Professional Documents
Culture Documents
1
1
لقققد اسقتلزم التطقور السقريع لقطقاع العأمقال الخققاص والعقام ،أن يتققوفر لقدى العقاملين
فيه من المعارف الدارية الساسية في حقل الدارة.
كمققا أن الطققالب الجققامعي هققو الخققر ،ومهمققا كققان تخصصققه ،س قواء كققان مققن طلبققة
كلية التجارة أو من خارجها ،ل بد أن يتعرف عألى مفاهيم الدارة وأساسياتها.
ولقق ققد جق ققاء هق ققذا الكتق ققاب كجهق ققد متواضق ققع ،يركق ققز عألق ققى الوظق ققائف الساسق ققية لدارة
العأم ققال ،وكي ققف يمك ققن للم ققدير الناج ققح أن يم ققارس الدارة ويتعام ققل م ققع التط ققورات
العالمية المتسارعأة ويعزز قدرته التنافسية.
والكتاب مصقمم بالسققاس لتغطيقة متطلبقات مقققرر إل ازمقي لطلبقة كليققة التجقارة ،غالبققا
ما يكون باسم "مبادئ إدارة أعأمال" ،ولكن يمكن أن يستخدم هققذا الكتققاب كمرجققع قيققم
للمققدراء الممارسققين ولغيققر المتخصصققين فققي عألققم الدارة .ويقققع هققذا الكتققاب فققي سققبع
فصق ققول ،تكفق ققل الفصق ققل الول بإعأطق ققاء مقدمق ققة عأامق ققة لعلق ققم الدارة ومفاهيمه ققا وأهميته ققا،
وتناول الفصل الثاني تطور عألم الدارة والمدارس الدارية ،وتطرق الفصقل الثقالث إلقى
وظيفققة التخطيققط وكيفيققة القيققام بهققا وماهيتهققا ،وتضققمن الفصققل ال اربققع التنظيققم كوظيفققة
مققن وظققائف الدارة حيققث تطققرق الكتققاب إلققى خصققائص التنظيققم الجيققد والخط قوات
العملية لعأداد هيكل تنظيمي للمنشأة ،أما الفصل الخامس فققد ركقز عألققى القيقادة وعأمليققة
التصققال الفعقال ،وأشققتمل الفصققل السققادس عألققى وظيفققة الرقابققة وأهميتهققا وأدواتهققا ،واختتققم
الكتاب بالفصل السابع الذي تناول بيئة الدارة وعأناصققرها والممارسققات الداريققة فققي قطاع
غزة.
ولق ققد ق ققام بإعأ ققداد الفص ققل الول والث ققاني ال ققدكتور يوس ققف عأاش ققور ،والفص ققل الث ققالث
الس ققتاذ يوس ققف بح ققر ،والفص ققل ال ارب ققع ال ققدكتور ماج ققد الفق ق ار والس ققتاذ يوس ققف بح ققر،
والفصل الخامس الدكتور فارس أبو معمر ،والفصقل السقادس القدكتور رشقدي وادي،
والفصل السابع الدكتور ماجد الفرا.
المؤلفون
1
الفصل ال وول
ممـقـددمــة عـاممــة
2
الفصل ال وول
ممـقـددمــة عـاممــة
GENERAL INTRODUCTION
إذا أمعنا النظر في قصةة آدم وحواء عأليهما السقلم ،نجدهما ققدد مارسقا العمليقة
الداريققة وهققم ف ققي الجنق قةة وقبق ققل هبوطهمققا إل ققى الر ة
ض ،فققالقرآن الكريققم يخبرنققا
ق الجنق قةة،
ت لهممققا سققوءاتهما وطفقققا يخصققفاةن عأليهمققا ةمققن وقر ة
ق "فققأكل منهققا فبققد د
وعأصققى آدمم رنبققه فغققوى) ،"(1مققاذا ميمكققن لنققا أن نسققتنتج ةمققن هققذه اليققة الكريمققة؟
مهنققاك أمق قرر ميمكق قمن لنققا أن نسققتنتجه ةمققن مققوقعين مختلفيققن :وهققو أنن آدم وحق قواء
عأليهما السلم اتخذا ق اررين ،الوول يتمثقل فقي ققرار الكققل مققن الشققجرة ،والثقاني
يتمثل في قرار القيام بعملية التغطية عألى العورة ،وتعتبر عأملية اتخاذ الق ق اررات
ةمن صلةب العملية الدارية كما سنرى فيما بعد.
ك لنا الوائل شواهقد ودلئقل عألى ممارسةتهم للعمليةة الداريقةة ،فةمققن ذلق ق
ك و قدد تر ق
ق عألقى أنقه ل ميمكقن إنشقاءها ما تركتقه الحضقارات القديمقة مقن معمقار يقدلل بحق ق
بققدون الدارة السققليمة للم قوارد وعألققى رأس هققذه الش قواهد اله ارمققات ،كمققا قققامت
امبراطوريات غطت مساحاتت واسعتة من المعمورة ل يمكقن لهقا أن تعمقر المقدد
التي عأمرتها دون إدارة جيدة لجوانبها المتعددة كالجيش ،والبريد ،والولة.
وقققد شققهد القققرن الماضققي مققن بققداياته النتبققاه إلققى الدارة كعلققم يمكققن د ارسققته
ووضع أسسقه ونظريقاته ،وزاد الهتمققام بققه بصقورتة خاصقة بعققد الحققرب العالميقة
الثانية؛ حيث زاد عأدد البحوث والدراسات بشكتل ملحوظ.
هققذا يطققرح عأ قددة أسققئلة هانمققة ،وعألققى رأس هققذه السققئلة :مققا المقصققود بققالدارة
والعمليققة الداريققة والوظققائف الداريققة؟ ومققا أه قوم المحطققات أو المنعطفققات فققي
التاريخ الداري؟ وهدل ممارسة النسان للدارة يعني أنن عألم الدارة موجود من قمذ
سورة طه ،آية . 121 )(1
3
مارسها النسققان؟ وهقدل الدارة الققتي مارسققها النسققان فققي العصققور القديمقةة هققي
نفس ققها الدارة ال ققتي يمارس ققها ف ققي وقتن ققا المعاص ققر؟ وهق قدل تختل ققف الدارة ال ققتي
تمارسها المجتمعات عأن بعضها؟
يحاومل هذا الفصل الجابةم عألى هذه السئلة وغيرها ضمن ما يلي من مباحث:
المبحث المولَّ :تعريف الدارة وأهميتها.
المبحث الثاني :الدارة :عألم أم فن؟
المبحث الثالث :عألقة الدارة بالعلوم الخرى .
المبحث الرابع :مجالت الدارة
المبحث ال وول
الدارة
" تعريف وأهمية "
تعريف الدارة:
ت محق ققاولت عأ ق قودة
من ق قمذ بق ققدأ الهتمق ققام بد ارسق ققة الدارة كعلق ققم يمكق ققن تق ققأطيره جق ققر د
لتعريفه ،وقد انقسم مفكري الدارة بين مدرستين ،1حيث قام أصحاب المدرسققة
الول ققى بتحلي ققل العم ققل الداري ال ققذي يق ققوم ب ققه الم ققديرون إل ققى وظ ققائف ومه ققام
محددة ،وبنوا عألى ذلك تعريفاتهم ،بينما قام أصققحاب المدرسققة الثانيققة بققالتركيز
عألى طبيعة الدارة ،وبنوا عألى ذلك تعريفاتهم.
4
وهذا التعريف قرنكقز عألى عأملية العأداد والتخطيط وتحديد الهققداف ثمقنم التققوجيه
ضقح التعريقف نقطقتين هقامتين :الولقى أنن العأمقال تتقوم عأقبقروالرقابقة ،كمقا و ن
الخرين ،والثانية أنن الكفاءة في آداء هذه العأمال ضرورية ،وعأبقر عأن معيققار
الكفاءة بأحسن طريقتة للداء وأقنل التكاليف .
6
الهققداف تتفاعأققل بعلقققات ذات اتجققاهين مققع البيئققة المحيطققة الققتي ل
يمكن التحكم بها.
ومع شموليةة هذا التعريف ،وانطباقه عألى الدارة في المنظمققات العانمقة
صققة ،إل أون هققذا الكتققاب يهتققم بالدرجقةة الولققى بد ارسققة وتحليققل الدارة فققي
والخا و
منشآت ومنظمات العأمال الهادفة إلى تحقيق الربح.
* وظائف الدارة:
تقققوم الدارة بوظققائف أساسققية ،وأهقوم هققذه الوظققائف هققي :التخطيققط ،التنظيققم،
التوجيه والرقابة.
وستكون مكلل وظيفة من هذه الوظائف موضع تحليل ومناقشة مفصلة فيما يلققي
من فصول من هقذا الكتققاب .وسقيكون مققدخل الوظققائف الداريققة هقو المسقتخدم
في دراسة الدارة.
* وظائف المنشأة):(1
تهدف المنشأة إلى إنتاج وتوزيع السلع والخدمات عأقبر القيقام بوظققائف متكاملققة
أساسية ،وأهوم هذه الوظائف ثلثة وهي كما يلي :
.1التمويل.
.2النتاج.
.3التسويق.
وهذه الوظائف مجملة ،ويعتمد التفصيل فيها عألى عأوامققل كققثيرة أهومهققا
حجققم المنشققأة ،وطبيعققة منتجاتهققا ،وانتشققارها ،وفلسققفة الدارة ،ويمكققن أيضق ق ا
) (1يتنم أحيان ا التعبير عأن المنشأة بالمنظمة أو المؤسسة أو المشققروع وفققي السققياق العققاوم تسققتخدم هققذه المصققطلحات
كمترادفات ،ولكن أحيان ا يمكن تخصيص المعنى لمكدل واحتد منها ،وسيتلم استخدامها هنا بنفس المعنى.
7
ذكققر الوظققائف التاليققة ،والققتي يمكققن أن تكققون تابعققة للوظققائف الرئيسققة الثلثققة،
مثل:
.1الفراد .
.2المشتريات .
.3التخزين .
.4نظم المعلومات .
.5والعلقات العانمة.
وستكون كلل وظيفة من هذه الوظائف موضع تحليققل ومناقشققة مفصققلة ومعمقققة
فيما يلي من فصول الجزء الثاني من هذا الكتاب .
* المستويات الدارية:
تختلف المستويات الدارية للمنشأة حسب العديد من العوامل مثل :
طبيعة عأمل المنشأة ومنجاتها :زراعأية ،صناعأية أو خدمية .
حجم المنشأة ومدى انتشارها الجغرافي.
مدى الحداثة في أساليب العمل ووسائل التصال المستخدمة.
فلسفة الدارة وأهدافها وقدرتها.
وغيرها من العوامل الخرى.
ويقسققم كتققاب الدارة المسققتويات الداريققة إلققى ثلث مسققتويات ،تختلققف هققذه
المسق ققتويات مق ققن عأق ققدة وجق ققوه مق ققن حيق ققث السق ققلطة والمسق ققئولية ودرجق ققة ممارسق ققة
الوظائف الدارية .والمستويات الثلثة هي :
وتأخذ هذه المستويات شكلَّ الهَّرم كالتالي :
8
الدارة العليا
الدارة الوسطى
الدارة الدنيا
* أهمية الدارة:
وهي كما يلي: )(1
ميقدسمم بعض القتصاديون 4عأناصر النتاج إلى أربعة
.2الموارد البشرية .1الموارد الطبيعية
.4التنظيم .3رأس المال
ويقصققد بققالتنظيم هنققا الدارة ،وهققي المعرفققة بأسققاليب وطققرق النتققاج،
وب ققدون تق قوافر وتكام ققل ه ققذه العناص ققر الربع ققة ل يمك ققن للعملي ققة النتاجي ققة أن
تكتمققل ،وحقيق قةا أنن الدارة هققي أه قلم هققذه العناصققر؛ لنن الشققعوب والمنظمققات
والفراد يتمايزون بالدرجةة الولى بعنصةر الدارة وليس بباقي عأناصر النتاج،
ص المجتمعقات والقدول
وكي يتضح هذا المعنى ،دعأنا نضرب مثلين النول يخق ل
ص الفراد .خذ اليابان عألى سبيل المثال ،استطاعأت بفضل الدارة
والثاني يخ ل
أن تصبح من أغنى الققدول ،وأكثرهققا تققدما ورقيقاا ،وهققي دولققة تفتقققر إلققى المقوارد
الطبيعية ،فهي تقوم باستيراد المقواد الخققام مققن خققارج البلققد ،ثقنم تقققوم بتصقنيعها،
ث قنم تصققدرها لققدول العققالم سققلع ا جققاهزة للسققتخدام ،بينمققا هنققاك دولا غني قةا جققدا
بالموارةد الطبيعيةة ،ولكنها تفتقر إلى الدارة القادرة عألى تحويل هذه الموارد إلققى
هناك من يقسم عأوامل النتاج إلى خمسة ،وهي المعروفة بق " "M 5وهي: )
* أهداف الدارة:
تق ق ققوم الدارة بالموازن ق ققة بيق ققن أهق ققداف متع ق ققددة ،وأحيانق ق ق ا متش ق ققابكة ومتص ق ققارعأة
ومتناقضة ،فهناك أهداف تسعى الدارة نفسقها إلقى تحقيقهقا ،وأهقداف للمنشقأة،
ولملكهققا ،والعققاملين فيهققا ،والمتعققاملين معهققا مققن زبققائن و مققوردين وممققولين
وحكومة ،والمنظمات المدنية ،وذلك كما يلي :
.1تحقيق أهداف الدارة نفسهَّا ،واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي :
أ .الستمرار .
ب .النجاح.
جق .تحقيق الذات .
.2تحقيق أهداف ملكا المنشأة ،واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي :
أ .زيادة قيمة المنشأة عأن طريق زيادة القيمة السوقية للسهم .
ب .زيادة الرباح المحصلة .
.3تحقيق أهداف العاملين في المنشأة ،واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي :
أ .الراحة في العمل .
ب .تقليل ساعأات العمل .
جق .زيادة في الجور .
10
.VIIIزيادة المزايا المالية والعينية التي يحصلون عأليها .
.4تحقيق أهداف زبائن المنشأة ،واملتي يتمثلَّ أهرمهَّا فيما يلي :
أ .وفرة السلع والخدمات.
ب .زيادة جودة السلع والخدمات .
جق .خفض السعار .
.8تحقيق أهداف المجتمع المــذي تعيــش فيــه المنشــأة ،والمــتي يتمثــلَّ أهرمهَّــا
فيما يلي :
11
أ .رفع مستوى المعيشة.
ب .حسن استغلل الموارد المتاحة وعأدم تبديدها بدون فوائد .
12
المبحث الثاني
الدارة :علم أم فن؟
مقدمة:
المقص ققود ب ققالعلم هن ققا ه ققو المعرف ققة المنظم ققة ذات القق قوانين والعلق ققات الثابت ققة،
والنق ققتي يمكق ققن تعميمهق ققا؛ وبالتق ققالي ل تختلق ققف بق ققاختلف الفق ق قراد والمجتمعق ققات
والمققاكن ،فمثلا القققول بققأنن المققاء يغلققي عأنققد درجققة ح ق اررة مائققة .بينمققا يقصققد
بالفن المعرفة والسلوك المعتمد عألى الفرد بصفته الشخصية والنفسققية والعقليققة،
وبالتالي ل يمكن تعميم هذه المعرفة مثل لوحة فنية أو القول بأنن الجو جميل.
تساؤلَّ:
ما أن ميددقرقس موضوع مققن المواضققيع الجتماعأيققة إل وطققرح سقؤال هققل هققو عألققم
أو فن ،وكذا السؤال حول الدارة ،هل هي عألم أم فن؟
ويقصد بهذا التساؤل :
ل؟
هدل للدارة قوانين يمكن تحديدها وتعميمها مثل الفيزياء مث ا
هقدل يمكققن وضققع الممارسققة الداريققة فققي مختققبر وتحديققد وعأققزل المتغيقرات عأققن
بعضها إواجراء التجارب عأليها؟
هقدل الدارة نققوع مققن البققداع والموهبققة الشخصققية ،والنققتي ل يمكققن وضققع أسققس
عأامة لها وتعميمها عألى كافة المجتمعات والمواقف كالشعر والرواية ؟
هدل الدارة فلسفة تعتمد عألى قدرة الشخص في استنباط العلقات والحكم عأليها؟
والجابة عألى السؤالين الولين باليجقاب يعنقى أنن الدارة عألقم ثقابت لقه ققوانين
يمكققن تعميمهققا والجابققة بالسققلب يعنققي أنهققا فققن تعتمقد عألققى الخققبرة الشخصققية.
والعكس صحيح بالنسقبة للسقؤالين الخيريقن .ولكقن ل يجقب النظقر إلقى الدارة
من زاويتة واحدتة وحصرها فيها.
13
* الدارة والعلوم الجتماعية:
وحقيق قةا أنن الدارة managementتص نف ضققمن العلققوم الجتماعأيققة social
sciencesولي س ض ق ققمن العل ق ققوم الطبيعي ق ققة ،natural sciencesوالعل ق ققوم
الجتماعأيق ققة مرتبطق ققة بالنسق ققان والمجتمق ققع ويت ق قلم تطق ققبيق المنهق ققج العلمق ققي فق ققي
دراستها ،لكن نتائجها ل تأخققذ نفققس درجققة تعميقم نتائقج العلقوم الطبيعيققة .فهققي
ف ممحق قنددتة .فمثلا يمكققن
نتائققج محققدودة بزمققاتن محق قندتد وبمجتمق قتع محق قندتد وبظققرو ت
م م
تطبيق المنهج العلمي في تحديقد معقدل التضقخم %5؛ وهنقا يجقب تحديقد زمقن
محدد وكذلك دولة محددة ،وهكذا.
وه ققذا بالض ققرورة ينف ققي أن يك ققون للدارة قق قوانين ثابت ققة يمك ققن تعميمه ققا كقق قوانين
الفيزياء والكيمياء.
* الدارة كعلم:
الدارة عألققم لققه أصققوله وقواعأققده ونظريققاته ،ويمكققن تطققبيق المنهققج العلمققي فققي
د ارسق ققته والتحقق ققق منق ققه؛ حيق ققث يمتق ققاز المنهق ققج العلمق ققي بممي ق قزات ومق ققن بينهق ققا:
الموضوعأية ،وقابلية إثبات النتائقج ،والقابليقة للتعميم ،إوامكانيقة التنبقؤ بالنتائقج،
والمرونققة . 5ويزيققد فققي الناحيققة العلميققة الموضققوعأية للدارة أن هنققاك ج قوانب
مادي ققة تتعام ققل معه ققا وبه ققا الدارة ،وهققذه يمك ققن د ارس ققتها إواخض ققاعأها للتج ققارب
تمامققا كمققا تخضققع المقواد فققي المختققبرات العلميققة للتجققارب .كمققا قققامت مققدارس
إداريق ققة عألق ققى تطق ققبيق المنهق ققج الرياضق ققي والحصق ققائي فق ققي د ارسق ققة المشق ققكلت
الدارية وهذا يعمق الجانب العلمي في الدارة.
* الدارة كفن:
14
وفي الجانب المقابل فإن للدارة جانب فني فلسقفي ،فهقي تتعامقل مع النسقان
والمجتمع ،وهي تتعامل مع جوانب غير مادية في النسان والمجتمع ،كما أننها
تواجه مواقف كثيرة تحتاج فيها إلى الخبرة والحكم الشخصي والبققداع والمنققاورة
واسققتنباط العلقققات ،وهققذا مققا يجعققل فيهققا لمسققة فنيققة وض قرب ا فلسققفي ا ل يمكققن
لمدير ناجح الستغناء عأنها ،وتؤثر الثقافة السائدة في المجتمققع تققأثي ار قويقا فققي
هذا الجانب من الدارة.
وعأليه يمكن استخلص أن الدارة عألم وفن وفلسفة في ذات الوقت.
) (6هذا خلف للنظرة السلمية إلى التجارة باعأتبارها عأملا مشرفاا ،كما شجع السلم عأليها ووضع لها القواعأد
والصول.
15
الهتمام بالنواحي الفنية والتقنية في المشروع ،وزيادة مقدرته الفنية. .3
ضآلة حدة المنافسة ،والطلب الكبير عألى المنتجات. .4
* أسباب النتباه للدارة كعلم:
أومققا أه قدم العوامققل النققتي سققاعأد د
ت عألققى النتبققاه إلققى أهميققة الدارة مققا ميعققرف فققي
التاريخ القتصادي بالثورة الصناعأية ) industrial revolution (1انلتي كاقن
ةمن أهدم نتائجها ما يلي:
استبدال الجهد البشري والحيواني بالجهد اللي. .1
ضخامة حجم منشآت العأمال وانتقالها إلى النتاج الكبير mass .2
production
ضخامة حجم الموال المستثمرة في منشآت العأمال وظهور .3
الشركات المساهمة العانمة.
انفصال الملكية عأن الدارة وظهور طبقة مديرين ممتهنين للدارة. .4
اتساع السواق من ناحية المدخلت والمخرجات وعأدم قصرها عألى .5
السوق المحلي.
تعقد وتشابك وتزايد المتغيرات البيئية التي تعمل ضمنها المنشأة. .6
ازدياد حودة المنافسة وانلتي كاقن ةمن أهدم نتائجها :زيادة في جودة وعأدد .7
المنتجققات مققع خفققض تكلفتهققا؛ وبالتققالي انخفققاض أسققعارها للمسققتهلك
النهائي.
ثمقنم جققاءت الثققورة اللكترونيققة المعلوماتيققة فققي أعأقققاب الحققرب العالميققة
الثانيققة والنققتي مققا زلنققا نعيق م
ش آثارهققا وتطوراتهققا إلققى هققذه اللحظققة ،والققتي أندت )(1
)(1
بدأت الثورة الصناعأية سنة … .باختراع اللة البخارية في بريطانيا .
)(1
أي في النصف الثاني من القرن الماضي .
16
المبحث الثالث
علقاة الدارة بالعلوم الخرى
مقدمة :
الدارة أح ق ققد ف ق ققروع العل ق ققوم الجتماعأي ق ققة ،وه ق ققي ش ق ققائعة الس ق ققتخدام والتط ق ققبيق
والممارس ققة ف ققي ش ققتى مج ققالت الحي ققاة وتنظيم ققات المجتم ققع ،وه ققذا يجع ققل له ققا
ارتبققاط بمعظقم إن لققم يكقن كقدل هقذه المجققالت ،فلهقا عألققة بققالنواحي الفنيقة فقي
المنشققأة ،كمققا لهققا عألقققة بققالنواحي الماديققة ،فوفققق ذلققك لهققا عألقققة بققالنواحي
النفسية والجتماعأية للفراد.
ولق ققذلك نجق ققد أنن للدارة ارتبق ققاط بعلق ققوم كق ققثيرة ومتشق ققعبة كالمحاسق ققبة والقتصق ققاد
والرياض ق ققيات والحص ق ققاء والكم ق ققبيوتر والهندس ق ققة والعل ق ققوم وعألق ققم النف ق ققس وعألق ققم
الجتم ققاع وعأل ققم النثروبولوجي ققا وغيره ققا .س ققنناقش عألق ققة الدارة ببع ققض ه ققذه
المجالت كما يلي:
* الدارة والقاتصااد:
يققدرس عألققم القتصققاد المشققكلة القتصققادية المتمثلققة فققي مشققكلة النققدرة ،وهققي
ندرة الموارد المتاحة في مقابل حاجات إنسانية واجتماعأية متعددة ،ويدرس هققذا
العلققم الجتمققاعأي كيفيققة توزيققع المقوارد النققادرة عألققى الحاجققات المتعقددة بأقصققى
كفايققة ،والسققمة الغالبققة عألققى هققذا العلققم هققو تنققاول الموضققوع مققن الناحيققة الكليققة
. macroإواذا م ققا نظرن ققا إل ققى الدارة فنج ققد أنن دوره ققا مكم ققل ل ققدور القتص ققاد
وليس مسقتقلا عأنقه أو مناقضقا لقه .فالقتصقاد عأندما يعمقل عألقى حقول المشقكلة
القتصادية فإنن أداته في ذلك هققي الدارة ،كمقا أنن المفقاهيم القتصققادية تشققكل
أحد السس في العمل الداري.
* الدارة والمحاسبة:
17
المحاسبة نظام معلومات يهدف بالدرجة الولى إلى تجميقع ثقم إعأقداد ثقم تزويقد
ق جمعيققة
متخققذي الق ق اررات بالمعلومققات الساسققية اللزمققة لتلققك الق ق اررات ،ووف ق ق
المحاسققبة المريكيققة )(American Accounting Association) (AAA
فققإنن المحاسققبة هققي :عأمليققة تحديققد وقيققاس إوايصققال المعلومققات القتصققادية
س عألمي ق قتة مق ققن قب ق قةل مسق ققتخدةم
لسق ققتخدامها فق ققي تقريق ققر حك ق قتم مبنق ققي عألق ققى أس ق ق ت
المعلوماةت :
"The process of identifying, measuring and communicating
economic information to permit informed judgements and
decisions by users of the information" 7
"The provision of information in financial terms that will
help in decisions concerning resource allocation, and the
preparation of reports in financial terms describing the effects
of past resource allocation decisions"8
فالمحاسققبة متعتققبمر فققي جققانتب مققن جوانبةهققا إحققدى الدوات /المناهققج /
الطققرق الققتي تسققتخدمها الدارة فققي تزوي قةدها بمعلومققاتت ،خاص قةا تل ق ق
ك المتعلق قةم
بالمنش ققأةة ،وغالبق قا م ققا تك ققون ه ققذه المعلوم ققات كمي ققة مالي ققة ،تس ققاعأمد عأل ققى إدارة
المنظمةة واتخامذ الق ار ارةت الممسويرة لها .
وتتعق قندد المجق ققالت الق ققتي يتق قلم فيهق ققا اسق ققتخدام المحاسق ققبة؛ لق ققذلك ميمكق قمن تصق ققنيفها إلق ققى
تصنيفات متعدددة حسب المعيار المستخدم ،ومن بيةن هذه التصنيفات ما يلي :
محاسبة إدارية management accounting / managerial .1
،accountingومحاسبة مالية ،financial accountingومحاسقبة
تكاليف .cost accounting
محاسبة في المؤسسات العامة )محاسبة حكومية وقومية( ،ومحاسبة .2
ف ققي المؤسس ققات الخاص ققة ،ومحاس ققبة ف ققي المؤسس ققات غي ققر الحكومي ققة
.NGOs
18
محاسبة في المؤسسات التجارية ،ومحاسبة في المؤسسات الصناعأية، .3
ومحاسبة في المؤسسات الخدمية .وهكذا تصنيفات مختلفة.
19
تض ققخ المنش ققأة مخرجاته ققا ف ققي المجتم ققع بم ققا ف ققي ذل ققك المنتج ققات الن ققتي ببيعه ققا
تستطيع المنشأة العيش والستمرار ،إوال فستموت وتندثر.
وبالتققالي فققإنن المنشققأة تققؤثر وتتققأثر بققالمجتمع ،وهققذا يجعققل الدارة فققي حاجققة
مسق ققتمرة لمعرفق ققة خصق ققائص المجتمق ققع المحيق ققط بهق ققا ،والعوامق ققل المق ققؤثرة فيق ققه ،
والتطققورات النققتي تحصققل فيققه ،والتغي قرات فققي أنمققاط السققلوك والققذوق ومسققتوى
المعيشة ،وما إلى ذلك.
وعألى هذا يعتبر عألم النفس وعألققم الجتمققاع عألمققان مكملن لبعضققهما البعققض
فققي حاجققة الدارة لمعرفققة السققلوك البشققري وتفسققيره والتققأثير عأليققه وتققوجيهه بمققا
يخدم تحقيق أهداف المنشأة.
المبحث الرابع
مجالت الدارة
"إدارة العمالَّ و الدارة العاممة"
مقدمة :
21
هن ققاك الك ققثير م ققن الس ققئلة ال ققتي تط ققرح ف ققي مس ققألة الدارة ،فمثلا ميطق ققردح عأ ققادةا
السقؤال عأققن الفققرق بيققن إدارة العأمققال إوادارة المنظمققات الحكوميققة أو مققا ميعققرف
ك اختلف بينهما ؟. بالدارة العاومة ،هدل هما شيئ ا واحدا أم أون هنا ق
وللجابققة عألققى هققذا الس قؤال يجققب عألينققا بدايققة تحديققد بيئققة ك قتل منهمققا ،فققالدارة
العاومققة ترتبققط بالدولققة ومؤسسققاتها ،بينمققا إدارة العأمققال ترتبققط مباشقرة بمشققاريع
العأمق ق ققال الهادفق ق ققة إلق ق ققى تحقيق ق ققق الربق ق ققح ،أي بق ق ققإدارة المشق ق ققاريع عألق ق ققى أسق ق ققس
اقتصادية).(1
وعألي ققه فق ققد ت ققأثر وارتب ققط مفه ققوم الدارة العاوم ققة وممارس ققتها ف ققي الفك ققر
الداري الغرب ققي الح ققديث ب ققالنظر إل ققى دور الدول ققة وتط ققوره م ققن مفه ققوم الدول ققة
الحارسققة) (2إلققى مفهققوم الدولققة ذات الوظققائف الجتماعأيققة والقتصققادية والققذي
بدأ يظهقر فقي أعأققاب الثورة الصناعأية النقتي أندت إلقى فققدان الفقرد للعائلقة القتي
كققانت تققزوده بمجمققل مققا يحتققاجه اجتماعأيقاا؛ وبالتققالي ظهققرت الحاجققة إلققى قيققام
الدولققة ببعققض هققذه الوظققائف ،أمققا عألققى صققعيد الفكققر السققلمي فقققد ققنرر منققذ
البداية قيام الدولة بوظيفة اجتماعأية واقتصادية بجانب الوظيفة السيادية.
وبغض النظر عأن المشاركين في وضع الهداف العامة ،وهل تشققترك
فيه الدارة العامقة أم يضقعها السياسقيون فقققط؟ فقإون قيققام الدولققة بتحقيققق أهقداف
عأاومققة يحتققاج إلققى جهققاز إداري يحقققق هققذه الهققداف؛ وبالتققالي تنشققأ المنظمققات
العامققة الققتي تهققدف إلققى تحقيققق الهققداف العامققة .ولقققد زاد مققن أهميققة الدارة
ميلحظ في الوقت المعاصر امتداد مفهوم إدارة المنظمات عألى أسس اقتصققادية حققتى لققو كققانت غيققر (1 )
الدولة الحارسة أو الدولة السيادية هي التي تقوم بثلث وظائف أساسية وهققي الققدفاع )ضققد العأققداء (2 )
الخارجيين( والمن )للفراد داخل المجتمع( والقضاء )لفض منازعأات الفقراد وحفقظ حققوقهم( ،وأصقحاب
هذا الرأي ل يرون قيام الدولة بأي وظيفة ذات طابع اقتصادي أو اجتماعأي.
22
العامققة الحربيققن العققالميتين؛ حيققث زادت العأبققاء الملقققاة عألققى عأققاتق حكومققات
الدول لعأمار ما دمرته الحقروب فققي ظقول تحطقم البنققى النتاجيققة ونقدرة المقوارد
الطبيعيققة ،وبعققض الققدول عأققانت مققن نقدرة المقوارد البشقرية ،كقول هقذا أودى للقققاء
المزيد من الهمية عألقى السقلوب الداري المعتمقد عألقى العلقم والمنهقج العلمقي
الذي تتبعه الحكومات للتغلب عألى هذه الصعوبات .وقد قام الفكر الداري في
مجال الدارة العامة 9في النصف الول من القرن الماضي عألقى تحليقل طقرق
الداء ف ققي العم ققل الحك ققومي ،إوارجاعأه ققا إل ققى عأنصق قرين متميزي ققن وهم ققا اتخ ققاذ
القق ق اررات والتنفي ققذ .وك ققذلك اعأتب ققار الدارة العام ققة عألمق ق ا يمك ققن تط ققبيق المنه ققج
العلمق ققي عأليق ققه .والسق ققعي وراء تحقيق ققق الكفايق ققة فق ققي الوظق ققائف العامق ققة .أمق ققا فق ققي
10
النصققف الثققاني مققن القققرن الماضققي فقققد أخققذ الفكققر فققي مجققال الدارة العامققة
إلى الرجققوع عأقن الفصقل التقام بيقن مجقال السياسقة والدارة العامقة .وخفقت حقدة
السق قؤال فيم ققا إذا ك ققانت الدارة العام ققة عأل ققم أم ف ققن؟ وان ققه عأل ققم ل ققه قواعأ ققده ال ققتي
تنطبق في جميع الحوال والزمان .وقد بققرزت أهميققة التخطيققط فققي هققذه الفققترة
ووجدت دول كثيرة تأخذ بمبدأ التخطيط القومي.
23
السياسة العامة التي تؤمن بها الحكومة ،كما عأرفها بريزاس )1975م( 13بأنها
عألم وفن وضع وتنفيذ السياسة العاومة.
24
سلطة فرض القوانين والنظمة والتعليمات المنظمة لسلوك أفراد .2
المجتمققع جميعق ق ا س قواء العققاملين ضققمن المنظمققات الحكوميققة أو غيققر
العاملين ضمنها.
سلطة فرض القوانين والنظمة والتعليمات لجمع الموال عأن طريق .3
الضرائب والرسوم والجمارك).(1
وهن ققاك عأوام ققل أخ ققرى اختل ققف الكت ققاب فيه ققا ،ف ققالبعض اعأتبره ققا فروقق قا
جوهريققة بينمققا الخققرون لققم يعتبروهققا كققذلك ،وأهققم هققذه العوامققل مققا يلققي
:14
تهدف الدارة العامة إلى تحقيق خدمة عأامة ،بينما تهدف منظمات .1
العأمال إلى تحقيق الربح.
تلتزم المنظمات العامة بقاعأدة المساواة بين المواطنين. .2
يقوم الموظف في الدارة العامة بتأدية عأمله من خلل مركزه الوظيفي .3
وليس الشخصي.
عأمل الدارة العامة من خلل المنظمات العامة ذات الحجم الكبير. .4
بينما انتقد الفريق الخر هذه العوامل بأنهقا ل تمثل فروققا جوهريقة بين
المنظمق ققات العامق ققة ومنظمق ققات العأمق ققال ،حيق ققث أون أي منظمق ققة تهق ققدف فق ققي
الساس إلى تقديم خدمة )أو سلعة( مفيقدة للمجتمققع الققذي تعيققش فيققه إوال فإنهققا
سققتموت ول تسققتمر .كمققا أن المسققاواة مفترضققة سقواء فققي المنظمققات العامققة أو
منظم ق ققات العأم ق ققال .أوم ق ققا الحج ق ققم فنلح ق ققظ أن هن ق ققاك منظم ق ققات أعأم ق ققال م ق ققن
الضخامة بمكان وأن موازنتها تفوق موازنة و ازرة.
هققذا العامققل يققؤدي إلققى اختلف أساسققي فققي اعأققداد الموازنققات ،فعنققد اعأققداد الموازنققة العامققة تبققدأ الدولققة بتخطيققط )(1
نفقاتها ،بينما في حالة الموازنة في منشآت العأمال تبدأ المنشأة بتخطيط ايراداتها.
25
أسئلة:
ما تعريف الدارة ،وما التجاهات التي اتخذها هذا التعريف؟ .1
ما وظائف الدارة؟ .2
ما وظائف المنشأة؟ .3
ما أهداف الدارة؟ .4
ما أهمية الدارة؟ .5
ناقش قمدن المستفيد من الدارة . .6
هل الدارة عألم أم فن؟ .1
لماذا تأخرت الدارة كعلم في الظهور؟ .2
ما دواعأي ظهور الدارة كعلم له أصوله؟ .3
الدارة عألم ل عألقة له بالعلوم الخرى ،ما رأيك؟ .4
ما الفرق بين عألم النفس وعألم الجتماع؟ هل لهما عألقة بالدارة ؟ .5
ما عألقة المحاسبة بالدارة ؟ .6
ما الفرق بين القتصاد والدارة ؟ هدل هناك عألقة بينهما ؟ .7
ما الفرق بين المحاسبة والدارة؟ هدل هناك عألقة بينهما؟ .8
هدل ترى أي عألقة للددين بالدارة؟ .9
هدل ترى أي عألقة للقانون بالدارة؟ .10
ما تعريف الدارة العامة؟ .11
ما الفرق بين إدارة العأمال والدارة العامة؟ .12
ما السباب التي أدت إلى الهتمام بالدارة العامة؟ .13
26
الهَّوامش
.11 ص،م1982 ، مصر، أصول الدارة: محمود، عأساف-1
: انظر-2
Taylor, Fredrick W. : Shop Management, Harper and Brothers,
New York, 1903.
3- Taylor, Fredrick W. : Principles of Scientific Management ,
New York, Harper & Brothers Publishing Co., 1911.
Pearce II, John A. and Robinson Jr., Richard B.: Management,
Random House Inc., 1989, p. 4.
: انظدر عألى سبيل المثال-4
Kohler, Heinz: Economics, D. C. Health and Company,
Lexington, 1992, p. 3.
، عأمان، دار وائل،1 ط، مناهج البحث العلمي: أحمد حسين،الرفاعأي -5
.21 - 19 ص ص،م1998
دار،11 ط، الصول العلمية للدارة والتنظيم: عألي عأبد المجيد،عأبدو -6
.41 - 36 ص ص،م1980 ، مصر،النهضة العربية
7- American Accounting Association: A Statement of Basic
Accounting Theory, 1966, in Arnold, John and Hope Tony:
Accounting for Management Decisions, Prentice Hall
International, 1983, P: 5.
8- Lewis, Richard & Gillespie, Ian:Foundation in Accounting,
Prentice Hall International, 2nd edition, 1986, P:1.
.77 ص،م1982 ، أصول الدارة: محمود،عأساف: وردت في، دوايت والدو-9
.79 ص،م1982 ، أصول الدارة: محمود، عأساف-10
: ورد هذا التعريف في كتاب إدارة المنظمات العامة للدكتور عألي شريف-11
.69 - 68 م ص1987
: ورد هققذا التعريققف فققي كتققاب إدارة المنظمققات العامققة للققدكتور عألققي ش قريف-12
.69 - 68 م ص1987
27
-13ورد هققذا التعريققف فققي كتققاب إدارة المنظمققات العامققة للققدكتور عألققي ش قريف :
1987م ص .69 - 68
-14انظدر :
شقريف ،عألققى :إدارة المنظمققات العامققة ،الققدار الجامعيققة ،مصققر1987 ،م،
ص ص .76 - 71
السلمي ،عألي :الدارة العامة ،مكتب غريب ،بدون تاريخ.
28
الفصل الثاني
29
الفصل الثاني
تطور علم الدارة
والمدارس الدارية
مقدمة :
يحققاول هققذا الجققزء مققن الد ارسققة إلقققاء بعققض الضققوء عألققى بعققض المنعطفققات
الهانمة في تطور الدارة كعلققم يمكققن تحديققده ود ارسققته ووضقع النظريققات لققه .ول
تهققدف الد ارسققة هنققا إلققى شققرح مفصققل عأققن تطققور الفكققر الداري والققرنواد النققذين
أسهموا في هذا الفكر.
ثوكققأي عألق قتم مققن العلققوم فققق قدد مق قنرت الدارة عأققبر م ارحققل تاريخيققة متميق قزة؛ حيق ق م
كق قوونت م ققدارس ك ققان لكق قدل مدرسق قتة منه ققا روواده ققا ومنهجه ققا وتجاربه ققا وأبحاثه ققا
ود ارسققاتها وخصائصققها النققتي منيزتهققا قعأققن غيرهققا .وتجققدمر الشققارة هنققا إلققى أنن
هققذه الفكققار مكملققة لبعضققها البعققض وليققس متناقضققة فيمققا بينهققا ،فكقول مدرسققة
رنكزت عألى جوانب في الفكر والممارسة الدارية.
ولعنل السؤال الساس انلذي حاول مفكروا الدارة الجابة عأليققه هقو كيقف نجعققل
العم ققل الداري أك ققثر كف ققاءة وفعالي ققة ،ه ققل ذل ققك ي ققأتي عأ ققبر الرقاب ققة والشق قراف
المباشققر؟ أم يققأتي عأققبر تحسققين ظققروف العمققل؟ أم يققأتي عأققبر تحفيققز الفق قراد
والعأتراف بآدميتهم؟ هل يأتي ذلك عأبر زيادة النتاج أم عأبر رضى العاملين؟
وما إلى ذلك من السئلة .
وعأند دراسة الفكققر الداري ،فققإنه ل يوجققد تحديقد جامققد وفواصققل قاطعققة لد ارسققة
المحطققات الداريققة عأققبر التاريققخ ،بققل يمكققن تكييفهققا حسققب الهققداف المق قراد
30
تحقيقها) ،(1وحيث أن الهدف هنا هو محاولة التعرف عألى أهم السهامات فققي
الفكر الداري ،فقد جرى تقسيم الدراسة في هذا الفصل كالتالي :
المبحث الول
الفكر التقليدي
* مدرسة الدارةم العلميمة :
رغققم وجققود بعققض الكتابققات السققابقة لمدرسققة الدارة العلميققة والنققتي ظهققرت فققي
القرن التاسع عأشر مثل :
شققارل بابيققج النققذي عأققرض أفكققاره الداريققة سققنة 1833م فققي كتققاتب لققه بعن قوان
"اقتصاديات اللت وأصحاب المصانع" .
هنققري تققاون النققذي عأققرض أفكققاره الداريققة سققنة 1886م فققي مقققاتل لققه بعن قوان "
المهندس كاقتصادي" . The Engineer as an Economist
31
إنل أنن مدرسققة الدارة العلميققة -مققن الناحيققة التاريخيققة -تعتققبر أنول مدرسققة فققي
الدارة تتناولها كعلم يمكن دراسته وتطبق المنهققج العلمققي عأليهققا ،وتقققوم بققإجراء
التجارب عألى ممارستها.
وكان من أهم من أسهموا في حركة الدارة العلمية هم فريققدريك تققايلور ،وهنققري
جانت ،وجلبرث وليليان ،وسنحاول مناقشة إسهامات كل واحقتد منهقم فقي الفكققر
الداري ،وسيتلم التركيز بشكتل أساسقي عألى رائدها وهو تايلور.
) (1يجب عألينا هنا التفريق بين مصطلحين وهما Scientific Managementوالذي يعني الدارة العلمية والتي
أسسها فردريك تايلور ،وبين مصطلح آخر قريب له في اللفظ وهو عألم الدارة Management Scienceوالذي
يعني بحوث عأمليات أو الساليب الكمية في الدارة.
32
بعد .ثم انتقققل للعمققل بمصققنع للصققلب آخققر Bethlehem Steel Company
سنة 1898م.
لحققظ تققايلور مققن خلل احتكققاكه المباشققر بالعمققال أون هنققاك مشققكلة أساسققية
تتمثققل فققي أن العمققال ومققوظفي التشققغيل يتققآمرون عألققى أصققحاب العأمققال بققأن
ينتجقوا أققول مققن قققدرتهم الحقيقققة ،وذلققك خوفقا مققن قيققام أصققحاب العمققل بتسقريح
بعققض العمققال إذا كققان معققدل النتققاج كققبي ار ،وقققد رأى تققايلور بققأن هققذا السققلوك
مكلف جدا للقتصاد القومي المريكي.
كما لحظ تايلور بأون العمال يقومون بقأداء العمقل دون معرفقة بالطريققة المثلقى
لداء هذا العمل ،ويتمثل ذلك بأداء حركاتت بطريقة غير سليمة ،وكققذلك تققؤدى
أخ ققرى ب ققدون فائ ققدة مباشق قرة لنج ققاز العم ققل .وه ققذا يعن ققي أن ققه إذا م ققا تق قوم تحدي ققد
الحركات الضرورية للعمل وكيفية أدائها وحذف الحركات غيققر الضققرورية فققإن
مستوى النتاجية سيزيد.
وقققد لحققظ تققايلور أيض ق ا بققأون المشققكلة تكمققن فققي عأققدم تحديققد معققايير واضققحة
للنتققاج ،يمكققن السققتناد إليهققا فققي محاسققبة العمققال ،ومققن هنققا كققانت الخطققوة
الولى له في إجراء الدراسات وتطبيق السلوب العلمي لتحديد مستوى النتققاج
المطل ققوب إنت ققاجه م ققن كق قول عأام ققل ليك ققون معي ققا ار لمحاس ققبة العام ققل عألي ققه وق ققام
بد ارسق ققته الشق ققهيرة المعروفق ققة بد ارسق ققة الحركق ققة والزمق ققن Motion and Time
.Studyبالض افة إلققى ذلققك قققام تققايلور بد ارسققة التعققب والعوامققل المققؤثرة عألققى
النسققان أثنققاء تققأديته للعمققل؛ وبالتققالي فققإن تحسققين ظققروف العمققل و إعأطققاء
فترات للراحة سيؤدي إلى تحسين النتاجية.
ووفق ا لنظريةة تايلور :
أن الدارة عألم له أسسه وقواعأده وأصوله الواضحة والتي يمكن تطبيقه .1
في كافة المجالت.
33
صقل إلى ي عأمتل ،وقدد تو ن يوجمد طريقةر واحدةر هي أفضمل طريقتة لداةء أ د .2
ق " د ارسقةة الحركقةة والزمقةن " .ودعأقا إلقى تعقاون هقذه الطريققةة قعأقن طريق ة
الدارة مع العمال لضمان إنجاز العأمال بالطريقة السليمة.
قندقم تايور نظاقم الجةر بالقطعةة مقرون ا بنظاةم حوافتز ميركمز عألى .3
الج قوانةب المادي قةة والمالي قةة ،وفققي سققنةة 1895م ق قندقم ورقتققهم الشققهيرةق قعأققن
نظاةم الجةر بالقطعةة
" ."A Piece Rate System .4
ق الساليةب العلميةة في عأمليةة اتخاةذ
ت مدرسةم تايلور إلى تطبي ة
وقدد قدقعأ د .5
الق ار ارةت بدلا ةمن طريقةة المحاولةة والخطأ " ." rule of thumb
ودعأا تايلور الدارة إلى تبني مفاهيم جديدة في تسيير العمل داخل .6
المنشققأة ،ومققن ذلققك تحمققل المسققئولية فققي التخطيققط والش قراف ووضققع
قواعأد منظمة للعمل.
كما دعأا تايلور إلى اختيار العمال بطريقة عألمية ليشغلوا وظائفهم. .7
بالضافة إلى تحمل المسئولية في تدريبهم عألى أسس عألمية .8
وتنميتهم.
إنن الخذ بالسس العلمية في الدارة سيرفع النتاجية ويزيد النتاج .9
ويقلوق ققل التكق ققاليف؛ وبالتق ققالي يزيق ققد فق ققي أجق ققور العمق ققال ويحقق ققق مصق ققلحة
أصحاب العمل في نفس الوقت.
ووجه النظار إلى الخسارة القومية الفادحة الناتجة عأن عأدم تطبيق .10
الس ق ققاليب العلمي ق ققة ف ق ققي الدارة وال ق ققتي ت ق ققؤدي إل ق ققى انخف ق ققاض الكفاي ق ققة
النتاجية.
عأنبق ققر عأ ققن فكق قرة النص ققاف والعدال ققة بي ققن الدارة والعم ققال؛ حي ققث تق ققوم .11
الدارة بالتخطيط والعمال بالتنفيذ.
34
* صاعوبات واجهَّت أفكار تايلور :
وجدت آراء تايلور ونظرياته تأييدا ومعارضة شديدة جداا ،فمققن ناحيققة عأارضققها
العمق ققال ونقابق ققاتهم ،ومق ققن ناحيق قتة أخق ققرى وفق ققي نفق ققس الق ققوقت أيق ققدها ورحق ققب بهق ققا
أصحاب العمل.
ومن أهم النتقادات والصعوبات انلتي واجهتها ما يلي:
أوال :التناقاض في تطبيق المبادئ:
لقققد تطلبققت الدارة العلميققة مققن جققانب التعققاون التققام بيققن الدارة والعمققال وذلققك
عأنققدما كققانت تريققد وضققع المعققايير ،ولكنهققا فققي الجققانب الخققر تطلبققت رقابققة
صارمة ومعرفة كل طرف لدوره وما يطلب منه عأند التنفيذ.
ثاني ا :صاعوبة تعميم النتائج:
الد ارسققات النققتي تمق د
ت لققدم يكققن يسققهل تعميققم نتائجهققا كمققا طققالبت الدارة العلميققة
لعودة أسباب منها عألى سبيل المثال ،لسببين أساسيين وهما:
ث أنن رجلا صحيحا ومعافى اختيار الفراد لجراء التجارب ؛ حي م .1
وقوي كان يتم اختياره لجراء التجربة عأليه؛ وبالتالي فإنن ما يحققه هذا
الشخص يعتققبر معيققا ار يجققب أن يحققققه بقيققة الشققخاص ،ومعققروف أن
طاقات الفراد عألى التحمل والتعب مختلفقة؛ وبالتقالي فققإنن هنققاك فروققا
فردية يجب مراعأاتها.
لم يتوافر لحركة الدارة العلمية الدوات والجهزة الدقيقة للقياس .2
والتحكم ،وهذا جعل توفير معايير موحدة أمر صعب.
35
كمققا انتقققدها بعققض مفكققروا الدارة باعأتبارهققا ركققزت عألققى الج قوانب الماديققة فققي
الحوافز وأنها تعامل النسان عألى أنه آلة إطاعأة الوامر وعأمققل مققا يطلققب منققه
،ولم ت ارةع الجانب النساني في العمل ونظام الجر .
36
إذا كق ققان لق ققدينا مشق ققروع لصق ققنع الك ارسق ققي الخشق ققبية مكق ققون مق ققن أربعق ققة وظق ققائف
أساسية ،مع تقدير وقت كل وظيفة ،فخريطة جانت تبدو كما يلي :
إبريلَّ مارس فبراير يناير
قاطع الشجار
نقلَّ الخشاب
تقطيع الخشاب
صانع الكراسي
وهذه تعني أن قطع الشجار يبدأ من أنوةل يناير وينتهقي فقي فقبراير ،بينمقا نققل
الخشاب يبدأ وينتهي في فبراير .
وقد فصل الخرائط في أربعة أنواع هي :
.1خريطة سجل اللة التي توضح ساعأات تشغيل اللة إوانتاجيتها
وأعأطالها وأوقات فراغها.
.2خريطة سجل العامل التي توضح ساعأات العمل والراحة للعامل
إوانتاجيته والعأطال التي تحدث له .
.3خريطة التصميم :وهي التي توضح عأدد العمليات وتسلسلها وعألقاتها
ببعض بغرض متابعتها.
.4خريطة تقدم العمل وهي التي توضح مركز العمليات جميع ا والعمليات
الققتي اختصققت بهققا كققل آلققة مققن اللت وذلققك حققتى يتعققرف المققدير عألققى
مركز العمليات بالنظرة المجردة إلى تلك اللوحة )الخريطة( .
37
اهتنم رواد المدرسة العلمية بالمستويات الدنيا التنفيذية للدارة ،وربما يكون ذلك
راجع ا إلى الخبرة العملية التي اكتسبها هؤلء الققرواد ،إذ بققدأوا حيققاتهم مققن أسققفل
السققلم مثققل تققايلور ،بينمققا كققان هنققاك مققن اهتققم بالمسقتويات العليققا للدارة وأسققهم
في النظرية الدارية وأهم من كتب في هذه المدرسة هو هنري فايول.
38
.6أعأمال إدارية Managerialوهي ما يختص بالتخطيط والتنظيم إواصدار
الوامر والتنسيق والرقابة.
وقاام بوضع أربعة عشر مبدأ عام ا للدارة وهي على النحو التالي:
تقسققيم العمققل Division of Laborوه ذا المبققدأ نققادى بققه آدم سققميث .1
تحت بند التخصص وتقسقيم العمقل ،ونقادى فقايول بضقرورة تطبيق هذا
المب ققدأ عأل ققى جمي ققع العأم ققال اليدوي ققة والداري ققة م ققن أج ققل رف ققع الكفاي ققة
النتاجية.
السق ققلطة والمسق ققئولية ، Authority & Responsibilityوالسق ققلطة .2
هي السلطة الرسمية المسقتمدة مقن المركقز القوظيفي والهيكقل التنظيمقي
وأيضا السلطة الشخصية.
النظ ق ق ققام والت ق ق ققأديب Disciplineيج ب اتب ق ق ققاع النظمق ق ققة والتعليمق ق ققات .3
واحترامها ،وهنا يجب أن يتم وضع نظام عأادل وواضح للعقاب.
.4وحققدة المققر Unity of Commandوه ي أن للمققرؤوس رئيققس واحققد
فقط يتلقى منه التعليمات الوامر.
.5وحقدة التقوجيه Unity of Directionوهي خضقوع كقل قسقم مقن أقسقام
المنشأة إلى وجود هدف محدد لنجازه ورئيس واحد.
.6خضوع المصالح الشخصية للصقالح العقاوم وهنقا يجقب أن تتوافقق مصقلحة
الفرد في المنشأة مع المصالح العامة لهذه المنشأة.
.7مكافأة العاملين وهنا يجب أن يكافأ العاملين لتحقيقهم مصلحة المنشأة.
.8المركزيققة Centralizationوه ي تركققز السققلطة فققي المشققروع حسققب مققا
يحقق أكبر فائدة ممكنة.
39
.9سلسق ققلة تق ققدرج السق ققلطة أي تق ققدرج الرؤسق ققاء مق ققن أعألق ققى لدنق ققى ،مق ققع عأق ققدم
السماح للمرؤوسين بتخطي الرئيس المباشر في التصال.
.10الترتيب والنظام للشياء المادية وللفراد حيث لكل فرد مكانه ال قواجب أن
يكون فيه ولكل فرد موقعه وحيزه الذي يجب أن يحتله.
.11المساواة والعدل بين العاملين.
.12ثبققات العققاملين وعأققدم ارتفققاع معققدل دوران العمققل لن ذلققك يسققبب زيققادة
في التكلفة.
.13روح البتكار بإفساح المجال للعاملين.
.14روح التعاون والتصال والعمل عألى شكل فريق عأمل .Team Work
كمققا قققام فققايول بتقسققيم الدارة إلققى عأناصققر أساسققية وهققي المعروفققة بوظققائف
الدارة وتشمل التخطيط والتنظيم إواصدار الوامر والتنسيق والرقابة.
وعألققى الرغققم مققن أن كلا مققن تققايلور وفققايول اهتمققا بزيققادة الكفايققة النتاجيققة ،إل
أنققه يلحققظ أن فققايول اهتققم بققالدارة كنظريققة يمكققن تعلمهققا وممارسققتها ،بينمققا
تققايلور اهتققم بققالنواحي العمليققة وتحليققل الحركققة والزمققن والعأمققال التنفيذيققة فققي
الورشقة .وعأمومقا يعتقبر إسقهام فقايول كإسقهام تقايلور مميق از فقي الفكقر الداري،
وشكلت آراءه مرجعا ما زال يعتبر صالحا في مجمله.
40
تطور وظائف الدولة من نطاق الدولة الحارسة )التي تقوم بثلث وظققائف فقققط
هققي الققدفاع والمققن والعدالققة( إلققى نطققاق الدولققة الشققتراكية الققتي تقققدم خققدمات
اجتماعأية واقتصادية للمجتمع.
الحاجة الشديدة لخدمات الدولة خاصة بعد الحربين العالميتين المدمرتين.
نتيجة ذلك بققرزت مؤسسققات الدارة العامققة كتنظيمققات ضققخمة الحجققم ضققخامة
شققديدة ،وهققذه الضققخامة ليسققت حك ق ار عألققى المنظمققات العامققة ويمكققن أن نجققد
منظمققات أعأمققال ضققخمة ،إل أن صققفة الضققخامة التنظيميققة لمؤسسققات الدارة
العامة صفة ملزمة لها.
إون النتيجة الطبيعية لتضخم المنظمة ،وزيادة حجمها ،هو:
.1زيادة عأدد العاملين فيها )رؤساء ومرؤوسين(.
.2زيادة المستويات الدارية فيها.
.3تخصص الفرد في جزء بسيط من العمل.
.4صعوبة التصال إذا لم يكن هناك نظام ا رسمي ا .
.5إلغاء الطابع الشخصي في العلقات .
كول هذا يققؤدي إلققى صققعوبة التصققال إذا لققم تتجققه نحققو الرسققمية إوالغققاء
الطابع الشخصي ،فالمنشأة التي يمتلكهقا فققرد واحققد ويوظققف لقديه عأامققل واحقد،
مثققل هققذه المنشققأة ل تقواجه مشققكلة فققي التصققال ،بينمققا المنظمققة الققتي توظققف
عأشرة آلف عأامل لديها مشكلة في التصال؛ ولذلك تتجه نحو الرسمية إوالغققاء
الطابع الشخصي في التصال وتحديد العلقققات ،وذلققك بوضقع اللوائقح والنظققم
والقواعأد المسيرة للعمل والمحددة له ،وهذا هو معنى البيروقراطية.
41
فالبيروقراطيققة هققي التنظيققم المثققالي للمنظمققات كققبيرة الحجققم ،حيققث يتققم وضققع
النظم والقواعأد واللوائح لعمقل المنظمقة ككققل ،ويحققدد بوضققوح الوظيفققة والسقلطة
والمسق ققئولية والرؤسق ققاء والمرؤوسق ققين وخطق ققوط التصق ققال .فالبيروقراطيق ققة تعنق ققي
"تنميققة هيئققة إداريققة متخصصققة يتمثققل عأملهققا فققي التنسققيق والرقابققة عألققى جميققع
العاملين بالمنظمة".3
* ماكس فيبر والبيروقاراطية :
مققن أبققرز العلمققاء الققذين قرنققت أسققمائهم بالبيروقراطيققة هققو العققالم مققاكس فيققبر
اللم ققاني ال ققذي ول ققد س ققنة 1864م وم ققات س ققنة 1920م عأ ققن عأم ققر ق ققارب 56
سققنة ،تعلققم الحقققوق والققذي أسققهم فققي مجققالت العلققوم الجتماعأيققة وعألققى أرسققها
عألم الجتمقاع .sociologyول يبقدو أنقه ققد اطلقع عألقى أعأمقال وأفكقار فقايول،
لكن ققه يب ققدو أن ققه اطل ققع عأل ققى أعأم ققال ت ققايلور ال ققتي اعأتبره ققا متوافق ققة م ققع أه ققداف
البيروقراطي ققة ،ولكق ققن بقيق ققت أعأمق ققال ت ققايلور عأل ققى مس ققتوى الوح ققدة القتصق ققادية
)الجزئ ققي( micro levelبينم ا أعأم ققال في ققبر عأل ققى المس ققتوى الكل ققي macro
. level 4
ومن بين أهم إسهاماته الدارية نظرياته في التنظيم والبيروقراطيققة ،حيققث نظققر
للبيروقراطية من زاوية اجتماعأية تنظيمية واعأتبرهققا النمققوذج العقلنققي فققي حيققاة
البشقرية والققذي يخلققو مققن الخ ارفققة والنفعققال فققي تنظيققم شققئون حيققاته .وقققد حققدد
ماكس فيبر ثلثة أبعاد للتنظيم البيروقراطي وهي عألقات السققلطة ،خصققائص
التنظيم البيروقراطي ،ومركز الموظف في التنظيم البيروقراطي.
وفي عألقات السلطة حاول فيبر الجابة عألى سؤال وهو من أيقن ينبع مصدر
السلطة التي يتمتع بها الرئيس عألى المرؤوسين؟ وفي هذا قسم السلطة إلى :
أ .سلطة بطولية يكتسبها صاحبها من قدراته الشخصية والتي تفوق غيره ممققن
حوله.
42
ب .سلطة تقليدية تقلد من سبقها من أصحاب السلطة البطولية.
جق .سلطة قانونية يستمدها الشخص من مركزه الوظيفي في التنظيم.
وقاد حدد أهم خصاائص التنظيم الرسمي بـ :
.1التحديد القاطع للواجبات والمركز.
.2العلقات الوظيفية داخل التنظيم وليس العلقات الشخصية.
.3وجود معايير محددة لداء العأمال.
.4التخصص الوظيفي.
.5البناء الهرمي للتنظيم.
.6شغل الوظيفة بالتعيين ل بالنتخاب.
.7شغل الوظيفة عألى أساس الكفاءة والتخصص.
.8أداء الوظيفة وفق سجلت ومستندات رسمية.
.9احتراف الموظف للوظيفة وتخصيص وقته وجهده لها.
وقققد حققدد أهققم ملمققح الموظققف فققي التنظيققم الققبيروقراطي بققالولء التققام للوظيفققة
ولمصلحة العمقل والمنظمقة ،حيققث يعتبرهققا مهنتققه الققتي يخصققص لهققا كقل وقتقه
وجهده ،ويستمد منها مركزه وأهميتقه واحقترامه ،كمقا تعتقبر كقل مسقتقبله وتطقوره
الوظيفي.
وعلى عكس ما توقاع ماكس فيبر بأن التنظيم الرسمي سيؤدي إلى:
.1الدقة.
.2المعرفة الكاملة بالمستندات.
.3السرعأة.
.4الستمرار.
.5الوضوح.
43
.6الوحدة.
.7الخضوع الكامل للرؤساء.
.8تخفيض تكلفة أداء العمل.
.9تخفيض درجة الحتكاك بين الموظفين.
44
المبحث الثاني
الفكر التقليدي الحديث
"العلقاات النسانية والجتماعية والسلوكية"
* مدرسة العلقاات النسانية والجتماعية:
كققرود فعق قتل لحركققة الدارة العلميققة الققتي ركققزت عألققى الوسققائل الماديققة فققي رفققع
الكفاية النتاجية ،فقد برز تيار مضقاود لقذلك أخقذ يركقز عألقى مجموعأققة العوامقل
النسانية والنفسية والجتماعأية في رفع الكفاية النتاجية .وكمققا حققاولت الدارة
العلمي ققة تط ققبيق المنه ققج العلم ققي إواجق قراء التج ققارب العلمي ققة ك ققذلك فعل ققت حرك ققة
العلق ققات الجتماعأي ققة والنس ققانية وال ققتي نش ققأت أساسق قا ف ققي الولي ققات المتح ققدة
المريكية.
وكققان مققن أشققهر رواد هققذه المدرسققة التققون مققايو ،ومققن أشققهر تجاربهققا تجربققة
مصق ققانع هق ققاوثورن Hauthorn Studyالتابع ة لشق ققركة وسق ققترن إلكق ققترك س ققنة
1924م1932 -م بالشققتراك مققع مجلققس البحققاث الققوطني التققابع لكاديميققة
العلوم الوطنية في الوليات المتحدة.
The National Research Council of the National Academy
of Science
وقققد كققانت بدايققة هققذه التجققارب هققي د ارسققة أثققر بيئققة العمققل الماديققة عألققى إنتاجيققة
العمل ،واختاروا متغي ار واحدا هو الضوء لدراسة أثره وعألقته بالنتاجية.
وقققد تققم الحصققول عألققى نتائققج مربكققة ومحيقرة فققي بدايققة المققر؛ حيققث تققم تغييققر
تركيققز الضققوء ولققم تتغيققر إنتاجيققة العمققال .وقققد فسققرت هققذه النتائققج بققأن العمققال
شعروا بأنهم موضع اهتمام فكان ذلك دافع ا لهم للستمرار في بذل الجهد حتى
لو انخفضت النارة.
* تجارب التون مايو : Elton Mayo
45
قق ققام عأق ققالم الجتمق ققاع التق ققون مق ققايو سق ققنة 1923م بالشق ققتراك مق ققع كليق ققة الداب
بجامعققة هققارفرد بتبنققي فكق قرة د ارسققة أثققر العوامققل الجتماعأيققة والنسققانية عألققى
إنتاجيققة العمققال ،وقققد حصققروا العمققال داخققل غرفققة الختبققار the test room
. experiments
وقققد تققم الققتركيز فققي هققذه الد ارسققة عألققى عأققاملين فقققط همققا الجققور التشققجيعية،
وطريقة الشراف ،حيث تم التركيز عألى متغير واحد في كول مرة .وقققد تققبين أن
الزيققادة فققي معققدل النتاجيققة الناتجققة عأققن تغيققر طريقققة الش قراف بجعلهققا أكققثر
ارحققة وأققول رسقمية بيقن المشققرف والعمققال أكقثر مقن الزيقادة فقي معققدل النتاجيقة
الناشئة عأن زيادة الجقور والحقوافز الماليقة ،مومققا أدى إلقى العأتقققاد أن العوامققل
النسانية أهم من العوامل المادية في زيادة معدلت النتاجية.
46
التنظيققم والق ق اررات الداريققة تتققأثر بمققا يققؤمن بققه المققدير ،وقققد اسققتطاع دوغلس
ماكجير يجور استخلص المبقادئ الساسقية للنظريققة التقليديققة ومدرسقة الدارة
العلمية وعأبر عأنها بنظرية ، Xبينما عأبر فقروض نظريقة العلققات النسقانية
بنظرية .Yوتقوم كل النظريتين عألى فروض متقابلة أو متعاكسة.
* نظرية : X
توضح نظرية Xالنظرية التقليدية في الدارة وما تققوم عأليقه مقن إحكقام الرقابقة
عألق ققى العنصق ققر البشق ققري ووضق ققع المعق ققايير لق ققه ليعمق ققل بمقتضق ققاها ،وتقق ققوم هق ققذه
النظرية عألى فروض أساسية وهي:
.1أون النسققان العققادي كسققول يك قره العمققل بطققبيعته ويحققاول تجنبققه مققا أمكققن
ذلك.
.2لنجققاز العمققل المطلققوب يجققب وضققع معققايير واضققحة للداء ،ووضققع
نظام واضح للعقاب.
.3النسق ققان بطبع ققه يقق ققاوم التغيي ققر ويعت ققبره عأبئق قا عأليق ققه؛ وبالتق ققالي فه ققو يكق قره
المبادأة والمبادرة.
.4النسان العادي محقدود الطمقوح ،ويتجنقب تحمقل المسئولية ،ويفضقل أن
يكون مرؤوس ا وتحت توجيه إواشراف غيره.
47
* نظرية : Y
توضققح نظريققة Yالنظري ة الجديققدة فققي الدارة ومققا تقققوم عأليققه مققن تفهققم أكققبر
للنسان والعلقات النسقانية والجتماعأيقة الققتي تققؤثر عألقى سقلوكه ،وتقققوم هقذه
النظرية عألى فروض أساسية وهي:
.1النسان يحب العمل وبذل الجهد والتعب سواء العضلي أو الفكري.
.2هناك رقابة ذاتية يمارسها النسان عألى ذاته.
.3حاجققة النسققان إلققى نظققام ح قوافز ومكافققآت لتحقيققق إوانجققاز العمققل الموكققل
إليه.
.4النسان طموح ،يتحمل المسئولية ويسعى إليها.
.5النسان يحب الريادة والمبادرة وركوب المخاطر.
48
المبحث الثالث
علم الدارة
Management Science
مدرســــــة علــــــم الدارة / Management Scienceبح وث العمليــــــات
:Operational Research 5
ف جمعيمة بحوةث العملياةت النجليزيةة لبحوةث العملياةت :تعري م
ث العملياةت بما يأتي :
ت جمعيةم بحوةث العملياةت النجليزيةة بحو ققعأنرف د
Operational research is the application of the methods of science
to complex problems arising in the direction and management of
large systems of men, machines, materials and money, in industry,
business, government, and defense. The distinctive approach is to
develop scientific model of the system, incorporating
measurements of factors such as chance and risk, with which to
compare the outcomes of alternative decisions, strategies or
controls. The purpose is to help management determine its policy
and actions scientifically.
ف كما يأتي : وميمكمن ترجمةم هذا التعري م
ق للسققاليةب العلمي قةة عألققى المشققاكةل المعقققدةة الققتي ث العمليققاةت هققي التطققبي م بحققو م
تنشأم ةمن إدارة وتوجةيه النظمةة الكبيرة ةمققن الفق ارةد واللةت والمقوا د والمقواةل فقي
مجاةل الصناعأةة ومشاريةع العأماةل والحكومةة والدفاةع ،والمنهمج المميقمز لبحققوةث
س عألمي قتة ،متضققمن ا العمليققاةت هققو فققي تطققويةر نمققوذتج للنظققاةم مبن ققي عألققى أس ق ت
س نتائق قةجمقققاييقس لعوامق ققل مثق ققل الصققدفةة والمخققاطرة والققتي بنققااء عأليهققا يتق قلم قيققا ة
ض ةمق ققن القيق ققاةم بهق ققذا ة ة ة ة
القق ق ار ارت البديلق قة أو الس ققتراتيجيات أو المراقبق ققات ،والغق ققر م
العمةل هو مساعأدةم الدارة في بناةء سياسققاةتها واختيققاةر تصقرفاةتها بطريققتة عألميقتة
.
49
ةمدن التعريف ميمكمن استنتامج أنن منهقج بحوةث العمليقاةت فقي حقدل المشقاكةل يرتكقمز
عألى أربعةة مفاهيتم أساسيتة ،وهي كالتالي :
.1ممعالجة القضايا والمشاكل الناتجة عأن إدارة النظمة المختلفة .
ق للساليةب العلميةة .
.2التطبي م
.3تكويمن نموذتج .
.4المساعأدة في عأمليةة اتخامذ ق ارتر .
* العواملَّ التي ساعدت على انتشار بحوث العمليات :
بالضافةة للعوامةل المشاةر إليها سقابق ا ،كقاقن ةمقن أقهقدم العوامقل المخقرى القتي سقاعأد د
ت
عألى انتشاةر بحوةث العمليات استخداةمها في المنظمات المختلفة ما يأتي:
.1قتعقلمد المشاكةل التي تواةجهمقها الدارةم والحاجقةم إلقى منهقتج يسقتنمد عألقى العلقةم
لمعالجةتها ،إواد ارةك ورغبةة الدارة في حدلها بهذا السلوةب .
.2اشتدامد حدة المنافسة بين المنتجين ،وما يؤدي )أدى( إليه ةمن ارتفاتع فققي
جودةة السلع والخدمات ،وتخفيض )انخفاض( في أسعارها .
.3تط ق قلومر صق ققناعأةة الكمق ققبيوتر س ق قواء مق ققن ناحيق ققة المعق ققدات hardwareأو
الب ارمققج softwareوانتشاةر اسققتخدامه فققي شققتى ميققادين الحيققاة مققن قبققل
الفراد في شتى المجتمعات البشرية .
.4اهتمققامم الجامعققاةت بتعليقةم بحققوةث العمليققاةت ،وفتقمح أقسققاتم متخصصقتة فققي
تدريةسها) (1والبحةث فيها ،ومنةح درجاتت عألميتة معأليا فيها .
.5انتشامر استخدام شبكة المعلومات الكونية اللكترونية المعروفققة بققالنترنت
، Internetوالبريمد اللكتروني e - mailبين أفراد ومؤسسات المجتمع
الدولي .
)(1
تقققوم كليققات مختلفققة فققي الجامعققات بافتتققاح قسققم بحققوث العمليققات ،فميمكققن أن يوجققد القسققم فققي كليققة التجققارة ،أو
كلية العلوم الجتماعأية ،أو كلية العلوم ،أو كلية الهندسقة ،أو كليقة تكنولوجيقا المعلومقات ،و هقذا ارجقع إلى انتشقار
تطبيقات بحوث العمليات في هذه الكليات.
50
.6انتش ق ققامر جمعي ق ققاةت بح ق ققوةث العملي ق ققاةت ف ق ققي بلتد ك ق ققثيرتة ،إواص ق ققدامر ه ق ققذه
الجمعياةت لمجلتت عألميتة محكمقتة تحتقوي عألقى أبحقاتث وتجقارتب ونمققاذتج
تطبيقيق قتة فق ققي بحق ققوةث العمليق ققاةت ،وقياممهق ققا بعقق قةد دو ارتت تدريبيق قتة ونق ققدواتت
ومؤتم ارتت عألميتة .
قاائمة ببعض رواد الفكر الداري
51
أسئلة:
ما أهم النتقادات التي وجهت لمدرسة الدارة العلمية؟ وما رأيك فيها؟ .1
لماذا في رأيك لم تركز الدارة العلمية عألى الجوانب النسانية؟ .2
ما البيروقراطية؟ وما ضرورتها في الحياة المعاصرة؟ .3
ما مميزات وعأيوب التنظيم البيروقراطي؟ .4
ما أهم الفروق بين مدرسققة الدارة العلميققة ومدرسقة العلقققات النسققانية .5
والجتماعأية؟
يعتبر عأدم تركيققز الدارة العلميقة عألققى الجقوانب النسقانية وعأقدم تركيققز .6
العلقات النسانية عألى الجوانب المادية قصو ار في كل التجاهين ،ما رأيك؟
ما رأيك في نظريتي اكس وواي؟ بأي واحدة تنصح مدي ار مبدئاا؟ .7
ما رأيك في نظريه ماسلو؟ .8
ما الظروف التي نشأت فيها مدرسة عألم الدارة؟ .9
ما العوامل التي ساعأدت عألى انتشار عألم الدارة؟ .10
52
الهَّوامش
1- Taylor, Fredrick W. : Principles of Scientific Management ,
New York, Harper & Brothers Publishing Co., 1911.
- 2انظ ق قدر :ش ق قريف ،عألق ققى :إدارة المنظمق ققات العامق ققة ،الق ققدار الجامعيق ققة ،مصق ققر،
1987م ،ص .345 - 311
-3شريف ،عألى :إدارة المنظمات العامة ،الققدار الجامعيققة ،مصقر1987 ،م ،ص
.313
- 4انظر :
Miner, John, Singleton, Timothy M. and Luchsinger, Vincent
P.: The Practice of Management, Charles E. Merrill
.Publishing Company, Columbus, 1985, p.63
- 5انظر:
عأاشققور ،يوسققف حسققين محمققود :مقدمققة فققي بحققوث العمليققات ،ط ،3مكتبققة المققل
التجارية ،غزة2001 ،م ،الباب الول.
53