ل يكون مالكا للبلد إسمه الملكّ وإنما هو رمز لوحدة تلكّ الدولة‪ ،‬لوحدة المة‪ .‬الملكّ الفلني رمز‬
‫لوحده هذه المة لكن يكون غيره هو الذي يتصرف في الشؤون‪ :‬الربلمان أو الوزارة‪ .‬الملكّ هو عأبارة عأن رمز لوحدة المة‪ .‬الن هو ملكّ لكنه‬
‫ليس مالكا قطعا لكن قديما الملكّ كان يملكّ الرض ومل شيء حتىّ جازئيات الملوكات التي يملكها الناس‪ ،‬الجازئيات ملكهم لكن كأنما هو يملكها‬
‫لهم ولذلكّ لما منزق كسرى رسالة الرسول ‪ ‬بنفس المفهوم قال ‪ ‬منزق ال ملكه‪ .‬الدولة أو المملكة هي ملكّ للحاكم فنفهم هكذا حتىّ لما نقرأ مالكّ‬
‫يوم الدين نفهم أن ال سبحانه وتعالىّ هو المالكّ المتصرف في شؤون ذلكّ اليوم ويملكه ولنما يملكّ اليوم يملكّ ما فيه‪ .‬عأندنا ال سبحانه وتعالىّ‬
‫وصف نفسه بأنه ملكّ )هو الملكّ القدوس( ولم ليقرأ المالكّ هنا لن القراءة في الحقيقة ليست عألىّ الرسم‪ .‬هم كانوا يحفظون هكذا فلما جااء الرسم‬
‫ووافق قراءتهم فقرأوها عألىّ الحفظ قبل أن يكون عألىّ الرسم‪ .‬ملكّ ما قرأوها مالكّ لنه ما من أحد قرأها مالكّ‪ .‬في مكان آخر قال تعالىّ )قل‬
‫اللهم مالكّ الملكّ( فإذن لما نقرأ ملكّ يكون لنا سند والسند هو الرواية المتواترة المة عأن المة وليس فردا‪ ،.‬والمر الخر موافق لرسم المصحف‬
‫وموافقة العربية وإن كان كما نقول دائما أن القرآن حاكم عألىّ العربية وليست العربية حاكمة عألىّ القرآن‪ .‬كلتا القراءتين لها وجاهها والملكّ أو‬
‫المالكّ يمكن أن نجامع بين القراءتين في هذا المجاال وهذه خلصة الفكرة‪ :‬رسم المصحف والقراءة بحسب الحرف والعلقة بين القراءات‬
‫والحرف يعني أن القراءات الحالية هي ليست الحرف وإنما بقايا الحرف السبعة وآثار منها‪ .‬القرآن لكتب عألىّ حرف قريش لكن إحتمل‬
‫فظهرت فيه هذه القراءات‪ .‬يجاب أن نفهم اللفظة كما كانت في ذلكّ الزمان عألىّ ما استعمل‪ .‬كان هناكّ سؤال أرسلته أخت لنا أن ال تعالىّ يقول‬
‫ليوب ‪) ‬أركض برجالكّ( فتسأل النسان بماذا يركض؟ برجاله فلماذا استعمل كلمة اركض برجالكّ؟ كلمة ركض ويركض في الستعمال القديم‬
‫كيف كان؟ لما ننظر في الستعمال القديم وننظر في المعجام معنىّ ركض نجاد أنه تأتي بمعنيين‪ :‬المعنىّ الساسي هو تحركّ الرجال أو الضرب‬
‫بالعرجال‪ ،‬يقال الفارس ركض فرسه أي ضربها بقدميه‪ .‬ثم استعملت بعد ذلكّ بمعنىّ آخر وهو العدو )عأدا يعدو(‪ .‬لأركض برجالكّ‪ :‬هو مريض‬
‫يعني أرفس الرض برجالكّ ينبثق ماء هذا مغتسل بارد وشراب فتغتسل وتشرب وليس معناها اعأدو‪ .‬هو مريض يحتاج إلىّ عألج فل يقول له‬
‫أركض هو يريد ‪ :‬ارفس برجالكّ فأنت إفهم العبارة القديمة كيف كانت تستعمل‪ .‬لما تقرأ )وجااءت سيارة( ل تقول سيارة كما نفهمها اليوم فلم يكن‬
‫هناكّ سيارات وكلمة قطار يقال جااعأت القافلة فذبحوا آخر القطار‪ .‬كيف؟ القطار هو الصف من البل‪ .‬فكلمة ملكّ ل ينبغي أن نفهمها في‬
‫إطارها في ذلكّ الزمان‪ .‬الملكّ في ذلكّ الزمان كان متصرفا في شؤون رعأيته ولذلكّ عألىّ لسان بلقيس )إن الملوكّ إذا دخلوا قرية أفسدوها( كانوا‬
‫يتصرفون بنوع من الطغيان عألىّ الجاميع وليس الملوكّ فقط‪ .‬كل الرؤوساء حتىّ شيخ العشيرة )لكّ المرباع منها والصفايا وحكمكّ والنشيطو‬
‫ل ربع الغنيمة له من غير تقسيم وما يصطفيه لنفسه وما هو غير قابل للقسمة ومن يختاره له أو‬ ‫والفضول( يعني لما تغزو القبيلة وتأخذ الغنائم‪ :‬أو ل‬
‫لغيره هو ل شكّ يعطي هكذا كان التصرف‪ .‬فهذا العملكّ التصرف العام ينبغي أن نفهمه من قولنا مالكّ يوم الدين أو ملكّ يوم الدين أي أن ال‬
‫ل عأما يحتاج هذا من تفصيل ول نريد أن نطيل في‬ ‫تعالىّ هو المتصرف في كل شيء تصرفا مباشرا وليس لحد أن يتصرف في هذا الملكّ فض ل‬
‫هذه المسألة‪.‬‬
‫الدين من اللفاظ المشتركة في القرآن الكريم فهي تأتي بمعنىّ الطاعأة والسلم والحساب والجازاء فما اللمسة البيانية في إختيار الدين؟‬
‫اختيار كلمة )مالكّ يوم الدين( لم يقل القيامة أو الجازاء‪ .‬هذه اللفظة لها معاني كثيرة كلها مرادة لو قال مالكّ يوم القيامة يكون التصور هو قيام‬
‫الناس من قبورهم ل يكون فيه معنىّ المحاسبة‪ ،‬معنىّ الجازاء‪ ،‬معنىّ إدخال الجانة‪ ،‬معنىّ إدخال النار ول يكون فيه معنىّ الطاعأة واللتزام ول‬
‫يكون فيه معنىّ العأتقاد أن الدين الذي هو العأتقاد ويعني هذا يوم العأتقاد السليم‪ .‬هذا يومكم هذا يوم الدين الذي يبرز فيه الدين ويتعالىّ فيه‬
‫الدين‪ .‬كل هذه المعاني مرادة ولو ذكر أي لفظ منها تغيب معاني اللفاظ الخرى‪.‬‬

‫مالك يوم الدين‪:‬‬


‫نحن قلنا في الحلقة الماضية أن لفظة مالكّ يوم الدين هي قراءة لعدد من القراء الذين يمثلون مدنا وذكرنا ما قاله سيبويه في هذا المجاال بأنه كان‬
‫يشير إلىّ البلدان‪ ،‬إلىّ المدن‪ :‬قرأ أهل الشام وقرأ أهل المدينة‪ .‬لم تكتب اللف لنه يبدو أن الكتبة كانوا ينظرون إلىّ اللف كما ننظر الن نحن‬
‫إلىّ الفتحة‪ .‬فكما أننا ل نكتب الفتحة كانوا ل يكتبون اللف ولكن يلفظونها ومن هنا بقيت من آثار الحرف ملكّ ومالكّ ودعأونا إلىّ أنه المكان‬
‫الذي اشتهر فيه لفظ مالكّ أن يبقىّ الناس يقرأون مالكّ حتىّ لو عألم أن هناكّ قراءة أخرى‪ .‬المكان الذي اشتهر فيه قراءة ملكّ أن يقرأ فيه ملكّ‬
‫حتىّ إذا كان قرأ بهذا ثم تمنينا عألىّ أمتنا أن تتوحد عألىّ حرف واحد أو عألىّ رواية واحدة تأسيا بما فعله عأثمان رضي ال عأنه وأقره عأليه إثنا‬
‫عأشر ألفا من الصحابة وأحرقوا سائر الحرف فل يتشبثا النسان ويقول ماذا أصنع؟ كل حرف يغني أي تستطيع أن تستغني به هذا الكلم الذي‬
‫قلناه‪ .‬إذا قرأ يأي قراءة مما قرأ به القراء السبعة بالجاماع أو العشر وفيه بعض الكلم أو القراء الربعة عأشر وفيها كلم أكثر لكن في القل‬
‫القراء السبعة يقرأ بقراءتهم ول يعترض عأليه إل من قبيل أن تجاعل الناس يتساءلون ما هذا؟ وما الفائدة منه؟ ما الفائدة أن تقرأ )فأدخلهم النير(؟‬
‫أنت تعرف أدخلهم النار أما حتىّ يعلموا أن هناكّ قراءة ماذا يستفيدون؟ وهذا عألىّ خلف ما أراده عأثمان رضي ال عأنه وإثنا عأشر ألفا من‬
‫الصحابة وإجاماع الصحابة لحنجاة وأحرقوا الحرف وليس بقايا الحرف‪.‬‬
‫كلمة الدين‪ :‬قد يقول قائل لماذا لم يقل مالكّ يوم القيامة؟ أو يوم الحساب أو يوم الحشر؟ قلنا إن كلمة الدين تضم كل هذه المعاني فالدين الحساب‪،‬‬
‫الدين الجازاء‪ ،‬الدين العملكّ ومنه لسميت المدينة أي المملوكة لن عأموم الرض عأادة غير مملوكة فلما تملكّ هذه الرض وتبني ويثير فيها ملكّ‬
‫فسميت مدينته أي القطعة المملوكة التي يملكها الناس ‪ .‬ومنه الدين العأتقاد أو العقيدة لو وضع أي كلمة أخرى ل تسد مسد كلمة الدين لن الدين‬
‫شاملة لكل هذه المور فهو يوم الحساب وهو يوم الجازاء وهو يوم الدين نفسه يوم العقيدة يوم بروز وظهور وانتصار العأتقاد وكل هذه المعاني‪.‬‬
‫لذلكّ نقول ليس هناكّ شيء يسد مسد لفظة الدين‪ .‬وهو العادة والشأن )يقولون دينه وديدنه( كل هذه المعاني تجامع في هذا اليوم‪.‬‬
‫تبقى كلمة يوم‪ :‬في التطور الدللي الن صار عأندنا اليوم يمثل ‪ 24‬ساعأة وهذا ليس من كلم العرب‪ .‬الصل في كلم العرب أن اليوم هو النهار‬
‫فإذا قالوا ثلثة أيام يعني ثلثة نهارات ومنه قوله تعالىّ )سخرها عأليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما(‪ .‬هذا معناه أن الحساب سيكون في ظرف‬
‫ليس كظرف حياتنا الن لن نحن الن إلفنا دوران الرض فيكون ليل ونهار وهذا ينظر في قوله تعالىّ )يوم تبدل الرض غير الرض‬
‫والسموات( فالحساب في يوم يعني قياسها وكم يطول هذا النهار؟ في الية الكريمة في سورة المعارج يقول تعالىّ )تعرج الملئكة والروح إليه‬
‫في سوم كان مقداره خمسين ألف سنة( فذلكّ اليوم في طوله بعض المفسرين يقول‪ :‬هذا طوله عألىّ الكافرين هكذا يكون وممكن يكون طوله‬
‫يحسب ما نعند نحن عأاما للناس جاميعا لن النتظار يطول حتىّ أن بعض الواقفين في هذا الموقف يقولون‪ :‬ربنا أنقذنا من هذا ولو إلىّ النار لشدة‬
‫الكرب وفي هذا الوقت يكون هناكّ أصناف من الناس في ظل ظليل كما حندثا الرسول ‪ ‬ل يشهدون هذا العنت " سبعة يظلهم ال في ظله يوم ل‬
‫ظل إل ظله‪ :‬المام العادل‪ ،‬وشاب نشأ في عأبادة ربه‪ ،‬ورجال قلبه معلق في المساجاد‪ ،‬ورجالن تحابا في ال اجاتمعا عأليه وتفرقا عأليه‪ ،‬ورجال‬
‫طلبته امرأة ذات منصب وجامال‪ ،‬فقال إني أخاف ال‪ ،‬ورجال تصدق‪ ،‬اخفىّ حتىّ ل تعلم شماله ما تنفق يمينه‪ ،‬ورجال ذكر ال خاليا‪ ،‬ففاضت‬
‫عأيناه" رجال دعأته امرأة ذات منصب وجامال فقال إني أخاف ال رب العالمين يذكرنا بقصة يوسف ‪ ‬الذي رأى برهان ربه يعني معرفته‬
‫بالشريعة‪ .‬هؤلء السبعة يكونون منعمينفي ظل ظليل‪ .‬فاليوم إذن نهار ‪ ،‬كيف يكون هذا النهار؟ ما طوله؟ ل يكون هناكّ ليل يسكنون فيه ليس‬
‫هناكّ سكون‪ .‬هذا موجاز‪.‬‬
‫ص تعالىّ يوم الدين بالذكر مع كونه مالكا لليام كلها فلماذا لم يقل مالكّ يوم الدين والدنيا؟ الذي يملكّ هذا اليوم في يوم الجازاء‪ ،‬يوم المحشر‬‫خ ن‬
‫هو يملكّ كل شيء ويملكّ كل ما في ذلكّ اليوم‪ .‬لما يقول ملكّ اليوم يعني ملكّ اليوم وما فيه‪ .‬الزمن هذا بذاته ل فائدة من عملكه‪ .‬أن نملكّ زمنا‬
‫وكيف نملكّ الزمن؟ لكن هذا أمر ال تعالىّ يملكّ الزمان والمكان وما في الزمان وما في المكان فملكه سبحانه وتعالىّ عأام‪ .‬ل حاجاة لذكر الدنيا‬
‫لنه من باب أولىّ إذا ملكّ يوم الدين وملكّ الحساب فهو يملكّ كل شيء‪ .‬هذا فيما يتعلق بمالكّ يوم الدين وكما قلت المام الرازي قال في الفاتحة‬
‫لوحدها ما يربو عألىّ عأشرة آلف مسألة ونحن نقتنص منه ومن غيره مما وقفوا عأنده‪.‬‬
‫)إياك نعبد وإياك نستعين(ًا‬
‫ل هذه القسمة )إياكّ نعبد( تتصل بما قبلها من تمجايد ال تعالىّ )الحمد ل رب العالمين الرحمن الرحيم مالكّ يوم الدين(‪.‬‬ ‫هذه فيها جاملة مسائل‪ :‬أو ل‬
‫ثم تأتي )إياكّ نستعين( هي بداية ما للنسان‪ .‬ذاكّ كان ل تعالىّ ثم صار الكلم للنسان‪ .‬اليات السابقة لما نأتي من بدياة الحمد ل رب العالمين‬
‫نجاد تمجايدا من حيثا بنية اللغة للغائب‪ ،‬ال سبحانه وتعالىّ غائب عأن أعأيننا حاضر في قلوبنا لكن من حيثا البنية اللغوية نقول الحديثا عأن الغائب‬
‫‪ :‬الحمد ل )هو لم يقل الحمد لكّ( ‪ ،‬رب العالمين )هو(‪ ،‬الرحمن الرحيم )هو(‪ ،‬مالكّ يوم الدين )هو(‪ .‬لكن هذا التمجايد والتعظيم ل سبحانه وتعالىّ‬
‫زاد من حضور ال سبحانه وتعالىّ في القلب فبعد أن انتهىّ من التعظيم والتمجايد انتقل إلىّ الخطاب هذا يسمونه في العربية اللتفات وهذا ليس‬
‫غريبا‪ .‬لما ننظر في كلم ما نقل عألىّ لسان ابراهيم ‪ ‬في قوله تعالىّ )أددفدرأدميلتمم دما لكمنلتمم دتمعلبلدودن )‪ (75‬أدمنلتمم دوآددبالؤلكلم املدأمقدلمودن )‪ (76‬دفعإرنلهمم دعألديو علي إعلار‬
‫ضلت دفلهدو ديمشعفيعن )‪ (80‬دوارلعذي‬ ‫دررب املدعادلعميدن )‪ ((77‬يخاطب المشركين )الرعذي دخدلدقعني دفلهدو ديمهعديعن )‪ (78‬دوالرعذي لهدو ليمطععلمعني دوديمسعقيعن )‪ (79‬دوإعدذا دمعر م‬
‫صاعلعحيدن )‪(83‬‬ ‫ليعميلتعني لثرم ليمحعييعن )‪ (81‬دوالرعذي أدمطدملع أدمن ديمغعفدر علي دخعطيدئعتي ديمودم اللديعن )‪ ((82‬بدأ يتكلم بالغائب ثم قال )درلب دهمب علي لحكلما دوألعحقعني عبال ر‬
‫م‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫م‬
‫ضالليدن )‪ (86‬دودلا لتمخعزعني ديمودم ليمبدعلثودن )‬ ‫صمدضق عفي املدآعخعريدن )‪ (84‬دوامجادعملعني عممن دودردثعة دجارنعة الرنععيعم )‪ (85‬دوامغعفمر علدأعبي إعرنله دكادن عمدن ال ر‬
‫دوامجادعمل علي علدسادن ع‬
‫‪ ((87‬لحظ النتقال وهذا وارد كثيرا يتكلم عأن الغائب إلىّ أن يجاعله حاضرا في نفسه فيخاطبه كأنما استحضرت عأظمة ال عأز وجال في القلب‬
‫وعأند ذلكّ يبدأ النسان بالخطاب‪ .‬هو حتىّ لما يقول الحمد ل رب العالمين يستحضر عأظمة الباري عأز وجال لكن الن صار الخطاب مباشرا‬
‫)إياكّ نعبد(‪.‬‬
‫*أل يمكن أن يكون هناك نداء محذوف تقديره‪ :‬يا مالك يوم الدين؟‬
‫ل‪ ،‬لن الفائدة العامة في اللغة أنه ل يعيد إلىّ التأويل ما أمكن عأدم التأويل‪ .‬لما يمكنكّ أن تفهم العبادة من غير تأويل ل تؤول‪.‬‬
‫)أياكّ نعبد(‪ :‬إنتقل من المناجااة كما بدأ إبراهيم يناجاي ربه‪ .‬الذي يصلي أو الذي يقرأ الفاتحة يقرأها وحده حتىّ لما يصلي يقرأ )إياكّ نعبد(‪.‬‬
‫شخص في غير القرآن يقول إياكّ أعأبد فلماذا استعمل نون الجاماعأة وليس الموضع موضع تعظيم عألىّ العكس نحن في موضع ذلة ل سبحانه‬
‫وتعالىّ وكلما كثرت ذلة النسان لربه إزداد خضوعأا ل تعالىّ إزداد رفعة أمام الخرين وإزداد بعدا عأن عأبودية الخرين لن العبودية هي منتهىّ‬
‫الخضوع ل عأز وجال يكون في منتهىّ القرب من ال عأز وجال إزداد تحررا من الخرين ل يكون عأبدا للخرين‪ .‬أعألىّ الدرجاات عأبودية ال عأز‬
‫وجال لذلكّ في أعألىّ مكان تكريم للرسول ‪ ‬قال تعالىّ )سبحان الذي أسرى بعبده لي ل‬
‫ل( أعألىّ درجاات التكريم أن جاعله عأبدا‪.‬‬
‫م استعمل الجمع هنا؟‬
‫*إياك نعبد‪ :‬ل م‬
‫يرى العلماء أن المة المسلمة أمة موحدة واحدة ولذلكّ يقولون دائما وحدة المة مقدمة عألىّ أشياء كثيرة‪ .‬أنت تنظر هذا المر هل فيه وحدة المة‬
‫ل عأند الحناف أتباع المام أبي حنيفة يسمونه المام‬ ‫أم تفرقة؟ إذا كان فيه تفريق المة فل خير فيه الوحدة مقدمة‪ .‬بعض عألمائنا القدماء مث ل‬
‫العأظم ومنه مدينة العأظمية قرب ضريحه يرون أن خروج الدم يللفسد الوضوء‪ ،‬المام الشافعي مع من تبعه عأندهم أحاديثا وردت واطمأنوا‬
‫إليها أن الدم ل يفسد الوضوء‪ ،‬أحد الحنفية يسأل شيخه يقول له‪ :‬يا شيخي خروج الدم يفسد الوضوء؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فلن يقول ل يفسد‬
‫الوضوء‪ ،‬قال‪ :‬له رأيه‪ .‬لحظ المرونة عأند المسلمين وليس النغلق الذي نراه الن للسف الشديد هذا ليس من ديننا‪ ،‬هذا النغلق‪ .‬قال‪ :‬له‬
‫رأيه‪ ،‬قال‪ :‬نصلي خلفه؟ لنه يمكن خروج دم منه وهو ل يراه مفسدا للوضوء فهو في مذهبي يصلي من غير وضوء فكيف أصلي خلفه؟ قال‪ :‬يا‬
‫سبحان ال أنا أقول لكم ل تصلوا خلف فلن؟ صلوا خلفه‪ .‬لحظ لماذا؟ لن هذا فيه وحدة المة لما هو يصلي إماما عألىّ فقهه‪ ،‬عألىّ مذهبه فأنت‬
‫تتابعه حتىّ تتوحد المة ولذلكّ ل صلة لمنفرد خلف الصف لما يكون في الصف مجاال لن تقف فل تصلي خلف الصف لن هذا نوع من تفرقة‬
‫المة‪ ،‬وحدة المة مقدمة عألىّ كل شيء‪ .‬ديننا دين أمة‪ ،‬دين جامع وليس دين أفراد )واعأتصموا بحبل ال جاميعا ول تفرقوا( لما القرآن الكريم‬
‫يحدثنا عأن أشياء معناه حتىّ نتعلم‪ .‬لما يأتي هارون قومه عأبدوا العجال وهو نبي ويرى قوما يعبدون العجال لم يوقف‪ ،‬نصحهم وحاول معهم لكن‬
‫لما وجادهم مصرين ينتظرون موسىّ قال ننتظر موسىّ حفاظا عألىّ وحدة المة فلما جااء موسىّ قال )دقادل ديا امبدن ألرم دلا دتمألخمذ عبعلمحديعتي دودلا عبدرمأعسي إعلني‬
‫دخعشيلت أدمن دتلقودل دفررمقدت دبميدن دبعني إعمسدراعئيدل دودلمم دتمرلقمب دقموعلي )‪ (94‬طه(‪ .‬فديننا دين أمة وليس دين تشعبات وتبعثرات‪ .‬كل يرى نفسه أبا حنيفة ولكن‬
‫من غير فقه‪ .‬وإياكّ نعبد للجاماعأة وصلة الجاماعأة أفضل من صلة الفرد بخمس وعأشرين درجاة أو سبع وعأشرين درجاة‪ .‬من هنا جااءت كلمة‬
‫نعبد ولكّ يكن في مكانها أعأبد وليس المجاال مجاال تعظيم‪ ،‬قد يكون يعظم نفسه‪ ،‬كل‪ .‬المسلم يعبد مع إخوانه )إياكّ نعبد(‪.‬‬
‫*ما معنى نعبد؟‬
‫العبادة في السلم التي هي توجاه إلىّ ال تعالىّ‪ ،‬تنفيذ أوامره لكن لها مفهوم أوسع وأشمل بنينها الرسول ‪ ‬في الحديثا الذي رواه عأدي ابن حاتم‬
‫الطائي لما دخل عألىّ الرسول ‪ ‬وفي عأنقه صليب من ذهب وفي رواية صليب من فضة وكان ‪ ‬يقرأ )إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أولياء( قال‪:‬‬
‫إنهم لم يعبدوهم‪ .‬فبنين الرسول ‪ ‬معنىّ العبادة الذي ينبغي أن نفقهه ونتعلمه قال‪ :‬بلىّ أحلوا لهم الحرام وحرموا عأليهم الحلل فانتبعوهم فذلكّ‬
‫عأبادتهم إياهم‪ .‬إذن النحول عأن منهج ال سبحانه وتعالىّ مما ورد في كتاب ال وسنة رسوله ‪ ‬وما أجامعت عأليه المة وما استنبطه العلماء من‬
‫ل ويريد أن يصبح فقيها‪ ،‬ل‪ .‬ما استبطه العلماء الذين من نشأتهم يدرسون العلم الديني‬ ‫الكتب والسنة‪ ،‬العلماء وليس التلمذة الذي يقرأ كلمتين مث ل‬
‫من صغرهم إلىّ أن يصبح عأالما باللغة وبالبلغة وبالنحو وبالفقه وبالتفسير وبالصول‪ ،‬ما استبطه هؤلء من الكتاب والسنة وأجامع عأليه‬
‫أصحاب رسول ال ‪ ‬في هذا فالنحراف عأن إتباعأه سواء إتباع هوى النفس )أفرأيت من اتخذ إلهه هواه( كيف النسان يتخذ هوى نفسه إلها؟ هو‬
‫ل يقبل أن يصلي لنفسه ولكنه يتبع هوى نفسه فيما خالف شرع ال ولذلكّ الضابط هو شرع ال عأز وجال في أي جازئية ل أسأل ما الحكمة؟ لكن‬
‫أقول ما قول شرع ال تعالىّ في هذه المسألة؟ وهذا الذي درج عأليه المسلمون دائما ليس في حياة الناس شيء يستطيع أن نقول السلم ل رأي له‬
‫فيه بدليل أن الناس كانت تسأل عأن كل شيء والعلماء يبينون )فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون( فهذا معنىّ العبادة‪ .‬وإن اندعأىّ بعض الناس‬
‫أن منهجاه يوازي منهج ال عأز وجال‪ .‬هذا يذكرنا بما فعله الرسول ‪ ‬لما نزل قوله تعالىّ )وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل‬
‫فتفرق بكم عأن سبيله( يقولون الن المدارس تعمل وسائل إيضاح والرسول ‪ ‬عأنلم بوسائل اليضاح لما نزلت الية خنط خطا في الرض وقال هذا‬
‫صراط ال المستقيم وخط خطوطا عألىّ جاانبيه وقال‪ :‬هذه السبل وعألىّ رأس كل سبيل شيطان يدعأو إليه‪ .‬فيحذر النسان لما يقول عأندي منهج في‬
‫الحياة هو ليس منهج السلم لكن ل يتعارض مع السلم‪ ،‬إذا كان ل يتعارض فهل يوازي؟ فإذا كلن يوازي فلن يلتقي مع منهج السلم لن‬
‫الخطان المتوازيان ل يلتقيان فتعال إلىّ منهج السلم‪.‬‬
‫م هذا‪ :‬إياك تعبد؟‬
‫*يبقى شيء أما كان يستطيع في غير القرآن أن يقول نعبدك؟ ل ل م‬
‫في غير القرآن يمكن أن يقول‪ :‬يا رب نعبدكّ فما معنىّ هذا التفسير؟ كلمة نعبدكّ‪ :‬الكاف مفعول به والمفعول به في لغة العرب لنها لغة لمعربة‬
‫يتصرف فيه بالتقديم والتأخير كما يقول سيبيوه‪ :‬جاواز الوجاهين يعني عألىّ معنيين مختلفين‪ .‬لما يقول لكّ‪ :‬كتب زيذد رساللة أو كتب رساللة زيذد‬
‫يجاوز الوجاهان لكن هذا المعنىّ يختلف عأن هذا المعنىّ نعم المعنىّ الكلي واحد أن إنسانا إسمه زيد كتب شيئا هو رسالة‪ .‬لكن لما قندم وأخر لما قال‬
‫كتب رساللة زيذد أو أكرم خالدا محمذد نعلم أن خالدا آعخذ لنه منصوب لن العربية في إعأرابها فيها مجاال للتقديم‪ .‬والتقديم فالمعنىّ يختلف ول بد‬
‫أن يختلف المعنىّ الجازئي‪ .‬صحيح هو خالد آخذ لما نقول أكرم خالدا زيذد أو أكرم زيذد خالدا أو خالدا أكرم زيذد حتىّ لما نقدم عألىّ الفعل هو معلوم‬
‫خالد آخذ وزيد لمعطي‪،.‬هناكّ فوارق في المعنىّ‪ .‬لما نقول نعبدكّ نأخذ الكاف نريد أن نضعها في الول لغرض بلغي سنذكره‪ .‬الكاف ل تقف‬
‫وحدها كما في خالدا أكرم زيذد‪ ،‬خالدا يمكن أن يقف لوحده أما الكاف فل تقف وتحتاج لما تعتمد عأليه‪ ،‬العرب جاعلوها تعتمد عألىّ لفظة )إيا(‪:‬‬
‫إياكّ‪ ،‬إياكم‪ ،‬إياكما‪ ،‬إياكنن‪ .‬وصار كلم للعلماء‪ .‬العربي قال‪ :‬إياكّ أكرمت والعلماء بدأوا هل الضمير هو الكاف وحده؟ هل الضمير إي والكاف‬
‫للبيان؟ هل مجاموع إياكّ؟ هذا ل يعنينا صراحة‪ .‬هي )أي( الضمير والكاف لبيان المخاطب والعدد وهذا ل يعنينا المهم إياكّ مختلفة فلماذا؟ لما‬
‫نأتي إلىّ لغة العرب واستعمالتها نجاد أنه إذا قدم العامل عألىّ الفعل وليس فقط عألىّ الفاعأل فيعني بذلكّ الحصر‪ .‬معنىّ ذلكّ لما أقول خالدا أكرمت‬
‫أريد أن أقول أني أكرمت خالدا ولم أكرم أحدا سواه‪ .‬إياكّ أعأين يعني أعأينكّ ول أعأين أحدا سواكّ بحيثا ل يصح أن تعطف‪ ،‬ل يجاوز أن تقول‬
‫خالدا أكرمت وأكرمت زيدا‪ ،‬يقول لكّ آخر الكلم يضرب أوله أنت تقول لي خالدا أكرمت معناه أكرمت خالدا ولم أكرم أحدا سواه‪ .‬ولحظ‬
‫اليجااز‪ :‬خالدا أكرمت بدل )خالدا أكرمت ولم أكرم أحدا سواه( العربية قالت‪ :‬خالدا أكرمت وتلعربي يفهم هذا وهذه لغة العرب وهذه لغة القرآن‬
‫التي الن يريدون أن يحولوا إلىّ لغات ل ندري ماذا نقول عأنها‪.‬‬
‫عألىّ أية حال فإذن لما يقرأ المسلم أو العربي عأموما )إياكّ نعبد( يفهم نعبدكّ ول نعبد أحدا سواكّ اختزلت بكلمة )إياكّ نعبد( ترتبط بالجازء الول‬
‫من قوله تعالىّ )الحمد ل رب العالمين(‪ .‬ال رب‪ ،‬إياكّ نعبد تتصل بكلمة ال وإياكّ نستعين تتصل بكلمة رنب لذلكّ يقولون الولىّ فيها توحيد‬
‫اللوهية والثانية فيها توحيد الربوبية فجامعت الفاتحة التوحيدين‪ :‬توحيد الوهية وتوحيد الربوبية‪ .‬إياكّ نعبد تعني نعبدكّ ول نعبد أحدا سواكّ بكل‬
‫ما في العبادة من معنىّ فانحصرت العبادة بال سبحانه وتعالىّ‪.‬‬
‫إياك نستعين‪:‬‬
‫ما قلناه في إياكّ نعبد من حيثا إستعمال نون الجامع نقوله هنا في نستعين‪ .‬المسلم يرى نفسه في الجاماعأة ويد ال مع الجاماعأة ومن شنذ شنذ في النار‬
‫كما في الحديثا‪ .‬هذا دين جاماعأة‪ .‬إياكّ نستعين‪ :‬التقديم أيضا ما قال نستعين بكّ أو نستعينكّ قال إياكّ نستعين‪ .‬أيضا حصر الستعانة بال سبحانه‬
‫وتعالىّ وأيما إستعانة بغير ال عأز وجال فيما ل يقدر عأليه إل ال سبحانه وتعالىّ هو إخلل بتوحيد الربوبية‪ ،‬إخلل بالتوحيد وال سبحانه وتعالىّ‬
‫يقول )إن ال ل يغفر أن يشركّ به ويغفر ما دون ذلكّ لمن يشاء( فينبغي أن يحذر المسلم‪ .‬بلغ المر بالمسلمين فيما مضىّ من تجانب الستعانة‬
‫بالخرين حتىّ فيما يقدر عأليه الخر قال‪ :‬غذا سقط السوط من أحدهم وهو عألىّ الفرس ل يقول لحد ناولني السوط وإنما ينزل هو يأخذ السوط‪.‬‬
‫ما ل يقدر عأليه إل ال سبحانه وتعالىّ الرزق‪ ،‬الشفاء‪ ،‬أمور كثيرة ل يقدر عأليها النسلن فعندما تدعأو إنسانا أن يشفيكّ أو يرزقكّ أو يمنحكّ شيئا‬
‫هو ل يملكّ شيئا هو ل يملكّ ذلكّ لنفسه )قل ل أملكّ لنفسي نفعا ول ضرا( هو ل يملكّ لنفسه فمن أين يعينكّ؟ نعم يمكنه أن يعينكّ في حمل طاولة‬
‫تستعين به تقول له إحمل معي هذا وهو يقدر عألىّ ذلكّ فالحياء ل يملكون أن يعينوكّ فيما ل يستطيع أن يعينكّ عأليه إل ال عأز وجال فمن باب‬
‫أولىّ الموات‪ .‬الشيخ عأبد القادر الجايلني يقول في كتابه اللغنية‪ :‬وإذا زرت قبرا )لن زيارة القبور وفق الدين لسنة يعني أن تزور القبور للتعاظ‬
‫وللدعأوة للمقبور هذه سنة( فل تضع يدكّ عأليه ول تقبله فإن ذلكّ من أعأمال اليهود‪ .‬تذهب الن إلىّ مرقده وتجاد من يمسكّ بالشباكّ ويقبله وهو‬
‫الذي يقول في كتابه )ول تقبله فإن ذلكّ من أعأمال اليهود(‪ .‬ويقف عأند فلن وفلن سواء كان من الصالحين أو آل بيت النبوة ويقول يا فلن أريد‬
‫منكّ مذا وكذا‪ .‬وهذا يتعارض ونحن مسؤولون أمام ال تعالىّ ما دام وردت الية أن نننبه عألىّ هذا‪ .‬ل ليسأل في هذه المور إل ال تعالىّ لقوله‬
‫)إياكّ نستعين(‪ .‬ينبغي أن نفهم لغة العرب لن الستعانة ل تجاوز بغير ال سبحانه وتعالىّ‪ .‬الستعانة تكون بالبشر فيما يقدر عأليه وهو حني‪.‬‬
‫هناكّ أمور وهو حني ل يقدر عأليها فكيف وهو منيت؟ إذن إياكّ نستعين هنا حصر الستعانة بال سبحانه وتعالىّ فيما ل يقدر عأليه إل ال عأز وجال‬
‫‪ :‬رد غائب‪ ،‬رزق‪ ،‬شفاء مريض‪ ،‬أي شيء من الشياء التي ل يملكها إل ال تعالىّ‪ .‬هو ال تعالىّ يملكّ جاميع الشياء لكن هناكّ أشياء يمكن أن‬
‫تقول لولدكّ ناولني هذا القميص تستعين به في هذه الشياء التي يقدر عأليها لكن ما ل يقدر عأليه )قل ل أملكّ لنفسي تفعا ول ضرا( ومن باب‬
‫أولىّ الموات‪.‬‬
‫*لماذا تكررت إياك؟‬
‫لو قال في غير القرآن )إياكّ نعبد ونستعين( كأنه يفهم منه الحصر بإجاتماع الفعلين يعني إذا جامعنا العبادة والستعانة ل تكون إل بكّ وإذا‬
‫ل‪ :‬إياكّ أحترم ولأكعرم يمكن أن تفهم أه أنا أحصر الحترام والكرام‬ ‫فنرقناهما يمكن أن تكون لغيركّ وهذا ل يريده القرآن‪ .‬لما نقول لشخص مث ل‬
‫فيكّ بإجاتماعأهما وممكن أن أحترم زيدا ولأكعرم خالدا لكن الحترام والكرام مجاتمعين محصورين بكّ‪ .‬ويمكن أن أحترم خالدا لكن ل أكرمه‬
‫ويمكن أن أكرم زيدا لكن ل أحترمه إتقاء شنره كما كان مع الشعراء )كفوا عأني لسانه‪ ،‬اقطعوا عأني لسانه( لكن لما نقول إياكّ أحترم وأكرم يعني‬
‫ل أحترم سواكّ ول لأكعرم سواكّ‪ .‬فلما قال إياكّ نعبد وإياكّ نستعين يعني ى نعبد سواكّ ول نستعين بأحد سواكّ ‪ .‬ولو قال في غير القرآن إياكّ‬
‫نعبد ونستعين يعني جامع العبادة والستعانة محصورة بكّ لكن يمكن أن نعبد واحدا ول نستعين به وبمكن أن نستعين بغيركّ وى نعبده وممكن هذا‬
‫وممكن هذا وحتىّ ينتفي هذا الفهم وإن كل كلمة مقصودة أن تنصرف عهنمة النسان وإعأتقاداته وعأقيدته ل وحده سبحانه وتعالىّ قال‪ :‬إياكّ نعبد‬
‫وإياكّ نستعين وكان ل بد من التكرار لنه لو لم يكرر للتبس المر والقرآن الكريم بعيد عأن اللبس‪.‬‬

‫تكلمنا في الحلقة السابقة عألىّ قول ال سبحانه وتعالىّ )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين( وتكلمنا عألىّ إختيار تقديم )إياكّ( عألىّ نعبد وتقديم )إياكّ( عألىّ‬
‫نستعين وما فائدة ذلكّ ولماذا لم يقل في غير القرآن نعبدكّ ونستعينكّ وبنينا أيضا كلمة نعبد لماذا جااءت بصيغة الجامع ولم تأت بصيغة الفراد‬
‫ل؟‪ .‬وقد وردت بعض الستفسارات في قضايا تتعلق بهذه الية نحب أن نقف عأندها أيضا‪ .‬من ذلكّ في قوله‬ ‫وكذلكّ نستعين لدم لم يقل إياكّ أعأبد مث ل‬
‫تعالىّ )وإياكّ نستعين(‪:‬‬
‫*هل بالمكان أن يقال في غير القرآن )وبك نستعين(؟‬
‫إياكّ نعبد وإياكّ نستعين‪ :‬الفعل يتعندى بنفسه )استعانه( أو يتعدى بحرف الجار )استعان به( وهو متعدي في الحالتين إستعنته أو إستعنت به‪ .‬وإذا‬
‫ضلت إياكّ عألىّ بكّ؟ ما الفائدة؟ نلحظ اليات السابقة هي نوع من‬ ‫تقندمت )بكّ نستعين( سيكون معنىّ الحصر أيضا في إياكّ وفي بكّ‪ .‬لكن لماذا لف ن‬
‫التربية والتوجايه وليس فيها موضع شكّ‪ .‬التأكيد يكون في مواضع الشكّ‪ .‬أنت تقول نجاح زيد إذا كان السامع خالي الذهن لكن إذا كنت تعلم أن‬
‫لديه بعض الشكّ في نجااح زيد فتقول له‪ :‬لقد نجاح زيد تستعمل مؤكدات‪ ،‬إن زيدا ناجاح أو إن زيدا لناجاح‪ ،‬بحسب ما تعتقده من شكّ في نفسه‪ .‬فلما‬
‫ل للمصاحبة أو الوسيلة كما تقول كتبت بالقلم فلما لم تأت لزيادة معنىّ فهي‬ ‫كان الفعل يتعدى بنفسه‪ ،‬هذه الباء لم تزده معنىّ يعني هي ليست مث ل‬
‫للتأكيد‪ .‬تقول‪ :‬ليس زيذد مسافرا نفيت السفر عأن زيد فإذا أردت التأكيد تقول‪ :‬ليس زيد بمسافر وكما في قوله تعالىّ )أليس ال بكاف عأبده( فهنا‬
‫فيها تأكيد‪ .‬الموضع ليس موضع تأكيد يعني ليس هناكّ شكّ في أن ال سبحانه وتعالىّ يعنلم المؤمنين أن يقصروا الستعانة عأليه سبحانه فلما ليس‬
‫فيها شكّ ل يستعمل الباء )بكّ نستعين( فجااءت )إياكّ نستعين( لنه لو جااءت إياكّ نعبد وبكّ نستعين كأنه يريد أن يزيل شكا بهذا التأكيد والشكّ‬
‫هنا غير وارد‪ .‬فكأنه يقول أن هناكّ شكّ في الستعانة بال‪ .‬قوله تعالىّ )أليس ال بكاف عأبده( كان هناكّ شكّ وإل كان يقول‪ :‬أليس ال كافيا‬
‫عأبده‪ ،‬فلما أكد معناه أراد أن يزيل شكا في نفوس المتلقين وهذه لغة العرب‪.‬‬
‫هذا شيء والشيء الثاني لو قال‪ :‬إياكّ نعبد وبكّ نستعين‪ ،‬تفوت هذه المناسبة والملءمة )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين( إياكّ وإياكّ‪ .‬هذه مسألة ثانوية‬
‫لكن المسألة الساسية ترتبط بالمعنىّ )وإياكّ نستعين(‪.‬‬
‫*يسأل المقدم هل من الممكن أن يقال‪ :‬إياك نعبد ونستعين؟‬
‫صكّ بإجاتماع هذين المرين ول نشركّ أحدا سواكّ بإجاتماعأهما )نعبد‬ ‫تكلمنا عأن هذا في المرة الماضية‪ .‬لو قال إياكّ نعبد ونستعين معناه نخ ن‬
‫ونستعين( مفهوم المخالفة عأند ذلكّ أنه ممكن أن نعبد غيركّ لكن ل نستعين به أوممكن أن نستعين به لكن ل نعبده‪ .‬لو جامعهما )إياكّ نعبد‬
‫ونستعين( إياكّ حصرت معنىّ العبادة والستعانة‪ ،‬يعني هذان المران مجاتمعين ينحصران بكّ لكن منفردين يمكن أن يكونا لغيركّ‪ .‬لغة عأربية لو‬
‫قال‪ :‬إياكّ نعبد ونستعين تعني أعأبده وأستعينه لكن ممكن أن أعأبد غيره من غير إستعانة فإذن أنا غير مخالف أو أعأبده وأستعين بغيره إذا أنا‬
‫غير مخالف‪ .‬فإذن حتىّ ينتفي اللبس تكررت إياكّ )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين( فيكون هناكّ حصر‪.‬‬
‫*هل يمكن القول‪ :‬الله نعبد والله نستعين؟‬
‫هناكّ شيء آخر ‪ :‬أكان يمكن أن يقال في غير القرآن )هذه الحتمالات نقول في غير القرآن لن القرآن ل مجاال فيه للقتراحات( ال نعبد وال‬
‫نستعين؟‬
‫من حيثا اللغة يتحصل الحصر أن العبادة تنحصر بال سبحانه وتعالىّ ول يكون معه معبود سواه‪ .‬فنحن نستفيد الحصر من قول‪ :‬ال نعبد أي‬
‫نعبد ال ول نعبد أحدا سواه‪ ،‬ال نستعين‪ :‬نستعين ال ول نستعين بأحد سواه‪ .‬لكن لو نظرنا إلىّ اليات نجاد أن ال سبحانه وتعالىّ يعلمنا منذ بداية‬
‫الفاتحة أن نتوجاه إليه سبحانه بالتعظيم والتمجايد )الحمد ل رب العالمين‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬مالكّ يوم الدين( بالتوجاه إلىّ العلي العظيم الغائب‬
‫الحاضر‪ .‬من حيثا اللغة خطاب غائب أو متكلم عألىّ غائب )الحمد ل‪ :‬هو‪ ،‬رب العالمين‪ :‬هو‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ :‬هو‪ ،‬مالكّ يوم الدين‪ :‬هو( هو‬
‫غائب في الخطاب لكنه حاضر في القلب فلما جااء إلىّ )إياكّ( سينتقل لن العبد سيتوجاه إلىّ ال تعالىّ بالدعأاء وأنت ل تدعأو غائبا وإنما تدعأو‬
‫حاضرا‪ .‬فبدأ النتقال من الغيبة إلىّ الحضور بهذه الية )إياكّ نعبد( لنه لما تكلم عأليه بصيغة الغائب لكنه حاضر في القلب وقلنا هذا ليس غريبا‬
‫في الستعمال القرآني‪ :‬أنظر في محاورة إبراهيم ‪ ‬في سوة الشعراء وسيكون لنا موقف منها إن شاء ال لحقا ))أددفدرأدميلتمم دما لكمنلتمم دتمعلبلدودن )‪(75‬‬
‫ضلت‬ ‫أدمنلتمم دوآددبالؤلكلم املدأمقددلمودن )‪ (76‬دفعإرنلهمم دعألديو علي إعرلا دررب املدعادلعميدن )‪ (77‬الرعذي دخلددقعني دفلهدو ديمهعديعن )‪ (78‬دوارلعذي لهدو ليمطععلمعني دوديمسعقيعن )‪ (79‬دوإعدذا دمعر م‬
‫دفلهدو ديمشعفيعن )‪ (80‬دوالرعذي ليعميلتعني لثرم ليمحعييعن )‪ (81‬دوالرعذي أدمطدملع أدمن ديمغعفدر علي دخعطيدئعتي ديمودم اللديعن )‪ ((82‬لحظ النتقالة )درلب دهمب علي لحمكلما دوأدملعحمقعني‬
‫صاعلعحيدن )‪ ((83‬يسمىّ اللتفات من ضمير الغائب إلىّ المخاطب‪ .‬بدأ ينتقل من ذكر ال تعالىّ وهو الغائب الحاضر إلىّ أن وصل إلىّ درجاة أن‬ ‫عبال ر‬
‫يخاطب ال عأز وجال‪ .‬كما في قصة إبراهيم وفي أماكن متعددة‪ :‬نحن نناجاي ربنا )الحمد ل رب العالمين( بغيبة إلىّ أن نصل قنربنا إلىّ الدعأاء‬
‫فيعلمنا ال سبحانه وتعالىّ الدعأاء )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين( ثم ندعأو )إهدنا الصراط المستقيم( لننا ندعأو حاضرا مخاطبا‪ .‬لم يقل يهدنا أو يهدينا‬
‫هو‪ .‬لو قال )ال نعبد( يبقىّ غيبة أي يبقىّ في حال غياب لكنه يريد أن ينقلنا إلىّ مرحلة المخاطبة حتىّ ننتقل إلىّ الدعأاء‪.‬‬
‫دم العبادة على الستعانة؟‬
‫*لماذا ق د‬
‫لم يقل إياكّ نستعين وإياكّ نعبد‪ ،‬قندم العبادة وهذا التقديم هو المناسب في سورة الفاتحة لن العبادة حق ال والستعانة طلب العبد وحق ال مقندم‬
‫عألىّ طلب العبد‪ .‬وشيء آخر هذا يتناسب مع قوله تعالىّ )الحمد ل رب العالمين( ال المعبود ورب العالمين المستعان لن في الية توحيد‬
‫اللوهية وتوحيد الربوبية‪ :‬فإياكّ نعبد لتوحيد اللوهية وإياكّ نستعين لتوحيد الربوبية يبنين العبد أنه يستعين بال سبحانه وتعالىّ‪.‬‬
‫لعل هذه أهم المور وقد تكون هناكّ أمورا أخرى تغيب عأنا في )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين(‪.‬‬
‫)إهدنا الصراط المستقيم(ًا‬
‫ل ممكن أن نحذف المفعول الثاني فيه ويكتفىّ بالمفعول الول ‪ :‬قسم يقول هدى يتعدى بمفعول وقسم‬ ‫الفعل هدى يمكن أن يصل إلىّ المفعول أو ل‬
‫يقول منصوب بنزغ الخافض )أي حذف حرف الجار(‪ .‬بمكن أن تقول‪ :‬اللهم اهدني وارحمني وتقول لشخص‪ :‬هداكّ ال يا فلن )مفعول واحد(‬
‫ويمكن أن تقول‪ :‬هداكّ ال للخير‪ ،‬تستعمل اللم ويمكن أن تقول‪ :‬هداكّ ال إلىّ الخير‪ ،‬تستعمل إلىّ ويمكن أن تقول " هداكّ ال الخير‪ .‬فيها ثلثا‬
‫صور‪ .‬الصور الثلثا وردت في القرآن الكريم مع الفعل هدى )مع اللم ومع إلىّ ومن غيرهما(‪ .‬العلماء نظروا في هذا‪ :‬متىّ ليقال هكذا ومتىّ‬
‫يقال هكذا ومتىّ يقال هكذا؟ والقرآن الكريم ل يمكن أن نضع عأبارة مكان عأبارة فيه‪ ،‬فمتىّ يقول إهدنا الصراط‪ ،‬إهدنا للصراط‪ ،‬إهدنا إلىّ‬
‫الصراط؟ فمن خلل تأمل لغة العرب لنه لغة العرب يستدل بها عألىّ كتاب ال وإن كنا نؤكد أن القرآن حاكم عألىّ لغة العرب وليست لغة العرب‬
‫حاكمة عألىّ القرآن ولكن ليستأنس بها‪ .‬العلماء هنا بالنظر إلىّ الستعمالت قالوا‪ :‬إذا قيل إهدنا السبيل أو الصراط أو الخير فمعنىّ ذلكّ أنه إما أن‬
‫يكون النسان في الخير ويريد أن يعرف معالمه حتىّ ل يتيه‪ ،‬هو في الطريق هذا طريق كذا وأنا أقف عألىّ أول الطريق لكن أريد من يوضح لي‬
‫معالم الطريق ماذا فيه؟هل فيه محطات وقود؟ هل فيه إستراحات؟ أنا في داخل الطريق لكن أحتاج إلىّ معرفة معالمه‪ .‬هذه إهدنا الطريق يعني‬
‫هو في الطريق ووضح له ما في هذا الطريق‪ .‬وزادوا شيئا قالوا‪ :‬يحتمل أن يكون خارج الطريق ويقال هداه الطريق‪ .‬لكن إذا قالوا‪ :‬إهدنا‬
‫للطريق يكون خارجاا لكن يكون قريبا‪ ،‬اللم للقريب‪ ،‬هي اللم للغاية ولكنها للقريب أيضا‪.‬ولو قالوا‪ :‬إهدنا إلىّ الطريق يكون بعيدا فيأتي به إلىّ‬
‫الطريق‪ .‬الذي تبنين لنا من النظر في اليات أنه عأندما يقول )إهدنا الصراط( من غير اللم وإلىّ كأنه يريد أن يقول إنكّ أوصلتني إلىّ الصراط‬
‫ضحه لي معناه هو أيضا كان في الخارج وأوصله إلىّ الداخل فلما يقول إهدنا الصراط فهو قطعا داخل الصراط حتىّ نمنيز بين اللم وإلىّ‬ ‫فو ن‬
‫وحذفهما‪ .‬إهدنا الصراط‪ :‬هم في داخل الصراط يريدون معرفة ما فيه لكن عألماؤنا يقولون إذا حذف الحرفين )اللم وإلىّ( يحتمل المرين أن‬
‫يكون داخل الصراط وخارج الصراط‪ .‬والذي تبين لي من خلل اليات أنه حيثما وردت الصراط من غير حرف معنىّ ذلكّ أنهم في داخل‬
‫الصراط وإن كان لأوصلوا من بعيد أو لوععأدوا بأن يوصلوا من بعيد إلىّ الداخل لكن سوف ل يتركون‪ .‬المثلة ‪:‬‬
‫صدراضط‬ ‫)دودكدذعلدكّ أدمودحميدنا إعدلميدكّ لرولحا عممن أدممعردنا دما لكمندت دتمدعري دما املعكدتالب دودلا املعإيدمالن دودلعكمن دجادعملدناله لنولرا دنمهعدي عبعه دممن دندشالء عممن ععأدباعددنا دوإعرندكّ دلدتمهعدي إعدلىّ ع‬
‫لممسدتعقيضم )‪ (52‬الشورى( هذا الستعمال بع )إلىّ( معناه هم بعيدون عأن الصراط أنت تستطيع بإذن ال تعالىّ من مهمتكّ أن تأتي بهم إلىّ هذا‬
‫الصراط المستقيم‪ .‬المثال الخر )لقمل دهمل عممن لشدردكاعئلكمم دممن ديمهعدي إعدلىّ املدحلق لقعل اللرله ديمهعدي علملدحلق أددفدممن ديمهعدي إعدلىّ املدحنقع أددحيق أدمن ليرتدبدع أدرممن دلا ديعهلدي إعرلا‬
‫أدمن ليمهددى دفدما لدلكمم دكميدف دتمحلكلمودن )‪ (35‬يونس( الخطاب مع الشركاء )يهدي للحق( يأتي بهم قريبا‪ ،‬يقنربهم ويدخلهم في الصراط )أفمن يهدي إلىّ‬
‫الحق( حتىّ يوازن )أمن ل يهندي( إذن استعمل إلىّ واستعمل اللم‪) .‬يهندي( تقرأ هكذا عأند حفص للفائدة هي أصلها يهتدي‪ :‬الهاء ساكنة والتاء‬
‫متوحة فسكنت التاء حتىّ يكون إدغام التاء في الدال ول يجاتمع ساكنان فلكعسرت )ل يعهندي أي ل يهتدي(‪ .‬والعرب كانت تفهم هذا الكلم لنها لو‬
‫لم تفهم لسألت الرسول ‪ ‬واحتج عأليه العرب وقالوا أنت تتكلم لغة غير لغتنا‪ .‬الصورة الخرى في الكلم عألىّ موسىّ وهارون )فآتيناهما الكتاب‬
‫المستبين( عأندهما كتاب واضح )وهديناهما الصراط المستقيم( هما داخل الصراط يستفيدان من الكتاب المستبين في معرفة ما يرضي ال سبحانه‬
‫وتعالىّ وما ل يرضيه‪) .‬وهديناهما الصراط المستقيم( هما في داخل الصراط وهذا يعني أن المسلم عأندما يصلي أو يقرأ الفاتحة هو ليس خارج‬
‫الصراط وإنما هو في داخل الصراط لكن يريد أن تبنين له الصالح وأن يأخذ ال عأز وجال بيده ليريه هذه المعالم ما يرضيه وما ل يرضيه سبحانه‬
‫وتعالىّ‪ .‬قد يكون هو في الصراط وينحرف فهو عأندما يقول )إهدنا الصراط المستقيم( يعني بنين لنا هذه المور التي ترضيكّ لنكّ أنت في شرع‬
‫ال‪ .‬الصراط هو دين ال وفي دين ال عأز وجال بيان لما يرضي ال تعالىّ وما ل يرضيه سبحانه وتعالىّ‪.‬‬
‫ل وكلمة الصراط ولم يستخدم السبيل مث ا‬
‫ل‪:‬‬ ‫*دللة الفعل هدى لماذا لم يستخدم أرشد أو د د‬
‫)ديا أددبعت إعلني دقمد دجاادءعني عمدن املععملعم دما لدمم ديمأعتدكّ دفارتعبمععني أدمهعددكّ ع‬
‫صدرالطا دسعوريا )‪ (43‬مريم( و )وددهدميدناله الرنمجاددميعن )‪ (10‬البلد( هاتان اليتان قال بسببهما‬
‫بعض العلماء أن كلمة هداه الشيء تحتمل معنيان أنه هو في داخل الشيء أو خارج الشيء‪ .‬كلم إبراهيم ‪ ‬مع أبيه )أهدكّ صراطا سويا( أبو‬
‫إبراهيم ‪ ‬خارج الصراط فيقول له ‪ :‬أنا آتي بكّ إلىّ الصراط إذن )هداه الصراط( أي هو في الخارج‪ .‬في سورة البلد )وهدينان النجادين( هو في‬
‫الخارج ولبين له سبيل الحق وسبيل الباطل‪ .‬النجاد في الصل هو المرتفع والمراد به هنا طريق الهداية وطريق الغواية أن ال سبحانه وتعالىّ بين‬
‫للبشر ماذا يسعدهم وماذا يشقيهم؟ بنين لهم الخير وبنين لهم الشر )وهديناه النجادين( أوضحنا له هذا الطريق وهذا الطريق‪ .‬إذن هو في الخارج إذن‬
‫معناه يحتمل أن يكون في الداخل أو يكون في الخارج‪ .‬لماذا إخترنا الرأي الثاني أنه إذا حذف يكون في الداخل؟ هذا رأي بعض العلماء وأنا أميل‬
‫إليه‪ .‬وكتاب ال عأز وجال ل تنقضي عأجاائبه‪ .‬إبراهيم ‪ ‬كأنما يريد أن يقول لبيه إنني لن أترككّ‪ ،‬إنني سآخذ بيدكّ إلىّ الصراط وأكون معكّ‬
‫فأدنلكّ فيه )فانتبعني أهدكّ صراطا سويا( لو قال أهدكّ إلىّ الصراط من حيثا لغة العرب كان ممكن أن يقول أهدكّ إلىّ صراط سوي حتىّ يفهم‬
‫العربي أن إبراهيم لم يكن يريد فقط أن يوصل أباه إلىّ الصراط ولكن يريد أن يقول له سأمضي معكّ داخل الصراط أهديكّ أيضا‪ .‬فهو وإن كان‬
‫في الخارج لكن يحتمل أن معناه يكون معه في الداخل‪ .‬أنا سأكون معكّ وكونه في الداخل هو المرجاح لنني لن أترككّ‪) .‬انتبعني اهدكّ صراطا(‬
‫يعني آمن يال وآمن بي نبيا ستكون معي عألىّ الصراط وأوجاهكّ يعني سوف ل أترككّ‪: .‬كأن هذا نوع من التطمين بخلف لو قال أهدكّ إلىّ‬
‫صراط سوي ليس فيه ذلكّ التطمين بينما هنا فيه تطمين‪ .‬يمكن في غير القرآن أن يقول أهدكّ إلىّ صراط سوي‪ ،‬لكن العربي لما يقرأها ل يحس‬
‫بهذا التطمين بينما أهدكّ صراطا سويا يحس بالطمئنان أنه سيوصلني ويمضي معي في هذا الصراط‪.‬‬
‫)وهديناه النجادين( النسان ل يكون في النجادين في آن واحد وإنما يكون في نجاد من النجادين‪ .‬العبد حينما بنين ال عأز وجال له هذين النجادين‬
‫سيكون في واحد منهما عألىّ وجاه اليقين إما أن يكون في هذا وإما أن يكون في هذا فهو في النجاد أيضا لم يقل وهديناه إلىّ النجادين لو قال إلىّ‬
‫النجادين يعني سيوصله إليهما‪ ،‬إلىّ المكانين لكن هديناه النجادين بما يختار من أحدهما فسيكون فيه‪ .‬هذا الكلم ل يعني أننا نلغي الكلم الثاني إذا‬
‫حذف الحرفين اللم وإلىّ فعند ذلكّ يحتمل أن يكون هو داخل الشيء أو خارجاه لكن عأند ذلكّ تفوت هذه اللمسة البيانية ول يحس به النسان وهذا‬
‫الذي جاعلنا نختار هذا الشيء‪.‬‬
‫ن‬
‫تختلف دللة الفعل بإختلف الحرف المصاحب له هداه‪ ،‬هداه لع‪ ،‬هداه إلىّ ‪:‬هداه إلىّ الشيء يشير إلىّ بعده بنين ودل وأرشد كلها تعطي معنىّ‬
‫واحد هو اليضاح والتبيين‪ .‬هدى وأخواته من الفعال الخرى‪.‬‬
‫أيضا عأندنا شيء في )إهدنا الصراط المستقيم(‪ :‬فعل الهداية ليس هو مجارد الرشاد وإنما الهداية فيها شيء كأنه يكون إلىّ القلب أيضا‪ .‬صحيح‬
‫هو هداه إلىّ كذا كأنه أرشده لكن في إستعمالت العرب كأنه يمس شيئا داخليا فيه ومنه الهدية لما تقدمها لنسان‪ .‬الهدية غير العطاء‪ .‬لما تقول‬
‫أعأطاني فلن كذا ‪،‬أعأطاني شيء مادي‪ .‬أهداني شيئا هو أيضا مادي لكن في داخله نوع من المحبة والحميمية والود وفي الحديثا الشريف "تهادوا‬
‫تحابوا" فرق بين أعأطيته وأهديته فيها شيء قلبي كأن هذا الشيء جاعل القرآن يختار إهدنا الصراط المستقيم ليس فيها فقط مجارد إرشاد أو‬
‫إيضاح‪ ،‬فيها هذه اللمسة التي رأيناها في قوله ‪" :‬تهادوا تحابوا"‪.‬‬
‫الصراط‪:‬‬
‫صلرط مثل كتاب لكلتب‪ .‬الصراط هذه صيغة فعال من معانيها التي‬ ‫لم يقل السبيل مع أن القرآن استخدمها وإستعمل الجامع )سبل(‪ .‬الصراط جامعها ل‬
‫هي ملحوظة هنا فيها معنىّ الشتمال )والفعل سرط(‪ .‬لما يقول رباط الرباط يضم ما تحته فالصراط كأنه من السعة بحيثا يشتمل عألىّ كل‬
‫السائرين فيه ل يضيق بهم بينما الطريق هو المكان المطروق الذي طرقته القدم بحيثا يظهر أن الناس سارت من هنا هذا ل يعني أنه يسع الجاميع‬
‫يمكن أن يكون الطريق عألىّ قدر إنسان واحد‪ ،‬في المناطق المشوكة )التي فيها شوكّ( والناس تمشي تطرق مكانا واحدا )طريق‪ :‬فعيل بمعنىّ‬
‫مفعول يعني مطروق مديوس داسته القدام(‪ .‬السبيل بمعنىّ السبال أي المتداد هذا المتداد أيضا ل يحمل معنىّ السعة‪ .‬لما يختار مناطق‬
‫المتداد لمجارد المتدادات‪ .‬الصراط أصلها سرط بمعنىّ ابتلع )يقال سرط اللقمة ابتلعها( لكن لمكان الطاء جاعلت الشيء صادا ولنا فيها حديثا‬
‫ولن الطريق لما يمشي فيه الناس الصراط كأنه يسرطهم أي يبتلعهم يغيبون فيه شيئا فشيئا‪.‬‬
‫مداخلة ‪ :‬هل يحتمل معنىّ إياكّ نعبد وإياكّ نستعين أنه إضافة إلىّ ما ذكرتم أن القصد من الجامع في العبادات أن كل فرد يتوجاه إلىّ ال تعالىّ‬
‫عألىّ أنه مجاموعأة من العأضاء والجاوارح وكل منها يتوجاه مع صاحبها إلىّ ال تعالىّ طائعة له )وإن من شيء إل يسبح بحمده ولكن لتفقهون‬
‫تسبيحهم( وإياكّ نستعين عألىّ كل عأبادة لكنلفت بها هذه العأضاء والجاوارح بدليل )إن صلتي ونسكي ومحياي ومماتي ل رب العالمين(؟‬
‫يجايب الدكتور حسام أن هذا توجايه جايد وتفكير سليم‪.‬‬

‫إهدنا الصراط المستقيم‪:‬‬


‫*الصراط هل قراءة )سراط( بالسين هي خلف الرسم؟‬
‫القراءة المشهورة جامهور القراء قرأوها بالصاد‪ .‬هو أصل الفعل بالسين )سرط( هذا الصل‪ ،‬لكن بسبب الطاء النطق العربي حنول السين إلىّ‬
‫صاد فصاروا يقولون الصراط‪ .‬فقراءة السراط وإن كان الذين قرأوا السراط أقل ممن قرأ الصراط ولكن هي قراءة سبعية أجاازها رسول ال ‪‬‬
‫بأمر من ربه‪ .‬من شروط القراءة الصحيحة موافقة رسم المصحف فلما يرى النسان الصاد رسمها غير رسم السين يمكن أن يقول أن هذه خلف‬
‫ل‪ :‬حاولت أن أصطنع‬ ‫الرسم‪ .‬لكن بعض الصوات تختلف في السمع وحتىّ في الرسم أحيانا وهي في حقيقتها صوت واحد‪ .‬نوضح الكلم قلي ل‬
‫جاملة إنجاليزية والعبارة سهلة ميسورة‪ ،‬الحرف الذي بين ‪ t‬و ‪ r‬في ألف باء النجاليزية‪ S .‬ماذا يقابل في أصوات العربية؟ حرف السين‪ .‬لكن‬
‫إسمع نطق هذه الجاملة‪ as you know this is for us :‬نجاد هنا الرسم ‪ s‬قد للعفظ بصور‪ (as) :‬ل هو زاي ول هو سين ول هو صاد لكن‬
‫رسمه بهذه الصورة المعقوفة ‪ s‬لكن النجاليزي ينطقه )آز( مثل كلمة ظلم وظالم الذي يعنبر عأنه عألماؤنا أنه الزاي المطبقة أو الصاد المجاهورة‬
‫يهتز معها الوتران‪ (this) .‬هذه السين ورسمها هو هو لم يتغير‪ (is) .‬خرجات زايا والرسم هو هو‪ (us) ،‬صاد‪ .‬هذه أصوات الصفير يمكن أن‬
‫الرسم يكون بصورة والنطق يكون بصورة أخرى متفقة مع ما جارى عأليه العرف في النطق ول يكون هذا مخالفة للرسم بمعنىّ أنه عأندما يقرأ‬
‫عأبد الباسط )لست عأليهم بمسيطر( )لست عأليهم بمصيطر( بالسين والصاد وقرأها بالزاي المطبقة التي هي كالضاد العامية في مصر‪ .‬هو رسم‬
‫واحد لكن نطقه بأكثر من صورة تماما كما أن رسم ‪ s‬النجاليزية واحد لكن أهل لغتهم ينطقون به بأكثر من صورة فهذا ل يدخل في إختلف‬
‫ل اللم ممكن أن تأتي مفخمة ويمكن أن تأتي مرققة‪ :‬هي صوتان مفخمة ومرققة فلما يقرأ ورش )الصلة( مفخمة ل يقال هذا‬ ‫الرسم‪ .‬كذلكّ مث ل‬
‫مغاير للرسم لن هذا الرسم ينطق بطريقتين )الصلة مفخمة( و)الصلة مرققة( فإذن ل نقول قراءة السين مخالفة للرسم لن هي رسمت هكذا‬
‫لكن تتحمل هذا النطق‪ .‬كما أنه رسم ‪ s‬واحد ل يقال لنما تقول ‪ is‬هذا مخالف للرسم أو كيف ترسم سين وتنطق زاي؟ هو هذا الصوت لينطق بأكثر‬
‫من طريقة‪ .‬المعنىّ لم يتغير )مسيطر أو مصيطر( فإذا تغنير المعنىّ نقول تغير الرسم لنه عأند ذلكّ تكون كلمة أخرى مغايرة مثل سعد وصعد‬
‫والسعادة غير الصعود تغيرت الدللة‪ .‬تغير الدللة يشير إلىّ أن هذا الصوت كما يعبر عأنه الن )فوني( لكن لما لم تتغير الدللة يقال له‬
‫)ألفون(‪ .‬الدللة لم تتغير وإنما هو تنويع مثل تنويع النون‪ :‬إظهار‪ ،‬إخفاء وغيرها‪ .‬يجاوز قول السراط لنه وردت فيه قراءة سبعية فإذا لم ترد‬
‫فيه قراءة سبعية التغيرات الصوتية عأند ذلكّ ينبغي أن نحافظ فيه عألىّ النطق السليم ‪ .‬أحيانا وجاود صوت الدال المجاهورة وقبلها الصاد يؤدي إلىّ‬
‫تحول الصاد إلىّ الضاء العامية )ظ(‪ .‬لو جائت لشخص وقلت له إقرأ‪ :‬حتىّ يصدر الرعأاء يقرأها يظدربسبب الدال‪ .‬هذا إذا لم ترد فيه قراءة‬
‫سبعية متواترة ليمنع‪ .‬ننظر هل وردت قراءة )يظدر(؟ إذا وردت قراءة سبعية نقول عألىّ تلكّ القراءة وإذا كنت أنت تقرأ برواية حفص ينبغي أن‬
‫تظهر الصاد خالصة ما دمت إلتزمت قراءة حفص عأن عأاصم‪ .‬هذا فيما يتعلق بالفرق بين السراط والصراط طبعا والقراءة المتداولة هي بالصاد‬
‫)الصراط(‪ .‬لكن إذا سمعنا أحدا يقرأ برواية أخرة بالسين ل نثور عأليه وإنما هي قراءة سبعية أقرها رسول ال ‪ ‬بأمر من ربه وليس من عأند‬
‫نفسه ‪.‬‬
‫المستقيم‪:‬‬
‫في الهندسة يقولون أن الخط المستقيم هو أقصر لبعد بين نقطتين‪ .‬فكأن المسلم يدعأو ال سبحانه وتعالىّ أن يجاعله في أقرب الطرق )الصراط‬
‫ل إذا لم يكن مستقيما‪ .‬وهذه الستقامة التي يروى في الثر ول‬ ‫المستقيم( الذي هو أقرب الطرق‪ .‬والمستقيم ل يكون متعبا معوجاا لن يكون طوي ل‬
‫أعألم صحة الحديثا أن الرسول ‪ ‬قال‪ :‬شيبتني هود لنه فيها )فاستقم كما لأمرت ومن تاب معكّ( هذه الستقامة أن يكون النسان عألىّ الطريق‪.,‬‬
‫لما قال إهدنا الصراط المستقيم ليفترض أن ينتهي عأند هذا القول لكن كأن الصراط المستقيم كلم عأام وأريد له أن ليبنين ما المقصود بالصراط‬
‫المستقيم للتفصيل‪ .‬الصراط المستقيم هو دين ال تعالىّ لكن كأنما أريد له أن يفصل‪ :‬الصراط المستقيم‪ :‬صراط الذين أنعمت عأليهم غير‬
‫المغضوب عأليهم ول الضآلين‪ .‬عألماؤنا هنا يقولون البشر في الصل صنفان‪ :‬لمنعم عأليهم )مؤمنون( وغير مؤمنين‪ ،‬غير المؤمنين صنفان‪:‬‬
‫عألماء لم يتبعوا الدين )عألموا الدين ولم يتبعوه( وأناس لم يعلموا هذا الدين‪ .‬فالذين أنعمت عأليهم من المؤمنين‪ ،‬من الصالحين من أتباع هذا الدين‪،‬‬
‫ضب ال سبحانه وتعالىّ فهذا فريق )فرق الذين عألموا الحق ولم يتبعوه( )دوإعدذا عقيدل لدله‬ ‫غير المغضوب عأليهم العالم الذي ينحرف عأن دين ال ليغ ع‬
‫ارتعق الرلده أددخدذمتله املععرزلة عباملعإمثعم دفدحمسلبله دجادهرنلم دودلعبمئدس املعمدهالد )‪ (206‬البقرة( هو يعلم الحق‪ .‬الوليد بن المغيرة كيف وصف القرآن؟ قال إن له لحلوة وإن‬
‫عأليه لطلوة‪ ..‬وصفه حتىّ قيل له أصبأت؟ قال ل‪) .‬دودقادل الرعذيدن دكدفلروا دلا دتمسدملعوا علدهدذا امللقمرآدعن دواملدغموا عفيعه لددعلرلكمم دتمغعللبودن )‪ (26‬فصلت( لو فتحوا‬
‫قلوبهم لمنوا لكنهم يعرفون وينحرفون فهؤلء ليغضبون ال سبحانه وتعالىّ فهم مغضوب عأليهم لنهم عألماء إنحرفوا‪.‬‬
‫الفريق الخر‪ :‬الضالون الذين لم يعرفوا شيئا‪ .‬فالمسلم يدعأو ال عأز وجال أن يرزقه الصراط المستقيم ل صراط هؤلء ول صراط هؤلء فهذه‬
‫قسمة حاصرة كما يقولون‪ .‬هم ثلثة أصناف ل مجاال لرابع‪ .‬ل يكفي الصراط المستقيم هذا موضع إيضاح وتفصيل‪ .‬رب العزة يعنلمنا أن نقصد‬
‫بالصراط المستقيم )صراط الذين أنعمت عأليهم( عألىّ مر العصور فالمسلم ضمن قافلة طويلة ممتدة‪ .‬صراط الذين أنعمت عأليهم هذا توضيح‬
‫للصراط المستقيم وبيان له كما يقول الشاعأر )أقسم بال أبو حفص عأمر( أبو حفص معروف أنه عأمر لكنه حاول أن يبنين لعنل هناكّ أبو حفص‬
‫آخر‪.‬‬
‫)إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ول الضالين(ًا‬
‫ل توهم بأن هناكّ صراطا آخر‪ .‬هؤلء ل يكون لهم صراط مستقيم لنه بين نقطتين ل يكون إل خط واحد لن الخط عأبارة عأن مجاموعأة مقاط‪.‬‬
‫*هل كلمة الصراط توحي بالستقامة؟‬
‫كل‪ ،‬الصراط هو السبيل الواسع لن كلمة )فعال( فيها معنىّ الشتمال يشتمل عألىّ كل ما فيه ل يضيق بما فيه بغض النظر عأما إذا كان مستقيما‬
‫أو متعرجاا‪ .‬ولذا ل بد من قول المستقيم لعدة معاني‪ :‬مستقيم حتىّ يبنين إستقامته ليس فيه إعأوجااج وليبنين أنه ل يوجاد طريق مستقيم آخر بين‬
‫نقطتين بينكّ وبين النهاية التي يريدها ال عأز وجال لكّ ل يوجاد إل طريق واحد بخط واحد بمستقيم واحد وهذا فعله الرسول ‪ ‬خنط خطا في‬
‫الرض وقال هذا صراط ال المستقيم وخط خطوطا عألىّ جاانبيه وقال‪ :‬هذه السبل وعألىّ راس كل سبيل شيطان يدعأو إليه‪ .‬ل يوجاد إل دين‬
‫واحد‪ ،‬طريق واحد يوصل إلىّ مرضاة ال سبحانه وتعالىّ خط مستقيم ل يحتمل التعدد‪ ،‬يقولون خطي أو منهجاي ل يتعارض مع السلم‪ ،‬يوازي‬
‫السلم هذا الكلم كله ل ينفع‪ ،‬منهجاكّ السلم ول يكون بين نقطتين إل مستقيم واحد يمكن أن يكون بينهما أكثر من خط متعرج أو منحني لكن‬
‫هناكّ مستقيم واحد‪.‬‬
‫*ما دللة استخدام صيغة الماضي في )أنعمت عليهم(؟‬
‫ل معناها هناكّ تجاربة سابقة لمن أنعم ال عأز وجال عأليهم‪ .‬هذا شيء والشيء الخر حتىّ يحنس المسلم أنه‬ ‫حينما يقول تعالىّ )أنعمت عأليهم( أو ل‬
‫جازء من قافلة فال سبحانه وتعالىّ قد أنعم عألىّ أناس وجاعلهم عألىّ هذا الصراط من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحلسن أولئكّ رفيقا‪.‬‬
‫ل طريق قديم أنعم ال سبحانه وتعالىّ عألىّ هؤلء منذ آدم ع‪ .‬لو قال ‪ :‬تنعم عأليهم سيكون الكلم عألىّ الحال والستقبال يقطعه عأن السابقين‬ ‫فهو أو ل‬
‫الماضين‪ .‬لما نقول‪ :‬أنعمت عأليهم تعني نحن ستنعم عألينا فالذين يأتون من بعدنا يدعأون أن يكونوا عألىّ حالنا فالنعام دائما متجادد‪ .‬كلما تأتي أمة‬
‫تدعأو ال أن ينعم عأليها كما أنعم عألىّ من سبقها‪.‬‬
‫*هل بالمكان في غير القرآن قول‪ :‬صراط المنمعم عليهم؟‬
‫لما يقول أنعمت‪ :‬هذه التاء خطاب الباري عأز وجال‪ ،‬أنت يا رب فيها ذكر ال عأز وجال وأنه هو المنعم بينما لو قال في غير القرآن صراط المنعم‬
‫عأليهم تغيب هذه الصورة ويسأل القارئ من عقدبل من هذا النعام؟ فالسناد المباشر إلىّ ال تعالىّ فيه هذه اللمسة عألىّ قلوب المؤمنين‪ .‬لما يقول‬
‫صراط الذين أنعمت عأليهم‪ :‬ماضي الخطاب مع ال سبحانه وتعالىّ‪.‬‬
‫*هل بالمكان قول غير المغضوب عليهم وغير الضالين أو غير المغضوب عليهم والضالين؟‬
‫لو قال في غير القرآن غير المغضوب عأليهم والضالين سيجاتمع الفريقان كأنه شيء واحد بصفتين‪ :‬مغضوب عأليهم وضالين‪ .‬هناكّ فريقان غير‬
‫المغضوب عأليهم هذا فريق والضالين فريق آخر‪ .‬ولو قال غير المغضوب عأليهم والضالين كأنه يعني مغضوب عأليهم وضالين هم نفسهم‪ .‬ليس‬
‫شرطا أن العطف يفيد المغايرة‪ :‬نحن نقول‪ :‬زيد كريم وفاضل أي فيه صفتنا وهو نفسه‪ .‬هؤلء غضب ال عأليهم وضلوا فيكونون فريقا واحدا‬
‫وال تعالىّ يريد أن يبنين أن الناس هنا غير المؤمنين فريقان صنفان فتفوت حينئذ فكرة أنهم عألىّ صنفين‪.‬‬
‫لكن ممكن أن يتحصل هذا المعنىّ )معنىّ الصفتين( بغير )ل( أن يقول )وغير الضالين( وتكون مناسبة )غير وغير( أو)و ليس الضالين( غير‬
‫وغير أحسن من ليس لن غير وغير تبقىّ محافظة عألىّ الغيرية‪ .‬عألماؤنا يقولون‪ :‬لما يقول غير المغضوب عأليهم تكوينهم غير تكوين الضالين‬
‫وحسابهم غير حساب الضالين وجارمهم غير جارم الضالين‪ .‬المغضوب عأليهم قلنا أنهم الذين عألموا وانحرفوا )والبعض يقولون أنهم المغضوب‬
‫عأليهم هم اليهود والضالين النصارى ونحن ى نخوض في هذا ولكن نأخذ النص من حيثا اللغة عألىّ عأمومه‪ .‬المغضوب عأليهم هم الذين عأرفوا‬
‫الطريق ولم يتبعوه وانحرفوا وحساب هذا العارف بالطريق ولم يتبعه غير حساب الذي لم تبلغه الدعأوة أو لم يعرف فالضانل أقل لجارما من الذي‬
‫يعرف الطريق وينحرف‪ .‬الن لو قال )غير المغضوب عأليهم وغير الضالين( سيجاعلهم بمنزلة سواء )غير وغير(‪ .‬إستعمل لهم الحرف )ل( لم‬
‫يستعمل السم )غير( والسم أقوى من الحرف‪) .‬غير المغضوب عأليهم( لهؤلء الذين عأرفوا وإنحرفوا ثم إستعمل الحرف )ل( الذي هو أقل شأنا‬
‫وفيه معنىّ التوكيد )ول الضالين(‪ .‬لكن هؤلء هم أقل منزلة في الجارم‪ ،‬أقل جارما من هؤلء العارفين هذا المعنىّ أقل جارما وصنف ثاني يكون‬
‫لما نقول )غير المغضوب عأليهم وغير الضالين( يقنربهم كأنهم في نفس المستوى‪ .‬كل‪ ،‬العارف المنحرف غير الجااهل في حكمه وفي حسابه‪.‬‬
‫من حيثا الدللة‪ :‬الغيرية تكون شاملة و )ل( تكون مؤكدة للنفي )أنكدت نفي )غير( الولىّ لكنها أقل رتبة لنها حرف والحرف أقل من السم ثم‬
‫هو أقل من الفعل )ليس( ولذا لم يقل )و ليس من الضالين( أيضا كانت في مرتبة أدنىّ‪ .‬أما لماذا قندم المغضوب عأليهم عألىّ الضالين فلن‬
‫مصيبتهم أكبر فل بد أن يبدأ بهم‪.‬‬
‫ل فمعل لتهققا إ ا م‬
‫ن‬
‫مقق م‬
‫ذا ومأن مققا ل‬‫* ما الفرق بين معنى الضلل في الفاتحة )ول الضالين( و قققوله تعققالى )قمققا م م ت م ل‬
‫دى )‪ (7‬الضحى(؟د‪.‬حسام النعيمى‬ ‫ضالل فمهم م‬ ‫جد م م‬
‫ك م‬ ‫ضاللي م‬
‫ن )‪ (20‬الشعراء( و)وموم م‬ ‫ال ض‬
‫معنىّ الضلل في اليات الثلثا واحد وهو عأدم معرفة شرع ال سبحانه وتعالىّ‪ .‬فموسىّ ‪ ‬فعل هذا قبل النبوة فهو ل يعرف شرع ال‪ ،‬والرسول‬
‫ل فهدى( يعني لم تكن عأارفا شرع ال تعالىّ فهداكّ إلىّ معرفة شرع ال بالنبوة‪ .‬فاضللل هنا‬ ‫‪ ‬لما يقول له ال عأز وجال تعالىّ )ووجادكّ ضا ل‬
‫عأدم معرفة شرع ال وليس الضلل معناه الفسق والفجاور وعأمل المنكرات وإنما هو الجاهل بشرع ال سبحانه وتعالىّ‪ :‬غير الضالين‪ ،‬وموسىّ ‪‬‬
‫ل بشرع ال ومحمد ‪ ‬لم يكن يعرف شرع ال تعالىّ قبل النبوة فالمعنىّ واحد‪.‬‬ ‫قبل النبوة فعل هذا فكان جااه ل‬
‫وهل تطيق وداعأا أيها الرجال‬ ‫ولدع هريرة إن الركب مرتحل‬
‫القلىّ من البغض ويكون بين المتباغضين فقال )ما ودعأكّ( فأكرمه لنه يحبه وقال )وما قلىّ( وما قال وما قلكّ إكراما له أن يناله الفعل‪ .‬عأندما‬
‫تكرم أحدهم تقول سمعت أنكّ تكلمت فيقول ما تكلمت ول يقول تكلمت عأليكّ‪ ،‬ل يقول له ما شتمتكّ وإنما يقول ما شتمت‪ .‬فيها إكرام وإجالل‬
‫للمخاطب في الحالتين في التوديع والقلىّ شنرفه في الذكر قال ودعأكّ وشنرفه في الحذف‪) ،‬دما دورددعأدكّ دريبدكّ دودما دقدلىّ( إذن شنرفه في الذكر وشرفه في‬
‫الحذف‪ .‬دراسة الحذف مسألة تحددها السياقات التي ترد فيه وتأتي كل حالة بقدرها‪.‬‬
‫لمسة نطقية‪:‬‬
‫كيف ننطق المغضوب عأليهم ول الضالين؟ هذا الصوت‪ :‬المغضوب عأليهم )بالضاد( والضالين )الضاد( وأهل العراق والخليج ويقرأوها‬
‫بع)الظا(‪ .‬لو جائنا إلىّ كلم عألمائنا القدماء‪ :‬عألماؤنا وصفوا الصوات وصفا دقيقا في غاية الدقة بحيثا الغربيون هناكّ مستشرق إسمه أي شاده‬
‫كتب بحثا قيما في العشرينيات‪" :‬الصوات اللغوية عأند سيبويه وعأندنا" ونقل كثيرا منه الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه "الصوات اللغوية"‪ ،‬ليبدي‬
‫بالغ إعأجاابه بعقلية عألماء العربية القدماء بوصف الصوات يقول ‪ :‬الن نحن وصلنا إلىّ هذه الدقة بالجاهزة وهم وصلوها بالتجاربة الذاتية‪ .‬فلما‬
‫ننظر في وصفهم لهذا الصوت )الضاد( نجاد أنه مخالف مخالفة كلية لنطقنا الحالي‪ .‬كيف؟ لم أسمع من ينطق الضاد كما وصفه عألماؤنا الن في‬
‫أي لغة من اللغات‪.‬‬
‫أولا مقدمة يسيرة‪ :‬فكرة التحول في الصوت ليست غريبة وليست بدعأة‪ ،‬الصوات تتحول وهذا قانون لغوي عأام لكن بسبب القرآن الكريم‬
‫وعألماء التجاويد حرصت المة عألىّ المحافظة عألىّ أصوات العربية كما وضعت قديما وإل نحن الن القاف تنقلب همزة في بعض اللهجاات )قلم‬
‫– ألم( والجايم تنقلب قاف إلىّ كاف مجاهورة بل إن الجايم لدى فصحاء بلد معين )مثل مصر( تحولت إلىّ كاف مجاهورة حتىّ من يقرأ قصيدة أو‬
‫أخبار في التلفزيون أو الذاعأة إل من رحم ربي يقرأون )جامهورية‪ ،‬جامال( حتىّ إذا أرادوا أن ينطقوا الجايم جايما يضعون تحتها ثلثا نقاط مثل‬
‫)چيهان( لنه لو كتبوها بالجايم تقرأ )جايهان(‪ .‬يكذب صارت يكزب‪ ،‬كزاب‪ ،‬كزب‪ ،‬هيثم صارت هيسم لليكتب بالثاء وتنطق بالسين وفي المغرب‬
‫ل مطبقة عأند الفصحاء إل من يتقصد الفصاحة‪ .‬الصوات تتحول فليس‬ ‫ل والثاء صارت تاء والظاء صارت دا ل‬ ‫العربي لتلفظ هيتم‪ ،‬الذال صارت دا ل‬
‫غريبا أن يتحول صوت الضاد‪ .‬الجايم الن يعاني سيتحول وهو يتحول‪ :‬في بلد الشام صار )ج( وفي عأموم بلدنا في العراق والخليج صار‬
‫جايما مركبا يبدأ شديدا وينتهي رخوا بحيثا تحول من قمري إلىّ شمسي‪ .‬الن‪ .‬بقراءتنا العأتيادية نقول الحالة الجاوية بدون لفظ اللم‪ ،‬من أين‬
‫جااء هذا؟ الجايم شرب من الشين فصار مختلطا‪ ،‬الشين شمسي فتحول اللم إلىّ جانسه )اجاو(‪ .‬حرف الجايم ينازع وقد يموت وقد نحافظ عأليه‬
‫ونبقيه بسيطا كما ليسمع من بعض أهل السودان )يخرجاونه من وسط اللسان وسقف الفم(‪.‬‬
‫هذا تحول طبيعي فل نستغرب‪ .‬نأتي الن إلىّ كلم عألمائنا‪ :‬هذا كلم سيبويه وكتاب سيبويه لنعقل بالتواتر في شرحه يعني ل شكّ فيه ولحقق ولنعشر‬
‫أكثر من مرة وموجاود نسخ مخطوطة في المغرب ونسخ مخطوطة في المشرق مئات النسخ ويقال عأنه قرآن النحو‪ .‬هو كتاب مشهور ومطبوع‬
‫ومحقق الن ومنشور أكثر من طبعة وسيبويه توفي عألىّ الرجاح عأام ‪ 175‬للهجارة فكان مشافها للعرب واصفا لصواتهم ثم من جااء بعده نقل‬
‫هذا الوصف بعلم وبمشافهة أيضا ول يقول أخطأ سيبيويه فأخطأ من جااء بعده من عألماء اللغة وعألماء التجاويد هذا الكلم ظلم‪ .‬عألماؤنا ما زالوا‬
‫ينقلون منه‪ :‬أحدثا كتاب وهو ينقل من كتاب سيبويه يقول من أين مخرج الضاد؟‬
‫من بين أول حافة اللسان وما يليها من الضراس الجاانبية )يعني أن الضاد يخرج من الجاانب وليس من المام( ومن الحروف‪ :‬الشديدة التي يمنع‬
‫ل طويلة‪ ،‬ومنها الرخوة وهي ‪ ... :‬والضاد‪ ..‬وذلكّ أنكّ إذا قلت‬ ‫ل لما تقول )قد( ينغلق ل تستطيع أن تخرج دا ل‬ ‫الصوت أن يجاري فيه‪ ،‬الدال مث ل‬
‫أطعععععععس وانقض وأشباه ذلكّ أجاريت الصوت إن شئت‪ .‬لما تقول يشرب للتعليم تستطيع أن لتخرج شينا طويلة لكن إذا أردت أن تقول‬
‫يضرب ل تستطيع أن تخرج ضادا كالشين لن المجارى ينغلق فهذه إذن غير هذه‪ .‬فهذا الضاد التي ينطقها بعض العرب أو المجاودين هذه ليست‬
‫ضاد العرب‪ .‬إذا أردنا أن ننطقها ينبغي أن نتكنلفها ونتعلمها لنهم كانوا يقولون من القديم‪ :‬مكي إبن أبي طالب القيسي وأبو عأمرو الداني وغير‬
‫هؤلء من عألماء التجاويد يقولون‪ :‬وليس أعأسر عألىّ اللسان من الضاد‪ .‬الن هو ليس عأسرا إذن ما ننطق به ليس هو الضاد‪ .‬تحتاجاإلىّ لتدريب‬
‫أن تجاعل اللسان في الداخل‪ ،‬هم يقولون يمتد به الصوت إلىّ مخرج اللم‪ :‬تجاعل اللسان في الداخل وتحاول أن تخرج الصوت من الجاانب‪ .‬مكي‬
‫إبن أبي طالب القيسي توفي عأام ‪ 437‬للهجارة يعني منذ ما يقارب اللف عأام وهو من اللقنراء ممن أخذ القرآءة بالسند‪ ،‬تركّ الندلس وجااء إلىّ‬
‫مصر وفي مصر أخذ القراءة بالسناد إلىّ رسول ال ‪ ،‬يقول الضاد صعب لكن إجاتهد أن تنطقها‪ .‬فيقول‪ " :‬فل بد للقارئ المجانود أن يلفظ بالضاد‬
‫ويعطي وصفها فليظهر صوت خروج الريح عأند ضغط حافة اللسان بما يليها من الضراس عأند اللفظ بها‪ .‬هذا صعب ولكن نتدرب عأليه‪ .‬ل‬
‫أقول له أي جازي الصوت قيقول جارى الصوت في داخل المخرج هذا ليس جاريانا‪ .‬منكي آخذ القراءة بالسند منذ ألف عأام هو يقول‪ :‬يجاب أن‬
‫يظهر صوت خروج الريح‪.‬‬
‫كيف ننطق الضاد؟ الن ننطق الضاد أمامية شديدة وهي في لغة العرب جاانبية رخوة فالمخرج والصفة مختلفان‪ .‬إذا قرأنا )فإذا أفضتم من‬
‫عأرفات( أو )اضطررتم إليه( الضاد التي هي دال مطبقة هي أخت التاء وما دامت أخت التاء ينبغي أن يكون هناكّ إدغام فأنت هنا إما أن لتدعغم‬
‫إدغاما ناقصا وهذا لم يقل به أحد ل من الولين ول من الخرين‪ ،‬وإما أن تقلقل وما قال أحد ل من الولين ول من الخرين أن تقلقلها‪ .‬هذا مشكل‬
‫والدممخدلص أن نحاول أن نتكنلف او نعنلم التلمذة كيف ينطقون الضاد الصحيحة بخروج الريح من أحد الشدقين‪ .‬فإن لم نستطع نأخذ بفتوى المام‬
‫فخر الدين الرازي )‪604‬هع(‪ :‬حتىّ نتخلص من مشكلة )أفضتم( و)اضطررتم( وا أشبه ذلكّ‪ .‬هو ليفتي بنطقها ظاء ويقول‪" :‬المختار عأندنا أن‬
‫إشتباه الضاد بالظاء ل ليبطل الصلة لن المعنىّ معروف والتمييز عأسر‪ .‬المشابهة من وجاوه‪ :‬الول أنهما من الحروف المجاهورة والثاني أنهما‬
‫من الحروف الرخوة والثالثا أنهما من الحروف المطبقة والرابع أن الظاء وإن كان مخرجاه من بين طرفي اللسان وأطراف الشفة العليا ومخرج‬
‫الضاد من أول حافة اللسان وما يليها من الضراس إل أنه حصل في الضاد إنبساط لجال رخاوتها وبهذا السبب يقرب من مخرج الظاء‪ .‬التمييز‬
‫عأسر يين هذين الحرفين ليس في محل التكليف‪.".‬‬
‫ل تقول كلمة )عأين( ل يجاوز أن لتستعمل إل للباصرة‪ ،‬فإذا قلت شربت من عأين باردة‪ ،‬تقول كيف وهذه العين التي نبصر بها؟ كل فالسياق يبنين‬
‫المعنىّ‪ .‬بل لقعريء )وما هو عألىّ الغيب بضنين( )وما هو عألىّ الغيب بظنين( بالظاء وهي قراءة سبعية والرسم واحد بالصاد المنقوطة‪ .‬ويقول‬
‫الرازي‪ :‬والتمييز عأسر يين هذين الحرفين ليس في محل التكليف‪ .‬تغير الصوات يكون بمئات السنين حتىّ تتغير‪ .‬فالمخدلص ليس بنطقه دا ل‬
‫ل‬
‫مطبقة لكن بالصل أن ننطقه كما وصف جاانبي رخو وهو أقرب إلىّ الظاء‪ .‬ننطقه جاانبيا رخوا ويمكن أن نمد به الصوت قد يكون هذا وقد ل‬
‫يكون ولكنه أقرب من الضاد التي نلفظها أمامية شديدة‪ .‬ويقولون من الشدق اليسر أسهل ويحتاج إلىّ تمرين وإن لم نستطع ننطقه ظاء أخذا‬
‫بفتوى المام فخر الدين الرازي لنه يختلف المخرج والصفة واحدة‪ .‬الدللة ل تتغير لن السياق يشير إلىّ ذلكّ‪ .‬كما قلنا العين‪ :‬ربما العين تعني‬
‫عأين باصرة وعأين ماء نعرفها حسب السياق‪ .‬هم يقولون ليس أعأسر عألىّ اللسان من نطق الضاد‪ .‬في الوقت الحاضر بعض الكنتاب المعاصرين‬
‫بعض الدراسات تنطقها هكذا )الضالين( يقولون نضيف إلىّ حروف القلقلة الضاد فتصبح الحروف )قطب جاد ض( وهذا ليس من حقهم لكن هذا‬
‫مقترحهم ما داموا ينطقونه هكذا‪.‬‬

‫آمين‪:‬‬
‫*ما أصل كلمة آمين التي نختم بها الفاتحة على أنها دعاء وهل لها بديل في لغة العرب؟‬
‫ل شكّ أن الي يصلي في المساجاد يلحظ هذا المر أنه عأندما ينتهي المام من قراءة الفاتحة يقول هو آمين ويقول من وراءه آمين ويحرص عألىّ‬
‫أن يكون التأمين واحدا بحيثا أنه في السنة والحديثا الصحيح أن مسجاد رسول ال ‪ ‬كان يهتز من كلمة آمين لن الصحابة كانوا يقولونها بصوت‬
‫واحد ليس مرتفعا ول يعني عألو الصوت كما يفهمه بعض الشباب أن يصرخ بأعألىّ صوته لنكّ ل تنادي أصم ولكنكّ تناجاي ربكّ‪ .‬وتقال آمين‬
‫بصوت جايد لكن لن الجاميع يقولونها فيكون نوع من الهتزاز لمجاموع الصوات وليس لعلو الصوت لننا نناجاي قريبا‪ .‬هذه الكلمة )آمين( في‬
‫ل وإذا خلت‬ ‫الدراسات من البتدائية يعنلمون الطالب أن الكلمة إسم وفعل وحرف ثم يعنلمونه عألمات للكلمة إذا كانت إسما وعألمات إذا كانت فع ل‬
‫من العلمات تكون حرفا وفي ألفية إبن مالكّ يقول‪:‬‬
‫ولمسند للسم تمييز حصل‬ ‫بالجانر والتنوين والندا وأل‬
‫ما خل من العلمات يكون حرفا لكن وجادوا خمسة حروف أو ستة إذا تغنيرت الهمزة بين الفتح والكسر هذه حروف ولكنها تشتغل شغل الفعال‬
‫فسميت الحروف المشبهة بالفعل‪ .‬هي خمسة أو ستة ‪ ،‬سيبويه يقول خمسة لنه عأند إن وأن حرفا واحدا وكلهما للتوكيد تفتح همزته في مكان‬
‫ولتكسر في آخر )إنن‪ ،‬أنن‪ ،‬ليست‪ ،‬لعنل‪ ،‬لكنن‪ ،‬كأن( فهذه حروف مشبهة بالفعل لن إنن معناها أؤكد‪ ،‬كأن معناها أشنبه‪ .‬وجادوا أيضا كلمات هي‬
‫أسماء بقبولها عألمات السم لكنها تشتغل مثل الفعل منها كلمة هيهات تقابل الفعل الماضي )بلعد( يقال هيهات المر بمعنىّ دبلعد‪ .‬مثل كلمة )إيه(‬
‫بمعنىّ زدنا مثل فعل المر‪ .‬لما يتكنلم النسان في موضوع تريد أن يزيدكّ منه تقول له )إيعه يا فلن أي زدنا من هذا الحديثا( فإذا أردت أن‬
‫يحدثكّ بأي حديثا شاء فتقول له )إيضه يا فلن( التنوين وهذا تنوين للتنكير‪ .‬هذه العربية إذا أردت من الحديثا المخصوص تقول )إيعه( لينسب أنه‬
‫كانت الخنساء لتنشد فقيل إيعه يا لخناس أي زيدينا من هذا اللون من الشعر‪ .‬فإذا أراد التنكير قال إيعه‪ .‬هي كلمات قليلة ‪ :‬هيهات إستعملت في القرآن‬
‫الكريم لسمنيت إسم فعل‪ ،‬هي تأخذ من السماء ومن الفعال فكأنها كما قلنا حرف مشبه بالفعل )إن وأخواتها(‪ ،‬هذه إسم فعل يعطي معنىّ‪ .‬لحظ‬
‫التنوين من عألمات السم فلما الكلمات هذه لننونت معناها هي أسماء لكن جاامدة ومعناها معنىّ فعل )إيعه يعني عزد( بعضها ليننون وبعضها ل‬
‫ينون‪) .‬أف( في القرآن الكريم )ول تقل لهما أضف( لأف وأضف بالتنوين‪ ،‬أضف إسم فعل مضارع بمعنىّ أتضجار )أضف بالتنكير( لو أراد معرفة أن ل‬ ‫لي‬
‫تقول لهما أي كلمة معينة كان قال لأف ل يننونها‪ ،‬لكن لما أراد أي كلمة تؤذيهما بإطلق قال )أضف( بالتنوين وقلنا هذا اتنوين التنكير يعني كما قلنا‬
‫إيعه من هذا الحديثا يعني زدنا من هذا الحديثا وإيضه يعني زدنا من أني حديثا‪.‬‬
‫من هذه اللفاظ كلمة )آمين( وهي كلمة عأربية العنجااؤ صميمية النسبة مثل هيهات ومثل أف ومثل صه هذه أسماء أفعال‪ .‬آمين‪ :‬إسم فعل بمعنىّ‬
‫اللهم إستجاب‪ .‬هي فعل أمر طبعا ولكن المر من الدنىّ إلىّ العألىّ يخرج للدعأاء كما نقول اللهم أغفر لنا‪ :‬إغفر فعل أمر لكن عألماؤنا يقولون‬
‫خرج للدعأاء‪ .‬فإذن آمين إسم فعل أمر بمعنىّ اللهم إستجاب لن كلمة آمين لم تستعمل إل مع ال‪ .‬حتىّ في الجااهلية ل تقول لشخص يتكلم آمين‬
‫بمعنىّ إستجاب لي يا فلن لكن آمين يعني اللهم إستجاب لكلمه وحتىّ قبل نزول القرآن‪ .‬وكلمة اللهم كانت مستعملة عأندهم ويعنون بها يا ال )إني‬
‫إذا ما حدذثا ألنم أقول ياللهم ياللهم( لن هذه الكلمة )اللهم( لجاععلت خاصة بنداء ال تعالىّ ولنها لجاععلت هكذا لأدخل عأليها حرف النداء مع أن الميم‬
‫هي عأوض عأن حرف النداء فقال )ياللهم( هذا شاهد نحوي‪.‬إذن آمين هي إسم فعل‪.‬‬
‫هناكّ إشكال أن كلمة آمين ولعل هذا سبب السؤال المطروح من قبل السائل أننا نسمعها في الصلوات في الكنائس من الوروبيين الن يميلونها‬
‫يقولون )‪ (Amen‬هذه الكلمة وجاودها في اللغات الخرى ل يعني أنها ليست عأربية وإنما هي موجاودة في اللغة السريانية التي هي الرامية‪.‬‬
‫والراميون كما هو معلوم خرجاوا من جازيرة العرب في حدود ‪ 1500‬ق‪.‬م‪ .‬هذه الكلمة مستعملة عأند السريان والنجايل بالسريانية وفيها آمين‪.‬‬
‫السريانية خرجات من جازيرة العرب ولذلكّ نحن نسمي هذه اللغات الخارجاة من جازيرة العرب اللغات الجازرية ول نسميها اللغات السامية كما‬
‫سماها "شنيغل"‪ ،‬ليس عأندنا دليل‪ .‬الكادية التي هي البابلية والشورية خرجات أيضا من جازيرة العرب حوالي ‪ 3600‬ق‪.‬م وفيها ألفاظ مقاربة‬
‫للعربية‪ .‬وينفعنا أن الكاديين وردت نصوص في أدبياتهم المسجالة فيها ذكر العربي معناها أن العربية كانت قديمة موجاودة‪ .‬هؤلء القوم قدامىّ‬
‫وكان عأندهم حروب مع البابليين والشوريين‪ .‬وبعد الكاديين جااءت موجاة الكنعانيين ‪ 1500‬ق‪.‬م ومن الكنعانية اللغة الوغاريتية والفينيقية‬
‫والعبرية فإذن العبرية متأخرة عأن العربية لنه قلنا أن العرب ذكرهم الكاديون‪ .‬هذه من الكنعانية موجاود آمين في العبرية تدل عألىّ أنهم هم‬
‫الذين أخذوها من العربية لن العبرية متأخرة بعد ذلكّ بألف عأام خرجات الرامية والسريانية فيها آمين فإذن هي مأخوذة من لغة أقدم واللغة القدم‬
‫هي العربية‪ .‬كما قلنا )آمين( نسميها أسماء أفعال ألفاظ جاامدة هكذا تدل عألىّ هذه المعاني‪ .‬آمين بهذا اللفظ دخلت إلىّ هذه اللغات فل نتحنرج أنهم‬
‫هم يستعملونها فنقول كيف نستعملها؟ هذه هي ملكنا وهي لغتنا والرسول ‪ ‬حنثا عألىّ قول آمين ثم بعد ذلكّ صاروا يشتقون منها )إني داضع فأنمنوا(‬
‫اشتق منها فعل أي قولوا آمين اللهم إستجاب‪ .‬لهذا الكلمة عأربية وهي إسم فعل‪ .‬طالما عأندنا صفة نشتق منها‪ .‬آمين هي كلمة عأربية شأنها شأن‬
‫هيهات وشأن أف ثم صارت العرب تولد أسماء‪.‬‬
‫آمين لم ترد في المصحف لكن لأثبتت في السنة وفي الحديثا الصحيح أن الصحابة الكرام كان يهتز بهم المسجاد عأندما يقولن آمين‪ .‬فالذين يقولون‬
‫أنها كلمة أعأجامية هم واهمون في ذلكّ لنه قلنا أن الذين إستعملوها جااءوا بعد العرب وليس قبل العرب‪ .‬العبريون هم فرع من الكنعانيين‬
‫والكنعانيون خرجاوا من جازيرة العرب عأام ‪ 2500‬ق‪.‬م وعأند الكاديين ورد ذكر العرب ‪ 3600‬ق‪.‬م‪ .‬اللغة العربية تسبق العبرية بل شكّ‪ .‬في‬
‫التوراة شائع أن العبرية أقدم اللغات بطريقة ل نريد أن نخوض في هذا‪ ،‬بطريقة تسيء إلىّ ال سبحانه وتعالىّ إن العبرية قديمة وإن ال سبحانه‬
‫وتعالىّ نظر فقال هذا شعب واحد ولسان واحد فل نأمن شرورهم وكأن ال تعالىّ يخاف منهم دهللنم نبلبل ألسنتهم فبلبلها فسميت مدينة بابل" هذا‬
‫كلم غير صحيح‪ .‬لذلكّ نسمي اللغات اللغات الجازرية‪ .‬يبقىّ بعض الفقهاء المسلمين يقول ل ليجاهر بها في إجاتهاده وأذكر أن أحد أئمة المساجاد‬
‫في سوق في بغداد كان ممن يؤمن بعدم التصريح بكلمة آمين وإنما السرار بها أي أن تقول آمين في قلبكّ وليس جاهرا كأن الحديثا الذي ذكرناه‬
‫لم يصل في فقهه أو هو غير صحيح عأنده مع أنه في الصحاح فكان عأندما يصلي بالناس يقول ول الضالين قل هو ال أحد ل يعطي فرصة لمن‬
‫بعده أن يقول آمين‪.‬‬

‫منوا فمن وافق تأمينه تأمين الملئكة غفر له ما تقدم من‬ ‫من المام فأ د‬ ‫*في الحديث الشريف "إذا أ د‬
‫ذنبه" وسمعت شريطا ا للشيخ اللباني يقققول أن تقأمين المقأموم يكققون بعقد تقأمين المقام فكيققف‬
‫نوضح الفرق حتى ل نخسر الجر والثواب؟‬
‫إذا أنمن المام فأنمنوا‪ .‬هذه تتعلق بمسألة لغوية )إذا فعل زيذد فافعل( هي الفاء واقعة في جاواب الطلب لكن يحتمل أنه إذا فعل فافعل أنه بعده‬
‫مباشرة بوقت قصير لن الفاء تقتضي الترتيب مع اللقرب )عأقبه مباشرة( غير لثنم التي للتراخي‪ .‬لكن هي هنا رابطة لجاواب الشرط ويمكن لن‬
‫ليفهم منها في الوقت نفسه أي يكون تأمينكّ مع تأمين المام وهو يقول آمين أنت تقول معه آمين‪ .‬ففيها رأيان‪ ،‬قولن‪ .‬التحقيق أنا أقتنع مث ل‬
‫ل أن‬
‫زيذد من الناس هو محقق في هذا الجاانب فقيه‪ .‬ويجاب أن ينتبه المشاهدون أن كثيرا من الناس لديهم عألذم في تخصص معين ل ينبغي أن يخوضوا‬
‫في اختصاص آخر‪ .‬الذي ما عأنده عألم في أصول الفقه وفي محاكمة النصوص في رأيي ينبغي أن ل يفتي لنه كثر المفتون اليوم وإنما ينقل فتوى‬
‫فيقول بعض العلماء يقول كذا والسامع يتولىّ ذلكّ‪.‬‬

‫***تناسب افتتاح الفاتحة مع خاتمتها***‬


‫ضالليدن )‪((7‬‬ ‫ل ال ر‬ ‫صدرادط الرعذيدن دأندعمدت دعأدليعهمم دغيعر الدمغ ل‬
‫ضوعب دعأدليعهمم دو د‬ ‫تبدأ سورة الفاتحة بقوله تعالىّ )املدحمملد للله درلب املدعادلعميدن )‪ ((2‬وتنتهي بقوله ) ع‬
‫نلحظ أنه في الخاتمة هو استوفىّ أنواع العالمين‪ ،‬العالمين من هم؟ إما منعم عأليهم الذين أنعمت عأليهم أو مغضوب عأليهم الذين عأرفوا الحق‬
‫وحادوا عأنه أو الضالين ليس هناكّ صنف آخر‪ ،‬هؤلء هم العالمون المكلفون فلما قال رب العالمين ذكر من هم العالمين في آخر السورة إذن‬
‫ضوعب دعأدليعهمم دو د‬
‫ل‬ ‫صار هناكّ تناسب بين مفتتح السورة وخاتمتها‪) ،‬درلب املدعادلعميدن( من هم العالمين؟ العالمين هم )ارلعذيدن دأندعمدت دعأدليعهمم دغيعر الدمغ ل‬
‫ضالليدن( إذن هناكّ تناسب ظاهر بين مفتتح السورة وخاتمتها‪ .‬العالمين هم العقلء المكلفون لنه جامع مذكر سالم وجامع المذكر السالم الصل فيه‬ ‫ال ر‬
‫د‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫د‬
‫أن يكون للعاقل إما عألم عأاقل أو صفة عأاقل والعالمين ملحقة بها )دودما أمردسلناكّ إعلا درمحدمة للدعالعميدن )‪ (107‬النبياء( )علديكودن عللدعالعميدن نعذيلرا )‪(1‬‬
‫الفرقان( إذن العالمين هم المكلفون العقلء‪ ،‬قسمهم هذا النقسيم وشمل هذا التقسيم العالمين ويدخل فيهم الجان لنه يدخل فيهم كل المكلفين‪.‬‬
‫****تناسب خاتمة الفاتحة مع فاتحة البقرة****‬
‫ضالليدن )‪((7‬‬ ‫ل ال ر‬ ‫صدرادط الرعذيدن دأندعمدت دعأدليعهمم دغيعر الدمغ ل‬
‫ضوعب دعأدليعهمم دو د‬ ‫تنتهي سورة الفاتحة بذكر المندعم عأليهم والمغضوب عأليهم والضالين ) ع‬
‫ل درميدب عفيعه لهلدى للمللمرتعقيدن )‪ ((1‬وهؤلء مندعم عأليهم ثم تقول )إعرن ارلعذيدن دكدفلروام‬ ‫والبقرة تبدأ بذكر هؤلء أجامعين‪ ،‬تبدأ بذكر المتقين )دذعلدكّ املعكدتالب د‬
‫ل ليمؤعملنودن )‪ ((6‬تجامع الكافرين من المغضوب عأليهم والضالين وتذكر المنافقين )دوعمدن الرناعس دمن ديلقولل آدمرنا‬ ‫دسدواذء دعأدلميعهمم أددأندذمردتلهمم أدمم دلمم لتنعذمرلهمم د‬
‫عباللله دوعباملديموعم العخعر دودما لهم عبلممؤعمعنيدن )‪ ((8‬إذن اتفقت خاتمة سورة الفاتحة مع افتتاح سورة البقرة‪ .‬ذكر في خواتيم الفاتحة أصناف الخلق المكلفين‬
‫ضالليدن )‪ ((7‬وذكرهم في بداية البقرة‪.‬‬ ‫ل ال ر‬ ‫صدرادط الرعذيدن دأندعمدت دعأدليعهمم دغيعر الدمغ ل‬
‫ضوعب دعأدليعهمم دو د‬ ‫)ع‬
‫ل‬
‫المغضوب عأليهم الذين عأرفوا الحق وحادوا عأنه والضالون لم يعلموا الحق وإنما ضلوا الطريق ويضربون مثل اليهود والنصارى‪ ،‬المغضوب‬
‫عأليهم منهم اليهود والنصارى‪ .‬وفواتح البقرة تحدثت عأن هذه الصناف المتقين والكفار والمنافقين جامعت المغضوب عأليهم والضالين يجامعهم‬
‫الكفار‪.‬‬

You might also like