Professional Documents
Culture Documents
تطبيق اللامركزية فى المحليات
تطبيق اللامركزية فى المحليات
2017
0
قائمة المحتويات
الصفحة الموضوع
3-4 مقدمة
5 المشكلة البحثية والتساؤلت
6 الهمية البحثية
7 الهداف البحثية
7 الحدود البحثية
8-9 الدراسات السابقة
10 المنهج البحثي
10 تقسيم البحث
الفصل الول
11-20
تطبيق اللمركزية والعوامل المؤثرة فيها
12-15 المبحث الول :اللمركزية ومميزات وسلبيات تطبيقها
12-13 لً:ا التعريف بالمركزية الدارية
أو ل
13-14 ثانيلاً:ا التعريف باللمركزية الدارية
14-15 ثالثلاً:ا مميزات تطبيق اللمركزية
15 رابعلاً:ا سلبيات تطبيق اللمركزية
16-20 المبحث الثاني :خصائص اللمركزية والعوامل المؤثرة فيها
16 لً:ا خصائص تطبيق اللمركزية
أو ل
17-19 ثانيلاً:ا أهمية اللمركزية وأنواعها وعناصرها
19-20 ثالثلاً:ا العوامل المؤثرة في اللمركزية
20 رابعلاً:ا أدوات تحقيق اللمركزية
الفصل الثاني
21-32
واقع تطبيق اللمركزية في تجربة سنغافورة كتجربة دولية ومحاولة تطبيقها في مصر
22-27 المبحث الول :تحليل لواقع تطبيق نظام اللمركزية في تجربة سنغافورة كتجربة دولية
22-25 أولً:ا جذور التجربة التنموية في سنغافورة
25-27 ثانياً:ا مجالت تطبيق اللمركزية في تجربة سنغافورة التنموية
28-32 المبحث الثاني :تطبيق اللمركزية في المحليات في مصر في ضوء تجربة سنغافورة التنموية
29-30 أولً:ا مرتكزات برنامج التحول نحو تطبيق اللمركزية
31-32 ثانياً:ا ملمح بنية النظام المحلي المقترح في ظل تطبيق اللمركزية في مصر
1
الفصل الثالث
33-41
تطبيق اللمركزية في المحليات في مصر
المبحث الول :تحليل وصفي لما ألت له اللمركزية في مصر ومحاولة التطبيق في ضوء القانون
34-37
الدستوري لعام 2014
34-35 لً:ا تطبيق نظام اللمركزية في مصر في ضوء مواد دستور 2014
أو ل
35-37 ثانياً:ا تطبيق اللمركزية في ضوء دستور 2014يعالج ضعف المحليات ويحارب الفساد
38-41 المبحث الثاني :ايجابيات تطبيق اللمركزية وآفاق ما توصلت إليه في مصر
38-39 أولً:ا محاور تطبيق اللمركزية في مصر
39-40 ثانياً:ا ايجابيات تطبيق اللمركزية في مصر
40-41 ثالثاً:ا آفاق تطبيق اللمركزية في مصر وتشغيل النظام بفعالية
42-44 الخاتمة
42 (1نتائج البحث
43 (2التوصيات
45-46 قائمة المراجع
قائمة الشأكال
الصفحة الشأكل
17 الشكل رقام ) (1أشكال نقل السلطة والختصاصات في اللمركزية
24 الشكل رقام ) (2معدل النمو السنوي لسنغافورة منذ عام 1970وحتى عام 2015
33 الشكل رقام ) (3مراحل تطبيق اللمركزية في مصر
2
مقدمة:
لما كانت اللمركزية الحقيقية هي الوعاء الذي يستوعب مشاركة المواطنين في إدارة
شأنهـم المحلي بشكل مؤسسي ،وبالتالي فهي ضمانة لمزيد من المشاركة الشعبية وشرط لرقاابة
مجتمعية حقيقية على آليات صنع القرار التنموي المحلي.
وبما أن تطوير الدارة المحلية أصبح أولوية أولى على أجندة المجتمع النمائية،
فالتطوير الداري هو الذي يستهدف أولل خلق إدارة قاادرة على التنمية ،وبإمعان الحديث عن إدارة
التنمية فإن البحث سيجد أن في خلق الدارة المحلية المؤهلة خطوة أساسية على هذا الطريق.
وبالطبع فإن بناء نظام متطور للدارة المحلية ل يأتي بمجرد إصدار قاوانين أو مراسيم خاصة
بذلك .إوانما لبد من النسجام بين ما تقدمه القوانين وبين ظروف ومقتضيات التطور.
فمع بداية العقد الخير – التسعينيات -من القرن العشرين الماضي ومع مطلع القرن
اهتماما متزايدال بموضوع تطبيق اللمركزية في الدارة المحلية .وقاد جاء
ل الحادي والعشرين ششهد
هذا الهتمام في إطار التجاه إلى توسيع نطاق مشاركة المواطنين ودورهـم في عملية الحكم
Governanceوتقليص أدوار الدولة ومنح القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني دو الر
أكبر في عملية التنمية .وقاد عبر عن ذلك الهتمام تقارير المؤسسات الدولية عن التنمية في
العالم تحت العديد من العناوين مثل "جعل الدولة أكثر قاربال من الناس" ،و"التحول إلى المحليات"،
هاما في نظام الحكم
و"تحقيق اللمركزية إواعادة التفكير") .(1لذا فإن الدارة المحلية تحتل مرك ازل ل
الداخلي ،كما تقوم بدور فعال في التنمية الوطنية ،وتتميز بأنها إدارة قاريبة من المواطنين نابعة
من صميم الشعب.
إن تبنى اللمركزية وتطبيقها أصبح ضرورة لزمة تزداد أهميتها بازدياد قادرتها على
تحقيق متطلبات المواطنين على المستوى المحلي ،ومنها بالذات ما يتعلق بالمواطنين المحليين
في مصر ،مادام أن الواقاع الجديد يوضح بما ل يدع مجال للشك أن هناك تغييرات ملموسة على
مفهوم نظام الدارة المحلية المعتمدة خلل الفترات السابقة ،ومن أجل ذلك ،يتوجب العتماد على
توسيع نطاق مشاركة المواطنين في عملية إدارة شؤونهم وتقليص دور الدولة في النتاج والدارة
المباشرة لمؤسساته لصالح المؤسسات اللمركزية ومنح القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع
المدني دو لار أكبر في عملية التنمية ،وتعزيز المساءلة والشفافية لتقوية نظام الدارة المحلية،
والعتماد على الطاقاات الشبابية والخبرات المحلية التي تمكن من تحقيق التنمية الشاملة
والمستدامة.
()1د.سمير محمد عبد الوهاب ،النظم المحلية :إطار عام مع التركيز على النظام المحلي المصري ،جامعة القاهرة ،كلية
القاتصاد والعلوم السياسية ،2000 ،ص ص .133-131
3
فلقد ظلت مصر بمؤسساتها ترغب إل تبارح مركزيتها التاريخية ،رغم انتهاء مبرراتها،
بالتردد غير المبرر والطويل في منح مزيد من السلطات للمحليات ،وكانت النتيجة أن العاصمة
المصرية – القاهرة – ظلت مركز السلطات ،فل يمكن تطوير وحدة صحية أو بناء مدرسة دون
أن يمر القرار عليها ،وكان لهذا المركزية الشديدة آثار سلبية خطيرة على تنمية المناطق البعيدة
عن العاصمة المركز سواء كانت محافظات الوجه القبلي أم الحدود أو حتى الوجه البحري).(2
وعليه ،أصبحت اللمركزية تمثل الطرح القارب لمعرفة جانب هام من حقيقة ومشاكل مصر
الحديثة والمعاصرة ،فإن المر يستدعى من صانع القرار إيلءها ما تستحقها من اهتمام،
والعكس قاد ينتج عنه تضاعف الثار السلبية التي تستهدف كل فرد من أفراد المجتمع المصري
المحلي.
فإن دعاة تطبيق اللمركزية رغم اختلف اتجاهاتهم يرو أن هناك إمكانية لتحقيق التنمية
المحلية من خلل التقارب والتكامل بين النظام المركزي واللمركزية ،لكن شريطة إحداث تغييرات
جوهرية على مستويات اقاتصادية ،وسياسية واجتماعية ،وثقافية ..الخ ،في الدول بكيفية تؤدى
إلى تحقيق الرفاهية القاتصادية والستقرار الجتماعي للشعوب في مختلف أقااليم هذه الدول.
وبالنظر إلى التجارب الدولية نجد أن تجربة سنغافورة من أكثر التجارب الواقاعية الناجحة
والفضل في حالة التطبيق بما يتماشى والحالة المصرية المحلية ،والفضل يعود إلى اعتماد
اللمركزية وتطبيقها ،حيث أثبتت تجربة سنغافورة أن المساحة ليست عاملل هامال في نهضة
الدول ،حيث نجحت في أقال من أربعة عقود بدءلا من ستينيات القرن العشرين – الماضي –
وحتى مطلع اللفية الثالثة في تحقيق قافزة تنموية ،فتلك الدولة الحديثة التي يبلغ مساحتها قارابة
700كم ،2أي عشر مساحة سيناء على سبيل المثال ،وخمس تلك المساحة لم تكن موجودة عند
التأسيس ،بل تم ردم المياه لتوسيع مساحتها ،كما أن عدد سكانها يبلغ 5.5مليون نسمة فقط،
ومع ذلك احتفلت عام 2014بمرور خمسين عاملا على تأسيسها ،حيث شهدت في تلك الفترة
تحولل كبي لار من بلد فقير يبلغ متوسط دخل الفرد فيه قارابة الـ 500دولر ،لبلد متقدم أغلب شعبه
متعلم ويبلغ متوسط الدخل فيه الن 70ألف دولر ،فعندما يزيد دخل الفرد 140ضعفال في
غضون خمسون عام) ،(3فهذا إنجاز كبير يستحق الدراسة عن كثب لستنباط مواضع القوة
الحقيقة لهذه التجربة وكيفية الستفادة منها في مصر.
()2د.هويدا عدلي" ،اللمركزية في مصرً:ا بوابة التنمية" ،مجلة أحوال مصرية ،القاهرة ،مركز الهرام للدراسات السياسية
والستراتيجية ،السنة الرابعة عشر ،العدد ،61صيف ،2016ص .74
()3فيروز الدولتلي" ،تجارب التنميةً:ا سنغافورة" ،دورية رؤيتنا لمصر ،القاهرة ،مركز البديل للتخطيط والدراسات
الستراتيجية ،السنة الولى ،العدد ،3سبتمبر أكتوبر نوفمبر ،2016ص ص .99-98
4
المشكلة البحثية والتساؤلتا:
تنحصر المشكلة البحثية لهذا البحث من الموضوع ذاته ،حيث ل يزال تطبيق اللمركزية
يواجه جملة من المشكلت والصعوبات ،التحديات والمعوقاات ،في مصر ،من حيث البناء
التنظيمي ،وأساليب وأنماط تشكيل المجالس المحلية ،ومحدودية قادرات الوحدات المحلية
التمويلية ،والرقاابة الدارية المشددة على أعمال وأشخاص وقا اررات المحليين .وانطلقاال من أن
المركزية في إدارة الخدمات العامة في مصر تعد واحدة من أهم العقبات التي تحول دون تطوير
هذه الخدمات ،فقد نص دستور مصر لسنة ،(4)2014وبشكل صريح على تطبيق اللمركزية
الدارية والمالية والقاتصادية كنظام إداري من أجل تحقيق التنمية الشاملة عبر تمكين السلطات
المحلية من الصلحيات والموارد اللزمة لتحقيق ذلك ،فتطبيق اللمركزية يرجع إلى عدم رضا
المواطنين على جودة الخدمات العامة وأداء الموظفين المحليين ،وكما أوضح البعض) ،(5أنه
غنى عن البيان أن جزءال كبي لار من سوء الخدمات العامة في مصر مرجعه القيود الدارية
المفروضة على المحليات في التصرف في الموارد المالية وتخصيص النفاق العام على
ل عن ضعف الصلحيات المخولة للمحليات في رقاابة الخدمات المحلية ،فالعائق المالي ،فض ل
الخدمات العامة من أهم المشكلت التي تحلها اللمركزية الدارية والمالية .وعلى ضوء ذلك،
تتجلى المشكلة البحثية لهذا البحث في التساؤل الرئيس التاليً:ا
)كيف يمكن تطبيق اللمركزية بفعالية في مصر بما يعمل على
تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة؟(
ومن هذا التساؤل الرئيس تبع عدة تساؤلت فرعية أخرى ،منهاً:ا
-1ما هي آليات ومتطلبات تطبيق اللمركزية في الخبرات الدولية ،وما مدى توافر مقومات
تطبيق اللمركزية في مصر؟
-2ما هي طبيعة العلقاة بين اللمركزية والدارة المحلية بشكل عام ،وفي مصر بشكل
خاص؟
-3ما هو الدور المنوط بالدارة المحلية واللمركزية؟
-4ما هي معوقاات تطبيق اللمركزية في محليات مصر؟
-5إلى أي مدى تتجلى خصائص اللمركزية في المحليات وبالتحديد المحليات في مصر؟
-6هل البيان الدستوري والقانوني الجديد لنظام الدارة المحلية في مصر عائق أمام تفعيل
دورها أم دافعال لها وداعما؟
()4شمل الدستور المصري الجديد ، 2014تسعة مواد عن الدارة المحلية أساسا دستوريا جديد للتحول نحو تطبيق
اللمركزية من المادة ) (175إلى المادة ) ،(183دستور مصر لسنة .2014
()5د.هويدا عدلي" ،اللمركزية في مصرً:ا بوابة التنمية" ،مرجع سابق ،ص .76
5
الهأمية البحثية:
تنقسم الهمية البحثية إلى أهمية علمية نظرية ،وعملية تطبيقية موضحة في التاليً:ا
(1الهأمية العلمية النظرية:
تكمن الهمية النظرية للبحث في تناوله لموضوع تطبيق اللمركزية الدارية من المنظور
اليجابي للمركزية ،ومن منظور الحاجة الجتماعية والقاتصادية والسياسية ..الخ لها في هذه
المرحلة ،وتسليط الضوء على بعض السس الخاطئة في تطبيقها من كافة المناحي ،كما يرى
البحث أن تطبيق اللمركزية يحظى بأهمية خاصة لدى المشرع في مصر ،والمؤسسات الحكومية
باعتبارها أداة من أدوات التقدم ،ووسيلة لتحقيق التنمية الشاملة في ظل الخفاق الداري في
الفترات السابقة ،والذي أدى إلى حالة من عدم الرضا لدى الموطنين عن الداء الحكومي في
مصر بشكل عام.
(2الهأمية العملية التطبيقية:
تبرز الهمية البحثية لهذا البحث في النقاط التاليةً:ا
(1محاولة التعرف على اللمركزية وكيفية معالجتها لعيوب وفساد الدارة المحلية في ظل
التجارب الدولية.
(2التعرف على المعوقاات والمشكلت والتحديات التي تواجه تطبيق اللمركزية في محليات
مصر.
(3تحديد العوامل المؤثرة في تطبيق اللمركزية في ظل نظم المحليات الحالي في مصر.
(4إبراز الدور المتزايد الذي تلعبه الوحدات المحلية على جميع الصعدة القاتصادية
والسياسية ،الجتماعية والدارية والثقافية ،وكذلك أهمية الستكشاف الذي يعكسه التنظيم
الدستوري والقانوني الجديد في تطبيق اللمركزية في المحليات في مصر.
(5بالنظر إلى الهتمام المتزايد باللمركزية وتطبيقها فإن البحث سيحاول أن يبادر التركيز
على الجوانب في نظم الدارة المحلية في مصر ،وكيفية تطوير نظمها اللمركزية في
المستقبل.
(6محاولة التوصل إلى نقاط التوافق والختلف في نظم الدارة المحلية في مصر.
(7محاولة تطبيق أفضل ما توصلت إليه التجارب الدولية في مجالت تطبيق اللمركزية.
6
الهأداف البحثية:
في إطار ما سبق ،يهدف البحث ما يليً:ا
(1التعرف على أفضل التجارب الدولية في تطبيق اللمركزية ومحاولة تطبيقها في مصر.
(2التعرف على دور اللمركزية في المحليات في تحقيق التنمية المستدامة.
(3الوقاوف على مدى مساهمة اللمركزية في تحسين أوضاع المجتمع المحلي في مصر.
(4تحليل دور اللمركزية في التنمية المحلية في مصر.
(5الطلع على الساليب الجديدة حول تطبيق اللمركزية وتعزيز قادرة الوحدات المحلية
على مسايرة التقدم التكنولوجي ،والقيم الدارية المتمثلة في الشراكة والشفافية والمساءلة
والقضاء على الفساد.
(6الكشف على واقاع ومستقبل تطبيق اللمركزية في المحليات في مصر في ضوء التجارب
الدولية الرائدة.
(7محاولة طرح رؤية مستقبلية لتطبيق اللمركزية في المحليات في مصر ،وبناء نموذج في
الدارة المحلية يتلءم مع العوامل والظروف التي تواجه الدارة المحلية في مصر.
الحدود البحثية:
يتحدد هذا البحث في الحدود البحثية التاليةً:ا
(1الحدود الجرائية:
يختص الموضوع ببحث كيفية تطبيق اللمركزية في التجارب الدولية ،وبالتحديد حالة
التجربة التنموية لسنغافورة ،وكيفية تطبيقها في مصر.
(2الحدود الزمانية:
يتناول البحث موضوع كيفية تطبيق اللمركزية في مصر منذ مطلع القرن الحادي
والعشرين ،ومرو ار بثورتي 25يناير ،2011و 30يونيو ،2013والتركيز على دستور ،2014
والمواد التي تحدد عمل وتطبيق اللمركزية الدارية في مصر.
(3الحدود المكانية:
البحث بصدد محاولة تطبيق اللمركزية في المجال الداري في جمهورية مصر العربية،
مع الخذ بالحالة التطبيقية لدولة سنغافورة في تحقيق التنمية الشاملة.
7
الدراساتا السابقة:
في ضوء إطلع الباحث حول الدبيات السابقة التي تناولت متغيرات البحث تم التوصل
إلى مجموعة تدعم وتسهم في التوصل إلى تحقيق أهأداف البحث ،وتم تقسيمها إلى ثلث
محاور كما هأو موضح:
(1المحور الول الدراسات التي اهتمت بتطبيق اللماركزية بشكل
عام:
(1أحمد الرشيدي ،الطار القانوني لسياسات اللمركزية في مصر ،سلسلة اللمركزية
وقضايا المحليات ،الجيزة ،مركز دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية
القاتصاد والعلوم السياسية ،العدد ،2يناير .2004
(2زهير الحسني ،اللمركزية الدارية في النظام القانوني للمحافظات التي لم تنتظم في
إقليم ،أوراق عمل مؤتمر اللمركزية المنعقد في بغداد في الفترة 28 – 27فبراير
الرابطً:ا ً://www.hdf-اhttp ،2012الجزء الثاني ،متاح على
iq.org/ar/images/decenteralization_research.pdf
(3سمير محمد عبد الوهاب ،المجالس الشعبية المحلية والمجالس التنفيذيةً:ا الدوار
والعلقاات ،سلسلة اللمركزية وقضايا المحليات ،الجيزة ،مركز دراسات واستشارات
الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية القاتصاد والعلوم السياسية ،العدد ، 7يناير .2004
(4عمر محمد الحسني عبد السلم ،غادة فاروق حسن ،تأثير اللمركزية للدارة الحضرية
ولدعم اتخاذ القرار في ترسيخ أركان التنمية الحضرية المستدامة للمناطق المستهدفة،
في :تأثير الظروف المعيشأية من خلل التنمية الحضرية المستدامة ،أورق عمل
المؤتمر العربي القاليمي ،القاهرة ،جامعة عين شمس ،كلية الهندسة ،في الفترة 18-15
ديسمبر .2003
(2المحور الثاني الدراسات التي اهتمت بتطبيق اللماركزية في
التجارب الدولية:
(1إيمان احمد عزمي ،الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في المملكة العربية
السعوديةً:ا المعوقاات المدانة والمأمول في التنمية المستدامة ،ورقاة عمل مقدمة للمشأاركة
في المؤتمر الدولي للتنمية الدارية ،الرياض ،معهد الدارة العامة ،نوفمبر .2009
(2أيمن عبد القادر عبد الرحيم راضي ،دور اللمركزية في فاعلية إدارة الصراع التنظيمي
في و ازرات السلطة الوطنية الفلسطينية – قطاع غزة ،رسالة ماجستير ،غزة ،الجامعة
السلمية ،كلية التجارة ،سبتمبر .2010
8
(3أسماء رمضان شيبة ،الدارة المحلية والتنمية في ظل إعادة صياغة دور الدولة ،المجلد
الثاني ،الجيزة ،مركز دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية القاتصاد
والعلوم السياسية ،العدد السابع ،يناير .2004
(3المحور الثالث الدراسات التي اهتمت بتطبيق اللماركزية في
ماصر:
(1محمود شريف ،اللمركزية ومستقبل الدارة المحلية في مصر ،سلسلة اللمركزية
وقضايا المحليات ،الجيزة ،مركز دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية
القاتصاد والعلوم السياسية ،العدد الول ،يناير .2004
(2احمد دسوقاي محمد إسماعيل ،تجارب ناجحة في التنمية المحليةً:ا دروس من الدول
النامية ومراجعة للحالة المصرية ،فيً:ا كمال المنوفي ،تجارب ناجحة في التنمية
المحلية ،الجيزة ،مركز دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية القاتصاد
والعلوم السياسية.2007 ،
(3صالح الشيخ ،مدخل إصلح النظام المحلي في مصر في ضوء الستحقاقاات الدستورية
والتجارب الدولية ،دورية بدائل ،القاهرة ،مركز الهرام للدراسات السياسية والستراتيجية،
المجلد ،6العدد .12،2015
(4عبد ال شحاتة خطاب ،المشاركة بين القطاعين العام والخاص وتقديم الخدمات العامة
على مستوى المحلياتً:ا المكانات والتحديات ،فيً:ا علء الدين عرفات )محررا( ،الدارة
المحلية في مصر :الواقع وآفاق المستقبل ،القاهرة ،مركز شركاء التنمية.2011 ،
(5محمد إبراهيم الشافعي" ،تمويل اللمركزية المحلية في مصرً:ا طبيعته ومشكلته وسبل
معالجته" ،مجلة الشأريعة والقانون ،المارات العربية المتحدة ،جامعة المارات العربية
المتحدة ،كلية القانون ،السنة ،27العدد ،56أكتوبر .2013
(4التعقيب على كافة ماحور الدراسات السابقة:
بعد استعرض الدراسات والدبيات السابقة فان البحث يخلص إلىً:ا
-1اختلفت الهداف التي سعت إليها كل دراسة من الدراسات السابقة عن أهداف البحث
الحالي ،بسبب اختلفات الموضوعات التي تناولتها الدراسات السابقة عن الموضوع
الذي ينصب عليه محور اهتمام البحث.
-2اختلف المجال الزمني للدراسات السابقة عن المجال الزمني للبحث الحالي ،فالدراسات
السابقة أجريت في فترات زمنية متفاوتة ومختلفة نسبيلا عن فترة البحث الحالي.
9
المنهج البحثي:
سوف يعتمد الباحث على المنهج الوصفي ،حيث أن إتباع طريقة الوصف تؤدى إلى
تبيان الطر النظرية والمفاهيمية للمركزية ،لسيما مقوماتها وتصوراتها وأهدافها ،ليتم تمييزها
هن المركزية الدارية ،وكما يمكن من خلل المنهج الوصفي وصف النظمة والقوانين المطبقة
في مصر عند التعرض لتطبيقها .بالضافة إلى العتماد على منهج دراسة الحالة ،حيث أن
البحث سيركز على حالة تطبيق اللمركزية في سنغافورة كتجربة دولية جديرة بالبحث ،ومحاولة
تطبيقها في الحالة المصرية.
كما سيعتمد الباحث على أسلوب تحليل المضمون ،حيث أن هذا السلوب تحليل
المضمون المقترن بالسلوب الوصفي ،وذلك للكشف عن مواضيع الخلل التي تعتري نصوص
القانون الدستوري الخاص بالدارة المحلية وما يتعلق بهما من نصوص أخرى تنظمها مع
استنتاج واستنباط البدائل لسد الثغرات الموجودة والقاتراح إن أمكن ،وهذا السلوب سوف يساهم
في إجراء مقارنة بين القانون الدستوري الجديد والقديم الخاص بالدارة المحلية لضبط المميزات
العامة التي تتميز به نظام اللمركزية.
تقسيم البحث:
المقدمةً:ا الطار العام للبحث.
الفصل الول :تطبيق اللمركزية والعوامل المؤثرة فيها ،وفيه نتناولً:ا
المبحث الول ،اللمركزية ومميزات وسلبيات تطبيقها.
المبحث الثاني ،خصائص اللمركزية والعوامل المؤثرة فيها.
الفصل الثاني :واقاع تطبيق اللمركزية في تجربة سنغافورة كتجربة دولية ومحاولة
تطبيقها في مصر ،وفيه نتناولً:ا
المبحث الول ،تحليل لواقاع تطبيق نظام اللمركزية في تجربة سنغافورة كتجربة دولية.
المبحث الثاني ،تطبيق اللمركزية في المحليات في مصر في ضوء تجربة سنغافورة التنموية.
الخاتمةً:ا ذكر خلصة ما توصل إليه البحث ،بالضافة إلى أهم النتائج والتوصيات.
10
الفصل الول
تطبيق اللمركزية والعوامل المؤثرة فيها
لقد اقاتصرت دراسة التنظيم الداري منذ بدايتها على وجهة قاانونية بحتة ،وكانت تبحث
على كيفية إنشاء الجهزة الدارية ،وتوزيع الختصاصات الدارية بينها ،والنشطة التي تقوم بها
هذه الجهزة في إطار تنفيذ السياسة العامة للدولة ،ولكن ببروز اهتمامات علم الدارة في دراسة
التنظيم الداري ،أصبح ينظر إليه ليس فقط من الناحية القانونية إوانما من الناحية الفنية أيضلا،
إذ يهتم بمستويات التنظيم الداري ،والموارد البشرية والعناصر المادية المستخدمة لتسيير العمل
الداري لتحقيق أهدافه المرسومة ،ووصف وتصنيف الوظائف وتوزيع وتقسيم المهام بين مختلف
الوحدات الدارية في التنظيم).(6
فالتنظيم الداري بمثابة العمود الفقري لتقدم الدولة في كافة ميادينها ،ومن عوامل نجاح
الدارة تمتعها بالثبات في مبادئها ،والمرونة في قاواعدها التنظيمية ،والدارة المحلية تعد نظام
إصلحي إداري مرن تال للمركزية الدارية التي لم تعد قاادرة على تلبية حاجات المجتمعات
المعاصرة وتفاعل مقتضياتها ومستجداتها ،فتتطلب المر المزيد من العناية والبحث والتجديد،
وهنا برزت اللمركزية ،والتي هي على عكس النظام المركزي ،حيث تقوم اللمركزية على أساس
توزيع الوظيفة الدارية بين السلطة التنفيذية وهيئات عامة محلية أو مصلحية مستقلة تقوم إلى
جانب شخص الدولة ،بمعنى آخر ،اللمركزية تعنى توزيع الوظائف الدارية بين الحكومة
المركزية في العاصمة وبين هيئات محلية أو مصلحية منتخبة بحيث تخضع هذه الهيئات في
ممارستها لوظيفتها الدارية إواشراف والرقاابة الحكومة المركزية ،وفي نفس السياق يتناول الفصل
المبحثين التاليينً:ا
المبحث الول ،اللمركزية ومميزات وسلبيات تطبيقها.
المبحث الثاني ،خصائص اللمركزية والعوامل المؤثرة فيها.
()6احمد رشيد ،التنظيم الداري وتحليل النظم ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،1989 ،ص ص .9-8
11
المبحث الول
()7كمال المنوفي وآخرون ،الصلحا المؤسسي بين المركزية واللمركزية ،القاهرة ،الجيزة ،مركز دراسات واستشارات
الدارة المحلية ،2001 ،ص ص .45-41
()8محمد الهماوندي ،الحكم الذاتي والنظم اللمركزية الدارية والسياسية ،القاهرة ،دار المستقبل العربي ،1990 ،ص ص
.79-74
()9طعيمة الجرف ،القانون الداري ،القاهرة ،مكتبة القاهرة الحديثة ،1969 ،ص ص .38-36
12
تـ ــوفر طـ ــرق الرقاابـ ــة المناسـ ــبة علـ ــى أداء الجهـ ــاز التنظيمـ ــي المف ـ ـموض إليـ ــه (2
السلطة.
فلسفة القيادة العليا للتنظيم ونظرتها اللمركزية وتطبيقاتها. (3
ثانيلا :التعريف باللمركزية الدارية:
لقد تعددت التعاريف التي تناولت مفهوم اللمركزية ،تبعا لوجهة نظر الفقهاء والمفكرين،
ولعل السبب في ذلك يرجع أن كل مفكر ينظر إلى الدارة المحلية من زاوية معينة مبنية على
الفلسفة الفكرية السياسية والقانونية للدولة التي ينتمي إليها .ولشك أن اختلف الجوانب التي
يهتمون بها ،والهداف التي يرمون إلى تحقيقها ،تدعو إلى التعرف على بعض هذه التعاريف
ذات العلقاة بمفهوم نظام اللمركزية الدارية ،Administrative Decentralizationويمكم
ذكر أهم هذه التعاريف ما يليً:ا
ف شير مفهوم اللمركزية إلى تفويض كل أو بعض سلطات المركز إلى الوحدات
والوظائف الدنى في الجهاز الداري ،وهذا يعنى تمتع هذه الوحدات الدارية والوظائف
بصلحية وسلطة صنع القرار ،والتصرف المستقل ،وفق ما يمليه عليها تقديرها للحالت
والمشاكل التي تواجهها).(10
فعندما تصنع الق اررات على مستوى الوحدة ،أو الوظيفة القائمة بالتنفيذ ،دون أن تصعد
هذه الق اررات إلى مستويات أعلى ،وعندما ل تقيد تصرفات الوحدات والوظائف بلوائح مقيدة
لسلطتها وصلحيتها التقديرية ،فإن اللمركزية تكون هي الصفة الغالبة.
كما يقصد باللمركزية بأنها مجلس منتخب تتركز فيه الوحدة المحلية ويكون عرضة
للمسؤولية السياسية أمام الناخبين – قااطني الوحدة المحلية – وتعتبر مكملل لجهزة الدولة).(11
وهي عبارة عن أسلوب إداري يقوم على توزيع الوظيفة الدارية بين الجهاز الداري
المركزي وهيئات أخرى مستقلة على أساس إقاليمي أو موضوعي).(12
كما تعنى اللمركزية المرونة في التبعية الدارية ،بحيث ل ترتبط الجهزة الدارية في
إقاليم الدولة ارتباطا رأسيا ،إذ تتدرج تدرجا هرميا في الجهاز الداري الرئيسي في عاصمة الدولة،
وفق الق اررات التي تحكمها ،وتحدد علقاتها ببعضها ،بحيث تكفل تأدية الوظيفة الدارية للدولة
)( كمال المنوفي وآخرون ،الصلح المؤسسي بين المركزية واللمركزية ،مرجع سابق ،ص ص .52-50 10
11
() John Agnew, "Symposium on Political Centralization And Decontralization", Policy
Studies, Vol.18, No.3, 1999, pp.13-18.
()12حسن العلواني ،اللمركزية في الدول النامية من منظور أسلوب الحكم المحلي الرشأيد ،في مصطفي كامل السيد،
الحكم الرشيد والتنمية في مصر ،الجيزة ،مركز دراسات وبحوث الدول النامية ،2006 ،ص ص .77-74
13
على وجه ل يتعارض مع بعضه ،وعلى وجه ل يحدث تباينا وتعارضا في أهداف الدولة ،ول
يتعارض كل ذلك مع الق اررات الدستورية والتشريعية أو القضائية للدولة).(13
وفي رأي آخر يقصد باللمركزية تقاسم الوظيفة الدارية بين الدولة ،وتمثلها الحكومة من
جهة ،والوحدات الدارية المحلية من جهة أخرى ،بحيث تتولي السلطات المركزية مهمة إشباع
الحاجات العامة القومية التي يستفيد منها عموم أبناء الشعب في مختلف أنحاء البلد ،في حين
يلقي على عاتق هيئات الدارة المحلية مهمة إشباع الحاجات المحلية التي يقتصر الستفادة منها
على أفراد منطقة جغرافية معينة بذاتها).(14
إن اللمركزية ل يمكن أن تكون مطلقة .بما يعنى أن أي تنظيم إداري لمنظمة ما ،لبد
أن يتضمن قاد الر من المركزية وقاد الر من اللمركزية.
ثالثلا :مميزات تطبيق اللمركزية:
لتطبيق اللمركزية عدة مميزات منها ما يلي)ً:(15ا
(1تحقق اللمركزية مبد هام من مبادئ التنظيم إل وهو توازن السلطات
والمستويات.
(2سرعة اتخاذ الق اررات وحل المشكلت.
(3تفرغ المسؤولين للق اررات الهامة ،وعدم انشغالهم بالمشكلت الفرعية.
(4اتخاذ قا اررات مناسبة وأفضل لن متخذ القرار إذا كان يعايش المشكلة فهو أقادر
من المدير الذي ل يعرف تفاصيلها.
(5رفع الروح المعنوية للمسؤولين والرؤساء في المستويات الدارية المختلفة نتيجة
لشعورهم بالمشاركة اليجابية.
(6زيادة حماس أعضاء المستويات الدارية المختلفة ورغبتهم واهتمامهم بحل
المشكلت التي تواجههم ،وبالتالي ظهور الفكار الجديدة والحلول المبتكرة.
(7مخاطر الق اررات الضعيفة موزعة ،فهي تؤثر على إدارة واحدة أو قاسم واحد بدل
من التأثير على المنظمة كلها أو عدد كبير الدارات.
(8تدريب المسؤولين والرؤساء على المستويات القال.
13
() Vivien Schmidit, Democratizing France: The Political and Administrative History Of
Decontralization, New York, Combridge University Press, 2007, pp.14-20.
()14محمد عمر مولود ،الفيدرالية إوامكانية تطبيقها في العراق ،بيروت ،مؤسسة مجد للنشر والتوزيع ،2009 ،ص ص
.142-141
()15د.سمير محمد عبد الوهاب ،النظم المحليةً:ا إطار عام مع التركيز على النظام المحلي المصري ،مرجع سابق ،ص
ص .133-131
14
(9سرعة أكبر في التصرف واتخاذ القرار ،لن الوحدة التنظيمية الدنى معايشة
للمشكلة وقاادرة على التصرف دون الرجوع إلى المستويات العلى.
رابعلا :سلبيات تطبيق اللمركزية:
تنشأ العديد من المشكلت والصعوبات عند تطبيق اللمركزية وتتمثل في النقاط
التالية)ً:(16ا
(1يترتب على تطبيق اللمركزية إضعاف السلطة المركزية مما يؤدى إلى ضعف
التنسيق بين الجهزة اللمركزية.
(2تساعد اللمركزية على صعوبة التصال بين الدارات المتحاورة مما يؤدى إلى
عدم وجود صلت وثيقة بين تلك الدارات.
(3يحتاج تطبيق اللمركزية إلى توافر طرق وأساليب رقاابية مركزية ملئمة حتى
يمكن تحقيق التساق والتكامل بين الوحدات المختلفة للمنظمة وصول لتحقيق
الهداف المنشودة.
(4ل تستطيع الوحدات المحلية الستفادة من خبرات المستشارين في المركز.
(5زيادة النفقات نتيجة ازدواجية الخدمات المساندة في كل قاطاع أو دائرة.
(6صعوبة الرقاابة.
(7ازدياد أمكانية ازدواجية العمل فيما بين الوحدات المختلفة.
(8يمكن أن تؤثر عكسيا على معنويات العاملين إذا لم يكونوا مهتمين بزيادة
مسؤولياتهم.
(9المغالة في التركيز على مراكز الربح قاد يؤدى إلى أن مسؤولي هذه المراكز
يضحون بالنظرة الشمولية لهداف المنظمة من أجل مصلحة وأهداف المركز.
(10نشوء استقللية كبيرة ومنافسة بين القطاعان مما قاد ينتج عنهما تضارب
المصالح في المؤسسة أو المنشأة.
(11ل تشجع تبني البتكارات الرئيسية ،لن سلطة اتخاذ الق اررات الرئيسية موزعة
وبعيدة.
(12تتطلب تطبيق اللمركزية توفير عدد كبير من المديرين الكفاء لنجاحها.
()16أحمد الرشيدي ،الطار القانوني لسياسات اللمركزية في مصر ،سلسلة اللمركزية وقضايا المحليات ،الجيزة ،مركز
دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية القاتصاد والعلوم السياسية ،العدد ،2يناير ،2004ص ص ،12-11
أيمن عبد القادر عبد الرحيم راضي ،دور اللمركزية في فاعلية إدارة الصراع التنظيمي في و ازرات السلطة الوطنية
الفلسطينية – قطاع غزة ،رسالة ماجستير ،غزة ،الجامعة السلمية ،كلية التجارة ،سبتمبر ،2010ص ص .19-18
15
المبحث الثاني
باعتبار اللمركزية الدارية أسلوب من أساليب التنظيم الداري تقوم بتوزيع الوظيفة
الدارية في الدولة ،حيث تقدم لهم فرصة ممارسة التجارب الدارية المتعددة للوصول إلى أفضل
الوضاع لشباع حاجات الفراد ،رغبة في النهوض بمستوى الدارة المحلية ،إل أن المجالس
المحلية تمارس عدة وظائف وصلحيات متعلقة بالتنمية الشاملة في جميع مجالتها للمشاركة في
لعل ما يميز اللمركزية الدارية هو تطبيق الديمقراطية في النظم الدارية للدولة ،بحيث
يتم تمثيل موطني الوحدة الدارية في إدارة شؤونهم المحلية بشكل ديمقراطي وبشكل يساعدهم
على تنمية مصالحهم والدفاع عنها بأنفسهم بطريقة أفضل مما تقوم به السلطة المركزية .ومن
هنا جاء انتخاب المجالس المحلية باعتباره طريقة ديمقراطية لدارة هذه المجالس .إواذا كانت
العلقاة مع المركز جيدة بحيث تقوم السلطة المركزية برعاية هذا النظام عن طريق التنسيق
والرقاابة ،فإن هذه العلقاة من شأنها أن تحقق نجاح هذا النظام الداري).(17
لكن انعدام هذا التنسيق والرقاابة على أعمال المجالس المحلية ،من شأنه أن يؤدى إلى
مشاكل بين الطرفين تؤثر على قادرة هذه المجالس على إدارة شؤونها المحلية أو تضعف العلقاة
مع المركز مما يؤثر على تماسك الدولة وقادرتها على حماية مصالحها الوطنية ،وهذا هو جوهر
ومن أهم خصائص اللمركزية أنها تفوض السلطة إلى المرؤوسين لق اررات كثيرة ،مع
)( زهير الحسني ،اللمركزية الدارية في النظام القانوني للمحافظات التي لم تنتظم في إقاليم ،أوراق عمل مؤتمر 17
اللمركزية المنعقد في بغداد في الفترة 28 – 27فبراير ،2012الجزء الثاني ،ص ص ،37-1متاح على الرابطً:ا
ً://www.hdf-iq.org/ar/images/decenteralization_research.pdfاhttp
16
ثانيلا :أهأمية اللمركزية وأنواعها وعناصرهأا:
تكمن أهمية اللمركزية في ارتباطها بنقل الختصاصات واستقللية اتخاذ القرار بهدف
رفع مستوى تقديم الخدمات الساسية) ،(18وهناك ثلثة أنواع أو أشكال لنقل السلطة كما هو
موضح في الشكل رقام )ً:(1ا
(1اللمركزية الدارية ،التي تنقل سلطة اتخاذ القرار إلى مستويات أدني في السلم الداري
من أجل الستجابة لحتياجات القاعدة العريضة من المواطنين.
(2اللمركزية السياسية ،وتتعلق بتوفير درجة أعلى من الديمقراطية على المستويات المحلية
لضمان درجة عالية من المشاركة الشعبية والمجتمعية في صنع القرار.
(3اللمركزية المالية ،وهي التي تمنح صلحيات أكبر في جمع إوانفاق الموال مما يحقق
استخداما أفضل للموارد.
الشأكل التالي رقم ) (1يوضح أشأكال نقل السلطة والختصاصات في اللمركزية
تتعدد صور اللمركزية في كافة النظمة السياسية منها والدارية والقاتصادية ..وغيرها،
فمبدئيا اللمركزية تعتبر أسلوب من أساليب العمل الداري الذي ينصب على توزيع
الختصاصات الوظيفية الدارية بين السلطة المركزية وبين هيئات أو مجالس منتخبة أو مستقلة
عن السلطة المركزية ،ولكنها تباشر اختصاصاتها في هذا الشأن تحت إشراف الدولة المتمثلة
بسلطتها المركزية).(19
بحسب القانونيين يؤخذ باللمركزية لوجود نوعين من المصالح في الدولة ،المصالح
العامة القومية ،وهي التي تهم الشعب وجميع السكان ،ومصالح محلية خاصة ،وهي التي تهم
إقاليما أو أكثر في الدولة الوحدة ،بحيث تتولى السلطات التحادية مهمة إشباع الحاجات
()19كمال المنوفي وآخرون ،الصلح المؤسسي بين المركزية واللمركزية ،مرجع سابق ،ص ص .57-55
17
والرغبات العامة القومية ،في حين يلقى على عاتق هيئات الدارة المحلية مهمة إشباع الحاجات
والرغبات المحلية).(20
إذن فاللمركزية ما هي إل أسلوب في التنظيم يقوم على توزيع الختصاصات بين
السلطة المركزية وهيئات أخرى مستقلة عنها قاانونيا ،وهي بهذا المعنى قاد تكون ل مركزية
سياسية أو لمركزية مالية ،أو لمركزية اقاتصادية ،أو لمركزية إدارية وكل ذلك يمثل جملة أنواع
اللمركزية.
كما تمارس الهيئات المحلية سلطاتها بموجب القانون ،وتحل محل السلطة المركزية
استنادا إلى مبدأ الحلول في السلطة ،وذلك لن الهيئات الدارية المحلية تستمد سلطاتها من
انتخاب المواطنين للسلطات المحلية ،وتكون صلحياتها بناء على ذلك صلحيات أصلية غير
مفوضة إليها من قابل السلطة المركزية ،وعلى ضوء ذلك فإن عناصر اللمركزية الدارية
الساسية تتمثل في النقاط التالية)ً:(21ا
مرافق عامة محلية ذات شخصية اعتبارية ومعنوية.
استقلل الهيئات اللمركزية عن السلطات المركزية إداريا وماليا.
رقاابة إدارية عضوية أو موضوعية للسلطة المركزية.
كما وهناك مجموعة من المبررات والدوافع التي تدفع نحو اللمركزية بشكل عام وتتمثل في)ً:(22ا
توجد في معظم الدول مناطق معينة تربط بين سكانها روابط خاصة قاوامها المصالح
المشتركة بين هؤلء السكان.
النمو المتزايد في نشاط الدولة ،سواء كان ذلك في الدارة الحكومية أو في الميدان
القاتصادي أو الجتماعي ...الخ.
ظهور فكرة الخذ بالتخطيط في شتى الميادين ،إوامكانية الستفادة من هذا التخطيط في
المجالت القاتصادية والجتماعية ،والتي عملت الدولة الحديثة جاهدة على منافسة
الفراد بشأنها.
ازدياد وتشعب وظائف الدولة بشكل أدي إلى استحالة تركيز النشاط الحكومي في المركز أو
العاصمة ،وما يصاحب هذا التركيز من عرقالة وعقبات تقف حجر عثرة في طريق الحياة
الديمقراطية وخطط التنمية الشاملة.
()20زهير الحسني ،اللمركزية الدارية في النظام القانوني للمحافظات التي لم تنتظم في إقاليم ،مرجع سابق ،ص .8
()21محمد الهماوندي ،الحكم الذاتي والنظم اللمركزية الدارية والسياسية ،مرجع سابق ،ص ص .98-96
()22محمد الهماوندي ،المرجع السابق ،ص .85
18
ثالثلا :العوامل المؤثرة في اللمركزية:
ترتبط المركزية باللمركزية بتفويض السلطة أي أنه كلما زاد تفويض السلطة كلما زادت
اللمركزية والعكس صحيح ،ويمكن النظر إلى المركزية واللمركزية على إنهما يمثلن قاطبين أو
حدين متباعدين يندر وجود أي منهما كامل ومنفردا في التطبيق الفعلي والعملي ،وتحاول كل
مؤسسة أو منشأة معرفة الدرجة المناسبة التي تحتاج إليها من كليهما في ضوء طبيعة أعمالها
وأهدافها والظروف البيئية التي تعمل بها) ،(23ويعتمد التوازن بين المركزية واللمركزية على قادرة
الدارة العليا على فحص ودراسة العوامل المؤثرة على درجة اعتماد اللمركزية ،ومن أهم العوامل
التي تؤثر في اعتماد اللمركزية ما يلي)ً:(24ا
(1كفاءة والتزام المرؤوسين ،كلما ارتفعت كفاءة المرؤوسين في المستويات الدارية
الدني والتزام بأداء العمل أمكن إذن الوثوق في أن تفويض السلطات واللمركزية
يمكنها أن تؤدى إلى نتائج إيجابية.
(2حجم المؤسسة أو المنشأة ،كلما كبر حجم المؤسسة أو المنشأة كان ذلك سببا يدفع
إلى تفويض السلطة ومنح مزيد من الحرية إلى المستويات الدنى ،لنه من الصعب
جدا أن يكون لدى المديرين في الدارة العليا في المنظمات الكبرى الوقات والمعرفة
لتخاذ جميع الق اررات الرئيسية.
(3البتكار ،كلما رغبت المؤسسة في مزيد من البداع والبتكار والفكار الجديدة في
العمل ،فعليها أن تشجع الديمقراطية في العمل ،ومنح مزيد من الحرية وجماعات
العمل والجتماعات واللجان وفرق العمل وكلها أدوات لتحقيق اللمركزية.
(4السرعة في اتخاذ الق اررات ،كلما احتاجت المؤسسة إلى السرعة في اتخاذ الق اررات،
فعليها أن تمنح كل مسؤول يواجه مواقاف ومشاكل تحتاج إلى اتخاذ قارار مزيدا من
السلطة ،حتى يتمكن من الحركة السريعة واتخاذ القرار.
(5تكلفه القرار وخطورته ،كقاعدة عامة كلما زادت خطورة القرار وأهميته بالنسبة
للمؤسسة ككل كلما زاد احتمال اتخاذه بواسطة الدارة العليا.
)(أحمد الرشيدي ،الطار القانوني لسياسات اللمركزية في مصر ،مرجع سابق ،ص ص .9-7 23
()24أيمن عبد القادر عبد الرحيم راضي ،دور اللمركزية في فاعلية إدارة الصراع التنظيمي في و ازرات السلطة الوطنية
الفلسطينية – قاطاع غزة ،مرجع سابق ،ص ص .16-14
19
(6كفاية نظام التصالت ،يكون استخدام أسلوب اللمركزية أكثر فعالية إذا وفر نظام
التصالت والسرعة والدقاة في نقل المعلومات ،وأدى استعمال الحاسب اللي والبريد
اللكتروني إلى احتمالية اتخاذ الق اررات السريعة والفورية.
(7تحفيز العاملين ،فهي من العوامل المساعدة على تطبيق اللمركزية وذات تأثير
إيجابي ،فالفراد يلتزمون بأهداف المنظمة بحماس ورغبة ،وهذا يجعلهم يمارسون
توجيها ورقاابة ذاتية من أجل تحقيق هذه الهداف ،وبهذا توظف إمكانات العاملين
وجهودهم وقادراتهم البداعية لمصلحة المؤسسة بدل من تعطيل هذه المكانات
والطاقاات وخنقها تحت غيوم السلطة المركزية.
(8وسائل الرقاابة ،حينما يقوم أي مدير بتفويض السلطة يجب عليه أن يتأكد من أن
هذه السلطة ستستخدم بشكل مناسب وافتقار المدير إلى وسائل رقاابة فعالة ل
يشجعه على التفويض ،ويدعم وجهة نظره القائلة أن تصحيح الخطاء أو مراقابة
العمل يتطلب وقاتا أكثر مما يتطلبه أداء العمل.
(9ديناميكية المؤسسة أو المنشأة ،إن ديناميكية نشاط المؤسسة وعملها يؤثر في درجة
اللمركزية المناسبة ،فإذا كان هذا النشاط سريع التغير ويواجه مشكلت معقدة
نتيجة التوسع فمن المتوقاع أن يضطر المسؤولون إلى المشاركة في اتخاذ الق اررات.
رابعلا :أدوات تحقيق اللمركزية:
هناك عدة أدوات لتحقيق اللمركزية ،ومن أهمها)ً:(25ا
-1تمكين العاملين.
-2إعادة توزيع السلطات والصلحيات.
-3التفويض.
-4استخدام اللجان وفرق العمل.
-5آلية المؤتمرات والجتماعات للتشاور.
وعلى ضوء ما ورد في سياق الفصل الول فإن اللمركزية تعتبر وسيلة لتقريب خطوط
السلطة من المواطن بما يسهل عليه مراقابتها ومحاسبتها بما يصب في النهاية في مصلحة
الدولة.
()25أحمد الرشيدي ،الطار القانوني لسياسات اللمركزية في مصر ،مرجع سابق ،ص ص .18-15
20
الفصل الثاني
واقع تطبيق اللمركزية في تجربة سنغافورة كتجربة دولية
ومحاولة تطبيقها في مصر
إن الخذ بتطبيق اللمركزية من شأنه أن يساهم في إشراك المواطنين في إدارة وحداتهم
المحلية ,فمن مقومات هذا النظام اعتماد مبدأ النتخاب لرؤساء وأعضاء المجالس المحلية،
وأنماط العمل السياسي الذي سيرافقه هذا المبدأ ،ومن ثم ستتحقق التعددية ،ويترسخ النهج
الديمقراطي وفكرة حكم الشعب لنفسه بنفسه لتنطلق من الصعيد المحلي لتكون المحصلة النهائية
هي ممارسة الديمقراطية على المستوى الوطني).(26
ولعل أفضل وصف للمسوغات أو الهداف المرجو تحقيقها من تطبيق اللمركزية على
اختلف درجاتها هو ما يوجد في نص تقرير المم المتحدة الذي صدر في مايو ،(27)2003
والذي يرمي إلى ،ل تختلف دول العالم في السباب التي من أجلها أنشئ نظام الحكم المحلي،
فالغرض أو الهدف من إنشاء نظام حكم محلي أو إدارة محلية هو تقديم خدمات للناس في
مناطق أقاامتهم المحلية ،وتحسين الخدمات القائمة ،وتقليل تكلفتها المالية ،ولصنع علقاة وثيقة
بين الحكومة القومية والمناطق المحلية تساعد على تبادل المعلومات وبين المركز والمنطقة
المحلية ،وتساعد على شرح السياسة المركزية ،وخلق القبول لها محليا ،ونقل متطلبات المناطق
المحلية واحتياجاتها للجهزة العليا ،وصنع مشاركة أو تكثيف مشاركة سكان المناطق المحلية في
الحكم ،ولتدريب القادة المحليين على إدارة شؤون مناطقهم وتجهيزهم لدور قايادي قاومي ،ولتشجيع
سكان المناطق المحلية للهتمام بأمورهم الحياتية ،والعمل على قابولهم للتغيير الذي ينجم عن
التنمية ،ولقاناعهم وتشجيعهم على دفع الضرائب .وعليه ،يبحث الفصل المبحثين التاليينً:ا
المبحث الول ،تحليل لواقاع تطبيق نظام اللمركزية في تجربة سنغافورة كتجربة دولية.
المبحث الثاني ،تطبيق اللمركزية في المحليات في مصر في ضوء تجربة سنغافورة التنموية.
()26عباس فاضل ،تجربة الحكم المحلي في العراق بين الواقاع والطموح ،بحث منشور فيً:ا المجلة العراقية للعلوم
السياسية ،السنة الثانية ،العدد الول ،2008 ،ص ص .114-112
()27المم المتحدة ،تقرير المدير التنفيذي :حوارات بشأأن فعالية تطبيق اللمركزية وتعزيز السلطات المحلية ،الدورة
التاسعة عشرة 9-5 ،مايو .2003
21
المبحث الول
تحليل لواقع تطبيق نظام اللمركزية في تجربة سنغافورة كتجربة دولية
يكمن جوهر اللمركزية الدارية والسياسية في عملية تحديد شكل وجوهر إدارة العلقاة ما
بين المركز والطراف وذلك على المستويات الجغرافية والسياسية والقاتصادية والجتماعية ..الخ،
فسنغافورة كدولة تندرج ضمن الدول النامية والفقيرة في الموارد الطبيعية كالمعادن والنفط ،لكن
ذلك لم يعق خطواتها الطموحة نحو تطبيق اللمركزية وتحقيق التنمية بقيادة رئيس وزرائها "لي
كوان يو" فاستطاعت أن تضع لنفسها على الخريطة كمركز مالي ولوجيستي عالمي ،واستطاعت
التركيز على الصناعات التكنولوجية ،مما أدى لزيادة إنتاجية ودخل الفرد بشكل كبير لتصنف
ضمن النمور السيوية الربعة بجانب كوريا الجنوبية ،تايوان ،هونج كونج ،حيث %90من نمو
القاتصاد العالمي يحدث في قاارة آسيا).(28
أول :جذور التجربة التنموية في سنغافورة:
شعرفت سنغافورة قاديملا بأنها محط الغزاة من جميع دول العالم ،فمن فرنسا إلى بريطانيا
إلى اليابان ثم الصين ،أرض ل يتوفر فيها أي نوع من أنواع المصادر الطبيعية التي يمكن
العتماد عليها لتطويرها ،كما أنها تضم خليطال سكانيال متناف لار من الرحالة من الدول المجاورة لها
مثل الصين وماليزيا والهند وعديد من القاليات السيوية والوروبية ،ويعاملون معاملة السكان من
الدرجة الثانية داخل وطنهم من قابل غزاتهم ،وتمتاز سنغافورة بتوليفة عرقاية يطغى عليها العرق
الصيني الذي يمثل غالبية السكان بجانب أعراق أخرى كالهنود والماليزيين ،استطاعوا جميلعا
التعايش في سلم رغم اختلفاتهم العرقاية والدينية ،وذلك لن الدولة سعت ليجاد هوية واحدة
استطاعت تجميع الكل ،وكذلك الحفاظ على التوزيع النسبي لتلك العراق منذ التأسيس).(29
برزت أهميتها اللوجيستية عندما أقاامت شركة الهند الشرقاية التابعة للمبراطورية
البريطانية أحد الموانئ بها عام ،1819في نطاق التوسع الوروبي في آسيا من أجل السواق
والموارد الطبيعية .وفي أواخر ستينيات القرن الماضي عندما بدأت شمس المبراطورية البريطانية
في الفول تم تقليص القواعد العسكرية البريطانية ،بما في ذلك قاواعدها في سنغافورة ،وخلل هذه
الفترة بدأت المطالبة المحلية باستقلل سنغافورة ،وأعلنت الستقلل عن بريطانيا من طرف واحد
في أغسطس عام ،1963غير أنه في 9أغسطس 1965صوت البرلمان الماليزي بالغلبية
على طرد سنغافورة من التحاد بسبب العديد من الختلفات اليديولوجية ،وبالتبعية أعلن
البرلمان السنغافوري النفصال إواعلن جمهورية سنغافورة المستقلة بعدها بعدة ساعات ،ثم تأدية
22
"يوسف بن إسحاق" اليمين الدستورية لمنصب الرئيس ليكون بذلك أول رئيس لها ،وأصبح "لي
كوان يو" أول رئيس وزراء ،وهيمن حزب العمل الشعبي على المسرح السياسي حتى تاريخه .
)(30
عندما انفصلت سنغافورة عام 1965عن ماليزيا لم تكن تملك من الموارد الطبيعية
ورأس المال ما يمكنها من التأسيس لنهضتها ،إل أن "لي كوان يو" بذل العديد من المحاولت
للعتماد على التصنيع التكنولوجي والسياحة واللوجيستيات واستقطاب الستثمارات الجنبية في
هذه المجالت التي كانت تبحث عن عمالة رخيصة وقارب من السواق ،خاصة أن هذه
الستثمارات لم تكن مرغوبة في تلك الفترة من قابل الدول المحيطة بسنغافورة كالصين والهند
إواندونيسيا ،نظ لار لتوجهاتها السياسية المعادية للرأسمالية بوجه عام ،مما أتاح لسنغافورة فرصة
ذهبية أحسنت الستفادة منها ،ونجحت في تحقق قافزة تنموية انعكست على معدلت دخل الفرد
السنوي لتزداد من 500دولر عند الستقلل إلى أكثر من 700ألف دولر في بداية اللفية
الثالثة).(31
لقد وجدت سنغافورة نفسها بعد انسحاب القوات البريطانية وخروجها من اتحاد ماليزيا
تواجه جيرانها كإندونيسيا وماليزيا وهونج كونج والصين وتدخل معهم في مضمار المنافسة
الصناعية والتجارية ،بل والعسكرية من أجل الحفاظ على أمن أراضيها وردع أي محاولت
لنتزاع حرية قا ارراتها من قابل الدول المحيطة بها .وكانت أكثر مهام “لي كوان يو” إلحالحا تتمثل
في توفير فرص عمل مستقرة لبناء شعبه بعد الستقلل ،نظ لار لنسب البطالة المرتفعة حينها
والتي قادرت بـ ،%10بعد أن كان ،%14بيد أنه كان يؤمن بضرورة تحقيق "مجتمع العدالة
الجتماعية وليس الرعاية الجتماعية") .(32ولذلك ،سعى إلى الهتمام بالعديد من المجالت وهي
وفلقا لمعيار التجربة التنموية وقاياس النتائج على مجمل مؤشرات القاتصاد الكلي ،على النحو
التاليً:ا
السياحة.
الصناعة.
الستثمارات الجنبية.
القطاع المالي.
في عام ،2004اختيرت سنغافورة ضمن العشرة الوائل الكثر تقدلما على مستوى
السواق المالية عالمليا ،وجاء هذا الختيار ضمن تقرير المنافسة العالمية للملتقى القاتصادي
)(إزلتكو إسكربس ،مايمل دي بار ،بناء سنغافورة النخبوية والثنية ومشأروع بناء المة ،ترجمةً:ا حازم نهار ،عرضً:ا 30
إبراهيم غرايبة ،أبو ظبي ،هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ،2011 ،ص ص .56-51
()31فيروز الدولتلي" ،تجارب التنميةً:ا سنغافورة" ،مرجع سابق ،ص .99
()32مارون بدران ،تجربة سنغافورة الحديثة وباني نهضتهاً:ا حكاية فرد صنع تاريخ دولة ،جريدة القبس الكويتية22 ،يوليو
،2008متاح على الربطً:ا ً://alwatan.wordpress.com/2008/07/22/%D9%85%D8%A4%D8اhttps
23
العالمي ،ولديها احتياطي عملت أجنبية يتخطى حاجز الـ 60مليالرا ،ومن أبرز شركائها
التجاريين الوليات المتحدة واليابان وماليزيا والصين وألمانيا وتايوان وهونج كونج ،وأصبحت أحد
أسرع مراكز إدارة الثروات نملوا في العالم ،حيث أعلنت سلطة النقد السنغافورية )البنك المركزي(
نهاية عام 2013أن حجم الموال المدارة ارتفع بنسبة %22في عام 2012ليصل إلى رقام
قاياسي عند 1.63تريليون دولر سنغافوري ) 1.29تريليون دولر أمريكي( مقابل 1.34تريليون
دولر سنغافوري سنة ،(33)2011والشكل التالي رقام ) (2يوضح معدل النمو السنوي لسنغافورة
منذ عام 1970وحتى عام .2015
الشأكل رقم ) (2يوضح معدل النمو السنوي لسنغافورة
منذ عام 1970وحتى عام 2015
تتضح من الشكل السابق مراحل تطور معدلت النمو السنوي لسنغافورة والتي مرت
بالعديد من الصدمات القاتصادية بدلءا من السبعينيات وحتى الزمة السيوية التي بدأت في
يوليو ،1997وأثارت مخاوف من انهيار اقاتصادي عالمي بسبب العدوى المالية ،حيث بدأت
الزمة في تايلند بالنهيار المالي للعملة المحلية بعد أن أجبرت الحكومة التايلندية على تعويم
عملتها المحلية ،تبعها انهيار حاد في السواق المالية للدول السيوية خاصة النمور السيوية ،إل
أن القاتصاد السنغافوري استطاع تخطي هذه الزمة وما تبعها من أزمات مثل الزمة المالية
العالمية التي أطاحت بمعدلت النمو ليصل إلى 0,6-في ،2009إل أن هذه المعدلت
()33عبد المحسن الداود ،سنغافورة من جزيرة مقفرة إلى لعب رئيس في نادي الغنياءً:ا 31,040دول الر معدل الدخل
السنوي للفرد في جمهورية تحولت إلى أهم المراكز المالية في العالم ،صحيفة الرياض ،متاح على الرابطً:ا
ً://www.alriyadh.com/145354اhttp
24
ارتفعت بعدها لتصل إلى %15في ،2010وبذلك تكون حكومة "لي كوان" قاد نجحت في
تحقيق معدلت نمو مرتفعة وجمح معدلت البطالة التي وصلت أقاصى تقديرات لها في 2013
إلى ،%2وبمتوسط دخل للفرد يتجاوز الـ 80ألف دولر في .(34)2014
ثانيا :مجالت تطبيق اللمركزية في تجربة سنغافورة التنموية:
استفاد لي كوان يو" من تجربة الدراسة في المملكة المتحدة ،فسعى ليجاد رؤية تنموية
إنسانية اقاتصادية تدفع ببلده المتخلف والمتأخر والمتناحر مع الخرين من خلل إعادة روح
اليمان لبناء دولته معتمدا على تطبيق اللمركزية ،من خلل دفعهم نحو التعلم والعمل من أجل
إيجاد وطن يعتزون به جميلعا بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقاية ,وتعد الخطوة الولى
التي انطلق منها هي إيجاد نظام تعليمي متميز وقاوي في محاوره المختلفةً:ا المنهج ,المشعلم,
المكان ,السرة ,الدارة ,ثم الطالب كمستفيد من هذا الربط التعليمي المتميز والمتقن ،وعليه يرصد
البحث أهم مجالت تطبيق اللمركزية في التجربة التنموية لسنغافورة ،ومنهاً:ا
(1اللمركزية في التجارة الدولية واللوجيستيات:
لزالت تلعب سنغافورة دولار تاريخليا بارلاز في منظومة التجارة العالمية واللوجستيات بما
يماثل دولتي بنما ومصر معال ،فبجانب دورها في تجمع السيان الذي كانت من الدول المؤسسة
له وعضويتها في منظمة التعاون القاتصادي للسيا باسيفيك ) (APECومجموعة )السيان +
(3ومجموعة شرق آسيا ،إل أنها تملك موانئ جوية وبحرية ساعدتها في تحقيق 21مليار دولر
سنوليا كعائد للخدمات المقدمة في موانئها في مطلع اللفية الثالثة ،وساهم قاطاع الملحة بنسبة
%7من الناتج المحلي الجمالي وتوفير 170,000وظيفة إلى المواطنين المحليين).(35
تضم البلدة الميناء الشهر في آسيا “ميناء سنغافورة” ،كما أنها تحوي 4محطات
لمناولة الحاويات بطاقاة إجمالية تصل إلى 20مليون حاوية مكافئة 20قادلما سنوليا ،وبمتوسط
يبلغ 35حاوية للمشغل الواحد خلل الساعة ،وبمعدل 1000عملية للمرشد الواحد خلل السنة،
25
حيث إن هذه المعدلت المرتفعة جاءت نتيجة استخدام أحدث المعدات والتدريب المستمر
والمكثف للعنصر البشري ،وهي تستقبل نحو %70من تجارة الحاويات في العالم).(36
يقوم الميناء بدور كبير ومهم في اقاتصاد سنغافورة ،إذ تمر به خشمس حاويات الشحن
العالمية وخاصة شاحنات إمداد النفط ،ويتبادل الميناء سفن البضائع مع 600ميناء في 123
دولة حول العالم ،حيث يصل للميناء حوالي 1,15مليار طن من البضائع في عام ،2005هذا
بخلف القيام بدور الترانزيت في تزويد السفن المارة بالوقاود ،وقاد اعتبر ميناء سنغافورة في عام
2011أكثر الموانئ العالمية ازدحالما .هذا ،إلى جانب موانئها الجوية حيث تصنف الخطوط
السنغافورية كأحد أفضل الخطوط في العالم ،واستطاعت سنغافورة أن تجعل من خطوطها
ومطارها مجال استقطاب للربط بين الشرق والغرب وأستراليا وأمريكا الجنوبية والشمالية).(37
(2اللمركزية في التعليم:
()36عبد المحسن الداود ،سنغافورة من جزيرة مقفرة إلى لعب رئيس في نادي الغنياءً:ا 31,040دول الر معدل الدخل
السنوي للفرد في جمهورية تحولت إلى أهم المراكز المالية في العالم ،مرجع سابق.
()37عبد المحسن الداود ،المرجع السابق.
()38فيروز الدولتلي" ،تجارب التنميةً:ا سنغافورة" ،مرجع سابق ،ص .100
26
لغتهم كلغة ثانية ،وهكذا يبقى التواصل بين الجميع هو اللغة النجليزية المعتمدة بينهم ،وتبقى
اللغة الثانية خيا لار لكل فئة من فئات الشعب حتى اللغة العربية ،إوان لم تكن معتمدة رسمليا في
و ازرة التربية والتعليم السنغافورية ،إل أنه بدأت تنتشر مدارس لتعليمها).(39
(3اللمركزية في الصحة:
رسخت سنغافورة نظام صحي شبه متكامل جعلها تجتذب الراغبين في العلج ليس من
قابل آسيا المجاورة فقط ،بل امتد ذلك إلى دول أفريقيا والشرق الوسط وحالليا دول الخليج ،حيث
تتمتع العناية الصحية بمستويات متقدمة بفضل نظامها الطبي المتكامل ،هذا بخلف الرعاية
الجتماعية لسكانها ،فهناك طبيب لكل 837مواطلنا ،وسرير في مستشفى حكومي لكل 269
مواطلنا .علوة على ذلك ،طبقت الحكومة إبان خطتها التنموية سياسات رقاابية دقايقة على
التناسل السكاني لتكون الزيادة في عدد السكان الحالي بنسبة ل تتجاوز ٪2كأقاصى حد للنسل،
نظ لار للمخاوف من صغر مساحة الدولة وزيادة أعداد العمالة الجنبية ،لكنها انتهجت سياسات
سكانية مغايرة مؤخ لار بتشجيع المواطنين على إنجاب مزيد من الطفال ،حيث ارتفع عدد سكان
سنغافورة بنسبة %1.2خلل العام الماضي في أبطأ وتيرة له منذ أكثر من عشر سنوات ،وذلك
في الوقات الذي تحاول فيه تقليص عدد العمالة الجنبية ،وبلغ إجمالي عدد سكان سنغافورة
5.54مليون حتى يونيو .(40)2015
وعلى الرغم من ذلك واجهت البلد العديد من الزمات ،إذ وصل عدد العاطلين عن
العمل إلى أكثر من ثلثة مليين شخص ،وكان أكثر من شثلثي سكانها يعيشون في أحياء فقيرة،
وتفتقر إلى الموارد الطبيعية ،والصرف الصحي ،والبنية التحتية المناسبة ،إوامدادات كافية من
الماء ،إل أنها بفضل سياستها المحكمة في إدارة مواردها المحدودة استطاعت التغلب على هذه
الزمات لحلقا.
()39إزلتكو إسكربس ،مايمل دي بار ،بناء سنغافورة النخبوية والثنية ومشروع بناء المة ،مرجع سابق ،ص ص -171
.178
()40فيروز الدولتلي" ،تجارب التنميةً:ا سنغافورة" ،مرجع سابق ،ص ص .103-102
27
المبحث الثاني
()41تم العتماد على ً:ا د.صالح عبد الرحمن احمد الشيخ ،تجربة تطبيق اللمركزية في مصرً:ا دراسة رصدية توثيقية،
مجلة أحوال مصرية ،القاهرة ،مركز الهرام للدراسات السياسية والستراتيجية ،السنة الرابعة عشر ،العدد ،61صيف
،2016ص ص ،87-86وهذا لعدم نشر وثيقة استراتيجية التنمية المحلية المعتمدة على اللمركزية من قابل و ازرة الدولة
للتنمية المحلية.
28
أول :مرتكزات برنامج التحول نحو تطبيق اللمركزية):(42
البناء على ما هو قاائم ،قاامت استراتيجية اللمركزية على تفعيل الهياكل والمؤسسات (1
الموجودة في النظام المحلي مع منح كل منها مزيد من الدوار ،بحيث تؤدى الدور الذي
تتضمن إنشاء أية مستويات محلية جديدة بل عملت على تضمين بعضها في البعض
التحول نحو اللمركزية مع المحافظة على استقرار النظام القائم ،أكدت الستراتيجية (2
وخطة تنفيذها على أهمية التطبيق التدريجي للمركزية سواء من ناحية القطاعات
الجغرافي الذي سوف تطبق فيه .حيث قاامت وحدة دعم اللمركزية بو ازرة التنمية المحلية
بالتفاوض مع مجموعة من الو ازرات القطاعية والتي لديها بالفعل خططا لتحويل بعض
من اختصاصاتها نقل أو تفويضا إلى السلطات المحلية وكذلك الو ازرات التي توافر لديها
الستعداد لدمج خططها للتوجه نحو اللمركزية في الطار العام المقترح من قابل و ازرة
التنمية المحلية.
الهادفية ،اللمركزية وسيلة وليست غاية ،فقد تم تحديد عدة أهداف لبرنامج اللمركزية (3
تحقيق التوازن التنموي جغرافيا ومكانيا )بين جميع المحافظات وبين جميع
تحسين كفاءة استخدام المال العام من خلل جعل خطط التنمية المحلية
29
تمكين المستوى المركزي من القيام بمهام التخطيط الستراتيجي والتنظيم
والتقييم والمساءلة.
رفع مستوى الرضا الشعبي عن أسلوب تقديم الخدمات العامة .كما ويترتب
تقوية الدولة وضمان وحدتها ،صيغت استراتيجية اللمركزية في مصر وفقا لرؤية (4
محورها تقوية دور الدولة المركزية وذلك إيمانا من أن كفاءة تقديم الخدمات العامة
للمواطنين يضمن تحقيق هدف الدولة أل وهو زيادة الرتباط بين المواطن والدولة ،إذ أن
اللمركزية هي وسيلة لتقريب خطوط السلطة من المواطن بما يسهل عليه مراقابتها
ومحاسبتها بما يصب في النهاية في مصلحة الدولة .فتحميل السلطة المركزية أخطاء
المستويات الدنى من السلطة يفقد الثقة بين المواطن والدولة ،في حين إذا إدراك
المواطن أن المسئول أمامه في وظيفة معينة هو مستوى السلطة الذي يتعامل معه فإن
عدم تحميل الموازنة العامة للدولة أعباء إضافية ،من القواعد الساسية التي تأسست (5
عليها استراتيجية اللمركزية المصرية أنها ل تحمل الدولة أعباء جديدة فهي قاائمة على
اللتزام بـ وتطبيق مبدأ الحياد المالي .فالتغيير المقترح في وظائف مستويات السلطة
المحلية – المحافظة والمركز – بتقسيماتها وهياكلها الدارية المختلفة ل يرتب عليه أية
أعباء مالية جديدة على الحكومة المركزية .فالذي سوف يحدث هو تغيير لدوار
الفاعلين في مستويات السلطة على نحو يضمن كفاءة تقديم الخدمات العامة ودون أية
نفقات إضافية.
30
ثانيا :ملمح بنية النظام المحلي المقترحا في ظل تطبيق اللمركزية في مصر:
تضمنت وثيقة استراتيجية التنمية المحلية القائمة على اللمركزية العديد من النقاط التي
مع التسليم بأن ليس كل وظائف الحكومة المركزية قاابلة للتقاسم والتشارك مع المحليات، (1
إل أنه ينبغي التأكيد على الدور الستراتيجي للحكومة المركزية ،بحيث تصبح الو ازرات
السكان (...في جميع أنحاء البلد ،وعليها عبء وضع السياسات والستراتيجيات
المتابعة والرقاابة لحالة القطاع في جميع المحافظات إواصدار تقارير حول ترتيب
تشكيل مستويين للنظام المحلي أسوة بالوضع القائم في الكثير من دول العالم وتفعيل (2
للنظام القائم في مصر من ناحية ثانية ،وتوظيفا للمؤسسات الموجودة على المستوى
المحلي من ناحية ثالثة )فروع الو ازراتً:ا مديريات في المحافظات إوادارات بالمراكز(.
مستوى المحافظة.
مستوى المركز.
مع إعطاء كل مستوى منهما سلطات أصلية منقولة وأخرى مفوضة من المستوى
وفقا لما يضعه من معايير .ونظ ار لتساع مساحة الدولة المصرية والتي تشغل
المرتبة رقام 30على مستوى العالم من حيث المساحة يتم في مرحلة لحقة تفعيل
مستوى ثالث وهو مستوى القرية الم والمدينة ،مع ضرورة التفرقاة بين المدينة
)( نقل عنً:ا د.صالح عبد الرحمن احمد الشيخ ،تجربة تطبيق اللمركزية في مصرً:ا دراسة رصدية توثيقية ،مرجع سابق، 43
ص ص ، 88 -87وهذا لعدم نشر وثيقة استراتيجية التنمية المحلية المعتمدة على اللمركزية من قابل و ازرة الدولة للتنمية
المحلية.
31
الكبيرة ،والتي يمكن أن تكون في نفس مستوى المركز وتعامل ذات المعاملة مثل
مدن )المنصورة ،المحلة ،طنطا( ،والمدينة الصغيرة ,وأيضا يجب أن يكون للقاهرة –
المحافظ هو ممثل الدولة المركزية على المستوى المحلي ويعهد إليه الدور المحوري في (3
ضمان تنفيذ سياسات الدولة على المستوى المحلي وفي ضمان التزام السلطات المحلية
في نطاق محافظته بالقوانين المعمول بها في الدولة ومن ثم يتمتع بحق الفيتو – أي حق
العتراض على قا اررات السلطات المحلية في حالة مخالفتها للنظام العام أو الضرار
بالمصلحة العامة أو قاوانين الدولة وسياساتها – ومن ثم فإن هذا الوضع يتلءم مع ما
الخاصة بجواز قايام رئيس الجمهورية نص عليه دستور 2014في المادة 148
)(44
الوزراء ونوابه ،والوزراء ،والمحافظين ،ومن الواضح أن منح المحافظ صفة ممثل الدولة
المركزية على المستوى المحلي يحتوى في مضمونه تمثيل السلطة التنفيذية .من ناحية
أخرى ،يتفق هذا الوضع مع ما ورد في المادة 180من الدستور فيما يتعلق بالدوات
الرقاابية وحق الستجواب) ،(45والذي يمكن تفسيره أنه ينطبق على رؤساء الوحدات
التأكيد على حيوية دور المجلس العلى للدارة المحلية برئاسة السيد رئيس مجلس (4
الوزراء وعضوية المحافظين ورؤساء المجالس الشعبية المحلية على مستوى المحافظة
32
الفصل الثالث
تطبيق اللمركزية في المحليات في مصر
بعد ثورتي 25يناير ،2011و 30يونيو ،2013التي شاهدتهم مصر ،وبعد الستقرار
الذي عرفته الدولة في أركانها وبعد تثبيت أقادامها تقوم بدعم النظام المركزي المطلق بالنظام
اللمركزي المصلحي والمرفقي ،فقد وجدت الدولة نفسها مضطرة وملزمة للخذ باللمركزية
الدارية بعد تعدد وتنوع الواجبات الملقاة على عاتقها واتساع نطاق تدخل الحكومة ،فتعددت
وتنوعات الخدمات التي يتوجب عليها تقديمها إلى الفراد بصورة خيالية غير معقولة بما يتواكب
مع مستجدات العصر.
فقد مر تطبيق اللمركزية في مصر خلل الفترة من عام 2006إلى عام 2011بعدة
مراحل كما هو موضح بالشكل التالي رقام ).(3
الشأكل رقم ) (3يوضح مراحل تطبيق اللمركزية في مصر
التواصل
التواصل
السياسي
السياسي
بناء التنسيق
تطوير بناء التنسيق
كافة
تطوير
الرؤية
القدرات
القدرات معمعكافة التطبيق
التطبيق
مأسسة الرؤية المحلية الطأراف
مأسسة المحلية الطأراف
عملية
عملية
الصلحا
الصلحا
)( د.صالح عبد الرحمن احمد الشيخ ،تجربة تطبيق اللمركزية في مصرً:ا دراسة رصدية توثيقية ،مرجع سابق ،ص .89 46
33
المبحث الول
تحليل وصفي لما ألت له اللمركزية في مصر ومحاولة التطبيق
في ضوء القانون الدستوري لعام 2014
وجود اللمركزية الدارية يرتبط في الوقات الحاضر باتجاه اغلب الدول والمجتمعات
السياسية المعاصرة نحو الديمقراطية والمشاركة بمفهومها الموسع السياسي والداري والجتماعي
والقاتصادي وبرغبة أكثر للدول الموحدة في توزيع الوظيفة الدارية بين الحكومة المركزية في
العاصمة وبين الهيئات المحلية القاليمية أو المصلحية المرفقية التي تمارس سلطاتها مستقلة في
المسائل الجتماعية والقاتصادية والثقافية والخدمية بوجه عام وفي الحدود المرسومة لها من قابل
المشرع وتحت رقاابة ووصاية الدارة المركزية.
أولل :تطبيق نظام اللمركزية في مصر في ضوء مواد دستور :2014
يعد ما ورد من مواد تخص تطبيق اللمركزية في دستور 2014في مصر عن الدارة
المحلية أساسا دستوريا جيدا للتحول نحو تطبيق اللمركزية بفعالية ،حيث شمل تسعة مواد من
المادة ) (175إلى المادة ) ،(183أشارت المادة ) (176إلى اللمركزية الدارية والمالية
والقاتصادية بشكل واضح من خلل النص على أن "تكفل الدولة دعم اللمركزية الدارية والمالية
والقاتصادية ،وينظم القانون وسائل تمكين الوحدات الدارية من توفير المرافق المحلية ،والنهوض
بها ،وحسن إدارتها ،ويحدد البرنامج الزمني لنقل السلطات والموازنات إلى وحدات الدارة
المحلية" .أما المادة ) (177فقد كانت استجابة واضحة لشكالية التنمية الساسية في مصر،
وهي الفجوة التنموية الجغرافية .وقاد نصت المادة على أن "تكفل الدولة توفير ما تحتاجه الوحدات
المحلية من معاونة علمية ،وفنية ،إوادارية ،ومالية ،وتضمن التوزيع العادل للمرافق ،والخدمات،
والموارد ،وتقريب مستويات التنمية ،وتحقيق العدالة الجتماعية بين هذه الوحدات ،طبقا لما
ينظمه القانون".
فقد نص دستور 2014بشكل صريح على تطبيق اللمركزية الدارية والمالية
والقاتصادية كنظام إداري من أجل تحقيق التنمية الشاملة عبر تمكين السلطات المحلية من
الصلحيات والموارد اللزمة لتحقيق ذلك) .(47كما أن التوجه نحو تطبيق اللمركزية أضحى
توجها عالميا ،تفرضه متغيرات عدة مثل التحول لقاتصاد السوق وازدياد أدوار المجتمع المدني
التنموية وبروز المسئولية الجتماعية للشركات ،وكذلك العمل على مزيد من دمقراطة العملية
)( د.هويدا عدلي" ،اللمركزية في مصرً:ا بوابة التنمية" ،مرجع سابق ،ص ص .75-74 47
34
السياسية ،وتحديدا عملية صنع القرار خاصة على المستوى المحلي كي يكون أكثر استجابة
لحتياجات المواطنين.
فكل المتغيرات تدفع نحو مزيد من تطبيق اللمركزية الدارية والمالية ،وربما من أكثر
المتغيرات أهمية جلب المواطن المحلي لقلب العملية السياسية من خلل تمكينه من التعبير عن
مطالبه وأولوياته من ناحية ،ودعم قادراته على مساءلة السلطات المحلية سواء كانت معينة أم
منتجة من ناحية أخرى ،وأيضلا تعميق إحساسه بالمسئولية الجتماعية تجاه مجتمعه المحلي من
ناحية ثالثة ،فتطبيق اللمركزية في كثير من المجتمعات كان نتاجا لعدم رضا المواطنين على
جودة الخدمات العامة أداء الموظفين المحليين .وغني عن البيان أن جزءا كبي ار من سوء
الخدمات العامة مرجعه القيود الدارية المفروضة على المحليات في التصرف في الموارد المالية
وتخصيص النفاق العام على الخدمات المحلية .فالعائق المالي ،فضل عن ضعف الصلحيات
المخولة للمحليات في رقاابة الخدمات العامة من أهم المشكلت التي تحلها اللمركزية الدارية
والمالية).(48
ثانيا :تطبيق اللمركزية في ضوء دستور 2014يعالج ضعف المحليات ويحارب الفساد:
توقاف نظام الدارة المحلية ،المطبق في مصر قابل ثورة 30يونيو ،2013بشكل نهائي
بالنسبة لممارسة المجالس الشعبية المحلية سلطاتها كاملة ،ولم يتحقق في ظله نقل السلطة من
المستوى المركزي إلى المستويات المحلية ،وأعتمد بصفة أساسية على تفويض الختصاصات
من الو ازرات المركزية إلى المحليات ،ونشأت نتيجة لذلك العديد من الثغرات في الدارة المحلية
ساهمت بشكل كبير في الحد من فاعليتها وتحقيقها لهدافها ،خاصة وأن أسلوب التفويض ل
يمكن السلطات من مواجهة المشاكل مواجهة فعالة لعدة أسباب جوهرية ،منها)ً:(49ا
(1المفروض أن يقوم نظام الدارة المحلية على تمتع أجهزتها المنتخبة والتنفيذية بسلطات
أصلية يقابلها مسئولية ،والتفويض ل يعطى هذه السلطة الصلية.
(2من يعطى التفويض يملك أن يلغيه أو يعدله في أي وقات مما يؤدى إلى اضطراب
الداء.
()49د .محمود شريف ،اللمركزية ومستقبل الدارة المحلية في مصر ،سلسلة اللمركزية وقضايا المحليات ،الجيزة ،مركز
دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية القاتصاد والعلوم السياسية ،العدد الول ،يناير ،2004ص ص
.22-18
35
(3من يفوض غيره في بعض سلطاته يملك أن يتخذ قا ار ار في الموضوع الذي فوض فيه
غيره ،فالتفويض ل يلغى حق المفوض تماما ،وقاد يؤدى هذا إلى التضارب في اتخاذ
الق اررات.
ومن هنا طرحت مسألة تطبيق اللمركزية بإلحاح كحل لمشاكل وقاصور الدارة المحلية في
مصر ،فالمقصود بتطبيق اللمركزية هنا هو نقل جزء كبير من السلطات والمسئوليات والوظائف
من المستوى القومي إلى المستوى المحلي ،ومن أهم العوامل التي ساعدت على ازدياد أهمية
الخذ باللمركزية في الدارة في مصر التوجه إلى اقاتصاد السوق الذي ل تصبح الدولة معه
الفاعل الوحيد بل يبرز إلى جانبها القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ،وتنشأ بين
الطراف الثلثة شراكة تتكامل في ظلها أدوار الطراف الثلثة ،وتتخفف الدولة من بعض
أعبائها .وبالضافة إلى التحول للقاتصاد السوق والخصخصة ،هناك أيضا فشل الحكومات
المركزية للدول النامية في إدارة التنمية وزيادة الحاجة إلى الخدمات المحلية والبنية الساسية
المادية في الدول النامية بسبب زيادة النمو السكاني الحضري ،وكذلك تبنى الديمقراطية كمنهج
لنظام الحكم حيث يقوم أساس المشاركة في صنع قا اررات التنمية وفي التنفيذ والرقاابة على تقييم
الداء).(50
ومن أهم العوامل المشجعة على الخذ بتطبيق اللمركزية هو التطورات الديمقراطية
وضرورة تشجيع المشاركة السياسية مما يساعد على رفع مستوى الثقافة السياسية وتكوين قايادات
محلية يمكن أن تكون نواة لقيادات سياسية قاومية مستقبل ،ولهذه العوامل عدة أسباب تدعو إلى
الخذ بنظام اللمركزية منها)ً:(51ا
-1تعظم وتشعب دور الدولة وتنوع أنشطتها وتوغله.
-2تساعد اللمركزية بما توفره من فرص للتدريب والمشاركة أن تكون مدخل لرساء
قايم الديمقراطية وحقوق النسان وعلى رأسها الحق في المشاركة السياسية وصول
إلى مستوى أفضل من مستويات الحكم الجيد.
()50د.سمير محمد عبد الوهاب ،المجالس الشعبية المحلية والمجالس التنفيذيةً:ا الدوار والعلقاات ،سلسلة اللمركزية
وقضايا المحليات ،الجيزة ،مركز دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية القاتصاد والعلوم السياسية ،العدد
، 7يناير ،2004ص ص .9-6
()51د.أحمد الرشيدي ،الطار القانوني لسياسات اللمركزية في مصر ،سلسلة اللمركزية وقضايا المحليات ،الجيزة ،مركز
دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية القاتصاد والعلوم السياسية ،العدد ،2يناير ،2004ص ص -10
.15
36
-3اللمركزية تساعد على تحقيق قادر مناسب من النمو المتوازن بين المناطق
الجغرافية المختلفة التي يتكون منها إقاليم الدولة ،كما أنها تساعد على التعامل
بإيجابية مع مشكلت التنوع واختللت معدل الداء التنموي على المستوى الوطني.
-4تحقق اللمركزية مزيدا من التطور الديمقراطي وتفاعل ثلث ثقافات مهمة هي ثقافة
اللمركزية وثقافة المشاركة وثقافة حقوق النسان.
-5اللمركزية تخفف العباء عن الحكومة اللمركزية بإشراك المجتمع المدني في
التصدي للمشكلت المجتمعية.
كما إن اللمركزية المالية تعد حجر الساس في تحقيق التنمية الشاملة ،فبدون
اللمركزية المالية يصبح الحديث عن اللمركزية الدارية حديثا لهيا ،ل معنى له ،أن اضطلع
المؤسسات المحلية بدورها يتطلب توفر إيرادات لزمة لداء هذه الدوار ،ويمكن أن تأخذ
اللمركزية المالية أشكال كثيرة مثل التمويل الذاتي عبر تعبئة الموارد المحلية أو التحويلت التي
تأتي من الحكومة المركزية أو تطبيق نظام القااليم القاتصادية لضمان تعبئة مزيد من الموارد
المحلية).(52
كما تهدف اللمركزية المالية إلى الستغلل الكفء للموارد والتوصل لقدر مناسب
ومستدام من الموارد المحلية مع الحصول على سلطة صنع قا اررات النفاق على المستوى
المحلي ،وما يعنيه ذلك من إعداد خطة التنمية المحلية ،وتوفير متطلباتها المالية ،وتنفيذها
ومتابعتها ورقاابتها من قابل المواطنين المحليين ومنظماتهم المختلفة وأيضا من قابل المجالس
الشعبية المنتخبة).(53
كما يلزم تحسين الخدمات العامة يشمل بجانب التاحة ،تقديمها بجودة عالية وتمكين
الفئات الفقر والضعف في المجتمع من الحصول على هذه الخدمة ،وأيضا ضمان استدامة
الستفادة منها ،إن توفير ما سبق يتطلب ضخ مزيد من الموارد لتحسين خدمات الصحة والتعليم
من قابل الدولة والحكومة المركزية ،كما يتضمن ضرورة إشراك الناس أصحاب المصلحة
والمستفيدين في دعم ومتابعة مراقابة أداء هذه الخدمات العامة في مصر ليس فقط سببها قاصور
التمويل ،ولكن جزءا كبي ار من المشكلة يعود إلى سوء إدارة ما هو متوافر في موارد نتيجة ترهل
الجهاز الداري المصري وانتشار الفساد وكثير من العوامل ذات الصلة ,والتي يتطلب التعامل
معها طرح نظام إداري جديد تماما قاائم على معايير الكفاءة والنجاز وتعزيز المشاركة
الشعبية).(54
()52د.هويدا عدلي" ،اللمركزية في مصرً:ا بوابة التنمية" ،مرجع سابق ،ص ص .77-76
()53د.هويدا عدلي ،المرجع السابق ،ص .77
()54د.هويدا عدلي ،المرجع السابق ،ص .76
37
المبحث الثاني
ايجابيات تطبيق اللمركزية وآفاق ما توصلت إليه في مصر
رغم أهمية تحديد المقصود باللمركزية والسباب التي تدعو إلى الخذ بها في الدارة
المحلية ،ورغم أهمية التفاق على استراتيجية محددة للوصول إليها ،إل أن ذلك ل يكفى للنجاح
في تطبيقها ،بل يتعين صياغة نقاط ما – كتوصيات مثل -أو دليل عمل بشكل واقاعي قاابل
للتنفيذ يحدد الخطوات المطلوب انتهاجها لتطبيق اللمركزية في مصر ،وتحديد أولويات هذه
الخطوات ،علوة على تحديد كيفية حل المشاكل التي تحول دون تطبيق اللمركزية .وعليه،
يعرض المبحث الثاني محاور وآفاق تطبيق اللمركزية في مصر في النقاط التاليةً:ا
أول :محاور تطبيق اللمركزية في مصر:
ترتكز اللمركزية على ثلثة محاور لبد من توفرها ،حتى يمكن للمركزية أن تؤدى إلى
كفاءة العمل وضمان تحقيق الهداف ،مع التقليل إلى أكبر درجة ممكنة من اللبس والغموض في
توزيع السلطات والمستويات بين السلطة المركزية والسلطة المحلية وهذا المحاور تتمثل في)ً:(55ا
الطار التشريعي ،رغم أن موارد الدستور الخاصة باللمركزية والدارة المحلية جاءت (1
مقتضبة للغاية ول تتناسب مع الهمية الكبير التي تمثلها اللمركزية كنظام يسهم في إدارة
شئون السياسة والحكم في المجتمع ،إل أن ما تضمنه الدستور من أحكام حول الدارة
المحلية يوفر المقومات الساسية المتعارف عليها في الفقه الدستوري والداري ،وفي
أدبيات العلوم السياسية والدارة العامة بشأن النظام اللمركزي الفعال والتي توجز في
المقومات التاليةً:ا
التمتع بالشخصية العتبارية.
وجود مجالس محلية منتخبة.
التمتع بسلطات حقيقة وأصلية.
الحق في تدبير الموارد المالية المحلية اللزمة.
وجود نوع من الرقاابة الحكومية المناسبة.
تمويل الحكم المحلي ،ل يمكن تحقيق لمركزية حقيقية بدون تمويل محلي ،ول يمكم (2
تحقيق تنمية محلية بدون تمويل محلي ،وذلك لن الدوار والمسئوليات المحلية ،وكذلك
سلطة اتخاذ الق اررات المستقلة في النفاق وتوزيع الموارد تكتسب أهمية متزايدة في جميع
أنحاء العالم.
()55د.أحمد الرشيدي ،الطار القانوني لسياسات اللمركزية في مصر ،مرجع سابق ،ص ص .22-19
38
ثقافة الديمقراطية ،فليس المهم هو العلن عن نظام الحكم ديمقراطي بل الهم هو قايام (3
مؤسسات تعزز الديمقراطية يدعمها سلوك المواطنين المتشبع بالقيم الديمقراطية مثل قايم
المشاركة والشفافية والمساءلة وتكوين الكوادر البشرية المؤهلة.
ثانيا :ايجابيات تطبيق اللمركزية في مصر:
تتعد الثار اليجابية المترتبة على تطبيق اللمركزية الدارية والمالية فيما يتعلق بتحقيق
التنمية الشاملة ،ومن أهم المظاهر اليجابية لتطبيق اللمركزية ما يلي)ً:(56ا
-1تحسين الخدمات العامة في مجالت الصحة والتعليم والبيئة والمياه الصالحة للشرب
والصرف الصحي والطرق والنارة وغيرها من الخدمات بناء على المؤشرات المستقر
عليها في تقييم أداء الخدمات العامة سواء التاحة أو الجودة أو السعر المناسب أو قادرة
القطاعات والفئات السكانية الفقر والكثر هشاشة على الستفادة منها ،كذلك
الستدامة.
-2تطوير نظم محلية قاوية للحوكمة ،فانتقال عملية صنع القرار من المستوى المركزي
للمستوى المحلي يؤدي إلى تعزيز ثقافة المساءلة والمحاسبة لدى المواطن المحلي،
ولذلك ل يكن غريبا أن تق أر عن منتديات أصحاب المصلحة ،التي تتشكل في نظم
طبقت اللمركزية الدارية والمالية ،التي تراقاب وتقيم أداء الخدمات العامة ،بل ول
تقتصر مهمتها على ذلك بل تعمل على التعاون مع المسئولين المحليين لحل أي مشكلة
تؤثر بالسلب على أداء الخدمات العامة.
-3تؤدي اللمركزية الدارية والمالية إلى زيادة قادرات الناخبين المحليين على ممارسة
الضغوط النتخابية على الجهات المحلية المنتخبة ،وما يفترضه ذلك من اختيار أفضل
العناصر لتلك المواقاع إوادراك تلك العناصر المنتخبة أن بقاءها إواعادة انتخابها مرهونان
برضا المواطن المحلي ,والحقيقة أن الساحة الولى للممارسة الديمقراطية هي المحليات.
-4تتيح اللمركزية الدارية والمالية مساحة أكبر للمحليات في تصميم التدخلت التنموية
الكثر ملئمة للسكان المحليين ،التي بالطبع تختلف بين من يسكن في المدينة ومن
يقطن الريف ومن يعيش في البادية.
-5تتيح اللمركزية تصميم تدخلت سريعة للتعامل مع جيوب الفقر في هذه المجتمعات .ل
يتوافر هذا في الخدمات العامة التي تقدم عبر الحكومة المركزية التي تتسم بالنمطية
بغض النظر عن اختلف ظروف كل مجتمع محلي وخصوصيته.
()56د.هويدا عدلي" ،اللمركزية في مصرً:ا بوابة التنمية" ،مرجع سابق ،ص ص .87-77
39
-6نتيجة حصول المواطنين المحليين على خدمات جيدة يزداد استعدادهم لدفع الضرائب
المستحقة عليهم ما دامت تعود إليهم في صورة خدمات.
-7توفر اللمركزية الدارية والمالية آليات أفضل وأكثر دقاة لستهداف الفقراء ببرامج
الرعاية أو الحماية الجتماعية .وجدير بالذكر أن من أكبر الشكاليات التي تعرقال جهود
مكافحة الفقر في كل المجتمعات سواء كانت متقدمة أو نامية أو أقال نموا هي دقاة
الستهداف .إن دقاة استهداف الفقراء والفئات الهشة في المجتمع يوفر كثي ار من الموارد
التي يتم هد ار نتيجة عدم وصول برامج الرعاية والحماية الجتماعية لمستحقيها.
ثالثا :آفاق تطبيق اللمركزية في مصر وتشأغيل النظام بفعالية:
ل يزال مشروع القانون والذي استوحى دستور 2014كثير من مواده من محتواه صالحا
للبناء عليه وتطويره عوضا عن تشكيل لجان متتالية مع كل تغيير وزاري لعداد مشروع قاانون
للدارة المحلية ،حيث يمكن أن يطرح المشروع للنقاش العام وتطوير بعض المواد بما يتلءم
وطبيعة المرحلة والهدف المطلوب الوصول إليها ،وعليه يمكن القول بأن أهم نتائج هذه المرحلة
تمثل في)ً:(57ا
تأسيس وحدة دعم اللمركزية في و ازرة التنمية المحلية وتكوين وحدات تنظيمية (2
مماثلة في الو ازرات المعنية – المالية ،التعليم ،السكان ،التضامن – ...وبعض
المحافظات.
العمل من خلل الطار التشريعي الحالي وتفعيل المواد غير المفعلة من قاانون (3
نظام الدارة المحلية رقام 43لسنة 1979وتعديلته.
إصدار ورقاة بيضاء حول استراتيجية تطبيق اللمركزية في مصر. (4
إعداد مشروع تعديل قاانون نظام الدارة المحلية في مصر. (5
دراسة الوضاع التنظيمية الحالية للمؤسسات المحلية من ديوان عام المحافظة (6
والمديريات وديوان عام المركز والدارات على مستويي المحافظة والمركز والدوار
التي تقوم بها كل منها.
)( د.صالح عبد الرحمن احمد الشيخ ،تجربة تطبيق اللمركزية في مصرً:ا دراسة رصدية توثيقية ،مرجع سابق ،ص .90 57
40
تقييم قادرات المؤسسات المحلية الحالية من مجالس شعبية محلية ومجالس تنفيذية (7
على مستويي المحافظة والمركز ،مع دراسة الحتياجات المؤسسية والتدريبية
لجميع المؤسسات المحلية سواء التنفيذية والشعبية والعاملين فيها.
الشروع في تدريب الكوادر والقيادات المحلية الشعبية والتنفيذية على المهارات (8
الساسية.
التوصل إلى وتطبيق معادلة مؤقاتة لتوزيع العتمادات المركزية المخصصة (9
للمحليات في الموازنة العامة للدولة بين المحافظات والوحدات المحلية وفقا لسس
تضمن مراعاة مبادئ المواطنة والتنمية المتوازنة.
ولتطبيق اللمركزية في مصر بفعالية في ضوء ما سبق ،لبد من):(58
)(د.صالح عبد الرحمن احمد الشيخ ،المرجع السابق ،ص ص .94-93 58
41
الخاتمةu0080:
تمثل اعتماد اللمركزية في مصر كوسيلة أو كمدخل تنموي من أجل تمكين المجتمع
المحلي سياسيا واقاتصاديا واجتماعيا إواداريا من القيام بدوره في عملية التنمية الشاملة.
فقد طرحت مسألة تطبيق اللمركزية كحل لمشاكل وقاصور الدارة المحلية في مصر،
وعلى ضوء القانون الجديد للدارة المحلية ينظر جملة المجتمع المصري إلى هذا القانون على
أنه يعد أول تطبيق فعلي لنصوص دستور ،2014والذي ينص على عدة مواد إيجابية تخص
هذا الشأن ،ويترقاب البعض تطبيق هذا القانون للقضاء على تدهور المحليات في مصر هذا من
جانب ،ومن جانب آخر ،ينظر إلى حالة التأهب القصوى المرفوع من الحزاب والشباب
للنتخابات المحلية ،خاصة مع الشعارات التي رفعت بعد 30يونيو 2013بأن المحليات
للشباب ،ثالثهما ،النتهاء من تشكيل آخر مؤسسات منتخبة ،والتي لم تجرى انتخاباتها منذ تسعة
أعوام ،رابعهما ،الدور المنتظر الذي يفترض أن تقوم بها المحليات ليس فقط في مجال التنمية
ولكن لمواجهة الفساد بمعناه المادي والمعنوي ،ويقصد بالفساد المادي هنا الحصول على الرشاى
للقيام أو المتناع عن قايام مصلحة ما تخص بعض المواطنين ،أما المعنوي ،فيقصد به التقصير
في أداء العمل اليومي الروتيني ،وأخرهما ،تخفيف العبء عن الواقاع الن على أعضاء مجلس
النواب بسبب عدم وجود مجالس شعبية محلية تقوم بتأدية وظائفها الطبيعية في الرقاابة والتشريع
على المستوى المحلي ،وهو ما أدى إلى مزيد من اعتماد المواطنين على أعضاء مجلس الشعب
– نواب البرلمان – من أجل الحصول على خدمات هي في الصل حقوقاهم الطبيعية ،ولكن
نتيجة البيروقاراطية الراسخة يصعب الحصول عليها.
لقد حاولت مصر منذ سنوات تطبيق اللمركزية التي تعتبر الوسيلة الهم لتحقيق التنمية
الشاملة سواء على المستوى المحلي أو الوطني ،ويتضح هذا من خلل الصلحيات الواسعة التي
تقوم بها المجالس المحلية في كافة المجالت القاتصادية والجتماعية والثقافية والسياسية ..الخ
حاليا .وعليه ،خلص البحث إلى مجموعة من النتائج والتوصيات جاءت على النحو التاليً:ا
(1نتائج البحث:
جاءت أهم نتائج البحث متمثلة فيً:ا
(1التداخل بين صلحيات الدارات التابعة للو ازرات والمحافظات مما يؤدى إلى تداخل في
الق اررات والمسئوليات مما يضر بعملية التنمية الشاملة والمستدامة.
42
(2الحجام عن المشاركة السياسية والشعبية في اتخاذ الق اررات وغياب روح النتماء ،وعدم
الوعي بأهمية التنمية القومية وحماية الموارد ،وتغليب المصالح الشخصية وعدم وجود
تمثيل شعبي قاوى في إجراءات اتخاذ قا اررات التنمية ،حيث التعيين بدل من النتخاب
لمتخذي القرار.
(3عدم وجود منظومة متكاملة لتطبيق اللمركزية في مصر.
(4عدم وجود منظومة متكاملة الدارية والمالية بمستوياتها الثلث )الستقللية ،التفويض،
خلخلة السلطات( واقاتصارها على تطبيق أسلوب الخلخلة المحددة للسلطات فقط وهو
السلوب القارب للمركزية نفسها.
(5عدم تطبيق اللمركزية المالية في المحليات ،حيث ليس للمحليات الحق في الستفادة
المباشرة من مواردها أو إداراتها وتعتمد في تنفيذ مشروعاتها على العتمادات
والتحويلت التي تأتيها من الحكومة المركزية في ضوء أولوياتها مما يؤدى إلى قاصور
في قادرة المحليات على سد احتياجاتها وتمويل مشروعات التنمية بها.
(6ضعف المحليات وعدم قادرتها على دراسة احتياجاتها أو وضع مخططات التنمية لها
لفتقارها للكوادر اللزمة لذلك.
(7عدم وجود قااعدة اقاتصادية بكل وحدة محلية تديرها لخدمة مشروعاتها.
(2التوصيات:
يوصي البحث بتحقيق وتطبيق التوصيات التالية ،حتى يتم الوصول إلى اعتماد
اللمركزية كوسيلة أو كمدخل يحقق التنمية الشاملة المرغوبة ،التي تخدم وتقدم أفضل الخدمات
للمواطنين داخليا وخارجيا ،وحتى المستثمرين من الداخل أو الخارج ،ومن أهم هذا التوصياتً:ا
(1الهتمام بنشر ثقافة اللمركزية خصوصا وثقافة الديمقراطية بشكل عام كأساس
للجهود المبذولة التي تبذل في اتجاه تطبيق اللمركزية.
(2تعزيز التنمية القاتصادية والسياسية والدارية على المستوى المحلي ،حيث إن
المحصلة النهائية المتحققة من وراء التطبيق الناجح للمركزية يتمثل في دعم
مسيرة الديمقراطية إواشراك المواطنين بالوحدات المحلية المختلفة في تسيير شئونه
اليومية.
(3الوعي بأن تطبيق اللمركزية سوف يكون جزءا من التطور الديمقراطي للمجتمع
ككل ،مما يدعوا إلى إعطاء أهمية للمشاركة في الجهود المبذولة من أجل تحقيق
43
خطوات ملموسة لتوسيع الطار الديمقراطي في المجتمع وتوسيع الممارسة
الديمقراطية.
(4أهمية العمل من أجل التوسع في إعداد القيادات والكوادر المؤهلة بالعلم والخبرة
الميدانية للمشاركة في انتخابات البرلمانية والمحليات ..وغيرها ،لتكون قاوة دافعة
نحو النجاح لتطبيق اللمركزية.
(5الدفع في اتجاه توافر الرادة السياسية لتطبيق اللمركزية ،والتي ل يوجد مؤشر
عليها حتى تاريخه ،خاصة وأنه قاد تم بالفعل إعداد الخطط والستراتيجيات
والقوانين لتطبيق اللمركزية.
(6توسيع إطار اللمركزية ليشمل المكانات المادية والمالية والبشرية ..كافة ،وقايام
الحكومة المركزية بدور أساسي في توفير شروط تطبيق اللمركزية ،إواعداد
الكوادر المؤهلة لذلك لتحمل مسئولية التطبيق.
(7التمهيد للتطبيق اللمركزية بشكل كامل متكامل وممنهج في إطار قاانون الدارة
المحلية.
(8في ضوء تطبيق اللمركزية لبد من وضع خطط لشبكات البنية التحتية الساسية
تكون مناسبة لهداف التنمية الشاملة والمستدامة.
(9بناء قااعدة اقاتصادية ومالية منفصلة بكل وحدة محلية أو مجموعة من الوحدات
تقوم بإدارتها لدعم مشروعات التنمية الشاملة المستدامة بها وتحقق اللمركزية
المالية.
44
قائمة المراجع:
أول :المراجع العربية:
(1أحمد الرشيدي ،الطار القانوني لسياسات اللمركزية في مصر ،سلسلة اللمركزية وقضايا
المحليات ،الجيزة ،مركز دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية
القاتصاد والعلوم السياسية ،العدد ،2يناير .2004
(2احمد رشيد ،التنظيم الداري وتحليل النظم ،القاهرة ،دار النهضة العربية.1989 ،
(3إزلتكو إسكربس ،مايمل دي بار ،بناء سنغافورة النخبوية والثنية ومشأروع بناء المة ،ترجمةً:ا
حازم نهار ،عرضً:ا إبراهيم غرايبة ،أبو ظبي ،هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث.2011 ،
(4المم المتحدة ،تقرير المدير التنفيذي :حوارات بشأأن فعالية تطبيق اللمركزية وتعزيز السلطات
المحلية ،الدورة التاسعة عشرة 9-5 ،مايو .2003
(5أيمن عبد القادر عبد الرحيم راضي ،دور اللمركزية في فاعلية إدارة الصراع التنظيمي في و ازرات
السلطة الوطنية الفلسطينية – قطاع غزة ،رسالة ماجستير ،غزة ،الجامعة السلمية،
كلية التجارة ،سبتمبر .2010
(6حسن العلواني ،اللمركزية في الدول النامية من منظور أسلوب الحكم المحلي الرشأيد ،في
مصطفي كامل السيد ،الحكم الرشيد والتنمية في مصر ،الجيزة ،مركز دراسات وبحوث
الدول النامية.2006 ،
(7دستور مصر لسنة .2014
(8زهير الحسني ،اللمركزية الدارية في النظام القانوني للمحافظات التي لم تنتظم في إقاليم ،أوراق
عمل مؤتمر اللمركزية المنعقد في بغداد في الفترة 28 – 27فبراير ،2012الجزء
الثاني ،متاح على الرابطً:ا
ً://www.hdf-iq.org/ar/images/decenteralization_research.pdfاhttp
(9سمير محمد عبد الوهاب ،المجالس الشعبية المحلية والمجالس التنفيذيةً:ا الدوار والعلقاات ،سلسلة
اللمركزية وقضايا المحليات ،الجيزة ،مركز دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة
القاهرة ،كلية القاتصاد والعلوم السياسية ،العدد ، 7يناير .2004
(10سمير محمد عبد الوهاب ،النظم المحلية :إطار عام مع التركيز على النظام المحلي المصري،
جامعة القاهرة ،كلية القاتصاد والعلوم السياسية.2000 ،
(11صالح عبد الرحمن احمد الشيخ ،تجربة تطبيق اللمركزية في مصرً:ا دراسة رصدية توثيقية ،مجلة
أحوال مصرية ،القاهرة ،مركز الهرام للدراسات السياسية والستراتيجية ،السنة الرابعة
عشر ،العدد ،61صيف .2016
(12طعيمة الجرف ،القانون الداري ،القاهرة ،مكتبة القاهرة الحديثة.1969 ،
(13عباس فاضل ،تجربة الحكم المحلي في العراق بين الواقاع والطموح ،بحث منشور فيً:ا المجلة
العراقية للعلوم السياسية ،السنة الثانية ،العدد الول.2008 ،
45
(14عبد المحسن الداود ،سنغافورة من جزيرة مقفرة إلى لعب رئيس في نادي الغنياءً:ا 31,040دول الر
معدل الدخل السنوي للفرد في جمهورية تحولت إلى أهم المراكز المالية في العالم،
صحيفة الرياض ،متاح على الرابطً:ا
ً://www.alriyadh.com/145354اhttp
(15فيروز الدولتلي" ،تجارب التنميةً:ا سنغافورة" ،دورية رؤيتنا لمصر ،القاهرة ،مركز البديل للتخطيط
والدراسات الستراتيجية ،السنة الولى ،العدد ،3سبتمبر أكتوبر نوفمبر .2016
(16كمال المنوفي وآخرون ،الصلحا المؤسسي بين المركزية واللمركزية ،القاهرة ،الجيزة ،مركز
دراسات واستشارات الدارة المحلية.2001 ،
(17المادة ،148دستور مصر لعام .2014
(18المادة ،180دستور مصر لعام .2014
(19مارون بدران ،تجربة سنغافورة الحديثة وباني نهضتهاً:ا حكاية فرد صنع تاريخ دولة ،جريدة القبس
الكويتية22 ،يوليو ،2008متاح على الربطً:ا
ً://alwatan.wordpress.com/2008/07/22/%D9%85%D8%A4%D8اhttps
(20محمد الهماوندي ،الحكم الذاتي والنظم اللمركزية الدارية والسياسية ،القاهرة ،دار المستقبل
العربي.1990 ،
(21محمد عمر مولود ،الفيدرالية إوامكانية تطبيقها في العراق ،بيروت ،مؤسسة مجد للنشر والتوزيع،
.2009
(22محمود شريف ،اللمركزية ومستقبل الدارة المحلية في مصر ،سلسلة اللمركزية وقضايا
المحليات ،الجيزة ،مركز دراسات واستشارات الدارة العامة ،جامعة القاهرة ،كلية
القاتصاد والعلوم السياسية ،العدد الول ،يناير .2004
(23هويدا عدلي" ،اللمركزية في مصرً:ا بوابة التنمية" ،مجلة أحوال مصرية ،القاهرة ،مركز الهرام
للدراسات السياسية والستراتيجية ،السنة الرابعة عشر ،العدد ،61صيف .2016
(24ورقة عمل عن مشأروع مبادرة اللمركزية المصرية ،متاح على الرابطً:ا
ً://www.pidegypt.org/download/Local-election/Salah%20Helmy.pdfاhttp
ثانيا :المراجع الجنبية:
1) John Agnew, "Symposium on Political Centralization And Decontralization",
Policy Studies, Vol.18, No.3, 1999.
2) Vivien Schmidit, Democratizing France: The Political and
Administrative History Of Decontralization, New York, Combridge
University Press, 2007.
46