مفهوم الضريبة: هي اقتطاع إجباري من دخول األفراد والشركات ونحوها لتمويل خزينة الدولة لإلنفاق منها على الخدمات العامة وفقًا للتشريع الضريبي الوضعي والذي يختلف من مكان إلى مكان ومن زمان ،وقد تكون الضريبة عادلة وقد تكون ظالمة. ما هي الضريبة العادلة في المنظور اإلسالمي: في المجتمع العلماني الذي ال تطبق فيه الزكاة ،يجب أن يتوافر في الضريبة العادلة من المنظور اإلسالمي ثالثة شروط أساسية هي: -أن تؤخذ بالعدل. -أن تنفق بالعدل. -أن تمنع من الباطل. ولقد حدد فقهاء المسلمين معنى العدل الذي يتضمن فيما يتضمن :المقدرة على األداء ،والمساواة بين الناس ،ومراعاة الحاجات األصلية للمعيشة. ما هي الضريبة الظالمة في المنظور اإلسالمي: هي التي فيها ظلم واعتداء على أموال الناس بدون حق ،ويطلق عليها "ال ُم ُكوس" وهي محرمة بإجماع الفقهاء ،ويجوز لدافعها تجنبها وليس عليه إثم أو معصية في ذلك ،فمن مات دون ماله فهو شهيد. وليس هناك معايير موضوعية واضحة المعالم لقياس الظلم الضريبي حتى يمكن تجنبه ،كما أن ذلك ال يترك لهوى األفراد أو الحكومات ،ولكن هناك قواعد شرعية كلية عامة هي ما تخالف :العدل ،والمساواة ،والمقدرة على األداء ،وحماية الملكية الخاصة من االعتداء ،والمصداقية ،والشفافية، وما يتفرع عن ذلك. حكم التهرب من الضريبة في ضوء الشريعة اإلسالمية: ال يجوز التهرب من الضريبة العادلة التي يتوافر فيها الشروط السابقة حيث إن من حصيلتها تدفع النفقات العامة لتقديم الخدمات للناس جمي ًعا مثل :خدمة الدين ،والتعليم ،والعالج ،والمياه ،واإلنارة ،واألمن ،والجهاد في سبيل هللا ،والتكافل والرعاية االجتماعية ،وحفظ األغراض ،وكل ما يدخل في نطاق مقاصد الشريعة اإلسالمية والتي تتلخص في حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال. وال يحق لولِ ِّي األمر أن ينحرف عن العدل والحق في تحصيلها ،وتعتبر الضريبة العادلة من المال العام الذي يجب حمايته ويعتبر سرقته أو اإلسراف فيه والتبذير من المحرمات ،يحاسب عليها الراعي والرعية. أما بخصوص الضريبة الظالمة (ال ُم ُكوس) فقد قال الفقهاء إنها اعتداء على مال الناس بدون وجه حق مشروع ،ويجب على صاحب المال حماية ماله حتى ولو استشهد في سبيل ذلك ،فمن مات دون ماله فهو شهيد وفي الجنة ،واألدلة على ذلك كثيرة ليس هذا هو المجال للدخول في تفاصيلها، ويجوز للفرد أو المنشآت ونحوهما اتخاذ الوسائل واألساليب المشروعة للدفاع عن ماله ضد الضرائب الظالمة وال يعتبر في هذا المقام آث ًما. كما يأثم ولي األمر الذي يفرض على الناس ضرائب ظالمة أو إنه يأخذ الضريبة وينفقها في غير مقاصد الشريعة اإلسالمية أو ضد تلك المقاصد، ومنها على سبيل المثال :تمويل األنشطة غير المشروعة والتي تقود إلى المساس بالعقيدة وباألخالق ،أو أن يستأثر بها فئة دون األخرى ،أو أنه يحابي األغنياء على حساب الفقراء. ومما يؤسف له بسبب سوء األخالق وضعف القيم اإليمانية أصبحت معظم الضرائب ظالمة أو تلوثت بالظلم ،فقد انتشرت الرشوة والمجامالت والوساطات التي تساعد بعض الناس على التهرب من الضريبة العادلة، ويقع عبؤها على الطبقة الفقيرة وهذا يتطلب من ولي األمر أن يوجد لديه أجهزة الرقابة الفعالة للقضاء على الفساد الضريبي الذي انتشر في معظم الدول. ولو أن واضعي التشريع الضريبي المعاصر استمدوا القوانين الضريبية من فقه الزكاة والفرائض المالية اإلسالمية األخرى؛ لتحولت الضرائب الظالمة إلى ضرائب عادلة .ألم يأن لهم ذلك؟