Professional Documents
Culture Documents
ٌمكن تقسٌم أنماط البناء من حٌث االرتفاعات إلى قسمٌن األول نمط البناء الرأسً والثانً هو نمط البناء
األفقً .ونمط البناء الراسً ٌعنً االمتداد الراسً للمبانً وفٌه تأخذ المبانً ارتفاعات كبٌرة (أربعة
أدوار أو أكثر) وهذا هو النمط السائد فً معظم مناطق التعمٌر فً الصحراء ،وهذا النوع له إٌجابٌات
وفً المقابل له سلبٌات تتغلب على اإلٌجابٌات .أما نمط البناء األفقً فٌمكن تقسٌمه إلى قسمٌن األول هو
نمط البناء المفتوح على الخارج ،والثانً نمط البناء األفقً الموجه على الداخل ،وكل منهم له إٌجابٌات
وأٌضا له سلبٌات .وتهدف هذه الورقة البحثٌة إلى دراسة نمطً البناء األفقً للتعرف على إٌجابٌات
و سلبٌات هذه األنماط ،والتعرف على مدى مالئمة كل منهم للمناخ وذلك للوصول إلى النمط األمثل
المالئم لعمارة الصحراء .
ولتحقٌق هذه األهداف فإن البحث اعتمد على المنهج التحلٌلً الوصفً ولذلك ٌتناول فً البداٌة التعرف
على سمات مناخ المناطق الصحراوٌة ،ثم التعرف على أنماط البناء فً الصحراء ثم عمل دراسة
إلٌجابٌاتها وسلبٌاتها من خالل تناول مجموعة من المحددات والتعرف على مدى توافق وتالئم هذه
األنماط معها ،ثم التعرض لدراسة أمثلة تطبٌقٌة ألنماط البناء المنفذة لعمارة الصحراء وٌنتهً البحث
بالخالصة والتوصٌات التً خلصت إلى أن نمط البناء األفقً الموجه إلى الداخل هو النمط األمثل لعمارة
الصحراء .
ٌمكن تقسٌم أنماط البناء المستعملة فً عمارة الصحراء طبقا لمجموعة من االعتبارات منها ما
ٌرتبط باالرتفاعات كنمط البناء الرأسً ونمط البناء األفقً ومنها ما ٌتعلق باالستخدام كنمط البناء الدٌنً
والسكنً ، .....وهذه الورقة البحثٌة تركز على دراسة نمط البناء األفقً الذي ٌمكن تقسٌمه إلى نمط
البناء األفقً الموجه على الخارج ونمط البناء األفقً الموجه على الداخل بهدف الوصول إلى النمط
األمثل المالئم والمناسب لعمارة المجتمعات الصحراوٌة.
وتشٌر دراسة إلى أن المدن المعاصرة أصبحت تخدم الدخل القومً لذلك تحولت إلى ملتقى
طرق تحصر بٌنها مجموعة من البشر لخدمة اإلنتاج واالقتصاد لذلك تكونت المبانً حول فراغات
غٌر محددة االستعمال ولم تأخذ فً االعتبار عالقة الفرد باألسرة والمجتمع وعالقة المسكن
بالمجاورة مما أدى إلى القضاء على الخصوصٌة [.]6
أما محمود إدرٌس فٌرى أن الدٌن اإلسالمً ٌعتبر العامل الرئٌسً فً تشكٌل الخصوصٌة وأن
مفهوم الخصوصٌة ٌختلف فً المجتمع اإلسالمً عن المجتمع الغربً ففً المجتمع اإلسالمً
الخصوصٌة تعنً التوازن بٌن خصوصٌة الفرد والمجموعة إذ أن الخصوصٌة ال تمنع التواصل
االجتماعً وال تعنً االنعزال الكلً واالنفصال عن المجتمع ،وبالتالً تكون الخصوصٌة أداة
لتنظٌم التواصل والتداخل مستنٌرة بضوابط الدٌن وسلوكٌات المجتمع الذي ٌعٌش فٌه الفرد [ .]7وأن
البٌئة السكنٌة الحدٌثة تفتقر إلى الخصوصٌة لذلك فإن الهدف الرئٌسً ٌجب أن ٌكون لتصمٌم
الفراغات لتوفٌر الخصوصٌة الالزمة للبٌئة السكنٌة المعاصرة.
وٌرى احمد عبد الكرٌم أن الخصوصٌة هً الطرٌقة التً ٌعمل بها الفرد أو الجماعة من اجل
تحدٌد غٌرهم من الوصول إلٌه أو إلٌهم سواء بالنظر أو بالمخاطبة أو كلٌهما ،وقد قسم الخصوصٌة
إلى الخصوصٌة الذاتٌة والخصوصٌة النفسٌة والخصوصٌة المقتصرة والتً تعنً فصل الشخص مع
عائلته عن محٌطه االجتماعً والشرٌعة اإلسالمٌة أكدت هذه الرغبة مثل تحرٌم النظر إلى داخل
منازل اآلخرٌن []8
أما صالح الهزلول فٌرى أن نمط البناء االفقً الموجه على الخارج ال ٌحقق الخصوصٌة وفً
هذا الصد ٌذكر مثالٌن األول عبارة عن منزلٌن ٌشتركان بسور واحد شٌد على نمط الفٌال مع ارتداد
مترٌن من السور لكل منزل وقد قام كل منهم بفتح نوافذ تطل على االرتداد ولضمان تحقٌق
الخصوصٌة فً االرتداد قام أحدهما بوضع ألواح متموجة على السور إلى االرتفاع الذي ٌحقق به
الخصوصٌة شكل رقم ( .)1أما المثال الثانً فهو حالة منزلٌن متقابلٌن أحدهما بنى على خط الشارع
واآلخر بنى على نمط الفٌال ومرتد من األمام ولتحقٌق الخصوصٌة لمنزله قام بوضع ألواح متموجة
أعلى السور لتحقٌق الخصوصٌة فً الفراغ األمامً شكل رقم (..]9[ )2
شكل رقم ( )1وضع ألواح أعلى السور بٌن الجار لتحقٌق الخصوصٌة[.]9
شكل رقم ( )2وضع ألواح أعلى السور المطل على الشارع لتحقٌق الخصوصٌة[.]9
وٌذكر احمد فرٌد مصطفى أن قوانٌن المبانً كان لها تأثٌر كبٌر فً وجود هذا النمط من العمارة
غٌر متناسقة وتطل على الخارج وبالتالً فهً ال تراعً تقالٌدنا اإلسالمٌة الن المساكن تكشف بعضها
البعض مما اضطر بعض السكان إلى ستر بٌوتهم وأحواش مساكنهم لتحقٌق الخصوصٌة [.]10
-3 -1-3الشوارع شبكة الشوارع متوازٌة نافذة غٌر مغلقة النهاٌات وعروضها ال تقل عن 12متر
مع عمل ردود لحد البناء ال ٌقل عن 3أمتار من جانبً الطرٌق .وٌتم تحدٌد نسبة البناء من إجمالً
الموقع فً حدود %60من إجمالً مساحة األرض مع تنفٌذ ردود جانبٌة من كل جهة تتراوح من -2
3أمتار ،كما ٌتم تنفٌذ أماكن األبواب والشبابٌك الخارجٌة بدون قٌود أو تنظٌمات بٌن الجٌران كما
تشترك جمٌع الوحدات فً عناصر االنتقال الرأسٌة واألفقٌة والخدمات العامة للمبنى من مناور
وخالفه [.]5
وقد أدي هذا النمط إلى امتداد الشوارع وبالتالً إلى زٌادة المرور العابر الذي أدى بدوره إلى
حركة مرور آلً عالٌة تعتبر من اكثر مصادر الضوضاء إزعاجا وقد أشارت دراسة أجرٌت فً
برٌطانٌا أن %84من السكان ٌعتبرون أن ضوضاء المرور هً المصدر األساسً فً اإلزعاج
[.]11
-4-1-3العزل ضد الضوضاء مبانً هذا النمط ال تتمتع بالهدوء نتٌجة لتوجٌه المبانً للخارج ولعدم
وجود تدرج هرمً للشوارع فً معظم األحٌان
-5-1-3اآلمان ال ٌتحقق فً هذا النمط اآلمان نتٌجة لعدم وجود فراغات شبه خاصة ٌستطٌع األطفال
اللعب فٌها ،وعدم وجود ممرات مشاة آمنة نتٌجة لتداخل حركة المشاة مع حركة السٌارات .كما
تعانً المساكن المفتوحة على الخارج من مشكالت أمنٌة أهمها السطو على المساكن بغرض السرقة.
كما ساعد التخطٌط فً هذا النمط على انفتاح األحٌاء السكنٌة لكل عابر سبٌل مما قلل من حرمتها
وجعلها منتهكة من الجمٌع [.]4
-6-1-3مالئمة النمط للتكوٌن المعماري ال ٌتالءم مع طبٌعة المنطقة لعدم وجود ترابط وتجانس بٌن
المبانً وكذلك ال ٌتمشى مع تقالٌد ساكنٌها لعدم توفر الخصوصٌة.
-7-1-3االستعمال والتوزٌع عدم توفر ممرات للمشاة آمنة ومحمٌة من أشعة الشمس نتٌجة لكون
التخطٌط موجه لحركة السٌارة فقط ٌتمشى مع متطلبات السٌارة.
-8-1-3الفراغات عدم توفر فراغات شبه خاصة تعطً فرصة التعارف بٌن السكان
-9-1-3الجوانب االقتصادٌة ٌؤدي هذا النمط إلى زٌادة الطلب على الطاقة نتٌجة لتعرض معظم
واجهات ومسطحات المبانً ألشعة الشمس طوال الٌوم مما ٌزٌد من استهالك أجهزة التكٌٌف وبالتالً
الكهرباء ،إضافة إلى استعمال السٌارة لقضاء كافة اللوازم مهما كانت بسٌطة .كذلك اإلسراف
الشدٌد فً استهالك المٌاه لري الساحات الكبٌرة المكشوفة والحدائق الخارجٌة المعرضة ألشعة
الشمس المحرقة
كما أدى هذا النمط إلى وجود مساكن متباعدة على شكل فٌالت ،أنشئت على نظام تقاسٌم
األراضً الشبكً األمر الذي أدي إلى زٌادة تكالٌف المرافق والشوارع واألرصفة وكذلك تكالٌف
الصٌانة لهذه المرافق والطرقات[.]10
-10-1-3تبرز السٌارة فً هذا النمط باعتبارها العامل الرئٌسً الذي ٌؤثر على تخطٌط هذا النمط ،
حٌث تعطً السٌارة األولوٌة ،ولذلك أصبحت الطرقات ومواقف السٌارات ومداخل البٌوت مرتبطة
وقائمة لخدمة السٌارة وتسهٌل حركتها .وبذلك فقد هذا النمط مظهره اإلنسانً فً توفٌر سبل الحركة
لسكانها من المشاة الن المساكن تباعدت عن بعضها البعض لتفسح المجال للسٌارة ،واختلت النسب
بٌن ارتفاعات البناء وعروض الطرقات فانحسرت الظالل التً كانت تحمً المشاة[.]12
-11-1-3التوافق مع العوامل االجتماعٌة ال ٌساعد هذا النمط على العالقات اإلنسانٌة المتأصلة
للمجتمع بل ساعد على تفكك العالقات االجتماعً ،وبذلك فقدت الصالت االجتماعٌة القائمة على
مبدأ التكامل االجتماعً ،كما لم توفر المبانً فً هذا النمط الحد األدنى من العالقات االجتماعٌة بٌن
األفراد وبالتالً ظهرت مظاهر العزلة االجتماعٌة مما أدى إلى ضٌاع المفهوم اإلنسانً بأن ٌكون
اإلنسان جزء من منظومة اجتماعٌة متكاملة فً إطار الحً أو المدٌنة ومرتبط معهم بعالقة إنسانٌة
فً إطار قٌم ومبادئ تحكم المجتمع [.]13
وٌوضح شوكت القاضً أن تصمٌم المساكن فً هذا النمط أدى إلى عزلها اجتماعٌا عن بعضها
البعض .كما اصبح تصمٌم الفراغات الخارجٌة مهٌأة لحركة السٌارات مما أدى إلى العزل االجتماعً فً
األحٌاء الحدٌثة وضعف االتصاالت بٌن السكان األمر الذي ساعد على إحداث الفرقة بٌن السكان وساعد
على نمو الجرٌمة فً شوارع المدٌنة[ . ]14وقد أشارت بعض الدراسات التً أجرٌت على األحٌاء
الجدٌدة فً إحدى دول الخلٌج إلى أن اكثر المتضررٌن من العٌش فً تلك األحٌاء هم االطفال والنساء
وبعد ذلك ٌأتً كبار السن بسبب عدم توفر بعض الفراغات التً تشكل جزء مهما فً حٌاتهم الٌومٌة
[.]14
كما أثبتت الدراسات واألبحاث أن الحرمان من االختالط بالناس له عالقة مباشرة باالختالل
الفعلً ،كما ثبت أٌضا أن المعدالت المرتفعة من أمراض انفصام الشخصٌة تحدث بٌن مجموعات الناس
التً تعٌش منعزلة أو الذٌن ٌعٌشون منفصلون عن المجاورة التً ٌعٌشون فٌها .كما ٌؤدي تأقلم الناس
على الحٌاة المنعزلة المنغلقة داخل مساكنهم إلى صعوبة كبٌرة فً العٌش وممارسة الحٌاة
خارجها[.]15وٌؤكد وجٌه فوزي ذلك حٌث ٌرى أن المدٌنة أصبحت اآلن مع امتداد الشوارع والسرعة
الزائدة فً المرور والزٌادة فً كثافة السكان فان العالقات االجتماعٌة تأثرت وانحصرت واصبح كل
شخص ٌعنً بأمر نفسه فقط []16
وقد أشار نمٌر هٌكل فً دراسة عن أزمة البٌئة العمرانٌة أن الصورة التً ٌمكن أن تشاهد علٌها
عمارة الصحراء فً األحٌاء السكنٌة هً الفٌال وهى قطعة ارض صغٌرة تضٌق ببناء ضخم محاط بسور
مرتفع ٌضٌق الخناق على المسكن ،وٌزٌد الوضع سوء قوانٌن البناء المستوردة التً تسمح بارتداد
مترٌن أو ثالثة فقط عن الشارع والجوانب وكان من نتٌجة ذلك السلبٌات اآلتٌة[:]17
-االرتداد األمامً ال ٌستفاد منه فً اى وظٌفة نتٌجة لضٌقه واستطالته.
-االرتدادات الجانٌة تخل بمبدأ الخصوصٌة وتكشف الفتحات المقابلة .
-تفكك التكوٌن العمرانً بسبب انفصال الكتل والفردٌة فً تشكٌالت الكتل وتصمٌم األسوار.
-2-3نمط البناء الموجه إلى الداخل
-1-2-3التوافق والتالؤم مع بٌئة الصحراء ٌالئم هذا النمط المناخ وبٌئة الصحراء وٌظهر ذلك
من خالل استخدام الفناء الداخلً فً هذا النمط الذي ٌعد من العناصر المعمارٌة التً عالجت مشاكل
البٌئة المناخٌة بنجاح كبٌر ومشاكل البٌئة بشكل عام .وٌعتبر تصمٌم المسكن حول الفناء من افضل
الطرق لمواجهة المشاكل البٌئٌة للمناخ وخاصة فً المناطق الصحراوٌة ،الن الفناء ٌعمل كمنظم
لدرجات الحرارة داخل المسكن لٌال ونهارا ،كما ٌؤدي الفناء إلى تحقٌق التهوٌة والحماٌة من الرٌاح
الحارة للمساكن وذلك بتوجٌه الفناء أو تشكٌل حوائطه بحٌث تحقق ذلك.
كما ٌوفر الفناء الداخلً إمكانٌة زراعة النباتات واألشجار وعمل النافورات داخلة وبالتالً ٌؤدي
إلى تحسٌن وتلطٌف الظروف المناخٌة باستخدام تلك العناصر .كما تلعب النباتات دور هام فً
تنظٌف وتنقٌة الجو بتقلٌل األتربة والدخان والمواد العالقة الموجودة بالجو .وقد أشارت دراسة إلى
أن الفراغ الخالً من األشجار والنباتات ٌحتوي على 1200حبٌبة من األتربة العالقة فً اللتر أما
فً وجود األشجار والنباتات فتقل النسبة إلى ما بٌن 2000 – 1000حبٌبة فً اللتر[.]18
وقد أشارت دراسة إلى أن استخدام نمط البناء الموجه إلى الداخل ذات األفنٌة الداخلٌة ٌسمح
بحركة الهواء داخلٌا فً حدود المطلوب ومن المبنً إلى الخارج حٌث تكون ساخنة بمعدل ٌزٌد عن
%50من ساعات السنة .ولما كانت حركة الهواء تنخفض فً اللٌل بمعدالت كبٌرة عنها فً النهار فان
الهواء البارد ٌترسب فً الفناء أثناء اللٌل وٌتسرب إلى الحجرات وٌستمر أثر هذا الترطٌب إلى ساعة
متأخرة من النهار وبهذا ٌعمل الفناء كمنظم للحرارة ،وفً الوقت نفسه نجد أن الهواء الساخن المار فوق
المنزل أثناء النهار ال ٌدخل الفناء .وفً اللٌل ترتفع درجة حرارة الفناء فً الوقت الذي تكون درجة
حرارة الهواء الخارجً قد انخفضت فٌصعد الهواء الساخن من الفناء لٌحل محله هواء بارد من أعلى
وٌتجمع فً الفناء على شكل طبقات ثم ٌدخل إلى الحجرات المحٌطة فٌبردها ،وفً الصباح ٌبدأ الهواء
الذي تظلله جدران الفناء األربعة ٌسخن تدرٌجٌا وببطء حتى منتصف النهار ،والتدخل الرٌاح الساخنة
التً تهب فوق البٌت خالل النهار إلى الفناء اإل إذا وضعت عوارض لتغٌٌر مسارها وبهذه الطرٌقة ٌعمل
الفناء كخزان للبرودة[.]20[،]19
-2-2-3تحقٌق الخصوصٌة المسكن فً هذا النمط وبإطاللته على الفناء الداخلً ٌحقق مزاٌا منها
الخصوصٌة لساكنٌه والبٌئة المحلٌة األلطف جوا وامكانٌة التوسع بحسب حجم العائلة ،هذا التوجٌه
إلى الداخل ٌسمح بتقلٌل الفتحات الخارجٌة وبالتالً ٌؤدي إلى تحقٌق الخصوصٌة البصرٌة
والسمعٌة .
و ٌشٌر محمود إدرٌس إلى أن النمط الموجه إلى الداخل ٌحقق تسلسال متوازنا بٌن الفراغات
العامة والخاصة ،وأن كل فرد ٌستحوذ على قدر من الخصوصٌة بعٌدا عن أعٌن المتطفلٌن وبمعزل عن
الضوضاء وٌظهر ذلك بوضوح فً المدٌنة التقلٌدٌة حٌث ٌالحظ أن المبانً العامة ومبانً الخدمات تخدم
التكامل الوظٌفً بٌنها وبٌن المساكن وٌساعد على التواصل االجتماعً ،وبالتالً تكون الخصوصٌة
جزء من هذا الترابط اذ أن ما ٌمٌز هذه المدن هو االنسٌاب والتواصل بٌن المستوٌات المختلفة للفراغات
والوظائف واالحترام القائم لكل ما هو عام وخاص [.]7
آما احمد فرٌد مصطفى فٌرى أن الخصوصٌة شعور فطري ٌتطلبه اإلنسان المنه وراحته له
وألسرته وأن وجود فراغ خاص مفتوح فً المسكن مثل الحوش أو الحدٌقة ٌؤدي إلى االستمتاع
بالخصوصٌة وبالهواء الطلق والشمس الفراد األسرة دون أن ٌجرحوا من الجٌران ،كما ٌؤدي الوجود
المشترك إلى تق وٌة األسرة وعدم تفككها وبالتالً المحافظة على االبناء واألجٌال وهذا ما ٌتوفر فً نمط
البناء الموجه إلى الداخل [.]10
-3-2-3شبكة الشوارع ٌمكن فً هذا النمط تحدٌد طرق السٌارات بشبكة منفصلة عن ممرات المشاة
مع مراعاة عدم تفادي اختراق طرق السٌارات للمجموعات السكنٌة بأن تمر بمحاذاتها ثم تتفرع منها
طرق تخدٌمٌة تؤدي إلى المجموعات السكنٌة ،وبذلك ٌمكن فصل شوارع السٌارات عن ممرات
المشاة مما ٌوفر الطمأنٌنة للحٌاة العائلٌة وٌشجع الحركة مشٌا على األقدام فً شوارع مناسبة المقٌاس
،كما ٌمكن فً هذا النمط توفٌر ممر رئٌسً ٌتجمع فٌه حركة المشاة فً قلب الحً السكنً وتوجد
على جوانبه احتٌاجات المجتمع الرئٌسٌة مثل المساجد والمحالت التجارٌة والمدارس ورٌاض
االطفال وكلها سهلة الوصول إلٌها سٌرا على األقدام من كافة المساكن.
-4-2-3العزل من الضوضاء ٌؤدي الفناء الداخلً فً هذا النمط إلى عزل الضوضاء وذلك بحكم
وضعه فً المسكن والتفاف عناصره حوله فٌشكل بذلك حاجزا طبٌعٌا وقوٌا ضد نفاذ الضوضاء.ولذلك
ٌعتبر استخدام الفناء حال مثالٌا لتوفٌر فراغ هادئ داخل المسكن ٌمكن ممارسة األنشطة المختلفة به فً
هدوء وبعٌدا عن الضوضاء الخارجٌة[.]18
وتشٌر دراسة إلى أن المبانً ذات األفنٌة تتمٌز بقدرتها على حماٌة شاغلٌها من الضوضاء
الخارجٌة حٌث ٌكون أحد أضالع المبنى حاجزا صوتٌا طبٌعٌا ٌؤدي إلى تخفٌض الضوضاء ما بٌن -48
53دٌسبل وهو مستوى مقبول ٌحقق الراحة السمعٌة للسكان.كما أشارت الدراسة إلى أن أداء األفنٌة
الداخلٌة ال ٌقتصر على منع أو تقلٌل الضوضاء الصادرة إلى الفناء ولكنها أٌضا وبنفس القٌمة ٌمكنها
تخفٌض الضوضاء الصادرة من الفناء إلى الخارج حٌث ٌسهل التحكم فٌها ومنعها من االنتشار للمساكن
المجاورة .وفً مقارنة بٌن مقدار التخفٌض فً الضوضاء فً كل من األفنٌة الخارجٌة والداخلٌة
أظهرت النتائج أن المبانً ذات األفنٌة الداخلٌة هً اكثر هذه الوسائل فاعلٌة حٌث ٌمكنها تخفٌض
الضوضاء من 19-14دٌسبل وبذلك ٌمكن الوصول بمستوٌات الضوضاء إلى الحد المقبول للراحة
السمعٌة[.]11
-5-2-3مدى تحقٌق اآلمان ٌحقق هذا النمط اآلمان للسكان والذي ٌمكن توضٌحه فً اآلتً[]21
ٌ -ساعد هذا النمط على توفٌر فراغات آمنة ٌلعب فٌها االطفال بعٌدا عن الشوارع .
ٌ -حقق هذا النمط إمكانٌة فصل حركة المشاة عن السٌارات وبالتالً ٌوفر مكانا آمنا لمزاولة
األنشطة االجتماعٌة من مقابالت ولقاءات وتعارف كما ٌسهل تحسٌن عالقات الجٌران وبالتالً
ٌعتبر مكان معٌشة خارجً للسكان.
-إمكانٌة تحقٌق ربط مناطق المشاة باألحٌاء السكنٌة بمناطق المشاة فً مركز الحً السكنً الذي
ٌحتوي على الخدمات العامة للسكان.
كما ٌحقق هذا النمط وظٌفة دور السٌارة فً الحً السكنً أو فً المدٌنة وذلك بأن تكون أداة خدمة
للساكنٌن ولٌس مظهرا طاغٌا على المدٌنة وذلك بان ٌتٌح إعطاء أولوٌة لحركة المشاة وبما تحتاجه هذه
الحركة من عوامل تساهم فً تشجٌعها [. ]12وقد أشارت دراسة إلى أن هذا النمط ٌؤدي إلى خلق
فراغات إٌجابٌة ٌشعر السكان فٌها بالراحة وٌستعملونها فً أنشطتهم الٌومٌة النه ٌوفر لهم األمن
واإلحساس باألمان ،وفً نفس الوقت ٌصعب انتشار الجرٌمة داخل تلك الفراغات لصعوبة دخول غرباء
أو متطفلٌن إلٌها [.]22
-6-2-3مالئمة النمط للتكوٌن المعماري ٌتالءم هذا النمط مع التكوٌن العمرانً النه ٌؤدي إلى
تخطٌط نابع من معٌشة وتقالٌد السكان والذي ٌؤدي بدوره إلى الترابط العمرانً كما أن شرط
الخصوصٌة المطلوب تحقٌقها ومناخ الصحراء ٌساهم فً التصاق المبانً وتحقٌق استمرارٌة للكٌان أو
النسٌج العمرانً على عكس التطور العمرانً الحالً والذي ٌتسم بالتمزق أو التفتٌت [.]10[،]4
-7-2-3االستعمال والتوزٌع ٌوفر هذا النمط ممرات للمشاة آمنة ومحمٌة من أشعة الشمس مع وجود
تدرج هرمً بالنسبة للشوارع.
-8-2-3الفراغات ٌوفر هذا النمط فراغات شبه خاصة تعطً فرصة للتعارف بٌن السكان وٌقوي
الروابط االجتماعٌة .كما ٌوفر فراغات داخل المسكن تتحقق فٌها الخصوصٌة التامة اى أن هذا
النمط ٌساعد على توفٌر سلسلة من الفراغات تبدأ من توفر أماكن للعب االطفال أمام المساكن ،ثم
فراغات لتقابل ولقاء السكان فً الخدمات المركزٌة ثم فراغات على مستوى المدٌنة.اى أن
الفراغات فً هذا النمط تساعد على تنمٌة روح الجماعة .وكان ذلك واضحا فً معظم التخطٌطات
القدٌمة ألنها كانت تشمل على شوارع اغلبها مسدود من نهاٌتها.
-9-2-3الجوانب االقتصادٌة وتتمثل فً اآلتً [:]10[ ، ]24[ ، ]23
-قلة الطلب على الطاقة لوجود الفناء الداخلً الذي ٌعتبر كمنظم حراري داخل المسكن األمر الذي
ٌؤدي إلى تحسٌن البٌئة المحلٌة عن طرٌق زراعتها واستخدام المٌاه فٌها .وتكثٌف المدٌنة فً
شكل متضام بحٌث ٌتسنى وقاٌة المبانً من التأثٌر الكامل للرٌاح والشمس المستمرة ،وبحٌث
تكون المسافات قصٌرة بدرجة كافٌة ومظللة ومن ثم ٌتمكن السكان من قضاء حاجاتهم الٌومٌة
مشٌا على األقدام.
-قصر أطوال الشوارع ٌوفر المسافات داخل الحً وٌقلل أطوال الخدمات لكل مسكن وبالتالً
االقتصاد فً تكالٌف المرافق والخدمات والصٌانة.
-التوفٌر فً مساحة األراضً المخصصة للسكنى الن الفناء ٌقوم مقام الحدائق المنزلٌة.
ٌ -مكن عمل تنسٌق للحدائق الخارجٌة المحدودة المساحة بأقل التكالٌف ما ٌضفً البهجة والخضرة
على شوارع المشاة الداخلٌة وٌمنع وجود مناطق ضائعة أو غٌر محددة االستعمال.
وتشٌر دراسة أجرٌت لمقارنة تكالٌف المرافق لجزء من مشروع مصمم على أساس النمط االفقً
الموجه إلى الداخل والنمط الشبكً المفتوح على الخارج وجد اآلتً شكل رقم (:)3
-تكالٌف المرافق فً النظام الشبكً لكل وحدة سكنٌة تزٌد بمقدار %322عن التخطٌط االفقً
الموجه إلى الداخل ( بنسبة .)1 : 3.2
-تكالٌف المرافق فً النظام الشبكً لكل متر مربع من المبانً تزٌد بمقدار %232عن النمط
الموجه إلى الداخل ( بنسبة . )1 : 2.3
-11-2-3زٌادة الكثافة ٌ :ساعد هذا النمط على تحقٌق كثافة سكانٌة وسكنٌة معقولة مع الجوانب
االقتصادٌة وذلك باتباع أسس التخطٌط العمرانً السلٌم ومن خالل العودة إلى فكرة التخطٌط المتضام
والتً وجدت فً المدٌنة اإلسالمٌة القدٌمة حٌث استعمال المساكن ذات األفنٌة والحارات المغلقة.
شكل رقم( )3مقارنة بٌن نمطً البناء األفقً لدراسة الجوانب االقتصادٌة [.]10
-11-2-3التوافق مع العوامل االجتماعٌة ٌحقق هذا النمط التوافق والتالؤم مع العوامل االجتماعٌة
وذلك من خالل اآلتً [:]26[،]25
ٌ -مكن تجمٌع المساكن على فراغات داخلٌة تؤدي إلى تحقٌق وتقوٌة الروابط والحوار واالنتماء للموقع
،كما أنه ٌوفر العوامل التً تشجع على رضً السكان مثل الخصوصٌة الخارجٌة ،وتحقٌق األمن
وحرٌة التنقل خاصة لصغار السن من وإلى مدارسهم .
ٌ -توفر فً هذا النمط الفناء الداخلً الذي ٌوفر االحساس بالهدوء والمكان المالئم لمزاولة األنشطة
االجتماعٌة المختلفة وٌعمل على تقوٌة الروابط االجتماعٌة بٌن أفراد اآلسرة الواحدة أو بٌن األسر
وبعضها .وتوفٌر الخصوصٌة الكاملة الهل المسكن لقضاء أوقات الفراغ.
-تلبٌة االحتٌاجات الدٌنٌة ٌ :حقق هذا النمط بوجود الفناء متطلبات اإلنسان المسلم النابعة من الدٌن الن
الفناء ٌصبح متنفسا ومطال لمعظم حجرات المسكن وبالتالً تقل الفتحات على الشارع مما ٌساعد
على حفظ حرمة المسكن وحماٌة سكانه من أعٌن الغرباء.
ٌ -ساعد هذا النمط على زٌادة األلفة والتعارف بٌن الجٌران وتقوٌة الروابط االجتماعٌة بٌنهم
ٌ -مكن باستخدام أسلوب التخطٌط المتضام المتجمـع فً شوارع مغلقة تكوٌن مجموعـة
صغٌرة فً عدد سكانها تحقق الترابط الالزم اجتماعٌا وكبٌرة بنائٌا بحٌث تكفً لخلق مجموعة من
الفراغات والممرات فً تدرج هرمً ٌساعد على خلق الترابط االجتماعً المنشود.
وشبكة الممرات الخاصة بالمشاة ضٌقة ومظللة ومعزولة تماما عن خطوط حركة السٌارات مما
ٌوفر اآلمان للسكان المرتجلٌن ،وتفتح على هذه الممرات مداخل لكل وحدة سكنٌة روعً فً هذه
المداخل تحقٌق الخصوصٌة للمسكن .كما تم التوزٌع من الطرٌق الخلفً المحٌط بالكتلة السكنٌة إلى
الطرق التخدٌمٌة التً تؤدي إلى مداخل انتظار السٌارات فً وسط المجموعة السكنٌة ،حٌث تم توفٌر
العدد الكافً من األماكن الالزمة النتظار السٌارات لكل الوحدات السكنٌة شكل رقم (.]14[ )6
شكل رقم ( )6مجموعة سكنٌة بمدٌنة الصلٌبخات وٌظهر تالحم البانً واألفنٌة الداخلٌة المتوسطة[.]14