Professional Documents
Culture Documents
بيان صحفي
تأثر االقتصاد المحلي في اآلونة األخيرة بنقص الموارد من العمالت األجنبية مما أدى إلى ظهور سوق موازية لسعر
الصرف وتباطؤ النمو االقتصادي .و استمرت التداعيات الخارجية الناجمة عن الضغوط التضخمية العالمية في التراكم
تزامنا ً مع تعرض االقتصاد العالمي لصدمات متتالية .وقد أدت تلك الصدمات وتداعياتها إلى ارتفاع حالة عدم اليقين
وتوقعات التضخم ،مما زاد من الضغوط التضخمية .كما أدت تحركات سعر الصرف الناجمة عن ذلك باإلضافة الرتفاع
األسعار العالمية للسلع األساسية بجانب صدمات العرض المحلية ،إلى استمرارية الضغوط التضخمية التي دفعت بدورها
معدل التضخم العام إلى تسجيل مستويات قياسية .وعلى الرغم من تباطؤ معدالت التضخم السنوية مؤخرا ً ،إال أنه من
المتوقع أن تتخطى المعدل المستهدف والمعلن من قبل البنك المركزي المصري البالغ 2 ±( %7نقطة مئوية) في
المتوسط خالل الربع الرابع من عام .2024
في إطار حرصه على تحقيق الدور المنوط به بحماية متطلبات التنمية المستدامة ،يؤكد البنك المركزي التزامه بالحفاظ
على استقرار األسعار على المدى المتوسط .وتحقيقا ً لذلك ،يلتزم البنك المركزي بمواصلة جهوده للتحول نحو إطار
مرن الستهداف التضخم ،وذلك من خالل االستمرار في استهداف التضخم كمرتكز اسمي للسياسة النقدية مع السماح
لسعر الصرف أن يتحدد وفقا ً آلليات السوق .ويعتبر توحيد سعر الصرف إجرا ًء بالغ األهمية ،حيث يساهم في القضاء
على تراكم الطلب على النقد األجنبي في أعقاب إغالق الفجوة بين سعر صرف السوق الرسمي والموازي.
وفى هذا الصدد ،واستمرارا ً لسياسة التقييد النقدي التي يتبعها البنك المركزي المصري ،قررت لجنة السياسة النقدية
في اجتماعها االستثنائي رفع سعري عائد اإليداع واإلقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع
600نقطة أساس ليصل إلى %28.25 ،%27.25و ،%27.75على الترتيب .كما تم رفع سعر االئتمان والخصم
بواقع 600نقطة أساس ليصل إلى .%27.75
وبنا ًء على القرار الذي اتخذته اللجنة في اجتماعها بتاريخ األول من فبراير 2024برفع أسعار العائد األساسية بمقدار
200نقطة أساس ،قررت اللجنة اإلسراع بعملية التقييد النقدي من أجل تعجيل وصول التضخم إلى مساره النزولي
وضمان انخفاض المعدالت الشهرية للتضخم .كما تؤكد لجنة السياسة النقدية على أهمية السيطرة على التوقعات
التضخمية ،وما تقتضيه السياسة التقييدية من رفع ألسعار العائد األساسية للوصول بمعدالت العائد الحقيقية لمستويات
موجبة.
كما يدرك البنك المركزي المصري أن التقييد النقدي يمكن أن يؤدى إلى تراجع االئتمان الحقيقي الممنوح للقطاع الخاص
على المدى القصير ،إال أن ارتفاع الضغوط التضخمية يشكل خطرا ً أكبر على استقرار وتنافسية القطاع الخاص .ولذلك
يعي البنك المركزي أن تحقيق استقرار األسعار يخلق مناخا ً مشجعا ً لالستثمار والنمو المستدام للقطاع الخاص على
المدى المتوسط.
وتأتي قرارات السياسة النقدية المعلنة في إطار حزمة إصالحات اقتصادية شاملة بالتنسيق مع الحكومة المصرية وبدعم
من الشركاء الثنائيين ومتعددي األطراف .واستعدادا ً لتنفيذ إجراءات برنامج اإلصالح ،تم توفير التمويل الالزم لدعم
سيولة النقد األجنبي .كما يؤكد البنك المركزي على أهمية التنسيق بين السياسات المالية والنقدية للحد من أثر التداعيات
الخارجية على االقتصاد المحلي ،األمر الذي يضع االقتصاد المصري على مسار مستدام للحفاظ على استقرار االقتصاد
الكلي ،وضمان استدامة الدين والعمل على بناء االحتياطيات الدولية.
ومن المرتقب أن يؤدي القضاء على السوق الموازية للصرف األجنبي إلى خفض التوقعات التضخمية وكبح جماح
التضخم .وبالتالي ،من المتوقع أن يتبع التضخم العام مسارا ً نزوليا ً على المدى المتوسط ،بعد االنحسار التدريجي
للضغوط التضخمية المقترنة بتوحيد سعر الصرف .من ناحي ٍة أخرى ،تشمل المخاطر المحيطة بتوقعات التضخم
التوترات الجيوسياسية اإلقليمية ،والتقلبات في أسواق السلع األساسية العالمية واألوضاع المالية العالمية .وفي ضوء
تلك المخاطر والتغيرات المذكورة آنفاً ،سيتم اإلعالن بوضوح عن إعادة تقييم معدالت التضخم المستهدفة التي يحددها
البنك المركزي المصري.
وإدراكا ً بأن قرارات لجنة السياسة النقدية تحتاج إلى وقت حتى ينتقل أثرها إلى االقتصاد ،ستستمر اللجنة في تقييم
توازن المخاطر المحيطة بالتضخم بهدف السيطرة على التوقعات التضخمية .وترى اللجنة أن قرار رفع أسعار العائد
األساسية بمقدار 600نقطة أساس سيساعد في تقييد األوضاع النقدية على نحو يتسق مع المسار المستهدف لخفض
معدالت التضخم .وسيتم اإلبقاء على تلك المستويات حتى يتقارب التضخم مع مساره المنشود.
تؤكد اللجنة على أهمية اإلبقاء على مسار أسعار العائد الذي يحد من انحراف التضخم المتوقع عن معدله المستهدف
وكذا انحراف النشاط االقتصادي عن طاقته اإلنتاجية القصوى .كما ستواصل اللجنة متابعة جميع التطورات االقتصادية
وفقا ً للبيانات الواردة ،ولن تتردد في استخدام أدواتها المتاحة للحفاظ على استقرار األسعار في المدى المتوسط .وتكرر
اللجنة أن مسار أسعار العائد األساسية يعتمد على معدالت التضخم المتوقعة.