You are on page 1of 53

‫مقدمة الكتاب‬

‫لقققد اسقتلزم التطقور السقريع لقطقاع العأمقال الخققاص والعقام‪ ،‬أن يتققوفر لقدى العقاملين‬
‫فيه من المعارف الدارية الساسية في حقل الدارة‪.‬‬
‫كمققا أن الطققالب الجققامعي هققو الخققر‪ ،‬ومهمققا كققان تخصصققه‪ ،‬س قواء كققان مققن طلبققة‬
‫كلية التجارة أو من خارجها‪ ،‬ل بد أن يتعرف عألى مفاهيم الدارة وأساسياتها‪.‬‬
‫ولقق ققد جق ققاء هق ققذا الكتق ققاب كجهق ققد متواضق ققع‪ ،‬يركق ققز عألق ققى الوظق ققائف الساسق ققية لدارة‬
‫العأم ققال‪ ،‬وكي ققف يمك ققن للم ققدير الناج ققح أن يم ققارس الدارة ويتعام ققل م ققع التط ققورات‬
‫العالمية المتسارعأة ويعزز قدرته التنافسية‪.‬‬
‫والكتاب مصقمم بالسققاس لتغطيقة متطلبقات مقققرر إل ازمقي لطلبقة كليققة التجقارة‪ ،‬غالبققا‬
‫ما يكون باسم "مبادئ إدارة أعأمال"‪ ،‬ولكن يمكن أن يستخدم هققذا الكتققاب كمرجققع قيققم‬
‫للمققدراء الممارسققين ولغيققر المتخصصققين فققي عألققم الدارة‪ .‬ويقققع هققذا الكتققاب فققي سققبع‬
‫فصق ققول‪ ،‬تكفق ققل الفصق ققل الول بإعأطق ققاء مقدمق ققة عأامق ققة لعلق ققم الدارة ومفاهيمه ققا وأهميته ققا‪،‬‬
‫وتناول الفصل الثاني تطور عألم الدارة والمدارس الدارية‪ ،‬وتطرق الفصقل الثقالث إلقى‬
‫وظيفققة التخطيققط وكيفيققة القيققام بهققا وماهيتهققا‪ ،‬وتضققمن الفصققل ال اربققع التنظيققم كوظيفققة‬
‫مققن وظققائف الدارة حيققث تطققرق الكتققاب إلققى خصققائص التنظيققم الجيققد والخط قوات‬
‫العملية لعأداد هيكل تنظيمي للمنشأة‪ ،‬أما الفصل الخامس فققد ركقز عألققى القيقادة وعأمليققة‬
‫التصققال الفعقال‪ ،‬وأشققتمل الفصققل السققادس عألققى وظيفققة الرقابققة وأهميتهققا وأدواتهققا‪ ،‬واختتققم‬
‫الكتاب بالفصل السابع الذي تناول بيئة الدارة وعأناصققرها والممارسققات الداريققة فققي قطاع‬
‫غزة‪.‬‬
‫ولق ققد ق ققام بإعأ ققداد الفص ققل الول والث ققاني ال ققدكتور يوس ققف عأاش ققور‪ ،‬والفص ققل الث ققالث‬
‫الس ققتاذ يوس ققف بح ققر‪ ،‬والفص ققل ال ارب ققع ال ققدكتور ماج ققد الفق ق ار والس ققتاذ يوس ققف بح ققر‪،‬‬
‫والفصل الخامس الدكتور فارس أبو معمر‪ ،‬والفصقل السقادس القدكتور رشقدي وادي‪،‬‬
‫والفصل السابع الدكتور ماجد الفرا‪.‬‬
‫المؤلفون‬
‫‪1‬‬
‫الفصل ال وول‬

‫ممـقـددمــة عـاممــة‬

‫‪2‬‬
‫الفصل ال وول‬
‫ممـقـددمــة عـاممــة‬
‫‪GENERAL INTRODUCTION‬‬

‫إذا أمعنا النظر في قصةة آدم وحواء عأليهما السقلم‪ ،‬نجدهما ققدد مارسقا العمليقة‬
‫الداريققة وهققم ف ققي الجنق قةة وقبق ققل هبوطهمققا إل ققى الر ة‬
‫ض‪ ،‬فققالقرآن الكريققم يخبرنققا‬
‫ق الجنق قةة‪،‬‬
‫ت لهممققا سققوءاتهما وطفقققا يخصققفاةن عأليهمققا ةمققن وقر ة‬
‫ق‬ ‫"فققأكل منهققا فبققد د‬
‫وعأصققى آدمم رنبققه فغققوى)‪ ،"(1‬مققاذا ميمكققن لنققا أن نسققتنتج ةمققن هققذه اليققة الكريمققة؟‬
‫مهنققاك أمق قرر ميمكق قمن لنققا أن نسققتنتجه ةمققن مققوقعين مختلفيققن‪ :‬وهققو أنن آدم وحق قواء‬
‫عأليهما السلم اتخذا ق اررين‪ ،‬الوول يتمثقل فقي ققرار الكققل مققن الشققجرة‪ ،‬والثقاني‬
‫يتمثل في قرار القيام بعملية التغطية عألى العورة‪ ،‬وتعتبر عأملية اتخاذ الق ق اررات‬
‫ةمن صلةب العملية الدارية كما سنرى فيما بعد‪.‬‬
‫ك لنا الوائل شواهقد ودلئقل عألى ممارسةتهم للعمليةة الداريقةة‪ ،‬فةمققن ذلق ق‬
‫ك‬ ‫و قدد تر ق‬
‫ق عألقى أنقه ل ميمكقن إنشقاءها‬ ‫ما تركتقه الحضقارات القديمقة مقن معمقار يقدلل بحق ق‬
‫بققدون الدارة السققليمة للم قوارد وعألققى رأس هققذه الش قواهد اله ارمققات‪ ،‬كمققا قققامت‬
‫امبراطوريات غطت مساحاتت واسعتة من المعمورة ل يمكقن لهقا أن تعمقر المقدد‬
‫التي عأمرتها دون إدارة جيدة لجوانبها المتعددة كالجيش‪ ،‬والبريد‪ ،‬والولة‪.‬‬
‫وقققد شققهد القققرن الماضققي مققن بققداياته النتبققاه إلققى الدارة كعلققم يمكققن د ارسققته‬
‫ووضع أسسقه ونظريقاته‪ ،‬وزاد الهتمققام بققه بصقورتة خاصقة بعققد الحققرب العالميقة‬
‫الثانية؛ حيث زاد عأدد البحوث والدراسات بشكتل ملحوظ‪.‬‬
‫هققذا يطققرح عأ قددة أسققئلة هانمققة‪ ،‬وعألققى رأس هققذه السققئلة‪ :‬مققا المقصققود بققالدارة‬
‫والعمليققة الداريققة والوظققائف الداريققة؟ ومققا أه قوم المحطققات أو المنعطفققات فققي‬
‫التاريخ الداري؟ وهدل ممارسة النسان للدارة يعني أنن عألم الدارة موجود من قمذ‬
‫سورة طه ‪ ،‬آية ‪. 121‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪3‬‬
‫مارسها النسققان؟ وهقدل الدارة الققتي مارسققها النسققان فققي العصققور القديمقةة هققي‬
‫نفس ققها الدارة ال ققتي يمارس ققها ف ققي وقتن ققا المعاص ققر؟ وهق قدل تختل ققف الدارة ال ققتي‬
‫تمارسها المجتمعات عأن بعضها؟‬
‫يحاومل هذا الفصل الجابةم عألى هذه السئلة وغيرها ضمن ما يلي من مباحث‪:‬‬
‫المبحث المولَّ‪ :‬تعريف الدارة وأهميتها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الدارة‪ :‬عألم أم فن؟‬
‫المبحث الثالث‪ :‬عألقة الدارة بالعلوم الخرى ‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مجالت الدارة‬

‫المبحث ال وول‬
‫الدارة‬
‫" تعريف وأهمية "‬
‫تعريف الدارة‪:‬‬
‫ت محق ققاولت عأ ق قودة‬
‫من ق قمذ بق ققدأ الهتمق ققام بد ارسق ققة الدارة كعلق ققم يمكق ققن تق ققأطيره جق ققر د‬
‫لتعريفه‪ ،‬وقد انقسم مفكري الدارة بين مدرستين ‪ ،1‬حيث قام أصحاب المدرسققة‬
‫الول ققى بتحلي ققل العم ققل الداري ال ققذي يق ققوم ب ققه الم ققديرون إل ققى وظ ققائف ومه ققام‬
‫محددة‪ ،‬وبنوا عألى ذلك تعريفاتهم‪ ،‬بينما قام أصققحاب المدرسققة الثانيققة بققالتركيز‬
‫عألى طبيعة الدارة‪ ،‬وبنوا عألى ذلك تعريفاتهم‪.‬‬

‫ومن بين التعريفات في المدرسة الولى ما يلي‪:‬‬


‫عأورف ‪ 2‬تايلور الدارة بأننها‪" :‬المعرفة الصحيحة لما يراد أن يقوم الفراد به‪ ،‬ثمقنم‬
‫التأكد من أنهم يفعلون ذلك بأحسن طريقتة وأرخص التكاليف"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وهذا التعريف قرنكقز عألى عأملية العأداد والتخطيط وتحديد الهققداف ثمقنم التققوجيه‬
‫ضقح التعريقف نقطقتين هقامتين ‪ :‬الولقى أنن العأمقال تتقوم عأقبقر‬‫والرقابقة ‪ ،‬كمقا و ن‬
‫الخرين‪ ،‬والثانية أنن الكفاءة في آداء هذه العأمال ضرورية‪ ،‬وعأبقر عأن معيققار‬
‫الكفاءة بأحسن طريقتة للداء وأقنل التكاليف ‪.‬‬

‫ف هنري فايولَّ الدارة بأمنهَّا‪:‬‬


‫عرر ف‬
‫‪To manage is to forcast and plan, to organize, to command, to‬‬
‫‪coordinate, and to control.‬‬
‫أي "أن ت ققدير ه ققو أن تتنب ققأ وتخط ققط وتنظ ققم وتص ققدر الوام ققر وتنس ققق‬
‫وتراقب"‪ ،‬وهذه هي الوظائف الدارية المتعارف عأليها‪.‬‬
‫وقققام شققيلدون بتعريققف الدارة فققي الصققناعأة بأنهققا الوظيفققة الققتي تتعلققق‬
‫بتحدي ققد سياس ققات المش ققروع‪ ،‬والتنس ققيق بي ققن التموي ققل والنت ققاج والتوزي ققع إواقق قرار‬
‫الهيكققل التنظيمققي والرقابققة النهائيققة عألققى أعأمققال التنفيققذ‪ ،‬وهققذا قصققر التعريققف‬
‫عألى مجال الصناعأة‪.‬‬
‫وعأورفهققا جلقوفر بأنهقا القققوة المفكقرة القنقتي متحلدقل وتصقف ومتخطققط ومتحفققز‬
‫ق هد ت‬
‫ف‬ ‫ومتقيم وتمراقب الستخدام المثل للموارةد البشقريةة والماديقةة اللزمقة لتحقيق ة‬
‫محندتد معرو ت‬
‫ف‪.‬‬ ‫م‬
‫وفققي المقابققل فققق قدد قرنكق ققز أصققحاب المدرسققة الثانيققة عألققى طبيعققة الدارة‬
‫ف الداريقةة فققي تعريفققاتهم للدارة ‪ ،‬وةمققن‬
‫أكثر من تركيزهم عألققى المهققاةم والوظققائ ة‬
‫ق‬
‫هذه التعاريف ما يلي‪:‬‬
‫عأورفهق ققا ليفنجسق ققتون بأنهق ققا عأمليق ققة الوصق ققول إلق ققى الهق ققدف بأحسق ققن الوسق ققائل‬ ‫‪ㅇ-‬‬
‫وبالتكاليف الملئمة وفي الوقت الملئم ‪.‬‬
‫ق مجهققوداةت الشققخاص‬
‫وعأورفهققا آبلققي بأنهققا عأمليققة تنفيققذ العأمققال قعأققن طري ق ة‬ ‫‪ㅈ-‬‬
‫الخرين ‪ ،‬وهذا يتضمن نشاطين أساسيين هما ‪ :‬التخطيط والرقابة ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪3‬‬
‫ك قمدن قعأنرف الدارة بأننها ‪:‬‬
‫وهنا ق‬ ‫‪ㅊ-‬‬
‫‪Management is the process of optimizing human, material, and‬‬
‫‪financial contributions for the achievement of organizational goals.‬‬
‫أي أنهق ققا "عأمليق ققة تعظيق ققم للمسق ققاهمات البشق قرية والماديق ققة والماليق ققة لتحقيق ققق أهق ققداف‬
‫المنظمة"‪.‬‬
‫خلصاة تعريف الدارة‪:‬‬
‫وميمكن تعريف الدارة عألى أننها‪" :‬عأمليققة تحقيقق الهققداف المرسققومة باسقتغلل‬
‫الموارد المتاحة‪ ،‬وفق منهج ممحودد‪ ،‬وضمن بيئة معينة"‪.‬‬
‫وهققذا التعريققف عأققاوم وشققامل‪ ،‬ميمكققن تطققبيقه عألققى الف قرةد والمنظم قةة‪ ،‬س قواء كققانت‬
‫صة أو عأانمة‪ ،‬ويتضمن هذا التعريف العناصر التالية‪:‬‬
‫منظمة خا و‬
‫الهداف‪ :‬وهي النتائج المراد تحقيقها‪ ،‬وهنا يدخل عأنصر القصد‬ ‫‪.1‬‬
‫والرادة في استغلل الموارد لتحقيق النتائج المرغوبة ‪.‬‬
‫الموارد‪ :‬وتشمل الموارد كول من الموارد البشرية والموارد الطبيعية‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫كالرض وما يستخرج منها‪ ،‬ومورد رأس المال بصوره المتعددة الماليققة‬
‫ك إدارة فل مبق قند م ققن تق قوافر بع ققض المق قوارد‪،‬‬
‫والمادي ققة‪ ،‬وحتوققى يك ققون هن ققا ق‬
‫وتشققكل الم قوارد البيئققة الداخليققة للمنشققأة‪ ،‬والققتي يمكققن لدارتهققا التحكققم‬
‫بها‪.‬‬
‫المنهج‪ :‬ويشمل استخدام كاوفة الوظائف الدارية من تخطيط وتنظيم‬ ‫‪.3‬‬
‫ورقابة واتخاذ ق اررات‪.‬‬
‫البيئة‪ :‬ل يوجد كائن حوي )سواء كان هذا الكائن شخص طبيعي‬ ‫‪.4‬‬
‫كققالفرد‪ ،‬أو كققان شققخص معنققوي كمنشققأة العأمققال الققتي تصققنف بأنهققا‬
‫نظام مفتقوح( يعيقش منعقزل لوحقده ل يقؤثر ول يتقأثر بمتغيقرات محيطقة‬
‫بققه‪ ،‬فعمليققة السققتفادة مققن المق قوارد الققتي تقققع ضققمن السققيطرة وتحقيققق‬

‫‪6‬‬
‫الهققداف تتفاعأققل بعلقققات ذات اتجققاهين مققع البيئققة المحيطققة الققتي ل‬
‫يمكن التحكم بها‪.‬‬
‫ومع شموليةة هذا التعريف‪ ،‬وانطباقه عألى الدارة في المنظمققات العانمقة‬
‫صققة‪ ،‬إل أون هققذا الكتققاب يهتققم بالدرجقةة الولققى بد ارسققة وتحليققل الدارة فققي‬
‫والخا و‬
‫منشآت ومنظمات العأمال الهادفة إلى تحقيق الربح‪.‬‬
‫* وظائف الدارة‪:‬‬
‫تقققوم الدارة بوظققائف أساسققية‪ ،‬وأهقوم هققذه الوظققائف هققي ‪ :‬التخطيققط‪ ،‬التنظيققم‪،‬‬
‫التوجيه والرقابة‪.‬‬
‫وستكون مكلل وظيفة من هذه الوظائف موضع تحليل ومناقشة مفصلة فيما يلققي‬
‫من فصول من هقذا الكتققاب‪ .‬وسقيكون مققدخل الوظققائف الداريققة هقو المسقتخدم‬
‫في دراسة الدارة‪.‬‬
‫* وظائف المنشأة)‪:(1‬‬
‫تهدف المنشأة إلى إنتاج وتوزيع السلع والخدمات عأقبر القيقام بوظققائف متكاملققة‬
‫أساسية‪ ،‬وأهوم هذه الوظائف ثلثة وهي كما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬التمويل‪.‬‬
‫‪ .2‬النتاج‪.‬‬
‫‪ .3‬التسويق‪.‬‬

‫وهذه الوظائف مجملة‪ ،‬ويعتمد التفصيل فيها عألى عأوامققل كققثيرة أهومهققا‬
‫حجققم المنشققأة‪ ،‬وطبيعققة منتجاتهققا‪ ،‬وانتشققارها‪ ،‬وفلسققفة الدارة ‪ ،‬ويمكققن أيضق ق ا‬

‫)‪ (1‬يتنم أحيان ا التعبير عأن المنشأة بالمنظمة أو المؤسسة أو المشققروع وفققي السققياق العققاوم تسققتخدم هققذه المصققطلحات‬
‫كمترادفات‪ ،‬ولكن أحيان ا يمكن تخصيص المعنى لمكدل واحتد منها‪ ،‬وسيتلم استخدامها هنا بنفس المعنى‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ذكققر الوظققائف التاليققة‪ ،‬والققتي يمكققن أن تكققون تابعققة للوظققائف الرئيسققة الثلثققة‪،‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ .1‬الفراد ‪.‬‬
‫‪ .2‬المشتريات ‪.‬‬
‫‪ .3‬التخزين ‪.‬‬
‫‪ .4‬نظم المعلومات ‪.‬‬
‫‪ .5‬والعلقات العانمة‪.‬‬
‫وستكون كلل وظيفة من هذه الوظائف موضع تحليققل ومناقشققة مفصققلة ومعمقققة‬
‫فيما يلي من فصول الجزء الثاني من هذا الكتاب ‪.‬‬

‫* المستويات الدارية‪:‬‬
‫تختلف المستويات الدارية للمنشأة حسب العديد من العوامل مثل ‪:‬‬
‫طبيعة عأمل المنشأة ومنجاتها ‪ :‬زراعأية ‪ ،‬صناعأية أو خدمية ‪.‬‬
‫حجم المنشأة ومدى انتشارها الجغرافي‪.‬‬
‫مدى الحداثة في أساليب العمل ووسائل التصال المستخدمة‪.‬‬
‫فلسفة الدارة وأهدافها وقدرتها‪.‬‬
‫وغيرها من العوامل الخرى‪.‬‬
‫ويقسققم كتققاب الدارة المسققتويات الداريققة إلققى ثلث مسققتويات ‪ ،‬تختلققف هققذه‬
‫المسق ققتويات مق ققن عأق ققدة وجق ققوه مق ققن حيق ققث السق ققلطة والمسق ققئولية ودرجق ققة ممارسق ققة‬
‫الوظائف الدارية‪ .‬والمستويات الثلثة هي ‪:‬‬
‫وتأخذ هذه المستويات شكلَّ الهَّرم كالتالي ‪:‬‬

‫‪8‬‬

‫الدارة العليا‬

‫الدارة الوسطى‬

‫الدارة الدنيا‬
‫* أهمية الدارة‪:‬‬
‫وهي كما يلي‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ميقدسمم بعض القتصاديون ‪ 4‬عأناصر النتاج إلى أربعة‬
‫‪ .2‬الموارد البشرية‬ ‫‪ .1‬الموارد الطبيعية‬
‫‪ .4‬التنظيم‬ ‫‪ .3‬رأس المال‬
‫ويقصققد بققالتنظيم هنققا الدارة‪ ،‬وهققي المعرفققة بأسققاليب وطققرق النتققاج‪،‬‬
‫وب ققدون تق قوافر وتكام ققل ه ققذه العناص ققر الربع ققة ل يمك ققن للعملي ققة النتاجي ققة أن‬
‫تكتمققل‪ ،‬وحقيق قةا أنن الدارة هققي أه قلم هققذه العناصققر؛ لنن الشققعوب والمنظمققات‬
‫والفراد يتمايزون بالدرجةة الولى بعنصةر الدارة وليس بباقي عأناصر النتاج‪،‬‬
‫ص المجتمعقات والقدول‬
‫وكي يتضح هذا المعنى‪ ،‬دعأنا نضرب مثلين النول يخق ل‬
‫ص الفراد‪ .‬خذ اليابان عألى سبيل المثال‪ ،‬استطاعأت بفضل الدارة‬
‫والثاني يخ ل‬
‫أن تصبح من أغنى الققدول‪ ،‬وأكثرهققا تققدما ورقيقاا‪ ،‬وهققي دولققة تفتقققر إلققى المقوارد‬
‫الطبيعية‪ ،‬فهي تقوم باستيراد المقواد الخققام مققن خققارج البلققد‪ ،‬ثقنم تقققوم بتصقنيعها‪،‬‬
‫ث قنم تصققدرها لققدول العققالم سققلع ا جققاهزة للسققتخدام‪ ،‬بينمققا هنققاك دولا غني قةا جققدا‬
‫بالموارةد الطبيعيةة‪ ،‬ولكنها تفتقر إلى الدارة القادرة عألى تحويل هذه الموارد إلققى‬

‫هناك من يقسم عأوامل النتاج إلى خمسة ‪ ،‬وهي المعروفة بق "‪ "M 5‬وهي‪:‬‬ ‫)‬

‫‪ -3‬المال ‪Money‬‬ ‫‪ -2‬العمل ‪Men‬‬ ‫‪ -1‬الدارة ‪Management‬‬


‫‪ -5‬المواد ‪Material‬‬ ‫‪ -4‬اللت ‪Machines‬‬
‫‪9‬‬
‫سلع جاهزة للسقتخدام‪ ،‬وبالتققالي فققإنن الفيصققل فققي تققلدم المجتمعققات هققو الدارة‬
‫وليس توافر الموارد‪.‬‬
‫أنمققا عألققى مسققتوى الف قراد فكققم فققرد ورث أم قوالا طائلققة فبققددها فققي وق قتت‬
‫قصيتر‪ ،‬وكم فرد اغتنى بعد أن كان ل يملك درهم ا ول دينا ارا‪.‬‬

‫* أهداف الدارة‪:‬‬
‫تق ق ققوم الدارة بالموازن ق ققة بيق ققن أهق ققداف متع ق ققددة‪ ،‬وأحيانق ق ق ا متش ق ققابكة ومتص ق ققارعأة‬
‫ومتناقضة‪ ،‬فهناك أهداف تسعى الدارة نفسقها إلقى تحقيقهقا‪ ،‬وأهقداف للمنشقأة‪،‬‬
‫ولملكهققا‪ ،‬والعققاملين فيهققا‪ ،‬والمتعققاملين معهققا مققن زبققائن و مققوردين وممققولين‬
‫وحكومة‪ ،‬والمنظمات المدنية‪ ،‬وذلك كما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬تحقيق أهداف الدارة نفسهَّا ‪ ،‬واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬الستمرار ‪.‬‬
‫ب‪ .‬النجاح‪.‬‬
‫جق‪ .‬تحقيق الذات ‪.‬‬

‫‪ .2‬تحقيق أهداف ملكا المنشأة ‪ ،‬واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬زيادة قيمة المنشأة عأن طريق زيادة القيمة السوقية للسهم ‪.‬‬
‫ب‪ .‬زيادة الرباح المحصلة ‪.‬‬

‫‪ .3‬تحقيق أهداف العاملين في المنشأة ‪ ،‬واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬الراحة في العمل ‪.‬‬
‫ب‪ .‬تقليل ساعأات العمل ‪.‬‬
‫جق‪ .‬زيادة في الجور ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ .VIII‬زيادة المزايا المالية والعينية التي يحصلون عأليها ‪.‬‬

‫‪ .4‬تحقيق أهداف زبائن المنشأة ‪ ،‬واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬وفرة السلع والخدمات‪.‬‬
‫ب‪ .‬زيادة جودة السلع والخدمات ‪.‬‬
‫جق‪ .‬خفض السعار ‪.‬‬

‫‪ .5‬تحقيق أهــداف مـوردي السـلع والخـدمات المســتخدمة كمــدخلت للعمليــة‬


‫النتاجية‪ ،‬واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬زيادة السعار‪.‬‬
‫ب‪ .‬الدفع النقدي‪.‬‬
‫جق‪ .‬اللتزام بمواعأيد الدفع إن كان الثمن مقسطاا‪.‬‬
‫‪ .6‬تحقيق أهداف ممولي المنشأة من المصاارف وأصاحاب القروض ‪ ،‬والمــتي‬
‫يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬ضمان أصل التمويل ‪.‬‬
‫ضمان عأوائد التمويل ‪.‬‬ ‫‪.II‬‬

‫‪ .7‬تحقيــق أهــداف الحكومــة مــن خللَّ تطــبيق إواطاعــة القــوانين الخاصاــة‬


‫بالمنشأة ‪ ،‬واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬اللتزام بالقوانين والنظمة والتعليمات‪.‬‬
‫تحصيل الضرائب ‪.‬‬ ‫‪.II‬‬

‫‪ .8‬تحقيق أهداف المجتمع المــذي تعيــش فيــه المنشــأة ‪ ،‬والمــتي يتمثــلَّ أهرمهَّــا‬
‫فيما يلي ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪ .‬رفع مستوى المعيشة‪.‬‬
‫ب‪ .‬حسن استغلل الموارد المتاحة وعأدم تبديدها بدون فوائد ‪.‬‬

‫‪ .9‬تحقيق أهداف المنظمات المدنية في المجتمع ‪ ،‬واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيمــا‬


‫يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬حماية البيئة من التلوث‪.‬‬
‫ب‪ .‬تبرعأات‪.‬‬
‫جق‪ .‬مساهمات اجتماعأية ‪.‬‬

‫ويلخص الجدولَّ التالي هذه الفئات وأهدافهَّا ‪:‬‬


‫الهداف‬ ‫الفئة‬
‫الستمرار‪ ،‬النجاح‪ ،‬تحقيق الذات‬ ‫الدارة‬
‫زيادة قيمة المنشأة‪ ،‬زيادة الرباح المحصلة‬ ‫الملك‬
‫زيادة في الجور والمزايا المالية والعينيققة الققتي يحصققلون‬ ‫العاملين‬
‫عأليها‬
‫وفرة السلع والخدمات‪ ،‬جودة أعألى‪ ،‬سعر أقول‬ ‫الزبائن‬
‫زيادة السعار‪ ،‬الدفع النقدي‪ ،‬اللتزام بمواعأيد الدفع‬ ‫الموردين‬
‫ضمان أصل التمويل وعأوائده‬ ‫ممدولين‬
‫اللتزام بالقوانين والنظمة والتعليمات‪ ،‬تحصيل الضرائب‬ ‫الحكومة‬
‫رفع مستوى المعيشة‪ ،‬حسن استغلل الموارد المتاحة‬ ‫المجتمع‬
‫المنظمات المدنية حماية البيئة من التلوث‪ ،‬تبرعأات‪ ،‬مساهمات اجتماعأية‬

‫‪12‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الدارة‪ :‬علم أم فن؟‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫المقص ققود ب ققالعلم هن ققا ه ققو المعرف ققة المنظم ققة ذات القق قوانين والعلق ققات الثابت ققة‪،‬‬
‫والنق ققتي يمكق ققن تعميمهق ققا؛ وبالتق ققالي ل تختلق ققف بق ققاختلف الفق ق قراد والمجتمعق ققات‬
‫والمققاكن‪ ،‬فمثلا القققول بققأنن المققاء يغلققي عأنققد درجققة ح ق اررة مائققة‪ .‬بينمققا يقصققد‬
‫بالفن المعرفة والسلوك المعتمد عألى الفرد بصفته الشخصية والنفسققية والعقليققة‪،‬‬
‫وبالتالي ل يمكن تعميم هذه المعرفة مثل لوحة فنية أو القول بأنن الجو جميل‪.‬‬
‫تساؤلَّ‪:‬‬
‫ما أن ميددقرقس موضوع مققن المواضققيع الجتماعأيققة إل وطققرح سقؤال هققل هققو عألققم‬
‫أو فن‪ ،‬وكذا السؤال حول الدارة‪ ،‬هل هي عألم أم فن؟‬
‫ويقصد بهذا التساؤل ‪:‬‬
‫ل؟‬
‫هدل للدارة قوانين يمكن تحديدها وتعميمها مثل الفيزياء مث ا‬
‫هقدل يمكققن وضققع الممارسققة الداريققة فققي مختققبر وتحديققد وعأققزل المتغيقرات عأققن‬
‫بعضها إواجراء التجارب عأليها؟‬
‫هقدل الدارة نققوع مققن البققداع والموهبققة الشخصققية‪ ،‬والنققتي ل يمكققن وضققع أسققس‬
‫عأامة لها وتعميمها عألى كافة المجتمعات والمواقف كالشعر والرواية ؟‬
‫هدل الدارة فلسفة تعتمد عألى قدرة الشخص في استنباط العلقات والحكم عأليها؟‬
‫والجابة عألى السؤالين الولين باليجقاب يعنقى أنن الدارة عألقم ثقابت لقه ققوانين‬
‫يمكققن تعميمهققا والجابققة بالسققلب يعنققي أنهققا فققن تعتمقد عألققى الخققبرة الشخصققية‪.‬‬
‫والعكس صحيح بالنسقبة للسقؤالين الخيريقن‪ .‬ولكقن ل يجقب النظقر إلقى الدارة‬
‫من زاويتة واحدتة وحصرها فيها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫* الدارة والعلوم الجتماعية‪:‬‬
‫وحقيق قةا أنن الدارة ‪ management‬تص نف ضققمن العلققوم الجتماعأيققة ‪social‬‬
‫‪ sciences‬ولي س ض ق ققمن العل ق ققوم الطبيعي ق ققة ‪ ،natural sciences‬والعل ق ققوم‬
‫الجتماعأيق ققة مرتبطق ققة بالنسق ققان والمجتمق ققع ويت ق قلم تطق ققبيق المنهق ققج العلمق ققي فق ققي‬
‫دراستها ‪ ،‬لكن نتائجها ل تأخققذ نفققس درجققة تعميقم نتائقج العلقوم الطبيعيققة‪ .‬فهققي‬
‫ف ممحق قنددتة‪ .‬فمثلا يمكققن‬
‫نتائققج محققدودة بزمققاتن محق قندتد وبمجتمق قتع محق قندتد وبظققرو ت‬
‫م‬ ‫م‬
‫تطبيق المنهج العلمي في تحديقد معقدل التضقخم ‪%5‬؛ وهنقا يجقب تحديقد زمقن‬
‫محدد وكذلك دولة محددة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫وه ققذا بالض ققرورة ينف ققي أن يك ققون للدارة قق قوانين ثابت ققة يمك ققن تعميمه ققا كقق قوانين‬
‫الفيزياء والكيمياء‪.‬‬

‫* الدارة كعلم‪:‬‬
‫الدارة عألققم لققه أصققوله وقواعأققده ونظريققاته‪ ،‬ويمكققن تطققبيق المنهققج العلمققي فققي‬
‫د ارسق ققته والتحقق ققق منق ققه؛ حيق ققث يمتق ققاز المنهق ققج العلمق ققي بممي ق قزات ومق ققن بينهق ققا‪:‬‬
‫الموضوعأية‪ ،‬وقابلية إثبات النتائقج‪ ،‬والقابليقة للتعميم‪ ،‬إوامكانيقة التنبقؤ بالنتائقج‪،‬‬
‫والمرونققة ‪ . 5‬ويزيققد فققي الناحيققة العلميققة الموضققوعأية للدارة أن هنققاك ج قوانب‬
‫مادي ققة تتعام ققل معه ققا وبه ققا الدارة‪ ،‬وهققذه يمك ققن د ارس ققتها إواخض ققاعأها للتج ققارب‬
‫تمامققا كمققا تخضققع المقواد فققي المختققبرات العلميققة للتجققارب‪ .‬كمققا قققامت مققدارس‬
‫إداريق ققة عألق ققى تطق ققبيق المنهق ققج الرياضق ققي والحصق ققائي فق ققي د ارسق ققة المشق ققكلت‬
‫الدارية وهذا يعمق الجانب العلمي في الدارة‪.‬‬

‫* الدارة كفن‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫وفي الجانب المقابل فإن للدارة جانب فني فلسقفي ‪ ،‬فهقي تتعامقل مع النسقان‬
‫والمجتمع‪ ،‬وهي تتعامل مع جوانب غير مادية في النسان والمجتمع‪ ،‬كما أننها‬
‫تواجه مواقف كثيرة تحتاج فيها إلى الخبرة والحكم الشخصي والبققداع والمنققاورة‬
‫واسققتنباط العلقققات‪ ،‬وهققذا مققا يجعققل فيهققا لمسققة فنيققة وض قرب ا فلسققفي ا ل يمكققن‬
‫لمدير ناجح الستغناء عأنها‪ ،‬وتؤثر الثقافة السائدة في المجتمققع تققأثي ار قويقا فققي‬
‫هذا الجانب من الدارة‪.‬‬
‫وعأليه يمكن استخلص أن الدارة عألم وفن وفلسفة في ذات الوقت‪.‬‬

‫* أسباب عدم النتباه للدارة كعلم‪:‬‬


‫ف كعلق قتم إنل‬
‫ت الدارة ‪ -‬كمققا سققبق الشققارة ‪ -‬منق قمذ القققدم‪ ،‬ولكنهققا لقق قدم تمعققر د‬
‫وجققد د‬
‫متأخ ارا‪ ،‬وكان ةمن أهدم العوامل انلتي ساعأدت عألى عأدم النتباه إليها ما يلي ‪:6‬‬
‫ساد خلل القرون القديمة والوسطى في أوروبا النظر إلى التجارة‬ ‫‪.1‬‬
‫والعأمال التجارية كأعأمال وضيعة )‪ ،(6‬وقد عأ وزز هذا التوجه وصف‬
‫الكتاب والفلسفة لهذه العأمال بأوصا ت‬
‫ف تحققط مققن قيمتهققا كالفيلسققوف‬
‫أرسطو والكاتب القتصادي الول آدم سميث الذي وصف التجققار فققي‬
‫كتق ققابه ث ق ققروة المق ققم بق ققأنهم مجموعأ ق ققة مق ققن الخق ققداعأيين ال ق ققذين ل تتف ق ققق‬
‫مصالحهم مع المصالح القومية للمجتمع‪ ،‬وهذا أودى إلى عأدم الهتمققام‬
‫بققالدارة كعلقم يمكققن د ارسقته‪ ،‬وأندى إلقى عأققزوف المفكريقن القتصققاديين‬
‫والسياسيين قعأن الدارة‪.‬‬
‫النظر إلى الدارة بأننها فن يعتمد عألى الموهبة الشخصية‪ ،‬والقدرات‬ ‫‪.2‬‬
‫الذاتية‪ ،‬وليس بحاجة إلى دراسة‪.‬‬

‫)‪ (6‬هذا خلف للنظرة السلمية إلى التجارة باعأتبارها عأملا مشرفاا‪ ،‬كما شجع السلم عأليها ووضع لها القواعأد‬
‫والصول‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫الهتمام بالنواحي الفنية والتقنية في المشروع‪ ،‬وزيادة مقدرته الفنية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ضآلة حدة المنافسة‪ ،‬والطلب الكبير عألى المنتجات‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫* أسباب النتباه للدارة كعلم‪:‬‬
‫أومققا أه قدم العوامققل النققتي سققاعأد د‬
‫ت عألققى النتبققاه إلققى أهميققة الدارة مققا ميعققرف فققي‬
‫التاريخ القتصادي بالثورة الصناعأية )‪ industrial revolution (1‬انلتي كاقن‬
‫ةمن أهدم نتائجها ما يلي‪:‬‬
‫استبدال الجهد البشري والحيواني بالجهد اللي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ضخامة حجم منشآت العأمال وانتقالها إلى النتاج الكبير ‪mass‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪production‬‬
‫ضخامة حجم الموال المستثمرة في منشآت العأمال وظهور‬ ‫‪.3‬‬
‫الشركات المساهمة العانمة‪.‬‬
‫انفصال الملكية عأن الدارة وظهور طبقة مديرين ممتهنين للدارة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫اتساع السواق من ناحية المدخلت والمخرجات وعأدم قصرها عألى‬ ‫‪.5‬‬
‫السوق المحلي‪.‬‬
‫تعقد وتشابك وتزايد المتغيرات البيئية التي تعمل ضمنها المنشأة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ازدياد حودة المنافسة وانلتي كاقن ةمن أهدم نتائجها ‪ :‬زيادة في جودة وعأدد‬ ‫‪.7‬‬
‫المنتجققات مققع خفققض تكلفتهققا؛ وبالتققالي انخفققاض أسققعارها للمسققتهلك‬
‫النهائي‪.‬‬
‫ثمقنم جققاءت الثققورة اللكترونيققة المعلوماتيققة فققي أعأقققاب الحققرب العالميققة‬
‫الثانيققة والنققتي مققا زلنققا نعيق م‬
‫ش آثارهققا وتطوراتهققا إلققى هققذه اللحظققة‪ ،‬والققتي أندت‬ ‫)‪(1‬‬

‫إلى تطوةر الكثيةر من المفاهيم الدارية‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫بدأت الثورة الصناعأية سنة …‪ .‬باختراع اللة البخارية في بريطانيا ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أي في النصف الثاني من القرن الماضي ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫علقاة الدارة بالعلوم الخرى‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫الدارة أح ق ققد ف ق ققروع العل ق ققوم الجتماعأي ق ققة‪ ،‬وه ق ققي ش ق ققائعة الس ق ققتخدام والتط ق ققبيق‬
‫والممارس ققة ف ققي ش ققتى مج ققالت الحي ققاة وتنظيم ققات المجتم ققع‪ ،‬وه ققذا يجع ققل له ققا‬
‫ارتبققاط بمعظقم إن لققم يكقن كقدل هقذه المجققالت‪ ،‬فلهقا عألققة بققالنواحي الفنيقة فقي‬
‫المنشققأة‪ ،‬كمققا لهققا عألقققة بققالنواحي الماديققة‪ ،‬فوفققق ذلققك لهققا عألقققة بققالنواحي‬
‫النفسية والجتماعأية للفراد‪.‬‬
‫ولق ققذلك نجق ققد أنن للدارة ارتبق ققاط بعلق ققوم كق ققثيرة ومتشق ققعبة كالمحاسق ققبة والقتصق ققاد‬
‫والرياض ق ققيات والحص ق ققاء والكم ق ققبيوتر والهندس ق ققة والعل ق ققوم وعألق ققم النف ق ققس وعألق ققم‬
‫الجتم ققاع وعأل ققم النثروبولوجي ققا وغيره ققا‪ .‬س ققنناقش عألق ققة الدارة ببع ققض ه ققذه‬
‫المجالت كما يلي‪:‬‬

‫* الدارة والقاتصااد‪:‬‬
‫يققدرس عألققم القتصققاد المشققكلة القتصققادية المتمثلققة فققي مشققكلة النققدرة ‪ ،‬وهققي‬
‫ندرة الموارد المتاحة في مقابل حاجات إنسانية واجتماعأية متعددة‪ ،‬ويدرس هققذا‬
‫العلققم الجتمققاعأي كيفيققة توزيققع المقوارد النققادرة عألققى الحاجققات المتعقددة بأقصققى‬
‫كفايققة‪ ،‬والسققمة الغالبققة عألققى هققذا العلققم هققو تنققاول الموضققوع مققن الناحيققة الكليققة‬
‫‪ . macro‬إواذا م ققا نظرن ققا إل ققى الدارة فنج ققد أنن دوره ققا مكم ققل ل ققدور القتص ققاد‬
‫وليس مسقتقلا عأنقه أو مناقضقا لقه‪ .‬فالقتصقاد عأندما يعمقل عألقى حقول المشقكلة‬
‫القتصادية فإنن أداته في ذلك هققي الدارة‪ ،‬كمقا أنن المفقاهيم القتصققادية تشققكل‬
‫أحد السس في العمل الداري‪.‬‬
‫* الدارة والمحاسبة‪:‬‬
‫‪17‬‬
‫المحاسبة نظام معلومات يهدف بالدرجة الولى إلى تجميقع ثقم إعأقداد ثقم تزويقد‬
‫ق جمعيققة‬
‫متخققذي الق ق اررات بالمعلومققات الساسققية اللزمققة لتلققك الق ق اررات‪ ،‬ووف ق ق‬
‫المحاسققبة المريكيققة )‪(American Accounting Association) (AAA‬‬
‫فققإنن المحاسققبة هققي ‪ :‬عأمليققة تحديققد وقيققاس إوايصققال المعلومققات القتصققادية‬
‫س عألمي ق قتة مق ققن قب ق قةل مسق ققتخدةم‬
‫لسق ققتخدامها فق ققي تقريق ققر حك ق قتم مبنق ققي عألق ققى أس ق ق ت‬
‫المعلوماةت ‪:‬‬
‫‪"The process of identifying, measuring and communicating‬‬
‫‪economic information to permit informed judgements and‬‬
‫‪decisions by users of the information" 7‬‬
‫‪"The provision of information in financial terms that will‬‬
‫‪help in decisions concerning resource allocation, and the‬‬
‫‪preparation of reports in financial terms describing the effects‬‬
‫‪of past resource allocation decisions"8‬‬
‫فالمحاسققبة متعتققبمر فققي جققانتب مققن جوانبةهققا إحققدى الدوات ‪ /‬المناهققج ‪/‬‬
‫الطققرق الققتي تسققتخدمها الدارة فققي تزوي قةدها بمعلومققاتت‪ ،‬خاص قةا تل ق ق‬
‫ك المتعلق قةم‬
‫بالمنش ققأةة‪ ،‬وغالبق قا م ققا تك ققون ه ققذه المعلوم ققات كمي ققة مالي ققة‪ ،‬تس ققاعأمد عأل ققى إدارة‬
‫المنظمةة واتخامذ الق ار ارةت الممسويرة لها ‪.‬‬
‫وتتعق قندد المجق ققالت الق ققتي يتق قلم فيهق ققا اسق ققتخدام المحاسق ققبة؛ لق ققذلك ميمكق قمن تصق ققنيفها إلق ققى‬
‫تصنيفات متعدددة حسب المعيار المستخدم‪ ،‬ومن بيةن هذه التصنيفات ما يلي ‪:‬‬
‫محاسبة إدارية ‪management accounting / managerial‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ،accounting‬ومحاسبة مالية ‪ ،financial accounting‬ومحاسقبة‬
‫تكاليف ‪.cost accounting‬‬
‫محاسبة في المؤسسات العامة )محاسبة حكومية وقومية(‪ ،‬ومحاسبة‬ ‫‪.2‬‬
‫ف ققي المؤسس ققات الخاص ققة‪ ،‬ومحاس ققبة ف ققي المؤسس ققات غي ققر الحكومي ققة‬
‫‪.NGOs‬‬

‫‪18‬‬
‫محاسبة في المؤسسات التجارية‪ ،‬ومحاسبة في المؤسسات الصناعأية‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ومحاسبة في المؤسسات الخدمية‪ .‬وهكذا تصنيفات مختلفة‪.‬‬

‫* الدارة وعلم النفس والجتماع ‪:‬‬


‫أ‪ .‬الدارة وعلم النفس‪:‬‬
‫يق ققوم عأل ققم النف ققس بد ارس ققة النس ققان كف ققرد م ققن حي ققث س ققلوكه ورغب ققاته ودوافع ققه‬
‫وح قوافزه ومثبطققاته وطموحققاته وشخصققيته ومققا إلققى ذلققك مققن الخصققائص النققتي‬
‫تعققود إليققه‪ ،‬فققالجوانب غيققر الماديققة فققي الفققرد هققي بققوجه العمققوم محققور د ارسققات‬
‫عألم النفس‪.‬‬
‫وهققذا يجعققل عألققم النفققس أداة هامقةر جققدا للدارة فققي عأمليققه اختيققار الفقراد لداء‬
‫الوظائف المختلفة ‪ ،‬وفي عأملية تدريبهم وتوجيههم وحفزهم نحو تحقيق أهققداف‬
‫المنشققأة بكفققاءة وفعاليققة‪ .‬فققالدارة حسققب بعققض التعريفققات هققي إنجققاز العأمققال‬
‫المطلوبة عأققن طريققق الخريقن‪ .‬كمقا أون عألقم النفقس أداة هانمقة جققدا للتعامققل مقع‬
‫الفراد كزبائن يشترون منتجات المنشأة انلتي يشعرون بأنها تشبع حاجاتهم‪.‬‬
‫ب‪ .‬الدارة وعلم الجتماع‪:‬‬
‫يقق ق ققوم عألق ق ققم الجتمق ق ققاع ‪ sociology‬بدراس ة المجتمق ق ققع مق ق ققن حيق ق ققث مكونق ق ققاته‬
‫وخصائصه وتنظيمه ونمووه وتطوره‪ ،‬والعوامل المؤثرة فيه‪.‬‬
‫‪Sociology is the science of the nature and growth of society‬‬
‫‪and social behaviour.‬‬
‫وتدخل المنشأة في عألقات متبادلة مع المجتمع ‪ :‬فالمنشأة جزرء من المجتمع‪.‬‬
‫تستمد المنشأة مدخلتها من المجتمع بما فققي ذلققك المقوارد البشقرية القنقتي يشققكل‬
‫المجتمققع أقققوى العوامققل تققأثي ار عألققى سققلوكها وأهققدافها وحوافزهققا وقيمهققا وكيفيققة‬
‫التعامل معها‪ .‬والدارة تتعامل مع الموارد البشرية بصفتها أهم الموارد‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تض ققخ المنش ققأة مخرجاته ققا ف ققي المجتم ققع بم ققا ف ققي ذل ققك المنتج ققات الن ققتي ببيعه ققا‬
‫تستطيع المنشأة العيش والستمرار‪ ،‬إوال فستموت وتندثر‪.‬‬
‫وبالتققالي فققإنن المنشققأة تققؤثر وتتققأثر بققالمجتمع ‪ ،‬وهققذا يجعققل الدارة فققي حاجققة‬
‫مسق ققتمرة لمعرفق ققة خصق ققائص المجتمق ققع المحيق ققط بهق ققا ‪ ،‬والعوامق ققل المق ققؤثرة فيق ققه ‪،‬‬
‫والتطققورات النققتي تحصققل فيققه‪ ،‬والتغي قرات فققي أنمققاط السققلوك والققذوق ومسققتوى‬
‫المعيشة‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬
‫وعألى هذا يعتبر عألم النفس وعألققم الجتمققاع عألمققان مكملن لبعضققهما البعققض‬
‫فققي حاجققة الدارة لمعرفققة السققلوك البشققري وتفسققيره والتققأثير عأليققه وتققوجيهه بمققا‬
‫يخدم تحقيق أهداف المنشأة‪.‬‬

‫* الدارة والقانون ‪:‬‬


‫يصققدر القققانون مققن مؤسسققات الدولققة الققتي تنظققم سققلطتها عأققن طريقققه‪ ،‬وهققي‬
‫المسئولة عأن تطبيقه في المجتمع‪ ،‬والقانون هو انلذي يضع القواعأد التي تنظققم‬
‫سلوك الفراد والمجتمع‪ ،‬وهو الققذي يخبرنققا أي العأمققال مسققموح بهققا وأيهققا غيققر‬
‫مسموح به‪ ،‬كما أنه ينظم فض الخلفات بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪Law is the rule made by authority for the proper regulation of‬‬
‫‪a community or society or for the correct conduct in life.‬‬
‫وم ققا يجع ققل الق ققانون مرتبطق قا ارتباطق قا وثيقق قا ب ققالدارة ه ققو أنن هن ققاك الك ققثير م ققن‬
‫القواعأققد القانونيققة )التشق قريعات( المنظمققة لمنشققآت العأمققال مققن حيققث نشققأتها‬
‫وعأملهققا وعألقاتهققا الداخليققة والخارجيققة وموتهققا )افلسققها(‪ .‬ومققن المثلققة عألققى‬
‫ذلك ‪:‬‬
‫‪ -‬قانون الشركات وهو الذي ينظم عأمل الشركات بجميع أشكالها‪.‬‬
‫‪ -‬ق ققانون العم ققل وه ققو ال ققذي ينظ ققم العلق ققة م ققا بي ققن العام ققل وص ققاحب العم ققل‬
‫ويوضح حقوق وواجبات كل طرف‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬القوانين والنظمة الضريبية‬
‫‪ -‬القوانين والنظمة الجمركية‬
‫‪ -‬القانون التجاري‬
‫‪ -‬قانون الستثمار‬
‫‪ -‬قانون حماية البيئة‬
‫‪ -‬قانون البنوك وغيرها الكثير من القوانين‪.‬‬
‫وهذا يجعل لكدل عأمتل تقوم به الدارة وجه ا آخر هو الوجه القانوني الققذي يجققب‬
‫عألققى الدارة م ارعأققاته إوال أصققبحت ق ارراتهققا موضققع تسققاؤل قققانوني‪ .‬ومققن هنققا‬
‫تنبع أهمية القانون بالنسبة للدارة‪.‬‬
‫* الدارة والددين ‪:‬‬
‫يعتبر الددين أحققد مكونققات الثقافققة المققؤثرة والمحققددة للسققلوك‪ ،‬إواذا مققا نظرنققا إلققى‬
‫ال قددين السققلمي نجققده يجمققع ثلث ج قوانب تك قدون وتشققكل فققي مجموعأهققا أه قنم‬
‫العوامققل المحققددة للسققلوك الفققردي والجتمققاعأي‪ ،‬وهققذه الجق قوانب الثلثققة هققي ‪:‬‬
‫العقيققدة والش قريعة والخلق‪ .‬وهققذا يجمققع بيققن عألققم الجتمققاع والنفققس والقققانون‬
‫ولكن بمنظور الددين السلمي‪ ،‬وهذا يعني أنن النسان والمجتمع المسلم متققأثر‬
‫بصورة مباشرة بالددين؛ وبالتالي يقع عألى الدارة انلتي تتعامل مع الفراد كموارد‬
‫وكزبائن فهم ومراعأاة تأثير الددين عأليهم ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫مجالت الدارة‬
‫"إدارة العمالَّ و الدارة العاممة"‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫هن ققاك الك ققثير م ققن الس ققئلة ال ققتي تط ققرح ف ققي مس ققألة الدارة‪ ،‬فمثلا ميطق ققردح عأ ققادةا‬
‫السقؤال عأققن الفققرق بيققن إدارة العأمققال إوادارة المنظمققات الحكوميققة أو مققا ميعققرف‬
‫ك اختلف بينهما ؟‪.‬‬ ‫بالدارة العاومة‪ ،‬هدل هما شيئ ا واحدا أم أون هنا ق‬
‫وللجابققة عألققى هققذا الس قؤال يجققب عألينققا بدايققة تحديققد بيئققة ك قتل منهمققا‪ ،‬فققالدارة‬
‫العاومققة ترتبققط بالدولققة ومؤسسققاتها‪ ،‬بينمققا إدارة العأمققال ترتبققط مباشقرة بمشققاريع‬
‫العأمق ق ققال الهادفق ق ققة إلق ق ققى تحقيق ق ققق الربق ق ققح‪ ،‬أي بق ق ققإدارة المشق ق ققاريع عألق ق ققى أسق ق ققس‬
‫اقتصادية)‪.(1‬‬
‫وعألي ققه فق ققد ت ققأثر وارتب ققط مفه ققوم الدارة العاوم ققة وممارس ققتها ف ققي الفك ققر‬
‫الداري الغرب ققي الح ققديث ب ققالنظر إل ققى دور الدول ققة وتط ققوره م ققن مفه ققوم الدول ققة‬
‫الحارسققة)‪ (2‬إلققى مفهققوم الدولققة ذات الوظققائف الجتماعأيققة والقتصققادية والققذي‬
‫بدأ يظهقر فقي أعأققاب الثورة الصناعأية النقتي أندت إلقى فققدان الفقرد للعائلقة القتي‬
‫كققانت تققزوده بمجمققل مققا يحتققاجه اجتماعأيقاا؛ وبالتققالي ظهققرت الحاجققة إلققى قيققام‬
‫الدولققة ببعققض هققذه الوظققائف‪ ،‬أمققا عألققى صققعيد الفكققر السققلمي فقققد ققنرر منققذ‬
‫البداية قيام الدولة بوظيفة اجتماعأية واقتصادية بجانب الوظيفة السيادية‪.‬‬
‫وبغض النظر عأن المشاركين في وضع الهداف العامة‪ ،‬وهل تشققترك‬
‫فيه الدارة العامقة أم يضقعها السياسقيون فقققط؟ فقإون قيققام الدولققة بتحقيققق أهقداف‬
‫عأاومققة يحتققاج إلققى جهققاز إداري يحقققق هققذه الهققداف؛ وبالتققالي تنشققأ المنظمققات‬
‫العامققة الققتي تهققدف إلققى تحقيققق الهققداف العامققة‪ .‬ولقققد زاد مققن أهميققة الدارة‬

‫ميلحظ في الوقت المعاصر امتداد مفهوم إدارة المنظمات عألى أسس اقتصققادية حققتى لققو كققانت غيققر‬ ‫‪(1‬‬ ‫)‬

‫هادفة إلى تحقيق الربح أو كانت منظمات عأاومة‪.‬‬

‫الدولة الحارسة أو الدولة السيادية هي التي تقوم بثلث وظائف أساسية وهققي الققدفاع )ضققد العأققداء‬ ‫‪(2‬‬ ‫)‬

‫الخارجيين( والمن )للفراد داخل المجتمع( والقضاء )لفض منازعأات الفقراد وحفقظ حققوقهم(‪ ،‬وأصقحاب‬
‫هذا الرأي ل يرون قيام الدولة بأي وظيفة ذات طابع اقتصادي أو اجتماعأي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫العامققة الحربيققن العققالميتين؛ حيققث زادت العأبققاء الملقققاة عألققى عأققاتق حكومققات‬
‫الدول لعأمار ما دمرته الحقروب فققي ظقول تحطقم البنققى النتاجيققة ونقدرة المقوارد‬
‫الطبيعيققة‪ ،‬وبعققض الققدول عأققانت مققن نقدرة المقوارد البشقرية‪ ،‬كقول هقذا أودى للقققاء‬
‫المزيد من الهمية عألقى السقلوب الداري المعتمقد عألقى العلقم والمنهقج العلمقي‬
‫الذي تتبعه الحكومات للتغلب عألى هذه الصعوبات‪ .‬وقد قام الفكر الداري في‬
‫مجال الدارة العامة ‪ 9‬في النصف الول من القرن الماضي عألقى تحليقل طقرق‬
‫الداء ف ققي العم ققل الحك ققومي‪ ،‬إوارجاعأه ققا إل ققى عأنصق قرين متميزي ققن وهم ققا اتخ ققاذ‬
‫القق ق اررات والتنفي ققذ‪ .‬وك ققذلك اعأتب ققار الدارة العام ققة عألمق ق ا يمك ققن تط ققبيق المنه ققج‬
‫العلمق ققي عأليق ققه‪ .‬والسق ققعي وراء تحقيق ققق الكفايق ققة فق ققي الوظق ققائف العامق ققة‪ .‬أمق ققا فق ققي‬
‫‪10‬‬
‫النصققف الثققاني مققن القققرن الماضققي فقققد أخققذ الفكققر فققي مجققال الدارة العامققة‬
‫إلى الرجققوع عأقن الفصقل التقام بيقن مجقال السياسقة والدارة العامقة‪ .‬وخفقت حقدة‬
‫السق قؤال فيم ققا إذا ك ققانت الدارة العام ققة عأل ققم أم ف ققن؟ وان ققه عأل ققم ل ققه قواعأ ققده ال ققتي‬
‫تنطبق في جميع الحوال والزمان‪ .‬وقد بققرزت أهميققة التخطيققط فققي هققذه الفققترة‬
‫ووجدت دول كثيرة تأخذ بمبدأ التخطيط القومي‪.‬‬

‫* تعريف الدارة العارمة‪:‬‬


‫يطلق ق ققق مصق ق ققطلح الدارة العاومق ق ققة ويق ق قراد بق ق ققه التمييق ق ققز عأق ق ققن إدارة المشق ق ققروعأات‬
‫القتصققادية؛ حيققث الهققدف النهققائي للدارة العامققة هققو تقققديم الخققدمات اللزمققة‬
‫للحف ققاظ عأل ققى المجتم ققع‪ ،‬وتتمث ققل اله ققداف العام ققة ف ققي اله ققداف القتص ققادية‬
‫والهداف الصحية والهداف الجمالية‪.‬‬
‫وق ققد عأ ققرف عأ ققودة )‪1958‬م(‪ 11‬الدارة العام ققة بأنه ققا العل ققم ال ققذي يهت ققم ب ققالكيف‬
‫والكققم الخققاص بالحكومققة‪ ،‬وعأرفهققا الجمققال )‪1952‬م(‪12‬بأنهققا ذلققك الضققرب مققن‬
‫النش ققاط ال ققذي يهت ققم ببح ققث مجم ققوع العملي ققات ال ققتي ته ققدف إل ققى تحقي ققق وتنفيققذ‬

‫‪23‬‬
‫السياسة العامة التي تؤمن بها الحكومة‪ ،‬كما عأرفها بريزاس )‪1975‬م(‪ 13‬بأنها‬
‫عألم وفن وضع وتنفيذ السياسة العاومة‪.‬‬

‫* الدارة العارمة إوادارة العمالَّ‪:‬‬


‫تتققولى المنظمققات العامققة تحقيققق أهققداف عأامققة بينمققا تتققولى منظمققات العأمققال‬
‫تحقي ققق أهققداف خاص ققة بمالكيهققا‪ ،‬وهن ققا يجققب عألينققا أن نفققرق بيققن المنظم ققات‬
‫العامققة التقليديققة )والققتي غالب قا تقققوم عألققى مفهققوم الققدور التقليققدي للدولققة والققذي‬
‫يحص ققرها ف ققي ال ققدفاع والم ققن والقض ققاء( ‪ ،‬وبي ققن المنظم ققات العاوم ققة لوظ ققائف‬
‫الدولة المستحدثة في المجققال الجتمققاعأي والقتصققادي‪ .‬فققالظروف الققتي تعمققل‬
‫فيها كل النوعأين من المنظمات قد تختلف‪ ،‬ففي الحالة الولى تكققون الوظققائف‬
‫حكققر عألققى الدولققة فمثلا ل يسققتطيع الفقراد القيققام بإنشققاء و ازرات للخارجيققة‪ ،‬أو‬
‫إصققدار عأملققة‪ ،‬أمققا فققي الحالققة الثانيققة فيمكققن للف قراد تأسققيس منظمققات تققؤدي‬
‫نفس مهام المنظمقات العامقة القتصقادية كتققديم خدمقة معينقة )ميقاه أو كهربقاء‬
‫ل(‪ .‬وحقيقق ققة أون مق ققدى اتسق ققاع أو ضق ققيق وظق ققائف الدولق ققة سق قواء التقليديق ققة أو‬
‫مث ا‬
‫المسققتحدثة يعتمققد عألققى تطققور المجتمققع ومققدى اقققترابه أو بعققد مققن تطققبيق فكقرة‬
‫الدولة الحارسة‪ ،‬فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون الكهرباء مملوكة للدولققة فققي‬
‫مجتمقتع معيققن بينمققا هققي ملكيققة خاصققة فققي دولققة أخققرى‪ ،‬أو ملكيققة مشققتركة فققي‬
‫دولة ثالثة وهكذا‪.‬‬
‫وعأليققه إذا مققا قارنققا بيققن المنظمققات العاومققة التقليديققة ومنظمققات العأمققال سققنجد‬
‫أنهما يختلفان في عأوامل أساسية هامة‪ ،‬وعألى رأسها ما يلي‪:‬‬
‫احتكار الدولة لخدماتها كالجيش إواصدار النقود‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪24‬‬
‫سلطة فرض القوانين والنظمة والتعليمات المنظمة لسلوك أفراد‬ ‫‪.2‬‬
‫المجتمققع جميعق ق ا س قواء العققاملين ضققمن المنظمققات الحكوميققة أو غيققر‬
‫العاملين ضمنها‪.‬‬
‫سلطة فرض القوانين والنظمة والتعليمات لجمع الموال عأن طريق‬ ‫‪.3‬‬
‫الضرائب والرسوم والجمارك)‪.(1‬‬
‫وهن ققاك عأوام ققل أخ ققرى اختل ققف الكت ققاب فيه ققا‪ ،‬ف ققالبعض اعأتبره ققا فروقق قا‬
‫جوهريققة بينمققا الخققرون لققم يعتبروهققا كققذلك‪ ،‬وأهققم هققذه العوامققل مققا يلققي‬
‫‪:14‬‬
‫تهدف الدارة العامة إلى تحقيق خدمة عأامة‪ ،‬بينما تهدف منظمات‬ ‫‪.1‬‬
‫العأمال إلى تحقيق الربح‪.‬‬
‫تلتزم المنظمات العامة بقاعأدة المساواة بين المواطنين‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يقوم الموظف في الدارة العامة بتأدية عأمله من خلل مركزه الوظيفي‬ ‫‪.3‬‬
‫وليس الشخصي‪.‬‬
‫عأمل الدارة العامة من خلل المنظمات العامة ذات الحجم الكبير‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫بينما انتقد الفريق الخر هذه العوامل بأنهقا ل تمثل فروققا جوهريقة بين‬
‫المنظمق ققات العامق ققة ومنظمق ققات العأمق ققال ‪ ،‬حيق ققث أون أي منظمق ققة تهق ققدف فق ققي‬
‫الساس إلى تقديم خدمة )أو سلعة( مفيقدة للمجتمققع الققذي تعيققش فيققه إوال فإنهققا‬
‫سققتموت ول تسققتمر‪ .‬كمققا أن المسققاواة مفترضققة سقواء فققي المنظمققات العامققة أو‬
‫منظم ق ققات العأم ق ققال‪ .‬أوم ق ققا الحج ق ققم فنلح ق ققظ أن هن ق ققاك منظم ق ققات أعأم ق ققال م ق ققن‬
‫الضخامة بمكان وأن موازنتها تفوق موازنة و ازرة‪.‬‬

‫هققذا العامققل يققؤدي إلققى اختلف أساسققي فققي اعأققداد الموازنققات‪ ،‬فعنققد اعأققداد الموازنققة العامققة تبققدأ الدولققة بتخطيققط‬ ‫)‪(1‬‬

‫نفقاتها‪ ،‬بينما في حالة الموازنة في منشآت العأمال تبدأ المنشأة بتخطيط ايراداتها‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫أسئلة‪:‬‬
‫ما تعريف الدارة‪ ،‬وما التجاهات التي اتخذها هذا التعريف؟‬ ‫‪.1‬‬
‫ما وظائف الدارة؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما وظائف المنشأة؟‬ ‫‪.3‬‬
‫ما أهداف الدارة؟‬ ‫‪.4‬‬
‫ما أهمية الدارة؟‬ ‫‪.5‬‬
‫ناقش قمدن المستفيد من الدارة ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫هل الدارة عألم أم فن؟‬ ‫‪.1‬‬
‫لماذا تأخرت الدارة كعلم في الظهور؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما دواعأي ظهور الدارة كعلم له أصوله؟‬ ‫‪.3‬‬
‫الدارة عألم ل عألقة له بالعلوم الخرى‪ ،‬ما رأيك؟‬ ‫‪.4‬‬
‫ما الفرق بين عألم النفس وعألم الجتماع؟ هل لهما عألقة بالدارة ؟‬ ‫‪.5‬‬
‫ما عألقة المحاسبة بالدارة ؟‬ ‫‪.6‬‬
‫ما الفرق بين القتصاد والدارة ؟ هدل هناك عألقة بينهما ؟‬ ‫‪.7‬‬
‫ما الفرق بين المحاسبة والدارة؟ هدل هناك عألقة بينهما؟‬ ‫‪.8‬‬
‫هدل ترى أي عألقة للددين بالدارة؟‬ ‫‪.9‬‬
‫هدل ترى أي عألقة للقانون بالدارة؟‬ ‫‪.10‬‬
‫ما تعريف الدارة العامة؟‬ ‫‪.11‬‬
‫ما الفرق بين إدارة العأمال والدارة العامة؟‬ ‫‪.12‬‬
‫ما السباب التي أدت إلى الهتمام بالدارة العامة؟‬ ‫‪.13‬‬

‫‪26‬‬
‫الهَّوامش‬
.11 ‫ ص‬،‫م‬1982 ،‫ مصر‬،‫ أصول الدارة‬:‫ محمود‬،‫ عأساف‬-1
:‫ انظر‬-2
Taylor, Fredrick W. : Shop Management, Harper and Brothers,
New York, 1903.
3- Taylor, Fredrick W. : Principles of Scientific Management ,
New York, Harper & Brothers Publishing Co., 1911.
Pearce II, John A. and Robinson Jr., Richard B.: Management,
Random House Inc., 1989, p. 4.
:‫ انظدر عألى سبيل المثال‬-4
Kohler, Heinz: Economics, D. C. Health and Company,
Lexington, 1992, p. 3.
،‫ عأمان‬،‫ دار وائل‬،1 ‫ ط‬،‫ مناهج البحث العلمي‬: ‫ أحمد حسين‬،‫الرفاعأي‬ -5
.21 - 19 ‫ ص ص‬،‫م‬1998
‫ دار‬،11 ‫ ط‬،‫ الصول العلمية للدارة والتنظيم‬:‫ عألي عأبد المجيد‬،‫عأبدو‬ -6
.41 - 36 ‫ ص ص‬،‫م‬1980 ،‫ مصر‬،‫النهضة العربية‬
7- American Accounting Association: A Statement of Basic
Accounting Theory, 1966, in Arnold, John and Hope Tony:
Accounting for Management Decisions, Prentice Hall
International, 1983, P: 5.
8- Lewis, Richard & Gillespie, Ian:Foundation in Accounting,
Prentice Hall International, 2nd edition, 1986, P:1.
.77 ‫ ص‬،‫م‬1982 ، ‫ أصول الدارة‬:‫ محمود‬،‫عأساف‬:‫ وردت في‬،‫ دوايت والدو‬-9
.79 ‫ ص‬،‫م‬1982 ، ‫ أصول الدارة‬:‫ محمود‬،‫ عأساف‬-10
: ‫ ورد هذا التعريف في كتاب إدارة المنظمات العامة للدكتور عألي شريف‬-11
.69 - 68 ‫م ص‬1987
: ‫ ورد هققذا التعريققف فققي كتققاب إدارة المنظمققات العامققة للققدكتور عألققي ش قريف‬-12
.69 - 68 ‫م ص‬1987

27
‫‪ -13‬ورد هققذا التعريققف فققي كتققاب إدارة المنظمققات العامققة للققدكتور عألققي ش قريف ‪:‬‬
‫‪1987‬م ص ‪.69 - 68‬‬
‫‪ -14‬انظدر ‪:‬‬
‫شقريف‪ ،‬عألققى‪ :‬إدارة المنظمققات العامققة‪ ،‬الققدار الجامعيققة‪ ،‬مصققر‪1987 ،‬م‪،‬‬
‫ص ص ‪.76 - 71‬‬
‫السلمي‪ ،‬عألي‪ :‬الدارة العامة‪ ،‬مكتب غريب‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫تطور علم الدارة‬


‫والمدارس الدارية‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تطور علم الدارة‬
‫والمدارس الدارية‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يحققاول هققذا الجققزء مققن الد ارسققة إلقققاء بعققض الضققوء عألققى بعققض المنعطفققات‬
‫الهانمة في تطور الدارة كعلققم يمكققن تحديققده ود ارسققته ووضقع النظريققات لققه‪ .‬ول‬
‫تهققدف الد ارسققة هنققا إلققى شققرح مفصققل عأققن تطققور الفكققر الداري والققرنواد النققذين‬
‫أسهموا في هذا الفكر‪.‬‬
‫ث‬‫وكققأي عألق قتم مققن العلققوم فققق قدد مق قنرت الدارة عأققبر م ارحققل تاريخيققة متميق قزة؛ حيق ق م‬
‫كق قوونت م ققدارس ك ققان لكق قدل مدرسق قتة منه ققا روواده ققا ومنهجه ققا وتجاربه ققا وأبحاثه ققا‬
‫ود ارسققاتها وخصائصققها النققتي منيزتهققا قعأققن غيرهققا‪ .‬وتجققدمر الشققارة هنققا إلققى أنن‬
‫هققذه الفكققار مكملققة لبعضققها البعققض وليققس متناقضققة فيمققا بينهققا‪ ،‬فكقول مدرسققة‬
‫رنكزت عألى جوانب في الفكر والممارسة الدارية‪.‬‬
‫ولعنل السؤال الساس انلذي حاول مفكروا الدارة الجابة عأليققه هقو كيقف نجعققل‬
‫العم ققل الداري أك ققثر كف ققاءة وفعالي ققة‪ ،‬ه ققل ذل ققك ي ققأتي عأ ققبر الرقاب ققة والشق قراف‬
‫المباشققر؟ أم يققأتي عأققبر تحسققين ظققروف العمققل؟ أم يققأتي عأققبر تحفيققز الفق قراد‬
‫والعأتراف بآدميتهم؟ هل يأتي ذلك عأبر زيادة النتاج أم عأبر رضى العاملين؟‬
‫وما إلى ذلك من السئلة ‪.‬‬
‫وعأند دراسة الفكققر الداري‪ ،‬فققإنه ل يوجققد تحديقد جامققد وفواصققل قاطعققة لد ارسققة‬
‫المحطققات الداريققة عأققبر التاريققخ ‪ ،‬بققل يمكققن تكييفهققا حسققب الهققداف المق قراد‬

‫‪30‬‬
‫تحقيقها)‪ ،(1‬وحيث أن الهدف هنا هو محاولة التعرف عألى أهم السهامات فققي‬
‫الفكر الداري‪ ،‬فقد جرى تقسيم الدراسة في هذا الفصل كالتالي ‪:‬‬

‫الفكر التقليدي‬ ‫المبحث الول ‪:‬‬


‫الفكر التقليدي المحدث‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫الفكر التنظيمي‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬‬
‫عألم الدارة "بحوث العمليات"‬ ‫المبحث الرابع ‪:‬‬

‫المبحث الول‬
‫الفكر التقليدي‬
‫* مدرسة الدارةم العلميمة ‪:‬‬
‫رغققم وجققود بعققض الكتابققات السققابقة لمدرسققة الدارة العلميققة والنققتي ظهققرت فققي‬
‫القرن التاسع عأشر مثل ‪:‬‬
‫شققارل بابيققج النققذي عأققرض أفكققاره الداريققة سققنة ‪1833‬م فققي كتققاتب لققه بعن قوان‬
‫"اقتصاديات اللت وأصحاب المصانع" ‪.‬‬
‫هنققري تققاون النققذي عأققرض أفكققاره الداريققة سققنة ‪1886‬م فققي مقققاتل لققه بعن قوان "‬
‫المهندس كاقتصادي" ‪. The Engineer as an Economist‬‬

‫هناك من قسمها إلى ثلثة كالتالي ‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪The classical approach‬مدخل الفكر التقليققدي ‪The behavioral approach‬المققدخل‬


‫السلوكي ‪ The management approach‬منهج عألم الدارة "بحوث العمليات"‪.‬‬
‫انظر ‪:‬‬
‫‪Certo, Samuel C.: Modern Management, 4th ed., Allyn and Bacon,‬‬
‫‪Boston, 1992, pp. 33-59.‬‬

‫‪31‬‬
‫إنل أنن مدرسققة الدارة العلميققة ‪-‬مققن الناحيققة التاريخيققة‪ -‬تعتققبر أنول مدرسققة فققي‬
‫الدارة تتناولها كعلم يمكن دراسته وتطبق المنهققج العلمققي عأليهققا‪ ،‬وتقققوم بققإجراء‬
‫التجارب عألى ممارستها‪.‬‬
‫وكان من أهم من أسهموا في حركة الدارة العلمية هم فريققدريك تققايلور‪ ،‬وهنققري‬
‫جانت‪ ،‬وجلبرث وليليان‪ ،‬وسنحاول مناقشة إسهامات كل واحقتد منهقم فقي الفكققر‬
‫الداري‪ ،‬وسيتلم التركيز بشكتل أساسقي عألى رائدها وهو تايلور‪.‬‬

‫* فريدريكا تايلور ‪: Frederick W. Taylor‬‬


‫يعتبر فريدريك تقايلور ‪1856) Frederick W. Taylor‬م ‪1916 -‬م( هو‬
‫واضع جذور مدرسة الدارةم العلميةم ‪ (Scientific Management(1‬في نهايقةة‬
‫الق ققرةن الماض ققي ف ققي كت ققابه المع ققروف بعنق قوان " ‪Principles of Scientific‬‬
‫‪ Management " 1‬وأوائةل هذا القرةن‪.‬‬
‫نشققأ تققايلور فققي عأائلققة مققن الطبقققة المتوسققطة‪ ،‬وقققد أعأ قود ليمققارس الطققب‪ ،‬لك قون‬
‫مرض ق ا أصققاب عأينققاه حققال دون إكمققال د ارسققة الطققب‪ ،‬فعمققل صققبي ا فققي ورشققة‬
‫بمصانع شركة "مدفال" للصلب ‪ Midvale Steel Company‬سنة ‪1878‬م‪،‬‬
‫وتدرقج فيها حتى وصل إلى رتبة كبير المهندسين سنة ‪1884‬م‪.‬‬
‫وهققذا التققدرج ابتققداء مققن صققبي معققاون يقققوم بأبسققط العأمققال وأيسققرها ثمقنم التققدرج‬
‫والققترقي فققي السققلم الداري والفنققي أكسققبه معرفققة وخققبرة هاومققة للغايققة فققي دقققائق‬
‫المققور‪ ،‬وكيققف يت قلم تأديققة العمققل س قواء فققي المسققتويات الداريققة المختلفققة‪ ،‬أو‬
‫العأمال التنفيذية اليدوية‪ ،‬وسقتظهر آثققار هققذه الخققبرة فققي أعأمققاله وتجققاربه فيمققا‬

‫)‪ (1‬يجب عألينا هنا التفريق بين مصطلحين وهما ‪ Scientific Management‬والذي يعني الدارة العلمية والتي‬
‫أسسها فردريك تايلور‪ ،‬وبين مصطلح آخر قريب له في اللفظ وهو عألم الدارة ‪ Management Science‬والذي‬
‫يعني بحوث عأمليات أو الساليب الكمية في الدارة‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫بعد‪ .‬ثم انتقققل للعمققل بمصققنع للصققلب آخققر ‪Bethlehem Steel Company‬‬
‫سنة ‪1898‬م‪.‬‬
‫لحققظ تققايلور مققن خلل احتكققاكه المباشققر بالعمققال أون هنققاك مشققكلة أساسققية‬
‫تتمثققل فققي أن العمققال ومققوظفي التشققغيل يتققآمرون عألققى أصققحاب العأمققال بققأن‬
‫ينتجقوا أققول مققن قققدرتهم الحقيقققة‪ ،‬وذلققك خوفقا مققن قيققام أصققحاب العمققل بتسقريح‬
‫بعققض العمققال إذا كققان معققدل النتققاج كققبي ار ‪ ،‬وقققد رأى تققايلور بققأن هققذا السققلوك‬
‫مكلف جدا للقتصاد القومي المريكي‪.‬‬
‫كما لحظ تايلور بأون العمال يقومون بقأداء العمقل دون معرفقة بالطريققة المثلقى‬
‫لداء هذا العمل‪ ،‬ويتمثل ذلك بأداء حركاتت بطريقة غير سليمة‪ ،‬وكققذلك تققؤدى‬
‫أخ ققرى ب ققدون فائ ققدة مباشق قرة لنج ققاز العم ققل‪ .‬وه ققذا يعن ققي أن ققه إذا م ققا تق قوم تحدي ققد‬
‫الحركات الضرورية للعمل وكيفية أدائها وحذف الحركات غيققر الضققرورية فققإن‬
‫مستوى النتاجية سيزيد‪.‬‬
‫وقققد لحققظ تققايلور أيض ق ا بققأون المشققكلة تكمققن فققي عأققدم تحديققد معققايير واضققحة‬
‫للنتققاج‪ ،‬يمكققن السققتناد إليهققا فققي محاسققبة العمققال‪ ،‬ومققن هنققا كققانت الخطققوة‬
‫الولى له في إجراء الدراسات وتطبيق السلوب العلمي لتحديد مستوى النتققاج‬
‫المطل ققوب إنت ققاجه م ققن كق قول عأام ققل ليك ققون معي ققا ار لمحاس ققبة العام ققل عألي ققه وق ققام‬
‫بد ارسق ققته الشق ققهيرة المعروفق ققة بد ارسق ققة الحركق ققة والزمق ققن ‪Motion and Time‬‬
‫‪ .Study‬بالض افة إلققى ذلققك قققام تققايلور بد ارسققة التعققب والعوامققل المققؤثرة عألققى‬
‫النسققان أثنققاء تققأديته للعمققل؛ وبالتققالي فققإن تحسققين ظققروف العمققل و إعأطققاء‬
‫فترات للراحة سيؤدي إلى تحسين النتاجية‪.‬‬
‫ووفق ا لنظريةة تايلور ‪:‬‬
‫أن الدارة عألم له أسسه وقواعأده وأصوله الواضحة والتي يمكن تطبيقه‬ ‫‪.1‬‬
‫في كافة المجالت‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫صقل إلى‬ ‫ي عأمتل‪ ،‬وقدد تو ن‬ ‫يوجمد طريقةر واحدةر هي أفضمل طريقتة لداةء أ د‬ ‫‪.2‬‬
‫ق " د ارسقةة الحركقةة والزمقةن " ‪ .‬ودعأقا إلقى تعقاون‬ ‫هقذه الطريققةة قعأقن طريق ة‬
‫الدارة مع العمال لضمان إنجاز العأمال بالطريقة السليمة‪.‬‬
‫قندقم تايور نظاقم الجةر بالقطعةة مقرون ا بنظاةم حوافتز ميركمز عألى‬ ‫‪.3‬‬
‫الج قوانةب المادي قةة والمالي قةة‪ ،‬وفققي سققنةة ‪1895‬م ق قندقم ورقتققهم الشققهيرةق قعأققن‬
‫نظاةم الجةر بالقطعةة‬
‫" ‪."A Piece Rate System‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ق الساليةب العلميةة في عأمليةة اتخاةذ‬
‫ت مدرسةم تايلور إلى تطبي ة‬
‫وقدد قدقعأ د‬ ‫‪.5‬‬
‫الق ار ارةت بدلا ةمن طريقةة المحاولةة والخطأ " ‪." rule of thumb‬‬
‫ودعأا تايلور الدارة إلى تبني مفاهيم جديدة في تسيير العمل داخل‬ ‫‪.6‬‬
‫المنشققأة‪ ،‬ومققن ذلققك تحمققل المسققئولية فققي التخطيققط والش قراف ووضققع‬
‫قواعأد منظمة للعمل‪.‬‬
‫كما دعأا تايلور إلى اختيار العمال بطريقة عألمية ليشغلوا وظائفهم‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫بالضافة إلى تحمل المسئولية في تدريبهم عألى أسس عألمية‬ ‫‪.8‬‬
‫وتنميتهم‪.‬‬
‫إنن الخذ بالسس العلمية في الدارة سيرفع النتاجية ويزيد النتاج‬ ‫‪.9‬‬
‫ويقلوق ققل التكق ققاليف؛ وبالتق ققالي يزيق ققد فق ققي أجق ققور العمق ققال ويحقق ققق مصق ققلحة‬
‫أصحاب العمل في نفس الوقت‪.‬‬
‫ووجه النظار إلى الخسارة القومية الفادحة الناتجة عأن عأدم تطبيق‬ ‫‪.10‬‬
‫الس ق ققاليب العلمي ق ققة ف ق ققي الدارة وال ق ققتي ت ق ققؤدي إل ق ققى انخف ق ققاض الكفاي ق ققة‬
‫النتاجية‪.‬‬
‫عأنبق ققر عأ ققن فكق قرة النص ققاف والعدال ققة بي ققن الدارة والعم ققال؛ حي ققث تق ققوم‬ ‫‪.11‬‬
‫الدارة بالتخطيط والعمال بالتنفيذ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫* صاعوبات واجهَّت أفكار تايلور ‪:‬‬
‫وجدت آراء تايلور ونظرياته تأييدا ومعارضة شديدة جداا‪ ،‬فمققن ناحيققة عأارضققها‬
‫العمق ققال ونقابق ققاتهم‪ ،‬ومق ققن ناحيق قتة أخق ققرى وفق ققي نفق ققس الق ققوقت أيق ققدها ورحق ققب بهق ققا‬
‫أصحاب العمل‪.‬‬
‫ومن أهم النتقادات والصعوبات انلتي واجهتها ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التناقاض في تطبيق المبادئ‪:‬‬
‫لقققد تطلبققت الدارة العلميققة مققن جققانب التعققاون التققام بيققن الدارة والعمققال وذلققك‬
‫عأنققدما كققانت تريققد وضققع المعققايير‪ ،‬ولكنهققا فققي الجققانب الخققر تطلبققت رقابققة‬
‫صارمة ومعرفة كل طرف لدوره وما يطلب منه عأند التنفيذ‪.‬‬
‫ثاني ا ‪ :‬صاعوبة تعميم النتائج‪:‬‬
‫الد ارسققات النققتي تمق د‬
‫ت لققدم يكققن يسققهل تعميققم نتائجهققا كمققا طققالبت الدارة العلميققة‬
‫لعودة أسباب منها عألى سبيل المثال‪ ،‬لسببين أساسيين وهما‪:‬‬
‫ث أنن رجلا صحيحا ومعافى‬ ‫اختيار الفراد لجراء التجارب ؛ حي م‬ ‫‪.1‬‬
‫وقوي كان يتم اختياره لجراء التجربة عأليه؛ وبالتالي فإنن ما يحققه هذا‬
‫الشخص يعتققبر معيققا ار يجققب أن يحققققه بقيققة الشققخاص‪ ،‬ومعققروف أن‬
‫طاقات الفراد عألى التحمل والتعب مختلفقة؛ وبالتقالي فققإنن هنققاك فروققا‬
‫فردية يجب مراعأاتها‪.‬‬
‫لم يتوافر لحركة الدارة العلمية الدوات والجهزة الدقيقة للقياس‬ ‫‪.2‬‬
‫والتحكم‪ ،‬وهذا جعل توفير معايير موحدة أمر صعب‪.‬‬

‫ثالث ا ‪ :‬التركيز على الجوانب المادية‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫كمققا انتقققدها بعققض مفكققروا الدارة باعأتبارهققا ركققزت عألققى الج قوانب الماديققة فققي‬
‫الحوافز وأنها تعامل النسان عألى أنه آلة إطاعأة الوامر وعأمققل مققا يطلققب منققه‬
‫‪ ،‬ولم ت ارةع الجانب النساني في العمل ونظام الجر ‪.‬‬

‫* نتيجة وخلصاة ‪:‬‬


‫ويبقققى القققول – ومهمققا وجققه تققايلور مققن انتقققادات فققي جزئيققة ممققا قققال هنققا أو‬
‫هن ققاك‪ -‬ب ققأنه اس ققتطاع أن يض ققع اللبن ققات الول ققى ف ققي تط ققور النظري ققة الداري ققة‬
‫وتوجيه النظار إليها وتطبيق المنهج العلمي عأليها‪.‬‬

‫* فرانكا جلبرت ‪:‬‬


‫وق قدد تققابقع ف ارنققك جلققبرت ‪ Frank B. Gilberth‬وليلي ان جلققبرت ‪Lillian M.‬‬
‫‪ Gilberth‬دراس ة الحركق ققة والزمق ققن‪ ،‬وقق ققد اعأتمق ققدا عألق ققى التصق ققوير الفق ققوتغرافي‬
‫للعامل أثناء تأديته العمل‪ .‬واستطاعأا مققن خلل الد ارسققة الدقيقققة للحركققات الققتي‬
‫يؤديها العمال‪ ،‬الوصول إلى أفضل طريقة يؤدى بها العمل‪.‬‬

‫* هنري جانت ‪:‬‬


‫كما تابع هنري جانت ‪) Henry L. Gantt‬والذي تتلمذ عألى يد تايلور( نظريةق‬
‫ض العوامق قةل النس ققانيةة وذل ققك بالهتم ققام بالج ققانب النفس ققي‬
‫ت ققايلور بإض ققافةة بعق ق ة‬
‫للع ق ققاملين م ق ققن أج ق ققل زي ق ققادة إنت ق ققاجيتهم‪ ،‬وق ق ققد نظ ق ققر للدارة باعأتباره ق ققا وظيف ق ققة‬
‫اجتماعأية‪ ،‬وكاقن ةمن أهدم منج ازةت جققانت خ ارئقطم النتققاةج القتي تفيقمد فقي تخطيقةط‬
‫العملياةت النتاجيةة‪ ،‬وتوزيعم المهاقم عألى اللةت‪.‬‬
‫مثالَّ على خريطة جانت‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫إذا كق ققان لق ققدينا مشق ققروع لصق ققنع الك ارسق ققي الخشق ققبية مكق ققون مق ققن أربعق ققة وظق ققائف‬
‫أساسية‪ ،‬مع تقدير وقت كل وظيفة‪ ،‬فخريطة جانت تبدو كما يلي ‪:‬‬
‫إبريلَّ‬ ‫مارس‬ ‫فبراير‬ ‫يناير‬
‫قاطع الشجار‬
‫نقلَّ الخشاب‬
‫تقطيع الخشاب‬
‫صانع الكراسي‬

‫وهذه تعني أن قطع الشجار يبدأ من أنوةل يناير وينتهقي فقي فقبراير ‪ ،‬بينمقا نققل‬
‫الخشاب يبدأ وينتهي في فبراير ‪.‬‬
‫وقد فصل الخرائط في أربعة أنواع هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬خريطة سجل اللة التي توضح ساعأات تشغيل اللة إوانتاجيتها‬
‫وأعأطالها وأوقات فراغها‪.‬‬
‫‪ .2‬خريطة سجل العامل التي توضح ساعأات العمل والراحة للعامل‬
‫إوانتاجيته والعأطال التي تحدث له ‪.‬‬
‫‪ .3‬خريطة التصميم ‪ :‬وهي التي توضح عأدد العمليات وتسلسلها وعألقاتها‬
‫ببعض بغرض متابعتها‪.‬‬
‫‪ .4‬خريطة تقدم العمل وهي التي توضح مركز العمليات جميع ا والعمليات‬
‫الققتي اختصققت بهققا كققل آلققة مققن اللت وذلققك حققتى يتعققرف المققدير عألققى‬
‫مركز العمليات بالنظرة المجردة إلى تلك اللوحة )الخريطة( ‪.‬‬

‫* نظرية شمولية الدارة ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫اهتنم رواد المدرسة العلمية بالمستويات الدنيا التنفيذية للدارة‪ ،‬وربما يكون ذلك‬
‫راجع ا إلى الخبرة العملية التي اكتسبها هؤلء الققرواد‪ ،‬إذ بققدأوا حيققاتهم مققن أسققفل‬
‫السققلم مثققل تققايلور‪ ،‬بينمققا كققان هنققاك مققن اهتققم بالمسقتويات العليققا للدارة وأسققهم‬
‫في النظرية الدارية وأهم من كتب في هذه المدرسة هو هنري فايول‪.‬‬

‫* هنري فايولَّ ‪: Henri Fayol‬‬


‫فققايول مهنققدس فرنسققي‪ ،‬ولققد سققنة ‪1841‬م لعائلققة غنيققة‪ ،‬عأمققل بوظيفققة مهنققدس‬
‫فققي شققركة تعققدين سققنة ‪1870‬م‪ ،‬وترقققى فققي الشققركة حققتى وصققل إلققى مركققز‬
‫المدير الداري سنة ‪1888‬م‪ ،‬وهي عألى شفا الفلس‪ ،‬وتركهققا وهققي مققن أقققوى‬
‫الشركات في مجال التعدين‪ ،‬وبتواضع العلماء عأ از الفضل في هذا النجاح إلققى‬
‫النظام الداري القذي اتبعقه أكقثر ممقا هقو لشخصققيته‪ ،‬ونشقر كتابقا سقنة ‪1916‬‬
‫‪General‬‬ ‫‪and‬‬ ‫بعن ق ق ق ق ق ق قوان الدارة العامق ق ق ق ق ق ققة والصق ق ق ق ق ق ققناعأية ‪Industrial‬‬
‫‪ ، Management‬وقد حاول البحث عأن المبادئ والصول التي تحكم العمققل‬
‫الداري‪.‬‬
‫سم فايولَّ نشاط المنشأة الصاناعية إلى ستةة أنشطة كما يلي‪:‬‬
‫وقافدد قا م‬
‫‪ .1‬أعأمال فنية ‪ Technical‬وهي ما يختص بالعمليات النتاجية‪.‬‬
‫‪ .2‬أعأمال تجارية ‪ Commercial‬وهي ما يختص بالتبققادل التجققاري مققن بيقتع‬
‫وشراء‪.‬‬
‫‪ .3‬أعأمال مالية ‪ Financial‬وهي ما يختص بتدبير الموال واستثمارها‪.‬‬
‫‪ .4‬أعأمق ققال الوقايق ققة والضق ققمان ‪ Security‬وه ي مق ققا يختق ققص بحمايق ققة الف ق قراد‬
‫والممتلكات‪.‬‬
‫‪ .5‬أعأمال المحاسبة ‪ Accounting‬وهي ما يختص بالتقرير عأن المنشأة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ .6‬أعأمال إدارية ‪ Managerial‬وهي ما يختص بالتخطيط والتنظيم إواصدار‬
‫الوامر والتنسيق والرقابة‪.‬‬

‫وقاام بوضع أربعة عشر مبدأ عام ا للدارة وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫تقسققيم العمققل ‪ Division of Labor‬وه ذا المبققدأ نققادى بققه آدم سققميث‬ ‫‪.1‬‬
‫تحت بند التخصص وتقسقيم العمقل‪ ،‬ونقادى فقايول بضقرورة تطبيق هذا‬
‫المب ققدأ عأل ققى جمي ققع العأم ققال اليدوي ققة والداري ققة م ققن أج ققل رف ققع الكفاي ققة‬
‫النتاجية‪.‬‬
‫السق ققلطة والمسق ققئولية ‪ ، Authority & Responsibility‬والسق ققلطة‬ ‫‪.2‬‬
‫هي السلطة الرسمية المسقتمدة مقن المركقز القوظيفي والهيكقل التنظيمقي‬
‫وأيضا السلطة الشخصية‪.‬‬
‫النظ ق ق ققام والت ق ق ققأديب ‪ Discipline‬يج ب اتب ق ق ققاع النظمق ق ققة والتعليمق ق ققات‬ ‫‪.3‬‬
‫واحترامها‪ ،‬وهنا يجب أن يتم وضع نظام عأادل وواضح للعقاب‪.‬‬
‫‪ .4‬وحققدة المققر ‪ Unity of Command‬وه ي أن للمققرؤوس رئيققس واحققد‬
‫فقط يتلقى منه التعليمات الوامر‪.‬‬
‫‪ .5‬وحقدة التقوجيه ‪ Unity of Direction‬وهي خضقوع كقل قسقم مقن أقسقام‬
‫المنشأة إلى وجود هدف محدد لنجازه ورئيس واحد‪.‬‬
‫‪ .6‬خضوع المصالح الشخصية للصقالح العقاوم وهنقا يجقب أن تتوافقق مصقلحة‬
‫الفرد في المنشأة مع المصالح العامة لهذه المنشأة‪.‬‬
‫‪ .7‬مكافأة العاملين وهنا يجب أن يكافأ العاملين لتحقيقهم مصلحة المنشأة‪.‬‬
‫‪ .8‬المركزيققة ‪ Centralization‬وه ي تركققز السققلطة فققي المشققروع حسققب مققا‬
‫يحقق أكبر فائدة ممكنة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ .9‬سلسق ققلة تق ققدرج السق ققلطة أي تق ققدرج الرؤسق ققاء مق ققن أعألق ققى لدنق ققى‪ ،‬مق ققع عأق ققدم‬
‫السماح للمرؤوسين بتخطي الرئيس المباشر في التصال‪.‬‬
‫‪ .10‬الترتيب والنظام للشياء المادية وللفراد حيث لكل فرد مكانه ال قواجب أن‬
‫يكون فيه ولكل فرد موقعه وحيزه الذي يجب أن يحتله‪.‬‬
‫‪ .11‬المساواة والعدل بين العاملين‪.‬‬
‫‪ .12‬ثبققات العققاملين وعأققدم ارتفققاع معققدل دوران العمققل لن ذلققك يسققبب زيققادة‬
‫في التكلفة‪.‬‬
‫‪ .13‬روح البتكار بإفساح المجال للعاملين‪.‬‬
‫‪ .14‬روح التعاون والتصال والعمل عألى شكل فريق عأمل ‪.Team Work‬‬
‫كمققا قققام فققايول بتقسققيم الدارة إلققى عأناصققر أساسققية وهققي المعروفققة بوظققائف‬
‫الدارة وتشمل التخطيط والتنظيم إواصدار الوامر والتنسيق والرقابة‪.‬‬
‫وعألققى الرغققم مققن أن كلا مققن تققايلور وفققايول اهتمققا بزيققادة الكفايققة النتاجيققة‪ ،‬إل‬
‫أنققه يلحققظ أن فققايول اهتققم بققالدارة كنظريققة يمكققن تعلمهققا وممارسققتها‪ ،‬بينمققا‬
‫تققايلور اهتققم بققالنواحي العمليققة وتحليققل الحركققة والزمققن والعأمققال التنفيذيققة فققي‬
‫الورشقة‪ .‬وعأمومقا يعتقبر إسقهام فقايول كإسقهام تقايلور مميق از فقي الفكقر الداري‪،‬‬
‫وشكلت آراءه مرجعا ما زال يعتبر صالحا في مجمله‪.‬‬

‫* مدرسة البيروقاراطية ‪: 2‬‬


‫دواعي نشأة البيروقاراطية‪:‬‬
‫بمقا أن الدارة العامقة هقي أداة الدولقة فقي تقديم خقدماتها‪ ،‬وبمقا أن الدولقة اتسقع‬
‫دورها نتيجة عأدة أسباب ويأتي عألى رأسها ‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫تطور وظائف الدولة من نطاق الدولة الحارسة )التي تقوم بثلث وظققائف فقققط‬
‫هققي الققدفاع والمققن والعدالققة( إلققى نطققاق الدولققة الشققتراكية الققتي تقققدم خققدمات‬
‫اجتماعأية واقتصادية للمجتمع‪.‬‬
‫الحاجة الشديدة لخدمات الدولة خاصة بعد الحربين العالميتين المدمرتين‪.‬‬
‫نتيجة ذلك بققرزت مؤسسققات الدارة العامققة كتنظيمققات ضققخمة الحجققم ضققخامة‬
‫شققديدة‪ ،‬وهققذه الضققخامة ليسققت حك ق ار عألققى المنظمققات العامققة ويمكققن أن نجققد‬
‫منظمققات أعأمققال ضققخمة‪ ،‬إل أن صققفة الضققخامة التنظيميققة لمؤسسققات الدارة‬
‫العامة صفة ملزمة لها‪.‬‬
‫إون النتيجة الطبيعية لتضخم المنظمة‪ ،‬وزيادة حجمها‪ ،‬هو‪:‬‬
‫‪ .1‬زيادة عأدد العاملين فيها )رؤساء ومرؤوسين(‪.‬‬
‫‪ .2‬زيادة المستويات الدارية فيها‪.‬‬
‫‪ .3‬تخصص الفرد في جزء بسيط من العمل‪.‬‬
‫‪ .4‬صعوبة التصال إذا لم يكن هناك نظام ا رسمي ا ‪.‬‬
‫‪ .5‬إلغاء الطابع الشخصي في العلقات ‪.‬‬
‫كول هذا يققؤدي إلققى صققعوبة التصققال إذا لققم تتجققه نحققو الرسققمية إوالغققاء‬
‫الطابع الشخصي‪ ،‬فالمنشأة التي يمتلكهقا فققرد واحققد ويوظققف لقديه عأامققل واحقد‪،‬‬
‫مثققل هققذه المنشققأة ل تقواجه مشققكلة فققي التصققال‪ ،‬بينمققا المنظمققة الققتي توظققف‬
‫عأشرة آلف عأامل لديها مشكلة في التصال؛ ولذلك تتجه نحو الرسمية إوالغققاء‬
‫الطابع الشخصي في التصال وتحديد العلقققات‪ ،‬وذلققك بوضقع اللوائقح والنظققم‬
‫والقواعأد المسيرة للعمل والمحددة له‪ ،‬وهذا هو معنى البيروقراطية‪.‬‬

‫* تعريف البيروقاراطية ‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫فالبيروقراطيققة هققي التنظيققم المثققالي للمنظمققات كققبيرة الحجققم‪ ،‬حيققث يتققم وضققع‬
‫النظم والقواعأد واللوائح لعمقل المنظمقة ككققل‪ ،‬ويحققدد بوضققوح الوظيفققة والسقلطة‬
‫والمسق ققئولية والرؤسق ققاء والمرؤوسق ققين وخطق ققوط التصق ققال‪ .‬فالبيروقراطيق ققة تعنق ققي‬
‫"تنميققة هيئققة إداريققة متخصصققة يتمثققل عأملهققا فققي التنسققيق والرقابققة عألققى جميققع‬
‫العاملين بالمنظمة"‪.3‬‬
‫* ماكس فيبر والبيروقاراطية ‪:‬‬
‫مققن أبققرز العلمققاء الققذين قرنققت أسققمائهم بالبيروقراطيققة هققو العققالم مققاكس فيققبر‬
‫اللم ققاني ال ققذي ول ققد س ققنة ‪1864‬م وم ققات س ققنة ‪1920‬م عأ ققن عأم ققر ق ققارب ‪56‬‬
‫سققنة‪ ،‬تعلققم الحقققوق والققذي أسققهم فققي مجققالت العلققوم الجتماعأيققة وعألققى أرسققها‬
‫عألم الجتمقاع ‪ .sociology‬ول يبقدو أنقه ققد اطلقع عألقى أعأمقال وأفكقار فقايول‪،‬‬
‫لكن ققه يب ققدو أن ققه اطل ققع عأل ققى أعأم ققال ت ققايلور ال ققتي اعأتبره ققا متوافق ققة م ققع أه ققداف‬
‫البيروقراطي ققة‪ ،‬ولكق ققن بقيق ققت أعأمق ققال ت ققايلور عأل ققى مس ققتوى الوح ققدة القتصق ققادية‬
‫)الجزئ ققي( ‪ micro level‬بينم ا أعأم ققال في ققبر عأل ققى المس ققتوى الكل ققي ‪macro‬‬
‫‪. level 4‬‬
‫ومن بين أهم إسهاماته الدارية نظرياته في التنظيم والبيروقراطيققة‪ ،‬حيققث نظققر‬
‫للبيروقراطية من زاوية اجتماعأية تنظيمية واعأتبرهققا النمققوذج العقلنققي فققي حيققاة‬
‫البشقرية والققذي يخلققو مققن الخ ارفققة والنفعققال فققي تنظيققم شققئون حيققاته‪ .‬وقققد حققدد‬
‫ماكس فيبر ثلثة أبعاد للتنظيم البيروقراطي وهي عألقات السققلطة‪ ،‬خصققائص‬
‫التنظيم البيروقراطي‪ ،‬ومركز الموظف في التنظيم البيروقراطي‪.‬‬
‫وفي عألقات السلطة حاول فيبر الجابة عألى سؤال وهو من أيقن ينبع مصدر‬
‫السلطة التي يتمتع بها الرئيس عألى المرؤوسين؟ وفي هذا قسم السلطة إلى ‪:‬‬
‫أ‪ .‬سلطة بطولية يكتسبها صاحبها من قدراته الشخصية والتي تفوق غيره ممققن‬
‫حوله‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫ب‪ .‬سلطة تقليدية تقلد من سبقها من أصحاب السلطة البطولية‪.‬‬
‫جق‪ .‬سلطة قانونية يستمدها الشخص من مركزه الوظيفي في التنظيم‪.‬‬
‫وقاد حدد أهم خصاائص التنظيم الرسمي بـ ‪:‬‬
‫‪ .1‬التحديد القاطع للواجبات والمركز‪.‬‬
‫‪ .2‬العلقات الوظيفية داخل التنظيم وليس العلقات الشخصية‪.‬‬
‫‪ .3‬وجود معايير محددة لداء العأمال‪.‬‬
‫‪ .4‬التخصص الوظيفي‪.‬‬
‫‪ .5‬البناء الهرمي للتنظيم‪.‬‬
‫‪ .6‬شغل الوظيفة بالتعيين ل بالنتخاب‪.‬‬
‫‪ .7‬شغل الوظيفة عألى أساس الكفاءة والتخصص‪.‬‬
‫‪ .8‬أداء الوظيفة وفق سجلت ومستندات رسمية‪.‬‬
‫‪ .9‬احتراف الموظف للوظيفة وتخصيص وقته وجهده لها‪.‬‬
‫وقققد حققدد أهققم ملمققح الموظققف فققي التنظيققم الققبيروقراطي بققالولء التققام للوظيفققة‬
‫ولمصلحة العمقل والمنظمقة‪ ،‬حيققث يعتبرهققا مهنتققه الققتي يخصققص لهققا كقل وقتقه‬
‫وجهده‪ ،‬ويستمد منها مركزه وأهميتقه واحقترامه‪ ،‬كمقا تعتقبر كقل مسقتقبله وتطقوره‬
‫الوظيفي‪.‬‬

‫وعلى عكس ما توقاع ماكس فيبر بأن التنظيم الرسمي سيؤدي إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬الدقة‪.‬‬
‫‪ .2‬المعرفة الكاملة بالمستندات‪.‬‬
‫‪ .3‬السرعأة‪.‬‬
‫‪ .4‬الستمرار‪.‬‬
‫‪ .5‬الوضوح‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ .6‬الوحدة‪.‬‬
‫‪ .7‬الخضوع الكامل للرؤساء‪.‬‬
‫‪ .8‬تخفيض تكلفة أداء العمل‪.‬‬
‫‪ .9‬تخفيض درجة الحتكاك بين الموظفين‪.‬‬

‫فإن للتنظيم البيروقاراطي سلبيات أهمهَّا ‪:‬‬


‫‪ .1‬اللية التي يؤدي بها الموظف عأمله‪.‬‬
‫‪ .2‬الجمود‪.‬‬
‫‪ .3‬الرتباط بالحد الدنى في الداء‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الفكر التقليدي الحديث‬
‫"العلقاات النسانية والجتماعية والسلوكية"‬
‫* مدرسة العلقاات النسانية والجتماعية‪:‬‬
‫كققرود فعق قتل لحركققة الدارة العلميققة الققتي ركققزت عألققى الوسققائل الماديققة فققي رفققع‬
‫الكفاية النتاجية‪ ،‬فقد برز تيار مضقاود لقذلك أخقذ يركقز عألقى مجموعأققة العوامقل‬
‫النسانية والنفسية والجتماعأية في رفع الكفاية النتاجية‪ .‬وكمققا حققاولت الدارة‬
‫العلمي ققة تط ققبيق المنه ققج العلم ققي إواجق قراء التج ققارب العلمي ققة ك ققذلك فعل ققت حرك ققة‬
‫العلق ققات الجتماعأي ققة والنس ققانية وال ققتي نش ققأت أساسق قا ف ققي الولي ققات المتح ققدة‬
‫المريكية‪.‬‬
‫وكققان مققن أشققهر رواد هققذه المدرسققة التققون مققايو ‪ ،‬ومققن أشققهر تجاربهققا تجربققة‬
‫مصق ققانع هق ققاوثورن ‪ Hauthorn Study‬التابع ة لشق ققركة وسق ققترن إلكق ققترك س ققنة‬
‫‪1924‬م‪1932 -‬م بالشققتراك مققع مجلققس البحققاث الققوطني التققابع لكاديميققة‬
‫العلوم الوطنية في الوليات المتحدة‪.‬‬
‫‪The National Research Council of the National Academy‬‬
‫‪of Science‬‬
‫وقققد كققانت بدايققة هققذه التجققارب هققي د ارسققة أثققر بيئققة العمققل الماديققة عألققى إنتاجيققة‬
‫العمل ‪ ،‬واختاروا متغي ار واحدا هو الضوء لدراسة أثره وعألقته بالنتاجية‪.‬‬
‫وقققد تققم الحصققول عألققى نتائققج مربكققة ومحيقرة فققي بدايققة المققر؛ حيققث تققم تغييققر‬
‫تركيققز الضققوء ولققم تتغيققر إنتاجيققة العمققال‪ .‬وقققد فسققرت هققذه النتائققج بققأن العمققال‬
‫شعروا بأنهم موضع اهتمام فكان ذلك دافع ا لهم للستمرار في بذل الجهد حتى‬
‫لو انخفضت النارة‪.‬‬
‫* تجارب التون مايو ‪: Elton Mayo‬‬
‫‪45‬‬
‫قق ققام عأق ققالم الجتمق ققاع التق ققون مق ققايو سق ققنة ‪1923‬م بالشق ققتراك مق ققع كليق ققة الداب‬
‫بجامعققة هققارفرد بتبنققي فكق قرة د ارسققة أثققر العوامققل الجتماعأيققة والنسققانية عألققى‬
‫إنتاجيققة العمققال‪ ،‬وقققد حصققروا العمققال داخققل غرفققة الختبققار ‪the test room‬‬
‫‪. experiments‬‬
‫وقققد تققم الققتركيز فققي هققذه الد ارسققة عألققى عأققاملين فقققط همققا الجققور التشققجيعية‪،‬‬
‫وطريقة الشراف‪ ،‬حيث تم التركيز عألى متغير واحد في كول مرة‪ .‬وقققد تققبين أن‬
‫الزيققادة فققي معققدل النتاجيققة الناتجققة عأققن تغيققر طريقققة الش قراف بجعلهققا أكققثر‬
‫ارحققة وأققول رسقمية بيقن المشققرف والعمققال أكقثر مقن الزيقادة فقي معققدل النتاجيقة‬
‫الناشئة عأن زيادة الجقور والحقوافز الماليقة‪ ،‬مومققا أدى إلقى العأتقققاد أن العوامققل‬
‫النسانية أهم من العوامل المادية في زيادة معدلت النتاجية‪.‬‬

‫* التنظيم غير الرسمي‪:‬‬


‫فققي إحققدى التجققارب ركققز البققاحثون عألققى التركيبققة الجتماعأيققة للعققاملين‪ ،‬حيققث‬
‫وضققعوا مشقرف ا عألققى مجموعأققة مققن العققاملين بلغقوا ثلثققة وعأشقرين‪ .‬ومققن خلل‬
‫الملحظققة تققبين أن العققاملين كون قوا فيمققا بينهققم مجموعأققة لهققا أهققدافها الخاصققة‬
‫بهققا؛ حيققث كققان بينهققم اتفققاق عألققى مسققتوى النتاجيققة‪ ،‬وهققذا المسققتوى أقققل مققن‬
‫المستوى الذي يمكنهم إنتاجه‪ .‬كما كان تضامن فيما بينهم بحيث ل يستقل أي‬
‫فرد من أفراد المجموعأة بمفرده بمستوى النتاج‪ ،‬حيقث كقان يجقبر الفققرد النشقاز‬
‫للخضوع لتعليمات الجماعأة بالقناع أولا إوال فبالجبار‪.‬‬

‫* نظرية الفلسفة الدارية‪:‬‬


‫تقققوم هققذه النظريققة الققتي وضققع أسسققها دوغلس مققاكجير يجققور عألققى افققتراض‬
‫تق ققأثر الدارة والسق ققلوك الداري بمق ققا يعتقق ققده المق ققدير ويق ققؤمن بق ققه؛ وبالتق ققالي فق ققإنن‬

‫‪46‬‬
‫التنظيققم والق ق اررات الداريققة تتققأثر بمققا يققؤمن بققه المققدير‪ ،‬وقققد اسققتطاع دوغلس‬
‫ماكجير يجور استخلص المبقادئ الساسقية للنظريققة التقليديققة ومدرسقة الدارة‬
‫العلمية وعأبر عأنها بنظرية ‪ ، X‬بينما عأبر فقروض نظريقة العلققات النسقانية‬
‫بنظرية ‪ .Y‬وتقوم كل النظريتين عألى فروض متقابلة أو متعاكسة‪.‬‬

‫* نظرية ‪: X‬‬
‫توضح نظرية ‪ X‬النظرية التقليدية في الدارة وما تققوم عأليقه مقن إحكقام الرقابقة‬
‫عألق ققى العنصق ققر البشق ققري ووضق ققع المعق ققايير لق ققه ليعمق ققل بمقتضق ققاها‪ ،‬وتقق ققوم هق ققذه‬
‫النظرية عألى فروض أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬أون النسققان العققادي كسققول يك قره العمققل بطققبيعته ويحققاول تجنبققه مققا أمكققن‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬لنجققاز العمققل المطلققوب يجققب وضققع معققايير واضققحة للداء‪ ،‬ووضققع‬
‫نظام واضح للعقاب‪.‬‬
‫‪ .3‬النسق ققان بطبع ققه يقق ققاوم التغيي ققر ويعت ققبره عأبئق قا عأليق ققه؛ وبالتق ققالي فه ققو يكق قره‬
‫المبادأة والمبادرة‪.‬‬
‫‪ .4‬النسان العادي محقدود الطمقوح‪ ،‬ويتجنقب تحمقل المسئولية‪ ،‬ويفضقل أن‬
‫يكون مرؤوس ا وتحت توجيه إواشراف غيره‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫* نظرية ‪: Y‬‬
‫توضققح نظريققة ‪ Y‬النظري ة الجديققدة فققي الدارة ومققا تقققوم عأليققه مققن تفهققم أكققبر‬
‫للنسان والعلقات النسقانية والجتماعأيقة الققتي تققؤثر عألقى سقلوكه‪ ،‬وتقققوم هقذه‬
‫النظرية عألى فروض أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬النسان يحب العمل وبذل الجهد والتعب سواء العضلي أو الفكري‪.‬‬
‫‪ .2‬هناك رقابة ذاتية يمارسها النسان عألى ذاته‪.‬‬
‫‪ .3‬حاجققة النسققان إلققى نظققام ح قوافز ومكافققآت لتحقيققق إوانجققاز العمققل الموكققل‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪ .4‬النسان طموح‪ ،‬يتحمل المسئولية ويسعى إليها‪.‬‬
‫‪ .5‬النسان يحب الريادة والمبادرة وركوب المخاطر‪.‬‬

‫* نظرية ماسلو ‪: MASLOW‬‬


‫قققامت عأققدة محققاولت لد ارسققة السققلوك النسققاني‪ ،‬وقققد كققان روادهققا مققن عألمققاء‬
‫النفققس‪ ،‬ومققن بيققن أشققهر هققذه الد ارسققات محاولققة ماسققلو إلققى تقسققيم احتياجققات‬
‫النسان إلى خمس مستويات متدرجة‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫أولا ‪ :‬الحاجات الجسمية الساسية كالمأكلَّ والمشرب ‪.‬‬
‫ثاني ا ‪ :‬الحاجة للمن والمان والحماية من الخطار ‪.‬‬
‫ثالث ا ‪ :‬الحاجة للحب والتقدير والقبولَّ الجتماعي ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الحاجة إلى احترام وتقدير الذات ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬الحاجة إلى تحقيق الذات ‪.‬‬
‫وهققذه الحاجققات متدرجققة بمعنققى أن النسققان كلمققا أشققبع حاجققة ارتقققى فققي السققلم‬
‫ليحقق الخرى‪ ،‬وهذا صحيح بوجه العموم‪ ،‬ولكنه ل ينطبق عألى جميع الف قراد‬
‫وبنفس الدرجة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫علم الدارة‬
‫‪Management Science‬‬
‫مدرســــــة علــــــم الدارة ‪ / Management Science‬بح وث العمليــــــات‬
‫‪:Operational Research 5‬‬
‫ف جمعيمة بحوةث العملياةت النجليزيةة لبحوةث العملياةت ‪:‬‬‫تعري م‬
‫ث العملياةت بما يأتي ‪:‬‬
‫ت جمعيةم بحوةث العملياةت النجليزيةة بحو ق‬‫قعأنرف د‬
‫‪Operational research is the application of the methods of science‬‬
‫‪to complex problems arising in the direction and management of‬‬
‫‪large systems of men, machines, materials and money, in industry,‬‬
‫‪business, government, and defense. The distinctive approach is to‬‬
‫‪develop scientific model of the system, incorporating‬‬
‫‪measurements of factors such as chance and risk, with which to‬‬
‫‪compare the outcomes of alternative decisions, strategies or‬‬
‫‪controls. The purpose is to help management determine its policy‬‬
‫‪and actions scientifically.‬‬
‫ف كما يأتي ‪:‬‬ ‫وميمكمن ترجمةم هذا التعري م‬
‫ق للسققاليةب العلمي قةة عألققى المشققاكةل المعقققدةة الققتي‬ ‫ث العمليققاةت هققي التطققبي م‬ ‫بحققو م‬
‫تنشأم ةمن إدارة وتوجةيه النظمةة الكبيرة ةمققن الفق ارةد واللةت والمقوا د والمقواةل فقي‬
‫مجاةل الصناعأةة ومشاريةع العأماةل والحكومةة والدفاةع ‪ ،‬والمنهمج المميقمز لبحققوةث‬
‫س عألمي قتة ‪ ،‬متضققمن ا‬ ‫العمليققاةت هققو فققي تطققويةر نمققوذتج للنظققاةم مبن ققي عألققى أس ق ت‬
‫س نتائق قةج‬‫مقققاييقس لعوامق ققل مثق ققل الصققدفةة والمخققاطرة والققتي بنققااء عأليهققا يتق قلم قيققا ة‬
‫ض ةمق ققن القيق ققاةم بهق ققذا‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫ة‬
‫القق ق ار ارت البديلق قة أو الس ققتراتيجيات أو المراقبق ققات ‪ ،‬والغق ققر م‬
‫العمةل هو مساعأدةم الدارة في بناةء سياسققاةتها واختيققاةر تصقرفاةتها بطريققتة عألميقتة‬
‫‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ةمدن التعريف ميمكمن استنتامج أنن منهقج بحوةث العمليقاةت فقي حقدل المشقاكةل يرتكقمز‬
‫عألى أربعةة مفاهيتم أساسيتة ‪ ،‬وهي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬ممعالجة القضايا والمشاكل الناتجة عأن إدارة النظمة المختلفة ‪.‬‬
‫ق للساليةب العلميةة ‪.‬‬
‫‪ .2‬التطبي م‬
‫‪ .3‬تكويمن نموذتج ‪.‬‬
‫‪ .4‬المساعأدة في عأمليةة اتخامذ ق ارتر ‪.‬‬
‫* العواملَّ التي ساعدت على انتشار بحوث العمليات ‪:‬‬
‫بالضافةة للعوامةل المشاةر إليها سقابق ا ‪ ،‬كقاقن ةمقن أقهقدم العوامقل المخقرى القتي سقاعأد د‬
‫ت‬
‫عألى انتشاةر بحوةث العمليات استخداةمها في المنظمات المختلفة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬قتعقلمد المشاكةل التي تواةجهمقها الدارةم والحاجقةم إلقى منهقتج يسقتنمد عألقى العلقةم‬
‫لمعالجةتها ‪ ،‬إواد ارةك ورغبةة الدارة في حدلها بهذا السلوةب ‪.‬‬
‫‪ .2‬اشتدامد حدة المنافسة بين المنتجين ‪ ،‬وما يؤدي )أدى( إليه ةمن ارتفاتع فققي‬
‫جودةة السلع والخدمات ‪ ،‬وتخفيض )انخفاض( في أسعارها ‪.‬‬
‫‪ .3‬تط ق قلومر صق ققناعأةة الكمق ققبيوتر س ق قواء مق ققن ناحيق ققة المعق ققدات ‪ hardware‬أو‬
‫الب ارمققج ‪ software‬وانتشاةر اسققتخدامه فققي شققتى ميققادين الحيققاة مققن قبققل‬
‫الفراد في شتى المجتمعات البشرية ‪.‬‬
‫‪ .4‬اهتمققامم الجامعققاةت بتعليقةم بحققوةث العمليققاةت ‪ ،‬وفتقمح أقسققاتم متخصصقتة فققي‬
‫تدريةسها)‪ (1‬والبحةث فيها ‪ ،‬ومنةح درجاتت عألميتة معأليا فيها ‪.‬‬
‫‪ .5‬انتشامر استخدام شبكة المعلومات الكونية اللكترونية المعروفققة بققالنترنت‬
‫‪ ، Internet‬والبريمد اللكتروني ‪ e - mail‬بين أفراد ومؤسسات المجتمع‬
‫الدولي ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫تقققوم كليققات مختلفققة فققي الجامعققات بافتتققاح قسققم بحققوث العمليققات ‪ ،‬فميمكققن أن يوجققد القسققم فققي كليققة التجققارة ‪ ،‬أو‬
‫كلية العلوم الجتماعأية ‪ ،‬أو كلية العلوم ‪ ،‬أو كلية الهندسقة ‪ ،‬أو كليقة تكنولوجيقا المعلومقات ‪ ،‬و هقذا ارجقع إلى انتشقار‬
‫تطبيقات بحوث العمليات في هذه الكليات‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ .6‬انتش ق ققامر جمعي ق ققاةت بح ق ققوةث العملي ق ققاةت ف ق ققي بلتد ك ق ققثيرتة ‪ ،‬إواص ق ققدامر ه ق ققذه‬
‫الجمعياةت لمجلتت عألميتة محكمقتة تحتقوي عألقى أبحقاتث وتجقارتب ونمققاذتج‬
‫تطبيقيق قتة فق ققي بحق ققوةث العمليق ققاةت ‪ ،‬وقياممهق ققا بعقق قةد دو ارتت تدريبيق قتة ونق ققدواتت‬
‫ومؤتم ارتت عألميتة ‪.‬‬
‫قاائمة ببعض رواد الفكر الداري‬

‫‪Fredrick W. Taylor‬‬ ‫‪1900s‬‬ ‫تايلور‬


‫‪Frank B. Gilberth‬‬ ‫‪1900s‬‬ ‫فرانك جلبرت‬
‫‪Henry Gantt‬‬ ‫‪1900s‬‬ ‫جانت‬
‫‪Max Weber‬‬ ‫‪1900s‬‬ ‫فيبر‬
‫‪Lillian M. Gilberth‬‬ ‫‪1910s‬‬ ‫لليان جلبرت‬
‫‪Henry Ford‬‬ ‫‪1910s‬‬ ‫هنري فورد‬
‫‪Henry Fayol‬‬ ‫‪1910s‬‬ ‫فايول‬
‫‪Mary Parker Follett‬‬ ‫‪1920s‬‬ ‫فوليت‬
‫‪Chester I. Barnard‬‬ ‫‪1930s‬‬ ‫بيرنارد‬
‫‪Elton Mayo‬‬ ‫‪1930s‬‬ ‫التون مايو‬
‫‪Abraham H. Maslow‬‬ ‫‪1940s‬‬ ‫ماسلو‬

‫‪51‬‬
‫أسئلة‪:‬‬
‫ما أهم النتقادات التي وجهت لمدرسة الدارة العلمية؟ وما رأيك فيها؟‬ ‫‪.1‬‬
‫لماذا في رأيك لم تركز الدارة العلمية عألى الجوانب النسانية؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما البيروقراطية؟ وما ضرورتها في الحياة المعاصرة؟‬ ‫‪.3‬‬
‫ما مميزات وعأيوب التنظيم البيروقراطي؟‬ ‫‪.4‬‬
‫ما أهم الفروق بين مدرسققة الدارة العلميققة ومدرسقة العلقققات النسققانية‬ ‫‪.5‬‬
‫والجتماعأية؟‬
‫يعتبر عأدم تركيققز الدارة العلميقة عألققى الجقوانب النسقانية وعأقدم تركيققز‬ ‫‪.6‬‬
‫العلقات النسانية عألى الجوانب المادية قصو ار في كل التجاهين‪ ،‬ما رأيك؟‬
‫ما رأيك في نظريتي اكس وواي؟ بأي واحدة تنصح مدي ار مبدئاا؟‬ ‫‪.7‬‬
‫ما رأيك في نظريه ماسلو؟‬ ‫‪.8‬‬
‫ما الظروف التي نشأت فيها مدرسة عألم الدارة؟‬ ‫‪.9‬‬
‫ما العوامل التي ساعأدت عألى انتشار عألم الدارة؟‬ ‫‪.10‬‬

‫‪52‬‬
‫الهَّوامش‬
‫‪1- Taylor, Fredrick W. : Principles of Scientific Management ,‬‬
‫‪New York, Harper & Brothers Publishing Co., 1911.‬‬
‫‪ - 2‬انظ ق قدر ‪ :‬ش ق قريف‪ ،‬عألق ققى‪ :‬إدارة المنظمق ققات العامق ققة‪ ،‬الق ققدار الجامعيق ققة‪ ،‬مصق ققر‪،‬‬
‫‪1987‬م‪ ،‬ص ‪.345 - 311‬‬
‫‪ -3‬شريف‪ ،‬عألى‪ :‬إدارة المنظمات العامة‪ ،‬الققدار الجامعيققة‪ ،‬مصقر‪1987 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.313‬‬
‫‪ - 4‬انظر ‪:‬‬
‫‪Miner, John, Singleton, Timothy M. and Luchsinger, Vincent‬‬
‫‪P.: The Practice of Management, Charles E. Merrill‬‬
‫‪.Publishing Company, Columbus, 1985, p.63‬‬
‫‪ - 5‬انظر‪:‬‬
‫عأاشققور‪ ،‬يوسققف حسققين محمققود‪ :‬مقدمققة فققي بحققوث العمليققات‪ ،‬ط ‪ ،3‬مكتبققة المققل‬
‫التجارية‪ ،‬غزة‪2001 ،‬م‪ ،‬الباب الول‪.‬‬

‫‪53‬‬

You might also like