You are on page 1of 2

‫‪ 6‬مارس ‪2024‬‬

‫بيان صحفي‬

‫اجتماع استثنائي للجنة السياسة النقدية‬

‫تأثر االقتصاد المحلي في اآلونة األخيرة بنقص الموارد من العمالت األجنبية مما أدى إلى ظهور سوق موازية لسعر‬
‫الصرف وتباطؤ النمو االقتصادي‪ .‬و استمرت التداعيات الخارجية الناجمة عن الضغوط التضخمية العالمية في التراكم‬
‫تزامنا ً مع تعرض االقتصاد العالمي لصدمات متتالية‪ .‬وقد أدت تلك الصدمات وتداعياتها إلى ارتفاع حالة عدم اليقين‬
‫وتوقعات التضخم‪ ،‬مما زاد من الضغوط التضخمية‪ .‬كما أدت تحركات سعر الصرف الناجمة عن ذلك باإلضافة الرتفاع‬
‫األسعار العالمية للسلع األساسية بجانب صدمات العرض المحلية‪ ،‬إلى استمرارية الضغوط التضخمية التي دفعت بدورها‬
‫معدل التضخم العام إلى تسجيل مستويات قياسية‪ .‬وعلى الرغم من تباطؤ معدالت التضخم السنوية مؤخرا ً‪ ،‬إال أنه من‬
‫المتوقع أن تتخطى المعدل المستهدف والمعلن من قبل البنك المركزي المصري البالغ ‪ 2 ±( %7‬نقطة مئوية) في‬
‫المتوسط خالل الربع الرابع من عام ‪.2024‬‬

‫في إطار حرصه على تحقيق الدور المنوط به بحماية متطلبات التنمية المستدامة‪ ،‬يؤكد البنك المركزي التزامه بالحفاظ‬
‫على استقرار األسعار على المدى المتوسط‪ .‬وتحقيقا ً لذلك‪ ،‬يلتزم البنك المركزي بمواصلة جهوده للتحول نحو إطار‬
‫مرن الستهداف التضخم‪ ،‬وذلك من خالل االستمرار في استهداف التضخم كمرتكز اسمي للسياسة النقدية مع السماح‬
‫لسعر الصرف أن يتحدد وفقا ً آلليات السوق‪ .‬ويعتبر توحيد سعر الصرف إجرا ًء بالغ األهمية‪ ،‬حيث يساهم في القضاء‬
‫على تراكم الطلب على النقد األجنبي في أعقاب إغالق الفجوة بين سعر صرف السوق الرسمي والموازي‪.‬‬

‫وفى هذا الصدد‪ ،‬واستمرارا ً لسياسة التقييد النقدي التي يتبعها البنك المركزي المصري‪ ،‬قررت لجنة السياسة النقدية‬
‫في اجتماعها االستثنائي رفع سعري عائد اإليداع واإلقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع‬
‫‪ 600‬نقطة أساس ليصل إلى ‪ %28.25 ،%27.25‬و‪ ،%27.75‬على الترتيب‪ .‬كما تم رفع سعر االئتمان والخصم‬
‫بواقع ‪ 600‬نقطة أساس ليصل إلى ‪.%27.75‬‬

‫وبنا ًء على القرار الذي اتخذته اللجنة في اجتماعها بتاريخ األول من فبراير ‪ 2024‬برفع أسعار العائد األساسية بمقدار‬
‫‪ 200‬نقطة أساس‪ ،‬قررت اللجنة اإلسراع بعملية التقييد النقدي من أجل تعجيل وصول التضخم إلى مساره النزولي‬
‫وضمان انخفاض المعدالت الشهرية للتضخم ‪ .‬كما تؤكد لجنة السياسة النقدية على أهمية السيطرة على التوقعات‬
‫التضخمية‪ ،‬وما تقتضيه السياسة التقييدية من رفع ألسعار العائد األساسية للوصول بمعدالت العائد الحقيقية لمستويات‬
‫موجبة‪.‬‬
‫كما يدرك البنك المركزي المصري أن التقييد النقدي يمكن أن يؤدى إلى تراجع االئتمان الحقيقي الممنوح للقطاع الخاص‬
‫على المدى القصير‪ ،‬إال أن ارتفاع الضغوط التضخمية يشكل خطرا ً أكبر على استقرار وتنافسية القطاع الخاص‪ .‬ولذلك‬
‫يعي البنك المركزي أن تحقيق استقرار األسعار يخلق مناخا ً مشجعا ً لالستثمار والنمو المستدام للقطاع الخاص على‬
‫المدى المتوسط‪.‬‬

‫وتأتي قرارات السياسة النقدية المعلنة في إطار حزمة إصالحات اقتصادية شاملة بالتنسيق مع الحكومة المصرية وبدعم‬
‫من الشركاء الثنائيين ومتعددي األطراف‪ .‬واستعدادا ً لتنفيذ إجراءات برنامج اإلصالح‪ ،‬تم توفير التمويل الالزم لدعم‬
‫سيولة النقد األجنبي‪ .‬كما يؤكد البنك المركزي على أهمية التنسيق بين السياسات المالية والنقدية للحد من أثر التداعيات‬
‫الخارجية على االقتصاد المحلي‪ ،‬األمر الذي يضع االقتصاد المصري على مسار مستدام للحفاظ على استقرار االقتصاد‬
‫الكلي‪ ،‬وضمان استدامة الدين والعمل على بناء االحتياطيات الدولية‪.‬‬

‫ومن المرتقب أن يؤدي القضاء على السوق الموازية للصرف األجنبي إلى خفض التوقعات التضخمية وكبح جماح‬
‫التضخم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬من المتوقع أن يتبع التضخم العام مسارا ً نزوليا ً على المدى المتوسط‪ ،‬بعد االنحسار التدريجي‬
‫للضغوط التضخمية المقترنة بتوحيد سعر الصرف‪ .‬من ناحي ٍة أخرى‪ ،‬تشمل المخاطر المحيطة بتوقعات التضخم‬
‫التوترات الجيوسياسية اإلقليمية‪ ،‬والتقلبات في أسواق السلع األساسية العالمية واألوضاع المالية العالمية‪ .‬وفي ضوء‬
‫تلك المخاطر والتغيرات المذكورة آنفاً‪ ،‬سيتم اإلعالن بوضوح عن إعادة تقييم معدالت التضخم المستهدفة التي يحددها‬
‫البنك المركزي المصري‪.‬‬

‫وإدراكا ً بأن قرارات لجنة السياسة النقدية تحتاج إلى وقت حتى ينتقل أثرها إلى االقتصاد‪ ،‬ستستمر اللجنة في تقييم‬
‫توازن المخاطر المحيطة بالتضخم بهدف السيطرة على التوقعات التضخمية‪ .‬وترى اللجنة أن قرار رفع أسعار العائد‬
‫األساسية بمقدار ‪ 600‬نقطة أساس سيساعد في تقييد األوضاع النقدية على نحو يتسق مع المسار المستهدف لخفض‬
‫معدالت التضخم‪ .‬وسيتم اإلبقاء على تلك المستويات حتى يتقارب التضخم مع مساره المنشود‪.‬‬

‫تؤكد اللجنة على أهمية اإلبقاء على مسار أسعار العائد الذي يحد من انحراف التضخم المتوقع عن معدله المستهدف‬
‫وكذا انحراف النشاط االقتصادي عن طاقته اإلنتاجية القصوى‪ .‬كما ستواصل اللجنة متابعة جميع التطورات االقتصادية‬
‫وفقا ً للبيانات الواردة‪ ،‬ولن تتردد في استخدام أدواتها المتاحة للحفاظ على استقرار األسعار في المدى المتوسط‪ .‬وتكرر‬
‫اللجنة أن مسار أسعار العائد األساسية يعتمد على معدالت التضخم المتوقعة‪.‬‬

‫قطاع السياسة النقدية‬


‫‪monetary.policy@cbe.org.eg‬‬

You might also like