You are on page 1of 182

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة السانيا ‪-‬وهران‪-‬‬
‫كلية اآلداب واللغات والفنون‬
‫قسم اللغة العربية وآدابـها‬

‫مذكرة ماجستير بعنوان‪:‬‬

‫ضمن مشروع البنية اللسانية في التركيب اللغوي لألستاذة الدكتورة‪:‬‬


‫صفية مطهري‪.‬‬

‫إشـراف‪ :‬أ‪/‬د ‪ .‬مطهري صفيــة‪.‬‬ ‫إعداد الطالبة‪ :‬صـاحي مريم‬

‫‪2014/04/21‬‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫رئيسا‪.‬‬ ‫أ‪ .‬د ملياني محمد‬ ‫‪‬‬


‫مشرفا ومقررا‪.‬‬ ‫أ‪ .‬د مطهري صفية‬ ‫‪‬‬
‫عضوا مناقشا‪.‬‬ ‫أ‪ .‬د بوعناني سعاد‬ ‫‪‬‬
‫عضوا مناقشا‪.‬‬ ‫أ‪ .‬د سعد هللا زهرة‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‪3102/3102 :‬م‪.‬‬


‫مق ّدمــــــــــــــة‪‌ :‬‬
‫الصالة والسالم على أشرف اخللق وادلرسلُت سيّدنا‬
‫رب العادلُت و ّ‬
‫الرمحن الرحيم و احلمد هلل ّ‬
‫بسم اهلل ّ‬
‫زلمد األمُت وبعد‪:‬‬
‫ّ‬
‫لقد أثارت اللغة اِىتمام الدارسُت والباحثُت منذ القدم؛ ذلك ّأّنا وسيلة اإلنسان لنقل أفكاره‬
‫ومعارفو؛ يرى اجلميع أ ّن اللغة ملكة فطرية أودعها اخلالق يف اإلنسان وسلوك اِجتماعي؛وقد كثرت‬
‫كل قوم عن أغراضهم‪ ،‬إ ّن قول "اِبن‬
‫ّ‬ ‫هبا‬ ‫يعّب‬
‫ّ‬ ‫ات‬
‫و‬ ‫أص‬ ‫ا‬‫أّن‬
‫ّ‬ ‫عنها‬ ‫يقول‬ ‫"‬‫جٍت‬
‫ّ‬ ‫بن‬‫التعريفات فيها؛فهذا "اِ‬

‫جٍت" حيمل الكثَت من الدالالت فهو هبذا يراىا رلموعة من اإلشارات التعبَتية اذلادفة إىل حاجة ما‬‫ّ‬
‫لكل قوم لغتهم اخلاصة الّيت تتماشى وحاجياهتم‪.‬‬
‫لدى اإلنسان ويرى أ ّن ّ‬
‫ّأما احملدثون فَتون ّأّنا نظام من اإلشارات وظيفتو التواصل؛ وىو تعريف قريب من تعريف "اِبن‬
‫جٍت"‪ ،‬ما يعٍت أ ّن تعريفها يكاد يكون متفقا عليو عند الغالبية‪ّ ،‬أما "دوسوسَت" فَتى ّأّنا سلوك‬
‫ّ‬
‫اِجتماعي و ّأّنا رلموعة من القوانُت الّيت حتكم إنتاج الكالم‪ ،‬و ّأما عن مستوياهتا ّ‬
‫فإّنا تشتمل‬
‫على"‪:‬ادلستوى الصويت وادلستوى الصريف وادلستوى النحوي وادلستوى ادلعجمي وادلستوى األسلويب‪.‬‬

‫وىا ىو النحو جزء من اللغة ىو روحها وآلية متشي بو؛ والنّحو اِنتحاء مست كالم العرب ؛ وىذا‬
‫يعٍت أ ّن النّحو رلموعة قواعد عقلية ملتزمة مضبوطة يلتزم هبا أىل تلك اللغة لتبقى زلفوظة وزلميّة وال‬
‫يطاذلا حلن واِنتقاص يف فصاحتها‪.‬‬

‫ىاما يف ال ّدراسات اللّغوية العربيّة عند‬


‫ادلتمم" الذي يع ّد درسا ّ‬ ‫ومن ال ّدروس النّحوية "درس ّ‬
‫ادلتمم يف الدرس اللساين يف ادلرتبة الثانية بعد العمدة(ادلسند وادلسند إليو فقد أواله‬
‫القدماء‪،‬؛ وموقع ّ‬
‫حناتنا العرب عنايتهم واِىتمامهم وجند ذلك يف أغلب ّأمهات الكتب العربية‪ ،‬وقد يًتاءى للكثَت أ ّن‬

‫‌أ‬
‫الشمس زلجوبة عنو وإن جزئيّا‪،‬‬
‫الش ّق من ال ّدراسة ما تزال ّ‬
‫ادلتمم سهل دراستو؛ولكن يف الواقع فإ ّن ىذا ّ‬
‫ّ‬
‫رلرد فضالت‬ ‫ادلتممات ّ‬
‫تصب أنظارىا على ادلسند وادلسند إليو؛ ومازالت ترى أ ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫فمازالت األنظار‬
‫ملمة هبا كما تكاد تُلِ ّم‬
‫وبالرغم من وجود دراسات حوذلا إالّ ّأّنا غَت كافية أو ّ‬
‫ِ‬
‫ميكن االستغناء عنها‪ّ ،‬‬
‫ادلتمم بشكل واضح إالّ بعض‬ ‫يتم تسليط أضواء النّظريّات احلديثة على ّ‬‫بادلسند وادلسند إليو‪ ،‬ىذا ومل ّ‬
‫اللّمحات ادلشهودة ‪.‬‬

‫إ ّن ادلشروع ىذا قائم على البنية والبنية ىي أصل اللّبنات الّيت تقوم عليها اللّغة‪ ،‬والبنية تكون‬
‫نصا وىكذا‪،‬‬
‫الصوت اللّغوي الّذي يبٍت الكلمة؛ مرورا هبا وىي تبٍت اجلملة اليت بدورىا تبٍت ّ‬
‫بدءً من ّ‬
‫يهمنا ىهنا ىو البناء يف اجلملة الّيت ىي موضوع علم النّحو وخالصة جتربتو‪ ،‬فموضوع‬ ‫لكن الّذي ّ‬
‫و ّ‬
‫متممات اللّغة العربيّة وىي كثَتة فمنها ادلنصوب ومنها ادلرفوع ومنها اجملرور وىي‬
‫البحث يدور حول ّ‬
‫الًتكيب فال غٌت عن‬
‫الش ّق الثّاين للبٌت يف اللّغة العربيّة بعد ادلسند وادلسند إليو‪ ،‬وىي ذات أمهّيّة أيضا يف ّ‬
‫ّ‬
‫فكل نصف حيتاج إىل نصفو اآلخر‪.‬‬
‫فوائدىا يف إثراء اجلملة العربيّة ويف توسيعها ّ‬
‫بأّنا‬
‫أي ح ّد ميكن القول ّ‬
‫ادلتممات وما مكانتها كعناصر لغوية؟ وإىل ّ‬
‫فيا ترى ما األمهّيّة الّيت حتتلها ّ‬
‫متشعبة إىل‬
‫ادلتممات يف اللّغة العربية دون غَتىا من اللّغات؟ ومل ىي ّ‬
‫رلرد فضالت بعد العمد؟ ومل تكثر ّ‬
‫ّ‬
‫ىذا احل ّد؟‬

‫إ ّن ىذه األسئلة ما أثار ذىٍت فكان سببا جزئيا يف اِختياري للموضوع ادلوسوم ب ـ ‪:‬‬

‫المتممـ ـ ـ ــات في اللّغة العربيــة ‪.‬‬


‫ّ‬
‫لعل من بُت األسباب أيضا أ ّن أغلب الدراسات ترّكز على الًتكيب اإلسنادي وال يعٍت ىذا إمهاذلا‬
‫و ّ‬
‫رلرد فضلة‪ ،‬حىت أخذت‬ ‫للمتمم ولكن مازالت ىذه الدراسات تراه مبفهوم القدماء "كموجود لغوي" ّ‬
‫عن يل‬ ‫مث‬ ‫‪،‬‬‫منو‬ ‫أمهية‬ ‫فاألقل‬ ‫باألىم‬ ‫مامها‬ ‫ىت‬‫االستغناء و أيضا من باب اِ‬
‫لفظة فضلة معٌت عدم األمهية و ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‌‬
‫ب‬
‫باعث آخر حيث رأيت متممات اللغة العربية كثَتة ومتشعبة وللمتمم الواحد أنواع وأنواع وغَتىا‬
‫فأردت خوض ىذه اللجة‪.‬‬ ‫ادلكمالت(‪compléments‬‬ ‫متمماتو تكاد تنحصر يف‬

‫ادلتممات‬
‫فأما ادلدخل فعنونتو ب‪:‬مفهوم ّ‬
‫وقد تناولت يف حبثي ىذا مق ّدمة ومدخال وثالثة فصول‪ّ ،‬‬
‫ادلتمم عند "أرسطو" مثّ عند الغرب مثّ‬
‫ادلكمل مثّ توضيح مفهوم ّ‬
‫ادلتمم و ّ‬
‫وتناولت فيو توطئة والفرق بُت ّ‬
‫ادلتممات‬
‫قسمت العمل إىل فصول ثالث عنونت األ ّول ب‪":‬أشكال ّ‬ ‫عند العرب القدماء واحملدثُت‪ ،‬مثّ ّ‬
‫ادلتممات األسلوبيّة‬
‫ادلتممات التّوابع و ّ‬
‫ادلتممات ادلنصوبة و ّ‬
‫يف اجلملة العربيّة" ومتّ من خاللو عرض ّ‬
‫ادلتممات يف اجلملة العربيّة" تناولت يف ىذا‬
‫ادلتممات اجملرورة‪ ،‬وعنونت الفصل الثّاين ب‪" :‬أحوال ّ‬
‫و ّ‬
‫ادلتمم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫تممات من حيث اجلمود واالشتقاق‪ ،‬وجوب وجواز اإلبقاء على ّ‬‫الفصل عناصر ىي‪ :‬تصنيف ادل ّ‬
‫ادلتممات وأثر ذلك يف ادلعٌت‪ّ ،‬أما آخر فصل فعنونتو ب‪:‬‬
‫ادلتممات‪ ،‬رتبة ّ‬
‫ادلتممات‪ ،‬حذف ّ‬ ‫عوامل ّ‬
‫اصة بالنّظريّة‬
‫"ادلتممات يف ضوء النّظريّة التوليديّة التّحويليّة" وتناولت فيو‪ :‬توضيحا لبعض ادلفاىيم اخلّ ّ‬
‫ّ‬
‫التّوليديّة التّحويليّة مثّ إيضاح البنية العميقة والسطحية للمتممات مثّ توضيح إن كان نائب الفاعل متمما‬
‫أو عمدة‪ ،‬يليو توضيح سبب كثرة متممات اللغة العربية يتبعو اذلدف من البنية العميقة والسطحية‬
‫ليختم الفصل بذكر بعض النتائج حول خصائص اللغة العربية‪ّ ،‬أما اخلامتة فكانت حوصلة بسيطة حول‬
‫توصل إليو ىذا العمل البسيط ادلتواضع‪.‬‬
‫ما ّ‬
‫إ ّن ادلنهج ادلتّبع يف ىذه الدراسة ىو ادلنهج الوصفي من أجل تتبّع ادلتممات كموجودات لغوية‬
‫كل ال ّدراسات‬
‫مدروسة وتتبع وجودىا وتواجدىا يف اجلملة العربية بالوصف وىو ادلنهج الغالب على ّ‬
‫تقريبا‪.‬‬

‫لعل من بُت الصعوبات اليت قد تعًتض البحث أنّو يبدو متشعبا وكثيفا وغزير ادلادة إالّ أ ّن الذي‬
‫ّ‬
‫سيجعلو طبيعيا ىو اجلمع بُت األفكار ادلوحدة للمتممات وما ينطبق على أغلبها أو ال ينطبق‪.‬‬

‫‌‬
‫ت‬
‫أوجو خالص شكري إىل كرامة األستاذة ادلشرفة السيّدة احملًتمة‪:‬‬ ‫وإنٍّت يف خامتة ىذه ادلق ّدمة ّ‬
‫"األستاذة مطّهري" لرعايتها ىذا البحث ادلتواضع وإعانتها ال ّدائمة لو بالتّوجيهات واإلرشادات والكتب‬
‫ادلن وىو نعم النّصَت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالشكر الوافر وكبَت االمتنان‪ ،‬فللّو احلمد و ّ‬
‫وغَت ذلك كثَت‪ ،‬متق ّدمة ذلا ّ‬
‫وىران‪.1923/90/12:‬‬

‫الط ـالبة‪ :‬صاحي مرمي‪.‬‬

‫‌‬
‫ث‬
‫مـدخـ ـل‪:‬‬
‫المتمم ــات‪.‬‬
‫مفهـ ــوم ّ‬
‫‪/1‬توطئـ ـ ــة‪.‬‬

‫‪ /2‬الفرق بين المتمم و المكمل ‪.‬‬

‫‪ /3‬المفهــوم‪:‬‬

‫أ ‪ /‬عند أرسطو‪.‬‬

‫ب‪ /‬عندالغربيين‪.‬‬

‫ج ‪ /‬عند العرب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- /1‬توطـ ـ ــئة‪:‬‬

‫اؼبتمم" ال تستعملهما اللٌغة العربيٌة فقط‪ ،‬بل ؽبما كجود يف علوـ أخرل‬
‫مصطلحا "اؼبكمل ك ٌ‬
‫تكمل ؾبموعةه ؾبموعةن أخرل‬ ‫كالرياضيات حيث يتساكل مفهوـ اؼبصطلحٌن إ ٍذ ييقصد بو أف ٌ‬
‫كتتممها فيعطي اًربادنبا ؾبموعة كلية‪ ،‬كما يوجد يف اؽبندسة حيث إ ٌف زاكيتٌن متتامتٌن يكوف‬
‫ليختلف التتميم عن التكميل فيعين أ ٌف زاكيتٌن متكاملتٌن نبا زاكيتاف‬
‫ى‬ ‫ؾبموع قيسهما (‪،)ْْ 99‬‬
‫ؾبموع قيسهما (‪ ،)ْْ 089‬كيوجد اؼبصطلح يف العلوـ اإلسبلمية حيث تنقسم األفعاؿ فيها إىل‬
‫مقاصد ككسائل كزكائد كمتممات كىذه األخًنة ىي األفعاؿ الواقعة بعد حصوؿ اؼبقصود‬
‫كالرجوع من اؼبسجد كالعودة من اعبهاد‪ٌ ،‬أما اؼبتممات كاؼبكمبلت الغذائية يف البيولوجيا فييقصد‬
‫هبا ؾبموعة من البكتينات اؼبوجودة يف ببلزما ال ٌدـ‪ ،‬كما يوجد اؼبكمبلت اػباصة بعلم الديكورات‬
‫كاؼبتممات العلفية يف اإلخصاب اػباصة دبجاؿ الطب‪ ،‬كاؼبتممات التكميلية اؼبضادة لؤلكسدة‬
‫اؼبتمم يف‬
‫يف الكيمياء كاؼبكمبلت الصوتية ككل ما ليس من مكونات اغباسوب يع ٌد مكمبل ك ٌ‬
‫اؽبندسة الكهربائيٌة ىو طريقة حسابيٌة تستعمل يف اؼبنطق التٌوافقي‪ٌ ،‬أما اؼبتممات يف اللٌغة العربيٌة‬
‫يوضح ذلك‪.‬‬
‫فتعين شيئا آخر كمدخل ال ٌدراسة ٌ‬

‫‪2‬‬
‫‪ -/2‬الفرق بين المتمّم والمكمّل ‪:‬‬

‫تعج اؼبؤلٌفات كالكتب اغبديثة دبصطلحات ـبتلفة شكبل؛ كلكنٌها قد تكوف ذات مفهوـ‬
‫ُّ‬
‫اؼبكمل" اللٌذين كردا دبعىن كاحد يف الكثًن منها‬
‫"اؼبتمم ك ٌ‬
‫كاحد كمن ىذه اؼبصطلحات مصطلحا ٌ‬
‫كىو اؼبقابل ؼبصطلح "فضلة"كفيما يلي توضيح للفرؽ اؼبوجود بٌن اؼبصطلحٌن‪.‬‬

‫كمل الشيء كتكامل‬ ‫جاء يف مادة (كمل) عند الزـبشرم يف أسراره‪":‬كمل‪:‬كمل ككمل ك ً‬
‫ي ى‬
‫كملتو كاًستكملو كرجل كامل جامع للمناقب كحوؿ كميل ‪ ...‬كأعطاه ح ٌقو‬
‫كتكمل كأكملتو ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫أم كلٌو"‪1‬؛ من ىذا‬
‫تتمتو ؼبا يتٌ ٌم بو‪...‬كتقوؿ‪ :‬لك بعضو ككمالو ٍ‬
‫كمبلن‪ :‬كافيا كىذه تكملتو ك ٌ‬
‫ى‬
‫نستنتج أ ٌف الكامل كالتٌاـ إذف شيئ كاحد‪.‬‬

‫كل شيئ ما يكوف سباما لغايتو ‪...‬كيقاؿ ليلة التماـ ثبلث ال يستباف‬
‫تتمة ٌ‬
‫كيقوؿ اػبليل‪":‬ك ٌ‬
‫يتم فيها القمر‬
‫فيها نقصاف من زيادة كقيل‪ :‬بل ليلة أربع عشرة كىي ليلة البدر كىي الليلة اليت ٌ‬
‫‪2‬‬
‫تاما صار فبيزا لنفسو ككصل كبلغ‬
‫الشيئ ٌ‬
‫فيصًن بدرا" ؛ أم أ ٌف التٌ ٌاـ ال يعيبو نقص كإذا كاف ٌ‬
‫ح ٌده من الوصوؿ إىل غايتو كنىفى عن نفسو ً‬
‫االنتقاص؛ ككذلك القمر الٌذم ضرب بو "اػبليل"‬
‫تاـ يف اللٌيلة ىذه؛ لبلوغو ح ٌده كغايتو كىي كونو صار بدرا‪.‬‬
‫اؼبثل يف التٌماـ فهو ٌ‬
‫كمل" فإ ٌف اؼبعنيٌن متقارباف ج ٌدا كيصبٌاف يف مفهوـ‬‫ك‬ ‫م‬‫سب‬
‫ٌ‬ ‫"‬ ‫لكلميت‬ ‫غويٌن‬‫ل‬
‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫يفٌن‬
‫ر‬ ‫ع‬‫الت‬ ‫من‬ ‫نطبلقا‬‫كاً‬
‫ٌ‬
‫تاـ كامل‪.‬‬
‫بلوغ الشيء أقصاه فهو ٌ‬

‫‪ .1‬أسرار الببلغة‪ ،‬الزـبشرم‪ ،‬ربقيق ؿبمد باسل عيوف السود‪ ،‬دار الكتب العلمية بًنكت ط‪0998/0‬ـ‪ ،‬ج‪2‬‬
‫ص‪.046‬‬
‫‪ .2‬العٌن‪ ،‬اػبليل‪ ،‬ربقيق مهدم اؼبخزكمي كإبراىيم السامرائي‪ ،‬ج‪ 8‬ص‪.002،000‬‬
‫‪3‬‬
‫مكمل كمصطلحٌن كبويٌن يعنياف "الفضلة" باؼبفهوـ نفسو عند القدماء؛‬‫ك‬ ‫م‬ ‫متم‬ ‫صطبلح‬‫إ ٌف اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫"مكمل" مرتجم عن(‪ ) complément‬باللغةاألجنبية‬ ‫كىذا فيو بعض اللبس ذلك أ ٌف مصطلح ٌ‬
‫حيث إنٌو قد يكوف صاغبا ؼبثل ىذه اللغات إالٌ أنٌو لن يكوف كذلك مع اللغة العربية‪.‬‬

‫صطبلح"مكمل" على مفاعيل كلواحق اؼبفاعيل كتوابع اللغة كغًنىا أمر يشوبو‬ ‫فاًطبلؽ اً‬
‫ٌ‬
‫اؼبكونات (اؼبفاعيل كلواحقها‬
‫اإلجحاؼ فهذه الرتصبة اغبرفية ليست تفي بالغرض ذلك أ ٌف ىذه ٌ‬
‫شّت كىي أكثر بكثًن من مكمبلت اللغات‬
‫لكل نوع أقساـ ٌ‬
‫كالتوابع‪ )...‬كثًنة يف اللغة العربية ك ٌ‬
‫األخرل كمكمبلت ىاتو اللغات تنحصر‪ -‬كقد تزيد قليبل ‪ -‬على اؼبفاعيل كفيما سيأيت إيراد‬
‫كحصر ؽبا‪.‬‬

‫كلذلك فإنو قد تٌ اًختيارلفظة متمم ؼبا يلي من أسباب‪:‬‬

‫‪ /0‬جاء اًختيارلفظة متمم للتفريق بٌن مكمبلت اللغات األخرل كمكمبلت اللغة العربية على‬
‫تتم بقائمة من اؼبتممات تزيد‬
‫أساس أ ٌف مكمبلت العربية ال تنحصر يف اؼبفاعيل كما غًنىا‪ ،‬بل ٌ‬
‫على مكمبلت اللغات األخرل فاًختيار اؼبصطلح ليس من باب اؼبعىن اللغوم؛ كإٌمبا من باب‬
‫التفريق؛ ً‬
‫فاالختصاص كاإلغراء كالتحذير كأساليب غًن موجودة يف الفرنسية مثبل؛ كعطف البياف‬
‫حّت كإف يكجدت فليس ؽبا أنواع كأقساـ كأحكاـ شاملة‬‫كالبدؿ أيضا كليس ىذا فحسب فهي ٌ‬
‫زبصها‪ ،‬ككما سبق ذكره فهذا يعين أ ٌف اؼبتممات‬
‫ألّنا ميزة ٌ‬
‫متممات اللٌغة العربية ٌ‬
‫كاملة كأحكاـ ٌ‬
‫ربوم يف أحضاّنا اؼبكمبلت(اؼبفاعيل)‪.‬‬

‫مكملة للمعىن كحركؼ‬ ‫مكمل حيث قد تكوف أداة الربط أيضا ٌ‬‫‪ /2‬لفظة متمم أفضل بكثًن من ٌ‬
‫اؼبعىن مثبل؛ حيث يقوؿ سليماف فيٌاض‪" :‬كإذا اًكتفي بالتمييز بٌن ما ىو عمدة يف الكبلـ كما‬
‫ىو مكمل فيو من الفضبلت كأدكات الربط"‪1‬؛ أما متمم فتختص فقط باألركاف ً‬
‫االظبية اليت ؽبا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫‪.1‬النحو العصرم‪ ،‬سليماف فيٌاض‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪4‬‬
‫دكر يف بناء معىن ال يف ربط معاف كما تفعل أدكات الربط (فاألدكات تعمل على ربط اؼبعاين‬
‫اؼبتشتتة ٌأما اؼبتممات فتعمل على إدراج معىن إضايف مل يكن موجودا يف األصل كزبلقو من‬
‫جديد ؛كاغباؿ الذم ىبلق يف اعبملة األساسية لصاحب اغباؿ ىيئة )‪.‬‬

‫‪ -/3‬المفهــوم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬عند أرسطو ‪:‬‬

‫*عالقة الفلسفة بالنّحو ‪:‬‬

‫كل العبلقة باؼبنطق كالفلسفة حيث كاف اًىتماـ اليوناف كبًنا هبذين اعبانبٌن‪" :‬كيكمن‬
‫للنٌحو ٌ‬
‫اؽبدؼ من كراء تعليم علم النحو عند النحاة اإلغريق يف تلقٌن فنوف الكبلـ كالكتابة"‪ ،1‬حّت إ ٌف‬
‫يتجزأ من الفلسفة"‪ ،2‬كقد يقوؿ قائل ما عبلقة النحو باؼبنطق‬
‫اليوناف "ع ٌدكا النٌحو جزءن ال ٌ‬
‫كل العبلقة؛ فاؼبنطق دبفاىيمو العقلية يلتقي مع النحو الذم ىو‬
‫كالفلسفة؛ كبالطبع ؽبما بو ٌ‬
‫ؾبموعة قواعد عقلية كال ىبفى ما كاف ألرسطو مع ىذين العلمٌن كعبلقتهما بالنحو فلقد" مزج‬
‫ظل ىذا اؼبزج يصبغ النحو التقليدم برمتو إىل يومنا ىذا‪ ،‬كمن آثار ىذا‬
‫أرسطو النحو باؼبنطق ك ٌ‬
‫اؼبزج أف أصبح للقوانٌن النحوية ما يقابلها من اؼبصطلحات الفلسفية كصار التقسيم النحوم إىل‬
‫مفردات كصبل‪ ،‬كأضحى للمقوالت األرسطيةالشهًنة ما يقابلها يف التقسيم النحوم إىل أقساـ‬
‫الكم يقابل العدد كاإلضافة تقابل أفعل التفضيل كاألين يقابل‬
‫الكبلـ فاعبوىر يقابل الصفة ك ٌ‬
‫اؼبكاف كاؼبّت يقابل الزماف"‪3‬؛ إ ٌف ىذا يعين أ ٌف ىناؾ إسقاطات فلسفية على النٌحو كقد تكوف‬
‫يسميو‬
‫العبلقة بينهما أ ٌف كبلٌ من الفلسفة كالنٌحو علماف عقليٌاف‪ ،‬كىذا الطٌرح يراه "أرسطو" فيما ٌ‬
‫‪1‬‬
‫التطور ‪،‬أضبد مومن‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبامعة اعبزائر ط‪2995 /2‬ـ‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ .‬اللسانيات النشأة ك ٌ‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.09‬‬
‫‪5‬‬
‫باؼبقوالت العشر كاؼبقصود هبا اعبوىر كلواحقو حيث‪ٌ ":‬فرؽ أرسطو بٌن أمباط من احملموالت ينتهي‬
‫عندىا التحليل أكاؼبقوالت كمنها‪:1‬‬

‫*النوع‪ :‬فنقوؿ مثبل‪":‬إنساف"‪.‬‬

‫*الكيف‪ :‬فنقوؿ مثبل‪":‬شاحب"‪.‬‬

‫*الكم أك اؼبقدار‪ :‬فنقوؿ مثبل‪ ":‬ست أقداـ"‪.‬‬

‫*النسبة‪ :‬فنقوؿ مثبل‪ ":‬أكب من أفبلطوف"‪.‬‬

‫*الوضع‪ :‬فنقوؿ مثبل‪ ":‬يف أثينا"‪.‬‬

‫*الزمن أك التاريخ‪ :‬فنقوؿ مثبل‪ ":‬يف القرف اػبامس ؽ‪.‬ـ‪.‬‬

‫*الفعل‪ :‬فنقوؿ مثبل‪ ":‬هبادؿ"‪.‬‬


‫كقد يكوف اؼبقصود باؼبثاؿ "إنساف" اػباص بالنوع ً‬
‫االسم العلم أك الفاعل كاؼبثاؿ "شاحب"‬ ‫ٌ‬
‫أك‬ ‫الكم‬
‫"ست أقداـ"اػباص ب ٌ‬ ‫الصفة؛ كاؼبقصود من اؼبثاؿ ٌ‬
‫اػباص بالكيف اؽبيئة أك اغباؿ أك ٌ‬
‫ٌ‬
‫اػباص بالنٌسبة قد يعين اؼبضاؼ كاؼبضاؼ إليو كاؼبثاؿ "يف أثينا"‬
‫ٌ‬ ‫اؼبقدار التٌمييز؛ كاؼبثاؿ "أكب"‬
‫اػباص بالوضع قد يقصد بو ً‬
‫االسم اجملركرككذلك اؼبثاؿ "يف القرف اػبامس ؽ‪.‬ـ" ك ٌأما اؼبثاؿ‬ ‫ٌ‬
‫اػباص بالفعل فقد يعين الفعل‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫"هبادؿ"‬

‫كلقد ظبٌاىا " أرسطو" باألعراض ككذلك يقوؿ الغزايل‪" :‬كاًنقساـ الوجود إىل األقساـ العشرة‬
‫اليت كاحد منها جوىر كتسعة أعراض"‪1‬؛ كنستنتج من ذلك أ ٌف ما كاف من مفاىيم فلسفية أ ً‬
‫يسقط‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬اؼبوسوعة الفلسفية اؼبختصرة نقلها عن االقبليزية‪ ،‬فؤاد كامل كجبلؿ العشرم كعبد الرشيد الصادؽ‪ ،‬بًنكت لبناف‬
‫ص‪.438، 437‬‬
‫‪6‬‬
‫على النحو فأضحت ؽبم فاىيمو؛ فاعبوىر ىو اؼبسند كاؼبسند إليو كاألعراض ماعدا اؼبسند‬
‫كاؼبسند إليو؛ كاألعراض ىذه ما ىي إالٌ اؼبتممات‪.‬‬

‫ب‪ -/‬عند الغ ــرب ‪:‬‬

‫مكمبل باًستعماؿ كلمة "‪ "complément‬ك ٌأما تعريف ذلك‬


‫اؼبتمم ٌ‬
‫يسمي الغربيوف الفضلة أك ٌ‬
‫ٌ‬
‫عندىم ‪:‬‬
‫‪« Complément2 (grammaire) mot ou ensemble des mots ayant pour‬‬
‫‪fonction de compléter le sens du mot ou ensemble des mots auquel il se‬‬
‫» ‪rattache‬‬

‫ككرتصبة لذلك‪" :‬اؼبفعوؿ (يف النٌحو) كلمة أك ع ٌدة كلمات موجودة من أجل كظيفة تكميل معىن‬
‫اؼبتمم يف اللٌغة‬
‫أك ؾبموعة من الكلمات اليت ترتبط فيما بينها"‪ ،‬كيبدك اؼبفهوـ قريبا من مفهوـ ٌ‬
‫أما أنواع اؼبكمبلت يف اللغات األخرل فمنها‪cod /coi/ co second interne / c. :‬‬ ‫العربية‪ٌ ،‬‬
‫‪...co‬باإلضافة إىل مكمبلت أخرل ىي قليلة جدا‬ ‫‪d agent / ccl /cct / c du nom‬‬

‫متممات اللٌغة العربية‪.‬‬


‫باعتبار ٌ‬
‫اؼبتمم يف‬
‫اؼبتمم إغباقا كشيئا زائدا على اؼبسند كاؼبسند إليو‪ ،‬حالو يف ذلك حاؿ ٌ‬
‫كيعتب الغربيوف ٌ‬
‫كل ما يضاؼ إىل النٌواة اإلسنادية ىو من الناحية الرتكيبية إغباؽ‬ ‫العربية حيث‪" :‬إ ٌف ٌ‬
‫كل ما يضاؼ إىل‬‫(‪)expansion‬؛ كىذا اؼبفهوـ لئلغباؽ يضارع مفهوـ النٌحاة العرب للفضلة أم ٌ‬
‫العمدة يف الكبلـ (اؼبسند كاؼبسند إليو) بعده فضلة يستقيم الكبلـ بدكنو من الناحية الوظيفية‬

‫‪1‬‬
‫فن اؼبنطق‪،‬الغزايل‪ ،‬دار األندلس‪ ،‬بًنكت ص‪.227‬‬
‫‪ .‬معيار العلم يف ٌ‬
‫‪2‬‬
‫‪. Article sur Complément (grammaire).microsoft®encarta® 2009.‬‬
‫‪7‬‬
‫اؼبكمل‬
‫أك ٌ‬ ‫فحسب"‪1‬؛ إذف فاؼبفهوـ كاحد عند العرب كالغرب فيما يتعلق بكوف الفضلة‬
‫إضايف على نقطة اإلسناد كيبكن حذفو ًالكتفاء العمدة بنفسو‪.‬‬
‫ٌ‬
‫اؼبكمبلت عند الغربيٌٌن منها ما يؤدم كظيفة أكلية كمنها ما يؤدم كظيفة غًن أكلية حيث‪:‬‬
‫ك ٌ‬
‫"إذا تعلٌقت تعلٌقا مباشرا باؼبركب اإلسنادم فهي تؤدم كظيفة أكلية كإذا تعلقت تعلقا غًن مباشر‬
‫بو فهي تؤدم كظيفة غًن أكلية مثاؿ‪" :‬اًشرتل األستاذ كتابا قيٌما" فلفظة (كتاب) مفعوؿ بو‬
‫مرتبطة اًرتباطا مباشرا باؼبركب اإلسنادم فهو يؤدم كظيفة أكلية كلفظة (قيٌما) نعت‪ ،‬يتعلٌق تعلٌقا‬
‫غًن مباشر باؼبركب اإلسنادم عن طريق اؼبفعوؿ بو كلذلك فوظيفتو غًن أكلية"‪ ،2‬كقد يوازم ىذا‬
‫باؼبتمم‪ ،‬فقولنا‪":‬حضر رجل البيت"‬
‫اؼبضاؼ" فهو أحيانا يكوف مرتبطا باؼبسند كأحيانا ٌ‬
‫ي‬ ‫الطٌر ىح "‬
‫"فرجل" فاعل كىو مضاؼ كالفاعل عمدة كاؼبضاؼ جزء منو فقد صار تابعا للعمدة‪ ،‬كقولنا‪:‬‬
‫متمم كىذا اؼبضاؼ جزء منو‬
‫"رجل" مفعوؿ بو كىو مضاؼ كاؼبفعوؿ ٌ‬
‫رجل البيت" فإ ٌف ى‬
‫"قابلت ى‬
‫للمتمم‪.‬‬
‫فقد صار تابعا ٌ‬
‫كمكمبلت غًنىا‪ ،‬فليس التٌتميم‬
‫متممات العربية ٌ‬
‫كلكن يف الواقع فإ ٌف الفرؽ ىنا شاسع بٌن ٌ‬
‫يف العربية على أساس كظيفة أكلية أك غًن أكلية اليت ىي مرتبطة –أصبل– بالعبلقة اؼبكانية كموقع‬
‫متممات العربية تعمل على أساس اؼبعىن كإطالة‬
‫الكلمة من اؼبركب اإلسنادم؛ كإٌمبا يف كوف ٌ‬
‫اؼبتمم من اؼبركب اإلسنادم ‪.‬‬
‫اعبملة يبينا كيسارا كال أنبية ؼبوقع ٌ‬
‫كىذا ً‬
‫االختبلؼ كالتٌمييز اػبصوصي بٌن العربيٌة كغًنىا من اللٌغات لو أسبابو اليت تعود إىل بنية‬
‫كل لغة‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪ .1‬مباحث يف اللسانيات‪ ،‬أضبد حساين‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر ‪0999‬ـ‪ ،‬ص‪.008‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية‪ ،‬بوقرة نعماف‪ ،‬منشورات جامعة باجي ـبتار عنابة ‪2996‬ـ‪ ،‬ص‪.020‬‬

‫‪8‬‬
‫اؼبتمم عند الغرب كعندنا ـبتلف سباما‪ ،‬أل ٌف اؼبفعوؿ عندىم لو‬
‫كاعبدير بال ٌذكر أ ٌف موضوع ٌ‬
‫عبلقة مباشرة ككطيدة بالفعل حّت من حيث اؼبوقع نظرا لطبيعة اعبملة الغربية؛ حيث إ ٌف الفاعل‬
‫ؿبمد جاء)‪ ،‬كما‬
‫ؿبمد‪ٌ /‬‬
‫اليكوف إالٌ متقدما (‪)le nom‬؛ ككبن إف تق ٌدـ الفاعل أصبح مبتدأ (جاء ٌ‬
‫ال يوجد عندىم مبتدأ كخب بل يوجد الفاعل كالفعل أم مسند كمسند إليو كاحد لوجود مبط‬
‫صبلي كاحد عندىم؛كلكن يف اعبملة العربيٌة يوجد مسنداف كمسنداف إليو لوجود مبطٌن من‬ ‫ٌ‬
‫اعبمل؛ كاؼبفعوؿ ال أنبية ألف يكوف قريبا أك بعيدا عن العمدة يف العربيٌة ‪.‬‬
‫ً‬ ‫لذلك سيبدك ً‬
‫االختبلؼ كاضحا انطبلقا من بنية اعبملتٌن العربية كالغربية ما ٌ‬
‫يوضح خصوصية‬
‫متمما كيبقى‬
‫تأخر فذلك سواء؛ حيث يبقى دائما ٌ‬
‫اؼبتمم يف العربية أتق ٌدـ أـ ٌ‬
‫كل لغة‪ ،‬كما أ ٌف ٌ‬
‫ٌ‬
‫العامل عامبل حّت كإف اًنفصل عنو‪.‬‬

‫ج‪ /-‬عند العرب ‪:‬‬

‫‪ /1‬العرب القدماء ‪:‬‬

‫ما فتئ النٌحو يف عبلقتو باؼبنطق كالفلسفة يواصل دربو عند العرب القدماء حيث‪" :‬اًىتم‬
‫النحاة باؼبنطق كتأثركا بو كاًستخدموا مادتو كأشكاؿ قياسو"‪،1‬كىاىم" األشاعرة كاؼبتكلمٌن كالنحاة‬
‫كعلماء األصوؿ كىؤالء درسوا اؼبنطق كتأثركا بو يف أساليب تفكًنىم كطرائقهم يف البىاف"‪2‬؛ كقد‬
‫تعمم‬
‫السبب يف ذلك إىل كوف أ ٌف اؼبنطق يعتمد على القياس كالقواعد ككذلك ىو النٌحو إذ ٌ‬
‫يعود ٌ‬
‫قاعدة بعد أف يقاس عليها‪.‬‬

‫كعلى ىذا النحو كاف تأثٌر العرب النحاة بعلل كأسباب كأعراض الفلسفة من حيث كوّنا‬
‫مفاىيم أسقطوىا على النحو‪ ،‬فنجد مصطلحي اؼبوضوع كاحملموؿ اؼبقصود هبما اؼبسند كاؼبسند‬

‫‪ .1‬اًبن يعيش النحوم‪ ،‬عبد اإللو نبهاف‪ ،‬منشورات اًرباد الكتاب العرب ‪0997‬ـ‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪.2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪9‬‬
‫إليو‪ ،‬كنبا (اؼبوضوع كاحملموؿ) مصطلحاف فلسفياف بالدرجة األكىل‪ ،‬كىاىم اؼبتكلموف يتحدثوف‬
‫عن اعبوىر يف أنٌو "ينقسم إىل ما ليس يف اؼبوضوع كال يبكن أف يكوف ؿبموال كإىل ما ليس يف‬
‫األكؿ ىو اعبوىر الشخصي كزيد كعمرك كالثاين ىو اعبواىر‬
‫موضوع كيبكن ضبلو على موضوع ك ٌ‬
‫الكلية كاإلنساف كاعبسم كاغبيواف فإنٌا نشًن إىل موضوع مثل ‪ :‬زيد ككبمل ىذه اعبواىر عليو‬
‫كنقوؿ زيد إنساف كحيواف كجسم فيكوف احملموؿ جوىرا"‪ ،1‬ككبلـ كهذا يف إسقاطو على النحو‬
‫هبعل احملموؿ ىو اؼبسند كاؼبوضوع ىو اؼبسند إليو؛ كفعبل كثًن من النحاة من اًستعمل‬
‫اؼبصطلحٌن‪ ،‬فهذه اللجنة اليت ألٌفتها الوزارة سنة ‪ 0938‬الباحثة يف مسائل تيسًن النحو تسمح‬
‫باستعماؿ اؼبصطلحٌن كتعلل لذلك بقوؽبا‪" :‬اًختيار اؼبوضوع كاحملموؿ بأنٌو أكجز‪ ،‬كبأنٌو ال يكلفنا‬
‫اًصطبلحا جديدا"‪2‬؛ فاؼبوضوع كاحملموؿ مصطلحاف فلسفياف أسقطا على النٌحو‪.‬‬
‫كيسمي كباتنا القدامى ما عدا اؼبسند كاؼبسند إليو "فضلة" فهي‪":‬مدلوؿ إعراب ً‬
‫االسم ما ىو‬ ‫ٌ‬
‫اعبر ؼبا بٌن العمدة كالفضلة"‪3‬؛ حيث يرل‬
‫بو فضلة أك بينهما فالرفع للعمدة كالنصب للفضلة ك ٌ‬
‫ؾبرد زكائد كأ ٌف الكبلـ قد يكوف مفيدا من دكّنا حيث يقوؿ "اًبن يعيش"‬ ‫القدماء أ ٌف الفضبلت ٌ‬
‫يف باب الفاعل‪" :‬اًعلم أنٌو قي ٌدـ الكبلـ يف اإلعراب على اؼبرفوعات ٌ‬
‫ألّنا اللوازـ للجملة كالعمدة‬
‫‪4‬‬
‫يتم‬
‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫عندىم‬ ‫اؼببلحظ‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها ‪ ...‬كاليت ال زبلو منها كما عداىا فضلة يستق ٌل الكبلـ دكّنا"‬
‫تقدمي تعريف للفضلة إالٌ كىو مصحوب بتعريف مسبق للعمدة كما ذلك إالٌ للعبلقة التبلزمية‬
‫أقل أنبية من العمدة فكبلنبا لو دكره إالٌ أ ٌف‬
‫كالتكميلية بينهما من حيث اؼبعىن‪ ،‬ال أل ٌف الفضلة ٌ‬

‫‪ .1‬معيار العلم يف فن اؼبنطق‪ ،‬الغزايل‪ ،‬ص‪.228‬‬


‫‪ . 2‬النحو اؼبنهجي‪ ،‬ؿبمد برانق‪ ،‬مطبعة عبنة البياف العريب‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬التذييل كالتكميل يف شرح كتاب التسهيل‪ ،‬أبو حياف األندلسي‪ ،‬ربقيق حسن اؽبنداكم‪ ،‬دار القلم دمشق ج‪0‬‬
‫ص‪.242‬‬

‫‪4‬‬
‫‪.‬شرح اؼبفصل‪ ،‬اًبن يعيش‪ ،‬اجمللس األعلى لؤلزىر(مشيخة األزىر)‪ ،‬إدارة الطباعة اؼبنًنية ج‪ 0‬ص‪.74‬‬
‫‪10‬‬
‫العمدة أسبق إىل الوجود كونو البؤرة كالنواة األكىل كالبذرة اليت الب ٌد من كجودىا؛ كللفضلة ع ٌدة‬
‫تعريفات كمنها ما كرد يف شرح التٌسهيل ٌأّنا "عبارة ع ٌما يسوغ حذفو مطلقا إالٌ لعارض"‪ ،1‬كىو‬
‫تردده عند الكثًن من النٌحاة القدماء حيث ٌإّنا زيادة على الرتكيب‬
‫التٌعريف الذم يغلب ٌ‬
‫اإلسنادم كيبكن ً‬
‫االستغناء عنها لوجود كبلـ مقبوؿ يف كجود العمدة‪.‬‬

‫‪/2‬عند العرب المحدثين ‪:‬‬

‫مرة‬
‫متمم ك ٌ‬
‫فمرة يستعلموف لفظ ٌ‬ ‫ىبتلف العرب احملدثوف حوؿ تسمية ىذا العنصر اللٌغوم‪ٌ ،‬‬
‫يسميها أجدادنا النٌحاة "فضلة" ملتزمٌن بو‪ٌ ،‬أما عن أنواع‬
‫مكمل كأخرل فضلة‪ ،‬يف حٌن كاف ٌ‬
‫ٌ‬
‫الفضلة كأقسامهاعندالقدماء فهي‪ ":‬مفعوؿ مطلق أك مقيد أك مستثىن أك حاؿ أك سبييز أك مشبو‬
‫اعبر ؼبا بٌن العمدة كالفضلة كىو اؼبضاؼ إليو "‪2‬؛ كىي نفسها عند احملدثٌن‪.‬‬
‫بو ك ٌ‬
‫اؼبكمل كالفضلة يف غًن ربديد ًالستعماؿ كاحد‪ ،‬ليس من‬‫اؼبتمم ك ٌ‬
‫ذبوؿ احملدثٌن بٌن رياض ٌ‬
‫إ ٌف ٌ‬
‫ألّنم صبيعا يتفقوف على أ ٌف ىذا العنصر ىو ما كاف‬ ‫قبيل عدـ ً‬
‫االتفاؽ على اؼبفهوـ الواحد؛ كإٌمبا ٌ‬
‫زيادة على اؼبرٌكب اإلسنادم؛ إالٌ أ ٌف األمر قد يعود إىل مشاكل علم اؼبصطلح يف عدـ توحيد‬
‫اؼبصطلح‪.‬‬

‫االختبلؼ بٌن اؼبصطلحات الثٌبلث‪ ،‬فلم يعد‬ ‫الضبط ضركرم ألنٌو يوجد بعض ً‬ ‫غًن أ ٌف ٌ‬
‫الساحة اللٌسانيٌة‪ ،‬حيث مل يعد‬
‫مصطلح "فضلة" يفي بالغرض مع طغياف النٌظريٌات اعبديدة يف ٌ‬
‫مكمل" فهو مصطلح يبكن اًعتباره‬ ‫للسبب نفسو‪ٌ ،‬أمامصطلح " ٌ‬
‫ً‬
‫ذا استهبلكية ذات فائدة ٌ‬
‫لكل ىاتو‬
‫خصوصيا تابعا للغات غًن العربيٌة كما سبق ذكره‪ ،‬فيكوف مصطلح مت ٌمم ىو األفضل ٌ‬
‫األسباب‪.‬‬

‫‪ .1‬التذييل كالتكميل يف شرح كتاب التسهيل‪ ،‬أبو حياف األندلسي‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.265‬‬
‫‪.2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.242‬‬
‫‪11‬‬
‫مكم ٌّ ٌّ ٌّؿ كرتصبة حرفية للمصطلح الغريب‬
‫فهم يستعملوف‪ :‬فضلة بتعبًن القدماء كمفهومو‪ٌ ،‬‬
‫متمم‪ ،‬كىناؾ منهم من ذبده يستعملها ثبلثتها يف مؤلٌف كاحد‬
‫(‪ ،) Complément‬كمصطلح ٌ‬
‫عنده حيث يقوؿ‪":‬سليماف فيٌاض" يف النحو العصرم‪"1:‬الكلمة العربية يف اعبملة العربية اؼبفيدة‬
‫أربعة أنواع‪:‬‬

‫كنبا ركنا اعبملة كعمدتاىا‪.‬‬ ‫‪ -2‬مسند‬ ‫‪ -0‬مسند إليو‬

‫الركنٌن يف اعبملة "‪ ،‬فها ىو ىنا‬


‫ك يأتياف مع ٌ‬ ‫‪ -4‬أداة ربط‬
‫مكمل‬
‫‪ -3‬فضلة أك ٌ‬
‫مكمل‪ ،‬كيستعمل لفظ فضلة يف تعريفو ؽبا حيث يقوؿ‪:‬‬ ‫ً‬
‫ىب ًٌن نفسو بٌن استعماؿ فضلة أك ٌ‬
‫"الفضبلت أظباء تذكر لتكميل معىن اعبملة كليست أحد ركنيها ال مسندا كال مسندا إليو"‪،2‬‬
‫اؼبكمل شيئ كاحد من حيث اؼبفهوـ‪ ،‬كيقوؿ‪":‬أضبد عبد‬ ‫كاؼببلحظ ىهنا أنٌو يرل بأ ٌف الفضلةك ٌ‬
‫يفضل مصطلح فضلة‪" :‬اؼبعىن األساس أك اإلسناد أك اعبملة أم الكبلـ‬
‫العظيم عبد الغين" الذم ٌ‬
‫مكوف كبوم كراء ذلك يف اعبملة زيادة‬
‫كل ٌ‬‫التاـ الذم يفيد فائدة تامة وبسن السكوت عليها‪ ،‬ك ٌ‬
‫كفضلة على اؼبستويٌن الرتكييب كال ٌداليل"‪ ،3‬حيث يرل أ ٌف ماعدا اؼبسند كاؼبسند إليو فضلة كزيادة‪،‬‬
‫كليس معىن الزيادة عدـ األنبية حيث سيجيء التفصيل يف ذلك‪.‬‬

‫كمن خبلؿ ما يقولو الرجل فإ ٌف غًن األساسي ىو كظيفة الفضلة حيث ليس عملها اإلسناد‪،‬‬
‫كليس غًن األساسي ىو تواجدىا كموجود لغوم‪ ،‬لذلك فبلب ٌد من التفريق بٌن كوّنا ذات كظيفة‬
‫سواء أكانت أساسية أـ ال‪ ،‬كىي بالطبع غًن أساسية أل ٌف اؼبرٌكب اإلسنادم ىو صاحب الوظيفة‬
‫األساسية‪ ،‬كبٌن كوّنا مرٌكبا لغويا موجودا متواجدا يبكن ً‬
‫االستغناء عنو كما يبكن اإلبقاء عليو‬

‫‪ .1‬النحو العصرم‪ ،‬سليماف فيٌاض‪ ،‬مركز األىراـ للرتصبة كالنشر ص‪.353‬‬


‫‪.2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.356‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬اؼبصطلح النحوم دراسة نقدية ربليلية‪،‬أضبد عبد العظيم عبد الغين‪ ،‬دار الثقافة للنشر كالتوزيع ص‪.064،063‬‬

‫‪12‬‬
‫بكل بساطة‪" :‬اًسم يذكر لتتميم معىن اعبملة كليس أحد ركنيها أم ليس مسندا‬
‫فهي "الفضلة" ٌ‬
‫‪1‬‬
‫متمم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫فهي‬ ‫اؼبعىن‬ ‫م‬ ‫تتم‬
‫ٌ‬ ‫إذف‬ ‫فهي‬ ‫؛‬ ‫كال مسندا إليو‬

‫ؿبمد ضباسة عبد اللٌطيف" عناصر غًن إسنادية إ ٍذ يقوؿ‪" :‬كالعناصر اليت‬
‫يسميها " ٌ‬
‫ٌإّنا كما ٌ‬
‫يطوؿ هبا بناء اعبملة ىي العناصر غًن اإلسنادية أم اليت ال يكوف أحدىا عنصرا إسناديا كىي‬
‫‪2‬‬
‫يوضح الرؤية أكثر يف أ ٌف الكبلـ العريب يشمل‬
‫كثًنة متع ٌددة كمن بينها التوابع" ‪ ،‬كتعريف كهذا ٌ‬
‫نوعٌن من الرتاكيب اإلسنادية كغًن اإلسنادية‪ ،‬كال يعين ذلك عدـ أنبية غًن اإلسنادية كإٌمبا يعود‬
‫كل تركيب‪.‬‬
‫األمر إىل الوظيفة كعمل ٌ‬
‫يسميو ب‬ ‫ً‬
‫مكمل‪ ،‬كمنهم من ٌ‬ ‫تفضل فئة أخرل من احملدثٌن استعماؿ مصطلح ٌ‬ ‫كيف اؼبقابل ٌ‬
‫"التكملة" ؼ" مهدم اؼبخزكمي" يقرتح التسمية الثانية حيث يقوؿ‪" :‬فليكن لنا فبٌا اًصطلح عليو‬
‫اؼبعاينوف من عبارة (متعلٌقات الفعل) أك فبٌا اًنتهت إليو عبنة التبسيط يف القاىرة من‬
‫يسميها "ميشاؿ زكريا" بركن التكملة‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬‫‪3‬‬
‫عبارة(التكمبلت) ما نأخذ بو‪ ،‬نػي ىعٍن ًو يف بو اؼبنصوبات"‬
‫تتكوف من ركنٌن يف البنية العميقة ركن اإلسناد كركن التكملة"‪،4‬‬
‫حيث يقوؿ‪":‬اعبملة العربية ٌ‬
‫يدؿ أكثر على أ ٌف ىذه العناصر غًن اإلسنادية ىي عناصر ىامة كذات أنبية‬‫ككبلـ كهذا ٌ‬
‫كضركرية أيضا‪ ،‬كليست عرضية دبا ٌأّنا موجودة يف البنية العميقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬جامع الدركس العربية‪،‬الشيخ مصطفى الغبلييين‪ ،‬ربقيق عبد اؼبنعم خليل اًبراىيم ‪ ،‬دارالكتب العلمية بًنكت لبناف‬
‫ط‪2999/0‬ـ‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫ؿبمد ضباسة عبد اللطيف‪ ،‬مكتبة الزىراء القاىرة ‪0990‬ـ‪ ،‬ص‪.6،5‬‬
‫‪.‬التوابع يف اعبملة العربية‪ٌ ،‬‬
‫‪.3‬النحو العريب نقد كتوجيو‪ ،‬مهدم اؼبخزكمي‪ ،‬دار الرائد العريب‪ ،‬بًنكت لبناف ط‪0986 /2‬ـ‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬األلسنية التوليدية التحويلية‪ ،‬ميشاؿ زكريا‪،‬اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات كالنشر كالتوزيع بًنكت ط‪0986/2‬ـ‪ ،‬ص‪.53‬‬

‫‪13‬‬
‫"مكمل" ك"فضلة" "عادؿ خلف" حيث يقوؿ‪" :‬كاؼبنصوبات يف باب‬ ‫كفبٌن يستعمل لفظي ٌ‬
‫مكمبلت كيناسبها النصب‬ ‫اؼبفعوؿ‪...‬تع ٌد فضبلت يف الرتكيب بعد سباـ اإلسناد أك بعبارة أخرل ٌ‬
‫ألنٌو ػب ٌفتو يناسب ماىي عليو من خ ٌفة يف الرتكيب بعد اًكتماؿ عيمد اإلسناد كمن ىَثَّ كاف‬
‫‪1‬‬
‫تأملي ؼبا قالو "عادؿ ػبلف" فإنٌنا نتأ ٌكد يقينا أ ٌف مصطلح‬
‫النصب عبلمة اؼبفعولية" ‪ ،‬كيف حوار ٌ‬
‫اليت تعين عند الغربيٌن‬ ‫(‪) Complément‬‬ ‫مكم ٌل" ما ىو إالٌ تلك الرتصبة اغبرفية لكلمة‬
‫" ٌ‬
‫"اؼبفعوؿ"‪ ،‬كلذلك قاؿ "كاؼبنصوبات يف باب اؼبفعوؿ‪ ...‬تع ٌد فضبلت‪ ...‬أك بعبارة أخرل‬
‫كمل يساكم‬
‫مكمبلت‪ ...‬كمن ىَثَّ كاف النصب عبلمة اؼبفعولية"‪ ،‬ليكوف ىذا شاىدا على أ ٌف اؼب ٌ‬
‫ٌ‬
‫عما للعربية‪ ،‬كفيما سيلي تفصيل فيو‪.‬‬
‫مفعوؿ اللغات األجنبية الذم ىبتلف ٌ‬
‫ك يقوؿ "سليماف فياض"يف موضع آخر‪" :‬يف اعبملة العربية اؼبفيدة ركناف أساسياف‪ ...‬كما زاد‬
‫مكمل أكفضلة أك أداة"‪ ،2‬كاؼببلحظ أ ٌف الغالبية تشًن إىل‬
‫على ىذين الركنٌن األساسيٌن فهو ٌ‬
‫اؽبوة يف‬
‫التعرض إىل اؼبفهوـ العلمي الدقيق لو‪ ،‬ما يزيد من ٌ‬
‫اؼبصطلح فقط‪ ،‬عارضة أقسامو دكف ٌ‬
‫كمتمم"‪.‬‬ ‫ل‬ ‫‪،‬مكم‬ ‫"فضلة‬ ‫ستعماالت‬‫تعميق اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫"مكمل" على األداة فيقوؿ‪" :‬ك إذا اًكتفي بالتمييز بٌن ما ىو‬
‫كاؼبؤلٌف نفسو يلقي دبصطلح ٌ‬
‫مكمل فيو من الفضبلت كأدكات الربط"‪ ،3‬ك يقوؿ قبل ذلك يف‬ ‫عمدة يف الكبلـ كما ىو ٌ‬
‫مكمل‬
‫اؼبقدمة‪" :‬كمل تفارؽ ىذه الرؤية فقط التأكيد الدائم على ما ىو عمدة يف الكبلـ كما ىو ٌ‬
‫اؼبكمبلت‪ ...‬يبكن هبا للقارئ كالكاتب أف‬
‫للعمل من اجملركرات كاؼبنصوبات كتوابع العيمد ك ٌ‬
‫يكتب كتابة صحيحة‪ ،‬كأف يقرأ قراءة صحيحة إذا ما عرؼ كيف يبيٌز عيمد الرتكيب يف الكبلـ‬

‫‪.1‬كبو اللغة العربية‪ ،‬عادؿ خلف‪ ،‬ص‪.008‬‬


‫‪ .2‬يراجع‪:‬النحو العصرم‪ ،‬سليماف فياض‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪.3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪14‬‬
‫مكمبلت الكبلموفضبلتو كأدكات الربط يف الرتكيب"‪ ،1‬فما يبلحظ من‬
‫ككل ٌ‬
‫اؼبفيد كيبيٌز عنها ٌ‬
‫مكمبل (فضلة)‬
‫يكمل اؼبعىن أ كاف ٌ‬
‫أم كبلـ يبكنو أف ٌ‬
‫"مكمل" األكىل يقصد هبا ٌ‬
‫كبلمو أ ٌف كلمة ٌ‬
‫"مكمل" دبعنيٌن‪:‬‬ ‫ً‬
‫–حسبو– أك أداة ربط‪ ،‬كبالتايل فقد استعمل لفظ ٌ‬
‫يكمل عمدة الكبلـ‪ ،‬أداة أك فضلة‪.‬‬ ‫األول‪ - /‬دبعىن عاـ أم ٌ‬
‫كل ما ٌ‬ ‫ّ‬

‫الثاني‪ - /‬دبعىن خاص ك يقصد بو تلك اؼبركبات اؼبعركفة ب"فضلة" أك ٌ‬


‫"متمم" حيث أفرد‬
‫مكمل"‪ ،‬ما هبعل األمر‬
‫بأّنا " ٌ‬‫صرح ٌ‬ ‫ؽبا بابا كامبل‪ ،‬كمن الغريب أنٌو مل ييدرج أدكات الربط مع أنٌو ٌ‬
‫"متمم" فهو‬ ‫صطبلح‬ ‫ـبلوطا ك وبتاج إىل اًصطبلحية‪ ،‬كىذا ما يدعم أكثر موقفنا حٌن اًرتأينا اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أكىف كأأمن كأحوط ‪.‬‬

‫"متمم" ‪-‬كيف الواقع ىي اللفظة األكثر تعبًنا عن‬ ‫لفظة‬ ‫ستعماؿ‬‫يف حٌن يفضل آخركف اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اؼبفهوـ كاألقرب إىل علم النحو اعبديد اؼبتج ٌدد– كمن ىؤالء مثبل "عبداغبميد مصطفى السيٌد"‬
‫"مكونات غًن ضركرية كىي مكونات تتح ٌدد كظيفتها بعبلقتها اؼبباشرة بالنواة‬
‫إ ٍذ يقوؿ عنها ٌأّنا ٌ‬
‫تضم‪ :‬اؼبفعوالت كاغباؿ ك التميز كالتوكيد كأطلق‬
‫اإلسنادية ال بعبلقتها باؼبسند أك اؼبسند إليو ك ٌ‬
‫على ىذه العناصر اًسم متممات اإلسناد أك توسعاتو "‪. 2‬‬
‫تتنوع اؼبقيٌدات يف العربية كتش ٌكل‬
‫كقد صنٌفها ضمن ما ظبٌاه باؼبقيٌدات حيث يقوؿ‪" :‬ك ٌ‬
‫تصنيفا يضعها خارج دائرة اإلسناد"‪ ،3‬كمعىن التٌقييد ىنا حصر الكبلـ كإفادتو معىن معيٌنا‬
‫كاؼبقصود باؼبقيٌدات ىو‪" :‬العناصر اإلضافية‪ ...‬اليت تقيٌد عبلقة اإلسناد كتقيٌد بالتايل اغبكم‬

‫‪ .1‬النحو العصرم‪ ،‬سليماف فياض‪ ،‬ص‪.98،97‬‬


‫‪.2‬دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬عبد اغبميد مصطفى السيٌد‪ ،‬داراغبامد للنشر كالتوزيع عماف األردف ط‪2994/0‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.69‬‬

‫‪ .3‬دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬عبد اغبميد مصطفى السيٌد‪ ،‬ص‪.26‬‬


‫‪15‬‬
‫‪1‬‬
‫اؼبتممات فقط‪ ،‬فما ىي إالٌ جزء مقيٌد للمسند كاؼبسند‬
‫ٌ‬ ‫يشمل‬ ‫ال‬ ‫دات‬‫ٌ‬‫باؼبقي‬ ‫القوؿ‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫اؼبستفاد"‬
‫كل مادخل على اؼبسند كاؼبسند‬
‫إليو فقد تكوف اؼبقيٌدات غًن اؼبتممات‪ ،‬فهي –أم اؼبقيدات– ٌ‬
‫ظن ك أخواهتا ك غًنىا ‪ -‬يف رأم اؼبؤلف‪.-‬‬
‫إليو مثل‪ٌ :‬‬
‫كبنظرة فاحصة ؼبفهوـ اؼبقيدات َثٌ اؼبتممات اليت ىي جزء منها يرتاءل لنا أ ٌف ىذه اؼبقيٌدات‬
‫مهم للجمل اؼبطلقة (اؼبركب اإلسنادم)‬ ‫ربرر اؼبعىن من اإلطبلؽ – ىي أمر أساسي ك ٌ‬ ‫‪ -‬اليت ال ٌ‬
‫معٌن كبالتايل فهي حاصرة للمعىن‪.‬‬
‫حبيث ربصرىا يف معىن ٌ‬
‫أهميتــها‪:‬‬

‫مهم يف قوؽبم "زيادة كفضلة"‪،‬‬


‫يبيل بعض النٌحاة احملدثٌن إىل النٌظر إىل الفضلة على أّنا أمر غًن ٌ‬
‫فيعتبكّنا غًن ذات أنبية ال شرؼ ؽبا يف اؼبعىن‪ ،‬كمنهم "مهدم اؼبخزكمي" حيث يقوؿ‪" :‬كمن‬
‫‪2‬‬
‫ألّنا ال تؤلف ركنا من أركاف اإلسناد ذىب النٌحاة إىل‬
‫أجل ما للمنصوبات من أنبيٌة ثانوية ٌ‬
‫لكن تسمية اؼبنصوبات بالفضبلت يشعر بتفاىتها يف الكبلـ ك قلٌة‬‫تسميتها بالفضبلت ‪ ...‬ك ٌ‬
‫‪3‬‬
‫اغبق يف نعت الفضبلت‬
‫ٌ‬ ‫"‬‫اؼبخزكمي‬ ‫مهدم‬‫ؿ"‬ ‫يكوف‬ ‫قد‬ ‫‪،‬‬ ‫شأّنا يف تأدية اؼبقاصد كاألغراض"‬
‫اؼبضمار‬
‫ى‬ ‫تطور النحو كدخوؿ نظريات جديدة‬
‫بأّنا ال تؤدم اؼبقاصد كاألغراض خاصة مع ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الشأف‪،‬‬
‫ذباكزت عمليٌات كحركيٌات النٌحو القدمي‪ ،‬إالٌ أنٌو ليس منصفا يف كصفو ؽبا بالتفاىة كقلٌة ٌ‬
‫فإذا عدنا إىل اًشتقاؽ الكلمة كمعناىا اللٌغوم فإنٌنا قبد "اًبن فارس" يف مقاييس اللٌغة يقوؿ‪:‬‬

‫الضاد كالبلٌـ أصل صحيح يدؿ على زيادةيف شيئ من ذلك الفضل‪ٌ :‬‬
‫الزيادة‬ ‫"(فضل)‪ :‬الفاء ك ٌ‬

‫‪.1‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.25‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ .‬اؼبنصوبات باب أكسع من اؼبتممات حيث من اؼبنصوبات اًسم ال النافية للجين ‪ ،‬اًسم إف خب كاف‪ ...‬يراجع‬
‫التذييل كالتٌكميل‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.242‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬النحو العريب نقد ك توجيو‪ ،‬مهدم اؼبخزكمي‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪16‬‬
‫كاػبًن كاإلفضاؿ كاإلحساف"‪ٌ ،1‬أما صاحب اللٌساف فيقوؿ‪" :‬فضل‪ :‬الفضل كالفضيلة معركؼ‬
‫ض ٌد النٌقص كالنٌقيصة‪ ...‬كالفضل كالفضيلة‪ :‬البقيٌة من الشيئ كأفضل فبلف من الطٌعاـ ك غًنه إذا‬
‫‪2‬‬
‫فضل تأيت بو الفضلة إكراما للمعىن فتزيد منو‬ ‫أم فضل ىو أعظم من و‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫؛‬ ‫ترؾ منو شيئا "‬
‫كتتفضل بو عليو‪ ،‬كقوؿ "اًبن منظور" عنها أّنا ض ٌد النٌقص كالنٌقيصة ينفي عنها التٌفاىة سباما‬
‫ٌ‬
‫كإما تركتو‪ ،‬لكنٌو وبيط اؼبعىن‬
‫فإما أخذتو ٌ‬
‫فليس ما كاف ناقصا بتافو‪ ،‬كإمبٌا ىو زائد كقد فضل كبقي ٌ‬
‫دبعىن آخر‪ٌ ،‬أما أف يكوف تافها فليس ذلك اؼبراد بالفضلة‪.‬‬

‫كلكن ىناؾ من يرل أنبٌيتها كأنبية كجودىا يف الكبلـ حيث يقوؿ‪" :‬فاضل السامرائي" يف‬
‫ذلك‪ ":‬كليس اؼبقصود بالفضلة عند النٌحاة أّنا هبوز ً‬
‫االستغناء عنها من حيث اؼبعىن‪ ،‬كما أنٌو‬
‫ليس اؼبقصود هبا ٌأّنا هبوز حذفها مّت شئنا فإ ٌف الفضلة قد يتوقٌف عليها الكبلـ "‪،3‬كقولو ىذا‬
‫الزيادة ىنا معناىا أ ٌف‬
‫ينفي عنها التفاىة اليت كصفها هبا "مهدم اؼبخزكمي "‪ ،‬كما يعين ذلك أ ٌف ٌ‬
‫الفضلة زادت يف اؼبعىن كليست زيادة عليو‪ ،‬حيث ىناؾ عناصر جديدة دخلت على الرتكيب‬
‫اإلسنادم ىي تلك اؼبسماة بالفضبلت‪ ،‬كىذا الدخوؿ ٌأدل إىل تغًنات داللية (اؼبعىن) كىي ال‬
‫تضر‪ ،‬كما يوحي ىذا إلينا بأ ٌف للفضلة‬‫بالزيادة ما مل ٌ‬
‫ؿبالة إضافية؛ فهي إذف زيادات كالبأس ٌ‬
‫اغبرية حذؼ ىذا أك ذاؾ أل ٌف اؼبعىن كتكملتو متوقٌفاف على ىذا‬
‫أنبٌية يف صنع اؼبعاين؛ فليس من ٌ‬
‫االستغناء عنها مّت‬ ‫ال ٌدخوؿ‪ ،‬حيث يوضح نظرتو أكثر فيقوؿ‪":‬كليس معىن الفضلة إذف إمكاف ً‬
‫كل كبلـ الب ٌد أف يكوف فيو‬
‫شئنا‪ ،‬كإٌمبا اؼبقصود بالفضلة أنٌو يبكن أف يتألٌف كبلـ بدكّنا‪ ،‬إذ ٌ‬
‫‪:‬ؿبمد مسافر كفاض‬
‫عمدة مذكورة أكمق ٌدرة خببلؼ الفضلة فإنٌو يبكن أف يتألٌف كبلـ بدكّنا كبو ٌ‬

‫‪ .1‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬اًبن فارس‪ ،‬ربقيق عبد السبلـ ىاركف‪ ،‬دار الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع ج‪ 4‬ص‪.598‬‬
‫‪ .2‬لساف العرب‪ ،‬اًبن منظور‪ ،‬ربقيق عبد اهلل علي الكبًن‪ ،‬ؿبمد حسب اهلل‪ ،‬ىاشم ؿبمد الشاذيل‪ ،‬دار اؼبعارؼ القاىرة‬
‫ج‪ 38‬ص‪.3428‬‬
‫‪ .3‬معاين النحو‪ ،‬فاضل السامرائي‪ ،‬شركة العاتك لصناعة الكتاب القاىرة ج‪ 0‬ص‪.04‬‬
‫‪17‬‬
‫النٌهر"‪ ،1‬كيف أنبٌيتها يقوؿ "بوقرة نعماف"‪" :‬كإذا تعلٌقت تعلٌقا مباشرا باؼبرٌكب اإلسنادم فهي‬
‫تؤدم كظيفة ٌأكلية"‪ ،2‬كعليو يبكن القوؿ أ ٌف الفضلة كتسمية ال يعين زيادة على اؼبعىن كإٌمبا زيادة‬
‫ٌ‬
‫يف اؼبعىن‪.‬‬

‫الفصــل األوّل‪:‬‬

‫‪ .1‬معاين النحو‪ ،‬السامرائي‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.04‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ .‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬بوقرة نعماف‪ ،‬منشورات جامعة باجي ـبتار عنابة ‪2996‬ـ‪ ،‬ص‪.029‬‬
‫‪18‬‬
‫أشكال المتممات في الجمـ ــلة العرب ـية ‪:‬‬

‫‪ /1‬المتممات المنصوبة ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المفاعي ـ ـ ـ ـ ــل‪.‬‬

‫ب‪ -‬نوائب المفاعي ـ ـ ــل‪.‬‬

‫ج‪ -‬الح ـ ـ ـ ـ ـ ــال‪.‬‬

‫د‪ -‬الـتمـييـ ـ ـ ـ ــز‪.‬‬

‫‪/2‬المتممات التواب ــع ‪:‬‬

‫أ‪ -‬النعـ ـ ـ ـ ـ ــت ‪.‬‬

‫ب‪ -‬البـ ـ ـ ـ ـ ــدل ‪.‬‬

‫ج‪ -‬عطـ ــف البي ـ ــان ‪.‬‬

‫د‪ -‬التوكيـ ـ ـ ـ ـ ــد ‪.‬‬

‫ه‪ -‬عط ـ ـف النس ـ ــق ‪.‬‬

‫‪ /3‬المتممات األسلوبيـة‪:‬‬

‫أ‪ -‬أسلوب االختصاص – اإلغراء – التحذير‪.‬‬

‫ب‪ -‬النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ج‪ِ -‬االستثن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ‪.‬‬

‫‪ /4‬المتممات المجرورة ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المجـ ـ ــرور بحرف الجـ ـ ـ ــرّ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المركب اإلضافي المتممي (المضاف إليه المتمم) ‪.‬‬

‫‪ -1‬المتمّمــات المنصوبة ‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫متمما‪ ،‬فاًسم إ ٌف كخب كاف‬
‫كل منصوب ٌ‬
‫ىبتص مصطلح اؼبنصوبات باألظباء فقط كليس ٌ‬
‫ٌ‬
‫كاًسم ال النافية للجنس كخب ال النافية للوحدة كلواحقها كلٌها ليست من اؼبتممات كىي من‬
‫اؼبتممات اؼبنصوبة فهي ‪:‬‬
‫اؼبنصوبات ك ٌأما ٌ‬
‫‪ -‬اؼبفعوؿ اؼبطلق ‪.‬‬

‫‪ -‬اؼبفعوؿ بػو ‪.‬‬

‫‪ -‬اؼبفعوؿ معػو ‪.‬‬ ‫أ‪ /‬المفاعيـ ــل ‪:‬‬

‫‪ -‬اؼبفعوؿ فيػو ‪.‬‬

‫‪ -‬اؼبفعوؿ ألجلو‪.‬‬

‫‪ -‬نوائب اؼبفعوؿ اؼبطلق‪.‬‬

‫ب‪ /‬نوائب المفاعيل‪:‬‬

‫‪ -‬نوائب الظ ػػركؼ‪.‬‬

‫ج‪ /‬الح ـ ــال ‪.‬‬

‫د‪ /‬التميي ـ ــز‪.‬‬

‫‪ -1‬المفعول المطلق ‪:‬‬


‫‪21‬‬
‫يسميو ب "اًسم اغبدثاف" حيث يقوؿ يف‬ ‫ٌ‬ ‫"‬‫سيبويو‬‫"‬ ‫ىو‬ ‫فها‬ ‫اؼبطلق‬ ‫باؼبفعوؿ‬ ‫القدماء‬ ‫تم‬
‫ٌ‬ ‫ى‬‫لقد اً‬

‫باب الفاعل الذم يتع ٌداه فعلو إىل مفعوؿ‪" :‬كاًعلم أ ٌف الفعل الذم ال يتع ٌدل الفاعل يتع ٌدل إىل‬
‫ليدؿ على اغبدث‪ ،‬أال ترل قولك‪" :‬قد ذىب دبنزلة‬ ‫اًسم اغبدثاف الذم أيخ ىذ منو‪ ،‬ألنٌو إٌمبا ييذكر ٌ‬
‫اؼبرة‬ ‫يف‬ ‫عمل‬ ‫اغبدث‬ ‫يف‬ ‫ل‬ ‫قولك‪ :‬قد كاف منو ذىاب‪ ...‬كقعد قًعدة سوء كقعد قىعدتٌن‪ ،‬ؼبا ع ً‬
‫م‬
‫ٌ‬ ‫ٌ ى‬
‫‪1‬‬
‫كيسميو يف موضع آخر "مصدرا كتوكيدا" يف باب "ىذا باب‬ ‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫اؼبرتٌن كما يكوف ضربا منو"‬ ‫منو ك ٌ‬
‫ما يكوف من اؼبصادر مفعوال" حيث يقوؿ‪" :‬فًنتفع كما ينتصب إذا شغلت الفعل بو كينتصب‬
‫فعلت أك توكيدا‪ ،‬فمن ذلك‬‫أم فعل ى‬ ‫تبٌن ٌ‬
‫إذا شغلت الفعل بغًنه‪ ،‬كإٌمبا هبيء ذلك على أف ٌ‬
‫سًن ًس ىًن عليو؟ فتقوؿ‪ً :‬س ىًن عليو سٍيػهر شديد‪ ...‬ككذلك صبيع‬
‫‪:‬أم ٍ‬‫قولك على قوؿ السائل ٌ‬
‫فيسميو "مصدرا" حيث يقوؿ يف باب اؼبنصوبات‬ ‫األنصارم"‬ ‫ىشاـ‬ ‫بن‬‫اؼبصادر"‪ ،2‬كأما "اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اؼبتشاهبة‪" :‬ما وبتمل اؼبصدرية كاؼبفعولية كمن ذلك كبو‪":‬كال تظلموف فتيبل " "كال يظلموف نقًنا"‬
‫أم ظلما ما أك خًنا ما "‪3‬؛ فهو ىنا يعطينا مثاال عن اؼبفعوؿ اؼبطلق كصفة تشاهبو مع اؼبفعوؿ‬
‫مع أ ٌف الفرؽ بينهما ٌبٌن؛ فاؼبفعوؿ ليس من لفظ الفعل مع عبلقتو بو ٌأما اؼبطلق فمن لفظ‬
‫الفعل‪.‬‬

‫فيسميو يف باب اؼبفعوؿ اؼبطلق باؼبصدر‪ ،‬حيث يقوؿ‪:‬‬ ‫ً‬


‫جين" كىو على مذىب البصريٌٌن ٌ‬
‫ٌأما "ابن ٌ‬
‫دؿ على حدث كزماف ؾبهوؿ كىو كفعلو من لفظ كاحد كالفعل‬ ‫كل اًسم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫اؼبصدر‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫علم‬‫"اً‬

‫مشتق من اؼبصدر تقوؿ‪ :‬قمت قياما ك قعدت قعودا"‪ ،4‬فالتسميات قد تتفاكت بٌن اًسم‬

‫‪.1‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ربقيق كشرح عبد السبلـ ىاركف‪ ،‬مكتبةاػباقبي بالقاىرة ط‪0988 /3‬ـ‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.34‬‬
‫‪.2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.228‬‬
‫ؿبمد اػبطيب‪ ،‬السلسلة‬ ‫ً‬ ‫‪3‬‬
‫‪ .‬مغين اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬ابن ىشاـ األنصارم‪ ،‬ربقيق كشرح عبد اللطيف ٌ‬
‫الرتاثية(‪2999 )20‬ـ‪ ،‬ج‪6‬ص‪.034‬‬
‫جين‪ ،‬ربقيق ظبيح أبو مغلي‪ ،‬دار ؾبدالكم للنشر عماف ‪0988‬ـ‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫ً‬
‫‪.‬اللمع يف العربية‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪4‬‬

‫‪22‬‬
‫لكن التعريف يبقى كاحدا يف كونو مصدرا مشتقا من فعلو كيأيت‬
‫اغبدثاف كاؼبصدر كالتوكيد ك ٌ‬
‫منصوبا‪.‬‬

‫كيسميو‬
‫كيف تعليل تسميتو بذلك فإ ٌف‪" :‬اؼبفعوؿ اؼبطلق ظبٌي بذلك أل ٌف الفعل يصدر عنو ٌ‬
‫سيبويو اغبدث كاغبدثاف كرٌدبا ظبٌاه الفعل"‪ ،1‬كيقوؿ "اعبوجرم" أيضا‪" :‬كقيل لو مطلق لعدـ‬
‫ضم إليو خببلؼ غًنه من اؼبفاعيل إ ٍذ‬
‫باعبار إ ٍذ يصدؽ عليو لفظ مفعوؿ من غًن صلة تي ٌ‬
‫تقييده ٌ‬
‫يقاؿ‪ :‬مفعوؿ بو كمفعوؿ لو كمفعوؿ فيو"‪ ،2‬فهو مطلق ألنٌو ليس مقيٌدا بشيئ؛ زماف أك مكاف أك‬
‫حرؼ أك غًن ذلك فبٌا يبكنو أف يكوف مقيٌدا‪.‬‬

‫اؼبتأخركف فبل يطلقوف عليو إالٌ اًسم اؼبفعوؿ اؼبطلق كىو الذم أصبح شائعا عنو يف‬
‫ٌأما ٌ‬
‫األكلٌن يف التعريف‪" :‬ىو‬
‫اجملاالت العلمية كالتعليمية كيف ذلك يقوؿ "عادؿ خلف" مقتفيا أثر ٌ‬
‫مصدر مذكور بعد فعل من لفظو لتأكيده أك لبياف نوعو أك لبياف عدده"‪ ،3‬كمثاؿ ذلك قولنا‪- :‬‬
‫جلست جلوسػػا‪ *...............‬للتوكيػػد ‪.‬‬

‫‪ -‬فتحت الباب فتحاليٌنا ‪ *............‬نوع اؼبصدر‪.‬‬

‫‪ -‬جلست جلستٌن ‪ *..................‬بياف العػدد ‪.‬‬

‫‪ -2‬المفعول المقيّد‬

‫ؿبمد الشًنازم‪ ،‬ص‪.99‬‬‫اؼبفصل يف النحو‪ ،‬الزـبشرم‪ ،‬طبعو ٌ‬


‫‪ٌ .‬‬
‫‪1‬‬

‫‪.2‬شرح شذكر الذىب‪ ،‬اعبوجرم‪ ،‬ربقيق نواؼ جزاء اغبارثي‪،‬مكتبة اؼبلك فهد الوطنية ط‪2994/0‬ـ‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.42‬‬
‫‪ .3‬كبو اللغة العربية‪ ،‬عادؿ خلف‪ ،‬مكتبة اآلداب القاىرة ‪099‬ـ‪ ،‬ص‪.029‬‬
‫‪23‬‬
‫كيضم إليو اؼبفعوؿ بو‪ ،‬اؼبفعوؿ معو‪ ،‬اؼبفعوؿ فيو كاؼبفعوؿ ألجلو‪ ،‬ك ٌأما يف سبب تسميتو فإ ٌف‬‫ٌ‬
‫ذلك يعود إىل تقيٌده بشيئ ما فاؼبفعوؿ اؼبقيٌد ما كاف ‪":‬مقيٌدا كاؼبفعوؿ بو كاؼبفعوؿ فيو كاؼبفعوؿ‬
‫معو كاؼبفعوؿ لو"‪ ،1‬فهي مفاعيل مقيدة فهناؾ ما فيعل بو بفعل فاعل كمنها ما فيعل يف زمانو أك‬
‫مكانو أك فيعل ألجلو‪.‬‬

‫أ‪-‬المفعول به ‪:‬‬

‫اؼبفعوؿ بو أشهر من نار على علم إذ يقوؿ صاحب أسرار العربية عنو‪" :‬إ ٍف قاؿ قائل‪ :‬ما‬
‫كل اًسم تع ٌدل إليو فعل‪ ...‬كىو على ضربٌن‪ :‬فعل متعد بغًنه كفعل متع ٌد‬
‫اؼبفعوؿ؟ قيل ٌ‬
‫بنفسو" ‪ ،‬كعموما فاؼبفعوؿ بو‪" :‬اًسم منصوب ٌ‬
‫‪2‬‬
‫يدؿ على الذم كقع عليو فعل الفاعل إثباتا‬
‫تتغًن معو صورة الفعل كبو‪ :‬اًرفع رأسك‪ ،‬ككبو‪ :‬ال تظلم أحدان"‪ ،3‬كيف كظيفتو يقوؿ‬
‫أك نفيا كال ٌ‬
‫معىن أساسيا يف اعبملة كقد تكتمل اعبملة بدكنو كلذلك‬ ‫يؤدم ن‬
‫بأنٌو‪" :‬يف أغلب األحياف ال ٌ‬
‫يعرؼ على أنٌو ما كقع عليو فعل‬ ‫صطبلحات‬ ‫يسميو النحاة فضلة "‪ ،4‬فاؼبفعوؿ بو يف كثًن من ً‬
‫اال‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يعرؼ عنو حيث فيعل بو فعل بفعل فاعل‪.‬‬ ‫ظبو‬‫الفاعل‪ ،‬كالواقع أ ٌف اً‬
‫ٌ‬
‫‪ -‬أقســامه ‪:‬‬

‫اؼبفعوؿ بو أقساـ إذ يوجد ما تعدل فيو الفعل إىل مفعوؿ كاحد كإىل مفعولٌن كإىل ثبلث‪:‬‬
‫"فاؼبتع ٌدم إىل مفعوؿ كاحد كبو قولك‪" :‬ضربت زيدا"‪ ...‬كاؼبتع ٌدم غلى مفعولٌن على ضربٌن‪...‬‬
‫ك كاليقٌن‪ ...‬كتلك األفعاؿ‪ :‬ظننت‬
‫الش ٌ‬
‫األكؿ كبو قولك‪:‬أعطيت زيدا درنبا‪ ...‬الثاين منها أفعاؿ ٌ‬
‫ٌ‬

‫ؿبمد ؿبي الدين عبد اغبميد‪ ،‬دار الرتاث القاىرة ط‪0989 /29‬ـ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪1‬‬
‫‪.‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ ،‬ربقيق ٌ‬
‫ج‪ 0‬ص‪.069‬‬
‫ؿبمد هبجت البيطار‪ ،‬مطبوعات اجملمع العلمي العريب دمشق ص‪.86،85‬‬ ‫ً‬ ‫‪2‬‬
‫‪.‬أسرار العربية‪ ،‬ابن األنبارم‪ ،‬ربقيق ٌ‬
‫ؿبمد أسعد النادرم‪ ،‬ص‪.697‬‬‫‪ .‬كبو اللغة العربية‪ٌ ،‬‬
‫‪3‬‬

‫‪.4‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬


‫‪24‬‬
‫كبو‪:‬أظن كوبسب ك ىباؿ‬‫ٌ‬ ‫تصرؼ من ىذه األفعاؿ‬ ‫كحسبت كخلت كزعمت‪ ...‬ككذلك ما ٌ‬
‫كيعلم‪ ...‬كاؼبتع ٌدم إىل ثبلثة مفعولٌن كبو قولك‪ :‬أعلم اهلل زيدا عمرا عاقبل‪ ،‬أنبأ اهلل بشرا بكرا‬
‫كريبا"‪ ،1‬كمنها "ما يتع ٌدل إىل مفعوؿ بنفسو دائما كأفعاؿ اغبواس كبو‪ :‬مشمت اؼبسك كظبعت‬
‫اآلذاف كرأيت اؽببلؿ"‪ ،2‬كاعبدكؿ اآليت وبصرىا‪:‬‬

‫إلى‬ ‫المتع ّدي‬ ‫المتع ّدي إلى مفعول المتع ّدي إلــى مفعوليـ ـ ــن‬
‫ثالث‬ ‫واحد‬

‫مفعوالن ليس أىىر ى‬


‫م‪.‬‬ ‫مفعوالن أصلهما‬ ‫كأفعاؿ اغبواس‪:‬‬

‫أصلهما مبتدأ أعلم‪.‬‬ ‫مبتدأ وخبر‪.‬‬ ‫‪ -‬ذقت الطٌعاـ‪.‬‬


‫و خبر‬
‫أخب‪.‬‬ ‫‪ -‬ظبعت اعبرس‪.‬‬
‫أعطى – سأؿ‬ ‫أفعال‬ ‫أفعال القلوب‬
‫أنبأ‪.‬‬ ‫‪ -‬رأيت القمر‪.‬‬
‫منح – كسا‬ ‫التصيير‬
‫خبٌػر‪.‬‬ ‫(التحويل) ‪.‬‬ ‫‪ -‬مشمت العطر‪.‬‬
‫أطعم – سقى‬
‫نبٌػأ‪.‬‬
‫جعل‪.‬‬ ‫كجد – ألفى‬
‫أسكن –أنشد‬
‫ح ٌدث‪.‬‬
‫رد‪.‬‬ ‫درل‪ -‬جعل‬
‫أنسى –جزل‬
‫ترؾ‪.‬‬ ‫تعلٌم‪ -‬حجا‬

‫ع ٌد‪-‬زعم‪-‬حسب اً ٌزبذ‪.‬‬

‫جين‪ ،‬ص‪.49،48‬‬ ‫ً‬


‫‪.‬يراجع‪ :‬اللٌمع‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪1‬‬

‫‪ . 2‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬مطبعة التقدـ العلمية مصر ط‪0323/0‬ق‪ ،‬ص‪.95،94‬‬
‫‪25‬‬
‫ىًزب ىذ‪.‬‬ ‫ىب‪ -‬رأل‬
‫ٍ‬
‫صًن–كىب‬
‫ظن‪-‬خاؿ ٌ‬
‫علم‪ٌ -‬‬

‫كما ينقسم من جهة أخرل إل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‪:‬‬

‫غًن صري ػ ػ ػػح‬ ‫صري ػػح‬

‫ضمًن منفصل أك متصل‪.‬‬ ‫اًسم ظاىر‬

‫مؤكلة جاركؾبركر‬
‫مؤكؿ صبلة ٌ‬
‫مصدر ٌ‬ ‫شرفتك‪ /‬إيٌاؾ نعبد‬
‫كتبت الدرس ٌ‬

‫قعدت على األريكة‬ ‫أظنّك تدرك عواقب الظلم‬ ‫عرفت أ ّن الح ّق غالب‬

‫‪ -‬أحكـامه ‪:‬‬

‫للمفعوؿ بو كلعاملو أحكاـ‪" :‬إذا كاف الفعل ناصبا ؼبفعولٌن أحدنبا فاعل يف اؼبعىن فاألصل‬
‫تقدمي الفاعل يف اؼبعىن كبو ألبست زيدا جبٌة"‪ ،1‬فاؼبفركض تقدمي الفاعل يف اؼبعىن يف ىذه اغبالة‪.‬‬

‫‪ . 1‬األصوؿ الوافية‪،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.97،96‬‬


‫‪26‬‬
‫* تقدمي العامل يف اؼبفعوؿ بو ؼ‪ " :‬األصل يف عاملو أف يتق ٌدـ عليو‪ ،‬كقد هبب تأخره كذلك إذا‬
‫كاف لو التص ٌدر كبو‪ :‬ما تعلمت؟ "‪ ،1‬فإف كاف اؼبفعوؿ ما أظباء الصدارة كأظباء ً‬
‫االستفهاـ فقد‬
‫كجب تقديبو على العامل‪.‬‬

‫* ذكر العامل ؼ‪" :‬األصل فيو أف يذكر كقد وبذؼ كحذفو ٌإما جائز كذلك إذا دلٌت عليو قرينة‬
‫كإما كاجب كذلك سبعة أنواع‪ :‬األمثاؿ ككبوىا فبٌا ايشتيهر حبذؼ‬
‫كبو زيدا يف جواب من أكرمتو؟ ٌ‬
‫االختصاص كالتحذير‬ ‫االشتغاؿ ك ً‬
‫االسم يف باب ً‬ ‫العامل كقولك للقادـ عليك‪ :‬أىبل كسهبل‪ ...‬ك ً‬
‫االختصاص‪،‬‬‫كاإلغراء كاؼبنادل"‪ ،2‬فقولنا‪:‬كبن اعبزائريٌن شجعاف‪ ،‬حذؼ فيو الفعل أخص يف ً‬
‫ٌ‬
‫ؿبمد‪ ،‬حذؼ فيو الفعل أنادم يف‬ ‫كيا‬ ‫اء‪،‬‬
‫ر‬ ‫اإلغ‬ ‫يف‬ ‫لزـ‬‫كقولنا‪ :‬أخاؾ أخاؾ‪ ،‬حذؼ فيو الفعل اً‬
‫ٌ‬
‫النداء‪.‬‬

‫منوم‪...‬‬
‫كإما غًن ٌ‬
‫"إما منويٌا‪ٌ ...‬‬
‫* األصل يف اؼبفعوؿ بو أف يأيت مذكورا‪ ،‬كلكنٌو قد وبذؼ جوازا‪ٌ :‬‬
‫ككجوبا يف التنازع أف أعمل الثاين كبو‪:‬قصدت كعلٌمين أستاذم‪ ...‬كيبتنع حذفو يف مواضع منها‪:‬‬
‫اؼبفعوؿ اؼبسؤكؿ عنو كبو‪ :‬عليٌا‪ ،‬يف جواب من أكرمت؟ كاحملصور فيو كبو‪ :‬ما أكرمت إالٌ زيدا‪...‬‬
‫كمنها احملذكؼ عاملو كبو‪ :‬إياؾ كالتٌكاسل كمنها اؼبفعوؿ يف ً‬
‫االشتغاؿ‪ :‬زيدا علٌمتو‪ ...‬كمنها‬ ‫ٌ‬
‫‪3‬‬
‫اؼبنوم أف نقوؿ‪ :‬أىذا الذيعلٌمت‬
‫ٌ‬ ‫ؿ‬ ‫فمثا‬ ‫‪،‬‬ ‫اؼبفعوؿ يف التنازع‪ :‬ظنٌين قائما كظننت زيدا قائما"‬
‫اؼبنوم قولنا‪ :‬ىل يتساكل الذين يعملوف كالذين ال‬
‫ٌ‬ ‫أبناءؾ؟ أم علٌمتو أبناءؾ‪ ،‬كمثاؿ غًن‬
‫يعملوف؟ أم اؼبتصفوف بالعمل كاؼبتصفوف بعدمو‪.‬‬

‫‪ . 1‬األصوؿ الوافية‪،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.96‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪. 3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫ب‪ -‬المفعول معه ‪:‬‬

‫كل ما فعلت معو‬ ‫ً‬


‫جين"عنو‪" :‬ك ٌ‬‫ٌأما اؼبفعوؿ معو كىو من اؼبفاعيل اؼبقيٌدة أيضا فيقوؿ "ابن ٌ‬
‫يد كاًستول اؼباء كاػبشبة أم مع اػبشبة‬
‫فعبل كجاز أف يكوف معطوفا كذلك‪ :‬قمت كزيدان أم مع ز و‬

‫ألّنا‬
‫االسم الذم بعدىا ٌ‬ ‫‪...‬فلما حذؼ (مع) أقاـ الواك مقامها كأكصل الفعل الذم قبلها إىل ً‬
‫ٌ‬
‫كاك دبعىن‬ ‫ٌقوتو فأكصلتو إليو فاًنتصب"‪ٌ ،1‬أما تعريفو عند احملدثٌن فهو‪" :‬اًسم مفرد فضلة قبلو‬
‫االسم الذم‬‫تدؿ نصا على اًقرتاف ً‬
‫(مع) مسبوقة جبملة فعل أك ما يشبهو يف العمل كتلك الواك ٌ ٌ‬
‫لؤلكؿ يف اغبدث أك عدـ‬ ‫ً‬
‫بعدىا باسم آخر قبلها يف زمن حصوؿ اغبدث مع مشاركة الثاين ٌ‬
‫مشاركتو"‪ ،2‬كالقوؿ باؼبشاركة فإنٌو يكوف يف الزمن أمران مفركغا منو ؿبتٌما‪ٌ ،‬أما يف اؼبعىن فقد يتح ٌقق‬
‫ذلك كقد ال يتح ٌقق مثل قولنا ‪":‬مشيت كالشاطئ "‪ ،‬فأنا لن أمشي مع الشاطئ كإالٌ بات اؼبعىن‬
‫فاسدا‪ ،‬كإٌمبا اؼبقصود أنٌنا مبشي دبحاذاتو‪.‬‬

‫‪ -‬أحكامــه ‪:‬‬

‫* أف يكوف "ناصبو الواك"‪ ،3‬أم أف يكوف العامل ىو الواك‪.‬‬

‫* أف يكوف العطف فبكنا حبيث ال يكوف ىناؾ ضعف ال يف اؼبعىن كال يف اللٌفظ‪" :‬كحينئذ ضبلو‬
‫على العطف ألصالتو أرجح من النٌصب على اؼبعيٌة كبو‪ :‬جاء علي كعمرك"‪ ،4‬كىذا راجع إىل‬
‫اؼبعىن‪.‬‬

‫‪ .1‬اللمع يف العربية‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ص‪.53‬‬


‫‪ .2‬النحو الوايف‪ ،‬عباس حسن‪ ،‬دار اؼبعارؼ مصر ط‪ 3‬ج‪ 2‬ص‪.399‬‬
‫‪ . 3‬نبع اؽبوامع‪ ،‬السيوطي‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.077‬‬
‫‪ . 4‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.099‬‬
‫‪28‬‬
‫العطف ففيو ضعف‪:‬‬
‫ى‬ ‫* أف تكوف لواك اؼبعيٌة األكلوية من حيث اؼبعىن يف مقامو‪ ،‬كال وبتمل اؼبعىن‬
‫"إما من جهة اؼبعىن كبو‪ :‬لو تركت الناقة كفصيلها لرضعها‪ ،‬فالعطف على تقدير لو تركت الناقة‬
‫ٌ‬
‫ترأـ فصيلها أم تعطف عليو‪ ،‬كترؾ فصيلها برضعها لرضعها كىو تكلٌف بضعفو فالراجح‬
‫النٌصب‪ ...‬ك ٌأما من جهة اللٌفظ كبو‪ :‬أقبلت كزيدا كاًذىب كعمرا لضعف العطف على ضمًن‬
‫الرفع اؼبتصل ببل فصل"‪ ،1‬فهنا ال هبوز العطف أل ٌف معىن اؼبعية أغلب عليو‪.‬‬

‫كل صانع كصنعتو‪ ،‬فبٌا مل‬


‫"كيتعٌن العطف كذلك يف كبو‪ٌ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫* أف يكوف النصب على اؼبعية فبتنعا‪:‬‬
‫يسبق الواك فيو صبلة ككبو‪ :‬اًشرتؾ زيد كعمرك‪ ،‬كفبٌا يلزـ فيو اإلسناد ؼبتع ٌدد ككبو‪ :‬جاء ؿبمد‬
‫كاًبراىيم‪ ،‬فبٌا اًشتمل على ما ينايف اؼبعيٌة"‪.2‬‬

‫كإما‬
‫"كيتعٌن النصب على اؼبعية ٌإما ؼبانع لفظي كبو‪ :‬ما شأنك كزيدا‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫* أف يكوف العطف فبتنعا‪:‬‬
‫األكؿ‪،‬‬
‫كتعٌن النصب لعدـ صحة العطف على الضمًن اجملركريف ٌ‬
‫ؼبانع معنوم كبو‪ :‬سرت كالنيل‪ٌ ،‬‬
‫‪3‬‬
‫األكؿ ىو الضمًن "ؾ"‬
‫ٌ‬ ‫اؼبثاؿ‬ ‫يف‬ ‫فاؼبانع‬ ‫‪،‬‬ ‫كلعدـ صحة مشاركة النيل للمتكلم يف السًن يف الثاين"‬
‫يف شأنكن كاؼبانع يف اؼبثاؿ الثاين ىو اؼبعىن‪.‬‬

‫ج‪-‬المفعول فيه ‪:‬‬

‫كيضم ظرؼ الزماف كظرؼ اؼبكاف كيقوؿ فيو"سيبويو" يف باب ما ينتصب من‬‫ٌ‬ ‫اؼبفعوؿ فيو‬
‫ألّنا ظركؼ تقع فيها األشياء كتكوف فيها ألنٌو موقوع‬
‫األماكن كالوقت معلٌبل نصبها‪" :‬كذلك ٌ‬
‫فيها كىمكو هف فيها"‪ ،4‬فقد ٌنوه "سيبويو" إىل تضمٌن معىن "يف" يف الزماف كاؼبكاف كيف ذلك يقوؿ‬
‫الزماف أك اؼبكاف ييراد فيو معىن "يف" كليس يف‬ ‫"اًبن جين"‪" :‬اًعلم أ ٌف الظرؼ ً‬
‫كل اسم من أظباء ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫‪. 1‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.099‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو ص‪.090‬‬
‫‪ . 3‬اؼبرجع نفسو‪،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪.4‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.408‬‬
‫‪29‬‬
‫لفظو كقولك‪ :‬قمت اليوـ كجلست مكانك‪ ،‬أل ٌف معناه‪ :‬قمت يف اليوـ كجلست يف مكانك‪،‬‬
‫فإ ٍف ظهرت (يف) يف اللٌفظ كاف ما بعدىا اًظبا صروبا" ‪ُّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫فتضم ين الكبلـ معىن "يف" يف اؼبفعوؿ‬
‫فيو شرط أساس الب ٌد منو‪ ،‬فهي قد ال تتواجد يف ظاىر الكبلـ كلكنٌها الزمة التواجد يف مضمونو‬
‫كإالٌ فإنٌو ليس بظرؼ‪.‬‬

‫يدؿ على زماف‬


‫سم منصوب ٌ‬ ‫كأما يف تعريف احملدثٌن لو فيقولوف‪" :‬اؼبفعوؿ فيو كيسمى الظرؼ اً‬
‫ه‬ ‫ي ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الفعل أك مكانو كيتضمن معىن "يف" بالظرؼ فإف مل يتضمن ىذا ً‬
‫االسم معىن "يف" مل يكن‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ظرفا"‪ ،2‬كىو التعريف نفسو الذم اًىتدل إليو القدماء‪ ،‬فعدـ تضمن معىن (يف) هبعل ً‬
‫االسم‬ ‫ٌ‬
‫شاؽ‪ ،‬فالليل األكىل تعرب فاعبل كالليل‬
‫حل اللٌيل كالليل ٌ‬
‫يعرب حسب موقعو من اعبملة كبو‪ٌ :‬‬
‫الثانية تعرب مبتدأ‪.‬‬

‫‪-‬أقسام الظرف ‪:‬‬

‫للظرؼ أنواع حيث يقوؿ "اًبن ىشاـ" يف ذلك‪" :‬كاؼببهم ثبلثة أنواع‪:3‬‬

‫الشماؿ كذات‬
‫ت‪ :‬كىي الفوؽ كالتٌحت كاألعلى كاألسفل كاليمٌن ك ٌ‬ ‫الس ٌ‬
‫أحدىا‪ :‬أظباء اعبهات ٌ‬
‫الشماؿ كالوراء كاألماـ‪ ...‬كيلحق بأظباء اعبهات ‪ ...‬عند كلدل‪.‬‬
‫اليمٌن كذات ٌ‬

‫الثاين‪ :‬أظباء مقادير اؼبساحات‪ :‬كالفرسخ كاؼبيل كالبيد‪.‬‬

‫جين‪ ،‬ص‪.59‬‬ ‫ً‬


‫‪ .‬اللٌمع يف العربية‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪1‬‬

‫ؿبمد أسعد النادرم‪ ،‬ص‪.449‬‬‫‪.‬كبو اللغة العربية‪ٌ ،‬‬


‫‪2‬‬

‫ؿبمد ؿبي الدين‪ ،‬اؼبكتبة التجارية ط‪0963/00‬ـ‪ ،‬ج‪0‬‬ ‫ً‬ ‫‪3‬‬


‫كبل الصدل‪ ،‬ابن ىشاـ األنصارم‪ ،‬ربقيق ٌ‬
‫‪.‬قطر الندل ٌ‬
‫ص‪.230‬‬
‫‪30‬‬
‫الثالث‪ :‬ما كاف مصوغا من مصدر من عاملو كقولك‪ :‬جلست ؾبلس زيد‪ ،‬فاجمللس مشتق من‬
‫اعبلوس الذم ىو مصدر لعاملو كىو جلست"‪ ،‬فاؼببهم ما كاف داالٌ على مكاف أك زماف غًن‬
‫يوضح ذلك‪.‬‬
‫يدؿ على مكاف أك زماف ؿبدكد كاعبدكؿ اآليت ٌ‬
‫ؿبدكد‪ ،‬كيقابلو احملدكد الذم ٌ‬

‫ظرف الزمـ ــان ‪.‬‬ ‫ظرف المــكان ‪.‬‬

‫محــدود‪.‬‬ ‫مبهــم ‪.‬‬ ‫محــدود‪.‬‬ ‫مبهــم ‪.‬‬

‫‪ -‬دار‬ ‫دؿ على ما دؿ على مكاف غًن ؿبدكد‪.‬‬


‫دؿ على زماف ما ٌ‬
‫ما ٌ‬

‫‪ -‬بلد ‪.‬‬ ‫غًن ؿبدكد مثل ‪ :‬زماف ؿبدكد‬


‫أظباء اعبهات الست اؼبقادير‬
‫مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬كقت –زماف‪.‬‬
‫اؼبكانية‬ ‫فوؽ ‪ -‬ربت‬
‫كقت‪ -‬شهر‬ ‫‪ -‬حٌن ‪ -‬زمن‪.‬‬
‫ميل‪-‬فرسخ‬ ‫أماـ ‪ -‬كراء‬
‫‪-‬سنة‪-‬يوـ‬
‫مرت‪-‬بريد‪.‬‬

‫كؿبل‪ ...‬ثانيهما غًن‬


‫كمنو أيضا الظرؼ اؼبتصرؼ ‪ ...‬ظرؼ تارة كغًن ظرؼ‪ ...‬كيوـ كحٌن كماف ٌ‬
‫اعبر‬
‫ط‪ ...‬أك يفارؽ الظرفية إىل شبهها كىو ٌ‬
‫متصرؼ كىو ما ال يفارؽ الظرفية أصبل كبو‪ :‬أبدا كق ٌ‬
‫ٌ‬
‫باغبرؼ كبو‪ :‬قبل كبعد كلدف"‪ ،1‬كاعبدكؿ اآليت يوضح ذلك‪:‬‬

‫‪ .1‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪31‬‬
‫المتصرف ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المتصرف وغير‬
‫ّ‬ ‫الزمان‬
‫ومنه ّ‬

‫غير متص ـ ـ ـّرف‪.‬‬ ‫متصـ ــرّف‪.‬‬

‫ما ال يلزـ النصب على الظرفية يعرب‪ :‬ما يالزم النصب ما يالزم النصب على‬
‫على الظرفية دائما الظرفية فال يتركها إالّ‬ ‫حسب موقعو من اعبملة‪:‬‬
‫وهو‬ ‫شبهها‬ ‫إلى‬ ‫الصباح‪.‬‬
‫حل ٌ‬‫‪ -‬فاعال‪ٌ :‬‬
‫الجر‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬مفعوال به‪ :‬قضيت فصل اػبريف يف‬
‫‪ -‬قبل‪.‬‬ ‫ط‪.‬‬
‫‪-‬قٌ‬
‫الوطن‪.‬‬
‫‪ -‬بعد‪.‬‬ ‫‪ -‬عوض ‪.‬‬
‫‪ -‬مبتدأ ‪ :‬اؼبساء ٌ‬
‫جوه رطب‪.‬‬
‫‪-‬بدؿ(دبعىن مكاف) ‪ -‬عند‪.‬‬
‫‪ -‬اِسماً مجرورا ‪ :‬صمت يف يوـ اعبمعة‪.‬‬
‫– الظرؼ اؼبرٌكب ‪ -‬لد ٍف‪.‬‬
‫مثل‪:‬صباح مساء‪،‬‬ ‫‪ -‬خبرا ‪ :‬ىذا مكاف ىذا‪.‬‬
‫‪ -‬حيث‪.‬‬
‫ليل ّنار‪.‬‬
‫‪...‬‬

‫‪-‬أحكام الظرف‪:‬‬

‫* أف يكوف عاملو‪" :‬الفعل‪ ...‬كبو‪ :‬أنا أصوـ غدا"‪ ،1‬فالعامل ىنا ىو الفعل أصوـ كاؼبعموؿ ىو‬
‫االستئذاف قبل ال ٌدخوؿ كاجب‪ ،‬أك‬‫الظرؼ غدا‪ ،‬كما قد قد يكوف العامل يف الظرؼ مصدرا‪ً :‬‬

‫‪ . 1‬األصوؿ الوافية‪،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪32‬‬
‫أك‬ ‫فعبل مثل‪ :‬عدت قبل دخوؿ اللٌيل أك كصفا مشت ٌقا مثل‪ :‬أنا عائد قبل دخوؿ اللٌيل‪،‬‬
‫دبؤكؿ‪ :‬جنودنا أسود ‪ 1‬عند اؼبعركة أم يشبهوف األسود‪ ،‬كالعامل يف الظٌرؼ (عند)‬
‫جامدا مشتقا ٌ‬
‫ىو كلمة "أسود" اعبامدة‪.‬‬

‫يتأخر عن عاملو كقد يتق ٌدـ جوازا يف كبو‪:‬‬


‫* تقدمي العامل على الظرؼ حيث‪" :‬األصل فيو أف ٌ‬
‫يوـ اػبميس صمت‪ ،‬ككجوبا إذا كاف لو التصدر"‪ ،2‬ففي حق الصدارة قولنا مثبل‪ :‬أين ذىبت؟‬
‫مّت رحلت؟‬

‫* أف يكوف عامل الظرؼ‪" :‬مذكورا كقد وبذؼ إذا دلٌت عليو قرينة جوازا كبو‪ :‬يوـ اػبميس‬
‫االشتغاؿ كمثاؿ ً‬
‫االشتغاؿ"‪ 3‬قولنا‪ :‬ليلة األربعاء‬ ‫جوابا ؼبن قاؿ‪ :‬أم يوـ صمت؟ ككجوبا يف باب ً‬
‫ٌ‬
‫تعبت فيها‪.‬‬

‫تضمن معىن "يف" ‪ 4‬كبو‪ :‬ظبعت الطالب حٌن‬


‫اؼبختص منو منصوب ما ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الزماف اؼببهم ك‬
‫‪ -0‬ظرؼ ٌ‬
‫قرأ كظبعتو يوـ اعبمعة‪.‬‬

‫ظبع اآلف‪.5‬‬‫و ً‬ ‫و‬


‫* أ ٍف يقع مسموعاى باغبذؼ‪:‬حينئذ‪ ،‬اآلف أم‪ :‬كاف ذلك حينئذ فا ٍ‬
‫د‪-‬المفعول ألجله ‪:‬‬

‫اؼبفعوؿ ألجلو كيقاؿ لو اؼبفعوؿ لو‪" :‬ال يكوف إالٌ مصدراى كيكوف العامل فيو فعبلن من غًن‬
‫لفظو‪ ،‬كإٌمبا يذكر اؼبفعوؿ لو ألنٌو عذر كعلٌة لوقوع الفعل تقوؿ‪ :‬زرتك طمعا يف ٌبرؾ‪...‬أم زرتك‬

‫‪ .1‬كبو اللغة العربية‪ ،‬أسعد النادرم‪ ،‬ص‪.652‬‬

‫‪.2‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪ . 3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.099‬‬
‫‪ .4‬كبو اللغة العربية‪ ،‬أسعد النادرم‪ ،‬ص‪.659‬‬
‫‪ .5‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.652‬‬
‫‪33‬‬
‫فلما حذؼ البلـ نصبو بالفعل الذم قبلو"‪ ،1‬فاؼبفعوؿ ألجلو مصدر سبب كجوده‬ ‫للطٌمع‪ٌ ...‬‬
‫علٌة‪ ،‬كيس ٌميو احملدثوف اؼبفعوؿ ألجلو كىو‪" :‬مصدر قليب يمف ًهم علٌة ما قبلو مشارؾ لعاملو يف كقتو‬
‫الشٌر خوؼ النٌار‪ ،‬فاؼبفعوؿ ألجلو‬ ‫ً‬ ‫‪2‬‬
‫كفاعلو" ‪ ،‬كمثاؿ ذلك قولنا‪ :‬نعبد اهلل ابتغاء مرضاتو‪،‬كالنفعل ٌ‬
‫ىو "اًبتغاء كخوؼ"‪ ،‬فهما مصدراف من الفعلٌن "اًبتغى كخاؼ" مصدراف قلبياف من فعلٌن من‬
‫كل منهما علة كسببا لوقوع الفعلٌن‪.‬‬
‫غًن لفظيهما‪ ،‬جاء ٌ‬
‫اعبر البلـ‬
‫كإذا فىػ ىقد اؼبفعوؿ ألجلو كاحدا من شركطو اػبمسة ىذه مل ينتصب‪ ،‬كإٌمبا يهبٌر حبرؼ ٌ‬
‫(للتٌعليل)‪ ،‬حيث يقوؿ "اًبن ىشاـ" يف قطر النٌدل‪" :‬كلو فقد اؼبعلٌل شرطا من ىذه الشركط‬
‫جره ببلـ التٌعليل"‪ ،3‬كمثاؿ ذلك قولنا‪ :‬جلست لؤلكل‪ ،‬فاألكل ليس مصدرا قلبيا لذا يجٌر‬
‫كجب ٌ‬
‫حبرؼ تعليل‪.‬‬

‫‪ -‬أحكــامه‪:‬‬

‫ؾبردا من أؿ كاإلضافة‬
‫جره أيضا بالبلٌـ ‪ ،‬فإف كاف ٌ‬
‫* أف يكوف منصوبا حيث‪" :‬هبوز نصبو كهبوز ٌ‬
‫‪4‬‬
‫أصح من قولنا‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫كىو‬ ‫اعبنة‪،‬‬ ‫يف‬ ‫طمعا‬ ‫اهلل‬ ‫أعبد‬ ‫القوؿ‪:‬‬ ‫فيمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫فاعبر قليل كالكثًن النٌصب"‬
‫ٌ‬
‫ؾبردة من (أؿ) فيحسن النٌصب‪.‬‬‫أعبد اهلل للطمع يف اعبنة؛ أل ٌف طمعا نكرة ٌ‬
‫* هبوز أف يتق ٌدـ على‪" :‬عاملو منصوبا كاف أك ؾبركرا"‪ ،5‬كقولنا‪ :‬طمعا يف اعبنة أعبد اهلل‪.‬‬

‫جين‪ ،‬ص‪.52‬‬ ‫ً‬


‫‪ .‬اللٌمع يف العربية‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪1‬‬

‫‪ .2‬كبو اللغة العربية‪ ،‬أسعد النادرم‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫كبل الصدل‪ ،‬اًبن ىشاـ األنصارم‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.227‬‬
‫‪.‬قطر الندل ٌ‬
‫‪3‬‬

‫‪ . 4‬األصوؿ الوافية‪،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪ . 5‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪99‬‬
‫‪34‬‬
‫ه‪ -‬نوائب المفاعيل‪:‬‬

‫زبتص نوائب اؼبفاعيل باؼبفعوؿ اؼبطلق كلو ستة عشر نائبا‪ ،‬كاؼبفعوؿ فيو ستة نوائب يقوؿ‬
‫ٌ‬
‫"اًبن ىشاـ"‪" :‬كقد تنصب أشياء على اؼبفعوؿ اؼبطلق كمل تكن مصدرا على سبيل النيابة عن‬
‫كل كبعض‪ ،‬مضافتٌن إىل اؼبصدر‪ ...‬كالعدد‪ ...‬كأظباء اآلالت كبو‪":‬ضربتو سوطا‬‫اؼبصدر كبو‪ٌ :‬‬
‫أك عصا"‪ ،1‬حيث تعرب النوائب إعراب اؼبنوب عنو‪.‬‬

‫‪ /1‬نوائب المفعول المطلق‪:‬‬

‫ينوب عن اؼبفعوؿ اؼبطلق نوائب تأخذ حكم إعرابو كىي‪" :‬ستة عشر شيئا‪ ،‬منها ثبلثة عشر‬
‫شيئا ينوب عن اؼبصدر اؼببٌن للنٌوع كىي‪ :‬كليتو‪ ،‬كبعضيتو‪ ،‬كنوعو‪ ،‬كصفتو‪ ،‬كىيئتو‪ ،‬كمرادفو‪،‬‬
‫كضمًنه كاإلشارة إليو‪ ،‬ككقتو‪ ،‬كما ً‬
‫االستفهامية كما الشرطية‪ ،‬كآلتو كعدده‪ ،‬كثبلثة أشياء تنوب‬
‫عن اؼبصدر اؼبؤٌكد ىي‪ :‬مرادفو كمبلقيو كاًسم اؼبصدر"‪ ،2‬كفيما يأيت بعض األمثلة عن ذلك‪:‬‬

‫* مرادفو‪ :‬جلست قعودا‪.‬‬

‫* صفتو‪ :‬اًعلموا كثًنا‪.‬‬

‫* اإلشارة إليو‪:‬قلت ىذا القوؿ كعملت ذاؾ العمل‪.‬‬

‫ينجحو أح هد‪.‬‬
‫* ضمًنه‪ :‬قبحت قباحا مل ٍ‬
‫*اًسم اؼبصدر‪ :‬أعطيتو عطاءن كاًغتسلت غسبلن‪.‬‬

‫مايدؿ على نوعو‪ :‬جلست القرفصاء‪.‬‬


‫* ٌ‬

‫كبل الصدل‪ ،‬اًبن ىشاـ األنصارم‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.226‬‬ ‫‪ .‬قطر الندل ٌ‬


‫‪1‬‬

‫‪ .2‬األسلوب كالنحو‪ ،‬ؿبمد عبد اهلل جب‪ ،‬دار الدعوة ً‬


‫االسكندرية ط‪0988/0‬ـ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪35‬‬
‫يدؿ على ع ٌدتو كآلتو‪ :‬ضربتو سوطا‪.‬‬
‫* ما ٌ‬

‫مرتٌن‪.‬‬
‫الساعة ٌ‬
‫يدؿ على عدده‪ :‬دقٌت ٌ‬
‫* ما ٌ‬

‫يدؿ على ىيئتو‪ :‬مشى ًمشية الطٌاككس‪.‬‬


‫* ما ٌ‬
‫* ما يد ٌؿ على كلٌيتو‪ :‬ك ىي كلمة "كل" مضافة إىل اؼبصدر‪ :‬اًجتهدت كل ً‬
‫االجتهاد‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يدؿ على جزئيٌتو‪ :‬كىي كلمة "بعض" مضافة إىل اؼبصدر‪ :‬تأثٌرت بعض التأثٌر‪.‬‬
‫*ما ٌ‬

‫السًن‪.‬‬
‫* أفعل التفضيل مضافا إىل مصدر‪ :‬سرت أش ٌد ٌ‬
‫‪ /2‬نوائب الظّرف ‪:‬‬

‫ينوب عن الظٌرؼ ستٌة أشياء حيث يناب عن‪" :‬ظرؼ اؼبكاف بقلة كعن ظرؼ الزماف بكثرة‬
‫أك‬ ‫اؼبصدر‪ ،‬بشرط أف يفهم منو تعيٌن كقت أك مقدارف حو‪ :‬كاف ذلك خفوؽ النجم‬
‫طلوع الشمس‪ ...‬كأصلو كقت خفوؽ الشمس ككقت طلوع الشمس‪ ...‬كقد ينوب أيضا عنو‬
‫أك‬ ‫صفتو كبو‪ :‬جلست طويبل ‪ ...‬كعدده سرت عشرين يوما كثبلثٌن فرسخا‪ ،‬ككليتو‬
‫جزئيتو"‪ ،1‬كأمثلة ذلك‪:‬‬

‫كل النٌهار كبعض اللٌيل‪.‬‬


‫كل كبعض ‪ :‬اؼبضافتٌن إىل الظٌرؼ‪ :‬مشيت ٌ‬
‫* ٌ‬
‫غريب اؼبنزؿ أم مكانا غربيا‪.‬‬
‫*صفتو‪ :‬كقفت طويبل أم زمنان طويبلن‪ ،‬جلست َّ‬

‫* اًسم اإلشارة‪ :‬مشيت ىذا النٌهار مشيا طويبلن كذىبت تلك الناحية‪.‬‬

‫الضيف أربعٌن ليلة‪ ،‬سرت أربعٌن ميبلن‪ ،‬مشيت‬


‫* العدد اؼبميٌز بالظٌرؼ أك اؼبضافإليو‪ :‬قضى ٌ‬
‫ثبلث ً‬
‫لياؿ سويٌان‪.‬‬

‫‪ . 1‬األصوؿ الوافية‪،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.099‬‬


‫‪36‬‬
‫اؼبتضمن معىن الظركؼ كذلك بأ ٍف يكوف الظٌرؼ مضافا إىل مصدر فيحذؼ الظٌرؼ‬
‫ٌ‬ ‫* اؼبصدر‬
‫الزماف شريطة تعيٌن كقت أك‬
‫اؼبضاؼ كيقوـ اؼبصدر اؼبضاؼ إليو مقامو‪ ،‬كيكثر ىذا مع ظركؼ ٌ‬
‫الركب‪ ،‬جئتك صبلة اؼبغرب كمن ظركؼ اؼبكاف كبو‪ :‬حضرت‬
‫مقدار كبو‪ :‬قدمت قدكـ ٌ‬
‫خركجك من اؼبنزؿ ‪ ،‬جلست قربك‪.‬‬

‫‪ -3‬الحــال‪:‬‬

‫اغباؿ من اؼبنصوبات يؤنٌثو البعض كيذ ٌكره البعض اآلخر‪،‬فيقاؿ ىذا حاؿ كىذه حاؿ كىو‪:‬‬
‫"كصف فضلة مذكور لبياف اؽبيئة ؾ" جئت راكبا كضربتو مكتوفا"‪ ،1‬كقد يستغىن عن اغباؿ غالبا‬
‫كلكن قد ال يستغىن عنو يف بعض األحياف حيث‪2" :‬ليس معىن ذلك أنٌو يصح ً‬
‫االستغناء عنو إ ٍذ‬ ‫ٌ‬
‫قد ذبيء اغباؿ غًن مستغىن عنها كقولو تعاىل‪" :‬كما خلقنا السماء كاألرض ك ما بينهما‬
‫العبٌن"‪ ،3‬إ ٌف اغباؿ كصف نكرة مشتقة يذكر لتوضيح ىيئة صاحبو‪.‬‬

‫‪ -‬أحكام الحال‪:‬‬

‫*يشرتط يف اغباؿ أف يكوف نكرة‪" ،‬فإف جاءت بلفظ اؼبعرفة كجب تأكيلها بنكرة"‪ ،4‬مثل قولنا‪:‬‬
‫جاء كحده أم منفردا‪ ،‬كأقبل الفّت أسدا أم شجاعا‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫* أف يكوف صاحب اغباؿ معرفة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬أكضح اؼبسالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬اًبن ىشاـ األنصارم‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.294‬‬
‫‪ .2‬جامع الدركس العربية‪ ،‬الغبلييين‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.58‬‬
‫‪ .3‬سورة األنبياء‪ .‬اآلية ‪.06‬‬
‫كبل الصدل‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ص‪.236‬‬‫‪ .‬قطر النٌدل ٌ‬
‫‪4‬‬

‫‪. 5‬يراجع‪ :‬األسلوب كالنحو‪ ،‬ؿبمد عبد اهلل‪ ،‬ص‪.25‬‬


‫‪37‬‬
‫* تأيت اغباؿ غالبا‪" :‬مفارقة لصاحبها كبو‪ :‬أقبل علي راكبا كقد تأيت مبلزمة كبو‪ :‬دعوت اهلل‬
‫ظبيعا قائما بالقسط"‪.1‬‬

‫* العامل يف اغباؿ ىو‪" :‬الفعل كشبهو"‪.2‬‬

‫* أف تكوف نفس صاحبها يف اؼبعىن‪ :‬جاء حبيب راكبا‪ ،‬فبل يقاؿ جاء حبيب ركوبا‪ ،‬أل ٌف ا ٌلركوب‬
‫‪3‬‬
‫فعل الراكب كليس ىو نفسو‪.‬‬

‫* أف تكوف يف الغالب "مشتقة"‪ ،4‬كإف كانت جامدة ٌأكلت دبشتق‪.‬‬

‫* أف يتقدـ اغباؿ "على النكرة مثل‪ :‬أتاين سائبل رجل"‪ ،5‬فقد تقدـ اغباؿ أل ٌف رجل جاءت‬
‫نكرة‪.‬‬

‫* قد تكوف "اغباؿ ؿبصورة"‪ ،6‬كقولنا‪ :‬ما رأيت ؿبمدا إالٌ مقببل علينا‪.‬‬

‫* إف كاف صاحب اغباؿ ؾبركرا باإلضافة " فقد كجب تأخر اغباؿ"‪ ،7‬مثل‪ :‬ذبولت بأرجاء البلدة‬
‫البلدة كاسعة‪.‬‬

‫‪ . 1‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.097‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.098‬‬
‫‪.3‬يراجع‪ :‬جامع الدركس العربية‪ ،‬الغبلييين‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.62‬‬
‫‪. 4‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.097‬‬
‫‪ . 5‬دليل السالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬عبد اهلل فوزاف‪ ،‬دار اؼبسلم اجمللد‪ 0‬ط‪0998/0‬ـ‪ ،‬ص‪.462‬‬
‫‪ . 6‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.465‬‬
‫‪ . 7‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬أقسام الحال‪:‬‬

‫كتسمى مبينة‪ ...‬كإىل مؤكدة‬


‫تنقسم اغباؿ إىل‪" :‬مؤسسة كىي اليت تفيد معىن مل يستفد قبلها ٌ‬
‫كىي خببلفها"‪ ،1‬فاؼبؤسسة أك اؼببيٌنة ىي اليت تكوف للتٌوضيح كالتٌبيٌن كبو‪ :‬جاء الطٌفل باكيا‪،‬‬
‫الرجل ضاحكا‪.‬‬ ‫تبسم ٌ‬‫كاؼبؤٌكدةفهي الٌيت يستفاد معناىا بدكّنا‪ ،‬كقوؽبم‪ٌ :‬‬
‫كما تنقسم إىل حقيقية‪ ...‬كإىل سببية‪ ،‬كتنقسم أيضا إىل مقصودة بالذات‪ ،‬كإىل موطئة كىي‬
‫‪2‬‬
‫تبٌن‬
‫ٌ‬ ‫الثانية‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬‫ا‬‫ر‬ ‫مقتد‬ ‫قبحت‬ ‫الغالب‪:‬‬ ‫كىو‬ ‫صاحبها‬ ‫ة‬ ‫ؽبيئ‬ ‫نة‬‫ٌ‬‫اؼببي‬ ‫ىي‬ ‫األكىل‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫اعبامدة اؼبوصوفة"‬
‫ىيئة ما وبمل ضمًنا يعود على صاحبها‪ :‬أكلت التٌفاحة لذيذا طعمها‪.‬‬

‫فأما اؼبقصودة كىو الغالب كبو‪ :‬سافرت منفردا‪ ،‬كأ ٌما اؼبوطٌئة كىي اعبامدة اؼبوصوفة مذكورة‬ ‫ٌ‬
‫سبهيدا كتوطئة ؼبا بعدىا كبو‪ :‬أضبد إنسانا تقيٌا‪.‬‬

‫‪-‬أنواع الحال‪:‬‬

‫قد تكوف صبلة فعلية ‪ :‬رأيت الطٌفل يضحك أك اًظبيٌة‪ :‬رأيت الطٌفل ك ىو يضحك‪ ،‬كيشرتط يف‬
‫اغباؿ اعبملة شركط ثبلث‪:3‬‬

‫‪" -‬أف تكوف خبيٌة ‪.‬‬

‫‪ -‬أف ال تتص ٌدرىا عبلمة اًستقباؿ‪.‬‬

‫الضمًن‪ ،‬أكالواك"‪ ،‬كمثاؿ‬


‫‪ -‬أف تشتمل على رابط يعود على صاحب اغباؿ كا ٌلرابط ٌإما ٌ‬
‫الضمًن معان‪ :‬جاء كىو فرح‪.‬‬
‫ذلك‪ :‬خرجت كالشمس طالعة أك الواك ك ٌ‬

‫‪. 1‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.099‬‬


‫‪ .2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.009‬‬
‫‪ . 3‬يراجع‪ :‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬الحال شبه جملة‪:‬‬

‫ٌإما أ ٍف تقع ظرفا كبو‪ :‬رأيت اؽببلؿ بٌن السحاب كقد ذبيئ جارا كؾبركرا كبو‪ :‬رأيتو من خلف‬
‫‪1‬‬
‫ؿبل نصب اغباؿ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫يف‬ ‫اعبملة‬ ‫شبو‬ ‫لتكوف‬ ‫‪،‬‬ ‫السحاب"‬

‫‪ -‬الحال مفردة ‪:‬‬

‫كقد ذبيئ "اًظبا مفردا"‪ ،2‬ما ليس صبلة كال شبو صبلة كبو‪ :‬عدت سعيدان إىل اؼبنزؿ‪.‬‬

‫‪ -‬تع ّدد الحال ‪:‬‬

‫كإما متع ٌدد"‪ ،3‬فمثاؿ األكىل‪ :‬عاد ا ٌلرجل إىل‬


‫هبوز أ ٍف "تتع ٌدد اغباؿ كصاحب اغباؿ ٌإما كاحد ٌ‬
‫علي كأخواه غاضبٌن متعبٌن منهكٌن‪ ،‬شرط أ ٍف ال‬
‫بيتو غضباف تعبا منهكا‪ ،‬كمثاؿ الثٌانية‪ :‬كخرج ٌ‬
‫يكوف مرتبطا هبا حرؼ العطف الواك‪.‬‬

‫‪/4‬التمييز‪:‬‬

‫جاء يف تعريف التٌمييز أنٌو‪" :‬اًسم فضلة نكرة جامد مفسر ؼبا اًنبهم من ال ٌذكات"‪ ،4‬كقد جاء‬
‫مفسرا‬
‫اؼبفسر فبيَّزا أك َّ‬
‫سم َّ‬ ‫ً‬
‫كيسمى اال ي‬
‫اؼببٌن‪ٌ ،‬‬
‫يف تسميتو‪ :‬اؼبميز‪ ،‬التٌمييز‪ ،‬اؼبفسر‪،‬التٌفسًن‪ ،‬التٌبيٌن ك ٌ‬
‫أكمبهما‪.‬‬

‫‪ . 1‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.009‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪ .3‬دليل السالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬عبد اهلل فوزاف‪ ،‬ص‪.476‬‬
‫‪ .4‬قطر النٌدل‪ ،‬اًبن ىشاـ األنصارم‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.237‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬أنواعــه‪:‬‬

‫التمييز نوعاف سبييز اؼبفرد (الذات) كسبييز اعبملة (النسبة)‪ ،‬ك"أكثر كقوعو بعد اؼبقادير‬
‫‪1‬‬
‫مفسرا‬
‫ٌ‬ ‫كاف‬ ‫ما‬ ‫ىو‬ ‫‪:‬‬ ‫اؼبفرد‬ ‫أك‬ ‫ات‬ ‫ذ‬
‫ٌ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫تمييز‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ؾ"جريب كببل"‪ ...‬كالعدد كبو‪ :‬أحد عشر كوكبا‬
‫ًالسم مبهم جاء يف مقدار أك كيل أكمساحة أك عدد كبو‪" :‬زرعت قنطاران س ٌكرا‪ ،‬أعطيتو م ٌدا‬
‫مفسرا‬
‫قصة‪ٌ ،‬أما سبييز النٌسبة أك اعبملة فهو ما كاف ٌ‬
‫قمحا‪ ،‬عندم ذراع كتٌانا‪ ،‬قرأت عشرين ٌ‬
‫فسرت نسيما كعيونان‪،‬‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬‫ن‬‫ا‬‫عيون‬ ‫األرض‬ ‫نفجرت‬ ‫عبملة مبهمة النسبة‪ :‬طابت ببلدم نسيما‪ ،‬اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أبر اًب ون‪.‬‬ ‫ً‬
‫اعبملتٌن كمن سبييز اعبملة سبييز اسم التفضيل كقولنا‪ :‬أضبد ُّ‬

‫كالعدد نوعاف‪ :‬صريح كىو ما كاف معركفا‪ :‬الواحد كالعشرة كالعشركف‪ ،‬كاؼببهم كىو ما كاف‬
‫كناية كيتمثٌل يف "كم ككأيٌن ككذا"‪.‬‬

‫اػباصة بالعدد اؼببهم فهي كاآليت‪:‬‬


‫ٌأما فيما يتعلٌق بأحكاـ كم ككأيٌن ككذا ٌ‬
‫‪ -‬كم‪:‬كىي على قسمٌن "اًستخبار كخب‪ ،‬فإذا كانت اًستخبارا نصبت النكرة ككاف مفردا نقوؿ‪:‬‬
‫كم غبلما لك؟ كإذا كانت خبا جرت النكرة كجاز أف يكوف مفردا كصبعا تقوؿ‪ :‬كم و‬
‫غبلـ عندؾ‬ ‫ٌ‬
‫فأما‬ ‫ية‪،‬‬‫ب‬‫اػب‬ ‫يقصدكم‬ ‫اػبب‬ ‫لو‬‫و‬ ‫كق‬ ‫ة‪،‬‬‫ستفهامي‬ ‫ككم غلماف عندؾ"‪ ،2‬فقولو اًستخبار يقصد كم ً‬
‫اال‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الصدارة‬
‫حق ٌ‬ ‫األولى‪ :‬فييستفهم هبا عن العدد اؼببهم الٌذم ييراد تعيينو كبو‪ :‬كم تلميذا قبح؟ كؽبا ٌ‬
‫االستفهاـ‪ ،‬تعرب حسب موقعها من اعبملة‪ ،‬ك ٌأما الثّانية‪ :‬فهي الٌيت تكوف دبعىن‬ ‫ألّنا من أظباء ً‬
‫ضحى بنفسو فداءن للعلم‪ ،‬كىي‬ ‫الكميٌة كبو‪ :‬كم عا ومل ٌ‬‫كثًن‪ ،‬كتكوف إخبارا عن عدد كثًن مبهم ٌ‬
‫الصدارة أيضا‪.‬‬
‫حق ٌ‬‫سبلك ٌ‬

‫‪.1‬قطر النٌدل‪ ،‬اًبن ىشاـ األنصارم‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.238‬‬


‫‪.2‬شرح الدركس يف النحو‪ ،‬اًبن الدىاف‪ ،‬ربقيق اًبراىيم ؿبمد اإلدكاكم‪ ،‬مطبعة األمانة القاىرة ط‪0990/0‬ـ‪.572 ،‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬كأين‪ :‬مركبة من "كاؼ التشبيو كأم اؼبنونة‪ ،‬كؽبذا جاز الوقف عليها بالنوف أل ٌف التنوين ؼبا‬
‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫كل أحكامها إالٌ أ ٌف‬
‫ٌ‬ ‫يف‬ ‫افقها‬
‫و‬ ‫ت‬ ‫ىي‬‫ك‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ي‬
‫ٌ‬‫ب‬‫اػب‬ ‫كم‬ ‫معىن‬ ‫ؽبا‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫دخل الرتكيب أشبو النوف األصلية"‬
‫سبييزىا يكوف مفردا ؾبركرا دبن دائما مثل‪ :‬كأيٌن من و‬
‫طالب قبح‪.‬‬

‫‪ -‬كذا‪ :‬كتأيت على ثبلثة أكجو‪" :‬أحدىا أف تكوف كلمتٌن باقيتٌن على أصلهما كنبا كاؼ التشبيو‬
‫كذا اإلشارية‪...‬كالثاين أف تكوف كلمة كاحدة مركبة من كلمتٌن مكنيا هبا عن غًن عدد ‪ ...‬كالثالث‬
‫أف تكوف كلمة كاحدة مركبة مكنيا هبا عن العدد فتوافق كأيٌن"‪ ،2‬فهي كناية عن عدد مبهم قليبل‬
‫كاف أك كثًنا كبو‪ :‬عرفت كذا ككذا معلومة‪ ،‬كيغلب عليها تكرارىا بالعطف كقد تستعمل مفردة‬
‫كبو‪ :‬عرفت كذا معلومة‪.‬‬

‫اعبر‪.‬‬
‫ٌأما سبييزىا فمفرد منصوب دكما كال هبوز فيو ٌ‬
‫فإّنا مبنية عل السكوف تعرب حبسب موقعها من اعبملة فقد تكوف‬
‫ٌأما حكمها اإلعراب ٌ‬
‫فاعبل‪ :‬جاء كذا رجبل أك نائب فاعل‪ :‬عيرؼ كذا رجبل أك مفعوال بو‪ :‬عرفت كذا رجبل أك‬
‫سرت كذا ميبلن ككذا ليلة أك مفعوال مطلقا‪ :‬عصرت البتقالة كذا عصرة‪ ،‬أك مبتدأ‪:‬‬
‫مفعوال فيو‪ :‬ي‬
‫عندم كذا شهادة أك خبا‪ :‬اؼبنتخبوف كذا ك كذا رجبل‪.‬‬
‫ككم ككأين تشرتكاف يف طبسة أشياء "اإلهباـ ك ً‬
‫االفتقار إىل التمييز كالبناء كلزكـ التصدير كإفادة‬ ‫ٌ‬
‫و‬
‫التكثًن" ‪ ،‬حيث ٌإّنما كنايتاف عن عدد مبه وم ؾبهوؿ جنسوي كمقدار‪ٌ ،‬أّنما مبنيٌتاف‪ ،‬ؽبما ٌ‬
‫‪3‬‬
‫حق‬
‫الصدارة‪ ،‬كما ٌأّنما ربتاجاف إىل التٌمييز‪ ،‬كتفيداف التكثًن غالبا‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪ .1‬مغين اللبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.59‬‬


‫‪ . 2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.57،56،55‬‬
‫‪ . 3‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.59‬‬
‫‪42‬‬
‫طبس أحدنبا أ ٌف كأيٌن مركبة ك"كم بسيطة على الصحيح‪ ...‬كالثاين أ ٌف فبيزىا‬ ‫كزبتلفاف يف و‬
‫ؾبركر دبن غالبا‪ ...‬كالثالث ٌأّنا ال تقع اًستفهامية‪ ...‬كالرابع أّنا ال تقع ؾبركرة‪ ...‬كاػبامس أ ٌف‬
‫‪1‬‬
‫جر مثل كم حيث تسبق‬ ‫ٌ‬ ‫حرؼ‬ ‫يسبقها‬ ‫ال‬ ‫أّنا‬ ‫ؾبركرة‬ ‫تقع‬ ‫ال‬ ‫لو‬‫و‬ ‫ق‬ ‫ا‬‫م‬‫خبىا ال يقع مفردا" ٌ‬
‫أ‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬
‫حبرؼ اعبر الباء‪،‬أما كذا فتوافقهما يف "البناء ك اإلهباـ ك ً‬
‫االفتقار إىل التمييز"‪ ،2‬كزبالفهما يف أ ٌّنا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫"ليس ؽبا الصدارة‪ ...‬كأ ٌف سبييزىا كاجب النصب‪ ...‬ك ٌأّنا ال تستعمل غالبا إالٌ معطوفة"‪ ،3‬فكذا‬
‫مكررة‪.‬‬
‫ليس ؽبا حق الصدارة إذ ال يبكن ألف نقوؿ كذا رجبل حضر‪ ،‬كما أّنا تأيت ٌ‬
‫‪ -‬أحكامه‪:‬‬

‫دؿ على كيل أك مساحة كجو‬


‫*أف يكوف حكم "سبييز اؼبفرد النصب كىو األحسن‪ ...‬هبوز فيما ٌ‬
‫اعبر على أنٌو مضاؼ إليو كاؼبميز ىو اؼبضاؼ"‪ ،4‬مثل بعت رطل و‬
‫عسل‪.‬‬ ‫آخر كىو ٌ‬
‫* يبتنع اعبر يف حاالت ثبلثة‪:5‬‬

‫األكىل‪ :‬سبييز العدد كعشرين قلما‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬ما كاف فاعبل يف اؼبعىن كبو‪ :‬اًستقاـ الولد خلقا‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬التمييز احملوؿ كبو‪ :‬غرست األرض شجرا"‪ ،‬فاؼبانع من اعبر ىنا يكوف يف سبييز العدد‪،‬‬
‫كسبيز النسبة يف حالتيو ىاتٌن‪.‬‬

‫‪ . 1‬مغين اللبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 3‬ص(‪.)54،53،52‬‬


‫‪ . 2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.57‬‬
‫‪ . 3‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.59،58‬‬
‫‪ . 4‬دليل السالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬عبد اهلل فوزاف‪ ،‬دار اؼبسلم اجمللد‪ 0‬ط‪0998/0‬ـ‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.495‬‬
‫‪ . 5‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.499‬‬
‫‪43‬‬
‫* أف يكوف العامل يف التمييز ٌإما "اًظبا كبو‪ :‬اًشرتيت رطبل ظبنا أك فعبل جامدا‪ :‬كأفعل التعجب‬
‫كبو‪ :‬ما أحسن الصديق خلقا أك فعبل متصرفا يؤدم معىن اعبامد كبو‪ :‬كفى باهلل شهيدا أك فعبل‬
‫متصرفا كبو‪ :‬طاب خالد نفسا"‪.1‬‬

‫* إف كاف العامل "اًظبا أك فعبل جامدا أك متصرفا دبعىن اعبامد"‪ ،2‬فبل هبوز تقدمي التميييز‪.‬‬

‫* فيما يتعلق بالتمييز "الواقع بعد أفعل التفضيل‪ ...‬فإف كاف فاعبل يف اؼبعىن كجب نصبهن فإف مل‬
‫جره باإلضافة"‪ ،3‬فتمييز اًسم التفضيل فينصب كجوبا إذا مل يكن من جنس ما قبلو‪:‬‬ ‫يكن كجب ٌ‬
‫رجل‪ ،‬إالٌ إذا كاف اًسم‬
‫هبر إف كاف من جنس ما قبلو قولك‪ :‬عمر أفضل و‬ ‫ؿبمد أكثر علما‪ ،‬ك ٌ‬ ‫ٌ‬
‫التٌفضيل قد أضيف إىل اًسم فيجب نصبو كقولك‪ :‬أنت أفضل النٌاس رجبل‪.‬‬

‫جره باإلضافة مثل‪ :‬اًبتعت رطبل سكرا كرطبل من السكر‪.‬‬


‫*هبوز نصبو كهبوز ٌ‬
‫‪ /2‬المتمّمـات التّوابع ‪:‬‬

‫التٌوابع باب كاسع يف اللٌغة العربيٌة كقد تفنٌن أىلها يف ذلك كىو على أربعة أقساـ ‪ :‬النٌعت‬
‫يتم هبا إطالة‬
‫لكل قسم أقساـ أيضا كالتٌوابع‪" :‬عناصر غًن إسناديٌة ٌ‬
‫كالتٌوكيد كالعطف البدؿ‪ ،‬ك ٌ‬
‫إسنادم يف اعبملة‪ ،‬حبيث يكوف التٌابع مع متبوعو مرٌكبا كاحدا يبثٌل عنصرا‬
‫ٌ‬ ‫ادم أك غًن‬
‫عنصر إسن ٌ‬
‫‪4‬‬
‫بأّنا‪:‬‬
‫ـبشرم" ٌ‬
‫ٌ ٌ‬ ‫الز‬ ‫"‬ ‫فها‬
‫عر‬
‫ٌ‬ ‫كقد‬ ‫‪،‬‬ ‫إسنادم"‬
‫ٌ‬ ‫كاحدا يف اعبملة أ كاف ىذا العنصر إسناديٌا أك غًن‬
‫يبسها اإلعراب إالٌ على سبيل التٌبع لغًنىا"‪ٌ ،5‬أما عن حكم إعراهبا فإنٌو‪" :‬ال‬
‫"األظباء الٌيت ال ٌ‬

‫‪ . 1‬دليل السالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬عبد اهلل فوزاف‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.599‬‬
‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.599‬‬
‫‪ . 3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.496‬‬
‫ؿبمدضباسة عبد اللٌطيف‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪ .‬التٌوابع يف اعبملة العربيٌة‪ٌ ،‬‬
‫‪4‬‬

‫الزـبشرم‪ ،‬ص‪.000،009‬‬
‫اؼبفصل‪ٌ ،‬‬
‫‪ٌ .‬‬
‫‪5‬‬

‫‪44‬‬
‫جرنبا"‪ ،1‬حبسب حركة اؼبتبوع‪،‬‬
‫يكوف إالٌ بسبب متابعتها ؼبتبوعها فيكوف رفعهما أك نصبهما أك ٌ‬
‫كالتٌوابع ىي‪:‬‬

‫‪ /0‬النٌعت‪.‬‬

‫‪ /2‬البدؿ‪.‬‬

‫‪ /3‬عطف البياف‪.‬‬

‫‪ /4‬التٌوكيد‪.‬‬

‫‪ /5‬العطف (عطف النٌسق)‪.‬‬

‫‪ /1‬النّع ــت‪:‬‬

‫النعت تابع من التوابع يتبع ما قبلو كالذم يسمى منعوتا يقوؿ "سيبويو" يف الكتاب‪" :‬ىذا‬
‫فأما النعت الٌذم جرل على اؼبنعوت‬ ‫الشريك‪ٌ ...‬‬ ‫الشريك على ٌ‬ ‫باب ؾبرل النٌعت على اؼبنعوت ك ٌ‬
‫ألّنما ً‬
‫كاالسم الواحد"‪،2‬‬ ‫قبل‪ ،‬فصار النٌعت ؾبركرا مثل اؼبنعوت ٌ‬ ‫و‬ ‫فقولك‪ :‬مررت و‬
‫برجل ظريف ي‬
‫كىذا ما يعين التٌبعيٌة يف اإلعراب كالتٌثنية كاعبمع كالتٌعريف كالتٌنكًن كالتٌأنيث كالتٌذكًن كىذا معىن‬
‫حّت لكأنٌو ىو‪ ،‬كالنٌعت‬ ‫قولو‪ً ٌ ":‬‬
‫كل صفاتو ٌ‬ ‫أم أ ٍف يأخذ التٌابع من اؼبتبوع ٌ‬‫ألّنا كاالسم الواحد"‪ٍ ،‬‬
‫الصفة مصطلحاف دبعىن كاحد يف النٌحو‪ ،‬كإ ٍف حاكؿ علماء اللٌغة التٌفرقة بينهما‪ ،‬فهما قد‬ ‫كيقاؿ ٌ‬
‫ىبتلفاف يف التٌعريف اللٌغوم للتٌدقيق أكثر‪ ،‬كلكنٌهما يصبٌاف يف كظيفة كاحدة يف النٌحو كالٌذم‬
‫البصرم‪ ،‬كىو عند احملدثٌن‪ ":‬التٌابع‬
‫ٌ‬ ‫الصفة‬
‫الكويف بدال من مصطلح ٌ‬
‫ٌ‬ ‫شاع ىو مصطلح "النٌعت"‬

‫ؿبمدضباسة عبد اللٌطيف‪ ،‬ص‪.04‬‬


‫‪ .‬التٌوابع يف اعبملة العربيٌة‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .2‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.420‬‬


‫‪45‬‬
‫سبيب متبوعو"‪ ،1‬فتعريف القدماء‬
‫يكمل متبوعو بداللتو على معىن يف متبوعو أك يف ٌ‬
‫الٌذم ٌ‬
‫كاحملدثٌن لو كاحد‪.‬‬

‫‪ -‬الغرض منـه ‪:‬‬

‫شّت يفيدىا النٌعت حبسب اؼبقاـ كىي أغراض‬


‫يستعٌن اؼبتكلٌم بالنٌعت لغرض من أغراض ٌ‬
‫يتطلٌبها اؼبنعوت من أجل أ ٍف يىتً ٌم كيكمل ‪ 2‬منها‪:‬‬
‫* التٌوضيح‪ :‬إذا كاف اؼبنعوت معرفا فيزيل النٌعت ً‬
‫االشرتاؾ العارض بينهما‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫تدؿ على الشيوع كالعموـ فينقلها النٌعت إىل نوع‬
‫ألّنا ٌ‬
‫* التٌخصيص‪ :‬إذا كاف اؼبنعوت نكرة ٌ‬
‫أخص‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الرت ٌحم كالتٌوكيد كالتٌفضيل كغًنىا كثًن‪.‬‬
‫كىناؾ أغراض أخرل كاؼبدح كال ٌذ ٌـ ك ٌ‬

‫‪ -‬أنوعــه‪:‬‬

‫ؿبمدا الكرمي‪ ،‬كمن‬ ‫أ‪ /‬الحقيقي ‪ :‬ىو الٌذم ٌ‬


‫يتوجو فيو النٌعت إىل اؼبنعوت حقيقة مثل‪:‬رأيت ٌ‬
‫أنواعو‪/0" :3‬مفرد‪:‬كىو ما ليس صبلة اك شبو صبلة‪.‬‬

‫‪ /2‬صبلة اًظبيٌة أك فعليٌة‪.‬‬

‫كي‪ ،‬ىذا كلد‬ ‫‪ /3‬شبو صبلة‪ :‬من جار كؾبركرأكظرؼ"‪ ،‬فمثاؿ األكؿ‪ :‬جاء الولد ال ٌذ ٌ‬
‫مطيع‪ ،‬كمثاؿ الثاين‪ :‬مررت برجل يتقن عملو‪ ،‬مثاؿ الثالث‪ :‬ألفت موسيقى من ركائع النٌغم‪،‬‬
‫حارة‪.‬‬
‫أمضيت يوما مشسو ٌ‬

‫ؿبمدضباسة عبد اللٌطيف‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫‪ .‬التٌوابع يف اعبملة العربيٌة‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .2‬يراجع‪ :‬اؼبرجع نفسو ص‪.25‬‬


‫‪ . 3‬النحوالعصرم‪ ،‬سليماف فياض‪ ،‬ص‪.057‬‬
‫‪46‬‬
‫ب‪ /‬السّببي ‪:‬‬

‫يتوجو فيو النٌعت حقيقة إىل اؼبنعوت بل إىل اًس وم آخر لو باؼبنعوت‬
‫كىو ذلك النعت الٌذم ال ٌ‬
‫سبب كعبلقة‪ ،‬كىي عبلقة لغويٌة يف اًتٌصاؿ اؼبنعوت اؼبوافق لو النٌعت بضمًن يعود على اؼبنعوت‬
‫موسعا عليو ال ٌدنيا كأتاين اغبسنة أخبلقو‪،‬‬
‫يف اللٌفظ الظٌاىر كبو‪" :‬مررت بالكرمي أبوه كلقيت ٌ‬
‫الصفة كقد كقع موقع اًظبو ك عمل فيو ما كاف عامبل فيو ككأنٌك قلت‪:‬‬ ‫فالٌذم أتيت غًن صاحب ٌ‬
‫موسعا عليو كأتاين اغبسن‪ ،‬فكما جرل ؾبرل اًظبو كذلك جرل ؾبرل‬ ‫مررت بالكرمي كلقيت ٌ‬
‫‪1‬‬
‫بيب يتبع ما قبلو يف اغبركة اإلعرابيٌة كيوافق ما بعده يف التٌذكًن كالتٌأنيث كيأيت‬
‫ٌ ٌ‬‫الس‬ ‫عت‬‫الن‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫صفتو"‬
‫غالبا نكرة مفردة‪.‬‬

‫أحكامه‪:‬‬

‫كجره كتعريفو كتنكًنه‪ٌ ...‬أما فيما يتعلق باإلفراد‬


‫* النعت بنوعيو يتبع منعوتو يف رفعو كنصبو ٌ‬
‫كالتثنية كاعبمع كالتذكًن كالتأنيث‪ ،‬فإف كاف النعت حقيقيا يتبع منعوتو فيها‪ ...‬كإف كاف النعت‬
‫االسم الذم بعده"‪ ،2‬فحق اؼبتبوع أف يتبعو التابع‬‫سببيا‪ ...‬فيلزـ اإلفراد كيراعى يف تذكًنه كتأنيثو ً‬
‫يف ىذه األمور‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫األكؿ مع اؼبعرفة‪ :‬جاء الرجل الكرمي‪ ،‬كالثاين‬
‫ٌ‬ ‫فمثاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫* يكوف النعت "لئليضاح أك التخصيص"‬
‫مع النكرة قولنا‪ :‬جاء رجل كرمي‪.‬‬

‫* فبٌا قد يكوف نعتا "اؼبصدر كقد كثر كقوعو نعتا‪ ...‬تقوؿ‪ :‬رأيت يف احملكمة قاضيا عدال كشهودا‬
‫‪1‬‬
‫كيؤكؿ اؼبصدراف عدؿ كشهود دبشتق ىو عادال كصادقٌن‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫صدقا"‬

‫‪ .1‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.22‬‬


‫‪ . 2‬أكضح اؼبسالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬اًبن ىشاـ األنصارم‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.089‬‬
‫‪ . 3‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.083‬‬
‫‪47‬‬
‫* من اعبائز "أف يقطع النعت عن منعوتو‪ ،‬فينصب باًعتباره مفعوال بو لفعل ؿبذكؼ بشرط أف‬
‫يكوف اؼبنعوت مرفوعا أك ؾبركرا أك يرفع على أنو خب ؼببتدإو ؿبذكؼ‪ ،‬إذا كاف اؼبنعوت منصوبا أك‬
‫ؾبركرا‪ ...‬كقولو تعاىل‪ (:‬كاًمرأتو ضبالةى اغبطب)‪ ،2‬بنصب ضبالة على القطع"‪.3‬‬

‫دؿ عليو دليل"‪ ،4‬كأف نقوؿ‪ :‬هلل اغبسىن فهو‬


‫* هبوز أف وبذؼ اؼبنعوت كيقوـ "النعت مقامو إذا ٌ‬
‫كمادؿ عليو األلفاظ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫الغفور الرحيم الكرمي‪ ،‬فالنعت ؿبذكؼ كتقدير الكبلـ‪ :‬األظباء اغبسىن‪،‬‬
‫الغفور الرحيم الكرمي‪.‬‬

‫دؿ عليو دليل لكنو قليل"‪.5‬‬


‫* كما هبوز حذؼ النعت "إذا ٌ‬

‫‪ /2‬الب ــدل‪:‬‬

‫سمى اؼببدؿ منو كبو‪ :‬صاحب‬ ‫ىو التٌابع اؼبقصود باغبكم ببل كاسطة بينو كبٌن متبوعو كيي ٌ‬
‫هتافت الفبلسفة اإلماـ أبو حامد الغزايل‪ ،‬يقوؿ "سيبويو" يف ذلك‪" :‬ىذا باب من الفعل ييستعمل‬
‫األكؿ‪ ،‬كذلك قولك‪:‬‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫يف االسم َثٌ ييبدؿ مكاف ذلك االسم اسم آخر فيعمل فيو كما عمل يف ٌ‬
‫عمك ناسا منهم كرأيت عبد اللٌو‬ ‫بين‬ ‫أيت‬ ‫ر‬‫ك‬ ‫ثلثيهم‬ ‫رأيت قومك أكثرىم كرأيت بين ز و‬
‫يد‬
‫ٌ‬
‫‪6‬‬
‫ايب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫اإلع‬ ‫اغبكم‬ ‫يف‬ ‫منو‬ ‫اؼببدؿ‬
‫ى‬ ‫متبوعو‬ ‫يتبع‬ ‫حيث‬ ‫ابع‬
‫و‬ ‫الت‬ ‫من‬ ‫فالبدؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫شخصو"‬

‫‪. 1‬أكضح اؼبسالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬اًبن ىشاـ األنصارم‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.084‬‬
‫‪ . 2‬سورة اؼبسد‪ .‬اآلية‪.4‬‬
‫‪ . 3‬أكضح اؼبسالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬عبد اهلل فوزاف‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.089‬‬
‫‪ . 4‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.090‬‬
‫‪ . 5‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪ .6‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.052‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ -‬أقسام ــه‪:‬‬

‫للبدؿ أقساـ يراىا "اًبن الدىاف" على أربعة أضرب "بدؿ الشيئ ىو ىو ‪...‬كبدؿ الشيئ من‬
‫الشيئ كىو بعضو كبدؿ ً‬
‫االشتماؿ كبدؿ الغلط كال يقع يف قرآف كال شعر"‪،1‬فالبدؿ اؼبطابق‬
‫بن اػبطٌاب‪ٌ ،‬أما بدؿ‬
‫عمر ى‬
‫العادؿ ى‬
‫أحب ى‬ ‫الكل‪:‬يكونالتٌابع فيو ذات اؼبتبوع كبو‪ٌ :‬‬
‫الكل من ٌ‬
‫أك بدؿ ٌ‬
‫الكل فهو الٌذم يكوف فيو التٌابع جزءن من اؼبتبوع كبو‪ :‬حفظت القرآف‬ ‫البعض أك اعبزء من ٌ‬
‫ماديا كالب ٌد فيو من ً‬
‫االشتماؿ‬ ‫معظمو‪ ،‬قرأت األقصوصة نصفها‪ ،‬حيث يكوف البدؿ ىنا جزءن ٌ ٌ‬
‫على رابط يعود على اؼببدؿ منو‪ ،‬كبدؿ ً‬
‫االشتماؿ ما كاف فيو التٌابع فبٌا يشتمل عليو اؼبتبوع‪ ،‬ليس‬
‫لبلنفصاؿ ألنو صفة من صفاتو كبو‪ :‬أعجبين عمر عدلو‪ ،‬يزعجين اؼبنافق خيانتو‪،‬‬ ‫جزء قاببل ً‬
‫ن‬
‫االشتماؿ من كجود رابط يعود على اؼببدؿ منو‪ ،‬كبدؿ الغلط ما ذيكر ليكوف بدال‬ ‫كالب ٌد يف بدؿ ً‬
‫ً‬
‫لكن‬
‫علي‪ ،‬ك ٌ‬‫علي‪ ،‬فهنا أيريد ذ ٍكر ٌ‬
‫ؿبمد‪ٌ ،‬‬ ‫من اللٌفظ الٌذم سبق إليو اللٌساف ف يذكر غلطا كبو‪ :‬جاء ٌ‬
‫علي‪.‬‬ ‫منو‬ ‫يبدؿ‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫اكو‬
‫ر‬ ‫ستد‬‫اللٌساف سبق إىل ؿبمد‪ ،‬فوقع الغلط كتَّ اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪-‬الغرض منه‪:‬‬
‫كالغرض من البدؿ ىو‪" :‬اإليضاح كرفع ً‬
‫االلتباس‪ ،‬كإزالةالتوسع كاجملاز"‪ ،2‬فهو يوضح اؼببدؿ‬
‫منو كهبلٌيو‪.‬‬

‫‪ -‬أحك ــامه‪:‬‬

‫من بٌن أحكاـ البدؿ أنٌو‪" :‬هبوز أف تبدؿ اؼبعرفة من اؼبعرفة كالنكرة من النكرة‪ ،‬كاؼبعرفة من‬
‫النكرة كالنكرة من اؼبعرفة‪ ،‬كاؼبظهر من اؼبضمر كاؼبضمر من اؼبظهر‪ ،‬كاؼبضمر من اؼبضمر كاؼبظهر‬

‫‪ .1‬شرح الدركس يف النحو‪ ،‬اًبن الدىاف‪ ،‬ص‪.539‬‬


‫‪ . 2‬أسرار العربية‪ ،‬اًبن األنبارم‪ ،‬ص‪.298‬‬
‫‪49‬‬
‫من اؼبظهر"‪ ،1‬فليس من شركطو التٌطابق يف التٌعريف كالتٌنكًن كبو‪" :‬اًحفظ القصيدة قصيدة‬
‫الضمًن‬
‫نزار"‪ ،‬حيث أبدلت النكرة (قصيدة) من اؼبعرفة (القصيدة)‪،‬كما هبوز إبداؿ الظٌاىر من ٌ‬
‫كبو‪ :‬رأيناكم طبستكم‪.‬‬
‫* أف يتطابق البدؿ مع "اؼببدؿ منو يف اإلعراب"‪ ،2‬نقوؿ‪ :‬أعجبين النيب خل يقو‪ً ،‬‬
‫أعجبت بالن ًيب‬ ‫ي‬
‫النيب خلقو‪.‬‬ ‫ستشعرت‬ ‫خلقو‪ ،‬اً‬
‫ً‬
‫ى‬
‫االستفهاـ أك اًسم‬
‫* أف يبدؿ من اًسم اإلستفهاـ كاًسم الشرط حيث‪" :‬إذا أبدؿ من اًسم ً‬
‫االستفهاـ أك أك الشرط‪ ،‬كذلك أل ٌف ً‬
‫االستفهاـ‬ ‫الشرط‪ ،‬ذكر مع البدؿ اغبرؼ الذم يؤدم معىن ً‬
‫ربب؟ أخًنا‬
‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫ذلك‪:‬‬ ‫كمثاؿ‬ ‫‪،‬‬‫‪3‬‬
‫االستفهاـ كاًسم الشرط يتضمن حرؼ الشرط"‬
‫يتضمن حرؼ ً‬
‫شرا هبا؟ مّت تذىب إف صباحا أك مساء أذىب معك‪.‬‬
‫بنفسك أـ ٌ‬
‫‪4‬‬
‫الرجل ح ٌدثنا‬
‫ٌ‬ ‫قاؿ‬ ‫لنا‪:‬‬‫و‬‫ق‬ ‫ذلك‬ ‫كمثاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ -‬ييبدؿ "الفعل من الفعل‪ ...‬كتبدؿ اعبملة من اعبملة"‬
‫باػبب‪ ،‬شاى ٍد األساطًن ذبد عجبا تلق غريبا‪.‬‬

‫‪ /3‬عطف البيـان‪:‬‬

‫عطف البياف من التوابع كمعىن عطف البياف‪" :‬أف تقيم األظباء الصروبة غًن اؼبأخوذة من الفعل‬
‫ؿبمد أخوؾ "‪ ،5‬فهو تابع جامد يكشف اؼبراد من‬
‫مقاـ األكصاؼ اؼبأخوذة من الفعل تقوؿ‪ :‬قاـ ٌ‬
‫ؿبمد اليت كانت غريبة فمن ىو‬
‫يوضحو‪ ،‬فقد قامت كلمة أخوؾ بتوضيح كتفسًن كلمة ٌ‬
‫اؼبتبوع ك ٌ‬
‫كبٌن من ىو‪.‬‬
‫كضح ٌ‬
‫ؿبمد اؼبذكور؟ كعطف البياف ٌ‬
‫ٌ‬
‫جين‪ ،‬ص‪.79‬‬ ‫ً‬
‫‪ .‬اللٌمع‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪1‬‬

‫‪ . 2‬التوابع يف اعبملة العربية‪ ،‬ؿبمد ضباسة عبد اللطيف‪ ،‬ص‪.059‬‬


‫‪ . 3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.062‬‬
‫‪ . 4‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.063‬‬
‫جين‪ ،‬ص‪.79‬‬ ‫ً‬
‫‪.‬اللٌمع‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪5‬‬

‫‪50‬‬
‫‪-‬الغرض منه‪:‬‬
‫كغرضو أيضا كالبدؿ "رفع اللبس كما يف الوصف‪ ،‬كؽبذا هبب أف يكوف أحد ً‬
‫االظبٌن يزيد‬
‫ليخصو من غًنه‪ ،‬ألنٌو ال يكوف ال إالٌ بعد اًسم‬
‫ٌ‬ ‫على اآلخر يف كوف الشخص معركفا بو‬
‫مشرتؾ"‪ ،1‬حيث على عطف البياف أ ٍف يكوف أكضح من متبوعو كأشهر‪.‬‬

‫‪ -‬أحك ــامه‪:‬‬

‫* يؤتى بو "لتوضيح متبوعو أك زبصيصو إالٌ أ ٌف ىذا يف اعبامد كتلك يف اؼبشتق"‪ ،2‬فعطف البياف‬
‫فليس ىو اؼبقصود باغبكم كالبدؿ‪ ،‬إٌمبا اؼبتبوع ىو اؼبقصود‪ ،‬فعطف البياف لتوضيح ىذا التٌابع‪.‬‬

‫* قد يكوف عطف البياف "كاجب الذكر غًن مستغىن عنو كقولك‪ :‬ىند قاـ زيد أخوىا"‪.3‬‬

‫‪ /4‬التّوكيـد ‪:‬‬

‫ىو كاحد من التٌوابع ك"يكوف على ضربٌن‪ :‬توكيد بتكرار اللفظ‪ ،‬كتوكيد بألفاظ ؿبصورة‪،‬‬
‫فالذم يكوف بتكرار اللفظ ال ىبص معرفة كال نكرة كال اًظبا كال فعبل كال حرفا بل يكوف يف‬
‫اعبميع"‪ ،4‬ك "األظباء اؼبؤٌكد هبا تسعة كىي‪ :‬نفسو كعينو ككلٌو كأصبع كأصبعوف كصبعاء كصبع ككبل‬
‫االسم اؼبؤكد يف إعرابو لرفع اللٌبس كإزالة ً‬
‫االتساع‪ ،‬كإٌمبا تؤٌكد اؼبعارؼ‬ ‫ككلتا"‪ ،5‬كىو "لفظ يتبع ً‬
‫دكف النكرات مظهرىا كمضمرىا"‪،6‬كقد يقصد "اًبن جين" ً‬
‫باالتساع أ ٌف التوكيد وبصر اؼبؤىكد‪،‬‬

‫‪ . 1‬أسرار العربية‪ ،‬اًبن األنبارم‪ ،‬ص‪.296‬‬


‫‪ . 2‬شرح شذكر الذىب‪ ،‬اعبوجرم‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.778‬‬
‫‪ . 3‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.789‬‬
‫‪ . 4‬شرح الدركس يف النحو‪ ،‬اًبن الدىاف‪ ،‬ص‪.523‬‬
‫‪ . 5‬اللٌمع‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ . 6‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫فعندما نقوؿ‪ :‬حضر الطالب نفسو‪ ،‬فنحن نؤٌكد على الطالب ذاتو من جهة‪ ،‬ككبصر اغبضور فيو‬
‫من جهة أخرل‪.‬‬

‫‪ -‬أنواعــه‪:‬‬

‫"كرر بتكرير اللفظ صار التكرير صروبا ألنٌو لفظي"‪ ،1‬كىو تكرار اؼبؤٌكد‬‫لفظي‪ٌ :‬‬‫أ‪ -‬توكيد ٌ‬
‫العلم‪ ،‬أعلم‬ ‫العلم‬ ‫‪:‬‬ ‫كبو‬ ‫صبلة‬ ‫أك‬ ‫ا‬
‫ًن‬‫ضم‬ ‫أك‬ ‫حرفا‬ ‫أك‬ ‫فعبل‬ ‫أك‬ ‫ظبا‬‫بلفظو أك مرادفو سواء أ كاف اً‬
‫ى ى‬
‫أعلم ذلك ‪ ،‬ال‪ ،‬ال أخذؿ أىلي‪ ،‬ايدخل أنت كصديقك‪ ،‬العلم نباس العلم نباس‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫خاص‬
‫ٌ‬ ‫ىو‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫األكؿ كيقاؿ لو غًن الصريح ألنٌو معنوم"‬
‫ب‪ -‬توكيد معنوم‪ :‬كيكوف "بلفظ غًن ٌ‬
‫عامة‪ ،‬على أ ٍف‬
‫كل‪ٌ ،‬‬ ‫باألظباء اؼبعرفة كلو ألفاظو ىي‪ :‬نفس‪ ،‬عٌن‪ ،‬ذات‪ ،‬كبل‪ ،‬كلتا‪ ،‬صبيع‪ ،‬أصبع‪ٌ ،‬‬
‫تشتمل على رابط يعود على اؼبؤٌكد يوافقو يف التٌذكًن كالتٌأنيث إالٌ لفظيت صبعاء كأصبعوف‪،‬‬
‫فتكوناف ببل رابط‪.‬‬

‫‪ -‬أحكــامه ‪:‬‬

‫* ىو من األظباء اليت "ال يبسها اإلعراب إالٌ على سبيل التبع"‪،3‬فيعرب إعراب التٌابع‪.‬‬

‫* ال يؤكد "اؼبظهر باؼبضمر بل دبثلو‪ ،‬كيؤكد اؼبضمر دبثلو "‪ ،4‬كقولنا‪ :‬اًستشرتو ىو‪ ،‬كذىبنا كبن‪.‬‬

‫* لفظة نفس "عبارة عن حقيقة اؼبوجود دكف معىن زائد"‪ ،1‬كلفظة عٌن "يراد هبا حقيقة ذات"‪،2‬‬
‫‪2‬‬
‫الرجل نفسو كعينو كرأيت‬
‫ٌ‬ ‫أيت‬
‫ر‬ ‫كبو‪:‬‬ ‫صبعا‬ ‫أك‬ ‫مثىن‬
‫ٌ‬ ‫أك‬ ‫مفردا‬ ‫كاف‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ك‬
‫ٌ‬‫للمؤ‬ ‫تصلحاف‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫ذات"‬

‫‪ . 1‬اإلرشاد إىل علم اإلعراب‪ ،‬القرشي الكيشي‪ ،‬ربقيق عبداهلل علي اغبسيين البكايت كؿبمد سامل العمًنم مكة‬
‫‪0987‬ـ‪ ،‬ص‪.359‬‬
‫‪. 2‬اؼبصدر نفسو ‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪. 3‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.357‬‬
‫‪ . 4‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.395‬‬
‫‪52‬‬
‫اعبر فيقاؿ‪:‬‬
‫الرجاؿ أعينهم كأنفسهم‪ ،‬كقد يلتحق هبما حرؼ ٌ‬
‫الرجلٌن أعينهما كأنفسهما كرأيت ٌ‬
‫ٌ‬
‫جر زائد ٌأما التٌوكيد فهو ؾبركر لفظا كلو ؿبلٌو من‬ ‫الرجل بنفسو كبعينو‪ ،‬كىو ىنا حرؼ ٌ‬‫جاء ٌ‬
‫اعبر حبسب حركة اؼبتبوع‪.‬‬
‫بالض ٌم أك النٌصب أك ٌ‬
‫اإلعراب ٌ‬
‫* لفظة ذات "يف معىن النفس كاغبقيقة"‪ ،3‬كالب ٌد ؽبا من ضمًن يعود على اؼبؤكد‪.‬‬

‫* ال هبوز عطف بعض التوكيد على بعض كىذا أل ٌف "الشيئ إٌمبا يعطف على نفسو"‪ ،4‬ال على‬
‫جزئو‪.‬‬

‫مس من حاجتها إىل‬


‫* ال تؤٌكد النكرة يف مذىب البصريٌن "أل ٌف حاجة النكرة إىل التعريف أ ٌ‬
‫كجوزه الكوفيوف‬
‫التوكيد‪ ...‬أل ٌف مدلوؿ النكرة الشيوع كمدلوؿ التأكيد التخصيص فيتناقضاف‪ٌ ...‬‬
‫يف النكرة احملدكدة لقرهبا من اؼبعرفة"‪.5‬‬
‫* لفظة "أصبع للمذ ٌكر أك اؼبؤنٌث كىي "اًسم يؤكد بو ً‬
‫االسم الذم ال يتبعض‪ ،‬كال يؤكد بو من‬
‫‪6‬‬
‫الرجاؿ أصبعهم كال يقاؿ‪ :‬ىاتاف القبيلتاف‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫بأصبعها‬ ‫القبيلة‬ ‫ىذه‬ ‫يقاؿ‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫يثىن"‬
‫يعقل‪ ...‬كأنٌو ال ٌ‬
‫أصبعاف‪ ،‬كقد يشتمل اللٌفظ ىنا على ضمًن يعود على اؼبؤٌكد –كما سبق– كما قد ال يشتمل‬
‫فيقاؿ‪ :‬جاء مضر كىاشم أصبع‪.‬‬

‫‪ /5‬العطف‪:‬‬

‫‪ . 1‬اإلرشاد إىل علم اإلعراب‪،‬القرشي الكيشي‪ ،‬ص‪.227‬‬


‫‪ . 2‬اؼبصدرنفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪. 3‬اؼبصدرنفسو‪ ،‬ص‪.239‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ربقيق حنا صبيل حداد‪ ،‬مكتبة اؼبنار األردف ط‪0985/0‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.224‬‬
‫‪ . 5‬اإلرشاد إىل علم اإلعراب‪ ،‬القرشي الكيشي‪ ،‬ص‪.360‬‬
‫‪ . 6‬اؼبصدر نفسو ص‪.223‬‬
‫‪53‬‬
‫يسمى عطف النٌسق‪ ،‬ك"حركؼ العطف يتبع ما بعدىا ما‬ ‫يكوف العطف باغبرؼ‪،‬ك ٌ‬
‫قبلها"‪،1‬كاؼبعطوؼ باغبرؼ تابع يتو ٌسط بينو كبٌن متبوعو حرؼ عطف‪.‬‬

‫‪ -‬حروف العطف ‪ :‬عشرة كىي‪ ":‬الواك‪ ،‬الفاء‪َ ،‬ثٌ‪ ،‬أك‪ ،‬أـ‪ ،‬ال‪ ،‬بل‪ ،‬لكن اػبفيفة‪ٌ ،‬‬
‫كإما مكسورة‬
‫كحّت"‪.2‬‬
‫مكررة‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -‬معانيــها‪:‬‬

‫المثـ ـ ـ ـ ـ ــال‪.‬‬ ‫الحرف‪ .‬المعن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫جاء علي كعمر‪.‬‬ ‫جامعة عاطفة‬ ‫الواك‬

‫"كالشمس كضحاىا"‪.4‬‬ ‫بدال من القسم‬

‫رب‬
‫أف تكوف خلف من ٌ‬
‫كالعلم مفيد‪.‬‬ ‫أف تكوف حرفا من حركؼ ً‬
‫االبتداء‪.‬‬

‫كنت كال شيئ لك‪.‬‬ ‫أف تكوف زائدة‬


‫‪5‬‬
‫جاءت سعاد فزينب‪.‬‬ ‫التفرؽ على اؼبواصلة(أم الرتتيب كالتٌعقيب)‪.‬‬ ‫الفاء‬

‫(ؾبيئ سعاد أ ٌكال يليو مباشرة زينب‬


‫بعد م ٌدة قصًنة)‪.‬‬

‫‪ . 1‬شرح الدركس يف النحو‪ ،‬اًبن الدىاف‪ ،‬ص‪.548‬‬


‫جين‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫ً‬
‫‪ .‬اللٌمع‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪2‬‬

‫‪ . 3‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.249،247‬‬


‫‪ . 4‬سورة الشمس‪ .‬اآلية‪.90‬‬
‫‪. 5‬براجع‪ :‬اللمع‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪54‬‬
‫جاءت سعاد َثٌ زينب ‪.‬‬ ‫‪.‬‬‫الرتاخي‬
‫اؼبهلة ك ٌ‬ ‫َثٌ‪.1‬‬

‫(ؾبيء سعاد يليو ؾبيء زينب بعد‬


‫م ٌدةزمنية) ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حّت األنبياءي‪.‬‬
‫يبوت النٌاس ٌ‬ ‫أصلها الغاية‪.‬‬ ‫حّت‬
‫ٌ‬

‫لبث أىل الكهف يوما أك بعض يوـ‪.‬‬ ‫أف تكوف شكا‪.‬‬

‫‪-‬ايدرس علم النٌفس أك األدب‪.‬‬ ‫أف تكوف زبيًنا‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫‪-‬خذ العلم من العامل أك القيو‪.‬‬ ‫أف تكوف إلباحة‪.‬‬ ‫ٍأك‬

‫ألجتهد ٌف أك أقبح‪.‬‬ ‫أف يضمر بعدىا أف كتكوف يف معىن إالٌ أف‪.‬‬

‫أزيد عندؾ أـ عمرك؟‬ ‫أف تكوف معادلة ًالسم ً‬


‫االستفهاـ كتكوف معها‬ ‫‪4‬‬
‫ٍأـ‬
‫أم‪.‬‬
‫دبنزلة ٌ‬

‫‪ .1‬يراجع‪ :‬اؼبصدرنفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬


‫‪ . 2‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.256‬‬
‫‪ . 3‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪250‬‬
‫‪ . 4‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫أف تكوف اًستدراكا بعد غلط أك سهو أكلت البتقاؿ بل التفاح‪.‬‬
‫أك نسياف‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫جاء زيد فأكرمتو بل أجلستو يف‬ ‫بل‬
‫ٍ‬
‫ؾبلسي‪.‬‬ ‫أف تكوف لرتؾ الشيئ ؼبا ىو أىم منو‪.‬‬

‫اإلضراب كىو هبمع ىذين اؼبعنيٌن‪.‬‬

‫لكن سعاد‪.‬‬
‫‪ -‬ال تذىب ىند ٍ‬ ‫أف تكوف اًستدراكا بعد نفي‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫لكن‬
‫ٍ‬

‫‪3‬‬
‫ؿبمد‪.‬‬
‫حضر سعيد ال ٌ‬ ‫أف تكوف نفيا‬ ‫ال‬

‫‪ -‬أحكام تتعلّق بعطف النّسق‪:‬‬

‫االسم "إذا اًتفقا يف اغباؿ‪ ،‬كالفعل على الفعل إذا اًتفقا يف الزماف"‪،4‬‬
‫االسم على ً‬
‫* يعطف ً‬
‫نقوؿ‪ :‬جاء ؿبمد كأضبد‪ ،‬كال نقوؿ‪ :‬جاء ؿبمد كالدرس‪ ،‬كنقوؿ‪ :‬اًجتهد عمر كقبح‪ ،‬كال نقوؿ‪:‬‬
‫هبتهد عمر كقبح‪.‬‬

‫* يعطف "اؼبظهر على اؼبظهر‪ ،‬كاؼبضمر على اؼبضمر‪ ،‬كاؼبظهر على اؼبضمر‪ ،‬كاؼبضمر على‬
‫اؼبظهر"‪ ،5‬كأمثلة ذلك‪ :‬جاء علي كأضبد‪ ،‬مررت بك كإياه‪ ،‬مررت بك كأضبد‪ ،‬جاء أضبد كأنت‪.‬‬

‫* ىذا التابع "ال يتبع إالٌ بتوسط حرؼ"‪ ،1‬كىو حرؼ العطف‪.‬‬

‫‪ . 1‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.254‬‬


‫‪. 2‬اؼبصدر نفسو ص‪.255‬‬
‫‪ . 3‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.250‬‬
‫جين‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫ً‬
‫‪ .‬اللمع‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪4‬‬

‫‪ . 5‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬


‫‪56‬‬
‫* ال هبوز حذؼ "حرؼ العطف مع بقاء اؼبعطوؼ‪ ،‬كيستثىن من ذلك الواك كأك"‪ ،2‬فإنٌو هبوز‬
‫حذفهما مع بقاء معطوفهما‪.‬‬

‫* إذا تٌ تأكيد الضمًن "هبوز العطف عليو بدكف إعادة اػبافض"‪ ،3‬كقولنا‪ :‬اًستأنست بك أنت‬
‫كأبيك‪.‬‬

‫‪/3‬متمّمات في شكل أساليب (المتمّمات األسلوبيّة )‪:‬‬

‫االختصاص‪،‬‬ ‫ىي الٌيت تأيت يف شكل أساليب معركفة يف العربية‪ :‬أسلوب النٌداء‪ ،‬أسلوب ً‬
‫ٌ‬
‫االستثناء كلذلك فقد اًرتأينا أ ٍف تفرد لوحدىا ‪-‬كإ ٍف كانت‬
‫أسلوب اإلغراء كالتٌحذير‪ ،‬كأسلوب ً‬
‫السبب إىل أ ٌف ؽبذه األساليب عناصر‬
‫األكائل دكف األخًنة تدخل يف باب اؼبفعوؿ بو‪ -‬كيعود ٌ‬
‫متممات يف شكل‬
‫خاصة هبا‪ ،‬كال يوجد ذلك يف اؼبفعوؿ بو‪ ،‬كلذا كجب إفرادىا ربت عنواف‪ٌ :‬‬
‫ٌ‬
‫تممات األسلوبيٌة أكثر إيضاحا‬
‫أساليب من باب التٌخصيص أكثر‪ ،‬كقد يكوف تسميتها باؼب ٌ‬
‫ؼبتممات الٌيت يف شكل أساليب ىي‪:‬‬ ‫ا‬ ‫كىذه‬ ‫‪،‬‬‫ا‬‫ر‬ ‫ا‬‫ختص‬‫كاً‬
‫ٌ‬
‫‪ /0‬أسلوب ً‬
‫االختصاص‪.‬‬

‫‪ /2‬أسلوب التٌحذير‪.‬‬

‫‪ /3‬أسلوب اإلغراء‪.‬‬

‫‪ /4‬أسلوب النٌداء‪.‬‬
‫‪ / 5‬أسلوب ً‬
‫االستثناء‪.‬‬

‫‪ . 1‬شرح اؼبفصل‪،‬اًبن يعيش‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.74‬‬


‫‪ . 2‬التوابع يف اعبملة العربية‪ ،‬ؿبمد ضباسة‪ ،‬ص‪.047‬‬
‫‪ . 3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.043‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ِ /1‬االختصــاص‪:‬‬

‫اؼبختص "يذكر فيو اًسم ظاىر‬


‫ٌ‬
‫ىو أسلوب من أساليب العربية يتكوف من ً‬
‫االسم اؼبخصوص أك‬ ‫ٌ ٌ‬
‫بعد ضمًن اؼبتكلٌم‪ ،‬كيذكر ىذا ً‬
‫االسم غالبا لبياف اؼبقصود من ضمًن اؼبتكلم‪ ،‬كيسمى ـبتصا‪،‬‬
‫االسم اؼبختص معرفا بأؿ أك باإلضافة إىل معرؼ بأؿ‪ ،‬كيعرب ً‬
‫االسم اؼبختص يف‬ ‫كقد يكوف ىذا ً‬
‫‪1‬‬
‫أك أعين"‬ ‫أخص‬
‫ٌ‬ ‫كل اغباالت منصوبا على أنٌو مفعوؿ بو لفعل ؿبذكؼ تقديره مثبل‪:‬‬
‫ب – علينا باعب ٌد كالعمل‪.‬‬
‫كقولنا‪ :‬كبن – الطبلٌ ى‬
‫علي – أيٌها الكرمي –يعتمد‬ ‫ً‬
‫اؼبرجو من االختصاص‪ٌ " :‬إما فخر كبو‪ٌ :‬‬
‫لعل الغرض كاؽبدؼ ٌ‬ ‫ك ٌ‬
‫بالضمًن كبو‪ :‬كبن‬
‫ريب أك بياف اؼبقصود ٌ‬
‫إين – أيٌها العبد – فقًن إىل عفو ٌ‬
‫عليو‪ ،‬أك تواضع كبو‪ٌ :‬‬
‫فاالسم اػبصوص ىنا مفعوؿ بو لفعل ؿبذكؼ تقديره‬‫للضيف"‪ً ،2‬‬ ‫العرب – أقرب النٌاس ٌ‬ ‫–‬
‫ى‬
‫أخص‪.‬‬

‫‪ -‬ما يتوجٌب توافره يف ًاالسم اؼبخصوص‪:‬‬

‫معرفا باإلضافة‪ ،‬كقد يكوف بلفظيت أيٌتها أك أيٌتها‪ ،‬كيعرب ما‬


‫معرفا ب" اؿ" أك ٌ‬
‫‪ /0‬أ ٍف يكوف ٌ‬
‫أم‪.‬‬
‫بعدنبا نعتا مرفوعا إتباعا للفظ ٌ‬
‫ؿبل‬ ‫يف‬ ‫‪:‬‬‫فهي‬ ‫أخص‬ ‫صبلة‬ ‫ا‬‫أم‬ ‫ك‬ ‫موصوال‬ ‫ظبا‬‫‪ /2‬أ ٍف ال يكوف نكرة أك ضمًنا أك اًسم إشارة أك اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪3‬‬
‫نصب اغباؿ‪.‬‬

‫‪ /2‬التّحذيــر‪:‬‬
‫‪ . 1‬النحو العصرم‪ ،‬سليماف فياض‪ ،‬ص‪.259‬‬
‫‪ .2‬كبو اللٌغةالعربيٌة‪ ،‬أسعد النٌادرم‪ ،‬ص‪.622‬‬
‫‪ .3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫التحذير أسلوب يقوؿ عنو"سيبويو" يف باب‪" :‬ىذا باب ما ينتصب على إضمار الفعل‬
‫اؼبرتكؾ إظهاره اًستغناء عنو‪ ،‬كىذا باب ماجرل منو على األمر كالتٌحذير حيث يقوؿ‪ :‬كذلك‬
‫أم‪ :‬اًتٌ ًق‬
‫فسك يا فبلف ٍ‬ ‫قولك إذا كنت ربذر إيٌاؾ‪،‬كأنٌك قلت إيٌاؾ نح‪...‬كمن ذلك أ ٍف تقوؿ ن ى‬
‫قٌن كاألسد‬ ‫ً‬
‫الشر‪ ،‬كأنٌو قاؿ‪ :‬إيٌاؾ فاتٌ ٌ‬
‫نفسك‪ ...‬كمن ذلك أيضا قولك‪ :‬إيٌاؾ كاألسد كإيٌام ك ٌ‬
‫الشٌر مت ٌقياف فكبلنبا مفعوؿ كمفعوؿ‬
‫الشٌر‪ ،‬فإيٌاؾ متٌقى كاألسد ك ٌ‬
‫قٌن ك ٌ‬
‫كأنٌو قاؿ‪ :‬إيٌام ألتٌ ٌ‬
‫معو"‪ ،1‬فهو أسلوب فيو مفعوؿ بو كفعلو ؿبذكؼ مق ٌدر‪.‬‬

‫كيعلل غبذفو فيقوؿ‪" :‬كإٌمبا حذفوا الفعل يف ىذه األشياء‪ ...‬لكثرهتا يف كبلمهم كاًستغناء دبا يركف‬
‫من اغباؿ كدبا جرل من ال ٌذكر"‪ ،2‬كينصب يف ىذا األسلوب ً‬
‫االسم احمل ٌذر منو بفعل تقديره‪:‬‬
‫مكررا أك‬ ‫منو‬ ‫احملذر‬ ‫سم‬ ‫اًحذر أك اًجتنب أك باعد أك"اًتٌق‪...‬جانب‪ ...‬خل"‪ ،3‬كقد يكوف ً‬
‫اال‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫معطوفا عليو‪ ،‬فيكوف حذؼ العامل كجوبا يف مثل‪ :‬النميمة النميمة‪ ،‬الغش كالكذب‪ ،‬كجائزا يف‬
‫غًن ىاتٌن اغبالتٌن‪ ،‬يقوؿ صاحب شرح اؼبفصل‪" :‬فلو أفردت فقلت‪ :‬األسد‪ ،‬جاز ظهور‬
‫العامل‪ ،‬فإذا قلت‪ :‬األسد األسد‪ ،‬مل هبز أف تقوؿ‪ :‬اًتٌق األسد األسد"‪ ،4‬كوبذر بإيٌاؾ كفركعها‬
‫كيكوف بعدىا احمل ٌذر منو اًظبا ظاىرا مسبوقا بالواك كبو‪ :‬إيٌاؾ كالنٌميمة أك غًن مسبوؽ هبا‪ :‬إيٌاؾ‬
‫دبن كبو‪ :‬إيٌاؾ من النٌميمة‪.‬‬
‫النٌميمة أك ؾبركرا ٍ‬

‫‪ -‬إعراب ــه ‪:‬‬

‫‪ .1‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.274‬‬


‫‪.‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ . 3‬شرح اؼبفصل‪ ،‬اًبن بعيش‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.29‬‬


‫‪ . 4‬اؼبصدر نفسو‪،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫ييعرب احمل ٌذر منو مفعوال بو لفعل ؿبذكؼ تقديره " اًحذر أك باعد أك جانب‪ ،‬فإ ٌف "اًنتصاب‬
‫ؿبل‬ ‫يف‬ ‫مبين‬ ‫ضمًن‬ ‫فهي‬ ‫‪:‬‬‫اؾ‬‫إي‬ ‫ا‬‫أم‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬‫‪1‬‬
‫"‬ ‫خل‬ ‫ق‪...‬جانب‪...‬‬ ‫ت‬‫ىذه األظباء بفعل مضمر تقديره‪ :‬اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫نصب مفعوؿ بو لفعل ؿبذكؼ كجوبا تقديره اًحذر كقولنا يف‪ :‬إيٌاؾ الكذب ككأنٌنا نقوؿ‪:‬أح ٌذرؾ‬
‫من الكذب‪ ،‬ك"قوؽبم‪ :‬إياؾ كاألسد‪ ،‬فإيٌاؾ اًسم مضمر منصوب اؼبوضع كالناصب لو فعل مضمر‬
‫كتقديره إيٌاؾ باعد‪...‬كما أشبهو كاألسد معطوؼ على إيٌاؾ"‪ ،2‬فاألسد إذف معطوؼ عليو يف‬
‫اإلعراب‪.‬‬

‫‪ /3‬اإلغ ـراء‪:‬‬

‫حث اؼبخاطب على أمر ؿبمود ليفعلو كذلك ب "اًلزاـ اؼبخاطب العكوؼ"‪ 3‬عليو‪،‬‬
‫كىو ٌ‬
‫ك"كذلك قالوا يف اإلغراء‪ :‬أخاؾ أخاؾ‪ ،‬كاًنتصاب ىذه األظباء بفعل مضمر كتقديره‪...‬‬
‫اًلزـ"‪،4‬حيث ينصب ً‬
‫االسم اؼبغرل بو و‬
‫بفعل ىذا تقديره‪.‬‬ ‫ي‬
‫اػبلق‬ ‫ً‬
‫مكررا أك معطوفا عليو فيكوف حذؼ العامل كجوبا يف مثل‪ :‬ى‬ ‫كقد يكوف االسم اؼبغرل بو ٌ‬
‫األدب‪ ،‬يقوؿ صاحب نبع اؽبوامع‪" :‬إٌمبا هبب اإلضمارعلى صورتٌن‪ :‬إذا عطف أك‬
‫اػبلق ك ى‬
‫اػبلق‪ ،‬ى‬
‫ى‬
‫‪5‬‬
‫مكرر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كال‬ ‫معطوؼ‬ ‫ال‬ ‫ألنو‬ ‫‪،‬‬‫العلم‬
‫ى‬ ‫‪:‬‬‫كبو‬ ‫اغبذؼ‬ ‫هبوز‬ ‫حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫كرر‪ ،‬كهبوز اإلظهار فيما عدانبا"‬
‫ٌ‬

‫‪ -‬إعرابه‪:‬‬

‫‪ . 1‬شرح اؼبفصل‪ ،‬اًبن يعيش‪ ،‬ج‪2‬ص‪.29‬‬


‫‪ . 2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.25‬‬
‫‪3‬‬
‫السيوطي‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.29‬‬
‫‪ .‬نبع اؽبوامع يف شرح صبع اعبوامع‪ٌ ،‬‬
‫‪. 4‬شرح اؼبفصل‪ ،‬اًبن يعيش‪ ،‬ج ص‪.29‬‬
‫‪ . 5‬نبع اؽبوامع‪ ،‬السيوطي‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.29‬‬
‫‪60‬‬
‫االسم اؼبغرل بو مفعوال بو لفعل ؿبذكؼ تقديره اًلزـ مثل‪ :‬اإلسبلـ اإلسبلـ‪ ،‬كتعرب‬
‫يعرب ً‬
‫ي‬
‫اإلسبلـ الثٌانية توكيدا لؤلكىل‪.‬‬

‫‪ /4‬المن ــادى‪:‬‬

‫ىو أسلوب ييطلب بو إقباؿ اؼبنادل أك اًلتفاتو إىل أمر ك لو أدكات ىي‪ :‬اؽبمزة‪ ،‬يا‪،‬آ‪،‬ىيا‪ ،‬كا‪.‬‬

‫لنداء اؼبندكب‪.‬‬ ‫عامة‪.‬‬


‫للنداء ٌ‬ ‫لنداء البعيد‪.‬‬ ‫لنداء القريب‪.‬‬

‫كا‬ ‫يػا‬ ‫آ ‪ ،‬أيا ‪ ،‬ىيا‬ ‫أم‬


‫أ‪ٍ ،‬‬
‫‪ -‬أنواع ــه‪:‬‬

‫ٌأما عن أنواعو فهي‪":‬مفرد كمضاؼ كمضارع للمضاؼ‪:‬‬

‫والمفرد على ضربٌن‪ :‬نكرة كمعرفة‪ ،‬فالنكرة منصوب على األصل‪ ...‬كاؼبعرفة على ضربٌن‬
‫أحدنبا‪ :‬ما كاف معرفة قبل النداء كبو‪ :‬يا زيد كالثاين‪ :‬ما تعرؼ بالنداء‪ ،‬كىو على ضربٌن‬
‫أحدنبا‪ :‬ما ال حرؼ تعريف فيو كبو‪ :‬يا رجل‪ ...‬كالثاين‪ :‬مافيو الـ اؼبعرفة‪ ،‬فهذا ينادل بيا أيها‬
‫بأم) لتكوف صلة إىل نداء ما فيو األلف كالبلـ ‪ ،‬ألّنما‬
‫كبو قولك‪ :‬يا أيها الرجل‪ ،‬كإٌمبا جاءكا ( ٌ‬
‫ألّنا ً‬
‫زبصص"‪ ،1‬فمثاؿ اؼبفرد النكرة ‪:‬يا رجبل‪ ،‬كتسمى النكرة اؼبقصودة‪ ،‬كاؼبعرفة‬ ‫ال يلياف (يا) ٌ‬
‫عمر‪ ،‬بالضم ألنٌو اًسم علم فهو معرفة‪ ،‬كقولنا‪ :‬يا رجل كىو معركؼ بالرغم من أ ٌف‬
‫كقولنا‪ :‬يا ي‬
‫رجل نكرة كىي النكرة اؼبقصودة‪ ،‬ؽبذا قاؿ صاحب الكتاب‪ :‬ماتعرؼ بالنداء‪...‬كما ال حرؼ‬
‫تعريف فيو‪.‬‬

‫و"المضاف على ضربٌن أحدنبا‪ :‬ما كاف علما‪ ...‬كالثاين‪ :‬ما كاف غًن علم كبو‪ :‬يا أخا زيد‪...‬‬

‫‪ .1‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.264‬‬


‫‪61‬‬
‫كاؼبضارع للمضاؼ ما اًتصل بو كبلـ حّت طاؿ كبو‪ :‬يا خبا من زيد‪ ،‬يا راكبا فرسا"‪ ،1‬فاؼبضاؼ‬
‫العلم‪ ،‬فطبلب منادل كىو مضاؼ‪ ،‬كمثاؿ الشبيو باؼبضاؼ قولنا‪ :‬يا‬ ‫ً‬
‫اعبامعة‬ ‫طبلب‬ ‫مثل‪ :‬يا‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫كاسعا علمو‪ ،‬فواسعا منادل كلكنو ليس مضافا‪ ،‬كلكن إذا حذفنا لفظة علمو كاف ىناؾ نقص يف‬
‫تاما‪ ،‬لذا أضيفت كاؼبنادل كاف شبيها باؼبضاؼ إلضافة كلمة‬
‫اعبملة كإذا أضيفت كاف اؼبعىن ٌ‬
‫لكنها ليست مضافا إليو‪.‬‬

‫‪ -‬إعرابــه‪:‬‬

‫يعرب اؼبنادل "مفعوال بو بفعل الزـ اإلضمار‪ ...‬يقدر بأنادم أك أدعو"‪ ،2‬كما أ ٌف "اؼبفرد‬
‫مبين على الضم‪ ...‬كاؼبضاؼ نصب"‪ ،3‬حيث يعرب اؼبنادل اؼبفرد كالنٌكرة اؼبقصودة مبنيٌٌن على‬
‫ؿبمداف‪ ،‬أك كاك‪ :‬يا‬
‫ؿبمد‪ ،‬أك ألف‪ :‬يا مسلماف‪ ،‬يا ٌ‬
‫ضم ‪:‬يا مسلم‪ ،‬يا ٌ‬
‫ما يرفعاف بو من ٌ‬
‫ؿبمدكف‪.‬‬
‫مسلموف‪ ،‬يا ٌ‬
‫الشبيو باؼبضاؼ فيكوف كل منها‬
‫ك ٌأما اؼبنادل النٌكرة غًن اؼبقصودة‪ ،‬كاؼبنادل اؼبضاؼ ك ٌ‬
‫منصوبا‪.‬‬

‫‪ -‬أغراض النّداء ‪:‬‬


‫كيبكن القوؿ أ ٌف ؽبذا األسلوب "النٌداء" أغراضا‪ ،‬فقد يكوف لعامة النٌداء أك بغرض ً‬
‫االستغاثة‬ ‫ٌ‬
‫عجب أكيكوف‬‫متوجعا منو‪،‬كما قد يكوف للتٌ ٌ‬
‫تفجعا عليو أك يكوف ٌ‬ ‫باؼبنادل أك منو أك قد يكوف ٌ‬
‫للرتخيم‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪ . 1‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.256‬‬


‫‪ .2‬نبع اؽبوامع‪ ،‬السيوطي‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.25‬‬
‫‪ . 3‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.259‬‬
‫‪62‬‬
‫أك‬ ‫ؿبمدا‬
‫اؼبتفجع عليو ‪ :‬كا ٌ‬
‫أ‪ /‬نداء النٌدبة‪ :‬ىو كاحد من أنواع النٌداء اؼبعركفة يكوف لنداء ٌ‬
‫‪1‬‬
‫اعزاه"‬
‫اؼبتوجع منو‪ :‬كارجبله‪ ،‬كارأساه‪" ،‬كىو منصوب تقوؿ يف كبو منو‪ :‬كازيداه‪ ،‬كاؿبمداه‪ ،‬ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫ؿبمداه‪ ،‬فقد أغبقوا األلف يف آخر اؼبندكب‬
‫ؿبمدا‪ ،‬كا ٌ‬
‫ؿبم يد‪ ،‬كا ٌ‬
‫أحد األشكاؿ اآلتية‪ :‬كا ٌ‬
‫كيكوف ى‬
‫تفجع كبكاء"‪ ،2‬كتذكر األلف كىاء النٌدبة كقد ربذؼ اؽباء‬
‫ألّنم "أرادكا م ٌد الصوت ألنٌو موضع ٌ‬
‫لتبقى األلف كقد وبذفاف معان‪.‬‬

‫تعجبا من اؼبنادل نفسو‪ ،‬كيكوف على أحد‬


‫عجب‪ :‬نوع آخر من أنواع النٌداء‪ٌ ،‬‬ ‫ب‪ /‬نداء التٌ ٌ‬
‫يارجل‪ ،‬يا لو رجبل‪ ،‬يا لو من و‬
‫رجل‪.‬‬ ‫ي‬ ‫للر ً‬
‫جل‪ ،‬يا رجبل‪،‬‬‫األمباط اآلتية ‪ :‬يا ٌ‬
‫ً‬
‫ؼ"االستغاثة دعاء اؼبستغيث‬ ‫اال ًّ ًّستغاثة‪ :‬أسلوب آخر للنٌداء‪،‬‬
‫ج‪ /‬نداء ً‬
‫ىبتص بنداء من ييعٌن على ش ٌدة "‪ ، 4‬كتكوف "الـ اؼبستغاث من ألجلو‬ ‫ٌ‬ ‫"‬‫‪،‬ك‬ ‫‪3‬‬
‫اؼبستغاث"‬
‫‪5‬‬
‫ك"ذبر البلـ اؼبفتوحة منادل متعجبا منو أك مستغاثا بو متعلقة بفعل النداء كقيل‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫مكسورة"‬
‫‪6‬‬
‫يتكوف من‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫منو‬ ‫اؼبستغاث‬ ‫منو‬ ‫باؼبتعجب‬ ‫كيقصد‬ ‫‪،‬‬ ‫حبرفو"‬

‫‪ -0‬األداة‪ :‬يا كال يستعاف بغًنىا‪.‬‬

‫‪ -2‬اؼبستغاث بو‪ :‬اؼبنادل؛ ؾبركر دكما ببلـ مفتوحة‪.‬‬

‫كهبٌر ببلـ مكسورة‪.‬‬


‫‪ -3‬اؼبستغاث لو أك منو‪ :‬ي‬

‫‪.1‬مقدمة يف النحو‪ ،‬خلف األضبر‪ ،‬ربقيق عز التنوخي‪ ،‬كزارة الثقافة كاإلرشاد القومي دمشق ط‪0960/3‬ـ‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫‪. 2‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.272‬‬
‫‪ . 3‬نبع اؽبوامع‪ ،‬السيوطي‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.53‬‬
‫‪ .4‬النٌحو العصرم‪ .‬سليماف فيٌاض‪ ،‬ص‪.246‬‬
‫‪. 5‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.270‬‬
‫‪ . 6‬نبع اؽبوامع‪ ،‬السيوطي‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.53‬‬
‫‪63‬‬
‫للفقراء‪.‬‬ ‫لؤلغنياء‬ ‫يا‬ ‫ك مثاؿ ذلك‪:‬‬

‫مستغاث لو‪.‬‬ ‫مستغاث بو‬ ‫حرؼ ً‬


‫االستغاثة‬

‫الصهاينة‪.‬‬
‫من ٌ‬ ‫للفلسطينيٌٌن‬ ‫يا‬ ‫كقولنا‪:‬‬

‫مستغاث منو‪.‬‬ ‫مستغاث لو‬ ‫حرؼ ً‬


‫االستغاثة‬

‫يتم حذؼ آخر اؼبنادل‪ ...‬فبل يرخم غًن‬ ‫الرتخيم‪ :‬نوع أيضا من أنواع النٌداء "حيث ٌ‬‫د‪ /‬نداء ٌ‬
‫‪1‬‬
‫رخم من األظباء إالٌ‪:‬‬
‫اؼبنادل إالٌ لضركرة بشرط صبلحيتو للنداء" ‪ ،‬كما ال يي ٌ‬
‫مديح‪ ،‬كاألصل عائشة كمدوبة‪.‬‬
‫عائش‪ ،‬يا ى‬
‫‪ -0‬ما كاف ـبتوما بتاء التٌأنيث‪ :‬يا ى‬
‫الرباعي فأكثر‪ ،‬غًن اؼبرٌكب مذ ٌكرا كاف أك مؤنٌثا‪ :‬يا حا ًر‪ ،‬يا عثٍ ىم‪ ،‬يا نعم كاألصل‪:‬‬
‫العلىم ٌ‬
‫‪ -2‬ى‬
‫حارث كعثماف كنعماف‪.‬‬

‫‪ -‬أحكامه‪:‬‬

‫* هبوز اًستعماؿ "يا يف الندبة إذا كجد قرينة"‪ ،2‬يدؿ عليها اؼبعىن كقولنا‪ :‬يا مصيبتاه‪.‬‬

‫* يكوف حذؼ حرؼ النداء فبتنعا يف اغباالت‪:‬‬

‫‪"-‬اؼبنادل اؼبندكب‪ ،‬اؼبنادل إذا كاف ضمًن اؼبخاطب من هبيز نداءه كبو‪ :‬يا إياؾ قد كفيتك‪...‬‬
‫ٌأما ضمًن اؼبخاطب فبل ينادل مطلقا‪ ،‬اؼبنادل اؼبستغاث"‪ ،3‬فإذا حذؼ حرؼ النداء يف الندبة‬
‫تعرؼ عليهما‪ ،‬فحرؼ النداء ىو الداؿ عليهما‪.‬‬ ‫ً‬
‫كاالستغاثة مل يي ٌ‬

‫‪.1‬يراجع‪ :‬نبع اؽبوامع‪ ،‬السيوطي‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.57‬‬


‫‪ . 2‬دليل السالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬عبد اهلل فوزاف‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.250‬‬
‫‪ . 3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.252‬‬
‫‪64‬‬
‫* كيكوف اغبذؼ جائزا إذا كاف "اؼبنادل اًسم جنس ؼبعٌن كقوؽبم‪ :‬أصبح ليل أم يا ليل‪ ،‬إذا‬
‫كاف اؼبنادل اًسم إشارة غًن متصل بكاؼ اػبطاب"‪ ،1‬كقولنا أنتم ىؤالء تفعلوف ما تشاءكف أم‬
‫يا ىؤالء‪.‬‬

‫* هبوز األكجو"ياعباد كيا عبادم كيا عبادا"‪،2‬إذا نودم مضاؼ إىل ياء اؼبتكلم‪.‬‬

‫‪ِ /5‬االستثنـاء‪:‬‬
‫االستثناء من األساليب العربية كلو عناصره‪ ،‬حيث‪" :‬ليس ىبلو ً‬
‫االستثناء من أ ٍف يكوف يف‬ ‫ً‬
‫كبلـ موجب كغًن موجب ً‬
‫فاالستثناء من الكبلـ اؼبوجب نصب مثاؿ ذلك‪ :‬جاء القوـ إالٌ زيدا‪،‬‬
‫فاًنتصاب ً‬
‫االسم إٌمبا ىو دبا تق ٌدـ يف اعبملة من الفعل أك معىن الفعل بتوسط "إالٌ" كما أ ٌف ً‬
‫االسم‬ ‫ٌ‬
‫بتوسط الواك"‪ ،3‬كىو إخراج ما بعد إالٌ أك إحدل‬
‫الٌذم بعد الواك يف باب اؼبفعوؿ معو منتصب ٌ‬
‫يسمى‬ ‫ً‬
‫أخواهتا من أدكات االستثناء من حكم ما قبلو كبو‪ :‬جاء التٌبلميذ إالٌ عليٌا‪ ،‬كاؼبخرج ٌ‬
‫مستثىن كاؼبخرج منو مستثىن منو‪ ،‬ك ً‬
‫لبلستثناء أدكات ىي‪" :‬إالٌ‪،‬غًن كسول ‪ ...‬كخبل كعدا كحاشا‬
‫كليس كال يكوف"‪ ،4‬كىي شبانية‪.‬‬

‫أ‪ -‬المستثنى‪ :‬كىو قسماف‪" :‬فإف كاف من موجب فبل ىبلو أف يكوف متصبل يف اعبنسية‬
‫أك منقطعا عنها‪ ،‬ككبلنبا منصوب لفظا أك موضعا"‪ ،5‬فاؼبتٌصل ما كاف من جنس اؼبستثىن‪ :‬جاء‬
‫الرجاؿ إالٌ عمر‪ ،‬كاؼبنقطع ما ليس من جنس ما ايستيثين منو كبو ‪ :‬جاء اؼبسافركف إالٌ أمتعتىهم‪ ،‬ك‬
‫ٌ‬

‫‪ . 1‬دليل السالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬عبد اهلل فوزاف‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.253،252‬‬
‫‪ . 2‬شرح الدركس يف النحو‪ ،‬اًبن الدىاف‪،‬ص‪.452‬‬
‫‪ .3‬اؼبقتصد‪ ،‬اعبرجاين‪ ،‬اجمللٌد‪ 2‬ص‪.680‬‬
‫‪ .4‬جامع ال ٌدركس العربيٌة‪ ،‬الغبلييين‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.94‬‬
‫‪ . 5‬شرح الدركس يف النحو‪ ،‬اًبن الدىاف‪ ،‬ص‪.273‬‬
‫‪65‬‬
‫قولو تعاىل‪ ":‬كإذ قلنا للمبلئكة ايسجدكا فسجدكا إالٌ إبليس"‪ ،1‬ك ً‬
‫االستثناء اؼبتٌصل يفيد‬ ‫ى‬
‫التٌخصيص بعد التٌعميم كيزيل ما يظنٌو السامع من عموـ اغبكم‪ ،‬كىو ً‬
‫االستثناء اغبقيقي ٌأما‬ ‫ٌ‬
‫األكؿ‪،‬‬ ‫االستثناء اؼبنقطع فيفيد ً‬
‫ً‬
‫صص جنسو كاؼبثاؿ ٌ‬ ‫الشيء إٌمبا يىب ٌ‬
‫االستدراؾ ال التٌخصيص أل ٌف ٌ‬
‫ٌأما اًستثناء ما ليس من اعبنس كاؼبثاؿ الثٌاين فإبليس ال ينتمي إىل اؼببلئكة كلفظ اؼبسافرين ال‬
‫السامع أ ٌف‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يتوىم ٌ‬
‫حّت ال ٌ‬ ‫يدؿ عليها‪ ،‬كلذا فقد كاف االستثناء ىنا استدراكا ٌ‬
‫يتناكؿ األمتعة كال ٌ‬
‫إبليس سجد مع اؼببلئكة (كما ىو من جنسهم)‪ ،‬كأ ٌف األمتعة جاءت مع اؼبسافرين‪.‬‬

‫‪-‬أحكامه‪:‬‬

‫* إ ٌف "اؼبستثىن منصوب بإضمار فعل معناه ال أعين"‪.2‬‬

‫* قد يكوف ما قبل إالٌ كبلما تاما‪ ،‬كما قد يكوف غًن تاـ "فإف كاف تاما‪ ،‬جاز فيو بعد إالٌ‬
‫كجهاف‪ :‬الرفع على البدؿ كالنصب على ً‬
‫االستثناء‪ ...‬كإف كاف غًن تاـ سلطت ما قبل إالٌ على‬
‫ما بعدىا‪ ،‬فأعطيتو قسطو من اإلعراب كذلك كبو‪ :‬ما قاـ إالٌ زيد كما رأيت إالٌ زيدا كما مررت‬
‫‪3‬‬
‫األكؿ‪ :‬عليو كبو‪ :‬ينجح التٌبلميذ إالٌ اؼبتهاك يف أك اؼبتهاك ىف فاألكىل رفع على‬
‫ٌ‬ ‫كمثاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫إالٌ بزيد"‬
‫االستثناء‪ ،‬ك ٌأما مثاؿ الثاين‪ :‬ما اًجتهد إالٌ أضبد‪ ،‬ما عرفت إال أضبد‪ ،‬ما‬
‫البدؿ كالثانية نصب على ً‬
‫اًستأنست إالٌ بأضبد‪.‬‬
‫لبلستثناء "اؼبنقطع‪ ،‬كأف يكوف يف موضع نصب على ً‬
‫االستثناء‬ ‫* حكم إالٌ كأف تكوف‪ :‬أّنما ً‬
‫اؼبنقطع‪ ،‬كما بعد أف يكوف هبوز فيو الرفع على أف ذبعل كاف دبعىن اغبدكث كالوقوع‪ ،‬كالنصب‬
‫على أف ذبعل يكوف ناقصة كاًظبها مضمر فيها‪ ،‬كما بعدىا خب ؽبا"‪ ،4‬حيث ينصب اؼبستثىن‬

‫‪ . 1‬سورة البقرة‪ .‬اآلية ‪.34‬‬


‫‪ . 2‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.077‬‬
‫‪ .3‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.074‬‬
‫‪ . 4‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.080‬‬
‫‪66‬‬
‫منفي أك مثبت كبو‪ :‬جاء‬
‫تأخر ك يف كبلـ ٌ‬ ‫ب"إالٌ" اؼبنقطع سواء أ تق ٌدـ على اؼبستثىن منو أك ٌ‬
‫الفرساف إالٌ أحصنتهم‪ ،‬جاء إالٌ أحصنتىهم الفرساف‪ ،‬ما جاء الفرساف إالٌ أحصنتهم‪.‬‬

‫ألّنا‬
‫هبر ما بعدىا بإضافتها إليو ٌ‬ ‫ً‬
‫*حكم غًن‪" :‬أف تعرب بإعراب االسم الذم يقع بعد إالٌ‪ ،‬كأف ٌ‬
‫اًسم‪ ،‬كحق األظباء أف تتسلط عليها العوامل‪ ،‬كأف تضاؼ إىل ما ىبصها إف كانت مبهمة‪،‬‬
‫فخالفت إالٌ من ىذا الوجو‪ ،‬كإف كانت موافقة ؽبا يف اؼبعىن من كجو آخر‪ ،‬كىو إخراج ما بعدىا‬
‫فبا دخل فيو ما قبلها‪ ،‬كؽبذا دخلت يف باب ً‬
‫االستثناء"‪ ،1‬فهي لفظ نكرة مبهم هبا توصف النٌكرة‬
‫مع إضافتها إىل معرفة كبو‪ :‬حضر ً‬
‫االجتماع شخص غًنيؾ أك غًن فبلف‪.‬‬
‫حيث ربمل (غًن) على (إالٌ) فتفيد ً‬
‫االستثناء كاؼبستثىن هبا يكوف ؾبركرا باإلضافة إليها كبو‪:‬‬
‫جاءت الفتيات غًن أمينة أك غًن و‬
‫ىند‪ٌ ،‬أما (ليس كال يكوف) فهي من األفعاؿ الناقصة اليت ترفع‬
‫االثنتاف دبعىن (إالٌ) ً‬
‫االستثنائية‪ ،‬كاؼبستثىن بعدىا هبب نصبو ألنٌو‬ ‫االسم كتنصب اػبب كقد تكوف ً‬
‫ً‬
‫خب ؽبما كبو‪ :‬حضرت البنات ليست خولة أك ال تكوف خولة‪ ،‬كاؼبعىن‪ٌ :‬أّن ٌن حضرف إالٌ ىندا‪،‬‬
‫كاًظبهما ضمًن مسترت يعود على اؼبستثىن منو‪.‬‬

‫*حكم‪ :‬ما خبل‪ ،‬ماعدا‪،‬ليس كال يكوف‪ :‬إضمار الفاعل فيها حيث "ينصب ما بعدىن‪ ،‬كفيهن‬
‫معىن ً‬
‫االستثناء كأنك قلت‪ :‬ما خبل بعضهم زيدا‪ ،‬كما عدا أحدىم عمرا‪ ،‬كليس اآليت عبد اهلل‪،‬‬
‫كال يكوف أحدىم بشرا‪ ،‬إالٌ أ ٌف الفاعل فيهن ال هبوز إظهاره ألنٌو ايستغين عنو بداللة الكبلـ عليو‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫اعبر‬
‫ٌ‬ ‫هبوز‬ ‫كال‬ ‫‪،‬‬‫النصب‬ ‫عليها‬ ‫يغلب‬ ‫عدا‬ ‫ما‬‫ك‬ ‫خبل‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫كأصبع النحويوف على نصب ما بعدىن"‬
‫اؼبؤكؿ‬
‫ألّنما يف ىذه اغبالة فعبلف‪ ،‬كما اؼبصدريٌة ترتبط باألفعاؿ كال تسبق اغبركؼ كاؼبصدر ٌ‬
‫ٌ‬
‫منصوب على اغباؿ بعد تقديره ‪:‬جاءت النساء خاليات من و‬
‫ىند‪ٌ ،‬أما ليس كال يكوف فهي من‬

‫‪ . 1‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.078‬‬


‫‪ . 2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.079‬‬
‫‪67‬‬
‫االثنتاف دبعىن (إالٌ) ً‬
‫االستثنائية‪،‬‬ ‫االسم كتنصب اػبب كقد تكوف ً‬
‫األفعاؿ الناقصة اليت ترفع ً‬
‫كاؼبستثىن بعدىا هبب نصبو ألنٌو خب ؽبما كبو‪ :‬حضرت البنات ليست خولة أك ال تكوف خولة‪،‬‬
‫كاؼبعىن ٌأّن ٌن حضرف إالٌ ىندا‪ ،‬كاًظبهما ضمًن مسترت يعود على اؼبستثىن منو‪.‬‬

‫سي يعين‪ :‬مثل كمثنٌاىا سيٌاف‪ ،‬كمن ال النٌافية للجنس الٌيت تيستعمل لرتجيح‬
‫* السيٌما‪ :‬اؼبرٌكبة من َّ‬
‫رجح اًجتهاد خالد على غًنه من‬‫ٌ‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬‫خالد‬ ‫ما‬ ‫السي‬
‫ٌ‬ ‫لقسم‬ ‫ا‬ ‫جتهد‬ ‫ما بعدىا على ما قبلها كبو‪ :‬اً‬

‫السي زيد‪،‬‬
‫سي كقولك‪ٌ :‬‬ ‫كذبر ما بعدىا بإضافة ٌ‬ ‫أىل القسم‪ ،‬كحكمها تقدير "ما فيها زائدة‪ٌ ،‬‬
‫السي‬
‫ىذا ىو الوجو‪ ،‬كهبوز الرفع على أف ذبعل ما دبعىن الذم‪ ،‬كتضمر اؼببتدأ كأنك قلت‪ٌ :‬‬
‫الذم ىو زيد أم مثل الذم ىو زيد كىو قبيح عبعلك (ما) لآلدميٌن"‪ ،1‬كاؼبستثىن هبا إ ٍف كاف‬
‫تلميذ مثلًك أك تلمي هذ مثليك أك تلميذان‬
‫ب كالسيما و‬
‫ٌ‬ ‫كل تلميذ يؿب ٌّ‬
‫جره كرفعو كنصبو كبو‪ٌ :‬‬
‫نكرة جاز ٌ‬
‫كجره ٍأكىل‪.‬‬
‫مثلىك‪ٌ ،‬‬

‫‪ .1‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.080‬‬


‫‪68‬‬
‫‪/4‬المتمم ــات المجرورة‪:‬‬

‫اؼبكمبلت اجملركرة كىي أظباء فضبلت زائدة لغرض ما‬


‫اؼبتممات اجملركرة كيسميها البعض ب " ٌ‬
‫ترد مع اعبملة ً‬
‫االظبيٌة‬ ‫‪1‬‬
‫يف اعبملة العربيٌة اؼبفيدة على ركنيها األساسٌن اؼبسند كاؼبسند إليو" ‪،‬كىي ي‬
‫كالفعليٌة يف كاحدة من الصور اآلتية‪:‬‬

‫جر‪.‬‬
‫‪ -"0‬صورة األظباء اجملركرة حبرؼ ٌ‬
‫اؼبتخصصوف باؼبرٌكب اإلضايف"‪،2‬‬ ‫يسميو النٌحاة‬ ‫ما‬‫في‬ ‫قبلها‬ ‫سم‬‫‪ -2‬صورة األظباء اؼبضافة إىل اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كاؼبركب اإلضايف ىو اؼبضاؼ كاؼبضاؼ إليو‪.‬‬

‫الجر‪:‬‬ ‫ِ‬
‫‪ /1‬االسم المجرور بحرف ّ‬
‫اعبر أنٌو‪":‬شيئ ليس باًسم كال ظرؼ‪...‬‬ ‫ً‬
‫تكلٌم "سيبويو" عن االسم اجملركر فيقوؿ يف باب ٌ‬
‫قولك‪ :‬مررت بعبد اهلل كىذا لعبد اهلل‪ ،‬كما أنت كز و‬
‫يد‪ ،‬كيالك بك ور‪ ،‬كتا اهلل ال أفعل ذلك‪ ،‬كمن‬
‫‪3‬‬
‫يسمى‬
‫ٌ‬ ‫"سيبويو"‬ ‫فهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫كرب كما أشبو ذلك‪ ،‬ككذلك أخذتو عن زيد كإىل زيد"‬
‫كيف كم ٍذ كعن ٌ‬
‫جر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫االسم اجملركر بشيئ ليس باسم كال ظرؼ ما اشتمل على حرؼ ٌ‬

‫اعبر ىي‪" :‬من كإىل كيف كعن كعلى ٌ‬


‫كرب كالباء كالبلـ كالكاؼ كالواك كالتاء كيذكراف‬ ‫كحركؼ ٌ‬
‫‪4‬‬
‫لعل يف لغة‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫ىذيل‬ ‫لغة‬ ‫يف‬ ‫"مّت‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫يف باب القسم‪ ،‬كحاشا كخبل‪ ...‬كمذ كمنذ‪ ...‬كحّت"‬
‫عيقيل"‪.5‬‬

‫‪ .1‬النٌحو العصرم‪ ،‬سليماف فيٌاض‪ ،‬ص‪.047‬‬


‫‪.2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪ .3‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.409‬‬
‫‪ . 4‬اللمع‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ .5‬جامع ال ٌدركس العربيٌة‪ ،‬الغبلييين‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.025‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ -‬أقسامها‪:‬‬

‫ما ىو مبلزـ للحرفيٌة‪.‬‬ ‫ما لفظها مشرتؾ بٌن اغبرفيٌة‬ ‫ما لفظها مشرتؾ بٌن‬
‫كالفعليٌة‪.‬‬ ‫اغبرفية ك ً‬
‫االظبيٌة‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫بقيٌة اغبركؼ‪.‬‬ ‫خبل – عدا– حاشا‪.‬‬ ‫الكاؼ– كاك القسم‬
‫تاء القسم – مّت‬

‫‪ -‬تسميتها ‪:‬‬

‫يسميها الكوفيٌوف حركؼ اإلضافة‬ ‫ً‬


‫اعبر‪ ...‬ك ٌ‬
‫ذبر معىن الفعل إىل االسم ٌ‬‫ألّنا ٌ‬
‫ظبٌيت كذلك‪ٌ " :‬‬
‫االسم فقولك‪ :‬جلست‬ ‫ألّنا ربدث صفة يف ً‬
‫الصفات ٌ‬ ‫ألّنا تضيف الفعل إىل ً‬
‫حركؼ ٌ‬
‫االسم‪ ...‬ك ى‬ ‫ٌ‬
‫يف ال ٌدار؛ دلٌت يف على أ ٌفّّ ال ٌدار كعاء للجلوس"‪ ،1‬فاغبرؼ جار ك ً‬
‫االسم بعده ؾبركر‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌٌ‬
‫‪ -‬معاني ــها ‪:‬‬

‫اؼبثػ ػػاؿ‪.‬‬ ‫معناى ػػا‪.‬‬ ‫اغبركؼ‬

‫أمسكت بالباب‪.‬‬ ‫اإللصاؽ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫مررت بدارؾ‬ ‫التعدية‬ ‫الباء‬

‫مات باعبوع ‪ ،‬قيتل بذنبو‬ ‫التٌعليل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السيوطي‪ ،‬ربقيق أضبد مشس ال ٌدين‪ ،‬دار الكتب العلميٌة بيوت لبناف ط‪/3‬‬
‫‪ .‬نبع اؽبوامع يف شرح صبع اعبوامع‪ٌ ،‬‬
‫‪0998‬ـ‪ ،‬ص‪.330‬‬
‫‪ .2‬اعبىن الداين يف حركؼ اؼبعاين‪ ،‬اغبسن بن قاسم اؼبرادم‪ ،‬ربقيق فخر الدين قباكة كؿبمد ندمي فاضل‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية لبناف ط‪0992/0‬ـ‪ ،‬ص‪.43،42،40،49،39،38،37‬‬
‫‪70‬‬
‫بعتك ال ٌدار بأثاثها‪.‬‬ ‫اؼبصاحبة دبعىن " مع"‪.‬‬

‫نصر اهلل نبيٌو ببدر كقبٌى لوطا‬ ‫الظٌرفيٌة دبعىن "يف"‪.‬‬


‫بصبح‪.‬‬ ‫البدؿ‬
‫بالسيٌارة‪.‬‬
‫بعتك ال ٌدار ٌ‬ ‫القسػػم‪.‬‬ ‫الباء‬
‫أقسم باهلل‪ ،‬بأيب أنت ك ٌأمي‪.‬‬ ‫ً‬
‫االستعبلء‬
‫ليت يل هبم أناسا يعينونين‪.‬‬
‫التبعيض‪.‬‬
‫يشرب النٌاس هبذه العٌن أم منها‪.‬‬

‫اًنطلق من اؼبنزؿ إىل اؼبدرسة ‪.‬‬ ‫اًبتداء الغاية‬

‫شربت من اؼباء ‪.‬‬ ‫التبعيض‪.‬‬

‫لبست أساكر من ذىب ‪.‬‬ ‫بياف اعبنس‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫يرضى الكافر بال ٌدنيا من اآلخرة ‪.‬‬ ‫البػدؿ‪.‬‬ ‫من‬

‫من ذنبو عوقب ‪ ،‬من اًجتهاده قبح‪.‬‬ ‫التٌعليل‪.‬‬

‫ىو يف غفلة من اآلخرة ‪.‬‬ ‫اجملاكزة‬

‫كصلت إىل اؼبسجد‪.‬‬ ‫اًنتهاءا لغاية‬ ‫‪1‬‬


‫إىل‬

‫‪. 1‬يراجع‪ :‬اعبىن الداين يف حركؼ اؼبعاين‪ ،‬اغبسن بن قاسم اؼبرادم‪ ،‬ص‪.303،302،300،309،398‬‬
‫‪71‬‬
‫ؿبمد كرمي إىل أدب ك ثقافة أم معهما‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫دبعىن مع‪.‬‬

‫إيل‪.‬‬
‫أحب ٌ‬
‫العلم ٌ‬ ‫التبيٌن‪.‬‬

‫إيل من غًنىا‪.‬‬
‫أحب ٌ‬
‫ال ٌدراسة ٌ‬ ‫دبعىن عند‬

‫‪2‬‬
‫باح‪.‬‬
‫الص ً‬
‫حّت ٌ‬
‫سهرت ٌ‬ ‫الغاية كالعطف‪.‬‬ ‫ح ٌػّت‬
‫‪3‬‬
‫ىو ساه عن صبلتو‪.‬‬ ‫اجملاكزة‬ ‫عن‬
‫حج ً‬
‫االبن عن أبيو‪.‬‬ ‫البدؿ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫أتقبٌل عن صديقي أفعالو كلٌها‪.‬‬ ‫دبعىن على‪.‬‬

‫علي‪.‬‬ ‫ً‬
‫فضلتو ٌ‬
‫ال ٌدفرت على الطٌاكلة‪ٌ ،‬‬ ‫االستعبلء‪.‬‬

‫اًضبد اهلل على ما أعطاؾ ‪.‬‬ ‫التٌعليل‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫على‬

‫حيب لو‪.‬‬
‫أعطيتو اؼباؿ على ٌ‬ ‫اجملاكزة‬

‫خرجنا على بركة اهلل أم ببكتو تعاىل‬ ‫موافقة الباء‪.‬‬

‫‪. 1‬اعبىن الداين يف حركؼ اؼبعاين‪ ،‬اغبسن بن قاسم اؼبرادم‪ ،‬ص‪.398،387،385‬‬


‫‪ . 2‬اللمع‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ . 3‬يراجع‪ :‬اعبىن الداين يف حركؼ اؼبعاين‪،‬اغبسن بن قاسم اؼبرادم‪ ،‬ص‪.246،245‬‬
‫‪ . 4‬يراجع‪:‬اؼبرجع نفسو‪،‬ص‪.478،477،476‬‬
‫‪72‬‬
‫سرت يف اللٌيل‪ ،‬اؼباء يف اإلناء‪.‬‬ ‫الوعاء‬

‫"فما متاع اغبياة ال ٌدنيا يف اآلخرة إال‬ ‫اؼبقايسة‪.‬‬


‫قليل"‪.2‬‬

‫اإلناء يف الطٌاكلة أم عليها‪.‬‬ ‫دبعىن على‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫فػػي‬
‫رد يده يف فمو‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫دبعىن الباء‪.‬‬
‫قد تدخل اعبنٌة يف معركؼ صغًن ‪.‬‬
‫السببيٌة كالتٌعليل‪.‬‬
‫ٌ‬
‫دبعنػى إىل‬

‫ؿبمد كاألسد كفاطمة كالغزالة‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫التٌشبيو‪.3‬‬ ‫الكػاؼ‬

‫لعمر ‪.‬‬ ‫ً‬


‫السيٌارة ى‬ ‫االستحقاؽ‪.‬‬

‫اغبمد هلل ‪ ،‬الفصاحة للعرب ‪.‬‬ ‫ً‬


‫االختصاص‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫البلٌـ‬

‫اللٌجاـ للفرس‪.‬‬ ‫شبو اؼبلكيٌة‬

‫إيل‬
‫أحب ٌ‬
‫اهلل ٌ‬ ‫كتسمى البلٌـ اؼببيٌنة‪.‬‬
‫التٌبيٌن ٌ‬
‫أدرس ألقبح ‪.‬‬ ‫التٌعليل‪.‬‬

‫عمل للصبح‪.‬‬ ‫اًنتهاء الغاية دبعىن إىل‪.‬‬

‫‪ .1‬يراجع‪ :‬اعبىن الداين يف حركؼ اؼبعاين‪ ،‬اغبسن بن قاسم اؼبرادم‪ ،‬ص‪.252،250،259‬‬


‫‪ . 2‬سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.38‬‬
‫‪ . 3‬يراجع‪ :‬اللمع‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ . 4‬اعبىن الداين‪ ،‬اغبسن بن قاسم اؼبرادين ص‪.99،98،97،96‬‬
‫‪73‬‬
‫يا لو من شجاع‪.‬‬ ‫عجب‪.‬‬
‫التٌ ٌ‬
‫الصًنكرةالتٌعليل يف أ ٌف ما قبلها مل يكن ضربو ليعلٌمو األدب‬
‫ٌ‬
‫خر صريعا لذقنو‪.‬‬ ‫ألجل ما بعدىا‪.‬‬
‫ٌ‬
‫االستعبلء‪.‬‬ ‫ً‬
‫مرت عليها سنة‪.‬‬‫ٌ‬ ‫أم‬ ‫لسنة‬ ‫البنت‬ ‫ىذه‬

‫يتفرقوف‪.‬‬ ‫ال‬ ‫جتماعهم‬‫كأ ٌف الناس لطوؿ اً‬ ‫دبعىن مع‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫دبعىن يف‪.‬‬
‫مضى غباؿ سبيلو أم يف حاؿ سبيلو‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫جاء علي كعمر‪.‬‬ ‫جامعة عاطفة‪.‬‬ ‫الواك‬

‫"كالشمس كضحاىا"‪.2‬‬ ‫بدال من القسم‪.‬‬

‫تكوناف دبعىن"من" كنبا ًالبتداء الغاية مع ما رأيتك منذأسبوع‪.‬‬

‫الزمن اؼباضي‪ ،‬ك دبعىن "يف" الظٌرفيٌة مع ما رأيتك من منذ يومنا ىذا أم يف يومنا‬
‫ٌ‬ ‫منذ كمذ‪.3‬‬
‫الزمن اغباضر كيشرتط يف ؾبركرنبا أف‬ ‫ٌ‬
‫ىذا‪.‬‬
‫يكوف ماضيا أك حاضرا كيف الفعل قبلهما‬
‫الصباح‪.‬‬
‫بقيت ىنا منذ ٌ‬ ‫أف يكوف ماضيا منفيٌا أك ماضيا‬

‫‪ . 1‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ص‪.249،247‬‬


‫‪ . 2‬سورة الشمس‪ .‬اآلية‪.90‬‬
‫‪. 3‬يراجع‪ :‬اعبىن الداين يف حركؼ اؼبعاين‪ ،‬اغبسن بن قاسم اؼبرادم‪ ،‬ص‪.297‬‬
‫‪74‬‬
‫فيو معىن التٌطاكؿ ك ً‬
‫االمتداد كمذ أصلها‬
‫منذ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫رب صدفة خًن من ألف ميعاد‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫التقليل‪.‬‬ ‫رب‬
‫ٌ‬
‫سهرت حّت الصباح‪.‬‬ ‫اًنتهاء الغاية‬ ‫‪2‬‬
‫حّت‬
‫‪3‬‬
‫جاء علي فعمر‪.‬‬ ‫عاطفة مرتبة‪.‬‬ ‫الفاء‬

‫بعد أف اؼبضمرة‪ :‬اًجتهد فتنجح‪.‬‬ ‫أف تكوف جوابا‪.‬‬

‫‪ /2‬المرّكب اإلضافيّ المتمّمي‪:‬‬

‫كيسمونا ذلك باؼبرٌكب‬


‫ٌ‬ ‫ال يدرس احملدثوف اؼبضاؼ إليو منفردا بل يدؾبونو مع اؼبضاؼ‪،‬‬
‫اإلضايف ىي اؼبضاؼ كتعرب دائما حسب موقعها من‬
‫ٌ‬ ‫اإلضايف ؼ‪" :‬الكلمة األكىل من اؼبرٌكب‬
‫ٌ‬
‫اإلضايف ىي اؼبضاؼ إليو"‪ ،4‬فاؼبضاؼ كاؼبضاؼ إليو‬
‫ٌ‬ ‫الكبلـ‪ ،‬كالكلمة الثٌانية من ىذا اؼبرٌكب‬
‫تركيب من عنصرين يؤدياف دكرا ؽبما يف النحو‪.‬‬

‫إ ٌف مصطلح مضاؼ إليو مصطلح يشوبو بعض الغموض فهو عند القدماء معلٌق ما بٌن‬
‫يتم الكبلـ بدكنو لفظا أك تقديرا كالفضلة‬
‫(اؼبتمم) ؼ‪":‬اغباصل أ ٌف العمدة ما ال ٌ‬
‫العمدة كالفضلة ٌ‬
‫يكمل العمدة ؾ "جاء عبد اهلل" أك‬
‫خبلؼ العمدة كما بينهما ىو اؼبضاؼ إليو لكونو يف موضع ٌ‬

‫‪ . 1‬يراجع‪ :‬اعبىن الداين يف حركؼ اؼبعاين‪،‬اغبسن بن قاسم اؼبرادم‪ ،‬ص‪.595‬‬


‫‪. 2‬اؼبرجع نفسو‪.542 ،‬‬
‫‪ . 3‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن اجملاشعي‪ ،‬ص‪.259‬‬
‫العصرم‪ ،‬سليماف فيٌاض‪ ،‬ص‪.050‬‬
‫ٌ‬ ‫‪.4‬النٌحو‬
‫‪75‬‬
‫الفضلة ؾ "أكرمت عبد اهلل " أك يقع فضلة كبو‪ " :‬زيد ضارب عم ورك"‪ ،1‬كلكن عند احملدثٌن –‬
‫اؼبكمبلت ما ىو على‪" :‬صورة‬ ‫ً‬
‫اؼبتممات‪ ،‬إذ يرل "سليماف فيٌاض أ ٌف من ٌ‬
‫أغلبهم‪ -‬فهو من ٌ‬
‫اؼبتخصصوف باؼبرٌكب اإلضايف"‪ ،2‬فهو‬ ‫يسميو النٌحاة‬ ‫ً‬
‫ٌ‬ ‫األظباء اؼبضافة إىل اسم قبلها يف تركيب ٌ‬
‫اؼبتممات‪.‬‬
‫يع ٌده إذ ٍف كبشكل مباشر من ٌ‬
‫جر الثٌاين أبدا كبو‪ :‬ىذا‬ ‫توجب‬ ‫ر‬ ‫اعب‬ ‫حرؼ‬ ‫تقدير‬ ‫على‬ ‫ظبٌن‬‫كأما يف تعريفو فإنو‪" :‬نسبة بٌن اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫األكؿ مضافا كالثٌاين مضافا إليو"‪ ،3‬فاؼبضاؼ كاؼبضاؼ إليو نبا إذف‬
‫كيسمى ٌ‬ ‫كتاب التٌلميذ‪ٌ ...‬‬
‫جر مق ٌد ور‪ٌ ،‬أما ىذه اغبركؼ فهي‪:‬‬ ‫ً‬
‫اظباف بينهما حرؼ ٌ‬
‫خز"‪ ،4‬فالبلٌميٌة‪ :‬كىي الٌيت تكوف على‬‫بتقديرمن كبو‪ :‬ثوب من ٌ‬
‫ٍ‬ ‫"البلٌـ كبو‪ :‬غبلـ لزيد‪ ،‬كالثاين‬
‫تقدير البلٌـ كتفيد اؼبلكية ك ً‬
‫االختصاص مثل‪ :‬دارعمروك أم دار لعمرك‪ ،‬كتسمى البيانيٌة‪ :‬الٌيت تكوف‬ ‫ٌ‬
‫على تقدير (من) حبيث يكوف اؼبضاؼ بعضا من اؼبضاؼ إليو كبو‪ :‬ثوب حرير أم ثوب من‬
‫حرير‪.‬‬

‫‪-‬أحكامه‪:‬‬

‫اعبر كىو ٌإما البلـ‪...‬كبو‪ :‬خادـ‬


‫* أف يكوف العامل يف اؼبضاؼ إليو ىو "اؼبضاؼ أك حرؼ ٌ‬
‫كإما من البيانية‪ ،5" ...‬كمثاؿ البيانية قولنا‪ :‬كأس ذىب كالتقدير كأس من ذىب‪.‬‬ ‫ظباعيل‪...‬‬‫اً‬
‫ٌ‬
‫كل من "كبل ككلتا إالٌ ؼبعرفة مفهمة"‪ ،6‬كقولنا‪ :‬كبل العاؼبٌن ككلتا العاؼبتٌن‪.‬‬
‫* أف ال يضاؼ ٌ‬

‫‪ .1‬نتائج التٌحصيل يف شرح التٌسهيل‪ ،‬السهيلي‪ ،‬ص‪.993‬‬


‫العصرم‪ ،‬سليماف فيٌاض‪ ،‬ص‪.047‬‬‫ٌ‬ ‫‪ .2‬النٌحو‬
‫‪ .3‬جامع ال ٌدركس العربيٌة‪ ،‬الغبلييين‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.057‬‬
‫‪ . 4‬شرح الدركس يف النحو‪ ،‬اًبن الدىاف‪ ،‬ص‪.292‬‬
‫‪ . 5‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.007‬‬
‫‪ . 6‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.008‬‬
‫‪76‬‬
‫* إذا كاف اؼبضاؼ إليو نكرة أفاد اؼبضاؼ التٌخصيص‪،‬كإذا كاف معرفة أفاد اؼبضاؼ التٌعريف‪.‬‬

‫الضم‪ ،‬كىي ألفاظ معدكدة منها‬


‫ٌ‬ ‫* يبكن حذؼ اؼبضاؼ إليو ك"ينول معناه‪ ،‬فيبىن على‬
‫غًن‪...‬قبل كبعد‪ ...‬كمنها اعبهات الست"‪ ،1‬كأمثلة ذلك‪ :‬جاء ؿبمد ليس غًني‪ ،‬عرفت األمر من‬
‫أماـ‪.‬‬
‫قبل‪ ،‬جلست ي‬
‫* ال يتم الفصل بٌن اؼبضاؼ كاؼبضاؼ إليو إالٌ يف "ثبلثة أحواؿ‪ ،‬إحداىا‪ :‬أف يكوف اؼبضاؼ‬
‫مصدرا كاؼبضاؼ إليو فاعلو‪ ،‬كالفاصل اؼبفعوؿ كبو‪ :‬يعجبين تعليم زيد و‬
‫ؿبمد‪ ...‬ثانيتها‪ :‬أف يكوف‬
‫األكؿ كالفاصل مفعولو الثاين كبو‪ :‬ليس ـبلف الوعد زيدا‪...‬‬
‫اؼبضاؼ كصفا كاؼبضاؼ إليو مفعولو ٌ‬
‫‪2‬‬
‫أضبد‪.‬‬
‫ثالثتها‪ :‬أف يكوف الفصل بالقسم" ‪ ،‬كمثاؿ ذلك‪ :‬تلك ىدية –كاهلل‪ -‬ى‬

‫‪ . 1‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬ص‪.009‬‬


‫‪. 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.008‬‬
‫‪77‬‬
‫الفصل الثانـي‪:‬‬

‫المتممات في الجملة العربيّة‪.‬‬


‫أحوال ّ‬

‫‪ /0‬تصنيف اؼبتممات من حيث‪ :‬اعبمود ك ً‬


‫االشتقاؽ‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫اؼبتمم‪.‬‬
‫‪ /2‬كجوب كجواز اإلبقاء على ٌ‬
‫اؼبتممات‪.‬‬
‫‪ /3‬عوامل ٌ‬
‫اؼبتممات‪.‬‬
‫‪ /4‬حذؼ ٌ‬
‫ؼبتممات كتأثًن ذلك يف اؼبعىن‪.‬‬
‫‪ /5‬رتبة ا ٌ‬

‫‪78‬‬
‫‪ /1‬تصنيف المتمّمات من حيث الجمود و ِاالشتقاق‪:‬‬

‫ىبتص كيلزـ‬ ‫ً‬


‫اؼبتممات ٌ‬
‫السؤاؿ الٌذم يبكن أ ٍف ييطرح إزاء ىذا التٌصنيف ىو‪ :‬ملى بعض ىذه ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫يهم اًشتقاؽ‬
‫كفيم ٌ‬
‫يهم فيها ىذاف األمراف؟ ى‬
‫ىبتص باعبمود كنبا قلٌة‪ ،‬كالبقيٌة ال ٌ‬
‫ً‬
‫االشتقاقيٌة كالبعض ٌ‬
‫ىذه كصبود تلك أك عدمهما عند األخرل؟‬

‫اؼبتممات كالتٌدقيق فيو كالنٌظر جيٌدا يف‬


‫متمم من ىذه ٌ‬
‫كل ٌ‬‫بنظرة فاحصة كعودة إىل تعريف ٌ‬
‫تدؿ على الٌذم‪ 1‬يقع على فعل الفاعل‬
‫يتوضح الكثًن؛ ففيما يتعلٌق باؼبفاعيل فهي ٌإما أ ٍف ٌ‬
‫داللتو ٌ‬
‫إثباتا أك نفيا (ـ‪.‬بو) أك تأيت داللة على اغبدث من أجل التٌأكيد كالبياف كالتٌوضيح (ـ‪.‬مطلق) أك‬
‫متضمنة معىن "يف" (ـ‪.‬‬
‫تدؿ على زماف الفعل أك مكانو ٌ‬
‫الزمن (ـ‪.‬معو) أك ٌ‬
‫داللة على اؼبشاركة يف ٌ‬
‫فيو) أك لل ٌداللة على علٌة لوقوع الفعل (ـ‪ .‬ألجلو)‪ ،‬كالنٌوائب حاؽبا كحاؿ ما نابت عنو‪ ،‬كاألمر‬
‫ألّنا مفاعيل (ـ‪ .‬بو) ‪ ،‬كاألمر نفسو يقاؿ‬ ‫نفسو يقاؿ عن ً‬
‫االختصاص كاإلغراء كالتٌحذير كالنٌداء ٌ‬
‫دؿ على تثبيت‬ ‫االستثناء حيث تيستثىن كلمة من اعبملة بأداة من أدكات ً‬
‫االستثناء أك أ ٍف ي ٌ‬ ‫على ً‬
‫االسم فقولك‪ :‬جلست‬ ‫يدؿ على إحداث"صفة يف ً‬ ‫السامع (التٌوكيد) أك أ ٍف ٌ‬
‫اؼبكرر يف نفس ٌ‬
‫أمر ٌ‬
‫يف ال ٌدار‪ ،‬دلٌت يف على أ ٌف ال ٌدار كعاء للجلوس كقيل ٌإّنا تقع صفات ؼبا قبلها من‬
‫االشتقاؽ‪ ،‬يف حٌن أ ٌف‬ ‫(االسم اجملركر)‪ ،‬ككل ىذه متممات ال عبلقة ؽبا باعبمود ك ً‬
‫النٌكرات"‪ً 2‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فاألكؿ جاء يف داللتو أنٌو‬ ‫ً‬
‫النٌعت كاغباؿ وبمبلف معىن االشتقاؽ كما يرل ذلك كباتنا القدماء‪ٌ ،‬‬
‫سبيب متبوعو كيكوف ألغراض يفيدىا حبسب‬ ‫يكمل متبوعو بداللتو على معىن يف متبوعو أكيف ٌ‬‫ٌ‬
‫يدؿ على بياف ىيئة صاحبو أثناء كقوع الفعل‪ ،‬ك ٌأما التٌمييز فهو جامد‬
‫اؼبقاـ‪ٌ ،‬أما اغباؿ فإنٌو ٌ‬
‫باالشتقاؽ قد ال يكوف مقبوال عند‬ ‫كداللتو تكمن يف تفسًن مبهم من ذات أك نسبة؛ كالقوؿ ً‬

‫‪. 1‬يراجع‪ :‬الكتاب ج‪ 0‬ص‪،228‬ص‪ ،408‬اؼبفصل ص‪ ،99‬أسرار العربية ص‪ ،85‬اللمع ص‪ ،53‬قطر الندل‪ ،‬ج‪0‬‬
‫ص‪.237‬‬
‫‪ .2‬نبع اؽبوامع‪ ،‬السيوطي‪ ،‬ص‪.330‬‬
‫‪79‬‬
‫عبكا‬
‫بعض احملدثٌن‪ ،‬ذلك أ ٌف ىذا اؼبفهوـ ـبتلط كغًن كاضح "فأضبد عبد العظيم" يرل ٌأّنم قد ٌ‬
‫دؿ على معىن‬
‫مادؿ على معىن كذات‪ ،‬اؼبشتق ما ٌ‬
‫عن ىذا اؼبصطلح دبفاىيم ع ٌدةيقوؿ‪" :‬اؼبشتق ٌ‬
‫ربمل ضمًنا‪،‬‬
‫كزماف أك مكاف أك آلة‪ ،‬اؼبشتق ما صيغ من غًنه(مع قيود بعينها)‪ ،‬اؼبشتق ما ٌ‬
‫دؿ على معىن فقط"‪ ،1‬كيقوؿ أيضا‪" :‬كاػبب كالنعت كاغباؿ فبٌا يتطلٌب كصفا كامبل‬
‫اؼبشتق ما ٌ‬
‫متحمبل لضمًن يربط اػببدببتدئو كالصفة دبوصوفها كاغباؿ بصاحبها‪ ،‬كعلى ىذا األساس فك ٌل ما‬
‫ٌ‬
‫ال يتوافر لو ربقيق ىذا فبٌا يع ٌد مشتقا ال يدخل يف دائرة ً‬
‫االشتقاؽ اؼبقصودة ىنا"‪ ،2‬فهذه‬
‫اإليرادات ؼبصطلح ً‬
‫االشتقاؽ متضاربة كغًن كاضحة‪،‬فهناؾ ع ٌدة مفاىيم دبصطلح كاحد‪ ،‬ال‬
‫يوضح النحاة القدامى اؼبعىن الواضح‬
‫يبكنها أف تفي بالغرض‪ ،‬ففيما يتعلق باغباؿ كالنعت مل ٌ‬
‫ؼبفهوـ ً‬
‫االشتقاؽ فيهما كال سبب ذلك أم ؼباذا على النعت كاغباؿ أف يكونا مشتقٌن؟كمن جهة‬
‫أخرل فإ ٌف مصطلح مشتق يصلح للصرؼ أكثر من صبلحيتو للنحو‪ ،‬ككاف من األفضل إهباد‬
‫السبب من جهة‬
‫لعل ٌ‬
‫مصطلح آخر أليق هبذا الباب فبٌا قد يوضح السبب الذم نبحث عنو‪ ،‬ك ٌ‬
‫أخرل يف كوف اغباؿ كالنٌعت مشت ٌقاف يعود إىل ٌأّنما كاصفاف ؽبيئة أك حالة أك كصف‪ ،‬كاؽبيئة‬
‫اؼبشتق ليس ثابتا بل‬
‫ٌ‬ ‫التغًن كالتقلٌب كعدـ الثٌبات‪ ،‬ككذلك ىو‬ ‫كاغباؿ كالوصف من شأّنا ٌ‬
‫متغًن‪،‬فقبل أف يشتق مل يكن‪ ،‬كصار موجودا فبٌا اًشتققناه منو‪ ،‬ككوف التٌمييز جامدا قد يكونؤل ٌف‬
‫ٌ‬
‫ؼبفسر مبهم فهو غًن معركؼ كال يبكن كصف أك بياف حاؿ أك ىيئة ما كاف غامضا‪،‬فهو‬
‫ا َّ‬
‫حّت تيعرؼ ىويٌتو الغامضة‪ ،‬فهو ثابت يف غموضهفاألكزاف‬
‫لغموضو وبتاج إىل تفسًن فقط ٌ‬
‫كاؼبساحات كاألعداد غالبا ما تكوف ثابتة‪ ،‬كما ٌأّنا تدؿ على ذكات أم شيئ مادم كاؼبادم‬
‫ؿبدكد ثابت‪ ،‬فييحتاج يف تفسًنىا إىل ثابت ؿب ٌدد‪.‬‬

‫‪ . 1‬اؼبصطلح النحوم‪ ،‬أضبد عبد العظيم‪ ،‬ص‪.75‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪80‬‬
‫وضحاف كلمة‬
‫ألّنما ي ٌ‬
‫كاألمر نفسو مع البدؿ كعطف البياف فهما جامداف؛كقد يكوف ذلك ٌ‬
‫غريبة قبلهما‪ ،‬فهذه الغرابة ثابتة فيها كبالضركرة سيحتاج الثٌابت يف توضيحو إىل ثابت آخر كىو‬
‫البدؿ أك عطف البياف (اعبامد)‪.‬‬

‫تدؿ ال على‬
‫ألّنا ال ٌ‬ ‫فإّنا ليست ذات عبلقة باعبمود ك ً‬
‫االشتقاؽ‪ ،‬ردبٌا ٌ‬ ‫اؼبتممات ٌ‬
‫ك ٌأما غًن ىذه ٌ‬
‫متغًن‪ ،‬فليس ؽبا عبلقة بتوضيح صفة أك حالة أك ىيئة كما ليست ؽبا كظيفة يف‬
‫ثابت كال على ٌ‬
‫توضيح كلمة غريبة أك كلمة مبهمة‪.‬‬

‫غوم‬ ‫كخبلصة القوؿ أ ٌف اعبمود ك ً‬


‫يؤديها ىذا اؼبوجود اللٌ ٌ‬
‫االشتقاؽ قد يعود إىل الوظيفة الٌيت ٌ‬
‫اؼبتمم‪.‬‬
‫اؼبتمثٌل يف ٌ‬
‫‪ /2‬وجوب وجواز ذكر المتمّم‪:‬‬

‫اؼبتمم يف اعبملة‬
‫اؼبتمم كحاالت أخرل يكوف فيها كجود ٌ‬
‫يوجد حاالت ييستغىن فيها عن ٌ‬
‫دبثابة العمدة‪ ،‬كمن النحاة احملدثٌن "كأضبد عبد العظيم" من يرل أنٌو ال يبكن ألحد ىذين‬
‫ؿبل اآلخر "كإالٌ فقد كبل اؼبصطلحٌن صبلحيتو نقيضا لقسيمو"‪َ ،1‬ثٌ يسرتسل‬
‫وبل ٌ‬
‫اؼبتناقضٌن أف ٌ‬
‫كل منهما مكاف صاحبو يف بعض األحياف‪،‬‬
‫كش ٍغل ٌ‬
‫كل مصطلح يلعب دكر اآلخر ي‬
‫يف القوؿ بأ ٌف ٌ‬
‫كما ح ٌدد ذلك كباتنا القدامى‪ ،‬كقد ظبٌى ىذا الباب "بالفضلة العمدة" ألنٌو مل هبد بديبل ؼبفهوـ‬
‫ؿبل‬
‫تحوؿ من فضلة إىل عمدة‪ ،‬مبديا عدـ رضاه عن ذلك إذيقوؿ‪" :‬حلٌت الفضلة فيها ٌ‬ ‫ال ٌ‬
‫صح القوؿ يف عرؼ النحاة كىو ما نعرؼ ـبالفتو‬
‫العمدة فصارت عمدة أك فضلة عمدة‪ ،‬إف ٌ‬
‫لتعريف مصطلحي فضلة كعمدة"‪ ،2‬كىو يعطي للفضلة عندما تتحوؿ إىل عمدة ىذا ً‬
‫االسم‬
‫كلكنٌو يراه غًن مناسب نظرا ًالجتماع متناقضٌن‪ ،‬كاؼبشكل يكمن يف تعريف العمدة كالفضلة‬

‫‪ . 1‬اؼبصطلح النحوم‪ ،‬أضبد عبد العظيم‪ ،‬ص‪.076‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫يتم‬ ‫كن‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫بالعمدة‬ ‫عليو‬ ‫صطلح‬ ‫الذم يبقى غًن كاضح فهو يقوؿ أنو "على األقل ال يسلم ؼبا اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يصح ما أطلقوه على الفضلة من أ ٌف اؼبعىن دكّنا بإطبلؽ‪ ،‬كأ ٌف الرتكيب‬
‫بو اؼبعىن كحده دائما‪ ،‬كال ٌ‬
‫عز على بعض النحاة أف يسلٌم‬
‫اؼبسماة فضلة‪ ،‬كلقد ٌ‬
‫يستقيم كتتحقق اعبملة دكف حاجة إىل تلك ٌ‬
‫بأّنا الفضبلت‬
‫بذلك الواقع‪ ،‬كصعب عليو أف ينكره‪ ،‬فوصف ىذا النوع من الفضبلت ٌ‬
‫اؼبتممة"‪،1‬كىذا الكبلـ يقودنا إىل القوؿ بأ ٌف ىناؾ مصطلحات متفاكتة كمتضاربة كغًن كاضحة‬
‫ٌ‬
‫كىي‪ :‬العمدة‪ ،‬الفضلة كاإلسناد‪ ،‬كأنٌو الب ٌد من إعادة النظر يف تعريفاهتا بل إهباد تعريف جديد ؽبا‬
‫حبيث يكوف مقنعا كمبلئما ؼبثل ىذه اغباالت‪.‬‬

‫‪ -3‬عوامل المتمّمات ‪:‬‬

‫حّت كاد ييبىن عليها النٌحو كلٌو ألنبيٌة العامل عند‬


‫لنظريٌة العامل بالغ األنبٌيٌة يف النٌحو العريب ٌ‬
‫النٌحاة ؼ‪":‬فكرة العامل من األصوؿ األساسية اليت قاـ عليها النحو العريب‪ ،‬كإنٌو ليصعب علينا‬
‫أ‬ ‫كل ما كتب كقيل فيها سواء‬
‫الرغم من ٌ‬
‫ؾبردا من فكرة العامل على ٌ‬
‫نتصور النحو ٌ‬
‫اليوـ أف ٌ‬
‫‪2‬‬
‫يتصوره‬
‫ٌ‬ ‫أف‬ ‫يبكن‬ ‫ال‬ ‫عامل‬ ‫بدكف‬ ‫نحو‬ ‫ال‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫إ‬ ‫أم‬ ‫‪،‬‬ ‫كاف ىجوما عليها أك دعوة إللغائها أك نقدا ؽبا"‬
‫عقل لسيطرة ىذه الفكرة على ىذا اؼبيداف‪ ،‬ك"العامل يف اًصطبلح النٌحاة ما أكجب كوف آخر‬
‫يد‪ ،‬كجدت اًختبلؼ‬ ‫الكلمة على كجو اػبصوص مثبل إذا قلت‪ :‬جاء زيد كرأيت زيدا كمررت بز و‬

‫األكؿ مرفوع أل ٌف الفعل رفعو كىو العامل فيو‪ ،‬كالثٌاين منصوب لوقوع الفعل عليو‬
‫العوامل فيو‪ ،‬فإ ٌف ٌ‬
‫‪3‬‬
‫اؼبتممات عناصر لغويٌة‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫اعبر فقولك‪ :‬جاءين عامل‪ ،‬كقولك‪ :‬زيدمعموؿ"‬
‫كالثٌالث ؾبركر حبرؼ ٌ‬
‫متمم (أم معموؿ) عاملو كفيما يلي تفصيل لذلك‪:‬‬
‫لكل ٌ‬
‫تؤثٌر فيها عوامل‪ ،‬ك ٌ‬

‫‪. 1‬اؼبصطلح النحوم‪ ،‬أضبد عبد العظيم‪ ،‬ص‪.079‬‬


‫‪ . 2‬اًبن يعيش النحوم‪ ،‬عبد اهلل فوزاف‪ ،‬منشورات اًرباد الكتاب العرب‪0997 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.543‬‬
‫‪3‬‬
‫غزة ـ‪ 5‬العدد الثٌاين يونيو‬
‫ؿبمد العامودم‪ ،‬ؾبلٌة اعبامعة اإلسبلميٌة ٌ‬
‫‪ .‬كسائل الفئة يف العوامل اؼبئة‪،‬العيين‪ ،‬ربقيق ؿبمود ٌ‬
‫‪0997‬ـ‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪82‬‬
‫أ‪ -‬العامل في المفعول المطلق‪:‬‬

‫العامل يف اؼبفعوؿ اؼبطلق ىو الفعل الذم من لفظو أك معناه يقوؿ اًبن ىشاـ‪" :‬اؼبفعوؿ‬
‫اؼبطلق كىو اؼبصدر الفضلة اؼبسلٌط عليو عامل من لفظو كضربت ضربا أك معناه كقعدت جلوسا‬
‫‪1‬‬
‫أ كاف‬ ‫األساسي يف اؼبفعوؿ اؼبطلق ىو الفعل‬
‫ٌ‬ ‫العامل‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫ح‬‫يوض‬
‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫ىذا‬ ‫‪،‬‬ ‫كقد ينوب عنو غًنه"‬
‫ساسي ىو الفعل يقودنا إىل القوؿ بأ ٌف ىناؾ‬
‫من لفظو أك من معناه‪ ،‬كلكن قولنا إ ٌف العامل األ ٌ‬
‫الصفة اؼبشبٌهة‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عوامل أخرل شبيهة بالفعل تعمل عملو كاؼبصدر كاسم الفاعل ك اسم اؼبفعوؿ ك ٌ‬
‫كمنها‪:‬‬

‫‪"2 -‬اؼبصدر‪ :‬قد كاف جزاء الظامل جزاءن رىيبا‪.‬‬

‫‪ -‬اًسم الفاعل‪ :‬العاملوف عمبل ناجحوف‪.‬‬

‫‪ -‬اًسم اؼبفعوؿ‪ :‬اهلل عندم موكل توكيبل‪.‬‬

‫حسن يحسنا"‪.‬‬
‫الصفة اؼبشبٌهة‪ :‬ىو ه‬
‫‪ٌ -‬‬
‫صبا فمفعوؿ مطلق حذؼ عاملو (الفعل اًصب) الٌذم ىو من لفظو؛ كلكن ما يثًن‬
‫ك ٌأما قولنا ٍ‬
‫اإلشكاؿ من جهة أخرل تلك اؼبفاعيل اؼبطلقة الٌيت ليس ؽبا فعل أصبل مثل‪ :‬كيٍح‪،‬كيٍل‪،‬كيٍب‪،‬هبٍرا‪،‬‬
‫فصحيح ٌأّنا قليلة كلكنٌها تبعث على التٌفكًن فإذا كاف العامل الب ٌد من كجوده كىو يف اؼبفعوؿ‬
‫لكن النٌحاة ٌقرركا أ ٍف ال أفعاؿ ؽبا‬
‫اؼبطلق الفعل‪ ،‬فبلب ٌد أ ٍف يكوف ؽبذه اؼبفاعيل اؼبطلقة أفعاؿ‪ ،‬ك ٌ‬
‫أك يكوف اػبلل يف فكرة‬ ‫أصبل‪ ،‬فكيف يكوف ذلك؟ فقد تكوف عواملها عوامل أخرل‬
‫العامل‪.‬‬

‫ً‬ ‫‪1‬‬
‫السعادة مصر ط‪0963/00‬ـ‪،‬‬
‫ؿبمد ؿبي ال ٌدين عبد اغبميد‪ ،‬مكتبة ٌ‬
‫الصدل‪ ،‬ابن ىشاـ‪ ،‬ربقيق ٌ‬
‫كبل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫دل‬‫ن‬
‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫قطر‬ ‫‪.‬‬
‫ص‪.224‬‬
‫‪ .2‬يراجع‪ :‬كبو اللٌغة العربيٌة‪ ،‬عادؿ خلف‪ ،‬ص‪.008‬‬
‫‪83‬‬
‫ب‪ -‬العامل في المفعول به‪:‬‬

‫كالعامل فيو الفعل كلكن الفعل ىنا أنواع فمنو ما ينصب مفعوال كمنو ما ينصب مفعولٌن كمنو‬

‫يتدخل اؼبعىن كال ٌداللة ىهنا يف النٌصب ففي نصب اؼبفعولٌن (مثبل) إذا ملٍ‬
‫ما ينصب ثبلثا؛ كقد ٌ‬
‫الرجحاف أصبح ناصبا لفعل كاحد كقولنا‪ :‬ع ٌد اؼباؿ أك أفعاؿ القلوب كقولنا‪:‬‬‫ييف ٍد الفعل معىن ٌ‬
‫علم األمر‪ ،‬رأل كالده‪ ،‬كجد الكتاب‪ ،‬كقد ينوب عن الفعل ما يشبهو فبٌا يعمل من األظباء‪:‬‬

‫شتق منو"‪ 1‬مثل‪ :‬يحبٌك اهلل أكب من حبٌك نفسك‪.‬‬


‫‪ -‬اؼبصدر‪":‬يعمل عمل فعلو الذم اي ٌ‬
‫‪ -‬اًسم الفاعل‪ :‬من "األظباء اليت تعمل عمل فعلها"‪ 2‬مثل‪ :‬إنٌو ضارب أخاه‪.‬‬

‫‪ -‬اًسم الفعل‪ :‬ركيدؾ الطٌريق‪.‬‬

‫شكور اهلل‪.‬‬
‫‪ -‬صيغة مبالغة‪ :‬ىو ه‬
‫كلكن مع ذلك ىبتلف البعض فيما إذا كاف العامل يف اؼبفعوؿ بو الفعل فقط أـ الفعل‬
‫كالفاعل معا حيث يقوؿ "اًبن األنبارم"‪" :‬فإ ٍف قيل فما العامل يف اؼبفعوؿ؟ قيل‪ :‬اًختلف‬
‫النٌحويٌوف يف ذلك فذىب أكثرىم إىل أ ٌف العامل يف اؼبفعوؿ ىو الفعل فقط كذىب بعضهم إىل‬
‫الرأم القائل بأ ٌف‬ ‫د‬ ‫يؤي‬ ‫األنبارم‬ ‫بن‬ ‫أ ٌف العامل فيو الفعل كالفاعل معا كالقوؿ الصحيح األكؿ"‪ ،3‬فاً‬
‫ٌ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الفعل ىو العامل كيرل أ ٌف الرأم الثاين‪" :‬ليس بصحيح كذلك أل ٌف الفاعل اًسم كما أ ٌف اؼبفعوؿ‬
‫االسم أالٌ يعمل فليس عمل أحدنبا يف صاحبو أكىل‬ ‫االظبية كاألصل يف ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كذلك‪ ،‬فإذا استويا يف ٌ‬
‫من اآلخر"‪ ،4‬فيكوف الفعل إذ ٍف ىو العامل‪ ،‬ك ٌأما فكرة الفعل كالفاعل معا فقد تكوف مغلوطة‬

‫‪ . 1‬دليل السالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬عبد اهلل فوزاف‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.92‬‬
‫‪ . 2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.93‬‬
‫‪ .3‬أسرار العربيٌة‪ ،‬اًبن األنبارم‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪.4‬اؼبصدر نفسو‪،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫لد‪ ،‬فإ ٌف‬ ‫ً‬
‫ضرب الو ي‬
‫حسبو‪ ،‬فباإلضافة إىل ما قالو "ابن األنبارم" يوجد سبب آخر ففي صبلة مثل‪ :‬ي‬
‫أم نائب فاعل‪ ،‬كاؼبفعوؿ معموؿ فيو‬ ‫ً‬
‫الولد باعتبار النٌحاة مفعوؿ بو قاـ مقاـ الفاعل كناب منابو ٍ‬
‫فإذا كاف سينوب فسينوب عن معموؿ أيضا كىو الفاعل ىنا‪ ،‬كيف ىذه اغبالة فالفاعل ليس‬
‫ضربفقط؛كلذلك فالعامل ىو الفعل فقط كال يبكن أ ٍف‬
‫عامبل بل معموؿ‪،‬كإٌمبا العامل ىو الفعل ي‬
‫يكوف الفعل كالفاعل معان‪ ،‬كإضافة إىل ىذا فإ ٌف من النحاة من يرل أنٌو‪" :‬ليس للمعموؿ الواحد‬
‫أكثر من عامل كال هبتمع عامبلف على معموؿ كاحد"‪ ،1‬أم الب ٌد من كاحدية العامل أم أف‬
‫يكوف كحيدا‪.‬‬

‫‪ -‬العامل في المفعول معه‪:‬‬

‫كمرد ذلك أ ٌف‪" :‬األصل‬ ‫ً‬


‫اختل ؼ النحويوف يف عامل اؼبفعوؿ معو فالبصريوف يركف العامل فعبل ٌ‬
‫توسعا يف‬ ‫ً‬
‫يف كبو قوؽبم‪ :‬استول اؼباء كاػبشبة أ ٍم مع اػبشبة‪ ،‬إالٌ ٌأّنم أقاموا الواك مقاـ مع ٌ‬
‫لكن الكوفيٌٌن يركف أنٌو منصوب على‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬‫‪2‬‬ ‫كبلمهم ف ىقوم الفعل بالواك فتع ٌدل إىل ً‬
‫االسم فنصبو"‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫وبسن تىكرار الفعل فيقاؿ‪ :‬اًستول اؼباء‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫اػبشبة‪،‬‬
‫ك‬ ‫اؼباء‬ ‫ستول‬‫اػببلؼ‪ ،‬كذلك أنو إذا قيل‪":‬اً‬
‫ٌ‬
‫ً‬
‫وبسن تكرير الفعل كما ملٍ‬‫فلما ملٍ ي‬
‫حّت تستوم‪ٌ ،‬‬ ‫معوجة ٌ‬
‫كاستوت اػبشبة‪ ،‬أل ٌف اػبشبة ملٍ تكن ٌ‬
‫األكؿ فاًنٍتصب على اػببلؼ"‪ ،3‬إ ٌف قوؿ البصريٌٌن‬
‫وبسن يف‪:‬جاء زيد كعمرك‪ ،‬فقد خالف الثٌاين ٌ‬
‫الشاطئ‪،‬‬
‫الشاطئ‪ ،‬هبعل الفعل مشيت كاقعا على ٌ‬ ‫أ ٌف الفعل ىو العامل فيو نظر فقولنا‪ :‬مشيت ك ٌ‬
‫أم إ ٌف ما سبق اؼبفعوؿ‬ ‫اطئ‪ ،‬كقوؿ الكوفيٌٌن باػببلؼ ٍ‬ ‫الش ى‬
‫فيكوف مفعوال بو ككأنٌنا قلنا‪ :‬مشيت ٌ‬
‫معو ىبالفو يف اغبركة فيو نظر أيضا‪ ،‬حيث اًستندكا إىل صبلة اًستول اؼباء كاػبشبة الٌيت فيها اؼباء‬
‫سويت اؼباء كاػبشبة؛ فمثاؿ كهذا فنٌ ىد نظريٌة اػببلؼ‬
‫مرفوع‪ ،‬كقد يكوف يف غًنىا منصوبا مثل ٌ‬

‫‪ . 1‬اًبن يعيش النحوم‪ ،‬عبد اهلل نبهاف‪ ،‬ص‪.552‬‬


‫‪. 2‬أسرار العربية‪ ،‬اًبن األنبارم‪،‬ص‪.084‬‬
‫‪.3‬أسرار العربية‪ ،‬اًبن األنبارم‪،‬ص‪.084‬‬
‫‪85‬‬
‫كوف ما قبل اؼبفعوؿ معو جاء منصوبا؛ كبالتٌايل فإ ٌف العامل يف اؼبفعوؿ معو قد ال يكوف الفعل كال‬
‫اػببلؼ‪ ،‬كلكنٌو قد يكوف شيئا مق ٌدرا ليس فعبل كلكن معىن‪ ،‬فهذه الواك يف ىذه اعبمل ىي كاك‬
‫الشاطئ‪ ،‬كذىبت كأيب‪ ،‬كاًستول اؼباء كاػبشبة‪ ،‬كلٌها‬‫كاصلة للمعىن معىن اؼبعيٌة فقولنا‪ :‬مشيت ك ٌ‬
‫الشاطئ كذىبت مع أيب كأ ٌف اؼباء اًستول مع اػبشبة‪ ،‬فهناؾ مشاركة‬
‫تفيد أنٌين قد مشيت حبذاء ٌ‬
‫يف الفعل‪.‬‬

‫ج‪ -‬العامل في الظّرف‪:‬‬

‫ك ٌأما يف عامل الظٌركؼ فالبعض يراىا األفعاؿ الٌيت كقعت فيها فإنٌك تقوؿ‪" :‬كصمت‬
‫الشهر‪...‬كلقيتك يوـ اعبمعة فتنصب ىذا كلٌو على الظٌرؼ بالفعل الٌذم فيو"‪ ،1‬ىذا يف ظرؼ‬
‫ٌ‬
‫الزماف‪ ،‬كيف اؼبكاف فإ ٌف العامل فيو‪" :‬ما قبلو من األفعاؿ اؼبظهرة أك اؼبق ٌدرة ككذلك ما أشبهو"‪،2‬‬
‫ٌ‬
‫كبالتايل فحسب التعريف فإ ٌف العامل فيها ىو األفعاؿ الٌيت كقعت فيها‪ ،‬يف حٌن يقوؿ صاحب‬
‫أك بغًنىا‬ ‫صرحنا ب (يف)‬
‫اؼبفصل‪":‬معىن الظٌرؼ ما كانت فيو (يف) مق ٌدرة ؿبذكفة فإذا ٌ‬
‫شرح ٌ‬
‫اعبر فقد زاؿ عن ذلك اؼبنهاج‪ ،‬كإذا أضفنا إليو فقد صارت اإلضافة دبنزلة حركؼ‬ ‫من حركؼ ٌ‬
‫اعبر فخرج من أ ٍف يكوف ظرفا فاًعرفو"‪ ،3‬فإف كاف العامل يف الظركؼ ىو الفعل‪ ،‬فإنٌو مع أفعاؿ‬‫ٌ‬
‫متع ٌدية ستكوف ىذه األفعاؿ عوامل ؼبعمولٌن اؼبفعوؿ بو كاؼبفعوؿ فيو فما العامل يف الظٌرؼ؟ إ ٌف‬

‫اؼبفصل هبعل (يف) ىي العامل حيث إنٌو ال يصلح أ ٍف يكوف الظرؼ ظرفا ما ملٍ‬
‫ما يقولو صاحب ٌ‬
‫يتضمن اغبرؼ (يف) ك(يف) مق ٌدرة كؿبذكفة‪ ،‬فهي العامل على األرجح كلكن بشرط أ ٍف تكوف‬
‫ٌ‬
‫مضمرة‪.‬‬

‫د‪ /‬العامل في المفعول ألجله( له)‪:‬‬

‫جين‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫ً‬


‫‪ .‬اللٌمع يف العربيٌة‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪1‬‬

‫‪ .2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.59‬‬


‫اؼبفصل‪ ،‬اًبن يعيش‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.46‬‬
‫‪ .‬شرح ٌ‬
‫‪3‬‬

‫‪86‬‬
‫جين"يف ذلك‪" :‬اًعلم‬‫ٌ‬ ‫بن‬‫العامل يف اؼبفعوؿ ألجلو عند البعض ىوالفعل الٌذم قبلو‪ ،‬كيقوؿ "اً‬

‫أ ٌف اؼبفعوؿ لو ال يكوف إالٌ مصدرا‪ ،‬كيكوف العامل فيو فعبل من غًن لفظو‪ ،‬كإٌمبا يذكر اؼبفعوؿ لو‬
‫ألنٌو عذر كعلٌة لوقوع الفعل تقوؿ زرتك طمعا يف ٌبرؾ"‪ ،1‬كلكنٌنا إذا الحظنا صبلة زرتك طمعا‪،‬‬
‫كجدنا أ ٌف ىذا العامل الفعل زرت ىو عامل ؼبعمولٌن‪ :‬اؼبفعوؿ بو ضمًن الكاؼ‪ ،‬كاؼبفعوؿ ألجلو‬
‫طمعا أم أ ٌف العامل ىنا كقع على معمولٌن؛ معموؿ أكؿ (ـ‪.‬بو) كمعموؿ و‬
‫ثاف(ـ‪ .‬ألجلو)‪ ،‬فأين‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫صح ذلك فكيف‬ ‫يصح عامل لع ٌدة معموالت؟ كإف ٌ‬‫عامل اؼبفعوؿ لو يف األفعاؿ اؼبتع ٌدية؟ كىل ٌ‬
‫كل معموؿ عمبل ـبتلفا يف الواحد عن اآلخر؟ كلكن يبقى العامل حسب‬
‫يعمل ىذا العامل يف ٌ‬
‫رأم "اًبن جين" ىو الفعل‪.‬‬

‫ه‪ -‬العامل في الحال‪:‬‬

‫العامل يف اغباؿ ىو الفعل عند أغلب النحاة فالنصب فيو "أل ٌف الفعل كقع فيو تقوؿ‪ :‬قدمت‬
‫راكبا كاًنطلقت ماشيا‪ ...‬كليس دبفعوؿ يف قولك‪ :‬لبست الثٌوب‪ ،‬أل ٌف الثٌوب ليس حباؿ كقع فيو‬
‫االنطبلؽ اًنفعاؿ‬
‫االنطبلؽ إليو أل ٌف ً‬
‫الفعل‪ ،‬كلو كاف اغباؿ مفعوال كالثٌوب‪ ،‬مل هبز أ ٍف يتع ٌدل ً‬
‫ٍ ٍ‬
‫الرجل"‪ ،2‬ىذا كقد يكوف غًن الفعل ناصبا لو‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كاالنفعاؿ ال يتع ٌدل أبدا‪ ،‬ألنٌك ال تقوؿ انطلقت ٌ‬
‫إ ٍذ يقوؿ صاحب اؼبقتضب يف ذلك‪" :‬ىذا باب تبيٌن اغباؿ يف العوامل الٌيت يف معىن األفعاؿ‬
‫كليست بأفعاؿ كما يبتنع من أ ٍف ذبرل معو اغباؿ تقوؿ‪" :‬ىذا لك كافيا‪ ،‬فتنصب اغباؿ ؼبا يف‬
‫الكبلـ من معىن الفعل أل ٌف معىن لك معىن سبلكو‪ ...‬كتقوؿ‪ :‬ىذا عبد اهلل قائما‪ ،‬فتنصب قائما‬
‫األكؿ فإ ٌف العامل يف اغباؿ ىو‬ ‫يف‬
‫ر‬ ‫ع‬‫الت‬ ‫حسب‬ ‫‪،‬ك‬‫‪3‬‬
‫ا"‬‫قائم‬ ‫لو‬ ‫نتبو‬‫أل ٌف قولك (ىا) للتنبيو فاؼبعىن اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫‪ .1‬اللٌمع يف العربيٌة‪ ،‬اًبن جين‪،‬ص‪.59‬‬


‫الرسالة دار األمل بًنكت ط‪0987/0‬ـ‪ ،‬ص‪.09‬‬ ‫ً‬
‫مؤسسة ٌ‬
‫‪ .‬احمللٌى يف كجوه النٌصب‪،‬ابن شقًن‪ ،‬ربقيق فائز فارس‪ٌ ،‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلسبلمي القاىرة ط‪0979/0‬ـ‪ ،‬ج‪4‬‬
‫ٌ‬ ‫الرتاث‬
‫ؿبمد عبد اػبالق عضيمة‪ ،‬عبنة إحياء ٌ‬
‫اؼببد‪ ،‬ربقيق ٌ‬
‫‪.‬اؼبقتضب‪ٌ ،‬‬
‫ص‪.397‬‬
‫‪87‬‬
‫كقوع الفعل فيو‪ ،‬فاغباؿ قد كقع يف ىذا الفعل فصار معموال لو فقولنا‪ :‬رأيت الطٌفل مسرعا هبعل‬
‫الرؤية اآلنيٌة‪ ،‬حبيث يتزامن كجود اؼبعموؿ كالعامل معا‪،‬‬
‫اغباؿ (مسرعا) معموال لفكرة كقوعو ربت ٌ‬
‫فقد تزامن إسراع الطٌفل مع رؤيتو كذلك‪.‬‬

‫و‪ -‬العامل في التّمييـز‪:‬‬

‫ٌأما العامل يف التٌمييز فإنٌو "يكوف على ضربٌن فعل ‪...‬كبو‪ :‬تف ٌقأ زيد شحما‪...‬فاؼبنصوب يف‬
‫الشحم"‪ ،1‬فالعامل إذف الفعل حسب‬
‫ىذا اؼبوضوع ىو مرفوع يف اؼبعىن أل ٌف‪...‬الٌذم تف ٌقأ ٌ‬
‫األندلسي" فًنل أ ٌف العامل فيو ىو‪":‬اعبملة اؼبنتصب عن سبامها ال الفعل كال‬
‫ٌ‬ ‫اؼبثاؿ‪ٌ ،‬أما "أبو حيٌاف‬
‫لكن أغلب النٌحاة ترل أ ٌف"عامل النٌصب يف سبييز ال ٌذات ىو‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬‫‪2‬‬
‫االسم الٌذم جرل ؾبراىا"‬ ‫ً‬
‫ٌ‬
‫االسم اؼببهم (اؼبميٌز) كيف سبييز اعبملة ىو ما فيها من فعل أك شبهو"‪ ،3‬فالعامل يف كليهما ٌإما‬ ‫ً‬
‫االسم اؼببهم أك الفعل أك ما شاهبو‪.‬‬ ‫ً‬

‫ز‪ -‬العامل في النّعت‪:‬‬

‫يرل بعض النحاة أ ٌف العامل يف النعت ىو ما عمل مسبقا يف اؼبنعوت كذىب آخركف إىل‬
‫االسم اؼبنعوت‪ ،‬فإٌمبا اًرتفع أك اًنتصب من‬
‫أ ٌفّ "العامل يف النٌعت معنوم كىو كونو يف معىن ً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يدؿ‬
‫األكؿ يف اؼبعىن ال من حيث كاف الفعل عامبل فيو ككيف يعمل فيو كىو ال ٌ‬
‫حيث كاف ىو ٌ‬
‫على فاعل أك مفعوؿ أك مصدر داللة كاحدة من جهة اللٌفظ"‪ ،4‬كمن يؤيٌد ذلك صاحب‬

‫الرشيد للنٌشر العراؽ‪0972‬ـ‪ ،‬ـ‪ 2‬ص‪.673‬‬


‫‪.‬اؼبقتصد يف شرح اإليضاح‪ ،‬اعبرجاين‪ ،‬ربقيق كاظم حبر مرجاف‪ ،‬دار ٌ‬
‫‪1‬‬

‫ؿبمد كرمضاف عبد التٌػ ٌواب‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪ً2‬‬


‫األندلسي‪ ،‬ربقيق رجب عثماف ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الضرب من لساف العرب‪ ،‬أبو حيٌاف‬
‫‪.‬ارتشاؼ ٌ‬
‫اػباقبي القاىرة ط‪0988/2‬ـ‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.0626‬‬
‫‪ .3‬جامع ال ٌدركس العربيٌة‪ ،‬الغبلييين‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.90‬‬
‫معوض‪ ،‬دار الكتب‬ ‫ؿبمد ٌ‬
‫علي ٌ‬
‫الشيخ ٌ‬‫الشيخ عادؿ أضبد عبد اؼبوجود ك ٌ‬
‫السهيلي‪ ،‬ربقيق ٌ‬
‫‪ .0‬نتائج الفكر يف النٌحو‪ٌ ،‬‬
‫العلميٌة بًنكت ط‪0992/0‬ـ‪ ،‬ص‪.089‬‬
‫‪88‬‬
‫اؼبقتضب إذ يقوؿ‪" :‬كذلك قولك‪ :‬مررت برجل ظريف‪ ،‬فوجو ىذا اػبفض‪ ،‬ألنٌك جعلتو كصفا‬
‫ؼبا قبلو‪ ،‬كما أجريت نعت اؼبعرفة عليها"‪ ،1‬كىناؾ من يرل أ ٌف العامل ىو التبعية فجملة "قاـ زيد‬
‫ألّنا تابعة ؽبا‪ ،‬كلذلك اإلعراب يف كلمة‬
‫العاقل‪ ،‬قد أخذت كلمة العاقل إعراب كلمة زيد‪ٌ ،‬‬
‫العاقل بالتبعية أل ٌف نظاـ العربية ال يسمح بإسناد العمل إىل اًظبٌن فذلك ؿباؿ‪ ،‬كاؼبقصود باغبكم‬
‫األكؿ زيد‪ ،‬مع تقييده هبذه الصفة"‪ ،2‬كمن اؼبمكن التفكًن أنٌو قد يكوف العامل ىو‬ ‫ً‬
‫ىو االسم ٌ‬
‫حّت يف العامل‪ ،‬فكيف يأخذ ما ىو‬ ‫كل ما يتعلٌق بو ٌ‬
‫التٌبعيٌة حبيث يأخذ التٌابع حكم اؼبتبوع يف ٌ‬
‫(الض ٌمة‪ ،‬الفتحة‪ ،‬الكسرة‪ ،‬التٌأنيث‪ ،‬التٌذكًن‪ ،‬التعريف كالتنكًن) كال يأخذ ما ىو باطن‬
‫ظاىر منو ٌ‬
‫منو (العمل)؟‬

‫ح‪ -‬العامل في البـدل ‪:‬‬

‫اًختلف النحويوف حوؿ العامل يف البدؿ فالبعض يرل أ ٌف العامل يف البدؿ‪" :‬غًن العامل يف‬
‫الصفة ىو‬
‫اؼببدؿ‪ ...‬كذىب قوـ إىل أ ٌف العامل يف البدؿ ىو العامل يف اؼببدؿ‪ ،‬كما أ ٌف العامل يف ٌ‬
‫األكؿ"‪ ،3‬إذ ٍف فالبعض ينحوف إىل أ ٌف العامل يف البدؿ ىو‬
‫العامل يف اؼبوصوؼ كاألكثركف على ٌ‬
‫العامل يف اؼببدؿ منو‪ ،‬كيرل البعض اآلخر أ ٌف العامل يف البدؿ ليس العامل يف اؼببدؿ منو من غًن‬
‫الصواب؛ ففي تعريف البدؿ جاء أنٌو التٌابع اؼبقصود‬
‫األكؿ أقرب إىل ٌ‬
‫الرأم ٌ‬
‫لعل ٌ‬
‫توضيح عاملو‪ ،‬ك ٌ‬
‫باغبكم من غًن كاسطة بينو كبٌن اؼببدؿ منو‪ ،‬فليس ىناؾ عبلقة لفظيٌة بينهما‪ ،‬كلكن من جهة‬
‫أخرل البدؿ تابع للمبدؿ منو‪ ،‬كاؼبعركؼ أ ٌف حكم التٌابع ىو حكم اؼبتبوع حبكم التٌبعيٌة‪ ،‬ما يعين‬
‫أنٌو إذا كاف العامل يف البدؿ ىو ىذا‪ ،‬فإنٌو قد يكوف نفسو يف اؼببدؿ باًعتبار التّبعيّة دائما‪.‬‬

‫اؼببد‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪.286‬‬ ‫‪ .‬اؼبقتضب‪ٌ ،‬‬


‫‪1‬‬

‫ؿبمد ضباسة عبد اللٌطيف‪ ،‬ص‪.02‬‬


‫‪ .‬التوابع يف اللٌغة العربية‪ٌ ،‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ .3‬أسرار العربيٌة‪ ،‬اًبن األنبارم‪ ،‬ص‪.390،399‬‬


‫‪89‬‬
‫ط‪ -‬العامل في النّداء‪:‬‬

‫العامل يف اؼبنادل الفعل احملذكؼ يقوؿ صاحب اؼبقتضب‪" :‬اًعلم أنٌك إذا دعوت مضافا‬
‫نصبتو كاًنتصابو على الفعل اؼبرتكؾ إظهاره كذلك قولك‪ :‬يا عبد اهلل‪ ،‬أل ٌف (يا) بدؿ من قولك‪:‬‬
‫أدعو عبد اهلل كأريده‪ ،‬ال أنٌك زبب أنٌك تفعل كلكن هبا كقع أنٌك قد أكقعت فعبل‪ ،‬فإذا قلت‪ :‬يا‬
‫عبد اهلل‪ ،‬فقد كقع دعاؤؾ بعبد اهلل فاًنتصب على أنٌو مفعوؿ تع ٌدل إليو فعلك"‪ ،1‬كىذا يعين أ ٌف‬
‫الفعل اؼبضمر أنادم أك أدعو‪ ،‬ىو العامل كيقاؿ يف النٌيابة عنو ما يقولو عادؿ خلف‪" :‬يا‪ ،‬أيا‪،‬‬
‫ايب مناب الفعل أدعو أك أنادم كمعموؽبا‬
‫أم‪ ،‬اؽبمزة كىي حركؼ نابت يف العمل اإلعر ٌ‬ ‫ىيا‪ٍ ،‬‬
‫اؼبنادل الٌذم للمفعوليٌة "‪ ،2‬كما يبلحظ ىهنا أ ٌف العامل ىو الفعل أدعو أك أنادم كىو ؿبذكؼ‬
‫ألم سبب كاف كإ ٍف ظهر ف ىق ىد النٌداء كجوده‪ ،‬كملٍ يعي ٍد ىناؾ أسلوب نداء‪َ ،‬ثٌ‬
‫دائما ال يظهر أبدا ٌ‬
‫أم ٌأّنا عوامل نائبة‪ ،‬كلكنٌها ىي‬
‫يرل النٌحاة أ ٌف أدكات النٌداء ىي الٌيت تنوب عن الفعل يف عملو ٍ‬
‫عوض حبرؼ ينوب عنو كعامل آخر نائب َثٌ‬ ‫األكؿ ليي ٌ‬
‫األخرل أيضا يربذؼ‪ ،‬فكيف ييضمر العامل ٌ‬
‫يوبذؼ ىذا اغبرؼ يف مواضع؟ ىذا ما هبعلنا نقوؿ أ ٌف حركؼ النٌداء ليست عوامل نائبة أك غًن‬
‫ذلك‪ ،‬إٌمبا ىي عناصر كاف كجودىا إلسباـ عمليٌة النٌداء كتوضيحها أكثر من أجل إظهار معىن‬
‫النداء كاًستكماؿ عناصره‪ ،‬كما أ ٌف ىذه اغبركؼ ؽبا و‬
‫معاف كىدفها توضيح إ ٍف كاف النٌداء للقريب‬
‫أك للبعيد كليس عملها يف اؼبنادل‪َ ،‬ثٌ ما يبكنو أ ٍف يزيد األمر غرابة يف تلبس ىذا ً‬
‫االعتقاد‬ ‫ٌ‬
‫هم" حيث يرل النٌحاة أ ٌف حرؼ النٌداء يحذؼ كعيوض دبيم مش ٌددة يف‬ ‫النٌحوم لفظ اعببللة "اللٌ ٌ‬
‫آخر لفظ اعببللة‪ ،‬فكيف ينوب عن العامل (أم الفعل أدعو أك أنادم) حرؼ نداء َثٌ ينوب عن‬
‫غًن موقعو من الكلمة؛ فيتواجد ىذا اؼبيم يف آخر اؼبنادل (مثل‬
‫النٌائب نائب آخر ىو اؼبيم َثٌ يي َّ‬
‫لفظ اعببللة)‪َ ،‬ثٌ ما معىن ىذه اؼبيم؟‬

‫للمبد‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪.292‬‬


‫‪ .‬اؼبقتضب‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .2‬كبو اللٌغة العربيٌة‪ ،‬عادؿ خلف‪ ،‬ص‪.033‬‬


‫‪90‬‬
‫تغًنىا‪ ،‬فهذه (كا) يف نداء النٌدبة ك(يا)‬
‫معٌن ىو ٌ‬
‫يدؿ أكثر على ٌأّنا للنٌداء هبدؼ كغرض ٌ‬ ‫كما ٌ‬
‫يف نداء ً‬
‫االستغاثة ؽبذين الغرضٌن‪َ ،‬ثٌ إنٌو يبكننا أ ٍف نعود إىل الفكرة األكىل يف كوف العامل يف‬
‫اؼبنادل ىو الفعل أنادم أك أدعو ك ىو مضمر غًن ظاىر‪ ،‬فليكن كذلك فبل بأس حيث ىناؾ‬
‫طبيعي يف النٌحو‪ ،‬فلً ىم يذىب النٌحاة إىل فكرة أ ٌف ىذه‬
‫ٌ‬ ‫معموالت ذات عوامل مضمرة فهو أمر‬
‫داع لقوؿ ذلك‪.‬‬
‫األدكات تنوب عن الفعل‪ ،‬إذ ليس ىناؾ من و‬

‫الواقع يف ذلك أ ٌف العامل ىو الفعل اؼبضمر كال ضركرة للقوؿ بأ ٌف اغبركؼ نابت عنو‪ ،‬فليس‬
‫أم حباجة ؼبا ينوب عنو‪ ،‬فهناؾ ع ٌدة أساليب يكوف فيها الفعل‬
‫العامل اؼبضمر حباجة لذلك ٍ‬
‫ؿبذكفا كمل ً‬
‫يوجد لو القدماء نائبا ً‬
‫كاالختصاص كالتحذير‪.‬‬

‫ي‪ -‬العامل في ِاالختصاص واإلغراء والتّحذير‪:‬‬


‫اإلغراء كالتحذير ك ً‬
‫االختصاص أساليب يعرب فيها اؼبغرل بو ك احمل ٌذر منو كاؼبختص مفعوال بو‬
‫ألفعاؿ ؿبذكفة‪ ،‬كاؼبفعوؿ بو عاملو ىو الفعل فإ ٌف عواملها ىي أفعاؽبا احملذكفة‪ ،‬كىو يف‬
‫أخص‪ ،‬كيف اإلغراء "قوؽبم‪ :‬اغبذر اغبذر‪ ،‬النجاء النجاء‪ ،‬كضربا ضربا‪ ،‬فإٌمبا‬ ‫ً‬
‫االختصاص الفعل‬
‫ٌ‬
‫اًنتصب ىذا على اًلزـ اغبذر كعليك النجاء"‪ ،1‬ك"النصب من التحذير قوؽبم‪ :‬رأسك كاغبائط‪،‬‬
‫كاألسد األسد‪ ،‬معناه اًحذر األسد"‪ ، 2‬فهذه األفعاؿ احملذكفة ىي العوامل الناصبة ؽبذه‬
‫األساليب‪ ،‬كىي أساليب شبيهة يف ذلك باؼبفعوؿ بو فهي مفاعيل كيصدؽ عليها ما يصدؽ على‬
‫اؼبفعوؿ بو إالٌ من جهة كوف أفعاؽبا ؿبذكفة أم أ ٌف عواملها ؿبذكفة ىي األخرل‪.‬‬

‫ك‪ -‬العامل في العطــف‪:‬‬

‫‪ . 1‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.275‬‬


‫‪ . 2‬احمللٌى يف كجوه النصب‪ ،‬اًبن شقًن‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪91‬‬
‫يدؿ عليو حرؼ العطف‪ ،‬كىو يف معىن‬‫يرل "السهيلي" أ ٌف العامل يف اؼبعطوؼ‪" :‬مضمر ٌ‬
‫األكؿ ككأنٌك إذا قلت‪ :‬قاـ زيد كعمرك‪ ،‬قلت ‪:‬قاـ زيد كقاـ عمرك‪ ،‬كأغنت‬ ‫ً‬
‫العامل يف االسم ٌ‬
‫الواك عن إعادة الفعل"‪ ،1‬كيرجع السبب يف ذلك إىل "ما بعد حرؼ العطف يعمل فيو ما قبلو‪،‬‬
‫كال يتعلٌق بو إالٌ يف باب اؼبفعوؿ معو لعلٌة تيذكر ىناؾ ككجو آخر‪ ،‬كىو أ ٌف النٌعت ىو اؼبنعوت يف‬
‫أصح‬
‫اؼبعىن كليس بينو كبٌن اؼبنعوت كاسطة‪ ،‬كمع ذلك فبل يعمل فيو ما يعمل يف اؼبنعوت يف ٌ‬
‫القولٌن‪ ،‬فكيف باؼبعطوؼ الٌذم ىو غًن اؼبعطوؼ عليو كبينهما كاسطة كىو اغبرؼ؟"‪ ،2‬إ ٌف‬
‫هيلي"‬ ‫القوؿ بأ ٌف حرؼ العطف ىو العامل أك يف معىن العامل أمر تشوبو الغرابة‪ ،‬فاً‬
‫"الس ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ستشهاد‬
‫ربرؾ يف الواك ساكنا‬
‫بالواك يؤٌكد أكثر بأ ٌف حرؼ العطف ال عبلقة لو بالعامليٌة‪ ،‬فإعادة الفعل ملٍ ٌ‬
‫الربط – صبع معنيٌن‬
‫كأبقت اؼبعطوؼ كاؼبعطوؼ عليو على حاؽبما‪ ،‬فالواك ىهنا جاءت للجمع ك ٌ‬
‫الرابط لو دكر يف اؼبعاين‪ ،‬فهما‬
‫الرابط كالعامل‪ ،‬فالعامل لو أثر ك ٌ‬
‫كربطهما – فهي رابط كليس ٌ‬
‫(الرابط كالعامل) ىبتلفاف يف الوظيفة‪ ،‬كاألمر نفسو يقاؿ عن بقيٌة حركؼ العطف‪ ،‬فكوف َثٌ‬
‫ٌ‬
‫كل ذلك يتعلٌق فيما تضيفو من معىن للجملة كلكن أ ٍف‬
‫للرتاخي كالفاء للتٌعقيب ك أك للتٌخيًن‪ٌ ...‬‬
‫ٌ‬
‫هيلي" يف معىن العامل فذلك أغرب‪.‬‬
‫"الس ٍ‬
‫تكوف عامبل فهذا غريب أك أ ٍف تكوف كما قاؿ ٌ‬
‫اليصح ذلك مع حركؼ العطف‪ ،‬ذلك ٌأّنا‬
‫َثٌ إ ٌف العوامل يبكن أ ٍف يربذؼ فتكوف مضمرة‪ ،‬ك ٌ‬
‫حركؼ ذات دالالت و‬
‫كمعاف مفيدة يف اعبمل‪ ،‬كإذا يحذفت ذىبت معانيها‪.‬‬

‫ل‪ -‬العامل في ِاالستثناء ‪:‬‬

‫األكؿ أ ٍف يكوف الكبلـ فيو‪" :‬ؿبموال على ما كاف عليو‬ ‫ً‬


‫العامل يف االستثناء يأيت على كجهٌن ف ٌ‬
‫االستثناء كذلك قولك‪ :‬ما جاء إالٌ زي هد‪ ...‬فإٌمبا هبرم ىذا على قولك‪ :‬جاءين‬ ‫قبل دخوؿ ً‬

‫هيلي‪،‬ص‪.095‬‬
‫الس ٍ‬
‫‪ .‬نتائج الفكر‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪.2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬


‫‪92‬‬
‫زي هد‪...‬كتكوف األظباء ؿبمولة على أفعاؽبا‪ ،‬كإٌمبا اًحتجت إىل النٌفي ك ً‬
‫االستثناء ألنٌك إذا قلت‪:‬‬
‫جاءين زي هد فقد هبوز أ ٍف يكوف معو غًنه فإ ٍف قلت‪ :‬ما جاءين إالٌ زي هد " نفيت اجمليء كلٌو إالٌ‬
‫ؾبيئو ككذلك"‪ ،1‬فهذه حالة كالثانية أ ٍف يكوف ‪" :‬الفعل أك غًنه من العوامل مشغوال‪َ ،‬ثٌ تأيت‬
‫كل مستثىن كذلك قولك‪ :‬جاءين القوـ إالٌ‬
‫بعد‪ ،‬فإذا كاف كذلك فالنٌصب كاقع على ٌ‬
‫باؼبستثىن ي‬
‫السامع أ ٌف زيدا‬
‫زيدان‪...‬كعلى ىذا ؾبرل النٌفي‪ ...‬كذلك ألنٌك ؼبٌا قلت‪ :‬جاءين القوـ‪ ،‬كقع عند ٌ‬
‫فلما قلت‪ :‬إالٌ زيدان‪ ،‬كانت إالٌ بدال من قولك‪ :‬أعين زيدان كأستثين فيمن جاءين زيدان‪،‬‬
‫فيهم‪ٌ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫كل‬
‫ٌ‬ ‫على‬ ‫اقع‬‫ك‬ ‫صب‬‫ٌ‬‫الن‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫فإ‬ ‫مشغوال‬ ‫العامل‬ ‫كاف‬ ‫إذا‬ ‫و‬‫ن‬ ‫أ‬
‫ٌ ٌ‬ ‫د‬‫اؼبب‬ ‫يرل‬ ‫‪،‬‬ ‫فكانت بدال من الفعل"‬
‫أم أ ٌف اؼبستثىن‬
‫مستثىن من دكف أ ٍف يعلٌل لذلك يف موضعو َثٌ يقوؿ‪" :‬كإ ٍف كاف األجود فيو غًنه" ٍ‬
‫موضحا ذلك بأمثلة كقولو‪ :‬ما‬
‫قد يكوف منصوبا كما قد يكوف غًن ذلك الٌذم ىو عنده أجود ٌ‬
‫"فلما‬ ‫و‬
‫جاءين أحد إالٌ زيد‪ ،‬ما يعين أ ٍف ال عامل وبكم اؼبستثىن كلكنٌو يقوؿ يف اؼبواضع البلٌحقة‪ٌ :‬‬
‫قلت‪ :‬إالٌ زيدان كانت إالٌ بدال من قولك‪ :‬أعين زيدان كأستثين فيمن جاءين زيدان‪ ،‬فكانت بدال من‬
‫‪3‬‬
‫عوضت الفعل أستثين الٌذم ييع ٌد ىو العامل (الفعل) يف األصل‪ ،‬كونو‬ ‫ٌ‬ ‫ال‬
‫ٌ‬ ‫إ‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫يعين‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫الفعل"‬
‫كعوضتو‪ ،‬فيجعلها بذلك‬ ‫ً‬
‫متع ٌديا عمل النٌصب يف مفعولو (استثنيت زيدان)‪ ،‬كأ ٌف إالٌ نابت عنو ٌ‬
‫فإما أ ٍف تكوف عاملة دائما‬
‫مرة عاملة كأخرل غًن عاملة‪ٌ ،‬‬‫عاملة؛ كالواقع أ ٌف ىناؾ أمرا غريبا فهي ٌ‬
‫اؼببد)‬
‫ألكؿ (عند ٌ‬ ‫ك ٌإما أالٌ تكوف عاملة إطبلقا‪ ،‬فكيف تكوف يف الوجو الثٌاين عاملة كيف الوجو ا ٌ‬
‫غًن عاملة (ما جاءين إالٌ زي هد‪ ،‬ما ضربت إالٌ زيدان‪ ،‬ما مررت إالٌ بز و‬
‫يد)؟ فالعامل يف الوجو الثٌاين‬
‫حّت تنوب‬ ‫ً‬
‫أم حينما يكوف الفعل مشغوال ىو الفعل اؼبضمر (استثنيت)‪ ،‬كليس حباجة إىل (إالٌ) ٌ‬ ‫ٍ‬
‫عنو أل ٌف العامل قد يكوف مضمرا كمعمولو يتأثٌر بو‪ ،‬كإالٌ ىهنا جاءت ًالستكماؿ عناصر أسلوب‬
‫ً‬
‫االستثناء‪.‬‬

‫اؼببد‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪.399،389‬‬


‫‪ .‬اؼبقتضب‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .2‬اؼبصدر نفسو ص نفسها‪.‬‬


‫اؼببد‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪.399‬‬
‫‪ .‬اؼبقتضب‪ٌ ،‬‬
‫‪3‬‬

‫‪93‬‬
‫م‪ -‬العامل في ِاالسم المجرور ‪:‬‬

‫ألّنا زبتص‬
‫اعبر كما يرل "اؼببد" ذلك‪ ،‬فهي كذلك ٌ‬ ‫ً‬
‫العامل يف االسم اجملركر حركؼ ٌ‬
‫فلما‬
‫جر‪ٌ ،‬‬‫اعبر أل ٌف إعراب األظباء رفع كنصب ك ٌ‬
‫باألظباء كاألفعاؿ كؽبذا فقد‪" :‬كجب أ ٍف تعمل ٌ‬
‫يبق‬ ‫سبق ً‬
‫الرفع أيضا يف الفاعل كإىل النٌصب يف اؼبفعوؿ‪ ،‬ملٍ ى‬
‫ٌ‬ ‫إىل‬ ‫فعل‬ ‫ال‬
‫ك‬ ‫اؼببتدإ‬ ‫يف‬ ‫فع‬
‫الر‬
‫ٌ‬ ‫إىل‬ ‫بتداء‬ ‫اال‬
‫ألّنا تقع كسطا‬
‫اعبر كأجود من ىذا أ ٍف تقوؿ إٌمبا عملت اعبٌر ٌ‬
‫اعبر‪ ،‬فلهذا كجب أ ٍف تعمل ٌ‬ ‫إالٌ ٌ‬
‫الرفع كالنٌصب فأعطى األكسط األكسط"‪ ،1‬فالعامل إذف‬ ‫ً‬
‫اعبر كقع كسطا بٌن ٌ‬ ‫بٌن االسم كالفعل؛ ك ٌ‬
‫اعبر‪.‬‬ ‫ً‬
‫يف االسم اجملركر ىو حركؼ ٌ‬
‫ن‪ -‬العامل في المرّكب اإلضافي‪:‬‬

‫ىبتلف النٌحاة فيما يتعلٌق بعامل اؼبضاؼ إليو‪ ،‬فهذا "سيبويو" يرل بأنٌو اؼبضاؼ الٌذم يكوف‬
‫عامبل فيو‪ ،‬كيرل "البعض أ ٌف اػبفض باإلضافة قوؽبم‪ :‬دار زيد كغبلـ عمرك‪ ،‬خفضت زيد‬
‫بإضافة دار إليو"‪ ،2‬كىو ما يراه األخفش‪.‬‬

‫اؼبتممات‪ ،‬كلكن ىناؾ من احملدثٌن من يرل أ ٌف نظريٌة العامل ىذه كثًنة‬


‫ىذا عن عوامل ٌ‬
‫حّت ٌإّنا أدخلت النٌحو يف متاىات ك ٌأّنم كقعوا ربت سيطرة ىذه الفكرة اليت‬
‫التشعبات‪ٌ ،‬‬
‫اًستحوذت على عقوؽبم‪ ،‬فباتت بالنسبة إليهم ىاجسا حيث "ركبوا من أجل فرضهم يف العامل‬
‫يف الكثًن من اؼبسائل مركبا شططا"‪ ،3‬أم إ ٌّنم بالغوا يف كثًن من اؼبسائل‪ ،‬كىناؾ من يرل يف‬
‫أمرىم عجبا إذ يقوؿ‪" :‬كمن أعجب العجب أ ٌف النحاة يق ٌدركف يف بعض األساليب العامل أ ٍف‬
‫اليت تنصب بعدىا اؼبضارع فيقولوف‪ :‬إ ٌف الفعل نصب بأف مضمرة كهبعلوف ىذا اإلضمار جائزا‬

‫‪.1‬أسرار العربيٌة‪ ،‬اًبن األنبارم‪،‬ص‪.253‬‬


‫‪ . 2‬احمللٌى يف كجوه النصب‪ ،‬اًبن شقًن‪ ،‬ص‪.048‬‬
‫ؿبمد أضبد برانق‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ .‬النحو اؼبنهجي‪ٌ ،‬‬
‫‪3‬‬

‫‪94‬‬
‫‪1‬‬
‫ؿبمد أضبد برانق" أ ٌف ىذا‬
‫ٌ‬ ‫"‬ ‫يرل‬ ‫حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫بعد الـ التعليل‪ ،‬ككاجبا بعد الـ اعبحود كأخواهتا"‬
‫يعب عنو خركج عن حقيقة الغاية اليت يهدؼ إليها النحو كىو‪" :‬أف يكوف كسيلة‬ ‫الشطط كما ٌ‬
‫غبفظ الكبلـ العريب من الفساد باللحن كصيانة مبناه من اػبلل"‪ ،2‬كىو فعبل اؽبدؼ الذم كاف‬
‫يرمي إليو النحاة األكائل من النحو يف حفظو من غبن العامة كالعجم‪ ،‬كىو فبٌن يدعوف إىل أف‬
‫يكوف النحو كظيفيا أم "أساسو كظيفة الكلمة يف اعبملة‪ ،‬ككب ٌدد دبعرفة كظيفتها نوع ضبطها‪،‬‬
‫يفوت على اؼبتعلمٌن الفائدة‪ ،‬كال لبرج فيو عن اغبدكد اليت‬
‫كنيسر يف كثًن من األبواب تيسًنا ال ٌ‬
‫ٌ‬
‫رظبها األقدموف"‪ ،3‬كىو رأم نصيح نظرا ؼبا يف كبونا من تشعبات كتداخبلت كتفسًنات متداخلة‬
‫تعسر على اؼبتعلٌم اًستيعاهبا‪.‬‬
‫كأحيانا ـبتلفة أك متناقضة‪ ،‬حّت ٌ‬
‫‪ -4‬حذف المتمّمـات ‪:‬‬

‫أىم األبواب اللغوية يف الدراسات اللغوية ؼبا لو من أنبية كبل يف ؾباؿ‬


‫يع ٌد اغبذؼ من ٌ‬
‫الببلغة كالنحو‪ ،‬كقد أطلق عليو "اًبن جين" يف أحد أبوابو يف اػبصائص شجاعة العربية كىو‪:‬‬
‫بالسحر‪ ،‬فإنٌك ترل بو ترؾ ال ٌذكر‬
‫"باب دقيق اؼبسلك لطيف اؼبأخذ‪ ،‬عجيب ال ٌذكر‪ ،‬شبيو ٌ‬
‫الصمت عن اإلفادة أزيد لئلفادة‪ ،‬كذبدؾ أنطق ما تكوف إذا مل تنطق كأتٌ ما‬
‫أفصح من ال ٌذكر ك ٌ‬
‫ب"‪،4‬كقد اًستوىف "اعبرجاين" الوصف‪ ،‬فاػبفي دائما يثًن عجب النفس‬ ‫تكوف بيانا إذا مل تيً ٍ‬
‫كاًندىاشها‪.‬‬

‫كيستوجب اغبذؼ ضوابط‪ ،‬فهذا "اًبن ىشاـ" يرل أ ٍف الب ٌد من كجود دليل حايل أك مقايل‬
‫فأما اغبايل فقولك ؼبن رفع سوطا‪ :‬زيدا‪ ،‬بإضمار اًضرب أك مقايل‬ ‫للحذؼ‪ ،‬فلذلك شركط ٌ‬

‫‪ . 1‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.48‬‬


‫‪ .2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫ؿبمد أضبد برانق‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ .‬النحو اؼبنهجي‪ٌ ،‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ .4‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬اعبرجاين‪ ،‬تعليق ؿبمود ؿبمد شاكر‪ ،‬مكتبة اػباقبي ط‪2994/5‬ـ‪ ،‬ص‪.046‬‬
‫‪95‬‬
‫كقولك ؼبن قاؿ‪ :‬من أضرب؟ أف تقوؿ زيدا‪ ،‬كىو القائل ‪" :‬ك ٌأما إذا كاف احملذكؼ فضلة فبل‬
‫معنوم‪ ،‬كما يف قولك‪ :‬ما‬
‫ٌ‬ ‫ييشرتط غبذفو كجداف ال ٌدليل كلكن ييشرتط أ ٍف ال يكوف يف حذفو ضرر‬
‫صناعي ‪ 1‬كما يف قولك‪ :‬زي هد ضربتو‪ ،‬كقولك‪ :‬ضربين كضربتو زي هد"‪ ،2‬ك ٌأما‬
‫ٌ‬ ‫ضربت إالٌ زيدا أك‬
‫احملذكفات فهي‪ :‬اؼبفعوؿ بو‪ ،‬اغباؿ‪ ،‬التٌمييز‪ ،‬النٌعت‪ ،‬اؼبعطوؼ‪ ،‬اؼبرٌكب اإلضايف‪ ،‬اؼبستثىن‪،‬‬
‫فأما اؼبفعوؿ بو‪" :‬إذا حذؼ‬ ‫اؼبنادل‪ ،‬فذلك أغلب ما كرد يف كتب النٌحاة يف حذفها‪ٌ ،‬‬
‫أمس ‪ ...‬فكما أنٌك إذا قلت ضرب زي هد‪ ،‬فأسندت الفعل إىل الفاعل‬
‫خصوصا‪ ،‬فإ ٌف اغباجة إليو ٌ‬
‫الضرب نفسو على اإلطبلؽ‪ ،‬إذا‬ ‫الضرب فعبل لو‪ ،‬ال أ ٍف تفيد كجوب ٌ‬ ‫كاف غرضك أ ٍف تثبت ٌ‬
‫الضرب الواقع‬ ‫ً‬
‫ع ٌديت الفعل إىل اؼبفعوؿ فقلت‪ :‬ضرب زي هد عمرا‪ ،‬كاف غرضك أ ٍف تفيد التباس ٌ‬
‫األكؿ بالثٌاين ككقوعو عليو‪ ،‬فقد اًجتمع الفاعل كاؼبفعوؿ يف أ ٌف عمل الفعل فيهما إٌمبا كاف من‬
‫من ٌ‬
‫أجل أ ٍف ييعلم اًلتباس اؼبعىن الٌذم ايشتي ٌق منو هبما"‪ ،3‬ىذا كيبدك أ ٌف تعليل "اعبرجاين" غبذؼ‬
‫خاص باؼبعىن مع أنٌو يرل أ ٌف األنسب أ ٍف ال يوبذؼ لتأديتو معىن يف‬
‫ٌ‬ ‫ببلغي‬
‫ٌ‬ ‫اؼبفعوؿ بو تعليل‬
‫اعبملة فإذا يحذؼ تراجع ذلك اؼبعىن‪.‬‬

‫ك ٌأما األسباب النٌحويٌة غبذؼ اؼبفعوؿ بو فهي‪:‬‬

‫‪ /0‬حذؼ اؼبفعوؿ بو‪ :‬وبذؼ اؼبفعوؿ بو يف مواضع ىي‪:4‬‬

‫* "يكثر بعد لو شئت كبو‪( :‬فلو شاء ؽبداكم)‪ ،5‬أم فلو شاء ىدايتكم‪.‬‬

‫السفهاء كلكن اليعلموف)‪ 1‬أم ٌأّنم سفهاء"‪.‬‬


‫* بعد نفي العلم ك كبوه كبو‪( :‬أال إ ٌّنم ىم ٌ‬

‫كبوم‪.‬‬
‫أم لسبب ٌ‬‫‪ .‬صناعي‪ :‬يقصد بو صناعة اإلعراب ٍ‬
‫‪1‬‬

‫‪ .2‬مغين اللٌبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.345‬‬


‫‪ .3‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬اعبرجاين‪ ،‬ص‪.054،053‬‬
‫‪ .4‬مغين اللبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.458‬‬
‫‪ . 5‬سورة األنعاـ‪ .‬اآلية‪.049‬‬
‫‪96‬‬
‫الضمًن– عائدا على اؼبوصوؿ لقولو تعاىل‪( :‬أىذا الٌذم بعث اهللي رسوال)‪،2‬‬
‫* إذا كاف اؼبفعوؿ – ٌ‬
‫أم الٌذم بعثو اهلل رسوال‪.‬‬
‫ٍ‬
‫‪3‬‬
‫سحر‬
‫ه‬ ‫أ‬‫(‬ ‫يل‬ ‫بدل‬ ‫سحر‬ ‫ىو‬ ‫أم‬
‫للحق ؼبٌا جاءكم) ٍ‬
‫‪،‬‬ ‫* "حذؼ اؼبقوؿ كبقاء القوؿ كبو‪(:‬أ تقولوف ٌ‬
‫‪4‬‬
‫ىذا)‪.‬‬

‫* كما يكثر حذفو يف الفواصل كبو قولو تعاىل‪( :‬كماقلى)‪.5‬‬

‫فأما من أعطى)‪.6‬‬
‫* هبوز حذؼ مفعويل أعطى كبو قولو تعاىل‪ٌ ( :‬‬
‫‪ /2‬حذؼ اغباؿ‪:‬‬

‫* كيرل اًبن ىشاـ أ ٌف "أكثر ما يرد ذلك إذا كاف قوال أغىن عنو اؼبقوؿ كبو‪( :‬كاؼببلئكة يدخلوف‬
‫كل باب سبلـ عليكم)‪ ،7‬أم قائلٌن ذلك"‪ ،8‬أم سبلـ عليكم‪ ،‬يف حٌن يرل "اًبن‬ ‫عليهم من ٌ‬
‫جين" أنٌو ليس من اغبسن حذؼ اغباؿ إ ٍذ يقوؿ‪" :‬كحذؼ اغباؿ ال وبسن كذلك أ ٌف الغرض فيها‬ ‫ٌ‬
‫إٌمبا ىو توكيد اػبب هبا‪ ،‬كما طريقو التوكيد غًن الئق بو اغبذؼ‪ ،‬ألنٌو ض ٌد الغرض كنقيضو"‪ ،9‬رأم‬
‫اؼببٌن ىدفو التٌأكيد على‬
‫ك‬ ‫مبٌن‬ ‫اؼبوضح‬
‫ك‬ ‫اؼبوضحات‬ ‫من‬ ‫اغباؿ‬ ‫ف‬‫ٌ‬ ‫أل‬ ‫اب‬‫و‬‫الص‬ ‫إىل‬ ‫قرب‬ ‫أ‬ ‫"‬‫جين‬ ‫بن‬‫"اً‬
‫ٌ ٌ‬

‫‪ . 1‬سورة النحل‪ .‬اآلية‪.09‬‬


‫‪ . 2‬سورة الفرقاف‪ .‬اآلية‪.40‬‬
‫‪ . 3‬سورة يونس‪ .‬اآلية‪.77‬‬
‫‪ .4‬مغين اللٌبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.458‬‬
‫‪ .5‬سورة الضحى‪ .‬اآلية‪.93‬‬
‫‪ . 6‬سورة الليل‪ .‬اآلية‪.95‬‬
‫‪ . 7‬سورة الرعد‪ .‬اآلية‪.23‬‬
‫‪ . 8‬مغين اللبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.460‬‬
‫‪ . 9‬اػبصائص‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.378‬‬
‫‪97‬‬
‫شيئ ما‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك فإ ٌف "اًبن ىشاـ" ال يأيت بتوضيحات أك قواعد كما فعل اًبن جين‪،‬‬
‫كإٌمبا يأيت بأمثلة فقط‪.‬‬

‫‪/3‬حذؼ التمييز‪:‬‬

‫أم كم يوما صمت؟ كقولو تعاىل‪(:‬عليها تسعة‬ ‫كيرد ذلك يف كم كبو قولك‪ :‬كم صمت ٍ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫أم عشركف‬
‫ٍ‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬‫بركف‬‫صا‬ ‫عشركف‬ ‫منكم‬ ‫يكن‬ ‫ف‬
‫ٍ‬ ‫إ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬‫تعاىل‬ ‫لو‬‫و‬‫كق‬ ‫ملك‪،‬‬ ‫عشر‬ ‫تسعة‬ ‫أم‬
‫عشر) ٍ‬
‫‪،‬‬
‫رجبل‪ ،3‬فهذا ما كرد فيو عند "اًبن ىشاـ"‪ ،‬كمل يرد شيئ يف حذؼ سبييز اعبملة‪.‬‬

‫‪ /4‬حذؼ النٌعت‪:‬‬

‫يوضح ذلك يف شكل نقاط فمن أمثلة‬ ‫ً‬


‫الصفة دكف أ ٍف ٌ‬‫يأيت "ابن ىشاـ" بأمثلة يف حذؼ ٌ‬
‫أم صاغبة"‪ ،5‬كيقوؿ يف ذلك أ ٌف‬ ‫‪،‬‬‫‪4‬‬
‫غصبا"‬ ‫سفينة‬ ‫كل‬ ‫يأخذ‬ ‫"‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫لو‬‫و‬ ‫بق‬ ‫ستشهاده‬‫ذلك اً‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫"صاغبة" ىو النٌعت احملذكؼ إ ٍذ إ ٌف إهباد عيب فيها ال ىبرجها عن كوّنا سفينة كإالٌ ؼبا كاف ؽبا‬
‫فائدة‪.‬‬

‫‪ /5‬حذؼ اؼبعطوؼ ‪:‬‬

‫الرأم نفسو يف حذؼ اؼبعطوؼ مع كجوب أ ٍف يتبعو العاطف يف قولو تعاىل‪:‬‬ ‫ً‬
‫كيرل ابن ىشاـ ٌ‬
‫(ال يستوم منكم من أنفق من قبل الفتح كقاتل)‪ ،6‬كيقوؿ‪:‬كالتقدير يف ذلك‪ :‬كمن أنفق من‬
‫الصواب‪ ،‬كمن أمثلة ذلك‬ ‫ً‬
‫وبتج لذلك يف كوف االستواء ال يكوف إالٌ يف شيئٌن كىو ٌ‬
‫بعده‪ ،‬حيث ٌ‬

‫‪ .1‬سورة اؼبدثر‪ .‬اآلية‪.39‬‬


‫‪ . 2‬سورة األنفاؿ‪ .‬اآلية‪.65‬‬
‫‪. 3‬يراجع‪ :‬مغين اللبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.464‬‬
‫‪ . 4‬سورة الكهف‪ .‬اآلية‪.08‬‬
‫األنصارم‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.428‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ .5‬مغين اللٌبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬اًبن ىشاـ‬
‫‪ . 6‬سورة اغبديد‪ .‬اآلية‪.57‬‬
‫‪98‬‬
‫تج‬ ‫وب‬
‫ي‬ ‫مل‬
‫ستقر‬‫أيضا قولو تعاىل‪( :‬كلو ما سكن يف اللٌيل كالنٌهار)‪ ،"1‬أم كما ربرؾ كإذا فيسر سكن باً‬
‫ٍ‬
‫ٌٍ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫إىل ىذا التٌقدير"‪ ،2‬كيأيت "اًبن جين" دبثاؿ حيث يقوؿ‪" :‬راكب الناقة طليحاف أم راكب الناقة‬
‫كالناقة طليحاف"‪ ،3‬كىو يرل أ ٌف اؼبعطوؼ وبذؼ تارة كاؼبعطوؼ عليو أخرل‪.‬‬

‫‪ /6‬حذؼ التٌوكيد‪:‬‬

‫كيقوؿ فيو اًبن ىشاـ أ ٌف "سيبويو" قد أجاز حذؼ اؼبؤٌكد كبقاء توكيده فيما منعو آخركف‪،‬‬
‫اغبق يقاؿ إ ٌف حذؼ اؼبؤٌكد ليس باألمر اغبسن ذلك أ ٌف التٌوكيد لن يأيت خبًن فائدة؛ كيف كىو‬
‫ك ٌ‬
‫ستقل فائدة التٌوكيد‬
‫ٌ‬ ‫ؽبدؼ توضيح ما قد سبقو‪ ،‬فكيف إذا كاف ىذا اؼبسبوؽ ؿبذكفا؟ بذلك‬
‫أم قبل كجود التٌوكيد‪،‬‬
‫ككجوده ال ؿبالة‪ٌ ،‬أما حذؼ التٌوكيد فسيبقي اؼبعىن على حالو األكىل ٍ‬
‫السامع‪.‬‬
‫كمعركؼ أ ٌف التٌوكيد أكيت بو من أجل تثبيت اؼبعىن عند ٌ‬
‫‪ /7‬حذؼ اؼبنادل ‪:‬‬
‫يد دبعىن يا قوـ بؤس لز و‬
‫يد"‪ ،4‬كيعلل لذلك‬ ‫كقد يوبذؼ اؼبنادل أيضا كمثاؿ ذلك‪" :‬يا بؤس لز و‬
‫ي ى‬
‫صاحب اؼبفصل بقولو‪" :‬اًعلم ٌأّنم كما حذفوا حرؼ النٌداء لداللة اؼبنادل عليو كذلك أيضا قد‬
‫وبذفوف اؼبنادل لداللة حرؼ النٌداء عليو"‪ ،5‬إ ٌف حذؼ النداء من الناحية الببلغية ذكأثر جليل‬
‫فكلما اًزداد الغموض كلما كاف األمر أكثر صبالية‪.‬‬
‫‪ /8‬حذؼ ً‬
‫االستثنػاء‪:‬‬

‫‪ . 1‬سورة األنعاـ‪ .‬اآلية‪.96‬‬


‫‪ .2‬مغين اللبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.433‬‬
‫‪ . 3‬اػبصائص‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.373‬‬
‫اؼبفصل‪ ،‬اًبن يعيش‪ ،‬ربقيق مشيخة األزىراؼبعمور‪ ،‬إدارة الطٌباعة اؼبنًنيٌة مصر‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.24‬‬
‫‪ .‬شرح ٌ‬
‫‪4‬‬

‫‪. 5‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬


‫‪99‬‬
‫كيكوف ذلك بعد إالٌ كغًن إذا سبقتا بليس كبو‪ :‬لك ذلك ليس إالٌ كعرفت ذلك ليس غًني‪،‬‬
‫إين فاعل)‪ ،1‬كال يتعلق ً‬
‫االستثناء بفاعل إذا مل‬ ‫لن لشيئ ٌ‬
‫كما يأيت ذلك يف قولو تعاىل‪(" :‬كال تقو ٌ‬
‫منهي عن أف‬
‫ينو عن أف يصل (إالٌ أف يشاء اهلل)بقولو (ذلك) كال النهي ألنٌك إذا قلت‪ :‬أنت ٌ‬
‫دبنهي‪ ،‬فقد سلٌطتو على أف يقوـ كيقوؿ شاء اهلل ذلك‪ ،‬كتأكيل‬
‫تقوؿ إالٌ أف يشاء اهلل‪ ،‬فلست ٌ‬
‫ذلك أ ٌف األصل إالٌ‪ ،‬قائبل‪ :‬إالٌ أف يشاء اهلل"‪ ،2‬حيث حذفت أداة ً‬
‫االستثناء كاؼبستثىن معا‪.‬‬

‫‪ /9‬حذؼ اؼبرٌكب اإلضايف‪ :‬وبذؼ يف مواضع منها‪:‬‬


‫‪4‬‬
‫"رب اًغفر يل"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫لو‬‫و‬ ‫ق‬ ‫كبو‬ ‫اؼبنادل‬ ‫إليها‬ ‫مضافا‬ ‫‪3‬‬
‫* يف ياء اؼبتكلٌم‬
‫‪5‬‬
‫أم من قبل غلىبهم كمن بعد غلبهم‪.‬‬
‫* يف الغايات قاؿ تعاىل‪( :‬للٌو األمر من قبل كمن بعد) ٍ‬
‫‪،‬‬

‫كل كغًنكبعد ليس‪ ،6‬كقولنا‪:‬كليس غًني ذلك‪.‬‬


‫* يف أيوبعض ك ٌ‬
‫اؼبتممات كاؼبفعوؿ اؼبطلق كاؼبفعوؿ معو كاؼبفعوؿ فيو‬
‫كيف اؼبقابل يوجد ما ال يبكن حذفو من ٌ‬
‫االسم اجملركر كالبدؿ كعطف‬ ‫االختصاص ك ً‬ ‫كاؼبفعوؿ ألجلو كالتٌوكيد كأساليب اإلغراء كالتٌحذير ك ً‬
‫البياف‪.‬‬

‫الشرط ٌأكؿ من‬ ‫ً‬


‫كيف عدـ إمكانيٌة اغبذؼ يقوؿ ابن ىشاـ بأنٌو هبب‪" :‬أالٌ يكوف مؤٌكدا كىذا ٌ‬
‫ذكره األخفش‪ ،‬منع يف كبو‪ :‬الٌذم رأيت زي هد‪ ،‬أ ٍف يؤٌكد احملذكؼ بقولك نفسو أل ٌف اؼبؤٌكد يمري هد‬

‫‪ . 1‬سورة الكهف‪ .‬اآلية‪.23‬‬


‫‪ . 2‬اػبصائص‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.482،480‬‬
‫‪ .3‬مغين اللٌبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ص‪.405،404‬‬
‫‪.4‬سورة األعراؼ‪ .‬اآلية‪.98‬‬
‫‪ . 5‬سورة الركـ‪ .‬اآلية‪.39‬‬
‫‪ . 6‬مغين اللبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.405‬‬
‫‪100‬‬
‫لبلختصار‪ ...‬كاغبذؼ كالتٌوكيد متنافياف"‪ ،1‬كدباأ ٌف القوؿ اً ٌربد يف كوف‬
‫للطٌوؿ كاغباذؼ مريد ً‬
‫ي‬
‫اؼبتممات الٌيت عملها التٌوكيد كالتٌبيٌن كاإليضاح‬
‫اغبذؼ كالتٌوكيد متنافياف كىوكذلك‪ ،‬فإ ٌف بعض ٌ‬
‫ليس من نصيبها أ ٍف يربذؼ‪ ،‬فهذا اؼبفعوؿ اؼبطلق قد جاء يف مفهومو‪" :‬أ ٌف التٌحديد كالتٌوكيد ىي‬
‫القرينة اؼبعنويٌة ال ٌدالة على اؼبفعوؿ اؼبطلق‪ ،‬كاؼبقصود بالتٌحديد كالتٌوكيد تعزيز اؼبعىن الٌذم يفيده‬
‫منونا على سبيل التٌوكيد"‪ ،2‬فإذا كاف‬ ‫اغبدث يف الفعل‪...‬كتكوف التٌقوية بواسطة ذكره مفردا ٌ‬
‫بأم حاؿ من‬‫اؽبدؼ من اؼبفعوؿ اؼبطلق ىو التٌحديد كالتٌوكيد فهذا يعين أنٌو ال هبوز حذفو ٌ‬
‫أىم شرط لتواجد اؼبفعوؿ‬
‫األحواؿ‪ ،‬أل ٌف التٌوكيد كالتٌحديد معىن الب ٌد من توافره يف اعبملة كأل ٌف ٌ‬
‫حساف " أ ٌف يف إيراده بعد الفعل تعزيز‬
‫يبٌن‪ ،‬كىو كما قاؿ "سبٌاـ ٌ‬‫كيوضح ك ٌ‬
‫اؼبطلق ىو أ ٍف يؤٌكد ٌ‬
‫يبق يف األصل معىن ككأ ٌف اعبملة‬‫لعنصر اغبدث كمعىن الفعل‪ ،‬فإ ٍف يحذؼ ذلك اؼبعىن اؼبراد مل ى‬
‫بدكنو أصليٌة كعاديٌة‪.‬‬

‫كاألمر نفسو يقاؿ عن التٌوكيد فحذفو ال ييبقي على اؼبعىن كال يذر حيث يقوؿ "أضبد عبد‬
‫العظيم"‪" :‬كما طريقو التوكيد غًن الئق بو اغبذؼ ألنٌو ض ٌد الغرض كنقيضو"‪ٌ ،3‬أما اؼبفعوؿ معو‬
‫فإنٌو ما فعلت معو فعبل‪ ،‬فبل يبكن حذفو باًعتبار الواك الٌيت تفيد اؼبعيٌة كمعىن اؼبشاركة‪،‬كحذفو يعين‬
‫يأت يف حذفو خب‪ ،‬أل ٌف حذفو سييذىب هبذا اؼبعىن‪،‬‬ ‫حذؼ اؼبعىن (اؼبعية كاؼبشاركة)‪ ،‬كلذلك مل ً‬
‫ٌ‬
‫السٌر يف ذلك قد يعود إىل اؼبعىن‬
‫كما أ ٌف من أحكاـ اؼبفعوؿ معو أ ٍف ال يربذؼ الواك إطبلقا‪ ،‬ك ٌ‬
‫الٌذم تفيده الواك يف خلقها مفعوال معو‪.‬‬

‫متضمنا معىن يف فإذا حذؼ اؼبفعوؿ فيو‬


‫يدؿ على زماف الفعل أك مكانو ٌ‬
‫كعن اؼبفعوؿ فيو فإنٌو ٌ‬
‫يدؿ على زمانو كال على مكانو‪.‬‬
‫بقي الفعل داالٌ على نفسو فقط‪ ،‬كمل يكن ىناؾ ما ٌ‬

‫‪ .1‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.349،339،338‬‬


‫ساف‪ ،‬ص‪.098‬‬
‫‪ .‬اللٌغة العربيٌة معناىا كمبناىا‪ ،‬سبٌاـ ح ٌ‬
‫‪2‬‬

‫‪ . 3‬اؼبصطلح النحوم‪ ،‬أضبد عبد العظيم‪ ،‬ص‪.065‬‬


‫‪101‬‬
‫ك ٌأما اؼبفعوؿ ألجلو فقد جاء يف سبب كجوده أنٌو ييذكر ألنٌو عذر كعلٌة لوقوع الفعل‪ ،‬فإذا‬
‫يحذؼ مل يعيد من سبيل للفعل يف أ ٍف يكوف لو عذر كعلٌة لكي يقع مع أ ٌف البعض يرل جواز‬
‫لكن ذلك يف صبلة مثل‪" :‬النٌاس أصناؼ بعضهم يعبد اهلل خوفا‬ ‫يدؿ عليو‪ ،‬ك ٌ‬
‫حذفو مع دليل ٌ‬
‫أم يبتعد عنو جهبل بو"‪ ،‬كلكن ال يبكن أ ٍف يكوف يف صبلة مستقلٌة‬
‫كطمعا كبعضهم يبتعد عنو‪ٍ ،‬‬
‫دبفعوؿ ألجلو كحيد‪.‬‬

‫ك ٌأما نوائب اؼبفاعيل فبل يبكن حذفها فهي يف األصل نوائب عن ؿبذكفات‪ ،‬كعن البدؿ فإنٌو‬
‫اؼبعوؿ عليو يف اعبملة كإكبيذؼ فبل بقاء ؼبعىن البدؿ إذف‪،‬‬
‫اؼبقصود باغبكم فإذا كاف ىو اؼبقصود ك ٌ‬
‫جين يف ذلك‪" :‬اًعلم أ ٌف البدؿ هبرم ؾبرل التٌوكيد‬ ‫ً‬
‫كال شيء سيكوف مقصودا يف اعبملة يقوؿ ابن ٌ‬
‫يف التٌحقيق كالتٌشديد"‪،1‬كدباأنٌو من اؼبؤٌكدات فبل حذؼ فيو لتنايف اغبذؼ كالتٌوكيد‪.‬‬

‫اعبار‪ ...‬إالٌ يف مواضع قويت‬ ‫ً‬


‫ٌأما االسم اجملركر فبل يبكن حذفو أيضا كما ال يبكن حذؼ‪ٌ ":‬‬
‫اعبر الٌذم يضيف الفعل‬ ‫حرؼ‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫صفة‬ ‫فيو‬ ‫حدثت‬ ‫سم‬ ‫االسم اجملركرىو اً‬
‫فيها ال ٌداللة"‪ ،2‬ك ً‬
‫ٌ‬
‫االسم أك يوصلو إليو كيربطو بو‪ ،‬كإذا كاف األمر يف ً‬
‫االسم اجملركر أ ٍف يرتبط بالفعل كيصل إليو‬ ‫إىل ً‬
‫ٌ‬
‫اعبر بو‪ ،‬كما أ ٌف اؼبعاين الٌيت تفيدىا‬
‫فالضركرة فيو أ ٍف يرتبط بفعل حرؼ ٌ‬‫فبل فائدة يف حذفو‪ٌ ،‬‬
‫اعبر ذات صلة فقولنا‪ :‬ىذا يل‪ ،‬تعين البلٌـ ىهنا اؼبلكيٌة‪ ،‬كىذه اؼبلكيٌة متعلٌقة‬
‫تؤديها حركؼ ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫باجملركر‪ ،‬فإذا حذؼ مل يعد ىناؾ ال حرؼ كال معىن‪.‬‬

‫فإّنا ال يبكن حذؼ اؼبفاعيل فيها ذلك ٌأّنا‬ ‫أما أساليب اإلغراء ك التٌحذير ك ً‬
‫االختصاص ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تفيد ىذه اؼبعاين (اإلغراء كالتٌحذير ك ً‬
‫االختصاص) من جهة ك ٌأّنا –يف األصل‪ -‬ؿبذكفةه عوامليها‬

‫جين‪ ،‬ص‪.87‬‬ ‫ً‬


‫‪ .‬اللٌمع‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪1‬‬

‫‪ .2‬مغين اللبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.345‬‬


‫‪102‬‬
‫يبق ما‬
‫من جهة أخرل‪ ،‬كتلك العوامل دالٌة عليها كعلى كجودىا فإذا حذفت ىذه اؼبفاعيل مل ى‬
‫يدؿ على األسلوب من شيء كف ىق ىد األسلوب بذلك صبيع عناصره‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪ -5‬أهمّيـّـة الحـذف‪:‬‬

‫متممات يبكن حذفها‪ ،‬كلكن يف كاقع األمر‬ ‫ٌقرر النٌحاة أ ٌف اؼبفعوؿ كالنٌعت كاغباؿ كالتٌمييز ٌ‬
‫قد يعود ذلك إىل ظاىرة التٌقدير فقولنا ‪:‬لو شاء لفعل‪ ،‬يعين أنٌنا ق ٌدرنا أل ٌف األصل ىو‪ :‬لو شاء‬
‫‪1‬‬
‫أم ال يعلموف أ ٌّنم‬
‫السفهاء كلكن ال يعلموف" ٍ‬
‫‪،‬‬ ‫الفعل لفعل‪ ،‬كقولو تعاىل‪" :‬أال ٌإّنم ىم ٌ‬
‫"فأما من أعطى"‪ ،2‬ففي ذلك تقدير‬
‫سفهاء‪ ،‬ففي كبل اؼبثالٌن تٌ تقدير الكبلـ كقولو تعاىل‪ٌ :‬‬
‫‪3‬‬
‫أم عشركف رجبل صابركف فيها‬ ‫للكبلـ أيضا‪ ،‬كقولو أيضا‪" :‬إ ٍف يكن منكم عشركف صابركف" ٍ‬
‫‪،‬‬
‫الضوابط النٌحويٌة الٌيت أكردىا النٌحاة تعود يف أصلها إىل ظاىرة التٌقدير‬
‫فكل تلك ٌ‬
‫تقدير للكبلـ‪ٌ ،‬‬
‫للكشف عن ظاىرة اغبذؼ‪ ،‬كالقوؿ بالتٌقدير يعين العودة إىل أصل اعبملة يف بنيتها العميقة‪،‬‬
‫فاغبذؼ إذف ظاىرة فبيٌزة يف اللٌغة العربيٌة حيث يبكن القوؿ إ ٌّنا ظاىريٌا حذؼ كلكنٌها باطنيٌا‬
‫خاص‬
‫الضوابط النٌحويٌة فهي كجو ٌ‬ ‫ذكر‪ ،‬ذلك ٌأّنا تكشف عن البنية العميقة للجملة‪ ،‬ك ٌأما تلك ٌ‬
‫بالرتكيب‪ ،‬كىذا يستدعي القوؿ أيضا بأ ٌف اغبذؼ قد يكوف لضركرات دالليٌة فهو قد صبع أبواب‬
‫ٌ‬
‫النٌحو بالببلغة‪ ،‬كيرل "اًبن ىشاـ" أ ٌف اغبذؼ يكوف على مراحل كال يتأتٌى ذلك دفعة كاحدة‬
‫أك موصوؼ ك صفة مضافة أك‬ ‫حيث يقوؿ‪" :‬إذا اًستدعى الكبلـ تقدير أظباء متضايفة‬
‫الرابط فبل يق ٌدر أ ٌف ذلك حذؼ دفعة كاحدة بل‬
‫جار كؾبركر مضمر عائد على ما وبتاج إىل ٌ‬

‫‪ . 1‬سورة البقرة‪ .‬اآلية ‪.03‬‬


‫‪ . 2‬سورة الليل‪ .‬اآلية‪.96‬‬
‫‪ . 3‬سورة األنفاؿ‪ .‬اآلية‪.65‬‬
‫‪103‬‬
‫على التٌدريج"‪ ،1‬فكما بالتدريج يكوف اغبذؼ فبالتدريج أيضا يكوف التقدير كاًكتشاؼ البنية‬
‫العميقة‪ ،‬كالعبلقة بٌن اؼبصطلحٌن كثيقة يقوؿ "اًبن ىشاـ"‪" :‬القياس أف يق ٌدر الشيئ يف مكانو‬
‫األصلي لئبلٌ ىبالف األصل من كجهي اغبذؼ ككضع الشيئ يف غًن ؿبلٌو"‪ ،2‬حيث رب ٌدث عن‬
‫مكاف اؼبق ٌدر من اعبملة‪ ،‬كأ ٌف عليو أف يأخذ مكانو الطبيعي كاألصلي متأخرا كاف أك متق ٌدما‪،‬‬
‫توىم أ ٌف ىناؾ حذفا أك أ ٌف ىناؾ شيئا كضع يف غًن موضعو‪ ،‬كيعطي لذلك أمثلة كقولو‪:‬‬
‫حّت ال يي ٌ‬
‫ٌ‬
‫"فيجب أف يق ٌدر اؼبفسر يف كبو (زيدا رأيتو) مق ٌدما عليو"‪ ،3‬كأف الب ٌد يف التقدير من اإلهباز "ما‬
‫مين فرسخاف)‬
‫لتقل ـبالفة األصل"‪ ،‬حيث يقوؿ يف تقدير األخفش "ككاف تقديره يف (أنت ٌ‬
‫أمكن ٌ‬
‫مين ذك مسافة فرسخٌن"‪ ،4‬أم أنٌنا كلٌما ق ٌدرنا‬
‫مين فرسخاف أكىل من تقدير الفارسي أنت ٌ‬
‫بعدؾ ٌ‬
‫ي‬
‫بإهباز كاف أصوب كأقرب إىل األصل‪ ،‬فاغبذؼ كالتقدير خطوتاف متتاليتاف‪ ،‬إ ٍذ ال يكوف تقدير‬
‫إالٌ بعد حذؼ كال حذؼ بدكف تقدير‪.‬‬

‫‪ -6‬رتبـة المتمّمــات ‪:‬‬


‫يرل كباتنا العرب القدماء أ ٌف الرتبة الب ٌد من ً‬
‫االلتزاـ فيها بقواعد كأ ٌف ىناؾ أصوال للجمل‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ً‬
‫فاالظبيٌة منها يتق ٌدـ فيها اؼببتدأ على خبه‪ ،‬كالفعليٌة يتق ٌدـ فيها الفعل على مرفوعو‪ ،‬كلكن قد‬
‫تؤصل لو بشركط ؿبكومة‪.‬‬
‫يصح كهبب‪ ،‬كما لو قاعدة ٌ‬ ‫زبرج اعبملتاف عن ىذا الوضع فيما ٌ‬
‫اؼبتممات الٌيت تقع بعد ىذا‬
‫ىذا ككبن نتح ٌدث عن العمد ( اؼببتدأ كاػبب‪ ،‬الفعل كالفاعل)‪ٌ ،‬أما ٌ‬
‫الكبلـ– أصبل – فلنا فيها حديث‪.‬‬

‫‪ . 1‬مغين اللٌبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.376‬‬


‫‪ . 2‬مغين اللٌبيب‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.369‬‬
‫‪ . 3‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪ . 4‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.372‬‬
‫‪104‬‬
‫اؼبتممات دبا ٌأّنا زكائد على اؼبسند كاؼبسند إليو‬
‫غوم أ ٌف ٌ‬
‫اؼبنطقي كالعقبلينٌ كالعرؼ اللٌ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫إنٌو ؼبن‬
‫متأخرة سواء من حيث تركيبها يف ال ٌذىن (البنية العميقة) أك من حيث إخراجها إىل الواقع‬
‫فهي ٌ‬
‫السطحيٌة)‪ ،‬لذا فهي –يف األصل– يرتبتها بعد رتبة اإلسناد يف ح ٌد ذاتو‬
‫لغوم (البنية ٌ‬
‫كمنطوؽ ٌ‬
‫متأخرة يف األصل‪ ،‬كلكنها‬ ‫ً‬
‫اؼبتممات–كلٌها ذات رتبة ٌ‬ ‫اؼبكوف من اؼبسند كاؼبسند إليو‪ ،‬فهي إذ ٍف – ٌ‬
‫ٌ‬
‫تتأخر يف بعض الرتاكيب العربية كجوبا عن الفعل‪ ،‬ىذا اإلجراء البنائي‬
‫يف البنية السطحية "قد ٌ‬
‫على أيٌة حاؿ يتطلٌب رتبة ـبتلفة عن الرتبة األساسية (ـ‪-‬ـ إ‪-‬ؼ)‪ ،‬كىكذا فإ ٌف رتبة الكلمات‬
‫(ـ‪-‬ـ إ‪-‬ؼ) يف بعض الرتاكيب ستخرؽ كبوية الرتكيب األساسي‪ ،‬كبدال من ذلك فإ ٌف رتبة‬
‫‪1‬‬
‫أم حاؿ كما يقوؿ مازف الوعر‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫كعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الكلمات يف الرتكيب هبب أف تكوف (ـ‪ -‬ؼ‪ -‬ـ إ)"‬
‫"أ ٌف الركن اللغوم ؼ (اًسم – موضوع) يبكن أف يتق ٌدـ"‪ ،2‬كىذا يكوف عند ً‬
‫االستعانة خباصية‬
‫التقدمي كالتأخًن‪.‬‬

‫اؼبتممات‪ ،‬إذ "باإلضافة إىل تغًنات الرتبة اليت ربدث قبل الفعل‪...‬‬
‫كيطاؿ التقدمي كالتأخًن ٌ‬
‫كتغًن ؿبليا رتب الفضبلت"‪ ،3‬كمن اؼبتممات ما يقبل التقدمي‬ ‫ىناؾ تغًنات ربدث بعد الفعل ٌ‬
‫سراج‪" :‬األشياء الٌيت هبوز تقديبها ثبلثة عشر سنذكرىا ك ٌأما‬ ‫بن‬‫كالتأخًن كمنها ما ال يقبل يقوؿ اً‬
‫ٌ‬
‫متصرؼ أك كاف خب اؼببتدإ سول ما اًستثنيناه"‪ ،4‬كيقوؿ‬ ‫فكل ما عمل فيو فعل ٌ‬ ‫ما هبوز تقديبو ٌ‬
‫الصلة على اؼبوصوؿ كاؼبضمر على الظٌاىر يف اللٌفظ كاؼبعىن إالٌ ما جاء‬
‫يف الٌيت ال هبوز تقديبها‪ٌ " :‬‬
‫االسم حكمها حكم‬ ‫على شريطة التٌفسًن كالصفة كما اًتٌصل هبا على اؼبوصوؼ‪ ،‬كصبيع توابع ً‬
‫ٌ‬
‫الصفة كاؼبضاؼ إليو كما اًتصل بو على اؼبضاؼ‪ ،‬كما عمل فيو حرؼ أك اًتٌصل بو حرؼ زائد‪...‬‬ ‫ٌ‬
‫كما عمل فيو معىن الفعل فبل يق ٌدـ اؼبنصوب عليو كال يق ٌدـ التٌمييز‪ ...‬كما بعد إالٌ كحركؼ‬

‫‪ . 1‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬دار طبلس دمشق ‪0987‬ـ‪ ،‬ص‪.029،009‬‬
‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.079‬‬
‫‪ . 3‬اللسانيات كاللغة العربية‪ ،‬الفاسي الفهرم‪ ،‬دار توبقاؿ الدار البيضاء ‪0985‬ـ‪ ،‬ص‪.023‬‬
‫سراج‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.222‬‬ ‫ً‬
‫‪ .‬األصوؿ‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪4‬‬

‫‪105‬‬
‫يفرؽ بٌن الفعل العامل كاؼبعموؿ فيو شيء مل يعمل فيو‬ ‫ً‬
‫االستثناء ال تعمل فيما قبلها‪ ...‬كال ٌ‬
‫الصفة على اؼبوصوؼ كال البدؿ على اؼببدؿ منو"‪،2‬‬
‫ٌ ٌ‬ ‫ـ‬‫د‬ ‫تتق‬ ‫"ال‬ ‫‪:‬‬‫آخر‬ ‫موضع‬ ‫يف‬ ‫يقوؿ‬‫ك‬ ‫‪،‬‬‫‪1‬‬
‫الفعل"‬
‫اؼبتممات كما ال يبكن‬
‫متصرؼ من ٌ‬
‫كل ما يعمل فيو فعل ٌ‬
‫فما يبكن فيو التٌقدمي كالتٌأخًن إذ ٍف ىو ٌ‬
‫عما‬
‫تقديبو كتأخًنه التٌوابع كاؼبضاؼ إليو كاؼبستثىن كالبدؿ‪،‬لذلك فهناؾ ش ٌقاف لل ٌدراسة؛ اغبديث ٌ‬
‫كاف قاببل لفكرة التٌقدمي كالتٌأخًن منها َثٌ العودة إىل ما ال يقبل ذلك كليس فيو طويل حديث‪،‬‬
‫كيرل احملدثوف أ ٌف "عملية تقدمي الركن اللغوم يف الرتكيب العريب توليديا أك ربويليا يبكن أف توافق‬
‫األركاف اللغوية يف الرتاكيب العاؼبية طبقا للقواعد الوليدية كالتحويلية اؼبفرتضة يف نظرية‬
‫‪3‬‬
‫مهمة يف الرتكيب اللغوم العريب كؽبا فبيزات‬
‫ٌ‬ ‫عملية‬ ‫التأخًن‬
‫ك‬ ‫التقدمي‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫يعين‬ ‫كىذا‬ ‫‪،‬‬ ‫تشومسكي"‬
‫خاصة حّت يقاؿ بأّنا يبكن أف توافق األركاف اللغوية يف الرتاكيب العاؼبية‪ ،‬كيسميها احملدثوف‬
‫بالزحلقة أك اػبفق‪ 4‬أك بالرتبة حيث يقوؿ "عبد اغبميد مصطفى السيٌد"‪" :‬قضية الرتبة مسألة‬
‫مركزية يف اعبملة العربية‪ ،‬كقد أفاد التحويلٌن مقوالت النحاة يف ىذه القضية"‪ ،5‬فالدراسات‬
‫ألّنا تعمل على‬
‫فبهدا للدراسات اغبديثة‪ ،‬كىي عملية مهمة ٌ‬
‫القديبة للتقدمي كالتأخًن كانت مهدا ٌ‬
‫توليد صبل جديدة ؽبذا تأخذ اًىتماـ التحويليٌن‪.‬‬

‫اؼبتممات يف األصل‪ ،‬ما ىي اؼبواضع الٌيت تتق ٌدـ فيها‬


‫أخر رتبة ٌ‬
‫يهمنا ىهنا بعد القوؿ بت ٌ‬
‫كما ٌ‬
‫اؼبتممات كما أثر ذلك يف اؼبعىن ؟‬
‫ٌ‬
‫كللمسألة أمراف‪:‬‬

‫‪ .1‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.223،222‬‬


‫سراج ‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.225‬‬ ‫ً‬
‫‪ .‬األصوؿ‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪2‬‬

‫‪ .3‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.225‬‬


‫‪ . 4‬دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬عبد اغبميد مصطفى السيد‪،‬ص‪.88‬‬
‫‪. 5‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.092‬‬
‫‪106‬‬
‫أ‪ /‬ما يتعلق بضركرات كبوية‪:‬‬

‫* تقديم المفعول به‪:‬‬

‫قد قبد " الف(اًسم –ـ‪.‬بو) مقدمة على يسار الفعل‪ ...‬كقبد الف(اًسم –ـ‪.‬بو) مقدمة على‬
‫يبٌن الفعل"‪ ،‬كاؼبخطط اآليت يوضح اغبركة التحويلية للمفعوؿ بو يف تقدمو يف اًحتمالٌن‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ضرب زيد أخاه‬

‫أخاه ضرب زيد‪.‬‬ ‫ضرب أخاه زيد‬

‫إس‬ ‫إس‬

‫ـإ‬ ‫ـ‬ ‫ؼ‬ ‫ـإ‬ ‫ؼ‬ ‫ـ‬

‫كما يرل مازف الوعر أ ٌف "تسويغ مثل ىذه اغبركة التحويلية ىو ا ٌف األركاف اللغوية قد‬
‫اًحتفضت بأدكارىا ككظائفها الداللية كحركاهتا اإلعرابية‪ ،‬كىكذا فعندما تنتقل ىذه األركاف اللغوية‬
‫فغنٌها ستحمل معها الصفات الداللية (األدكار الداللية) كالصفات النحوية (اغبركات اإلعرابية"‪،2‬‬
‫كىذا ما اًصطلح عليو النحاة العرب القدماء جبواز تقدمي اؼبفعوؿ بو على الفعل كعلى الفاعل معا‬
‫ؿب ٌددين اؼبسوغات اليت ذكرىا اؼبؤلف‪.‬‬

‫كيتق ٌدـ اؼبفعوؿ بو على الفعل كجوبا يف مواضع ىي‪:‬‬


‫الشرط‪ً ،‬‬
‫االستفهاـ‪.‬‬ ‫ً‬
‫الصدارة كأظباء ٌ‬
‫‪ /0‬إذا كاف اؼبفعوؿ بو اظبامن أظباء ٌ‬

‫‪. 1‬يراجع‪ :‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.097،096‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.097‬‬
‫‪107‬‬
‫‪1‬‬
‫"أما" اؼبقركف بفاء اعبزاء قاؿ تعاىل‪":‬ك ٌأما اليتيم فبل تقهر"‪.‬‬
‫‪ /2‬إذا كاف منصوبا جبواب ٌ‬
‫تأخىره عن عاملو اًتٌصاليو بو كضياع الغرض‬
‫‪ /3‬أ ٍف يكوف اؼبفعوؿ بو ضمًنا منفصبل يوجب ٌ‬
‫الببلغي من تقديبو كبو‪":‬إيٌاؾ نعبد ك إيٌاؾ نستعٌن"‪.2‬‬
‫ٌ‬
‫يف حٌن يبتنع تق ٌدـ اؼبفعوؿ بو على الفعل حٌن ىبرج عن تلك اؼبسوغات يف اؼبواضع اآلتية‪ :‬أ‪/‬‬
‫تعجب‪.‬‬
‫"إذا كاف اؼبفعوؿ بو ؿبصورا لفعل ٌ‬
‫السعادة أك إٌمبا كبو‪:‬‬
‫ب‪ /‬إذا كاف ؿبصورا بػ إالٌ مسبوقة بنفي كبو‪ :‬ال يريد اؼبرء إالٌ ٌ‬
‫السعادة‪.‬‬
‫إٌمبا يطلب اؼبرء ٌ‬
‫مؤكال من أ ٌف كمعموليها كبو‪ :‬عرفت أ ٌف العلم خًن طريق ‪.‬‬
‫ج‪ /‬إذا كاف مصدرا ٌ‬
‫كي النٌاصبٌن للفعل كبو‪ :‬هبب أ ٍف سبضغ‬
‫د‪ /‬إذا كاف كاقعا يف صلة أحد اغبرفٌن أ ٍف ك ٍ‬
‫كي تريح معدتك"‪.3‬‬
‫الطٌعاـ جيٌدا ٍ‬
‫لن كلكن هبوز تقدمي اؼبفعوؿ بو على لن مثل‪ :‬شيئا‬
‫ق‪ /‬إذاكاف اؼبفعوؿ بو لفعل منصوب ب ٍ‬
‫الشٌر‪.‬‬
‫لن تناؿ من ٌ‬
‫ٍ‬
‫ك‪ /‬إذا كاف لفعل ؾبزكـ بػ ملٍ أك ؼبا أك الـ األمر أك ال النٌاىية‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ز‪ /‬إذا كاف تقديبو سيوقع لبسا بعدـ ظهور اغبركة اإلعرابيٌة كبو‪ :‬أعاف موسى عيسى‪.‬‬

‫‪ . 1‬سورة الضحى‪ .‬اآلية‪.99‬‬


‫‪ . 2‬سورة الفاربة‪ .‬اآلية‪.95‬‬
‫‪ .3‬يراجع‪ :‬كبو اللٌغة العربيٌة‪ ،‬أسعد النٌادرم‪ ،‬ص‪.609‬‬
‫‪108‬‬
‫كل من الفاعل كاؼبفعوؿ بو ضمًنين متٌصلٌن كال حصر يف أحدنبا‬
‫ح‪ /‬إذا كاف ٌ‬
‫مثل‪:‬أقبزتو‪.‬‬

‫فأما يف اًمتناع تق ٌدمو إذا كاف‬ ‫ً‬


‫لعل لؤلمر تفسًنا يف امتناع تق ٌدـ اؼبفعوؿ بو يف ىذه اغباالت ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫اؼبهم يف‬
‫السماءى؟ ٌ‬ ‫أصبل ٌ‬
‫لسماء فقاؿ‪ :‬ما ى‬‫تعجب رجل من صباؿ ا ٌ‬
‫تعجب فقولنا مثبل‪ٌ :‬‬
‫لفعل ٌ‬
‫فتأخر اؼبفعوؿ بو يف‬
‫اعبملة صباؿ السماء كليس السماء‪ ،‬فلذلك سبق القوؿ جبماؽبا عليها‪ٌ ،‬‬
‫فتم تقدمي ما يف النٌفس من مقصد (كىو فعل‬
‫اؼبتعجب من صباؽبا‪ٌ ،‬‬
‫عجب إليضاح ما يف نفسيٌة ٌ‬
‫التٌ ٌ‬
‫(السماء)‪.‬‬
‫عجب منو ٌ‬
‫التعجب (ما أصبل) على ما تٌ التٌ ٌ‬
‫ٌ‬
‫السعادة " لسبب‬
‫تأخر اؼبفعوؿ بو " ٌ‬
‫السعادة‪ ،‬فإ ٌف ٌ‬
‫ك ٌأما اؼبوضع الثٌاين فقولنا‪ :‬ال يريد اؼبرء إالٌ ٌ‬
‫الشخص نبٌو‬
‫اؼبهم ىهنا ىو توضيح أ ٌف ىذا ٌ‬
‫كبوم كىو أنٌو جاء ؿبصورا بإالٌ مسبوقا بنفي‪ ،‬إ ٌف ٌ‬
‫ٌ‬
‫السعادة‪ ،‬فهي ؿبور اؼبوضوع كإرادتو كلٌها ؿبصورة فيها مقصورة عليها كاغبصر ىهنا‬
‫الوحيد ىو ٌ‬
‫تأخرىا يف اؼبوقع‬
‫جرت يف ٌ‬
‫أخر‪ ،‬كدبا ٌأّنا اغباصرة فقد ٌ‬
‫يشرتط فيو أداة النفي "ما" كإالٌ الواجبة التٌ ٌ‬
‫"السعادة" ىو األكثر إشعاعيٌة يف ال ٌذىن‪ ،‬كيوجد سبب داليلٌ‬
‫بالرغم من كوف معىن ٌ‬ ‫اؼبفعوؿ معها ٌ‬
‫يتأخر ؟‬
‫حرؾ فهو مقيٌد فكيف بو أف يتق ٌدـ أك أف ٌ‬ ‫فما كاف ؿبصورا ال يبكنو يف األصل التٌ ٌ‬
‫مؤكال من أ ٌف كمعموليها فقولنا‪ :‬علمت أ ٌف فبلنا نازؿ‬ ‫ٌأما اؼبوضع اؼبوايل‪ :‬إذا كاف مصدرا ٌ‬
‫عندنا‪ ،‬التٌأكيل فيها‪ :‬عرفت نزكؿ فبلف عندنا‪ ،‬ما يعين أنٌو ال يبكننا أ ٍف نقوؿ‪ :‬أ ٌف فبلنا نازؿ‬
‫عندنا عرفت كىذا لسببٌن‪:‬‬

‫‪ -0‬فساد اؼبعىن ك ذىاب مائو‪.‬‬

‫الرجل عندنا كليس معرفتنا بذلك‪.‬‬


‫السامع أ ٌف اؼبراد باعبملة‪ :‬ىو تأكيد نزكؿ ٌ‬
‫توىم ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬

‫‪109‬‬
‫كعن اؼبوضع الذم يليو‪ :‬إذا كاف اؼبفعوؿ لفعل ؾبزكـ بلم أك ؼبا أك الـ األمر أك ال النٌاىية‬
‫ٌ‬
‫السبب يف تأخًن اؼبفعوؿ بو ىهنا ىو اؼبعاين‬‫مثل‪ :‬ال هتدر الوقت‪ ،‬مل أرتكب اغبماقة‪ ،‬قد يكوف ٌ‬
‫اؼبعنوم يف الفعل بارز كيؤثٌر الفعل‬
‫ٌ‬ ‫تؤديها ىذه األساليب فلم للجزـ كالقلب كالنٌفي فأثرىا‬
‫الٌيت ٌ‬
‫اؼبهم فيها النٌهي عن‬
‫مهما يف اعبملة الوقت كإٌمبا ٌ‬‫بدكره يف اؼبفعوؿ لعبلقتو الوطيدة بو‪ ،‬فليس ٌ‬
‫اؼبهم اإلببلغ أنٌو ليس مرتكبها‪.‬‬
‫هتم اغبماقة يف اعبملة الثٌانية كإٌمبا ٌ‬
‫إىداره‪ ،‬كما ال ٌ‬
‫ألكؿ كىلة سيبدك‬
‫مت خاليت ٌأمي‪ٌ ،‬‬
‫اػباص باغبركة اإلعرابيٌة فمثاؿ ذلك قولنا‪ :‬كلٌ ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ٌأما اؼبوضع‬
‫الرتتيب أ ٍف تكوف‬
‫للفكر أ ٌف الٌيت كلٌمت األخرل ىي اػبالة‪ ،‬كسينفي العقل اؼبعتمد على اؼبنطق ك ٌ‬
‫كات(خاليت‪،‬أمي) ما يعين أ ٌف‬
‫ٌ‬ ‫الرتكيب الٌذم فرضتو اغبر‬
‫األـ ىي الٌيت كلٌمت اػبالة نظرا لطبيعة ٌ‬
‫ٌ‬
‫الرتكيب كبالتٌايل يف اؼبعىن‪.‬‬
‫متدخلة يف ٌ‬
‫اغبركات اإلعرابيٌة عوامل مساعدة أيضا ك ٌ‬
‫*تقديم التمييز‪:‬‬

‫متصرفا فيقوؿ اًبن األنبارم‪" :‬اًختلف‬


‫ٌأما فيما يتعلٌق بتقدمي التٌمييز إذا كاف العامل فعبل ٌ‬
‫متصرفا كبو‪" :‬تصبٌب زيد عرقا كتف ٌقأ‬
‫الكوفيٌوف يف جواز تقدمي التٌمييز إذا كاف العامل فيو فعبل ٌ‬
‫الكبش شحما "‪ ،‬فذىب بعضػهم إىل جوازه‪...‬كذىب أكثر البصريٌيػن إىل أنٌو ال هبوز"‪،1‬‬

‫الشاعر‪:‬‬
‫ٌأما الكوفيٌوف فقد ق ٌدموا دليبل على جواز التٌقدمي نقبل كقياسا "ف ٌأما النٌقل فقوؿ ٌ‬
‫كما كاف نفسا بالفراؽ تطيب ‪،...‬ك ٌأما القياس فؤل ٌف‬ ‫أ هتجر ليلى بالفراؽ حبيبها‬
‫اؼبتصرفة‪ ،‬أال ترل أ ٌف الفعل ؼبا‬
‫متصرؼ فجاز تقدمي معمولو عليو كسائر األفعاؿ ٌ‬
‫ىذا العامل فعل ٌ‬
‫ٌ‬
‫متصرفا كبو قولك ‪:‬ضرب زي هد عمران‪ ،‬جاز تقدمي اغباؿ على العامل فيها إذا كاف فعبل‬
‫كاف ٌ‬

‫‪ .1‬اإلنصاؼ يف مسائل اػببلؼ‪ ،‬اًبن األنبارم‪ ،‬ص‪.222 ،220‬‬


‫‪110‬‬
‫متصرفا كبو‪:‬راكبا جاء زي هد‪ ،‬كؽبذا ذىبتم إىل أنٌو هبوز تقدمي اغباؿ على العامل فيها إذا كاف الفعل‬
‫ٌ‬
‫متصرفا كبو‪:‬راكبا جاء زي هد "‪،1‬ك"اًبن األنبارم" يف ىذا آخذ دبذىب البصريٌٌن دائما‪.‬‬
‫ٌ‬
‫إ ٌف قوؿ الكوفيٌٌن جبواز تقدمي التٌمييز إذا العامل فيو فعبل متصٌرفا قوؿ صاٌف لتمييز اعبملة‬
‫فقط‪ٌ ،‬أما سبييز ال ٌذات الٌذم العامل فيو ىو اؼبميٌز –حسب رأم أغلب النحاة‪ -‬كاؼبميٌز ليس فعبل‬
‫بل ىو اً ًّ ًّ ًّ ًّ ًّ ًّ ًّ ًّسم غامض مبهم‪ ،‬فهي فكرة إ ٍف صلحت لتمييز اعبملة يف جواز التٌقدمي‪،‬‬
‫فبل يبكن أ ٍف تصلح يف سبييز ال ٌذات أل ٌف العامل ليس فعبل‪.‬‬

‫ليوضحو كيكشف غموضو كال‬ ‫اؼبنطقي تقدمي التٌمييز على فبيٌزه ألنٌو إٌمبا جاء ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كما أنٌو ليس من‬
‫الشيء إالٌ إذا سبق إىل الوجود؛ فكيف يسبق اؼبوضح الغامض؟‬ ‫وضح ٌ‬ ‫ييكشف أك يي ٌ‬
‫ي‬
‫كل‬
‫متصرفا هبوز التٌقدمي‪ ،‬ال يبكن أ ٍف تكوف ؿب ٌققة يف ٌ‬
‫باإلضافة إىل أ ٌف فكرة أنٌو إذا كاف العامل ٌ‬
‫متمم خصوصيٌتو‬
‫لكل ٌ‬
‫اؼبتممات‪ ،‬فإ ٍف جازت يف البعض فلن ذبوز يف البعض اآلخر ذلك أ ٌف ٌ‬
‫ٌ‬
‫اؼبتمم كاآلخر‪.‬‬ ‫ً‬
‫اؼبتممات نبعا كاحدا فاالختبلؼ كاضح بٌن ٌ‬
‫كل ٌ‬ ‫كتعريفو كأحكامو‪ ،‬فليست ٌ‬
‫أخر ذلك أنٌو موضح كمبٌن كمفسر إهباـ‪ ،‬فييسبىق دبا‬
‫كيف عودة إىل التٌمييز فإ ٌف األجدر فيو التٌ ٌ‬
‫تعلو فائدتو أكثر يف اإليضاح كالتٌبيٌن‪.‬‬
‫حّت ى‬‫كاف غامضا غًن كاضح كبٌن ٌ‬
‫*تقديم الحال‪:‬‬

‫ٌأما يف مسألة تقدمي اغباؿ على العامل فإ ٌف البصريٌن كالكوفيٌن ىبتلفوف حوؿ ذلك حيث‪:‬‬
‫"ذىب الكوفيوف إىل أنٌو ال هبوز تقدمي اغباؿ على الفعل العامل فيها مع ً‬
‫االسم الظٌاىر كبو‪:‬راكبا‬ ‫ٌ‬
‫جاء زيد‪ ،‬كهبوز مع اؼبضمر كبو‪ :‬راكبا جئت‪ ،‬كذىب البصريٌوف إىل أنٌو هبوز تقدمي اغباؿ على‬

‫‪ .1‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬


‫‪111‬‬
‫العامل فيها مع ً‬
‫االسم الظٌاىر كاؼبضمر"‪1‬؛ ك ٌأما دليل الكوفيٌن يف عدـ جواز تقدمي اغباؿ على‬
‫العامل فيها فؤلنٌو "يؤٌدم إىل تقدمي اؼبضمر على اؼبظهر‪ ،‬أال ترل أنٌك إذا قلت‪ :‬راكبا جاء زيد‪،‬‬
‫الضمًن على اؼبظهر ال هبوز"‪ ،2‬ك ٌأما البصريٌوف‬
‫كانفي راكبا ضمًن زيد‪ ،‬كقد تق ٌدـ عليو كتقدمي ٌ‬
‫فًنكف جواز تقدمي اغباؿ على العامل فيها "إذا كاف فعبل كبو‪ :‬راكبا جاء زيد‪ ،‬للنٌقل كالقياس‪ٌ ،‬أما‬
‫االسم‬‫النٌقل فقوؽبم يف اؼبثل‪ :‬شّت تؤكب اغبلبةي‪ ،‬فشّت حاؿ مق ٌدمة على الفعل العامل فيها مع ً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫صرفا كجب‬‫متصرؼ ‪،‬كإذا كاف العامل مت ٌ‬ ‫فدؿ على جواز‪ ،‬ك ٌأما القياس فؤل ٌف العامل فيها ٌ‬
‫الظٌاىر ٌ‬
‫متصرفا كجب أ ٍف هبوز تقدمي معمولو عليو كقوؽبم‪ :‬عمرا‬
‫متصرفا كإذا كاف عملو ٌ‬
‫أ ٍف يكوف عملو ٌ‬
‫يدؿ عليو أ ٌف اغباؿ تشبٌو باؼبفعوؿ‪ ،‬ككما هبوز تقدمي اؼبفعوؿ على الفعل‬ ‫ضرب زي هد‪ ،‬فالٌذم ٌ‬
‫فكذلك هبوز تقدمي اغباؿ عليو"‪ ،3‬كإىل مذىب البصريٌٌن قد ذىب "اًبن األنبارم"‪ ،‬كالواقع أنٌنا‬
‫إذا رب ٌدثنا عن العامل كاؼبعموؿ‪ ،‬كأ ٌف للعامل دخبل يف التٌقدمي كالتٌأخًن فإ ٌف ما يبكن أ ٍف يقاؽبو أ ٌف‬
‫الصانع (العامل)‬
‫العامل أسبق –منطقيٌا– من اؼبعموؿ فهو الٌذم صنع ما صنع باؼبعموؿ فهو ٌ‬
‫كاؼبعموؿ مصنوع‪ ،‬فلذلك فإ ٌف إقحاـ فكرة العامل ال عبلقة ؽبا بالتٌقدمي كالتٌأخًن فذلك باب آخر‬
‫كمتأخرا‪ ،‬فإذا كاف‬
‫كمعلوـ أ ٌف "مرتبة العامل التق ٌدـ‪ ،‬كإذا كاف العامل قويا أمكن أف يعمل متق ٌدما ٌ‬
‫‪4‬‬
‫اؼبتمم على العامل أك على اعبملة‬ ‫ٌ‬ ‫تقدمي‬ ‫ا‬‫مهم‬
‫ٌ‬ ‫ليس‬ ‫ف‬ ‫ذلك‬ ‫كمع‬ ‫‪،‬‬ ‫ضعيفا مل يعمل إالٌ متق ٌدما"‬
‫الضوابط الٌيت تتيح لو التٌق ٌدـ؟‬
‫اؼبتمم أصبل أـ ال؟ كما ىي ٌ‬
‫اؼبهم يف ذلك أ تق ٌدـ ٌ‬‫بأكملها‪ ،‬بل ٌ‬
‫كيف عودة إىل تعريف اغباؿ قبده توضيحا ؽبيئة صاحبو أثناء كقوع الفعل‪ ،‬ككأ ٌف الفعل كاغبالة‬
‫بالرغم من ذلك فإ ٌف الفعل قد سبق اغبالة الٌيت كاف عليها صاحبها‪ ،‬فلومل يكن‬
‫متبلزماف كلكن ٌ‬
‫عرفتنا اعبملة أ ٌف كقوع الفعل‬
‫الفعل ؼبا كانت اؽبيئة فقولنا‪ :‬جاء الطٌفل باكيا‪ٌ ،‬‬
‫من صاحب اغباؿ ي‬
‫‪ .1‬اإلنصاؼ يف مسائل اػببلؼ‪ ،‬اًبن األنبارم‪ ،‬ص‪.200،209‬‬
‫‪.2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلنصاؼ يف مسائل اػببلؼ‪ ،‬اًبن األنبارم ‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪ . 4‬إحياء النحو‪ ،‬اًبراىيم مصطفى‪ ،‬القاىرة ط‪0992/2‬ـ‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪112‬‬
‫صاحبتو ىيئة كىي البكاء‪ ،‬فكاف فعل اجمليء ككاف البكاء‪ ،‬كلكن ما كاف ليكوف بكاء ببل ؾبيء‪،‬‬
‫يتوىم بكاءن‪ ،‬أل ٌكؿ كىلة َثٌ يسمع‬
‫السامع ٌ‬
‫فاألسبق ىو اجمليء ك ٌأما قولنا ‪ :‬باكيا جاء الطٌفل‪ ،‬فإ ٌف ٌ‬
‫كأّنا حالة تبلىا فيما بعد كقوع الفعل‪ ،‬كاألحواؿ ال تصدر إالٌ عن أصحاب‬
‫دبجيء الطٌفل‪ٌ ،‬‬
‫تأخر كاف أجدر كأكثر فائدة منو إذا تق ٌدـ‪.‬‬
‫أفعاؿ‪ ،‬فقد سبق الفعل اغباؿ‪ ،‬كلذلك فإ ٌف اغباؿ إذا ٌ‬

‫ب‪ /‬من الوجهة البالغيّة‪:‬‬

‫إ ٌف حديثنا عن التٌقدمي كالتٌأخًن من الوجهة الببلغيٌة ىو حديث عن األثر يف اؼبعىن الٌذم لو‬
‫جم‬
‫أنبٌيٌة كضركرة كبل‪ ،‬كلقد أثىن "اعبرجاين" على ىذا الباب فقاؿ‪" :‬ىو باب كثًن الفوائد ٌ‬
‫يفرت لك عن بديعة كيفضي بك إىل لطيفة‪ ،‬كال تزاؿ‬
‫صرؼ بعيد الغاية‪ ،‬ال يزاؿ ٌ‬
‫احملاسن‪ ،‬كاسع التٌ ٌ‬
‫ترل شعرا يركقك مسمعو كيلطف لديك موقعو َثٌ تنظر فتجد سبب أ ٍف راقك كلطيفعندؾ أ ٍف قي ٌدـ‬
‫كح ٌوؿ اللٌفظ عن مكاف إىل مكاف"‪ ،1‬كيرل "اعبرجاين" أ ٌف ظاىرة التقدمي كالتأخًن ذات‬
‫فيو شيء ي‬
‫أنبية كفائدة جليلة يف اؼبعىن‪.‬‬

‫إ ٌف التٌقدمي كالتٌأخًن من الوجهة الببلغيٌة يكوف على كجهٌن‪" :‬تقدمي يقاؿ إنٌو على نيٌة التٌأخًن‬
‫شيء أقررتو مع التٌقدمي على حكمو الٌذم كاف عليو كيف جنسو الٌذم كاف فيو‬ ‫كذلك يف كل و‬
‫ٌ‬
‫كخب اؼببتدإ إذا ق ٌدمتو على اؼببتدإ كاؼبفعوؿ إذا ق ٌدمتو على الفاعل‪ ...‬كتقدمي ال على نيٌة‬
‫الشيء عن حكم إىل حكم‪ ،‬كذبعل لو بابا غًن بابو كإعرابا غًن إعرابو‪،‬‬ ‫التٌأخًن‪ ،‬كلكن أ ٍف تنقل ٌ‬
‫كل منهما أ ٍف يكوف مبتدأن‪ ،‬كيكوف اآلخر خبا لو‪ ،‬فتيق ٌدـ تارة‬ ‫وبتمل‬ ‫ظبٌن‬‫كذلك أ ٍف ذبيء إىل اً‬
‫ٌ‬
‫مرة‪ :‬زيد‬‫ىذا على ذاؾ كأخرل ذاؾ على ىذا‪ ،‬كمثالو ما تصنعو بزيد كاؼبنطلق‪ ،‬حيث تقوؿ ٌ‬
‫اؼبنطلق‪ ،‬على أ ٍف يكوف مرتككا على حكمو الٌذم كاف عليو مع التٌأخًن‪ ،‬فيكوف خب مبتدإ كما‬

‫‪ .1‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬اعبرجاين‪ ،‬ص‪.096‬‬


‫‪113‬‬
‫تؤخرزيدان على أ ٍف يكوف مبتدأ‬
‫كاف بل على أ ٍف تنقلو عن كونو خبا إىل كونو مبتدأ ككذلك ملٍ ٌ‬
‫‪1‬‬
‫كل ذلك يق ٌدـ‬
‫ٌ‬ ‫يف‬ ‫جاين"‬‫اعبر‬‫ف‬‫"‬ ‫‪،‬‬ ‫كما كاف بل على أ ٍف زبرجو عن كونو مبتدأ إىل كونو خبا"‬
‫الزاكية الٌيت ينظر منها كىي الببلغة‪ ،‬كما يرل أ ٌف اؽبدؼ‬
‫اؼبعىن كيعزؼ على ىذا الوتر نظرا إىل ٌ‬
‫االىتماـ حيث يقوؿ‪" :‬كاًعلم أنٌا مل قبدىم اًعتمدكا فيو‬
‫كالغاية من التٌقدمي كالتٌأخًن ىي العناية ك ً‬
‫كأّنم إٌمبا‬ ‫‪2‬‬
‫االىتماـ" ‪ ،‬كقد سبق إىل ذلك "سيبويو" قائبل‪ٌ ":‬‬‫شيئا هبرم ؾبرل األصل غًن العناية ك ً‬
‫‪3‬‬
‫منوىا إىل األنبية بلفظ "أىم" كإىل العناية بلفظ‬ ‫أهمكىم ببيانو أعنى" ٌ‬
‫‪،‬‬ ‫يق ٌدموف الٌذم بيانو ّ‬
‫ىتم العقل بشيئ إالٌ اًعتىن بو‪ ،‬كما‬ ‫ٌ‬
‫االىتماـ مقصود بالعقل كموٌكل بو كما اً‬ ‫"أعىن"‪ ،‬كال ىبفى ف ً‬
‫العقل كال ٌذىن يوليو أنبية‪ ،‬فسيبويو يرٌكز نظره يف زاكيتٌن النٌحويٌة كالببلغيٌة أل ٌف‬
‫أ ٌف ما يشغل ى‬
‫مؤدل كطريق إىل األخرل ككذلك اػبليل‪.‬‬
‫إحدانبا ٌ‬
‫إ ٌف القوؿ بالعناية ك ً‬
‫االىتماـ ىو قوؿ بالغرض الٌذم يقصد إليو اؼبتكلٌم‪.‬‬

‫‪ِ-‬‬
‫االشتغال باب من التّقديم و التّأخير‪:‬‬
‫يف ً‬
‫االشتغاؿ‪ :‬يكوف الفعل "مشغوال جدا بالعمل على الضمًن العائد اؼبتصل بو‪ ،‬حبيث ال‬
‫يستطيع أف يعمل على اؿ ؼ(اًسم – ـ بو) اؼبتقدمة"‪،4‬كىو باب من األبواب اللغوية اؽبامة‬
‫يقوؿ "بوقرة نعماف"‪":‬إ ٌف دراسة عبلقة اؼبونيمات فيما بينها كحدىا ال تكفي لتحديد كظيفتها بل‬
‫يؤدم إىل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫معٌن‪ ،‬فاختبلؼ اؼبوقع ٌ‬ ‫هبب معرفة موقعها كانتظامها داخل تركيب كفق ترتيب ٌ‬
‫أم‬ ‫ة‬‫كيبي‬
‫الرت‬ ‫الوظيفة‬ ‫ختبلؼ‬‫اًختبلؼ كظيفتها الرتكيبية "‪ ،5‬كالقوؿ باًختبلؼ اؼبوقع يؤدم إىل اً‬
‫ٌ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ٌ‬

‫‪ .1‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.097،096‬‬


‫‪ .2‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬اعبرجاين‪ ،‬ص‪.097‬‬
‫‪ .3‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.34‬‬
‫‪ . 4‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.030‬‬
‫‪5‬‬
‫بوقرة نعماف‪ ،‬منشورات جامعة باجي ـبتار عنٌابة ‪2996‬ـ‪ ،‬ص‪.007‬‬
‫‪ .‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللٌسانيٌة اؼبعاصرة‪ٌ ،‬‬
‫‪114‬‬
‫اإلعراب كذلك ال يصلح يف صبيع اؼبتممات‪ ،‬كلعلٌو صحيح يف باب ً‬
‫االشتغاؿ حيث يكوف مع‬ ‫ٌ‬
‫يهم ىهنا ما كاف مفعوال ألنٌو‬
‫يتغًن فيو اإلعراب‪ ،‬كالٌذم ٌ‬
‫باب تقدمي ال على نيٌة التٌأخًن الٌذم ٌ‬
‫أم‬ ‫و‬
‫تغًن اإلعراب من مفعوؿ إىل مبتدإ ٍ‬
‫متمم مثل‪ :‬ضربت زيدا‪ ،‬فأصبح مبتدأن‪ :‬زي هد ضربت‪ ،‬فقد ٌ‬‫ٌ‬
‫غًن‬
‫متممي إىل تركيب إسنادم‪ ،‬كىذا التٌ ٌ‬
‫الرتكيب من تركيب ٌ‬ ‫تغًن ٌ‬
‫متمم إىل عمدة‪ ،‬كبالتٌايل ٌ‬
‫من ٌ‬
‫األكؿ تركيب غًن أساسي كالثٌاين‬
‫من تركيب إىل آخر ىبتلف فيو األكؿ عن الثاين سباما‪،‬حيث ٌ‬
‫غًن من‬ ‫الرتبة فحسب بل ٌ‬
‫يغًن من ٌ‬‫أساسي إٌمبا صنعو اؼبعىن كفرضو اؼبتكلٌم‪ ،‬فهذا الباب مل ٌ‬
‫الرتكيب ىو اآلخر‪ ،‬فهناؾ ثبلث خطوات يف ىذا الباب‪:‬‬
‫الوظيفة أيضا كمن نوع ٌ‬

‫تغيّر الوظيفة‪.‬‬ ‫الٌذم ٌأدل إىل‬ ‫تغيّر نوع التّركيب‬ ‫ٌأدل إىل‬ ‫الرتبة‬
‫تغيّر ّ‬
‫لذا يبكننا القوؿ أ ٌف ً‬
‫االشتغاؿ يف ح ٌد ذاتو "معىن" كغرض كطريقة للتٌقدمي كالتٌأخًن‪ ،‬كقد دعا‬
‫االشتغاؿ ضركرية لفهم بنية‬ ‫االشتغاؿ اًعتقادا منو‪" :‬أ ٌف معطيات ً‬
‫االىتماـ بباب ً‬
‫"الفهرم" إىل ً‬
‫اللغة العربية‪ ،‬كما ٌأّنا ضركرية ؼبعرفة خصائص كل من ً‬
‫االبتداء كالتقدمي"‪ ،1‬كىذا ما قد هبعلنا‬ ‫ٌ‬
‫نقوؿ بعبلقة ً‬
‫االشتغاؿ بالتقدمي كالتأخًن اؽبامة يف التأثًن على كظيفة الكلمة بتغيًن إعراهبا‪.‬‬

‫‪ -6‬أثــر الرّتبة ‪:‬‬

‫لرتبة أثران‪:‬‬
‫لّ‬
‫‪ /0‬أثر يعود على اؼبعىن فيكوف ذلك ببلغيٌا‪ ،‬فحٌن تقدمي اؼبفعوؿ بو سيبقى مفعوال بو‪ ،‬لكن‬
‫السابقة فقولنا "نعبد إيٌاؾ" ذبعل من‬
‫تكوف لو قيمة دالليٌة جديدة ـبتلفة عن القيمة ال ٌدالليٌة ٌ‬
‫كدا‬
‫أم معبود ‪:‬مشسا أك قمرا أك ٌ‬
‫عاما‪ ،‬فقد يكوف اؼبعبود ىهنا ٌ‬ ‫اؼبفعوؿ بو "إياؾ" مفعوال بو ٌ‬
‫كمتفردا كىو‬
‫خاصا منفردا ٌ‬
‫لكن تقديبو كقولنىا "إيٌاؾ نعبد" هبعل منو مفعوال ٌ‬
‫أكسواعا أك غًن ذلك ك ٌ‬

‫‪ . 1‬اللسانيات كاللغة العربية‪ ،‬الفاسي الفهرم‪ ،‬ص‪.009‬‬


‫‪115‬‬
‫تغًنت كىذا ٌأكؿ‬
‫لكن القيمة ال ٌدالليٌة ٌ‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬فالقيمة النٌحويٌة (اإلعراب) بقيت على حاؽبا‪ ،‬ك ٌ‬
‫الرتبة كىو األثر ال ّداللي‪ ،‬نعم إ ٌف"أيٌة حركة ربويلية يف بعض الرتاكيب العربية تستطيع أف‬
‫ذبره ٌ‬
‫أثر ٌ‬
‫تغًن البنية الداللية للرتكيب‬
‫تغًن معىن الرتكيب‪...‬كىذا يعين أ ٌف القاعدة التحويلية يبكن أف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أك طاقات تعبًنية‬ ‫العريب"‪ ،1‬كلذا يع ٌد "التقدمي مظهرا من مظاىر كثًنة سبثٌل قدرات إبانة‬
‫اللقن إدارة حيٌة ككاعية‪ ،‬فيسخرىا تسخًنا منضبطا للبوح بأفكاره كألواف أحاسيسو‬ ‫يديرىا اؼبتكلٌم ً‬

‫أم‬
‫كـبتلف خواطره‪ ،‬كمواقع الكلمات من اعبملة عظيمة اؼبركنة‪ ،‬كما ىي شديدة اغبساسية‪ ،‬ك ٌ‬
‫اغبس كظبلؿ النفس"‪ ،2‬إذ ربتاج‬
‫تغيًن فيها وبدث تغيًنات جوىرية يف تشكيل اؼبعاين كألواف ٌ‬
‫كل ذلك منشأ‬‫ىذه العملية إىل اعبودة كاػببة كحسن التصرؼ كالتبلعب اؼبميٌز دبواقع الكلم‪ ،‬ك ٌ‬
‫كجوده اعبانب النفسي‪ ،‬حيث اعبانب النفسي يدخل يف ىذه العملية كيثريها‪.‬‬

‫أك‬ ‫تغًن اإلعراب‬


‫تغًنىا كبًنا كمؤثٌرا يف ٌ‬
‫الرتبة ك ٌ‬
‫تغًن اإلعراب كال يكوف أثر ٌ‬
‫‪ /2‬األثر الثاين‪ٌ :‬‬
‫تغًن‬ ‫ً‬
‫تغًن رتبة ٌأدل إىل ٌ‬
‫القيمة النٌحويٌة إالٌ يف باب االشتغاؿ‪ ،‬كيف ىذه اغبالة تولد ثبلثة آثار‪ٌ :‬‬
‫تغًن الوظيفة‪ ،‬فهناؾ إذف ثبلث قيم‪ :‬قيمة كبويٌة‪ ،‬كقيمة دالليٌة كقيمة‬
‫الرتكيب الذم ٌأدل إىل ٌ‬
‫كظيفية‪.‬‬

‫كيبكن القوؿ "أ ٌف اؼبفاىيم النحوية الرتكيبية قد تغًنت لصاٌف اؼبفاىيم الداللية اعبديدة"‪ ،3‬ىذا‬
‫كلٌو هبعلنا نقوؿ إ ٌف المعنى ىو الٌذم وب ٌدد موقعيٌة الكلمة‪ ،‬كبالتٌايل رتبتها َثٌ كظيفتها يف ٌ‬
‫الرتكيب‬
‫اللٌغوم‪ ،‬حيث يشرتط يف ذلك الصحة النحوية كالداللية إ ٍذ "إ ٌف حركة اؿ(ـ إ) (اًسم‪-‬فاعل) إىل‬
‫كضعو اؼبتوقع ‪ ...‬سينتج تركيبا كبويا صحيحا‪ ،‬كلكن برتكيب داليل ـبتلف"‪ ،4‬أم أ ٌف اؼبعىن قد‬

‫‪ . 1‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.008‬‬


‫‪ . 2‬دالالت الرتكيب دراسات ببلغية‪ ،‬ؿبمد أبو موسى‪ ،‬مكتبة كىبة القاىرة ط‪0987/2‬ـ‪ ،‬ص‪.079‬‬
‫‪ . 3‬كبو نظرية لسانية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪. 4‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.020‬‬
‫‪116‬‬
‫تغًن اؼبعىن"‪،1‬‬
‫يبس ىذا باعبانب النحوم‪ ،‬فالقواعد "التحويلية يبكن ؽبا أف ٌ‬
‫يتغًن كىبتلف دكف أف ٌ‬
‫ٌ‬
‫"أىم ركن لغوم يف الرتكيب األساسي ىو ذلك‬
‫"ديك ك"تشومسكي" أ ٌف ٌ‬
‫كيرل كل من العاؼبٌن ٌ‬
‫الركن اؼبق ٌدـ على غًنه من بقيٌة األركاف"‪ ،2‬ذلك أ ٌف ىذه العملية تولٌد صببل جديدة كدالالت‬
‫جديدة‪" ،‬فالتقدمي كالتأخًن ال يأتياف فقط ً‬
‫لبلىتماـ أك العناية كما سبق أف أثر عن العلماء‪ ،‬كإٌمبا‬
‫يأتياف لتحرير اؼبعىن كضبط الداللة"‪ ،3‬ك ىذا ما أشار إليو اعبرجاين من أنٌو "قد كقع يف ظنوف‬
‫أىم‪ ...‬كلتخيٌلهم ذلك قد صغر أمر التقدمي‬
‫الناس أنٌو يكفي أف يقاؿ‪ :‬إنٌو ق ٌدـ للعنايةكأل ٌف ذكره ٌ‬
‫كالتأخًن يف نفوسهم"‪ ،4‬فإٌمبا التقدمي "ميزاف توزف بو الكلمات كللتأخًن مزايا فنية يبلحظها الذىن‬
‫كل كلمة كما ؽبا من ميزات كخصائص يف الرتكيب"‪ ،5‬حيث "بناء العبارة بناء خواطر‬
‫يف معىن ٌ‬
‫كمشاعر قبل أف يكوف ىندسة ألفاظ كتصميم قوالب‪ ...‬كلو كانت مواقع الكلمات غًن قابلة‬
‫ربس أنبل ما تشعر بو النفس اإلنسانية‪،‬‬
‫للتغيًن لكاف ذلك عيٌا يف اللغة‪ ،‬كعجزا قاىرا يف اللساف‪ٌ ،‬‬
‫حس دقيق‬
‫ىذا ما يوحي بأ ٌف اللغة ليست ذات جانب مادم فقط بل ؽبا أبعادىا النفسية‪ ،‬من ٌ‬
‫ؾبرد نقل‬ ‫األمر‬ ‫فليس‬ ‫‪،‬‬‫أكثر‬ ‫الذىن‬ ‫على‬ ‫تعتمد‬ ‫الظاىرة‬ ‫ىذه‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫يعين‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬‫‪6‬‬
‫ة"‬‫خفي‬ ‫ختبلجة‬‫كاً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فيتحوؿ إىل عمل مادم‪ ،‬كمعلوـ أ ٌف للذىن نصيبو األكب يف ذلك‪.‬‬
‫كربريك للكلمات ٌ‬
‫بالش ٌق الثٌاين فهناؾ "بعض الرتاكيب اللغوية اليت ال ربتاج أبدا إىل حركة‬
‫ٌأما فيما يتعلٌق ٌ‬
‫ربويلية"‪ ،7‬تلك اليت ال تقبل فكرة التٌقدمي كالتٌأخًن فنجد‪ :‬البدؿ على اؼببدؿ منو كالنٌعت على‬
‫لعل‬
‫اؼبنعوت كالتٌوكيد على مؤٌكده كاؼبضاؼ إليو على مضافو كاؼبعطوؼ على اؼبعطوؼ عليو‪ ،‬ك ٌ‬
‫‪ . 1‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫‪.3‬الرتاكيب النحوية من الوجهة الببلغية عند عبد القاىر اعبرجاين‪ ،‬عبد الفتاح الشٌن‪ ،‬دار اؼبريخ السعودية ص‪.043‬‬
‫‪ .4‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬اعبرجاين‪ ،‬ص‪.098‬‬
‫‪.5‬الرتاكيب النحوية من الوجهة الببلغية عند عبد القاىر اعبرجاين‪ ،‬عبد الفتاح الشٌن‪ ،‬ص‪.048‬‬
‫‪ . 6‬دالالت الرتكيب‪ ،‬ؿبمد أبو موسى‪ ،‬ص‪.070‬‬
‫‪ . 7‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.059‬‬
‫‪117‬‬
‫يتوجب تق ٌدمو‬ ‫ذم‬‫ٌ‬‫ل‬‫ا‬ ‫دبتبوعو‬ ‫تباطو‬
‫ر‬ ‫ذلك كلٌو حبكم التبعية الٌيت تعين أ ٌف التابع ال سبيل لو إالٌ اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ٌ‬
‫عليو ال ؿبالة‪.‬‬

‫إ ٌف أصل الرتبة "يف العربية من مبط (ؼ فامف)"‪،1‬كما يبكن مبلحظتو بشأف التقدمي كالتأخًن‬
‫أنٌو عندما يت ٌم تقدمي اؼبفعوؿ بو على الفعل كالفاعل يف اعبملة الفعليٌة ذات النٌمط‬
‫(ؼ‪+‬فا‪+‬ـ‪.‬بو)‪ ،‬ىل تصبح اعبملة يف ىذه اغبالة اًظبيٌة باًعتبار تقدمي اؼبفعوؿ بو ألنٌو اًسم اًبتدأت‬
‫األكؿ ىو‬ ‫ً‬
‫األكؿ كما كانت فعليٌة؟ إ ٍف كاف االحتماؿ ٌ‬ ‫بو اعبملة اعبديدة أـ ٌأّنا تبقى على أصلها ٌ‬
‫القائم فهذا يعين أ ٌف التٌقدمي كالتٌأخًن لو دكر يف تسمية اعبمل كبالتٌايل يف ربديد مبطيٌتها كلو دكر‬
‫غًنىا ىذا الباب من صبلة فعليٌة إىل صبلة اًظبيٌة ىذا من النٌاحية النٌحويٌة ٌأما من‬
‫يف تركيبها‪ ،‬حبيث ٌ‬
‫النٌاحية ال ٌدالليٌة فاألمر معركؼ‪.‬‬
‫االحتماؿ الثٌاين ىو القائم أم أ ٌف اعبملة تبقى دائما فعلية بالرغم من تقدمي ً‬
‫االسم‬ ‫كإ ٍف كاف ً‬
‫ٌ ٌ‬ ‫ٍ‬
‫(اؼبفعوؿ بو) فهذا يعين أ ٍف ال قيمة للمفعوؿ بو يف تقديبو من النٌاحية النٌحويٌة كلكن لو قيمة من‬
‫كنؤخر ىهنا‪.‬‬
‫أم من حيث اؼبعىن كبالتايل ال قيمة ألف نق ٌدـ ٌ‬
‫النٌاحية ال ٌدالليٌة ٍ‬
‫يؤدم‬ ‫كيف اغبقيقة فإ ٌف القوؿ بفكرة التٌقدمي كالتٌأخًن اؼببدأي فيها ىو اؼبعىن َثٌ ىذا التٌ ٌ‬
‫غًن يف اؼبعىن ٌ‬
‫(الرتكيب)‪ ،‬كمنو فإ ٌف النٌحو تابع لل ٌداللة ككجوده مرتبط هبا حيث إ ٌف "اؼبفاىيم‬
‫غًن يف اؼببىن ٌ‬
‫إىل ت ٌ‬
‫النحوية الرتكيبية قد تغًنت لصاٌف اؼبفاىيم الداللية اعبديدة"‪ ،2‬كاؼبعىن ىو الٌذم وب ٌدد لنا موقع‬
‫الكلمة رتبتها ككظيفتها فإذا قلنا‪ :‬ىذه الكلمة تعرب حاال فنحن مل نصل إىل ىذه القيمة‬
‫النٌحويٌة إالٌ بعد إ ٍذ كقفنا عليها كدقٌقنا يف معناىا‪ ،‬كعرفنا أ ٌف اؼبعىن اؼبوجود يف اعبملة ىو أ ٌف ىناؾ‬
‫توضيحا ؽبيئة صاحب اغباؿ أثناء كقوع الفعل‪ ،‬فمن جهة نظرنا إىل الكلمة يف ح ٌد ذاهتا (توضيح‬

‫‪ .1‬اللسانيات كاللغة العربية‪ ،‬الفاسي الفهرم‪ ،‬ص‪.099‬‬


‫‪ . 2‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪118‬‬
‫اؽبيئة) كمن جهة أخرل نظرنا إىل عبلقتها دبا هباكرىا من كلمات (الفعل‪ ،)...‬فبل يبكن إذف‬
‫أم اإلعراب إالٌ بعد الغوص يف اؼبعىن‪ ،‬كدراسة الكلمة يف ذاهتا‬
‫الوصوؿ إىل ىذه القيمة النٌحويٌة ٍ‬
‫كدراستها فيما جاكرىا من كلمات‪ ،‬فللكلمة إذ ٍف قيمتاف قيمة نحويّة كقيمة دالليّة‪ ،‬كيبكن القوؿ‬
‫جر إحدانبا إىل تغيًن األخرل‪.‬‬
‫الرتبة عامل ككسيط بينهما يف ٌ‬
‫أ ٌف ٌ‬
‫كمن اؼببلحظات أيضا‪ :‬ما يقولو "اعبرجاين"‪" :‬ال يكوف إلحدل العبارتٌن مزيٌة على األخرل‬
‫حّت يكوف ؽبا يف اؼبعىن تأثًن ال يكوف لصاحبتها"‪ ،1‬إ ٌف العبارتٌن‪( :‬إيٌاؾ نعبد) ك(نعبد إيٌاؾ) نبا‬
‫ٌ‬
‫عبارتاف متشاهبتاف ظاىريٌا‪ ،‬الفرؽ بينهما تقدمي اؼبفعوؿ بو على الفعل كفاعلو يف األكىل كلكنٌهما‬
‫من حيث اؼبعىن ـبتلفتاف‪ ،‬إالٌ أنٌو ليس اًختبلفا كلٌيٌا‪ ،‬فهناؾ معىن مشرتؾ كلكن تفضل إحدانبا‬
‫على األخرل تزيد عليها يف التٌأثًن‪.‬‬

‫الرتبة ال من حيث‬
‫يغًن مبىن فقط من حيث ٌ‬‫لذلك فالتٌقدمي كالتٌأخًن يعمل على ضربٌن‪ٌ :‬‬
‫فيغًن من تركيبها أك يكوف لو دخل يف‬
‫يبس كلمة ٌ‬
‫تركيب الكلمات يف ح ٌد ذاهتا من دكف أ ٍف ٌ‬
‫الرتكيب‪ ،‬فهو وبوـ فقط حوؿ اؼبوقع‪َ ،‬ثٌ لو ضربو الثٌاين كىو اؼبعىن‬
‫إضافة أك حذؼ عنصر من ٌ‬
‫خاص كأفضل كأكثر تأثًنا من‬‫ٍّ‬ ‫زبصص إحدانبا دبعىن‬‫عاـ َثٌ َّ‬
‫حيث تشرتؾ صبلتاف يف معىن ٍّ‬
‫األـ كاعبملة اعبديدة كالوليدة‪ ،‬كىذه األخًنة ىي ىع ىم يل‬
‫األخرل‪ ،‬حيث يوجد صبلتاف اعبملة ٌ‬
‫األـ التٌوليديٌة‪.‬‬
‫التٌقدمي كالتٌأخًن كبالتٌايل التٌأثًن‪ ،‬فاعبملة اعبديدة صبلة ربويليٌة عن اعبملة ٌ‬

‫‪ .1‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬اعبرجاين‪ ،‬ص‪.258‬‬


‫‪119‬‬
‫الف ــصل الثالث‪.‬‬

‫المتممات في ضوء النّظريّة التّوليديّة التّحويليّة ‪.‬‬


‫ّ‬

‫‪-0‬توضيح بعض اؼبفاىيم‪.‬‬

‫‪ -2‬البنية العميقة كالسطحية للمتممات‪.‬‬


‫متمم أـ عمدة؟‬
‫‪ -3‬نائب الفاعل أىو ٌ‬
‫‪ -4‬متممات بدكف ركائز إسنادية‪.‬‬

‫‪ -5‬سبب كثرة اؼبتمات يف اللغة العربية‪.‬‬

‫‪ - 6‬اؽبدؼ من البنية العميقة كالسطحية‪.‬‬

‫‪ -7‬بعض النتائج حوؿ خصائص اللغة العربية‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫تع ٌد اعبملة حجر األساس للنظرية التوليدية التحويلية ‪ ،‬ذلك أ ٌف أصحاب ىذا اؼبذىب نبٌهم‬
‫الوحيد ىو البحث يف إهباد شرح كربليل للعمليات ال ٌذىنية الٌيت تتيح للفكر إنتاج اعبمل‪ ،‬كلقد‬
‫كاف ؿ"تشومسكي" كالنٌظريٌة التوليديٌة التحويليٌة دكر كبًن يف ربديد ظبات اعبملة‪.‬‬

‫اؼبتممات يف ضوء النٌظريٌة التٌوليديٌة التٌحويليٌة نعرض إىل اؼبفاىيم‬


‫عرض إىل كجود ٌ‬
‫كقبل التٌ ٌ‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬توضيح بعض المفاهيم‪:‬‬

‫‪ /0‬مفهوم القواعد التوليديّة و الجملة التّوليديّة‪:‬‬

‫ربتاج دراسة اللٌغة إىل دراسة نظاـ قواعدىا الٌذم هبعل من اإلنساف متكلٌما‪ -‬مستمعا‬
‫اًنطبلقا من قدرتو ككفاءتو اللٌغويٌة‪ ،‬كيطلق اًسم الكفاية اللٌغويٌة على قدرة اإلنساف على إنتاجو‬
‫الكبلمي‪.‬‬ ‫ألداء‬ ‫با‬ ‫غة‬‫ل‬
‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫ستعماؿ‬‫اعبمل كتفهمو ؽبا أثناء الكبلـ كيسمى اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ى ٌ‬
‫تتعهد كصف‬
‫القواعد التٌوليديٌة ىي تلك القواعد العقليٌة ال ٌذىنيٌة ٌإّنا‪" :‬نظاـ من القوانٌن ٌ‬
‫الرئيسيٌة ؼبثل ىذه‬
‫تركيب صبل لغة ما بطريقة غاية يف الوضوح‪...‬كىذا الوضوح ىو اؼبزيٌة ٌ‬
‫القواعد"‪ ،1‬فهي إذف قواعد يدركها متكلٌم اللٌغة – مستمعها أيٌا كاف كضعو‪ ،‬فهي إذف ملكة‬
‫عرض إىل‬‫الت‬ ‫د‬‫دبجر‬ ‫غًنه‬ ‫من‬ ‫حيح‬ ‫الص‬ ‫سبييز‬ ‫على‬ ‫تعمل‬ ‫ا‬‫أّن‬
‫ٌ‬ ‫دبا‬ ‫خلدكف"‪،‬‬ ‫بن‬‫فطرية كما يسميها "اً‬
‫ٌ‬
‫ٌ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اؼبكوف‬
‫اعبملة التٌوليديٌة فهي اعبملة األصليٌة قبل التٌحويل أك ىي اعبملة الٌيت أنتجتها قواعد ٌ‬
‫مكونات اعبملة ‪.‬‬
‫اعدم لتوليد ٌ‬
‫مكوف قو ٌ‬ ‫الرتكييب ىو ٌ‬
‫اؼبكوف ٌ‬
‫الرتكييب‪ ،‬ك ٌ‬ ‫ٌ‬

‫ؿبمد علي اػبويل‪ ،‬دار الفبلح للنٌشر كالتٌوزيع األردف ط‪0999 /0‬ـ‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪.‬قواعد ربويلية للٌغة العربيٌة‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ /2‬القواعد التّحويليّة و الجملة التّحويليّة‪:‬‬

‫هتتم‬
‫غوم؛ ذلك ٌأّنا ٌ‬ ‫إ ٌف القواعد التٌحويليٌة ترٌكز على الكفاءة اللٌغويٌة كليس األداء اللٌ ٌ‬
‫غوم الٌذم لو اًرتباط دبا ىو خارج العقل من ثقافة‬ ‫باغبقائق ال ٌذىنيٌة الكامنة خلف األداء اللٌ ٌ‬
‫كعادات كاًجتماع كغًن ذلك‪ ،‬يف حٌن أ ٌف مضماراللٌعب عند النظريٌة التٌحويليٌة ىو ال ٌذىن‪.‬‬

‫الرتكيب‬
‫الباطين كبٌن ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الرتكيب‬
‫الربط بٌن ٌ‬
‫إ ٌف القواعد التٌحويليٌة نظاـ من القواعد يعمل على ٌ‬
‫طين يعطي اؼبعىن‬
‫فالرتكيب البا ٌ‬
‫تسمى "التحويل"‪ٌ ،‬‬
‫الرتكيبٌن ٌ‬
‫اىرم عبملة ما‪ ،‬كالعبلقة بٌن ٌ‬ ‫الظٌ ٌ‬
‫اىرم ىو‪" :‬حقيقة فيزيائيٌة ملموسة كنستعملو إذا‬
‫الرتكيب الظٌ ٌ‬‫األساس للجملة‪ ،‬يف حٌن أ ٌف ٌ‬
‫تكلٌمنا أك كتبنا"‪ٌ ،1‬أما اعبملة التٌحويليٌة فهي اعبملة بعد دخوؿ قواعد التٌحويل عليها كقواعد‬
‫التٌحويل ىي‪ :‬اإلضافة‪ ،‬اغبذؼ‪ ،‬نقل أركاف لغويٌة‪ ،‬التٌبديل‪ ،‬اإلحبلؿ‪،‬التٌنغيم ‪ ...‬كسيأيت التفصيل‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ /3‬أنماط قوانين القواعد التّحويليّة‪:‬‬

‫تتفرع بدكرىا‬
‫مكونات ٌ‬ ‫يتم من خبلؽبا تفريع اعبملة إىل ٌ‬ ‫الباطين‪ :‬ك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الرتكيب األساسي‬
‫أ‪ -‬قوانٌن ٌ‬
‫فرع كىي‪:‬‬
‫اؼبكونات النٌهائيٌة الٌيت ليس ؽبا قابليٌة للتٌ ٌ‬
‫يتم الوصوؿ إىل ٌ‬
‫حّت ٌ‬
‫مكونات ثانويٌة ٌ‬
‫إىل ٌ‬
‫األكؿ للجملة ال قبلها كال بعدىا شيء‪.‬‬ ‫ً‬
‫*القانوف االبتدائي‪ :‬كىو الوضع ٌ‬
‫* القانػوف البدائلي‪ :‬يسمح لنا باًختيار كضع ً‬
‫االسم مفردا‪ ،‬صبعا‪ ،‬نكرة‪ ،‬معرفة ‪...‬‬ ‫ٌ‬

‫ؿبمد علي اػبويل‪ ،‬ص‪.97‬‬


‫‪ .‬قواعد ربويلية للٌغة العربيٌة‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ . 2‬يراجع‪ :‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.98،97‬‬


‫‪122‬‬
‫ختيارم ‪ :‬يكوف فيو اػبيار لذكر العنصر أك حذفو ‪.‬‬ ‫* اغبذؼ ً‬
‫اال‬
‫ٌ‬
‫* القانوف اؼبشركط‪ :‬ىو قانوف يوضع يف حاالت كبشركط معيٌنة كال ينطبق على صبيع‬
‫اغباالت‪.‬‬

‫يتم اغبصوؿ على صبلة ربتوم صبلة الٌيت ربتوم على صبلة‬
‫ارم ‪:‬بواسطتو ٌ‬
‫* القانوف التٌكر ٌ‬
‫كىكذا‪.‬‬

‫كىي قوانٌن الب ٌد أف تكوف متسلسلة كؿبدكدة الوظيفة‪.‬‬

‫مكونات‬ ‫لتعويض‬ ‫اؼبناسبة‬ ‫الكلمات‬ ‫ختيار‬‫ب‪ -‬قوانٌن مفرداتية (معجمية)‪ :‬يتم من خبلؽبا اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫طلعت‪.‬‬ ‫الشمس‬
‫ٌ‬ ‫الباطين مثبل‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫الرتكيب‬
‫اعبملة الٌيت أنتجتها قوانٌن ٌ‬
‫اًسم مفرد ‪ -‬فعل الزـ‪.‬‬

‫ظاىرم‬
‫ٌ‬ ‫الباطين من ىيئتو ىذه إىل تركيب‬
‫ٌ‬ ‫الرتكيب‬
‫ج‪ -‬القوانٌن التٌحويليٌة‪ :‬كتعمل على ربويل ٌ‬
‫ئي‪.‬‬
‫يتجسد فيو مبىن كشكل اعبملة النٌها ٌ‬
‫ؿبسوس ٌ‬
‫هائي‬
‫السطحيٌة شكلها النٌ ٌ‬
‫الصوتيٌة‪ :‬كتكمن كظيفتها يف إعطاء ال ٌرتاكيب ٌ‬‫د‪ -‬القوانٌن اؼبورفولوجيٌة ٌ‬
‫كل مورفيم شكلو احمل ٌدد لو‪ ،‬فهي قوانٌن تقوـ بدمج اؼبورفيمات يف الكلمات أم تعطيها‬
‫بإعطاء ٌ‬
‫الصوتيٌة مثل‪ :‬اؿ ‪ +‬كتاب ‪ .......‬اؿ ‪ +‬كتاب‪.‬‬
‫ذاتيٌتها ٌ‬
‫اؿ ‪ +‬نٌفس ‪ ........‬اف ‪ +‬نفس‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ /4‬معايير تقييم القواعد التّحويليّة‪:‬‬

‫ؿبمد علي اػبويل‪ ،‬ص‪.29،28‬‬


‫‪.‬قواعد ربويلية للٌغة العربيٌة‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪123‬‬
‫‪ -‬الكفاية‪ :‬معيار وب ٌدد إف كانت اعبمل الٌيت أنتجتها ىذه القواعد صحيحة كبويٌا‪ ،‬كإف مل تكن‬
‫فهناؾ خلل يف القواعد‪.‬‬

‫‪ -‬اؼبنهجيٌة‪ :‬كىي أف تكوف ىذه القواعد معتمدة على نظريٌة لغويٌة ثابتة كاضحة علميٌة‪.‬‬

‫كل قانوف‪.‬‬
‫كل نقطة كذلك بتطبيق شركط ٌ‬
‫‪ -‬الوضوح‪ :‬أم توضيح ٌ‬
‫لكل‬ ‫صاغبة‬ ‫بل‬ ‫نة‬ ‫معي‬ ‫بلغة‬ ‫ة‬‫عبلق‬ ‫ؽبا‬ ‫ليست‬ ‫ة‬‫عام‬ ‫ة‬‫ي‬‫ر‬‫نظ‬ ‫على‬ ‫اعد‬
‫و‬ ‫الق‬ ‫تكاز‬
‫ر‬ ‫‪ -‬العاؼبية‪ :‬كىي اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫لغة‪.‬‬

‫‪ -‬البساطة‪.‬‬

‫كلقد كاف "تشومسكي" يهدؼ إىل‪" :‬كضع معايًن لسانية دقيقة يبكنها أف تكشف عن البنية‬
‫النحوية داخل الرتاكيب اللسانية العامة‪ ،‬كبذلك يبكننا أف نعرؼ الصياغات النحوية يف أيٌةلغةمن‬
‫اللغات العاؼبية"‪ ،1‬كما اًرتأل الشمولية أمرا مطلوبا كوّنا مربوطة بالذىن الذم ىو قسمة عادلة‬
‫كل الناس‪ ،‬لذلك رأل أ ٌف األمر الب ٌد أف يكوف رياضيا علميا بوضع فرضيات‪.‬‬
‫بٌن ٌ‬
‫نظ ـ ـ ـ ـرية‪:‬‬

‫فرضية كبوية‪3‬‬ ‫فرضية كبوية‪2‬‬ ‫فرضية كبوية ‪1‬‬

‫ـؿ‪3‬‬ ‫ـ ؿ‪ 1‬ـ ؿ‪ 2‬ـ ؿ‪ 3‬ـ ؿ‪ 1‬ـ ؿ‪2‬‬ ‫مواد لغوية‪ 1‬ـ ؿ‪ 2‬ـ ؿ‪3‬‬

‫‪.1‬قضايا أساسية يف علم اللسانيات اغبديث‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬دار طبلس ط‪0988/0‬ـ‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪124‬‬
‫ليتم سبييز النموذج النحوم الصحيح من اػباطئ يف اللغة اؼبدركسة بشكل علمي‬
‫ككل ذلك ٌ‬
‫كفبنهج‪.‬‬

‫‪/5‬مفهوم اللغة عند تشومسكي ‪:‬‬

‫يرل "تشومسكي"أ ٌفالعمليـ ـ ـ ــة اللغوية ذات رؤكس ثبلث‪:1‬‬

‫اؼبكوف الصويت‬
‫ٌ‬ ‫اؼبكوف التٌحويلي‬
‫ٌ‬ ‫اؼبكوف التوليدم‬
‫الصريف‪.‬‬
‫المركبي ‪.‬‬

‫يقوـ على ربويػل‬


‫إنتاج صبل أساسية‬
‫مكوف كحداتو الرتكيبية‬
‫اعبمل األساسية‬
‫منطوقةكمكتوبة ‪.‬‬
‫ذات صبل كبػوية ذات‬
‫إىل صبل ربويلية‪.‬‬
‫نظاـ دقيق يعطي معاين‬
‫كبوية منظمػة ك يولٌد‬
‫صب ػ ػ ػ ػػبل‪.‬‬
‫لنفرض اعبملة اآلتية كنطبٌق عليها ىذه اؼبكونات‪:‬‬

‫‪. 1‬يراجع‪ :‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.53،52‬‬


‫‪125‬‬
‫رأيت اغبق أفضل طريق ‪)1(....................‬‬

‫* المكون التوليدي المركبي يتعامل مع اعبملة (‪ )1‬بالشكل اآليت‪:‬‬

‫‪ )1‬اعبملػػة = ركن فعلي ‪ +‬ركن اًظبي‪.‬‬

‫‪ )2‬ركن فعلي = فعل ‪ +‬اًسم ‪.1‬‬

‫‪ )3‬الفعػػل = فعل(زمن) ‪ +‬ضمًن‪.‬‬

‫قواعد تفريعية‪.‬‬ ‫= ؿب ٌدد ‪ +‬اًسم ‪. 1‬‬ ‫اال ًّسم‪1‬‬


‫‪ً )4‬‬

‫‪ )5‬ركن اًظبي = اًسم‪ + 1‬اًسم‪. 2‬‬

‫‪ )6‬فعػػل = رأل‪.‬‬

‫‪ )7‬الضمًن= ت‪.‬‬

‫حق‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪ )8‬االسػم = ٌ‬
‫قواعد معجمية‪.‬‬ ‫‪ )9‬احمل ٌدد = اؿ( التعريف )‪.‬‬
‫‪ً 11‬‬
‫)االسم‪ = 2‬أفضل ‪.‬‬
‫‪ً 11‬‬
‫)االسم‪ = 3‬طريق ‪.‬‬

‫* المكون التحويلي ‪:‬‬

‫ج ‪ :‬رأيت اغبق أفضل طريق ‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫اغبق أفضل طريق‪.‬‬
‫يرئي ٌ‬
‫الفعل ‪ :‬رأل = متعدم (إىل مفعولٌن) (مبين‬
‫ب‪ :‬قواعد ربويلية جوازية للبناء للمجهوؿ‪.‬‬
‫للمجهوؿ)‪.‬‬

‫ج‪ :‬قاعدة ربويلية صرفية كجوبية‬

‫األكؿ ككسر ما قبل آخر الفعل‪.‬‬


‫ضم ٌ‬ ‫يرئي‪ٌ :‬‬

‫القاعدة ربويلية‬ ‫فعل ‪ +‬فاعل ‪ +‬ـ بو‪ + 1‬ـ بو‪2‬‬


‫فعل‪+‬نائب فاعل‪ +‬ـ بو‬

‫المكون الصوتي الصرفي ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ج‪-‬‬

‫‪ /1‬رأل ‪ +‬قاعدة ربويلية صرفية يف بناء الفعل للمجهوؿ = يرئي‪.‬‬

‫العلم‪.‬‬
‫العلم ‪ +‬قاعدة ربويلية ربويل اؼبفعوؿ إىل نائب الفاعل = ي‬
‫‪ /2‬ى‬
‫قاعدة صرفية( اغبركات)‪.‬‬

‫صحة أكخطإ اعبملة بل‬


‫كقد ذىب "تشومسكي" إىل أ ٌف اؼبعيار النحوم ال يبكنو ربديد ٌ‬
‫معيارالقبولية‪،‬كبالضركرة ىو معيار خاضع للداللة‪ ،‬كىذا فعبل ما ذىب إليو "سيبويو" يف أقساـ‬
‫الكبلـ دبزيد من التفصيل يف كتابو‪" :‬فمنو مستقيم حسن كؿباؿ كمستقيم كذب كمستقيم قبيح‬
‫فأما اؼبستقيم اغبسن فقولنا‪ :‬أتيتك أمس كآتيك غدا‪ ،‬ك ٌأما احملاؿ أف تنقض‬
‫كما ىو ؿباؿ كذب‪ٌ ،‬‬
‫ٌأكؿ الكبلـ بآخره ككبوه‪ ،‬ك ٌأما اؼبستقيم القبيح فأف تضع اللفظ يف غًن موضعو كبو قولك‪ :‬قد‬
‫زيدا رأيت ككي زيدا يأتيك كأشباه ذلك‪ ،‬ك ٌأما احملاؿ الكذب فأف تقوؿ‪ :‬سوؼ أشرب ماء البحر‬
‫‪127‬‬
‫تضامهما ستجلب مشاكل‬ ‫فكرة‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أل‬ ‫معيار‬ ‫كل‬ ‫ستقبللية‬‫أمس"‪ ،1‬كقد حبذ "تشومسكي" اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫لسانية كثًنة حسب تقديره‪.‬‬

‫‪/6‬القواعد التوليدية المركبية عند تشومسكي‪:‬‬

‫ىي قواعد تولٌد صببل كبوية فقط كتكوف صحيحة الرتكيب‪ ،‬كالب ٌد من خصائص تتوافر يف ىذه‬
‫القواعد أنبها‪:‬‬

‫* أف يكوف دبقدكرىا صوغ صبل ال متناىية بقوانٌن‪.‬‬

‫* إنتاج صبل كبوية مقبولة‪.‬‬

‫* القدرة على تقدمي كصف تركييب لكل صبلة مركبة‪.‬‬

‫‪ِ /7‬‬
‫االشتقاق و تطبيق القواعد‪:‬‬

‫االشتقاقية اليت "ىي ؾبموعة من العمليات التحليلية‬‫كتعتب اعبملةي البداية األكىل للعملية ً‬
‫فعاؿ ًالشتقاؽ سلسلة لغوية أخرل‪ ،‬كىكذا فإ ٌف‬ ‫اؼببتدئة بالسلسلة – ؾ – كاليت ىي أساس ٌ‬
‫التطور‬ ‫تتبع‬ ‫ىو‬ ‫ملية‬ ‫الع‬ ‫ىذه‬ ‫من‬ ‫اؽبدؼ‬ ‫لعل‬‫ك‬ ‫‪،‬‬‫‪2‬‬ ‫السابق ىو نتاج البلحق يف العملية ً‬
‫االشتقاقية"‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫التارىبي كإقامة البىنة على أ ٌف ىذه القواعد صحيحة كذات فاعلية‪.‬‬

‫‪ /8‬الكفاءة واألداء ‪:‬‬

‫‪ .1‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.25‬‬


‫‪ .2‬قضايا أساسية يف علم اللسانيات‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.024‬‬
‫‪128‬‬
‫إ ٌف اؼبفهومٌن ىذين "يرتبطاف دبفهومي اللغة (‪ )langue‬كالكبلـ (‪ )parole‬اللذين اًستحدثهما‬
‫دكسوسًن"‪ ،1‬إالٌ أ ٌف الفرؽ بٌن ً‬
‫االثنٌن أ ٌف اللغة عند "دكسوسًن" نظاـ من العبلمات كمعجم‬
‫يستم ٌد منو اؼبتكلم كىبتار ما يوافقو كىو ذاؾ مفهوـ الكبلـ عند "تشومسكي"‪ ،‬فًنل أ ٌف الكفاءة‬
‫ىي القدرة الباطنية اليت يبلكها الفرد كؾبموع القواعد اليت تعلمها‪ٌ ،‬أما األداء فهو اًستعراضو‬
‫كاًستعمالو للغة يف الواقع ككأ ٌف الكفاءة شيئ باطين داخلي عقلي‪ ،‬كاألداء شيء ظاىرم خارجي‬
‫فعلي‪.‬‬

‫‪ /9‬البنية السطحية و البنية العميقة ‪:‬‬

‫كل صبلة‪ ،‬فالسطحية ىي ذلك التتابع الفونتيكي (الصويت) الذم‬ ‫نبا بنيتاف توجداف يف ٌ‬
‫اؼبتحوؿ عن البنية‬
‫وبقق العملية التواصلية يف شكلها الفيزيائي أك ىي النٌاتج الصويت اغباصل ك ٌ‬
‫العميقة نتيجة لتطبيق قوانٌن ربويليٌة معيٌنة ٌإّنا ذلك "الكبلـ اؼبنطوؽ اؼبرتبط اًرتباطا كثيقا بالقواعد‬
‫ؾبردة‬ ‫التحويلية يف اللٌغة‪ ،‬فبها ً‬
‫يعب هبا اؼبتكلٌم عن عبلقة ذىنيٌة ٌ‬ ‫يتم انتظاـ الكلمات يف صبل ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ٌ‬
‫‪2‬‬
‫أك‬ ‫بالسطحيٌة ظاىر اعبملة‬
‫ٌ‬ ‫القصد‬ ‫س‬ ‫لي‬ ‫اقع‬
‫و‬ ‫ال‬ ‫يف‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫(معىن) بكلمات ؿبسوسة منطوقة"‬
‫ؿبوؿ‬
‫الرتكيب اعبملي الٌذم يشًن إىل معىن ٌ‬
‫الرتكيب بل القصد منو "قرب اؼبعىن كعدـ دخولو يف ٌ‬
‫ٌ‬
‫من اؼبعىن اليسًن إىل اؼبعىن اؼبرٌكب"‪ٌ ،3‬أما البنية العميقة فهي الشكل التجريدم الباطين الذم‬
‫اؼبكوف اؼبرٌكيب‪ ،‬كىي‬
‫يبثل التفسًن الداليل للبنية السطحية أك ىي البنية األكىل الٌيت تنتجها قواعد ٌ‬
‫معٌن يوجد‬
‫اجملرد ؼبعىن ٌ‬
‫ؾبردة ضمنيٌة يف ذىن اؼبتكلٌم ‪،‬البنية العميقة ىي‪" :‬األساس ال ٌذىين ٌ‬
‫بنية ٌ‬
‫الرتكيب رمزا لذلك اؼبعىن كذبسيدا لو"‪،4‬‬
‫يف ال ٌذىن كيرتبط برتكيب صبلي أصويل يكوف ىذا ٌ‬

‫‪ .1‬اللسانيات النشأة كالتطور‪ ،‬أضبد مومن‪ ،‬ص‪.209‬‬


‫‪ .2‬يف كبو اللٌغة كتراكيبها‪ ،‬خليل أضبد عمايرة‪ ،‬عامل اؼبعرفة ج ٌدة ط‪0984‬ـ‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪.3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.089‬‬
‫‪ .4‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪129‬‬
‫لكل فرع‪ ،‬نواةه ضركريٌة كالزمة "لفهم اعبملة‬
‫فموقعها إذف ىو ال ٌذىن‪ ،‬كبالتٌايل فهي األصل ٌ‬
‫‪1‬‬
‫حّت كإف مل تكن ظاىرة يف اعبملة مبسوطة على سطحها‪ ،‬كيبدك من‬ ‫كربديد معناىا ال ٌداليل" ٌ‬
‫‪،‬‬
‫خبلؿ ىذا التعريف أ ٌف ذلك قد يكجد عند العرب القدماء من خبلؿ مفهومٌن‪:‬‬

‫‪ -1‬تقدير الكبلـ (من أعماؿ النحويٌن يف ؾباؿ اإلعراب ‪ -‬النحو)‪.‬‬

‫كمهتم بالداللة مع أ ٌف أصحاب اإلعراب ال تينفى عندىم‬


‫ٌ‬ ‫‪ -2‬النحو كإمكاناتو ( عند اعبرجاين‬
‫ال ٌداللة)‪.‬‬

‫ك يرل "تشومسكي" أ ٌف القواعد التحويلية ما ىي إالٌ عمليات رياضية ‪:‬‬

‫)‪( deletion‬‬ ‫ب‬ ‫‪ -1‬اغبذؼ ‪ :2‬أ ‪ +‬ب‪............‬‬

‫)‪(Replacement‬‬ ‫ب‬ ‫‪ -2‬اإلحبلؿ‪ :‬أ‪..............‬‬

‫‪ +‬ج)‪(Expansion‬‬ ‫ب‬ ‫‪ -3‬التوسع‪ :‬أ‪.........‬‬

‫)‪( reduction‬‬ ‫‪ -4‬االختصار‪ :‬أ ‪ +‬ب ‪ .......‬ج‬

‫)‪) Addition‬‬ ‫ب‪+‬ج‬ ‫‪ -5‬الزيادة‪ :‬أ ‪.............‬‬

‫)‪( permutation‬‬ ‫ب‪+‬أ‬ ‫‪-6‬إعادة الرتتيب‪ :‬أ ‪ +‬ب ‪......‬‬

‫كىي نفسها معاين النحو كإمكاناتو اليت اًحتذاىا العرب األقدموف كاؼبتمثلة يف‪ :‬اغبذؼ‬
‫كالذكر‪، ،3‬التعريف كالتنكًن‪ ،‬التقدمي كالتأخًن‪ ،4‬فبمقارنة بسيطة سنجد أ ٌف اغبذؼ ىو اغبذؼ‪،‬‬

‫‪.1‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫التطور‪ ،‬أضبد مومن‪ ،‬ص‪.298‬‬
‫‪ .‬اللسانيات النشأة ك ٌ‬
‫‪ . 3‬يراجع‪ :‬دالئل اإلعجاز اعبرجاين‪ ،‬ص‪.046‬‬
‫‪ . 4‬يراجع‪ :‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.096‬‬
‫‪130‬‬
‫االختصار كبذؼ عناصر‪ ،‬كالزيادة ىي‬ ‫االختصار ىو اغبذؼ دبا أنٌنا يف ً‬ ‫كالتوسع ىو الذكر‪ ،‬ك ً‬
‫االنتقاؿ من شيء إىل شيء‬ ‫االلتفات نوع من ً‬ ‫االلتفات أل ٌف ً‬‫الذكر أيضا‪ ،‬كاإلحبلؿ ىو ً‬
‫بالتعويض أك اإلبداؿ كالتغيًن‪،‬أما إعادة الرتتيب فهي خاصية التقدمي كالتأخًن‪ ،‬ك ً‬
‫االختصار‬ ‫ٌ‬
‫كالتوسع خاصيتاف ببلغيتاف على األقل يف العربية أكثر منهما كبويتاف‪ ،‬كىذا ما هبعل فكرة صوغ‬
‫لكل لغة تركيبها اػباص كقوامها الذم يبيٌزىا عن‬
‫نظرية لسانية عاؼبية شاملة شبو مستحيل؛ أل ٌف ٌ‬
‫كل األشياء كخاصة لغتػنا‪.‬‬
‫غًنىا إ ٍذ يبكن أف تتبلقى يف أشياء‪ ،‬كلكن – أبدا – لن تتبلقى يف ٌ‬

‫البنية السطحية‪.‬‬ ‫القواعد التٌحويليٌة‬ ‫البنية العميقة‬

‫اإلحبلؿ‪. . .‬‬ ‫التٌبديل‬ ‫اغبذؼ‬ ‫اإلضافة‬

‫كيرل "مازف الوعر" أ ٌف مفهوـ البنية العميقة ىو نفسو مفهوـ البنية اؼبق ٌدرة حيث يقوؿ‪:‬‬
‫العريب‬ ‫كيب‬
‫للرت‬
‫ٌ‬ ‫رة‬‫د‬‫ٌ‬ ‫ؼبق‬ ‫ا‬ ‫أك‬ ‫العميقة‬ ‫للبنية‬ ‫لداللية‬ ‫ا‬
‫ك‬ ‫ة‬‫حوي‬‫ٌ‬‫الن‬ ‫اضات‬
‫رت‬‫ف‬ ‫"كمن ىنا فإنٌين سأعرض ً‬
‫اال‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫الرتكيب األساسي يف‬‫تصور اؼبؤلٌف ٌ‬‫ٌ‬ ‫قد‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫مستخدما اؼبنهج اللٌساينٌ الٌذم كضعو العرب القدماء"‬
‫الشكل اآليت‪:‬‬
‫اللٌغة العربيٌة على ٌ‬

‫ؾ (كبلـ)‪.‬‬

‫إس‪.‬‬ ‫أد(أداة)‬

‫ـ إليو‬ ‫ـ (مسند)‬

‫‪ .1‬كبو نظريٌة لسانيٌة عربيٌة‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.93‬‬


‫‪131‬‬
‫ما ليس مسندا‬ ‫فاعل‪ /‬مبتدأ‬ ‫فعل‪ /‬خب‬

‫أك مسندا إليو أك أداة (فضلة)‪.‬‬

‫من ىذا التٌشجًن نرل أ ٌف األداة ركن قائم بذاتو ال عبلقة لو ال باؼبسند كال باؼبسند إليو كال‬
‫باؼبتمم فهو من اللٌواحق هباتو‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -11‬مفهوم التقدير‪:‬‬

‫تعرض كباتنا القدامى إىل مفهوـ البنية العميقة من طريق آخر‪ ،‬كذلك حينما كانوا يرجعوف‬
‫لقد ٌ‬
‫اعبمل إىل أصوؽبا من خبلؿ ظاىرة التقدير "تقدير الكبلـ" كأسلوب النداء يف قوؽبم‪ :‬ياأضبد‪،‬‬
‫كأصلها أدعوأضبدا‪.‬‬

‫إ ٌف ىذا اؼبفهوـ غًن كاضح عند القدماء من حيث تعريفو كقد جاء يف اػبصائص "تقدير ما ال‬
‫يطوع النطق بو لتع ٌذره"‪ ،1‬فالتقدير إذف معىن ال يبكن أف يظهر إىل سطح اعبملة لوجود عذر ما‪،‬‬
‫ٌ‬
‫كمل يوضح "اًبن جين" نوع العذر‪ ،‬كلكنو يضع للتقدير شرطا فالتقدير وبتاج إىل اػببة حيث يقوؿ‪:‬‬
‫"ىذا اؼبوضع كثًنا ما يستهوم من يضعف نظره إىل أف يقوده إىل إفساد الصنعة‪ ،‬كذلك كقوؽبم يف‬
‫تفسًن قولنا‪( :‬أىلك كالليل)ً اًغبق أىلك قبل الليل‪ ،‬فرٌدبا دعا من ال يدربة لو إىل أف يقوؿ‪( :‬أىلك‬
‫فيجر‪ ،‬ىوإٌمبا تقديره اًغبق أىلك كسابق الليل"‪ ،2‬كيسمي "اًبن جين" ىذا الباب الذم كرد‬
‫كالليل)‪ٌ ،‬‬
‫فحّت اعبملة يف‬
‫فيو ىذا القوؿ بباب الفرؽ بٌن تقدير اإلعراب كتفسًن اؼبعىن‪ ،‬كالفرؽ بينهما شاسع ٌ‬
‫بنيتها السطحية ؽبا معىن وبتاج تفسًنا‪ ،‬فتفسًن اؼبعىن خاص بالبنيتٌن السطحية كالعميقة‪ٌ ،‬أما تقدير‬
‫اإلعراب فإنٌو أصل اعبملة أم البنية العميقة‪.‬‬

‫‪. 1‬اػبصائص‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪259‬‬


‫‪.2‬اؼبصدرنفسو‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪.283‬‬
‫‪132‬‬
‫‪ -11‬ترتيب عناصر الجملة في البنية العميقة‪:‬‬

‫حرا بل ىو ترتيب لديو قواعد ؿبددة لو‬


‫أم ترتيب لعناصر اعبملة ليس عشوائيٌا كليس ترتيبا ٌ‬
‫إ ٌف ٌ‬
‫فهو "ترتيب ؿب ٌدد بصورة أساسيٌة"‪،1‬كىو يف البنية العميقة على النٌحو اآليت ‪ :‬فعل ‪ +‬فاعل ‪+‬‬
‫مفعوؿ بو‪ ،‬فاؼبتمم موجود يف البنية العميقة‪.‬‬

‫الرتتيب األساسي لعناصر اعبملة يف البنية العمقيٌة كتكوف قاعدة إعادة كتابة اعبملة صبلة‬ ‫كىذا ىو‪ٌ " :‬‬
‫لبلشتقاؽ‪ ،‬كلكن بقواعد فًنل "ميشاؿ‬ ‫الرتتيب األساسي قابل ً‬ ‫ىذا‬‫ك‬ ‫‪،‬‬‫‪2‬‬
‫"‬ ‫‪...‬‬ ‫سم‬‫فعل ‪ +‬اًسم ‪ +‬اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تسمى‪:‬‬
‫زكريٌا " أ ٌف القاعدة الٌيت ذبعل من ترتيب البنية العميقة‪ :‬ؼ ‪ +‬فا ‪ +‬ـ بو‪،‬ىي القاعدة الٌيت ٌ‬
‫الشكل اآليت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫على‬ ‫يكوف‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬‫‪3‬‬ ‫االسم إىل موقع ً‬
‫االبتداء"‬ ‫"ربويل نقل ً‬

‫‪"4‬البنية العميقة ىي‪:‬‬

‫ؼ ‪ +‬فا ‪ +‬ـ بو‪.‬‬


‫االسم إىل موقع ً‬
‫االبتداء ‪.‬‬ ‫ربويل نقل ً‬

‫[ ‪ +‬ضمًن ]‪.‬‬

‫السطحيٌة‪.‬‬
‫البنية ٌ‬
‫ـ بو ‪ +‬ؼ ‪ +‬فا"‪.‬‬

‫‪. 1‬األلسنيٌة التٌوليديٌة‪ ،‬ميشاؿ زكريٌا‪ ،‬ص‪.28‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪. 29‬‬

‫‪ .3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.37‬‬

‫‪ . 4‬يراجع‪ :‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.29‬‬


‫‪133‬‬
‫كسبثيبل لذلك‪ :‬البنية العميقة‪.‬‬

‫كتب التٌلميذ ال ٌدرس‪.‬‬


‫االسم إىل موقع ً‬
‫االبتداء‪.‬‬ ‫نقل ً‬

‫رس‪.‬‬
‫رس كتب التٌلميذ ال ٌد ى‬
‫تصبح اعبملة‪ ...‬ال ٌد ى‬
‫رس كتب التٌلميذ‪.‬‬
‫ال ٌد ى‬ ‫السطحيٌة‪:‬‬
‫[ ‪ +‬ضمًن ]‪ .‬البنية ٌ‬
‫الرتاكيب كلكن لن يكوف صاغبا ؽبا صبيعا‬
‫إ ٌف ما يراه اؼبؤلٌف قد يكوف صاغبا لبعض اعبمل أك ٌ‬
‫كسيأيت تفصيل ذلك‪.‬‬

‫ب‪ -‬البنية العميقة و السّطحيّة للمتمّمات‪:‬‬

‫‪ -‬المفعـول به ‪:‬‬

‫إ ٌف البنية العميقة للمفعوؿ بو ىي‪ :‬ؼ ‪ +‬فا ‪ +‬ـ بو‪" ،‬فرتتيب عناصر اعبملة يف البنية‬
‫العمقية‪ ...‬ىو التايل‪ :‬فعل‪ +‬فاعل ‪ +‬مفعوؿ"‪ ،1‬فهو إذف يف البنية العميقة يف اؼبرتبة الثٌالثة بعد‬
‫الفعل كالفاعل كقد يكوف ذلك لوظيفتو يف اعبملة‪ ،‬كونو قد كقع عليو فعل الفاعل دبا أ ٌف اؼبعاين‬
‫حّت تكوف‬
‫متعلٌق بعضها ببعض يف النٌفس كما يقوؿ اعبرجاين‪ ،‬كالب ٌد أف تكوف منظومة يف ال ٌذىن ٌ‬
‫يتحوؿ فنجد أحيانا‪ :‬ؼ ‪ +‬فا– ـ بو أم تكوف ىناؾ‬ ‫يتغًن ك ٌ‬
‫لكن ىذا قد ٌ‬
‫منظومة يف األسلوب‪ ،‬ك ٌ‬
‫السطحيٌة ال ربتوم على مفعوؿ بو‪ ،‬كلكن يف بنيتها العميقة اؼبفعوؿ بو موجود‪،‬‬
‫صبل يف بنيتها ٌ‬
‫األكؿ يف حذؼ اؼبفعوؿ بو‪،‬‬ ‫كىذا يف باب حذؼ اؼبفعوؿ بو‪ ،‬كقد سبق تقدمي ذلك يف الفصل ٌ‬
‫كأغلب ذلك اغبذؼ يعود ألسباب ببلغيٌة كىذا ما يزيدا تأكيدا عبلقة النٌحو بالببلغة‪.‬‬

‫‪ .1‬األلسنية التوليدية كالتحويلية‪ ،‬ميشاؿ زكريا‪ ،‬ص‪.45‬‬


‫‪134‬‬
‫كقد يكوف التٌغًن كالتّحويل بتقدمي اؼبفعوؿ بو ألسباب كبويٌة كيف ذلك تغيًن لرتبتو كقد سبق‬
‫توضيح ىذا يف الفصل السابق يف التقدمي كالتأخًن‪ ،‬حيث من خصائصو "أنٌو ركن يق ٌدـ ربويليا‬
‫‪1‬‬
‫الرتبة هبعل من اؼبفعوؿ بو‬
‫ٌ‬ ‫يف‬ ‫التغيًن‬ ‫أك‬ ‫باغبذؼ‬ ‫غيًن‬‫فالت‬
‫ٌ‬ ‫ايل‬‫كبالت‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫(من خبلؿ القاعدة التحويلية)"‬
‫يف ىذه اعبمل صببل ربويليٌة ال توليديٌة‪ ،‬كإ ٌف سبثيل اعبمل التوليدية كالتحويلية للمتممات سيكوف‬
‫اًنطبلقا من توظيف عناصر التحويل‪ :‬اغبذؼ كالرتتيب‪...‬‬

‫كاؼبخطط اآليت يوضح اغبركة التحويلية للمفعوؿ بو يف تقدمو على الفعل كعلى الفعل كالفاعل‬
‫معا‪ ،‬كىذا يساعد على ربديد اعبمل التحويلية للمفعوؿ بو من خبلؿ خاصية الرتبة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ضرب زيد أخاه‬

‫أخاه ضرب زيد‪.‬‬ ‫ضرب أخاه زيد‬

‫إس‬ ‫إس‬

‫ـإ‬ ‫ـ‬ ‫ؼ‬ ‫ـإ‬ ‫ؼ‬ ‫ـ‬

‫اعبملة التٌوليديٌة للمفعوؿ بو‪ :‬ؼ ‪ +‬فا ‪ +‬ـ بو‪.‬‬

‫اعبمل التٌحويليٌة للمفعوؿ بو‪ :‬ـ بو ‪ +‬ؼ ‪ +‬فا ‪ /‬ؼ ‪ +‬ـ بو ‪ +‬فا‪.‬‬

‫‪ :‬ؼ ‪ +‬فا– ـ بو‪.‬‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫‪ . 1‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.039‬‬


‫‪. 2‬يراجع‪:‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.097،096‬‬
‫‪135‬‬
‫ـ بو ‪ +‬ؼ ‪ +‬فا‪.‬‬ ‫ؼ ‪ +‬فا ‪ +‬ـ بو‬

‫ؼ ‪ +‬ـ بو ‪ +‬فا‪.‬‬

‫ؼ ‪ +‬فا– ـ بو‪.‬‬

‫‪ -‬المفعـول معه ‪:‬‬

‫"ؿبمد اػبويل"‪:‬‬
‫إ ٌف البنية العميقة للمفعوؿ معو ىي ذات الوصف الرتكييب اآليت كما يراىا ٌ‬
‫"(فعل ‪ ،‬س ‪ ،‬ك ‪ ،‬حاذل ‪ +‬اًسم)‪ ...‬يف ىذا الوصف س سبثل رمزا لتغطية عناصر ؿبتملة‬
‫الوجود‪ ...‬كالتغًن الرتكييب‪( ...‬فعل ‪ ،‬ص ‪ ،‬ك ‪ + ...+‬اًسم)‪ ...‬كيف ىذا التغًن تٌ‪ ...‬حذؼ‬
‫حاذل‪( ...‬سار ظبًن ك ‪ +‬حاذل‪ +‬النهر) (سار ظبًن ك ‪+ ...+‬النهر)"‪ ،1‬كمرتبة اؼبفعوؿ معو‬
‫اؼبتممات‬ ‫تبة‬
‫ر‬ ‫ف‬‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫كتشفنا‬‫يف األخًن باًعتبار أسبقية الفعل كالفاعل على كل اؼبتممات دبا أننا اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ٌ‬
‫تتكوف من ركنٌن يف البنية العميقة‪ :‬ركن‬‫السابق‪ ،‬كدبا أ ٌف "اعبملة العربية ٌ‬
‫بالضركرة يف الفصل ٌ‬
‫متأ ٌخرة ٌ‬
‫اإلسناد كركن التكملة"‪ ،2‬فهي‪ :‬فعل ‪ ،‬س ‪ ،‬ك ‪ ،‬حاذل ‪ +‬اًسم‪.‬‬

‫كيبلحظ أنٌو الب ٌد أف يكوف لصيقا بالواك فبل هبوز حذفها حّت يف البنية العميقة إضافة إىل‬
‫كجود الفعل حاذل يف البنية العميقة‪ٌ ،‬أما يف البنية السطحية فيحذؼ كيأيت اؼبفعوؿ معو مكانو‪.‬‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫فعل ‪ ،‬ص ‪ ،‬ك ‪ + ...+‬اًسم‬ ‫فعل ‪ ،‬س ‪ ،‬ك ‪ ،‬حاذل ‪ +‬اًسم‬

‫أك ؼ ‪+‬ص ‪ +‬ك ‪ +‬ـ‪.‬معو‪.‬‬

‫‪ . 1‬يراجع‪ :‬قواعد ربويلية للغة العربية‪ ،‬ؿبمد اػبويل‪ ،‬ص‪.026،025‬‬


‫‪ . 2‬األلسنية التوليدية كالتحويلية‪ ،‬ميشاؿ زكريا‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪136‬‬
‫‪ -‬المفعـول فيه ‪:‬‬

‫كبنيتو العميقة ىي‪ :‬ؼ ‪ +‬فا ‪ +‬يف‪ +‬ـ فيو‪ ،‬كقد تتٌضح بنيتو العميقة أكثر دبثاؿ فإذا قلت‪:‬‬
‫تضمن معىن "يف"‪ ،‬فهو إذف يف بنيتو‬
‫يل‪ ،‬فاللٌيل مفعوؿ فيو (ظرؼ زماف) منصوب ما ٌ‬ ‫قمت اللٌ ى‬
‫العميقة يف ىذه اعبملة‪" :‬قمت يف اللٌيل" حسب رأم النحاة القدامى يف تعريفهم للمفعوؿ فيو‪،‬‬
‫ضركرم‬
‫ٌ‬ ‫كبالتٌايل صبلة‪" :‬قمت اللٌيل" صبلة ربويليٌة (مشت ٌقة)‪ ،‬فوجود "يف" ضمنيٌا أم يف البنية العميقة‬
‫لذلك فإ ٌف البنية العميقة ىي‪ :‬ؼ ‪ +‬فا ‪" +‬يف" ‪ +‬ـ فيو‪.‬‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫ؼ ‪ +‬فا ‪ +‬ـ فيو‪.‬‬ ‫ؼ ‪ +‬فا ‪" +‬يف" ‪ +‬ـ فيو‬


‫كيرل "ؿبمد اػبويل" أ ٌف ظرؼ الزماف يأيت متق ٌدما مطبقا القانوف التحويلي ً‬
‫االختيارم (ربويل‬
‫الزماف) الذم ينقل "ظرؼ الزماف من ٌأكؿ اعبملة إىل آخرىا اًختياريا‪:‬‬

‫الوصف الرتكييب‪ :‬زماف ‪ +‬س ‪ ،‬التغًن الرتكييب‪ :‬س‪ +‬زماف‬

‫‪ ...0 + 2‬مثاؿ‪ :‬أمس ‪ +‬سافر‬ ‫‪2+0‬‬


‫‪1‬‬
‫كيبر تواجد ظرؼ الزماف يف بداية اعبملة بأنٌو يفيد تأكيدا‬‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫سافر كالدم ‪ +‬أمس"‬ ‫كالدم‬
‫للزماف ذاتو‪ ،‬كىو ال هبعلو قانونا إجباريا بل اًختياريا‪.‬‬

‫‪ .1‬يراجع‪ :‬قواعد ربويلية للغة العربية‪ ،‬ؿبمد اػبويل‪ ،‬ص‪.046،045‬‬


‫‪137‬‬
‫‪ -‬المفعـول ألجله ‪:‬‬

‫كبنيتو العميقة ىي عند "ؿبمد اػبويل" تتمثل يف "الوصف الرتكييب‪ :‬فعل‪ ،0‬فاعل‪ + 0‬فعل‪،2‬‬
‫يكوناف صبلة كاحدة ىي اعبملة األكىل‪،‬‬ ‫ؿ‬‫األك‬ ‫الفاعل‬ ‫مع‬ ‫األكؿ‬ ‫الفعل‬‫ك‬ ‫‪،‬‬‫‪1‬‬
‫ظبية)"‬‫فاعل‪( + 2‬عبارة اً‬
‫ٌ ٌ‬
‫أم عنصر وبتمل كجوده يف‬ ‫ً‬
‫فيكوناف اعبملة الثانية كالعبارة االظبية قد تكوف ٌ‬
‫ٌأما الفعل‪ 2‬كالفاعل‪ٌ 2‬‬
‫"فعل‪، 0‬‬ ‫التغًن الرتكييب فهو‬
‫اعبملة الثانية‪ ،‬كالفاعل يف اعبملتٌن ىو الشخص نفسو‪ٌ ،‬أما ٌ‬
‫فاعل‪ + 0‬مصدر منصوب ‪(+ ...+‬عبارة اًظبية)‪.‬‬

‫‪4 + ...+‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪4 + ...+‬‬ ‫‪ +‬مصدر‬ ‫‪0‬‬

‫يف ىذا التغًن‪ ،‬تٌ ربويل الفعل الثاين إىل مصدر منصوب ىو اؼبفعوؿ ألجلو كفقا للقواعد‬
‫يدؿ عليو"‪ ،2‬كيضرب لذلك مثاال‪" :‬كقف‬ ‫األكؿ ٌ‬
‫التقليديةكما تٌ حذؼ الفاعل الثاين أل ٌف الفاعل ٌ‬
‫الرتتيب يف‬ ‫‪3‬‬ ‫ً‬ ‫الولد ‪ +‬اًحرتـ ‪ +‬الولد ‪ +‬للمعلٌم‬
‫كقف الولد ‪ +‬احرتاما ‪+ ...+‬للمتعلم" ‪ ،‬كىذا ٌ‬
‫اؼبتأخر للمفعوؿ ألجلو قد يكوف ألنٌو عذر كعلٌة لوقوع الفعل‪ ،‬ككقوع الفعل يسبق‬
‫البنية العميقة ٌ‬
‫علٌتو كعذره زمنيٌا حسب التعريف؛ كألنٌو مصدر أتى من أجل إفهاـ علٌة ما قبلو‪ ،‬كدبا أ ٌف "اعبملة‬
‫‪4‬‬
‫متأخر عن‬
‫تتكوف من ركنٌن يف البنية العميقة‪ :‬ركن اإلسناد كركن التكملة" ‪ ،‬كركن التكملة ٌ‬
‫العربية ٌ‬
‫ركن اإلسناد فإ ٌف بنيتو العميقة ىي‪ :‬فعل‪ ،0‬فاعل‪ + 0‬فعل‪ ،2‬فاعل‪( + 2‬عبارة اًظبية)"‪.‬‬

‫‪ . 1‬قواعد ربويلية للغة العربية‪ ،‬ؿبمد اػبويل ‪ ،‬ص‪.038‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.038‬‬
‫‪ . 3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪039‬‬
‫‪ . 4‬األلسنية التوليدية كالتحويلية‪ ،‬ميشاؿ زكريا‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪138‬‬
‫دؿ عليو دليل فتصبح اعبملة التٌحويليٌة‪ :‬ؼ‪+‬فا‪ -‬ـ‬
‫كقد يكوف التٌغيًن كالتٌحويل باغبذؼ إذا ٌ‬
‫ألجلو‪ ،‬كىذا حسب ما يتعلق بو يف اغبذؼ‪.‬‬

‫كما قد يكوف التٌغيًن كالتٌحويل بتقديبو على عاملو فتصبح اعبملة التٌحويليٌة‪ :‬ـ ألجلو ‪ +‬ؼ ‪+‬‬
‫فا مثل قولنا‪ :‬حبٌا للعلم أجتهد‪.‬‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫فعل‪ ،0‬فاعل‪ + 0‬فعل‪ ،2‬فاعل‪( + 2‬عبارة اًظبية)‬

‫‪-‬فعل‪ ، 0‬فاعل‪ + 0‬مصدر منصوب ‪(+ ...+‬عبارة اًظبية)‪.‬‬

‫‪-‬ؼ‪+‬فا‪ -‬ـ ألجلو‬

‫‪ -‬ـ ألجلو ‪ +‬ؼ ‪ +‬فا‪.‬‬

‫‪ -‬الحــال‪:‬‬

‫كبنيتو العميقة تعتمد على "الوصف الرتكييب‪ :‬فعل‪ + 0‬اًسم‪+ 0‬فعل‪ +2‬اًسم ‪ ،2‬يف ىذا‬
‫الوصف صبلتاف‪ ...‬التغًن الرتكييب‪ :‬فعل‪ + 0‬اًسم‪ + 0‬حاؿ ‪...+‬‬

‫( ‪ + 0‬حاؿ ‪)...+‬‬ ‫‪3+ 2 +‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪139‬‬
‫يف ىذا التغًن ربوؿ الفعل الثاين إىل حاؿ كحذؼ ً‬
‫االسم الثاين‪ ،‬كبقيت اعبملة األكىل على‬ ‫ٌ ٌ‬
‫(كقف الولد ‪ +‬ضاحكا ‪1")... +‬ف كالبنية‬ ‫حاؽبا‪ ...‬مثاؿ‪ :‬كقف الولد ‪ +‬ضحك ‪ +‬الولد‬
‫السطحية ىي‪ :‬فعل‪ + 0‬اًسم‪ + 0‬حاؿ ‪...+‬‬

‫كليس للحاؿ صبلة ربويلية اًشتقاقيٌة باغبذؼ (حذؼ اغباؿ) يف البنية السطحية أك بالتٌقدمي‬
‫وضحة ؽبيئة صاحبها الٌذم يسبقها‪،‬‬ ‫حسب أحكاـ اغباؿ‪ ،‬كقد يكوف سبب ذلك أل ٌف اغباؿ م ٌ‬
‫يتم تبيٌن ىيئتو باغباؿ‪.‬‬ ‫ً‬
‫حّت ٌ‬
‫فبلب ٌد ؽبا من صاحب قد يكجد ٌ‬
‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫فعل‪ + 0‬اًسم‪ + 0‬حاؿ ‪...+‬‬ ‫فعل‪ + 0‬اًسم‪+ 0‬فعل‪ +2‬اًسم ‪2‬‬

‫‪ -‬النّعــت‪:‬‬

‫كبنيتهالعميقة‪( :‬مسند ‪ +‬مسند إليو ‪ +‬نعت) أك (مسند ‪ +‬مسند إليو ‪ +‬منعوت ‪ +‬نعت)‪ ،‬كذلك‬
‫متمما كما‬
‫األكؿ كقد يكوف اؼبنعوت ٌ‬
‫ألنٌو قد يكوف اؼبنعوت يف ح ٌد ذاتو اؼبسند إليو كما يف التٌشجًن ٌ‬
‫يهم أكثر‪.‬‬
‫يف الثٌاين كىو الذم ٌ‬
‫توضح‬
‫اػباصيٌة األساس للنٌعت ىي الوصف كاإليضاح كالتٌبيٌن ؼبا سبقو؛ كأل ٌف تسميتو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كأل ٌف‬
‫ذلك يف كونو تابعا فمرتبتو ىي األخًنة يف البنية العميقة‪.‬‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫‪ .1‬قواعد ربويلية للغة العربية‪ ،‬ؿبمد اػبويل‪ ،‬ص‪.032‬‬


‫‪140‬‬
‫ـ‪ +‬ـ إليو ‪ +‬نعت‪.‬‬ ‫‪-‬ـ ‪ +‬ـ إليو ‪ +‬نعت‬

‫‪-‬ـ ‪ +‬ـ إليو ‪ +‬منعوت ‪ +‬نعت‪.‬‬

‫كلكن ميشاؿ زكريا يرل أ ٌف "النعت يعمل عمل الفعل"‪ ،1‬كأ ٌف النعت يف بنيتو العميقة يكوف‬
‫كنسمي التحويل الذم يقوـ باًشتقاؽ النعت بتحويل الفعل إىل نعت"‪ ،2‬فهو‬‫"مشتقا من الفعل‪ٌ ،‬‬
‫موجود يف البنية العميقة كلكن –حسبو‪ -‬مشتق من فعل‪ ،‬كىو األمر الذم اًنتقده فيو عبد اغبميد‬
‫مصطفى السيد يف فكرة ً‬
‫االشتقاؽ من الفعل يقوؿ عنو أنٌو‪" :‬ىبتم حديثو عن اعبملة بتناكؿ موضوع‬
‫النعت ذاىبا إىل أنٌو يعمل عمل الفعل‪ ...‬كال ىبفى أ ٌف الباحث اًعت ٌد النعت كصفا‪ ،‬فاًشتق منو فعبل‬
‫كليس األمر كذلك‪ ،‬فالنعت غًن الوصف‪ ،‬إذ الوصف يف مصطلحات النحاة يطلق على‬
‫اؼبشتقات‪ ...‬كما أنٌنا ال نعلم أحدا من النحاة ذىب إىل أ ٌف النعت يشتق منو‪ ،‬فأصل ً‬
‫االشتقاؽ‬
‫الفعل أك اؼبصدر على خبلؼ ذلك"‪ ،3‬كصحيح فإ ٌف النعت كالفعل ـبتلفاف كال عبلقة اًشتقاقية‬
‫بينهما‪.‬‬

‫‪ -‬البــدل ‪:‬‬

‫كىو أيضا من التٌوابع كيصدؽ عليو ما يصدؽ على النٌعت يف كونو فيما بعد اؼبسند كاؼبسند إليو‪،‬‬
‫تتكوف من ركنٌن‬
‫الرتبة يف البنية العميقة‪ ،‬كدبا أ ٌف "اعبملة العربية ٌ‬
‫فهو يتبع اؼببدؿ منو الٌذم يسبقو يف ٌ‬
‫‪4‬‬
‫متأخر عن ركن اإلسناد‬
‫ٌ‬ ‫التكملة‬ ‫كن‬
‫كر‬ ‫‪،‬‬ ‫يف البنية العميقة‪ :‬ركن اإلسناد كركن التكملة"‬

‫‪ . 1‬األلسنية التوليدية‪ ،‬ميشاؿ زكريا‪ ،‬ص‪.027‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.000‬‬
‫‪ . 3‬دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬عبد اغبميد السيد‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ . 4‬األلسنية التوليدية كالتحويلية‪ ،‬ميشاؿ زكريا‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪141‬‬
‫اعبملة‬ ‫فالتٌمثيل البياين‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫ـ ‪+‬ـ إليو ‪ +‬بدؿ‪.‬‬ ‫ـ ‪ +‬ـ إليو ‪+‬بدؿ‪.‬‬

‫‪ -‬التّوكــيد‪:‬‬

‫مكرر ٌأكال كمؤٌكد ثانيا‪ ،‬كيقوؿ "ميشاؿ زكريا" يف‬


‫كيكوف يف بنيتو العميقة بعد اؼبؤٌكد ذلك أنٌو ٌ‬
‫التوكيد بادئا دبثالٌن‪ -49" :‬زيد نفسو‪.‬‬

‫‪ -52‬الرجاؿ كلهم‪.‬‬

‫مكوف يف الواقع من ركنٌن اًظبيٌن‬ ‫ً‬


‫‪ ...‬كاعبدير بالذكر ا ٌف الركن االظبي ؼ (‪ )49‬ك (‪ٌ )52‬‬
‫اؼبشجرة التالية‪:‬‬ ‫ً‬
‫متتابعٌن‪ ،‬كيتخذ ىذا الركن االظبي البنية الظاىرة ٌ‬
‫ركن اًظبي‪.‬‬

‫ركن اًظبي"‪.1‬‬ ‫ركن اًظبي‪.‬‬

‫كؽبذا فليس لو صبل ربويليٌة‪ ،‬فبل ربويل باغبذؼ أك الرتتيب حسب أحكاـ التوكيد‪.‬‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫ـ ‪ +‬ـ إليو ‪ +‬توكيد‪.‬‬ ‫ـ ‪ +‬ـ إليو ‪ +‬توكيد‪.‬‬

‫‪ -‬المعطـوف‪:‬‬

‫‪. 1‬قواعد ربويلية للغة العربية‪ ،‬ؿبمد اػبويل‪ ،‬ص‪.84‬‬


‫‪142‬‬
‫متأخر يف الرتبة يف البنية العميقة أك السطحية ألنٌو متعلٌق حبرؼ‬ ‫ً‬
‫إ ٌف االسم اؼبعطوؼ بالضركرة ٌ‬
‫العطف الذم يسبقو فبينو كبٌن متبوعو ىذا اغبرؼ كيطبق "ؿبمد اػبويل" قانونا هبيز "حذؼ العنصر‬
‫اؼبشرتؾ إذا ظهر يف صبلتٌن بسيطتٌن معطوفة إحدانبا على األخرل‪:‬‬

‫التغًن الرتكييب‪ :‬س‪+‬ص ‪+‬ك‪+...+‬ع"‪ ،1‬فالبنية‬


‫الوصف الرتكييب‪ :‬س ‪ +‬ص‪ +‬ك ‪ +‬س ‪ +‬ع ‪ٌ ...‬‬
‫العميقة يوجد فيها كاك العطف كاؼبعطوؼ كاؼبعطوؼ عليو حسب الوصف الرتكييب‪ٌ ،‬أما يف السطحية‬
‫فيحذؼ العنصر اؼبشرتؾ‪.‬‬

‫كيعطي لذلك مثالٌن موضحٌن "أ‪ -‬مشى‪+‬ظبًن‪+‬ك‪ +‬مشى‪ +‬علي مشى‪+‬ظبًن‪+‬ك‪+...+‬علي‬

‫مشى‪+‬الولد‪ +‬ك ‪ +‬كتب ‪ ،2"...+‬كىو يرل من‬ ‫ب‪ -‬مشى‪+‬الولد‪ +‬ك ‪+‬كتب‪+‬الولد‬
‫االسم على ً‬
‫االسم بعد حذؼ الفعل الثاين كما يف‬ ‫خبلؿ ىذا القانوف أ ٌف قد تٌ "تفسًن عطف ً‬
‫اؼبثاؿ (أ)‪ ،‬كتٌ أيضا تفسًن عطف الفعل على الفعل بعد حذؼ ً‬
‫االسم الثاين كما يف اؼبثاؿ(ب)"‪.3‬‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫س‪+‬ص ‪+‬ك‪+...+‬ع‪.‬‬ ‫س ‪ +‬ص‪ +‬ك ‪ +‬س ‪ +‬ع‬

‫‪ِ /1‬‬
‫االختصاص ‪:‬‬

‫‪ .1‬قواعد ربويلية للغة العربية‪ ،‬ؿبمد اػبويل ‪ ،‬ص‪.032‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.033‬‬
‫‪ . 3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫أخص احملذكؼ كفاعلو كاؼبفعوؿ بو للفعل احملذكؼ‬ ‫االختصاص أسلوب عناصره الفعل‬ ‫ً‬
‫ٌ‬
‫"أخص" كىي البنية العميقة ؽبذا األسلوب‪ٌ ،‬أما البنية السطحية فيوجد فيها اؼبفعوؿ بو بدكف الفعل‬
‫ٌ‬
‫االختصاص‪.‬‬‫الٌذم ىو ؿبذكؼ أصبل حّت يتكوف حبذفو أسلوب ً‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫ـ بو‪.‬‬ ‫ؼ(ؿبذكؼ)‪+‬فا (ؿبذكؼ) ‪+‬ـ بو‬

‫‪/2‬اإلغراء‪ ،‬التحذير‪ِ ،‬‬


‫االستثناء‪ ،‬النداء‪:‬‬

‫كاإلغراء يف بنيتو العميقة وبتوم على الفعل األمر"اًلزـ" كفاعلو كعلى اؼبفعوؿ بو للفعل "اًلزـ"‬
‫كيف السطحية على اؼبفعوؿ بو للفعل احملذكؼ "اًلزـ" حسب النحو التقليدم‪ ،‬كيستعمل "ؿبمد‬
‫االختيارم اػباص بتحويل األفعاؿ اػباصة‪ ،‬كىذا القانوف هبيز "حذؼ‬ ‫اػبويل" القانوف التحويلي ً‬
‫أك تعويض بعض األفعاؿ اؼبتعدية مثل أفعاؿ اإلغراء كالتحذير ك ً‬
‫االستثناء‪ ،‬كإبقاء اؼبفعوؿ بو يف‬
‫العادة منصوبا بتأثًن الفعل احملذكؼ‪:‬‬

‫الوصف الرتكييب‪:‬‬

‫اًلزـ‬

‫‪ +‬اًسم‪.‬‬ ‫اًحذر‬

‫صبلة ‪ +‬أستثين‬

‫ينادم‬
‫‪ ...‬كىذا الوصف يتناكؿ تراكيب طبسة ىي اإلغراء‪ ،‬التحذير‪ً ،‬‬
‫ااالستثناء‪ ،‬اؼبفعوؿ معو كالنداء‬
‫‪144‬‬
‫التغًن الرتكييب‪:‬‬
‫ٌ‬
‫‪...‬‬

‫‪ +‬اًسم‪.‬‬ ‫‪ ،...‬إيٌاؾ ك‬

‫صبلة ‪ +‬إالٌ‬

‫(يا)‬

‫يف ىذا التغيًن حذفت (اًلزـ)‪ ،‬من اؼبمكن حذؼ (اًحذر) أك اًستبداؽبا ب(إيٌاؾ ك)‪ ،‬حذؼ‬
‫ربل ؿبلٌها (يا)"‪.1‬‬
‫أستثين كحلٌت ؿبلها إالٌ‪ ،‬حذفت (ينادم) كجاز أف ٌ‬
‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫ـ بو‪.‬‬ ‫ؼ(ؿبذكؼ‪ ،‬اًلزـ) ‪+‬فا (ؿبذكؼ) ‪+‬ـ بو‬

‫ٌأما التحذير ففي بنيتو العميقة وبتوم على الفعل األمر"اًحذر" كفاعلو كعلى اؼبفعوؿ بو للفعل‬
‫"اًحذر"‪ ،‬كيف السطحية على اؼبفعوؿ بو للفعل احملذكؼ "اًحذر"‪.‬‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫ـ بو‪.‬‬ ‫ؼ(ؿبذكؼ‪ ،‬اًحذر) ‪+‬فا (ؿبذكؼ) ‪+‬ـ‪.‬بو‬

‫ؿبمد اػبويل‪ ،‬ص‪.026،025‬‬


‫‪ .‬يراجع‪ :‬قواعد ربويلية للغة العربية‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪145‬‬
‫معوضا‬ ‫ً‬
‫ٌأما االستثناء فبنيتو العميقة ربتوم على الفعل أستثين‪ ،‬الذم وبذؼ يف البنية السطحية ٌ‬
‫(بإالٌ) ككمثاؿ عن ذلك‪ :‬كتب األكالد‪+‬أستثين‪+‬ظبًنا كتب األكالد ‪+‬إالٌ ‪ +‬ظبًنا‪.1‬‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫صبلة ‪ +‬إالٌ‪ +‬اًسم‪.‬‬ ‫صبلة ‪ +‬أستثين ‪ +‬اًسم‬

‫فأما الظٌاىر فعناصره ىي‪ :‬أداة النٌداء‬


‫ٌأما النداء فإ ٌف للمنادل كجهاف كجو ظاىر ككجو باطن‪ٌ ،‬‬
‫السطحيٌة‪ ،‬كأيضا اؼبنادل بدكف أداة (‪-‬أد ‪+‬منادل)‪،‬‬ ‫ً‬
‫كاالسم اؼبنادل كقولنا‪ :‬يا أضبد كىي البنية ٌ‬
‫بالضركرة كىي البنية العميقة‪.‬‬
‫ك ٌأما الباطن فعناصره ىي‪:‬الفعل "أنادم أك أدعو" كاؼبفعوؿ بو ٌ‬
‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية ‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫أداة ‪ +‬منادل(ـ بو)‪- /‬أداة ‪+‬منادل‪.‬‬ ‫ؼ(ينادم) ‪ +‬فا ‪ +‬مفعوؿ بو‬

‫السػطحيٌة ىػي تركيػب صبلػة إنشػائيٌة ٌأمػا العميقػة فهػي تركيػب صبلػة خبيٌػة‬
‫كما يبػدك ىهنػا أ ٌف البنيػة ٌ‬
‫تأملػػت لوجػػدت اغبقيقػػة اؼبعنويػػة كالنفسػػية اؼبعػػب عنهػػا بلفػػظ‬
‫ىػػذا مػػن النٌاحيػػة الببلغيٌػػة‪ ،‬فإنٌػػك "لػػو ٌ‬
‫اإلنشػاء غػًن اغبقيقػة اؼبعنويػة كالنفسػية اؼبع ٌػب عنهػػا بلفػظ اػبػب"‪ ،2‬كمعلػوـ أ ٌف اػبػب كاإلنشػاء أسػػلوباف‬
‫الرتكيب كمن حيث اؼبقصود أيضا‪ ،‬فعندما نقوؿ ‪" :‬يا أضبػد" فػنحن‬ ‫ببلغيٌاف ـبتلفاف سباما من حيث ٌ‬
‫أمػػاـ ـباطػػب كعبلقتنػػا بػػو مباشػػرة كلنػػا غػػرض يتجلٌػػى يف لفػػت اًنتباىػػو كىػػو طػػرؼ حػ ٌػي كإهبػػايب يف‬
‫الشخصيٌة بأنٌنا قػد ناديناىػا فهػو خػب لػذلك‬ ‫االتصاؿ‪ٌ ،‬أما قولنا ‪":‬أنادم أضبد" فهو إخبار عن ىذه ٌ‬ ‫ً‬

‫ؿبمد اػبويل‪ ،‬ص‪.027‬‬


‫‪ .‬قواعد ربويلية للغة العربية‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ . 2‬دالالت الرتكيب‪ ،‬ؿبمد أبو موسى‪ ،‬ص‪.226‬‬


‫‪146‬‬
‫فالبنيتاف ـبتلفتاف سباما من حيث اؼبقاصد‪،‬كقولك "اللهم اًرحم زيدا‪ ،‬دعاء منك لػو بالرضبػة‪ ،‬كقولػك‪:‬‬
‫لكن الرغبة ىنا أكثر إغباحا كأش ٌد تعلقا بالنفس‪ ،‬ككأّنا‬
‫رحم اهلل زيدا‪ ،‬دعاء منك لو بالرضبة أيضا‪ ،‬ك ٌ‬
‫‪1‬‬
‫ػؤدم‬
‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ػد‬‫ص‬‫اؼبقا‬ ‫غيًن‬‫ت‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫فإ‬ ‫ؽبذا‬ ‫ا‬‫دب‬
‫ٌ‬‫ر‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫لقوة إحاطتها بالقلب أكنبت ٌأّنا كقعت كأ ٌف اهلل قد نالو برضبتو"‬
‫ٌ‬
‫إىل تغيًن تركيب اعبملة بػٌن عمقهػا كسػطحها‪ ،‬كرٌدبػا أيضػا ؽبػذه األسػباب (النفسػية خاصػة) ال يبكػن‬
‫أحيانا تفسًن بعض األمػور النحويػة إذا بقينػا يف إطػار النحػو فقػط‪ ،‬أل ٌف النحػو لػيس ذا قواعػد علميػة‬
‫ػح القػػوؿ‪ -‬كالب ػ ٌد –إذا غابػػت غائب ػة‪ -‬مػػن‬
‫دقيقػػة كالرياضػػيات كالفيزيػػاء‪ ،‬فهػػو علػػم إنسػػاين –إف صػ ٌ‬
‫اًحتكاكو ببقية الركافد كالداللة كالببلغة‪...‬‬

‫إ ٌف كباتنا العرب القدامى يركف أ ٌف اؼبنادل مفعوؿ بو كإذا كاف األمر كذلك فهو يف زمرة‬
‫اؼبتممات‪ ،‬كإذا الحظنا صبلة "يا أضبد" فإنٌنا لن نستغين عن كلمة "أضبد" اؼبفعوؿ بو كىو ىنا نواة‬
‫ٌ‬
‫اعبملة بدكف مسند كمسند إليو‪ ،‬فالفعل كفاعلو اؼبسترت ؿبذكفاف كتقدير الفعل ىو"أنادم"‪" ،‬فأضبد"‬
‫ؿبل نصب مفعوؿ بو لفعل ؿبذكؼ تقديره أنادم‪ ،‬فهي صبلة‬ ‫الضم يف ٌ‬
‫تعرب ‪:‬منادل مبنيا على ٌ‬
‫ربتوم على متمم كأداة فقط‪ ،‬ك ىذا يعين أنٌو يبكن ً‬
‫االستغناء عن اؼبسند كاؼبسند إليو ظاىريا ال‬ ‫ٌ‬
‫باطنيٌا‪.‬‬

‫‪ِ /1‬‬
‫االســم المجرور‪:‬‬
‫االسم"‪ ،2‬كيعين ً‬
‫االسم‬ ‫لبلسم اجملركر قاعدة كما يرل ذلك "ميشاؿ زكريا" تسمى "ربويل نقل ً‬
‫ً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫االسم اجملركر إىل موقع ً‬
‫االبتداء كترؾ ضمًن يعود على ىذا‬ ‫اجملركر حبرؼ اعبر‪ ،‬كيكوف ذلك بنقل ً‬
‫ٌ‬
‫السابق ككمثاؿ عن ذلك‪:‬‬ ‫ً‬
‫االسم يف موقعو ٌ‬
‫البنية العميقة‪:‬‬

‫‪ . 1‬دالالت الرتكيب‪ ،‬ؿبمد أبو موسى‪ ،‬ص‪.226‬‬


‫‪ .2‬األلسنيٌة التٌوليدية‪ ،‬ميشاؿ زكريٌا‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪147‬‬
‫ذىب اؼبتعلٌم إىل اؼبدرسة‪.‬‬
‫االسم إىل موقع ً‬
‫االبتداء‪.‬‬ ‫ربويل نقل ً‬

‫اؼبدرسة ذىب اؼبتعلٌم إىل اؼبدرسة ‪.‬‬

‫[ ‪ +‬الضمًن ]‪.‬‬

‫السطحيٌة‪:‬‬
‫البنية ٌ‬
‫اؼبدرسة ذىب اؼبتعلٌم إليها‪.‬‬

‫إ ٌف ىذا التٌحويل ربويل غريب زبضع إليو اللٌغات األجنبيٌة كىو غًن كارد التٌطبيق على اللٌغة‬
‫العربية‪ ،‬فلم يرد يف اؼبؤلفات العربية إبعاد حرؼ اعبر عن ً‬
‫االسم اجملركر‪ ،‬كما ال هبوز الفصل بينهما‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يؤديانو‬
‫الرتكيب الواحد ال ينبغي فصلو‪ ،‬إضافة إىل ما ٌ‬
‫لذىاب التٌسمية "اعبار كاجملركر" فهما يشبهاف ٌ‬
‫معا من معاين ببلغية‪ ،‬كما أ ٌف فصلهما سيغًن من إعراب ً‬
‫االسم اجملركر ففي اعبملة يف أعبله‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اؼبدرسةى أك اؼبدرسةي يصبح اإلعراب‪ :‬مبتدأ أك مفعوال بو‪ ،‬كيقع يف ىذه اغبالة خلط أىو مبتدأ أـ‬
‫أم قاعدة قد رب ٌدد ذلك؟ أ ىي قاعدة اؼبعىن؟ كإف كاف‬
‫مفعوؿ بو كما الٌذم يبكنو أف وب ٌدد ذلك؟ ٌ‬
‫جارا كؾبركرا‪،‬‬
‫فلم ملٍ يبق األمر على حالو منذ البداية؟ أم كاف من األفضل أف يبقى ٌ‬
‫األمر كذلك ى‬
‫اعبار عن ؾبركره يوقعنا يف إشكاؿ اؼبعىن كإشكاؿ اإلعراب كإشكاؿ العامل‪ ،‬ىأك‬ ‫فتأخًن كفصل ٌ‬
‫االسم "؟ فإذا كانت ربدث‬ ‫ألّنا "ربدث صفة يف ً‬ ‫الصفات ٌ‬‫اعبر حركؼ ٌ‬
‫تسمى حركؼ ٌ‬ ‫ليست ٌ‬
‫الكرسي على الطٌاكلة‪،‬‬ ‫االسم ما بقيت ىناؾ صفة كذلك كقولنا‪:‬‬ ‫االسم كأبعدناىا عن ً‬‫صفة يف ً‬
‫ٌ‬
‫الكرسي عليها‪ ،‬فههنا يكوف‬
‫ٌ‬ ‫فحسب قاعدة التٌحويل للمؤلٌف تصبح اعبملة على النٌحو‪ :‬الطٌاكلة‬
‫الضمًن "ىا" الٌذم يعود على الطٌاكلة كال يبقى ىنا‬ ‫إحداث الصفة متأخرا عن ً‬
‫االسم موجودا يف ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ظ للببلغة‪.‬‬
‫حٌ‬

‫‪148‬‬
‫االبتداء (كمنو اػباص ً‬
‫باالسم اجملركر) لو‬ ‫االسم إىل موقع ً‬
‫كيرل‪"1‬ميشاؿ زكريا" أ ٌف إجراء ربويل ً‬
‫ٌ‬
‫الرجل اؼبدينة على حٌن غفلة‪،‬‬
‫الصباح كصبلة‪ :‬دخل ٌ‬ ‫الرجل إىل ٌ‬ ‫حدكد ففي بعض اعبمل مثل‪ :‬سهر ٌ‬
‫السبب ىو أ ٌف‬ ‫ً‬
‫الصباح كحٌن غفلة‪ ،‬ال يبكنهما اػبضوع ؽبذا التٌحويل‪ ،‬ذاكرا أ ٌف ٌ‬ ‫يقوؿ أ ٌف االظبٌن ٌ‬
‫اعبار كاجملركر بالفعل بصورة كثيقة على ح ٌد‬ ‫تباط‬‫ر‬‫اعبار كاجملركر قد اًبتعدا عن الفعل كأ ٌٍف البد من اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫قولو‪.‬‬

‫فقوؿ كهذا هبعل من ىذه القاعدة قاعدة شاذٌة‬


‫االستثناء ال ينفي ما قلنا من قبل‪ ،‬ه‬‫كبالطٌبع ىذا ً‬
‫جار كؾبركر لو عبلقة ك اًرتباط بالفعل إذ يقوؿ‬‫كل ٌ‬ ‫تطبٌق على أمثلة دكف أخرل‪ ،‬كما أ ٌف ٌ‬
‫االسم"‪ ،2‬فهي إذف ذات اًرتباط بالفعل ال ؿبالة كلٌها بدكف‬
‫ألّنا ذبر معىن الفعل إىل ً‬
‫يوطي"‪ٌ ٌ " :‬‬
‫"الس ٌ‬
‫ٌ‬
‫الضيٌقة فهي ليست بالقاعدة الكافية‬ ‫ً‬
‫استثناء‪ ،‬كإف كاف ؽبذه القاعدة "قاعدة التٌحويل" ىذه اغبدكد ٌ‬
‫لوصف اؼبكونات اللٌغوية العربية على األقل‪ ،‬خاصة كأ ٌف غبركؼ اعبر معاين ترتبط ً‬
‫باالسم كبالفعل‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أيضا مثل‪ :‬كتبت بالقلم‪ ،‬فالباء معناىا ً‬
‫االستعانة حيث ايستعٌن بالقلم من أجل الكتابة‪.‬‬

‫كيف اؼبقابل يسمي "مازف الوعر" اعبار كاجملركر باؼبقولة الكبل ك ٌأّنما ينقبلف معا حيث يقوؿ‪:‬‬
‫"إ ٌف الركنٌن اللغويٌن الفرعيٌن حرؼ اعبر كاًسم ً‬
‫االستفهاـ يف البنية العميقة نبا ركناف وبكماف من‬ ‫ٌ‬
‫خبلؿ اؼبقولة الكبل (أم اعبار كاجملركر)‪ ،‬كىكذا عندما تعمل القاعدة التحويلية على الركن‬
‫فإّنا هبب أف تنقل مقولة اعبار كاجملركر كلٌها كليس الركن ً‬
‫االستفهامي اؼبنضوم ربتها‪،‬‬ ‫االستفهامي ٌ‬ ‫ً‬
‫كإالٌ فإ ٌف الرتكيب سيكوف غًن كبوم"‪ ،3‬كيقصد باؼبقولة الكبل الطرفٌن معا اعبار كاجملركر‪ ،‬اللذين‬
‫يف فصلهما سيفقد الرتكيب كبويتو‪.‬‬

‫‪. 1‬يراجع‪ :‬األلسنية التوليدية كالتحويلية‪ ،‬ميشاؿ زكريا‪ ،‬ص‪.49‬‬


‫‪ .2‬نبع اؽبوامع‪ ،‬السيوطي‪ ،‬ص‪.330‬‬
‫‪ . 3‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.208‬‬
‫‪149‬‬
‫كما أنٌو يرل ؽبذا الرتكيب بنية عميقة فهو يشتمل على فعل ؿبذكؼ‪ ،‬كىو ما ذىب إليو النحاة‬
‫العرب القدماء يف فكرة التعلق (متعلق دبحذكؼ)‪ ،‬كىو فعل ؿبذكؼ يبثٌل "ثبلثة أفعاؿ كونية‪:‬‬
‫يكوف‪ ،‬يستقر‪ ،‬وبدث‪ ...‬إ ٌف اعبار كاجملركر‪ ،‬الظرؼ هبب أف تأخذ موضع الفعل احملذكؼ‪ ،‬كتعمل‬
‫بالضبط كما لو ٌأّنا ذلك الفعل احملذكؼ"‪ ،1‬كيبثل لبنيتو العميقة باؼبثاؿ‪:‬‬

‫"زيد يف الدار‪.‬‬

‫زيد (يكوف ىو) يف الدار"‪.2‬‬

‫كيعطي مثاال آخر دبخطط‪" :‬جاء رجل من اؼبدينة‪ ،‬كالتحويل‪:‬‬

‫من اؼبدينة جاء رجل‪.‬‬ ‫جاء من اؼبدينة رجل‬

‫إس‬ ‫إس‬

‫ـإ‬ ‫ؼ ـ‬ ‫ـإ‬ ‫ـ ؼ‬

‫اًسم ‪.‬‬ ‫فعل‬ ‫جار كؾبركر‬ ‫جار كؾبركر اًسم‬ ‫فعل‬

‫ككما ىو مشاىد‪ ...‬فإ ٌف الركن اللغوم ؼ(جار كؾبركر) يبكن نقلو ٌإما إىل يسار الفعل أك إىل‬
‫يبينو"‪.3‬‬

‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫‪ . 1‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر ‪ ،‬ص‪.040‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.042‬‬
‫‪ . 3‬يراجع‪ :‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.009‬‬
‫‪150‬‬
‫ـ ‪ +‬ـ إ ‪ +‬جار كؾبركر‪.‬‬ ‫ـ ‪ +‬ـ إ ‪( +‬وبدث) ‪+‬جار كؾبركر‪.‬‬

‫جار كؾبركر ‪ +‬ـ ‪ +‬ـ إ ‪.‬‬

‫‪/2‬المركب اإلضافي المتممي‪:‬‬

‫متمما ؿبضا‪ ،‬كىو يف بنيتو‬


‫ىو مركب يكوف أحيانا تابعا ألحد أركاف اإلسناد كأحيانا يكوف ٌ‬
‫اعبر غًن الظاىرة على سطح اعبملة‪ ،‬فهذا اؼبركب‬
‫يتكوف من حركؼ خفية ىي حركؼ ٌ‬ ‫العميقة ٌ‬
‫جر الثٌاين أبدا كبو‪ :‬ىذا كتاب التٌلميذ‪...‬‬ ‫توجب‬ ‫ر‬ ‫اعب‬ ‫حرؼ‬ ‫تقدير‬ ‫على‬ ‫ظبٌن‬‫ىو "نسبة بٌن اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫األكؿ مضافا كالثٌاين مضافا إليو"‪ ،1‬فاؼبضاؼ كاؼبضاؼ إليو نبا إذف اًظباف بينهما حرؼ‬
‫كيسمى ٌ‬
‫ٌ‬
‫خز"‪،2‬‬
‫بتقديرمن كبو‪ :‬ثوب من ٌ‬
‫ٍ‬ ‫جر مق ٌد ور‪ٌ ،‬أما ىذه اغبركؼ فهي‪" :‬البلٌـ كبو‪:‬غبلـ لزيد‪ ،‬كالثاين‬
‫ٌ‬
‫كهبذا فإ ٌف قولنا‪" :‬ذىبت إىل منزؿ الرجل" أصلها حسب كباتنا القدامى ذىبت إىل منزؿ للرجل"‬
‫جار كؾبركر كتلك ىي بنيتو العميقة ك ٌأما السطحية فبل كجود ؽبذه اغبركؼ فيها‪:‬‬
‫ككأنٌو ٌ‬
‫اعبملة‬ ‫التٌمثيل البياين ‪:‬‬

‫التٌحويلية ‪.‬‬ ‫التٌوليديٌة‬

‫ـ ‪ +‬ـ إليو ‪ +‬مضاؼ إليو‪.‬‬ ‫جر ‪ +‬مضاؼ إليو‬


‫ـ ‪+‬ـ إليو ‪+‬حرؼ ٌ‬
‫ج‪-‬نائب الفاعل أ هو عمدة أم متمّم؟‪:‬‬

‫فبٌا يثًن التٌفكًن قضيٌة نائب الفاعل كفيما سيلي توضيح ؽبا يقوؿ صاحب األسرار عن الفاعل يف‬
‫سم الفاعل؟ قيل أل ٌف العناية قد تكوف بذكر اؼبفعوؿ‬
‫شكل سؤاؿ كجواب ‪":‬إ ٍف قاؿ قائل‪ :‬مل ملٍ يي َّ‬
‫كما تكوف بذكر الفاعل قد تكوف للجهل بالفاعل‪ ،‬ك قد تكوف باإلهباز ك ً‬
‫االختصار كغًن ذلك‪،‬‬

‫‪ .1‬جامع ال ٌدركس العربيٌة‪ ،‬الغبلييين‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.057‬‬


‫‪ . 2‬شرح الدركس يف النحو‪ ،‬اًبن الدىاف‪ ،‬ص‪.292‬‬
‫‪151‬‬
‫ألّنم ؼبا حذفوا الفاعل أقاموا اؼبفعوؿ مقامو‬
‫سم فاعلو مرفوعو؟ قيل ٌ‬‫ٌ‬ ‫فلم كاف ما ملٍ ي‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫فإ ٍف قيل‪:‬‬
‫ٌ‬
‫يسم فاعلو نائب الفاعل‪.‬‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫دب‬ ‫اؼبقصود‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫"‬‫إليو‬ ‫الفعل‬ ‫بإسناد‬ ‫تفع‬‫ر‬ ‫فاً‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫رس" فإنٌنا قبد‬‫د‬‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫كإذا نظرنا إىل نائب الفاعل جيدا يف صبلة فعلها مبين للمجهوؿ مثل‪ ":‬يكتً‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أ ٌف ٌأكؿ شيء ىو بناء الفعل للمجهوؿ ال للمعلوـ‪ ،‬كبالتٌايل فاجملهوؿ ىنا ىو الفاعل كلكن‬
‫حقيقي قاـ بالفعل يكتب‪ ،‬حيث ىناؾ قياـ‬
‫ٌ‬ ‫غياب الفاعل "كموجود لفظي" ال يعين غيابو كفاعل‬
‫بفعل الكتابة‪ ،‬كإٌمبا اجملهوؿ ىو ىويٌة الفاعل أ ىو كلد‪ ،‬بنت‪ ،‬شيخ‪ ،‬رجل؟ ككوف ال ٌدرس ينوب‬
‫بكل ما يقوـ بو من ناب‬
‫عن اؼبفعوؿ فهو أمر غًن معقوؿ من النٌاحية الفكريٌة أل ٌف النٌائب يقوـ ٌ‬
‫عنو‪ ،‬كالنٌائب يكوف ذا كظيفة مؤقٌتة هبذه النٌيابة‪ ،‬كعلى ىذا ً‬
‫االتٌفاؽ فإنٌو بعودتنا إىل اعبملة‪:‬‬
‫رس‪ ،‬قد قاـ بفعل الكتابة بالنٌيابة‪ ،‬كىو األمر الٌذم ملٍ وبصل‪،‬‬ ‫يكتب ال ٌدرس‪ ،‬يكوف ال ٌد ي‬
‫ب عن الولد بالكتابة ‪ -‬كال كتب يف حياتو كلٌها كلن يكتب يف يوـ من األيٌاـ–‬‫ؼ"ال ٌدرس" ملٍ يني ٍ‬
‫كإٌمبا النٌيابة كانت يف شيئ كاحد فقط كىو اغبركة اإلعرابيٌة حيث أخذ اؼبفعوؿ بو سابقا حركة‬
‫تغًن يف الوظائف (اًختفاء‬
‫الفاعل اجملهوؿ‪ ،‬كلبس شكلو مستغنيا عن حركتو "الفتحة"‪ ،‬لوجود ٌ‬
‫كل األحواؿ مفعوؿ بو قد كقع عليو فعل‬
‫الفاعل)‪ ،‬ؼ "ال ٌدرس" ليس الفاعل اغبقيقي فهو يف ٌ‬
‫بغض النٌظر عن حركتو الٌيت تيع ٌد حركة نيابيّة عن الفاعل على أساس‬
‫الكتابة من حيث اؼبعىن‪ٌ ،‬‬
‫أنٌو ذىب (الفاعل) كترؾ شيئا من أثره‪ ،‬كىذا يقودنا أل ٍف نقوؿ بأ ٌف نائب الفاعل الٌذم طاؼبا‬
‫عهدناه كذلك ىو مفعوؿ بو مرفوع بالنٌيابة الظٌاىرة‪.‬‬

‫اؼبتممات‪ ،‬كفبٌا قد يزيد‬


‫ىذا ما هبعلنا نفكر يف أ ٌف نائب الفاعل ليس عمد نة‪ ،‬كإٌمبا ييصنٌف إىل ٌ‬
‫ب فهي مفهومة كاإلسناد فيها ؿب ٌقق‪ ،‬كلئن كاف نائب الفاعل‬ ‫ض ًر ى‬
‫األمر تأكيدا اعبملة اآلتية ‪ :‬ي‬
‫مسندا ؼبا ايستيغين عنو مع سباـ البؤرة كتوافرىا‪.‬‬

‫‪ .1‬أسرار العربيٌة‪ ،‬اًبن األنبارم‪ ،‬ص‪.89،88‬‬


‫‪152‬‬
‫األنبارم يف قضيٌة نائب الفاعل ففيو مقاؿ؛ حيث يقوؿ‪ :‬قيل أل ٌف الفعل‬ ‫بن‬‫كأما اًحتجاج اً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الب ٌد لو من فاعل لئبلٌ يبقى الفعل حديثا عن غًن ؿب ٌدث عنو"‪ ،1‬فهو كبلـ فيو نظر‪ ،‬فقولنا‬
‫رب" الفاعل ىهنا –أيضا‪ -‬مسترت غًن‬
‫"ض ى‬
‫ب" الفاعل ىهنا مسترت غًن ظاىر‪ ،‬ككذلك قولنا ي‬
‫"ضىر ى‬
‫ى‬
‫"ضرب" كالفاعل ضمًن مسترت تقديره ىو؛ أ ٍف يقاؿ أيضا‬
‫ظاىر‪ ،‬فكاف من باب أكىل كما قيل يف ى‬
‫"ضرب" كالفاعل ضمًن مسترت تقديره ىو‪ ،‬ذلك أ ٌف فعل "الضٍَّرب" يف كليهما كاف كاقعا‬ ‫يف ي‬
‫كحادثا كيف كليهما الفعل حديث عن غًن ؿب ٌدث عنو على ح ٌد قوؿ "اًبن األنبارم"‪ ،‬فالفعل قد‬
‫أم فاعل‪ ،‬فالفاعل إذ ٍف‬ ‫ً‬
‫كقع ال ؿبالة كدبا أنٌو كقع فبل يبكن أ ٍف يكوف ق ٍد كقع إالٌ من يموق وع لو ٍ‬
‫موجود كلكنٌو مسترت‪.‬‬

‫َثٌ إ ٌف تعليلو لفكرة حلوؿ اؼبفعوؿ بو مكاف الفاعل ربتاج إىل كثًن من ال ٌرتٌكوبيث يقوؿ‪" :‬فإ ٍف‬
‫قيل كيف يقاـ اؼبفعوؿ مقاـ الفاعل كىو ض ٌده يف اؼبعىن؟ قيل ‪:‬ىذا غريب يف ً‬
‫االستعماؿ‪ ،‬فإنٌو‬
‫كظبٌ ىي زيد فاعبل كملٍ يوبدث بنفسو اؼبوت‪ ،‬كىو اؼبفعوؿ يف اؼبعىن جاز‬
‫إذا جاز أ ٍف يقاؿ‪:‬مات زيد ي‬
‫أ ٍف يقاـ اؼبفعوؿ ىهنا مقاـ الفاعل"‪ ،2‬كيف تعليق على ذلك فإنٌنا نبلحظ أمريػن‪:‬‬

‫متضاداف يف اؼبعىن كلكنٌو مع ىذا يعلٌل‬


‫ٌ‬ ‫ّأوال‪ :‬إقرار كاًعرتاؼ "اًبن األنبارم" بأ ٌف الفاعل كاؼبفعوؿ‬
‫لذلك‪.‬‬

‫مرة أخرل يف كبونا‪ ،‬كهبعلنا يًقب ُّد العزـ على‬ ‫ً‬


‫ثانيا‪ :‬إ ٌف قوال كهذا كاعرتافا كهذا هبعلنا نعيد التٌفكًن ٌ‬
‫الرتكيب كال ٌداللة‪ ،‬فبل نغلٌب ىذا على ذاؾ كال ذاؾ على ىذا‪ ،‬كإف كاف قولو أ ٌف‬
‫أ ٍف نوافق ما بٌن ٌ‬
‫ليجوز نائب الفاعل‪ ،‬فلماذا ال ييتحدَّث عن النداء؟‬
‫زيدا مل وبدث لنفسو اؼبوت هبعلو جائزا فقط ٌ‬
‫فقولنا‪ :‬يا برؽ‪ ،‬يا شعر اؼبفركض أنٌو ليس منادل ألنٌو غًن حقيقي كمع ذلك فليس فيو حديث‪،‬‬

‫‪ .1‬أسرار العربيٌة‪ ،‬اًبن األنبارم‪ ،‬ص‪.89‬‬


‫‪ . 2‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ص‪.89،88‬‬
‫‪153‬‬
‫ذلك أ ٌف كجو ىذا كذاؾ ببلغي‪ ،‬كاؼببلحظ أ ٌف تعليل "اًبن األنبارم" كغًنه من النٌحاة ليس‬
‫طقي العقبلينٌ اؼبراعي للمعىن كال لوظيفة الفاعل كاؼبفعوؿ‪ ،‬كإٌمبا تبيره طاؿ ال ٌرتكيب‬
‫بالتٌعليل اؼبن ٌ‬
‫فلم يكن لو‬‫الض ٌمة على اؼبفعوؿ بو)‪ٌ ،‬أما اؼبعىن ٍ‬
‫فقط‪ ،‬فنظره كاف مرٌكزا على اغبركة اإلعرابيٌة ( ٌ‬
‫ظ منو‪ ،‬ىذا كيبدك أ ٌف تعليلو كاف ىركبا منو لعدـ كجود ما ييقنع بو‪ ،‬فلجأ يف‬
‫عنده أك عند غًنه ح ٌ‬
‫تعليل ما ليس يقنع إىل ما ليس مقنعا يف األصلن حيث جعل ىو كغًنه اؼبفعوؿ بو (فضلة‪-‬‬
‫ب فاعل (مسند إليو حسب القدماء)‪ ،‬ك ٌأما اًستعمالو ؼبثاؿ ‪":‬مات زيد" كؿباكلة‬ ‫متمم) نائ ى‬
‫ٌ‬
‫قر يف ثنايا الكبلـ بأنٌو أمر ىبالف اؼبعىن كلكن جرت العادة على أ ٍف يؤخذ‬ ‫ً‬
‫احتجاجو بو مع أنٌو يي ُّ‬
‫كل ذلك ييلزمنا إعادة النٌظر يف مثل ىذه األكباءكالقاعدة تقوؿ‪" :‬ما بهين على باطل فهو‬
‫كذلك‪ٌ ،‬‬
‫باطل"‪ ،‬فإذا كاف مثاؿ‪":‬مات زيد" باطبل فكيف يكوف ما ييبىن عليو؟ إنٌو أعمق بطبلنا‪ ،‬كما‬
‫يبلحظ ٌأّنا أكباء تباعد تركيبها عن داللتها‪.‬‬

‫لد" رأينا أ ٌّنما متشاهبتاف من حيث‬


‫"ضرب الو ي‬
‫رب الو ىلد" ك ي‬
‫ض ى‬‫َثٌ إنٌنا إذا أخذنا صبلتٌن مثل‪ ":‬ى‬
‫الضارب للولد‬
‫لكن ٌ‬
‫الضٍرب كيف كلتيهما كاف اؼبضركب ىو الولد‪ ،‬ك ٌ‬
‫اؼبعىن ففي كلتيهما كقع فعل ٌ‬
‫ليس معركفا فهو ؾبهوؿ يف كبل اؼبثالٌن‪ ،‬غًن معركؼ‪ ،‬كعندما يتح ٌدثوف عن الفعل اؼببين‬
‫للمجهوؿ يقولوف‪" :‬إذا كنت تعلم الٌذم أحدث الفعل أك قاـ بو كمل يتعلٌق غرضك بأ ٍف ربذؼ‬
‫لسبب من األسباب فإنٌك تذكر ىذا الفعل كتنسبو إىل من أكجده أك اًتٌصف بو على اغبقيقة‬
‫يسمى‬
‫تغًن يف صورتو الٌيت كرد عليها يف العربيٌة ك ٌ‬
‫كرب ٌدث بذلك اغبدث عن صاحبو دكف أ ٍف ٌ‬
‫الفعل – و‬
‫حينئذ‪ -‬مبنيٌا للمعلوـ أك مبنيٌا للفاعل كبو‪ :‬فهم عل ٌي درسو كخرج ؿبمود من ال ٌدار"‪،1‬‬
‫أم غًن معركؼ‬
‫فالبناء للمعلوـ كللمجهوؿ حسب التٌعريف ليس مرتبطا بكوف الفاعل ؾبهوال ٍ‬

‫ؿبمد ؿبي ال ٌدين عبد اغبميد‪ ،‬اؼبكتبة العصريٌة صيدا بًنكت‪0995‬ـ‪ ،‬ص‪. 209‬‬
‫‪ .‬دركس يف التٌصريف‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪154‬‬
‫كإٌمبا بكونو غًن مذكورفقولنا‪ :‬بيسطت األرض‪ ،‬فاعلها ليس ؾبهوال فهو اهلل سبحانو كإٌمبا ىو ىنا‬
‫مبين للمجهوؿ ىو فاعل غًن مذكور فهذا ييلزمنا أ ٍف‬
‫غًن مذكور‪ ،‬كدبا أ ٌف الفاعل يف صبلة فعلها ٌ‬
‫"ضرب الو ىلد" الٌيت فاعلها غًن‬
‫نعربو ضمًنا مسترتا تقديره ىو‪ ،‬حيث إنٌنا نفعل ذلك يف صبلة ى‬
‫(الض ٌمة) الٌيت ٌلونت آخر‬
‫مذكور حيث تساكت اؼبعطيات يف كلتا اعبملتٌن ما عدا فرؽ يف اغبركة ٌ‬
‫أم‬
‫ضرب‪ ،‬فاؼببلحظ أ ٌف اإلشكاؿ ىنا يف البناء ٍ‬
‫ربوؿ إىل ي‬
‫"الولد" كيف الشكل كالبناء الٌذم ٌ‬
‫الرتكيب‪ ،‬كليس يف اؼبعىن أل ٌف اؼبعىن –تقريبا‪ -‬كاحد‪ ،‬ففي كلتيهما تٌ ٌ‬
‫الضرب ككقع على الولد من‬ ‫ٌ‬
‫تغًن اؼبعىن‪.‬‬
‫الرتكيب ال يقود دائما إىل ٌ‬
‫تغًن ٌ‬
‫فاعل غًن ظاىر كغًن مذكور‪ ،‬ما هبعلنا نقوؿ أ ٌف ٌ‬
‫َثٌ إ ٌف صبلة مثل‪ :‬دافع دفاعا مستميتا‪ ،‬فإ ٌف كلمة دفاعا تعرب مفعوال مطلقا‪ ،‬كلكن عندما‬
‫يتحوؿ إعراب "دفاعه" من مفعوؿ مطلق إىل نائب‬
‫مستميت‪ٌ ،‬‬
‫ه‬ ‫يبىن الفعل للمجهوؿ‪ :‬يدكفع دفاعه‬
‫توىل اؼبفعوؿ‬
‫فاعل‪ ،‬كقد ترٌكز الفكر على أ ٌف الٌذم ينوب عن الفاعل ىو اؼبفعوؿ بو‪ ،‬فكيف ٌ‬
‫اؼبطلق ىذه النٌيابة كأين ذىبت داللة اؼبفعوؿ اؼبطلق ككظيفتو يف اعبملة اؼببنيٌة للمجهوؿ؟ كىناؾ‬
‫شيء آخر أيضا‪ :‬األفعاؿ البلٌزمة الٌيت ليس ؽبا مفاعيل مثل‪ :‬دخل كخرج كجاء‪ ،‬فعند بنائها‬
‫كخرج منو كجيءى بو‪ ،‬كإ ٍف كاف األمر كما قاؿ ً"ابن األنبارم" أنٌو الب ٌد‬ ‫ً‬
‫للمجهوؿ تصبح‪ :‬يدخل بو ي‬
‫من فاعل لئبلٌ يبقى الفعل حديثا عن غًن ؿب ٌدث عنو فإذا يحذؼ الفاعل ناب عنو اؼبفعوؿ‪،‬‬
‫فهذه اعبمل اؼببنيٌة للمجهوؿ – حسب تعريفو‪ -‬تفتقر للفاعل كاؼبفعوؿ‪ ،‬فكيف يبكن إهباد‬
‫تعليل لذلك؟ إ ٌف مثل ىذه اعبمل ىو الٌذم يبيح لنا أ ٍف نقوؿ بأ ٌف الفاعل فيها ضمًن مسترت؛ كإ ٍف‬
‫لتغًن بناء‬
‫تغًنت حركتو ٌ‬
‫ضمة فبل بأس فهو يبقى مفعوال كلكن ٌ‬
‫كاف ىناؾ مفعوؿ قد أصابتو ٌ‬
‫عما كانت عليو‪.‬‬
‫كربوؽبا ٌ‬
‫اعبملة ٌ‬
‫كمن ذلك أيضا أ ٌف أحكاـ نائب الفاعل "زبتلف عن أحكاـ اؼبفعوؿ بو‪ ،‬فيعطى ما كاف‬
‫التأخر عن رافعو أم فعلو‪ ،‬كعدـ جواز حذفو‪ ،‬كأنٌو إذا تق ٌدـ‬
‫للفاعل من لزكـ الرفع‪ ،‬ككجوب ٌ‬

‫‪155‬‬
‫على فعلو صار مبتدأ"‪ ،1‬فالنحاة هبذه األحكاـ جعلوا نائب الفاعل أم اؼبفعوؿ فاعبل حقيقيا‪،‬‬
‫يقر بأ ٌف "الفاعل حذؼ‪ ،‬فصار اؼبفعوؿ بو نائب فاعل‪ ،‬كلكنٌو بقي‬
‫كمن جهة أخرل ىناؾ من ٌ‬
‫كتقمص شخصيٌتو"‪ ،2‬كىو اًعرتاؼ بأ ٌف‬
‫ٌ‬ ‫الرغم من أنٌو أخذ صبلحيات الفاعل بل‬‫مفعوال بو على ٌ‬
‫متمم‪.‬‬
‫نائب الفاعل مفعوؿ بو أم أ ٌف نائب الفاعل ليس من الرتكيب اإلسنادم بل ٌ‬
‫متممات بدون ركائز إسناديّة‪:‬‬
‫د‪ّ -‬‬
‫الرتكيب‬
‫متمات قبدىا يف اعبمل تفتقر إىل اؼبسند كاؼبسند إليو الٌذم ال يكوف يف ٌ‬
‫ىناؾ ٌ‬
‫الظٌاىرم‪ ،‬كقد سبق توضيح أحدىا كالٌذم سبثٌل يف اؼبنادل كمن ذلك أيضا اؼبفعوؿ اؼبطلق الٌذم‬
‫يحذؼ عاملو كقولنا‪ :‬ضبدا‪ ،‬صبا‪ ،‬شكرا ‪...‬‬

‫كلكن ما يبكن أف يقاؿ ىو أ ٌف "ما ظبٌي اإلسناد األساس كأقيم عليو ربديد مصطلح عيمد‬
‫تكوف صببل‪ ،‬قد ال يكفي لتحقيق مفهوـ اعبملة اليت يشرتط ؽبا سباـ الفائدة كحسن السكوت‬‫ٌ‬
‫يتم كوبسن السكوت عليو دكف رب ٌقق اإلسناد بٌن عمدتٌن يف اعبملة‬
‫عليها‪ ،‬كما أ ٌف اؼبعىن قد ٌ‬
‫ً‬
‫االظبية أك بٌن ركين اعبملة الفعلية"‪ ،3‬فما نبلحظو يف اعبمل السابقة إضمار العامل (أضبد‪،‬‬
‫أصب‪ ،‬أشكر)‪ ،‬كىذا العامل فيو اؼبسند كاؼبسند إليو (الفعل كالفاعل)‪ ،‬كقد يحذفا معا كبقي‬
‫اىرم ال ترتكز على مسند كمسند إليو ك ٌأما‬
‫(اؼبتمم)‪ ،‬فاعبملة من حيث تركيبها الظٌ ٌ‬
‫اؼبفعوؿ اؼبطلق ٌ‬
‫متمم‪.‬‬
‫الباطين أم بنيتها العميقة فهي‪ :‬ـ ‪ +‬ـ إليو ‪ٌ +‬‬
‫ٌ‬ ‫تركيبها‬

‫‪ . 1‬النحو الشايف‪ ،‬ؿبمد حسين مغالسة‪ ،‬مؤسسة الرسالة ص‪.050‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪ . 3‬اؼبصطلح النحوم‪ ،‬أضبد عبد العظيم‪ ،‬ص‪.065‬‬
‫‪156‬‬
‫متمم‪ ،‬كاألمر نفسو يقاؿ عن أساليب اإلغراء‬‫متمم = ٌ‬ ‫السطحيٌة ىي‪ - :‬ـ – ـ إليو ‪ٌ +‬‬‫كالبنية ٌ‬
‫كالتحذير ك ً‬
‫االختصاص فهي أساليب تتوافر على اؼبفاعيل ذات األفعاؿ احملذكفة فقط كأفعاؽبا ىذه‬
‫ىي عواملها‪.‬‬

‫"يبر النحاة يف األبواب‬


‫كقد قيل إ ٌف صبلة بدكف مسند كمسند إليو غًن قائمة بذاهتا‪ ،‬فكيف ٌ‬
‫اليت ظبيت فضبلت حديثهم عن كجوب ذكر تلك الفضبلت يف اعبملة‪ ،‬كعدـ سباـ اؼبعىن بدكّنا‬
‫كىم الذين خصوا العمد بوجوب ال ٌذكر‪ ،‬كالفضبلت ً‬
‫باالستغناء عنها كعدـ ضركرهتا لتحقيق معىن‬ ‫ٌ‬
‫اعبملة اليت تقتضي سباـ اؼبعىن كحسن السكوت‪ ،‬كيبز ىذا القصور يف تعريف مصطلحي عمدة‬
‫‪1‬‬
‫بالرغم من أ ٌف عاملها ؿبذكؼ (‬
‫ٌ‬ ‫بذاهتا‬ ‫قائمة‬ ‫كىي‬ ‫‪،‬‬‫معىن‬ ‫أقامت‬ ‫اهتا‬
‫و‬ ‫أخ‬
‫ك‬ ‫ضبدا‬ ‫لكن‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫كفضلة"‬
‫اؼبتممات قد تكوف يف حاالت كهذه نقاط اًرتكاز‪ ،‬كال‬‫‪ -‬ـ – ـ إليو ) غًن ظاىر‪ ،‬ما يعين أ ٌف ٌ‬
‫اؼبتمم يزيد من طوؿ اعبملة يبينا كيسارا كىو‬
‫متمما يف ىذه اغباالت على أساس أ ٌف ٌ‬ ‫تصبح ٌ‬
‫اؼبتممات قد‬
‫توسيع ؽبا‪ ،‬كيف ىذه اعبمل ىو نفسو الٌذم صنع اعبملة مكتفيا بذاتو‪ ،‬ما يعين أ ٌف ٌ‬
‫هبرنا إىل القوؿ أ ٌف "اؼبعىن" ىو‬ ‫الشكل إىل البؤرة (ـ ‪ +‬ـ إليو)‪ ،‬كىذا قد ٌ‬ ‫ال ربتاج من حيث ٌ‬
‫الصانع كالنٌحو أك الببلغة أك غًننبا ىي صناعتو‪ ،‬كالب ٌد من إيبلئو األنبٌيٌة القصول فلواله ؼبا سب ٌكنا‬
‫ٌ‬
‫السطحيٌة للجمل‪.‬‬ ‫ً‬
‫من اكتشاؼ البىن العميقة ك ٌ‬
‫كىذا يقودنا إىل القوؿ بأ ٌف اعبملة قد ال ربتاج إىل مسند كمسند إليو ‪ -‬كما يف ىذه اغباالت–‬
‫إذا كاف اؼبعىن قائما‪.‬‬

‫المتممات في اللّغة العربيّة ‪:‬‬


‫ه‪ -‬سبب كثرة ّ‬
‫إ ٌف لكثرة اؼبتممات يف اللغة العربية أسبابا نذكر منها‪:‬‬
‫‪ . 1‬اؼبصطلح النحوم‪ ،‬أضبد عبد العظيم ‪ ،‬ص‪.067‬‬
‫‪157‬‬
‫* كجود "مبطٌن للجملة العربية فعلي كاًظبي‪ٌ ،‬أما القوؿ بوجود بنية كاحدة ىي الفعلية‪ ،‬فخبلؼ‬
‫خصائص العربية كخبلؼ ما كشفو النحاة يف ذبليات ً‬
‫االستعماؿ من كجود مبطٌن وبققاف أداءات‬
‫ـبتلفة"‪ ،1‬أم أ ٌف كجود النمطٌن يع ٌدد من العمل اللغوم كيفسح للغة أف تتحرؾ يف األداء كما‬
‫االظبي فيو نوعاف ‪ :‬اًسم ‪+‬فعل‪ /‬كاًسم ‪+‬اًسم‪.‬‬
‫ربب‪ ،‬باإلضافة فإ ٌف مبط اعبملة ً‬
‫ٌ‬
‫* كثرة العوامل‪ :‬أظباء‪ ،‬أفعاؿ‪ ،‬أدكات‪ ،‬أظباء أفعاؿ حيث ىي "بنية النظرية اللسانية العربية"‪،2‬‬
‫حيث يبكن القوؿ ٌأّنا ظاىرة زبتص هبا العربية‪.‬‬

‫*الوظائف اليت تؤديها اؼبتممات‪ :‬تركيبية‪ ،‬داللية‪...‬‬

‫* الرغبة يف التوضيح‪ ،‬اإلبانة كالتبيٌن‪.‬‬

‫* اًتساع اؼبعاين‪ :‬اغباؿ‪ ،‬الوصف‪ ،‬التمييز‪...‬‬


‫* ظاىرة ً‬
‫االشتغاؿ اليت تعمل على تغيًن الوظيفة النحوية للكلمة اليت تتق ٌدمها (اإلعراب)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ألّنا طريقة لوالدة‬
‫* ظاىرة التقدمي كالتأخًن حيث "قضية الرتبة مسألة مركزية يف اعبملة العربية" ٌ‬
‫صبل جديدة‪.‬‬

‫إ ٌف متممات اللٌغة العربية خاضعة لعوامل كىي كثًنة من أظباء كأفعاؿ كأدكات‪،‬كىي تابعة ٌإما‬
‫عبمل اًظبية أك فعلية كلذلك فإ ٌف كجود مبطٌن أك أكثر من اعبمل يف اللغة العربية قد أفرز كثًنا من‬
‫اؼبتممات باًعتبار تع ٌدد العوامل‪ ،‬يف حٌن يف كثًن من اللغات األخرل ال يوجد إالٌ مبط صبلي‬
‫كاحد‪ :‬فاعل‪ +‬فعل‪ ...‬فقلٌت بذلك العوامل كبالتايل فاؼبتممات قليلة عندىا‪ ،‬ككثرة اؼبتممات‬
‫تؤٌكد كجود النمطٌن يف اللغة العربية خبلفا إىل ما يراه أغلب احملدثٌن يف أ ٌف ىناؾ مبطا كاحدا يف‬

‫‪ . 1‬دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬عبد اغبميد السيد‪ ،‬ص‪.092‬‬


‫‪ . 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫‪ . 3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.092‬‬
‫‪158‬‬
‫العربية ىو مبط اعبملة الفعلية كىذه اؼبوجودات اللغوية‪" :‬تولد ضربا من الوظائف الداللية حبكم‬
‫يكوف كيانا قائما بذاتو متصبل حلقاتو"‪ ،1‬فهذه قد تكوف بعض‬ ‫متصبل‬ ‫انا‬
‫رت‬‫ق‬‫اًقرتاّنا بقيم معنوية اً‬
‫ٌ‬
‫أسباب كثرة اؼبتممات‪.‬‬

‫و‪ -‬الهدف من البنية العميقة والسطحية‪:‬‬

‫إ ٌف اؽبدؼ من البنية العميقة يتجلٌى يف معرفة ترتيب الكلمات كموقعها األصلي يف اعبملة‬
‫كمن خبلؽبا تتح ٌدد أمباط اعبمل‪ ،‬كما ٌأّنا تعمل على توضيح العامل ظاىرا كاف أكمضمرا‪،‬‬
‫باإلضافة إىل أّنا توضح غياب عناصر كحضور أخرل ؿب ٌددة النمط األصلي للجملة‪ ،‬إىل جانب‬
‫توضيح بعض األمور اػباصة بالببلغة (أسلوب خبم‪ ،‬إنشائي‪ ،)...‬كما ؽبا عبلقة خباصية‬
‫لتوسع من النحو‬
‫اغبذؼ كالذكر‪ٌ ،‬أما البنية السطحية فإّنا تعدد من اعبمل كزبلق صببل جديدة ٌ‬
‫كالببلغة‪.‬‬

‫ز‪-‬بعض النّتائج حول خصائص اللّغة العربيّة ‪:‬‬

‫تتميٌز اللٌغة العربيٌة خبصائص قد ال تكوف يف عديد من اللٌغات‪:‬‬

‫‪ /0‬فكرة العامل‪ :‬حيث ىو "بنية النظرية اللسانية العربية"‪،1‬ىذه الفكرة الٌيت قد ال تكوف يف غًنىا‬
‫للزمن اؼبرافق‬
‫كل معموؿ فاؼبفعوؿ ألجلو للعلٌة كاغباؿ ٌ‬
‫كللعامل شركط تلك الٌيت تعود إىل خصائص ٌ‬
‫للهيئة كىكذا‪.‬‬

‫‪ .1‬دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬عبد اغبميد السيد‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪159‬‬
‫الرتب‪.‬‬
‫‪ /2‬النٌحو كسيلة اؼبعىن إلبراز اؼبعاين كاؼبعىن ـبزف النٌحو لتوليد الوظائف ك ٌ‬
‫‪ /3‬اًختبلؼ العربية عن غًنىا فإ ٌف "اغباجة إىل اؼبفاىيم الرتكيبية العربية إٌمبا أتت من خبلؿ الضوابط‬
‫النحوية كالداللية اؼبفركضة على الرتاكيب العربية‪ ،‬كاليت زبتلف إىل ح ٌد ما عن الضوابط العاؼبية"‪،2‬‬
‫متفرد حبيث ال يبكن أف وبتويها النحو العاؼبي‪.‬‬
‫فرتكيب العربية ٌ‬
‫‪ /4‬ىناؾ خاصية يبكن تسميتها خباصية ً‬
‫ض ًرب ك ي‬
‫أضرب فالفعل وبمل يف نفسو كيف‬ ‫االندماج مثل‪ :‬ي‬ ‫ٌٌ‬ ‫ٌٌ‬
‫تركيبو الفاعل كقد وبمل اؼبفعوؿ بو مثل‪ :‬يتعبين‪ ،‬يف حٌن أ ٌف غًنىا فاعلو أك مفعولو ضمًن أك اًسم‬
‫الرتكيب كيف لغتنا يوجد اًتصاؿ كاًندماج(أكلتو‪ ،‬دخلنا‬ ‫ً‬
‫ظاىر كالفعل كالفاعل أك غًنه يف انفصاؿ يف ٌ‬
‫‪.)...‬‬

‫ريف فللفعل كتب كاًسم الفاعل كاتب‪ ،‬كزف كلكن ليس للفعل‬ ‫لص ٌ‬
‫تفرد اللٌغة العربيٌة باؼبيزاف ا ٌ‬
‫‪ٌ /5‬‬
‫(‪ )ecrire‬أك اًسم الفاعل(‪ )ecrivin‬كزف كال حّت تسمية اًسم الفاعل ىذه لعدـ كجود اؼبيزاف‪ ،‬فقد‬
‫أك‬ ‫"كثرت أبنيتها ككاف لكثًن من تلك األبنية معاف خاصة ربملها يف ذاهتا من غًن أف تسند‬
‫تضاؼ"‪ ،3‬فالكلمات يف الفصحى ترتدم الثٌوب الٌذم تشاء‪.‬‬
‫االشتقاؽ فاللغة العربية سبتاز "بالطبيعة ً‬
‫االشتقاقية اليت تتميز هبا‪...‬كاليت سب ٌكن الركن‬ ‫‪ /6‬ظاىرة ً‬
‫اؼبعجمي من أف يشارؾ ركنا معجميا آخر ببعض الصفات النحوية كالداللية (اًسم الفاعل=فعبل)‪،‬‬
‫بكل أنواعو الذم يبدك جليا يف اللغة العربية اليت تدعٌمها‬ ‫شتقاؽ‬ ‫(اًسم الفاعل= اًظبا)"‪ ،4‬كىذا ً‬
‫اال‬
‫ٌ‬
‫حركؼ الزيادة كاليت تفوؽ العشرة بعشرين يزيدكف عليها‪ ،‬كىي ظاىرة سبنحها التجدد كالبقاء‬
‫كالديبومة‪:‬‬

‫‪ . 1‬دراسات يف اللسانيات‪ ،‬عبد اغبميد السيد‪ ،‬ص‪.95‬‬


‫‪ . 2‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.229‬‬
‫عماف ط‪0987/0‬ـ‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ .‬حبوث لغوية‪ ،‬أضبد مطلوب‪ ،‬دار الفكر ٌ‬
‫‪3‬‬

‫‪ . 4‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.229‬‬


‫‪160‬‬
‫ص ٌفق‪ ...‬فاء‪.‬‬

‫فتٌح ‪ ....‬تاء‪.‬‬

‫جهز‪ ....‬جيم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كب ‪ ...‬باء‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ /7‬كجود اغبركات اليت تع ٌد كمميزات للمعاين كمسانبا فعاال يف حركة ً‬
‫االشتقاؽ‪ :‬فىتح‪ ،‬فيتح‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ًمفتح‪ ،‬ىمفتح‪ ،‬كىي خاصية سبنحها التقلب بٌن اؼبعاين كالتجدد أيضا‪.‬‬

‫‪ /8‬سبيٌزىا دبجموعة من الظواىر اللغوية مثل‪" :‬ثبات أصوات اغبركؼ فيها"‪ ،1‬التعريف كالتنكًن‪،‬‬
‫الشدة‪ ،‬اإلعراب الكامل الذم يتطلع على أحواؿ أكاخر الكلم اًستنادا إىل اؼبعىن (يف حٌن يف‬
‫‪/c.o.d / sujet/verbe‬‬ ‫الرتكيب)‪:‬‬
‫لغات أخرل اإلعراب ىو ربديد نوع الكلمة فقط (عناصر ٌ‬
‫يتم ربديد الفعل كزمنو كعاملو كعبلمتو كظهورىا أك عدمو كسبب ذلك‪.‬‬
‫‪ٌ ،...coi‬أما العربيٌة ف ٌ‬
‫‪ /9‬ظاىرة التٌقدمي كالتٌأخًن كعبلقتها بالببلغة أك كما يسميها احملدثوف الرتبة‪.‬‬

‫‪ /11‬تع ٌدد أمباط اعبمل فللجملة العربية مبطاف "اًظبي كفعلي‪ٌ ،‬أما القوؿ بوجود بنية كاحدة ىي‬
‫الفعلية فخبلؼ خصائص العربية"‪.2‬‬

‫الصرفيٌة‪ :‬اًسم فاعل‪ ،‬مفعوؿ‪ ،‬صفة مشبٌهة‪ ،‬مبالغة‪ ،‬اًسم تصغًن‪ ،‬اًسم‬
‫الصيغ ٌ‬
‫‪ /00‬تع ٌدد ٌ‬
‫مرة‪ ...‬كقد تتوافر صبيعا يف فعل كاحد‪" ،‬كلكل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫منسوب‪ ،‬مصدر صناعي‪،‬ميمي‪ ،‬اسم ىيئة‪ ،‬اسم ٌ‬

‫‪ . 1‬حبوث لغوية‪ ،‬أضبد مطلوب‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫‪ . 2‬دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬عبد اغبميد السيد‪ ،‬ص‪.092‬‬
‫‪161‬‬
‫كالنظن أ ٌف يف العامل لغة تع ٌددت فيها الصيغ كما تع ٌددت‬
‫ٌ‬ ‫كزف من تلك األكزاف مزية خاصة بو‪...‬‬
‫يف لغتنا"‪ ،1‬كىي تعمل على توسيع منافذ اللٌغة كتبقيها حيٌة تيرزؽ‪.‬‬

‫تشعب مداخلها‪.‬‬
‫اؼبتممات ك ٌ‬
‫‪/00‬كثرة ٌ‬
‫‪ /02‬اًستعصاء اللغة العربية على نظرية "تشومسكي" يف أحايٌن كثًنة حيث "إذا طبقنا الفرضية‬
‫سيبٌن‬
‫اؼبعجمية اليت كضعها تشومسكي(‪ )0979‬على اؼبواد العربية تطبيقا صارما فإ ٌف ذلك ٌ‬
‫بعض اغبقائق حوؿ الطبيعة اؼبعجمية للكلمات العربية‪ ،‬تلك الطبيعة اليت ال يبكن أف تتفق مع‬
‫‪2‬‬
‫متفرد‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫معجمي‬ ‫نظاـ‬ ‫ذات‬ ‫بية‬
‫ر‬ ‫الع‬ ‫فاللغة‬ ‫‪،‬‬ ‫فرضية تشومسكي اؼبعجمية"‬

‫يوضح قدـ العربية كعراقتها"‪ ،3‬فهي من‬


‫‪/03‬دراسة اللغة "من داخلها كمقارنتها باللغات القديبة ٌ‬
‫أقدـ لغات العامل‪.‬‬

‫‪ /04‬اللغة العربية ليست "لغة إلصاقية أك معتمدة على النحت كغًنىا من اللغات‪ ،‬كإٌمبا تقوـ‬
‫االشتقاؽ"‪ ،4‬كىو الذم يبقيها على قيد اغبياة حّت اليوـ‪ ،‬فكم من اللغات اليت ماتت‬ ‫على ً‬
‫كاًندثرت‪.‬‬

‫‪ /05‬إ ٌف "قدـ العربية كتواصلها خبلؿ قركف طويلة كاًحتفاضها بالقواعد كاألصوؿ العامة من ٌأكؿ‬
‫خصائصها"‪ ،5‬فهي لغة حافظت على أصالتها ككجودىا يف اًحرتامها لقوانينها‪.‬‬

‫‪ . 1‬حبوث لغوية‪ ،‬أضبد مطلوب‪ ،‬ص‪.39‬‬


‫‪ . 2‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬ص‪.229‬‬
‫‪ . 3‬حبوث لغوية‪ ،‬أضبد مطلوب‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ . 4‬حبوث لغوية‪ ،‬أضبد مطلوب‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ . 5‬اؼبر جع نفسو‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪162‬‬
‫"بٌن خصائص اللغة العربية كخصائص العرب أنفسهم كشيجة كنسبا"‪ ،1‬فهي جزء‬ ‫‪/06‬كما أ ٌف ى‬
‫من كجودىم كتكوينهم إذ تعب عن حياهتم العقلية كالنفسية ك ً‬
‫االجتماعية‪ ،‬فهي مرآهتم يركف فيها‬ ‫ٌ‬
‫أنفسهم‪.‬‬

‫كالواقع أ ٌف بغية "الوصوؿ إىل كصف للعربية وبقق األصالة كاؼبعاصرة هبب أف ينطلق من القدر‬
‫اؼبشرتؾ بٌن القدمي كاغبديث‪ ،‬كيف إطار يأتلف من أكثر من منهج من اؼبناىج اغبديثة‪ ،‬أل ٌف‬
‫النموذج العريب اًحتفظ بالتنوع يف منطلقاتو‪ ،‬فبنيتو تقوـ على ضوابط كأصوؿ كبوية كغًن كبوية‬
‫ربقق مبوذج الشمولية كالتجدد"‪ ،2‬فمنهج كاحد ليس قادرا كال كافيا لوصف العربية نظرا لتشعبها‬
‫ألّنا ال تعتمد على النحو فقط فالداللة كالببلغة‬
‫تفردىا ٌ‬
‫كخصوصيتها‪ ،‬كحيازهتا على التنوع يعين ٌ‬
‫ألّنا لغة اًشتقاقية‪.‬‬
‫كالصرؼ كباقي علوـ العربية مساعدات أخرل لوصفها ٌ‬

‫الخاتمـ ـ ـ ــة‬
‫بالرغم من كل شيء فإ ٌف اؼبتممات مل ربظ حبظٌها من العناية ك ً‬
‫االىتماـ كما ينبغي كهبب من‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السبب أل ٌّنا ماتزاؿ معدكدة يف حساب الفضبلت كا ٌلزكائد‬
‫قبل ال ٌدارسٌن كالباحثٌن‪ ،‬كقد يكوف ٌ‬
‫تعمقوف يف دراستها‬
‫تعمقوا كي ٌ‬
‫يكوناف نواة اعبملة‪ ،‬كلو أ ٌف النٌحاة ٌ‬
‫على اؼبسند كاؼبسند اللذين ٌ‬
‫ىاـ لتوسيع أطراؼ اعبملة األساسيٌة‪.‬‬
‫لكاف األمر ـبتلفا ذلك ٌأّنا مصدر ٌ‬

‫‪ . 1‬اؼبر جع نفسو‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬


‫‪ . 2‬كبو نظرية لسانية عربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ، ،‬ص‪.093‬‬
‫‪163‬‬
‫كالواقع ٌأّنا مل ترؽ بعد سلٌم النٌظريٌات النٌحويٌة اغبديثة كمازالت حبيسة أدراج النٌحو‬
‫قليدم‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك حيث ما زاؿ مصطلح صبلة دالليا غامضا كغًن كاضح دبا فيو‬ ‫التٌ ٌ‬
‫الكفاية ‪ ،‬كيبكن القوؿ أنٌو ما عاد صاغبا للتمييز كالتفريق بٌن مصطلح عمدة مصطلح فضلة‪،‬‬
‫كإذا كاف األمر كذلك فبلب ٌد إذف من إعادة النظر يف بعض ىذا من جديد‪.‬‬

‫يتم‬
‫اؼبتمم يف الرتكيب اللغوم يف ضوء اؼبنهج الوصفي‪ ،‬حيث ٌ‬ ‫لقد عاًف ىذا البحث بنية ٌ‬
‫اؼبكوف اللغوم عند كباتنا القدامى‪ ،‬كطريقة معاعبتهم لو‪ ،‬ليسلٌط بعض الضوء‬
‫التعرض إىل ىذا ٌ‬
‫ٌ‬
‫عليو يف بعض الدراسات الطفيفة اػباصة بالنظرية التوليدية التحويلية‪.‬‬

‫كتقتضي منهجية البحث اإلشارة إىل بعض اؼببلحظات اليت كشف عنها البحث‪:‬‬

‫االستغناء عنها‪ ،‬كمن األفضل التٌخلٌي عن‬ ‫‪ -‬إ ٌف اؼبتممات شق ىاـ يف الدراسة اللٌغوية ال يبكن ً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حّت ال يتبادر إىل ال ٌذىن أ ٌف الفضلة ما فضل كتب ٌقى‪،‬‬
‫"متمم" ٌ‬
‫مصطلح "فضلة" كتعويضو دبصطلح ٌ‬
‫ال ما كاف لو فضل كفضائل فهي ركن لغوم يعمل على ربديد معىن الرتكيب العريب‪ ،‬فهي بعكس‬
‫توسع كمعاين‬ ‫ً‬
‫ؾبرد زكائد يبكن االستغناء عنها‪ ،‬فلوالىا ؼبا كاف ىناؾ ٌ‬
‫ما يراىا بعض النحاة من ٌأّنا ٌ‬
‫االستغناء معناه أ ٌف اؼبسند كاؼبسند إليو كاؼ كجودنبا إلحداث معىن وبسن‬ ‫إضافية كببلغة‪ ،‬فهذا ً‬
‫ألّنا عنصر ضركرم من حيث ٌإّنا تطيل اعبملة يبينا‬ ‫السكوت عليو‪ ،‬كال يعين ً‬
‫االستغناء التٌاـ عنها‪ٌ ،‬‬
‫كيسارا‪.‬‬

‫‪ -‬أنٌو ال ب ٌد من إعادة النظر يف ؾبموعة من اؼبفاىيم منها‪ :‬عمدة‪ ،‬إسناد‪ ،‬فضلة‪ ،‬صبلة‪.‬‬

‫أعم من مفهوـ‬
‫اؼبتمم يصنع كبلما ؼبا يضيفو من معاف‪ ،‬كالكبلـ ٌ‬
‫‪ -‬إذا صنع اإلسناد صبلة فإ ٌف ٌ‬
‫اؼبتممات‪.‬‬
‫اعبملة كيكوف ذلك بإضافة ٌ‬

‫‪164‬‬
‫‪ٌ -‬أّنا كثًنة العدد‪ ،‬كقد يعود ىذا إىل ؾبموعة من العوامل منها‪ :‬كثرة العوامل‪ ،‬كجود مبطٌن من‬
‫اعبمل‪ ،‬الرتبة‪ ،‬الوظائف اليت تؤديها‪.‬‬

‫‪ -‬أ ٌف ؽبا كظائف يف الرتكيب‪ ،‬الببلغة‪ ،‬فهي ذات كظائف كبوية‪ :‬حاؿ ‪ ،‬سبييز‪ ،‬مفعوؿ بو‪...‬‬
‫ككظائف ببلغية عندما تدخل عليها قواعد التحويل‪.‬‬

‫لكل منها‬
‫‪ -‬أ ٌف منها ما ىي قابلة للحذؼ‪ ،‬كيف اغبذؼ خصائص صبالية كببلغية صبٌة‪ ،‬كما أ ٌف ٌ‬
‫عوامل كعواملها متع ٌددة‪ :‬أفعاؿ‪ ،‬أظباء‪ ،‬أظباء أفعاؿ‪...‬‬

‫‪ -‬أ ٌف خاصية اغبذؼ من قواعد التحويل‪ ،‬لكنها تكشف عن البنية العميقة ؼبكونات اعبملة‪ ،‬كا ٌف‬
‫لكل عنصر يف بنيتو العميقة‪.‬‬
‫ىذه اػباصية رب ٌدد اؼبكاف األصلي ٌ‬
‫‪ -‬أّنا ذات أنبية كبًنة‪ ،‬فقد تتواجد يف صبلة دكف اًعتمادىا على اؼبسند كاؼبسند إليو‪ ،‬فتكوف ىي‬
‫موجودة يف اعبملة كال كجود للمسند كاؼبسند إليو‪ ،‬ما يعين أنبيتها‪.‬‬

‫تتغًن تأيت بعد‬


‫‪ -‬أ ٌف أصل رتبتها أف تكوف متأخرة كتلك ىي مرتبتها يف البنية العميقة ثابتة ال ٌ‬
‫تتغًن بتدخل عناصر التحويل‪.‬‬
‫اؼبسند كاؼبسند إليو‪ٌ ،‬أما مرتبتها يف البنية السطحية فقد ٌ‬
‫ىاـ حيث نالت اًىتماـ قدماء النحويٌن‪ ،‬كما اًستحوذت على تفكًن التحويليٌن‬
‫‪ -‬أ ٌف الرتبة باب ٌ‬
‫ألّنا تساعدىم على توليد اعبمل‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪ -‬أ ٌف منها ما ال يقبل التقدمي كالتٌأخًن‪.‬‬

‫‪ -‬أ ٌف ؽبا بنيتٌن بنية عميقة كبنية سطحية‪ ،‬كمنها ما ؽبا صبل ربويلية‪ ،‬كمنها ما ليس ؽبا؛ كىذا‬
‫متمم‪.‬‬
‫كل ٌ‬‫حسب طبيعة ٌ‬

‫‪165‬‬
‫باؼبتممات حيث تزيد من‬
‫كل من التقدمي كالتأخًن كاغبذؼ على توليد صبل جديدة خاصة ٌ‬
‫‪ -‬يعمل ٌ‬
‫تتغًن الوظائف‬
‫عدد اعبمل التحويلية‪ ،‬كإ ٌف لو أثرا يف تغيًن القيم الداللية للرتكيب اللغوم‪ ،‬كإف مل ٌ‬
‫تصرؼ ك إعماؿ‬ ‫ً‬
‫النحوية (اإلعراب) إالٌ يف باب االشتغاؿ‪ ،‬كىي عملية ربتاج إىل خبة كحسن ٌ‬
‫أىم خصائص‬‫زبتل الداللة‪ ،‬مع اغبفاظ على الصحة النحو كالداللة معا كىذا من ٌ‬
‫فكر كي ال ٌ‬
‫عناصر التحويل‪ ،‬إذ الب ٌد من إنتاج تركيب كبوم صحيح للوصوؿ إىل تركيب داليل صحيح لكنٌو‬
‫يغًن اؼبباين كاؼبعاين‪.‬‬
‫عما سبق كإالٌ فبل فائدة ببلغية يف التقدمي كالتأخًن الذم ٌ‬
‫تركيب داليل ـبتلف ٌ‬
‫االشتغاؿ باب يلحق بباب التقدمي كالتأخًن‪ ،‬كىو طريقة يف التقدمي كالتأخًن كلكنو‬ ‫‪-‬أ ٌف باب ً‬
‫فيتغًن فيو إعراب اؼبق ٌدـ‪،‬‬ ‫ً‬
‫يتغًن إعراهبا‪ٌ ،‬أما االشتغاؿ ٌ‬
‫ىبتلف عنو يف كوف أ ٌف عناصر ىذا األخًن ال ٌ‬
‫فهو يؤثٌر يف كظيفة الكلمة بتغيًن إعراهبا عند تغيًن موقعها‪.‬‬

‫‪ -‬أ ٌف ىناؾ فرقا بٌن اغبذؼ كالتقدير؛ فاغبذؼ قاعدة ربويلية‪ ،‬كالتقدير عملية عمقية داخلية‬
‫نتعرؼ من خبلؽبا على اؼبعىن األصلي للرتكيب اللغوم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫للمتممات يكشف عن بعض اغبقائق يف غياب أك ظهور بعض العناصر‬
‫‪ -‬أ ٌف ربديد البنية العميقة ٌ‬
‫باؼبتممات‪ ،‬كما وب ٌدد أصلها (اؼبفعوؿ معو‪ ،‬تركيبة اغباؿ يف البنية العميقة‪.)...‬‬
‫اؼبتعلقة ٌ‬
‫‪ -‬أ ٍف ال حياة للنحو ببل ببلغة كالعكس صحيح‪ ،‬كقواعد التحويل تثبت ذلك‪.‬‬

‫فكل فئة تتبع‬


‫تفرقوا يف دراستها‪ٌ ،‬‬
‫‪ -‬عند دراسة بعض اؼبتممات‪ ،‬كجد البحث أ ٌف احملدثٌن قد ٌ‬
‫منهجا‪ ،‬فجاءت دراساهتم مشتتة‪.‬‬

‫كسن القوانٌن غبفظها من اللحن كاللغو‬


‫‪ -‬ما لوحظ أ ٌف دراسة القدماء للغة كاف من أجل صبع اللغة ٌ‬
‫كالفساد كالضياع‪ٌ ،‬أما احملدثوف فيدرسوّنا عبعلها صاغبة للتعليم خاصة‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫متفردة كمتميزة دبا ؽبا من خصائص‪ ،‬كأ ٌف كثرة اؼبتمات كاحدة منها‪ ،‬كؽبذا‬
‫‪ -‬أ ٌف اللغة العربية لغة ٌ‬
‫التفرد‬
‫فليس عليها أف زبضع لنظريات قد تزيد الغموض إهباما‪ ،‬كال ب ٌد من صوغ نظرية تناسب ىذا ٌ‬
‫كالتميٌز ‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫* القرآف الكرمي بركاية كرش‪.‬‬


‫‪ /0‬اًبن يعيش النحوم‪ ،‬عبد اإللو نبهاف‪ ،‬منشورات اًرباد الكتاب العرب‪0997‬ـ‪.‬‬

‫‪ /2‬إحياء النحو‪ ،‬اًبراىيم مصطفى القاىرة ط‪0992/2‬ـ‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫‪ /3‬اإلرشاد إىل علم اإلعراب‪ ،‬القرشي الكيشي‪ ،‬ربقيق عبداهلل علي اغبسيين البكايت كؿبمد سامل‬
‫العمًنم مكة ‪0987‬ـ‪.‬‬

‫الضرب من لساف العرب‪ ،‬أبو حياف األندلسي‪ ،‬ربقيق رجب عثماف ؿبمد كرمضاف‬ ‫ً‬
‫‪ /4‬ارتشاؼ ٌ‬
‫عبد التواب‪ ،‬مكتبة اػباقبي القاىرة ط‪0988/2‬ـ‪.‬‬

‫‪ /5‬أسرار الببلغة‪ ،‬الزـبشرم‪ ،‬ربقيق ؿبمد باسل عيوف السود‪،‬دار الكتب العلمية بًنكت‬
‫ط‪0998/0‬ـ‪.‬‬
‫‪ /6‬األسلوب كالنحو‪ ،‬ؿبمد عبد اهلل جب‪ ،‬دار الدعوة ً‬
‫االسكندرية ط‪0988/0‬ـ‪.‬‬

‫سراج‪ ،‬ربقيق زىًن عبد احملسن سلطاف‪ ،‬اللجنة الوطنية العراؽ مؤسسة الرسالة‬ ‫ً‬
‫‪ /7‬األصوؿ‪ ،‬ابن ٌ‬
‫بًنكت ‪0982‬ـ‪.‬‬

‫‪ /8‬األصوؿ الوافية‪ ،‬ؿبمود العامل اؼبنزيل‪ ،‬مطبعة التقدـ العلمية مصر ط‪0323/0‬ق‪.‬‬

‫ؿبمد أبو العبٌاس‪ ،‬دار الطبلئع ‪0996‬ـ‪.‬‬


‫اؼبيسر‪ٌ ،‬‬
‫‪ /9‬اإلعراب ٌ‬
‫‪ /09‬األلسنيٌة التٌوليديٌة كالتحويلية كقواعد اللغة العربية (اعبملة البسيطة)‪ ،‬ميشاؿ زكريٌا‪ ،‬اؼبؤسسة‬
‫اعبامعية للدراسات كالنشر كالتوزيع بًنكت ط‪0986 /2‬ـ‪.‬‬

‫‪ /00‬اإلنصاؼ يف مسائل اػببلؼ‪ ،‬اًبن األنبارم‪ ،‬ربقيق جودة مبكؾ ؿبمد مبكؾ كرمضاف عبد‬
‫التواب‪ ،‬مكتبة اػباقبي القاىرة ط‪2992 /0‬ـ‪.‬‬

‫‪ /02‬أكضح اؼبسالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬اًبن ىشاـ األنصارم‪ ،‬تأليف ؿبي ال ٌدين عبد اغبميد‪،‬‬
‫منشورات اؼبكتبة العصرية صيدا بًنكت‪.‬‬

‫عماف ط‪0987/0‬ـ‪.‬‬
‫‪ /03‬حبوث لغوية‪ ،‬أضبد مطلوب‪ ،‬دار الفكر ٌ‬
‫‪168‬‬
‫‪ /04‬التذييل كالتكميل يف شرح كتاب التسهيل‪ ،‬أبو حياف األندلسي‪ ،‬ربقيق حسن اؽبنداكم‪،‬‬
‫دار القلم دمشق‪.‬‬

‫‪ /05‬الرتاكيب النحوية من الوجهة الببلغية عند عبد القاىر اعبرجاين‪ ،‬عبد الفتاح الشٌن‪ ،‬دار‬
‫اؼبريخ السعودية‪.‬‬

‫الزىراء القاىرة ‪0990‬ـ‪.‬‬


‫ؿبمدضباسة عبد اللٌطيف‪ ،‬مكتبة ٌ‬
‫‪ /06‬التٌوابع يف اعبملة العربيٌة‪ٌ ،‬‬
‫‪ /07‬جامع الدركس العربية‪ ،‬الشيخ مصطفى الغبلييين‪ ،‬ربقيق عبد اؼبنعم خليل اًبراىيم‪،‬‬
‫دارالكتب العلمية بًنكت لبناف ط‪2999 /0‬ـ‪.‬‬

‫‪ /08‬اعبىن الداين يف حركؼ اؼبعاين‪ ،‬اغبسن بن قاسم اؼبرادم‪ ،‬ربقيق فخر الدين قباكة كؿبمد‬
‫ندمي فاضل‪ ،‬دار الكتب العلمية لبناف ط‪0992/0‬ـ‪.‬‬

‫‪ /09‬اػبصائص‪ ،‬اًبن جين‪ ،‬ربقيق ؿبمد علي النجار‪ ،‬اؼبكتبة العلمية‪.‬‬

‫‪ /29‬دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬عبد اغبميد مصطفى السيٌد‪ ،‬داراغبامد للنشر كالتوزيع‪،‬‬
‫عماف األردف ط‪2994 /0‬ـ‪.‬‬

‫ؿبمد ؿبي ال ٌدين عبد اغبميد‪ ،‬اؼبكتبة العصريٌة صيدا بًنكت‬


‫‪ /20‬دركس يف التٌصريف‪ٌ ،‬‬
‫‪0995‬ـ‪.‬‬

‫‪ /22‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬اعبرجاين‪ ،‬تعليق ؿبمود ؿبمد شاكر‪ ،‬مكتبة اػباقبي ط‪2994 /5‬ـ‪.‬‬

‫‪ /23‬دالالت الرتكيب دراسات ببلغية‪ ،‬ؿبمد أبو موسى‪ ،‬مكتبة كىبة القاىرة ط‪0987/2‬ـ‪.‬‬

‫‪ /24‬دليل السالك إىل ألفية اًبن مالك‪ ،‬عبد اهلل فوزاف‪ ،‬دار اؼبسلم ط‪0998/0‬ـ‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫ؿبمد ؿبي الدين عبد اغبميد‪ ،‬دار الرتاث القاىرة‬ ‫ربقيق‬ ‫مالك‪،‬‬ ‫بن‬‫‪ /25‬شرح اًبن عقيل على ألفية اً‬
‫ٌ‬
‫ط‪0989 /29‬ـ‪.‬‬

‫‪/26‬شرح شذكر الذىب‪ ،‬اعبوجرم‪ ،‬ربقيق نواؼ جزاء اغبارثي مكتبة اؼبلك فهد الوطنية ط‪/0‬‬
‫‪2994‬ـ‪.‬‬

‫‪ /27‬شرح اؼبفصل‪ ،‬اًبن يعيش‪ ،‬اجمللس األعلى لؤلزىر(مشيخة األزىر)‪ ،‬إدارة الطباعة اؼبنًنية‪.‬‬

‫‪ /28‬شرح عيوف اإلعراب‪ ،‬أبو اغبسن علي اجملاشعي‪ ،‬ربقيق حنا صبيل حداد‪ ،‬مكتبة اؼبنار األردف‬
‫ط‪0985/0‬ـ‪.‬‬

‫‪ /29‬شرح الدركس يف النحو‪ ،‬اًبن الدىاف‪ ،‬ربقيق اًبراىيم ؿبمد اإلدكاكم‪ ،‬مطبعة األمانة القاىرة‬
‫ط‪0990/0‬ـ‪.‬‬

‫‪ /39‬العٌن‪ ،‬اػبليل الفراىيدم‪ ،‬مهدم اؼبخزكمي كاًبراىيم السامرائي (سلسلة اؼبعاجم كالفهارس)‪.‬‬

‫‪ /30‬يف كبو اللٌغة كتراكيبها منهج كتطبيق‪ ،‬خليل أضبد عمايرة عامل اؼبعرفة ج ٌدة ط‪.0984/0‬‬

‫‪ /32‬قضايا أساسية يف علم اللسانيات اغبديث‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬دار طبلس للدراسات كالرتصبة‬
‫كالنشر ط‪0988 /0‬ـ‪.‬‬

‫كبل الصدل‪ ،‬اًبن ىشاـ‪ ،‬ربقيق ؿبمد ؿبي الدين عبد اغبميد‪ ،‬مكتبة السعادة‬
‫‪ /33‬قطر الندل ٌ‬
‫مصر ط‪0963 /00‬ـ‪.‬‬

‫ؿبمد علي اػبويل‪ ،‬دار الفبلح للنٌشر كالتٌوزيع األردف‬


‫‪ /34‬قواعد توليدية ربويلية للٌغة العربيٌة‪ٌ ،‬‬
‫ط‪0999/0‬ـ‪.‬‬

‫‪ /35‬الكتاب‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ربقيق كشرح عبد السبلـ ىاركف‪ ،‬مكتبة اػباقبي القاىرة ط‪0988 /3‬ـ‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ /36‬لساف العرب‪ ،‬اًبن منظور‪ ،‬ربقيق عبد اهلل علي الكبًن كؿبمد حسب اهلل كىاشم ؿبمد‬
‫الشاذيل‪ ،‬دار اؼبعارؼ القاىرة‪.‬‬

‫التطور‪ ،‬أضبد مومن‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية اعبامعة اعبزائر ط‪/2‬‬


‫‪ /37‬اللسانيات النشأة ك ٌ‬
‫‪2995‬ـ‪.‬‬

‫‪/38‬اللسانيات كاللٌغة العربية‪ ،‬عبد القادرالفاسي الفهرم‪ ،‬دار توبقاؿ الدار البيضاء ‪0985‬ـ‪.‬‬

‫‪ /39‬اللٌغة العربية معناىا كمبناىا‪ ،‬سباـ حساف‪ ،‬دار الثقافة مصر ‪0994‬ـ‪.‬‬

‫جين‪ ،‬ربقيق ظبيح أبو مغلي‪ ،‬دار ؾبدالكم للنشر عماف ‪0988‬ـ‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪ /49‬اللٌمع يف العربية‪ ،‬ابن ٌ‬
‫‪ /40‬مباحث يف اللسانيات‪ ،‬أضبد حساين‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية اعبزائر‪0999‬ـ‪.‬‬

‫‪/42‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪،‬بوقرة نعماف‪ ،‬منشورات جامعة باجي ـبتار عنابة‬
‫‪2996‬ـ‪.‬‬

‫‪ /43‬احمللٌى يف كجوه النصب‪ ،‬اًبن شقًن‪ ،‬ربقيق فائز فارس‪ ،‬مؤسسة الرسالة دار األمل بًنكت‬
‫ط‪0987 /0‬ـ‪.‬‬

‫‪ /44‬اؼبصطلح النحوم دراسة نقدية ربليلية‪ ،‬أضبد عبد العظيم عبد الغين‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫كالتوزيع ‪0999‬ـ‪.‬‬

‫‪ /44‬معاين النحو‪ ،‬فاضل السامرائي‪ ،‬شركة العاتك لصناعة الكتاب القاىرة‪.‬‬

‫‪ /45‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬اًبن فارس‪ ،‬ربقيق عبد السبلـ ىاركف‪ ،‬دار الفكر للطباعة‬
‫كالنشركالتوزيع ‪0986‬ـ‪.‬‬

‫فن اؼبنطق‪ ،‬الغزايل‪ ،‬دار األندلس بًنكت‪.‬‬


‫‪ /46‬معيار العلم يف ٌ‬
‫‪171‬‬
‫ؿبمد‬ ‫اللطيف‬ ‫عبد‬ ‫ح‬‫كشر‬ ‫ربقيق‬ ‫األنصارم‪،‬‬ ‫ىشاـ‬ ‫بن‬‫‪ /47‬مغين اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬اً‬
‫ٌ‬
‫اػبطيب‪ ،‬السلسلة الرتاثية(‪2999)20‬ـ‪.‬‬

‫ؿبمد الشًنازم اؼبلقب دبلك الكتاب‪.‬‬


‫اؼبفصل يف النحو‪ ،‬الزـبشرم‪ ،‬قاـ بطبعو ٌ‬
‫‪ٌ /48‬‬
‫الرشيد للنٌشرالعراؽ‬
‫‪ /49‬اؼبقتصد يف شرح اإليضاح‪ ،‬اعبرجاين‪ ،‬ربقيق كاظم حبر مرجاف‪ ،‬دار ٌ‬
‫‪0972‬ـ ‪.‬‬

‫‪ /59‬اؼبقتضب‪ ،‬اؼببد‪ ،‬ربقيق ؿبمد عبد اػبالق عضيمة‪ ،‬عبنة إحياء الرتاث اإلسبلمي القاىرة‬
‫ط‪0979 /2‬ـ‪.‬‬

‫‪ /50‬مقدمة يف النحو‪ ،‬خلف األضبر‪ ،‬ربقيق عز التنوخي‪ ،‬كزارة الثقافة كاإلرشاد القومي دمشق‬
‫ط‪0960/3‬ـ‪.‬‬

‫‪ /52‬اؼبوسوعة الفلسفية اؼبختصرة‪ ،‬ترصبة فؤاد كامل كجبلؿ العشرم عبد الرشيد الصادؽ‪ ،‬بًنكت‬
‫لبناف‪.‬‬

‫معوض‪،‬‬
‫‪ /53‬نتائج الفكر‪ ،‬السهيلي‪ ،‬ربقيق الشيخ عادؿ أضبد عبد اؼبوجود كالشيخ علي ؿبمد ٌ‬
‫دار الكتب العلمية بًنكت ط‪0992 /0‬ـ‪.‬‬

‫‪ /54‬النحو الشايف‪ ،‬ؿبمد حسين مغالسة‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫‪ /55‬النحو العريب نقد كتوجيو‪ ،‬مهدم اؼبخزكمي‪ ،‬دار الرائد العريب بًنكت لبناف ط‪0986 .2‬ـ‪.‬‬

‫‪ /56‬النحو العصرم‪ ،‬سليماف فيٌاض‪ ،‬مركز األىراـ للرتصبة كالنشر‪.‬‬

‫‪ /57‬كبو اللغة العربية‪ ،‬عادؿ خلف‪ ،‬مكتبة اآلداب القاىرة ‪0994‬ـ‪.‬‬

‫صيدا بًنكت ط‪0997/2‬ـ‪.‬‬


‫ؿبمد أسعد النادرم‪ ،‬اؼبكتبة العصرية‪ٍ ،‬‬
‫‪ /58‬كبو اللغة العربية‪ٌ ،‬‬
‫‪172‬‬
‫‪ /59‬النحو اؼبنهجي‪ ،‬ؿبمد برانق‪ ،‬مطبعة عبنة البياف العريب‪.‬‬

‫‪ /69‬كبو نظرية لسانية حديثة لتحليل الرتاكيب األساسية يف اللغة العربية‪ ،‬مازف الوعر‪ ،‬دار طبلس‬
‫ط‪0987 /0‬ـ‪.‬‬

‫‪ /60‬النحو الوايف‪ ،‬عباس حسن‪ ،‬دار اؼبعارؼ مصر‪.‬‬

‫لسيوطي‪،‬ربقيق أضبد مشس ال ٌدين‪،‬دار الكتب العلميٌة‬


‫‪/62‬نبع اؽبوامع يف شرح صبع اعبوامع‪ ،‬ا ٌ‬
‫بًنكت لبناف ط‪0998/3‬ـ‪.‬‬

‫المجـ ـ ـ ـ ــالت ‪.‬‬

‫‪ /0‬كسائل الفئة يف العوامل اؼبئة للعيين‪ ،‬ربقيق ؿبمود ؿبمد العامودم‪ ،‬ؾبلة اعبامعة اإلسبلمية‬
‫غزة اجمللد ‪ 95‬العدد الثاين يونيو ‪0997‬ـ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫فه ــرس الموضوعات‪.‬‬

‫الشكػر‪.‬‬
‫‪ٌ -0‬‬
‫‪ -2‬اإلىداء‪.‬‬
‫‪ -3‬مق ٌدمػة‪.‬‬
‫‪ -4‬مدخـل ‪ :‬مفهـوم المتمّم‬

‫*توطػئة‪92......................................................‬‬

‫اؼبكمل ‪93......................................‬‬
‫*الفرؽ بٌن اؼبتمم ك ٌ‬
‫*اؼبفهوـ عند(أرسطو‪ ،‬الغربيٌن‪ ،‬العرب)‪95..........................‬‬

‫‪174‬‬
‫*أنبيتها‪06.......................................................‬‬

‫‪-5‬الفصل األوّل‪ :‬أشكال المتمّم في الجملة العربية‬

‫*اؼبتممات اؼبنصوبة‪20..........................................‬‬

‫*اؼبتممات التوابع‪44...........................................‬‬

‫*اؼبتممات األسلوبية‪57........................................‬‬

‫اؼبتممات اجملركرة‪69..........................................‬‬
‫* ٌ‬
‫‪ -6‬الفصل الثــاني‪ :‬أحوال المتممات في الجملة العربية‬
‫*تصنيف اؼبتممات من حيث اعبمودك ً‬
‫االشتقاؽ‪79...........‬‬

‫اؼبتمم‪82.......................‬‬
‫*كجوب كجواز اإلبقاء على ٌ‬
‫*عوامل اؼبتممات ‪83......................................‬‬

‫*حذؼ اؼبتممات‪96.......................................‬‬

‫*أنبية اغبذؼ‪094..........................................‬‬

‫*رتبة اؼبتممات كأثر ذلك يف اؼبعىن‪095.......................‬‬

‫‪-7‬الفصل الثالـث‪:‬المتممات في ضوء النظرية التوليدية التحويلية‬

‫*توضيح بعض اؼبفاىيم ‪022.................................‬‬

‫*البنية العميقة كالسطحية للمتممات‪033......................‬‬

‫‪175‬‬
‫متمم أـ عمدة؟ ‪052.....................‬‬
‫* نائب الفاعل أ ىو ٌ‬
‫*متممات بدكف ركائز إسنادية‪053..........................‬‬

‫*سبب كثرة اؼبتممات يف اللغة العربية‪059....................‬‬

‫*اؽبدؼ من البنية العميقة‪069...............................‬‬

‫*بعض النتائج حوؿ خصائص اللغة العربية‪069...............‬‬

‫‪ -8‬اػبػاسبة‪065..............................................................‬‬

‫‪ -9‬فهرس اؼبصادر كاؼبراجع ‪069.............................................‬‬

‫‪-09‬فهرس اؼبوضوعػػات‪077.............................................‬‬

‫‪176‬‬
‫ﻣﻠﺨﺺ‬

‫ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﯾﺪور ﺣﻮل اﻟﻤﺘﻤﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ‪ ،‬وھﻮ اﻟﻤﺴﻤﻰ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻧﺤﺎﺗﻨﺎ اﻟﻌﺮب اﻟﻘﺪاﻣﻰ ﺑﺎﻟﻔﻀﻠﺔ‪ ،‬وﻋﻨﺪ اﻟﻤﺤﺪﺛﯿﻦ ﺑﺎﻟﻤﻜﻤﻞ أو اﻟﻤﺘﻤﻢ أو‬
‫اﻟﻔﻀﻠﺔ‪ ،‬وھﻨﺎك ﻓﺮق ﻣﺘﺒﺎﯾﻦ ﺑﯿﻦ ھﺎﺗﮫ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت‪.‬‬
‫وﻟﻘﺪ اِھﺘﻢ اﻟﻘﺪﻣﺎء واﻟﻤﺤﺪﺛﻮن ﻷھﻤﯿﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﯿﺐ اﻟﻠﻐﻮي وﻓﻲ ﺑﻨﺎء‬
‫اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﺮﻓﻮا ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻤﻤﺎت وﻗﺴﻤﻮھﺎ إﻟﻰ أﻗﺴﺎم‬
‫ووﺿﺤﻮا أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﯾﻌﻄﻲ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ ﻟﻠﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﺘﻮﻟﯿﺪﯾﺔ اﻟﺘﺤﻮﯾﻠﯿﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﺜﯿﺮة وﻣﮭﻤﺔ‬
‫ﻣﻨﮭﺎ ﺗﻮﺿﯿﺢ أﺻﻞ اﻟﻤﺘﻤﻢ ورﺗﺒﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﻌﻤﯿﻘﺔ وأﻧﻮاع اﻟﺠﻤﻞ اﻟﺘﺤﻮﯾﻠﯿﺔ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺪت‪.‬ﻟﺬا ﻓﺎﻟﻤﺘﻤﻢ ﻛﺪرس ﻧﺤﻮي ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﺪراﺳﺎت‬
‫اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ واﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻟﯿﻜﺘﻤﻞ ﻧﻤﻮه‪.‬‬

‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﯿﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺘﻤﻢ؛ اﻟﻤﻜﻤﻞ؛ اﻟﻨﺤﻮ؛ اﻟﻌﺎﻣﻞ؛ اﻟﺘﻮﻟﯿﺪ؛ اﻟﺘﺤﻮﯾﻞ؛ اﻟﻔﻀﻠﺔ؛ اﻟﻌﻤﺪة؛‬
‫اﻹﺳﻨﺎد؛ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﻌﻤﯿﻘﺔ‪.‬‬

‫ﻧﻮﻗﺸﺖ ﯾﻮم ‪ 21‬أﺑﺮﯾﻞ ‪2014‬‬

You might also like