Professional Documents
Culture Documents
الحمد ل الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ،نسأله جل شأنه أن يهدينا صراطه
المستقيم ،و يحمينا من مضلتا المفتنين ،وموبقاتا الملحدين ،و أصلي وأسلم على من أرسله
ال رحمة للعالمين ،هدى وذكرى للمؤمنين ،وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا في ال حق الجهاد
،فبلغوا الرسالة إلى كافة العباد ،وفازوا بالعز والسعادة في الدنيا والمعاد .
وبعد :فللمام النووي قدم راسخة في السنة المطهرة ،آثاره فيها حميدة ،ومكانته فيها مكانة
الراسخين في العمل ،فقد خدم صحيح مسلم أجل خدمة ،وساق إلى من يريد الصلحا كتابه
)) رياض الصالحين (( ،ثم استخلص من الصحاحا الربعين حديثا المشهورة التي أنزلها العلماء
منزلة القبول والستحسان ،لشتمالها على أصول الحكام وشرائع السلم فتعهدوها بالشرحا
والبيان ،ومن أجل شروحها هذا الشرحا الوجيز ،الذي ألفه أستاذنا الشيخ إسماعيل النصاري _
وفقه ال _ فقد أحسن الجميل إلى طلبة العلم ،وأبدع التنسيق في بيان مقاصد الحديث ،حيث
سار على الطريقة الستنتاجية بعد شرحا المفرداتا اللغوية ،وكانت الغأراض التي تستنبط منكل
حديث خير ما امتاز به هذا الشرحا المفيد.
سائلين ال تعالى أن يجعله عمل صالحا خالصا لوجه الكريم .وصلى ال على سيدنا محمد وآله
وسلم ،
الحديث الول
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي ال تعالى عنه قال :سمعت رسول ال صلى
ال تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول )) :إنما العمال بالنياتا وإنما لكل امريء ما نوى ،فمن
كانت هجرته إلى ال ورسوله فهجرته إلى ال ورسوله ،ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة
ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه (( .رواه إماما المحدثين :أبو عبد ال محمد ابن إسماعيل بن
إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري ،وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري
النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة .
المفرداتا :
إنما :للحصر ،وهو إثباتا الحكم في المذكور ونفيه عما عداه .
العمال :الشرعية المفتقرة إلى النية .
بالنياتا :بتشديد الياء وتخفيفها جمع نية وهي عزم القلب.
وإنما لكل امريء ما نوى :فمن نوى شيئا لم يحصل له غأيره .
فمن كانت هجرته :إنتقاله من دار الشرك إلى دار السلم .
إلى ال ورسوله :بأن يكون قصده بالهجرة طاعة ال عز وجل ورسوله صلى ال عليه وسلم .
فهجرته إلى ال ورسوله :ثوابا وأجرا .
لدنيا :بضم الدال وكسرها من الدنو ،أي القرب سميت بذلك لسبقها للخرى ،أو لدنوها إلى
الزوال ،وهي ما على الرض مع الهواء والجو مما قبل قيام الساعة .وقيل :المراد بها هنا المال
بقرينة عطف المرأة عليها .
يصيبها :يحصيها .
ينكحها :يتزوجها .
فهجرته إلى ما هاجر إليه :كائنا ما كان ،فالول تاجر والثاني خاطب
المفرداتا:
المفرداتا :
عن أبي عبد الرحمن عبد ال بن مسعود رضي ال تعالى عنه قال :حدثنا رسول ال صلى ال
عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق )) :إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة
ثم يكو علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروحا ويؤمر بأربع
كلماتا :يكتب رزقه وأجله ،وعمله ،وشقي أو سعيد ،فو ال الذي ل إله غأيره إن أحدكم ليعمل
بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار
فيدخلها ،وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب
فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها (( رواه البخاري ومسلم .
المفرداتا :
عن أم المؤمنين أم عبد ال عائشة رضي ال عنها قالت :قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم :
)) من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (( رواه البخاري ومسلم .وفي رواية لمسلم )) من
عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد (( .
المفرداتا :
رد كل محدثة في الدين ل توافق الشرع ،وفي الرواية الثانية التصريح بترك كل -1
محدثة سواء أحدثها فاعلها أو سبق إليها ،فإنه قد يحتج بعض المعاندين إذا فعل البدعة
يقول :ما أحدثت شيئا ،فيحتج عليه بالرواية الثانية ) من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد
( ،وينبغي حفظ هذا الحديث ،واستعماله في رد المنكراتا .
أن كل ما شهد له شيء من أدلة الشرع أو قواعده العامة ليس يرد بل هو مقبول . -2
إبطال جميع العقود المنهي عنها ،وعدم جود ثمراتها المترتبة عليها . -3
أن النهي يقتضي الفساد ،لن المنهياتا كلها ليست من أمر الدين فيجب ردها . -4
أن حكم الحاكم ل يغير ما في باطن المر ،لقوله ) ليس عليه أمرنا ( والمراد به -5
الدين .
أن الصلح الفاسد منتقض ،والمأخوذ عنه مستحق للرد. -6
الحديث السادس
عن أبي عبد ال النعمان بن بشير رضي ال عنهما قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله
وسلم يقول ) :إن الحلل بين ،وإن الحرام بين ،وبينهما أمور مشتبهاتا ل يعلمهن كثير من
الناس ،فمن اتقى الشبهاتا فقد استبرأ لدينه وعرضه ،ومن وقع في الشبهاتا وقع في الحرام ،
كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه أل وإن لكل ملك حمى ،أل وإن حمى ال
محارمه ،أل وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدتا فسد الجسد
كله ،أل وهي القلب (( .رواه البخاري و مسلم .
المفرداتا :
الحلل :وهو ما نص ال ورسوله ،أو أجمع المسلمون على تحليله .أو لم يعلم فيه منع .
بين :ظاهر .
الحرام :وهو ما نص أو أجمع على تحريمه ،أو على أن فيه حدا أو تعزيزا ،أو وعيدا .
أمور :شئون وأحوال .
مشتبهاتا :ليست بواضحة الحل ول الحرمة .
ل يعلمهن كثير من الناس :في راية الترمذي ،ل يدري كثير من الناس أمن الحلل هي أم من
الحرام .
اتقى الشبهاتا :تركها وحذر منها .وفيه إيقاع الظاهر موقع المضمر تفخيما لشأن اجتناب
الشبهاتا ،إذا هي المشتبهاتا بعينها .
استبرأ لدينه :طلب البراءة له من الذم الشرعي وحصلها له .
وعرضه :يصونه عن كلم الناس فيه بما يشينه ويعيبه .والعرض :موضع المدحا والذم من
النسان .
ومن وقع في الشبهاتا وقع في الحرام :إي إذا اعتادها واستمر عليها .أدته إلى التجاسر إلى
الوقوع في الحرام .
حول الحمى :المحمى المحظور عن غأير مالكه .
يرتع فيه :بفتح التاء ،تأكل ماشيته منه فيعاقب .
وأن لكل ملك :من ملوك العرب .
حمى :موضعا يحميه عن الناس ،ويتوعد من دخل إليه أو قرب منه ،بالعقوبة الشديدة .
محارمه :جمع محرم ،وهو فعل المنهي عنه ،أو ترك المأمور به الواجب .
أل :حرف استفتاحا ،يدل على تحقق ما بعدها .وفي تكرير ها دليل على عظم شأن مدخولها
وعظم موقعه.
مضغة :قطعة لحم .
صلحت :بفتح اللم وضمها ،والفتح أشهر وقيد بعضهم الضم بالصلحا الذي صار سجية .
عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي ال تعالى عنه أن النبي صلى ال عليه وآله وسلم قال :
)) الدين النصيحة ،قلنا لمن ؟ قال ل ولكتابه ولرسوله ولئمة المسلمين وعامتهم (( رواه مسلم .
المفرداتا :
عن ابن عمر رضي ال تعالى عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم قال )) :أمرتا
أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال ،ويقيموا الصلة ،ويؤتوا
الزكاة ،فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إل بحق السلم وحسابهم على ال تعالى
(( رواه البخاري ومسلم .
المفرداتا :
أمرتا :أمرني ربي ،لنه ل آمر لرسول ال صلى ال عليه وسلم إل ال عز وجل .
أن أقاتل :بأن أقاتل ،وحذف الجار من ) أن ( كثير.
الناس :المشركين من غأير أهل الكتاب ،لرواية النسائي )) أمرتا أن أقاتل المشركين حتى
يشهدوا أن ل إله إل ال ،يبين معنى هذه الكلمة ،رواية مسلم عن طارق ) من وحد ال وكفر
بما يعبد من دون ال حرم ماله ودمه (.
ويقيموا الصلة :يداوموا على التيان بها بشروطها .والمراد بالصلة هنا المفروضة ل جنسها .
ويؤتوا الزكاة :يعطوا الزكاة المفروضة لمستحقيها .
فإذا فعلوا ذلك :عبر بالفعل هنا عما بعضه قول على سبيل التغليب ( أو إرادة المعنى العم ،
إذ القول فعل اللسان .
عصموا :منعوا وحفظوا .
إل بحق السلم :بأن يصدر منهم ما يقتضي حكم السلم مؤاخذتهم به من قصاصا أو حد أو
غأرامة متلف أو نحو ذلك .
وحسابهم :في سرائرهم .
على ال :إذ هو المطلع وحده على ما في القلوب من كفر ونفاق وغأير ذلك فمن أخلص في
إيمانه جازاه جزاء المخلصين ،ومن ل ،أجرى عليه في الدنيا أحكام المسلمين ،وعذب في
الخرة .
عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي ال تعلى عنه قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله
وسلم يقول )) :ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من
قبلكم كثرة مسائلهم واختلفهم على أنبيائهم (( رواه البخاري ومسلم.
المفرداتا :
فاجتنبوه :باعدوا منه حتما في المحرم ،وندبا في المكروه .
فأتوا منه :وجوبا في الواجب ،وندبا في المندوب .
استطعتم :أطقتم .
واختلفهم :بالرفع ،لنه أبلغ في ذم الختلف ،إذ ل يتقيد حينئذ بكثرة خلفه لو جر ،ومعنى
الختلف على النبياء مخالفتهم .وهي تستلزم اختلف المة فيما بينها .
عن أبي هريرة رضي ال تعالى عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم )) :إن ال تعالى
طيب ل يقبل إل طيبا ،وإن ال أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى ) :يا أيها الرسل كلوا
من الطيباتا واعملوا صالحا( وقال تعالى ) :يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيباتا ما رزقناكم ( ثم
ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغأبر يمد يديه إلى السماء يا رب ،يا رب ،ومطعمه حرام ومشربه
حرام ،وملبسه حرام ،وغأذي بالحرام فأنى يستجاب له (( رواه مسلم .
المفرداتا :
عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم وريحانته
رضي ال عنهما قال :حفظت من رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم )) :دع ما يريبك إلى ما ل
يريبك (( رواه الترمذي والنسائي .وقال الترمذي حديث حسن صحيح .
المفرداتا :
سبط رسول ال صلى ال عليه وسلم :ابن ابنته فاطمة رضي ال عنها .
وريحانته :شبهه لسروره وفرحه به وإقبال نفسه عليه بريحان طيب الرائحة ،تهش إليه النفس وترتاحا
له .
دع :اترك .
ما يريبك :بفتح ياء المضارعة وضمها ،والفتح أفصح وأشهر :أي ما تشك فيه .
إلى مال يريبك :ما ل تشك فيه .
عن أبي هريرة رضي ال تعالى عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم )) :من حسن
إسلم المرء تركه ما ل يعنيه (( حديث حسن ،رواه الترمذي وغأيره هكذا .
المفرداتا :
من :تبعيضية ،أو بيانية .
ما ل يعنيه :بفتح ياء المضارعة ،من عناء المر إذا تعلقت به عنايته ،وكان من قصده وإرادته .
عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي ال تعالى عنه خادم رسول ال صلى ال عليه وسلم عن النبي
صلى ال عليه وآله وسلم قال )) :ل يؤمن أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه (( رواه
البخاري ومسلم .
المفرداتا :
ل يؤمن :يفسر هذا النفي رواية أحمد بلفظ ) ل يبلغ عبد حقيقة اليمان حتى يحب للناس ما
يحب لنفسه من الخير ،وكثيرا ما يأتي هذا النفي لنتفاء بعض واجباتا اليمان وإن بقي أصله .
لخيه :في السلم .
ما يحب لنفسه :من الخير كما في رواية أحمد المتقدمة .والخير كلمة جامعة تعم الطاعاتا و
المباحاتا الدينية والدنيوية .وتخرج المنهياتا .
عن ابن مسعود رضي ال تعالى عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم )) :ل يحل دم امريء
مسلم إل بإحدى ثلث :الثيب الزاني ،والنفس بالنفس ،والتارك لدينه المفارق للجماعة (( .رواه
البخاري ومسلم .
المفرداتا :
ل يحل دم امريء :ل تجوز إراقة دمه .والمراد النهي عن قتله ولو لم يرق دمه .
مسلم :في رواية )) يشهد أن ل إله إل ال وأني رسول ال (( وهي صفة كاشفة .
إل بإحدى ثلث :خصال يجب على المام القتل بها لما فيه من المصلحة العامة ،وهي حفظ
النفوس والنساب والدين .
الثيب الزاني :من تزوج ووطي في نكاحا صحيح ثم زنى بعد ذلك فإنه يرجم حتى يموتا .
والنفس بالنفس :من قتل عمدا بغير حق فإنه يقتل بشرط المكافأة في الدين والحرية .فل يقتل
المسلم بالكافر ،ول الحر بالعيد .
والتارك لدينه :السلم بالرتداد .
المفارق للجماعة :جماعة المسلمين .
أن دم المسلم ل يباحا إل بإحدى ثلثة أنواع :ترك دين السلم ،وقتل النفس -1
بالشروط المتقدمة ،وانتهاك حرمة الفرج المحرم بالزنى بعد الوطء في نكاحا صحيح .
جواز وصف الشخص بما كان عليه أول ،وانتقل عنه لستثناء المرتد من المسلمين -2
،اعتبارا لما كان عليه قبل مفارقة دينه .
الحديث الخامس عشر
عن أبي هريرة رضي ال تعالى عنه أن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قال )) :من كان يؤمن
بال واليوم الخر فليقل خيرا أو ليصمت ،ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم جاره ،ومن
كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه (( رواه البخاري ومسلم .
المفرداتا :
يؤمن :اليمان الكامل المنجي من عذاب ال الموصل إلى رضاه
بال :أنه الذي خلقه .
واليوم الخر :أنه سيجازى فيه بعمله .
فليقل :هذه اللم لم المر ،ويجوز سكونها وكسرها لكونها بعد الفاء .
خيرا :كالبلغا عن ال وعن رسوله ،وتعليم الخير والمر بالمعروف عن علم وحلم ،والنهي عن
المنكر عن علم ورفق ،والصلحا بين الناس ،والقول الحسن لهم ،وكلمة حق عند من يخاف
شره ويرجى خيره ،في ثباتا وحسن قصد .
ليصمت :بضم الميم وكسرها ،ليسكت .
فليكرم جاره :بالحسان إليه وكف الذى عنه ،وتحمل ما يصدر منه ،والبشر في وجهه ،وغأير
ذلك من وجوه الكرام .
فليكرم ضيفه :بالبشر في وجهه ،وطيب الحديث معه ،وإحضار المتيسر .
التحذير من آفاتا اللسان ،وأن على المرء أن يتفكر فيما يريد أن يتكلم به ،فإذا -1
ظهر له أنه ل ضرر عليه في التكلم به تكلم به ،وإن ظهر له فيه ضرر أو شك فيه أمسك ،
وقد ندب الشارع إلى المساك عن كثير من المباحاتا ،لئل تجر صاحبها إلى المحرماتا
والمكروهاتا .
تعريف حق الجار ،والحث على حفظ جواره وإكرامه وجاء في تفسير هذا الكرام -2
عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال )) :إن إستقرضك أقرضته ،وإن استعانك أعنته ،وإن
مرض عدته ،وإن احتاج أعطيته ،وإن افتقر عدتا عليه ،وأصابه خير هنيته ،وإن أصابته
مصيبة عزيته ،وإذا ماتا اتبعت جنازته ،ول تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الرياحا إل
بإذنه ،ول تؤذيه بريح قدرك إل أن تغرف له منها ،وإن اشتريت فاكهة فأهد له ،وإن لم
تفعل فأدخلها سرا ،ول تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده .وفي بغض رواياته )) وإن أعوز
سترته ،وأسانيد هذا الحديث واهية ،لكن اختلف مخارجها يشعر بأن له أصل في فتح
الباري .
المر بإكرام الضيف ،وهو من آداب السلم وخلق النبيين . -3
أن هذه الخصال من شعب اليمان .وفي ذلك دليل على دخول العمال في اليمان -4
.والخصال المذكورة في الحديث ترجع إلى التخلي عن الرذيلة ،والتحلي بالفضيلة .
الحديث السادس عشر
عن أبي هريرة رضي ال تعالى عنه أن رجل قال للنبي صلى ال عليه وآله وسلم :أوصني ،قال )) :
ل تغضب فردد مرارا قال ل تغضب (( .رواه البخاري .
المفرداتا :
رجل :لعله أبو الدرداء ،والقول بأنه جارية بن قدامة عارضه يحيى القطان بأن جارية المذكور تابعي
ل صحابي .
أوصني :وصية وجيزة جامعة لخصال الخير .
ل تغضب :ل تتعرض لما يجلب الغضب ،ول تفعل ما يأمرك به .
فردد :كرر ذلك الرجل قوله )) أوصني (( يلتمس أنفع من ذلك ،أو أبلغ أو أعم .
مرارا :في رواية عثمان بن أبي شيبة بيان عددها ،فإنها بلفظ )) ل تغضب ثلث مراتا ((.
قال :النبي صلى ال عليه وسلم له في المرة الثانية والثالثة .
ل تغضب :فيه بتكرارها على عظيم نفعها وعمومه .
عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي ال تعالى عنه عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قال :
)) إن ال كتب الحسان على كل شيء ،فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة
،وليحد أحدكم شفرته ،وليرحا ذبيحته (( .رواه مسلم
المفرداتا :
عن أبي ذر جندب بن جنادة ،وأبي عبد الرحمن معاذ ابن جبل رضي ال تعالى عنهما عن رسول
ال صلى ال عليه وآله وسلم قال )) :اتق ال حيثما كنت ،وأتبع السيئة الحسنة تمحها ،وخالق
الناس بخلق حسن (( رواه الترمذي وقال :حديث حسن ،وفي بعض النسخ :حسن صحبح
المفرداتا :
اتق ال :بامتثال أمره واجتناب نهيه ،والوقوف عند حده .
حيثما كنت :في أي مكان كنت فيه حيث يراك الناس ،وحيث ل يرونك ،فإنه مطلع عليك .
وأتبع :بالهمزة ،وسكون المثناة فوق ،وكسر الموحدة :ألحق .
السيئة :وهي ترك بعض الواجباتا ،أو ارتكاب بعض المحظوراتا .
الحسنة :التوبه منها .أو التيان بحسنة أخرى .
تمحها :تمح عقابها من صحف الملئكة وأثرها السيء في القلب .
وخالق الناس :عاملهم .
بخلق حسن :وهو أن تفعل معهم ما تحب أن يفعلوه معك ،فبذلك تجمع القلوب ،وتتفق الكلمة
،وتنتظم الحوال .
عن أبي العباس عبد ال بن عباس رضي ال تعالى عنهما قال :كنت خلف النبي صلى ال عليه وآله
وسلم يوما ،فقال )) :ياغألم إني أعلمك كلماتا :أحفظ ال يحفظك ،احفظ ال تجده تجاهك
،إذا سألت فاسأل ال ،وإذا استعنت فاستعن بال وأعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك
بشيء لم ينفعوك إل بشيء قد كتبه ال لك ،وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إل
بشيء قد كتبه ال عليك .رفعت القلم وجفت الصحف (( .رواه الترمذي وقال :حديث حسن
صحيح .وفي رواية غأير الترمذي )) :احفظ ال تجده أمامك ،تعرف إلى ال في الرخاء يعرفك في
الشدة ،واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ،وما أصابك لم يكن ليخطئك ،واعلم أن النصر مع
الصبر وأن الفرج مع الكرب ،وأن مع العسر يسرا ((
المفرداتا :
خلف النبي صلى ال عليه وسلم :على دابته رديفا .
يا غألم :بضم الميم ،لنه نكره مقصودة بالنداء ،وهو الصبي حين يفطم إلى تسع سنين ،وسنه
إذ ذلك كانت نحو عشر سنين .
إني أعلمك كلماتا :ينفعك ال بها ،والتنوين هنا للتعظيم .
احفظ ال :بملزمة تقواه ،واجتناب نواهيه .
يحفظك :في نفسك وأهلك ،ودنياك ودينك ،سيما عند الموتا .
احفظ ال :بما مر.
تجاهك :بضم التاء ،أمامك كما في الرواية التية .
إذا سألت :أردتا السؤال .
فاسأل ال :أن يعطيك مطلوبك ،ول تسأل غأيره ،فإنه ل يملك تنفسه نفعا ول ضرا ،فضل عن
غأيره .
استعنت :طلبت العانة على أمر من أمور الدنيا والخرة .
فاستعن بال :لنه القادر على كل شيء ،وغأيره عاجز حتى عن طلب مصالح نفسه ودفع مضارها
.
المة :المراد بها هنا سائر المخلوقاتا .
رفعت القلم وجفت الصحف :كناية عن تقدم كتابة المقادير كلها ،والفراغا منها من أمد بعيد .
تعرف :بتشديد الراء .
إلى ال في الرخاء :بملزمة طاعته ،والنفاق في جوه القرب .
يعرفك في الشدة :بتفريجها عنك ،وجعله لك من كل ضيق فرجا ،ومن كل هم مخرجا .
واعلم أن ما أخطأك :من المقادير فلم يصل إليك .
لم يكن ليصيبك :لنه مقدر على غأيرك .
وما أصابك :منها .
لم يكن ليخطئك :لنه مقدر عليك .
واعلم :تنبيه .
أن النصر :من ال للعبد على جميع أعداء دينه ودنياه أينما يوجد .
مع الصبر :على طاعة ال ،وعن معصيته ،وعن المصائب .
الفرج :الخروج من الغم .
الكرب :الغم الذي يأخذ النفس .
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري البدري رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم )) :إن مما أدرك الناس من كلم النبوة الولى :إذا لم تستح فاصنع ما شئت (( رواه
البخاري .
المفرداتا :
أدرك الناس :توارثوه قرنا بعد قرن ،والناس بالرفع والعائد على ما محذوف ،ويجوز النصب على أن
العائد ضمير الفاعل .
من كلم النبوة الولى :التي قبل نبينا محمد صلى ال عليه وسلم .والمراد أنه مما اتفقت عليه
الشرائع ،لنه جاء في أولها ،ثم تتابعت بقيتها عليه .
إذا لم تستح :من الحياء ،وهو خلق يحث على فعل الجميل ،وترك القبيح ،ويمنع من التفريط
في الحق ،أما ما ينشأ عنه الخلل بالحق فليس هو حياء شرعيا ،بل هو خور وضعف .
فاصنع ما شئت :في هذا المر ثلثة أقوال :أحدها _ أنها بمعنى الخبر كأنه يقول :إذا لم يمنعك
الحياء فعلت ما شئت ،أي ما تدعوك إليه نفسك من القبيح .الثاني _ أنه للوعيد ،كقوله تعالى :
)) اعملوا ما شئتم (( والثالث أنه للباحة ،أي انظر على الفعل الذي تريد أن تفعله ،فإن كان مما
ل يستحى منه فافعله ،و إل فل.
عن أبي عمرو _ وقيل أبي عمرة _ سفيان بن عبد ال رضي ال عنه قال :قلت يا رسول ال ،قل
لي في السلم قول ل أسأل عنه أحدا غأيرك .قال )) :قل آمنت بال ،ثم استقم (( رواه مسلم .
المفرداتا :
-1المر بالستقامة ،وهي الصابة في جميع القوال والفعال والمقاصد .وأصلها استقامة
القلب على التوحيد التي فسر بها أبو بكر الصديق قوله تعالى )) :إن الذين قالوا ربنا ال ثم
استقاموا (( فمتى استقام القلب على معرفة ال وخشيته ،وإجلله ،ومهابته ،ومحبته ،
وإرادته ،ورجائه ،ودعائه ،والتوكل عليه ،والعراض عما سواه ،استقامت الجوارحا كلها
على طاعته ،فإن القلب ملك العضاء وهي جنوده ،فإذا استقام الملك استقامت ج
الحديث الثاني والعشرون
عن أبي عبد ال جابر بن عبد ال النصاري رضي ال عنهما :أن رجل سأل رسول ال صلى ال
عليه وآله
وسلم فقال :أرأيت إذا صليت المكتوباتا ،وصمت رمضان ،وأحللت الحلل ،وحرمت الحرام
،ولم أزد على ذلك شيئا ،أأدخل الجنة ؟ قال )نعم ( .رواه مسلم .ومعنى حرمت الحرام :اجتنبته
.ومعنى أحللت الحلل فعلته معتقدا حله .
المفرداتا :
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الشعري رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله
وسلم )) :الطهور شطر اليمان ،والحمد ل تمل الميزان ،وسبحان ال والحمد ل تملن _ أو
تمل _ ما بين السماء والرض ،والصلة نور ،والصدقة برهان ،والصبر ضياء ،والقرآن حجة لك
أو عليك .كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها ،أو موبقها (( .رواه مسلم .
المفرداتا :
الطهور :بضم الطاء _ التطهير بالماء من الحداث.
شطر اليمان :نصف اليمان ،لن خصال اليمان على قسين :أحدهما :يطهر القلب ويزكيه ،
والخر :يطهر الظاهر فهما تصفان بهذا العتبار ،و في توجيه كون الطهور شطر اليمان أقوال
أخر ،وال أعلم بمراد رسوله .
تمل الميزان :لعظم أجرها ،وسبب ذلك أن التحميد إثباتا المحامد كلها ل .
تملن أو تمل ما بين السماء والرض :لو قدر ثوابهما جسما لمل ما بين السماء والرض ،
لتضمنهما التنزيه والثناء على ال عز وجل و ) أو ( للشك من الراوي .
والصلة :الجامعة لشروطها و مكملتها .
نور :يستنير بها قلب المؤمن في الدنيا ،وربما يظهر على وجهه البهاء ،وتكون له نورا في ظلماتا
يوم القيامة .
والصدقة برهان :حجة على إيمان فاعلها بمجازاة يوم القيامة ،لن المنافق يمتنع منها لكونه ل
يعتقد الثواب فيها .
والصبر :المحمود ،وهو الصبر على طاعة ال عز وجل ،والصبر عن المعاصي ،والصبر على
القدار المؤلمة .
والقرآن حجة لك :يدلك على النجاة إن عملت به .
أو عليك :إن أعرضت عنه ،فيدل على سوء عاقبتك .
يغدو :يسعى بنفسه .
فبائع نفسه :ل بطاعته .
فمعتقها :من العذاب .
أو موبقها :مهلكها ببيعها للشيطان والهوى باتباعهما .
عن أبي ذر الغفاري رضي ال تعالى عنه عن النبي صلى ال تعالى عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه
عز وجل أنه قال )) :يا عبادي ،إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فل تظالموا ،
يا عبادي ،كلكم ضال إل من هديته فاستهدوني أهدكم ،يا عبادي ،كلكم جائع إل من أطعمته
فاستطعموني أطعمكم ،يا عبادي ،كلكم عار إل من كسوته فاستكسوني أكسكم ،يا عبادي ،
إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغأفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغأفر لكم .يا عبادي إنكم لن
تبلغوا ضري فتضروني ،ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ،يا عبادي ،لو أن أولكم و آخر كم ,و إنسكم
وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ،يا عبادي ،لو أن
أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي
شيئا .يا عبادي لو أن أولكم واخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل
واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إل كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ،يا عبادي ،إنما
هي أعمالكم أحصيها لكم ،ثم أوفيكم إياها ،فمن وجد خير فليحمد ال ،ومن وجد غأير ذلك فل
يلومن إل نفسه (( رواه مسلم .
المفرداتا :
حرمت :منعت .
الظلم :وهو لغة وضع الشيء في غأير موضعه .
على نفسي :فضل مني ،وجود و إحسانا إلى عبادي ،فل أعاقب البريء على ما لم يفعل من
السيئاتا ،ول أعاقب أحدا بذنب غأيره ،ول أنقص المحسن شيئا من جزاء حسناته ،ول أحكم
بين الناس إل بالعدل والقسط .
وجعلته بينكم محرما :حكمت بتحريمه عليكم .
فل تظالموا :بتشديد الظاء وبتخفيفها أصله تتظالموا ،ل يظلم بعضكم بعضا .
كلكم ضال :عن الحق لو ترك ،وما يدعوا الطبع من الراحة وإهمال الشرع .
إل من هديته :وفقته ل متثال المر واحتناب النهي .
فاستهدوني :اطلبوا مني الدللة على طريق الحق واليصال إليها .
أهدكم :أنصب لكم أدلة ذلك الواضحة ،وأوفقكم لها .
فاستطعموني :اطلبوا مني الطعام .
تخطئون :بضم التاء على الرواية المشهورة ،وروي بفتحها وفتح الطاء :تأثمون .
وأنا أغأفر الذنوب جميعا :غأير الشرك وما ل يشاء مغفرته .
فاستغفروني :سلوني المغفرة ،وهي ستر الذنب ومحو أثره .وأمن عاقبته .
قاموا في صعيد واحد :في أرض واحدة ومقام واحد .
المخيط :بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الياء _ البرة .
أحصيها :أضبطها وأحفظها بعلمي وملئكتي .
أوفيكم إياها :أعطيكم جزاءها وافيا تاما .
فمن وجد خيرا :ثوابا ونعيما بأن وفق لسبابهما .أو حياة طيبة هنيئة .
فليحمد ال :على توفيقه للطاعاتا التي ترتب عليها ذلك الخير والثواب ،فضل منه ورحمة .
غأير ذلك :شرا .
فل يلومن إل نفسه :فإنها آثرتا شهواتها على رضا رازقها ،فكفرتا بأنعمه ،ولم تذعن لحكامه .
تحريم الظلم ،وذلك متفق عليه في كل ملة ،لتفاق سائر الملل على مراعاة حفظ -1
النفس والنساب والعراض والعقول والموال ،والظلم يقع في هذه أو بعضها ،وأعظم
الظلم الشرك ،قال تعالى ) :إن الشرك لظلم عظيم .
وجوب القبال على المولى في جميع ما ينزل بالنسان لفتقار سائر الخلق إليه -2
وعجزهم عن جلب منافعهم ودفع مضارهم إل بتيسيره .فيجب إفراده بأنواع العبادة :من
السؤال والتضرع والستعانة وغأيرها ،فإنه المتفرد بخلق العبد وبهدايته وبرزقه ،وإحيائه
وإماتته ،ومغفرة ذنوبه .
كمال فعله تعالى لتنزيهه عن الظلم وكمال ملكه فل يزاد بالطاعة ول ينقص بالمعاصي -3
.وكما غأناه فإن خزائنه ل تنفد ول تنقص بالعطاء .وكمال إحسانه إلى عباده فإنه يجب أن
يسألوه جميع مصالحهم الدينية والدنيوية كما يسألونه الهداية والمغفرة ،فله تعالى الكمال
المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله .
أن الصل في التقوى والفجور هو القلوب ،فإذا بر القلب وأتقى برتا الجوارحا ، -4
وإذا فجر القلب فجرتا الجوارحا .
أن الخير كله من فضل ال تعالى على عباده من غأير استحقاق .والشر كله من عند -5
ابن آدم من إتباع
هوى نفسه .
الحديث الخامس والعشرون
عن أبي ذر رضي ال عنه أيضا :أن ناسا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قال
للنبي صلى ال تعالى عليه وآله وسلم :يا رسول ال ،ذهب أهل الدثور بالجور ،يصلون كما
نصلي ،ويصومون كما نصوم ،ويتصدقون بفضول أموالهم ،قال )) :أوليس قد جعل ال لكم
ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة ،وكل تهليله صدقة ،وكل تحميدة صدقه ،وكل تهليلة
صدقه .وأمر بمعروف صدقه ،ونهي عن منكر صدقه ،وفي بضع أحدكم صدقه (( قالوا :يا
رسول ال ،أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال )) :أرأيتم لو وضعها في حرام أكان
عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلل كان له به أجر (( .رواه مسلم .
المفرداتا :
عن أبي هريرة رضي ال تعالى عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم )) :كل سلمى
من الناس عليه صدقه ،كل يوم تطلع فيه الشمس :تعدل بين اثنين صدقة ،وتعين الرجل في دابته
فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ،والكلمة الطيبة صدقة ،وبكل خطوة تمشيها إلى
الصلة صدقة ،وتميط الذى عن الطريق صدقة (( .
المفرداتا :
سلمى :بضم السين المهملة وتخفيف اللم مع القصر ،وهي المفاصل .وقد ثبت في صحيح
مسلم أنها ثلثمائة
وستون .
عليه :تذكير الضمير مع عوده إلى المؤنث باعتبار المعنى وهو المفصل .
صدقة :في مقابلة ما أنعم ال به عليه في تلك السلمياتا ،إذ لو شاء لسلبها القدرة وهو في ذلك
عادل .فإبقاؤها يوجب دوام الشكر بالتصدق ،إذ لو فقد له عظم واحد ،أو يبس ،أو لم ينبسط
أو ينقبض لختلت حياته ،وعظم بلؤه ،والصدقة تدفع البلء .
تطلع فيه الشمس :إتى بهذا القيد لئل يتوهم أن المراد باليوم هنا المدة الطويلة ،كما يقال :يوم
صفين .وهو أيام كثيرة .أو مطلق الوقت كما في آية )) :يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم (( .
تعدل بين اثنين :متحاكمين ،أومتخاصمين ،أو متهاجرين .
صدقة :عليهما لوقايتهما مما يتسبب على الخصام من قبيح القوال والفعال .
فتحمله عليها :كما هو أو تعينه على الركوب .
والكلمة الطيبة :وهي الذكر والدعاء للنفس والغير ،ومخاطبة الناس بما فيه السرور ،و اجتماع في
القلوب و تألفها .
خطوة :بفتح الخاء :المرة الواحدة ،وبضمها :ما بين القدمين .
تميط :بضم أوله _ تنحى .
الذى :ما يؤذي المارة :من قذر و نجس وحجر وشوك ،ونحو ذلك .
يستفاد منه :
أن تركيب عظام الدمي وسلمتها من أعظم نعم ال تعالى عليه ،فيحتاج كل عظم -1
منها إلى تصدق عنه بخصوصه ليتم شكر تلك النعمة .
المداومة على النوافل كل يوم ،وأن العبادة إذا وقعت في يوم ل يعني عن يوم آخر ، -2
فل يقول القائل مثل :قد فعلت أمس فأجزأ عني اليوم ،لقوله صلى ال عليه وسلم )) :كل
يوم تطلع فيه الشمس ((.
أن الصدقة ل تنحصر في المال . -3
فضل الصلحا بين الناس . -4
الحث على حضور الجماعاتا والمشي إليها ،وعمارة المساجد بذلك ،إذ لو لى -5
في بيته فإنه الجر المذكور في الحديث .
الترغأيب في إماطة الذى ،وفي معنا ه :توسيع الطرق التي تضيق على المارة ، -6
وإقامة من يبيع ويشتري في وسط الطرق العامة .
أن قليل الخير يحصل به كثير الجر بفضل ال تعالى. -7
الحديث السابع والعشرون
عن النواس بن سمعان رضي ال تعالى عنه عن النبي صلى ال عليه وآله وسلم قال )) :البر حسن
الخلق ،والثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس (( .رواه مسلم .
وعن وابصة بن معبد رضي ال تعالى عنه قال :أتيت رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم فقال )) :
جئت تسأل عن البر ؟ قلت نعم قال _ استفت قلبك ،البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه
القلب ،والثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ،وإن أفتاك الناس وأفتوك (( حديث حسن ،
رويناه في مسندي المامين أحمد بن حنبل ،والدارمي بإسناد صحيح .
المفرداتا :
البر :معظمه ،وهو عبارة عما اقتضاه الشرع وجوبا أو ندبا .
حسن الخلق :وهو النصاف في المعاملة ،والرفق في المجادلة ،والعدل في الحكام ،والبذل و
الحسان في اليسر ،واليثار في العسر ،وغأير ذلك ،من الصفاتا الحميدة .
والثم :الذنب .
حالك في صدرك :اختلج في النفس وتردد في القلب ،ولم يطمئن إليه .
وكرهت :كراهة دينية .
أن يطلع عليه الناس :وجوههم وأماثلهم الذين يستحى منهم .
اطمأنت إليه النفس :سكنت إليه النفس الطيبة .
أفتاك الناس :علماؤهم ،كما في الرواية ) ،وإن أفتاك المفتون (.
وأفتوك :بخلفه ،لنهم إنما يقولون على ظواهر المور دون بواطنها .
عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي ال تعالى عنه قال :وعظنا رسول ال صلى ال عليه وآله
وسلم موعظة وجلت منها القلوب ،وذرفت منها العيون ،فقلنا :يا رسول ال ،كأنها موعظة مودع
،فأوصنا .قال )) :أوصيكم بتقوى ال عز وجل ،والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد ،فإنه من
يعش منكم فسيرى اختلفا كثيرا فعليك بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ،عضوا عليها
بالنواجذ ،وإياكم ومحدثاتا المور ،فإن كل بدعة ضللة (( رواه أبو داود والترمذي وقال :
حديث حسن صحيح .
عن معاذ بن جبل رضي ال عنه قال قلت :يا رسول ال ،أخبرني بعمل يدخلني الجنة ،ويباعدني
عن النار ،قال )) :لقد سألت عن عظيم ،وإنه ليسير على من يسره ال تعلى عليه :تعبد ال ل
تشرك به شيئا ،وتقيم الصلة ،وتؤتي الزكاة ،وتصوم رمضان ،وتحج البيت ،ثم قال _ أل أدلك
على أبواب الخير :الصوم جنة ،والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار ،وصلة الرجل
في جوف الليل ،ثم تل )) تتجافى جنوبهم عن المضاجع _ حتى بلغ _ يعملون (( ثم قال )) :أل
أخبرك برأس المر و عموده وذروة سنامه ؟ _ الجهاد _ ثم قال _ أل أخبرك بملك ذلك كله ؟
قلت :بلى يا رسول ال ،فأخذ بلسانه وقال :كف عليك هذا .قلت :يا نبي ال ،وإنا لمؤاخذون
بما نتكلم به ؟ فقال :ثكلتك أمك ،وهل يكب الناس في النار على وجوههم _ أو قال على
مناخرهم _ إل حصائد ألسنتهم (( رواه الترمذي وقال :حديث حسن صحيح .
المفرداتا :
لقد سألت عن عظيم :عن عمل عظيم ،لن دخول الجنة والنجاة من النار أمر عظيم جدا ،لجله
أنزل ال الكتب ،وأرسل الرسل .
من يسره ال عليه :بتوفيقه إلى القيام بالطاعاتا على ما ينبغي .
تعبد ال :توحده .
على أبواب الخير :من النوافل ،لنه قد دله على واجباتا السلم قبل .
الصوم :الكثار من نفله ،لن فرضه مر ذكره قريبا .
جنة :بضم الجيم _ وقاية لصاحبه من المعاصي في الدنيا ،ومن النار في الخرة .
الصدقة :نفلها ،لن فرضها مر.
وصلة الرجل في جوف الليل :يعني أنها تطفيء الخطيئة ،والمرأة مثل الرجل في ذلك ،وإنما
خص الرجل بالذكر لغلبة الخير في الرجال ،أو لن السائل رجل .
تل :النبي صلى ال عليه وسلم ،ليبين فضل صلة الليل .
تتجافى :تتنحى .
المضاجع :مواضع الضطجاع للنوم .
ثم قال :النبي صلى ال عليه وسلم .
برأس المر :الذي سألت عنه .
ذروة :بضم الذال وكسرها _ الطرف العلى .
بملك ذلك كله :بمقصوده وجماعه ،وما يعتمد عليك .والملك بكسر الميم وفتحها .
فأخذ بلسانه :أمسك النبي صلى ال عليه وسلم لسان نفسه .
كف عليك :عنك .أو ضمن )) كف (( معنى أحبس .
ثكلتك :فقدتك .ولم يقصد رسول ال حقيقة الدعاء .بل جرى ذلك على عادة العرب في
المخاطباتا .
وهل :استفهام إنكار ،بمعنى النفي .
يكب :بضم الكاف _ يصرع .
الناس :أكثرهم .
حصائد ألسنتهم :ما يقتطعونه من الكلم الذي ل خير فيه .
المفرداتا :
تقسيم أحكام الدين إلى أربعة أقسام :فرائض حقها أل تضيع ،ومحارم حقها أن ل تقرب ،وحدود
حقها عدم مجاوزتها ،ومسكوتا عنه حقه أل يبحث عنه ،وهذا يجمع أحكام الدين كلها ،ومن
عمل به حاز الثواب وأمن العقاب ،ولهذا قال بعض العلماء :ليس في الحاديث حديث واحد
أجمع بانفراده لصول الدين وفروعه من هذا الحديث .
الحديث الحادي والثلثون
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي ال تعالى عنه قال :جاء رجل إلى النبي صلى ال
عليه وآله وسلم فقال :يا رسول ال دلني على عمل إذا عملته أحبني ال وأحبني الناس ،فقال )) :
ازهد في الدنيا يحبك ال ،وازهد فيما عند الناس يحبك الناس (( .حديث حسن ،رواه ابن ماجه
وغأيره بأسانيد حسنة .
المفرداتا :
عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي ال تعالى عنه أن رسول ال صلى ال عليه وآله
وسلم قال )) :ل ضرر ول ضرار (( حديث حسن .رواه ابن ماجة والدارقطني وغأيرهما مسندا ،
ورواه مالك في الموطأ مرسل عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم _ فأسقط
أبا سعيد ،وله طرق بقوي بعضها بعضا .
المفرداتا :
عن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قال )) :لو يعطى الناس
بدعواهم لدعى رجال أموال قوم ودماءهم ،لكن البينة على المدعي ،واليمين على من أنكر ((
حديث حسن ،رواه البيهقي وغأيره هكذا ،وبعضه في الصحيحين .
المفرداتا :
بدعواهم :بمجرد إخبارهم عن لزوم حق لهم على آخرين عند حاكم ،ل ادعى رجال خصوا بالذكر
لن ذلك من شأنهم غأالبا .
دماء رجال وأموالهم :فل يتمكن المدعى عليه من صون دمه وماله .
المدعى :هو من يذكر أمرا خفيا يخالف الظاهر .
واليمين على من أنكر :لن الصل براءة ذمته ،مما طلب منه وهو متمسك به .
عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم يقول :
)) من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه ،فإن لم يستطع فبقلبه ،وذلك
أضعف اليمان ((.رواه مسلم .
المفرداتا :
وجوب تغيير المنكر بكل ما أمكنه مما ذكر ،فل يكفي الوعظ لمن تمكنه إزالته بيده -1
،ول القلب لمن تمكنه إزالته باللسان .
أن النكار إنما يتعلق بتحقيق الشيء ،وليس على المر بالمعروف ،والناهي عن -2
المنكر اقتحام الدور بالظنون ،إل إذا أخبره من يثق بقوله :أن رجل خل برجل ليقتله ،أو
بامرأة ليزني بها ،أو نحو ذلك مما ل يتدارك ،فإنه يجب عليه البحث خوف الفواتا .
أن من قدر على خصلة من خصال اليمان ،وفعلها أفضل ممن تركها عجزا ،كما -3
يدل عليه أيضا قوله صلى ال عليه وسلم في النساء :أما نقصان دينها فإنها تمكث اليام
والليالي ل تصلي ،فدل على أن من قدر على الواجب وفعله أولى ،وأفضل ممن تركه عجزا
،أو معذورا .
أن عدم إنكار المنكر بالقلب دليل على ذهاب اليمان منه ،ولهذا قال ابن مسعود -4
رضي ال ع نه )) :هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر ((
الحديث الخامس والثلثون
عن أبي هريرة رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم )) :ل تحاسدوا ،ول
تناجشوا ول تباغأضوا ،ول تدابروا ،ول يبع بعضكم على بيع بعض ،وكونوا عباد ال إخوانا ،
المسلم أخو المسلم ،ل يظلمه ول يخذله ،ول يكذبه ،ول يحقره .التقوى ههنا _ ويشير إلى
صدره ثلث مراتا _ بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم .كل المسلم على المسلم
حرام :دمه وماله وعرضه (( .رواه مسلم
المفرداتا :
عن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وسلم قال )) :من نفس عن مؤمن كربة ن
كرب الدنيا نفس ال عنه كربة من كرب يوم القيامة ،ومن يسر على معسر يسر ال عليه في الدنيا
والخرة .ومن ستر مسلما ستره ال في الدنيا والخرة ،وال في عون العبد ما كان العبد في عون
أخيه .ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل ال له به طريقا إلى الجنة ،وما اجتمع قوم في بيت
من بيوتا ال يتلون كتاب ال ويتدارسونه بينهم إل نزلت عليهم السكينة وغأشيتهم الرحمة ،وحفتهم
الملئكة ،وذكرهم ال فيمن عنده ،ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه (( رواه مسلم بهذا اللفظ .
المفرداتا :
نفس :أزال وفرج .
كربة :شدة عظيمة ،وهي ما أهم النفس ،وغأم القلب .
ومن يسر على معسر :بإنظاره إلى الميسرة ،أو بإعطائه ما يزول به إعساره ،أو بالوضع عنه إن كان
غأريما .
يسر ال عليه :أموره ومطالبه .
ومن ستر مسلما :لم يعرف بأذى ،أو فساد ،بأن علم منه وقوع معصية فيما مضى ،لم يخبر بها
أحدا .
ستره ال في الدنيا والخرة :بأل يعاقبه على ما فرط منه .
من سلك طريقا :بالمشي بالقدام إلى مجالس العلم ،ويتناول أيضا الطريق المعنوي :كالحفظ
والمذاكرة والمطالعة والتفهم .
يلتمس :يطلب .
علما :شرعيا ،قاصدا به وجه ال تعالى.
سهل ال له طريقا إلى الجنة :بتيسير ذلك العلم الذي طلبه والعمل بمقتضاه أو علوم أخرى توصله
إلى الجنة ،ويحتمل أن يراد به تسهيل طريق الجنة الحسي يوم القيامة وهو الصراط .
من بيوتا ال :المساجد .
السكينة :الطمأنينة والوقار .
غأشيتهم الرحمة :شملتهم من كل جهة .
حفتهم الملئكة :أحاطت بهم بحيث ل يدعون للشيطان فرجة يتوصل منها للذاكرين .
وذكرهم ال :أثنى عليهم .
فيمن عنده :من الملئكة .
بطأ :قصر ،لفقد بعض شروط الصحة أو الكمال .
لم يسرع به نسبه :لم يلحقه برتب أصحاب العمال الكاملة :لن المسارعة إلى السعادة بالعمال
ل بالحساب .
عن ابن عباس رضي ال عنهما عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى
قال )) :إن ال كتب الحسناتا والسيئاتا ثم بين ذلك ،فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها ال
عنده حسنة كاملة ،وإن هم بها فعملها كتبها ال عنده عشر حسناتا إلى سبعمائة ضعف إلى
أضعاف كثيرة ،إن هم بسيئة فلم يعملها كتبها ال عنده حسنة كاملة ،وإن هم بها فعملها كتبها
ال سيئة واحدة (( رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف .
المفرداتا :
تبارك :تعاظم .
وتعالى :تنزه عما ل يليق بكماله .
كتب الحسناتا والسيئاتا :قدرهما في علمه على وفق الواقع .
بين ذلك :للكتبة من الملئكة .
كتبها ال :للذي هم بها ،أي أمر الحفظة بكتابتها .
حسنة كاملة :ل نقص فيها ،وإن نشأتا عن مجرد الهم .
ضعف :بكسر الضاد مثل وقيل مثلين .
إلى أضعاف كثيرة :بحسب الزيادة في الخلصا وصدق العزم ،وحضور القلب ،وتعدى النفع .
سيئة واحدة :تفضل منه سبحانه ،حيث لم يأخذ عبده بمجرد الهم في جانب السيئة ،ولم
يضاعفها عليه بعد وقوعها .
عن أبي هريرة رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم )) :إن ال تعالى قال :من
عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ،وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ،ول
يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ،وبصره الذي
يبصر به ،ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها ،ولئن سألني لعطينه ،ولئن استعاذني
لعيذنه (( .رواه البخاري .
المفرداتا :
عادى :من المعاداة ضد الموالة ،وفي رواية )) :من أهان ((
وليا :وهو العالم به ،المواظب على طاعته ،المخلص في عبادته .
آذنته بالحرب :أعلمته بأني محارب له .
عبدي :هذه الضافة للتشريف .
يتقرب إلي :يطلب القرب مني ،وفي رواية )) :يتحبب إلى ((
بالنوافل :التطوعاتا من جميع أصناف العباداتا .
كنت سمعه إلخ :المراد بهذا حفظ هذه المذكوراتا من أن تستعمل في معصية ،فل يسمع ما لم
يأذن له الشرع بسماعه ،ول يبصر ما لم يأذن له في إبصاره ،ول يمد يده إلى شيء لم يأذن له في
مدها إليه ،ول يسعى إل فيما أذن الشرع في السعي إليه .
لعطينه :ما سأل .
ولئن استعادني :بنون الوقاية وروي بباء موحدة تحتية ,والول أشهر .
لعيذنه :مما يخاف .
عن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال )) :إن ال تجاوز لي عن
أمتي :الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه (( حديث حسن رواه بان ماجه ،والبيهقي وغأيرهما .
المفرداتا :
عن ابن عمر رضي ال عنهما قال :أخذ رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم بمنكبي فقال :
)) كن في الدنيا كأنك غأريب أو عابر سبيل _ وكان ابن عمر رضي ال تعالى عنهما يقول _ إذا
أمسيت فل تنتظر الصباحا ،وإذا أصبحت فل تنتظر المساء ،وخذ من صحتك لمرضك ،ومن
حياتك لموتك (( رواه البخاري
المفرداتا :
بمنكبي :بفتح الميم وكسر الكاف _ مجمع العضد والكتف .ويروى بالفراد والتثنية .
كأنك غأريب :ل يجد من يستأنس به ،ول مقصد له إل الخروج عن غأربته إلى وطنه من غأير أن
ينافس أحدا.
أو عابر سبيل :المار في الطريق ،الطالب وطنه ،و)أو( بمعنى بل ،من قبيل الترقي من الغريب
الذي ربما تطمئن نفسه إلى بلد الغربة إلى عابر السبيل الذي ليس كذلك .
فل تنتظر الصباحا :بأعمال الليل .
فل تنتظر المساء :لن لكل من الصباحا والمساء عمل يخصه إذا أخر عنه لم يستدرك كماله وإن
شرع قضاؤه .
وخذ من صحتك لمرضك :اغأتنم العمل حال الصحة فإنه ربما عرض مرض مانع منه ،فتقدم
الميعاد بغير زاد .
ومن حياتك لموتك :اعمل في حياتك ما تلقى نفعه بعد موتك ،فإنه ليس بعد الموتا إل انقطاع
العمل .
عن أبي محمد عبد ال بن عمرو بن العاصا رضي ال عنهما قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم )) :ل يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به (( حديث حسن صحيح ،رويناه في
كتاب الحجة بإسناد صحيح .
المفرداتا :
ل يؤمن أحدكم :اليمان الكامل ،الذي وعد ال أهله بدخول الجنة ،والنجاة من النار.
هواه :بالقصر _ ما تحبه وتميل نفسه إليه .
تبعا لما جئت به :من هذه الشريعة المطهرة الكاملة ،بأن يميل قلبه وطبعه إليه كميله لمحبوباته
الدنيوية التي جبل على الميل بها .
أن من كان هواه تابعا لجميع ما جاء به النبي صلى ال عليه وسلم كان مؤمنا كامل -1
.
الحديث الثاني والربعون
عن أنس رضي ال عنه قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول )) :قال ال تعالى يا
بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غأفرتا لك على ما كان منك ول أبالي .يا بن آدم لو بلغت
ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غأفرتا لك .يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الرض خطايا ثم
لقيتني ل تشرك بي شيئا لتيتك بقرابها مغفرة (( رواه الترمذي وقال :حديث حسن صحيح .
المفرداتا :
ما دعوتني :لمغفرة ذنوبك و )) ما (( مصدرية ظرفية .
ورجوتني :والحال أنك ترجو تفضلي عليك .وإجابة دعائك .
غأفرتا لك :ذنوبك ،أي سترتها عليك ول أعاقبك بها في الخرة .
على ما كان منك :من تكرار المعاصي .
ول أبالي :ل أكترث بذنوبك ول أستكثرها وإن كثرتا إذ ل يتعاظمني شيء.
عنان :بفتح المهملة _ سحاب .
استغفرتني :طلبت مني وقاية شرها مع سترها .
بقراب الرض :بضم القاف وكسرها ،والضم أشهر ،أي بقريب ملئها ،أو بمثلها .
لقيتني :مت على اليمان .
ل تشرك بي شيئا :لعتقادك توحيدي ،والتصديق برسلي وبما جاءوا به .
عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم )) :ألحقوا الفرائض
بأهلها ،فما أبقت الفرائض فلولى رجل ذكر (( أخرجه البخاري ومسلم .
المفرداتا :
الفرائض :النصباء المقررة في كتاب ال تعالى ،وهي :النصف ،ونصفه ،وهو الربع .ونصف
نصفه ،وهو الثمن .والثلثان ،ونصفهما ،وهو الثلث .ونصف نصفهما ،وهو السدس .
بأهلها :من يستحقها بنص القرآن .
فما أبقت الفرائض :بعد أخذ كل ذي فرض فرضه .
فلولى رجل :أقرب رجل في النسب إلى المورث .
ذكر :هذا الوصف للتنبيه على سبب استحقاقه ،وهو الذكورة التي هي سبب العضوية ،وسبب
الترجيح في الرث ،ولذلك جعل للذكر مثل حظ النثيين .وحكمته أن الرجال تلحقهم مؤن
كثيرة بالقيام بالعيال والضيوف ،والرقاء والقاصدين ،ومواساة السائلين ،وتحمل الغرماتا ،
ونحو ذلك .
عن عائشة رضي ال عنها عن النبي صلى ال عليه وسلم قال )) :الرضاعة تحرم ما تحرم الولدة
(( .أخرجه البخاري ومسلم .
المفرداتا :
المفرداتا :
عام الفتح :فتح مكة ،وكان في رمضان سنة ثمان من الهجرة .
حرم :بإفراد الضمير ،وإن كان المقام يقتضي التثنية ،إشارة إلى أن أمر النبي صلى ال عليه
وسلم ناشيء عن أمر ال ،وهو نحو قوله تعالى ) :وال ورسوله أحق أن يرضوه (.
الميتة :بفتح الميم ،ما زالت عنه الحياة ل بذكاة شرعية .
الصنام :جمع صنم ،قال الجوهري :هو الوثن ،وقال غأيره :الوثن ماله جثة ،والصنم ما كان
مصورا .
هو حرام :بيعها حرام ،ومن العلماء من حمل قوله )وهو حرام ( على النتفاع فقال :يحرم
النتفاع بها .
جملوه :أذابوه .
عن المقدام بن معد يكرب قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول )):ما مل ابن آدم
وعاء شر من بطنه ،بحسب ابن آدم لقيمان يقمن صلبه ،فإن كان ل محالة فثلث لطعامه وثلث
لشرابه وثلث لنفسه (( رواه المام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه ،وقال الترمذي :حديث
حسن .
المفرداتا :
عن عبد ال بن عمرو عن النبي صلى ال عليه وسلم قال )) :أربع من كن فيه كان منافقا ،ومن
كانت فيهن خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها :إذا حدث كذب ،وإذا وعد
أخلف ،وإذا خاصم فجر ،وإذا عاهد غأدر (( أخرجه البخاري ومسلم .
المفرداتا :
عن عمر بن الخطاب رضي ال تعالى عنه عن النبي صلى ال عليه وسلم قال )) :لو أنكم
توكلون على ال حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروحا بطانا (( رواه المام أحمد
والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم ،وقال الترمذي حسن صحيح .
المفرداتا :
حق توكله :بالعتماد على ال عز وجل دون غأيره في استجلب المصالح ،ودفع المضار من
أمور الدنيا والخرة ،مع اليمان بأنه ل يعطي ول يمنع ول ينفع سوى ال تعالى .
خماصا :ضامرة البطون من الجوع .
تروحا :ترجع آخر النهار .
بطانا :ممتلئة البطون .
عن عبد ال بن بسر قال :أتى النبي صلى ال عليه وسلم رجل فقال :يا رسول ال ،إن شرائع
السلم قد كثرتا علي فباب نتمسك به جامع ؟ قال )) :ل يزال لسانك رطبا من ذكر ال ((
خرجه المام أحمد بهذا اللفظ .
المفرداتا :
فباب نتمسك به جامع :ليسهل عني أداءها ،أو يحصل به فضل ما فاتا منها من غأير الفرائض
،ولم يرد الكتفاء به عن الفرائض والواجباتا .