Professional Documents
Culture Documents
س 4وضح الفرق بين السنة والحديث و الخبر والثر و الحديث القدسي ؟؟
* أصح السانيد
الرأي المختار أننا ل نجزم في الحكم علععى إسععناد بععأنه أصععح السعانيد مطلقعاا ،لعذلك
أمسك العُلماء عن الحكم على إسناد أو حديث بأنه الصح علعى الطلق ،وإن رجعح
ل لذلك قال البخععاري :أصععحها البعُض ما رآه أصح وأقوى من غيره في نظره ،ومثا ا
مالك بن أنس عن نافع مولى ابن عمعر ععن ابعن عمعر ،وأجعل معن روى ععن مالعك
الشافعُي ،وأجل من روى عن الشافعُي أحمد بن حنبل .ويسمى هععذا السععناد السلسععلة
الذهبية.
* مثال لسناد السلسلة الذهبية
قال القطيعُي أنبأنا عبد ا بن أحمد حدثني أبي أنبأنا محمد ابن إدريس الشافعُي أنبأنا
مالك عن نافع عن ابن عمر رضي ا عنهما أن رسععول اعع صععلى اعع عليععه وسععلم
قال) :ل يبع بعُضكم على بيع ،ونهى عن النجش ..الخ( متفق عليه من حديث مالك
س 14هناك مععن يقععول ان المععام مسععلم روى عععن الضعععُفاء و المكععذبين فبمععا تععرد
عليهم؟؟
* الرد علي ما قيل من رواية مسلم عن الضعفاء والمتروكين والمتوسطين
-1أن من هو ضعُيف عند غيره ثقة عنده
-2أن ذلك ليس في الصععول بععل فععي المتابعُععات والشععواهد فهعو يعذكر أول الحعديث
بإسناد سليم ويجعُله أصل ثم يتبعُه بععآخر أو بأسععانيد فيهععا بعُععض الضعععُفاء تأكيععدا أو
مبالغة أو لزيادة تنبيه على فائدة
-3أن يكون الضعُف طارئععا بعُععد الخععذ عععن الععراوي بععاختلط مثععل أحمععد بععن عبععد
الرحمن بن وهب اختلععط بعُععد الخمسععين ومعائتين هجريعة أي بعُعد خعروج مسعلم معن
مصر
-4أن يعُلو بالضعُيف إسناده وهو عنده من رواية الثقات نازل ،فيستفيد مععن السععناد
العُالي لشهرة السناد النازل
س 19اكتععب موازنععة مختصععرة بيععن صععحيح البخععارى وصععحيح مسععلم وهععل تفيععد
احاديث الصحيحين العُلم ام الظن ؟؟
* موازنة بين صحيحي البخاري ومسلم
للموازنة ينبغي توضيح التععي :أول :ذكععر أقععوال بعُععض الئمععة والعُلمععاء ليتععبين لنععا
المكانة العُلمية لكل منهما ودرجة كل كتاب ومنزلته ،ثانيا :بيان ما تميز به كل كتاب
من الشروط والمقاييس) ،مع العُلم أنهما صحيحان ولكنها فقط موازنة بين الحسنيين(
* أقوال العلماء في صحيح البخاري
-روى الحافظ ابن حجر عن النسائي) :ما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمععد
بن إسماعيل( يعُني جودة السانيد وهذا القول غاية في الوصف وشدة التحععري وفععي
تقدمه على أهل عصره
-قال الحاكم أبو أحمد النيسابوري) :رحم ا محمد بن إسماعيل فإنه ألف الصععول(
أي أصول الحكام من الحاديث )فكل عمل بعُده فإنما أخذه من كتابه كمسلم(
-قععال الععدارقطني )وأي شععيء صععنع مسععلم إنمععا أخععذ كتععاب البخععاري فعُمععل عليععه
مستخرجا وزاد فيه زيادات(
-ما تميز به صحيح البخاري :بفحص مقاييس الصحة وما اشترط في كتععابه يرجععع
إلى ثلثة أمور :اتصال السند وإتقان الرجال والسلمة من الشذوذ والعُلة
-1اتصال السند :يرى البخععاري أن الحععديث المعُنعُععن ل يكععون متصععل إل إذا ثبععت
اجتماع المعُنعُن ولقاؤه ولو مرة بمن عنعُن عنه والتزم البخاري بهذا الشرط بخلف
مسلم وهذا الشرط هو الذي رجح كتاب البخاري على كتععاب مسععلم لن شععرط اللقععاء
أوضح في التصال إذ فيه تقوية ثبوت السماع وتأكيده
-2اتقان الرجال :رجح كتاب البخاري من حيث اتقان الرجال بأمور هامة:
-أن الذين انفرد البخاري بالخراج لهم أربعُمائة وبضع وثلثون رجل المتكلم فيهععم
بالضعععُف ثمععانون رجل والععذين انفععرد مسععلم بععالخراج لهععم دون البخععاري سععتمائة
وعشرون رجل والمتكلم فيه بالضعُف منهم مائعة وسعتون رجل والتخريعج عمععن لعم
يتكلم فيه أصل أولى من التخريج عمن تكلم فيه
-البخاري لم يكثر من التخريج عمن انفرد بهم ممن حصل فيهععم كلم بخلف مسععلم
فقد أخرج كثيرا
-أكثر من انفرد بهععم البخععاري ممععن تكلععم فيهععم أكععثرهم مععن شععيوخه الععذين عرفهععم
وجالسهم وخبرهم بخلف مسلم فإن أكثر مععن تكلععم فيهععم ممععن انفععرد بالتخريععج لهععم
كانوا متقدمين عن عصره من التابعُين
-ما سبق بيانه من تقسيم الطبقععات فعإن البخععاري يخععرج أعلهععا فععي الحفععظ وطععول
الملزمة وهععي الطبقععة الولععى ول يخععرج أحعاديث الطبقععة الثانيععة إل انتقععاء بخلف
مسلم يخرج أحاديث الثانية في أصل كتابه
-3ما تعلقا بالسلمة من الشذوذ والعلة :اختص البخاري بثمانية وسبعُين حديثا من
الحاديث المنتقدة أما مسلم فاختص بمائععة ومععا كععان قليععل النتقععاد يكععون أرجععح مععن
كثيره.
* أقوال العلماء في صحيح مسلم
قال أبو علي النيسابوري وبعُض العُلماء المغاربة) :ما تحت أديم السماء كتاب أصح
من كتاب مسلم بن الحجاج(
ما تميز به صحيح مسلم:
-تميز بتصنيفه في حياة كععثير مععن شعيوخه فكععان يتحععرز فععي اللفععاظ ويتحععرى فعي
السياق ول يتصدى لما تصدى له البخاري من استنباط الحكام )ليبععوب عليهعا ولععزم
من ذلك أنه قطع الحديث في أبواب متفرقة( أما المام مسععلم فقععد جمععع الطععرق كلهععا
في مكان واحد كل حسب موقعُه
-اقتصر على الحاديث دون الموقوفات فلم يعُرج عليها إل في بعُض المواضع
-كما تميز بحسن السياق وجودة الوضع وروعة الترتيب
وقد صح أن مسلما كان ممن يستفيد من البخاري ويعُترف أنه ليس له نظير في علععم
الحديث وترجيح كتاب البخاري هو المذهب المختار عند الجمهور
* هل تفيد أحاديث الصحيحين العلم أو الظن؟
ل خلف بين العُلماء في أن الحاديث المتععواترة لفظععا أو معُنععى قطعُيععة الثبععوت أمععا
غير المتواترة فقد اختلفوا فيها
-يرى ابن الصلح أن أحععاديث الصععحيحين تفيععد اليقيععن والقطععع وذلععك لتلقععي المععة
لكتابيهما بالقبول ،واسععتثنى مععن هععذا الحكععم أحععاديث يسععيرة تكلععم فيهععا بعُععض النقععاد
كالدارقطني وغيره لعُدم إجماع المة على تلقيهععا بععالقبول ،وهععذا مععا ذهععب إليععه ابععن
كثير قال :وأنا مع ابن الصلح فيما أرشد إليه ،ووافقه ابن تيمية أيضا
-يرى ابن حزم أن خبر الواحد العُدل عن مثله إلى رسول ا صلى ا عليععه وسععلم
يوجب العُلم والعُمل معُا
-وذهب النووي إلى أن أحاديث الصععحيحين الععتي لععم تتععواتر ثابتععة بععالظن ل بععالعُلم
لنها من قبيل الحاد طريقها ظني ،وهذا ما ذهب إليه المحققون وكععثير مععن العُلمععاء
من غير تفريق بين البخاري ومسلم وغيرهما في ذلك ،وتلقي المة بالقبول إنما أفععاد
وجعوب العُمعل بمععا فيهمععا ،ومعا كعان غيرهمعا ل يعُمععل بعه حعتى توجععد فيععه شععروط
الصحيح ،ول يلزم من إجماع المة على العُمل بما فيهما إجماعهم على أنععه مقطععوع
بأنه كلم النبي صلى ا عليه وسلم
-قال ابن حجر في شرح النخبة :الخبر المحتف بالقرائن يفيد العُلم وهو أنواع منهععا
ما أخرجه الشيخان في صحيحهما مما لم يبلغ حد التواتر فإنه احتفت به قرائععن منهععا
جللتهما في هذا الشأن وتقدمهما في تمييز الصحيح وتلقي العُلماء لكتابيهمععا بععالقبول
وهذا التلقي وحده أقوى في إفادة العُلم(
-مما سبق يتضح أن آراء العُلماء في إفادة الحاديث الصحيحة غير المتواترة ثلثة:
-1إفادة أحاديث الصحيحين العُلم اليقيني )ابن الصلح ومن تبعُه(
-2عدم إفادة أحاديث الصحيحين العُلم اليقيني )النووي وغيره(
-3إفادة الحاديث الصحيحة العُلم القطعُي سواء أكعانت فعي أحعد الصعحيحين أم فعي
غيرهما )ابن حزم ومن وافقه( وهععذا العُلععم اليقينععي علععم نظععري قععائم علععى البرهععان
يحصل للعُالم المتبحر في الحديث الخبير بأحوال الرواة والعُلل.
ورأي ابن حزم هو ما نميل إليه
* المراد بقولهم :أصح شيء في الباب كذا
ل يلزم من هذه العُبارة صحة الحديث فقد يقول بعُض العُلماء هذا ما جاء فععي البععاب
وإن كان ضعُيفا ومرادهم أرجحه أو أقله ضعُفا
س 28هناك من يدعى ان السنه قد انتقلت ال انها اهملت طيلة قرن من الزمن فهععل
هذة الدعوى صحيحة وما رأيك فيها و كيف نرد علي من يدعون انها لم تدون طيلععة
قرن من الزمن ؟؟
هذه شبه ل اصل لها و الرد عليها من وجوه
الول :ليس صحيحا ا أن عصر صدر السلم خل تماما ا من تدوين السنة ،إذ من
المعُلوم أن أجزاء من السنة تم تدوينها في حياة الرسول نفسه ،وبتوجيه مباشر منه.
من ذلك كتبه ورسائله لرؤساء الشعُوب وزعماء العُشائر والتفاقات والمعُاهدات
والتصالحات ،التي جرت في حياة النبي عليه الصلة والسلم ،وهي مجموعة الن
في وثيقة قيمة ،وبعُضها مختوم بخاتمه -صلى ا عليه وسلم ]-ينظر :الوثائق
السياسية للعُهد النبوي والخلفة الراشدة .لمحمد حميد ا – دار النفائس[ .
ول ريب أن كل هذه الوثائق جانب من جوانب السنة فيه من هدى النبوة ما فيه.
كما تقدمت الشارة إلى كتبه – صلى ا عليه وسلم – إلى عماله ،وكان يذكر لهم
فيها ما يعُينهم على الفصل في الخصومات التي ترفع إليهم في ولياتهم.
مثل أحكام الصدقات )الزكوات( والديات والميراث وبعُض السنن.
وكما تقدمت الشارة إلى صحيفة عبد ا بن عمرو بن العُاص ،وصحيفة المام
علي ،ومكا كتب عام فتح مكة بأمر من النبي لبي شاه اليمني ،فالقول بأن عصر
النبوة خل تماما ا من تدوين السنة قول فيه بعُد عن الصواب.
إن الحق الذي ل محيد عنه أن عصر النبوة يوصف بقلة التدوين للحديث النبوي،
ول يوصف بالخلو التام من تدوين الحديث.
وممن يعريفوا بكتابة الحديث في صدر السلم الول عبد ا بن عباس ،وسعُيد بن
جبير ،وابن هشام وغيرهم ]ينظر :دفاع عن السنة ص . [22د /محمد محمد أبو
شهبة – رحمه ا .-
الثاني :أسباب قلة التدوين في العُصر النبوي:
قلة التدوين للحديث النبوي في حياة النبي – صلى ا عليه وسلم ،-وما تله حتى
نهاية القرن الول الهجري ،لها أسباب وجيهة يتعُزى إليها.
ذلك أن حال القرن الول كانوا أما من الصحابة ،وإما من كبار التابعُين )الطبقة
الولى( وكان هذا القرن يتميز بميزتين:
الولى :أن سنة رسول ا – صلى ا عليه وسلم – القولية كانت محفوظة في
صدور الرجال ،حاضرة ماثلة في ذاكرة المة .فلم تدع ضرورة إلى كتابتها
وتدوينها.
الثانية :أن الصحابة الذين عاصرهم رجال الطبقة الولى من كبار التابعُين كانوا
محيطين إحاطة كاملة بالسنة العُملية ،يهتدون بها وبالسنة القولية دون الحاجة إلى
الرجوع إلى كتاب مكتوب ،وربما كان الصحابة وكبار التابعُين يتذاكرون هذه السنن
فيما بينهم أو يسأل من جهل شيئا ا من السنن من هو عالم بهان وكل هذا قام مقام
التدوين فلم ييوحهتج إليه.
ويضاف إلى هاتين الميزتين ميزة ثالثة ،ل تقل عنهما قيمة وجدلا:
وهي أن السنة خلل القرن الول كانت صافية نقية محفوظة في الصدور على
ت بها من فم النبي الطاهر. الصور التي يسنمهعُ و
صافية نقية من كل دخيل وعليل ومكذوب ،لن هذه الفات والقوادح أنلمت بالسنة
في وقت متأخر عن القرن الول – كما سيأتي – وفي ظروف وملبسات طارئة ما
كان لها وجود في القرن الول الهجري ،قرن الصفاء والنقاء.
هذه هي السباب في قلة تدوين السنة في القرن الهجري الول تدوينا ا واسعُاا ،وليست
أسبابها ما يروجه منكرو السنة زوراا وبهتاناا ،أن السنة ليست من الدين ،فلم يهتم
بتدوينها الرسول – صلى ا عليه وسلم ،-ول الخلفاء ،ول جمهور الصحابة؟! إن
قولهم هذا تحريف شنيع لدللت هذه الظاهرة وكما قيل :إن الصرار على الخطأ
مع يسر الوصول إلى الصواب أمر يدعو إلى التهام بسوء النية ،أكثر من الدعوة
إلى مجرد الخطأ في الستدلل.
الثالث :تدوين السنة في أول القرن الثاني:
من التهويل الممقوت أن منكري السنة يدعون أن السنة دونت في القرن الثالث
الهجري ،وقصدهم التأكيد على طول المدة التي أهمل فيها تدوين السنة توصلا
للتشكيك في صحة الرواية ،ليبعُد ما بين التدوين وبين حياة الرسول التي قيلت أو
حدثت فيها السنة القولية والعُملية.
وهذا خطأ فاحش .لن تدوين السنة بدأ مع بداية القرن الثاني الهجري ]عام 101هع[
في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العُزيز – رضي ا عنه .-
فقد رأى هذا المام المسارعة إلى جمع السنة وكتابتها وتدوينها ،خشية أن يضيع
منها شيء ،أو يلتبس الحق منها بالباطل من غيرها.
فكتب إلى بعُض الراسخين من العُلماء ،في نهاية القرن الول الهجري ،وبداية
القرن الثاني ،حسب مواقعُهم من المصار السلمية.
روى المام مالك في الموطأ أن عمر بن عبد العُزيز كتب إلى ابي بكر بن محمد بن
حزم :أن أنظر ما كان من حديث رسول ا – صلى ا عليه وسلم ،-أو سننه ،أو
حديث عمر ،أو نحو هذا فاكتبه ،فإني خفت دروس العُلم ،وذهاب العُلماء.
وروى المام البخاري نحو ما رواه المام مالك – رضي ا عنهما ،-بعُد
توجيهات الخليفة الراشد الخامس ،عمر بن عبد العُزيز بجمع الحديث النبوي ،بدأت
حركة التدوين في التساع وزال الثر الذي كان عالقا ها في النفوس من النهي عن
كتابة الحديث ،والقلل من الرواية فيه ،والتحدث به .واستقر المر على جواز
الكتابة ،بل والحث عليها ،بل وجوب كتابته إذا خيف عليه النسيان والضياع ]فتح
الباري :جع 1ص . [165
وشمر العُلماء عن ساعد الجد ،ونشطوا في جمع الحديث والسنن مع التثبت والنقد
والتمحيص ،وبدأت ثمرة التشدد في الرواية ،التي كانت في عصر الخلفاء ،تظهر
بكل وضوح بيد أن حركة التدوين في هذه المرحلة كانت تجمع إلى الحديث النبوي
أقوال الصحابة وفتاويهم ،وبعُض أقوال كبار التابعُين.
وفي القرن الثالث اضيفت دراسات وجهود جديدة في التدوين ،فدونت الحاديث
والسنن النبوية في أسفار خاصة بها ،مع الترتيب الدقيق ،واتسعُت حركة النقد
لسانيد الحديث ومتونه ،والجرح والتعُديل والتهذيب والستدراك والستخراج.
كل هذا كان يهدف إلى تنقية السنة من الدخيل والعُليل والمكذوب على رسول ا –
صلى ا عليه وسلم .-
ولم يتوقف جهد العُلماء في خدمة السنة على القرن الثالث ،بل أخذ جهدهم ينمو
وينمو حتى القرن السابع الهجري ،وفيه بلغت الجهود الحديثية درجة الكمال،
وأسفرت هذه الجهود المباركة عن التي:
* استجابة لدعوة الخليفة عمر بن عبد العُزيز هي العُلماء في كل المصار السلمية
على جمع السنة وتدوينها:
المام مالك في المدينة ،وابن جريح بمكة ،والوزاعى بالشام ،ومعُمر بن راشد
باليمن ،وابن عروبة ،وحماد بن سلمة بالبصرة ،وسفيان الثوري في الكوفة ،وعبد
ا بن المبارك بخراسان ،وهشيم بن بشير بواسط ،وجرير بن عبد الحميد بالرى،
وغيرهم ،وغيرهم.
* تلت هذه المرحلة مرحلة أخرى أحكم وأدق ،خلل القرن الثالث الهجري ،حيث
صرت كتب الحديث على رواية الحديث النبوي وحده ،وبرز خلل هذه المرحلة قي ن
منهجان في التدوين:
أولهما :منهج المسانيد ،وهو جمع أحاديث كا راوو فب مكان واحد مهما كان
موضوع الحديث ومعُناه .والمسند هو معُجم صغير أو كبير يسرد مرويات
الصحابى الواحد من أولها إلى آخرها.
ومن أشهرها مسند المام أحمد ،ومسند عثمان بن شيبة ومسند إسحاق ابن راهويه.
وهؤلء جمعُوا في مسانيدهم الصحيح والحسن والضعُيف.
أما المنهج الثاني فوعُنى بتدوين الحديث على حسب موضوع الحديث كأحاديث
الصلة ،وأحاديث الزكاة ،وأحاديث الجهاد ،وهكذا.
ومن أشهرها صحيحا البخاري ومسلم وغيرهما .وهما قصرا عملهما على جمع
الحديث الصحيح دون غيره.
فطريقة المسانيد تقوم على وحدة الراوي ،والخرى تقوم على وحدة
الموضوع ،فالقول بأن السنة لم تدون إل في القرن الثالث خطأ متعُمد ،وشأن السنة
شأن غيرها من العُلوم السلمية والعُربية من حيث النشأة ،والتدوين ،وهي بالقياس
إلى غيرها نرى تدوينها بدأ مبكراا ،وإن كان على نطاق ضيق في أول المر ،ثم
أتسع بمرور اليام.
والقرآن نفسه ،وهو اصل أصول السلم ،لم يدون في صحف في حياة النبي –
صلى ا عليه وسلم ،-وإنما تم جمعُه وتدوينه في مصاحف في خلفة أبي بكر،
باشارة من عمر – رضي ا عنه ،-وكان أبو بكر أولا يمانع في جمعُه ويقول
لعُمر :كيف نفعُل شيئا ا لم يفعُله النبي – صلى ا عليه وسلم ،-فما زال بأبي بكر
حتى أقنعُه بجمع القرآن خشية ضياع شيء منه بسبب استشهاد الحفاظ في الحروب.
ولما أرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت ،وكان من كتبة الوحي في حياة النبي ،قال زيد
لبي بكر ما قاله أبو بكر لعُمر من قبل:
“كيف تفعُلون شيئا ا لم يفعُله النبي – صلى ا عليه وسلم -؟ ومازال أبو بكر بزيد
حتى أقنعُه بجمع القرآن .ثم قال زيد“ :وا لو كلفني – يعُني أبا بكر – نقل جبل
أحد ،أو نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علني مما أمرني به من جمع القرآن] .ينظر
صحيح البخاري :كتاب فضائل القرآن[ .
فإذا كان هذا هو موقفهم من القرآن ،وهو أصل الملة ،فكيف يتخذ منكرو السنة من
بطء تدوين السنة قدحا ا في منزلة السنة نفسها؟ فهل اتخذوا من عدم تدوين القرآن في
صحف في حياة النبي ،ومعُارضة أبي بكر وزيد لجمعُه وتدوينه وسيلة للحط من
منزلة القرآن ،وأنه ليس من الدين؟ فما لهؤلء القوم ل يكادون يفقهون حديثاا ،لقد
كانت الدولة السلمية في صدر السلم الول في مرحلة النشأة والنمو ،فكان لبد
من أن تمر بتجارب تعُمل فيها عقلها وفكرها ،فمن مؤيد ،ومن معُارض ،ولكن بعُد
تمحيص القول وظهور الصواب من الخطأ ،فإن قادة الدولة ورجالها كانوا
ييعُرضون عن الخطأ ويولون وجوهم نحو الصواب بل ارتذاد أو انتكاس.
وحركة التدوين – عموما ا – بدأت لمحات خاطفة في كل المعُارف والعُلوم ،ثم
استوت على سوقها بمرور اليام والليالي ،حتى صارت صروحا ا شامخة ،أصلها
ثابت وفرعها في السماء.