Professional Documents
Culture Documents
ديسمبر2016
2
رغبات املستهلك بالشكل الذي يتطابق مع توقعاته و يحقق رضاه التام عن السلعة أو الخدمة التي تقدم له»
نظرا لصعوبة تقديم تعريف دقيق للجودة قام الباحث David Garvinبوضع جملة من املعاييرلتعريف الجودة في عام 1988
3
و هي :
•مدخل التفوق.
•مدخل مواصفات املنتج أو الخدمة.
•مدخل رضا الزبون.
•مدخل التصنيع و كيفيات تقديم الخدمة ( خالية من العيوب ).
•مدخل القيمة (القيمة و تطابقها مع السعر).
و في إطار البحث عن الجودة ووضع مقاييس دقيقة تم خلق عدة منظمات وطنية و دولية لتوحيد مقاييس الجودة حسب كل
سلعة أو خدمة منها املنظمة العاملية للقييس.
إن الحصول على شهادة الجودة العاملية ISOال يعني الكمال ،إنما يعني أن جميع و األعمال و اإلجراءات
التي تؤدي في نهاية املطاف إلى إنتاج سلعة أو خدمة ما ،هي إجراءات مكتوبة و مراقبة و مطبقة بشكل فعال.
-2الجودة كقيمة إلعادة الثقة للمواطن في املرافق العامة ،و تجديد عالقته بالدولة(مبرراته):
يعرف العالم اليوم إنفتاحا كبيرا أثرعلى السوق و زاد من حجم املنافسة سواء في القطاع الخاص أو حتى في بعض األحيان بين القطاع
العام والخاص ،وفي املرافق العامة فيما بينها ،مما ولد ضرورة تقديم خدمة عمومية ذات جودة قادرة من جهة على تلبية حاجات املرتفقين
و قادرة على تحديات املنافسة املفروضة عليها من جهة أخرى.
فالخدمة العمومية تحولت من التلبية العشوائية الكمية إلى التلبية الجيدة أي مقاربة الجودة كمعيار و محدد جديد في الخدمة
العمومية.
فاملرافق العامة اليوم أصبحت مدعوة لتحيين معايير خدمتها و تقديم األجود و األحسن للمرتفق من منطلق تزايد متطلبات و نوع
الخدمة التي يطلبها املرتفق ،وإذا كانت الجودة وإرضاء الزبائن هي هاجس القطاع الخاص في ظل املنافسة الت يعرفها والضامن إلستمراريها
في السوق ،فالدولة اليوم تبحث عن تحسين جودة خدماتها لترميم عالقتها باملواطن و الوصول لرضا املواطن كمدخل لإلستقراراإلجتماعي
من جهة و إعادة ثقة املوطن في الدولة التي هدمتها جملة من املعطيات ( كالفساد ،و رداءة الخدمات العمومية ،و بعد املواطن عن املرافق
العامة و عدم ثقته في الخدمات التي تقدمها.)......
فتحسين جودة الخدمات العمومية في هذه الفترة بالذات جاء كمدخل لإلصالحات التي تبنتها الدولة في جميع املجاالت ،و كمدخل
لتجديد عالقة اإلدارة باملواطن بثوب جديد من خال تحسين جودة ما تقدمه من خدمات قد تكون السبب في تحسين صورة الدولة لدى
املواطن.
و هناك مبررات أخرى لتبني مقاربة الجودة:
-1املنافسة و ما تقتضيه خاصة في الخدمات العمومية التي تكلف بها عدة مرافق عامة و خاصة في نفس الوقت ،أو املرافق املسيرة في إطار
عقود اإلمتياز.
-2ر�ضى املرتفقين على الخدمة العمومية و منه الوصول للر�ضى اإلجتماعي املعبرعن نجاح السياسات العامة ،و قياس ر�ضى الزبون يكون
من خالل:
* تقليل الوقت بين وقت طلب الخدمة و تقديمها الفعلي.
* تبسيط عملية تقديم الخدمة.
* التحسين املستمرللخدمة و ملناخ تقديم الخدمة العمومية.
ن5
* ضرورة وجود أعون يعرفون التعامل مع الزبو .
-3إعادة الثقة للمواطن في املرافق العامة و في سياسات الدولة و بذلك تحسين عالقته به ،ألن الخدمات العمومية في األخير هي حلقة
الوصل بين الدولة و املواطن.
-4الجودة هي مطلب داخلي و خارجي من منطلق التقييمات الدورية ملنظمات دولية تنطلق من تقييم جودة الخدمات العمومية « مثال
ترتيب الجامعات أو املستشفيات يكون أهم معيارالجودة».
-5تحسين صورة الدولة تتطلب تحسين نوعية و جودة الخدمة العمومية ،و قياس نجاح السياسات العمومية و البرامج يكون من خالل
تقييم هذه القيمة «الجودة».
1النوعية و الجودة في ظل املرسوم 88-131الذي ينظم العالقة بين اإلدارة و املواطنين ( الخدمات اإلدارية): 1-1
يعتبرهذا النص من أحسن النصوص القانونية في الجزائر ،و يعطي تصور و إلتزامات طرفي العالقة إدارة/مواطن ،و يعتبرقفزة
لم َي َر النور بالصورة التي طمحت لها الجزائر.
نوعية من حيث املضمون لكن و لألسف ْ
و هو من أولى النصوص التي تطرقت للنوعية و أعطت معنى للجودة كمعيار لتحسين عالقة اإلدارة باملواطن ،بعدما إعترفت
املادة الثانية منه على أن املؤسسات و اإلدارات و الهيئات العمومية يجب عليها حماية حريات املواطن و حقوقه التي أقرها الدستور و
التشريع ،فعلى اإلدارة حسب املادة ضمان الحصول على الخدمات التي أقرت للمواطن و بالكيفيات التي تحددها القوانين.
و عدد القانون إلتزامات اإلدارة إتجاه املواطن من خالل الفصل الثاني و املتكون من 4أقسام ( تتضمن 4إلتزامات لإلدارة)،
من الناحية الشكلية فقط تم معالجة اإللتزام املتعلق باإلعالم (القسم األول) في 4مواد ،و اإللتزام املتعلق بإستقبال املواطنين في 3مواد
،و استدعاء املواطن في 6مواد ،بينما عالج إلتزام اإلدارة بالتحسيين الدائم لنوعية الخدمة التي تقدمها في 9مواد ( من املادة 21إلى املادة
،)30و هذا مايجعلنا نستنتج األهمية الكبيرة التي أعطاها املرسوم ملقاربة النوعية للخدمة املقدمة و ربطها بالتحسيين الدائم.
لقد كرس هذا املرسوم صراحة النوعية كمطلب جديد و كآلية لتحسين العالقة إدارة/مواطن لكن مع ربطه دائم بالتكييف
و هو أمر ضروري و مبدأ يحكم كل املرافق العامة ،حيث نصت املادة 6منه على « تسهر اإلدارة دوما على تكييف مهامها و هياكلها مع
إتياجات املواطنين.
و يجب أن تضع تحت تصرف املواطن خدمة جيدة»
فهذه املادة نصت صراحة على ضرورة الجودة في الخدمة املقدمة من طرف اإلدارة ،أي التحول من اإللتزام في ضرورة تقديم
الخدمة إللتزم تقديم خدمة عمومية جيدة ،و هو تطور نوعي في الجزائرخاصة في الفترة التي صدرفيها النص.
و قد نصت املادة 21على»ضرورة أن تحرص اإلدارة على تحسين نوعية خدماتها بإستمرار و تسهر على تحسين صورتها العامة
بإعتبارها تعبيرا عن السلطة العمومية»
فاملادة أعطت تصورا واسع للجودة بعدم اإلكتفاء بتقديم خدمة جيدة فقط بل ضرورة اإلستمرار الدائم في تقديم أحسن
الخدمات و بينت الهدف املنشود من تقديم خدمة عمومية ذات جودة هو تحسيين صورة السلطات العمومية و الدولة بصفة عامة.
و بينت املادة 21مرتكزات جودة الخدمات العمومية اإلدارية أي مجموع السبل و اإلجراءات التي من شأنها الوصول بالخدمات
العمومية للجودة وهي صور «جودة الخدمات اإلدارية» التي يصعب في أغلب األحيان قياسها لغياب معاييرتقنية كما هوالحال في الخدمات
التجارية و اإلقتصادية ،و عددت املواد من 21إلى 30هذه الصور و املظاهر التي يمكن أن تسمح لنا بقياس الجودة من جهة و عددتها
كإلتزامات على اإلدارة من جهة أخرى ،و لعل أهم هذه اإللتزامات و صور الجودة و تحسين الخدمة العمومية هي :
6
تبسيط اإلجراءات اإلدارية ،و التنظيم اإلداري ،و إستعمال سبل البريد و الهاتف.
إعداد مطبوعات و إستمارات بسيطة و مختصرة و مفيدة ،و سهلة القراءة و جذابة في شكلها ،و تحديد بدقة مكونات
امللفات،7.
8
تطويرإجراءات التنظيم و التسيير.
الحرص على تقليل الوثائق املطلوبة في امللفات ،و إمكانية أن تحل اإلدارة محل املواطن في طلب بعض املعلومات من
ى9
اإلدارات األخر .
اإلستعجال قدر املستطاع في معالجة الطلبات ،و التنسيق بين اإلدارات في تطلب الطلب عدة متدخلين ،دون إرهاق
10
املواطن بعناء التنقل بينها.
11
الفورية و السرعة في تسليم األوراق و الوثائق و في اآلجال املحددة قانونا ،أو فوريا إذا لم ينص القانون على أجل.
تبريررفض تسليم الوثائق.12
13
التحديد الدقيق ألوقات العمل.
و بينت املادة 29و 30جملة من إلتزامات املوظفيين خاصة املكلفين باإلستقبال ألنهم في عالقة مباشرة باملواطن و منه هم من
يتحملون الجزء األكبر من مسؤولية تحسين صورة اإلدارة لدى املواطن و تحسين الخدمة و جودتها تتطلب منهم تحسين تعاملهم و جودة
137 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
جــودة الخـدمــة العـمـومـية العدد الرابع
ديسمبر2016
خدماتهم و معاملتهم ،لذى جودة الخدمة العمومية تقاس بجودة إختيار موظفي اإلستقبال من جهة و تصرفات هؤالء املوظفين من جهة
أخرى و من هنا ألزم القانون املوظفين بجملة من اإللتزامات للوصول لجودة الخدمة املقدمة و أرضاء املواطن ،و على سبيل املثال على هذه
اإللتزامات :البذلة املوحدة و وضع الشارات ،عدم رفض تقديم الخدمة ،أو رفض إعطاء معلومات للمواطن ،املساس بكرامة املواطن.
من خالل هذا التحليل للمرسوم 131 -88و هو تطور نوعي في القانون اإلداري الجزائري ،نجده قد كرس صراحة الجودة كمقاربة
لتحسين الخدمة العمومية اإلدارية و أهم مقاربة لتحسين العالقة إدارة مواطن ،لكن هذا النص لم يطبق واقعيا ليبقى حبر على ورق و
يعود ذلك لعدة أسباب و لعل أهمها الفترة التي عقبت صدوره ( فترة التسعينات) ،و غياب إرادة حقيقة في التحسين في تلك الفترة.
لكن هذا ال ينقص من قيمة النص النوعية التي و إنه لخير دليل هو تلك اإلجراءات املتخدة أخيرا بعد إستحداث الوزارة املكلفة
بإصالح الخدمة العمومية ،و التي في مضمونها هي تكريس ملا جاء به هذا املرسوم.
و في هذا الخصوص نجد املرسوم التنفيذي 13-381الذي يحدد صالحيات الوزير لدى الوزير األول املكلف بإصالح الخدمة
العمومية من خالل مادته الثانية أحيى املرسوم السابق الذكر ،خاصة من خالل مادته الثانية التي عددت مهام الوزيرو التي تكاد تتطابق
مع ما جاء في مرسوم ،1988مع التركيز على تحسين الخدمة العمومية في عدة مستويات و جوانب سواء تعلق األمر بالخدمة أو حتى املورد
البشري املكلف بتقديم الخدمة ،.......لكن ما يهمنا في هذا اإلطار هو كذلك تكريسه املباشر للجودة في الخدمة العمومية ،من خالل دائما
املادة « 2يتولى الوزير - ......ترقية األعمال املوجهة لتحسين نوعية الخدمة العمومية».......
من هنا فاإلدارة العمومية املكلفة بتقديم خدمات إدارية هي كذلك مدعوة ملقاربة الجودة و النوعية في أعمالها و هو مهم لضمان
اإلستمرارية و تحسين صورة الدولة لدى املواطن.
15
أما تطبيقات املبدأ فهي تغلب في املرافق العامة االستثمارية أكثرمما هي عليه الحالة في املرافق العامة اإلدارية.
وإذا حاولنا دراسة وتقييم جودة الخدمات العمومية نجد أن املرافق العامة الصناعية والتجارية هي محور هذا املبدأ ففي أغلب
األحيان تنص على النوعية القوانين أو عقود اإلمتياز ،أما املرافق اإلدارية فتطبيق املبدأ محدود جدا.
لكن النص على هذا املبدأ في النصوص املتعلقة باإلدارات العمومية و التحسين النوعي لخدماتها لهو خير دليل على وجود نية في
اإلصالح و اإلنتقال من التقديم الكمي للخدمات العمومية إلى التقديم النوعي املتميزبالجودة.
و لعل أهم إشكال يطرح هنا و في الجزائر من خالل التجارب السابقة في هذا املجال هو ظرفية التعامل مع هذا التحسين ،و عدم
تطبيقه الفعلي ألن النوعية كمصطلح في املنظومة القانونية ليس بالجديد لكنه إنحصر خاصة في املرافق العامة املسيرة عن طريق عقود
إمتياز خاصة اإلقتصادية التي تخضع لدفاترشروط في أغلب األحيان تقرنوعية خدمات معينة كما هو الحال في مجال اإلتصاالت.
و رغم انتقاد بعض الباحثين لعدم تبني الجودة و التحسين و اإلصالح ككل من خالل غياب اإلرادة السياسية الفعلية ،و رغم
الحاجة اليوم لتبني هذه املقاربة ،و الفترة التي نعيشها في الجزائر ،نلمس في هذه السنة بالذات وجود اإلرادة لتحسين نوعية الخدمات
العمومية و مقاربة الجودة بعد إستحداث هذه الوزارة الجديدة ،و رغم العمل بمجرد تعليمات حتى قبل صدور تنظيم الوزارة و مهامها إال
أن املواطن ملس التحسين و التحول في نوعية و كيفيات تقديم الخدمة العمومية خاصة ما تعلق بالحالة املدنية و تبسيط اإلجراءات و
آجال دراسة امللفات و كيفيات التحول في طرق إستقبال املواطن في املرافق العامة و حتى أن بعض اإلدارات و ضعت أعوان مساعدين على
مستواها يسمعون مشاكل املواطن و يمدون له يد العون كسونلغازمثال.
لكن طرح فكرة الجودة في النصوص القانونية ال يكفي وحده بل يجب تفعيل بعض اآلليات املكملة التي تسمح بالرقابة و التقييم،
ألن الواقع أثبت أن النص اليكفي بل يجب إعمال رقابة دورية و دقيقة حول النوعية و الجودة من خالل هياكل متخصصة ،فالبنسبة
للقطاعات املسيرة في إطار عقود اإلمتياو و القطاعات املؤطرة بسلطات ضبط في املجال لم تعد تطرح إشكال املراقب للنوعية من منطلق
أن سلطات الضبط مكلفة بضبط املجال و الرقابة و التقييم و التحيين الدوري ملقاييس النوعية حسب التطورات التي يعرفها املجال.
فاملشكل يطرح خاصة في اإلدارات العمومية و في املجاالت اإلقتصادية غيراملنظمة بسلطات ضبط.
إن التقييم و الرقاية الدورية هي السبيل الوحيد إلنجاح مقاربة الجودة ،فالتقييم هو عملية قياس جودة األداء في كل األنشطة
16
بهدف التحسين املستمرلألداء املستقبلي.
و لهذا نجد املرسوم املحدد لصالحيات الوزير املكلف بإصالح الخدمة العمومية على هذه النقطة من خالل املادة 2التي تنص
على مهام الوزير « ...
-دراسة و تقييم تنظيم الخدمة العمومية،.....
-وضع آليات مالئمة للمتابعة و التقييم الدوري للخدمات املرفق العام»........
و من خالل املرسوم التنفيذي 13-382الذي يحدد تنظيم اإلدارة املركزية للوزير لدى الوزير األول املكلف بإصالح الخدمة
العمومية ،نجده إستحدث هيكل داخلي في اإلدارة املركزية « املفتشية العامة» و الي تكلف حسب املادة 02من املرسوم « تكلف بمهمة
إعالم و تقييم و سير مصالح الدولة و الجماعات املحلية و املؤسسات و الهيئات العمومية التابعة لها و الخدمات العمومية و اإلجراءات
17
اإلدارية و كذا ترشيد الوسائل املوضوعة تحت تصرفها و تقترح كل تدبيريهدف لضمان التحسين في هذه املجاالت».
فهذا التقييم يتضمن « قياس الجودة» في الخدمة العمومية كآلية للتحسين ،أما عن كيفيات تدخلها فهي :
و في نفس الوقت تعرف الجودة كمقاربة في الخدمات العمومية عدة معوقات خاصة في بعض املرافق :
•عدم وجود منافسة في بعض الخدمات العمومية ،فاإلحتكارية تفرض الرضا بالخدمة املوجودة.
•غياب معاييردقيقة و تقنية لقياس الجودة أو حتى وضع نوعيات محددة قانونا.
•تأثيرالقرارات السياسية على بعض الخدمات العمومية.
•عدم تأهيل بعض املوظفين لتقديم خدة عمومية جيدة ،و غياب التحفيز.
• عدم وضع برامج و مخططات للجودة الخدمات العمومية حسب طبيعة كل خدمة عمومية.
•غياب ثقافة الجودة لدى املواطن و املوظف العون املقدم للخدمة.
-خاتمة
الجودة كمفهوم إقصادي دخل تدريجيا حقل املرافق العامة رغم صعوبة تقييمها خاصة في الخدمات العمومية اإلدارية ،لكن
يمكن القول أن الجودة هي النتيجة التي تظهر عليها الخدمات العمومية في صورتها النهائية و رضا املرتفقين هو املقياس األهم ،رغم مرونة
هذا املعيار .لكن للوصول لهده الصورة النهائية يجب أن تتظافرمجموعة من املعطيات واملرتكزات منها تطويراملورد البشري وترقية ثقافة
الخدمة العمومية و تحويلها من الكم للنوع ،و ترقية اإلتصال ،.....ألن الجودة أذا كانت تقاس في املرافق التجارية و الصناعية بمواصفات
تقنية دقيقة فإن هذه املواصفات والتحسينات ترتقي أكثرفي حالة وجود منافسة ألن أصل ظهور الجودة هومواكبة املنافسة وما تقتضيه.
و الوصول للجودة يكون من خالل إعادة تأهيل العنصرالبشري و إستخدام التكنولوجيا الحديثة و املوازنة بين النوعيات و حسن
اإلختياروفق آليات السوق و متطلبات املرتفقين ،و يكون ذلك من خالل خاصة إستطالعات الرأي و دراسة نفسية للمرتفقين ،19و إشراك
جميع الفاعلين في الخدمة العمومية ،و إعادة اإلعتبار للبعد األخالقي للخدمة العمومية ،ووضع مواثيق و نصوص قانونية للجودة تحدد
بدقة املواصفات ،و تعبئة الألعوان املقدمين للخدمة العمومية من خالل :
•سماع املوظفين العامليين في الشبابيك ،و حسن إختيارهم و تحفيزهم.
•إستعمال معيارالجودة كمعيارلتقييم األعوان املقدمين للخدمة.
•تحسين مناخ العمل خاصة لألعوان املتعاملين مباشرة مع املواطن.
فالجودة كمقاربة كلية لتحسين الخدمة العمومية و كمقاربة شاملة ال تتحملها املرافق العمومية و مقدمي الخدمات العمومية
فقط ( و إن كانو يتحملون الجزء األكبر) ،لكن حتى متلقي الخدمة ( املوطن ) يتحمل جزء من مسؤولية تحسين جودة الخدمات العمومية
من خالل أوال سلوكه و تعامله مع املرافق و إحترامه للنظم القانونية من جهة و معرفته بحقوقه و منها الحق في خدمة عمومية من جهة
و كيفية املطالبة بهذا الحق و فرض إحترامه ،و من هنا نستطيع القول أننا نجحنا في خلق ثقافة جودة الخدمة العمومية لها خصوصيتها
النابعة من خصوصية الخدمة العمومية.
الهوامش :
قاموس الجودة و اإلعتماد ،صادرعن مركزضمان الجودة بجامعة إسكندرية ‘ سنة ،2012ص .18 : 1
فريد عبد الفتاح زين الدين ،النهج العلمي لتطبيق إدارة لجودة الشاملة في املؤسسات العربية ،دارالكتاب للنشرو التوزيع ،مصر ،1996 ،ص.10 : 2
قاسم نايف علوان ادارة لجودة الشاملة و متطبات اإليزو 9001و ،2000ط ، 01درالثقافة للنشرو التوزيع ،عمان ،2005 ،ص 21و .22 3
خربوش العربي ،تسييراملرافق العامة بواسطة شركات االقتصاد املختلط ،رسالة ماسترفي القانون املعمق ،جامعة طنجة املغرب 2008 ،ص.61 : 4
ايمن علي عمر ،مادة جودة الخدمة العمومية ،جامعة القاهرة.2013/2012 ، 5
املادة 21و املادة 26من املرسوم 131-88 6
املادة 21و املادة 24من املرسوم .131-88 7
املادة 21من املرسوم .131/88 8
املادة 22من املرسوم .131/88 9
املادة 23من املرسوم .131/88 10