You are on page 1of 88

‫النفايات الصلبة‬

‫كيف نتعامل معها ونفيد منها؟‬

‫د‪ .‬عبري عيسى‬

‫‪-1-‬‬
‫رئيس جملس اإلدارة‬
‫الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة‬
‫املديرالعام‪ :‬حممود عبد الواحد‬ ‫املدير املسؤول ‪-‬‬
‫رئيـــــــــــــس التحريـــــــــــــــــــــر‪ :‬أنطوانيــــــت القـــــــــس‬
‫مستشـــــــــار التحريـــــــــــــــــــر‪ :‬الدكتور نوفل نيـوف‬

‫اإلشــــــراف الطبـاعـي‪ :‬أنس احلسن‬

‫‪-2-‬‬
‫املقدمة‬
‫نعيش‪ ،‬حن��ن ال��ب��ش��ر‪ ،‬يف جم��م��وع��ات متقاربة أو‬
‫متباعدة على كوكب األرض‪ ،‬وتربطنا مع بعضنا بعضاً‬
‫ومع الوسط الذي حنيا فيه (مبا فيه من عناصر حية‬
‫كالنبات أو احليوان‪ ،‬أو ما فيه من عناصر غري حية‬
‫مث ِل اهلواء واملاء والرتبة) عالقات تبادلية وتكاملية‪،‬‬
‫نتبادل املنافع واملصاحل ونكمل بعضنا بعضاً‪.‬‬

‫كوكبنا اجلميل الذي جيب أن حنافظ عليه‬

‫‪-3-‬‬
‫وح�ين ك��ان ع��دد السكان قليالً ومستوى احلياة‬
‫بسيطاً‪ ،‬كانت متطلبات الفرد فينا حمدودةً ومقتصرةً‬
‫على ضروريات احلياة‪ ،‬وكان ما ينتج عنها من نفايات‬
‫وخملفات صغرياً مكوناً من موادَّ تستطيع البيئ ُة من‬
‫ه��واء وم��اء وتربة هضمها واستيعاهبا وحتويلها إىل‬
‫أشكا ٍل أكثرَ قبوالً يف الطبيعة‪ ،‬وتسمَّى هذه العملية‬
‫عملي َة التنقية الذاتية‪.‬‬
‫إال أنَّ ازدياد عدد السكان وارتفاع مستواهم املعيشي‬
‫والثقايف والتقدم الصناعي والزراعي والتكنولوجي‬
‫ال��ذي حققته البشرية يف العقود اخلمسةِ األخرية‪،‬‬
‫قد زاد من حاجات الفرد وأدى إىل زي��ادة هائلة يف‬
‫كمية النفايات الصلبة الناجتة؛ اليت لوثت بشكل كبري‬
‫عناصر البيئة من أرض وماء وهواء‪ ،‬وزاد يف استنزاف‬
‫املصادر الطبيعية يف مناطق عديدة من العامل؛ حيث مل‬
‫تعد الطبيعة قادرةً على القيام بعملية التنقية الذاتية‪،‬‬
‫بسبب الكميات الكبرية من النفايات من جهة‪ ،‬والحتواء‬
‫هذه الكميات غالباً على مواد ال تتحلل أو تتحلل ببطء‬
‫شديد‪ ،‬فال تستطيع عناصر الطبيعة هضمها‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى المتصاصها مما جيعلها تبقى ملئات السنني‬

‫‪-4-‬‬
‫أو إىل ما ال هناية؛ كاملوادِّ البالستيكية مثالً أو الزجاج‬
‫أو املطاط‪.‬‬

‫أكوام البالستيك اليت قد تبقى لزمن غري حمدود‬

‫إن احلجم اإلمج��ايل للنفايات ي��زداد باستمرار يف‬


‫كل سنة‪ ،‬ح ّتى أصبحت ماليني القطع من التجهيزات‬
‫الفنية والتكنولوجية مهمل ًة بسبب التكنولوجيا احلديثة‪.‬‬
‫إذ تقوم املصانع بإنتاج بضائع ذات جودة متدنية‪ ،‬بغية‬
‫زيادةِ االستهالك‪ ،‬ال تدوم إال لفرتة قصرية‪ ،‬ومن ثم يتم‬
‫استبداهلا بدالً من إصالحها‪ .‬أما اإلعالنات التجارية‬
‫‪-5-‬‬
‫فإهنا ختلق حاجات جديدةً لإلنسان لتقنعه أن كثرة‬
‫امتالك السلع يأتيه بالسعادة‪ .‬وإن كثرياً من البضائع‬
‫نشرتيها مغلفةً حلمايتها‪ ،‬أثناء النقل‪ ،‬ولكن الباعة‬
‫يستعملون عديداً من مواد التغليف لتبدو بضائعهم‬
‫أكثر جاذبيةً للمستهلك‪ ،‬فتتحو ُل هذه املواد بعد ساعات‬
‫حمدودة إىل نفايات‪ ،‬كما إن األطعمة املعلبة ووجبات‬
‫األطعمة السريعة تضيف كميات كبرية من مواد التغليف‬
‫إىل أكداس النفايات واملخلفات‪.‬‬

‫الطبيعة اجلميلة اليت جيب احملافظة على مواردها وتوازهنا‬

‫لقد شجعت الكميات اهلائلة من النفايات الدول‬


‫واجملتمعات على البحث عن أفضل الطرق للتخلص‬

‫‪-6-‬‬
‫اآلمن بيئياً منها‪ ،‬وحملاولة تدويرها وإعادة استخدامها‬
‫بالطرق املمكنة‪ ،‬فنشأ لدينا ما يسمى اليوم بإدارة‬
‫النفايات الصلبة وت��دوي��ره��ا يف مجيع دول العامل‪،‬‬
‫والسيما يف املتقدمة منها للمحافظة على الصحة‬
‫والسالمة العامة‪.‬‬
‫إذاً ما هي النفايات الصلبة؟‬
‫هي جمموعة األشياء اليت تعترب غري ذات قيمة‬
‫للشخص الذي ختلص منها‪ ،‬والناجتة عن نشاطاته‬
‫اليومية املختلفة‪ ،‬حيث تكون هذه األشياء نافعة‬
‫قبل استعماهلا ثم تص ِبحُ غري نافعة لوجودها يف غري‬
‫مكاهنا‪.‬‬
‫األثر البيئي واالجتماعي للنفايات الصلبة‪:‬‬
‫‪-‬تع ُّفنُ املوادِّ العضوية اليت حتويها القمامة مما يؤدي‬
‫إىل انتشار الغازات السامة وتصاعد الروائح الكريهة‬
‫وانتشار األوبئة واألمراض‪.‬‬
‫‪-‬تكاثر الذباب والقوارض (كاجلرذان) وخمتلف نواقل‬
‫األمراض األخرى (كاجلراثيم)‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫‪-‬تصاعد الغبار وإمكان تعطل املرور واملواصالت بسبب‬
‫كتل النفايات الضخمة‪.‬‬
‫‪-‬ت��ل��وث امل��ي��اه اجل��وف��ي��ة (حت���ت األرض كالينابيع)‬
‫والسطحية (أي ال�تي على سطح األرض كالبحار‬
‫واألهنار)‪.‬‬
‫‪-‬إمكان نشوب احلرائق وتصاعد الدخان والغازات‬
‫الضارة‪.‬‬
‫‪-‬تأثر الناحية اجلمالية والسياحية للمدينة بسبب‬
‫األكوام املرتاكمة من النفايات‪ ،‬مما يسيء كذلك إىل‬
‫احلالةِ املعنوية والنفسية للسكان‪ ،‬ويؤدي إىل شعورهم‬
‫بالضيق واالنزعاج الدائم‪.‬‬
‫‪-‬تراجع الناس عن السكن يف املناطق اليت ال يعنى فيها‬
‫ِ‬
‫اخنفاض‬ ‫جبمع ونقل النفايات املنزلية‪ ،‬ويؤدي ذلك إىل‬
‫أسعار األراضي والعقارات يف تلك املناطق‪.‬‬
‫‪-‬أوضحت الدراسات املتعلقة باإلنتاج أن اإلنسان الذي‬
‫يعيش يف بيئة نظيفة يزيد إنتاجه عن مثيله الذي‬
‫يعيش يف بيئة غري نظيفة بنسبة (‪ ،%)40-30‬كما‬

‫‪-8-‬‬
‫أنَّ عدم استغالل املواد املكونة هلذه النفايات يتسبب‬
‫بإهدار كمية كبرية من الطاقة اليت جيب احملافظة‬
‫عليها واستغالهلا‪.‬‬
‫‪-‬تأثري النفايات اخلطرة كنفايات املشايف مثالً على‬
‫صحة وسالمة اإلنسان والنبات واحل��ي��وان وسالمة‬
‫البيئة‪.‬‬
‫أنوع النفايات الصلبة‪:‬‬
‫ميكن تصنيف النفايات حسب منشئها أو حسب‬
‫تركيبها‪ .‬على أن عملية حتديد مواصفات النفايات‬
‫ألجل تصنيفها عملية صعبة‪ ،‬إذ توجد عوامل كثرية‬
‫ومتنوعة تؤثر باستمرار على كمية النفايات وتركيبها‬
‫العام وتركيبها الفيزيائي والكيميائي‪ .‬وسنعتمد هنا‬
‫تصنيفها حسب منشئها‪ ،‬وذل��ك يقودنا ب���دورهِ إىل‬
‫التعرف على تركيبها‪.‬‬
‫تقسم النفايات إىل ثالثة أنواع رئيسية‪ ،‬سنتعرف‬
‫عليها بالتفصيل وهي‪:‬‬
‫‪-1‬نفايات بلدية ‪-2‬نفايات صناعية ‪-3‬نفايات خطرة‬

‫‪-9-‬‬
‫عينة من أنواع النفايات وتركيبها ونسب املواد فيها‬

‫أما النفايات البلدية فتشمل‪:‬‬


‫‪-1‬فضالت الطعام‪:‬‬
‫وهي فضالت ذات منشأ حيواني أو نباتي‪ ،‬تنتج عن‬
‫حتضري خمتلف أنواع األغذية اليت يتناوهلا اإلنسان يومياً‬
‫ويف طعامه وشرا ِبهِ‪ ،‬وتشمل هذه الفضالت خملفات‬
‫املطابخ يف املنازل والفنادق واملطاعم‪ ،‬وخملفات املساخل‬
‫وأسواق اخلضار‪ ،‬واحملالت اخلاصة بتخزين األغذية‬
‫وبيعها‪.‬‬
‫وفضالت الطعام تتكوَّنُ من موادَّ عضوية مركبة‬
‫سريعة التحلل والتفكك والتعفن‪ ،‬وخباصة بوجود احلرارة‬
‫املناسبة‪ ،‬ويدخل يف تركيبها كذلك نسبة كبرية من املاء‪.‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫ختتلف كمية هذا النوع من الفضالت حسب الفصول‪،‬‬
‫فهي تزداد يف فصل الصيف‪ ،‬والسيما خملفات الفواكه‬
‫واخلضار‪ ،‬بينما تقل كميتها يف فصل الشتاء ويكون‬
‫معظمها موادَّ دمسة ودهنية‪ ،‬إذ يكثر استهالك اللحوم‬
‫يف الشتاء‪.‬‬
‫‪-2‬نفايات األشياء (أو ما يسمى بالقمامة)‪:‬‬
‫وهي متثل فضالت كثرية عدا فضالت الطعام‪ ،‬منها‬
‫ما هو قابل لالحرتاق كالكرتون واجللود والبالستيك‬
‫وامللبوسات واملطاط وبقايا احلدائق واألخشاب واألثاث‬
‫املنزيل‪ ،‬ومنها ما هو غري قابل لالحرتاق كاحلديد‬
‫والزجاج واألملنيوم وعلب القصدير (بيبسي) والفخار‪.‬‬
‫‪-3‬األنقاض‪:‬‬
‫وهي بقايا أبنية قدمية وحديثة ناجتة عن هدم املباني‬
‫أو إعادة ديكورها وإعادة إنشائها‪ ،‬وهي ناجتة كذلك‬
‫عن إصالح املباني السكنية والصناعية والتجارية‪.‬‬
‫حتتوي هذه النفايات على األسالك واألحجار واآلجر‬
‫والرمل واالمسنت واألدوات الصحية والكهربائية‪،‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫ومتتاز هذه األنقاض حبجمها وثقلها الكبريين مما‬
‫يزيد من صعوبة تصريفها‪.‬‬

‫صورة متثل األنقاض اليت تشكل حجماً ضخماً وتشغل مكاناً كبرياً‬

‫‪-4‬نفايات خاصة‪:‬‬
‫ومنها أنواعٌ عديدةٌ كجثثِ الطيور واحليوانات‪ ،‬أو‬
‫مثل نواتج شطف الشوارع أو بقايا السيارات أو املعدات‬
‫الصناعية أو األجهزة الكهربائية التالفة (تلفزيون‪،‬‬
‫غسالة‪ )....‬كاحلواسيب التالفة أو املوبايالت‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫مكب سيارات حيث يتم سنوياً التخلص من أعداد‬
‫كبرية من السيارات‬
‫النفايات الصناعية‪:‬‬
‫هي مجيع املواد اليت تدخل يف عمليات إنتاج السلع‬
‫املختلفة والبضائع واملنتجات أو اليت تستخدمُ خالل‬
‫مراحل النشاط الصناعي‪.‬‬
‫النفايات اخلطرة‪:‬‬
‫إن النفايات اليت تشكل خطراً حقيقياً (أي له نتائج‬
‫واضحة وملموسة)‪ ،‬حاالً أو الحقاً على حياة اإلنسان‬
‫أو احليوان أو النبات تصنف بأ َّنها نفايات خطرة‪،‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫ومن بعض صفاتِ هذه النفايات أهنا قد تكون قابل ًة‬
‫لالشتعال أو سامة أو متفجرة أو كيمائية‪ ،‬أو قد حتمل‬
‫صفتني من هذه الصفات بآن معاً‪.‬‬
‫إدارة النفايات الصلبة‪:‬‬
‫كيف نتعامل مع كل هذه النفايات؟ يعتقد معظمنا‬
‫أن النفايات ختتفي حال خروجها من منازلنا وأماكن‬
‫عملنا‪ ،‬لكن هذا االعتقاد غري صحيح‪ ،‬إذ تطرح‬
‫مسألة التخلص من النفايات حتدياً كبرياً أمام اجملتمع‬
‫والدولة‪ .‬وعليه فإن عملية مراقبة ومجع ومعاجلة‬
‫وتدوير أو التخلص من النفايات يدخل ضمن مفهوم‬
‫إدارة النفايات الصلبة اليت تقوم هبا الدول واجملتمعات‪،‬‬
‫ِ‬
‫لتخفض آثا ِرها السلبيَّةِ على الصحة والبيئة واملظهر‬
‫العام‪ ،‬وتستخدم هذه الطريقة أيضاً للحصول على‬
‫املوارد وذلك بإعادة التدوير‪.‬‬
‫تتطلب اإلدارة املتكاملة للنفايات تطبيق جمموعة‬
‫متنوعة من املمارسات اليت هتدف إىل تطبيق أفضل‬
‫حل للتخلص منها بشكل ال يضر البيئة وال اإلنسان‪.‬‬
‫إن ملسألة النفايات الصلبة البلدية يف الدول املتقدمة‬
‫إدارةً خاص ًة هبا مثل مسألة املياه واهلواء تسمى‪ :‬إدارة‬
‫‪- 14 -‬‬
‫النفايات‪ ،‬حيث يتضمن نظام إدارهتا االهتمام هبذه‬
‫املشكلة ابتداءً من عملية مجعها إىل طرق معاجلتها‪،‬‬
‫هبدف االستفادة قدر اإلمكان من مكوناهتا‪.‬‬

‫منوذج ألحد مكبات النفايات‬

‫هناك طرق عدة تستخدمها الدول للتخلص النهائي‬


‫من النفايات الصلبةِ‪ ،‬إذ ميكن رميَها يف مكبات مكشوفة‬
‫أويف األهنار أو دفنها يف مطامر صحية حتت سطح‬
‫األرض‪ ،‬كما ميكن حرقها يف احملارق‪ .‬إال أن لكل من‬
‫هذه الطرق عيوبَها إذا مل تنفذ بشكل صحي وسليم‪،‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫من حيث انبعاثُ الغازات الضارة والروائح الكريهة‪،‬‬
‫واجتذابُ احلشرات والقوارض‪ ،‬ووصو ُل امللوثات للمياه‬
‫اجلوفية‪ ،‬وتلوثُ الرتبة واملياه السطحية وختريبُ نظمها‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫أسس إدارة النفايات الصلبة‪:‬‬
‫إن مبدأ إدارة النفايات يقوم على التفكري؛ ال يف‬
‫التخلص من النفايات فحسب‪ ،‬بل يف إجياد احللول‬
‫وطرق معاجلة الكميات اهلائلة املتولدة يومياً منها‪،‬‬
‫واعتبا ِرها ثروة اقتصادية‪ .‬وتقوم إدارة النفايات على‬
‫جمموعة من األسس من أجل تطبيق هذا املبدأ‪ ،‬ويبني‬
‫الرسم التفصيلي هذه األسسَ وتدرُّجَ أمهيتِها‪ ،‬وتشمل‬
‫هذه األسسُ‪:‬‬
‫‪-1‬ختفيض استخدام املواد اخلام‪.‬‬
‫‪-2‬إعادة استخدام بعض عناصر الفضالت الصلبة‪.‬‬
‫‪-3‬استخراج الطاقة من النفايات الصلبة‪.‬‬
‫‪-4‬إعادة تصنيع بعض عناصر الفضالت الصلبة‪.‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫‪-5‬عملية التخلص النهائية‪.‬‬
‫‪-6‬اإلدارة اليومية للنفايات‪.‬‬

‫‪-1‬ختفيض استخدام املواد اخلام (األساسية)‪:‬‬


‫ينص مبدأ احنفاظ املادة على أن ما يدخل إىل‬
‫اجملتمع من البيئة جيب أن يتوازن مع ما خيرج منها‪،‬‬
‫ْ‬
‫خفضنَا من استخدام‬ ‫وهكذا فإنه من الطبيعي أنه كلما‬
‫‪- 17 -‬‬
‫املادة اخلام اخنفضت كمية املواد الداخلة إىل اجملتمع‬
‫واخلارجة منه‪ .‬مثال ذلك أنه عندما نعيد إنتاج الورق‬
‫من الورق التالف أو غري املستخدم فإننا هبذا نقلل من‬
‫قطع األشجار الالزمة إلنتاج الورق؛ ونكون قد قللنا‬
‫من املادة اخلام الداخلة إىل اجملتمع واخلارجة منه‪.‬‬
‫‪-2‬ختفيض كميات النفايات الصلبة‪:‬‬
‫لتخفض كمية النفايات هي يف‬ ‫ِ‬ ‫أفضل طريقة‬
‫جتنب إنتاجها يف املقام األول‪ ،‬وذلك عن طريق تقليل‬
‫كمية املواد املستخدمة يف إنتاج سلعة ما‪ ،‬فمثالً صار‬
‫باإلمكان اآلن صنعُ حاويات معدنية هلا جوانب رقيقة‪،‬‬
‫وبطارياتٍ حتتوي على موادَّ أقل خطورة‪ .....،‬كما‬
‫ميكن ختفيض كمية املواد املستعملة يف تغليف السلع‬
‫وتعبئتها إىل أدنى حد ممكن‪.‬‬
‫وميكننا‪ ،‬كمستهلكني‪ ،‬املسامهة يف هذا العمل بشراء‬
‫مواد ذات نوعية وجودة عالية تدوم طويالً‪ ،‬وميكن‬
‫إصالحها‪ ،‬بدالً من شراء سلع من نوعيات أدنى مصممة‬
‫ليتم التخلص منها بعد فرتة‪ .‬كما ميكننا مشاركة غرينا‬
‫من الناس ببعض املواد وتنظيم استعماهلا‪ ،‬باإلضافة‬
‫لذلك نستطيع االمتناع عن شراء موادَّ ال تستعمل إال‬
‫‪- 18 -‬‬
‫مرة واحدة‪ ،‬أو أُخرى ملفوفة بأغلفة ال فائدة منها أو‬
‫حتتوي على موادَّ سامة‪ .‬وعلينا أن نفكر جيدا قبل‬
‫شراء أي سلعة إذا كنا حباجة إليها ح ّقاً أو أننا ميكن‬
‫االستغناء عنها‪.‬‬
‫‪-3‬إعادة استعمال بعض عناصر الفضالت الصلبة‪:‬‬
‫إن مفهوم إعادة االستعمال تعين استعمال الشيء‬
‫ِ‬
‫للغرض نفسِهِ‪ ،‬أو لغرض آخر‪ ،‬وال‬ ‫نفسه مرة جديدة‬
‫تُلْحِقُ إعادة االستعمال الضرر بالبيئة ألهنا تتطلب‬
‫قليالً من الطاقة أو املوارد اإلضافية‪ ،‬فمثالً ميكن‬
‫حتويل صناديق الكرتون إىل حاويات للمجالت والكتب‪،‬‬
‫واستخدامُ األوعية الزجاجية حلفظِ‪ ،‬أشياء خمتلفة‬
‫كالتوابل أو القهوة‪ ،‬كما ميكن إعطاء املواد املستخدَمةِ‬
‫إىل أناس آخرين حباجة إليها إذا كانت حبالة جيدة‪،‬‬
‫ويفضل استخدام السالل املصنوعة من القش أو‬
‫القماش لشراء مشرتياتنا بدل األكياس البالستيكية‪.‬‬
‫ومن املالبس واألقمشة القدمية ميكننا صناعة وسادات‬
‫ِ‬
‫األرض أو األواني‪.‬‬ ‫للغرفة ومماسح لتنظيف‬
‫كما ميكن إعادة استعمال القوارير الزجاجية القابلة‬
‫إلعادة التعبئة عدة مرات‪ ،‬أما القوارير البالستيكية‬
‫‪- 19 -‬‬
‫فيمكن إعادة استعماهلا لعزل األشتال (نباتات زراعية)‬
‫ووقايتها من اآلفات احلشرية والطيور والقوارض‬
‫باإلضافة إىل محاية الشتلة من الصقيع يف الشتاء‪.‬‬

‫استخدام قوارير البالستيكية لوضع األشتال فيها‬

‫‪-4‬استخراج الطاقة من النفايات‪:‬‬


‫مبا أن (‪ %)80-70‬من مواد النفايات هي مواد‬
‫عضوية‪ ،‬فإن إمكانية إنتاج الطاقة منها ألغراض‬
‫التدفئة والتسخني وتوليد الكهرباء إمكانية كبرية‪ .‬ويعترب‬
‫احلصول على الطاقة من النفايات القابلة لالحرتاق‬
‫‪- 20 -‬‬
‫أحد األهداف االقتصادية للدول‪ ،‬حيث يُحْسَبُ ذلك‬
‫إضاف ًة مهمة للدخل القومي فضالً عن تأثري ذلك يف‬
‫خفض حجم النفايات الكلي‪.‬‬

‫عملية توليد النفايات من املواد العضوية‬

‫‪- 21 -‬‬
‫‪-5‬اإلدارة اليومية للنفايات‪:‬‬
‫إن إدارة النفايات من يوم آلخر عملية مكلفة ومعقدة‪،‬‬
‫حيث ال بد من حل املشكالت اليومية املتعلقة باألمور‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬معدل تولد النفايات وختزينها املؤقت وحفظها‪.‬‬
‫‪ -‬مجع النفايات‪ ،‬ترحيلها ومعاجلتها‪.‬‬
‫‪ -‬القوانني البيئية املرعية يف البلد‪.‬‬
‫‪ -‬توفر التمويل املادي‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية وأساليب التشغيل‪.‬‬
‫‪ -‬توفر اليد العاملة واملعدات‪.‬‬
‫‪ -‬كفاءة اإلدارة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬توفر الطرق واملواصالت العامة‪.‬‬
‫‪ -‬رصد التغري املستقبلي يف عناصر الفضالت الصلبة‬
‫نوعاً وكمّاً‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫‪-6‬إعادة تصنيع بعض مواد النفايات (التدوير)‪:‬‬
‫ُّ‬
‫حيتل املرتب َة األوىل‬ ‫إنَّ تصنيع ِ‬
‫بعض موا ّدِ النّفايات‬
‫يف ترتيب األُسُس قبل اإلدارة اليومية للنفايات‪ .‬ويعرف‬
‫التدوير بأنه العملية اليت ينشأ عنها إعادة استخدام‬
‫املادة وحتويلها مرة أخرى إىل شبه مكوناهتا األولية‪،‬‬
‫استعداداً إلعادة تصنيعها ملنتجات هلا الطبيع ُة نفسُها‬
‫تقريباً‪ ،‬ولكن لغرض استخدامات أخرى غري ما كانت‬
‫عليه سابقاً‪ ،‬أو لتصنيع منتجات أخرى جديدة‪.‬‬
‫ميكن إعادة تصنيع املواد اجلافة وهي‪ :‬الزجاج‪،‬‬
‫اخلشب‪ ،‬األملنيوم‪ ،‬املعادن‪ ،‬الورق‪ ،‬والبالستيك‪ .‬أما‬
‫املواد العضوية فيكمن إعادة تدويرها من خالل عمليّةٍ‬
‫طبيعية تدعى التخمر‪ ،‬فتتحوَّ ُل بعدها إىل مساد‬
‫طبيعي من أجل زيادة خصوبة الرتبة‪ ،‬وحتسني بنيتها‬
‫وإرجاع املغذيات إليها‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإعادة التدوير يعين استعادة مادة خام‬
‫من نفاية ما‪ ،‬ميكن استخدامها كمادة خام تدخل يف‬
‫إنتاج مادة أخرى‪ ،‬لذلك جيب‪:‬‬
‫‪-‬أن يسهل احلصول على النفاية ويسهل فصلها‪.‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫‪-‬أن تكون مواصفات املواد اخلام يف النفاية قابلة لالستعادة‬
‫َ‬
‫الشروط املطلوبة‪.‬‬ ‫ومستوفي ًة‬
‫‪-‬أن يكون من السهل التخلص من البقايا بعد التدوير‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون هلا سوق جتاري‪.‬‬
‫ولذلك مل يكن من الضروري أن حتقق عملية التدوير‬
‫هذهِ مكاسب مادية‪ ،‬فقد يفوق أثرها البيئيُّ على اإلنسان‬
‫أيَّ مكاسبَ مادية مهما كانت ضخمة‪ .‬فالعربة هنا ليس‬
‫قيمة العائد من هذه العملية‪ ،‬بل العربة بالقيمة االجتماعية‬
‫والصحية الكاملة اليت تعود على البيئة واجملتمع يف حاضره‬
‫ومستقبلِهِ‪.‬‬
‫كما أن عملية التدوير ترفع من فاعلية املواد من خالل‬
‫استخدامها الطويل‪ ،‬هلذه املواد‪ ،‬إذ كانت قيمة املواد تُف َقدُ‬
‫وترمى عند انتهاء الصالحية‪ ،‬لكن مع إعادة التدوير‬
‫أصبحت هذه املواد ذات قيمةٍ اقتصاديةٍ يف عملية إنتاج‬
‫أخرى‪ ،‬ومع ذلك فإن عملية التدوير تواجهها عدة مشاكل‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫‪-‬أن عملية الفصل جيب أن تكون تامة وأن تكون املادة‬
‫املسرتجعة نقية حتى تكون ذات قيمة‪.‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫‪-‬تفضيل استخدام املواد األصلية بدل املسرتجعة‪.‬‬
‫‪-‬ارتفاع كلفة فصل وجتميع ونقل ومعاجلة املواد‬
‫املسرتجعة‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة هنا أن تطبيق هذه العملية يتطلب‬
‫وعياً بيئياً ل��دى عامة الناس يدفعهم إىل املشاركة‬
‫الفاعلة‪ ،‬خصوصاً للحدِّ من النفايات واملساعدة يف‬
‫فرزها يف مصدرها سواء أكان منزلياً أم مؤسساتياً‪.‬‬

‫حاويات عليها رموز إعادة التدوير‬

‫وهناك شعار بارز هلذه العملية اليت أصبحت شائعة‬


‫االستعمال ميثل مثلثاً ذا ثالثةِ أسهم خضراء للداللة أن‬
‫املواد اخلارجة من اجملتمع يعاد تصنيعها وتعود إليه‪.‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫واللون األخضر رمز للحفاظ على البيئة‪ .‬ونستطيع‬
‫اآلن مشاهدة هذا الرمز على عديدٍ من املنتجات وحتى‬
‫على بعض حاويات التجميع‪.‬‬
‫لكن ملاذا نسعى إىل التدوير‪:‬‬

‫إعادة التدوير‬

‫إن عملية ال��ت��دوي��ر خت��ف��ض اس��ت��ه�لاك الطاقة‬


‫الكهربائية واملياه‪ ،‬وختفض درجة التدهور البيئي الذي‬
‫حيدث نتيجة استخراج املواد األولية من املناجم وآبار‬
‫النفط وقطع األشجار‪ ،‬كما أن إنشاء مصانع حملية‬

‫‪- 26 -‬‬
‫إلعادة التدوير خيفضُ احلاجة إىل نقل القمامةِ عرب‬
‫مسافات طويلة‪ ،‬باإلضافة لكل ذلك فإن هذه العملية‬
‫ختلق فرص عمل إضافية‪.‬‬

‫نفايات خشبية‬

‫دعونا اآلن نتعرفْ على مراحل إعادة التدوير‪:‬‬


‫لضمان جناح عملية التدوير‪ ،‬وتطبيق تلك التكنولوجيا‬
‫بصورة مثالية للحصول على النتائج املرجوة منها‪ ،‬كان‬
‫ال بد من العمل على تنفيذ املراحل املختلفة بإتقان‬
‫وعناية فائقة‪ ،‬وهنا جيب اآلخذ بعني االعتبار نوعية‬
‫املطلوب جتميعها حتى يتم تصنيع حاويات‬ ‫ِ‬ ‫النفايات‬
‫التجميع املالئمة‪.‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬فرز وجتميع النفايات من املصدر‪:‬‬
‫يفضل تقسيم ال��ن��ف��اي��ات ان��ط�لاق �اً م��ن املصدر‬
‫(املنازل‪،‬أماكن العمل املختلفة‪ ،‬املصانع‪ )...‬من أجل‬
‫سهولة إدارهتا والتحكم فيها من جهة ولتخفيض كلفة‬
‫التدوير من جهةٍ أخ��رى‪ ،‬حيث إن القيام بالفرز من‬
‫املصدر يقلل من اجلهد والوقت واآلالت الالزمة الحقاً‬
‫للقيام هبذا‪.‬‬
‫وهكذا تقسَمُ النفايات إىل ثالثة أقسام رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬املواد اجلافة غري املعدنية مثل‪ :‬البالستيك والورق‬
‫واخلشب والزجاج‪.......‬‬
‫‪ -2‬املواد اجلافة املعدنية‪ ،‬وهذه بدورها تقسم إىل نوعني‪:‬‬
‫األول مواد معدنية ممغنطة (تتأثر باملغناطيس) مثل‬
‫احلديد والصفيح‪ ،‬والثاني‪ :‬مواد معدنية غري ممغنطة‬
‫مثل قوارير املشروبات الغازية واألملنيوم و‪.....‬‬
‫‪-3‬املواد العضوية الرطبة‪ ،‬وهي بقايا املواد الغذائية‬
‫املختلفة وبقايا األفران من خمبوزات وغريها من خملفات‬
‫احلقول واملزارع‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫ومن أجل العمل على توعية أفراد اجملتمع وتسهيل‬
‫عملية الفرز والتجميع الصحيح حسب النوعية من املنبع‬
‫للمخلفات؛ قامت منظمات اجملتمع املدني واألخرى‬
‫املهتمة بالبيئة يف الدول املتقدمة‪ ،‬بتقديم التوصيات‬
‫واالقرتاحات إىل اجلهات املعنية واملختصة من أجل‬
‫مراعاة تسهيل التعريف بكل نوع من أنواع احلاويات‪،‬‬
‫إما باستخدام األلوان أو الرسومات اإليضاحية أو‬
‫الكتابة الصرحية على كل واحدة من احلاويات‪.‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫إن فصل املواد من املصدر له فوائد أمهها أن املواد‬
‫تبقى نظيفة وغري خمتلطة وهو أمر يتطلب تعاون‬
‫السكان‪.‬‬

‫مراحل إعادة التدوير املختلفة على أضالع املثلث الذي ميثلها‬

‫إذ ميكن تقسيم حمتويات خملفات املواد اجلافة‬


‫حتت ثالثة ألوان‪ ،‬حيث يوضع كل منها يف حاوية ذات‬
‫لون مميز‪ ،‬أي يتم تقسيمها إىل حاوية للورق والكرتون‬
‫بلون مميز‪ ،‬وحاوية للمخلفات املعدنية بلون آخر‪،‬‬
‫وحاوية للمخلفات الزجاجية بلون ثالث‪ ،‬أو ميكن تقسيم‬
‫املخلفات حسب وجهتها النهائية‪ ،‬فمثالً يتم ختصيص‬
‫‪- 30 -‬‬
‫لون حمدد للنفايات املهشمة واملختلطة اليت يصعب‬
‫فرزها من مصدرها‪ ،‬وخيصَّصُ لون آخر للنفايات‬
‫القابلة للتدوير‪ ،‬ولون ثالث للنفايات العضوية اليت يتمّ‬
‫حتويلها إىل مساد عضوي‪ .‬كما أن هناك رأياً ثالثاً‬
‫لتقسيم ألوان حاويات النفايات من املصد ِر إىل لونني‬
‫فقط‪ :‬أحدها للمواد اجلافة واآلخر للمواد العضوية‪.‬‬

‫حاويات جلمع النفايات‪!!!....‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫تصنيف احلاويات بالكتابة عليها أو حسب اللون‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬النقل ملراكز الفرز‪:‬‬


‫تقومُ شاحنات النقل ذات احلاويات املختلفة ٌّ‬
‫كل‬
‫حسَبَ نوع النفايةِ املخصصة هلا‪ ،‬وفقاً أللوان احلاويات‬
‫َ‬
‫البالستيكية بتجميع النفايات اليت تكون منتشرة على‬
‫نواصي الشوارع والطرقات‪.‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫فالنفايات العضوية هلا شاحناهتا اليت تكون جمهز ًة‬
‫ِ‬
‫الستيعاب أكثر ما ميكن‬ ‫يف الغالب مبكبس هيدروليكي‬
‫داخل حاوية الشاحنة‪ .‬والنفايات اجلافة هلا شاحناهتا‬
‫اليت ميكن أن تقسم حاوياهتا إىل أربع غرف متجاورة‪:‬‬
‫األوىل الستيعاب النفايات الورقية والثانية للمعدنية‪،‬‬
‫والثالثة للبالستيكية‪ ،‬والرابعة للزجاجية‪ ،‬إضافة إىل‬
‫غرفة خامسة للنفايات املهشمة واجلافة واملخلوطة‬
‫معاً‪ ،‬متهيداً إلعادة فرزها مبراكز الفرز أو التخلص‬
‫منها هنائياً بالدفن‪.‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫املرحلة الثالثة ‪ :‬فرز وفصل النفايات اجلافة‪:‬‬
‫وتتم هذه العملية إما يدويا أو آلياً‪ ،‬وكل من هذه‬
‫الطرق له ميزاته وسلبياته‪ ،‬أما هدف هذه املرحلة‬
‫فهو إبعاد العناصر القابلة لالسرتداد واالستعمال‬
‫أو التصنيع من كتلة النفايات الباقية‪ ،‬وجتري عليها‬
‫معاجلة الحقة إلنتاج مادة جديدة أو إلنتاج الطاقة‪.‬‬
‫أما العناصر املكونة لكتلة الفرز عادةً فهي‪ :‬الورق‪،‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫الكرتون‪ ،‬الزجاج‪ ،‬املعادن‪ ،‬األخشاب‪ ،‬املطاط‪ ،‬اجللود‪،‬‬
‫البالستيك‪ ،‬التجهيزات االلكرتونية‪ :‬كاهلواتف النقالة‬
‫أو احلواسيب‪ ،‬واألجهزة الكهربائية كالتلفزيون مثالً‪.‬‬

‫منوذج لشاحنة مجع النفايات‬

‫الطريقة اليدوية‬
‫حتتاج مراكز الفرز والفصل إىل أعداد كبرية من األيدي‬
‫العاملة املدربة على هذا النوع من العمل‪ ،‬وبذلك توفر‬
‫فرص عمل كثريةً ذات تكلفةٍ قليلة‪ ،‬لكنها من جهة أخرى‬
‫حتتاج إىل مساحات كبرية من األرض إلمتام عمليات‬
‫الفصل استعداداً لتوزيعها على مصانع إعادة التدوير‪،‬‬
‫باإلضافة إىل استهالكها وقتاً طويالً إلمتام عملية‬
‫‪- 35 -‬‬
‫الفصل‪ .‬لذلك يتم التأكيد دائماً على ضرورة توعية‬
‫السكان من أجل املشاركة يف عملية الفرز داخل املنازل‬
‫واألماكن العامة لتفادي كل تلك املشاكل‪.‬‬
‫إن معظم تكاليف تشغيل مراكز الفرز اليدوي ناجتة‬
‫دائماً عن جتميع النفايات املخلوطة من املنبع ونقلها‬
‫على هذهِ احلال إىل مراكز الفرز‪ ،‬أمّا فر ُز القمامةِ يف‬
‫ِ‬
‫خفض‬ ‫مصد ِرها فيقدِّمُ غالباً نتائج جيدةً تُساهمُ يف‬
‫تكلفةِ هذهِ املرحلةِ‪ ،‬مما يساعدُ على توفري املال الالزم‬
‫لبناء خما ِزنَ للتجميع‪ ،‬وأُخرى للتصنيع والتدوير‪ ،‬وأما‬
‫نواتِجَ الفر ِز من موادَّ ال ميكنُ تدويرها في َُخ َّلصُ منها‬
‫َّ‬
‫حمطاتِ الرتميد‪.‬‬ ‫بالد ِ‬
‫ّفن الصحيِّ أو برميها يف‬

‫عملية الفرز اليدوي‬

‫‪- 36 -‬‬
‫الطريقة اآللية‬
‫هي سلسلة من املراحل املتتالية يتم فيها فصل املوادِّ‬
‫بعض‪ ،‬فبعد امتالء حاوية السيارة‬ ‫املختلفة بعضها عن ٍ‬
‫باملخلفات اجلافة املخلوطة معاً واليت تكون يف معظمها‬
‫أجساماً وموادَّ معدنية وورقية وبالستيكية وزجاجية؛‬
‫يتم تفريغ كل ذلك على السيور الناقلة املتحركة داخل‬
‫جناح الفرز اآليل ملصنع إعادة تدوير هذه املخلفات‪،‬‬
‫حيث تقوم جمموعة من األدوات واللواقط املعدنية‬
‫بعض داخل‬ ‫ٍ‬ ‫بفرز تلك املخلفات‪ ،‬وفصلها بعضِها عن‬
‫حاويات خمتلفة خمصصة لكل مادة من تلك املواد‪ ،‬ثم‬
‫يتم نقل كل مادة من املواد السابقة اليت جرت عليها‬
‫عملية الفرز وصارت مفصولة عن بعضها بعضاً‪ ،‬إما‬
‫إىل عنابر التصنيع أو التدوير‪ ،‬واملتبقي من الفرز تتمُّ‬
‫معاجلته والتخلص منه عن طريق الدفن الصحي أو‬
‫حمطات الرتميد‪.‬‬
‫املرحلة األخرية ‪ :‬إعادة التدوير أو التصنيع‬
‫تدوير املعادن‬
‫وهي عملي ٌة تقومُ على صنفني رئيسني مها األملنيوم‬
‫‪- 37 -‬‬
‫واحل��دي��د‪ ،‬حيث ميكن صهرها يف مسابك احلديد‬
‫ومسابك األملنيوم‪ .‬ويعترب احلديد من املخلفات اليت‬
‫ميكن إعادة تدويرها بنسبة‪ %100‬ولعدد غري هنائي من‬
‫املرات‪ .‬وحتتاج عملية إعادة تدوير احلديد والفوالذ‬
‫إىل طاقة أق��ل من الطاقة الالزمة الستخراجه من‬
‫السبائك‪.‬‬
‫أم��ا األملنيوم فيصنع من خ��ام البوكست‪ ،‬وإعادة‬
‫التدوير تقلل من األضرار البيئية اليت يسببها استخراج‬
‫هذه املادة‪ ،‬وال حتتاج عملية التدوير هنا إال إىل ‪%55‬‬
‫من الطاقة؛ كما تكلف ه��ذه العملية ‪ %20‬فقط من‬
‫تكاليف تصنيع األملنيوم‪ .‬إن األملنيوم ال يفقد خواصه‬
‫وال يتحلل‪ ،‬لذلك ميكن تدويره مراتٍ ومرات‪ .‬وميكن‬
‫احلصول من تدوير األملنيوم على علب املشروبات‬
‫الغازية‪.‬‬
‫تدوير الزجاج‬
‫يصنع الزجاج من الرمل بشكل أساسي‪ ،‬وتتطلب‬
‫هذه الصناعة طاق ًة عالية‪ ،‬فتصنيعُهُ حيتاج إىل درجة‬
‫حرارة تبلغ ‪ °1600‬أما إعادة تدوير الزجاج فتتطلب‬
‫طاقةً أقل بكثري‪ ،‬كما ميكن إعادة تدويره مرات متكررة‪،‬‬
‫‪- 38 -‬‬
‫ويتم نتيجة ذلك اقتصاد مقادير كبرية من الطاقة واملواد‬
‫األولية يف كل مرة‪ .‬لكن جيب فرز الزجاج حسب اللون‬
‫من أجل إنتاج زجاج جيد‪.‬‬

‫أكداس الزجاج‬

‫ميكن أح��ي��ان�اً م��زج ال��زج��اج امل��خ��ل��وط باإلسفلت‬


‫واستعماله لرصف ال��ط��رق‪ ،‬كما ميكن أن يستعمل‬
‫الزجاج املعاد تدويره بنسبة ‪ %100‬يف صناعة القوارير‬
‫دون أي تغري يف النوعية أو املواصفات‪.‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫سحق الزجاج وفصلِهِ عن‬‫ِ‬ ‫تعتمد آلية التدوير على‬
‫املواد الدخيلة‪ ،‬فتفر ُز ثمَّ تُنْزَعُ بعد جتميعها انتقائياً ثم‬
‫يوضع هذا الزجاج املتحصل يف فرن درجة حرارته تصل‬
‫إىل‪ °1400‬من أجل إذابته و استعماله مرة أخرى‪.‬‬
‫تدوير الورق‬
‫يستخرجُ ال��ورق من ألياف السيللوز املوجودة يف‬
‫جدران األلياف النباتية ‪ ،‬مثل نبات اخليزران والقطن‬
‫والقنب وعيدان قصب السكر وسيقان القمح واألرز‬
‫وأخشاب أخرى متنوعة‪ ،‬على أن اخلشب هو املصدر‬
‫الرئيسي لصناعة الورق‪.‬‬
‫ليست كل أنواع الورق قابلةً إلعادة التصنيع‪ ،‬فمنها‬
‫أنواع ال تقبل اإلعادة كاألوراق الصحية واحملارم‬
‫الورقية‪ ،‬والورق املغلف بطبقة بالستيكية‪ ،‬كذلك‬
‫الورق املخلوط بالنفايات املنزلية يكون غري صاحل‬
‫إلعادة التدوير‪ .‬أمّا الور ُق الذي يعاد تصني ُفهُ فور ُق‬
‫اجلرائد‪ ،‬الكرتون‪ ،‬اجمللدات‪ ،‬الورق املقوى‪ .‬وهكذا‬
‫يصنع معظم الورق املعاد تدويره من فضالت املطابع‬
‫للحصول على ورق جيد النوعية‪.‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫إن عملية تدوير النُّفايات الورقية وحتويلها إىل‬
‫ورق مرة أخرى هلا تقنية خاصة ختتلف عن صناعة‬
‫الورق من املواد اخلام‪ ،‬وحتتاج إىل أساليب خاصة‬
‫تتلخص يف حتويل ورق النفايات إىل عجينة ورقية‪،‬‬
‫ثم جتفيف هذه العجينة وإعادة حتويلها إىل ورق‪.‬‬
‫ولكن قبل ذلك جيب تنظيف كتلة النفايات من‬
‫احلرب واأللوان‪ ،‬وفر ُزها عن األسالك واملشابك‪ ،‬ثم‬
‫تقطيعها بغية تسهيل حتويلها إىل عجينة واختصار‬
‫الوقت الالزم لذلك‪.‬‬

‫مراحل تدوير الورق‬

‫‪- 41 -‬‬
‫ميكن استخدام عجينة النُّفايات مع خلطها بعجينةٍ‬
‫بكر تتكون من موادَّ خام‪ ،‬ويتم ذلك بنسب خمتلفة‬
‫لدع ِم وزي��ادة قوة شد العجينة وذلك حسب نوعية‬
‫الورق املطلوب إنتاجه‪ ،‬فمثالً تتم إضافة (‪%)50-40‬‬
‫من العجينة البكر إىل عجينة النُّفايات إلنتاج الورق‬
‫املخصص للكتابة‪ ،‬أم��ا عند تصنيع ورق األكياس‬
‫وأطباق البيض فال تلزم هذه اإلضافة مطلقاً‪.‬‬
‫إن م��ن م��ي��زات إع���ادة ت��دوي��ر ال���ورق أن��ه يساعد‬
‫على‪:‬‬
‫‪-‬التوفري الكبري يف الطاقة املستهلكة واملياه‪ .‬وطبقاً‬
‫إلحصائية وكالة محاية البيئة يف الويالت املتحدة‬
‫األمريكية فإن إنتاج ‪ /1/‬طن من الورق من خملفات‬
‫الورق املعاد تصنيعه‪ ،‬يوفر ‪( 4100‬كيلو وات‪/‬ساعة)‬
‫طاقة‪ ،‬وكذلك يوفر ‪ 28‬مرتاً مكعباً من املياه‪ ،‬و‪/380/‬‬
‫غالوناً من النفط‪ ،‬وحوايل ‪ 3‬أمتار مكعبة من الفضاء‬
‫املكاني الالزم ملوقع دفن النُّفايات‪.‬‬
‫‪-‬التخفيف من قطع األشجار وآثاره السلبية من حيث‬
‫وقف التصحر‪ ،‬وعملية التدوير حتد من استخدام‬
‫اخلشب كمادةً أوليَّ ًة يف صناعة ال��ورق‪ ،‬وقد بينت‬
‫‪- 42 -‬‬
‫اإلحصائية السابقة أن كل ‪ /1/‬طن من ال��ورق من‬
‫خملفات الورق املعاد تصنيعه يوفر ‪ 17‬شجرة‪.‬‬
‫‪-‬التخفيف م��ن ال��ت��ل��وث ب��امل��ق��ارن��ة م��ع الصناعات‬
‫الورقية اليت تعتمد على املواد اخلام‪ ،‬واليت تستخدم‬
‫يف عمليات العجن م��واد كيمائية خطرية ومتنوعة‬
‫تتصاعد يف اجل���و‪ .‬وه��ك��ذا قلل ت��دوي��ر ال���ورق من‬
‫املخلفات الورقية من كمية امللوثات اليت تدخل إىل‬
‫اهلواءِ بنسبة ‪ ،%74‬ومن امللوثات اليت تدخل إىل املياه‬
‫بنسبة ‪.%35‬‬
‫‪-‬املسامهة يف نظافة املدن من النفايات الورقية اليت‬
‫تشكل نسبة كبرية من النفايات الصلبة‪.‬‬
‫‪-‬إن كلفة بناء مصنع ورق مصمم على أساس استعمال‬
‫ورق النفايات املعاد تدويره‪ ،‬هي أقل بـ (‪ %)80-50‬من‬
‫كلفة بناء مصنع لتصنيع الورق من املواد اخلام‪.‬‬
‫لكن بالقابل ال ميكن تدوير الورق إال ثالثَ مراتٍ‬
‫فقط‪ ،‬وال���ورق امل��دور يف الغالب ذو ج��ودة أق��ل من‬
‫الورق املصنع من لب الشجر األصلي‪ .‬لذلك يستخدم‬
‫ال��ورق امل��دور لصناعة ال��ورق اخل��اص باجلرائد أو‬
‫‪- 43 -‬‬
‫الكرتون‪ ،‬وصناعة األكياس الورقية بدالً من أكياس‬
‫البالستيك‪.‬‬

‫أكداس من الورق‬

‫تدوير البالستيك‬
‫مع احلديث عن تدوير هذه املادة دعونا نتعرف‬
‫عليها بشيء من التفصيل‪ ،‬ألنه‪ ،‬وبالرغم من انتشارها‬
‫الواسع ودخوهلا يف كثري من تفاصيل حياتنا اليومية‪،‬‬
‫لكنّها تشكل خطورة على صحة اإلنسان وسالمة‬
‫‪- 44 -‬‬
‫البيئة إذا مل يُحْس َِن استعمالُها‪ ،‬أو مل يُجْرَ التخلص‬
‫منها بشكل سليم‪.‬‬
‫ما هي مادة البالستيك‬
‫يصنع البالستيك بشكل أساسي من النفط‪،‬‬
‫ويضاف إليه عديدٌ من املواد إلكسا ِبهِ خصائص معينة‪.‬‬
‫والبالستيك من املواد الصعبة التدوير؛ نظراً لرتكيبه‬
‫الكيمائي املعقد لوجود أنواع عديدة منه ومتنوعة‪،‬‬
‫ويتطلب كل نوع منها أسلوباً خمتلفاً لتدويره‪ ،‬لذلك‬
‫ليس بإمكان مصنع واحد تدوير كل أنواع البالستيك‪.‬‬
‫وتقسم املواد البالستيكية إىل قسمني رئيسني‪:‬‬
‫‪-1‬البالستيك املرن حرارياً‪:‬‬
‫يتميز بتأثره باحلرارة العالية حيث ينصهر ويُعادُ‬
‫تشكيلُهُ من جديد عند تربيده‪ .‬ومن أهم أنواعه‪:‬‬
‫النايلون الذي يستخدم يف صناعة املنسوجات‪،‬‬
‫والبويل ايتلني الشائع يف استخدام املالبس وأكياس‬
‫التسوق ولعب األطفال و ‪ P.V.C‬املستخدم يف صناعة‬
‫أنابيب الصرف الصحي‪.‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫‪-2‬البالستيك غري املرن حرارياً‪:‬‬
‫هذا النوع يقاوم احلرارة العالية وال ميكن تشكيلُهُ‬
‫مرة أخرى‪ ،‬ومثال ذلك امليالمينات اليت تصنع منها‬
‫أواني املطبخ والكراسي البالستيك والطاوالت‪.‬‬
‫أسباب اإلقبال على البالستيك‬
‫‪-‬مقاومة التآكل‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫‪-‬خفة الوزن ‪.‬‬
‫‪-‬العمر املديد‪ .‬‬ ‫‪-‬اجلودة املتنوعة‪ .‬‬
‫‪ -‬قلة خماطر التشغيل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪-‬الثمن الزهيد‪.‬‬
‫‪-‬قابلية إعادة االستخدام‪.‬‬
‫‪-‬قابلية التشكيل ملختلف األشكال واألحجام‪.‬‬
‫‪-‬املرونة اليت تسهل االستخدام‪.‬‬
‫خماطر استعمال البالستيك‪:‬‬
‫مل يكن بإمكان الباحثني إتالف هذه املادة عالية‬
‫الثبات قليلة التفكك بطريقة آمنة‪ ،‬فرتاكمت هذه‬
‫النفايات وأخذت هتدد صحة اإلنسان وسالمة البيئة‪.‬‬
‫وقد بينت الدراسات أن املخلفات البالستيكية اليت‬
‫‪- 46 -‬‬
‫هلا عمر طويل ك ‪ P.V.C‬ال ميكن التعامل معها كأي‬
‫خملفات أخرى؛ فهي تنتج السموم والغازات الضارة‬
‫عند حرقها‪ ،‬كما أن دفنها يف األرض يلوث مصادر‬
‫املياه اجلوفية‪ ،‬وإلقاءَها يف البحار واحمليطات يدمر‬
‫كامل احلياة فيها‪.‬‬

‫تدوير النفايات البالستيكية‬

‫هذا وعند دفن البالستيك يف األرض يتحلل ببطء‬


‫يرتاوح بني ‪ 10‬إىل ‪ 60‬سنة‪ ،‬بل أن بعضها كقوارير‬
‫البالستيك حتتاج إىل‪ 100‬سنة كي تبدأ بالتحلل مما‬
‫يعقد من خصوبة األرض‪ ،‬على أن حرق البالستيك‬
‫‪- 47 -‬‬
‫ليس حالً إذ يتوقع حترير غازات ضارة بالبيئة‪،‬‬
‫رمبا يتجلّى أثرها يف تغيريات كبرية يف مناخ الكرة‬
‫األرضية‪ ،‬كما حصل يف حالة االحتباس احلراري‬
‫أو ثقب األوزون‪ .‬كما علينا أال ننسى أن اإلضافات‬
‫املستخدمة يف تصنيع البالستيك هي اليت تعقد‬
‫أحياناً كيفي َة التخلص منه بالدفن أو احلرق‪.‬‬
‫لكن يف ذات الوقت فإن املواد البالستيكية تتحلل‬
‫بتأثري بعض الظروف كاحلرارة والضوء‪ ،‬وهذا يعين‬
‫وجود خطر داهم جراء احنالل املواد البالستيكية‪،‬‬
‫أو املواد املضافة هلا وتسرهبا إىل املواد الغذائية‬
‫املالمسة هلا‪ ،‬خصوصاً عندما تكون ساخنة‪ ،‬األمر‬
‫الذي ينتج عنه تسمم األطعمة‪ ،‬والتسبب حبدوث‬
‫مشاكل صحية أبرزها‪ :‬العقم ومرض السرطان‬
‫وخلل يف القدرات الدماغية‪.........‬لذلك جيب منع‬
‫استخدام األواني البالستيكية يف أفران امليكروويف‪،‬‬
‫ومنع وضع املاء يف قوارير بالستيكية وتربيدها أو‬
‫جتميدها يف الثالجة‪.‬‬
‫لكن وجد أن بعض هذه النفايات ميكن السيطرة‬
‫عليه بالتدوير حيث قد يستخدم بعضها وقوداً يف‬
‫‪- 48 -‬‬
‫حمطات إنتاج الطاقة الكهربائية ضمن شروط‬
‫صناعية وبيئية صارمة‪ ،‬كما قد يتم إعادة تشكيل‬
‫بعض أنواع البالستيك إلنتاج سلع جديدة ترفد‬
‫احلياة اليومية‪.‬‬

‫أكداس النفايات من البالستيك‬

‫فيما خيص عملية التدوير‬


‫‪-‬يف الدول املتقدمة (اليابان) جتمع قوارير البالستيك‬
‫يف حاويات خاصة‪.‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫‪-‬مراحل إعادة التدوير تتضمن الفرز ألن هناك أنواع‬
‫متعددة من البالستيك‪ ،‬يلي ذلك تقطيعُهُ ثم غسله قبل‬
‫إذابته وإعادة تشكيله‪.‬‬
‫‪-‬إن املواد البالستيكية املختلطة املعاد تدويرها تنتج نوعية‬
‫متدنية من البالستيك‪ ،‬لذلك ال ميكن استعماهلا لصنع‬
‫األواني املطبخية مثالً‪ ،‬إمنا تستعمل يف صنع الكراسي‬
‫البالستيكية‪.‬‬
‫‪-‬من ميزات إعادة التدوير أهنا ختفف من تلوث البيئة‬
‫واستهالك املواد اخلام‪ ،‬كما أهنا توفر نصف الطاقة‬
‫الالزمة للحرق يف أفران خاصة‪.‬‬

‫حاويات بأحجام خمتلفة‬

‫‪- 50 -‬‬
‫حالة خاصة (األكياس البالستيكية)‬
‫تناولنا األكياس البالستيكية الرقيقة كحالة خاصة‬
‫خلطورهتا‪ .‬إن املشكلة الكربى فيها تكمن يف صعوبة‬
‫إعادة استعماهلا أو تدويرها‪ .‬وسنعرض هنا جمموعة من‬
‫احلقائق ختص هذا املوضوع‪:‬‬
‫‪-‬إن عدداً قليالً من أكياس البالستيك يعاد استعماله يف‬
‫حني أن مالينيَ املاليني منها تنتهي يف الطبيعة‪ ،‬فتنتشر يف‬
‫احلقول واحلدائق واملنتزهات وعلى األشجار والشواطئ‬
‫وعلى ح��وافِّ الطرق وال��ش��وارع‪ ،‬وكذلك يف ق��اع البحر‬
‫واحمليط‪ .‬ولقد تبيَّنَ أنه يُقتل سنوياً مليون كائن حبري‬
‫نتيجة لرمي األكياس البالستيكية والقمامة البالستيكية‬
‫يف البحار واحمليطات‪ ،‬حيث أن احليوانات البحرية تبتلع‬
‫هذه األكياس فتخنقها‪.‬‬

‫أكياس‬
‫البالستيك‬

‫‪- 51 -‬‬
‫‪-‬إن األكياس املتطايرة مظهر غري حضاري ومزعج‪،‬‬
‫وهي إذا ما حطت على جماري تصريف املياه وتراكمت‬
‫فيها فإهنا تسدها‪.‬‬
‫‪-‬إن األكياس البالستيكية العالقة على األشجار تشوه‬
‫شكلها اجلميل وتعيق عملية التلقيح‪ ،‬كما أهنا حتجب‬
‫الضوء عن بعض النباتات فتوقف عملية الرتكيب‬
‫الضوئي الالزمة لتنفس النباتات‪.‬‬

‫أكياس البالستيك املنتشرة يف احلقول واملزارع‬

‫‪- 52 -‬‬
‫‪-‬إذا استقرت األكياس املتطايرة فوق الرتبة فإهنا‬
‫تؤثر على توازهنا وتعيق تغذية النبات‪ ،‬أما إذا دفنت‬
‫فإهنا تشكل طبقة عازلة تفصل الطبقة السفلية‬
‫عن العلوية ومتنع عنها املغذيات ووصول مياه‬
‫األمطار‪.‬‬

‫األكياس البالستيكية املتطايرة‬

‫‪-‬مؤخراً قامت معظم الدول املتقدمة باختاذ إجراءات‬


‫مشددة ملنع ووقف انتشار هذه األكياس‪ ،‬فمنها ما منع‬
‫وضع أو تغليف املشرتيات هبا كدولة كندا‪ ،‬ومنها من‬
‫فرض غرامات على احملالت التجارية اليت تستعملها‪،‬‬
‫وبعضهما وضع هلا مثناً مرتفعاً نسبياً رغم أهنا ال‬
‫‪- 53 -‬‬
‫تكلف شيئاً حتى يتوقف الناس عن استعماهلا مثل‬
‫فرنسا‪.‬‬

‫أكياس البالستيك امللقاة يف املاء‬

‫الدلفني من الكائنات البحرية اليت تقتلها األكياس البالستيكية‬


‫‪- 54 -‬‬
‫تدوير النفايات االلكرتونية‬
‫تشمل النفايات االلكرتونية عديداً من العناصر‬
‫اليت تدخل يف تفاصيل حياتنا اليومية‪ ،‬ومن أبرزها‪:‬‬
‫اهلواتف النقالة واحلواسيب‪ .‬وتدوير هذه املنتجات‬
‫يقلل من احلاجة إىل موادَّ أولية ويوفر يف الطاقة‪.‬‬
‫حتتوي اإللكرتونيات على مواد مفيدة مثل‬
‫املعادن الثمينة اليت تستخدم يف بطاقات اهلواتف‬
‫واحلواسيب‪ ،‬وتشمل أيضاً الزجاج والبالستيك الذي‬
‫جيب أن يُستعاد بدل دفنِهِ يف مواقع دفن النفايات‪.‬‬

‫حاويات خاصة بالنفايات االلكرتونية‬

‫‪- 55 -‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬ماذا نفعل باهلواتف النقالة؟‬
‫ميكن تدوير أغلب اهلواتف النقالة اليوم‪ .‬وتقوم‬
‫معظم الشركات باعتماد برامج الستبدال اهلواتف‬
‫القدمية بأخرى جديدة‪ ،‬وتدوير القدمية أو التخلص‬
‫منها بشكل خمتلف‪ ،‬كما يقبل بعض املنتجني على‬
‫اسرتداد األجهزة القدمية لتدويرها‪.‬‬

‫أكوام نفايات اهلواتف النقالة‬

‫‪- 56 -‬‬
‫ثانياً‪ :‬ماذا نفعل بأجهزة احلاسوب؟‬
‫تشمل أجهزة احلواسيب عناصرَ متعددة‪ ،‬منها‬
‫مثالً البطاقات االلكرتونية واألقراص الصلبة‪ ،‬وهذه‬
‫مبجملها تدعى النفايات االلكرتونية‪ ،‬وهذه النفايات ال‬
‫توضع مع القمامة البيتية ألهنا حتتوي موادَّ سامة‪.‬‬

‫أكوام احلواسيب‬

‫ترتب النُّفايات االلكرتونية على حده‪ ،‬وترجع إىل‬


‫املنتج أو الشركة الصانعةِ اليت تقوم بإيصاهلا إىل‬
‫وحدة التدوير أو التخلص منها بشكل حمرتف‪ .‬كذلك‬

‫‪- 57 -‬‬
‫ميكن التربع باحلواسيب كامل ًة إىل منظمات خاصة‬
‫تقوم بإعطائها إىل جهات أخرى فقرية حتتاج إليها‪،‬‬
‫أو نستطيع حنن‪ ،‬كأفراد‪ ،‬القيامَ هبذا الفعل والتربع‬
‫حبواسيبنا القدمية اليت ما زالت تعمل ملن هم حباجة‬
‫إليها‪.‬‬
‫تدوير اخلشب‬
‫معظم النفايات من األخشاب يعاد استعماهلا مرة‬
‫أخرى‪ ،‬أما تلك اليت ال ميكن استعماهلا ملرةً ثاني ًة فتدوَّرُ‬
‫لتكون مساداً للرتبة‪ ،‬ومتنعها من التآكل وخسارهتا للماء‪،‬‬
‫ويفضل هذا احلل ألن األخشاب اليت تدفنُ تطلق عند‬
‫حتللها غاز امليثان الذي يساهم بزيادة درجة حرارة‬
‫اجلو بشكل عام‪.‬‬

‫النفايات‬

‫اخلشبية‬

‫‪- 58 -‬‬
‫تدوير النفايات العضوية (التخمري)‬
‫إن التخمري هو عملية طبيعية إلعادة التدوير‪،‬‬
‫تتحلل من خالهلا املركبات العضوية للمخلفات بفعل‬
‫اجلراثيم والكائنات اجملهرية الدقيقة بوجود األكسجني‬
‫أو عدمه‪ .‬يتم أحيانا تنفيذ عملية التخمري جزءاً من‬
‫اإلدارة املتكاملة للنفايات‪ ،‬حيث ميكن تطبيقها لتنفيذ‬
‫عمليات ختمري لكميات كبرية من النفايات العضوية‪.‬‬
‫املخلفات العضوية اليت تشكل ما نسبته (‪%)70-60‬‬
‫من املخلفات العامة‪ ،‬وتشمل بقايا األطعمة واملشروبات‬
‫واخلضروات ومنتجات الفواكه واأللبان‪ ،‬وبقايا األغذية‬
‫عن استخدام املنازل واملطاعم والفنادق‬ ‫املتبقيةِ ِ‬
‫واملعسكرات وغريها من بقايا معامل الصناعات‬
‫الغذائية‪ ،‬وبقايا األفران من املخبوزات‪ ،‬يضاف إىل‬
‫ُك ِّل ما سبق خملفات املداجن ومزارع تربية املواشي‪،‬‬
‫وخملفات البساتني واحلقول واملزارع‪.‬‬
‫إن كل ما سبق يُعَدُّ املادة األولية لصناعة السماد‬
‫العضوي الذي يطلق عليه الكومبوست‪ ،‬واملستخدم يف‬
‫حتسني خصوبة الرتبة الزراعية‪ ،‬وزيادة قدرهتا على‬
‫احتجاز املاء‪ ،‬وتوفري العناصر الغذائية للنبات‪.‬‬
‫‪- 59 -‬‬
‫منوذج لكيس مساد عضوي (الكومبوست)‬

‫إن مبدأ العمل يكمن يف وضع النفايات العضوية‬


‫على شكل مستطيالت (طبقات) من أجل تفعيل عملية‬
‫التخمر‪ ،‬ومن ثم يوضع السماد املنتج يف مستودع ليتم‬
‫بيعه فيما بعد‪.‬‬
‫‪-1‬التخلص النهائي‪:‬‬
‫وهي املرحلة األخرية‪ ،‬حيث يتم تصريف بقايا‬
‫النفايات املعاجلة سواء باحلرق أو بالطمر الصحي‪ ،‬أو‬
‫بعبارة أخرى‪ :‬املرحلة األخريةُ هي‪ :‬التخلص من بقايا‬
‫‪- 60 -‬‬
‫النُّفايات عندما تستخدم حتى أقصى درجة ممكنة‬
‫فيتحتم علينا طرحها بشكل هنائي‪.‬‬

‫الصورة توضح كيف يتم توضع السماد على طبقات‬


‫يف موقع التخمري ويف املستودع‬
‫حاالت خاصة‪:‬‬
‫‪ -1‬معاجلة النفايات الطبية والتخلص منها‪.‬‬
‫‪ -2‬معاجلة النفايات اخلطرية والتخلص منها‪.‬‬
‫معاجلة النفايات الطبية والتخلص منها‪:‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫*مصادر النفايات الطبية‪:‬‬
‫تتولد النفايات الطبية يف املشايف‪ ،‬وتنتج عن غرف‬
‫وأجنحة املرضى‪ ،‬وغرف العمليات والعيادات واملخابر‬
‫الفحصية وخمابر التشريح‪ ،‬والعيادات السنية‪ ،‬واملعاجلة‬
‫الفيزيائية‪ ،‬وغرف التصوير واملعاجلة اإلشعاعية أو‬
‫الكيمائية‪ ،‬وجناح اإلسعاف والصيدليات‪.‬‬
‫كما تصدر عن املشايف البيطرية ومراكز األحباث‬
‫الطبية والعيادات اخلاصة كعيادات التوليد‪ ،‬وعيادات‬
‫األسنان‪ ،‬ودور العجزة واملصحات‪ ،‬كما تنتج عن العناية‬
‫الطبية يف املنازل‪.‬‬
‫جتدُرُ اإلشارة هنا أن هذه النفايات ال يعاد استعماهلا‬
‫وال تدويرها خلطورهتا‪ ،‬لذلك جتري معاجلته‪،‬ا ثم‬
‫يُتخلّصُ منها بشكل هنائي‪.‬‬
‫*طرق معاجلة النفايات الطبية‪:‬‬
‫ختضع النُّفاياتُ ّ‬
‫الطبِّيَّ ُة إىل معاجلاتٍ حتوِّلُها إىل‬
‫مركبات مستقرة وغري مؤذية للبيئة‪ ،‬وذلك قبل أخذها إىل‬
‫موقع التخلص النهائي‪ ،‬ومن هذهِ املعاجلات ما يلي‪:‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫‪-1‬تطهريُ وتعقيمُ النفايات حتى ال تكونَ مصدراً للعوامل‬
‫املمرضة والفريوسات‪.‬‬
‫‪-2‬تصغريُ حجم النفايات الضخ ِم لتخفيض متطلبات‬
‫التخزين والنقل‪.‬‬
‫‪-3‬جع ُل عملية إعادة التدوير مستحيلة‪.‬‬
‫*طرق التخلص من النفايات الطبية‪:‬‬
‫وهي تشمل شكلني رئيسني‪:‬‬
‫التخلص من املواد احلادة‪:‬‬
‫حتفر هلا حفرة دائرية أو مستطيلة ميكن تبطينها‬
‫باآلجر أو البيتون‪ ،‬وتغطى ببالطة بيتونية خيرتقها‬
‫أنبوب فوالذي يربز حوايل (‪ )2-1.5‬م بقطر ‪ 20‬سم‪،‬‬
‫ثم تلقى اإلبر‪ ،‬واملشارط‪ ،‬الشفرات‪ ،‬املباضع‪ ،‬وزجاجات‬
‫الدم عن طريق األنبوب وتسقط داخل احلفرة‪ ،‬مما‬
‫جيعل الوصول إليها صعباً‪ ،‬وعندما متتلئ احلفرة كلياً‬
‫يتم حتضري حفرة أخرى‪.‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫التخلص من باقي النفايات الطبيّة‪:‬‬
‫تستخدم لباقي النُّفاياتِ الطبيّةِ غري احلادَّةِ خلية‬
‫مكب خاصة هبا‪ ،‬وتردم بطبقةٍ عازلة مساكتها ‪ 50‬سم‬
‫حلمايتها من احلشرات والطيور‪ ،‬وملنع نثرها بواسطة‬
‫احليوانات املوجودة يف املوقع‪.‬‬
‫يستحسن وضع صفيحة أو شبكة فوق احلفرة ملنع‬
‫الكالب أو النابشني من االقرتاب منها‪ .‬كما يُ ْقتَرَحُ‬
‫إضافة الكلس إىل النفايات يف احلفرة مما يساعد على‬
‫ضبط مشكلة الروائح حيث حتفر احلفرة بعمق‪2‬م‪،‬‬
‫ُمأل نصفها بالنفايات‪ ،‬ثم تغطى بالكلس حتى عمق‬ ‫ي ُ‬
‫ُ‬
‫ميأل الباقي بالرتبة‪.‬‬ ‫‪ 50‬سم من سطح األرض‪ ،‬ثم‬
‫جيب اختيار مواقع احلفر بعناية حبيث ال تكون‬
‫قريبة من جمرى املياه اجلوفية أو األراضي الزراعية‬
‫أو مناطق مأهولة‪ ،‬كما ال جيوز أن تكون يف مناطق‬
‫معرضة للفيضانات أو التعرية‪ ،‬وجيب تسجيل مواقع‬
‫مجيع احلفر بعناية يف السجالت اليت حتفظ لدى‬
‫البلديات‪.‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫التخلص من النُّفايات اخلطرية‪:‬‬
‫وهي تلك القابلة لالحرتاق أو االنفجار‪ ،‬والناجتة‬
‫عن املدابغ وحمطات البنزين وحمطات توليد الطاقة‪.‬‬‫ِ‬
‫وتشمل كذلك النفايات اإلشعاعية الناجتة عن مراكز‬
‫األحباث النووية‪ ،‬وحمطات الطاقة النووية‪ .‬كما تضم‬
‫أيضاً النفايات الكيماوية القادمة من مصانع املواد‬
‫الكيميائية الزراعية واملبيدات وخمازن الدهانات‬
‫وحمالت تصنيع االلكرتونيات‪..‬‬

‫مطمر صحي للتخلص من النفايات‬

‫‪- 65 -‬‬
‫ميكن التخلص من هذه النفايات بدفنها حتت سطح‬
‫األرض ألعماق كبرية‪ ،‬أو حبقنها يف آبار إذا كانت سائلة‪.‬‬
‫ويشرتط يف موقع الدفن أن تكون الطبقات األرضية‬
‫حتته متماسكة قدر اإلمكان بشكل جيعل اجلدران‬
‫الشاقولية خلندق الدفن تصمُدُ لفرتة طويلة من الزمن‪،‬‬
‫كما جيب أ َّال تكون قريب ًة من جمرى املياه اجلوفية أو‬
‫األراضي الزراعية أو املناطق اآلهلة بالسكان‪ .‬وجيب‬
‫التأكد أ َّال تكونَ احلفرُ يف مناطق معرضة للفيضانات‬
‫أو التعرية‪ ،‬وجيب تسجيل مواقع مجيع احلفر بعناية‬
‫يف السجالت اليت تُحفظ لدى البلديات‪.‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫كيفية التعامل مع النُّفايات الصلبة‬
‫يف اجلمهورية العربية السورية‬

‫خريطة اجلمهورية العربية السورية‬

‫‪- 67 -‬‬
‫مقدمة‬
‫يبلغ عدد سكان سوريا حوايل ‪ 23‬مليون نسمة حتى‬
‫عام ‪ ،2011‬وتعترب سوريا من البلدان اليت تتمتع بزيادة‬
‫سكانية ترتاوح بني (‪ %)3-2.7‬وهذه الزيادة رافقتها‬
‫زيادة وتوالد يف النفايات‪.‬‬
‫كما تزايدت يف السنوات األخرية أعداد املنشآت‬
‫املنتجة للسلع واملواد اليت حتفظ ضمن أكياس‬
‫بالستيكية وعبوات زجاجية ومعدنية وكرتونية‪ ،‬وازدادَ‬
‫منط العيش االستهالكي‪ ،‬كل ذلك أسهم يف إضافة‬
‫مصدر جديد من مصادر التلوث وزيادة النفايات‪ ،‬ألن‬
‫معظم املستهلكني يُل ْ ُقونَ دون اكرتاث كل تلك العبوات‬
‫واألكياس بعد إفراغها أو تناوهلا‪.‬‬
‫احلقيق ُة أنَّ إدارة النفايات يف معظم التجمعات‬
‫السكانية (مدن‪ ،‬قرى) يف سوريا تقتصر على اجلمع‬
‫والرتحيل (النقل) أي إحضار النفايات إىل موقع‬
‫التخلص منها‪ ،‬وهي أماكن غالباً غري نظامية وال تأخذ‬
‫بعني االعتبار االحتياطات الفنية اليت تكفل محاية‬
‫عناصر البيئة‪ ،‬األمر الذي يشكل حاجةً ماسةً وملحةً‬

‫‪- 68 -‬‬
‫لتحديث إدارة النفايات الصلبة يف سوريا من أجل‬
‫الوصول إىل بيئة سليمة لنا وألوالدنا‪ ،‬وكذلك لتحقيق‬
‫نوع من التنمية االقتصادية للنهوض بالبلد على أسس‬
‫عصرية‪.‬‬
‫كما أنَّ من مستلزمات تطوير إدارة النفايات الصلبة‬
‫يف بلدنا رفعَ الوعي البيئي لدى مواطنينا بأمهية‬
‫احلفاظ على البيئة‪ ،‬و املشاركة يف عمليات فرز وجتميع‬
‫النفايات من بيوتنا وأماكن عملنا‪ ،‬حتى نساعد الدولة‬
‫على إمتام عملها‪ ،‬على أن هذا ليس كل شيء‪ ،‬بل علينا‬
‫أن حنرص أثناء شرائنا ملشرتياتنا على شراء ما حنتاجُ‬
‫إليه فقط حتى خنفف من حجم نفايتنا‪ ،‬ونقلل من‬
‫استعمال األكياس البالستيكية اليت ال تتحلل‪ ،‬وأ َّال‬
‫نلقيها كيفما اتفق حتى ال تلوث وتشوه حميطنا‪.‬‬
‫واقع التجربة السورية‪:‬‬
‫تقدر كمية النفايات الناجتة عن مدينة دمشق ب‬
‫‪ 1400‬طن يومياً‪ ،‬ويستقبل معمل املعاجلة يف جنها‬
‫يف ريف دمشق‪ 500‬طن حيث يتحول ‪ %40‬منها إىل‬
‫كومبوست‪ ،‬و‪ %2‬من كتلة النفايات يستخرج حديداً‬

‫‪- 69 -‬‬
‫يعاد استخدامه يف معمل احلديدِ يف محاة‪ ،‬أما باقي‬
‫النفايات فتوضع يف مكبات مكشوفة‪ ،‬والنسبة املتبقية‬
‫من الكمية الداخلة إىل املصنع تذهب على شكل أخبرة‬
‫ألن الرطوبة تشكل نسبة عالية من النفايات قد تصل‬
‫يف بعض األحيان إىل ‪.%55‬‬

‫تفريغ النفايات بشكل عشوائي يف مكبات غري نظامية‬

‫‪- 70 -‬‬
‫والنفايات الناجتة عن مدينة حلب تقدر بـ‪ 1800‬طن‬
‫يومياً‪ ،‬يتم إلقاؤها يف مكب للنفايات يف موقع العوجية‬
‫الذي كان مقلعاً للحجارة‪ .‬وبينت نتائج حتليل املياه‬
‫اجلوفية وجودَ مركبات نرتوجينية أعلى من املسموح‬
‫هبا كما هي احلال بالنسبة للمادة السامة‪ :‬الزرنيخ‪،‬‬
‫مما يدل بوضوح على سوء هذه الطريقة يف التخلص‬
‫من النفايات‪ .‬ويتم حاليا دراسة تنفيذ معمل ملعاجلة‬
‫النفايات واستخراج الطاقة‪.‬‬
‫يف مدينة الالذقية ‪ 270‬طن نفايات يومياً‪ ،‬يذهب‬
‫منها ‪ 137‬طناً ملعمل إنتا ِج الكومبوست؛ على أن هذا‬
‫املعمل قديم ويفتقد للصيانة‪ .‬هذا ومت إنشاء حمطة‬
‫جتریبیة أیضاً لصنع السماد يف مدينة السلمية قرب‬
‫محاة‪.‬‬
‫ال وج��ود لنظام إع��ادة تصنیع رمسي غیر ھذا يف‬
‫سوریة‪ .‬ولكن ھنالك قطاع خاص یشارك بشكل غیر‬
‫رمس��ي عرب نبش القمامة حبثاً عن امل��واد الصاحلة‬
‫إلع���ادة التصنیع‪ .‬ال تتوافر بیانات كافیة ع��ن هذا‬
‫املوضوع‪ ،‬لكنّ هذه الفعالیات شائعة يف أرجاء البالد‬
‫كلھا‪ .‬إذ یكسب نابشو القمامة رزقھم من فرز وبیع‬
‫‪- 71 -‬‬
‫البالستیك واملعادن والزجاج ‪ .‬ويتم مجع الفضالت‬
‫العضوية إلطعام احلیوانات‪ .‬ع��ادةً ال یُسمح لنابشي‬
‫القمامة بالعمل يف املكبّات‪ ،‬لكنّھم يقومون بذلك على‬
‫أية حال‪ ،‬والبلدیات تستفید من عملھم‪ ،‬فھم یقللون من‬
‫كمیة النفايات ويتم بفضلهم استخدام املواد اليت یمكن‬
‫إعادة تصنیعھا على أفضل وجه‪.‬‬

‫مشهد مؤذي لرتاكم‬


‫النفايات جبوار احلاويات‬

‫يساهم املواطنون يف عملية اجلمع األويل للنفايات‬


‫املنزلية بوضع النفايات يف احلاويات العامة على حواف‬
‫األرصفة والطرق‪ ،‬وحتى هذه املسامهة البسيطة ال يقوم‬
‫هبا املواطن بشكل صحيح‪ ،‬بل يرمي األكياس يف غالب‬

‫‪- 72 -‬‬
‫األحيان خارج احلاوية حيثُ يكونُ الرتاكم أكثر مما هو‬
‫يف داخِ ِل احلاويات‪ .‬لكن من جهة أخرى ال يقع السبب‬
‫ِ‬
‫املواطن‬ ‫كله يف تراكم النفايات خارج احلاويات على عات ِِق‬
‫وحده‪ ،‬إذ أن عملية اجلمع عندنا ال تتم بتواتر صحيح‬
‫ومنتظم‪ ،‬مما يراكم النفايات يف احلاويات وجبانبها‪،‬‬
‫وتتصاعد منها الروائح الكريهة ويتكاثر فيها الذباب‪.‬‬
‫يتم مجع النفايات يف سوريا بشكل رئيسي من قبل‬
‫البلديات ما عدا بعض البلدات حيث يتم اجلمع باملشاركة‬
‫بني بعض الشركات اخلاصة والبلديات‪ .‬ويتم التخلص‬
‫من معظم املخلفات برميها يف مكبات مفتوحة توجد‬
‫على أطراف البلدات‪ .‬وهذه الطريقة ليست أسلوباً‬
‫سليماً للتخلص من النفايات‪ ،‬وذلك بسبب الروائح‬
‫املنطلقة وتلوث اهلواء واملاء والرتبة والنتشار األمراض‬
‫الناجتة عن هذا التلوث‪ ،‬وكل ذلك بسبب أنَّ أياً من هذه‬
‫املكبات ال حيوي على وسائل للتحكم بالغازات املنطلقة‪،‬‬
‫أو جلمع الرشاحة الناجتة ومعاجلتها‪ ،‬كما و تفتقر‬
‫هذه املكبّاتُ إىل طبقات عزل حيث تفرش النفايات‬
‫على طبقات الرتبة احمللية مباشرة‪ ،‬وال توجد أي عملية‬
‫ضبط ألصناف النفايات اليت يتم التخلص منها أو لفصل‬
‫النفاياتِ الطبية أو اخلطرة‪.‬‬
‫‪- 73 -‬‬
‫احلرق املكشوف شائع جداً يف بلدنا مضيفاً بذلك غاز‬
‫الديوكسني وغازات أخرى لتلوث اهلواء الناتج أص ً‬
‫ال عن‬
‫النفايات املكشوفة‪ ،‬حيث يتم احلرق عشوائياً دون فصل‬
‫للنفايات املنزلية عن النفايات الطبية أو اخلطرية‪.‬‬
‫يف معظم احلاالت يتم خلط النفايات الطبية وغريها‬
‫من النفايات الصناعية اخلطرة مع غريها من النفايات‬
‫منزلياً قبل التخلص منها‪ ،‬وهو األمر اخلاطئ متاماً‪،‬‬
‫نظراً آلثاره السلبية على صحة اإلنسان وملا يسببه‬
‫الحقاً من أمراض خطرية‪.‬‬
‫إن ممارسة الطمر الصحي (املقيد بشروط حمددة‬
‫حتى ال حتدث تسريبات لنواتج التحلل إىل املياه اجلوفية‬
‫أو طبقات الرتبة اجملاورة) ما زالت حديثة العهد يف‬
‫سورية‪ ،‬لكن ال متر معظم النفايات بأية معاجلة قبل‬
‫الدفن‪ .‬وأفضل مدفن قمامة قائمٌ يف محص‪ ،‬كما يوجد‬
‫يف دمشق ومحاة مدافن قمامة مضبوطة جزئياً‪.‬‬
‫ال توجد حالیاً أي تشریعات ناظمة ملطامر القمامة‬
‫حسب املعايري ال�تي تو ّفر أس��س املراقبة‪ ،‬لكن هناك‬
‫قواعد وطنیة هلذه املعايري هي قید اإلعداد ‪.‬عملیاً‪ ،‬لیس‬
‫هناك أي مكب من مكبات القمامة مصمم حسب املعايري‬
‫‪- 74 -‬‬
‫السلیمة‪ ،‬ومل یتم تصمیم أي منھا هندسياً لكي يتعامل‬
‫بشكل حمدد مع النفايات اخلاملة والضخمة ‪.‬إن مكبات‬
‫النفايات يف سورية بدائیة‪ ،‬بسیطة للغاية‪ ،‬وتتم إدارهتا‬
‫بشكل سیئ بسبب نقص املواد واملعرفة والتمويل‪.‬‬

‫توزيع النفايات البلدية يف احملافظات السورية‬

‫‪- 75 -‬‬
‫اآلفاق املستقبلية لواقع إدارة النفايات الصلبة يف‬
‫سوريا‬
‫انطالقاً من إدراك خطورة هذه النفايات‪ ،‬ويف إطار‬
‫االهتمام مبعاجلتها‪ ،‬عملت وزارة اإلدارة احمللية والبيئة‬
‫على وضع اسرتاتيجية إلدارهتا مل تكن موجودة من‬
‫قبل‪ ،‬وهناك اآلن توجه فعلي إلدارة النفايات الصلبة‪،‬‬
‫وحتسني إدارهتا وتبينِّ مبادئ اخلطة العامة الوطنية‬
‫إلدارة النفايات الصلبة‪ ،‬وإعداد الدراسات والتصاميم‬
‫إلنشاء معامل معاجلة هلذه النفايات‪ ،‬وقد طلبت وزارة‬
‫اإلدارة احمللية والبيئة من السلطات احمللية يف املدن‬
‫والقرى إعطاء هذه املسألة اخلطرة جل االهتمام‪.‬‬
‫ه��ذا وكلّفت وزارة اإلدارة احمللیة والبیئة شركة‬
‫»ت�ری��ف��ال��ور« الفرنسیة ب��إع��داد خطة رئیسیة إلدارة‬
‫النفايات البلدية يف سورية‪ .‬وق��د قدمت تقريرها‬
‫جمموع ًة مفصّل َ ًة من التوصیات لتحسین مجع النفایات‬
‫)احلاويات‪ ،‬املركبات‪ ،‬العمّال واملهندسون‪ ،‬ومراكز إلقاء‬
‫القمامة) ونقلها (شبكة حمطات الرتحيل)‪ ،‬ومعاجلتها‬
‫(حمطات تصنیع السماد‪/‬فرز املواد)‪ ،‬والتخلص منھا‬
‫(مدافن القمامة الصحية)‪.‬‬
‫‪- 76 -‬‬
‫إن وزارة اإلدارة احمللية والبيئة‪ ،‬وضمن االسرتاتيجية‬
‫وخطة العمل البيئية يف سورية اليت وضعت بالتعاون‬
‫مع برنامج األم��م املتحدة اإلمنائي‪ ،‬اعتربت موضوع‬
‫النفايات الصلبة بأنواعها كافة من ضمن املشاكل ذات‬
‫األولوية اليت جيب االهتمام هبا هبدف حتسني إدارهتا‪،‬‬
‫ع�بر وض��ع السياسات املناسبة و اخت��اذ اإلج���راءات‬
‫املؤسساتية‪ ،‬كإعداد اخلطط إلدارهتا وإعداد اشرتاطات‬
‫ملعامل ومطامر معاجلة النفايات‪ ،‬وكذلك عرب تطبيق‬
‫جمموعة من اإلج��راءات االستثمارية كتطوير مكبات‬
‫النفايات احلالية‪ ،‬وإقامة حمطات رائدة لفرز النفايات‪،‬‬
‫ووضع برنامج مرحلي لالستثمار وصوالً لتحويلها إىل‬
‫مس��اد‪ ،‬والقيام بدراسة اسرتاتيجية إلنشاء حمارق‬
‫مركزية للنفايات اخلطرة والطبية‪ ،‬إضافة إىل االهتمام‬
‫مبوضوع التدريب والتأهيل للعاملني يف جمال إدارة و‬
‫معاجلة النفايات‪.‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫خامتة‬
‫إن إدارة النفايات الصلبة لن تصل إىل اهلدف املرجو‬
‫منها ما مل نتعاون مجيعاً من أفراد وأسر ومؤسسات‬
‫لالهتمام بنظافة مدننا وقرانا‪ ،‬ومراعاة البيئة‬
‫والطبيعة اليت نعيش ونتفاعل معها‪ .‬فلو بدأ كل واحد‬
‫منّا بإلقاء القمامة يف أماكنها الصحيحة‪ ،‬وتعليم أبنائنا‬
‫أن يقوموا بذلك بتقديم أنفسنا حنن البالغني أمثل ًة هلم‬
‫كنّا سامهنا مجيعاً يف ح ّل هذه املشكلة‪.‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫كما علينا أن ندرك قيمة األشياء اليت منلكها قال‬
‫نتخلص منها جملرد أننا نريد شراء أشياء جديدة أو‬
‫حديثة‪ .‬وجيب أن حنرص على عدم استخدام األكياس‬
‫البالستيكية أو التخفيف من استعماهلا قدر اإلمكان‪،‬‬
‫وأن نلقيها يف أماكن ميكن مجعها منها‪ ،‬ال يف أماكن‬
‫مكشوفة حيملها اهلواء منها كيفما ات ّفق‪ ،‬ويغطي هبا‬
‫الشوارع واألشجار‪.‬‬

‫إلقاء القمامة يف احلاويات املخصصة عمل حضاري ودليل مسؤولية‬

‫‪- 79 -‬‬
‫عدا ذلك فإن هناك جمموعة أخرى من االقرتاحات‬
‫لتحسني إدارة النفايات يف بلدنا ورفع سويتها تتمثل‬
‫فيما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬التعامل مع النفايات الناجتة بطرق علمية واقتصادية‬
‫مدروسة‪ ،‬واختيار أفضل الطرائق للتخلص منها‪ ،‬فما‬
‫زالت الطرائِقُ املتبعة يف سوريا للتخلص من النفايات‬
‫الصلبة تفتقر إىل الشروط البيئية الصحية واملراقبة‬
‫املستمرة‪.‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫‪-‬جي��ب أال تعامل النفايات الطبية (ن��وات��ج املشايف‬
‫والعيادات) معاملة النفايات الصلبة لئال تتسبب يف‬
‫انتشار أمراض خطرية‪.‬‬
‫‪-‬على أصحاب القرار التدخل يف العمليات االقتصادية‬
‫هبدف تغيري أو تعديل عمليات اإلنتاج أو املنتج ذاته‬
‫أو طرق التعبئة والتغليف والتوزيع‪ ،‬للتقليل من حجم‬
‫ووزن النفايات الناجتة عن نشاط اجملتمع‪.‬‬

‫إن مشاركة مجيع أفراد األسرة يف عملية مجع وفرز النفايات يساعد‬
‫يف التخلص السليم منها‬

‫‪- 81 -‬‬
‫‪-‬ال بد لإلدارات احمللية أن تويل مشكلة النفايات‬
‫كامل اهتمامها للحفاظِ على سالمة بيئتنا ومجالية‬
‫أحيائنا‪ ،‬بتوفري عدد كافٍ من احلاويات واآلليات‬
‫املخصصة جلمع النفايات الصلبة‪ ،‬وتأمني العمالة‬
‫املدربة‪ ،‬والكفاءات اخلبرية واملتخصصة يف إرادتِها‪،‬‬
‫وكذلك مجعها يف أوقات منتظمة ال تتجاوز ثالثة أيام‬
‫يف الشتاء ويوماً واحداً يف الصيف وذلك قبل أن تبدأ‬
‫املواد العضوية يف التحلل‪.‬‬
‫‪-‬إطالق برنامج وطين يتعلق بالتدوير يبدأ يف املنازل‬
‫واملدارس واجلامعات واملؤسسات احلكومية‪ ،‬حبيث‬
‫يتم فرز النفايات يف حاويات خاصة تتضمن النفايات‬
‫العضوية‪ ،‬وأخرى حتتوي النفايات اجلافة القابلة‬
‫للتدوير كالزجاج وغريه‪ ،‬فتستَرَدُّ املواد الصاحلة إلعادة‬
‫االستخدام‪ ،‬وتستخدم املواد العضوية يف التسميد أو‬
‫استخراج الطاقة‪.‬‬
‫‪-‬إطالق محلة إعالمية واسعة يف كل وسائل اإلعالم‬
‫املقروءة واملسموعة واملكتوبة هتدف إىل رفع الوعي البيئي‬
‫للسكان‪ ،‬وتعريفهم بالنفايات وأشكاهلا وآثارها على‬
‫الصحة والبيئة‪ ،‬وحضهم على املشاركة يف إدارة النفايات‬
‫الصلبة‪.‬‬
‫‪- 82 -‬‬
‫‪-‬خلق منط من أمناط الرقابة الذاتیة اليت تعمل على‬
‫فرز وتقوية غريزة االنتماء للعمل‪ ،‬وتنمیة شعور الثقة‬
‫بالنفس‪ ،‬الثقة املتبادلة بین األفراد و اجملموعات‪ ،‬وال‬
‫خيفى أنَّ كل ذلك یدفع باجتاه الرغبة يف التطوير‪،‬‬
‫وتغيري احلال اليت عليها واقع النفايات يف سوريا‪.‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫ملخص‬
‫لقد أدى ازدياد عدد السكان وارتفاع مستوى املعيشة‬
‫والتقدم الصناعي والزراعي‪ ،‬وعدمُ اتباع الطرق املالئمة‬
‫يف مجع ونقل ومعاجلة النفايات الصلبة إىل ازدياد كمية‬
‫النفايات بشكل هائل‪ ،‬وبالتايل تلوث عناصر البيئة من‬
‫أرض وم��اء وه��واء‪ ،‬واستنزاف املصادر الطبيعية يف‬
‫مناطق عديدة من العامل‪ .‬وقد أصبحت اليوم إدارة‬
‫النفايات الصلبة يف مجيع دول العامل من األمور احليوية‬
‫للمحافظة على الصحة والسالمة العامة‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫املراجع‬
‫د‪ .‬حممد زاهر‬ ‫ ‬
‫‪ -‬البيئة واحلياة‬
‫العدد اخلامس ‪2000‬‬ ‫‪ -‬جملة العلوم الكويتية‬
‫وزارة البيئة‬ ‫‪ -‬جملة التنوع احليوي والبيئة‬

‫‪- 85 -‬‬
‫صدر من السلسلة‬
‫فايز فوق العادة ‬ ‫حنن جزء من هذا الكون‬
‫حممد قرانيا ‬ ‫دمشق‬
‫األشرعة احلمراء (ألكسندر غرين)‬
‫ت‪:‬فريوز نيوف‬
‫ت‪:‬قاسم طوير‬ ‫مملكة ماري‬
‫ ‬ ‫خمتارات من أسامة‬
‫د‪.‬هشام احلالق‬ ‫القدس‬
‫حسن بالل‬ ‫الذرة‬
‫فايز فوق العادة‬ ‫العلم يدهشنا‬
‫أنطوانيت القس‬ ‫مملكة إيبال‬
‫طــه الزوزو‬ ‫البيئة‪ :‬الطبيعة واإلنسان‬
‫قصة الكون واحلياة واإلنسان‬
‫موسى ديب اخلوري‬
‫عبد اهلل عبد‬ ‫ربيع كاذب‬
‫صفحات من تاريخ املوسيقا حممد املصري‬
‫األمري الصغري (أنطون دوسانت أكزوبريي)‬
‫ت‪ :‬أنطوانيت القس‬
‫موسى ديب اخلوري‬ ‫قصة اخرتاع األرقام‬
‫د‪ .‬غزوان زركلي‬ ‫الصوت والزمن‬
‫‪- 86 -‬‬
‫حشرات يف بيتك وحديقتك هنادي زرقة‬
‫د‪ .‬ريم منصور األطرش‬ ‫طريق احلرير‬
‫أويس الشريف‬ ‫احلاسوب‬
‫فلزات (سليكون‪/‬كوارتز‪/‬حرير صخري)‬
‫أ‪.‬د‪ .‬حممد عبود‬
‫فايز فوق العادة‬ ‫الثقوب الكونية السوداء‬
‫موسى ديب اخلوري‬ ‫الفسيفساء‬
‫فن النحت «يف العصر القديم» د‪ .‬تغريد شعبان‬
‫د‪ .‬حممد عبود‬ ‫التلوث النفطي‬
‫هنادي زرقة‬ ‫احملميات الطبيعية‬
‫خمتارات من حكايات إيسوب‬
‫رسوم ضحى اخلطيب‬
‫حممد مروان مراد‬ ‫حيوانات املروج والغابات‬
‫جهاد سالمة األشقر‬ ‫قصة الالسلكي‬
‫موسى ديب اخلوري‬ ‫أوغاريت‬
‫د‪ .‬تغريد شعبان‬ ‫ممالك سورية القدمية‬
‫التخدير واإلنعاش عرب التاريخ‬
‫نزار مصطفى كحلة‬
‫أنطوانيت القس‬ ‫أساطري يونانية‬
‫دلدار فلمز‬ ‫تاريخ الرسم‬
‫‪- 87 -‬‬
- 88 -

You might also like