You are on page 1of 16

‫الهيئة العامة لﻼستعﻼمات‬

‫مﻜتﺐ رئ س الهيئة‬
‫ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺻﺪﺭﺗﻪ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻣﺎﺕ‬

‫ﺿﻴﺎء ﺭﺷﻮﺍﻥ‪ :‬ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﺯﻟﻴﺔ ﻭﺷﺎﻣﻠﺔ‬


‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫أكدت الهيئة العامة لﻼستعﻼمات أن بين مصر والسودان عﻼقات متميزة في الماضي‬
‫و الحاضر‪ ،‬ﻻ مثيل لها في تجذر وعمق الروابط التي ربطت بين الشعبين والدولتين على‬
‫مر العصور‪ ،‬وإيمان كل منهما بوحدة الدم والتاريخ والثقافة والمستقبل والمصير‪.‬‬

‫جاء هذا في كتاب جديد أصدرته الهيئة العامة لﻼستعﻼمات باللغتين العربية‬
‫واﻻنجليزية‬

‫وأكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة لﻼستعﻼمات ‪ ،‬انه ومن‬
‫منطلق مهمتها ودورها كمؤسسة إعﻼمية مصرية حكومية‪ ،‬بادرت الهيئة العامة‬
‫لﻼستعﻼمات بإطﻼق مجموعة من اﻷنشطة في مجاﻻت اﻹعﻼم المباشر‪ ،‬واﻻلكتروني‪،‬‬
‫والمطبوع لمواكبة رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي لﻼتحاد اﻷفريقي‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫اﻷنشطة اصدار سلسلة من الكتب التي تطبع ورقيا ً وتنسخ الكترونيا ً وتنشر على مواقع‬
‫اﻻنترنت التابعة للهيئة‪.‬‬

‫وأشار رشوان الى أن هذه السلسلة قد بدأت بإصدار كتاب شامل عن "مصر في‬
‫أفريقيا" ‪ ،‬واليوم تصدر الهيئة اولى الكتب المتتابعة والتي يتناول كل منها دولة أفريقية‬
‫وعﻼقات مصر معها‪ ،‬من أجل تعزيز التفاهم بين الشعوب اﻷفريقية‪ ،‬وإثراء معرفة الشعب‬
‫المصري بأشقائه في الدول اﻷفريقية‪ ،‬ومخاطبة الشعوب اﻷفريقية بلغاتها‪ ،‬وتعريف القراء‬
‫في أفريقيا وفي كل مكان بكل شعب من شعوب هذه القارة ومقدراتها ودورها في مسيرة‬
‫الحضارة اﻹنسانية‪ ،‬وفي هذا السياق صدر الكتاب اﻷول عن جمهورية السودان بعنوان‬
‫"مصر والسودان"‪.‬‬

‫وقد تضمن الكتاب افتتاحية بقلم البروفيسور ‪/‬حسن مكي محمد احمد مدير مركز‬
‫البحوث والدراسات اﻹفريقية والمدير السابق لجامعة إفريقيا العالمية بالسودان والتي‬
‫‪١‬‬
‫عرض فيها لتاريخ العﻼقات بين الدولتين الشقيقتين في العصر الفرعوني وصوﻻ للعصر‬
‫الحديث ‪ ،‬مشيرا الى ان السودان ومصر ظﻼ على مر الحقب والعصور يتقاسمان فيض‬
‫النيل ‪ ،‬وتجلى اﻹرث المشترك في منطقة التوبة الممتدة ما بين أسوان والخرطوم ‪ ،‬ﻻفتا ً‬
‫الى انه من حسن الطالع ‪ ،‬أن يصدر هذا الكتاب ونحن نحتفل بمرور مائة عام على ثورة‬
‫‪ ، ١٩١٩‬التي أيقظت الوعي الروحي والفكري والسياسي ‪ ،‬وأدت إلي ميﻼد الدستور‬
‫المصري وإلى قيام ثورة ‪١٩٢٤‬م في السودان ‪ ،‬تلك الثورة التي كان شعارها وحدة وادي‬
‫النيل ‪ ،‬كما يتوافق صدور هذا الكتاب مع انتقال الرئاسة الدورية لﻺتحاد اﻹفريقي لمصر‬
‫– حيث يلقي هذا اﻻنتقال مزيدا من المسئوليات على مصر باعتبارها عنوان إفريقيا وكبير‬
‫إفريقيا وحاملة الثقافة والوعي إلى إفريقيا والتي بمددها وسندها انطلقت حركات التحرر‬
‫اﻹفريقي – والسودان في ذلك ظهير مصر ومفتاح إفريقيا ورواقها ‪ ،‬كما عبر المفكر‬
‫السوداني الكبير عن امله ان يكون اصدار هذا الكتاب "فاتحة خير لمزيد من التواصل‬
‫الروحي والفكري والسياسي واﻻقتصادي واﻻجتماعي والحضاري بين البلدين‪".‬‬

‫ويتضمن الكتاب بابين رئيسيين ‪ ،‬الباب اﻻول بعنوان " العﻼقات المصرية السودانية‬
‫" والثاني بعنوان" ملف المعلومات اﻻساسية عن جمهورية السودان"‬

‫وقد تناول الباب اﻷول في فصوله الثمانية )تاريخ العﻼقات بين الدولتين منذ القرن‬
‫‪١٩‬حتي‪ -١٩٥٢‬العﻼقات المصرية السودانية من ‪ -٢٠١٤- ١٩٥٢‬التكامل بين البلدين ‪-‬‬
‫‪ -‬التعاون المصري السوداني بشأن مياه النيل‪ -‬العﻼقات السياسية ‪ -‬العﻼقات اﻻقتصادية‬
‫‪ -‬العﻼقات الثقافية واﻻعﻼمية‪ -‬الجالية المصرية بالسودان والسودانية بمصر ‪ -‬رؤية‬
‫مستقبلية(‬

‫بينما تناول الكتاب في الباب الثاني في فصوله الستة ) بيانات اساسية ‪ -‬النظام‬
‫السياسي في السودان ‪ -‬التعليم – اﻻقتصاد ‪ -‬السياسة الخارجية ‪ -‬الثقافة واﻻعﻼم(‬

‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭﺍﻣﺘﺰﺍﺝ ﺷﻌﺒﻲ‬

‫ويرصد كتاب هيئة اﻻستعﻼمات في الفصل اﻻول من الباب اﻻول تاريخ العﻼقات بين‬
‫مصر والسودان منذ القرن ‪١٩‬حتي‪ ١٩٥٢‬حيث عاشا تاريخا ً مشتركا ً منذ أقدم اﻷزمنة‬
‫وحتى العصر الحالي‪ ،‬وهو ما أوجد قدراً كبيرا ً من اﻹمتزاج بين شعبي البلدين ‪ ،‬فمنذ عام‬
‫‪ ١٨٢٠‬وحتى استقﻼل السودان في عام ‪ ،١٩٥٦‬هناك تاريخ واحد بين البلدين‪.‬‬

‫‪٢‬‬
‫وفي عام ‪ ،١٨٢٠‬قام محمد علي باشا بدخول اﻻراضي السودانية وتمكن في الفترة‬
‫من ‪ ١٨٢٠‬ـ ‪١٨٢٣‬م‪ ،‬وعن طريق حمﻼته العسكرية من القضاء على الممالك القائمة‬
‫وإدخالها في قيادته ‪ ،‬وبدأ من هذا التأريخ تأسيس الوحدة السياسية لوادي النيل في ظل‬
‫الدولة الحديثة‪.‬‬

‫واشار الكتاب الى ان الوجود المصري في السودان ساهم في توحيد الكيان السياسي‬
‫سخ‬
‫عزز ور ّ‬‫السوداني وربط أقاليمه بمصر برباط الوحدة العضوية والسياسية‪ ،‬اﻷمر الذي ّ‬
‫اﻷسس الوحدوية لوادي النيل ورسخ عﻼقات التواصل الديني والنفسي والثقافي‬
‫والوجداني‪ ،‬إضافة إلى المياه واﻻقتصاد والتجارة‪ ،‬وقد ظل السودان يشكل جزءا ً من مصر‬
‫خاصةً قبل اتفاقية الحكم الثنائي التي أعقبت اﻻحتﻼل البريطاني للسودان ‪.١٨٩٩‬‬

‫ولفت الكتاب الى انه من مﻼمح التعاون اﻻقتصادي في تلك الفترة أن أرسلت مصر‬
‫المهندسين والخبراء الزراعيين لتدريب اﻻشقاء على أصول الزراعة ونشر الوعي‬
‫الزراعي‪ ،‬كما أرسلت أبناء السودانيين إلى المدارس الزراعية في مصر وأدخلت غﻼت‬
‫زراعية جديدة لزراعتها في اﻷراضي السودانية‪ ،‬كما ساهمت مصر في مشروع مد خطوط‬
‫السكك الحديدية وعمل حواجز لمقاومة فيضان النيل اﻷزرق الذي كان يهدد الخرطوم‪.‬‬

‫وقد تأثر السودان بثورة ‪١٩١٩‬م فأخذ الوطنيون يجمعون صفوفهم ويتطلعون إلى‬
‫اﻻستعانة بأشقائهم في مصر لﻼستفادة من تجاربهم في الكفاح من أجل الحرية واﻻستقﻼل‬
‫‪ ،‬وفي عام ‪١٩٣٦‬م تم وضع معاهدة قضت بإشراك مصر فعليا ً في إدارة السودان‪ ،‬وقد كفل‬
‫ذلك عودة الجيش المصري للسودان بناءا ً علي قرار مجلس الوزراء المصري في‬
‫‪١٩٣٧/٣/٣١‬م‬

‫واوضح كتاب هيئة اﻻستعﻼمات انه في عام ‪١٩٤٧‬م قررت مصر عرض "القضية"‬
‫علي مجلس اﻷمن بوفد يرأسه محمود فهمي النقراشي‪ ،‬رئيس الوزراء المصري‪ ،‬وفشلت‬
‫المفاوضات بعد عرض مستفيض للقضية قدمه النقراشي باشا‪ ،‬مدعوما ً بالوثائق‬
‫والمستندات التاريخية التي تؤيد وحدة وادي النيل‪ ،‬وبسبب التطورات السياسية وعدم‬
‫اعتراف بريطانيا بوحدة وادي النيل‪ ،‬بادرت حكومة الوفد المصري في الخامس عشر من‬
‫أكتوبر ‪١٩٥١‬م إلي إلغاء معاهدة ‪١٩٣٦‬م‪ ،‬واتفاقية الحكم الثنائي ‪ ،‬والتي تنص علي إدارة‬
‫السودان شراكة بين مصر وبريطانيا‪ ،‬وبعد ذلك جرى تعديل الدستور المصري ليتم بمقتضاه‬
‫إعﻼن الملك فاروق ملكا ً علي مصر والسودان‪ ،‬وصدر قانون آخر لقيام جمعية تأسيسية‬
‫‪٣‬‬
‫مهمتها وضع دستور خاص‪ ،‬تجرى بمقتضاه انتخابات عامة لتكوين برلمان سوداني‪،‬‬
‫ومجلس للوزراء ‪ ،‬إلى إن قامت ثورة ‪ ٢٣‬يوليو ‪١٩٥٢‬في مصر والتي اعترفت بحق‬
‫السودان في تقرير مصيره وطالبت بانهاء الحكم اﻹنجليزي المدني والعسكري من السودان‬
‫‪ ،‬وقد أدت المفاوضات المصرية البريطانية إلى توقيع اتفاقية السودان في ‪١٩٥٣/٢/١٢‬م‬
‫‪ ،‬وبنا ًء عليها تأسست أول حكومة وطنية سودانية برئاسة اسماعيل اﻷزهري في‬
‫‪١٩٥٤/١/٩‬م‪ ،‬وفي اﻻول من يناير تم اعﻼن استقﻼل السودان ‪.‬‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻬﻨﺊ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ‬

‫وفي الفصل الثاني من الباب اﻻول تناول كتاب اﻻستعﻼمات العﻼقات المصرية‬
‫السودانية من ‪ ٢٠١٤- ١٩٥٢‬حيث عبرت مصر عن سعادتها باستقﻼل السودان وتجلى‬
‫ذلك في الخطاب التاريخي الذي وجهه الرئيس جمال عبد الناصر‪ ،‬إلى حكومة السودان‪،‬‬
‫للتهنئة بهذا اليوم الخالد في تاريخ السودان‪ ،‬وهكذا جاء ميﻼد السودان وسط أفراح شاملة‪،‬‬
‫عمت وادي النيل شماله وجنوبه وأتاح فرصة طيبة لتأكيد أخوة الشعبين السوداني‬
‫والمصري‪ ،‬إذ كشفت رسائل التهاني المتبادلة بين حكومتي مصر والسودان‪ ،‬واﻷقوال التي‬
‫رددتها صحف البلدين عن الوحدة الروحية والمادية التي تربط هذين القطرين العربيين‪،‬‬
‫وعن شدة إيمان شعبيهما بما بينهما من وشائج المودة والقربى‪.‬‬

‫ورصد كتاب اﻻستعﻼمات ‪ ،‬وقوف السودان بجانب مصر بعد نكسة يونيو ‪١٩٦٧‬‬
‫وتلبية احتياجاتها الحربية‪ ،‬ووفر السودان المأوى والملجأ للطائرات المصرية ‪ ،‬كما كان‬
‫السودان المكان اﻵمن لدفعات من طلبة الكلية الحربية المصرية خﻼل تلك الفترة حيث تم‬
‫نقل الكلية من القاهرة الى الخرطوم ‪ ،‬وصعدت العﻼقات إلى ذروتها بعدما استضافت‬
‫السودان القمة العربية في الخرطوم المشهورة بﻼءاتها الثﻼث في مواجهة اسرائيل والتي‬
‫تم التأكيد فيها على وحدة الصف العربي وتصفية الخﻼفات‪.‬‬

‫كبيرا في فترة السادات – جعفر‬


‫ً‬ ‫واوضح الكتاب ان عﻼقات البلدين شهدت تحسنًا‬
‫النميري‪ ،‬وقد شارك الجيش السوداني في حرب أكتوبر عام ‪ ، ١٩٧٣‬حيث شاركت القوات‬
‫السودانية كقوة احتياط بلواء مشاة وكتيبة قوات خاصة وتجنيد المتطوعين للقيام بمهمة‬
‫إسناد للقوات المصرية لعبور خط بارليف حيث عبر عدد منهم القناة إلى جانب القوات‬
‫المصرية‪ ،‬كما تم توقيع اتفاق للتكامل اﻻقتصادي بين البلدين في فبراير ‪١٩٧٤‬وذلك بهدف‬
‫دفع عجلة التكامل اﻹقتصادي والسياسي قدما ‪.‬‬
‫‪٤‬‬
‫ومع مطلع اﻷلفية الجديدة بدأت العﻼقات المصرية السودانية في التحسن‪ ،‬ففي عام‬
‫‪ ،٢٠٠٤‬تم توقيع »اتفاق الحريات اﻷربع« الذي نص على‪ :‬حرية التنقل‪ ،‬وحرية اﻹقامة‪،‬‬
‫وحرية العمل‪ ،‬وحرية التملك بين البلدين‪ .‬واعتبرت أوساط سياسية وإعﻼمية حينها أن تلك‬
‫اﻻتفاقية دشنت عهدًا جديدًا من العﻼقات بين البلدين‪ ،‬وطوت معها صفحة الماضي وأزماته‪.‬‬

‫وبعد ثورة ‪٣٠‬يونيو عام ‪ ،٢٠١٣‬وعقب فوز الرئيس السيسي بمنصب الرئاسة في‬
‫مصر في يونيو ‪٢٠١٤‬شهدت عﻼقات البلدين زيارات قياسية متتالية لم تحدث في تاريخ‬
‫البلدين‪ ،‬حيث تعمل السياسة المصرية علي إقامة عﻼقات تتميز بالخصوصية والتفاهم‬
‫العميق مع السودان الشقيق‪ ،‬وتطوير العﻼقات اﻻقتصادية المشتركة وإحداث نقلة نوعية‬
‫فى شتى المجاﻻت‪ ،‬فالسودان الدولة الوحيدة التى لديها قنصلية فى محافظة أسوان مما‬
‫يدل على نمو حجم التبادل التجارى‪ .‬وتلك القنصلية ﻻ يتوقف دورها عند تقوية العﻼقات‬
‫التجارية واﻻقتصادية بين الدولتين بل يمتد هذا الدور ليشمل العﻼقات فى المجاﻻت‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫‪ ٦‬ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﺇﱃ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ‬

‫وتُعد زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي الى السودان الشقيق دليﻼً على عمق‬
‫العﻼقات المصرية السودانية ‪ ،‬وحرص الرئيس السيسي أن تكون أول جولة خارجية له‬
‫عقب إعادة انتخابه لوﻻية ثانية للسودان الشقيق‪ ،‬كما كانت السودان ضمن أول جولة‬
‫خارجية في وﻻيته اﻷولى أيضًا والتي تضمنت الجزائر وغينيا اﻻستوائية والسودان‪ ،‬ثم‬
‫أعقب ذلك زيارة الرئيس البشير لمصر في اكتوبر ‪ ٢٠١٤‬ثم مشاركته في مؤتمر دعم‬
‫وتنمية اﻻقتصاد المصري بشرم الشيخ في مارس ‪ ٢٠١٥‬ثم زيارة الرئيس السيسي‬
‫للخرطوم في نفس الشهر لتوقيع اتفاق اعﻼن المبادئ حول سد النهضة اﻻثيوبي ‪ ،‬باﻻضافة‬
‫الى انغقاد اللجنة المشتركة بين البلدين وافتتاح معبر قسطل التجاري ‪ ،‬ومشاركة الرئيس‬
‫البشير في مؤتمر التكتﻼت اﻻقتصادية اﻻفريقية الثﻼثة في يونيو ‪ ٢٠١٥‬بشرم الشيخ ثم‬
‫توالت الزيارات خﻼل عامي ‪ ٢٠١٦‬و‪ ٢٠١٧‬وقد بلغت الزيارات المباشرة للرئيس السيسي‬
‫‪ ٦‬زيارات كان آخرها في أكتوبر ‪ ،٢٠١٨‬وقام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة مصر‬
‫‪ ٧‬مرات كان آخرها في يناير ‪ ،٢٠١٩‬فيما بلغ عدد اللقاءات بين الرئيسين ‪ ٢٥‬لقا ًء في‬
‫لقاءات ثنائية اومتعددة اﻻطراف بما يعكس أهمية العﻼقات بين البلدين باعتبارها تشكل‬
‫بعدًا إستراتيجيًا لمصر بحكم التاريخ والجغرافيا والروابط بين الشعبين‪.‬‬

‫‪٥‬‬
‫واكد كتاب اﻻستعﻼمات انه خﻼل القمم الثنائية التي جمعت بين قيادتي البلدين كان‬
‫التأكيد دائما على عﻼقات اﻷخوة اﻷزلية والروابط المشتركة التي تجمع بين شعبي وادي‬
‫النيل‪ ،‬وإدراكهما ﻷهمية الشراكة اﻻستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ عﻼقات‬
‫اﻷخوة‪ ،‬وتعظيم مساحات التعاون المشترك‪ ،‬بما يليق بأهمية العﻼقات بين البلدين ويرتقى‬
‫إلى طموحات الشعبين‪ ،‬ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعﻼقات وطيدة‪ ،‬اجتماعية‬
‫وثقافية وأيضا ً سياسية وأمنية واقتصادية‪.‬‬

‫ﻣﺴﲑﺓ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ‬

‫والفصل الثالث من كتاب العﻼقات المصرية السودانية تناول مسيرة التكامل اﻻقتصادي‬
‫بين البلدين‪ ،‬ﻻسيما وأن البلدين يمتلكان مقومات هامة لتوفير التكامل اﻻقتصادى بينهما‪،‬‬
‫حيث يشكل سكان الدولتين طاقة بشرية كبيرة مما يخلق سوق من حيث الحجم في أستيعاب‬
‫السلع والخدمات المقدمة مما يشجع علي التبادل التجاري بين البلدين ‪ ،‬كما تشكل العﻼقات‬
‫اﻻجتماعية التاريخية والتقارب الجغرافي بين البلدين البنية اﻻساسية في تطوير هذا‬
‫التكامل‪ ،‬وكذلك سعي البلدين المستمر لتطوير البنية اﻻساسية من طرق ووسائل النقل‬
‫لتسهيل حركة التجارة والتبادل التجاري ‪ ،‬ومشاركتهما في عدد من التكتﻼت اﻻقتصادية‬
‫اﻻقليمية وأتجاه كل منهما الي اﻻنفتاح علي اﻻقتصاد العالمي وتبني برامج لﻼصﻼح‬
‫اﻻقتصادي تسهل مشاركة القطاع الخاص الذي يعول عليه تفعيل مشروعات التكامل ‪،‬‬
‫وخاصة في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية ‪ ،‬فضﻼ عن وجود قبول‬
‫شعبي قوي في البلدين لفكرة التكامل في ظل العﻼقات التاريخية واﻻخوية بين البلدين ‪.‬‬

‫وخﻼل مسيرة العﻼقات بين البلدين كان هناك نماذج للتكامل والوحدة بين البلدين علي‬
‫المستويين اﻻقتصادي والسياسي واﻻجتماعي والثقافي ومنها‪ :‬ميثاق طرابلس بين مصر‬
‫وليبيا والسودان عام ‪ ١٩٦٩‬ومنهاج العمل السياسي والتكامل اﻻقتصادي في فبراير عام‬
‫‪ ،١٩٧٤‬وميثاق التكامل المصري السوداني ‪ ،١٩٨٢‬وفي ديسمبر ‪ ١٩٨٣‬انطلقت إذاعة‬
‫وادي النيل التي تبلورت فكرتها كخدمة سودانية مصرية مشتركة تستهدف شعب وادي‬
‫النيل‪ ،‬وتهدف الى "دعم مسيرة التكامل بين البلدين‪ ،‬وتعميق الفكر التكاملي بين أبناء‬
‫شعب الوادي‪ ،‬وتشجيع المبادرات التكاملية علي المستوي الرسمي والشعبي في مختلف‬
‫المجاﻻت"‪ ،‬وبعد ذلك تتابعت القرارات والتوصيات الهادفة للتكامل‪ ،‬وفى مايو من عام‬
‫‪ ،٢٠٠٤‬قرر السودان منح كل مستثمر مصري يستثمر داخل القطر ‪ ١٥٠‬ألف فدان‬

‫‪٦‬‬
‫بالمجان‪ ،‬للعمل علي زراعتها‪ ،‬بهدف تنمية السودان واستثمارا ً لﻸموال المصرية بالشكل‬
‫الذى يخدم الشعبين الشقيقين‪ ،‬كما تم توقيع اتفاقية الحريات اﻷربع في الخامس من أبريل‬
‫عام ‪ ،٢٠٠٤‬وهى »العمل‪ ،‬والتنقل‪ ،‬والتملك‪ ،‬واﻹقامة«‬

‫ولفت كتاب الهيئة في هذا السياق الى انه كان من ضمن أهم مشروعات التكامل بين‬
‫مصر والسودان مشروع قناة جونجلى الذي كان ‪-‬في حال تنفيذه‪ -‬سيوفر للبلدين حوالى‬
‫‪ ٢٠‬مليار متر مكعب من المياه تقسم مناصفة بينهما ‪ ,‬حيث إن هذه القناة كانت ستعمل‬
‫على تأمين تدفق ‪٧‬ر‪ ٤‬مليار متر مكعب من المياه سنويا تقسم بالتساوي بين دولتي المصب‪.‬‬

‫كما استعرض الكتاب جهود التكامل بين البلدين منذ عام ‪ ٢٠١٤‬حيث شهدت عﻼقات‬
‫البلدين تطورا كبيرا ونقلة نوعية‪ ،‬منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم‪ ،‬وتم تصعيد‬
‫قمة اللجنة العليا المشتركة‪ ،‬إلى المستوى الرئاسى‪ ..‬حيث يترأس الرئيسان السيسي‬
‫والبشير اللجنة العليا المشتركة والتي عقدت اولى دوراتها في ‪٥‬اكتوبر‪٢٠١٦‬بالقاهرة‪...‬‬
‫تعبيرا عن ما يربط الشعبين من مصير مشترك‪ ،‬وما يجمع البلدين من عﻼقات تاريخية‬
‫ممتدة‪ ،‬وبما يعكس التطورات اﻹيجابية التى شهدتها تلك العﻼقات خﻼل الفترة اﻷخيرة‪.‬‬

‫وفى اغسطس ‪ ،٢٠١٤‬افتتح معبر أشكيت – قسطل الحدودي بين القاهرة ‪،‬وقد ساهم‬
‫هذا المعبر بشكل كبير فى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين‪ ،‬ويعد المعبر خطا ً‬
‫استراتيجيا ليس لربط الخرطوم والقاهرة فقط‪ ،‬بل سوف يمتد ليشمل دول افريقية مثل‬
‫إثيوبيا‪ ،‬تشاد‪ ،‬جنوب السودان وافريقيا الوسطى‪.‬‬

‫وفي اكتوبر ‪ ٢٠١٨‬شهدت اجتماعات اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة‬


‫في دورتها الثانية استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين‪ ،‬وذلك في إطار تنفيذ وثيقة‬
‫الشراكة اﻻستراتيجية التي تم التوقيع عليها بين البلدين في ‪ ،٢٠١٦‬حيث رحب الجانبان‬
‫في هذا الصدد بالخطوات التى تم اتخاذها لتفعيل المشروعات اﻻستراتيجية الكبرى التى تم‬
‫اﻻتفاق عليها بين البلدين‪ ،‬بما فيها مشروعات الربط الكهربائي وخطوط السكك الحديدية‪،‬‬
‫وهى المشروعات التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية فى العﻼقات بين مصر والسودان‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﺑﲔ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ‬

‫كما افرد كتاب اﻻستعﻼمات الفصل الرابع من الباب اﻻول للحديث عن التعاون المصري‬
‫السوداني بشأن مياه النيل ‪ ،‬حيث بدأت المفاوضات بين السودان ومصر حول استعماﻻت‬
‫‪٧‬‬
‫مياه النيل في أوائل القرن العشرين إثر التفكير في إنشاء مشروع الجزيرة في السودان ‪،‬‬
‫ووقع البلدان اتفاقية تقاسم مياه النيل عام ‪ ١٩٢٩‬والتي تنظم العﻼقة المائية بين مصر ثم‬
‫تواصلت المفاوضات بين البلدين حول مياه النيل حتى بداية الخمسينيات‪ ...‬ثم بدأت‬
‫المفاوضات التّي أدت الى اتفاقية ‪ ١٩٥٩‬مع قيام أول حكومة وطنية في السودان عام‬
‫‪ ،١٩٥٤‬الى ان توصل الطرفان الى توقيع اتفاقية مياه النيل بين مصر والسودان في ‪٨‬‬
‫نوفمبر ‪ ، ١٩٥٩‬وجاءت مكملة ﻻتفاقية عام ‪ ١٩٢٩‬وليست ﻻغية لها‪ ،‬حيث تشمل الضبط‬
‫الكامل لمياه النيل الواصلة لكل من مصر والسودان في ظل المتغيرات الجديدة التي ظهرت‬
‫على الساحة آنذاك وهو الرغبة في إنشاء السد العالى ومشروعات أعالى النيل لزيادة إيراد‬
‫النهر وإقامة عدد من الخزانات في أسوان وقيام السودان باﻻتفاق مع مصر على إنشاء‬
‫مشروعات زيادة إيراد النهر بهدف استغﻼل المياه الضائعة في بحر الجبل وبحر الزراف‬
‫وبحر الغزال وفروعه ونهر السوباط وفروعه وحوض النيل اﻷبيض‪ ،‬على أن يتم توزيع‬
‫الفائدة المائية والتكلفة المالية الخاصة بتلك المشروعات مناصفة بين الدولتين‪.‬‬

‫واوضح الكتاب ان ملف سد النهضة اﻹثيوبي يتصدر اهتمامات البلدين في إطار‬


‫التعاون المائي بينهما ‪ ،‬وتم تنظيم زيارات متبادلة بين الدول الثﻼث مصر والسودان‬
‫واثيوبيا لبحث الملف واﻻتفاق على تشكيل لجنة دولية تدرس آثار بناء سد النهضة ومدى‬
‫التأثير المحتمل للسد على مصر والسودان‪ ...‬وفي سبتمبر ‪٢٠١٤‬عقد اﻻجتماع اﻷول للجنة‬
‫ثﻼثية تضم مصر وإثيوبيا والسودان للتباحث حول صياغة الشروط المرجعية للجنة الفنية‬
‫وقواعدها اﻹجرائية واﻻتفاق على دورية عقد اﻻجتماعات ‪ ،‬وفي أكتوبر ‪٢٠١٤‬اتفقت مصر‬
‫وإثيوبيا والسودان على اختيار مكتبين استشاريين أحدهما هولندي والثاني فرنسي لعمل‬
‫الدراسات المطلوبة بشأن السد ‪ ،‬وفي ‪٢٣‬مارس ‪ ٢٠١٥‬وقعت الدول الثﻼث وثيقة "إعﻼن‬
‫مبادئ سد النهضة"‪ .‬وتضمنت الوثيقة ‪ ١٠‬مبادئ أساسية تتسق مع القواعد العامة في‬
‫مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع اﻷنهار الدولية‪ ...‬وأكدت اﻻتفاقية التعاون على‬
‫أساس التفاهم المشترك‪ ،‬والمنفعة المشتركة‪ ،‬وحسن النوايا‪ ،‬والمكاسب للجميع‪ ،‬ومبادئ‬
‫القانون الدولى‪ ،‬والتعاون فى تفهم اﻻحتياجات المائية لدول المنبع والمصب بمختلف‬
‫مناحيها‪ ،‬ثم تواصلت اﻻجتماعات الفنية والسياسية بين الدول الثﻼث في هذا ا ِلشأن وانتظام‬
‫اجتماعات اللجنة التساعية )وهي اجتماعات دورية تجمع وزراء الخارجية والري‬
‫والمخابرات العامة في كل من مصر والسودان واثيوبيا ( واجتماعات التعاون فى البنية‬
‫التحتية‪ ،‬واجتماعات العلماء حول السدود فى البلدان الثﻼثة‪.‬‬

‫‪٨‬‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‬

‫و كانت العﻼقات السياسية هي محور ماتضمنه الفصل الخامس من هذا الباب والذي‬
‫رصد تطور العﻼقات السياسية بين البلدين حيث تعمل السياسة المصرية علي إقامة عﻼقات‬
‫تتميز بالخصوصية والتفاهم العميق مع السودان وتُعد الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين‬
‫دليﻼً على عمق العﻼقات المصرية السودانية ‪ ،‬حيث اكدا دائما على عﻼقات اﻷخوة اﻷزلية‬
‫والروابط المشتركة التي تجمع بين شعبي وادي النيل‪ ،‬وإدراكهما ﻷهمية الشراكة‬
‫اﻻستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ عﻼقات اﻷخوة‪ ،‬وتعظيم مساحات التعاون‬
‫المشترك‪ ،‬بما يليق بأهمية العﻼقات بين البلدين ويرتقى إلى طموحات الشعبين‪ ،‬ويتسق مع‬
‫ما يجمعهما من تاريخ وعﻼقات وطيدة‪ ،‬اجتماعية وثقافية وأيضا ً سياسية وأمنية‬
‫واقتصادية‪.‬‬

‫وتؤكد مصر دوما على استقرار السودان‪ ،‬وأن أمن السودان هو جزء ﻻ يتجزأ من‬
‫أمن مصر القومي‪ ،‬كما يؤكد الرئيسان السيسي والبشير على استمرار التشاور بين البلدين‬
‫فيما يخص القضايا اﻹقليمية‪ ،‬وفى المحافل الدولية‪ ،‬ﻻ سيما وأن مصر ستتولى رئاسة‬
‫اﻻتحاد اﻷفريقي خﻼل عام ‪ ،٢٠١٩‬و الحرص على مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما‬
‫يساهم في تحقيق مصالح البلدين المشتركة‪ ،‬فضﻼً عن تعزيز التعاون على مختلف‬
‫المستويات ودفع جهود التعاون بين دول المنطقة والقارة اﻹفريقية وتحقيق التنمية لما فيه‬
‫صالح شعوبها‪.‬‬

‫وكان ملف العﻼقات اﻻقتصادية هو ماركز عليه الفصل السادس من كتاب اﻻستعﻼمات‬
‫عن العﻼقات المصرية السودانية حيث اوضح الكتاب في هذا الفصل ان العﻼقات التجارية‬
‫ظا خﻼل السنوات اﻷخيرة وبصفة خاصة في ظل‬ ‫نموا ملحو ً‬
‫المصرية ‪ -‬السودانية شهدت ً‬
‫عضوية البلدين بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وبتجمع "الكوميسا"‪ ،‬وتسعى كل‬
‫من مصر والسودان لتوطيد العﻼقات التجارية فيما بينهما‪ ،‬من خﻼل إنشاء مشروعات‬
‫حيوية اقتصادية مشتركة في كافة القطاعات )صناعية‪ ،‬زراعية‪ ،‬كهرباء‪ ،‬مياه‪ ،‬ثروة‬
‫حيوانية‪ ،‬عمالة فنية مدربة(‪ ،‬يعود نفعها على الدولتين‪ ،‬وسيُسهم ذلك بالتأكيد في إعادة‬
‫تشكيل مستقبل العﻼقات بي ن السودان ومصر‪ ،‬مما سينعكس بشكل إيجابي على تحقيق‬
‫التنمية اﻻقتصادية للدولتين‪.‬‬

‫‪٩‬‬
‫واشار الكتاب الى امتﻼك السودان لنحو ‪ ٢٤‬مليون هكتار مراعي‪ ،‬و‪ ٦٤‬مليون هكتار‬
‫غابات يُمكن أن تُستغل في تجارة اﻷخشاب وصناعة الورق‪ ،‬ومواد صناعية أخرى عديدة‪،‬‬
‫باﻹضافة إلى توافر المياه الﻼزمة للزراعة‪ ،‬كما يمتلك السودان ثروة حيوانية ضخمة‬
‫جعلته يحتل المركز السادس عالمياً‪ ،‬كما دخل السودان بقوة في مجال التنقيب عن البترول‪،‬‬
‫فيما حققت مصر طفرة كبيرة في مجال اﻻكتشافات البترولية والغاز الطبيعي ومحطات‬
‫الكهرباء وغيرها من المشروعات العمﻼقة ‪ ،‬وانطﻼقا من هذه المؤشرات التي يتمتع بها‬
‫البلدان ‪ ،‬يتضح مدى أهمية تدعيم العﻼقات التجارية بين مصر والسودان‪.‬‬

‫وفي يونيو ‪٢٠١٤‬م بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية ناقش‬
‫البلدان سبل تفعيل أتفاق الحريات اﻻربع بين البلدين وتم رفع تمثيل اللجنة المشتركة بين‬
‫البلدين الي المستوي الرئاسي لتجتمع مرة في القاهرة ومرة في الخرطوم ‪ ،‬وفي عام‬
‫‪٢٠١٥‬م تم أفتتاح أحدث المشروعات المشتركة التي تم دشينها بين البلدين هو مشروع‬
‫ميناء قسطل – أشكيت البري‪ ،‬ويعد الميناء بمثابة أهم بوابة مصرية تطل على إفريقيا حيث‬
‫يسهم في إحداث نقلة كبيرة في حركة التجارة واﻻستثمار بين مصر من جانب والسودان‬
‫والقارة اﻷفريقية من جانب آخر وذلك من خﻼل تنمية حركة الصادرات والواردات للبضائع‬
‫والثروة الحيوانية وتنشيط حركة المسافرين‪.‬‬

‫ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺑﲔ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ‬

‫واشار كتاب اﻻستعﻼمات ان حجم التبادل التجارى‪ ،‬نحو مليار دوﻻر سنويا‪ ،‬طبقا‬
‫ﻻحصاءات ‪ ٢٠١٧‬وهو ﻻ يعكس اﻹمكانيات والموارد المتاحة للبلدين‪ ،‬لذا يتم العمل من‬
‫خﻼل وضع التشريعات واﻷطر واﻻتفاقيات للنهوض بهذا القطاع‪ ،‬ويقدر حجم اﻻستثمارات‬
‫المصرية بالسوق السودانية بنحو ‪ ١٠‬مليارات و‪ ١٠٠‬مليون دوﻻر طبقا ً ﻻحصاءات عام‬
‫‪ ٢٠١٧‬وتوزعت اﻻستثمارات على ‪ ٢٢٩‬مشروعًا‪ ،‬منها ‪ ١٢٢‬مشروعًا صناعيًا‬
‫باستثمارات ‪ ١٫٣٧٢‬مليار دوﻻر بصناعات اﻷسمنت والبﻼستيك والرخام واﻷدوية‬
‫ومستحضرات التجميل واﻷثاث والحديد والصناعات الغذائية‪ ،‬و‪ ٩٠‬مشروعًا خدم ًيا‬
‫استثماراتها ‪ ٨٫٦٢٩‬مليار دوﻻر بقطاعات المقاوﻻت والبنوك والمخازن المبردة والري‬
‫والحفريات وخدمات الكهرباء ومختبرات التحليل والمراكز الطبية وتكنولوجيا المعلومات‬
‫واﻻتصاﻻت‪ ،‬إلى جانب ‪ ١٧‬مشروعًا زراع ًيا باستثمارات ‪ ٨٩‬مليون دوﻻر بقطاعات‬
‫المحاصيل الزراعية واﻹنتاج الحيواني والدواجن ونشاط صيد اﻷسماك ‪ ،‬كما تعمل في مصر‬
‫‪ ٣١٥‬شركة سودانية ‪ ،‬تتوزع استثماراتها بين الصناعة والتجارة والزراعة والخدمات‬
‫‪١٠‬‬
‫التمويلية وقطاعات اﻹنشاءات والسياحة واﻻتصاﻻت‪ ،‬ويحتل القطاع الصناعي المقدمة‬
‫حيث تعمل ‪ ٧٣‬شركة باستثمارات تقدر بـ ‪ ٥٠٫٤‬مليون دوﻻر‪ ،‬فيما يحتل النشاط التمويلي‬
‫المرتبة الثانية بـ ‪ ٧‬شركات واستثمارات تقدر بـ ‪ ٢١٫٣‬مليون دوﻻر‪.‬‬

‫وقد سجلت الصادرات المصرية للسودان حوالي ‪ ٥٥٠‬مليون دوﻻر عام ‪، ٢٠١٧‬فيما‬
‫بلغ حجم الصادرات المصرية البترولية خﻼل عام ‪ ،٢٠١٧‬حوالي ‪ ٤٠‬مليون دوﻻر‪ ،‬كما‬
‫تنامى حجم الواردات المصرية من السودان بشكل ملحوظ خﻼل السنوات اﻷخيرة‪ ،‬حيث‬
‫سجلت ‪ ٤٥٠‬مليون دوﻻر عام ‪ ٢٠١٧‬وتُعد المنتجات الصناعية ‪ ،‬و المنتجات الكيماوية و‬
‫اﻵﻻت والمعدات و المواد الخام و المواد الغذائية و المنسوجات أهم بنود الصادرات‬
‫المصرية للسودان خﻼل عام ‪ ، ٢٠١٧‬فيما تتركز الواردات المصرية من السودان في أربع‬
‫سلع رئيسية هي الحيوانات الحية والسمسم والقطن الخام واللحوم‪ ،‬والتي تشكل عام‬
‫‪ ٢٠١٧‬حوالي ‪ %٩٥‬من إجمالي قيمة واردات مصر من السودان من كافة البنود‪.‬‬

‫وقد شهدت الفترة الماضية بدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائى بين البلدين وهو‬
‫المشروع الذى من شأنه أن ينقل عﻼقات التعاون القائمة بين البلدين إلى مرحلة جديدة‬
‫تتأسس على تنفيذ المشروعات اﻻستراتيجية المشتركة التى تعزز من فرص التبادل‬
‫التجارى واﻻستثمارى‪ ،‬وذلك فى ظل ما تحظى به مشروعات الطاقة من أهمية بالغة على‬
‫صعيد دفع جميع أوجه العﻼقات اﻻقتصادية والتنموية‪.‬‬

‫ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ‪ ..‬ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ‬

‫وفي الفصل السابع يتناول كتاب اﻻستعﻼمات العﻼقات الثقافية واﻻعﻼمية بين مصر‬
‫والسودان حيث ارتبط البلدان بعﻼقات أزلية تقوم على روابط القرابة والدم والتاريخ واللغة‬
‫والدين الواحد‪ ،‬واستقبل السودان البعثات العلمية من مصر منذ عهد الفراعنة " إلى أن‬
‫جاءت المسيحية وانتشرت في مصر ومن بعدها قامت مصر بنشرها في السودان عن طريق‬
‫إرسال مطارنة النوبة فانتشرت الكنائس واﻷديرة ‪،‬كما دخل اﻹسﻼم السودان من مصر‪،‬‬
‫واستقبل السودان المعلمين المصريين كما توافد الطﻼب السودانيين لتلقي العلم باﻷزهر‬
‫الشريف في مصر‪ ،‬مما أدي إلى تأثر السودان بالنظام التعليمي في اﻷزهر‪ ،‬كما أرسل محمد‬
‫على نخبة من علماء الدين للسودان ‪ ،‬وتشجيع أبناء الطرق الصوفية المصرية على الذهاب‬
‫إلى هناك ومنها الطريقة السعدية والبدوية والدسوقية‪.‬‬

‫‪١١‬‬
‫كما شارك أبناء السودان فى عهد محمد على المصريين فى بعثاتهم العلمية إلى‬
‫أوروبا‪ ،‬وفي عام ‪ ١٩٥٦‬اصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرار تأسيس جامعة‬
‫القاهرة فرع الخرطوم‪ ،‬لتكون جسر تواصل علمي وثقافي تربط العﻼقات بين السودان‬
‫مؤثرا للجامعات في‬
‫ً‬ ‫دورا‬
‫ومصر‪ ،‬وفي الوقت الحالي تشهد العﻼقات الثقافية بين البلدين ً‬
‫تعميق هذه العﻼقات‪ ،‬وذلك من خﻼل تبادل الزيارات بين أساتذة الجامعات المصرية‬
‫والسودانية بهدف تبادل الخبرات‪ ،‬وتبادل المؤلفات والبحوث بين الجامعات في الدولتين‪،‬‬

‫ﺍﳌﺎﻣﺒﻮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ‬

‫للتقارب الجغرافى بين مصر والسودان أثر كبير فى تعميق العﻼقات‪ ،‬خاصة اﻷدبية‬
‫والفنية‪ ،‬فمنذ الخمسينيات ومصر حاضنة للفنانين والمثقفين السودانيين‪ ،‬وجاء التاريخ‬
‫اﻷدبى حافﻼً بإفراز عدد من اﻷدباء والشعراء من بينهم الطيب صالح‪ ،‬ومحمد الفيتورى‪،‬‬
‫و الروائى الشاب حمور زيادة‪ ،‬وفى الوقت نفسه قضى عدد من الكتاب المصريين فترة فى‬
‫السودان وكتبوا عنها منهم شاعر النيل حافظ إبراهيم الذي قضى وقتا ً كبيرا ً بالسودان‪ ،‬كما‬
‫عاش فيها ايضا اﻷديب الكبير عباس محمود العقاد فترة طويلة في اﻻربعينيات ‪ ،‬كما عاش‬
‫محمد نجيب‪ ،‬أول رئيس جمهورية مصرى‪ ،‬فترة طويلة فى السودان وأصدر كتاب اسمه‬
‫»رسائل من السودان« ‪ ،‬كما أن الكتاب السودانيين كان لهم حضور قوى فى مصر‪ ،‬مثل‬
‫الكاتب عباس عﻼم الذي اصدر كتابا ً عام ‪ ١٩٤٦‬بعنوان »دماء فى السودان« عبارة عن‬
‫رسائل ﻷحد الجنود المصريين فى السودان فى تلك الفترة ‪.‬‬

‫وقد سجلت اﻻغاني ايضأ حكاية مصر والسودان ومنها أغنية شادية »عاشت مصر‬
‫والسودان« باﻹضافة إلى أغنية »المامبو السودانى« ‪ ،‬وتعتبر من أشهر اﻷغانى الشعبية‬
‫فى السودان وكانت تقدم ضمن فلكلور فى السينما المصرية‪،‬والعديد من اﻷعمال الفنية‬
‫المشتركة والتي جمعت بين رموز الفن والطرب في البلدين‪ :‬الفنان سيد خليفة‪ ،‬الفنان‬
‫صﻼح بن البادية‪ ،‬والفنان محمد وردي ‪ ،‬والفنان عبد الكريم الكابلي ‪ ،‬كما غنت الفنانة‬
‫شادية ايضا ً باللهجة واللحن السوداني اغنية " ياحبيبي عد لي تاتي"‪ ،‬واغنية عن النيل‬
‫تقول فيها ) ياجاي من السودان لحد عندنا ‪ -‬التمر من اسوان والقٌلة من قنا (‬

‫وفي مجال الرياضة نستذكر ﻻعب اﻻهلي اﻷسبق الكابتن مصطفى عبد المنعم "شطه"‬
‫وﻻعب نادي الزمالك اﻻسبق الكابتن عمر النور‪ ،‬وحارس المرمي سمير محمد علي‪ ،‬كما‬

‫‪١٢‬‬
‫تولى الكابتن حسام البدري تدريب نادي المريخ السوداني ‪ ،‬والذي لعب له ايضا ً حارس‬
‫مرمى مصر عصام الحضري‪ ..‬وغيرهم كثيرون‪.‬‬

‫ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ" ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ‪..‬‬

‫وفي هذا السياق ايضا َ اشار كتاب اﻻستعﻼمات الى زيارة كوكب الشرق ام كلثوم الي‬
‫الخرطوم في فبراير ‪ ١٩٦٨‬واعتبرت أم كلثوم تلك الزيارة من أجمل رحﻼت حياتها الفنية‬
‫الناجحة والمتميزة ‪ ..‬وظهر ذلك في اختيارها لكلمات قصيدة " اغدا ً القاك" من نظم الشاعر‬
‫السوداني الهادي آدم لتغنيها‬

‫كما اورد الكتاب في هذا الصدد بعض اﻻبيات الشعرية لعدد من شعراء السودان الذين‬
‫عاشو فترة من حياتهم بمصر مثل الشاعر السوداني الراحل محمد سعيد العباسي‪ ،‬و قصيدة‬
‫اخرى للشيخ الطيب السراج ‪ ،‬وقد بادل الشعراء المصريون أشقائهم السودانيين حبا ً بحب‬
‫‪ ،‬ومن ذلك قصيدة "السودان"التي كتبها أمير الشعراء "أحمد شوقي" ولحن بعض ابياتها‬
‫الموسيقار"رياض السنباطي" وغنتها سيدة الغناء العربي "ام كلثوم" ‪.‬‬

‫ﺭﻛﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‬

‫يقول كتاب اﻻستعﻼمات ان مسيرة العﻼقات اﻻعﻼمية بين البلدين شهدت تطورات‬
‫عديدة ‪ ،‬عبرت في مجملها عن التﻼحم في العﻼقات بين البلدين‪ ،‬وكانت اذاعة "ركن‬
‫السودان من القاهرة " هي المنفذ اﻹعﻼمي اﻷنشط واﻷهم لكل ماهو سودانى‪ ،‬على الرغم‬
‫من ان ارسالها لم يكن يتعدى اﻻربع ساعات‪،‬إﻷ إنها لعبت دورا كبيرا في التقارب اﻻعﻼمي‬
‫بين الشعبين استمر حتى عام ‪ ١٩٨٣‬عندما حلت محلها ”إذاعة وادى النيل” وقد ارتبطت‬
‫اسماع المواطن في كل من مصر والسودان ببرامج " ركن السودان" ومنها برنامج‬
‫"حبابك عشرة " ومع “السيرة “وبرنامج "من وحي الجنوب" الذي كان يقدم اﻻغاني‬
‫النوبية ‪.‬‬

‫وواصلت اذاعة " وادي النيل" مسيرة ركن السودان منذ عام ‪ ١٩٨٣‬وفق البروتوكول‬
‫الموقع بين البلدين عام ‪ ١٩٨٣‬باعتبارها ملمحا ً يعكس خصوصية وتميز العﻼقات بين‬
‫البلدين في المجال اﻻعﻼمي ‪ ،‬كما يجمع البلدان عدد من البروتوكوﻻت واﻻتفاقيات ومذكرات‬
‫التفاهم والبرامج التنفيذية في مسيرة العمل اﻻعﻼمي المشترك ومنها مذكرة تفاهم في مجال‬
‫التعاون اﻹعﻼمي بين حكومة جمهورية السودان وحكومة جمهورية مصر العربية )‪١٩‬‬
‫‪١٣‬‬
‫يوليو ‪ (٢٠٠٣‬وجاءت توثيقا ً لروابط اﻷخوة اﻷزلية بين البلدين ومتابعة لتنفيذ مذكرة‬
‫التفاهم الموقعة يوم ‪ ٨‬يوليو ‪ ٢٠٠١‬والبرنامج التنفيذي ﻻتفاقية التعاون اﻹعﻼمي بين‬
‫البلدين‪..‬‬

‫وفي‪ ٢٦‬يوليه ‪ ٢٠١٨‬وافقت الهيئة الوطنية لﻺعﻼم المصرية على المقترح‬


‫الخاص بضرورة اﻹسراع فى وضع ميثاق شرف إعﻼمى بين البلدين الشقيقين مصر‬
‫والسودان ﻹعﻼء المصالح العليا ودعم التعاون بينهما وترسيخ الحريات اﻷربع وتفعيل‬
‫التعاون اﻹعﻼمى بينهم ‪ ،‬وقررت الهيئة الوطنية لﻺعﻼم تشكيل مجموعة عمل ﻹعداد‬
‫الميثاق للتواصل مع الجانب السودانى تمهيداً ﻹقرار الميثاق ووضع مدونة التنفيذ الخاصة‬
‫به فى البلدين الشقيقين‪.‬‬

‫‪ ٤‬ﻣﻼﻳﲔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﰲ ﻣﺼﺮ‬

‫وفي الفصل الثامن من الباب اﻻول من كتاب اﻻستعﻼمات عن العﻼقات المصرية‬


‫السودانية يتحدث هذا الفصل عن الجالية المصرية في السودان والجالية السودانية في‬
‫مصر ‪ ..‬وتعد الجالية المصرية من أقدم الجاليات العربية الموجودة في السودان‪ ،‬وكذلك‬
‫عﻼقات الزواج والمصاهرة ‪ ،‬كما أن اتفاق الحريات اﻷربع اتاح لمواطني البلدين التنقل‬
‫بحرية تامة من وإلى كﻼ البلدين‪ ،‬و تشير بعض التقديرات إلى أن عدد المصريين يدور‬
‫بين ‪ ٨٠‬و‪ ١٠٠‬ألف‪ ،‬بينما يدور عدد السودانيين في مصر ما بين ‪ ٣‬و‪ ٤‬مليون نسمة‪.‬‬

‫وتتركز معظم الجالية السودانية في أسوان ‪ ،‬إضافة إلى محافظات الشرقية والسويس‬
‫واﻹسماعيلية و القاهرة الكبرى وهو مايعكس تباين وضع الجالية السودانية وطبيعة‬
‫اندماجها في المجتمع المصري منذ عقود‪ ،‬مقارنة بغيرها‪ ،‬بل أن غالبية السودانيين‬
‫المقيمين في مصر تزوجوا من مصريات‪ ،‬وتزوج مصريون من سودانيات ‪ ،‬حتى إن أجياﻻ ً‬
‫من الشباب واﻷطفال اﻵن يحملون الجنسيتين السودانية والمصرية بأعداد ليست بالقليلة‪.‬‬

‫ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ‪ ..‬ﻧﻘﻄﺔ ﺍﺭﺗﻜﺎﺯ ﻟﻜﻞ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬

‫ويتضمن الباب الثاني من كتاب اﻻستعﻼمات ملف معلومات اساسية عن جمهورية‬


‫السودان ‪ ،‬وتقول مقدمة هذا الكتاب ان السودان ُيعتبر دولة معبر من شرق إلى غرب‬
‫أفريقيا‪ ،‬ومن شمال إلى جنوب القارة‪ ،‬وهو نقطة ارتكاز أساسية في تحقيق ُحلم القاهرة‬
‫كيب تاون‪ ،‬من خﻼل أحد ثﻼثة طرق برية تربط القاهرة بالخرطوم‪ ،‬و ُيوصف السودان قديما ً‬
‫‪١٤‬‬
‫وحديثا ً بأنه قارة في حد ذاته‪ ،‬من حيث اتساع مساحة أراضيه قبل‪ ،‬وبعد انفصال دولة‬
‫جنوب السودان‪ ،‬فقد كان السودان من حيث المساحة قبيل انفصال الجنوب هو اﻷكبر في‬
‫أفريقيا والوطن العربي‪ ،‬والتاسع عالميا‪.‬‬

‫واشار الكتاب الى ان السودان له حضارة ضاربة في التاريخ‪ ،‬كشفت عنها الحفريات‬
‫واﻵثار السودانية كما يمتلك السودان فضﻼ عن الثروة البشرية‪ ،‬العديد من الموارد الطبيعية‬
‫التي تجعله بلدا ً واعداً‪ ،‬ومنها اﻷراضي الخصبة الصالحة للزراعة‪ ،‬والمياه ‪ ،‬باﻹضافة إلى‬
‫الثروات المعدنية‪ ،‬والمواقع السياحية على اختﻼفها ومنها السياحة التاريخية‪ ،‬والدينية‬
‫والثقافية‪..‬‬

‫ويتناول الفصل اﻻول من هذا الباب اهم المعلومات اﻻساسية عن جمهورية السودان‬
‫من حيث الموقع والمساحة والمناخ والتضاريس والموارد الطبيعية والسكان واللغة‬
‫والشعار والعلم والتقسيم اﻻداري للوﻻيات واهم المدن الكبرى ‪.‬‬

‫فيما يتناول الفصل الثاني من هذا الباب النظام السياسي في السودان ويتضمن نبذة‬
‫عن الدستور السوداني اﻻنتقالي لعام ‪ ٢٠٠٥‬واهم التعديﻼت الدستورية التي ادخلت عليه‬
‫في عام ‪ ٢٠١٥‬و‪ ، ٢٠١٦‬كما يتضمن هذا الفصل عرضا ﻻهم اﻷحزاب السياسية في‬
‫السودان‪ ،‬و السلطة التنفيذية والتي تضمن الحديث عن رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء‬
‫القومي‪ ،‬وكذلك السلطة التشريعية وتاريخ الحياة البرلمانية في السودان والنظام اﻻنتخابي‬
‫‪ ،‬كما يتناول السلطة القضائية واختصاصات المحاكم السودانية ‪.‬‬

‫كما يتضمن الفصل الثالث من هذا الباب الحديث عن التعليم في السودان واهم انواعه‬
‫‪ ،‬فيما يتناول الفصل الرابع اﻻقتصاد السوداني الغني بالموارد الطبيعية؛ واﻷراضي‬
‫الزراعية الخصبة‪ ،‬والثروة الحيوانية‪ ،‬والمعدنية‪ ،‬والنباتية‪ ،‬والمائية‪ ،‬ويتناول هذا الفصل‬
‫الحديث عن الزراعة والصناعة والنفط والتعدين واهم الصادرات والواردات السودانية ‪،‬‬
‫وكذلك قطاعي السياحة والنقل‬

‫وكانت السياسة الخارجية لجمهورية السودان هي محور اهتمام الفصل الرابع من‬
‫الكتاب حيث يلتزم السودان بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول‪ ،‬وباﻹستقﻼلية في‬
‫السياسة الدولية‪ ،‬وحق اﻷمم والشعوب في انتهاج طريقها الخاص واحترام عﻼقات الجوار‪،‬‬
‫والسودان بحكم انتمائه اﻷفريقي والعربي واﻹسﻼمي‪ ،‬واحتﻼله لموقع جغرافي إستراتيجي‬
‫في اﻹقليم وموقع وسط بين الوطن العربي وأفريقيا‪ ،‬يسعى ليلعب دورا ً فاعﻼً في اﻷسرة‬
‫‪١٥‬‬
‫الدولية والمنظمات اﻹقليمية في إطار رعاية مصالحه ومبادئه وفى إطار التزامه بالمواثيق‬
‫الدولية واﻻتفاقيات اﻹقليمية التي صادق عليها‪ ،‬كما يسلط هذه الفصل اﻻضواء على‬
‫عﻼقات السودان ومحيطه العربي اﻹسﻼمي واﻷفريقي وكذلك عضوية السودان في‬
‫المنظمات والمؤسسات اﻹقليمية والدولية ‪ ،‬وبعض اﻻتفاقيات الدولية واﻹقليمية البارزة‬
‫التي انضم إليها السودان ‪.‬‬

‫ويختتم الكتاب في بابه الثاني بالفصل الخامس والذي تناول اﻹعﻼم والثقافة حيث يلقي‬
‫الضوء على قطاع الثقافة واﻹعﻼم السوداني الذي شهد تطورا ً كبيرا ً منذ اﻻستقﻼل وتاريخ‬
‫انشاء المؤسسات اﻻعﻼمية والثقافية من اذاعة وتليفزيون‪ ،‬والمجلس القومي لرعاية‬
‫اﻵداب والفنون‪ ،‬ووكالة السودان لﻸنباء "سونا"‪ ،‬ومؤسسة الدولة للسينما‪ ،‬وكذلك تاريخ‬
‫الصحافة السودانية العريقة واهم الصحف ‪.‬‬

‫@@@@@@@@‬

‫‪١٦‬‬

You might also like