You are on page 1of 39

‫ماسرت ادلراسات الإدارية واملالية‬

‫عرض حول‪:‬‬
‫المبادئ الجديدة لتدبير المالية العمومية بالمغرب‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬
‫‪ -‬محمد تلوكي‬
‫ذ‪ .‬حسن العرفي‬ ‫‪ -‬خليهن أهل العبيد‬
‫‪ -‬يحيى عفن‬

‫السنة الجامعية‬

‫‪6102-6102‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫اإن املالية العامة يعود أأصلها اإىل ادلول ا ألجنلوساكسونية خاصة بريطانيا‪ ،‬ففي السابق اكنت‬
‫هناك دللت مالية ككيس املال مثال وما حيتويه من أأموال‪ ،‬وظلت جل الترشيعات املالية حىت‬
‫القرن العرشين مكتفية مبفهوم املزيانية فقط‪ ،‬دون الإشارة اإىل قانون املالية أأو مالية معومية‪ ،‬اإل أأن‬
‫املرشع عرف املزيانية كوهنا" وثيقة توقعية ملداخيل وتاكليف ادلوةل خالل س نة واحدة"‪ ،1‬اإل أأن‬
‫هذا املفهوم أأحضى بفعل التطورات الاقتصادية الاجامتعيىة غري مقبول‪ ،‬ألنه خيضعها بتدبري حماس يب‬
‫و رمقي‪ ،‬لكن ا ألجدر هو العمل عىل بلوغ أأهداف اإقتصادية واجامتعية‪ ،‬وجتاوز مصطلح املزيانية اإىل‬
‫مفهوم املالية العمومية كفهوم أأمشل من املزيانية‪.‬‬
‫ويف نفس الس ياق ترتكز املالية العمومية املغربية عىل عدة مبادئ تقليدية ابتت قارصة مكبد أأ‬
‫الس نوية‪ ،‬و الوحدة‪ ،‬والشمولية‪ .‬وكام س بق و أأرشت أأصبحت هذه املبادئ لوحدها عاجزة عن‬
‫مواكبة لك التطورات اليت تطر أأ عىل الاقتصاد ومالية ادلوةل العامة‪ ،‬والزتاماهتا ادلولية مع منظامت‬
‫المتويل ادلولية وما تفرضه من توصيات تصب يف منحى جناعة وقوة املالية العمومية خلدمة أأهداف‬
‫اإقتصادية واجامتعية‪ .‬الش ئي اذلي جعل الترشيع املايل املغريب احلديث عرب عدة نصوص قانونية‬
‫وتنظميية‪ ،‬اخلروج من املباديء القدمية ملواهجة ضعف املالية العمومية وتدعامي ألليات احلاكمة‪ ،‬غري‬
‫أأن هذا التطور مل يصل اإىل درجة التخيل عن املبادئ التقليدية‪ ،‬بل لزالت حترض يف يف املزيانية‬
‫العامة لدلوةل‪.2‬‬
‫فاملالية العامة يه املر أأة العاكسة حلاةل الاقتصاد‪ ،‬وللحاةل الس ياس ية يف دوةل من ادلول‪ ،‬ويف‬
‫فرتة زمنية معينة‪ ،‬ويكفي للتدليل عىل ذكل الوقوف عىل ادلور اذلي تلعبة لك من الإيرادات‬
‫والتفقات ابعتبارهام أأمه عنارص املالية العامة يف الكشف عن الظروف الاقتصادية واملالية‪.3‬‬
‫وجتسد املالية العامة اختيارات ادلوةل وتوهجاهتا الس ياس ية والاقتصادية والاجامتعية‪ ،‬وهتمت‬
‫بدراسة العالقات القانونية اليت تنشأأ عندما تقوم ادلوةل اذلي هيدف اإىل اإش باع احلاجات العامة‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬المادة ّ‪ 0‬من مرسوم ‪ 10‬ماي ‪ 0626‬الفرنسي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ :‬محمد حنين‪ ،‬قانون الميزانية‪ ،‬سلسلة محاضرات ألقيت على الطلة بكلية الحقوق أكدال‪.6100 ،‬ص ‪01‬‬
‫‪3‬‬
‫‪:‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬المالية العامة النفقات وااليرادات ن المالية العامة ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقبة‪ ،‬بيروت لبنان ‪،‬ط ‪ ،0‬سنة ‪ ،6112‬ص ‪0‬‬
‫‪4‬‬
‫‪:‬عبد هللا أضريف‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬أسس وقواعد وتدبير الميزانية ومراقبتها‪ ،‬منشورات دار ابي رقراق للطبع والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط ‪ 1‬سنة ‪،6106‬‬
‫ص‪2‬‬

‫‪2‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫اإن هنج مقاربة لتدبري املالية العمومية تعود اب ألساس اإىل ما عرفه النسق ادلويل خاصة‬
‫ا ألجنلوساكسوين واملؤسسات املالية ادلولية‪ ،‬من خالل ربط املسؤولية ابحملاس بة‪ ،‬ومراقبة وتقيمي‬
‫معل القامئني عىل الشأأن املايل ابملغرب‪.‬‬
‫وجاء دس تور ‪ 1122‬اس تجابة لهذا الس ياق ادلويل‪ ،‬و أأرىس قواعد مالية جديدة‪ ،‬كخطوة‬
‫جديدة يف مسار تعزيز ادلميقراطية‪ ،‬وحيث أأن هذا الإصالح جاء مثرة لسلسة من الإصالحات‬
‫اليت دعى اإلهيا املغرب بداية من أأول رساةل توجهيية من الوزير ا ألول س نة ‪ 1112‬اليت دعى فهيا‬
‫اإىل ا إلصالح‪ ،‬مرورا ابلقانون التنظميي للاملية س نة ‪ ،2991‬وتعديهل بقانون س نة ‪ ،1111‬اإىل أأن مت‬
‫اعامتدة عدة مقارابت وتدابري جديدة يف القانون التنظميي للاملية ‪ ،211.21‬واليت تروم اإىل النجاعة‪،‬‬
‫والإصالح‪ ،‬والرقابة‪ ،‬والتقيمي‪ ،‬وترش يد النفقات‪ ،‬والربجمة املتوسطة املدى املتعدد الس نوات‪.‬‬
‫عىل غرار العديد من ادلساتري ‪ ،‬تعلن نصوص الوثيقة ادلس تورية املغربية عن مجموعة من‬
‫املبادئ و املرتكزات و القواعد املتعلقة ابملالية العمومية و التدبري املايل‪ .‬و رمغ مسة الاس تقرار اليت‬
‫مزيت معامل الهندسة ادلس تورية ‪ ،‬اإل أأهنا مل تكن مبعزل عن التطورات القانونية و الس ياس ية‪ ،‬بل‬
‫واكبت كام و كيفا ‪ ،‬مدا و جزرا التجارب ادلس تورية ‪ .‬مفؤسسات املالية العمومية و املفاهمي و‬
‫املبادئ اليت حتمكها تعرف تغريا معيقا ‪ ،‬ومن الرضوري الوصول و ابس مترار لتعريف و حتديد معانهيا‬
‫اجلديدة‪.5‬‬
‫و اإن اكنت بعض ادلول قد أأفرزت نصوصا قانونية مس تقةل ملبادئ و مرتكزات التدبري املايل‬
‫العمويم‪ ،‬كام هو الشأأن يف أأملانيا‪ ،6‬فاإن البحث يف هذه املرتكزات و املبادئ ابملغرب ‪ ،‬ينطلق‬
‫بداية من أأمسى وثيقة يف البناء القانوين وميتد خملتلف النصوص القانونية التنظميية املنبطقة عهنا‪ ،‬كام‬
‫يشمل خمتلف الاجهتادات القضائية ادلس تورية املرتبطة هبا سواء املغربية أأو الفرنس ية‪.‬‬
‫وتتوزع املبادئ ادلس تورية للاملية العمومية ما بني مبادئ عامة‪ ،‬حتمك معوم ا ألنشطة املالية‬
‫العمومية‪ ،‬ومبادئ خاصة‪ ،‬يرتبط قسم‪ 7‬مهنا بقنوات الانفاق العمويم واملزيانية حتديدا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪Michel BOUVIER, « la régle d’or :un concept à construire ? » éditorial, RFFP n° 113- 2011 ,‬‬
‫‪http://www.fondafip.org/c__5_211__la revue.html?num=113‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Loi sur les pribcipes budgétaires applicables à l’Etat à fédéral et aux lander. Elément sur la finances publiques‬‬
‫‪de l’All emagne , document de France en Allemagne, mission économique ,15 juillet 2005.‬‬
‫‪7‬‬
‫وقسم يرتبط منا بالموارد العمومية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫سؤال املنطلق‪:‬‬
‫مايه أأمه املبادئ واملرتكزات املس تجدة يف تدبري املالية العمومية ابملغرب؟‬
‫اإن البحث يف هذا املوضوع جيعلنا نضع اإشاكلية عامة نعاجل هبا املوضوع‪ ،‬وتتفرع عهنا عدة أأس ئةل‪.‬‬
‫الإشاكلية العامة‪:‬‬
‫التطور الاقتصادي والاجامتعي وطنيا ودوليا جعل من املبادئ التقليدية قارصة وعاجزة‪،‬‬
‫ودفع برضورة هنج مبادئ و أأسس لتدبري انجع للاملية العمومية متاش يا مع لك التطورات ادلولية‪،‬‬
‫خصوصا يف عالقة ادلوةل ابملؤسسات املالية ادلولية‪ ،‬وحامية للامل العام‪ ،‬وتزايد تدخل ادلوةل من‬
‫خالهل‪ ،‬يس توجب وضع مساطر و أأليات انجعة لتدبري املال العام اإقرار منط حديث من خالل وضع‬
‫ترسانة قانونية وتنظميية تواصل ورش الإصالح ابملغرب‪.‬‬
‫ا ألس ئةل الفرعية‪:‬‬
‫‪:2‬مايه أأمه املبادئ املرتبطة بتدبري املالية العمومية؟‬
‫‪:1‬ما يه املبادئ اخلاصة املرتبطة ابملزيانية؟‬
‫‪:1‬ماهو الس ياق العام لتبين اسرتاجيية جديدة يف تدبري املالية العمومية ابملغرب‪:‬‬
‫‪ :4‬كيف ميكننا مالمئة هذذه املبادئ مع المنط احلديث املرتكز عىل النتاجئ وا ألهداف الاقتصادية‬
‫والاجامتعية؟‬
‫أأه مية املوضوع‪:‬‬
‫اإن هذا املوضوع يكتيس أأمهية ابلغة كونه حىاول الإحاطة ابملالية العمومية لدلوةل ابعتبارها‬
‫انعاكس للوضع اذلي تعرفه لك دوةل‪ ،‬والإنتقال اذلي عرفته املالية من مبادئ الكس يكية تؤطرها‪،‬‬
‫اإىل مالية معومية تس تجيب ملتطلبات احلاكمة والتدبري القامئ عىل النتاجئ‪ ،‬و أألية للتحمك يف التقلبات‬
‫الاقتصادية‪ ،‬وجعل الإيراد والنفقة أأليتني قابلتني للتغيري حسب املعطى الوطين وادلويل‪.‬‬
‫املهنج املع متد‪:‬‬
‫‪-‬املهنج التحلييل‪ :‬من خالهل حاولنا حتليل ما تقوم عليه املالية العمومية يف خدمة الصاحل العام وفق‬
‫هنج احلاكمة اذلكية ا إلسترشافية‬
‫‪-‬املهنج املقارن‪ :‬من خالهل معدان عىل مقارنة املبادئ الالكس يكية واجلديدة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫وبناء عىل ماس بق‪ ،‬ومعاجلة ل إالشاكلية اليت س بق وطرحناها‪ ،‬قسمنا املوضوع اإىل‪:‬‬

‫املبحث ا ألول‪ :‬املبادئ ادلس تورية العامة للاملية العمومية‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬املبادئ ادلس تورية املرتبطة ابملزيانية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫املبحث ا ألول‪ :‬املبادئ ادلس تورية العامة للاملية العمومية‬
‫جتمع املبادئ العامة للاملية العمومية بني مبادئ عريقة ‪ ،‬ضاربة يف معق اترخي املالية‬
‫العمومية‪ ،‬ومبادئ أأخرى حديثة العهد‪ ،‬مل جتد ماكان مضن الكتةل ادلس تورية اإل حتث وقع املطالب‬
‫احلقوقية و الس ياس ية‪.‬‬
‫اإن هذه املبادئ‪ ،‬ورمغ محولهتا ادلس تورية‪ ،‬ليست جسام مس تقرا يعكس مرتكزات مرجعية‬
‫اتمة و مكمتةل‪ .‬فاإدا اكنت املالية العمويم ترتعرع يف كنف ادلوةل و مؤسساهتا و تتطور لتواكب‪ ،‬مدا‬
‫وجزرا‪ ،‬تطور ا ألنظمة الس ياس ية و القمي ادلميقراطية و مس توى المنو الاجامتعي و التمنية‬
‫الاقتصادية‪ ،‬فاإن املبادئ هبذه املالية العمومية يه بدورها تتطور لتعكس نضج التجارب‬
‫ادلس تورية و مس توى مأأسسة عالقات السلط وتوازن قواها الفاعةل‪.‬‬
‫هكذا‪ ،‬مفبادئ املالية العمومية يف ظل ادلوةل التقليدية الليربالية للقرن التاسع عرش اكنت‬
‫تواكب الطموحات احملدودة لهذه ادلوةل‪،‬اليت تكتفي بوظائف حمدودة ‪ ،‬تنأأى عن التدخل يف‬
‫اجملالت الاقتصادية و الاجامتعية و حترص عىل احلياد و التوازن‪ ،‬أأما يف دوةل القرن العرشين‪،‬‬
‫وحتث وقع املاكن اجليدة لدلوةل‪ ،‬تقوى تدخل ادلوةل و تراجعت العديد من املبادئ التقليدية‬
‫وتفامقت الاس تثناءات اليت تطال الضوابط املرجعية‪ ،‬بل ظهرت احلاجة ملبادئ جديدة من منظور‬
‫جديد يركز عىل حامية املرشوعية وصدق املعامالت ابملقام ا ألول‪.‬‬
‫أأكرث من هذا ‪ ،‬تبدو املبادئ ادلس تورية للاملية العمومية مؤرشات داةل لقياس الصحة املالية‬
‫لدلوةل‪ .‬ل أأدل عىل هذا‪ ،‬ما عرفته أأوراب مطلع هذا القرن‪ ،‬فا ألزمة الاقتصادية اليت عانت مهنا‬
‫ابتداء من س نة ‪ 1111‬أأفضت اىل التخيل و الرتاجع عن العديد من املبادئ املوازنية أأو عىل ا ألقل‬
‫تعليق العمل هبا‪.8‬‬
‫ذلكل يف هذا املبحث س نعمل عىل دراسة املبادئ ادلس تورية للاملية العمومية وذكل‬
‫ابلتطرق ابدلراسة و التحليل ملبد أأ التوازن أأو ما مسي ابلقاعدة اذلهبية (املطلب ا ألول)‪ .‬وبعد ذكل‬
‫س نعرج اىل مبد أأ اخر ذو صبغة تأأطريية‪ ،‬ترتبط بنطاق تدبري العمليات املالية العمومية و احلديث‬
‫هنا عن الس نوية (املطلب الثاين)‪.‬‬
‫وخنمت هذه املبادئ ادلس تورية ذات امحلوةل التأأطريية و العامة مببد أأ حديث‪ ،‬نشأأ حتث وقع‬
‫املطالب الس ياس ية للمعارضة الربملانية و تطور يف كنف القضاء ادلس توري و مازال يتطور بفعل‬
‫‪8‬‬
‫‪Jean-philippe feldman ,le mai 2011 » constitutionnaliser l’équilibre budgétaire : nécessité ou‬‬
‫‪artifice ? » p.4 article sur web consultation novembre 2016‬‬

‫‪6‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫تنايم احلس احلقويق و الاجامتعي و يبحث عن تكريس موقعه مضن ترسانة القانون الوضعي‪ ،‬و‬
‫احلديث هنا عن مبد أأ الصدق أأو الصدقية (املطلب الثالث)‪.‬‬
‫املطلب ا ألول‪ :‬مبد أأ توازن مالية ادلوةل‪ /‬القاعدة اذلهبية‬
‫ل شك أأن مبد أأ التوازن املايل اذلي جاء به الفصل ‪ 77‬من دس تور ‪ ،1122‬أأو ما عرف‬
‫يف الفقه ابلقاعدة اذلهبية‪ ،9‬هو من أأمه و أأبرز مبادئ التدبري املايل املوازين و أأعرقها يف جل بدلان‬
‫املعمور‪ .‬فالتوازن املايل‪ ،‬وإان اعرتته نسبية مقتضاها أأصبح ل يعين تساوي الكفتني‪ ،‬يعترب حبق‬
‫مؤرشا دالا عىل جناعة التدبري املايل ادلوةل‪ ،‬مفا هو مضمون املبد أأ ومن اجلهة اليت يقع عىل عاتقه‬
‫حتديده وضبط مؤرشاته؟‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬مضمون مبد أأ التوازن أأو "القاعدة اذلهبية"‬
‫التوازن أأو القاعدة اذلهبية مبد أأ عتيق للاملية العمومية التقليدية ذات الوظائف احملدودة يف‬
‫اجليش والرشطة والقضاء وادلبلوماس ية والعمةل‪ ،‬اعرتاه القدم وجتاوزه تطور دور ادلوةل وانتقالها حنو‬
‫مقاربة التدخل الاقتصادي يف مرحةل أأوىل والرعاية والعناية الاجامتعية يف مرحةل اثنية‪ .‬لكن التوازن‬
‫ما لبث أأن نفض عنه غبار الزمن وعاد بقوة ليجد لنفسه ماكان مضن أأعيل هرم القواعد القانونية‪،‬‬
‫ادلس تور مع ما يطرحه هذا المتوقع من اإشاكلت جديدة قد يس تعيص أأحياان جتاوزها‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫أأول‪ :‬اإشاكلت دسرتة قاعدة التوازن‬
‫احتدمت اإشاكلية التوازن أأو "القاعدة اذلهبية" جراء التقارب اذلي بد أأ يتشلك ما بني‬
‫الس ياسة والتدبري‪ ،‬تقارب يمتظهر من خالل البحث عن جتديد مقومات احلاكمة املالية العمومية يف‬
‫وسط ثقايف‪ ،‬حديث العهد هباجس التدبري العقالين للامل العام‪ .‬وبناء مقتضيات منسجمة يف هذا‬
‫اجملال مازال يف همده‪ ،‬فالعوائق اليت يتعني جتاوزها مزدوجة‪ ،‬تقنية وقانونية أأيضا‪.‬‬
‫الإشاكل ا ألسايس اذلي يتعني جتاوزه هو القمية اليت تكتس هبا دسرتة قواعد املالية العمومية‪.‬‬
‫فاإدراج هذه القواعد واملبادئ يف صلب الوثيقة ادلس تورية ل يكفي يف حد ذاته ملنحها وجودا فعليا‬
‫وحقيقيا‪ .‬فهناك رشوط أأخرى يتعني توافرها‪.‬‬

‫‪ 9‬القول بذهبية هذه القاعدة مرده لعراقتها ولتكريسها كقاعدة ملزمة عبر القاعدة الوضعية‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Michel BOUVIER, « la régle d’or : un concept à construire ? », éditorial, RFFP n° 113- 2011,‬‬
‫‪www.fondafip.org/c5211larevue.html?num=113‬‬
‫‪7‬‬
‫ابملقام ا ألول وجود الإدارة الس ياس ية‪ ،‬لكن أأيضا‪ ،‬تقتيض هذه ادلسرتة القواعد املالية‬
‫العمومية‪ ،‬قدرة اجمللس ادلس توري عىل اإجراء رقابته القضائية استناد ًا ملعايري واحضة‪.‬‬
‫اإن دسرتة القاعدة اذلهبية املوازنية يطرح اإشاكل حتديد نطاقها‪ ،‬أأي معرفة مدى اإماكنية‬
‫تطبيقها عىل مجموع النظام املايل العمويم‪ .‬أأيضا‪ ،‬يتعني التحديد ادلقيق للمعيار املادي اذلي مبقتضاه‬
‫يمت تقيمي التوازن أأو عدم التوازن املوازين‪.‬‬
‫ول شك أأن أأبرز الإشاكلت املرتبطة ابلتوازن‪ ،‬اإشاكلية حتديد العجز املوازين واذلي‬
‫يتغري ليتخذ أأسامء خمتلفة‪ .‬أأسامء تطورت مع الزمن من أأجل تعيني فائض التحمالت عىل املوارد‪.‬‬
‫نذكر عىل سبيل املثال‪ ،‬فكرة الوضعية العالقة « ‪ » impasse‬اليت ظهرت س نة ‪ 2991‬من أأجل‬
‫اإظهار عظم التحمالت اليت متولها اخلزينة‪ .‬فالوضعية العالقة استندت لفرضية مفادها‪ ،‬قبول ادلوةل‬
‫الظريف فائض التحمالت وذكل ابملراهنة عىل القدرة عىل أأداء ادليون عىل املدى البعيد بفضل‬
‫تنايم ادلخل القويم ‪ .‬فالفكرة ترتبط بتعريف س يايس أأكرث من كونه تقين‪.‬‬
‫يف الواقع وجود العجز والتحديد ادلقيق حلجمه رهني ابلمتوقع الزماين‪ .‬فاملنظور خيتلف‬
‫ابعامتدان عىل الفرضيات والتوقعات أأو بتقيمينا للعجز استنادا للتنفيذ املوازين‪.‬‬
‫اإن العجز احلقيقي ل ميكن تقديره وتقيميه اإل بعد تنفيذ املزيانية‪ ،‬أأي بعد حتصيل املوارد‬
‫اجلبائية احلقيقية وإاجراء حماسبهتا وكذا بعد الإجناز الفعيل النفقات‪ .‬هذا انهيك عن رضورة مراعاة‬
‫التوقعات ا ألولية‪.‬‬
‫وعىل الرمغ من الاستناد لتنفيذ املزيانية‪ ،‬قد نصل لتقديرات متباينة للمبلغ احلقيقي للعجز‪،‬‬
‫تبع ًا للمناجه احملاسبية املس تعمةل‪ ،‬وحدها‪ ،‬احملاس بة الس نوية تقدم نتيجة تقرتب من الواقع‪ ،‬علامً أأنه‬
‫يتعني التفاق عىل القواعد احملاسبية املعمتدة وكذا جتميع احلساابت العمومية‪ ،‬لك هذه ا ألش ياء‬
‫تطرح اإشاكلت هممة‪ ،‬فاختالف القواعد واملناجه املتعمدة ينعكس ابلرضورة عىل ا ألرصدة احملصةل‪،‬‬
‫الأكيد يف هذا الصدد و صعوبة التحديد ادلقيق حلقيقة ا ألرقام‪ ،‬اإذا مل نكن نتوفر عىل مصدر‬
‫للمعلومات احملاسبية الصحيحة واملعمتدة من دلن امجليع‪.‬‬
‫لهذا‪ ،‬فاإدخال القاعدة اذلهبية يف ادلس تور اإشارة قوية‪ ،‬وإاجراء قانوين أأملته أأس باب‬
‫اقتصادية واجامتعية‪ ،‬تلبية لرضورات هيكية ذات رمزية قوية لكوهنا تستند لإدارة س ياس ية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫اثني ًا‪ :‬التوازن يف الكتةل ادلس تورية املغربية‬
‫اإذا اكنت ادلساتري املغربية السابقة مل ترش ملبد أأ التوازن بصفة رصحية‪ ،‬حيث اكن املبد أأ‬
‫يستشف من النص اذلي يطوق التعديالت الربملانية اليت تطال مشاريع قوانني املالية‪ ،‬فاإن جديد‬
‫ادلس تور ‪ ،1122‬هو تنصيصه الرصحي عىل مبد أأ التوازن املايل يف فصهل السابع والس بعني‪ ،‬حيث‬
‫يعترب حبق مشؤر ًا دا ًل عىل جناعة التدبري املايل لدلوةل‪:11‬‬
‫فالفصل السابع والس بعون ينص عىل‪:‬‬
‫"يسهر الربملان واحلكومة عىل احلفاظ عىل توازن مالية ادلوةل"‪.‬‬
‫اترخيي ًا‪ ،‬ارتبطت املالية العمومية التقليدية مببد أأ توازن املزيانية اذلي ظل لعهد طويل أأحد‬
‫خصائصها ا ألساس ية‪ ،‬غري اإن صعوبة احرتامه وتطور واقع ادلول ومتطلباهتا جعلته يرتاجع لفائدة‬
‫مبد أأ أأمشل‪ ،‬وهو ما أأكده ادلس تور املغريب عىل مس تويني‪:‬‬
‫‪ ‬تكريس توازن مالية ادلوةل مكبد أأ أأمشل و أأمع من توازن املزيانية‬
‫‪ ‬اإلزام الربملان واحلكومة ابحلرص عىل احلفاظ عىل توازن مالية ادلوةل‪.‬‬
‫هكذا‪ ،‬فدس تور اململكة الس نة ‪ ،1122‬جاء بتأأطري شامل ابإدخال قاعدة جديدة لتدبري‬
‫املالية العمومية من خالل نصه عىل اضطالع الربملان واحلكومة ابلسهر عىل احلفاظ عىل توازن‬
‫مالية ادلوةل‪ .12‬وهبذا مل يعد اجلهاز التنفيذي وحده احلارس اذلي حيرص عىل توازن مالية ادلوةل بل‬
‫غدا من واجب اجلهاز الترشيعي أأيضا أأن يراقب هذا التوازن‪.‬‬
‫يف فرنسا‪ ،‬يوجد مبد أأ أأسايس للتوازن الاقتصادي واملايل للاملية العمومية تتعني مراعاته من‬
‫دلن املرشع‪ ،‬ومنذ املراجعة ادلس تورية بتارخي ‪ 11‬يوليوز ‪ ،1111‬مت اعامتد توازن حساابت‬
‫الإدارات العمومية يف الفصل ‪ 14‬من ادلس تور كهدف أأسايس يقيض بأأن التوهجات املتعددة‬
‫الس نوات املالية العمومية يمت حتديدها عرب قوانني الربجمة‪ .‬ويه توهجات تليب مسعى التوازن اذلي‬
‫تنشده حساابت الإدارات العمومية‪.13‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مبدأأ التوازن ومتالزمة الاستامثر والافرتاض‬
‫‪11‬‬
‫‪Abelouafi ELHARCHAOUI, « La constitutionnalisation des finances publiques au Maroc » Revista‬‬
‫‪Eletrônica do AL. V. 6, N. 2 (2015). Constitucionalização dos direitos humanos fundamentais. ISSN‬‬
‫‪ersão eletrônica), 18/03/2015. Docteur en Droit diplomé par la Faculté de Droit de l'Université d'Aix-‬‬
‫‪Marseille.‬‬
‫‪12‬‬
‫تدبير الدين العمومي‪ ،‬التقرير السنوي المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬لسنة ‪ ،6106‬ص ‪.01‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Hicham ELMAANNI, «constitutionnalisation du principe d’équilbre de finance des finances‬‬
‫‪publiques : régle d’or ou régle d’airain », 19 février 2012, article sur web consultation octobre 2016.‬‬
‫‪9‬‬
‫انتبه القانون التنظميي لقانون املالية‪ ،‬العالقة الوطيدة اليت لطاملا ربطت اخلروج عن التوازن‬
‫بضامن متويل نفقات الاستامثر أأو أأداء ادلين‪.‬‬
‫هكذا معل هذا القانون التنظميي عىل حامية التوازن املايل من خالل تطويق مزدوج جيمع‬
‫الافرتاض ابلستامثر‪ ،‬حيث نص وعىل غرار املرشع ادلس توري ا ألملاين يف التعديل ادلس توري‬
‫س نة ‪ 142999‬أأنه ضامان للحفاظ عىل توازن مالية ادلوةل املنصوص عليه يف الفصل ‪ 77‬من‬
‫ادلس تور‪ ،‬ل ميكن أأن تتجاوز حصيةل الاقرتاضات مجموع نفقات الاستامثر وسداد أأصول ادلين‬
‫برمس الس نة املالية‪ .‬وميكن للحكومة القيام ابلعمليات الرضورية لتغطية حاجيات اخلزينة‪.15‬‬
‫أأمه املالحظات اليت ميكن اإبداؤها عند قراءة هذه النصوص يه أأن‪:‬‬
‫‪ ‬التوازن مبدأأ يرتبط مبالية ادلوةل كلك وليس فقط املزيانية العامة؛‬
‫‪ ‬التوازن مبد أأ يلزم الك من اجلهازين الترشيعي والتنفيذي عىل حد سواء؛‬
‫‪ ‬اخلروج عن التوازن ل يكون اإل تلبية للحاجيات التمنوية أأي نفقات الاستامثر؛‬
‫‪ ‬اخلروج عن التوازن ميكن أأن يكون انجام عن الوفاء بأأصول ادلين فقط‪.‬‬
‫مبعىن أأدق ل ميكن الافرتاض السداد فوائد ومعولت ادلين‪.‬‬
‫اإن اقتصار حصيةل الاقرتاض عىل ثنائية الاستامثر و أأداء ادلين تتجىل بوضوح يف طريقة‬
‫تقدمي جدول التوازن املايل اذلي يقدم مضن اجلزء ا ألول من مرشوع قانون مالية الس نة‪ .‬ول تفتح‬
‫اإماكنية الافرتاض لسداد لك ادلين‪ ،‬بل تقترص يف أأصول ادلين‪ ،‬دوان عن الفوائد والعمولت واليت‬
‫تدرج مضن النفقات العادية للمزيانية العامة واليت عىل أأساسها يمت احتساب الرصيد العادي للمزيانية‬
‫العامة‪.‬‬
‫أأن هذا ا ألمر ما هو إال تفعيل ملا نصت عليه الفقرة الثانية من املادة التاسعة من القانون‬
‫التنظميي لقانون املالية‪" :‬حيتسب رصيد املزيانية املتوقع عىل أأساس الفرق بني املوارد دون حصيةل‬
‫الاقرتاضات‪ ،‬والتاكليف دون النفقات املتعلقة ابس هتالك ادلين املتوسط والطويل ا ألجل" ‪.‬‬
‫من جانب أخر‪ ،‬وجب التنبيه اإىل أأنه ورمغ التنصيص عىل عدم جتاوز حصيةل الاقرتاض‬
‫لنفقات الاستامثر؛ فاإن هذا ا ألمر ل حيول نظراي دون جتاوز هذه الاقرتاضات لحتياجات متويل‬

‫‪14‬‬
‫‪Michel Fromont, « Jurisprudence constitutionnelle de la République fédérale d'Allemagne, 2007) »,‬‬
‫« ‪R.D.P., n°6 2008. pp. 1707-1708, cité par Jean-Philippe Feldman, le 12 mai 2011‬‬
‫‪Constitutionnaliser l'équilibre budgétaire : nécessité ou artifice ? » article sur web consultation‬‬
‫‪novembre 2016.‬‬

‫‪ 15‬المادة ‪ 61‬القانون التنظيمي لقانون المالية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫نفقات الاستامثر‪ .‬فاإذا ما حققت املزيانية رصيدا عاداي اإجيابيا‪ ،‬وهو أأمر مطلوب اإن مل نقل أأنه من‬
‫أأبرز مؤرشات الصحة املالية‪ ،‬فاإن التوازن يقتيض أأخذ الرصيد احملقق بعني الاعتبار يف حتديد جحم‬
‫الاقرتاضات‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬ضبط التوازن املايل‬
‫اإن مسأأةل ضبط ا ألساس اذلي يمت عرب حتديد التوازن املوازين واملايل أأولكه‪ h‬املرشع‬
‫ادلس توري لقانون املالية الس نوي‪ ،‬ابعتباره الوثيقة اليت حتدد ابلنس بة للك س نة مالية‪ ،‬طبيعة‬
‫ومبلغ وختصيص مجموع موارد وتاكليف ادلوةل وكذا التوازن املزيانيايت واملايل الناجت عهنا‪.16‬‬
‫هكذا‪ ،‬يتضمن اجلزء ا ألول من قانون املالية املعطيات العامة للتوازن املايل واملوازين واليت‬
‫يمت حرصها يف جدول للتوازن يربز اكفة عنارص التوازن املوازين وحاجيات المتويل‪. 17‬‬
‫اإن ازدواجية الاضطالع ابحلفاظ عىل التوازن املايل من طرف احلكومة والربملان يه مبثابة‬
‫قاعدة مرنة شامهل‪ ،‬تؤسس للزتام عىل مس تويني‪:‬‬
‫مس توى القمة‪ ،‬ابإقرار رقابة ذاتية تصب يف اجتاه احلفاظ عىل التوازانت الهيكية سواء عند صياغة‬
‫مشاريع قوانني املالية وتعديلها أأو عند مناقشة مضامينه والتصويت عىل موادها من طرف اجلهاز‬
‫الترشيعي‪.‬‬
‫إان هذا الالزتام مت التأأكيد عليه يف قرار للمجلس ادلس توري رمق ‪ 191-91‬اذلي خلص اإىل القول‬
‫بأأن أأنسب طريقة حتافظ احلكومة من خاللها عىل مبد أأ التوازن يه أأن "تتجنب تقدمي مشاريع‬
‫قوانني أأو تعديالت ختل به‪ ،‬وأأن تدفع استنادا اإىل الفصل ‪ 92‬من ادلس تور‪ ،‬بعدم قبول أأي اقرتاح‬
‫قانون أأو تعديل من نفس القبيل يقدمه أأعضاء الربملان"‪.‬‬
‫مس توى القاعدة‪ :‬حيث يتعني رعاية القاعدة اذلهبية للتوازن‪ ،‬عند تنفيذ قانون املالية وإاخراج‬
‫مضامينه ألرض الواقع‪ ،‬يف هذا الإطار‪ ،‬مت تطويق اإشاكلية ادلين حيث ل ميكن أأن تتجاوز حصيةل‬
‫الافرتاضات مجموع نفقات الاستامثر وسداد أأصول ادلين برمس الس نة املالية‪.‬‬
‫أأما الاحتياجات الظرفية لطراد معليات ا ألداء‪ ،‬فاإن املرشع أأاتح من خالل الفقرة الثانية‬
‫من املادة ‪ 11‬من القانون التنظميي للحكومة القيام ابلعمليات الرضورية لتغطية حاجيات اخلزينة‪،‬‬
‫حيث مينحها س نواي قانون املالية الإذن لإجراهئا بنصه يف جزهئا ا ألول عىل أأنه‪" :‬يؤذن للحكومة يف‬
‫اإصدار اقرتاضات ولك أأداة مالية أأخرى وفق الرشوط املقررة يف قانون املالية هذا"‪.‬‬

‫‪ 16‬المادة األولى من القانون التنظيمي للمالية‪.‬‬


‫‪ 17‬المادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي للمالية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ول يقترص احلفاظ عىل مبد أأ التوازن املايل عىل قوانني املالية سواء الس نوية أأو املعدةل ول‬
‫عىل معليات تنفيذها؛ بل اإنه مسلسل مس متر وشامل‪ ،‬يواكب معل اجلهاز الترشيعي يف خلق‬
‫ا ألنظمة القانونية اجلديدة أأو تعديل وتنقيح القامئة أأو املتجاوز مهنا‪ .‬اإن هذا الالزتام اذلي أأصبح‬
‫عىل عاتق اجلهاز الترشيعي للحفاظ عىل التوازن املايل‪ ،‬ل يقترص فقط عىل ا ألايم اليت تناقش فهيا‬
‫مشاريع قوانني املالية اذلي يمتتع إاابهنا اجلهاز احلكويم بذرع وقاية‪ ،‬يدرا عنه التعديالت الربملانية؛ بل‬
‫يتعني أأن يرقبه نواب ا ألمة ومستشاروها ابس مترار وهو ا ألمر اذلي يضع عىل عاتقه مسؤولية‬
‫جديدة تمتثل يف التقيمي املس متر للوقع املايل ألعامهل الترشيعية عىل قانون املالية‪ .‬هكذا‪ ،‬س يتسمل‬
‫الربملان مبجرد تصويته عىل قانون املالية الس نوي مشعل ادلفاع عن توازانته الاقتصادية واملالية‪.‬‬
‫ولعل اإلزام اجلهاز الترشيعي ابحلرص عىل مبد أأ التوازن قد جاء لسد فراغ قانوين حممتل‪،‬‬
‫عقب الاجهتاد املمتزي للمجلس ادلس توري مبناس بة حفص دس تورية القانون التنظميي لقانون املالية‬
‫لس نة ‪ 2991‬واذلي أأكد عىل أأن احلفاظ عىل التوازن املايل‪ ،‬ل جيب أأن يفيض اإىل تعطيل سلطة‬
‫القانون وإارادة ا ألمة‪.‬‬
‫س نة ‪ ،2991‬ومبناس بة تقدميه ملرشوع القانون التنظميي لقانون املالية‪ ،‬سعى اجلهاز التنفيذي‬
‫اإىل ربط لك مقتىض قانوين ميس مببدأأ التوازن املايل بتقيمي وإاذن يف قانون املالية‪.‬‬
‫لقد تضمن املرشوع مادة تنص عىل أأن "لك حمك وارد يف قانون أأو نظام يقيض ابإحداث‬
‫تاكليف جديدة أأو ترتتب عليه ختفيضات يف املداخيل من شأأهنا الإخالل ابلتوازن املايل لقانون‬
‫املالية اجلاري به العمل‪ ،‬ل ميكن أأن يدخل حزي التنفيذ من الناحية املالية اإل بعد أأن ينص قانون‬
‫املالية عىل تقيمي هذه التاكليف اجلديدة أأو التخفيضات يف املداخيل وعىل الإذن فهيا"‪.18‬‬
‫يف اجهتاد همم‪ ،‬أأكد اجمللس ادلس توري يف قراره رمق ‪ 191-91‬عىل أأن أأنسب طريقة حتافظ‬
‫احلكومة من خاللها عىل مبد أأ التوازن يه أأن "تتجنب تقدمي مشاريع قوانني أأو تعديالت ختل به‪،‬‬
‫وأأن تدفع‪ ،‬استناداً اإىل الفصل ‪ 92‬من ادلس تور‪ ،‬بعدم قبول أأي اقرتاح أأو تعديل من نفس القبيل‬
‫يقدمه أأعضاء الربملان"‪.‬‬
‫غري أأن اجمللس ادلس توري أأكد أأيض ًا عىل‪" :‬اإن ما نصت عليه املادة اخلامسة من مرشوع‬
‫القانون التنظميي للاملية لس نة ‪ 2991‬لتجنب الإخالل ابلتوازن املايل للمزيانية يقيض اإىل تعطيل نص‬
‫قانوين أأقره الربملان وصدر ا ألمر املليك بتنفيذه ونرشه يف اجلريدة الرمسية‪ ،‬ا ألمر اذلي يعد خمالفة‬

‫‪ 18‬المادة ‪ 0‬من مشروع القانون التنظيمي لقانون المالية ‪.0116‬‬

‫‪12‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫) من أأن القانون هو أأمسى تعبري عن إارادة ا ألمة وأأن عىل‬2999( ‫ من ادلس تور‬4 ‫ألحاكم الفصل‬
.19"‫امجليع الامتثال هل‬
‫ و اعترب‬.202971 ‫اإن القرار ادلس توري املغريب يذكران ابجهتاد مماثل لنظريه الفرنيس س نة‬
‫ أأما‬،‫اجمللس ادلس توري الفرنيس أأن مبد أأ التوازن يرسي جتاه القوانني اليت تلزم مالية الس نة اجلارية‬
،‫تكل اليت لن تدخل حزي العمل اإل بعد هناية الس نة املالية ل تتقيد بتوازانت قانون املالية اجلاري‬
.‫كام أأنه يتعني أأن تمت مراعاة وقعها ابلنس بة ملا يس تقبل من قوانني مالية‬
‫ أأعطى اجمللس ا ألعىل احلساابت بعدا أخر للتوازن عرب ربطه بتدبري ادلين‬،‫من جانبه‬
‫ قد جاء‬1122 ‫ "اإذا اكن دس تور‬:‫ أأنه‬،1121 ‫ حيث أأكد يف تقريره الس نوي لس نة‬،21‫العمويم‬
‫ يضطلع مضنه الربملان واحلكومة ابلسهر عىل احلفاظ عىل توازن مالية ادلوةل فاإن‬،‫بتأأطري شامل‬
‫ذكل ل يتأأىت اإل عرب الزتام السلطات العمومية ابإرساء تأأطري أأفضل ملس توى املديونية وإاعادة النظر‬
‫يف تأأطريها املؤسسايت وابخلصوص اإقرار فصل بني مس توى التدبري التنفيذي لدلين ومس توى اختاذ‬
."‫قرار س ياسة املديونية‬

‫ مبدأأ س نوية املزيانية‬:‫املطلب الثاين‬

،0116 ‫ نونبر‬61 ‫ بتاريخ‬2220 ‫ الجريدة الرسمية عدد‬0116 ‫ أكتوبر‬62 ‫ الصادر بتاريخ‬601-16 ‫ قرار المجلس الدستوري رقم‬19
.1621 ‫ص‬
20
Les dispositions de l'article 1, alinéa 4 de l'ordonnance du 2 janvier 1959 prévoyant que alors que
des dispositions l'ordre législatif... doivent entraîner des charges nouvelles, aucun projet de loi ne
peut être définitivement voté... tant que ces charges n'ont pas été prévues, évaluées et autorisées
dans une loi de finances », ont été invoquées à l'appui d'un recours du groupe socialiste contre le
projet de loi gouvernemental reprenant la seconde proposition Guermeur (déclarée non conforme à
la Constitution) voté en juin 1978. Dans sa décision du 27 juillet 1978 (JO., p. 2948), le Conseil indique
que les dispositions de l'article 1, aliéna 4 ont pour objet de préserver l'équilibre financier des lois de
finances dans le Cadre annuel. Or l'application de la loi n'intervenant qu'après le 31 décembre 1978
l'équilibre du budget 1978 ne pourra pas en être affecté. L'équilibre des futures lois de fins ces ne
sera pas non plus compromis puisqu'elles tiend son Compte des charges afférentes à l'application de
cette loi PIERRE LALUMERE « Un domaine nouveau de l'intervention du Conseil constitutionnel : les
dispositions constitutionnelles à caractère financier et budgétaire » Pouvoirs 13, 1991 p.7

.‫ ال يقتصر الدين العمومي على دين الخزينة فقط بل يشمل أيضا ً المضمون‬21
13
‫ل تقترص مبادئ التدبري املوازين واملايل لدلوةل عىل مبد أأ التوازن املايل‪ ،‬بل جند مبد أأ أخر‪،‬‬
‫عىل قدر من أأمهية وهو مبد أأ الس نوية‪ ،‬مبد أأ حيمك قوانني املالية تلبية جملموعة من املطالب‬
‫ا ألساس ية‪:‬‬
‫‪ ‬متكني اجلهاز التنفيذي من مساحة زمنية مناس بة تتيح هل التزنيل التدرجيي لتعاقده الس يايس‬
‫و ترتيب أأولوايت برانجمه احلکومی؛‬
‫‪ ‬اعامتد حزي زماين مالمئ لبناء الس ياسات العمومية وضبط وتدبري العمليات العمليات املالية‬
‫وضامن وضوح حساابت ادلوةل؛‬
‫‪ ‬متكني الربملان من تتبع تنفيذ الس ياسات العمومية والعمل عىل تقيمي وثرية اإجنازها وإاجراء‬
‫مراقبة فعاةل عىل تنفيذها‪.‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬مضمون مبد أأ الس نوية‬
‫يقيض مبد أأ الس نوية ابن توضع تقديرات نفقات ادلوةل ومداخيلها حلول اكمل اثنا عرش‬
‫شهرا‪ ،‬أأي أأن تتقدم احلكومة بتوقعاهتا وتقديراهتا اإىل الربملان لك س نة و أأن هذا ا ألخري يطلع يصادق‬
‫عىل مرشوع احلكومة لك س نة و أأن ترخيصه صاحل ملدة س نة‪.22‬‬
‫وإاذا اكنت الس نوية تس تقمي مع نفقات التس يري والتجهزي اذلي ينجز داخل الس نة فاإن‬
‫نفقات الاستامثر قد يضيق احلول اإجنازها اذلي قد يتطلب أأكرث من س نة ولهذا مفبد أأ الس نوية ل‬
‫حيول دون اعامتد ترخيصات الربامج وخمططات تمنوية متعددة الس نوات حبسب ما نصت عليه‬
‫الفقرة الثانية من الفصل ‪ 79‬من ادلس تور‪.‬‬
‫اإن مبد أأ الس نوية وإان اكن قد وجل الكتةل ادلس تورية من ابب القانون التنظميي؛ فاإن‬
‫التنصيص عليه يف صلب الوثيقة ادلس تورية مل يكن رصحيا‪ .‬ففي فرنسا‪ ،‬جاء تأأكيد املبد أأ من دلن‬
‫اجمللس ادلس توري اذلي أأقر بس نده ادلس توري املمتثل يف الفصل ‪ 47‬من ادلس تور‪.23‬‬
‫أأما يف املغرب‪ ،‬فالتنصيص عىل مبد أأ الس نوية اكن يمت قبل العهد ادلس توري من خالل‬
‫ظهائر احملاس بة العمومية‪ ،‬حيث اكنت ختصصه مبادهتا ا ألوىل‪.‬‬

‫‪ 22‬محاضرات في مادة المالية العامة‪ ،‬األستاذ مصطفى أبو علي‪ ،‬كلية الحقوق الدار البيضاء ‪.0112‬‬
‫‪23‬‬
‫‪Loic Philip, « droit constitutionnel financier et fiscal, la nouvelle loi organique du 1er aout 2001‬‬
‫‪relative aux lois de finances », revue francais de droit constitutionnel 2002/1 (n°49), p 204,‬‬
‫‪www.cairn.info/revue-francais-de-droit-constitutionnel-2002-1-page-199.html‬‬ ‫‪cairn‬‬ ‫‪ifno‬‬
‫‪téléchargement 20/07/2016.‬‬

‫‪14‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫هكذا‪ ،‬نص الظهري الرشيف بشأأن ضبط احملاس بة العمومية للمملكة عىل ‪" :‬اإن الس نة‬
‫املالية فامي يرجع ملداخيل اخلزينة واملصاحل اخلارجية اليت تكف هبا‪ .‬تبتدى من فاحت يناير وتنهتيي يف‬
‫‪ 12‬دجنرب من الس نة اليت جترى فهيا‪.24" ..‬‬
‫مع العهد ادلس توري‪ ،‬غاب التنصيص الرصحي عىل مبد أأ الس نوية عن دساتري ‪،2991‬‬
‫‪ ،2971،2971‬و‪ 2991‬مع اإشارة وحيدة يف الفصل ‪ 91‬من دس تور ‪ 2999‬لكن ما ميزي نسخة‬
‫دس تور ‪ 1122‬ويظهر تطورها هو تأأكيدها الرصحي ملبد أأ الس نوية اليت حتمك قانون املالية يف عدة‬
‫فصول‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪" :91‬عرض مرشوع قانون املالية الس نوي يف جلسة مشرتكة الربملان ‪"...‬؛‬
‫‪ ‬الفصل ‪ 79‬اذلي كرس املبد أأ –عىل غرار الفصل امخلسون من دس تور ‪ 2999‬مشريا اإىل‪:‬‬
‫"اإذا مل يمت يف هناية الس نة املالية التصويت عىل قانون املالية‪ ."...‬ومعلوم أأن دس تور ‪2991‬‬
‫مل يكن يتضمن ل عبارة الس نوية ول قانون املالية الس نوي‪ ،‬بل اكن يكتفي ابلإشارة للمبد أأ‬
‫عىل مس توى املزيانية من خالل عبارة اإذا مل يقع قبول املزيانية يف ‪ 12‬دجنرب‪..‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪" :79‬تعرض احلكومة س نو ًاي عىل الربملان‪ ،‬قانون التصفية املتعلق بتنفيذ قانون‬
‫املالية‪ ،‬خالل الس نة الثانية اليت تيل س نة تنفيذ هذا القانون ويتضمن قانون التصفية‬
‫حصيةل مزيانيات التجهزي اليت انهتت مدة نفاذها"‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تأأكيد القانون التنظميي للمبدأأ‬
‫اإذا اكنت القوانني التنظميية املتعاقبة قد اكتفت ابلإشارة ملبد أأ الس نوية؛ فاإن مسأأةل حتديد‬
‫بداية الس نة املالية وهنايهتا مل تمت بصفة رصحية اإل مع القانون التنظميي رمق ‪ 99-19‬يف ‪ 19‬نونرب‬
‫‪ 2999‬وهو ا ألمر اذلي اقتفته ادلساتري الالحقة‪.‬‬
‫أأول‪ :‬تطور مبدأأ الس نوية عرب القوانني التنظميية‬
‫لقد اكنت الس نة املالية تستشف يف القوانني التنظميية السابقة من بعض العبارات اليت‬
‫تعمتدها‪ ،‬من قبيل التنصيص عىل ‪ 12‬دجنرب أكجل أأقىص لبث جملس النواب يف قانون املالية‪.‬‬
‫لكن ‪ ،‬مع جميء القانون التنظميي للاملية لس نة ‪ ،2999‬مت حتديد نطاق الس نة املالية‪ ،‬حيث‬
‫اعمتد الس نوية املالية الفالحية عوض الس نة املدنية لقانون املالية وهو ا ألمر اذلي اعتربه اجمللس‬

‫‪ 24‬الظهير الشريف بشأن ضبط المحاسبة العمومية للمملكة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6111‬بتاريخ ‪ 0‬شتنبر ‪.0106‬‬
‫‪15‬‬
‫ادلس توري مراعيا ملبد أأ س نوية املزيانية املس تخلص من الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 49‬من ادلس تور‬
‫أنذاك‪.‬‬
‫ولقد كرس القانون التنظميي للاملية رمق ‪ 7.91‬الإشارة اإىل مبد أأ الس نوية ابلقول للاملية يف‬
‫مادته ا ألوىل‪" :‬يتوقع قانون املالية لك س نة مالية مجموع موارد وتاكليف ادلوةل‪ "...‬كام اعمتد حتديد‬
‫الس نة املالية يف مادته السادسة‪ ،‬غري اإنه س نة ‪ ،1111‬سيمت عرب القانون التنظميي رمق ‪24-11‬‬
‫القايض بتغيري وتمتمي القانون التنظميي رمق ‪ 7-91‬لقانون املالية‪ ،‬العدول عن مبد أأ الس نوية املالية‬
‫الفالحية والعودة للعمل ابلس نة املدنية وهو ا ألمر اذلي أأقره اجمللس ادلس توري قراره‪" :‬اإن ما‬
‫تضمنته املادة ا ألوىل من القانون رمق ‪ 24-11‬املذكور من تغيري املادة ‪ 9‬من القانون التنظميي رمق ‪-91‬‬
‫‪ 7‬لقانون املالية بتحديد بداية الس نة املالية يف فاحت يناير عوض فاحت يوليو وهنايهتا يف ‪ 12‬ديسمرب‬
‫من نفس الس نة بدل ‪ 11‬يونيو من الس نة املوالية جاء مطابقا لدلس تور لكونه يراعي مبد أأ س نوية‬
‫‪25‬‬
‫املزيانية ‪"...‬‬
‫اثنيا‪ :‬مبد أأ الس نوية يف القانون التنظميي احلايل‬
‫بدوره‪ ،‬القانون التنظميي لقانون املالية رمق ‪ 21-211‬ينرص يف مادته ا ألوىل عىل‪" :‬حيدد‬
‫قانون املالية‪ ،‬ابلنس بة للك س نة مالية‪ ،‬طبيعة ومبلغ وختصيص مجموع موارد وتاكليف ادلوةل وكذا‬
‫التوازن املزيانيايت الناجت عهنا"‪.‬‬
‫كام يؤكد نفس القانون التنظميي يف مادته الثالثة عىل ‪" :‬يتوقع قانون املالية للس نة‪ ،‬للك‬
‫س نة مالية‪ ،‬مجموع موارد وتاكليف ادلوةل ويقميها وينص عليه ويأأذن هبا‪"..‬‬
‫أأما الفقرة الثانية من نفس املادة الثالثة فقد حددت بدقة النطاق الزماين لقانون املالية‪:‬‬
‫تبتدى الس نة املالية يف فاحت يناير وتنهتيي يف ‪ 12‬دجنرب من نفس الس نة‪.‬‬
‫عىل املس توى احلسايب ملزيانية ادلوةل يمت اعامتد الس نوية لكن مع المتيزي ما بني املداخيل‬
‫والنفقات‪ .‬فاملادة ‪ 11‬من القانون التنظميي لقانون املالية نصت عىل بعدين أأساس يني للس نوية‬
‫احملاسبية‪:‬‬
‫‪ ‬اإدراج املداخيل يف حساابت الس نة املالية اليت حتصل فهيا من طرف احملاسب العمويم؛‬
‫‪ ‬اإدراج النفقات يف حساابت الس نة املالية اليت يؤرش خاللها احملاس بون عىل أأوامر رصفها أأو‬
‫حوالهتا‪ ،‬حيث جيب أأن تؤدى من اعامتدات س نة التأأشري بغض النظر عن اترخي ادلين‪.‬‬
‫‪ 25‬قرار رقم‪ 161/6111 :‬م‪.‬د‪ ،‬الرباط في يوم ‪ 06‬أبريل ‪.6111‬‬

‫‪16‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫عىل املس توى الرتايب‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 299‬من القسم اخلامس املتعلق مالية اجلهة من‬
‫القانون التنظميي للجهات عىل‪" :‬تبتدى الس نة املالية يف فاحت يناير وتنهتيي يف ‪ 12‬دجنرب من الس نة‬
‫نفسها"‪.‬‬
‫هكذا‪ ،‬اقرتن مبد أأ الس نوية ابملغرب ابلس نة املدنية‪ ،‬غري اإنه اترخييا عرف خروجا عن هذا‬
‫اخليار سواء من حيث املامرسة العملية أأو استنادا خليارات س ياس ية‪.26‬‬
‫من أأمثةل اخلروج عن الس نوية املدنية مع اعامتد الس نة الفالحية س نة ‪ . 2991‬من خالل‬
‫القانون التنظميي رمق ‪ 19-99‬اذلي نص يف مادته ا ألوىل عىل‪" :‬تبتدى الس نة املاملية يف فاحت يوليو‬
‫من لك س نة وتنهتيي يف ‪ 11‬يونيو من الس نة املوالية"‪.‬‬
‫أأن تغيري النطاق الزمين للس نة املالية‪ ،‬ل يتناىف حبسب قرار اجمللس ادلس توري بشأأن هذا‬
‫القانون التنظميي رمق ‪ ،19-99‬مع مبد أأ الس نوية‪ ،‬حيث أأكد عىل أأنه‪:‬‬
‫"حيث اإن هذه املادة تضيف اإىل القانون التنظميي للاملية املشار اإليه أأعاله فصال جديدا‬
‫حيمل رمق ‪ 2‬مكرر وينص عىل أأنه تبتدئ الس نة املالية يف فاحت يوليو من لك س نة وتنهتيي يف ‪11‬‬
‫يونيو من الس نة املوالية؛‬
‫وحيث اإن هذه ا ألحاكم تراعي مبد أأ س نوية املزيانية املس تخلص من الفقرة الثالثة من‬
‫الفصل ‪ 49‬من ادلس تور ويدخل مضموهنا يف الرشوط املتعلقة ابلتصويت عىل قانون املالية اليت‬
‫أأس ند ادلس تور حتديدها اإىل قانون تنظميي مبقتىض الفقرة ا ألوىل من فصهل ‪ 49‬املذكور "‪.27‬‬
‫ولتأأمني املرحةل الانتقالية‪ ،‬مت اعامتد قانون مالية انتقايل‪ ،‬تدرج فيه ا ألحاكم الالزمة للفرتة‬
‫املمتدة من "فاحت يناير اإىل ‪ 11‬يونيو ‪ ،2999‬ويكون القانون املذكور حمل قانون تصفية يتعلق هبذه‬
‫الفرتة "‪.28‬‬
‫‪26‬‬
‫‪En effet, des années budgétaires distinctes de années civiles ont été adoptées au cours de périodes‬‬
‫‪ci-après :‬‬
‫; ‪ Entre 1913 et 1917 : 1er Mai – 30 Avril‬‬
‫; ‪ Entre 1931 et 1932 : 1er Avril – 31 Mars‬‬
‫; ‪ Entre 1996 et 2000 : 1er Juillet – 30 Juin‬‬
‫‪ 27‬قرار المجلس الدستوري رقم ‪ 10/10‬بشأن المادة األولى من القانون التنظيمي للمالية رقم ‪ 61-10‬موقع المجلس الدستوري‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪Après chaque changement d'année budgétaire, il a été nécessaire d'établir des budgets partiels‬‬
‫‪pour assurer la jonction entre les budgets annuels concernés soit :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪un budget de 8 mois pour la période allant du 1er Mai au 31 Décembre 1917.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪un budget de 3 mois pour la période allant du 1er Janvier au 31 Mars 1931.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪un budget de 9 mois pour la période allant du 1er Avril au 31 Décembre 1932 .‬‬
‫‪‬‬ ‫‪un budget de 6 mois pour la période allant du 1er Janvier au 30 Juin 1996.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪un budget de 6 mois pour la période allant du 1er Julie au 31 Décembre 2000‬‬

‫‪17‬‬
‫الفرتة الثالثة‪ :‬اس تثناءات مبد أأ الس نوية‬
‫رمغ الضبط اذلي يتيحه اإطار الس نة لعامتد وتنفيذ العمليات املالية العمومية فاإن مبد أأ‬
‫الس نوية يعرف العديد من الاس تثناءات‪ ،‬مهنا ما يرتبط ابخلروج اجلزيئ عن القاعدة دلواعي‬
‫س ياس ية أأو اإدارية ومهنا ما يرتبط مبقاربة جديدة تضع نصب عينهيا الفعالية والنجاعة للنفقة العمومية‪.‬‬
‫أأول‪ :‬عىل املس توى ادلس توري‬
‫يرتبط الاس تثناء اذلي يطال مبد أأ الس نوية ابلتصويت الربملاين الوحيد عىل نفقات التجهزي‬
‫اليت يتطلهبا يف جمال التمنية اجناز اخملططات التمنوية الإسرتاتيجية والربامج متعددة الس نوات‪.‬‬
‫فعندما يوافق الربملان عىل تكل النفقات‪ ،‬يس متر مفعول تكل املوافقة تلقائيا طيةل مدة هذه‬
‫اخملططات والربامج (الفقرة الثانية من الفصل ‪ 79‬من ادلس تور)‪.‬‬
‫أأيضا‪ ،‬من الاس تثناءات اليت جتد س ندها من ادلس تور‪ ،‬مما تضمنته الفرتة الثالثة من الفصل‬
‫‪ 79‬من ادلس تور واليت تشري ملراس مي فتح الاعامتدات السري املرافق العامة يف حاةل عدم التصويت‬
‫الربملاين‪.‬‬
‫اإن اعامتد هذه املراس مي يفيض بعد التصويت الربملاين عىل قانون املالية أأو رجوعه من احملمكة‬
‫ادلس تورية اإىل اعامتد قوانني مالية ألقل من س نة‪.‬‬
‫اثني ًا‪ :‬عىل مس توى القانون التنظميي‬
‫توجد عدة مقتضيات تتجاوز مبد أأ الس نوية من قبيل التعددية الس نوية اليت متزي نفقات‬
‫الاستامثر وترحيل الاعامتدات ابلنس بة لنفقات الاستامثر وكذا التفاقيات اليت تلزم مالية ادلوةل‪.‬‬
‫اإىل جانب هذه الاس تثناءات التارخيية‪ ،‬س يعرف مبد أأ الس نوية تليينا جوهري ان مج عن‬
‫املس تجدات املرتبطة ابعامتد املقاربة اجلديدة لتدبري املزيانية والعمل الربجمة متعددة الس نوات‪.‬‬
‫فتويخ النجاعة‪ ،‬والانتقال من مزيانية تعمتد الوسائل ملزيانية تعمل وفق ا ألهداف والنتاجئ يف‬
‫ظل املقاربة اجلديدة لتدبري املزيانية ومضامني القانون التنظميي لقانون املالية س تحدان من قمية املبد أأ‪.‬‬
‫هكذا‪ ،‬س تقترص الس نوية عىل الرتخيص املوازين اذلي سيمت العمل عىل جتديده لك س نة‪.‬‬
‫وغالبا ما س يكتيس ا ألمر طابعا شكيا‪ .‬ابملقابل اإجناز التوقعات والتنفيذ س يكوانن متعددي‬
‫الس نوات‬

‫‪Cité par : A. ELHIRL « Le budget de l’Etat » présentation constable en ligne, consultation 6102.‬‬

‫‪18‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫ لكن سيمت تطبيق املقاربة‬،‫ سيمت الاحتفاظ ابلس نوية ابلنس بة للرتخيص واملراقبة‬،‫يف احملصةل‬
‫ س تعرف التوقعات نقاشات جديدة لتحديد‬،‫ وهبذا‬.‫متعددة الس نوات ابلنس بة للتوقعات والتدبري‬
.29‫ مما سيسفر عن تشلك مناس بتني للنقاش املوازين داخل الس نة‬،‫التوهجات املوازنية‬
‫ الصدق املوازين والصدق احملاس يب‬:‫املطلب الثالث‬
‫ نشري اإىل مبد أأ‬،1122 ‫ وانسجام مع روح دس تور‬،‫إاىل جانب مبادئ التوازن والس نوية‬
‫جديد يف الترشيع املغريب ارتبط بصدق املعطيات وا ألرقام املرتبطة ابملالية العمومية استنادا الفصل‬
‫ "للمواطنات واملواطنني حق للحصول عىل املعلومات املوجودة يف حوزة الإدارة‬:‫ من ادلس تور‬17
."‫العمومية واملؤسسات املنتخبة والهيئات املكفة مبهام املرفق العام‬
،1119 ‫يف أأطروحته عن أأصول تطور التصويت عىل مزيانية ادلوةل بفرنسا واجنلرتا س نة‬
‫ اإذ لطاملا طعنت‬،‫ اإىل أأن موضوع الصدق ليس جديدا متاما‬30‫يرى أأحد الباحث أألكس ندر كويك‬
‫املعارضة الربملانية يف صدقية تدخالت اجلهاز التنفيذي وهو ا ألمر اذلي س بق و أأقره البارون لويس‬
،‫ اذلي اعرتف انه مل يمت قط تقدمي مزيانية صادقة واكمةل للجهاز الترشيعي‬،31‫وزير املالية الفرنيس‬
.‫متكنه من نظرة شامةل وتعرفه عىل املبالغ احلقيقية للموارد والنفقات‬

29
Loic Philip, « droit constitutionnel financier et fiscal, la nouvelle loi organique du 1er aout 2001
relative aux lois de finances », revue francais de droit constitutionnel 2002/1 (n°49), p 204,
www.cairn.info/revue-francais-de-droit-constitutionnel-2002-1-page-199.html cairn ifno
téléchargement 20/07/2016.
30
Alexandre GUIGUE, « Les origines et l'évolution du vote du budget de l'état en France et en
Angleterre » Thèse pour le doctorat en droit présentée et soutenue publiquement le 9 décembre
2005.
31
le baron Louis dans son rapport présenté au Roi sur la situation des finances au 1er avril 1814, et
sur les budgets des années 1814 et 1815, paraissent ainsi d'une étonnante actualité : «le système de
l'ancien Gouvernement présentait les apparences de l'ordre et de l'exactitude. Dans les derniers mois
de chaque année, les ministres devaient faire connaître au ministre des finances les sommes
nécessaires pour les dépenses de l'année suivante ; le ministre des finances réunissait ces demandes
et on formait le budget général de l’Etat. Le même ministre formait l'aperçu des revenus pendant
l'année ou le budget des recettes. Ces états de recettes et de dépenses, divisés par exercices,
composaient le budget général de l'Etat, qui devait être soumis au Corps législatif. Si ce travail eût
été complet et exact, il aurait pu être le mais jamais il n'a été présenté au Corps législation budget
sincère et complet, offrant l'ensemble et le montant ée des recettes et des dépenses de tous les
exercices réunis ».

19
‫يف هذا املطلب الثالث‪ ،‬سوف نعود يف الزمن لنعمل عىل رصد ظهور وتطور تكريس مبد أأ‬
‫الصدق‪ ،‬سواء يف الاجهتادات القضائية أأو العمل الترشيعي‪ ،‬لنعمل عىل حتديد مضمونه وقميته قبل‬
‫أأن خنلص لصد معامل أأزمته‪.‬‬
‫الفقرة ا ألوىل ‪ :‬ظهور وتطور مبدأأ الصدق‬
‫رمغ عراقة املطالبة ادلاعية لعامتده‪ ،‬تأأخر مبد أأ الصدق كثريا يف اإجياد موقع هل مضن الكتةل‬
‫ادلس تورية‪ .‬ورمغ مسامهة الاجهتاد القضايئ يف الاعرتاف ابملبد أأ‪ ،‬ورمغ ضغط املطالب احلقوقية‬
‫اليت رقته ملرتبة دس تورية‪ ،‬اإل أأن مغرة لتتوجي ادلس توري رسعان ما تراجعت بفعل انتقادات زجت‬
‫ابملبد أأ يف أأزمة حقيقية‪ ،‬اضطر معها القضاء ادلس توري لالعرتاف بغموض املبد أأ ونسبية ادلفع به‪.‬‬
‫أأول‪ :‬النشأأة القضائية ملبدأأ الصدق‬
‫الرجوع للقانون املقارن‪ ،‬جند املرشع الفرنيس قد اكن س باقا ل إالشارة للمبد أأ يف قانونه‬
‫التنظميي للاملية‪ ،32‬اإشارة جاءت تتوجيا للمالحظات اليت ما فئت القضاء املايل الفرنيس يبدهيا‬
‫مبناس بة مراقته لتنفيذ قوانني املالية الس نوية وهو ا ألمر اذلي مل جيد نفس الصدى عند اجمللس‬
‫ادلس توري الفرنيس‪ .33‬اإن هذا ا ألمر قد جيد ما يربره ابلنظر اإىل تباين منظور معل لك مؤسسة‪.‬‬
‫فاإذا اكن تقدير اجمللس ادلس توري لصدق قانون املالية ينطلق ويرتكز عىل الطابع التوقعي للمزيانية‬
‫فاإن القضاء املايل واذلي تكون أأحاكمه أأكرث وطأأة‪ ،‬ينظر ويبث أأساسا يف احلساابت‪.‬‬
‫وميكن اعتبار قرار اجمللس ادلس توري الفرنيس‪ ،‬بشأأن قانون مالية ‪ 2911‬أأول قرار يؤسس‬
‫ملبد أأ الصدق‪ ،‬لكن دون الإشارة للمصطلح برصحي العبارة‪.34‬‬
‫غري انه وحتت وقع املطالب الربملانية امللحة وإارصار الربملانيني عىل الريق مببد أأ الصدق وعدم‬
‫ترددمه يف ادلفع به دلى القضاء ادلس توري‪ ،‬س يعرف املبد أأ طفرة هممة جعلت اجمللس ادلس توري‬

‫‪32‬‬
‫‪L’article 16 érige la sincérité en principe budgétaire – « les lois de finances présentent de façon sincère‬‬
‫‪l'ensembledes ressources et des charges de l'Etat. Leur sincérité s'appréci prévisions qui peuvent‬‬
‫‪raisonnablement en s'apprécie compte eNY des informations disponibles et des .‬‬
‫‪33‬‬
‫‪Il convient de citer, par exemple, les transferts opérés entre le budget général et le budget annexe des‬‬
‫‪prestations sociales agricole (BAPSA) par la loi de finances pour 1995, critiqués par la haute juridiction‬‬
‫‪financière mais non par le Conse constitutionnel (décision no 94-351 DC du 29 décembre 1994), ou bien les‬‬
‫‪reports de crédits réalisés par la loi de finances rectificative pour 1998, à l'égard desquels la Cour des‬‬
‫‪comptes se montre plus exigeante que le juge constitutionnel (décision n°98-406 DC du 29 décembre 1998).‬‬
‫‪34‬‬
‫‪La décision n°82-154 DC du 29 décembre 1982 portant sur la loi de finances pour 1983 peut être considérée‬‬
‫‪Comme la première décision du Conseil constitutionnel fondant le principe de sincérité, sans toutefois que‬‬
‫‪le terme luimême soit employé, le Conseil évoquant la clarté des comptes de l'Etat et le contrôle efficace du‬‬
‫‪Parlement.‬‬

‫‪20‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
2914 ‫ وذكل يف قرار هل س نة‬،‫الفرنيس يعتد ابملبدأأ يف اإحدى حيثياته حىت وإان مل يرثه ا ألطراف‬
.35‫بشأأن قانون املالية الس نوي‬
‫ وحتت وقع املطالب الربملانية واملعارضة خاصة اليت د أأبت عىل اهتام احلكومة‬،2991 ‫س نة‬
‫ حيث‬،37‫ س يعجل القضاء ادلس توري ابلعرتاف ابملبد أأ‬،36‫ابملناورة يف تقدمي حتمالت وموارد ادلوةل‬
.38‫أأصبح يعتد به للطعن يف قانون املالية الس نوي وصار وس يةل لتقيمي قوانني املالية الس نوية‬
‫ جاء دور املرشع ليجد مبد أأ الصدق طريقه للترشيع من خالل‬،‫بعد هذا التكريس القضايئ‬
‫ "قوانني املالية تقدم بشلك صادق‬:‫ من القانون التنظميي لقانون املالية اليت نصت عىل أأن‬11 ‫املادة‬
‫ تقمي هذه الصدقية ابلنظر للمعلومات املتاحة والتوقعات اليت ميكن‬.‫مجموع موارد ونفقات ادلوةل‬
."‫منطقيا أأن تفرزها‬
‫ شلك هذا ا ألمر فرصة‬،‫ومبا أأن القوانني التنظميية تعرض تلقائيا عىل اجمللس ادلس توري‬
‫ أأكد اجمللس ادلس توري الفرنيس أأن اعتبار قانون مالية‬،‫ فبعد مجموعة من احليثيات‬.‫لتدقيق املبد أأ‬
‫أأويل مشواب بعيب الصدق عندما يتسم بنية تغليط اخلطوط الكربى للتوازن اليت حيددها هذا‬
.‫القانون‬
‫ س بق القضاء ادلس توري املغريب‬:‫اثني ًا‬
‫ وعىل شالكة‬. ‫ اكن القضاء ادلس توري املغريب س باقا يف الاعتداد مببد أأ الصدق‬،‫من جانبه‬
.‫نظريه الفرنيس جند اجمللس ادلس توري املغريب يتبىن مبد أأ الصدق دون الإشارة اإليه برصحي العبارة‬
35
le Principe de sincérité des lois de finances et des lois de financement de la sécurité sociale" note de
Synthèse d Service des études juridiques. les documents de travail du sénat, série études juridiques, n°ej 1
octobre 2006.
36
Dans SO commentaire de la décision du Conseil constitutionnel n°94-351 DC du 29 décembre 1994 qui
consacre le Principe de Sincérité budgétaire. M. Philip rappelle que, « depuis longtemps, l'opposition accuse
le Gouvernement de manipulation dans la présentation des charges et des ressources de l’Etat » PHILIP (L),
Décision n°97-395. DC, 30 décembre 1997, RFDC, n°33, 1998, p. 162.
37
C'est néanmoins en 1993, avec sa décisionn° 93-320 DC du 21 juin 1993, que le Conseil constitutionnel,
acceptant d'examiner le grief d'insincérité des chiffres contenus dans la loi de finances rectificative pour
1993 - les requérants contestaient l'évaluation des recettes de privatisation -, se réfère pour la première
fois, à « la sincérité des chiffres contenus dans la loi ». La sincérité devient un instrument d'évaluation
constitutionnelle des lois de finances.
38
« Considérant qu'il est soutenu par les sénateurs auteurs de la première saisine, que l'inscription
en recettes du budget général de 1993, pour un montant de 18 miliards de francs du produit
d'opérations de cession au secteur privi par l'Etat d'entreprises du secteur public, méconnaît la
règle posée à l’article 02 de l’ordonnance du 6 janvier 0101 selon laquelle les recettes sont prises
en compte au titre du budget de l'année au cours de laquelle elles sont encaisso altérant ainsi la
sincérité des chiffres contenus dans la loi ». Décision n°93-320 DC, 21 juin 1993, Rec. p. 146.

21
‫فمبناس بة حبث دس تورية قانون مالية ‪ ،1124‬ويف قرار هل بشأأن املأأخذ املتعلق مبخالفة املادة‬
‫‪ 19‬من قانون مالية ‪ 1124‬لدلس تور‪ ،‬حبث اجمللس ادلس توري يف صدق الاعامتدات احلقيقية‬
‫لتغطية النفقات املتعلقة ابملداخيل اليت تعترب نفقات معومية كسائر النفقات‪.‬‬
‫وبقراره‪ ،‬يكون اجمللس قد حبث يف حصة الطعن اذلي تقدم به ‪ 211‬عضو ًا من أأعضاء‬
‫جملس النواب معتداً بصدق التقديرات اذلي ل يعدو كونه جزء ًا ومكوان من مكوانت مبد أأ الصدق‪.‬‬
‫‪ -9‬يف شان املأأخذ املتعلق مبخالفة املادة ‪ 19‬من قانون املالية لدلس تور‪:‬‬
‫حيث ورد يف عريضة الإحاةل‪ ،‬أأن هذه املادة ل تتضمن تقدير الاعامتدات احلقيقية لتغطية‬
‫النفقات املتعلقة ابملداخيل اليت تعترب نفقات معومية كسائر النفقات‪ ،‬اإل أأهنا مل تدرج يف قانون املالية‬
‫املذكور وترصف دون اإذن من الربملان‪ ،‬اإذ تلجا احلكومة اإىل مقاصهتا مع املداخيل اجلبائية مما يتناىف‬
‫مع الفصل ‪ 79‬من ادلس تور واملادتني ‪ 2‬و ‪ 9‬من القانون التنظميي لقانون املالية‪ ،‬وهو ما جعل‬
‫اجمللس ا ألعىل احلساابت يشري يف تقريريه املتعلقني بتنفيذ ينهتيي املالية لسنيت ‪ 1119‬و ‪ 1121‬اإىل‬
‫أأن التقليد اذلي د أأبت عليه اخلزينة العامة بتسجيل املداخيل الصافية بعد خصم النفقات املتعلقة‬
‫ابملداخيل وحصة امجلاعات احمللية من حصيةل الرضيبة عىل القمية املضافة وبعض الرضائب املرصدة‬
‫للجهات ومرصدات املصاحل املالية‪ ،‬خيالف ما تنص عليه املادة ‪ 9‬من القانون التنظميي لقانون املالية؛‬
‫لكن‪ ،‬حيث‪ ،‬اإن املالحظة الواردة يف تقريري اجمللس ا ألعىل احلساابت املتعلقة بتنفيذ‬
‫قانوين املالية برمس سنيت ‪ 1119‬و ‪ 1121‬انصبت عىل كيفية تقدمي اخلزينة العامة للحساب العام‬
‫للمملكة‪ ،‬علام أأن اجمللس أأشار اإىل أأنه مل يمتكن من التعرف عىل طبيعة هذه النفقات لكون الواثئق‬
‫العامة املدىل هبا من طرف اخلازن العام للمملكة مل ترفق ابلواثئق املثبتة ملبالغ هذه النفقات‪.‬‬
‫وحيث أأن اخلزينة العامة تقدم احلساب العام للمملكة وفق الرشوط واملهنجية احملدد لها‬
‫مبوجب املرسوم املليك رمق ‪ 111-99‬بتارخي ‪ 12‬أأبريل ‪ 2997‬املتعلق ابحملاسبية العمومية‪ ،‬كام مت‬
‫تعديهل ابخلصوص مبقتىض املرسوم رمق ‪ 1-19-911‬بتارخي ‪ 17‬يناير ‪ ،1121‬وهو احلساب العام‬
‫اذلي يضعه وزير املالية ويوهجه اإىل اجمللس ا ألعىل للحساابت مشفوعا ابملرشوع الس نوي لقانون‬
‫التصفية اذلي يعرض عىل الربملان‪ ،‬وفق أأحاكم الفصل ‪ 79‬من ادلس تور ومقتضيات املادة ‪ 47‬من‬
‫القانون التنظميي لقانون املالية؛‬
‫وحيث أأن كيفية تقدمي احلساب العام للمملكة من طرف اخلزينة العامة يتعلق بتنفيذ قانون‬
‫املالية‪ ،‬وهو أأمر تمت مناقش ته وتقديره من قبل الربملان مبناس بة تقدمي قانون التصفية‪ ،‬ول ميكن‪،‬‬
‫انطالق ًا من مالحظة هتم حسا ًاب عام ًا للمملكة يتعلق بس نتني ماليتني فارطتني‪ ،‬القول بأأن قانون‬
‫‪22‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫املايل لس نة ‪ 1124‬يتضمن خرق ًا ملقتضيات املادة ‪ 9‬من القانون التنظميي لقانون املالية؛ الفصل بني‬
‫قانون املالية الس نوي وقانون التصفية‬
‫اثلث ًا‪ :‬التكريس القانوين ملبدأأ الصدق‬
‫تتوجيا للمطالب احلقوقية ادلس تورية واس تجابة لالجهتادات القضائية املغربية واملقارنة وجد‬
‫مبد أأ الصدق‪ ،‬وبقوة‪ ،‬ماكان هل مضن الكتةل ادلس تورية من خالل مواد متاثلت صياغهتا عىل مس توى‬
‫ادلوةل وامجلاعات الرتابية‪.‬‬
‫يف هذا الإطار‪ ،‬نصت املادة العارشة من القانون التنظميي لقانون املالية عىل‪" :‬تقدم قوانني‬
‫املالية بشلك صادق مجموع تاكليف وموارد ادلوةل‪ ،‬ويمت تقيمي صدقية املوارد والتاكليف بناء عىل‬
‫املعطيات املتوفرة أأثناء اإعدادها والتوقعات اليت ميكن أأن تنتج عهنا"‪.‬‬
‫عىل املس توى الرتايب‪ ،‬نص من القوانني التنظميية للجامعات الرتابية عىل مقتضيات مماثةل‪.39‬‬
‫هكذا‪ ،‬نصت املادة ‪ 299‬من القانون التنظميي للجهات‪ ،‬عىل انه‪" :‬تقدم مزيانية اجلهة بشلك صادق‬
‫مجموع مواردها وتاكليفها‪ .‬ويمت تقيمي صدقية هذه املوارد والتاكليف بناء عىل املعطيات املتوفرة أأثناء‬
‫اإعداده والتوقعات اليت ميكن أأن تنتج عهنا"‪.‬‬
‫نفس املقتضيات جندها يف القانون التنظميي للعاملت وا ألقالمي‪ ،‬اذلي نص يف مادته ‪:244‬‬
‫"تقدم مزيانية العامةل أأو الإقلمي بشلك صادق مجموع موارده وتاكليفها‪ .‬ويمت تقيمي صدقية هذه املوارد‬
‫والتاكليف بناء عىل املعطيات املتوفرة أأثناء اإعدادها والتوقعات اليت ميكن أأن تنتج عهنا"‪.‬‬
‫أأيضا‪ ،‬القانون التنظميي رمق ‪ 221.24‬املتعلق ابمجلاعات نص يف مادته ‪ 291‬عىل‪" :‬تقدم‬
‫مزيانية امجلاعة بشلك صادق مجموع مواردها وتاكليفها‪ .‬ويمت تقيمي صدقية هذه املوارد والتاكليف بناء‬
‫عىل املعطيات املتوفرة أأثناء اإعداده والتوقعات اليت ميكن أأن تنتج عهنا"‪.‬‬
‫الفرتة الثانية‪ :‬قمية مبد أأ الصدق‬
‫يتعني أأيضا عدم اخللط ما بني الصدق املوازين والصدق احملاس يب اذلي ر أأى النور أأول‪ .‬لقد‬
‫نصت الفقرة ا ألخرية من املادة ‪ 12‬من القانون التنظميي لقانون املالية املالية عىل مبد أأ الصدق‬

‫‪39‬‬
‫المادة ‪ 022‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 006.02‬المتعلق بالعماالت واألقاليم الصادر بتاريخ ‪ 2‬يوليوز ‪ ،6100‬ج ر عدد ‪2161‬‬
‫بتاريخ ‪ 61‬يوليوز ‪ ،6100‬وكذا المادة ‪ 006‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 001.02‬المتعلق بالجماعات والصادر بتاريخ ‪ 2‬يوليوز‬
‫‪ ،6100‬ج ر ‪ 2161‬بتاريخ ‪ 61‬يوليوز ‪.6100‬‬
‫‪23‬‬
‫احملاس يب حيث أأكدت عىل أأنه ‪" :‬جيب أأن تكون حساابت ادلوةل مطابقة للقانون وصادقة وتعكس‬
‫صورة حقيقية لرثوته ولوضعيهتا املالية"‪ .‬وهو ا ألمر اذلي جنده أأيضا دلى املرشع الفرنيس‪.40‬‬
‫كام أأشارت الفقرة الثالثة من املادة ‪ 11‬من القانون التنظميي لقانون املالية ملبد أأ الصدق‬
‫احملاس يب حيث جعلت منه الزتاما عىل عاتق احملاس بني العموميني‪" :‬يتكف احملاس بون العموميون‬
‫مبسك وإاعداد حساابت ادلوةل والسهر عىل احرتام املبادئ والقواعد احملاسبية من خالل التأأكد عىل‬
‫اخلصوص من احرتام صدقية التسجيالت احملاسبية واحرتام املساطر وجودة احلساابت العمومية"‪.‬‬
‫غري أأن مسأأةل الإشهاد عىل صدقية حساابت ادلوةل ومطابقة تسجيالهتا النوع واملساطر‬
‫احملاسبية تبقى من اختصاص اجمللس ا ألعىل للحساابت حيث تنص الفقرة ا ألخرية من املادة ‪ 12‬من‬
‫القانون التنظميي لقانون املالية عىل قيام اجمللس ابلتصديق عىل مطابقة حساابت ادلوةل للقانون‬
‫وعىل صدقيهتا‪.‬‬
‫اإن معلية التصديق احملاس يب تمت مبناس بة تقدمي قانون التصفية‪ ،‬حيث حييل اجمللس ا ألعىل‬
‫للحساابت عىل الربملان التقرير حول تنفيذ قانون املالية والترصحي العام للمطابقة بني احلساابت‬
‫الفردية للمحاس بني واحلساب العام للمملكة وهذا طبقا الفقرة ا ألخرية من املادة ‪ 91‬من القانون‬
‫التنظميي لقانون املالية‪.‬‬
‫وعىل املتسوى الرتايب‪ ،‬تنص املادة ‪ 241‬من املرسوم رمق ‪ 1.19.442‬الصادر يف ‪ 1‬يناير‬
‫‪ 1121‬واملتعلق بسن نظام للمحاس بة العمومية للجامعات احمللية ومجموعاهتا عىل أأنه‪" :‬جيب أأن يكون‬
‫حساب امجلاعة احمللية أأو اجملموعة حصيحا وصادقا‪ ،‬سواء من حيث املداخيل أأو من حيث‬
‫‪41‬‬
‫النفقات‪"..‬‬
‫وصدق املزيانية ل يعمتد بصفة مطلقة واثبتة‪ ،‬اإذ اإن تقديره خيضع للمتغريات اليت وظفت‬
‫لبناء الفرضيات املوازنية وحتديد الربجمة املرتبطة هبا‪ .‬لهذا‪ ،‬مفسأأةل تقيمي صدق املزيانية‪ ،‬أأي املوارد‬
‫والتاكليف تبقى مسأأةل نسبية ترتبط ابملعطيات وابلطرفية اليت واكبت مسلسل الإعداد والتحضري‬
‫لقانون املالية وابلتوقعات والفرضيات اليت مت بناؤها؛ أأما مسأأةل تقيمي صدقية حساابت ادلوةل تبقى‬
‫مسأأةل قانونية تولك هممة الاضطالع هبا اجمللس ا ألعىل احلساابت‪.42‬‬

‫‪40‬‬
‫‪L’article 62 de la lolf, disposant dans son dernier alinéa que « les comptes de l’Etat doivent être‬‬
‫‪réguliers, sincères et donne un image fidèle de son patrimoine et de sa situation financière ».‬‬
‫‪ 41‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 0600‬الصادرة بتاريخ ‪ 61‬صفر ‪ 6( 0210‬فبراير ‪.)6101‬‬
‫‪42‬‬
‫‪Notes de bas de page 1, 2, et 3 citées dans le document de travail du sénat, série études‬‬
‫‪juridiques, n° ej 1 octobre 2006.‬‬

‫‪24‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫هكذا نصت الفقرة ا ألخرية من املادة ‪ 12‬من القانون التنظميي لقانون املالية عىل‪" :‬يقوم‬
‫اجمللس ا ألعىل للحساابت والتصديق عىل مطابقة حساابت ادلوةل للقانون وصدقيهتا"‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املبادئ ادلس تورية املرتبطة ابملزيانية‬
‫اإن اإدراك املسؤولني عن تدبري املالية العمومية‪ ،‬بكون أأن التدبري احملاس يب والرمقي أأحضى‬
‫غري قادر عىل مواكبة متطلبات احلاكمة املالية والتحولت املتسارعة‪ ،‬ورضورة إارشاك متدخلني‬
‫أأخرين يف صنع القرار املايل‪ ،‬لك ذكل جعل برضورة تبين مبادئ جديدة لتدبري انجع للاملية‬
‫العمومية‪ ،‬قبل ذكل سنتطرق ملبادئ دس تورية ممتزة عن غريها ترتبط ابملزيانية‪ ،‬وإان اكنت تقليدية‪،‬‬
‫بيد أأنه لبد مهنا‪ ،‬و أأطرها ادلس تور املغريب ‪ ،1122‬ويف غياهبا س يفقد الربملان سلطته الرقابية‪،‬‬
‫وتتجىل هذه املبادئ يف مبد أأ الوحدة (مطلب أأول)‪ ،‬ومبد أأ الشمول(مطلب اثين)‪ ،‬مبد أأ‬
‫الشفافية(مطلب اثلث)‪ ،‬واملبد أأ املرتكز عىل النتاجئ( مطلب رابع)‪.‬‬
‫املطلب ا ألول‪ :‬مبد أأ الوحدة‬
‫يف هذا املطلب س نتناول اإعامتد مبد أأ الوحدة (الفقرة أأوىل)‪ ،‬و التبس يط القانوين لهذا‬
‫املبد أأ (الفقرة الثانية)‪ ،‬ونظر القضاء ادلس توري يف مدى قانونية تليني هذا املبد أأ يف بعض ا ألمور‬
‫املتعلقة ابملزيانية (الفقرة اثلثة)‪.‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬اإعامتد مبد أأ الوحدة‬
‫املقصود هبذا املبد أأ وجود مزيانية واحدة يف ادلوةل‪ ،‬تمت صياغهتا يف وثيقة واحدة تضم‬
‫مجيع الإيرادات والنفقات العمومية املتوقعة‪ ،‬وقد مت وضع هذه القاعدة و اإقرارها من دلن املرشع‬
‫لعتبارات س ياس ية ومالية‪ ،‬من الناحية الس ياس ية‪ ،‬فالعمل هبذه القاعدة جيعل هممة الربملان يف‬
‫اعامتدة املزيانية واملصادقة علهيا ومراقبة تنفيذها تمتزي ابليرس وعدم التعقيد‪ ،‬يف نفس الس ياق ومن‬
‫الناحية املالية‪ ،‬فوجود املزيانية يف وثيقة واحدة يساعد عىل معرفة املركز املايل لدلوةل ابلوضوح و‬
‫ادلقة الالزمة‪ .‬وهو ما يمت من خالل املقارنة بني الإيرادات والنفقات وابلتايل حتديد جحم العحز أأو‬
‫الفائض يف مزيانية ادلوةل وكيفية عالجه‪.43‬‬
‫قبل اإصدار أأول قانون مايل مغريب‪ ،‬اكنت ا ألجزاء الثالثة املكونة للمزيانية تشلك‬
‫وحدات مس تقةل‪ ،‬يمتتع لك جزء مهنا بتوازنه وقد تصدر متفرقة ويف توارخي جد متباعدة‪ .‬ولقد‬
‫جاءت القوانين التنظميية لتتجاوز هذه الوضعية عرب قانون املالية اذلي جيمع هذه الوحدات‬

‫‪43‬‬
‫‪ :‬الحسن الرامي‪ ،‬قانون الميزانية‪ ،‬مطبعة قرطبة باكادير‪ ،‬سنة ‪ ،6102‬ص ‪21‬‬

‫‪26‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫الفرعية‪ ،‬حيث معل عىل دمج املعطيات املتعلقة مبواردها ونفقاهتا مضن اجلدول العام والوحيد‬
‫للتوازن املايل‪.44‬‬

‫اإن هذا التحديد هو ما أأكدته املادة ا ألوىل من القانون التنظميي للاملية‪ ،‬حيث تنص عىل أأنه "‬
‫حيدد قانون املالية‪ ،‬ابلنس بة للك س نة مالية ‪ ،‬طبيعة ومبلغ ختصيص مجموع موارد وتاكليف ادلوةل‬
‫وكذا التوازن املزيانيايت الناجت عهنا"‪.‬‬
‫أأيضا‪ ،‬تنص املادة الثالثة من نفس القانون عىل أأنه " يتوقع قانون املالية للس نة‪ ،‬للك س نة‬
‫مالية‪ ،‬مجموع موارد وتاكليف ادلوةل‪."....‬‬
‫بدورها‪ ،‬ورمغ ارتباطها مببد أأ أأخر‪ ،‬تؤكد املادة الثامنة مبد أأ الوحدة‪ ،‬من خالل نصها عىل رصد‬
‫مجموع املداخيل لتنفيذ مجموع النفقات‪.‬‬
‫ول يقترص مبد أأ الوحدة عىل املزيانية عىل شقها التوقعي؛ بل هيم شقها احملاس يب‪ ،‬حيث تقوم‬
‫ادلوةل مبسك حماس بة مزياانتية للمداخيل والنفقات‪ .‬كام تقوم مبسك حماس بة عامة ابلنس بة جملموع‬
‫معلياهتا‪.45‬‬
‫بدوره‪ ،‬حرص اجمللس ادلس توري عىل مراقبة املبد أأ وادلفاع عن وحدة مزيانية ادلوةل يف اإطار‬
‫قانون املالية الس نوي‪.‬‬
‫هناك قرار من طرف اجمللس ادلس توري يشأأن القانون التنظميي للاملية ‪ ،2991‬واذلي اكن قد‬
‫تضمن تشري اإىل توفر مرافق ادلوةل املسرية بشلك مس تقل عىل مزيانيات مس تقةل‪ ،‬أأصدر قراره أأقر‬
‫فيه مبخالفة أأحاكم هذه املادة لروح ادلس تور‪:‬‬
‫"وحيث أأنه يس تخلص من هذه ا ألحاكم أأن الامر يتعلق حباةل من حالت ا إلس تنثناء من قاعدة‬
‫معومية املزيانية وعدم ختصيص مداخيل معينة لوجه من أأوجه الإنفاق وهو ما يس توجب أأن تدرج‬
‫مزيانيات هذه املرافق املس تقةل بصورة مس تقةل يف القانون‪".‬‬
‫ورمغ اعامتد هذا املعىن الضيق‪ ،‬مفبد أأ الوحدة يبقى نسبيا‪ ،‬ل يفيد وحدة عضوية اتمة‪ ،‬جتمع لك‬
‫املكوانت املالية مضن وثيقة واحدة وبناء هيكيا موحدا ومنسجام يتبىن نفس الفرضيات ويعمتد نفس‬
‫القواعد ويليب نفس الاحتياجات‪.‬‬
‫بيد أأنه‪ ،‬ورمغ نسبية القول ابلوحدة‪ ،‬فالوحدة املوضوعية لهذا القانون تظل قامئة ابعتباره معال‬
‫‪44‬‬
‫‪:‬ميزانية الدولة‪ ،‬مديرية الميزانية‪ ،‬وزارة االقتصاد والمالبة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ :‬المادة ‪ 10‬من القانون التنظيمي للمالية ‪011.01‬‬

‫‪27‬‬
‫قانونيا ل ميكن أأن يتضمن اإل أأحاكما تتعلق ابملوارد والنفقات أأو هتدف حتسني الرشوط املتعلقة‬
‫بتحصيل املداخيل وكذا مراقبة اس تعامل ا ألموال العمومية‪ ،‬فالوحدة املوضوعية تس تدعي جتنب‬
‫احلشو مبقتضيات ل ترتبط ابملالية العمومية‪.‬‬
‫وهبذا عرف مبد أأ الوحدة املوازنية تكييفا قانونيا‪ ،‬أأضفى عليه نوعا من البساطة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التبس يط القانوين ملبد أأ الوحدة‬
‫جتسد التليني القانوين لهذا املبد أأ يف العديد من املقتضيات القانونية‪:‬‬
‫فاملادة الثانية من القانون التنظميي لقانون املالية تنص عىل ثالثة أأنواع لقانون املالية‪ :‬قانون‬
‫املالية الس نوي‪ ،‬قانون املالية التعدييل‪ ،‬وقانون التصفية‪ .46‬كام أأنه داخل بنية قانون املالية جند‬
‫جز أأين منفصلني‪ ،‬هذا التقس مي جيعل هذا القانون يبدو كقانونني منفصلني‪ ،‬كتلتني متباينتني داخل‬
‫بنية واحدة‪.‬‬
‫أأيضا‪ ،‬قد تأأيت تعديالت تطال قانون املالية الس نوي عرب قوانني مالية معدةل‪ ،‬فنكون بصدد‬
‫واثئق متعددة ومتباعدة زمانيا؛ كام قد تأأيت مقتضيات تنظميية تطال أأو تفتح أأو توقف أأو حىت تلغي‬
‫بعض الاعامتدات فنكون أأمام جتزئات معلية‪.‬‬
‫وإاذا اكنت الفقرة الثانية من املادة الثامنة من القانون التنظميي للاملية تنص عىل اإدراج مجيع‬
‫املداخيل ومجيع النفقات يف املزيانية العامة‪ ،‬فاإن الفقرة الثالثة من نفس املادة تعطينا مفهوما جديدا‬
‫أأمشل من املزيانية العامة وهو مزيانية ادلوةل اليت تضم كذكل احلساابت اخلصوصية للخزينة‬
‫ومزيانيات مرافق ادلوةل املسرية بصورة مس تقةل‪.‬‬
‫هكذا‪ ،‬واستنادا للامدتني ‪ 41‬و ‪ 19‬من القانون التنظميي لقانون املالية‪ ،‬ميكن أأن تدرج بني‬
‫مكوانت مزيانية ادلوةل‪ ،‬املوارد والنفقات املتعلقة بتدبري ا ألموال العمومية اليت تنتج عن بعض‬
‫حساابت اخلزينة‪ ،‬كام ميكن رصد بعض املداخيل لبعض النفقات يف اإطار مزيانيات مرافق دوةل‬
‫مسرية بصورة مس تقةل أأو يف اإطار حساابت خصوصية للخزينة أأو يف اإطار اإجراءات حماسبية‪.‬‬
‫وبطبيعة احلال ختضع لك هذه الوحدات املكونة ملزيانية ادلوةل للفحص الربملاين‪ ،‬فاملادة ‪ 14‬من‬

‫‪46‬‬
‫‪: Michel Lascombek,xavier vandendriessche ‘Les finances publiques’ edition 6101, collection connaissance du‬‬
‫‪droit , edition dalloz,paris,p/68‬‬

‫‪28‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫ق‪،‬ت‪،‬م ‪ 211.21‬تقيض بتقدمي مشاريع العمليات املربجمة يف اإطار مرافق ادلوةل املسرية بصورة‬
‫مس تقةل للجان الربملانية املعنية‪ ،‬رفقة مشاريع القطاعات الوزارية أأو املؤسسات التابعة لها هذه‬
‫املرافق‪ ،‬واملادة ‪ 11‬من نفس القانون تنص عىل تقدمي مشاريع العمليات املربجمة يف اإطار احلساابت‬
‫املرصدة ألمور خصوصية للجان الرملانية املعنية كذكل‪.47‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬مراقبة مدى قانونية التليني القانوين ملبدأأ الوحدة‬


‫أأكد اجمللس ادلس توري هذا التليني اذلي طال مبد أأ الوحدة واذلي قلص من قمية ا إلس تثناء‬
‫الوارد اذلي تشكه مزيانية مرافق ادلوةل املسرية بصورة مس تقةل واحلساابت اخلصوصية للخزينة يف‬
‫قراره ‪ 119-1111‬ملف رمق ‪ ،1111-499‬بشأأن ا ألحاكم املتعلقة مبرافق ادلوةل املسرية بصورة‬
‫مس تقةل‪:‬‬
‫" وحيث اإنه يس تخلص من هذه ا ألحاكم أأن مرافق ادلوةل املسرية بصورة مس تقةل أأصبحت‪،‬‬
‫خالفا ملا اكن عليه ا ألمر يف املادة ‪ 21‬من ق‪،‬ت‪،‬م رمق ‪ 7-91‬اذلي اكن اجمللس ادلس توري قد‬
‫رصح بعدم مطابقهتا لدلس تور مبقتىض قرارها ‪ ،91-191‬خاضعة ملراقبة املرشع وفق ما تنص عليه‬
‫الفقرة ا ألوىل من الفصل ‪ 91‬من ادلس تور‪ ،‬كام يبني ذكل من اإدراج مزيانياهتا يف قانون املالية اذلي‬
‫هل صالحية اإحداهثا أأو حذفها‪ ،‬ولنئ اكنت هذه املرافق تشلك حاةل من حالت ا إلس تثناء من‬
‫قاعدة عدم ختصيص مداخيل معينة لوجه من ألوجه الإنفاق‪ ،‬فاإن هذا ا ألاإس تثناء اذلي أأصبح‬
‫منصوص عليه رصاحة مضن القانون‪ ،‬ت‪،‬م هل طابع حمدود وتربره أأول املهمة اخلاصة املنوطة هبهذ‬
‫املرافق واملمتثةل أأساسا يف اإنتاج سلع وتقدمي خذمات مقابل دفع أأجر‪ ،‬واثنيا تبعا ذلكل‪ ،‬رضورة‬
‫توفر هذه املصاحل عىل تس يري يتسم ابملرونة ويسعى حسب الإماكن اإىل ختفيف جعز املزيانية اإن مل‬
‫يكن جتنبه متام‪ ،‬واثلثا متطلبات هذا التس يري املرتكز عىل رسعة املبادرة والإجناز"‪.‬‬
‫وجتدر الإشارة اإىل أأن عدم اإدراج مزيانية املؤسسات واملقاولت العمومية مضن وثيقة التصويت‬
‫الربملاين‪ ،‬وعدم اإخصاعها للرقابة والرتخيص الربملاين‪ ،‬من أأبرز ا إلس تثناءات اليت تطال مبد أأ الوحدة‪.‬‬
‫فاإذا اكنت هذه املؤسسات واملقاولت العمومية‪ ،‬تترصف يف موارد هممة ابعتبارها املستمثر‬
‫العمويم ا ألول‪ ،‬بل اإن استامثراهتا تفوق تكل اليت تنجزها مزيانية ادلوةل وامجلاعات الرتابية جممتعة‬
‫وهبذا فهيي تتطلب هوامش تدبريية تنأأى هبا عن الرقابة‪ ،‬ومبا أأن دس تور ‪ 1122‬يقرن املسؤولية‬

‫‪47‬‬
‫‪:‬سي محمد البقالي‪ ،‬الكتلة الدستورية للمالية العمومية‪ ،‬محاولة لرصد المرتكزات الدستورية لقانون المالية و الميزانية‪ ،‬سنة ‪ ،6102‬ص ‪26‬‬

‫‪29‬‬
‫ابحملاس بة وكذا رضورة تقدمي احلساب عن تدبري املرافق العمومية؛ فاإن الرضورة تقتيض البحث عن‬
‫صيغة للحفاظ عىل املرشوعية وعىل سلطة القانون وتصون وحدة الرتخيص الربملاين‪.48‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مبد أأ مشولية املزيانية‬


‫س نتناول يف هذا املطلب مضمون مبد أأ الشمولية (الفقرة ا ألوىل)‪ ،‬وقاعدة عدم املقاصة وعدم‬
‫التخصيص (الفقرة الثانية)‪ ،‬وقاعدة وحدة الصندوق (الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬مضمون مبد أأ الشمولية‪.‬‬
‫هو مبد أأ ل خيتلف عن مبد أأ الوحدة من حيث الهدف‪ ،‬غري أأنه يتسم ببعض اخلصوصيات جتعهل‬
‫ممتزيا عنه‪ .‬فالك املبد أأين هيدفان اإىل جعل مجيع النفقات والإيرادات العمومية يف وثيقة واحدة‬
‫تسمى مزيانية ادلوةل‪ ،‬غري أأن مبد أأ الشمولية هيدف اإىل عدم ختصيص اإيراد معني لتغطية نفقة‬
‫معينة‪ ،‬أأي عدم اإجراء مقاصة بني النفقات والإيرادات‪ ،‬وعدم ختصيص مورد معني ملقابةل‬
‫اس تخدامات معينة‪.‬‬
‫ولقد مت التنصيص عىل ذكل يف الفقرة ا ألوىل من املادة الثامنة عىل أأنه"يبارش قبض مبلغ‬
‫احلصائل باكمهل دون مقاصة بني املداخيل والنفقات‪ ،‬ويرصد مجموع املداخيل لتنفيذ مجموع‬
‫النفقات"‪.49‬‬
‫وبعبارة أأخرى ترتبط قاعدة الشمولية ابلناجت الإجاميل‪ ،‬وختتلف هذه القاعدة عن الناجت الصايف‬
‫اذلي يؤدي اإىل اإجراء مقاصة بني ايرادات لك وحدة ونفقاهتا حبيث ل يظهر يف املزيانية اإل نتيجة‬
‫املقاصة‪ ،‬أأي صايف الإيرادات أأو النفقات‪ ،‬فالإدارة السلمية ل ألموال العمومية تقتيض أأن تقيد يف‬
‫حقل الإيرادات لك الرضائب والرسوم وا ألموال اليت جتى لصاحل خزينة ادلوةل‪ ،‬و أأن تقيد من هجة‬
‫أأخرى يف حقل النفقات لك املبالغ اليت ترصف من حساب خزينة ادلوةل همام اكنت الغاية من اإنفاقها‬
‫دون اإنقاص أأو اقتطاع‪.50‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬قاعدة عدم املقاصة وقاعدة عدم التخصيص‬


‫نصت الفقرة ا ألوىل من املادة الثامنة من ق‪،‬ت‪،‬م عىل أأنه" يبارش قبض مبلغ احلصائل باكمهل‬

‫‪48‬‬
‫‪:‬سي محمد البقالي‪ ،‬الكتلة الدستورية للمالية العمومية‪ ،‬محاولة لرصد المرتكزات الدستورية لقانون المالية و الميزانية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ :‬الحسين الرامي‪ ،‬قانون الميزانية‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪50‬‬
‫‪ :‬ابراهيم كومغار‪ ،‬محاضرات في قانون الميزانية‪ ،‬مطبعة قرطبة للنشر‪ ،‬اكدير‪ ،‬ط ‪ 6100‬مزيدة ومنقحة‪ ،‬ص ‪61-21‬‬

‫‪30‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫دون مقاصة بني املداخيل والنفقات ويرصد مجموع املداخيل لتنفيذ مجموع النفقات"‪.‬‬
‫تقيض قاعدة عدم املقاصة بأأن تقدم مجيع مداخيل الشخص العمويم من انحية‪ ،‬ومجيع نفقاته من‬
‫انحية أأخرى‪ ،‬لك مببلغها بدون مقاصة بني املكونني‪.51‬‬

‫ولقد حرص اجمللس ادلس توري املغريب عىل التحقق من احرتام قاعدة عدم املقاصة يف قراره رمق‬
‫‪ 21-2111‬بتارخي ‪ 11‬دجنرب ‪ ،1121‬بشأأن قانون املالية لس نة ‪ 1124‬و اذلي تقدم بشأأنه ‪211‬‬
‫عضوا من جملس النواب بطعن مه مجموعة من النقط‪.‬‬
‫لقد أأاثرت رساةل الإحاةل اليت تقدم هبا النواب جملموعة من املأأخذ‪ ،‬من مجلهتا مأأخذ استندوا فيه‬
‫لإشارة س بق وتقدم هبا اجمللس ا ألعىل للحساابت يف تقريرين عن تنفيذ قانوين املالية لس نة ‪-1119‬‬
‫‪ ، 1121‬مفادها اإعامل اخلزينة العامة للمقاصة بتسجيل للمداخيل الصافية بعد أأن تقوم خبصم‬
‫حصص امجلاعات احمللية ومرصدات املصاحل املالية‪.‬‬
‫وبعد اس تعراض مجموعة من احليثيات‪ ،‬خلص اجمللس ادلس توري اإىل الفصل التام بني قانون‬
‫املالية الس نوي و قانون التصفية‪ ،‬مؤكدا ان قانون مالية س نة ‪ 1124‬مب يتضمن أأي مقاصة بني‬
‫املداخيل والنفقات‪.‬‬
‫أأما القاعدة الثانية واليت يه قاعدة عدم التخصيص‪ ،‬واليت مبوجهبا يتعني أأن تتجه مجيع‬
‫الإيرادات‪ ،‬همام اكن مصدرها أأو نوعها‪ ،‬حنو متويل مجيع النفقات‪ ،‬أكن توجه الرضيبة عىل الس يارات‬
‫اإىل ترممي الطرق‪ ،‬أأو مداخيل الرثوة الغابوية اإىل متويل نفقات التشجري‪ ،‬مبعىن أأن توضع مجيع هذه‬
‫املداخيل باكملها يف املزيانية‪ ،‬ووفقا لهذه القاعدة أأيضا‪ ،‬يتعني أأن يمت حتصيل مجيع الإيرادات أأاي اكن‬
‫نوعها أأاب اكنت الهيئة اليت تقوم بتحصيلها‪ ،‬حلساب خزينة ادلوةل دون ختصيص حىت تتاح الفرصة‬
‫لس تخدام اإجاملب الإيرادات وتوزيعها عىل اكفة أأوجه الإنفاق‪ ،‬وجتد هذه القاعدة أأساسها يف امجلةل‬
‫الثانية من املادة ‪ 1‬من ق‪،‬ت‪،‬م ‪" 211.21‬يرصد مجموع املداخيل لتنفيذ مجموع النفقات"‪.52‬‬

‫وجتد قاعدة ختصيص الإيرادات ترمجهتا عىل املس توى احلسايب عرب قاعدة "وحدة الصندوق"‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬قاعدة وحدة الصندوق‬

‫‪51‬‬
‫‪ :‬ابراهيم كومغار‪ ،‬محاضرات في قانون الميزانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪66‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ :‬ابراهيم كومغار‪ ،‬محاضرات في قانون الميزانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪61‬‬

‫‪31‬‬
‫مفاد هذه القاعدة هو أأن تصب لك املداخيل هممها اكن مصدرها يف وعاء واحد هو صندزق‬
‫احملاسب العمويم والغاية من ذكل هو تأأمني مجموع الإيرادات‪.53‬‬
‫وجتد هذه القاعدة أأساسها القانوين من خالل امجلةل الثانية من املادة ‪ 12‬من الفصل السادس‬
‫املتعلق حبساابت ادلوةل يف القانون التنظميي لقانون املالية عىل الزتام ادلوةل مبسك حماس بة عامة‬
‫ابلنس بة جملموع معلياهتا‪.54‬‬

‫كام ينص الفصل ‪ 12‬من املرسوم املليك رمق ‪ 99.111‬الصادر يف ‪ 12‬أأبريل ىس نة ‪2997‬‬
‫املتعلق بسن نظام احملاس بة العموميةعىل أأن "يدرج مبلغ احملصولت باكمهل يف املداخيل دون‬
‫مقاصة بني املداخيل والنفقات"‪ ،‬كام ينص الفصل ‪ 91‬من نفس املرسوم عىل أأن "تبني مجيع‬
‫معليات اخلزينة حسب لك نوع وبدون مقاصة بيهنا"‪.‬‬
‫وابلنظر اإىل بنية مزيانية ادلوةل‪ ،‬تشلك مزيانية مرافق ادلوةل املسرية بصورة مس تقةل‬
‫واحلساابت اخلصوصية اكس تثناءات عىل هذه القاعدة‪ .‬ويف نفس الإطار‪ ،‬تورد املادة ‪ 12‬من‬
‫ق‪،‬ت‪،‬م اس تثناء للقاعدة من خالل التعريف اذلي أأعطته للمرافق املسرية بصورة مس تقةل‪ ،‬حيامن‬
‫عرفهتا كوهنا" مرافق تغطي مبوارد ذاتية بعض نفقاهتا غري املقتطعة من الاعامتدات املقيدة يف املزيانية‬
‫العامة‪.55‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مبد أأ الشفافية‬
‫س نتناول يف هذا املطلب ماهية مبد أأ الشفافية (الفقرة ا ألوىل)‪ ،‬ومزيانية املواطن كتجس يد لهذه‬
‫الشفافية ( الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬ماهية مبد أأ الشفافية‬
‫اإن الشفافية تعين وضوح موضوع النفقة وسالمة أأهدافها وطرق اإجناوها‪ ،‬مبعىن اإجناز معلية‬
‫الإنفاق بكيفية واحضة املعامل تسمح مبعرفة مجيع تفاصيلها والتأأمل فهيا‪ ،‬فشفافية التدبري العمويم‬
‫تنطوي عىل تفادي العمليات الضبابية واحليلوةل دون ما يسمى "ابلنفقات السوداء"‪ ،‬أأي اإخراج‬
‫معلية النفقة من ادلائرة غري الواحضة اإىل دائرة النور والوضوح‪.56‬‬

‫‪53‬‬
‫‪:Michel Lasco,be , xavier Vandendriessche, p 77‬‬
‫‪54‬‬
‫‪:‬سي محمد البقالي‪ ،‬الكتلة الدستورية للمالية العمومية‪ ،‬محاولة لرصد المرتكزات الدستورية لقانون المالية والميزانية‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪55‬‬
‫سي محمد البقالي‪ ،‬الكتلة الدستورية للمالية العمومية‪ ،‬محاولة لرصد المرتكزات الدستورية لقانون المالية والميزانية‪ ،‬ص ‪26‬‬
‫‪ 56‬نجيب جبري‪ ،‬إصالح التدبير المالي بالمغرب بين الحكامة ومتطلبات التنمية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،012‬ط المعارف الجديدة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬ماي يونيو ‪ ،‬سنة ‪ 6106‬ص ‪000-020‬‬
‫‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫حيث تكون الإدارة عىل بينة بأأن مجيع هفواهتا و أأخطاهئا س تكشف بسهوةل‪ ،‬وتمتكن بتصحيحها‬
‫وجتنب لك ما يعرقل تدبريها للمسائةل‪ ،‬وتقوية عالقة الثقة بني الإدارة واجملمتع ابعتبارها تسمح‬
‫للر أأي العام ابلوقوف عىل تفاصيل معليات الإنفاق من خالل التقارير لتقيمي مدى فعالية النفقات‬
‫العامة‪ ،‬وتدعمي مردودية املرفق العام‪.57‬‬
‫وعالقة ذكران سابقا‪ ،‬فالشفافية يه نقيض الغموض أأو الرسية يف العمل‪ ،‬وتعين توفري املعلومات‬
‫الاكمةل عن ا ألنشطة العامة للصحافة واملواطنني والر أأي العام الراغبني يف الإطالع عىل أأعامل‬
‫احلكومة وما يتعلق هبا من جوانب اإجيابية وسلبية عىل حد سواء‪ ،‬دون اإخفاء‪ ،‬وترتبط الشفافية‬
‫بوضوح الإجراءات وحصة ومصداقية عرض املعلومات والبياانت اخلاصة ابلوحدات الرتابية‬
‫واملؤسسات الس ياس ية والاقتصادية والاجامتعية اخلاصة والعامة ووضوح العالقات يف ما بيهنا من‬
‫حيث التخطيط‪ ،‬والمتويل‪ ،‬والتنفيذ للوصول للغاايت وا ألهداف املعلنة مس بقا يف ما يتعلق اجلانب‬
‫الثاين بعالقة ذوي اخلدمات اليت يقدهما اجلانب ا ألول وحقهم يف احلصول والوصول للمعومات‬
‫اليقينية‪.58‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مزيانية املواطن وترس يخ الشفافية املالية‪.‬‬

‫يشهد قانون املالية تتبع واهامتم من طرف املواطنني نظرا لالنعاكسات املبارشة عىل‬
‫املواطنني ملا يتضمنه من اإجراءات عىل ظروف عيشهم يف جوانهبا الاقتصادية والاجامتعية‪،‬‬
‫ولتكريس مبادئ الشفافية املتعارف علهيا دوليا ومتاش يا مع متطلبات احلاكمة اذلكية وتعزيزا ألليات‬
‫التواصل بني القامئني عىل الشأأن املايل واملواطن‪ ،‬د أأبت ادلوةل عىل اإصدار مزيانية املواطن منذ‬
‫س نة ‪ 1121‬اإىل حدود س نة ‪.1127‬‬
‫تعترب مزيانية املواطن تكل املزيانية اليت تصدرها وزارة الاقتصاد واملالية قصد اإطالع‬
‫املواطنني عىل مضامني ومقتضيات مرشوع قانون املالية الس نوي‪ ،‬حيث يتأأىث هلم التفاعل اإبداء‬
‫الر أأي خبصوص ما تقرتحه احلكومة من تدابري خاصة فامي يرتبط حباجياهتم اليومية من حصة وتعلمي‬
‫وسكن وبنيات حتتية وحتسني قدرهتم الرشائية‪ .59‬كام تتضمن هذه املزيانية اليت تصدر ابملوازة مع‬
‫مرشوع قانون املالية الس نوي‪ ،‬أأو قبل نرشه‪ ،‬سلسةل من الإصالحات اليت تريم اب ألساس اإىل‬
‫الهنوض بنسق المنو والتصدي للهترب الرضيب‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪:‬نجيب جبري‪ ،‬إصالح التدبير المالي بالمغرب بين الحكامة ومتطلبات و التنمية‪ ،‬مرجع سابق ‪000‬‬
‫‪58‬‬
‫‪:‬مقال بعنوان تحوالت مبادئ الميوانية‪ ،‬مجلة المعرفة القانونية‪ ،‬سنة‪.6100‬‬
‫‪59‬‬
‫‪:‬ميزانية المواطن‪ ،‬وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬سنة ‪ ،6102‬ص ‪6‬‬

‫‪33‬‬
‫كام أأن هذه املزيانية تتضمن جردا ل ألهداف ا ألساس ية والنفقات واملداخيل العمومية مع الرتكزي‬
‫عىل القطاعات اليت هتم املواطنني اكخلدمات الاجامتعية والعمومية‪ ،‬اإضافة اإىل عرض معطيات‬
‫مرمقة حول ادلين العمويم ومكوانته‪.60‬‬
‫حيث تروم هذه الوثيقة اإىل متكني املواطنني من متابعة الإنفاق احلكويم‪ ،‬والإطالع عىل جعز‬
‫املزيانية‪ ،‬ومس توى ادلين العمويم‪ ،‬وتطور مؤرشات الاس تقرار وا ألداء املايل ابملغرب‪.61‬‬
‫ونظرا لصعوبة فهم املصطلحات التقنية اليت تأأيت يف مرشوع قانون املالية الس نوي‪ ،‬إارتأأت وزارة‬
‫الاقتصاد واملالية من خالل هذه الوثقيقة تبس يط املعلومات املالية‪ ،‬وتسهيل الولوج اإلهيا‪ ،‬ويف هذا‬
‫الإطار تعد مزياينة املواطن أأداة لقياس الشفافية عىل املس توى ادلويل‪ ،‬حيث أأكدت عدة دراسات‬
‫عىل اإصدارها ابملوازاة مع املزيانية ابتداء من مرحةل الإعداد اإىل التقيمي‪ ،‬ضامان إلرشاك املواطن يف‬
‫تدبري الشأأن العام وخاصة جمال املالية العمومية‪.62‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬مبدأأ التدبري املرتكز عىل النتاجئ‬


‫ارتبط اإصالح وجتديد تدبري املزيانية ابملغرب بس نة ‪ 1112‬مع صدر من طرف الوزير ا ألول‬
‫أأنذاك من خالل رساةل توجهيية تدعو اإىل تبين تدبري حكمي مرتكز عىل النتاجئ‪ ،‬فالوعي ابلإصالح‬
‫ازدادت أأمهيته خصوصا بعد توصيات وتقارير البنك ادلويل عىل عدة ميادين‪ ،‬مما جعل برضورة هنج‬
‫س ياسة انجعة لتحديث تدبري املالية العمومية بشلك عام‪ ،‬واملزيانية العامة عىل وجه اخلصوص‪،‬‬
‫للحد من تزايد النفقات العامة‪ ،‬ووفرة املوارد ( الفقرة ا ألوىل)‪ ،‬ووجود أأليات هممة لتفعيل هذا‬
‫املبد أأ( الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬ماهية مبدأأ النجاعة وا إلرتاكز عىل النتاجئ‬
‫اإن املزيانية املرتكزة عىل النتاجئ حتيل عىل مجموعة من الرهاانت املس تقبلية اليت تلزتم ا ألهجزة‬
‫احلكومية والوحدات الإدارية اخملتلفة بتحقيقها‪ ،‬خالل فرتة زمنية حمددة‪ ،‬بعد تقس ميها اإىل مجموعة من‬
‫الربامج واملشاريع الواجب حتقيقها مع حتديد التكفة املالية املقدرة لتنفيذ لك الربامج أأو املرشوع‪،‬‬
‫عالوة عىل وضع معايري لإجناز الكفاءة‪.63‬‬

‫‪60‬‬
‫‪:‬ميزانية المواطن‪ ،‬وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬سنة ‪ ،6106‬ص ‪1‬‬
‫‪61‬‬
‫‪:‬ميزانية المواطن‪ ،‬سنة ‪ ،6106‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪1‬‬
‫‪62‬‬
‫‪:‬مبزانبة المواطن‪ ،‬وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬سنة ‪ ،6102‬ص ‪12‬‬
‫‪63‬‬
‫‪:‬محمد خالد المهايني‪،‬الموازنة العامة للدولة في سوريا‪ ،‬الواقع‪ ،‬واالفاق‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪ ،‬المجلد االول‪ ،‬العدد ‪ ،0‬سنة ‪ ،6111‬ص‪62‬‬

‫‪34‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫كام يعين التدبري املرتكز عىل النتاجئ مسلسل يتشلك ويتحدد لك س نة‪ ،‬يف اإطار برانمج ميتد‬
‫اإىل ثالث س نوات‪ ،‬ويقوم هذا التدبري عىل احرتام املسؤوليات من طرف الإدارة املركزية اليت‬
‫تترصف يف سلطة قرار تس يري الوزارة‪ ،‬كام أأن السلطة الالمركزية تس تفيذ من تفويض للسلطة‬
‫عىل أأساس حتقيق ا ألهداف احملددة يف الإنفاق املشرتك مع املركزية‪.64‬‬

‫تروم املزياينة اجلديدة لتدبري املزيانية القامئة عىل ا ألهداف اإىل اإحداث حتول يف العالقة بني‬
‫ادلوةل وامجلاعات الرتابية‪ ،‬حبيث ستمتكن هذه ا ألخرية من تس يري املوارد البرشية واملالية املوضوعة‬
‫رهن اإشارهتا يف حدود اختصاصاهتا الرتابية‪.65‬‬

‫ويعد هذا التدبري أأيضا من أأمه احملاور الكربى لإصالح املزيانية وذكل خالفا للمقاربة التقليدية‬
‫اليت اكنت سائدة يف تدبري املزيانية من خالل توفر الوسائل والاعامتدات‪ ،‬واحرتام املساطر‬
‫والقانون‪ ،‬فاملسؤول عن الشان املايل يسأأل وفق هذه املقاربة عىل مدى احرتامه للقانون وليس ما‬
‫حققه من رهاانت ونتاجئ‪ .‬وهذا بعيد لك البعد عن س ياسة حتقيق النتاجئ واس هتداف عيش‬
‫املواطنني ابدلرجة الاوىل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أأليات تفعيل مقاربة النتاجئ‬
‫يمت تفعيل هذه املقاربة من خالل أأليتني‪:‬‬
‫أأول‪ :‬الربانمج‬
‫تنص املادة ‪ 19‬من القانون التنظميي للاملية ‪ 211.21‬عىل أأن " الربانمج عبارة عن مجموعة متناسقة‬
‫من املشاريع أأو العمليات التابعة لنفس القطاع الوزاري أأو املؤسسة تقرن به أأهداف حمددة وفق‬
‫غاايت ذات منفعة عامة‪ ،‬وكذا مؤرشت مرمقة لقياس النتاجئ املتوخاة واليت س تخضع للتقيمي قصد‬
‫التحقق من رشوط الفعالية والنجاعة واجلودة املرتبطة ابلإجنازات‪.‬‬
‫يعني بلك قطاع وزاري أأو مؤسسة‪ ،‬مسؤول عن لك برانمج يعهد هل بتحديد أأهداف‬
‫ومؤرشات القياس املرتبطة به وتتيبع تنفيذه‪.‬‬
‫تضمن أأهداف برانمج معني واملؤرشات املتعلقة به يف مرشوع جناعة ا ألداء املعد من طرف‬
‫القطاع الوزاري أأو املؤسسة املعنية‪ .‬ويقدم هذا املرشوع للجنة الرملانية املعنية رفقة مرشوع مزيانية‬
‫القطاع الوزاري أأو املؤسسة املذكورة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪:circulaire n 12, 2002 ; du decenbre 2001 ;relatuve a ladaption de la programation et de l exècution‬‬
‫‪65‬‬
‫‪:‬نجيب جبري‪ ،‬إصالح التدبير المالي بالمغرب بين الحكامة ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق ‪021‬‬

‫‪35‬‬
‫يأأخذ بعني الاعتبار معيار النوع يف حتديد ا ألهداف واملؤرشات املشار اإلهيا أأعاله‬
‫ومعال مببد أأ التخصيص يف اإطار الربانمج؛ فيتجىل يف توزيع الاعامتدات وتدقيقها حبسب طبيعة‬
‫العمليات واملشاريع املشكة للك برانمج‪ .‬ويمت هذا التوزيع عرب‪:‬‬
‫‪-‬الفصول املرتبطة مبزيانية القطاع الوزاري أأو املؤسسة املعنية؛‬
‫‪-‬الفصول املرتبطة مبرافق ادلوةل املسرية بصورة مس تقةل التابعة للقطاع الوزاري أأو املؤسسة املعنية؛‬
‫‪-‬احلساابت املرصدة ألمور خصوصية التابعة للقطاع الوزاري‪.66‬‬
‫اثنيا‪ :‬املرشوع‬
‫تنص املادة ‪ 41‬من ق‪،‬ت‪،‬م عىل أأن " املرشوع أأو العملية عبارة عن مجموعة حمددة من‬
‫ا ألنشطة وا ألوراش اليت يمت اإجناوها هبدف الاس تجابة جملموعة من الاحتياجات احملددة‪.‬‬
‫وتوزع اعامتدات املرشوع حسب الفصول املرتبطة ابملزيانية‪ ،‬و مرافق ادلوةل املسرية بصورة‬
‫مس تقةل‪ ،‬واحلساابت اخلصوصية‪.‬‬
‫ومن هجهتا‪ ،‬تنص املادة ‪ 42‬عىل أأن التخصيص هيم تقس مي املرشوع أأو العملية اإىل سطور‬
‫مزيانياتية تربز الطبيعة الاقتصادية للنفقات املرتبطة اب ألنشطة والعمليات املنجزة وتقدم املشاريع أأو‬
‫العمليات للربملان عىل شلك سطور مضن مرشوع قانون التصفية املتعلق بتنفيذ قانون املالية‪.67‬‬

‫اإس تنتاجات‪:‬‬
‫‪-‬اس تطاع املغرب أأن يسكل طريق التدبري الناجع للاملية العمومية‪ ،‬انتقال من تدبري تقليدي يتسم‬
‫ابملساطر والشكيات اإىل تدبري حكمي هيدف اإىل حتقيق النتاجئ‬
‫‪-‬تفعيل مالية معومية انجعة يس تدعي تعاون مجيع الفاعلني واملتدخلني يف اإطار دميقراطية تشاركية‪،‬‬
‫ألن صنع أأي قرار انجع رهني بتاكثق اجلهود وتعدد الفاعلني‬
‫‪-‬بعد دراستنا لهذا املوضوع نظراي‪ ،‬س نرتك اجملال للامرسسة لتثبت مدى جدية هذه املقارابت‬
‫واملفاهمي‪ ،‬وهل س تجد نفسها يف الواقع؟ أأم أأن هذه املفاهمي لظاهرها أألفاظ ومبان‪ ،‬ولباطهنا مقاصد‬
‫و معان‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ :‬سي محمد البقالي‪ ،‬الكتلة الدستورية للمالية العمومية‪ ،‬محاولة لرصد المرتكزات الدستورية لقانون المالية و الميزانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪-20‬‬
‫‪22‬‬
‫‪67‬‬
‫‪:‬سي محمد البقالي‪ ،‬الكتلة الدستورية للمالية العمومية‪ ،‬محاولة لرصد المرتكزات الدستورية لقانون المالية و الميزانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪-22‬‬
‫‪22‬‬

‫‪36‬‬
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬
‫قامئة املراجع‬

‫‪-‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬يس محمد البقايل‪ ،‬الكتةل ادلس تورية للاملية العمومية‪ ،‬حماوةل لرصد املرتكزات ادلس تورية لقانون‬
‫املالية و املزيانية‪ ،‬س نة ‪.1129‬‬
‫‪- -‬احلسن الرايم‪ ،‬قانون املزيانية‪ ،‬مطبعة قرطبة اباكدير‪ ،‬س نة ‪1129‬‬
‫‪-‬حمارضات يف مادة املالية العامة‪ ،‬ا ألس تاذ مصطفى أأبو عيل‪ ،‬لكية احلقوق ادلار البيضاء ‪.2999‬‬
‫‪ -‬محمد حنني‪ ،‬قانون املزيانية‪ ،‬سلسةل حمارضات أألقيت عىل الطةل بكية احلقوق أأكدال‪.1122 ،‬‬
‫‪-‬سوزي عديل انشد‪ ،‬املالية العامة النفقات والايرادات ن املالية العامة ‪ ،‬منشورات احلليب‬
‫احلقوقبة‪ ،‬بريوت لبنان ‪،‬ط ‪ ،2‬س نة ‪،1119‬‬
‫‪-‬عبد هللا أأرضيف‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬أأسس وقواعد وتدبري املزيانية ومراقبهتا‪ ،‬منشورات دار ايب‬
‫رقراق للطبع والنرش‪ ،‬الرابط‪ ،‬ط ‪ 1‬س نة ‪،1121‬‬
‫‪ -‬ابراهمي كومغار‪ ،‬حمارضات يف قانون املزيانية‪ ،‬مطبعة قرطبة للنرش‪ ،‬اكدير‪ ،‬ط ‪ 1129‬مزيدة‬
‫ومنقحة‬
‫اجملالت‪:‬‬
‫‪-‬جنيب جربي‪ ،‬اإصالح التدبري املايل ابملغرب بني احلاكمة ومتطلبات التمنية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة‬
‫احمللية والتمنية‪ ،‬عدد ‪ ،214‬ط املعارف اجلديدة ‪ ،‬الرابط ‪ ،‬ماي يونيو ‪ ،‬س نة ‪1121‬‬
‫‪ -‬محمد خادل املهايين‪ ،‬املوازنة العامة لدلوةل يف سوراي‪ ،‬الواقع‪ ،‬والافاق‪ ،‬جمةل جامعة دمشق‪ ،‬اجملدل‬
‫الاول‪ ،‬العدد ‪ ،2‬س نة ‪1111‬‬
‫املقالت‪:‬‬
‫‪ -‬حتولت مبادئ امليوانية‪ ،‬جمةل املعرفة القانونية‪ ،‬س نة‪1129‬‬
‫التقارير‪:‬‬
‫‪-‬مزيانية املواطن لس نة ‪ ،1121‬وزارة الاقتصاد واملالية‬
‫‪-‬مزيانية ادلوةل ابملغرب‪ ،‬وزارة الاقتصاد واملالية‬
‫‪-‬مزيانية املواطن لس نة ‪ ،1129‬وزارة الاقتصاد واملالية‬
‫نصوص قانونية‪:‬‬
‫‪-‬دس تور اململكة لس نة ‪.1122‬‬
‫‪37‬‬
211-21 ‫ القانون التنظميي للاملية العامة‬-
1191 ‫ اجلريدة الرمسية عدد‬،‫ الظهري الرشيف بشأأن ضبط احملاس بة العمومية للمملكة‬-
2991 ‫ ش تنرب‬9 ‫بتارخي‬
،1129 ‫ يوليوز‬7 ‫ املتعلق ابلعاملت وا ألقالمي الصادر بتارخي‬221.24 ‫ القانون التنظميي رمق‬-
221.24 ‫ من القانون التنظميي رمق‬291 ‫ وكذا املادة‬،1129 ‫ يوليوز‬11 ‫ بتارخي‬9111 ‫ج ر عدد‬
.1129 ‫ يوليوز‬11 ‫ بتارخي‬9111 ‫ ج ر‬،1129 ‫ يوليوز‬7 ‫املتعلق ابمجلاعات والصادر بتارخي‬
: ‫المراجع باللغة الفرنسية‬ 
 LIVRES:
 Michel Lascombek ,xavier vandendriessche ‘Les finances publiques’ edition 6101,
collection connaissance du droit , edition dalloz,pari
 Thèse
 Alexandre GUIGUE, « Les origines et l'évolution du vote du budget de l'état en
France et en Angleterre » Thèse pour le doctorat en droit présentée et soutenue
publiquement le 9 décembre 2005.
 - article sur web
 Michel BOUVIER, « la régle d’or :un concept à construire ? » éditorial, RFFP n° 113-
2011 , http://www.fondafip.org/c__5_211__la revue.html?num=113

 Loi sur les pribcipes budgétaires applicables à l’Etat à fédéral et aux lander. Elément sur la
finances publiques de l’All emagne , document de France en Allemagne, mission économique
,15 juillet 2005.

 Michel BOUVIER, « la régle d’or : un concept à construire ? », éditorial, RFFP n° 113-


2011, www.fondafip.org/c5211larevue.html?num=113
 Abelouafi ELHARCHAOUI, « La constitutionnalisation des finances publiques au Maroc
» Revista Eletrônica do AL. V. 6, N. 2 (2015). Constitucionalização dos direitos humanos
fundamentais. ISSN ersão eletrônica), 18/03/2015. Docteur en Droit diplomé par la
Faculté de Droit de l'Université d'Aix-Marseille
 Hicham ELMAANNI, «constitutionnalisation du principe d’équilbre de finance des
finances publiques : régle d’or ou régle d’airain », 19 février 2012, article sur web
consultation octobre 2016.
 Michel Fromont, « Jurisprudence constitutionnelle de la République fédérale
d'Allemagne, 2007) », R.D.P., n°6 2008. pp. 1707-1708, cité par Jean-Philippe Feldman,
le 12 mai 2011 « Constitutionnaliser l'équilibre budgétaire : nécessité ou artifice ? »
article sur web consultation novembre 2016.
 Loic Philip, « droit constitutionnel financier et fiscal, la nouvelle loi organique du 1er
aout 2001 relative aux lois de finances », revue francais de droit constitutionnel
2002/1 (n°49), p 204, www.cairn.info/revue-francais-de-droit-constitutionnel-2002-1-
page-199.html

38
‫املبادئ اجلديدة لتدبري املالية العمومية ابملغرب‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة‪2.............................................................................................................................................‬‬
‫املبحث ا ألول‪ :‬املبادئ ادلس تورية العامة للاملية العمومية‪6…… ……………………………..……………………..‬‬
‫املطلب ا ألول‪ :‬مبد أأ توازن مالية ادلوةل……………………………………‪7…… ……………………………….‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬مضمون مبد أأ التوازن أأو القاعدة اذلهبية‪7……………………………………………………………..‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مبد أأ التوازن و متالزمة الاستامثر و الاقرتاض‪10…………………..……………………………….‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬ضبط التوازن املايل‪11……………………………………………………………………………....‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مبد أأ س نوية املزيانية‪14….……………….………………………………………………………..‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬مضمون مبد أأ الس نوية‪14……………….………………………………………………………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تأأكيد القانون التنظميي للمبد أأ‪15……………….……………………………………………………….‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬اس تثناءات مبد أأ الس نوية‪18……………………….……...………………………………………..‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الصدق املوازين و الصدق احملاس يب‪19………………………….………………………………..‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬ظهور و تطور مبد أأ الصدق………………………………‪20……………………………………..‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬قمية مبد أأ الصدق‪23….…………….………………………………………………………………..‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املبادئ ادلس تورية املرتبطة ابملزيانية‪26…………………….…..………………………………….‬‬
‫املطلب ا ألول‪ :‬مبد أأ وحدة املزيانية‪26…………………………………………………………………………….‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬اعامتد مبد أأ الوحدة………………………………………………………………………………‪26‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التلني القانوين ملبد أأ الوحدة‪28……………….……………………………………………………….‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬تكريس القضاء ادلس توري للمنظور اللني ملبد أأ الوحدة‪29……………………………………………..‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مبد أأ مشول املزيانية‪30…………………...………………………………………………………..‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬مضمون مبد أأ الشمول ‪30………………..…………………………………………………………..‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬قاعدة عدم املقاصة و قاعدة عدم التخصيص………………………………………‪30……………..‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬قاعدة وحدة الصندوق…………………………………………………‪31……………….……….‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مبد أأ الشفافية‪32.............................................................................................................‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬ماهية مبد أأ الشفافية‪32........................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مزيانية املواطن وترس يخ الشفافية املالية‪33.................................................................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬مبد أأ التدبري املرتكز عىل النتاجئ‪34…………............................................................................‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬ماهية مبد أأ النجاعة وا إلرتاكز عىل النتاجئ‪34………………………………………………..............‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أأليات تفعيل مقاربة النتاجئ‪35…………..……………………………………………………….......‬‬
‫اإس تنثاجات‪19....................................................................................................................................‬‬
‫قامئة املراجع‪17....................................................................................................................................‬‬

‫‪39‬‬

You might also like