You are on page 1of 2

‫‪ :‬مجاالت تدخل سوسيولوجيا التربية و أهدافها ‪2-‬‬

‫التربية عموما تسعى إلى تحويل كائن غير اجتماعي ليصبح اجتماعيا‪ ،‬ومن هذا المنطلق فإن‬
‫سوسيولوجيا التربية تهتم بدراسة األنظمة التربوية و الظواهر المدرسية و دورها في تغيير‬
‫المجتمع من خالل عالقتها مع األسرة و المحيط… و تأثرها بالمرجعية الثقافية و الدينية… و‬
‫… تفاعلها مع الظروف السياسية و االقتصادية‬
‫إن سوسيولوجيا التربية تركز على ثالثة عناصر رئيسية و هي ‪ :‬مدخالت التربية ( المتعلمون و‬
‫رجال التعليم و أطر اإلدارة و اآلباء و المفتشون…)‪ ،‬وآلياتها البيداغوجية و الديداكتيكية‪،‬‬
‫)…التقويم‪ ،‬واالنتقاء‪ ،‬و االصطفاء ( ومخرجاتها‬

‫خاتمة‬
‫ستعرض هذا البحث المتواضع أبرز النظريات االجتماعية في الميدان التربوي على وجه العموم‪،‬والتي ظهرت منذ عصر التنوير إلى يومنا‬
‫هذا‪،‬وهي التفاعلية الرمزية‪،‬النظرية البراجماتية‪،‬النظرية الطبيعية والنظرية الرأس مال الثقافي‪،‬إال أنه تجدر اإلشارة التنبيه إلى أننا لم‬
‫نراعي في طرحنا لهذه لتسلسل هذه النظريات من حيث تاريخيتها‪،‬أي منذ ظهورها زمنيا‪،‬لكننا أخذنا معيار آخر وهو مدى أهميتها‬
‫وانتشارها‪،‬وهذا ربما اجتهاد منا ال أكثر وال أقل‪،‬ولعل أبرز نقطة يدور حولها البحث هي محاولة تحليل ونقد لهذه النظريات‪،‬وذلك من خالل‬
‫كشف أهم المبادئ التي ترتكز عليها ‪،‬ومن هم روادها واألوضاع التي ساعدتهم في السعي وراء إبداع هذه النظريات ويمكننا أن نلفت النظر‬
‫إلى حقيقة حول هذه النظريات الغربية على تعددها وتباينها في بعض الخصائص والصفات‪ ،‬تكاد يجمعها قاسم مشترك أساسه مفاده ‪ -‬كونها‬
‫صادرة عن مصدر وحيد في المعرفة‪ -‬هوا لعقل البشري في حركت ومعاناته وقلقه المأساوي في البحث عن الحقيقة‪ ،‬وكونها صادرة عن‬
‫تصور واحد للكون واإلنسان والحياة‪،‬والجدير باالعتبار أنه ما من نظرية في التربية إال وهي انعكاس لمذهب فلسفي ما‪ ،‬وهذه قاعدة عامة‬
‫ال يمكن أن يند عنها أي مذهب تربوي‪ ،‬وال تعدو االختالفات التي تظهر بين نظرية وأخرى أن تكون تعبيراً عن االختالف والتنوع في‬
‫المالبسات والتطورات التاريخية التي مرت بها المجتمعات الغربية‪ ،‬بكل ما تحمله تلك التطورات من أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية‬
‫‪.‬وعلمية وغيرها‬
‫لكن ما تشهده المجتمعات من تغير في بنيتها وثقافتها‪،‬كفيل أن تظهر على السطح نظريات أخرى غير نلك الكالسيكية ‪،‬وظيفتها إعطاء بعد‬
‫سوسيولوجي جديد للوقائع والظواهر االجتماعية التي تحدث في عصرنا هذا‪،‬ولعل أبرز هذا االتجاه الجديد هي ما يطلق عليها اآلن باسم‬
‫الحداثة أو ما بعد الحداثة‪،‬فهل ياترى أن النظريات التي قمنا بعرضها أصبحت عاجزة عن تفسير الظواهر؟ وهل بالضرورة إتباع ما يدعوا‬
‫إليه أصحاب االتجاه الحداثي إلى ابستمولوجية المعرفية أو بمعنى أدق القطيعة بين النظريات الكالسيكية من اجل إعطاء تحليل واضح‬
‫وأشمل لتغيرات المجتمع؟‬

‫تلعب العوامل االجتماعية والثقافية واالقتصادية الدور األهم و األكبر في اختيار الفرد آلفاقه‬
‫‪.‬الدراسية و المهنية‪ ،‬دون أن ننسى كذلك العوامل التي تناولتها نظريات علم النفس‬
‫فبالنسبة للمجتمعات العربية الطامحة لالرتقاء بمنظومتها التعليمية و تطوير بنيتها التربوية‪ ،‬عليها‬
‫األخذ بعين االعتبار مختلف التحليالت االجتماعية‪ ،‬و ذلك بدراسة مختلف بنيات المؤسسة‬
‫‪.‬التعليمية و تفاعالت عناصرها‪ ،‬و عوامل التوازن داخل المنظومة التربوية و مكامن الخلل فيها‬
‫فدراسة مكامن الخلل في البنية المدرسية من المنظور االجتماعي‪ ،‬قد يساعد على تمحيصها‬
‫وتفكيك أسبابها بشكل دقيق داخل المؤسسات التعليمية‪ ،‬مثل عدم تكافؤ الفرص أو عدم بلورة‬
‫المواهب الفطرية للتلميذ في المراحل التعليمية‪ ،‬أو االنتقائية والمحاباة داخل المؤسسة التعليمية أو‬
‫‪.‬غيرها من الظواهر السلبية المؤثرة في المردودية التعليمية بشكل عام‬
‫فمنهجـة الفكر اإلصالحي على أساس دراسة اجتماعية شاملة‪ ،‬قد تكون سبيال أكثر فعالية لتحسين‬
‫األداء التعليمي العربي دون الحاجة إلى مزيد من المشاريع االستعجالية و التدابير اإلصالحية‬
‫‪.‬الترقيعية و التي تستنزف ميزانيات ضخمة بدون نتائج ملحوظة‬

‫فإن أصحاب هذه المقاربة ذات النموذج التفسيري‪ ،‬اهتموا فقط بدراسة المنظومة التربوية من الخارج‪ ،‬من خالل دراسة التأثيرات المدرسية‬
‫التعليمية‪،‬معتمدين على ترسانة من اإلجراءات اإلحصائية والوصفية واالستداللية‪ ،‬محاولين باألرقام واإلحصائيات تبيان محدودية عالقة‬
‫‪.‬المدرسة بالحراك االجتماعي‬
‫وهناك عدة أطروحات التي اعتمدت نموذجا معينا للتفسير‪،‬‬
‫ينطلق بودون من مبدإ مفاده أن مشكلة الحراك االجتماعي أو عدم تكافؤ الفرص‪،‬هي نتيجة لمجموعة من المحددات التي اليمكن تصورها‬
‫منعزلة بعضها عن البعض‪ ،‬وإنما يجب التعامل معها كمجموعة تشكل نسقا‪.‬وانطالقا من معطيات أمبريقية إحصائية‪،‬حاول بودون تقديم‬
‫نموذج نسقي تفسيري لمسارت التمدرس والتراتبية االجتماعية في المجتمع الصناعي الليبرالي‪،‬انطالقا من متغيرات المنشأ العائلي ومستوى‬
‫الدراسة والوضع االجتماعي‪...‬وقدم نموذج بودون تفسيرا إجماليا نسقيا لعدد من الظواهر اإلحصائية(كمنافذ الشغل والدراسة والمواقع)‬
‫والمعطيات السوسيولوجية(المرتبطة أساسا باإلواليات المولدة لعدم المساواة)‪.‬وكأمثلة لبعض النتائج التي توصل إليها بودون‪ :‬في مجتمع‬
‫تراتبي يستعمل نظاما متنوعا وهرميا من الكفاءات‪،‬فإن الدمقرطة تعرف بالضرورة حدودا اليمكن تجاوزها؛عدم تكافؤ الفرص ينجم‬
‫بالضرورة عن التقاء نسقين‪:‬نسق المواقع االجتماعية ونسق المسارات الدراسية‪،‬حيث نظام اجتماعي تراتبي ونظام تربوي هرمي ال يمكن‬
‫إال أن ينتج عنهما ال مساواة وعدم تكافؤ الفرص؛الحراك االجتماعي يتأثر كثيرا بالتركيب بين بنية الهيمنة وبنية الجدارة واالستحقاق‪،‬إذ أن‬
‫بنية الجدارة واالستحقاق تعني أن مستوى الدراسة هو الذي يحدد الموقع االجتماعي لألفراد‪،‬أما بنية الهيمنة فهي على عكس بنية‬
‫االستحقاق‪ ،‬تقلل أو تضعف من فعل الجدارة أو االستحقاقات‪،‬ألنها نابعة من كفاءات األفراد ذوي المنشأ االجتماعي المرتفع‪ ،‬حيث يهيمنون‬
‫على أحسن المواقع‪ ،‬وهكذا يكون األفراد الذين لهم نفس المستوى الدراسي(نفس الشهادات الدراسية) يحصلون على موقع اجتماعي مرتفع‬
‫بقدر ما يكون مستواهم(موقعهم)االجتماعي مرتفعا‪(.‬سلسلة التكوين التربوي‪،‬عدد‪ ،5،2001 .5‬بتصرف‬
‫‪:‬تعقيب في نظرية التفاعلية الرمزية)‪4‬‬
‫إن النظريةَ التفاعليةَ الرمزيةَ‪ ،‬ال تقد ّم مفهوما ً شامالً للشخصية‪ ،‬فأصحابُ النظرية وعلى رأسِهم بلومر ّ‬
‫يقرون بأن هذه النظرية يجب أال ‪-‬‬
‫ومبرر جوهري على قِلة االستفادة من هذه النظرية في‬
‫ٌ‬ ‫سها بموضوع الشخصية كما ينشغل بها علم النفس‪ .‬وهذا سبب واض ٌح‪،‬‬ ‫تُشغِل نف َ‬
‫‪.‬الميدان التربوي‪ ،‬على الرغم من وجود بعض األبحاث القليلة المنشورة هنا وهناك‬
‫كالقوة ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ظواهر اجتماعية‬
‫َ‬ ‫الجوانب الواسع ِة للبُنية االجتماعية لذلك نجدها ال تستطيع قو َل أي شئ عن‬
‫َ‬ ‫كما أن التفاعليةَ الرمزية أغفلت‬
‫‪.‬والصراع والتغيّر‪ ،‬وأن صياغت َها النظرية ُمغرقةٌ في الغموض‪ ،‬وأنها تقدم صورة ناقصة عن الفرد‬
‫تفتقد الصرامة العلمية وال تستخدم االستنباط المنطقي‪،‬بل تقدم سلسلة من األفكار التي يمكن للباحث أن يوظفها في عمله بصفتها توجيهات ‪-‬‬
‫‪.‬عامة‪،‬كما أنها تقدم للباحث أثناء توظيفها في عمله تفسيرات منخفضة نسبيا‬
‫م ‪Paul Rock" " 1979‬التفاعلية الرمزية نظرية تختص في دراسة األفراد‪،‬وتحديدا ً بالفعل االجتماعي‪،‬وبالرغم من وصف بول روك‬
‫بالغموض المتعمد‪،‬وقد اعتمدت على إلقاء محاضرات جامعية شفاهية أكثر من اعتمادها على شكل كتب مدرسية معتمدة‪،‬لكن في الوقت ذاته‬
‫‪.‬يعتقد أصحاب النظرية الوظيفية أن النظرية التفاعلية الرمزية أكثر النظريات قوة من الناحية البحث التجريبي‬
‫‪:‬مع هلمسليف )‪) (glossématique‬المدرسة ال َّنسقية مدرسة (كوبنهاكن )‪(3‬‬
‫‪:‬ومن أهم مبادئ هذه المدرسة‬
‫‪.‬اللغة ليست مادة‪ ،‬وإنَّما هي صورة أو شكل ‪:‬أول ا‬
‫‪.‬جميع اللُّغات تشترك في أنها ُتعبِّر عن محتوى ‪:‬ثانياا‬
‫‪.‬يوضع لتحليل اللغة نظرية صورية رياضية تصدق على جميع اللغات ‪:‬ثال اثا‬
‫التي سبقتها وحادت في نظرها عن مجال اللغة بانتصابها خارج للسانيات تقوم على النقد الحاد ‪:‬راب اعا‬
‫‪.‬الشبكة اللغوية‬
‫ا‬
‫‪:‬خامسا‬ ‫تقوم على النسقية التي تنصب على داخل اللغة‪ ،‬فهي تصدر منها وإليها ول تخرج عن دائرة اللغة‬
‫‪.‬المنظور إليها على أنَّها حقل مغلق على نفسه وبنية لذاتها‬
‫ا‬
‫‪:‬سادسا‬ ‫تسعى إلى إبراز كل ما هو ُمشترك بين جميع اللغات البشرية‪ ،‬وتكون اللغة بسببه هي مهما تبدل‬
‫‪.‬الزمن وتغيرت األحداث‬

‫)‪: https://www.alukah.net/literature_language/0/95903/#ixzz62dmUeO6B‬رابط الموضوع‬

You might also like