Professional Documents
Culture Documents
مﻜتﺐ رئ س الهيئة
ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺻﺪﺭﺗﻪ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻣﺎﺕ
جاء هذا في كتاب جديد أصدرته الهيئة العامة لﻼستعﻼمات باللغتين العربية
واﻻنجليزية
وأكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة لﻼستعﻼمات ،انه ومن
منطلق مهمتها ودورها كمؤسسة إعﻼمية مصرية حكومية ،بادرت الهيئة العامة
لﻼستعﻼمات بإطﻼق مجموعة من اﻷنشطة في مجاﻻت اﻹعﻼم المباشر ،واﻻلكتروني،
والمطبوع لمواكبة رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي لﻼتحاد اﻷفريقي ،ومن بين هذه
اﻷنشطة اصدار سلسلة من الكتب التي تطبع ورقيا ً وتنسخ الكترونيا ً وتنشر على مواقع
اﻻنترنت التابعة للهيئة.
وأشار رشوان الى أن هذه السلسلة قد بدأت بإصدار كتاب شامل عن "مصر في
أفريقيا" ،واليوم تصدر الهيئة اولى الكتب المتتابعة والتي يتناول كل منها دولة أفريقية
وعﻼقات مصر معها ،من أجل تعزيز التفاهم بين الشعوب اﻷفريقية ،وإثراء معرفة الشعب
المصري بأشقائه في الدول اﻷفريقية ،ومخاطبة الشعوب اﻷفريقية بلغاتها ،وتعريف القراء
في أفريقيا وفي كل مكان بكل شعب من شعوب هذه القارة ومقدراتها ودورها في مسيرة
الحضارة اﻹنسانية ،وفي هذا السياق صدر الكتاب اﻷول عن جمهورية السودان بعنوان
"مصر والسودان".
وقد تضمن الكتاب افتتاحية بقلم البروفيسور /حسن مكي محمد احمد مدير مركز
البحوث والدراسات اﻹفريقية والمدير السابق لجامعة إفريقيا العالمية بالسودان والتي
١
عرض فيها لتاريخ العﻼقات بين الدولتين الشقيقتين في العصر الفرعوني وصوﻻ للعصر
الحديث ،مشيرا الى ان السودان ومصر ظﻼ على مر الحقب والعصور يتقاسمان فيض
النيل ،وتجلى اﻹرث المشترك في منطقة التوبة الممتدة ما بين أسوان والخرطوم ،ﻻفتا ً
الى انه من حسن الطالع ،أن يصدر هذا الكتاب ونحن نحتفل بمرور مائة عام على ثورة
، ١٩١٩التي أيقظت الوعي الروحي والفكري والسياسي ،وأدت إلي ميﻼد الدستور
المصري وإلى قيام ثورة ١٩٢٤م في السودان ،تلك الثورة التي كان شعارها وحدة وادي
النيل ،كما يتوافق صدور هذا الكتاب مع انتقال الرئاسة الدورية لﻺتحاد اﻹفريقي لمصر
– حيث يلقي هذا اﻻنتقال مزيدا من المسئوليات على مصر باعتبارها عنوان إفريقيا وكبير
إفريقيا وحاملة الثقافة والوعي إلى إفريقيا والتي بمددها وسندها انطلقت حركات التحرر
اﻹفريقي – والسودان في ذلك ظهير مصر ومفتاح إفريقيا ورواقها ،كما عبر المفكر
السوداني الكبير عن امله ان يكون اصدار هذا الكتاب "فاتحة خير لمزيد من التواصل
الروحي والفكري والسياسي واﻻقتصادي واﻻجتماعي والحضاري بين البلدين".
ويتضمن الكتاب بابين رئيسيين ،الباب اﻻول بعنوان " العﻼقات المصرية السودانية
" والثاني بعنوان" ملف المعلومات اﻻساسية عن جمهورية السودان"
وقد تناول الباب اﻷول في فصوله الثمانية )تاريخ العﻼقات بين الدولتين منذ القرن
١٩حتي -١٩٥٢العﻼقات المصرية السودانية من -٢٠١٤- ١٩٥٢التكامل بين البلدين -
-التعاون المصري السوداني بشأن مياه النيل -العﻼقات السياسية -العﻼقات اﻻقتصادية
-العﻼقات الثقافية واﻻعﻼمية -الجالية المصرية بالسودان والسودانية بمصر -رؤية
مستقبلية(
بينما تناول الكتاب في الباب الثاني في فصوله الستة ) بيانات اساسية -النظام
السياسي في السودان -التعليم – اﻻقتصاد -السياسة الخارجية -الثقافة واﻻعﻼم(
ويرصد كتاب هيئة اﻻستعﻼمات في الفصل اﻻول من الباب اﻻول تاريخ العﻼقات بين
مصر والسودان منذ القرن ١٩حتي ١٩٥٢حيث عاشا تاريخا ً مشتركا ً منذ أقدم اﻷزمنة
وحتى العصر الحالي ،وهو ما أوجد قدراً كبيرا ً من اﻹمتزاج بين شعبي البلدين ،فمنذ عام
١٨٢٠وحتى استقﻼل السودان في عام ،١٩٥٦هناك تاريخ واحد بين البلدين.
٢
وفي عام ،١٨٢٠قام محمد علي باشا بدخول اﻻراضي السودانية وتمكن في الفترة
من ١٨٢٠ـ ١٨٢٣م ،وعن طريق حمﻼته العسكرية من القضاء على الممالك القائمة
وإدخالها في قيادته ،وبدأ من هذا التأريخ تأسيس الوحدة السياسية لوادي النيل في ظل
الدولة الحديثة.
واشار الكتاب الى ان الوجود المصري في السودان ساهم في توحيد الكيان السياسي
سخ
عزز ور ّالسوداني وربط أقاليمه بمصر برباط الوحدة العضوية والسياسية ،اﻷمر الذي ّ
اﻷسس الوحدوية لوادي النيل ورسخ عﻼقات التواصل الديني والنفسي والثقافي
والوجداني ،إضافة إلى المياه واﻻقتصاد والتجارة ،وقد ظل السودان يشكل جزءا ً من مصر
خاصةً قبل اتفاقية الحكم الثنائي التي أعقبت اﻻحتﻼل البريطاني للسودان .١٨٩٩
ولفت الكتاب الى انه من مﻼمح التعاون اﻻقتصادي في تلك الفترة أن أرسلت مصر
المهندسين والخبراء الزراعيين لتدريب اﻻشقاء على أصول الزراعة ونشر الوعي
الزراعي ،كما أرسلت أبناء السودانيين إلى المدارس الزراعية في مصر وأدخلت غﻼت
زراعية جديدة لزراعتها في اﻷراضي السودانية ،كما ساهمت مصر في مشروع مد خطوط
السكك الحديدية وعمل حواجز لمقاومة فيضان النيل اﻷزرق الذي كان يهدد الخرطوم.
وقد تأثر السودان بثورة ١٩١٩م فأخذ الوطنيون يجمعون صفوفهم ويتطلعون إلى
اﻻستعانة بأشقائهم في مصر لﻼستفادة من تجاربهم في الكفاح من أجل الحرية واﻻستقﻼل
،وفي عام ١٩٣٦م تم وضع معاهدة قضت بإشراك مصر فعليا ً في إدارة السودان ،وقد كفل
ذلك عودة الجيش المصري للسودان بناءا ً علي قرار مجلس الوزراء المصري في
١٩٣٧/٣/٣١م
واوضح كتاب هيئة اﻻستعﻼمات انه في عام ١٩٤٧م قررت مصر عرض "القضية"
علي مجلس اﻷمن بوفد يرأسه محمود فهمي النقراشي ،رئيس الوزراء المصري ،وفشلت
المفاوضات بعد عرض مستفيض للقضية قدمه النقراشي باشا ،مدعوما ً بالوثائق
والمستندات التاريخية التي تؤيد وحدة وادي النيل ،وبسبب التطورات السياسية وعدم
اعتراف بريطانيا بوحدة وادي النيل ،بادرت حكومة الوفد المصري في الخامس عشر من
أكتوبر ١٩٥١م إلي إلغاء معاهدة ١٩٣٦م ،واتفاقية الحكم الثنائي ،والتي تنص علي إدارة
السودان شراكة بين مصر وبريطانيا ،وبعد ذلك جرى تعديل الدستور المصري ليتم بمقتضاه
إعﻼن الملك فاروق ملكا ً علي مصر والسودان ،وصدر قانون آخر لقيام جمعية تأسيسية
٣
مهمتها وضع دستور خاص ،تجرى بمقتضاه انتخابات عامة لتكوين برلمان سوداني،
ومجلس للوزراء ،إلى إن قامت ثورة ٢٣يوليو ١٩٥٢في مصر والتي اعترفت بحق
السودان في تقرير مصيره وطالبت بانهاء الحكم اﻹنجليزي المدني والعسكري من السودان
،وقد أدت المفاوضات المصرية البريطانية إلى توقيع اتفاقية السودان في ١٩٥٣/٢/١٢م
،وبنا ًء عليها تأسست أول حكومة وطنية سودانية برئاسة اسماعيل اﻷزهري في
١٩٥٤/١/٩م ،وفي اﻻول من يناير تم اعﻼن استقﻼل السودان .
وفي الفصل الثاني من الباب اﻻول تناول كتاب اﻻستعﻼمات العﻼقات المصرية
السودانية من ٢٠١٤- ١٩٥٢حيث عبرت مصر عن سعادتها باستقﻼل السودان وتجلى
ذلك في الخطاب التاريخي الذي وجهه الرئيس جمال عبد الناصر ،إلى حكومة السودان،
للتهنئة بهذا اليوم الخالد في تاريخ السودان ،وهكذا جاء ميﻼد السودان وسط أفراح شاملة،
عمت وادي النيل شماله وجنوبه وأتاح فرصة طيبة لتأكيد أخوة الشعبين السوداني
والمصري ،إذ كشفت رسائل التهاني المتبادلة بين حكومتي مصر والسودان ،واﻷقوال التي
رددتها صحف البلدين عن الوحدة الروحية والمادية التي تربط هذين القطرين العربيين،
وعن شدة إيمان شعبيهما بما بينهما من وشائج المودة والقربى.
ورصد كتاب اﻻستعﻼمات ،وقوف السودان بجانب مصر بعد نكسة يونيو ١٩٦٧
وتلبية احتياجاتها الحربية ،ووفر السودان المأوى والملجأ للطائرات المصرية ،كما كان
السودان المكان اﻵمن لدفعات من طلبة الكلية الحربية المصرية خﻼل تلك الفترة حيث تم
نقل الكلية من القاهرة الى الخرطوم ،وصعدت العﻼقات إلى ذروتها بعدما استضافت
السودان القمة العربية في الخرطوم المشهورة بﻼءاتها الثﻼث في مواجهة اسرائيل والتي
تم التأكيد فيها على وحدة الصف العربي وتصفية الخﻼفات.
وبعد ثورة ٣٠يونيو عام ،٢٠١٣وعقب فوز الرئيس السيسي بمنصب الرئاسة في
مصر في يونيو ٢٠١٤شهدت عﻼقات البلدين زيارات قياسية متتالية لم تحدث في تاريخ
البلدين ،حيث تعمل السياسة المصرية علي إقامة عﻼقات تتميز بالخصوصية والتفاهم
العميق مع السودان الشقيق ،وتطوير العﻼقات اﻻقتصادية المشتركة وإحداث نقلة نوعية
فى شتى المجاﻻت ،فالسودان الدولة الوحيدة التى لديها قنصلية فى محافظة أسوان مما
يدل على نمو حجم التبادل التجارى .وتلك القنصلية ﻻ يتوقف دورها عند تقوية العﻼقات
التجارية واﻻقتصادية بين الدولتين بل يمتد هذا الدور ليشمل العﻼقات فى المجاﻻت
المختلفة.
وتُعد زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي الى السودان الشقيق دليﻼً على عمق
العﻼقات المصرية السودانية ،وحرص الرئيس السيسي أن تكون أول جولة خارجية له
عقب إعادة انتخابه لوﻻية ثانية للسودان الشقيق ،كما كانت السودان ضمن أول جولة
خارجية في وﻻيته اﻷولى أيضًا والتي تضمنت الجزائر وغينيا اﻻستوائية والسودان ،ثم
أعقب ذلك زيارة الرئيس البشير لمصر في اكتوبر ٢٠١٤ثم مشاركته في مؤتمر دعم
وتنمية اﻻقتصاد المصري بشرم الشيخ في مارس ٢٠١٥ثم زيارة الرئيس السيسي
للخرطوم في نفس الشهر لتوقيع اتفاق اعﻼن المبادئ حول سد النهضة اﻻثيوبي ،باﻻضافة
الى انغقاد اللجنة المشتركة بين البلدين وافتتاح معبر قسطل التجاري ،ومشاركة الرئيس
البشير في مؤتمر التكتﻼت اﻻقتصادية اﻻفريقية الثﻼثة في يونيو ٢٠١٥بشرم الشيخ ثم
توالت الزيارات خﻼل عامي ٢٠١٦و ٢٠١٧وقد بلغت الزيارات المباشرة للرئيس السيسي
٦زيارات كان آخرها في أكتوبر ،٢٠١٨وقام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة مصر
٧مرات كان آخرها في يناير ،٢٠١٩فيما بلغ عدد اللقاءات بين الرئيسين ٢٥لقا ًء في
لقاءات ثنائية اومتعددة اﻻطراف بما يعكس أهمية العﻼقات بين البلدين باعتبارها تشكل
بعدًا إستراتيجيًا لمصر بحكم التاريخ والجغرافيا والروابط بين الشعبين.
٥
واكد كتاب اﻻستعﻼمات انه خﻼل القمم الثنائية التي جمعت بين قيادتي البلدين كان
التأكيد دائما على عﻼقات اﻷخوة اﻷزلية والروابط المشتركة التي تجمع بين شعبي وادي
النيل ،وإدراكهما ﻷهمية الشراكة اﻻستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ عﻼقات
اﻷخوة ،وتعظيم مساحات التعاون المشترك ،بما يليق بأهمية العﻼقات بين البلدين ويرتقى
إلى طموحات الشعبين ،ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعﻼقات وطيدة ،اجتماعية
وثقافية وأيضا ً سياسية وأمنية واقتصادية.
والفصل الثالث من كتاب العﻼقات المصرية السودانية تناول مسيرة التكامل اﻻقتصادي
بين البلدين ،ﻻسيما وأن البلدين يمتلكان مقومات هامة لتوفير التكامل اﻻقتصادى بينهما،
حيث يشكل سكان الدولتين طاقة بشرية كبيرة مما يخلق سوق من حيث الحجم في أستيعاب
السلع والخدمات المقدمة مما يشجع علي التبادل التجاري بين البلدين ،كما تشكل العﻼقات
اﻻجتماعية التاريخية والتقارب الجغرافي بين البلدين البنية اﻻساسية في تطوير هذا
التكامل ،وكذلك سعي البلدين المستمر لتطوير البنية اﻻساسية من طرق ووسائل النقل
لتسهيل حركة التجارة والتبادل التجاري ،ومشاركتهما في عدد من التكتﻼت اﻻقتصادية
اﻻقليمية وأتجاه كل منهما الي اﻻنفتاح علي اﻻقتصاد العالمي وتبني برامج لﻼصﻼح
اﻻقتصادي تسهل مشاركة القطاع الخاص الذي يعول عليه تفعيل مشروعات التكامل ،
وخاصة في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية ،فضﻼ عن وجود قبول
شعبي قوي في البلدين لفكرة التكامل في ظل العﻼقات التاريخية واﻻخوية بين البلدين .
وخﻼل مسيرة العﻼقات بين البلدين كان هناك نماذج للتكامل والوحدة بين البلدين علي
المستويين اﻻقتصادي والسياسي واﻻجتماعي والثقافي ومنها :ميثاق طرابلس بين مصر
وليبيا والسودان عام ١٩٦٩ومنهاج العمل السياسي والتكامل اﻻقتصادي في فبراير عام
،١٩٧٤وميثاق التكامل المصري السوداني ،١٩٨٢وفي ديسمبر ١٩٨٣انطلقت إذاعة
وادي النيل التي تبلورت فكرتها كخدمة سودانية مصرية مشتركة تستهدف شعب وادي
النيل ،وتهدف الى "دعم مسيرة التكامل بين البلدين ،وتعميق الفكر التكاملي بين أبناء
شعب الوادي ،وتشجيع المبادرات التكاملية علي المستوي الرسمي والشعبي في مختلف
المجاﻻت" ،وبعد ذلك تتابعت القرارات والتوصيات الهادفة للتكامل ،وفى مايو من عام
،٢٠٠٤قرر السودان منح كل مستثمر مصري يستثمر داخل القطر ١٥٠ألف فدان
٦
بالمجان ،للعمل علي زراعتها ،بهدف تنمية السودان واستثمارا ً لﻸموال المصرية بالشكل
الذى يخدم الشعبين الشقيقين ،كما تم توقيع اتفاقية الحريات اﻷربع في الخامس من أبريل
عام ،٢٠٠٤وهى »العمل ،والتنقل ،والتملك ،واﻹقامة«
ولفت كتاب الهيئة في هذا السياق الى انه كان من ضمن أهم مشروعات التكامل بين
مصر والسودان مشروع قناة جونجلى الذي كان -في حال تنفيذه -سيوفر للبلدين حوالى
٢٠مليار متر مكعب من المياه تقسم مناصفة بينهما ,حيث إن هذه القناة كانت ستعمل
على تأمين تدفق ٧ر ٤مليار متر مكعب من المياه سنويا تقسم بالتساوي بين دولتي المصب.
كما استعرض الكتاب جهود التكامل بين البلدين منذ عام ٢٠١٤حيث شهدت عﻼقات
البلدين تطورا كبيرا ونقلة نوعية ،منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم ،وتم تصعيد
قمة اللجنة العليا المشتركة ،إلى المستوى الرئاسى ..حيث يترأس الرئيسان السيسي
والبشير اللجنة العليا المشتركة والتي عقدت اولى دوراتها في ٥اكتوبر٢٠١٦بالقاهرة...
تعبيرا عن ما يربط الشعبين من مصير مشترك ،وما يجمع البلدين من عﻼقات تاريخية
ممتدة ،وبما يعكس التطورات اﻹيجابية التى شهدتها تلك العﻼقات خﻼل الفترة اﻷخيرة.
وفى اغسطس ،٢٠١٤افتتح معبر أشكيت – قسطل الحدودي بين القاهرة ،وقد ساهم
هذا المعبر بشكل كبير فى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ،ويعد المعبر خطا ً
استراتيجيا ليس لربط الخرطوم والقاهرة فقط ،بل سوف يمتد ليشمل دول افريقية مثل
إثيوبيا ،تشاد ،جنوب السودان وافريقيا الوسطى.
كما افرد كتاب اﻻستعﻼمات الفصل الرابع من الباب اﻻول للحديث عن التعاون المصري
السوداني بشأن مياه النيل ،حيث بدأت المفاوضات بين السودان ومصر حول استعماﻻت
٧
مياه النيل في أوائل القرن العشرين إثر التفكير في إنشاء مشروع الجزيرة في السودان ،
ووقع البلدان اتفاقية تقاسم مياه النيل عام ١٩٢٩والتي تنظم العﻼقة المائية بين مصر ثم
تواصلت المفاوضات بين البلدين حول مياه النيل حتى بداية الخمسينيات ...ثم بدأت
المفاوضات التّي أدت الى اتفاقية ١٩٥٩مع قيام أول حكومة وطنية في السودان عام
،١٩٥٤الى ان توصل الطرفان الى توقيع اتفاقية مياه النيل بين مصر والسودان في ٨
نوفمبر ، ١٩٥٩وجاءت مكملة ﻻتفاقية عام ١٩٢٩وليست ﻻغية لها ،حيث تشمل الضبط
الكامل لمياه النيل الواصلة لكل من مصر والسودان في ظل المتغيرات الجديدة التي ظهرت
على الساحة آنذاك وهو الرغبة في إنشاء السد العالى ومشروعات أعالى النيل لزيادة إيراد
النهر وإقامة عدد من الخزانات في أسوان وقيام السودان باﻻتفاق مع مصر على إنشاء
مشروعات زيادة إيراد النهر بهدف استغﻼل المياه الضائعة في بحر الجبل وبحر الزراف
وبحر الغزال وفروعه ونهر السوباط وفروعه وحوض النيل اﻷبيض ،على أن يتم توزيع
الفائدة المائية والتكلفة المالية الخاصة بتلك المشروعات مناصفة بين الدولتين.
٨
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
و كانت العﻼقات السياسية هي محور ماتضمنه الفصل الخامس من هذا الباب والذي
رصد تطور العﻼقات السياسية بين البلدين حيث تعمل السياسة المصرية علي إقامة عﻼقات
تتميز بالخصوصية والتفاهم العميق مع السودان وتُعد الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين
دليﻼً على عمق العﻼقات المصرية السودانية ،حيث اكدا دائما على عﻼقات اﻷخوة اﻷزلية
والروابط المشتركة التي تجمع بين شعبي وادي النيل ،وإدراكهما ﻷهمية الشراكة
اﻻستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ عﻼقات اﻷخوة ،وتعظيم مساحات التعاون
المشترك ،بما يليق بأهمية العﻼقات بين البلدين ويرتقى إلى طموحات الشعبين ،ويتسق مع
ما يجمعهما من تاريخ وعﻼقات وطيدة ،اجتماعية وثقافية وأيضا ً سياسية وأمنية
واقتصادية.
وتؤكد مصر دوما على استقرار السودان ،وأن أمن السودان هو جزء ﻻ يتجزأ من
أمن مصر القومي ،كما يؤكد الرئيسان السيسي والبشير على استمرار التشاور بين البلدين
فيما يخص القضايا اﻹقليمية ،وفى المحافل الدولية ،ﻻ سيما وأن مصر ستتولى رئاسة
اﻻتحاد اﻷفريقي خﻼل عام ،٢٠١٩و الحرص على مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما
يساهم في تحقيق مصالح البلدين المشتركة ،فضﻼً عن تعزيز التعاون على مختلف
المستويات ودفع جهود التعاون بين دول المنطقة والقارة اﻹفريقية وتحقيق التنمية لما فيه
صالح شعوبها.
وكان ملف العﻼقات اﻻقتصادية هو ماركز عليه الفصل السادس من كتاب اﻻستعﻼمات
عن العﻼقات المصرية السودانية حيث اوضح الكتاب في هذا الفصل ان العﻼقات التجارية
ظا خﻼل السنوات اﻷخيرة وبصفة خاصة في ظل نموا ملحو ً
المصرية -السودانية شهدت ً
عضوية البلدين بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وبتجمع "الكوميسا" ،وتسعى كل
من مصر والسودان لتوطيد العﻼقات التجارية فيما بينهما ،من خﻼل إنشاء مشروعات
حيوية اقتصادية مشتركة في كافة القطاعات )صناعية ،زراعية ،كهرباء ،مياه ،ثروة
حيوانية ،عمالة فنية مدربة( ،يعود نفعها على الدولتين ،وسيُسهم ذلك بالتأكيد في إعادة
تشكيل مستقبل العﻼقات بي ن السودان ومصر ،مما سينعكس بشكل إيجابي على تحقيق
التنمية اﻻقتصادية للدولتين.
٩
واشار الكتاب الى امتﻼك السودان لنحو ٢٤مليون هكتار مراعي ،و ٦٤مليون هكتار
غابات يُمكن أن تُستغل في تجارة اﻷخشاب وصناعة الورق ،ومواد صناعية أخرى عديدة،
باﻹضافة إلى توافر المياه الﻼزمة للزراعة ،كما يمتلك السودان ثروة حيوانية ضخمة
جعلته يحتل المركز السادس عالمياً ،كما دخل السودان بقوة في مجال التنقيب عن البترول،
فيما حققت مصر طفرة كبيرة في مجال اﻻكتشافات البترولية والغاز الطبيعي ومحطات
الكهرباء وغيرها من المشروعات العمﻼقة ،وانطﻼقا من هذه المؤشرات التي يتمتع بها
البلدان ،يتضح مدى أهمية تدعيم العﻼقات التجارية بين مصر والسودان.
وفي يونيو ٢٠١٤م بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية ناقش
البلدان سبل تفعيل أتفاق الحريات اﻻربع بين البلدين وتم رفع تمثيل اللجنة المشتركة بين
البلدين الي المستوي الرئاسي لتجتمع مرة في القاهرة ومرة في الخرطوم ،وفي عام
٢٠١٥م تم أفتتاح أحدث المشروعات المشتركة التي تم دشينها بين البلدين هو مشروع
ميناء قسطل – أشكيت البري ،ويعد الميناء بمثابة أهم بوابة مصرية تطل على إفريقيا حيث
يسهم في إحداث نقلة كبيرة في حركة التجارة واﻻستثمار بين مصر من جانب والسودان
والقارة اﻷفريقية من جانب آخر وذلك من خﻼل تنمية حركة الصادرات والواردات للبضائع
والثروة الحيوانية وتنشيط حركة المسافرين.
واشار كتاب اﻻستعﻼمات ان حجم التبادل التجارى ،نحو مليار دوﻻر سنويا ،طبقا
ﻻحصاءات ٢٠١٧وهو ﻻ يعكس اﻹمكانيات والموارد المتاحة للبلدين ،لذا يتم العمل من
خﻼل وضع التشريعات واﻷطر واﻻتفاقيات للنهوض بهذا القطاع ،ويقدر حجم اﻻستثمارات
المصرية بالسوق السودانية بنحو ١٠مليارات و ١٠٠مليون دوﻻر طبقا ً ﻻحصاءات عام
٢٠١٧وتوزعت اﻻستثمارات على ٢٢٩مشروعًا ،منها ١٢٢مشروعًا صناعيًا
باستثمارات ١٫٣٧٢مليار دوﻻر بصناعات اﻷسمنت والبﻼستيك والرخام واﻷدوية
ومستحضرات التجميل واﻷثاث والحديد والصناعات الغذائية ،و ٩٠مشروعًا خدم ًيا
استثماراتها ٨٫٦٢٩مليار دوﻻر بقطاعات المقاوﻻت والبنوك والمخازن المبردة والري
والحفريات وخدمات الكهرباء ومختبرات التحليل والمراكز الطبية وتكنولوجيا المعلومات
واﻻتصاﻻت ،إلى جانب ١٧مشروعًا زراع ًيا باستثمارات ٨٩مليون دوﻻر بقطاعات
المحاصيل الزراعية واﻹنتاج الحيواني والدواجن ونشاط صيد اﻷسماك ،كما تعمل في مصر
٣١٥شركة سودانية ،تتوزع استثماراتها بين الصناعة والتجارة والزراعة والخدمات
١٠
التمويلية وقطاعات اﻹنشاءات والسياحة واﻻتصاﻻت ،ويحتل القطاع الصناعي المقدمة
حيث تعمل ٧٣شركة باستثمارات تقدر بـ ٥٠٫٤مليون دوﻻر ،فيما يحتل النشاط التمويلي
المرتبة الثانية بـ ٧شركات واستثمارات تقدر بـ ٢١٫٣مليون دوﻻر.
وقد سجلت الصادرات المصرية للسودان حوالي ٥٥٠مليون دوﻻر عام ، ٢٠١٧فيما
بلغ حجم الصادرات المصرية البترولية خﻼل عام ،٢٠١٧حوالي ٤٠مليون دوﻻر ،كما
تنامى حجم الواردات المصرية من السودان بشكل ملحوظ خﻼل السنوات اﻷخيرة ،حيث
سجلت ٤٥٠مليون دوﻻر عام ٢٠١٧وتُعد المنتجات الصناعية ،و المنتجات الكيماوية و
اﻵﻻت والمعدات و المواد الخام و المواد الغذائية و المنسوجات أهم بنود الصادرات
المصرية للسودان خﻼل عام ، ٢٠١٧فيما تتركز الواردات المصرية من السودان في أربع
سلع رئيسية هي الحيوانات الحية والسمسم والقطن الخام واللحوم ،والتي تشكل عام
٢٠١٧حوالي %٩٥من إجمالي قيمة واردات مصر من السودان من كافة البنود.
وقد شهدت الفترة الماضية بدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائى بين البلدين وهو
المشروع الذى من شأنه أن ينقل عﻼقات التعاون القائمة بين البلدين إلى مرحلة جديدة
تتأسس على تنفيذ المشروعات اﻻستراتيجية المشتركة التى تعزز من فرص التبادل
التجارى واﻻستثمارى ،وذلك فى ظل ما تحظى به مشروعات الطاقة من أهمية بالغة على
صعيد دفع جميع أوجه العﻼقات اﻻقتصادية والتنموية.
وفي الفصل السابع يتناول كتاب اﻻستعﻼمات العﻼقات الثقافية واﻻعﻼمية بين مصر
والسودان حيث ارتبط البلدان بعﻼقات أزلية تقوم على روابط القرابة والدم والتاريخ واللغة
والدين الواحد ،واستقبل السودان البعثات العلمية من مصر منذ عهد الفراعنة " إلى أن
جاءت المسيحية وانتشرت في مصر ومن بعدها قامت مصر بنشرها في السودان عن طريق
إرسال مطارنة النوبة فانتشرت الكنائس واﻷديرة ،كما دخل اﻹسﻼم السودان من مصر،
واستقبل السودان المعلمين المصريين كما توافد الطﻼب السودانيين لتلقي العلم باﻷزهر
الشريف في مصر ،مما أدي إلى تأثر السودان بالنظام التعليمي في اﻷزهر ،كما أرسل محمد
على نخبة من علماء الدين للسودان ،وتشجيع أبناء الطرق الصوفية المصرية على الذهاب
إلى هناك ومنها الطريقة السعدية والبدوية والدسوقية.
١١
كما شارك أبناء السودان فى عهد محمد على المصريين فى بعثاتهم العلمية إلى
أوروبا ،وفي عام ١٩٥٦اصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرار تأسيس جامعة
القاهرة فرع الخرطوم ،لتكون جسر تواصل علمي وثقافي تربط العﻼقات بين السودان
مؤثرا للجامعات في
ً دورا
ومصر ،وفي الوقت الحالي تشهد العﻼقات الثقافية بين البلدين ً
تعميق هذه العﻼقات ،وذلك من خﻼل تبادل الزيارات بين أساتذة الجامعات المصرية
والسودانية بهدف تبادل الخبرات ،وتبادل المؤلفات والبحوث بين الجامعات في الدولتين،
ﺍﳌﺎﻣﺒﻮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ
للتقارب الجغرافى بين مصر والسودان أثر كبير فى تعميق العﻼقات ،خاصة اﻷدبية
والفنية ،فمنذ الخمسينيات ومصر حاضنة للفنانين والمثقفين السودانيين ،وجاء التاريخ
اﻷدبى حافﻼً بإفراز عدد من اﻷدباء والشعراء من بينهم الطيب صالح ،ومحمد الفيتورى،
و الروائى الشاب حمور زيادة ،وفى الوقت نفسه قضى عدد من الكتاب المصريين فترة فى
السودان وكتبوا عنها منهم شاعر النيل حافظ إبراهيم الذي قضى وقتا ً كبيرا ً بالسودان ،كما
عاش فيها ايضا اﻷديب الكبير عباس محمود العقاد فترة طويلة في اﻻربعينيات ،كما عاش
محمد نجيب ،أول رئيس جمهورية مصرى ،فترة طويلة فى السودان وأصدر كتاب اسمه
»رسائل من السودان« ،كما أن الكتاب السودانيين كان لهم حضور قوى فى مصر ،مثل
الكاتب عباس عﻼم الذي اصدر كتابا ً عام ١٩٤٦بعنوان »دماء فى السودان« عبارة عن
رسائل ﻷحد الجنود المصريين فى السودان فى تلك الفترة .
وقد سجلت اﻻغاني ايضأ حكاية مصر والسودان ومنها أغنية شادية »عاشت مصر
والسودان« باﻹضافة إلى أغنية »المامبو السودانى« ،وتعتبر من أشهر اﻷغانى الشعبية
فى السودان وكانت تقدم ضمن فلكلور فى السينما المصرية،والعديد من اﻷعمال الفنية
المشتركة والتي جمعت بين رموز الفن والطرب في البلدين :الفنان سيد خليفة ،الفنان
صﻼح بن البادية ،والفنان محمد وردي ،والفنان عبد الكريم الكابلي ،كما غنت الفنانة
شادية ايضا ً باللهجة واللحن السوداني اغنية " ياحبيبي عد لي تاتي" ،واغنية عن النيل
تقول فيها ) ياجاي من السودان لحد عندنا -التمر من اسوان والقٌلة من قنا (
وفي مجال الرياضة نستذكر ﻻعب اﻻهلي اﻷسبق الكابتن مصطفى عبد المنعم "شطه"
وﻻعب نادي الزمالك اﻻسبق الكابتن عمر النور ،وحارس المرمي سمير محمد علي ،كما
١٢
تولى الكابتن حسام البدري تدريب نادي المريخ السوداني ،والذي لعب له ايضا ً حارس
مرمى مصر عصام الحضري ..وغيرهم كثيرون.
وفي هذا السياق ايضا َ اشار كتاب اﻻستعﻼمات الى زيارة كوكب الشرق ام كلثوم الي
الخرطوم في فبراير ١٩٦٨واعتبرت أم كلثوم تلك الزيارة من أجمل رحﻼت حياتها الفنية
الناجحة والمتميزة ..وظهر ذلك في اختيارها لكلمات قصيدة " اغدا ً القاك" من نظم الشاعر
السوداني الهادي آدم لتغنيها
كما اورد الكتاب في هذا الصدد بعض اﻻبيات الشعرية لعدد من شعراء السودان الذين
عاشو فترة من حياتهم بمصر مثل الشاعر السوداني الراحل محمد سعيد العباسي ،و قصيدة
اخرى للشيخ الطيب السراج ،وقد بادل الشعراء المصريون أشقائهم السودانيين حبا ً بحب
،ومن ذلك قصيدة "السودان"التي كتبها أمير الشعراء "أحمد شوقي" ولحن بعض ابياتها
الموسيقار"رياض السنباطي" وغنتها سيدة الغناء العربي "ام كلثوم" .
يقول كتاب اﻻستعﻼمات ان مسيرة العﻼقات اﻻعﻼمية بين البلدين شهدت تطورات
عديدة ،عبرت في مجملها عن التﻼحم في العﻼقات بين البلدين ،وكانت اذاعة "ركن
السودان من القاهرة " هي المنفذ اﻹعﻼمي اﻷنشط واﻷهم لكل ماهو سودانى ،على الرغم
من ان ارسالها لم يكن يتعدى اﻻربع ساعات،إﻷ إنها لعبت دورا كبيرا في التقارب اﻻعﻼمي
بين الشعبين استمر حتى عام ١٩٨٣عندما حلت محلها ”إذاعة وادى النيل” وقد ارتبطت
اسماع المواطن في كل من مصر والسودان ببرامج " ركن السودان" ومنها برنامج
"حبابك عشرة " ومع “السيرة “وبرنامج "من وحي الجنوب" الذي كان يقدم اﻻغاني
النوبية .
وواصلت اذاعة " وادي النيل" مسيرة ركن السودان منذ عام ١٩٨٣وفق البروتوكول
الموقع بين البلدين عام ١٩٨٣باعتبارها ملمحا ً يعكس خصوصية وتميز العﻼقات بين
البلدين في المجال اﻻعﻼمي ،كما يجمع البلدان عدد من البروتوكوﻻت واﻻتفاقيات ومذكرات
التفاهم والبرامج التنفيذية في مسيرة العمل اﻻعﻼمي المشترك ومنها مذكرة تفاهم في مجال
التعاون اﻹعﻼمي بين حكومة جمهورية السودان وحكومة جمهورية مصر العربية )١٩
١٣
يوليو (٢٠٠٣وجاءت توثيقا ً لروابط اﻷخوة اﻷزلية بين البلدين ومتابعة لتنفيذ مذكرة
التفاهم الموقعة يوم ٨يوليو ٢٠٠١والبرنامج التنفيذي ﻻتفاقية التعاون اﻹعﻼمي بين
البلدين..
وتتركز معظم الجالية السودانية في أسوان ،إضافة إلى محافظات الشرقية والسويس
واﻹسماعيلية و القاهرة الكبرى وهو مايعكس تباين وضع الجالية السودانية وطبيعة
اندماجها في المجتمع المصري منذ عقود ،مقارنة بغيرها ،بل أن غالبية السودانيين
المقيمين في مصر تزوجوا من مصريات ،وتزوج مصريون من سودانيات ،حتى إن أجياﻻ ً
من الشباب واﻷطفال اﻵن يحملون الجنسيتين السودانية والمصرية بأعداد ليست بالقليلة.
واشار الكتاب الى ان السودان له حضارة ضاربة في التاريخ ،كشفت عنها الحفريات
واﻵثار السودانية كما يمتلك السودان فضﻼ عن الثروة البشرية ،العديد من الموارد الطبيعية
التي تجعله بلدا ً واعداً ،ومنها اﻷراضي الخصبة الصالحة للزراعة ،والمياه ،باﻹضافة إلى
الثروات المعدنية ،والمواقع السياحية على اختﻼفها ومنها السياحة التاريخية ،والدينية
والثقافية..
ويتناول الفصل اﻻول من هذا الباب اهم المعلومات اﻻساسية عن جمهورية السودان
من حيث الموقع والمساحة والمناخ والتضاريس والموارد الطبيعية والسكان واللغة
والشعار والعلم والتقسيم اﻻداري للوﻻيات واهم المدن الكبرى .
فيما يتناول الفصل الثاني من هذا الباب النظام السياسي في السودان ويتضمن نبذة
عن الدستور السوداني اﻻنتقالي لعام ٢٠٠٥واهم التعديﻼت الدستورية التي ادخلت عليه
في عام ٢٠١٥و ، ٢٠١٦كما يتضمن هذا الفصل عرضا ﻻهم اﻷحزاب السياسية في
السودان ،و السلطة التنفيذية والتي تضمن الحديث عن رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء
القومي ،وكذلك السلطة التشريعية وتاريخ الحياة البرلمانية في السودان والنظام اﻻنتخابي
،كما يتناول السلطة القضائية واختصاصات المحاكم السودانية .
كما يتضمن الفصل الثالث من هذا الباب الحديث عن التعليم في السودان واهم انواعه
،فيما يتناول الفصل الرابع اﻻقتصاد السوداني الغني بالموارد الطبيعية؛ واﻷراضي
الزراعية الخصبة ،والثروة الحيوانية ،والمعدنية ،والنباتية ،والمائية ،ويتناول هذا الفصل
الحديث عن الزراعة والصناعة والنفط والتعدين واهم الصادرات والواردات السودانية ،
وكذلك قطاعي السياحة والنقل
وكانت السياسة الخارجية لجمهورية السودان هي محور اهتمام الفصل الرابع من
الكتاب حيث يلتزم السودان بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ،وباﻹستقﻼلية في
السياسة الدولية ،وحق اﻷمم والشعوب في انتهاج طريقها الخاص واحترام عﻼقات الجوار،
والسودان بحكم انتمائه اﻷفريقي والعربي واﻹسﻼمي ،واحتﻼله لموقع جغرافي إستراتيجي
في اﻹقليم وموقع وسط بين الوطن العربي وأفريقيا ،يسعى ليلعب دورا ً فاعﻼً في اﻷسرة
١٥
الدولية والمنظمات اﻹقليمية في إطار رعاية مصالحه ومبادئه وفى إطار التزامه بالمواثيق
الدولية واﻻتفاقيات اﻹقليمية التي صادق عليها ،كما يسلط هذه الفصل اﻻضواء على
عﻼقات السودان ومحيطه العربي اﻹسﻼمي واﻷفريقي وكذلك عضوية السودان في
المنظمات والمؤسسات اﻹقليمية والدولية ،وبعض اﻻتفاقيات الدولية واﻹقليمية البارزة
التي انضم إليها السودان .
ويختتم الكتاب في بابه الثاني بالفصل الخامس والذي تناول اﻹعﻼم والثقافة حيث يلقي
الضوء على قطاع الثقافة واﻹعﻼم السوداني الذي شهد تطورا ً كبيرا ً منذ اﻻستقﻼل وتاريخ
انشاء المؤسسات اﻻعﻼمية والثقافية من اذاعة وتليفزيون ،والمجلس القومي لرعاية
اﻵداب والفنون ،ووكالة السودان لﻸنباء "سونا" ،ومؤسسة الدولة للسينما ،وكذلك تاريخ
الصحافة السودانية العريقة واهم الصحف .
@@@@@@@@
١٦