You are on page 1of 10

‫مقدمة‬

‫ٌمكن تقسٌم أنماط البناء من حٌث االرتفاعات إلى قسمٌن األول نمط البناء الرأسً والثانً هو نمط البناء‬
‫األفقً ‪.‬ونمط البناء الراسً ٌعنً االمتداد الراسً للمبانً وفٌه تأخذ المبانً ارتفاعات كبٌرة (أربعة‬
‫أدوار أو أكثر) وهذا هو النمط السائد فً معظم مناطق التعمٌر فً الصحراء ‪،‬وهذا النوع له إٌجابٌات‬
‫وفً المقابل له سلبٌات تتغلب على اإلٌجابٌات ‪.‬أما نمط البناء األفقً فٌمكن تقسٌمه إلى قسمٌن األول هو‬
‫نمط البناء المفتوح على الخارج ‪،‬والثانً نمط البناء األفقً الموجه على الداخل ‪ ،‬وكل منهم له إٌجابٌات‬
‫وأٌضا له سلبٌات ‪.‬وتهدف هذه الورقة البحثٌة إلى دراسة نمطً البناء األفقً للتعرف على إٌجابٌات‬
‫و سلبٌات هذه األنماط ‪ ،‬والتعرف على مدى مالئمة كل منهم للمناخ وذلك للوصول إلى النمط األمثل‬
‫المالئم لعمارة الصحراء ‪.‬‬
‫ولتحقٌق هذه األهداف فإن البحث اعتمد على المنهج التحلٌلً الوصفً ولذلك ٌتناول فً البداٌة التعرف‬
‫على سمات مناخ المناطق الصحراوٌة ‪،‬ثم التعرف على أنماط البناء فً الصحراء ثم عمل دراسة‬
‫إلٌجابٌاتها وسلبٌاتها من خالل تناول مجموعة من المحددات والتعرف على مدى توافق وتالئم هذه‬
‫األنماط معها ‪ ،‬ثم التعرض لدراسة أمثلة تطبٌقٌة ألنماط البناء المنفذة لعمارة الصحراء وٌنتهً البحث‬
‫بالخالصة والتوصٌات التً خلصت إلى أن نمط البناء األفقً الموجه إلى الداخل هو النمط األمثل لعمارة‬
‫الصحراء ‪.‬‬
‫ٌمكن تقسٌم أنماط البناء المستعملة فً عمارة الصحراء طبقا لمجموعة من االعتبارات منها ما‬
‫ٌرتبط باالرتفاعات كنمط البناء الرأسً ونمط البناء األفقً ومنها ما ٌتعلق باالستخدام كنمط البناء الدٌنً‬
‫والسكنً‪ ، .....‬وهذه الورقة البحثٌة تركز على دراسة نمط البناء األفقً الذي ٌمكن تقسٌمه إلى نمط‬
‫البناء األفقً الموجه على الخارج ونمط البناء األفقً الموجه على الداخل بهدف الوصول إلى النمط‬
‫األمثل المالئم والمناسب لعمارة المجتمعات الصحراوٌة‪.‬‬

‫‪ -1‬مناخ المناطق الصحراوٌة‬


‫ٌتسم مناخ المناطق الصحراوٌة باالرتفاع الكبٌر فً درجات الحرارة فً فصل الصٌف حٌث‬
‫ترتفع النهاٌة العظمى للحرارة فً الظل إلى ‪454‬م ‪ ،‬وقد تصل إلى ‪504‬م ‪ .‬أما النهاٌة الصغرى فً‬
‫اللٌل فال تنخفض عن ‪204‬م ‪ .‬وٌساعد على تطرف المناخ فً جهات الصحاري قلة السحب وانعدام‬
‫الغطاء النباتً تقرٌبا ومن ثم ارتفاع كثافة اإلشعاع المباشر الساقط على هذه الجهات وارتفاع كثافة‬
‫اإلشعاع األرضً أثناء اللٌل هذا باإلضافة إلى انخفاض كمٌة ونسبة الرطوبة فً الهواء حٌث‬
‫تتراوح الرطوبة النسبٌة ما بٌن ‪ %20‬فً فترة الظهٌرة إلى اكثر من ‪ %40‬فً اللٌل ‪ ،‬أما األمطار‬
‫فتتمٌز إلى جانب ندرتها بأنها طارئة وغٌر ثابتة حٌث أن معظمها ٌسقط على شكل سٌول طارئة‬
‫تنحدر إلى بطون األودٌة والمنخفضات ‪ ،‬أما الرٌاح المحلٌة فمعظمها رٌاح ساخنة محملة بالغبار‬
‫واألتربة وغالبا تؤدي إلى هبوب العواصف الرملٌة أو الترابٌة التً تعد من أهم المالمح الخاصة‬
‫لمناخ الصحاري الحارة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنماط البناء فً الصحراء‬
‫تتعدد االنماط التً ٌمكن من خاللها تصنٌف البناء على اساسه طبقا لمجموعة من االعتبارات‬
‫منها ما ٌتعلق باالرتفاعات كالبناء االفقً والرأسً ومنها ما ٌتعلق باالستخدام ( دٌنً – عمرانً‬
‫سكنً – صحً ‪ )...‬وتهتم هذه الورقة البحثٌة بدراسة نمط البناء االفقً والذي ٌمكن تقسٌمه إلى نمط‬
‫البناء االفقً الموجه على الخارج ونمط البناء االفقً الموجه على الداخل وٌمكن توضٌحهما فٌما‬
‫ٌلً‪-:‬‬
‫‪ -1-2‬نمط البناء االفقً الموجه على الخارج‬
‫ٌعنً هذا النمط انتشار المبانً على المستوى االفقً بارتفاعات قلٌلة التتعدى ثالثة ادوار وٌمكن‬
‫أن تصل إلى اربعة ادوار على اقصى تقدٌر تفتح عناصر هذا النمط على الخارج (على الشوارع أو‬
‫على االرتدادات الجانبٌة حول المبنى)‬
‫‪ -2-2‬نمط البناء االفقً الموجه إلى الداخل‬
‫وهذا النمط ٌعنً أٌضا انتشار المبانً على المستوى االفقً بارتفاعات قلٌلة كالسابق ولكن المبانً‬
‫فً هذا النمط موجهة إلى الداخل على أفنٌة تفتح علٌها عناصر المسكن ‪ ،‬وهذا النوع ٌوفر جوا‬
‫اجتماعٌا افضل وٌعطً كثافات أعلى من النمط المفتوح ‪.]2[ ،‬‬

‫‪ -3‬دراسة إٌجابٌات وسلبٌات أنماط البناء فً عمارة الصحراء‬


‫‪ -1-3‬نمط البناء االفقً الموجه على الخارج‬
‫‪ -1-1-3‬التوافق والتالؤم مع بٌئة ومناخ الصحراء ال ٌحقق هذا النمط التوافق والتالؤم مع بٌئة‬
‫الصحراء وذلك لما ٌلً‪-:‬‬
‫‪ -‬تتعرض المساكن فٌه للعواصف الترابٌة واإلبهار الخارجً وزٌادة المسطحات المعرضة‬
‫لإلشعاع الشمسً‬
‫‪ -‬الفراغات والشوارع مكشوفة وغٌر مظللة مما ٌحد من الحركة والتنقل وخصوصا فً‬
‫ساعات النهار[‪.]3‬‬
‫‪ -‬تعرض معظم واجهات ومسطحات األرض ألشعة الشمس وللعوامل الخارجٌة ‪ ،‬وعدم‬
‫توفر الظالل الكافٌة أثناء السٌر إلن الشوارع تغطً نسبة كبٌرة من األرض [‪.]4‬‬
‫ال ٌحقق هذا النمط الخصوصٌة المطلوبة للسكان نظرا لعدم وجود‬ ‫‪ -2-1-3‬الخصوصٌة‬
‫اشتراطات منظمة الماكن الفتحات الخارجٌة والبروزات فٌؤدي ذلك إلى جرح خصوصٌتها ولتحقٌق‬
‫ذلك ٌلجأ السكان إلى عمل سواتر أمام الفتحات أو عدم فتح النوافذ واالعتماد على اإلضاءة والتهوٌة‬
‫الصناعٌة لتحقٌق العزل البصري المطلوب ‪ ،‬كما أن المسافة بٌن المبانً التحقق الخصوصٌة[‪]5‬‬

‫وتشٌر دراسة إلى أن المدن المعاصرة أصبحت تخدم الدخل القومً لذلك تحولت إلى ملتقى‬
‫طرق تحصر بٌنها مجموعة من البشر لخدمة اإلنتاج واالقتصاد لذلك تكونت المبانً حول فراغات‬
‫غٌر محددة االستعمال ولم تأخذ فً االعتبار عالقة الفرد باألسرة والمجتمع وعالقة المسكن‬
‫بالمجاورة مما أدى إلى القضاء على الخصوصٌة [‪.]6‬‬

‫أما محمود إدرٌس فٌرى أن الدٌن اإلسالمً ٌعتبر العامل الرئٌسً فً تشكٌل الخصوصٌة وأن‬
‫مفهوم الخصوصٌة ٌختلف فً المجتمع اإلسالمً عن المجتمع الغربً ففً المجتمع اإلسالمً‬
‫الخصوصٌة تعنً التوازن بٌن خصوصٌة الفرد والمجموعة إذ أن الخصوصٌة ال تمنع التواصل‬
‫االجتماعً وال تعنً االنعزال الكلً واالنفصال عن المجتمع ‪ ،‬وبالتالً تكون الخصوصٌة أداة‬
‫لتنظٌم التواصل والتداخل مستنٌرة بضوابط الدٌن وسلوكٌات المجتمع الذي ٌعٌش فٌه الفرد [‪ .]7‬وأن‬
‫البٌئة السكنٌة الحدٌثة تفتقر إلى الخصوصٌة لذلك فإن الهدف الرئٌسً ٌجب أن ٌكون لتصمٌم‬
‫الفراغات لتوفٌر الخصوصٌة الالزمة للبٌئة السكنٌة المعاصرة‪.‬‬

‫وٌرى احمد عبد الكرٌم أن الخصوصٌة هً الطرٌقة التً ٌعمل بها الفرد أو الجماعة من اجل‬
‫تحدٌد غٌرهم من الوصول إلٌه أو إلٌهم سواء بالنظر أو بالمخاطبة أو كلٌهما ‪،‬وقد قسم الخصوصٌة‬
‫إلى الخصوصٌة الذاتٌة والخصوصٌة النفسٌة والخصوصٌة المقتصرة والتً تعنً فصل الشخص مع‬
‫عائلته عن محٌطه االجتماعً والشرٌعة اإلسالمٌة أكدت هذه الرغبة مثل تحرٌم النظر إلى داخل‬
‫منازل اآلخرٌن [‪]8‬‬

‫أما صالح الهزلول فٌرى أن نمط البناء االفقً الموجه على الخارج ال ٌحقق الخصوصٌة وفً‬
‫هذا الصد ٌذكر مثالٌن األول عبارة عن منزلٌن ٌشتركان بسور واحد شٌد على نمط الفٌال مع ارتداد‬
‫مترٌن من السور لكل منزل وقد قام كل منهم بفتح نوافذ تطل على االرتداد ولضمان تحقٌق‬
‫الخصوصٌة فً االرتداد قام أحدهما بوضع ألواح متموجة على السور إلى االرتفاع الذي ٌحقق به‬
‫الخصوصٌة شكل رقم (‪ .)1‬أما المثال الثانً فهو حالة منزلٌن متقابلٌن أحدهما بنى على خط الشارع‬
‫واآلخر بنى على نمط الفٌال ومرتد من األمام ولتحقٌق الخصوصٌة لمنزله قام بوضع ألواح متموجة‬
‫أعلى السور لتحقٌق الخصوصٌة فً الفراغ األمامً شكل رقم (‪..]9[ )2‬‬

‫شكل رقم (‪ )1‬وضع ألواح أعلى السور بٌن الجار لتحقٌق الخصوصٌة[‪.]9‬‬

‫شكل رقم (‪ )2‬وضع ألواح أعلى السور المطل على الشارع لتحقٌق الخصوصٌة[‪.]9‬‬
‫وٌذكر احمد فرٌد مصطفى أن قوانٌن المبانً كان لها تأثٌر كبٌر فً وجود هذا النمط من العمارة‬
‫غٌر متناسقة وتطل على الخارج وبالتالً فهً ال تراعً تقالٌدنا اإلسالمٌة الن المساكن تكشف بعضها‬
‫البعض مما اضطر بعض السكان إلى ستر بٌوتهم وأحواش مساكنهم لتحقٌق الخصوصٌة [‪.]10‬‬
‫‪ -3 -1-3‬الشوارع شبكة الشوارع متوازٌة نافذة غٌر مغلقة النهاٌات وعروضها ال تقل عن ‪ 12‬متر‬
‫مع عمل ردود لحد البناء ال ٌقل عن ‪ 3‬أمتار من جانبً الطرٌق ‪ .‬وٌتم تحدٌد نسبة البناء من إجمالً‬
‫الموقع فً حدود ‪ %60‬من إجمالً مساحة األرض مع تنفٌذ ردود جانبٌة من كل جهة تتراوح من ‪-2‬‬
‫‪ 3‬أمتار ‪ ،‬كما ٌتم تنفٌذ أماكن األبواب والشبابٌك الخارجٌة بدون قٌود أو تنظٌمات بٌن الجٌران كما‬
‫تشترك جمٌع الوحدات فً عناصر االنتقال الرأسٌة واألفقٌة والخدمات العامة للمبنى من مناور‬
‫وخالفه [‪.]5‬‬
‫وقد أدي هذا النمط إلى امتداد الشوارع وبالتالً إلى زٌادة المرور العابر الذي أدى بدوره إلى‬
‫حركة مرور آلً عالٌة تعتبر من اكثر مصادر الضوضاء إزعاجا وقد أشارت دراسة أجرٌت فً‬
‫برٌطانٌا أن ‪ %84‬من السكان ٌعتبرون أن ضوضاء المرور هً المصدر األساسً فً اإلزعاج‬
‫[‪.]11‬‬
‫‪ -4-1-3‬العزل ضد الضوضاء مبانً هذا النمط ال تتمتع بالهدوء نتٌجة لتوجٌه المبانً للخارج ولعدم‬
‫وجود تدرج هرمً للشوارع فً معظم األحٌان‬
‫‪ -5-1-3‬اآلمان ال ٌتحقق فً هذا النمط اآلمان نتٌجة لعدم وجود فراغات شبه خاصة ٌستطٌع األطفال‬
‫اللعب فٌها ‪ ،‬وعدم وجود ممرات مشاة آمنة نتٌجة لتداخل حركة المشاة مع حركة السٌارات‪ .‬كما‬
‫تعانً المساكن المفتوحة على الخارج من مشكالت أمنٌة أهمها السطو على المساكن بغرض السرقة‪.‬‬
‫كما ساعد التخطٌط فً هذا النمط على انفتاح األحٌاء السكنٌة لكل عابر سبٌل مما قلل من حرمتها‬
‫وجعلها منتهكة من الجمٌع [‪.]4‬‬
‫‪ -6-1-3‬مالئمة النمط للتكوٌن المعماري ال ٌتالءم مع طبٌعة المنطقة لعدم وجود ترابط وتجانس بٌن‬
‫المبانً وكذلك ال ٌتمشى مع تقالٌد ساكنٌها لعدم توفر الخصوصٌة‪.‬‬
‫‪-7-1-3‬االستعمال والتوزٌع عدم توفر ممرات للمشاة آمنة ومحمٌة من أشعة الشمس نتٌجة لكون‬
‫التخطٌط موجه لحركة السٌارة فقط ٌتمشى مع متطلبات السٌارة‪.‬‬
‫‪ -8-1-3‬الفراغات عدم توفر فراغات شبه خاصة تعطً فرصة التعارف بٌن السكان‬
‫‪ -9-1-3‬الجوانب االقتصادٌة ٌؤدي هذا النمط إلى زٌادة الطلب على الطاقة نتٌجة لتعرض معظم‬
‫واجهات ومسطحات المبانً ألشعة الشمس طوال الٌوم مما ٌزٌد من استهالك أجهزة التكٌٌف وبالتالً‬
‫الكهرباء ‪ ،‬إضافة إلى استعمال السٌارة لقضاء كافة اللوازم مهما كانت بسٌطة ‪ .‬كذلك اإلسراف‬
‫الشدٌد فً استهالك المٌاه لري الساحات الكبٌرة المكشوفة والحدائق الخارجٌة المعرضة ألشعة‬
‫الشمس المحرقة‬
‫كما أدى هذا النمط إلى وجود مساكن متباعدة على شكل فٌالت ‪ ،‬أنشئت على نظام تقاسٌم‬
‫األراضً الشبكً األمر الذي أدي إلى زٌادة تكالٌف المرافق والشوارع واألرصفة وكذلك تكالٌف‬
‫الصٌانة لهذه المرافق والطرقات[‪.]10‬‬
‫‪ -10-1-3‬تبرز السٌارة فً هذا النمط باعتبارها العامل الرئٌسً الذي ٌؤثر على تخطٌط هذا النمط ‪،‬‬
‫حٌث تعطً السٌارة األولوٌة ‪ ،‬ولذلك أصبحت الطرقات ومواقف السٌارات ومداخل البٌوت مرتبطة‬
‫وقائمة لخدمة السٌارة وتسهٌل حركتها ‪ .‬وبذلك فقد هذا النمط مظهره اإلنسانً فً توفٌر سبل الحركة‬
‫لسكانها من المشاة الن المساكن تباعدت عن بعضها البعض لتفسح المجال للسٌارة ‪،‬واختلت النسب‬
‫بٌن ارتفاعات البناء وعروض الطرقات فانحسرت الظالل التً كانت تحمً المشاة[‪.]12‬‬
‫‪ -11-1-3‬التوافق مع العوامل االجتماعٌة ال ٌساعد هذا النمط على العالقات اإلنسانٌة المتأصلة‬
‫للمجتمع بل ساعد على تفكك العالقات االجتماعً ‪ ،‬وبذلك فقدت الصالت االجتماعٌة القائمة على‬
‫مبدأ التكامل االجتماعً ‪ ،‬كما لم توفر المبانً فً هذا النمط الحد األدنى من العالقات االجتماعٌة بٌن‬
‫األفراد وبالتالً ظهرت مظاهر العزلة االجتماعٌة مما أدى إلى ضٌاع المفهوم اإلنسانً بأن ٌكون‬
‫اإلنسان جزء من منظومة اجتماعٌة متكاملة فً إطار الحً أو المدٌنة ومرتبط معهم بعالقة إنسانٌة‬
‫فً إطار قٌم ومبادئ تحكم المجتمع [‪.]13‬‬

‫وٌوضح شوكت القاضً أن تصمٌم المساكن فً هذا النمط أدى إلى عزلها اجتماعٌا عن بعضها‬
‫البعض‪ .‬كما اصبح تصمٌم الفراغات الخارجٌة مهٌأة لحركة السٌارات مما أدى إلى العزل االجتماعً فً‬
‫األحٌاء الحدٌثة وضعف االتصاالت بٌن السكان األمر الذي ساعد على إحداث الفرقة بٌن السكان وساعد‬
‫على نمو الجرٌمة فً شوارع المدٌنة[‪ . ]14‬وقد أشارت بعض الدراسات التً أجرٌت على األحٌاء‬
‫الجدٌدة فً إحدى دول الخلٌج إلى أن اكثر المتضررٌن من العٌش فً تلك األحٌاء هم االطفال والنساء‬
‫وبعد ذلك ٌأتً كبار السن بسبب عدم توفر بعض الفراغات التً تشكل جزء مهما فً حٌاتهم الٌومٌة‬
‫[‪.]14‬‬
‫كما أثبتت الدراسات واألبحاث أن الحرمان من االختالط بالناس له عالقة مباشرة باالختالل‬
‫الفعلً ‪ ،‬كما ثبت أٌضا أن المعدالت المرتفعة من أمراض انفصام الشخصٌة تحدث بٌن مجموعات الناس‬
‫التً تعٌش منعزلة أو الذٌن ٌعٌشون منفصلون عن المجاورة التً ٌعٌشون فٌها ‪ .‬كما ٌؤدي تأقلم الناس‬
‫على الحٌاة المنعزلة المنغلقة داخل مساكنهم إلى صعوبة كبٌرة فً العٌش وممارسة الحٌاة‬
‫خارجها[‪.]15‬وٌؤكد وجٌه فوزي ذلك حٌث ٌرى أن المدٌنة أصبحت اآلن مع امتداد الشوارع والسرعة‬
‫الزائدة فً المرور والزٌادة فً كثافة السكان فان العالقات االجتماعٌة تأثرت وانحصرت واصبح كل‬
‫شخص ٌعنً بأمر نفسه فقط [‪]16‬‬

‫وقد أشار نمٌر هٌكل فً دراسة عن أزمة البٌئة العمرانٌة أن الصورة التً ٌمكن أن تشاهد علٌها‬
‫عمارة الصحراء فً األحٌاء السكنٌة هً الفٌال وهى قطعة ارض صغٌرة تضٌق ببناء ضخم محاط بسور‬
‫مرتفع ٌضٌق الخناق على المسكن ‪ ،‬وٌزٌد الوضع سوء قوانٌن البناء المستوردة التً تسمح بارتداد‬
‫مترٌن أو ثالثة فقط عن الشارع والجوانب وكان من نتٌجة ذلك السلبٌات اآلتٌة[‪:]17‬‬
‫‪ -‬االرتداد األمامً ال ٌستفاد منه فً اى وظٌفة نتٌجة لضٌقه واستطالته‪.‬‬
‫‪ -‬االرتدادات الجانٌة تخل بمبدأ الخصوصٌة وتكشف الفتحات المقابلة ‪.‬‬
‫‪ -‬تفكك التكوٌن العمرانً بسبب انفصال الكتل والفردٌة فً تشكٌالت الكتل وتصمٌم األسوار‪.‬‬
‫‪ -2-3‬نمط البناء الموجه إلى الداخل‬
‫‪ -1-2-3‬التوافق والتالؤم مع بٌئة الصحراء ٌالئم هذا النمط المناخ وبٌئة الصحراء وٌظهر ذلك‬
‫من خالل استخدام الفناء الداخلً فً هذا النمط الذي ٌعد من العناصر المعمارٌة التً عالجت مشاكل‬
‫البٌئة المناخٌة بنجاح كبٌر ومشاكل البٌئة بشكل عام ‪.‬وٌعتبر تصمٌم المسكن حول الفناء من افضل‬
‫الطرق لمواجهة المشاكل البٌئٌة للمناخ وخاصة فً المناطق الصحراوٌة ‪ ،‬الن الفناء ٌعمل كمنظم‬
‫لدرجات الحرارة داخل المسكن لٌال ونهارا ‪،‬كما ٌؤدي الفناء إلى تحقٌق التهوٌة والحماٌة من الرٌاح‬
‫الحارة للمساكن وذلك بتوجٌه الفناء أو تشكٌل حوائطه بحٌث تحقق ذلك‪.‬‬

‫كما ٌوفر الفناء الداخلً إمكانٌة زراعة النباتات واألشجار وعمل النافورات داخلة وبالتالً ٌؤدي‬
‫إلى تحسٌن وتلطٌف الظروف المناخٌة باستخدام تلك العناصر ‪ .‬كما تلعب النباتات دور هام فً‬
‫تنظٌف وتنقٌة الجو بتقلٌل األتربة والدخان والمواد العالقة الموجودة بالجو ‪ .‬وقد أشارت دراسة إلى‬
‫أن الفراغ الخالً من األشجار والنباتات ٌحتوي على ‪ 1200‬حبٌبة من األتربة العالقة فً اللتر أما‬
‫فً وجود األشجار والنباتات فتقل النسبة إلى ما بٌن ‪ 2000 – 1000‬حبٌبة فً اللتر[‪.]18‬‬
‫وقد أشارت دراسة إلى أن استخدام نمط البناء الموجه إلى الداخل ذات األفنٌة الداخلٌة ٌسمح‬
‫بحركة الهواء داخلٌا فً حدود المطلوب ومن المبنً إلى الخارج حٌث تكون ساخنة بمعدل ٌزٌد عن‬
‫‪ %50‬من ساعات السنة ‪ .‬ولما كانت حركة الهواء تنخفض فً اللٌل بمعدالت كبٌرة عنها فً النهار فان‬
‫الهواء البارد ٌترسب فً الفناء أثناء اللٌل وٌتسرب إلى الحجرات وٌستمر أثر هذا الترطٌب إلى ساعة‬
‫متأخرة من النهار وبهذا ٌعمل الفناء كمنظم للحرارة ‪ ،‬وفً الوقت نفسه نجد أن الهواء الساخن المار فوق‬
‫المنزل أثناء النهار ال ٌدخل الفناء ‪ .‬وفً اللٌل ترتفع درجة حرارة الفناء فً الوقت الذي تكون درجة‬
‫حرارة الهواء الخارجً قد انخفضت فٌصعد الهواء الساخن من الفناء لٌحل محله هواء بارد من أعلى‬
‫وٌتجمع فً الفناء على شكل طبقات ثم ٌدخل إلى الحجرات المحٌطة فٌبردها‪ ،‬وفً الصباح ٌبدأ الهواء‬
‫الذي تظلله جدران الفناء األربعة ٌسخن تدرٌجٌا وببطء حتى منتصف النهار ‪ ،‬والتدخل الرٌاح الساخنة‬
‫التً تهب فوق البٌت خالل النهار إلى الفناء اإل إذا وضعت عوارض لتغٌٌر مسارها وبهذه الطرٌقة ٌعمل‬
‫الفناء كخزان للبرودة[‪.]20[،]19‬‬
‫‪ -2-2-3‬تحقٌق الخصوصٌة المسكن فً هذا النمط وبإطاللته على الفناء الداخلً ٌحقق مزاٌا منها‬
‫الخصوصٌة لساكنٌه والبٌئة المحلٌة األلطف جوا وامكانٌة التوسع بحسب حجم العائلة‪ ،‬هذا التوجٌه‬
‫إلى الداخل ٌسمح بتقلٌل الفتحات الخارجٌة وبالتالً ٌؤدي إلى تحقٌق الخصوصٌة البصرٌة‬
‫والسمعٌة ‪.‬‬

‫و ٌشٌر محمود إدرٌس إلى أن النمط الموجه إلى الداخل ٌحقق تسلسال متوازنا بٌن الفراغات‬
‫العامة والخاصة ‪ ،‬وأن كل فرد ٌستحوذ على قدر من الخصوصٌة بعٌدا عن أعٌن المتطفلٌن وبمعزل عن‬
‫الضوضاء وٌظهر ذلك بوضوح فً المدٌنة التقلٌدٌة حٌث ٌالحظ أن المبانً العامة ومبانً الخدمات تخدم‬
‫التكامل الوظٌفً بٌنها وبٌن المساكن وٌساعد على التواصل االجتماعً ‪ ،‬وبالتالً تكون الخصوصٌة‬
‫جزء من هذا الترابط اذ أن ما ٌمٌز هذه المدن هو االنسٌاب والتواصل بٌن المستوٌات المختلفة للفراغات‬
‫والوظائف واالحترام القائم لكل ما هو عام وخاص [‪.]7‬‬

‫آما احمد فرٌد مصطفى فٌرى أن الخصوصٌة شعور فطري ٌتطلبه اإلنسان المنه وراحته له‬
‫وألسرته وأن وجود فراغ خاص مفتوح فً المسكن مثل الحوش أو الحدٌقة ٌؤدي إلى االستمتاع‬
‫بالخصوصٌة وبالهواء الطلق والشمس الفراد األسرة دون أن ٌجرحوا من الجٌران ‪ ،‬كما ٌؤدي الوجود‬
‫المشترك إلى تق وٌة األسرة وعدم تفككها وبالتالً المحافظة على االبناء واألجٌال وهذا ما ٌتوفر فً نمط‬
‫البناء الموجه إلى الداخل [‪.]10‬‬
‫‪ -3-2-3‬شبكة الشوارع ٌمكن فً هذا النمط تحدٌد طرق السٌارات بشبكة منفصلة عن ممرات المشاة‬
‫مع مراعاة عدم تفادي اختراق طرق السٌارات للمجموعات السكنٌة بأن تمر بمحاذاتها ثم تتفرع منها‬
‫طرق تخدٌمٌة تؤدي إلى المجموعات السكنٌة ‪ ،‬وبذلك ٌمكن فصل شوارع السٌارات عن ممرات‬
‫المشاة مما ٌوفر الطمأنٌنة للحٌاة العائلٌة وٌشجع الحركة مشٌا على األقدام فً شوارع مناسبة المقٌاس‬
‫‪ ،‬كما ٌمكن فً هذا النمط توفٌر ممر رئٌسً ٌتجمع فٌه حركة المشاة فً قلب الحً السكنً وتوجد‬
‫على جوانبه احتٌاجات المجتمع الرئٌسٌة مثل المساجد والمحالت التجارٌة والمدارس ورٌاض‬
‫االطفال وكلها سهلة الوصول إلٌها سٌرا على األقدام من كافة المساكن‪.‬‬

‫‪ -4-2-3‬العزل من الضوضاء ٌؤدي الفناء الداخلً فً هذا النمط إلى عزل الضوضاء وذلك بحكم‬
‫وضعه فً المسكن والتفاف عناصره حوله فٌشكل بذلك حاجزا طبٌعٌا وقوٌا ضد نفاذ الضوضاء‪.‬ولذلك‬
‫ٌعتبر استخدام الفناء حال مثالٌا لتوفٌر فراغ هادئ داخل المسكن ٌمكن ممارسة األنشطة المختلفة به فً‬
‫هدوء وبعٌدا عن الضوضاء الخارجٌة[‪.]18‬‬
‫وتشٌر دراسة إلى أن المبانً ذات األفنٌة تتمٌز بقدرتها على حماٌة شاغلٌها من الضوضاء‬
‫الخارجٌة حٌث ٌكون أحد أضالع المبنى حاجزا صوتٌا طبٌعٌا ٌؤدي إلى تخفٌض الضوضاء ما بٌن ‪-48‬‬
‫‪ 53‬دٌسبل وهو مستوى مقبول ٌحقق الراحة السمعٌة للسكان‪.‬كما أشارت الدراسة إلى أن أداء األفنٌة‬
‫الداخلٌة ال ٌقتصر على منع أو تقلٌل الضوضاء الصادرة إلى الفناء ولكنها أٌضا وبنفس القٌمة ٌمكنها‬
‫تخفٌض الضوضاء الصادرة من الفناء إلى الخارج حٌث ٌسهل التحكم فٌها ومنعها من االنتشار للمساكن‬
‫المجاورة ‪ .‬وفً مقارنة بٌن مقدار التخفٌض فً الضوضاء فً كل من األفنٌة الخارجٌة والداخلٌة‬
‫أظهرت النتائج أن المبانً ذات األفنٌة الداخلٌة هً اكثر هذه الوسائل فاعلٌة حٌث ٌمكنها تخفٌض‬
‫الضوضاء من ‪ 19-14‬دٌسبل وبذلك ٌمكن الوصول بمستوٌات الضوضاء إلى الحد المقبول للراحة‬
‫السمعٌة[‪.]11‬‬
‫‪-5-2-3‬مدى تحقٌق اآلمان ٌحقق هذا النمط اآلمان للسكان والذي ٌمكن توضٌحه فً اآلتً[‪]21‬‬
‫‪ٌ -‬ساعد هذا النمط على توفٌر فراغات آمنة ٌلعب فٌها االطفال بعٌدا عن الشوارع ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬حقق هذا النمط إمكانٌة فصل حركة المشاة عن السٌارات وبالتالً ٌوفر مكانا آمنا لمزاولة‬
‫األنشطة االجتماعٌة من مقابالت ولقاءات وتعارف كما ٌسهل تحسٌن عالقات الجٌران وبالتالً‬
‫ٌعتبر مكان معٌشة خارجً للسكان‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانٌة تحقٌق ربط مناطق المشاة باألحٌاء السكنٌة بمناطق المشاة فً مركز الحً السكنً الذي‬
‫ٌحتوي على الخدمات العامة للسكان‪.‬‬
‫كما ٌحقق هذا النمط وظٌفة دور السٌارة فً الحً السكنً أو فً المدٌنة وذلك بأن تكون أداة خدمة‬
‫للساكنٌن ولٌس مظهرا طاغٌا على المدٌنة وذلك بان ٌتٌح إعطاء أولوٌة لحركة المشاة وبما تحتاجه هذه‬
‫الحركة من عوامل تساهم فً تشجٌعها [‪. ]12‬وقد أشارت دراسة إلى أن هذا النمط ٌؤدي إلى خلق‬
‫فراغات إٌجابٌة ٌشعر السكان فٌها بالراحة وٌستعملونها فً أنشطتهم الٌومٌة النه ٌوفر لهم األمن‬
‫واإلحساس باألمان ‪ ،‬وفً نفس الوقت ٌصعب انتشار الجرٌمة داخل تلك الفراغات لصعوبة دخول غرباء‬
‫أو متطفلٌن إلٌها [‪.]22‬‬
‫‪ -6-2-3‬مالئمة النمط للتكوٌن المعماري ٌتالءم هذا النمط مع التكوٌن العمرانً النه ٌؤدي إلى‬
‫تخطٌط نابع من معٌشة وتقالٌد السكان والذي ٌؤدي بدوره إلى الترابط العمرانً كما أن شرط‬
‫الخصوصٌة المطلوب تحقٌقها ومناخ الصحراء ٌساهم فً التصاق المبانً وتحقٌق استمرارٌة للكٌان أو‬
‫النسٌج العمرانً على عكس التطور العمرانً الحالً والذي ٌتسم بالتمزق أو التفتٌت [‪.]10[،]4‬‬
‫‪ -7-2-3‬االستعمال والتوزٌع ٌوفر هذا النمط ممرات للمشاة آمنة ومحمٌة من أشعة الشمس مع وجود‬
‫تدرج هرمً بالنسبة للشوارع‪.‬‬
‫‪ -8-2-3‬الفراغات ٌوفر هذا النمط فراغات شبه خاصة تعطً فرصة للتعارف بٌن السكان وٌقوي‬
‫الروابط االجتماعٌة ‪ .‬كما ٌوفر فراغات داخل المسكن تتحقق فٌها الخصوصٌة التامة اى أن هذا‬
‫النمط ٌساعد على توفٌر سلسلة من الفراغات تبدأ من توفر أماكن للعب االطفال أمام المساكن ‪ ،‬ثم‬
‫فراغات لتقابل ولقاء السكان فً الخدمات المركزٌة ثم فراغات على مستوى المدٌنة‪.‬اى أن‬
‫الفراغات فً هذا النمط تساعد على تنمٌة روح الجماعة ‪.‬وكان ذلك واضحا فً معظم التخطٌطات‬
‫القدٌمة ألنها كانت تشمل على شوارع اغلبها مسدود من نهاٌتها‪.‬‬
‫‪ -9-2-3‬الجوانب االقتصادٌة وتتمثل فً اآلتً [‪:]10[ ، ]24[ ، ]23‬‬
‫‪ -‬قلة الطلب على الطاقة لوجود الفناء الداخلً الذي ٌعتبر كمنظم حراري داخل المسكن األمر الذي‬
‫ٌؤدي إلى تحسٌن البٌئة المحلٌة عن طرٌق زراعتها واستخدام المٌاه فٌها‪ .‬وتكثٌف المدٌنة فً‬
‫شكل متضام بحٌث ٌتسنى وقاٌة المبانً من التأثٌر الكامل للرٌاح والشمس المستمرة ‪ ،‬وبحٌث‬
‫تكون المسافات قصٌرة بدرجة كافٌة ومظللة ومن ثم ٌتمكن السكان من قضاء حاجاتهم الٌومٌة‬
‫مشٌا على األقدام‪.‬‬
‫‪ -‬قصر أطوال الشوارع ٌوفر المسافات داخل الحً وٌقلل أطوال الخدمات لكل مسكن وبالتالً‬
‫االقتصاد فً تكالٌف المرافق والخدمات والصٌانة‪.‬‬
‫‪ -‬التوفٌر فً مساحة األراضً المخصصة للسكنى الن الفناء ٌقوم مقام الحدائق المنزلٌة‪.‬‬
‫‪ٌ -‬مكن عمل تنسٌق للحدائق الخارجٌة المحدودة المساحة بأقل التكالٌف ما ٌضفً البهجة والخضرة‬
‫على شوارع المشاة الداخلٌة وٌمنع وجود مناطق ضائعة أو غٌر محددة االستعمال‪.‬‬

‫وتشٌر دراسة أجرٌت لمقارنة تكالٌف المرافق لجزء من مشروع مصمم على أساس النمط االفقً‬
‫الموجه إلى الداخل والنمط الشبكً المفتوح على الخارج وجد اآلتً شكل رقم (‪:)3‬‬
‫‪ -‬تكالٌف المرافق فً النظام الشبكً لكل وحدة سكنٌة تزٌد بمقدار ‪ %322‬عن التخطٌط االفقً‬
‫الموجه إلى الداخل ( بنسبة ‪.)1 : 3.2‬‬
‫‪ -‬تكالٌف المرافق فً النظام الشبكً لكل متر مربع من المبانً تزٌد بمقدار ‪ %232‬عن النمط‬
‫الموجه إلى الداخل ( بنسبة ‪. )1 : 2.3‬‬

‫‪ -11-2-3‬زٌادة الكثافة ‪ٌ :‬ساعد هذا النمط على تحقٌق كثافة سكانٌة وسكنٌة معقولة مع الجوانب‬
‫االقتصادٌة وذلك باتباع أسس التخطٌط العمرانً السلٌم ومن خالل العودة إلى فكرة التخطٌط المتضام‬
‫والتً وجدت فً المدٌنة اإلسالمٌة القدٌمة حٌث استعمال المساكن ذات األفنٌة والحارات المغلقة‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )3‬مقارنة بٌن نمطً البناء األفقً لدراسة الجوانب االقتصادٌة [‪.]10‬‬
‫‪ -11-2-3‬التوافق مع العوامل االجتماعٌة ٌحقق هذا النمط التوافق والتالؤم مع العوامل االجتماعٌة‬
‫وذلك من خالل اآلتً [‪:]26[،]25‬‬
‫‪ٌ -‬مكن تجمٌع المساكن على فراغات داخلٌة تؤدي إلى تحقٌق وتقوٌة الروابط والحوار واالنتماء للموقع‬
‫‪ ،‬كما أنه ٌوفر العوامل التً تشجع على رضً السكان مثل الخصوصٌة الخارجٌة ‪ ،‬وتحقٌق األمن‬
‫وحرٌة التنقل خاصة لصغار السن من وإلى مدارسهم ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬توفر فً هذا النمط الفناء الداخلً الذي ٌوفر االحساس بالهدوء والمكان المالئم لمزاولة األنشطة‬
‫االجتماعٌة المختلفة وٌعمل على تقوٌة الروابط االجتماعٌة بٌن أفراد اآلسرة الواحدة أو بٌن األسر‬
‫وبعضها ‪ .‬وتوفٌر الخصوصٌة الكاملة الهل المسكن لقضاء أوقات الفراغ‪.‬‬
‫‪ -‬تلبٌة االحتٌاجات الدٌنٌة ‪ٌ :‬حقق هذا النمط بوجود الفناء متطلبات اإلنسان المسلم النابعة من الدٌن الن‬
‫الفناء ٌصبح متنفسا ومطال لمعظم حجرات المسكن وبالتالً تقل الفتحات على الشارع مما ٌساعد‬
‫على حفظ حرمة المسكن وحماٌة سكانه من أعٌن الغرباء‪.‬‬
‫‪ٌ -‬ساعد هذا النمط على زٌادة األلفة والتعارف بٌن الجٌران وتقوٌة الروابط االجتماعٌة بٌنهم‬
‫‪ٌ -‬مكن باستخدام أسلوب التخطٌط المتضام المتجمـع فً شوارع مغلقة تكوٌن مجموعـة‬
‫صغٌرة فً عدد سكانها تحقق الترابط الالزم اجتماعٌا وكبٌرة بنائٌا بحٌث تكفً لخلق مجموعة من‬
‫الفراغات والممرات فً تدرج هرمً ٌساعد على خلق الترابط االجتماعً المنشود‪.‬‬

‫‪ -4‬أمثلة لتجمعات سكنٌة فً الصحراء‬


‫‪ -1-4‬مثال لنمط البناء الموجه على الخارج ‪ :‬حً المصٌف بمدٌنة الرٌاض ‪.‬‬
‫ٌوضح شكل رقم (‪ )4‬مسقط أفقً لحً المصٌف بمدٌنة الرٌاض وٌتضح منه اآلتً[‪:]27‬‬
‫‪ -‬تنقسم المناطق السكنٌة إلى أربع مناطق محاطة بشوارع رئٌسٌة من جمٌع االتجاهات وتتوزع‬
‫المساكن فً بلوكات سكنٌة تحٌط بها الشوارع‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد مناطق تجارٌة محدودة فً مركز الحً ولكن محاور تجارٌة على الشوارع الرئٌسٌة‬
‫‪ -‬توجد بعض المناطق الترفٌهٌة عبارة عن مناطق خضراء أو حدائق مفتوحة‪.‬‬
‫‪ -‬شبكة الطرق الخاصة بالسٌارات عبارة عن طرق رئٌسٌة محٌطة بالحً بها أربع مداخل رئٌسٌة‬
‫بعرض ‪ 36‬م تقسم الحً إلى أربع مناطق سكنٌة باإلضافة إلى الطرق الفرعٌة التً تحٌط‬
‫بالبلوكات السكنٌة ( الطرق شبكة متعامدة ) ‪ .‬أما ممرات المشاة فال توجد ممرات خاصة للمشاة‬
‫مفصولة عن السٌارات وانما حركة المشاة مختلطة مع حركة السٌارات على طول المحاور‬
‫التجارٌة‪.‬‬
‫‪ -‬ال ٌحقق النسٌج العمرانً التوافق والتالؤم مع مناخ المنطقة‬
‫‪ -2-4‬أمثلة لنمط البناء الموجه على الداخل‬
‫‪ -1-2-4‬حً الحمراء بمدٌنة الرٌاض‪ :‬اعتمدت الفكرة فً هذا الحً على تصمٌم منطقة سكنٌة نموذجٌة‬
‫مالئمة للبٌئة المناخٌة والمحلٌة للمنطقة ‪ ،‬وتوفٌر بٌئة سكنٌة ٌطٌب فٌها العٌش وتصبح قادرة على تلبٌة‬
‫احتٌاجات سكانها واالرتقاء لمستوى تطلعاتهم ‪ .‬وقد روعً فً تصمٌم وتخطٌط الحً عدة اعتبارات‬
‫ٌمكن توضٌحها فٌما ٌلً شكـل رقم(‪]28[ )5‬‬

‫شكل رقم(‪ )4‬حً المصٌف بمدٌنة الرٌاض [‪]27‬‬

‫شكل رقم (‪ )5‬حً الحمراء بمدٌنة الرٌاض [‪]28‬‬


‫‪ -‬توفٌر المرافق بشكل متوازي مع احتٌاجات السكان‪.‬‬
‫‪ -‬تشجٌع االتصال الجماعً بٌن السكان بتقسٌمهم إلى مجموعات محددة المعالم ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجٌع حركة المشاة وجعلها آمنة وممتعة ‪.‬‬
‫‪ -‬تقلٌل تكلفة إنشاء وصٌانة الخدمات العامة وذلك بتقلٌل أطوال الشوارع وعروضها وعروض‬
‫واجهات قطع األراضً إلى الحد المالئم‪.‬‬
‫‪ -‬توفٌر مناطق مفتوحة تشمل الحدائق ومالعب لألطفال فً ساحات قرب المساكن‬
‫هذا وقد اعتمد نظام حركة السٌارات فً الحً على طرق تجمٌع تبدأ من الشوارع المحٌطة وتصل‬
‫إلى المنطقة المركزٌة االجتماعٌة وتتفرع من طرق التجمٌع مداخل المساكن فً الساحات التً أعطٌت‬
‫األولوٌة فٌها لحركة المشاة وصممت األرصفة بحٌث تسمح بدخول السٌارات من وإلى المساكن بسرعة‬
‫متدنٌة نظرا لقصر مسافتها ‪ .‬وٌتحرك المشاة بموازاة حركة السٌارات فً طرق التجمٌع إما إلى المنتزه‬
‫أو إلى المناطق التجارٌة‪.‬‬
‫‪ -2-2-4‬مدٌنة الصلٌبخات بالكوٌت‪ :‬هو مشروع إسكان على ارض شرٌطٌة مساحتها ‪ 75‬هكتار وعدد‬
‫القطع ‪ 1224‬قطعة ارض ومساحة كل قطعة ‪226‬م‪ 2‬وابعاد القطعة ‪9‬م×‪25‬م ‪.‬وتتمٌز جمٌع‬
‫المساكن بأنها مفتوحة على الداخل وتتمركز حول فناء داخلً ٌوفر لها الخصوصٌة والمناخ الداخلً‬
‫الخاص ‪ .‬كما أمكن عن طرٌق استخدام الفناء الداخلً االستغناء عن وجود أٌة فتحات على الخارج‬
‫واالستغناء أٌضا عن توفٌر مساحة أمامٌة ولهذا جاءت البٌوت متقاربة جدا من بعضها‪.‬‬

‫وشبكة الممرات الخاصة بالمشاة ضٌقة ومظللة ومعزولة تماما عن خطوط حركة السٌارات مما‬
‫ٌوفر اآلمان للسكان المرتجلٌن ‪ ،‬وتفتح على هذه الممرات مداخل لكل وحدة سكنٌة روعً فً هذه‬
‫المداخل تحقٌق الخصوصٌة للمسكن‪ .‬كما تم التوزٌع من الطرٌق الخلفً المحٌط بالكتلة السكنٌة إلى‬
‫الطرق التخدٌمٌة التً تؤدي إلى مداخل انتظار السٌارات فً وسط المجموعة السكنٌة ‪ ،‬حٌث تم توفٌر‬
‫العدد الكافً من األماكن الالزمة النتظار السٌارات لكل الوحدات السكنٌة شكل رقم (‪.]14[ )6‬‬

‫شكل رقم (‪ )6‬مجموعة سكنٌة بمدٌنة الصلٌبخات وٌظهر تالحم البانً واألفنٌة الداخلٌة المتوسطة[‪.]14‬‬

You might also like