Professional Documents
Culture Documents
الحمد ل:
معنىّ الحمد الثناء عألىّ الجاميل من النعمة او غيرها مع المحبة والجالل .فالحمد ان تذكر محاسن الغير سواء كان ذلكّ الثناء عألىّ صفة من
صفاته الذاتية كالعلم والصبر والرحمة ام عألىّ عأطائه وتفضله عألىّ الخرين .ول يكون الحمد ال للحي العاقل.
وهذا اشهر ما فرق بينه وبين المدح فقد تمدح جامادا ولكن ل تحمده وقد ثبت ان المدح اعأم من الحمد .فالمدح قد يكون قبل الحسان وبعده اما
الحمد فل يكون ال بعد الحسان .فالحمد يكون لما هو حاصل من المحاسن في الصفات او الفعل فل يحمد من ليس في صفاته ما يستحق الحمد
اما المدح فقد يكون قبل ذلكّ فقد تمدح انسانا ولم يفعل شيئا من المحاسن والجاميل ولذا كان المدح منهيا عأنه قال رسول ال صلىّ ال عأليه
وسلم":احثوا التراب في وجاه المداحين" بخلف الحمد فإنه مأمور به فقد قال رسول ال صلىّ ال عأليه وسلم":من لم يحمد الناس لم يحمد ال"
وبذا عألمنا من قوله :الحمد ل" ان ال حي له الصفات الحسنىّ والفعل الجاميل فحمدناه عألىّ صفاته وعألىّ فعله وانعامه ولو قال المدح ل لم يفد
شيئا من ذلكّ ،فكان اختيار الحمد اولىّ من اختيار المدح.
ولم يقل سبحانه الشكر ل
لن الشكر ل يكون ال عألىّ النعمة ول يكون عألىّ صفاته الذاتية فانكّ ل تشكر الشخص عألىّ عألمه او قدرته وقد تحمده عألىّ ذلكّ وقد جااء في
لسان العرب "والحمد والشكر متقاربان والحمد اعأمهما لنكّ تحمد النسان عألىّ صفاته الذاتية وعألىّ عأطائه ول تشكره عألىّ صفاته.فكان اختيار
الحمد اولىّ ايضا من الشكر لنه اعأم فانكّ تثني عأليه بنعمه الواصلة اليكّ والىّ الخلق جاميعا وتثني عأليه بصفاته الحسنىّ الذاتية وان لم يتعلق شيئ
منها بكّ .فكان اختيار الحمد اولىّ من المدح والشكر.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنه قال :الحمد ل .
ولم يقل أحمد ا أو نحمد ا
وما قاله اولىّ من وجاوه عأدة :ان القول أحمد ال او نحمد ال مختص بفاعأل معين ففاعأل أحمد هو المتكلم وفاعأل نحمد هم المتكلمون في حين أن
عأبارة "الحمد ل" مطلقة ل تختص بفاعأل معين وهذا اولىّ فانكّ اذا قلت أحمد ال اخبرت عأن حمدكّ انت وحدكّ ولم تفد ان غيركّ حمده واذا قلت
نحمد ال اخبرت عأن المتكلمين ولم تفد ان غيركم حمده في حين ان عأبارة "الحمد ل" ل تختص بفاعأل معين فهو المحمود عألىّ وجاه الطلق منكّ
ومن غيركّ.
وقول "احمد ال" تخبر عأن فعلكّ انت ول يعني ذلكّ ان من تحمده يستحق الحمد في حين اذا قلت " الحمد ل" افاد ذلكّ استحقاق الحمد ل وليس
مرتبط بفاعأل معين.
وقول احمد ال او نحمد ال مرتبط بزمن معين لن الفعل له دللة زمنية معينة .فالفعل المضارع يدل عألىّ الحال او الستقبال ومعنىّ ذلكّ ان
الحمد ل يحدثا في غير الزمان الذي تحمده فيه .ول شكّ ان الزمن الذي يستطيع الشخص او الشخاص الحمد فيه محدود وهكذا كل فعل يقوم به
الشخص محدود الزمن فان اقصىّ ما يستطيع ان يفعله ان يكون مرتبطا بعمره ول يكون قبل ذلكّ وبعده فعل فيكون الحمد اقل مما ينبغي فان حمد
ال ل ينبغي ان ينقطع ول يحد بفاعأل او بزمان في حين ان عأبارة "الحمد ل" مطلقة غير مقيدة بزمن معين ول بفاعأل معين فالحمد فيها مستمر
غير منقطع.
جااء في تفسير الرازي أنه لو قال "احمد ال" افاد ذلكّ كون القائل قادرا عألىّ حمده اما لما قال "الحمد ل" فقد افاد ذلكّ ،انه كان محمودا قبل حمد
الحامدين وقبل شكر الشاكرين فهؤلء سواء حمدوا ام لم يحمدوا فهو تعالىّ محمود من الزل الىّ البد بحمده القديم وكلمه القديم.
وقول "احمد ال" جاملة فعلية و"الحمد ل" جاملة اسمية والجاملة الفعلية تدل عألىّ الحدوثا والتجادد في حين ان الجاملة السمية دالة عألىّ الثبوت وهي
اقوى وادوم من الجاملة الفعلية .فاختيار الجاملة السمية اولىّ من اختيار الجاملة الفعلية ههنا اذ هو ادل عألىّ ثبات الحمد واستمراره.
وقول "الحمد ل" معناه ان الحمد والثناء حق ل وملكه فانه تعالىّ هو المستحق للحمد بسبب كثرة اياديه وانواع آلئه عألىّ العباد .فقولنا "الحمد ل"
معناه أن الحمد ل حق يستحقه لذاته ولو قال "احمد ال" لم يدل ذلكّ عألىّ كونه مستحقا للحمد بذاته ومعلوم ان اللفظ الدال عألىّ كونه مستحقا للحمد
اولىّ من اللفظ الدال عألىّ ان شخصا واحدا حمده.
والحمد عأبارة عأن صفة القلب وهي اعأتقاد كون ذلكّ المحمود متفضل منعما مستحقا للتعظيم والجالل .فاذا تلفظ النسان بقوله " :احمد ال" مع
انه كان قلبه غافل عأن معنىّ التعظيم اللئق بجالل ال كان كاذبا لنه اخبر عأن نفسه بكونه حامدا مع انه ليس كذلكّ .اما اذا قال "الحمد ل" سواء
كان غافل او مستحضرا لمعنىّ التعظيم فإنه يكون صادقا لن معناه :ان الحمد حق ل وملكه وهذا المعنىّ حاصل سواء كان العبد مشتغل بمعنىّ
التعظيم والجالل او لم يكن .فثبت ان قوله "الحمد ل" اولىّ من قوله أحمد ال او من نحمد ال .ونظيره قولنا "ل اله ال ال" فانه ل يدخل في
التكذيب بخلف قولنا "اشهد ان ل اله ال ال" لنه قد يكون كاذبا في قوله "اشهد" ولهذا قال تعالىّ في تكذيب المنافقين" :وال يشهد إن المنافقين
لكاذبون" )المنافقون ،آية (1
فلماذا لم يقل الحمدد ل بالنصب؟
الجاواب ان قراءة الرفع اولىّ من قراءة النصب ذلكّ ان قراءة الرفع تدل عألىّ ان الجاملة اسمية في حين ان قراءة النصب تدل عألىّ ان الجاملة
فعلية بتقدير نحمد او احمد اواحمدوا بالمر .والجاملة السمية اقوى واثبت من الجاملة الفعلية لنها دالة عألىّ الثبوت.
وقد يقال أليس تقدير فعل المر في قراءة النصب اقوى من الرفع بمعنىّ "احمدوا الحمد ل" كما تقول "السراع في المر" بمعنىّ أسرعأوا؟
والجاواب ل فان قراءة الرفع اولىّ ايضا ذلكّ لن المر بالشيئ ل يعني ان المأمور به مستحق للفعل .وقد يكون المأمور غير مقتنع بما أمر به
فكان الحمد ل اولىّ من الحمد ل بالنصب في الخبار والمر.
ولماذا لم يقل "هلحمداا ل"هل؟
الحمد ل معرفة بأل وحمدا نكرة والتعريف هنا يفيد ما ل يفيده التنكير ذلكّ ان "أل" قد تكون لتعريف العهد فيكون المعنىّ :أن الحمد المعروف
بينكم هو ل ،وقد يكون لتعريف الجانس عألىّ سبيل الستغراق فيدل عألىّ استغراق الحمدة كلها .ورجاح بعضهم المعتىّ الول ورجاح بعضهم
المعنىّ الثاني بدليل قوله صلىّ ال عأليه وسلم" :اللهم لكّ الحمد كله" فدل عألىّ استغراق الحمد كله فعلىّ هذا يكون المعنىّ :ان الحمد المعروف
بينكم هو ل عألىّ سبيل الستغراق والحاطة فل يخرج عأنه شيئ من أفراد الحمد ول أجاناسه.
"الحمد ل" أهي خبر أم انشاء؟ الخبر هو ما يحتمل الصدق او الكذب والنشاء هو ما ل يحتمل الصدق او الكذب.
قال اكثر النحات والمفسرين ان الحمد ل اخبار كأنه يخبر ان الحمد ل سبحانه وتعالىّ وقسم قال انها انشاء لن فيها استشعار المحبة وقسم قال
انها خبر يتضمن انشاء.
أحيانا يحتمل ان تكون التعبيرات خبرا او انشاء بحسب ما يقتضيه المقام الذي يقال فيه.فعلىّ سبيل المثال قد نقول )رزقكّ ال( ونقصد بها الدعأاء
وهذا انشاء وقد نقول )رزقكّ ال وعأافاكّ( والقصد منها افل تشكره عألىّ ذلكّ؟ وهذا خبر.
والحمد ل هي من العبارات التي يمكن ان تستعمل خبرا وانشاء بمعنىّ الحمد ل خبر ونستشعر نعمة ال عألينا ونستشعر التقدير كان نقولها عأندما
نستشعر عأظمة ال سبحانه في امر ما فنقول الحمد ل.
فلماذا لم يقل سبحانه إن الحمد ل؟
ل شكّ ان الحمد ل لكن هناكّ فرق بين التعبيرين ان نجاعل الجاملة خبرا محضا في قول الحمد ل )ستعمل للخبر او النشاء( ولكن عأندما تدخل
عأليه إن ل يمكن ال ان يكون انشاء لذا فقول الحمد ل اولىّ لما فيه من الجالل والتعظيم والشعور بذلكّ .لذا جامعت الحمد ل بين الخبر والنشاء
ومعناهما .مثل نقول رحمة ال عأليكّ )هذا دعأاء( وعأندما نقول إن رحمة ال عأليكّ فهذا خبر وليس دعأاء
من المعلوم انه في اللغة قد تدخل بعض الدوات عألىّ عأبارات فتغير معناها مثال :رحمه ال )دعأاء( ،قد رحمه ال )اخبار( رزقكّ ال )دعأاء( قد
رزقكّ ال )اخبار(
الن لماذا لم يقل سبحانه ل الحمد؟
الحمد ال تقال اذا كان هناكّ كلم يراد تخصيصه )مثال لفلن الكتاب( تقال للتخصيص والحصر فاذا قدم الجاار والمجارور عألىّ اسم العلم يكون
بقصد الختصاص والحصر )لزالة الشكّ ان الحمد سيكون لغير ال(
الحمد ل في الدنيا ليست مختصة ل سبحانه وتعالىّ الحمد في الدنيا قد تقال لستاذ او سلطان عأادل اما العبادة فهي قاصرة عألىّ ال سبحانه
وتعالىّ المقام في الفاتحة ليس مقام اختصاص اصل وليست مثل اياكّ نعبد او اياكّ نستعين .فقد وردت في القران الكريم )فلله الحمد رب
السموات ورب الرض رب العالمين( الجااثية )لية (36
ل احد يمنع التقديم لكن التقديم والتأخير في القران الكريم يكون حسب ما يقتضيه السياق .المقام في سورة الفاتحة هو مقام مؤمنين يقرون بالعبادة
ويطلبون الستعانة والهداية أما في سورة الجااثية فالمقام في الكافرين وعأقائدهم وقد نسبوا الحياة والموت لغير ال سبحانه لذا اقتضىّ ذكر تفضله
سبحانه بانه خلق السموات والرض واثبت لهم ان الحمد الول ل سبحانه عألىّ كل ما خلق لنا فهو المحمود الول لذا جااءت فلله الحمد مقدمة
حسب ما اقتضاه السياق العام لليات في السورة.
فلماذا التفضيل في الجااثية )رب السموات والرض( ولم ترد في الفاتحة؟ في الجااثية تردد ذكر السموات والرض وما فيهن وذكر ربوبية ال
تعالىّ لهما فقد جااء في اول السورة )ان في السموات والرض ليات للمؤمنين( فلو نظرنا في جاو سورة الجااثية نلحظ ربوبية ال تعالىّ
للسموات والرض والخلق والعالمين مستمرة في السورة كلها) .ول ملكّ السوات والرض( يعني هو ربهما ) ويوم تقوم الساعأة يخسر
المبطلون( اذن هو رب العالمين ) وخلق ال السموات والرض بالحق( فهو ربهما ) لتجازى كل نفس (..فهو رب العالمين) .فلله الحمد رب
السموات ورب الرض رب العالمين( جامع الربوبية في السموات والرض والعالمين في آية واحدة أما في الكلم في الفاتحة فهو عأن العالمين
فقط وذكر اصناف الخلق من العالمين )المؤمنين ،الضالين (..لذا ناسب التخصيص في الجااثية وليس في الفاتحة.
)وله الكبرياء في السموات والرض وهو العزيز الحكيم()الجااثية الية (37ولم يذكر الكبرياء في الفاتحة لنه جااء في الجااثية ذكر المستكبرين
بغير حق )ويل لكل افاكّ اثيم يسمع آيات ال تتلىّ عأليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعهافبشره بعذاب أليم.واذا عألم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا
اولئكّ لهم عأذاب مهين( )الجااثية اليات (9-7دل عألىّ مظهر من مظاهر الستكبار لذا ناسب ان يرد ذكر الكبرياء في السموات والرض.
فسبحانه تعالىّ يضع الكلم بميزان دقيق بما يتناسب مع السياق العام لليات.
الحمد ل :جااء سبحانه وتعالىّ باسمه العلم )ال( لم يقل الحمد للخالق أو القدير او اي اسم آخر من اسمائه الحسنىّ فلماذا جااء باسمه العلم؟ لنه
اذا جااء باي اسم آخر غير العلم لدل عألىّ انه تعالىّ استحق الحمد فقط بالنسبة لهذا السم خاصة فلو قال الحمد للقادر لفهمت عألىّ انه يستحق
الحمد للقدرة فقط لكن عأند ذكر الذات )ال( فانها تعني انه سبحانه يستحق الحمد لذاته ل لوصفه.
من ناحية اخرى الحمد ل مناسبة لما جااء بعدها )اياكّ نعبد( لن العبادة كثيرا ما تختلط بلفظ ال .فلفظ الجالله )ال( يعنىّ الله المعبود مأخوذة
من أله )بكسر اللم( ومعناها عأبد ولفظ ال مناسب للعبادة واكثر اسم اقترن بالعبادة هو لفظ ال تعالىّ )اكثر من 50مرة اقترن لفظ ال بالعبادة
في القران( لذا فالحمد ل مناسب لكثر من جاهة.
الحمد’ ل اولىّ من قول الحمد للسميع او العليم او غيرها من اسماء ال الحسنىّ .وقول الحمد ل أولىّ من قول أحمد ال أو الحمدد ل او حمدا ل او
ان الحمد ل او الحمد للحي او القادر او السميع او البصير .جاللت حكمة ال سبحانه وتعالىّ وجال قوله العزيز.
*من برنامج)ورتل القرآن ترتي ا
ل(ًا:
قال تعالىّ )املدحمملد للله ) (2الفاتحة( هل سألنا أنفسنا ما معنىّ الحمد ل؟إن الحمد هو الثناء عألىّ الجاميل من نعمة أو غيرها مع المحبة والجالل.
ل كأن تمدح الديكّ ولكنكّ ل فالحمد أن تذكر محاسن الغير ول يكون الحمد إل للحني العاقل أما المدح فل يختص بشيء معين فقد تمدح حيوانا مث ل
تحمده .وفرق آخر أن المدح قد يكون قبل الحسان وقد يكون بعده أما الحمد فإنه ل يكون إل بعد الحسان لذلكّ ل نحمد إل من يستحق الحمد
بفعل جاميل أو صفة حسنة أما المدح فقد أمدح إنسانا ولم يفعل شيئا من المحاسن ولذا نهينا عأن المدح ولأمرنا بالحمد فقد قال " :احثوا التراب في
وجاوه المنداحين" في حين قال " من لم يحمد الناس لم يحمد ال" فكان الحمد أولىّ من المدح.
لو تقصينا الفرق بين المدح والشكر نجاد أن الشكر ل يكون إل عأقب نعمة أو إحسان لأسدي إليكّ دون غيركّ ول يكون في الصفات فأنت ل تشكر
الشخص عألىّ ععألمه أما الحمد فإنه ل يختص بذلكّ فأنت تحمد ال عألىّ إنعامه لكّ ولغيركّ وتحمد ال عألىّ قدرته وعألمه وفضله فكان اختيار الحمد
أولىّ من الشكر أيضا.
رب العالمين:
الرب هو المالكّ والسيد والمربي والمنعم والقيم فاذن رب العالمين هو ربهم ومالكهم وسيدهم ومربيهم والمنعم عأليهم وقليمهم لذا فهو اولىّ بالحمد
من غيره وذكر )رب العالمين( هي انسب ما يمكن وضعه بعد )الحمد ل(
رب العالمين يقتضي كل صفات ال تعالىّ ويشمل كل اسماء ال الحسنىّ .العالمين جامع عأالم والعالم هو كل موجاود سوى ال تعالىّ والعالم يجامع
عألىّ العوالم وعألىّ العالمين لكن اختيار العالمين عألىّ العوالم امر بلغي يعني ذلكّ ان العالمين خاص للمكلفين واولي العقل )ل تشمل غير
العقلء( بدليل قوله تعالىّ )تباركّ الذي نزل عألىّ عأبده الفرقان ليكون للعالمين نذيرا( )الفرقان آية (1ومن المؤكد انه ليس نذيرا للبهائم والجاماد.
وبهذا استدلوا عألىّ ان المقصود بالعالمين اولي العقل واولي العلم او المكلفون.
والعالمين جامع العالم بكل اصنافه لكن يغللب العقلء عألىّ غيرهم فيقال لهم العالمين ل يقال لعالم الحشرات او الجاماد او البهائم العالمين وعأليه فل
تستعمل كلمة العالمين ال اذا اجاتمع العقلء مع غيرهم وغلبوا عأليهم.
أما العوالم قد يطلق عألىّ اصناف من الموجاودات ليس منهم البشر او العقلء او المكلفون )تقال للحيوانات والحشرات والجامادات(
اختيار كلمة العالمين له سببه في سورة الفاتحة فالعالمين تشمل جايل واحدا وقد تشمل كل المكلفين او قسما من جايل )قالوا اولم ننهكّ عأن
العالمين( )الحجار آية (70في قصة سيدنا لوط جااءت هنا بمعنىّ قسم من الرجاال.
واختيار العالمين ايضا لن السورة كلها في المكلفين وفيها طلب الهداية واظهار العبودية ل وتقسيم الخلق كله خاص باولي العقل والعلم لذا كان
من المناسب اختيار العالمين عألىّ غيرها من المفردات او الكلمات .وقد ورد في آخر الفاتحة ذكر المغضوب عأليهم وهم اليهود ،والعالمين رد
عألىّ اليهود الذين ادعأوا ان ال تعالىّ هو رب اليهود فقط فجااءت رب العالمين لتشمل كل العالمين ل بعضهم.
اما اختيار كلمة رب فلنها تناسب ما بعدها )اهدنا الصراط المستقيم( لن من معاني الرب المربي وهي اشهر معانيه واولىّ مهام الرب الهداية
لذا اقترنت الهداية كثيرا بلفظ الرب كما اقترنت العبادة بلفظ ال تعالىّ )قال فمن ربكما يا موسىّ قال ربنا الذي اعأطىّ كل شيئ خلقه ثم هدى(
)طه آية ) (50-49فاجاتباه ربه فتاب عأليه وهدى( )طه آية ) (122سبح اسم ربكّ العألىّ الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى( )العألىّ آية (3-1
)قل انني هداني ربي الىّ صراط مستقيم( )النعام آية ) (161وقل عأسىّ ان يهدين ربي لقرب من هذا رشدا( )الكهف آية ) (24قال كل ان
معي ربي سيهدين( )الشعراء آية ) (62وقال اني ذاهب الىّ ربي سيهدين( )الصافات آية ) (99ولما توجاه تلقاء مدين قال عأسىّ ربي ان يهديني
سواء السبيل( )القصص آية (22لذا ناسب لفظ رب مع اهدنا الصراط المستقيم وفيها طلب الهداية.
الرحمن الرحيم:
الرحمن عألىّ وزن فعلن والرحيم عألىّ وزن فعيل ومن المقرر في عألم التصريف في اللغة العربية ان الصفة فعلن تمثل الحدوثا والتجادد
والمتلء والتصاف بالوصف الىّ حده القصىّ فيقال غضبان بمعنىّ امتل غضبا )فرجاع موسىّ الىّ قومه غضبان اسفا( لكن الغضب زال )فلما
سكت عأن موسىّ الغضب( ومثل ذلكّ عأطشان ،ريان ،جاوعأان يكون عأطشان فيشرب فيذهب العطش
اما صيغة فعيل فهي تدل عألىّ الثبوت سواء كان خلقة ويسمىّ تحول في الصفات مثل طويل ،جاميل ،قبيح فل يقال خطيب لمن ألقىّ خطبة واحدة
وانما تقال لمن يمارس الخطابة وكذلكّ الفقيه.
هذا الحساس اللغوي بصفات فعلن وفعيل ل يزال في لغتنا الدارجاة الىّ الن فنقول بدا عأليه الطول )طولن( فيرد هو طويل )صفة ثابتة( فلن
ضعفان )حدثا فيه شيئ جاديد لم يكن( فيرد هو ضعيف )هذه صفته الثابتة فهو اصل ضعيف(
ولذا جااء سبحانه وتعالىّ بصفتين تدلن عألىّ التجادد والثبوت معا فلو قال الرحمن فقط لتوهم السامع ان هذه الصفة طارئة قد تزول كما يزول
الجاوع من الجاوعأان والغضب من الغضبان وغيره .ولو قال رحيم وحدها لفهم منها ان صفة رحيم مع انها ثابتة لكنها ليست بالضرورة عألىّ
الدوام ظاهرة انما قد تنفكّ مثل عأندما يقال فلن كريم فهذا ل يعني انه ل ينفكّ عأن الكرم لحظة واحدة انما الصفة الغالبة عأليه هي الكرم.
وجااء سبحانه بالصفتين مجاتمعتين ليدل عألىّ ان صفاته الثابتة والمتجاددة هي الرحمة ويدل عألىّ ان رحمته ل تنقطع وهذا ياتي من باب الحتياط
للمعنىّ وجااء بالصفتين الثابتة والمتجاددة ل ينفكّ عأن احداهما انما هذه الصفات مستمرة ثابتة ل تنفكّ البتة غير منقطعة.
فلماذا اذن قدم سبحانه الرحمن على الرحيم؟
قدم صيغة الرحمن والتي هي الصفة المتجاددة وفيها المتلء بالرحمة لبعد حدودها لن النسان في طبيعته عأجاول وكثيرا ما يؤثر النسان
الشيئ التي السريع وان قل عألىّ الشيئ الذي سيأتي لحقا وان كثر )بل تحبون العاجالة( لذا جااء سبحانه بالصفة المتجاددة ورحمته قريبة
ومتجاددة وحادثة اليه ول تنفكّ لن رحمته ثابتة .ووقوع كلمة الرحيم بعد كلمة الرب يدلنا عألىّ أن الرحمة هي من صفات ال تعالىّ العليا وفيها
اشارة الىّ ان المربي يجاب ان يتحلىّ بالرحمة وتكون من ابرز صفاته وليست القسوة والرب بكل معانيه ينبغي ان يتصف بالرحمة سواء كان
مربيا او سيدا او قيما وقد وصف ال تعالىّ رسوله بالرحمة.
مالك يوم الدين:
هناكّ قراءة متواترة )ملكّ يوم الدين( بعض المفسرين يحاولون تحديد اي القراءتين اولىّ وتحديد صفة كل منهما لكن في الحقيقة ليس هناكّ قراءة
اولىّ من قراءة فكلتا القراءتين متواترة نزل بهما الروح المين ليجامع بين معنىّ المالكّ والملكّ.
المالكّ من التملكّ والملكّ بكسر الميم )بمعنىّ الذي يملكّ الملكّ(
وملكّ بكسر اللم من الملكّ بضم الميم والحكم )اليس لي ملكّ مصر( الملكّ هنا بمعنىّ الحكم والحاكم العألىّ هو ال تعالىّ.
المالكّ قد يكون ملكا وقد ل يكون والملكّ قد يكون مالكا وقد ل يكون .المالكّ يتصرف في ملكه كما ل يتصرف الملكّ )بكسر اللم( والمالكّ عأليه
ان يتولىّ امر مملوكه من الكسوة والطعام والملكّ ينظر للحكم والعدل والنصاف .المالكّ اوسع لشموله العقلء وغيرهم والملكّ هو المتصرف
الكبر وله المر والدارة العامة في المصلحة العامة فنزلت القراءتين لتجامع بين معنىّ المالكّ والملكّ وتدل عألىّ انه سبحانه هو المالكّ وهو
الملكّ )قل اللهم مالكّ الملكّ( الملكّ ملكه سبحانه وتعالىّ فجامع بين معنىّ الملكية والملكّ
مالك يوم الدين ،لم لم يذكر الدنيا؟
سواء كان مالكا او ملكا فلماذا لم يقل مالكّ يوم الدين والدنيا؟
اول قال الحمد ل رب العالمين فهو مالكهم وملكهم في الدنيا وهذا شمل الدنيا .مالكّ يوم الدين هو مالكّ يوم الجازاء يعني ملكّ ما قبله من ايام
العمل والعمل يكون في الدنيا فقد جامع في التعبير يوم الدين والدنيا وبقوله يوم الدين شمل فيه الدنيا ايضا.
لم قال يوم الدين ولم يقل يوم القيامة؟
الدين بمعنىّ الجازاء وهو يشمل جاميع انواع القيامة من اولها الىّ آخرها ويشمل الجازاء والحساب والطاعأة والقهر وكلها من معاني الدين وكلمة
الدين انسب للفظ رب العالمين وانسب للمكلفين )الدين يكون لهؤلء المكلفين( فهو انسب من يوم القيامة لن القيامة فيها اشياء ل تتعلق بالجازاء
اما الدين فمعناه الجازاء وكل معانيه تتعلق بالمكلفين لن الكلم من اوله لخره عأن المكلفين لذا ناسب اختيار كلمة الدين عأن القيامة.
لماذا قال مالك يوم؟
واليوم ل يملكّ انما ما فيه يملكّ والسبب لقصد العموم ومالكّ اليوم هو ملكّ لكل ما فيه وكل من فيه فهو اوسع وهو ملكية كل ما يجاري وما يحدثا
في اليوم وكل ما فيه ومن فيه فهي اضافة عأامة شاملة جامع فيها ما في ذلكّ اليوم ومن فيه واحداثه وكل ما فيه من باب الملكية )بكسر الميم(
والملكية )بضم الميم(
اقتران الحمد بهذه الصفات احسن واجامل اقتران .الحمد ل فال محمود بذاته وصفاته عألىّ العموم وال هو السم العلم( ثم محمود بكل معاني
الربوبية )رب العالمين( لن من الرباب من ل تحمد عأبوديته وهو محمود في كونه رحمن رحيم ،محمود في رحمته لن الرحمة لو وضعت في
غير موضعها تكون غير محمودة فالرحمة اذا لم توضع في موضعها لم تكن مدحا لصاحبها ،محمود في رحمته يضعها حيثا يجاب ان توضع
وهو محمود يوم الدين محمود في تملكه وفي مالكيته )مالكّ يوم الدين( محمود في ملكه ذلكّ اليوم )في قراءة ملكّ يوم الدين(
استغرق الحمد كل الزمنة لم يتركّ سبحانه زمنا لم يدخل فيه الحمد ابدا من الزل الىّ البد فهو حمده قبل الخلق )الحمد ل( حين كان تعالىّ ولم
يكن معه شيئ قبل حمد الحامدين وقبل وجاود الخلق والكائنات استغرق الحمد هنا الزمن الول وعأند خلق العالم )رب العالمين( واستغرق الحمد
وقت كانت الرحمة تنزل ول تنقطع )الرحمن الرحيم( واستغرق الحمد يوم الجازاء كله ويوم الجازاء ل ينتهي لن الجازاء ل ينتهي فاهل النار
خالدين فيها واهل الجانة خالدين فيها ل ينقضي جازاؤهم فاستغرق الحمد كل الزمنة من الزل الىّ البد كقوله تعالىّ له الحمد في الولىّ والخرة
هذه اليات جامعت اعأجاب الوصف.
*من برنامج)ورتل القرآن ترتي ا
ل(ًا:
فىّ قوله تعالىّ )الررمحمععن الررعحيعم ) (3الفاتحة( فيه إضفاء المل في قلبكّ أيها العبد الفقير إلىّ رحمة ربكّ فصيغة فعلن أي )الرحمن( تفيد
الدللة عألىّ التجادد كقولنا عأطشان فهي ل تدل عألىّ الثبوت بل عألىّ التجادد والمتلء بهذا الوصف وصيغة فعيل أي الرحيم تدل عألىّ الثبوت في
الصفة كقولنا طويل أو جاميل فجااء السياق القرآني بهاتين الصيغتين للدللة عألىّ أن رحمته سبحانه وتعالىّ ثابتة ومتجاددة فالعطشان يذهب ظمأه
إن شعرب ولكن الكريم ل تزول عأنه هذه الصفة ولو افتقر فكان الترادف بين الصيغتين فعلن وفعيل أي الرحمن الرحيم يبثا في الحنايا الرحمة
الدائمة التي تباشر العباد.
اياك نعبد واياك نستعين:
قدم المفعولين لنعبد ونستعين وهذا التقديم للختصاص لنه سبحانه وتعالىّ وحده له العبادة لذا لم يقل نعبدكّ ونستعينكّ لنها ل تدل عألىّ
التخصيص بالعبادة ل تعالىّ اما قول اياكّ نعبد فتعني تخصيص العبادة ل تعالىّ وحده وكذلكّ في الستعانة )اياكّ نستعين( تكون بال حصرا
)ربنا عأليكّ توكلنا واليكّ انبنا واليكّ المصير( )الممتحنة آية (4كلها مخصوصة ل وحده حصرا فالتوكل والنابة والمرجاع كله اليه سبحانه
)وعألىّ ال فليتوكل المتوكلون()ابراهيم (12
)قل هو الرحمن آمنا به وعأليه توكلنا( )الملكّ آية (29تقديم اليمان عألىّ الجاار والمجارور هنا لن اليمان ليس محصورا بال وحده فقط بل
عألينا اليمان بال ورسله وكتبه وملئكته واليوم الخر والقضاء والقدر لذا لم تأت به آمنا .أما في التوكل فجااءت وعأليه توكلنا ل توكلنا عأليه لن
التوكل محصور بال تعالىّ.
الن لماذا كررت اياك مع فعل الستعانة ولم يقل اياك نعبد ونستعين؟
التكرار يفيد التنصيص على حصر المستعان به للو اقتصلرنا على ضلمير واحلد )ايلاك نعبلد ونسلتعين( للم يعنلي المسلتعان انملا عنلي المعبلود فقلط وللو
اقتصرنا على ضلمير واحلد لفهم ملن ذللك انله ل يتقلرب اليله ال بلالجمع بيلن العبلادة والسلتعانة بمعنلى انله ل يعبلد بلدون اسلتعانة ول يسلتعان بله بلدون
عبادة .يفهم من الستعانة مع العبادة مجموعة تربط الستعانة بالعبادة وهذا غير وارد وانما هللو سلبحانه نعبلده عللى وجله السللتقللا ونسللتعين بلله عللى
وجه الستقللا وقد يجتمعان لذا وجب التكرار في الضمير اياك نعبد واياك نستعين .التكرار توكيد فلي اللغلة ،فلي التكلرار مللن القللوة والتوكيللد للسلتعانة
فيما ليس في الحذف.
اياك نعبد واياك نستعين:اطلق سبحانه فعل الستعانة ولم يحدد نستعين عألىّ شئ او نستعين عألىّ طاعأة او غيره انما اطلقها لتشمل كل شئ
وليست محددة بامر واحد من امور الدنيا .وتشمل كل شئ يريد النسان ان يستعين بربه لن الستعانة غير مقيدة بامر محدد .وقد عأبر سبحانه
عأن الستعانة والعبادة بلفظ ضمير الجامع )نعبد ونستعين( وليس بالتعبير المفرد أعأبد وأستعين وفي هذا اشارة الىّ أهمية الجاماعأة في السلم لذا
تلزم قراءة هذه السورة في الصلة وتلزم ان صلة الجاماعأة افضل من صلة الفرد بسبع وعأشرين مرة وفيها دليل عألىّ اهمية الجاماعأة عأامة في
السلم مثل الحج وصلة الجاماعأة ،الزكاة ،الجاهاد،العأياد والصيام .اضافة الىّ ان المؤمنين اخوة فلو قال اياكّ اعأبد لغفل عأبادة اخوته
المؤمنين وانما عأندما نقول اياكّ نعبد نذكر كل المؤمنين ويدخل القائل في زمرة المؤمنين ايضا.
لماذا قرن العبادة بالستعانة؟
ل ليدل عألىّ ان النسان ل يستطيع ان يقوم بعبادة ال ال بإعأانة ال له وتوفيقه فهو اذن شعار واعألن ان النسان ل يستطيع ان يعمل شيئا ال او ل
بعون ال وهو اقرار بعجاز النسان عأن القيام بالعبادات وعأن حمل المانة الثقيلة اذا لم يعنه ال تعالىّ عألىّ ذلكّ ،الستعانة بال عألج لغرور
النسان وكبريائه عأن الستعانة بال واعأتراف النسان بضعفه.
لماذا قدم العبادة على الستعانة؟
العبادة هي عألة خلق النس والجان )وما خلقت الجان والنس ال ليعبدون()الذاريات (56والستعانة انما هي وسيلة للعبادة فالعبادة اولىّ بالتقديم.
العبادة هي حق ال والستعانة هي مطلب من مطالبه وحق ال اولىّ من مطالبه.
تبدأ السورة بالحمد ل رب العالمين ،الرحمن الرحيم ،مالكّ يوم الدين وهذه كلها من اسلوب الغيبة اي كلها للغائب ثم انتقل الىّ الخطاب المباشر
بقوله اياكّ نعبد واياكّ نستعين .فلو قسنا عألىّ سياق اليات الولىّ لكان اولىّ القول اياه نعبد واياه نستعين .فلماذا لم يقل سبحانه هذا؟
في البلغة يسمىّ هذا النتقال من الغائب للمخاطب أو المتكلم او العكس اللتفات .لللتفات فائدة عأامة وفائدة في المقام ،اما الفائدة العامة فهي
تطرية لنشاط السامع وتحريكّ الذهن للصغاء والنتباه .اما الفائدة التي يقتضيها المقام فهي اذا التفت المتكلم البليغ يكون لهذه اللتفاتة فائدة غير
العامة مثال) :هو الذي يسيركم في البر والبحر حتىّ اذا كنتم في الفلكّ وجارين بهم( )يونس آية (22لم يقل وجارين بكم فيها التفات لنهم عأندما
ركبوا في البحر وجارت بهم الفلكّ اصبحوا غائبين وليسوا مخاطبين.
وعأندما قال سبحانه الحمد ل رب العالمين فهو حاضر دائما فنودي بنداء الحاضر المخاطب .الكلم من اول الفاتحة الىّ مالكّ يوم الين كله ثناء
عألىّ ال تعالىّ والثناء يكون في الحضور والغيبة والثناء في الغيبة اصدق واولىّ أما اياكّ نعبد واياكّ نستعين فهو دعأاء والدعأاء في الحضور
اولىّ واجادى اذن الثناء في الغيبة اولىّ والدعأاء في الحضور اولىّ والعبادة تؤدى في الحاضر وهي اولىّ.
إهدنا الصراط المستقيم
هذا دعأاء ول دعأاء مفروض عألىّ المسلم قوله غير هذا الدعأاء فيتوجاب عألىّ المسلم قوله عأدة مرات في اليوم وهذا بدوره يدل عألىّ اهمية الطلب
وهذا الدعأاء لن له اثره في الدنيا والخرة ويدل عألىّ ان النسان ل يمكن ان يهتدي للصراط المستقيم بنفسه ال اذا هداه ال تعالىّ لذلكّ .اذا تركّ
الناس لنفسهم لذهب كل الىّ مذهبه ولم يهتدوا الىّ الصراط المستقيم وبما ان هذا الدعأاء في الفاتحة ول صلة بدون فاتحة فلذا يجاب الدعأاء به في
الصلة الفريضة وهذا غير دعأاء السنة في )ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة( )البقرة آية (201
والهداية هي اللهام والدللة .وفعل الهداية هدى يهدي في العربية قد يتعدى بنفسه دون حرف جار مثل اهدنا الصراط المستقيم )تعدى الفعل
بنفسه( وقد يتعدى بإلىّ )وانكّ لتهدي الىّ صراط مستقيم( )الشورى آية ) (52واهديكّ الىّ ربكّ فتخشىّ( )النازعأات آية (19وقد يتعدى باللم
)الحمد ل الذي هدانا لهذا ( )العأراف ) (43بل ال يمن عأليكم ان هداكم لليمان( )الحجارات آية (17
ذكر اهل اللغة ان الفرق بين التعدية بالحرف والتعدية بالفعل نفسه ان التعدية بالحرف تستعمل عأندما ل تكون الهداية فيه بمعنىّ ان المهدي كان
خارج الصراط فهداه ال له فيصل بالهداية اليه .والتعدية بدون حرف تقال لمن يكون فيه ولمن ل يكون فيه كقولنا هديته الطريق قد يكون هو في
الطريق فنعرفه به وقد ل يكون في الطريق فنوصله اليه) .فاتبعني اهدكّ صراطا سويا( )مريم آية (43ابو سيدنا ابراهيم لم يكن في الطريق،
)ولهديناهم صراطا مستقيما( )النساء آية (68والمنافقون ليسوا في الطريق .واستعملت لمن هم في الصراط )وقد هدانا سبلنا( )ابراهيم آية (12
قيلت في رسل ال تعالىّ وقال تعالىّ مخاطبا رسوله )ويهديكّ صراطا مستقيما( )الفتح آية (2والرسول مالكّ للصراط .استعمل الفعل المعدى
بنفسه في الحالتين.
التعدية باللم والىّ لمن لم يكن في الصراط )فاحكم بيننا بالحق ول تشطط واهدنا الىّ سواء الصراط( )ص آية ) (22هل من شركائكم من يهدي
الىّ الحق( )يونس آية (35
وتستعمل هداه له بمعنىّ بينه له والهداية عألىّ مراحل وليست هداية واحدة فالبعيد عأن الطريق ،الضال ،يحتاج من يوصله اليه ويدله عأليه
)نستعمل هداه اليه( والذي يصل الىّ الطريق يحتاج الىّ هاد يعرفه باحوال الطريق واماكن المن والنجااة والهلكّ للثقة بالنفس ثم اذا سلكّ
الطريق في الخير يحتاج الىّ من يريه غايته واستعمل سبحانه اللم )الحمد ل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لول ان هدانا ال( )العأراف آية
(43وهذه خاتمة الهدايات.
ونلخص ما سبق عألىّ النحو التالي:
-انسان بعيد يحتاج من يوصله الىّ الطريق نستعمل الفعل المتعدي بإلىّ
-اذا وصل ويحتاج من يعرفه بالطريق واحواله نستعمل الفعل المتعدي بنفسه
-اذا سلكّ الطريق ويحتاج الىّ من يبلغه مراده نستعمل الفعل المتعدي باللم
الهداية مع اللم لم تستعمل مع السبيل او الصراط ابدا في القرآن لن الصراط ليست غاية انما وسيلة توصل للغاية واللم انما تستعمل عأند الغاية.
وقد اختص سبحانه الهداية باللم له وحده او للقرآن لنها خاتمة الهدايات كقوله )ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم( )السراء آية (9وقوله
)يهدي ال لنوره من يشاء( )النور آية (35
قد نقول جااءت الهدايات كلها بمعنىّ واحد مع اختلف الحروف.
)قل هل من شركائكم من يهدي الىّ الحق قل ال يهدي للحق أفمن يهدي الىّ الحق احق ان يتبع امن ل يهدي ال ان يهدى( )يونس §
آية (35
جااءت يهدي للحق المقترنة بال تعالىّ لن معنىّ اليات تفيد هل من شركائكم من يوصل الىّ الحق قل ال يهدي للحق ال وحده يرشدكّ ويوصلكّ
الىّ خاتمة الهدايات ،يعني ان الشركاء ل يعرفون اين الحق ول كيف يرشدون اليه ويدلون عأليه.
)يهدي به ال من اتبع رضوانه سبل السلم ويخرجاهم من الظلمات الىّ النور باذنه ويهديهم الىّ صراط مستقيم( )المائدة آية (16 §
استعمل الهداية معداة بنفسها بدون حرف واستعملها في سياق واحد مع الفعل المعدى بالىّ ومعنىّ اليات انه من اتبع رضوان ال وليس بعيدا ول
ضال استعمل له الفعل المعدى بنفسه والذي في الظلمات هو بعيد عأن الصراط ويحتاج الىّ من يوصله الىّ الصراط لذا قال يهديهم الىّ صراط
مستقيم )استعمل الفعل المعدى بإلىّ(
نعود الىّ الية اهدنا الصراط المستقيم )الفعل معدى بنفسه( وهنا استعمل هذا الفعل المعدى بنفسه لجامع عأدة معاني فالذي انحرف عأن الطريق
نطلب من ال تعالىّ ان يوصله اليه والذي في الطريق نطلب من ال تعالىّ ان يبصره باحوال الطريق والثبات والتثبيت عألىّ الطريق.
وهنا يبرز تساؤل آخر ونقول كما سبق وقدم سبحانه مفعولي العبادة والستعانة في )اياكّ نعبد واياكّ نستعين( فلماذا لم يقل سبحانه ايانا اهدي؟
هذا المعنىّ ل يصح فالتقديم باياكّ نعبد واياكّ نستعين تقيد الختصاص ول يجاوز ان نقول ايانا اهدي بمعنىّ خصنا بالهداية ول تهدي احدا غيرنا
فهذا ل يجاوز لذلكّ ل يصح التقديم هنا .المعنىّ تطلب التقديم في المعونة والستعانة ولم يتطلبه في الهداية لذا قال اهدنا الصراط المستقيم.
فلم قال اهدنا ولم يقل اهدني؟
لنه مناسب لسياق اليات السابقة وكما في ايات الستعانة والعبادة اقتضىّ الجامع في الهداية ايضا.
فيه اشاعأة لروح الجاماعأة وقتل لروح الثرة والنانية وفيه نزع الثرة والستئثار من النفس بان ندعأو للخرين بما ندعأو به لنفسنا.
الجاتماع عألىّ الهدى وسير المجاموعأة عألىّ الصراط دليل قوة فاذا كثر السالكون يزيد النس ويقوى الثبات فالسالكّ وحده قد يضعف وقد يمل او
يسقط او تأكله الذئاب .فكلما كثر السالكون كان ادعأىّ للطمئنان والستئناس.
والجاتماع رحمة والفرقة عأذاب يشير ل تعالىّ الىّ امر الجاتماع والنس بالجاتماع وطبيعة حب النفس للجاتماع كما ورد في قوله الكريم )ومن
يطع ال ورسوله ندخله جانات تجاري من تحتها النهار خالدين فيها( )النساء آية (13خالدين جااءت بصيغة الجامع لن المؤمنين في الجانة
يستمتعون بالنس ببعضهم وقوله )ومن يعص ال ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عأذاب مهين( )النساء آية (14في العذاب
فيزيد عألىّ عأذاب الكافر عأذاب الوحدة فكأنما عأذبه ال تعالىّ بشيئين النار والوحدة.
لذا فعندما قال سبحانه وتعالىّ اهدنا الصراط المستقيم فيه شئ من التثبيت والستئناس هذا الدعأاء ارتبط باول السورة وبوسطها وآخرها .الحمد ل
رب العالمين مهمة الرب هي الهداية وكثيرا ما اقترنت الهداية باسم الرب فهو مرتبط برب العالمين وارتبط بقوله الرحمن الرحيم لن من هداه
ال فقد رحمه وانت الن تطلب من الرحمن الرحيم الهداية اي تطلب من الرحمن الرحيم ان ل يترككّ ضال غير مهتد ثم قال اياكّ نعبد واياكّ
نستعين فل تتحقق العبادة ال بسلوكّ الطريق المستقيم وكذلكّ الستعانة ومن الستعانة طلب الهداية للصراط المستقيم صراط الذين انعمت عأليهم
اي صراط الذين سلكوا الصراط المستقيم ،ول الضآلين ،والضالون هم الذين سلكوا غير الصراط المستقيم فالهداية والضلل نقيضان والضالين
نقيض الذين سلكوا الصراط المستقيم.
لماذا اختار كلمة الصراط بدل من الطريق او السبيل؟
لو لحظنا البناء اللغوي للصراط هو عألىّ وزن )فعال بكسر الفاء( وهو من الوزان الدالة عألىّ الشتمال كالحزام والشداد والسداد والخمار
والغطاء والفراش ،هذه الصيغة تدل عألىّ الشتمال بخلف كلمة الطريق التي ل تدل عألىّ نفس المعنىّ .الصراط يدل عألىّ انه واسع رحب يتسع
لكل السالكين اما كلمة طريق فهي عألىّ وزن فعيل بمعنىّ مطروق اي مسلوكّ والسبيل عألىّ وزن فعيل ونقول اسبلت الطريق اذا كثر السالكين
فيها لكن ليس في صيغتها ما يدل عألىّ الشتمال .فكلمة الصراط تدل عألىّ الشتمال والوسع هذا في اصل البناء اللغوي )قال الزمخشري في كتابه
الكشاف الصراط من صرط كانه يبتلع السبل كلما سلكّ فيه السالكون وكانه يبتلعهم من سعته(.
صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ول الضآلين
لماذا جااءت كلمة الصراط معرفة بأل مرة ومضافة مرة اخرى )صراط الذين انعمت عأليهم(؟ جااءت كلمة الصراط مفردة ومعرفة بتعريفين:
باللف واللم والضافة وموصوفا بالستقامة مما يدل عألىّ انه صراط واحد )موصوف بالستقامة لنه ليس بين نقطتين ال طريق مستقيم واحد
والمستقيم هو اقصر الطرق واقربها وصول الىّ ال( واي طريق آخر غير هذا الصراط المستقيم ل يوصل الىّ المطلوب ول يوصل الىّ ال
تعالىّ .والمقصود بالوصول الىّ ال تعالىّ هو الوصول الىّ مرضاته فكلنا واصل الىّ ال وليس هناكّ من طريق غير الصراط المستقيم) .ان هذه
تذكرة فمن شاء اتخذ الىّ ربه سبيل( )المزمل آية ) (19النسان آية ) (29ان ربي عألىّ صراط مستقيم( )هود آية ) (56قال هذا صراط عألي
مستقيم( )الحجار آية (41
وردت كلمة الصراط في القرآن مفردة ولم ترد مجاتمعة ابدا بخلف السبيل فقد وردت مفردة ووردت جامعا )سبل( لن الصراط هو الوسع وهو
الذي تفضي اليه كل السبل )فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عأن سبيله( )النعام ) (153يهدي به ال من اتبع رضوانه سبل السلم( )المائدة
) (16والذين جااهدوا فينا لنهدينهم سبلنا( )العنكبوت ) (69هذه سبيلي ادعأو الىّ ال عألىّ بصيرة ( )يوسف آية (108الصراط هو صراط واحد
مفرد لنه هو طريق السلم الرحب الواسع الذي تفضي اليه كل السبل واتباع غير هذا الصراط ينأى بنا عأن المقصود) .انظر شرح د .أحمد
الكبيسي لكلمة الصراط وغيرها من مرادفات الطريق في النهاية( أو في هذه الصفحة.
ثم زاد هذا الصراط توضيحا وبيانا بعد وصفه بالستقامة وتعريفه بأل بقول )صراط الذين انعمت عأليهم غير المغضوب عأليهم ول الضآلين(
جامعت هذه الية كل اصناف الخلق المكلفين ولم تستثني منهم احدا فذكر:
الذين انعم ال عأليهم هم الذين سلكوا الصراط المستقيم وعأرفوا الحق وعأملوا بمقتضاه.
الذين عأرفوا الحق وخالفوه )المغضوب عأليهم( ويقول قسم من المفسرين انهم العصاة.
الذين لم يعرفوا الحق وهم الضآلين )قل هل انبئكم بالخسرين اعأمال الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا(
)الكهف آية (104-103هذا الحسبان ل ينفعهم انما هم من الخسرين.
ول يخرج المكلفون عأن هذه الصناف الثلثة فكل الخلق ينتمي لواحد من هذه الصناف.
وقال تعالى )صراط الذين انعمت عليهم(ًا ولم يقل تنعم عليهم فلماذا ذكر الفعل الماضي؟
ل :ليتعين زمانه ليبين صراط الذين تحققت عأليهم النعمة )ومن يطع ال والرسول فأولئكّ مع الذين أنعم اختار الفعل الماضي عألىّ المضارع او ل
ال عأليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئكّ رفيقا( )النساء آية (69صراط الذين انعمت عأليهم يدخل في هؤلء .واذا
قال تنعم عأليهم لغفل كل من انعم عأليهم سابقا من رسل ال والصالحين ولو قال تنعم عأليهم لم يدل في النص عألىّ انه سبحانه انعم عألىّ احد
ولحتمل ان يكون صراط الولين غير الخرين ول يفيد التواصل بين زمر المؤمنين من آدم عأليه السلم إلىّ ان تقوم الساعأة .مثال :اذا قلنا
أعأطني ما اعأطيت امثالي فمعناه أعأطني مثل ما اعأطيت سابقا ،ولو قلنا اعأطني ما تعطي امثالي فهي ل تدل عألىّ أنه اعأطىّ احدا قبلي.
ولو قال تنعم عأليهم لكان صراط هؤلء اقل شأنا من صراط الذين انعم عأليهم فصراط الذين انعم عأليهم من اولي العزم من الرسل والنبياء
والصديقين اما الذين تنعم عأليهم ل تشمل هؤلء .فالتيان بالفعل الماضي يدل عألىّ انه بمرور الزمن يكثر عأدد الذين انعم ال عأليهم فمن ينعم
عأليهم الن يلتحق بالسابقين من الذين انعم ال عأليهم فيشمل كل من سبق وانعم ال عأليهم فهم زمرة كبيرة من اولي العزم والرسل واتباعأهم
والصديقين وغيرهم وهكذا تتسع دائرة المنعم عأليهم اما الذين تنعم عأليهم تختص بوقت دون وقت ويكون عأدد المنعم عأليهم قليل لذا كان قوله
سبحانه انعمت عأليهم اوسع واشمل واعأم من الذين تنعم عأليهم.
لماذا قال صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ول الضآلين؟
اي لماذا عأبر عأن الذين انعم عأليهم باستخدام الفعل )انعمت( والمغضوب عأليهم والضآلين بالسم؟
ععم ععفه انه ععدوثا فوص السم يدل عألىّ الشمول ويشمل سائر الزمنة من المغضوب عأليهم والدللة عألىّ الثبوت .أما الفعل فيدل عألىّ التجادد والح
مغضوب عأليهم وضالون دليل عألىّ الثبوت والدوام.
اذن فلماذا لم يقل المنعم عليهم للدللة على الثبوت؟
لو قال صراط المنعم عأليهم بالسم لم يتبين المعنىّ اي من الذي أنعم انما بين المنعم )بكسر العين( في قوله أنعمت عأليهم لن معرفة المنعم مهمة
فالنعم تقدر بمقدار المنعم )بكسر العين( لذا اراد سبحانه وتعالىّ ان يبين المنعم ليبين قدرة النعمة وعأظيمها ومن عأادة القرآن ان ينسب الخير إلىّ
ال تعالىّ وكذلكّ النعم والتفضل وينزه نسبة السوء اليه سبحانه )وانا ل ندري اشر اريد بمن في الرض ام اراد بهم ربهم رشدا( )الجان آية (10
وال سبحانه ل ينسب السوء لنفسه فقد يقول )ان الذين ل يؤمنون بالخرة زينا لهم اعأمالهم فهم يعمهون( )النمل آية (4لكن ل يقول زينا لهم سوء
اعأمالهم )زين لهم سوء أعأمالهم( )التوبة آية ) (37زين للناس حب الشهوات ( )آل عأمران آية ) (14وزين لفرعأون سوء عأمله() .غافر آية (37
)أفمن زين له سوء عأمله( )فاطر آية ) (8واذ زين لهم الشيطان اعأمالهم( )النفال آية (48اما النعمة فينسبها ال تعالىّ الىّ نفسه لن النعمة كلها
خير )ربي بما انعمت عألي( )القصص آية ) (17ان هو ال عأبد انعمنا عأليه( )الزخرف آية ) (59واذا انعمنا عألىّ النسان أعأرض ونئا بجاانبه
واذا مسه الشر كان يؤوسا( )السراء آية (83ولم ينسب سبحانه النعمة لغيره ال في آية واحدة )واذ تقول للذي انعم ال عأليه وانعمت عأليه امسكّ
عأليكّ زوجاكّ( )الحزاب آية (37فهي نعمة خاصة بعد نعمة ال تعالىّ عأليه.
ضالليدن )ً(7ا الفاتحة(ًا لماذا ذكرت المغضوب عليهم بصيغة المبني للمجهول والضضضالين ب دعدليههمم دولد ال ض ضو ه ت دعدليههمم دغيهر الدمغ ض ط الضهذيدن دأندعم د صدرا د
*) ه
بصيغة إسم الفاعل؟)د.فاضل السامرائى(ًا
ل جايء بكل منهما إسما )المغضوب عأليهم( و)الضالين( للدللة عألىّ الثبوت الغضب عأليهم ثابت والضلل فيهم ثابت ل يرجاىّ فيهم خير ول أو ل
هدى لم يقل صراط الذين غضب عأليهم وضلوا وإنما المغضوب عأليهم ول الضالين فجااء بالوصفين بالسمية للدللة عألىّ ثبوت هذين الوصفين
فيهما .يبقىّ السؤال لماذا جااء المغضوب عأليهم إسم مفعول ولم يقل غاضب إسم فاعأل؟ مغضوب عأليهم إسم مفعول يعني وقع عأليهم الغضب لم
يذكر الجاهة التي غضبت عأليهم ليعم الغضب عأليهم من جاميع الجاهات غضب ال وغضب الغاضبين ل من الملئكة وغيرهم ل يتخصص
بغاضب معين ليس غضب عأليهم فلن أو فلن وإنما مغضوب عأليهم من كل الجاهات بل هؤلء سيغضب عأليهم أخلص أصدقائهم في الخرة
ضلكم ضرل دعأنلكم رما لكنلتمم دتمزلعألمودن ) (94النعام( )لثرم ديمودم املعقديادمعة ديمكلفلر دبمع ل)دودما دندرى دمدعلكمم لشدفدعاءلكلم الرعذيدن دزدعأمملتمم أدرنلهمم عفيلكمم لشدردكاء دلدقد رتدقرطدع دبميدنلكمم دو د
ضا ) (25العنكبوت( إذن مغضوب عأليهم من جاميع الجاهات من كل الجاهات ،حذف جاهة الغاضب فيه عأموم وشمول. ضلكم دبمع ل ض دوديملدعلن دبمع ل عبدبمع ض
ن
أما الضالين فهم الذين ضلوا.
لماذا قال المغضوب عليهم ولم يقل أغضبت عليهم؟
جااء باسم المفعول واسنده للمجاهول ولذا ليعم الغضب عأليهم من ال والملئكة وكل الناس حتىّ اصدقاؤهم يتبرأ بعضهم من بعض حتىّ جالودهم
تتبرأ منهم ولذا جااءت المغضوب عأليهم لتشمل غضب ال وغضب الغاضبين.
غير المغضوب عليهم ول الضآلين :لم كرر ل؟
وقال غير المغضوب عأليهم والضالين؟ اذا حذفت )ل( يمكن ان يفهم ان المباينة والبتعاد هو فقط للذين جامعوا الغضب والضللة فقط اما من لم
يجامعها )غير المغضوب عأليهم ول الضآلين( فل يدخل في الستثناء .فاذا قلنا مثل ل تشرب الحليب واللبن الرائب )اي ل تجامعهما( اما اذا قلنا
ل تشرب الحليب ول تشرب اللبن الرائب كان النهي عأن كليهما ان اجاتمعا او انفردا.
فلماذا قدم اذن المغضوب عليهم على الضآلين؟
المغضوب عأليهم الذين عأرفوا ربهم ثم انحرفوا عأن الحق وهم اشد بعدا لن ليس من عألم كمن جاهل لذا بدأ بالمغضوب عأليهم وفي الحديثا
الصحيح ان المغضوب عأليهم هم اليهود واما النصارى فهم الضالون .واليهود اسبق من النصارى ولذا بدأ بهم واقتضىّ التقديم.
وصفة المغضوب عأليهم هي اول معصية ظهرت في الوجاود وهي صفة ابليس عأندما امر بالسجاود لدم عأليه السلم وهو يعرف الحق ومع ذلكّ
عأصىّ ال تعالىّ وهي اول معصية ظهرت عألىّ الرض ايضا عأندما قتل ابن آدم اخاه فهي اذن اول معصية في المل العألىّ وعألىّ الرض
)ومن يقتل مؤمنا متعمدا.فجازاؤه جاهنم خالدا فيها وغضب ال عأليه( )النساء آية (93ولذا بدأ بها.
أما جاعل المغضوب عأليهم بجاانب المنعم عأليهم فلن المغضوب عأليهم مناقض للمنعم عأليهم والغضب مناقض للنعم.
خاتمة سورة الفاتحة هي مناسبة لكل ما ورد في السورة من اولها الىّ آخرها فمن لم يحمد ال تعالىّ فهو مغضوب عأليه وضال ومن لم يؤمن بيوم
الدين وان ال سبحانه وتعالىّ مالكّ يوم الدين وملكه ومن لم يخص ال تعالىّ بالعبادة والستعانة ومن لم يهتد الىّ الصراط المستقيم فهم جاميعا
مغضوب عأليهم وضالون.
ولقد تضمنت السورة اليمان والعمل الصالح ،اليمان بال )الحمد ل رب العالمين( واليوم الخر )مالكّ يوم الدين( والملئكة والرسل والكتب
)اهدنا الصراط المستقيم( لما تقتضيه من ارسال الرسل والكتب .وقد جامعت هذه السورة توحيد الربوبية )رب العالمين( وتوحيد اللوهية )اياكّ
نعبد واياكّ نستعين( ولذا فهي حقا أم الكتاب.
*كلمة الصراط وأخواتها في القرآن الكريم للشيخ الدكتور أحمد الكبيسي*
لعله من المناسب لعرض اللمسات البيانية في سورة الفاتحة ذكر ما أفاض به الدكتور أحمد الكبيسي باركّ ال به في برنامجاه الكلمة وأخواتها في
القرآن الكريم عألىّ قناة دبي الفضائية في شرح كلمة الصراط واخواتها في القرآن الكريم وكيف أن كل كلمة منها وردت في القرآن في مكانها
المناسب والمعنىّ الذي تأتي به كل كلمة ل يمكن ان يكون ال من عأند العلي العظيم الذي وضع كل كلمة بميزانها وبمكانها الذي ل يمكن لكلمة
اخرى ان تأتي بنفس معناها.
مرادفات كلمة الطريق تأتي عألىّ النحو التالي:
إمام – صراط – طريق -سبيل – نهج – فج -جدد )جمع جادة( – نفق
وجاء معنى كلا منها العام على النحو التالي:
إمام :وهو الطريق العام الرئيسي الدولي الذي يربط بين الدولا وليس له مثيلا وتتميز أحكامه في السلم بتميز تخومه .وقدسية علمات المرور فيه
هي من اهم صفاته وهو بتعبيرنا الحاضر الطريق السريع بين المدن ) .(Highwayوقد استعير هذا اللفظ في القرآن الكريم ليدلا على الشرائع )يوم
ندعو كل اناس بإمامهم( )السراء آية ( 71أي كلا ما عندهم من شرائع وجاء أيضا بمعنى كتاب ال )وكل شئ أحصيناه في إمام
مبين( )يس آية (12
صراط :هو كلا ممر بين نقطتين متناقضتين كضفتي نهر أو قمتي جبلين أو الحق والباطلا والضللة والهداية في السلم او الكفر واليمان.
والصراط واحد ل يتكرر في مكان واحد ول يثنى ول يجمع .وقد استعير في القرآن الكريم للتوحيد فل إله إل ال تنقلا من الكفر إلى اليمان )قل
إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم( ) النعام آية ) (161من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم(
) النعام آية ) (39اهدنا الصراط المستقيم( )الفاتحة آية ) (7فاتبعني أهدك صراطا سويا( )مريم آية ) ( 43وان الذين ل
يؤمنون بالخرة عن الصراط لناكبون( )المؤمنون آية ( 74
والصراط عموما هو العدلا المطلق ل تعالى وما عداه فهو نسبي) .إن ربي على صراط مستقيم( ) هود آية ( 56والتوحيد هو العدلا
المطلق وما عداه فهو نسبي.
سبيل :الطريق الذي يأتي بعد الصراط وهو ممتد طويلا آمن سهلا لكنه متعدد )سبلا حمع سبيلا( )والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا(
) العنكبوت آية ( 69السبلا متعددة ولكن شرطها أن تبدأ من نقطة واحدة وتصب في نقطة واحدة عند الهدف .وفيه عناصر ثلثا :ممتد ،متحرك
ويأخذ إلى غاية.
و المذاهب في السلم من السبلا كلها تنطلق من نقطة واحدة وتصلا إلى غاية واحدة .وسبلا السلم تأتي بعد اليمان والتوحيد بعد عبور الصراط
المستقيم .ولتقريب الصورة إلى الذهان فيمكن اعتبار السبلا في عصرنا الحاضر وسائلا النقلا المتعددة فقد ينطلق الكثيرون من نقطة واحدة قاصدين
غاية واحدة لكن منهم من يستقلا الطائرة ومنهم السيارة ومنهم الدراجة ومنهم الدواب وغيرها.
واستخدمت كلمة السبيلا في القرآن بمعنى حقوق في قوله )ليس علينا في الميين سبيل( )آلا عمران آية ( 75
وابن السبيلا في القرآن هو من انقطع عن أهله انقطاعا بعيدا وهدفه واضح ومشروع كالمسافر في تجارة او للدعوة فل تعطى الزكاة لمن انقطع عن
أهله بسبب غير مشروع كالخارج في معصية او ما شابه.
طريق:الطريق يكون داخلا المدينة وللطرق حقوق خاصة بها وقد سميت طرقا لنها تطرق كثي ار بالذهاب والياب المتكرر من البيت الى العملا
والعكس .والطريق هي العبادات التي نفعلها بشكلا دائم كالصلة والزكاة والصوم والحج والذكر) .يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم(
)الحقاف آية (30
نهج :وهو عبارة عن ممرات خاصة ل يمر بها إل مجموعة خاصة من الناس وهي كالعبادات التي يختص بها قوم دون قوم مثلا نهج القائمين بالليلا
ونهج المجاهدين في سبيلا ال ونهج المحسنين وأولي اللباب وعباد الرحمن فكلا منهم يعبد ال تعالى بمنهج معين وعلى كلا مسلم أن يتخذ لنفسه
نهجا معينا خاصا به يعرف به عند ال تعالى كبر الوالدين والذكر والجهاد والدعاء والقرآن والحسان وغيرها )لكل جعلنا منكم شرعة
ومنهاجا( ) المائدة آية ( 48إواذا لحظنا وصفها في القرآن وجدنا لها ثلثة صفات والنفاق فيها صفة مشتركة .نهج المستغفرين بالسحار:
)كانوا قليل من الليل ما يهجعون وبالسحار هم يستغفرون وفي اموالهم حق للسائل والمحروم( ) الذاريات آية - 17
( 19ونهج أهلا التهجد) :تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون( )السجدة آية (16
ونهج المحسنين) :الذين ينفقون بالسراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس( ) آلا عمران آية ( 134
فج :وهو الطريق بين جبلين )وأذن في الناس بالحج يأتوك رجال وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق( )الحج آية ( 27
جاادة :وتجمع على جدد كما وردت في القرآن الكريم )ومن الجبال جدد بيض وحمر( )فاطر آية ( 27والجادة هي الطريق الذي يرسم في
الصحراء او الجبالا من شدة الثر ومن كثرة سلوكه.
نفق :وهو الطريق تحت الرض )فان استطعت أن تبتغي نفقا ا في الرض( )النعام آية ( 35
انتهىّ بحمد ال وفضله سائلة ال عأز وجال ان اكون قد وفقت لنقل ما ورد عأن الدكتور فاضل السامرائي بصدق وأمانة قاصدة وجاه ال تعالىّ وما
توفيقي ال بال العليم العظيم .أسأل ال تعالىّ أن يعيننا عألىّ نشر هذا العلم وان يباركّ بالدكتور الفاضل فاضل السامرائي وبعلمه زاده ال عألمععا
ععن وفهما وجازاه عأن المسلمين جاميعا خير الجازاء.وسأحاول بعون ال نشر ما سمعته من الدكتور في شرح بعض اللمسات البيانية في نصوص م
التنزيل كما عأرضت عألىّ قناة الشارقة الفضائية في برنامج قول معروف .وقد اعأانني ال تعالىّ وقدر لي ان اطبع هذه المعلومات التي سععمعتها
من هذا البرنامج لحسن الثر الذي تركه في نفسي واحساس اليمان الذي استشعر به وانا استمع الىّ هذه اللمسات البيانية التي قد نغفل عأنها مععع
قراءتنا المتكررة ليات ال وكتابه الكريم .وربما استوقفتنا هذه اللمسات لتجاعلنا نمعن النظر والفهم في اليات القرآنية لنذوق حلوتها ونستشععر
المعاني الراقية السامية التي تحملها آيات القرآن العطرة بين ثناياها فالحمد ل وسبحان ال ول قوة ال بال .إن هذا القرآن ل تنقضي عأجاائبه حقا
فباركّ ال لنا بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين محمد عأليه أفضل الصلة والتسليم ونفعنا جاميعا بما نسمع ونتعلم وقل رب زدني عألما واجاعل
اللهم القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وسابقنا ودليلنا إليكّ وإلىّ جاناتكّ جانات النعيم .كما ارجاو من كل من تصله هذه الصفحات ان يعين
عألىّ نشرها وان يدعأو لمن اوصلها ونشرها ولنتذكر ان من الدعأاء المستجااب دعأاء المسلم لخيه المسلم في ظهر الغيععب ،أرسععل لكععم هععذه
الصفحات فادعأو لي من خالص قلوبكم ثم أعأيدوا إرسالها للخرين ليدعأوا لكم ،و هكذا كل يرسله للخر ،و لندعأوا لبعضنا البعض
"اللهم وفق الساتذة الفاضل الدكتور السامرائي والدكتور الكبيسي وكل من ساهم في عأرض المادة العلمية لهذه الصفحات ونشرها ،و أعأنه عألىّ
ععه و ععم ارحم ذكركّ و شكركّ و حسن عأبادتكّ ،اللهم وفقه لما تحب و ترضىّ ،اللهم أحسن خاتمته ،و أجاعل قبره روضة من رياض الجانات ،الله
ععدين و ععداء الارضىّ عأنه ،وارزقه الجانة التي وعأدت عأبادكّ الصالحين ،اللهم انصر السلم و المسلمين ،و أذل الشركّ و المشركين ،و دمر أعأ
أجاعل تدبيرهم تدميرهم يا ذا الجالل و الكرام،اللهم انصر اخواننا في فلسطين عألىّ اليهود الغاصبين وحرر القصىّ وارزقنا فية صععلة قبععل
الممات ،اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الحياء منهم والموات انكّ سميع قريب مجايب الدعأوات ،اللهم ارحمنا اذا ما صرنا الىّ ما صاروا اليه
تحت الجانادل والتراب وحدنا برحمتكّ يا ارحم الراحمين .الهم وثبت قلوبنا عألىّ دينكّ وتوفنا وانت عأنا راض اللهم آمين.
تم بحمد ال تعالىّ وتوفيقه بتاريخ:
الثنين 28 ,كانون الثاني2002 ,م الموافق 15ذو القعدة 1422هع
اعأداد و طباعأة :سمر محمد الرناؤوط )طبع محتوى النص بصدق وأمانة كما جااء عألىّ لسان الدكتور فاضل السامرائي في الحلقات التلفزيونية
لمسات بيانية في سورة الفاتحة والدكتور احمد الكبيسي في برنامج الكلمة واخواتها ،أسأل ال تعالىّ ان اكون قد أصبت وأسأله العفو والعافية
والمعافاة وان ينفعنا بما عألمنا وما كانت هذه الصفحات لتبصر النور ال بتوفيق من ال تعالىّ فله الحمد والمنة(
vبثت هذه الحلقات في شهر رمضان المبارك هذا العام 2001م 1422هـ على قناة الشارقة الفضائية.
الحمضضد ل ..أسضضرار وإعجضضاز
اختصار من كتاب )لمسات بيانية(ًا ص 11إلى ص 24
القرآن الكريم . .كتاب ا . .ومعجزته الخالدة . .تحدى به الثقلين من النس والجن أن يأتوا بمثله أو بشيء من مثله ،فعجزوا وما
استطاعوا وما استحقوا على عجزهم لوما ول عتابا
فأنى لهم أن يأتوا بكلم كالقرآن . .كلم حف بالهيبة ،وامتاز بالسمو ،وتكامل فيه الشكل والمضمون وتآلفضا فكل منهما يخدم الخر ويقويه . .
فكان ذلك إعجازا ما بعده إعجاز
وواضح لنا جميعا أن التحدي بالتيان بمثل القرآن لم يكن المقصود به العجاز العلمي أو نحوه ،وإنما قصد به إعجاز اللغة والبيان
والبلغة ،والعرب الوائل هم أهل ذلك ،لكنهم أمام القرآن وقفوا عاجزين يقلبون أكفهم من الحيرة
وكلمة حق ل بد أن تسجل في حقهم . .لم يدعوا القدرة على ذلك أبدا . .بل كانوا يقولون :ما هذا بكلم بشضر
وعندما تجرأ مسضيلمة الكذاب على التأليف
لم يتمسكوا بما قال بل لم يعيروه أدنى اهتمام ،لنهم يعلمون أنه ليس بشيء ولم يكونوا في هذا المر من المكابرين
من ذلك العجاز القرآني الدقة في اختيار المفردات ،فكل كلمة تأتي في مكانها المناسب لها ،فلو غير موضعها بتقديم أو تأخير أوجمع أو
تثنية أو إفراد لتأثر المعنى ولم يؤد ما أريد منه ،وكذلك لو جيء مكانه بكلمة خرى ترادفه لم تقم بالمطلوب أبدا
سنرى اليوم جملة مؤلفة من كلمتين إنها ) الحمد ل (ًا في سورة االفاتحة ،هل كان من الممكن استعمال كلمات أخرى أو التغيير في وضعها ؟
في الظاهر . .نعم . .هناك كلمات و أساليب تحمل المعنى نفسه ،ولكن هل تفي بالمراد ؟
كان بالمكان قول ) المدح ل أو الشكر ل (ًا مثل
ولكن ماذا عن المعنى العام ؟
1ض )المدح ل(ًا
ض المدح هو الثناء وذكر المحاسضن من الصضفات والعمال
أما الحمد فهو الثناء وذكر المحاسضن مع التعظيم والمحبة .أيهما أقوى إذن ؟
ض المدح قد يكون للحي ولغير الحي ،و للعاقل وغير العاقل ،فقد يتوجه للجماد أو الحيوان كالذهب والديك
أما الحمد فيخلص للحي العاقل
ض المدح قد يكون قبل الحسان وقد يكون بعده ،فقد يمدح من لم يفعل شيئا ،ولم يتصضف بحسضن
أما الحمد فل يكون إل بعد الحسان ،فيحمد من قدم جميل العمال أو اتصف بجميل الصفات
يظهر لنا مما تقدم أننا عندما نقول ) الحمد ل (ًا فإننا نحمد ا الحي القائم الذي اتصضف بصضفات تسضتضحضق الحمد ،ونعترف له بالتفضل والتكرم
فقدأسبغ علينامن إحسانه ظاهرا وباطنا ما ل يعد ول يحصى مع إظهار تعظيمنا وإجللنا له وتأكيد توجه محبتنا إليه
2ض )الشكر ل(ًا
ض يكون الشكر على ما وصل للشضخضص من النعم ،أما الحمد فعلى ما وصل إليه وإلى غيره
ض الشكر يختص بالنعم ول يوجه للصضفات ،فنحن ل نشكر فلنا لنه يتصف بصفة العلم أو الرحمة أو غيرها من الصفات الذاتية له ،
أما الحمد فيكون ثناء على النعم وعلى الصفات الذاتية وإن لم يتعلق شيء منها بنا
فالشكر إذن أضيق نطاقا ،إذ يختضص بالنعم الواصلة إلى الشضخضص الذي يشكر فحسضب
مما تقدم يتضح لنا أن المدح أعم ممن الحمد ،وأن الحمد أعم من الشكر
وفي الول تعميم ل يناسب المقام ،وفي الخير تخصيص غير مناسب أيضا
وهل يمكن مثل استعمال واحدة من هذه العبارات؟
3ض أحمد ا أو نحمد ا أو احمدوا ا ***
فيقال في الرد :إن هذه العبارات إن استعملت لتأثر المعنى المقصود،وقلت القوة المراد له الظهور بها ،وفيما يلي تفصيل ذلك عن الجمل
المذكورة قبل قليل
ضض هي جمل فعلية ،الولى يتحدث بها الشخص الواحد ،والثانية تقولها جماعة من اثنين فأكثر ،والثالثة أمر بإتيان فعل الحمد
والجملة الفعلية تدل على الحدوث وتجدد الفعل
أما )الحمد ل (ًا فجملة اسمية والجمل السمية تدل على الدوام والثبوت
لذا فمن القواعد المعروفة في اللغة أن الجملة السمية أقوى من الجملة الفعلية لن الولى تدل على الثبوت ،وأيضا لمور أخرى سنتعرف
عليها فيما يلي
ضض الجملة الفعلية تختص بفاعل معين ،فالفاعل في الجمل المذكورة أعله هو المتكلم المفرد في الولى ،ولكن ماذا عن غيره من الناس ؟
وفي الجملة الثانية جماعة المتكلمين والسؤال لزال قائما ماذا عن غيرهم ؟
وفي الثالثة الجماعة التي تؤمر بالحمد وأيضا تظل قاصرة
أما الجملة السمية فتفيد الحمد على الطلقا من المتكلم وغيره دون تحديد فاعل معين ،ولعلنا نستشهد على ذلك بقوله عز من قائل سبحانه )
وإن من شيء إل يسبح بحمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم (ًا
فبالطلقا الوارد في الجملة السمية يحدث الشمول الذي ل يشمل البشر فقط بل يتجاوزهم إلى كل ما في الكون
ضض والجملة الفعلية ترتبط بزمن معين مما يعني أن الحمد ل يحدث في غير هذا الزمن الذي يتم فيه الحمد
وزمن النسان زمن محدد معين ،يرتبط أو يساوي عمره على أقصى تقدير ،فل يتجاوزه إلى ما بعده ول يبدأ قبله ،فيكون الحمد أقل مما
ينبغي بكثير
أما في الجملة السمية فالحمد مطلق،مستمد غير منقطع،مناسب بل نقصان
ضض كما أن الجملة الفعلية ل تفيد أن المفعول مستحق للفعل ،فقد نشكر من ل يستحق الشكر،وقد نهجو من ل يستحق الهجو
أما الجملة السمية فتفيد استحقاقه للحمد تأكيدا
والجملة الفعلية ل تعني أنه مستحق للحمد لذاته
بينما تفيد الجملة السمية أن الحمد والثناء حق ل تعالى ،وملك له سبحانه،فهو ثابت له،وهو يستحقه لذاته ولصفاته ولما أنعم من آلئه
ضض وإن كان الفعل للمضر) احمد أو احمدوا (ًا فإن هذا أيضا ل يؤدي المعنى المطلوب،لما هو واضح من أن المأمور قد يفعل ما أمر به دون
اقتناع،وإنما خوفا من المر أو رغبة في شيء ولن المأمور به ل يكون مستحقا للفعل دوما
ضض والحمد صفة القلب ،وهي اعتقاد كون المحمود متفضل منعما مستحقا للتعظيم والجلل،فإذا تلفظ النسان بالجملة الفعلية ذات الفاعل
والزمن المحددين،وكان قلبه غافل عن معنى التعظيم اللئق كان كاذبا،أما إن تلفظ بالجملة السمية فإنه يكون صادقا وإن كان قلبه غافل
لهيا،لنها تفيد أن الحمد حق ل ،وهذا حاصل سواء أعقل أم غفل
4ض الحمدد ل
ض قراءة الحمد بالنصب جائزة على تقدير فعل محذوف ،فتكون جملة فعلية
ض والجملة الفعلية تدل على التجدد والحدوث ،بينما تدل الجملة السمية على الثبوت ،وهو أقوى
ض والجملة الفعلية تختص بفاعل معين وزمن معين ،وفي هذا ما فيه من نقص الدللة على المعنى المراد كما تقدم في رقم 3
ض يستوي المر إذا قدرنا فعل مضارعا أو فع دل أمر ،لن المر بالشيء ل يعني أن المأمور به مستحق للفعل ،وقد يفعل المأمور ما أمر به دون
اقتناع إما لعدم استحقاقا من المأمور للفعل ،أو لنه يراه كذلك ،فقراءة الرفع )الحمضد ل(ًا تفيد ثبوت الشيء على جهة الستحقاقا ثباتا دائما،
فهي أولى من قراءة النصب في حالي الخبار )أحمضد ا ونحمد ا(ًا والمر ) احمد ا واحمدوا ا(ًا
5ض حمدا ل
ض وهي جملة فعلية نقدر لها فعل محذوفا ،والجملة السمية )الحمضد ل(ًا أقوى من الجملة الفعلية لما تقدم في رقم 3
ض )الحمد ل(ًا مع ررفة بأل ،و )أل(ًا تفيد العهد وتفيد استغراقا الجنس ،فإن أفادت العهد كان المعنى :الحمد المعروف بينكم هو ل ،وإن أفادت
الستغراقا كان المعنى :إن الحمد كله ل على سبيل الحاطة والشمول .ويظهر أن المعنيين مرادان
ض أما )حمدا ل(ًا فنكرة ل تفيد شيئا من المعاني المتقدمة
6ض إن الحمد ل
ض )إن(ًا تفيد التوكيد ،وليس المقام مقام شك أو إنكار يقتضي توكيدا
ض )إن الحمد ل (ًا جملة خبرية تحمل إلينا خبرا واضحا محددا )ثبوت الحمد ل تعالى(ًا ول تحتمل إنشاء
ض أما ) الحمد ل (ًا فتفيد الخبار بثبوت الحمد ل ،فهي خبرية من هذه الجهة ،ولكنها تفيد إنشاء التعظيم ،فهي ذات معان أكثر
7ض ل الحمد
ض )ل الحمد(ًا فيها تقديم الجار والمجرور ،وفي التقديم اختصاص أو إزالة شك ،والمقام ل يطلب لذلك ،فليس هناك من ادعى أن ذاتا أخرى قد
تشترك معه في الحمد ،فنزيل الحتمال والظن عنده ،وليس هناك من ادعى أن الحمد لغير ا لنخصه به؟
ض والحمد في الدنيا ليس مختصا ل وحده ،وإن كان هو سببه كله ،فالناس قد يحمد بعضهم بعضا ،وفي الحديث )من لم يحمد الناس لم يحمد
ا(ًا ،فيجوز توجيه الحمد لغير ا في ظاهر المر ،فل حاجة للختصاص بالتقديم
8ض اختصاص السم العلم )ا(ًا بالذكر ،دون سائر أسمائه االحسنى وصفاته
فكان يمكن أن يقال )الحمد للحي ،الحمد للرحيم ،الحمد للبارئً(.. ،ا
ولكن لو حدث ذلك لفهم أن الحمد إنما استحقه لهذا الوصف دون غيره ،فجاء بالسم العلم ليدل على أنه استحق الحمد لذاته هو ل لصفة من
صفاته
ض ثم إن ذكر لفظ الجللة )ا(ًا يناسب سياقا اليات ،فسيأتي بعدها بقليل "هلإياك نعبد وإياك نستعين"هل ولفظ الجللة )ا(ًا مناسب للعبودية ،لنه
مأخوذ من لفظ الله أي المعبود ،وقد اقترنت العبادة باسمه أكثر من خمسين مرة في القرآن كقوله تعالى" :هل أمرت أن أعبد ا "هل الرعد
ض هذا والمجيء بوصف غير لفظ الجللة ليس فيه تصريح بأن المقصود هو ا عز وجل
*** *** *** *** ***
فمن منا مهما بلغ من فصاحة وبلغة وبيان ..من منا يستطيع أن يأتي بكلم فيه هذا الحكام وهذا الستواء مع حسن النظم ودقة النتقاء ،فكل
كلمة في موقعها جوهرة ثمينة منتقاة بعناية لتؤدي معاني غزيرة بكلمات يسيرة ،كل واحدة واسطة عقد ل يجوز استبدالها ول نقلها ول
تقديمها ول تأخيرها وإل لختل المعنى أو ضعف أو فقد بعض معانيه؟
إنه العجاز اللهي الذي يتجلى في الكون كله ،ويحف بالقرآن كله ،مجموعه وجزئياته ،كلماته وحروفه ،معانيه وأسراره ،ليكون النور الذي
أراد ا أن يهدي ويسعد به كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
والحمد ل رب العالمين
************
**من اللمسات البيانية للدكتور حسام النعيمى فى سورة الفاتحة **
*الستعاذة*
*ما الستعاذة وما معناها؟
الستعاذة ألعخذت من قوله تعالىّ )دفعإدذا دقدرأمدت امللقمرآددن دفامسدتععمذ عباللرعه عمدن الرشميدطاعن الررعجايعم ( الكلم كان موجاها إلىّ الرسول وما لونجاه للرسول في
مثل هذه المور فمن باب أولىّ أن يأخذ به أتباعأه .
*عندنا )إذا( أداة شرط وعندنا )إن( إداة شرط .لماذا إختار )إذا(؟.
في لغة العرب إذا قالوا )إن( معناه إحتمال وقوعأه قليل فإذا قالوا)إذا( معناه أن ما بعدها إحتمال وقوعأه قوي أو واسع أو كثير .فعندما يستعمل
القرآن كلمة )إذا( معناه أن الصل أن تقرأ القرآن )فإذا قرأت القرآن( هذا حاصل .ثم عأندما دخلت )إذا( عألىّ الفعل الماضي وقلنا هي لما تستعمل
في الزمان )إذا جااء نصر ال( قنربته من المستقبل إلىّ واقع الحال يعني هو أمر قريب.
)فإذا قرأت القرآن( يعني قراءتكّ للقرآن مسألة قريبة قائمة .العلماء يقولون هنا )إذا قرأت القرآن فاستعذ( إذا وقعت معناه الستعاذة تكون في
داخل القراءة بعضهم لكن الجامهور قال هذا الفهم غير دقيق لما يقول إذا قرأت يعني إذا أردت أن تقرأ هكذا هي لغة العرب لنه في القرآن الكريم
صدلاعة دفامغعسللوا لولجاودهلكمم دوأدميعدديلكمم إعدلىّ املدمدراعفعق دواممدسلحوا عبلرلءوعسلكمم دوأدمرلجادللكمم إعدلىّ املدكمعدبميعن( يعني توضأوا معناه إذا
)ديا أديدها الرعذيدن آددملنوا إعدذا لقمملتمم إعدلىّ ال ر
أردت أن تقوم إلىّ الصلة .إذا أكلت فقل بسم ال الرحمن الرحيم يعني إذا جائت لتأكل قال إذا أكلت هو ما معنىّ أنه بعد أن يفعل الكل يقول بسم
ال؟ يعني حتىّ في العامية نستعملها نقول :إذا أكلت فقل بسم ال معناه قبل أن تباشر الكل معناه قبل أن تريد الفعل قبل أن تريد إستفتاح العمل.
لما تقول )إذا قرأت( ل تعني أنه إذا وقعت منكّ القراءة عأند ذلكّ إستعذ لن بعضهم قال لما تنتهي من القراءة فقل إستعذ .إذا خطبت فأخفض
صوتكّ :معناه قبل أن تبدأ الخطابة خذ هذه النصيحة .فإذا قرأت حينما تريد القراءة عأندما تنوي أن تقرأ .القراءة هنا الصل فيها لنه السلم
غنير معاني بعض الكلمات وفقا لمفهومه هو ومنها معنىّ الصلة والزكاة معاني كانت مستعملة قديما لكن ليس بالمفهوم السلمي .معاني شرعأية
خاصة.
)فإذا قرأت( :قرأ في الضل بمعنىّ أمنر بصره عألىّ شيء مكتوب وهذا الذي فهمه الرسول عأندما قال له جابريل إقرأ قال :ما أنا بقارئ يعني أنا
ل أحسن أن أمنر بصري عألىّ شيء مكتوب حتىّ أقرأه .ثم تغنير المفهوم فضارت القراءة في السلم ترداد ما حواه صدركّ مما سمعته أو مما
أمررت بصركّ عأليه يعني من محفوظاتكّ ولذلكّ قال إقرأ بسم ربكّ الذي خلق فقرأ :إقرأ بسم ربكّ الذي خلق .لنها مرت عألىّ قلبه صارت
تمر عألىّ القلب فهذه عأامة .إذا سواء كانت قراءة القرآن من المصحف أو من الحفظ ينبغي أن نستعيذ بال من الشيطان الرجايم.
)فإذا قرأت القرآن فاستعذ( :الفاء واقعة في جاواب )إذا( .إستعذ :أمر من الفعل إستعاذ يستعيذ وهذه صيغة إستفعل فيها معنىّ الطلب والسعي
تسعىّ في الشيء وتطلبه .فعهم غير إستفهم :إستفهم معناه سعىّ طالبا الفهم يعني فيها جاهد .ما قال القرآن )فإذا قرأت القرآن فقل أعأوذ بال( لن
ذاكّ تلقين .قل أعأوذ بال :يقول أعأوذ بال ليس فيه جاهد .الية تريدنا أن نبذل جاهدا بإستحضار معنىّ إستعاذ )فاستعذ( لم يقل )أعأوذ( أو لعأذ لن
هذا أمر بالفعل .لكن لما يستعمل صيغة إستفعل ففيها معنىّ الطلب يعني يريد لكّ أن تستحضر ويكون لديكّ جاهد في الستحضار والستعاذة أو
العوذ بال سبحانه وتعالىّ .الكلم موجاه إلىّ سماع )فإذا قرأت( كان يمكن أن يقول :فعذ بال .لكن هذا يكون أمرا بالعوذ أو يقول :فقل أعأوذ بال
ويكون هذا تلقينا لكن الية تريدنا أن نكون حاضري الذهن ،أن نبذل جاهدا في التفكر بالستعاذة ،يعني هناكّ طلب أن تطلب العوذ وأن تبذل هدا
وفرق بينها وبين ما ذكرناه.
)فاستعذ بال( كلمة ال هذه اللفظة عأندما لتذكر ل يخطر معها في الذهن وصف من أوصاف الباري سبحانه وتعالىّ .لما نقول ال :هو الخالق
البارئ المصور له السماء الحسنىّ .كل ما خطر في بالكّ من صفات )ال( .لكن لما تقول القادر يخطر في بالكّ صفة القدرة ،لما تقول الرحمن
صفة الرحمة ،لما تقول صفة القهار صفة القهر ،الكريم صفة الكرم .السم الوحيد الذي لما تذكره لذات ال سبحانه وتعالىّ ل يكون معه وصف
فهو يحتمل كل الوصاف بكل العظمة وهو كلمة ال وسنعود إليها عأندما نتكلم عأن بسم ال الرحمن الرحيم.
عأندما تستعيذ تستعيذ بال تعالىّ من كل ما يحضركّ لها :أنت بحاجاة إليه ،أي شيء تحتاج إليه وأنت تريد أن تقرأ؟ بأن يصرف عأنكّ الفكار ،
الخواطر ،الحزن ،الهواء ،ماذا تريد؟ كلمة ال تستجايب لما يخطر في ذهنكّ لنها ليست منحصرة بوصف معين فالستعاذة بال .وإستعذ
بمعنىّ إلجاأ .تقول فلن رماه بسهم فعاذ بشجارة يمعنىّ إستجاار أو إختبأ أو إنتقىّ ما يأتيه أو لذ به فهكذا ينبغي أن تتصور أنكّ تستعيذ ،تستجاير،
تستنجاد بال) .فاستعذ بال( فلما تتصور هذه الصورة أنكّ تلجاأ إلىّ ال تعالىّ ليخلصكّ من كيد الشيطان عأند ذلكّ تكون في مأمن.
لكن لحظ القرآن الكريم إستعمل كلمة الشيطان .ما قال إبليس لمرين :أولل :إبليس هو إسم الشيطان هو أبو الشياطين الذي أبىّ أن يسجاد لدم
وأول من عأصىّ ربه تعالىّ فهم ليس شرطا أن يكون هو الذي يأتي ليوسوس لكّ لن هو له ذرية )إنه يراكم هو وقبيله من حيثا ل ترونهم( وكل
إنسان لونكل به شيطانه) .كنت امرءا من جاند إبليس وكان إمرءا من جاند إبليس فارتقىّ به الحال حتىّ صار إبليس من جانده( هو تجاني به الحال
وليس إرتقىّ .كل إنسان موكل به هذا القرين الذي يحاول أن يضله والشيطان أبوهم يحاسبهم ولذلكّ في الثر أنه إذا مات العبد عألىّ طاعأة ال
سبحانه وتعالىّ )حتىّ نعرف الخطر الذي يحيط بنا من الشيطان( إذا مات عألىّ اليمان يصرخ الشيطان صرخة يجاتمع لها أبناؤه فيقول أين كنتم
عأن هذا؟ كيف مات عألىّ اليمان؟ فيقولون لقد راودناه فكان مستعصما .ونسأل ال تعالىّ أن نكون والخوة المستمعين والخوات المستمعات من
المستعصمين .هذا شيء والشيء الثاني كلمة إبليس فيها معنىّ النكسار والخذلن والحزن بينما الية تريد أن تحنذر.
)الشيطان الرجايم( :كلمة الشيطان من الشطن الذي هو الحبل الممتد يعني أن هذا الشيطان يمتد إليكّ فكن حذرا منه لكت حتىّ ل يغالي النسان في
كثرة الخوف منه جااءت كلمة الرجايم وكلمة الرجايم هنا هذا الصف هو أنسب الوصاف للشيطان في هذا المكان يعني ما قال الشيطان اللعين،
الشيطان كذا ،الشيطان كذا ،وإنما الرجايم حتىّ تتخيل صورته وهو ليرجام بالحجاارة فكأنه منشغل بنفسه .فكلمة شيطان فيه حبل ممتد إليكّ حتىّ ل
تتهاون في شأنه وكلمة رجايم حتىّ ل يبلغ بكّ الخوف منه مبلغا عأظيما فهو رجايم مرجاوم.
هل النون أصلية في شيطان وشياطين؟ فيها قولن :قسم يقول هو من شاط أي إبتعد وقسم يقول هو من الشطن وهذا الذي رنجاحناه.
ثم يقول تعالىّ )إنه ليس له سلطان( هذا تطمين للمسلم أنه عأندما يتوكل عألىّ ال سبحانه وتعالىّ سيحييه الحياة الطيبة وسينقذه من الشيطان حتىّ ل
يبقىّ في قلق وخوفو ووسوسة لن المسلم ل ينبغي أن يكون موسوسا فهذا الشيطان ليس له سلطان عألىّ الذين آمنوا وعألىّ ربهم يتوكلون هذه
صفتهم :إيمان وتوكل.
*صيغة الستعاذة:
)فإذا قرأت القرآن فاستعذ بال( جامهور المسلمين قالوا :أعأوذ بال من الشيطان الرجايم .ما قالوا أستعيذ بال .هو الطبيعي واستعذ أستعيذ لما يقول
فاستعذ استعذت وإنما أعأوذ فعل مضارع يدل عألىّ الحال والستقبال .أي لما تقول أعأوذ بال من الشيطان الرجايم يعني أنا الن في حالة عأوذ بينما
لما تقول أستعيذ يعني سوف أطلب العوذ .هو أنت لطعلب منكّ العوذ في الية فأنت الن تعوذ في الداخل فتقول :أعأوذ ول تقول )أستعذت( لنه
سيكون شيء تاريخي ماضي .فع ل
ل المسلمون إختاروا الكلمة الملئمة عأندما قالوا :أعأوذ.
*ما حكم من يقول :أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؟
هذه الضافات قديمة ليست جاديدة بحثها العلماء وقالوا كله جاائز ولكن المختار لكن نحن من بين الشياء الجاائزة نختار ما هو أفضل .إذا قال:
أعأوذ بال السميع العليم من الشيطان الرجايم له ذلكّ .لكن من اللتزام بالية يقول :أعأوذ بال من الشيطان الرجايم .لما قال استعذ استفهم عأن هذا
الشيء فهمته .الضافة ليس فيها ضير ولكن كما قلت المثل والرجاح والفضل أن يختار ما اختاره جامهور السلف )الخير في النتباع وليس في
البتداع( دائما الخير في التباع في أمور الشرع لنه "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" فلما كان القدامىّ في الستعاذة إختاروا
)أعأوذ بال من الشيطان الرجايم( وهي فيها هذه المعاني أني الن في حال عأوذ لست أطلب العوذ ولم أقله سابقا ولكنه الن )أعأوذ( بال من
الشيطان الرجايم ول داعأي للزيادة ومن زاد شيئا فل شيء عأليه حتىّ ل نحنجار واسعا لكن نقول هو الفضل.
* هل من فرق بين الرجيم والمرجوم؟
عأندنا لغتان :فعيل ومفعول .فعيل فيه نسميها صفة مشبهة كأن الرجام لزم له .هو لما نقول مرجاوم مفعول في لغة تميم تقول مفعول وفي لغة
الحجااز تقول أحيانا فعيل لكن هنا ليست بفارق اللغة وإنما إختيرت الصفة المشبهة التي تدل في الغالب عألىّ الثبات يعني صفة الرجام لصقة به
أما المرجاوم فقد يكون مرجاوما الن لكن ل يكون مرجاوما بعد ساعأة أما رجايم هو صفته اللصقة به الرجايم أن عأليه هذا الرجام.
*البسملة*
*بسم الله الرحمن الرحيم :ما هي وما معناها وما تفسيرها؟
الن ننتقل إلىّ سورة الفاتحة .وسورة الفاتحة تبدأ بقوله تعالىّ) :عبمسعم اللرعه الررمحدمعن الررعحيعم ) (1املدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن ) (2الررمحدمعن الررعحيعم )((3
إلىّ آخر السورة .نحن هنا نريد أن ننبه إلىّ مسألة لعلها تتعلق بأصول الفكر السلمي والفهم السلمي كيف ينبغي أن يكون وماذا ينبغي أن
يكون عأليه المسلم في عألقته بالخرين .البسملة فيها كلم لكن الذي أخذ به المصحف المتداول الن الذي هو مصحف المدينة النبوية وما ألعخذ
عأنه ومطبوع بالمليين وهو بين أيدي المسلمين هو أن تكون البسملة هي الية الولىّ من سورة الفاتحة .الن إذا فتحنا المصحف سنجاد بسم ال
الرحمن الرحيم في الفاتحة أمامها رقم 1معناه هي الية الولىّ وهذا الذي أخذ به المصحف هو ما كان عأليه جامهور عأظيم من أصحاب النبي
وقد ننبه المشرفون عألىّ تدقيق المصحف في آخره إلىّ أنهم أخذوا من هذا وغيره في عأند اليات بما ورد أو بما رواه عأبد الرحمن اللسدلمي عأن
أمير المؤمنين عألي إبن أبي طالب كنرم ال وجاهه .قد يكون هناكّ آراء أخرى أو ل شكّ هناكّ آراء أخرى وروايات أخرى لكننا نقول حينما تكون
هناكّ أكثر من رواية في قضية معينة ويقتنع المسلم بإحدى هذه الروايات بناء عألىّ ما يراه من دليل .عأند ذلكّ هذا هو الصل الذي أريد أن أقرره
هنا :ينبغي أن يعتقد أن ما أخذ به هو لصاحب الجارين وما أخذ به لمخاعلفه أخذ بما قال به صاحب الجار الواحد في إعأتقاده هذا نصف العأتقاد.
والنصف الثاني أن ليقنر في نفسه أن يكون إحتمال أن يكون ما أخذ به هو للجار الواحد وما أخذ به مخاعلفه هو صاحب الجارين حتىّ ل نبقىّ في
ل عأن المام عألي بن أبي طالب شد وفي تعصب .أنا مقتنع الن تماما بأن ما أخذ به هذا المطبوع ،أخذ به هذا المصحف ،من عأنده آية واحدة نق ل
كرم ال وجاهه أخذ به وسائر الصحابة إذن أعأتقد أن الخذ بهذا أخذذ برأي صاحب الجارين من المجاتهدين وما أخذ به غيري الذي ل يعندها آية من
الفاتحة هو صاحب الجار الواحد لكن في الوقت نفسه أنا معتقد قد أكون أنا صاحب الجار الواحد وهو صاحب الجارين حتىّ نتخلص من فكرة
المشانحة والمجاادلة وإضاعأة الوقت فيما ل فائدة من ورائه لن هذا أخذ به جامع من الصحابة وهذا أخذ به جامع من الصحابة ولسنا خيرا من خير
القرون لن الرسول قال :خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .ومن هنا نحن سنقف عأند قوله بسم ال الرحمن الرحيم بوصفها
الية الولىّ من سورة الفاتحة.
يقولون أن البسملة وردت 114مرة كعدد سور القرآن فهل في هذا إيجااز؟ هذه الية وردت في سورة النمل في داخلها )إعرنله عممن لسدلميدمادن دوإعرنله عبمسعم
الرلعه الررمحدمعن الررعحيعم ) ((30ولم توضع في البراءة أو سورة التوبة فجااءت عألىّ عأدد سور القرآن الكريم 114مرة.
بسم الله:
هذه اللفظة حينما نقول بسم ال في أول المصحف الشريف ،ال سبحانه وتعالىّ يعنلمنا يعني هذا من فضله جانلت قدرته أنه ليجاري عألىّ أنفسنا ما
ينبغي أن نقوله كما أن آدم لما عأصىّ ربه لم يعرف كيف يتوب وكيف يستعغفر فأوحىّ إليه ال سبحانه وتعالىّ كلمات فتلقىّ آدم من ربه كلمات
فرددها فتاب عأليه ,هذه الفاء التي في )فتاب عأليه( تسمىّ الفاء الفصيحة لنها تفصح عأن كلم محذوف يعني فرددها فتاب ال عأليه .فمن فضل
ال تعالىّ عألىّ هذه المة أن عأنلمها كيف تقول وكيف تدعأو وكيف تناجاي ربها؟ فتبدأ بكلمة بسم ال .والعلماء يقندرون محذوفا يقولون لن الجاار
والمجارور في الكلم ل يقويان عألىّ الوقوف لوحدهما ينبغي أن يتعلقا أي أن يرتبطا بفعل أو ما يقوم قيام الفعل من أسماء الفاعألين والمفعولين
فيقندرون :بسم ال أبتدئ أو بسم ال إبتدائي ،بسم ال أبتدئ في القرآءة أو بسم ال أبتدئ القرآءة ،بسم ال أبتدئ الكل ،بسم ال أابتدئ اللبس ،بسم
ال أبتدئ حياتي وأنا خارج من منزلي ،بسم ال أبتدئ وأنا داخل إلىّ أهلي إلىّ منزلي .بحسب ما تفعله تقول :بسم ال .وقندروا هذا المحذوف من
فعل أو غيره بعد كلمة بسم ال حتىّ ل يبتدئ النسان في ذهنه بغير إسم ال يعني أن تكون كلمة بسم ال هي البداية .أنت تبدأ بها في كل شأن من
شؤون حياتكّ وعأند ذلكّ تكون مطمئنا أنكّ مع الرحمن الرحيم ،مع اللطيف الخبير ،مع الذي يراكّ حين تقوم وتقنلبكّ في الساجادين ،مع ال سبحانه
وتعالىّ فتبدأ بسم ال.
كلمة )ال( هي في الحقيقة إسم للذات التي هي كما يقولون في الفلسفة واجاب الوجاود .هي إسم له يعني هي لفظ يشير إلىّ خالق السموات
والرض إلىّ الذي ليس كمثله شيء .هذه لفظة)ال( .ال هي إسم أيضا نحن نبدأ بإسم السم كيف يكون هذا؟ أثار بعض المفسرين كيف نقول بسم
السم؟ ثم جامهور العلماء وبعض العلماء قالوا هذه اللفظة هي تشير إلىّ الذات اللهية .أنت يمكن أن تقول أنا أحندثكّ الن بإسم فلن وليس بإسمي
الشخصي .بإسم زيد حينما تذكر كلمة زيد هذه الصوات الزاي والياء والدال مع المصوتات التي فيها يحضر في ذهنكّ ذلكّ النسان .وعأندما
تقول يوسف ،المخرج يوسف تحضر في ذهننا صورة الشخص يوسف .فكلمة )ال( عأندما نقولها ال سبحانه وتعالىّ ليس كمثله شيء كل ما
خطر في ذهنكّ فال عأز وجال بخلفه لكن يحضر في ذهننا هذا المسنمىّ كما وصف نفسه سبحانه وتعالىّ .أنت عأندما نقول بسم ال يعني بسم هذا
المسمىّ الذي لفظه ال تشير إليه.
*لماذا لفظة الله؟ قد يقول قائل لماذا لم يقل القادر ،القهار ،أو أي إسم من أسماء الله
الحسنى؟
كلمة ال حينما يقولها النسان هذه خاصة بالذات ،بالذي وصف نفسه ليس كمثله شيء .حتىّ في الجااهلية خصصوا كلمة ال لخالق السموات
الرض وما بينهما المهيمن المسيطر عألىّ أمور الدنيا وذكروا لصنامهم أسمالء .حتىّ إذا قالوا الله أو اللهة يعنون بها الصنام لكن لم يطلقوا
كلمة ال عألىّ صنم من الصنام أو معبود من المعبودات فال في أ ذهان العرب مميز ،هذا اللفظ مميز له خصوصية ل يشاركه فيه أحد.
ل .أيضا يمكن أن يقولوا مع الضافة يقولون :رب البل يضيفونها )أنا رب البل وللبيت رب يحميه( الله كلمة ال خاصة ليست كلمة رب مث ل
اللهة إلخ ..لكن لفظة ال مخصوصة خاصة بالعليم الخبير ،بخالق الكون ،بالموعجاد للموجاودات جاميعا .من هنا جااء بعض القول أن هذه اللفظة
إذن مرتجالة إرتجالت هكذا غير مشتقة كلمة ال لكن الذي يرجاحه جامهور العلماء أنها مشتقة يعني مأخوذة في الصل القديم من عفعل كأنما في
تصورهم في القديم وهو يوافق اللفظ كما سنأتي أنها ألعخذت من فعل إعله يأله وعأندنا الباب الخر إدله يأدله بمعنيين متقاربين .إعله يأله بمعنىّ عأدبد أو
أحب حبا عأظيما إلىّ درجاة العبادة وبعض العرب أبدل الهمزة واوا فقال وعله يوله ويله ومنها الولهان العاشق المغرم فهي في الصل إذن بمعنىّ
المحبة العظيمة إلىّ درجاة العبادة أو العبادة مخلوطة بالحب الغامر .فأصل اللفظة إذن هي عأبادة وحب أوعأبادة بلحنب أعله يأله .ثم دخلت اللف
واللم فصارت الله وهي أصلها إعله )إعله يأله إلها( بوزن كتاب .كتاب وزنها فعلن لكن معناها مفعول .تقول هذا كتابنا أي هذا مكتوبنا هذا
الشيء الذي كتبناه فهي فعال بمعنىّ مفعول .إله بمعنىّ مألوه مثلها يعني معبود محبوب مألوه .ثم دخلت )أل( عألىّ أعله فصارت الله .الهمزة التي
تقابل فاء الكلمة )الله( لكثرة إلستعمال حذفتها العرب .والعرب تحذف لكثرة الستعمال) :لم تكون( يقولونها )لم تكّ( عأندها الحذف لكثرة
الستعمال فصارت ال بفتح اللم ووزنها العال لن الفاء حذفت .العرب بجامهورهم فنخموا اللم فما يقولوا )الدله( بالترقيق وإنما قالوا )الدله(
بالتفخيم .وليست هناكّ قبيلة عأربية حينما تنطق إسم الجاللة تقول ال بالترقيق وإنما تقول ال بالتفخيم وهذا أيضا في إجاماعأهم .بعض العرب في
لغاتهم الخرى يفخمون فمنهم من يقول الصلة بترقيق اللم ومنهم من يقولها مفنخمة ومظلوم مرققة ومظلوم مفخمة ،القدامىّ .نحن الن ل نصلح
شاهدا لكن هكذا كانوا بعض العرب يرقق اللم ووبعضهم يفنخم اللم في مواصع لكن العرب جاميعا كما روى عألماؤنا المشافهون لقبائل العرب
قالوا :أجامع العرب عألىّ تفخيم هذا السم إل إذا كان ما قبله كسرة أو ياء عأند ذلكّ يرقق إستثنالء فنقول )بال( أو )أفي ال شكّ( .لكن بخلف ذلكّ
)وعألىّ ال فليتوكل المتوكلون( فيكون مفخما .إذن هي لفظة ال هي توصف ال الرحمن ،ال الرحيم لكن ل تأتي وصفا.ل نقول الرب ال نصفه
ولذلكّ حتىّ بعضهم يقول هو السم العأظم ل سبحانه وتعالىّ لنه يوصف ول يصف غيره ولنه يحمل كل سمات السماء الخرى )ول السماء
الحسنىّ( كل إسم من تلكّ السماء موجاود تحت مظلة لفظة ال وهذه الخصوصية في التفخيم التي فيها وهذا المعنىّ الذي فيها من عأبودية ومحبة
ل بال سبحانه يعني حب ال سبحانه وتعالىّ والنسان يعني هؤلء المتصوفة الذين عأرفوا الشريعة يعني كانوا عألىّ منهج الشرع كانوا مغرمين فع ل
وتعالىّ لنهم في إطار فهمهم للشريعة وليس في إطار الخروج عألىّ الشريع .,هم الذين قالوا الحقيقة والشريعة واحدة ما عأندنا هذه حقيقة وهذه
شريعةكالشيخ عأبد القادر الجايلني قندس ال سنره ومعروف الكرخي وغيرهم كانوا عألماء شريعة .الشيخ الجايلني كان حنبليا ودنرس المذهب
الحنبلي 30سنة في مدرسته .كانوا عألماء ومان فيهم رقة في قلوبهم فانتصلوا بال سبحانه وتعالىّ بهذا النوع من الشفافية في الروح فهو حذب
إذن .هذا لفظ ال.
المستمع يفكر أن اللفظ مر بمراحل من إعله بأله ثم حذفت الهمزة ثم إلىّ أن وصل إلىّ اللفظ ال فكيف تفسر هذا؟ هذا نحن نقوله ول ندري المدة
ضع ابتداء وضعا هكذا )ال( لكن هذا التس إستغرقها هذا التحول في لغة العرب لما كانت هكذا ممكن أن يكون بوقت قصير وممكن أن يكون ذو ع
التأويل مستساغ .التأويل يعني أن جااءت الكلمة )ال( .كلمة رحمن عأندنا الفعل رحم وعأندنا رحمن ورحيم وسنأتي إليها .إذن فهذه كلمة بسم ال
أنه نبدأ هكذا مع هذا التصور للفظ ال سبحانه وتعالىّ.
الرحمن الرحيم:
كلتا الكلمتين مشتقة من ر-ح-م رحم ومن هنا جااءت الرحمة وفيها معنىّ النعطاف والعطف أو الضنم والحتضان .هذا فيه رحمة فيها عأاطفة
صل من وصلني واقطع من قطعني .في صلة الرحم بين وفي الحديثا الصحيح :شققت الرحم من إسمي الرحمن فهي معلقة بالعرش تقول اللهم ع
الناس يعني السلم حريص عألىّ الروح الجاتماعأية .ما عأندنا في اللسم أب يعيش في معزل عأن أبنائه يطردونه أو يضعونه في ملجاأ أو الم
ل تدري من أولدها وأين أولدها وهذا الذي نراه في الغرب .والسلم دين تراحم ،جاين تعاطف ،دين تواند تبحثا عأن جااركّ وتسأل عأنه .الناس
الن ل يعرفون دممن جاارهم؟ ماذا يشتغل؟ بات جاوعأان أو شبعان؟ ليس هذا ديننا .فهذه هي الرحمة وكلمة رحمن لحظ التدرج من العام إلىّ
الخاص الن .والتدرج قد يكون من الخاص إلىّ العام ومن العام إلىّ الخاص .نحن قلنا أن كلمة ال هيل تضم تحت لوائها كل السماء الحسنىّ
أنت تستحضرها .لما ننتقل إلىّ الرحمن نجاد أن صيغتها صيغة فعلن مثل عأطشان وظمآن .يسميها العلماء صيغة تكثير أو صيغة مبالغة يعني
فلن عأعطش أو يعطش غير عأطشان .عأطشان كثير العطش وعأطشه شديد .رحمن معناه كثير الرحمة ذو الرحمة العامة الشاملة ولذلكّ يقولون
كلمة الرحمن معتاها هو رحمن في الدنيا والخرة هو رحمن بكل خلقه مؤمنهم وكافرهم لن ال سبحانه وتعالىّ ل يحرم الكافر من رحمته وفي
الحديثا :لو كانت هذه الدنيا تعدل جاناح بعوضة عأند ربكم ما سقىّ كافرا فيها شربة ماء .لكن يسقي الكافر ويعطيه الصحة ويعطيه النظر ويعطيه
السمع ويعطيه الستقامة وهو يكفر بالرحمن ومع ذلكّ يرحمه ال في هذه الدنيا ولكن سيأتي الوقت الذي يحاسبه عأليه .فهو رحمن في الدنيا
والخرة للجاميع.
الرحيم:
أما الرحيم فهي مرتبة ثالثة :ال ،الرحمن ،وتأتي الرحيم .يقول عألماؤنا الرحيم بالمؤمنين لذلكّ لحظ كلمة الرحمن لنها المرحلة الثانية بعد لفظ
ال جااءت الرحمن كما أن لفظة ال ل ليسنمىّ بها مخلوق كذلكّ كلمة الرحمن ل يسمىّ بها مخلوق ول حتىّ بالضافة لذلكّ لما مسيلمة سمي رحمن
اليمامة أخزاه ال سبحانه وتعالىّ ليسمىّ الرحمن .لكن كلمة الرحيم يمكن أن يوصف بها البشر أيضا لنها رحمة قليلة بالقياس إلىّ الرحمن ول
صف محمد بالرحيم )قد جااءكم رسول من أنفسكم حريص عأليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم( .أنت ممكن أن تقارن برحمة ال سبحانه وتعالىّ وو ع
تقول هذا إنسان رحيم لكن ل يمكن أن تقول هذا إنسان رحمن .هذا التدرج يفيد النتقال من الكل إلىّ الجازئيات.
هنا نقف عأند شيء آخر في )بسم ال الرحمن الرحيم( يتعلق بالرسم .كلمة إسم ينبغي أن يكون فيها ألف وكلمة ال ينبغي أن يكون فيها ألف وكلمة
لفات غير موجاودة هنا .في هذا المجاال نقول خط المصحف توقيف .وقولنا خط المصحف توقيف هو الرحمن ينبغي أن يكون فيها ألف .هذه ال ع
نقل لما قاله القدماء لكن ماذا يعنون بالتوقيف؟ فيها قولن :بعضهم يرى أن الرسول قال لهم إرسموا هذه الكلمة هكذا مع أنه كان أميا لكن كان
هذا بإلهام من ال تعالىّ فجااء رسم الكلمات هكذا .وفريق آخر من العلماء يقولون ل ،ما عأندنا نص ثابت يقول أن الرسول قال إرسموا كلمة
رحمة هنا هكذا وارسموها هنا هكذا ،ل يوجاد .فإذن هذا رسم الصحابة الكرام رضي ال عأنهم وأرضاهم .وكان السم يمر بمراحل تطور الخط
ل كان يمكن أن ليغنير رسم المصحف إلىّ الكتابة الحديثة لكن العربي كان يمر بمراحل فهذه مرحلة من مراحل تطور الخط العربي .وعأق ل
المسلمون وأول من أفتىّ بعدم جاواز تغيير خط المصحف هو المام مالكّ رحمه ال .لما لسئل بعد أن إنتشر التعليم وتطور الخط العربي فلسئل:
أنكتب المصحف عألىّ كتبة اليوم؟ نغنير؟ هو رحمه ال رأى أن هذا قد يكون سببا للتحريف وقد ليحنرف المصحف بحجاة كتابته عألىّ الملء
الحالي فقال ل إل عألىّ الكتبة الولىّ التي أقنرها صحابة رسول ال جاميعا في عأهد عأثمان عأندما بعثا المصاحف إلىّ الفاق .قال هذا الذي
أجامع عأليه صحابة رسول ال يثبت كما هو أما التعليم للصبيان أو إقتطاع اليات لغرض عألمي تعلمي فعلىّ كتبة اليوم .لهذا إلىّ اليوم إذا أردت
أن تكتب مصحفا تضع نسخة من المصحف القديم وتنقش عأليه حرفا حرفا فما رسمه القدماء ترسمه وما تركوا رسمه ل ترسمه .بحيثا أن رسم
المصحف كما هو معلوم :الحروف لم تكن منقوطة ول مشنكلة فلما أنتشر السلم وصار الناس ل يقرأون من الشيوخ وصاروا يريدون أن يقرأوا
من الكتاب ،من المرسوم ،من الورق بدأ الناس يحفظونه من غير شيخ كما هو الحال الن وهذا من أخطر ما يكون الذي يريد أن يحفظ سورة
ينبغي أن يقرأها عألىّ مقرئ عألىّ شخص حتىّ ل تحفظ كلمة خطأ وتعلق به .فبدأوا يخطئون في المرفوع والمنصوب إلىّ أن تننبه زياد بن أبيه
وحاول مع أبو السود الدؤلي الذي هو من التابعين فقال له ضع للناس شيئا يعصم ألسنتهم من اللحن ،من الخطأ في القرآن .قال كيف أضع شيئا
ما وضعه صحابة رسول ال؟ فقال :هو وال خير .فلم يقتنع إلىّ أن وضع زياد إبن أبيه عألىّ مدرجاته )عألىّ الطريق( قارئا بصوت جاميل قال إذا
جااء أبو السود الدؤلي فاقرأ قوله تعالىّ )دوأددذاذن عمدن اللرعه دودرلسوعلعه إعدلىّ الرناعس ديمودم املدحلج املدأمكدبعر أدرن اللرده دبعريذء عمدن امللممشعرعكيدن دودرلسوللله( وإقرأها
)ورسوعله( وهذا طبعا يقلب المعنىّ .فلما سمعها أبو السود الدؤلي جااء هو إلىّ زياد فقال :إبغني كاتبا وقال له إذا ضممت فمي في الحرف فضع
نقطة بين يديه )نقطه مطموسة( هذا حديثا قد يطول.
هكذا لترسم )بسم ال الرحمن الرحيم( لرسمت من غير ألف .ولفظة الرحمن حيثما وردت في القرآن هي من غير ألف ولفظة ال حيثما وردت في
القرآن هي من غير ألف .لفظة إسم أحيانا تأتي بألف وأحيانا تأتي من غير ألف .قد يكون في ذلكّ سر وقد يكون هذا الذي كان عأليه اللكنتاب .لو
نظرنا في اليات التي بين أيدينا من سورة الفاتحة الية الولىّ )بسم ال الرحمن الرحيم( نجاد أن كلمة إسم أضيفت إلىّ لفظة ال ودخلت عأليها
الباء .في سورة النمل الية ) 31-30إعرنله عممن لسلدميدمادن دوإعرنله عبمسعم اللرعه الررمحدمعن الررعحيعم ) (30أدرلا دتمعللوا دعألدري دوأملتوعني لممسعلعميدن ) ((31نجاد أيضا أن
الباء إتصلت بكلمة إسم وأضيفت إلىّ إسم الجاللة )ال( .في سورة هود الية ) 41دودقادل امردكلبوا عفيدها عبمسعم اللرعه دممجادرادها دولممردسادها إعرن درلبي دلدغلفوذر
درعحيذم ) ((41أيضا أضيفت إلىّ لفظ الجاللة ال وابتدأت بالباء .إذا كانت الين بهذا الشكل :إذا إتصلت بالباء اللفظة )إسم( وأضيفت إلىّ إسم
الجاللة )ال( فعند ذلكّ ينبغي أن تحذف اللف .إذن عأندنا شرطان لحذف اللف مع إسم .نحن نسميها ألف وهي في الحقيقة رمز لهمزة الوصل
وهمزة الوصل كما هو معلوم تسقط في الدرج وتثبت في البداية .يعني عأندما نقول :ما اسمكّ؟ )حذفت اللف في اللفظ ولكن هي ثابتة في الرسم(
الرسوم يكون عألىّ البتداء أو الوقف ولكن إذا قال :إسمي فلن بدأ بهمزة قطع .فإذن بهذين الشرطين تحذف ألف إسم وإذا إختل أحد هذين
الشرطين أو كلهما عأند ذلكّ تثبت اللف.
عأندنا نماذج :في سورة الواقعة )دفدسلبمح عبامسعم درلبدكّ املدععظيعم ) ((96الباء إتصلت بلفظة إسم لكن أضيفت إلىّ لفظة رب ولم تضف إلىّ لفظة ال .فنجاد
في المصحف رسمت باللف في الواقعي في اليات 74و ) 96دفدسلبمح عبامسعم درلبدكّ املدععظيعم )) ((74دفدسلبمح عبامسعم درلبدكّ املدععظيعم ) ((96وفي الحاقة الية
) 52دفدسلبمح عبامسعم درلبدكّ املدععظيعم ) ((52وفي العلق الية الولىّ )امقدرأم عبامسعم درلبدكّ الرعذي دخدلدق ) .((1ولو قال نسبح بحمد ال لحذف اللف) .واذكروا
اسم ال( المائدة أضيفت إلىّ لفظة ال لكن لفظة إسم غير مرتبطة بالباء .فكلمة إسم أضيفت إلىّ لفظ ال لكنها في الوقت نفسه خلت من الباء فعند
ذلكّ ذكرت اللف مع أنها مضافة في آية المائدة وفي التعام في عأدة مواطن وفي الحج في عأدة مواطن) .تباركّ اسم ربكّ( هنا ل الباء موجاودة
ول أضيفت إلىّ إسم ال.فاللف أيضا موجاودة وكذلكّ )بئس السم الفسوق بعد اليمان( في الحجارالكلمة السم فيها اللف .إذن الخلصة نقول:
تحذف اللف بوجاود هذين الشرطين :مضافا إلىّ لفظ الجاللة ومتصلة بالباء .إذا إختل أحد الشرطين أو كلهما فعند ذلكّ تثبت اللف وعألىّ هذا
رسم المصحف.
)الحمد ل رب العالمين(
ل يحتاجنحن نحاول أن نقف بلمسات بيانية عأند بعض الجازئيات التي ترد في كلم ال سبحانه وتعالىّ .والكلم عألىّ سورة الفاتحة جاملة وتفصي ل
إلىّ حلقات وإلىّ كلم طويل .بل أكثر من هذا أن الفخر الرازي رحمه ال تحدثا مرة وقال إن في سورة الفاتحة من السرار ما يزيد عألىّ عأشرة
ل إلىّ أكثا رمن عأشرة آلف آلف فائدة فععجاب الناس منها وكذلكّ ذكر في بداية كتابه مفاتيح الغيب تعريفات من سورة الفاتحة بحيثا أوصلها فع ل
ل في الصلة بحيثا أن المسلم يقرأها في كل ركعة وفي في تعريفاتها .نحن ل نملكّ هذا لكن الذي نقوله لمر ما جاعلها ال سبحانه وتعالىّ أص ل
الحديثا الشريف "ل صلة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب أو بأم الكتاب" ولهذا تحتاج إلىّ تأمل في مفرداتها في كلياتها وجازئياتها .وفيها إذا نظرنا إلىّ
السورة تعظيم ل سبحانه وتعالىّ تمجايده بالحمد له وذكر ربوبيته للعالمين وإدراته لشؤونهم وفيها الحديثا عأن رحمته بهم وفيها الكلم عألىّ
التوحيد توحيد الربوبية وتوحيد اللوهية وفيها حصر العبادة به وحصر الستعانة به وفيها اللجاوء إلىّ اليه ليثبتنا ويثبت من يقرأ هذه السورة عألىّ
ضنل .فهي فيها معاني كثيرة لكن سنقف إن الصراط المستقيم الذي إتجاهنا إليه بدخولنا في السلم والتثبت برحمته سبحانه وتعالىّ أن ل نعزنل أو ن ع
شاء ال تعالىّ عأند هذه الجازئيات التي في جاميع السورة ونقف عأند قوله تعالىّ )الحمد ل رب العالمين( والذي إخترناه كما إختاره طابعو
المصحف الشريف وقلت هذا في الجالسة الماضية هو ما ذهب إليه عألي إبن أبي طالب كرم ال وجاهه بما رواه عأبد الرحمن السلمي في أن قوله
ال عأز وجال إن بسم ال الرحمن الرحيم هي الية الولىّ من سورة الفاتحة .ولهذا إختيارنا لنعارض من إختار إختيارا آخرا كما قلنا .فالحمد ل
رب العالمين هي الية الثانية من سورة الفاتحة وفقا لمصحف المدينة النبوية ووفقا لختار المام عألي بن أبي طالب كرم ال وجاهه ومن معه من
صحابة رسول ال ورضي ال غنهم أجامعين.
الحمد لله:
سنعرض ما ورد في كتاب ال عأز وجال من لفظة الحمد ل؟ هنا عأندنا الحمد ل رب العالمين فنقف أو ل
ل عأند قوله تعالىّ :الحمد ل .لما ننظر في
التفسير بشكل سريع نجاد أنهم يقولون الحمد أي الشكر ،المديح ل ،إلخ ..معناه أنهم يعرضون عألينا ألفاظا كأنها تكافئ أو تفسر كلمة الحمد فهي
مدح وثناء وشكر .لكن لما تأتي إلىّ دقائق اللغة وما انطلع عأليه عألماؤنا من لغة العرب نجاد أنهم يقولون هناكّ فرق بين الحمد والمدح مع أن
المدح والحمد مادتهما واحدة )ح-م-د( لكن هناكّ إختلف في التركيب )حمد ،مدح( ولعل هذا التفاق في الصوت هو الذي جاعل إتفاقا واسعا بين
الحمد والمدح لكن يبقىّ هناكّ فوارق جازئية حتىّ نعرف :
*هل يمكن أن نضع مكان الحمد لله المدح لله في سورة الفاتحة؟
الحمد والمدح:
حينما نقول الحمد )هذا كلم عألمائنا في كتبهم( الحمد يقتضي أن يكون الحامد يحمد من هو مستحق للحمد أما المدح فقد يكون الكادح يمدح من هو
مستحق ومن هو غير مستحق طمعا في جاائزة أو طمعا في شيء كما كان يصنع الشعراء فيقولون هذا الشاعأر مدح ول يقولون حمد .فالحمد
لمستحق الحمد فإذن بهذا الجاانب ل تصلح كلمة المدح هنا لن ال سبحانه وتعالىّ مستحق للحمد بذاته وصفاته جانلت قدرته .الممدوح قد يكون
يستحق أن ليمدح وقد ل يستحق لكن لغاية في نفس الشاعأر يمدح .ل تصلح كلمة المدح لنها ستحتمل هذين المعنيين ل تصلح هنا .هنا ينبغي أن
تكون الحمد .المر الثاني :الحمد ل كما لمسه العلماء في اللغة يتضمن نوعأا من الجالل والتعظيم والمحبة فأنت ل تحمد إل من لتجانله وتعنظمه
وتحبه أما المدح فليس فيه هذا الشيء .هذا سبب ثان يرجاح كلمة الحمد عأن المدح .المر الخر أن الحمد إنما يكون بعد العنعمة أما المدح فيمكن
أن يكون بعدها ويمكن أن يكون قبلها .فلما نبدأ بكلمة الحمد ل فمعناه أننا عألمنا عندعم ال عأز وجال عألينا .لذلكّ نحمده سبحانه ففيه إشارة إلىّ معرفة
العنعم .عأندما نقول الحمد ل يعني أننا نعترف يا ربنا بما أنعمت عألينا من عندعم )وإن تعدوا نعمة ال ل تحصوها( هذا فرق آخر بين الحمد والمدح.
المدح لم يرد في القرآن الكريم ل بالمصدر ول بالمشتقات ليس في القرآن الكريم مدح ول أي صيغة من صيغ المدح لما في المدح مما ذكرناه
إحتمال الصدق والكذب وإحتمال أن يكون كارها عأندما يمدح قد يكون فيه صدق أحيانا لكن ليس غالبا .هل يكون الحمد باللسان؟ الحمد باللسان
وبالجانان لكن ل بد أن تنطق بالحمد ول بد أن تترجام ما في الجانان عألىّ اللسان وهذا ل يختلف فيه العلماء.
الحمد والشاكر:
*هل يمكن أن نضع الشكر مكان الحمد؟
الحمد مع إشتقاقاتها وردت كثيرا في القرآن الكريم .أحصيناها عألىّ محمد فؤاد عأبد الباقي )المعجام المفهرس للفاظ القرآن الكريم( وردت في
67موضعا .الشكر إستعمل كثيرا في القرآن فهل نقول الشكر ل بدل الحمد ل؟ قلنا الحمد يقتضي المحبة والتعظيم والشكر ليس فيه ذلكّ .حينما
تشكر إنسانا ليس شرطا أن تعنظمه أو تحبه .يمكن أن تشكره لشيء فعله لكّ .لو قلنا الشكر ل سنفتقد هذه الخاصية أو الميزة في كلمة الحمد.
المر الخر :الشكر إنما يكون عألىّ نعمة لأنععم بها عأليكّ فتشكر )ولئن شكرتم لزيدنكم( وتشكر النسان الذي يقدم لكّ خدمة أما النسان الذي
يقدم خدمة لنسان لخر فأنت ل تشكره .بينما الحمد يكون لما أصابكّ وما اصاب غيركّ من عندعم فالحمد أوسع من الشكر .ومن أجال ذلكّ كان
إختيار الحمد أولىّ من لفظة الشكر .مسألة المكروه يقول الناس )الحمد ل الذي ل ليحمد عألىّ مكروه سواه( معناها أنكّ ل تحمده بسبب المكروه
ولكن تحمد ال سبحانه وتعالىّ فيما تعتقد أنه مكروه وهو في حقيقته خير لكّ لن ال سبحانه وتعالىّ ل يختار لعبده المؤمن إل الخير )وعأسىّ أن
تكرهوا شيئا ويجاعل ال فيه خيرا كثيرا( إذا وقع لكّ شيء تراه مكروها في نفسكّ لكن مطمئنا وواثقا أن الخير فيما إختاره ال عأز وجال لكّ وإن
كان في ظاهر المر ليس فيه خير .وهذا من التجاربة وجادت أن كثيرا من الحيان عأدة حالت في حياتي الشخصية مرت بي أقول الحمد ل هذا
فيه خير لكن في داخل نفسي أقول بالحسابات ليس فيه خير أين الخير؟ هكذا تحدثني نفسي في داخل نفسي ل أرى فيه خيرا لكن ثقتي بال أن
ل في ذلكّ الذي وقع وليس الذي كنت أتمناه أو أريده .لذلكّ نقول للناس )الذي ل أقول فيه خير ثم تمضي اليام ويثبت لي بعد ذلكّ أن الخير فع ل
يحمد عألىّ مكروه سواه( ل تعتقد كراهته وإنما تقول هو سبحانه إختار لي ما هو خير لي في ديني وفي دنياي.
الحمد والثناء:
تأتي أمام الحمد كما قلنا :المدح والشكر والثناء .لما ننظر في كلمة الثناء نحن الن نستعملها كأننا نسينا أولياتها من أين هي؟ الثناء ل يأتي إل
مع )عألىّ( أنت تقول حمده وحمد له )تعدي الفعل مباشرة إلىّ المفعول أو باللم( والتعدي باللم تقنربه )حمد له فعله( لكن أثنىّ ل تأتي إل مع
)عألىّ( والثناء فيه نوع من الستعلء ل ينسجام مطلقا مع بداية الفاتحة حتىّ في الستعمالت القديمة ل نجاد أثنىّ عألىّ ال إبتداء إنما يقول حمد ال
وأثنىّ عأليه يجاعلها ملحقة .حمد ال وأثنىّ عأليه بما هو أهله تأتي ملحقة ل تأتي منفردة لمكان عألىّ هذه لن فيها نوع من الستعلء .لما نأتي إلىّ
الفعل أثنىّ نجاد أن الثلثي منه تني والثني هو العطف ففيه معنىّ النعطاف كأنه لم يكن منصرفا إليه ثم إنصرف إليه بينما الحمد ل تريدنا أن
نتجاه إبتداء إلىّ ال سبحانه وتعالىّ وأيضا الثناء بكل تصريفاته لم يرد في كتاب ال عأز وجال ل المدح ول الثناء لعل لمكان هذا المعنىّ لن فيه
إنعطاف وتحنول لعنل ذلكّ ل نعلم.
)الحمد ل(ًا
الحمد الن هي مميزة عأن غيرها واللفاظ ول يصلح غيرها هنا .هذه اللف واللم في الحمد هي أل الجانسية لتعريف الجانس ،لبيان الجانس.
معناه الية تريد أن تقول جانس الحمد ولما جانس الحمد يعني الحمد ل تدع منه شيئا كنله بكل جانسيته بما هو .الحمد ل :اللم في كلمة )ل( هي
ل ول المثل العألىّ كما تقول السرج للفرس والسرج ل للتخصيص أو الملكّ فكأن الحمد خاص بال سبحانه وتعالىّ .العلماء يصربون لنا مثا ل
يكون إل للفرس وكما نقول الن الطاقية للرأس فالطاقية ل تكون إل للرأس .الحمد ل معناه الحمد مختص ل سبحانه وتعالىّ لكن اله سبحانه
وتعالىّ من رحمته وتلطفه وفضله إنه جاعل إمكان حمد الخرين .من أين عألمنا إمكان حمد الخرين؟ من أنه لم يقل ل الحمد فيحصر جاعل هنا
خصوصية وليس حصرا لن في الحصر كما سنأتي في )إياكّ نعبد( عأندما يقدم المفعول أو المتعلق في الحصر ل تستطيع أن تعطف بينما إذا لم
ل عأن أنه عأندما يقول ل الحمد هذا التقديم كأنه هناكّ نوع من الشكّ في الحمد والموضع ليس موضع شكّ وإنما يكن حصر يمكنكّ أن تعطف .فض ل
موضع تلقين وتعليم يعنلمنا ال تعالىّ ميف نتجاه إليه بالدعأاء لن الجاملة وإن كانت جاملة خبرية )الحمد ل :مبتدأ وخبر( لكن معناها معنىّ إنشائي
لن أنت عأندما تقول الحمد ل ل تريد أن تخبر إنسانا أن الحمد خاص بال .ل .وإنما أنت تدعأو وتمجاد ال سبحانه وتعالىّ تعنظمه تقول الحمد ل
ل تريد أن تخبر .عأندما يقرأ النسان الفاتحة )الحمد ل( أو عأندما يصيبه شيء ويقول الحمد ل هو ل يريد أن يخبر أحدا أن الحمد ل وإنما يريد
أن يتوجاه إلىّ ال تعالىّ بالثناء عأليه وتعظيمه وتمجايده .هي إن كانت جاملة خبرية لكن معناها معنىّ إنشائي لن معناها معنىّ دعأاء .هو يريد أن
يعلمنا هذا الكلم لذلكّ ل يصلح فيها هنا تقديم الجاار والمجارور )ل الحمد(.
الحمد ل أو إن الحمد ل؟هل
هل يمكن أن نقول :إن الحمد ل في هذا الموضع؟ الجاواب هو هو .الموضع ليس موضع شكّ حتىّ نذكر .أنت تقول :زيد ناجاح لمن هو خالي
الذهن لكن إذا كان هناكّ إنسان يشكّ في نجااح زيد يأتي يقول لكّ زيد ل ينجاح فتقول له :إن زيدا ناجاح وبقدر زيادة الشكّ تزيد التوكيدات إذا كان
شكه عأظيما نقول له :إن زيدا لناجاح ،تدخل اللم وقد تلجاأ إلىّ القسم )وال إن زيدا لناجاح( .والموضع ليس موضع شكّ هنا وإنما موضع يقين
لذلكّ لم يقتض التأكيد .إذن الحمد ل هي أولىّ من اللفاظ الخرى وهي أولىّ من التقديم والتأخير وسنأتي إلىّ مواطن خمسة مواضع جااءت )ل
الحمد( ونبين لماذا قدمت كلمة ل عألىّ كلمة الحمد .وهي أولىّ من إن الحمد ل وكذلكّ أولىّ من )حمدا ل( عأندما يقول النسان حمدا ل :حمدا
مصدر مؤكد أيضا .نقول الموضع ليس موضع تأكيد هذه واحدة .حمدا ل :ما دام منصوبا إذن هناكّ ناصب له والناصب الصل فيه أن يكون
ل معناه الجاملة فعلية تقندر والجاملة الفعلية جاانلة عألىّ الحدوثا بينما الجاملة السمية ثابتة دالة عألىّ الثبات .فالحمد ل بجاملتها السمية أثبت من فع ل
حمدا ل .نقول نحمد ال ،أحمد ال ،إحمدوا ال :ونحمد كلم مجاموع فإن هذه اللفظة موضعها هاهنا ل يصلح مكانها غيرها .هذا كلم ال سبحانه
صله العلماء كما قلت من الرازي وغيره وأستاذنا الدكتور فاضل السامرائي تحدثا في ستين صفحة عأن هذه المسألة وتعالىّ بهذا التفصيل الذي ف ن
وبنينوا أن هذه الكلمة ل يصح كلمة أخرى في موضعها.
الحمد ل :لم يقل الحمد للقادر ،الحمد للرحمن ،الحمد للعظيم أو أي إسم من أسماء ال الحسنىّ وهذا تكلمنا عأليه لما قلنا )فاستعذ بال من الشيطان
الرجايم( و)بسم ال الرحمن الرحيم( .هذه اللفظة )ال( تضم تحت لوائها جاميع السماء الخرى بكل ما فيها ولذلكّ توصف ول تصف :نقول ال
الرحمن ،ال الرحيم لكن ل نقول :الرحمن ال.
أين وردت :الحمد ل رب العالمين في القرآن؟هل
هذا فيما يتعلق بلفظة )الحمد ل( وقبل أن ننتقل إلىّ كلمة رب العالمين لنا فيها وقفة .ننظر إين وردت الحمد ل رب العالمين كاملة.
الحمد ل رب العالمين في بداية الفاتحة بعد البسملة معناه بداية عأمل.
د د
صفودن ) (180دودسلاذم دعألىّ ل ر م د
في نهاية سورة الصافات بعد الحديثا عأن الكون وما يضم إلىّ قيام الساعأة إنتهاء الحياة )لسمبدحادن درلبكّ درلب الععزعة دعأرما دي ع
امللممردسعليدن ) (181دواملدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن ) ((182النهاية.
ضدي دبميدنلهمم عباملدحلق دوعقيدل املدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن )
كذلكّ في نهاية سورة الزمر)دودتدرى املدمدلاعئدكدة دحالفيدن عممن دحموعل املدعمرعش ليدسلبلحودن عبدحممعد درلبعهمم دولق ع
((75والنعام )دفدلرما دنلسوا دما لذلكلروا عبعه دفدتمحدنا دعأدلميعهمم أدمبدوادب لكلل دشميضء دحرتىّ إعدذا دفعرلحوا عبدما لأولتوا أدخمذدنالهمم دبمغدتلة دفعإدذا لهمم لممبعللسودن ) (44دفلقعطدع دداعبلر املدقموعم
د
الرعذيدن دظلدلموا دواملدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن ) ((45في نهاية الحياة ،في بداية الفاتحة ،في نهاية الحياة ،نهاية السور التي تشير إلىّ نهاية الحياة ،نهاية
مواقف معينة )الحمد ل رب العالمين( .هنا في نهاية عأمل ) النعام( إنتهىّ أمرهم .والحمد ل رب العالمين فيها كلم عأن الناس.لحظ الية
الولىّ)دمعأدوالهمم عفيدها لسمبدحادندكّ اللرلهرم دودتعحريلتلهمم عفيدها دسدلاذم دوآدعخلر دمعأدوالهمم أدعن املدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن ) (10يونس( هذا يوم القيامة في الجانة.وفي سورة
صيدن دلله اللديدن املدحمملد عللرعه درلب املدعادلعميدن ) ((65هناكّ في آخر الدعأاء وهنا يحتمل أوله وآخره )فادعأوه غافر )لهدو املدحيي دلا إعدلده إعرلا لهدو دفامدلعأوله لممخعل ع
مخلصين له الدين( كأنما الحمد في الولىّ والخرة .هنا الفائدة التي نقولها أن كلمة الحمد ل رب العالمين جااءت في أول الفاتحة تحميدا وتمجايدا
ل سبحانه وتعالىّ وبها يختم العمل والدعأاء وتأتي قي سور آخرى في الخرة أي الحمد ل رب العالمين في البدء وفي الختام ,ومما ذكرنا لفظة
الحمد في هذا الموضع هي المثل حتىّ بين جاميع اللفاظ في حقها الدللي .وصورة الحمد باللف واللم والرفع أمثل من سائر الصور .عأندنا
في الحديثا "كل أمر ذي بال ل يبدأ بحمد اله فهو أقطع" وفي رواية "فهو أجازم".
مداخلة :كلمة الحمد ظلمت كثيرا في كتب التفسير والمام إبن كثير وغيره يعممون الحمد ويخصصون الشكر وفي تصوري أنه خاطئ من حيثا
الطريقة ل من حيثا المضمون .الحمد ل في الفاتحة حمد مطلق حمد عألىّ كل ما يعلمه النسان وما لم يعلمه وعألىّ ما حمده ال تعالىّ بذاته لذاته.
الحمد في قوله تعالىّ في سورة الكهف )الحمد ل الذي أنزل عألىّ عأبده الكتاب( هنا تخصيص لحمد الفاتحة عألىّ حمد النعمة .الحمد ليس معناه
الشكر وإبن القيم قال :الحمد ينقسم إلىّ حمد شكر وحمد مدح .وأنا أقول أن الحمد مقام إلهي ومقام تعبدي وال تعالىّ ألهم كل المخلوقات )وإن من
شيء إل يسبح بحمده( .فالحمد عأام يخصص بحمد الكهف أو بمحامد القرآن .ويرد الدكتور حسام عألىّ مداخلة المشاهد فيقول :الحمد يراد به
جانس الحمد عألىّ الطلق وأنا لست منيا ل
ل للتعرض لما قاله بعض عألمائنا السابقين بما ل نوافقهم عأليه ولكننا سنتكلم عأن كلمة الحمد.
وقفنا عأند قول ال سبحانه و تعالىّ )الحمد ل رب العالمين( .كلمة الحمد من أسرار تجاعلها مميزة عألىّ الكلمات الخرى التي هي من حقلها
الدللي )المدح ،الشكر ،الثناء( وكيف أنها هنا أفضل .وبنينا أن اللف واللم لستغراق الجانس في كلمة الحمد .و )ل( هي للملكّ وقلنا هذا نوع
من التخصص أو التخصيص كما قالت العرب :السرج للفرس والطاقية للرأس .الحمد ل يعني هو خاص بال تعالىّ ولكن ال عأز وجال في الدنيا
أعذن للناس أن يحمد بعضهم بعضا في هذا المر .وكلمة رب العالمين جااءت متعلقة هنا )الحمد ل رب العالمين( وقلنا أنه سوف نعود إلىّ كلمة
رب العالمين ولماذا جااءت بهذا التصال ولكن قبل أن نصل إلىّ كلمة )رب العالمين(.
كلمة الحمد ل رب العالمين وردت في بداية أربع سور )في البداية والنهاية تكلمنا عأليها حتىّ ل يختلط الكلم عألينا( .لفظة الحمد مجانردة من غير
ذكر رب العالمين لبدئ بها في أربع سور )الحمد ل رب العالمين لبدئ بها في سورة الفاتحة وختمت بها سور أخرى ذكرناها( لكن الحمد ل
وحدها لبدئ بها في أربع سور ثم نجادها تتكرر في داخل عأدد من السور في سبع عأشرة مرة نحاول أن نقف عأندها بصورة موجازة وسريعة :في
ض دودجادعدل اليظللدماعت دوالينودر لثرم ارلعذيدن دكدفلروا عبدرلبعهمم ديمععدللودن ) (1النعام( بداية النعام ،الكهف ،سبأ وفاطر) :املدحمملد عللرعه الرعذي دخلددق الرسدمادواعت دواملدأمر د
لحظ كأنما هذه البدايات تحاول أن تبنين نماذجاا من الحمد .قلنا الحمد ل في الفاتحة هو جانس الحمد وهنا نماذج ليحدمد ال عأز وجال للئه هنا
اللء كذا ،هنا من رحمته وهنا من فضله وهنا من عألمه وهنا من إعأطائه العلم للخرين وهنا من رحمته بهم وهنا من خلقه السموات والرض.
السور الربع كأن بدياتها متكاملة:
ل د د ر ل
ض دودجادعل الظلدماعت دوالنودر ثرم العذيدن كفلروا عبدرلبعهمم ديمععدلودن ) (1النعام( الكلم عألىّ الخلق ومعناه ي ل ي د د
الولىّ )املدحمملد علرلعه الرعذي دخلددق الرسدمادواعت دوالأمر د
م
التقدير والتصوير فيه بمعنىّ البدء لكن غالبا فيه معنىّ التقدير والتصوير لنهم يقولون هذا الصانع خلق القماش يعني قندره قبل أن يقصه .والخلق
غير التكوين والنشاء والتصوير يصور الشيء .الكلم خاص عأن خلق السموات والرض ومن رحمة ال سبحانه تعالىّ جاعل الظلمات
والنورمعناه ننظم السموات والرض بما فيها من ظلمات ونور مبنية عألىّ الحركة وعألىّ وجاود الشعاع من داخل بعضها وبعضها خال من
الشعاع.
ض دجااععأعل املدمدلاعئدكعة لرلسللا لأوعلي أدمجاعندحضة دممثدنىّ دولثدلادثا دولردبادع ديعزيلد عفي املدخملعق دما ديدشالء إعرن اللرده دعأدلىّ لكلل دشميضء دقعديذر ) ع رم د
ألم وا ت ع وا
ع د د د ماسر ال ر طع د
فا هلعر ع
ل دثم )املدحمم ل
د ر ر م ل
(1فاطر( هذه المنشيء لحظ التخليق والنشاء .ثم )جااعأل الملئكة رسل( تكلم عألىّ جاعل الملئكة ثم )الدحمملد عللعه العذي لله دما عفي الرسدمادواعت دودما
ض دودلله املدحمملد عفي املدآعخدرعة دولهدو املدحعكيلم املدخعبيلر ) (1سبأ( هذا الذي في السموات والرض ملكّ ل سبحانه وتعالىّ ،ثم )املدحمملد علرلعه ارلعذي أدمندزدل عفي املدأمر ع
دعأدلىّ دعأمبعدعه العكدتادب دولمم ديمجادعل لله ععأدولجاا ) (1الكهف( الملئكة والرسل وإنزال الكتاب فنماذج من آلء ال سبحانه وتعالىّ ونعمه التي ليحمد عأليها. د م د م
فالحمد ل في سورة الفاتحة نظام كليي وهذه جازئيات في بدايات أربع سور بينها نوع من التلزم والتشابكّ.
لماا ننتقل إلىّ عأموم سور القرآن الكريم نجاد في كل موضع كلمة )الحمد ل( لها معناها ولها مدلولها لكن يجامعها جاميعا حتىّ في هذا الموضع أن
ليس فيها معنىّ الحصر وقصر الحمد عألىّ ال سبحانه وتعالىّ وليس فيها دعأوة إلىّ أن ل يحمد سواه لكن سنجاد في آيات أخرى هناكّ قصر )له
الحمد( وهو ما سنقف عأنده بتفصيل لماذا قال هنا )له الحمد(؟ في الماكن الخرى قال الحمد ل بحيثا يفسح المجاال لن يحمد النسان غير ال
سبحانه وتعالىّ لمر يقوم به يمكن أن يحمد عألىّ خلقه ،عألىّ عألمه ،عألىّ كرمه للبشر لكن في هذه الماكن حصر الحمد بال سبحانه وتعالىّ )ل
الحمد( أو )له الحمد( .سنمر مرورا سريعا عألىّ الماكن التي قيل فيها )الحمد ل( وسنجاد أنه ليس فيها مجاال لحصر الحمد ل سبحانه وتعالىّ
ضل ال سبحانه وتعالىّ عألىّ عأباده .أحيانا ينقل لنا كلم عأباده يعنلمنا أحيانا يقول )قل ،قالوا ،قال( تكرار كلمة وإنما هي صور ونماذج من تف ن
القول مع الحمد في عأشرة مواضع )قل ،قالوا ،قال( في موضعين مع ضرب المثال ،وفي موقع دعأاء وهناكّ أربع مواضع في بداية السور.
نأتي الن في سورة إبراهيم )املدحمملد عللرعه الرعذي دودهدب علي دعأدلىّ املعكدبعر إعمسدماععأيدل دوإعمسدحادق إعرن درلبي لددسعميلع اليددعأاعء ) ((39هذا دعأاء إبراهيم يحمد ال عأز
ضدردب اللرله وجال به فيذكره ال تعالىّ لنا حتىّ نتعلم أن نقول الحمد ل الذي أعأطانا هذا الحمد ل عألىّ الهبة وهذا جازء من الحمد الكلي .هنا عأندنا ) د
دمدثللا دعأمبلدا دمممللولكا دلا ديمقعدلر دعأدلىّ دشميضء دودممن دردزمقدناله عمرنا عرمزلقا دحدسلنا دفلهدو ليمنعفلق عممنله عسررا دودجامهلرا دهمل ديمسدتلوودن املدحمملد عللرعه دبمل أدمكدثلرلهمم دلا ديمعلدلمودن )(75
ل حتىّ نتعلم فعندما نقول الحمد ل معناه الحمد ل الذي عأنلمنا بضرب المثل الذي يعنلمنا) ،دودممن النحل( رب العالمين يعلمنا بالمثال يضرب لنا مث ل
دردزمقدناله عمرنا عرمزلقا دحدسلنا( نحن نقول الحمد ل الذي عأنلمنا بل أكثر هؤلء الذين هم ل يؤمنون ل يعلمون بما عألمنا ال عأز وجال من ضربه للمثل
ن
وهنا وقفة قصيرة :عأنبر عأن عأبد مملوكّ ومن رزقناه منا رزقا حسنا عأبد ومرزوق وقال )ل يستوون( )من( لفظها لفظ مفرد ومعناها معنىّ جامع
فكأن الية تريد أن تقول هذا العبد المملوكّ الذي ل يقدر عألىّ شيء هل يستوي مع هذا الذين ينفق وهذا الذي ينفق وهذا الذي ينفق وهؤلء الجامع
من المنفقين؟ هل يستوي هذا معهم؟ فاستفادت الية من كلمة )من( فمرة عأنبرت بالمفرد ثم رجاعت مرة أخرى لتعنبر بالجامع.
د د د م د
ضدردب اللرله دمدثللا درلجاللا عفيعه لشدردكالء لمدتدشاعكلسودن دودرلجاللا دسلدلما علدرلجاضل دهمل ديمسدتعودياعن دمدثللا املدحمملد عللرعه دبل أكثلرلهمم لا ديمعللمودن
م الية الخرى أيضا تعليم بالمثل ) د
) (29الزمر( تعليم بالدمدثل .ما قال )من( هنا قال رجال ورجال ل بد أن يستعمل التثنية .الحمد ل الذي عأنلمنا بضرب المثل وأكثرهم ل يعلمون.
فحمد ال سبحانه وتعالىّ في هذه اليات ل يستدعأي أن ل يحمد سواه .ممكن أن غير ال إذا عأنلمنا شيئا أو أكرمنا بشيء أن نقول نحمد فلن يعني
لم يدعأنا إلىّ أن نقصر الحمد عأليه لكن هذه نماذج من الحمد الذي هو الحمد ل رب العالمين الذي هو حمد الجانس وهذه كأنها تفريعات.
صلدوعرعهمم عممن عغلل دتمجاعري عممن دتمحعتعهلم املدأمندهالر دودقاللوا املدحمملد علرلعه ارلعذي دهددادنا علدهذا
د الية في سورة العأراف من هنا بدأنا نسمع القول) :دودندزمعأدنا دما عفي ل
دودما لكرنا علدنمهدتعددي دلمودلا أدمن دهددادنا اللرله دلدقمد دجاادءمت لرلسلل درلبدنا عباملدحلق دولنولدوا أدمن عتمللكلم املدجارنلة لأوعرمثلتلمودها عبدما لكمنلتمم دتمعدمللودن ) ((43يعلمنا أن هؤلء الذين
لوجاهوا إلىّ الجانة صاروا يقولون الحمد ل فهو نوع من تفضله سبحانه وتعالىّ عأليهم وعألينا عأندما يعلمنا أن نقول كما قالوا .هذا في سورة
العأراف الية .43
عأندنا في السراء الية ) 111دولقعل املدحمملد عللرعه الرعذي دلمم ديرتعخمذ دودللدا دودلمم ديلكمن دلله دشعريذكّ عفي امللمملعكّ دودلمم ديلكمن دلله دوعليي عمدن اليذلل دودكلبمرله دتمكعبيلرا ) ((111هذا
تلقين وتعليم أن نحمد ال عأز وجال الذي عألمنا التوحيد وعألمنا بعض صفاته سبحانه وتعالىّ ونقول الحمد ل.
مع نوح )دفعإدذا امسدتدوميدت أدمندت دودممن دمدعدكّ دعأدلىّ امللفملعكّ دفلقعل املدحمملد عللرعه الرعذي دنرجاادنا عمدن املدقموعم الرظاعلعميدن ) (28المؤمنون( أيضا تعليم بالمر )لقل( نوع من
التعليم.
ضدلدنا دعأدلىّ دكعثيضر عممن ععأدباعدعه امللممؤعمعنيدن ) (15النمل( إذا وجاد النسان في في الحكاية عأن قولهم )دودلدقمد آددتميدنا ددالوودد دولسدلميدمادن ععأمللما دودقادلا املدحمملد عللرعه الرعذي دف ر
نفسه شيئا قد أكرمه ال تعالىّ به يقول الحمد ل وهي أيضا جازئية من كنلية جانس الحمد المخصص ل سبحانه وتعالىّ.
صدطدفىّ دآللرله دخميذر أدرما ليمشعرلكودن ) (59النمل( تعليم .أيضا تعليم أن نقول الحمد ل أنه سبحانه وتعالىّ )لقعل املدحمملد علرلعه دودسدلاذم دعأدلىّ ععأدباعدعه الرعذيدن ا م
ل ل د ل ر م ل
اصطفىّ عأبادا وجاعلهم مؤمنين وألقىّ عأليهم السكينة والستقرار) .دوقعل الدحمملد عللعه دسليعريكمم آدياعتعه دفدتمععرفودندها دودما دريبدكّ عبدغاعفضل دعأرما دتمعدملودن )(93
النمل( إحمد ال عأندما تظهر هذه اليات أو عأندما يعلمكّ كيف تحاور وكيف تناقش فتقول الحمد ل.
ض دلديلقوللرن اللرله لقعل املدحمملد عللرعه دبمل أدمكدثلرلهمم دلا ديمعدللمودن ) (25لقمان( لو سألت الكفار من أنزل الماء من السماء )دودلعئمن دسدأملدتلهمم دممن دخدلدق الرسدمادواعت دواملدأمر د
ض يقولون ال لنهم كانوا يعرفون ال لكن كانوا يعبدون الصنام يقولون تقربنا إلىّ ال زلفىّ )دودلعئمن دسدأملدتلهمم دممن دنرزدل عمدن الرسدماعء دمالء دفدأمحديا عبعه املدأمر د
عممن دبمععد دمموعتدها دلديلقوللرن اللرله لقعل املدحمملد عللرعه دبمل أدمكدثلرلهمم دلا ديمععقللودن ) (63العنكبوت( لو استعملوا عأقولهم ما عأبدوا هذه الصنام )دودلعئمن دسدأملدتلهمم دممن دخدلدق
ض لدديلقوللرن اللرله لقعل املدحمملد عللرعه دبمل أدمكدثلرلهمم دلا ديمعلدلمودن ) (25لقمان( ما عأندهم عألم في هذه المور ،في هذا الشرع ،في هذا الدين يعني الرسدمادواعت دواملدأمر د
لم يستعملوا عأقولهم ولم يستعملوا عألما عأندهم.
)دودقاللوا املدحمملد علرلعه الرعذي أدمذدهدب دعأرنا املدحدزدن إعرن درربدنا لدغفوذر شكوذر ) (34فاطر( تعليم وتدريب بقول غيرهم أن هؤلء الذين دخلوا الجانة قالوا هذا
ل د ل د
الكلم فتعلموا وهذا من فضل ال سبحانه وتعالىّ.
م د د
ض دندتدبروأ عمدن الدجانعة دحميثا دنشالء فعنمعدم أمجالر الدعاعمعليدن ) (74الزمر( تعليم وتدريب لنا أن نقول كما د ل ر م ل صددقدنا دومعأدله دوأدمودردثدنا املدأمر د )دودقاللوا املدحمملد علرلعه الرعذي د
قالوا في دخولهم الجانة )هذا في المستقبل ولكنه ماض في عأين ال سبحانه وتعالىّ( إذن كل هذ المواضع ليس فيها موضع يريد ال تعالىّ أن
يقصر الحمد عأليه جانلت قدرته لكن لما ننتقل إلىّ مواضع أخرى نجاد أن سياق اليات يريد أن يبين لنا أن الحمد في هذا الجاو قاصر عألىّ ال
سبحانه وتعالىّ ل يستقيم أن تحمد غير ال عأز وجال مع أن ال سبحانه وتعالىّ رنخص لكّ أن تحمد سواه لنفع يقدمه لكّ ،لفضل فيه يمكن أن يكون
هذا.
ننظر في سياق اليات) :دولهدو اللرله دلا إعدلده إعرلا لهدو دلله املدحمملد عفي امللأودلىّ دواملدآعخدرعة دودلله امللحمكلم دوإعدلميعه لتمردجالعودن ) (70القصص( نلحظ السياق هنا سياق
حصر والكلم عألىّ الخرة وسنجاد أنه حينما يكون الشيء منحصرا يعني سياق الية فيه قصر أشياء عألىّ ذات ال سبحانه وتعالىّ ل يصلح لغيره
تأتي له الحمد بتقدم الجاار والمجارور يقول له الحمد ل يقول الحمد ل الحمد يرفض لغيره لكن في هذه المواضع في مثل هذا السياق لما قال )وهو
ل( الموضع موضع حصر لذلكّ قال له الحمد ما قال الحمد ل لنه ل يستقيم مع الحصر.ثم فيه ذكر الخرة ال ل إله إل هو( حصر بالنفي وبع )إ ن
وفي الخرة ل ليحمد سوى ال تعالىّ .من تحمده في الخرة في يوم القيامة؟ ما يوجاد مخلوق ليحمد يوم القيامة ول يحمد إل ال تعالىّ .إذا لذعكرت
الخرة إنحصر الحمد بال سبحانه وتعالىّ .له الحمد وله الحكم أيضا حصر )دولهدو اللرله دلا إعدلده إعرلا لهدو لدله املدحمملد عفي امللأودلىّ دواملدآعخدرعة دولدله امللحمكلم دوإعلدميعه
لتمردجالعودن ) (70القصص( الجاو العام في الية هو حصر لذا ل يصح هنا أن يقال في غير القرآن) :ل إله إل هو الحمد له وله الحكم( ل يستقيم.
التقديم فيه معنىّ الحصر له الحمد وليس لغيره لنه عأندما يقدم الضمير أو المفعول ل تستطيع أن تعطف لكن حينما يقدم غير الضمير يعني الجاار
والمجارور إذا قندم عأند ذلكّ ما كان مرتبطا بال تعالىّ يصح أن يعطف وما عأداه ل يجاوز أن يعطف .نلحظ في قوله تعالىّ )دممن دكادن ليعريلد املععرزدة
دفعلرلعه املععرزلة دجاعميلعا ) (10فاطر( حصرها وفي موضع آخر أجااز العطف عأليها لرتباطها به سبحانه )دوعللرعه املععرزلة دوعلدرلسوعلعه دوعلمللممؤعمعنيدن دودلعكرن
امللمدناعفعقيدن دلا ديمعلدلمودن ) (8المنافقون( لرسوله :عأطف مع وجاود الضمير العائد عألىّ ال تعالىّ يعني أخذ اعأزة من عأزة ال تعالىّ ثم قال وللمؤمنين
ما ذكر الضمير يعني وللمؤمنين بال ورسوله فما أراد أن يجامع .لو قال في غير القرآن )للمؤمنين بهما( يضعف الكلم ثم يكون جامع الرسول
مع ال تعالىّ وهذا ل يكون بالضميرين .عأندما يقول )له الحكم ،إليه ترجاعون ،ل إله إل هو( ل يستقيم إل )له الحمد(.
ض دودعأعشريا دوعحيدن لتمظعهلرودن )((18 صعبلحودن ) (17دودلله املدحمملد عفي الرسدمادواعت دواملدأمر ع الية بعدها في سورة الروم )دفلسمبدحادن اللرعه عحيدن لتمملسودن دوعحيدن لت م
كلمة سبحان ال لسئل عأنها المام عألي كرم ال وجاهه فقال :كلمة رضيها ال عأز وجال لنفسه فنحن نقولها .ل يمكن أن نقول سبحان فلن .التسبيح
والتنزيه والتقديس ل يكون إل ل عأز وجال فهذه كلمة حاصرة حصرت )سبحان ال( التسبيح منحصر ثم الزمن منحصر والمكان منحصر .ذكر
الزمان والمكان بحصر )حين تمسون( المساء والصباح والعشي والظهر وجاعلت )وله الحمد في السموات والرض( للمكان فكأنه صار هناكّ
نوع من الختلط والتصال بين التسبيح والحمد في هذه الوقات والتسبيح والحمد ل سبحانه وتعالىّ في السموات والرض ففيها إطلق وفيها
حصر وفيها حصر للزمان وحصر للمكان فإذن ل يناسبه إل حصر الحمد بال سبحانه وتعالىّ .هذا في هذه السورة.
*)الحمد لله ( التي يتلفظ بها المسلم في بداية يومه )الحمد لله الذي أحيانا( ما الفرق الكبير
الواضح الذي ينبغي أن نعرفه بين الحمد لله ولله الحمد؟
عأندما يقول الحمد ل يونجاه الحمد لذات ال سبحانه وتعالىّ وحينما يقولها مجاردة )الحمد ل( معناها أنه يحمد ال سبحانه وتعالىّ بمطلق الحمد لكن
إذا قال ل الحمد معناه أنه يحصرالحمد ل سبحانه وتعالىّ ،يقول ل الحمد حصرا .الذي لعأنلمنا إياه أن نقول) :الحمد ل( .إذا قال النسان ل
الحمد فهو كلم صحيح ليس فيه شيء لكن نقول كلمة الحمد ل في القرآن الكريم إنما جااءت في هذه المواضع التي أوردناها ونحن نحرص أن
نتأسىّ بأسلوب القرآن الكريم في كلمنا.
د م م ل د
ض دوله الدحمملد عفي الآعخدرعة د م ل د ر ر م
هذه الية الخرى في سورة سبأ التي بدأت بالحمد ل .إنظر ما قال )الدحمملد عللهع العذي له دما عفي الرسدمادواعت دودما عفي الأمر ع
دولهدو املدحعكيلم املدخعبيلر ) ((1ذكر الخرة .عأندنا في كلمة )له ما في السموات والرض( تقديم وتأخير لني في غير القرآن الذي ما في السموات
والرض له لن )ما( مبتدأ و)له( خبر فلما قندم لغرض حصر الملكية أنه له ما في السموات والرض ل يشاركه أحد في ملكه فيحسن العطف
)وله الحمد( لنه سبق بهذا التقديم مع ذكر الخرة.
في سورة الجااثية )دذعللكمم عبدأرنلكلم ارتدخمذلتمم آددياعت اللرعه لهلزلوا دودغررمتلكلم املدحديالة اليدمنديا دفاملديمودم دلا ليمخدرلجاودن عممندها دودلا لهمم ليمسدتمعدتلبودن ) (35دفعلرلعه املدحمملد درلب الرسدمادواعت
ض دولهدو املدععزيلز املدحعكيلم )) :((37فاليوم( يوم القيامة) ،فلله الحمد( ما دام ض درلب املدعادلعميدن ) (36دولدله املعكمبعرديالء عفي الرسدمادواعت دواملدأمر ع دودرلب املدأمر ع
الكلم في الخرة )فلله الحمد رب السموات( نلحظ هنا كيف كرر ورب الرض .ما قال رب السموات والرض لغرض التأكيد ثم قال )رب
العالمين( الذين في السموات والرض جامع رب السموات ورب الرض جامعهما بحرف عأطف ثم قال رب العالمين من غير عأاطف حتىّ يشمل
كل من فيهما.
ل ل د
ض لله اللملكّ دولله الدحمملد دولهدو دعألىّ كل دشميضء دقعديذر ) ((1هنا عأندنا التسبيح أيضا الذي هو م د ل م م د د م ر
في سورة التغابن )ليدسلبلح عللعه دما عفي الرسدمادواعت دودما عفي الأمر ع
حصر ل تعالىّ )له الملكّ( قندم الجاار والمجارور ففيه حصر وعأطف ولذلكّ )وله الحمد( ول يصلح هنا له الملكّ والحمد له ل تصلح .لغويا يكون
هناكّ ضعف لنكّ تعطف غير محصور عألىّ محصور.
هذه الفائدة عأموما تأخر لفظ الحمد المبتدأ في خمس آيات والمعنىّ في جاميعها للحصر.
)رب العالمين(ًا:
الن ننتقل إلىّ قوله تعالىّ )الحمد ل رب العالمين( كلمة )رب( لحظ لما بدأنا بع )بسم ال الرحمن الرحيم( في ذكر إسم الجاللة سبحانه وتعالىّ
الحاوي لكل ما تحته من صفات وأسماء) .الحمد ل( وبدانا بعد البسملة بمطلق الحمد وجانس الحمد ناسب ذلكّ أن يقال) رب العالمين( لن من
أسباب حمده من جازئيات حمده أنه رب للعالمين .والعالمون يقول العلماء طالما أنه ما دام جامع مذكر سالم يكون للعقلء فصار رب العقلء
الذين هم عأالم النس ،عأالم الجان ،عأالم الملئكة .بعض العلماء يقولون ل :جامع المذكر السالم جامع العاقلين يطلق إذا كان هناكّ إختلط بين
العقلء وغيرهم .فرب العالمين معناه رب العوالم هم يقولون إذا قال العوالم معناه جامع عأالم للعاقل وغير العاقل .فالبعض يقول سواء هذا أو هذا
هو سبحانه وتعالىّ رب كل شيء.لكن نأخذ كلمة رب لما نأتي إلىّ تصريفها نجاد أنها من رنب ديلريب فهو رذب فهو مصدر لكن مصدر لجاععل إسم
فاعأل بمعنىّ إسم الفاعأل كما قالوا هو عأدذل :العدل مصدر لكن قيل هو عأدل بمعنىّ عأادل لكن فرق بين هو عأادل وهو عأدذل :هو عأادل يعني منه
صفة العدل لكن هو عأدل كأنه العدل كله تمثل في شخصه فهناكّ فرق .فمن هنا كانت كلمة رب .الرب تأتي بمعنىّ التنمية )أن ينمي النسان
الشيء فيلريبه( يلرنب يعني ينميه ،ليعتم ،ينتهي وهذا المربي منه ألعخذ كلمة الرب المالكّ الذي يملكّ لنه هو يتعهد الشيء بالتربية والنماء شيئا فشيئا
ومنه الحديثا الذي يرويه المام مسلم وهذا ينفعنا في حياتنا العملية في العلقات .الن الناس ضعفت عألقاتها عألىّ خلف ما يحبه دين ال
سبحانه وتعالىّ .ديننا يريد منا أن تكون بيننا عألقات لوجاه ال تعالىّ وليس لمصلحة .هذا الرجال الذي كان يذهب لزيارة أخ له فأرسل ال تعالىّ
عألىّ مدرجاته ملكا قال :أين تريد؟ قال :أريد القرية الفلنية فيها أخ لي أحبه في ال .قال :ألكّ نعمة عأليه تلريبها؟ )أي ألكّ إحسان عأليه تريد أن
تنميه بزيارة( قال :ل ولكني أحبه في ال ،قال :فإني رسول ال إليكّ أن ال سبحانه وتعالىّ أحبكّ كما أحببته فيه .الن عأندما يتصل بكّ أحد
ل تتساءل ما الذي جااء به؟ لكنه يحبكّ في ال وجااء ليزوركّ ولكن نقول لهؤلء المتحابين في ال أن ل ليزوركّ لمدة 10جاقائق ويأتي يجالس قلي ل
يطيلوا الزيارة قدروا ظروف الناس )لزر نغبا تزدد حبا(.
فهذه كلمة رب وهذه كلمة العالمين وكلمة )الحمد ل رب العالمين(.
)الرحمن الرحيم(
الرحمن الرحيم وقفنا عأندها من قبل وبنينا أن كلمة الرحمن عأامة والرحيم خاصة فض ل
ل عأن أن الرحمن صفة متجاددة والرحيم صفة ثابتة فجامع
بين التجادد والثبات.
* هناك من يقول أن رب العالمين تحتوي معنى الخلق والملك والمدبر؟
قلنا كلمة ال تعني كل هذه المور :الخالق المالد المدبر .أما رب العالمين أصل اللفظة هي للتربية وللملكّ فهو مربيهم ومالكهم هو يربي المؤمن
ضله سبحانه وتعالىّ ويربي كل شيء يخلقه وينميه ويربيه ولذلكّ نقول العالمين هنا معناها مطلق خلق ال لختلط العاقل والكافر وهذا من تف ن
بغير العاقل فتستعمل جامع المذكر السالم.
)مالك يوم الدين(ًا
فيها وقفة .فيها قراءتان مشهورتان وهناكّ من قرأ دمدلكّ وم ن
لكّ لكن المشهور في السبعة بعضهم قرأ مالكّ يوم الدين وبعضهم قرأ ملكّ يوم الدين
ولي في هذا كلم قد يطول نرجائه للحلقة القادمة.
تكلمنا في الحلقة السابقة عألىّ قول ال سبحانه وتعالىّ )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين( وتكلمنا عألىّ إختيار تقديم )إياكّ( عألىّ نعبد وتقديم )إياكّ( عألىّ
نستعين وما فائدة ذلكّ ولماذا لم يقل في غير القرآن نعبدكّ ونستعينكّ وبنينا أيضا كلمة نعبد لماذا جااءت بصيغة الجامع ولم تأت بصيغة الفراد
ل؟ .وقد وردت بعض الستفسارات في قضايا تتعلق بهذه الية نحب أن نقف عأندها أيضا .من ذلكّ في قوله وكذلكّ نستعين لدم لم يقل إياكّ أعأبد مث ل
تعالىّ )وإياكّ نستعين(:
*هل بالمكان أن يقال في غير القرآن )وبك نستعين(؟
إياكّ نعبد وإياكّ نستعين :الفعل يتعندى بنفسه )استعانه( أو يتعدى بحرف الجار )استعان به( وهو متعدي في الحالتين إستعنته أو إستعنت به .وإذا
ضلت إياكّ عألىّ بكّ؟ ما الفائدة؟ نلحظ اليات السابقة هي نوع من تقندمت )بكّ نستعين( سيكون معنىّ الحصر أيضا في إياكّ وفي بكّ .لكن لماذا لف ن
التربية والتوجايه وليس فيها موضع شكّ .التأكيد يكون في مواضع الشكّ .أنت تقول نجاح زيد إذا كان السامع خالي الذهن لكن إذا كنت تعلم أن
لديه بعض الشكّ في نجااح زيد فتقول له :لقد نجاح زيد تستعمل مؤكدات ،إن زيدا ناجاح أو إن زيدا لناجاح ،بحسب ما تعتقده من شكّ في نفسه .فلما
ل للمصاحبة أو الوسيلة كما تقول كتبت بالقلم فلما لم تأت لزيادة معنىّ فهي كان الفعل يتعدى بنفسه ،هذه الباء لم تزده معنىّ يعني هي ليست مث ل
للتأكيد .تقول :ليس زيذد مسافرا نفيت السفر عأن زيد فإذا أردت التأكيد تقول :ليس زيد بمسافر وكما في قوله تعالىّ )أليس ال بكاف عأبده( فهنا
فيها تأكيد .الموضع ليس موضع تأكيد يعني ليس هناكّ شكّ في أن ال سبحانه وتعالىّ يعنلم المؤمنين أن يقصروا الستعانة عأليه سبحانه فلما ليس
فيها شكّ ل يستعمل الباء )بكّ نستعين( فجااءت )إياكّ نستعين( لنه لو جااءت إياكّ نعبد وبكّ نستعين كأنه يريد أن يزيل شكا بهذا التأكيد والشكّ
هنا غير وارد .فكأنه يقول أن هناكّ شكّ في الستعانة بال .قوله تعالىّ )أليس ال بكاف عأبده( كان هناكّ شكّ وإل كان يقول :أليس ال كافيا
عأبده ،فلما أكد معناه أراد أن يزيل شكا في نفوس المتلقين وهذه لغة العرب.
هذا شيء والشيء الثاني لو قال :إياكّ نعبد وبكّ نستعين ،تفوت هذه المناسبة والملءمة )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين( إياكّ وإياكّ .هذه مسألة ثانوية
لكن المسألة الساسية ترتبط بالمعنىّ )وإياكّ نستعين(.
*يسأل المقدم هل من الممكن أن يقال :إياك نعبد ونستعين؟
صكّ بإجاتماع هذين المرين ول نشركّ أحدا سواكّ بإجاتماعأهما )نعبد تكلمنا عأن هذا في المرة الماضية .لو قال إياكّ نعبد ونستعين معناه نخ ن
ونستعين( مفهوم المخالفة عأند ذلكّ أنه ممكن أن نعبد غيركّ لكن ل نستعين به أوممكن أن نستعين به لكن ل نعبده .لو جامعهما )إياكّ نعبد
ونستعين( إياكّ حصرت معنىّ العبادة والستعانة ،يعني هذان المران مجاتمعين ينحصران بكّ لكن منفردين يمكن أن يكونا لغيركّ .لغة عأربية لو
قال :إياكّ نعبد ونستعين تعني أعأبده وأستعينه لكن ممكن أن أعأبد غيره من غير إستعانة فإذن أنا غير مخالف أو أعأبده وأستعين بغيره إذا أنا
غير مخالف .فإذن حتىّ ينتفي اللبس تكررت إياكّ )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين( فيكون هناكّ حصر.
*هل يمكن القول :الله نعبد والله نستعين؟
هناكّ شيء آخر :أكان يمكن أن يقال في غير القرآن )هذه الحتمالات نقول في غير القرآن لن القرآن ل مجاال فيه للقتراحات( ال نعبد وال
نستعين؟
من حيثا اللغة يتحصل الحصر أن العبادة تنحصر بال سبحانه وتعالىّ ول يكون معه معبود سواه .فنحن نستفيد الحصر من قول :ال نعبد أي
نعبد ال ول نعبد أحدا سواه ،ال نستعين :نستعين ال ول نستعين بأحد سواه .لكن لو نظرنا إلىّ اليات نجاد أن ال سبحانه وتعالىّ يعلمنا منذ بداية
الفاتحة أن نتوجاه إليه سبحانه بالتعظيم والتمجايد )الحمد ل رب العالمين ،الرحمن الرحيم ،مالكّ يوم الدين( بالتوجاه إلىّ العلي العظيم الغائب
الحاضر .من حيثا اللغة خطاب غائب أو متكلم عألىّ غائب )الحمد ل :هو ،رب العالمين :هو ،الرحمن الرحيم :هو ،مالكّ يوم الدين :هو( هو
غائب في الخطاب لكنه حاضر في القلب فلما جااء إلىّ )إياكّ( سينتقل لن العبد سيتوجاه إلىّ ال تعالىّ بالدعأاء وأنت ل تدعأو غائبا وإنما تدعأو
حاضرا .فبدأ النتقال من الغيبة إلىّ الحضور بهذه الية )إياكّ نعبد( لنه لما تكلم عأليه بصيغة الغائب لكنه حاضر في القلب وقلنا هذا ليس غريبا
في الستعمال القرآني :أنظر في محاورة إبراهيم في سوة الشعراء وسيكون لنا موقف منها إن شاء ال لحقا ))أددفدرأدميلتمم دما لكمنلتمم دتمعلبلدودن )(75
ضلت أدمنلتمم دوآددبالؤلكلم املدأمقددلمودن ) (76دفعإرنلهمم دعألديو علي إعرلا دررب املدعادلعميدن ) (77الرعذي دخلددقعني دفلهدو ديمهعديعن ) (78دوارلعذي لهدو ليمطععلمعني دوديمسعقيعن ) (79دوإعدذا دمعر م
دفلهدو ديمشعفيعن ) (80دوالرعذي ليعميلتعني لثرم ليمحعييعن ) (81دوالرعذي أدمطدملع أدمن ديمغعفدر علي دخعطيدئعتي ديمودم اللديعن ) ((82لحظ النتقالة )درلب دهمب علي لحمكلما دوأدملعحمقعني
صاعلعحيدن ) ((83يسمىّ اللتفات من ضمير الغائب إلىّ المخاطب .بدأ ينتقل من ذكر ال تعالىّ وهو الغائب الحاضر إلىّ أن وصل إلىّ درجاة أن عبال ر
يخاطب ال عأز وجال .كما في قصة إبراهيم وفي أماكن متعددة :نحن نناجاي ربنا )الحمد ل رب العالمين( بغيبة إلىّ أن نصل قنربنا إلىّ الدعأاء
فيعلمنا ال سبحانه وتعالىّ الدعأاء )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين( ثم ندعأو )إهدنا الصراط المستقيم( لننا ندعأو حاضرا مخاطبا .لم يقل يهدنا أو يهدينا
هو .لو قال )ال نعبد( يبقىّ غيبة أي يبقىّ في حال غياب لكنه يريد أن ينقلنا إلىّ مرحلة المخاطبة حتىّ ننتقل إلىّ الدعأاء.
دم العبادة على الستعانة؟
*لماذا ق د
لم يقل إياكّ نستعين وإياكّ نعبد ،قندم العبادة وهذا التقديم هو المناسب في سورة الفاتحة لن العبادة حق ال والستعانة طلب العبد وحق ال مقندم
عألىّ طلب العبد .وشيء آخر هذا يتناسب مع قوله تعالىّ )الحمد ل رب العالمين( ال المعبود ورب العالمين المستعان لن في الية توحيد
اللوهية وتوحيد الربوبية :فإياكّ نعبد لتوحيد اللوهية وإياكّ نستعين لتوحيد الربوبية يبنين العبد أنه يستعين بال سبحانه وتعالىّ.
لعل هذه أهم المور وقد تكون هناكّ أمورا أخرى تغيب عأنا في )إياكّ نعبد وإياكّ نستعين(.
)إهدنا الصراط المستقيم(ًا
ل ممكن أن نحذف المفعول الثاني فيه ويكتفىّ بالمفعول الول :قسم يقول هدى يتعدى بمفعول وقسم الفعل هدى يمكن أن يصل إلىّ المفعول أو ل
يقول منصوب بنزغ الخافض )أي حذف حرف الجار( .بمكن أن تقول :اللهم اهدني وارحمني وتقول لشخص :هداكّ ال يا فلن )مفعول واحد(
ويمكن أن تقول :هداكّ ال للخير ،تستعمل اللم ويمكن أن تقول :هداكّ ال إلىّ الخير ،تستعمل إلىّ ويمكن أن تقول " هداكّ ال الخير .فيها ثلثا
صور .الصور الثلثا وردت في القرآن الكريم مع الفعل هدى )مع اللم ومع إلىّ ومن غيرهما( .العلماء نظروا في هذا :متىّ ليقال هكذا ومتىّ
يقال هكذا ومتىّ يقال هكذا؟ والقرآن الكريم ل يمكن أن نضع عأبارة مكان عأبارة فيه ،فمتىّ يقول إهدنا الصراط ،إهدنا للصراط ،إهدنا إلىّ
الصراط؟ فمن خلل تأمل لغة العرب لنه لغة العرب يستدل بها عألىّ كتاب ال وإن كنا نؤكد أن القرآن حاكم عألىّ لغة العرب وليست لغة العرب
حاكمة عألىّ القرآن ولكن ليستأنس بها .العلماء هنا بالنظر إلىّ الستعمالت قالوا :إذا قيل إهدنا السبيل أو الصراط أو الخير فمعنىّ ذلكّ أنه إما أن
يكون النسان في الخير ويريد أن يعرف معالمه حتىّ ل يتيه ،هو في الطريق هذا طريق كذا وأنا أقف عألىّ أول الطريق لكن أريد من يوضح لي
معالم الطريق ماذا فيه؟هل فيه محطات وقود؟ هل فيه إستراحات؟ أنا في داخل الطريق لكن أحتاج إلىّ معرفة معالمه .هذه إهدنا الطريق يعني
هو في الطريق ووضح له ما في هذا الطريق .وزادوا شيئا قالوا :يحتمل أن يكون خارج الطريق ويقال هداه الطريق .لكن إذا قالوا :إهدنا
للطريق يكون خارجاا لكن يكون قريبا ،اللم للقريب ،هي اللم للغاية ولكنها للقريب أيضا.ولو قالوا :إهدنا إلىّ الطريق يكون بعيدا فيأتي به إلىّ
الطريق .الذي تبنين لنا من النظر في اليات أنه عأندما يقول )إهدنا الصراط( من غير اللم وإلىّ كأنه يريد أن يقول إنكّ أوصلتني إلىّ الصراط
ضحه لي معناه هو أيضا كان في الخارج وأوصله إلىّ الداخل فلما يقول إهدنا الصراط فهو قطعا داخل الصراط حتىّ نمنيز بين اللم وإلىّ فو ن
وحذفهما .إهدنا الصراط :هم في داخل الصراط يريدون معرفة ما فيه لكن عألماؤنا يقولون إذا حذف الحرفين )اللم وإلىّ( يحتمل المرين أن
يكون داخل الصراط وخارج الصراط .والذي تبين لي من خلل اليات أنه حيثما وردت الصراط من غير حرف معنىّ ذلكّ أنهم في داخل
الصراط وإن كان لأوصلوا من بعيد أو لوععأدوا بأن يوصلوا من بعيد إلىّ الداخل لكن سوف ل يتركون .المثلة :
صدراضط )دودكدذعلدكّ أدمودحميدنا إعدلميدكّ لرولحا عممن أدممعردنا دما لكمندت دتمدعري دما املعكدتالب دودلا املعإيدمالن دودلعكمن دجادعملدناله لنولرا دنمهعدي عبعه دممن دندشالء عممن ععأدباعددنا دوإعرندكّ دلدتمهعدي إعدلىّ ع
لممسدتعقيضم ) (52الشورى( هذا الستعمال بع )إلىّ( معناه هم بعيدون عأن الصراط أنت تستطيع بإذن ال تعالىّ من مهمتكّ أن تأتي بهم إلىّ هذا
الصراط المستقيم .المثال الخر )لقمل دهمل عممن لشدردكاعئلكمم دممن ديمهعدي إعدلىّ املدحلق لقعل اللرله ديمهعدي علملدحلق أددفدممن ديمهعدي إعدلىّ املدحنقع أددحيق أدمن ليرتدبدع أدرممن دلا ديعهلدي إعرلا
أدمن ليمهددى دفدما لدلكمم دكميدف دتمحلكلمودن ) (35يونس( الخطاب مع الشركاء )يهدي للحق( يأتي بهم قريبا ،يقنربهم ويدخلهم في الصراط )أفمن يهدي إلىّ
الحق( حتىّ يوازن )أمن ل يهندي( إذن استعمل إلىّ واستعمل اللم) .يهندي( تقرأ هكذا عأند حفص للفائدة هي أصلها يهتدي :الهاء ساكنة والتاء
متوحة فسكنت التاء حتىّ يكون إدغام التاء في الدال ول يجاتمع ساكنان فلكعسرت )ل يعهندي أي ل يهتدي( .والعرب كانت تفهم هذا الكلم لنها لو
لم تفهم لسألت الرسول واحتج عأليه العرب وقالوا أنت تتكلم لغة غير لغتنا .الصورة الخرى في الكلم عألىّ موسىّ وهارون )فآتيناهما الكتاب
المستبين( عأندهما كتاب واضح )وهديناهما الصراط المستقيم( هما داخل الصراط يستفيدان من الكتاب المستبين في معرفة ما يرضي ال سبحانه
وتعالىّ وما ل يرضيه) .وهديناهما الصراط المستقيم( هما في داخل الصراط وهذا يعني أن المسلم عأندما يصلي أو يقرأ الفاتحة هو ليس خارج
الصراط وإنما هو في داخل الصراط لكن يريد أن تبنين له الصالح وأن يأخذ ال عأز وجال بيده ليريه هذه المعالم ما يرضيه وما ل يرضيه سبحانه
وتعالىّ .قد يكون هو في الصراط وينحرف فهو عأندما يقول )إهدنا الصراط المستقيم( يعني بنين لنا هذه المور التي ترضيكّ لنكّ أنت في شرع
ال .الصراط هو دين ال وفي دين ال عأز وجال بيان لما يرضي ال تعالىّ وما ل يرضيه سبحانه وتعالىّ.
ل وكلمة الصراط ولم يستخدم السبيل مث ا
ل: *دللة الفعل هدى لماذا لم يستخدم أرشد أو د د
)ديا أددبعت إعلني دقمد دجاادءعني عمدن املععملعم دما لدمم ديمأعتدكّ دفارتعبمععني أدمهعددكّ ع
صدرالطا دسعوريا ) (43مريم( و )وددهدميدناله الرنمجاددميعن ) (10البلد( هاتان اليتان قال بسببهما
بعض العلماء أن كلمة هداه الشيء تحتمل معنيان أنه هو في داخل الشيء أو خارج الشيء .كلم إبراهيم مع أبيه )أهدكّ صراطا سويا( أبو
إبراهيم خارج الصراط فيقول له :أنا آتي بكّ إلىّ الصراط إذن )هداه الصراط( أي هو في الخارج .في سورة البلد )وهدينان النجادين( هو في
الخارج ولبين له سبيل الحق وسبيل الباطل .النجاد في الصل هو المرتفع والمراد به هنا طريق الهداية وطريق الغواية أن ال سبحانه وتعالىّ بين
للبشر ماذا يسعدهم وماذا يشقيهم؟ بنين لهم الخير وبنين لهم الشر )وهديناه النجادين( أوضحنا له هذا الطريق وهذا الطريق .إذن هو في الخارج إذن
معناه يحتمل أن يكون في الداخل أو يكون في الخارج .لماذا إخترنا الرأي الثاني أنه إذا حذف يكون في الداخل؟ هذا رأي بعض العلماء وأنا أميل
إليه .وكتاب ال عأز وجال ل تنقضي عأجاائبه .إبراهيم كأنما يريد أن يقول لبيه إنني لن أترككّ ،إنني سآخذ بيدكّ إلىّ الصراط وأكون معكّ
فأدنلكّ فيه )فانتبعني أهدكّ صراطا سويا( لو قال أهدكّ إلىّ الصراط من حيثا لغة العرب كان ممكن أن يقول أهدكّ إلىّ صراط سوي حتىّ يفهم
العربي أن إبراهيم لم يكن يريد فقط أن يوصل أباه إلىّ الصراط ولكن يريد أن يقول له سأمضي معكّ داخل الصراط أهديكّ أيضا .فهو وإن كان
في الخارج لكن يحتمل أن معناه يكون معه في الداخل .أنا سأكون معكّ وكونه في الداخل هو المرجاح لنني لن أترككّ) .انتبعني اهدكّ صراطا(
يعني آمن يال وآمن بي نبيا ستكون معي عألىّ الصراط وأوجاهكّ يعني سوف ل أترككّ: .كأن هذا نوع من التطمين بخلف لو قال أهدكّ إلىّ
صراط سوي ليس فيه ذلكّ التطمين بينما هنا فيه تطمين .يمكن في غير القرآن أن يقول أهدكّ إلىّ صراط سوي ،لكن العربي لما يقرأها ل يحس
بهذا التطمين بينما أهدكّ صراطا سويا يحس بالطمئنان أنه سيوصلني ويمضي معي في هذا الصراط.
)وهديناه النجادين( النسان ل يكون في النجادين في آن واحد وإنما يكون في نجاد من النجادين .العبد حينما بنين ال عأز وجال له هذين النجادين
سيكون في واحد منهما عألىّ وجاه اليقين إما أن يكون في هذا وإما أن يكون في هذا فهو في النجاد أيضا لم يقل وهديناه إلىّ النجادين لو قال إلىّ
النجادين يعني سيوصله إليهما ،إلىّ المكانين لكن هديناه النجادين بما يختار من أحدهما فسيكون فيه .هذا الكلم ل يعني أننا نلغي الكلم الثاني إذا
حذف الحرفين اللم وإلىّ فعند ذلكّ يحتمل أن يكون هو داخل الشيء أو خارجاه لكن عأند ذلكّ تفوت هذه اللمسة البيانية ول يحس به النسان وهذا
الذي جاعلنا نختار هذا الشيء.
ن
تختلف دللة الفعل بإختلف الحرف المصاحب له هداه ،هداه لع ،هداه إلىّ :هداه إلىّ الشيء يشير إلىّ بعده بنين ودل وأرشد كلها تعطي معنىّ
واحد هو اليضاح والتبيين .هدى وأخواته من الفعال الخرى.
أيضا عأندنا شيء في )إهدنا الصراط المستقيم( :فعل الهداية ليس هو مجارد الرشاد وإنما الهداية فيها شيء كأنه يكون إلىّ القلب أيضا .صحيح
هو هداه إلىّ كذا كأنه أرشده لكن في إستعمالت العرب كأنه يمس شيئا داخليا فيه ومنه الهدية لما تقدمها لنسان .الهدية غير العطاء .لما تقول
أعأطاني فلن كذا ،أعأطاني شيء مادي .أهداني شيئا هو أيضا مادي لكن في داخله نوع من المحبة والحميمية والود وفي الحديثا الشريف "تهادوا
تحابوا" فرق بين أعأطيته وأهديته فيها شيء قلبي كأن هذا الشيء جاعل القرآن يختار إهدنا الصراط المستقيم ليس فيها فقط مجارد إرشاد أو
إيضاح ،فيها هذه اللمسة التي رأيناها في قوله " :تهادوا تحابوا".
الصراط:
صلرط مثل كتاب لكلتب .الصراط هذه صيغة فعال من معانيها التي لم يقل السبيل مع أن القرآن استخدمها وإستعمل الجامع )سبل( .الصراط جامعها ل
هي ملحوظة هنا فيها معنىّ الشتمال )والفعل سرط( .لما يقول رباط الرباط يضم ما تحته فالصراط كأنه من السعة بحيثا يشتمل عألىّ كل
السائرين فيه ل يضيق بهم بينما الطريق هو المكان المطروق الذي طرقته القدم بحيثا يظهر أن الناس سارت من هنا هذا ل يعني أنه يسع الجاميع
يمكن أن يكون الطريق عألىّ قدر إنسان واحد ،في المناطق المشوكة )التي فيها شوكّ( والناس تمشي تطرق مكانا واحدا )طريق :فعيل بمعنىّ
مفعول يعني مطروق مديوس داسته القدام( .السبيل بمعنىّ السبال أي المتداد هذا المتداد أيضا ل يحمل معنىّ السعة .لما يختار مناطق
المتداد لمجارد المتدادات .الصراط أصلها سرط بمعنىّ ابتلع )يقال سرط اللقمة ابتلعها( لكن لمكان الطاء جاعلت الشيء صادا ولنا فيها حديثا
ولن الطريق لما يمشي فيه الناس الصراط كأنه يسرطهم أي يبتلعهم يغيبون فيه شيئا فشيئا.
مداخلة :هل يحتمل معنىّ إياكّ نعبد وإياكّ نستعين أنه إضافة إلىّ ما ذكرتم أن القصد من الجامع في العبادات أن كل فرد يتوجاه إلىّ ال تعالىّ
عألىّ أنه مجاموعأة من العأضاء والجاوارح وكل منها يتوجاه مع صاحبها إلىّ ال تعالىّ طائعة له )وإن من شيء إل يسبح بحمده ولكن لتفقهون
تسبيحهم( وإياكّ نستعين عألىّ كل عأبادة لكنلفت بها هذه العأضاء والجاوارح بدليل )إن صلتي ونسكي ومحياي ومماتي ل رب العالمين(؟
يجايب الدكتور حسام أن هذا توجايه جايد وتفكير سليم.
آمين:
*ما أصل كلمة آمين التي نختم بها الفاتحة على أنها دعاء وهل لها بديل في لغة العرب؟
ل شكّ أن الي يصلي في المساجاد يلحظ هذا المر أنه عأندما ينتهي المام من قراءة الفاتحة يقول هو آمين ويقول من وراءه آمين ويحرص عألىّ
أن يكون التأمين واحدا بحيثا أنه في السنة والحديثا الصحيح أن مسجاد رسول ال كان يهتز من كلمة آمين لن الصحابة كانوا يقولونها بصوت
واحد ليس مرتفعا ول يعني عألو الصوت كما يفهمه بعض الشباب أن يصرخ بأعألىّ صوته لنكّ ل تنادي أصم ولكنكّ تناجاي ربكّ .وتقال آمين
بصوت جايد لكن لن الجاميع يقولونها فيكون نوع من الهتزاز لمجاموع الصوات وليس لعلو الصوت لننا نناجاي قريبا .هذه الكلمة )آمين( في
ل وإذا خلت الدراسات من البتدائية يعنلمون الطالب أن الكلمة إسم وفعل وحرف ثم يعنلمونه عألمات للكلمة إذا كانت إسما وعألمات إذا كانت فع ل
من العلمات تكون حرفا وفي ألفية إبن مالكّ يقول:
ولمسند للسم تمييز حصل بالجانر والتنوين والندا وأل
ما خل من العلمات يكون حرفا لكن وجادوا خمسة حروف أو ستة إذا تغنيرت الهمزة بين الفتح والكسر هذه حروف ولكنها تشتغل شغل الفعال
فسميت الحروف المشبهة بالفعل .هي خمسة أو ستة ،سيبويه يقول خمسة لنه عأند إن وأن حرفا واحدا وكلهما للتوكيد تفتح همزته في مكان
ولتكسر في آخر )إنن ،أنن ،ليست ،لعنل ،لكنن ،كأن( فهذه حروف مشبهة بالفعل لن إنن معناها أؤكد ،كأن معناها أشنبه .وجادوا أيضا كلمات هي
أسماء بقبولها عألمات السم لكنها تشتغل مثل الفعل منها كلمة هيهات تقابل الفعل الماضي )بلعد( يقال هيهات المر بمعنىّ دبلعد .مثل كلمة )إيه(
بمعنىّ زدنا مثل فعل المر .لما يتكنلم النسان في موضوع تريد أن يزيدكّ منه تقول له )إيعه يا فلن أي زدنا من هذا الحديثا( فإذا أردت أن
يحدثكّ بأي حديثا شاء فتقول له )إيضه يا فلن( التنوين وهذا تنوين للتنكير .هذه العربية إذا أردت من الحديثا المخصوص تقول )إيعه( لينسب أنه
كانت الخنساء لتنشد فقيل إيعه يا لخناس أي زيدينا من هذا اللون من الشعر .فإذا أراد التنكير قال إيعه .هي كلمات قليلة :هيهات إستعملت في القرآن
الكريم لسمنيت إسم فعل ،هي تأخذ من السماء ومن الفعال فكأنها كما قلنا حرف مشبه بالفعل )إن وأخواتها( ،هذه إسم فعل يعطي معنىّ .لحظ
التنوين من عألمات السم فلما الكلمات هذه لننونت معناها هي أسماء لكن جاامدة ومعناها معنىّ فعل )إيعه يعني عزد( بعضها ليننون وبعضها ل
ينون) .أف( في القرآن الكريم )ول تقل لهما أضف( لأف وأضف بالتنوين ،أضف إسم فعل مضارع بمعنىّ أتضجار )أضف بالتنكير( لو أراد معرفة أن ل لي
تقول لهما أي كلمة معينة كان قال لأف ل يننونها ،لكن لما أراد أي كلمة تؤذيهما بإطلق قال )أضف( بالتنوين وقلنا هذا اتنوين التنكير يعني كما قلنا
إيعه من هذا الحديثا يعني زدنا من هذا الحديثا وإيضه يعني زدنا من أني حديثا.
من هذه اللفاظ كلمة )آمين( وهي كلمة عأربية العنجااؤ صميمية النسبة مثل هيهات ومثل أف ومثل صه هذه أسماء أفعال .آمين :إسم فعل بمعنىّ
اللهم إستجاب .هي فعل أمر طبعا ولكن المر من الدنىّ إلىّ العألىّ يخرج للدعأاء كما نقول اللهم أغفر لنا :إغفر فعل أمر لكن عألماؤنا يقولون
خرج للدعأاء .فإذن آمين إسم فعل أمر بمعنىّ اللهم إستجاب لن كلمة آمين لم تستعمل إل مع ال .حتىّ في الجااهلية ل تقول لشخص يتكلم آمين
بمعنىّ إستجاب لي يا فلن لكن آمين يعني اللهم إستجاب لكلمه وحتىّ قبل نزول القرآن .وكلمة اللهم كانت مستعملة عأندهم ويعنون بها يا ال )إني
إذا ما حدذثا ألنم أقول ياللهم ياللهم( لن هذه الكلمة )اللهم( لجاععلت خاصة بنداء ال تعالىّ ولنها لجاععلت هكذا لأدخل عأليها حرف النداء مع أن الميم
هي عأوض عأن حرف النداء فقال )ياللهم( هذا شاهد نحوي.إذن آمين هي إسم فعل.
هناكّ إشكال أن كلمة آمين ولعل هذا سبب السؤال المطروح من قبل السائل أننا نسمعها في الصلوات في الكنائس من الوروبيين الن يميلونها
يقولون ) (Amenهذه الكلمة وجاودها في اللغات الخرى ل يعني أنها ليست عأربية وإنما هي موجاودة في اللغة السريانية التي هي الرامية.
والراميون كما هو معلوم خرجاوا من جازيرة العرب في حدود 1500ق.م .هذه الكلمة مستعملة عأند السريان والنجايل بالسريانية وفيها آمين.
السريانية خرجات من جازيرة العرب ولذلكّ نحن نسمي هذه اللغات الخارجاة من جازيرة العرب اللغات الجازرية ول نسميها اللغات السامية كما
سماها "شنيغل" ،ليس عأندنا دليل .الكادية التي هي البابلية والشورية خرجات أيضا من جازيرة العرب حوالي 3600ق.م وفيها ألفاظ مقاربة
للعربية .وينفعنا أن الكاديين وردت نصوص في أدبياتهم المسجالة فيها ذكر العربي معناها أن العربية كانت قديمة موجاودة .هؤلء القوم قدامىّ
وكان عأندهم حروب مع البابليين والشوريين .وبعد الكاديين جااءت موجاة الكنعانيين 1500ق.م ومن الكنعانية اللغة الوغاريتية والفينيقية
والعبرية فإذن العبرية متأخرة عأن العربية لنه قلنا أن العرب ذكرهم الكاديون .هذه من الكنعانية موجاود آمين في العبرية تدل عألىّ أنهم هم
الذين أخذوها من العربية لن العبرية متأخرة بعد ذلكّ بألف عأام خرجات الرامية والسريانية فيها آمين فإذن هي مأخوذة من لغة أقدم واللغة القدم
هي العربية .كما قلنا )آمين( نسميها أسماء أفعال ألفاظ جاامدة هكذا تدل عألىّ هذه المعاني .آمين بهذا اللفظ دخلت إلىّ هذه اللغات فل نتحنرج أنهم
هم يستعملونها فنقول كيف نستعملها؟ هذه هي ملكنا وهي لغتنا والرسول حنثا عألىّ قول آمين ثم بعد ذلكّ صاروا يشتقون منها )إني داضع فأنمنوا(
اشتق منها فعل أي قولوا آمين اللهم إستجاب .لهذا الكلمة عأربية وهي إسم فعل .طالما عأندنا صفة نشتق منها .آمين هي كلمة عأربية شأنها شأن
هيهات وشأن أف ثم صارت العرب تولد أسماء.
آمين لم ترد في المصحف لكن لأثبتت في السنة وفي الحديثا الصحيح أن الصحابة الكرام كان يهتز بهم المسجاد عأندما يقولن آمين .فالذين يقولون
أنها كلمة أعأجامية هم واهمون في ذلكّ لنه قلنا أن الذين إستعملوها جااءوا بعد العرب وليس قبل العرب .العبريون هم فرع من الكنعانيين
والكنعانيون خرجاوا من جازيرة العرب عأام 2500ق.م وعأند الكاديين ورد ذكر العرب 3600ق.م .اللغة العربية تسبق العبرية بل شكّ .في
التوراة شائع أن العبرية أقدم اللغات بطريقة ل نريد أن نخوض في هذا ،بطريقة تسيء إلىّ ال سبحانه وتعالىّ إن العبرية قديمة وإن ال سبحانه
وتعالىّ نظر فقال هذا شعب واحد ولسان واحد فل نأمن شرورهم وكأن ال تعالىّ يخاف منهم دهللنم نبلبل ألسنتهم فبلبلها فسميت مدينة بابل" هذا
كلم غير صحيح .لذلكّ نسمي اللغات اللغات الجازرية .يبقىّ بعض الفقهاء المسلمين يقول ل ليجاهر بها في إجاتهاده وأذكر أن أحد أئمة المساجاد
في سوق في بغداد كان ممن يؤمن بعدم التصريح بكلمة آمين وإنما السرار بها أي أن تقول آمين في قلبكّ وليس جاهرا كأن الحديثا الذي ذكرناه
لم يصل في فقهه أو هو غير صحيح عأنده مع أنه في الصحاح فكان عأندما يصلي بالناس يقول ول الضالين قل هو ال أحد ل يعطي فرصة لمن
بعده أن يقول آمين.
منوا فمن وافق تأمينه تأمين الملئكة غفر له ما تقدم من من المام فأ د *في الحديث الشريف "إذا أ د
ذنبه" وسمعت شريطا ا للشيخ اللباني يقققول أن تقأمين المقأموم يكققون بعقد تقأمين المقام فكيققف
نوضح الفرق حتى ل نخسر الجر والثواب؟
إذا أنمن المام فأنمنوا .هذه تتعلق بمسألة لغوية )إذا فعل زيذد فافعل( هي الفاء واقعة في جاواب الطلب لكن يحتمل أنه إذا فعل فافعل أنه بعده
مباشرة بوقت قصير لن الفاء تقتضي الترتيب مع اللقرب )عأقبه مباشرة( غير لثنم التي للتراخي .لكن هي هنا رابطة لجاواب الشرط ويمكن لن
ليفهم منها في الوقت نفسه أي يكون تأمينكّ مع تأمين المام وهو يقول آمين أنت تقول معه آمين .ففيها رأيان ،قولن .التحقيق أنا أقتنع مث ل
ل أن
زيذد من الناس هو محقق في هذا الجاانب فقيه .ويجاب أن ينتبه المشاهدون أن كثيرا من الناس لديهم عألذم في تخصص معين ل ينبغي أن يخوضوا
في اختصاص آخر .الذي ما عأنده عألم في أصول الفقه وفي محاكمة النصوص في رأيي ينبغي أن ل يفتي لنه كثر المفتون اليوم وإنما ينقل فتوى
فيقول بعض العلماء يقول كذا والسامع يتولىّ ذلكّ.