You are on page 1of 912

‫‪Uluslararası Ana Dili Arapça Olmayanlar İçin‬‬

‫‪Günümüzde ve Gelecekte Arapça Sempozyumu‬‬


‫‪Bildirler Kitabı‬‬
‫‪1-2 Ağustos 2019‬‬

‫أبحاث املؤمتر الدويل األول‬


‫العربية للناطقني بغريها‪ :‬الحارض واملستقبل ‪ 2-1‬أغسطس ‪2019‬‬

‫‪Editör‬‬
‫‪Dr. Hany Ismail RAMADAN‬‬
‫‪Yamina ABDALİ‬‬
‫تحرير‬
‫د‪ .‬هاين إسامعيل رمضان‬
‫ميينة عبدايل‬

‫‪1. Baskı 2019‬‬


‫الطبعة األوىل ‪2019‬‬

‫‪ISBN: 978-975-2481-11-4‬‬

‫النارش‬
‫‪Giresun Üniversitesi‬‬
‫املنتدى العريب الرتيك للتبادل اللغوي‬
‫جميع الحقوق محفوظة‬
Uluslararası Ana Dili Arapça ‫الدول األول العربية‬
‫ي‬ ‫أبحاث المؤتمر‬
Olmayanlar İçin Günümüzde ‫ض‬
‫الحا� والمستقبل‬ :‫بغ�ها‬ ‫ي ن‬
‫للناطق� ي‬
ve Gelecekte Arapça Sempoz1 2019 ‫ أغسطس‬2-1
yumu, Bildirler Kitabı
1-2 Ağustos 2019

‫تحرير‬
Editör ‫ن‬
‫ها� إسماعيل رمضان‬
‫ي‬
Hany Ismail Ramadan
‫يمنية عبدال‬
Yamina Abdali ‫ي‬
‫تدقيق لغوي‬
Dil kontrolü ‫ساجدة فاروق مرزوق‬
Sajida Farouq Marzouq ‫يمينة عبدال‬
Yamin Abdali ‫ي‬
‫الطبعة األوىل‬
1. Baskı 2020‫ج�سون‬ ‫ي‬
Giresun, 2020
‫المنتدى العر� ت‬
‫ال� يك للتبادل اللغوي‬
Türkçe Arapça Dil Paylaşım Forumu ‫بي‬
‫سون‬
Giresun Üniversitesi ‫ت ن‬ �‫غ‬‫ي‬ ‫جامعة‬
atf@giresun.edu.tr �‫و‬ ‫بريد إلك� ي‬

ISBN 978-975-2481-16-9

‫المنتدى العربي التركي‬


‫للتبادل اللغوي‬
Sempozyum Başkanı
Prof. Dr. Yılmaz CAN

Düzenleme Kurulu Başkanı


Dr. Hany İsmail RAMADAN

Düzenleme Kurulu
Prof. Dr. Yakup CİVELEK- Ankara Yıldırım Beyazıt Üniversitesi
Prof. Dr. Musa YILDIZ- Gezi Üniversitesi
Prof. Dr. Abdel Kader Mezari - Hilali Liabes de Sidi Bel Abbas - Cezayir
Prof. Dr. Mohamed Abdulrahman Ahmed - El-Azher Üniversitesi - Mısır
Dr. Öğr. Üyesi Ali YILMAZ - Giresun Üniversitesi
Dr. Öğr. Üyesi Hany İsmaiel M. RAMADAN- Giresun Üniversitesi
Dr. Öğr. Üyesi Mustafa ÇAKMAK- Giresun Üniversitesi
Dr. Öğr. Üyesi Hüseyin ÇOLAK- Giresun Üniversitesi

Bilim Kurulu
Prof. Dr. Yakup CİVELEK - Yıldırım beyazıt üniversitesi
Prof. Dr. Kadir KINAR - Erciyes Üniversitesi
Prof. Dr. Ali Bulut - Fatih Sultan Mehmet Vakıf Üniversitesi
Prof. Dr. Mohamed Alkudah - Ürdün Üniversitesi - Ürdün
Prof. Dr. Hamdi Bakhit OMRAN - Giresun Üniversitesi
Prof. Dr. Mohamed Faccal - Kral Suud Üniversitesi – Suudi Arabistan
Prof. Dr. Abdel Kader Mezari - Jillali Liabes de Sidi Bel Abbas Üniversitesi - Cezayir
Prof. Dr. Ömer Mehdoui - Moulay Ismail Üniversitesi - Fas
Prof. Dr. İlyas KARSLI - Recep Tayyip Erdoğan Üniversitesi
Doç. Dr. Ali Naccar - Jazan Üniversitesi - Suudi Arabistan
Dr. Öğr. Üyesi Mustafa ALTUNKAYA - İnönü Üniversitesi
Doç. Dr. Mustafa İsmail DÖNMEZ - Selcuk Üniversitesi
Dr. Öğr. Üyesi Mustafa TUNCER - Giresun Üniversitesi
Dr. Öğr. Üyesi Salih Alhacuri - Kral Abdülaziz Üniversitesi - Suudi Arabistan
Dr. Öğr. Üyesi Yusuf YURT - Giresun Üniversitesi
Dr. Öğr. Üyesi Hany İsmaiel M. RAMADAN - Giresun Üniversitei
Dr. Öğr. Üyesi Huseyin ÇOLAK - Giresun Üniversitesi
Dr. Öğr. Üyesi Youssef ISMAILI - Al Akhawayn Üniversitesi - Fas
Dr. Öğr. Üyesi Khansa Al-Jaje - Peshawar Üniversitesi - Pakistan
Dr. Öğr. Üyesi Tarek Bouattour - Carthage Üniversitesi - Tunus
Dr. Muhammed Salim Nadwi Hindistan
Dr. Mehraj ud din Para - Hindistan
Dr. Ahmed Alruhban - Akdemistanbul
Dr.naima  Salem Alzletni - Zawia Üniversitesi – Libya
Dr. İbrahim Ahmed El Shafi - Kahire Üniversitesi - Mısır
‫رئيس املؤتمر‬
‫أ‪ .‬د‪ :‬يلامز جان‬

‫رئيس اللجنة التنظيمية‬


‫د‪ .‬هاين إسامعيل رمضان‬

‫اللجنة التنظيمية‬
‫األستاذ الدكتور‪ :‬يعقوب جفالك – جامعة يلدريم بيازيت ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ الدكتور موىس يلدز – جامعة غازي‪-‬تركيا‬
‫األستاذ الدكتور عبد القادر مزاري – جامعة جاليل اليابس سيدي بلعباس‪ -‬الجزائر‬
‫األستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن أحمد – جامعة األزهر – مرص‬
‫األستاذ املساعد الدكتور عيل يلامز – جامعة غريسون ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ املساعد الدكتور مصطفى شاكامك – جامعة غريسون ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ املساعد الدكتور حسني جوالق – جامعة غريسون ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ املساعد الدكتور هاين إسامعيل رمضان – جامعة غريسون ‪ -‬تركيا‬

‫الهيئ�ة العلمية‬
‫األستاذ الدكتور حمدي بخيت عمران – جامعة غريسون ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ الدكتور عبد القادر مزاري – جامعة جاليل اليابس سيدي بلعباس ‪ -‬الجزائر‬
‫األستاذ الدكتور عبد الواحد دكبيك – جامعة موالي إسامعيل ‪ -‬املغرب‬
‫األستاذ الدكتور عمر مهديوي – جامعة موالي إسامعيل ‪ -‬املغرب‬
‫األستاذ الدكتور قادر قينار – جامعة إرجيس ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ الدكتور محمد القضاة – الجامعة األردنية – األردن‬
‫األستاذ الدكتور محمد فجال – جامعة امللك سعود ‪-‬السعودية‬
‫األستاذ الدكتور يعقوب جفالك – جامعة يلدريم بيازيت ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ الدكتور عيل بولوت – جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ الدكتور الدكتور إلياس قارصيل – جامعة رجب طيب أردوغان ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ املشارك الدكتور عيل نجار – جامعة جازان ‪ -‬السعودية‬
‫األستاذ املشارك الدكتور مصفى إسامعيل دومناز – جامعة سلجوق ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ املساعد الدكتور جامل بلبكاوي – املدرسة العليا ألساتذة التعليم التكنولوجي – الجزائر‬
‫األستاذ املساعد الدكتور حسني جوالق – جامعة غريسون ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذة املساعدة الدكتورة خنساء الجاجي – جامعة بيشاور ‪ -‬باكستان‬
‫األستاذ املساعد الدكتور صالح الحجوري – جامعة امللك عبد العزيز – السعودية‬
‫األستاذ املساعد الدكتور طارق بوعتور – جامعة قرطاج ‪ -‬تونس‬
‫األستاذ املساعد الدكتور مصطفى ألتون كايا – جامعة إينونو ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ املساعد الدكتور مصطفى تونجر – جامعة غريسون ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ املساعد الدكتور هاين إسامعيل رمضان – جامعة غريسون ‪ -‬تركيا‬
‫األستاذ املساعد الدكتور يوسف إسامعييل – جامعة األخوين – املغرب‬
‫األستاذ املساعد الدكتور يوسف يورت – جامعة غريسون ‪ -‬تركيا‬
‫الدكتور محمد سليم ندوي – طابا للمعرفة واألبحاث ‪ -‬الهند‬
‫الدكتور مهراج الدين براء – مدير تحرير ‪ -‬الهند‬
‫الدكتور أحمد الرهبان – أكادميية إسطنبول ‪ -‬تركيا‬
‫الدكتورة نعيمة سامل الزليطني – جامعة الزاوية ‪ -‬ليبيا‬
‫الدكتور إبراهيم أحمد الشافعي – جامعة القاهرة ‪ -‬مرص‬
‫المحتويات‬

‫‪‬‬
‫‪7‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ مقدمــــة‬
‫ ‬
‫‪10‬‬ ‫ ‬ ‫‪ Rektör Yardımcısı’nın konuşması‬‬
‫‪12‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫التنظيمية‬
‫ ‬ ‫كلمة اللجنة‬
‫‪14‬‬ ‫الرتاث التعليمي العريب والنظريات احلديثة يف تعليم اللغة لغري الناطقني هبا ‬
‫‪35‬‬ ‫الربامج التفاعلية اإللكرتونية ودورها يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها ‬
‫‪49‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫واحللول‬
‫ ‬ ‫تعليم العربية للناطقني بغريها الغاية والعائق‬
‫‪105‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫النظام الصويت بني تعلم العربية وتعقيدات اللغة األم ‬
‫‪138‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الكتايب‬
‫توظيف معايري (السبك واحلبك) يف دروس التعبري ‬
‫‪178‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫والرتكية‬
‫بني املقاطع العربية ‬
‫‪206‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ملعاجلةاألخطاءوتصويبها ‬
‫ ‬ ‫التغريدات‬
‫‪227‬‬ ‫واقع تعليم العربية للناطقني بغريها املشاكل واحللول‪ :‬السودان نموذجا ‬
‫‪282‬‬ ‫ ‬ ‫توصيف آلية توزيع مهارة االستامع يف سلسلة ‪ face 2 face‬‬
‫‪302‬‬ ‫ ‬ ‫الريان‬
‫واقع برنامج تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها يف جامعة ‬
‫‪325‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫العربية‬
‫فعالية تدريس قواعد النحو وظيف ًّيا للناطقني بغري ‬
‫‪349‬‬ ‫كفايات متعلمي اللغة العربية للناطقني بغريها لدراسة العلوم اإلسالمية ‬
‫‪361‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫برنامج العربية لفهم القرآن ‬
‫‪378‬‬ ‫ ‬ ‫السياسية ‬ ‫ٍ‬
‫كوسيلة للواقعية ‬ ‫إدارة تعليم اللغة للناطقني بغريها‬
‫‪400‬‬ ‫ ‬ ‫األسس العلمية واإلجرائية يف نظريات تعليم القراءة والكتابة ‬
‫‪421‬‬ ‫التحديات املعرفية والربجمية للهواتف ولأللواح الذكية (‪ )M-learning‬‬

‫‪5‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪440‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫األوىل‬
‫تاريخ تعليم العربية للناطقني بغريها يف القرون ‬
‫‪448‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫للناطقني بغريها ‬
‫ ‬ ‫جهود دول اخلليج يف تعليم العربية‬
‫‪471‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫بغريها‬
‫ ‬ ‫جتديد مناهج تعليم العرب َّية للناطقني‬
‫‪493‬‬ ‫ ‬ ‫تعليم التنوعات الصوتية للفونيامت العربية للناطقني بغريها ‬
‫‪523‬‬ ‫ ‬ ‫تايالند‬
‫ ‬ ‫حتديات تدريس اللغة العربية يف املدارس األهلية بجنوب‬
‫‪545‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫توظيف التكنولوجيا يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‬
‫‪570‬‬ ‫ ‬ ‫أنموذجا ‬
‫ً‬ ‫األتراك‬
‫ ‬ ‫حتليل العملية التقويمية ملتعلمي العربية الطلبة‬
‫‪597‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫للناطقني بغريها ‬
‫ ‬ ‫أثر الدراسة التقابلية يف تعلم العربية‬
‫‪614‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫للطالب األتراك ‬
‫ ‬ ‫تنمية مهارة اخلط العريب‬
‫‪630‬‬ ‫ ‬ ‫جتربة برنامج تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها بجامعة الر َّيان ‬
‫‪645‬‬ ‫ ‬ ‫بغريها‬
‫إمكانات لسانيات اخلطاب يف تعليم اللغة العربية للناطقني ‬
‫‪668‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫واحللول ‬
‫واقع العربية للناطقني بغريها املشكالت ‬
‫‪694‬‬ ‫املقوم الثقايف ‬
‫اسرتاتيجيات تدريس اللغة العربية لغري الناطقني هبا وحتدي ‬
‫‪807‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫اسرتاتيجيات ومناهج تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‬
‫‪742‬‬ ‫تدريسية مهارة املحادثة وفق الطريقة احلوارية لدى الناطقني بغري العربية ‬
‫‪761‬‬ ‫ ‬ ‫الطرائق واالجتاهات احلديثة يف تدريس اللغة النظرية والتطبيق ‬
‫‪787‬‬ ‫للناطقني بغريها ‬
‫ ‬ ‫االنغامس اللغوي السمعي ودوره يف تعليم اللغة العربية‬
‫‪814‬‬ ‫ ‬ ‫السعودية‬
‫جهود تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها يف اململكة العربية ‬
‫دراسة نوعية ملحتويات املقررات الدراسية باملغرب يف بعدهيا الثقايف الديداكتيكي‪850 .‬‬
‫‪863‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫واقع تعليم العربية للناطقني بغريها‪ :‬مشكالت وحلول ‬
‫‪881‬‬ ‫اإلطار األورويب املوحد املشرتك لتدريس اللغات مقاربات إدماجية حتليلية ‬
‫‪906‬‬ ‫ ‬ ‫التعليمية‬
‫ ‬ ‫اكتساب الوظائف النحوية باستخدام تطبيقات احلاسوب‬
‫‪935‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫توصيات املؤمتر‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫‪‬‬
‫شــهدت تركيــا يف جمــال العربيــة للناطقــن بغريهــا طفــر ًة غــر مسـ ٍ‬
‫ـبوقة عىل‬
‫مجيــع املســتويات‪ ،‬ســواء األكاديميــة منهــا أم العمليــة؛ حيــث تضاعــف أعــداد‬
‫الراغبــن يف تعلــم العربيــة وتعليمهــا عــى حــدٍّ ســواء‪ ،‬وهــذه الطفــرة ليســت‬
‫مقصــورة عــى تركيــا فحســب بــل هــي طفــرة عامــة انتــرت يف العــامل لدوافــع‬
‫عديــدة يــأيت عــى رأســها الدافــع الدينــي ثــم الســيايس واالقتصــادي‪.‬‬
‫وتتزامــن مــع هــذه الطفــرة ظهــور حركــة تأليــف صاعــدة يف األبحــاث‬
‫العلميــة والدراســات األكاديميــة مــن جانــب‪ ،‬ويف مناهــج تعليــم العربيــة‬
‫ٍ‬
‫جانــب آخــر‪.‬‬ ‫للناطقــن بغريهــا مــن‬
‫وبالرغــم مــن اجلهــود املبذولــة مــن املخلصــن واملهتمــن بيــد أهنــا ال‬
‫ٍ‬
‫غــر مســبوق‪ ،‬ممــا‬ ‫تواكــب تنامــي هــذه الطفــرة ومــا يصطحبهــا مــن إقبــال‬
‫يســتوجب مــن الباحثــن واملهتمــن تضافــر اجلهــود وبــذل املزيــد مــن اجلهــد‬
‫والوقــت يف التشــخيص الدقيــق‪ ،‬والتخطيــط احلكيــم عــى مجيــع األصعــدة‪:‬‬
‫النظريــة والتطبيقيــة‪.‬‬
‫وانطال ًقــا مــن مســئولية املنتــدى العــريب الرتكــي للتبــادل اللغــوي التــي‬
‫ٍ‬
‫بصفــة‬ ‫أخذهــا عــى عاتقيــه يف اإلســهام يف خدمــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫ـة خاصـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬جــاءت الدعــوة إىل عقــد هــذا املؤمتــر‪ ،‬مســامهة‬ ‫ـة ولألتــراك بصفـ ٍ‬‫عامـ ٍ‬
‫يف حتقي��ق مجل��ة مــن األهــداف عــى رأســها‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪‬رصد واقع العربية للناطقني بغريها يف املجال النظري والعميل‪.‬‬


‫ ‪‬مناقشة التبادل اخلربات والتجارب بني الباحثني واملختصني‪.‬‬
‫ ‪‬التخطيط ورسم سياسة لغوية ملستقبل العربية للناطقني بغريها‪.‬‬
‫ ‪‬عرض ومناقشة النظريات احلديثة يف علم اللغة التطبيقي‪.‬‬
‫ ‪‬رصد التجارب الناجحة يف جمال تعليم العربية للناطقني بغريها‪.‬‬
‫ ‪‬إبراز جهود العلامء والرواد يف جمال تعليم العربية للناطقني بغريها‪.‬‬
‫وذلك من خالل املحاور التالية‪:‬‬
‫ ‪‬واقع العربية للناطقني بغريها‪ :‬املشكالت واحللول‪.‬‬
‫ ‪‬املقــررات واملــواد التعليميــة للعربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬املعايــر ‬
‫والتقويــم‪.‬‬
‫ ‪‬التجــارب الرائــدة يف جمــال العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬نــاذج‬
‫وإنجــازات‪.‬‬
‫ ‪‬العربية واألطر املرجعية للغات‪ :‬املاهية واجلدلية‪.‬‬
‫ ‪‬العربية للناطقني بغريها يف املؤسسات التعليمية‪ :‬الواقع والطموح‪.‬‬
‫ ‪‬التكنولوجيا والعربية للناطقني بغريها‪ :‬التوصيف والتوظيف‪.‬‬
‫ ‪‬الطرائق واالجتاهات احلديثة يف تدريس اللغة‪ :‬النظرية والتطبيق‪.‬‬
‫ ‪‬معلم العربية للناطقني بغريها‪ :‬التأهيل والكفاءة‪.‬‬
‫ ‪‬رواد العربية للناطقني بغريها‪ :‬املبادرة والعطاء‪.‬‬
‫وقــد اســتجاب لدعــوة املؤمتــر مــا يزيــد عــن ‪ 250‬باح ًثــا مــن خمتلــف‬
‫أنحــاء العــامل‪ ،‬انتقــت اللجنــة العلميــة منهــا مــا يربــو عــن ‪ 60‬بح ًثــا توفــرت‬
‫فيهــا رشوط البحــث العلمــي‪ ،‬وارتبطــت بأهــداف املؤمتــر وحمــاوره‪ ،‬وقــد‬
‫أثــرى الباحثــون واحلضــور املؤمتــر بأوراقهــم األكاديميــة ومداخالهتــم العلميــة‪،‬‬
‫وانتهــى املؤمتــر بجملــة مــن التوصيــات التــي إن حتققــت ســتنتقل بالعربيــة إىل‬
‫آن‪ ،‬ويأمــل‬‫أفــق أرحــب وأوســع‪ ،‬وال شــك أهنــا ســتخدم العربيــة وتركيــا يف ٍ‬ ‫ٍ‬

‫‪8‬‬
‫مقدمة‬
‫املؤمتــرون أن يتبنــى هــذه التوصيــات املســئولون واملتخصصــون‪ ،‬وأن تتحــول إىل‬
‫قــرارت عــى أرض الواقــع‪.‬‬
‫ـود مشـ ٍ‬
‫ـركة‪،‬‬ ‫وينبغــي هنــا التأكيــد عــى أن نجــاح املؤمتــر هــو ثمــرة جهـ ٍ‬
‫أول‪ ،‬ومــن اللجنــة التنظيميــة‬ ‫وتعــاون حثيــث مــن احلضــور واملشــاركني ً‬
‫والعلميــة ثان ًيــا‪ ،‬وباملناســبة تتوجــه جلنــة املؤمتــر بالشــكر والتقديــر للحضــور‬
‫الكــرام مــن الباحثــن والضيــوف‪ ،‬فقــد كانــت مشــاركاهتم ومداخالهتــم إضافــة‬
‫حقيقيــة كللــت املؤمتــر بالنجــاح وإنجــاز أهدافــه‪ ،‬كــا ال يفوتنــا التوجــه بالشــكر‬
‫العميــق لرئاســة جامعــة جريســون‪ ،‬وعــادة كليــة العلــوم اإلســامية لتبنيهــا ‬
‫هــذا املؤمتــر ورعايتــه‪ ،‬داع ًيــا اهلل تعــاىل أن يتقبــل مــن اجلميــع صالــح األعــال‪،‬‬
‫وأن جيعلنــا ممــن ينالــون رشف خدمــة لغــة القــرآن الكريــم‪.‬‬

‫د‪ .‬هاين إسامعيل رمضان‬


‫رئيس اللجنة التنظيمية ‬

‫‪9‬‬
Rektör Yardımcısı’nın konuşması

Değerli protokol, değerli meslektaşlarım ve farklı ülkeler-


den İslam coğrafyasına buraya gelen değerli akademisyenler
ve sempozyumu takip etmek üzere aramızda olan sevgili izle-
yiciler, sayın rektörüm ve aynı zamanda İslami İlimler Fakül-
tesi dekanımız şu anda Ankara’da bir dizi ziyaretlerimizde
bulunduğu için aramızda bulunmamaktadır. Onun bu sem-
pozyumunda bulunmamasının üzüntüsünü ve selamlarını da
sizlerle paylaşmak isterim.

Giresun Üniversitemiz bünyesinde 2003 senesinde ku-


rulan İslami İlimler Fakültesi kuruluşundan bugüne birçok
uluslararası sempozyuma imza atmıştır. Şimdi bu salonda
uluslararası anadili Arapça olmayanlar için gelecekte ve gü-
nümüzde Arapça sempozyumu adıyla yeni bir sempozyum
için toplanmış bulunmaktayız. Sami diller ailesinden olan
Arapça, hiç şüphesiz günümüzde dünyanın en zengin ve en
önemli dillerinden biridir. Arapça kendine özgü zenginliğini
ve gramer yapısını, önemini ve Kuran’ın Arapça indirilişine
borçludur. Arapça İslam’ın gelişiyle farklı bir döneme girmiş,
İslamiyet’in yayılmasıyla birlikte bölgesel olarak coğrafi bo�
-
yuttan sıyrılarak evrensel boyuta bir milletin dili olmaması
bakımından evrensel bir dinin ve medeniyetin dili olma vas-
fına yükselmiştir.

Dil ailesinde Arapça dünyanın her yerinde en çok öğre-


nilen ve öğretilen dilleri arasında gelmektedir. Başlangıçta
dini sebeplere dayanan Arapça öğrenme isteği günümüzde

10
Arapçanın dünyada en çok konuşulan diller arasında olması
nedeniyle ticari, siyasi ve kültürel sebeplere de dayanmakta-
dır. Bu öneme istinaden fakültemizde hazırlık sınıfında, tüm
öğrencilerimize bir yıl boyunca sekiz yüz saat Arapça dersi
verilmektedir. Arapçaya istekli olan öğrencilerimiz sene so-
nunda okuma, anlama, yazma ve konuşmak üzere Arapça
dili öğreniminde çok iyi bir seviyeye gelmektedirler. Fakül-
temizde Arap dili ve Belagatı bölümünde bir profesör, bir öğ-
retim üyesi, iki öğretim görevlisi ile Arapça eğitimine devam
etmekteyiz.

Bu sempozyumda birbirinden değerli ve yetkin konuş-


macıların değerli katkılarıyla ana dili Arapça olmayanlar
için Arapça’nın öğretimi bu konuda karşılaşılan zorluklar ve
bunların aşılması için yapılması gerekenler tartışılacak, bu
sahada elde edilmiş tecrübeler paylaşılacak ve güzel sonuçlar
elde edilecektir.

Bu sempozyum Arapça eğitim ve öğretim sürecine bü-


yük katkı sağlayacaktır. Sempozyumun düzenlenmesine kat-
kı sağlayan akademik ve idari kadromuza teşekkür ederken,
yaklaşık on iki ülkeden gelen değerli akademisyenleri sevgi
ve muhabbetle selamlıyor, sempozyumun hayırlara vesile ol-
masını diliyorum.

11
‫كلمة اللجنة التنظيمية‬

‫السالم عليكم ورمحة اهلل تعاىل وبركاته‬


‫الســيد الدكتــور ممثــل رئيــس اجلامعــة‪ ،‬الســيد عــي يلــاز نائــب العميــد‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وضيــوف؛ مرح ًبــا بكــم يف‬ ‫ٍ‬
‫باحثــن وحضــور‬ ‫الســادة احلضــور الكــرام مــن‬
‫رحــاب جامعــة غريســون‪ ،‬طبتــم وطــاب ممشــاكم وتبوأتــم مــن اجلنــة منـ ً‬
‫ـزلـ‪.‬‬
‫اســمحوا يل أن أتوجــه إليكــم باســم جامعة غريســون‪ ،‬وباســم كليــة العلوم‬
‫اإلســامية‪ ،‬ووقــف كليــة العلــوم اإلســامية‪ ،‬واملنتــدى العــريب الرتكــي للتبــادل‬
‫اللغــوي‪ ،‬بأســمى آيــات الشــكر والتقديــر؛ لتلبيتكــم هــذه الدعــوة ومشــاركتكم‬
‫يف املؤمتــر الــدويل األول العربيــة للناطقــن بغريهــا احلــارض واملســتقبل‪ ،‬والــذي‬
‫�ةـ حقيقي ـ ًة لتب��ادل اخل�برات و التج�اـرب‪ ،‬وقــد اجتمعــت‬ ‫نأملــ أن يك�وـن فرص ً‬
‫هــذه الكوكبــة الطيبــة املباركــة مــن اثنتــي عــرة دولــة‪ ،‬كــا نأمــل أن يســهم‬
‫هــذا املؤمتــر بشــكل فاعــل يف رســم السياســة اللغويــة لتعليــم العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬بحيــث تشــخص الواقــع وترســم املســتقبل‪ ،‬الســيام يف تركيــا التــي‬
‫تشــهد هنضــة غــر مســبوقة يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ـدرس يف مجيــع املراحــل التعليميــة‪ ،‬ابتــدا ًء مــن‬
‫فاللغــة العربيــة يف تركيــا ُتـ َّ‬
‫الصــف الثــاين االبتدائــي‪ ،‬وانتهــاء باملرحلــة اجلامعيــة‪ ،‬وطب ًقــا لإلحصائيــات‬
‫الرســمية لعــام ‪ 2016-2015‬الصــادر عــن وزارة الرتبيــة والتعليــم الرتكيــة‪،‬‬
‫فــإن عــدد مــدارس األئمــة واخلطبــاء للمرحلــة اإلعدايــة بلــغ ‪ 1961‬مدرســة‪،‬‬
‫ـب وطالبـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫يــدرس فيهــا أكثــر مــن نصــف مليــون طالـ ٍ‬
‫بينــا بلــغ عــدد املــدارس واخلطبــاء يف املرحلــة الثانويــة ‪ 1149‬مدرســة‪،‬‬
‫يــدرس فيهــا أكثــر مــن ‪ 677‬ألــف طالــب وطالبــة وف ًقــا لإلحصــاء الوطنــي‬
‫للتعليــم للعــام الــدرايس ‪2016-2015‬م‪ ،‬علـ ًـا أن اللغــة العربيــة يف مــدارس‬
‫األئمــة واخلطبــاء يف املرحلــة اإلعداديــة والثانويــة مــادة إجباريــة البــد أن‬
‫يدرســها الطالــب‪ ،‬أي أن جممــوع الطــاب الذيــن يدرســون اللغــة العربيــة‬
‫وإجبــاري يف التعليــم مــا قبــل اجلامعــي حــوايل ‪ 12‬مليــون‬
‫ٍّ‬ ‫إلزامــي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬

‫‪12‬‬
‫ـب وطالبـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬هــذا فضـ ً‬
‫ـا عــن الطــاب الذيــن يدرســوهنا اختيار ًّيــا يف غــر ‬ ‫طالـ ٍ‬
‫مــدارس األئمــة واخلطبــاء‪.‬‬
‫ويف املرحلــة اجلامعيــة بلغــت كليــات العلــوم اإلســامية ‪ 13‬كليــة طب ًقــا‬
‫إلحصــاء املجلــس األعــى للتعليــم‪ ،‬هبــا ‪ 6958‬طالــب وطالبــة‪ ،‬باإلضافــة إىل‬
‫‪ 52‬كليــة لكليــات اإلهليــات‪ ،‬هبــا ‪ 49‬الــف طالــب وطالبــة‪ ،‬مــع الوضــع يف‬
‫االعتبارأيضــا أن هن��اك كليـ�ات يدرس��ون فيه��ا اللغــة العربي��ة‪ ،‬مث��ل‪ :‬كليــات‬
‫ً‬
‫األدب والرتمجــة واللغــات عــى ســبيل املثــال ال احلــر‪.‬‬
‫أهي��ا الزم�لاء‪ ،‬أهي��ا احلض��ور‪ ،‬ي��ا أه�لـ االختصــاص‪ ،‬أهيــا الباحثــون هــذا‬
‫اإلقبــال املتنامــي‪ ،‬النابــع مــن احلــس الدينــي‪ ،‬يســتوجب علينــا نحــن أهــل‬
‫اخلــرة واالختصــاص أن نبــذل قصــارى جهدنــا لتيســر لغــة القــرآن الكريــم‪،‬‬
‫ــل ِمــ ْن ُمدَّ ِك ٍ‬ ‫لذك ِ‬
‫ْــر َف َه ْ‬ ‫ــر َآ َن لِ ِّ‬
‫ــر﴾‬ ‫﴿و َل َقــدْ َي َّ ْ‬
‫سنَــا ال ُق ْ‬ ‫وتصديقــا لقولــه تعــاىل‪َ :‬‬
‫[القمر‪.]17 :‬‬
‫أهيــا اجلمــع الكريــم كيل ثقـ ٌة وأمـ ٌـل أن اهلل تعــاىل لــن يرتكــم أعاملكــم ولــن‬
‫يضي�عـ جهدك��م‪ ،‬وأدع��وه س�بـحانه وتع��اىل أن يتقبـ�ل منك��م م��ا بذلتــم مــن مشــقة‬
‫ومــا أنفقتــم مــن مــال يف ســبيل العلــم‪ ،‬وخدمــة للغــة القــرآن الكريــم‪.‬‬
‫الســيام أن هــذا املؤمتــر يقــام دعـ ًـا لوقــف كليــة العلــوم اإلســامية‪ ،‬ذلــك‬
‫الوقــف الــذي يســعى أن يكــون منــارة للعلــوم اإلســامية والعربيــة يف شــال‬
‫تركي��ا‪ ،‬وأن يكف��ل املتفوق�ين م��ن ط�لاب العل��وم الرشعي��ة‪.‬‬
‫ويف اخلتــام أكــرر لكــم مجي ًعــا جزيــل الشــكر والتقديــر أصال ـ ًة عــن نفــي‬
‫ونيابـ ًة عــن اللجنــة التنظيميــة للمؤمتــر‪ ،‬كــا ال يفوتنــي أن أشــكر رئاســة اجلامعة‬
‫وعــادة كليــة العلــوم اإلســامية لدعمهــا ألعــال املنتــدى العــريب للتبــادل‬
‫اللغ��وي‪.‬‬
‫أهيــا الزمــاء‪ ،‬أكــرر لكــم‪ ،‬طبتــم وطــاب ممشــاكم وتبوأتــم مــن اجلنــة‬
‫ً‬
‫منــزل‪ ،‬والســام عليكــم ورمحــة اهلل تعــاىل وبركاتــه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الرتاث التعلييم العريب والنظريات احلديث�ة يف تعليم اللغة‬
‫لغري الناطقني بها‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فضل هللا‬


‫(‪) 1‬‬

‫اجلامعة اللبن�اني�ة كلية اآلداب والعلوم اإلنساني�ة ـ الفرع األول‬

‫* أستاذ دكتور يف اجلامعة اللبنانية‪ ،‬عضو يف رابطة األساتذة املتفرغني يف اجلامعة اللبنانية‪ ،‬وعضو‬
‫يف مركز األبحاث يف كلية اآلداب والعلوم اإلنسان َية يف اجلامعة اللبنانية‪ ،‬وعضو يف احتاد الكتَاب‬
‫اللبنانيني‪ ،‬مؤسس أكثر من منتدى أديب‪ ،‬ويتوىل منذ ‪ 2017‬رئاسة املنتدى األديب للثقافة والعلوم‪.‬‬
‫من مؤلفاته‪ :‬علم النفس األديب‪ ،‬ط‪ ،2011 ،1‬دار الفارايب ـ بريوت‪.‬علم اجتامع األدب‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ 2012‬الرشكة العاملية للكتاب بريوت ‪.‬التحدي احلضاري الغريب بني املثاقفة والتفاعل ط ‪2012‬‬
‫دار العصامية‪ ،‬بريوت‪ .‬احلضارة اإلنسانية يف مسريهتا التارخيية‪ ،‬ط‪ ،2013 ،1‬دار الفارايب‪،‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫التراث التعليمي العربي‪ :‬إبراهيم فضل الله‬

‫مقدمة عامة عن اللغة العربي�ة‬


‫افتخــر العــرب القدمــاء بلغتهــم وفنــون كالمهــم‪ ،‬وكان شــعراء اجلاهليــة‬
‫يتبــارون يف أشــعارهم يف ألــوان االســتعارة‪ ،‬أو أنــواع التشــبيه أو الكناية‪...‬إلــخ‪،‬‬
‫وأخــذ هــؤالء الشــعراء يثــرون مشــاعر اجلامهــر بفصاحــة لغتهــم‪ ،‬وبالغــة‬
‫أقواهلــم‪ ،‬ويف ظــل ســطوة اللغــة عــى احليــاة الفكريــة العربيــة نــزل القــرآن‬
‫ـاق جديـ ٍ‬
‫ـدة مل تكــن‬ ‫الكريــم‪ ،‬وقــدم معجزتــه التــي نقلــت اللغــة العربيــة إىل آفـ ٍ‬
‫معروفــة مــن قبــل‪ .‬وقــف علــاء الفصاحــة مــن اخلطبــاء‪ ،‬والشــعراء العــرب‪،‬‬
‫موقــف الدهشــة واحلــرة مــن آيــات القــرآن الكريــم التــي محلــت فنًّــا جديــدً ا يف‬
‫ـر وال بشـ ٍ‬
‫ـعر‬ ‫اللغــة خيتلــف عــا ســمعوه مــن قبــل‪ ،‬وهــذا النــوع اجلديــد ال هو بنثـ ٍ‬
‫وإنــا هــو قــرآن‪ ،‬وهكــذا شــعر اإلنســان العــريب جتــاه لغتــه بمشــاعر دينيــة‪،‬‬
‫وسياســية‪ ،‬وارتبطــت مفــردات اللغــة العربيــة باحلضــارة العربيــة‪ ،‬والتصقــت‬
‫التصا ًقــا وثي ًقــا بحيــاة املجتمــع العــريب(‪.)1‬‬
‫ً‬
‫أول‪:‬األهميــة الــي أوالهــا العــرب لتعليــم اللغــة العربيــ�ة لغــر‬
‫الناطقــن بهــا‬
‫ٌ‬
‫جيــل ‬ ‫تكاثــرت الشــعوب غــر العربيــة التــي دخلــت اإلســام‪ ،‬وولــد‬
‫جديــدٌ مــن أبنــاء العــرب ألمهــات أعجميــات‪ ،‬وكان هــؤالء يتأثــرون بأمهاهتــن‬
‫يف نطقهــن لبعــض احلــروف‪ ،‬ويف تعبريهــن ببعــض األســاليب األعجميــة وشــعر‬
‫ـة ملــن يرســم هلــم أوضــاع العربيــة يف إعراهبــا‪ ،‬وترصيفهــا‬ ‫ـة ماسـ ٍ‬
‫هــؤالء بحاجـ ٍ‬
‫ســليم(‪ .)2‬وهكــذا بعــد ظهــور اإلســام‬ ‫ً‬ ‫حتــى تتقــن النطــق بأســاليبها نط ًقــا‬
‫اشــتدَ ت احلاجــة إىل تع ُّلــم القواعــد الصحيحــة للغــة العربيــة مــع دخــول أفــواج‬
‫كثــرة مــن غــر العــرب إىل اإلســام‪ ،‬وانشــغل الداخلــون اجلــدد يف اللغــة‬
‫العربيــة كــي يفهمــوا القــرآن الكريــم الــذي يســتنبطون منــه رشيعتهــم وقوانــن ‬
‫دينهــم‪ ،‬وهلــذا كلــه‪ ،‬نشــأ الــدرس النحــوي العــريب مــن أجــل تعليــم الداخلــن ‬
‫اجلــدد إىل االســام العربيــة وإتقــان قواعدهــا‪ ،‬ومتكينهــم مــن النطــق الصحيــح‪،‬‬
‫والتعبــر الســليم‪ ،‬فتعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬هــو الســبب األبــرز‬
‫يف نشــأة الــدرس اللغــوي العــريب الــذي اعتمــد عــى أصــول اللغــة العربيــة‬
‫املســتمدة مــن الــراث اللغــوي للقبائــل العربيــة التــي كانــت منتــرة يف شــبه‬
‫اجلزيــرة العربيــة‪ ،‬وقــد نقلهــا الــرواة يف عــر ســامة اللغــة إىل علــاء التدويــن‬
‫الذيــن أخــذوا اللغــة مــن مصادرهــا األساســية يف الباديــة‪ ،‬وقعدوهــا تقعيــدً ا‬

‫((( را‪ ،‬فضــل اهلل‪ ،‬إبراهيــم‪ ،‬أمهيــة احلركــة والســكون يف اللغــة العربيــة‪ ،‬جملــة احلداثــة‪ ،‬الســنة الثانيــة‬
‫والعــرون‪ ،‬عــدد‪ 168 ،167 ،‬ربيــع ‪ ،2015‬بــروت ـ لبنــان‪ ،‬ص‪.98 :‬‬
‫((( را‪ ،‬ضيف‪ ،‬شوقي‪ ،‬املدارس النحوية‪ ،‬ط‪ ،1992 ،7‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة ـ مرص‪ ،‬ص‪.12 :‬‬

‫‪15‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫حمكــا يف نظــام ملــزم فمــن أخــذ بــه كان مصي ًبــا‪ ،‬ومــن جتــاوزه كان خمط ًئــا‪.‬‬
‫ً‬
‫وانتقلــت اللغــة العربيــة إىل آفــاق جديــدة عندمــا تقعــدت مــع ظهــور املــدارس‬
‫النحويــة التــي أشــادت بنيــان اللغــة العربيــة مــن خــال املؤلفــات املتنوعــة يف‬
‫جمــاالت اللغــة وفنوهنــا(‪.)1‬‬
‫وهكــذا نشــأ الــدرس النحــوي بســبب حاجــة املســلم غــر العــريب إىل إتقان‬
‫اللغــة العربيــة مــن أجــل أن يفهــم أحــكام دينــه‪ ،‬وأن حيســن صالتــه‪ ،‬وصيامــه‬
‫وحجــه‪ ،‬وأن يتلــو كتــاب اهلل بشـ ٍ‬
‫ـكل ســلي ٍم بعيــدً ا مــن اللحــن والتحريــف(‪،)2‬‬
‫فالدراســات اللغويــة نشــأت حــول القــرآن الكريــم اســتجابة لتحــدي اللحــن يف‬
‫تــاوة اآليــات القرآنيــة(‪.)3‬‬
‫وهــذا األمــر يدلنــا عــى األمهيــة التــي توليهــا اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن ‬
‫هبــا‪ .‬فقــد أســس العــرب نحوهــم العــريب مــن أجــل أن يفهــم العربيــة غــر ‬
‫الناطــق هبــا‪ ،‬وبذلــك نجــد أن هــدف تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‬
‫هــو مــن األهــداف األساســية لــوالدة علــم النحــو العــريب‪ ،‬فقــد اهتــم النحــاة‬
‫العــرب بنــر اللغــة وتقعيدهــا‪ ،‬وتبســيطها كــي يفهمهــا األعجمــي‪ ،‬ويتقنهــا‪،‬‬
‫ويفــك رموزهــا‪ ،‬ويتبــن مجاهلــا ورونقهــا‪ ،‬والتعمــق يف فهــم مفرداهتــا الزاخــرة‬
‫باملعــاين(‪.)4‬‬
‫أـ اللغة أبرز وسيلة لتويل أعلى املناصب السياسية‪ ،‬والديني�ة‪:‬‬
‫ولــدت اللغــة العربيــة يف البيئــة احلضاريــة العربيــة‪ ،‬واســتمدت مقوماهتــا‬
‫مــن البيئــة الصحراويــة التــي عــاش فيهــا اإلنســان العــريب‪ ،‬وعكســت النمــط‬
‫احلضــاري لألمــة الناطقــة هبــا(‪ ،)5‬وهلــذا رحــل علــاء اللغــة إىل الباديــة لتعلــم‬
‫اللغــة العربيــة مشــافهة مــن أهلهــا‪ ،‬وكانــت الباديــة متثــل الدراســات العليــا‬
‫يف اللغــة‪ ،‬ولذلــك كان الذهــاب إىل الباديــة يشــمل عليــة القــوم الذيــن كانــوا‬
‫يرســلون أطفاهلــم إىل الباديــة ليتعلمــوا فيهــا الفصاحــة‪ ،‬وأخــاق الفروســية‪،‬‬

‫((( را‪ ،‬عالمة طالل‪ ،‬نشأة النحو العريب يف مدرستي البرصة والكوفة‪ ،‬ط‪ ،1992 ،1‬دار الفكر اللبناين‪،‬‬
‫بريوت ـ لبنان‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫((( را‪ ،‬برش‪ ،‬كامل‪ ،‬التفكري اللغوي بني القديم واجلديد‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬دار غريب‪ ،‬القاهرة ـ مرص‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪. 478‬‬
‫((( را‪ ،‬الزجاجي‪ ،‬االيضاح يف علل النحو‪ ،‬تح‪ ،‬مازن املبارك‪ ،‬ط‪ ،1996 ،6‬دار النفائس ـ بريوت ـ‬
‫لبنان‪ ،‬ص‪. 95:‬‬
‫((( را‪ ،‬بروكلامن‪ ،‬كارل‪ ،‬تاريخ الشعوب اإلسالمية‪ ،‬الرتمجة العربية‪ ،‬ط‪ ،1984 ،1‬دار العلم للماليني‪،‬‬
‫بريوت ـ لبنان‪ ،‬ص‪.192 :‬‬
‫((( را‪ ،‬فضل اهلل‪ ،‬إبراهيم‪،‬احلركة والسكون منهج نقدي أديب مستنبط من الرتاث النقدي العريب‪ ،‬جملة‬
‫املرشق‪،‬ج‪ ، 2019 ،1‬بريوت ـ لبنان‪ ،‬ص‪. 167 :‬‬

‫‪16‬‬
‫التراث التعليمي العربي‪ :‬إبراهيم فضل الله‬

‫ٍ‬
‫مبكــرة إىل‬ ‫والتاريــخ خيربنــا أن أهــل مكــة كانــوا يرســلون أطفاهلــم يف ســ ٍّن‬
‫الباديــة‪ ،‬ليشــافهوا أهلهــا لفصاحــة لســاهنم‪ ،‬وبالغــة كالمهــم‪ ،‬واملعــروف أن‬
‫الرســول الكريــم قــد نشــأ يف باديــة ســعد بــن بكــر‪ ،‬وقــد قــال يف ذلــك‪َ « :‬أ َنــا‬
‫ب َم ْيــدَ [ َم ْيــدَ ‪ :‬تعنــي َب ْيــدَ وهــي لغــة يف بيــد] َأ ِّن ِمـ ْن ُق َر ْيـ ٍ‬
‫ـش‪َ ،‬و َأ ِّن‬ ‫ـح ال َعـ َـر ِ‬
‫َأ ْف َصـ ٌ‬
‫ـر»‪ ،‬وقــد عــدت باديــة ســعد بــن بكــر مــن أفصــح‬ ‫ن ََشـ ْـأ ُت ِ ف َبنِــي َسـ ْع ٍد ْبـ ِ‬
‫ـن َب ْكـ ٍ‬
‫العــرب(‪ .)1‬ويف العــر األمــوي أصبــح إتقــان اللغــة هــو الــرط امللــزم لتــويل‬
‫منصــب خالفــة املســلمني‪ ،‬ويدلنــا عــى ذلــك مــا جــرى مــع اخلليفــة األمــوي‬
‫عبــد امللــك (ت‪ 705 :‬م) الــذي دخــل عليــه وزيــره فوجــده مهمو ًمــا‪ ،‬فســأله‬
‫عــن مهــه‪ .‬فقال‪:‬فكــرت فيمــن ُأوليــه أمــر العــرب‪ ،‬فلــم أجــده‪ .‬فقــال لــه‬
‫وزيــره‪ :‬أيــن أنــت عــن ابنــك الوليــد (ت‪)715 :‬؟‬
‫ال يسن النحو‪.‬‬
‫قال عبد امللك‪ :‬إنه ُ‬
‫وملــا ســمع الوليــد ذلــك قــام مــن ســاعته ومجــع أصحــاب النحــو‪،‬‬
‫وجلــس يــدرس معهــم يف بيــت ســتة أشــهر (‪ .)2‬واســتمرت عــادة حــرص‬
‫اخللفــاء املســلمني عــى إرســال أوالدهــم إىل الباديــة‪ .‬فاخلليفــة العبــايس هــارون‬
‫الرشــيد (ت‪809 :‬م) أرســل ابنــه املعتصــم بــاهلل (‪ 842‬م) إىل الباديــة لتعلــم‬
‫الفصاحــة(‪ ،)3‬وهــذا مــا فعلــه صاحــب أحــد املذاهــب األربعــة اإلمام الشــافعي‬
‫(‪ 767‬ـ ‪820‬م) الــذي رحــل إىل الباديــة ومكــث هبــا عــر ســنني كــي يتفصــح‬
‫يف العربيــة(‪.)4‬‬
‫نســتنتج مــن هــذه األحــداث التــي جــرت يف الــراث العــريب‪ ،‬أن العــرب‬
‫رفعــوا مــن شــأن لغتهــم إىل درجــة جعلوهــا احلــد الفاصــل بــن اإلنســان وتوليه‬
‫خالفــة املســلمني أو املناصــب الفقهيــة العليــا‪.‬‬

‫((( را‪ ،‬العازمي‪ ،‬موسى بن راشد‪ ،‬اللؤلؤ املكنون يف سرية النبي املأمون‪ ،‬دراسة حمققة يف للسرية النبوية‪،‬‬
‫ط‪ ،2013 ،1‬دار الصميعي للنرش والتوزيع‪ ،‬الرياض ـ اململكة العربية السعودية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 89 :‬ـ ‪. 90‬‬
‫((( را‪ ،‬السيوطي‪ ،‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬تاريخ اخللفاء‪ ،‬ط ‪ ، 2013 ،2‬دار املنهاج‪ ،‬لبنان ص‪. 366 :‬‬
‫((( را‪ ،‬الربايص‪ ،‬مفتاح يونس‪ ،‬املؤسسات التعليمية يف العرص العبايس األول‪ ،‬ط‪ ،2010 ،1‬جامعة ‪7‬‬
‫أكتوبرمرصاته‪ ،‬اجلامهريية العظمى‪ ،‬ص‪.114 :‬‬
‫((( لقد خرج اإلمام الشافعي يف سبيل تعلم اللغة العربية السليمة إىل البادية ولزم هزيلً‪ ،‬وهو يقول يف‬
‫هزيل بالبادية أتعلم كالمها‪ ،‬وآخذ طبعها‪ ،‬وكانت أفصح العرب؛‬ ‫ذلك‪ :‬إين خرجت عن مكة فالزمت ً‬
‫أرحل برحيلهم‪ ،‬وأنزل بنزوهلم ‪ ،‬فلام رجعت إىل مكة جعلت أنشد األشعار‪ ،‬أذكر اآلداب واألخبار‪..‬‬
‫را‪،‬أبو زهرة‪ ،‬االمام حممد‪ ،‬الشافعي‪ ،‬حياته‪،‬عرصه‪ ،‬آراؤه وفقهه‪،‬الط‪ 1978 ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‬
‫ـ مرصـ ص‪. 19 :‬‬

‫‪17‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ب ‪ -‬البادية مؤسسة للدراسات العليا يف اللغة‪:‬‬


‫رحــل النحويــون العــرب إىل الباديــة ملشــافهة أهلهــا والنقــل عنهــم‪،‬‬
‫أساســا مــن أساســيات الــرح اللغــوي الــذي شــادوه‪،‬‬‫وجعلــوا مــن الســاع ً‬
‫وقالــوا إذا ورد الســاع بطــل القيــاس‪ ،‬فــا قيــاس مــع وجــود الســاع‪ ،‬ورأى‬
‫أكثــر النحــاة أن اللغــة روايــة قبــل أن تكــون درايــة‪ ،‬وأن الســاع أصــل أول‬
‫للغــة(‪.)1‬‬
‫اشــرك الفقهــاء والنحــاة يف الرحيــل إىل الباديــة والســكن فيهــا مــن أجــل‬
‫أن يشــافهوا أهلهــا‪ ،‬ويأخــذوا اللغــة مبــارشة عنهــم‪ ،‬ومــن النحــاة مــن أقــام‬
‫ً‬
‫وحتمــا‬ ‫را‬
‫أربعــن ســنة يف الباديــة ‪ .‬وكان التعليــم يف الباديــة يتطلــب صــ ً‬
‫(‪)2‬‬
‫ٍ‬
‫ملشــاق االنتقــال املســتمر مــن مــكان إىل آخــر‪ .‬فقــد رحــل اللغويــون العــرب إىل‬
‫كل ُصقــع مــن أصقــاع شــبه اجلزيــرة العربيــة‪ ،‬وكانــت رحالهتــم للســاع مــن‬
‫أفــواه العــرب مبــارشة‪ ،‬وكان اللغويــون شــديدي احلــرص عــى لقــاء األعــراب‪،‬‬
‫ويقضــون معهــم األيــام‪ ،‬واألســابيع يســمعون منهــم ويكتبــون عنهــم كل مــا‬
‫يســمعونه(‪ .)3‬وقــد ارتكــز التعليــم يف الباديــة عــى قضايــا خمتلفــة أبرزهــا‪:‬‬
‫ـان حمـ ٍ‬
‫ـدد‪ ،‬فقــد اتســع‬ ‫ـن أو زمـ ٍ‬ ‫ـدد بمـ ٍ‬
‫ـكان معـ ٍ‬ ‫‪1‬ـ التعليــم يف الباديــة غــر حمـ ٍ‬
‫مــكان التدريــس يف الباديــة باتســاع مضــارب القبائــل العربيــة يف الباديــة‪ ،‬بينــا ‬
‫كانــت املؤسســات التعليميــة الباقيــة حمــددة باملســاجد‪ ،‬أو بقصــور اخللفــاء‪ ،‬أو‬
‫بالكتاتيــب‪ ،‬أو بمنــازل العلــاء‪.‬‬
‫ـدد‪ ،‬بــل كان طالــب اللغــة يعيــش‬ ‫ـان حمـ ٍ‬
‫‪2‬ـ مل يرتبــط التعليــم يف الباديــة بزمـ ٍ‬
‫مــع أهــل الباديــة يف حياهتــم اليوميــة‪ ،‬ويرحــل برحيلهــم‪ ،‬وينــزل بنزوهلــم‪،‬‬
‫ولكنــه خــال هــذه املعايشــة كان ينتبــه إىل مــا يصــدر عنهــم مــن شــعر وأمثــال‪،‬‬
‫أو مــن حك ـ ٍم حتــى يتمكــن مــن تدويــن مــا ســمعه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اقتــر التعليــم يف الباديــة عــى اللغــة العربيــة‪ ،‬وهكــذا كان للباديــة‬
‫دور يف املحافظــة عــى اللغــة العربيــة خاليــة مــن األخطــاء‪ ،‬وكانــت مقصــدً ا ملــن‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫بشــكل ســلي ٍم‪ ،‬كــا كان أهلهــا حمــل تقديــر إذا دخلــوا‬ ‫يريــد أن يتعلــم اللغــة‬
‫املــدن‪ ،‬وذلــك هبــدف االســتفادة مــن قدراهتــم اللغويــة(‪.)4‬‬
‫((( را‪ ،‬تيمور‪ ،‬أمحد باشا‪ ،‬السامع والقياس‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬دار اآلفاق العربية‪ ،‬القاهرة ـ مرص‪ ،‬ص‪.9 :‬‬
‫((( را‪ ،‬احلاج صالح‪ ،‬عبد الرمحن‪ ،‬السامع اللغوي العلمي عند العرب‪ ،‬ومفهوم الفصاحة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2012‬موفم للنرش‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪. 341 :‬‬
‫((( را‪ ،‬احلاج صالح‪ ،‬عبد الرمحن‪ ،‬السامع اللغوي العلمي‪،‬م‪ ،‬ن‪ ،‬ص‪. 358 :‬‬
‫((( را‪ ،‬الربايص‪ ،‬مفتاح يونس‪ ،‬املؤسسات التعليمية يف العرص العبايس األول‪ ،‬م‪ ،‬س ص‪114 :‬‬
‫ـ ‪.116‬‬

‫‪18‬‬
‫التراث التعليمي العربي‪ :‬إبراهيم فضل الله‬

‫‪ 4‬ـ مل يكــن يقتــر التعليــم يف الباديــة عــى معلمــن حمدوديــن‪ ،‬كــا ‬


‫كان جيــري يف الكتاتيــب‪ ،‬واملســاجد‪ ،‬وقصــور اخللفــاء حيــث كان التالميــذ‬
‫ـد هــو معلــم الكتــاب‪ ،‬أو املــؤدب‪ ،‬أو‬‫ـخص واحـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫يعتمــدون يف تعليمهــم عــى شـ‬
‫شــيخ احللقة‪...‬إلــخ‪ ،‬بــل كان املتعلــم يف الباديــة يــدون كل مــا يســمع مــن أهلهــا‬
‫بحكــم عــدم وجــود اللحــن يف لغتهــم؛ ألهنــم مل خيتلطــوا باألعاجــم كــا حــدث‬
‫يف املــدن‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ مل يقتــر الســاع عــى الذهــاب إىل الباديــة ألخــذ اللغــة‪ ،‬وإنــا رحــل‬
‫بعــض فصحــاء الباديــة إىل املــدن الكبــرة لتعليــم النــاس اللغــة بشـ ٍ‬
‫ـكل ســلي ٍم‬
‫خــال مــن اخلطــأ‪ ،‬وظهــرت الباديــة كمؤسســة علميــة للدراســات العليــا يف‬ ‫ٍ‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬وقــد اكتمــل بنياهنــا كمؤسســة يف العــر العبــايس األول(‪.)1‬‬
‫جـ السماع شروطه وأنواعه يف تعليم اللغة العربي�ة‪:‬‬
‫أراد اللغويــون العــرب مــن الســاع االطمئنــان إىل صحــة املــادة اللغويــة‬
‫ـة جديـ ٍ‬
‫ـدة‪ ،‬وهلــذا أخــذوا‬ ‫ـات لغويـ ٍ‬
‫التــي هيدفــون إليهــا‪ ،‬كــا أرادوا حتصيــل معطيـ ٍ‬
‫اللغــة ســا ًعا مــن العــرب األقحــاح ذوي الصــدق واألمانــة(‪.)2‬‬
‫‪1‬ـ شروط السماع‬
‫تشــدد النحــاة يف رشوط الســاع‪ ،‬وحــددوا مميــزات للذيــن ُيســمع منهــم‪،‬‬
‫وللســامع‪ ،‬وللمســموع الــذي يف الغالــب يكــون تلقائ ًّيــا وأكثــر عفويــة مــن‬
‫ـج واضـ ٍ‬
‫ـح‬ ‫الســاع الــذي يثــره اللغــوي بأســئلته‪ .‬وقــد اعتمــدوا عــى عــى منهـ ٍ‬
‫للســاع أبــرز قضايــاه‪:‬‬
‫أـ ثبوت املسموع عن العرب بسند صحيح يوجب العمل به‪.‬‬
‫بـــ عدالــة الســامعني الذيــن ينقلــون مــا ســمع عــن العــرب كــروط‬
‫عدالتهــم يف الرشعيــات‪.‬‬
‫جـــ الجيــوز النقــل عــن املولديــن ومــن فســد لســاهنم‪ ،‬وإنــا يكــون النقــل‬
‫عمــن قولــه حجــة يف الفصاحــة وأصــل اللغــة (‪.)3‬‬

‫((( را‪ ،‬الربايص‪ ،‬مفتاح يونس‪ ،‬مرصاته‪ ،‬اجلامهريية العظمى مرصاته‪ ،‬ص‪. 11:‬‬
‫((( را‪ ،‬ابــن فــارس‪ ،‬أمحــد‪ ،‬الصاحبــي يف فقــه اللغــة العربيــة ومســائلها وســنن العــرب يف كالمهــا‪،‬‬
‫ط‪ ،1997 ،1‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت ـ لبنــان‪ ،‬ص‪. 34 :‬‬
‫((( حــدد العــرب مواقــع الفصاحــة يف الباديــة‪ ،‬وقالــوا إن أفصــح العــرب هــم عليــا هــوزان‪ ،‬وســفىل‬
‫متيــم؛ وعليــا هــوزان هــي قبائــل ســعد بــن بكــر وثقيف‪.‬إلــخ‪ ،‬أمــا ســفىل متيــم فهــم بنــو دارم *را‪،‬‬
‫احلــاج‪ ،‬صالــح عبــد الرمحــن‪ ،‬الســاع اللغــوي العلمي عنــد العــرب‪ ،‬ومفهــوم الفصاحــة‪ ،‬ص‪. 201 :‬‬

‫‪19‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫دـ أن يكون السامع قد سمع من العرب مبارشة‪.‬‬


‫ورأى بعــض النحــاة أن االستشــهاد بشــعر املولديــن يف املعــاين جائـ ٌـز‪ ،‬كــا ‬
‫يستشــهد بشــعر العــرب يف األلفــاظ(‪.)1‬‬
‫‪2‬ـ أنواع السماع‬
‫اســتخدم النحــاة العــرب وســائل متنوعــة للســاع‪ ،‬ومنهــا الســاع احلــر‬
‫أي مــن دون تدخــل مــن الســامع الــذي يكتفــي بالســاع‪ ،‬وتســجيل مــا يســمع‪،‬‬
‫وكان اللغــوي حيفــظ مــا يســمعه وخاصـ ًة أبيــات الشــعر؛ ألن املعلومــات اللغوية‬
‫تتميــز عــن غريهــا بأهنــا شــفاهية مســموعة‪ ،‬وينبغــي أن تــؤدى كام ُســمعت‪ ،‬وكل‬
‫النصــوص املســموعة البــد مــن حفظهــا(‪ .)2‬وقــد اســتخدم اللغويــون العــرب‬
‫أنوا ًعــا كثــرة مــن الســاع أبرزهــا‪ ،‬مــا أطلقــوا عليــه ســاع االســتلغاء‪ ،‬وقصــدوا‬
‫ـألة؛ فــإذا أردت أن تنتفــع باألعــراب‬ ‫بــه الســاع مــن األعــراب يف أكثــر مــن مسـ ٍ‬
‫فاســتلغهم أي اســمع مــن لغاهتــم(‪ .)3‬وعــرف اللغويــون ســاع احلــوار وهــو أن‬
‫يســتمع فيهــا املتلقــي إىل شــخصني خياطــب أحدمهــا اآلخــر يف شــأن مــن شــؤون‬
‫احليــاة اليوميــة‪ ،‬ونوعيــة هــذا الســاع يتميــز بالعفويــة واألصالــة اللغويــة املنبثقة‪،‬‬
‫واســتخدموا الســاع املكثــف‪ ،‬وهــو الســاع املحصــور يف قضيــة حمــددة‪ ،‬وهيــدف‬
‫ـة مــا‪ ،‬ويشــرط يف هــذا النــوع مــن الســاع أن‬ ‫ـزون لغــوي يف قضيـ ٍ‬ ‫إىل امتــاك خمـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫يكــون املســموع مــن كثرييــن يقــوم فيهــا اللغــوي بالطلــب مــن األعــراب أن‬
‫ـعر عــى كيفيــة معينــة أو إعــراب‬ ‫ـة ختــص إنشــاد بيــت شـ ٍ‬ ‫ـئلة معينـ ٍ‬
‫جييبــوا عــن أسـ ٍ‬
‫خــاص(‪ .)4‬وهكــذا دون اللغويــون املفــردات بحســب مــا نســميه اليــوم املفاهيــم‬
‫وجعلــوا دفاتــر خاصــة ألنــواع النبــات واحليــوان‪ ،‬منهــا كتــاب اخليــل وكتــاب‬
‫النبــات‪ .)5(...‬وقــد ال يكتفــي الســامع بالســاع والتســجيل وإنــا يبــادر إىل‬
‫ـوارا(‪.)6‬‬
‫التدخــل مــن خــال إلقــاء األســئلة‪ ،‬ويقيــم بينــه وبــن املســتمع إليــه حـ ً‬
‫ومــن هــذا الســاع مــا ذكــر عــن أيب عمــرو بــن العــاء الــذي كان جيــول يف‬
‫الباديــة يســمع اللغــة مــن األعــراب‪ ،‬ويف إحــدى جوالتــه مــر بغــا ٍم ينشــد عنـ ًـزا‬
‫لــه‪ ،‬فقــال لــه عمــرو بــن العــاء‪ :‬صفهــا ياغــام‪.‬‬

‫((( را‪ ،‬السيوطي‪ ،‬عبد الرمحن جالل الدين‪ ،‬املزهر يف علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬تح‪ ،‬جمموعة‪ ،‬ط‪،1986 ،1‬‬
‫جـ ‪ ،1‬منشورات املكتبة العرصية‪ ،‬صيدا ـ لبنان‪ ،‬صص‪ 58 :‬ـ ‪. 59‬‬
‫((( را‪،‬حلاج صالح م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪. 361:‬‬
‫((( را‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة (ل‪.‬غ‪.‬و)‪.‬‬
‫((( را‪ ،‬احلاج صالح‪ ،‬عبد الرمحن‪ ،‬السامع اللغوي العلمي عند العرب‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪. 379 :‬‬
‫((( را‪ ،‬ابن النديم‪ ،‬الفهرست‪ ،‬الط‪ ،‬الت‪ ،‬املكتبة التجارية الكربى‪ ،‬القاهرة ـ مرص‪ ،‬ص‪.155 :‬‬
‫((( را‪ ،‬احلاج صالح‪ ،‬عبد الرمحن‪ ،‬السامع اللغوي العلمي عند العرب‪ ،‬ومفهوم الفصاحة‪ ،‬ط‪،2012 ،1‬‬
‫موفم للنرش‪ ،‬اجلزائر ـ م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.378 :‬‬

‫‪20‬‬
‫التراث التعليمي العربي‪ :‬إبراهيم فضل الله‬

‫فقال الغالم‪ :‬حرساء مقبلة شعراء مدبرة‬


‫ومر أبو عالء بأعرايب فقال له‪ :‬ممن أنت؟‬
‫قال‪ :‬أسدي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومن أهيم؟‬
‫قال‪ :‬هندي(‪.)1‬‬
‫قلت من أي البالد؟‬
‫قال‪ :‬ممن عامن؟‬
‫قلت‪ :‬فأنى لك هذه الفصاحة (‪)2‬؟‬
‫يقــول أبــو عمــرو بــن العــاء لألعــرايب‪ :‬أنــى لــك هــذه الفصاحــة؟!!‬
‫وقولــه هــذا يتناظــر مــع األســاليب احلديثــة املعتمــدة يف تعليــم اللغــة‪ ،‬والقائمــة‬
‫عــى مبــدأ الثنــاء والتعزيــز(‪.)3‬‬
‫نســتنتج مــن هــذا احلــوار أن الثنــاء الــذي جــرى مــن قبــل النحــوي عــى ‬
‫الغــام حــث الغــام عــى النطــق بمفــردات جديــدة‪ ،‬وبذلــك ســمع النحــوي‬
‫مــا يريــد ســاعه مــن املفــردات اللغويــة التــي يســتهدفها‪.‬‬
‫دـ املعلم ومناهج التعليم يف املؤسسات التعليمية العربي�ة‪:‬‬
‫عرف العرب إضافة إىل البادية مؤسسات تعليمية متنوعة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫املســجد‪ ،‬وبيــوت كبــار القــوم مــن ( التجــار‪ ،‬والقضــاة‪ ،‬والعلــاء‪ ،‬وقصور‬
‫اخللفــاء‪ ...‬إلخ)‪.‬‬
‫نجدهــم انشــغلوا يف اختيــار معلمــن ألوالدهــم‪ ،‬ووضعــوا مميــزات هلؤالء‬
‫املعلمــن‪ ،‬إضافــة إىل إتقاهنــم اللغــة جيــب أن يتمتلــك املعلــم الناجــح علــوم‬
‫القــرآن‪ ،‬واألدب‪ ،‬ويكــون حســن املظهــر‪ ،‬وهــذا مــا ختربنــا بــه كتــب التاريــخ‬
‫عــن اخلليفــة العبــايس هــارون الرشــيد(‪809‬م) الــذي اختــار الكســائي (‪805‬م)‬
‫لتأديــب ولــده املأمــون (ت‪833 :‬م)؛ ألنــه كان عا ًملــا بالقــرآن والنحــو والعربيــة‪،‬‬
‫((( هند‪ :‬حي من اليمن‪ ،‬وهم ولد هند ابن زيد بن أسلم بن حلاف بن قضاعة‪ ،‬ومنهم أبو عثامن النهدي‬
‫من التابعني‪.‬‬
‫((( أبو عيل القايل‪ ،‬األمايل‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،1976 ،1‬اهليئة املرصية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ـ مرص‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫((( را‪ ،‬بكداش‪ ،‬كامل‪ ،‬علم النفس ومسائل اللغة‪ ،‬ط‪ ،2002 ،1‬دار الطليعة‪ ،‬بريوت ـ لبنان‪ ،‬ص‪ 16 :‬ـ‬
‫‪.17‬‬

‫‪21‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ويقــال إن خلــف األمحــر (ت‪809 :‬م) مــؤدب األمــن (ت‪813 :‬م) كان حيفــظ‬
‫أربعــن ألــف بيــت شــاهد يف النحــو‪ ،‬ومل ينــس اخللفــاء عنــد اختيارهــم ملــؤدب‬
‫أوالدهــم أن للمظهــر واهليئــة التأثــر الكبــر يف قبــول أبنائهــم للمعلمــن‪ ،‬فعندما‬
‫أصــاب الكســائي الــرص كــره الرشــيد (ت‪809 :‬م) مالزمتــه ألوالده‪ ،‬وأمره أن‬
‫خيتــار هلــم مــن ينــوب عنــه ممــن يرضــاه‪ ،‬ومل يشــأ الرشــيد أن يــرح للكســائي‬
‫بســبب تنحيتــه عــن تأديــب أوالده مراعــاة لشــعوره‪ ،‬وهلــذا قــال لــه‪ :‬إنــك قــد‬
‫كــرت‪ ،‬ونحــن نحــب أن نرحيــك‪ ،‬ولســنا نقطــع عنــك جاريتــك»(‪.)1‬‬
‫نســتنتج ممــا ســبق أن اآلبــاء كانــوا يبحثــون عــن صفــات معينــة يشــرط‬
‫وجودهــا فيمــن يعلــم أوالدهــم ســواء يف الكتاتيــب‪ ،‬أو يف املســاجد‪ ،‬أو يف‬
‫بيوهتــم‪ ،‬أو يف قصــور اخللفــاء‪ ،‬ومــن هــذه الــروط املظهــر احلســن‪ُ ،‬حســن‬
‫التــرف‪ ،‬واكتــال التحصيــل العلمــي بــا يضمــن حصــول املتعلــم عــى كــم‬
‫البــأس بــه مــن املعــارف‪ ،‬تؤهلــه ألن حيصــل عــى إجــازة تعليــم‪ ،‬وقــد عــرف‬
‫هــذا مصطلــح اإلجــازة يف البدايــة عنــد علــاء احلديــث‪ ،‬ومــن ثــم انتقــل إىل‬
‫املعلمــن‪ ،‬وأصبــح يــدل عــى أن صاحــب اإلجــازة يســتحق أن يــدرس يف حلقــة‬
‫تدريســية(‪.)2‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬تعليم اللغة العربي�ة لغري الناطقني بها‬
‫يتميــز االنســان عــن غــره مــن الكائنــات بقدرتــه عــى إطــاق األصــوات‬
‫التــي وضــع هلــا دالالت حســية كالــورق‪ ،‬ومعنويــة كالكــرم‪ ...‬إلــخ‪ ،‬وتبلــورت‬
‫هــذه الــدالالت بعــد جتــارب مــر هبــا اإلنســان‪ ،‬وكثــرة املشــاهد وتكرارهــا‪،‬‬
‫ودرجــة انفعــال مــن الــيء الــذي يتكــرر أمامــه(‪ )3‬يتمتــع اإلنســان بقــدرة عقلية‬
‫تتيــح لــه تأديــة هــذا النمــط املعقــد مــن الصــوت ودالالتــه اللغويــة‪ ،‬وهــذه‬
‫القــدرة هــي صفـ ٌة يتصــف هبــا اإلنســان ومتيــزه عــن احليوانــات الباقيــة‪ ،‬وهلــذا‬
‫ال نجــد إال اإلنســان وحــده الناطــق بــن املخلوقــات مجيعهــا‪ .‬فاإلنســان قبــل كل‬
‫ٍ‬
‫يشء هــو حيــوان لغــوي(‪.)4‬‬
‫واللغــة ظاهــر ٌة معقــد ٌة ال يمكــن لإلنســان أن يؤدهيــا هبــذه الكفــاءة إال‬
‫ألنــه مــزود منــذ والدتــه بقــدرة فطريــة متيــل بــه نحــو معرفــة اللغــة‪ ،‬وأن هــذه‬

‫((( را‪ ،‬الربايص‪ ،‬مفتاح يونس‪ ،‬املؤسسات التعليمية يف العرص العبايس األول‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪. 148 :‬‬
‫((( م‪ ،‬ن‪.149 ،‬‬
‫((( را‪ ،‬فضل اهلل‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬أضواء عىل أرسار البالغة العربية‪ ،‬جملة احلداثة‪ ،‬بريوت ـ لبنان‪ ،‬ص‪173 :‬‬
‫((( را‪ ،‬موسى‪ ،‬سالمة‪ ،‬البالغة العرصية واللغة العربية‪،‬ط‪،2012 ،1‬مؤسسة اهلنداوي للتعليم والثقافة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ص‪.17 :‬‬

‫‪22‬‬
‫التراث التعليمي العربي‪ :‬إبراهيم فضل الله‬

‫اخلاصيــة الفطريــة موجــودة يف البــر عمو ًمــا(‪.)1‬‬


‫ويكتســب اإلنســان الرتاكيــب اللغويــة مــن خــال التجــارب التــي يمــر‬
‫هبــا‪ ،‬والتــي تقــوي تصــوره وتوســع دائــرة خيالــه وتســاعده عــى إدراك األشــياء‬
‫مــن حولــه(‪.)2‬‬
‫تأسيســا عــى مــا تقــدم نــرى أن درس اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪،‬‬ ‫ً‬
‫جيــب أن بمــر باملراحــل نفســها التــي يمــر هبــا الطفــل يف اكتســاب لغتــه األم‪،‬‬
‫وهلــذا جيــب أن يبــدأ بمرحلــة الســاع‪ ،‬ومــن ثــم بمرحلــة النطــق عــن طريــق‬
‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫حمــاكاة مــا ســمع‪ ،‬ومــن ثــم يتعــرض الطالــب للرتاكيــب اللغويــة‬
‫ـط‪ ،‬ومــن ثــم تعــرض عليــه هــذه الرتاكيــب مــع رشح قواعدهــا ليتمكــن‬ ‫مبسـ ٍ‬
‫صحيحــا‪ ،‬وعندهــا يصــل إىل مرحلــة يــدرك فيــه‬‫ً‬ ‫الطالــب مــن فهــم اللغــة فهـ ًـا‬
‫عالقــة اجلمــل العربيــة ومدلــوالت األلفــاظ‪ ،‬ممــا يســاعده عــى التعبــر بسالســة‬
‫وســليقة(‪ .)3‬وهكــذا نجــد أن النطــق يشــتمل عــى مقومــات االتصــال اللغــوي‬
‫مجيعهــا بينــا ترتكــز الكتابــة عــى بعــض مقومــات هــذا االتصــال اللغــوي‪،‬‬
‫وعليــه تكــون عمليــة تعليــم اللغــة الثانيــة مســتند ًة يف مرحلتهــا األوىل إىل النطــق‬
‫(الســاع)‪ ،‬وتــأيت بعــد ذلــك مرحلــة التقليــد واملحــاكاة‪ ،‬ومــن ثــم مرحلــة‬
‫وصــول إىل فهــم املعنــى (احلــوار واملحادثــة)‪ ،‬ومــن ثــم‬ ‫ً‬ ‫الرتاكيــب البســيطة‬
‫مرحلــة الكتابــة(‪ .)4‬وبنــا ًء عــى هــذا األســاس اعتمــدت مــدارس تعليــم اللغــة‬
‫الثانيــة املنهــج الــذي يمــر فيــه الطفــل بتعليــم لغتــه األم‪.‬‬

‫أـ تعليم اللغة الثاني�ة على أساس اكتساب اللغة األوىل‪:‬‬


‫ٍ‬
‫كبــر منــه عــى االســتفادة مــن مناهــج‬ ‫ٍ‬
‫بجانــب‬ ‫يقــوم التعليــم احلديــث‬
‫اكتســاب اللغــة األوىل‪ ،‬ويقــول بــراون يف ذلــك‪« :‬يف أواخــر الســتينيات أخــذ‬
‫النظــر إىل تعلــم لغــة ثانيــة يتجــه االجتــاه ذاتــه يف تعلــم اللغــة األوىل»(‪ .)5‬ويعــود‬
‫ٍ‬
‫زمنيــة‬ ‫ٍ‬
‫مــدة‬ ‫ٍ‬
‫وإتقــان يف‬ ‫ٍ‬
‫بيــر‬ ‫الســبب يف ذلــك إىل اكتســاب األطفــال لغتهــم‬
‫مقبولــة؛ ألن الطفــل يتعــرض منــذ والدتــه إىل لغــة األم‪ ،‬ويــؤدي ذلــك إىل‬ ‫ٍ‬
‫إطــاق عمــل «أو آليــة اكتســاب اللغــة»‪ ،‬ويبــدو أن اكتســاب اللغــة هــو يشء مــا‬
‫((( را‪ ،‬بــراون‪ ،‬ه‪ .‬دوجــاس‪ ،‬أســس تعلــم اللغــة وتعليمهــا‪ ،‬ط‪ ،1994 ،1‬تــر‪ ،‬عبــده الراجحــي‪،‬‬
‫وعــي أمحــد شــعبان‪ ،‬دار النهضــة العربيــة للطباعــة والنــر‪ ،‬بــروت ـ لبنــان‪ ،‬صــص‪46 :‬ـ ‪.47‬‬
‫((( را‪ ،‬فضل اهلل‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬علم النفس األديب مع نصوص تطبيقية‪ ،2011 ،‬دار الفارايب‪ ،‬بريوت ـ لبنان‪،‬‬
‫ص‪.129 :‬‬
‫((( را‪ ،‬جمموعة‪ ،‬تعليم العربية للناطقني بغريها‪ ،‬م‪ ،‬ن‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‪.8 :‬‬
‫((( را‪،‬جمموعة‪ ،‬تعليم العربية للناطقني بغريها‪ ،‬ط‪،2008 ،3‬جـ‪ ،1‬جامعة أم القرى ـ اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ص‪.6 :‬‬
‫((( را‪ ،‬براون‪ ،‬ه‪ .‬دوجالس‪،‬م‪ ،‬ن‪ ،‬ص ‪.201 :‬‬

‫‪23‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫حيــدث للطفــل‪ ،‬وليــس الطفــل هــو الــذي يقــوم بــه؛ ألن املســار العــام للتطــور‬
‫اللغــوي‪ ،‬والســات األساســية للغــة اإلنســان إنــا حتددهــا مســب ًقا احلــال البدئية‪،‬‬
‫واحلــال البدئيــة هــي ملكيــة برشيــة مشــركة(‪ .)1‬واســتنا ًدا إىل هــذه النظريــة يف‬
‫تعلــم لغــة األم عنــد اإلنســان نجــد أن مقــررات تعليــم اللغــة األجنبيــة حتتــوي‬
‫ـة عــن اكتســاب اللغــة األوىل(‪. )2‬‬ ‫ـادة متهيديـ ٍ‬
‫يف األغلــب األعــم عــى مـ ٍ‬

‫يعتقــد نعــوم تشومســكي (‪ 1928‬ـ‪ )...‬أن احلــال البدئيــة مللكــة اللغــة تضم‬
‫بعــض املبــادئ العامــة لبنيــة اللغــة‪ ،‬بــا يف ذلــك املبدأيــن الصــويت والــداليل‪ ،‬وأن‬
‫احلالــة الناضجــة للكفايــة هــي إجــراء توليــدي خيصــص األوصــاف البنيويــة‬
‫ـة وصوتيـ ٍ‬
‫ـة لأللفــاظ(‪.)3‬‬ ‫ـرات دالليـ ٍ‬
‫للتعابــر‪ ،‬ويتفاعــل مــع العقــل إلعطــاء تفسـ ٍ‬
‫وغال ًبــا مــا تبــدأ هــذه األوليــة عملهــا عنــد الســنة الثانيــة مــن عمــر الطفــل‪ ،‬ففي‬
‫هــذا العمــر يبــدأ الطفــل صياغــة فرضيــات حــول بنيــة اللغــة‪ ،‬ويقــوم بالتحقــق‬
‫والتثبــت مــن هــذه الفرضيــات‪ ،‬ومــن الطبيعــي أن هــذه الفرضيــات اللغويــة‬
‫تبــدأ بســيطة‪ ،‬ومــن ثــم تتعقــد شــي ًئا فشــي ًئا مــع التقــدم يف العمــر إىل أن تقــرب‬
‫مــن لغــة الراشــدين‪ ،‬ويف املقابــل إذا مل تتعــرض هــذه األواليــة إىل اللغــة تتعطــل‬
‫عــن العمــل(‪.)4‬‬
‫يتعــزز الســلوك اللغــوي عنــد املتلقــي بفضــل املحيــط اللغــوي الــذي‬
‫يعيــش فيــه‪ ،‬وينمــو هــذا الســلوك مــن خــال االســتجابات اللفظيــة التــي‬
‫تشــجع املتلقــي عــى فهــم اللغــة املســتهدفة يف التعليــم‪ ،‬ومــن هــذه االســتجابات‬
‫مــا نســميه «املســتدعيات» التــي تســتدعي الــكالم وتشــجع عليــه‪ ،‬وهنــاك بعض‬
‫االســتجابات اللفظيــة التــي نســميها املثــرات‪ ،‬وتتعــزز هــذه االســتجابات‬
‫اللفظيــة بألــوان االستحســان والثنــاء واملوافقــة والتأكيــد‪ ،‬فكلــا نطــق املتلقــي‬
‫ـارات سـ ٍ‬
‫ـليمة ووجــد االستحســان والثنــاء تقــدم يف عمليــة اكتســاب اللغــة‬ ‫بعبـ ٍ‬
‫األم(‪ .)5‬وهكــذا علينــا أن نســتفيد مــن االســتجابات اللفظيــة عنــد الطفــل‪،‬‬
‫والتــي تســتدعيها األوامــر والتهديــدات؛ فاألمــر يســتدعي التنفيــذ‪ ،‬والتهديــد‬
‫يســتدعي اخلضــوع‪ ،‬وجيــب أن ال ننســى أن هــذه االســتجابات اللفظيــة تتعــزز‬
‫بمختلــف أنــواع االستحســان‪ ،‬والثنــاء‪ ،‬واملوافقــة‪ ،‬والتأكيــد‪ ،‬ويتلقــى الطفــل‬
‫هــذه التعزيــزات اإلجيابيــة يف حــال تأديتــه لالســتجابة اللفظيــة الصحيــة‪ ،‬وإذا‬

‫((( را‪ ،‬تشومسكي‪ ،‬نعوم‪ ،‬آفاق جديدة يف دراسة اللغة والعقل‪ ،‬تر‪ ،‬عدنان حسن‪ ،‬ط‪ ،2009 ،1‬دار‬
‫احلوارـ الالذقية سورية‪ ،‬صص‪39 :‬ـ ‪.40‬‬
‫((( را‪ ،‬براون‪ ،‬ه‪ .‬دوجالس‪ ،‬أسس تعلم اللغة وتعليمها‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.57 :‬‬
‫((( را‪ ،‬تشومسكي‪ ،‬نعوم‪ ،‬آفاق جديدة يف دراسة اللغة والعقل‪ ،‬م‪ ،‬ن‪ ،‬ص‪.146 :‬‬
‫((( را‪ ،‬بكداش‪ ،‬كامل‪ ،‬علم النفس ومسائل اللغة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪ 12 :‬ـ ‪.13‬‬
‫((( را‪ ،‬بكداش‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.16 :‬‬

‫‪24‬‬
‫التراث التعليمي العربي‪ :‬إبراهيم فضل الله‬

‫ـظ خاطــئ لــن جيــد التعزيــز وإنــا ســيجد عــدم املوافقــة‪ ،‬والرفــض‪،‬‬ ‫تلفــظ بلفـ ٍ‬
‫واالســتهجان‪ ،‬وبذلــك لــن يكــرر اللفــظ غــر الصحيــح‪ ،‬فيــا هــو سيتشــجع‬
‫عــى تكــرار اللفــظ الســليم‪ ،‬وبذلــك تتقــدم عمليــة التعلــم اللغــوي‪ ،‬بالقــدر‬
‫الــذي تتعــزز فيــه االســتجابات اللفظيــة وتتكــرر‪ ،‬ويتوافــق هــذا التفســر لعملية‬
‫اكتســاب اللغــة األوىل مــع املبــادئ احلديثــة لتعليــم اللغــات التــي تقــوم عــى ‬
‫االســتفادة مــن قاعــدة التكــرار والتعزيــز‪ ،‬فتتــم دعــوة املتعلــم إىل تكــرار بعــض‬
‫النــاذج اللغويــة التــي جتــر إليــه االستحســان واملوافقــة والتشــجيع‪ ،‬ويســعى‬
‫املتعلــم إىل أن يربهــن لنــا أنــه يســتحق هــذا الثنــاء‪ ،‬فيكــرر عــى مســامعنا أنوا ًعــا‬
‫جديــدة مــن العبــارات الســليمة‪ ،‬وهكــذا تتقــدم عمليــة تعليــم اللغــة لديــه مــن‬
‫خــال الســاع املرتكــز عــى التكــرار والتعزيــز(‪.)1‬‬
‫بـ ‪ -‬التن�اظر بني منهج التعليم العريب الرتايث‪ ،‬ونظريات اكتساب‬
‫اللغة عند الطفل‬
‫تتناظــر عمليــة تعلــم اللغــة الثانيــة مــع تعلــم لغــة األم التــي تبــدأ بســاع‬
‫الطفــل لغــة األم‪ ،‬ولكــن مــن املســتحيل أن نتصــور أن كل متكلــم قــد مــرت بــه‬
‫جتربــة الســاع لــكل صيغــة‪ ،‬ولــكل اســتعامل‪ ،‬وإنــا ســمع بعضهــا واختزهنــا يف‬
‫ذاكرتــه مرت ًبــا يف جماميــع منســجمة‪ ،‬ومنهــا جمموعــة لألســاء املذكــرة‪ ،‬ومثلهــا‬
‫لألســاء املؤنثــة‪ ،‬وغريهــا للمفردات‪...‬إلــخ‪ .‬وعنــد احلاجــة إىل صيــغ جديــدة‬
‫يقيــس الطفــل مــا مل يســمعه عــى مــا يف حافظتــه مــن أمــور ســمعها‪ ،‬ويســتنبط‬
‫تراكيــب جديــدة للغــة(‪.)2‬‬
‫يكتســب الطفــل لغتــه األم عــن الطريــق الســاع والقيــاس‪ ،‬بمعنــى آخــر‪،‬‬
‫تولــد اللغــة األم وتنمــو عنــد اإلنســان عــن طريقــن مهــا الســاع والقيــاس‪،‬‬
‫وهــذا مــا نجــده متا ًمــا يف والدة اللغــة العربيــة التــي جــاءت عــى ركيزتــن ‬
‫كثــرا مــن املفــردات‬‫ً‬ ‫أساســيتني مهــا‪ :‬الســاع والقيــاس؛ فمــن املعــروف أن‬
‫العربيــة ننطقهــا مــن دون قاعــدة ســوى قاعــدة ‪-‬هكــذا قالــت العــرب‪ -‬وبعــد‬
‫مرحلــة قــول العــرب جــاءت املــدارس النحويــة التــي قعــدت اللغــة‪ ،‬ومــن‬
‫حينهــا ولــد القيــاس يف اللغــة‪ ،‬وهكــذا تأسســت اللغــة العربيــة عــى الســاع‬
‫والقيــاس‪« :‬القيــاس ال يعــول عليــه إال إذا أعــوزه الســاع؛ ألن الســاع أصــل‬
‫أول‪ ،‬واللغــة العربيــة روايــة قبــل أن تكــون درايــة»(‪ .)3‬وهــذا يتناظــر متا ًمــا مــع‬
‫أول‪ ،‬والقيــاس ثان ًيــا‪.‬‬‫اكتســاب الطفــل للغتــه األم القائمــة عــى الســاع ً‬

‫((( را‪ ،‬بكداش‪ ،‬م‪ ،‬ن‪ ،‬ص‪ 15 :‬ـ ‪.17‬‬


‫((( را‪ ،‬أنيس‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬من أرسار اللغة‪ ،‬ط‪ ،1966 ،3‬مكتبة اإلنجلو املرصية‪ ،‬القاهرة ـ مرص‪ ،‬ص‪.24:‬‬
‫((( را‪ ،‬تيمور‪ ،‬أمحد باشا‪ ،‬السامع والقياس‪،‬ط‪ ،2001 ،1‬دار اآلفاق العربية‪ ،‬القاهرة ـ مرص‪ ،‬ص‪.9 :‬‬

‫‪25‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫جـ التعزيز والتكرار يتن�اظر مع الثواب والعقاب‬


‫ارتكــزت مناهــج التعليــم يف العصــور العربيــة األوىل عــى منهــج التأديــب‬
‫القائــم عــى العقوبــة واملكافــأة‪ ،‬ويــدل هــذا عــى ازدهــار الفكــر الرتبــوي‬
‫يف تلــك الفــرة(‪)1‬؛ ألن هــذا املنهــج يتناظــر مــع النظريــة احلديثــة يف اكتســاب‬
‫اللغــة القائــم عــى مبــدأ االســتجابة اللفظيــة القائمــة عــى الثنــاء واالسحســان‪،‬‬
‫والرفــض واالســتهجان‪.،‬ونحن نجــد أن «الثنــاء واالستحســان» يف التعليــم‬
‫احلديــث يقابلــه مصطلــح «الثــواب» يف التعليــم العــريب القديــم‪ ،‬ومصطلــح‬
‫«االســتهجان والرفــض» يقابلــه مصطلــح «العقــاب»‪ ،‬وهكــذا نجــد أن مبــدأ‬
‫التكرار والتعزيز كان يف صلب العملية التعليمية العربية‪ .‬‬
‫وهــذا يتناظــر متا ًمــا مــع املنهــج التعليمــي الــذي كان ســائدً ا يف احليــاة‬
‫العلميــة العربيــة‪ ،‬فلــم يغفــل املنهــج التعليمــي العــريب أمهيــة املــدح والثنــاء‬
‫عــى الصبــي يف العمليــة التعليميــة‪ ،‬فكــا كان هــذا الصبــي يتعــرض للعقوبــة إذا‬
‫أخطــأ فإنــه كان حيصــل عــى تكريـ ٍم إذا أحســن‪ ،‬ومثلــا تنوعــت العقوبــات بــن ‬
‫اللــوم والزجــر إىل الــرب‪ ،‬ومــن ثــم احلبــس‪ ،‬فــإن املكافــآت قــد تنوعــت مــن‬
‫كلمــة مــدح يوجههــا املعلــم للصبــي وســط زمالئــه‪ ،‬وقــد تكــون جائــزة نقديــة‪،‬‬
‫تكريــا علن ًّيــا يف موكــب يمــر بــن النــاس‪ ،‬وقــد تكــون املكافــأة‬
‫ً‬ ‫وقــد تكــون‬
‫قيــام املعلــم بزيــارة أحــد تالمذتــه ويكــون هلــذه الزيــارة الوقــع احلســن يف نفــس‬
‫التلميــذ‪ ،‬وهكــذا عــرف املنهــج التعليمــي العــريب أن بعــض الصبيــان يســتجيب‬
‫للمــدح والثنــاء أكثــر مــا يســتجيب للــوم والزجــر والــرب(‪.)2‬‬
‫دـ السماع يف تعلم اللغة العربي�ة لغري الناطقني بها‪:‬‬
‫انتقلــت تقنيــة الســاع مــن الطفــل الــذي يســتمع إىل كالم والديــه يف عمليــة‬
‫اكتســاب اللغــة األم إىل الطالــب الــذي يريــد أن يتعلــم لغــة ثانيــة غــر لغتــه األم‪،‬‬
‫والســاع هــو أفضــل وســيلة مــن أجــل أن يتمكــن متعلــم اللغــة األجنبيــة مــن‬
‫فهمهــا كــا تُقــال لــه مــن أصحاهبــا األصليــن‪ ،‬وعندمــا يســمعها مــن أصحاهبــا‬
‫بشــكل ســلي ٍم يســتطيع التكلــم هبــا بوضــوح يف املواقــف اليوميــة املختلفــة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل يقبلــه صاحــب اللغــة‬‫ٍ‬ ‫قــادرا عــى نطــق مفرداهتــا وتراكيبهــا‬
‫ً‬ ‫ويصبــح‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫األصليــة‪ ،‬ويفهمــه بســهولة‪ ،‬كــا يتمكــن منهــا بطالقــة ويســتطيع أن يقرأهــا‬
‫ـهولة وبــدون ترمجـ ٍ‬
‫ـة(‪.)3‬‬ ‫بسـ ٍ‬

‫((( را‪ ،‬الربايص‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.177 :‬‬


‫((( را‪ ،‬الربايص‪ ،‬م‪ ،‬ن‪ ،‬ص‪.176 :‬‬
‫((( را‪ ،‬شــمس الديــن‪ ،‬جــال‪ ،‬علــم اللغــة النفــي‪ ،‬مناهجــه ونظرياتــه وقضايــاه‪ ،‬ج‪ ،2‬القضايــا‪،‬‬
‫ط‪ ،2003 ،1‬مؤسســة الثقافــة اجلامعيــة للطبــع والنــر والتوزيــع‪ ،‬اإلســكندرية ـ مــر‪ ،‬ص‪. 185 :‬‬

‫‪26‬‬
‫التراث التعليمي العربي‪ :‬إبراهيم فضل الله‬

‫يبــدأ املتعلــم بالســاع ثــم بالــكالم ومــن ثــم القــراءة فالكتابــة‪ ،‬وهكــذا‬
‫نجــد أن تقنيــة الســاع هــي مــن أهــم التقنيــات يف تعلــم اللغــة الثانيــة‪ ،‬ويف عــر‬
‫اإلنرتنــت أصبحــت كتــب تعلــم اللغــات متاحــة جما ًنــا عــى اإلنرتنــت‪ ،‬ومعظــم‬
‫كتــب تعلــم اللغــات يضــاف إليهــا ملفــات صوتيــة (يس دي) حتــى يتمكــن‬
‫املتعلــم مــن االســتامع إىل احلــوارات والنصــوص املوجــودة يف الكتــب يف حــال‬
‫ـد‪ ،‬وهكــذا ارتكــز منهــج تعليــم اللغــات األجنبيــة‬ ‫ـكل جيـ ٍ‬
‫مل يســتطع قراءهتــا بشـ ٍ‬
‫عــى الســاع لكــي يتمكــن املتعلــم مــن النطــق الســليم ملفــردات وتراكيــب‬
‫اللغــة األجنبيــة التــي يتعلمهــا‪ .‬فمــن الواضــح أن املتعلــم يكتســب اللغــة الثانيــة‬
‫ـة أفضــل مــن خــال كثــرة االســتامع إىل املذيــاع‪ ،‬أو إىل حمادثــات اآلخرين‪،‬‬ ‫بطريقـ ٍ‬
‫وكذلــك عندمــا يتكلــم اآلخــرون إليــه(‪.)1‬‬
‫ال يمكــن أن حيصــل النطــق الســليم للغــة العربيــة مــن دون االســتامع إىل‬
‫نطــق هــذه مفــردات مــن أصحــاب اللغــة نفســها‪ ،‬وهلــذا يبــدأ منهــج تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا بتوجيــه املتعلــم إىل ســاع النــص العــريب‪،‬‬
‫ومــن الــروري أن يتابــع الطالــب النــص املســجل مــن أســطوانات التســجيل‬
‫لتعلــم النطــق األصــي الســليم‪ ،‬ويف العــر احلديــث غال ًبــا مــا تكــون النصــوص‬
‫املســتمع إليهــا مســجلة يف برامــج‪ ،‬أو يف أســطوانات مدجمــة‪ ،‬ونحــن نقــرح أن‬
‫ـوص خمتـ ٍ‬
‫ـارة مــن اآليــات القرآنيــة‪ ،‬أو إىل بعــض‬ ‫يبــدأ املتعلــم باالســتامع إىل نصـ ٍ‬
‫قصائــد مــن الشــعر اجلاهــي‪ ،‬وهــذه النصــوص موجــودة عــى أســطوانات مدجمة‬
‫كــا أهنــا متوفــرة يف برامــج عــى اإلنرتنــت‪ ،‬وعــى املتعلــم أن يســتمع إىل هــذه‬
‫النصــوص‪ ،‬ويكــرر لفظهــا وهــو حيــاول تقليدهــا تدرجي ًّيــا حتــى يتمكــن مــن‬
‫ـرا إىل فهم‬ ‫ـكل متقـ ٍ‬
‫ـن‪ ،‬ويف هــذه املرحلــة جيــب عليــه أن ال يلتفــت كثـ ً‬ ‫حماكاهتــا بشـ ٍ‬
‫مــا يســمع‪ ،‬ألن مرحلــة الســاع خمصصــة فقــط لتعلــم أصــوات اللغــة ومعرفــة‬
‫ـوت ٍ‬
‫عال‬ ‫قواعــد التهجيــة والنطــق‪ ،‬وهلــذا عــى الطالــب أن يكــرر مــا يســمع بصـ ٍ‬
‫مــن أجــل امتــاك ملكــة األصــوات اللغويــة للغــة العربيــة مــن دون حاجـ ٍ‬
‫ـة إىل‬
‫فهــم معــاين هــذه األصــوات التــي يرددهــا‪ ،‬وعليــه أن يكــرر حمــاكاة املفــردات‬
‫والتعابــر حتــى يشــعر بالرضــا عــن حتصيــل التهجيــة والنطــق(‪ ،)2‬وســوف‬
‫يالحــظ املتعلــم أنــه كلــا اتســع جمــال اســتامعه إىل اللغــة العربيــة متكــن مــن‬
‫حمــاكاة مــا يســمع بإتقــان‪ ،‬وهكــذا يتمكــن املتعلــم بعــد ســاع اآليــات القرآنيــة‬
‫معجــا‬
‫ً‬ ‫مــن تقليدهــا‪ ،‬والنطــق بعباراهتــا‪ ،‬وحفظهــا‪ ،‬وعندمــا يمتلــك املتعلــم‬
‫ســمع ًّيا وافـ ًـرا‪ ،‬يبــدأ بالتــدرج بالتعبــر تعبــرا شــفو ًيا باللغــة العربيــة الفصيحــة‪،‬‬

‫((( را‪ ،‬براون‪ ،‬ه‪ .‬دوجالس‪ ،‬أسس تعلم اللغة وتعليمها‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.53 :‬‬
‫((( را‪ ،‬هانديل‪ ،‬بيل‪ ،‬تعلم لغة جديدة برسعة وسهولة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.40 :‬‬

‫‪27‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ويتعــزز التعبــر الشــفوي باملحادثــة واحلــوار(‪.)1‬‬


‫هـ مرحلة احلوار و املحادثة‪:‬‬
‫يبــدأ متعلــم اللغــة العربيــة مرحلــة جديــدة بعــد متكنــه مــن النطــق بالعربيــة‬
‫الفصيحــة‪ ،‬وهــذه املرحلــة اجلديــدة هــي مرحلــة التعــرف عــى املعنــى (معنــى‬
‫اآليــات القرآنيــة والقصائــد)‪.‬‬
‫حيتــاج الطالــب يف مرحلــة التعــرف عــى املعنــى إىل وجــود املعلــم؛ ألن‬
‫املعنــى يرســخ يف ذهــن الطالــب مــن خــال احلــوار الــذي يقيمــه املعلــم مــع‬
‫طالبــه‪ ،‬وجيــب أن ال ننســى يف مرحلــة التعليــم هــذه مبــدأ التعزيــز مــن خــال‬
‫إبــداء الشــعور بالرضــا حــن ينطــق الطالــب نط ًقــا مواز ًيــا للنمــوذج‪ ،‬واليــأيت‬
‫هــذا الثــواب واالستحســان إال بعــد حــدوث االســتجابة الصحيحــة‪ ،‬وبذلــك‬
‫يــؤدي التعزيــز أهدا ًفــا عمليـ ًة يف احلصــول عــى الثــواب‪ ،‬وهــذا الثــواب ســوف‬
‫يزيــد مــن احتــال تكــرار االســتجابة الســليمة(‪.)2‬‬

‫يقــرب الــدرس اللغــوي مــن حتقيــق أهدافــه‪ ،‬كلــا متكــن الطالــب مــن‬
‫تكــرار االســتجابات الصحيحــة‪ .‬فمهــارة املدرس ال تكــون يف كثــرة تصحيحات‬
‫االســتجابات اخلاطئــة‪ ،‬واملعاقبــة عليهــا‪ ،‬وإنــا املــدرس املتمكــن مــن قدراتــه‬
‫هــو ذلــك الــذي خيلــق املواقــف التــي حيــث فيهــا الطالــب عــى أن يســتجيب‬
‫اســتجابة صحيحــة‪ ،‬ولكــن الوصــول إىل االســتجابة الصحيحــة البــد أن يمــر‬
‫بكميــة مــن االســتجابات غــر الســليمة‪ ،‬فنحــن لــن نصــل إىل االســتجابات‬
‫الصحيحــة إالبعــد مرورنــا باالســتجابات العشــوائية غــر الســليمة‪ ،‬وحتــى‬
‫عنــد الثــواب عــى االســتجابات الصــواب‪ ،‬فــإن ردو ًدا خاطئ ـ ًة ســوف حتــدث‬
‫قبــل أن يتمكــن املتعلــم مــن التمــرس يف االســتجابات الصحيحــة(‪.)3‬‬

‫إن طالــب اللغــة العربيــة مــن غــر الناطقــن هبــا مثلــه مثــل أي طالــب‬
‫وص ِّفــه كــي يكــون قـ ً‬
‫ـادرا عــى إتقــان‬ ‫حيتــاج إىل الشــعور بالراحــة مــع أســتاذه َ‬
‫اللغــة العربيــة‪.‬‬

‫((( را‪ ،‬بكداش‪ ،‬كامل‪ ،‬علم النفس ومسائل اللغة‪ ،‬ط‪ ،2002 ،1‬دار الطليعة والنرش‪ ،‬بريوت ـ لبنان‪،‬‬
‫ص‪.39 :‬‬
‫((( را‪ ،‬شمس الدين‪ ،‬جالل‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.187 :‬‬
‫((( راج‪ ،‬شمس الدين‪ ،‬م‪ ،‬ن‪ ،‬ص ‪.190:‬‬

‫‪28‬‬
‫التراث التعليمي العربي‪ :‬إبراهيم فضل الله‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬التن�اظر بني الرتاث التعلييم العريب والنظريات احلديث�ة يف‬
‫تعليم اللغة الثاني�ة‬
‫يتناظــر املنهــج التعليمــي احلديــث مــع منهج الســاع الــذي كان ســائدً ا عند‬
‫العــرب يف العصــور األوىل؛ حيــث كان املعلــم يتلــو النــص‪ ،‬والطالــب يعيــد مــا‬
‫يســمع مــن معلمــه‪ ،‬ويكــرر ذلــك حتــى يتقــن نطــق املفــردات التــي يكررهــا‪،‬‬
‫ـتمر يف حلقــات تدريــس القــرآن الكريــم‬ ‫وهــذا املنهــج مل يندثــر كل ًّيــا؛ ألنــه مسـ ٌّ‬
‫يف املســاجد‪ ،‬وحلقــات التدريــس التــي تقــوم عــى طريقــة املشــافهة والســاع‪،‬‬
‫فيقــوم الطــاب بســاع معلمهــم وهــو يتلــو عليهــم القــرآن الكريــم‪ ،‬ومــن‬
‫ثــم يكــررون مــا ســمعوا مــن تــاوة القــرآن‪ ،‬وهــذا املنهــج نجــده هــو نفســه‬
‫تقري ًبــا يف التعليــم احلديــث للغــة الثانيــة؛ فتعليــم لغــة ثانيــة يعتمــد عــى اســتامع ‬
‫الطالــب إىل مفــردات اللغــة وتراكيبهــا‪ ،‬ومــن ثــم يقــوم بتكــرار مفــردات اللغــة‬
‫وتقليدهــا تدرجي ًّيــا حتــى يتكــون عنــده ســليقة لغويــة متكنــه مــن نطــق مفــردات‬
‫وتراكيــب اللغــة بشـ ٍ‬
‫ـكل ســلي ٍم(‪.)1‬‬
‫يســتمع الطالــب إىل النصــوص العربيــة املســجلة‪ ،‬ويعمــل عــى تقليــد مــا‬
‫ـكل ســليم‪ ،‬وهكــذا‬ ‫يســمع حتــى يتمكــن مــن نطــق املفــردات والرتاكيــب بشـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫بعيــد‪ ،‬ولكــن مــع تغــر ‬ ‫ٍ‬
‫زمــن‬ ‫نــرى أن املنهــج الســاعي نفســه يتكــرر منــذ‬
‫بســيط يف وســائل نقــل املعلومــات‪ ،‬ألن تطــور العــر أدى إىل والدة تقنيــات‬
‫ـدل مــن االســتامع إىل األســتاذ حــل االســتامع إىل (املسـ ِ‬
‫ـجل أ ًّيــا كان)‪،‬‬ ‫جديــدة‪ ،‬فبـ ً‬
‫ـدل مــن التــاوة أمــام األســتاذ واالســتامع إىل تصويباتــه‪ ،‬حــل تقليــد الطالــب‬ ‫وبـ ً‬
‫ملــا يســمع مــن (الــي دي‪ ،‬أو اليوتيــوب أو غــره) حتــى يتمكــن مــن إتقانــه؛‬
‫فاإلتقــان هــو اهلــدف األســاس للــدرس اللغــوي(‪.)2‬‬
‫ـح وســلي ٍم‪ ،‬ومــن ثــم يعيدهــا‬ ‫كان املعلــم يقــرأ اآليــة القرآنيــة بشـ ٍ‬
‫ـكل واضـ ٍ‬
‫ـح لرتســخ يف أذهاهنــم‪ ،‬وكانــت هــذه الطريقــة يف الســاع‬ ‫ـق صحيـ ٍ‬ ‫الصبيــة بنطـ ٍ‬
‫جتــري يف الــدروس التــي تعقــد يف املســاجد أو يف بيــوت العلــاء أو قصــور‬
‫اخللفــاء‪ ...‬إلــخ‪ ،‬وكان املعلــم يف هــذه الــدروس خيصــص يو ًمــا حمــد ًدا يف‬
‫األســبوع يعــرض فيــه الطــاب مــا حفظــوه عــى معلمهــم الــذي يقــوم بتصويب‬
‫ـردي‬
‫ـكل فـ ٍّ‬‫مــا يقــع فيــه هــؤالء الطــاب مــن أخطــاء‪ ،‬وكان جيــري الســاع بشـ ٍ‬
‫أو مجاعــي بحســب مــا يســمح عــدد الطــاب يف الصــف(‪ .)3‬ويبقــى الطالــب يف‬

‫((( را‪ ،‬هانديل‪ ،‬بيل‪ ،‬تعلم لغة جديدة برسعة وسهولة‪ ،‬تر‪ ،‬فايقة جرجس حنا‪ ،‬ط‪ ،2017 ،1‬مؤسسة‬
‫هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة ـ مرص‪ ،‬ص‪ 11:‬ـ ‪.12‬‬
‫((( را‪ ،‬شمس الدين‪ ،‬ج‪ ،1‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫((( را‪ ،‬الربايص‪ ،‬مفتاح يونس‪ ،‬املؤسسات التعليمية يف العرص العبايس األول‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.51 193 :‬‬

‫‪29‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مرحلــة الســاع حتــى حيفــظ القــرآن الكريــم كلــه‪ ،‬وتســمى هــذه املرحلــة (بختم‬
‫القــرآن)‪ ،‬وعندهــا يكــون قــد حصــل ملك ـ ًة لغوي ـ ًة متكنــه مــن حتقيــق اهلــدف‬
‫مــن وراء االســتامع وتكــرار املــادة املســتمعة‪ ،‬هــو تعويــد اللســان عــى اللفــظ‬
‫الصحيــح‪ ،‬والعمــل عــى تكويــن الســليقة اللغويــة (‪ ،)1‬وينتقــل بعدهــا إىل مرحلة‬
‫أعــى هــي معرفــة النحــو والــرف‪.‬‬
‫أـ السماع احلر يف الدرس احلديث‪:‬‬
‫ترتكــز املــدارس احلديثــة يف تعليــم اللغــة الثانيــة عــى قاعــدة رحيــل طالــب‬
‫اللغــة املســتهدفة إىل موطنهــا األصــي‪ ،‬والعيــش هنــاك وأخــذ اللغــة مشــافهة‬
‫عــن أهلهــا األصليــن‪ .‬فمــن يريــد أن يتعلــم اللغــة اإلنكليزيــة عــى ســبيل املثــال‬
‫يذهــب إىل بريطانيــا ويســكن عنــد عائلــة مــن عائالهتــا‪ ،‬ويعيــش معهــا مــدة مــن‬
‫الزمــن حتــى يتمكــن مــن نطــق اللغــة كــا ينطقهــا أهلهــا‪ ،‬وهيــدف هــذا املنهــج‬
‫التعليمــي احلديــث ليــس فقــط إىل اكتســاب اللغــة مــن موطنهــا األصــي‪ ،‬وإنــا ‬
‫هيــدف إىل اكتســاب ثقافــة اللغــة‪ ،‬وعــادات أهلهــا‪ ،‬وتقاليدهــم‪ .‬وهــذا يتناظــر‬
‫متا ًمــا مــع الــراث التعليمــي العــريب عندمــا كان العــريب يرحــل إىل البادية ملشــافهة‬
‫ٍ‬
‫ـجاعة‪ ،‬وكــر ٍم‪،‬‬ ‫أهلهــا وأخــذ اللغــة عنهــم‪ ،‬وتــرب العــادات البدويــة مــن شـ‬
‫وفروسـ ٍ‬
‫ـية‪ ،‬أي اكتســاب الثقافــة العربيــة البدويــة‪.‬‬
‫محصالت البحث‬
‫ـد واحـ ٍ‬
‫ـد‪ ،‬وال‬ ‫إن اكتســاب لغــة ثانيــة ليــس أمــرا هينًــا‪ ،‬والحقيقــة ذات بعـ ٍ‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫هــي جمــرد جمموعــة مــن خطــوات ســهلة يســر أن يؤدهيــا املتعلــم بنفســه‪ ،‬وال‬
‫يســتطيع أحــدٌ أن خيــرك كيــف تتعلــم لغـ ًة ثانيـ ًة مــن دون أن حتــاول أنــت حماولة‬
‫ـة يف قاعــات الــدرس‬ ‫حقيقيــة‪ ،‬وال يمكــن ألحــد أن يكتســب لغــة ثانيــة بطالقـ ٍ‬
‫ناجحــا عليــك أن تعتمــد عــى نفســك بنســبة‬ ‫ً‬ ‫فقــط‪ ،‬وإنــا لتعلــم لغــة ثانيــة تعلـ ًـا‬
‫عاليــه‪ ،‬ومــا قاعــات التدريــس ســوى مســاعد لــك يف طريقــك نحــو اكتســاب‬
‫لغــة ثانيــة‪ ،‬وهكــذا نســتنتج أن تعلــم لغــة ثانيــة هــي عمليــة مركبــة تتضمــن‬
‫عــد ًدا الحــد لــه مــن املتغــرات التــي تنتظــم يف نســيج واحــد لتؤثــر يف نجــاح‬
‫شــخص أو فشــله يف تعليــم لغــة ثانيــة(‪.)2‬‬

‫((( را‪ ،‬الطاهر‪ ،‬عيل جواد‪ ،‬أصول تدريس اللغة العربية‪ ،‬ط‪ ،1984 ،2‬دار االرائد العريب‪ ،‬بريوت ـ لبنان‪،‬‬
‫ص‪ 30:‬ـ‪.33‬‬
‫((( را‪ ،‬براون‪ ،‬ه‪ .‬دوجالس‪ ،‬أسس تعلم اللغة وتعليمها‪ ،‬ط‪ ،1994 ،1‬تر‪ ،‬عبده الراجحي‪ ،‬وعيل أمحد‬
‫شعبان‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنرش‪ ،‬بريوت ـ لبنان‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪30‬‬
‫التراث التعليمي العربي‪ :‬إبراهيم فضل الله‬

‫يرتكــز تعليــم اللغــة الثانيــة ومنهــا اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا عــى ‬
‫النظريــات احلديثــة يف تعليــم اللغــة‪ ،‬ويتــم ذلــك عــر اخلطــوات اآلتيــة‪:‬‬
‫‪1‬ـ يبــدأ نمــو الــكالم عنــد الطفــل الصغــر باالســتامع ً‬
‫أول‪ ،‬وبعدهــا‬
‫بالــكالم‪ ،‬ألن الفهــم يســبق الــكالم دائــا‪ ،‬وهــذا هــو النظــام الصحيــح يف تقديــم‬
‫املهــارات قــي اللغــة الثانيــة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ يعتمــد تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا عــى تكــرار املفــردات‬
‫مــرات كثــرة‪ ،‬وهــذا مــا يفعلــه الطفــل عندمــا يتعلــم لغتــه األم‪ ،‬فهــو يقــوم‬
‫بتكــرار املفــردات التــي يســمعها مــرات ومــرات‪ ،‬وهــو يــارس اللغــة كل الوقت‬
‫يف مرحلــة التعليــم‪ .‬وهــذا مــا ينبغــي أن نفعلــه حــن نتعلــم اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ينبغــي أن نكــون يف تعلــم اللغــة األجنبيــة كالطفــل الصغــر الــذي‬
‫يقلــد كل ٍ‬
‫يشء‪.‬‬
‫أول األصــوات املفــردة‪ ،‬والكلــات‪ ،‬فاجلمــل‪ ،‬وهــذا األســلوب‬ ‫‪4‬ـ نقلــد ً‬
‫الصحيــح لتعلــم لغــة أجنبيــة‪.‬‬
‫‪5‬ـ يســتمع الطفــل‪ ،‬ويتكلــم‪ ،‬وال يطمــح أحــد أن جيعلــه يقــرأ ويكتــب‪.‬‬
‫ألن القــراءة والكتابــة مراحــل متقدمــة يف النمــو اللغــوي‪ ،‬وهكــذا فــإن النظــام‬
‫يف تعليــم اللغــة األوىل والثانيــة‪ :‬هــو االســتامع‪ ،‬والــكالم‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬والكتابــة‪.‬‬
‫‪6‬ـ تعلمــت لغتــك األم مــن دون حاجــة إىل ترمجــة‪ ،‬وكذلــك ينبغــي أن‬
‫تتعلــم اللغــة الثانيــة‪.‬‬
‫‪7‬ـ يســتعمل الطفــل اللغــة مــن دون أن يتعلــم شــي ًئا مــن النحــو الشــكيل إذ‬
‫الخيــره أحــد شــي ًئا عــن األســاء‪ ،‬واألفعــال‪ ،‬وعــى ذلــك يتعلــم لغتــه يف إتقــان‪،‬‬
‫وعــى هــذا األســاس ال رضورة الســتخدام النحــو يف تعليــم اللغــة األجنبيــة(‪.)1‬‬

‫((( را‪ ،‬براون‪ ،‬ه‪ .‬دوجالس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.58 :‬‬

‫‪31‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املصادر واملراجع‬
‫‪1.1‬ابــن فــارس‪ ،‬أمحــد‪ ،‬الصاحبــي يف فقــه اللغــة العربيــة ومســائلها وســنن‬
‫العــرب يف كالمهــا‪ ،‬ط‪ ،1997 ،1‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت ـ لبنــان‪.‬‬
‫‪2.2‬ابــن منظــور‪ ،‬لســان العــرب‪ ،‬طبعــة جديــدة وحمققــة‪ ،‬ومصححــة‪،‬‬
‫وملونــة‪ ،‬اعتنــى بتصحيحهــا‪ :‬أمــن حممــد عبــد الوهــاب‪ ،‬وحممــد الصــادق‬
‫العبيــدي‪ ،‬ط‪ ،1997 ،2‬دار إحيـ�اء الـتراث العـ�ريب‪ ،‬بـيروت‪.‬‬
‫‪3.3‬ابــن النديــم‪ ،‬الفهرســت‪ ،‬الط‪ ،‬الت‪ ،‬املكتبــة التجاريــة الكــرى‪،‬‬
‫القاهـ�رة مـصر‪.‬‬
‫‪4.4‬أبــو زهــرة‪ ،‬اإلمــام حممــد‪ ،‬الشــافعي‪،‬حياته‪ ،‬عــره‪ ،‬آراؤه وفقهــه‪،‬الط‪،‬‬
‫‪ 1978‬دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة ـ مــر‪.‬‬
‫‪5.5‬أبــو عــي القــايل‪ ،‬األمــايل‪ ،‬ط‪ ،1976 ،1‬اهليئــة املرصيــة العامــة للكتاب‪،‬‬
‫القاهــرة ـ مرص‪.‬‬
‫‪6.6‬أنيــس‪ ،‬إبراهيــم‪ ،‬مــن أرسار اللغــة‪ ،‬ط‪ ،1966 ،3‬مكتبــة اإلنجلــو‬
‫املرصيــة‪ ،‬القاهــرة ـ مــر‪.‬‬
‫‪7.7‬بــر‪ ،‬كــال‪ ،‬التفكــر اللغــوي بــن القديــم واجلديــد‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬دار‬
‫غريــب‪ ،‬القاهــرة ـ مــر‪.‬‬
‫‪8.8‬بــراون‪ ،‬ه‪ .‬دوجــاس‪ ،‬أســس تعلــم اللغــة وتعليمهــا‪ ،‬ط‪،1994 ،1‬‬
‫تــر‪ ،‬عبــده الراجحــي‪ ،‬وعــي أمحــد شــعبان‪ ،‬دار النهضــة العربيــة للطباعــة‬
‫والنــر‪ ،‬بــروت ـ لبنــان‪.‬‬
‫‪9.9‬بروكلــان‪ ،‬كارل‪ ،‬تاريــخ الشــعوب اإلســامية‪ ،‬ترمجــة نبيــه أمــن ‬
‫فــارس‪ ،‬ومنــر بعلبكــي‪ ،‬ط‪ ،1984 ،1‬دار العلــم للماليــن‪ ،‬بــروت ـ‬
‫لبنــان‪.‬‬
‫‪1010‬بكــداش‪ ،‬كــال‪ ،‬علــم النفــس ومســائل اللغــة‪ ،‬ط‪،2002 ،1‬‬
‫دار الطليعــة‪ ،‬بــروت ـ لبنــان‪.‬‬
‫‪1111‬تشومســكي‪ ،‬نعــوم‪ ،‬آفــاق جديــدة يف دراســة اللغــة والعقــل‪،‬‬
‫تــر‪ ،‬عدنــان حســن‪ ،‬ط‪ ،2009 ،1‬دار احلــوارـ الالذقيــة ـ ســورية‪.‬‬
‫‪1212‬تيمــور‪ ،‬أمحــد باشــا‪ ،‬الســاع والقيــاس‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬دار‬
‫اآلفــاق العربيــة‪ ،‬القاهــرة ـ مــر‪.‬‬
‫‪1313‬احلــاج صالــح‪ ،‬عبــد الرمحــن‪ ،‬الســاع اللغــوي العلمــي عنــد‬
‫العــرب‪ ،‬ومفهــوم الفصاحــة‪ ،‬ط‪ ،2012 ،1‬موفــم للنــر‪ ،‬اجلزائــر‪.‬‬
‫‪1414‬الربــايص‪ ،‬مفتــاح يونــس‪ ،‬املؤسســات التعليميــة يف العــر‬
‫العبــايس األول‪ ،‬ط‪ ،2010 ،1‬جامعــة ‪ 7‬أكتوبــر‪ ،‬مرصاتــه‪ ،‬اجلامهرييــة‬
‫العظمـ�ى‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫التراث التعليمي العربي‪ :‬إبراهيم فضل الله‬

‫‪1515‬الزجاجــي‪ ،‬االيضــاح يف علــل النحــو‪ ،‬تــح‪ ،‬مــازن املبــارك‪،‬‬


‫ط‪ ،1996 ،6‬دار النفائــس ـ بــروت‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬عبد الرمحن جالل الدين‪:‬‬
‫‪1616‬تاريخ اخللفاء‪ ،‬ط ‪ ، 2013 ،2‬دار املنهاج‪ ،‬لبنان ‪.‬‬
‫‪1717‬املزهر يف علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬تح‪ ،‬جمموعة‪ ،‬ط‪،1986 ،1‬‬
‫املكتبة العرصية‪ ،‬صيدا ـ لبنان‪.‬‬
‫‪1818‬شمس الدين‪ ،‬جالل‪ ،‬علم اللغة النفيس‪ ،‬مناهجه ونظرياته‬
‫وقضاياه‪- ،‬القضايا‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬مؤسسة الثقافة اجلامعية للطباعة والنرش ‬
‫والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية ـ مرص‪.‬‬
‫‪1919‬ضيف‪ ،‬شوقي‪ ،‬املدارس النحوية‪ ،‬ط‪ ،1992 ،7‬دار املعارف‪،‬‬
‫القاهرة مرص‪.‬‬
‫‪2020‬الطاهر‪ ،‬عيل جواد‪ ،‬أصول تدريس اللغة العربية‪ ،‬ط‪،1984 ،2‬‬
‫دار االرائد العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪2121‬العازمي‪ ،‬موسى بن راشد‪ ،‬اللؤلؤ املكنون يف سرية النبي‬
‫املأمون‪ ،‬دراسة حمققة يف للسرية النبوية‪ ،‬ط‪ ،2013 ،1‬دار الصميعي للنرش ‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرياض ـ اململكة العربية السعودية‪ .‬‬
‫‪2222‬عالمة طالل‪،‬نشأة النحو العريب يف مدرستي البرصة والكوفة‪،‬‬
‫ط‪ ،1992 ،1‬دار الفكر اللبناين‪ ،‬بريوت ـ لبنان‪.‬‬
‫فضل اهلل‪ ،‬إبراهيم‪:‬‬
‫‪2323‬أضواء عىل أرسار البالغة العربية‪ ،‬جملة احلداثة‪ ،‬السنة احلادية‬
‫والعرشون‪ ،162 ،161 ،‬صيف‪ ،2014‬بريوت ـ لبنان‪.‬‬
‫‪2424‬احلركة والسكون منهج نقدي أديب مستنبط من الرتاث النقدي‬
‫العريب‪ ،‬جملة املرشق‪ ،‬ج‪ ،2019 ،1‬بريوت ـ لبنان‪.‬‬
‫‪2525‬علم النفس األديب مع نصوص تطبيقية‪ ،‬ط‪ ،2011 ،1‬دار‬
‫الفارايب‪ ،‬بريوت ـ لبنان‪.‬‬
‫‪2626‬جمموعة‪ ،‬تعليم العربية للناطقني بغريها‪ ،‬ط‪،2008 ،3‬جامعة أم‬
‫القرى ـاململكة السعودية‪.‬‬
‫‪2727‬موسى‪ ،‬سالمة‪ ،‬البالغة العرصية واللغة العربية‪ ،‬ط‪،2012 ،1‬‬
‫مؤسسة اهلنداوي للتعليم والثقافة القاهرة‪.‬‬
‫‪2828‬هانــديل‪ ،‬بيــل‪ ،‬تعلــم لغــة جديــدة برسعــة وســهولة‪ ،‬تــر‪ ،‬فايقــة‬
‫جرجــس حنــا‪ ،2017 ،‬مؤسســة هنــداوي للتعليــم والثقافــة‪ ،‬القاهــرة ـ‬
‫مــر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الربامج التفاعلية اإللكرتوني�ة ودورها يف تعليم اللغة العربي�ة‬
‫للناطقني بغريها‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬عائشة عبزية‬


‫(‪)1‬‬

‫جامعة عمار ثلييج باألغواط_ اجلزائر‬

‫* أستاذة التعليم العايل بجامعة عامر ثليجي باألغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ومديرة خمرب اللسانيات التداولية‬
‫قديم وحدي ًثا‪،‬‬
‫وحتليل اخلطاب هلا اهتاممات بتطبيق املناهج اللسانية احلديثة عىل املدونات العربية ً‬
‫وعىل وجه اخلصوص املنهجان‪ :‬الوظيفي والتداويل‪ ،‬ومعاين القرآن الكريم وقضايا الرتمجة‪،‬‬
‫اإلنجليزية والفرنسية‪ ،‬وتعليمية اللغة العربية يف املدارس العربية‪ ،‬وتعليم العربية للناطقني بغريها‪.‬‬
‫البرامج التفاعلية اإللكترونية‪ :‬عائشة عبيزة‬

‫امللخص‬
‫ٍ‬
‫كثــرة لتوســيع انتشــارها يف‬ ‫ٍ‬
‫جهــود‬ ‫مازالــت اللغــة العربيــة حتتــاج إىل‬
‫عــر العوملــة‪ ،‬وذلــك بتســخري الوســائل واإلمكانــات البرشيــة واملاديــة يف‬
‫حقــل التعليميــة عــى وجــه اخلصــوص‪ ،‬ومــن ضمــن هــذه اجلهــود التــي تعتمــد‬
‫تكنولوجيــا االتصــال مــع النظريــات التعليميــة التــي تتوفــر عــى عنــارص النجاح‬
‫الربامــج اإللكرتونيــة لتعليــم اللغــة يف أبعادهــا التواصليــة والتفاعليــة‪ ،‬وهــو‬
‫مــا يســعى إليــه هــذا البحــث الــذي يقــوم عــى دراســة «برنامــج العربيــة عــى‬
‫اإلنرتنــت» وهــو برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫(‪.)SEU Arabic for Non_native Speakers Program‬‬
‫وقــد تــم إنشــاؤه مــن قبــل اجلامعــة الســعودية اإللكرتونيــة عــى أسـ ٍ‬
‫ـاس‬
‫�د‪ ،‬موجـ�ه للناطقـين بغـير العربيـ�ة كأفـ�راد أو مؤسسـ�ات‬ ‫تطبيقـ�ي للتعليـ�م عـ�ن بعـ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ٍّ‬
‫ومعاهــد متخصصــة مــا يســتقي مــن جتربــة (‪ )Englishtown‬الرائــدة يف تعليــم‬
‫اإلنجليزيــة وتطبيقــه يف تعليــم العربيــة بخصوصياهتــا‪ ،‬ويقــوم عــى اســتضافة‬
‫الربنامــج وتشــغيله رشكــة (‪ )Rosetta Stone‬األمريكيــة الرائــدة يف جمــال تعليــم‬
‫اللغــات عــن بعـ ٍ‬
‫ـد‪.‬‬ ‫ُ‬

‫‪35‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تمهيد‬
‫التعليــم بوســاطة اإلنرتنــت ‪ )internet-based teaching( ‬مصطلــح حديــث‬
‫العهــد ظهــر عــى ســطح عــامل التعليــم ‪ ‬احلديــث مواك ًبــا لظهــور شــبكات‬
‫اإلنرتنــت وانتشــارها املذهــل يف التطبيقــات التعليميــة منــذ العقــد األخــر مــن‬
‫القــرن املــايض‪ .‬ثمــة ‪ ‬مصطلحــات كثــرة‪  ‬متناقلــة حتــاول وصــف هــذه الظاهــرة‬
‫التكنولوجيــة التعليميــة غــر املســبوقة‪ .‬منهــا التعليــم اإللكــروين (‪،)e-teaching‬‬
‫ح ْوســب (‪ ،) online teaching‬التعليــم ‪ ‬االفــرايض (�‪virtual teach‬‬ ‫التعليـمم‪  ‬ا ُمل َ‬
‫‪ ،)ing‬التعليــم ‪ ‬عــر اإلنرتنــت (‪ ،)Internet- based teaching‬التعليــم عــر الشــبكة‬
‫(‪ ،)Web-based teaching‬التعليــم ‪ ‬بوســاطة االتصــال عــر اإلنرتنــت (‪teaching via‬‬
‫‪ ،)computer-mediated communication‬ومــا شــابه ذلــك مــن املصطلحــات‪ .‬هــذه‬
‫املصطلحــات عــى تبايــن صياغتهــا توحــي وتشــر إىل مجيــع أنــواع األنشــطة‬
‫التعليميــة التــي يتــم تصميمهــا وتنظيمهــا وإيصاهلــا مــن خــال املواقــع الســيربية‬
‫مســتعينا بــا يطلــق عليــه «الشــبكات العنكبوتيــة» أو «شــبكات اإلنرتنــت»‪.‬‬
‫تســمى كل مــا يتعلــق هبــذه األنشــطة غال ًبــا بالتعليــم اإللكــروين‪ .‬وحتــى املعلــم‬
‫الــذي يقــدم درســه التعليمــي عــر شــبكة اإلنرتنــت يســمى«معلم إلكــروين»(‪.)1‬‬
‫وقــد توســع انتشــار مواقــع التعليــم اإللكــروين اخلاصــة بتعليــم اللغــات‬
‫األجنبيــة ‪-‬ومنهــا اللغــة العربيــة‪ -‬وتنوعــت تطبيقاهتــا‪ ،‬وهــو مــا جيعــل هــذا‬
‫النمــط مــن التعليــم مرحلــة تطوريــة مــن مراحــل تبليــغ وإيصــال املعلومــات‬
‫وكيفيـ�ات تدــاول املعرفـ�ة‪ .‬واهلــدف األســاس مــن تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫ٍ‬
‫تعليميــة‬ ‫ٍ‬
‫بيئــة‬ ‫للناطقــن بغريهــا مــن خــال املواقــع اإللكرتونيــة هــو إجيــاد‬
‫ـة‪ ،‬تــدار وفــق أنظمــةٍ‬
‫ـة وتدريبيـ ٍ‬
‫ـررات تعليميـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ـة شـ ٍ‬
‫ـاملة ذات مــواد ومقـ‬ ‫إلكرتونيـ ٍ‬
‫حتــاول املــزج بــن نتائــج البحــث اللســاين التطبيقــي وبــن املعطيــات املســتجدة‬
‫يف جمــال تقانــة التعليــم اإللكــروين التــي أصبحــت دائمــة التنــوع والتجــدد‪.‬‬

‫((( حممد إسامعيل نافع عاشور‪ ،‬فاعلية برنامح» ‪« moodle‬يف اكتساب مهارات ثالثي األبعاد لدى طلبة‬
‫تكنولوحيا التعليم باجلامعة اإلسالمية‪ ،‬بحث املاجسرت‪ ،‬كلية الرتبية اجلامعة اإلسالمية غزة‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.11‬‬

‫‪36‬‬
‫البرامج التفاعلية اإللكترونية‪ :‬عائشة عبيزة‬

‫‪1.1‬تعريف الربامج التفاعلية اإللكرتوني�ة‪:‬‬


‫لكــي نحــدد مصطلــح «الربامــج التفاعليــة اإللكرتونيــة» ينبغــي أن نحــدد‬
‫العنــارص التــي تتألــف منهــا وهــي التــي متثــل مقوماهتــا املفهوميــة‪ ،‬وذلــك عــى ‬
‫النحــو التــايل‪:‬‬
‫‪ 1 .1‬الربامج‪:‬‬
‫الربامــج مفردهــا «برنامــج»؛ وهــو جمموعــة اإلجــراءات املوضوعــة‬
‫ٍ‬
‫مقــررة‪ ،‬ويطلــق هــذا‬ ‫ٍ‬
‫فــرات‬ ‫ٍ‬
‫حمــددة يف‬ ‫ٍ‬
‫لسياســة‬ ‫ٍ‬
‫معينــة وف ًقــا‬ ‫ٍ‬
‫أنشــطة‬ ‫ألداء‬
‫حمــدد مــن املســتهلكني يف نشــاطٍ‬
‫ٍ‬ ‫املصطلح‪ ‬عــى الربامــج املوجهــة إىل عــددٍ‬
‫معــن‪ ،‬والربامج‪ ‬املتعلقــة بنظــام احلاســوب مبــارش ًة وتنقســم بدورهــا‬ ‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫تشــغيلية(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫إىل‪ ‬برامج‪ ‬قاعديــة وبرامــج‬
‫‪ 2 .1‬التفاعلية‪:‬‬
‫تعرف التفاعلية بأهنا‪« :‬تعني احلوار بني طريف املوقف التعليمي(املتعلم‬
‫والربنامج)‪ ،‬ويتم التفاعل بني املستخدم والعرض‪ ،‬من خالل واجهة املستخدم التي‬
‫جيب أن تكون سهل ًة؛ حيث جتذب انتباه املستخدم فيسري يف املحتوى ويتلقى تغذي ًة‬
‫راجع ًة‪ ،‬ويبحر يف العرض ليكتشف ويتواصل بنفسه إىل املعلومات التي يرغبها»(‪.)2‬‬
‫كــا يعــرف مصطلــح تفاعــي عــى أنــه‪« :‬التفاعــل النشــط يف الــدرس‬
‫والتحكــم يف التتابــع التعليمــي للربنامــج الــدرايس؛ وذلــك مــن خــال‬
‫ـي‬ ‫ٍ‬
‫االســتجابات الصــادرة مــن املتعلــم نحــو املعلومــات املعطــاة‪ ،‬وحــوار تواصـ ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـي‪ ،‬حيــث يمكــن التكيــف‬ ‫وتأثــر متبــادل بــن متعلـ ٍم وبرنامــج إلكـ ٍّ‬
‫ـروين تعليمـ ٍّ‬
‫مــع حاجــات املتعلمــن واالســتجابة هلــم‪ ،‬وإعطائهــم درجــ ًة مــن احلريــة‬
‫املناســبة للتحكــم يف التعليــم واملشــاركة النشــطة يف التعليــم وبنــاء املعلومــات(‪.)3‬‬
‫‪ 3 .1‬اإللكرتوين‪:‬‬
‫ويطلــق هــذا املصطلــح عــى كل مــا يتعلــق بالتدقيــق واالســتيفاء جلزئيــات‬
‫األشــياء كونــه ينســب ملــادة اإللكــرون إلجــراء أدق العمليــات وبــأرسع وقــت‬

‫((( معجم املعاين‪ ،‬موقع ‪/ar-ar/dict/ar/com.almaany.www//:https‬ا‪/‬‬


‫((( نــادر شــمي وســامح إســاعيل‪ ،‬مقدمــة يف تقنيــات التعليــم‪ .‬دار الفكــر‪ ،‬اململكــة األردنيــة‬
‫عــان‪ ،2008.‬ص‪.273‬‬
‫((( عبد احلميد زيتون‪ ،‬تكنولوجيا التعليمي عرص املعلومات واالتصاالت‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬‬
‫مجهورية مرص العربية‪ ،‬ط‪ ،2002.،1‬ص‪.5‬‬

‫‪37‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ممكــن(‪ ،)1‬ومــن أهــم أشــكاله مــا يقــوم عــى اســتعامل احلواســيب باعتبارهــا‬
‫«أهــم الوســائط التــي متــزج الصــوت والصــورة والكتابــة»‪.‬‬
‫ومــن هنــا يمكننــا تعريــف الربامــج التفاعليــة اإللكرتونيــة عــى أهنــا‪:‬‬
‫«ذلــك النــوع مــن التعليــم الــذي يقــوم عــى احلاســوب ‪-‬أو اهلاتــف الذكــي أو‬
‫ـية خمصصـ ٍ‬
‫ـة هلــذا‬ ‫اللــوح اإللكــروين‪ -‬يف تعليــم الفــرد مــن خــال برامــج تدريسـ ٍ‬
‫ـذ حســب قدرتــه واســتعداداته وســعة‬ ‫الغــرض؛ وذلــك حتــى يتعلــم كل تلميـ ٍ‬
‫تعليمــه‪ ،‬ليصــل يف النهايــة إىل حتقيــق األهــداف املحــددة ســل ًفا»(‪ .)2‬ويقــوم هــذا‬
‫النــوع مــن الربامــج التعليميــة عــى التعــاون بــن مربجمــي احلاســوب الذيــن‬
‫يتحكمــون بســلوك احلاســوب‪ ،‬ومربجمــي التعليــم (الرتبيــة) الذيــن يتحكمــون‬
‫بســلوك الذيــن يتعلمــون مــن احلاســوب تعلـ ًـا ذات ًّيــا‪ ،‬وفــق رسعاهتــم الذاتيــة‪،‬‬
‫وأحيانًــا وفــق حاجاهتــم مــن الزمــان واملــكان ومســتوى التحصيــل الســابق‪،‬‬
‫إضاف ـ ًة إىل فريــق عمــل يف املــادة الدراســية واإلخــراج(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬الربنامــج التفاعلــي اإللكــروين لتعليــم العربيــ�ة للناطقــن‬
‫بغريهــا‪:‬‬
‫ يقــوم هــذا الربنامــج عــى أربــع مراحــل أساسـ ٍ‬
‫ـية‪ ،‬تبــدأ مــع مبــارشة‬
‫التعليــم عــن طريــق تســجيل الدخــول والتواصــل مــع حمتــوى الربنامــج عــن‬
‫طريــق اإلنرتنــت‪ ،‬وذلــك وفــق اخلطــوات اآلتيــة‪:‬‬

‫املخطط (‪)1‬‬

‫((( معجم املعاين‪.‬‬


‫((( حســن زيتــون‪ ،‬رؤيــة جديــدة يف التعليــم اإللكــروين املفهــوم‪ ،‬القضايــا‪ ،‬التطبيــق‪ ،‬التقويــم‪.‬‬
‫مكتبــة الرشــد‪ ،‬الريــاض‪ .2004 ،‬ص‪.119‬‬
‫((( فخــر الديــن القــا‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة املربمــج باحلاســوب‪ .‬نــدوة اللغــة العربيــة والتعليــم‪،‬‬
‫مطبوعــات جممــع اللغــة العربيــة بدمشــق‪.2000 .‬ص ‪.318‬‬

‫‪38‬‬
‫البرامج التفاعلية اإللكترونية‪ :‬عائشة عبيزة‬

‫‪ 1.2‬محتوى الربنامج‪:‬‬
‫يركــز عــى مســتويات اللغــة العربيــة الفصحــى املعــارصة‪ ،‬انطال ًقــا مــن‬
‫ٍ‬
‫بوض��وح م��ع اعتبـ�ار احلــركات (قصــرة‬ ‫املستــوى الصـ�ويت بتحقي��ق األص��وات‬
‫وطويلــة)‪ ،‬وعــى املســتوى الــريف واملعجمــي يعــرض الكلــات مــن املعجــم‬
‫املســتعمل (كلــات متداولــة يف البيئــة العربيــة املعــارصة)‪ ،‬أمــا عــى املســتوى‬
‫الرتكيبــي فيعتمــد املنهــج الســياقي بأشــكاله‪ :‬اللغــوي واملقامــي والثقــايف‪.‬‬
‫ملــف‬
‫ٍّ‬ ‫والربنامــج يقــوم عــى تقنيــة الصــوت والصــورة ويضــم‪1200‬‬
‫ٍ‬
‫تعليميــة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫صــورة‬ ‫يت و(‪)6320‬‬ ‫صــو ٍّ‬
‫‪ 2.2‬عمل الربنامج‪:‬‬
‫يقــوم عــى حتقيــق مبــدأ التفاعــل بــن املتلقــي واألشــكال اللغويــة؛ وذلــك‬
‫بالرتكيــز عــى املهــارات (االسـ�تامع _ الــكالم _القــراءة _ الكتابــة)‪ ،‬والعنــارص‬
‫(األصــوات_ املفــردات_ الرتاكيــب)‪ ،‬مــع اســتخدام املثــرات الســمعية‬
‫والبرصيــة‪ ،‬ويتــم العــرض بطريقــة التــدرج يف تقديــم املســتويات اللغويــة‪.‬‬
‫‪ 3 .2‬أسس الربنامج‪:‬‬
‫هــذا الربنامــج اإللكــروين يعتمــد عــى تقنيــات العرض(الســمعي‪ ،‬‬
‫البــري)‪ ،‬ويســتند يف تقســيم املســتويات الدراســية إىل اإلطــار األوريب املرجعــي‬
‫املشــرك للغــات‪ .‬ومــن خــال اســتخدام الصــور وامللفــات الصوتيــة وبعــض‬
‫الفيديوهــات التــي تســاعد املتعلــم ‪-‬الــذي يعــد فيهــا حمــور العمليــة التعليميــة‪-‬‬
‫عــى االســتامع إليهــا ونطقهــا وقراءهتــا وكتابتهــا الكتســاب املهــارات اللغويــة‬
‫عــن طريــق التعلــم التفاعــي‪ ،‬مــع إضفــاء عنــر التشــويق ليتفاعــل املتعلــم‬
‫يب‪.‬‬ ‫بالتواصــل مــع اللغــة العربيــة عــى نحـ ٍ‬
‫ـو إجيــا ٍّ‬
‫‪ 4 .2‬االختب�ار والتقويم‪:‬‬
‫ يعــد التقويــم أهــم مرحلــة يف الربامــج التعليميــة؛ ذلــك ألنــه يرتبــط‬
‫بعمليــة تفســر املعلومــات وإصــدار أحــكام عليهــا‪ ،‬وتصبــح هــذه املعلومــات‬
‫ذات معنــى‪ ،‬وأهنــا تعكــس شــي ًئا بقيمتــه وثمنــه‪ ،‬وإصــدار أحــكام عــى إجابــات‬
‫املتعلمــن وتعديــل اجلوانــب الســلبية(‪ )1‬وهــذا أهــم مــا يف التقويــم‪.‬‬

‫((( مصطفى حسني باهي‪.‬البحث العلمي وأدوات التقويم‪ .‬مكتبة األنجلوـ مرصيةـ القاهرة‪.2015.‬‬
‫ص‪.117‬‬

‫‪39‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ويقــول «بولســون»‪« :‬التقويــم هــو عمليــة فحــص أحــداث وموضوعــات‬


‫ٍ‬
‫حمددة بغرض اختاذ القرارات»(‪ .)1‬‬ ‫ٍ‬
‫قيمية‬ ‫معينة يف ضوء معايري‬
‫أيضــا بأنــه‪« :‬عملي ـ ٌة منظم ـ ٌة يتــم مــن خالهلــا حتديــد مــدى‬
‫كــا يعــرف ً‬
‫حتقيــق األهــداف» ‪ ،‬والتقويــم عمليــة اســتخدام املعلومــات التــي يوفرهــا‬
‫(‪)2‬‬

‫القيــاس بغيــة إصــدار حكــم عــى مــدى حتقيــق األهــداف(‪.)3‬‬


‫ويقــوم برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا موضــوع هــذا‬
‫البحــث عــى ثــاث مراحــل مــن حتديــد الكفــاءات اللغويــة حتتــاج إىل إعــادة‬
‫النظــر باعتبارهــا تقوم عــى التصنيــف املثــايل ( التصنيــف والتحصيــل والكفاية)‪،‬‬
‫وتتمثــل اختبــارات الربنامــج فيــا يــي‪:‬‬
‫تصنيفي لتحديد مستوى الطالب‪ .‬‬‫ٌّ‬ ‫‪-‬اختبار‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫تعليمية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مرحلة‬ ‫‪-‬اختبارات حتصيلي ٌة‪ ‬يف هناية كل‬
‫ٌ‬
‫‪-‬اختبار الكفاية‪  ‬يف املستويات املتقدمة‪.‬‬
‫وكل اختبــار مــن هــذه الثالثــة تنــدرج ضمنــه عنــارص مكملــة العتبــارات‬
‫تتعلــق بــا يــي‪:‬‬
‫‪ -‬ثقافة املتعلم (الناطق بغري العربية)‪.‬‬
‫‪ -‬املستوى التعليمي يف اللغة األم‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة التي تتناول الربنامج ( فردي أو عىل مستوى املؤسسة)‪.‬‬
‫‪ -‬البيئة التي يتم فيها التفاعل مع الربنامج‪ .‬‬
‫وفيــا يــي خمطــط اختبــار حتديــد املســتوى وتعــدد أشــكاله بحســب املراحل‬
‫ـدي مــن مرحلــة املبتــدئ إىل مرحلــة املتوســط املرتفــع‪،‬‬
‫ـكل تصاعـ ٍّ‬‫التــي تســر بشـ ٍ‬
‫هــذه االختبــارات التــي يتــم تطبيقهــا يف الربنامــج اإللكرتوين‪:‬‬

‫((( نفسه‪ .‬ص ‪.117‬‬


‫((( نفسه‪ .‬ص ‪.112‬‬
‫((( عبد احلميد العباين‪ .‬علم النفس الرتبوي‪ .‬دار النرش للتوزيع‪.‬عامن‪ .‬ط‪ .2008 .4‬ص ‪.245‬‬

‫‪40‬‬
‫البرامج التفاعلية اإللكترونية‪ :‬عائشة عبيزة‬

‫املخطط(‪)2‬‬

‫‪ 5 .2‬مستويات الربنامج‪:‬‬
‫‪ 1 .5 .2‬املستوى التمهيدي (املدخل الصويت)‪.‬‬
‫عرضــا تفصيل ًّيــا ألصــوات العربيــة ونطقهــا‬
‫ويتضمــن هــذا املســتوى ً‬
‫مــع احلــركات الطويلــة والقصــرة‪ ،‬واحلــروف العربيــة وأشــكاهلا الكتابيــة‬
‫منفصلــة ومتصلــة يف أول الكلمــة ووســطها وآخرهــا‪ ،‬مــع الرتكيــز عــى الظواهر‬
‫الصوتيــة مثــل الشــدة والتنويــن‪ ،‬مــع تقديــم هــذه األصــوات واحلــروف‬
‫والظواهــر ضمــن معجــم مــن األلفــاظ الدالــة عليهــا‪ ،‬واســتخدام الصــور‬
‫وامللفــات الصوتيــة وبعــض الفيديوهــات التــي تســاعد املتعلــم عــى االســتامع‬
‫إليهـ�ا ونطقهـ�ا وقراءهتـ�ا وكتابتهـ�ا‪.‬‬

‫‪ 2 .5 .2‬الربنامج الرئييس‪:‬‬
‫يتضمــن الربنامــج ســتة عــر مســتوى تعليم ًّيــا؛ موزعــ ًة عــى ســت‬
‫مراحــل متثلــت يف مرحلــة املبتــدئ التــي تتكــون مــن املســتويات‪ :‬األول والثــاين‬
‫والثالــث‪ ،‬ومرحلــة األســايس التــي تتكــون مــن املســتويات‪ :‬الرابــع واخلامــس‬
‫والســادس‪ ،‬ومرحلــة املتوســط التــي تتكــون مــن املســتويات‪ :‬الســابع والثامــن‬
‫والتاســع‪ ،‬ومرحلــة املتوســط املرتفــع التــي تتكــون مــن املســتويات‪ :‬العــارش‬
‫واحلــادي عــر والثــاين عــر‪ ،‬ومرحلــة املتقــدم التــي تتكــون مــن املســتويات‬
‫الثالــث عــر والربــع عــر واخلامــس عــر‪ ،‬ومرحلــة املتقــدم املرتفــع التــي‬

‫‪41‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تتكــون مــن املســتوى الســادس عــر‪ ،‬ويمنــح مــن جيتــاز الربنامــج بنجــاح‬
‫شـ�هادة الكفايـ�ة يف اللغـ�ة العربيـ�ة لغـير الناطقـين هبـ�ا‪.‬‬
‫ويتضمــن كل مســتوى يف الربنامــج ســت وحــدات‪ ،‬وتشــتمل كل وحـ ٍ‬
‫ـدة‬
‫ٍ‬
‫درس مــن املكونــات اآلتيــة‪ :‬كــا هــو‬ ‫ـة‪ ،‬ويتكــون كل‬ ‫دروس تعليميـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫عــى أربعــة‬
‫مبــن يف املخطــط(‪:)03‬‬
‫‪1 .1‬فيديــو االســتامع الرئيــي‪ :‬حيتــوي عــى(‪ )796 ‬فيديــو ويمثــل مواقــف‬
‫حياتيـ�ة متنوعـ�ة ومدتـ�ه مـ�ن دقيقـ�ة إىل ثـلاث دقائـ�ق‪.‬‬
‫ً‬
‫ومثــال عليهــا وصــور ًة‬ ‫‪2 .2‬املفردات‪ :‬وتتضمــن الكلمــة ومعناهــا‬
‫توضيحيـ� ًة هلـ�ا وتتبعهـ�ا جمموعـ�ة مـ�ن التدريبـ�ات املتنوعـ�ة‪.‬‬
‫‪3 .3‬األنـماط والرتاكيب‪ :‬ويركــز الربنامــج عــى تقديــم القواعــد الوظيفيــة‬
‫مــن خــال األنــاط والرتاكيــب والتدريبــات التفاعليــة املتنوعــة عليهــا‬
‫املسـ�تمدة مـ�ن املواقـ�ف احلياتيـ�ة‪.‬‬
‫‪4 .4‬القراءة‪ :‬ويتضمــن الربنامــج جمموعــة مــن النصــوص القرائيــة اهلادفــة‬
‫واملفــردات التــي تســاعد الطالــب يف فهــم النصــوص والتعــرف عــى الرموز‬
‫صحيحــا‪ ،‬واســتخراج األفــكار العامــة واجلزئيــة‪ ،‬وفهــم‬ ‫ً‬ ‫ونطقهــا نط ًقــا‬
‫نصــا قرائ ًّيــا مســمو ًعا‪،‬‬
‫معنــى الكلمــة باســتخدام الســياق‪ .‬كــا تتضمــن ًّ‬
‫وعــى الطالــب إعــادة قراءتــه مــع إمكانيــة التســجيل بصوتــه‪ ،‬ويتبعــه عــدد‬
‫مـ�ن التدريبـ�ات املتنوعـ�ة عليـ�ه‪.‬‬
‫‪5 .5‬املحادثة‪ :‬وتتضمــن تدريبــات عــدة للمحادثــة حســب مســتوى‬
‫الطالــب بــد ًءا مــن التعريــف بالــذات وبعــض األســئلة واجلمــل القصــرة‬
‫إىل مســتويات أعــى؛ حيــث يطلــب فيــه إىل املتعلــم التحــدث يف موضــوع‬
‫حمــدد وفــق النتــاج‪ ،‬مــع إمكانيــة التســجيل بصوتــه‪ ،‬وتتضمــن –كذلــك‪-‬‬
‫ٍ‬
‫حمـ�دد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫شـ�خص يف موضـ�و ٍع‬ ‫حـ�وارا مـ�ع‬ ‫رشيطـ�ا تعليم ًّيـ�ا جيـ�ري فيـ�ه املتعلـ�م‬
‫ً‬
‫‪6 .6‬الكتابة‪ :‬وتتضمــن تدريبــات كتابيــة خمتلفــة حســب مســتوى الطالــب‬
‫بــد ًءا بالبنــاء البســيط للجملــة إىل الفقــرة‪ ،‬ثــم إىل الكتابــة يف موضــو ٍع‬
‫ٍ‬
‫حمــدد وفــق النتــاج‪ .‬ويســمح الربنامــج للطالــب بالكتابــة حيــث يبــدأ‬
‫برســم احلــروف وكتابــة الكلــات وترتيــب الرمــوز اخلطيــة ووضعهــا يف‬
‫ٍ‬
‫ببعــض‪ ،‬وترتيــب األفــكار واملعلومــات‬ ‫مجــل وفقــرات‪ ،‬وربــط بعضهــا‬
‫والرتقيـ�م‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تدريــب‪ ،‬تدريبــات عامــة عــى مجيــع‬ ‫‪7 .7‬التدريبــات‪ :‬تصــل إىل ‪10076‬‬

‫‪42‬‬
‫البرامج التفاعلية اإللكترونية‪ :‬عائشة عبيزة‬

‫املهــارات والعنــارص اللغويــة‪ ،‬وتتضمــن عــد ًدا مــن التدريبــات مــن مثــل‪:‬‬
‫اختيــار مــن متعــدد‪ ،‬صــح أم خطــأ‪ ،‬إعــادة ترتيــب‪ ،‬صحــح األخطــاء‪ ،‬صــل‬
‫بــن‪ ،‬مــلء الفــراغ… إلــخ‪.‬‬

‫املخطط(‪)3‬‬

‫‪ .3‬خصائص برنامج تعليم اللغة العربي�ة لغري الناطقني بها‪:‬‬


‫إن مــن عنــارص نجــاح التعليــم التفاعــي اإللكــروين أنــه يقــوم عــى ‬
‫ـة حتقــق مــن خالهلــا أغلــب األهــداف التعليميــة‪ ،‬وذلــك‬ ‫ـة وتقنيـ ٍ‬
‫ـس علميـ ٍ‬
‫أسـ ٍ‬
‫ألهنــا «متــزج الصــوت والصــورة والكتابــة‪ ،‬وهدفهــا جتــاوز الطــرق التعليميــة‬
‫التقليديــة القائمــة عــى التلقــن والتحفيــظ والتســميع‪ ،‬يف نقــل املعرفــة واقــراح‬
‫بديلــة مــن خــال اســتغالل قــدرات احلاســوب‪ ،‬الــيء الــذي أدى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫طــرق‬
‫ٍ‬
‫تعليميــة‪ ،‬تتامشــى مــع النظريــات البيداغوجيــة‬ ‫ٍ‬
‫حاســوبية‬ ‫إىل إعــداد برامــج‬
‫والتعليميــة الراهنــة» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ولذلــك نجــد هــذا الربنامــج الــذي قدمتــه اجلامعــة الســعودية يعتمــد عــى ‬
‫ٍ‬
‫أساســية إلنجــاح العمليــة التعليميــة وهــو خيضــع للتغيــر مــن‬ ‫عــدة عنــارص‬
‫حـ ٍ‬
‫ـن إىل آخــر‪.‬‬
‫ٌ‬
‫متكامــل يقــدم سلســل ًة تعليميــ ًة‬ ‫ٌ‬
‫شــامل‬ ‫يت‬
‫تعليمــي ذا ٌّ‬
‫ٌّ‬ ‫برنامــج‬
‫ٌ‬ ‫‪1.1‬هــو‬
‫متطــور ًة مــع اختباراهتــا التصنيفيــة والقياســية‪.‬‬
‫‪2.2‬يقدم لغ ًة عربي ًة فصيح ًة معارصةً‪.‬‬
‫‪3.3‬موج ٌه إىل الراشدين من غري الناطقني بالعربية‪.‬‬
‫((( إبراهيم مهديوي‪ ،‬اللسانيات احلاسوبية‪ :‬رقمنة اللغة العربية ورهان جمتمع املعرفة‪ ،‬موقع‬
‫ألوكة‪.12:00 .2016/11/16.‬‬

‫‪43‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪4.4‬يضــع ضمــن أهدافــه التواصــل احلضــاري والثقــايف الــذي حيتــاج إىل‬


‫ـل أساسـ ٍ‬
‫ـية‪.‬‬ ‫اللغــة كوســيلة تواصـ ٍ‬

‫‪ .4‬ممزيات التعليم اإللكرتوين التفاعلي‪ :‬‬


‫بعضــا مــن الدوافــع التــي أدت إىل حتفيــز‬
‫ويمكــن أن نذكــر يف هــذا الســياق ً‬
‫التوجــه اجتــاه هــذا املنحــى التعليمــي اإللكــروين ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪1.1‬يوفــر التعليــم اإللكــروين املفتــوح للمتعلــم حري ـ ًة واســع ًة للتعلــم يف‬


‫الزم��ان وامل��كان واملحت��وى‪.‬‬
‫‪2.2‬يتيح له إمكانية التفاعل النشط مع املحتوى‪.‬‬
‫‪ 3.3‬يتيــح لــه إمكانيــة إمتــام التعلــم بالرسعــة التــي تناســب ظروفــه‬
‫وقدراتــه‪.‬‬
‫‪4.4‬يوفر له املنهج ويتيح له استمرارية الوصول إليه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ومرنــة تدفعــه إىل‬ ‫ٍ‬
‫جذابــة‬ ‫ٍ‬
‫تفاعليــة‬ ‫ٍ‬
‫بطــرق‬ ‫‪ 5.5‬يتيــح لــه ممارســة التعلــم‬
‫التشـ�ارك وتطويـ�ر املهـ�ارات اللغويـ�ة والقـ�درات املعرفيـ�ة‪.‬‬
‫‪ 6.6‬تكلفــة التعليــم اإللكــروين أقــل مــن التعليــم التقليــدي الــذي يتطلــب‬
‫رسـ�وم السـ�فر واملحـ�ارضات وجهـ�ا لوجـ ٍ‬
‫�ه وتعقيـ�دات اإلقامـ�ة واالنتقـ�ال‪.‬‬ ‫ً‬
‫ـدة للمعلمــن؛ وذلــك مــن خــال الفصــول‬ ‫ـل جديـ ٍ‬‫‪7.7‬فتــح فــرص عمـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫منصــب للعمــل ) يف الســنوات القادمــة‪.‬‬ ‫االفرتاضيــة (نحــو ‪10000‬‬
‫ٍ‬
‫ومتــدرج عــى ‬ ‫مســتمر‬
‫ٍّ‬ ‫ٍِ‬
‫بشــكل‬ ‫‪8.8‬تقديــم مــواد تعلــم اللغــة العربيــة‬
‫ٍ‬
‫حمــددة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مســتويات‬
‫ـوقة مسـ ٍ‬
‫ـتعينة بالوســائط‬ ‫ـة مشـ ٍ‬
‫‪9.9‬تقديــم مــواد تعليــم اللغــة العربيــة بطريقـ ٍ‬
‫اإليضاحيــة املتنوعــة‪.‬‬
‫‪ 1010‬اســتخدام الوســائط املتعــددة التــي تدمــج النــص أو املــادة بالرســم‬
‫والصــورة واحلركــة والصــوت والفيديــو‪ ،‬وباســتخدام تقنيــة النــص‬
‫التشــعبي والوســائط التشــعبية؛ ممــا جيعــل التعليــم اإللكــروين للغــة العربيــة‬
‫أكثــر تشــوي ًقا‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬حسن حسني زيتون‪ ،‬رؤية جديدة يف التعليم «التعلم اإللكرتوين»‪ :‬املفهوم‪ ،‬القضايا‪ ،‬التطبيق‪،‬‬
‫التقييم‪ .‬الدار الصولتیة للرتبية‪ ،‬الرياض‪ .2005 ،‬ص ‪.23،24‬‬

‫‪44‬‬
‫البرامج التفاعلية اإللكترونية‪ :‬عائشة عبيزة‬

‫‪ 1111‬تقــدم املواقــع والربامــج اإللكرتونيــة مــا يقــوم بــه املتعلــم مســتواه‬


‫اللغــوي‪ .‬اختبــار اللغــة العربيــة املحوســب ‪-‬جما ًنــا كان أم بالرســوم‪ -‬عــى ‬
‫خمتلــف العنــارص واملهــارات اللغويــة يمكــن أن تلبــي احتياجــات املتعلــم‬
‫لتقويــم مســتواه؛ ألنــه مــن الطبيعــي أن حيــرص متعلــم اللغــة عــى معرفــة‬
‫ٍ‬
‫بفــرة مــن التعلــم‪ .‬هلــذا الســبب أصبحــت املواقــع‬ ‫مســتواه بعــد أن مــر‬
‫التــي توفــر اختبــارات اللغــة العربيــة مثــل صفحــة «اختــر نفســك» مــن‬
‫موقــع العربيــة للجميــع(‪  )1‬مشــوقة ومشــهورة‪  .‬‬
‫والتعليــم بوســاطة اإلنرتنــت عــى مــا ســبق ذكــره ال يتــم إال مــن خــال‬
‫التــآزر التفاعــي بــن املتعلــم والتكنولوجيــا واملــواد التعليميــة‪ .‬لــذا يســتند‬
‫العاملــون يف هــذا املجــال إىل املبــدأ التعليمــي واملبــدأ التكنولوجــي عــى حــدٍّ‬
‫ســواء‪.‬‬
‫أمــا االجتــاه التكنولوجــي فيتعلــق باالســتفادة مــن شــبكات اإلنرتنــت‬
‫واألجهــزة التــي يتــم مــن خالهلــا توفــر املــواد التعليميــة واالســتفادة منهــا‬
‫مثــل الكمبيوتــر واهلواتــف النقالــة‪ .‬وأمــا االجتــاه التعليمــي فيتعلــق باملــواد‬
‫التعليميــة واختيارهــا وتنظيمهــا وتقديمهــا‪ ،‬وكيــف يتعلــم منهــا املتعلــم وينمــي‬
‫هبــا مهاراتــه‪ .‬هبــذا التــآزر التعليمــي التكنولوجــي يتطــور التعليــم املحوســب‬
‫وزادت جــدواه بتطــور الوســائط املتعــددة التــي تدمــج النــص بالرســم والصورة‬
‫واحلركــة والصــوت والفيديــو‪ ،‬وباســتخدام تقنيــة النــص التشــعبي والوســائط‬
‫التشــعبية‪ ،‬وهــو مــا يســاعد عــى التعلــم الفعــال يســهل مــن خاللــه الفهــم‬
‫واالســتيعات والتذكــر واالســتنتاج(‪.)2‬‬
‫اخلاتمة‪:‬‬
‫إن توســيع اســتعامل اللغــة العربيــة عامل ًّيــا يتطلــب تضافــر اجلهــود وتكثيــف‬
‫وأيضــا‬
‫املشــاريع التطبيقيــة‪ ،‬واســتغالل الوســائل والوســائط اإللكرتونيــة‪ً ،‬‬
‫اســتثامر تكنولوجيــا االتصــال ومــا تقدمــه مــن خدمــات ومــا توفــره مــن جهــدٍ‬
‫خاصــ ًة عــى الصعيــد التعليمــي‪ ،‬مــع االهتــام أكثــر بتعليميــة اللغــة العربيــة‬
‫وفــق خصائصهــا ومميزاهتــا باعتبارهــا لغــة القــرآن التــي حافظــت عــى بنيتهــا‬
‫عــر قــرون كــا حافظــت عــى خاصيــة التواصــل إىل يومنــا هــذا‪ ،‬وســتحافظ‬
‫يف املســتقبل لكــن تطويرهــا ومواكبتهــا حلاجيــات العــر ال يكــون دون جهــود‬

‫وصفحة «مترين يومي» من موقع اجلزيرة لتعلم‬ ‫ينظر‪ar/self-exam/net.arabicforall//:http :‬‬ ‫(((‬


‫‪http://learning.aljazeera.net/dailytraining‬‬ ‫العربية‪ ،‬‬
‫نموذجــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫((( أمحــد عمــر املختــار‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة عــر اإلنرتنــت موقــع اجلزيــرة لتعلــم العربيــة‬
‫ســجل املؤمتــر الــدويل الثــاين عــن جتربــة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،2014 ،‬ص ‪.331‬‬

‫‪45‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أبنائهــا‪.‬‬
‫ولعــل مــن أهــم املشــاريع التــي ســيطرت مؤخـ ًـرا يف حقــل تعليميــة اللغــة‬
‫ـامي حتت‬ ‫ـر إسـ ٍّ‬ ‫العربيــة للناطقــن بغريهــا تلــك التــي اعتمــدت يف أكثــر مــن قطـ ٍ‬
‫مســمى مواقــع أو برامــج اإللكرتونيــة تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وهــي‬
‫مشــاريع جــادة اســتثمرت جهــود املتخصصــن يف اللغــة العربيــة والتعليميــة‬
‫مــع االســتفادة مــن خــرات ختصصــات الربجمــة واإللكرتونيــات التــي قدمــت‬
‫الوســائل والوســائط طل ًبــا الختصــار الوقــت واجلهــد مــع حتقيــق اهلــدف‬
‫ـا يف تعليــم جيــد وفعــال للغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا مــن‬ ‫األســمى متمثـ ً‬
‫العــرب املهاجريــن الــذي اكتســبوا لغــة البــاد التــي نشــأوا فيهــا‪ ،‬واألعاجــم‬
‫الذيــن تربطهــم بالعربيــة حاجــات معينــة كاإلســام‪ ،‬وهــذه الفئــة مهم ـ ٌة جــدًّ ا‬
‫نظــرا للعربيــة التــي تســتهدفها (لغــة القــرآن) أو التجــارة والسياســة والتاريــخ‪.‬‬
‫ومهــا كان الســبب يف طلــب تعلــم العربيــة ينبغــي حتديــد الطرائــق‬
‫ٍ‬
‫زمــان‬ ‫والوســائل لتحقيــق النجــاح يف نرشهــا وجعلهــا لغــة صاحلــة لــكل‬
‫ٍ‬
‫ومــكان واســتعادة مكانتهــا العلميــة واحلضاريــة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫البرامج التفاعلية اإللكترونية‪ :‬عائشة عبيزة‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪1.1‬إبراهيــم مهديــوي‪ ،‬اللســانيات احلاســوبية‪ :‬رقمنــة اللغــة العربيــة ورهــان‬
‫جمتمــع املعرفــة‪ ،‬موقــع ألوكــة ‪.‬‬
‫‪2.2‬أمحــد عمــر املختــار‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة عــر اإلنرتنــت موقــع اجلزيــرة‬
‫نموذجــا‪ ،‬ســجل املؤمتــر الــدويل الثــاين عــن جتربــة تعليــم‬
‫ً‬ ‫لتعليــم العربيــة‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.2014 ،‬‬
‫‪3.3‬حســن حســن زيتــون‪ ،‬رؤيــة جديــدة يف التعليــم «التعلــم اإللكــروين»‪:‬‬
‫املفهــوم‪ ،‬القضايــا‪ ،‬التطبيــق‪ ،‬التقييــم‪ .‬الــدار الصولتیــة للرتبيــة‪ ،‬الريــاض‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪4.4‬فخــر الديــن القــا‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة املربمــج باحلاســوب‪ .‬نــدوة اللغــة‬
‫العربيــة والتعليــم‪ ،‬مطبوعــات جممــع اللغــة العربيــة بدمشــق‪.2000 .‬‬
‫‪5.5‬عبــد احلميــد زيتــون‪ ،‬تكنولوجيــا التعليمــي عــر املعلومــات واالتصاالت‪ ،‬‬
‫عــامل الكتــب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مجهورية مــر العربيــة‪ ،‬ط‪.2002.،1‬‬
‫‪6.6‬عبــد احلميــد العبــاين‪ .‬علــم النفــس الرتبــوي‪ .‬دار النــر للتوزيع‪.‬عــان‪.‬‬
‫ط‪.2008 .4‬‬
‫‪7.7‬حمم��د إس�ماعيل ناف��ع عاش��ور‪ ،‬فاعلي��ة برنام��ح «‪ »moodle‬يف اكتســاب‬
‫مهــارات ثالثــي األبعــاد لــدى طلبــة تكنولوحيــا التعليــم باجلامعــة‬
‫اإلســامية‪ ،‬بحــث املاجســر‪ ،‬كليــة الرتبيــة اجلامعــة اإلســامية غــزة‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪8.8‬مصطفــى حســن باهي‪.‬البحــث العلمــي وأدوات التقويــم‪ .‬مكتبــة األنجلــوـ‬
‫مرصيــةـ القاهرة‪.2015.‬‬
‫‪9.9‬معجم املعاين‪ ،‬موقع ‪/https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar‬الربامج‪/‬‬
‫‪1010‬نــادر شــمي وســامح إســاعيل‪ ،‬مقدمــة يف تقنيــات التعليــم‪ .‬دار الفكــر‪ ،‬‬
‫اململكــة األردنية عــان‪.2008.‬‬
‫‪1111‬صفحــة «متريــن يومــي ‪ » http://arabicforall.net/ar/self-exam‬مــن موقــع‬
‫اجلزيــرة لتعلــم العربيــة‪http://learning.aljazeera.net/dailytraining ،‬‬

‫‪47‬‬
‫تعليم العربي�ة للناطقني بغريها‬
‫الغاية والعائق واحللول‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد بن عبد العزيز العمرييين‬


‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ‪ -‬السعودية‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫مقدمة‬
‫إن اللغــة العربيــة متثــل ثقافـ ًة وحضــار ًة عربيـ ًة وإســامي ًة عريقـ ًة‪ ،‬وهــي‬
‫لغــ ٌة حيــ ٌة معــارص ٌة متثــل رشحيــ ًة واســع ًة مــن املجتمعــات اإلنســانية التــي‬
‫ٍ‬
‫حيويــة تعــد حمــط أنظــار العــامل‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫جغرافيــة‬ ‫ٍ‬
‫منطقــة‬ ‫تنتمــي إىل‬
‫ونظــرا لإلقبــال املتزايــد عــى تعلــم اللغــة العربيــة مــن قبــل الناطقــن ‬ ‫ً‬
‫ودينيــة وثقافيــةٍ‬
‫ٍ‬ ‫ودبلوماســية واقتصاديــةٍ‬
‫ٍ‬ ‫متنوعــة؛ سياســيةٍ‬
‫ٍ‬ ‫بغريهــا لدوافــع‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وتعليميــة وســياحية وتواصليــة وغريهــا‪ ،‬وافتقــار املكتبــة العربيــة إىل برامــج‬‫ٍ‬
‫توســعية خللــق برامــج‬ ‫نوعيــة تعنــى بتعليــم العربيــة‪ ،‬وانطال ًقــا مــن رؤيــة ّ‬
‫ـة لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا لتحقيــق أهــداف املســتفيدين‬ ‫متنوعـ ٍ‬
‫ـوح‬ ‫ـر‪ ،‬كان الباعــث عــى هــذه الدراســة التــي تلـ ّ‬ ‫ـي ميـ ٍ‬
‫ـي وتطبيقـ ٍّ‬ ‫بأسـ ٍ‬
‫ـلوب علمـ ٍّ‬
‫بأمهيــة هــذا املوضــوع عــى أصعدتــه املختلفــة‪.‬‬
‫كذلــك تعــد اللغــة العربيــة إحــدى اللغــات العامليــة ذات احلضــور الالفــت‬
‫واملتميــز عــى املشــهد الــدويل بكافــة جتلياتــه الثقافيــة والفكريــة واالقتصاديــة‬
‫والسياســية والتواصليــة‪ ،‬ويــزداد حضــور العربيــة وانتشــارها وتوســع اإلقبــال‬
‫ـة مــن العوامــل املتعــددة التــي‬‫عــى تعلمهــا عامليــا عامــا بعــد آخــر نتيجــة مجلـ ٍ‬
‫ً‬ ‫ًّ‬
‫تدعــو إىل ذلــك‪ ،‬ويتداخــل فيهــا الــذايت باملوضوعــي؛ فمــن العوامــل الذاتيــة‬
‫ـر مــن املهتمــن واملثقفــن غــر العــرب يف تعلــم العربيــة‬ ‫مــا يتصــل برغبــة كثـ ٍ‬
‫لإلشــباع العلمــي واملعــريف واالطــاع عــى الثقافــة العربيــة وفكرهــا وتراثهــا‬
‫املتنــوع واملتعــدد‪ ،‬أمــا العوامــل املوضوعيــة فتبــدو واضح ـ ًة يف العوملــة الثقافيــة‬
‫والسياســية والفكريــة واللغويــة‪ ،‬والتــي أصبــح تعلــم اللغــات إحــدى الســات‬
‫الرئيســة جليــل اليــوم‪ ،‬وأحــد الــروط املهمــة للعيــش املشــرك وبنــاء صيــ ٍغ‬
‫متعــددة للتفاهــم واحلــوار بــن خمتلــف الشــعوب واحلضــارات؛ ســع ًيا لفهــ ٍم‬ ‫ٍ‬
‫أفضــل لعــامل اليــوم املوســوم بصفــة الغنــى والتنــوع والتقــارب والتعدديــة‬
‫الفكريــة والثقافيــة؛ باعتبــار اللغــة الوســيلة األرقــى لالتصــال واحلــوار‪.‬‬
‫ـل عىل‬ ‫وعط ًفــا عــى مــا يشــهده جمــال تعلــم وتعليــم اللغــات مــن تطـ ٍ‬
‫ـور هائـ ٍ‬
‫مســتوى الشــكل واملضمــون‪ ،‬واملتمثــل يف توظيــف التطــورات التقنيــة يف هــذا‬
‫ـد يف التعلــم‬ ‫ـر وجديـ ٍ‬ ‫املجــال‪ ،‬وتناغــا مــع الرؤيــة احلديثــة يف تقديــم نمـ ٍ‬
‫ـط مبتكـ ٍ‬ ‫ً‬
‫والتعليــم؛ فــإن احلاجــة تبــدو ماسـ ًة لتطويــر تعلــم وتعليــم العربية لغــر الناطقني‬
‫ٍ‬
‫متطــورة‪ ،‬وف ًقــا ألحــدث املعايــر املعتــرة عامل ًّيــا‬ ‫ٍ‬
‫عرصيــة‬ ‫ٍ‬
‫رؤيــة‬ ‫هبــا يف ضــوء‬
‫وتقن ًّيــا ولســان ًّيا وثقاف ًّيــا؛ ســواء يف أســاليب التقديــم أو اســراتيجيات التعلــم‬
‫والتعليــم والتقويــم‪ ،‬بــا حيقــق جــودة املنتــج التعليمــي‪ ،‬ومنافســته‪ ،‬وانتظامــه‪،‬‬
‫ـن مــن املتعلمــن حــول العــامل‪،‬‬ ‫وفعاليتــه‪ ،‬وســهولة الوصــول ألكــر عـ ٍ‬
‫ـدد ممكـ ٍ‬

‫‪49‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أو مــا يعــرف بالتعميــم؛ وحيـ ُ‬


‫ـث إن تعليــم أي لغــة لناطــق بغريهــا يمثــل ‪-‬بــا ‬
‫شــك‪ -‬إشــكالي ًة تســتدعي العنايــة والتفكــر والبحــث وراء ح ِّلهــا‪ ،‬فــإن هــذه‬
‫الدراســة حتــاول أن تضــع يدهــا عــى أســباب تلــك املشــكلة واجتاهاهتــا‪ ،‬ثــم‬
‫تلتمــس احللــول النافعــة هلــا‪ ،‬وأرجــو أن تكــون دراسـ ًة وافيـ ًة ومفيــدةً‪ ،‬واحلمــد‬
‫هلل ً‬
‫أول وآخـ ًـرا‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬خصائص اللغة العربي�ة والغايات العامة واخلاصة‬
‫لتعلمها‬
‫نظـ ًـرا لتعلــق الدراســة بتعليــم لغــة والبحــث يف مشــكالهتا وحماولــة إجيــاد‬
‫ُمهــد‬
‫احللــول املالئمــة هلــا؛ جيــدر قبــل األخــذ يف تنــاول مباحــث الدراســة أن ن ِّ‬
‫لتعريــف اللغــة والوقــوف عــى وظائفهــا‪.‬‬
‫ما اللغــــة‪:‬‬
‫لقــد اختلــف العلــاء يف تعريــف اللغــة ومفهومهــا‪ ،‬وليــس هنــاك اتفـ ٌ‬
‫ـاق‬
‫ـدد هلــا‪ ،‬ويرجــع ســبب كثــرة التعريفــات وتعددهــا إىل‬ ‫ـامل عــى مفهــو ٍم حمـ ٍ‬
‫شـ ٌ‬
‫ارتبــاط اللغــة بكثـ ٍ‬
‫ـر مــن العلــوم‪ ،‬فانتقــاء تعريــف هلــا ليــس بالعمليــة اليســرة‪،‬‬
‫مــن هــذه التعريفــات‪:‬‬
‫عرفهــا ابــن جنــي بقولــه‪« :‬أمــا حدهــا فإهنــا أصــوات يعــر هبــا كل قــوم عــن‬
‫أغراضهــم»‪.‬‬
‫وعرفهــا غــره بأهنــا‪ :‬نظــا ٌم مــن الرمــوز الصوتيــة االعتباطيــة يتــم‬
‫‪َّ ١ -١‬‬
‫بواســطتها التعــارف بــن أفــراد املجتمــع‪ ،‬ختضــع هــذه األصــوات للوصــف‬
‫مــن حيــث املخــارج أو احلــركات التــي يقــوم هبــا جهــاز النطــق‪ ،‬ومــن حيــث‬
‫الصفــات والظواهــر الصوتيــة املصاحبــة هلــذه الظواهــر النطقيــة‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬وقيــل بــأن اللغــة ظاهــر ٌة اجتامعيــ ٌة تســتخدم لتحقيــق التفاهــم بــن ‬
‫ـي‪ ،‬وهــي‬‫النــاس‪ ،‬وصــور ٌة مــن صــور التخاطــب ســواء أكان لفظ ًّيــا أم غــر لفظـ ٍّ‬
‫نظــام األصــوات املنطوقــة أو معنــى موضــوع يف صـ ٍ‬
‫ـوت أو نظــا ٍم مــن الرمــوز‬ ‫ٌ‬
‫الصوتيــة ‪.‬‬
‫ـب يف‬ ‫ـاين يتمثــل مــن جانـ ٍ‬ ‫‪٣ -٣‬وعرفهــا (أوتــو يسربســن) بأهنــا‪ :‬نشـ ٌ‬
‫ـاط إنسـ ٌّ‬
‫ـب آخــر عملي ـ ٌة إدراكي ـ ٌة‬‫ـي يقــوم بــه فــر ٌد مــن األفــراد‪ ،‬ومــن جانـ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جمهــود عضـ ٍّ‬
‫ينفعــل هبــا فــر ٌد أو أفــراد آخــرون‪ ،‬وقــال (إدوارد ســابيري)‪ :‬اللغة وســيل ٌة إنســاني ٌة‬
‫ـة إطال ًقــا‪ ،‬لتوصيــل األفــكار واألفعــال والرغبــات عــن‬ ‫خالص ـ ٌة وغــر غريزيـ ٍ‬

‫‪50‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫ـة إراديـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫طريــق نظــام مــن الرمــوز التــي تصــدر بطريقـ ٍ‬

‫‪٤ -٤‬وظائف اللغـــــــــة‪:‬‬


‫يتفــق أغلبيــة علــاء اللغــة املحدثــن عــى أن وظيفــة اللغــة هــي التعبــر أو‬
‫التواصــل أو التفاهــم‪ ،‬رغــم أن بعضهــم يرفضــون تقييــد وظيفــة اللغــة بالتعبــر ‬
‫أو التواصــل؛ فالتواصــل إحــدى وظائفهــا إال أنــه ليــس الوظيفــة الرئيســة‪.‬‬
‫وقــد حــاول «هاليــداي» تقديــم حــر بأهــم وظائــف اللغــة فتمخضــت‬
‫حماوالتــه عــن الوظائــف اآلتيــة‪:‬‬
‫‪١ )١‬الوظيفة النفعية‪.‬‬
‫‪٢ )٢‬الوظيفة التنظيمية‪.‬‬
‫‪٣ )٣‬الوظيفة التفاعلية‪.‬‬
‫‪٤ )٤‬الوظيفة الشخصية‪.‬‬
‫‪٥ )٥‬الوظيفة االستكشافية‪.‬‬
‫‪٦ )٦‬الوظيفة التخيلية‪.‬‬
‫‪٧ )٧‬الوظيفة اإلخبارية (اإلعالمية)‪.‬‬
‫‪٨ )٨‬الوظيفة الرمزية‪.‬‬
‫واللغــة كالكائــن احلــي‪ ،‬فهــي تنمــو وترتعــرع وتشــب وتشــيخ‪ ،‬وقــد‬
‫متــوت إذا مل تتوفــر هلــا عوامــل الديمومــة واالســتمرار‪ ،‬مرهونــة يف ذلــك بتنــوع‬
‫األوضــاع االجتامعيــة واالقتصاديــة والسياســية والعلميــة‪ ،‬فعندمــا يتطــور‬
‫املجتمــع حضار ًّيــا وإنتاج ًّيــا تتطــور اللغــة والعكــس‪ ،‬فهــي يف الطــور البــدوي‬
‫ختتلــف عنهــا يف املدنيــة واحلضــارة وهــي يف أهــل الصحــراء خالفهــا يف اجلبــال‬
‫والسهـــــــول‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬خصائص اللغة العربي�ة‬
‫تُعـدُّ اللغــة العربيــة أفضــل اللغــات عــى اإلطــاق؛ إذ هــي لغــة خــر كتاب‬
‫أنــزل ولغــة خــر ديــن رشعــه اهلل ‪-‬جــل وعال‪،-‬كــا أهنــا لغــة خــر أمــة ولغــة‬
‫خــر حضــارة عرفهــا التاريــخ وهــي احلضــارة اإلســامية التــي هــي أعــرق‬
‫احلضــارات وأنفعهــا للبرشيــة‪ ،‬وقــد تو ِّفــر هلــا مــن الدقــة واملنطقيــة والبيــان مــا‬

‫‪51‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫رواد النقــد‬
‫ـره يف غريهــا مــن اللغــات‪ ،‬وقــد فطــن إىل هــذه احلقيقــة َّ‬
‫ال يعــرف نظـ ُ‬
‫العــريب منــذ القــدم‪ ،‬وأقــر بذلــك الفضــل املنصفــون مــن املســترشقني ومف ِّكــري ‬
‫الغــرب‪.‬‬
‫قال اجلاحظ‪« :‬والبد من ذكر الدليل عىل أن العرب أنطق وأن لغتها أوسع‬
‫وأن لفظها أدل وأن أقسام تأليف كالمها أكثر واألمثال التي رضبت فيها أجود‬
‫وأسري»‪ .‬ويقول يف موض ٍع آخر‪« :‬والبديع مقصور عىل العرب ومن أجله فاقت‬
‫لغتهم كل ٍ‬
‫لغة»‪.‬‬
‫وقــال ابــن قتيبــة‪« :‬وإنــا يعــرف فضــل القــرآن مــن كثــر نظــره واتســع‬
‫علمــه وفهــم مذاهــب العــرب وافتتاهنــا يف األســاليب‪ ،‬ومــا خــص اهلل بــه لغتهــا‬
‫دون مجيــع اللغــات‪ .‬فإنــه ليــس يف مجيــع األمــم أمــة أوتيــت مــن املعارضــة‬
‫خصيصــا مــن اهلل ملــا أرهصــه يف‬
‫ً‬ ‫والبيــان واتســاع املجــال مــا أوتيتــه العــرب‬
‫الرســول ‪ ‬وأراده مــن إقامــة الدليــل عــى نبوتــه بالكتــاب‪. »...‬‬
‫ويقــول ابــن جنــي‪« :‬واعلــم فيــا بعــد أنني عــى تقــادم الوقــت دائــم التنقري‬
‫ـاح‪ -‬فأجــد‬‫والبحــث عــن هــذا املوضــع ‪-‬يعنــي قضيــة أن اللغــة إهلــا ٌم أم اصطـ ٌ‬
‫الدواعــي واخلوالــج قويــة التجــاذب يل خمتلفــة جهــات التغــول عــى فكــري‪،‬‬
‫وذلــك أننــي إذا تأملــت حــال هــذه اللغــة الرشيفــة الكريمــة اللطيفــة وجــدت‬
‫فيهــا مــن احلكمــة والدقــة واإلرهــاف والرقــة مــا يملــك عــى جانــب الفكــر‬
‫حتــى يــكاد يطمــح بــه أمــام غلــوة الســحر»‪.‬‬
‫وقــد أفــرد ابــن جنــي كتابــه (اخلصائــص) لتجليــة خصائــص العربيــة‬
‫والتنقيــب عــن أرسارهــا وفضائلهــا‪ ،‬ومــا مت َّيــزت بــه عــن غريهــا مــن اللغــات‪،‬‬
‫ومــا حفلــت بــه تراكيبهــا وصيغهــا مــن الدقــة واملنطقيــة‪ ،‬فأتــى مــن ذلــك بــا ‬
‫يشــهد عــى علــو منزلتــه يف علــم العربيــة وفقههــا‪.‬‬
‫ـتفيض يف فضــل العربيــة يتجــه فيــه إىل تفضيلهــا‬ ‫والبــن فــارس كال ٌم مسـ ٌ‬
‫رب‬ ‫توقيــف مــن عنــد ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫عــى غريهــا لنــزول القــرآن هبــا‪ ،‬ويقــرر أن العرب ّيــة‬
‫ٍ‬
‫العاملــن‪ ،‬وأهنــا لغ ـ ًة مصون ـ ًة مرع َّي ـ ًة برعايــة اهلل‪ ،‬وهــي أعــى لغــة لنــزول أعــى ‬
‫ـاب هبــا وأعظــم ديــن‪ ،‬كــا عقــد با ًبــا لبيــان أن لغــة العــرب أفضــل ال ُّلغــات‬ ‫كتـ ٍ‬
‫ـن (‪َ )192‬نـ َـز َل بِـ ِ‬
‫ـه‬ ‫﴿وإِ َّن ـ ُه َل َتن ِْزيـ ُـل َر ِّب ال َعا َلِـ َ‬‫وأوســعها صــدَّ ره بقولــه تعــاىل‪َ :‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح األَ ِمـ ُ‬
‫ب‬ ‫ـون مـ َن ا ُملنْذريـ َن (‪ )194‬بِل َســان َعـ َـر ِ ٍّ‬ ‫ـك ل َت ُكـ َ‬ ‫ـى َق ْلبِـ َ‬
‫ـن (‪َ )193‬عـ َ‬ ‫الـ ُّـر ُ‬
‫ـف بــه‬ ‫ـن﴾[ الشــعراء ‪ ،] 195 - 192‬فوصفــه ‪-‬جـ َّـل ثنــاؤه ‪ -‬بأبلــغ مــا َ‬
‫يوصـ ُ‬ ‫ُمبِـ ٍ‬
‫الــكالم وهــو البيــان‪ .‬ومل يكتــف علامؤنــا القدامــى بالــكالم عــن فضــل العربيــة‪،‬‬
‫بــل تطرقــوا إىل احلديــث عــن عــدد مــن اخلصائــص التــي جتعلهــا مــن أفضــل‬

‫‪52‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫اللغــات‪ ،‬وقــد أيدهــم فيهــا املعــارصون‪ ،‬وأمههــا‪:‬‬


‫ِ‬
‫‪-1‬التخفيــف‪ ،‬قــال ابــن فــارس‪« :‬وممــا اخت َُّصــت بِــه لغ ـ ُة العــرب ُ‬
‫قلبهــم‬
‫ـف مــن األول‪ ،‬نحــو قوهلــم‪( :‬ميعــاد)‬ ‫احلــروف عــن جهاهتــا‪ ،‬ليكــون الثــاين أخـ َّ‬
‫ِ‬ ‫(م ْوعــاد) ومهــا مــن الوعــد‪ ،‬إِالَّ أن اللفــظ الثــاين أخـ ُّ‬
‫ـف ومــن َذلـ َ‬
‫ـك‬ ‫و َل يقولــوا‪ِ :‬‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الســاكنَني‪َ ،‬و َقــدْ جتتمــع ف لغــة العجــم ثــاث ســواكن‪ ،‬ومنه‬ ‫ـن َّ‬
‫ـع َبـ ْ َ‬
‫تركهــم اجلمـ َ‬
‫ـا إِ َل التخفيــف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قوهلــم‪َ « :‬يــا حــار» ميـ ً‬
‫ومــن مظاهــر التخفيــف البــارزة يف العربيــة غلبــة األصــول الثالثيــة وقــد‬
‫أشــار إليهــا ابــن جنــي إذ يقــول‪« :‬إن األصــول ثالثــة‪ :‬ثالثــي ورباعــي ومخــايس‪،‬‬
‫حــرف يبتــدأ هبـــ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫اســتعامل وأعدهلــا تركي ًبــا الثالثــي؛ وذلــك ألنــه‬ ‫فأكثرهــا‬
‫ـرف يشــى هبـــ وحــرف يوقــف عليــه»‪ .‬ثــم يقــول مبينًــا احلكمــة مــن غلبــة‬
‫ُ‬ ‫وحـ‬
‫الثالثــي‪« :‬فتمكــن الثالثــي إنــا هــو لقلــة حروفــه»‪ .‬وأشــار بعــض املعارصيــن‬
‫إىل أن غلبــة األلفــاظ الثالثيــة مــن خصائــص العربيــة‪ ،‬وال تــكاد لغــة أخــرى‬
‫تشــاركها يف هــذه الســمة الواضحــة‪ ،‬وكان األصــل الثالثــي عمــدة االشــتقاق‬
‫الــذي هــو مــن أبــرز خصائــص اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫وتعــد اجلــذور الثالثيــة ســمة مــن ســات اللغــات الســامية عمو ًمــا‪،‬‬
‫ـادرا‪ ،‬وهــذا القليــل النــادر غــر مطابـ ٍ‬
‫ـق‬ ‫ولكــن أكثرهــا اليــوم غــر مسـ ٍ‬
‫ـتعمل إال نـ ً‬
‫يف أكثــره لقواعــد الســاميات القديمــة‪ ،‬فصــح أن تعــد هــذه ســمة مــن ســات‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫ـر العــرب حينًــا عــن الــيء الواحــد بأســاء كثــرة‪،‬‬‫‪-2‬ســعة املفــردات‪ ،‬يعـ ّ‬
‫يقــول ابــن فــارس‪« :‬وممــا ال يمكــن نقلــه ألبتــة أوصــاف الســيف واألســد‬
‫والرمــح وغــر ذلــك مــن األســاء املرتادفــة‪ ،‬ومعــروف أن العجــم ال تعــرف‬
‫لألســد أســاء غــر واحـ ٍ‬
‫ـد‪ ،‬فأمــا نحــن فنخــرج لــه مخســن ومائــة اســم»‪.‬‬
‫‪-‬أيضــا‪« :-‬وحدثنــي أمحــد بــن حممــد بــن ُبنــدار قــال‪ :‬ســمعت‬
‫ويقــول ً‬
‫أبــا عبــد اهلل بــن خالويــه اهلمــذاين يقــول‪ :‬مجعــت لألســد مخســائة اســم وللحيــة‬
‫مائتــن»‪.‬‬
‫وقــد كتــب الفــروز آبــادي مــن بعــد كتا ًبــا يف أســاء العســل‪ ،‬ذكــر فيــه‬
‫أكثــر مــن ثامنــن اسـ ًـا‪ ،‬وقــرر مــع ذلــك أنــه مل يســتوعبها كلهــا‪ ،‬ويــرى الفــروز‬
‫آبــادي أنــه يوجــد للســيف ألــف اســم عــى األقــل‪.‬‬
‫ـر مــن‬
‫وهــذا الــذي يــرح بــه ابــن فــارس والفــروز آبــادي يقــرره كثـ ٌ‬
‫علــاء اللغــة املعارصيــن‪ ،‬إذ يذكــر الدكتــور عــي عبــد الواحــد وايف أن األســتاذ‬

‫‪53‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫(دوهـــــ�امر ( ‪ De Hammer‬مجــع املفــردات العربيــة املتصلــة باجلمــل وشــؤونه‬


‫فوصلــت إىل أكثــر مــن مخســة آالف وســتامئة وأربــع وأربعني‪،‬كــا يقــرر الدكتــور‬
‫وايف نفســه أن مــن أهــم مــا متتــاز بــه العربيــة أهنــا أوســع أخواهتــا الســامية‬
‫ث��روة يف أصــول الكل�مات واملف��ردات‪ ،‬فهــي تشــتمل عــى مجيــع األصــول التــي‬
‫تشــتمل عليهــا أخواهتــا الســامية أو عــى معظمهــا‪ ،‬وتزيــد عليهــا بأصــول كثــرة‬
‫احتفظــت هبــا مــن اللســان الســامي األول وأنــه اجتمــع فيهــا مــن املفــردات‬
‫واملرتادفــات يف األســاء والصفــات واألفعــال‪ ،‬مــا مل جيتمــع مثلــه للغــة ســامية‬
‫أخــرى بــل مــا ينــدر وجــود مثلــه يف لغــة مــن لغــات العــامل‪.‬‬
‫ويشــر املســترشق األملــاين (نولدكــه) إىل أنــه البــد أن يــزداد تعجــب املــرء‬
‫مــن وفــرة مفــردات اللغــة العربيــة عندمــا يعــرف أن عالقــات املعيشــة لــدى‬
‫العــرب كانــت بســيطة للغايــة‪ ،‬غــر أهنــم كانــوا يف داخــل هــذه الدائــرة يرمــزون‬
‫ـة‪ ،‬كــا أن العربيــة الكالســيكية ليســت‬ ‫ـة خاصـ ٍ‬‫للفــرق الدقيــق يف املعنــى بكلمـ ٍ‬
‫‪-‬أيضــا‪ -‬بالصيــغ النحويــة‪ ،‬ويرجــع ســبب‬ ‫غنيــة فقــط باملفــردات ولكنهــا غنيــة ً‬
‫وفــرة املفــردات يف اللغــة العربيــة إىل خاصيــة االشــتقاق‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كبــر‬ ‫ٍ‬
‫عــدد‬ ‫‪ -3‬االشــتقاق‪ ،‬تلــك اخلاصــة التــي تتيــح للغــة العربيــة إنتــاج‬
‫�د‪ ،‬ويسـ�مي الدكتـ�ور نبيل عـلي هـ�ذه الظــــــ�اهرة‬ ‫�ذر واحـ ٍ‬
‫مـ�ن الكلـمات مـ�ن جـ ٍ‬
‫بالفــــــــائض الـلـــــــغوي ويشــــــــــبهها بالـــــشجرة ذات اجلذور القليلة‬
‫واألوراق الكثــرة؛ لــذا فهــي توـــــصف بأهنــا شــجرة ثقيـــــلة القــاع‪ ،‬إذ رغــم‬
‫صغــر نــواة املعجــم (أقــل مــن عــرة آالف جــذر) تتعــدد املفــردات بصــورة‬
‫هائلــة وذلــك بفضــل اإلنتاجيــة الصــــــــرفية العاليــة‪ ،‬وتقــدر قيمــة هــذه‬
‫اإلنتاجيــة بقســمة عــدد كلــات املعجــم املشــتقة عــى عــدد الصيــغ الرصفيــة‬
‫ـة‪ ،‬وهــي نســـــب ٌة عاليـ ٌة‬ ‫ـة لــكل صيغـ ٍ‬
‫وهــي ال تقــل يف املتوســط عــن ‪ 300‬كلمـ ٍ‬
‫حتـ ًـا إذا مــا قورنــت بإنتــــــــاجية قواعــد تكوين الكلــات يف اللغــات األخرى‪.‬‬
‫والقيمــة العلميــة هلــذه اخلاصيــة أهنــا تعــزز مــن قــدرة العربيــة عــى ‬
‫الوفــاء باملتطلبــات العلميــة احلديثــة‪ ،‬وال ســيام صياغــة املصطلحــات وتوليــد‬
‫األلفــاظ اجلديــدة والربجمــة اآلليــة‪ ،‬ولعلــه مــن املفارقــات العجيبــة أن نجــد‬
‫العــريب القديــم يضــع للجمــل والســيف مئــات األســاء‪ ،‬ثــم نتحــر نحــن اليــوم‬
‫يف وضــع بضعــة أســاء ملخرتعــات حديثــة مثــل املذيــاع والتلفــاز واحلاســوب‬
‫وغريهــا‪.‬‬
‫‪-4‬اإلعــراب والتميــز بــن املعــاين باحلــركات وغريهــا‪ ،‬ويــرى ابــن فارس أن‬
‫مــن العلــوم اجلليلــة التــي اختصــت هبــا العــرب اإلعــراب الــذي هــو الفــارق‬
‫بــن املعــاين املتكافئــة يف اللفظ‪،‬كــا يقــرر يف موض ـ ٍع آخــر أن للعــرب يف ذلــك‬

‫‪54‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫مــا ليــس لغريهــم؛ فهــم يفرقــون باحلــركات وغريهــا بــن املعــاين‪ ،‬فيقولــون‪-‬‬
‫ِ‬
‫الفتح‪،‬ومقــص آللــة‬ ‫مثــا‪ِ :-‬مفتــح لآللــة التــي يفتــح هبــا‪ .‬و َمفتــح ملوضــع‬
‫ً‬
‫القــص‪ .‬و َمقــص للموضــع الــذي يكــون فيــه القــص‪.‬‬
‫ويقولــون‪ :‬امــرأة طاهــر مــن احليــض؛ ألن الرجــل ال يرشكهــا يف احليــض‬
‫وطاهــرة مــن العيــوب؛ ألن الرجــل يرشكهــا يف هــذه الطهــارة‪ ،‬وكذلــك قاعــد‬
‫ـا رأيــت؟ يف االســتخبار‪،‬‬‫حل َبــل وقاعــدة مــن القعــود‪ ،‬وتقــول‪ :‬كــم رجـ ً‬
‫مــن ا َ‬
‫وكــم رجــل رأيــت يف اخلــر يــراد بــه التكثــر‪.‬‬
‫ويف هــذا الــكالم مــن ابــن فــارس إشــارة مهمــة إىل دور احلــركات عمو ًمــا‬
‫يف التمييــز بــن املعــاين املختلفــة ليــس فقــط عــى مســتوى اإلعــراب‪ ،‬ولكــن‬
‫‪-‬أيضــا‪ -‬عــى مســتوى البنيــة املفــردة‪.‬‬
‫ً‬
‫وقــد أشــار علــاء اللغــة املعــارصون إىل هــذه اخلاصيــة للغــة العربيــة‬
‫فيقــول الدكتــور عــي عبــد الواحــد وايف اعتــا ًدا عــى أقــوال املســترشق رينــان‪:‬‬
‫«متتــاز اللغــة العربيــة يف شــئون التنظيــم بتلــك القواعــد الدقيقــة التــي اشــتهرت‬
‫باســم قواعــد اإلعــراب‪ ،‬والتــي يتمثــل معظمهــا يف أصــوات مــدٍّ قصــرة تلحــق‬
‫أواخــر الكلــات؛ لتــدل عــى وظيفــة الكلمــة يف العبــارة وعالقتهــا بــا عداهــا‬
‫مــن عنــارص اجلملــة‪ ،‬وهــذا النظــام ال يوجــد لــه نظــر يف أيــة أخــت مــن‬
‫أخواهتــا الســامية‪ ،‬اللهــم إال بعــض آثــار ضئيلــة بدائيــة يف العربيــة واآلراميــة‬
‫واحلبشــية»‪ .‬ويقــول املســترشق يوهــان فــك‪« :‬احتفظــت العربيــة الفصحــى يف‬
‫ظاهــرة التــرف اإلعــرايب بســمة مــن أقــدم الســات اللغويــة التــي فقدهتــا‬
‫مجيــع اللغــات الســامية ‪-‬باســتثناء البابليــة القديمــة‪ -‬قبــل عــر نموهــا‬
‫وازدهارهــا األديب‪ ،‬وقــد احتــدم الــراع حــول غايــة هــذا التــرف اإلعــرايب يف‬
‫لغــة التخاطــب احلــي فأشــعار عــرب الباديــة قبــل اإلســام ويف عصــوره األوىل‬
‫ترينــا عالمــات اإلعــراب مطــردة كاملــة الســلطان»‪.‬‬
‫والقيمــة العلميــة هلــذه اخلاصيــة أهنــا تتيــح للعربيــة قــدر ًة هائلـ ًة يف التعبــر ‬
‫عــن املعــاين‪ ،‬والتفنــن يف األســاليب‪ ،‬وجتعلهــا أكثــر مرونــة وترص ًفــا يف بنــاء‬
‫الرتاكيــب‪.‬‬
‫‪-5‬وفــرة مخــارج األصــوات‪ ،‬أشــار ابــن فــارس إىل اختصــاص العربيــة‬
‫ببعــض األصــوات مثــل‪ :‬اهلمــزة واحلــاء والطــاء والضــاد‪ ،‬يقــول عــن اهلمــزة‪:‬‬
‫«والعــرب تنفــرد هبــا يف عــرض الــكالم مثــل (قــرأ) وال يكــون يف يشء مــن‬
‫اللغــات إال ابتــداء»‪.‬‬
‫وقــال‪« :‬وممــا اختصــت بــه لغــة العــرب احلــاء والطــاء‪ ،‬وزعــم قــوم أن‬

‫‪55‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الضــاد مقصــورة عــى العــرب دون ســائر األمــم»‪.‬‬


‫وقــال الباقــاين عــن هــذه اخلاصيــة‪« :‬ولضيــق مــا ســوى كالم العــرب أو‬
‫خلروجــه عــن االعتــدال‪ ،‬يتكــرر يف بعــض األلســنة احلــرف الواحــد يف الكلمــة‬
‫ـرا‪ ،‬كتكــرر الطــاء والســن يف لســان يونــان‪،‬‬
‫الواحــدة والكلــات املختلفــة كثـ ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـم لــيء واحــد يف لســان الــرك»‪.‬‬ ‫وكنحــو احلــروف الكثــرة التــي هــي اسـ ٌ‬
‫أيضــا؛ إذ يذكــرون أن العربيــة‬
‫وهــذا مــا يقــرره علــاء اللغــة املعــارصون ً‬
‫أكثــر أخواهتــا احتفا ًظــا باألصــوات الســامية‪ ،‬فقــد اشــتملت عــى مجيــع‬
‫األصــوات التــي اشــتملت عليهــا أخواهتــا الســامية‪ ،‬وزادت عليهــا بأصــوات‬
‫كثــرة ال وجــود هلــا يف واحــدة‪ ،‬منهــا‪ :‬الثــاء والــذال والغــن والضــاد‪.‬‬
‫ـب جــدًّ ا‬
‫ـرف غريـ ٌ‬
‫ويقــول املســترشق برجشــرارس‪« :‬فالضــاد العتيقــة حـ ٌ‬
‫غــر موجــود عــى حســب مــا أعــرف يف لغــة مــن اللغــات إال العربيــة»‪.‬‬
‫وقــد عنــي األســتاذ العقــاد هبــذا اجلانــب مــن خــواص العربيــة يف كتابــه‬
‫(اللغــة الشــاعرة)‪ ،‬فبعــد أن أوضــح الفــرق بــن األبجديــة العربيــة وغريهــا مــن‬
‫األبجديــات يف اللغــات اهلنديــة اجلرمانيــة أو اللغــات الطورانيــة أو اللغــات‬
‫الســامية قــال‪« :‬وتظــل اللغــة العربيــة بعــد ذلــك أوفــر عــد ًدا يف أصــوات‬
‫املخــارج التــي ال تلتبــس وال تتكــرر بمجــرد الضغــط عليهــا فليــس هنــاك خمــرج‬
‫صــويت واحــد ناقــص يف احلــروف العربيــة»‪ .‬ثــم يقــول‪« :‬متتــاز اللغــة العربيــة‬
‫بحــروف ال توجــد يف اللغــات األخــرى كالضــاد والظــاء والعــن والقــاف‬
‫واحلــاء والطــاء‪ ،‬أو توجــد يف غريهــا أحيا ًنــا ولكنهــا ملتبســة مــرددة ال تضبــط‬
‫بعالمــة واحــدة»‪.‬‬
‫وقــد ركــز املحدثــون عىل هــذا اجلانــب مــن خصائــص العربية حيــث‪« :‬إن‬
‫يت‬ ‫أول مــا يبــدو مــن صفــات احلــروف العربيــة توزعهــا يف أوســع مـ ٍ‬
‫ـدرج صــو ٍّ‬
‫عرفتــه اللغــات‪ ،‬ذلــك أن احلــروف العربيــة تنــدرج وتتــوزع يف خمارجهــا مــا‬
‫ـة أخــرى‪ ،‬فتجــد الفــاء والبــاء‬‫ـة‪ ،‬وأقــى احللــق مــن جهـ ٍ‬
‫بــن الشــفتني مــن جهـ ٍ‬
‫والــواو الســاكنة وخمارجهــا مــن الشــفتني مــن جانــب واحلــاء واهلــاء والعــن ‬
‫واهلمــزة‪ ،‬ثــم الغــن واخلــاء عــى التــدرج‪ ،‬وخمارجهــا مــن احللــق أقصــاه فأدنــاه‬
‫مــن جانــب] آخــر‪ ،‬وتتــوزع باقــي احلــروف العربيــة بينهــا يف هــذا املــدرج‪،‬‬
‫وقــد جتــد يف لغــات أخــرى غــر العربيــة حرو ًفــا أكثــر عــد ًدا ولكنهــا حمصــورة‬
‫مدارجهــا يف نطــاق ضيــق ويف مــدرج أقــر»‪ .‬ويف هــذا ضيــق يف األفــق الصــويت‬
‫واختــال يف امليــزان الــريف وفقــدان حلســن االنســجام بســبب ســوء توزيــع‬
‫احلــروف‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫ويراعــي العــرب يف اجتــاع احلــروف يف الكلمــة الواحــدة وتوزعهــا‬


‫ً‬
‫فمثــا‪:-‬‬ ‫وترتيبهــا فيه��ا ح��دوث االنســجام الصــويت والتآلــف املوســيقي‪-‬‬
‫ال جتتم��ع ال��زاي مـ�ع الظ��اء والس�ين والضــاد والــذال‪ ،‬وال جتتمــع اجليــم مــع‬
‫الق�اـف والظاــء والط��اء والغــن والص��اد‪ ،‬وال احل��اء مـ�ع اهلــاء‪ ،‬وال اهلــاء قبــل‬
‫الع�ين‪ ،‬وال اخل��اء قب��ل اهل��اء وال الن��ون قب��ل ال��راء وال الـلام قبـ�ل الشـين‪.‬‬
‫وأصـ�وات العربيـ�ة ثابتـ� ٌة عـلى مـ�دى العصـ�ور واألجيـ�ال منـ�ذ أربعـ�ة عـشر‬
‫قر ًنــا‪ ،‬ومل ُيعــرف مثــل هــذا الثبــات يف لغــة مــن لغــات العــامل‪ ،‬وذلــك يعــود إىل‬
‫أمريـ�ن‪ :‬القـ�رآن‪ ،‬ونزعـ�ة املحافظـ�ة عنـ�د العـ�رب‪.‬‬
‫ولألصوــات يف اللغــة العربيــة وظيفـ ٌة بيانيـ ٌة وقيمـ ٌة تعبرييـ ٌة‪ ،‬فالغــن تفيــد‬
‫معن��ى االس��تتار وال َغ ْيب��ة واخلفــاء‪ ،‬كــا نالحــظ يف‪ :‬غــاب‪ ،‬وغــار‪ ،‬وغــاص‬
‫ونحوهـ�ا‪ ،‬واجليـ�م تفيـ�د معنـ�ى اجلمـ�ع‪ :‬مجـ�ع‪ ،‬ومجـ�ل‪ ،‬ومجـ�د‪ ،‬ومجـ�ر‪ ،‬وهكـ�ذا‪.‬‬
‫وال ت�كـاد توج��د هـ�ذه الوظيفةــ إال يف اللغ��ة العربي��ة‪ ،‬فاللغــات الالتينيــة‬
‫ـا ليــس بــن أنــواع حروفهــا مثــل هــذه الفــروق‪ ،‬فلــو أن كلمتــن اشــركتا‬ ‫مثـ ً‬
‫ـا عــى أي اشــراك يف املعنــى‪ ،‬فالكلــات‬ ‫يف مجيــع احلــروف ملــا كان ذلــك دليـ ً‬
‫التاليـ�ة يف الفرنســية مشــركة يف أغلــب حروفهــا وأصواهتــا ولكــن ليــس بينهــا‬
‫أي اشــراك يف املعنــى مثــل‪ Ivre :‬سـ�كران ‪ oeuvre‬أثـ�ر أو تأليـ�ف ‪ ouvre‬يفتـ�ح‬
‫‪ livre‬كتــاب ‪ lèvre‬شـ�فة‪.‬‬
‫والقيمــة العلميــة هلــذه اخلاصيــة أهنــا تعطــي العربيــة قــوة يف البيــان‪،‬‬
‫ً‬
‫ومجــال يف التعبــر وانســجا ًما يف الرتكيــب‪.‬‬ ‫ووضوحــا شــديدً ا يف الســمع‬
‫ً‬
‫‪-6‬العــروض‪ ،‬قــال ابــن فــارس‪« :‬ثــم للعــرب العــروض الــذي هــو‬
‫ميــزان الشــعر‪ ،‬وبــه يعــرف صحيحــه مــن ســقيمه» ‪ .‬وأشــار غــر واحــد مــن‬
‫املســترشقني إىل اختصــاص العربيــة بعلــم العــروض‪ ،‬فيقــول املســترشق الفرنــي‬
‫لويــس ماســينيون يف بحــث لــه بعنــوان‪( :‬مقــام الثقافــة العربيــة بالنســبة إىل‬
‫املدينــة العامليــة)‪« :‬وأمــا يف علــوم اللغــة فــإن الفكــر الســامي مل يصــل إىل علــم‬
‫العــروض إال عنــد العــرب»‪.‬‬
‫وقــد أفــاض األســتاذ العقــاد يف بحــث اخلاصيــة املوســيقية للغــة العربيــة‬
‫يف كتابــه (اللغــة الشــاعرة)‪ ،‬ويظهــر مــن عنــوان الكتــاب‪ ،‬ومــن رشح العقــاد‬
‫لــه أنــه يعنــي باللغــة الشــاعرة «اللغــة التــي بنيــت عــى نســق الشــعر يف أصولــه‬
‫الفنيــة واملوســيقية؛ فهــي يف مجلتهــا ف ـ ٌّن منظــو ٌم منســق األوزان‪ ،‬واألصــوات ال‬
‫تنفصــل عــن الشــعر يف كال ٍم تألفــت منــه ولــو مل يكــن مــن كالم الشــعراء‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وهــذه اخلاصيــة يف اللغــة العربيــة ظاهــرة مــن تركيــب حروفهــا عــى ‬


‫حــدة‪ ،‬إىل تركيــب مفرداهتــا عــى حــدة إىل تركيــب قواعدهــا وعباراهتــا إىل‬
‫تركيــب أعاريضهــا وتفعيالهتــا يف بنيــة القصيــد»‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الغايات العامة واخلاصة لتعلمها‬
‫ال ش��ك أن اإلقبــال ع�لى تعلمــ العربيـ�ة ازداد يف الفــرة األخــرة مــن ِق َبــل‬
‫غــر الناطقــن هبــا‪ ،‬وذلــك ألغــراض عــدة أبرزهــا‪:‬‬
‫أ‪-‬الغايات الديني�ة‪:‬‬
‫كثــر مــن املســلمني غــر الناطقــن بالعربيــة عــى دراســة العربيــة‬ ‫ٌ‬ ‫يُقبِـ ُـل‬
‫ِ‬
‫ـل؛ وهــو فهــم كتــاب اهلل عــز وجــل‪ ،‬وســنة نبيــه الكريــم‪،‬‬ ‫ـرض ســا ٍم ونبيـ ٍ‬ ‫لغـ ٍ‬
‫وأكثــر هــؤالء مــن املســلمني اجلُــدُ د‪ ،‬أو مــن املســلمني الذيــن مل جيــدوا فرص ـ ًة‬
‫لدراســة اللغــة العربيــة يف بالدهــم‪.‬‬
‫ونظــر ٌة فاحصـ ٌة لطبيعــة الديــن اإلســامي مقار ًنــا ببقيــة األديــان األخــرى‬
‫ـاة متكامـ ٌـل يشــمل‬ ‫تكشــف لنــا فرو ًقــا عظيم ـ ًة؛ فالديــن اإلســامي منهــج حيـ ٍ‬
‫ثــم فــإن مــن يريــد تعلــم اللغــة العربيــة ألهــداف‬ ‫كل نواحــي احليــاة؛ ومــن َّ‬
‫عامــة جيــد نفســه ال يبعــد كثــرا عــن ذلــك الشــخص الــذي تع َّلمهــا ألهــدافٍ‬
‫ً‬
‫ـراض دينيـ ٍ‬
‫ـة قــد ال ينطبــق متا ًمــا بكامــل‬ ‫ٍ‬ ‫دينيـ ٍ‬
‫ـة؛ ولــذا نقــول إن تعلــم اللغــة ألغـ‬
‫تعريفــه مــع هــذا املنهــج‪ ،‬ذلــك إن أمــور الديــن اإلســامي ال تنحــر يف جمـ ٍ‬
‫ـال‬
‫ـدد مــن املفــردات أو الرتكيــب؛ وهلــذا فمتعلــم اللغــة العربيــة إذا كان هدفــه‬ ‫حمـ ٍ‬
‫معرفــة الديــن اإلســامي ســيجد نفســه متع ِّلــا هلــا ألغــراض عامــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الغايات الدبلوماسية‪:‬‬
‫هنــاك مــن الطــاب غــر الناطقــن بالعربيــة َمــن ُيقبِـ ُـل عــى دراســة العربية‬
‫ـية؛ كالســفراء‪ ،‬والــوزراء‪ ،‬وغريهــم مــن العاملــن يف‬ ‫ـية دبلوماسـ ٍ‬
‫ـراض سياسـ ٍ‬
‫ألغـ ٍ‬
‫تضطرهــم احلاجــة للتواصــل مــع العــرب؛ كحضــور‬ ‫ُّ‬ ‫جمــال السياســة‪ ،‬والذيــن‬
‫املؤمتـ�رات والنـ�دوات وغريهـ�ا‪.‬‬
‫عــى مهــارت االســتامع والتحــدث‪ ،‬بينــا ‬
‫َ‬ ‫وينصــبُّ اهتــام هــذه الطائفــة‬
‫بمهــارت القــراءة والكتابــة‪.‬‬
‫َ‬ ‫يقــلُّ االهتــام‬
‫ج‪ -‬الغايات اإلعالمية‪:‬‬
‫يقبــل الطــاب غــر الناطقــن بالعربيــة‪ ،‬مــن العاملــن يف جمــال اإلعــام‬

‫‪58‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫كاملذيعــن والصحفيــن‪ ،‬عــى دراســة اللغــة العربيــة لألغــراض اإلعالميــة‪،‬‬


‫ـة خاصـ ٍ‬
‫ـة‪،‬‬ ‫وتركــز الربامــج التعليميــة املعــدَّ ة هلــم عــى لغــة وســائل اإلعــام بصفـ ٍ‬
‫كلغـ�ة اجلرائـ�د واملجـلات والنـشرات اإلخباريـ�ة وغريهـ�ا‪.‬‬
‫وقــد تطــرق الدكتــور جابــر قميحــة يف دراســة لــه بعنــوان‪( :‬أثــر وســائل‬
‫اإلعــام املقــروءة واملســموعة واملرئيــة يف اللغــة العربيــة) للمؤامــرات التــي‬
‫حيكــت للقضــاء عــى اللغــة العربيــة وحماولــة هدمهــا‪ ،‬وذلــك عــر الدعــوة إىل‪:‬‬
‫‪ -‬إحالل احلروف الالتينية حمل احلروف العربية‪.‬‬
‫‪ -‬إحالل العامية حمل العربية الفصحى‪.‬‬
‫‪ -‬القضــاء عــى النحــو العــريب‪ ،‬وإلغــاء حــركات اإلعــراب وتســكني‬
‫أواخ��ر الكل�مات‪.‬‬
‫ثــم قــام بتفنيــد كل هــذه الدعــاوى مؤكــدً ا أهنــا ماتــت يف مهدهــا ومل يكتــب‬
‫هلــا البقــاء‪ ،‬وســبب ذلــك‪:‬‬
‫ ‪-‬أهنــا دعــاوى كان هدفهــا القضــاء عــى العربيــة‪ ،‬وليــس نرشهــا‬
‫وتيســرها للمتعلمــن‪.‬‬
‫ـس سـ ٍ‬
‫ـليمة‪ ،‬بــل اعتمدت‬ ‫ ‪-‬أهنــا دعــاوى غــر مدروسـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬ومل تقــم عــى أسـ ٍ‬
‫عــى أكاذيــب وأباطيــل ال تتفــق مــع الواقــع‪ ،‬وال مــع احلــد األدنــى مــن العقــل‬
‫والعلم‪.‬‬
‫ ‪-‬أن طبيعــة اللغــة العربيــة معنو ًّيــا وبنيو ًّيــا وقاعد ًّيــا ال تتفــق مــع طبيعــة‬
‫حلــا‬
‫هــذه الدعــاوى‪ ،‬إذ ليــس مــن الــازم أن يكــون الصالــح للغــة العربيــة صا ً‬
‫لغريه��ا م��ن اللغ��ات‪.‬‬
‫وأشــار الدكتــور جابــر بــأن وجــود هــذه األصــوات املنكــرة ال يلغــي‬
‫ـم مــن العلــم وحســن النوايــا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وجــود أصــوات إصالحيــة وراءهــا رصيــدٌ عظيـ ٌ‬
‫مثــل الــذي عرضــه األســتاذ حممــود تيمــور‪ ،‬وإبراهيــم مصطفــى‪ ،‬وشــوقي‬
‫ضيــف مــن اجتهــادات لتيســر عــرض العربيــة وإنامئهــا ونرشهــا عــى أوســع‬
‫نطـ�اق‪.‬‬
‫د‪ -‬الغايات األكاديمية‪:‬‬
‫ـاب الذيــن جــاؤوا مــن بالدهــم‬
‫ـرض الطـ ُ‬‫ـت هــذا الغـ ِ‬‫يــدرس العربيـ َة حتـ َ‬
‫بــا يؤه ُلهــم‬
‫ِّ‬ ‫للدراســة يف اجلامعــات العربيــة؛ فيحتاجــون إىل دراســة العربيــة‬

‫‪59‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫لاللتحــاق بتلــك اجلامعــات‪ ،‬وأغلــب هــؤالء الطــاب حصلــوا عــى الشــهادة‬


‫الثانويـ�ة مـ�ن بالدهـ�م‪ ،‬وكانـ�ت اللغـ�ة العربيـ�ة مـ�ن املقـ�ررات التـ�ي درسـ�وها‪.‬‬
‫ولبحــث ذلــك يف إطــار أنمــوذج ملعاهــد دراســة اللغــة اختــارت الدراســة‬
‫جامعــة األمــرة نــورة بنــت عبــد الرمحــن يف الريــاض يف اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية؛ حيــث تضــم معهــدً ا لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــات بغريهــا‪،‬‬
‫والــذي يعــد واجهـ ًة حضاريـ ًة عامليـ ًة للجامعة‪ ،‬ويــدرس يف هــذا املعهــد طالبات‬
‫مــن أكثــر مــن أربعــن دولــة حــول العــامل تتاميــز فيهــا الثقافــات‪ ،‬وترتابــط‬
‫ـد‪ ،‬وقــد‬‫ـقف واحـ ٍ‬
‫ـادل ثقــايف فكــري وحضــاري‪ ،‬وتتوحــد فيــه اللغــة حتــت سـ ٍ‬ ‫بتبـ ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬
‫أنشــئ هــذا املعهــد ســنة (‪1433‬هـــ)‪ ،‬حتــت إرشاف وكالــة الشــؤون التعليميــة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫واضحــة تنــص عــى الريــادة العامليــة يف تعلــم وتعليــم اللغــة العربيــة‬ ‫ٍ‬
‫برؤيــة‬
‫وتأصيــا لرســالته التــي يســعى لتحقيقهــا وهــي تعلــم‬ ‫ً‬ ‫لغــر الناطقــات هبــا‪،‬‬
‫وتعليــم اللغــة العربيــة مــن خــال تقديــم برامــج أكاديميــة وتدريبيــة وبحثيــة‬
‫رائــدة لغــر الناطقــات هبــا‪ ،‬وإقامــة رشاكات حمليــة وعامليــة‪ ،‬وتســعى الوكالــة‬
‫طــر‪ ،‬كإطــار‬‫إىل حتقيــق هــذه األهــداف باعتــاد عــدة مشــاريع ضمــن عــدة ُأ ٍ‬
‫تطويــر الربامــج التعليميــة وتوســيع آفاقهــا بــا يلبــي حاجــة املجتمــع الــدويل‬
‫واملحــي مــن النســاء الراغبــات يف تعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬يف ضــوء معايــر وأســس‬
‫علميــة مدروســة‪ ،‬ويف هــذا الصــدد تــم تقييــم برنامــج اللغــة العربيــة للناطقــات‬
‫بغريهــا‪ ،‬وبنــاء عــى نتائــج التقييــم تــم الرفــع بمتطلبــات تطويــر برنامــج دبلــوم‬
‫ـتمر هلــذا الربنامــج‪،‬‬
‫ـر مسـ ٍّ‬‫اللغــة العربيــة للناطقــات بغريهــا‪ ،‬واملعهــد يف تطويـ ٍ‬
‫حرصــا عــى مواءمــة براجمــه مــع املعايــر العامليــة لتعليــم اللغــات‪ ،‬وقــد تــم‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫جودة‬ ‫ترقيــة برنامــج الدبلــوم بالرشاكــة مــع كــرى الــركات التعليميــة لتحقيــق‬
‫ـة وتوســيع آفــاق الربنامــج؛ بحيــث يصبــح غايـ ًة وهد ًفــا لــكل مــن ترغــب‬ ‫براجميـ ٍ‬
‫وحرصــا مــن املعهــد عــى حتســن خمرجاتــه التعليميــة‬‫ً‬ ‫بتعلــم العربيــة يف بيئتهــا‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قــام املعهــد بعقــد رشاكــة ذات صيغــة دائمــة مــع املركــز الوطنــي للقيــاس‬
‫والتقويــم لعقــد اختبــار الكفايــة اللغويــة لطالبــات املعهــد هبــدف التأكــد مــن‬
‫قــدرة الطالبــة عــى االلتحــاق بالدراســة اجلامعيــة بعــد التخــرج مــن املعهــد ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬الغايات االقتصادية‪:‬‬
‫اجتاهــا مبن ًّيــا عــى املعرفــة‪ ،‬ومــن النظريــات‬
‫يتجــه االقتصــاد عامل ًّيــا ً‬
‫االقتصاديــة احلديثــة التــي تصــف هــذا التوجــه (نظريــة النمــو اجلديــدة)‪ ،‬حيــث‬
‫تبـ ّـن هــذه النظريــة أمهيــة املعرفــة العلميــة والتِّقانيــة يف النمــو املســتدام‪ ،‬ومــن‬
‫َثــم يف توليــد فــرص العمــل‪ ،‬وزيــادة دخــل الفــرد‪ ،‬ويف التنويــع االقتصــادي‪.‬‬
‫وتعــد اللغــة هــي وعــاء املعرفــة العلميــة والتقانيــة‪ ،‬لذلــك فــإن دور اللغــة‬

‫‪60‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫العلميــة والتقانيــة يف حتســن مــردود القــوى العاملــة (أي بلغــة األم) يتعاظــم‬
‫ـة كبـ ٍ‬
‫ـرة مــع التوجــه نحــو االقتصــاد املبنــي عــى املعرفــة‪ ،‬وتُعــدُّ الرتمج ـ ُة‬ ‫بدرجـ ٍ‬
‫العلميــة مــن وســائل النهــوض االقتصــادي واالجتامعــي‪.‬‬
‫حــل أهــم القضايــا‬ ‫ومــن املعــروف أن النمــو االقتصــادي هــو مفتــاح ِّ‬
‫االقتصاديــة العربيــة املعــارصة «وهــي‪ :‬توليــد فــرص العمــل‪ ،‬وتنويع النشــاطات‬
‫االقتصاديــة‪ ،‬وزيــادة دخــل الفــرد؛ أي زيــادة الناتــج اإلمجــايل املحــي العــريب‬
‫كل هــذا يبــن أمهي ـ َة الــدور الــذي تنهــض بــه اللغــة العلميــة والتقنيــة للقــوى‬
‫العاملــة العربيــة‪ ،‬وأمهيــ َة تعليــم العلــوم والتقنيــة باللغــة العربيــة‪ ،‬وكذلــك‬
‫ـؤرشا ألحــد عوامــل اإلخفــاق‬ ‫الرتمجــة يف املجــاالت العلميــة‪ ،‬وربــا يعطــي مـ ً‬
‫االقتصــادي العــريب احلــايل؛ ألن القــوى العامل ـ َة العربي ـ َة ضعيف ـ ُة املعرفــة‪ ،‬وال‬
‫ـة أخــرى فــإن عمليــة التنميــة‬ ‫تتحــدث يف العلــم والتقنيــة بلغــة األم»‪.‬مــن جهـ ٍ‬
‫ال جتــري إال بالتنميــة البرشيــة املســتدامة‪ ،‬وهــذه ال تتحقــق دون االســتثامر‬
‫الصحيــح لإلنســان وخاصــة معرفتــه‪ ،‬وهــذا بــدوره يفــي إىل لغتــه العلميــة‬
‫واملعرفيــة‪.‬‬
‫ـا مــن‬‫وعليــه يعــد (رأس املــال البــري) مثــل (رأس املــال املــادي) عامـ ً‬
‫ـا أساســا للنمــو‪ ،‬وإن تعلــم‬
‫ً‬ ‫عوامــل النمــو‪ ،‬وتُعــد عائــدات االســتثامر يف كل منهـ‬
‫وممارســة اللغــة العلميــة والتقانيــة بالعربيــة هــو رأس مــال بــري‪ ،‬وكذلــك‬
‫فــإن دور اللغــة يف االقتصــاد يــوازي دور النقــد‪ .‬ومــن فــإن اللغــة تعــد كالنقــد‬
‫مــن الناحيــة االقتصاديــة‪ ،‬فالنقــد يســتعمل لتســهيل تبــادل الســلع أو األصــول‬
‫املاديــة ورفــع كفــاءة هــذا التبــادل وإنتاجيتــه‪ ،‬واللغــة تســتعمل لتســهيل تبــادل‬
‫الســلع أو األصــول الفكريــة ومــن َثــم املعرفــة ومنهــا العلــوم املختلفــة ‪.‬‬
‫وظيفة اللغـة يف النمـو االقتصـادي‪:‬‬
‫ـاءة عاليـ ٍ‬
‫ـة أساسـ ًّيا لتحقيــق النمــو‪،‬‬ ‫ـد وكفـ ٍ‬
‫ـردود جيـ ٍ‬
‫يعــد اســتعامل اللغــة بمـ ٍ‬
‫ُ‬
‫ألســباب عــدة‪ٍ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ورضور ًة لعمليــة التنميــة االقتصاديــة واالجتامعيــة‪ ،‬وذلــك‬
‫منهــا‪:‬‬
‫َ‬
‫ونقــل املعرفــة واخلــرة بــن أفــراد املجتمــع‬ ‫َ‬
‫تبــادل‬ ‫ً‬
‫أول‪ :‬تُو ِّفــر اللغــ ُة‬
‫ومؤسســاته‪ ،‬وهــي وســيلة التواصــل بــن أجــزاء منظومــة العلــم‪،‬أو مركبــات‬
‫النظــام الوطنــي لإلبــداع‪.‬‬
‫ـان القــوى العاملــة للغــة العلميــة والتقانيــة ن ْقـ َـل التقنيــة‬‫ـق إتقـ ُ‬‫ثان ًيــا‪ :‬حي ِّقـ َ‬
‫للمجتمــع مــن منابعهــا العامليــة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ثال ًثــا‪ :‬أن العمــل املشــرك املنتِــج والف َّعــال يف املكتــب واملصنــع واحلقــل‬
‫ـة علميـ ٍ‬
‫ـة وتقنيــة ح َّيــة‪ ،‬وإن العمــل املشــرك والتعــاون ضمــن األمــة‬ ‫حيتــاج إىل لغـ ٍ‬
‫يــؤدي إىل زيــادة دخــل اجلميــع‪ ،‬وهــذا ال يتحقــق إال باســتعامل اللغــة األم‪.‬‬
‫راب ًعــا‪ :‬أن تعلــم العلــم والتقنيــة والتــدرب عليهــا‪ ،‬وحتويــل هــذه املعرفــة‬
‫إىل خــرات وإىل أفعــال ومنتجــات وخدمــات‪ ،‬حيتــاج إىل لغــة‪.‬‬
‫خامســا‪ :‬أن اســتخدام التقنيــة اســتخدا ًما ف َّعـ ً‬
‫ـال مــن قبــل القــوى العاملــة‬ ‫ً‬
‫ومــن قبــل كامــل املجتمــع‪ ،‬وخاصــة اســتخدام تقانــة املعلومــات واالتصــاالت‪،‬‬
‫حيتــاج إىل انتشــار هــذه التقانــات بلغــة األم‪ ،‬للوصــول إىل مــا يســمى بمجتمــع‬
‫املعلومــات‪ ،‬الــذي ال يمكــن أن يكــون بلغــة أجنبيــة‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املشكالت أسبابها وأنواعها‬
‫املطلب األول‪ :‬مشكالت ذاتي�ة‬
‫أول مــا يعيــق العمليــة التعليميــة للغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ مــا يعــود‬
‫إىل اللغــة العربيــة نفســها‪ ،‬فاملشــتغلون باللســان ّيات العربيــة خاصــة اللغويــات‬
‫التطبيقيــة‪ ،‬طرقــوا أبوا ًبــا عديــدة ِمــن ا ّلعوبــات التــي وصفوهــا بالكــؤود‪ ،‬فمنــذ‬
‫قــرون طويلــة وهــم حياولــون التيســر والتســهيل‪ ،‬منــذ حمــاوالت ابــن مضــاء‬
‫مــرورا باجتهــادات الدكتــور هنــاد املوســى إىل حمــاوالت الدكتــور‬ ‫ً‬ ‫القرطبــي ‪.‬‬
‫شــوقي ضيــف وغريهــم‪ ،‬ويعــرف علــاء اللســانيات العربيــة يف شــتى البــاد‬
‫ٍ‬
‫ـكالت كثــر ًة وصعوبــات مج ـ ًة؛‬ ‫العربيــة بــأن عمليــة تعليــم العربيــة يواجــه مشـ‬
‫لذلــك نجدهــم عاكفــن عــى حمــاوالت تيســر عمليــة تعليــم العربيــة‪ ،‬فــإذا َ‬
‫كان‬
‫ٍ‬
‫ـكالت أكــر أو‬ ‫هــذا حاهلــم مــع أبنــاء العربيــة‪ ،‬فمــن الطبيعــي أن نواجــه مشـ‬
‫أكثــر تعقيــدً ا عنــد متعلمــي العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪ ،‬وإن اختلفــت يف‬
‫طبيعتهـ�ا ودرجـ�ة صعوبتهـ�ا‪.‬‬
‫إن اللغــة العربيــة تعــد مــن أغــزر اللغــات مــادة وأطوعهــا يف تأليــف اجلمل‬
‫وصياغــة العبــارات‪ ،‬فهــي لغـ ٌة مليئـ ٌة باأللفــاظ والكلــات التــي تناســب مــدارك‬
‫بنائهــا وتتفــرع يف املرحلــة األساســية إىل أنــاط لغوية‪.‬‬
‫وملــا كان هلــذه اللغــة تلــك األمهيــة البالغــة عــى النطــاق الدينــي والفكــري‬
‫والعلمــي؛ أصبــح لزا ًمــا عــى روادهــا العمــل عــى تيســر تعلمهــا وكــر جــدر‬
‫الصعوبــة التــي متخضــت يف نفــوس الناشــئة‪ ،‬وهــي يف حقيقتهــا ليســت صعبــة‬
‫كــا يعتقــده البعــض لكــن صعوبتهــا تكمــن يف الطرائــق واألســاليب املتبعــة يف‬
‫تدريســها‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫وهنــا نلقــي الضــوء عــى بعــض اجلوانــب التــي ملســها املعنيــون والقائمــون‬
‫عــى تذليــل صعوباهتــا‪ ،‬ووضــع التدابــر املالئمــة حللهــا والتــي تلمــس اللغــة‬
‫العربيــة ذاهتــا ومــن ذلــك‪:‬‬
‫‪-1‬املشكالت الصوتي�ة‪:‬‬
‫هيــدف هــذا اجلانــب إىل التعــرف عــى املشــكالت الصوتيــة التــي تواجــه‬
‫الــدارس الناطــق بغــر العربيــة عنــد تعلمــه للعربيــة‪ ،‬والتعــرف عــى التحديــات‬
‫التــي تواجــه املعلــم القائــم بتدريــس هــذه اللغــة هلــذا الصنــف مــن الطــاب‪،‬‬
‫وقــد أدرك الباحثــون خــال دراســاهتم التطبيقيــة القائمــة عــى حتليــل عينــات‬
‫واقعيــة ملتعلمــن للغــة العربيــة مــن غــر أبنائهــا واســتخدام املنهــج املســحي‬
‫الكمــي‪ ،‬أن املشــكالت املتعلقــة بالنظــام الصــويت مــن أعمــق وأكــر املشــكالت‬
‫يف تع ّلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ وعليــه ظهــرت احلاجــة إىل حتليــل‬
‫هــذا املســتوى اللغــوي (املســتوى الصــويت) لــدى داريس العربيــة مــن غــر ‬
‫ـم اقــراح‬ ‫ِ‬
‫ـم مشــكالت النظــام الصــويت‪ ،‬ثـ ّ‬ ‫أبنائهــا؛ مــن أجــل الوقــوف عــى أهـ ِّ‬
‫بعــض احللــول واآلليــات املناســبة هلــا‪.‬‬
‫إن مــن أهــم مشــكالت تعلــم اللغــة العربيــة لغــر الناطــق هبــا؛ تأثــره‬
‫ـا‪-‬‬ ‫بلغتــه األم «ونقــل بعــض اجلوانــب اللغويــة إىل اللغــة العربيــة فنجــده ‪-‬مثـ ً‬
‫حيــاول أن ينقــل عــادات النطــق مــن لغتــه األم إىل اللغــة العربيــة‪ ،‬فنشــأ عــى أثره‬
‫مشــكالت يف النظــام الصــويت التــي قــد تعــوق مســرة التعلــم الصحيــح لديــه»‪.‬‬
‫مـ�ن هنـ�ا يمكـ�ن أن نقـ�رر أن أهـ�م مـ�ا يشـ�كل الصعوبـ�ات اللغوية هـ�و التداخـ�ل (�‪in‬‬
‫‪ )terference‬بــن اللغــة العربيــة ولغاهتــم األصليــة يف اجلوانــب الصوتيــة والنحويــة‬
‫والدالليـ�ة والكتابيـ�ة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كثــر‬ ‫كــا ترجــع صعوبــة نطــق األصــوات العربيــة إىل أهنــا ال توجــد يف‬
‫مــن لغــات العــامل؛ لذلــك يواجــه معظــم متعلمــي اللغــة العربيــة صعوبــ ًة يف‬
‫نطــق أصواهتــا‪ ،‬واملالحــظ أن هــذه الصعوبــات التــي متثــل عوائــق لغوي ـ ًة أمــام‬
‫ٍ‬
‫شــخص إىل آخــر؛ بنــا ًء عــى العوامــل‬ ‫متعلميهــا قــد تتفــاوت درجتهــا مــن‬
‫اللغويــة والشــخصية والتعليميــة‪ ،‬ويــرى علــاء اللغــة التطبيقــي أن وقــوع‬
‫املتعلــم األجنبــي هبــذه األخطــاء يعــود إىل أربعــة أســباب‪:‬‬
‫ •اختالف اللغتني يف خمارج األصوات‪.‬‬
‫ •اختالف اللغتني يف التجمعات الصوتية‪.‬‬
‫ •اختالف اللغتني يف مواضع النرب والتنغيم واإليقاع‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ •اختالف اللغتني يف العادات النطقية‪.‬‬


‫ٍ‬
‫ـخص آلخــر؛ تب ًعــا لطبيعــة اللغــة‬ ‫وهــذه الصعوبــات قــد ختتلــف مــن شـ‬
‫األم التــي يتحــدث هبــا املتعلــم‪ ،‬ولــن يواجــه املتعلــم أيــة صعوبــة يف تعلــم‬
‫ـا‪ :‬ال تــرى صعوبــة يف نطــق‬ ‫ونطــق أحــرف مشــاهبة ألحــرف اللغــة األم؛ فمثـ ً‬
‫املتحــدث باللغــة اإلنجليزيــة أحــرف‪( :‬البــاء التــاء الثــاء اجليــم الــدال الــذال‬
‫الــراء الســن الشــن الــزاي الــكاف امليــم النــون الــام)‪ ،‬لكــن مــن الصعــب‬
‫تعلــم بعــض األصــوات املطبقــة؛ مثــل‪( :‬الصــاد الضــاد الطــاء الظــاء)؛ ألن هــذه‬
‫األصــوات غــر موجــودة يف لغتــه األم‪.‬‬
‫إن اللغـــة العربيـــة متميـز ٌة مـن الناحيـة الصوتيـة؛ حيـــث إن العربيـة أكثـر‬
‫أخواهتـــا احتفاظـًــا باألصـوات الساميـــة‪ ،‬فلقـــد اشتملت عىل مجيـع األصـوات‬
‫التـــي اشتملـــت عليهـــا أخواهتــا الســامية‪( ،‬مــا عــدا الباء والفــاء)‪ ،‬بـــل وزادت‬
‫ـوات كثيــ ٍ‬
‫ـرة ال وجــود هلـــا فـــي واحدة منهـــا مثـــل‪( :‬الثــاء والذال‬ ‫عليهـــا بأصـ ٍ‬
‫والغــن والضــاد)‪ ،‬كــا أن للحــروف العربيـــة خمارجهــا الدقيقة‪،‬التــي قــد يقـــع‬
‫اخللــط يف نطقهــا نتيجــة لتقــارب املخــارج‪ ،‬كــا أن متيزهــا مــن الناحيــة الصوتيــة‬
‫‪-‬أيضــا‪ -‬يف ثبــات أصــوات احلــروف فيهــا لدقــة خمارجهــا‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫يتمثــل ً‬
‫جعــل طريقــة نطــق األصــوات ثابتــة عــر العصــور واألزمــان ‪.‬‬
‫لكنــه ينبغــي التنبيــه إىل أن املتعلــم ال جيــد صعوبـ ًة يف نطــق حــروف لغـ ٍ‬
‫ـة مــا‬
‫إذا كان تعلمــه هلــا يف وقــت الصغــر‪ ،‬وكانــت ممارســته هلــا مــن خــال التواصــل‬
‫املبــارش مــع املجتمــع‪ ،‬عــى عكــس املتعلــم كبــر الســن؛ ألنــه مل يــارس اللغــة‬
‫فصعــب عليــه نطــق حــروف مل توجــد يف لغتــه األم‪ ،‬وقــد تكــون‬ ‫ٌ‬ ‫تواصل ًّيــا‪،‬‬
‫موجــودة فيهــا لكنهــا تنطــق نط ًقــا خمتل ًفــا عــا هــو عليــه يف اللغــة الثانيــة ‪.‬‬
‫إن معاجلــة مشــكلة األصــوات ليســت مــن الســهولة بمــكان للناطقــن بغري‬
‫العربيــة يف مرحلــة متأخــرة مــن العمــر؛ ألن اجلهــاز الصــويت قــد تشــكل وأخــذ‬
‫قال ًبــا مناسـ ًبا ألصــوات اللغــة األم وأصــوات الطفولــة املكتســبة مثــل اللهجــات‬
‫أو اللغــة الثانيــة الشــبيهة باللغــة األم ‪.‬‬
‫‪-2‬جوانب لغوية أخرى‪:‬‬
‫ـكالت أخــرى تعــود إىل مــا‬
‫ٌ‬ ‫بجانــب تلــك املشــكلة الصوتيــة؛ فــإن ثمــة مشـ‬
‫تتفــرد بــه اللغــة العربيــة مــن ســات وخصائــص ال تــكاد توجــد يف غريهــا مــن‬
‫اللغــات‪ ،‬فيجــد املتعلــم صعوبــة يف تفهمهــا وإدراكهــا؛ مثــل إشــكالية اإلعــراب‬
‫وتفهــم الداللــة واملعنــى عــن طريقــه‪ ،‬وافتقــاد قيمتــه يف تنســيق اجلمل وترتيبهـــا‬
‫خــاص‪ ،‬وازدواجيــة اللغــة يف البــاد العربيــة التــي يواجههــا‬‫ٍّ‬ ‫وفـــق نظـــا ٍم‬

‫‪64‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫الــدارس‪ ،‬وكثــرة املرتادفــات يف العربيــة التــي تــؤدي إىل االضطــراب التعليمــي‬


‫لــدى الدارســن؛ حيــث تتمتــع بثــراء عز نظــره يف معظــم لغــات العــامل‪ ،‬وظاهرة‬
‫ـراء فـــي مفردات اللغـــة والقـــدرة علـــى التوليـد‪،‬‬ ‫الرتادف وما نتج عنها مـــن ثــ ٍ‬
‫إذ هـــي لغـــة اشتقـــاق ومـــع وجود هذه الظاهرة فـــي بعض اللغـــات األخـرى‬
‫إالّ أهنــا يف العربيــة أوســع وأغنـــى ‪ ،‬ومرونتهــا وطواعيــة ألفاظهــا للداللــة عــى ‬
‫املعــاين‪ ،‬وهــي أوســع وأدق يف قواعــد النحــو والــرف من أخواهتـــا الـــسامية ‪.‬‬
‫ـرج‪ ،‬وإحيــا ٌء وداللــ ٌة‬ ‫ٍ‬
‫إضافــة إىل ذلــك فلــكل صــوت يف العربيــة صفـ ٌة وخمـ ٌ‬
‫ـوت فقــط‪ ،‬فلقــد أثبــت‬ ‫ـاع‪ ،‬ال أنــه صـ ٌ‬‫ـعاع وصــدى وإيقـ ٌ‬‫ومعنـــى وظــ ٌـل وإشــ ٌ‬
‫علامؤنــا القدامــى القيمــة التعبرييــة للصــوت البســيط وصعوبــة فهــم القضايــا‬
‫البالغيــة والتشــابه بعضهــا البعــض‪ ،‬وبعــض الظواهــر اللغويــة األخــرى؛ مثــل‬
‫ظاهــرة (املثنيــات التـــي ال تُفـــرد) مثــل الثقــان (اجلــن واإلنــس)‪ ،‬واجلديــدان‬
‫(الليــل والنهــار)‪ ،‬األبـــوان‪ ،‬القمــران‪ ،‬العمــران‪ ،‬املرشقــان‪ ، ...‬وكذلــك ظاهــرة‬
‫ثالثيــة األلفــاظ اللغويــة‪ ،‬فقــد أقــام العــرب معظـــم ألفـــاظهم عــى حــروف‬
‫ثالثــة خلفتهــا وإجيازهــا وســهولة النطــق هبــا ‪.‬‬
‫كل ذلــك يضــع املتعلــم أمــام لغــة يصعــب إدراكهــا واإلحاطــة بســاهتا‬
‫وخصائصهــا‪ ،‬ولــذا وجــب عــى املعنيــن بتعليمهــا للناطقــن بغريهــا تذليلهــا؛‬
‫وذلــك عــن طريــق اختيــار املناهــج املناســبة لدراســتها‪ ،‬وكذلــك املواد املدروســة‬
‫والوســائل املعينــة عــى ذلــك كلــه‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مشكالت منهجية‬
‫‪-1‬مشكالت طرق التدريس‪:‬‬
‫تعــد طــرق التعليــم الوســيط بــن املعلــم والطالــب داخــل الصــف‪ ،‬ينقــل‬
‫مــن خالهلــا املعلــم املعلومــات للطالــب بغــرض فهمهــا‪ ،‬ويقصــد بطرائــق‬
‫تدريــس اللغــات بــا فيهــا اللغــة العربيــة تدريــس املهــارات‪ ،‬والتــي غال ًبــا مــا‬
‫تصنــف يف أربــع مهــارات؛ هــي‪ :‬االســتامع واحلديــث والقــراءة والكتابــة؛ ألن‬
‫التمكــن مــن هــذه املهــارات يــؤدي إىل حتقــق الكفايــة اللغويــة التــي هــي اهلــدف‬
‫الرئيــس مــن تعلــم اللغــة‪ ،‬وليــس املقصــود بطرائــق التدريــس أســاليب تدريــس‬
‫منفصــا بعضهــا عــن بعــض‪ ،‬كطريقــة تدريــس القواعــد أو‬ ‫ً‬ ‫مقــررات املنهــج‬
‫اإلمــاء‪ ،‬أو اخلــط أو التاريــخ‪ ،‬أو غــر ذلــك‪ ،‬فهــذه املقــررات إن وجــدت يف‬
‫املنهــج يف هيئــة مقــررات‪ ،‬فإنــا تقــدم للمتعلمــن بوصفهــا حمتويــات ختــدم‬
‫مهــارة اللغــة‪ ،‬وتقــود إىل حتقيــق اهلــدف الرئيــس‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ويمكننــا بــادئ األمــر تلخيــص أبــرز األســباب يف تلــك املشــكلة مــن واقع‬
‫الدراســات العديــدة التــي قامــت عــى عرضهــا وحماولــة إجيــاد طــرق حلهــا فيــا ‬
‫ييل ‪:‬‬
‫ ‪‬االعتامد عىل طريقة الرتمجة‪.‬‬
‫ ‪‬االعتامد عىل التلقني وذاكرة الطالب‪.‬‬
‫ ‪‬االعتامد عىل دور املعلم وجتاهل املشاركة الفعالة‪.‬‬
‫ ‪‬عدم مراعاة الفروق الفردية بني الطالب‪.‬‬
‫ ‪‬احلريــة املطلقــة لــدى املعلــم يف االعتــاد عــى نفســه واختيــار مــا يشــاء‬
‫مــن املــواد والطرائــق لتأديــة عملــه‪ ،‬وهــذا ربــا يعنــي قلــة الوعــي بــا ينطــوي‬
‫عليــه تعليــم اللغــة مــن تعقيــد‪ ،‬وأنــه ســيجد طريقــه يف متاهــة مــن النظريــات‬
‫والتطبيقــات واألفــكار املتعلقــة باملوضــوع‪.‬‬
‫ـر ح َركــة تطــور طرائــق تدريــس اللغــات األجنبيــة‪ ،‬يلحــظ‬ ‫إن املتتبــع لسـ َ‬
‫هيمنــة طريقــة القواعــد والرتمجــة‪ ،‬فيــا يمكــن أن ينــدرج حتــت الطــرق التقليديــة‬
‫ـرات طويلــة ِمــن الزمــن لِدرجــة جعلــت بعــض ا ُملشــتغلني‬ ‫أو الكالســيكية‪ ،‬فـ ٍ‬
‫يعتقــدون بصعوبــة االنعتــاق منهــا‪ ،‬تِلــك الطريقــة التــي تقــوم عــى تَرمجــة‬
‫النصــوص ودراســتها لغايــات حفــظ الكلــات‪ ،‬والقوالــب اللغويــة والنحويــة‪،‬‬
‫كان لــه مســوغاته‪ ،‬خاصــة‬ ‫ومــن املنصــف القــول إن ظهورهــا يف ذلــك الوقــت َ‬ ‫ِ‬
‫إذا َعلمنــا ارتبــاط نشــأهتا بِدراســة اللغــة الالتينيــة‪ ،‬وفهــم الكتــب املوضوعــة‬
‫هبــا‪ ،‬تلــك اللغــة احليــة بثقافتهــا وحضارهتــا ورموزهــا‪ ،‬امليتــة يف التواصــل هبــا‬
‫ولكــن اســتخدام تلــك الطريقــة الــذي مــا زال شــائ ًعا يف تدريــس اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا يواجــه مشــاكل مجــة صعبــة عــى احلــر‪ ،‬فمــن املفيــد معرفــة‬
‫نتائــج هــذه الطريقــة وذلــك باالســتامع لــرأي أحــد الدارســن وفقهــا وهــو‬
‫املســترشق صمويــل زويمــر‪ ،‬إذ يقــول‪« :‬إن طريقــة تعليــم العربيــة لألجانــب‬
‫ـل وصيـ ٍغ وأنــاط لغويــة‪ ،‬دون‬ ‫الذاكــرة يف حفــظ كلــات ومجـ ٍ‬ ‫قــارصة عــى تربيــة ّ‬
‫االلتفــات إىل درجــة اســتعامهلا يف الغــرض مــن التعليــم‪ .‬وهتمــل قــوى العقــل‪،‬‬
‫ترتكهــا يف مخوهلــا التــام‪ ،‬وال جيــد العقــل جمـ ً‬
‫ـال لفهــم املعــاين التــي متــس احليــاة‪،‬‬
‫ويتطلبهــا املتع ّلــم‪ ،‬وال تســتغل املعــاين‪ ،‬التــي ختتزهنــا ذاكــرة ال ّطالــب مــن ثقافتــه‬
‫الســنون‪ ،‬وخيــرج املتعلــم بثــروة قيمــة غــر ‬ ‫ولغتــه‪ ،‬فيعطــى لــه مقابلهــا‪ .‬تضيــع ّ‬
‫واجهــة بائعــي اجلَواهــر الكالســيكيني»‪.‬‬ ‫أهنــا ال تصلــح إال للعــرض يف ِ‬

‫ً‬
‫ســهل‪ ،‬ونظــرة إىل‬ ‫أمــرا‬
‫ويف احلقيقــة أن إجيــاد الطريقــة املناســبة ليــس ً‬

‫‪66‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫الطــرق املتبعــة يف التدريــس نجدهــا تقليديــة تعتمــد عــى التلقــن كــا يعتمــد‬
‫تدريســها يف البــاد األجنبيــة عــى الرتمجــة‪ ،‬فينــال هــذا اجلانــب االهتــام أكثــر‬
‫مــن التطبيــق لفهــم اللغــة واســتعامهلا «فاالبتعــاد عــن الرتمجــة هــو خــر طريقــة‬
‫لتعليــم اللغــة العربيــة لألجانــب؛ حيــث إن االقتصــار عــى اللغــة العربيــة‬
‫جيــر الطالــب عــى اســتعامهلا ويعــود حســن اســتعامهلا والتعــرف عــى ألفاظهــا‬
‫وأصواهتــا»‪.‬‬
‫ومــن املعلمــن كذلــك مــن يعتمــد عــى التلقــن –املعتمــد عــى ذاكــرة‬
‫الطالــب– لتوصيــل معلومــات الــدرس إليــه‪ ،‬وبالرغــم مــن نفــع التلقــن يف‬
‫العمليــة التعليميــة‪ ،‬إال أن هــذا النفــع يتســم باآلنيــة‪ ،‬أمــا عــى املــدى الطويــل‬
‫فــا يبقــي مــن تلــك املعلومــات إال القليــل الــذي ربــا ال يســمن وال يغنــي‬
‫لتحقيــق االتصــاالت احلياتيــة التــي ختــزن يف ذاكــرة الطالــب‪ ،‬فتضعــف تلقيــه‬
‫ـة تفرض نفســها‬ ‫ـة وحياتيـ ٍ‬
‫ـور يوميـ ٍ‬
‫للعلــوم داخــل الصــف النشــغال الذاكــرة بأمـ ٍ‬
‫عليهــا‪ ،‬وعــى هــذا األســاس فــإن اعتــاد العمليــة التعليميــة عــى التلقــن جتعــل‬
‫قيــاس اســتيعاب الطالــب للمــواد املدروســة مبن ًيــا عــى قــوة ذاكرتــه دون مهارته‬
‫يف ممارســة اللغــة‪.‬‬
‫وتســتتبع طريقــة التلقــن قيــام العمليــة التعليميــة داخــل الصــف عــى ‬
‫املعلــم ممــا يســتدعي انعــدام مشــاركة الطــاب للمعلــم بالصــورة املطلوبــة يف‬
‫تقديــر يصيــب الطــاب بامللــل وال يضمــن بقــاء‬ ‫ٍ‬ ‫الصــف‪ ،‬وهــذا عــى أقــل‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أذهاهنــم مــع املعلــم طــول مــدة تلقــي الــدرس مــن ناحيــة‪ ،‬ومــن ناحيــة أخــرى‬
‫فــإن فرصــة التطبيــق وممارســة مــا درســه الطــاب مــن القواعــد قــد انعدمــت‬
‫متا ًمــا داخــل الصــف فيكــون حــال الطالــب؛ كحــال مــن يقــرأ عــن كيفيــة‬
‫قيــادة الســيارة فيجمــع املعلومــات الكافيــة دون أن يتــدرب عــى القيــادة‪ ،‬وإذا‬
‫طويلــة يف ذهنــه دون التطبيــق بمامرســة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫لفــرة‬ ‫اســتمرت املعلومــات النظريــة‬
‫القيــادة فســوف تتــايش تلــك املعلومــات شــي ًئا فشــي ًئا مــن ذهنــه‪.‬‬
‫وملــا اختلفــت أهــداف تعلــم اللغــات األجنبيــة وغاياهتــا مــع بدايــات‬
‫ٍ‬
‫جديــدة تلبــي احلاجــات‬ ‫ٍ‬
‫لغويــة‬ ‫القــرن املــايض‪ ،‬اســتتبع ذلــك ميــاد طرائــق‬
‫ِ‬
‫اإلنســانية احلديثــة‪ ،‬ولعــل أهــم مســوغات هــذا التطــور مــا شــهده العــامل مــن‬
‫حليــاة‪ ،‬وبــرف النظــر‬ ‫ـي؛ إذ شــملت أرجــاؤه شـتّى مناحــي ا َ‬ ‫تقــد ٍم تقنـ ٍّ‬
‫ـي وعلمـ ٍّ‬
‫عــن اختــاف العلــاء يف منطلقاهتــم الفكريــة وتوجهاهتــم املختلفــة واتباعهــم‬
‫ـروق فرديـ ٍ‬
‫ـة بــن ‬ ‫طر ًقــا ال حييــد بعضهــم عنهــا؛ فإهنــم جيتمعــون عــى وجــود فـ ٍ‬
‫النــاس مــن حيــث قدراهتــم وطبائعهــم ودوافعهــم وأمزجتهــم واســتعداداهتم‬
‫وانفعاالهتــم ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مــن هنــا يمكــن القــول بلــزوم تعــدد املناهــج والطــرق الدراســية ملواءمــة‬
‫ٍ‬
‫فاعــل يف‬ ‫العقــول املختلفــة‪ ،‬ومواكبــة الظــروف املتغــرة؛ ملــا لذلــك مــن ٍ‬
‫دور‬
‫عمليــة تعلــم العربيــة وتعليمهــا‪ ،‬وحتقي ًقــا للفائــدة نعــرض طــرق تعليــم اللغــات‬
‫احليــة‪ ،‬التــي قــام عــى حرصهــا (مــكاي)‪ ،‬يف كتابــه (حتليــل تعليــم اللغة)‪،‬حيــث‬
‫حرصهــا يف مخــس عــرة طريقــة‪ ،‬هــي‪ :‬الطريقــة املبــارشة‪ ،‬والطريقــة الطبيع ّيــة‪،‬‬
‫والطريقــة الســيكولوجية‪ ،‬والطريقــة الصوتيــة‪ ،‬وطريقــة القــراءة‪ ،‬وطريقــة‬
‫القواعــد‪ ،‬وطريقــة الرتمجــة‪ ،‬وطريقــة القواعــد والرتمجــة‪ ،‬والطريقــة التوليفيــة‪،‬‬
‫وطريقــة الوحــدة‪ ،‬وطريقــة ضبــط اللغــة‪ ،‬وطريقــة التقليــد واحلفــظ‪ ،‬وطريقــة‬
‫املــران‪ ،‬وطريقــة املفــردات املتشــاهبة‪ ،‬وطريقــة اللغــة املزدوجــة‪.‬‬
‫ولــذا فــإن اقتصــار بعــض املدرســن عــى طــرق ومســالك حمــددة ال‬
‫حييــدون عنهــا يف تعليــم شــتى املهــارات‪ ،‬يعــد مــن اإلشــكاليات التــي ينبغــي‬
‫إجيــاد بديــل عنهــا‪ ،‬إذ إن واقــع تعليــم العربيــة احلــي أثبــت أن بعــض الطــرق‬
‫ـوي‪ ،‬لذلــك أضحــى‬ ‫أفضــل مــن بعضهــا اآلخــر يف تعليــم مهـ ٍ‬
‫ـارة أو عنـ ٍ‬
‫ـر لغـ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫وســيلة أو‬ ‫التوجــه إىل رؤيــة املهــارة اللغويــة أو العنــر لكــي تتحــدد أفضــل‬
‫ـة لتقديمــه للدارســن‪ ،‬أي ال بــدّ مــن اإلفــادة مــن شــتى الطرائــق اللغويــة‬‫طريقـ ٍ‬
‫خاص ـ ًة تلــك اجلوانــب التــي أثبتــت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مــن ترمجــة وســمعية وتواصليــة وكالميــة‪َّ ،‬‬
‫ـا عــن مراعــاة مبــادئ علــم النفــس مــن تعلــم واكتســاب‪ ،‬عــدا‬ ‫جدواهــا‪ ،‬فضـ ً‬
‫اجلوانــب الثقافيــة‪ ،‬التــي ال بــد أن تكــون نصــب األعــن يف عمليــة تدريــس‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا بذلــك يمكــن التغلــب عــى كثــر مــن املشــكالت‪،‬‬
‫مــن تركيبيــة‪ ،‬ودالليــة وصوتيــة ‪.‬‬
‫‪-2‬مشكالت املناهج التعليمية‪:‬‬
‫إن عمليــة التدريــس أ ًّيــا َ‬
‫كان نوعهــا أو نمطهــا أو مادهتــا وحمتواهــا‪ ،‬فإهنــا‬
‫ـرا عــى الكتــاب املنهجــي‪ ،‬وهــو هبــذا املفهــوم يعــد ركنًــا مــن‬
‫تعتمــد اعتــا ًدا كبـ ً‬
‫ـرا مــن عنارصهــا‪ ،‬وركيــز ًة مــن ركائزهــا‪ ،‬ولذلــك‬ ‫أركان عمليــة التعليــم‪ ،‬وعنـ ً‬
‫تعــد نوعيــة الكتــاب وجودتــه أبــرز األمــور التــي تشــغل بــال املهتمــن بحقــل‬
‫تعلي��م العربي��ة للناطق�ين بغريهـ�ا‪ ،‬ولعــل احلاجــة ملثــل هــذا الكتــاب املمنهــج‬
‫رضورة يف ظــل إقــرار معظــم املراكــز املشــتغلة بتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫بعــدم توفــر املــدرس الكــفء املتخصــص يف تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫ـج يف كتــب تعليــم العربيــة‬ ‫الــذي قــد يغطــي وجــوده جوانــب النقــص التــي تعـ ُّ‬
‫للناطقـين بغريهـ�ا‪.‬‬
‫وعىل هذا األساس ينبغي مراعاة األسس التالية يف منهجية الكتاب‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫وكذلــك االعتــاد عــى أنــواع الــدالالت املختلفــة مــن نحويــة ورصفيــة‬


‫وتركيبيــة وجمازيــة وســياقية وعرفيــة ورشعيــة وغريهــا مــن الــدالالت‪.‬‬
‫ ‪-‬اختــاذ معاجــم لغويــة يراعــى فيهــا تــدرج منهجهــا ليناســب الفــروق يف‬
‫القــدرات أو الكفــاءات العلميــة والعمريــة‪.‬‬
‫ ‪-‬ومــن الــازم أال تنقطــع صلــة الطــاب بــدروس العربيــة وعلومهــا‬
‫وآداهبــا يف الصفــوف التاليــة للصــف التحضــري‪ ،‬بــل مــن األفضــل إفســاح‬
‫املجــال هلــا يف تلــك الصفــوف لتحقيــق الكفــاءة املطلوبــة يف إتقــان اللغــة‪.‬‬
‫ ‪ 3-‬مشكالت أفراد‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬ما يرجع إىل املعلم‬
‫إن املعلــم هــو حجــر الزاويــة يف العمليــة التعليميــة؛ لــذا يقــع عليــه العــبء‬
‫األكــر يف حتقيــق أهدافهــا عنــد تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وعــى املعلــم‬
‫‪-‬بدايـ ًة‪ -‬فهــم تلــك األهــداف والبحــث عــن طــرق حتقيقهــا واهلــدف األســمى‬
‫لذلــك وهــو فهــم الطــاب لغــة القــرآن الكريــم وفهــم كتــب الــراث مــن‬
‫تفســر وفقــه وســر وغريهــا‪.‬‬
‫وألمهيــة دور املعلــم يف حتقيــق تلــك األهــداف يتوجــب عليــه أن يتســلح‬
‫بــأدوات تفــوق يف فاعليتهــا تلــك األدوات التــي يتســلح هبــا معلــم العربيــة‬
‫للناطقــن هبــا‪ ،‬وأن يتميــز بخصائــص تقــوده إىل حتقيــق ذلــك‪ ،‬ولــذا يلــزم أن‬
‫«يتميــز تكويــن أســتاذ اللغــة العربيــة لغـ ًة ثانيـ ًة بخصائــص تضــاف إىل التكويــن‬
‫ـة ومهـ ٍ‬
‫ـارات‬ ‫ـة لغويـ ٍ‬
‫العــام ألســتاذ اللغــة األم‪ ،‬وذلــك بالرتكيــز عــى كســب معرفـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫معينــة»‪ .‬وتتمثــل طــرق حتقيــق تلــك األهــداف فيــا ‬ ‫ٍ‬
‫تقنيــة‬ ‫ٍ‬
‫وقــدرات‬ ‫ٍ‬
‫عمليــة‬
‫خيــص املعلــم يف‪:‬‬
‫ ‪-‬إدراك الــدور املنــوط بــه مــن توســيع رقعــة الناطقــن بالعربيــة وقيمــة‬
‫تعليمهــا وتعلمهــا‪ ،‬وأثرهــا عــى األصعــدة املختلفــة‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلجــادة التامــة للعربيــة وقواعدهــا وأســاليبها التــي متيزهــا عــن غريهــا‬
‫مــن اللغــات‪.‬‬
‫ ‪-‬العمــل عــى ترقــي مســتواه وزيــادة التثقيــف والتأهيــل باخلضــوع‬
‫للــدورات اخلاصــة بتأهيــل معلمــي العربيــة لتعليــم غــر الناطقــن هبــا‪ ،‬ومطالعة‬
‫مــا يســتجد و ُيصنــف مــن الكتــب اخلاصــة بذلــك‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ملموســا يف تعليم‬
‫ً‬ ‫ ‪-‬حماولــة االســتفادة مــن اخلــرات التــي حققــت تقد ًمــا‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬وذلــك عــن طريــق عقــد املؤمتــرات والنــدوات‬
‫والــدورات التدريبيــة أو املقابــات الفرديــة إن أمكــن‪ ،‬وإذا حتقــق للمعلــم‬
‫ذلــك فســوف تكــون لديــه القــدرة عــى توصيــل الــدالالت الرصفيــة والنحويــة‬
‫واملجازيــة والرتكيبيــة والســياقية للطالــب دون احلاجــة إىل اللغــة الوســيطة‪.‬‬
‫ ‪-‬االســتفادة مــن اخلــرات الرتبويــة وطــرق التدريــس احلديثــة عمو ًمــا‬
‫مثــل طــرق التدريــس التــي تعتمــد عــى الطالــب وتلــك التــي تراعــي الفــروق‬
‫الفرديــة بــن الطــاب ‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلملــام بِعلــوم اللغــة احلديثــة‪ :‬كعلــم اللغــة النفــي‪ ،‬وعلــم اللغــة‬
‫االجتامعــي‪ ،‬وعلــم اللغــة التطبيقــي‪ ،‬وتطبيقاهتــا يف تعليــم العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا يعــد مــن أبجديــات تعليــم اللغــات احليــة وقــد بــن األســتاذ حممــد‬
‫صالــح بــن عمــر أمهيــة ذلــك يف كتابــه (كيــف نعلــم العربيــة لغــة حيــة) بقولــه‪:‬‬
‫«إن إملــام مــدرس اللغــة احليــة بأســس علــم النفــس اللغــوي أبعــد مــا يكــون‬
‫ـارا ملــا يقدمــه مــن‬
‫عــن الــرف أو الثقافــة التكميليــة‪ ،‬إنــا هــو رضورة ملحــة اعتبـ ً‬
‫حلــول عمليــة للكثــر التــي يواجههــا املعلــم»‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬ما يرجع إىل املتعلم‬
‫إن الطالــب هــو أســاس العمليــة التعليميــة وهــو املســتهدف الــذي‬
‫وضعــت مــن أجلــه كل اإلمكانــات املتاحــة ليفهــم اللغــة العربيــة باعتبارهــا‬
‫األداة التــي تعــر بــه الطريــق إىل فهــم كتــاب اهلل وســنة رســوله الكريــم‪ ،‬لينقلهــا‬
‫إىل طالبــه يف املســتقبل إذا أصبــح معلـ ًـا‪ ،‬أو إىل عامــة املســلمني إذا أصبــح إما ًمــا‬
‫أو مفت ًيــا‪ ،‬وهــذا جــز ٌء مــن الرســالة التــي حيملهــا عــى عاتقــه لنــر ديــن اهلل‬
‫تعــاىل يف أرضــه وتصحيــح املفاهيــم اخلاطئــة وقــد رصــد بعــض الدارســن ‬
‫بعــض املشــكالت التــي تتعلــق بالطالــب باعتبــاره هد ًفــا هلــذه العمليــة التعليميــة‬
‫ذات األبعــاد اخلاصــة‪ ،‬وتتلخــص فيــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬صعوبــة التأقلــم مــع املجتمــع العــريب مــن حيــث اللغــة ومــن حيــث‬
‫العــادات والتقاليــد‪ ،‬فالبــد لــه أن يتعلــم اللغــة العربيــة بشــكل ســليم حتــى‬
‫يســتطيع أن يندمــج مــع املجتمــع ويتعايــش معهــم‪.‬‬
‫ ‪-‬مشــكلة الدمــج مــع أبنــاء اللغــة الثانيــة وخوفهــم مــن ردة الفعــل‪،‬‬
‫ـة معينـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬فإنــه قــد يتعــرض لســخرية البعــض ممــا‬ ‫فعندمــا خيطــئ املتعلــم يف لفظـ ٍ‬
‫يــؤدي بالــرورة إىل إرباكــه‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫وتعليم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ ‪-‬حمدودية إدراكه للغة عم ًقا ودالل ًة ووظيف ًة وأهدا ًفا‬
‫ ‪-‬عدم توافر الدوافع املختلفة لتعلم اللغة العربية‪.‬‬
‫ ‪-‬اكتفــاؤه بــا يتعلمــه يف قاعــات الدراســة والتقيــد باملناهــج املطروحــة‬
‫ـاد رحبـ ٍ‬
‫ـة يف ســاحات اللغــة العربيــة ويف مياديــن غاياهتــا‬ ‫وعــدم االنطــاق إىل أبعـ ٍ‬
‫املختلفــة‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم اجتهاده يف فهم القواعد وحتصيلها ومن ثم تطبيقها‪.‬‬
‫ ‪-‬اســتخدام بعــض العبــارات واملصطلحــات يف غــر ســياقها‪ ،‬لذلــك‬
‫عليــه أن يتعلــم املواقــف الفعليــة لتلــك التعابــر‪.‬‬
‫ً‬
‫وعمــا عــى االســتفادة مــن العمليــة التعليميــة بشــتى‬ ‫وتفاد ًيــا لذلــك‬
‫جوانبهــا؛ جيــب عــى الطالــب أن يتبــع اآليت‪:‬‬
‫ ‪-‬حتديــد أهدافــه وإدراك أمهيــة دراســة العربيــة؛ مــن واقــع الغايــات‬
‫املختلفــة التــي تتصــل بأنــاط حياتــه املختلفــة‪ ،‬ويــدرك أهنــا لغــة الديــن ولســان‬
‫الدراســة يف األقاليــم العربيــة ولغــة التجــارة عــى خمتلــف أصعدهتــا‪ ،‬ووســيلة‬
‫التالقــي الدبلومــايس وغــر ذلــك ممــا متثــل اللغــة العربيــة فيــه املحـ ّـر َك األول‬
‫لشــتى مســارات احليــاة‪ ،‬وعــى املعلــم أن يســتغل يف الطالــب رؤيتــه وتطلعــه‬
‫وارتباطــه بالعربيــة يف خلــق دوافعــه‪ ،‬واالجتهــاد يف إتقــان ذلــك فمــن املســلم‬
‫ـكل أحســن إذا كان الدافــع أقــوى»‪.‬‬ ‫بــه عنــد علــاء الرتبيــة أننــا «نتعلــم بشـ ٍ‬
‫ ‪-‬املداومــة والتعلــق بالكتــب احلــرة واملؤلفــات املدونــة باللغــة العربيــة‬
‫يف خمتلــف املجــاالت‪ ،‬وال حيــدد دائــرة معارفــه أو يقتــر عــى مــا يتعلمــه يف‬
‫قاعــات الدراســة‪.‬‬
‫ ‪-‬العمــل عــى التــدرج يف مســتويات القــراءة‪ ،‬وذلــك بــأن يبــدأ بالكتــب‬
‫ـهل عليــه ثــم مــا ص ُعــب‪ ،‬حتــى تســتوعب‬ ‫ذات املوضوعــات البســيطة ثــم مــا سـ ُ‬
‫عقليتــه الرتقــي يف مــدارج اللغــة فــا يصطــدم بمعوقــات القواعــد والرتاكيــب‬
‫والــدالالت‪ ،‬كــا أن عليــه أن يتخــذ مــن كتــب املعاجــم رفي ًقــا يف هــذا املنحــى‬
‫ممــا ييــر لــه العمــل والــدرس املنظــم‪.‬‬
‫ ‪-‬معرفــة الــدالالت الكليــة للقوالــب الرتكيبيــة العربيــة مثــل‪ :‬اجلملــة‬
‫الفعليــة واجلملــة االســمية وقوالــب الــرط والوصــف واإلضافــة واحلــال‬
‫وغريهــا‪ ،‬ثــم اســتخدام تلــك القوالــب يف التحــدث بالرجــوع إىل املعلــم ليدربــه‬
‫عــى اســتخدام تلــك القوالــب‪ ،‬ومــن ثــم اســتخدامها يف التحــدث مــع معلمــه‬

‫‪71‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وزمالئــه يف الصــف أو غريهــم إن أمكــن‪.‬‬


‫املامرســة العمليــة أو املهنيــة للغــة وحماولــة املداومــة عــى التحــدث هبــا‬
‫داخــل وخــارج قاعــات الدراســة؛ وتطبيــق القواعــد التــي تعلمهــا يرســخ فهــم‬
‫ـة إىل مراجعتهــا باســتمرار كــا يكســبه توس ـ ًعا‬ ‫الطالــب هلــا فــا يكــون يف حاجـ ٍ‬
‫وثــرو ًة للرتاكيــب والكلــات اجلديــدة التــي مل يقــف عليهــا خــال تعلمــه‪،‬‬
‫وكذلــك فهــم بعــض القواعــد التــي مل يعيهــا يف دراســته النظريــة كــا أن املامرســة‬
‫العمليــة تكــر هتيــب الطالــب مــن العربيــة واحلاجــز النفــي جتــاه تعلمهــا‬
‫ويتهيــأ لفهــم املزيــد والتحصيــل واالطــاع‪ ،‬يضــاف إىل ذلــك أن احلديــث‬
‫الشــفهي مهــم للغايــة ولــن يتــم التعلــم بدونــه‪ ،‬والتشــجيع عليــه واجــب‬
‫والصــر إزاءه أشــد وجو ًبــا؛ إذ عــى املــدرس أن يقــدر ظــروف تعلــم العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ويــدرك أهنــا ليســت الظــروف الطبيعيــة املتســعة امليــدان التــي‬
‫تلقــى فيهــا اللغــة األم‪ ،‬كــا ال جيــوز للمــدرس أن يطــارد أخطــاء الطــاب يف‬
‫احلديــث الشــفهي‪ ،‬وعليــه هنــا أن يكتفــي بتصحيــح الفاحــش منهــا الــذي قــد‬
‫يــيء عــن غــر قصــد أو يقلــب املعنــى ‪.‬‬
‫‪-4‬مشكالت بيئي�ة‪:‬‬
‫إن عامــي الزمــان واملــكان يف غايــة األمهيــة يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬أمــا عامــل املــكان فالغالــب أن الراغبــن يف تعلــم اللغــة‬
‫العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا يتوجهــون لدراســتها يف إحــدى املراكــز احلكوميــة‬
‫أو اخلاصــة يف إحــدى الــدول الناطقــة بالعربيــة‪ ،‬وعــى هــذا فــإن الــدارس تتوفــر‬
‫لــه البيئــة العربيــة يف اجلامعــات واألســواق وغريهــا‪ ،‬ملامرســة اللغــة التــي يدرس‬
‫قواعدهــا مــع الناطقــن هبــا وتلــك املامرســة متكنــه مــن إتقــان اللغــة حتــى دون‬
‫دراســتها يف بعــض األحيــان‪.‬‬
‫ٍ‬
‫متكاملــة‬ ‫ٍ‬
‫مكانيــة‬ ‫ٍ‬
‫توفــر بيئــة‬ ‫وإذا مل يتمكــن القائمــون عــى األمــر مــن‬
‫للعمليــة التعليميــة؛ فإنــه يلــزم وضــع البدائــل التــي تتيــح نجاحهــا‪.‬‬
‫أمــا الزمــان املحــدد لتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا يف املراكــز املضطلعــة‬
‫بذلــك يف الــدول الناطقــة بالعربيــة فــا يقــل عــن عرشيــن ســاعة أســبوع ًّيا‬
‫أكثرهــا خمصصــة للمحادثــة‪ ،‬كــا ال يقــل عــن أربعامئــة ســاعة باعتبــار تلــك‬
‫ـة حتــدد‬ ‫ـنوات قادمـ ٍ‬
‫املــدة مرحل ـ ًة متهيدي ـ ًة متصل ـ ًة يف طريــق إتقــان العربيــة يف سـ ٍ‬
‫بــن ســنتني وثــاث ســنوات‪ ،‬والفــارق أن املــدة املخصصــة للــدرس يف تلــك‬
‫املراكــز ال تتضمــن الرتمجــة‪ ،‬وإنــا تلقــى الــدروس باللغــة العربيــة فقــط ويتــم‬
‫فيهــا الرتكيــز عــى املحادثــة وتوظيــف القواعــد‪ ،‬وعــى هــذا فيمكــن وضــع‬

‫‪72‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫البدائــل قــدر اإلمــكان كإدخــال منهــج للقــراءة واملحادثــة والقواعــد العربيــة‬


‫جلميــع الصفــوف حتــى التخــرج‪ ،‬وإقامــة األنشــطة ودورات تعليــم العربيــة يف‬
‫العطــات القصــرة والطويلــة‪ ،‬حتــى تكــون مــدة دراســة العربيــة متصل ـ ًة غــر ‬
‫ـة‪ ،‬وال يضطــر املعلمــون إىل مراجعــة الــدروس للطــاب بعــد كل عطلـ ٍ‬
‫ـة‪،‬‬ ‫منقطعـ ٍ‬
‫واحلــد مــن الرتمجــة قــدر اإلمــكان حتــى تزيــد ســاعات التلقــي بالعربيــة‪ ،‬كــا ‬
‫أنــه مــن املهــم حــث الطــاب عــى التحــدث بالعربيــة داخــل الصــف مــع‬
‫املعلمــن والزمــاء قــدر اإلمــكان‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪:‬حلول تلك املشكالت‬
‫بعــد تتبــع املشــكالت واملعوقــات التــي تؤثــر عــى العمليــة التعليميــة؛‬
‫جيــدر اآلن وضــع احللــول املالئمــة عــى خمتلــف األصعــدة املختلفــة‪ ،‬مــن طـ ٍ‬
‫ـرق‬
‫ـارات ذاتيـ ٍ‬
‫ـة تعــن املتعلــم عــى اجتيــاز‬ ‫ـق ومهـ ٍ‬ ‫ـبق دقيـ ٍ‬ ‫أو مناهــج بتخطيـ ٍ‬
‫ـط مسـ ٍ‬
‫الصعوبــات وحتقيــق اهلــدف ثــم الوســائل املعينــة عــى ذلــك‪ ،‬ومــن ثــم يمكــن‬
‫تقســيم هــذا املبحــث إىل ثالثــة مطالــب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬طرق التعليم‬
‫يــراد بطــرق التدريــس اخلطــة العامــة املســتمدة مــن نظريــات وافرتاضــات‬
‫معينــة لتعليــم اللغــة وتعلمهــا‪ ،‬والتــي يتبعهــا املعلــم يف تقديــم املــواد اللغويــة‬
‫ويطبقهــا يف عمليــة تعليميــة تعلميــة يف حجــرة الدراســة مــن خــال إجــراءات‬
‫صفيــة تنطبــق عليهــا‪.‬‬
‫وطرائــق تعليــم اللغــات األجنبيــة كثــرة ومتعــددة خيتلــف بعضهــا عــن‬
‫بعــض باختــاف املداخــل التــي تســتند إليهــا واألســاليب التــي تن َّفــذ هبــا يف‬
‫عمليــة التعليــم‪ ،‬وليــس ثمــة مــن هــذه الطرائــق طريقــة مثــى وكاملــة‪ ،‬تناســب‬
‫كل الظــروف التعليميــة وختلــو مــن العيــب والقصــور‪ ،‬إال أن هنــاك طريقــة‬
‫ســيئة قليلــة النفــع وأخــرى فاعلــة مؤثــرة يف العمليــة التعليميــة‪ ،‬وإذا كانــت‬
‫طرائــق تدريــس اللغــة األجنبيــة كثــر ًة متعــددةً‪ ،‬وليــس منهــا مــا هــي مثــى ‬
‫ومناســبة لــكل املواقــف التعليميــة‪ ،‬فمعنــى ذلــك أنــه ينبغــي عــى معلــم اللغــة‬
‫ٍ‬
‫معينــة دون غريهــا؛ وإنــا ينتقــي‬ ‫ٍ‬
‫بطريقــة‬ ‫العربيــة للناطقــن بغريهــا أال يتقيــد‬
‫منهــا مــا يناســب املوقــف التعليمــي الــذي جيــد نفســه‪ ،‬وســتحاول الدراســة يف‬
‫الســطور التاليــة أن تضــع يدهــا عــى أهــم تلــك الطــرق التــي يتبعهــا معلمــو‬
‫اللغــة العربيــة وتتمثــل يف‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬طريقة القواعد والرتجمة‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تعــرف هــذه الطريقــة لــدى املعنيــن بـــ (الطريقــة التقليديــة) أو(الطريقــة‬


‫القديمــة)‪ ،‬وتعــد مــن أقــدم طرائــق تعليــم اللغــات الثانيــة‪ ،‬وهــي تعنــي لــدى‬
‫املهتمــن باألمــر تدريــس قواعــد اللغــة العربيــة ودفــع الطالــب إىل حفظهــا‬
‫واســتظهارها‪ ،‬وتعتمــد عمليــة التعليــم فيهــا عــى الرتمجــة بــن اللغتــن‪ :‬األم‬
‫واألجنبيــة‪ ،‬وهتتــم هــذه الطريقــة بتنميــة مهــاريت القــراءة والكتابــة باللغــة‬
‫األجنبيــة‪ ،‬وهتمــل مهــارة الــكالم بالكليــة‪ ،‬باإلضافــة إىل أن املبالغــة يف العنايــة‬
‫بدراســة القواعــد حيــرم الطالــب مــن تلقــي اللغــة نفســها؛ فالتحليــل النحــوي‬
‫للجمــل والنصــوص ال جيعــل الــدارس متمكنًــا مــن عنــارص اللغــة بصــورة‬
‫كافيــة؛ ألن اهتاممــه منصــب عــى األحــكام النحويــة العامــة كوسـ ٍ‬
‫ـيلة للضبــط‬ ‫ٌّ‬
‫والتصحيــح اللغــوي‪ ،‬ومــن أهــم مالحمهــا مــا يــأيت‪:‬‬
‫ ‪‬هتتــم بمهــارات القــراءة والكتابــة والرتمجــة‪ ،‬وال تعطــي االهتــام الالزم‬
‫ـا‪.‬‬‫ملهــارة الــكالم‪ ،‬كــا أهنــا ال تعطــي النطــق إال اهتام ًمــا ضئيـ ً‬
‫ٍ‬
‫كوسيلة أوىل لتعليم اللغة املنشودة‪.‬‬ ‫ ‪‬تستعمل اللغ َة األ َّم للمتعلم‬
‫ٍ‬
‫كوســيلة لتعليــم اللغــة الثانيــة وضبــط‬ ‫ ‪‬عنايتهــا باألحــكام النحويــة‪،‬‬
‫صحتهــا‪.‬‬
‫كثــرا مــا يلجــأ املعلــم الــذي يســتخدم هــذه الطريقــة إىل التحليــل‬
‫ً‬ ‫ ‪‬‬
‫النحــوي جلمــل اللغــة املنشــودة‪ ،‬ويطلــب مــن طالبــه القيــام هبــذا‬
‫التحليــل‪ ،‬وتقــدم التامريــن النحويــة اإلطــار الــذي توضــع فيــه الكلامت‬
‫ويركــز التدريــس دو ًمــا عــى أشــكال ومكونــات الكلــات‪.‬‬
‫تدر ُس الكثري من املفردات باستعامل قوائم من الكلامت املنعزلة‪.‬‬
‫ ‪َّ ‬‬
‫ ‪‬تعطي الكثري من الرشوح املطولة لقواعد اللغة‪.‬‬
‫ ‪‬مــع التــزام هــذه الطريقــة تكــون قــراءة النصــوص األدبيــة الصعبــة تبــدأ‬
‫مبكر ا ‪.‬‬
‫ً‬
‫ ‪‬ال تعطــي أمهيــة كافيــة للمضمــون‪ ،‬ويتــم التعامــل معــه عــى شــكل‬
‫متاريــن مــن الرتاكيــب النحويــة‪.‬‬
‫ ‪‬كثــر مــن التامريــن املقدمــة تتكــون مــن ترمجــات اللغــة اهلــدف إىل اللغة‬
‫األصليــة ليــس بينهــا رابط‪.‬‬
‫وعــى النقيــض مــن ذلــك فإهنــا تواجــه عــدة انتقــادات‪ ،‬مــن بينهــا مــا‬
‫يــأيت‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫ ‪‬إمهاهلــا مهــارة الــكالم التــي هــي مهــارة رئيســة ينبغــي العنايــة هبــا‪،‬‬
‫ً‬
‫بديــا للوســائل التعليميــة‪.‬‬ ‫واعتامدهــا عــى الرتمجــة بوصفهــا‬
‫ـارا جيعــل اللغــة املنشــودة قليلــة‬
‫ ‪‬إكثارهــا مــن اســتعامل اللغــة األ ِّم إكثـ ً‬
‫االســتعامل يف دروس اللغــة‪ ،‬فــا تتــاح للمتعلمــن فرصــة كافيــة‬
‫لتمــرس اللغــة املنشــودة‪.‬‬
‫ ‪‬اهتاممهــا بالتعليــم عــى اللغــة املنشــودة أكثــر مــن اهتاممهــا بتعليــم اللغة‬
‫ذاهتــا‪ ،‬فالتحليــل النحــوي واألحــكام النحويــة تدخــل ضمــن التحليــل‬
‫العلمــي للغــة‪ ،‬وليــس ضمــن إتقــان اللغــة كمهــارة‪.‬‬
‫ـايس يف تعليــم اللغــة ينــادي بتعليــم اللغــة‬
‫ ‪‬خمالفتهــا الظاهــرة ملبــدأ أسـ ٍّ‬
‫وليــس التعليــم عنهــا؛ ألن الفــرق بــن هذيــن األمريــن كبــر جــدًّ ا‪،‬‬
‫فالتحليــل النحــوي ومــا يتعلــق بــه مــن قواعــد نحويــة يدخــل ضمــن‬
‫الدراســة العلميــة للغــة وليــس ضمــن إجــادة اللغــة بوصفهــا مهــارات‬
‫يتعــن تعليمهــا‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬الطريقة املباشرة‬
‫جــاءت هــذه الطريقــة ثمــر ًة حلركــة الرفــض الواســعة لطريقــة النحــو‬
‫والرتمجــة‪ ،‬التــي ظهــر فشــلها يف االســتجابة لألهــداف التــي اســتجدت يف حقــل‬
‫تعليــم اللغــات‪ ،‬ويعــود الفضــل يف تأســيس هــذه الطريقــة والتبشــر هبــا إىل‬
‫املــريب الفرنــي يعقــوب جــوان يف هنايــة القــرن التاســع عــر‪.‬‬
‫وســميت كذلــك؛ ألهنــا تســتخدم االقــران املبــارش بــن اجلملــة واملوقــف‬
‫الــذي تقــال فيــه والطريقــة التــي يتــم هبــا تعلــم اللغــة الثانيــة «تتامثــل مــع‬
‫الطريقــة التــي تعلــم الفــرد هبا لغتــه األوىل كــا تفتقــر وتســتند إىل نتائج دراســات‬
‫ـرا مــن عنايتهــا إىل‬
‫ـدرا كبـ ً‬
‫علــاء النفــس»‪ ،‬ومتتــاز هــذه الطريقــة بأهنــا تــويل قـ ً‬
‫مهــارة الــكالم‪ ،‬ويــكاد يمتنــع معهــا اللجــوء إىل طريقــة الرتمجة‪،‬كــا أهنــا ختالــف‬
‫الطريقــة الســابقة يف االحتفــاء بتدريــس قواعــد اللغــة كغايــة عليــا‪ ،‬وتعنــى‬
‫بالتدريــب عــى قوالــب اللغــة وتراكيبهــا خلدمــة مهــارة التحــدث‪ ،‬وتبــدي‬
‫حرصــا شــديدً ا عــى اســتخدام أســلوب املحــاكاة وإنشــاء ارتبــاط قــوي بــن ‬ ‫ً‬
‫األلفــاظ ودالالهتــا‪ ،‬وبالرغــم مــن أن مهــارة الــكالم حتتــل صــدارة األولويــات‬
‫فــإن ذلــك جــاء عــى حســاب املهــارات األخــرى كالقــراءة والكتابــة‪ ،‬وقــد‬
‫يــؤدي اعتامدهــا طريقــة تقليديــة إىل تقليــص دور الطالــب يف املشــاركة الفاعلــة‪،‬‬
‫وال شــك يف أن هتميشــها األحــكام النحويــة يؤثــر عــى جــودة العمليــة‬
‫ـيط‪ ،‬ويقــدم‬‫ـوار بسـ ٍ‬
‫ـة أو حـ ٍ‬ ‫التعليميــة‪ ،‬وتتكــون فيهــا الــدروس عــاد ًة مــن قصـ ٍ‬

‫‪75‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫احلــوار أو املــادة اللغويــة مصحوب ـ ًة بالوســيلة التعليميــة املناســبة «كــا تفضــل‬


‫ـة تتعلــق‬‫ـئلة وأجوبـ ٍ‬
‫هــذه الطريقــة التدريبــات اللغويــة التــي تــأيت يف صــورة أسـ ٍ‬
‫باملــادة اللغويــة املقدمــة للمتعلمــن‪ ،‬وتتفــادى الطريقــة تعليــم النحــو بأسـ ٍ‬
‫ـلوب‬
‫مبـ ٍ‬
‫ـارش‪ ،‬وتشــجع املتعلــم عــى اســتنباط القاعــدة النحويــة مــن املــادة اللغويــة‪،‬‬
‫وتقــدم النصــوص األدبيــة لطــاب املســتويات املتقدمــة بقصــد الفهــم أو املتعــة»‬
‫ثــم إهنــا هتتــم بثقافــة اللغــة اهلــدف وتعمــل عــى تدريســها بطريقــة غري مبــارشة‪.‬‬
‫ويمكن إجياز ما متتاز به هذه الطريقة فيام يأيت‪:‬‬
‫ ‪‬تعطــي األولويــة ملهــارة الــكالم بـ ً‬
‫ـدل مــن مهــارات القــراءة والكتابــة‬
‫ـايس‪.‬‬ ‫والرتمجــة عــى أســاس أن اللغــة هــي الــكالم بشـ ٍ‬
‫ـكل أسـ ٍّ‬
‫ ‪‬تتجنــب اســتعامل الرتمجــة يف تعليــم اللغــة الثانيــة‪ ،‬وتعتربهــا عديمــة‬
‫اجلــدوى بــل شــديدة الــرر عــى تعليــم اللغــة املنشــودة وقلمهــا‪.‬‬
‫ ‪‬باســتعامل هــذه الطريقــة يف التعليــم فــإن اللغــة األم ال مــكان هلــا يف‬
‫تعليــم اللغــة األجنبيــة‪.‬‬
‫ ‪‬تعتمــد هــذه الطريقــة عــى االقــران املبــارش بــن الكلمــة ومــا تــدل‬
‫عليــه‪ ،‬وتقــوم عــى االقــران املبــارش بــن اجلملــة واملوقــف الــذي تســتعمل فيــه‪،‬‬
‫وهلــذا ســميت بالطريقــة املبــارشة‪.‬‬
‫ ‪‬ال تســتعمل هــذه الطريقــة األحــكام النحويــة‪ ،‬ألن املؤيديــن هلــذه‬
‫الطريقــة يــرون أن هــذه األحــكام ال تفيــد يف إكســاب املهــارة اللغويــة املطلوبــة‪.‬‬
‫ ‪‬تســتعمل هــذه الطريقــة أســلوب (التقليــد واحلفــظ)‪ ،‬حيــث يســتظهر‬
‫الطــاب مجـ ً‬
‫ـا باللغــة الثانيــة وأغــاين وحمــاورات تســاعدهم عــى إتقــان اللغــة‬
‫املنشــودة ‪.‬‬
‫وقــد اســتهدفت هــذه الطريقــة أن يصــل املتعلــم يف أقــر وقـ ٍ‬
‫ـت إىل التفكري‬
‫ـة إىل الرتمجــة‪ ،‬وذلــك عــن طريــق تعليم اللغــة يف مواقف‬‫باللغــة الثانيــة دون حاجـ ٍ‬
‫ـة هلــا معنــى‪ ،‬وبحيــث يربــط بــن الرمــز اللغــوي وحمتــواه مبــارشة دون‬ ‫حمسوسـ ٍ‬
‫ـة أخــرى‪ ،‬وقــد أكــد دعــاة هــذه الطريقــة عــى رضورة حتــدث‬ ‫ـاطة مــن لغـ ٍ‬
‫وسـ ٍ‬
‫ـة يف الــدرس والرتكيــز عــى تدريــب املتعلمــن عــى ‬ ‫املــدرس هبــا منــذ أول حلظـ ٍ‬
‫نطقهــا واســتعامهلا ‪.‬‬
‫وهلــذه الطريقــة بعــض الســلبيات‪ ،‬منهــا‪ :‬مســاواة النظــرة بــن خطــأ مــن‬
‫يتعلــم لغــة ثانيــة وبــن مــن يتعلــم لغتــه األم‪ ،‬ومــن املالحــظ يف هــذه الطريقــة‬

‫‪76‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫ـز‪ ،‬وهــو أمـ ٌـر‬ ‫ـلوب موجـ ٍ‬


‫أنــه ال جمــال هنــاك لــرح القواعــد املدروســة ولــو بأسـ ٍ‬
‫ال يــكاد يســتغني عنــه البالــغ عــى وجــه اخلصــوص حــن يتعلــم لغ ـ ًة أجنبي ـ ًة‪،‬‬
‫وحيــث إن هــذه الطريقــة ال تســمح باســتعامل اللغــة األصليــة للطالــب يف أي‬
‫ظــروف؛ فإهنــا حتــرم املــدرس إمــا مــن اســتعامل كلــات قــد تكــون رضوري ـ ًة‪،‬‬
‫ولكــن ال يمكــن رشحهــا باإلشــارة أو التمثيــل‪ ،‬أو أهنــا حتــرم الطالــب مــن فهــم‬
‫تلــك الكلــات لعجــز املــدرس عــن رشحهــا بلغــة ســهلة تتناســب مــع مســتوى‬
‫الطالــب‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬الطريقة السمعية الشفوية‪:‬‬
‫جــاءت هــذه الطريقــة رد فعــل للطريقــة التقليديــة وللطريقــة املبــارشة‬
‫م ًعــا كــا تســمى بــــ (الطريقــة الشــفوية) و(الطريقــة اللغويــة)‪ ،‬ويعــود الفضــل‬
‫يف ابتــكار مصطلــح (الســمعية الشــفهية) إىل نلســون بروكــس ســنة (‪1964‬م)‪،‬‬
‫الــذي يعــد أحــد املنظريــن هلــذه الطريقــة حيــث بلــغ بــه احلــاس حــدًّ ا جعلــه‬
‫يعتقــد أهنــا حولــت عمليــة التعليــم مــن فــن إىل علــم يمكِّــن الطــاب مــن‬
‫إتقــان اللغــة املتعلمــة بكفايـ ٍ‬
‫ـة واقتـ ٍ‬
‫ـدار‪.‬‬
‫وقــد ســميت الطريقــة بذلــك االســم؛ ألهنــا جتمــع بــن االســتامع إىل‬
‫ـي أو‬ ‫أول ثــم إعطــاء الــرد الشــفوي بعــد ذلــك مــع وجــود عنـ ٍ‬
‫ـر مرئـ ٍّ‬ ‫اللغــة ً‬
‫بدونــه‪ ،‬وتعتمــد هــذه الطريقــة يف نظرهتــا إىل طبيعــة اللغــة عــى النظريــة البنيويــة‬
‫يف اللغويــات التــي اســتطاع اللغــوي األمريكــي (وليــام ملتــون) صياغــة‬
‫شــعاراهتا اللغويــة‪ ،‬عــى أن اللغــة هــي الــكالم املنطــوق وليــس املكتــوب‪ ،‬وأهنــا‬
‫ٍ‬
‫عــادات؛ ولــذا فإنــه ينبغــي عــى املع ّلــم أن يعلــم اللغــة ذاهتــا‪ ،‬ال أن‬ ‫جمموعــة‬
‫يقــدم معلومــات عــن اللغــة‪ ،‬ومــا ذاك إال ألن اللغــة هــي تلــك التــي يســتعملها‬
‫أصحاهبــا ال األنــاط اللغويــة املعياريــة التــي يفرضهــا عليهــم آخــرون‪ ،‬اللغــات‬
‫ختتلــف فيــا بينهــا‪.‬‬
‫وتتسم الطريقة السمعية الشفهية بمزايا عدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫ ‪‬أهنــا تنطلــق مــن تصــور صحيــح للغــة ووظيفتهــا األساســية يف كوهنــا تــويل‬
‫االتصــال بــن النــاس األمهيــة الكــرى يف تعليــم اللغــات‪.‬‬
‫ ‪‬أن الرتتيــب الــذي يتــم بــه تدريــس املهــارات اللغويــة األربــع يتفــق مــع‬
‫الطريقــة التــي يتعلــم اإلنســان هبــا لغتــه األوىل‪.‬‬
‫كثــرا مــن احلاجــات النفســية عنــد املتعلمــن مــن‬
‫ً‬ ‫ ‪‬تشــبع هــذه الطريقــة‬
‫حيــث متكنهــم مــن اســتعامل اللغــة وتوظيفهــا‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪‬أن تعليــم اللغــة مــن خــال اللغــة ذاهتــا وليــس مــن خــال لغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى‬
‫أمــر حيمــد هلــذه الطريقــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫لغويــة متنوعــة‬ ‫ٍ‬
‫تدريبــات‬ ‫ ‪‬حيــرص أنصــار هــذه الطريقــة عــى إعــداد‬
‫األشــكال متعــددة األهــداف‪.‬‬
‫ ‪‬أن اســتعامل الوســائل واألنشــطة الرتبويــة أمـ ٌـر الز ٌم يف هــذه الطريقــة؛ ألن‬
‫الوســائل التعليميــة تنقــل إىل الطالــب اخلــرة يف شـ ٍ‬
‫ـكل يعوضــه عــن عــدم‬
‫اتصالــه املبــارش هبــا‪.‬‬
‫ ‪‬يتطلــب النجــاح يف تعليــم اللغــة وفــق هــذه الطريقــة أن يكــون املعلــم ذا‬
‫ـة وقـ ٍ‬
‫ـدرة عــى االبتــكار‪.‬‬ ‫ـة عاليـ ٍ‬
‫كفايـ ٍ‬

‫تقويم هذه الطريقة‪:‬‬


‫وصلــت الطريقــة الســمعية الشــفهية قمــة انتشــارها يف العقــد الســابع‬
‫مــن القــرن العرشيــن؛ حيــث اســتعملت يف تعليــم اللغــات األجنبيــة‪ ،‬ومنهــا‬
‫اإلنجليزيــة يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة وخارجهــا بوصفهــا لغ ـ ًة ثاني ـ ًة أو‬
‫لغ ـ ًة أجنبي ـ ًة‪.‬‬
‫وبعــد ذلــك تعرضــت الطريقــة للنقــد مــن جهتــن؛ حيــث انتُقــدت‬
‫أسســها النظريــة بوصفهــا أسســا غــر سـ ٍ‬
‫ـليمة‪ ،‬ســواء يف جمــال نظريــة اللغــة أو‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫يف جمــال نظريــة التعلــم‪ ،‬ومــن ناحيــة أخــرى أعلــن املعلمــون الذيــن مارســوا‬
‫أو طبقــوا هــذه الطريقــة أن النتائــج العمليــة التــي توصلــوا إليهــا ال ترقــى إىل‬
‫ٍ‬
‫كثــرة يعجــزون عــن‬ ‫ٍ‬
‫أحيــان‬ ‫مســتوى توقعاهتــم‪ ،‬إذ الحظــوا أن املتعلمــن يف‬
‫حتويــل املهــارات التــي اكتســبوها خــال هــذه الطريقــة إىل مواقــف اتصاليــةٍ‬
‫تواصليــة خــارج الصــف‪ ،‬كــا وجــدوا أن خــرة الدراســة خــال إجــراءات‬ ‫ٍ‬
‫الطريقــة جترب ـ ًة ممل ـ ًة وغــر مقنعـ ٍ‬
‫ـة بالنســبة للمتعلمــن‪ ،‬علـ ًـا بــأن هــذا اهلجــوم‬
‫قــد نشــأ ونتــج عــن التغيــرات التــي طــرأت عــى النظريــة اللغويــة األمريكيــة‬
‫يف الســتينات مــن القــرن العرشيــن عــى يــد (تشومســكي) الــذي رفــض مبــادئ‬
‫النظريــة الســلوكية يف تعلــم اللغــة ‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬الطريقة التواصلية‬
‫مــن األســاليب التعليميــة احلديثــة املتبعــة يف تطويــر املهــارات اللغويــة‬
‫للطــاب هــو األســلوب التواصــي‪ ،‬وقــد ظهــر هــذا األســلوب يف ســبعينات‬
‫القــرن املــايض كــرد فعــل إزاء الطرائــق األخــرى التــي ظهــرت قبلــه‪ ،‬حيــث‬

‫‪78‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫أثبتــت هــذه الطريقــة قلــة الكفــاءة يف تدريــس اللغــات‪ ،‬لذلــك ومــن منطلــق‬
‫علمي‪ ‬أكــد علــاء اللغــة التطبيقيــة احلاجــة املاســة لتطبيــق منهــج جديــد‪ ،‬يكــون‬
‫قائـ ًـا عــى هنــج تعليــم اللغــة عــن طريــق التفاعــل وتطويــر املهــارات التواصليــة‬
‫باإلضافــة إىل‪ ‬الكفــاءة الوظيفيــة‪.‬‬
‫جتعــل هــذه الطريقــة هدفهــا النهائــي إكســاب الــدارس القــدرة عــى ‬
‫اســتعامل اللغــة األجنبيــة وســيلة اتصــال لتحقيــق أغراضــه املختلفــة‪ ،‬وال تنظــر‬
‫هــذه الطريقــة إىل اللغــة بوصفهــا جمموع ـ ًة مــن الرتاكيــب والقوالــب املقصــودة‬
‫لذاهتــا‪ ،‬وإنــا بوصفهــا وســيل ًة للتعبــر عــن الوظائــف اللغويــة املختلفــة‬
‫(كالطلــب والرتجــي واألمــر والنهــي والوصــف وغريهــا)‪ ،‬ويتــم عــرض اللغــة‬
‫عــى الطالــب طب ًقــا لذلــك التصــور الــذي ال يقوم عــى أســاس التــدرج اللغوي‪،‬‬
‫ـطة متعـ ٍ‬
‫ـددة داخــل‬ ‫بــل عــى أســاس التــدرج الوظيفــي التواصــي مــن خــال أنشـ ٍ‬
‫الوحــدة التعليميــة‪ ،‬وتعتمــد طريقــة التدريــس هنــا عــى خلــق مواقــف واقعيـ ٍ‬
‫ـة‬
‫حقيقيـ ٍ‬
‫ـة الســتعامل اللغــة مثــل‪ :‬توجيــه األســئلة‪ ،‬وتبــادل املعلومــات واألفــكار‪،‬‬
‫وتســجيل املعلومــات واســتعادهتا‪ ،‬وتعتمــد عــى املهــارات حلــل املشــكالت عــن‬
‫طريــق املناقشــة واملشــاركة‪ ،‬ويمكــن القــول بــأن هــذه الطريقــة تتيــح للطالــب‬
‫ـم يف ســر الــدرس‪ ،‬ولعــل هــذا األمــر يعــد مــن‬ ‫فرصــة كبــرة للقيــام بـ ٍ‬
‫ـدور مهـ ٍّ‬
‫املزايــا التــي ربــا ال تتوفــر هبــذه الصــورة يف الطرائــق األخــرى‪.‬‬
‫وتعتمــد هــذه الطريقــة عــى تقديــم املــادة اللغويــة اجلديــدة يف شــكل‬
‫ـوارات قصـ ٍ‬
‫ـرة «وهتيــئ الطريقــة الطــاب لتلقــي تلــك احلــوارات عــن طريــق‬ ‫ٍ‬ ‫حـ‬
‫ربــط مواقفهــا بخرباهتــم االتصاليــة‪ ،‬والقيــام بالتدريــب الشــفوي عــى أجــزاء‬
‫احلــوار عــن طريــق التكــرار اجلامعــي‪ ،‬والتكــرار الفئــوي‪ ،‬والتكــرار الفــردي‪،‬‬
‫واإلكثــار مــن اســتخدام متريــن األســئلة واألجوبــة عنــد التعــرض ملضمــون‬
‫احلــوار واملوقــف الــذي يعــر عنــه‪ ،‬والعمــل عــى الكشــف عــن القواعــد‬
‫الكامنــة وراء التعبــر أو الرتكيــب الوظيفــي‪ ،‬وفيهــا تتــدرج تدريبــات اإلنتــاج‬
‫الشــفوي مــن التدريبــات املوجهــة إىل تلــك األكثــر حريــة واالكتفــاء بتقويــم‬
‫اجلانــب الشــفوي مــن التعليــم الــذي جــرى يف الصــف»‪.‬‬
‫ويلخص (براون) خصائص الطريقة التواصلية يف اآليت‪:‬‬
‫ ‪‬تركــز أهــداف التدريــس عــى مجيــع أجــزاء الكفايــة االتصاليــة وال تقتــر‬
‫عــى الكفايــة النحويــة أو اللغويــة فقــط‬
‫ ‪‬ليس الشكل (البنية) هو اإلطار الرئيس لتنظيم وتسلسل دروس اللغة‪.‬‬
‫أمــرا ثانو ًّيــا بالنســبة إليصــال الرســائل االتصاليــة‪،‬‬
‫ ‪‬تعــد الدقــة اللغويــة ً‬

‫‪79‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وتأخــذ الطالقــة أمهي ـ ًة أكــر مــن الدقــة اللغويــة‪ ،‬ويكمــن املعيــار النهائــي‬
‫للنجــاح االتصــايل يف اإلرســال واالســتقبال احلقيقيــن للمعــاين املطلوبــة‪.‬‬
‫إنتاجــا (لف ًظــا)‬
‫ ‪‬جيــب عــى الطــاب يف الــدروس االتصاليــة اســتعامل اللغــة ً‬
‫ـتقبال (فهـ ًـا) يف مواقــف مل يســبق أن عرفوهــا أو تدربــوا عليهــا‪ .‬ومــن‬ ‫واسـ ً‬
‫الواضــح بعــد ذلــك أن الطريقــة التواصليــة هتــدف إىل متكــن الطالــب مــن‬
‫إتقــان اللغــات األجنبيــة إتقانًــا تا ًّمــا كــا لــو كان واحــدً ا مــن الناطقــن ‬
‫ـا عــن كونــه مسـ ً‬
‫ـتحيل يف معظــم األحــوال غــر ‬ ‫هبــا‪ ،‬وهــذا اهلــدف فضـ ً‬
‫مرغــوب فيــه يف حــدِّ ذاتــه‪ ،‬كــا أن حتقيــق ذلــك حيتــاج إىل توافــر املــدرس‬
‫العــايل الكفــاءة بتلــك اللغــة‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬الطريقة االنتقائي�ة‪:‬‬
‫هــي الطريقــة التــي ال تتحــزب لنظريــة خاصــة يف جمــال اللغــة‪ ،‬وال‬
‫تربــط نفســها كذلــك بمدرســة معينــة يف جمــال التعلــم؛ ألهنــا تنتقــي مــن هــذه‬
‫النظريــات أحســن مــا فيهــا وال تقيــد نفســها بمســاوئها‪ .‬ويطلــق عليهــا كذلــك‪:‬‬
‫«الطريقــة التوليفيــة‪ ،‬أو الطريقــة املختــارة‪ ،‬أو طريقــة املعلــم»‪.‬‬
‫ورغــم تعــدد املصطلحــات التــي تطلــق عــى هــذه الطريقــة فإهنــا تعنــي‬
‫شــي ًئا واحــدً ا‪ ،‬هــو حتــرر املعلــم مــن قبضــة االنتــاء الضيــق لطريقــة تدريـ ٍ‬
‫ـس‬
‫ـة‪ ،‬وأخــذه باألســاليب اإلجيابيــة يف الطــرق املختلفــة مــن أجــل توظيفهــا‬ ‫معينـ ٍ‬
‫يف التدريــس حســب معطيــات املوقــف التعليمــي يف صفــوف اللغــة‪ ،‬كــا جيتهــد‬
‫املعلــم يف الوقــت نفســه يف جتنــب ســلبيات تلــك الطــرق حتــى ال تعوقــه عــن‬
‫أداء واجبــه عــى الوجــه املطلــوب‪ ،‬ويــرى أصحــاب هــذه الطريقــة أن للمعلــم‬
‫حريـ ًة مطلقـ ًة يف ابتــكار األســلوب الــذي يرغــب يف اتباعــه وهــو بصــدد تعليــم‬
‫اللغــة املنشــودة مــا دام حيقــق عــن طريقــه الغايــات املرجــوة‪ ،‬فللمعلــم أن يتخــر ‬
‫ـرا مــن‬
‫مــن الطــرق مــا يظنــه مالئـ ًـا للموقــف التعليمــي؛ فهــو قــد خيتــار عنـ ً‬
‫ـة مــا ليســتفيد بــه يف تدريــس إحــدى املهــارات اللغويــة‪ ،‬وقــد يدجمــه مــع‬ ‫طريقـ ٍ‬
‫عنــر مــن طريقــة أخــرى ليزيــد مــن جــودة رشحــه وتوصيلــه اللغــة للطــاب‬
‫ـة جوانــب‬ ‫«ولعــل مــن عوامــل تبنــي الطريقــة االنتقائيــة أننــا وجدنــا لــكل طريقـ ٍ‬
‫ـور‪ ،‬واملعلــم حيــرص عــى إجيــاد مــا يمكــن تســميته بالطريقــة‬ ‫ـز وجوانــب قصـ ٍ‬ ‫متيـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫التكامليــة‪ ،‬فيعمــد إىل انتقــاء حماســن كل طريقــة‪ ،‬وجتميعهــا يف طريقــة واحــدة‬
‫تناســب األهــداف التــي يســعى إليهــا وتراعــي حاجــات املتعلــم وظروفــه‪ ،‬كــا ‬
‫أهنــا ال تنــارص فكــرة التعصــب لطريقــة عــى حســاب أخــرى وتــرى يف األمــر‬
‫متس ـ ًعا‪ ،‬وال ينبغــي أن ننظــر إىل طرائــق التعليــم عــى أهنــا متعارض ـ ٌة؛ فمقصــد‬
‫ـة يف هنايــة املطــاف هــو تقديــم اللغــة األجنبيــة عــى الوجــه الالئــق»‪.‬‬ ‫كل طريقـ ٍ‬

‫‪80‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫وهــي تنطلــق مــن مفهــوم أن لــكل طريقــة حماســنها وأوجــه إفـ ٍ‬


‫ـادة تعــو ُد‬
‫عــى تدريــس اللغــة املنشــودة‪ ،‬انطال ًقــا مــن انعــدام املثاليــة املطلقــة لطريقـ ٍ‬
‫ـة مــا‪،‬‬
‫والتــي تناســب مجيــع األهــداف ومجيــع األطــراف املعنيــة معلـ ًـا ومتعلـ ًـا‪ ،‬فلــكل‬
‫ـة مزايــا ومآخــذ‪ ،‬ومــن ثــم تكــون النظــرة إىل الطــرق الســالفة الذكــر نظــر ًة‬ ‫طريقـ ٍ‬
‫ـض‪ ،‬واملهــم يف هنايــة األمر‬‫ـارض أو تناقـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫تكامليـ ًة تعتمــد إىل التنقــل بينهــا دون تعـ‬
‫هــو اختيــار الطريقــة التــي تناســب الوقــت وتلبــي احلاجــات البيئيــة والعقليــة‬
‫والنفســية املتفاوتــة‪.‬‬
‫وانطال ًقــا مــن هــذه االفرتاضــات التــي تســتند إليهــا تلــك الطريقــة «فــإن‬
‫ـة مثــى يف تدريــس اللغــات‪ ،‬تكــون‬ ‫أنصارهــا يطمحــون إىل الوصــول إىل طريقـ ٍ‬
‫مــرأة مــن نواقــص الطرائــق املختلفــة وحمصنــة يف الوقــت ذاتــه باإلجيابيــات‬
‫التــي عرفــت عنهــا‪ ،‬والطريقــة املثــي يف نظــر (هكــر مهــريل) تلــك الطريقــة‬
‫التــي تأخــذ مجيــع احلقائــق يف احلســبان وتســتعري أفضــل املوجــود‪ ،‬ومــا يمكــن‬
‫للطــرق الســابقة أن تقدمــه‪ ،‬وتصنيــف مــا حتتاجــه مــن ابتــكارات‪ ،‬وتدمــج كل‬
‫ـس منســج ٍم ملبــي خلصائــص املتعلمــن وألهــداف‬ ‫ذلــك يف كل جديـ ٍ‬
‫ـد متجانـ ٍ‬
‫الربنامــج ولــروط التعلــم»‪.‬‬
‫ومــن الواضــح أن حماولــة املــزج بــن النافــع واملفيــد مــن كل طريقــة هــو‬
‫املســار األمثــل؛ حيــث يتحــرك املعلــم بمرونــة بــن تلــك الطــرق هاد ًفــا إىل‬
‫ً‬
‫املعلم‪-‬مثل‪-‬يتبــع‬ ‫ٍ‬
‫متكامــل يفيــد منــه الطــاب فــإذا كان‬ ‫ٍ‬
‫منهــج‬ ‫اســتخالص‬
‫الطريقــة املبــارشة يف تعليــم الطــاب‪ ،‬وهــو يــدرك أن هــذه الطريقــة تنــص عــى ‬
‫عــدم اســتعامل اللغــة األم عــى اإلطــاق ثــم واجــه مســألة حتتــاج إىل اســتعامل‬
‫اللغــة األم‪ ،‬فإنــه يمكنــه االعتــاد عــى مــا تقولــه الطريقــة الســمعية الشــفهية‬
‫مــن أنــه يســمح للمعلمــن باســتعامل لغــة الطــاب األم لــرح بعــض القواعــد‬
‫حــد مــا‪ ،‬وإذا كان معتمــدً ا عــى الطريقــة الســمعية‬‫والصيــغ أو الرتاكيــب إىل ٍ‬
‫الشــفهية ثــم أحــس بحاجــة الطــاب لبعــض قوائــم املفــردات‪ ،‬فإنــه يمكنــه‬
‫حينهــا أن يزودهــم هبــا حتــى لــو تعــارض ذلــك مــع مــا تنــص عليــه الطريقــة‬
‫واتفــق مــع طريقــة الرتمجــة‪.‬‬
‫ـة كافيـ ٍ‬
‫ـة تتيــح للمعلــم انتقــاء‬ ‫وهــذا األســلوب التعليمــي حيتــاج إىل مرونـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬يالئــم النشــاط اللغــوي الــذي حيقــق اســتجابة املتعلمــن ‬ ‫مــا يميــز كل طريقـ ٍ‬
‫ُ‬
‫واهتاممهــم‪ ،‬ولــو ُفــرض أن كل طريقــة مــن طــرق التدريــس بمثابــة مثلــث متثــل‬
‫قاعدتــه نقــاط القــوة يف هــذه الطريقــة‪ ،‬ومتثــل قمتــه نقــاط الضعــف فيهــا لكانت‬
‫الطريقــة االنتقائيــة هــي قلــب النجــم‬

‫‪81‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وهلــذا فإنــه مــن املرجــح أن الطريقــة االنتقائيــة هــي التــي تصلــح لتعليــم‬
‫ـة وحريـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـات أخــرى‪ ،‬ملــا متتــاز بــه مــن مرونـ ٍ‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بلغـ ٍ‬
‫يف اختيــار األســلوب األمثــل يف تعليــم اللغــة دون التقيــد بطريقــة تدريــس‬
‫معينــة(‪.)1‬‬
‫ـن أن لــكل‬‫مــن خــال هــذا العــرض ألهــم طرائــق تعليــم اللغــات؛ يتبـ ُ‬
‫طريقــة مــا ُيميزهــا ل ُيعــد نقــاط قــوة‪ ،‬ومــا يؤخــذ عليهــا ف ُيعــد نقــاط ضعــف‪،‬‬
‫وعــى مؤسســات التعليــم املختلفــة اختيــار مــا يبــدو مالئـ ًـا للعمليــة التعليميــة‪،‬‬
‫ويكــون مناسـ ًبا لقــدرات املتعلمــن املتفاوتــة‪ ،‬وملــا يلحــظ بينهــم مــن فروقــات‬
‫فرديــة ينبغــي إدراكهــا‪ ،‬والتعامــل معهــا بطريقــة جيــدة مــن قبــل املعلمــن‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬املهارات اللغوية‪:‬‬
‫نظـ ًـرا لتطــور احليــاة وكثــرة تعقيداهتــا وابتعــاد أغلــب األجيــال عــن أصالــة‬
‫اللغــة تطــورت نظــرة الباحثــن إىل تعليــم اللغــة وتعلمهــا‪ ،‬لذلــك وجدناهــم‬
‫يعتــدون بطبيعــة اللغــة ووظيفتهــا يف احليــاة وحاجــة املتعلــم إليهــا‪ ،‬وبــا أن اللغة‬
‫تعــد وســيلة اتصــال‪ ،‬واالتصــال عمليــة تفاعليــة بــن طرفــن هبــدف املشــاركة‬
‫وحتقيــق االحتــكاك بــرزت فكــرة املهــارات اللغويــة لتحقيــق آمــال اإلنســان‬
‫التــي ينشــدها‪ ،‬واملهــارة «تعنــي القــدرة عــى األداء املنظــم واملتكامــل لألعــال‬
‫احلركيــة املعقــدة‪ ،‬بدقــة وســهولة‪ ،‬مــع التكيــف مــع الظــروف املتغــرة املحيطــة‬
‫بالعمــل»(‪ .)2‬وهــي الســهولة والرسعــة والدقــة يف أداء عمــل مــا بعــد تع ّلمــه مــع‬
‫اقتصــاد يف اجلهــد(‪.)3‬‬
‫وتتشــكل اللغــة مــن أربــع مهــارات‪ ،‬هــي‪( :‬االســتامع والــكالم) عندمــا‬
‫ـارشا‪ ،‬و(القــراءة والكتابــة)‪ ،‬واحلديــث عــن هــذه املهــارات‬ ‫يكــون اخلطــاب مبـ ً‬
‫ينطلــق مــن نظريــة االتصــال وأركاهنــا األساســية التــي ال ختــرج عــن أن اإلنســان‬
‫إمــا متحد ًثــا أو مســتم ًعا‪ ،‬وإمــا كات ًبــا أو قار ًئــا‪ ،‬وتلــك عينهــا املهارات األساســية‬
‫األربــع‪( :‬االســتامع – الــكالم ‪ -‬القــراءة ‪ -‬الكتابــة) (‪.)4‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬تعلــم اللغــات احليــة وتعليمهــا بــن النظريــة والتطبيــق‪ ،‬صــاح عبــد املجيــد العــريب‪ ،‬طبــع‬
‫مكتبــة لبنــان‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪1981( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫((( موســوعة علــم النفــس احلديــث‪ ،‬حممــد عبــد الرمحــن العيســوي‪ ،‬طبــع دار الراتــب‬
‫اجلامعيــة‪ ،‬لبنــان‪ ،‬ط‪2002( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أدب الكتابة وفنوهنا‪ ،‬د‪ .‬سعيد حممد خالد‪ ،‬اجلنادرية للنرش والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬مهــارات اللغــة العربيــة د‪ .‬عبــداهلل عــي مصطفــى‪ ،‬دار آرام‪ ،‬عــان‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪-65‬‬
‫‪ ،93‬واللغــة العربيــة‪ :‬املهــارات اللغويــة د‪ .‬حممــد املحجــري‪ ،‬جامعــة العلــوم والتكنولوجيــا‪،‬‬
‫ط‪ ،4‬ص ‪.67-27‬‬

‫‪82‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫وال شــك أن أهــم أهــداف تعليــم اللغــة وتعلمهــا التــي يســعى أي متعلــم‬
‫للغــة لتحقيقهــا تتمثــل يف‪:‬‬
‫‪ -‬ســيطرة املتعلــم عــى املســتويات األساســية كالنظــام الصــويت للغــة‪،‬‬
‫إنتاجــا واســتام ًعا‪ ،‬ومعرفــة قواعــد اللغــة وتراكيبهــا‪ ،‬واإلملــام بقـ ٍ‬
‫ـدر مالئـ ٍم مــن‬ ‫ً‬
‫مفــردات اللغــة‪ ،‬للفهــم واالســتعامل‪.‬‬
‫‪ -‬قــدرة املتعلــم عــى اســتعامل اللغــة بصــورة تلقائيــة (الكفايــة االتصالية)‪،‬‬
‫والتعبــر بطالقــة عــن أفــكاره وخرباتــه‪ ،‬مــع متكنــه مــن اســتيعاب مــا يتل َّقــى‬
‫مــن اللغــة يف يــر وســهولة‪.‬‬
‫ ولكــي يكــون االتصــال جيــدً ا ينبغــي أن يكــون اإلرســال جيــدً ا بحســن‬
‫نطــق األصــوات ووضــوح العبــارات‪ ،‬وأن يكــون الــكالم الئ ًقــا مناس ـ ًبا‪ ،‬مــع‬
‫الرتكيــز عــى تعليــم كل املهــارات يف آن واحــد عــى اعتبــار أن اللغــة وحــدة‬
‫متكاملــة قــراءة وكتابــة واســتام ًعا وكال ًمــا وفهـ ًـا وتذو ًقــا(‪.)1‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬مهارة االستماع‪:‬‬
‫مفتاحــا للمهــارات األخــرى‪ ،‬ألن‬‫ً‬ ‫الســمع أول املهــارات اللغويــة إذ يمثــل‬
‫اللغــة ســاع قبــل كل يشء «والســمع أبــو امللــكات» ‪ ،‬وذلــك باعتبــار أن اللغــة‬
‫(‪)2‬‬

‫أصــوات معــرة واألصــوات ينبغــي أن تــدرك بــاألذن‪.‬‬


‫األثر والقيمة‪:‬‬
‫إن مهــارة االســتامع أوىل املهــارات اللغويــة التــي ينبغــي إعطاؤهــا اهتام ًمــا‬
‫فائ ًقــا‪ ،‬حيــث تكمــن أمهيتهــا يف أن اإلنســان يكــون يف خمتلــف ظــروف حياتــه‬
‫أول وقبــل كل يشء‪،‬‬ ‫مســتم ًعا أكثــر ممــا يكــون متكلـ ًـا‪ ،‬وأن اللغــة تبــدأ بالســاع ً‬
‫وهلــذا فــإن الــذي يســمع احلديــث جيــدً ا يســتطيع التعبــر عنــه‪ ،‬ونقلــه بدقــة أكثر‬
‫ممــن ال جييــد هــذه املهــارة(‪.)3‬‬
‫مــن ‪-‬هنــا‪ -‬فــإن الطفــل يســمع ً‬
‫أول ويتكلم ثان ًيــا‪ ،‬ثم يقــرأ ويكتــب يف آن واحد‪،‬‬
‫واملالحــظ أن اإلنســان يســمع ويكتــب أكثــر ممــا يقــرأ ويكتــب‪ ،‬لذلــك فــإن‬

‫((( ينظر‪ :‬أدب الكتابة وفنوهنا‪ ،‬ص ‪.70-68‬‬


‫((( مقدمــة ابــن خلــدون‪ ،‬عبــد الرمحــن بــن خلــدون‪ ،‬طبــع املكتبــة العرصيــة‪ ،‬بــروت ‪-‬‬
‫لبنــان‪.253/1 ،‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬طرائــق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬زكريــا إســاعيل أبــو الضبعــات‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(‪1427‬هـ‪2007/‬م)‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪83‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫إمهــال مهــارة االســتامع يقــود إىل عــدم إتقــان الــكالم اجليــد والقــراءة اجليــدة(‪،)1‬‬
‫كــا أن إمهــال التــدرب عــى االســتامع يقــود بالــرورة إىل عــدم االســتيعاب‬
‫اجليــد للغــة وقضاياهــا‪ ،‬وكــذا إىل عــدم القــدرة عليــه يف مســتقبل حيــاة اإلنســان‬
‫ممــا جيعلــه غــر متــوازن(‪ ،)2‬وأكــدت الدراســات الرتبويــة دور االســتامع الكبــر ‬
‫يف بنــاء العالقــات االجتامعيــة‪ ،‬إذ أثبتــت أن (‪ )%45‬مــن ســاعات النــاس اليوميــة‬
‫يقضوهنــا يف االســتامع‪ ،‬ويزيــد املتعلمــون عــى الكبــار بنســبة (‪ )%5‬مــن وقتهــم‬
‫املــدريس يقضونــه يف االســتامع إىل غريهــم‪ ،‬بينــا (‪ )%30‬مــن تلــك الســاعات‬
‫يقضيهــا النــاس متحدثــن والبقيــة (‪ )%25‬موزعــة بــن القــراءة والكتابــة(‪،)3‬‬
‫ولالســتامع دور يف تنميــة امللكــة اللســانية واللغويــة لــدى املتعلمــن‪ ،‬لــذا أشــار‬
‫ابــن خلــدون إىل أن الســمع أبــو امللــكات وينمــي لــدى املســتمع اإلحســاس‬
‫اللغــوي الــذي جيعلــه يشــعر بالنغــم املوســيقي للغــة واجلــرس اإليقاعــي هلــا‪،‬‬
‫كــا أنــه يعــن املســتمع عــى تــذوق مجاليــات اللغــة والدقــة والســامة يف أدائهــا‬
‫(‪ ،)4‬كــا يعــد االتصــال البوابــة الكــرى لعمليــة االســتامع فــا اســتامع مــن دون‬
‫اتصــال لغــوي وال اتصــال لغــوي مــن دون اســتامع(‪.)5‬‬
‫ووصــف بعــض الباحثــن عمليــة االســتامع بأهنــا عمليــة اســتيعاب األلفاظ‬
‫املســموعة وفهمهــا‪ ،‬وحتليلهــا وتلخيــص مــا جــاء فيهــا مــن معــان وأفــكار(‪،)6‬‬
‫وفيهــا يكــون القــارئ واحــدً ا واآلخــرون مســتمعني فقــط‪ ،‬دون متابعــة يف دفــر ‬
‫أو كتــاب‪ ،‬كــي يتفــرغ الذهــن للفهــم وغــره مــن املهــارات‪ ،‬وهــي تقــوم عــى ‬
‫االســتامع واإلنصــات‪ ،‬حيــث يتلقــى املتعلــم املقــروء أو املقــول عــن طريــق األذن‬
‫مــن خــال االســتامع(‪ ،)7‬وهــذا النشــاط نفســه هــو املطلــوب يف تعليــم االســتامع‬
‫للمبتدئــن‪ ،‬إذ هــي مهمـ ٌة تعتمــد عــى تدريــب املتعلــم عــى االنتبــاه واإلصغــاء‬
‫الواعــي ملوضــوع ُيقــرأ أو قصــة تلقــى‪ ،‬فيعتمــد عــى االســتامع إلدراك املضمون‪،‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬أســس إعــداد الكتــب التعليميــة لغــر الناطقــن بالعربيــة‪ ،‬نــارص الغــايل‪ ،‬دار االعتصــام‪،‬‬
‫القاهــرة‪1991( ،‬م)‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أدب الكتابة وفنوهنا‪ ،‬ص ‪.72-71‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬مشــكالت التواصــل اللغــوي‪ ،‬د‪ .‬ميســاء أمحــد أبــو شــنب‪ ،‬ود‪.‬فــرات كاظــم العتيبــي‪،‬‬
‫مركــز الكتــاب األكاديمــي‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪ ،‬ط‪2015( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪ ،123‬واملهــارات اللغويــة ودورهــا‬
‫يف التواصــل اللغــوي‪ ،‬رافــد صبــاح التميمي‪ ،‬وبــال إبراهيــم يعقوب‪ ،‬بغــداد‪1436( ،‬هـــ‪2015/‬م)‪،‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬مهــارات االســتامع النشــط‪ ،‬ماهــر شــعبان عبــد البــاري‪ ،‬دار املســرة‪ ،‬عـ ّان‪ -‬األردن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(‪2011‬م)‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫((( ينظر‪ :‬مشكالت التواصل اللغوي‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬تنميــة مهــارات االســتيعاب لــدى طلبــة اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا‪ ،‬بشــر ‬
‫راشــد الزعــي‪ ،‬دار البدايــة‪ ،‬دار املســتقبل‪ ،‬عــان‪ ،‬ط‪2009( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬أســاليب تدريــس مهــارات اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬عبــد الفتــاح حســن البجــة‪ ،‬دار‬
‫الكتــاب اجلامعــي‪ ،‬العــن‪2005(،‬م)‪ ،‬ص ‪.25-24‬‬

‫‪84‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫ثــم يتجــاوب يف النقــاش مــع املعلــم فيــا اســتمع إليــه‪ ،‬وبذلــك يتعلــم رسعــة‬
‫الفهــم ويســهل تقويــم انتباهــه وتركيــزه(‪.)1‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬مهارة الكالم‪:‬‬
‫ُيعــد الــكالم أو التعبــر هــو اإلنجــاز الفعــي للغــة‪ ،‬واملامرســة الفعليــة‬
‫املطلوبــة للغــة حتقي ًقــا لغرضهــا األســاس الــذي هــو التواصــل‪ ،‬كــا أنــه وســيلة‬
‫االتصــال بــن الفــرد وغــره شــفاهة(‪ ،)2‬لذلــك فاللغــة هــي األصــوات التــي‬
‫تصــدر مــن جهــاز النطــق عنــد اإلنســان ليعــر هبــا عــن خمتلــف أغراضــه‬
‫وقضايــاه يف احليــاة‪ ،‬أمــا الكتابــة وغريهــا مــن وســائل أخــرى فهــي حماولــ ٌة‬
‫لتمثيــل الــكالم‪ ،‬هلذا‪ ‬عــرف اإلنســان الــكالم قبــل أن يعــرف الكتابــة بزمــن‬
‫طويل‪ ،‬ويتعلــم الطفــل الــكالم قبــل أن يأخــذ يف تعلــم الكتابــة؛ ألنــه يتعامــل‬
‫بالــكالم مــع حميطــه قبــل أن يعــرف الكتابــة‪ ،‬مــن ‪-‬هنــا‪ُ -‬عــد الــكالم مــن‬
‫املهــارات األساســية‪ ،‬التــي يســعى الطالــب املتعلــم إىل إتقاهنــا يف اللغــات‬
‫عمو ًمــا(‪ ،)3‬ولقــد اشــتدت احلاجــة إىل هــذه املهــارة‪ ،‬عندمــا زادت أمهيــة‬
‫االتصــال الشــفهي بــن النــاس‪ ،‬ومــن الــرورة بمــكان عنــد تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة أو غريهــا مــن اللغــات‪ ،‬االهتــام باجلانــب الشــفهي؛ ألن العربيــة‬
‫حجــة ملــن هيمــل اجلانــب‬
‫لغــة اتصــال‪ ،‬يفهمهــا ماليــن النــاس يف العــامل‪ ،‬وال َّ‬
‫الشــفهي‪ ،‬وهيتــم باجلانــب الكتــايب مدع ًيــا أن اللغــة العربيــة الفصيحــة ال وجــود‬
‫هلــا‪ ،‬وال أحــد يتكلمهــا(‪.)4‬‬
‫والتعبــر كمصطلــح تربــوي هــو عمــل منهجــي يســر وفــق خطــة‬
‫ـول بالطالــب إىل مســتوى يمكنــه مــن‬ ‫متكاملــة يف املؤسســات التعليميــة‪ ،‬وصـ ً‬
‫ترمجــة أفــكاره ومشــاعره وأحاسيســه ومشــاهداته وخرباتــه احلياتيــة بلغــة‬
‫ســليمة‪ ،‬وفــق نســق فكــري معــن(‪ ،)5‬و ُيعــد التعبــر مــن أهــم األنشــطة التــي‬
‫ينبغــي العنايــة هبــا والرتكيــز عليهــا؛ ألن اللغــة أصــوات قبــل أي يشء آخــر‪ ،‬وإن‬
‫كان التعبــر عنــد اإلنســان يتنــوع لإلفصــاح عــا يف النفــس مــن أفــكار ومشــاعر‪،‬‬
‫إمــا باللفــظ أو اإلشــارة أو بقســات الوجــه أو بالرســم أو احلركــة إال أن للفــظ‬
‫((( ينظــر‪ :‬طــرق التدريــس اخلاصــة باللغــة العربيــة والرتبيــة اإلســامية‪ ،‬فخــر الديــن عامــر‪،‬‬
‫عــامل الكتــب‪ ،‬مرص‪-‬القاهــرة‪ ،‬ط‪1420( ،2‬هـــ‪2000/‬م)‪ ،‬ص‪.74-73‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬التدريــس العــام وتدريــس اللغــة العربيــة‪ ،،‬ســعد حممــد مبــارك الرشــدي‪ ،‬وســمري‬
‫يونــس أمحد صالــح‪ ،‬مكتبــة الفــاح‪ ،‬الكويــت‪ ،‬ط‪1419 (،1‬هـــ‪1999/‬م)‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬أســاليب وطــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬فــؤاد حســن أبــو اهليجــاء‪ ،‬دار املناهــج‬
‫للنــر‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪1423( ،2‬ه‪2002/‬م)‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬دروس الــدورات التدريبيــة ملعلمــي اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا (اجلانــب‬
‫النظــري)‪ ،‬مجعهــا د‪.‬عبــد الرمحــن بــن إبراهيــم الفــوزان وآخــرون‪1428( ،‬ه)‪.‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬خصائــص العربيــة وطــرق تدريســها‪ ،‬نايــف معــروف‪ ،‬طبــع دار النفائــس‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫ط‪2007( ،6‬م)‪ ،‬ص ‪.197‬‬

‫‪85‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫خصوصيــة ليســت إال لــه دون ســواه(‪.)1‬‬


‫عاكســا للشــفوي هــو الصــورة‬ ‫ً‬ ‫والتعبــر يف جمملــه شــفو ًّيا كان أم حترير ًّيــا‬
‫النهائيــة واحلقيقيــة التــي تفصــح عــن القــدرة اللغويــة عنــد اإلنســان املتعلــم‪،‬‬
‫وتكشــف عــن مســتوى األداء اللغــوي يف االتصــال هبــذه اللغــة دون عقبــات(‪،)2‬‬
‫وقــد اســتبدلت الرتبيــة احلديثــة مصطلــح التعبــر باإلنشــاء‪ ،‬ألن التعبــر هــو‬
‫املظهــر العفــوي للغــة‪ ،‬ولذلــك عندمــا حيــدد (رومــان جاكبســون) الوظائــف‬
‫الســت للغــة‪ ،‬جيعــل وظيفــة التعبــر مفصولــة عــن وظيفــة التبليــغ؛ ألن التبليــغ‬
‫ـا إليــه)‪ ،‬بينــا ال يقتــي التعبــر ذلــك‪ ،‬إشــارة إىل أنــه‬ ‫ـتقبل (مرسـ ً‬
‫يقتــي مسـ ً‬
‫ـا إليــه‪ ،‬وليس‬ ‫أعــم وأشــمل‪ ،‬ليــس بالــرورة أن يكــون يف اجلانــب اآلخر مرسـ ً‬
‫بالــرورة أن يكــون وفــق منهجيــة حمــددة أو يف موضــوع واحــد‪ ،‬عــى حــن أن‬
‫اإلنشــاء – املصطلــح الرتبــوي‪ -‬هــو املظهــر االصطناعــي الــذي يتحايــل فيــه‬
‫املتعلــم عــى حتقيــق أهدافــه ويتقيــد فيــه بمنهجيــة حمــددة ال يزيــغ عنهــا‪ ،‬إضافــة‬
‫إىل أن التعبــر أوســع مــن اإلنشــاء‪ ،‬فهــو يشــمل جمــاالت احليــاة كلهــا؛ يف البيــت‬
‫والشــارع واملدرســة والطبيعــة‪ ،‬فهــو مــرآة احليــاة كلهــا‪ ،‬واإلنشــاء صنعــة(‪.)3‬‬
‫أشكال التعـبيـــر‪:‬‬
‫احلديــث عــن التعبــر حديــث خــاص عــن مهــاريت احلديــث والكتابــة‬
‫يف ظــل حلقــة تواصليــة تتعــدد أشــكاهلا ومســاعيها‪ ،‬األمــر الــذي اجتهــد‬
‫املربــون وفقــه عــى تقســيم التعبــر فكانــت آراءهــم ال ختــرج يف جمملهــا عــن‬
‫مســألة الشــكل واملضمــون‪ ،‬أو قضيــة التأديــة والغــرض مــن االســتعامل‪ ،‬ومــن‬
‫ثــم طرحــوا مــن جهــة األداء التعبــر الشــفهي والتعبــر الكتــايب‪ ،‬ومــن جهــة‬
‫املوضــوع نجــد التعبــر الوظيفــي والتعبــر اإلبداعــي(‪.)4‬‬
‫نــوع جيســد املســلمة التــي أرســاها البحــث‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -‬التعبــر الشــفهي‪ :‬هــو‬
‫احلديــث يف ظــل علــم اللغــة الرتكيبــي بــأن اللغــة اإلنســانية احلــق هــي احلديــث‬
‫ال غــر؛ حيــث إن احلديــث واملحادثــة هلــا الــدور الــذي ال ينبغــي االســتهانة‬
‫بــه وخاصــة يف مراحــل التعليــم املبكــر‪ ،‬وهــذا مــا يؤكــده (ســتون) مــن خــال‬

‫((( ينظــر‪ :‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬زكريــا إســاعيل دار املعرفــة اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫ط‪2005( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬أســاليب تدريــس اللغــة العربيــة بــن املهــارة والصعوبــة‪ ،‬فهــد خليــل زايــد‪ ،‬دار‬
‫البــازوري العلميــة‪2006( ،‬م)‪ ،‬ص ‪ 31‬ومــا بعدهــا‪.‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬شــؤون لغويــة‪ ،‬حممــود أمحــد الســيد‪ ،‬طبــع دار الفكــر املعــارص‪ ،‬بــروت‪ -‬لبنــان‪،‬‬
‫ودار الفكــر‪ ،‬دمشــق‪ -‬ســوريا‪ ،‬ط‪1409( ،1‬ه‪1989/‬م)‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬أدب الكتابــة وفنوهنــا‪ ،‬ص ‪ ،78-74‬وأســاليب وطــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫أبــو اهليجــاء‪ ،‬ص ‪.105‬‬

‫‪86‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫حســابه لتواتــر املناشــط اللغويــة؛ إذ وضــع املحادثــة يف املرتبــة األوىل مــن حيــث‬
‫األمهيــة‪ ،‬ثــم القــراءة ثان ًيــا‪ ،‬فالكتابــة ثال ًثــا(‪.)1‬‬
‫إن مهــارة التعبــر الشــفوي تعتمــد عــى غــرس الثقــة بالنفــس وزيــادة‬
‫القــدرة عــى اختيــار األفــكار وتنظيمهــا‪ ،‬وزيــادة القــدرة عــى اســتعامل الكلــات‬
‫واألصــوات املعــر‪ ،‬والنطــق املتميــز واســتعامل احلــركات اجلســمية‪ ،‬والقــدرة‬
‫عــى تكييــف الــكالم وتوظيفــه وفــق املوقــف املطلــوب(‪.)2‬‬
‫‪ -‬التعبــر الكتــايب‪ :‬يعــد هــذا النــوع األصعــب مقارن ـ ًة بالتعبــر الشــفوي؛‬
‫ذلــك أنــه يعتمــد عــى عـ ٍ‬
‫ـدد مــن املهــارات التــي تتكاتــف فيــا بينهــا لتشــكل‬
‫ـا‪ ،‬ومــن ثــم فهــو تدريــب عمــي عــى التفكــر مــن ناحيـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـا منسـ ًقا متكامـ ً‬‫عمـ ً‬
‫ٍ‬
‫وعــى اســتعامل اللغــة مــن ناحيــة أخــرى ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ -‬التعبــر الوظيفــي‪ :‬هــو ذلــك النــوع الــذي يــؤدي وظيف ـ ًة لإلنســان يف‬
‫ـورة مكتوبـ ٍ‬
‫ـة‪،‬‬ ‫خمتلــف مواقفــه احلياتيــة‪ ،‬ومــن ثــم فقــد يكــون شــفاه ًة أويف صـ ٍ‬
‫ولذلــك تغلــب عــى أســلوبه املوضوعيــة والبعــد عــن الذاتيــة‪ ،‬كــا أن العنايــة‬
‫فيــه تكــون باملضمــون عــى حســاب الشــكل‪.‬‬
‫‪ -‬التعبــر اإلبداعــي‪ :‬وهــو كل مــا جتــود بــه قرحيــة املتعلــم وعاطفتــه مــن‬
‫ـص وخواطــر جتــي شــخصيته‪ ،‬ويظهــر ذلــك بوضــوح يف عــدد مــن‬ ‫ـعر وقصـ ٍ‬ ‫شـ ٍ‬
‫األشــكال األدبيــة‪ ،‬كتأليــف املرسحيــة‪ ،‬وإنجــاز اللوحــات اإلشــهارية ونظــم‬
‫الشــعر‪ ،‬وكتابــة املقــاالت الذاتيــة‪ ،‬والقصــص العاطفيــة‪ ،‬والرســائل الوجدانيــة‪.‬‬
‫وكل نــوع مــن تلــك األنــواع الســابقة ينــدرج ضمــن عمليــة اإلرســال؛‬
‫عــى اعتبــار أن لإلرســال مهارتــن مهــا‪ :‬الــكالم‪ ،‬والكتابــة‪ ،‬كــا أن لالســتقبال‬
‫مهارتــن مهــا‪ :‬االســتامع‪ ،‬والقــراءة(‪.)4‬‬
‫وهنــاك روافــد عــد ٌة تعــن عــى إجــادة التعبــر‪ ،‬وتغذيــة ملكــة املتعلــم‪،‬‬

‫((( ينظر‪ :‬أدب الكتابة وفنوهنا‪ ،‬ص ‪.84‬‬


‫((( ينظــر‪ :‬اللغةــ العربيةــ مناهجهــا وطرائــق تدريس��ها‪ ،‬ط�هـ ع�لي حسيـن الديلم��ي‪ ،‬وســعاد‬
‫عبــد الكريــم عبــاس الوائــي‪ ،‬طبــع دار الــروق‪ ،‬رام اهلل‪ ،‬املنــارة‪ ،‬ط‪2005(،1‬م)‪ ،‬ص‬
‫‪.138‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬عمليــات الكتابــة الوظيفيــة وتطبيقاهتــا‪ -‬تعليمهــا وتقويمهــا‪ ،-‬تأليــف‪ :‬حممــد‬
‫رجــب فضــل اهلل‪ ،‬طبــع عــامل الكتــب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪1423 ( ،1‬ه‪2002/‬م)‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬املوجــز يف طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬أمحــد الســيد‪ ،‬طبــع دار العــودة‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫ط‪1980( ،1‬م)‪ ،‬ص‪ ،87‬وتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬عمــر صديــق‪ ،‬ص‬
‫‪.63-60‬‬

‫‪87‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أبرزهــا(‪:)1‬‬
‫‪ -‬القــراءة‪ :‬تعــن عــى معرفــة األفــكار واملعــاين التــي تشــتمل عليهــا املــادة‬
‫املقــروءة‪ ،‬وفهمهــا جيــدً ا ثــم نقدهــا‪ ،‬والتمييــز بــن النافــع وغــره‪ ،‬مــن أجــل‬
‫أن يســتفيد القــارئ مــن اجليــد يف إلقــاء األضــواء عــى مشــكالت حياتــه‪ ،‬لــذا‬
‫أصبحــت القــراءة أســلو ًبا مــن أســاليب حــل املشــكالت التــي تواجــه املــرء يف‬
‫حياتــه(‪.)2‬‬
‫‪ -‬املطالعــة‪ :‬وتعــد املخــزون اللغــوي والثقــايف الــذي يســتمد منــه املتعلــم‬
‫خمتلــف أفــكاره؛ حيــث تســاعد يف تدريــب التالميــذ عــى ضبــط لغتهــم‬
‫بشــكل يتــاءم مــع تــدرج‬ ‫ٍ‬ ‫بقواعدهــا املختلفــة (حدي ًثــا وقــراءة وكتابــة)‪،‬‬
‫مســتواهم العقــي واللغــوي يف ســلم التعلــم التصاعــدي‪ ،‬كــا تعــد املــادة األولية‬
‫التــي تدعــم نجــاح املعلــم يف تقديــم حصــة التعبــر‪ ،‬فإهنــا املعــن الــذي ال‬
‫ينضــب إلثــراء الثــروة اللغويــة والفكريــة للمتعلمــن‪ ،‬إضافـ ًة إىل أهنــا تعــد مترينًا‬
‫لأللســنة واألقــام عــى اســتعامل القوالــب اللغويــة وأنامطهــا‪ ،‬ممــا يفيــد املتعلــم‬
‫ـكل ســلي ٍم‪ ،‬كــا جتعلــه يفهــم ويــدرك مــا يســمع يف ظــل‬ ‫يف القــراءة والكتابــة بشـ ٍ‬
‫معرفتــه بقواعــد نحــو اللغــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫رمــوز‬ ‫‪ -‬اإلمــاء‪ :‬هــو عمليــة حتويــل األصــوات املســموعة واملفهومــة إىل‬
‫ـة‪ ،‬عــى أن توضــع هــذه احلــروف يف مواضعهــا الصحيحــة مــن الكلمــة‪،‬‬ ‫مكتوبـ ٍ‬
‫وذلــك الســتقامة اللفــظ وظهــور املعنــى املراد(‪،)3‬وهــو وســيلة مهمــة يف تنميــة‬
‫املهــارة الكتابيــة والســمعية‪ ،‬ومــن ثــم التمييــز بــن األصــوات‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬مهارة القراءة‪:‬‬
‫ـادرا‬
‫إن الفــرق األســاس بــن أن تكــون أم ًّيــا أو غــر أمــي هــو أن تكــون قـ ً‬
‫عــى القــراءة والكتابــة أو ال تكــون عــى األقــل كمرحلــة أوىل يف مفهــوم األميــة‪،‬‬
‫واألميــون اليــوم عندمــا يدخلــون مراكــز حمــو األميــة يكــون مههــم الوحيــد‬
‫القــراءة والكتابــة ليــس غــر؛ ذلــك أن الكتابــة والقــراءة هــي التــي تصنفهــم يف‬
‫مصــاف طبقـ ٍ‬
‫ـة أخــرى غــر الطبقــة التــي يوصفــون هبــا‪ ،‬ويــكاد األطفــال الصغار‬
‫أن يكونــوا مثلهــم حــن يدخلــون املدرســة ألول مــرة‪ ،‬حيــث يكــون هدفهــم‬

‫((( ينظــر يف هــذا‪ :‬فــن التدريــس للرتبيــة اللغويــة‪ ،‬حممــد صالــح ســمك‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪،‬‬
‫مرص‪-‬القاهــرة‪1418( ،‬هـــ‪1998/‬م)‪ ،‬ص ‪ ،316‬وإكســاب وتنميــة اللغــة‪ ،‬خالــد‬
‫الــزووادي‪ ،‬مؤسســة حــورس الدوليــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪2005( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫((( ُينظر‪ :‬شؤون لغوية‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫((( ينظر‪ :‬شؤون لغوية‪ ،‬ص‪.157‬‬

‫‪88‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫األســاس قــراءة كل مــا يقــع عليــه أبصارهــم‪ ،‬وكتابــة مــا يــدور يف أنفســهم‪،‬‬
‫ـر مــن اجلهــد والصعوبــة(‪ّ ،)1‬‬
‫ألن‬ ‫وهــم ال يدركــون أن بلــوغ هــذه الغايــة فيــه كثـ ٌ‬
‫«كثــرا مــن النضــج واالســتعداد اللذيــن ال يصــل‬‫ً‬ ‫القــراءة والكتابــة تتطلبــان‬
‫إليهــا معظــم األطفــال قبــل ســن السادســة كــا أثبتــت البحــوث العلميــة» ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وال شــك أن االســتعداد يمثــل إمكانيــة الفــرد للوصــول إىل درجــة مــن الكفايــة‪،‬‬
‫وذلــك عــن طريــق التدريــب ســواء أكان هــذا التدريــب مقصــو ًدا أم غــر ‬
‫ٍ‬
‫مقصــود؛ وهلــذا فــإن أحســن اثنــن اســتعدا ًدا هــو مــن اســتطاع أن يصــل إىل‬
‫ـود أقــل ويف وقـ ٍ‬
‫ـت أقــر(‪.)3‬‬ ‫مســتوى أعــى مــن الكفايــة بمجهـ ٍ‬

‫ـايس مــن فنــون اللغــة ورك ـنٌّ مه ـمٌّ مــن أركان‬


‫أمــا القــراءة فهــي‪ :‬ف ـ ٌّن أسـ ٌّ‬
‫االتصــال اللغــوي تســاعد يف تــذوق معــاين اجلــال وصــوره ‪ ،‬وتتطلــب معرفـ ًة‬
‫(‪)4‬‬

‫برمــوز احلــروف اهلجائيــة‪ ،‬واســتيعاهبا اســتيعا ًبا جيــدً ا‪ ،‬مــع الربــط بــن كل‬
‫أجــزاء املعلومــات املقــروءة باألخــرى‪ ،‬يف ضــوء معرفتنــا القرائيــة الســالفة‪،‬‬
‫والقــدرة عــى ختزيــن املقــروء‪ ،‬واســتدعائه عنــد االتصــال(‪.)5‬‬
‫وتعــد القــراءة املصــدر األســايس لتعلــم اللغــة العربيــة للمتعلــم‪ ،‬وهــي‬
‫ـة‪ ،‬وينبغــي أن تقــدم القــراءة للتلميــذ‬‫ـة ومتنوعـ ٍ‬
‫ـات خاصـ ٍ‬ ‫مهــار ٌة حتتــاج إىل تدريبـ ٍ‬
‫املبتــدئ الــذي مل يســبق لــه تعلــم اللغــة العربيــة مــن قبــل عــن طريــق التــدرج(‪،)6‬‬
‫الــذي يتطلــب قــدر ًة عــى حتقيــق املطلــوب‪ ،‬والقــدرة هــي كل مــا يســتطيع الفرد‬
‫أداءه يف اللحظــة الراهنــة‪ ،‬مــن أعــال عقليــة وحركيــة‪ ،‬ســواء أكان ذلــك نتيجــة‬
‫تدريــب‪ ،‬وللقــدرة اللغويــة دور أســايس يف التنظيــم العقــي ‬‫ٍ‬ ‫تدريــب أم بــدون‬
‫لإلنســان‪ ،‬حيــث أكــدت البحــوث والدراســات أن القــدرة اللغويــة هــي ســبب‬
‫الفــروق الفرديــة يف األنشــطة العقليــة واملعرفيــة(‪.)7‬‬
‫ولتعلــم مهــاريت القــراءة والكتابــة حيتــاج املتعلــم إىل إدراك مهــارة التمييــز‬
‫البــري وتتوفــر لــدى الطفــل بالنضــج العضــوي والعصبــي واحلــاسِّ إضافــة‬

‫((( ينظر‪ :‬أدب الكتابة وفنوهنا‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫((( ينظــر‪ :‬إعــداد الطفــل العــريب للقــراءة والكتابــة‪ ،‬هــدى حممــود الناشــف‪ ،‬دار الفكــر‬
‫العــريب‪ ،‬القاهــرة‪،‬ط‪2000( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬املهــارات اللغويــة‪ ،‬مســتوياهتا ‪-‬تدريســها‪-‬صعوباهتا‪ ،‬د‪.‬رشــدي أمحــد طعيمــة‪،‬‬
‫طبــع دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪2004/1425( ،‬م)‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أدب الكتابة وفنوهنا‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬مهــارات القــراءة الرسيعــة‪ ،‬إيفلينــي ودد‪ ،‬ترمجــة‪ :‬هنــد رشــدي‪ ،‬نــر دار كنــوز‪،‬‬
‫القاهــرة‪2012( ،‬م)‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دروس الدورات التدريبية ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪،‬ص‪.65‬‬
‫((( ينظر‪ :‬املهارات اللغوية‪،‬مستوياهتا‪-‬تدريسها‪-‬صعوباهتا‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪89‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫إىل االســتعداد الشــخيص(‪ ،)1‬إضافـ ًة إىل االســتعداد العقــي واجلســمي واالنفعايل‪:‬‬


‫كالبــر‪ ،‬والســمع والنطــق وكل مــا يتعلــق بتأثــر العوامــل االجتامعيــة والبيئيــة‪،‬‬
‫واالســتعداد يف اخلــرات والقــدرات؛ وذلــك بســعة القامــوس اللغــوي لديــه‪،‬‬
‫وفهمــه للمعــاين‪ ،‬ولغــة احلديــث وقدرتــه عــى التمييــز بــن الكلــات املتشــاهبة‪،‬‬
‫والتــذوق‪ ،‬والرغبــة(‪.)2‬‬
‫وللقراءة مهارتان أساسيتان مها‪ :‬التعرف‪ ،‬والفهم‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ – 1‬ربط املعنى املناسب بالرمز (احلرف) الكتايب‪.‬‬
‫‪ – 2‬التعرف إىل أجزاء الكلامت من خالل القدرة عىل التحليل البرصي‪.‬‬
‫‪ – 3‬التمييز بني أسامء احلروف وأصواهتا‪.‬‬
‫‪ – 4‬ربط الصوت بالرمز املكتوب‪.‬‬
‫‪ – 5‬التعرف إىل معاين الكلامت من خالل السياقات(‪.)3‬‬
‫ويربــط حســني عبــد البــاري عــر بــن القــراءة والنظريــة الســلوكية؛‬
‫حيــث يــرى أن القــراءة عمليــة اســتجابة أورد فعــل ملثــر وهــو املكتــوب‬
‫ٍ‬
‫ومجــل وتراكيــب‬ ‫ٍ‬
‫كلــات‬ ‫فالكاتــب مثــر للقــارئ «بــكل مــا يكتبــه مــن‬
‫ٍ (‪)4‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وفقــرات يشــحنها بــا يــو ُّده مــن معــان وأفــكار وتصــورات» ‪،‬‬ ‫وعبــارات‬
‫وعــر عــن شــكل االســتجابة بحركــة العــن عــى الســطور‪ ،‬يف راحــة أو تقطيــب‬
‫احلاجبــن‪ ،‬ثــم نطــق األصــوات املعــرة عــن الرمــوز بصـ ٍ‬
‫ـوت معـ ٍ‬
‫ـن تأثــر بــا ‬
‫يقــرأ‪ ،‬والتكيــف اجلســمي واالنفعــايل مــع املــادة املقــروءة واالســتغراق فيهــا‬
‫جالســا وحركــة اجلســم‪،‬‬
‫ً‬ ‫والتفاعــل معهــا كرفــع اليــد أو الوقــوف بعــد أن كان‬
‫وجيعــل مــن القــراءة اســتجابة متعلمــة ال اســتجابة رشطيــة‪ ،‬بحيــث تعــد للقراءة‬
‫برامــج وحمتويــات وطرائــق تناســب طبيعــة القــراءة ودافعيــة املتعلمــن وبرامــج‬
‫التعزيــز؛ يتعلــم الطفــل نــر الصــوت ودور عالمــات الرتقيــم ثــم يوظفهــا‬
‫باســتجابته عنــد رؤيتهــا(‪.)5‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬مهــارات القــراءة‪ ،‬حســني عبــد البــاري عــر‪ ،‬طبــع املكتــب العــريب احلديــث‬
‫للطباعــة والنــر‪ ،‬مــر‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫((( ينظر‪ :‬السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫((( ينظــر أدب الكتابــة وفنوهنــا‪ ،‬ص ‪ ،91‬ودروس الــدورات التدريبيــة ملعلمــي اللغــة العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫((( ينظر‪ :‬مهارات القراءة‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أدب الكتابة وفنوهنا‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪90‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫والقــراءة تنقســم مــن حيــث هــدف القــارئ إىل‪ :‬قــراءة للــدرس‬


‫والتحصيــل‪ ،‬وقــراءة للمتعــة‪ ،‬وقــراءة للنقــد(‪.)1‬‬
‫وتنقسم من حيث طريقة التنفيذ إىل قراءة جهرية‪ ،‬وقراءة صامتة(‪.)2‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬مهارة الكتابة‪:‬‬
‫تــأيت مهــارة الكتابــة خامتــة املهــارات اللغويــة األساســية (االســتامع‪،‬‬
‫والــكالم‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬والكتابــة)؛ فهــي تــأيت بعــد مهــارة القــراءة؛ ألهنــا ترتبــط‬
‫أول‪ ،‬واخلــط‬‫هبــا‪ ،‬ومهــارة الكتابــة عــى ثالثــة أنــواع هــي‪ :‬الرســم اهلجائــي ً‬
‫ثان ًيــا‪ ،‬والتعبــر الكتــايب ثال ًثــا‪ ،‬وهــذه متثــل املســتويات التعليميــة بالتــدرج ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫وتُعــد الكتابــة عمليــة ذات شــقني؛ أحدمهــا‪ :‬آيل‪ ،‬واآلخــر‪ :‬عقــي‪ ،‬والشــق‬
‫اآليل حيتــوي عــى املهــارات اآلليــة (احلركيــة) اخلاصــة برســم حــروف اللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬ومعرفــة التهجئــة‪ ،‬والرتقيــم يف العربيــة أي النواحــي الشــكلية الثابتــة يف‬
‫لغــة الكتابــة؛ مثــل رســم احلــروف وأشــكاهلا‪ ،‬واحلــروف التــي يتصــل بعضهــا‬
‫ـروف الحقـ ٍ‬
‫ـة‪،‬‬ ‫ـابقة هلــا‪ ،‬وال تتصــل بحـ ٍ‬
‫ـروف سـ ٍ‬‫ببعــض‪ ،‬وتلــك التــي تتصــل بحـ ٍ‬
‫وعالمــات الرتقيــم‪ ،‬ورســم احلــركات فــوق احلــرف أو حتتــه‪ ،‬أو يف هنايتــه‪،‬‬
‫ورســم أو عــدم رســم مهــزات القطــع والوصــل(‪ ،)4‬وهــذه العنــارص وإن كان‬
‫ـرا‪ ،‬إال أهنــا مهم ـ ٌة يف إخــراج الشــكل العــام‬
‫بعضهــا ال يمــس جوهــر اللغــة كثـ ً‬
‫غموضــا يف املعنــى‪ ،‬أمــا‬
‫ً‬ ‫لبســا‪ ،‬أو‬
‫ملــا يكتــب‪ ،‬وقــد حيــدث إســقاطها‪-‬أحيانًا‪ً -‬‬
‫اجلانــب العقــي‪ ،‬فيتطلــب املعرفــة اجليــدة بالنحــو‪ ،‬واملفــردات‪ ،‬واســتخدام‬
‫اللغــة وهــي مرحلــة ال شــك متأخــرة عــن األوىل(‪ ،)5‬وللكتابــة مســتويان‪:‬‬
‫‪ -1‬مســتوى ظاهــري هيتــم باخلــط والتهجــي وتنظيــم اجلمــل والفقــرات‬
‫والتهميــش والرتقيــم‪.‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬االجتاهــات احلديثــة يف تعليــم القــراءة وتنميــة ميوهلــا‪ ،‬فايــزة الســيد حممــد‪ ،‬إيــراك‬
‫للنــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪2003( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬تدريــس اللغــة العربيــة يف ضــوء الكفايــات األدائيــة‪ ،‬حمســن عــي عطيــة‪ ،‬دار املناهج‬
‫للنــر‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪ ،‬ط‪1427( ،1‬هـــ‪2007/‬م)‪ ،‬ص ‪ ،99‬وأســاليب تدريــس اللغة‬
‫العربيــة بــن املهــارة والصعوبــة‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬الربامــج التعليميــة للغــة العربيــة‪ ،‬أســاليبها وطــرق تدريســها‪ ،‬أمحــد احلســن‬
‫سمســاعة‪ ،‬نــر اجلامعــة اإلســامية العامليــة املاليزيــة‪ ،‬ط‪1422( ،1‬هـــ‪2002/‬م)‪ ،‬ص‬
‫‪.236-232‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬طــرق تعليــم القــراءة والكتابــة للمبتدئــن ومهــارات التعلــم‪ ،‬غافــل مصطفــى‪ ،‬دار‬
‫أســامة للنــر‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪2005(،‬م)‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دروس الدورات التدريبية ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪91‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ - 2‬ومستوى باطني هيتم باملحتوى وبناء األفكار(‪.)1‬‬


‫ والكتابــة وســيلة ناجحــة لتحقيــق عــدة وظائــف لإلنســان‪ ،‬ومهمــة‬
‫إلثبــات الفكــر البــري(‪.)2‬‬
‫ وتُعــد الكتابــة إحــدى مهــارات االتصــال اللغــوي‪ ،‬ووســيل ًة لتدويــن‬
‫األفــكار واألحاســيس واألحــداث واملشــاعر‪ ،‬ووســيل ًة مهمــ ًة مــن وســائل‬
‫حفــظ الــراث احلضــاري والثقــايف لألمــم‪ ،‬كــا أهنــا حتفــظ خطــوات التجــارب‬
‫العلميــة وإجراءاهتــا واالســتفادة منهــا عنــد احلاجــة إليهــا(‪.)3‬‬
‫ـدد مــن مشــكالت الكتابــة التــي تواجــه‬ ‫ وأشــارت الدراســات إىل عـ ٍ‬
‫درايس لتعليــم‬ ‫ـج أو مقـ ٍ‬
‫ـرر‬ ‫الناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬منهــا‪ :‬عــدم ختصيــص منهـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫التعبــر‪ ،‬وعــدم إدراك املتعلــم ألســس التعبــر اجليــد ممــا جيعلــه يف حــرة عنــد‬
‫حماولــة ممارســة هــذه املهــارة‪ ،‬وقلــة القــراءة املوســعة ممــا يضعــف املحصــول‬
‫اللغــوي لــدى الدارســن‪ ،‬وعــدم التمكــن مــن مهــارات االســتامع واملناقشــة‬
‫واالســتفادة منهــا يف التعبــر‪ ،‬وهلــذا ينبغــي عــى املعلمــن حماولــة حتديــد‬
‫أهــداف درس التعبــر منــذ البدايــة‪ ،‬والتخطيــط املســبق لــه‪ ،‬وإشــعار املتعلمــن ‬
‫بأمهيــة التعبــر‪ ،‬وأن الغايــة مــن تعلــم اللغــة هــو التمكــن مــن التعبــر(‪،)4‬‬
‫كــا جيــب توجيــه الدارســن إىل القــراءة املوســعة مــن أجــل زيــادة الثــروة‬
‫اللغويــة لدهيــم‪ ،‬وتكســبهم كلــات ومفاهيــم جديــدة‪ ،‬ممــا يزيــد قدرهتــم عــى ‬
‫توظيــف هــذه الكلــات يف لغتهــم اخلاصــة‪ ،‬ويف اســتعامهلا يف مواقــف خمتلفــة‪،‬‬
‫وســياقات متعــددة(‪ ،)5‬كــا أنــه مــن خــال القــراءة املوســعة يســتطيع تنميــة‬
‫مهاراتــه املختلفــة‪ ،‬ومهــارات التواصــل االجتامعــي اإلنســاين؛ إذ إنــه يســتطيع‬
‫حينهــا التخاطــب مــع أفــراد جمتمــع اللغــة املتعلمــة مؤثـ ًـرا ومتأثـ ًـرا بأفكارهــم‪،‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬تدريــس العربيــة يف التعليــم العــام‪ ،‬رشــدي أمحــد طعيمــة‪ ،‬وحممــد الســيد منــاع‪،‬‬
‫ص‪ ،166‬والــكايف يف أســاليب تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬حمســن عــي عطيــة‪ ،‬دار الرشوق‬
‫للنــر والتوزيــع‪ ،‬ط‪2006( ،1‬م)‪ ،‬ص‪.213‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬الكتابــة العربيــة أســس ومهــارات‪ ،‬عصــام الديــن أو زالل‪ ،‬دار الوفــاء لدنيــا‬
‫الطباعــة والنــر‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪2011(،1‬م)‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬مهــارات الرســم الكتــايب‪ ،‬وقواعدهــا والضعــف فيهــا‪ ،‬األســباب واملعاجلــة‪ ،‬حمســن‬
‫عــي عطيــة‪ ،‬دار املناهج للنــر‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪ ،‬ط‪1428( ،1‬هـــ‪2008/‬م)‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬املرجــع يف تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬إبراهيــم حممــد عطــا‪ ،‬مركــز الكتــاب‪ ،‬مــر‪،‬‬
‫ط‪2005( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪ ،222‬ومهــارات االتصــال اللغــوي وتعليمهــا‪ ،‬حمســن عــي ‬
‫عطيــة‪ ،‬دار املناهــج‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪ ،‬ط‪2008( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.183-177‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬تعليــم القــراءة‪ ،‬حممــد عبــد الرحيــم عــدس‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(‪1418‬هـــ‪1998/‬م)‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪92‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫وعواطفهــم‪ ،‬فهــي متــده بمعينــات احلــوار والنقــاش‪ ،‬وعــرض األفــكار‪،‬‬


‫وطرحهــا‪ ،‬فتبنيــه ســلوك ًّيا‪ ،‬وأخالق ًّيــا(‪ ،)1‬وهــذا جيعــل املتعلــم مــن الناطقــن ‬
‫بغــر العربيــة يبحــث عــن قــراءات إضافيــة إلثــراء معلوماتــه‪ ،‬وزيــادة رصيــده‬
‫مــن املفــردات (‪.)2‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الوسائل التعليمية‪:‬‬
‫يــراد بالوســائل التعليميــة املــواد التــي يقــوم املعلــم باســتخدامها‪ ،‬وإعدادها‬
‫حل َســن واجليــد‪ ،‬لكــي يســتثمرها يف توضيــح وتبســيط املــادة التــي‬ ‫اإلعــداد ا َ‬
‫ٍ‬
‫يقــوم عــى رشحهــا ملتعلمــي اللغــة العربيــة‪ ،‬ويــراد هبــا‪« :‬كل أداة يســتخدمها‬
‫املعلــم لتحســن عمليــة التعليــم‪ ،‬وتوضيــح معــاين الكلــات ورشح األفــكار‬
‫وتدريــب الدارســن عــى املهــارات‪ ،‬وإكســاهبم العــادات وتنميــة االجتاهــات‬
‫وغــرس القيــم‪ ،‬دون االعتــاد األســايس مــن جانــب املعلــم عــى اســتخدام‬
‫األلفــاظ والرمــوز واألرقــام»(‪.)3‬‬
‫وتتنــوع الوســائل التعليميــة باختــاف األهــداف التــي يريــد املعلــم‬
‫حتقيقهــا‪ ،‬ويف هــذا الســياق جيــدر اســتعراض بعــض الوســائل التــي تفيــد املعلــم‬
‫يف رشحــه ل��درس اللغــة العربي��ة‪ ،‬أو غــره مـ�ن الــدروس ملــا لــه مــن أمهيــة يف‬
‫تشــويق الطــاب مــن أجــل اإلقبــال عــى التعليــم‪ ،‬وتوضيــح وتبســيط للمفاهيم‬
‫واملصطلحــات التــي تبــدو معقــدة‪ ،‬وتنميــة قــدرة املالحظــة لــدى املتعلمــن كــا ‬
‫تُســاعد عــى حتديــد الفــروق الفرد ّيــة بينهــم وتزويدهــم باملعلومــات‪.‬‬
‫وتنبــع أمهيــة الوســيلة التعليميــة وتتحــدد أغراضهــا التــي تؤدهيــا يف املتعلــم‬
‫مــن طبيعــة األهــداف التــي يتــم اختيــار الوســيلة لتحقيقهــا مــن املــادة التعليميــة‬
‫التــي يــراد للطــاب تعلمهــا‪ ،‬ثم مــن مســتويات نمــو املتعلمــن اإلدراكيــة‪ ،‬ومن‬
‫ثــم فالوســائل التعليميــة التــي يتــم اختيارهــا للمراحــل التعليميــة الدنيــا ختتلــف‬
‫إىل حــد مــا عــن الوســائل التــي يتــم اختيارهــا للصفــوف العليــا أو املراحــل‬
‫التعليميــة املتقدمــة‪.‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬فنيــات تعليــم القــراءة يف ضــوء األدوار اجلديــدة للمعلــم واملتعلــم‪ ،‬حممــد عبيــد‬
‫الظنجــاين‪ ،‬دار عــامل الكتــب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪2011( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة (النحو‪-‬البالغة‪-‬النصوص‪-‬القراءة‪-‬التعبــر)‪،‬‬
‫جمــدي إبراهيــم حممــد‪ ،‬دار الوفــاء لدنيــا الطباعــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪2011( ،1‬م)‪ ،‬ص‬
‫‪.48‬‬
‫((( ســيكولوجية الوســائل التعليميــة ووســائل تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬عبــد املجيــد ســيد‬
‫أمحــد منصــور‪ ،‬طبــع دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪.65‬‬

‫‪93‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أنواع الوسائل التعليمية(‪:)1‬‬


‫‪١ -١‬الوســائل الســمعية‪ :‬ويقصــد هبــا‪ :‬تلــك الوســائل التــي تعتمــد عــى ‬
‫حاســة الســمع عنــد اإلنســان‪ ،‬وتتوجــه بالرســالة اللغويــة إليهــا وهــذه الوســائل‬
‫ليســت وســائط تربويــة يف حــدِّ ذاهتــا وال تعــد كذلــك وال تكتســب تلــك الصفــة‬
‫إال إذا اســتعملت معهــا التســجيالت الصوتيــة أو الصــوت احلــي‪.‬‬
‫ ‪ ١.‬وحتتــاج هــذه الوســائل إىل جتهيــزات معينــة وخــرات فنيــة ال بــد مــن‬
‫توافرهــا يف املعلــم إذا أراد اإلفــادة اجليــدة منهــا يف عمليــة تعليــم اللغــة‪.‬‬
‫ـى حاســة البــر‬
‫ّ‬ ‫‪٢ -٢‬الوســائل البرصيــة‪ :‬وهــي الوســائل التــي تعتمــد عـ‬
‫فقــط‪ ،‬ومنهــا األشــياء والعينــات والنــاذج والرشائــح والرســوم وامللصقــات‪،‬‬
‫ـات احلائــط والرحــات واملعــارض واخلرائــط واألفــام الثابتــة والصامتــة‬ ‫وجمـ ّ‬
‫واملتحركـ�ة‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬الوســائل الســمعية البرصيــة‪ :‬وهــي الوســائل التــي تعتمــد عىل حاســتي‬
‫الســمع والبــر م ًعــا‪ ،‬ومنهــا أفــام الصــور املتحركــة والناطقــة‪ ،‬والربامــج‬
‫التعليميــة بالتلفــاز والــدروس املعــدّ ة باســتخدام احلاســوب‪.‬‬
‫اختي�ار الوسائل التعليمية‪:‬‬
‫لقــد وضــع أصحــاب املناهــج عــد ًدا مــن املعايــر الختيــار الوســائل‬
‫التعليميــة تتمثــل يف املالءمــة ودرجــة الصعوبــة والتكلفــة والتوفــر والقيمــة‬
‫التقنيــة هلــذه الوســائل(‪ ،)2‬وهــذه املعايــر الختيــار الوســائل التعليميــة حتتــاج‬
‫إىل جمموعــة مــن الــروط التــي تتحقــق انطال ًقــا مــن حلظــة اإلدمــاج ونمــط‬
‫االســتعامل‪ ،‬مــن خــال الوظيفــة التــي ســتؤدهيا الوســائل يف ســياق األهــداف‬
‫املخصصــة للحصــة‪ ،‬وهلــذا فــإن االختيــار ال يتــم وفــق اإلمكانــات املتوفــرة‬
‫فقــط‪ ،‬وإنــا يراعــى يف االختيــار األهــداف املحــددة مــن قبــل‪ ،‬وطبيعــة ونوعيــة‬
‫املضمــون ومســتوى املتعلمــن اإلدراكــي‪ ،‬مــن أجــل حتقيــق التواصــل املنشــود‬
‫عــى هــذا األســاس‪ ،‬ويمكــن القــول بــأن اختيــار الوســائل التعليميــة بشـ ٍ‬
‫ـكل‬
‫ـي يكمــن يف عنــارص خمتلفة منهــا‪ :‬التشــويق واإلثــارة واإلخبــار والتوضيح‬ ‫إجرائـ ٍّ‬
‫واملالحظــة والتأكــد والتجريــب واالســتدالل واالســتنتاج والتقويــم ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا (الطــرق ـ األســاليب ـ الوســائل) د‪.‬عمــر‬
‫الصديــق عبــد اهلل‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬الوســائل التعليميــة‪ ،‬إبراهيــم مطــاع‪ ،‬طبــع مكتبــة النهضــة املرصيــة‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫(‪1979‬م)‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫((( ينظر‪ :‬السابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪94‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫قواعد استخدام الوسائل التعليمية‪:‬‬


‫هنــاك جمموعــة مــن القواعــد العامــة جيــدر باملعلمــن مراعاهتــا عنــد‬
‫اســتعامل الوســائل التعليميــة‪ ،‬منهــا‪:‬‬
‫واضحــا يف ذهــن املعلــم‪ ،‬وأن يعــرف‬
‫ً‬ ‫ ‪‬حتديــد اهلــدف‪ :‬بحيــث يكــون اهلــدف‬
‫الــدور الــذي ســتؤديه الوســيلة يف العمليــة التعليميــة؛ فقــد تســتعمل‬
‫ٍ‬
‫مــادة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫هــدف ويف أكثــر مــن‬ ‫الوســيلة الوحيــدة ألكثــر مــن‬
‫ ‪‬جتربــة الوســيلة واختيارهــا‪ :‬لكــي تكــون فــرص اختبــار املــدرس للوســائل‬
‫التعليميــة كبــرة البــد مــن أن يتعــرف عــى مــا هيمــه مــن الوســائل املتوفــرة‪،‬‬
‫والتــي جيــب التفكــر فيهــا مــن قبــل‪ ،‬ولكــي حيكــم املــدرس حكـ ًـا دقي ًقــا‬
‫عــى صالحيــة الوســيلة وفعاليتهــا‪ ،‬البــد مــن قيامــه بدراســتها وجتربتهــا‬
‫قبــل اســتعامهلا يف الــدرس‪.‬‬
‫ ‪‬االســتعداد الســتعامل الوســيلة‪ ،‬وهــذا ال يقــل أمهيــة عــن اســتعامهلا الفعــي‪،‬‬
‫بــل أنــه قــد ييــر عمليــة االســتعامل‪ ،‬وهــذا االســتعداد خيتلــف مــن وسـ ٍ‬
‫ـيلة‬
‫�ة إىل أخـ�رى‪.‬‬‫�ة تعليميـ ٍ‬
‫إىل أخـ�رى‪ ،‬ومـ�ن مرحلـ ٍ‬

‫ ‪‬اســتعامل الوســيلة يف املوعــد املناســب‪ ،‬أي عندمــا يتهيــأ املتعلمــون بتقبلهــا‪،‬‬


‫بحيــث تتــاءم مــع باقــي خطــوات الــدرس‪.‬‬
‫ ‪‬اســتعامل الوســيلة يف املــكان املناســب‪ ،‬حيــث يرتبــط اســتعامل الوســيلة يف‬
‫اللحظــة الســيكولوجية باســتعامهلا يف املــكان املناســب‪.‬‬
‫ ‪ ‬ال ينتهــي اســتعامل الوســيلة بانتهــاء عرضهــا‪ ،‬إنــا يلــزم التأكــد من اســتفادة‬
‫ـة وربطهــم‪ ،‬مــن خالهلــا‪ ،‬بــا ســبق‬ ‫املتعلمــن منهــا وفهمهــم حمتوياهتــا بدقـ ٍ‬
‫عرضـ�ه يف الـ�درس مـ�ن خـبرات وحسـ�ن االسـ�تنتاج واسـ�تقامة التفكـير‪.‬‬
‫ـد مــن الوســائل بكثــرة واســتمرار‪،‬‬ ‫ ‪ ‬أن يتحاشــى املعلــم اســتعامل نــو ٍع واحـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫بعدد‬ ‫حتــى ال يدعــو لســأم املتعلمــن ونفورهم‪ ،‬وأال حيشــو الــدرس الواحــد‬
‫ـر مــن الوســائل‪ ،‬ممــا ال يتحملــه وقــت الــدرس وأذهــان املتعلمــن ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫كبـ ٍ‬

‫اخلاتمة‬
‫ـورا شـ ً‬
‫ـامل ومر َّكـ ًـزا لعمليــة تعليــم اللغــة‬ ‫حاولــت الدراســة أن تقــدِّ م تصـ ً‬

‫((( يراجــع يف هــذا‪ :‬املبــادئ األساســية يف طــرق التدريــس العامــة‪ ،‬حممــد حســن آل ياســن‪،‬‬
‫دار القلــم‪ ،‬مكتبــة النهضــة‪ ،‬بغــداد‪ ،‬ط‪1974( ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪95‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬منطلقــة مــن بيــان اخلصائــص والســات التــي ال‬
‫ـم هبــا لغـ ٌة أخــرى‪ ،‬وقــد مت ّثــل تلــك اخلصائــص داع ًيــا أقــوى ملحاولــة اكتنــاه‬
‫تلـ ُّ‬
‫املعوقــات التــي‬
‫أرسار ذلــك ثــم حتديــد األهــداف والغايــات ثــم البحــث حــول ِّ‬
‫قــد حتــول دون حتقيــق تلــك الغايــات‪ ،‬وتنتهــي إىل كيفيــة تــايف املشــكالت‬
‫مناســبة تتخذهــا العمليــة التعليميــة للنهــوض‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وطــرق‬ ‫ٍ‬
‫حلــول‬ ‫والوصــول إىل‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بالراغبــن يف تعليــم لغــة أخــرى‪ ،‬يفيــدون منــه يف جمــاالت حياتيــة خمتلفــة مــا‬
‫وضحتــه الدراســة‬ ‫ٍ‬
‫وأكاديميــة وغريهــا ممــا ّ‬ ‫ٍ‬
‫وجتاريــة‬ ‫ٍ‬
‫ودبلوماســية‬ ‫ٍ‬
‫بــن دينيــة‬
‫هد ًفــا لالهتــام باللغــة العربيــة مــن قبــل الناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫منطقــي يف بنــاء‬ ‫ٍ‬
‫برتتيــب‬ ‫ٍ‬
‫وبعبــارة أخــرى عنيــت الدراســة يف منهجهــا‬
‫ٍّ‬
‫هيكلهــا منطلقــة مــن حتديــد أهــداف التعلــم‪ ،‬واإلبانــة عــن الفوائــد التــي تعــود‬
‫عــى متعلمهــا‪ ،‬منطلقــة مــن القيــم واخلصائــص التــي تتمتــع هبــا اللغــة العربيــة‬
‫ممــا ال يــكاد يوجــد يف غريهــا مــن اللغــات فحاولــت أن مت ّيــز بعــض اجلوانــب‬
‫املهمــة لتلــك اخلصائــص وأن تــرز فضيل ـ َة تعلمهــا‪.‬‬
‫وعــى أثــر ذلــك كان لزا ًمــا أن تتعقــب الدراســة املشــكالت التــي تعيــق‬
‫العمليــة التعليميــة فبحثــت يف جوانــب أربــع عــى املســتوى الــذايت والشــخيص‬
‫واضحــا لتالفيهــا‬
‫ً‬ ‫تصــورا‬
‫ً‬ ‫واملنهجــي والبيئــي‪ ،‬ويف إطــاره حاولــت أن تقــدّ م‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومــن ثــم إنجــاح العمليــة التعليميــة‪ ،‬ثــم تــا ذلــك مبحــث ثالــث اعتنــى‬
‫بالطــرق واملهــارات والوســائل‪.‬‬
‫هــذا التنــوع يرمــي إىل تكامــل جوانــب العمليــة التعليميــة مــن الطــرق‬
‫التــي يســلكها الــدراس ودرجــة تالؤمهــا ملتعلــم دون ســواه‪ ،‬وفــق القــدرات‬
‫ٍِ‬
‫دارس واملهــارات التــي ينبغــي أن يتمتــع هبــا ثــم‬ ‫الذهنيــة والبيئيــة املحيطــة بــكل‬
‫الوســائل املعينــة عــى ذلــك‪.‬‬
‫وخالصــة األمــر‪ :‬أن العمليــة التعليميــة ال ختضــع للتأطــر أو التحديــد يف‬
‫دائــرة بعينهــا‪ ،‬نظـ ًـرا لالختــاف البيئــي زما ًنــا ومكا ًنــا‪ ،‬وتفــاوت قــدرات املتعلــم‬
‫ذهنًــا أو مهــارة ومــا إىل ذلــك ممــا يفــرض هــذا التنــوع املشــار إليــه وإنــا ينبغــي‬
‫ـهل مســلكُه ومــن‬ ‫أن يتخــر املتعلــم مــن املناهــج مــا يالئمــه ومــن الطــرق مــا َي ْسـ ُ‬
‫الوســائل مــا يعينــه‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫املصادر واملراجع‬
‫‪١.١‬االجتاهــات احلديثــة يف تعليــم القــراءة وتنميــة ميوهلــا‪ ،‬فايــزة الســيد‬
‫حممــد‪ ،‬إيــراك للنــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪2003( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٢.٢‬أدب الكتابــة وفنوهنــا‪ ،‬د‪ .‬ســعيد حممــد خالــد‪ ،‬اجلنادريــة للنــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪.‬‬
‫ٍ‬
‫‪٣.٣‬أساســيات تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات أخــرى‪ ،‬د‪ .‬عبــد‬
‫العزيــز العصيــي‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬مكــة املكرمــة (‪1422‬هـــ)‪.‬‬
‫‪٤.٤‬أســاليب تدريــس اللغــة العربيــة بــن املهــارة والصعوبــة‪ ،‬فهــد خليــل‬
‫زايــد‪ ،‬دار البــازوري العلميــة‪2006( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٥.٥‬أســاليب تدريــس مهــارات اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬عبــد الفتــاح حســن‬
‫البجــة‪ ،‬دار الكتــاب اجلامعــي‪ ،‬العــن‪2005( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٦.٦‬أســاليب وطــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬فــؤاد حســن أبــو اهليجــاء‪ ،‬دار‬
‫املناهــج للنــر‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪1423( ،2‬ه‪2002/‬م)‪.‬‬
‫‪٧.٧‬أســس إعــداد الكتــب التعليميــة لغــر الناطقــن بالعرب ّيــة‪ ،‬د‪ .‬نــارص‬
‫عبــد اهلل الغــايل‪ ،‬طبــع دار الغــايل‪ ،‬الريــاض‪1991( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٨.٨‬أضــواء عــى الدراســات اللغويــة املعــارصة‪ ،‬نايــف خرمــا‪ ،‬الكويــت‪،‬‬
‫(‪1978‬م)‪.‬‬
‫‪٩.٩‬إعجــاز القــرآن‪ ،‬أليب بكــر الباقــاين‪ ،‬حتقيــق‪ :‬الســيد أمحــد صقــر‪ ،‬دار‬
‫املعــارف‪ ،‬مــر‪ ،‬ط‪1997( ،5‬م)‪.‬‬
‫‪١٠١٠‬إعــداد الطفــل العــريب للقــراءة والكتابــة‪ ،‬هــدى حممــود الناشــف‪ ،‬دار‬
‫الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪،‬ط‪2000( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪١١١١‬إكســاب وتنميــة اللغــة‪ ،‬خالــد الــزووادي‪ ،‬مؤسســة حــورس الدوليــة‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪2005( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪١٢١٢‬بحــث تعليــم العرب ّيــة للناطقــن بغريهــا‪ُ :‬مشــكالت وحلــول‪ ،‬اجلامعــة‬
‫نموذجــا‪ ،‬د‪.‬خالــد أبــو عمشــة‪ ،‬ود‪ .‬عــوين الفاعــوري‪ ،‬منشــور يف جملــة‬
‫ً‬ ‫األردنيــة‬
‫دراســات اجلامعــة األردنيــة‪ ،‬العلــوم اإلنســانية واالجتامعيــة‪ ،‬املجلــد(‪،)32‬‬
‫العــدد(‪ ،)3‬ســنة (‪2005‬م)‪.‬‬
‫‪١٣١٣‬بحوث لغوية‪ ،‬ألمحد مطلوب‪ ،‬طبع دار الفكر‪ ،‬عامن (‪1987‬م)‪.‬‬
‫‪١٤١٤‬الربامــج التعليميــة للغــة العربيــة‪ ،‬أســاليبها وطــرق تدريســها‪،‬‬
‫أمحــد احلســن سمســاعة‪ ،‬نــر اجلامعــة اإلســامية العامليــة املاليزيــة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(‪1422‬هـــ‪2002/‬م)‪.‬‬
‫‪١٥١٥‬البيــان والتبيــن‪ ،‬للجاحــظ‪ ،‬حتقيــق‪ :‬عبــد الســام هــارون‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫مكتبــة اخلانجــي‪1985( ،‬م)‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪١٦١٦‬تأثــر اللغــة يف النمــو االقتصــادي واالجتامعــي يف الــدول العربيــة‪ ،‬د‪.‬‬


‫حممــد مرايــايت‪ ،‬بحــث منشــور يف صحيفــة اللغــة العربيــة‪ ،‬صاحبــة اجلاللــة‪،‬‬
‫ديب‪ -‬اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬أبريــل (‪2018‬م)‪.‬‬
‫‪١٧١٧‬تأويــل مشــكل القــرآن‪ ،‬البــن قتيبــة‪ ،‬حتقيــق‪ :‬الســيد أمحــد صقــر‪ ،‬طبــع‬
‫دار الــراث‪ ،‬القاهــرة ط ‪1973( ،2‬م)‪.‬‬
‫‪١٨١٨‬التدريــس العــام وتدريــس اللغــة العربيــة‪ ،،‬ســعد حممــد مبــارك‬
‫الرشــدي‪ ،‬وســمري يونــس أمحــد صالــح‪ ،‬مكتبــة الفــاح‪ ،‬الكويــت‪ ،‬ط‪(،1‬‬
‫‪1419‬هـــ‪1999/‬م)‪.‬‬
‫‪١٩١٩‬تدريــس اللغــة العربيــة يف ضــوء الكفايــات األدائيــة‪ ،‬حمســن عــي ‬
‫عطيــة‪ ،‬دار املناهــج للنــر‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪ ،‬ط‪1427( ،1‬هـــ‪2007/‬م)‪.‬‬
‫‪٢٠٢٠‬التطــور النحــوي للغــة العربيــة‪ ،‬لربجشــرارس‪،‬حمارضات ألقاهــا يف‬
‫اجلامعــة املرصيــة عــام( ‪1929‬م)‪ ،‬تعليــق وحتقيــق‪ :‬د‪ .‬رمضــان عبــد التــواب‪،‬‬
‫طبــع مكتبــة اخلانجــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪1414( ،‬ه ‪1994/‬م)‪.‬‬
‫‪٢١٢١‬تعلــم اللغــات احليــة وتعليمهــا بــن النظريــة والتطبيــق‪ ،‬صــاح عبــد‬
‫املجيــد العــريب‪ ،‬طبــع مكتبــة لبنــان‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪1981( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٢٢٢٢‬تعليــم القــراءة‪ ،‬حممــد عبــد الرحيــم عــدس‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪،‬‬
‫ط‪1418(1‬هـ‪1998/‬م)‪.‬‬
‫‪٢٣٢٣‬تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬النظريــة والتطبيــق‪ ،‬د‪ .‬عــي ‬
‫مدكــور‪ ،‬طبــع دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ 1427 ( ،1‬هـــ‪2006/‬م)‪.‬‬
‫‪٢٤٢٤‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا (الطــرق ـ األســاليب ـ‬
‫الوســائل)‪ ،‬د‪.‬عمــر الصديــق عبــد اهلل‪ ،‬طبــع الــدار العامليــة للنــر والتوزيــع‪،‬‬
‫اجليــزة‪2008( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٢٥٢٥‬تنميــة مهــارات االســتيعاب لــدى طلبــة اللغــة العربيــة الناطقــن ‬
‫بغريها‪ ،‬بشــر راشــد الزعــي‪ ،‬دار البدايــة‪ ،‬دار املســتقبل‪ ،‬عــان‪ ،‬ط‪2009( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٢٦٢٦‬احليــاة مــع لغتــن‪ ،‬الثنائيــة اللغوية‪،‬حممــد عــي اخلــويل‪ ،‬جامعــة امللــك‬
‫ســعود‪ ،‬الريــاض‪1994( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٢٧٢٧‬اخلصائــص‪ ،‬ابــن جنــي‪ ،‬حتقيــق‪ :‬حممــد عــي النجــار‪ ،‬طبــع اهليئــة‬
‫املرصيــة العامــة للكتــاب‪1986( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٢٨٢٨‬خصائــص العربيــة وطــرق تدريســها‪ ،‬نايــف معــروف‪ ،‬طبــع دار‬
‫النفائــس‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪2007( ،6‬م)‪.‬‬
‫‪٢٩٢٩‬خطــة مقرتحــة لتأليــف كتــاب أســايس لتعليــم العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬وقائــع نــدوات تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬حممــود كامــل الناقــة‪،‬‬
‫مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول اخلليــج‪.‬‬
‫‪٣٠٣٠‬دراســة يف طرائــق تعليــم اللغــات األجنبيــة‪ ،‬حممــود إســاعيل صينــي‪،‬‬

‫‪98‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫وقائــع نــدوة تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا مكتــب الرتبيــة لــدول‬
‫اخلليــج‪ ،‬الريــاض (‪1985‬م)‪.‬‬
‫‪٣١٣١‬دروس الــدورات التدريبيــة ملعلمــي اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‬
‫(اجلانــب النظــري)‪ ،‬مجعهــا د‪.‬عبــد الرمحــن بــن إبراهيــم الفــوزان وآخــرون‪،‬‬
‫(‪1428‬ه)‪.‬‬
‫‪٣٢٣٢‬ســيكولوجية اللغــة واملــرض العقــي‪ ،‬د‪.‬مجعــة ســيد يوســف‪ ،‬طبــع‬
‫سلســلة عــامل املعرفــة‪1990(،‬م)‪.‬‬
‫‪٣٣٣٣‬ســيكولوجية الوســائل التعليميــة ووســائل تدريــس اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫عبــد املجيــد ســيد أمحــد منصــور‪ ،‬طبــع دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪٣٤٣٤‬شــؤون لغويــة‪ ،‬حممــود أمحــد الســيد‪ ،‬طبــع دار الفكــر املعــارص‪،‬‬
‫بــروت‪ -‬لبنــان‪ ،‬ودار الفكــر‪ ،‬دمشــق‪ -‬ســوريا‪ ،‬ط‪1409( ،1‬ه‪1989/‬م)‪.‬‬
‫‪٣٥٣٥‬الصاحبــي يف فقــه اللغــة العربيــة ومســائلها وســنن العــرب يف كالمهــا‪،‬‬
‫أليب احلســن أمحــد بــن فــارس‪ ،‬حتقيــق‪ :‬الســيد أمحــد صقــر‪ ،‬عيســى البــايب‬
‫احللبــي‪ ،‬القاهــرة‪1977( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٣٦٣٦‬طرائــق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬زكريــا إســاعيل أبــو الضبعــات‪ ،‬دار‬
‫الفكــر‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪1427( ،1‬هـــ‪2007/‬م)‪.‬‬
‫‪٣٧٣٧‬طــرق التدريــس اخلاصــة باللغــة العربيــة والرتبيــة اإلســامية‪ ،‬فخــر‬
‫الديــن عامــر‪ ،‬عــامل الكتــب‪ ،‬مرص‪-‬القاهــرة‪ ،‬ط‪1420( ،2‬هـــ‪2000/‬م)‪.‬‬
‫‪٣٨٣٨‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة (النحو‪-‬البالغة‪-‬النصوص‪-‬القــراءة‪-‬‬
‫التعبــر)‪ ،‬جمــدي إبراهيــم حممــد‪ ،‬دار الوفــاء لدنيــا الطباعــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(‪2011‬م)‪.‬‬
‫‪٣٩٣٩‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬زكريــا إســاعيل دار املعرفــة اجلامعيــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،‬ط‪2005( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٤٠٤٠‬طــرق تعليــم القــراءة والكتابــة للمبتدئــن ومهــارات التعلــم‪ ،‬غافــل‬
‫مصطفــى‪ ،‬دار أســامة للنــر‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪2005( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٤١٤١‬العربيــة‪ ،‬ليوهــان فــك‪ ،‬دراســات يف اللغــة واللهجــات واألســاليب‪،‬‬
‫ترمجــة‪ :‬عبــد احلليــم النجــار‪ ،‬القاهــرة‪1951( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٤٢٤٢‬علــم النفــس يف القــرن العرشيــن‪ ،‬د‪.‬بــدر الديــن عامــود‪ ،‬من منشــورات‬
‫احتــاد الكتاب العرب‪،‬دمشــق‪2001( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٤٣٤٣‬عمليــات الكتابــة الوظيفيــة وتطبيقاهتــا‪ -‬تعليمهــا وتقويمهــا‪ ،-‬تأليــف‪:‬‬
‫حممــد رجــب فضــل اهلل‪ ،‬طبع عــامل الكتــب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪1423 ( ،1‬ه‪2002/‬م)‪.‬‬
‫‪٤٤٤٤‬فقــه اللغــة‪ ،‬د‪ .‬عــي عبــد الواحــد وايف‪ ،‬طبــع دار هنضــة مــر‪،‬‬
‫( ‪1997‬م)‪.‬‬
‫‪٤٥٤٥‬فقــه اللغــة وخصائــص العربيــة‪ ،‬ملحمــد املبــارك‪ ،‬طبــع دار الفكــر‪،‬‬

‫‪99‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫بــروت‪ ،‬ط ‪1995( ،6‬م)‪.‬‬


‫‪٤٦٤٦‬فــن التدريــس للرتبيــة اللغويــة‪ ،‬حممــد صالــح ســمك‪ ،‬دار الفكــر‬
‫العــريب‪ ،‬مرص‪-‬القاهــرة‪1418( ،‬هـــ‪1998/‬م)‪.‬‬
‫‪٤٧٤٧‬فنيــات تعليــم القــراءة يف ضــوء األدوار اجلديــدة للمعلــم واملتعلــم‪،‬‬
‫حممــد عبيــد الظنجــاين‪ ،‬دار عــامل الكتــب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪2011( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٤٨٤٨‬الــكايف يف أســاليب تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬حمســن عــي عطيــة‪ ،‬دار‬
‫الــروق للنــر والتوزيــع‪ ،‬ط‪2006( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٤٩٤٩‬الكتابــة العربيــة أســس ومهــارات‪ ،‬عصــام الديــن أو زالل‪ ،‬دار الوفــاء‬
‫لدنيــا الطباعــة والنــر‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪2011( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٥٠٥٠‬كيــف نعلــم العربيــة لغــة ح ّية‪،‬حممــد صالــح بــن عمر‪ ،‬سلســلة لســانيات‬
‫عربيــة‪ ،‬معهــد بورقيبــة للغــات احليــة‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫‪٥١٥١‬اللســانيات التطبيقيــة وتعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪،‬‬
‫تأليــف‪ :‬وليــد العنــايت‪ ،‬طبــع دار اجلوهــرة‪ ،‬عــان (‪2003‬م)‪.‬‬
‫‪٥٢٥٢‬اللغــة الشــاعرة‪ ،‬مزايــا الفــن والتعبــر يف اللغــة العربيــة‪ ،‬ملحمــود عباس‬
‫العقــاد‪ ،‬طبــع مكتبة غريــب القاهــرة‪1988( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٥٣٥٣‬اللغــة العربيــة مناهجهــا وطرائــق تدريســها‪ ،‬طــه عــي حســن الديلمي‪،‬‬
‫وســعاد عبــد الكريــم عبــاس الوائــي‪ ،‬طبــع دار الــروق‪ ،‬رام اهلل‪ ،‬املنــارة‪ ،‬ط‪(،1‬‬
‫‪2005‬م)‪.‬‬
‫‪٥٤٥٤‬اللغــة العربيــة واحلاســوب‪ ،‬دارســة بحثيــة لنبيــل عــي‪ ،‬جملــة‬
‫تعريب‪،‬املركــز العــريب للتعريــب والرتمجــة والتأليــف والنــر‪ ،‬دمشــق‪،‬‬
‫( ‪1988‬م)‪.‬‬
‫‪٥٥٥٥‬اللغــة العربيــة وتدريســها لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬نحــو منهــج إلعــداد‬
‫مــدرس اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬حممــد ممــدوح بــدران‪ ،‬من منشــورات‬
‫املنظمــة العربيــة للرتبيــة والثقافــة والعلــوم‪ ،‬تونــس (‪1992‬م)‪.‬‬
‫‪٥٦٥٦‬اللغــة واالقتصــاد‪ ،‬فلوريــان كوملــاس‪ ،‬ترمجــة‪ :‬د‪ .‬أمحــد عــوض‪،‬‬
‫مراجعــة‪ :‬عبــد الســام رضــوان‪ ،‬سلســلة عــامل املعرفــة‪ ،‬العــدد (‪.)263‬‬
‫‪٥٧٥٧‬املبــادئ األساســية يف طــرق التدريــس العامــة‪ ،‬حممــد حســن آل ياســن‪،‬‬
‫دار القلــم‪ ،‬مكتبــة النهضــة‪ ،‬بغــداد‪ ،‬ط‪1974( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٥٨٥٨‬مبــادئ تعلــم وتعليــم اللغــة‪ ،‬دوجــاس بــراون‪ ،‬ترمجــة‪ :‬إبراهيــم بــن‬
‫محــد القعيــد‪ ،‬طبــع مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول اخلليــج‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫(‪1994‬م)‪.‬‬
‫‪٥٩٥٩‬املخصــص‪ ،‬البــن ســيده‪ ،‬حتقيــق‪ :‬عــي عثــان‪ ،‬طبــع دار الفكــر‪،‬‬
‫بــروت (‪1978‬م)‪.‬‬
‫‪٦٠٦٠‬املرجــع يف تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬إبراهيــم حممــد عطــا‪ ،‬مركــز الكتاب‪،‬‬

‫‪100‬‬
‫تعليم العربية ‪ :‬محمد العميريني‬

‫مرص‪ ،‬ط‪2005( ،1‬م)‪.‬‬


‫‪٦١٦١‬املرشــد يف تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬د‪ .‬حممــد شــحادة زقــوت‪ ،‬طبــع‬
‫مكتبــة األمــل للطباعــة والنــر‪ ،‬غــزة‪ ،‬ط ‪1999( ،2‬م)‪.‬‬
‫‪٦٢٦٢‬مشــكالت التواصــل اللغــوي‪ ،‬د‪ .‬ميســاء أمحــد أبــو شــنب‪ ،‬ود‪.‬فــرات‬
‫كاظــم العتيبــي‪ ،‬مركــز الكتــاب األكاديمــي‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪ ،‬ط‪2015( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٦٣٦٣‬املشــكالت الصوتيــة يف تعلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريها‪،‬جامعــة‬
‫أنموذجــا‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬دكــوري ماســري (عضــو هيئــة التدريــس يف‬ ‫ً‬ ‫املدينــة العامليــة‬
‫كليــة اللغــات ـ ماليزيــا)‪.‬‬
‫‪٦٤٦٤‬مشــكالت اللغــة العربيــة املعــارصة‪ ،‬جمــد حممــد الباكــر‪ ،‬طبــع مكتبــة‬
‫الرســالة احلديثــة عــان ـ األردن (‪1989‬م)‪.‬‬
‫‪٦٥٦٥‬مشــكلة تعليــم اللغــة العربيــة لغــر العــرب‪ ،‬عــي احلديــدي‪ ،‬دار‬
‫الكتــاب العــريب‪ ،‬القاهــرة (‪1966‬م)‪.‬‬
‫‪٦٦٦٦‬مقــال (األســلوب التواصــي يف تدريــس اللغــات)‪ ،‬د‪ .‬حممــود عطيــة‬
‫فرحــان‪ ،‬أســتاذ اللغــة والرتمجــة‪ ،‬جامعــة بغــداد‪ ،‬كليــة الرتبيــة ابــن رشــد للعلــوم‬
‫اإلنســانية‪ ،‬قســم اللغــة اإلنجليزيــة‪ ،‬منشــور عىل املوقــع اإللكــروين (دنيــا الوطن)‬
‫‪٦٧٦٧‬مقتضيــات الكفــاءة يف تعليــم العربيــة كلغــة إضافيــة‪ ،‬د‪ .‬الســعيد‬
‫حممــد بــدوي‪ ،‬منشــورات املنظمــة العربيــة للرتبيــة والثقافــة والعلــوم‪ ،‬تونــس‪،‬‬
‫(‪1992‬م)‪.‬‬
‫‪٦٨٦٨‬مقدمــة ابــن خلــدون‪ ،‬عبــد الرمحــن بــن خلــدون‪ ،‬طبــع املكتبــة‬
‫العرصيــة‪ ،‬بــروت – لبنــان‪.‬‬
‫‪٦٩٦٩‬مقدمــة يف علــم اللغــة التطبيقــي‪ ،‬أنــور نقشــبندي‪ ،‬وحممــد خــر‬
‫عريــف‪ ،‬طبــع دار خــر للطباعــة والنــر والتوزيــع‪ ،‬جــدة ط‪1992( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٧٠٧٠‬ملــف إنجــاز متدربــة اللغــة العربيــة ـ مدرســة املأمونيــة اإلعداديــة‬
‫للبنــات‪ ،‬إعــداد‪ :‬نــور املدهــون‪( ،‬امللــف اإللكــروين )‪ ،‬كليــة الرتبيــة باجلامعــة‬
‫اإلســامية‪ ،‬بغــزة‪2015( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٧١٧١‬املناهــج وتعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬صــاح عبــد العزيــز النصــار‪ ،‬طبــع‬
‫جامعــة امللــك ســعود‪ 2009 ( ،‬م )‪.‬‬
‫‪٧٢٧٢‬مهــارات االتصــال اللغــوي وتعليمهــا‪ ،‬حمســن عــي عطيــة‪ ،‬دار املناهج‪،‬‬
‫األردن‪-‬عامن‪ ،‬ط‪2008( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٧٣٧٣‬مهــارات االســتامع النشــط‪ ،‬ماهــر شــعبان عبــد البــاري‪ ،‬دار املســرة‪،‬‬
‫عــان‪ -‬األردن‪ ،‬ط‪2011( ،1‬م)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪٧٤٧٤‬مهــارات الرســم الكتــايب‪ ،‬وقواعدهــا والضعــف فيهــا‪ ،‬األســباب‬
‫واملعاجلــة‪ ،‬حمســن عــي عطيــة‪ ،‬دار املناهــج للنــر‪ ،‬األردن‪-‬عــان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(‪1428‬هـــ‪2008/‬م)‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪٧٥٧٥‬مهــارات القــراءة الرسيعــة‪ ،‬إيفلينــي ودد‪ ،‬ترمجــة‪ :‬هنــد رشــدي‪ ،‬نــر‬


‫دار كنــوز‪ ،‬القاهــرة‪2012( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٧٦٧٦‬مهــارات القــراءة‪ ،‬حســني عبــد البــاري عــر‪ ،‬طبــع املكتــب العــريب‬
‫احلديــث للطباعــة والنــر‪ ،‬مــر‪.‬‬
‫‪٧٧٧٧‬مهارات اللغة العربية د‪ .‬عبداهلل عيل مصطفى‪ ،‬دار آرام‪ ،‬عامن‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪٧٨٧٨‬املهــارات اللغويــة‪ ،‬مســتوياهتا ‪-‬تدريســها‪-‬صعوباهتا‪ ،‬د‪.‬رشــدي أمحــد‬
‫طعيمــة‪ ،‬طبــع دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪2004/1425( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٧٩٧٩‬املهــارات اللغويــة ودورهــا يف التواصــل اللغــوي‪ ،‬رافــد صبــاح‬
‫التميمــي‪ ،‬وبــال إبراهيــم يعقــوب‪ ،‬بغــداد‪1436( ،‬هـــ‪2015/‬م)‪.‬‬
‫‪٨٠٨٠‬املوجــز يف طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬أمحــد الســيد‪ ،‬طبــع دار‬
‫العــودة‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪1980( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٨١٨١‬موســوعة علــم النفــس احلديــث‪ ،‬حممــد عبــد الرمحــن العيســوي‪ ،‬طبــع‬
‫دار الراتــب اجلامعيــة‪ ،‬لبنــان‪ ،‬ط‪2002( ،1‬م)‪.‬‬
‫‪٨٢٨٢‬املوقـ�ع الرسـ�مي لشـ�بكة األلوكـ�ة �‪http://www.alukah.net/literature_lan‬‬
‫‪./guage‬‬
‫‪٨٣٨٣‬النحــو العــريب والــدرس احلديــث‪ ،‬د‪ .‬عبــده الراجحــي‪ ،‬طبــع دار‬
‫النهضــة العربيــة‪ ،‬بــروت‪ -‬لبنــان‪ ،‬ط‪1406 ( ،6‬هـــ ‪1986/‬م)‪.‬‬
‫‪٨٤٨٤‬النظريــة اللســانية عنــد ابــن حــزم األندلــي قــراءة نقديــة يف مرجعيــات‬
‫اللســان اخلطــايب وأبعــاده املعرفيــة‪ ،‬د‪ .‬نعــان بوقــرة‪ ،‬منشــورات احتــاد الكتــاب‬
‫العــريب‪ ،‬دمشــق‪2004( ،‬م)‪.‬‬
‫‪٨٥٨٥‬الوســائل التعليميــة‪ ،‬إبراهيــم مطــاع‪ ،‬طبــع مكتبــة النهضــة املرصيــة‪،‬‬
‫القاهــرة‪1979( ،‬م)‪.‬‬
‫‪8686 (Macky W. F. Language Teaching Analysis. London: Long man Group 6th‬‬
‫‪Edition .)1976‬‬
‫‪8787 http//:www.alukah.net/literature_language#/87149/0/ixzz5Gc6w4CpP‬‬
‫‪8888 www. princess Nourah bint Abdulrahman University.com‬‬

‫‪102‬‬
‫النظام الصويت بني تعلم العربي�ة‬
‫وتعقيدات اللغة األم‬

‫(((‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬ندى مرعشلي‬

‫اجلامعة اللبن�اني�ة ‪ -‬بريوت‬

‫* أســتاذ دكتــور باجلامعــة اللبنانيــة هلــا االهتاممــات‪ :‬بالعلــوم الصوتيــة‪ ،‬واألســلوبية‪،‬‬


‫والتداوليــة‪ ،‬واملوضوعاتيــة‪ ،‬ونظريــات حتليــل اخلطــاب‪ ،‬وعلــم حتقيــق املخطوطــات‪ .‬كــا هلــا‬
‫اهتاممــات بعلــوم القــرآن‪ ،‬والقــراءات العــر‪ ،‬واملســابقات اخلطابيــة واإلمالئيــة‪.‬‬
‫اإلنجــازات‪ :‬هلــا مؤلفــات يف علــوم التجويــد‪ ،‬وتفســر املقدمــة اجلزريــة‪ ،‬ورشح الصوتيــات‬
‫احلديثــة‪ ،‬والنظريــات األســلوبية‪ ،‬والتداوليــة‪ ،‬واملوضوعاتيــة‪ ،‬وقضايــا النســخ والتحقيــق‪.‬‬
‫وإضافــة إىل األبحــاث املنشــورة‪ ،‬هلــا مشــاركة فعالــة يف مؤمتــرات عديــدة‪.‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫لغــة‪ ،‬طم ًعــا باملعرفــة‬ ‫حيتــاج إنســان اليــوم إىل التحــدث بأكثــر مــن‬
‫وإيام ًنــا بتوحيــد اللغــات حــول العــامل؛ لكنــه‪ ،‬وإن كان قــد اعتــاد ســاع بعــض‬
‫األصــوات‪ ،‬ال يمكنــه إدراك كُنــه حقيقتهــا وقدراهتــا الكامنــة‪ .‬فالكثــر منهــا‬
‫ـكل ال مضمو ًنــا‪ ،‬خلضوعهــا لنظــا ٍم لغــوي خــاص يعمــل يف كل لغـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫متشــابه‪ ،‬شـ ً‬
‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫عــى تثبيــت معرفــة تُســهم يف متيــز أشــكاهلا؛ هــذا األمــر يزيــد مــن املشــكالت‬
‫التــي تعــرض متعلمــي العربيــة‪ ،‬وتدفعهــم إىل إعــادة النظــر يف تقديــس بعــض‬
‫املفاهيــم حــول لغتهــم والتجــاوز عنهــا أو التواضــع للعبــور إىل اللغــة األخــرى‪.‬‬
‫إن متعلــم اللغــة العربيــة الــذي يطمــح إىل إدراك أصواهتــا ومفاهيمهــا‬
‫يت خمتلـ ٍ‬
‫ـف عــن نظــام لغتــه املعتــاد‪ ،‬وهنــا تبــدأ املشــكلة‬ ‫ســيصطدم بنظــا ٍم صــو ٍٍّ‬
‫احلقيقيــة يف تلقــي آثــار تعلــم لغتــه اجلديــدة‪ ،‬بــا فيهــا مــن «حمســنات»‬
‫و«معوقــات»‪ ،‬ففــي اللغــة العربيــة حيتــاج املتكلــم إىل معرفــة خمــارج احلــروف‬
‫وصفاهتــا التــي يمكــن أن تكــون موجــود ًة يف لغتــه األم‪ ،‬ولكــن عوامــل اإلعاقــة‬
‫للتقــدم يف هــذه اللغــة تــرز عندمــا يبــدأ املتعلــم بمقارنــة نظــام لغتــه الصــويت‬
‫بنظــام اللغــة العربيــة؛ فالنظــام الصــويت للغــة العربيــة هــو نظــام (صــويت –‬
‫إحيائــي بامتيــاز؛ فاللغــة العربيــة‪ ،‬بــا ‬
‫ٌّ‬ ‫داليل) يف معظمــه‪ ،‬إضافــ ًة إىل أنــه نظــا ٌم‬
‫متلــك مــن أســاليب (تعبرييــة – صوتيــة) و(صوتيــة – تركيبيــة)‪ ،‬إضافــة إىل‬
‫كثــرة االشــتقاقات التــي تعتمــد النظــام الــريف – الصــويت‪ ،‬تفــرض رشو ًطــا‬
‫ـات جتعـ ُـل مــن علــم األصــوات يف مقدمــة العلــوم عــى مســتوى الســاع‬ ‫واقرتاحـ ٍ‬
‫الصحيــح والنطــق الصحيــح‪.‬‬
‫فاخلطــأ الســمعي ُي َعــدُّ مــن أعظــم األخطــاء التــي يقــع فيهــا دارس اللغــة‪.‬‬
‫فكيــف يميــز دارس اللغــة العربيــة بــن احلــروف ذات املخــرج الواحــد؟ وكيــف‬
‫يمكنــه االنتقــال بمســتوى نطقــه وإدراكــه وتثبيتــه لنظامــه الصــويت يف لغتــه األم‬
‫ـب!)‪ .‬إن تصويــب األصــوات املدركــة‪ ،‬وختطــي‬ ‫ـف و(غريـ ٍ‬ ‫إىل مســتوى آخــر خمتلـ ٍ‬
‫مشــكلة االشــتباه ببعــض األصــوات يف اللغــة األم للمتعلــم‪ ،‬ومعرفــة الفــروق‬
‫بــن اللغتــن (العربيــة واألم)؛ إضافــ ًة إىل تعلــم األصــوات اجلديــدة وكيفيــة‬
‫ـح‪ ،‬مــع مراعــاة الفــروق الصوتيــة التــي ال تؤثــر يف املعنــى‪،‬‬ ‫نطقهــا بشـ ٍ‬
‫ـكل صحيـ ٍ‬
‫والفــروق الفونيميــة التــي تؤثــر يف املعنــى‪ ،‬واعتــاد التقابــات يف التطبيــق الفعيل‬
‫عــى الثنائيــات الصغــرى‪ ،‬هــو مــا سيشــكل موضــوع هــذا البحــث‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫فهرس املحتويات‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫املبحث األول‪ :‬الثنائية اللغوية ‪.Bilingual‬‬
‫املبحث الثانـي‪ :‬أمهية الرموز الصوتية الدولية‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬السمع واإلدراك (التشابه السمعي ً‬
‫شكل)‪.‬‬
‫املبحــث الرابـــع‪ :‬النظــام الصــويت ســبب التشــابه الصــويت – التقابــات‪-‬‬
‫التطبيــق الفعــي‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬التشتت الصويت ورشذمة املعاين‪.‬‬
‫املبحث السادس‪ :‬تداخل الصفات وأثره يف تغيري املعنى‪.‬‬
‫املبحــث الســابع‪ :‬الفوقطعيــة‪ -‬الفونيــات فوق‪-‬الرتكيبيــة (النــر – الطــول‬
‫– التنغيــم – االنتقــال)‪.‬‬
‫املبحث الثامن‪ :‬التباين بني األنظمة الصوتية‪.‬‬
‫املبحث التاســع‪ :‬حاالت نمطية يف اللغة األم‪.‬‬
‫اخلامتة‬
‫فهرس املصادر واملراجع‬

‫‪105‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املبحث األول‪ :‬الثن�ائي�ة اللغوية ‪Bilingual‬‬

‫ما هي الثن�ائي�ة اللغوية؟ ‬


‫ـكالت عديــد ٌة يف خمتلــف‬
‫ٌ‬ ‫«الثنائيــة اللغويــة ظاهــر ٌة عام ـ ٌة ينجــم عنهــا مشـ‬
‫بلــدان العــامل‪ ،‬حيــث تتعايــش لغتــان أو أكثــر‪ ،‬تتكلمهــا جمموعــات مــن‬
‫الســكان»(((‪ .‬نقــول إن الفــرد ثنائــي اللغــة حــن يتقــن اللغتــن‪ ،‬يملــك كفايــة‬
‫لغويــة‪ .‬فامللكــة اللســانية((( تكــون قــد حتصلــت عنــده يف اللغتــن؛ إذ هــي عنــد‬
‫ابــن خلــدون صف ـ ٌة راســخ ٌة حتصــل عــن اســتعامل ذلــك الفعــل وتكــرره مــر ًة‬
‫بعــد أخــرى‪ ،‬حتــى ترســخ صورتــه‪ ،‬وعــى نســبة األصــل تكــون امللكــة‪ .‬هنــاك‬
‫مهــا يف تكويــن امللكــة اللغويــة‪ ،‬ومهــا‪« :‬التكــرار» وهــو‬ ‫دورا ًّ‬
‫عوامــل تــؤدي ً‬
‫ـي ذايت؛‪ ،‬فــإن ابــن خلــدون يــرى‬‫ـي مكتســب‪ ،‬و«االســتعداد» وهــو نفـ ٌ‬ ‫خارجـ ٌ‬
‫ً‬
‫وعامــا رئيســ ًّيا يف تكويــن صفــة الرســوخ يف‬ ‫عنــرا موضوع ًّيــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫يف التكــرار‬
‫النفــس‪ ،‬يولــد عالقــة خاصــة بــن اإلنســان والعمــل‪ ،‬أو بــن الصــورة والتصور‪.‬‬
‫ـد اللغــة القنــاة االتصاليــة التــي تنقــل املرســات الكالميــة‪ ،‬فبمجــرد‬ ‫تُعـ َُّ‬
‫اختيــار املتكلــم لكلمــة معينــة‪ ،‬يتحتــم عليــه اخلضــوع لقوانــن مــن االحتــاالت‬
‫حــول اختيــار الكلمــة التــي تليهــا؛ عــى ســبيل املثــال اللغــة العربيــة‪ ،‬فــا أن يقــع‬
‫ـل بعدهــا‪ ،‬ألن (الم‬ ‫االختيــار عــى ( َال – أداة التعريــف) ينتفــي احتــال ورود فعـ ٍ‬
‫التعريــف) يف اللغــة العربيــة ال يمكــن أن يــأيت بعدهــا فعــل أبــدً ا‪.‬‬
‫مستويات اللغة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ودالليــة ‪-‬‬ ‫ٍ‬
‫تركيبيــة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ونحو‪:‬يــة ‪-‬‬ ‫ٍ‬
‫رصفيــة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫مســتويات‬ ‫تتألــف اللغــة مــن‬
‫ٍ‬
‫تداوليــة‪ ،‬و ُيعــدُ املســتوى الصــويت مــن أهــم هــذه املســتويات يف الدراســات‬
‫احلديثــة‪ ،‬بالنظــر إىل ارتباطــه الوثيــق بعمليتــي (النطــق) و(الســمع)‪ .‬وتنقســم‬
‫دراس��ة األص��وات إىل نمطــن‪ :‬فيزيولوجــي وســمعي حتــت عنــوان علــم‬
‫الفونتيــكا ‪ ،(((phonetic‬وتتضمــن‪:‬‬
‫ ‪.‬أدراسة صوتي�ة تتعلق بالنطق ‪:articulation‬‬
‫ـكل مبـ ٍ‬
‫ـارش‪ ،‬كاللســان‪ ،‬واحللــق‪ ،‬والشــفتني‪،‬‬ ‫وتتعلــق بأعضــاء النطــق بشـ ٍ‬

‫((( ميشال زكريا‪ ،‬قضايا ألسنية تطبيقية‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪ ،١‬بريوت‪ ،١٩٩٣ ،‬ص ‪.٣٥‬‬
‫((( امللكــة اللســانية‪« :‬املقــدرة عــى اســتعامل اللغــة االســتعامل الصحيــح يف شــتى ظــروف التكلــم»‪.‬‬
‫املرجــع نفســه‪ ،‬امللكــة اللســانية يف مقدمــة ابــن خلــدون‪ ،‬املؤسســة اجلامعيــة للدراســات والنــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬ط‪ ،١‬بــروت‪ ،١٩٨٦ ،‬ص ‪.٢٥‬‬
‫((( ‪« :Phonetic‬علم األصوات هو دراسة أصوات اللغة املنطوقة التي تدرس يف حد ذاهتا‪ ،‬وطريقة‬
‫إنتاجها‪ ،‬حتى طريقة سامعها»‪.‬‬
‫‪Jean Cantineau, Études de Linguistique Arabe, Librairie C. Klincksiek, Paris, 1960, P.9.‬‬

‫‪106‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫واخليشــوم؛ وبالكيفيــة التــي يتــم معهــا نطــق األصــوات‪ ،‬كعمليــة إغــاق‬


‫ٍ‬
‫أصــوات‪،‬‬ ‫املزمــار((( وفتحــه التــي تتحكــم فــي علــو مــا يصــدر عنــه مــن‬
‫والرسعــة التــي تتــم هبــا هــذه العمليــة؛ «إن آليــة التذبــذب يف الوتريــن الصوتيــن ‬
‫ـورة هنائيـ ٍ‬
‫ـة»(((‪.‬‬ ‫ـكالت يعــر حلهــا بصـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫هــي يف ذاهتــا معقــدة‪ ،‬وهــي تطــرح مشـ‬
‫ُُ‬
‫ ‪.‬بدراسة صوتي�ة تتعلق بالسمع ‪:acoustic‬‬

‫وتدرس اخلصائص الفيزيائية للموجات الصوتية للمنطوقات(((‪.‬‬


‫لــكل لغــة فونيــات((( خاصــ ٌة هبــا‪ ،‬لذلــك فــإن علــم الفونولوجيــا‬
‫(((‬

‫‪ phonology‬يبحــث يف تنظيــات هــذه الفونيــات مــن ناحيــة املضمــون وليــس‬


‫الشــكل‪ ،‬أي تعمــل الفونولوجيــا عــى تصنيــف التبايــن بــن الوحــدات الصوتية‪،‬‬
‫باالعتـماد عـلى معيـ�ار املفارقـ�ة بـين الفونيـمات؛ عـلى سـ�بيل املثـ�ال‪ ،‬الصوتـين (‪)b‬‬
‫و (‪ )p‬ال يشــكالن فر ًقــا باملعنــى يف اللغــة العربيــة‪ ،‬فإذا قلــت ‪/‬ســبت‪ ]sabt[ ~ /‬أو‬
‫[‪ ]sapt‬فــا يتغــر معنــى الســبت‪ ،‬الــذي هــو يف العربيــة يــوم مــن أيــام األســبوع‪.‬‬
‫أمـ�ا يف الفرنسـ�ية فيتغـير معنـ�ى الكلمـ�ة كل ًّيـ�ا بـين ‪ /p/‬و ‪ /b/‬في ‪ poule‬و ‪boule‬؛‬
‫لذلـ�ك‪ ،‬فـ�إن ‪ /p/‬و‪ /b/‬صوتــان مميــزان يف اللغــة الفرنســية‪.‬‬
‫خــاص‪ ،‬و ُيطلــق عــى الصــوت‬ ‫ٍّ‬ ‫إ ًذا‪ ،‬األصــوات اللغويــة ذات نظــا ٍم‬
‫الواحــد منهــا مصطلــح ‪ phoneme‬أي الوحــدة الصوتيــة للغــة؛ ولكــن املشــكلة‬
‫أن الفونيــات تفــوق حــروف اهلجــاء عــد ًدا‪ ،‬ففــي اإلنجليزيــة ال يملكــون رمـ ًـزا‬
‫واحــدً ا لـــ (‪ ،)th‬فيمثلــون لــه بحــريف هجــاء مــن حــروف اللغــة‪ ،‬ويمكــن لفظــه‬
‫يف اإلنجليزيــة (ث) يف ‪ thin‬و(ذ) يف ‪then‬؛ (ث) و(ذ) صوتــان موجــودان يف‬
‫اإلنجليزيــة‪ ،‬ولكنهــا ال رمــز هلــا إال مــن خــال تركيــب هــذا الرمــز يف حــريف‬

‫((( املزمــار‪« :‬الزفــر‪ ،‬فيشــتمل عــى ارتفــاع احلجــاب احلاجــز‪ ،‬وهبــوط األضــاع‪ ،‬ونتيجة هلــذا يندفع‬
‫اهلــواء بكميــة كبــرة مــن الرئتــن‪ ،‬هــذا اهلــواء املندفــع بالزفــر هــو الــذي يســتخدم بالتصويت»‪.‬‬
‫�‪N.S. Trubetzkoy, Principles of phonology, translated by: Christiane A.M. Baltaye, Universi‬‬
‫‪.ty of California Press, California, 1969, P.50‬‬
‫‪(2)N.S. Trubetzkoy, , P.34.‬‬
‫‪(3)Ibid‬‬
‫((( الفونيــم‪ :‬هــو وحــدة صوتيــة دنيــا‪ ،‬ليــس لــه داللــة‪ ،‬إال أنــه لــه ســمة مميــزة ‪ ،distinctive‬هــذه‬
‫الوظيفــة للفونيــم فارقــة‪ ،‬تفــرق بــن معــاين املونيــات‪ ،‬مثــل‪ :‬هل‪،‬بل‪،‬ســل‪ ،‬فكلــا اســتبدلنا صــوت‬
‫بآخــر تغــر معنــى الفونيــم‪.‬‬
‫جــورج مونــان‪ ،‬معجــم اللســانيات‪ ،‬ترمجــة‪ :‬مجــال احلــري‪ ،‬املؤسســة اجلامعيــة للدراســات والنــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬بــروت‪ ،٢٠١٢ ،‬ص ‪.٣٣١‬‬
‫((( الفونولوجيــا‪« :‬عندمــا نتكلــم عــن وظيفــة الفونيــم يف اللغــة‪ ،‬والعالقــة بــن الفونيــات املختلفــة‪،‬‬
‫وعندمــا نــدرس اجلانــب التجريــدي ألصــوات اللغــة بكلــات‪ ،‬عندمــا نــدرس كل ذلــك‪ ،‬فنحــن‬
‫نــدرس موضو ًعــا مرتب ًطــا‪ ،‬ولكــن خمتل ًفــا‪ ،‬نســميه الفونولوجيــا»‪.‬‬
‫‪Peter Roach, English Phonetics and Phonology, Cambridge University Press, Second Édition,‬‬
‫‪Britain, 1991, P.43‬‬

‫‪107‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫هجــاء‪ ،‬وهــذه مشــكل ٌة صوتيــ ٌة يف اللغــة اإلنجليزيــة(((‪.‬‬


‫ـظ واحـ ٍ‬
‫ـد يف اإلنجليزيــة‪،‬‬ ‫ويمكــن أن يكــون للفونيــم الواحــد أكثــر مــن لفـ ٍ‬
‫وأيضــا (‪ )u‬فــي‬
‫نحــو‪ oil :‬و ‪ lio‬فالـــ ‪ ( )l‬تنطــق مــرة فخمــة ومــرة أخــرى رقيقــة‪ً ،‬‬
‫‪ ،cut‬فـــ (‪ )u‬يف هـ�ذا الرتكيـ�ب‪ ،‬تعطـ�ي صـ�وت ‪ ،/^/‬وهــو صــوت ُيشــبه صــوت‬
‫‪ /a/‬خلفيــة مطبقــة؛ فالصوائــت ‪ vowels‬يف اللغــة اإلنجليزيــة تقــع يف كلــات‬
‫خمتلفــة‪ ،‬نحــو‪ )a( :‬و(‪ )i‬و(‪ )e‬و(‪ ،)o‬فــإذا راقبنــا الفونيــم (‪ )a‬يف هــذه الكلــات‪ ،‬نجــد‬
‫أننــا أمــام رمــز وحيــد‪ ،‬ويعطــي أصوا ًتــا متنوعــة (‪ .)ball ،cat ،male‬لذلــك‪ ،‬فــإن‬
‫حــر اللغــة بأهنــا أداة للتعبــر عــن الفكــر هــو أمـ ٌـر بعيــدٌ عــن الواقــع‪ .‬‬
‫ُت َعــدُ اللغــة العربيــة مــن اللغــات املترصفــة((( ‪ flexional‬وهنــاك لغــات فاصلة‬
‫نحــو‪ :‬الصينيــة ‪ isolating‬ولغــات الصقــة ‪ ،agglutinative‬مثــل اللغــة الرتكيــة التــي‬
‫حتــل يف موقــع الوســط بــن تلــك اللغــات(((‪ .‬ومــن أمثلــة التــرف يف اللغــة‬
‫ـت‪ ،‬و(ين) يف أقلقنــي‪ .‬أمــا‬ ‫(ت) يف أحببـ ُ‬
‫العربيــة الضمــر (أنــا) الــذي يتغــر إىل ُ‬
‫يف الصينيــة فيقــال (أنــا أحــب أنــا كتــاب أنــا)‪ ،‬أي (أنــا أحــب كتــايب)‪ .‬وتعــدُ‬
‫الرتكيــة مــن اللغــات الالصقــة‪ ،‬فــا يتأثــر جــذر كلامهتــا‪ ،‬إذ يمكــن أن يلتصــق‬
‫ٍ‬
‫معــان جديــد ٌة إىل‬ ‫ٍ‬
‫مــرة تُضــاف‬ ‫هبــا لواحــق يف أول الكلمــة وآخرهــا‪ ،‬ويف كل‬
‫الكلمــة‪.‬‬
‫إن مــا يميــز اللغــة العربيــة إ ًذا‪ ،‬هــو التــرف‪ ،‬إذ يمكــن أن يتغــر فيهــا‬
‫اجلــذر‪ ،‬وتتغــر حركتــه‪ ،‬كــا يمكــن أن يلحــق بــه االســتفهام يف أولــه‪ ،‬أو‬
‫اإلضافــات والضامئــر يف آخــره؛ وجتــدر اإلشــارة إىل أن كل مــن هــذه اإلضافــات‬
‫ســائل‪ ،‬تســاءل‪ ،‬ســؤال‪ ،‬أســئلة‪)...‬؛ لذلــك‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫(ســأل‪،‬‬ ‫تغــر املعنــى‪ ،‬نحــو‪:‬‬
‫فــإن اللغــة العربيــة يصعــب تعلمهــا مــن قبــل أصحــاب اللغــات الالصقــة‬
‫والفاصلــة‪ ،‬كــا تعــرض متعلمــي اللغــة العربيــة بعــض الصعوبــات‪ ،‬وأمههــا‬
‫اللبــس احلاصــل يف عمليــة نطــق بعــض احلــروف التــي تتغــر فيهــا نقطــة‬
‫االرتــكاز النطقــي نتيجــة لتقــارب خمــرج حرفــن‪ ،‬ف ُيصيبهــا بعــض التغــرات‬
‫كثــر‪...‬‬
‫ٌ‬ ‫الصوتيــة‪ ،‬نحــو‪ :‬اإلدغــام‪ ،‬اإلبــدال‪ ،‬واإلمالــة‪ ،‬واحلــذف‪ ،‬وغريهــا‬
‫واملفارقــة الكــرى أن هــذه األصــوات ال تتبــدل مــن ناحيــة الكتابــة‪ ،‬بــل جيــري‬
‫عليهــا حكــم احلــذف أو التجــاوز اللفظــي‪.‬‬

‫((( ملزيـ ٍ‬
‫ـد مــن التفصيــل‪ُ ،‬انظــر‪ :‬أنيــس فرحيــة‪ ،‬نظريــات يف اللغــة‪ ،‬دار الكتــاب اللبنــاين‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫ط‪ ،١٩٨١ ،٢‬ص ‪ ،٩ ،٨‬و‪.١٠‬‬
‫((( املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.٢٩‬‬
‫((( املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫املبحث الثاين‪ :‬أهمية الرموز الصوتي�ة‪ :‬‬


‫نتيجــة للبــس احلاصــل يف نطــق بعــض األصــوات‪ ،‬جــاءت «األلفبائيــة‬
‫الصوتيــة العامليــة ‪ »l’alphabet phonétique international‬تغطيــة للقصــور احلاصــل‬
‫يف التعبــر عــن اللغــة املنطوقــة؛ ُفأنشــئت (‪ )A.P.I‬ســنة ‪ ١٨٨٦‬مــن قبــل اجلمعيــة‬
‫الصوتيــة الدوليــة ‪ l'association phonétique international‬مــن قبــل دانيــال جونــز‬
‫‪ ،D. Jones‬وهنــري ســويت ‪ ،H. Sweet‬وبــول بــايس (((‪ .Paul Passy‬هــذه األلفبائية‬
‫مســتعارة مــن األلفبائيــة اليونانيــة والالتينيــة(((‪ .‬ومــن أهــم إنجــازات هــذه‬
‫اجلمعيــة أنــه أصبــح باإلمــكان النطــق بــكل لغــات العــامل‪ ،‬مــن خــال الرمــوز‬
‫ـز ال يتغــر صوتــه وال يتبــدل‪ ،‬حتى‬ ‫منحــى نطق ًّيــا لــكل رمـ ٍ‬
‫الصوتيــة التــي تُعطــي ً‬
‫ِ‬
‫وإن كان الصــوت متأل ًفــا مــن فونيــات عــدة‪ ،‬عــى ســبيل املثــال‪« :‬اســتعامل رمــز‬
‫كتــايب واحــد ملجموعــة مــن التنوعــات الصوتيــة املتتابعــة‪ ،‬نحــو‪ :‬الصـ�وت ‪ /o/‬يف‬
‫اإلنجليزيــة‪ ،‬يف كلــات ‪/one/ ،/shot/ ،/boy/‬؛ فلــو تأملنــا هــذه األصــوات للفونيــم‬
‫‪ /o/‬لوجدنــا نطقهــا يتنــوع يف كل كلمــة‪ ،‬دون وجــود ضابــط للتفريــق بــن تلــك‬
‫التنوعــات‪ .‬إن الكتابــة الصوتيــة يمكــن أن تفــي هــذه الكلــات حقهــا يف النطــق‬
‫ـد»‪ .‬ويمكــن استنســاخ‬ ‫ـوت واحـ ٍ‬
‫ـد لصـ ٍ‬ ‫ـز واحـ ٍ‬
‫والكتابــة مــن خــال معادلــة «رمـ ٍ‬
‫هــذه األصــوات عــى الشــكل اآليت‪:‬‬
‫ ‪-‬‬ ‫‪/b/ ~ [b)y].‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫~ ‪/shot/‬‬ ‫‪[s)t].‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫‪/one/ ~ [wan].‬‬

‫يب‪ ،‬للداللــة عــى التنــوع احلاصــل‪ ،‬نحــو‪:‬‬ ‫ٍ‬


‫رمــز كتــا ٍّ‬ ‫اســتعامل أكثــر مــن‬
‫الفرنســية‪:‬‬
‫((( هيــام كريديــة‪ ،‬معجــم أعــام األلســنية‪ ،‬بحــث مدعــوم مــن اجلامعــة اللبنانيــة‪ ،‬ط‪،١‬‬
‫بــروت ‪ ،٢٠١١‬ص ‪ ،٣٥٠‬و‪ ،٤٣١‬و‪.٢٥٧‬‬
‫ ‪ :)١٩١٢ – ١٨٢٢( Paul Passy-‬بــول بــايس‪ ،‬عــامل أصــوات فرنــي‪ ،‬مــن مؤســي‬
‫اجلمعيــة الدوليــة للدراســات الصوتيــة ‪١٨٨٦‬م‪ ،‬وجملــة املعلــم الصــويت ‪Le maître‬‬
‫‪ .phonétique‬مــن آثــاره (أصــوات الفرنســية ‪١٨٨٧‬م)‪.‬‬
‫ ‪ :)١٩١٢ – ١٨٤٥( Henry Sweet-‬هنــري ســويت‪ ،‬عــامل أصــوات إنجليــزي‪ ،‬مــن‬
‫مؤســي علــم األصــوات احلديــث‪ ،‬واضــع اخلــط الرومــي‪ ،‬اِهتــم باللغــات‬
‫األنكلوسكســونية‪ .‬مــن تصانيفــه‪ :‬كتــاب (الفونتيــكا ‪١٨٧٧‬م)‪.‬‬
‫ ‪ :)١٩٦٧ – ١٨٨١( Daniel Jones-‬دانيــال جونــز‪ ،‬عــامل أصــوات إنجليــزي‪ ،‬مــن أوائل‬
‫رئيســا للجمعيــة الدوليــة للدراســات‬
‫ـوا بالصوائــت املعياريــة‪ ،‬أصبــح ً‬
‫الذيــن عنـ ْ‬
‫الصوتيــة‪ .‬مــن مؤلفاتــه‪( :‬قامــوس النطــق اإلنجليــزي)‪ ،‬و(الفونيــم‪ :‬طبيعتــه‬
‫واســتعامله)‪.‬‬
‫‪(2)Jean Debois, Le Dictionnaire De Linguistique, Larousse, Paris, 2012, P.26.‬‬

‫‪109‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪-‬‬ ‫‪/rein/ ~ [r3~].‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫‪/pain/ ~ [p3~].‬‬

‫ٍ‬
‫وحيد لعدة فونيامت‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫صوت‬ ‫تقديم‬
‫ ‬ ‫‪/too/, /two/, /through/, /threw/, /clue/, /shoe/.‬‬
‫ٍ‬
‫وحيد‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫أصوات لفونيم‬ ‫تقديم عدة‬
‫ ‬ ‫‪/dame/, /dad/, /father/, /call/, /village/, /many/.‬‬

‫تشابك فونيامت تقدم صوتًا واحدً ا‪:‬‬


‫ ‬ ‫‪character, physics, nation, rough, Thomas.‬‬

‫صوت هنائ ًيا‪ ،‬نحو‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫بعض الكلامت ليس هلا‬
‫ ‬ ‫(((‪mnemonic, ghost, psychology, island.‬‬

‫وقــد رأى تروبتســكوي أن مــا يميــز الكتابــة الصوتيــة الدوليــة أهنــا‬


‫يت يمكــن الطالــب مــن جتــاوز قواعــد اإلمــاء‪ ،‬واالكتفــاء بالواقــع‬ ‫تسـ ٌ‬
‫ـجيل صــو ٌّ‬
‫كامــا بــن النــص واألصــوات ‪.‬‬
‫(((‬ ‫ً‬ ‫الصــويت؛ كــا أهنــا توجــد تواف ًقــا‬
‫ ‪.‬أالسمع((( واإلدراك (التشابه السمعي)‪:‬‬
‫مــن أكثــر املشــكالت التــي تصــادف متعلمــي اللغــة (التشــابه الســمعي)؛‬
‫لذلــك ال بــد للمتعلــم مــن أن حيصــل مهــارة االســتامع‪ ،‬كــي يوفــر القــدرة‬
‫الالزمــة لــأداء اللغــوي؛ فاملتعلــم للغــة العربيــة عــى ســبيل املثــال‪ ،‬يســمع‬
‫ويرتقــب األصــوات الصــادرة عــن متكلمــي اللغــة األصليــن‪ ،‬ويبــدأ بعمليــة‬
‫ـن ألدائــه مــن خــال توجيــه ســلوكه إىل الكفــاءات التــي حيتاجهــا تعلــم‬ ‫حتصـ ٍ‬
‫اللغــة اجلديــدة‪ ،‬نحــو‪ :‬القــراءة والكتابــة واالســتامع واإلنصــات واإلصغــاء‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫وخيتلــف الســمع عــن الســاع واالســتامع؛ فــاألول يصــل إىل املتلقــي‬
‫ٌ‬
‫ــدرك‪،‬‬ ‫غــر إرادي كصــوت الضجيــج يف الشــارع‪ ،‬والثــاين مقصــو ٌد ُم‬
‫ٍّ‬ ‫عفــوي‬
‫ٍّ‬
‫يســعى املســتمع إىل إدراكــه وفهمــه وحتليلــه‪.‬‬

‫‪(1) Victoria Fromkin, An Introduction to Language, Thomson, Seventh Edition, U.S.A.,‬‬


‫‪2003, P.238.‬‬
‫‪(2)Trubetzkoy, P. 274.‬‬
‫((( الســمع‪« :‬قــوة مودعــة يف العصــب املفــروش يف مقعــر الصــاخ‪ُ ،‬تــدرك بــه األصــوات بطريــق‬
‫وصــول اهلــواء املتكيــف بكيفيــة الصــوت إىل الصــاخ»‪.‬‬
‫اجلرجــاين‪ ،‬التعريفــات‪ ،‬حتقيــق‪ :‬جمموعــة مــن العلــاء بــإرشاف النــارش‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬ط‪،١‬‬
‫بــروت‪ ،١٩٨٣ ،‬ص ‪.١٢١‬‬

‫‪110‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫‪1.1‬االســتماع‪« :‬االنتبــاه‪ ،‬والســمع اســتقبال األذن للصــوت اخلارجــي»(((‪.‬‬


‫الســمع واإلنصــات مــن العوامــل املهمــة التي تُســهم بشــكل ٍمبـ ٍ‬
‫ـارش يف اكتســاب‬
‫اللغــة الثانيــة‪ ،‬وال بــد مــن التفريــق بــن الســمع واإلنصــات‪.‬‬
‫‪2.2‬اإلنصــات‪ :‬خيتلــف االســتامع عــن اإلنصــات مــن الناحيــة التقنيــة‬
‫الكتســاب اللغــة التــي تُشــبه يف إجراءاهتــا عمليــة اكتســاب الطفــل للغتــه األم‪،‬‬
‫فـــ «كل حـ ٍ‬
‫ـوار يقــوم بــه املعالــج مــع الطفــل‪ ،‬يتطلــب قيامــه باإلنصــات ً‬
‫أول‪ ،‬ثم‬
‫اإلجابــة بعــد ذلــك‪ ،‬حيــث إن اإلنصــات يســاعد عــى إكســاب الطفــل مهــارة‬
‫التواصــل اللغــوي مــع غــره مــن األطفــال»(((‪ .‬أمــا إدراك األشــياء املســموعة‪،‬‬
‫فهــي عمليــة يقــوم هبــا اإلنســان عــن قصــد هبــدف االكتشــاف واملعرفــة‪،‬‬
‫وحتســن مهاراتــه التواصليــة‪ ،‬وتتســم عــاد ًة باإلجيابيــة‪ .‬إن اللغــة والــكالم‬
‫حيققــان إنســانية اإلنســان‪.‬‬
‫ ‪.‬جالتشابه السمعي‪:‬‬
‫الــكالم واللغــة حيققــان إنســانية اإلنســان‪ ،‬إال أن املتعلــم الــذي مــا زال‬
‫يف الطــور األول مــن تعلــم اللغــة اجلديــدة‪ ،‬نحــو‪ :‬العربيــة أو الفرنســية أو‬
‫ـرض‪ ،‬وبشـ ٍ‬
‫ـكل دائ ـ ٍم‪ ،‬إىل مشــكلة الســاع واالشــتباه‬ ‫اإلنجليزيــة أو الرتكيــة معـ ٌ‬
‫ٍ‬
‫ببعــض األصــوات التــي تتكــرر يف لغتــه األصليــة‪ ،‬ولكــن بأشــكال تبايــن‬
‫الشــكل اجلديــد؛ لذلــك ال بــد مــن االســتامع اجليــد للكلــات والتعابــر اجلديــدة‬
‫والفونيــات اجلديــدة واملعروفــة لــدى املتعلــم‪ ،‬كــا جيــب معرفــة الفــروق التــي‬
‫تفصــل بــن لغــة املتكلــم األم واللغــة العربيــة والوقــوف عــى تعقيداهتــا‪ ،‬ملالحقة‬
‫األصــوات التــي حتتــاج إىل طــول ِمــران وتدريــب عــى النطــق الصحيــح‪،‬‬
‫خصوصــا إذا مل تكــن موجــودة يف لغتــه‪ ،‬أو موجــودة يف لغتــه ولكــن تُســتخدم‬ ‫ً‬
‫بتقنيــة خمتلفــة متا ًمــا عــن معرفتــه هبــا‪.‬‬
‫ملعرفــة التشــابه بــن اللغة قيــد االكتســاب (العربيــة) واللغة األم (الفرنســية‪،‬‬
‫ـي‪،‬‬ ‫الرتكيــة‪ ،‬اإلنجليزيــة)‪ ،‬ال بــد مــن مراقبــة األصــوات ووصفهــا بشـ ٍ‬
‫ـكل علمـ ٍّ‬
‫والوقــوف عــى معانيهــا‪ ،‬وتتبــع أثرهــا يف الســمع مــن ناحيــة وقــع صفاهتــا يف‬
‫النفــس‪ ،‬وتقــع يف أربعــة حمــاور وصفيــة رئيســية(((‪ ،‬هــي‪ :‬األصــوات املجهــورة‬
‫((( سهري أمني حممود‪ ،‬اضطرابات النطق والكالم‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬ط‪ ،١‬القاهرة‪ ،٢٠٠٥ ،‬ص ‪.٦٨‬‬
‫((( املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.٧٣‬‬
‫((( مبارك مبارك‪ ،‬معجم املصطلحات األلسنية‪ ،‬دار الفكر اللبناين‪ ،‬ط‪ ،١‬بريوت‪ ،١٩٩٥ ،‬ص ‪،١١٦‬‬
‫و‪ ،٢٠١‬و‪.٢٦٨‬‬
‫ ‪ :Fricative-‬تطلق عىل الصوت الذي يتكون من احتكاك‪ ،‬تيار اهلواءاخلارج من الرئتني بجدران‬
‫املمرات الصوتية‪ ،‬نتيجة هذا التيار جزئ ّيصا»‪.‬‬
‫ ‪« :Occlussif-‬صفة للحرف الذي ينحبس معه تيار النفس‪ ،‬ثم ينطلق بشكل انفجار خفيف‪،‬‬
‫كام يتم يف نطق الباء»‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ ،Sonore‬األص��وات املهموس��ة ‪ ،Sourde‬األصــوات االحتكاكيــة ‪،Fricative‬‬


‫األصــوات االنســدادية ‪.Oclussive‬‬
‫كيــف ُصنِّفــت هــذه األصــوات‪ ،‬ومــا أمهيتهــا يف النظــام الصــويت يف اللغــة‬
‫العربيــة؟‬
‫تــم تصنيــف هــذه األصــوات مــن خــال النقــل املســموع ‪Transmision‬‬
‫صالــح لنقــل اللغــة املتكلمــة‪« ،‬الــكالم‬
‫ٌ‬ ‫جهــاز‬
‫ٌ‬ ‫‪ ،sonore‬فالنقــل املســموع هــو‬
‫أو اللغــة يتشــكل يف صــورة أصــوات‪ ،‬وهــذه األصــوات الســمعية يتــم التعــرف‬
‫جمهــورا‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫إليهــا عــن طريــق اخلصائــص املميــزة‪ ،‬فقــد يكــون الصــوت‬
‫مهموســا‪ ،‬أو دور ًّيــا‪ ،‬أو انفجار ًّيــا‪ ،‬إىل غــر ذلــك مــن املميــزات الصوتيــة» ‪.‬‬
‫(((‬
‫ً‬
‫كيف تعمل األذن(((؟‬
‫«وظيفــة األذن حتقيــق التــوازن يف مســرة اإلنســان‪ ،‬ووظيفتهــا الثانيــة هــي‬
‫الســمع واســتيعاب األصــوات املختلفــة ومحلهــا إىل املــخ حيــث توجــد أجهــزة‬
‫التفســر‪ ،‬وإصــدار األوامــر واألحــكام»‪ ،‬وتتــم العمليــة هبــذه الطريقــة‪:‬‬
‫(سامع = تصويت = سامع = تصويت)‬
‫هكــذا وصــف ماملــرغ ‪ Melmberg‬جتمــع الشــحنات بالعصــب الســمعي‬
‫الــذي يصــل بــن األذن الداخليــة واجلهــاز العصبــي املركــزي يف املــخ؛ ففــي املــخ‬
‫تتــم عمليــة تفســر الذبذبــات‪ ،‬وجتهيــز الــرد املناســب هلــا‪ ،‬طب ًقــا لــدورة الــكالم‬
‫املعروفــة (ســاع = تصويــت = ســاع = تصويــت)(((‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬النظام الصويت يف اللغة العربي�ة (سبب التشابه‬
‫الصويت التقابالت‪ -‬التطبيق الفعلي)‬
‫مــا يفــرق بــن كل لغــات الشــعوب‪ ،‬هــو النظــام الصــويت وليــس‬ ‫ ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الصــوت؛ فــكل لغــة تتميــز بأصــوات خاصــة‪ ،‬وأصــوات مشــركة؛ لذلــك ُت َعــدُ‬
‫ٍ‬
‫لغــة يف العــامل‪.‬‬ ‫األصــوات مكونًــا أساســ ًّيا مــن مكونــات أيــة‬
‫صغــرة تُضــاف إىل الكلمــة‪ ،‬ثــم‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وحــدات‬ ‫ترتكــب األصــوات مــن‬ ‫ ‬
‫ونصوصــا‪ .‬الصــوت هــو‬
‫ً‬ ‫فتنتظــم ً‬
‫مجــا‬ ‫ُ‬ ‫بعضــا‬
‫تُضــاف الكلــات إىل بعضهــا ً‬

‫ ‪ :Sonore-‬صفة لصوت هيتز معه الوترين الصوتيني‪.‬‬


‫ ‪ : Sourde-‬صفة للحرف الذي ُينطق دون ذبذبة الوترين الصوتيني‪.‬‬
‫((( سهري أمني حممود‪ ،‬ص ‪.٦٨‬‬
‫((( برتيل ماملربغ‪ ،‬علم األصوات‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبد الصبور شاهني‪ ،‬مكتبة الشباب‪ .‬ص ‪.٣٧‬‬
‫((( املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫املــادة الصغــرة‪ ،‬التــي بتفاعلهــا وتقابلهــا مــع غريهــا‪ ،‬تتألــف منهــا معظــم‬
‫املالحــم واألشــعار والنصــوص األدبيــة والعلميــة الكبــرة حــول العــامل‪ .‬لذلــك‬
‫ال بــد مــن معــاودة النظــر يف أصــول تعلــم اللغــات‪ ،‬لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬عــن‬
‫طريــق التعــرف إىل مــادة الصــوت وجزئياهتــا‪ ،‬وأثرهــا يف الســمع واإلنتــاج‬
‫ضجيجــا متنافـ ًـرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫واالســتجابة‪« .‬ننظــر إىل األصــوات عــى أهنــا نظــا ٌم‪ ،‬وليــس‬
‫لقــد حقــق علــم األصــوات تقد ًمــا أكثــر ممــا حققــه النحــو‪ ،‬كــا أفــاد مــن ناحيــة‬
‫التقــدم املنهجــي يف جمــاالت علــم الداللــة ‪( sémantique‬مضمــون اللغــة)»(((‪.‬‬
‫ما هو النظام الصويت يف اللغة العربي�ة؟‬
‫ســلس إىل حــدٍّ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ســهل‪،‬‬ ‫يب‪،‬‬
‫النظــام الصــويت يف اللغــة العربيــة‪ ،‬هــو انســيا ٌّ‬
‫َ‬
‫ـر‪ .‬ملــاذا النظــا ُم الصــويت؟ ألن اللغ ـة العربيــة‪،‬‬‫ـب إىل حــدٍّ كبـ ٍ‬
‫مــا‪ ،‬ومعقــدٌ ‪ ،‬صعـ ٌ‬
‫بسالســتها وســهولتها تقــوم عــى هــذا النظــام الــذي بمجاراتــه للعلــم واملنطــق‬
‫اســتطاع‪ ،‬عــى تعقيداتــه‪ ،‬اخــراق أكــر النظــم الصوتيــة العامليــة‪ .‬و ُيعــد تعلــم‬
‫اإللقــاء مــن أهــم فوائــد األنظمــة الصوتيــة التــي تواكــب التقــدم التكنولوجــي‪،‬‬
‫خاصـ ًة أن اللغــة املتكلمــة اليــوم قــد حلــت مــكان اللغــة املكتوبــة‪ ،‬فينبغــي عــى ‬
‫املتكلــم أن يعــرف الــكالم والنــر والوصــل ليصــل إىل اجلمهــور‪ .‬إال أن اإللقــاء‬
‫ضجيــج للــكالم‪ ،‬بــل هــو فــن النطــق‬ ‫ٍ‬ ‫ليــس باألمــر الســهل وال هــو جمــرد‬
‫الســليم‪ ،‬وتعلــم تقنيــات التنفــس وتشــغيل احلنجــرة‪.‬‬
‫أبــدأ مــن نظــام التقليبــات يف اللغــة العربيــة‪ ،‬هــو عبــارة عــن أصــوات‬
‫ـم‬
‫وضعهــا اخلليــل بــن أمحــد ‪ ،‬وأســاها نظــام التقليبــات الصوتيــة‪ ،‬وهــو قائـ ٌ‬
‫(((‬

‫عــى تقليــب املــادة الصوتيــة األساســية (الفونيــات ‪ ،)phonemes‬هبدف اســتخراج‬


‫أكــر عــدد مــن (املونيــات ‪ ،)monemes‬وتقــوم التقليبــات بوضــع الفونيــات التي‬
‫ال عالقــة هلــا ببعضهــا‪ ،‬وال حتمــل أي معنــى بانعزاهلــا عــن غريهــا‪ ،‬نحــو‪:‬‬
‫ع‬
‫ ‬
‫م‬ ‫ل ‬

‫‪(1) Trubetzkoy, P.75.‬‬


‫((( اخلليــل بــن أمحــد الفراهيــدي (‪٧٩٠ – ٧١٨‬م)‪ :‬مــن كبــار علــاء العربيــة واللغــة‪ ،‬وواضــع علــم‬
‫العــروض‪ ،‬وصاحــب فكــرة أول معجــم عــريب شــامل‪ ،‬مــن أهــم تصانيفــه‪« :‬معجــم العــن»‪ ،‬وهــو‬
‫معجــم مجــع فيــه علــم اللغــة‪.‬‬
‫ســليم إليــاس‪ ،‬املوســوعة الكــرى إلعــام مشــاهري العــامل‪ ،‬رشكــة عــامل املعرفــة‪ ،‬ط‪ ،١‬بــروت‪،‬‬
‫‪.١٥ – ١٣/٢ ،٢٠١٤‬‬

‫‪113‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫عند التقليب يمكن استخراج أكثر من مادة صوتية‪ ،‬نحو‪:‬‬


‫من اليمني إىل اليســار‪( :‬ع ل م) – (ل م ع) – (م ع ل)‪.‬‬
‫من اليسار إىل اليمني‪( :‬ع م ل) – (م ل ع) – (ل ع م)‪.‬‬
‫إن نظــام التقليبــات يف اللغــة العربيــة أســهم يف إثــراء املــادة الصوتيــة‬
‫وتنوعهــا‪ ،‬عــى الرغــم مــن أن هنــاك مــواد مهملــة يف االســتعامل‪ ،‬نحــو‪:‬‬
‫(معــل) و(لعــم)‪ ،‬إال أن الدراســات احلديثــة األســلوبية والصوتيــة – الدالليــة‬
‫قــد أفــادت مــن بعــض تلــك املــواد؛ فقــد رأى ريفاتــر((( ‪ Riffaterre‬أن التعابــر ‬
‫اجلديــدة((( يف الشــعر متلــك وظيفــة «تكثيــف خصائــص النــص املســيطرة»‪ ،‬وأنــه‬
‫يمكــن اســتخراج التعابــر اجلديــدة مــن االشــتقاق أو النحــت(((‪.‬‬
‫وقــد وضــع اخلليــل بــن أمحــد هــذه النــاذج الصوتيــة يف معجــم العــن‪،‬‬
‫ً‬
‫فصــول وأبوا ًبــا‪ ،‬نحــو‪( :‬بــاب العــن واهلــاء والقــاف)‪ ،‬ومعظــم‬ ‫وضمنهــا‬
‫معجمــه قائــم عــى قاعــدة االئتــاف الصــويت‪ ،‬فاألصــوات إذا مل تأتلــف فيــا ‬
‫بينها‪ ،‬فال معنى هلا‪ :‬‬
‫هـ‬ ‫ ‬

‫ق‬ ‫ ‬
‫ع‬ ‫ ‬
‫ ‬
‫(هـ ق ع) – (ع هـ ق) مستعمالن‪:‬‬
‫اهلقعــــة‪ :‬دائــرة حيــث تصيــب رجــل الفــارس جنــب الفرس(((‪.‬ال َع ْوهــق‪:‬‬
‫لــون الرمــاد‪ ،‬وقيــل‪ :‬مــن النعــام(((‪.‬‬

‫((( ريفاتــر ‪٢٠٠٦ – ١٩٢٤( Michael Riffaterre‬م)‪ :‬ناقــد أديب فرنــي‪ ،‬اختص بالدراســات األســلوبية‪-‬‬
‫البنيويــة‪ ،‬وأطلــق نظريــات حــول عالقــة النصــوص األدبيــة بنصــوص أدبيــة أخــرى‪ ،‬نظريتــه (مــا بــن ‬
‫النصيــة ‪ .intertextualité‬هيــام كريديــة‪ ،‬ص ‪.٣٨٥‬‬
‫((( التعابــر اجلديــدة ‪ :neologisms‬هــي عنــد ريفاتــر حاجــة أســلوبية تعتمــد عــى الكلــات املشــتقة‬
‫يف توليـ�د املعـ�اين اجلديـ�دة‪.‬‬
‫‪Michael Riffaterre, Text Production, Columbia University Press, New York, 1983, P.4.‬‬
‫((( ُانظــر كتابنــا‪ :‬نــدى مرعشــي‪ ،‬األســلوبية – البنية‪/‬الوظيفــة‪ ،‬دار النهضــة العربيــة‪ ،‬ط‪،٢‬‬
‫بــروت‪ ،٢٠١٨ ،‬ص ‪ ،٨٠‬و‪.١٦١‬‬
‫((( ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ط‪ ،٦‬بريوت‪.٧٤/١٥ ،٢٠٠٨ ،‬‬
‫((( املرجع نفسه‪ ٣٢٠/١٠ ،‬و‪.٣٢١‬‬

‫‪114‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫(ع ق هـ) – (ق ع هـ) مهمــــالن‪.‬‬


‫إن نظــام التقليبــات الصوتيــة هــو الــذي أتــاح هلــذه املــادة اللغويــة أن‬
‫تتفــرع وتتشــعب‪ ،‬وســمح بنســب هــذه اللغــات إىل أهلهــا‪ ،‬نحــو‪ :‬لغــة مرصيــة‪،‬‬
‫أو لبنانيــة‪ ،‬أو كويتيــة‪ ...‬فــكل مــن هــذه اللغــات يتبــع أنظم ـ ًة صوتي ـ ًة حمــددةً‪،‬‬
‫وكثــر منهــا تتضمــن أصواتًــا متشــاهبة فيــا ‬‫ٌ‬ ‫فيهــا املســتعمل وفيهــا املهمــل‪،‬‬
‫بينهــا‪ ،‬ومــع غريهــا‪ ،‬ولكــن ختتلــف يف نظمهــا‪.‬‬
‫عــى ســبيل املثــال‪ ،‬من األصــوات غــر املوجــودة يف اللغــة الرتكيــة‪ ،‬صوت‬
‫(عــن) و(الــواو)‪ ،‬فيقــول عــن كلمــة معنــى ‪ mana‬فينســخون العــن بصــوت (‪،)a‬‬
‫وكلمــة (وقــت) ‪ vakit‬فينســخون الــواو بصــوت (‪ .)v‬كــا أن هنــاك أصوا ًتــا غــر ‬
‫موجــودة يف اللغــة العربيــة‪ ،‬نحــو‪ :‬صــوت (‪ )I‬يف اللغــة الرتكيــة؛ وهــو صــوت‬
‫مشــدود إىل داخــل احللــق‪ ،‬صلــب فخــم‪ ،‬نحــو‪ :‬كلمتــي (‪ ،)kalın – ayrılır‬هــو‬
‫صــوت مبلــوع؛ وال يوجــد يف العربيــة مثــل هــذا الصــوت‪.‬‬
‫أيضــا صــوت ‪ jeam‬يف اإلنجليزيــة‪ ،‬هــو غــر ‬ ‫ولنأخــذ عــى ســبيل املثــال ً‬
‫ـب يف العربيــة خيلــط بــن اجليــم والــدال‬
‫موجــود يف العربيــة‪ ،‬إذ ليــس هنــاك تركيـ ٌ‬
‫عــى عكــس النظريــات احلديثــة؛ ومــا ذكــره إبراهيــم أنيــس يف كتابــه‪ ،‬فـــ (دج)‬
‫هــو صــوت إنجليــزي مركــب ورمــزه الصــويت عنــد استنســاخه يف الكتابــة‬
‫الصوتيــة الدوليــة هــو ‪ ،]dj/ ~ [j/‬كــا ُيرمــز إىل الصــوت ‪ /ch/‬يف اإلنجليزيــة‪ ،‬يف‬
‫مثل الكلمة ‪. ]çerç[ ~ /church/‬‬

‫وأيضـا مـن أسـباب اللبـس يف نطـق بعـض الفونيمات التشـابه الصـويت يف‬ ‫ً‬
‫اللغـة العربيـة والفرنسـية يف ما ُيسـمى (أشـباه الصوائـت) يف علم اللغـة احلديث‪،‬‬
‫واألصـوات اإلنزالقيـة (((‪ spirante‬بالنظر إىل اش�تباهها بالصائتني ‪/‬و‪/ ،/‬ي‪- /‬‬
‫‪ ،/j/ ،/w/‬نحـو‪ :‬الفرنسـية ‪( paille‬تبـن)‪ ،‬و ‪( oiseaux‬عصفـور) الصامتية‪-‬الصائتية‪،‬‬
‫فهـي ليسـت متميـزة باهتزازات دوريـة للوتريـن الصوتيني‪ ،‬وال تتضمـن من جهة‬
‫أخـرى انسـدا ًدا فمو ًيـا‪ .‬و ُيطلـق عليهـا يف العربيـة األصـوات اللينـة‪ ،‬أو (الـواو‬
‫والياء غري املديتني)(((‪ ،‬نحو‪َ ( :‬م ْوت – َز ْيت)‪ .‬‬
‫‪semi‬‬ ‫((( شبه صائت (إنزالقي ‪ :) spirante‬صوت انتقايل ذو طبيعة صامتية أو تصويتية‪ ،‬شبه صائت‬
‫‪ُ .voyelle‬يطلق ‪ Contineau‬عىل أنصاف الصوائت مصطلح ‪ sonante‬كوهنا تنتسب إىل الصوائت املغلقة‬
‫‪ /u/‬و‪./i/‬‬
‫‪Jean Cantineau, Études de Linguistique Arabe, Librairie C. Klincksiek, Paris, 1960,Volume‬‬
‫‪2, P.85.‬‬
‫ـوح مــا قبلهــا‪ ،‬فلــو ُكــر مــا قبــل اليــاء‪،‬‬
‫((( األصــوات اللينــة‪ :‬مهــا صامتــان‪ ،‬واو ويــاء ســاكنتان مفتـ ٌ‬
‫أو ُضــم مــا قبــل الــواو‪ ،‬ألصبحتــا صائتــن‪ ،‬وهــذا هــو وجــه التشــابه الــذي دعــا علــم اللغــة احلديــث‬
‫بتســميتهام (أشــباه الصوائت)‪.‬‬
‫ُانظـر كتابنـا‪ :‬ندى مرعشلي‪ ،‬الرتتيل يف آيـات التنزيل‪ ،‬دار البشـائر اإلسلامية‪ ،‬ط‪ ،١‬بريوت‪،٢٠١١ /‬‬
‫(جـدول يمثـل أوجه التشـابه واالختالف بني املـد العارض للسـكون ومد اللين)‪ ،‬ص ‪.٤١‬‬

‫‪115‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املشــكلة النطقيــة إ ًذا‪ ،‬حتتــاج إىل مقارنــة األنظمــة الصوتيــة‪ ،‬وليــس‬


‫األصــوات‪ ،‬إذ األصــوات تتشــابه يف معظمهــا؛ فعــى ســبيل املثــال ال يوجــد يف‬
‫اللغــة الرتكيــة صوائــت طويل ـ ٌة‪ ،‬بينــا هــي موجــود ٌة بكثـ ٍ‬
‫ـرة يف اللغــة العربيــة‪:‬‬
‫نحــو‪ :‬كلمــة زمــان يف اللغــة العربيــة‪ :‬ز م ـَ ـَ ن‪ ،‬فتحتــان تــوازي ألــف املــد‪.‬‬
‫الرتكــي يلفظــها ‪ zaman‬مــع مــد‪ ،‬ملَ؟ ألهنــا دخيلــة‪ ،‬أمــا إذا مــا لفــظ الرتكــي كلمــة‬
‫(‪ )bu‬التــي تعنــي (هــذا) يف العربيــة‪ ،‬فــا يمدهــا‪ ،‬بينــا هــي يف العربيــة عــى هــذا‬
‫الشــكل (هـــ ـَ ـَ ذ ـَ ـَ )‪ ،‬نقــول (هــاذا) و(هاذه)‪.‬‬
‫اإلشــكالية الكــرى يف األنظمــة الصوتيــة للغــات حــول العــامل‪ ،‬أن‬
‫األصــوات ال تعــر عــن نفســها‪ ،‬فأشــباه الصوائــت يف العربيــة‪ ،‬نحــو‪َ ( :‬ب ْيــت‬
‫ـوت)‪ ،‬هــي غــر موجــودة يف الفرنســية‪ ،‬ولكــن هــذا الصــوت يوجــد يف‬ ‫و صـ ْ‬
‫اإلنجليزيــة‪ ،‬فلــو استنســخنا الصــوت الصــادر عــن شــبه الصائــت (الــواو‬
‫ــوت‪~ /‬‬ ‫الس�اـكنة املفت��وح مـ�ا قبله��ا يف العربيــة) واملس�مـوع يف كلم��ة ‪َ /‬م ْ‬
‫[‪ ،]mæwt‬مــع‪ ]mæws[ ~ /mouse/‬اإلنجليزيــة‪ ،‬لوجدنــا أن الــرزم الصوتيــة نفســها‬
‫موجــودة يف الكلمتــن؛ فالفونيــان (‪ )ou‬املوجــودان يف (‪ )mouse‬مهــا صــوت ( ُا ُو)‬
‫يف الفرنســية‪ .‬أمــا شــبه الصائــت ‪ ]j[ ~ /y/‬فيمكــن أن نمثــل لــه يف ‪]sajt[ ~ /sight/‬‬
‫اإلنجليزيــة‪ ،‬ويوجــد هــذا الصــوت يف الفرنســية يف مثــل ‪.]vwajja:z[ ~ /voyage/‬‬
‫هــذه العمليــات الصوتيــة الدقيقــة ال بــد هلــا مــن عل ـ ٍم ينظمهــا‪ ،‬وليــس‬
‫ذلــك إال لعلــم األصــوات ‪ ،phonetic‬فعلــم األصــوات يــدرس اجلانــب الطبيعــي‬
‫ـف األصــوات اللغويــة ويصنفهــا فقــط ؛ أمــا علــم األصوات‬ ‫أو الفيزيائــي‪ ،‬ويصـ ُ‬
‫الفونولوجــي‪ ،‬فهــو يــدرس وظيفــة تلــك األصــوات بعــد وصفهــا وتصنيفهــا‪،‬‬
‫ـوكل بالبحــث عــن القواعــد التي‬ ‫ـال لعمليــة الوصــف والتصنيــف‪ ،‬ومـ ٌ‬ ‫أي هــو تـ ٍ‬
‫تضبــط الرتكيبــات الصوتيــة‪ ،‬فيقــف عــى املعــاين الناجتــة عــن تلــك الوظائــف‪.‬‬
‫وبذلــك فــإن الفونولوجيــا هــي مــا ينظــم األصــوات يف اللغــة‪ ،‬لذلــك تُعــدُّ‬
‫علــا وظيف ًّيــا ألصــوات اللغــة‪ ،‬وأحــد مســتوياهتا األساســية؛ فمهمــة علــم‬ ‫ً‬
‫ـر‬‫الفونولوجيــا البحــث يف النظــام الــريف والرتكيبــي‪ ،‬ومــا ينتــج عنهــا مــن أطـ ٍ‬
‫ـة خاصـ ٍ‬
‫ـة بــكل تركيـ ٍ‬
‫ـب‪ ،‬ســواء أكان صوت ًّيــا أو نحو‪ًّ :‬يــا‪.‬‬ ‫دالليـ ٍ‬

‫النظــام الصــويت الفونولوجــي يــدرس مســائل نحــو‪( :‬التغــرات التــي‬


‫تصيــب بعــض الفونيــات نســب ًة ملوقعهــا يف الكلمــة‪ ،‬نحــو‪ :‬تغــرات التــاء)‪،‬‬
‫ٍ‬
‫لغويــة‪ ،‬مثــل‪ :‬املامثلــة‪ ،‬واإلدغــام‪،‬‬ ‫و(التجــاور ومــا ينتــج عنــه مــن ظواهــر‬
‫واإلبــدال‪ ،‬والتســهيل‪ ،‬واحلــذف)‪ ،‬و(األلــف اللينــة والــام املغلظــة والــراء‬
‫املفخمــة وإشــكالية تنــوع صفاهتــا)‪ ،‬و(تداخــل الصفــات وأثــره يف تغيــر ‬
‫ٍ‬
‫صوتيــة‪ ،‬ال يمكــن‬ ‫املعنــى)‪( ،‬وحركــة مهــزة الوصــل)‪ ،‬وغريهــا مــن مســائل‬
‫فهمهــا إال مــن خــال معرفــة مــا حيــدث لألصــوات يف العمــق وليــس فقــط‬

‫‪116‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫عــى الســطح‪ .‬ولنأخــذ عــى ســبيل املثــال هــذه األمثلــة‪:‬‬


‫التغريات الصوتي�ة يف الهاء والتاء‪:‬‬
‫‪ ١.١‬بعــض أنــواع اهلــاء تُعامــل معاملــة هــاء الضمــر مــن ناحيــة الصل ـة ‬
‫وعدمهــا‪ ،‬نحــو‪ :‬اهلــاء يف (هــذه)‪ ،‬فهــي تُكتــب هكــذا‪ ،‬ولكنهــا تُلفــظ ِ‬
‫(هاذهــي)‬
‫ـذ ِه نَا َق ـ ُة اهللِ}‪ ،‬فلــو وجهنــا الســمع لصــوت اهلــاء‪ ،‬لوجدنــا ُه‬
‫هكــذا مــع مــد {هـ ِ‬
‫َ‬
‫ممــدو ًدا‪.‬‬
‫‪ُ ٢.٢‬تــزا ُد اهلــاء يف أواخــر بعــض األفعــال واألســاء‪ ،‬وليســت كاهلــاء التــي‬
‫فقهــا)‪ ،‬فهــذه أصليـ ٌة مــن أصــل‬
‫هــي مــن أصــل الفعــل‪ ،‬نحــو‪َ ( :‬فقـ َه – يفقـ ُه – ً‬
‫بنــاء الفعــل‪ .‬أمــا اهلــاء املتكلــم عنهــا‪ ،‬فهــي ســاكن ٌة مفتـ ٌ‬
‫ـوح مــا قبلهــا‪ ،‬و ُتــدرس‬
‫ـو زائــدٌ عــى اهلــاء‪ ،‬نحــو‪( :‬يتســنى = يتســن ْه‪ /‬حســايب‬ ‫فونولوج ًّيــا عــى أهنــا صـ ٌ‬
‫= حســاب َي ْه)(((‪.‬‬
‫‪ ٣.٣‬يف العربيــة إذا جــاءت يف آخــر الــكالم‪ ،‬فتُكتــب إمــا مفتوحــة أو‬
‫مربوطــة؛ والتعقيــد يف ذلــك يقــع حــن ينفصــل حكمهــا وق ًفــا‪ ،‬أي عنــد الوقــف‬
‫عليهــا؛ فــإذا كانــت مربوطــة‪ ،‬نحــو‪( :‬بدويــة) تثبــت عــى شــكلها خ ًطــا‪ ،‬ولكنهــا‬
‫تتحــول لف ًظــا وصو ًتــا إىل هــاء‪ ،‬فتُصبــح (بدويــه ‪ ،)badawiyyeh‬وال بــد هنــا مــن‬
‫إظهــار اهلــاء بقــوة دفــع اهلــواء مــن أقــى احللــق‪ ،‬ألن اهلــاء فيهــا صفــة اخلفــاء‪،‬‬
‫فــا بــد مــن دفــع الرخــاوة فيهــا إىل أعــى‪ ،‬كــي ختــرج واضحــة مســموعة‪ .‬وقــد‬
‫تــأيت مفتوحــة‪ ،‬وجيــوز كتابتهــا عــى الوجهــن‪ ،‬ألن القــرآن تضمــن اللفظــن‪،‬‬
‫ـرت‪ .)...‬إن القــول بوجــود شــكلني‬ ‫ـت – فطـ ْ‬‫ـجرت – نعمـ ْ‬
‫ْ‬ ‫ـت – شـ‬ ‫نحــو‪( :‬اِبنـ ْ‬
‫أو طريقتــن للتــاء هلــو أبســط مــن الواقــع الصــويت الــذي حيكــم هــذا التبــدل‬
‫والتغيــر‪ .‬فهنــاك وجهــة نظــر صوتية‪-‬فونولوجيــة حتكــم الفونيــم (ت ‪ -‬ـــة)؛‬
‫ـت) مــع تبــدل لفظهــا؛ كــا أن الوقــوف عليهــا‬ ‫إذ تتبــدل داللــة (نعمــة) و(نعمـ ْ‬
‫باهلــاء [‪ ،]ni?mah‬ليــس كالوقــوف عليهــا بالتــاء املفتوحــة [‪ ]ni?math‬مــع إظهــار‬
‫اهلمــس‪ .‬إن عمليــة التبديــل هــذه حتمــل يف طياهتــا أكثــر مــن جمــرد حتويــل‬
‫الصامــت احلنجــري املهمــوس والرخــو واخلفــي إىل صامــت لثوي‪-‬أســناين‬
‫شــديد ومهمــوس‪.‬‬

‫((( مصطفـى الغاليينـي‪ ،‬جامع الدروس العربيـة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،١١‬بيروت‪٨٨/٢ ،١٩٧١ ،‬‬
‫و‪.٨٩‬‬

‫‪117‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫حروف متجاورة حكمها اإلدغام(((‪:‬‬


‫ ‪-‬التمـــاثل التام يف املخرج والصفة‪( :‬اجلنة = اجلنْنَة)‪.‬‬
‫ ‪-‬التمــاثل اجلزئـــــي فـي املخــرج‪( :‬اِدعى = اِتْدَ عى)‪.‬‬
‫ ‪-‬التامثل اجلزئي يف املخرج وبعض الصفات‪( :‬نخ ُل ْقكُم= نخلكُم)‪.‬‬
‫حروف متجاورة حكمها التب�اعد‪:‬‬
‫التامثل اجلزئي بني الياء الصائتة والياء الصامتة‪:‬‬
‫ْيف َيـــوم‪ :‬األوىل صائت طويل مكسور‪ ،‬والثانية صامت‪.‬‬
‫قالوا َو ُهم‪ :‬األوىل صائت طويل مضموم‪ ،‬والثانية صامت‪.‬‬
‫ْ‬
‫القاعدة‪ :‬ال يمكن إدغام الصائت مع الصامت يف العربية حروف متجاورة‬
‫حكمها اإلظهار وأخرى حكمها اإلدغام (الم التعريف – الفعل ‪ -‬احلرف)(((‪:‬‬
‫الالم القمرية‪ :‬هي التي تظهر عندها حروف (اِبغ حجك وخف عقيمه)‪.‬‬
‫الالم الشمسية‪ :‬هي التي تُدغم عندها باقي احلروف‪.‬‬
‫ُت َعــد هــذه املســألة‪ ،‬بالنســبة ملتعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬مــن أعقــد املســائل إذا‬
‫مــا أراد فهمــــــها وحتليلهــا‪ .‬فاملتعلــم حيتــاج ً‬
‫أول إىل معرفــة تقنيــة (اإلظهــار)‬
‫و(اإلدغــام)‪ .‬ولكــن املشــكلة أن املتعلــم‪ ،‬وبعــد أن يعــــرف تقنيــة اإلدغــام‪،‬‬
‫تصادفــه مشــكل ًة أخــرى حــول التحــول الــذي أصــاب احلــروف الشمســية‬
‫فتحــــــولت إىل (س) يف مثــــــل الســائل‪ ،‬أو (ش) يف مـــثل الشــامتون؛ ثــم إذا‬
‫تفتــح ذهنــه‪ ،‬وفهــم املســألة صــادف مشــكل ًة أخــرى يف استيعـــاب أن تســقط‬
‫الــام لف ًظــا وتثبــت خ ًّطــا‪ .‬ويمكــن تفصيــل هــذه العمليــة عــى مراحــل‪:‬‬

‫((( إدغام مماثلة ‪ :Assimilation‬حيدث إدغام املامثلة حني يمتص فوني ًم معينًا خ ًّطا نطق ًّيا أو أكثر لفونيم‬
‫ٍ‬
‫خمتلف أو أكثر‪.‬‬ ‫جماور‪ ،‬ويكون االمتصاص جزئ ًّيا حني حيتفظ الفونيم املستوعب ٍّ‬
‫بخط‬
‫جورج مونان‪ ،‬معجم اللسانيات‪ ،‬ترمجة‪ :‬مجال احلرضي‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع‪،‬‬
‫ط‪ ،١‬بريوت‪ ،٢٠١٢ ،‬ص ‪.٥١‬‬
‫((( الم التعريــف‪ :‬هــي الم ســاكنة تدخــل عــى االســم يســبقها مهــزة وصــل مفتوحــة يف البــدء‪ ،‬هلــا‬
‫حكــان‪ :‬اإلظهــار واإلدغــام‪.‬‬
‫ُانظر كتابنا‪ :‬ندى مرعشيل‪ ،‬جتويد املقال‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،١‬بريوت‪ ،٢٠١٣ ،‬ص ‪.١٥٤‬‬
‫ الم الل‪ :‬هي الم ساكنة من أصل بنية الفعل‪ ،‬هلا حكامن‪ ،‬وتوجد يف املايض‪ ،‬واملضارع‪ ،‬واألمر‪ ،‬متوسطة‬
‫ومتطرفة‪.‬‬
‫ الم احلرف‪ :‬هي الم ساكنة تلحق آخر احلرف‪ ،‬هلا حكامن‪( ،‬اإلظهار واإلدغام)‪.‬‬
‫ندى مرعشيل‪ ،‬الرتتيل يف آيات التنزيل‪ ،‬ص ‪ ١٥٤‬و‪.١٥٥‬‬

‫‪118‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫ ‪.‬أاملرحلة األوىل‪:‬‬
‫معرفــة ســبب اإلدغــام‪ ،‬وهــو التقــارب بــن خمــرج الــام وغريهـــــا مــن‬
‫احلــروف الشمســية‪ .‬وســبب اإلظهــار وهــو التباعــد بينهــا وبــن احلــروف‬
‫القمريــة‪.‬‬
‫ ‪.‬باملرحلة الثاني�ة‪:‬‬
‫معرفــة تقنيــة اإلدغــام واإلظهــار‪ ،‬وذلــك مــن خــال معرفــة خمــرج الــام‬
‫وحتديـ�ده حتديــدً ا دقي ًقــا‪ ،‬فالــام (صامــت جمهــور‪ ،‬بينــي‪ ،‬مســتفل‪ ،‬منفتــح‪،‬‬
‫ـق‪ ،‬بالنظــر إىل صفــة البينيــة‬ ‫ـرج دقيـ ٌ‬
‫مذلــق‪ ،‬وفيــه صفــة االنـــحراف((()‪ ،‬وهــو خمـ ٌ‬
‫الت��ي هيــ ش��د ٌة جزئي�� ٌة‪ ،‬ورخ��او ٌة جزئي�� ٌة‪ُ ،‬ي��زاد إليهــ��ا االنحــراف الــذي يضطر‬
‫�اص؛ فـلا يمكـــ�ن‬ ‫�كل خـ ٍّ‬ ‫اهلـ�واء إىل اخلـ�روج مـ�ن جانبـ�ي الفـ�م مـ�ع الـلام بشـ ٍ‬
‫وهــذا احلــال يف النطــق اإلتيــان بالــام التــي حتتـ ُـل الفــم أفق ًّيــا أثنــــاء تكوهنــا يف‬
‫ـاور هلــا يف الوقــت عينــه‪ .‬لذلــك‪ ،‬فــإن الــام إذا‬ ‫ـرف جمـ ٍ‬ ‫املخــرج‪ ،‬وتكويــ��ن حـ ٍ‬
‫مـــــا قارب�تـ الص��اد الش��ميس‪ ،‬أصاهبـــ��ا القلــب ثــم اإلدغــام‪.‬‬
‫ ‪.‬جاملرحلة الثالثة‪:‬‬
‫معرفـ�ة مل َ تسـ�قط الـلام يف اللفـ�ظ وتثبـ�ت يف اخلـ�ط؟ السـ�بب يف ثباهتا خــ�ـ ًّطا‬
‫هــو لــب موضــوع هــذا البحــث‪ ،‬وهــو أن علــم األصــوات يتقــدم كل العلــوم‬
‫التــي تلتــه‪ ،‬وأن الصــوت هــو املحــرك األول لــكل العمليــات الذهنيــة التــي تــأيت‬
‫بعــده‪ .‬أمــا يف اإلظهــار‪ ،‬فتُنطــق الــام ظاهــرة مــن دون أيــة شــائبة أو قلــب أو‬
‫إدغــام‪ ،‬بالنظــر إىل حــروف أقــى اللســان واحللــق البعيــدة عــن خمرجهــا‪ ،‬نحــو‪:‬‬
‫القمــر‪ ،‬البــاب‪ ،‬الفاتــح‪ ،‬األب‪ ،‬اهلاويــة‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫الم الفعــل والم احلــرف‪ :‬هــي ال ٌم ســاكن ٌة تــأيت يف آخــر الفعــل ويف آخــر‬
‫احلـــرف‪ ،‬نحــو‪ُ ( :‬قـ ْـل) يف فعــل األمــر‪ ،‬و(بـ ْـل) يف حــرف العطــف واإلرضاب‪.‬‬
‫فاملتعـــلم حــن يســمع الفعــل ُقــل وبعــده هنـ ٌّ‬
‫ـي‪ ،‬فــا يمكنــه التمييــز حتــى يعلــم‬
‫مــاذا حــدث صوت ًّيــا للتــو؟! إذا مــا اتصلــت الــام بــا ٍم أخــرى‪ ،‬يف مثــل (قـ ْـل‬
‫ـا (قـ ْـل ريب)‪ ،‬فــا يمكــن اإلتيــان بالــام‬ ‫ال) = ( ُقــا)‪ ،‬أو إذا اتصلــت بالــراء مثـ ً‬
‫كل منهــا‪ ،‬بالــراء بعــد الــام‪ ،‬ألن كليهمــا حمكــو ٌم بصفــة االنحــراف‪،‬‬ ‫األوىل يف ٍ‬
‫ٍ‬
‫فــا يمكــن النطــق بصوتــن منحرفــن يف آن م ًعــا‪ .‬إن مشــكلة جتــاور احلــروف‬
‫هــي مشــكل ٌة (صوتي ـ ٌة) معقــد ٌة حتتــاج إىل ِمــران وثبــات؛ فلــو علــم املتعلــم كل‬
‫قواعــد اللغــة‪ ،‬وكل تفصيالهتــا الدقيقــة النحويــة والرصفيــة‪ ،‬ومل ُيتقــن أحكامهــا‬
‫الصوتيــة‪ ،‬فــا يمكنــه النطــق باللغــة كــا ينطقهــا أبناؤهــا‪.‬‬

‫((( صفة االنحراف‪ :‬انحراف الالم إىل جانبي طرف اللسان‪ ،‬العرتاض الطرف طريق الالم‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫صفــات أخــرى (األلــف اللينــ�ة ‪-‬‬


‫ٍ‬ ‫الصفــات((( الــي تنشــأ عــن‬
‫الــام املغلظــة ‪ -‬الــراء املفخمــة)(((‪:‬‬
‫تتميــز هــذه األلــف بأهنــا رقيق ـ ٌة رخــوةٌ‪ ،‬فمــن صفاهتــا االســتفال الــذي‬
‫يبايــن االســتعالء‪ ،‬ومقيــاس االســتفال واالســتعالء إنام يقرره مــــــوقع اللســان‬
‫مــن احلــرف الــذي يســبق األلــف‪ ،‬كوهنــا دائـ ًـا تابعـ ًة ال متبوعـ ًة؛ وألهنــا تابعـ ٌة‪،‬‬
‫فصوهتــا ال ينفــك يتغــر‪ .‬فاأللــف يظهــر صوهتــا يف (خآئبــن = مفخــم((()‪،‬‬
‫ويف (عاملــن = مرقــق)؛ كــا أن الــراء((( ُيصيبهــا مــا أصــاب األلــف‪ ،‬فيفخــم‬
‫(ر ٌب – َر َب)‪ ،‬و ُيرقــق إذا كانــت‬ ‫صوتــا إذا كانــت مفتوحــة أو مضمومــة‪ ،‬نحــو‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫مكســورة‪ ،‬نحــو‪( :‬رمــال)‪ .‬أمــا الــام فتُغلــظ يف حالــة واحــدة فقــط يف اللغــة‬
‫العربيــة مــع لفــظ اجلاللــة (اهلل)‪ ،‬وتُســمى الم التعظيــم‪.‬‬
‫قاعــدة‪ :‬األلــف هــي مــن البدائــل املتجــاورة يف املوقــع‪ ،‬تفخــم‪ ،‬وترقــق‬
‫ُ‬
‫وتــال(((‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬التشتت الصويت وشرذمة املعاين‬
‫تشــتت أثنــاء عمليــة التواصــل؛‬ ‫ٍ‬ ‫يتعــرض متعلمــو اللغــة اجلديــدة إىل‬
‫خاصــة عنــد التأثــر ببعــض األصــوات نتيجــة التوجيــه النحــوي لعمليــة التعلــم؛‬
‫أو تأثــر املتكلــم بقواعــد لغتــه‪ ،‬نتيجــة توجيــه مــدريس أو جامعــي إىل التمســك‬
‫دورا مهـ ًّـا يف قناعــة املتعلــم بــا حتملــه‬
‫بمعياريــة اللغــة‪ .‬وقــد تــؤدي الثقافــة هنــا ً‬
‫اللغــة اجلديــدة مــن مفاجــآت‪ .‬فيمكــن أن يصطــدم املتعلــم بقاعــدة اجلمــع يف‬
‫اللغــة اإلنجليزيــة‪ ،‬إذا مل تُفــر صوت ًّيــا‪ ،‬وإذا كان ال يمتلــك يف مقرراتــه ُأســس‬
‫((( الصفة هي اهليئة التي تعرتي احلرف عند تكونه يف املخرج‪ .‬ندى مرعشيل‪ ،‬الرتتيل يف آيات التنزيل‪،‬‬
‫ص ‪.١٠٥‬‬
‫((( األلف اللينة‪ :‬من الصوائت‪ ،‬ومكاهنا يف احلروف األبجدية العربية هو (ال)‪ ،‬كوهنا ال يمكن لفظها‬
‫حتى توصل بحرف قبلها‪ ،‬فهي من موضعها هذا تابعة ال متبوعة‪ ،‬فتتغري صفاهتا وفق احلرف الذي قبلها‪،‬‬
‫مفخم تفخم‪ ،‬وإذا كان مرق ًقا ترقق‪.‬‬
‫ً‬ ‫فإذا كان ما قبلها‬
‫مكي بن أيب طالب‪ ،‬الرعاية‪ ،‬دار عامر‪ ،‬ب‪.‬ط‪ ،.‬األردن‪ ،١٩٨٤ ،‬ص ‪ ٩٤‬و‪.٩٥‬‬
‫((( صفــة التفخيــم يف العربيــة هــي صفــة تنشــأ عــن االســتعالء‪ ،‬ويمكــن تأديتهــا بوســاطة‬
‫رفــع أقــى اللســان إىل مــا يوازيــه مــن احلنــك األعــى؛ و ُيالحــظ أن هــذه ظاهــرة التفخيــم‬
‫تُصيــب الــراء والــام يف بعــض احلــاالت‪.‬‬
‫((( الــراء إذا كانــت متحركــة تتأثــر بحركتهــا‪ ،‬نحــو‪َ :‬مـ َـرض‪ ،‬يكفـ ُـر؛ أمــا إذا كانــت ســاكنة‬
‫فتتأثــر بــا قبلهــا مــن احلــركات‪.‬‬
‫((( تُــال األلــف (إمالــة كــرى وصغــرى)‪ .‬واإلمالــة هــي أن تنحــو‪ َ:‬األلــف إىل خمــرج اليــاء‪،‬‬
‫إمــا جزئ ًّيــا‪ ،‬أو كل ًّيــا‪ .‬وليــس ههنــا مــكان رشح اإلمالــة أو الــكالم عنهــا‪ ،‬لذلــك يمكــن‬
‫االطــاع إىل كتابنــا «الرتتيــل يف آيــات التنزيــل (‪ ،»)٢٠١١‬أو «الواضــح يف تصويــر احلــروف‬
‫(‪ ،)٢٠١٥‬أو (املفصــل يف رشح املقدمــة اجلزريــة (‪ – )٢٠١٤‬دار النهضــة العربيــة)‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫التحليــل الصــويت‪ ،‬كــون تلــك القاعــدة مؤسســة عــى التغــرات الصوتيــة‬


‫وليــس الكتابيــة‪.‬‬
‫مورفيم اجلمع يف اإلجنلزيية‪:‬‬
‫ـال األصــوات املعــروف‪ ،‬هــذه املشــكلة‪ ،‬لذلــك‬ ‫لقــد صــادف ماملــرغ‪ ،‬عـ ِ‬
‫نــراه يبحــث عــن حــل‪ ،‬فيقــول‪« :‬الدراســات احلديثــة بينــت أن وجــوه النطــق‬
‫ـرك دائ ـ ٍم مــن نقطـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ليســت ثابت ـ ًة‪ ،‬أو مســتقر ًة كــا كان يظــن‪ ،‬فاألعضــاء يف حتـ ٍ‬
‫ُ‬
‫إىل أخــرى يف اجلهــاز املصــوت‪ ،‬وهــذا يعنــي أننــا يمكننــا إنتــاج التأثــر الصــويت‬
‫ـوه خمتلفـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬فــا احلــل؟»(((‪.‬‬ ‫نفســه‪ ،‬ولكــن بوجـ ٍ‬

‫قبــل البحــث عــن حــل ال بــد مــن عــرض املشــكلة التــي يمكــن أن‬
‫تعــرض متعلمــي اللغــة اإلنجليزيــة؛ فنحــن نعلــم أن مورفيــم((( اجلمــع يف‬
‫اللغــة اإلنجليزيــة هــو (‪ ،)s‬فــإذا قلــت للمتعلــم إن هنــاك عالمــة مج ـ ٍع يف هــذه‬
‫اللغــة‪ ،‬فلــن يســتغرب ذلــك‪ ،‬ألنــه مــن الطبيعــي أن يكــون هنــاك ثمــة عالم ـ ٌة‬
‫َ‬
‫ريــك عالمــة اجلمــع يف‬ ‫تــدل عــى اجلمــع‪ .‬أمــا أن تقــول للمتعلــم ســوف ُأ‬
‫ـق غريهــا!! مــاذا يفعــل املتعلــم هنــا‪،‬‬
‫ـك أن تنطـ َ‬‫اإلنجليزيــة‪ ،‬ولكننــي أريــد منـ َ‬
‫سـ ُيبادر إىل الســؤال (ملــاذا؟) فــإذا عــرف الســبب‪ ،‬ســيبحث عــن الطريقــة التــي‬
‫حيــدث فيهــا هــذا التغيــر‪ ،‬فيســأل (كيــف؟)‪ .‬وهنــا ال بــد أن تكــون اإلجابــة‬
‫ـه هــذا التغيــر‪ ،‬ويــرى بعينــه‬‫دقيقــة تــوازي نشــاط املتعلــم الــذي يســمع بأذنـ ِ‬
‫الثبــات عــى احلــرف (‪ .)s‬احلقيقــة أن تغيــر عالمــة اجلمــع يف اللغــة اإلنجليزيــة‬
‫حتــدث يف العمــق‪ ،‬وتدرســها الفونولوجيــا املعنيــة بدراســة القواعــد الصوتيــة‪،‬‬
‫خاصــة تلــك التــي أدت إىل تغــرات صوتيــة واضحــة‪ .‬ويمكــن مالحظــة‬
‫مورفيــم اجلمــع يف الكلــات اآلتيــة‪:‬‬
‫‪bigs – hams – cats – coughs – months – cards – fans – hogs – caps‬‬

‫‪kaeps ~bigz – haemz – kaets – coufs – m~s – kardz – faenz – h‬‬

‫كما رأينـا‪ ،‬لقد اختـذت الكلمات‪ ،‬مثـل (‪ )cats‬و(‪ )caps‬عالمة اجلم�ع (‪ ،)s‬إال‬
‫أن كلمات مثـل (‪ )bigz‬و(‪ )fanz‬مل تقبل مورفيم الـ (‪ !)s‬ولكن ملـاذا مل تقبله؟ إذا بحثنا‬
‫عـن اجلـواب نجـد أن الـ (‪ )s‬موجـودة عىل السـطح‪ ،‬ولكن يتعـذر نطقهاومع هذه‬
‫احلـال‪ ،‬نسـأل هـل عالمة اجلمـع يف اإلنجليزيـة هـي (‪ )s‬أم (‪)z‬؟ فاجلواب سـيكون‬
‫حتما (‪ )s‬يف التعريفـات األساسـية‪ ،‬و(‪ )z‬يف التطبيقات العملية‪.‬‬
‫ً‬

‫((( ماملربغ‪ ،‬ص ‪.١٢٨‬‬


‫((( املورفيــم‪ :‬وحــدة بنيويــة صغــرى‪ ،‬أو ُك َليمــة‪ ،‬تشــكل جــز ًءا مــن بنيــة الكلمــة التــي تــدل عــى ‬
‫وظيفــة وانتــاء‪ ،‬نحــو‪« :‬اللواحــق املتعلقــة» باالســم أو بالفعــل‪ ،‬والضامئــر‪ ،‬والم التعريــف‪ ،‬وحــروف‬
‫اجلــر‪ ،‬وأدوات الربط‪.‬جرجــس جرجــس‪ ،‬علــم األلســنية احلديــث‪ ،‬ط‪ ،١‬بــروت‪ ،٢٠٠١ ،‬ص ‪.٤١‬‬

‫‪121‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫سـطحي لـ (‪ )caps‬املضمرة بـ (‪ ،)capz‬وهذه العملية‬


‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫شـكل‬ ‫يمكن اآلن رسـم‬
‫تُسـمى (فونولوجيـا)‪ ،‬أي دراسـة كيفيـة توالـد األصـوات‪ ،‬وكيـف أن األشـكال‬
‫املضمـرة خمتلفـ ٌة عن السـطحية‪ ،‬وتفرس القوانين التي حتكم األصـوات‪ .‬فالواضح‬
‫أن عالمـة اجلمـع األصليـة يف اللغـة اإلنجليزية هـي (‪ )z‬احتكاكية‪-‬لثويـة‪ ،‬فكيف‬
‫أصبح�ت (‪ )s‬يف الظاهـر؟ اجلـواب أن الصوت املهمـوس مثل (‪ )p‬الشـفهي �‪bilabi‬‬
‫‪ ،al‬صريهـا مهموسـ ًة فأصبحـت (‪ .)s‬فـإ ًذا‪ ،‬الصـوت الضمني لـ (‪ )s‬هـو يف احلقيقة‬
‫(‪ ،)z‬وأن (‪ )caps‬ال يمكـن أن تكـون (‪ )capz‬أبـدً ا‪ ،‬ألن (‪ )p‬مهموسـة‪ ،‬و(‪ )z‬جمهـورة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مقبولـة ال يمجهـا‬ ‫ٍ‬
‫أصـوات‬ ‫فالنظـام الصـويت يف كل ٍ‬
‫لغـة هـو مـا يدفـع إىل إنتـاج‬
‫السـمع‪ ،‬نحـو‪.((()/ kaepz/( :‬‬

‫املبحــث الســادس‪ :‬تداخــل الصفــات وأثــره يف تغيــر املعــى‪:‬‬


‫(الــذال والظــاء) و(الســن والصــاد)‬
‫تداخــل الصفــات أن يــؤدي نطــق صــوت معــن إىل تداخلــه مــع صــوت‬
‫آخــر‪ ،‬وأكثــر مــا حيــدث هــذا التداخــل يف األصــوات ذات املخــرج املشــرك‪،‬‬
‫نحــو‪( :‬الــذال والظــاء والثــاء) اللثويــة االحتكاكيــة‪ ،‬و(الســن والصــاد والــزاي)‬
‫اللســانية االحتكاكيــة الصافــرة‪ .‬وقــد حتــدث ســيبويه عــن هــذه الظاهــرة‪،‬‬
‫ونبــه عــن االنشــغال عنهــا بغريهــا‪ ،‬فقــال‪« :‬لــوال اإلطبــاق لصــارت الصــاد‬
‫دال‪ ،‬والظــاء ً‬
‫ذال‪ ،‬وخلرجــت الضــاد مــن الــكالم‪ ،‬ألنــه ليــس يف‬ ‫ســينًا‪ ،‬والطــاء ً‬
‫موضعهــا يشء غريهــا» ‪.‬‬
‫(((‬

‫مطبق)‪،‬‬
‫ـور ٌ‬ ‫ـي جمهـ ٌ‬ ‫ـت مــا بــن األســنان احتكاكـ ٌّّ‬
‫فالظــاء نظــرة الــذال (صامـ ٌ‬
‫ـق)‪ ،‬مهــا‬
‫ـوس صافـ ٌـر مطبـ ٌ‬ ‫ـي مهمـ ٌ‬‫ـوي احتكاكـ ٌّ‬
‫ـت لثـ ٌّ‬‫والصــاد نظــرة الســن (صامـ ٌ‬
‫ـور)‪ ،‬‬
‫ـي جمهـ ٌ‬‫ـت مــا بــن أســناين احتكاكـ ٌّ‬ ‫وحدتــان مســتقلتان عــن الــذال (صامـ ٌ‬
‫مطبــق)‪ ،‬ولننظــر إىل‬‫ٌ‬ ‫صافــر‬
‫ٌ‬ ‫ٌّ مهمــوس‬
‫ٌ‬ ‫لثــوي احتكاكــي‬
‫ٌ‬ ‫والســن (صامــت‬
‫ٌ‬
‫الصفــات الفارقــة لـ ٍ‬
‫ـكل منهــا ‪:‬‬
‫(((‬

‫صفات الـذال‪ :‬جهر – رخاوة – استفال – انفتاح – إصامت‪.‬‬


‫صفات الظاء‪ :‬جهر – رخاوة – استعالء – إطباق – إصامت‪.‬‬
‫صفات الصاد‪ :‬مهس ‪ -‬رخاوة – استعالء – إطباق – إصامت صفري‪.‬‬
‫صفات السني‪ :‬مهس – رخاوة – استفال ‪ -‬إطباق ‪ -‬إصامت صفري‪.‬‬
‫هنــاك صفتــان فارقتــان متيــزان الــذال عــن الظــاء‪ ،‬والصــاد عــن الســن ‬
‫((( ندى مرعشيل‪ ،‬الواضح يف تصوير احلروف‪ ،‬ص ‪.٤٥ – ٤٣‬‬
‫((( سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬تعليق‪ :‬إميل يعقوب‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،٢‬بريوت‪.٥٧٥/٤ ،٢٠٠٩ ،‬‬
‫((( ندى مرعشيل‪ ،‬الواضح يف تصوير احلروف‪ ،‬ص ‪.٩٥ – ٩١‬‬

‫‪122‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫(االســتعالء واإلطبــاق)‪ ،‬فــإذا ُوجــدت صفــ ٌة فارقــ ٌة واحــد ٌة حصــل التاميــز‪،‬‬


‫وقــد ميــز العــرب بــن الصفــات املطبقــة وغريهــا مــن األصــوات املنفتحــة‬
‫التــي تشــاركها يف املخــرج‪ ،‬وأعــاروا هــذا األمــر أمهيــ ًة كبــر ًة مــن الناحيــة‬
‫النطقيــة لصفــة اإلطبــاق لقوهتــا املســيطرة عــى غريهــا مــن الصفــات‪ .‬فتقنيــة‬
‫اإلطبــاق النطقيــة أن يرتفــع اللســان بمجملــه إىل احلنــك األعــى‪ ،‬ويتقعــر‬
‫اللســان يف الوســط‪ ،‬ويرتفــع أقــى اللســان فيحصــل االســتعالء‪ ،‬فــكل صـ ٍ‬
‫ـوت‬
‫ـق البــد أن يكــون مســتعل ًيا‪ ،‬ألن تقنيــة اإلطبــاق تتضمــن االســتعالء مــن‬ ‫مطبـ ٍ‬
‫ـتعل هــو مطبــق بالــرورة‪ .‬حيــدث التداخــل‬ ‫ـوت مسـ ٍ‬‫خمرجهــا‪ ،‬وليــس كل صـ ٍ‬
‫يف األصــوات ذات املخــرج الواحــد‪ ،‬نحــو‪( :‬الــذال والظــاء) و(الســن والصــاد)‬
‫يف‪:‬‬
‫و(حمظورا)‪ :‬احلذر التنبه‪ ،‬واحلظر احلصار‪.‬‬
‫ً‬ ‫(حمذورا)‬
‫ً‬
‫(عســــى) و(عصـــــا)‪ :‬عســى اســم للتمنــي‪ ،‬وعصــا أداة تســتعمل لعــدة‬
‫حــاالت‪.‬‬
‫يف علــم اللغــة احلديــث‪ ،‬الــذال والظــاء‪ ،‬والســن والصــاد فونيــات‪،‬‬
‫ألن التقابــل فيــا بينهــا أدى إىل تغيــر املعنــى‪ .‬ويمكــن مالحظــة ســاع صــوت‬
‫ذبذبــة يف الــذال والظــاء‪ ،‬نتيجــة اهتــزاز الوتريــن الصوتيــن عنــد النطــق هبــا‪،‬‬
‫إذ يتكــرر الصــوت املجهــور يف خمرجــه‪ ،‬فتحــدث الذبذبــة‪ .‬أمــا الصــاد والســن ‬
‫فــا حيــدث معهــا ذبذبــة يف الوتريــن الصوتيــن‪ ،‬إذ ينفــرج الوتــران عنــد النطــق‬
‫مهموســا «ملــا كانــت األصــوات‬
‫ً‬ ‫هبــا‪ ،‬ف ُيخفــى الصــوت ثــم ُيســمع لــه صو ًتــا‬
‫منطوقــة بمســاعدة الذبذبــات احلنجريــة‪ ،‬فهــي أصــوات جمهــورة‪ ،‬أو بــدون‬
‫مشــاركة الوتريــن الصوتيــن‪ ،‬فهــي أصــوات مهموســة»(((‪.‬‬
‫همزة الوصل يف العربي�ة(((‪:‬‬ ‫ ‬
‫ال بــد ملتعلــم اللغــة العربيــة أن يتعلــم الوقــوف الصحيــح عــى املقطــع‬ ‫ ‬
‫ٍ‬
‫الكالمــي‪ ،‬واالبتــداء الصحيــح بــه؛ فالعــرب ال تبــدأ بســاكن‪ ،‬وال تقــف عــى ‬
‫ٍ‬
‫متحــرك‪ ،‬وهــذه قاعــد ٌة عظيمــ ٌة مــن قواعــد العــرب أدت إىل إنشــاء ظواهــر‬
‫ـة مجـ ٍ‬
‫ـة‪ .‬إذ قــد ُيصيــب التشــتت الصــويت‬ ‫ـكالت نطقيـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ـة كانــت حـ ًّ‬
‫ـا ملشـ‬ ‫صوتيـ ٍ‬
‫املتعلــم‪ ،‬خاصـ ًة عنــد االبتــداء يف فعــل األمــر‪ ،‬فيجــد صعوبـ ًة يف نطــق الســاكن‪،‬‬
‫و ُيعطــى جوا ًبــا يزيــد مــن تشــتته‪ ،‬إذ يعتمــد بالكامــل عــى الناحيــة الصوتيــة‪.‬‬
‫(ج ِلــس)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فليــس أثقــل عــى اللســان مــن االبتــداء بالســواكن‪ ،‬نحــو‪ْ ( :‬غفــر)‪ْ ،‬‬
‫‪(1)Trubetzkoy, P. 58.‬‬
‫(سلم اللسان)‪ .‬هي التي تثبت يف االبتداء‪ ،‬وتسقط يف الدرج‪ ،‬وبام أن‬
‫أيضا ُ‬
‫((( مهزة الوصل‪ :‬وتُسمى ً‬
‫االبتداء بالكالم ال يكون إال بمتحرك‪ ،‬فإن أول الكالم حيتاج إىل مهزة وصل‪ ،‬إن كان ساكنًا‪ ،‬كي نستطيع‬
‫النطق به‪ .‬للتوضيح ُانظر كتابنا‪« :‬الرتتيل يف آيات التنزيل»‪ ،‬ص ‪.١٨٠‬‬

‫‪123‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫( ْكتُــب) يف أفعــال األمــر مــن الثالثــي‪ ،‬أو (نْتقــال)‪( ،‬نْتصــار)‪ْ ( ،‬بتــاء) يف‬
‫ـتأثر)‪،‬‬
‫(سـ َ‬‫ـتغفر)‪ْ ،‬‬
‫(سـ َ‬ ‫املصــادر‪ ،‬أو يف أفعــال املــايض اخلامســية والسداســية‪ ،‬نحــو‪ْ :‬‬
‫ضــورض)‪ ...‬إذ يمكــن للمتعلــم أن حيــل بعــض املشــكالت النحويــة أو‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫(خ‬
‫الرصفيــة بنفســه‪ ،‬باالعتــاد عــى الكتــب املتوفــرة‪ ،‬إال أن املشــكلة النطقيــة ال‬
‫ـفاها؛ فبعــد أن يعــرف متعلــم العربيــة قواعــد هــذه اللغــة‪،‬‬
‫أن تــل إال شـ ً‬‫يمكــن ُ‬
‫ينتقــل إىل مرحلــة التطبيــق العمــي‪ ،‬وهنــا جيــب أن يتعــرف إىل مهــزة الوصــل‬
‫والطــرق املفضيــة إىل اســتخداماهتا‪.‬‬
‫مــن املســائل املتعلقــة هبمــزة الوصــل‪ ،‬والتــي يمكــن أن تشــتت‬
‫املتعلم‪:‬ماهيـ�ة مهـ�زة الوصـ�ل‪ ،‬وملـ�اذا ُسـ�ميت مهـ�زة؟‬
‫هــي مهــزة عارضــة (أي ليســت أصليــة)‪ ،‬تدخــل عــى الم التعريــف‬
‫فتتحــرك بالفتحــة‪ ،‬كــا تدخــل إىل األســاء واألفعــال‪ ،‬فتتحــرك باحلــركات‬
‫وســميت مهــزة وصــل لقدرهتــا عــى ‬
‫الثــاث‪ ،‬وهلـــا قواعــد وأحــكام كثــرة؛ ُ‬
‫وصــل الــكالم‪ ،‬أي االبتــداء بالســاكن‪.‬‬
‫ُ‬
‫تسقط يف الدرج‪ ،‬أي أثن�اء وصل الكالم؟‬ ‫ِلم‬
‫تســقط أثنــاء درج الــكالم‪ ،‬لف ًظــا فقــــط‪ ،‬مــع الم التعريــف الســاكنة‪ ،‬من ًعــا‬
‫اللتقاء الساكنني‪ ،‬وال تســقط مــن الكتابــة‪.‬‬
‫ما هي القواعد اليت حتكم حركتها؟ وكيف يمكن النطق بها؟‬
‫تعتمــد عــى القاعــدة الصوتيــة والنطقيــة للحــركات الثــاث‪ ،‬فــإذا ُوضعت‬
‫مفتوحــا‬
‫ً‬ ‫يف أول فعــــــل األمــر مــن الثالثــي‪ُ ،‬ينظــر إىل الصــوت الثالــث‪ ،‬إذا كان‬
‫ــس = اِجلــس‪.‬‬
‫ِ‬
‫ذهــب‪َ ،‬ج َل َ‬ ‫ْ‬
‫ا ترك بالكــر‪ ،‬نحــو‪َ :‬ذهــب = اِ‬
‫َ َ‬ ‫مكسور ُ‬
‫ً‬ ‫أو‬
‫َع َبدَ = ُا ع ُبد‪.‬‬ ‫ ‬ ‫نحو‪:‬‬
‫وإذا كان مضمو ًما حترك بالضم‪ ،‬‬
‫املبحــث الســابع‪ :‬الفوقطعيــة(((‪ ،‬الفونيمــات الفــوق‪ -‬تركيبي ـ�ة‪:‬‬
‫(النــر – والطــول ‪ -‬واالنتقــال ‪ -‬التنغيــم)(((‪:‬‬
‫اللغــة نظــام كامــل مــن العــادات النطقيــة‪ ،‬وتتضمــن التنغيــم وأشــكال‬ ‫ ‬
‫النــر الزفــري التــي حتــل بدائــل لظواهــر أخــرى جديــدة‪.‬‬
‫‪١.١‬النبــــــر(((‪ :‬هــو الضغــط عــى مقطــع مــن املقاطــع‪ ،‬بحيــث يتميــز عــن‬

‫((( ‪ phone‬حــن تســتخدم يف علــم اللغــة تعنــي الصــوت املفــرد؛ أمــا ‪ phoneme‬فمتولــدة عنهــا‪،‬‬
‫وتعنــي الوحــدة الصوتيــة عــى مســتوى التشــكيل أو التنظيــم األدائــي‪ .‬ماملــرغ‪ ،‬ص ‪.٢٢٩‬‬
‫((( ندى مرعشيل‪ ،‬الواضح يف تصوير احلروف‪ ،‬ص ‪ ٦٠‬و‪.٦١‬‬
‫((( النــر‪« :‬أن تــرز بعــض أجــزاء سلســلة األصــوات عــى حســاب األجــزاء األخــرى‪،‬‬

‫‪124‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫غــره مــن مقاطــع الكلمــة‪ ،‬ويــزداد وضوحــه يف الســمع‪.‬‬


‫ليســت القضيــة هنــا حتديــد املقطــع املنبــور‪ ،‬ولكــن احلالــة النطقيــة امللتبســة‬
‫التــي تدعــو إىل اســتخدامه مــن ِق َبــل املتكلــم‪ .‬فعــى ســبيل املثــال مجلــة (اِرتشــفا‬
‫ـف ا ْلقهــوة = اِرتشـ َف ْلقهوة)‪،‬‬
‫ا ْلقهــوة) بصيغــة املثنــى‪ ،‬فاملتعلــم سيســمعها (اِرتشـ َ‬
‫بصيغــة املفــرد الغائــب (هــو)‪ ،‬بينــا هــي بصيغــة املثنــى (اِرتشــفا القهــوة)‬
‫أي مهــا‪ .‬ولكــن مــاذا حــدث لصــوت األلــف؟ هــل ســقطت يف اللفــظ؟ هــل‬
‫ُأبدلت؟ احلقيقة أن األلــف ســقطت لف ًظــا تب ًعــا للقاعــدة التــي تقــول‬
‫ـاكن بعــده‪ ،‬وهنــا اِلتقــى حــرف‬‫بوجــوب ســقوط حــرف املــد لف ًظــا إذا التقــى بسـ ٍ‬
‫املــد بــام التعريــف الســاكنة بــدون انفصــال بينهــا‪ ،‬إذ ال اعتبــار هلمــزة الوصــل‬
‫كوهنــا تســقط يف الــدرج‪ .‬وهنــا ال بــد مــن النــر للتعويــض عــن صــوت املثنــى‬
‫الــذي ســقط لف ًظــا‪ .‬هــذا النــر ُيســمى نــر التوتــر‪ ،‬إذ تُنطــق أصــوات املقطــع‬
‫املنبــور بمزيــد مــن القــوة‪.‬‬
‫ُ‬
‫قد تد احلركات القصرية لتؤلف نظائرها الطويلة‪ ،‬فالطول‬ ‫‪2.2‬الطول‪:‬‬
‫ٍ‬
‫والقرص تنوعات صوتية ختتلف وظيفتها من لغة إىل أخرى‪ .‬ففي العربية الطول‬
‫والقرص يغريان من املعنى‪ ،‬من خالل تغيري املبنى عند ترصيف كلمة ما‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫(كـ ـَ ت ـَ ب ـَ ‪ /‬كـ ـَ ـَ ت ـِ ب ‪ /‬كـ ـِ ت ـَ ـَ ب)‬
‫فوظيفــة الفعــل (كتــب) زمنيــة تــدل عــى احلــدوث‪ .‬و(كاتــب) معنويــة‬
‫تــدل عــى صاحــب احلــدث‪ .‬و(كتــاب) اِســم‪.‬‬
‫‪3.3‬االنتقــال‪ :‬بالســكتة اخلفيفــة بــن كلـ ٍ‬
‫ـات أو مقاطــع يف حــدث كالمــي‪،‬‬
‫بقصد الداللة عىل مكان انتهاء لفظ أو مقطــع أو بدايــة آخــر‪ ،‬نحــو‪:‬‬
‫اإلنجليــزي ‪ )an) aim‬هــدف و(‪ )a name‬اســم‪ .‬العربيــة‪َ ( :‬ا ْلبــاب وأ ْلبــاب)‪،‬‬
‫بينهــا أن األوىل معرفــة مــن النكــرة (بــاب‪َ :‬ا ْلبــاب)‪ ،‬والثانيــة مــن‬
‫َْ‬ ‫والفــرق‬
‫االســم (لــب‪ :‬أ لبــاب) بمعنــى عقــل‪.‬‬
‫‪4.4‬التنغيـــم‪ :‬فريتبــط بدرجــة الصــوت الــذي يقــوم بــدور متييــزي عــى ‬
‫مســتوى اجلملــة‪ ،‬فمقــدار التنغيــم يؤثــر يف مقــدار التعبــر ونوعيتــه عــن املشــاعر‬
‫واحلــاالت الذهنيــة املختلفــة‪ ،‬كــا يســاعد عــى تغيــر اجلملــة مــن اخلــر إىل‬
‫االســتفهام‪ ،‬أو إىل التعجــب؛ فجملــة‪( :‬جــاء أمحــد) هــي إثباتيــة إذا نُطقــت‬
‫ٍ‬
‫ـتفهامية عنــد اســتخدام تنغيــم مــن نــو ٍع‬‫ـة اسـ‬‫بتنغي ـ ٍم خــاص‪ ،‬وتنقلــب إىل مجلـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫آخــر‪ ،‬نحــو‪( :‬جــاء أمحــد؟)‪ ،‬أو تعجبيــة (جــاء أمحــد!)‪ ،‬أوخربيــة (جــاء أمحــد)‪.‬‬

‫ويساعد يف إبراز هذه الوحدة التوتر املسموع وهو (القوة الزفريية)»‪ .‬ماملربغ‪ ،‬ص ‪.٨٧‬‬

‫‪125‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املبحث الثامن‪ :‬التب�اين بني األنظمة الصوتي�ة‪:‬‬


‫إن تعلــم اللغــة األجنبيــة‪ ،‬ســواء أكانــت عربيــة أو غريهــا‪ ،‬يتطلــب‪،‬‬
‫بالدرجــة األوىل‪ ،‬الســيطرة عــى العــادات النطقيــة اجلديــدة؛ ولكــن حتــدث‬
‫بعــض األخطــاء الصوتيــة يف األداء النطقــي للعربيــة مــن املتعلمــن األتــراك‪،‬‬
‫بســبب بعــض التداخــات الصوتيــة بــن لغتهــم الرتكيــة واللغــة الثانيــة العربيــة‪،‬‬
‫ويــرى ماملــرغ أنــه مــن احلــري باملتعلــم أن يتعلــم اســتخدام الفــروق الفيزيقيــة‬
‫والفيزيولوجيــة التــي ليســت هلــا يف لغتــه اخلاصــة قيمــة وظيفيــة»(((‪ ،‬ومنهــا‪:‬‬
‫‪١.١‬التســهيل‪ :‬يســتبدل فيهــا الناطــق باللغــة الرتكيــة‪ ،‬والــدارس للعربيــة‬
‫صــوت ‪/‬ح‪ /‬بصــوت ‪ ،/h/‬وصــوت ‪/‬خ‪ /‬بصــوت ‪/h/‬؛ فينتقي أقــرب األصوات‬
‫خمرجــا وصفا ًتــا يف لغتــه إىل الصــوت املســتهدف بالتعلــم‪ ،‬نحــو‪( :‬اِخــر احلقل)‬‫ً‬
‫ـق اهلــاء احلنجريــة االحتكاكيــة‬ ‫التــي ســينطقها يف البدايــة (اِهــدر اهلـ ُ‬
‫ـكل)‪ ،‬فينطـ ُ‬
‫ـدل مــن احلــاء احللقيــة اهلموســة‪ ،‬والــكاف الطبقيــة (التــي ختــرج مــن منطقــة‬ ‫بـ ً‬
‫الطبــق يف أقــى اللســان) املهموســة واملســتفلة‪ً ،‬‬
‫بــدل مــن القــاف احلنكيــة‬
‫املجهــورة واملســتعلية‪.‬‬
‫‪2.2‬األنســاق البديلــة‪ :‬هــي أصــوات متشــاهبة ال متلك سـ ٍ‬
‫ـات فارقــة يف اللغة‬
‫األم‪ ،‬ولكنهــا ُت َعــد فونيــات يف اللغــة اهلــدف؛ عــى ســبيل املثــال‪ ،‬األخطاءالتـي ‬
‫يقــع فيهــا الــدارس العــريب ألصــوات اللغــة الرتكيــة بســبب فونيــات ُت َعــدُ‬
‫ألوفونــات يف لغتــه األم‪ ،‬فــا يفــرق املبتــدئ يف دراســة الرتكيــة بــن نطــق ‪ /i/‬و‪/I/‬‬
‫مهــا فونيــان خمتلفــان بالرتكيــة‪ ،‬فاحلــرف ‪ /I/‬صــوت جمهــور صلــب ‪ ،kalın‬و‪/i/‬‬
‫جمهــور رقيــق ‪ ،ince‬نحــو‪ )sakın( :‬يقوهلــا العــريب ‪ .))sakin‬إن لفــظ ‪ /i/‬مــكان ‪ /I/‬يف‬
‫العربيــة ال يغــر املعنــى‪ ،‬فلــو قلــت (يف البيــت ‪ )fi‬أو (يف البيــت ‪ )fI‬ال يتغرياملعنــى‪،‬‬
‫ولكــن تتغــر نقطــة االرتــكاز النطقــي؛ أمــا يف الرتكيــة فيتغــر املعنــى‪ ،‬ألن اللغــة‬
‫الرتكيــة هــي لغــة تعتمــد عــى االنســجام الصــويت يف الصوائــت‪ ،‬فــإذا كان‬
‫ـا نحــو‪ )a( :‬فــا بــد مــن اســتخدام الصائــت الــذي يناســبه (‪)I‬‬ ‫الصائــت مفخـ ً‬
‫املجهــور املبلــوع‪ ،‬وإن كان مرق ًقــا (‪ )e‬فــا بــد مــن أن يل َيهــا الصائــت (‪ )i‬األمامــي‬
‫ـر مــن شــكله وحجمــه‬ ‫كــي حيصــل االنســجام‪ .‬فتجويــف الفــم يمكــن أن يغـ َ‬
‫هبيئــات ال تتناهــى‪ ،‬بفضــل حــركات اللســان الــذي يملــؤه يف جــزء كبــر منــه‪،‬‬
‫وكذلــك األمــر بالنســبة إىل صــويت ‪ ]]ü – u‬بالرتكيــة اللــذان يشــكالن صوتًــا‬
‫واحــدً ا يف العربيــة ‪ُ /‬ا ْو‪/‬؛ أمــا يف الرتكيــة فهــا فونيــان خمتلفــان يؤديــان إىل تغيــر ‬
‫املعنــى‪ ،‬نحــو‪ /u/ :‬يف ‪ ،)find( – bulmak‬والـــ ‪ //ü‬يف ‪« .)manager( müdür‬احلــركات‬
‫أصــوات اِنطالقيــة‪ ،‬يندفــع اهلــواء خــال النطــق هبــا عــر جمــراه يف الفــم‪ ،‬دون‬

‫((( املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.٢٣١ – ٢٢٩‬‬

‫‪126‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫أي عائــق يعرتضــه؛ بعكــس الصوامــت التــي تقــوم عــى االعــراض»(((‪.‬‬


‫‪3.3‬جتــزيء الرتكيــب الصــويت للكلمــة‪ :‬أي نطــق األصــوات بشـ ٍ‬
‫ـكل متقطـعٍ‪،‬‬
‫خاصـ ًة الكلــات ذات املقاطــع الطويلــة يف الرتكيــة‪ ،‬وجتزيئهــا إىل مقاطــع صوتيــةٍ‬
‫ـجمة‪ ،‬بســبب مقارنــة املقاطــع الصوتيــة مــع لغــة املتكلــم األم‪ ،‬التــي‬ ‫غــر منسـ ٍ‬
‫تكــون عــاد ًة مقتضبــة‪ .‬فالنظــام الصــويت يف اللغــة الرتكيــة نظــام مقاطــع طويلــة‪،‬‬
‫نحــو‪ :‬الكلمــة الرتكيــة املؤلفــة مــن ‪ ٧٠‬حر ًفــا‪:‬‬
‫‪muvaffakiyetsizleştiricileştiriveremeyebileceklerimizden-‬‬
‫‪mişsinizcesine‬‬
‫ومعناهــا‪« :‬لــو كنــت مــكان هــؤالء الذيــن تنتقدهــم قــد تكــون غــر قـ ٍ‬
‫ـادر عــى ‬
‫فعــل مــا تتحــدث عنــه وتنصحهــم بــه بســهولة ونجــاح»‪ .‬إال أن النظــام الصــويت‬
‫يف العربيــة خمتلــف‪ ،‬ال يتحمــل هــذا الطــول وهــذا التكــرار لألصــوات ذاهتــا‪،‬‬
‫فالعــرب تتجنــب املقاطــع الطويلــة املتكــررة‪ ،‬ومتجهــا‪ ،‬فيحذفــون و ُيســقطون‬
‫ويســهلون ويعوضــون؛ لذلــك‪ ،‬فــإن أطــول كلمتــن يف العربيــة «أفنلزمكموهــا»‬
‫و«فســيكفيكهم»‪ ،‬عــى عكــس النظــام الصــويت يف اللغــة الرتكيــة‪ ،‬القائــم عــى ‬
‫املقاطــع الصوتيــة وانســجامها وتكرارهــا‪ ،‬نحــو‪ :‬كلمــة (‪ )ayrılıntırılmıştır‬النظــام‬
‫الصــويت العــريب يكافــح التكــرار لرتابتــه وعجــزه عــن حتقيــق املــراد األســلويب‬
‫مــن الــكالم‪ ،‬لذلــك تلجــأ العــرب يف ذلــك إىل قاعدتــن كبريتــن لتوجيــه النطــق‬
‫أســلوب ًيا‪ ،‬ومهــا «اإلدغــام» و«املخالفــة»‪ .‬فقاعــدة املخالفــة تعــارض التكــرار‬
‫الصــويت يف الرتكيــة يف مثــل ‪ yararlanmalıdır‬أي (جيــب اســتخدامه)‪ .‬هــذا التبايــن‬
‫يف األنظمــة الصوتيــة يطــرح بقــوة رضورة تغيــر املنهــج املتبــع يف تعليــم اللغــات‬
‫األجنبية من قواعدي ‪ -‬نحوي‪ ،‬إىل رصيف ‪ -‬صويت‪ .‬‬
‫‪4.4‬التقديــم والتأخــر‪ :‬الرتكــي الــذي يتعلــم العربيــة هــو متأثـ ٌـر بلغتــه األم‬
‫الت��ي تدع��وه إىل اس��تخدام الفعـ�ل يف آخــر هــذه اجلملــة ‪،))dün, hastaya gittim‬‬
‫ويمكــن ترمجتهــا يف العربيــة إىل‪( :‬البارحــة‪ ،‬إىل املستشــفى ذهبــت)‪ ،‬ففــي العربيــة‬
‫الفعــل يقــع يف أول اجلملــة‪ ،‬ويف الرتكيــة الفعــل يقــع يف آخــر اجلملــة‪ .‬فــإذا مــا‬
‫ـائل‪( :‬مــا عالقــة النظــام الصــويت يف هــذا الرتكيــب؟)‪ ،‬فاجلــواب هــو يف‬ ‫ســأل سـ ٌ‬
‫ـدل مــن الضــم الــذي يؤلــف‬ ‫(ت) بالســكون بـ ً‬ ‫الوقــوف عــى الضمــر املتصــل ُ‬
‫ـكل واضـ ٍ‬
‫ـح‪.‬‬ ‫وحــد ًة صوتي ـ ًة تعــو ُد إىل صاحــب احلــدث بشـ ٍ‬
‫يف اإلنجليزيــة‪ )my name is Fady( :‬أي‪ :‬اِســمي يكــون فــادي؛ أمــا‬ ‫ ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العــريب‪ ،‬فيقــول‪« :‬اســمي فــادي»‪ ،‬أو‪( :‬اســمي هــو فــادي)‪ ،‬يســتخدم مجلــة‬
‫اإلســناد املؤلفــة مــن (مبتــدأ وخــر)‪ ،‬فيحــذف الفعــل (كائــن) ‪ .is‬هــذه القضيــة‬
‫أثرتــا يف بحثــي عــن الرباغامتيــة ونظريــات التــداول (نظريــة غرايــس يف معرفــة‬
‫ُ‬
‫‪(1)Trubetzkoy, P.75.‬‬

‫‪127‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫قصــد املتكلمــن) (((‪« .‬اللغــة املعطــاة متلــك سلســل ًة واحــد ًة مــن األصــوات التي‬
‫تظهــر فقــط يف وضــع حمــدد والسلســات األخــرى التــي ال تســتطيع الظهــور يف‬
‫هــذا املوضــع»(((‪.‬‬
‫املبحث التاسع‪ :‬حاالت نمطية يف اللغة األم ‬
‫(((‬

‫ـرا يف الوضــع‬ ‫احلــاالت النمطيــة يف اللغــة األم نحــو‪ /s/ :‬التــي ال تظهــر كثـ ً‬
‫األخــر مــن الكلــات الرتكيــة‪ ،‬و‪ /k/‬التــي ال تشــكل هناية لكلــات كثــرة يف اللغة‬
‫اإلنجليزيــة‪ ،‬وتوجــد بكثــرة يف أواخــر اللغــة الرتكيــة‪ ،‬وهــي مــن أهــم لواحــق‬
‫األفعــال ‪ ،mek/mak‬بينــا نجــد أن اللغــة اإلنجليزيــة تُنهــي أواخــر مقاطعهــا‬
‫بالصــوت الســائل ‪ ،/l/‬نحــو‪ ،meal – seal – real :‬وتتكــرر بشــكل مــزدوج يف هنايــة‬
‫أكثــر الكلــات‪ ،‬نحــو‪ .kill – brill – shall – mall :‬ويمكــن مالحظــة اســتخدام‬
‫ـب‬ ‫هــذا الصــوت بكثــرة يف أوائــل الكلمــة وأواخرهــا يف اللغــة اإلنجليزيــة كمركـ ٍ‬
‫فــردي‪ ،‬نحــو‪ lateral :‬جانبــي‪ ،‬فلــو تتبعنــا صــوت ‪ /l/‬يف أول الكلمــة‬ ‫ٍّ‬ ‫لفونيــم‬
‫لوجدنــاه مرق ًقــا (‪ )a‬أماميــة‪ ،‬أمــا الصــوت الصــادر عــن ‪ /l/‬يف آخــر هــذه الكلمــة‪،‬‬
‫فهــو مفخــم (‪ )a‬خلفيــة(((‪ ،‬ومثلهــا كثــر يف اللغــة العربيــة‪ ،‬نحــو‪ :‬الــراط‪/‬‬
‫صــور‬
‫ٌ‬ ‫الــراط‪ ،‬وصقر‪/‬زقر‪/‬ســقر‪ ،‬التــي تعنــي طائــر الصقــر‪ ،‬وهــي كلهــا‬
‫ســياقية لألصــوات‪ ،‬أي ال تغــر املعنــى عــى الرغــم مــن التغــر الــكيل الصــويت‬
‫يف الصفــات الفارقــة‪ ،‬إال أهنــا تبقــى يف حــدود وصفهــا باأللوفونــات‪ ،‬بالنظــر إىل‬
‫طغيــان املعنــى‪.‬‬
‫وم��ن احل��االت النمطي��ة يف اإلنجليزي��ة الص��وت األنف��ي ‪ -‬الطبق��ي‪،)ing( :‬‬
‫وهــو صــوت غــر موجــود يف العربيــة‪ ،‬نحــو‪( jung :‬شــاب)‪ ،‬ويمكــن ســاعه‬
‫عنــد إحــداث بعــض املامثلــة ‪ longue minute‬يف الفرنســية(((‪ .‬فالصوامــت تفقــد‬
‫ٍ‬
‫مهموســة‪ ،‬نحــو‪( :‬مهــس ‪ )d‬يف الفرنســية‬ ‫جهرهــا عندمــا تتصــل بصوامــت‬
‫قبــل الصامــت ‪ /s/‬املهمــوس‪ ،‬وهــذا يــدل أن األصــوات ال يمكنهــا أن تعــر ‬
‫عــن نفســها‪ ،‬وهــو األمــر الــذي يزيــد مــن صعوبــة إدراك املنطوقــات يف اللغــة‬

‫((( نـدى مرعشلي‪« ،‬احلمولـة التداوليـة واخللفيـة التواصليـة يف اخلطـاب التـداويل»‪ ،‬بحـث ُألقـي يف‬
‫«املؤمتـر الـدويل اخلامس لكليـة اآلداب‪ ٩-٨ /‬أيار ‪ »٢٠١٨‬حتـت عنوان‪« :‬اللغـة واآلدب منصة التفاعل‬
‫احلضـاري» – جامعـة مؤتـة – األردن‪ .‬البحـث منشـور يف املجلـة املحكمـة «أوراق ثقافيـة» – بريوت‪.‬‬
‫((( تروبتسكوي ص ‪.٤٩‬‬
‫((( تروبتزكــوي ‪ :Trubetzkoy‬اشــتهر يف أوروبــا بالوظيفيــة والبنائيــة‪ ،‬واســمه ملتصــق بحلقــة بــراغ‪،‬‬
‫وبالصفــات الفارقــة‪ .‬بحــث بمفهــوم اهليئــات أو الصفــات وفكــرة املعارضــة الفونيــم‪ ،‬والعالقــة بــن ‬
‫علــم األصــوات وعلــم الفونولوجيــا‪ ،‬ومفهــوم‬
‫‪N.S. Trubetzkoy, Principles of Phonology, Translated by: Christiane A.M. Baltaye, University‬‬
‫‪.of California Press, California, 1969, P.7‬‬
‫ٍ‬
‫ملزيد من اإليضاح يف هذه املسألة ُانظر‪ ،Trubetzkoy :‬ص ‪.٧‬‬ ‫(((‬
‫‪(5)Ibid, P.93.‬‬

‫‪128‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫األجنبيـ�ة‪ ،‬نحـ�و‪« :‬صوامـ�ت الوشوشـ�ة ‪ ،chuintantes‬وصوامــت الصفــر �‪sifflan‬‬


‫‪ ،tes‬التــي تقــوم عــى األثــر الصــويت وعــى اختــاف الــردد الــذي يميزهــا»(((‪.‬‬
‫ـاالت نمطيـ ٌة أخــرى حتــدد املقطــع العــريب الــذي ال ُيشــبه شــكل‬
‫هنــاك حـ ٌ‬
‫املقاطــع يف اإلنجليزيــة‪ ،‬أو الفرنســية أو الرتكيــة‪ .‬هــذه املقاطــع تعتمــد بشـ ٍ‬
‫ـكل‬
‫كامـ ٍ‬
‫ـل عــى التناغــم يف الرتكيــب الصــويت؛ فعــى ســبيل املثــال‪ ،‬اللغــة العربيــة ال‬
‫ٍ‬
‫تبــدأ أبــدً ا بصائــت‪ ،‬وهــذه هــي علــة وجــود الكثــر مــن القواعــد الكــرى كـــ‬
‫(أحــكام مهــزة الوصــل وغريهــا)‪ .‬ورشوط املقطــع العــريب كاآليت‪:‬‬
‫‪1.1‬يبــدأ املقطــع الصــويت بصامــت‪ ،)cv( ،‬بينــا الفرنســية واإلنجليزيــة تبــدأ‬
‫ٍ‬
‫بصائــت(‪.)vc‬‬

‫‪2.2‬ال يقبــل صامتــن يف أولــه‪ ،‬ليــس لدينــا يف العربيــة شــكل (‪ )ccv‬أو (‪،)cccv‬‬
‫كــا يف اإلنجليزيــة‪:‬‬
‫‪brave / straight‬‬

‫‪cccv‬‬ ‫‪/ccv‬‬

‫اخلاتمة‪:‬‬
‫رأينــا كيــف أن قضيــة توحيــد اللغــات حــول العــامل مــا زالــت تعرتضهــا‬
‫الكثــر مــن التعقيــدات‪ ،‬إن مــن خــال ســيطرة اللغــة األم‪ ،‬أو مــن العــادات‬
‫الســمعية يف عنــارص األنظمــة الصوتيــة املتباينــة‪ ،‬خاصــ ًة عنــري التشــابه‬
‫الشــكيل والســمعي‪ ،‬ا ُملثبتــن عــى معرفــة متييــز األشــكال الســمعية والســطحية‬
‫عامــل أســايس يف حتصيــل امللكــة اللغويــة‪ ،‬خاصــ ًة‬‫ٌ‬ ‫يف كل اللغــات؛ فالســمع‬
‫ٍ‬
‫ســاع مــا يــدور يف املحيــط‪ ،‬فاملتعلــم يعتــاد بيئتــه اللغويــة دون جهــد وال تفكــر‪ٍ،‬‬
‫ٌ‬
‫فاعــل يف‬ ‫دور‬
‫ويرتافــق نمــو اللغــة يف داخلــه بالعــادات واحلــركات التــي هلــا ٌ‬
‫ـة لغويــةٍ‬
‫ـة إىل حالـ ٍ‬
‫ـة عامـ ٍ‬
‫ـة لغويـ ٍ‬
‫تثبيــت لغتــه ونقلهــا مــع مــرور الوقــت مــن حالـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫خاصــة‪.‬‬
‫ـة سعــان مــا تُنتهــك حــن يريــد املــرء تعلــم اللغــة الغريبة‬
‫هــذه اخلصوصيـ ُ‬
‫عــن بيئتــه وحميطــه‪ ،‬فــإذا هــي جمــرد معلومــات جافــة ال جتــاري أفــكاره وال‬
‫ٍ‬
‫وســهولة‪ ،‬جيــد املتعلــم‬ ‫ٍ‬
‫بســالة‬ ‫ً‬
‫فبــدل مــن اإلفــادة مــن هــذه اللغــة‬ ‫عاداتــه‪،‬‬
‫نفســه يف مواجهــة مــع ملكتــه اللغويــة التــي ترعــرع عليهــا ونشــأ عــى عاداهتــا‪ .‬‬
‫بعــد هــذا العــرض املوجــز لبعــض جوانــب النظــام الصــويت الــذي حيكــم‬
‫اللغــات‪ ،‬وخاصـ ًة اللغــة العربيــة‪ ،‬هنــاك اقتنــاع ليــس كل ًّيــا بأنــه ال يمكــن تعلــم‬
‫‪(1)Ibid, P.101‬‬
‫‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اللغــة مــن خــال تناطــح امللــكات التــي ترســخت يف نفــس املتعلــم وعاداتــه‬
‫وتقاليــده وجمتمعــه‪ ،‬فطريــق العبــور إىل اللغــات األخــرى ال يصلــح أن يكــون‬
‫وعـ ًـرا وشــا ًقا‪ ،‬خاصــة يف بدايــة الســاع‪ ،‬فالســاع هــو العنــر الفعــال يف تلقــف‬
‫آثــار التعلــم‪ ،‬الناجتــة عــن التــاس املبــارش مــع غــرور وكربيــاء اللغــة اجلديــدة‪.‬‬
‫ـف فع ـ ٍ ‪ ،‬حتتــاج إىل حمبـ ٍ‬
‫ـة واهتــا ٍم‪ ،‬فهنــاك‬ ‫اللغــة اجلديــدة حتتــاج إىل تزلـ ٍ‬
‫يٍّ‬
‫الكثــر مــن املتعلمــن يتخلــون عــن تعلــم اللغــة بســبب اإلحســاس‪ ،‬باســتحالة‬
‫العبــور‪ ،‬إمــا لعــدم القــدرة عــى ســر غــوار هــذه اللغــة‪ ،‬أو بســبب فشــل النظــام‬
‫املتبــع يف تعليمهــم‪ ،‬وهــذا األخــر يشــكل عــى األرجــح ‪ ٪٧٠‬مــن أســباب‬
‫تراجــع العديــد مــن املتعلمــن عــن مــروع اكتســاهبم للغــة اجلديــدة‪.‬‬
‫لذلــك يمكــن القــول إن الســيطرة عــى العــادات النطقيــة اجلديــدة تتعلــق‬
‫ـر لــه بـ ً‬
‫ـال يف يــوم‬ ‫بجهوزيــة ونشــاط جهــاز النطــق‪ ،‬الــذي مل يكــن املتعلــم ليعـ َ‬
‫مــن األيــام‪ ،‬ويســتمرُّ يف اتبــاع عاداتــه اللغويــة اخلاصــة بلغتــه األم‪ .‬فــا يكفــي‬
‫أن يأخــذ املتعلــم القواعــد الصحيحــة‪ ،‬وال أن حيفــظ كلــات ومفــردات كثــرة‪،‬‬
‫ـب فقــرة موجــزة‪ ،‬بالتأكيــد هــذه اخلطــوات‬ ‫وال أن يركــب مجلــة كاملــة‪ ،‬أو يكتـ َ‬
‫ستكســبه مهــارة معينــة‪ ،‬ولكنهــا شــكلية غــر كافيــة‪ ،‬لذلــك ال بــد مــن أن‬
‫يغــوص املتعلــم إىل العمــق دون أن يعمــد إىل ذلــك‪ ،‬ال بــد أن يتعــرف إىل النظــام‬
‫الصــويت للغــة اهلــدف‪ ،‬حينهــا يمكنــه أن حيــل اللغــز‪.‬‬
‫ـدل مــن أن يشــعر بأنــه ذاك الطفــل الــذي كان باألمــس خيطــئ واجلميــع‬ ‫فبـ ً‬
‫يســتمع اللغــة اســتام ًعا‪ ،‬كاألغنيــة تعــر البــاد‬
‫ُ‬ ‫يصبــح مســتم ًعا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يصحــح لــه‬
‫ـرب هلــا‪ ،‬عــى الرغــم مــن عــدم فهمنــا لكثــر ممــا تتضمنــه‬ ‫وتأتينــا فنغن َيهــا ونطـ ُ‬
‫ِ‬
‫مــن كالم‪ ،‬ليــس لســبب إال ألهنــا تُعالــج مــن ق َبــل مؤلفيهــا بالســاع أكثــر مــن‬
‫مــرة كــي تكــون مقبولــة‪ ،‬تُصنــع لتُســمع! وليتكيــف املســتمع ونظامهــا الصــويت‬
‫اخلــاص‪ .‬إذا كان ســبب قبــول األغنيــة هــو نظامهــا الصــويت اخلــاص‪ ،‬إ ًذا فلتكــن‬
‫لغتنــا أغنيــة!‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫النظام الصوتي ‪ :‬ندى مرعشلي‬

‫فهرس املصادر واملراجع‪:‬‬


‫‪1.1‬ابن أيب طالب‪ ،‬مكي‪ :‬الرعاية‪ ،‬دار عامر‪ ،‬ب‪.‬ط‪ ،.‬األردن‪.١٩٨٤ ،‬‬
‫‪2.2‬اجلرجــاين‪ :‬التعريفــات‪ ،‬حتقيــق‪ :‬جمموعــة مــن العلــاء بــإرشاف النــارش‪ ،‬دار‬
‫الكتــب العلميــة‪ ،‬ط‪ ،١‬بــروت‪.١٩٨٣ ،‬‬
‫‪3.3‬جرجس‪ ،‬جرجس‪ :‬علم األلسنية احلديث‪ ،‬ط‪ ،١‬بريوت‪.٢٠٠١ ،‬‬
‫‪4.4‬زكريا‪ ،‬ميشال‪:‬‬
‫‪5.5‬قضايا ألسنية تطبيقية‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪ ،١‬بريوت‪.١٩٩٣ ،‬‬
‫‪6.6‬مدخــل إىل علــم اللغــة احلديــث‪ ،‬مؤسســة نعمــة للطباعــة‪ ،‬ط‪ ،١‬بــروت‪،‬‬
‫‪.٢٠٠٢‬‬
‫‪7.7‬امللكــة اللســانية يف مقدمــة ابــن خلــدون‪ ،‬املؤسســة اجلامعيــة للدراســات‬
‫والنــر والتوزيــع‪ ،‬ط‪ ،١‬بــروت‪.١٩٨٦ ،‬‬
‫‪8.8‬ســيبويه‪ ،‬الكتــاب‪ ،‬تعليــق‪ :‬إميــل يعقــوب‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬ط‪،٢‬‬
‫بــروت‪.٢٠٠٩ ،‬‬
‫‪9.9‬الغاليينــي‪ ،‬مصطفــى‪ :‬جامــع الــدروس العربيــة‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪،‬‬
‫ط‪ ،١١‬بــروت‪.١٩٧١ ،‬‬
‫‪1010‬فرحيــة‪ ،‬أنيــس‪ :‬نظريــات يف اللغــة‪ ،‬دار الكتــاب اللبنــاين‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫ط‪ .١٩٨١ ،٢‬هيــام كريديــة‪ ،‬معجــم أعــام األلســنية‪ ،‬بحــث مدعــوم مــن‬
‫اجلامعــة اللبنانيــة‪ ،‬ط‪ ،١‬بــروت ‪.٢٠١١‬‬
‫‪1111‬حممــود‪ ،‬ســهري أمــن‪ :‬اضطرابــات النطــق والــكالم‪ ،‬عــامل الكتــب‪ ،‬ط‪،١‬‬
‫القاهرة‪.٢٠٠٥ ،‬‬
‫ ‪-‬املراجع املرتجمة‪:‬‬
‫‪1212‬ماملــرغ‪ ،‬برتيــل‪ :‬علــم األصــوات‪ ،‬ترمجــة‪ :‬عبــد الصبــور شــاهني‪،‬‬
‫مكتبــة الشــباب‪ ،‬ب‪.‬ط‪ ،.‬ب‪.‬ب‪ ،.‬ب‪.‬ت‪.‬‬
‫‪1313‬مرعشيل‪ ،‬ندى‪:‬‬
‫‪1414‬األســلوبية – البنية‪/‬الوظيفــة‪ ،‬دار النهضــة العربيــة‪ ،‬ط‪ ،٢‬بــروت‪،‬‬
‫‪.٢٠١٨‬‬
‫‪1515‬الرتتيــل يف آيــات التنزيــل‪ ،‬دار البشــائر اإلســامية‪ ،‬ط‪ ،١‬بــروت‪/‬‬
‫‪.٢٠١١‬‬
‫‪1616‬جتويد املقال‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،١‬بريوت‪.٢٠١٣ ،‬‬
‫‪1717‬املعاجــم العربيــة‪ :‬ابــن منظــور‪ ،‬لســان العــرب‪ ،‬دار صــادر‪ ،‬ط‪،٦‬‬
‫بــروت‪٢٠٠٨ ،‬‬
‫‪1818‬مبــارك‪ ،‬مبــارك‪ :‬معجــم املصطلحــات األلســنية‪ ،‬دار الفكــر اللبنــاين‪،‬‬
‫ط‪ ،١‬بــروت‪.١٩٩٥ ،‬‬

‫‪131‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املعاجم العربي�ة املرتجمة‪:‬‬


‫‪1.1‬مونــان‪ ،‬جــورج‪ :‬معجــم اللســانيات‪ ،‬ترمجــة‪ :‬مجــال احلــري‪ ،‬املؤسســة‬
‫اجلامعيــة للدراســات والنــر والتوزيــع‪ ،‬بــروت‪.٢٠١٢ ،‬‬
‫املوسوعات‪:‬‬
‫‪1.1‬إليــاس‪ ،‬ســليم‪ :‬املوســوعة الكــرى إلعــام مشــاهري العــامل‪ ،‬رشكــة عــامل‬
‫املعرفــة‪ ،‬ط‪ ،١‬بــروت‪.٢٠١٤ ،‬‬
‫املراجع األجنبي�ة‪:‬‬
‫‪11. Cantineau, Jaen: Études de Linguistique Arabe, Librairie C. Klinck�-‬‬
‫‪siek, Paris, 1960,Volume 2.‬‬
‫‪22. Debois, Jean: Le Dictionnaire De Linguistique, Larousse, Paris, 2012.‬‬
‫‪33. Fromkin, Victoria: An Introduction to Language, Thomson, Seventh‬‬
‫‪Edition, U.S.A., 2003.‬‬
‫‪44. Riffaterre, Michael: Text Production, Columbia University Press,‬‬
‫‪New York, 1983.‬‬
‫‪55. Roach, Peter: English Phonetics and Phonology, Cambridge Universi-‬‬
‫‪ty Press, Second Édition, Britain, 1991.‬‬
‫‪66. Trubetzkoy, N.S.: Principles of Phonology, Translated by: Christiane‬‬
‫‪A.M. Baltaye, University of California Press, California, 1969.‬‬
‫املعاجم األجنبي�ة‪:‬‬
‫‪11. Debois, Jean: Le Dictionnaire De Linguistique, Larousse, Paris, 2012.‬‬

‫األحباث‪:‬‬
‫‪1.1‬مرعشــي‪ ،‬نــدى‪« :‬احلمولــة التداوليــة واخللفيــة التواصليــة يف اخلطــاب‬
‫التــداويل»‪ ،‬بحــث ُألقــي يف «املؤمتــر الــدويل اخلامــس لكليــة اآلداب‪٩-٨ /‬‬
‫أيــار ‪ »٢٠١٨‬حتــت عنــوان‪« :‬اللغــة واآلدب منصــة التفاعــل احلضــاري» –‬
‫جامعــة مؤتــة – األردن‪ .‬البحــث منشــور يف املجلــة املحكمــة «أوراق ثقافيــة»‬
‫– بــروت‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫توظيف معايري (السبك واحلبك) يف دروس التعبري الكتايب‬
‫للطالب غري الناطقني بالعربي�ة‬

‫(‪)1‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬عبد اإلله محمد عبد هللا اخلضريي‬

‫معهد تعليم اللغة العربي�ة باجلامعة اإلسالمية‬

‫ـات بتعليــم‬
‫* أســتاذ مســاعد بمعهــد تعليــم اللغــة العربــة باجلامعــة اإلســامية‪ ،‬لــه اهتاممـ ٌ‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا ‪-‬تدريــس مهــارة الكتابــة باللغــة العربيــة بوصفهــا لغــة ثانية‪-‬‬
‫تدريــس مهــارة القــراءة باللغــة العربيــة بوصفهــا لغ ـ ًة ثاني ـ ًة‪ -‬إعــداد مقــررات تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا ‪-‬تقييــم مقــررات تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ -‬توظيــف‬
‫لســانيات النــص وحتليــل اخلطــاب يف إعــداد مقــررات تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريها‪.‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مستخلص‬
‫هيـ�دف البحـ�ث إىل دراســة أهــم معايــر الســبك واحلبــك يف النــص‬
‫املكت�وـب‪ ،‬وتوظيفهــا يف دروس التعب�ير الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر العربية‪.‬‬
‫ك�ما هي��دف البح��ث إىل نق��د مقرــر التعبـير للمســتوى الرابــع يف معهــد تعليــم‬
‫اللغ��ة العربيـ�ة باجلامع��ة اإلس�لامية يف املدينـ�ة املنــورة‪ .‬ويف الفصــل اإلجرائــي‬
‫يقــدم البحــث مترينــات مقرتحــة ملهــارة التعبــر الكتــايب (املســتوى املتقــدم) يف‬
‫ضــوء معايـير السـ�بك واحلبـ�ك‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This paper aims to Study the most important criteria of cohesion and‬‬
‫‪coherence in writing text, then adapt them in writing lessons for learners‬‬
‫‪who are non-Arabic speakers. Moreover, this paper aims to critic writing‬‬
‫‪lessons' book for level four in Institute of Teaching Arabic in Islamic Uni-‬‬
‫‪versity in Medina. In procedure chapter, this paper presents suggestion‬‬
‫‪exercises for writing skill (Advance level) in the light of cohesion, coher-‬‬
‫‪ence's criteria.‬‬

‫‪134‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫مقدمة‬
‫تعدــ مه�اـرة التعبيـر الكتاــيب إحدــى مه�اـرات تعلــم اللغــة التــي ال غنــى‬
‫ملتعلـ�م اللغ�ةـ ع��ن اكتس��اهبا وممارســتها‪ .‬وتـبرز أمهي��ة ه��ذه املهــارة اللغويــة يف‬
‫كوهن��ا اهل��دف ال��ذي تصــب فيهــ مه�اـرات اللغ��ة األخ��رى‪ .‬ك�ما تص��ب يف مهــارة‬
‫التعبـير الكتـ�ايب عنـ�ارص اللغـ�ة مثـ�ل املفـ�ردات والعبـ�ارات‪ ،‬والصيـ�غ الرصفيـ�ة‪،‬‬
‫والرتاكيـ�ب النحويـ�ة‪.‬‬
‫ونظ��را هلــذه ألمهي�ةـ مله��ارة التعب�ير الكتــايب‪ ،‬اختــار الباحــث دراســة معايري‬
‫ً‬
‫السبــك واحلب��ك يف الن�صـ املكت��وب؛ لتطوي��ر اكتس��اب وممارســة هــذه املهــارة‬
‫اللغوي��ة عنــد الطلـاب الناطقــن بغ�ير العربي��ة‪ .‬وذل��ك م��ن خــال تقديــم هــذه‬
‫املعاي�ير النصي��ة املهم��ة للطلـاب وتدريبه�مـ ع�لى ممارســتها يف أثنــاء كتابتهــم‬
‫موضوعـ�ات التعبـير الكتـ�ايب‪.‬‬
‫حيـ�ث اهتم�تـ أبح��اث لس��انيات النصــ بمعايـير النصــ املكتــوب منـ�ذ‬
‫صـ�دور كتـ�اب هاليـ�داي ورقيـ�ة حسـ�ن (‪ )Cohesion in English‬فظهـ�رت العديـ�د‬
‫مــن الدراســات التــي تناولــت معايــر اتســاق النــص‪ ،‬ومــن ذلــك الدراســات‬
‫املكتوب��ة باللغـ�ة العربيـ�ة‪.‬‬
‫وبع��د دراس��ة الباح��ث املتأني�ةـ لدراس��ات تناولــت معايــر الســبك واحلبك‬
‫يف النـ�ص املكت��وب‪ ،‬ظه��ر لهــ إمكاني��ة تطوي��ع ه��ذه املعايـير يف دروس التعبــر ‬
‫نظــرا‬
‫الكتـ�ايب للط�لاب الناطق�ين بغيـر العربيـ�ة ‪-‬املستــوى املتقدــم‪-‬؛ وذل��ك ً‬
‫إىل جتربــة الباحــث يف تدريــس مهــارة التعبــر الكتــايب‪ ،‬التــي كشــفت لــه وجــود‬
‫حاجـ�ة إىل تطويـ�ر مقـ�رر التعبـير يف ضـ�وء معايـير النصيـ�ة‪.‬‬
‫وبن��ا ًء علي��ه‪ ،‬قــام الباح��ث بدراس��ة نظري��ة ملعايــر الســبك واحلبــك يف‬
‫الن��ص املكتــوب‪ ،‬وحتدي�دـً ا (اإلحالــة‪ ،‬والرب�طـ‪ ،‬والتفصي��ل بع��د اإلمجــال‪،‬‬
‫وترتيـ�ب األفـ�كار)‪ .‬وذلـ�ك ألمهيـ�ة هـ�ذه املعايـير النصيـ�ة وإمكانيـ�ة تقديمهـ�ا يف‬
‫دروس التعبـير الكتـ�ايب مـ�ن وجهـ�ة نظـ�ر الباحـ�ث‪.‬‬
‫وق��دم الباح�ثـ يف الفص�لـ اإلجرائيــ يف هـ�ذا البحــث‪ ،‬مبح ًثــا نظر ًّيــا بـ َّـن‬
‫في��ه كيفيـ�ة تطويــع معايـير الس��بك واحلبـ�ك النــي يف دروس التعبــر الكتــايب‬
‫للط�لاب الناطق�ين بغ�ير العربي��ة ‪-‬املس��توى املتق��دم‪.-‬‬
‫ومم��ا دعاــ الباح��ث إىل ذل��ك‪ ،‬أن مق��رر التعبــر لطــاب املســتوى الرابــع يف‬
‫معه��د تعلي�مـ اللغ��ة العربيـ�ة باجلامع��ة اإلس�لامية‪ ،‬خيلــو مــن اإلشــارة إىل املعايــر ‬
‫النصي��ة املهمةــ التيــ ينبغ��ي عـلى الط�لاب مراعاهت��ا عن��د كتابــة موضوعــات‬

‫‪135‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫متري��ن يــدرب الطــاب‬ ‫التعبـير الكت��ايب‪ .‬ك�ما أن مترينـ�ات املق��رر ختل��و منــ أي‬
‫عـلى اسـ�تعامل تلـ�ك املعايـير رغـ�م أمهيتهـ�ا يف تدريـ�س مهـ�ارة الكتابـ�ة للطـلاب‬
‫الناطقـين بغـير العربيـ�ة‪.‬‬
‫ويف املبح�ثـ الث��اين يف الفصـ�ل اإلجرائـ�ي هلــذا البحــث‪ ،‬قــدم الباحــث‬
‫ـات متنوعـ� ًة لتدري�بـ الطلـاب ع�لى اســتعامل معاي�ير الس��بك واحلبــك يف‬ ‫مترينـ ٍ‬
‫النــص يف أثنــاء كتابــة موضوعــات التعبــر؛ حيــث أعــد الباحــث لــكل معيـ ٍ‬
‫ـار‬
‫ن�صي مترينًــا ًّ‬
‫خاصــا بــه‪ .‬ويــرى الباحــث أمهيــة أن تشــتمل دروس التعبــر الكتايب‬ ‫ٍّ‬
‫ـات لإلحالــة‬‫عــى مث��ل هــذه التمرينــات املقرتحــة يف هــذا البحــث‪ ،‬وهــي مترينـ ٌ‬
‫يف الن��ص‪ ،‬وللرب��ط بـين أجــزاء النــص‪ ،‬ولكتابــة أســباب ونتائــج ملوضــو ٍع مــا‪،‬‬
‫وللتدريـ�ب عـلى ترتيـ�ب أفـ�كار النـ�ص‪.‬‬
‫ويرج��و الباح��ث أن يس��هم ه�ذـا البحــث يف تبســيط مفاهيــم الســبك‬
‫واحلبـ�ك يف الن��ص املكت��وب للطلـاب الناطق�ين بغــر العربيـ�ة‪ ،‬الذي��ن يعانــون‬
‫ـرا –حســب جتربــة الباحــث يف تدريســهم‪ -‬عنــد كتابــة موضوعــات التعبــر‪.‬‬ ‫كثـ ً‬
‫وق��د يكــون ســبب معانــاة الطــاب؛ افتقــار مقــرر التعبــر الكتــايب إىل مترينــاتٍ‬
‫تــدرب الطـلاب عـلى مالحظــة‪ ،‬واســتعامل معايــر ســبك النــص وحبكــه‪ ،‬ممــا‬
‫ٍ‬
‫جي��دة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫س�مات‬ ‫ٍ‬
‫نص��وص ذات‬ ‫يمكنه��م م��ن كتاب��ة‬
‫أسأل اهلل تعاىل التوفيق‪ ،‬واإلعانة‪ ،‬والتسديد‪ ،‬وبلوغ اهلدف والغاية‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار العام للبحث‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫مــن خــال اطــاع الباحــث عــى بعــض الدراســات الســابقة التــي تناولت‬
‫حتليــل اخلطــاب وتعليــم اإلنشــاء باللغــة العربيــة‪ ،‬ومــن خــال خــرة الباحــث‬
‫يف تعليــم مهــارة التعبــر الكتــايب (اإلنشــاء) للطــاب غــر الناطقــن بالعربيــة‪،‬‬
‫الحــظ الباحــث وجــود حاجـ ٍ‬
‫ـة إىل تقديــم أهــم املعايــر النصيــة يف دروس التعبري‬
‫الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة‪ .‬ويقصــد الباحــث هنــا معايــر الســبك‬
‫واحلبــك يف النــص املكتــوب‪.‬‬
‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫‪١ -١‬هــل يمكــن توظيــف معايــر الســبك واحلبــك يف دروس التعبــر الكتــايب‬
‫للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة؟‬
‫‪٢-٢‬مــا معايــر الســبك واحلبــك يف النــص‪ ،‬التــي يمكــن توظيفهــا يف دروس‬

‫‪136‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫التعبــر الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة؟‬


‫‪٣-٣‬مــا نتائــج توظيــف معايــر الســبك واحلبــك يف إعــداد دروس التعبــر ‬
‫الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة؟‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪١ -١‬هيــدف البحــث إىل توظيــف معايــر الســبك واحلبــك النــي يف دروس‬
‫التعبــر الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬هيــدف البحــث إىل تقديــم نــاذج لتمرينــات التعبــر الكتــايب يتــم‬
‫اختيارهــا يف ضــوء معايــر الســبك واحلبــك‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬كــا هيــدف البحــث إىل نقــد مقــرر التعبــر الكتــايب –للمســتوى الرابــع‪-‬‬
‫يف معهــد تعليــم اللغــة العربيــة باجلامعــة اإلســامية يف املدينــة املنــورة‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫‪١ -١‬يتنــاول البحــث مهــارة التعبــر الكتــايب‪ ،‬وهــذه املهــارة تعــد إحــدى‬
‫مهــارات تعلــم اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬يعــرف البحــث متعلمــي اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا عــى معايــر ‬
‫النصيــة يف النــص املكتــوب‪ ،‬وحتديــدً ا معايــر الســبك‪ ،‬واحلبــك‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬يفيــد البحــث مؤلفــي مقــرر التعبــر الكتــايب للطــاب غــر الناطقــن ‬
‫بالعربيــة –املســتوى املتقــدم‪ -‬يف إعــداد دورس املقــرر والتمرينــات واألنشــطة‬
‫املصاحبــة‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫يعتمــد الباحــث املنهــج الوصفــي يف دراســة أهــم معايــر الســبك واحلبــك‪،‬‬
‫وتوظيــف هــذه املعايــر يف دروس التعبــر الكتــايب للطــاب غــر الناطقــن ‬
‫بالعربيــة ‪-‬املســتوى املتقــدم‪.-‬‬
‫أدوات البحث‪:‬‬
‫ ‪ ١ -‬اختيــار قائمــة معايــر الســبك واحلبــك يف النــص املكتــوب التــي يمكــن‬
‫توظيفهــا يف دروس التعبــر الكتــايب‪.‬‬
‫مصاحبة لدروس التعبري الكتايب يف ضوء معايري السبك‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مترينات‬ ‫ ‪ ٢ -‬إعداد‬

‫‪137‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫واحلبك‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫ ‪ ١ -‬احلدود املوضوعية‪:‬‬
‫ ‪ .‬أيقتــر البحــث عــى معايــر الســبك واحلبــك يف لســانيات‬
‫النــص وحتليــل اخلطــاب‪.‬‬
‫ ‪.‬بيقتــر البحــث عــى مهــارة التعبــر الكتــايب للطــاب‬
‫الناطقــن بالعربيــة بوصفهــا لغــ ًة ثانيــ ًة‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬احلدود البرشية‪:‬‬
‫ ‪ .‬أخيتــص البحــث بالطــاب الناطقــن بالعربيــة بوصفهــا لغــ ًة‬
‫ثاني ـ ًة‪.‬‬
‫ ‪.‬بخيتص البحث بطالب املستوى املتقدم‪.‬‬
‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫نــي هيتــم بالقواعــد النحويــة واملعجميــة‬
‫ٌّ‬ ‫‪١-١‬الســبك ‪ :Cohesion‬مفهــو ُم‬
‫التــي تربــط بــن كلــات وعبــارات النــص‪ ،‬مثــال ذلــك‪ :‬العالقــة بــن االســم‬
‫والضمــر الــذي يعــود إليــه‪ ،‬والعالقــة بــن االســم والفعــل املناســب لــه‪...‬‬
‫أيضــا بالعالقــات التــي تربــط اجلمــل يف النــص(‪.)1‬‬
‫إلــخ‪ .‬وهيتــم مفهــوم الســبك ً‬
‫‪٢-٢‬احلبــك ‪ :Coherence‬مفهــوم نــي يــدرس العالقــات املنطقيــة التــي‬
‫تربــط بــن معــاين اجلمــل يف النــص؛ حيــث يشــر مفهــوم احلبــك إىل الوضــوح‬
‫والرتابــط بــن األفــكار الفرعيــة واألفــكار الرئيســة يف النــص‪ .‬ويتســم النــص‬
‫ٍ‬
‫مرتابطــة منطق ًّيــا‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫مجــل‬ ‫ٍ‬
‫عــى سلســلة مــن‬ ‫باحلبــك إذا كانــت فقراتــه مبنيــ ًة‬
‫وتدعــم األفــكار الرئيســة يف النــص(‪.)2‬‬
‫‪٣-٣‬التعبــر الكتــايب‪ :‬عرفــه (وليــد جابــر) بقولــه‪« :‬هــو الطريقــة التــي‬
‫يص�وـغ هب��ا الف��رد أف��كاره وأحاسيسـ�ه وحاجات��ه‪ ،‬بأسـ ٍ‬
‫�لوب صحيـ ٍ‬
‫�ح يف الشـ�كل‬
‫واملضمــون(‪ .»)3‬ومــن أمثلتــه‪ :‬كتابــة املقــاالت‪ ،‬وكتابــة الســر والرتاجــم‪،‬‬
‫‪(1) Longman Dictionary of Language Teaching & Applied Linguistics. Jack Richards,‬‬
‫‪Richard Schmidt. Pearson Education Limited, (Edinburgh) (2010) p. 94.‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫((( أســاليب تدريــس اللغــة العربيــة‪ .‬وليــد جابــر‪ .‬دار الفكــر للنــر والتوزيــع‪ ،‬عـ ّان‪1991 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.199‬‬

‫‪138‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫وتأليــف القصــص(‪.)1‬‬
‫‪٤-٤‬الطــاب غــر الناطقــن بالعربي ـ�ة‪ :‬يعرفهــم الباحــث إجرائ ًّيــا بأهنــم‪:‬‬
‫الطــاب الذيــن يتعلمــون اللغــة العربيــة بوصفهــا لغــة ثانيــة يف معاهــد تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة يف اجلامعــات الســعودية‪ .‬وهــؤالء الطــاب ينتســبون إىل دول‬
‫خمتلفــة‪ ،‬ويتحدثــون لغــات خمتلفــة‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪( -1‬حتليل اخلطاب وتعليم اللغة األجنبية‪ .‬وليد العنايت(‪.))2‬‬
‫هيــدف البحــث إىل إيضــاح أمهيــة حتليــل اخلطــاب وعلــم النــص يف‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ .‬واهتــم البحــث بإلقــاء الضــوء عــى ‬
‫وجــوه اســتثامر حتليــل اخلطــاب يف تعليــم اللغــات األجنبيــة؛ حيــث اســتعرض‬
‫الباحــث األســس النظريــة العامــة يف حتليــل اخلطــاب وإســهاماهتا يف تعليــم‬
‫اللغــة األجنبيــة‪ .‬وانتهــى الباحــث إىل اإلجابــة عــن األســئلة اآلتيــة‪:‬‬
‫ ‪-‬ما وجوه استثامر حتليل اخلطاب يف تعليم اللغة األجنبية؟‬
‫ ‪-‬مــا الكفايــات التــي ينبغــي أن يتضمنهــا برنامــج إعــداد معلمــي اللغــة‬
‫األجنبيــة وف ًقــا لنظريــة حتليــل اخلطــاب؟‬
‫ ‪-‬كيــف يصــل متعلــم اللغــة الثانيــة إىل الكفايــة اخلطابيــة التــي تقــارب‬
‫كفايــة الناطــق األصــي باللغــة؟‬
‫ ‪-‬ما سامت املقررات التعليمية وف ًقا ملنهج حتليل اخلطاب؟‬
‫ ‪-‬مــا اســراتيجيات تدريــس اللغــة األجنبيــة وف ًقــا ملنظــور حتليــل‬
‫اخلطــاب؟‬
‫‪-2‬حتليل اخلطاب وتعليم اإلنشاء باللغة األجنبي�ة‪ .‬وليد العنايت ‬
‫(‪)3‬‬

‫هدفــت الدراســة إىل اســتثامر حتليــل اخلطــاب ولســانيات النــص يف تعليــم‬


‫اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬وحتديــدً ا تعليــم مهــارة الكتابــة واإلنشــاء‪.‬‬
‫((( أساســيات تعليــم اللغــة العربيــة‪ .‬فتحــي يونــس‪ ،‬وحممــود الناقــة‪ .‬دار الثقافــة للطباعــة والنــر‪،‬‬
‫القاهــرة‪1977 ،‬م‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫((( حتليــل اخلطــاب وتعليــم اللغــة األجنبيــة‪ .‬وليــد العنــايت‪( .‬بحــث منشــور يف كتــاب‪ :‬لســانيات‬
‫عــان‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪.168‬‬ ‫النــص وحتليــل اخلطــاب)‪ ،‬املجلــد األول‪ ،‬دار كنــوز املعرفــة‪ّ ،‬‬
‫((( حتليــل اخلطــاب وتعليــم اإلنشــاء للناطقــن بغــر العربيــة‪ .‬وليــد العنــايت‪ .‬جملــة جامعــة أم القــرى‬
‫لعــوم اللغــات وآداهبــا‪ .‬مكــة املكرمــة‪( ،‬العــدد التاســع)‪ ،‬حمــرم ‪1434‬هــــ‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪139‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫منهجــا لدراســته‪ .‬وأهــم نتائــج الدراســة‬


‫ً‬ ‫واســتخدم الباحــث املنهــج الوصفــي‬
‫مــا يــأيت‪:‬‬
‫ ‪.‬أأكثــر أبحــاث تعليــم الكتابــة واإلنشــاء باللغــة األجنبيــة وف ًقــا ملنهــج‬
‫حتليــل اخلطــاب تقــوم عــى دراســة التامســك واالتســاق النــي‪ ،‬أو دراســة‬
‫الشــكل اخلارجــي للخطــاب‪ ،‬أو دراســة أنــواع النصــوص‪.‬‬
‫ ‪.‬بيوجــد عــد ٌد مــن املبــادئ يف تعليــم الكتابــة واإلنشــاء وف ًقــا ملنهــج‬
‫حتليــل اخلطــاب‪ ،‬ومنهــا‪:‬‬
‫ ‪-‬أن الكتابة عملية تفاعلية بني الكاتب والنص من جهة‪ ،‬والقارئ من ٍ‬
‫جهة‬
‫ٍ‬
‫ثانية‪.‬‬
‫ ‪-‬توجد مبادئ ثقافي ٌة واجتامعي ٌة ومعرفي ٌة حتكم التفاعل بني النص والقارئ‪.‬‬
‫ ‪-‬الكتابة نشاط اجتامعي وليست نشا ًطا فرد ًّيا يقترص عىل الكاتب فقط‪.‬‬
‫ ‪-‬من املناسب استثامر أدوات حتليل اخلطاب ولسانيات النص يف تعليم اللغة‬
‫العربية للناطقني بلغات أخرى‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬اللســاني�ات التطبيقيــة وتعليــم الكتابــة واإلنشــاء باللغــة األجنبيــ�ة‪.‬‬
‫وليــد العنــايت(‪.)1‬‬
‫هيــدف البحــث إىل تقديــم إطــار نظــري لتعليــم الكتابــة واإلنشــاء باللغــة‬
‫األجنبيــة (اللغــة اإلنجليزيــة)‪ ،‬وف ًقــا للســانيات التطبيقيــة‪ .‬واعتمــد الباحــث‬
‫منهجــا لدراســته‪ .‬وتنــاول البحــث عــد ًدا مــن املوضوعــات‬ ‫ً‬ ‫املنهــج الوصفــي‬
‫منهــا‪:‬‬
‫ ‪.‬أمنزلة الكتابة واإلنشاء يف تعليم اللغة األجنبية‪.‬‬
‫ ‪.‬ب تعلق مهارة الكتابة بمهارة القراءة يف تعلم اللغة األجنبية‪.‬‬
‫ ‪.‬تنظــرة تارخييــة لتعليــم مهــارة الكتابــة واإلنشــاء يف مــدارس تعليــم‬
‫اللغــة اإلنجليزيــة‪.‬‬
‫ ‪.‬ثتأثــر اللســانيات النظريــة‪ ،‬واالجتامعيــة‪ ،‬واحلاســوبية‪ ،‬والنقــد األديب‬
‫احلديــث يف تعليــم الكتابــة واإلنشــاء باللغــة األجنبيــة‪.‬‬

‫((( اللســانيات التطبيقيــة وتعليــم الكتابــة واإلنشــاء باللغــة األجنبيــة‪ .‬وليــد العنــايت‪ .‬املجلــة األردنيــة‬
‫يف اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬األردن‪ ،‬املجلــد (‪ ،)8‬العــدد (‪ ،)3‬رجــب ‪1433‬هــــ‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪140‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫ ‪.‬جاملناهج احلديثة يف تعليم الكتابة واإلنشاء باللغة األجنبية‪.‬‬


‫ ‪.‬حأساليب تقييم الكتابة واإلنشاء باللغة األجنبية‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -4‬الرتابط واالنسجام يف التعبري الكتايب‪ ،‬دراسة يف اللساني�ات النصية‪.‬‬
‫بهية بلعريب(‪.)1‬‬
‫ـة يف احلكــم عــى معايــر االنســجام‬ ‫هيــدف البحــث إىل تقديــم نتائــج ميدانيـ ٍ‬
‫النــي يف كتابــات تالميــذ املرحلــة املتوســطة يف اجلزائــر‪ .‬وتــم اختيــار تالميــذ‬
‫الســنة الرابعــة يف هــذه املرحلــة جمتم ًعــا للبحــث‪ ،‬واختيــار تالميــذ ثــاث‬
‫مــدارس جزائريــة عينــة للبحــث‪.‬‬
‫واشــتمل البحــث عــى اســتبيان موجــه ألســاتذة التعبــر الكتــايب ملعرفــة‬
‫الواقــع التعليمــي ملعايــر االنســجام النــي يف مقــرر التعبــر الكتــايب‪ .‬واعتمــد‬
‫ـي منهجــا للبحــث‪.‬‬
‫ً‬ ‫الباحــث املنهــج الوصفــي التحليـ‬
‫ويطرح البحث األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪1 )1‬مــا مــدى قــدرة تلميــذ املرحلــة املتوســطة عــى اســتعامل معايــر ‬
‫االنســجام النــي يف التعبــر الكتــايب؟‬
‫‪2 )2‬مــا مــدى انســجام منهــج التعبــر الكتــايب مــع مفاهيــم ومعايــر ‬
‫االنســجام النــي؟‬
‫‪3 )3‬كيــف يمكــن لفــت انتبــاه التالميــذ إىل جوانــب االنســجام النــي يف‬
‫النصــوص املكتوبــة؟‬
‫وأهم نتائج البحث ما يأيت‪:‬‬
‫‪1 )1‬أكثــر األدوات النصيــة املســتعملة يف كتابــات التالميــذ هــي أدوات‬
‫اإلحالــة بالضامئــر‪ ،‬وبأســاء اإلشــارة‪.‬‬
‫‪2 )2‬يــي اإلحالــة يف كثــرة االســتعامل‪ ،‬أدوات الربــط‪ .‬ومل يتــم فيهــا اســتعامل‬
‫روابــط معجميــة مثــل‪( :‬كذلــك‪ ،‬باإلضافــة إىل‪ .)...‬وهــذا يرجــع إىل قلــة‬
‫الرصيــد اللغــوي عنــد التالميــذ‪.‬‬
‫ً‬
‫(تفصيــا‬ ‫اســتمرارا لألحــداث‬
‫ً‬ ‫‪3 )3‬معظــم كتابــات التالميــذ تتضمــن‬
‫لإلمجــال)‪ .‬وتوجــد نصــوص مل يتحقــق فيهــا ذلــك‪ ،‬ممــا أدى إىل تعــدد‬
‫((( االنســجام النــي يف التعبــر الكتــايب دراســة يف اللســانيات النصيــة‪ .‬هبيــة بلعــريب‪ .‬دار التنويــر‪،‬‬
‫اجلزائــر‪2012 ،‬م‪ ،‬ص ‪.201‬‬

‫‪141‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املوضوعــات‪.‬‬
‫‪4 )4‬غــاب النمــوذج الوصفــي عــن كتابــات التالميــذ؛ حيــث إن تالميــذ‬
‫املرحلــة املتوســطة يميلــون إىل الــرد والقــص أكثــر مــن الوصــف‪.‬‬
‫‪5 )5‬حيتــاج أســاتذة التعبــر الكتــايب للمرحلــة املتوســطة يف اجلزائــر إىل‬
‫دورات تدريبيــة لتطبيــق مفاهيــم االنســجام النــي يف دروس التعبــر‪.‬‬
‫‪6 )6‬تقــدم وثيقــة منهــج التعبــر الكتــايب للمرحلــة املتوســطة جان ًبــا نظر ًّيــا‬
‫فقــط ملفاهيــم االنســجام النــي‪ ،‬دون تقديــم جوانــب تطبيقيـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫ ‪-‬املقدمة‬
‫ ‪-‬الفصــل األول‪ :‬اإلطــار العــام للبحــث‪( :‬مشــكلة البحــث‪ -‬أســئلة‬
‫البحــث‪ -‬أهــداف البحــث‪ -‬أمهيــة البحــث‪ -‬أدوات البحــث‪ -‬منهــج البحــث‪-‬‬
‫حــدود البحــث‪ -‬مصطلحــات البحــث‪ -‬الدراســات الســابقة)‪.‬‬
‫ ‪-‬الفصــل الثــاين‪ :‬اإلطــار النظــري للبحث‪( :‬املبحــث األول‪ :‬مهــارة التعبري‬
‫الكتــايب‪ :‬املطلــب األول‪ :‬مفهــوم مهــارة التعبــر الكتــايب وأمهيتهــا‪ ،‬املطلــب‬
‫الثــاين‪ :‬أهــداف التعبــر الكتــايب وأنواعــه‪ ،‬املبحــث الثــاين‪ :‬الســبك واحلبــك يف‬
‫النــص املكتــوب‪ :‬املطلــب األول‪ :‬مفهومــا الســبك واحلبــك وأمهيتهــا‪ ،‬املطلــب‬
‫الثــاين‪ :‬معايــر الســبك واحلبــك يف النــص املكتــوب‪ :‬أ‪ -‬اإلحالــة ب‪ -‬الربــط‬
‫ج‪ -‬الســببية د‪ -‬التفصيــل بعــد اإلمجــال هـــ‪ -‬ترتيــب أفــكار النــص)‪.‬‬
‫ ‪-‬الفصــل الثالــث‪ :‬إجــراءات البحــث‪ ( :‬املبحــث األول‪ :‬مشــكالت مقــرر‬
‫التعبــر الكتــايب للمســتوى الرابــع يف معهــد تعليــم اللغــة العربيــة باجلامعــة‬
‫اإلســامية‪ :‬املطلــب األول‪ :‬مشــكلة موضوعــات املقــرر‪ ،‬املطلــب الثــاين‪:‬‬
‫مشــكلة مترينــات املقــرر‪ ،‬املبحــث الثــاين‪ :‬تطويــع معايــر الســبك واحلبــك يف‬
‫مقــرر التعبــر الكتــايب‪ .‬املطلــب األول‪ :‬تطويــع معيــار اإلحالــة يف دروس التعبــر ‬
‫الكتــايب‪ ،‬املطلــب الثــاين‪ :‬تطويــع معيــار الربــط يف دروس التعبــر الكتــايب‪،‬‬
‫املطلــب الثالــث‪ :‬تطويــع معيــار الســببية يف دروس التعبــر الكتــايب‪ ،‬املطلــب‬
‫الرابــع‪ :‬تطويــع معيــار التفصيــل بعــد اإلمجــال يف دروس التعبــر الكتــايب‪،‬‬
‫املطلــب اخلامــس‪ :‬تطويــع معيــار ترتيــب أفــكار النــص يف دروس التعبــر ‬
‫الكتــايب)‪.‬‬
‫ ‪-‬الفصل الرابع‪ :‬نتائج البحث‪ :‬اإلجابة عن أسئلة البحث‪ ،‬التوصيات‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫الفصل الثاين‪ :‬اإلطار النظري للبحث‬


‫املبحث األول‪ :‬مهارة التعبري الكتايب‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم مهارة التعبري الكتايب وأهميتها‬
‫يقصــد بمهــارة التعبــر الكتــايب كتابــة األفــكار واآلراء ونقــل املعرفــة‬
‫ـل‪ .‬وســبق‬ ‫ـد‪ ،‬وأسـ ٍ‬
‫ـلوب مجيـ ٍ‬ ‫ـليمة‪ ،‬وتنظي ـ ٍم جيـ ٍ‬
‫ـة سـ ٍ‬ ‫واملعلومــات واخلــرات بلغـ ٍ‬
‫إيــراد تعريــف (وليــد جابــر) التعبــر الكتــايب بأنــه‪« :‬طريق ـ ٌة يصــوغ هبــا الفــرد‬
‫صحيــح يف الشــكل واملضمــون(‪.»)1‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بأســلوب‬ ‫أفــكاره وأحاسيســه وحاجاتــه‬
‫وتتضمــن مهــارة التعبــر الكتــايب هلــذا التعريــف‪ :‬فهــم املوضــوع الــذي‬
‫ســتتم الكتابــة عنــه‪ ،‬والتمكــن مــن املفــردات والعبــارات‪ ،‬وترتيــب املوضــوع‪،‬‬
‫ـة(‪ .)2‬ويصــف بعــض الباحثــن مهــارة‬‫ـة ومجيلـ ٍ‬
‫ـة واضحـ ٍ‬
‫وإيصــال األفــكار بطريقـ ٍ‬
‫الكتابــة بأهنــا وســيلة مــن وســائل التواصــل البــري‪ ،‬يتــم مــن خالهلــا نقــل‬
‫األفــكار واملشــاعر واملعــاين واملفاهيــم واخلــرات(‪.)3‬‬
‫يعــد التعبــر الكتــايب أو الشــفوي الشــكل اإلنتاجــي للغــة‪ ،‬وتنبــع أمهيتــه‬
‫يف تعلــم اللغــة باعتبــاره اهلــدف الــذي ينبغــي أن يصــل إليــه متعلــم اللغــة‪ ،‬أي‬
‫أن مهــارات اللغــة األخــرى توصــل إىل اكتســاب التعبــر‪ ،‬وفــروع اللغــة تصــب‬
‫فيــه‪ ،‬فالقــراءة واألدب ينميــان القــدرة عــى التعبــر والقواعــد والرتاكيــب تــؤدي‬
‫إىل متكــن متعلــم اللغــة مــن إتقــان التعبــر(‪.)4‬‬
‫وتكمــن أمهيــة مهــارة التعبــر الكتــايب يف كوهنــا املهــارة اللغويــة التــي‬
‫تعكــس تقــدم الطالــب يف مهــارات وفنــون اللغــة األخــرى‪ ،‬وباعتبارهــا الغايــة‬
‫النهائيــة التــي ينبغــي أن يصــل إليهــا متعلــم اللغــة(‪.)5‬‬
‫وهيتــم هــذا البحــث بالتعبــر الكتــايب اإلبداعــي‪ ،‬الــذي يتــم مــن خاللــه‬
‫كتابــة األفــكار‪ ،‬واخلــرات‪ ،‬واملشــاعر‪ ،‬واآلراء‪ ،‬والتعبــر عــن ذلــك كلــه‬
‫ٍ‬
‫اجتامعية‪،‬‬ ‫ـد‪ .‬مثــال ذلــك‪ :‬كتابــة مقــاالت أكاديميــة يف موضوعـ ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـلوب جيـ ٍ‬
‫بأسـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أو اقتصاديـ�ة‪ ،‬أو صحيـ�ة‪ ...‬أو غريهـ�ا‪.‬‬

‫((( أساليب تدريس اللغة العربية‪ .‬وليد جابر‪ .‬ص ‪.199‬‬


‫((( تدريس فنون اللغة‪ .‬عيل مدكور‪ .‬دار الشواف للنرش والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1991 ،‬م‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫((( أساسيات تعليم اللغة العربية‪ .‬فتحي يونس‪ ،‬وحممود الناقة‪ .‬ص ‪.255‬‬
‫((( تدريس فنون اللغة‪ .‬عيل مدكور‪ .‬ص ‪.266‬‬
‫((( تعليــم اللغــة العربيــة بــن النظريــة والتطبيــق‪ .‬حســن شــحاتة‪ .‬الــدار املرصيــة اللبنانيــة‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫‪1414‬هـ‪ ،‬ص ‪.241‬‬

‫‪143‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أهداف التعبري الكتايب وأنواعه‬


‫توجــد أهــداف خاصــة لتعليــم مهــارة التعبــر الكتــايب‪ ،‬ورغــم أن هــذا‬
‫البحــث هيتــم بالطــاب الناطقــن بغــر العربيــة وحتديــدً ا املســتوى املتقــدم‪،‬‬
‫ـرا عــن‬‫فــإن أهــداف تعليــم التعبــر الكتــايب لــن ختتلــف يف هــذه الظــروف كثـ ً‬
‫أهــداف تعليمــه للطــاب الراشــدين الناطقــن بالعربيــة بوصفهــا لغــة أم‪ .‬وقــد‬
‫تناولــت كتــب تعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬األهــداف اخلاصــة بتعليــم مهــارة التعبــر ‬
‫الكتــايب‪ ،‬وأهــم تلــك األهــداف –م��ن وجه��ة نظ��ر الباح��ث‪ -‬م�اـ ي��أيت‪ :‬‬
‫‪1 )1‬تنمية قدرة الطالب عىل التخطيط لكتابة املوضوعات اإلنشائية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫‪2 )2‬تنمية قدرة الطالب عىل استعامل مفردات وعبارات اللغة كتاب ًّيا‬
‫ٍ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪3 )3‬تعويد الطالب عىل تنظيم اجلمل والعبارات وربطها‪ ،‬عىل مستوى الفقرة‪.‬‬
‫‪4 )4‬متكني الطالب من تنظيم أفكار املوضوع وربطها ببعض‪ ،‬عىل مستوى‬
‫النص(‪.)1‬‬
‫‪5 )5‬متكني الطالب من وصف األشياء‪ ،‬والتعبري عن املعارف واخلربات‬
‫املوجودة لدهيم‪.‬‬
‫بحرية ٍ‬
‫تامة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪6 )6‬متكني الطالب من التعبري عن أفكارهم وآراءهم الشخصية‬
‫‪7 )7‬متكني الطالب من الكتابة يف مواقف احلياة االجتامعية املختلفة(‪.)2‬‬
‫وللتعبــر الكتــايب نوعــان‪ ،‬النــوع األول‪ :‬التعبــر الوظيفــي‪ ،‬ومــن أمثلتــه‬
‫كتابــة الرســائل الرســمية وغــر الرســمية‪ ،‬وكتابــة الربقيــات‪ ،‬واخلطابــات‪،‬‬
‫والتقاريــر‪ ،‬وكتابــة نــاذج معينــة متثــل خمتلــف مواقــف احليــاة التــي قــد يتعــرض‬
‫هلــا الطــاب(‪.)3‬‬
‫النــوع الثــاين مــن التعبــر الكتــايب‪ :‬هــو التعبــر اإلبداعــي الــذي يعكــس‬
‫قــدرة املتعلــم عــى تقديــم املعــارف واخلــرات ومناقشــة اآلراء‪ ،‬وتقديــم احللــول‬
‫للمشــكالت‪ ،‬وإبــداء الــرأي‪ ،‬وكذلــك البحــث واالســتقصاء والتلخيــص لقضية‬
‫مــن القضايــا التــي هتــم األفــراد أو املجتمعــات‪ .‬واألهــداف اخلاصــة ملهــارة‬

‫((( تعليم اللغة العربية بني النظرية والتطبيق‪ .‬حسن شحاتة‪ .‬ص ‪.242‬‬
‫((( أساليب تدريس اللغة العربية‪ .‬وليد جابر‪ .‬ص ‪.199‬‬
‫((( تدريس فنون اللغة العربية‪ .‬عيل مدكور‪ .‬ص ‪.268‬‬

‫‪144‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫التعبــر الكتــايب التــي ســبق ذكرهــا إنــا تتضــح يف التعبــر اإلبداعــي‬
‫خــاص‪ .‬وهــذا البحــث هيتــم هبــذا النــوع مــن التعبــر الكتــايب‪ ،‬ألنــه التعبــر ‬
‫ٍّ‬
‫املناســب لطــاب املســتوى املتقــدم يف تعلــم اللغــة العربيــة بوصفهــا لغ ـ ًة ثاني ـةً‬
‫‪-‬مــن وجهــة نظــر الباحــث‪.-‬‬
‫وقــد اختــار الباحــث أهــداف التعبــر الكتــايب التــي ســبق ذكرهــا‪ ،‬مــن‬
‫بــن مجلــة أهــداف تعليــم التعبــر الكتــايب املبثوثــة يف كتــب تعليــم العربيــة؛ ألن‬
‫هــذه األهــداف متثــل مــا ينبغــي أن يامرســه ويصــل إليــه طــاب املســتوى املتقــدم‬
‫يف تعلــم اللغــة العربيــة؛ حيــث إن طــاب هــذا املســتوى ينبغــي أن يتمكنــوا مــن‬
‫كتابــة خمطــط للموضــوع قبــل البــدء بالكتابــة‪ ،‬وأن يكونــوا قادريــن عىل اســتعامل‬
‫مفــردات اللغــة العربيــة بشـ ٍ‬
‫ـكل صحيـ ٍ‬
‫ـح يف أثنــاء الكتابــة‪ ،‬وأن يســتطيعوا التعبــر ‬
‫�كل جيـ�د‪ٍ.‬‬
‫�ص يتـ�م تنظيمـ�ه بشـ ٍ‬ ‫عـ�ن مشـ�اعرهم وحاجاهتـ�م وخرباهتـ�م‪ ،‬يف نـ ٍّ‬
‫ويتفــق الباحــث مــع (حســن شــحاتة) يف املبــادئ التــي ينبغــي االهتــام هبــا‬
‫عنـ�د تعليـ�م مهـ�ارة التعبـير الكتـ�ايب‪ ،‬وتتمثـ�ل هـ�ذه املبـ�ادئ يف اآليت‪:‬‬
‫‪1 )1‬االهتامم باملعنى‪.‬‬
‫‪2 )2‬اختيار موضوعات حتفز وتثري احلامس للكتابة‪.‬‬
‫‪3 )3‬منح الطالب احلرية إلبداء آراءهم‪.‬‬
‫‪4 )4‬تقديم معايري ومستويات لتقييم كتابات الطالب‪.‬‬
‫‪5 )5‬متييز أجزاء موضوعات التعبري‪ ،‬وف ًقا ملا تتضمنه من معلومات وأفكار‪،‬‬
‫واألجزاء هي‪ :‬مقدمة‪ ،‬وعرض‪ ،‬وخامتة‪.‬‬
‫‪6 )6‬اختيار الكلامت والعبارات املناسبة يف الكتابة‪.‬‬
‫‪7 )7‬االستخدام الصحيح ألدوات الربط بني اجلمل يف فقرات املوضوع ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬السبك واحلبك يف النص املكتوب‬


‫املطلب األول‪ :‬مفهوما السبك واحلبك‬
‫ٍ‬
‫نصيــة‬ ‫ٍ‬
‫أدوات‬ ‫الســبك يف النــص املكتــوب ‪ :Cohesion‬هــو اســتخدام‬
‫(كلــات أو عبــارات) باعتبارهــا موصــات بــن اجلمــل والفقــرات‪ ،‬ممــا يــؤدي‬
‫ٍ‬
‫أدوات‬ ‫ـكل ودالل ـ ًة‪ .‬وهــذا يتحقــق مــن خــال‬‫إىل اتســاق النــص واتصالــه‪ ،‬شـ ً‬
‫ـرة متعـ ٍ‬
‫ـددة‪ ،‬مثــل أدوات اإلحالــة كالضامئــر أو أســاء اإلشــارة التــي حتيــل‬ ‫كثـ ٍ‬
‫ـق يف النــص‪ ،‬وأدوات الربــط كحــروف العطــف وغريهــا(‪.)2‬‬ ‫ـابق أو الحـ ٍ‬
‫إىل سـ ٍ‬

‫((( تعليم اللغة العربية بني النظرية والتطبيق‪ .‬حسن شحاتة‪ .‬ص ‪.244‬‬
‫‪(2) Academic Writing A hand book for International Students. Stephen Bailey. Routledge,‬‬
‫‪New York, 2006, p. 73.‬‬

‫‪145‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ويقصــد باحلبــك يف النــص املكتــوب ‪ :Coherence‬أن تتعلــق قضايــا النــص‬


‫ـات منطقيـ ٍ‬
‫ـة مثــل‪ :‬الســببية‪،‬‬ ‫ومفاهيمــه وأفــكاره تعل ًقــا معنويــا باســتخدام عالقـ ٍ‬
‫ًّ‬
‫والتفصيــل بعــد اإلمجــال‪ ،‬وترتيــب األحــداث ‪ .‬وأحيانًــا تســتعمل كلــات‬
‫(‪)1‬‬

‫ظاهــرة يف النــص توضــح هــذا التعلــق املعنــوي‪.‬‬


‫أدوات بــارز ٌة عــى ســطح‬
‫ٌ‬ ‫ويمكــن القــول أن الســبك جيــب أن تظهــر لــه‬
‫أدوات نصيـ ٌة‪ ،‬وقــد ال‬
‫ٌ‬ ‫النــص (كلــات أو عبــارات)‪ ،‬أمــا احلبــك فقــد تظهــر لــه‬
‫تظهــر‪ .‬وســيفصل الباحــث يف الفصــل اإلجرائــي احلديــث عــن أدوات الســبك‪،‬‬
‫واحلبــك النــي‪ ،‬التــي يمكــن توظيفهــا يف دروس التعبــر الكتــايب للطــاب‬
‫الناطقــن بغــر العربيــة –املس��توى املتق��دم‪.-‬‬
‫يوجــد اختــاف يف تســمية املصطلحــن (الســبك‪ ،‬واحلبــك) يف املراجــع‬
‫العربيــة‪ .‬وهــذا االختــاف يف التســمية نتيجــة عدم االتفــاق يف ترمجــة املصطلحني‬
‫مـ�ن اللغـ�ة اإلنجليزيـ�ة ((‪ ،Cohesion, Coherence‬فبعــض الدراســات تســتخدم‬
‫مصطلــح (االتســاق) مقابــل (الســبك)‪ ،‬وبعضهــا تســتخدم (التامســك) مقابــل‬
‫(احلبــك)‪ ،‬وأخــرى تســتعمل مصطلــح (الروابــط) وتقصــد بــه (الســبك)‪،‬‬
‫واالنســجام وتقصــد بــه (احلبــك)(‪.)2‬‬
‫وممــن اختــاروا مصطلــح االتســاق (حممــد خطــايب)‪ ،‬الــذي يــرى أن‬
‫االتســاق يكــون عــى املســتوى الــداليل والشــكيل (النحــوي)(‪ ،)3‬ومــن صــوره‪:‬‬
‫اإلحالــة والربــط يف النــص املكتــوب‪ .‬أمــا االنســجام فيكــون عــى املســتوى‬
‫الــداليل املعنــوي‪ ،‬ومــن صــوره‪ :‬الســببية‪ ،‬والتفصيــل بعــد اإلمجــال‪ ،‬وترتيــب‬
‫األفـ�كار يف النـ�ص‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عنــر مــا يف‬ ‫يقــول (هاليــداي)‪« :‬يظهــر االتســاق حــن يعتمــد تأويــل‬
‫ٍ‬
‫عنــر آخــر‪ ،‬إذ يرتبــط كل منهــا باآلخــر‪ ،‬بحيــث ال‬ ‫اخلطــاب عــى تأويــل‬
‫يمكــن فهــم الثــاين إال بالرجــوع إىل األول‪ ،‬حــن حيــدث هــذا تتأســس عالقــة‬
‫اتســاق(‪.»)4‬‬

‫((( النــص واخلطــاب واالتصــال‪ .‬حممــد العبــد‪ .‬األكاديميــة احلديثــة للكتــاب اجلامعــي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫‪2014‬م‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫نصــا‪ .‬األزهــر الزنــاد‪ .‬املركــز الثقــايف‬
‫((( انظــر كتــاب‪ :‬نســيج النــص بحــث يف مــا يكــون بــه امللفــوظ ً‬
‫العــريب‪ ،‬بــروت‪1993 ،‬م‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫((( لســانيات النــص مدخــل إىل انســجام اخلطــاب‪ .‬املركــز الثقــايف العــريب‪ ،‬الــدار البيضــاء‪2012 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.15‬‬
‫((( اإلحالــة دراســة نظريــة مــع ترمجــة الفصلــن األول والثــاين مــن كتــاب‪))Cohesion in English :‬‬
‫رشيفــة بلحــوت‪ .‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬كليــة اآلداب واللغــات‪ ،‬جامعــة اجلزائــر‪2006 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.72‬‬

‫‪146‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫توجــد أدوات نصيــة متنوعــة تــؤدي إىل الســبك واحلبــك النــي‪ ،‬واختــار‬
‫الباحــث األدوات التــي يمكــن تطويعهــا تعليم ًّيــا – مــن وجهــة نظــر الباحث‪ -‬يف‬
‫دروس التعبــر الكتــايب‪ ،‬للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة – املســتوى املتقــدم‪.-‬‬
‫وه��ذه األدوات ه��ي‪( :‬اإلحالــة‪ -‬الربــط‪ -‬الســببية‪ -‬التفصيــل بعــد اإلمجــال‪-‬‬
‫ترتيــب األفــكار)‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬معايري السبك واحلبك يف النص‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬معايري السبك ‪Cohesion‬‬

‫اإلحالة يف النص املكتوب‪:‬‬


‫ـارا مهـ ًـا يف ســبك النــص‪ ،‬وتعنــي‪ :‬اســتعامل كلمــة أو‬ ‫تعــد اإلحالــة معيـ ً‬
‫عبــارة حتيــل إىل مــا ســبق غال ًبــا‪ ،‬وقــد حتيــل إىل مــا ســيأيت يف النــص‪ .‬وقــد يكــون‬
‫املح��ال إلي��ه (مرج��ع اإلحال��ة) كلم��ة‪ ،‬أو مجل��ة‪ ،‬أو مقط��ع يف الن��ص‪.‬‬
‫واإلحالــة تتكــون مــن عنرصيــن مهــا‪( :‬لفــظ اإلحالــة) وهــو لفــظ ال حيمــل‬
‫معنــى يف ذاتــه بــل حييــل إىل لفــظ ســابق غال ًبــا‪ ،‬أو جمموعــة ألفــاظ؛ و(املحــال‬
‫إليــه) وهــو لفــظ أو جمموعــة ألفــاظ أو مقطــع يف النــص‪ .‬وعــاد ًة يــرد (املحــال‬
‫إليــه) يف النــص قبــل (لفــظ اإلحالــة)‪ ،‬وقــد حيــدث العكــس فــرد لفــظ اإلحالــة‬
‫قبــل املحــال إليــه(‪.)1‬‬
‫ميــزت (عــزة شــبل) أثــر اإلحالــة يف اتســاق النــص بقوهلــا‪« :‬األدوات التــي‬
‫حتيــل داخــل النــص‪ ،‬هــي أدوات نعتمــد يف فهمنــا هلــا ال عــى معناهــا اخلــاص‪،‬‬
‫بــل عــى إســنادها إىل يشء آخــر‪ .‬فهــي جتــر القــارئ عــى البحــث يف مــكان آخــر‬
‫عــن معناهــا(‪ .»)2‬كــا تتميــز ألفــاظ اإلحالــة بأهنــا ختتــر الفقــرة‪ ،‬ومتنــع مــن‬
‫تكــرار األلفــاظ أو اجلمــل أو العبــارات ذاهتا(‪.)3‬‬
‫تســتخدم لإلحالــة الضامئــر‪ ،‬وأســاء اإلشــارة‪ ،‬واألســاء املوصولــة‪،‬‬
‫وألفــاظ املقارنــة‪ ،‬و (ال) التعريــف‪ .‬والبــد مــن تطابــق عنــر اإلحالــة ومرجعــه‬
‫دالل ًّيــا وليــس نحو ًّيــا‪ .‬وقــد تكــون اإلحالــة قبليــة‪ ،‬وقــد تكــون بعديــة حســب‬
‫مــا حتيــل إليــه يف النــص(‪.)4‬‬
‫تقــع اإلحالــة داخــل النــص فتســهم يف اتســاقه وترابطــه‪ ،‬وقــد تقــع‬
‫((( لسانيات النص مدخل إىل انسجام اخلطاب‪ .‬حممد خطايب‪ .‬ص ‪.14‬‬
‫((( علم لغة النص النظرية والتطبيق‪ .‬عزة شبل‪ .‬مكتبة اآلداب‪ ،‬القاهرة‪1430 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫((( لسانيات النص مدخل إىل انسجام اخلطاب‪ .‬حممد خطايب‪ .‬ص ‪.17‬‬

‫‪147‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اإلحالــة خــارج النــص باســتعامل ضامئــر احلضــور (املتكلــم واملخاطــب)؛ وذلك‬


‫يف الــكالم املستشــهد بــه أو يف بعــض الكتابــات كالكتابــة القصصيــة وكتابــة‬
‫احلــوارات‪ ،‬وهــذه اإلحالــة اخلارجيــة ليــس هلــا أثـ ٌـر يف اتســاق النــص املكتــوب‪،‬‬
‫ألهنــا ال حتيــل إىل مــا ســبق يف النــص‪.‬‬
‫ميــز (خليــل البطــايش) بــن اإلحالــة الداخليــة يف النــص املكتــوب‪،‬‬
‫واإلحالــة اخلارجيــة بقولــه‪« :‬تنقســم اإلحالــة إىل قســمني‪ :‬إحالــة نصيــة‪ ،‬وهــي‬
‫حتيــل إىل عنــر ســابق أو الحــق داخــل النــص‪ .‬وإحالــة مقاميــة‪ ،‬وهــي حتيــل‬
‫إىل خــارج النــص‪ .‬والفــرق بينهــا أن اإلحالــة املقاميــة تســهم يف إنتــاج النــص‬
‫لكوهنــا تربطــه بســياق املقــام‪ ،‬يف حــن تقــوم اإلحالــة النصيــة بــدور فعــال يف‬
‫اتســاق النــص(‪.»)1‬‬
‫ً‬
‫اســتعامل يف النصــوص املكتوبــة الضامئــر‪ ،‬وهــي‬ ‫أكثــر أدوات اإلحالــة‬
‫ٍ‬ ‫حتيــل إىل أســاء سـ ٍ‬
‫ـابقة أو الحقــة يف النــص‪ ،‬والضامئــر تســاعد القــارئ يف تتبــع‬
‫األســاء الــواردة يف النــص‪ ،‬كــا أهنــا تســاعد كاتــب النــص يف جتنــب تكــرار‬
‫غموضــا يف‬
‫ً‬ ‫األســاء‪ .‬وقــد جيــد قــارئ النــص الســيام القــارئ غــر العــريب‬
‫معرفــة جنــس بعــض األســاء الــواردة يف النــص‪ ،‬فتحــدد ذلــك الضامئــر التــي‬
‫حتيــل إىل تلــك األســاء‪ .‬والضامئــر التــي تســهم يف ســبك النــص هــي ضامئــر‬
‫الغائــب ســواء أكانــت منفصلــة أم متصلــة‪ ،‬ألهنــا حتيــل داخــل النــص(‪.)2‬‬
‫وتعــد أســاء اإلشــارة مــن أشــهر أدوات اإلحالــة يف النــص‪ ،‬فهي تســتعمل‬
‫لإلحالــة القبليــة والبعديــة‪ ،‬أي لإلحالــة إىل عنــر ســابق‪ ،‬أو عنــر الحــق يف‬
‫النــص املكتــوب‪ .‬وخيتــص اســا اإلشــارة للمفــرد (هــذا‪ ،‬ذلــك) باســتعامهلام‬
‫لإلحالــة إىل مجلـ ٍ‬
‫ـة أو مقط ـ ٍع سـ ٍ‬
‫ـابق يف النــص‪.‬‬
‫ومــن اإلحالــة باإلشــارة اســتعامل ظــرف املــكان للقريــب (هنــا) وللبعيــد‬
‫ثمــت) وهاتــان الكلمتــان قــد تشــران إىل‬
‫ـم‪َّ /‬‬
‫(هنــاك)‪ ،‬واســتعامل الظرفــن (ثـ َّ‬
‫مــكان‪ ،‬وقــد تشــران إىل زمــان‪ ،‬وقــد تســتعمالن لالنتقــال داخــل النــص‪ ،‬وقــد‬
‫تُســبقان بحــرف اجلــر (مــن)(‪.)3‬‬
‫كــا تعــد ألفــاظ املقارنــة مــن ألفــاظ اإلحالــة وهــي الكلــات والعبــارات‬

‫((( الرتابــط النــي يف ضــوء التحليــل اللســاين للخطــاب‪ .‬خليــل البطــايش‪ .‬دار جريــر للنــر‬
‫عــان‪1434 ،‬هـــ‪ ،‬ص‪.165‬‬ ‫والتوزيــع‪ّ ،‬‬
‫((( اإلحالــة دراســة نظريــة مــع ترمجــة الفصلــن األول والثــاين مــن كتــاب‪)Cohesion in English( :‬‬
‫رشيفــة بلحــوت‪.125 .‬‬
‫((( آفــاق جديــدة يف البحــث اللغــوي املعــارص‪ .‬حممــود نحلــة‪ .‬مكتبــة اآلداب‪ ،‬القاهــرة‪1432 ،‬هـــ‪،‬‬
‫ص ‪.25‬‬

‫‪148‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫التــي تــدل عــى التشــابه أو االختــاف أو التفضيــل‪ ،‬فهــذه األلفــاظ تتعلــق يف‬
‫معناهــا بألفــاظ وردت قبلهــا يف النــص‪ ،‬لذلــك فهــي تســهم يف اتســاق النــص‪.‬‬
‫وألفــاظ املقارنــة مثــل‪( :‬مشــابه‪ ،‬خمالــف‪ ،‬مطابــق‪ ،‬أفضــل‪ ،‬أكــر‪ ..‬وغريهــا)(‪.)1‬‬
‫ومــن أنــواع اإلحالــة اســتعامل أداة التعريــف (ال) لإلحالــة إىل اسـ ٍم ســبق‬
‫ذكــره يف النــص املكتــوب‪ ،‬وهــذه األداة تســمى (ال) العهديــة ألهنــا ترجــع‬
‫بالقــارئ إىل اســم عهــده يف النــص املكتــوب لــوروده مســب ًقا؛ وهــذه األداة‬
‫تســهم يف اتســاق النــص املكتــوب ألهنــا إحالــ ٌة داخــل النــص(‪.)2‬‬
‫أيضــا مــن أدوات اإلحالــة‪ ،‬ألهنــا حتيــل إىل لفـ ٍ‬
‫ـظ‬ ‫وتعــد األســاء املوصولــة ً‬
‫سـ ٍ‬
‫ـابق‪ ،‬وهــي تســاعد القــارئ يف تتبــع األســاء الــواردة يف النــص الســيام إن كان‬
‫مرجعهــا بعيــدً ا عنهــا‪ ،‬كــا أن األســاء املوصولــة تســاعد القــارئ غــر العــريب‬
‫حتديــدً ا يف معرفــة جنــس األســاء الــواردة يف النــص‪ .‬وقــد جتتمــع يف بعــض‬
‫أدوات كثــر ٌة لإلحالــة الداخليــة‪ ،‬ويســتطيع القــارئ‬
‫ٌ‬ ‫أجــزاء النــص املكتــوب‬
‫متييــز مراجــع تلــك األدوات بســهولة‪ٍ.‬‬

‫الربط يف النص املكتوب‪:‬‬


‫يقصــد بالربــط النــي يف هــذا البحــث اســتعامل أدوات متنوعــة للربــط‬
‫أدوات كثـ ٍ‬
‫ـرة‬ ‫ٍ‬ ‫بــن اجلمــل والفقــرات يف النــص‪ .‬فلكــي يرتابــط النــص حيتــاج إىل‬
‫هــي بمثابــة املوصــات بــن أجزائــه‪ ،‬ويقصــد الباحــث هنــا األدوات الرصحيــة‬
‫ـرا عــى اســتعامل أدوات العطــف‬ ‫يف الربــط‪ .‬وليــس هــذا املعيــار النــي مقتـ ً‬
‫النحــوي فقــط‪ ،‬بــل توجــد روابــط أخــرى كثــر ٌة يمكــن اســتعامهلا يف النــص‬
‫املكت��وب مث��ل أدوات الرب��ط الس��ببي وغريه��ا‪.‬‬
‫والربــط وســيل ٌة مهمـ ٌة يف ســبك النــص املكتــوب‪ ،‬ألهنــا متكــن القــارئ من‬
‫ـكل صحيـ ٍ‬
‫ـح‪ .‬وليــس مهـ ًّـا إحاطــة الطــاب الناطقــن ‬ ‫فهــم معــاين النــص بشـ ٍ‬
‫بغــر العربيــة بكافــة أدوات الربــط عنــد كتابــة النــص‪ ،‬بــل يكفــي تدريــب‬
‫الطـلاب عـلى أنـ�واع خمتلفـ�ة مـ�ن أدوات الربـ�ط يف النـ�ص‪.‬‬
‫الروابــط النصيــة هــي كلــات أو عبــارات تســتعمل لإلضافــة إىل مــا ســبق‪،‬‬
‫أيضــا‪ ،‬كذلــك)‪ ،‬أو تســتعمل عنــد التخيــر مثــل‪( :‬أو‪ ،‬أم‪ ،‬إمــا)‪،‬‬
‫مثــل‪( :‬الــواو‪ً ،‬‬
‫وبعضهــا يســتخدم لالنتقــال مــن فكــرة إىل أخــرى مثــل‪( :‬مقابــل ذلــك‪ ،‬عكــس‬
‫ذلــك‪ ،‬عــى خــاف ذلــك)‪ ،‬وبعضهــا يســتخدم لالســتدراك عــى مــا ســبق مثل‪:‬‬
‫((( لسانيات النص مدخل إىل انسجام اخلطاب‪ .‬حممد خطايب‪ .‬ص ‪.19‬‬
‫((( قضايــا يف اللغــة واللســانيات وحتليــل اخلطــاب‪ .‬حممــد عــي‪ .‬دار الكتــاب اجلديــد املتحــدة‪،‬‬
‫بــروت‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪149‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫( لكــن‪ ،‬مــع ذلــك‪ ،‬رغم ذلــك(‪.))1‬‬


‫ومــن أشــهر أدوات الربــط حــروف العطــف‪ ،‬وهــي متنوعــ ٌة‪ ،‬فبعضهــا‬
‫معلومــات تشــارك املعلومــات الســابقة يف النــص‪،‬‬‫ٍ‬ ‫يســتعمل عنــد إضافــة‬
‫أيضــا‪ ،‬حتــى)‪ .‬وبعــض أدوات العطــف تســتعمل يف‬ ‫مثــل‪( :‬الــواو‪ ،‬ثــم‪ ،‬الفــاء‪ً ،‬‬
‫النــص املكتــوب ملعنــى التخيــر مثــل (أو)‪ ،‬وبعضهــا يســتعمل للتعيــن وختتــص‬
‫بورودهــا يف النــص مــع الســؤال وهــي (أم)‪ .‬وقــد تســتعمل (ال) كأداة ربــط‪.‬‬
‫ـات سـ ٍ‬
‫ـابقة‪ ،‬أي‬ ‫وبعــض أدوات الربــط يســتعمل عنــد االســتدراك عــى معلومـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫معلومــات ال يتوقعهــا القــارئ وف ًقــا ملــا قــرأه يف النــص‪ ،‬مثــل‪:‬‬ ‫عنــد تقديــم‬
‫(لكن‪ ،‬بــل )‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ورغــم أن (حممــد خطــايب) فــرق بــن الربــط واإلحالــة باعتبــار أن الربــط‬


‫ٍ‬
‫الحــق كــا هــو احلــال يف اإلحالــة(‪،)3‬‬ ‫ٍ‬
‫ســابق أو‬ ‫ال يتضمــن إشــار ًة إىل مرجــ ٍع‬
‫ٍ‬
‫فــإن الباحــث يشــر إىل وجــود تشــابه بــن بعــض العبــارات الدالــة عــى الربــط‬
‫واألدوات الدالــة عــى اإلحالــة يف النــص املكتــوب الســيام اإلحالــة القبليــة؛ أي‬
‫اإلحالــة إىل مــا ســبق ذكــره يف النــص‪ .‬إذ قــد تتضمــن أدوات الربــط عنــارص‬
‫إحالــة مثــل األدوات‪( :‬كذلــك‪ ،‬مقابــل ذلــك‪ ،‬عكــس ذلــك‪ ،‬مــع ذلــك‪ ،‬رغــم‬
‫ذلــك‪ ..‬إلــخ)‪ .‬حيــث يمكــن اعتبــار اســم اإلشــارة (ذلــك) يف عبــارات الربــط‬
‫الســابقة (عنــر إحالــة) ألنــه حييــل القــارئ إىل مــا ســبق‪ ،‬ويوجــد يف النــص‬
‫مرجــع هلــذا اللفــظ‪ ،‬ولكــن عندمــا يرتكــب هــذا اللفــظ الــدال عــى اإلحالــة‬
‫�ط نصيـ ٍ‬
‫�ة‪.‬‬ ‫مـ�ع كلـمات معينـ�ة‪ ،‬تتكـ�ون هنـ�ا أداة ربـ ٍ‬

‫أشــار (فــان دايــك) إىل أمهيــة اســتعامل أدوات الربــط يف النــص املكتــوب‪،‬‬
‫ودورهــا يف الربــط بــن قضايــا النــص وأحداثــه‪ ،‬وعــدَّ (دايــك) حــروف‬
‫العطــف‪ ،‬وأدوات الســببية مــن أدوات ربــط يف النــص املكتــوب‪ ،‬فجمعهــا‬
‫كلهــا حتــت مســمى روابــط النــص‪ .‬فمــن روابــط النــص مــا يســتخدم للعطــف‬
‫مثــل‪( :‬الــواو‪ ،‬أو)‪ ،‬ومنهــا مــا يســتعمل للتعليــل مثــل‪( :‬ألن‪ ،‬مــن أجــل)‪ ،‬وقــد‬
‫ترتكــب أدوات التعليــل مــع الظــروف أو احلــروف واألســاء مثــل‪( :‬مــع أن‪،‬‬
‫بالرغــم مــن أن‪ ،‬ونتيجـ ًة لذلــك(‪ .))4‬فكل هــذه األدوات يمكــن اعتبارهــا روابط‬
‫نصيــة عنــد (دايــك)‪ .‬لكــن الباحــث اختــار دراســة الكلــات التــي تســتعمل‬
‫((( علم لغة النص النظرية والتطبيق‪ .‬مكتبة اآلداب‪ ،‬القاهرة‪1430 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫((( التطبيــق النحــوي‪ .‬عبــده الراجحــي‪ .‬مكتبــة املعــارف للنــر والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪1420 ،‬هـــ‪ ،‬ص‬
‫‪.388 /387‬‬
‫((( لسانيات النص مدخل إىل انسجام اخلطاب‪ .‬حممد خطايب‪ .‬ص ‪.22‬‬
‫((( النــص والســياق اســتقصاء البحــث يف اخلطــاب الــداليل والتــداويل‪ .‬فــان دايــك‪ .‬ترمجــة‪:‬‬
‫عبدالقــادر قنينــي‪ .‬دار أفريقيــا الــرق‪ ،‬الــدار البيضــاء‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪150‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫عنــد ذكــر األســباب أو النتائــج حتــت عنــوان (الســببية يف النــص املكتــوب)‬


‫وســيتناوهلا الباحــث ضمــن معايــر احلبــك يف النــص‪.‬‬
‫شــددت (عــزة شــبل) عــى أمهيــة أدوات الربــط يف النــص بقوهلــا‪« :‬يلعــب‬
‫دورا ها ًّمــا يف عمليــة بنــاء النــص‪ ،‬وتنظيــم بنيــة املعلومــات‬
‫الربــط اللفظــي ً‬
‫داخلــه‪ ..‬باإلضافــة إىل كونــه حيقــق اســتمرارية الوقائــع يف النــص‪ ،‬ممــا يســاعد‬
‫القــارئ يف متابعــة خيــوط الرتابــط املتحركــة يف النــص(‪.»)1‬‬
‫كــا أشــارت (شــبل) إىل نوعــن مــن الربــط يف النــص املكتــوب‪ ،‬النــوع‬
‫األول‪ :‬الربــط اللفظــي الــذي يظهــر عــى املســتوى الشــكيل الظاهــر يف النــص‪.‬‬
‫والنــوع الثــاين هــو‪ :‬الربــط املعنــوي الــذي يربــط بــن معــاين النــص‪ ،‬فهــذا يتعلق‬
‫بالتتابــع املنطقــي للجمــل والفقــرات(‪ .)2‬ويمكــن اعتبــار الربــط اللفظــي مــن‬
‫الســات الدالــة عــى ســبك النــص‪ ،‬أمــا الربــط املعنــوي فمــن ســات احلبــك‬
‫فيــه‪ .‬لذلــك‪ ،‬اختــار الباحــث دراســة الربــط املعنــوي حتــت عنــوان‪( :‬ترتيــب‬
‫أفــكار النــص)‪ ،‬وســتتم دراســة هــذا العنــوان ضمــن معايــر احلبــك يف النــص‬
‫املكتــوب‪.‬‬
‫‪Coherence‬‬
‫ًّ‬
‫ثاني�ا‪ :‬معايري احلبك‬
‫السببي�ة يف النص املكتوب‪:‬‬
‫مــن معايــر احلبــك يف النــص املكتــوب‪ ،‬معيــار الســببية‪ ،‬وهــذا املعيــار‬
‫النــي يعنــي أن ترتابــط أجــزاء النــص تراب ًطــا ســبب ًّيا‪ ،‬فتكــون بعــض تلــك‬
‫األجــزاء أســبا ًبا‪ ،‬والبعــض اآلخــر نتيجــة أو نتائــج لتلــك األســباب‪.‬‬
‫وتوجــد أســاليب خمتلفــة لكتابــة موضوعــات حتــوي أســبا ًبا ونتائــج‪ .‬مثــل‬
‫أول‪ ،‬ثــم يتــم عــرض األســباب‪ ،‬أو يتم عرض األســباب‬ ‫أن يتــم عــرض النتائــج ً‬
‫يف البدايــة‪ ،‬ثــم تعــرض النتيجــة أو النتائــج املرتتبــة عــى تلــك األســباب‪ .‬ومــن‬
‫املهــم أن يكــون ترتيــب األســباب والنتائــج وف ًقــا ألمهيتهــا أو حســب ترتيبهــا‬
‫الزمنــي(‪.)3‬‬
‫ويمكــن أن تكتــب األســباب والنتائــج يف النــص املكتــوب بأســلوب‪:‬‬
‫الســبب (‪ )1‬وتتبعــه النتيجــة (‪ ،)1‬ثــم الســبب (‪ )2‬وتتبعــه النتيجــة (‪،)2‬‬
‫وهكــذا‪ ..‬أو تكتــب النتيجــة (‪ )1‬ويذكــر بعدهــا مبــارشة الســبب‪ ،‬ثــم النتيجــة‬

‫((( علم لغة النص النظرية والتطبيق‪ .‬عزة شبل‪ .‬ص ‪.99‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫((( تعليم التعبري الكتايب مرشد املعلم‪ .‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪1427 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.172‬‬

‫‪151‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫(‪ )2‬ويتلوهــا مبــارشة ســببها‪ ،‬وهكــذا‪ ...‬ويف بعــض املوضوعــات قــد يتنــاول‬
‫الكاتــب مشــكلة مــا‪ ،‬فيعــرض أســباهبا ونتائجهــا‪ ،‬ثــم خيتــم املوضــوع بتقديــم‬
‫حلــول للمشــكلة مــن وجهــة نظــر الكاتــب‪ .‬وتوجــد كلــات وعبــارات خمتلفــة‬
‫تشــر إىل النتائــج واألســباب‪ ،‬وتربطهــا ببعض‪ ،‬مثــل‪( :‬الم التعليــل‪ ،‬ألن‪ ،‬حيث‪،‬‬
‫ســبب ذلــك‪ ،‬لذلــك‪ ،‬نتيجــة ذلــك‪ ،‬بنــا ًء عــى ذلــك(‪.))1‬‬
‫وســواء أتــم البــدء باألســباب أم تــم البــدء بالنتائــج‪ ،‬يمكــن للكاتــب بعــد‬
‫ذكــر أي منهــا أن يناقشــها‪ ،‬إمــا األســباب‪ ،‬وإمــا النتائــج‪ ،‬حســب املوضــوع‬
‫الــذي يكتــب عنــه‪ .‬ويمكــن الفصــل بــن األســباب والنتائــج يف النــص املكتوب‬
‫ٍ‬
‫أدوات‬ ‫ـرة أخــرى‪ ،‬مــع اســتعامل‬ ‫بــأن تكــون إحدامهــا يف فقــرة واألخــرى يف فقـ ٍ‬
‫ـرة قصـ ٍ‬
‫ـرة تربــط بــن األســباب‬ ‫للربــط بينهــا‪ .‬وقــد يعمــد الكاتــب إىل كتابــة فقـ ٍ‬
‫والنتائــج املذكــورة يف املوضــوع‪ .‬ويتــم ذلــك‪ ،‬إذا تضمــن املوضــوع أســبا ًبا كثــرة‬
‫أيضــا(‪.)2‬‬
‫تــم ذكرهــا يف النــص‪ ،‬وتتبعهــا نتائــج كثــر ٌة ً‬
‫إن إبــراز معيــار الســببية يف كتابــة موضوعــات النصــوص املكتوبــة يــؤدي‬
‫إىل ترابــط تلــك النصــوص‪ .‬وذلــك مــن خــال ربــط األســباب والنتائــج‬
‫املضمنــة يف تلــك املوضوعــات بعضهــا ببعــض(‪.)3‬‬ ‫ّ‬
‫التفصيل بعد اإلمجال يف النص املكتوب‪:‬‬
‫التفصيــل بعــد اإلمجــال مــن ســات احلبــك يف النــص املكتــوب‪ ،‬ويعنــي‬
‫رشحــا لألفــكار واملعلومــات والقضايــا الــواردة فيــه‪،‬‬
‫ذلــك‪ ،‬أن يتضمــن النــص ً‬
‫ـل‪ .‬فقــد جيــد قــارئ‬ ‫ورشح أو متثيـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫وحتديــدً ا مــا حيتــاج منهــا إىل مزيــد إيضـ ٍ‬
‫ـاح‬
‫رشح هلــا‪ ،‬مثــل أن يقــرأ‬ ‫ٍ‬
‫جديــدة ال يعرفهــا‪ ،‬وحيتــاج مزيــد ٍ‬ ‫النــص مفاهيــم‬
‫ً‬
‫متثيــا هلــا يف النــص‪.‬‬ ‫توضيحــا أو‬
‫ً‬ ‫تعري ًفــا أو‬
‫وأحيانًــا يتــم التفصيــل يف النــص املكتــوب مــن خــال إعــادة ذكــر‬
‫ـل وعبـ ٍ‬
‫ـارات أخــرى‪ ،‬ويتــم ذلــك يف صلــب املوضــوع‪،‬‬ ‫ـات سـ ٍ‬
‫ـابقة‪ ،‬بجمـ ٍ‬ ‫معلومـ ٍ‬
‫أو يف اخلامتــة‪ ،‬وذلــك بقصــد تأكيــد تلــك املعلومــات الســابقة‪ .‬ســواء أكان‬
‫ورودهــا يف مقدمــة املوضــوع أم يف صلبــه(‪.)4‬‬
‫إن اجلمــل التفصيليــة يف النــص املكتــوب هــي بمثابــة الدعــم لألفــكار‬
‫واملعلومــات الــواردة إمجـ ً‬
‫ـال يف النــص‪ .‬ومــن املشــكالت التــي تواجــه الطــاب‬
‫‪(1) Academic Writing. A hand book for International Students. Stephen Bailey. P. 70‬‬
‫‪(2) Writing Academic English. Slice Oshima, Ann Hogue. Pearson Education, New York,‬‬
‫‪2006, p. 95.‬‬
‫((( الرتابط النيص يف ضوء التحليل اللساين للخطاب‪ .‬خليل البطايش‪ .‬ص ‪.75‬‬
‫‪(4) Academic Writing. A hand book for International Students. Stephen Bailey. p. 103.‬‬

‫‪152‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫يف التعبــر الكتــايب‪ ،‬عــدم إعطــاء املعلومــات واألفــكار التــي تتــم كتابتهــا‪ ،‬مــا‬
‫حتتاجــه مــن التفصيــل والدعــم واإلثبــات‪ .‬والتفصيــل يتــم مــن خــال رضب‬
‫األمثلــة‪ ،‬أو تقديــم اإلحصــاءات والبيانــات‪ ،‬أو نقــل املعلومــات عــن مصــادر‬
‫تتــم اإلشــارة إليهــا يف النــص (‪.)1‬‬
‫ومــن صــور التفصيــل بعــد اإلمجــال يف النــص املكتــوب‪ ،‬أن تتــم مناقشــة‬
‫مرتبطــة بموضــوع النــص‪ ،‬ويتــم ذلــك مــن خــال رشح ومناقشــة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قضيــة‬
‫جانبــن خمتلفــن للقضيــة‪ ،‬ثــم خيتــم الكاتــب مناقشــته بإبــراز رأيــه أو الدفــاع‬
‫عــن اجلانــب الــذي يميــل إليــه يف موضــوع النقــاش‪ .‬وبعــض موضوعــات‬
‫التعبــر الكتــايب تطلــب مــن الطــاب تقييــم معلومـ ٍ‬
‫ـات يتــم مجعهــا يف موضــو ٍع‬
‫مــا‪ ،‬بعــد مناقشــتها كتاب ًّيــا‪ ،‬والتقييــم عــاد ًة يكــون يف الفقــرة األخــرة يف النــص‬
‫أي يف اخلامتــة(‪.)2‬‬
‫ترتيب أفكار النص املكتوب‪:‬‬
‫مــن معايــر احلبــك يف النــص املكتــوب‪ ،‬ترتيــب األفــكار واملعلومــات‬
‫الــواردة فيــه ترتي ًبــا منطق ًّيــا‪ .‬بحيــث يســتطيع القــارئ تتبــع األفــكار ومالحظــة‬
‫تسلســلها وف ًقــا لقضايــا النــص‪ .‬فالنــص اجليــد تتعلــق معلوماتــه وتبنــى بنــا ًء‬
‫مرت ًبــا ترتي ًبــا جيــدً ا‪ ،‬حســب مواضــع ورود تلــك املعلومــات يف النــص‪ .‬ففــي‬
‫النصــوص الرسديــة يتــم ترتيــب األحــداث وف ًقــا لورودهــا الزمنــي‪ ،‬ويف‬
‫املوضوعــات الوصفيــة عندمــا تتــم املقارنــة بــن شــيئني فأكثــر‪ ،‬جيمــع الكاتــب‬
‫األشــياء املتشــاهبة ً‬
‫أول‪ ،‬ثــم ينتقــل إىل االختالفــات(‪.)3‬‬
‫وبــا أن ترتيــب املعلومــات واألفــكار مــن الســات املهمــة يف النــص؛‬
‫فــإن مــن األهــداف املهمــة يف تعليــم التعبــر الكتــايب‪ ،‬أن يتعلــم الطــاب‬
‫ـال عندمــا يكتبــون موضوعــات‬ ‫ـكل فعـ ٍ‬
‫كيفيــة ترتيــب أفكارهــم وتنظيمهــا بشـ ٍ‬
‫التعبــر‪ .‬وهــذا يعنــي أن تُكتــب األفــكار يف النــص متسلســل ًة ومتتابع ـ ًة بشـ ٍ‬
‫ـكل‬
‫ـي‪ .‬وهــذا يشــعر القــارئ بانســجام النــص ومت ُّكــن الكاتــب مــن‬ ‫مناسـ ٍ‬
‫ـب ومنطقـ ٍّ‬
‫املوضــوع(‪.)4‬‬
‫أشــار (حممــد خطــايب) إىل أمهيــة ترتيــب معلومــات وأفــكار النــص‪ ،‬وأن‬
‫ذلــك يتــم مــن خــال اتبــاع مبــادئ معينـ ٍ‬
‫ـة متفـ ٍ‬
‫ـق عليهــا عنــد الكاتــب والقــارئ‬

‫‪(1) Writing Academic English. Slice Oshima, Ann Hogue. p. 11.‬‬


‫‪(2) Academic Writing A hand book for International Students. Stephen Bailey. p. 79.‬‬
‫‪(3) Writing Academic English. Slice Oshima, Ann Hogue. P 34.‬‬
‫((( أساسيات تعليم اللغة العربية‪ .‬فتحي يونس‪ ،‬وحممود الناقة‪ .‬ص ‪.286 /285‬‬

‫‪153‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وف ًقــا ملعرفتهــا بالعــامل(‪.)1‬‬


‫كــا أشــار (فــان دايــك) إىل أمهيــة ترتيــب قضايــا النــص املكتــوب وأحداثه‬
‫لتحقيــق االنســجام النــي بقولــه‪« :‬إذا كانــت اجلمــل (يف النــص) تــدل عــى ‬
‫األحــداث‪ ،‬فــإن انتظــام سالســل مــن اجلمــل ينبغــي أن يــدل عــى جممــوع منظــم‬
‫مــن األحــداث(‪.»)2‬‬
‫وش��دد (‪ )Stephen Bsiley‬عــى أمهيــة ترتيــب فقــرات النــص بقولــه‪:‬‬
‫ـكل جيـ ٍ‬
‫ـد وف ًقــا‬ ‫«فقــرات النــص هــي بمثابــة األعمــدة للنــص‪ ،‬وتنظيمهــا بشـ ٍ‬
‫أيضــا يف‬
‫ملحتواهــا ال يســاعد القــارئ فقــط يف فهــم النــص‪ ،‬بــل يســاعد الكاتــب ً‬
‫ـكل فعـ ٍ‬
‫ـال»(‪ .)3‬وعندمــا يقــع اخللــط يف ترتيــب األفــكار الــواردة‬ ‫بنــاء أفــكاره بشـ ٍ‬
‫يف النــص‪ ،‬فــإن هــذا يــؤدي إىل عــدم انســجامه(‪.)4‬‬
‫ـرة تــدل عــى ‬‫أدوات ظاهـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫قــد يتــم ترتيــب أفــكار النــص دون اســتخدام‬
‫لعالقــات معنويــةٍ‬
‫ٍ‬ ‫الرتتيــب؛ ألن األفــكار والقضايــا يف النــص قــد ختضــع‬
‫حتكــم ترتيبهــا وف ًقــا لــدالالت النــص‪ .‬مثــل عالقــات العــام واخلــاص‪ ،‬والــكل‬
‫واجلــزء‪ ،‬واألصــل والفــرع‪ ..‬وغريهــا مــن العالقــات املعنويــة يف النــص(‪.)5‬‬
‫ـات وعبـ ٍ‬
‫ـارات‬ ‫ويمكــن أن يظهــر ترتيــب النــص مــن خــال اســتعامل كلـ ٍ‬
‫معينــة‪ .‬مثــال ذلــك‪ :‬الرتتيــب الزمنــي ألحــداث النــص وقضايــاه‪ ،‬حيــث‬ ‫ٍ‬
‫تســتعمل الكلــات الدالــة عــى الزمــن (قبــل ذلــك‪ ،‬يف أثنــاء ذلــك‪ ،‬بعــد‬
‫ذلــك‪ ،)...‬باعتبارهــا أدوات ترتيــب نصيــة‪ .‬ويمكــن ترتيــب أفــكار النــص‬
‫باســتعامل أســاء األعــداد‪ ،‬مثــل‪ً :‬‬
‫(أول‪ ،‬ثان ًّيــا‪ ،‬ثال ًثــا‪ .)...‬وكــا تســتعمل أداة‬
‫العطــف ( ثــم) لرتتيــب الكلــات يف اجلملــة‪ ،‬يمكــن اســتعامهلا لرتتيــب فقــرات‬
‫أيضــا‪ .‬واملهــم أن يتبــع كاتــب النــص طريق ـ ًة معين ـ ًة يف ترتيــب أفــكاره‬
‫النــص ً‬
‫ومعلوماتــه‪ ،‬وف ًقــا للمعتــاد عليــه يف ترتيــب النصــوص املكتوبــة ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬

‫يشــيع يف الرتتيــب العــادي للنــص املكتــوب أن يســبق الــرط اجلــواب‬


‫يف اجلمــل الرشطيــة‪ ،‬كــا تســبق اجلمــل الســببية املبــدوءة بــأداة التعليــل مثــل‪:‬‬
‫(الــام‪ ،‬ألن‪ ،‬كــي‪ ،)...‬تســبق اجلمــل املتضمنــة النتائــج واملبــدوءة عــادة بــأداة‬

‫((( لسانيات النص مدخل إىل انسجام اخلطاب‪ .‬حممد خطايب‪ .‬ص ‪.38‬‬
‫((( النــص والســياق اســتقصاء البحــث يف اخلطــاب الــداليل والتــداويل‪ .‬فــان دايــك‪ .‬ترمجــة‪:‬‬
‫عبدالقــادر قنينــي‪ .‬ص ‪.192‬‬
‫‪(3) Academic Writing A hand book for International Students. Stephen Bailey. p. 43.‬‬
‫((( لسانيات النص مدخل إىل انسجام اخلطاب‪ .‬حممد خطايب‪ .‬ص ‪.138‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .39‬‬
‫‪(6) Writing Academic English. Slice Oshima, Ann Hogue. p. 34.‬‬

‫‪154‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫ربــط مثــل‪ ( :‬إذن‪ ،‬لــذا‪ ،‬لذلــك‪ .)...‬لكــن ترتيــب اجلمــل يف النــص املكتــوب‬
‫ال جيــب أن يتبــع نظا ًمــا صار ًمــا؛ بحيــث ال جيــوز التغيــر والتبديــل فيــه‪ .‬مثــال‬
‫ذلــك‪ :‬اجلمــل الدالــة عــى األســباب قــد تتأخــر عــن اجلمــل الدالــة عــى ‬
‫ـل أخــرى إذا أمــن‬‫النتيجــة‪ ،‬كــا أن اجلمــل الفرعيــة قــد تتقــدم يف النــص عــى مجـ ٍ‬
‫اللبس(‪ .)1‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات البحث‬
‫املبحــث األول‪ :‬مشــكالت مقــرر التعبــر للمســتوى الرابــع يف‬
‫معه��د تعلي��م اللغـ�ة العربيــ�ة باجلامع��ة اإلســامية‬
‫املطلب األول‪ :‬مشكالت موضوعات املقرر‬
‫يتكــون مقــرر التعبــر للمســتوى الرابــع يف معهــد تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫باجلامعــة اإلســامية‪ ،‬مــن عــرة دروس‪ ،‬ســتة منهــا للتعبــر الكتــايب‪ ،‬وأربعــة‬
‫دروس للتعبــر الشــفوي‪ ،‬وهــي‪ :‬الــدرس اخلامــس (اخلطابــة)‪ ،‬والــدرس‬
‫الســادس (خطبــة الــوداع)‪ ،‬والــدرس الســابع (الدعــوة إىل اهلل)‪ ،‬والــدرس‬
‫العــارش (قصــة مــن بلــدي)‪ .‬وموضوعــات التعبــر الكتــايب يمكــن تصنيــف‬
‫عناوينهــا كاآليت‪:‬‬
‫‪1 )1‬الكتابــة الوصفيــة‪ ،‬ويمثلهــا درســان‪ :‬الــدرس األول (األقليــات‬
‫اإلســامية وواجــب املســلمني نحوهــا)‪ ،‬والــدرس الثــاين (القــدس وواجــب‬
‫املســلمني نحوهــا)‪.‬‬
‫‪2 )2‬الكتابــة الرسديــة‪ :‬ويمثلهــا درســان‪ :‬الــدرس الثــاين (الصــدق واألمانــة‬
‫مــن أهــم أســباب النجــاح يف احليــاة)‪ ،‬والــدرس الرابــع (مصعــب بــن عمــر)‪.‬‬
‫‪3 )3‬كتابــة احلــوار‪ ،‬ونثــر الشــعر‪ ،‬مثــل‪ :‬الــدرس الثامــن (أ‪ -‬حتويــل الــرد‬
‫إىل حــوار‪ ،‬ب‪ -‬نثــر الشــعر)‪.‬‬
‫‪4 )4‬كتابــة الرســائل والربقيــات‪ ،‬مثــل‪ :‬الــدرس التاســع (أ‪ -‬الرســالة غــر ‬
‫الرســمية‪ ،‬ب‪ -‬الرســالة الرســمية‪ ،‬ج‪ -‬الربقيــات)(‪.)2‬‬
‫وتوجــد مشــكالت يف بعــض موضوعــات املقــرر –مـ�ن وجهــة نظــر‬

‫((( النــص والســياق اســتقصاء البحــث يف اخلطــاب الــداليل والتــداويل‪ .‬فــان دايــك‪ .‬ترمجــة‪:‬‬
‫عبدالقــادر قنينــي‪ .‬ص‪.195‬‬
‫((( انظــر‪ :‬دروس يف التعبــر للمســتوى الرابــع‪ .‬حســن آل عــي‪ ،‬ومنصــور القــش‪ .‬اجلامعة اإلســامية‬
‫باملدينة املنــورة‪1423 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الباحــث‪ -‬وأهــم تلــك املشــكالت كاآليت‪:‬‬


‫‪1 )1‬خلــط موضوعــات التعبــر الكتــايب بموضوعــات التعبري الشــفوي‪ ،‬مثل‬
‫موضوعــات‪ ( :‬خطبــة الــوداع‪ ،‬اخلطابــة‪ ،‬قصــة مــن بلــدي)‪ .‬فهــذه املوضوعــات‬
‫ـاص بمهــارة التعبــر الشــفوي (الــكالم)‪.‬‬ ‫يفــرض أن تــدرس يف مقـ ٍ‬
‫ـرر خـ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫عــى موضوعــات ختتــص بالتعبــر الوظيفــي‪ ،‬مثــل‪:‬‬ ‫‪2 )2‬اشــتامل املقــرر‬
‫الرســائل غــر الرســمية‪ ،‬والرســائل الرســمية‪ .‬وهــذان املوضوعــان يناســبان‬
‫طــاب املســتوى املتوســط يف تعلــم اللغــة –مــن وجهــة نظــر الباحــث‪.-‬‬
‫‪3 )3‬اشــتامل املقــرر عــى موضوعــات ال تلبــي حاجــات الطــاب ودوافعهــم‬
‫يف تعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬وال تعكــس اجلانــب التواصــي للغــة العربيــة‪ .‬مثــل‬
‫موضــوع (الربقيــات)‪ ،‬فهــذا النــوع مــن الكتابــة مل يعــد مســتخد ًما حدي ًثــا إال يف‬
‫نطـ ٍ‬
‫ـاق ضيـ ٍ‬
‫ـق‪.‬‬
‫‪4 )4‬وجــود دروس يف املقــرر تناســب مهــارة القــراءة‪ ،‬وال تناســب مهــارة‬
‫التعبــر الكتــايب مثــل درس (مصعــب بــن عمــر)‪ .‬حيــث يبنــى هــذا الــدرس‬
‫عــى نــص قصــي يســتعرض حيــاة الصحــايب (مصعــب)‪ .‬وعندمــا يكتــب‬
‫تعبــرا يف هــذا املوضــوع فإهنــم ال بــد أن يضطــروا إىل تكــرار مجــل‬
‫ً‬ ‫الطــاب‬
‫وعبــارات بعينهــا وردت يف الــدرس‪.‬‬
‫‪5 )5‬وجــود دروس تقيــد حريــة الطــاب يف الكتابــة احلــرة‪ ،‬مثــل أ‪ -‬حتويــل‬
‫الــرد إىل حــوار‪ ،‬ب‪ -‬نثــر الشــعر‪ .‬وهــذان املوضوعــان ال يســاعدان الطــاب‬
‫عــى كتابــة التعبــر احلــر املســتقل‪ .‬ألن الطــاب مقيــدون فيهــا بمحتــوى نــص‬
‫رسدي‪ ،‬أو شــعري‪ .‬حيــث يتــم حتويــل النــص الــردي (أ‪ -‬محايــة املســتجري‪.‬‬
‫ب‪ -‬عبــد اهلل بــن حذافــة الســهمي وقيــر الــروم)‪ .‬إىل حــوار‪ ،‬ويتم نثــر (رشح)‬
‫أبيــات لقصيــدة شــعرية‪ .‬وهــي قصيــدة (احلطيئــة) التــي مطلعهــا‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ثالث عاصب البطن مرمل ببيداء مل يعرف هبا ساك ٌن رسام‬ ‫ٍ‬ ‫وطاوي‬
‫وهــذه القصيــدة صعبــة يف معانيهــا وألفاظهــا‪ ،‬فضـ ً‬
‫ـا عــن كوهنــا مأخــوذة‬
‫مــن العــر اجلاهــي‪ ،‬ومرتبطــة بالبيئــة الصحراويــة‪.‬‬
‫وقــد أشــار (فتحــي يونــس‪ ،‬وحممــود الناقــة) إىل أمهيــة أن تكــون‬
‫املوضوعــات املختــارة ملقــرر التعبــر الكتــايب تلبــي حاجــات الطــاب‪ ،‬وتعكــس‬
‫ٍ‬
‫ـكالت ختصهــم أو ختــص عمــوم أفــراد املجتمــع‪.‬‬
‫واقــع حياهتــم‪ ،‬أو ترتبــط بمشـ‬

‫((( دروس يف التعبري الكتايب‪ .‬حسني آل عيل‪ ،‬ومنصور القش‪ .‬ص ‪.58‬‬

‫‪156‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫مثــل مشــكالت احليــاة والبيئــة‪ ،‬أو مشــكالت االقتصــاد واملعيشــة‪ ،‬أو مشــكالت‬
‫الصحــة واألمــراض‪ ،‬أو املشــكالت االجتامعيــة‪ ..‬أو غــر ذلــك‪ .‬فاملهــم أن‬
‫يعكــس املوضــوع موق ًفــا طبيع ًّيــا هيــم الطالــب ليعــر عنــه(‪.)1‬‬
‫ويتفــق مــع (يونــس‪ ،‬والناقــة)‪( ،‬وليــد جابــر)؛ حيــث يــرى أن محــاس‬
‫الطــاب يــزداد إذا وجــدوا أن املوضوعــات التــي يطلــب منهــم الكتابــة فيهــا‬
‫ترتبــط بحاجاهتــم‪ ،‬وتشــبع ميوهلــم‪ ،‬ويتأثــرون هبــا‪ ،‬ومــن ثــم يرغبــون يف‬
‫الكتابــة عنهــا(‪.)2‬‬
‫و شــدد (جابــر) عــى أن الكتابــة عــن أي موضــوع‪ ،‬تتطلــب أن يكــون لدى‬
‫الطــاب خــر ٌة ســابق ٌة حــول املوضــوع‪ ،‬ويســتطيعون تصــوره يف أذهاهنــم‪ .‬ويف‬
‫بعــض األحيــان يستحســن أن تكــون الكتابــة حــول قضيــة قــد يمــر الطــاب‬
‫بتجربتهــا(‪.)3‬‬
‫ويتــم تقديــم موضوعــات مقــرر التعبــر الكتــايب للمســتوى الرابــع‪،‬‬
‫ٍ‬
‫غــر مناســبة ‪-‬مــن وجهــة نظــر الباحــث‪ .-‬حيــث تبــدأ معظــم‬ ‫ٍ‬
‫بطريقــة‬
‫ٍ‬
‫معلومــات تســاعده يف‬ ‫ٍ‬
‫كتابيــة دون أن يقــرأ الطالــب أي‬ ‫ٍ‬
‫بتمرينــات‬ ‫الــدروس‬
‫كتابــة املوضــوع‪ .‬ودروس املقــرر تتشــابه يف طريقــة عرضهــا مــا عــدا الــدرس‬
‫األخــر (قصــة مــن بلــدي(‪ .))4‬فهــذا الــدرس هــو فقــر ٌة قصــر ٌة ُيطلــب فيهــا‬
‫ٍ‬
‫خاصــة بالقصــة‬ ‫ٍ‬
‫ســات‬ ‫مــن الطالــب أن يقــص قصــ ًة مــن بلــده دون تقديــم‬
‫وعنارصهــا‪ ،‬وهــذا الــدرس يتعلــق بالتعبــر الشــفوي‪ ،‬رغــم أن الــدرس مل ينــص‬
‫رصاحــ ًة عــى ذلــك‪.‬‬
‫ويمكــن بســهولة مالحظــة أن معظــم دروس مقــرر التعبــر ال تقــدم‬
‫ٍ‬
‫ومنســجمة‪ ،‬بحيــث يمكــن للطــاب أن‬ ‫ٍ‬
‫متســقة‬ ‫ٍ‬
‫لنصــوص‬ ‫للطــاب نــاذج‬
‫هيتــدوا هبــا إىل طريقــة كتابــة موضوعــات التعبــر الكتــايب‪ ،‬ســواء مــن حيــث‬
‫ربــط اجلمــل وتنظيمهــا‪ ،‬أو مــن حيــث ترتيــب أجــزاء النــص‪ ..‬وغــر ذلــك‪.‬‬
‫وممــا يفتقــر إليــه مقــرر التعبــر للمســتوى الرابــع‪ ،‬تقديــم معايــر تســاعد‬
‫أسســا يمكــن أن يتــدرب عليها‬
‫الطــاب يف تقييــم كتاباهتــم‪ .‬إذ ال يتضمــن املقــرر ً‬
‫الطــاب لتجويــد املوضوعــات التــي يكتبوهنــا‪ .‬وهــذه األســس مثــل اآليت‪:‬‬
‫‪1 )1‬أن تكون الكتابة اإلمالئية دقيق ًة‪.‬‬

‫((( أساسيات تعليم اللغة العربية‪ .‬فتحي يونس‪ ،‬وحممود الناقة‪ .‬ص ‪.279‬‬
‫((( أساليب تدريس اللغة العربية‪ .‬وليد جابر‪ .‬ص‪.200‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫((( دروس يف التعبري للمستوى الرابع‪ .‬حسني آل عيل‪ ،‬ومنصور القش‪ .‬ص ‪.89‬‬

‫‪157‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫صحيحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪2 )2‬أن يكون بناء الرتاكيب اللغوية‬
‫‪3 )3‬أن تكون العالمات النحوية يف الكلامت صحيح ًة‪.‬‬
‫‪4 )4‬صحة معاين املفردات والعبارات‪.‬‬
‫‪5 )5‬السالمة األسلوبية‪.‬‬
‫‪6 )6‬اكتــال املوضــوع يف أجزائــه الثالثــة‪( :‬مقدمــة‪ ،‬صلــب املوضــوع‪،‬‬
‫خامتــة)‪.‬‬
‫‪7 )7‬ترتيب األفكار واملعلومات الواردة يف املوضوع‪ ،‬وترابطها(‪.)1‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مشكالت تمرين�ات املقرر‬
‫ٍ‬
‫مترينــات‬ ‫درس مــن دروس مقــرر التعبــر للمســتوى الرابــع‪،‬‬‫ٍ‬ ‫يشــمل كل‬
‫كتابي ـ ًة تتضمــن اإلجابــة عــن أســئلة عامــة حــول عنــوان الــدرس‪ ،‬ومترينــات‬
‫مــأ الفراغــات بكلــات أو عبــارات‪ ،‬ومترينــات كتابــة مجــل معزولــة مرتبطــة‬
‫بعنــوان الــدرس‪ ،‬ومترينــات ترتيــب مجــل قصــرة لتكويــن فقــرة‪ ،‬والتمريــن‬
‫ـا عــن‬ ‫األخــر يطلــب مــن الطــاب أن يتحدثــوا ثــم يكتبــوا موضو ًعــا متكامـ ً‬
‫عنــوان الــدرس مــع تقديــم عــدد مــن األفــكار املســاعدة يــراوح عددهــا مــن‬
‫ـاعدة لكتابــة املوضــوع‪ .‬وبعــض دروس املقــرر تقــدم‬‫ـكار مسـ ٍ‬
‫ســبعة إىل تســعة أفـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ـوص مكتوبــة‪ ،‬حيــث يبــدأ الــدرس وينتهــي‬ ‫مترينــات تســتند عــى نــاذج لنصـ ٍ‬
‫بالتمرينــات‪.‬‬
‫ويمكــن القــول أن أغلــب مترينــات املقــرر تــدرب الطــاب عــى كتابــة‬
‫ٍ‬
‫مجــل‬ ‫ٍ‬
‫كلــات (قــد تكــون حــروف جــر)‪ ،‬أو كتابــة مجــل بســيطة‪ ،‬أو ترتيــب‬
‫ـرة لتكويــن فقـ ٍ‬
‫ـرة‪ .‬وهــذه التمرينــات ال تناســب طــاب املســتوى املتقــدم‪،‬‬ ‫قصـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫مكتملــة‪ ،‬وليــس كتابــة‬ ‫ٍ‬
‫موضوعــات‬ ‫فهــم حيتاجــون إىل التدريــب عــى كتابــة‬
‫ـل قصـ ٍ‬
‫ـرة‪.‬‬ ‫حــروف جـ ٍ‬
‫ـر أو مجـ ٍ‬
‫والتمريــن األخــر يف معظــم دروس املقــرر‪ ،‬حيتــوي عــى مشــكالت‬
‫أيضــا؛ حيــث يطلــب فيــه مــن الطــاب التحــدث‪ ،‬ثــم كتابــة موضــوع الــدرس‬ ‫ً‬
‫باالســتعانة بالعنــارص املقدمــة يف التمريــن‪ ،‬دون إرشــاد الطــاب إىل كيفيــة تناول‬
‫املوضــوع‪ .‬ســواء مــن حيــث أجزائــه‪ ،‬أو مــن حيــث ســات النــص املكتــوب‪.‬‬
‫حيــث يغيــب عــن دروس املقــرر رغــم أمهيتــه يف مقــرر التعبــر الكتــايب‪،‬‬

‫((( تدريس فنون اللغة العربية‪ .‬عيل مدكور‪ .‬ص ‪.273‬‬

‫‪158‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫تقديــم نــاذج ألجــزاء املوضــوع الرئيســة وبنــاء مترينــات عليهــا‪ ،‬وهــي ثالثــة‬
‫أجــزاء‪ :‬املقدمــة‪ ،‬وصلــب املوضــوع‪ ،‬واخلامتــة؛ فاملقدمــة هــي الفقــرة األوىل‬
‫يف كل موضــوع‪ ،‬واخلامتــة هــي الفقــرة األخــرة‪ ،‬ومــا بينهــا مــن فقــرات هــي‬
‫صلــب املوضــوع‪.‬‬
‫أمــا املقدمــة فتقــدم املوضــوع إىل القــارئ وتعطيــه نبــذ ًة خمتــر ًة جــدًّ ا عــا ‬
‫ســيتم تناولــه فيــه‪ ،‬كــا أهنــا توضــح للقــارئ الطريقــة التــي ســيتبعها الكاتــب‬
‫ـة قــد ال يقبــل القــارئ عــى قــراءة‬ ‫ـة واضحـ ٍ‬‫يف تنظيــم املوضــوع‪ ،‬وبــدون مقدمـ ٍ‬
‫النــص(‪.)1‬‬
‫وأمــا صلــب املوضــوع فيضمــن فيــه الكاتــب كل املعلومــات التــي يريــد‬
‫ٍ‬
‫وأدلــة‬ ‫ٍ‬
‫أمثلــة‬ ‫تناوهلــا يف موضوعــه مــع رشحهــا وتفصيلهــا ودعمهــا وتقديــم‬
‫ٍ‬
‫كافية هلــا(‪.)2‬‬
‫وأمــا اخلامتــة فهــي إعــا ٌدة خمتــر ٌة جــدًّ ا ملــا ســبق ذكــره يف صلــب املوضوع‬
‫ـدة؛ أي أهنــا تلخــص األفــكار الرئيســة يف النــص‪،‬‬ ‫ـات جديـ ٍ‬ ‫دون إضافــة معلومـ ٍ‬
‫وقــد تتضمــن رأي الكاتــب‪ .‬ومــن املهــم للقــارئ أن جيــد يف النــص فقــرة‬
‫تلخــص لــه حمتــوى النــص‪ ،‬وتعطيــه أهــم األفــكار الــواردة فيــه(‪.)3‬‬
‫ٍ‬
‫كلــات أو‬ ‫كــا أن مترينــات املقــرر ال تــدرب الطــاب عــى اســتعامل‬
‫ـارات يف التعبــر الكتــايب‪ ،‬ســواء يف بدايــة الفقــرة أو يف داخلهــا‪ ،‬مثــل أدوات‬ ‫عبـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫جهــة أخــرى‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫جهــة‪ ،‬وبــن الفقــرات مــن‬ ‫الربــط اإلضــايف بــن اجلمــل مــن‬
‫وأدوات االســتدراك عــى معنــى ســابق مثــل (لكــن‪ ،‬رغــم ذلــك‪ ،‬مع ذلــك‪.)...‬‬
‫أو أدوات الســببية مثــل (الفــاء املتصلــة بالســبب‪ ،‬الم التعليــل‪ ،‬ألن‪ ،‬كــي‪ .)...‬أو‬
‫الكلــات والعبــارات املســتعملة عنــد الــرح والتمثيــل‪ ،‬والكلــات والعبــارات‬
‫املســتعملة عنــد ترتيــب معلومــات النــص‪ ،‬وغريهــا‪ .‬وهــذه األدوات مهمــة يف‬
‫دروس التعبــر الكتــايب‪ ،‬ألهنــا تــدرب الطــاب عــى كيفيــة كتابــة موضوعـ ٍ‬
‫ـات‬
‫تتســم باالتســاق واالنســجام النــي‪.‬‬
‫املبحــث الثــاين‪ :‬تطويــع معايــر ســبك النــص وحبكــه يف مقــرر‬
‫التعبــر الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة‪:‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫‪(1) Academic writing. A Handbook for International Students. Stephen Bailey. p. 52.‬‬
‫‪(2) Writing Academic English. Slice Oshima, Ann Hogue. p. 64.‬‬
‫‪(3) Academic writing. A Handbook for International Students. Stephen Bailey. p. 56.‬‬

‫‪159‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫يمكــن تدريــس الطــاب الناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬وتدريبهــم عىل اســتعامل‬


‫معايــر الســبك‪ ،‬واحلبــك يف النــص املكتــوب‪ .‬وذلــك مــن خــال تقديــم نــاذج‬
‫لنصــوص متســقة‪ ،‬أو مــن خــال تدريبهــم عــى كتابــة الفقــرات واملوضوعــات‪.‬‬
‫ـوص معينـ ٍ‬
‫ـة مــن حيــث اشــتامهلا‬ ‫كــا يمكــن تدريــب الطــاب عــى تقييــم نصـ ٍ‬
‫عــى ســات الســبك واحلبــك النــي‪ ،‬أو عــدم اشــتامهلا‪ .‬ويمكــن تقديــم مترينات‬
‫ـة تشــتمل عــى معايــر الســبك‬ ‫ـوص معينـ ٍ‬
‫للطــاب لتحديــد أي الفقــرات يف نصـ ٍ‬
‫واحلبــك‪ ،‬وأهيــا تفتقــر إىل ذلــك‪ .‬وهــذا يتضــح أكثــر يف التدريــب عــى كتابــة‬
‫صلــب املوضــوع حيــث تكــون اجلمــل والفقــرات أطــول‪.‬‬
‫ولتدريــب الطــاب عــى كتابــة موضوعــات تتســم بســات الســبك‬
‫فقــرة يف النــص املكتــوب‬ ‫ٍ‬ ‫واحلبــك النــي‪ ،‬ينبغــي تنبيــه الطــاب إىل أن كل‬
‫وحتديــدً ا يف صلــب املوضــوع‪ ،‬تتضمــن عــى األقــل فكــر ًة رئيسـ ًة واحــدةً‪ .‬وهــذه‬
‫الفكــرة متثــل عنــوان أو موضــوع الفقــرة‪ ،‬وهــذه اجلملــة حتمــل معنًــى عا ًّمــا‪ ،‬وال‬
‫تتضمــن تفاصيــل أو أمثلــة‪ .‬ويمكــن توســيع الفقــرة مــن خــال طــرح األمثلــة‪،‬‬
‫أو ذكــر األســباب والنتائــج‪ ،‬أو رشح وتوضيــح الفكــرة الرئيســة‪ .‬ومــن املمكــن‬
‫أن تتضمــن الفقــرة مجلــة ختاميــة‪ ،‬تتضمــن نتيجــة ألســباب قبلهــا مذكــورة يف‬
‫الفقــرة(‪.)1‬‬
‫ـل للطــاب يطلــب منهــم ترتيبهــا لتكويــن فقـ ٍ‬
‫ـرة‪،‬‬ ‫ـدل مــن تقديــم مجـ ٍ‬
‫وبـ ً‬
‫مــن املناســب تدريــب طــاب املســتوى املتقــدم يف اللغــة العربيــة عــى ترتيــب‬
‫فقــرات لتكويــن موضــوعٍ‪ .‬ويمكــن مالحظــة أدوات الربــط واإلحالــة التــي‬‫ٍ‬
‫تربــط بــن الفقــرات يف النــص‪ ،‬أو حتيــل إىل فقــرات ســابقة‪ .‬كــا يمكــن تدريــب‬
‫الطــاب عــى ترتيــب فقــرات يف نصـ ٍ‬
‫ـوص تقــدم هلــم‪ ،‬مــن خــال تعيــن مقدمــة‬
‫النــص‪ ،‬وصلــب املوضــوع‪ ،‬وخامتتــه‪ ،‬بــن جمموعــة مــن الفقــرات يــراوح‬
‫عددهــا بــن ثــاث ومخــس فقــرات حســب رأي الباحــث‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تطويع معيار اإلحالة يف مقرر التعبري الكتايب‬
‫ميكــن تدريــس الطــاب الناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬كيفيــة اســتعامل أدوات‬
‫اإلحالــة يف النــص املكتــوب‪ ،‬وأشــهرها كاآليت‪:‬‬
‫‪1 )1‬الضامئــر‪ ،‬وحتديــدً ا ضامئــر الغائــب لإلحالــة الداخليــة‪ ،‬ســواء أكانــت‬
‫متصلــة بالكلمــة أم منفصلــة‪ ،‬فهــذه الضامئــر تســهم يف ســبك النــص؛ ألهنــا‬
‫حتيــل القــارئ إىل مــا ســبق ذكــره‪ .‬أمــا ضامئــر املتكلــم واملخاطــب فاســتعامهلا‬
‫ـع يف النــص‪ .‬ويمكــن تقديمهــا للطــاب‪ ،‬وتدريبهــم عىل‬ ‫قليــل‪ ،‬وليــس هلــا مرجـ ٌ‬
‫‪(1) Writing Academic English. Slice Oshima, Ann Hogue. p. 3.‬‬

‫‪160‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫اســتعامهلا عنــد نقــل املقــوالت‪ ،‬أو كتابــة احلــوارات يف النصــوص القصصيــة‪.‬‬


‫‪2 )2‬أســاء اإلشــارة بأنواعهــا‪ ،‬مــع مالحظــة أن اســم اإلشــارة للمفــرد‪،‬‬
‫(هــذا‪ ،‬ذلــك‪ ،‬هــذه‪ ،‬تلــك)‪ ،‬يمكــن أن يشــر إىل مجلــة أو فقــرة أو مقطــع ســابق‬
‫يف النــص‪ .‬عــى ســبيل املثــال‪ ،‬يف النــص اآليت يشــر اســم اإلشــارة (ذا) إىل مجلــة‬
‫ســابقة‪« :‬اهتــدى الصيادلــة املســلمون إىل طريقــة غلفــوا هبــا بعــض األدويــة التي‬
‫تؤخــذ عــن طريــق الفــم‪ ،‬وبــذا كفــوا املــرىض معانــاة مــرارة طعمهــا ونكهتهــا‬
‫غــر املستســاغة(‪.»)1‬‬
‫ ) ‪( 3‬ال) التعريــف املتصلــة باألســاء الــواردة يف النــص‪ ،‬وحتديــدً ا األســاء‬
‫الــواردة مســب ًقا بصيغــة النكــرة‪ .‬مثــل‪( :‬رجــل‪ ،‬الرجــل)‪ .‬ففــي هــذه احلالــة‬
‫ـة‪ .‬فيــدرب الطــاب عــى فقـ ٍ‬
‫ـرات تــرد‬ ‫يمكــن اعتبــار (ال) التعريــف أداة إحالـ ٍ‬
‫عرفــة بـــــ (ال)؛ فيقــوم الطــاب باالختيــار مــن‬‫فيهــا أســاء مــرة ُمن َّكــرة ومــرة ُم َّ‬
‫متعــدد حســب مواضــع ورود األســاء يف النــص‪.‬‬
‫‪4 )4‬ألفــاظ املقارنــة‪ ،‬مثــل‪( :‬مطابــق‪ ،‬مشــابه‪ ،‬مماثــل‪ ،‬خمالــف‪ ،‬أصغــر‪،‬‬
‫أكــر‪.)...‬‬
‫‪5 )5‬األســاء املوصولــة بأنواعهــا املختلفــة‪ ،‬مثــل‪( :‬مــن‪ ،‬مــا‪ ،‬الــذي‪ ،‬التــي‪،‬‬
‫اللــذان‪ ،‬اللتــان‪ ،‬الذيــن‪ ،‬الــايت)‪.‬‬
‫ويؤكــد الباحــث هنــا أن تدريــس هــذه األدوات ينبغــي أن يكــون‬
‫وظيف ًّيــا‪ ،‬أي بقصــد متكــن الطــاب الناطقــن بغــر العربيــة مــن اســتخدامها يف‬
‫ـات التعبــر الكتــايب‪ ،‬وليــس بقصــد تدريســها نحو ًّيــا‪ .‬فاملوضوعــات‬‫موضوعـ ٍ‬
‫النحويــة ال ينبغــي الرتكيــز عليهــا يف دروس مهــارة التعبــر الكتــايب –مــن وجهــة‬
‫نظــر الباحــث‪.-‬‬
‫ويستحســن عنــد تقديــم أدوات اإلحالــة يف دروس التعبــر الكتــايب إبــراز‬
‫أمهيــة هــذه األدوات يف كوهنــا متنــع مــن تكــرار األســاء الــواردة يف النــص‬
‫املكتــوب‪ .‬كــا أهنــا أدا ٌة لتحســن أســلوب الكاتــب عنــد كتابــة موضوعــه‪.‬‬
‫واخلطــأ يف اســتعامل هــذه األدوات مــن حيــث اجلنــس‪ ،‬أو مــن حيــث العــدد‬
‫ســوف يعقــد فهــم النــص عنــد القــارئ‪.‬‬
‫وعــى الطــاب الناطقــن بغــر العربيــة االهتــام بالدقــة يف اســتعامل أدوات‬
‫اإلحالــة عنــد كتابــة موضوعاهتــم يف التعبــر الكتــايب‪ .‬بحيــث ال يتــم اســتعامهلا‬

‫((( املوســوعة العربيــة العامليــة‪ .‬جملــد (‪ ،)16‬مؤسســة أعــال املوســوعة للنــر والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪،‬‬
‫الطبعــة الثانية‪1419 ،‬هـــ‪ ،‬ص ‪.445‬‬

‫‪161‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫نــادرا‬ ‫ٍ‬
‫بكثــرة‪ ،‬ممــا يضعــف أســلوب الكتابــة‪ ،‬وال يكــون اســتعامهلا‬ ‫مكــرر ًة‬
‫ً‬
‫أيضــا‬
‫فيــؤدي ذلــك إىل تكــرار ذكــر االســم (مرجــع اإلحالــة) وهــذا يضعــف ً‬
‫مــن األســلوب‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تطويع معيار الربط يف مقرر التعبري الكتايب‬
‫يمكــن تدريــب الطــاب الناطقــن بغــر العربيــة يف مقــرر التعبــر الكتــايب‬
‫عــى جمموعــة مــن اجلمــل ويطلــب منهــم اســتخدام أدوات ربــط مناســبة للربــط‬
‫بينهــا‪ ،‬وف ًقــا للمعــاين الــواردة يف تلــك اجلمــل‪ .‬وذلك بعــد تقديــم رشح ألدوات‬
‫ٍ‬
‫معلومــات يف النــص مثــل‪( :‬الــواو‪ ،‬ثــم‪،‬‬ ‫الربــط التــي تســتعمل قبــل إضافــة‬
‫الفــاء)‪ ،‬واألدوات التــي يتــم اســتعامهلا عنــد االســتدراك عــى معلومــات ســابقة‬
‫مثــل‪( :‬لكــن‪ ،‬بــل‪ ،‬رغــم ذلــك‪ ،‬مــع ذلــك)‪ ،‬واألدوات التــي تســتعمل للتخيــر ‬
‫مثــل‪( :‬أو‪ ،‬أم‪ ،‬إمــا‪ ..‬وإمــا)‪ .‬ومــن خــال هــذا التدريــب يســتطيع الطــاب‬
‫حتديــد أدوات الربــط التــي تســتعمل قبــل اجلملــة‪ ،‬أو ســط اجلملــة‪.‬‬
‫كــا يمكــن تدريــب الطــاب عــى اســتخدام أدوات الربــط بــن اجلمــل‬
‫ٍ‬
‫فقــرات حتتــاج إىل مــأ فراغــات فيهــا باســتعامل أدوات‬ ‫مــن خــال تقديــم‬
‫ـدد‪ .‬ويمكــن إعــداد قائمــةٍ‬
‫الربــط‪ ،‬ويتــم ذلــك مــن خــال االختيــار مــن متعـ ٍ‬
‫خــاص هبــذه األدوات‪ ،‬يتــم فيــه‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫درس‬ ‫بــأدوات الربــط يف النــص املكتــوب يف‬
‫رشحهــا وتقديــم أمثلــة عــى كيفيــة اســتخدامها يف كتابــة املوضوعــات ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ومــن املناســب تدريــب الطــاب عــى اســتعامل أدوات الربــط للربــط بــن ‬
‫فقــرات النــص‪ ،‬ويتــم ذلــك مــن خــال تقديــم فقــرات حتتــاج إىل اســتعامل‬
‫أدوات ربـ ٍ‬
‫ـط يف اجلملــة األوىل‪ ،‬ويطلــب مــن الطــاب كتابــة أداة الربــط املناســبة‪،‬‬
‫ومــن املناســب تقديــم خيــارات مــن أدوات الربــط‪ ،‬يتــم االختيــار مــن بينهــا‬
‫وف ًقــا ملــا تتضمنــه اجلملــة األوىل مــن معلومــات وأفــكار‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تطويع معيار السببي�ة يف مقرر التعبري الكتايب‬
‫مــن املناســب تدريــب الطــاب الناطقــن بغــر العربيــة ‪-‬يف دروس‬
‫ـات أو عبـ ٍ‬
‫ـارات تشــر ‬ ‫التعبــر الكتــايب‪ -‬عــى متييــز اجلمــل التــي تتضمــن كلـ ٍ‬
‫إىل األســباب‪ ،‬ومتييــز الكلــات والعبــارات املســتخدمة لذلــك‪ .‬وتدريبهــم عــى ‬
‫متييــز اجلمــل التــي تتضمــن النتائــج‪ ،‬ومتييــز الكلــات والعبــارات املســتعملة‬
‫لذلــك‪.‬‬
‫ويمكــن تدريــس الطــاب األلفــاظ الدالــة عــى الســببية مثــل‪( :‬ألن‪،‬‬
‫((( تعليم اللغة العربية بني النظرية والتطبيق‪ .‬حسن شحاتة‪ .‬ص‪.252‬‬

‫‪162‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫حيــث‪ ،‬الم التعليــل‪ ،‬كــي‪ ،‬حتــى‪ ،)...‬واأللفــاظ املســتعملة قبــل إيــراد النتائــج‪،‬‬
‫مثــل‪( :‬إذن‪ ،‬لذلــك‪ ،‬بنــا ًء عليــه‪ ،‬وف ًقــا لذلــك‪ ،‬نتيج ـ ًة ذلــك‪.)...‬‬
‫ويمكــن تدريــب الطــاب عــى تقديــم أســباب ملوضــو ٍع مــا‪ ،‬ثــم تقديــم‬
‫أول‪ ،‬ثــم األســباب‪ .‬ويناســب‬ ‫نتائــج لذلــك املوضــوع‪ ،‬ويمكــن تقديــم النتائــج ً‬
‫اســتعامل مترينــات املزاوجــة بــن األســباب والنتائــج يف موضوعــات خمتلفــة يف‬
‫ٍ‬
‫نصــوص تقــوم عــى أســباب‬ ‫أيضــا تقديــم‬
‫التعبــر الكتــايب‪ .‬ومــن املناســب ً‬
‫ونتائــج موضــو ٍع مــا‪ ،‬ووضــع جــدول للطــاب‪ ،‬بحيــث يطلــب منهــم كتابــة‬
‫قائمــة باألســباب يف عمــود‪ ،‬وكتابــة قائمــة بالنتائــج الــواردة يف النــص يف عمـ ٍ‬
‫ـود‬
‫آخــر‪.‬‬
‫ومــن املناســب تقديــم نمطــن لتدريــب الطالب عــى كتابــة اجلمل الســببية‬
‫ـرة أخــرى‪،‬‬‫ـرة‪ ،‬والنتائــج يف فقـ ٍ‬
‫يف النــص‪ ،‬النمــط األول‪ :‬كتابــة األســباب يف فقـ ٍ‬
‫الســيام إذا كانــت األســباب والنتائــج كثــرة‪ .‬النمــط الثــاين‪ :‬كتابــة األســباب‬
‫ـرة واحـ ٍ‬
‫ـدة الســيام إذا كانــت قليلـ ًة‪ .‬ويستحســن أن يبــدأ‬ ‫والنتائــج جمتمعـ ًة يف فقـ ٍ‬
‫فضــل –‬ ‫الطــاب بكتابــة األهــم فاألهــم مــن األســباب وكذلــك النتائــج‪ ،‬و ُي َّ‬
‫ـودة جيمــع فيهــا الطالــب األســباب يف قائمــة‪ٍ،‬‬
‫قبــل كتابــة املوضــوع‪ -‬كتابــة مسـ ٍ‬
‫والنتائــج يف قائمـ ٍ‬
‫ـة أخــرى(‪.)1‬‬
‫ويناســب عنــد تقديــم معيــار الســببية يف دروس التعبــر‪ ،‬إعطــاء الطــاب‬
‫الناطقــن بغــر العربيــة موضوعــات لكتابــة هــذا النمــط مــن التعبــر الكتــايب‬
‫مثــل‪( :‬اكتــب موضو ًعــا عــن التدخــن‪ ،‬مبينًــا أســباب ونتائــج هــذه الظاهــرة‬
‫الســيئة يف املجتمــع)‪ .‬أو (اكتــب موضو ًعــا عــن التأخــر يف احلضــور الصباحــي‬
‫للدراســة‪ ،‬مبينًــا أســباب ونتائــج ذلــك)‪.‬‬
‫ورغــم أن معيــار الســببية يظهــر يف نـ ٍ‬
‫ـاذج مــن موضوعــات التعبــر الكتــايب‬
‫باعتبــاره نم ًطــا ًّ‬
‫خاصــا يف الكتابــة‪ ،‬فــإن هــذا املعيــار النــي يمكــن أن يظهــر يف‬
‫ـوب‪ ،‬فيــدل ظهــوره عــى حبــك النــص‪ ،‬بســبب تعلــق مجــل النــص‬ ‫ـص مكتـ ٍ‬ ‫أي نـ ٍّ‬
‫ببعــض‪ ،‬بعالقــة الســبب والنتيجــة‪ .‬فلــو افرتضنــا أن موضــوع النــص (املدينــة‬
‫املنــورة)‪ ،‬فــإن بعــض اجلمــل التــي يفــرض أن تــرد فيــه‪ ،‬تبــن أســباب أمهيــة‬
‫هــذه املدينــة عنــد املســلمني‪ .‬ولــو كان املوضــوع (فصــل الربيــع)‪ ،‬فيفــرض أن‬
‫تبــن بعــض اجلمــل أســباب تفضيــل معظــم النــاس هــذا الفصــل دون غــره مــن‬
‫فصــول الســنة‪.‬‬
‫املطلــب الرابــع‪ :‬تطويــع معيــار التفصيــل بعــد اإلجمــال يف مقــرر‬
‫((( تعليم التعبري الكتايب مرشد للمعلم‪ .‬خمتار حسني‪ .‬ص ‪.172‬‬

‫‪163‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫التعبــر الكتــايب‬
‫يناســب عنــد تقديــم دروس التعبــر الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر ‬
‫العربيــة‪ ،‬أن يتــم تدريــب الطــاب عــى حتديــد اجلملــة الرئيســة مــن اجلمــل‬
‫الفرعيــة يف فقــرات النــص املكتــوب‪ .‬وأن يتــم توضيــح أن اجلملــة الرئيســة هــي‬
‫موضــوع الفقــرة‪ ،‬ومتتــاز باإلمجــال‪ ،‬وتــأيت بعدهــا مجــل تفصيليــة ترشحهــا‪ ،‬أو‬
‫تدعمهــا‪ ،‬أو تقــدم أمثلــة هلــا‪ .‬وأحيا ًنــا تتضمــن اجلملــة الرئيســة نتيجــة‪ ،‬وتتبعهــا‬
‫مجــل تفصيليــة تتضمــن أســبا ًبا لتلــك النتيجــة‪.‬‬
‫عــى ســبيل املثــال‪ ،‬يف النــص اآليت‪ ،‬تبــدأ الفقــرة بجملــة عامــة‪ ،‬ثــم تتبعهــا‬
‫مجــل تفصيليــة‪« :‬رافــق الديــن مســرة البرشيــة منــذ يومهــا األول‪ .‬فعندمــا بــدأت‬
‫رحلــة اإلنســان يف األرض‪ ،‬كان هنــاك وحــي الســاء اهلــادي للطريــق‪ ،‬واملــيء‬
‫ـا عــى كثــر مــن خلــق اهلل(‪.»)1‬‬ ‫حليــاة اإلنســان مــن حيــث كونــه مفضـ ً‬
‫إن تدريــب الطــاب عــى متييــز اجلمــل العامــة مــن اجلمــل التفصيليــة يف‬
‫النــص ســوف يمكنهــم مــن إنشــاء موضوعــات متتــاز باحلبــك النــي‪ .‬وعــى ‬
‫الطــاب أن يتذكــروا أن كل فقــرة يف النــص املكتــوب تبــدأ بجملــة رئيســة‬
‫غال ًبــا‪ ،‬وتكتــب بعدهــا مجــل فرعيــة تضيــف إليهــا معلومــات‪ ،‬أو ترشحهــا‪ ،‬أو‬
‫تقارهنــا بــا ســبق مــن معلومــات يف النــص‪ ،‬أو تذكــر أســباهبا‪ ،‬إن كانــت اجلملــة‬
‫األوىل نتيج ـ ًة عام ـ ًة‪.‬‬
‫والتدريــب عــى معيــار التفصيــل بعــد اإلمجــال يف النــص إنــا يكــون يف‬
‫فقــرات صلــب املوضــوع‪ ،‬ألن املقدمــة واخلامتــة كل منهــا خمتــرة وال تتضمــن‬
‫ـا‪.‬‬‫رشحــا‪ ،‬وال تفصيـ ً‬
‫أمثل ـ ًة‪ ،‬وال ً‬
‫ويتضمــن تطويــع معيــار التفصيــل بعــد اإلمجــال يف النــص‪ ،‬تدريــب‬
‫الطــاب الناطقــن بغــر العربيــة عــى كتابــة اجلملــة العامــة التــي تناســب بدايــة‬
‫الفقــرة‪ ،‬كــا يتضمــن تدريــب الطــاب عــى املزاوجــة بــن األمثلــة‪ ،‬واجلمــل‬
‫العامــة التــي تــم إيــراد األمثلــة هلــا‪.‬‬
‫املطلــب اخلامــس‪ :‬تطويــع معيــار ترتيــب أفــكار النــص يف مقــرر‬
‫التعبــر الكتــايب‬
‫يتفــق الباحــث مــع (حســن شــحاتة) يف أمهيــة تدريــب الطــاب يف دروس‬
‫التعبــر الكتــايب‪ ،‬عــى مراعــاة ترتيــب تسلســل األحــداث واملعلومــات يف‬
‫((( عامليــة اإلســام‪ .‬أنــور اجلنــدي‪ .‬سلســلة اقــرأ‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬العــدد (‪ ،)426‬الســنة‬
‫‪1977‬م‪ ،‬ص ‪.7‬‬

‫‪164‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫املوضــوع وتتابعهــا ســب ًبا ونتيج ـ ًة وزمنًــا‪ .‬ألن هــذه الســمة يف الكتابــة تؤثــر يف‬
‫القــارئ وتقنعــه بموضــوع النــص(‪.)1‬‬
‫كــا يتفــق الباحــث مــع (عــي مدكــور) يف وجــوب مراعــاة طريقــة عــرض‬
‫املوضــوع وتنظيمــه‪ ،‬ومجــال بنائــه وتكاملــه‪ ،‬عنــد تقييــم كتابــات الطــاب(‪.)2‬‬
‫ٍ‬
‫بصــورة أكــر ‪-‬يف رأي الباحــث‪ -‬عنــد تقييــم مهــارة التعبــر ‬ ‫ويتحقــق ذلــك‬
‫الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة‪ .‬وهــذا ال يتــم إال بعــد تدريــب‬
‫الطــاب عــى ترتيــب قضايــا ومعلومــات النــص عنــد تناوهلــا‪ .‬ويمكــن تدريــب‬
‫الطــاب عــى تقييــم نصــوص مكتوبــة‪ ،‬واحلكــم عليهــا وف ًقــا ملســتوى تنظيــم‬
‫األفــكار واملعلومــات الــواردة فيهــا‪ .‬ويكــون احلكــم بإعطــاء أحــد األوصــاف‬
‫اآلتيــة‪( :‬ترتيــب جيــد‪ ،‬ترتيــب مقبــول‪ ،‬ترتيــب ضعيــف)‪.‬‬
‫ومــن صــور ترتيــب أفــكار النــص يف التعبــر الكتــايب‪ ،‬وحتديــدً ا عنــد كتابــة‬
‫أحــداث رسديــة‪ ،‬الرتتيــب الزمنــي‪ .‬فهــذا الرتتيــب مهم يف أثنــاء الكتابــة‪ ،‬ويمكن‬
‫تدريــب الطــاب عليــه‪ ،‬عندمــا يكتبــون ســر شــخصيات مشــهورة‪ ،‬مثــل ســرة‬
‫عــامل‪ ،‬أو خمــرع‪ ،‬أو رئيــس دولــة‪ ،‬أو غريهــم مــن الشــخصيات‪ ،‬فيتــم تنــاول‬
‫أحــداث املوضــوع وف ًقــا لرتتيبهــا الزمنــي‪ ،‬حيــث يتــم البــدء يف صلــب املوضــوع‬
‫أول لتلــك الشــخصية‪ ،‬ثــم يتــم االنتقــال إىل مــا‬‫بكتابــة األحــداث التــي حدثــت ً‬
‫حــدث تال ًّيــا‪ ..‬وهكــذا‪ .‬واأللفــاظ والعبــارات التــي تســتعمل للرتتيــب الزمنــي‪،‬‬
‫والرتتيــب العــددي‪ ،‬مثــل‪( :‬قبــل ذلــك‪ ،‬يف أثنــاء ذلــك‪ ،‬بعــد ذلــك‪ً ،‬‬
‫أول‪ ،‬ثان ًّيــا‪،‬‬
‫ثال ًثا (‪.)...)3‬‬
‫املطلــب الســادس‪ :‬تمرين ـ�ات مقرتحــة لتطويــع معايــر الســبك‬
‫واحلبــك يف مقــرر التعبــر الكتــايب‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬تمرين�ات لتطويع معايري السبك يف النص‬
‫ ‪‬اإلحالة يف النص‪:‬‬
‫ ‪-‬حــدد أدوات اإلحالــة يف النــص اآليت‪ ،‬بوضــع خـ ٍّ‬
‫ـط حتتهــا‪ ،‬ثــم حــدد‬
‫مراجــع أدوات اإلحالــة بوضــع خطــن حتتهــا‪( :‬األدوات الــواردة يف‬
‫النــص هــي‪ :‬ضامئــر‪ ،‬أســاء موصولــة‪ ،‬اســم إشــارة)‪.‬‬
‫النــص‪ « :‬اهتــدى الصيادلــة املســلمون إىل طريقـ ٍ‬
‫ـة غ َّلفــوا هبــا بعــض األدويــة‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫((( تدريس فنون اللغة العربية‪ .‬عيل مدكور‪ .‬ص‪.273‬‬
‫‪(3)Writing Academic English. Slice Oshima, Ann Hogue. p. 86/87.‬‬

‫‪165‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫التــي تؤخــذ عــن طريــق الفــم‪ ،‬وبــذا َك َفــوا املــرىض معانــاة مــرارة طعمهــا‬
‫ونكهتهــا غــر املستســاغة‪ .‬ثــم توصــل الصيادلــة العــرب إىل حتضــر املبنَــج‬
‫للســموم‪.‬‬ ‫التيــاق املقــاوم ّ‬ ‫الــذي يزيــل اآلالم أو خيففهــا‪ ،‬كــا حــروا ِّ‬
‫ـا لعلــم‬ ‫أساســا متينًــا وأصيـ ً‬
‫وباجلملــة فقــد قــدّ م الصيادلــة العــرب للعــامل ً‬
‫الصيدلــة(‪.»)1‬‬
‫ ‪‬الربط يف النص‪:‬‬
‫ ‪-‬امــأ الفراغــات يف النــص اآليت‪ ،‬بكلــات وعبــارات ربــط مناســبة‪:‬‬
‫(الــواو‪ ،‬ثــم‪ ،‬ومــن ثــم)‪( .‬يمكــن اســتعامل أداة الربــط أكثــر مــن‬
‫مــرة)‪.‬‬
‫النــص‪ « :‬كانــت الصيدلــة يف بــادئ األمــر غــر مسـ ٍ‬
‫ـتقلة عــن الطــب يف كل‬
‫أنحــاء العــامل املعــروف آنــذاك‪ ......‬كان الــدواء ينتقــل مــن يــدي الطبيــب إىل فم‬
‫املريــض مبــارشةً‪ ......‬للطبيــب أعــوان يســاعدونه عــى مجــع األعشــاب‪......‬‬
‫يتــوىل بنفســه صنــع الــدواء وتركيبــه‪ ......‬انقســمت مهنــة الطــب إىل قســمني‪:‬‬
‫تشــخييص وعالجــي‪ ......‬انفصلــت صناعــة الطــب عــن صناعــة العقاقــر(‪.»)2‬‬
‫ثاني�ا‪ :‬تمرين�ات لتطويع معايري احلبك يف النص‪:‬‬
‫ًّ‬

‫ ‪‬السببي�ة يف النص‪:‬‬
‫ ‪-‬ضــع خ ًّطــا حتــت اجلمــل التــي تفيــد الســبب‪ ،‬وضــع دائــر ًة حــول األداة‬
‫املســتعملة لتقديــم الســبب‪ .‬ثــم ضــع خطــن حتــت اجلملــة التــي تفيــد‬
‫النتيجــة‪ .‬وذلــك يف النــص اآليت‪:‬‬
‫«الصيدلــة علــم يبحــث يف العقاقــر وخصائصهــا وتركيــب األدويــة ومــا‬
‫اتصــال وثي ًقــا بعلمــي النبــات واحليــوان؛ إذ إن معظــم‬ ‫ً‬ ‫يتعلــق هبــا‪ ،‬ويتصــل‬
‫ـواين‪ ،‬كــا يرتبــط ارتبا ًطــا وثي ًقــا بعلــم الكيميــاء؛‬
‫يت أو حيـ ٍّ‬ ‫األدويــة ذات أصـ ٍ‬
‫ـل نبــا ٍّ‬
‫ألن األدويــة حتتــاج إىل معاجلــة ودرايــة باملعــادالت والقوانــن الكيميائيــة»‪.‬‬
‫ ‪‬التفصيل بعد اإلجمال يف النص‪:‬‬
‫ ‪-‬م ِّيــز بــن اجلملــة التــي تفيــد اإلمجــال واجلمــل التــي تفيــد التفصيــل‪ ،‬يف‬
‫النــص اآليت‪:‬‬

‫((( املوســوعة العربيــة العامليــة‪ ،‬جملــد (‪ ،)16‬مؤسســة أعــال املوســوعة للنــر والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪،‬‬
‫الطبعــة الثانيــة‪1419 ،‬هــــ‪ ،‬ص ‪.445‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.444‬‬

‫‪166‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫ٍ‬
‫عامــة‪ :‬توكيــد وإحيــاء عقيــدة‬ ‫ٍ‬
‫عــى أصــول‬ ‫«أقــام اإلســام مقاصــده‬
‫إبراهيــم عليــه الســام‪ ،‬واالعــراف بجميــع الرســل واألنبيــاء الســابقني‪،‬‬
‫وإرســاء القواعــد األساســية ملجتمــع إنســاين ســليم‪ ،‬وإقامــة العالقــة بــن ‬
‫اهلل واإلنســان(‪.»)1‬‬
‫اجلمل التي تفيد االمجال‪................................................:‬‬
‫اجلمل التي تفيد التفصيل‪:‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫ ‪-‬اقــرأ النــص اآليت‪ ،‬ثــم حــدد نــوع اجلمــل أو العبــارات التفصيليــة‪ ،‬املختــارة‬
‫مــن النــص‪.‬‬
‫النــص‪« :‬كان الــرازي أول مــن قــال باســتقالل الصيدلــة عــن الطــب‪،‬‬
‫كــا رأى أن جهــل الطبيــب بمعرفــة العقاقــر غــر الشــائعة ال حيــول دون‬
‫ممارســته الطــب‪ .‬ويبــدو ذلــك يف حديثــه عــن امتحــان الطبيــب‪( .‬أمــا‬
‫امتحانــه بمعرفــة العقاقــر فــأرى أهنــا حمنــة اختبــار ضعيفــة‪ ،‬وذلــك أن‬
‫هــذه الصناعــة هــي بالصيــدالين أوىل منهــا بالطبيــب املعالــج)‪ .‬وبعــد‬
‫أن انفصلــت الصيدلــة عــن الطــب‪ ،‬ارتفــع مســتوى العقاقــر وأنشــئت‬
‫حوانيــت (عطــارات) لبيعهــا وترصيفهــا(‪.»)2‬‬
‫‪ -1‬مجلة‪( :‬ويبدو ذلك يف حديثه عن امتحان الطبيب)‪.‬‬
‫د‪ -‬اقتباس‪.‬‬ ‫ج‪-‬توضيح‪ .‬‬ ‫ب‪ -‬ذكر نتائج‪ .‬‬ ‫أ‪ -‬تعريف‪.‬‬
‫‪ -2‬مجلــة‪( :‬أمــا امتحانــه بمعرفــة العقاقــر فــأرى أهنــا حمنــة اختبــار‬
‫ضعيفــة)‪.‬‬
‫ د‪ -‬ذكر نتائج‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اقتباس‪ .‬ج‪ -‬ذكر أمثلة‪ .‬‬ ‫أ‪ -‬توضيح‪ .‬‬
‫‪ -3‬عبــارة‪( :‬لبيعهــا وترصيفهــا) يف مجلــة‪ :‬أنشــئت حوانيــت (عطارات)‬
‫لبيعهــا وترصيفها‪.‬‬

‫((( عامليــة اإلســام‪ .‬أنــور اجلنــدي‪ .‬سلســلة اقــرأ‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬العــدد (‪ ،)426‬الســنة‬
‫‪1977‬م‪ .‬ص ‪.9‬‬
‫((( املوسوعة العربية العاملية‪ ،‬ص ‪.444‬‬

‫‪167‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ د‪ -‬توضيح‪.‬‬ ‫أ‪ -‬ذكر أسباب‪ .‬ب‪ -‬تعريف‪ .‬ج‪ -‬اقتباس‪ .‬‬


‫ ‪‬ترتيب األفكار يف النص‪:‬‬
‫ ‪-‬رتــب الفقــرات اآلتيــة يف النــص‪ ،‬بوضــع الرقــم املناســب أمــام كل‬
‫ٍ‬
‫فقــرة‪ .‬ثــم وضــح باختصــار ملــاذا اخــرت هــذا الرتتيــب؟‬
‫النــص‪ « :‬لــذا أمــر املأمــون بعقــد امتحــان أمانــة الصيادلــة‪ ،‬ثــم أمــر املعتصم‬
‫مــن بعــده (‪221‬هــــ‪835 ،‬م) أن يمنــح الصيــدالين الــذي تثبــت أمانتــه‬
‫وحذقــه شــهاد ًة جتيــز لــه العمــل‪ ،‬وبــذا دخلــت الصيدلــة حتــت النظــام‬ ‫ِ‬
‫للحســبة‪ ،‬ومــن العــرب انتقــل هــذا النظــام إىل أنحــاء أوروبــا‪.‬‬ ‫الشــامل ِ‬

‫ فصــل علــاء املســلمني قديـ ًـا بــن مهنتــي الطــب والصيدلــة ارتقــت‬
‫كلتــا املهنتــن‪ ،‬إذ تفــرغ الطبيــب إىل التشــخيص والبحــث‪ ،‬وتفــرغ‬
‫ووضــع للصيادلــة دســتور يســرون‬ ‫الصيــدالين إىل جتويــد عملــه والبحــث‪ُ .‬‬
‫وينــص هــذا الدســتور عــى التمييــز بــن علــم الطــب‬
‫ُّ‬ ‫عليــه ويلتزمونــه‪،‬‬
‫ـا يظــر‬
‫فحظــر عــى الصيــديل التدخــل يف أمــور الطــب‪ ،‬كـ ُ‬‫وعلــم الصيدلــة‪ُ ،‬‬
‫عــى الطبيــب امتــاك صيدليــة أو أن يفيــد مــن بيــع العقاقــر‪.‬‬
‫ولعــل أهــم مآثــر املســلمني يف تلــك احلقبــة ‪-‬يف جمــال الصيدلــة‪ -‬أهنــم‬
‫أدخلــوا نظــام احلســبة ومراقبــة األدويــة‪ .‬ونقلــوا املهنــة مــن جتــارة حــرة‬
‫ـة ملراقبــة الدولــة‪ .‬وكان ذلــك يف‬‫ـة خاضعـ ٍ‬‫يعمــل فيهــا مــن يشــاء‪ ،‬إىل مهنـ ٍ‬
‫بعضــا مــن مــزاويل مهنــة الصيدلــة‬‫عهــد املأمــون‪ ،‬وقــد دعــاه إىل ذلــك أن ً‬
‫كانــوا غــر أمينــن ومدلســن(‪.)1‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬نت�اجئ البحث‬


‫يمكــن للباحــث إثبــات أهــم النتائــج التــي تــم التوصــل إليهــا يف هــذا‬
‫البحــث‪ ،‬وهــي كاآليت‪:‬‬
‫‪1 )1‬أثبــت البحــث أن ملهــارة التعبــر الكتــايب أمهيــ ًة كبــرةً؛ حيــث إن‬
‫مهــارات وفنــون اللغــة األخــرى تصــب يف هــذه املهــارة وتســهم يف‬
‫تنميتهــا‪.‬‬
‫‪2 )2‬توجــد معايــر يف ســبك النــص املكتــوب يمكــن تطويعهــا تعليم ًّيــا يف‬
‫مقــرر التعبــر الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬

‫((( املوسوعة العربية العاملية‪ ،‬ص ‪.445 - 444‬‬

‫‪168‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫‪3 )3‬توجــد معايــر يف حبــك النــص املكتــوب يمكــن تطويعهــا يف مقــرر‬


‫التعبــر الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬
‫‪4 )4‬توجــد مشــكالت يف موضوعــات مقــرر التعبــر الكتــايب للمســتوى‬
‫الرابــع يف معهــد تعليــم اللغــة العربيــة باجلامعــة اإلســامية‪ .‬وبنــا ًء عــى ‬
‫ٍ‬
‫مناســبة‬ ‫ٍ‬
‫موضوعــات‬ ‫ذلــك ينبغــي تطويــر موضوعــات املقــرر‪ ،‬واختيــار‬
‫للتعبــر الكتــايب‪.‬‬
‫‪5 )5‬توجــد مشــكالت يف مترينــات مقــرر التعبــر الكتــايب للمســتوى الرابــع‪،‬‬
‫وبنــاء عــى ذلــك ينبغــي تطويــر مترينــات املقــرر‪ ،‬وإعــداد مترينــات مناســبة‪.‬‬
‫‪6 )6‬يمكــن إعــداد دروس ملهــارة التعبــر الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر ‬
‫العربيــة (املســتوى املتقــدم)‪ ،‬يف ضــوء معايــر الســبك واحلبــك النــي‪،‬‬
‫مــن خــال تطويــع تلــك املعايــر يف مهــام تعليميــة‪.‬‬
‫‪7 )7‬يمكــن إعــداد تدريبــات ملهــارة التعبــر الكتــايب للطــاب الناطقــن ‬
‫بغــر العربيــة (املســتوى املتقــدم)‪ ،‬يف ضــوء معايــر الســبك واحلبــك‬
‫النــي‪ ،‬كالتمرينــات املقدمــة يف هــذا البحــث‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫بعــد االنتهــاء مــن هــذا البحــث نظر ًّيــا‪ ،‬وإجرائ ًّيــا‪ ،‬يــويص الباحــث‬
‫بالتوصيــات اآلتيــة‪:‬‬
‫‪1 )1‬إعــادة بنــاء مقــررات تعليــم التعبــر الكتــايب (املســتوى املتقــدم)‪ ،‬يف‬
‫معاهــد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬يف ضــوء نتائــج هــذا‬
‫البحــث‪.‬‬
‫‪2 )2‬إعــادة بنــاء التمرينــات املصاحبــة لتلــك املقــررات‪ ،‬يف ضــوء معايــر ‬
‫الســبك واحلبــك يف النــص املكتــوب‪.‬‬
‫ـاث جتريبيـ ٍ‬
‫ـة يتــم فيهــا تدريــس معايــر الســبك واحلبــك يف‬ ‫‪3 )3‬إجــراء أبحـ ٍ‬
‫دروس التعبــر الكتــايب للطــاب الناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬
‫ـاث مشـ ٍ‬
‫ـاهبة هلــذا البحــث‪ ،‬تتنــاول مقــررات التعبــر الكتــايب‬ ‫‪4 )4‬إجــراء أبحـ ٍ‬
‫يف معاهــد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا (املســتوى املتوســط)‪.‬‬
‫ـاث تتنــاول معايــر الســبك واحلبــك يف النصــوص األدبيــة‪،‬‬ ‫‪5 )5‬إجــراء أبحـ ٍ‬
‫وتوظيفهــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املراجع العربي�ة‪:‬‬
‫‪١ -١‬اإلحالــة دراســة نظريــة مــع ترمجــة الفصلــن األول والثــاين مــن كتــاب ‬
‫‪ )Cohesion in English‬م‪ .‬هاليــداي‪ ،‬ورقيــة حســن)‪ .‬رشيفــة بلحــوت‪.‬‬
‫رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬كليــة اآلداب واللغــات‪ ،‬جامعــة اجلزائــر‪،‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬أساســيات تعليــم اللغــة العربيــة‪ .‬فتحــي يونــس‪ ،‬وحممــود الناقــة‪ .‬دار‬
‫الثقافــة للطباعــة والنــر‪ ،‬القاهــرة‪1977 ،‬م‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬أســاليب تدريــس اللغــة العربيــة‪ .‬وليــد جابــر‪ .‬دار الفكــر للنــر‬
‫عــان‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‪1991 ،‬م‪.‬‬ ‫والتوزيــع‪ّ ،‬‬
‫‪٤ -٤‬آفــاق جديــدة يف البحــث اللغــوي املعــارص‪ .‬حممــود نحلــة‪ .‬مكتبــة‬
‫اآلداب‪ ،‬القاهــرة‪1432 ،‬هـــ‪2011 /‬م‪.‬‬
‫‪٥ -٥‬االنســجام النــي يف التعبــر الكتــايب‪ .‬دراســة يف اللســانيات النصيــة‪.‬‬
‫هبيــة بلعــريب‪ .‬دار التنويــر‪ ،‬اجلزائــر‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫‪٦ -٦‬حتليــل اخلطــاب وتعليــم اإلنشــاء للناطقــن بغــر العربيــة‪ .‬وليــد‬
‫العنــايت‪ .‬جملــة جامعــة أم القــرى لعلــوم اللغــات وآداهبــا‪ .‬مكــة املكرمــة‪،‬‬
‫(العــدد التاســع)‪ ،‬حمــرم ‪1434‬هـ‪ /‬نوفمــر ‪2012‬م‪( ،‬الصفحــات‪-117 :‬‬
‫‪.)156‬‬
‫‪٧ -٧‬حتليــل اخلطــاب وتعليــم اللغــة األجنبيــة‪ .‬وليــد العنــايت‪ .‬بحــوث حمكمة‬
‫يف لســانيات النــص وحتليــل اخلطــاب‪ ،‬املجلــد األول‪( ،‬الصفحــات‪-135 :‬‬
‫‪ ،)171‬دار كنــوز املعرفــة العلميــة للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫‪٨ -٨‬تدريــس فنــون اللغــة العربيــة‪ .‬عــي مدكــور‪ .‬دار الشــواف للنــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬القاهــرة‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪٩ -٩‬الرتابــط النــي يف ضــوء التحليــل اللســاين للخطــاب‪ .‬خليــل البطــايش‪.‬‬
‫دار جريــر للنرش والتوزيــع‪ ،‬عامن‪1434 ،‬هـــ‪2013 /‬م‪.‬‬
‫ ‪ ١٠-‬التطبيــق النحــوي‪ .‬عبــده الراجحــي‪ .‬مكتبــة املعــارف للنــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪1420 ،‬هــــ‪1999 /‬م‪.‬‬
‫ ‪ ١١-‬تعليــم التعبــر الكتــايب مرشــد للمعلــم‪ .‬خمتــار حســن‪ .‬مكتبــة‬
‫العبيــكان‪ ،‬الريــاض‪1427 ،‬هـــ‪2006 /‬م‪.‬‬
‫ ‪ ١٢-‬تعليــم اللغــة العربيــة بــن النظريــة والتطبيــق‪ .‬حســن شــحاتة‪ .‬الدار‬
‫املرصيــة اللبنانيــة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعــة الثانية‪1414 ،‬هـــ‪1993 /‬م‪.‬‬
‫ ‪ ١٣-‬دروس يف التعبــر للمســتوى الرابــع‪ .‬حســن آل عــي‪ ،‬ومنصــور‬
‫القــش‪ .‬اجلامعــة اإلســامية باملدينــة املنــورة‪1423 ،‬هـــ‪.‬‬
‫ ‪ ١٤-‬عامليــة اإلســام‪ .‬أنــور اجلنــدي‪ .‬سلســلة اقــرأ‪ ،‬دار املعــارف‪،‬‬

‫‪170‬‬
‫السبك والحبك ‪ :‬عبد اإلله الخضيري‬

‫القاهــرة‪ ،‬العــدد (‪ ،)426‬الســنة ‪1977‬م‪.‬‬


‫ ‪ ١٥-‬علــم لغــة النــص النظريــة والتطبيــق‪ .‬عــزة حممــد‪ .‬مكتبــة اآلداب‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪1430 ،‬هـــ‪2009 /‬م‪.‬‬
‫ ‪ ١٦-‬قضايــا يف اللغــة واللســانيات وحتليــل اخلطــاب‪ .‬حممــد عــي‪ .‬دار‬
‫الكتــاب اجلديــد املتحــدة‪ ،‬بــروت‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪ ١٧-‬اللســانيات التطبيقيــة وتعليــم الكتابــة واإلنشــاء باللغــة األجنبيــة‪.‬‬
‫وليــد العنــايت‪ .‬املجلــة األردنيــة يف اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬األردن‪ ،‬املجلــد‬
‫(‪ ،)8‬العــدد (‪ ،)3‬رجــب ‪1433‬هـــ‪ /‬متــوز ‪2012‬م‪( ،‬الصفحــات ‪-49‬‬
‫‪.)76‬‬
‫ ‪ ١٨-‬لســانيات النــص مدخــل إىل انســجام اخلطــاب‪ .‬حممــد خطــايب‪.‬‬
‫املركــز الثقــايف العــريب‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪ ١٩-‬املوســوعة العربيــة العامليــة‪ ،‬جملــد (‪ ،)16‬مؤسســة أعــال املوســوعة‬
‫للنــر والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪1419 ،‬هــ‪.‬‬
‫نصــا‪ .‬األزهــر‬‫ ‪ ٢٠-‬نســيج النــص بحــث يف مــا يكــون بــه امللفــوظ ًّ‬
‫الزنــاد‪ .‬املركــز الثقــايف العــريب‪ ،‬بــروت‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪ ٢١-‬النــص واخلطــاب واالتصــال‪ .‬حممــد العبــد‪ .‬األكاديميــة احلديثــة‬
‫للكتــاب اجلامعــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪2014 ،‬م‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫ ‪ ٢٢-‬النــص والســياق‪ .‬اســتقصاء البحــث يف اخلطــاب الــداليل‬
‫والتــداويل‪ .‬فــان دايــك‪ .‬ترمجــة‪ :‬عبــد القاهــر قنينــي‪ .‬دار أفريقيــا الــرق‪،‬‬
‫الــدار البيضــاء‪2013 ،‬م‪.‬‬

‫املراجع األجنبي�ة‪:‬‬
‫‪111 Academic Writing A Handbook for International Students. Stephen Bai-‬‬
‫‪ley. Routledge Second Edition, (New York) (2006).‬‬
‫‪222 Longman Dictionary of Language Teaching & Applied Linguistics.‬‬
‫‪Jack Richards, Richard Schmidt. Pearson Education Limited, fourth edi-‬‬
‫‪tion, (Edinburgh) (2010).‬‬
‫‪333 Writing Academic English. Slice Oshima, Ann Hogue. Pearson Educa-‬‬
‫‪tion, fourth edition, (New York) (2006).‬‬

‫‪171‬‬
‫بني املقاطع العربي�ة والرتكية‬
‫دراسة تقابلية‬

‫د‪ .‬محمود رجاء حسن نوافلة‬


‫(‪)1‬‬

‫جامعة جدارا‪-‬األردن‬

‫* أستاذ مشارك بجامعة جدارا كلية األداب حاصل عىل دكتوراه نحو ورصف‪ ،‬جامعة الريموك‬
‫– األردن ‪2009‬م ختصص اللغة العربية وآداهبا والتخصص الدقيق‪ :‬نحو ورصف‪،‬من خرباته‬
‫العلمية أستاذ مساعد يف جامعة البحرين ‪2010‬م‪ ،‬أستاذ مساعد يف جامعة أنقرة‪ ،‬من عام ‪2011‬‬
‫حتى عام ‪ ،2014‬أستاذ مشارك يف جامعة امللك خالد‪ ،‬من عام ‪ 2014‬ولغاية ‪.2019/8/19‬‬
‫شارك يف جمموعة مؤمترات يف تركيا والسعودية التي هتتم بتطوير تدريس اللغة العربية‪ ،‬ونشاطات‬
‫خاصة بتعريب التعليم اجلامعي يف السعودية واألردن لديه جمموعة من الكتب ذات الصلة‬
‫بموضوعات النحو والرصف وجمموعة من األبحاث ذات الصلة باملوضوع ذاته‪.‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫ملخص‬
‫هدفــت الدراســة إىل الوقــوف عــى معرفــة أوجــه التشــابه بــن اللغــة‬
‫العربيةــ والرتكيةــ يف املقطــع الطويـ�ل املفت��وح «ص ح ح» ‪ ،CVV‬والطويــل املقفــل‬
‫بصامــتٍ «ص ح ص» ‪ CVC‬والطويــل املقفــل بصامتــن فمتحــرك «ص ح ص‬
‫ص ح» ‪ ،CVCCV‬وذلــك بإجــراء حتليــل لعــدد مــن املقاطــع الدوليــة‪ ،‬يف املقاطــع‬
‫املشــركة بــن اللغتــن‪ ،‬ومالحظــة هــذا التشــابه عمل ًّيــا‪ ،‬واســتخدمت الدراســة‬
‫املنهــج الوصفــي التحليــي‪ ،‬وذلــك مــن خــال مجــع البيانــات ثــم وضــع تصــور‬
‫هلــا‪ ،‬ولتحقيــق ذلــك جعلــت الدراســة يف مقدمــة‪ ،‬وســتة عناويــن رئيســة‪،‬‬
‫والنتيجــة التــي توصــل إليهــا البحــث‪ ،‬وقائمــة باملصــادر واملراجــع‪.‬‬
‫الكلمــات املفتاحيــة‪ :‬أصــوات العلــة‪ ،vowels sounds :‬ومقاطــع صوتيــة‪:‬‬
‫‪ ،syllabels‬أصــوات تركيــة‪ ،Turkish sounds :‬أصــوات عربيــة‪،Arabic sounds :‬‬
‫علـ�م األصـ�وات‪ ،phonology :‬مقاطــع دوليــة‪international syllabels :‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This study aims to agreeing of Arabic , Turkish in pho-‬‬
‫‪netics syllables , and show similarities and differences be-‬‬
‫‪tween the two languages by sections analysis. To investigate‬‬
‫‪that , the study starts with Abstract, which displays the top-‬‬
‫‪ics an introduction , which talks about the Turkish history in‬‬
‫‪Altay group , and inside Arabic communities , five Chapters‬‬
‫‪discusses the similarities and differences between Arabic‬‬
‫‪and Turkey in syllables.‬‬

‫‪Conclusion , shows the results , and a list of sources‬‬


‫‪and references follows‬‬

‫‪173‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املقدمة‬
‫لغة من نسـق من توايل صوامـت ومتحركات‪،‬‬ ‫يتشـكل املقطـع الصويت يف أي ٍ‬
‫لغة إىل أخرى‪ ،‬وختتلف كذلك اللغـات يف قبول أو رفض‬ ‫وخيتلـف هذا التوايل مـن ٍ‬
‫هـذا التـوايل‪ ،‬وإن مـن بين املقاطـع الصوتيـة يف اللغـات ما تنفـرد به عائلـ ٌة لغوي ٌة‬
‫معين أو مقاطـع من بني‬ ‫ٍ‬ ‫مـا دون غريهـا‪ ،‬وأحيانًـا اللغـة الواحـدة تنفـرد بمقطـ ٍع‬
‫القواسـم املشتركة للمقاطـع الصوتية العامليـة‪ ،‬وكان أبرز ما وقعـت عليه العني يف‬
‫املقاطـع الرتكيـة هو التشـابه مع املقاطع العربيـة يف املقطع الطويـل املفتوح‪،CVV ،‬‬
‫بصام�ت ‪ ،CVC‬والقصري ‪ ،CV‬واسـتثقال املقطـع الطويل املغلق‬ ‫ٍ‬ ‫والطوي�ل املقفل‬
‫بصامتين فمتحرك ‪ CVCCV‬فتقسـمه قسـمني كما يف العربية‪ ،‬فقـام البحث بإجراء‬
‫حتليـل ملقاطـع عربيـة وتركيـة ملالحظة تشـابه اللغتني يف عـدد من املقاطـع ووضع‬
‫ٍ‬
‫تصـور هلا‪.‬‬
‫‪ - 1‬صلة اللغة الرتكية بالعربي�ة‬
‫أ – العائلة اللغوية للغة الرتكية‪:‬‬
‫ترجــع اللغــة الرتكيــة املتداولــة اليــوم إىل هنايــات القــرن الســابع وبدايــات‬
‫القــرن الثامــن امليــادي‪ ،‬وتنتــر يف املنطقــة املمتــدة مــن أوروبــا إىل وســط آســيا‪،‬‬
‫وتنتمــي إىل فــرع لغــات األلطــاي مــن عائلــة األور األلطــاي‪ ،‬ومــن لغــات هــذا‬
‫الفــرع‪ :‬املنغوليــة‪ ،‬والكوريــة‪ ،‬واليابانيــة‪ ،‬والفارســية‪ ،‬وهــي تقــع يف جمموعــة‬
‫لغــات األتــراك وتضــم جمموعــة لغــات األتــراك مــع املجموعــات األخــرى يف‬
‫فــرع األلطــاي أكثــر مــن ثالثــن لغــة (‪ ،)1()Takin , 1993.7‬وأمــا اللغــة الرتكيــة‬
‫املتداولــة اليــوم فهــي التــي تقــع يف تركيــا احلديثــة وأذربيجــان‪ ،‬وتركامنســتان‪،‬‬
‫وقريغيزيــا‪ ،‬واملصطلــح عــى تســميتها باللغــة الرتكيــة احلديثــة‪ ،‬ألن هنــاك يف‬
‫أيضــا‬
‫كثــرا بالعربيــة وكانــت ً‬
‫ً‬ ‫املقابــل لغــة تركيــة قديمــة ( عثامنيــة ) تأثــرت‬
‫متداولــة يف تركيــا‪ ،‬وأذربيجــان‪ ،‬وتركامنســتان‪ ،‬وقريغيزيــا وال زلنــا نســمع إىل‬
‫اليــوم خطبــة اجلمعــة يف تركيــا تقــوم عــى جزأيــن‪ :‬األول باللغــة العربيــة‪ ،‬والثاين‬
‫باللغــة الرتكيــة وهــو ترمج ـ ٌة لــأول‪ ،‬ثــم يف النهايــة الدعــاء بالعربيــة والرتكيــة‪.‬‬
‫فكان هلذه الظروف التي عاشتها اللغة الرتكية يف جسم اللغة العربية اللغوي‬
‫أثره الكبري يف التأثر والتأثري بني اللغتني‪ ،‬ذهب إىل ما هو أبعد من املقاطع الصوتية‬
‫ٍ‬
‫بنسبة تربو‬ ‫ٍ‬
‫عربية يف اللسان الرتكي‬ ‫ٍ‬
‫مفردات‬ ‫املشرتكة بني اللغتني‪ ،‬ليستقر يف تواجد‬
‫عىل ‪ % 40‬من جمموع مفردات اللغة الرتكية‪ ،‬ويف ما ييل أمثلة ملفردات ذات أصولٍ‬
‫ٍ‬
‫مستخدمة يف اللغة الرتكية ( عثامن‪ ،‬د‪ .‬ت‪ .)2() 39 :‬‬ ‫ٍ‬
‫عربية‬

‫‪174‬‬
‫محمود نوافلة‬:‫المقاطع العربية التركية‬

‫التركية‬
‫العربية‬ ‫التركية‬ ‫العربية‬ ‫التركية‬ ‫العربية‬

Aracic
Turk-
Aracic Turkish Aracic Turkish
ish

‫قلم‬ KALELM ‫كتاب‬ KITAP ‫فأرة‬ FARE

‫مع‬
‫ساعة‬ SAAT MAALASAF ‫ساحل‬ SAHIL
‫األسف‬
‫خارج‬ HARIC ‫كلمة‬ KELIME ‫مجلة‬ CUMLE

‫وقت‬ VAKIT ‫فعل‬ FIIL ‫مثال‬ MISAL

‫صباح‬ SABAH ‫علم‬ ILIM ‫فن‬ FEN

‫أدب‬ EDEBIYYET ‫تاريخ‬ TARIH ‫رسى‬ SIRA

‫حق‬ HAK ‫طب‬ TIP ‫حتديد‬ TAHDIT

‫افادة‬ IFADE ‫عشق‬ ASK ‫سياسة‬ SIYESE

‫متام‬ TAMAM ‫أبدي‬ Ebedi ‫أبوين‬ Ebeveyn

‫أبله‬ Ebleh ‫أبيات‬ Ebyat ‫أجداد‬ Ecdat

‫أفضل‬ Efdal ‫أفكار‬ Efkar ‫أهل‬ Ehil

‫أهل ذوق‬ Ehli zevk ‫أكرب‬ Ekber ‫أكمل‬ Ekmel

‫ألفاظ‬ Elfaz ‫أن َفس‬ Enfes ‫إنتظار‬ İntizar

‫أساس‬ Esas ‫أشكال‬ Eşkal ‫أوهام‬ Evham

‫أول‬ Evvel ‫أوراق‬ Evrak ‫أوصاف‬ Evsaf

‫أوسط‬
َ Evset ‫أزيل‬ Ezeli ‫أذهان‬ Ezhan

‫أصيل‬ Asil ‫إصالح‬ Islah ‫أية‬ Ayet

‫أذان‬ Ezan ‫أحوال‬ Ahvâl ‫إحياء‬ İhya

ِ
‫أقرباء‬ Akraba ‫أقران‬ Akran ‫أمل‬ Elem

175
‫ الحاضر والمستقبل‬:‫العربية للناطقين بغيرها‬

‫ألة‬ Alet ‫أمل‬ Emel ‫آمني‬ Amin

‫أمني‬ Emin ‫أمر‬ Emir ‫أصالة‬


َ Asalet

‫أصحاب‬ Ashap ‫أرايض‬ Arazi ‫إكتِفاء‬ İktifa

‫إكتِشاف‬ İktişaf ‫إكتِساب‬ İktisap ِ


‫أنف َعال‬ İnfiâl

‫إنكار‬ İnkâr ‫إنتِظام‬ İntizam ‫إتّفاق‬ İttifak

‫أجل‬
َ Ecel ‫آداب‬ Adab ‫إختِالف‬ İhtilaf

‫إمكان‬ İmkan ‫أوهام‬ Evham ‫إقرار‬ İkrar

‫إخبار‬ İhbar ‫أوراق‬ Evrak ‫إفالح‬ İflah

‫إفرتاء‬ İftira ‫إتّفاق‬ İttifak ‫أجل‬


َ Ecel

‫آداب‬ Adab ‫إختِالف‬ İhtilaf ‫إمكان‬ İmkan

‫أوهام‬ Evham ‫إسهال‬ İshal ‫إستثناء‬ İstisnâ

‫إستِغفار‬ ‫باطِل‬ ِ ‫بِناء‬ Binan


İstiğfar Batıl ‫عليه‬ ً aleyh

‫َبالِغ‬ Bâliğ ِ
‫بارز‬ Bariz ‫َبسيط‬ Basit

‫باطِل‬ Batıl ‫باطِن ّية‬ Batıniye ‫َبدَ َاهة‬ Bedâhet

‫َبلدة‬ Belde ‫رهان‬


َ ‫ُب‬ Burhan ‫َبركة‬ Bereket

‫يت‬
ُ ‫َب‬
‫َبيان‬ Beyan Beytülmal ‫ُبخار‬ Buhar
‫ا َملال‬
‫ُبتان‬ Bühtan ‫ُبرج‬ Burç ‫َبرا َءة‬ Beraat

‫َبرزَ خ‬ Berzah ‫بِدعَة‬ Bidat ‫بِناء‬ Bina

‫باقي‬ Baki ‫َت َب ُّسم‬ Tebessüm ‫تَدبري‬ Tedbir

‫تدارس‬
ُ Tedarüs ‫تَداوي‬ Tedavi ‫تَكبري‬ Tekbir

‫تَكليف‬ Teklif ‫تَاليف‬ Telâfi ‫َتليك‬ Temlik

‫تَنزيالت‬ Tenzilat ‫تَربية‬ Terbiye ‫تَر ُّدد‬ Tereddüt

176
‫محمود نوافلة‬:‫المقاطع العربية التركية‬

‫تَسليم‬ Teslim ‫تَشكُّر‬ Teşekkür ‫تَشهري‬ Teşhir

‫تَو ُّلد‬ Tevellüt ‫تَقسيم‬ Taksim ‫تَقصري‬ Taksir

‫تَعليق‬ Talik ‫تَنظيم‬ Tanzim ‫تَرك‬ Terk

‫تَصوير‬ Tasvir ‫َوسل‬


ّ ‫ت‬ Tevessül ‫توسط‬
ُّ Tavassut

‫تَعزية‬ Taziye ‫تَربيك‬ Tebrik ‫ربك‬


ُّ ‫َت‬ Teberrük

‫َعصب‬
ّ ‫ت‬ Taassup ‫تَعيني‬ Tayin ‫تاج‬ Taç

‫تَعديل‬ Tadil ‫حتكُّم‬ Tahkim ‫خت َّيل‬ Tahayyül

‫تَقديم‬ Takdim ‫تَقدير‬ Takdir ‫تَق َّية‬ Takıya

‫تَعقيب‬ Takip ‫تَقليد‬ Taklit ‫تعجب‬


َّ Taaccüp

‫تع َّفف‬ Taaffüf ‫تعهد‬


ّ Taahhüt ‫ت َع ُّقل‬ Taakkul

‫تعمق‬
َّ Taammuk ‫تعرض‬
َّ Taarruz ‫َتقيق‬ Tahkik

‫تَابِع‬ Tabi ‫َتليل‬ Tahlil ‫تَبليغ‬ Tebliğ

‫َست‬
ُّ ‫ت‬ Tesettür ‫تَقويم‬ Takvim ‫َتايز‬ Temayüz

‫تَوا ُفق‬ Tevafuk ‫ِتارة‬ Ticaret ‫ِتاري‬ Ticari

‫َتكَا ُمل‬ Tekamül ‫َت ّقق‬ Tahkik ‫تَثبيت‬ Tespit

‫ثانية‬ Saniye ‫ثابِت‬ Sabit ‫َثبات‬ Sebat

‫َثروة‬ Servet ‫َثناء‬ Senâ ‫َث َمرة‬ Semere

‫َجهد‬ Ceht ‫ِجلد‬ Cilt ‫َجالل‬ Celâl

‫َجسارة‬ Cesaret ‫َج ُسور‬ Cesur ‫ُجلة‬ Cümle

‫َج َسد‬ Ceset ‫َجواب‬ Cevap ‫َجزاء‬ Ceza

‫ِجهاد‬ Cihat ‫ِجهاز‬ Cihaz ‫ِجسم‬ Cisim

‫مجهورية‬ Cumhuriyet ‫ُجثة‬ Cüsse ِ ‫ج‬


‫اهل‬ َ Cahil

177
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ِ‬
‫جائز‬ ‫َج ِامع‬ ‫ج ِ‬
‫اذب‬
‫‪Câiz‬‬ ‫‪Cami‬‬ ‫َ‬ ‫‪Cazip‬‬

‫اسوس‬
‫َج ُ‬ ‫‪Casus‬‬ ‫َجالَّد‬ ‫‪Cellat‬‬ ‫ِجوار‬ ‫‪Civar‬‬

‫مجع‬ ‫‪Cemi‬‬ ‫َجاين‬ ‫‪Cani‬‬ ‫ُجعة‬ ‫‪Cuma‬‬

‫َحافِظ‬ ‫‪Hafız‬‬ ‫َح ِائز‬ ‫‪Haiz‬‬ ‫َحقارة‬ ‫‪Hakaret‬‬

‫َحقيقة‬ ‫‪Hakikat‬‬ ‫َحق‬ ‫‪Hak‬‬ ‫َحكيم‬ ‫‪Hakim‬‬

‫َحاكم‬ ‫‪Hakim‬‬ ‫َحقري‬ ‫‪Hakir‬‬ ‫َحال‬ ‫‪Hâl‬‬

‫َحالوة‬ ‫‪Halavet‬‬ ‫لوة‬


‫َح َ‬ ‫‪Havle‬‬ ‫َحرب‬ ‫‪Harp‬‬

‫َحركة‬ ‫‪Hareket‬‬ ‫َحريص‬ ‫‪Haris‬‬ ‫َح َسن‬ ‫‪Hasan‬‬

‫َح َسد‬ ‫‪Haset‬‬ ‫ِحس‬ ‫‪His‬‬ ‫َح َشة‬ ‫‪Haşere‬‬

‫َحيوان‬ ‫‪Hayvan‬‬ ‫ُحضور‬ ‫‪Huzur‬‬ ‫َحاجات‬ ‫‪Hacet‬‬

‫ ‬
‫ولعــل هــذا مــا يفــر تشــابه البنيــة املقطعيــة بــن اللغتــن يف بعــض‬
‫اجلوانــب‪ .‬‬
‫ب – التشابه يف أصوات العلة‪:‬‬
‫أهــم مــا تتميــز بــه اللغــة الرتكيــة احلديثــة هــو تناغــم األصــوات ( ‪yÜksel ,‬‬
‫ـاع يف نســبة أصــوات العلــة‪،‬‬
‫‪ ،)3( ) 2013: 7‬حتــى ُعــدَّ نظا ًمــا لغو ًّيــا‪ ،‬ففيهــا ارتفـ ٌ‬
‫وتنقســم أصــوات العلــة الرتكيــة إىل جمموعتــن‪:‬‬
‫‪١‬املجموعة األوىل وهي األصوات املفخمة‪A- I- O- U:‬‬ ‫‪-١‬‬
‫‪٢‬املجموعة الثانية وهي األصوات املرققة‪E- İ- Ö- Ü :‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫ٍ‬
‫كبــر املــد واإلطالــة يف أصــوات العلــة‬ ‫وهــذا التقســيم يشــبه إىل حــدٍّ‬
‫العربيــة‪ ،‬ملــا ينشــأ عــن املــد واإلطالــة مــن تغــرات يف البنــى الصوتيــة‪ ،‬ومــن‬
‫اتســاع املخــارج‪ ،‬أو مضاعفــة احلركــة وتفخيمهــا يف اللغتــن‪ ،‬وعندمــا حتــدث‬
‫ســيبويه عــن اتســاع خمــارج حــروف املــد (ســيبويه‪)4()242/4 :1985 ،‬وحتــدث‬
‫ابــن جنــي عــن احلــركات العربيــة وقــال هــي أبعــاض حــروف املد(ابــن‬
‫جنــي‪ ،)5() 37/1 :1961 ،‬فــإن املعــادل لــكالم ســيبويه يف اللغــة الرتكيــة هــو‬

‫‪178‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫املجموعــة األوىل عــدا الصــوت (‪ ،)I‬فهــو خصوصيــ ٌة تركيــ ٌة‪ ،‬وإن املعــادل‬
‫لــكالم ابــن جنــي يف اللغــة الرتكيــة هــو املجموعــة الثانيــة عــدا الصــوت (‪)Ö‬‬
‫فهــو خصوصيــ ٌة تركيــ ٌة‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬التأثر بني اللغتني على مر العصور‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ـا ببعض‬ ‫وأمــا عــن التاريــخ الزمنــي لتأثــر اللغتــن العربيــة والرتكيــة بعضهـ‬
‫ففــي مــا خــا احلــاالت الفرديــة‪ ،‬فــإن اللغــة الرتكيــة قــد ســلكت طريقهــا إىل‬
‫ـكل حضــوري يف ثــاث مراحــل زمنيـ ٍ‬
‫ـة هــي‪:‬‬ ‫األمصــار العربيــة بشـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫– عهــد اخلليفــة العبــايس الواثــق بــاهلل الــذي حكــم مــن ‪232 – 227‬‬
‫هـــ‪ ،‬فقــد اســتوزر مــن األتــراك‪ ،‬وعــن منهــم والة ( ابــن خلــكان‪:1994 ،‬‬
‫‪ ، )6(416/1‬وختاطــب هــؤالء املســتخدمون مــع عليــة القــوم بالعربيــة والرتكيــة‪،‬‬
‫فتعلمــوا العربيــة‪ ،‬وعلمــوا الرتكيــة‪ ،‬فــكان اللســان الرتكــي موجــو ًدا يف بعــض‬
‫أمصــار الدولــة العباســية يف أقــل تقديــر‪ ،‬ثــم أخــذ هــذا التواجــد يف تزايـ ٍ‬
‫ـد مــع‬
‫مــرور الزمــن‪.‬‬
‫– عهــد الدولــة الســلجوقية ‪ 656 - 429‬هـــ‪ :‬وهــي واحــدة مــن الــدول‬
‫الكــرى يف تاريــخ اإلســام‪ ،‬وكانــت متزامنــ ًة مــع عــر الدولــة العباســية‪،‬‬
‫حكمــت يف إيــران وأفغانســتان ووســط آســيا‪ ،‬والعــراق‪ ،‬والشــام‪ ،‬واألناضــول‬
‫( الصــايب‪ )7() 20 :206 ،‬ويف عهدهــا أخــذت اللغــة الرتكيــة بعــدً ا آخــر غــر ‬
‫البعــد األول يف الشــيوع والتخاطــب‪.‬‬
‫– عهــد الدولــة العثامنيــة ‪1453‬هـــ – ‪ 1922‬م‪ :‬وإذا كنــا نتحــدث عــن‬
‫الدولــة العثامنيــة‪ ،‬فإنــا نتحــدث عــن دولــة هلــا دواويــن‪ ،‬ومكاتبات‪ ،‬ومــدارس‪،‬‬
‫وحلقــات درســية‪ ،‬كانــت تعقــد باللغــة الرتكيــة إىل جانــب اللغــة العربيــة يف‬
‫مجيــع األمصــار العربيــة التــي كانــت تتبــع اخلالفــة العباســية‪ ،‬ملــدة أربعــة قـ ٍ‬
‫ـرون‬
‫ونصــف‪.‬‬
‫‪ - 2‬قواعد صوتي�ة يف اللغة الرتكية ذات صلة بالقواعد الصوتي�ة‬
‫العربي�ة‬
‫أ‪ -‬الرتقيق والتفخيم‬
‫ترقيــق الصــوت هــو زيــاد ٌة يف عــدد ذبذباتــه عــن متوســطه العــام‪ ،‬وعكســه‬
‫ـان يف عــدد ذبذباتــه عــن متوســطه العــام‪ ،‬وكلــا زاد‬ ‫التفخيــم الــذي هــو نقصـ ٌ‬
‫عــدد ذبذبــات الصــوت زادت نعومتــه‪ ،‬وكلــا قلــت زادت خشــونته‪ ،‬ومــن ذلك‬

‫‪179‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الصــوت املســموع‪ ،‬هــو مــا كانــت ذبذباتــه كافيـ ًة الســتثارة طبلــة األذن‪ ،‬وغــر ‬
‫املســموع عكســه‪ ،‬هــو الــذي تقــل ذبذباتــه أو تزيــد عــن احلــدود املســموعة‪،‬‬
‫وتعتــر اللغــة الرتكيــة مــن اللغــات التــي م َّيــزت بــن أصــوات التنغيــم‪،‬‬
‫وأصــوات التفخيــم بالرمــز الكتــايب يف أبجديتهــا‪ ،‬فقــد أعطــت األحــرف‬
‫املفخمــة الرمــوز الكتابيــة التاليــة‪ ،A-I-O-U:‬واألحــرف املرققــة الرمــوز الكتابيــة‪:‬‬
‫‪ E- İ- Ö- Ü‬كل بــا يقابلــه عــى الرتتيــب لتكــون بمجموعهــا ثامنيــة أحــرف علــة‪،‬‬
‫وأمــا الرتقيــق والتفخيــم يف العربيــة فقــد مثلــه الدارســون الصوتيــون املحدثــون‬
‫مــن خــال مطابقــة أصــوات العلــة العربيــة مــع املعايــر الدوليــة للحــركات‪،‬‬
‫وهــو مــا تعــورف عليــه بنظــام احلــركات املعياريــة الدوليــة لدانيــال جونــز‪ ،‬وقــد‬
‫صمــم هــذا النظــام بنــا ًء عــى حركــة اللســان والشــفتني عنــد إنتــاج الصــوت‪،‬‬
‫ـم عــى أســاس اللغــة اإلنجليزيــة‪ ،‬ويمكــن مطابقتــه مــع أصــوات‬ ‫وهــو مصمـ ٌ‬
‫العلــة العربيــة عــى النحــو اآليت ( بــر‪: ) 229 :2000 ،‬‬
‫(‪)8‬‬

‫‪ =İ‬وهــي احلركــة املعياريــة األوىل‪ ،‬تشــبه الكــرة العربيــة املرققــة قصرية أو‬
‫وقتــال « والطويلــة مــا يف‪ « :‬هتجريــن‬‫ورجــال‪ِ ،‬‬ ‫ـه‪ِ ،‬‬‫طويلــة فالقصــرة‪ ،‬كــا يف‪ »:‬بِـ ِ‬
‫ـايض» ‬
‫وتكتبــن» وخرجــت بذلــك يــاء « قطر ْيــن‪ ،‬وبـ ْـن « ألهنــا لينــة‪ ،‬ويــاء «قـ َ‬
‫لتحركهــا بالفتــح‪.‬‬
‫‪ =e‬وهــي احلركــة املعياريــة الثانيــة‪ ،‬تشــبه الكــرة العربيــة املفخمــة‬
‫(قصــرة أو طويلــة) وهــي يف العربيــة إمالــ ٌة كــرى‪.‬‬
‫ـا‪،‬‬‫‪ =ɛ‬وهــي احلركــة املعياريــة الثالثــة‪ ،‬تشــبه الفتحــة العربيــة املاملــة قليـ ً‬
‫كــا يف‪« :‬جمرهيــا‪ ،‬ومرســيها»‪ ،‬وهــي تشــبه مــا اصطلــح عــى تســميته يف علــم‬
‫القــراءات بـــ (اإلمالــة الصغــرى)‪ ،‬ويفتــح فيهــا الفــم أكثــر كــا يف اللهجــة‬
‫اللبنانيــة‪.‬‬
‫‪ =Ƌ‬احلركــة املعياريــة الرابعــة‪ ،‬تشــبه الفتحــة العربيــة املرققــة يف نحــو‪:‬‬
‫«ســر»‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ =Ɋ‬احلركــة املعياريــة اخلامســة‪ ،‬تشــبه الفتحــة العربيــة املفخمــة التــي يف‪:‬‬
‫«صــه»‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ =Ɔ‬احلركــة املعياريــة السادســة‪ ،‬تشــبه الضمــة العربيــة املخمــة التــي يف‪:‬‬
‫ـم »‪.‬‬
‫«صـ ْ‬
‫ُ‬
‫ـوم‪،‬‬
‫«صـ ْ‬
‫‪ =O‬احلركــة املعياريــة الســابعة‪ ،‬تشــبه الضمــة العربيــة التــي يف‪َ :‬‬
‫ـوت»‪.‬‬
‫َمـ ْ‬

‫‪180‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫وهــي املصطلــح عــى تســميتها يف علــم األصــوات بـــ «شــبه‬


‫احلركة»(الشــايب‪)9() 75 :2000 ،‬؛ ألهنــا ســاكنة وقــد اســتمدت تســمية حركــة‬
‫مــن النظــر الطويــل «الــواو»‪.‬‬
‫‪ =U‬احلركــة املعياريــة الثامنــة‪ ،‬وهــي تشــبه الضمــة العربيــة املرققــة‪ ،‬كــا ‬
‫يف‪« :‬تك ُت ُبــ َّن»‪.‬‬
‫ـال تطابــق عليــه‬‫ويؤخــذ عــى هــذا النظــام أنــه جعــل اللغــة االنجليزيــة مثـ ً‬
‫ـف شــديدٌ ؛ ألن اللغــة‬ ‫أصــوات العلــة األخــرى يف مجيــع اللغــات‪ ،‬ويف ذلــك تكلـ ٌ‬
‫ـر مــن جوانبهــا وال ســيام‬ ‫اإلنجليزيــة ال تطابــق بــن امللفــوظ واملكتــوب يف كثـ ٍ‬
‫قائــم عــى أســاس الصــوت وال‬ ‫ٌ‬ ‫أصــوات العلــة‪ ،‬مهــا قيــل‪ :‬إن هــذا النظــام‬
‫ـي‪.‬‬ ‫عالقــة لــه بالرمــز الكتــايب مــادام أن الرجــل يتحــدث عــن نظــا ٍم لغـ ٍّ‬
‫ـوي عاملـ ٍّ‬
‫ب‪-‬املد واإلطالة‪:‬‬
‫عندمــا أعطــت الدراســات الصوتيــة العامليــة الرمــز «‪ »i‬للكــرة العربيــة‪،‬‬
‫أعطــت لــه مصطلــح املــد «‪ »ii‬أو «‪ »Ī‬وهــي اليــاء ورمــزت للفتحــة العربيــة‬
‫بالرمــز «‪ ،»a‬ومصطلــح املــد «‪ »aa‬أو «‪ »ā‬وهــي األلــف ورمــزت للضمــة العربيــة‬
‫بالرمــز «‪ ،»u‬ومصطلــح املــد «‪ »uu‬أو «‪ »ū‬وهــي الــواو ( ‪.)10( Brame , 1970: 140‬‬
‫وقــد عــر عــن ذلــك علــاء النحــو العــريب القدمــاء‪ ،‬عندمــا حتدثــوا بجــاء‬
‫عــن أن احلــركات مــن فتــح وضــم وكــر هــي أبعــاض حــروف مــن املــد التــي‬
‫تناظرهــا‪ ،‬وهــي األلــف والــواو واليــاء عــى الرتتيــب ( نــزال‪.)11(132 :2004 ،‬‬
‫ولنــا يف املــد واإلطالــة نظـ ٌـر‪ ،‬فقــد دأبــت الدراســات الصوتيــة عــى إطــاق‬
‫مصطلحــي املــد واإلطالــة بوصفهــا مصطلحــن مرتادفــن‪ ،‬وهــذا فيــه مــا‬
‫يقــال‪ :‬أمــا مــن حيــث إن املــد زيــادة إشــباعية يف احلركــة كــي تصــر الفتحــة أل ًفــا‬
‫واوا‪ ،‬فــا ســبيل لــدي إىل غــر ذلــك‪،‬‬ ‫وتصــر الكــرة يــاء‪ ،‬وتصــر الضمــة ً‬
‫وأمــا اإلطالــة فهــي غــر املــد ألهنــا مــد املمــدود‪ ،‬ونجــد الدراســات القرآنيــة‬
‫يف أحــكام التجويــد تتحــدث عــن املــد بمقــدار حركتــن‪ ،‬أو أربــع أو ســت‪،‬‬
‫ـا( ســيبويه‪،‬‬ ‫يف األلــف والــواو واليــاء‪ ،‬بالرغــم مــن أهنــا أصــوات مديــة أصـ ً‬
‫أيضــا مــد وإطالــة‬‫‪ ،)12() 23/1 :1985‬وأمــا عــن جانــب اللغــة الرتكيــة‪ ،‬ففيهــا ً‬
‫ـر النظــام الصــويت يف اللغــة العربيــة ويف مــا يــي ‬‫يف الصــوت يشــبه إىل حــدٍّ كبـ ٍ‬
‫أمثلــة لذلــك‪ :‬‬
‫املثال األول‪:‬‬
‫𝑒𝑚𝑟𝑜𝑆‪ÜΖÜ𝑚 Ü𝑦𝑒𝐵𝑎ḡl𝑛l‬‬

‫‪181‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ولفظــه الرتكــي هــو‪ :‬أوزومــو َي باغنــي ســور َم‪ ،‬بمعنــى كل العنــب وال تســأل‬
‫عـ�ن املزرعـ�ة‪ ،‬فاملقطـ�ع ‪𝐵𝑎ḡl‬فيــه إطالــة ألنــه مــد املمــدود‪ ،‬وعــى ضــوء ذلــك‬
‫يكــون الرتكيــب املقطعــي للجملــة هــو‪:‬‬
‫𝑒𝑚𝑟𝑜𝑆‪ÜΖÜ𝑚 Ü𝑦𝑒𝐵𝑎ḡl𝑛l‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7 6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫𝑒𝑚 – 𝑟𝑜𝑆 – ‪Ü – ΖÜ – 𝑚Ü – 𝑦𝑒 – 𝐵𝑎 - ḡl – 𝑛l‬‬

‫‪Cv – cvv – cv – cv – cvv – cv – cv - cvvc – cv‬‬

‫حيــث املقطــع رقــم ‪ 6‬يتبــع املقطــع املــدي الســابق‪ ،‬وال يلفــظ وحــده‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫يعنــي مــد املمــدود الــذي نتحــدث عنــه‪ .‬‬
‫املثال الثاين‪ bugÜnkÜ :‬بمعنى اليوم‪.‬‬
‫ولفظه الرتكي هو‪ :‬بوكونكو‬
‫فقد ُمدّ صوت « ‪ « Ü‬عىل النحو اآليت‪ :‬‬
‫‪Bu - gÜn‬‬ ‫‪- kÜ‬‬

‫‪CV -‬‬ ‫‪CVVC - CV‬‬

‫بحســب األصــل‪ ،‬غــر أن اللفــظ الــذي عليــه الصــوت الرتكــي يف املقطــع ‬


‫‪ CVVC‬هــو ‪ CVVVC‬فقــد مــد املمــدود‪.‬‬
‫جـ – اختصار احلركة‬
‫إن مصطلــح اختصــار احلركــة يف علــم األصــوات‪ ،‬هــو مقابــل ملدِّ هــا‪،‬‬
‫فالرمــز «‪ »v‬هــو رمــز احلركــة القصــرة‪ ،‬والرمــز «‪ »vv‬هو رمــز احلركــة الطويلة‪،‬‬
‫ـا «حركتــن» (ابــن‬ ‫ـرا «حركــة واحــدة» ويــأيت طويـ ً‬ ‫وصــوت العلــة يــأيت قصـ ً‬
‫اجلــزري‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ، ) 305/1 :‬ويــأيت ممــدو ًدا عــى النحــو الــذي حتدثنــا عنــه‪،‬‬
‫(‪)13‬‬

‫ولــكل مــن هــذه احلــركات موضعهــا يف حجــرة النطــق (ابــن جنــي‪:1961 ،‬‬
‫‪.)14()237/3‬‬
‫ففــي اللغــة العربيــة مثـ ً‬
‫ـا رأينــا كيــف عــر العلــاء عــن احتــاد حركتــن ‬
‫متجانســتني لتكويــن الصــوت الطويــل املجانــس هلــا‪ ،‬وهــو صــوت املــد «ا‪ ،‬و‪،‬‬
‫ي» ويف اإلنجليزيــة قــد يــأيت صــوت املــد مــن خــال تنــاوب أصــوات العلــة‪،‬‬
‫وال رمــز كتــايب مســتقل لــه‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫وأمــا يف اللغــة الرتكيــة فاألمــر خمتلــف‪ ،‬فهــي تعــر عــن اختصــار احلركــة‪،‬‬
‫أو مدهــا مــن خــال جمموعــة حــروف العلــة كل بــا يناســبه‪-O -U -E -l -Ö -Ü :‬‬
‫‪ A -I‬ومثــال ذلــك‪ Öĝlu𝑚 :‬بمعنــى ولــدي ولفظهــا الرتكــي أوغلــم‬
‫أو يتــر فيهــا‬
‫و ‪ annem‬بمعنــى أمــي‪ ،‬بمعنــى أن اللغــة الرتكيــة ُيمــد ُ‬
‫صــوت العلــة برمــوز كتابيــة خمتلفــة‪.‬‬
‫د‪ -‬احلذف والقلب‬
‫احلــذف والقلــب يف اللغــة العربيــة يقعــان يف عمليتــن خمتلفتــن كحــذف‬
‫الم املضــارع املعتــل هبــا‪ ،‬وحــذف نــون اإلعــراب‪ ،‬وأمــا القلــب فهــو مطلــق‬
‫إحــال حــرف علـ ٍ‬
‫ـة مــكان آخــر‪ ،‬وقــد يقــع احلــذف والقلــب واإلبــدال يف اللغــة‬
‫ـة واحـ ٍ‬
‫ـدة وإن قــل ذلــك‪ ،‬كــا يف قلــب اهلمــزة يــاء وجو ًبــا يف‬ ‫العربيــة يف عمليـ ٍ‬
‫ـات رصفيـ ٍ‬
‫ـة عــى النحــو التــايل‪:‬‬ ‫كلمــة خطايــا يف ســت عمليـ ٍ‬

‫‪١.١‬مثــال مــا المــه مهــزة‪ :‬خطايــا مجــع خطيئــة‪ ،‬أصلهــا خطايــئ‪ ،‬بيــاء‬
‫مكســورة‪ ،‬هــي يــاء املفــرد ومهــزة بعدهــا هــي المــه‪ ،‬ثــم أبدلــت اليــاء املكســورة‬
‫مهــزة‪ ،‬كــا يف صحائــف‪ ،‬فصــار خطائــئ هبمزتــن‪ ،‬ثــم أبدلــت اهلمــزة الثانيــة‬
‫يــاء‪ ،‬ألن اهلمــزة املتطرفــة إثــر مهــزة تقلــب يــاء مطل ًقــا فصــارت خطايــئ‪.‬‬
‫ثــم قلبــت كــرة اهلمــزة األوىل فتحة للتخفيــف‪ ،‬كــا يف املــدارى والعذارى‬
‫ثــم قلــب اليــاء أل ًفــا لتحركهــا وانفتــاح مــا قبلهــا‪ ،‬فصــار خطــاءا بألفــن بينهــا ‬
‫مهــزة‪ ،‬ويف مــا يــي توضيــح هــذه العمليــة‪.‬‬
‫‪١ -١‬جتمع خطيئة عىل «خطايئ» بحسب األصل‪.‬‬
‫قياسا عىل صحائف فتصري «خطائئ»‪ .‬‬
‫‪٢ -٢‬تقلب الياء مهزة لتوسطها ً‬
‫‪٣ -٣‬تقلب اهلمزة الثانية ياء لتطرفها‪ ،‬فتصري «خطائي»‪.‬‬
‫‪٤ -٤‬تقلب كرسة اهلمزة فتحة ملخالفة الياء فتصري «خطائي»‪.‬‬
‫‪٥ -٥‬تقلب الياء ألف ُا لتحركها وانفتاح ما قبلها فتصري «خطاءا»‪.‬‬
‫‪٦ -٦‬تقلب اهلمزة ياء للتسهيل فتصري « خطايا»‪ .‬‬
‫ٍ‬
‫واحــدة‬ ‫ٍ‬
‫عمليــة‬ ‫مثــا فيتــم احلــذف والقلــب يف‬ ‫وأمــا يف اللغــة الرتكيــة ً‬
‫بفعــل تأثــر الصائــت‪ ،‬ويــراد منهــا التنغيــم‪ ،‬والقاعــدة اللغويــة الرتكيــة تقــول‪:‬‬
‫إذا وقعــت الصوامــت الرتكيــة‪ t -p -k -ç :‬بــن صائتــن مــن جمموعــة ‪Ü- U- Ö- İ-‬‬
‫‪ O- I- E- A‬فإهنــا تقلــب إىل ‪ -cd-b- ḡ‬مــن أجــل الرتقيــق‪ ،‬وأمثلــة ذلــك‪:‬‬

‫‪183‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪1. Ç: aḡaÇ + dal → aḡaclndalI‬‬


‫أي أغصان األشجار ولفظها أغا جنديل‬
‫‪2. K: gözlük + cam → gözlügüncaml‬‬
‫أي نظاراهتم ولفظها قوزلوقن جامي‬
‫‪3. P: kltap + sayfa → kltablnsayfasl‬‬
‫أي صفحة كتابك‪ ،‬ولفظها كتابن صيفيس‬
‫ ‪4.‬‬ ‫‪T: yurt + kapl → yurdunkaplsl‬‬
‫أي مدخل دارك‪ ،‬ولفظها يوردن كابايس‬
‫ـكل آخــر مــن أشــكال القلــب واحلــذف يف مثــل‪ ofiste :‬أي يف‬ ‫وهنــاك شـ ٌ‬
‫املكتــب والقيــاس أن تقــول‪ ofisda :‬وهــو نظــر ‪ evde‬أي يف البيــت أو ‪araba da‬‬
‫أي يف الســيارة‪ ،‬لكــن الكلــات التــي تنتهــي ب ‪ f- s- t- k- ç- ş- h- p‬يدخــل‬
‫ـباب صوتيـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬وهــو املعــادل لإلعــال‬ ‫عليهــا المقــطع ‪ ta- te‬بــدال مــن ‪ de- da‬ألسـ ٍ‬
‫بالقلــب يف العربيــة متا ًمــا‪ ،‬وباجلملــة إن احلــذف والقلــب يف الرتكيــة يرادفهــا ‬
‫اخلفــة والرتقيــق‪ ،‬ألن ذلــك شــأن اللغــة الرتكيــة وشــأن املجموعــة التــي تقــع يف‬
‫منظومتهــا‪ ،‬وحتصــل هــذه العمليــة بتأثــر صــوت العلــة‪.‬‬
‫‪ -3‬البني�ة املقطعية يف اللغة الرتكية‬
‫املقطــع اللغــوي يف أي لغــة كانــت هــو نســق مــن تــوايل صوامــت‬
‫ومتحــركات‪ ،‬وتتبايــن اللغــات يف مقــدار هــذا التــوايل‪ ،‬وتتبايــن كذلــك مــن‬
‫حيــث قبــول هــذا التــوايل أو رفضــه‪ ،‬فالعربيــة ً‬
‫مثــا‪ ،‬تكثــر فيهــا املقاطــع‪:‬‬
‫«‪( »cv- cvv-cvc‬عبداجلليــل‪ )15()210 :1998 ،‬وتســتثقل‪Brame( »cvvc- cvcc« :‬‬
‫‪)16(), 1970: 111‬وترفــض‪ )17(), Brame 77 :1970( »ccc- cc-vvv- vv« :‬ويذكــر‬
‫أن الفــارايب أول مــن ذكــر مصطلــح «مقطــع» يف الدراســات الصوتيــة العربيــة‬
‫عندمــا حــدد ثالثــة مــن املقاطــع التــي تتشــكل منهــا بنيــة الكلمــة العربيــة‪ ،‬فذكر‬
‫املقطــع القصــر واملفتــوح‪ ،‬ووصــف الثالــث باملقطــع الطويــل املغلــق بصامــت‬
‫‪ )18( Brame , 1970: 111‬وبالنظــر إىل كميــة الصامــت واملتحــرك‪ ،‬وتواليهــا‪،‬‬
‫فإنــه تتشــكل يف اللغــة الرتكيــة مقاطــع لغويــة متباينــة مــن حيــث‪:‬‬
‫‪١‬البدء بالصامت «‪»c‬‬ ‫‪.١‬‬

‫‪184‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫‪٢‬البدء باملتحرك «‪.»v‬‬ ‫‪.٢‬‬


‫‪٣‬مقدار توايل الصوامت‪ ،‬كأن يتواىل صامتان «‪ »cc‬أو ثالثة «‪.»ccc‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫‪٤‬مقدار توايل الصوائت‪ ،‬كأن يتواىل صائتان «‪ »vv‬أو ثالثة «‪.»vvv‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫‪٥‬مقدار الصوائت التي تفصل بني صامتني «‪ »cvc‬أو «‪.»cvvc‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫‪٦‬مقدار الصوامت التي تفصل بني صائتني«‪ »vccv‬أو «‪.»vcv‬‬ ‫‪.٦‬‬
‫ويف ما ييل نامذج من حتليل املقاطع يف اللغة الرتكية ملعرفة ما تآلف منها وما‬
‫اختلف مع املقاطع العربية‬
‫‪ Türkvatandaşlari 1‬أي اجلنسيات الرتكية=‬ ‫‪.1‬‬

‫ولفظها ترك وطن داش لري‬


‫‪Türk- va- tan- daş- la- ri‬‬
‫‪Cvcc- cv- cvc- cvvc- cv- cv‬‬
‫‪ Randavu2 .2‬أي موعد=‬
‫ولفظها ران داوو‬
‫‪Ran- da- vu‬‬
‫‪Cvvc- cv- vvv‬‬
‫‪ Sor3 .3‬أي اسأل=‬
‫سور‬
‫‪Sor‬ولفظها ُ‬
‫‪Cvvc‬‬
‫‪ Onlar4 .4‬أي هم=‬
‫‪On- lar‬ولفظها أُن الر‬
‫‪Cvc- cvvc‬‬
‫‪ Yüzüyor5 .5‬أي يسبح=‬
‫‪Yüz- üyor‬ولفظها يوزيور‬

‫‪185‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪Cvvc- vvvc‬‬
‫‪ Hikayaokudum6 .6‬أي قرأت احلكاية=‬
‫‪Hi- ka- ya- o- ku- dum‬ولفظها هكايةأوكودوم‬
‫‪cv- cvv- cv- cv- cv- cvc‬‬
‫‪ Unuttum7 .7‬أي نسيت=‬
‫‪U- nut- tum‬ولفظها أَونُت تُم‬
‫‪cv- cvc- cvc‬‬
‫‪ Sonbahar8 .8‬أي خريف=‬
‫‪Son- ba- har‬ولفظها سون بَ َهر‬
‫‪Cvvc- cv- cvc‬‬
‫‪ Çiftçi9 .9‬أي مزارع=‬
‫‪Çift- çi‬ولفظها تشفت تيش‬
‫‪Cvcc- cv‬‬
‫‪ Yemekistemek1010‬أي جوعان=‬
‫‪ Ye- me- kis- te- mek‬ولفظها يمك استمك‬
‫‪cv- cv- cvc- cv- cvc‬‬
‫‪ Ziyaretetti1111‬أي زار=‬
‫ولفظها زيارة إتِّ ‪Zi- ya- ret- et- ti :‬‬
‫‪cv- cvv- cvc- cvc- cv‬‬
‫نت�اجئ التحليل املقطعي‬
‫‪ -‬تكثــر املقاطــع التاليــة يف اللغــة الرتكيــة‪ »cv- cvc- cvv« :‬وتشــرك مــع‬
‫العربيــة يف ذلــك‪ ،‬فمثــال ذلــك يف العربية‪:‬‬
‫الس َّيار َة‬
‫تستقلون َّ‬

‫‪186‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬س ‪ -‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬ق ْل ‪ -‬لو‪ -‬ن َْس‬ ‫‪ -‬ت‬
‫َ‬ ‫= ت َْس‬
‫َ ْ‬
‫‪ -‬ر‪َ -‬ة‬
‫َ‬ ‫يا‬
‫= ص ح ص ‪ -‬ص ح ‪ -‬ص ح ص ‪ -‬ص ح ح ‪ -‬ص ح ص ‪ -‬ص ح‬
‫ص ‪ -‬ص ح ح ‪ -‬ص ح ‪ -‬صح‬
‫والرتمجة الدولية للمقاطع العربية يف هذا الرتكيب هي‪:‬‬
‫‪ -6‬ص ح ص‬ ‫ ‬
‫‪١ -١‬ص ح ص = ‪cvc‬‬
‫=‪cvc‬‬
‫‪ -7‬ص ح ح ‬ ‫ ‬
‫‪٢ -٢‬ص ح = ‪cv‬‬
‫=‪cvv‬‬
‫‪ -8‬ص ح ‬ ‫ ‬
‫‪٣ -٣‬ص ح ص = ‪ cvc‬‬
‫=‪cv‬‬
‫‪ -9‬ص ح =‪cv‬‬ ‫ ‬
‫‪٤‬ص ح ح = ‪cvv‬‬ ‫‪-٤‬‬
‫‪٥‬ص ح ص = ‪cvc‬‬ ‫‪-٥‬‬
‫‪ -‬تستثقل اللغة الرتكية املقطع« «‪ »cvccv‬فتقسمه قسمني كام يف �‪Zi‬‬
‫‪ yaretetti‬عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫‪5 4 3 2 1‬‬
‫‪Zi- ya- ret- et- ti‬‬
‫‪cv- cvv- cvc- cvc- cv‬‬
‫وأصل املقطعني ‪ 5 -4‬مقطع واحد هو‪cvccv :‬‬
‫ وتشــرك مــع اللغــة العربيــة يف قســمة مثــل هــذا املقطــع كــا يف‪ :‬تكتبو َنـ َّن‬
‫لتكتبــون بحــذف نــون اإلعــراب‪،‬‬‫َّ‬ ‫عنــد اجلــزم ألنــك إذا جزمــت قلــت‪:‬‬
‫وهبــذا تصبــح البنيــة املقطعيــة هــي‪:‬‬
‫َ‬
‫ – ن األصل‬ ‫ – ت – ُب ْو ْن‬
‫ُ‬ ‫ت ْ‬
‫َك‬
‫صحص–صح–صححص–صح‬

‫‪187‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪Cv – cvvc – cv - cvc‬‬


‫َك – ُت – ُب ْن – َن‬
‫ثم‪ :‬ت ْ‬
‫صحص–صح=صحص–صح‬
‫‪cv-‬‬ ‫– ‪cvc‬‬ ‫– ‪cv‬‬ ‫‪cvc‬‬
‫التقــى ســاكنان يف املقطــع ‪ - cvvc -‬مــع الــذي يليــه وهــو ‪- cv -‬‬
‫ــو ْن» هــو‪َ cvvc:‬‬
‫و«ن»‬ ‫ــو ْن ‪َ +‬ن‪ ،‬حيــث « ُب ْ‬
‫واملقطعــان يف اجلملــة مهــا‪ُ :‬ب ْ‬
‫ـو ْن»= ‪ cvvc‬فصــار‬ ‫هــو‪ ،cv :‬فحــذف الســاكن األول وهــو الــواو يف « ُبـ ْ‬
‫«ن»= ‪ cv‬فصــارت بذلــك صيغــة الفعــل‬ ‫املقطــع ‪ -cvc-‬والــذي يليــه هــو َ‬
‫النهائيــة= تكتُبـ َّن‪ ،‬أو قــل إن أردت‪ :‬إن أصــل املقطعــن‪ُ :‬بـ ْن‪َ +‬ن يف الصيغــة‬
‫ـو ْن(‪َ +)cvvc‬ن وهــو (‪ )cv‬فجــرى التحــام‬ ‫النهائيــة ‪ cvc+ cv‬جــاء مــن ُبـ ْ‬
‫صــويت بينهــا ســقطت بموجبــه الــواو اللتقــاء الســاكنني فصــار املقطــع‬
‫مــع مــا يليــه مقطعــن مهــا‪ ،cvc+ cv :‬وهــو املعــادل لقســمة املقطــع يف‬
‫العربيــة ( خشــبة‪.)19()96 :1981 ،‬‬
‫‪١‬ندرة مقاطع ‪ ،cvcc‬واستثقاهلا‪ ،‬كام يف ‪.Çiftçi‬‬ ‫‪-١‬‬
‫‪٢‬ندرة مقاطع ‪ vvv‬كام يف ‪ ،Randavu‬وكذلك مقاطع ‪.vv- cc‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫‪٣‬املشهور يف اللغة الرتكية أن تبدأ بصامت «‪.»c‬‬ ‫‪-٣‬‬
‫‪٤ -٤‬يأخــذ صــوت العلــة الرتكــي إذا كان يف بدايــة املقطــع حركتــن ‪cv‬‬
‫غال ًبــا و‪ cvv‬أحيانًــا‪.‬‬
‫ويراعــى أن لفــظ «حركــة» يف املقاطــع العامليــة‪ ،‬ال يعنــي املتحــرك‪ ،‬ألن‬
‫املتحــرك هــو صــوت العلــة‪ ،‬وأمــا احلركــة فهــي الصــوت الواحــد يف املقطــع‬
‫ـا يتكــون مــن ثــاث حــركات‬ ‫متحــركًا كان أم ســاكنًا فاملقطــع ‪ cvc‬مثـ ً‬
‫ويف ختام التحليل فإن املقاطع الرتكية تقع يف ثالث فئات دولية هي‪:‬‬
‫‪١‬فئة تشابه هبا العربية من حيث الكثرة وهي‪.»cv- cvc- cvv« :‬‬ ‫‪.١‬‬
‫‪٢‬فئة تشابه هبا اإلنجليزية كام يف‪.»cvvc- cvccv« :‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫‪٣ .٣‬فئــة نــادرة مثــل‪)Takin , 2013: 165 , 166( »cc- vvv- vv« :‬‬
‫(‪ ،)20‬لكــن األتــراك حتدثــوا عنهــا مــن بــاب كثــرة أحــرف العلــة‪ ،‬ال مــن‬
‫بــاب املقاطــع الصوتيــة‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫‪ -4‬املقاطع الغريب�ة يف اللغة الرتكية‪:‬‬


‫تتولــد املقاطــع الغريبــة يف اللغــة الرتكيــة نتيجــة لزيــادة يف الرتقيــق أو‬
‫التفخيــم عــن املعايــر الدوليــة للحــركات عــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫أ – التفخيــم‪ :‬يف التفخيــم ينظــر الشــكل املبــن الــذي يوضــح موقــع ‬
‫احلــركات الرتكيــة املفخمــة باالسرتشــاد إىل النظائــر الدوليــة يف شــكل‬
‫دانيــال جونــز الــدويل للحــركات املعياريــة‪.‬‬

‫أصوات العلة الرتكية املفخمة ‪ -‬حبسب املعايري الدولية ‪-‬‬


‫جتـ�د أن أصـ�وات العلـ�ة الرتكيـ�ة املفخمـ�ة هـ�ي‪ A - U - O :‬تقــع بــن ‬
‫ٍ‬
‫ـدورة يف علــو أو تســفل اللســان‪ ،‬وجتــد أن الصــوت‬ ‫ـة خلفيـ ٍ‬
‫ـة مـ‬ ‫ـركات دوليـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫حـ‬
‫الرتكــي (‪ )I‬يقــع يف ثــاث حــركات دوليــة أماميــة وجتــد أن الصــوت الرتكــي‬
‫(‪ ،)A‬وهــو صــوت غليــظ غال ًبــا ولكنــه قــد يرقــق بفعــل تأثــر الصامــت‬
‫املجــاور ويف مــا يــي توضيــح لذلــك‪:‬‬
‫‪ – 1‬زيــادة التفخيــم فــي (‪ )U‬كــا يف ‪ zur‬أي صعــب ولفظهــا العــريب‬

‫‪189‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫زور‪ ،‬ففــي الوضــع االعتيــادي يلفظهــا األتــراك بالتحليــل املقطعــي ‪،CVVC‬‬


‫ويف حالــة االنفعــال ‪ CVVVC‬فتشــكل املقطــع الغريــب ‪ ،CVVVC‬ويناظره‬
‫ًّ‬
‫ضــال فهــدى» فالتحليــل املقطعــي‬ ‫يف العربيــة مــد املمــدود كــا يف «ووجــدك‬
‫الســائد يف ضـ ًّ‬
‫ـال هــو‪ :‬ضــا ‪ -‬ل – لــن‬
‫‪CVC - CV - CVV‬‬
‫ولكــن «ضــا» ‪ CVV‬قـ�د متـ�د يف القـ�راءات القرآنيـ�ة لتصبـ�ح ‪ CVVV‬أو‬
‫‪ ،CVVVV‬فاملــد يف العربيــة فــوق حركتــن ينشــأ عنــه املقطــع الغريــب‪ ،‬مثــل‬
‫مــا حيــدث التفخيــم الزائــد يف الرتكيــة مقط ًعــا غري ًبــا ‪.CVVVVC‬‬
‫‪ – 2‬زيادة التفخيم في ( (‪ A‬الرتكي كام يف ‪ KOLAY‬أي سهل‬
‫‪KO - LAY‬‬
‫‪CV – CVVC‬‬
‫هــذا الوضــع االعتيــادي‪ ،‬ولكــن يف حالــة االنفعــال يكــون املقطــع ‪ Lay‬هــو‬
‫‪ CVVVC‬وهــو مقطــع غريــب يف اللغــة الرتكيــة‪.‬‬
‫‪ – 3‬زيادة التفخيم يف ( ‪ ) I‬كام في ‪ pahalI‬أي نفيس ‬
‫‪Pa - ha - l I‬‬
‫‪CV - CV - CVV‬‬
‫ثــم يمــد املقطــع ‪ CVV‬بخشــونة الصــوت ( ‪ ) I‬إلــى‪ CVVV‬أو أكثــر‬
‫ويتشــكل املقطــع الغريــب‪ .‬‬
‫ب‪ -‬الرتقيق يف اللغة الرتكية‪:‬‬
‫لــو نظرنــا إىل احلــركات الرتكيــة املرققــة باالسرتشــاد إىل النظائــر الدوليــة يف‬
‫شــكل دانيــال جونــز للحــركات املعياريــة كــا يف الشــكل التــايل‪:‬‬

‫‪190‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫‪191‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أصوات العلة الرتكية املرققة ‪ -‬حبسب املعايري الدولية –‬


‫جتــد أن أصــوات العلــة الرتكيــة املرققــة هــي‪ E- İ- Ö- Ü :‬وحيــدث‬
‫يف هــذه األصــوات مــا يشــبه اختــاس احلركــة يف العربيــة ( أنيــس‪:1999 ،‬‬
‫ـة ففــي ‪ Ö- Ü‬زيــادة يف تدوير‬ ‫‪ )21() 138 -131‬؛ ألهنــا جمتــزأ ٌة مــن نظائــر طويلـ ٍ‬
‫الشــفتني ويف‪ E – i :‬زيــادة يف علــو اللســان‪ ،‬ويف مــا يــي حتليــات مقطعيــة تركيــة‬
‫تبــن أثــر هــذا الرتقيــق يف تكويــن مقاطــع غريبــة يف اللغــة الرتكيــة‪.‬‬
‫‪lük‬‬ ‫‪ – 1‬زيــادة الرتقيــق يف الصوتــن ‪ Ö Ü‬كــا يف ‪ gözlük‬أي نظــارة‬
‫‪göz -‬‬
‫‪CVC – CVC‬‬
‫والصوتــان الرتكيــان ‪ Ö- Ü‬فيهــا مــا يعــرف باختــاس احلركــة يف اللغــة‬
‫العربيــة ألن الصــوت ‪ Ü‬جمتــزأ مــن‪ U‬املفخــم‪ ،‬والصــوت ‪ Ö‬جمتــزأ مــن ‪O‬‬
‫املفخــم‪ ،‬ولكــن بصــورة أقــل مــن حركــة صوتيــة‪ ،‬أي بمعنــى أن الصــوت‬
‫الرتكــي ‪ U‬إذا كان حركتــن فــإن نظــرة املرقــق ‪ Ü‬ال يشــكل حركــة تشــبه الضمة‬
‫العربيــة‪ ،‬والــيء نفســه يف اجتــزاء ‪ Ö‬مــن ‪ ،O‬حيــث ‪ Ö‬أقــل مــن اإلمالــة‬
‫الصغــرى يف العربيــة؛ وذلــك لوقــوع الصوتــن ‪ Ö Ü‬بــن صوتــن صامتــن ‬
‫هــما ‪ L – K‬يف األول و ‪ G- Z‬يف الثــاين‪ ،‬غــر أن املقطــع الغريــب التــي‬
‫يتشــكل مــن ‪ Ö- Ü‬الرتكيــن يســتحيل رصــده يف املكتــوب‪ ،‬ملــا فيــه مــن تدويــر‬
‫ـا يف منظومــة دانيــال جونــز‪ ،‬فمــن‬ ‫ـب‪ ،‬مل يكــن أصـ ً‬ ‫ـكل لطيـ ٍ‬
‫ـف غريـ ٍ‬ ‫الشــفتني بشـ ٍ‬
‫أراد أن يعــرف مقطعهــا الغريــب ليــس لــه إال مشــافهة الرتكــي واالســتامع منــه‪.‬‬
‫ويف مــا يــي أقــرب تصــور ألصــوات العلــة الرتكيــة مرققــة ومفخمــة‬
‫يف موقعهــا مــن حجــرة النطــق يف الفــم‪ ،‬بعــد االسرتشــاد بنظائرهــا الدوليــة‬
‫«احلــركات املعياريــة الدوليــة» جتــد ذلــك يف الشــكل املبــن‪ ،‬شــكل «دانيــال‬
‫جونــز»‪ ،‬وفيــه جتــد احلــركات املعياريــة الدوليــة كــا هــو معلــوم هــي‪i- e- ɛ-:‬‬
‫‪ƌ- a- Ɔ- O- U‬‬
‫ونظائرهــا الرتكيــة بالرمــوز‪AT- IT- OT- UT-ET- İT- ÖT- ÜT :‬‬
‫حيث ‪ T‬اختصار ‪ Turkey‬‬

‫‪192‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫‪-‬‬
‫أوصاف أصوات حركات العلة الرتكية وفق املعاير الدولية للحركات‬
‫‪ =İT‬احلركــة املعياريــة الرتكيــة األوىل األماميــة غــر املــدورة‪ ،‬ويرتفــع فيهــا‬
‫اللســان مــن األمــام إىل أعــى درجــة يف حجــرة الفــم‪ ،‬وتكــون مؤخرتــه عنــد‬
‫احلركــة الرتكيــة اخلامســة (‪ )AT‬وهــذا الصــوت لــه اخلصائــص الدوليــة نفســها‬
‫التــي للحركــة املعياريــة األوىل العامليــة ‪.‬‬
‫‪ =IT‬احلركة املعيارية الرتكية الثانية األمامية غري املدورة‪.‬‬
‫وهــذه احلركــة يصعــب مطابقتهــا مــع املعايــر الدوليــة للحــركات‪ ،‬ألهنــا‬
‫ـفل‪ ،‬بحســب درجــة إمالتهــا‬ ‫ـوا‪ ،‬وتسـ ً‬ ‫تــراوح مــا بــن احلركــة الثانيــة والثالثــة علـ ً‬
‫ٍ‬
‫بمعنــى أن اللســان يتحــرك بمقدمــه يف حيــز يمتــد مــا بــن احلركــة الثانيــة‬
‫والثالثــة الدوليتــن‪ ،‬ويكــون اللســان مــن اخللــف مــا بــن احلركــة السادســة‬
‫والســابعة الرتكيتــن‪ ÖT, ÜT :‬بحســب درجــة اخلشــونة‪ ،‬وبحســب هــذا‬
‫الوصــف ال توجــد حرك ـ ٌة تركي ـ ٌة معياري ـ ٌة ثالث ـ ٌة‪ ،‬إلشــغال احلركــة الثانيــة ‪IT‬‬
‫مقــدار حركتــن دوليتــن ‪.‬‬
‫‪ =ET‬احلركــة املعياريــة الرتكيــة الرابعــة األماميــة غــر املــدورة‪ ،‬وهــي‬
‫حركــة خفيفــة هلــا مواصفــات احلركــة الدوليــة الرابعــة‪ ،‬ويكــون فيهــا اللســان‬
‫مســتقرا وســط الفــم‪ ،‬ويبلــغ مســتدقه مــكان هــذه احلركــة‪ ،‬ومؤخرتــه عنــد‬‫ً‬

‫‪193‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫احلركــة الرتكيــة اخلامســة ‪.AT‬‬


‫‪ =AT‬احلركــة املعياريــة الرتكيــة اخلامســة اخللفيــة غــر املــدورة‪ ،‬وهلــا‬
‫مواصفــات احلركــة الرابعــة‪ ،‬بفــارق أهنــا مفخمــ ٌة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ـدورة بالنســبة لشــكل‬ ‫وتشــرك املجموعــة ‪ AT,ET,IT,İT‬يف أهنــا غــر مـ‬
‫الشــفتني‪ ،‬وهــي أماميــة عــدا ‪ AT‬فهــي خلفيــة‪.‬‬
‫‪ =ÜT‬احلركــة املعياريــة الرتكيــة السادســة اخللفيــة املــدورة وهــي دون‬
‫احلركــة املعياريــة الدوليــة السادســة‪ ،‬وهــي مرقق ـ ٌة يرتفــع فيهــا اللســان مقــدار‬
‫حركــة واحــدة مــن األمــام واخللــف‪.‬‬
‫‪ :UT‬وهي املعادل للحركة املعيارية الدولية السادسة وهي مفخمة‪.‬‬
‫‪ =ÖT‬احلركــة املعياريــة الرتكيــة الســابعة اخللفيــة املــدورة ومتثــل صوتًــا‬
‫ترك ًّيــا ناعـ ًـا‪ ،‬تــرز فيــه الشــفتان إىل األمــام مــع تدويــر لطيــف مجيــل‪ ،‬وهــي أقــل‬
‫تدويـ ًـرا مــن نظريهتــا الدوليــة (‪ )O‬وتقــع دوهنــا‪ ،‬ويرتفــع فيهــا اللســان مقــدار‬
‫ثــاث حــركات مــن األمــام وثــاث مــن اخللــف‪.‬‬
‫تفخيم من‬
‫ً‬ ‫‪ =OT‬احلركة املعيارية الرتكية الثامنة اخللفية املدورة وهي أكثر‬
‫نظريهتا الدولية (‪ )U‬وتقع دوهنا يف علو اللسان‪.‬‬
‫‪ – 6‬النتيجة‪ :‬تتحد اللغة الرتكية مع العربية يف قسمة المقطع ‪ CVVC‬إىل‬
‫مقطعني لثقله‪ ،‬وتنشأ عن الرتقيق والتفخيم فيهام مقاطع غريبة كام يف ‪CVVVC‬‬
‫ٍ‬
‫خاصة يف‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫تركية‬ ‫ٍ‬
‫حركة‬ ‫يف التفخيم وتشكيل‬
‫‪ Ö Ü‬كام يف ‪ gözlük‬أي نظارة ال ترصد إال بالسامع واملشافهة‪ .‬‬

‫‪194‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫الهوامش‬
‫‪Japonca ve Altay Diller. TalatTekin. Dorak. 1993. 7, and , J.D.O connor, pho-1.1‬‬
‫‪netics,universitycolledge. London (no publishing year), p.165 cortil ,‬‬
‫– ‪MustaFaMeral. 2012. ArapÇa DilBilgisi- Nahiv, Marmara universitesi‬‬
‫‪ilahiyatFukÜltesi VakFiyayinlari- Istanbul , 81‬‬

‫‪2.2‬عثــان‪ ،‬أمحــد‪ ،‬العربيــة يف اللغــات العامليــة‪ ،‬مطبوعــات مركــز امللــك‬


‫عبدالعزيــز الثقــايف العاملــي‪ ،‬الريــاض‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪yÜKsel, Ahmed , 2013 ArapÇaBagulucli CÜmleyapilari ondokuz May�-3.3‬‬
‫‪sayfa.11– is universitesi ilahiyatFakÜltesi. Samsun‬‬

‫‪4.4‬ســيبويه‪ ،‬أبــو بــر عمــرو بــن عثــان بــن قمــر‪ ،‬الكتــاب‪ ،‬حتقيــق ورشح‬
‫عبدالســام حممــد هــارون‪ ،‬بــروت ‪ -‬لبنــان‪ ،‬عــامل الكتــب للطباعــة‬
‫والنــر والتوزيــع « ســنة النــر غــر معروفــة»‪.242 / 4 ،‬‬
‫‪5.5‬ابــن جنــي‪ ،‬أبــو الفتــح‪ ،‬عثــان اخلصائــص حتقيــق حممــد عــي النجــار‪،‬‬
‫دار الكتــب املرصيــة‪ ،‬املكتبــة العلميــة‪ ،‬ط ‪ 1371 ،1‬هـــ ‪ 1961 -‬م ‬
‫‪. 37/1‬‬
‫‪6.6‬ابــن خلــكان‪ ،‬شــمس الديــن أمحــد بــن حممــد بــن إبراهيــم‪ ،‬وفيــات‬
‫األعيــان‪ ،‬بــروت‪ ،‬دار صــادر‪ ،‬ط ‪ 1994 1‬م‪.416/1 ،‬‬
‫‪7.7‬الصــايب‪ ،‬عــي حممــد‪ ،‬دولــة الســاجقة‪ ،‬بــروت‪ ،‬دار املعرفــة‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪ 2006‬م‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪8.8‬بــر‪ ،‬كــال حممــد‪ ،‬علــم األصــوات‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار غريــب ‪ 2000‬م ‬
‫ص ‪.229‬‬
‫‪9.9‬الشــايب‪ ،‬فــوزي حســن‪ ،‬أثــر القوانــن الصوتيــة يف بنــاء الكلمــة‬
‫العربيــة‪ ،413 ،‬وســتيتية‪ ،‬ســمري رشيــف‪ ،‬اللســانيات‪ :‬املجــال والوظيفة‬
‫واملنهــج‪ ،‬عــامل الكتــب احلديــث‪ 2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪ 75‬بتــرف‪ ،‬وحســام‬
‫الديــن‪ ،‬كريــم زكــي‪ ،‬أصــوات تراثيــة يف اللســانيات احلديثــة‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫ط ‪1421 ،3‬هـــ ‪ 2001 -‬م ص ‪.129‬‬
‫‪Michal- Brame – Arabic phonology , Massachusetts in statue of1010‬‬
‫‪technology – 1970.p.140‬‬

‫‪1111‬انظــر‪ :‬نــزال‪ ،‬نبــال نبيــل‪ ،‬التفســرات الصوتيــة للظواهــر النحويــة‪،‬‬


‫رســالة دكتــوراه‪ -‬جامعــة الريمــوك‪ -‬األردن‪2004 -‬م‪.1.132 -‬‬

‫‪195‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪1212‬انظــر ســيبويه‪ ،‬الكتــاب‪ ،242/4 ،‬وابــن جنــي‪ ،‬أبــا الفتــح‪ ،‬عثــان‪ ،‬رس‬
‫صناعــة اإلعــراب‪ ،‬حتقيــق حســن هنــداوي‪ ،‬دمشــق‪ ،‬دار القلــم‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪.23/1 ،1985‬‬
‫‪1313‬ابــن اجلــزري‪ ،‬أبــو اخلــر‪ ،‬حممــد بــن حممــد الدمشــقي‪ ،‬النــر يف‬
‫القــراءات العــر‪ ،‬بــروت – لبنــان‪ ،‬دار الكتــب العلميــة ( ســنة النــر‬
‫غــر معروفــة )‪.305/1 ،‬‬
‫‪1414‬انظــر‪ :‬ابــن جنــى‪ ،‬أبــا الفتــح‪ ،‬عثــان‪ ،‬اخلصائــص‪ ،‬حتقيــق حممــد‬
‫عــي النجــار‪ ،‬دار الكتــب املرصيــة‪ ،‬املكتبــة العلميــة‪ ،‬ط‪1371 ،1‬هـــ‪،‬‬
‫‪1961‬م‪peter , lade foged vowels and consonants , black - 237/3 .‬‬
‫‪well , pub , usa , second edition , pub 2000 p 164 , Martin , j , Ball , Joan‬‬
‫‪, the science of speech , 1st , edition - 1994 p 43‬‬

‫‪1515‬عبــد اجلليــل عبــد القاهــر‪ ،‬علــم األصــوات الوظيفــي‪ ،‬عــان – شــارع‬


‫الســلط‪ ،‬دار صفــاء للنــر والتوزيــع‪ ،‬ط‪1418 ،1‬ه‪ 1998 ،‬م‪. 210 ،‬‬
‫‪Brame,Miehael,Arabic phonology , 1970 , p:1111616‬‬

‫‪Brame,Miehael,Arabic phonology, 1970 , p: 771717‬‬

‫‪Brame,Miehael,Arabic phonology, 1970 , p:911818‬‬

‫‪1919‬الفــارايب‪ ،‬أبــو نــر حممــد بــن حممــد بــن أوزلــغ بــن طرخــان‪ ،‬املوســيقا‬
‫الكبــر‪ ،‬حتقيــق غطــاس عبدامللــك خشــبة‪ ،‬مراجعــة حممــود احلفنــي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬دار الكتــاب العــريب للطباعــة والنــر‪ ،‬ص ‪.1075‬‬
‫ ‪ -‬شــاهني عبــد الصبــور‪ ،‬املنهــج الصــويت للبنيــة العربيــة‪،‬‬
‫بــروت‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬ط‪1981،96 ،1‬‬
‫‪Japonca, Ve Altay, diller, Talat,Tekin,165,1662020‬‬

‫‪2121‬أنيــس‪ ،‬إبراهيــم األصــوات اللغويــة‪ ،‬مكتبــة اإلنجلــو املرصيــة‪ ،‬ط ‪،4‬‬


‫‪ - 1999‬ص ‪. 138 – 131‬‬
‫‪2222‬إن مقــدار حــركات اللســان‪ ،‬أو تدويــر الشــفتني يف اللغــة الرتكيــة‬
‫مقيــس عــى احلــركات العامليــة‪ ،‬مــع حــق الرتكيــة باحلفــاظ عــى مطابقة‬
‫امللفـ�وظ للمكتـ�وب كالعربيـ�ة‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫المقاطع العربية التركية‪:‬محمود نوافلة‬

‫املراجع‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬العربي�ة‬
‫‪2.2‬ابــن اجلــزري‪ ،‬أبــو اخلــر‪ ،‬حممــد بــن حممــد الدمشــقي‪ ،‬ســنة النــر‬
‫غــر معروفــة النــر يف القــراءات العــر‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‬
‫– لبنــان‪ .‬‬
‫‪3.3‬ابــن جنــي – أبــو الفتح‪،‬عثــان‪ .1961 ،‬اخلصائــص‪ ،‬حتقيــق حممــد عــي ‬
‫النجــار‪ ،‬دار الكتــب املرصيــة‪ ،‬املكتبــة العلميــة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪4.4‬ابــن جنــي‪ ،‬أبــو الفتــح‪1985 ،‬م رس صناعــة اإلعــراب‪ ،‬حتقيــق حســن‬
‫هنــداوي ط‪ ،1‬دار القلــم‪ ،‬دمشــق‪.‬‬
‫ ‪ 5.‬ابــن خلــكان‪ ،‬شــمس الديــن أمحــد بــن حممــد بــن إبراهيــم‪،1994 ،‬‬
‫وفيــات األعيــان ط‪ ،1‬دار صــادر بــروت‪.‬‬
‫‪6.6‬أنيــس‪ ،‬إبراهيــم‪ ،1999 ،‬األصــوات اللغويــة ط ‪ 4‬مكتبــة اإلنجلــو‬
‫املرصيــة‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫‪7.7‬برش‪ ،‬كامل حممد‪ 2000،‬علم األصوات – دار غريب ‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫‪8.8‬حســام الديــن‪ ،‬كريــم زكــي‪ 2001،‬أصــول تراثيــة يف اللســانيات‬
‫احلديثــة‪ ،‬ط ‪ 3‬مكتبــة األنجلــو املرصيــة –القاهــرة‪.‬‬
‫‪9.9‬ســتيتية‪ ،‬ســمري رشيــف‪ ،2000 ،‬اللســانيات‪ ،‬املجــال والوظيفــة‬
‫واملنهــج‪ ،‬ط‪ 1‬عــامل الكتــب احلديــث‪ ،‬إربــد‪.‬‬
‫‪1010‬ســيبويه‪ ،‬أبــو بــر‪ ،‬عمــرو بــن عثــان بــن قنــر‪ ( ،‬غــر ‬
‫معروفــة ســنة النــر ) الكتــاب‪ ،‬حتقيــق ورشح عبدالســام حممــد هــارون‪،‬‬
‫عــامل الكتــب للطباعــة والنــر والتوزيــع بــروت – لبنــان‪.‬‬
‫‪1111‬شــاهني‪ ،‬عبــد الصبــور‪ 2008 ،‬البنيــة املقطعيــة للكلــات‬
‫العربيــة‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبــة اإلنجلــو املرصيــة‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫‪1212‬الشــايب‪ ،‬فــوزي حســن‪ 2004 ،‬م أثــر القوانــن الصوتيــة يف‬
‫بنــاء الكلمــة العربيــة‪ ،‬ط‪ 1‬عــامل الكتــب احلديــث‪ ،‬إربــد‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪1313‬الصــايب‪ ،‬عــي حممــد‪ ،2006 ،‬دولــة الســاجقة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫املعرفــة‪ ،‬بــروت‪.‬‬
‫‪1414‬عبــد اجلليــل‪ ،‬عبــد القاهــر‪ ،1998 ،‬علــم األصــوات‬
‫الوظيفــي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار صفــاء للنــر والتوزيــع عــان – شــارع الســلط‪.‬‬
‫‪1515‬عثــان‪ ،‬أمحــد‪( ،‬طبعــة بــا تاريــخ)‪ ،‬العربيــة يف اللغــات‬
‫العامليــة‪ ،‬مطبوعــاتمركــزامللــكعبدالعزيــزالثقــايفالعاملــي‪ ،‬الريــاض‪.‬‬
‫‪1616‬الفــارايب‪ ،‬أبــو نــر حممــد بــن حممــد بــن أوزلــغ بــن طرخــان‪،‬‬

‫‪197‬‬
‫ الحاضر والمستقبل‬:‫العربية للناطقين بغيرها‬

‫ حتقيــق غطــاس عبدامللــك‬،‫(غــر معروفــة ســنة النــر) املوســيقا الكبــر‬


،‫ دار الكتــاب العــريب للطباعــة والنــر‬،‫ مراجعــة حممــود احلفنــي‬،‫خشــبة‬
.‫القاهــرة‬
‫ التفســرات الصوتيــة للظواهــر‬2004 ،‫ نبــال نبيــل‬،‫نــزال‬1717
.‫ جامعــة الريمــوك – األردن‬،‫ رســالة دكتــوراه‬،‫النحويــة‬
ً
‫ األجنبي�ة‬:‫ثاني�ا‬
:‫ اإلجنلزيية‬-‫أ‬
1.1 J.D.O connor , phonetics, university college ,London (no pub-
lishing year- Martin , J.ball ,Joan , 1999 , the science of speech first
edition ,1999.
2.2 - Michael , Brame , Arabic phonology , Massachusetts in statue
of technology ,1970
3.3 - Peter Joan, Lade Foged, vowels ,and consonants , black well ,
pub.USA 2nd edition ,pub.2000
:‫ الرتكية‬- ‫ب‬
1. Cortil , Mustafa Meral. 2012. ArapÇa , DilBilgisi- Nahiv, Marmara uni�-
versitesi – ilahiyatFakÜltesiVakFiyayinlari- Istanbul.
2. TalatTekin ,1993 , Japonca-, Dorak , Ve Altay , Diller.
3. yÜKsel, Ahmed , 2013 ArapÇaBagulucli CÜmleyapilari ondokuz May�-
is universitesi ilahiyatFakÜltesi. Samsun.
‫ ترجمة املراجع العربي�ة‬- ‫جـ‬
1. Ibn – Al – Jazary – Abu Al-khair , mohammed Ibn Mohammed
Al-Dimashgy the 10 reading. Beirut. scientific library , no edition
number.
2. Ibn genny – Abu Al-fath. Othman. Alkhasaes. investigation by
Mohammed Ali Al-Najjar – Egyptian publishing house – scientific
library – no edition number. 1371 AH – 1961 AD.
3. Ibn Genny – Abu Al-Fath. Othman.sir Sina'at Al- e'rab investiga-
tion by Hassan Hendawy. Damascus – Al-khalam publishing house
- first edition 1985.
4. Ibn khilican. Shams Eldean – Ahmed Ibn Mohammed Ibn Ibra-
heem. Wafyat El-a'yan. Beriut - Dar sader publishing house , first
edition 1994.
5. Anees Ibraheem – Linguistics sounds Egyptian Englo library. 4th
edition 1994.
6. Bishr , kamal Mohammed , phonetics – Dar Ghareeb publishing
house 2000.
7. Husam Eldean , kareem Zaky , modern linguistics , Cairo 3d edi-
tion 1421Ah - 2001 Ad.

198
‫محمود نوافلة‬:‫المقاطع العربية التركية‬

8. steiteyya – Sameer shareef F linguistics , curriculum – Job , and ,


Field , publishing house. Modern World of book - 2000.
9. Sebawayh, Abu Bishr , Amr Ibn Othman Ibn ganber , Al-kitab
investigation and explanation by Abd Elssalam Mohammed Haroon
Beirut – Lebanon – publishing house world of book for publishing
and distribution – no pub , year.
10. Shaheen Abd El-sabour , Arabic word syllables , structure , Cairo
,
11. The Egyptian Englo publishing. 1st edition 2008.
12. Al – Shayeb Fawzi Hassan voice laws effect in Arabic structure.
Irbid – Jordan world of Modern book publishing 1425Ah. 2004 Ad.
13. Al-salaby – Ali Mohammed – salajegah Government , Beirut
Al-Ma'refah house publishing 1st edition – 2006.
14. –Abd Al-Jaleel , Abd El-gader , phonology , Amman , Al-sult
street , Dar Al-ssafa , publishing , 1st edition 1418 Ah , 1998 Ad.
15. Othman , Ahmed Arabic international language , king Ab-
dul-Aziz international cultural , Riyadh , edition with non-date
16. Al-Faraby – Abu Nasr , Mohammed Ibn Mohammed Ibn Turkan
– the heavy music – investigation by Ghattas Abd El- malik khash-
abed revised by Mahmoud Hanafi – Cairo – Dar El-kotob publishing
house – no edition year.
17. Nazzal – Nebal , Nabeel , interpretation of phenomena's voice in
Arabic grammar PDH , letter , yarmouk university Jordan. 2004.
18. Othman , Ahmed , Arabic an international language , king Ab-
dulaziz international culture , Riyadh no edition date.

199
‫التغريدات ملعاجلةاألخطاءوتصويبها‪:‬‬
‫تطبيق على متعليم اللغة العربي�ة‬
‫الناطقني بغريها‬

‫(‪)1‬‬
‫أحمد املليب�اري‬

‫جامعة نوتنجهام‪-‬اململكة املتحدة‬

‫* أســتاذ األدب املقــارن واللغــة والرتمجــة بــن العربيــة واإلنجليزيــة املســاعد جامعــة‬
‫نوتنجهــام‪ ،‬إنجلــرا‪ ،‬اململكــة املتحــدة‪ .‬مؤســس العربيــة والثقافــة املقارنــة والرتمجــة يف‬
‫الدراســات الرشق‪-‬أوســطية يف جامعــة نوتنجهــام‪ ،‬وعضــو هيئــة تدريــس بجامعــة امللــك‬
‫ومرتجــم لــدى ســفارة الســعودية بلنــدن‪ .‬مؤلــف كتــاب عــن املرويــات ومشــارك يف مناهــج‬
‫بريطانيــا لسلســلة تعليــم العربيــة ضمــن نشــاطات النــر العلمــي‪.‬‬
‫التغريدات لمعالجة األخطاء‪ :‬أحمد المليباري‬

‫يتنــاول البحــث املاثــل بــن يــدي القــارئ العزيــز جتربـ ًة قــام هبــا الباحــث‬
‫ـدة مــن وســائل التقانــة احلديثــة يف جمــال التعليــم للعربيــة‬‫لالســتفادة مــن واحـ ٍ‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ .‬ويرتكــز الطــرح هنــا عــى جانــب يتعلــق برصــد األخطــاء‬
‫اللغويــة املنتــرة يف الفضــاء االفــرايض‪ ،‬والتــي تعــودت العيــون عــى املــرور‬
‫ـف يف احلــس التصويبــي للقــارئ وقــد‬ ‫ـراث؛ ممــا قــد يــؤدي إىل ضعـ ٍ‬
‫هبــا دونــا اكـ ٍ‬
‫قيــل «إن كثــرة املســاس متيــت اإلحســاس»‪ .‬وهــدف الباحــث إىل رفــع مســتوى‬
‫ـادة متنوعـ ٍ‬
‫ـة متثــل‬ ‫هــذا احلــس عنــد متعلمــي اللغــة العربيــة مــن خــال مجــع مـ ٍ‬
‫عينـ ًة كافيـ ًة لتعكــس احلــال غــر املفــرح ملــا ضــج بــه هــذا الفضــاء االفــرايض‪،‬‬
‫ومــن ثــم حماولــة رفــع وعــي املتعلــم حيــال تصحيــح هــذه األخطــاء املتنوعــة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫متبعــة يف‬ ‫مــن خــال مــا تعــارف عليــه الرتبويــون‪ ،‬ومارســوه مــن أســاليب‬
‫ملمــوس‬
‫ٌ‬ ‫جمــال تصويــب األخطــاء ملتعلمــي اللغــة‪ ،‬فنتــج عــن ذلــك حتســ ٌن‬
‫يف مســتوى أداء املتعلمــن للعربيــة واملنخرطــن يف هــذا البحــث التجريبــي‪،‬‬
‫نافعــة لتوســيع جمــال النطــاق الضيــق حمــدود‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫إضافــة‬ ‫وخلصــت التجربــة إىل‬
‫األفــق واملعهــود عــادة عنــد حماولــة تفعيــل وحتســن التحصيــل اللغــوي مــن‬
‫خــال اســتخدام الوســائط اإللكرتونيــة املتاحــة‪ .‬‬
‫وقــد ســبق وكتــب الفيلســوف هايدجــر يف سلســلة مــن مقــاالت مجعــت يف‬
‫كتــاب «ســؤال حــول التقانــة»‪ ،‬والــذي طبــع منتصــف القــرن الســابق ليشــر إىل‬
‫ـدة مــن موضوعــات مدونتــه‪،‬‬ ‫أمهيــة التقانــة‪ ،‬وذكــر كذلــك نــك بيتــي يف واحـ ٍ‬
‫والتــي كانــت بــذر ًة مثمــر ًة لكتابــه بعنــوان التفكــر التحليــي خــال وســائط‬
‫التقانــة احلديثــة‪ :‬إن اســتخدام الشــبكة العنكبوتيــة يف فصــول التحصيــل اللغــوي‬
‫خــال العقديــن املنرصمــن قــد ركــز عــى مــا هــو جاهـ ٌـز لإلفــادة؛ ممــا يمكــن‬
‫التوصــل إليــه عــر الوســائط املتاحــة‪ ،‬وكأن املعنيــن يقتــرون عــى اســرجاع‬
‫املعلومــات مــن خمزوهنــا االفــرايض وحســب وال يتجــاوزون هــذا االســتخدام‬
‫املحــدود للتقانــة‪.‬‬
‫ـر‪ ،‬فالتعاطــي مــع‬‫ولكــن املوضــوع أكــر وأعظــم وأهــم مــن ذلــك بكثـ ٍ‬
‫هــذه الكنــوز املعرفيــة هــو مــا جيــب أن نفعلــه ونفعلــه بالشــدة عــى العــن‬
‫كباحثــن‪ ،‬فعــن املحفوظــات املســرجعة يتيــح فرصــا غــر حمـ ٍ‬
‫ـدودة لرفــع وعــي‬ ‫ً‬
‫املتلقــي حيــال جوانــب اكتســاب اللغــة املعنيــة بتغطيــة شــتى مهــارات تعلــم‬
‫اللغــة‪ ،‬بــا يف ذلــك تصويــب النطــق بمحــاكاة التســجيل وحتســن القــراءة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حمــددة مــن خــال‬ ‫ٍ‬
‫ألســئلة‬ ‫وكذلــك تصحيــح مــا يدلــون بــه مــن إجابــات‬
‫التامريــن القياســية التحصيليــة‪ ،‬والقائمــة تطــول ومتتــد لتشــمل حتــى مــا يكتبــه‬
‫مــن ينطــق هبــذه اللغــة املحفوظــة واملجــرأ عليهــا أحيا ًنــا مــن قبــل مــن جيانــب‬
‫ٍ‬
‫جتاهــل‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫جهــل أو‬ ‫الصــواب يف الكتابــة هبــا بســبب‬

‫‪201‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـرة حمـ ٍ‬
‫ـددة‪ ،‬تابــع فيهــا مــا‬ ‫ـة لفـ ٍ‬ ‫ـة دقيقـ ٍ‬
‫وعليــه فقــد قــام الباحــث بإجــراء متابعـ ٍ‬
‫يطفــو عــى ســاحة الفضــاء االفــرايض بالتعــاون مــع جمموعــات متفاوتــة مــن‬
‫طالبــه يف املســتوى الثالــث عامــة (بــن ب ‪ 1‬وب ‪ 2‬حســب املرجــع األورويب)‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حقيقيــة ظهــرت يف‬ ‫ٍ‬
‫نصــوص‬ ‫جلمــع املعطيــات هلــذا املــروع بالوقــوف عــى‬
‫ٍ‬
‫متنوعــة‪ ،‬كان قــد نســخ الباحــث مــع طالبــه منهــا مــا يربــو‬ ‫ٍ‬
‫متعــددة‬ ‫وســائل‬
‫ٍ‬
‫عــن املئــة مــن أمثلــة خرجــت عــن الطريــق الســليم‪ ،‬ملــا خلــص احلــال إليــه مــن‬
‫ـف عــام يف الدقــة دونــا اكـ ٍ‬
‫ـراث أحيا ًنــا‪ ،‬أو جهــد‬ ‫ـال يف إتقــان اللغــة وضعـ ٍ‬
‫إمهـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫لتفــادي األخطــاء الفادحــة التــي تعكــر صفــو مــن يــرى ويقــرأ‪ ،‬فغــدت هــذه‬
‫األمثلــة ترمــي بالقــذى يف العينــن وتــرك أثـ ًـرا كالصــر يف الفــم وينفــد معهــا‬
‫صــر مــن ال يقــوى عــى اللحــن والتجــرأ عــى لغتنــا احلبيبــة‪.‬‬
‫اختــار الباحــث اسـ ً‬
‫ـتهالل ملــروع رصــده املشــار إليــه يف برنامــج (تويــر)‬
‫عــى نمــط سلســلة تغريــدات لألخطــاء باســتعارة هــذه العبــارة‪( :‬خطــأ مشــهور‬
‫وصــواب مهجــور)‪.‬‬
‫ٍ‬
‫متناســقة‬ ‫ٍ‬
‫جمموعــات مــن حــز ٍم‬ ‫وقــام بتوزيعهــا بالتعــاون مــع الطلبــة يف‬
‫حســب نــوع اخلطــأ املشــرك‪ ،‬والــذي يعــري هــذه النصــوص التــي وجــدت‬
‫ـق لتمــأ الفضــاء ضوضــاء مؤملــة للبــر والبصرية‪.‬‬ ‫ـر أو تدقيـ ٍ‬
‫طريقهــا دونــا حتريـ ٍ‬
‫أيضــا عــى طلبــة املســتويات املختلفــة مــن‬
‫وكان يقــوم بعــرض هــذه األمثلــة ً‬
‫متعلمــي اللغــة العربيــة يف جامعــة نوتنجهــام يف املدينــة ذاهتــا‪ ،‬وكذلــك جامعــة‬
‫ـة تثقيفيـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫ـة تعليميـ ٍ‬
‫ـراض تصويبيـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫امللــك يف العاصمــة لنــدن ألغـ‬
‫وأظهــرت النتائــج إجيابيــة الطرائــق املتبعــة يف تســليط الضــوء والتحليــل‬
‫ـارات قياسـ ٍ‬
‫ـية قبــل وبعــد‬ ‫لتعزيــز الصــواب‪ ،‬والتــي تــم تســجيلها مــن قبــل اختبـ ٍ‬
‫عمليــات تعريــض املتلقــن هلــذه اجلرعــات الدســمة مــن األخطــاء الشــائعة‬
‫وأســاليب تصحيحهــا؛ ممــا حفــز الطلبــة الذيــن تشــجعوا ملراقبــة املزيــد ممــا يف‬
‫الســاحة املتاحــة‪ ،‬وســامهت التجربــة يف الرفــع مــن مســتويات ثقتهم يف أنفســهم‪،‬‬
‫خاصــة عنــد ذكــر بعــض األســاء املعروفــة ألصحــاب النصــوص املشــوبة‬
‫بأخطــاء مشــوهة إلنتاجهــم األديب العلمــي ومؤثــرة ســل ًبا عــى املكانــة التــي‬
‫يتمتــع هبــا ثلــة منهــم‪ ،‬ممــا نتــج عنــه رفــع ملعنويــات الطلبــة املتعلمــن‪ ،‬الذيــن‬
‫وجــدوا يف أنفســهم هــذا الشــعور اجلميــل مــن القــدرة يف إمكانيــة تفوقهــم يف‬
‫توخــي الدقــة عــى بعــض أهــل اللغــة يف تصويــب اخلطــأ الشــائع مــن خــال‬
‫اكتشــافاهتم وحتديدهــم للصــواب الضائــع!‬

‫‪202‬‬
‫التغريدات لمعالجة األخطاء‪ :‬أحمد المليباري‬
‫ً‬
‫أول‪:‬خلفية البحث‬
‫‪١.١‬الدراسات السابقة واملرتبطة بمجال التجربة‬
‫اســتخدام التقانــة يف تعزيــز مهــارات تعلــم اللغــة‪ ،‬كجمــع أمثلــة للمفردات‬
‫والرتاكيــب املســتخدمة يف الفضــاء اإللكــروين مــن قبــل أهــل اللغــة ألغــراض‬
‫ٍ‬
‫تدريسية ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عــى فطــن مــدى أمهيــة االســتفادة يف األغــراض التعليميــة‬ ‫ال خيفــى‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مــن املكتــوب افرتاض ًّيــا باللغــة العربيــة مــن خــال أمثلــة متوافــرة يف الشــبكة‬
‫العنكبوتيــة اهلائلــة‪ ،‬وقــد رشع العديــد مــن الباحثــن يف مجــع هــذا الكــم العظيــم‬
‫مــن األمثلــة املتنوعــة ملــا يفيــد تنقيحــه لتســخريه يف تعليــم اللغــة مــن مناحــي‬
‫ـددة؛ كتدريــس املفــردات ضمــن ســياقات خمتلفــة يف علــم املعــاين‪ ،‬وتدريــس‬ ‫متعـ ٍ‬
‫القواعــد النحويــة الرصفيــة مــن خــال األمثلــة احلقيقيــة التــي تبثهــا الشــبكة‬
‫ـزء مــن الثانيــة عــى مــدار الســاعة‪ ،‬وغــره مــن فوائــد جمموعــة يف ٍ‬
‫آن‬ ‫يف كل جـ ٍ‬
‫ـة مــن اللغــة املســتخدمة مــن قبــل‬ ‫ـة واقعيـ ٍ‬
‫ـد عنــد تعريــض املتعلــم جلرعـ ٍ‬‫واحـ ٍ‬
‫متحدثيهــا حــول العــامل‪.‬‬
‫وقــد كان للعديــد مــن الباحثــن يف تعليــم قواعــد اإلنجليزيــة قصــب‬
‫ـة يف األصــل‪ ،‬ولكنهــا جتــاوزت‬ ‫الســبق يف ذلــك هلــدف اإلتيــان بمعاجــم لغويـ ٍ‬
‫ذلــك كــا أشــارت البحــوث التــي قــام هبــا (كــرك)‪ ،‬وآخــرون يف بدايــة‬
‫ومــرورا ببدايــة األلفيــة الثالثــة‬
‫ً‬ ‫الســبعينيات ومنتصــف الثامنينيــات امليالديــة‪،‬‬
‫بإســهام (مايــر)‪ ،‬وكذلــك مشــاريع بحثيــة تطبيقيــة مثــل املــروع املشــرك بــن ‬
‫ـد مــن‬‫جامعــة كامــرج ونوتنجهــام واملســمى (كانكــود)‪ ،‬والــذي اســتمر لعقـ ٍ‬
‫الزمــن الســتخالص قواعــد اإلنجليزيــة املحكيــة وصياغتهــا لتعليمهــا للناطقــن ‬
‫بغــر اإلنجليزيــة تب ًعــا ملحــاكاة مســتخدميها ممــن تنوعــت هلجاهتــم ومســتويات‬
‫تعليمهــم يف مواقــف حياتيــة طبيعيــة‪ .‬‬
‫ً‬
‫‪2.2‬مهارة الكتابة حتديدا‬
‫ضمــن كتــاب (تعليــم اللغــة العربيــة والرتبيــة الدينيــة) ذكــر املؤلفــان‬
‫حممــود رشــدي خاطــر ومصطفــى رســان (ص ‪ )2000 ،210‬إشــادة الديــن‬
‫احلنيــف بفضــل القــراءة بصيغــة األمــر للفعــل قــرأ‪ ،‬وأقســم بالقلــم يف موضــع‬
‫آخــر‪ .‬فباتــت الكتابــة وســيلة تواصــل بــن أجيــال البــر ليعــروا عــن أفكارهم‬
‫ويقفــوا عــى أفــكار مــن ســبق وحلــق ممــن ســجل املفاهيــم واملشــاعر واحلــوادث‬
‫واآلراء‪ .‬وعندمــا يعــري هــذه املدونــات خطــأ مــا‪ ،‬فــإن الفكــرة املعروضــة قــد‬

‫‪203‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـودة‪ ،‬أو ينتاهبــا غمــوض ِيؤثــر عليهــا فتتشــوه وتشــوش‬ ‫ـورة غــر مقصـ ٍ‬
‫تفهــم بصـ ٍ‬
‫فهــم القــارئ‪ .‬ويضيــف حســن شــحاتة يف (ص ‪ )1993 ،215‬من كتابــه (تعليم‬
‫اللغــة العربيــة بــن النظريــة والتطبيــق) بأمهيــة اإلتقــان ملهــارة الكتابــة بصـ ٍ‬
‫ـورة‬
‫ـاس مــن عنــارص الثقافــة ورضورة اجتامعيــة لنقــل‬ ‫ـة؛ لكوهنــا عنــر أسـ ٍ‬ ‫صحيحـ ٍ‬
‫األفــكار والتعبــر عنهــا والوقــوف عــى أفــكار الغــر واإلملــام هبــا‪ .‬لــذا قــرر‬
‫الباحــث أن يعــزز هــذه املهــارة مــن خــال خــوض جتربــة تقــوم بالرتكيــز عــى ‬
‫الصــواب مــن اإلمــاء بالــذات‪ ،‬فهــو وســيل ٌة خطي ـ ٌة لصحــة التعبــر اخلطــايب‬
‫الكتــايب‪ .‬وفــن الكتابــة قــد مــر بمراحــل ال ختفــى عــى متعلـ ٍم حتــى وصلنــا إىل‬
‫عــامل األقــام الضوئيــة والورقــة االفرتاضيــة حتــى بــات فــن اخلــط ممكنًــا لــكل‬
‫وســهولة دونــا عنــاء ليتتلمــذ عــى يــد خطــاط إن عــرف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يــر‬ ‫مســتخد ٍم يف‬
‫كيفيــة التعامــل مــع أدوات التقانــة احلديثــة‪.‬‬
‫‪3.3‬من احلاسوب إىل األجهزة الذكية‬
‫يؤكــد آرن زيرتســن بــأن تســارع التطــور يف جمــال التقانــة احلديثــة جيعــل‬
‫ـتحيل‪ ،‬ومــن جيــرؤ عــى ذلــك االنغــاق‬ ‫مــن تفــادي التعاطــي معهــا أمـ ًـرا مسـ ً‬
‫فقــد فاتــه االســتمتاع بــا تقدمــه هــذه الوســائط مــن نفـ ٍع للبرشيــة مهــا كانــت‬
‫االهتاممــات والتخصصــات‪ .‬وعندمــا كان بعــض الرتبويــن حيــذرون مــن‬
‫اســتخدام اجلــواالت أثنــاء املحــارضات‪ ،‬فقــد أصبحــوا يف الوقــت الراهــن‬
‫يطالبــون املتعلمــن باالســتعانة بالشــيخ جوجــل وإخوتــه‪ ،‬فبــات مــن املتوقــع‬
‫أن تشــكل هــذه األجهــزة الذكيــة أدوات البحــث والتدويــن خــال املحــارضات‬
‫وبعدهــا‪ .‬وصــار املعلــم احلصيــف احلريــص يتلقــف الفــرص لتشــجيع الطلبــة‬
‫عــى ســر أغــوار املعرفــة عمو ًمــا عــر مــا توفــره الشــبكة مــن «وســم» يتعلــق‬
‫بموضــوع الــدرس ومدونــة تطــرح معلومــات مفيــدة أو موقــع يعرض دراســات‬
‫متعلقــة‪ .‬‬
‫‪4.4‬وسائل التواصل االجتماعي‬
‫ـة دون مبالغـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬حتــى‬ ‫تتعــدد هــذه الوســائل ويســتجد منهــا نــوع يف كل حلظـ ٍ‬
‫ٌ‬
‫اســتحال األمــر ملــن رغــب يف مواكبــة اإليقــاع الرسيــع للحيــاة‪ ،‬ويف ذات الوقــت‬
‫صــار مــن املســتحيل تفــادي اقتحامهــا حــدود املســاحات الشــخصية‪ ،‬ونتــج‬
‫عــن ذلــك مــا هلــا ومــا عليهــا يف التأثــر ســل ًبا وإجيا ًبــا عــى رشائــح املجتمعــات‬
‫كافــة‪ .‬‬

‫‪204‬‬
‫التغريدات لمعالجة األخطاء‪ :‬أحمد المليباري‬

‫‪5.5‬تطبيق التغريد‬
‫تفيــد اإلحصــاءات الصــادرة قبــل عــام يف شــهر مايــو ‪ 2016‬بــأن معــدل‬
‫نشــاط التغريــدات يف العــامل العــريب وصــل إىل مليون تغريــدة‪ ،‬وتشــر إحصاءات‬
‫ـكل يســتحق البحــث والتنقيــب‬ ‫أخــرى بتزايــد املعــدل حتــى مــارس ‪ 2017‬بشـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ـوي الفــت‪ ،‬وإن كان‬ ‫عمومــا‪ .‬فبنــى الباحــث فكرتــه عــى مــا بــدا كربنامـ ٍ‬
‫ـج حيـ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫مقتــرا عــى اســتخدام تطبيــق «تويــر» لعــدة أســباب منهــا‬ ‫ً‬ ‫قــرار الباحــث‬
‫مــا يتعلــق باألهــداف التعليميــة املنشــودة‪ ،‬والتــي يمكــن حتقيقهــا مــن خــال‬
‫أيضــا اســتهواء وترغيــب‬‫االســتخدام املقنــن بــروط التجربــة‪ ،‬ومــن ذلــك ً‬
‫املتعلمــن للخــوض يف هكــذا متريــن‪ ،‬فطبيعــة التطبيــق يف حمدوديــة التدويــن‬
‫حــرف) شــجعت اجلميــع وخاصــة املرتدديــن يف املشــاركة الفعليــة‬ ‫ٍ‬ ‫(‪140‬‬
‫ـعورا‬
‫واخلجولــن املحجمــن عــادة عــن املشــاركة‪ ،‬فخلقــت التجربــة لدهيــم شـ ً‬
‫للتحمــس يف املشــاركة التــي ال تتطلــب املواجهــة اللحظيــة‪ ،‬ولســهولة اإلســهام‬
‫يف التجربــة التــي أخــذت طاب ًعــا غــر رســمي وجذبــت اجلميــع خاصــة مــن‬
‫هيــوى التعلــم مــن خــال الرتفيــه‪.‬‬
‫ولكــون هــذا التطبيــق يوفــر مزايــا إضافيــة؛ منهــا الرتمجــة الفوريــة والقيــام‬
‫بالعمليــات اإلحصائيــة والعــرض والتعديــل الح ًقــا‪ ،‬فقــد شــهدت النشــاطات‬
‫متدرجــا مــع مــرور الوقــت يف مراحــل التجربــة االســتهاللية‬ ‫ً‬ ‫تزايــدً ا ملحو ًظــا‬
‫وبعــد ذلــك‪ .‬ولكــن الرتكيــز ظــل ضمــن العمليــة التعليميــة لكــي ال تفقــد‬
‫التجربــة اهلــدف منهــا وتضيــع معــامل الطريــق هلــا كــا حــذر بــول كيــم (‪)2009‬‬
‫بــأن الرتكيــز جيــب أن ينصــب عــى اخلــرة املرجــوة دون الوقــوع يف فــخ التقانــة‬
‫وضيــاع اإلتقــان‪ .‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬ما بعد الدراسات املرتبطة وخطوات البحث‬
‫يــي العــرض املوجــز للخطــة فيــا ســبق مرحلــة إنجــاز املهــام يف حــر‬
‫التغريــدات املناســبة ألغــراض التجربــة بعــد حتديــد معــامل املســار‪ ،‬للقيــام‬
‫بعمليــة تصويــب األخطــاء مــن خــال حتفيــز املشــاركني يف التنقيــب‪ ،‬النتقــاء‬
‫أنــواع حمــددة مــن هــذه األخطــاء املرصــودة‪ ،‬فجــرى العمــل عــى توزيــع املهــام‬
‫ـة بنــوع كل خطــأ‪ ،‬ومــن ثــم حتديــد أعضــاء‬ ‫ضمــن جمموعــات ملحــاور مرتبطـ ٍ‬
‫ـو‪ ،‬ليشــر إىل ختصصــه املحــدد يف‬ ‫ـة حمـ ٍ‬
‫ـددة لــكل عضـ ٍ‬ ‫ـة ملتابعــة نقطـ ٍ‬
‫كل جمموعـ ٍ‬
‫تصويــب ذلــك اخلطــأ‪ ،‬كــا اســتوعب مــن خــال الــدروس األســبوعية عامــة‪،‬‬
‫لتكــون العمليــة مجاعية‪/‬فرديــة يف ذات الوقــت بالتحديــد يف حــر األخطــاء‬
‫ـا؛ فهنــاك جمموع ـ ٌة يرصــد كل عضـ ٍ‬
‫ـو فيهــا أمثلــة اهلمــزة بنوعيهــا‬ ‫اإلمالئيــة مثـ ً‬

‫‪205‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـورة صحيحـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـا وقطعــا واهلمــزة املتوســطة واملتطرفــة وطريقــة كتابتهــا بصـ ٍ‬ ‫وصـ ً‬
‫ً‬
‫يف وســط الكلمــة وهنايتهــا‪ .‬وختصصــت جمموعــة أخــرى يف التأنيــث والتذكــر ‬
‫وكتابــة نقطتــي التــاء املربوطــة مــن عدمهــا تب ًعــا ملــا هــو الصــواب يف ذلــك؛‬
‫مؤخــرا ظاهــرة متفشــية‪ ،‬وهــي اخللــط بــن اهلــاء النهائيــة‬
‫ً‬ ‫حيــث لوحظــت‬
‫للكلــات والتــاء املربوطــة؛ لتتعــدى فداحــة اخلطــأ يف كتابــة لفــظ اجلاللــة بتــاء‬
‫ٍ‬
‫مربوطــة واهلل املســتعان‪ ،‬واختــارت جمموعــ ٌة ثالثــ ٌة موضو ًعــا يرتبــط بتوافــق‬
‫الفعــل مــع الفاعــل والصفــة مــع املوصــوف‪ ،‬وهكــذا دواليــك‪.‬‬
‫ ‪.‬أاملستفاد من التغريدات بصورة عامة‬
‫قدمــت هــذه القاعــدة التــي بناهــا كل فريــق للنصــوص املرصــودة‬
‫ـة؛ ليقــوم املتعلمــون بحــاس التنافــس املســتمر يف البحــث‬ ‫ـة حيويـ ٍ‬
‫منجــا ألمثلـ ٍ‬
‫ً‬
‫ـد‪ ،‬ومراقبــة غــر مؤثـ ٍ‬
‫ـرة ســل ًبا‬ ‫والتنقيــب للتصويــب بمتابعــة املــدرس عــن بعـ ٍ‬
‫ُ‬
‫ـان‪ .‬‬‫ـان وتفـ ٍ‬ ‫عــى تعلمهــم الــذايت وإدارة للمهــام املطلوبــة مــن كل جمموعـ ٍ‬
‫ـة بإتقـ ٍ‬
‫وعكســت التغريــدات واقــع اللغــة املســتخدمة‪ ،‬فمنحــت فرصــة للطلبــة لتعلــم‬
‫ـة‪ ،‬وإن كانــت عــى هامــش التجربــة‬ ‫ـة متنوعـ ٍ‬
‫تراكيــب تضــاف للمناهــج بواقعيـ ٍ‬
‫ولكنهــا عنيــت بارتبــاط وثيــق لإلفــادة منهــا عامــة‪.‬‬
‫ ‪.‬بطرائق تصويب األخطاء ملتعليم اللغات‬
‫يشــر كل مــن (ليتــش‪ )1997 ،‬و (بــاوالك‪ )2014 ،‬إىل اســتخدام املتوفــر‬
‫مــن (الكوربــرا) يف العمليــة التعليميــة وتصحيــح أخطــاء املتعلمــن بشـ ٍ‬
‫ـكل يقــوم‬
‫بــه كل متعلـ ٍم بنفســه وتتلخــص التســاؤالت للمعلمــن حــول النقــاط التاليــة‪:‬‬
‫‪1.1‬هل نلجأ إىل تصحيح كل خطأ يرتكبه املتعلم؟‬
‫‪2.2‬متى يكون الوقت املناسب لذلك؟‬
‫‪3.3‬وهل يشمل التصحيح كل خطأ؟‬
‫‪4.4‬كيف يكون إنجاز عملية التصحيح؟‬
‫‪5.5‬ومن يقوم بعملية التصحيح؟‬
‫وعليــه فــإن اإلجابــات عــى هــذه التســاؤالت تبلــور عمليــة التصويــب‬
‫ـف عــى حـ ٍ‬
‫ـدة لتــؤيت أكلهــا عــى أكمــل وجــه‪ .‬وتكمــن‬ ‫ومــا يناســب كل موقـ ٍ‬
‫أمهيــة النقطــة األخــرة يف قائمــة التســاؤالت عندمــا يؤكــد (أولرايــت وبايــي‪،‬‬
‫ص ‪ )1991:99‬عــى ضيــاع جهــد املعلــم يف ســبيل تصويــب األخطــاء مــا مل‬

‫‪206‬‬
‫التغريدات لمعالجة األخطاء‪ :‬أحمد المليباري‬

‫يقــم املتعلــم بنفســه بعمليــة التصويــب يف ســبيل حتســن األداء اللغــوي‪ .‬وربــا ‬
‫خالــف البعــض هــذا الطــرح العتبـ ٍ‬
‫ـارات؛ منهــا طــول الوقــت الــذي يســتغرقه‬
‫املتعلــم للقيــام بعمليــة التصويــب بنفســه‪ .‬يتحتــم أن يكــون مســتوى املتعلــم عىل‬
‫قـ ٍ‬
‫ـدر مــن اإلتقــان بحــدٍّ أدنــى للنجــاح يف هــذه اهلمــة‪ .‬ورود احتــال التصحيــح‬
‫اخلاطــئ‪ ،‬والــذي ينتهــي باملتعلــم خلــوض جتربـ ٍ‬
‫ـة يصعــب معهــا إعــادة التعلــم‬
‫الصائــب لنقطــة أو أكثــر خــال القيــام بالتصويــب لنفســه وبنفســه دون متابعـ ٍ‬
‫ـة‬
‫حثيثـ ٍ‬
‫ـة مــن املعلــم‪.‬‬
‫ولكــن البحــوث التــي قــام هبــا كل مــن (تــود ‪ )2001‬و(أوســوليفان‬
‫وتشــامربز ‪ )2006‬و(جيلمــور ‪ )2009‬و(كوتــوس ‪ )2014‬تشــجع هــذا‬
‫ٍ‬
‫باحــث أو‬ ‫املنحــى الواعــد؛ ألن الفوائــد التعليميــة مجــ ٌة كــا ال خيفــى عــى أي‬
‫أدوات حديثـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ـة‪ ،‬لربــا كان‬ ‫معلـ ٍم تربـ ٍّ‬
‫ـوي يرنــو التطويــر واإلفــادة مــن املتــاح مــن‬
‫هلــا عيــوب‪ ،‬ولكــن املحاســن تفــوق العيــوب التــي يمكــن تالفيهــا حينــا تتبــع‬
‫ٍ‬
‫بدقــة‪ .‬‬ ‫اخلطــوات‬
‫ ‪.‬وتطبيق التجربة بن�اء على أنموذج (سريدار ‪)1980‬‬
‫‪1.1‬مجــع املــادة العلميــة مــن خــال التغريــدات املرصــودة واملختــارة مــن‬
‫قبــل املتعلمــن‪.‬‬
‫‪2.2‬اســتخراج أنــواع األخطــاء الــواردة وتصنيفهــا مــن خــال جدولــة‬
‫ٍ‬
‫بتعــاون بــن املعلــم والطلبــة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حمــددة‬ ‫ٍ‬
‫لغويــة‬ ‫ٍ‬
‫لفئــات‬
‫‪3.3‬التعــاون يف توزيــع األخطــاء عــى جمموعتــن أوالمهــا حتــدد نــوع اخلطــأ‬
‫(إمالئــي‪ ،‬نحــوي‪ ،‬رصيف‪ ،)...،‬وأخــرى حتــي تكــرار نفــس اخلطــأ يف‬
‫ـاهبة أو أقــا ٍم متكـ ٍ‬
‫ـررة‪.‬‬ ‫مواضــع ملواضيــع متشـ ٍ‬

‫‪4.4‬التعــاون يف عــاج كل خطــأ مــن قبــل الطلبــة‪ ،‬ومراجعــة ذلــك مــع‬


‫بعضهــم البعــض‪ ،‬ومــن ثــم عرضهــا عــى املعلــم للتدقيــق واســتخالص‬
‫امللحوظــات والتوصيــات‪.‬‬
‫ ‪.‬هاألهداف املتحققة خالل مختلف مراحل التجربة‬
‫‪1.1‬متكــن املعلــم مــن العمــل وراء الكواليــس ليحظــى املتعلــم بخــوض‬
‫ٍ‬
‫مكتســبة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بشــجاعة‬ ‫التجربــة‬
‫‪2.2‬تفعيــل مشــاركة املتعلمــن للتفكــر التحليــي ملراجعــة هــذ األخطــاء‬
‫وتــايف الوقــوع فيهــا‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫جاهــزة يســتطيع‬ ‫ٍ‬
‫ألمثلــة‬ ‫‪3.3‬متكــن كل متعلــم مــن الرجــوع وقتــا شــاء‬
‫مــن خالهلــا املقارنــة؛ ليصــل للصــواب مــن خــال نــاذج التصحيــح دون‬
‫ـوة تاليـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫احلاجــة لالستفســار مبــارشةً‪ ،‬وجعــل ذلــك كخطـ ٍ‬
‫ـة متنوعـ ٍ‬
‫ـة لنفــس اخلطــأ‬ ‫ـة حقيقيـ ٍ‬
‫ـل مــن أمثلـ ٍ‬
‫ـم هائـ ٍ‬
‫‪4.4‬تعريــض املتعلــم لكـ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫ـررا؛ ممــا يتيــح مســتويات متقدمــة للفهــم بصــورة أبلــغ وأعمــق مــن ذي‬ ‫مكـ ً‬
‫قبــل‪.‬‬
‫‪5.5‬ســهولة اســتخدام األدوات التقنيــة املطلوبــة دون عنــاء أو جهـ ٍ‬
‫ـد يذكــر‬
‫ألجيــال تصبــح ومتــي عــى األجهــزة الذكيــة وال تألــو جهــدً ا يف ذلــك‪.‬‬
‫‪6.6‬توفــر فــرص لتضافــر اجلهــود فيــا بــن املتعلمــن لتبــادل اخلــرات‬
‫واالســتفادة مــن املهــارات املتفاوتــة بــإرشاف املعلــم‪.‬‬
‫معلــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪7.7‬تنــوع املهــام املناطــة باملتعلمــن؛ فتــار ًة يكــون الواحــد منهــم‬
‫ٍ‬
‫كفاحــص‪ ،‬ورابعــ ًة كمتلقــي‪.‬‬ ‫حملــا‪ ،‬وثالثــ ًة‬
‫ً‬ ‫وتــار ًة أخــرى‬
‫‪8.8‬توفــر حريــة اختيــار النصــوص مــن مصــادر أمثــال (جريــدة اجلرائــد‬
‫ضمــن موقــع إيــاف) وغــره‪.‬‬
‫إتاحــة التجربــة لفرصــة مواتيـ�ة لتطبيــق أنمــوذج (روبــن بينتي�دورا‬
‫«ســامر») احلديــث لتفعيــل فوائــد اســتخدام التقانــة يف العمليــة‬
‫ا لتعليمية‬
‫ويقــوم هــذا األنمــوذج عــى مــا يــي مــن حمــاور تتوفــر يف اســتخدام تطبيــق‬
‫تويــر يف جتربــة التصويــب هــذه‪:‬‬
‫‪ :Substitution‬أو االســتبدال؛ حيــث يســتخدم املعلــم واملتعلــم عــى ‬
‫حــدٍّ ســواء األدوات احلديثــة‪.‬‬
‫‪ :Augmentation‬أو رفــع كفــاءة األداء مــن خــال االســتفادة مــن‬
‫مزايــا األدوات املســتخدمة يف التجربــة؛ مثــل إتاحــة عمليــة الرتمجــة‬
‫ـق مرتبـ ٍ‬
‫ـط مبــارش ًة‬ ‫الفوريــة‪ ،‬والقيــام بعمليــة إحصائيــة‪ ،‬أو إضافــة تعليـ ٍ‬
‫بالنــص املختــار‪.‬‬
‫‪ :Modification‬تعديــل ســلوكيات اســتخدام أدوات التقانــة للتعاون‬
‫يف ســبيل اخلــروج مــن نطــاق املعتــاد مــن مضيعــة الوقــت يف املشــاركة‬
‫يف جمموعــات التواصــل االجتامعــي‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫التغريدات لمعالجة األخطاء‪ :‬أحمد المليباري‬

‫‪ :Redefinition‬إعــادة الصياغــة أو التجديــد يف طــرق اســتخدام هــذه‬


‫األدوات‪ ،‬والتمكــن مــن التعليــق عــى نصــوص مــن زوايــا هــذا الكــون‬
‫ـرايض جيــري فيــه املتعلمــون عمليــة التعلــم بشـ ٍ‬
‫ـكل غــر ‬ ‫ٍّ‬ ‫يف فصـ ٍ‬
‫ـل افـ‬
‫ٍ‬
‫ـي ومتجــدد‪ ،‬ونقطــة ارتبــاط أنمــوذج (ســامر) هبــرم بلــوم املعــريف‬ ‫نمطـ ٍّ‬
‫ليصــل املتعلــم مــن االســرجاع إىل الفهــم ثــم التطبيــق فالتحليــل‪،‬‬
‫ومــن ثــم إىل التقييــم والتقويــم فيــا يســبق االبتــكار ويقــرب بذلــك إىل‬
‫أعــى اهلــرم‪.‬‬

‫التغذية الراجعة من متعليم اللغة العربي�ة املشاركني‬


‫فيــا يــي عينــة مــن الكلــات التعبرييــة التــي وردت يف نــاذج التقييــم‪،‬‬
‫ـا كلــات اإلطــراء؛ حيــث وجــد املشــاركون هــذه التجربــة مســلية‪ ،‬مفيــدة‪،‬‬ ‫فمثـ ً‬
‫هلــا تأثــر إجيــايب‪ ،‬هلــا جانــب إبداعــي‪ ،‬منحــت فرصــة التعــاون اجلامعي‪...‬إلــخ‪.‬‬
‫ومــن النقــاط املحــددة كانــت اإلجابــات تشــيد بــأن التجربــة شــكلت داف ًعــا‬
‫ٍ‬
‫ملحــوظ مــن خــال‬ ‫ٍ‬
‫بتطويــر‬ ‫شــعورا‬ ‫للحضــور واملشــاركة‪ ،‬وكذلــك بعثــت‬
‫ً‬
‫التامريــن األخــرى املقامــة يف القاعــة ملهــاريت القــراءة والكتابــة ونمــت مهــارة‬
‫املقارنــة الناقــدة‪.‬‬
‫ومل خيــل التقييــم مــن نقــاط عــر فيهــا املشــاركون عــن التخــوف مــن تأثــر‬
‫الرتكيــز عندمــا يطــول الوقــت أحيا ًنــا يف البحــث والتنقيــب‪ ،‬وذكــر مشــارك بأنــه‬
‫ال حيــب اســتخدام «تويــر» عمو ًمــا‪ ،‬واشــتكى آخــر مــن صعوبــة الكتابــة باللغــة‬
‫العربيــة عــر لوحــات املفاتيــح املتاحــة‪ ،‬وأضــاف مشــارك بــأن حمدوديــة الكتابــة‬
‫أو االقتبــاس بـــ‪ 140‬حـ ٍ‬
‫ـرف شــكلت حتد ًيــا ليس بالســهل‪.‬‬
‫اخلاتمة والتوصيات‬
‫حــوت التجربــة ‪ 15‬مشــاركًا خــال ‪ 10‬أســابيع‪ ،‬بمعــدل ‪ 15‬دقيقــة خالل‬
‫وقــت املحــارضات األســبوعية بعــرض تغريــدات خمتــارة ألمثلــة األخطــاء‬
‫املرصــودة وتصحيحهــا‪ .‬وأتاحــت التجربــة فرصــة توزيــع املهــام‪ ،‬فــكان نصيــب‬
‫ٍ‬
‫حمــدد ليكتمــل العقــد ويتبــادل اجلميــع‬ ‫ٍ‬
‫مثــال‬ ‫ٍ‬
‫عضــو مهمــة البحــث عــن‬ ‫كل‬
‫خــرات التعلــم مجاع ًّيــا‪ .‬وخلــص الباحــث إىل التوصيــات التاليــة‪ :‬رضورة‬
‫اســتفادة املعلمــن مــن أنظمــة التواصــل االجتامعــي عمو ًمــا؛ لكوهنــا تتيــح‬
‫فــرص لتوظيــف طرائــق التعلــم بــا يتناســب مــع األجيــال الصاعــدة‪.‬‬
‫ اقــراح تصميــم كل معل ـ ٍم ملدونــة أو إنشــاء حســاب يف برامــج الفســبكة‬
‫ـا؛ لكــي يتواصــل املتعلمــون معــه بأرحييـ ٍ‬
‫ـة‪ .‬تفعيــل برامــج تبــادل اخلــرات‬ ‫مثـ ً‬

‫‪209‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫بــن أهــل العربيــة مــن الدارســن يف نفــس املؤسســة التعليميــة ومتعلمــي اللغــة‬
‫العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪ .‬جتديــد وحتديــث طرائــق التدريــس بمحــاكاة مــا‬
‫يناســب مــن املتوفــر يف تعليــم اللغــات األخــرى واإلفــادة مــن التقانــة بصــورة‬
‫مشــاهبة أو تفــوق‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫التغريدات لمعالجة األخطاء‪ :‬أحمد المليباري‬

‫املالحق‬
‫بعــض الصــور املنتقــاة مــن تغريــدات التجربــة‪ :‬فيــا يــي قوائــم ملجموعـ ٍ‬
‫ـة‬
‫ـارة لتغريــدات متثــل عين ـ ًة ملــا مجعــه املشــاركون مــع الباحــث خــال الفــرة‬ ‫خمتـ ٍ‬
‫املشــار إليهــا آن ًفــا‪.‬‬
‫ ‪-‬خطــأ مشــهور وصــواب مهجــور‪ :‬رساط الذيــن أنعمــت عليهــم‪.‬‬
‫والصــواب‪  :‬رصاط‪ .‬الســعودية صخــرت أبنائهــا خلدمــة ضيوفهــا يف ربــوع‬
‫اململكــه‪ .‬والصــواب‪ :‬ســخرت‪ .‬أبناءهــا‪ .‬اململكــة‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مش��هور‪ :‬شــاركنا رائيــك مــن خــال خربتــك التدريســيه او‬
‫مــن خــال دراســتك يف اجلامعــات‪ .‬والصــواب‪ :‬رأيــك‪ .‬التدريســية‪ .‬أو‪.‬‬
‫وشكرا‪ .‬عىل‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪- -‬خطأ مشهور‪ :‬وشــكرا عيل التصحيح‪ .‬والصواب‪:‬‬
‫‪- -‬خطـ�أ مشهــور‪ :‬نســئل مــن اهلل العــي القديــر ان حيفــظ اليمــن‬
‫واليمنيــن‪ .‬والصــواب‪ :‬نســأل‪ .‬أن‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مشــهور‪ :‬قض��اء حوائ��ج النـ�اس‪ ،‬ليســت بالــرورة ان تكــون‬
‫بامل��ال‪ .‬والصــواب‪ :‬ليــس‪ .‬أن‪.‬‬
‫‪- -‬التهـ�اين بمناس��بة اليــوم الوطن��ي‪ .‬ســأئل اهلل الكريــم عــز وجــل أن‬
‫ً‬
‫ســائل‪ .‬فرحتكــم‪.‬‬ ‫يديــم عليكــم فرحتــه‪ .‬والصــواب‪:‬‬
‫‪- -‬خطأــ مشــهور‪ :‬تــم ســؤال عــدة اشــخاص «ذو علــم» منهــم مــن قــال‬
‫جي��ب‪ .‬والصــواب‪ :‬ذوي‪.‬‬
‫‪- -‬خطـ�أ مشـ�هور‪ :‬عضــو جملــس شــوري ســابق تشــاهده‪ ،‬و فيــه خيــا و‬
‫اس��تعال مل اراه ىف حياتىــ ىف اح��د‪ .‬والصــواب‪ :‬شــورى‪ .‬خيــاء‪ .‬اســتعالء‪ .‬يف‬
‫حيــايت‪ .‬أره‪ .‬يف أحــد‪.‬‬
‫‪- -‬تتم�ةـ س��واء رائيـ�س احدــ الن�وـادى‪ .‬والص��واب‪ :‬ســوى رئيــس‬
‫إحــدى النــوادي‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مشهــور‪ :‬اشــتقت لــك يامتلــف الــروح بلحيــل && يامنصفــي‬
‫عشــقه ولــو مــا نصفنــي‪ .‬والصــواب‪ :‬باحليــل‪.‬‬
‫‪- -‬خطأ مشهور‪ :‬ما اشــبة اليوم بالبارحة‪ .‬والصواب‪ :‬أشبه‪.‬‬
‫‪- -‬خط�أـ مش��هور‪ :‬برصاحــة كانــة امســية شــعرية راائعــة‪ .‬اســتمتوعو‬

‫‪211‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫هب��ا ك�ما اس��تمتع احلظ��ور‪ .‬والص��واب‪ :‬كان��ت أمس��ية (رائع��ة)‪ .‬اســتمتعوا‬


‫احلضــور‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مشهــور‪ :‬نعتــذر ع��ن أرس��ال الرساــلة‪ ،‬وأرســلت للمجموعــة‬
‫باخلطــاء‪ .‬والصــواب‪ :‬إرســال‪ .‬باخلطــأ‪.‬‬
‫‪- -‬خطـ�أ مشهــور‪ :‬وقريبــا نحتفــل بانظــام املغــرب لــدول جملــس‬
‫التعــاون اخلليجــي‪ .‬والصــواب‪ :‬انضــام‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مشهــور‪ :‬ومــن بلــد ذا منهــج إقتصــادي وخطــى مدروســة‬
‫… إىل بل��د أخـ�ر تنهش��ه املحس��وبيات والفســاد اإلداري‪ .‬والصــواب‪ :‬ذي‪.‬‬
‫اقتصــادي‪ .‬آخــر‪.‬‬
‫‪- -‬خطـ�أ مشــهور‪ :‬وأالن إذا التمســنا انطالقــة حريــة الفكــر يف هــذه‬
‫من��ارا للطري��ق‪ .‬نس��أل اهلل أن يم��ن علي��ه بالش��فاء العاج��ل‪.‬‬
‫ً‬ ‫اململك��ة ألفين��اه‬
‫والصــواب‪ :‬اآلن‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مش��هور‪ :‬ال اعلــم مــن ايــن ابــداء وال مــن ايــن انتهــي‪....‬‬
‫ولك�نـ اقوهل��ا بص��وت جملجـ�ل‪ .‬والصــواب‪ :‬أعلــم‪ .‬أيــن أبــدأ‪ .‬أنتهــي‪ .‬أقوهلــا‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مشــهور‪ :‬أنــن املظلوم�ين‪ ...‬وأن��ات املضدهديـ�ن‪ ...‬يــاهلل‬
‫والصــواب‪ :‬املضطهديــن‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬تقــوي اهلل ليــس انــت مــن حتددهــا هنــا انــا مــن تقــول‬
‫الرج��اء مراع��اة هـ�ذه النقـ�اط وشــكرا‪ .‬والص�وـاب‪ :‬تقوــى‪( .‬لس��ت)‪ .‬أنــت‪.‬‬
‫حيددهــا‪ .‬أنــا‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مش��هور‪ :‬ونســأل اهلل ان اال حيرمكــم ثــواب يــوم عرفــه‪...‬‬
‫وعي��د مباــرك إنش��أ اهلل‪ .‬والص��واب‪ :‬أن ال (أو أال)‪ .‬عرفــة‪ .‬إن شــاء‪.‬‬
‫‪- -‬خطـ�أ مشهــور‪ :‬ابــارك لســمو ســيدي ســلامن بــن عبــد العزيــز توليــة‬
‫منصــب وزيــر الدفــاع فهــو الرجــل املناســب يف املــكان املناســب‪ .‬والصــواب‪:‬‬
‫أبــارك‪ .‬توليــه‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬أمانــة جــازان وخطــاء غــر مــرر باالعتــاد عــى ‬
‫مواقــع الرتمجــة‪ .‬والصــواب‪ :‬خطــأ‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشـ�هور‪ :‬كان يدعــوا فيقــول‪ :‬اللهــم انــك ســلطت علينــا عــدوا‬
‫عليــا بعيوبن��ا ‪ -‬يرانـ�ا هــو وقبيلــة م��ن حي��ث النراهـ�م‪ .‬والصــواب‪ :‬يدعــو‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫التغريدات لمعالجة األخطاء‪ :‬أحمد المليباري‬

‫إنــك‪ .‬قبيله‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشهــور‪ ...« :‬وأتوقــع بالتحديــد إيقــاع العقوبــة عــى العبــا‬
‫املنتخــب حســن معاــذ ون��واف العابــد ملش��اركتهام يف االحت��كاك‪.»...‬‬
‫والصــواب‪ :‬العبــي‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشهــور‪ :‬مبــاراة االمــس اثبتــت اين ال اتشــائم ولكــن انظــر‬
‫بتعقــل ال اكثـ�ر‪ .‬والصــواب‪ :‬األمــس أثبتــت أين‪ .‬أتشــاءم‪ .‬أنظــر‪ .‬أكثــر‪.‬‬
‫‪- -‬خطأ مش��هور‪ :‬ظباب فضيع‪ .‬والصواب‪ :‬ضباب فظيع‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشهــور‪ :‬ســجن مســؤول يف إدارة الرتبيــة والتعليــم بعســر ‬
‫ابت��ز معل�مات وإداري��ات‪ ،‬وتغريم��ه‪ ،..‬إضاف��ة جلل��دة ثالث��ة آالف جل��دة‪.‬‬
‫جلــد ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والصــواب‪ :‬إىل‬
‫‪- -‬خطـ�أ مشهــور‪ :‬بــن تغريــدات التقــوى والــورع التــي كلــف احدهــم‬
‫باملواضب��ة عـلى رفعه�اـ بش��كل يومـ�ي‪ .‬والصــواب‪ :‬أحدهــم باملواظبــة‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬وأهنئــه عــى هــذه اجلملــة (اجلميلــة) ولكــن كتبــت‬
‫للشــخص (الغــر مناســب) هلــا‪ ..‬والصــواب‪ :‬غــر املناســب‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مشـ�هور‪ :‬قص��ة للعظ��ة والعربة‪...‬والكاتب‪...‬صاغهــا‬
‫علـى ش��كل قصة‪...‬فالنهايــة أمتنــى مــن اجلميــع الدعاء‪...‬وأخــذ العضــة‪.‬‬
‫والصــواب‪ :‬يف‪ .‬أمــوات‪ .‬العظــة‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مش��هور‪ :‬انتــم مــن أكــد للغــرب ان العــرب يفتقــدون للــذكاء‬
‫ويمتلك��ون الكث�ير م��ن امل��ال‪ .‬والص��واب‪ :‬أنت��م‪ .‬أن‪ .‬يفتق��رون لل��ذكاء (أو)‬
‫يفتقــدون الــذكاء‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشهــور‪ :‬نصيحتــي لــك يف هــذا الصبــاح‪ :‬أحبيــة كــا مل حتــب‬
‫إمــرأة وإذا أضطــرك أن تنســيه فانســية كــا ينســى الرجــال‪ .‬والصــواب‪:‬‬
‫أحبيــه‪ .‬امــرأة‪ .‬اضطــرك‪ .‬فانســيه‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مشــهور‪ :‬كــن إجياب ًّيــا وكــف عــن الشــكوي وبــادر بإجيــاد‬
‫احلــل‪ .‬والصــواب‪ :‬الشــكوى‪.‬‬
‫‪- -‬خطـ�أ مشـ�هور‪ :‬القضايــا املقدمــة مــن الدكتــور عايــض وســلوى‬
‫العضيدان‪...‬و‪...‬القضايــا الزالــت منظــورة إمــام اللجنــة املتخصصــة بــوزارة‬
‫اإلعـلام‪ ...‬والصــواب‪ :‬أمــام‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪- -‬خطــأ مشهــور‪ :‬ســجن مســؤول يف إدارة الرتبيــة والتعليــم بعســر ‬


‫ابتــز معلــات وإداريــات‪ ،‬وتغريمــه مبلــغ‪ ،...‬إضافــة جللــدة ثالثــة آالف‬
‫جلـ�دة‪ .‬والصــواب‪ :‬إىل جلــده‪.‬‬
‫‪- -‬اخلطأ‪ :‬اس��تمتوعو‪ .‬والصواب‪ :‬استمتعوا (فعل أمر)‪.‬‬
‫‪- -‬خطـ�أ مشهــور‪ :‬تأملــت وضــع العزيــزة «مــر» وكيــف يتآمــر عليهــا‬
‫ابنائهــا كل صبــاح‪ .‬والصــواب‪ :‬أبناؤهــا‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مشــهور‪ :‬يف عــام‪ 1879،‬ارتــأي الكاتــب األمريكــي الســاخر‬
‫رش�حـ نفس��ه ملنص��ب الرئاس��ة يف ب�لاده‪ .‬والصــواب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫(م��ارك تويـ�ن) أن ُي‬
‫ارتــأى‪.‬‬
‫‪- -‬خطأــ مشــهور‪ :‬اريــد ان انقــل برامــج لاليفــون ومــن ظمــن هــذه‬
‫أيضــا‪.‬‬
‫ايظ��ن كتـ�ب للقرــاءه‪ .‬والصــواب‪ :‬أريــد أن أنقــل‪ .‬لآليفــون‪ .‬ضمــن‪ً .‬‬
‫للقــراءة‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مش��هور‪ :‬وط�نـ يئ��ن ووزي��ر يعب��ث وأع�لام يق�صي ويك��ذب‪...‬‬
‫والصــواب‪ :‬إعالم‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مش��هور‪ :‬اغبــي النســاء‪ :‬هــي مــن تصــدق ان احلــب‪ ،‬يمكــن ان‬
‫يتحوــل اىل صداقـ�ة بريئ��ة‪ .‬والصــواب‪ :‬أغبــى‪ .‬أن‪ .‬إىل‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور جعــل اهلل مجيــع اوقاتكــم عامــرة بذكــرة وشــكرة‬
‫وحســن عبادتــة‪ .‬والصــواب‪ :‬أوقاتكــم‪ .‬بذكــره وشــكره‪ .‬عبادتــه‪.‬‬
‫‪- -‬خطـ�أ مشــهور‪ :‬ارمحــو عزيــز قــوم زل مرح ًبــا بــك يف مــرو‬
‫متريراالخطــاء والصــواب‪ :‬ارمحــوا‪ .‬ذل‪ .‬األخطــاء‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مشــهور‪ :‬حتــى اذا اصبــح اخلطــاء صــواب و الصــواب خطــاء‬
‫أكثرن��ا ألـ�وم‪ .‬والصــواب‪ :‬إذا أصبــح‪ .‬صوا ًبــا‪ .‬اخلطــأ‪ .‬اللــوم‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬واالخــر يبكــي يف احظــان الصحــف الغربيــه بعــد ان‬
‫نبــذ مــن احضــان الوطــن‪ .‬والصــواب‪ :‬اآلخــر‪ .‬أحضــان الغربيــة‪ .‬أن‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬والــذي ال الــه االهــو ماثــارة الشــعوب اال بســبب‬
‫الفق��ر‪ .‬والصــواب‪ :‬إلــه إال‪ .‬ثــارت‪ .‬إال‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬غــرد بــا جــادة بــه قرحيتــه يف تويــر فهــاج عليــه مــا‬
‫يقــارب ‪ 4000‬ش�خـص وطالبوــا بقتلــة وحماكمت��ة‪ .‬والصــواب‪ :‬جــادت بــه‪ .‬‬

‫‪214‬‬
‫التغريدات لمعالجة األخطاء‪ :‬أحمد المليباري‬

‫بقتلــه‪ .‬حماكمتــه‪.‬‬
‫‪- -‬خط�أـ مش�هـور‪ :‬اليســعنا اال نق��ول ل��ه‪ :‬م��ت بغيض��ك اهي��ا النك��ره‪.‬‬
‫والص��واب‪ :‬إال (أن)‪ .‬بغيظــك أهيــا النكــرة‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مش��هور‪ :‬ش��كر وتناــء‪ ...‬أن كان ماتــم عملــه يرتقــى لتطلعاتكــم‬
‫فه��و بتوفي�قـ اهلل‪ .‬والصــواب‪ :‬ثنــاء‪ .‬إن‪ .‬يرتقــي‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬ومل يتعــرض مديــر اجلامعــه اليــة مســاءله وكأن‬
‫الطالباــت عــى خطـ�اء ومديـ�ر اجلامعـ�ه عــى ح��ق‪ .‬والصــواب‪ :‬أليــة مســاءلة‪.‬‬
‫خطــأ‪ .‬اجلامعــة‪.‬‬
‫‪- -‬خط��أ مش��هور‪ :‬وان��ا توب��ت هلل واعت��ذر ع�نـ ح��رق احلج��اب‪.‬‬
‫والصــواب‪ :‬أنــا تبــت إىل‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬مهاتــر حممــد حينــا مــرض وقالــوا ســوف تذهــب‬
‫إىل الع�لاج يف امريــكا أو اوروباــ فرفــظ الع�لاج خـ�ارج ماليزي��ا‪ .‬والصــواب‪:‬‬
‫أمريــكا‪ .‬أوروبــا‪ .‬رفــض‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬امــر ملكــي بإعفــاء رئيــس جملــس القضــاء االعــي ‬
‫وتعيين�هـ مستش��ارا بالديـ�وان امللك��ي بمرتب��ة وزيـ�ر‪ .‬والصــواب‪ :‬أمــر‪ .‬األعــى‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬فشــباب اململكــة يتعرضــون لعمليــة إذالل ممنهــج‬
‫يقـ�ف ورائ��ه أقوا ًماــ ول��و علين��ا فلــم يراعوــا اهلل فين��ا‪ .‬والصــواب‪ :‬وراءه‬
‫أقــوا ٌم ولــوا‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬وتتهــم اإلعــراض وتقــول مــا ينــدى لــه اجلبــن طاملــا‬
‫أهنــا كانــت مــن املنفــذات هلــذا اخلــزي الــذي تذكــرة عــى لســاهنا دون دليــل‪.‬‬
‫والصــواب‪ :‬األعــراض‪ .‬تذكــره‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬إعتدنــا وتعودنــا مــن تغريــدات وربــا نبــاح هــؤالء!‬
‫ثــم بعــد هــذآ كلــه‪ ،‬آال تســتحون مــن اهلل ثــم مــن خلقــة يــا هــؤالء؟‬
‫والصــواب‪ :‬اعتدنــا‪ .‬هــذا‪ .‬أال‪ .‬خلقــه‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬اللهــم اشــفي كل مريــض يــارب العاملــن‪ ،‬وآلكــن‪...‬‬
‫يش خمجــل عندمــا يس��ئلك طفلــ او طفل��ه ع��ن ه��ذا امل��رض‪ .‬والصــواب‪:‬‬
‫اشــف‪ .‬لكــن يشء‪ .‬يســألك‪ .‬أو طفلــة‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬أكــدت األمــرة بســمة‪..‬أن النظام‪..‬فاســد ويفتقــد اىل‬

‫‪215‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الشـ�فافية الن��ه نص��ف‪ .‬والص��واب‪ :‬يفتق��ر إىل (أو‪ :‬يفتقــد‪ ،‬ب��دون إىل)‪ .‬ألن‬
‫(ب��دون ه��اء الضم�ير)‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬املستشــفى يعالــج معضــم أألمــراض املســتعصيه‪...‬‬
‫ينه�اـر بترصف��ات اراع��ن فهوالوحيدــ باململك��ه‪ .‬والصــواب‪ :‬معظــم األمراض‪.‬‬
‫املســتعصية‪ .‬رعنــاء‪ .‬اململكــة‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬مــن بنــود أعــان االتفاقيــة الدوليــة حلقوق االنســان‪/‬‬
‫أقصــد االنســان الغــر عــريب مــا تفهمــوين غلــط و تتهــوروا‪ .‬والصــواب‪:‬‬
‫إعــان‪ .‬اإلنســان غــر العــريب‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬يف أخلتــام نطلــب لكــم أهلدايــه و‪...‬إنقــذوا أنفســكم‬
‫م��ن هؤالء‪...‬و(حاس��يبوا أنفس��كم قبـ�ل أن حتاسـ�بوا)‪ .‬والصــواب‪ :‬اخلتــام‪.‬‬
‫اهلدايــة‪ .‬أنقــذوا‪ .‬حاســبوا‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬اهلل يوفــق اجلميــع ملــا حيــب ويرضــا واذا هليئــة الفســاد‬
‫رقــم جمــاين‪ ...‬واملكافــأة جمزيــه واهلل اعــى واعلــم‪ .‬والصــواب‪ :‬يــرىض‪ .‬إذا‪.‬‬
‫جمزيــة‪ .‬أعــى‪ .‬أعلــم‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬كــم مــرة ذكــرة كلمــة حســاب يف القــران؟ والصــواب‪:‬‬
‫ذكــرت‪ .‬القرآن‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬بــارش معــايل مديــر اجلامعة‪...‬اليوم‪...‬مهــام عملــة‬
‫بع��د متتعـ�ه بإجازت��ه الس�نـوية‪ .‬والصــواب‪ :‬عملــه‪( .‬ويــا فرحتنــا اخلــر عــى ‬
‫موقــع اجلامعــة الرســمي)‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬أكــدت عائلــة احلســاوي‪ :‬سياســتها ســترتكز عــى ‬
‫النهــوض بنــادي نوتنغهــام فوريســت الــذي اشــرته حدي ًثــا‪ ،‬وأعادتــه إىل‬
‫الــدوري املمتــاز‪ .‬والصــواب‪ :‬إعادتــه‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬صــورة عــر موقــع التواصــل اإلجتامعــي للمذيــع‬
‫ماجــد الشــبل لعطــف كثــر مــن القــراء حيــث عملــوا هاشــتاق للدعــاء‬
‫عليـ�ه‪ .‬والصــواب‪ :‬االجتامعــي‪ .‬للدعــاء‪ .‬لــه‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬مــن امــن العقوبــه أســاء األدب‪ ،‬اال خيجــل مــن نفســه‬
‫املوض��ف يبــدع يف رصــد املخالفــات للرسعاــت الزائــده‪ .‬والصــواب‪ :‬أمــن‬
‫العقوبــة‪ .‬أال‪ .‬املوظــف‪ .‬الزائــدة‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬تــم بحمــد اهلل وفضلــة االنتهــاء مــن ختصيــص طلبــة‬

‫‪216‬‬
‫التغريدات لمعالجة األخطاء‪ :‬أحمد المليباري‬

‫السنــة التحضرييـ�ة‪ .‬والصــواب‪ :‬فضلــه‪.‬‬


‫‪- -‬خطــأ مشــهور الفــظ فــوك وكثــر اهلل مــن أمثالــك وأيــدك باحلــق‬
‫وأي��د احل��ق بــك‪ .‬والصــواب فــض‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬تعيــش اململكــه هنضــه‪ ...‬وحيــى قطــاع البنــاء‬
‫بالنصي��ب األك�بر وه��ذا يتطل��ب‪ ...‬توعي��ة‪ ...‬بأس��اليب خف��ض الطاق��ه‪.‬‬
‫والصــواب‪ :‬اململكــة‪ .‬هنضــة‪ .‬حيظــى‪ .‬الطاقــة‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬تشــاهد كفائــة الصــور امللتقطــة عــن طريــق اآلي‬
‫فــون اجلديــد يف إضائــة متوســطة‪ ،‬الــق نظــرة عــى هــذه الصــور‪ .‬والصــواب‪:‬‬
‫كفــاءة‪ .‬إضــاءة‪.‬‬
‫‪- -‬خطـ�أ مش��هور‪ :‬ه��اذي ماهيــ انساــنه‪ ...‬اعانــك اللــة يــا زينــه‬
‫الش�هـري عض�مـ الل��ة اج��رك يف ت��اال‪ .‬والصــواب‪ :‬هــذه‪ .‬ليســت‪ .‬إنســانة‪.‬‬
‫أعانــك اهلل‪ .‬زينــة‪ .‬عظــم اهلل أجــرك‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬ادعــو اهلل ان يكــون اجلميــع بخــر تــم ارســال مــن‬
‫بري��دي رس��الة غ�ير موج��ة منـ�ي‪ .‬والصــواب‪ :‬أدعــو‪ :‬أن‪ .‬إرســال‪ .‬موجهــة‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬لــو جهــازك يعمــل بنظــام ويندوز‪-‬وهــى الغالبيــة‬
‫العظم��ي‪ -‬فهن��اك تطبي��ق وفرت��ة أب��ل لإلس��تفادة م��ن اآلي كالود في��ه‪.‬‬
‫والصــواب‪ :‬العظمــى‪ .‬وفرتــه‪ .‬لالســتفادة‪.‬‬
‫‪- -‬خطـ�أ مشـ�هور‪ Lik :‬لــإﻋﺠﺎﺏ ﺑﺎﺨﻟﺮﺒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﻧﺮﺸﺓ ﻲﻓ ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ‪...‬‬
‫ﻓﻠﺎﻤﺫﺍ‪...‬ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺑﺎﺨﻟﺮﺒ ﺍﻤﻟﺤﺰﻥ ﺃﻡ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﺨﻟﺮﺒ نفســة؟ والصــواب‪:‬‬
‫نــره‪ .‬نفســه‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬واســال اهلل ان تكــون عونــا لــك عــى كل خــر وهــذه‬
‫ثمـ�رات قطفته�اـ بيمين�كـ فالتهن��ئ هبـ�ا‪ .‬والصــواب‪ :‬أســأل‪ .‬أن‪ .‬هتنــأ‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور كالمــات الصحابــة املؤثــرة اقــل من‪١٤٠‬حــرف‪.‬‬
‫والصــواب‪ :‬كلــات‪ .‬أقــل‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬البقــاء للــة ربنــا جيعــل مســواة اجلنــة ان شــاء اللــة‪.‬‬
‫والصــواب‪ :‬هلل‪ .‬مثــواه‪ .‬إن‪ .‬اهلل‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬ملتقــى ألــون الســعودية والتــي تنظمــة اهليئــة العامــة‬
‫للســياحة‪ .‬والصــواب‪ :‬ألــوان‪ .‬الــذي تنظمــه‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬أن مل نســتطيع الدعــوه لدينــا اإلســامي فيجــب‬


‫ع�لى األقـ�ل‪ .‬والصــواب‪ :‬إن‪ .‬نس��تطع الدعـ�وة لديننــا (أو للديــن‪ ،‬أو لديــن‬
‫اإلس�لام)‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬نقطــع الطريــق بوضوحنــا وصدقنــا عــى كل األفاقــن ‬
‫واالنتهازي�ين لك��ي يتخــى املواط��ن ع�نـ متابعتهــم وجيعلهــم (انفلـ�و �‪ANFOL‬‬
‫‪ .)LOW‬والصواب‪.unfollow :‬‬

‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬نــر مقابلتــه مــع العــب يف الــدوري املحــي مل‬
‫يكشـ�ف عــن اسمــه ق��د ألقتــ بضالهلـ�ا ع�لى مسـ�ؤويل األندي��ة‪ .‬والصــواب‬
‫ظالهلــا‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬ألننــي ادرس يف بريطانيــا يف البلــد االكثــر انظباطــا يف‬
‫الع��امل‪ ،‬بلـ�د «الطابوــر»‪ .‬والصــواب‪ :‬أدرس‪ .‬األكثــر‪ .‬انضبا ًطــا‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬وأردف بالقــول‪« :‬يف اللغــة العربيــة والرشيعة‪...‬غــر ‬
‫ســعوديني‪ ،...،‬مــاذا تعمــل اجلامعــات؟ مــاذا ختــرج؟ أي يذهــب خرجيوهــا؟»‬
‫والصــواب‪ .‬اجلامعــات‪ .‬أيــن‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬يبــدأ حديثــة بكلمــة «بموضوعيــة» ورسعــان مــا‬
‫ُيناقضه��ا‪ ..‬كم�نـ بي��دا حديث��ة لآلخ��ر بكلم�ةـ «م��ع أحرتاميــ ل�كـ» ث��م‪...‬‬
‫والصــواب‪ :‬حديثــه‪ .‬يبــدأ‪ .‬احرتامــي‪.‬‬
‫‪- -‬خطــأ مشــهور‪ :‬كل شــئ يف الدنيايرحــل وﻻيعــود اﻻ الدعــاء‪...‬‬
‫فأكثروامنــ الدعاءوانت��م موقين��ون باﻹجابةمن‪...‬رمح��ان رحي��م‪ .‬والصــواب‪:‬‬
‫يشء‪ .‬إال‪ .‬أنتــم موقنــون‪ .‬رمحــن‪.‬‬
‫‪- -‬خطأــ خط��أ خط��أ دعايــة اليـ�ن‪ :‬ارســل رســائل ومتتــع باملحاثــة مــع‬
‫م��ن غ�ير أي مش�اـكل‪ .‬والصوــاب‪ :‬باملحادثــة‪ .‬معنــا‪ .‬أو معــي‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫ أحمد المليباري‬:‫التغريدات لمعالجة األخطاء‬

‫املراجع‬
‫املراجع العربي�ة‬
‫ التعليـ�م عـبر ش�بـكات التواصـ�ل االجتامعـ�ي مزايـ�ا‬،‫ حسنــي‬،‫عبـ�د احلافــظ‬1.1
.)2012 ،‫ومآخــذ (جملــة املعرفــة‬
:‫ (القاه��رة‬،‫ تعلي��م اللغ��ة العربي��ة ب�ين النظري��ة والتطبي��ق‬،‫حس��ن شحــاتة‬2.2
.)1993 ،‫الــدار املرصيــة اللبانيــة‬
‫ تعليـ�م اللغـ�ة العربيـ�ة والرتبيـ�ة‬،‫حممــود رشــدى خاطـ�ر ومصطفـ�ي رسلـان‬3.3
.)2000 ،‫ دار الثقاف��ة والنث��ر والتوزيـ�ع‬:‫ (القاهــرة‬،‫الدينيـ�ة‬
‫ ا ململكـ�ة‬:‫ أس�اـليب تدريـ�س اللغـ�ة العربيـ�ة) الريــاض‬،‫حممـ�د عـلي اخل�وـايل‬4.4
.‫العربي��ة الســعودية‬
‫املراجع األجنبي�ة‬
11. Akbari, Et. Al. (2012), Students’ Attitudes Towards The Use Of Social
Networks For Learning The English Language, International Confer-
ence (ICT For Language Learning) 5Th Edition.
22. Aljumah, Fahad Hamad, (2012). Saudi Learner Perceptions And Atti-
tudes Towards The Use Of Blogs In Teaching English Writing Course
For EFL Majors At Qassim University, English Language Teaching,
Vol.5, No. 1, January.
33. Boyd, Danah M, And Ellison Nicole B., Social Network Sites: Defini-
tion, History, And Chuang, H.Y. & Ku, H.Y. (2010). Users’ Attitudes
and Perceptions toward Online Social Networking Tools. In D. Gib-
son & B. Dodge (Eds.), Proceedings Of Society For Information Tech-
nology & Teacher Education International Conference.
44. Garrison, R., & Kanuka, H. (2004). Blended Learning: Uncovering Its
Transformative Potential In Higher Education, Internet And Higher
Education, 105-95 ,7.
55. Geraldine Blattner and Melissa Fiori. (2009). Facebook in The Lan-
guage Classroom: Promises And Possibilities. International Journal of
Instructional Technology And Distance Learning, Vol 6, No 1.
66. Karthiga, R.K. Jaishree, Second Language Teaching and Learning
through Facebook. Journal of Technology for ELT, Vol.2 No.4 (Octo-
ber – December 2012).
77. Messieh, Nancy. (2012). Arabic is the fastest growing language on
Twitter, sees Ömer Eren , Students’ Attitudes towards Using Social
Networking in Foreign Language Classes: A Facebook Example, In-
ternational Journal of Business and Social Science, Vol. 3 No. 20, Spe-
cial Issue October 2012.p. 288
88. Osborn, Charlie, when do students and teachers cross the line
through social media? Teachers warned over befriending pupils on
Facebook.

219
‫ الحاضر والمستقبل‬:‫العربية للناطقين بغيرها‬

99. Phillips, Linda Fogg et. Al. Facebook for Educators, Daily Mail, 2014.
1010 Veletsianos, George and Navarrete, Cesar C. (2012). Online Social
Networks as Formal Learning Environments: Learner Experiences
and Activities.
1111 Vera Leier, Using Facebook as a Platform in Foreign Language
Teaching, www.abegs.org, (12.04.2013)

220
‫واقع تعليم العربي�ة للناطقني بغريها‬
‫املشاكل واحللول‪ :‬السودان نموذجا‬

‫د‪ .‬الزالل علي محمد علي‬


‫(‪) 1‬‬

‫جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية ‪ -‬السعودية‬

‫* أســتاذ مســاعد بجامعــة القــرآن الكريــم والعلــوم اإلســامية (متفــرغ)‪ ،‬حاصلــة عــى ‬
‫املاجســتري والدكتــوراه يف النحــو والــرف مــن جامعــة القــرآن الكريــم والعلــوم اإلســامية‪-‬‬
‫وهويــة األمــة‪ ،‬وحقيقــة اإلعــراب يف لغــة الضــاد‪،‬‬
‫الســودان هلــا بحثــان حمكــان‪ :‬املناهــج ُ‬
‫مــرف عــى رســائل املاجســتري بدائــرة اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ملخص‬
‫هتــدف الدراســة إىل الوقــوف عىل مشــكالت تعليــم اللغــة العربيــة وتعلمها‬
‫لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬وفصــل بعضهــا عــن البعــض اآلخــر‪ ،‬فــكل مشـ ٍ‬
‫ـكلة يمكــن‬
‫أن تصنــف يف إطارهــا الــذي يســهل إجيــاد حـ ٍّـل هلــا حســب جماهلــا‪ ،‬فاملشــكالت‬
‫ـوي يف تدريــس مســتويات اللغــة‪-‬‬ ‫التــي تعــود إىل اللغــة العربيــة منهــا مــا هــو لغـ ٌّ‬
‫ـوا‪ ،‬ودالل ـ ًة‪ -‬ومنهــا مــا خيتــص باملتعلــم ومراعــاة حــال‬ ‫صو ًتــا‪ ،‬ورص ًفــا‪ ،‬ونحـ ً‬
‫املتعلمــن‪ ،‬ومنهــا مــا يتعلــق بتخطيــط املناهــج وف ًقــا الحتياجهــم يف كل مرحلــة‪ٍ،‬‬
‫ثــم طــرق وأســاليب التدريــس‪ .‬وذلــك بالوقــوف عــى الربامــج احلاليــة مــن‬
‫حيــث األهــداف‪ ،‬واملحتــوى‪ ،‬وطــرق التعليــم‪ ،‬والقائمــن عــى التعليــم وحماولة‬
‫حــر املشــكالت والصعوبــات والنواقــص التــي تعــاين منهــا الربامــج احلاليــة‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The study aims to identify the problems and learning Arabic language‬‬
‫‪for non-native speakers, separated from each other some others, every‬‬
‫‪problem which can be classified easily resolved by its field, problems that‬‬
‫‪go back to the Arabic language including language in the teaching-lan-‬‬
‫‪guage levels, And vegan, and incompetent, and indications-including the‬‬
‫‪learner and be considerate of learners, including curriculum planning ac-‬‬
‫‪cording to their need at every stage, and then teaching methods and tech-‬‬
‫‪niques. By standing on current programs in terms of objectives, content,‬‬
‫‪teaching methods, education and try to limit the problems and difficulties‬‬
‫‪and shortcomings experienced by current programs.‬‬

‫‪222‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫املقدمة‬
‫احلمــد هلل الــذي علــم بالقلــم‪ ،‬علــم اإلنســان مــا مل يعلــم‪ ،‬والصــاة‬
‫ـذي‬ ‫ـان ا َّلـ ِ‬
‫والســام عــى أفصــح مــن نطــق بالضــاد وتكلــم‪ ،‬يقــول تعــاىل‪﴿ :‬لِ َسـ ُ‬
‫ني﴾[النحــل‪ .]103 :‬واللغــة‬ ‫ب ُمبِ ٌ‬
‫ــر ِ ٌّ‬ ‫ــذا لِ َس ٌ‬
‫ــان َع َ‬ ‫ــي َو َه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُي ْل ِحــدُ َ‬
‫ون إِ َل ْيــه َأ ْع َجم ٌّ‬
‫العربيــة واحــد ٌة مــن اللغــات الســامية املعروفــة‪ ،‬وهــي اللغــة الرســمية ألبنــاء‬
‫الوطــن العــريب‪ ،‬بــل هــي لغــة املســلمني يف كل أرجــاء املعمــورة‪ ،‬فهــي لغــة‬
‫القــرآن والتــي تــؤدى هبــا الشــعائر مــن كل املســلمني‪ ،‬فقــد ربــط االســام بــن ‬
‫اللغــة وعلــوم الرشيعــة رب ًطــا حمكـ ًـا‪ ،‬ممــا تطلــب أن تقعــد قواعدهــا الصوتيــة‬
‫والرصفيــة والنحويــة‪ ،‬وتضبــط أنظمتهــا الكتابيــة فهــذه اللغــة العظيمــة مل يعــد‬
‫احلديــث عنهــا خيــص اإلنســان العــريب فحســب‪ ،‬بــل تعــدى ذلــك ليشــمل‬
‫كل الباحثــن واملهتمــن مــن خمتلــف اللغــات والثقافــات‪ .‬بــل أصبــح العــريب‬
‫يف املفهــوم اإلســامي هــو مــن يتكلــم العربيــة؛ فإنــا هــي لســان فمــن تكلــم‬
‫بالعربيــة فهــو عــريب(‪. )1‬‬
‫وتعلــم اللغــة العربيــة وتعليمهــا للناطقــن بغريهــا يعتمــد عــى تدريســها‬
‫بــكل مســتوياهتا‪ ،‬الصوتيــة‪ ،‬والرصفيــة والنحويــة‪ ،‬والدالليــة‪ ،‬وهناك مشــكالت‬
‫تواجــه متعلمــو العربيــة ومعلموهــا‪ ،‬ذلــك الختــاف العربيــة عــن لغتهــم يف‬
‫كثــر مــن اجلوانــب‪ ،‬أو الختــاف املتعلمــن‪ ،‬أو املناهــج وطرائــق التدريــس‪.‬‬
‫إضافــة للمشــكالت الثقافيــة‪ ،‬والتارخييــة‪ ،‬وحتــى البيئيــة والنفســية‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫معرفــة املشــاكل واحللــول املعــارصة يف تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪،‬‬
‫مــن واقــع قســم اإلعــداد اللغــوي بكليــة اللغــة العربيــة بجامعــة إفريقيــا العاملية‪.‬‬
‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫‪1.1‬مــا هــي املشــاكل التــي تواجــه تدريــس اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن ‬
‫هبــا؟‬
‫‪2.2‬يف دراسة املستوى الصويت‪.‬‬
‫‪3.3‬يف دراسة املستوى الرصيف‪.‬‬

‫((( أساســيات تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات أخــرى ‪ -‬عبــد العزيــز‬
‫العصيــي – جامعــة اإلمــام حممــد ابــن ســعود اإلســامية ومعهــد تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة بالريــاض ‪1432‬هــــ ‪ -‬ص (‪.)114‬‬

‫‪223‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪4.4‬يف دراسة املستوى النحوي‪.‬‬


‫‪5.5‬يف دراسة املستوى الداليل‪.‬‬
‫‪6.6‬ما هي احللول املوضوعة ملعاجلة هذه املشكالت؟‬
‫‪7.7‬مــا هــي الرؤيــة املعــارصة لتقديــم اللغــة العربيــة يف ظــل االنفتــاح‬
‫املعــريف؟‬
‫‪8.8‬مــن حيــث ختطيــط مناهــج اللغــة العربيــة وتصميمهــا وفــق معايــر ‬
‫عامليــة‪.‬‬
‫‪9.9‬الربــط بــن مــواد اللغــة العربيــة بجميــع فروعهــا وتطبيــق مــا تعلمــوه‬
‫مــن مهــارات خمتلفــة‪.‬‬
‫‪1010‬األســاليب وطــرق التدريــس املســتخدمة ومــدى فاعليتهــا يف تأهيــل‬
‫املتعلمــن مواكبــة للتطــور العلمــي‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫الوقــوف عــى املعوقــات التــي تواجــه تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا مــن خــال املنهــج املقــدم‪ ،‬واملعلــم وتأهيلــه‪ ،‬والوســائل التقنيــة‬
‫والعلميــة‪ ،‬وطــرق التدريــس املتبعــة ومــدى قابليتهــا للقيــام بذلــك‪.‬‬
‫وحماولــة إجيــاد حلـ ٍ‬
‫ـول تســاهم يف تعليــم اللغــة العربيــة وفــق معايــر عامليــة‬
‫تعمــل عــى نرشهــا‪.‬‬
‫الصعوبات اليت واجهتين‪:‬‬
‫كان للظــرف الســيايس الــذي مــرت بــه البــاد انعكاســاته الســلبية عــى ‬
‫ـة حالــت دون الوصول‬ ‫ـدة طويلـ ٍ‬
‫البحــث مــن انقطــاع الســبل‪ ،‬وإغــاق الطــرق ملـ ٍ‬
‫جلامعــة إفريقيــا إال بعــد انقشــاع األزمــة‪.‬‬
‫تعطــل احلركــة التعلميــة يف هــذه الفــرة وعــدم توفــر أعضــاء اهليئــة‬
‫التدريســية إلكــال البحــث واالســتبانة املعــدة‪ .‬وكذلــك انقطــاع اإلنرتنــت‬
‫ٍ‬
‫طويلــة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫لفــرة‬ ‫بالكامــل‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫قديــا وحدي ًثــا‪ :‬والدراســات والبحــوث التــي تناولــت‬
‫ً‬ ‫كتــب اللغــة‬

‫‪224‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫ٍ‬
‫علميــة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بحــوث‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة أو أخــرى مــن‬ ‫املوضــوع‬
‫ومــن الدراســات املتنوعــة حــول تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫ٍ‬
‫عــى جمموعــة مــن البحــوث؛ منهــا مــا كان متف ًقــا مــع رؤيــة‬ ‫وقفــت الباحثــة‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الباحثــة يف جوانــب بعينهــا‪ ،‬ومنهــا مــا جــاء بنظــرة مغايــرة للمشــكالت واحللول‬
‫التــي تواجــه تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا فمــن ذلــك‪:‬‬
‫تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬مشــكالت وحلــول‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‬
‫نموذجــا‪ ،‬د‪ .‬خالــد أبــو عمشــة‪ ،‬د‪ .‬عــوين الفاعــوري‪ ،‬فقــد هــدف بحثهــا إىل‬ ‫ً‬
‫مدارســة ظاهــرة تعليــم اللغــة العربيــة بوصفهــا لغــ ًة ثانيــ ًة وفــق نظريــات‬
‫األلســنية التطبيقيــة‪ ،‬القائمــة عــى املزاوجــة بــن مــا هــو نظــري ومــا هــو‬
‫عمــي‪ ،‬ومــن أجــل تقديــم هــذه الظاهــرة بصورهتــا الواقعيــة احلقيقيــة فإنــه تــم‬
‫ـة‪ ،‬متحــورت حــول مســتويات العربيــة‪:‬‬ ‫جتزئــة البحــث إىل أربعــة حمــاور رئيسـ ٍ‬
‫الصوتيــة‪ ،‬والرصفيــة‪ ،‬والنحويــة‪ ،‬والدالليــة وتعليــم العربيــة بوصفهــا لغــ ًة‬
‫ثانيـ ًة‪ ،‬وقــد كانــت دراســة اللغــة مــن خــال مســتوياهتا األربعــة مواف ًقا للتقســيم‬
‫الــذي انتهجتــه الباحثــة‪ :‬وهــو ممــا يوافــق النظــرة احلديثــة يف اللســانيات لدراســة‬
‫ـوا‪،‬‬ ‫اللغــات بالوقــوف عــى مســتويات اللغــة األربعــة‪ :‬أصوا ًتــا‪ ،‬ورص ًفــا‪ ،‬ونحـ ً‬
‫ودالل ـ ًة‪.‬‬
‫وقــد خلــص بحثهــا إىل أمهيــة توقــع الصعوبــات التعليميــة التــي يمكــن‬
‫أن تواجــه متعلمــي العربيــة بوصفهــا لغ ـ ًة ثاني ـ ًة‪ ،‬واإلملــام باملميــزات اإلنســانية‬
‫واحلضاريــة والفكريــة واللغويــة للــدارس؛ ملــا هلــا مــن تأثـ ٍ‬
‫ـر واضـ ٍ‬
‫ـح يف العمليــة‬
‫وأيضــا رضورة إتقــان املعلــم للمهــارات التــي تتطلبهــا العمليــة‬ ‫التعليميــة‪ً ،‬‬
‫التعليميــة‪ :‬لغويــة‪ ،‬وثقافيــة‪ ،‬ومهنيــة‪.‬‬
‫وكــا وافقــت دراســة د‪ .‬عبــد العزيــز إبراهيــم العصيــي‪ :‬أساســيات تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات أخــري‪ :‬والتــي تنــاول فيهــا مشــكالت اللغــة‬
‫مــن خــال املســتويات األربعــة‪ :‬الصوتيــة‪ ،‬والرصفيــة‪ ،‬والنحويــة‪ ،‬والدالليــة‪.‬‬
‫والــذي تنــاول مشــاكل كل مســتوى مــع طــرح حلــول هلــا‪.‬‬
‫ـات متعـ ٍ‬
‫ـددة يف مكتبــة معهــد اخلرطــوم الــدويل للغــة‬ ‫كــا وقفــت عــى دراسـ ٍ‬
‫العربيــة تناولــت الكثــر مــن جوانــب تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫منهــا‪:‬‬
‫تكمييل لنيل‬
‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫بحث‬ ‫‪1.1‬طريقة تدريس األصوات غري املوجودة يف لغة األم‪:‬‬
‫درجة املاجستري للطالب كواند أبو بكر‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تكمييل لنيل درجة املاجستري بعنوان‪ :‬العوامل الثقافية‬


‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫بحث‬ ‫‪2.2‬وكذلك‬
‫وأثرها يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‪ :‬للطالبة رجاء عبد السالم‪.‬‬
‫تكمييل لنيل درجة املاجستري بعنوان‪ :‬العوامل املؤثرة يف اكتساب‬
‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫وبحث‬ ‫‪3.3‬‬
‫اللغة الثانية‪ ،‬للطالب‪ :‬أمحد عبد اهلل أمحد‪.‬‬
‫مجتمع عين�ة ا لبحث‪:‬‬
‫أعضــاء هيئــة التدريــس بقســم اإلعــداد اللغــوي بكليــة اللغــة العربيــة‬
‫بجامعــة إفريقيــا العامليــة‪.‬‬
‫منهج البحث وأداته‪:‬‬
‫ٍ‬
‫متفرقــات حــول املشــاكل‬ ‫املنهــج الوصفــي التحليــي ملــا تــم مجعــه مــن‬
‫ومقرتحــات احللــول والرؤيــة املســتقبلية املواكبــة لــروح العــر‪ .‬أمــا األداة‬
‫فهــي االســتبيان الــذي وقفنــا مــن خاللــه عــى آراء املختصــن مــن أعضــاء هيئــة‬
‫التدريــس‪.‬‬
‫خطة ا لبحث‪:‬‬
‫وتشــمل‪ :‬املقدمــة‪ ،‬وامللخــص‪ ،‬ومشــكلة البحــث‪ ،‬وأســئلة البحــث‪،‬‬
‫أهــداف الدراســة‪ ،‬الدراســات الســابقة‪ ،‬ومنهــج الدراســة‪.‬‬
‫ثم كان تقسيم البحث إىل أربعة فصول كام ييل‪:‬‬
‫الفصــل األول‪ :‬متهيــد عــن معهــد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫بجامعــة إفريقيــا العامليــة بالســودان‪ ،‬وتدريــس اللغــة العربيــة‪ :‬املفهــوم‪،‬‬
‫واألســس‪ ،‬واملراحــل‪.‬‬
‫الفصــل الثــاين‪ :‬مــا هــي املشــاكل التــي تواجــه تدريــس اللغــة العربيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا؟‬
‫يف دراسة املستوى الصويت‪.‬‬
‫يف دراسة املستوى الرصيف‪.‬‬
‫يف دراسة املستوى النحوي‪.‬‬
‫يف دراسة املستوى الداليل‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬املناهج التي تدرس‪ ،‬ومباحثه‪:‬‬

‫‪226‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫‪1.1‬مــن حيــث ختطيــط مناهــج اللغــة العربيــة وتصميمهــا مرحل ًّيــا‪ ،‬وفــق‬
‫معايــر عامليــة‪.‬‬
‫‪2.2‬الربــط بــن مــواد اللغــة العربيــة بجميــع فروعهــا وتطبيــق مــا تعلمــوه‬
‫مــن مهــارات خمتلفــة‪.‬‬
‫‪3.3‬األســاليب وطــرق التدريــس املســتخدمة ومــدى فاعليتهــا يف تأهيــل‬
‫املتعلمــن‪ ،‬مواكبــة للتطــور العلمــي‪.‬‬
‫‪4.4‬املعلم‪ :‬التأهيل‪ ،‬والكفايات التدريسية ملعلم اللغة العربية‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬حتليل االستبيان ومناقشة احللول املتبعة واملقرتحة‪.‬‬
‫ ثم خامتة البحث‪ ،‬والتوصيات‪ ،‬واملالحق‪ ،‬واملراجع‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تمهيد عن قسم اإلعداد اللغوي لتعليم اللغة‬
‫العربي�ة للناطقني بغريها جبامعة إفريقيا العاملية بالسودان‬
‫هــي جامع ـ ٌة ســوداني ٌة‪ ،‬وكانــت بدايــات اجلامعــة يف العــام ‪1966‬بإنشــاء‬
‫شــعبي‪ :‬مــا لبــث أن توقــف ثــم عــادت‬ ‫ٍ‬
‫بجهــد‬ ‫املعهــد اإلفريقــي اإلســامي‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫حكومــة الســودان إلحيــاء الفكــرة يف العــام ‪1976‬بإمكانــات أكــر‪ ،‬ويف الفــرة‬
‫مــن ‪1986-1976‬اكتمــل تأســيس املركــز اإلســامي‪ ،‬وتــم يف العــام ‪1991‬‬
‫تطويــره إىل جامعــة إفريقيــا العامليــة‪ ،‬امتــدا ًدا لثــورة التعليــم العــايل‪ ،‬و ُأسســت‬
‫فيــه كليــات ومعاهــد ومراكــز جديــدة‪ ،‬وتنوعــت الدراســة لتشــمل الكليــات‬
‫العلميــة التطبيقيــة‪ ،‬و ُفتحــت برامــج الدراســات العليــا‪ .‬وهبــا طــاب وافــدون‬
‫مــن مخــس وســبعني دولــة‪.‬‬
‫واعتمــدت اجلامعــة اللغــة العربيــة لغــة التدريــس يف مجيــع الكليــات‪،‬‬
‫واملعاهــد‪ ،‬واملراكــز‪ ،‬وحتقي ًقــا لرســالة اجلامعــة أقــر املجلــس العلمــي تدريــس‬
‫الدراســات اإلســامية ضمــن متطلبــات اجلامعــة‪.‬‬
‫وقــد تــم إنشــاء معهــد اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا بجامعــة إفريقيــا‬
‫العامليــة بالســودان يف العــام ‪1992‬م‪ ،‬كــا ضمــت اجلامعــة قســم اللغــة العربيــة‬
‫ـرا أنشــئت كليــة اللغــة العربيــة‬
‫منــذ البدايــات األوىل هلــا يف العــام ‪ 1986‬م‪ ،‬وأخـ ً‬
‫يف العــام ‪ 1436‬ه املوافــق ‪ 2016‬م(‪.)1‬‬

‫((( دليل اجلامعة‪2-1-2018 :‬‬

‫‪227‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أهداف الكلية‪:‬‬
‫‪⁻‬متكني الطالب من اللغة العربية وآداهبا‪.‬‬ ‫ ‬
‫ ‪⁻‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا لفهــم الديــن اإلســامي‬
‫والتعامــل يف احليــاة‪.‬‬
‫‪⁻‬متكني الدارسني من رضوب النحو والرصف واآلداب‪.‬‬ ‫ ‬
‫ ‪⁻‬متكــن الدارســن مــن مهــارات اللغــة العربيــة لألغــراض العامــة‬
‫واخلاصــة‪ ،‬باإلضافــة إىل متكنهــم مــن علــم اللغــة التطبيقــي‪.‬‬
‫ ‪⁻‬وقــوف الدارســن عــى األســس الفنيــة واجلامليــة والبالغيــة للغــة‬
‫العربيــة لالســتفادة منهــا‪.‬‬
‫أقسام الكلية‪:‬‬
‫تضم الكلية األقسام التالية‪:‬‬
‫ـم خيتــص بالناطقــن بغــر العربيــة‪،‬‬
‫‪ /1‬قســم اإلعــداد اللغــوي‪ :‬وهــو قسـ ٌ‬
‫ويمنــح الدارســن‪:‬‬
‫ أ‪-‬شهادة الربنامج العام للطالب املتخرج من املستوى الثالث‪.‬‬
‫ب‪ُ -‬يعد الناطقني بغري العربية لاللتحاق باجلامعة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حضــور لــكل مــن أكمــل املســتوى األول‪ ،‬أو األول والثــاين‬ ‫ج‪-‬شــهادة‬
‫مــن الربنامــج العــام‪.‬‬
‫‪ /2‬قسم اللغة التطبيقي للغة العربي�ة للناطقني بغريها‪:‬‬
‫ويمنــح اإلجــازة اجلامعيــة (البكالوريــوس) يف اللغــة العربيــة وتعليمهــا‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬كــا يمنــح املاجســتري والدكتــوراه يف ختصــص علــم اللغــة‬
‫التطبيقــي‪.‬‬
‫‪ /3‬قسم اللغة العربي�ة وآدابها‪:‬‬
‫ويمنــح اإلجــازة اجلامعيــة يف اللغــة العربيــة وآداهبــا (البكالوريــوس)‪ ،‬كــا ‬
‫يمنــح الدرجــات العليــا مــن ماجســتري ودكتــوراه يف ختصصــات اللغــة العربيــة‬
‫وآداهبــا‪.‬‬
‫وقــد تــم اختيــار قســم اإلعــداد اللغــوي لتطبيــق الدراســة عليــه؛ بوصــف‬

‫‪228‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫املرحلــة هــي نقطــة االنطــاق يف تعلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬


‫اخلطة الدراسية بقسم االعداد اللغوي‪:‬‬
‫تتكون اخلطة الدراسية من ثالثة مستويات‪:‬‬
‫‪ /1‬املستوى األول‪ :‬وجمموع ساعاته‪ 30‬وفيه يدرس‪:‬‬
‫القــرآن الكريــم‪ :‬يــدرب املتعلــم عــى القــراءة الصحيحــة للســور التــي‬
‫يدرســها‪ ،‬وحيفــظ بعضهــا ليســتعني هبــا عــى أداء الصلــوات وتعويــد ســمعه‬
‫عــى اللغــة العربيــة يف أعــى مســتويات الفصاحــة‪ ،‬وذلــك عــى النحــو التــايل‪:‬‬
‫التــاوة مــن ســورة النبــأ إىل ســورة النــاس‪ ،‬واحلفــظ مــن ســورة األعــى إىل‬
‫ســورة النــاس‪.‬‬
‫قــادرا عــى التعــرف عــى ‬
‫ً‬ ‫مهــارة االســتامع‪ :‬وهتــدف إىل جعــل املتعلــم‬
‫عنــارص اللغــة‪ ،‬والتمييــز بينهــا اســتام ًعا‪ ،‬إضافــة إىل فهــم مــا يســمعه يف حــدود‬
‫ذخريتــه اللغويــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عــى حــوارات قصــرة‪ ،‬ترتبــط بمواقــف‬ ‫مهــارة الــكالم‪ :‬يقــوم املقــرر‬
‫احليــاة اليوميــة ممــا حيتــاج املتعلــم للتعبــر عنــه‪ ،‬فتقــدم لــه نــاذج ملحاكاهتــا‪.‬‬
‫مهــارة القــراءة‪ :‬تنميــة قــدرة املتعلــم عــى القــراءة الصحيحــة عــن طريــق‬
‫ـة‪ ،‬متدرجـ ٍ‬
‫ـة مــن الســهولة إىل الصعوبــة‪ ،‬مصحوبــة‬ ‫ـة أو رسديـ ٍ‬
‫ـوص حواريـ ٍ‬‫نصـ ٍ‬
‫بتدريبــات تعالــج النطــق عــى مســتوى الصــوت‪ ،‬والكلمــة‪ ،‬واجلملــة‪ ،‬كــا ‬
‫يركــز عــى مهــارات القــراءة اجلهريــة والصامتــة‪.‬‬
‫مهــارة الكتابــة‪ :‬بمعرفــة أســس الكتابــة العربيــة مــن اليمــن إىل اليســار‪،‬‬
‫أول بمحاكاهتــا‪ ،‬ثــم يتــدرج يف تقديــم بعــض‬ ‫عــن طريــق نــاذج مكتوبــة‪ ،‬يبــدأ ً‬
‫ـة ‪-‬دون اإلشــارة إىل مصطلحاهتا‪-‬ثــم التدريــب عــى ‬ ‫ـة وظيفيـ ٍ‬
‫قواعدهــا بطريقـ ٍ‬
‫أنــواع اإلمــاء املختلفــة‪.‬‬
‫‪ /2‬املستوى الثاين‪ :‬وجمموع ساعاته‪ ،30‬وفيه يدرس‪:‬‬
‫القــرآن الكريــم‪ :‬متكــن املتعلــم مــن قــراءة القــرآن قــراء ًة صحيحــ ًة‪،‬‬
‫وحفــظ قــدر مــن الســور وفــق روايــة حفــص (جــزء تبــارك) بأكملــه‪ ،‬وحفــظ‬
‫الســور مــن عــم إىل الــروج‪.‬‬
‫الفقــه‪ :‬وفيــه يــدرس‪ :‬أقســام امليــاه وأحكامهــا‪ ،‬والنجاســة وأحكامهــا‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ميــر؛ يعــن ‬ ‫علمــي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫بأســلوب‬ ‫والطهــارة وأقســامها‪ ،‬والصــاة وأحكامهــا‪،‬‬

‫‪229‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املتعلــم عــى فهــم وأداء هــذه الشــعائر دون التعــرض الختالفــات العلــاء‪.‬‬
‫نصوصــا مســتقا ًة مــن املوضوعــات‬ ‫ً‬ ‫مهــارة االســتامع‪ :‬تُقــدم للمتعلــم‬
‫القرآنيــة املكونــة للكتــاب األســاس للمســتوى الثــاين مــع إجــراء التدريبــات‬
‫املناســبة ملهــارة االســتامع‪ :‬كتدريبــات التعــرف‪ ،‬والتمييــز واالختبــار والتنبــؤ يف‬
‫حــدود حمصولــه اللغــوي‪.‬‬
‫ـات تتصــل بحياتــه‬‫مهــارة الــكالم‪ :‬تُقــدم للمتعلــم يف هــذه املــادة موضوعـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫حواريــة‪ ،‬مــع إجــراء التدريبــات‬ ‫ٍ‬
‫رسديــة‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬
‫قرائيــة‬ ‫واهتامماتــه بنصــوص‬
‫املختلفــة عليهــا‪.‬‬
‫نصوصــا تشــتمل عــى‪( :‬كلــات هبــا‬ ‫ً‬ ‫مهــارة الكتابــة‪ :‬تُقــدم للمتعلــم‬
‫حــروف مــد)‪( ،‬كلــات هبــا حــروف تنطــق‪ ،‬وال تكتــب)‪( ،‬وأخــرى تكتــب وال‬
‫تنطــق)‪ ،‬كــا تقــدم لــه‪( :‬احلــروف املتجانســة صو ًتــا) و(التــاء املفتوحــة‪ ،‬والتــاء‬
‫املربوطــة)‪( ،‬وصــل احلــروف وفصلهــا)‪ ،‬مــع (بعــض عالمــات الرتقيــم) حتــى‬
‫يصــل إىل اإلمــاء االختبــاري‪:‬‬
‫القواعد‪/‬النصــوص‪ :‬يتعــرف املتعلــم عــى‪( :‬مكونــات اجلملــة العربيــة‬
‫وأنواعهــا)‪ ،‬و(أقســام االســم مــن حيــث‪ :‬تنكــره وتعريفــه‪ ،‬وتذكــره وتأنيثــه‪،‬‬
‫وإفــراده وتثنيتــه‪ ،‬ومجعــه)‪ .‬كــا يتعــرف عــى تقســيم الفعــل مــن حيــث الزمــن‪.‬‬
‫أمــا النصــوص األدبيــة فهــي‪ :‬جمموع ـ ٌة مــن نصــوص الشــعر والنثــر يتــم‬
‫اختيارهــا يف ضــوء مــا حتملــه مــن قيـ ٍم وأفـ ٍ‬
‫ـكار‪ ،‬وتنــوع يف التعبــر عــن مواقــف‬
‫ـة‪ ،‬عــى أن تكــون مناســبة هلــذا املســتوى‪.‬‬ ‫خمتلفـ ٍ‬

‫‪ /3‬املستوى الثالث‪ :‬وجمموع ساعاته‪ ،30‬وفيه يدرس‪:‬‬


‫القــرآن الكريــم‪ُ :‬يقــدم للمتعلــم يف هذا املســتوى‪ :‬اجلــزء الثامــن والعرشون‬
‫تــاوة‪ ،‬مــع حفــظ بعــض الســور مــن جــزء تبــارك‪ ،‬مــن ســورة املزمــل حتــى‬
‫ســورة املرســات‪ ،‬مــع مراعــاة أحــكام التجويــد املتمثلــة يف‪( :‬أحــكام االســتعاذة‬
‫والبســملة‪ ،‬وأحــكام النــون الســاكنة والتنويــن‪ ،‬وأحــكام امليــم الســاكنة)‪.‬‬
‫العلوم الرشعية (فقه‪ ،‬عقيدة‪ ،‬حديث‪ ،‬سرية)‪.‬‬
‫حديــث‪ :‬جمموعــ ٌة خمتــار ٌة مــن األحاديــث النبويــة الرشيفــة املتعلقــة‬
‫بــاآلداب العامــة‪ ،‬وبعــض األذكار‪ ،‬وفضائــل األعــال‪ ،‬وحماســن األخــاق مــع‬
‫ســهل مبســ ًطا‪.‬‬
‫ً‬ ‫رشحــا‬
‫رشحهــا ً‬
‫الفقــه‪ :‬وفيــه‪ :‬قــدر مــن املعلومــات املتعلقــة بالصــوم‪ ،‬وزكاة الفطــر‪،‬‬

‫‪230‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫واحلــج‪ ،‬وبعــض الســنن املؤكــدة كصــاة الرتاويــح‪ ،‬والعيديــن‪.‬‬


‫ـتامعية متنوعـ ٍ‬
‫ـة تشــتمل عــى‪ :‬نصــوص‬ ‫ٍ‬ ‫مهــارة االســتامع‪ :‬تقديــم مـ ٍ‬
‫ـادة اسـ‬
‫متوســطة الطــول‪ ،‬وتتمثــل يف حــوارات‪ ،‬وأحاديــث‪ ،‬ونــرات أخبــار يف حــدود‬
‫خــرة املتعلــم اللغويــة‪ ،‬باإلضافــة إىل تقديــم تدريبــات متنوعــة‪ ،‬ومتدرجــة‪،‬‬
‫وشــاملة تعــن الــدارس عــى بنــاء قدرتــه االتصاليــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عــى موضوعــات متنوعــة‪،‬‬ ‫مهــارة الــكالم‪ :‬تدريــب املتعلمــن شــفو ًّيا‬
‫مــع مراعــاة اســتعامل اجلمــل املركبــة بعــد أن تدربــوا مــن قبــل عــى اجلمــل‬
‫البســيطة‪ ،‬وتدريبهــم عــى تنظيــم الفكــر‪ ،‬وترتيبهــا يف الــكالم‪ ،‬وعــى إلقــاء‬
‫الكلــات‪ ،‬واألحاديــث املتنوعــة‪ ،‬واالشــراك يف املناقشــة‪ ،‬وإبــداء الــرأي حــول‬
‫املوضوعــات املختلفــة‪.‬‬
‫نصوصــا‬ ‫ـادة قرائيـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬تشــمل‬ ‫مهــارة القــراءة‪ :‬يتــم يف هــذا املقــرر تقديــم مـ ٍ‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫موضوعــات متنوعــ ًة كاملوضوعــات‬ ‫رسديــ ًة‪ ،‬حتمــل مفاهيــم جمــردةً‪ ،‬تعالــج‬
‫العلميــة‪ ،‬والتارخييــة‪ ،‬والنقديــة‪ ،‬واألدبيــة مــع تدريبــات متنوعــة‪.‬‬
‫مهــارة الكتابــة‪ :‬وتقــدم فيــه بعــض قواعــد الكتابــة التــي تعــن املتعلــم‬
‫عــى الكتابــة الســليمة إمالئ ًّيــا متمثل ـ ًة يف‪ :‬معرفــة اهلمــزات‪ ،‬وقواعــد كتابتهــا‪،‬‬
‫التدريــب عليهــا‪ ،‬وتعويــده عــى رسعــة الكتابــة‪ ،‬واســتخدام عالمــات الرتقيــم‪.‬‬
‫النحــو والــرف‪ :‬تُقــدم للمتعلــم مــن موضوعــات النحــو الــرف مــا‬
‫يعينــه عــى معرفــة بنــاء اجلملــة العربيــة‪ ،‬وأســس ضبــط الكلمــة‪ ،‬وبنائهــا‪ ،‬مــع‬
‫تقديــم عــدد مــن التدريبــات املعــززة‪.‬‬
‫نصــوص أدبيــة‪ :‬دراســة نــاذج لنصــوص الشــعر‪ ،‬والنثــر مــن العصــور‬
‫املختلفــة مــع تنــوع أغراضهــا‪ ،‬مــع إعطائــه فكــر ًة خمتــر ًة عــن تاريــخ األدب‬
‫العــريب يف عصــوره املختلفــة‪.‬‬
‫الطريقــة املتبعــة يف التدريــس يف مرحلــة اإلعــداد اللغــوي‪ :‬تقــوم عــى ‬
‫تدريــس اللغــة مــن خــال عنارصهــا الثالثــة‪:‬‬
‫‪1 )1‬األصوات‪.‬‬
‫‪2 )2‬املفردات‪.‬‬
‫‪3 )3‬الرتاكيب‪.‬‬
‫بتدريس املهارات األربع‪ :‬االستامع‪ ،‬الكالم‪ ،‬والقراءة‪ ،‬والكتابة‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫واالعتــاد يف ذلــك عــى الطريقــة التواصليــة‪ :‬وهــي مــن بــن األســاليب‬


‫التعليميــة احلديثــة املتبعــة‪ ‬يف تطويــر املهــارات اللغويــة للطلبــة‪ ،‬واألســلوب‬
‫التواصــي هــو أســلوب (‪ )approach‬أو منهــج (‪ )method‬يســتخدم يف تدريــس‬
‫اللغــات األجنبيــة‪ ،‬وقــد ظهــر هــذا األســلوب يف ســبعينيات القــرن املــايض ‪ ‬كرد‬
‫فعــل إزاء الطرائــق األخــرى التــي ظهــرت قبلــه‪ ،‬كأســلوب الرتمجــة احلرفيــة‬
‫واألســلوب املبــارش‪ ،‬كذلــك أســلوب الســمع اللغــوي؛ حيــث أثبتــت‬
‫هــذه ‪ ‬الطريقــة عــدم كفــاءة يف تدريــس اللغــات‪ ،‬لذلــك ومــن منطلــق علمــي‪ ‬‬
‫ـج جديـ ٍ‬
‫ـد‪ ،‬وهــذا املنهــج‬ ‫أكــد علــاء اللغــة التطبيقيــة احلاجــة املاســة لتطبيــق منهـ ٍ‬
‫‪ ‬قائــا عــى هنــج تعليــم اللغــة عــن طريــق التفاعــل وتطويــر‬‫ً‬ ‫جيــب أن يكــون‬
‫املهــارات التواصليــة‪ ،‬باإلضافــة إىل الكفــاءة الوظيفيــة‪.‬‬
‫ومــن أهــم مــا يميــز هــذا املنهــج هــو اعتبــاره اللغــة وســيلة لالتصــال‬
‫والتواصــل‪ .‬وبــا أن التواصــل يتضمــن جمموعــة مــن الوظائــف التــي تشــمل‬
‫البحـ�ث عـ�ن املعلومـ�ا ت ‪ seeking information's‬والتعبــر عــن االعتــذار �‪apolo‬‬
‫‪  gizing‬والتعبــر عــن مــا نحــب ونكــره ‪)likes and dislikes expressions( ‬؛ لذلــك‬
‫فهــو يســتخدم األســلوب التواصــي داخــل الصفــوف الدراســية مــن أجــل‬
‫ـة ذات داللـ ٍ‬
‫ـة ومغــزى‪ ،‬وممكــن‬ ‫رفــع قــدرة الطلبــة عــى اســتخدام اللغــة بطريقـ ٍ‬
‫خمصــص وموجــ ٌه للطلبــة‬
‫ٌ‬ ‫منهــج‬
‫ٌ‬ ‫االســتفادة منــه يف احليــاة اليوميــة‪ ،‬إذن هــو‬
‫را عــن حاجاهتــم واهتامماهتــم‪.‬‬ ‫والراغبــن بالتعلــم ‪ ‬معــ ً‬
‫ٍ‬
‫بســيط‪ ،‬فهو‬ ‫ٍ‬
‫لســبب‬ ‫ويركــز األســلوب التواصــي عــى وظائــف اللغــة‬
‫يؤهــل املتعلمــن ويزودهــم بالقــدرة التواصليــة مــع أصحــاب اللغــة األصليــة‬
‫عنــد ســفرهم إىل هــذه البلدان‪ ‬واملعايشــة هنــاك‪ ،‬أو حتــى مــن خــال مواقــع‬
‫التواصــل االجتامعــي‪.‬‬
‫وألمهيــة املنهــج التواصــي نــرى اليــوم أن املعنيــن بالشــأن التعليمــي‬
‫آمــال يف تطويــر اللغــة لــدى الدارســن‪ ،‬ويوفــرون الســبل‬ ‫ً‬ ‫يعلقــون عليــه‬
‫والوســائل لتنميــة املهــارات التواصليــة لــدى الطلبــة؛ كتوفــر املنهــج الــدرايس‬
‫ٍ‬
‫أســاس إىل تنميــة هــذه القــدرات‪ ،‬وكذلــك‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫احلديــث الــذي هيــدف‬
‫تدريــب الكــوادر التدريســية مــن أجــل حتقيــق اهلــدف املنشــود‪ ،‬لذلــك فاملنهــج‬
‫التواصــي يســاعد الطلبــة واملهتمــن بالشــأن التعليمــي عــى اســتخدام اللغــة‬
‫ـة إلدارة وتوجيــه الصــف‪ ،‬وهــذا بــدوره يعكــس لنــا اكتســاب‬ ‫ـيلة طبيعيـ ٍ‬
‫كوسـ ٍ‬

‫‪232‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫اللغــة الطبيعــي (‪.)1‬‬


‫تدريس اللغة العربي�ة‪ :‬املفهوم‪ ،‬واألسس‪ ،‬واملراحل‬
‫مفهــوم اللغــة عنــد اللغويني العــرب‪ :‬اللغــة كــا وردت يف املعاجــم اللغوية‬
‫مــن لغــوة؛ أي لغــا إذا تكلــم بمعنــى أخطــأ‪ ،‬وهــي كلمـ ٌة يونانيــة معناهــا كالم‪،‬‬
‫اصطالحــا فاختلــف اللغويــون‬
‫ً‬ ‫وقــد دخلــت إىل العربيــة يف وقــت مبكــر‪ ،‬أمــا‬
‫ٍ‬
‫العــرب يف تعريفهــا‪ ،‬إال أن مجيــع تعريفاهتــم تعــود ملعنــى واحــد يتضمــن مــا‬
‫ـوات يعــر هبــا ُ‬
‫كل قــو ٍم عــن‬ ‫قالــه عــامل اللغــة ابــن جنــي بــأن اللغــة هــي‪« :‬أصـ ٌ‬
‫ـب هــي‪ :‬إن اللغــة أصــوات‬ ‫أغراضهــم»‪ ،‬وهــذا التعريــف يشــمل أربعــة جوانـ ٍ‬
‫منطوقــة‪ .‬إن وظيفتهــا التعبــر‪ .‬إن اللغــة تعــر عــن أغــراض‪ .‬إن اللغــة متداولــة‬
‫بــن قــوم يتفامهــون هبــا‪.‬‬
‫ـظ ُوضــع ملعنــى‪ ،‬وتوســع اللغويــون‬ ‫أمــا ابــن احلاجــب فعرفهــا بأهنــا كل لفـ ٍ‬
‫يف تعريفــات اللغــة إال أن مجيــع تعريفاهتــم تــدور حــول هذيــن التعريفــن‪،‬‬
‫فخالصــة مــا توصــل إليــه اللغويــون املحدثــون أن اللغــة وســيلة تفاه ـ ٍم بــن ‬
‫األفــراد ال يقتــر دورهــا عــى األصــوات فحســب‪ ،‬بــل تدخــل فيهــا قســات‬
‫الوجــه وتغرياتــه‪ ،‬وإشــارات اليديــن‪ ،‬أو حــركات اجلســم‪.‬‬
‫وظائــف اللغــة‪ :‬تعــد وســيلة للتواصــل واالنســجام بــن األفــراد‪ .‬تعتــر ‬
‫مــن مصــادر قــوة املجتمعــات التــي يتغلــب هبــا شــعب‪ R‬عــى اآلخــر‪ .‬تشــمل‬
‫وظيفـةً تعبرييـ ًة؛ حيــث ُيعــر هبــا اإلنســان عــن كل مــا جيــول يف صــدره بالــكالم‬
‫ـدل مــن اإلشــارات‪ .‬تعكــس اللغــة والكلــات واملفــردات التــي يســتخدمها‬ ‫بـ ً‬
‫الفــرد شــخصيته وثقافتــه‪ ،‬فمــن خــال اللغــة نســتطيع الكشــف عــن طبيعــة‬
‫وشــخصية املتحــدث‪.‬‬
‫وظائف اللغة‪:‬‬
‫وظيفــة فرديــة‪ :‬فهــي وســيلة الفــرد يف التعبــر عــن ذاتــه وحاجاتــه وكل‬
‫املعــاين التــي تــدور يف فكــره فيعــر عنهــا بواســطة اللغــة‪.‬‬
‫فهــا وإفها ًمــا‬
‫وظيفــة اجتامعيــة‪ :‬فهــي وســيلته للتواصــل مــع جمتمعــه ً‬
‫فيتفاعــل معــه‪ ،‬ويتكيــف مــع بئتــه‪ .‬كــا أهنــا وســيلته يف تنســيق العالقــات التــي‬
‫تربطــه باملجتمــع وعاداتــه وتقاليــده وعقائــده‪.‬‬

‫((( حممــود عطيــة ‪-‬اســتاذ اللغــة والرتمجــة جامعــة بغــداد ‪ -‬كليــة الرتبيــة ابــن رشــد للعلــوم‬
‫االنســانية ‪ /‬قســم اللغــة اإلنجليزيــة‪ -‬مجيــع احلقــوق حمفوظــة لدنيــا الوطــن © ‪– 2003‬‬
‫‪.2017‬‬

‫‪233‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وظيفــة ثقافيــة‪ :‬هــي الوســيلة يف اكتســاب املعــارف واخلــرات والثقافــات‬


‫ونقلهــا بــن األجيــال‪.‬‬
‫وظيفــة نفســية‪ :‬فمــن وظائفهــا النفســية اســتخدامها إلثــارة الوجــدان‬
‫والفكــر والتأثــرات االنفعاليــة يف اآلخريــن ســل ًبا‪ ،‬أو إجيا ًبــا‪.‬‬
‫وظيفــة عقليــة‪ :‬يرتبــط الفكــر باللغــة فهــي أداتــه يف الوصول إىل املــدركات‪،‬‬
‫والقيــام بجميــع عمليــات التفكــر‪( .‬طــرق تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫‪.)1()4-1‬‬
‫خصائــص اللغــة‪ :‬ظاهــرة اجتامعيــة‪ ،‬أي أهنــا قابلــة للتغيــر بتغــر ‬
‫املجتمعــات التــي تنطــق هبــا‪ .‬بنظــام مــن الرمــوز واحلــروف والكلــات‪.‬‬
‫واللغــة عــادة مكتســبة‪ ،‬فــا يولــد الطفــل وهــو يتكلــم بــل يتعلــم ذلــك‬
‫تدرجي ًّيــا‪ .‬وهــي حتمــل معنــى‪ ،‬ينتقــل بــن األفــراد‪.‬‬
‫اللغــة املكتوبــة واللغــة املنطوقــة‪ :‬لــكل لغـ ٍ‬
‫ـة مــن لغــات العــامل شــكالن‪:‬‬
‫قديــا أن اللغــة‬
‫ً‬ ‫الشــكل املنطــوق والشــكل املكتــوب‪ ،‬وقــد كان مــن الســائد‬
‫ـكاس للغــة املنطوقــة‪ ،‬لكــن الدراســات اللســانية االجتامعيــة‬ ‫املكتوبــة هــي انعـ ٌ‬
‫ٍ‬
‫اكتشــفت أن لــكل لغــة مــن اللغتــن مكوناهتــا‪ ،‬وشــخصيتها‪ ،‬ومميزاهتــا اخلاصــة‪،‬‬
‫فــإن اللغــة املنطوقــة أســبق يف الوجــود مــن اللغــة املكتوبــة؛ ألن الطفــل يكتســب‬
‫لغتــه مــن املجتمــع الــذي يعيــش فيــه قبــل أن يتعلــم الكتابــة‪ (.‬اللغــة املكتوبــة‬
‫واللغــة املنطوقــة‪ ،‬متــارض صــايف)(‪.)2‬‬
‫فدراســة اللغــة تشــمل الظواهــر اللغويــة كافــة‪ ،‬مــن األصــوات‪ ،‬والــرف‬
‫والنحــو والداللة‪.‬‬
‫والتحليــل اللســاين يبــدأ باألصــوات؛ ألهنــا العنــارص األوىل التــي تشــكل‬
‫الكلــات أو الوحــدات الدالــة‪ ،‬ثــم ينظــر يف بنــاء الكلمــة مــن حيــث الشــكل‬
‫ٍ‬
‫مجــل إســنادية فيبــن ‬ ‫والوظيفــة‪ ،‬ويتقــدم بعــد ذلــك إىل تركيــب الكلــات يف‬
‫قواعــده ومعانيــه النحويــة‪ .‬وينتهــي عنــد درس املعنــى املتحصــل مــن معــاين‬
‫الكلــات معجم ًّيــا وســياق ًّيا مــن خــال تضافــر القطاعــات اللغويــة واملعطيــات‬
‫االجتامعيــة والثقافيــة‪.‬‬

‫((( طرق تعليم العربية للناطقني بغريها‪-‬بوين حسن ‪1984‬بحث تكمييل لنيل الدبلوم يف تعليم‬
‫العربية للناطقني بغريها‪ -4-1 :‬معهد اخلرطوم الدويل للغة العربية‪.‬‬
‫((( اللغــة املكتوبــة واللغــة املنطوقــة‪ ،‬متــارض صــايف‪- ،‬آخــر حتديــث‪ ١٥ ،١٢:١٠ :‬ينايــر‬
‫‪ /٢٠١٧‬موضــوع‪ .‬كــوم‬

‫‪234‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫ٍ‬
‫كأداة مــن‬ ‫واللغــة هــي جمموعــة مــن الرمــوز واإلشــارات املســتخدمة‬
‫أدوات املعرفــة والتواصــل االجتامعــي‪ ،‬وهــي مــن أهــم وســائل التفاهــم بــن ‬
‫أبنــاء املجتمــع يف شــتى جمــاالت احليــاة‪ ،‬ودوهنــا يصعــب تطويــر النشــاط‬
‫اإلنســاين املعــريف؛ ألهنــا ترتبــط ارتبا ًطــا عمي ًقــا بأســلوب التفكــر‪ ،‬وبشـ ٍ‬
‫ـكل عــا ٍّم‬
‫تتطــور اللغــات وتتنــوع مــع مــرور الســنوات‪ ،‬و ُيمكــن إعــادة تاريــخ تطورهــا‬
‫وبنائهــا مــن خــال املقارنــة بــن لغــات أجدادنــا ولغــات أبنائنــا‪ ،‬ومــن خالهلــا‬
‫ـى هويــة اجلامعــات الســابقة‪ ،‬وتراثهــا‪ ،‬وحاالهتــا االجتامعيــة‪،‬‬ ‫يتــم التعــرف عـ ُ‬
‫والثقافيــة‪ ،‬واإلنســانية‪ ،‬فمفهــوم اللغــة عنــد القدمــاء ال خيــرج عــن ذلــك‪ ،‬فقــد‬
‫ـن جنــي اللغــة بأهنــا جمموعــة مــن األصــوات التــي ُيعــر هبــا كل‬ ‫عــرف اإلمــام ابـ ِ‬
‫ـاج‬ ‫قــو ٍم أو جمتمــع عــن أغراضهــم واحتياجاهتــم‪ ،‬بينــا رآهــا دي سوســر بأهنــا نتـ ٌ‬
‫ـي مللكــة اللســان‪ ،‬وجمموعــة مــن التقاليــد املهمــة التــي يتبناهــا جمتمــع‬ ‫اجتامعـ ٌ‬
‫معــن‪ ،‬ملســاعدة األفــراد عــى ممارســة هــذه‪ ،‬امللكــة‪( .‬ســاجدة أبــو صــوي) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ودراسة اللغة وتشمل‪:‬‬


‫‪ -‬دراســة األصــوات وقواعــد تشــكيلها‪ ،‬أي مــا ينضــوي حتــت مصطلحــي‬
‫(‪ )Phonetic‬و(‪.)Phonology‬‬
‫‪ -‬دراسة الرصف‪ :‬أي ما يدخل ضمن مصطلح (‪.)Morphology‬‬

‫‪ -‬دراســة الرتكيــب أو النحــو‪ :‬أي مــا يتصــل برتكيــب اجلملــة (‪ ،)Syntax‬أو‬


‫(‪.)Grammar‬‬

‫‪ -‬دراســة الداللــة‪ :‬أي مــا يتعلــق بمعــاين الكلــات معجم ًّيــا‪ ،‬ومــا يلحــق‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بـ�ه مـ�ن جمـ�االت علميـ�ة وتطبيقيـ�ة كاملصطلـ�ح واملعجـ�م ممـ�ا يضمـ�ه مصطلـ�ح (�‪Se‬‬
‫‪.)mantic‬‬

‫‪ -‬دراسة األصوات التي تتألف منها اللغة‪ ،‬ويتناول ذلك‪:‬‬


‫* ترشيــح اجلهــاز الصــويت لــدى اإلنســان‪ ،‬ومعرفــة إمكانــات النطــق‬
‫املختلفــة الكامنــة فيــه‪ ،‬ووصــف أماكــن النطــق‪ ،‬وخمــارج األصــوات يف هــذا‬
‫اجلهــاز‪ ،‬وتقســيم األصــوات اإلنســانية إىل جمموعــات‪ .‬ودراســة املقاطــع‬
‫الصوتيــة‪ ،‬والنــر والتنغيــم يف الــكالم‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫‪ -‬دراســة البنيــة‪ ،‬أو البحــث يف القواعــد املتصلــة بالصيــغ‪ ،‬واشــتقاق‬
‫الكلــات وترصيفهــا‪ ،‬وتغيــر أبنيــة األلفــاظ للداللــة عــى املعــاين املختلفــة‪ .‬وهو‬
‫مــا يســمى بعلــم الــرف‪.‬‬

‫((( ساجدة أبو صوي‪ ،‬آخر حتديث‪ ٢٠ ،٠٩:٣٣ :‬يوليو ‪.٢٠١٧‬‬

‫‪235‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ -‬دراســة نظــام اجلملــة‪ ،‬مــن حيــث ترتيــب أجزائهــا‪ ،‬وأثــر كل جــزء منهــا‬
‫باآلخــر‪ ،‬وعالقــة هــذه األجــزاء ببعضهــا البعــض‪ ،‬وطريقــة ربطهــا‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يعــرف عنــد العــرب بعلــم النحــو‪.‬‬
‫‪-‬ىدراســة داللــة األلفــاظ‪ ،‬أو معــاين املفــردات‪ ،‬والعالقــة بــن هــذه‬
‫الــدالالت واملعــاين املختلفــة‪ ،‬احلقيقــي منهــا واملجــازي‪.‬‬
‫والبــد مــن اتبــاع طريقــة ســليمة لتدريــس اللغــة بمســتوياهتا املختلفــة فهي‬
‫كل ال يتجــزأ‪ ،‬والطريقــة هــي اخلطــة العامــة املســتمدة مــن نظريــات وافرتاضــات‬ ‫ٌّ‬
‫معينــة لتعليــم اللغــة وتعلمهــا والتــي يتبعهــا املعلــم يف تقديــم املــواد اللغويــة‬
‫ٍ‬
‫ـراءات‬ ‫ويطبقهــا يف عمليــة تعليميــة تع ُلميــة يف حجــرة الدراســة مــن خــال إجـ‬
‫صفيـ ٍ‬
‫ـة تنطبــق عليهــا‪.‬‬
‫وطرائــق تعليــم اللغــات األجنبيــة كثــر ٌة ومتعــدد ٌة خيتلــف بعضهــا عــن‬
‫�ض باختـلاف املداخـ�ل (‪ )Approaches‬التــي تســتند إليهــا واألســاليب (�‪Tech‬‬ ‫بعـ ٍ‬
‫‪ )niques‬التــي تن َفــذ هبــا يف عمليــة التعليــم‪ .‬وليــس ثمــة طريق ـ ٌة مثــى وكاملــة‪،‬‬
‫تناســب كل الظــروف التعليميــة‪ ،‬وختلــو مــن العيــب والقصــور‪ .‬إال أن هنــاك‬
‫طريقـ ًة ســيئ ًة‪ ،‬قليلــة النفــع‪ ،‬وأخــرى فاعلــة مؤثــرة يف العمليــة التعليميــة‪ .‬ولكــن‬
‫مــع ذلــك فــإن طرائــق التدريــس –قديمهــا وحديثهــا ‪-‬وبغــض النظــر عــن‬
‫بعضــا‪ .‬وقــد أثبتــت الدراســات‬ ‫درجــة فعاليتهــا‪-‬ال متــوت وال يلغــي بعضهــا ً‬
‫ٍ‬
‫كثــر مــن أنحــاء العــامل مازالــوا يســتخدمون طريقــة‬ ‫أن بعــض املدرســن يف‬
‫القواعــد والرتمجــة ‪-‬وهــي أقــدم طرائــق التدريــس املعروفــة التــي مضــت عليهــا‬
‫ـب مــع الطرائــق التــي جــاءت بعدهــا‪.‬‬‫قــرون‪ -‬جن ًبــا إىل جنـ ٍ‬
‫وإذا كانــت طرائــق تدريــس اللغــة األجنبيــة كثــرة متعــددة وليــس منهــا‬
‫مــا هــي مثــى ومناســبة لــكل املواقــف التعليميــة‪ ،‬فمعنــى ذلــك أنــه ينبغــي عــى ‬
‫ٍ‬
‫معينــة دون غريهــا‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بطريقــة‬ ‫معلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا أال يتقيــد‬
‫وإنــا ينتقــي منهــا مــا يناســب‪.‬‬
‫أسس اختيار الطريقة‪ :‬املوقف التعليمي الذي جيد نفسه فيه‪.‬‬
‫وهنــاك عــدة أســس يمكــن أن يلجــأ إليهــا املعلــم وهــو خيتــار طريقــة‬
‫التدريــس املناســبة‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫كلغة ٍ‬
‫ثانية‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬املجتمع الذي تدرس فيه العربية ٍ‬
‫كلغة ٍ‬
‫ثانية‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬أهداف تدريس العربية ٍ‬

‫‪236‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫ت‌‪-‬مستوى الدارسني وخصائصهم‪.‬‬


‫ث‌‪-‬اللغة القومية للدارسني‪.‬‬
‫ج‌‪-‬إمكانيات تعليم اللغة‪.‬‬
‫ح‌‪-‬مستوى اللغة العربية املراد تعليمها‪ ،‬فصحى‪ ،‬عامية‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫معايري اختي�ار الطريقة‪:‬‬
‫ إىل جانــب أســس اختيــار الطريقــة ثمــة معايــر ينبغــي أن يتــم يف ضوئها‬
‫اختيــار الطريقــة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ ‪ .‬أالســياقية‪ :‬أي أن تقــدم الطريقــة كافــة الوحــدات اللغويــة اجلديــدة يف‬
‫ســياقات ذات معنــى جتعــل تعلمهــا ذا قيمـ ٍ‬
‫ـة يف حيــاة الــدارس‪.‬‬
‫ ‪ .‬باالجتامعيــة‪ :‬أي أن هتيــئ الفرصــة ألقــى شـ ٍ‬
‫ـكل مــن أشــكال االتصــال‬
‫بــن املتعلمني‪.‬‬
‫ ‪ .‬جالربجمــة‪ :‬أي أن توظــف املحتــوى اللغــوي الــذي ســبق تعلمــه يف حمتوى‬
‫ً‬
‫متصل بســابقه‪.‬‬ ‫لغــوي جديـ ٍ‬
‫ـد‪ ،‬وأن تقــدم هــذا املحتــوى اجلديــد‬ ‫ٍّ‬
‫ـكل يســمح لــكل‬‫ ‪ .‬دالفرديــة‪ :‬أي أن تقــدم املحتــوى اللغــوي اجلديــد بشـ ٍ‬
‫ـب كفـ ٍ‬
‫ـرد أن يســتفيد منهــا‪ .‬فــإن الطريقــة اجليــدة هــي التــي ال يضيــع فيهــا‬ ‫طالـ ٍ‬
‫حــق الفــرد أمــام تيــار اجلامعــة‪.‬‬
‫ ‪ .‬هالنمذجة‪ :‬أي أن توفر نامذج جيد ًة يمكن حماكاهتا يف تعليم اللغة‪.‬‬
‫ ‪ .‬والتنوع‪ :‬أي أن تعدد أساليب عرض املحتوى اللغوي اجلديد‪.‬‬
‫ ‪ .‬زالتفاعــل‪ :‬بحيــث يتفاعــل كل مــن املتعلــم واملعلــم‪ ،‬واملــواد التعليميــة‬
‫يف إطــار الظــروف واإلمكانيــات املتوفــرة يف حجــرة الدراســة‪.‬‬
‫ ‪ .‬حاملامرســة‪ :‬بــأن يعطــى لــكل متعلــ ٍم الفرصــة للمامرســة الفعليــة‬
‫ٍ‬
‫وضبــط‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫إرشاف‬ ‫للمحتــوى اللغــوي اجلديــد حتــت‬
‫ ‪ .‬طالتوجيــه الــذايت‪ :‬بــأن متكــن املتعلــم مــن إظهــار أقــى درجــات‬
‫االســتجابة عنــده‪ ،‬تنميــة قدرتــه عــى التوجيــه الــذايت‪ (.‬نــر الديــن جوهــر)(‪.)1‬‬

‫((( طــرق تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪-‬د‪ .‬نــر الديــن إدريــس جوهــر (جامعــة‬
‫ســونن أمبيــل اإلســامية احلكومية – إندونيســيا)‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الفصــل الثــاين‪ :‬املشــاكل الــي تواجــه تدريــس اللغــة العربيــ�ة‬


‫للناطقــن بغريهــا يف دراســة املســتوى الصــويت‬
‫الدراســات الصوتيــة‪ :‬ممــا تتميــز بــه اللغــة العربيــة‪ :‬التاميـ ُـز الصــويت‪ :‬حيــث‬
‫ِ‬
‫ملقيــاس علــم اللغــات‪ ،‬فــإن اللغــة العربيــة‬ ‫ُ‬
‫اللســان العــريب‬ ‫ــع‬ ‫ِ‬
‫إنــه إذا أخض َ‬
‫ســتكون أوىف لغــات العــامل للــروط‪ ،‬حيــث إن جهــاز النطــق املوجــود يف جسـ ِم‬
‫ـارج األصــوات‪ ،‬كــا أن اللغــة العربي ـ َة حتتــوي العديــد‬ ‫ـع خمـ ِ‬ ‫اإلنســان يضــم مجيـ َ‬
‫مــن احلــروف غــر املوجــودة يف اللغــات الســامية‪ ،‬مثــل‪ :‬حــرف الثــاء‪ ،‬والغــن‪،‬‬
‫والظــاء‪ ،‬والضــاد‪ ،‬والــذال‪ ،‬واخلــاء‪( .‬عبــد العزيــز الدغيثــر‪ :‬نشــأة اللغــة العربيــة‬
‫وتطورهــا وثباهتــا أمــام التحديــات)(‪.)1‬‬
‫فــدارس اللغــة العربيــة مــن غــر الناطقــن هبــا يتوقــع أن جيــد صعوبــة يف‬
‫نطــق بعــض أصــوات احللــق‪ ،‬واألصــوات املفخمــة؛ لــذا حيــاول املنهــج التقابــي ‬
‫اللغــوي أن يركــز يف تدريســه للغــة األجنبيــة عــى مــا اختلفــت فيــه اللغتــان‪ ،‬يف‬
‫مجيــع املســتويات اللغويــة‪ ،‬الصوتيــة والرصفيــة والنحويــة والدالليــة والثقافيــة‪،‬‬
‫وأن يتجــاوز مــا تتشــابه فيــه اللغتــان‪ .‬‬
‫و ُيبنى التقابل اللغوي عىل افرتاضني اثنني‪:‬‬
‫أول‪ :‬التداخــل اللغــوي‪ .‬ويقصــد بــه أن تداخـ ً‬
‫ـا لغو ًّيــا حيــدث بــن لغتــه‬ ‫ً‬
‫األم واللغــة املنشــودة أثنــاء عمليــة التعلــم‪ ،‬ويؤثــر هــذا التداخــل ســل ًبا عــى ‬
‫عمليــة التعلــم‪.‬‬
‫ثان ًيــا‪ :‬نقــل اخلــرة‪ .‬وهــو أن ينقــل متعلــم اللغــة األجنبيــة خربتــه يف تعلــم‬
‫لغتــه األم إىل تعلــم اللغــة املنشــودة أو اهلــدف‪ ،‬ويــرى الباحثــون أن ذلــك يؤثــر‬
‫ســل ًبا يف تعلــم اللغــة‪.‬‬
‫دراسة األصوات وتشمل‪:‬‬
‫‪1.1‬علم األصوات النطقي‪.‬‬
‫‪2.2‬وصف جهاز النطق‪.‬‬
‫‪3.3‬األصوات الصامتة والصائتة‪.‬‬
‫‪4.4‬املخارج الصوتية‪.‬‬

‫((( عبــد العزيــز الدغيثــر (‪« ،)2016-8-8‬نشــأة اللغــة العربيــة وتطورهــا وثباهتــا أمــام‬
‫التحديــات"‪ ،www.alukah.net ،‬اطلــع عليــه بتاريــخ ‪ .2017-12-25‬بتــرف‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫‪5.5‬درجات االنفتاح‪.‬‬
‫‪6.6‬صفات النطق‪.‬‬
‫‪7.7‬الصوائت‪ :‬مقاييسها وصفاهتا‬
‫وتتــم الدراســة عــى مســتوى احلــروف‪ ،‬عــى مســتوى الكلــات‪ ،‬عــى ‬
‫مســتوى اجلمــل عــى مســتوى املعنــى والداللــة‪.‬‬
‫كثــرا بدراســة‬
‫ً‬ ‫فـ(اخلليــل) هــو مــن أســس الــدرس الصــويت وعنــي‬
‫األصــوات‪ ،‬ثــم جــاء ســيبويه تلميــذه فخــص الدراســة الصوتيــة يف كتابــه‬
‫(الكتــاب)‪ ،‬ثــم جــاء ابــن جنــي يف القــرن الرابــع ليؤلــف كتا ًبــا مسـ ًّ‬
‫ـتقل يف علــم‬
‫األصــوات ســاه (رس صناعــة اإلعــراب)‪ ،‬ثــم جــاء بعــده العلــاء بمؤلفــات‬
‫كثــرة‪( .‬رجــب عبــد التــواب ‪.)1()9/‬‬
‫وقــد عــرف الــدرس الصــويت احلديــث عنــد األوربيــن مصطلحــن ‬
‫رئيســيني مهــا (الفونيتيــك) و(الفونولوجيــا)‪.‬‬
‫وأول مــا يذكــر يف هــذا الصــدد هــو مفهــوم دوسوســر الــذي اســتعمل‬
‫(الفونيتيــك) للداللــة عــى العلــم التارخيــي الــذي حيلــل األحــداث والتغــرات‬
‫والتطــورات عــر الســنني‪ ،‬وهــو لذلــك جــز ٌء مــن اللســانيات‪.‬‬
‫لكــن مدرســة بــراغ اللغويــة اســتعملت (الفونيتيــك) عكــس اســتعامل‬
‫دوسوســر‪ ،‬إذ رأت أنــه ليــس علـ ًـا لســان ًّيا‪ ،‬بــل هــو مســاعدٌ للســانيات؛ ألنــه‬
‫يــدرس األصــوات دراســ ًة علميــ ًة ال ختــص لغــة بعينهــا‪.‬‬
‫ثــم شــاع يف الدراســات اإلنجليزيــة واألمريكيــة اســتعامل (الفونيتيــك)‬
‫بمعنــى العلــم الــذي يــدرس األصــوات الكالميــة ويصنفهــا وحيللهــا مــن غــر ‬
‫ـارة إىل تطورهــا التارخيــي؛ ألن أحدمهــا يعتمــد عــى اآلخــر‪ ،‬ومهــا يتنــاوالن‬ ‫إشـ ٍ‬
‫مــادة واحــدة هــي األصــوات؛ لذلــك مجعــا م ًعــا حتــت أحــد املصطلحــن‪:‬‬
‫(الفونيتيــك) أو (الفونولوجيــا)‪ .‬لكــن دارســن آخريــن مل يفرقــوا بــن ‬
‫(الفونيتيــك) و(الفونولوجيــا)‪ .‬‬
‫ومعظــم اللســانيني جعلــوا (الفونيتيــك) علـ ًـا يــدرس أصــوات الــكالم‬
‫دون النظــر إىل وظائفهــا اللغويــة أو حتديــد اللغــة التــي تنتمــي إليهــا‪.‬‬

‫((( مدخــل إىل أصــوات العربية‪-‬رجــب عبــد التــواب‪-‬ط‪-2016-1‬دار اآلفــاق‬


‫العربيــة‪-‬ص ‪.9‬‬

‫‪239‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أمــا مصطلــح (الفونولوجيــا) فقــد اســتعمله دوسوســر لدراســة آليــة‬


‫النطــق‪.‬‬
‫واقرتحــت للفونولوجيــا تســميات عربيــة نحــو‪( :‬منهــج التشــكيل‬
‫الصــويت)‪ ،‬و(علــم األصــوات التشــكييل)‪ ،‬و(علــم األصــوات التنظيمــي)‪،‬‬
‫و(علــم وظائــف األصــوات)‪ ،‬و(علــم النطــق)‪.‬‬
‫ويعــرف (الفونولوجيــا) بأنــه‪ :‬العلــم الــذي يــدرس الصــوت اللغــوي‬
‫وهــو داخــل البنيــة اللغويــة مــن حيــث وظيفتــه وتوزيعــه‪ ،‬وعالقــة ذلــك‬
‫باملعنــى‪ ،‬والقوانــن العامــة التــي حتكــم ذلــك‪.‬‬
‫يقسم (الفونيتيك) أي علم األصوات إىل أربعة أقسام هي‪:‬‬
‫‪-1‬علم األصوات النطقي أو الفيزيولوجي‪.‬‬
‫ويــدرس خمــارج األصــوات الكالميــة وطريقــة نطقهــا‪ ،‬ويبــن أعضــاء‬
‫النطــق ويصــف علمهــا‪ ،‬ويصنــف صفاهتــا‪.‬‬
‫‪-2‬علم األصوات الفيزيائي أو السمعي‪.‬‬
‫ويــدرس املوجــات الصوتيــة الصــادرة عــن جهــاز النطــق‪ ،‬وانتقاهلــا إىل‬
‫األذن‪ ،‬والعوامــل املؤثــرة يف ذلــك مــن النواحــي الفيزيائيــة‪.‬‬
‫‪ -‬علم األصوات السمعي أو اإلصغائي‪.‬‬
‫ويــدرس جهــاز الســمع عنــد اإلنســان‪ ،‬وحيلــل العمليــة الســمعية‪،‬‬
‫ويوضــح ماهيــة اإلدراك الســمعي وأثــره يف وصــف األصــوات‪.‬‬
‫‪-4‬علم األصوات التجريبي أو املعميل‪.‬‬
‫ويــدرس خصائــص األصــوات الكالميــة باســتخدام األجهــزة وصــور‬
‫ٍ‬
‫متعــددة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫خمربيــة‬ ‫ٍ‬
‫أدوات‬ ‫األشــعة‪ ،‬وغــر ذلــك مــن‬
‫علم األصوات النطقي (الفونيتيك)‪:‬‬
‫يــدرس أصــوات اللغــة وهــي معزولــة بعيــدة عــن البنيــة اللغويــة؛ حيــث‬
‫حيــدد علــاء األصــوات طبيعــة الصــوت اللغــوي ومصــدره وكيــف حيــدث‪،‬‬
‫ومواضــع نطــق األصــوات املختلفــة والصفــات النطقيــة والســمعية املصاحبــة‬
‫هلــا‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫ـرا مــن أدواتــه الدراســية مــن علــوم‬


‫وعلــم األصــوات النطقــي يســتمد كثـ ً‬
‫الترشيــح والفيزيــاء والطــب والتقنيــة اآلليــة‪.‬‬
‫وحتــدد الدراســات احلديثــة جهــاز النطــق بــد ًءا مــن الرئتــن وانتهــاء‬
‫بالشــفتني‪ ،‬ومتيــز بــن أعضــاء النطــق الثابتــة واألعضــاء املتحركــة‪.‬‬
‫ـاط يقــوم بــه عــد ٌد مــن األعضــاء يف اجلســم‬‫وحيــدث الــكالم نتيجــة نشـ ٍ‬
‫اإلنســاين‪ .‬وهــم بذلــك قــد وافقــوا علــاء العربيــة بــل أشــادوا هبــم فيــا ســبقوا‬
‫إليــه مــن نظريــة خمــارج احلــروف‪ ،‬وإن خالفوهــم يف عددهــا فقــد وقفــوا عنــد‬
‫عــرة خمــارج‪( .‬رجــب عبــد اجلــواد‪.)89/‬‬
‫املخارج الصوتي�ة‪:‬‬
‫املخرج‪ :‬هو مكان النطق الذي حيدث فيه التصويت‪.‬‬
‫وكان أول مــن بــدأ بتصنيــف األصــوات (اخلليــل)‪ ،‬ونســب إليــه أنــه جعــل‬
‫ـرا مــن‬
‫خمرجــا‪ ،‬كــا يذكــر ابــن اجلــزري أن كثـ ً‬
‫خمــارج األصــوات ســبعة عــر ً‬
‫النحــاة والقــراء ذهبــوا إىل أن املخــارج ســتة عــر‪ ،‬وهــو مذهــب ســيبويه‪.‬‬
‫لقــد عــرف اخلليــل وتلميــذه ســيبويه ومــن تبعهــم مــن اللغويــن أصـ ً‬
‫ـا‬
‫أعضــاء اجلهــاز النطقــي ووصفوهــا وص ًفــا دقي ًقــا اعتــا ًدا عــى آليــة النطــق‪.‬‬
‫وصف جهاز النطق‪ :‬األعضاء الثابتة هي‪:‬‬
‫األسنان العليا واللثة والغار واجلدار اخللفي للحلق‪.‬‬
‫األعضــاء املتحركــة هــي‪ :‬الشــفتني واللســان والفــك الســفيل والطبــق‬
‫واللهــاة واحلنجــرة والوتريــن الصوتــن والرئتــن‪.‬‬
‫وجيــري ترتيــب هــذه األعضــاء مجي ًعــا مــن األدنــى إىل األعــى عــى هــذا‬
‫النحــو‪:‬‬
‫‪-1‬الرئتــان ‪-2‬القصبــة اهلوائيــة ‪-3‬احلنجــرة ‪-4‬الوتــران الصوتيــان‬
‫‪-5‬لســان املزمار‪-6‬البلعــوم ‪-7‬اللســان ‪-8‬اللهــاة ‪-9 .‬الطبــق ‪-10‬الغــار ‪-11‬‬
‫أصــول االســنان أو اللثــة ‪-12‬األســنان ‪-13‬الفــك األســفل ‪-14‬التجويــف‬
‫األنفــي ‪-15‬الشــفتان‪( .‬أمحــد قــدور‪.)1()79-70/‬‬
‫ ونجــد أن حــروف اهلجــاء‪ :‬تســعة وعــرون حر ًفــا‪ ،‬الثامنيــة والعــرون‬

‫((( مبادئ اللسانيات –أمحد حممد قدور –ط‪- 2008- 3‬دار الفكر‪-‬دمشق‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املعروفــة باألبجديــة‪ ،‬باإلضافــة إىل حــرف األلــف‪.‬‬


‫وللعلامء يف عدد خمارج احلروف ثالثة مذاهب‪:‬‬
‫‪١ -١‬فذهــب اخلليــل بــن أمحــد وأكثــر النحويــن‪ ،‬وأكثــر ال ُقــراء‪ ،‬ومنهــم‪،‬‬
‫خمرجــا‪ ،‬وهــذا هــو املختــار‪.‬‬
‫ابــن اجلــزري إىل أهنــا ســبعة عــر ً‬
‫‪٢ -٢‬ذهــب ســيبوبه ومــن تبعــه‪ ،‬ومنهــم الشــاطبي إىل أهنــا ســتة عــر‬
‫خمرجــا‪.‬‬
‫ً‬
‫عرش خمرجا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪٣ -٣‬وذهب قطرب واجلرمي والفراء إىل أهنا أربعة‬
‫وهــذه املخــارج الســبعة عــر تســمى املخــارج اخلاصــة جيمعهــا مخســة‬
‫خمــارج تســمى املخــارج العامــة وهــي‪ :‬اجلــوف‪ ،‬واحللــق‪ ،‬واللســان‪ ،‬والشــفتان‪،‬‬
‫واخليشــوم‪.‬‬
‫ـد (كاجلــوف الــذي‬ ‫ـرج خــاص واحـ ٍ‬ ‫فاملخــرج العــام قــد حيتــوي عــى خمـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫هــو خمــرج حلــروف املــد الثالثــة)‪ ،‬أو خمرجــن خاصــن (كالشــفتني)‪ ،‬أو ثالثــة‬
‫خمــارج خاصــة (كاحللــق)‪ ،‬أو أكثــر مــن ذلــك‪ ،‬وهــو اللســان‪ ،‬وبــه عــرة‬
‫ـرف واحــدٌ فقــط (كمخــرج‬ ‫خمــارج خاصــة‪ ،‬واملخــرج اخلــاص قــد خيــرج منــه حـ ٌ‬
‫القــاف) أو حرفــن (كمخــرج أقــى احللــق وخيــرج منــه اهلمــزة واهلــاء) أو ثالثة‬
‫عــى األكثــر (كمخــرج وســط اللســان وخيــرج منــه اجليــم والشــن واليــاء)‪ ،‬وال‬
‫بــد أن ختتلــف هــذه احلــروف املتحــدة يف املخــرج يف صفاهتــا (صفــة واحــدة عــى ‬
‫األقــل)‪ ،‬حتــى ال ختتلــط أصواهتــا‪.‬‬
‫ـرف فســكنه‪ ،‬أو شــدده وهــو األظهــر‬ ‫وإذا أردت أن تعــرف خمــرج أي حـ ٍ‬
‫متص ًفــا بصفاتــه‪ ،‬وأدخــل عليــه مهــزة الوصــل‪ ،‬وأصــغ إليــه فحيــث انقطــع‬
‫الصــوت كان خمرجــه املحقــق‪.‬‬
‫وقــد جــاء ترتيــب بعــض املعاجــم اللغويــة متواف ًقــا مــع هــذا املنهــج‬
‫كـ(معجــم العــن) للخليــل بــن أمحــد الفراهيــدي‪ ،‬وتبعــه يف ذلــك مــن جــاء‬
‫بعــده مــن العلــاء الذيــن ألفــوا املعاجــم اللغويــة كابــن فــارس يف (مقاييــس‬
‫اللغــة)‪ ،‬أو عكــس هــذا الرتتيــب كــا صنــع اجلوهــري يف (الصحــاح)‪.‬‬
‫أمــا التجــارب احلديثــة يف علــم األصــوات فقــد دلــت عــى أن العربيــة‬
‫الفصحــى اســتخدمت عــرة خمــارج إلصــدار أصواهتــا الصامتــة‪ ،‬وهي‪-‬كــا ‬
‫أوردهــا متــام حســان‪:‬‬
‫‪-1‬الشفة ويسمى الصوت اخلارج منها شفو ًّيا (ب‪-‬م‪-‬و)‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫‪-2‬الشفة مع األسنان ويسمى الصوت اخلارج منها شفو ًّيا أسنان ًّيا (ف)‪.‬‬
‫‪-3‬األسنان ويسمى الصوت اخلارج منها أسنان ًّيا (ظ‪-‬ذ‪-‬ث)‪.‬‬
‫‪-4‬األســنان مــع اللثــة ويســمى الصــوت اخلــارج منهــا أســنان ًّيا لثو ًّيــا‬
‫(د‪-‬ض‪-‬ت‪-‬ط‪-‬ز‪-‬س‪-‬ص)‪.‬‬
‫‪-5‬اللثة ويسمى الصوت اخلارج منه لثو ًّيا (ل‪-‬ر‪-‬ن)‪.‬‬
‫‪-6‬الغار ويسمى الصوت اخلارج منه غار ًّيا وهو (ش‪-‬ج‪-‬ي)‪.‬‬
‫‪-7‬الطبق ويسمى الصوت اخلارج منه طبق ًّيا (ك‪-‬غ‪-‬خ)‪.‬‬
‫‪-8‬اللهاة ويسمى الصوت اخلارج منها هلو ًّيا (ق)‪.‬‬
‫‪-9‬احللق ويسمى الصوت اخلارج منه حلق ًّيا (ع‪-‬ح)‪.‬‬
‫‪-10‬احلنجرة ويسمى الصوت اخلارج منها حنجر ًّيا وهو(ء‪-‬هـ)‪.‬‬
‫صفات النطق‪:‬‬
‫عــدد الصفــات التــي تتصــف هبــا احلــروف تقــدر بـــ (‪ )17‬صفــة‪ .‬وتنقســم‬
‫الصفــات إىل قســمني‪:‬‬
‫الصفات املتضادة أي اليت لها ضد‪:‬‬
‫‪-1‬اجلهر وضده اهلمس‪.‬‬
‫‪-2‬الشدة وضدها الرخاوة‪.‬‬
‫‪-3‬االستعالء وضده االستفال‪.‬‬
‫‪-4‬اإلطباق وضده االنفتاح‪.‬‬
‫‪-5‬الذالقة وضدها اإلصامت‪.‬‬
‫الصفات اليت ال ضد لها‪:‬‬
‫ا‪-‬الصفري‪.‬‬
‫‪-2‬القلقلة‪.‬‬
‫‪-3‬اللني‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪-4‬االنحراف‪.‬‬
‫‪-5‬التكرير‪.‬‬
‫‪-6‬التفيش‪.‬‬
‫‪-7‬االستطالة‪.‬‬
‫األصوات الصامتة واألصوات الصائت�ة‪:‬‬
‫إن معظــم الدراســات القديمــة لألصــوات كان يعنــى بالصوامــت وصفاهتــا‬
‫أساســا لبنــاء‬ ‫ٍ‬
‫كثــر مــن اللغــات عليهــا ً‬ ‫لكثرهتــا وســهولة ضبطهــا‪ ،‬واعتــاد‬
‫الكلــات‪.‬‬
‫ـميات متعــدد ٌة كالصحيــح والصامــت واحلبيــس‪.‬‬
‫وللصــوت الصامــت تسـ ٌ‬
‫وحتديــده عــن طريــق املخــارج والصفــات النطقيــة‪.‬‬
‫ً‬
‫حمــاول‬ ‫األصــوات الصامتــة‪ :‬خيــرج اهلــواء عــر احلنجــرة باجتــاه الفــم‬
‫اخلــروج‪ .‬فــإذا اعرتضــه معــرض أوقفــه أو ضيــق جمــراه دعــي الصــوت املنبعــث‬
‫صام ًتــا‪.‬‬
‫كيل‪.‬‬
‫جزئي أو ٌّ‬
‫ٌّ‬ ‫فالصامت إذن هو الصوت الذي حيدث حني النطق به انسدا ٌد‬
‫واألصــوات الصائتــة‪ :‬خيــرج اهلــواء عــر احلنجــرة فيهــز الوتريــن الصوتيني‬
‫ٍ‬
‫بحــركات‬ ‫مســموع‪ .‬ثــم تقــوم بعــض أعضــاء اجلهــاز النطقــي‬ ‫رنــن‬
‫ٌ‬ ‫ويتولــد‬
‫ٌ‬
‫ـق؛ ممــا يســمح للهــواء باخلــروج مــن الفــم‬
‫ـس أو تضييـ ٌ‬ ‫ٍ‬
‫تشــكيلية ليــس فيهــا حبـ ٌ‬
‫أو مــن الفــم واألنــف م ًعــا‪ .‬والصــوت املنبعــث هبــذه اآلليــة هــو الصــوت‬
‫ـميات متعــدد ٌة كاملصــوت واحلركــة والعلــة‬
‫الصائــت‪ .‬وللصــوت الصائــت تسـ ٌ‬
‫وصــوت اللــن‪ .‬وبذلــك فاللغــة العربيــة تتكــون مــن أربعــة وثالثــن صو ًتــا‪،‬‬
‫الصوائت‪ :‬مقاييسها وصفاتها‪:‬‬
‫عرف علامء األصوات الصوت الصائت بأنه‪:‬‬
‫جمهــور ال يســمع عنــد إنتاجــه احتــكاك أو انفجــار‪ ،‬وتصنــف‬ ‫ٌ‬ ‫صــوت‬
‫ٌ‬
‫الصوائــت طب ًقــا للجــزء الــذي ُيرفــع مــن اللســان؛ وذلــك عــى النحــو التــايل‪:‬‬
‫‪-1‬صوائت أمامية‪.‬‬
‫‪-2‬صوائت وسطى‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫‪-3‬صوائت خلفية‪.‬‬
‫كام تصنف حسب درجة رفع اللسان إىل‪:‬‬
‫‪-1‬صوائت ضيقة‪.‬‬
‫‪-2‬صوائت نصف ضيقة‪.‬‬
‫‪-3‬صوائت نصف مفتوحة‪.‬‬
‫كام يمكن تصنيف الصوائت العربية األساسية وهي‪ :‬الفتحة والكرسة‬
‫والضمة‪ :‬األلف اللينة أو الفتحة الطويلة‪ ،‬الياء أو الكرسة الطويلة‪ ،‬الواو أو الضمة‬
‫الطويلة‪.‬‬
‫كان البــد مــن التقديــم للمشــكالت الصوتيــة يف تعلــم العربية مــن احلديث‬
‫عــن أصــوات العربيــة؛ وممــا تتميــز وختتــص بــه عــن غريهــا مــن اللغــات‪ ،‬ألن‬
‫ـة ‪-‬بخــاف مرحلــة الطفولــة‪ -‬غال ًبــا مــا‬ ‫ـة ثانيـ ٍ‬
‫متعلــم العربيــة مــن الكبــار كلغـ ٍ‬
‫جيــد صعوبـ ًة يف نطــق أصــوات معينــة‪ ،‬وغال ًبــا مــا تكــون هــذه األصــوات غــر ‬
‫موجــودة يف لغتــه األم‪ ،‬أو أن هلــا نط ًقــا خمتل ًفــا يف لغتــه‪ ،‬فيصعــب عليــه إجــادة‬
‫نطقهــا كاألصــوات احللقيــة يف اللغــة العربيــة وهــي‪ :‬اهلمــزة‪ ،‬واهلــاء‪ ،‬والعــن‪،‬‬
‫واخلــاء‪ ،‬الغــن واخلــاء‪ ،‬واألصــوات املطبقــة‪ :‬الصــاد والضــاد والطــاء والظــاء‪،‬‬
‫فهــذه األصــوات ال توجــد يف كثـ ٍ‬
‫ـر مــن لغــات العــامل‪ ،‬أو تقــع يف اللغــة العربيــة‬‫ً‬
‫مواقــع توزيعيــة مل يألفهــا يف لغتــه األم‪ ،‬ممــا يشــكل صعوبــ ًة لــدى املتعلــم يف‬
‫نطقهــا‪ .‬وكذلــك جيــد البعــض صعوبــ ًة يف الصوائــت وهــي‪ :‬األلــف‪ ،‬الــواو‪ ،‬‬
‫اليــاء‪ ،‬يف ســياقاهتا املكتوبــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫أجنبية تعود ألسباب أمهها‪:‬‬ ‫فأهم املشكالت الصوتية ملتعلم ٍ‬
‫لغة‬
‫ ‪⁻‬اختالف اللغتني يف خمارج األصوات‪.‬‬
‫ ‪⁻‬اختالف اللغتني يف التجمعات الصوتية‪.‬‬
‫ ‪⁻‬اختالف اللغتني يف مواضع النرب والتنغيم‪.‬‬
‫ ‪⁻‬اختالف اللغتني يف العادات النطقية‪.‬‬
‫حلــول املشــكالت الصوتيــة‪ :‬مــن منطلــق أن اإلنســان حــن يســعى لتعلــم‬
‫ٍ‬
‫ثانيــة؛ إنــا حيــاول أن حيــرز قــدر اإلمــكان كفايــ ًة لغويــ ًة تكــون مقارنــة‬ ‫ٍ‬
‫لغــة‬
‫للكفايــة اللغويــة عنــد متحــدث اللغــة األصــي؛ وألن هنــاك فر ًقــا أساس ـ ًّيا بــن ‬
‫كفايــة متحــدث اللغــة األصــي‪ ،‬وكفايــة األجنبــي الــذي ينجــح يف إتقــان هــذه‬

‫‪245‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اللغــة؛ وذلــك ألن ملتحــدث اللغــة األصــي معرفـ ٌة ضمنيـ ٌة ال شــعورية بقواعــد‬
‫لغتــه‪ ،‬أمــا متعلــم اللغــة األجنبــي فيلجــأ إىل القــدرات التفكرييــة يف تعلمــه للغــة‬
‫الثانيــة‪ ،‬فعمليــة التعلــم عمليــ ٌة واعيــ ٌة بخــاف االكتســاب للغــة‪ (.‬ميشــال‬
‫زكريــا‪ .)1()22-‬وعليــه يكــون الســعي لتزويــد املتعلــم بــا حيتاجــه لتعلــم اللغــة‬
‫ـورة متدرجـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫العربيــة بصـ ٍ‬

‫املشــاكل الــي تواجــه تدريــس اللغــة العربيـ�ة للناطقــن بغريهــا يف‬


‫دراســة املســتوى الصــريف‪:‬‬
‫ف) وهــي تعنــي‬ ‫(ص َ‬
‫علــم الــرف‪ :‬تعريــف الــرف لغــة‪ :‬مــن الفعــل َ َ‬
‫ـال إىل غــره‪ .‬الــرف‬ ‫ـكل إىل آخــر ومــن حـ ٍ‬
‫التغيــر والتحــول واالنتقــال مــن شـ ٍ‬
‫علــم مــن علــوم اللغــة العربيــة‪ ،‬وهــو العلــم الــذي ُيعنــى‬
‫ٌ‬ ‫اصطالحــا‪ :‬هــو‬
‫ً‬
‫ـات أخــرى مــن نفــس اجلــذر ملعــانٍ‬ ‫ـد إىل كلـ ٍ‬‫ـل واحـ ٍ‬
‫بتحويــل الكلمــة مــن أصـ ٍ‬
‫ـم‬ ‫ٍ‬
‫مقصــودة ذات مغــزى‪ ،‬وهــذا التغيــر هــو الــذي يفيــد يف املعنــى‪ .‬وهــو علـ ٌ‬
‫يبحــث يف مفــردات اللغــة مــن حيــث صورهتــا‪ ،‬وهيئتهــا‪ ،‬ومــا فيهــا مــن صحــة‪،‬‬
‫أو إبــدال‪ ،‬أو إعــال‪ ،‬أو إدغــام‪ ،‬وهــو علــم دراســة املشــتقات يف اللغــة‪ ،‬وبمعنــى‬
‫آخــر هــو العلــم الــذي يــدرس «بنيــة الكلمــة» يف اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫واهلــدف مــن علــم الــرف غايـ ٌة معنويـ ٌة خالصـ ٌة‪ :‬اســتخدم هــذا العلــم‬
‫ـا الفعــل‬ ‫ـدة مرتبطـ ٍ‬
‫ـة بزمـ ٍ‬
‫ـن مــا‪ ،‬كأن أســتخدم مثـ ً‬ ‫ـاظ جديـ ٍ‬‫ـان وألفـ ٍ‬
‫لتقديــم معـ ٍ‬
‫ـدرا (كتابــة) لتــدل عــى وقــوع احلــدث دون حتديــد زمـ ٍ‬
‫ـن‬ ‫كتــب وتصبــح مصـ ً‬
‫ـن‪ ،‬أو أن أســتخدم الفعــل (قــرأ) لتصبــح (قــارئ) لتــدل عــى اســم فاعــل‬ ‫معـ ٍ‬
‫ـن‪ ،‬وهكــذا دواليك‪،‬‬ ‫ـن معـ ٍ‬‫ـل دون ارتبــاط بزمـ ٍ‬‫مشــتق مــن الفعــل فتــدل عــى فعـ ٍ‬
‫وهــي تفيــد يف اختصــار الــكالم وإجيــازه‪.‬‬
‫غايــ ٌة صوتيــ ٌة رصفيــ ٌة‪ :‬واهلــدف منــه يف هــذه احلالــة تكمــن يف ختفيــف‬
‫األصــوات الثقيلــة يف اللغــة العربيــة‪ ،‬كأن أغــر بعــض احلــركات أو بعــض‬
‫األحــرف‪ ،‬ســواء أكان ذلــك باإلعــال‪ ،‬أو اإلبــدال‪ ،‬أو اإلدغــام وغــره‪ .‬وهــو‬
‫علــم هيتــم أكثــر باملفــردات املعربــة واملترصفــة‪ ،‬وال يمكــن االســتفادة منــه يف‬
‫املفــردات اجلامــدة‪.‬‬
‫ويســتفاد منــه يف مســاعدة األجانــب واألعاجــم يف تســهيل نطــق الكلــات‬
‫يف اللغــة العربيــة‪ ،‬وتســهيل كتابتهــا‪ ،‬وعصمــة اللســان مــن األخطــاء اللغويــة‪.‬‬

‫((( مباحــث يف االلســنية وتعلــم العربيــة – ميشــال زكريا‪-‬املؤسســة اجلامعيــة للدراســات‬


‫والنــر والتوزيــع ‪-‬ط‪- .1984-1‬ص‪.22‬‬

‫‪246‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫واملســاعدة يف معرفــة احلــروف األصليــة يف الكلمــة مــن احلــروف الزائــدة‪،‬‬


‫ملعرفــة دالالهتــا‪.‬‬
‫املجاالت اليت يتن�اولها علم الصرف‪:‬‬
‫يقترص علم الرصف عىل دراسة األفعال املترصفة‪ ،‬واألسامء املتمكنة‪.‬‬
‫امليــزان الــريف‪ :‬هــو العلــم األهــم يف جمــال علــم الــرف‪ ،‬وهــو العلــم‬
‫الــذي حتــول بــه الكلــات الرصفيــة إىل جذورهــا األصليــة يف اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫ف َع َل = فعــل)‪ ،‬ولــكل كلمــة أو‬ ‫والتــي تتكــون مــن ثالثــة أحــرف أساســية ( َ‬
‫فعــل مقابــل وزين يرجــع لـــ (فعــل) يف األصــل‪ ،‬ومنهــا يمكننــا معرفــة األحــرف‬
‫الزائــدة ودالالهتــا‪ ،‬وهــو يســاعدنا يف حتديــد إن كانــت الكلمــة جمــردة‪ ،‬أو مزيــدة‬
‫بأحــرف‪ ،‬أو تامــة‪ ،‬أو ناقصــة‪ ،‬ويبــن لنــا اإلبــدال‪ ،‬واإلعــال‪ ،‬واإلدغــام يف‬
‫هــذه األحــرف‪ (.‬هيــل البكــري‪ ،‬فربايــر ‪.)1()٢٠١٥‬‬
‫فالــرف حلقــ ٌة وســطى بــن دراســة األصــوات التــي تكــون الصيــغ‬
‫الرصفيــة للكلمــة‪ ،‬ودراســة الرتاكيــب التــي تنتظــم فيهــا هــذه الصيــغ‪ .‬واللغــة‬
‫ـد ال يتوفــر يف معظــم اللغــات؛ مــن حيــث إهنــا‬ ‫العربيــة تتميــز بنظــا ٍم رصيف فريـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫ـة مــن أخــرى مــع تناســبٍ‬ ‫لغــة اشــتقاقية‪ ،‬واالشــتقاق يف االصطــاح‪ :‬أخــذ كلمـ ٍ‬
‫بينهــا يف اللفــظ واملعنــى‪ .‬ولــو أخــذت مــادة ( ح ر م )‪ ،‬وق َلبتهــا عــى االشــتقاق‬
‫ســت مــواد‪ ( :‬حــرم‪ ،‬محــر‪ ،‬مــرح‪ ،‬حمــر‪ ،‬رحــم‪ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫األكــر‪ ،‬لظهــر لــك منهــا‬
‫رمــح ) وكل هــذه املــواد مســتخدم يف لغــة العــرب‪ ،‬فلــو رجعــت إىل أي معجـ ٍم‬
‫مــن معاجــم العــرب الكــرى؛ كلســان العــرب البــن منظــور‪ ،‬لوجــدت لــكل‬
‫مــادة مــن هــذه املــواد اشــتقا ًقا أصغــر‪ ،‬فلــو أخــذت‪( :‬حــرم) لوجــدت مــن‬
‫ـرم‪ ،‬‬‫االشــتقاق األصغــر هلــذه املــادة الــيء الكثــر‪( :‬حـ َـرم‪ ،‬أحــرم‪ ،‬حيــرم‪ ،‬حيـ ِ‬
‫إح��رام‪ ،‬ح��رام‪ ،‬حرم��ة‪ ،‬حرم��ات)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ـتق ألفا ًظــا تتامشــى مــع تطورات‬ ‫فهــي لغـ ٌة اشــتقاقي ُة؛ حيــث يمكنُنــا أن نشـ َ‬
‫ـا كلمــة راديــو كلم ـ ٌة أجنبي ـ ٌة يقاب ُلهــا باللغــة العربيــة‬‫العــر واكتشــافاته‪ ،‬فمثـ ً‬
‫ِ‬
‫مذيــاع‪ ،‬وكلمــة ويكبيديــا كلمــة أجنبيــة يقاب ُلهــا يف اللغــة العربيــة موســوعة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫جديــد وزن‬ ‫تضــع لــكل‬ ‫بينــا تلفــون يقابلهــا هاتــف‪ ،‬أي أن اللغــة العربيــة‬
‫ُ‬
‫ـاز اللغــة العربيــة بمرونتِهــا وهــذا مــا جع َلهــا مــن‬ ‫وكلمــة مشــتقة‪ .‬املرونــة‪ :‬متتـ ُ‬
‫اللغــات الثريــة باملصطلحــات‪ ،‬كــا أهنــا قــادرة عــى اختيــار ألفــاظ عربيــة‬

‫((( املباحــث الرصفيــة يف لغتنــا العربيــة‪ :‬هديــل البكــري ‪-‬آخــر حتديــث‪ ١١ ،١٣:٤٧ :‬فربايــر‬
‫‪ .)٢٠١٥‬موضوع‪.‬كـ�وم‪https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%88 :‬‬
‫‪_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D9%81‬‬

‫‪247‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫فمثــا الراديــو تُقاب ُلهــا‪ :‬مذيــاع‪.‬‬


‫ً‬ ‫فصحــى ملرادفهــا األجنبــي‪،‬‬
‫وعــى الرغــم مــن االشــتقاق ميــزة يف العربيــة فقــد يشــكل إحــدى‬
‫ٍ‬
‫صعوبــات أخــرى منهــا‪:‬‬ ‫الصعوبــات لــدى متعلــم العربيــة‪ ،‬إىل جانــب‬
‫ً‬
‫فمثــا عنــد دراســة الفعــل‬ ‫كثــرة أبــواب الــرف وتعــدد موضوعاتــه؛‬
‫فلــه مباحــث متعــدد ٌة مــن حيــث‪ :‬التجــرد والزيــادة‪ ،‬والصحــة واالعتــال‪،‬‬
‫والتعــدي واللــزوم‪ ،‬وغريهــا مــن التفريعــات املتعلقــة هبــذه املباحــث‪.‬‬
‫التداخــل مــع موضوعــات النحــو أحيا ًنــا‪ ،‬فهــا وجهــان لعملــة واحــدة؛‬
‫فعنــد دراســة املشــتقات يف الــرف يقتــر عــى معرفــة أبنيتهــا‪ ،‬وعنــد دراســتها‬
‫يف النحــو نتعــرف عــى وظائفهــا‪.‬‬
‫ـال وحـ ٍ‬
‫ـذف وقلـ ٍ‬
‫ـب وإدغا ٍم‬ ‫صعوبــات مردهــا إىل اجلانــب الصــويت مــن إعـ ٍ‬
‫ـاالت خاصـ ٍ‬
‫ـة باللغــة العربيــة يف ترتيــب أصواهتــا داخــل‬ ‫يف بعــض الكلــات كحـ ٍ‬
‫األبنية‪.‬‬
‫احللول للمشكالت الصرفية‪:‬‬
‫ألمهيــة هــذا العلــم يف الدراســات اللغويــة ينبغــي الرتكيــز عليــه منــذ‬
‫ـا‪ ،‬وحر ًفــا‪ ،‬وخصائــص‬ ‫البدايــات األوىل تعري ًفــا بأقســام الكلمــة‪ :‬اسـ ًـا‪ ،‬وفعـ ً‬
‫كل منهــا ممــا يعــن متعلــم اللغــة العربيــة الح ًقــا عــى التمييــز بــن دراســة‬
‫علــم الــرف االشــتقاقي‪ ،‬ودراســة علــم الــرف الترصيفــي وهــو اخلــاص‬
‫بالوظائــف النحويــة لألبنيــة الرصفيــة‪.‬‬
‫املشــاكل الــي تواجــه تدريــس اللغــة العربيـ�ة للناطقــن بغريهــا يف‬
‫دراســة املســتوى النحــوي‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ـرورة حلفــظ اللســان العــريب مــن اللحــن يف‬ ‫وقــد نشــأ النحــو العــريب كـ‬
‫كتــاب اهلل‪ ،‬فبــدأ أول مــا بــدأ بضبــط أواخــر الكلــم مــن اآليــات بالنقــط الــذي‬
‫توصــل إليــه أبــو األســود الــدؤيل منتصــف القــرن األول اهلجــري‪ ،‬وهــو القــول‬
‫األقــرب إىل الصحــة حــول بدايــات هــذا العلم‪(.‬أمحــد خمتــار عمــر‪)86-82 ،‬‬
‫(‪ .)1‬‬
‫فالنحــو علــم‪ :‬بــن ضوابــط صياغــة اجلمــل والعبــارات‪ ،‬ودور الكلــات‬
‫ووظائفهــا يف اجلمــل ووســيلته يف ذلــك اإلعــراب‪ .‬الــذي عرفــه ابــن جنــي‪:‬‬
‫((( انظــر البحــث اللغــوي عنــد العرب‪-‬أمحــد خمتــار عمــر‪ -‬ط‪-1988- 6‬عــامل الكتــب –‬
‫القاهــرة –ص‪.86-82‬‬

‫‪248‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫«هــو اإلبانــة عــن املعــاين باأللفــاظ‪ ،‬أال تــرى أنــك إذا ســمعت‪ :‬أكــرم ســعيدٌ‬
‫أبــاه‪ ،‬وشــكر ســعيدً ا أبــوه علمــت مــن رفــع أحدمهــا ونصــب اآلخــر الفاعــل‬
‫مــن املفعــول» (ابــن جنــي‪.)2()1()37،38 ،‬‬
‫ ‪-‬و لعــل معرفــة اإلعــراب وأحكامــه واحــدٌ مــن الصعوبــات التــي تواجه‬
‫املتعلــم بالنظــر لتغــر املواقــع اإلعرابيــة حســب العبــارة وتأليفهــا‪ ،‬ومــا يمكــن‬
‫أن حيــدث مــن تقديـ ٍم وتأخـ ٍ‬
‫ـر‪.‬‬
‫ ‪-‬بنــاء اجلمــل يف اللغــة العربيــة يقــوم عــى تركيبــن‪ :‬اســمي‪ ،‬وفعــي‪:‬‬
‫حممــد قائــم‪ ،‬وقــام حممــد‪.‬‬
‫تذكريا وتأني ًثا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ ‪-‬اختالف ضامئر اخلطاب حسب النوع‬
‫ ‪-‬وكذلك أسامء اإلشارة وأسامء املوصول‪.‬‬
‫ ‪-‬اختالف اجلمل حسب نوعها اخبارية‪ ،‬أو استفهامية‪ ،‬أو حالية‪ .‬‬
‫احللول للمشكالت النحوية‪:‬‬
‫وعليــه يقــع عــى عاتــق علــاء املناهــج وأهــل التخصــص تطويــر‬
‫اســراتيجياهتم التــي تناســب عــر املعرفــة‪ ،‬واالنفتــاح عــى األمــم فيكــون‬
‫املنطلــق لذلــك اجلانــب الوظيفــي لقواعــد اللغــة مــن خــال‪:‬‬
‫‪ -‬االنطــاق مــن اخلــرة املتصلــة بغــرض مــن أغــراض املتعلمــن حســب‬
‫املرحلــة التعليميــة‪.‬‬
‫‪ -‬عرض مواقف لغوية الستعامل القاعدة اللغوية والتدريب عليها‪.‬‬
‫‪ -‬عــاج املشــكالت وتشــخيص جوانــب الضعــف ومعاجلتهــا مــن خــال‬
‫املوقــف التعليمــي‪.‬‬
‫‪ -‬عــرض املفاهيــم النحويــة ثــم احلقائــق التــي تنــدرج حتتهــا يف تتابــع‬
‫ألبــواب النحــو‪.‬‬
‫‪ -‬االهتــام باملوقــف التعليمــي والوســائل احلديثــة يف التعليــم بــا يناســب‬
‫ـة واضحـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫ـيق‪ ،‬وبخرائــط ذهنيـ ٍ‬‫ـلوب شـ ٍ‬
‫املرحلــة التعليميــة‪ ،‬فيتــم عرضهــا بأسـ ٍ‬

‫((( اخلصائص ج‪/ 1‬ص‪ .35‬مرجع سابق‪.‬‬


‫((( اخلصائــص ج‪ – 1‬ابــو الفتــح عثــان ابــن جنــي‪-‬ط‪– 4‬اهليئــة العامــة املرصيــة للكتــاب ‪/‬‬
‫ص‪.38/37‬‬

‫‪249‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ -‬دراســة القواعــد النحويــة وفــق املنهــج اللغــوي احلديــث يف التفكــر ‬


‫واللغــة‪ ،‬وختليصهــا مــن املنطــق والفلســفة‪.‬‬
‫‪ -‬القــدوة احلســنة يف النطــق الســليم والتخاطــب داخــل القاعــات‬
‫الدراســية‪( .‬قاســم عاشــور وحممــد فــؤاد‪.)1()105،109 ،‬‬
‫أمــا فيــا يتعلــق بصعوبــة اإلعــراب والنحــو‪ ،‬فيكــون توضيــح ملفهــوم‬
‫اإلعــراب ببيــان أنواعــه مــن خــال مواقــف تعليميــة أدعــى لرسعــة اســتيعاهبا‪.‬‬
‫املشــاكل التــي تواجــه تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف دراســة‬
‫املســتوى الــداليل‪:‬‬
‫أداة الداللــة هــي الكلمــة ويف هــذا املســتوى يتــم التعــرف عــى معــاين‬
‫الكلــات مفــردة ويف ســياقاهتا املختلفــة مــن خــال اجلمــل والعبــارات‪ ،‬والتطور‬
‫الــداليل للكلمــة فيــا تتناولــه مــن معـ ٍ‬
‫ـان قــد تكــون حقيقي ـ ًة أو جمازي ـ ًة‪.‬‬
‫فقد ميز علامء اللغة بني جانبني للمعنى‪:‬‬
‫‪ -‬اجلانــب الــداليل‪ :‬الــذي توفــره املعاجــم‪ .‬وقــد كانــت هــذه املعاجــم‬
‫ً‬
‫أصــا‬ ‫اللغويــة املنبــع الــذي يرجــع إليــه يف معرفــة مفــردات هــذه اللغــة‬
‫واشــتقا ًقا‪ ،‬ممــا كان لــه األثــر الكبــر يف إثــراء املفــردات اللغويــة‪،‬‬
‫‪ -‬اجلانــب الوجــداين‪ :‬فقــد حتمــل كلمتــان نفــس املعنــى‪ ،‬بينــا حتمــل كل‬
‫منهــا معنــى وجدان ًّيــا خمتل ًفــا‪ ،‬فالتعبــران‪( :‬أبنــاء الســبيل)‪( ،‬أبنــاء الشــوارع)‪،‬‬
‫يمتلــكان نفــس املعنــى فالســبيل هــو الشــارع‪ ،‬لكــن االنفعــاالت التــي يثرياهنــا‬
‫خمتلفــة‪ .‬وبعــض العبــارات يف االســتعامل اللغــوي تعتمــد عــى املعنــى الوجداين‪.‬‬
‫(موفــق احلــداين‪.)2()175،‬‬
‫وممــا متيــزت بــه اللغــة العربيــة‪ :‬مواجهــة التغــرات‪ :‬فهــي قــادر ٌة عــى ‬
‫ِ‬
‫اســتيعاب كافــة التغــرات احلاصلــة يف املجتمــع؛ وذلــك ألهنــا لغــة اشــتقاقية‬
‫نشــتق ألفــاظ تتامشــى مــع تطــورات العــر واكتشــافاته‪،‬‬ ‫َ‬ ‫حيــث يمكنُنــا أن‬
‫فمثــا كلمــة راديــو كلمــة أجنبيــة يقاب ُلهــا باللغــة العربيــة مذيــاع‪ ،‬وكلمــة‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫ويكبيديــا كلمــة أجنبيــة يقاب ُلهــا يف اللغــة العربيــة موســوعة‪ ،‬بينــا تلفــون‬
‫ـع لــكل جديــد وزن وكلمــة مشــتقة‪.‬‬ ‫فيقابلهــا هاتــف‪ ،‬أي أن اللغــة العربيــة تضـ ُ‬
‫((( أســاليب تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬بــن النظريــة والتطبيــق‪-‬د‪ /‬راتــب قاســم عاشــور‪ ،‬ود‪/‬‬
‫حممد فــؤاد احلوامــدة ‪-‬دار املســرة للنــر والطباعة‪-‬عامنــص‪.109-105‬‬
‫((( اللغــة وعلــم النفــس –موفــق احلمداين‪-‬الطا‪-1982،‬دارالكتــاب للطباعــة والنــر‪-‬‬
‫بغــداد جامعــة املوصــل‪.‬ص‪.175‬‬

‫‪250‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫عبــد العزيــز الدغيثــر (‪.)2016-8-8‬‬


‫هــذا إىل جانــب مــا متيــزت بــه اللغــة العربيــة مــن مميــزات ضمنــت هلــا‬
‫عــر كالــرادف والنحــت والتعريــب‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫اســتمراريتها ومســايرهتا لــكل‬
‫فمن املشكالت اليت تواجه املتعلمني يف هذا املستوى‪:‬‬
‫ ‪-‬معرفة معاين الكلامت األصيل واملجازي‪.‬‬
‫ ‪-‬كثرة كلامت اللغة وتعدد معانيها‪ ،‬وتوسع دالالهتا‪.‬‬
‫ ‪-‬ارتباط الكلمة بالترصيف ومتغرياته‪.‬‬
‫احللول للمشكالت الداللية‪:‬‬
‫يف ظــل مــا أوردنــاه مــن اتســاع اســتعامل كلــات اللغــة العربيــة وتنــوع‬
‫دالالهتــا‪ ،‬يصعــب عــى متعلمــي اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا معرفــة املعــاين‬
‫مجيعــا وتوظيفهــا التوظيــف الســليم يف االســتعامل؛ لــذا تــأيت مقرتحــات احللــول‬
‫للمســتوى الــداليل وف ًقــا لــآيت‪:‬‬
‫ ‪-‬تدريــب املتعلــم عــى البحــث يف املعاجــم اللغويــة بنهايــة املســتوى‬
‫الثالــث مــن مرحلــة اإلعــداد اللغــوي‪.‬‬
‫ـارا علم ًّيــا دقي ًقــا عــى أن تكون شــائعة االســتعامل‬
‫ ‪-‬اختيــار الكلــات اختيـ ً‬
‫واملعنــى‪ .‬أي مراعــاة الشــيوع والتدرج‪.‬‬
‫ ‪-‬يكــون اختيــار الكلــات وترتيبهــا وتقديمهــا‪ ،‬واختيــار األنــاط التــي‬
‫تقــدم مــن خالهلــا مبن ًّيــا عــى نتائــج الدراســات اللغويــة النفســية‪.‬‬
‫ ‪-‬مراعاة الفروق الفردية بني املتعلمني‪.‬‬
‫ ‪-‬تزويد الكتب الدراسية بالصور التوضيحية‪.‬‬
‫ ‪-‬رشح معــاين الكلــات مــن خــال النصــوص يف ســياقاهتا املختلفــة‬
‫حتــى تنمــو الذخــرة اللغويــة لــدى املتعلــم‪.‬‬
‫ ‪-‬أن تصاحــب املنهــج معاجــم أحاديــة اللغــة (عــريب ‪-‬عــريب) بلغة ســهلة‬
‫مــع احتوائهــا عــى صــور توضيحية مــا أمكــن‪ (.‬العصيــي‪.)1()234-‬‬

‫((( العصييل‪234-‬وما بعدها‪-‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الفصــل الثالــث‪ :‬املناهــج الــي تــدرس ختطيــط مناهــج اللغــة العربيـ�ة‬


‫ًّ‬
‫مرحليــا‪ ،‬وفــق معايــر عامليــة‪:‬‬ ‫وتصميمهــا‬
‫يتطلــب تصميــم املقــررات ً‬
‫أول حتديــد اهلــدف مــن الربنامــج الــذي ُيــراد‬
‫ٍ‬
‫تصميمــه‪ ،‬فاألهــداف ختتلــف مــن فئــة إىل أخــرى‪ ،‬كاملرحلــة االبتدائيــة أو‬
‫املتوســطة أو الثانويــة‪ .‬وهــو مــا يــؤدي إىل حتديــد املحتــوى املنشــود اخلــاص ببنية‬
‫اللغــة‪ ،‬وحتديــد املهــارات اللغويــة املنشــودة‪ ،‬ومــن ثــم حتديــد الطريقــة املناســبة‪.‬‬
‫مفهــوم املناهــج‪ :‬أصــل كلمــة املنهــج‪ :‬جــاء يف اللســان(‪« :)1‬أهنــج الطريــق‬
‫واضحــا بينًــا»‪ ،‬واملنهــج ‪-‬بفتــح امليــم وكــره‪-‬‬
‫ً‬ ‫هنجــا‬
‫وضــح واســتبان‪ ،‬وصــار ً‬
‫هــو مــن النهــج واملنهــاج أي الطريــق الواضــح املســتقيم‪.‬‬
‫هنجا؛ أي أبانه وأوضحه‪ ،‬وهنج الطريق‪ :‬سلكه‪.‬‬
‫ويقال هنج فالن األمر ً‬
‫والنْهــج –بســكون اهلاء‪-‬ســلك الطريــق الواضــح‪ .‬قــال تعــاىل‪﴿ :‬لِــك ٍّ ٍ‬
‫ُل‬
‫ِ‬ ‫جع ْلنَــا ِمنْ ُكـ ِ‬
‫ ش َعـ ًة َومن َْه ً‬
‫اجا﴾[املائــدة‪ .]48 :‬فاملنهــج واملنهــاج يف اللغــة لفظان‬ ‫ـم ْ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫مشــتقان مــن النهــج‪ ،‬وهــو الطريــق الواضــح‪ ،‬فهــو وســيل ٌة حمــددةٌ‪ ،‬توصــل إىل‬
‫غايــة‪ ،‬وعنــد املربــن التقليديــن ال خيتلــف يف جوهــره عــن هــذا املعنــى فقــد‬
‫جــاء مراد ًفــا للمعرفــة فاملنهــج عندهــم يمثــل‪ :‬املقــرر الــدرايس الــذي يدرســه‬
‫املعلــم يف أحــد الفصــول الدراســية‪ ،‬فكانــت تعريفاهتــم لــه عــى أنــه‪ :‬جمموعــة‬
‫املقــررات الدراســية التــي يتــوىل املتخصصــون إعدادهــا(‪.)2‬‬
‫ويف االصطــاح‪ :‬تعــددت التعريفــات االصطالحيــة وتنوعــت عنــد‬
‫الباحثــن يف املناهــج وطــرق التدريــس‪ ،‬ويمكــن حتديــد اجتاهــات مخســة عامــة‬
‫لــه تتمثــل يف التــايل‪:‬‬
‫االجتــاه األول‪ :‬وفيــه يتــم الرتكيــز عــى املحتــوى (املــادة الدراســية) منطل ًقــا؛‬
‫مــن أن املعرفــة تــؤدي إىل تغيــر الســلوك‪ .‬وعليــه يمكــن تعريــف املنهــج بأنــه‪:‬‬
‫جمموعــة املــواد الدراســية‪ ،‬التــي يتــوىل املتخصصــون إعدادهــا‪ ،‬واملعلمــون‬
‫ـال درايس معـ ٍ‬
‫ـن‪ ،‬مثــل‬ ‫تنفيذهــا وتدريســها‪ ،‬فهــو املــادة الالزمــة للتأهيــل يف جمـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫منهــج اللغــات أو منهــج الرياضيــات أو منهــج الرتبيــة االجتامعيــة‪.‬‬

‫((( ابــن منظــور‪ ،‬لســان العــرب مــادة هنــج‪ ،‬ج ‪ ،14‬طبعــة دار إحيــاء الــراث العــريب – ط‬
‫‪ 1999 – 3‬ص ‪.300‬‬
‫((( املنهــج الــدرايس املعــارص (أسســه‪ ،‬مفهومــه‪ ،‬مكوناتــه‪ ،‬تطويــره‪ ،‬تنظيامتــه تقويمــه)‬
‫‪-‬األســتاذ الدكتــور‪ :‬حســن جعفــر اخلليفــة‪-‬ط‪-2017/1438 17‬مكتبــة الرشــد –ص‪.17‬‬

‫‪252‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫فيصــف املتخصــص يف اللغــة ً‬


‫مثــا مــا يــدرس يف املرحلــة املحــددة مــن‬
‫ٍ‬
‫دراســية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ســنة‬ ‫موضوعــات اللغــة لــكل‬
‫االجتــاه الثــاين‪ :‬وفيــه يتــم الرتكيــز عــى وصــف املوقــف التعليمــي باعتبــار‬
‫املنهــج خــر ًة تربويـ ًة متنوعــة املجــاالت‪ ،‬فاملنهــج هنــا مجيــع اخلــرات التــي تقدم‬
‫للمتعلمــن حتــت إرشاف اجلهــة التعليميــة‪.‬‬
‫االجتــاه الثالــث‪ :‬ويــراد باملنهــج هنــا جمموع ـ ٌة مــن نواتــج التعلــم تســعى‬
‫اجلهــة التعليميــة إىل حتقيقهــا‪ ،‬واألهــداف الســلوكية فيــه حجــر الزاويــة يف قيــاس‬
‫املخرجــات النهائيــة‪.‬‬
‫االجتــاه الرابــع‪ :‬ويــرى هــذا االجتــاه املنهــج عبــارة عــن أنــاط التفكــر ‬
‫اإلنســاين التأمــي واالســتقصائي املنظــم‪ ،‬فهــو يتعــدى كونــه جمموعــة مــن‬
‫مياديــن املعرفــة األساســية‪.‬‬
‫االجتــاه اخلامــس‪ :‬ويظهــر هنــا تعريــف املنهــج عــى أنــه‪ :‬جــز ٌء مــن‬
‫النظــام الرتبــوي فهــو مركــب مــن جمموعـ ٍ‬
‫ـة مــن العنــارص التــي ترتبــط ببعضهــا‬ ‫ٌ‬
‫ـل‪ ،‬وهــذه العنــارص هــي‪ :‬األهــداف‪ ،‬املحتــوى‪،‬‬ ‫ـي متكامـ ٍ‬ ‫البعــض بشـ ٍ‬
‫ـكل وظيفـ ٍّ‬
‫التدريــس‪ ،‬التقويــم‪.‬‬
‫وبنــا ًء عليــه فاملنهــج‪ :‬نســق أو خطــة مــن اخلــرات الرتبويــة املتالحقــة‬
‫ـي‪ ،‬وتتســع لتشــمل‬ ‫ـردي أو مجاعـ ٍّ‬ ‫التــي تســر وفــق خطــوات متسلســلة بشـ ٍ‬
‫ـكل فـ ٍّ‬
‫أهــداف املنهــج‪ ،‬وحمتــواه‪ ،‬واســراتيجيات التدريــس‪ ،‬وأســاليبه ووســائل‬
‫التعليــم النشــط وعمليــة التقويــم(‪.)1‬‬
‫والشــكل التــايل يوضــح عنــارص املنهــج التعليمــي التــي اتفقــت عليهــا‬
‫معظــم الدراســات واآلراء الرتبويــة حدي ًثــا (‪.)2‬‬

‫((( انظــر‪ :‬املنهــج مفهومــه وأسســه العامــة –مقــال خلالــد حســن أبــو عمشــة‪ -‬شــبكة‬
‫األلوكــة‪-‬ص‪.3-2‬‬
‫((( عبداحلــي‪ ،‬د‪ .‬إخــاص حممــد‪ ،‬املناهــج التعليميــة‪ :‬ســات جيــب توفرهــا ملواكبــة العــر‬
‫احلــايل موقــع تعليــم جديــد‪2016 ،‬م‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ويكتســب املنهــج أمهيتــه مــن أمهيــة العمليــة التعليميــة‪ ،‬فاملنهــج أحــد‬


‫عنارصهــا املرتابطــة مــع العنرصيــن اآلخريــن ومهــا املعلــم واملتعلــم‪.‬‬
‫وهــي وســيلة التطــور والبقــاء لألمــم‪ ،‬فهــي حمكومــ ٌة بالفلســفات‬
‫االجتامعيــة ومظاهــر احليــاة وبالــراث الثقــايف الــذي خلفتــه األجيــال الســابقة‬
‫وبالنظــم االقتصاديــة التــي تســودها‪.‬‬
‫وتعمــل عــى تنميــة الفــرد يف إطــار قدراتــه واســتعداداته وميولــه وتقويــة‬
‫ٍ‬
‫خالقــة‪ ،‬وتوجيــه هــذا كلــه لصالــح اجلامعــة يف مجيــع‬ ‫ٍ‬
‫طاقــات‬ ‫مــا لديــه مــن‬
‫اجلوانــب االقتصاديــة واالجتامعيــة والسياســية‪ ،‬مســتندة إىل فلســفة وأهــداف‬
‫مشــتقة مــن فلســفة وأهــداف املجتمــع‪.‬‬
‫كــا تعمــل عــى غــرس روح املواطنــة الصاحلــة يف نفــوس األفــراد مــن‬
‫وجهــة النظــر اخلاصــة باملجتمــع‪ ،‬يف توســيع أفــق تأهيلهــم لتطويــره والقيــام‬
‫بخدماتــه االجتامعيــة ووظائفــه احليويــة‪.‬‬
‫وقــد تأثــرت املناهــج الدراســية بظهــور املســتحدثات التكنولوجية‪ ،‬فشــمل‬
‫هــذا التأثــر أهــداف املناهــج‪ ،‬وحمتواهــا‪ ،‬وأنشــطتها‪ ،‬وطــرق عرضهــا وتقديمها‪،‬‬
‫وأســاليب تقويمهــا‪ .‬وعليــه وضعــت معايــر لبنــاء املنهــج عــى النســق‬
‫اإللكــروين ومنهــا‪:‬‬
‫‪1.1‬التفاعل اإلجيايب بني املتعلم واملادة التعليمية‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫ٍ‬
‫إجرائية لكل موضوعٍ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وأهداف‬ ‫أهداف ٍ‬
‫عامة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪2.2‬وجود‬
‫‪3.3‬اســتخدام وســائط متعـ ٍ‬
‫ـددة كالســبورة اإللكرتونيــة وشاشــات العرض‬
‫وال يقتــر عــى الكتــاب املطبــوع‪.‬‬
‫‪4.4‬تنمية التعلم الذايت‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تعليمية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وحدة‬ ‫ٍ‬
‫ملخص لكل‬ ‫‪5.5‬وجود‬
‫‪6.6‬التغذية الراجعة‪.‬‬
‫وتوضيحــا‬
‫ً‬ ‫رشحــا‬
‫‪7.7‬مناســبة املــادة العلميــة مــع الوقــت املحــدد هلــا ً‬
‫ًواختبــارات(‪.)1‬‬
‫وأخــرا تعــد املناهــج التعليميــة مــن أقــوى األدوات يف حتقيــق آمــال‬ ‫ً‬
‫الشــعوب وتطلعاهتــا‪ ،‬ومــا مــن أمـ ٍ‬
‫ـة ســعت إىل التقــدم والتطــور والنــاء والســبق‬
‫جمــال مــن املجــاالت إال وعكفــت عــى مراجعــة وتطويــر مناهجهــا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يف أي‬
‫األســاليب وطــرق التدريــس املســتخدمة ومــدى فاعليتهــا يف تأهيــل‬
‫املتعلمــن‪ ،‬مواكبــة للتطــور العلمــي‪:‬‬
‫وقــد تأثــرت املناهــج الدراســية بظهــور املســتحدثات التكنولوجية‪ ،‬فشــمل‬
‫هــذا التأثــر أهــداف املناهــج‪ ،‬وحمتواهــا‪ ،‬وأنشــطتها‪ ،‬وطــرق عرضهــا وتقديمها‪،‬‬
‫وأســاليب تقويمهــا‪ .‬وعليــه وضعــت معايــر لبنــاء املنهــج عــى النســق‬
‫اإللكــروين ومنهــا‪:‬‬
‫‪1.1‬التفاعل اإلجيايب بني املتعلم واملادة التعليمية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫إجرائية لكل موضوعٍ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وأهداف‬ ‫أهداف ٍ‬
‫عامة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪2.2‬وجود‬
‫‪3.3‬اســتخدام وســائط متعـ ٍ‬
‫ـددة كالســبورة اإللكرتونيــة وشاشــات العرض‬
‫وال يقتــر عــى الكتــاب املطبــوع‪.‬‬
‫‪4.4‬التحول إىل الكتاب اإللكرتوين والذي يتميز بـ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫متنوعة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أجهزة‬ ‫ٍ‬
‫بسهولة وحتميله عىل‬ ‫‪ -‬إمكانية نقله‬
‫‪ -‬سهولة الوصول إىل حمتوياته باستخدام احلاسوب‪.‬‬

‫((( تقنيــات وتكنلوجيــا التعليــم‪ ،‬د‪ /‬شــوقي حســاين حممــود‪ ،‬املجموعــة العربيــة للتدريــب‬
‫والنرش‪-‬مــر ط‪ 2011-1‬ص‪.131/130‬‬

‫‪255‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫صغري‪.‬‬ ‫‪ -‬سهولة فهرسته باملكتبات ووضعه ٍ‬
‫بحيز‬
‫‪ -‬إمكانيــة االتصــال عــن بعــد للحصــول عــى املعلومــات ســواء بموقــع‬
‫النـ�ارش أو املؤلـ�ف أو املكتبـ�ات اإللكرتونيـ�ة‪.‬‬
‫‪ -‬ســهولة القــراءة بســبب ســهولة تقليــب الصفحــات فيــه وتغيــر حجــم‬
‫احلــروف وإجيــاد املعلومــات املطلوبــة باســتخدام الكلــات املفتاحيــة يف‬
‫النـ�ص‪.‬‬
‫ ‪ -‬إمكانية ختزين هائلة‪.‬‬
‫إذا رغــب القــارئ يف امتــاك الكتــاب اإللكــروين املتوفــر عــى شــبكة‬
‫املعلومــات الدوليــة (اإلنرتنــت) فإنــه ال يســتغرق ســوى ثــوان يف نقلــه وختزينــه‬
‫متـ�ى شـ�اء‪.‬‬
‫حيتوى عىل وسائل متعددة (‪ )Multimedia‬مثل‪:‬‬
‫‪1.1‬الرســوم املتحركــة والصــور ولقطــات الفيديــو وخلفيــات صفحــات‬
‫جذابـ�ة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وأجهزة أخرى‪.‬‬ ‫‪2.2‬بساطة قراءته باستخدام احلاسوب‬
‫‪3.3‬ربطــه باملراجــع العلميــة التــي تؤخــذ منــه االقتباســات؛ حيــث إنــه‬
‫بإمــكان املتصفــح مــن فتــح املرجــع األصــي ومشــاهدة االقتبــاس‪.‬‬
‫‪4.4‬رخص ثمن الكتاب اإللكرتوين‪.‬‬
‫‪5.5‬رسعة توزيع الكتاب اإللكرتوين مقارنة بالكتاب املطبوع‪.‬‬
‫‪6.6‬إمكانية تصحيح األخطاء حلظة اكتشافها بالكتاب اإللكرتوين‪.‬‬
‫ـورا‪.‬‬
‫رسعــة حتديــث معلومــات الكتــاب اإللكــروين وإعــام القــارئ هبا فـ ً‬
‫(د‪ .‬لطيفة الكميــي ‪:)1()1431‬‬
‫‪1.1‬تنمية التعلم الذايت‪.‬‬
‫‪2.2‬وجود ملخص لكل وحدة تعليمية‪.‬‬
‫‪3.3‬التغذية الراجعة‪.‬‬

‫((( الكميــي‪ ،‬د‪ /‬لطيفــة عــي (‪1431‬هـــ) الكتــاب اإللكــروين‪ ،‬جملــة املعلوماتية الســعودية‪،‬‬
‫العــدد (‪ ،)32‬ص‪.10-5‬‬

‫‪256‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫وتوضيحــا‬
‫ً‬ ‫رشحــا‬
‫‪4.4‬مناســبة املــادة العلميــة مــع الوقــت املحــدد هلــا ً‬
‫واختبــارات (شــوقي حســاين‪.)1()130،131‬‬
‫املعلــم‪ :‬وال يغفــل دور املعلــم مــن حيــث التأهيــل‪ ،‬والكفايــات التدريســية‬
‫ملعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬فهــو القائــد للعمليــة التعليميــة‪ .‬‬
‫وبالنظــر للتحــول احلــادث يف نظــام التعليــم مــن التقليــدي إىل اإللكــروين‬
‫ً‬
‫حتــول جذر ًّيــا يف أدوار املعلــم فعليــه بالتطويــر واملواكبــة‬ ‫فاألمــر يتطلــب‬
‫للمســتجدات‪ ،‬فالبــد أن يكــون‪:‬‬
‫ومصمم للخربات التعليمية‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪1.1‬باح ًثا‬
‫مسايرا لوسائل املعرفة احلديثة‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪2.2‬تكنلوجيا‬
‫وميرسا للعمليات‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪3.3‬مقد ًما للمحتوى ومرشدً ا‬
‫‪4.4‬مقو ًما‪.‬‬
‫مديرا وقائدً ا للعملية التعليمية‪.‬‬
‫‪ً 5.5‬‬
‫كفايــات عامــ ٌة تتعلــق باملهــارات يف اســتخدام األجهــزة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫فيلزمــه لذلــك‬
‫وكفايــات التعامــل مــع برامــج وخدمــات الشــبكة‪ ،‬وكفايــات إعــداد املقــررات‪،‬‬
‫ختطي ًطــا وتصميـ ًـا‪ ،‬وتطويـ ًـرا‪ ،‬وتقويـ ًـا‪ ،‬وإدارة للمقــرر عــى الشــبكة‪.‬‬
‫الفصــل الرابــع‪ :‬حتليــل االســتبي�ان‪ ،‬ومناقشــة الطــرق والوســائل‬
‫املتبعــة‬
‫ٍ‬
‫ـخصية مــع أعضــاء هيئــة التدريــس‬ ‫قامــت الباحثــة بإجــراء مقابـ ٍ‬
‫ـات شـ‬
‫يف قســم اللغــة العربيــة يف جامعــة إفريقيــا العامليــة بغــرض احلصــول عــى نتائــج‬
‫ٍ‬
‫ومنطقيــة‪ ،‬كــا قامــت الباحثــة بتوزيــع اســتبانة البحــث عليهــم وكان‬ ‫ٍ‬
‫واقعيــة‬
‫العــدد (‪ )20‬أســتا ًذا وأســتاذة يف القســم اجلــدول أدنــاه بــن عــدد االســتبيانات‬
‫املوزعــة واملســتلمة املكتملــة وغــر املكتملــة والتــي مل تســتلم‪.‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫االستبيانات املوزعة‬
‫‪%60‬‬ ‫‪12‬‬ ‫االستبانات املستلمة املكتملة‬
‫‪%10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫االستبانات املستلمة غري املكتملة‬

‫((( تقنيــات وتكنلوجيــا التعليــم‪ ،‬د‪ /‬شــوقي حســاين حممــود‪ ،‬املجموعــة العربيــة للتدريــب‬
‫والنرش‪-‬مــر ط‪ 2011-1‬ص‪.131/130‬‬

‫‪257‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪%30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪‬‬


‫االستبانات غري املكتملة‬

‫نظــرا لضيــق الوقــت وقــر فــرة مكوثــي يف الســودان مل أمتكــن مــن مجــع‬
‫‪ً ‬‬
‫كامــل عــدد االســتبيانات‪.‬‬
‫ـوا مــن اجلنســن‪،‬‬
‫تــم توزيــع االســتبيان عــى أعضــاء هيئــة التدريــس (‪ )20‬عضـ ً‬
‫والذيــن أجابــوا عــى االســتبيان (‪ )8‬منهــم حيملــون درجــة الدكتــورة‪ ،‬و(‪)4‬‬
‫أعضــاء حيملــون درجــة املاجســتري‪.‬‬

‫املستوى الصويت‬
‫‪%57‬‬ ‫‪41‬‬ ‫أوافق‬
‫‪%37‬‬ ‫‪27‬‬ ‫أوافق إىل حدٍّ ما‬
‫‪%6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ال أوافق‬
‫‪72‬‬ ‫املجموع‬

‫جدول (‪)4/1‬‬

‫مــن اجلــدول (‪ )4/1‬والشــكل (‪ )4/1‬الــذي يتضمــن أجوبــة حمــور‬


‫املســتوى الصــويت يتضــح أن ‪ %41‬مــن عينــة البحــث الذيــن أجابــوا عــن‬
‫األســئلة كانــت نســبة املوافقــة عــى مــا ورد يف هــذا املحــور ونســبة ‪ %27‬كانــت‬
‫إجابتهــم باملوافقــة إىل حــدٍّ مــا‪ ،‬مقابــل ‪ %4‬مل يوافقــوا عــى مــا ورد يف األســئلة‬
‫املوجهــة فيــا يتعلــق بمحــور املســتوي الصــويت‪.‬‬
‫وقــد ناقــش املســتوى الصــويت وضــع املتعلــم بعــد اكاملــه للمســتوى‬
‫الــدرايس األول الــذي يتضمــن دراســته ألصــوات اللغــة ومــدى قدرتــه عــى ‬
‫معرفــة مجيــع أصــوات اللغــة العربيــة‪ ،‬وصفاهتــا مــن خــال خمــرج الصــوت‪،‬‬
‫ومتكنــه مــن النطــق الســليم هلــا‪ ،‬إضاف ـ ًة إىل التعــرف عــى الوظائــف الصوتيــة‬
‫للواحــق‪ ،‬ومعرفــة النــر والتنغيــم‪ ،‬فبلغــت نتائــج االســتبيان بـ(أوافــق) نســبة‬
‫‪ %41‬مــن أصــل عينــة الدراســة‪ ،‬ممــا يبــن قــدرة املتعلــم عــى تعلــم أصــوات‬
‫اللغــة العربيــة لــدى الناطقــن بغريهــا يف جامعــة إفريقيــا العامليــة مــن خــال‬
‫اســراتيجية التعليــم املتبعــة التــي تقــوم عــى دراســة اللغــة العربيــة مــن‬
‫خــال عنارصهــا‪ :‬األصــوات‪ ،‬واملفــردات والرتاكيــب‪ ،‬اعتــا ًدا عــى مهــارات‪:‬‬
‫االســتامع‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬والكتابــة‪ ،‬والتعبــر‪ .‬وجــاءت اإلجابــة بـــ (أوافــق إىل حــد‬
‫مــا) بنســبة ‪ ،%27‬واإلجابــة بـــ (ال أوافــق) بنســبة ‪ .%4‬ممــا يشــر كذلــك إىل‬

‫‪258‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫وجــود مشــكالت يف إتقــان بعــض أصــوات اللغــة مثــل األصــوات احللقيــة‬


‫(اهلمــزة‪ ،‬واهلــاء‪ ،‬والعــن‪ ،‬واحلــاء‪ ،‬والغــن واخلــاء)‪ ،‬ولعــل ذلــك يرجــع إىل‬
‫أن اللغــة العربيــة عنــد الناطقــن بغريهــا تعــد لغــة ثانيــة فيصعــب عــى جهــاز‬
‫النطــق لديــه أداء بعــض أصــوات اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫ومــن خــال املقابلــة الشــخصية مــع بعــض أعضــاء هيئــة التدريــس يف‬
‫قســم اللغــة العربيــة؛ تبــن أن بعــض املتعلمــن يتمكــن مــن حتقيــق مرحلــة‬
‫االتقــان‪ ،‬والبعــض اآلخــر يكــون تأثــر اللغــة األم عليــه أكــر ممــا يشــكل‬
‫ً‬
‫أصــا يف‬ ‫صعوبــ ًة يف إتقانــه لبعــض أصــوات العربيــة‪ً ،‬‬
‫نظــرا لعــدم وجودهــا‬
‫لغتــه األم خاصــة وأن املتعلمــن مــن جنســيات خمتلفــة‪ :‬مــن إفريقيــا ومــن بعــض‬
‫الــدول األســيوية مثــل تايلنــد‪ ،‬الفلبــن‪ ،‬وهنــاك مــن قــارة أوروبــا كالنرويــج‪،‬‬
‫والبعــض منهــم مــن أمريــكا وكنــدا وغريهــم‪.‬‬
‫أيضــا قــارصة ومل يفرد‬
‫كــا متــت اإلشــارة إىل أن معرفــة النــر والتنغيــم هــي ً‬
‫هلــا جانــب يف املنهــج‪ ،‬وتعــرض مــن خــال العبــارات القصــرة‪ ،‬وتقــوم عــى ‬
‫معرفــة االســتفهام والرتكيــز عــى املقطــع‪ .‬وذلــك لضعــف املدخــل الصــويت‬
‫الســمعي الشــفوي ممــا يتطلــب معاجلــة للمنهــج املطــروح‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫ •وإن كنــت أرى تعميــق الدراســة ألصــوات اللغــة العربيــة‬
‫أعمــق تقــوم عــى النظــر إىل املســتوى الصــويت عــى أنــه أول مســتويات املعرفــة‬
‫للغــة أ ًّيــا كانــت فينبغــي الرتكيــز عليــه بدايــة؛ ألن املتعلــم األجنبــي جيــد صعوبـ ًة‬
‫يف نطــق بعــض األصــوات‪ ،‬فيتــم تدريــب التلميــذ عــى كتابــة احلــروف بالرتتيب‬
‫األلفبائــي‪.‬‬
‫وأيضــا أن يتعلــم رســم احلــرف بجميــع أشــكاله‪ ،‬مثــل احلــرف يف بدايــة‬
‫ • ً‬
‫الكلمــة‪ ،‬وأوســطها‪ ،‬وآخرهــا‪ ،‬واألحــرف التــي تقبــل االتصــال‪ ،‬وتلــك التــي ال‬
‫تقبــل االتصال‪.‬‬
‫يت االســتامع والــكالم يف تعليــم اللغــة الثانيــة أمـ ٌـر‬
‫كــا أن االهتــام بمهــار ْ‬
‫يتفــق مــع ظــروف املجتمــع اإلنســاين املعــارص‪ ،‬إىل جانــب الرتتيــب الــذي يتــم‬
‫بــه تدريــس املهــارات اللغويــة األربــع‪ :‬اســتامع‪ ،‬فــكالم فقــراءة فكتابــة‪ ،‬وهــو‬
‫ترتيــب يتفــق مــع الطريقــة التــي يتعلــم اإلنســان هبــا لغتــه األوىل وكل ذلــك يف‬
‫ضــوء اللســانيات التعليميــة باعتبــار املســتويات األربعــة للغــة‪ :‬أصوا ًتــا ورص ًفــا‬
‫ـوا ودالل ـ ًة‪.‬‬
‫ونحـ ً‬

‫‪259‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املستوى الرصيف‬
‫‪%24‬‬ ‫‪37‬‬ ‫أوافق‬
‫‪%40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫أوافق إىل حدٍّ ما‬
‫‪%26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ال أوافق‬
‫‪108‬‬ ‫املجموع‬

‫اجلدول (‪)4/2‬‬

‫مــن اجلــدول (‪ )4/2‬والشــكل ( ‪ )4/2‬الــذي يتضمــن أجوبــة حمــور‬


‫املســتوى الــريف يتضــح أن ‪ %37‬مــن عينــة البحــث الذيــن أجابــوا عــن‬
‫األســئلة كانــت نســبة املوافقــة عــى مــا ورد يف هــذا املحــور‪ ،‬ونســبة‪%44‬‬
‫كانــت إجابتهــم باملوافقــة إىل حــد مــا‪ ،‬مقابــل ‪ %27‬مل يوافقــوا عــى مــا ورد يف‬
‫األســئلة املوجهــة فيــا يتعلــق بمحــور املســتوي الــريف الــذي ناقــش مــا يقــدم‬
‫للمتعلــم للغــة العربيــة مــن معرفــة امليــزان الــريف واألوزان الرصفيــة جمــردة‬
‫ومزيــدة‪ ،‬ومعرفتــه حلــروف الزيــادة‪ ،‬وبالتــايل معرفــة الســوابق واللواحــق‬
‫يف الكلــات ومعرفــة املشــتقات ووظائفهــا‪ ،‬وهــل مــا يتلقــاه املتعلــم عــن‬
‫املوضوعــات الرصفيــة يفــي بــا ينبغــي أن يقــدم يف املســتوي الــريف يف دراســة‬
‫اللغــة العربيــة؟ حيــث جــاءت اإلجابــة عــن ذلــك بـ(أوافــق) ‪% 37‬مــن أصــل‬
‫عينــة الدراســة‪ ،‬وجــاءت اإلجابــة بـ(أوافــق إىل حــد ما)بنســبة‪ ،%44:‬واإلجابــة‬
‫بـــ(ال أوافــق) بنســبة ‪.%27‬ممــا يشــر إىل قصــور األداء يف موضوعــات علــم‬
‫الــرف الــذي هــو علــم األبنيــة واألســاس يف تكويــن مفــردات اللغــة التــي‬
‫متثــل الذخــرة اللغويــة للمتعلــم‪ ،‬عــى الرغــم مــن أن املنهــج التعليمــي املتبــع‬
‫هـ�و املنهـ�ج التواصـلي وهـ�و يقـ�وم عـلى مـ�ا أسـ�موه الكفايـ�ة االتصاليـ�ة �‪Commu‬‬
‫‪ ،nication Competence‬وهــذه الكفايــة تشــمل املعرفــة بأصــول الــكالم وأســاليبه‪،‬‬
‫ومراعــاة طبيعــة املخاطبــن‪ ،‬مــع القــدرة عــى تنويــع الــكالم حســب مقتــى‬
‫احلــال مــن طلــب واعتــذار وشــكر ودعــوة ونحــو ذلــك‪ ،‬باإلضافــة إىل املعرفــة‬
‫بقواعــد اللغــة ومفرداهتــا‪.‬‬
‫فهــذه الكفايــة إذن تعنــي املعرفــة بقواعــد اللغــة وقوانينهــا النحويــة‬
‫والرصفيــة والصوتيــة‪ ،‬مــع القــدرة عــى اســتعامهلا بطريقــة صحيحــة لغويــا‬
‫مقبولــة اجتامع ًّيــا»(‪ ،)1‬وعليــه ينبغــي تقديــم املفــردات ضمــن الســياق الطبيعيــة‬
‫((( تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬مبــادئ نظريــة واقرتاحــات عمليــة‪-‬د‪ .‬عبــد‬
‫اهلل معروف‪-‬موقــع األلوكــة‪ -‬تاريــخ اإلضافــة‪ 2017/12/4  :‬ميــادي ‪.1439/3/15 -‬‬

‫‪260‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫فــا فائــدة مــن احلصــول عــى الكلــات جمــرد ًة ومعزولــة مــن الســياقات‪ ،‬حتــى‬
‫وأيضا نســتطيع‬
‫يفهــم معانيهــا‪ ،‬ويســتطيع التعبــر عــن أمــر مــا بشــكل صحيــح‪ً ،‬‬
‫رشح املفــردات بطريقــة الرتمجــة‪ ،‬أو اإلشــارة إىل الــيء‪ ،‬أو اســتعامل الرســومات‬
‫والصــور‪.‬‬

‫املستوى النحوي‬
‫‪%74‬‬ ‫‪71‬‬ ‫أوافق‬
‫‪%24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫أوافق إىل حدٍّ ما‬
‫‪%2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ال أوافق‬
‫‪96‬‬ ‫املجموع‬

‫اجلدول (‪)4/3‬‬

‫مــن اجلــدول ( ‪ ) 4/3‬والشــكل (‪ ) 4/3‬الــذي يتضمــن أجوبــة حمــور‬


‫املســتوى النحــوي يتضــح أن ‪ %71‬مــن عينــة البحــث الذيــن أجابــوا عــن‬
‫األســئلة كانــت نســبة املوافقــة عــى مــا ورد يف هــذا املحــور ونســبة‪ %23‬كانــت‬
‫إجابتهــم باملوافقــة إىل حــد مــا‪ ،‬مقابــل ‪ % 2‬مل يوافقــوا عــى مــا ورد يف األســئلة‬
‫املوجهــة فيــا يتعلــق بمحــور املســتوي النحــوي‪ .‬ويف ذلــك إشــار ٌة إىل أن مــا‬
‫يقــدم للمتعلــم فيــا خيتــص باملســتوى النحــوي مــن دراســة اللغــة العربيــة جيــد‬
‫العنايــة بنســبة كبــرة‪ ،‬حيــث تتــم حســب أســئلة االســتبيان معرفــة‪ :‬أجــزاء‬
‫وفعــا وحر ًفــا‪ ،‬وكذلــك املســتوى البســيط للجملــة العربيــة‬ ‫ً‬ ‫اســا‬
‫ً‬ ‫الكلمــة‬
‫اســمية وفعليــة‪ ،‬وأنــواع اإلعــراب وعالماتــه‪.‬‬
‫كــا تتــم معرفــة املتعلــم لضامئــر التخاطــب وأســاء اإلشــارة وأســاء‬
‫املوصــول‪ ،‬وهنالــك العديــد مــن التامريــن عــى هــذا املســتوى منهــا‪ :‬تدريــب‬
‫ٍ‬
‫مجلــة‪ ،‬واإلجابــة عــن األســئلة‬ ‫ٍ‬
‫كلــات لتكويــن‬ ‫إكــال العبــارات‪ ،‬وترتيــب‬
‫القصــرة‪ ،‬واســتبدال تعابــر وكلــات أخــرى وغريهــا مــن التدريبــات التــي‬
‫وقفنــا عليهــا مــن املقابــات الشــخصية مــع أعضــاء هيئــة التدريــس بقســم‬
‫اللغــة العربيــة‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املستوى الداليل‬
‫‪%48‬‬ ‫‪23‬‬ ‫أوافق‬
‫‪%42‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أوافق إىل حدٍّ ما‬
‫‪%10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ال أوافق‬
‫‪48‬‬ ‫املجموع‬
‫اجلدول (‪)4/4‬‬

‫مــن اجلــدول ( ‪ ) 4/4‬والشــكل (‪ ) 4/4‬الــذي يتضمــن أجوبــة حمــور‬


‫املســتوى الــداليل يتضــح أن ‪ %23‬مــن عينــة البحــث الذيــن أجابــوا عن األســئلة‬
‫كانــت نســبة املوافقــة عــى مــا ورد يف هــذا املحــور ونســبة‪ %20‬كانــت إجابتهــم‬
‫باملوافقــة إىل حــدٍّ مــا‪ ،‬مقابــل ‪ %5‬مل يوافقــوا عــى مــا ورد يف األســئلة املوجهــة‬
‫فيــا يتعلــق بمحــور املســتوي الــداليل‪ .‬وناقــش االســتبيان هــذا املســتوى الــذي‬
‫هــو الغايــة مــن دراس اللغــة وهــو الفهــم واإلفهــام‪ ،‬هــل يتــم الرتكيــز عليــه‬
‫بصـ ٍ‬
‫ـورة واضحــة‪ ،‬متكــن املتعلــم مــن إدراك املعــاين األساســية ملفــردات احليــاة‬
‫اليوميــة وهــل توضــح للمتعلــم بعــض الــدالالت املرتبطــة بالثقافــة اإلســامية‪،‬‬
‫ـادرا عــى البحــث يف‬
‫وهــل يكــون املتعلــم بنهايــة دراســته للمســتوى الثالــث قـ ً‬
‫املعاجــم اللغويــة عــا مل يقــف عليــه أثنــاء دراســته؟‬
‫فجــاءت اإلجابــات –إىل جانــب املقابــات الشــخصية مــع أعضــاء هيئــة‬
‫التدريــس بقســم اللغــة العربيــة‪ -‬إىل أن الداللــة تقــدم مــن خــال تدريــس‬
‫املفــردات التــي متثــل بيئــة الــدارس اليوميــة ممــا حيتاجــه‪ ،‬فهــي ال تــدرس إال مــن‬
‫خــال املنهــج‪ ،‬والتوســع فيهــا لتشــمل البحــث يف املعاجــم اللغويــة لعلــه مــن‬
‫مقرتحــات قيــام املســتوى الرابــع إن تــم اعتــاده‪.‬‬
‫ولعــل حــرص املتكلمــن بغــر اللغــة العربيــة عــى دراســة هــذه اللغــة‪،‬‬
‫والتعــرف عــى مفرداهتــا ومعانيهــا وقواعدهــا وكل مــا يتعلــق هبــا ممــا يســاعدهم‬
‫عــى فهــم أمــور دينهــم بــدأ منــذ ظهــور اإلســام وانتشــاره‪ ،‬واآلن ونحــن يف‬
‫عــر املعرفــة التواصــل املفتــوح كان ظهــور مــا يســمى «تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا»‪ ،‬فظهــور هــذا العلــم قــد ســاعد عــى تفعيــل دور اللغــة‬
‫العربيــة يف مواجهــة التحديــات‪ ،‬وانتشــارها بــن املســلمني‪ ،‬مــن املتكلمــن بغــر ‬
‫اللغــة العربيــة فهــي منبــع القــرآن الكريــم والســنة النبويــة الرشيفــة‪ ،‬فدراســة‬
‫املعــاين ودالالهتــا حيقــق أهــداف بعــض املتعلمــن مــن تعلــم اللغــة العربيــة‬
‫ألغــراض دينيــة‪ ،‬وكذلــك مــن يرغبــون يف مواصلــة دراســاهتم يف اجلامعــات‬
‫واملراكــز األكاديميــة والتــي تتــم الدارســة فيهــا باللغــة العربيــة‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫املنهج والوسائل التعليمية‬


‫‪%36‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أوافق‬
‫‪%54‬‬ ‫‪45‬‬ ‫أوافق إىل حدٍّ ما‬
‫‪%10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ال أوافق‬
‫‪84‬‬ ‫املجموع‬
‫اجلدول (‪)4/5‬‬
‫مــن اجلــدول ( ‪ ) 4/5‬والشــكل (‪ ) 4/5‬الــذي يتضمــن أجوبــة حمــور‬
‫املنهــج والوســائل التعليميــة يتضــح أن ‪ %30‬مــن عينــة البحــث الذيــن أجابــوا‬
‫عــن األســئلة كانــت نســبة املوافقــة عــى مــا ورد يف هــذا املحــور‪ ،‬ونســبة‪%45‬‬
‫كانــت إجابتهــم باملوافقــة إىل حــدٍّ مــا‪ ،‬مقابــل ‪ %9‬مل يوافقــوا عــى مــا ورد يف‬
‫األســئلة املوجهــة فيــا يتعلــق بمحــور املنهــج والوســائل التعليميــة‪ .‬والتــي‬
‫دارت حــول حتقيــق مقــررات اإلعــداد اللغــوي لألهــداف املوضوعــة هلــا‪،‬‬
‫ومناســبة الوســائل للمنهــج‪ ،‬واشــتامهلا عــى اجلانــب التطبيقــي بصــورة كافيــة‪،‬‬
‫مــع اســتخدام الوســائل احلديثــة كالســبورة الذكيــة‪ ،‬ومــدى مناســبة املنهــج‬
‫حلاجــات املتعلمــن وتلبيتــه لرغباهتــم‪ ،‬ومراعاتــه للفــروق الفرديــة‪ ،‬مــع توفــر‬
‫الكتــب الدراســية جلميــع املتعلمــن فكانــت اإلجابــات متثــل عــدم الرضــا عــا ‬
‫يقــدم‪ ،‬ولعــل ذلــك مرجعــه إىل التطــور الرسيــع يف عرصنــا احلــارض يف كافــة‬
‫مناحــي احليــاة؛ ممــا يتطلــب الواكبــة والســعي الدائــم للتطويــر واســتثامر وســائل‬
‫ٍ‬
‫نطــاق‪ ،‬بالنظــر إىل أن اجلامعــة تســتوعب‬ ‫املعرفــة التكنولوجيــة عــى أوســع‬
‫متعلمــن مــن كافــة أنحــاء البســيطة ممــا يســتوجب تطويــر املنهــج‪ ،‬والوســائل‪،‬‬
‫وبيئــة العمــل‪.‬‬
‫ـرا فالغايــة مــن تعلــم اللغــة هــو التواصــل والتعبــر عــن األفــكار‬
‫ وأخـ ً‬
‫واســتيعاب األفــكار املســتقبلة‪ ،‬فعمليــة التدريــس جيــب أن تــويل اهتام ًمــا‬
‫ـرا للعمليــات التواصليــة احلقيقيــة حتــى توفــر كافــة الظــروف للمتعلمــن ‬ ‫كبـ ً‬
‫ليســتعملوا اللغــة العربيــة عــر التحــدث‪ ،‬ويشــعروا باحلاجــة إىل التعبــر هبــا يف‬
‫مواقــف ترتبــط باحليــاة اليوميــة‪.‬‬
‫املعلم‬
‫‪%35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫أوافق‬
‫‪%44‬‬ ‫‪42‬‬ ‫أوافق إىل حدٍّ ما‬
‫‪%21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ال أوافق‬
‫‪96‬‬ ‫املجموع‬
‫اجلدول (‪)4/6‬‬

‫‪263‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مــن اجلــدول ( ‪ ) 4/6‬والشــكل (‪ ) 4/6‬الــذي يتضمــن أجوبة حمــور املعلم‬


‫يتضــح أن ‪ %34‬مــن عينــة البحــث الذيــن أجابــوا عــن األســئلة كانــت نســبة‬
‫املوافقــة عــى مــا ورد يف هــذا املحــور‪ ،‬ونســبة‪ %42‬كانــت إجابتهــم باملوافقــة إىل‬
‫حــد مــا‪ ،‬مقابــل ‪ %20‬مل يوافقــوا عــى مــا ورد يف األســئلة املوجهــة فيــا يتعلــق‬
‫بمحــور املعلــم‪ .‬باعتبــار املعلــم أحــد ركائــز العمليــة التعليميــة دارت أســئلة‬
‫هــذا املحــور حولــه؛ هــل جيــد معلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا التدريــب‬
‫املواكــب لعــر العوملــة ومــدى اهتاممــه املعلــم باألنشــطة املصاحبــة التــي تعــن ‬
‫املتعلــم عــى اكتســاب اللغــة‪ :‬مرئيــة ومســموعة‪ ،‬وأنديــة املخاطبــة والرحــات‪.‬‬
‫ومــدى تأثــر الظــروف االقتصاديــة‪ ،‬وعــدم هتيئــة بيئــة التعليــم لبعــض مرافــق‬
‫اجلامعــة عــى ســل ًبا عــى أداء املعلــم وبالتــايل عــى األداء التعليمــي ككل‪.‬‬
‫وعليــه يــأيت التوجيــه بــأن يعطــى املعلــم حقــه مــن التقديــر املــادي‬
‫واملعنــوي فهــو قائــد العمليــة التعليميــة ويلزمــه التأهيــل والتدريــب املســتمر‬
‫ـة تعليميـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫فعليــه بالتطويــر واملواكبــة للمســتجدات؛ وذلــك ال يكــون إال يف بيئـ ٍ‬
‫توفــر لــه املقومــات مــن ماديــات تؤمــن معاشــه‪ ،‬وتدريــب وتأهيــل يواكــب‬
‫عــر املعرفــة؛ فــكل الوســائل التكنلوجيــة مــا مل يفعلهــا املعلــم تصبــح عديمــة‬
‫اجلــدوى‪ ،‬وعــى النقيــض مــن ذلــك متــى مــا توفــر امللــم املؤهــل واملواكــب‬
‫للمســتجدات تيــرت العمليــة التعليميــة وكانــت ثامرهــا دانيــة‪.‬‬
‫ وكــا ســبقت اإلشــارة إىل اتبــاع قســم اللغــة العربيــة بجامعــة إفريقيــا‬
‫ٍ‬
‫ثانيــة مــن‬ ‫ٍ‬
‫كلغــة‬ ‫للمذهــب التواصــي أو االتصــايل يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫خــال عنارصهــا الثالثــة‪ :‬األصــوات‪ ،‬املفــردات‪ ،‬والرتاكيــب اعتــا ًدا عــى ‬
‫مهــارات‪ :‬االســتامع واملحادثــة والقــراء ة والكتابــة لكونــه أفــاد مــن الطرائــق‬
‫واملذاهــب التــي ســبقته إىل الوجــود‪ ،‬وحــاول ســد نقائصهــا عــى الرغــم مــن‬
‫االنتقــادات التــي وجهــت لــه‪ .‬فإنــه هــو املقــرح واملعــول عليــه يف تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة بمســتوياهتا املختلفــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مهــا تعــددت أغراضهــم‪ .‬لــذا‬
‫كان طــرح الباحثــة قائـ ًـا عــى معرفــة مــدى وضــوح الرؤيــة يف دراســة اللغــة مــن‬
‫خــال مســتوياهتا األربــع مضمنــة يف اســراتيجيات التدريــس القائمــة‪ .‬وذلــك‬
‫مــن خــال حتديــد حاجــات املتعلمــن اللغويــة؛ ألن املوضوعــات التعليميــة‬
‫التــي تعــد للمتعلــم الــذي يرغــب يف دراســة اللغــة العربيــة الفصحى؛‪ ‬وذلــك‬
‫عــر مراحــل متدرجــة مــن العبــارات املتداولــة يوم ًّيــا إىل مســتويات متقدمــة‪ ،‬يف‬
‫كل مســتوى مــن مســتويات اللغــة‪ ،‬حتــى ترتبــط دراســة اللغــة بدراســة الثقافــة‬
‫ـة عنــد داريس اللغــة الفصيحــة‪ .‬وذلــك مــن‬ ‫والفكــر العــريب اإلســامي بخاصـ ٍ‬
‫خصوصــا الفصحــى‪ ،‬مــع االلتــزام‬ ‫ً‬ ‫خــال جعــل املتعلمــن ُيعــرون باللغــة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بالقواعــد النحويــة‪ .‬وجعــل املتعلمــن يتعاملــون مــع مــادة لغويــة تراثيــة تربطهم‬

‫‪264‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫ببيئــة هــذه اللغــة الفصيحــة وثقافتهــا وتعينهــم عــى اكتســاب اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫مشــكالت تواجــه متعلــم العربيــة عــى ‬ ‫خلــص البحــث إىل وجــود‬
‫مســتويات اللغــة األربعــة نجملهــا فيــا يــي‪:‬‬
‫عــى مســتوى األصــوات‪ :‬تشــكل األصــوات احللقيــة (اهلمــزة واهلــاء‪،‬‬
‫العــن والغــن‪ ،‬واحلــاء واخلــاء) واحــد ًة مــن صعوبــات تعلــم العربيــة يف طريقــة‬
‫نطقهــا‪.‬‬
‫عــى املســتوى الــريف‪ :‬أنــه ال يتــم الرتكيــز عــى الدراســات الرصفيــة‬
‫ٍ‬
‫غــر قــادر عــى توظيفهــا يف‬ ‫ٍ‬
‫واضحــة؛ ممــا جيعــل املتعلــم‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫لألبنيــة‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫االســتعامل اليومــي بصــورة صحيحــة كمعرفــة املشــتقات‪ ،‬وأبنيــة الفعــل‬
‫وأزمنتهــا‪ ،‬وكذلــك املزيــد واملجــرد منهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬وعــى املســتوى النحــوي‪ :‬معرفــة اإلعــراب وأحكامــه واحــد مــن‬
‫الصعوبــات التــي تواجــه املتعلــم بالنظــر لتغــر املواقــع اإلعرابيــة حســب‬
‫ٍ‬
‫وتأخــر‪.‬‬ ‫العبــارة وتأليفهــا‪ ،‬ومــا يمكــن أن حيــدث مــن تقديــ ٍم‬
‫ ‪-‬التفريــق بــن بنــاء اجلمــل يف اللغــة العربيــة اســمي‪ ،‬وفعــي‪ :‬حممــد‬
‫قائــم‪ ،‬وقــام حممــد‪.‬‬
‫تذكريا وتأني ًثا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ ‪-‬اختالف ضامئر اخلطاب حسب النوع‬
‫ ‪-‬وكذلك أسامء اإلشارة وأسامء املوصول‪.‬‬
‫ ‪-‬اختالف اجلمل حسب نوعها اخبارية‪ ،‬أو استفهامية‪ ،‬أو حالية‪ .‬‬
‫وعــى املســتوى الــداليل‪ :‬العجــز عــن اســتخدام املعجــم ملعرفــة املعــاين‬
‫األصليــة للمفــردات‪.‬‬
‫صعوبــة الكتابــة‪ :‬تتمثــل يف التحــول إىل الكتابــة مــن اليمــن إىل اليســار‪،‬‬
‫كتابــة اهلمــزات‪ ،‬عالمــات الرتقيــم‪.‬‬
‫ويف االختالف بني الرسم القرآين يف املصاحف والكتابة‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫‪1.1‬العمــل عــى نــر اللغــة العربيــة باتبــاع الوســائل احلديثــة املواكبــة‬
‫لعــر املعرفــة‪.‬‬
‫‪2.2‬إعــادة ختطيــط مناهــج اللغــة العربيــة وتصميمهــا وفــق معايــر عامليـ ٍ‬
‫ـة‬
‫ٍ‬
‫جديــدة يف عــرض قواعدهــا‬ ‫تعمــل عــى نرشهــا‪ ،‬واتبــاع أســاليب ووســائل‬
‫كاخلرائــط الذهنيــة وغريهــا‪.‬‬
‫ـة حديثـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫‪3.3‬أن تعمــل املناهــج عــى إكســاب اللغــة للمتعلمــن وفــق رؤيـ ٍ‬
‫تعتمــد مهــارات‪ :‬االســتامع‪ ،‬القــراءة‪ ،‬الكتابــة‪ ،‬واملحادثــة‪.‬‬
‫‪4.4‬إعــادة ختطيــط مناهــج اللغــة العربيــة وتصميمهــا وفــق معايــر عامليـ ٍ‬
‫ـة‬
‫تســاعد يف نرشهــا‪.‬‬
‫‪5.5‬يف جمــال األصــوات تدريــب املعلمــن بواســطة خــراء يف األصــوات‬
‫مــن خــال الــدورات التدريبيــة‪ ،‬وكذلــك إنشــاء املختــرات اللغويــة لصقــل‬
‫املتدربــن‪.‬‬
‫‪6.6‬توفــر الوســائل الســمعية والبرصيــة املعينــة عــى اكتســاب أصــوات‬
‫ٍ‬
‫صحيحــة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫العربيــة‬
‫‪7.7‬فهــم علــم النحــو واإلعــراب بوصفــه أســاس اللغــة‪ .‬وإبــراز أمهيتــه يف‬
‫بيــان وظائــف الكلــات وعمليــة الفهــم واالفهــام‪.‬‬
‫‪8.8‬إزالــة اجلمــود عــن لغــة النحــو والتأليــف فيــه بإدخــال الوســائل‬
‫احلديثــة كاخلرائــط الذهنيــة‪ ،‬والوســائل احلديثــة املواكبــة لعــر املعرفــة‪.‬‬
‫‪9.9‬الربــط بــن مــواد اللغــة العربيــة بجميــع فروعهــا وتطبيــق مــا تعلمــوه‬
‫مــن مهــارات خمتلفــة‬
‫‪1010‬تصميــم االختبــارات اللغويــة‪ :‬وهــي االختبــارات اخلاصــة‬
‫باملهــارات اللغويــة‪ ،‬لتقيــس مهــارة الــكالم واالســتامع القــراءة والكتابــة‪.‬‬
‫‪1111‬العيــش يف جمتمــع اللغــة إذ األصــل يف تعليــم وتعلــم اللغــة‬
‫العيــش يف جمتمعهــا‪ ،‬وبــن أهلهــا‪ ،‬أو نقــل جمتمــع اللغــة للمتعلــم بإنشــاء املراكــز‬
‫والفــروع للجامعــة يف أقطــار أخــرى يرغــب أهلهــا يف تعلــم العربيــة‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫املالحق‪:‬‬
‫امللحق رقم (‪)1‬‬
‫اســتبانة موجهــة ألعضــاء هيئــة التدريــس بقســم اإلعــداد اللغــوي بكليــة اللغــة‬
‫العربيــة بجامعــة إفريقيــا العامليــة‬
‫سعادة الدكتور‪......................................‬حفظكم اهلل‬
‫السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‬
‫أرجــو شــاكرة االطــاع عــى االســتبانة‪ ،‬وهــي بغــرض االســتفادة مــن نتائجهــا‬
‫يف بحــث‪:‬‬
‫واقع تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‬
‫(املشاكل واحللول)‬
‫قسم اإلعداد اللغوي بكلية اللغة العربية بجامعة إفريقيا العاملية‬
‫نموذجا‬
‫ً‬
‫مقدم للمؤمتر الدويل برتكيا‪ :‬العربية للناطقني بغريها‪ :‬احلارض واملستقبل‬
‫ إلبــداء الــرأي باإلجابــة عــى األســئلة املطروحــة بوضــع عالمــة (√) أمــام‬
‫مــا يوافــق رأيــك‪ .‬وهــذه املعلومــات مطلوبــة ألغــراض البحــث العلمــي فقــط‪.‬‬
‫ ولكم جزيل الشكر عىل حسن تعاونكم‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬البيانات الشخصية‪:‬‬
‫‪ /1‬االسم‪ (:‬اختياري)‪.................................................:‬‬
‫‪ /2‬النوع‪( :‬ذكر) (أنثى)‬
‫‪ /3‬املؤهــل العلمــي‪ :‬بكالوريــوس ( ) دبلــوم عــايل ( ) ماجســتري( ) دكتــوراه‬
‫( )‪.‬‬
‫‪ /4‬التخصص يف جمال‪ :‬تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها ( )‬
‫تكنولوجيــا التعليــم ( ) مناهــج وطــرق التدريــس ( ) ‪ .‬علــم اللغــة التطبيقــي‬

‫‪267‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫( ) ‪.‬‬
‫‪ /5‬عدد سنوات اخلربة يف تدريس اللغة العربية للناطقني بغريها‪:‬‬
‫أقــل مــن ‪ ) ( 10‬مــن ‪ 10‬إىل ‪ ) ( 20‬مــن ‪21‬إىل ‪ ) ( 30‬مــن ‪ ) ( 31‬ســنة‬
‫فأكثــر‪.‬‬
‫‪ /6‬الدورات التدريبية يف جمال التخصص‪ :‬دورة واحدة ( ) دورتان ( )‬
‫ثالث دورات ( ) أربع دورات فأكثر ( )‪.‬‬

‫املحور األول‪ :‬املستوى الصويت‪:‬‬


‫أوافق إىل حدٍّ ما ال أوافق‬ ‫أوافق‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬
‫يتعرف املتعلم عىل مجيع‬ ‫‪1‬‬
‫أصوات اللغة العربية‬
‫(الصوامت والصوائت)‪.‬‬
‫(يف املستوى األول)‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل‬ ‫‪2‬‬
‫صفات األصوات من‬
‫خالل النطق ملعرفة خمرج‬
‫الصوت‪ ( .‬يف املستوى‬
‫األول)‪.‬‬
‫يستطيع بعض املتعلمني‬ ‫‪3‬‬
‫نطق مجيع أصوات اللغة‬
‫بصورة سليمة‪.‬‬
‫تعترب األصوات احللقية‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫(اهلمزة‪ ،‬واهلاء‪ ،‬والعني‪،‬‬
‫واحلاء‪ ،‬الغني واخلاء‪)،‬‬
‫أكثر األصوات صعوبة‬
‫لدى املتعلم‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم يف دراسة‬ ‫‪5‬‬
‫املستوى الصويت عىل‬
‫الوظائف الصوتية‬
‫للواحق‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل النرب‬ ‫‪6‬‬
‫والتنغيم من خالل‬
‫العبارات القصرية‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫املحور الثاين‪ :‬املستوى الصريف‪:‬‬


‫يتعرف املتعلم عىل امليزان‬ ‫‪7‬‬
‫الرصيف‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل األوزان‬ ‫‪8‬‬
‫الرصفية لألفعال املجردة‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل األوزان‬ ‫‪9‬‬
‫الرصفية لألفعال املزيدة‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل حروف‬ ‫‪10‬‬
‫الزيادة‬
‫يتعرف املتعلم يف دراسة‬ ‫‪11‬‬
‫املستوى الرصيف عىل‬
‫السوابق‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم يف دراسة‬ ‫‪12‬‬
‫املستوى الرصيف عىل‬
‫اللواحق‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل‬ ‫‪13‬‬
‫املشتقات‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل وظائف‬ ‫‪14‬‬
‫املشتقات‪.‬‬
‫يتم الرتكيز عىل الدراسة‬ ‫‪15‬‬
‫بشكل ٍ‬
‫كاف‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الرصفية‬

‫‪269‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املحور الثالث‪ :‬املستوى النحوي‪:‬‬


‫تتم معرفة املستوى البسيط‬ ‫‪16‬‬
‫للجملة العربية االسمية‪.‬‬
‫تتم معرفة املستوى البسيط‬ ‫‪17‬‬
‫للجملة العربية الفعلية‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل أجزاء‬ ‫‪18‬‬
‫(اسم‪،‬‬
‫الكلمة الثالثة ً‬
‫وفعل‪ ،‬وحر ًفا)‪.‬‬
‫ً‬
‫يتعرف املتعلم عىل أنواع‬ ‫‪19‬‬
‫اإلعراب‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل‬ ‫‪20‬‬
‫عالمات اإلعراب‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل ضامئر‬ ‫‪21‬‬
‫التخاطب‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل أسامء‬ ‫‪22‬‬
‫اإلشارة‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم عىل أسامء‬ ‫‪23‬‬
‫املوصول‪.‬‬

‫املحور الرابع‪ :‬املستوى الداليل‪:‬‬


‫يتم الرتكيز عىل الدراسة‬ ‫‪24‬‬
‫ٍ‬
‫واضحة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بصورة‬ ‫الداللية‬
‫يدرك املتعلم املعاين‬ ‫‪25‬‬
‫األساسية ملفردات احلياة‬
‫اليومية يف سياقات‬
‫حوارية‪.‬‬
‫يوضح املعلم بعض‬ ‫‪26‬‬
‫الدالالت املرتبطة بالثقافة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫يتعرف املتعلم يف املستوى‬ ‫‪27‬‬
‫الثالث عىل كيفية البحث‬
‫يف املعاجم اللغوية‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫املحور اخلامس‪ :‬املنهج والوسائل التعليمية‪:‬‬


‫حتقق مقررات اإلعداد‬ ‫‪28‬‬
‫اللغوي األهداف التي‬
‫وضعت هلا‪.‬‬
‫تناسب الوسائل حمتوى‬ ‫‪29‬‬
‫املنهج‪.‬‬
‫يتناسب املنهج مع‬ ‫‪30‬‬
‫حاجات املتعلمني يف‬
‫املرحلة ويلبي رغباهتم‪.‬‬
‫يراعي املنهج الفروق‬ ‫‪31‬‬
‫الفردية بني املتعلمني‬
‫وبيئاهتم املختلفة‪.‬‬
‫تتوفر الكتب الدراسية‬ ‫‪32‬‬
‫الالزمة للمقررات جلميع‬
‫املتعلمني‪.‬‬

‫يتم استخدام السبورة‬ ‫‪33‬‬


‫الذكية بكفاءة‪.‬‬

‫تفتقر الوسائل التعليمية‬ ‫‪34‬‬


‫إىل اجلانب التطبيقي‬
‫بصورة كافية‪.‬‬

‫املحور السادس‪ :‬املعلم‪:‬‬


‫جيد معلم اللغة العربية‬ ‫‪35‬‬
‫للناطقني بغريها‬
‫التدريب املواكب لعرص ‬
‫العوملة‪.‬‬
‫يستخدم بعض املعلمني‬ ‫‪36‬‬
‫اللغة الوسيطة (اللهجة‬
‫الدارجة) يف املواقف‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫تنعكس صعوبة‬ ‫‪37‬‬
‫الظروف االقتصادية‬
‫سل ًبا عىل أداء املعلم‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫يؤثر عدم هتيئة بيئة‬ ‫‪38‬‬


‫التعليم لبعض مرافق‬
‫اجلامعة عىل األداء‬
‫التعليمي‪.‬‬
‫هيتم املعلم باألنشطة‬ ‫‪39‬‬
‫املصاحبة التي تعني‬
‫املتعلم عىل ا كتساب‬
‫اللغة (نادي اللغة)‪.‬‬
‫هيتم املعلم باألنشطة‬ ‫‪40‬‬
‫املصاحبة التي تعني‬
‫املتعلم عىل اكتساب‬
‫اللغة (الرحالت)‪.‬‬
‫هيتم املعلم باألنشطة‬ ‫‪41‬‬
‫املصاحبة التي تعني‬
‫املتعلم عىل اكتساب‬
‫اللغة (وسائل‬
‫مرئية)‪.‬‬
‫هيتم املعلم باألنشطة‬ ‫‪42‬‬
‫املصاحبة التي تعني‬
‫املتعلم عىل اكتساب‬
‫اللغة (وسائل‬
‫مسموعة)‪.‬‬
‫ مع خالص الشكر والتقدير‬

‫امللحق رقم (‪ :)2‬قائمة املحكمني لالستبي�ان‬

‫‪272‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬الزالل محمد علي‬

‫الدرجة العلمية التخصص جمال العمل‬ ‫االسم‬ ‫الرقم‬


‫خبري دويل رئيس قسم علم اللغة التطبيقي‬ ‫بروفيسور‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬سعيد‬ ‫‪1‬‬
‫يف املنظمة بجامعة إفريقيا‬ ‫حواية اهلل‬
‫الدولية‬
‫لتعليم‬
‫اللغة‬
‫العربية‬
‫لغة عربية رئيس قسم اإلعداد اللغوي يف‬ ‫د‪ .‬الطيب البادي دكتوراه‬ ‫‪2‬‬
‫جامعة إفريقيا العاملية‬
‫لغة عربية منسقة قسم اللغة العربية كلية‬ ‫د‪ .‬فاطمة بشري دكتوراه‬ ‫‪3‬‬
‫البنات جامعة إفريقيا‬
‫لغة عربية‬ ‫د‪ .‬مجال حسني دكتوراه‬ ‫‪4‬‬
‫(معار يف‬ ‫جابر‬
‫السعودية)‬
‫عضو هيئة‬ ‫د‪ .‬حياة التهامي دكتوراه‬ ‫‪5‬‬
‫تدريس‬
‫عضو هيئة‬ ‫دكتوراه‬ ‫د‪ .‬حممد عيل‬ ‫‪6‬‬
‫تدريس‬ ‫إبراهيم‬
‫عضو هيئة‬ ‫دكتوراه‬ ‫د‪ .‬رقية قطبي‬ ‫‪7‬‬
‫تدريس‬ ‫عيل‬
‫عضو هيئة‬ ‫دكتوراه‬ ‫د‪ .‬ياسمني‬ ‫‪8‬‬
‫تدريس‬ ‫حسن عثامن‬
‫عضو هيئة‬ ‫ماجستري‬ ‫د‪ .‬إنصاف‬ ‫‪9‬‬
‫تدريس‬ ‫يوسف إدريس‬
‫عضو هيئة‬ ‫أ‪ /‬رفيدة حامد ماجستري‬ ‫‪10‬‬
‫تدريس‬ ‫حممد‬

‫‪273‬‬
‫توصيف آلية توزيع مهارة االستماع يف سلسلة ‪face 2 face‬‬
‫ودمجها مع املهارات اللغوية األخرى‪.‬‬
‫واالستفادة منها يف تصميم مناهج اللغة العربي�ة للناطقني‬
‫بغريها‪.‬‬

‫د‪ .‬بشار مصطفى األفيوين‬


‫(((‬

‫مركز اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‪ -‬جامعة قطر‬

‫حمارضا يف عدد من اجلامعات واملؤسسات التعليمية‪،‬‬


‫ً‬ ‫* باحث يف جمال علم اللغة التطبيقي‪ ،‬عمل‬
‫وحال ًيا يعمل أستا ًذا يف جامعة قطر‪ .‬له أبحاث عد ٌة منشورة يف مؤمترات دولية وجمالت علمية‬
‫حمكمة‪ ،‬شارك يف اللجان العلمية لبعض مؤمترات اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬كام شارك يف‬
‫فضل عن إلقائه جمموعة من املحارضات‬‫تأليف مناهج ومقررات اللغة العربية للناطقني بغريها‪ً ،‬‬
‫والورشات التدريبية يف هذا املجال‪.‬‬
‫مهارة اإلستماع‪:‬بشار مصطفى األفيوني‬

‫ملخص‬
‫هدفــت هــذه الورقــة إىل تســليط الضــوء عــى مهــارة االســتامع يف سلســلة‬
‫‪ face2face‬اإلصــدار األول‪ ،‬وكذلــك البحــث يف اآلليــات التــي تقــف وراء توزيــع‬
‫مهــارة االســتامع ودجمهــا مــع املهــارات اللغويــة األخــرى‪ .‬وتــأيت أمهيــة هــذه‬
‫الورقــة مــن أمهيــة مهــارة االســتامع يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫وممــا يرتتــب عــى نتائجهــا مــن فوائــد تســهم يف تقديــم هــذه املهــارة يف مناهــج‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة عــى الوجــه األكمــل‪.‬‬
‫وقــد اعتمــدت الورقــة كتــايب الطالــب (‪ )Starter& Elementary‬عين ـ ًة عــن‬
‫ـا ضمــن‬ ‫ـرا وفاعـ ً‬
‫دورا كبـ ً‬
‫السلســلة‪ ،‬وأوضحــت أن مهــارة االســتامع كان هلــا ً‬
‫املهــارات اللغويــة األربــع ضمــن السلســلة‪ ،‬وأن هــذه املهــارة مل تفــرد يف كتـ ٍ‬
‫ـاب‬
‫ـتقل عــن املهــارات اللغويــة األخــرى‪ ،‬بــل دجمت‬ ‫ٍ‬
‫درس مسـ ٍّ‬ ‫مسـ ٍ‬
‫ـتقل‪ ،‬وال حتــى يف‬
‫ـت وحمــد ٌد يف كل‬‫ـق ثابـ ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫معهــا بطريقــة متناســقة ومنســجمة‪ ،‬دون أن يكــون هلــا نسـ ٌ‬
‫درس‪ ،‬حيــث جــاءت متناغمــ ًة ومتداخلــ ًة مــع تدريبــات املهــارات األخــرى‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بحيــث تتكامــل وتتفاعــل معهــا لتلبــي متطلبــات املوقــف اللغــوي مــن خمتلــف‬
‫اجلوانــب‪ .‬كــا أوضحــت الورقــة أن تدريبــات مهــارة االســتامع انقســمت‬
‫إىل قســمني‪ :‬القســم األول هيتــم بكيفيــة نطــق األصــوات والظواهــر الصوتيــة‬
‫ـر وتنغيـ ٍم‪ ،‬وتدريبــات هــذا القســم مل تقــف‬ ‫عمو ًمــا يف الكلــات واجلمــل مــن نـ ٍ‬
‫عنــد الــدروس األوىل فقــط مــن املســتوى املبتــدئ‪ ،‬بــل امتــدت حتــى املســتويات‬
‫فــوق املتوســطة واملتقدمــة‪ .‬والقســم الثــاين هيتــم بمهــارات فهــم املســموع‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مقدمة‬
‫لقــد خلقنــا اهلل وخلــق لنــا احلــواس اخلمســة التــي بوســاطتها نتواصــل‬
‫ونتفاعــل مــع العــامل املحيــط بنــا‪ ،‬وحاســة الســمع عــاد ًة مــا تــرد يف القــرآن‬
‫الكريــم يف غــر موضــع ُمقدَ م ـ ًة عــى احلــواس األخــرى‪ ،‬ومثــال ذلــك يف قولــه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعــاىل‪﴿ :‬واهللُ َأ ْخرج ُكـ ِ‬
‫ـم‬ ‫ـم م ـ ْن ُب ُطــون ُأ َّم َهات ُكـ ْ‬
‫ـم َ ل َت ْع َل ُمـ َ‬
‫ـون َش ـ ْي ًئا َو َج َعـ َـل َل ُكـ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون﴾[النحل‪ .]78 :‬ويف قولــه تعــاىل‪:‬‬ ‫ـم ت َْشـك ُُر َ‬ ‫ـار َواأل ْفئــدَ َة َل َع َّل ُكـ ْ‬
‫ـم َع َواأل ْب َصـ َ‬‫ا ْل َّسـ ْ‬
‫ون﴾[هود‪ .]20 :‬‬ ‫ص َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َما‪ ‬كَانُوا‪َ  ‬ي ْستَطي ُع َ‬
‫‪ ‬الس ْم َع َ‪ ‬و َما‪ ‬كَانُوا‪ُ  ‬ي ْب ُ‬ ‫ون َّ‬
‫وإن دل ذلــك عــى يشء فإنــا يــدل عــى أمهيــة هــذه احلاســة لإلنســان‪.‬‬
‫فالســمع ودرجاتــه (االســتامع واإلنصــات) لــه أمهي ـ ٌة كبــر ٌة يف حيــاة اإلنســان‪،‬‬
‫حيــث يتصــل هبــذه احلاســة يف املراحــل األوىل حياتــه باآلخريــن‪ ،‬وعــن طريقهــا‬
‫يكتســب اإلنســان اللغــة وعنارصهــا‪ ،‬ويتلقــى األفــكار واملفاهيــم‪.‬‬
‫وإذا كان االســتامع لــه كل هــذه األمهيــة يف حيــاة اإلنســان عامــة‪ ،‬فمــن‬
‫ـر عنــد متعلــم اللغــة األجنبيــة كذلــك‪ ،‬فهــي‬ ‫البدهــي أن يكــون لــه شـ ٌ‬
‫ـأن كبـ ٌ‬
‫مهــار ٌة أساســي ٌة ومهمــ ٌة مــن املهــارات اللغويــة األربــع (االســتامع‪ ،‬الــكالم‪،‬‬
‫القــراءة‪ ،‬الكتابــة) حيــث أمجــع معظــم علــاء اللغــة التطبيقــن عــى تعليــم اللغــة‬
‫وتعلمهــا مــن خــال املهــارات اللغويــة‪ ،‬وقــد انبثــق هــذا التوجــه مــن النظــرة‬
‫إىل الوظيفــة األساســية للغــة يف احليــاة‪ ،‬أال وهــي االتصــال‪.‬‬
‫تعريف مهارة االستماع‬
‫عــرف الدكتــور (رشــدي طعيمــة) االســتامع فقــال‪« :‬هــي عمليــة ُيعطــي‬
‫وانتباهــا مقصــو ًدا ملــا تتلقــاه أذنــه من أصــوات»(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫خاصــا‬
‫فيهــا املســتمع اهتام ًمــا ً‬
‫ويف موضــع آخــر يعرفــه بقولــه‪« :‬االســتامع هــو عمليــة إنســانية مقصــودة هتــدف‬
‫إىل الفهــم والتحليــل والتفســر ثــم البنــاء الذهنــي»(((‪.‬‬
‫وقــد عرفــه (حممــد عبــد القــادر) فقــال‪« :‬االســتامع عمليـ ٌة عقليـ ٌة تتطلــب‬
‫جهــدً ا يبذلــه املســتمع يف متابعــة املتكلــم‪ ،‬وفهــم معنــى مــا يقولــه‪ ،‬واختــزان‬
‫أفــكاره‪ ،‬واســرجاعها إذا لــزم األمــر‪ ،‬وإجــراء عمليــة ربــط بــن األفــكار‬
‫املتعــددة(((»‪.‬‬

‫ٍ‬
‫للناطقــن بلغــات أخــرى‪،‬‬ ‫((( طعيمــة‪ ،‬رشــدي أمحــد‪ .)1985( .‬املرجــع يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫ج‪ ،1‬ق‪ ،2‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ص ‪.419‬‬
‫((( طعيمــة‪ ،‬رشــدي أمحــد‪ .)2000(.‬تعليــم العربيــة والديــن بــن العلــم والفــن‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكــر‬
‫العــريب‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫((( أمحــد‪ ،‬حممــد عبــد القــادر‪ .)1982(.‬طــرق تعليــم العربيــة‪ ،‬مكتبــة النهضــة العربيــة‪ ،‬مــر‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪276‬‬
‫مهارة اإلستماع‪:‬بشار مصطفى األفيوني‬

‫وقــد عــرف الدكتــور (عــي مدكــور) االســتامع بقولــه‪« :‬هــو مفهــوم‬


‫يشء مســمو ٍع مثــل االســتامع إىل املتحــدث‪ ،‬أمــا الســمع‬ ‫الــكالم أو االنتبــاه إىل ٍ‬
‫ٍ‬
‫عامــة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بصفــة‬ ‫أســايس للنمــو اللغــوي‬ ‫ٌ‬
‫رشط‬ ‫فهــو حاســة األذن‪ ،‬إن االســتامع‬
‫ٌّ‬
‫فاإلنســان يولــد صامتًــا إال مــن بــكاء‪ ،‬ثــم بعــد مــدة ضحــك‪ ،‬ثــم مناغــاة‬
‫ـرا‪ ،‬فيحــاول أن يتعلــم‬
‫فكلــات بســيطة‪ ،‬ويســمع الطفــل قبــل النطــق كال ًمــا كثـ ً‬
‫فيصيــب مــرة ويتعثــر أخــرى إىل أن يتقــن التلفــظ»(((‪ .‬كــا فــرق بــن الســمع‬
‫واالســتامع واإلنصــات فقــال‪ « :‬إن هنــاك فرو ًقــا جوهريــة بني الســاع واالســتامع‬
‫واإلنصــات‪ ،‬فالســاع هــو جمــرد اســتقبال األذن لذبذبــات صوتيــة مــن مصـ ٍ‬
‫ـدر‬
‫انتباهــا مقصــو ًدا‪ ،‬أمــا االســتامع فهــو عمليــة يعطــي فيهــا‬
‫ً‬ ‫معـ ٍ‬
‫ـن دون إعارهتــا‬
‫انتباهــا مقصــو ًدا ملــا تتلقــاه األذن مــن األصــوات‪ ،‬وبالنســبة لإلنصــات‬
‫ً‬ ‫املســتمع‬
‫ٍ (((‬ ‫ٍ‬
‫فهــو تركيــز االنتبــاه عــى مــا يســمعه اإلنســان مــن أجــل حتقيق هــدف معــن» ‪.‬‬
‫ممــا ســبق يتضــح أن الســمع عمليــة فيســيولوجية تســتقبل هبــا األذن كل‬
‫األصــوات املحيطــة‪ ،‬وال حتتــاج إىل الرتكيــز يف املعنــى‪ ،‬أمــا االســتامع فهــو‬
‫يتعــدى جمــرد إدراك األصــوات‪ ،‬إىل التفكــر يف معانيهــا وفهمهــا وتفســرها‬
‫ـة مــن الســاع‪ .‬ومــا هيمنــا يف تعليــم اللغــات وتعلمهــا عامــة‬ ‫وهــو أعــى درجـ ٍ‬
‫هــو مهــارة االســتامع‪ ،‬فالســاع ال حيتــاج إىل تعليــم أو تعلــم‪ ،‬أمــا فهــم املســموع‬
‫والتفاعــل معــه وتركيــز االنتبــاه عليــه فهــذا هــو مــا حيتاجــه املتعلــم‪ ،‬كــا حيتــاج‬
‫إىل التدريبــات واألنشــطة واالســراتيجيات التــي تعينــه عــى أداء هــذه العمليــة‬
‫ـة‪ ،‬والتــي تنمــي لديــه هــذه املهــارة(((‪.‬‬ ‫ـودة وفعاليـ ٍ‬
‫بجـ ٍ‬

‫أهداف مهارة االستماع يف تعليم اللغات‪:‬‬


‫قــادرا‬
‫ً‬ ‫إن اهلــدف الرئيــس مــن االســتامع هــو أن يكــون متعلــم اللغــة‬
‫عــى فهــم املتحــدث الناطــق األصــي باللغــة ‪ native speaker‬يف مواقــف غــر ‬
‫ٍ‬
‫تعليميــة‪ ،‬ومــن هنــا فــإن تدريبــات مهــارة االســتامع التــي تعتمــد عــى نطــق‬
‫الكلــات والعبــارات واجلمــل و الفقــرات يف بــطء‪ ،‬والرتكيــز عــى خمــارج‬
‫احلــروف‪ ،‬وإبــراز التنغيــم ونــر الكلــات وغــر ذلــك بعيــد ٌة عــن طبيعــة اللغــة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫خــرات خاطئــ ًة خمتلفــ ًة عــن طبيعــة اللغــة املســتخدمة يف‬ ‫وتقــدم للمتعلــم‬
‫املواقــف االجتامعيــة املختلفــة‪ ،‬فــا بــد مــن ضبــط رسعــة النطــق ضمــن النمــط‬
‫الطبيعــي الســتخدام اللغــة مــن املراحــل األوىل لتعليــم اللغــة؛ كــي ال يتعثــر‬

‫((( مدكور‪ ،‬عيل أمحد‪ .)2000( .‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬األردن‪ ،‬عامن‪ ،‬ص ‪127‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫(((عبــد اهلل‪ ،‬رحــاب زنــايت‪ .)2015( .‬برنامــج لتنميــة مهــارات االســتامع للمبتدئــن يف تعلــم العربيــة‬
‫عــر اإلنرتنــت مــن غــر الناطقــن هبــا باســتخدام الوعــي الفونولوجــي والتعلــم القائــم عــى املهــام‪،‬‬
‫أعــال املؤمتــر الــدويل األول تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ -‬الــرؤى والتجــارب‪ ،‬ص (‪-189‬‬
‫‪.)190‬‬

‫‪277‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫متعلــم اللغــة يف فهــم املســموع مــن املتحدثــن يف املواقــف اللغويــة الطبيعيــة(((‪.‬‬


‫ومــن أهــداف مهــارة االســتامع مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬تعرف احلركات الطويلة والقصرية والتمييز بينها‪.‬‬
‫ ‪-‬التمييز بني األصوات املتجاورة يف النطق‪.‬‬
‫ ‪-‬تعرف التشديد والتنوين بحاالته والظواهر الصوتية املتعلقة باللغة‬
‫العربية‪.‬‬
‫ ‪-‬إدراك العالقات بني الرموز الصوتية واملكتوبة‪.‬‬
‫ ‪-‬تعرف معاين الكلامت والعبارات‪.‬‬
‫ ‪-‬فهم معاين الكلامت املسموعة من خالل السياق‪.‬‬
‫نص ما‪.‬‬
‫ ‪-‬فهم األفكار الرئيسة يف ٍّ‬
‫ ‪-‬التقاط بعض املعلومات أو املالحظات أو األفكار‪.‬‬
‫ ‪-‬احلكم عىل النص املسموع ونقده(((‪.‬‬
‫مهارات االستماع‬
‫ـر مــن املهــارات الفرعيــة التــي تنــدرج حتــث مهــارة االســتامع‪،‬‬
‫هنــاك كثـ ٌ‬
‫منهــا مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬التميــز الســمعي‪ :‬وتشــمل (متييــز األصــوات‪ ،‬التذكــر الســمعي‪ ،‬الدمج‬
‫بــن األصــوات‪ ،‬إكــال الناقــص مــن الكلمــة‪ ،‬كتابــة مــا يســمع‪ ،‬مالحظــة‬
‫الظواهــر الصوتيــة‪.)...‬‬
‫ ‪ -‬مهــارة التصنيــف‪ :‬وتشــمل هــذه املهــارة‪( :‬التمييــز بــن واحلقائــق‬
‫واآلراء‪ ،‬تصنيــف الصــواب واخلطــأ مــن األفــكار أو املعلومــات‪ ،‬متييــز األفــكار‬
‫املرتبطــة بنــص االســتامع‪.)...‬‬
‫ ‪-‬مهــارة التفكــر االســتنت�ايج‪ :‬وتشــمل (التنبــؤ بالنتائــج‪ ،‬اســتخالص‬
‫األفــكار واآلراء‪ ،‬اســتنتاج الفكــرة العامــة‪ ،‬اســتنتاج معــاين الكلــات اجلديــدة‬
‫مــن الســياق‪.)...‬‬

‫((( للمزيــد انظــر‪ :‬الناقــة‪ ،‬حممــود كامــل‪ .)1985( .‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بلغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى‪،‬‬
‫أسســه‪ ،‬مداخلــه‪ ،‬طــرق تدريســه‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬ص ‪.123-122‬‬
‫((( طعيمة‪ ،‬رشدي أمحد‪ .)1985( .‬مرجع سابق ص‪.430-429‬‬

‫‪278‬‬
‫مهارة اإلستماع‪:‬بشار مصطفى األفيوني‬

‫ ‪-‬مهــارة احلكــم علــى صــدق املحتــوى‪ :‬وتشــمل (تعــرف األفــكار‬


‫املتناقضــة يف النــص‪ ،‬ذكــر اآلراء الــواردة يف النــص املســموع‪.)...‬‬
‫ ‪-‬مهــارة تقويــم املحتــوى‪ :‬وتشــمل (ذكــر جوانــب القــوة والضعــف يف‬
‫النــص‪ ،‬نقــد اآلراء وتأييدهــا‪ ،‬اقــراح حلــول‪.((()...‬‬
‫طبيعة عملية االستماع وأنماطها‪:‬‬
‫إن متعلــم اللغــة يف املراحــل األوىل يســتمع ليتعلــم اللغــة‪ ،‬وطبيعــة هــذا‬
‫ٍ‬
‫كلمــة يف‬ ‫االســتامع تركــز عــى االســتامع الواعــي «بمعنــى أنــه لــن يتعلــم أي‬
‫أول‪ ،‬ولــن يتعلمهــا بدقـ ٍ‬
‫ـة إال إذا اســتمع‬ ‫اللغــة اهلــدف إال بعــد أن يســتمع إليهــا ً‬
‫إليهــا بوعــي شــديد‪ ،‬ويظــل هكــذا يســتمع بوعــي‪ ،‬وينطــق ويكــرر حتــى‬
‫يشء مــن التواصــل‪ ،‬ويكتســب‬ ‫يتعلــم بعــض مفــردات اللغــة التــي متكنــه مــن ٍ‬
‫معهــا العديــد مــن املعلومــات واملعــارف (دون وعــي) مثــل الرتاكيــب وبعــض‬
‫القواعــد‪ ،‬بعدهــا يــأيت دور االســتامع لفهــم اللغــة»(((‪ .‬وينبغــي اإلشــارة إىل أن‬
‫املتعلــم يف االســتامع للفهــم هيتــم بمعرفــة األفــكار الرئيســة للــكالم أو الفكــرة‬
‫األساســية لــه‪ ،‬أو التقــاط بعــض املعلومــات أو املالحظــات أو غــر ذلــك‪ ،‬وال‬
‫يركــز عــى كيفيــة نطــق الكلــات أو اجلمــل (الــكالم)‪ .‬وهنــاك نمطــان أساســيان‬
‫لالســتامع مهــا‪:‬‬
‫‪١ .١‬م��ن أسـ�فل إىل أعـلى وهــذا النمــط يســتخدم املدخــات بوصفهــا‬
‫وســيل ًة لفهــم الرســالة‪ ،‬بحيــث يبــدأ الفهــم مــن اســتقبال البيانــات‪ ،‬وحتليــل‬
‫ـات وعبـ ٍ‬
‫ـارات وتراكيــب للوصــول إىل املعنــى‪ .‬واملتعلــم يف‬ ‫هــذه البيانــات إىل كلـ ٍ‬
‫هــذا النمــط يلجــأ إىل الرتكيــز عــى كل كلمــة يف النــص‪ ،‬وكذلــك عــى العبــارات‬
‫والرتاكيــب الــواردة فيــه‪ ،‬مــن أجــل الوصــول إىل فهــم الفقــرات‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫الفهــم العــام للنــص‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬م��ن أع�لى إىل أســفل وهــو عمليــة االســتامع يف هــذا النمــط تتــم مــن‬
‫العــام إىل اخلــاص ‪-‬مــن الــكل إىل اجلــزء‪ -‬بحيــث يلجــأ املتعلــم إىل اســتخدام‬
‫خلفياتــه املعرفيــة يف فهــم معنــى النــص‪ ،‬وهــذه اخلــرات واخللفيــات املعرفيــة‬
‫التــي يلجــأ إليهــا املتعلــم تســاعده يف فهــم النــص وأجزائــه عــن طريــق توظيفهــا‬
‫يف كشــف اإلهبــام عــن بعــض الكلــات والعبــارات والســياقات اللغويــة‬
‫اجلديــدة(((‪.‬‬

‫((( الشيخ عيل‪ ،‬هداية إبراهيم‪ .)2012(.‬اسرتاتيجية مقرتحة يف ضوء املدخل التواصيل لتنمية مهارات‬
‫الفهم السمعي لدى داريس اللغة العربية الناطقني بغريها‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية واالجتامعية‪ ،‬العدد ‪،24‬‬
‫‪ ،1433‬ص‪ ،95-16‬جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص ‪.36-36‬‬
‫((( عبد اهلل‪ ،‬زنايت رحاب‪ )2015(.‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪(3)Richards, jack, c.(2008). Teaching listening and speaking from theory to practice, Cam-‬‬

‫‪279‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍّ‬
‫ولــكل مــن هذيــن النمطــن مــن االســتامع تدريباتــه وأنشــطته اللغويــة التــي‬
‫تــؤدي إىل تنميتــه لــدى املتعلــم؛ ألن املتعلــم حيتــاج إىل كال النمطــن يف أثنــاء‬
‫تعلمــه لغــ ًة جديــدةً‪ ،‬ومــن اجلديــر بالذكــر أن تدريبــات النمــط األول –مــن‬
‫أســفل إىل أعــى‪ -‬جيــب أن تســاعد املتعلــم عــى القيــام بــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬التعرف عىل أجزاء الكلامت والعبارات داخل اجلمل‪.‬‬
‫ ‪ -‬التعرف عىل الكلامت املفتاحية يف النص‪.‬‬
‫ ‪-‬التعرف عىل التحوالت الرئيسية يف اخلطاب‪.‬‬
‫ ‪-‬التعرف عىل العالقات النحوية بني العنارص اللغوية‪.‬‬
‫ ‪-‬كيفية استعامل النرب والتنغيم‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫أمــا تدريبــات النمــط الثــاين ‪-‬مــن أعــى إىل أســفل‪ -‬فيجــب أن تســاعد‬
‫املتعلــم عــى القيــام بــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬االستعانة بالكلامت املفتاحية يف بناء خمطط للخطاب‪.‬‬
‫ ‪-‬استنتاج ضوابط النص‪.‬‬
‫ ‪-‬استنتاج األسباب أو النتائج‪.‬‬
‫ ‪-‬استنتاج تفاصيل غري موضحة يف النص أو املوقف‪.‬‬
‫ ‪-‬توقع األسئلة املتعلقة باملوضوع أو املوقف(((‪.‬‬
‫مهارة االستماع يف سلسلة ‪ Face2Face‬اإلجنلزيية‬
‫ملحة سريعة عن السلسلة‪:‬‬
‫هــي سلســل ٌة يف تعليــم اللغــة اإلنجليزيــة للناطقــن بغريهــا مــن إصــدار‬
‫جامعــة كامــردج‪ ،‬وهــي مــن أكثــر الكتــب مبي ًعــا لفئتــي البالغــن والشــباب‬
‫ـة وفعاليـ ٍ‬
‫ـة يف عــامل اليــوم‪ ،‬وقــد‬ ‫الذيــن يرغبــون يف تعلــم اللغــة اإلنجليزيــة برسعـ ٍ‬
‫ُصممــت عــى املدخــل التواصــي يف تعليــم اللغــات‪ ،‬وقــد َأ ْولــت السلســلة‬
‫مهــاريت االســتامع والتحــدث يف املواقــف االجتامعيــة أمهيــ ًة كبــرةً‪ ،‬وكذلــك‬
‫اهتمــت باملفــردات والقواعــد اللغويــة الوظيفيــة التــي تســاعد املتعلــم عــى ‬
‫األداء اللغــوي الســليم(((‪.‬‬
‫‪bridge university press, pp 5-7.‬‬
‫‪(1)Richards, jack, c.(2008).pp 5-10‬‬

‫((( للمزيد راجع املوقع التايل‪:‬‬

‫‪280‬‬
‫مهارة اإلستماع‪:‬بشار مصطفى األفيوني‬

‫املنهجية املتبعة يف العرض‪:‬‬


‫انتظمــت مهــارة االســتامع يف السلســلة ضمــن املدخــل التواصــي‪ ،‬وهدفت‬
‫إىل تعزيــز اجلانــب التواصــي احلــي للغــة لــدى متعلــم اللغــة‪ ،‬وقــد ُعرضــت‬
‫ـي‪ ،‬دون أن يكــون هلــا طريقــة‬ ‫ووزعــت ضمــن أجــزاء الوحــدة بشـ ٍ‬
‫ـكل ديناميكـ ٍّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫عــرض ثابتــة‪ ،‬إال فقــرة (‪ )Help with listening‬فهــي متواجــد ٌة يف كل جــزء مــن‬ ‫ٍ‬
‫أجــزاء الوحــدة‪ ،‬دون أن يكــون هلــا موضــع ثابــت يف كل جـ ٍ‬
‫ـزء‪ .‬إضافـ ًة إىل فقــرة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫(‪ )Help with sounds‬املتواجــدة مــع الفقــرة املذكــورة يف كتــاب (‪ )Starter‬إال أن‬
‫هلــا موضعــا ثاب ًتــا هلــا يف هنايــة كل وحـ ٍ‬
‫ـدة قبــل أنشــطة املراجعــة‪ .‬وهــذا التوزيــع‬ ‫ً‬
‫يف تقديــر الباحــث مــن شــأنه أن يضفــي نو ًعــا مــن احليويــة عــى الوحــدات‪،‬‬
‫وكذلــك يدفــع امللــل عــن املتعلــم فيــا لــو كانــت هنــاك طريقــة عـ ٍ‬
‫ـرض ثابتــة‬
‫لتدريبــات وأنشــطة مهــارة االســتامع‪.‬‬
‫طبيعة النصوص وسرعتها‪:‬‬
‫املــواد الســمعية املتواجــدة يف الكتــاب هــي مــواد غــر أصيلــة –مل تقتطــع‬
‫مــن حــوارات حقيقيــة تــدور بــن الناطقــن باللغــة اإلنجليزيــة‪ -‬وقــد ُألفــت‬
‫بمقتــى اخلطــة التــي بنيــت عليهــا السلســلة‪ ،‬والتــي تســتند إىل اإلطــار األورويب‬
‫ـمعية ماكي ـ ًة للحــوارات‬
‫ُ‬ ‫املشــرك يف تعليــم اللغــات‪ ،‬وجــاءت تلــك املــواد السـ‬
‫والنصــوص التــي عــادة مــا حيتاجهــا املتعلــم يف احليــاة اليوميــة؛ ألن اهلــدف‬
‫ـة‪ .‬بحيــث ابتــدأت احلــوارات‬ ‫ـراض عامـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫العــام للسلســلة هــو اإلنجليزيــة ألغـ‬
‫بالتعريــف بالنفــس وباآلخريــن‪ ،‬وأســاء البلــدان واملعلومــات الشــخصية‪،‬‬
‫واحليــاة اليوميــة‪ ،‬وحــوارات عــن العائلــة‪ ،‬والدراســة‪ ،‬وأوقــات الفــراغ‬
‫واألنشــطة‪ ،‬واألماكــن‪ ،‬واخلطــط املســتقبلية‪ ،...‬وقــد جــاءت معظــم النصــوص‬
‫ـوارات بــن شــخصني أو أكثــر‪ ،‬وكانــت برسعـ ٍ‬
‫ـة طبيعيــة –أشــبه‬ ‫ٍ‬ ‫عــى شــكل حـ‬
‫برسعــة احلــوارات احلقيقيــة بــن أبنــاء اللغــة األصليــن‪ -‬وضمــن مواقــف‬
‫تواصليــة شــبه طبيعيــة‪ ،‬كــا أهنــا تراعــي الذاكــرة قصــرة املــدى لــدى املتعلــم‪،‬‬
‫فلــم تكــن اجلمــل طويل ـ ًة ضمــن احلــوارات‪ ،‬والفقــرات اتســمت بالقــر‪ ،‬ومل‬
‫ـارات أو تراكيــب جديــدة غــر التــي وردت يف بدايــة كل‬ ‫ـات وعبـ ٍ‬ ‫تتضمــن كلـ ٍ‬
‫ـزء مــن أجــزاء الوحــدة‪.‬‬ ‫جـ ٍ‬
‫وهنــاك نــوع آخــر مــن املــواد الســمعية أشــبه باالســتامع املوســع ورد بنسـ ٍ‬
‫ـبة‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫قليلــة يف مســتوى (‪ )Elementary‬يتمثــل يف عــدد مــن األغــاين املســموعة‪ ،‬وقــد‬ ‫ٍ‬
‫أحلقــت هبــا بعــض التدريبــات‪.‬‬

‫‪https//:www.cambridge.org/us/cambridgeenglish/catalog/adult-courses/adult-gener-‬‬
‫‪al-english/face2face2-nd-edition‬‬

‫‪281‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫دمجها يف املهارات اللغوية األخرى والقواعد‪:‬‬


‫لقــد تنــاول معــدو السلســلة املهــارات اللغويــة األربــع عــى أهنــا جســدٌ‬
‫ً‬
‫فصــا‬ ‫واحــدٌ يشــكل الوحــدات اللغويــة املؤلِفــة للكتــاب‪ ،‬بحيــث ال جتــد‬
‫لتكمــل بعضهــا‬‫مهــارة عــى حــدة‪ ،‬وإنــا دجمــت وتناســقت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫واضحــا لــكل‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫اآلخــر؛ فــا تــكاد جتــد جمموعــة مــن التدريبــات واألنشــطة املتواليــة إال وتتنــاول‬
‫مهارتــن أو ثــاث‪ ،‬وإذا فصلنــا احلديــث يف مهــارة االســتامع فإننــا نجــد تدريباهتا‬
‫وأنشــطتها مبثوثــ ًة يف معظــم أرجــاء اجلــزء ( الــدرس) الواحــد مــن الوحــدة‪،‬‬
‫فتــار ًة تســتخدم مــع املفــردات اجلديــدة‪ ،‬وتــار ًة أخــرى مــع القواعــد عــن طريــق‬
‫تدريــب ( ‪ )Listening and grammar‬وهنــاك بعــض التدريبــات التــي تركــز عــى ‬
‫كيفيــة نطــق األصــوات واملفــردات والعبــارات‪.‬‬
‫طبيعة التدريب�ات واألنشطة (األصوات وفهم املسموع)‪:‬‬
‫جاءت تدريبات مهارة االستامع يف كال الكتابني (‪)Starter & Elementary‬‬
‫موزع ًة عىل قسمني‪:‬‬
‫القســم األول‪ :‬يركــز عــى التمييــز الســمعي‪ ،‬وطبيعــة هــذا القســم تركــز‬
‫عــى االســتامع الواعــي مــن أجــل تعلــم اللغــة والتــدرب عــى النطــق الســليم‪،‬‬
‫وقــد اشــتمل عــى التدريبــات النطقيــة –مالحظــة كيفيــة نطــق األصــوات‬
‫والكلــات والعبــارات‪ -‬والظواهــر الصوتيــة والنــر والتنغيــم‪ .‬ومــن أمثلــة‬
‫هــذه التدريبــات مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬‬ ‫‪Listen and practice.‬‬

‫)‪- Listen to these words, notice how we say the (pink) and (blue‬‬
‫‪vowels.‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫‪Look at the pictures. Listen to the sounds and words.‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫‪Listen and practice the questions and answers‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫‪Listen and check. Then listen again and practice.‬‬

‫‪- Notice the linking between consonant (b,c,d,f…) sounds and vow-‬‬
‫‪el (a,e,i,o,u) sounds.‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫‪Listen and notice the stress and polite intonation.‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫‪Listen to the song. Choose the correct words\phrases.‬‬

‫القســم الثــاين‪ :‬ويركــز عــى فهــم املســموع‪ ،‬وتنميــة مهــارات االســتامع‬


‫ـمل (التقــاط بعــض املعلومــات مــن احلــوار أو النــص‪،‬‬ ‫لــدى املتعلــم‪ ،‬وقــد شـ َ‬
‫حتديــد الصــواب واخلطــأ‪ ،‬اختيــار مــن متعــدد‪ ،‬متييــز املتكلــم‪ ،‬نســبة الــكالم إىل‬

‫‪282‬‬
‫مهارة اإلستماع‪:‬بشار مصطفى األفيوني‬

‫املتحــدث‪ ،‬مالحظــة التحــوالت يف النــص أو احلــوار‪ ،‬ربــط الصــور بالنــص‪،‬‬


‫اســتخراج الفكــر الرئيســة‪ ،‬اســتنتاج الفكــرة العامــة‪ ،‬ترتيــب اجلمــل أو األفــكار‬
‫أو الصــور‪ ،‬اســتنتاج األســباب‪ ،‬اســتخراج التفاصيــل‪ )...‬ومــن أمثلــة هــذه‬
‫التدريبــات واألنشــطة مــا يــي‪:‬‬
‫‪- Listen and fill in gaps‬‬

‫‪- Listen and Put in the correct order‬‬

‫?‪- Listen and read. Who is talking‬‬

‫‪- Listen and match‬‬

‫‪- Choose the correct answers‬‬

‫‪- Listen and write‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫‪Listen and underline‬‬

‫‪- Listen and tick the true sentences‬‬

‫‪- Listen again. Are these sentences true (t) or false (f).‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫‪Listen again and put these photos in the correct order.‬‬

‫‪- Listen and fine one reason why they want to go there.‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫…‪Listen to the song. Fill in the gaps‬‬

‫واملالحــظ يف تدريبــات مهــارة االســتامع وأنشــطتها اللغويــة أهنــا متنوعــة‬


‫ومنس��جمة م��ع تدريب��ات امله��ارات األخرــى‪ ،‬وهــذا التصميــم يمتــد حتــى‬
‫املســتويات املتوســطة وفــوق املتوســطة‪ ،‬كــا أن تدريبــات كيفيــة النطــق والتنغيــم‬
‫مل تقتــر عــى الــدروس األوىل مــن املســتوى املبتــدئ فحســب‪ ،‬بــل اســتمرت‬
‫يف باقــي املســتويات كذلــك‪ ،‬ومــن شــأن هــذه التدريبــات أهنــا هتتــم باالســتامع‬
‫الواعــي مــن أجــل تعلــم اللغــة‪ ،‬فــا تــكاد جتــد صفح ـ ًة يف املســتوى املبتــدئ‬
‫ختلــو مــن تدريــب (‪( )Listen and practice‬اســتمع ومــارس أو تــدرب) أو تدريــب‬
‫(‪ .)Listen and check‬وينبغــي ملعــدي مناهــج اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫االســتفادة مــن هــذا التصميــم فيــا لــو أرادوا إعــداد مقــررات مبنيــة عــى ‬
‫املدخــل التواصــي‪.‬‬
‫نســبة تضمــن تدريبــ�ات وأنشــطة مهــارة االســتماع داخــل‬
‫الوحــدة‬
‫لقــد اختــار الباحــث وحدتــن عشــوائيتني مــن كتــاب (‪)Elementary‬‬
‫بوصفهــا عينـ ًة عشــوائي ًة عــن الكتــاب‪ ،‬وقــام بتحديــد نســبة تضمــن تدريبــات‬

‫‪283‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مهــارة االســتامع داخــل الوحــدة التعليمــة مقارنـ ًة بتدريبــات املهــارات األخرى‪،‬‬


‫وأوضحــت النتائــج يف الوحــدة الرابعــة أن تدريبــات مهــارة املحادثــة حصلــت‬
‫عــى النســبة األعــى حيــث بلغــت ‪ ،%27.5‬تلتهــا تدريبــات مهــارة االســتامع‬
‫بنســبة بلغــت ‪ ،%22.5‬ومــن ثــم املفــردات والقواعــد‪ ،‬ومــن ثــم الكتابــة‬
‫فالقــراءة‪ .‬انظــر امللحــق رقــم (‪.)1‬‬
‫أمــا نتائــج الوحــدة الثامنــة فأوضحــت أن تدريبــات مهــارة االســتامع‬
‫واملحادثــة قــد حــازت النســبة األعــى؛ حيــث بلغــت ‪ ،%22.6‬تلتهــا تدريبــات‬
‫القواعــد‪ ،‬ومــن ثــم القــراءة‪ ،‬فاملفــردات فالكتابــة‪ ،‬واجلــدوالن التاليــان‬
‫يوضحــان النتائــج‪:‬‬
‫مهارة إضافة للمفردات‬
‫ٍ‬ ‫جدول يوضح عدد التدريب�ات ونسبتها املئوية يف كل‬
‫والقواعد يف الوحدة الرابعة‬
‫املجموع‬ ‫الكتابة‬ ‫املحادثة‬ ‫القراءة‬ ‫االستامع‬ ‫القواعد‬ ‫املفردات‬

‫‪19‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اجلزء األول‬

‫‪25‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اجلزء الثاين‬

‫‪21‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اجلزء الثالث‬

‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اجلزء الرابع‬

‫‪%10‬‬ ‫‪%27.5‬‬ ‫‪%7.5‬‬ ‫‪%22.5‬‬ ‫‪%16.25‬‬ ‫‪%16.25‬‬ ‫النسبة املئوية‬


‫مهارة إضافة للمفردات‬
‫ٍ‬ ‫جدول يوضح عدد التدريب�ات ونسبتها املئوية يف كل‬
‫والقواعد يف الوحدة الثامنة‬
‫املجموع‬ ‫الكتابة‬ ‫املحادثة‬ ‫القراءة‬ ‫االستامع‬ ‫القواعد‬ ‫املفردات‬

‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اجلزء األول‬

‫‪22‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اجلزء الثاين‬

‫‪18‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اجلزء الثالث‬

‫‪13‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اجلزء الرابع‬

‫‪%9.3‬‬ ‫‪%22.6‬‬ ‫‪%13.3‬‬ ‫‪%22.6‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫تعليق على النت�اجئ‬


‫مــن خــال نتائــج توزيــع املهــارات داخــل كل جـ ٍ‬
‫ـزء مــن أجــزاء الوحــدة‪،‬‬
‫اتضــح للباحــث أن مهــاريت املحادثــة واالســتامع كان هلــا النصيــب األكــر مــن‬
‫ٍ‬
‫عــى يشء‪ ،‬فإنــا يــدل‬ ‫التدريبــات واألنشــطة اللغويــة عمو ًمــا‪ ،‬وإن دل هــذا‬
‫عــى أن هــذه النتيجــة تؤكــد عــى اهلــدف العــام الــذي مــن أجلــه صممــت‬

‫‪284‬‬
‫مهارة اإلستماع‪:‬بشار مصطفى األفيوني‬

‫السلســلة‪ ،‬أال وهــو التواصــل والتفاعــل احليــايت باللغــة اإلنجليزيــة‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫يــدل عليــه اســم السلســلة (‪ ،)Face2Face‬فمهارتــا املحادثــة واالســتامع مها أســاس‬
‫االتصــال والتواصــل باللغــة‪ ،‬وقــد ُصممــت ووزعــت التدريبــات واألنشــطة‬
‫ضمــن املهــارات اللغويــة لتحقيــق هــذا اهلــدف‪ ،‬ويف رأي الباحــث نجــح معــدو‬
‫السلســلة يف الوصــول إىل هــذا اهلــدف‪ ،‬ويؤكــد هــذا الــرأي االنتشــار الواســع‬
‫هلــذه السلســلة يف كثـ ٍ‬
‫ـر مــن املؤسســات واملراكــز التعليميــة عــى مســتوى العــامل‪.‬‬
‫ويف ختـ�ام هـ�ذه الورقة‪ ،‬يـ�رى الباحـ�ث أن مهارة االسـ�تامع يف سلسـ�ل ة (�‪Face‬‬
‫ـرا مــن معــدي السلســلة‬ ‫‪ )2Face‬مهــار ٌة أساســي ٌة ومهمـ ٌة‪ ،‬وقــد نالــت اهتام ًمــا كبـ ً‬
‫عمو ًمــا‪ ،‬فقــد احتــوى كتــاب (‪ )Elementary‬وحــده عــى ثــاث أقــراص مدجمــة‬
‫(‪ ،)CD‬وقــد بلــغ جممــوع التســجيالت فيهــا (املقاطــع الصوتيــة املســجلة) ‪180‬‬
‫‪ ،Tracks‬وهــذا يــدل عــى اجلهــود الكبــرة املبذولــة مــن أجــل تنميــة هــذه املهــارة‪،‬‬
‫وينبغــي ملصممــي مناهــج اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا االســتفادة مــن هــذه‬
‫ـد ملهــارة االســتامع ضمــن املناهــج واملقــررات‬ ‫اجلهــود مــن أجــل تصمي ـ ٍم جيـ ٍ‬
‫املــراد تصميمهــا وفــق املدخــل التواصــي‪.‬‬

‫‪285‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫ ‪-‬القرآن الكريم‬
‫‪1.1‬أمحــد‪ ،‬حممــد عبــد القــادر‪ .)1982( .‬طــرق تعليــم العربيــة‪ ،‬مكتبــة‬
‫النهضــة العربيــة‪ ،‬مــر‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫‪2.2‬الشــيخ عــي‪ ،‬هدايــة إبراهيــم‪ .)2012( .‬اســراتيجية مقرتحــة يف ضــوء‬
‫املدخــل التواصــي لتنميــة مهــارات الفهــم الســمعي لــدى داريس اللغــة‬
‫العربيــة الناطقــن بغريهــا‪ ،‬جملــة العلــوم اإلنســانية واالجتامعيــة‪ ،‬العــدد‬
‫‪ ،1433 ،24‬ص‪ ،95-16‬جامعــة اإلمــام حممــد بــن ســعود اإلســامية‪،‬‬
‫الريــاض‪ ،‬ص ‪.36-36‬‬
‫‪3.3‬طعيمــة‪ ،‬رشــدي أمحــد‪ .)1985( .‬املرجــع يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بلغــات أخــرى‪ ،‬ج‪ ،1‬ق‪ ،2‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬الريــاض‪.‬‬
‫‪4.4‬طعيمة‪ ،‬رشدي أمحد‪ .)2000( .‬تعليم العربية والدين بني العلم والفن‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار الفكر العريب‪.‬‬
‫‪5.5‬عبــد اهلل‪ ،‬رحــاب زنــايت‪ .)2015( .‬برنامــج لتنميــة مهــارات االســتامع‬
‫للمبتدئــن يف تعلــم العربيــة عــر اإلنرتنــت مــن غــر الناطقــن هبــا‬
‫باســتخدام الوعــي الفونولوجــي والتعلــم القائــم عــى املهــام‪ ،‬أعــال املؤمتر‬
‫الــدويل األول تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ -‬الــرؤى والتجــارب‪،‬‬
‫ص‪.240-179‬‬
‫‪6.6‬مدكــور‪ ،‬عــي أمحــد‪ .)2000( .‬تدريــس فنــون اللغــة العربيــة‪ ،‬دار‬
‫الفكــر العــريب‪ ،‬األردن‪ ،‬عــان‪.‬‬
‫‪7.7‬الناقــة‪ ،‬حممــود كامــل‪ .)1985( .‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بلغــات أخــرى‪ ،‬أسســه‪ ،‬مداخلــه‪ ،‬طــرق تدريســه‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪.‬‬
‫‪88. https://www.cambridge.org/us/cambridgeenglish/catalog/adult-courses/‬‬
‫‪adult-general-english/face2face2-nd-edition‬‬
‫‪99. Richards, jack, c. (2008). Teaching listening and speaking from theory‬‬
‫‪to practice, Cambridge university press.‬‬

‫‪286‬‬
‫مهارة اإلستماع‪:‬بشار مصطفى األفيوني‬

‫‪287‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪288‬‬
‫مهارة اإلستماع‪:‬بشار مصطفى األفيوني‬

‫‪289‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪290‬‬
‫مهارة اإلستماع‪:‬بشار مصطفى األفيوني‬

‫‪291‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪292‬‬
‫مهارة اإلستماع‪:‬بشار مصطفى األفيوني‬

‫‪293‬‬
‫واقع برنامج تعليم اللغة العربي�ة للناطقني‬
‫بغريها يف جامعة الريان ـ اليمن ـ حضرموت‬
‫املشكالت واحللول‬

‫د‪ .‬جمال رمضان حيمد حدجيان‬


‫(((‬

‫جامعة حضرموت ـ اليمن‬

‫* أستاذ اللغة والنحو املشارك بجامعة حرضموت‪ -‬اليمن‪ ،‬واملرشف عىل برنامج تعليم اللغة‬
‫العربية للناطقني بغريها بجامعة الريان ‪-‬اليمن‪.‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫ملخص‬
‫هيــدف هــذا البحــث إىل بيــان املشــكالت التــي رافقــت جتربــة تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة يف جامعــة الريــان ـ اليمــن ـ حرضمــوت‪ ،‬مــع اقــراح احللــول التــي‬
‫يغلــب عــى الظــن أهنــا كفيل ـ ٌة بعــاج تلــك املشــكالت‪.‬‬
‫لقــد صنــف البحــث هــذه املشــكالت مــن عنــارص جتربــة التعليــم‬
‫ـكالت تتعلــق بالعنــر األول وهــو املعلــم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫نفســها‪ ،‬وهــي أربعــة أصنــاف‪ :‬مشـ‬
‫ـكالت تتعلــق بالعنــر‬
‫ٌ‬ ‫ـكالت تتعلــق بالعنــر الثــاين وهــو املتعلــم‪ ،‬ومشـ‬
‫ٌ‬ ‫ومشـ‬
‫ـكالت تتعلــق بالعنــر الرابــع وهــو املنهــج‬
‫ٌ‬ ‫الثالــث وهــو طرائــق التعليــم‪ ،‬ومشـ‬
‫الــدرايس‪.‬‬
‫عمــل البحــث عــى معرفــة هــذه املشــكالت مــن خــال التتبــع‬
‫واالســتقصاء‪ ،‬مــن خــال جتربــة جامعــة الريــان يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وباالســتئناس بواقــع هــذا النمــط مــن التعليــم يف جامعـ ٍ‬
‫ـات‬
‫ومراكــز علميــة عنيــت بــه؛ إذ فربــا تشــاهبت التجــارب للخلــوص إىل حلـ ٍ‬
‫ـول‬
‫ٍ‬
‫كفيلــة بدفــع تلــك املشــكالت‪.‬‬
‫إن جامعــة الريــان ممثلـ ًة بمركــز خدمــة املجتمــع فيهــا حريصـ ٌة بأمــر تطويــر‬
‫هــذا النمــط مــن التعليــم اليــوم؛ إذ غــدا مــن مهــات اجلامعــات واملراكــز العلمية‬
‫والبحثيــة يف العــامل بــأرسه‪ .‬والوقــوف عــى مكامــن القصــور يف التعليــم جديـ ٌـر‬
‫باالرتقــاء بــه وتطويــره مــن خــال جتــاوز مشــكالته ومكامــن العطــن فيــه‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪This research aims at explaining the problems that accompanied‬‬
‫‪the experience of teaching Arabic language at Al-Rayyan University in‬‬
‫‪Yemen, Hadramout, and proposing solutions that are likely to solve these‬‬
‫‪problems.‬‬

‫‪The research classifies these problems from the elements of the‬‬


‫‪learning experience itself. These are four categories: problems related to‬‬
‫‪the first element, the teacher, problems related to the second element, the‬‬
‫‪learner, problems related to the third element, the teaching methods, and‬‬
‫‪problems related to the fourth element, the curriculum‬‬

‫‪ The research aimed at identifying these problems through tracking‬‬


‫‪and surveying through the experience of Al-Rayyan University in teach-‬‬
‫‪ing Arabic to non-Arabic speakers, and by adapting to this type of educa-‬‬
‫‪tion in universities and scientific centers. The experiments were similar to‬‬
‫‪finding solutions to solve these problems.‬‬

‫‪295‬‬
‫ الحاضر والمستقبل‬:‫العربية للناطقين بغيرها‬

 Al Rayyan University is represented by its community service


center. It is keen to develop this type of education today, as it is now the
tasks of universities and scientific and research centers in the world. And
to identify the areas of inadequacy in education worthy of upgrading and
develop it by overcoming the problems and reservoirs of the population.

296
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ـكالت‪ ،‬وإذا كان‬ ‫ـة ال خيلــو مــن مشـ‬‫ـة ثانيـ ٍ‬
‫جيمــع الباحثــون عــى أن تعلــم لغـ ٍ‬
‫ـات مج ـ ًة تتضــح عنــد اســتعامهلم‬ ‫الطــاب مــن أبنــاء العــرب يصادفــون صعوبـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫صعوبات‬ ‫للغــة الفصحــى‪ ،‬فــا شــك أن الطالــب الناطــق بغــر العربيــة ســيواجه‬
‫ـكالت أشــد خطــور ًة ممــا يعرفــه الطالــب العــريب؛ يكمــن تشــخيص‬ ‫ٍ‬ ‫أكثــر‪ ،‬ومشـ‬
‫هــذه الـــمشكالت يف أن اللغــة التــي اكتســبها الطالــب يف مراحــل عمــره األوىل‬
‫مغايــر ٌة للغــة العربيــة الفصحــى؛ إذ متثــل للطالــب العــريب هلجــ ًة عاميــ ًة غــر ‬
‫ـة‪ ،‬ومتثــل للطالــب الناطــق بغــر العربيــة لغ ـ ًة أجنبي ـ ًة ال متــت إىل لغتــه‬ ‫فصيحـ ٍ‬
‫التــي نشــأ معهــا بصلـ ٍ‬
‫ـة(((‪.‬‬
‫ـة ليــس باألمــر الســهل‪ ،‬وختتلــف صعوبــة تعلــم اللغــة‬ ‫ـة أجنبيـ ٍ‬
‫إن تعلــم لغـ ٍ‬
‫األجنبيــة تب ًعــا لعمــر املتعلــم وطبيعــة البيئــة التــي يعيــش فيهــا أثنــاء تعلمــه‬
‫أيضــا حســب طبيعــة اللغــة األجنبيــة نفســها‬ ‫اللغــة‪ ،‬كــا ختتلــف هــذه الصعوبــة ً‬
‫مــن حيــث مشــاهبتها أو اختالفهــا يف الصــوت أو الكتابــة للغــة املتعلــم األصليــة‪،‬‬
‫ـا يســهل عــى املتعلــم العــريب تعلــم اللغــة الفارســية أو األرديــة‪ ،‬ويشــق‬ ‫فمثـ ً‬
‫عليــه تعلــم اللغــات األوربيــة أو الصينيــة ‪.‬‬
‫(((‬

‫إن جتربــة برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف جامعــة الريــان‬
‫وهــي جتربـ ٌة أوىل مل ختــل مــن املشــكالت‪ ،‬التــي جتــدر بمركــز خدمــة املجتمــع أن‬
‫يتأملهــا بعــن الناقــد البصــر‪ ،‬ويفحصهــا؛ ليخــرج بحلـ ٍ‬
‫ـول‪ ،‬تدفــع هبــذا النمــط‬
‫مــن التعليــم إىل التطــور وجتــاوز املشــكالت‪ ،‬لــذا يقــف الباحــث بالقــارئ عــى ‬
‫مــا يمكــن أن حييــط بــه معرف ـ ًة عــن واقــع تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا يف‬
‫جامعــة الريــان يف مجيــع عنــارصه التــي يقــوم عليهــا‪ ،‬وهــي أربعــة عنــارص‪ ،‬هــي‪:‬‬
‫املعلــم‪ ،‬واملتعلــم‪ ،‬وطرائــق تعليمــه‪ ،‬واملنهــج الــذي يقــوم عليــه‪.‬‬
‫هــذه العنــارص األربعــة يمكــن جعلهــا مباحــث هلــذا البحــث يقدمــه‬
‫الباحــث يف هــذا املؤمتــر العلمــي بجامعــة غريســون الرتكيــة‪ ،‬الــذي يقيمــه‬
‫املنتــدى العــريب الرتكــي للتبــادل اللغــوي‪ ،‬واخلــاص بتعليــم العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا (احلــارض واملســتقبل)‪.‬‬
‫ـا كل عنـ ٍ‬
‫ـر منهــا مبح ًثــا‪،‬‬ ‫لــذا ســأتناول هــذه العنــارص األربعــة‪ ،‬جاعـ ً‬
‫ـر وحلوهلــا‪ ،‬مــن خــال جتربتنــا يف‬‫ـث ســأتناول مشــكالت كل عنـ ٍ‬ ‫ويف كل مبحـ ٍ‬
‫برنامــج تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا بجامعــة الريــان ـ حرضمــوت‪ ،‬اليمــن‪،‬‬
‫((( انظر‪ :‬حسان متام‪ ،‬التمهيد يف اكتساب اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪.60 ،59‬‬
‫((( انظر‪ :‬الفوزان عبد الرمحن‪ ،‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪.239‬‬

‫‪297‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أيضــا بخــرات مــن ســبقنا يف هــذا املجــال احليــوي مــن جمــاالت‬ ‫مســتعينًا ً‬
‫التعليــم؛ باعتبــار التطابــق بــن التجــارب الســابقة وبــن جتربتنــا؛ إذ قــد تتشــابه‬
‫املشــكالت وتنفــع احللــول هلــا مــع اختــاف زمــان التجربتــن ومكاهنــا‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬املعلم‪ ،‬املشكالت واحللول‬
‫إن املعلــم هــو ســيد املوقــف التعليمــي‪ ،‬وبمهارتــه وحصافتــه يســتطيع‬
‫تــدارك املعضــات التــي تفــرض نفســها عــى املوقــف التعليمــي‪ ،‬هــذه هــي‬
‫صفــة املعلــم احلقيقيــة (((‪.‬‬
‫إن الـــمتأمل يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف أصقــاع املعمورة‬
‫يــدرك أول مــا يــدرك أن غالبيــة مدرســيها يدرســوهنا وكأهنــا لغـ ٌة أوىل ال ثانيــة‪،‬‬
‫ويتبعــون فيهــا الوســائل أو الطــرق ذاهتــا الـــمتبعة يف تعليــم الناطقــن باللغــة‪،‬‬
‫بــل ويقــررون املناهــج والكتــب عينهــا التــي تقــدم ألبنــاء اللغــة‪ .‬وســبب هــذه‬
‫ـرا مــن هــؤالء ال يدركــون هــذه الفــروق بــن تدريــس اللغــة‬ ‫الـــمشكلة أن كثـ ً‬
‫ألبنائهــا وتدريســها لغــر أبنائهــا ‪ ،‬كــا اهتــم املعلــم بقواعــد العربيــة النظريــة‬
‫(((‬

‫بعيــدً ا عــن اجلانــب التطبيقــي ممــا أفقــد املعلــم التــوازن يف شــخصيته التعليمية(((‪.‬‬
‫ـص‪ ،‬وذلــك‬ ‫إن تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا حيتــاج إىل معل ـ ٍم متخصـ ٍ‬
‫ناجحــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫مــن خــال االلتحــاق بربامــج هتتــم هبــذا النمــط مــن التعليــم؛ ليكــون‬
‫ـة‪ ،‬ومهاريـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬وذلــك ال يتأتــاه‬ ‫ـخصية‪ ،‬وعلميـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫هــذا النجــاح يتميــز بصفـ ٍ‬
‫ـات شـ‬
‫ٍ‬
‫قويــة‪ ،‬متميــز بالــذكاء واملوضوعيــة‬ ‫ٍ‬
‫شــخصية‬ ‫املعلــم الناجــح إال بحضــور‬
‫والعــدل‪ ،‬متصــف باحليويــة والتعــاون ‪ ،‬وال نبالــغ إذا عددنــا املعلــم مفتــاح‬
‫(((‬

‫التعلــم (((‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬املشكالت‬
‫ لقــد شــابت معلــم برنامــج تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا بجامعــة الريــان‬
‫مجلـ ٌة مــن املشــكالت‪ ،‬يمكــن إمجاهلــا يف مــا يــأيت‪ ،‬ونذكــر بعدهــا حلوهلــا‪:‬‬
‫‪1.1‬عــدم التخصــص يف تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬فاملدرســون ‪-‬يف‬
‫العــادة‪ -‬مؤهلــون لتدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن هبــا‪ ،‬وعندمــا ينتدبــون ‪-‬إذ‬

‫((( الغريبي سعد‪ ،‬األصوات وتدريسها لغري الناطقني هبا من الراشدين‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫((( املرجع السابق‪ :‬ص ‪15‬ـ ‪.16‬‬
‫((( املرجع السابق‪ :‬ص ‪.72‬‬
‫((( الفوزان عبد الرمحن‪ ،‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪298‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫مل يوجــد غريهــم‪ -‬لتدريــس الناطقــن بغــر العربيــة فإهنــم يالقــون الكثــر مــن‬
‫أساســا بثقافــة املتعلمــن‪ ،‬وطريقــة تفكريهــم‬
‫املشــكالت املوضوعيــة املرتبطــة ً‬
‫ـا عــن أن بعــض املعاهــد تنتــدب أســاتذ ًة‬ ‫املنبثقــة عــن لغتهــم األم‪ ،‬هــذا فضـ ً‬
‫ـن أساســا يف العلــوم الرشعيــة‪ ،‬أو العلــوم االجتامعيــة‪ ،‬وحتــى اللغات‬
‫ً‬ ‫متخصصـ‬
‫األجنبيــة‪.‬‬
‫‪2.2‬عــدم اإلملــام باللغــات األجنبيــة‪ ،‬فاملعلــم أحــادي اللغــة‪ ،‬ال يكــون لــه‬
‫االطــاع الــكايف عــى ثقافــة املتعلمــن‪ ،‬كــا أنــه ال يســتطيع أن يطلــع عــى مــا‬
‫ٍ‬
‫بحــوث باللغــات األجنبيــة يف جمــال التعليميــة‪ ،‬وهــو مــا جيعلــه‬ ‫يكتــب مــن‬
‫يقتــر عــى مطالعــة البحــوث املكتوبــة بالعربيــة أو املرتمجــة إليهــا عــى قلتهــا‪.‬‬
‫‪3.3‬ضعــف اإلعــداد املعــريف واملهــاري‪ ،‬فــا يكفــي إعــداد املعلــم يف جمــال‬
‫ـا للتدريــس‪ ،‬فهنــاك حاجـ ٌة رضوريـ ٌة لتطويــر األداء‬ ‫اللغــة العربيــة ليكــون مؤهـ ً‬
‫قــادرا عــى التواصــل اجليــد والتوصيــل الســلس للمعلومــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫املهــاري ليكــون‬
‫فــإذا كان خرجيــو كليــات اآلداب ختضعهــم إدارة اخلدمــة املدنيــة (التوظيــف)‬
‫ـية يف كليــات الرتبيــة ألجــل توظيفهــم مدرســن‪ ،‬فباألحــرى‬ ‫ـنة دراسـ ٍ‬
‫ألخــذ سـ ٍ‬
‫يكــون األمــر يف برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ ألن املتعلــم‬
‫ـة أجنبيـ ٍ‬
‫ـة عنــه‪ ،‬حيتــاج ممــن يوصلهــا إليــه ليكتســبها لغ ـ ًة‬ ‫مقبـ ٌـل عــى تعلــم لغـ ٍ‬
‫ـريف متقــن‪ ،‬مهــارات عاليــة بنمطيــة هــذا النــوع مــن التعليــم‬‫ـب معـ ٍ‬‫ثانيـ ًة إىل جانـ ٍ‬
‫وإال حــال دون تعلــم املتعلــم‪.‬‬
‫‪4.4‬ضعــف التدريــب والتطويــر خــال العمــل‪ ،‬فبعــض معلمــي برنامــج‬
‫تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا بجامعــة الريــان يامرســون مهمتهــم بنــا ًء عــى ‬
‫معلوماهتــم الســابقة‪ ،‬وتكوينهــم الــذي تلقــوه خــال مرحلــة الدراســة‪.‬‬
‫‪5.5‬عــدم مراعــاة مســتوى الطــاب‪ ،‬فاملعلــم الــذي يتعمــد رفــع مســتوى‬
‫ً‬
‫املتعلمــن آمــا يف االرتقــاء بمســتواهم قــد جينــي نتائــج‬ ‫ٍ‬
‫لغــة التخاطــب مــع‬
‫كبــرا مــن الطــاب املتوســطني أو الضعفــاء ممــن‬ ‫ً‬ ‫قســا‬
‫ً‬ ‫عكســية؛ ألنــه يظلــم‬
‫ال يقــدرون عــى جماراتــه؛ ألن «ســوء االختيــار اللغــوي قــد يؤثــر ســل ًبا عــى ‬
‫العمليــة االتصاليــة‪ ،‬وبالتــايل ال تصــل الرســالة يف أحســن األحــوال»(((‪.‬‬
‫‪6.6‬عدم إتقان بعض املعلمني مادة مقرره‪.‬‬
‫‪7.7‬عــدم قــدرة بعضهــم عــى إيصــال املــادة للتالميــذ بالطريقــة املناســبة؛ إذ‬
‫أظهــر عجـ ًـزا يف معرفــة الطرائــق املناســبة لتعليــم هــذا املقــرر أو ذاك ووســائله‪.‬‬

‫((( بو طيبة جلول‪ ،‬التبليغ املعريف يف عملية التواصل التعليمي‪ ،‬ص ‪.46‬‬

‫‪299‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪8.8‬فــإذا اكتشــف الطــاب أن معلمهــم ال حيــر جيــدً ا أو ال هيتــدي إىل‬


‫الســبيل الناجعــة يف تعليمهــم‪ ،‬أو ال يعــرف مادتــه التــي يعلمهــا هلــم‪ ،‬هنــا تبــدأ‬
‫مشــكالت هــذا املعلــم معهــم؛ ألهنــم يفقــدون الثقــة فيــه‪ ،‬وإذا مل يقــدر املعلــم‬
‫عــى إيصــال املــادة لطالبــه بالطريقــة املناســبة ترسبــت إليهــم املاللــة والســآمة(((‪.‬‬
‫‪9.9‬عــدم إرشاك بعــض املعلمــن طالهبــم يف الــدرس‪ ،‬فيقتــر عــى نفســه‪،‬‬
‫ممــا يســبب ماللــة الطــاب وســآمتهم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ـرف يصــدر عــن الطــاب ولــو‬ ‫‪1010‬حماســبة بعضهــم الطــاب عــى كل تـ‬
‫كان عفو ًّيــا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫جتديــد‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫غــر تغيــر أو‬ ‫فــج يف التدريــس مــن‬ ‫ٍ‬
‫واحــد ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أســلوب‬ ‫‪1111‬اتبــاع‬
‫فيصبــح املعلــم مطبو ًعــا عــى ذلــك‪.‬‬
‫‪1212‬تكليــف بعــض املعلمــن طالهبــم فــوق طاقتهــم يف الواجبــات املنزليــة‪،‬‬
‫أو التامريــن الصفيــة‪ ،‬أو التطبيــق العمــي للمحادثــة أو الكتابــة‪.‬‬
‫‪1313‬عــدم اتــزان شــخصية بعضهــم يف خمتلــف مواقــف التعلــم‪ :‬عصبيــة‬
‫ٌ‬
‫ســؤال ال يعــرف‬ ‫املــزاج‪ ،‬ردة الفعــل العنيفــة‪ ،‬التــرم والضيــق إذا وجــه إليــه‬
‫جوابــه‪ .‬ال نبالــغ إذا قلنــا‪ :‬إن شــخصية مــدرس العربيــة هــي املفتــاح إىل التعلــم؛‬
‫ٍ‬
‫ـخصية‬ ‫إذ ال يكفــي إملامــه باللغــة وعلومها‪ ،‬وأســاليب تدريســها‪ ،‬إن مل يكون ذا شـ‬
‫ٍ‬
‫مهــدب يدخــل‬ ‫ٍ‬
‫خطــاب‬ ‫ٍ‬
‫ممتنعــة‪ ،‬تعلــو وجههــا ابتســام ٌة مرشقــ ٌة‪ ،‬وذا‬ ‫ٍ‬
‫ســهلة‬
‫أيضــا يســهل عليــه إدارة قاعــة‬ ‫إىل قلــوب طالبــه‪ ،‬فيحبنــه وحيرتمونــه‪ ،‬وهبــذا ً‬
‫الــدرس‪ ،‬ومــن ثــم حتقيــق أحســن النتائــج‪ ،‬أمــا إذا اتصفــت شــخصيته بالتجهــم‬
‫والرصامــة‪ ،‬أو بالذوبــان‪ ،‬فســتكون نتائــج ذلــك ســيئ ًة وخميب ـ ًة لآلمــال(((‪.‬‬
‫حتضــرا جيــدً ا ممــا يفــوت عليهــم‬
‫ً‬ ‫‪1414‬عــدم حتضــر بعضهــم دروســهم‬
‫الثقافــة التــي يمكــن إضافتهــا للــدرس‪ ،‬أو التقصــر يف أدائــه‪ ،‬أو عــدم إدراكــه‬
‫لنقــاط الــدرس فيقــدم مــا حقــه التأخــر‪ ،‬ويقــدم مــا حقــه التأخــر‪ ،‬أو ضيــاع‬
‫الوقــت املحــدد بقــر املــادة وعــدم اســتيفاء الوقــت اخلــاص بالــدرس‪.‬‬
‫‪1515‬جلــوس بعــض املعلمــن عــى الكــريس؛ إذ مــن اخلطــأ ذلــك؛ ألن عمله‬
‫أيضــا اختــاف مواقــف‬‫يقتــي حركــ ًة ونشــا ًطا‪ ،‬وعامــل التشــويق يقتــي ً‬
‫املعلــم يف الــدرس الواحــد‪.‬‬
‫‪1616‬عدم سيطرة بعض املعلمني عىل قاعة الدرس‪.‬‬
‫((( الفوزان عبدالرمحن‪ ،‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪300‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫ ‪ 17.‬غيــاب الطريقــة الصحيحــة يف اســتعامل الســبورة‪ ،‬فكلــا ذكــر شــي ًئا يف‬
‫ٍ‬
‫غــر مراعــاة للرتقــي يف طــرح املعلومــات‪ ،‬ومــن غــر ‬ ‫درســه كتبــه فيهــا مــن‬
‫ـاة لتوزيــع وجــه الســبورة ملهــات الــدرس‪.‬‬ ‫مراعـ ٍ‬

‫‪1818‬اســتعامل بعــض املعلمــن لغـ ًة غــر الفصحــى كأن تكــون عاميــة املعلم‪،‬‬
‫ممــا حيــدث تصاد ًمــا يف فهــم العربيــة‪ ،‬بــل ويف أصواهتــا‪ ،‬ودالالت ألفاهــا‪ ،‬ويف‬
‫موضحــا أســباهبا فيقــول‪:‬‬
‫ً‬ ‫تراكيبهــا‪ .‬يشــر د‪ .‬متــام حســان إىل هــذه املشــكلة‬
‫«فاملطلــوب أن يلقــي املعلــم درس اللغــة العربيــة الفصحــى باللغــة العربيــة‬
‫الفصحــى‪ ...‬ولكــن مجهــور املعلمــن ‪-‬مــع األســف واألســى‪ -‬ال يلتــزم ذلــك‪،‬‬
‫إمــا ســبب العجــز‪ ،‬أو اإلمهــال‪ ،‬أو االقتصــاد يف اجلهــد؛ إذ قــد يقتضيــه اســتعامل‬
‫الفصحــى أن يبــذل فضــل انتبــاه إىل مــا يقــول؛ لئــا يقــع يف اخلطــأ أمــام التالميذ‪،‬‬
‫لذلــك نــرى لغــة الــدرس عنــد تعلــم اللغــة العربيــة الفصحــى هــي اللهجــة‬
‫العاميــة‪ ...‬فلربــا قــال املعلــم لتالميــذه يف درس األصــوات‪ :‬إن نطــق الســاء‬
‫(يقصــد الثــاء) يكــون بإخــراج اللســان‪ ،‬أو إن خمــرج الغــاف (يقصــد القــاف)‬
‫يف اللهــاة‪ ،‬أو إن الظــاد (يقصــد الضــاد) مفخمــة‪ .‬ويــزداد األمــر ســو ًءا وخطـ ًـرا‬
‫ـة خمتلفـ ٍ‬
‫ـة ال يتفــق أبنــاء‬ ‫ـاد عربيـ ٍ‬
‫يف املعاهــد التــي يتعــاون هبــا املعلمــون مــن بـ ٍ‬
‫ـذ ال يــدري الطالــب أي‬ ‫ـوت بعينــه‪ .‬عندئـ ٍ‬
‫أحدهــا مــع أبنــاء اآلخــر عــى نطــق صـ ٍ‬
‫املعلمــن أصــوب نط ًقــا‪ ،‬فيصــاب باحلــرة‪ .‬وال شــك أن ذلــك يعــوق التعــرف‬
‫عــى املبنــي واســتيعاب املعنــى عــى خمتلــف املســتويات»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬احللول‬
‫يمكــن إمجــال حلــول مــا ذكرنــا مــن مشــكالت معلــم برنامــج تعليــم‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا يف جامعــة الريــان يف النحــو اآليت‪:‬‬
‫‪1.1‬تأهيــل معلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وتدريبهــم مــن خــال‬
‫الــدورات التدريبيــة وورش العمــل‪ ،‬وتطويرهــم بالوســائل واألســاليب‬
‫املتاحــة‪ ،‬والتحســن املســتمر ملســتواه اللغــوي والشــفوي والكتــايب‪ ،‬وتنميــة‬
‫معلوماتــه عــن اللغــة التــي يدرســها وعــن ثقافــة أهلهــا‪.‬‬
‫‪2.2‬إعــداد معلمــي اللغــة مهن ًّيــا مــن خــال اإلعــداد اللغــوي‪ ،‬والعلمــي‪،‬‬
‫والرتبــوي‪ ،‬والتدريــب الــذايت‪.‬‬
‫‪3.3‬إملــام املعلــم بأهــم جمــاالت تعامــل علــم النفــس مــع اللســانيات‪،‬‬
‫وخاصــة اللســانيات الرتبويــة‪ ،‬وهــذا مــن متطلبــات التواصــل اللغــوي؛‬

‫((( حسان متام‪ ،‬التمهيد يف اكتساب اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪301‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ألن املعلــم مثلــا يتعامــل مــع عقـ ٍ‬


‫ـول تســتفقبل املــادة العلميــة فإنــه يتعامــل‬
‫خاصــا مــن‬ ‫ـة متنوعــة‪ ،‬تتطلــب تعامـ ً‬ ‫مــع درجــات ٍ‬
‫ذكاء خمتلفــة‪ ،‬وأمزجـ ٍ‬
‫ـا ً‬
‫املعلــم(((‪.‬‬
‫‪4.4‬قوة شخصية املعلم‪ ،‬وذكاؤه‪ ،‬وحيويته‪ ،‬وتعاونه‪.‬‬
‫ضعف‪ ،‬وحزمه يف غري عنف‪.‬‬‫ٍ‬ ‫‪5.5‬تساحمه يف غري‬
‫‪6.6‬ثقافــة املعلــم العاليــة وســعة أفقــه واهتاممــه باالطــاع عــى مســتجدات‬
‫طــرق التدريــس‪.‬‬
‫‪7.7‬سالمة لغته الفصحى يف عملية التعليم خالي ًة من األخطاء‪.‬‬
‫‪8.8‬متكنه من مادته الدراسية‪.‬‬
‫‪9.9‬إقامته عالق ًة طيب ًة بينه وبني طالبه‪.‬‬
‫‪1010‬العمل املنظم لديه‪ ،‬والدقة‪.‬‬
‫‪1111‬احلكمــة يف إدارة الصــف مــن خــال التفاهــم والتعاطــف والتوجيــه‬
‫واإلرشــاد واالهتــام بالقيــم الروحيــة واالجتامعيــة واألخالقيــة‪.‬‬
‫‪1212‬توزيــع األســئلة توزي ًعــا عـ ً‬
‫ـادل‪ ،‬واالســتامع لــرأي الطالــب يف اإلجابــة‬
‫واحرتامــه‪.‬‬
‫‪1313‬توخــي التوســط يف تكليــف الطــاب بالواجبــات املنزليــة‪ ،‬والتامريــن‬
‫الصفيــة‪ ،‬والتطبيــق يف املحادثــة والكتابــة وتشــجيعهم مــن خــال تقديــم‬
‫احلوافــز املعنويــة أو املاديــة‪ ،‬وتقديــم التغذيــة الراجعــة التــي تربــط بــن مــا‬
‫ســيقوم بــه الطالــب وبــن مــا ســينجم عنــه مــن نتائــج‪ ،‬وتقديــم اخليــارات‬
‫لتســهيل التكاليــف عليهــم‪.‬‬
‫‪1414‬البنــاء عــى اللقــاء األول بالطــاب؛ إذ يشــكل هــذا اللقــاء مســتقبل‬
‫العالقــة بــن املعلــم واملتعلــم‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املتعلم‪ ،‬املشكالت واحللول‬
‫لقــد القــى املتعلــم يف برنامــج تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا بجامعــة‬
‫الريــان مجلــة مــن املشــكالت هــي دون القــارى‪ ،‬وهــي علــى النحــو اآليت‪:‬‬

‫((( بلعيد صالح‪ ،‬دروس يف اللسانيات التطبيقية‪ ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪302‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬املشكالت‬
‫‪1.1‬طبيعــة اللغــة‪ :‬صعوبــة نطــق بعــض احلــروف‪ ،‬والفــروق بــن لغــة‬
‫الــكالم ولغــة الكتابــة‪.‬‬
‫‪2.2‬مناهجــه الدراســية‪ :‬تركيزهــا عــى مهــاريت القــراءة والكتابــة‪ ،‬وعــدم‬
‫مراعاهتــا الفــروق اللغويــة (الصوتيــة‪ ،‬الرصفيــة‪ ،‬النحويــة‪ ،‬الدالليــة)‬
‫املوجــودة بــن اللغــة العربيــة ولغــة الطالــب األم‪ ،‬واعتــاد مناهــج املتعلــم‬
‫ـا عــى الطالــب‪ ،‬واعتــاد‬ ‫ـة راقيــة يف مجلـ ٍ‬
‫ـة منهــا تشــكل عب ًئــا ثقيـ ً‬ ‫عــى لغـ ٍ‬
‫ـب معتمــدة عــى الرتمجــة‪.‬‬ ‫الطالــب عــى مــا لديــه مــن كتـ ٍ‬
‫‪3.3‬عــدم التأقلــم لــدى بعــض الطــاب مــع البيئــة الـــمنتقل إليهــا ليتعلــم‬
‫فيهــا مــن حيــث العــادات والتقاليــد‪.‬‬
‫‪4.4‬عدم تعرفه عىل حضارة املجتمع العريب‪.‬‬
‫‪5.5‬الطرائق واألساليب التي خياطب هبا أفراد جمتمع التعلم‪.‬‬
‫‪6.6‬مشــكلة الدمــج مــع أبنــاء اللغــة الثانيــة املتعلمــة‪ ،‬وخــوف الطالــب مــن‬
‫ـة فقــد يســخرون منــه‪.‬‬ ‫ـة معينـ ٍ‬
‫ردة فعلهــم إزاء خطئــه يف لفظـ ٍ‬

‫‪7.7‬استعامل بعض الكلامت أو العبارات أو املصطلحات يف غري سياقها‪.‬‬


‫‪8.8‬دوافــع املتعلمــن خمتلفــة‪ ،‬منهــا النفعــي املــادي‪ ،‬ومنهــا االندماجــي‬
‫التكامــي‪.‬‬
‫‪9.9‬عــدم قــدرة بعــض الطــاب عــى التعلــم؛ لضعفــه الشــديد مــع وجــود‬
‫اإلمكانــات املتاحــة لنقلــه مــن وضــ ٍع إىل آخــر أحســن‪ ،‬وهــذا يعــود إىل‬
‫ٍ‬
‫أســباب أربعــة وهــي‪ :‬عوامــل عقليــة معرفيــة كالــذكاء والذاكــرة‬ ‫أحــد‬
‫واالســتعداد اللغــوي‪ ،‬وشــخصية املتعلــم‪ ،‬وســنه‪ ،‬واســراتيجيات التعلــم‬
‫التــي يقــوم هبــا املتعلــم مــن أســاليب وأنشــطة عقليــة وعمليــة‪ ،‬فانعدامهــا‬
‫يشــكل عقبــ ًة إزاء مراجعــة املقــرر وحفــظ القواعــد واســتذكارها وحــل‬
‫التامريــن املنزليــة والقيــام بالتطبيقــات كاملحادثــة والــكالم‪ ،‬واألنشــطة‬
‫الصفيــة كالكتابــة يف الكراســة أو عــى الســبورة‪ ،‬وحمــاكاة موضوعــات‬
‫املنهــج وغريهــا‪.‬‬
‫‪1010‬مشــكالت ثقافيــة تعــود إىل لغــة املتعلــم نفســه وعاداتــه وتقاليــده‬
‫وتركيبــة جمتمعــه وتطلعاتــه‪ ،‬فــإذا مل يقــرأ املعلــم ذلــك كلــه لــدى الطالــب‬

‫‪303‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫حــال دون تعلمــه فأصبــح مشــكلة مــن مشــكالته‪.‬‬


‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬احللول‬
‫لقــد ذكرنــا هــذه املشــكالت اخلاصــة ببعــض املتعلمــن عنــد حلاقهــم‬
‫بربنامــج تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا بجامعــة الريــان‪ ،‬وهــا نحــن نحــاول‬
‫إجيــاد احللــول‪ ،‬وهــذه احللــول منطلقهــا مــن املشــكالت نفســها‪.‬‬
‫‪1.1‬معاجلــة صعوبــة نطــق بعــض احلــروف‪ ،‬التــي جيــد الطالــب أهنــا تنطــق‬
‫هكــذا يف بيئتــه األم‪ ،‬فهــذا التداخــل بــن نطقــه يف لغتــه األم ويف لغتــه الثانيــة‬
‫أول‪ ،‬ثــم بمــران الطالــب عــى هــذا‬ ‫يمكــن معاجلتــه مــن خــال املعلــم ً‬
‫ـا طالبنــا يصعــب عليــه التفريــق بــن ‬ ‫الفــرق ليتجــاوز هــذه الصعوبــة‪ .‬فمثـ ً‬
‫ـا‪ :‬غــار هــراء‪ ،‬يقــول املعلــم‬ ‫صــوت احلــاء وصــوت اهلــاء‪ ،‬فيقولــون مثـ ً‬
‫هلــم‪ :‬غــار حــراء‪ ،‬فــا يقــدرون عــى جتــاوز ذلــك إال بالتلقــن املتكــرر‪ ،‬ثــم‬
‫هــم يعــودون إىل نطقهــم مــر ًة أخــرى مــامل توضــع ضوابــط نطقيــة هلــم‪.‬‬
‫ـة للتفريــق بــن اللغــة املنطوقــة واللغــة املكتوبــة‪،‬‬ ‫‪2.2‬وضــع ضوابــط حمكمـ ٍ‬
‫ال ســيام عنــد كتابــة الكلــات العربيــة التــي اشــتهرت باحلــذف عنــد الكتابة‪،‬‬
‫مثــل‪ :‬لكــن‪ ،‬هــذا‪ ،‬هــذه‪ ،‬ذلــك‪ ،‬أولئــك‪ ،‬الرمحــن‪ ،‬الســموات‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬
‫ ‪ 3 .‬والعكــس كذلــك عنــد االنتقــال مــن الكتابــة إىل النطق‪ ،‬فــإن الطالب‬
‫مــا زالــوا جيــدون صعوبــة يف نطــق (أل) الشمســية؛ إذ حيققــون نطقهــا كــا يف‬
‫(أل) القمريــة‪ .‬وكذلــك هــو احلــال يف (مهــزة الوصــل) فإهنــا عنــد وصــل‬
‫الكلمــة املبــدوءة هبمــزة الوصــل يقطعوهنــا وحيققــون نطقهــا (مهــزة قطــع)‪.‬‬
‫‪4.4‬حيــاول املعلــم بــكل مــا أويت مــن طرائــق عنــد تدريــس أنــاط اجلملــة‬
‫الفعليــة واالســمية أن يتمثــل الطــاب هــذه األنــاط ليفرقــوا بينهــا‪،‬‬
‫ٍ‬
‫مفيــدة‪ ،‬كــا ‬ ‫ٍ‬
‫بجملــة‬ ‫ويتمثلوهــا‪ ،‬ومــع هــذا جيــد املعلــم صعوبــة اإلتيــان‬
‫مثــا‪ :‬أراد الطالــب أن يعتــذر عــن عــدم حضــوره إىل اجلامعــة يف‬ ‫يف اآليت ً‬
‫ـوا منــي‪ ،‬مــا حــرت إىل جامعــة يف‬ ‫يــو ٍم درايس فقــال‪ :‬الســام عليكــم‪ ،‬عفـ ً‬
‫صبــاح ألن عنــدي يف مشــقة‪.‬‬
‫‪5.5‬وآخــر أراد أن يعتــذر عــن عــدم حضــوره ألنــه مل يســتأذن عنــد ذهابــه‬
‫ـوا منــي ال أخــر معــك عنــه‪،‬‬ ‫فقــال‪ :‬أســام عليكــم‪ ،‬بأمــس ســافرن‪ ،‬عفـ ً‬
‫ـوا مــن ثــم أنــا ال نحــر يف اجلامعــة الصبــاح‪.‬‬
‫وأيضــا عفـ ً‬
‫ً‬
‫ ‪ 6 .‬وعلــل آخــر عــدم حضــوره إىل اجلامعــة فقــال‪ :‬أســام عليكــم‪،‬‬

‫‪304‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫اليــوم مــا جــاء إىل اجلامعــة‪ ،‬ألننــي أملٌ يف البطــن مــن ليــل‪.‬‬
‫ ‪ 7 .‬فمثــل هــذه األشــكال مــن أنــاط اجلمــل التــي ال جــذر هلــا‪ ،‬وال‬
‫أول وال آخــر‪ ،‬يمكــن معاجلتهــا بتكثيــف تطبيــق قواعــد اجلملــة الفعليــة‬
‫واالســمية‪ ،‬يف الصــف عــى الســبورة ويف الكراســة وحماكاهتــا النطقيــة‬
‫الكالميــة‪ ،‬ويف التامريــن املنزليــة‪ .‬ويبقــى املعلــم متاب ًعــا ضبــط كل متعلــم‬
‫ٌ‬
‫ســبيل مهمــ ٌة يف الــكالم واملحادثــة مــع اآلخريــن‪.‬‬ ‫ألنــاط اجلمــل ألهنــا‬
‫‪8.8‬مراعــاة الفــروق اللغويــة يف الصــوت والــرف والنحــو والداللــة بــن ‬
‫اللغــة الثانيــة التــي يتعلمهــا الطالــب وبــن اللغــة األم التــي شــب الطالــب‬
‫معهــا‪ ،‬تلــك املراعــاة مــن احللــول املهمــة يف جتــاوز هــذه املشــكلة لــدى‬
‫متعلمــي العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫‪9.9‬مــن معاجلــات مشــكالت متعلــم العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا عــدم‬
‫ـة فصحــى‬ ‫ـة عربيـ ٍ‬
‫ـة جــدً ا مرتوكــة‪ ،‬واعتــاد لغـ ٍ‬
‫ـة مثاليـ ٍ‬
‫ـة عاليـ ٍ‬
‫االعتــاد عــى لغـ ٍ‬
‫سلســة قريبــة التنــاول‪ ،‬كثــرة التــداول يف بيئــات التعلــم‪ ،‬ليدفــع العــبء‬
‫الــذي جيــده الطالــب عنــد تعلمــه‪.‬‬
‫‪1010‬العمــل عــى تأقلــم الطالــب‪ ،‬ومعرفتــه حضــارة البلــد الــذي وفــد إليــه‬
‫حتــى ينســجم مع طبيعــة اللغــة الـــمتعلمة‪.‬‬
‫‪1111‬العمل عىل دفع اخلوف من اخلطأ يف الكالم يف بيئة اللغة الثانية‪.‬‬
‫‪1212‬معرفــة دوافــع التعلــم لــدى الطــاب ليتمكــن املعلــم مــن التعامــل‬
‫ٍ‬
‫طالــب لــه دوافعــه اخلاصــة؛ ليكتمــل بنــاء التعلــم‪ .‬‬ ‫البنــاء مــع كل‬
‫املبحث الثالث‪ :‬طرائق التدريس‪ ،‬املشكالت واحللول‬
‫«تظــل عمليــة التعليــم عمليـ ًة بالغــة التعقيــد‪ ،‬ومــن األمــور الصعبــة اختيار‬
‫ـدة للتدريــس‪ ،‬ويرجــع ذلــك إىل اختــاف املواقــف التعليميــة مــن‬ ‫ـة وحيـ ٍ‬
‫طريقـ ٍ‬
‫ـف آلخــر‪ ،‬فــا تــكاد جتــد موقفــن متامثلــن متا ًمــا»(((‪.‬‬‫موقـ ٍ‬

‫وتعتــر طريقــة تقديــم الــدرس مــن أخطــر القضايــا يف حقــل تعليــم‬


‫اللغــات باعتبارهــا جمموعــة األســاليب الكفيلــة بتنظيــم عمليــة التدريــس بــن ‬
‫املعلــم واملتعلــم‪ ،‬وكيفيــة تبليــغ اخلطــاب الرتبــوي(((‪.‬‬

‫((( الغريبي سعد‪ ،‬األصوات العربية وتدريسها لغري الناطقني هبا من الراشدين‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫((( بو زادة حبيب‪ ،‬مشكالت تعلم وتعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا بني تشخيص الواقع واقرتاح‬
‫احللول‪ ،‬ص ‪ ،99‬بحث ضمن أبحاث كتاب املؤمتر السنوي العارش ـ باريس (معوقات تعلم العربية يف‬

‫‪305‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ إن «الـــمتأمل يف تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا يف أصقــاع‬


‫املعمــورة يــدرك أول مــا يــدرك أن غالبيــة مدرســيها يدرســوهنا وكأهنــا لغـ ٌة أوىل‬
‫ال ثانيــة‪ ،‬ويتبعــون فيهــا الوســائل أو الطــرق ذاهتــا الـــمتبعة يف تعليــم الناطقــن ‬
‫باللغــة‪ ،‬بــل ويقــررون املناهــج والكتــب عينهــا التــي تقــدم ألبنــاء اللغــة‪.‬‬
‫ـرا مــن هــؤالء ال يدركــون هــذه الفــروق بــن ‬ ‫وســبب هــذه الـــمشكلة أن كثـ ً‬
‫تدريــس اللغــة ألبنائهــا وتدريســها لغــر أبنائهــا» ‪.‬‬
‫(((‬

‫ً‬
‫أول‪ :‬املشكالت‬
‫فمــن مشــكالت طرائــق تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا يف برنامــج‬
‫جامعــة الريــان مــا يــأيت‪:‬‬
‫‪1.1‬أن الطريقــة التــي يتعلــم هبــا أهــل العربيــة هــي الطريقــة التــي يتعلــم هبا‬
‫الناطقــون بغــر العربيــة نفســها مــن حيــث املنهــج الــدرايس‪ ،‬والتحضــر‪،‬‬
‫والعــرض‪ ،‬واألداء‪ ،‬والــرح‪ ،‬والســؤال‪ ،‬والتكليــف بالواجــب املنــزيل‬
‫والتامريــن والتطبيــق‪.‬‬
‫‪2.2‬عدم معرفة بعض املعلمني طرائق تعليم اللغات األجنبية‪.‬‬
‫‪3.3‬عــدم تفريــق معلمــي العربيــة للناطقــن بغريهــا بــن الطرائــق‬
‫خطــط عامــ ٌة الختيــار املــادة وتنظيمهــا‬
‫ٌ‬ ‫واألســاليب؛ فالطرائــق هــي‬
‫وعرضهــا‪ ،‬وأمــا األســاليب فهــي اخلطــوات واإلجــراءات التــي تتــم يف‬
‫الصــف للــدرس املعــن(((‪.‬‬
‫‪4.4‬الرتكيــز عــى املكتــوب ً‬
‫بــدل مــن املنطــوق‪ ،‬وهــذا لــه ســلبياته عــى ‬
‫طريقــة التدريــس؛ إذ انقلبــت األولويــات يف أذهــان املعلمــن فلــم يعرفــوا‬
‫بــم يبــدأون‪ ،‬أو مــا هــي أولويــات طرائــق تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫بــدل مــن املتعلــم‪ ،‬فقــد ركــز بعــض‬‫‪5.5‬الرتكيــز عــى املــادة العلميــة ً‬
‫املعلمــن عــى املــادة اللغويــة بمعـ ٍ‬
‫ـزل عــن املتعلــم وعــن حاجاتــه احلقيقيــة‪،‬‬
‫وهــذه خمالفــة رصحيــة لــروط التواصــل اللغــوي بــن النــاس؛ تــأيت مراعــاة‬
‫أحــوال املخاطبــن يف أولويــات هــذا التواصــل البــري‪.‬‬
‫‪6.6‬اعتــاد بعــض املعلمــن التلقــن طريقــ ًة مــن طرائقــه ويكثــر منهــا يف‬

‫اجلامعات العاملية)‪ ،‬مركز امللك عبد اهلل بن عبد العزيز الدويل خلدمة اللغة العربية‪ ،‬الرياض‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫((( الغريبي سعد‪ ،‬األصوات العربية وتدريسها لغري الناطقني هبا من الراشدين‪ ،‬ص ‪15‬ـ ‪.16‬‬
‫((( انظر‪ :‬الفوزان عبد الرمحن‪ ،‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪306‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫الوقــت الــذي حيتــاج إىل غــر هــذه الطريقــة يف تدريــس مقــرره‪ .‬إن طريقــة‬
‫التلقــن هــذه طريقــ ٌة تعتمــد عــى ذاكــرة الطالــب لتوصيــل معلومــات‬
‫الــدرس إىل الطالــب‪ ،‬وعــى الرغــم مــن انتفــاع الطالــب مــن التلقــن يف‬
‫عمليــة التعليــم فــإن هــذا النفــع يظــل آن ًيــا ال عــى املــدى الطويــل‪ ،‬فــا ‬
‫يبقــى مــن املعلومــات إال القليــل‪ ،‬لــذا فــإن اعتــاد تعليــم العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا عــى التلقــن جيعــل قيــاس اســتيعاب الطالــب للمــواد املتعلمــة قائـ ًـا‬
‫عــى قــوة ذاكرتــه بعيــدً ا عــن املهــارة يف ممارســة اللغــة‪ ،‬كــا يســتتبع طريقــة‬
‫التلقــن قيــام العمليــة التعليميــة داخــل الصــف مــن قبــل املعلــم‪ ،‬ممــا‬
‫يســتدعي انعــدام املشــاركة مــن قبــل الطــاب اآلخريــن‪ ،‬وهــذا ربــا أصاب‬
‫ـا عــن انعــدام‬ ‫الطــاب اآلخريــن ســآم ًة وماللـ ًة ورشو ًدا يف األذهــان‪ ،‬فضـ ً‬
‫فرصــة التطبيــق واملامرســة ملــا درســه الطــاب مــن القواعــد ونحوهــا‪.‬‬
‫‪7.7‬تدريــس العربيــة بعيــدً ا عــن بيئتهــا‪ ،‬فــإذا كان متعلمــو العربيــة بعيديــن‬
‫عــن اللغــة العربيــة خطــو ًة بســبب طغيــان العاميــة عــى أحاديثهــم اليوميــة‪،‬‬
‫فــإن متعلمــي اللغــة العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا بعيــدون عنهــا بخطوتــن ‬
‫وهــو مــا يمثــل عائ ًقــا إضاف ًيــا؛ ألن الناطــق بغــر العربيــة ســيفتقد البيئــة‬
‫الناطقــة بالفصحــى التــي متكنــه مــن توظيــف خمزونــه اللغــوي‪.‬‬
‫‪8.8‬عــدم توظيــف املنهــج املقــارن‪ ،‬فتدريــس اللغــة العربيــة بعيــدً ا عــن‬
‫اللغــة األم للمتعلمــن جيعــل عمليــة التعلــم أبطــأ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬احللول‬
‫يكمــن حــل هــذه مشــكالت طرائــق تدريــس العربيــة للناطقــن بغريهــا يف‬
‫اآليت‪:‬‬
‫ ‪-‬إدراك املعلــم أمهيــة طرائــق تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وتكمــن‬
‫هــذه األمهيــة يف اآليت(((‪ :‬‬
‫‪1.1‬هتيئ الظروف والوسائل‪.‬‬
‫‪2.2‬جتلب اهتامم املتعلمني‪.‬‬
‫‪3.3‬حترص انتباه املتعلمني‪.‬‬
‫‪4.4‬جتعل املتعلمني يشعرون بأمهية ما يتعلمونه‪.‬‬

‫((( بلعيد صالح‪ ،‬دروس يف اللسانيات التطبيقية‪ ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪307‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪-‬معرفــة املعلــم طرائــق تعليــم اللغــات األجنبيــة‪ ،‬ومعرفــة إجيابيــات‬


‫كل طريقــة وســلبياهتا ليوظــف إجيابيــات كل طريقــة منهــا يف تدريســه‪.‬‬
‫وطرائــق تعليــم اللغــات األجنبيــة هــي(((‪:‬‬
‫‪1.1‬طريقة القواعد والرتمجة‪.‬‬
‫‪2.2‬الطريقة املبارشة‪.‬‬
‫‪3.3‬الطريقة السمعية الشفهية‪.‬‬
‫‪4.4‬الطريقة التواصلية‪.‬‬
‫‪5.5‬الطريقة االنتقائية‪.‬‬
‫‪6.6‬طريقة القراءة‪.‬‬
‫‪7.7‬االجتاه املعريف‪.‬‬
‫‪8.8‬طريقة االستجابة اجلسدية الكاملة‪.‬‬
‫‪9.9‬الطريقة الصامتة‪.‬‬
‫‪1010‬الطريقة اإلحيائية‪.‬‬
‫‪1111‬طريقة التعلم االستشاري‪.‬‬
‫‪1212‬الطريقة الطبيعية‪.‬‬
‫ ‪-‬الرتكيــز عــى املنطــوق أكثــر مــن املكتــوب؛ إذ الغايــة األوىل مــن تعليــم‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا هــي إكســاب املتعلــم مهــارة التحــدث يف املقــام األول‪،‬‬
‫ـرع عليــه‪ ،‬فاملنطــوق هــو الــذي‬
‫فــــ «الــكالم املنطــوق هــو األصــل‪ ،‬واملكتــوب فـ ٌ‬
‫يمثــل اللغــة احليــة‪ ،‬التــي يتعامــل هبــا املتكلــم يف احليــاة اليوميــة‪ ،‬وينمــي قدرتــه‬
‫عــى التعبــر الشــفهي‪ ،‬ومــن هــذا املنطلــق نعمــل عــى إكســاب املتعلمــن ‬
‫اللغــة املنطوقــة لغــة احليــاة اليوميــة‪ ،‬واملتمثلــة يف احلــوارات واملناقشــات اليوميــة‬
‫العديــدة‪ ،‬مــن خــال التامريــن املكثفــة هلــذا الغــرض»(((‪.‬‬

‫((( انظــر‪ :‬عريــف حممــد خــر ونقشــبندي أنــور‪ ،‬مقدمــة يف علــم اللغــة التطبيقــي‪ ،‬ص ‪50‬‬
‫ـ ‪ ،66‬والفــوزان عبــد الرمحــن‪ ،‬إضــاءات ملعلمــي اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬ص ‪77‬‬
‫ـ ‪.85‬‬
‫((( بلعيد صالح‪ ،‬دروس يف اللسانيات التطبيقية‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪308‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫ ‪«-‬رضورة الرتكيــز عــى املتعلــم ال عــى املــادة اللغويــة عــى حــدة‪،‬‬


‫معزولــة عنــه‪ ،‬أي معرفــة معرفــة حاجاتــه احلقيقيــة‪ ،‬وإمــداده بــا حيتــاج إليــه‬
‫ـارات وتراكيــب‪ ،‬وهــذه االحتياجــات ختتلــف باختــاف الســن‬ ‫ـاظ وعبـ ٍ‬ ‫مــن ألفـ ٍ‬
‫واملهنــة واملســتوى العقــي ومــا حييــط باملتعلــم‪ ،‬ألن األفعــال الكالميــة التــي‬
‫ـاب معــن‪ ،‬وتوجــه‬ ‫حيدثهــا املتعلــم ال حتصــل منعزلـ ًة‪ ،‬بــل حتــدث يف حــال خطـ ٍ‬
‫ـر عــى موقــف املتكلــم وســلوكه‬ ‫ـب معــن مقصــود‪ ،‬ولــكل ذلــك تأثـ ٌ‬ ‫إىل خماطـ ٍ‬
‫الكالمــي‪ ،‬وعــى تعلــم اللغــة» ‪.‬‬
‫(((‬

‫ ‪-‬إن عمليــة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا تســتدعي أكثــر‬


‫ـة ال التلقــن فحســب‪ ،‬بــل تســتدعي التلقــن يف مكانــه اخلــاص بــه‪،‬‬ ‫مــن طريقـ ٍ‬
‫والتفكــر احلــر‪ ،‬واملشــاركة‪ ،‬وإبــداء الــرأي‪ ،‬واملحادثــة‪ ،‬والــكالم‪ ،‬واجلــواب عام‬
‫يوجــه للطــاب مــن أســئلة‪ ،‬ومــن حـ ٍ‬
‫ـل للتامريــن الصفيــة والواجبــات املنزليــة‪،‬‬
‫ومراجعــة املوضوعــات املتعلمــة‪ ،‬واملحــاكاة‪ ،‬واســتنطاق املســموع واملرئــي‪،‬‬
‫والقــراءة‪ ،‬والكتابــة وتطبيــق قواعدهــا يف الكراســة أو الســبورة‪ ،‬وغريهــا مــن‬
‫طرائــق التعليــم التــي تصــوغ شــخصية متعلــم اللغــة األجنبيــة‪.‬‬
‫ ‪-‬تدريــس العربيــة يف بيئتهــا الصحيحــة (الفصحــى)‪ ،‬فـــــ «مــن أراد أن‬
‫ٍ‬
‫ملــدة معينــة‪ ،‬فــا ‬ ‫يتعلــم لغــ ًة مــن اللغــات فــا بــد أن يعيشــها هــي وحدهــا‬
‫يســمع غريهــا‪ ،‬وال ينطــق بغريهــا‪ ،‬وأن ينغمــس يف بحــر أصواهتــا»(((‪ .‬ولــذا‬
‫كان ذهــاب بعــض أبنــاء العــرب إىل بريطانيــا لتعلــم اإلنجليزيــة أنفــع هلــم‬
‫ـة يف بيتوهــم؛ لتلقــي‬ ‫ـات بريطانيـ ٍ‬‫عندمــا اختــاروا العيــش والســكنى عنــد عائـ ٍ‬
‫اإلنجليزيــة مــن أفواههــم‪ ،‬ويعيشــوا معهــا حيــا ًة يوميــة‪.‬‬
‫ ‪-‬توظيــف املنهــج املقــارن عنــد تدريــس العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ ألن‬
‫ٍ‬
‫مقاربــة مقارنــة جيعــل عمليــة التعلــم ســهل ًة وسلســ ًة‪،‬‬ ‫تدريســها انطال ًقــا مــن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فباملقارنــة «يتبــن للطالــب الــذي حيــاول تعلــم لغــة ثانيــة أن بعــض قضايــا اللغــة‬
‫ـب‪ ،‬فالقضايــا الســهلة تتوافــق ‪-‬يف‬ ‫ـهل تعلمــه وبعضهــا اآلخــر صعـ ٌ‬ ‫الثانيــة سـ ٌ‬
‫رأينــا‪ -‬مــع البنــى املتامثلــة لبنــى اللغــة األم‪ ،‬يف حــن أن القضايــا الصعبــة ترجــع‬
‫إىل البنــى املتباينــة يف اللغــة الثانيــة»(((‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬املنهج الدرايس‪ ،‬املشكالت واحللول‬
‫ونعنــي باملنهــج الــدرايس ههنــا املقــررات (الكتــب واملــواد الســمعية) يف‬

‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬


‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫((( زكريا ميشال‪ ،‬بحوث ألسنية عربية‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪309‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف جامعــة الريــان؛ فإهنــا تــأيت‬
‫مكملـ ًة لعنــارص التعليــم األربعــة‪ :‬املعلــم‪ ،‬واملتعلــم‪ ،‬وطرائــق التعليــم‪ ،‬واملنهــج‬
‫الــدرايس‪.‬‬
‫إن التســليم بأمهيــة املنهــج الــدرايس لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريها‬
‫أمـ ٌـر ال حيتــاج إىل تقريــر؛ إذ إن عمليــة التدريــس أ ًّيــا كان نمطهــا تعتمــد اعتــا ًدا‬
‫أساســا باق ًيــا لعملية‬
‫ـرا عــى الكتــاب الــدرايس‪ ،‬فهــو يمثــل بالنســبة للمتعلــم ً‬ ‫كبـ ً‬
‫وأساســا باق ًيــا لتعزيــز هــذه العمليــة‪ ،‬ومراف ًقــا ال يغيــب؛ إذ بغيابــه هيتــز‬
‫ً‬ ‫تعلمــه‪،‬‬
‫التعليــم ويضطــرب ‪.‬‬
‫(((‬

‫ً‬
‫أول‪ :‬املشكالت‬
‫إن مــن مشــكالت برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف‬
‫ـة لتدريــس بعــض‬ ‫ـب مالئمـ ٍ‬
‫املنهــج الــدرايس أنــه مل يتمكــن مــن العثــور عــى كتـ ٍ‬
‫املقــررات‪ ،‬كمقــرري‪ :‬القــراءة والكتابــة واإلمــاء فلجــأ إىل إعــداد املــواد‬
‫ـدات تدريسـ ٍ‬
‫ـية‬ ‫ـة‪ ،‬وصنــف املــواد عــى شــكل وحـ ٍ‬ ‫وجتميعهــا مــن مصــادر خمتلفـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬وعــى الرغــم مــن النجــاح‬ ‫ـبوعية‪ ،‬وقدمهــا عــى شــكل حقائــب تعليميـ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أسـ‬
‫كل مــن املعلمــن واملتعلمــن‪،‬‬ ‫النســبي للتجربــة فــإن مشــاكل معينــة واجهــت ً‬
‫فأمــا املعلمــون فقــد واجهــوا صعوبـ ًة يف حتديــد مــدى مالءمة الـــادة املختــارة أو‬
‫ـرات ٍ‬
‫مبنية‬ ‫الـــمعدة ملســتوى الطلبــة‪ ،‬وبنيــت اختياراهتــم عــى األغلــب عــى تقديـ ٍ‬
‫عــى اخلــرة الشــخصية‪ ،‬وعــزز ذلــك عــدم متكنهــم مــن احلصــول عــى معايــر ‬
‫اختــاف يف‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫علميــة يبنــون عليهــا قراراهتــم‪ ،‬األمــر الــذي نتــج عنــه‬ ‫ٍ‬
‫وأســس‬
‫يب‬ ‫طبيعــة املــواد املقدمــة للمتعلمــن باختــاف املعلمــن أنفســهم‪ ،‬وهــو أمـ ٌـر إجيــا ٌ‬
‫ـلبي مــن جهــة أنــه يظلــم بعــض‬ ‫ـدرا مــن التنــوع‪ ،‬وسـ ٌ‬‫مــن جهــة أنــه يوفــر قـ ً‬
‫الطلبــة الذيــن تعثــر معلموهــم يف اختيــار املــادة التعليميــة‪ ،‬فجــاء الفــارق بينهــا‬
‫ـرا إمــا أدنــى أو أعــى‪.‬‬
‫وبــن قدراهتــم اللغويــة كبـ ً‬
‫إن مجلــ ًة مــن كتــب تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا ممــا اعتمــد عليهــا‬
‫الربنامــج يف جامعــة الريــان‪:‬‬
‫‪1.1‬أهنا فاقد ٌة لضبط مفرداهتا وتراكيبها ونصوصها‪.‬‬
‫‪2.2‬أن الكتــاب الــذي حيملــه املعلــم هــو الكتــاب نفســه الــذي حيملــه‬
‫الطالــب‪.‬‬
‫‪3.3‬أن بعض الكتب ال تراعي التدرج يف معلوماهتا‪.‬‬
‫((( الفوزان عبد الرمحن‪ ،‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪310‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫ـرة‪ ،‬تتجــاوز حاجــة الطالــب الســتيعاب درســه‬ ‫ـادة كبـ ٍ‬


‫‪4.4‬أهنــا مشــحون ٌة بـ ٍ‬
‫الــذي يدرســه‪ ،‬كــا هــو يف مقــرر املحادثــة؛ فــإن مجلــ ًة مــن صفحــات‬
‫املوضــوع الواحــد الــذي حيتاجــه الطالــب إىل معرفتــه ال حيتــاج إىل دراســتها؛‬
‫ألهنــا يش ٌء زائــدٌ عــى املقــرر عليــه‪.‬‬
‫‪5.5‬أن بعــض الكتــب اشــتملت عــى أكثــر مــن مهـ ٍ‬
‫ـارة أو موضــوعٍ؛ ألهنــا‬
‫أعــدت هلــذا الغــرض‪ ،‬يف الوقــت الــذي مل ختــدم الربنامــج يف جامعــة الريان؛‬
‫ـل عــن اآلخــر‪ ،‬وأن‬ ‫ـرر منفصـ ٍ‬‫ـم عــى تدريــس كل مقـ ٍ‬ ‫ألن الربنامــج فيهــا قائـ ٌ‬
‫كل موضــو ٍع مسـ ٍ‬
‫ـتقل بامدتــه وأمثلتــه وتطبيقاتــه ومتارينــه بعيــدً ا عــن تداخــل‬
‫املوضوعــات يف بعــض‪.‬‬
‫‪6.6‬افتقــاد اجلــدة يف كتــب تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ممــا أكســبها‬
‫ـر مسـ ٍ‬
‫ـتمر مثلهــا‬ ‫رتاب ـ ًة؛ فكتــب العربيــة للناطقــن بغريهــا حتتــاج إىل تطويـ ٍ‬
‫يف ذلــك مثــل كتــب احلاســوب وتقنيــة املعلومــات؛ فــإن اجلديــد فيهــا وار ٌد‬
‫وكذلــك كتــب تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ـة‬‫ـة دون أخــرى ممــا أســهم بطريقـ ٍ‬ ‫‪7.7‬أن بعــض هــذه الكتــب موج ـه إىل فئـ ٍ‬
‫ٌ‬
‫أو بأخــرى يف اســتيحاش مادهتــا‪.‬‬
‫خاصــة كالســعودية واألردن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫لبيئــة‬ ‫ٍ‬
‫عــى كتــب وضعــت‬ ‫‪8.8‬اعتامدنــا‬
‫وغريمهــا‪ ،‬لــذا نجــد نمطيــة املــادة والصــور واملوضوعــات خاص ـ ًة بتلــك‬
‫البيئــات‪ ،‬ممــا حيــدث انفصا ًمــا بينهــا وبــن بيئــة التعلــم يف جامعــة الريــان‪.‬‬
‫‪9.9‬الرتكيــز عــى اجلانــب الدينــي مــن غــر مراعــاة اللغــة‪ ،‬أو إمهــال اجلانب‬
‫الدينــي وخلــو املناهــج منه‪.‬‬
‫ـس علميـ ٍ‬
‫ـة وال‬ ‫‪1010‬أن بعــض كتــب العربيــة للناطقــن بغريهــا أعــد بغــر أسـ ٍ‬
‫خطــة مدروســة‪ ،‬فنجــد االرجتــال يف مجلـ ٍ‬
‫ـة منهــا‪.‬‬
‫‪1111‬اختفــاء النــص القــرآين مــن بعــض كتــب تعليــم العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬ولذلــك أبــدى د‪.‬عاميــرة اســتغرابه مــن خلــو بعــض كتــب هــذا‬
‫النمــط مــن التعليــم مــن القــرآن الكريــم فقــال‪« :‬وليــس مــن املنهجيــة‬
‫العلميــة كذلــك أن يتقلــص احلجــم املخصــص للقــرآن الكريــم إىل حــد‬
‫االختفــاء شــبه الكامــل مــن أحــد املناهــج‪ ،‬وال يصعــب أن جتــد اخللفيــة‬
‫التــي يســتند إليهــا أهــل ذلــك التوجــه‪ ،‬فهــي منطلقــ ٌة مــن أن القــرآن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الكريــم يعــود إىل عربيــة قديمــة‪ ،‬يشــرون إليهــا بعنــوان ‪،classical Arabic‬‬
‫وهــي ختتلــف عــن العربيــة املعــارصة ‪ ،modern Arabic‬وهــذا التوجــه يســتند‬

‫‪311‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـق عــى لغـ ٍ‬


‫ـات أخــرى كالالتينيــة واليونانيــة‪ .‬فالعربيــة‬ ‫ـاس غــر دقيـ ٍ‬
‫إىل قيـ ٍ‬
‫ـر منهــا معــارصةٌ؛ ألن النــاس يترشبوهنــا مــن خــال‬‫القرآنيــة يف قطــا ٍع كبـ ٍ‬
‫اســتامعهم وقراءهتــم هلــا‪ ،‬ومن خـــال موقعها يف قـــرار وجـــدان الناطقـــن ‬
‫هبـــا من املسلمـــن»(((‪.‬‬
‫‪1212‬إعــداد كتــب تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا باســتخدام‬
‫اللغــة الوســيطة؛ إلقبــال كثـ ٍ‬
‫ـر مــن املتعلمــن واملعلمــن عــى هــذا النــوع‬
‫مــن الكتــب؛ لســهولته يف نظرهــم‪ ،‬ولتوفــر اجلهــد يف التعلــم‪ ،‬ولكنهــم ال‬
‫ـف للمتعلــم‪ ،‬وقصــور يف تفكــره‬ ‫يدركــون خطورتــه ومــا يســببه مــن ضعـ ٍ‬
‫باللغــة اهلــدف‪ ،‬ومــا يرتتــب عــى ذلــك مــن آثـ ٍ‬
‫ـار عــى املتعلمــن(((‪.‬‬
‫‪1313‬إغفــال الفــارق يف املحتــوى بــن الكتــاب الـــموجه للناطقــن باللغــة‬
‫العربيــة والكتــاب املوجــه للناطقــن بغريهــا مــن حيــث العــرض والوســيلة‬
‫والبنــاء‪ .‬لــذا شــكا بعــض مــن ســلك طريــق تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا مــن العــرب الذيــن يبعثــون هلــم كتــب العربيــة التــي يدرســوهنا يف‬
‫مدارســهم العربيــة لتحــدث رد ًة عنيفـ ًة لــدى متعلــم العربيــة مــن الناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬فقــد ذكــر الفــوزان أن بعــض املرشفــن عــى بعــض املؤسســات‬
‫التــي تعنــى بتعليــم العربيــة يف عاملنــا العــريب «كانــوا ومــا زالــوا مــع األســف‬
‫يبعثــون بالكتــب التــي نســتعملها يف مدارســنا العربيــة إىل البلــدان الشــقيقة‬
‫غــر العربيــة‪ ،‬التــي تطلــب مســاعدتنا يف تعليــم لغتنــا يف مدارســها»(((‪.‬‬
‫‪1414‬املناهــج يف برنامــج تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا بجامعــة الريــان‬
‫يرافقهــا برامــج ســمعية وبرصيــة‪ ،‬وعــى الرغــم مــن ذلــك فإهنــا مل تــف‬
‫باملطلــوب واملرجــو ومل حتقــق املقصــود؛ حيــث يلحــظ ضعــف املســتوى‬
‫اللغــوي خلرجيــي الربنامــج‪ ،‬ولـــا تتبعنــا أســباب ذلــك الضعــف وجدنــا‬
‫ـم عــى ‬
‫ـق باملناهــج؛ إذ النظــام الســائد يف أكثــر الــدروس قائـ ٌ‬
‫أن األمــر متعلـ ٌ‬
‫التلقــن والطــاب مســتمعون فقــط‪ ،‬ومن ثــم يعــودون للحفظ واالســتظهار‬
‫مــن غــر التعمــق يف أفــكار املســموع‪ ،‬أو معرفــة أرساره‪ ،‬أو حتــى تطبيقهــا‪،‬‬
‫وعليــه ســتضيق مســاحة التعبــر والــكالم لدهيــم‪ ،‬وســتضعف فرصــة‬
‫ـق‪ .‬وإىل هــذه‬‫املحادثــة‪ .‬والســائد يف وقــت املنهــج الســمعي والبــري ضيـ ٌ‬
‫املشــكلة أشــار عبــده عبــود فقــال‪« :‬املناهــج املطروحــة ‪-‬ظاهـ ًـرا‪ -‬تكســب‬
‫املتعلمــن كفــاء ًة لغوي ـ ًة عــى صعيــد القواعــد والقــراءة والكتابــة‪ ،‬ولكنهــا‬
‫((( عاميــرة حممــد أمحــد‪ ،‬الثقافــة اإلســامية يف كتــب تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن بغريهــا‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫وانظــر‪ :‬الفــوزان عبــد الرمحــن‪ ،‬إضــاءات ملعلمــي اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن بغريهــا‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫((( الفوزان عبد الرمحن‪ ،‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني بغريها‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪312‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫ال تنمــي لدهيــم مهــارات لغويــة رئيســة كفهــم املســموع والتعبــر الشــفهي‪،‬‬
‫أمــا القــدرة عــى املحادثــة فهــي عقبـ ٌة كأداء تعــرض طريــق تعليــم العربيــة‬
‫ـل مناسـ ٍ‬
‫ـب هلــا»(((‪.‬‬ ‫لألجانــب‪ ،‬وهــي معضلــة مل يتوصــل أحــدٌ بعــد إىل حـ ٍ‬
‫‪1515‬املناهــج املوجــودة ال تراعــي الفــروق الفرديــة بــن الطــاب‪ ،‬وال‬
‫حتــى ملكــة االســتيعاب‪ ،‬فــإن ملكــة اســتيعاب اللغــة وســهولة أو صعوبــة‬
‫حذقهــا شــفو ًيا وكتاب ًيــا عــى املســتوى الصــويت واملعجمــي والبنيــوي ختتلف‬
‫باختــاف اجلنســيات والســن ومــدة التعلــم‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬احللول‬
‫ بعــد أن عرفنــا مشــكالت مناهــج برنامــج تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫بجامعــة الريــان يمكننــا ذكــر احللــول هلــا وهــي عــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫‪1.1‬احلاجــة إىل إعــداد مــواد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا إىل‬
‫ـح شـ ٍ‬
‫ـامل ملــا هــو موجــو ٌد فعـ ً‬
‫ـا وألنــاط التدريبــات‬ ‫ـل‪ ،‬وإىل مسـ ٍ‬ ‫ـت طويـ ٍ‬‫وقـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ولدرجــة مــن التــدرج‬ ‫ولضبــط تــا ٍم للمفــردات وللرتاكيــب‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وأنواعهــا‪،‬‬
‫مالئمــة؛ إذ إن التأليــف يف هــذا النمــط مــن التعليــم خيتلــف عــن غــره‪،‬‬
‫وهــذا مــا جيعلــه صع ًبــا مقارن ـ ًة مــع غــره(((‪.‬‬
‫ـر يف تعليــم العربية‬
‫‪2.2‬أن يعــد مناهــج تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا خبـ ٌ‬
‫ـر يف إعــداد مــواد تعليــم اللغة‪.‬‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وخبـ ٌ‬
‫‪3.3‬احلاجــة إىل إعــداد املزيــد مــن مــواد تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫ـرا منهــا ال‬ ‫ٍ‬
‫عــى الرغــم مــن أن الســاحة تعــج بكثــر مــن الكتــب ولكــن كثـ ً‬
‫ـر وتعديــل‪.‬‬ ‫حيقــق األهــداف؛ ألهنــا غــر مناسـ ٍ‬
‫ـبة‪ ،‬وبعضهــا حيتــاج إىل تطويـ ٍ‬

‫‪4.4‬أن تكــون لغــة كتــب تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريها لغـ ًة فصيح ًة‬
‫وصحيحــ ًة‪ ،‬فينبغــي عــى مؤلفيهــا االلتــزام بقواعــد النحــو والــرف‬
‫واإلمــاء والرتكيــب وســامة الصياغــة اللغويــة‪ .‬فالطريــق الصحيــح‬
‫لتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا هــو تعليــم الفصحــى فحســب‪ ،‬ومــن‬
‫يتعلمهــا فســوف يفهــم العاميــة‪ ،‬ومــن يتعلــم العاميــة فنــه لــن يســتفيد منهــا‬
‫يف تعلــم الفصحــى بالقــدر املناســب‪ .‬كــا أن تعلمهــم الفصحــى أســهل مــن‬
‫تعلــم العاميــة‪.‬‬

‫((( عبــود عبــده‪ ،‬تعليــم العربيــة لألجانــب ومكانتهــا الدوليــة‪ ،‬موقــع (واتــا) اإللكــروين‪ ،‬اجلمعيــة‬
‫الدوليــة للمرتمجــن واللغويــن العــرب‪ ،‬نــره خالــد حســن بــو عمشــة‪ ،‬بتاريــخ ‪207/4/21‬م‪.‬‬
‫((( الفوزان عبد الرمحن‪ ،‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪313‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ً‬
‫كامــا يف‬ ‫‪5.5‬العمــل عــى دمــج العنــارص الثقافيــة للغــة املســتهدفة دجمًــا‬
‫املــادة التعليميــة ويف مجيــع أوجــه التعلــم ووســائله خاصــة الكتــاب؛ ألن‬
‫الثقافــة حتتــل مكانــ ًة مهمــ ًة يف تعليــم اللغــات األجنبيــة وتعلمهــا‪ ،‬وتعــد‬
‫ـا ملحتــوى املــواد التعليميــة‪ .‬لقــد أثبتــت الدراســات‬ ‫مكو ًنــا أساسـ ًيا ومكمـ ً‬
‫هــدف‬
‫ٌ‬ ‫أن معظــم الدارســن يعلمــون أن املعلومــات واملعــارف الثقافيــة‬
‫أســاس مــن أهــداف أي مـ ٍ‬
‫ـادة تعليميــة لتعلــم اللغــة األجنبيــة‪ ،‬كــا يعلمــون‬ ‫ٌ‬
‫ـم مــن عوامــل النجــاح يف تعلــم اللغــة واســتخدامها‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ٌ‬
‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫عام‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أهن‬ ‫أيضــا‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫ومــن الصعــب تعلــم لغــة مــا دون التعــرض لثقافــة أصحاهبــا (قيمهــم‬
‫واجتاهاهتــم وأنــاط معيشــتهم وعقائدهــم)‪ ،‬وإذا كانــت اللغــة مــن أقــوى‬
‫روابــط املجتمــع الواحــد فهــي مــن أكثــر الوســائل قــدر ًة عــى نقــل ثقافتهــم‬
‫إىل املجتمــع العاملــي كلــه(((‪ .‬ويف دراســة أعدهــا د‪.‬عاميــرة يف تقفــي أســباب‬
‫تعلــم الناطقــن بغــر العربيــة العربيــة‪ ،‬فكانــت النتيجــة أن الدافــع األكــر ‬
‫ملــا بــن ‪ %86‬و‪ %98‬هــو تعلــم اإلســام ومعرفــة حضارتــه(((‪.‬‬
‫‪6.6‬وضــع برامــج وحمتويــات وظيفيــة تتامشــى واخلصائــص البــارزة‬
‫ألصنــاف املتعلمــن‪ ،‬فبــات مــن الــروري إلغــاء الربامــج الشــاملة‬
‫ٍ‬
‫مكــــــانوزمـــــــان(((‪.‬‬ ‫واملحتويــاتاللســانيةالعامــةالصاحلــــةيفكل‬

‫((( الفوزان عبد الرمحن‪ ،‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪ 55‬ـ ‪.56‬‬
‫((( انظــر‪ :‬عاميــرة خليــل أمحــد‪ ،‬اإلعــداد الثقــايف ملعلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ص ‪ 80‬ـ‬
‫‪ ،95‬والفــوزان عبــد الرمحــن‪ ،‬إضــاءات ملعلمــي اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫((( مدكــور عــي أمحــد‪ ،‬تقويــم برامــج إعــداد معلمــي اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا مناهجــه‬
‫وأســاليبه‪ ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪314‬‬
‫واقع تعليم العربية‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫املراجع‪:‬‬
‫‪1.1‬بلعيــد صالــح‪ ،‬دروس يف اللســانيات التطبيقيــة‪ ،‬دار هومــة‪ ،‬اجلزائــر‪،‬‬
‫ط‪2003 ،8‬م‪.‬‬
‫‪2.2‬بــو طيبــة جلــول‪ ،‬التبليــغ املعــريف يف عمليــة التواصــل التعليمــي‪ ،‬دار‬
‫احلمــراء للنــر‪ ،‬اجلزائــر‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪3.3‬حســان متــام‪ ،‬التمهيــد يف اكتســاب اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪،‬‬
‫رشكــة مكــة للطباعــة والنــر‪ ،‬مكــة املكرمــة‪ ،‬ط‪144 ،1‬ه ـ ‪1984‬م‪.‬‬
‫‪4.4‬زكريــا ميشــال‪ ،‬بحــوث ألســنية عربيــة‪ ،‬املؤسســة اجلامعيــة للدراســات‬
‫والنــر والتوزيــع‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪1412 1‬ه ـ ‪1992‬م‪.‬‬
‫‪5.5‬عبــود عبــده‪ ،‬تعليــم العربيــة لألجانــب ومكانتهــا الدوليــة‪ ،‬موقــع واتــا‬
‫اإللكــروين‪ ،‬اجلمعيــة الدوليــة للمرتمجــن واللغويــن العــرب‪ ،‬بحــث نــره‬
‫خالــد حســن بــو عمشــة بتاريــخ ‪2007/4/21‬م‪.‬‬
‫‪6.6‬عريــف حممــد خــر ونقشــبندي أنــور‪ ،‬مقدمــة يف علــم اللغــة التطبيقي‪،‬‬
‫دار خــر للطباعة والنــر والتوزيع‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪1412 ،1‬ه ـ ‪1993‬م‪.‬‬
‫‪7.7‬عاميــرة خليــل أمحــد‪ ،‬اإلعــداد الثقــايف ملعلــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬نــدوة تطويــر برامــج إعــداد معلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بلغــات أخــرى‪ ،‬اخلرطــوم‪.‬‬
‫‪8.8‬عاميــرة حممــد أمحــد‪ ،‬الثقافــة اإلســامية يف كتــب تعليــم العربيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا‪ ،‬الدراســات اإلســامية‪ ،‬الشــتاء‪1411 ،‬ه‪.‬‬
‫‪9.9‬الغريبــي ســعد عبــد اهلل‪ ،‬األصــوات العربيــة وتدريســها للناطقــن هبــا‬
‫مــن الراشــدين‪ ،‬مكتبــة الطالــب اجلامعــي‪ ،‬مكــة املكرمــة‪ ،‬ط‪1406 ،1‬ه ـ‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫‪1010‬الفــوزان عبــد الرمحــن بــن إبراهيــم‪ ،‬إضــاءات ملعلمــي اللغــة العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬منشــورات العربيــة للجميــع‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ط‪1442 ،1‬ه‬
‫‪2011‬م‪.‬‬
‫‪1111‬الفــوزان عبــد الرمحــن بــن إبراهيــم‪ ،‬إعــداد مــواد تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا‪1428 ،‬ه‪.‬‬
‫‪1212‬مدكــور عــي أمحــد‪ ،‬تقويــم برامــج إعــداد معلمــي اللغــة العربيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا‪ ،‬منمــة اإليســيكو‪ ،‬الربــاط‪1405 ،‬ه ـ‪1985‬م‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫ًّ‬
‫وظيفيا للناطقني بغري العربي�ة‬ ‫فعالية تدريس قواعد النحو‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ .‬جمال محمد سعيد حمد‬

‫جامعة الباحة ‪ -‬السعودية‬

‫* شارك يف العديد من املؤمترات والندوات‪ ،‬له مؤلفات وأبحاث علمية حمكمة‪ :‬منها‬
‫‪ -‬مقدمة يف مهارات كتابة البحث واملقال‬
‫‪ -‬كتاب مقرر عىل طالب جامعة الباحة‬
‫‪ -‬بحث‪ :‬من الظواهر النحوية والرصفية للهجة هذيل دراسة تطبيقية عىل قراءة عبد اهلل بن مسعود‬
‫ريض اهلل عنه‬
‫‪-‬بحث‪ :‬ستخدام التقنيات املختلفة يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها»‪.‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫ملخص‪:‬‬
‫هيــدف البحــث إىل بيــان أثــر تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا للناطقــن بغري‬
‫العربيــة؛ وذلــك مــن خــال التعــرف عــى مفهــوم النحــو الوظيفــي‪ ،‬وتوضيــح‬
‫أمهيتــه وفوائــده وفعاليتــه‪ ،‬وأمهيــة البحــث تنبــع مــن واقــع أمهيــة تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ نظـ ًـرا لإلقبــال املتزايــد عــى تعلمهــا لدوافــع خمتلفــة‬
‫ـرز أمهيــة االجتــاه الوظيفــي‬ ‫ـب‪ -‬ومــن جانـ ٍ‬
‫ـب آخــر فالبحـ ُ‬
‫ـث يـ ُ‬ ‫‪ -‬هــذا مــن جانـ ٍ‬
‫ـدل مــن‬ ‫ودوره يف تكامليــة اللغــة ووحدهتــا‪ ،‬وتيســر فهــم القواعــد وتطبيقهــا بـ ً‬
‫حفظهــا واســتظهارها‪ ،‬واملنهــج املتبــع يف البحــث هــو املنهــج الوصفــي التحلييل‪،‬‬
‫ـدد مــن النتائــج مــن أمههــا‪ :‬فعاليــة تدريــس قواعــد‬ ‫وقــد توصــل البحــث إىل عـ ٍ‬
‫النحــو وظيف ًّيــا (النحــو الوظيفــي) للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬تتبــن يف أ َّنــه ُيســهم‬
‫ـر‪ ،‬ويبــدد‬ ‫ـكل كبـ ٍ‬
‫يف حـ ِّـل مشــكلة تعليــم قواعــد النحــو العــريب وتدريســها بشـ ٍ‬
‫خمــاوف الطــاب والدارســن يف فهــم النحــو العــريب ودراســة العربيــة؛ ألنَّــه‬
‫ـاذب للطــاب والدارســن‪ ،‬يركــز عــى النواحــي العمليــة يف الــدرس‬ ‫اجتــا ٌه جـ ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫النحــوي‪ ،‬وتنتظــم فيــه الــدروس النحويــة متدرجــة بطريقــة تكامليــة‪ ،‬وخيفــف‬
‫مــن الكــم اهلائــل مــن القواعــد املحشــوة يف ثنايــا الكتــب املدرســية‪ ،‬وترتبــط فيــه‬
‫األهــداف التعليميــة باملهــارات اللغويــة‪ ،‬ويعمــل عــى خلــق الســلوك اللغــوي‬
‫الســليم لــدى الطــاب والدارســن‪ ،‬ويمكِّنهــم مــن املهــارات اللغوية األساســية‬
‫وأدائهــا بالصــورة الصحيحــة‪ ،‬وتوظيــف اللغــة يف التواصــل‪ ،‬والتعبــر عــن‬
‫ميــرة‪ ،‬مــن خــال التدريبــات والتمرينــات والتطبيقــات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫احلاجــات‬
‫العمليــة املتنوعــة‪.‬‬
‫الكلمــات املفتاحية‪:‬فعاليــة‪ ،‬تدريــس‪ ،‬قواعــد النحــو‪ ،‬وظيف ًّيــا‪ ،‬‬
‫الناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫ الحاضر والمستقبل‬:‫العربية للناطقين بغيرها‬

Abstract
The research is intended to explain the impact of teaching the rules of
grammar functionally to non-Arabic speakers via defining the concept of
functional grammar, clarifying its importance, benefits and effectiveness.
On one hand, the research stems from the importance of teaching Arabic
to non-Arabic speakers due to the increased interest to learn the language
for different incentives. The research,on the other hand, sheds lighton the
functionalaspect and its role in the integration of language and its unity,
so as to facilitate understanding of the rules and their application rather
than memorizing them.

Based on the descriptive analytical approach, the research finds out


that the effectiveness of teaching the rules of grammar functionally (func-
tional grammar) to the non-Arabic speakers significantly contributes to
solving the problem of learning the rules of Arabicgrammar and its teach-
ing and dispels the fears of learners in understanding of Arabic grammar
andlearning of Arabic. This is because it is inviting for students, focusing
on the practical aspects of the grammar lesson, in which the lessons are
delivered in a graded integrative manner.

In addition, itreduces the large number of stuffedrules foundin the


folds of textbooks, in whichthe learning objectives are connected with lan-
guage skills, works to creating the correct language behavior of learners,
enablingthemto perform the basic language skills correctly,employing of
language tocommunicate,and expressingabout the needs easily through
theexercisesand various practical applications.

Keywords:
Effectiveness, rules of grammar, functionally, non-Arabic speakers.

318
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫مقدمة‬
‫رب العاملــن والصــاة والســام عــى أرشف املرســلني ســيدنا‬ ‫ احلمــد هلل ِّ‬
‫حممد‪-‬صــى اهلل عليــه وســلم‪ -‬وعــى آلــه وصحبــه أمجعــن‪ ،‬وبعــدُ ‪.‬‬
‫أن قضيــة تعليــم النحــو العــريب ألبنائنــا الطــاب والدارســن ‬ ‫ فــا شــك َّ‬
‫‪-‬خاصــة الناطقــن بغــر العربيــة‪ -‬مــن القضايــا املهمــة التــي تشــغل البــال‬
‫والفكــر‪ ،‬وتــؤرق كل املعنيــن باللغــة العربيــة‪ ،‬فالنحــو العــريب قــد ُوضــع‬
‫للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬وليــس للعــرب –فيــا نــراه وعــى مــا يذهــب إليــه‬
‫جــل اللغويــن والنحويــن– ولعـ َّـل الدليــل عــى ذلــك تعريــف ابــن جنــي نفســه‬
‫ٍ‬ ‫ـث يعرفــه بإ َّنــه‪« :‬انتحــاء سـ ِ‬
‫إعراب‬ ‫ترصفــه مــن‬
‫ـمت كالم العــرب يف ُّ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫للنحــو‪ ،‬حيـ ُ ُ ِّ‬
‫وغــره كالتثنيــة واجلمــع‪ ،‬والتحقــر والتكســر‪ ،‬واإلضافــة والنســب والرتكيــب‪،‬‬
‫وغــر ذلــك‪ ،‬ل َيلحــق َم ـ ْن ليــس ِم ـ ْن أهــل اللغــة العربيــة بأهلهــا يف الفصاحــة‪،‬‬
‫ف َينطــق هبــا وإن مل يكــن منهــم‪ ،‬وإن شـ َّ‬
‫ـذ بعضهــم عنهــا ُر َّد بــه إليهــا»(‪.)1‬‬
‫ولكنَّــه ملــا فشــا اللحــن وفســد اللســان وانتــر اخلطــأ أصبــح النحــو‬
‫رضور ًة للعــرب كغريهــم مــن غــر العــرب‪.‬‬
‫وتدريــس النحــو العــريب يعــدُّ مــن املوضوعــات الشــائكة التــي غال ًبــا مــا‬
‫ـث فيهــا‪ ،‬خاص ـ ًة تدريــس النحــو للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬فهــؤالء‬ ‫يقـ ُّـل البحـ ُ‬
‫وأعــراف‬
‫ٌ‬ ‫عــادات وتقاليــدُ‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يعيشــون يف بيئــات وجمتمعــات غــر عربيــة‪ ،‬وهلــم‬
‫خاصــة مل هتيئهــم لتعلــم العربيــة ونحوهــا كــا الطــاب والدارســن العــرب؛‬
‫ولذلــك ينبغــي أن تُراعــى أوضا ُعهــم عنــد تعليمهــم قواعــد النحــو‪ ،‬فــا بــد‬
‫أن ختتلــف موضوعــات النحــو التــي يدرســوهنا‪ ،‬وتكــون مغايــر ًة ملوضوعــات‬
‫النحــو التــي يدرســها الطــاب والدارســون العــرب‪ ،‬خاصــة يف طبيعــة القواعد‪،‬‬
‫وطريقــة تدريســها‪ ،‬وعرضهــا‪ ،‬ورشحهــا‪ ،‬حتــى تتحقــق األهــداف املرجــوة‬
‫مــن تعلمهــم للنحــو العــريب؛ الــذي ال ختفــى أمهيتــه ودوره يف حتقيــق الكفــاءة‬
‫الشــفوية والســامة اخلط َّيــة‪.‬‬
‫ـرا للبحــث يف هــذا املوضــوع‪ ،‬فجــاء عنــوان‬ ‫لــكل ذلــك كان الدافــع كبـ ً‬
‫البحــث‪« :‬فعاليــة تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا للناطقــن بغــر العربيــة»‪.‬‬
‫لع َّلــه يســهم يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬الــذي مل يعــدْ‬
‫ر ٌر‪ ،‬فرضتــه عوامـ ُـل ودوافـ ُ‬
‫ـع‬ ‫ترفــا وال أمـ ًـرا ثانو ًّيــا‪ ،‬وإ َّنــا هــو أمـ ٌـر حيــوي و ُم ـ َ‬

‫((( ابــن جنــي‪ ،‬اخلصائــص‪ ،‬حتقيق‪/‬حممــد عــي النجــار‪ ،‬دار الكتــاب العــريب‪ ،‬بــروت (د‪.‬ت)‪،‬‬
‫‪.33/1‬‬

‫‪319‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫منطقيـ ٌة‪ ،‬جعلــت اإلقبــال عــى تعلــم العربيــة يــزداد ســاع ًة بعــد ســاعة‪ ،‬لدوافـ َ‬
‫ـع‬
‫ٍ‬
‫متنوعــة‪ ،‬منهــا‪ :‬الدينيــة‪ ،‬والتعليميــة‪ ،‬والتواصليــة‪ ،‬والثقافيــة‪ ،‬واالقتصاديــة‪،‬‬
‫والســياحية وغريهــا‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تتلخص يف السؤال الرئيس‪ :‬ما أثر تدريس قواعد النحو وظيف ًّيا للناطقني‬
‫بغري العربية؟ ويتفرع عن السؤال الرئيس األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪١ -١‬ما اجتاهات تدريس النحو يف العرص احلديث؟‬
‫‪٢ -٢‬ما مفهوم النحو الوظيفي؟‬
‫‪٣ -٣‬ما املبادئ واألسس التي يقوم عليها؟‬
‫فيم تتمثل أمهية النحو الوظيفي؟‬
‫‪َ ٤ -٤‬‬
‫‪٥ -٥‬ما اهلدف من تدريس النحو الوظيفي؟ وما مميزاته؟‬
‫‪٦ -٦‬ما الفائدة املرجوة من تدريس قواعد النحو وظيف ًّيا؟‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تنبــع أمهيــة البحــث مــن واقــع أمهيــة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫نظــرا لإلقبــال املتزايــد عــى تعلمهــا لدوافــع خمتلفــة‪ ،‬هــذا مــن‬
‫ً‬ ‫بغريهــا؛‬
‫جانــب‪ ،‬ومــن جانــب آخــر فالدراســة تــرز أمهيــة االجتــاه الوظيفــي ودوره يف‬
‫ـدل مــن حفظهــا‬‫تكامليــة اللغــة ووحدهتــا‪ ،‬وتيســر فهــم القواعــد وتطبيقهــا بـ ً‬
‫واســتظهارها‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫هيدف البحث إىل‪:‬‬
‫‪١ -١‬بيــان أثــر تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا للناطقــن بغــر العربيــة؛‬
‫وذلــك مــن خــال التعــرف عــى مفهــوم النحــو الوظيفــي وتوضيــح أمهيتــه‬
‫وفوائــده وفعاليتــه‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬الوقوف عىل اجتاهات تدريس النحو يف العرص احلديث‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬اإلسهام يف تذليل صعوبات تعلم النحو للناطقني بغري العربية‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫‪٤ -٤‬تنميــة املهــارات اللغويــة للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬ورفــع قدراهتــم‬


‫للقيــام بواجباهتــم عــى الوجــه األمثــل‪.‬‬
‫‪٥ -٥‬نرش اللغة العربية عىل أوسع ٍ‬
‫نطاق خاص ًة لدى الناطقني بغريها‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫املنهج املتبع يف البحث هو املنهج الوصفي التحلييل‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫مــن الدراســات الســابقة التــي هلــا عالقــة باملوضــوع‪ ،‬والتــي توفــرت لــدى‬
‫الباحــث‪ ،‬نذكر‪:‬‬
‫‪١ -١‬دراســة مرتــى فــرح عــي وداعــة (‪ )2015‬بعنــوان‪« :‬اجتاهــات تدريس‬
‫النحــو يف العــر احلديــث وطــرق التدريــس التــي تتناســب معهــا يف تدريــس‬
‫الناطقــن بغريهــا» كليــة اآلداب والعلــوم االجتامعيــة‪ ،‬جامعــة فطــاين تايالنــد‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬دراســة حممــد ســعيد جمحــود الزهــراين (‪1429‬هـــ) بعنوان‪«:‬مســتوى‬
‫متكــن طــاب اللغــة العربيــة يف كليــة املعلمــن بمحافظــة الطائــف مــن مهــارات‬
‫النحــو الوظيفــي» كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬
‫محاور البحث‪:‬‬
‫يقع البحث يف ثالثة حماور هي‪:‬‬
‫‪١ -١‬املحور األول‪ :‬اجتاهات تدريس النحو يف العرص احلديث‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬املحور الثاين‪ :‬مفهوم النحو الوظيفي وأمهيته‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬املحــور الثالــث‪ :‬فوائــد تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا للناطقــن بغــر ‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫تســبق هــذه املحــاور مقدمــة وتقفوهــا خامتــة فيهــا أهــم النتائــج‬
‫والتوصيــات‪.‬‬

‫واهلل ويل التوفيق والسداد‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املحور األول‪ :‬اجتاهات تدريس النحو يف العرص احلديث‬


‫ٍ‬
‫صعوبات‬ ‫يواجــه الطــاب والدارســون –خاصــة الناطقــن بغــر العربيــة‪-‬‬
‫ـكالت مج ـ ًة يف تعليــم مــادة النحــو العــريب‪ ،‬ويف فهــم واســتيعاب قواعــد‬‫ٍ‬ ‫ومشـ‬
‫النحــو عــى الوجــه األمثــل؛ هــذه الصعوبــات واملشــكالت شــغلت أهــل‬
‫االختصــاص والرتبويــن املهتمــن بأمــر تدريــس النحــو العــريب‪ ،‬فرشعــوا يف‬
‫التفكــر والعمــل عــى حـ ِّـل هــذه املشــكلة‪ ،‬فظهــرت حمــاوالت تيســر النحــو‬
‫قديـ ًـا وحدي ًثــا‪ ،‬تلــك املحــاوالت التــي عملــت عــى تســهيل تدريــس القواعــد‪،‬‬
‫مهــا مــن عوامــل‬ ‫ً‬
‫عامــا ًّ‬ ‫وكان هدفهــا هد ًفــا تعليم ًّيــا؛ األمــر الــذي جعلهــا‬
‫ظهــور اجتاهــات تدريــس النحــو يف العــر احلديــث‪.‬‬
‫وهناك اجتاهان يف تدريس النحو العريب‪ ،‬مها(‪:)1‬‬
‫االجتاه األول‪ :‬االجتاه التكاملي‪:‬‬
‫وهــو اجتــاه يدعــو إىل دمــج القواعــد النحويــة يف الــدرس اللغــوي مــع‬
‫فــروع اللغــة العربيــة األخــرى‪ ،‬أي‪ :‬أن تــدرس قواعــد اللغــة العربيــة مــن‬
‫خــال النصــوص الكاملــة‪ ،‬وأن يكــون للقواعــد دور يف فــروع اللغــة األخــرى‪،‬‬
‫كالقــراءة‪ ،‬والتعبــر‪ ،‬واملحفوظــات‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬وأن يــدرس النــص دراســة لغويــة‬
‫مــن جوانبــه املختلفــة‪ ،‬مــن حيــث الصــوت واملبنــى‪ ،‬والرتكيــب‪ ،‬واملعنــى‪،‬‬
‫والبالغــة‪ ،‬والداللــة(‪)2‬؛ وذلــك اســتنا ًدا عــى مفهــوم التكامليــة الــذي يقــوم عــى ‬
‫حتقيــق الكليــة والكــال والوحــدة‪ ،‬وهــو عمليــة حتــدث يف املتعلــم‪ ،‬تعنــي أن مــا‬
‫يتعلمــه يصبــح جــز ًءا مــن شــخصيته‪ ،‬يمتــزج بــا لديــه مــن فهــم وقــدرات‬
‫رتجــم يف ســلوكه‬
‫ُ‬ ‫واجتاهــات؛ ليكــون مــا تعلمــه مفيــدً ا وذا معنــى عنــده‪ُ ،‬ي‬
‫مبــارشة‪ ،‬ويتفاعــل مــع خــرات أخــرى ســابقة لديــه(‪.)3‬‬
‫وأصحــاب هــذا االجتــاه يذهبــون إىل إمكانيــة االســتغناء عــن تدريــس القواعــد‬
‫يف حصــص مســتقلة وإىل إمكانيــة تدريــب الطــاب والدارســن عــى األســاليب‬
‫اللغويــة الســليمة‪َّ ،‬‬
‫وأن تنميــة امللــكات تكــون باملحــاكاة والتقليــد ال بالقواعــد؛‬

‫((( اهلاشــمي‪ ،‬عابــد توفيــق‪ ،‬طرائــق تدريــس مهــارات اللغــة العربيــة‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫ط‪2006 1‬م‪1427،‬هـــ‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫((( الدليمــي‪ ،‬طــه عــي حســن والوائــي‪ ،‬وســعاد عبــد الكريــم‪ ،‬اجتاهــات حديثــة يف تدريــس اللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬عــامل الكتــب احلديثــة‪ ،‬األردن‪،‬ط‪2009 ،1‬م‪ ،‬ص ‪ 229 ،223‬وداعــة‪ ،‬مرتــى فــرح‬
‫وداعــة‪ ،‬اجتاهــات تدريــس النحــو يف العــر احلديــث وطــرق التدريــس التــي تتناســب معهــا يف‬
‫تدريــس الناطقــن بغريهــا‪ ،‬كليــة اآلداب والعلــوم االجتامعيــة‪ ،‬جامعــة فطــاين‪ ،‬تايالنــد‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫((( مــراد‪ ،‬ســعيد حممــد‪ ،‬التكامليــة يف تعليــم اللغــة العربيــة‪،‬دار األمــل للنــر والتوزيــع‪ ،‬إربــد‪،‬‬
‫األردن‪2002،‬م‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪322‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫َّ‬
‫ألن اللغــة وجــدت قبــل التقعيــد النحــوي‪ ،‬فالطفــل حياكــي األنــاط اللغويــة‪،‬‬
‫وحيســن اســتعامهلا دون رشح‪ ،‬فالعــرب يف العصــور األوىل كانــوا فصحــاء بلغــاء‬
‫يتحدثــون عــى الســليقة‪ ،‬مــن غــر دراســة القواعــد أو التــدرب عليهــا‪.‬‬
‫أن القواعــد صعبـ ٌة جافـ ُة تنفــر الطــاب والدارســن مــن تعلــم‬ ‫ويف رأهيــم َّ‬
‫ـا أنــا قليلــة اجلــدوى يف صيانــة القلــم واللســان مــن اخلطــأ‪،‬‬
‫العربيــة وح ِّبهــا‪ ،‬كـ َّ‬
‫وأن تعلــم القواعــد يف حصــص مســتقلة جيعــل الطــاب والدارســن يعدوهنــا‬ ‫َّ‬
‫غايــة يف حد ذاهتــا ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫االجتاه الثاين‪ :‬االجتاه الفردي‪:‬‬


‫وهــو اجتــا ٌه يدعــو إىل دراســة القواعــد منفصلــ ًة عــن بقيــة فــروع اللغــة‬
‫ٍ‬
‫منفصــل؛ وهــذا هــو االجتــاه الســائد‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫العربيــة األخــرى‪ ،‬وتدريســها‬
‫واملتــوارث‪.‬‬
‫ٍ‬
‫منفصــل‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫أن تدريــس القواعــد‬ ‫وأصحــاب هــذا االجتــاه يــرون َّ‬
‫ألن فيــه تعري ًفــا باملفاهيــم النحويــة‪ ،‬ومعرف ـ ًة للقواعــد النحويــة‬
‫رضوري؛ َّ‬
‫ٌّ‬ ‫أمـ ٌـر‬
‫وتطبيقهــا‪ ،‬وتدريــس القواعــد هبــذا الشــكل يم ِّكــن الطــاب والدارســن مــن‬
‫اكتشــاف األخطــاء وجتنبهــا يف النطــق والكتابــة‪َّ ،‬‬
‫وأن املحــاكاة يف الوقــت احلــارض‬
‫ألن العاميــة تســيطر حتــى عــى حصــص اللغــة العربيــة‪ ،‬وتدريــس‬ ‫غــر ممكنــة؛ َّ‬
‫القواعــد النحويــة عــى هــذا النحــو يــريب يف الطــاب والدارســن القــدرة‬
‫عــى القيــاس املنطقــي والبحــث العلمــي‪ ،‬كـ َّ‬
‫ـا أن الصعوبــة املزعومــة يف قواعــد‬
‫النحــو هــي صعوبــة تعــود إىل طبيعــة املنهــج التعليمــي‪ ،‬وأســاليب التدريــس‬
‫واالختبــارات‪ ،‬وليســت مــن القواعــد النحويــة يف حــد ذاهتــا(‪.)2‬‬
‫ويف التعليق عىل االجتاهني نقول‪:‬‬
‫‪1.1‬كال االجتاهــن بــرز نتيجــة للشــكوى املتكــررة مــن صعوبــة النحــو‬
‫واســتيعابه‪.‬‬
‫‪2.2‬كال االجتاهني تتفاوت فيه النقاط سل ًبا وإجيا ًبا‪.‬‬
‫‪3.3‬لــكل اجتــاه طــرق تدريــس ختــدم فلســفته‪ ،‬فمثـ ً‬
‫ـا االجتــاه التكامــي تقف‬
‫وراءه طريقــة النــص أو الســياق املتصــل‪ ،‬وطريقــة حتليــل اجلملــة‪ ،‬أي‪ :‬حتليــل‬

‫((( ُينظــر‪ :‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬الوحــدة الثامنــة‪ ،‬اجتاهــات تدريــس قواعــد النحــو العــريب‬
‫‪.https://www.google.com‬‬

‫((( املصدر السابق‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اجلملــة لفهــم املعنــى‪ ،‬وهــي تطويــر لطريقــة النــص(‪ ،)1‬أ َّمــا االجتــاه الفــردي‬
‫فتقــف مــن ورائــه الطريقــة االســتقرائية والطريقــة القياســية‪.‬‬
‫‪4.4‬لــكل اجتــاه نواقــص حتــد مــن فعاليتــه‪ ،‬فمثـ ً‬
‫ـا االجتــاه التكامــي يصعــب‬
‫معــه توفــر نصــوص تتضمــن أمثلــة تغطــي كل القواعــد النحويــة املقــرر‬
‫رشحهــا‪ ،‬وقــد يــؤدي ذلــك إىل التكلــف يف صناعــة النصــوص هبــدف تدريــس‬
‫القواعــد(‪)2‬؛ ممــا يؤثــر ســل ًبا عــى متانــة الــرح وقوتــه‪.‬‬
‫أ َّمــا االجتــاه الفــردي فتبــدو نواقصــه يف طــرق التدريــس املتبعــة‪ ،‬فالطريقــة‬
‫االســتقرائية تعــرض األمثلــة ثــم تســتنبط القاعــدة‪ ،‬والطريقــة القياســية عكســها‬
‫متا ًمــا‪ ،‬تطــرح القاعــدة ثــم توضحهــا باألمثلــة‪ ،‬واتِّبــاع الطريقتــن يف رشح‬
‫كل القواعــد‪ ،‬ولــكل املســتويات فيــه صعوبــة بالغــة؛ وذلــك َّ‬
‫ألن الطريقــة‬
‫االســتقرائية تتطلــب مهــارات فائقــة يف االســتنباط‪ ،‬والطريقــة القياســية حتــد‬
‫مــن التفكــر اجليــد للطــاب والدارســن‪ ،‬كــا أهنــا ال تتامشــى مــع مبــادئ‬
‫التعليــم التــي تنــادي بالتــدرج يف التعلــم مــن األســهل إىل األصعــب؛ عــاوة‬
‫عــى ذلــك فالطريقــة القياســية تســاعد الطــاب عــى حفــظ القاعــدة؛ ممــا يســهم‬
‫يف عــدم قدرهتــم عــى التطبيــق العمــي للقواعــد عنــد الكتابــة والنطــق‪ ،‬وقــد‬
‫ـتظهارا ملســائلها خيطــئ‬
‫ً‬ ‫أن أكثــر الطــاب حف ًظــا للقواعــد واسـ‬
‫ثبــت بالتجربــة َّ‬
‫ً‬
‫فاحشــا(‪.)3‬‬ ‫يف كتابتــه خطــأ‬
‫أن االجتاهــن (التكامــي والفــردي) ال خيدمــان تعليــم‬ ‫وممــا ســبق يتضــح َّ‬
‫النحــو للناطقــن بغــر العربيــة بالصــورة املثــى؛ وذلــك ملــا فيهــا مــن عيــوب‬
‫وألن الطــاب والدارســن مــن الناطقــن بغــر العربيــة حيتاجــون إىل‬ ‫َّ‬ ‫ونواقــص؛‬
‫تعلــم املهــارات األساســية للغــة عــن طريــق التمــرن والتــدرب‪ ،‬ال عــن طريــق‬
‫أن معظــم مناطــق الناطقــن بغــر العربيــة هبــا‬ ‫ـا عــن َّ‬
‫احلفــظ واالســتظهار؛ فضـ ً‬
‫ازدواج لغــوي ال يتيــح التعلــم عــن طريــق املحــاكاة والتقليــد فقــط‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ثالــث‪ ،‬هــو اجتــاه‬ ‫ٍ‬
‫اجتــاه‬ ‫وعليــه؛ َّ‬
‫فــإن هــذا الوضــع كان ســب ًبا يف بــروز‬
‫تدريــس قواعــد النحــو للناطقــن بغــر العربيــة وظيف ًّيــا (االجتــاه الوظيفــي)‬
‫الــذي ســنقف عــى كل تفاصيلــه وبيــان أثــره وفوائــده وفعاليتــه يف تدريــس‬

‫((( اجتاهــات حديثــة يف تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬عــامل الكتــب احلديثــة‪ ،‬األردن‪،‬ط‪2009 ،1‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.230‬‬
‫((( طرائق تدريس مهارات اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫((( وداعــة‪ ،‬مرتــى فــرح وداعــة‪ ،‬اجتاهــات تدريــس النحــو يف العــر احلديــث وطــرق التدريــس‬
‫التــي تتناســب معهــا يف تدريــس الناطقــن بغريهــا‪ ،‬كليــة اآلداب والعلــوم االجتامعيــة‪ ،‬جامعــة فطــاين‪،‬‬
‫تايالنــد‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪324‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫قواعــد النحــو للناطقــن بغــر العربيــة يف املحوريــن القادمــن‪ ،‬املحــور الثــاين‬


‫والثالــث‪.‬‬
‫املحور الثاين‪ :‬مفهوم النحو الوظيفي وأهميت�ه‬
‫بــرز اجتــاه تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا (النحــو الوظيفــي) للناطقــن ‬
‫بغــر العربيــة بعــد قصــور االجتاهــن (التكامــي والفــردي) يف تيســر تدريــس‬
‫قواعــد النحــو للناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬
‫جــذور راســخ ٌة يف الــراث‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ســؤال‪ :‬هــل للنحــو الوظيفــي‬ ‫طــرح‬
‫ُ‬ ‫وهنــا ُي‬
‫العــريب كــا لالجتاهــن التكامــي والفــردي؟‬
‫ـذور راســخ ٌة يف‬
‫لإلجابــة عــن الســؤال نقــول‪ :‬نعــم‪ ،‬للنحــو الوظيفــي جـ ٌ‬
‫الــراث العــريب‪ ،‬وندلــل عــى ذلــك بــاآليت‪:‬‬
‫‪1.1‬قــول اجلاحــظ‪« :‬وأ َّمــا النحــو فــا تشــغل قلــب الصبــي بــه َّإل بمقــدار‬
‫مــا يؤديــه إىل الســامة مــن فاحــش اللحــن‪ ...‬وعويــص النحــو ال جيــدي يف‬
‫املعامــات وال يضطــر إليــه يف يشء»(‪.)1‬‬
‫فاجلاحــظ يدعــو إىل تعليــم الناشــئة النحــو الوظيفــي الــذي جيــري يف‬
‫املعامــات‪ ،‬فالغايــة مــن تعليــم النحــو ‪-‬يف نظــره‪ -‬هــي إصــاح اللســان والقلم‬
‫ـب أو شــعر ينشــد أو خطبــة تلقــى أو رســالة تؤلــف(‪.)2‬‬ ‫يف كتــاب ُيكتـ ُ‬
‫‪2.2‬قــول ابــن خلــدون‪« :‬النحــو مــن العلــوم اآلليــة التــي ينبغــي أال‬
‫ينظــر فيهــا ّإل مــن حيــث هــي وســيلة لغريهــا‪ ،‬وال يوســع فيهــا الــكالم وال‬
‫تفــرع املســائل‪...‬جيب اهتــام املتعلمــن بالعلــوم املقصــودة أكثــر مــن اهتاممهــم‬
‫بوســائلها‪ ،‬فــإذا قضــوا العمــر يف حتصيــل الوســائل فمتى يظفــرون باملقاصــد»(‪.)3‬‬
‫وابــن خلــدون يذهــب يف نفــس اجتــاه اجلاحــظ ويدعــو إىل تعليــم النحــو‬
‫باعتبــاره وســيلة وليــس غايــة‪ ،‬فالقــوالن يركــزان عــى تعليــم النحــو باعتبــاره‬
‫وســيلة إىل إجــادة اللغــة العربيــة ليــس غــر؛ وهــذا مــا يركــز عليــه النحــو‬
‫الوظيفــي‪.‬‬

‫((( ابــن النديــم‪ ،‬الفهرســت‪ ،‬حتقيق‪/‬يوســف عــي الطويــل‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت ط‪،2‬‬
‫‪ 2002‬ص ‪.76‬‬
‫((( عبــد الرمحــن صالــح بحــوث ودراســات يف اللســانيات العربيــة �‪http://takhatub.ahlamonta‬‬
‫‪.da.com‬‬
‫((( ابن خلدون‪ ،‬املقدمة‪ ،‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.593‬‬

‫‪325‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪.‬أمفهوم النحو الوظيفي‪:‬‬


‫عرفــه عبــد العليــم إبراهيــم بأ َّنــه‪« :‬جمموعــة مــن القواعــد تــؤدي الوظائــف‬
‫َّ‬
‫األساســية للنحــو‪ ،‬مــن ضبــط الكلامت‪،‬ونظــام تأليــف اجلمــل وغريهــا؛ ليســلم‬
‫اللســان مــن اخلطــأ يف النطــق‪ ،‬ويســلم القلــم مــن اخلطــأ يف الكتابــة»(‪.)1‬‬
‫ٍ‬
‫خــوض‬ ‫وقــد عرفــه فاضــل فتحــي وايل التعريــف نفســه مضي ًفــا‪« :‬دون‬
‫يف خالفــات النحويــن‪ ،‬أو تفريعــات الباحثــن‪ ،‬أو مفاضلــة آراء املتحاوريــن‬
‫وحماولــة الرتجيــح بينهــا»(‪.)2‬‬
‫ومــن خــال التعريفــن يتضــح َّ‬
‫أن النحــو الوظيفــي عبــارة عــن قواعــد مــن‬
‫مجلــة قواعــد النحــو تســهم بشــكل مبــارش يف ضبــط اللســان والقلــم مــن اخلطــأ‬
‫كتابـ ًة ونط ًقــا‪ ،‬مــع مراعــاة عــدم اخلــوض يف التفريعــات وخالفــات النحويــن‪.‬‬
‫ ‪.‬ب نشأة النحو الوظيفي‪:‬‬
‫نشــأت نظريــة النحــو الوظيفــي مــع جمموعــة مــن الباحثــن بجامعــة‬
‫(أمســردام) هبولنــدا بقيــادة الباحــث اللســاين اهلولنــدي (ســيمون ديــك)‪،‬‬
‫حيــث قــدم الصياغــة األوليــة العامــة للنحــو الوظيفــي ســنة ‪1978‬م‪ ،‬وأرســى‬
‫أســس النحــو الــذي يقرتحــه‪ ،‬وقــدم اخلطــط العامــة لتنظيــم مكوناتــه‪ ،‬ثــم‬
‫انتقلــت هــذه النظريــة مــن مســقط رأســها هبولنــدا إىل أقطــار أخــرى كبلجيــكا‪،‬‬
‫وإســبانيا‪ ،‬وإنجلــرا‪.‬‬
‫ودخلــت العــامل العــريب عــر بوابــة اململكــة املغربيــة بجامعــة حممــد‬
‫اخلامــس بالربــاط‪ ،‬عــى يــد الباحــث (أمحــد املتــوكل)؛ لتنتقــل إىل غريهــا مــن‬
‫اجلامعــات املغربيــة؛ لرتســم طري ًقــا هلــا إىل بقيــة البــاد العربيــة كاجلزائــر‪،‬‬
‫وتونـ�س‪ ،‬وسـ�وريا‪ ،‬والعـ�راق‪ ،‬وغريهـ�ا‪.‬‬
‫ ‪.‬ج املبادئ واألسس اليت يقوم عليها النحو الوظيفي‪:‬‬
‫اجتــاه النحــو الوظيفــي يرتكــز عــى تعليــم النحــو باعتبــاره وســيلة إلجــادة‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬ويقــوم عــى تعليــم قواعــد النحــو التــي يــدرك الطــاب‬
‫والدارســون معناهــا‪ ،‬ويشــعرون بدورهــا املهــم يف حياهتــم‪ ،‬وتطبيقهــا بطريقــة‬

‫((( إبراهيــم‪ ،‬عبــد العليــم إبراهيــم‪ ،‬النحــو الوظيفــي‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪،‬ط‪2008 11‬م‪،‬‬
‫املقدمــة (و)‪.‬‬
‫((( وايل‪ ،‬فاضــل فتحــي وايل‪ ،‬النحــو الوظيفــي‪ ،‬دار األندلــس للنــر والتوزيــع‪ ،‬حائــل ط‪2‬‬
‫‪1417‬هـ‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪326‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫تثــر أقــى مــا يمكــن مــن الفهــم واالســتبصار‪ ،‬وفيــه جيــب أن تكــون املــادة‬
‫الدراســية بســيط ًة ومتدرجــ ًة يف الكتــب التعليميــة‪ ،‬وأثنــاء تدريســها‪ ،‬بحيــث‬
‫تكــون مرتبطـ ًة ارتبا ًطــا وثي ًقــا بخــرات الطــاب والدارســن يف احليــاة العمليــة‪،‬‬
‫ـإن االجتــاه الوظيفــي يراعــي خصائــص نمــو املتعلــم مــن جهـ ٍ‬
‫ـة‪،‬‬ ‫وهبــذه الصفــة فـ َّ‬
‫ٍ‬
‫وإدراكــه وفهمــه للمعنــى مــن جهــة أخــرى‪ ،‬فيعطــي قيمــة ملــا يتعلمــه؛ َّ‬
‫ألن‬
‫املعلومــات واحلقائــق التــي يتلقاهــا تكــون مرتبطــة باهتاممــه وحاجاتــه‪ ،‬فيشــعر‬
‫بأمهيتهــا يف حياتــه ومســتقبله(‪.)1‬‬
‫ ‪.‬دأهمية النحو الوظيفي‪:‬‬
‫تــرز أمهيــة النحــو الوظيفــي يف أ َّنــه يــؤدي إىل تكامليــة اللغــة ووحدهتــا‪،‬‬
‫ـكل عــا ٍّم‪ ،‬والتــي تتمثــل يف فهــم اللغــة‬‫وهــذا حيقــق أهــداف دراســة اللغــة بشـ ٍ‬
‫املســموعة‪ ،‬وفهــم اللغــة املكتوبــة‪ ،‬والتعبــر الســليم حتد ًثــا وكتابــ ًة‪ ،‬كــا أنَّــه‬
‫دائـ ًـا مــا يركــز عــى فهــم القاعــدة وتطبيقهــا‪ ،‬وليــس حفظهــا‪ ،‬وهنــا يكــون دور‬
‫ـدل مــن تلقــن القواعــد؛ وعــاوة عــى ذلــك‬ ‫األســتاذ مهـ ًّـا يف تنميــة القــدرات بـ ً‬
‫تكثـ ُـر فيــه التطبيقــات الشــفهية والكتابيــة داخــل الــدرس‪ ،‬حتقي ًقــا هلــدف النحــو‬
‫الوظيفــي وهــو عصمــة اللســان مــن الزلــل وعصمــة القلــم مــن اخلطــأ(‪.)2‬‬
‫ ‪.‬هأهداف تدريس النحو الوظيفي‪:‬‬
‫تدريس النحو الوظيفي حيقق عد ًدا من األهداف‪ ،‬نذكر منها(‪:)3‬‬
‫‪1.1‬ترتيــب وتنقيــة املعلومــات املكتســبة عــر ســنوات الدراســة املختلفــة؛‬
‫ليســهل تذكرهــا والعمــل عــى تثبيتهــا مــن خــال التدريبــات املكثفــة‪ ،‬والتامرين‬
‫املنوعــة‪.‬‬
‫‪2.2‬اإلســهام يف رفــع القــدرات العقليــة لفهــم القواعــد النحويــة والرصفيــة‬
‫مــن خــال مراجعهــا األصليــة‪ ،‬بالتــدرب عــى ســر أغــوار بعــض الكتــب‬
‫الرتاثيــة يف هــذا املجــال املهــم‪.‬‬
‫ـدل مــن حفــظ القواعــد‪ ،‬والتمكــن‬ ‫‪3.3‬اكتســاب القــدرة عــى التطبيــق بـ ً‬
‫مــن اســتخدام اللغــة العربيــة اســتخدا ًما جيــدً ا يف النطــق الســليم‪ ،‬والكتابــة‬
‫((( الســليطي‪ ،‬ظبيــة ســعيد‪ ،‬تدريــس النحــو العــريب يف ضــوء االجتاهــات احلديثــة‪ ،‬الــدار املرصيــة‬
‫اللبنانيــة‪ ،‬القاهــرة ‪1423‬هـــ‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫((( عــوض‪ ،‬أمحــد عبــده‪ ،‬مداخــل تعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬مركــز البحــوث والدراســات الرتبويــة‬
‫والنفســية‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬مكــة املكرمــة ‪1421‬هـــ‪ ،‬ص‪ ،81‬واجتاهــات تدريــس النحــو يف العــر‬
‫احلديــث وطــرق التدريــس التــي تتناســب معهــا يف تدريــس الناطقــن بغريهــا‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫((( ُينظر‪ :‬وايل‪ ،‬النحو الوظيفي‪ ،‬ص‪ ،20‬ومداخل تعليم اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪327‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الصحيحــة والفهــم اجليــد‪.‬‬


‫‪4.4‬حتقيــق القــدرات اللغويــة عنــد املتعلــم‪ ،‬بحيــث يتمكــن مــن ممارســتها‬
‫يف وظائفهــا الطبيعيــة العمليــة ممارســة صحيحــة‪ ،‬عنــد القــراءة واالســتامع‪،‬‬
‫والتحــدث بطالقــة والتكلــم بدقــة‪.‬‬
‫‪5.5‬مســاعدة الراغبــن يف اإلملــام بقواعــد النحــو الرضوريــة التــي تعينهــم يف‬
‫التواصــل مــع اآلخرين‪.‬‬
‫‪6.6‬اكســاب املتعلمــن الطالقــة اللغويــة املتمثلــة يف القــدرة عــى اســتدعاء‬
‫أكــر عــدد مــن األفــكار أو العــادات‪ ،‬أو اجلمــل أو الكلــات اســتجابة ملوقــف‬
‫مــا يف أرسع وقـ ٍ‬
‫ـت ممكـ ٍ‬
‫ـن‪.‬‬
‫ ‪.‬ز ممزيات االجتاه الوظيفي‪:‬‬
‫يتميــز االجتــاه الوظيفــي يف تدريــس اللغــة بعــدد مــن املميــزات نذكــر‬
‫منهــا(‪:)1‬‬
‫‪1.1‬الرتكيــز عــى اســتعامل اللغــة مــع كل املحيطــن بــه‪ ،‬وكيفيــة توظيفهــا يف‬
‫احليــاة االجتامعيــة واألمــور احلياتيــة والرتبويــة وغريهــا‪.‬‬
‫‪2.2‬يتــم تدريــس اللغــة وظيف ًّيــا عــن طريــق ربــط دروس اللغــة العربيــة‬
‫مجيعهــا باحليــاة‪ ،‬وربطهــا بموضوعــات متالئمــة مــع النمــو العقــي والفكــري‬
‫لــدى املتعلمــن‪.‬‬
‫‪3.3‬املامرســة والتطبيــق يف الــدرس الوظيفــي‪ ،‬فــا فائــدة مــن االعتــاد‬
‫ألنــا ال تفيــد يف إجــادة اللغــة؛ فالــذي يفيــد هــو التطبيــق‬
‫عــى حفــظ القواعــد؛ َّ‬
‫واملامرســة‪.‬‬
‫ـي؛ هيتــم بســيكولوجية املتعلــم‬
‫ـيكولوجي اجتامعـ ٌّ‬
‫ٌّ‬ ‫ـوي سـ‬
‫‪4.4‬أ َّنــه اجتــا ٌه تربـ ٌ‬
‫مــن ناحيــة االهتاممــات واحلاجــات‪ ،‬وإشــباع امليــول والرغبــات؛ وعمليــة‬
‫التعلــم فيــه تبــدأ باملثــر الــذي حيفــز الــدارس نحــو الدراســة‪ ،‬فيقبــل عليهــا‬

‫تدريســا واكتســا ًبا‪ ،‬دار الفيصــل الثقافيــة‪ ،‬الريــاض‪،‬ط‪1‬‬


‫ً‬ ‫((( ُينظــر‪ :‬الســيد‪ ،‬حممــود أمحــد‪ ،‬اللغــة‬
‫‪1409‬هـــ‪ ،‬ص‪ 46‬ومداخــل تعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬ص‪ ،87‬وتدريــس النحــو العــريب يف ضــوء‬
‫االجتاهــات احلديثــة‪ ،‬ص‪.117‬‬

‫‪328‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫ٍ‬
‫وشــوق ويــدرك أمهيتهــا ودورهــا يف حياتــه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫برغبــة‬
‫‪5.5‬أ َّنــه يوظــف كل فــروع اللغــة خلدمــة اللغــة‪ ،‬ويقــود لالجتــاه التكامــي ‬
‫بنســبة كبــرة‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬الفائدة املرجوة من تدريس النحوي الوظيفي‬
‫ـداف الطــاب والدارســن الناطقــن بغــر العربيــة مــن‬
‫ينبغــي أن ُحتــدد أهـ ُ‬
‫ٍ‬ ‫تعلمهــم للعربيــة‪ ،‬وذلــك بشـ ٍ‬
‫ـكل دقيــق‪ ،‬مــع مراعــاة خصائصهــم وقدراهتــم‬
‫وعنــد تعليمهــم قواعــد النحــو العــريب البــد مــن الوقــوف عــى القواعــد‬
‫املختــارة كـ ًّـا ونو ًعــا؛ لتناســب خرباهتــم وقدراهتــم التعليميــة‪ ،‬وبيئاهتــم اللغويــة‬
‫واالجتامعيــة‪ ،‬وتتامشــى مــع ســلوكهم واحتياجاهتــم‪ ،‬وتكــون عــى قــدر‬
‫دوافعهــم واســتعدادهم لتعلــم النحــو العــريب(‪.)1‬‬
‫واجتــاه تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا (النحــو الوظيفــي) يراعــي كل‬
‫تلــك اجلوانــب املهمــة وغريهــا‪ ،‬وال شــك يف َّ‬
‫أن لــه فوائــد مجــة وفعاليــة عاليــة‪،‬‬
‫تظهــر مــن خــال مــا يــأيت‪:‬‬
‫‪١.١‬ترتبــط األهــداف واألغــراض التعليميــة باملهــارات اللغويــة يف النحــو‬
‫الوظيفــي‪ ،‬حيــث يعمــل عــى خلــق الســلوك اللغــوي الســليم لــدى الطــاب‬
‫ـر عنــه رشــدي أمحــد طعيمــة بقولــه‪:‬‬ ‫والدارســن؛ هــذا الســلوك الــذي عـ َّ‬
‫«إنَّ هــدف تدريــس النَّحــو ليـ َ‬
‫ـس تفيــظ ال َّطالــب جمموع ـ ًة مــن القواعــد‬
‫وتذوقــه‬
‫ـى فهــم التَّعبــر اجل ِّيــد ُّ‬
‫املجـ َّـردة أو التَّ اكيــب املنفــردة‪ ،‬وإ َّنــا مســاعدته عـ ْ‬
‫صحيحــا بعــد ذلــك‪ ،‬ومــا فائــدة النَّحــو إذا مل ُيســاعد‬
‫ً‬ ‫وتدربــه عــى أن ينتجــه‬ ‫ُّ‬
‫َّــص فيفهمــه‪ ،‬أو التَّعبــر عــن يشء فيجيــد التَّعبــر ‬ ‫ال َّطالــب عــى قــراءة الن ّ‬
‫عنــه؟!»(‪.)2‬‬
‫وهــذا الســلوك هــو مــا أكــده أمحــد مدكــور بقولــه‪« :‬اهلــدف مــن دراســة‬
‫القواعــد النحو َّيــة هــو تقويــم األ ُذن وال ِّلســان والقلــم؛ أي‪ :‬إقــدار الفـ ْـرد عــى ‬
‫ـة صحيحـ ٍ‬
‫ـة»(‪.)3‬‬ ‫االســتامع والــكالم والقــراءة والكتابــة بطريقـ ٍ‬

‫((( عبــد احلليــم حممــد وقــي عبــايس‪ ،‬مالمــح النحــو العــريب يف برنامج تعليــم العربيــة لغــر الناطقني‬
‫‪http://www.alukah.net/Literature_Language ‬‬ ‫هبا‪ ،‬شــبكة األلوكا ‪2009‬م‪،‬رابط املوضــوع‪:‬‬
‫((( طعيمــة‪ ،‬رشــدي أمحــد‪ ،‬تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ :‬مناهجــه وأســاليبه‪ ،‬املنظمة اإلســامية‬
‫للرتبيــة والعلوم والثقافــة تونس‪،‬الربــاط ‪1989‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫((( مدكور‪ ،‬عيل أمحد‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬الكويت‪ ،‬مكتبة الفالح‪1984‬م‪ ،‬ص ‪.249‬‬

‫‪329‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪٢.٢‬يقــدم النحــو الوظيفــي للطــاب والدارســن املوضوعــات النحويــة‬


‫التــي ختدمهــم يف حياهتــم وتلبــي حاجاهتــم‪ ،‬وهــي ذات نفــع اجتامعــي خاصــة‬
‫يف لغــة احلديــث والكتابــة‪ ،‬فــا اســتعمله بكثــرة كان أساسـ ًّيا‪ ،‬ومــا قـ َّـل اســتعامله‬
‫كان ثانو ًّيــا(‪.)1‬‬
‫متكاملـ ٍ‬
‫ـة؛‬ ‫ِ‬ ‫‪3.3‬يتــم تنظيــم الــدُّ روس النَّحويــة يف النحــو الوظيفــي بطريقـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫َّ‬
‫أي‪ :‬بر ْبطهــا بالفــروع اللغو َّيــة األُخــرى كاإلنشــاء‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬واحلــوار‪ ،‬وال‬
‫يــدرس النَّحــو كــا َّدة مســتق َّلة عــن فروعهــا اللغو َّيــة‪ ،‬يقــول حســن شــحاتة يف‬
‫ذلــك‪« :‬إنَّ مــن الواجــب أن نــدرس قواعــد النَّحــو يف ظــل ال ُّلغــة‪ ،‬ولكــن عــى ‬
‫خاصــة هبــا؛ أي‪ :‬إ َّنــه مــن املستحســن أن نســتمدَّ ‬ ‫أال يكــون ذلــك يف حصــص َّ‬
‫منــه دروس القــراءة والتَّعبــر حافـ ًـزا يدفــع التالميــذ إىل دراســة القواعــد‪ ،‬بــأن‬
‫فنعجــل بــرح‬ ‫ِّ‬ ‫ـو شــائع بينهــم يف القــراءة أو التَّعبــر‪،‬‬‫ننتهــز فرصــة خطــأ نحـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫اخلاصــة بالنَّحــو‪ ،‬وال نتقيــد برتتيــب‬‫َّ‬ ‫احلصــة‬
‫قاعــدة ذلــك‪ ،‬والتَّطبيــق عليهــا يف َّ‬
‫أبــواب املنهــج املــدريس»(‪.)2‬‬
‫وقــد عــدَّ عبــاس حمجــوب عــدم التكامليــة يف تدريــس النحــو‪ ،‬وتدريــس‬
‫القواعــد كــادة مســتقلة منفصلــة ســب ًبا مــن أســباب ضعــف الطالب والدارســن ‬
‫يف الــدروس النحويــة؛ وذلــك بقولــه‪« :‬إن هنــاك ســببني لضعــف ال َّطلبــة يف‬
‫األول‪ :‬هــو تدْ ريــس القواعــد كــا َّدة مســتق َّلة منفصلــة‪،‬‬
‫الــدروس النَّحو َّيــة‪َّ ،‬‬
‫املهــم‬ ‫ِ‬
‫والثــاين‪ :‬هــو التَّ كيــز يف تعليــم النحــو عــى القواعــد وإغفــال اجلانــب‬
‫ّ‬
‫ـذوق اللغــوي واإلحســاس باللغــة‪،‬‬ ‫وتذوقهــا‪ ،‬وهــو جانــب التـ ُّ‬
‫ُّ‬ ‫يف تع ّلــم اللغــة‬
‫وطــرق اســتِ ْعامهلا» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬
‫‪٤.٤‬خيفــف النحــو الوظيفــي الكــم اهلائــل مــن القواعــد النحويــة املحشــوة‬
‫يف ثنايــا الكتــب التعليميــة‪ ،‬فتظهــر فيــه القواعــد النحويــة الوظيفيــة حمــدودة‬
‫حمكمــة‪ ،‬ومتدرجــة مــن األســهل إىل األصعــب ليــس فيهــا تشــابك يربــك‬
‫الــدارس‪ ،‬وال تعقيــد ينــال مــن عزيمتــه‪ ،‬وهــي قواعــد ال ترهــق احلافظــة‪ ،‬وفيهــا‬
‫كــا أن فيهــا إثــارة للمالحظــة وإيقا ًظــا للملــكات املتصلــة‬
‫َّ‬ ‫رياضــة ذهنيــة‪،‬‬
‫بالتعليــل واملوازنــة واالســتنباط‪ ،‬فالطــاب يدرســون القواعــد املناســبة يف صورة‬
‫ســهلة مبســطة ميــرة‪ ،‬ويبعــدون عــن اجلــدل والتعريفــات واآلراء اخلالفيــة(‪،)4‬‬

‫تدريسا واكتسا ًبا ص ‪.46‬‬


‫ً‬ ‫((( اللغة‬
‫((( شــحاتة‪ ،‬حســن شــحاتة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة بــن النظريــة والتطبيــق‪ ،‬دار املرصيــة اللبنانيــة‪،‬‬
‫القاهــرة ‪1992‬م‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫((( حمجــوب‪ ،‬عبــاس حمجــوب‪ ،‬مشــكالت تعليــم اللغــة العربيــة‪ :‬حلــول نظريــة وتطبيقــات‪،‬‬
‫الدوحــة‪ ،‬قطــر‪1986‬م‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫((( إبراهيم‪ ،‬النحو الوظيفي‪ ،‬املقدمة‪ ،‬ص و‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫يقــول عابــد توفيــق عنــد اقرتاحــه ملنهــج يناســب تدريــس النحــو للناطقــن بغــر ‬
‫والشــواذ عــن‬ ‫العربية‪»:‬عــدم اإليغــال يف دقائــق املوضــوع والوجــوه املتعــدِّ دة لــه َّ‬
‫الشــواهد فيــه‪ ،‬واختِــاف اآلراء واملذاهــب النَّحو َّيــة‪ ،‬ورضورة‬ ‫وح ْفظ َّ‬‫القاعــدة‪ِ ،‬‬
‫ال ُبعــد عــن االســتِ ْطراد يف املوضوعــات النَّحو َّيــة التــي ال تُفيــد ال َّطالــب يف مواقــع‬
‫ـاء وإعـ ٍ‬ ‫احليــاة؛ كدقائــق اإلعــراب ومــا يتَّصــل بــه مــن بنـ ٍ‬
‫ـري وحمـ ّ ٍّ‬
‫ـي‪،‬‬ ‫ـراب تقديـ ٍّ‬
‫ـدرس العنايــة ببيــان معــاين األدوات اللغو َّيــة وطريقــة اســتِ ْعامهلا يف‬ ‫وحيســن باملـ ِّ‬
‫ٍ (‪)1‬‬
‫الــكالم‪ ،‬وبيــان أثرهــا اإلعــرايب دون تفصيــل» ‪.‬‬
‫أن مــا قالــه يتفــق وفلســفة النحــو الوظيفــي وطبيعتــه‪ ،‬فالنحــو‬‫ونحســب َّ‬
‫الوظيفــي يقــدم القواعــد النحويــة التــي يفيــد منهــا الطــاب والدارســون‬
‫الناطقــون بغــر العربيــة يف رفــع مســتوى أدائهــم اللغــوي؛ وذلــك مــا أشــار إليــه‬
‫الــركايب يف حديثــه‪ ،‬حيــث قــال‪« :‬علينــا أن نختــار مــن القواعــد مــا لــه أمهيــة‬
‫وظيف َّيــة وفائــدة يف عمل َّيــة الــكالم‪ ،‬جاعلــن مــن درس القواعــد وســيلة حم َّببــة‬
‫رسد التَّفاصيــل‬ ‫تعــن عــى ســامة اللســان والقلــم مــن اخلطــأ‪ ،‬دون اإليغــال يف ْ‬
‫وح ْفــظ املصطلحــات»(‪.)2‬‬‫والشــواهد اللغويــة ِ‬
‫النحو َّيــة َّ‬
‫َّ‬
‫دور‬
‫ـرا يف النحــو الوظيفــي‪ ،‬فلهــا ٌ‬ ‫دورا كبـ ً‬
‫‪٥.٥‬تلعــب التدريبــات العمليــة ً‬
‫ـوري يف فهــم واســتيعاب الطــاب والدارســن للقواعــد‪ ،‬وفعاليــة تدريــس‬ ‫حمـ ٌّ‬
‫ٍ‬
‫تتجــى بوضــوح يف اهتاممــه وحرصــه عــى التطبيــق‬ ‫قواعــد النحــو وظيف ًّيــا‬
‫واملامرســة ال حفــظ القواعــد ‪ ،‬فقواعــد النحــو ال يمكــن إتقاهنــا َّإل مــع ‬
‫(‪)3‬‬

‫املامرســة واملــران‪ ،‬داخــل قاعــة الــدرس ً‬


‫أول‪ ،‬ثــم يتعــداه إىل اخلــارج بعــد‬
‫ذلــك‪ ،‬إذ ينبغــي أن متــرن األقــام واأللســنة عــى اســتخدام القواعــد بالشــكل‬
‫ميســورا(‪.)4‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ســهل‬ ‫الصحيــح‪ ،‬حتــى يصبــح اســتخدامها‬
‫وتدريــب الطــاب والدارســن عــى القواعــد التــي يدرســوهنا يعــد وســيلة‬
‫إىل تثبيــت تلــك القواعــد‪ ،‬كــا أ َّنــه يســاعدهم عــى االســتعامل الصحيــح لأللفاظ‬
‫والرتاكيــب‪ ،‬وينمــي خرباهتــم ويزيــد مــن ملكتهــم النحويــة(‪ ،)5‬ولقــد أثبتــت‬
‫أن التدريــب والتطبيــق عــى القواعــد النحويــة يأخــذ بأيــدي الطــاب‬‫التجــارب َّ‬

‫((( اهلاشــمي‪ ،‬عابــد توفيــق‪ ،‬املوجــه العمــي لتدريــس للغــة لعربيــة‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫لبنــان ‪1987‬م‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫((( الركايب‪ ،‬جودت الركايب‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬الرياض‪ ،‬دار الفكر‪1986‬م‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫((( عبــده‪ ،‬داود عبــده‪ ،‬نحــو تعليــم اللغــة العربيــة وظيف ًيــا‪ ،‬مؤسســة دار العلــوم للطباعــة والنــر‪،‬‬
‫الكويــت ‪1979‬م‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫((( السيد‪ ،‬حممود أمحد السيد‪ ،‬يف قضايا اللغة الرتبوية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بريوت‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫((( ســمك‪ ،‬حممــد صالــح‪ ،‬فــن التدريــس للرتبيــة اللغويــة وانطباعاتــه املســلكية وأنامطهــا العلميــة‪،‬‬
‫مكتبــة األنجلــو املرصيــة‪ ،‬القاهــرة ‪1986‬م‪ ،‬ص ‪.785‬‬

‫‪331‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫والدارســن إىل فهــم أصــول اجلملــة العربيــة‪ ،‬وإدراك نظامهــا‪ ،‬ومــن ثــم إتقــان‬
‫واضحــا(‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫النحــو إتقا ًنــا‬
‫أن التدريبــات والتمرينــات والتطبيقــات يف النحــو الوظيفــي‬ ‫واملالحــظ َّ‬
‫وحتريــرا‪ ،‬فــر ًدا ومجاعــ ًة؛ هبــدف تثبيــت القواعــد يف‬
‫ً‬ ‫تتعــدد وتتنــوع شــفاه ًة‬
‫أذهــان الطــاب والدارســن‪ ،‬ونقلهــا يف االســتعامل الواقعــي يف أحاديثهــم‬
‫وكتاباهتــم‪ ،‬اســتنا ًدا عــى أمهيتهــا باعتبارهــا الســبيل إىل حتقيــق الوظيفيــة يف‬
‫أدوارا مهمــ ًة يف تعليــم الطــاب‬
‫ً‬ ‫تدريــس النحــو(‪ ،)2‬وهــي بذلــك تلعــب‬
‫والدارســن‪ ،‬يمكــن تلخيصهــا يف اآليت(‪:)3‬‬
‫ ‪َّ -‬أنا تستطيع أن حتدد وتوضح األهداف املقررة من املنهج‪.‬‬
‫ ‪َّ -‬أنا تستطيع أن تثري دوافع الطالب والدارسني للتعلم‪.‬‬
‫ ‪َّ -‬أنا تستطيع أن تق ِّيم حتصل الطالب والدارسني العلمي‪.‬‬
‫‪٦.٦‬تتنــوع طــرق التدريــس يف النحــو الوظيفــي حســب املرحلــة الدراســية‬
‫ـية اســتعامل الطريقــة‬ ‫ـة دراسـ ٍ‬‫ـة عمريـ ٍ‬
‫وأثنــاء املحــارضة‪ ،‬فهــو يتيــح لــكل مرحلـ ٍ‬
‫التدريســية املناســبة؛ وهــذا بــدوره يتناســب مــع بدايــة تدريــس القواعــد‪ ،‬خاصة‬
‫أن أغلــب معاهــد تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا ومراكزهــا ال تعتمــد‬ ‫َّ‬
‫عــى ســن املتعلــم وحدهــا يف حتديــد متــى تبــدأ يف تدريســه قواعــد النحــو‪ ،‬فهــي‬
‫تعتمــد عــى إملامــه بقــدر مناســب مــن املهــارات واحلصيلــة اللغويــة كمقيــاس‬
‫لبدايــة تدريــس النحــو‪ ،‬فتدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا يصلــح متــى مــا كان‬
‫الطــاب واملتعلمــون قادريــن عــى فهــم التعابــر وتركيبهــا نط ًقــا وكتابـ ًة(‪.)4‬‬
‫والطريقــة االســتقرائية قــد تكــون هــي األنســب يف تدريــس قواعــد النحــو‬
‫ألنــا‬
‫وظيف ًّيــا للطــاب واملتعلمــن يف مرحلــة التعليــم األســايس أو االبتدائــي؛ َّ‬
‫تتيــح هلــم اســتنباط القواعــد مــن خــال األمثلــة التوضيحيــة‪ ،‬كــا يمكــن‬
‫اســتخدام الطريقــة النصيــة وال ســيام فيــا يتعلــق بالتدريبــات والتطبيقــات كأن‬
‫يعــرض املعلــم النــص ويطلــب منهــم حتديــد‪ ،‬أو اســتخراج‪ ،‬أو توضيــح مــا هــو‬
‫((( الراجحي‪ ،‬عبده الراجحي‪ ،‬التطبيق النحوي‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪1998 2‬م‪.9 ،‬‬
‫((( الزهــراين‪ ،‬حممــد ســعيد جمحــود الزهــراين‪ ،‬مســتوى متكــن طــاب اللغــة العربيــة يف كليــة املعلمــن ‬
‫بمحافظــة الطائــف مــن مهــارات النحــو الوظيفــي‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أم القرى‪،‬‬
‫اململكة العربية الســعودية‪1429‬هـ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫((( الناقــة‪ ،‬حممــود كامــل‪ ،‬خطــط مقرتحــة لتأليــف كتــاب أســايس لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬وقائــع النــدوات تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول‬
‫اخلليج‪،‬الريــاض ‪1985‬م‪.272/2 ،‬‬
‫((( اجتاهات تدريس النحو‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪332‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫مطلــوب‪.‬‬
‫أيضــا عــى الطريقــة‬‫ويف املرحلــة املتوســطة والثانويــة يمكــن الرتكيــز ً‬
‫االســتقرائية يف تدريــس القواعــد بجانــب الطريقــة التكامليــة وحتليــل اجلملــة يف‬
‫التدريبــات والتطبيقــات‪.‬‬
‫أ َّمــا يف التعليــم اجلامعــي فتتنــوع طــرق تدريــس القواعــد مــا بــن طريقــة‬
‫املحــارضة واإللقــاء‪ ،‬والطريقــة القياســية‪ ،‬والطريقــة االســتقرائية‪ ،‬مــع تكثيــف‬
‫التدريبــات مــن خــال الطريقــة التكامليــة‪ ،‬وطريقــة النــص‪ ،‬وطريقــة حتليــل‬
‫اجلملــة‪ ،‬ومــع كل ذلــك ففــي األمــر ســعة‪ ،‬ولعـ َّـل املحــارض الناجــح هــو الــذي‬
‫خيتــار الطريقــة املناســبة التــي حتقــق أهدافــه(‪.)1‬‬
‫وعط ًفــا عــى كل مــا تقــدم َّ‬
‫فــإن تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا يعمــد‬
‫مبــارشة إىل القواعــد التــي حيتاجهــا الطــاب والدارســون الناطقــون بغــر ‬
‫العربيــة يف مســتقبل حياهتــم‪ ،‬تلــك القواعــد النحويــة التــي تركــز بشــكل كبــر ‬
‫عــى الســامة مــن اخلطــأ يف كتاباهتــم‪ ،‬وقراءاهتــم‪ ،‬وأحاديثهــم‪ ،‬وكل أنشــطتهم‪،‬‬
‫ويمكــن يف هــذا املقــام االستشــهاد بأمثلــة عمليــة تبــن ذلــك‪:‬‬
‫يــدرس (لــن) لغايــة غــر وظيفيــة‬ ‫ً‬
‫مثــال بــن معلمــن أحدمهــا ِّ‬ ‫نســوق‬
‫واآلخــر يدرســها لغايــة وظيفيــة ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ٍ‬
‫نصــب‪ ،‬والثــاين هيتــم هبــا كأداة نفــي يف‬ ‫ ‪-‬األول هيتــم بــــ(لــن) كأداة‬
‫املســتقبل‪ ،‬وإن كان ال هيمــل َّأنــا تنصــب الفعــل املضــارع‪.‬‬
‫ ‪-‬األول هيتــم بإعراهبــا وإعــراب الفعــل املضــارع بعدهــا‪ ،‬والثــاين هيتــم‬
‫برتكيــب اجلملــة يف أســلوب النفــي الــذي تســتعمل فيــه (لــن)‪.‬‬
‫فاملعلــم األول يمكــن أن يتخــرج عــى يديــه طــاب يصلــون اجلامعــة‬
‫وهــم خيطئــون يف تركيــب النفــي يف املســتقبل‪ ،‬فيقولــون‪« :‬ســوف ال أفعــل كــذا»‬
‫أو«ســوف لــن أفعــل كــذا» بـ ً‬
‫ـدل مــن «لــن أفعــل كــذا»‪.‬‬
‫نســوق مثـ ً‬
‫ـال آخــر لتعزيــز االجتــاه الوظيفــي يف تدريــس قواعــد النحــو بــن ‬
‫معلمــن أحدمها يســأل الطــاب والدارســن ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬

‫((( املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫((( نحو تعليم اللغة العربية وظيف ًّيا‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫((( خليل‪ ،‬حممد حلاج‪ ،‬دعوة للتيسري يف تدريس اللغة الفصيحة‪ ،‬جملة الرتبية‪ ،‬العدد ‪ ،99‬قطر ‪1991‬م‪،‬‬
‫ص ‪.174‬‬

‫‪333‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫(رأيت املعلمني)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أعرب ما حتته خط يف العبارتني‪( :‬وصل املعلامن)‬
‫والثــاين يســأهلم بقولــه‪« :‬ملــاذا وردت (املعلــان) باأللــف يف اجلملــة األوىل‪،‬‬
‫وباليــاء يف اجلملــة الثانيــة؟»‪.‬‬
‫فالطالــب والــدارس حيــس بوظيفــة النحــو يف أســلوب املعلــم الثــاين‪ ،‬بينــا ‬
‫ال يظهــر ذاك اإلحســاس يف أســلوب املعلــم األول‪.‬‬
‫إن تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا للناطقــن بغــر العربيــة‬ ‫وختا ًمــا نقــول‪َّ :‬‬
‫تأسيســا عــى مــا تقــدم‪ ،‬حيــث إ َّنــه ُيســهم يف حــل مشــكلة‬
‫ً‬ ‫تدريســا فعـ ً‬
‫ـال‬ ‫ً‬ ‫يعــدُ‬
‫ـر‪ ،‬ويبــدد خمــاوف الطــاب‬ ‫ـكل كبـ ٍ‬
‫تعليــم قواعــد النحــو العــريب وتدريســها بشـ ٍ‬
‫ـاذب للطالب‬‫والدارســن يف فهــم النحــو العــريب ودراســة العربيــة؛ ألنَّه اجتــا ٌه جـ ٌ‬
‫والدارســن‪ ،‬يركــز عــى النواحــي العمليــة يف الــدرس النحــوي‪ ،‬وتنتظــم فيــه‬
‫الــدروس النحويــة متدرجــة بطريقــة تكامليــة‪ ،‬وخيفــف مــن الكــم اهلائــل مــن‬
‫القواعــد املحشــوة يف ثنايــا الكتــب املدرســية‪ ،‬وترتبــط فيــه األهــداف التعليميــة‬
‫باملهــارات اللغويــة‪ ،‬ويعمــل عــى خلــق الســلوك اللغــوي الســليم لــدى الطالب‬
‫والدارســن‪ ،‬ويمكِّنهــم مــن املهــارات اللغويــة األساســية وأدائهــا بالصــورة‬
‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫الصحيحــة‪ ،‬وتوظيــف اللغــة يف التواصــل‪ ،‬والتعبــر عــن احلاجــات‬
‫ـرة‪ ،‬مــن خــال التدريبــات والتمرينــات والتطبيقــات العمليــة املتنوعــة‪.‬‬ ‫ميـ ٍ‬

‫اخلاتمة‬
‫تم البحث بفضل اهلل وتوفيقه‪ ،‬وقد توصل إىل النتائج اآلتية‪:‬‬
‫‪1.1‬الشــكوى املتكــررة مــن صعوبــة النحــو كانــت عامـ ً‬
‫ـا مهــاًّ مــن عوامــل‬
‫قديــا وحدي ًثــا‪ ،‬وســب ًبا مــن أســباب تعــدد اجتاهــات‬
‫ً‬ ‫حمــاوالت تيســر النحــو‬
‫تدريــس النحــو يف العــر احلديــث‪.‬‬
‫‪2.2‬االجتاهــان (التكامــي والفــردي) ال خيدمــان تعليــم النحــو للناطقني بغري‬
‫َّ‬
‫وألن الطــاب‬ ‫العربيــة بالصــورة املثــى؛ وذلــك ملــا فيهــا مــن عيــوب ونواقــص؛‬
‫والدارســن مــن الناطقــن بغــر العربيــة حيتاجــون إىل تعلــم املهــارات األساســية‬
‫للغــة عــن طريــق التمــرن والتــدرب‪ ،‬ال عــن طريــق احلفــظ واالســتظهار؛ فضـ ً‬
‫ـا‬
‫أن معظــم مناطــق الناطقــن بغــر العربيــة هبــا ازدواج لغــوي ال يتيــح التعلم‬ ‫عــن َّ‬
‫عــن طريــق املحــاكاة والتقليــد فقــط‪.‬‬
‫‪3.3‬بــرز اجتــاه تدريــس قواعــد النحــو للناطقــن بغــر العربيــة وظيف ًّيــا‬
‫(النحــو الوظيفــي) نتيجــ ًة لقصــور االجتاهــن (التكامــي والفــردي) يف تيســر ‬
‫تدريــس قواعــد النحــو للناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫ـذور راســخ ٌة يف الــراث العــريب دلــت عليهــا دعــوة‬


‫‪4.4‬للنحــو الوظيفــي جـ ٌ‬
‫علــاء الــراث إىل تعليــم النحــو باعتبــاره وســيلة إىل إجــادة اللغــة العربيــة وليــس‬
‫غا ية ‪.‬‬
‫‪5.5‬اجتــاه تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا (النحــو الوظيفــي) تتنــوع فيــه‬
‫طــرق التدريــس حســب املرحلــة الدراســية مــا بــن الطريقــة االســتقرائية‬
‫والقياســية والتكامليــة‪ ،‬وطريقــة النــص وحتليــل اجلملــة‪ ،‬واملحــارضة واإللقــاء؛‬
‫وهــو بذلــك يتيــح لــكل مرحلــة دراســية عمريــة اســتعامل الطريقــة التدريســية‬
‫املناســبة‪.‬‬
‫‪6.6‬املقيــاس لبدايــة تدريــس قواعــد النحــو للطــاب والدارســن الناطقــن ‬
‫ـب مــن‬ ‫بغــر العربيــة يف املعاهــد واملراكــز املتخصصــة هــو إملامهــم بقـ ٍ‬
‫ـدر مناسـ ٍ‬
‫املهــارات واحلصيلــة اللغويــة‪ ،‬وقدرهتــم عــى فهــم التعابــر وتركيبهــا نط ًقــا‬
‫وكتاب ـ ًة‪.‬‬
‫‪7.7‬فعاليــة تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا النحــو (الوظيفــي) للناطقــن ‬
‫بغــر العربيــة تتبــن يف أ َّنــه ُيســهم يف حــل مشــكلة تعليــم قواعــد النحــو العــريب‬
‫ـر‪ ،‬ويبــدد خمــاوف الطــاب والدارســن يف فهــم النحــو‬ ‫ـكل كبـ ٍ‬‫وتدريســها بشـ ٍ‬
‫العــريب ودراســة العربيــة؛ ألنَّــه اجتــا ٌه جــاذب للطــاب والدارســن‪ ،‬يركــز‬
‫عــى النواحــي العمليــة يف الــدرس النحــوي‪ ،‬وتنتظــم فيــه الــدروس النحويــة‬
‫متدرجــة بطريقــة تكامليــة‪ ،‬وخيفــف مــن الكــم اهلائــل مــن القواعــد املحشــوة يف‬
‫ثنايــا الكتــب املدرســية‪ ،‬وترتبــط فيــه األهــداف التعليميــة باملهــارات اللغويــة‪،‬‬
‫ويعمــل عــى خلــق الســلوك اللغــوي الســليم لــدى الطــاب والدارســن‪،‬‬
‫ويمكِّنهــم مــن املهــارات اللغويــة األساســية وأدائهــا بالصــورة الصحيحــة‪،‬‬
‫وتوظيــف اللغــة يف التواصــل‪ ،‬والتعبــر عــن احلاجــات بصــورة ميــرة‪ ،‬مــن‬
‫خــال التدريبــات والتمرينــات والتطبيقــات العمليــة املتنوعــة‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫يويص الباحث بام ييل‪:‬‬
‫‪1.1‬العمــل عــى أن يكــون تدريــس قواعــد النحــو للناطقــن بغــر العربيــة‬
‫وظيف ًّيــا‪ ،‬مــع االهتــام باملدخــل التشــخييص يف تدريــس النحــو؛ ألنَّــه هيتــم‬
‫باألخطــاء الشــائعة التــي تــدور عــى األلســنة وتنتــر يف الصحــف واملجــات‬
‫والكتــب‪ ،‬والوقــوف عــى أســباهبا ومعاجلتهــا‪.‬‬
‫‪2.2‬إقامــة دورات تدريبيــة للمتخصصــن يف تعليــم اللغــة العربيــة لناطقــن ‬

‫‪335‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫بغريهــا عــن كيفيــة تدريــس قواعــد النحــو وظيف ًّيــا‪.‬‬


‫‪3.3‬الــروع يف إعــداد كتــب تعليميــة تراعــي الوظيفيــة يف تدريــس قواعــد‬
‫النحــو‪ ،‬وتتناســب مــع طبيعــة الطــاب والدارســن الناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬
‫ ‬

‫‪336‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫املصادر واملراجع‬

‫الكتب العلمية‪:‬‬
‫‪1.1‬إبراهيــم‪ ،‬عبــد العليــم إبراهيــم‪ ،‬النحــو الوظيفــي‪ ،‬دار املعــارف‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪2008 11‬م‪.‬‬
‫‪2.2‬ابــن جنــي‪ ،‬اخلصائــص‪ ،‬حتقيق‪/‬حممــد عــي النجــار‪ ،‬دار الكتــاب‬
‫العــريب‪ ،‬بــروت (د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪3.3‬ابن خلدون‪ ،‬املقدمة‪ ،‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪4.4‬خليــل‪ ،‬حممــد حلــاج‪ ،‬دعــوة للتيســر يف تدريــس اللغــة الفصيحــة‪ ،‬جملــة‬
‫الرتبيــة‪ ،‬العــدد ‪ ،99‬قطــر ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪5.5‬الدليمــي‪ ،‬طــه عــي حســن والوائــي‪ ،‬وســعاد عبــد الكريــم‪ ،‬اجتاهــات‬
‫حديثــة يف تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬عــامل الكتــب احلديثــة‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪2009 ،1‬م‪.‬‬
‫‪6.6‬الراجحــي‪ ،‬عبــده الراجحــي‪ ،‬التطبيــق النحــوي‪ ،‬دار املعرفــة اجلامعيــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،‬ط ‪1998 2‬م‪.‬‬
‫‪7.7‬الــركايب‪ ،‬جــودت الــركايب‪ ،‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬الريــاض‪،‬‬
‫دار الفكــر‪1986‬م‪.‬‬
‫‪8.8‬الســليطي‪ ،‬ظبيــة ســعيد‪ ،‬تدريــس النحــو العــريب يف ضــوء االجتاهــات‬
‫احلديثــة‪ ،‬الــدار املرصيــة اللبنانيــة‪ ،‬القاهــرة ‪1423‬هـــ‪.‬‬
‫‪9.9‬ســمك‪ ،‬حممــد صالــح‪ ،‬فــن التدريــس للرتبيــة اللغويــة وانطباعاتــه‬
‫املســلكية وأنامطهــا العلميــة‪ ،‬مكتبــة األنجلــو املرصيــة‪ ،‬القاهــرة ‪1986‬م‪.‬‬
‫تدريســا واكتســا ًبا‪ ،‬دار الفيصــل‬
‫ً‬ ‫‪1010‬الســيد‪ ،‬حممــود أمحــد الســيد‪ ،‬اللغــة‬
‫الثقافيــة‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ط‪1409 1‬هـــ‪.‬‬
‫‪1111‬الســيد‪ ،‬حممــود أمحــد الســيد‪ ،‬يف قضايــا اللغــة الرتبويــة‪ ،‬دار القلــم‪،‬‬
‫بــروت‪ ،‬ووكالــة املطبوعــات ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪1212‬شــحاتة‪ ،‬حســن شــحاتة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة بــن النظريــة والتطبيــق‪،‬‬
‫دار املرصيــة اللبنانيــة‪ ،‬القاهــرة ‪1992‬م‪.‬‬
‫‪1313‬طعيمــة‪ ،‬رشــدي أمحد‪،‬تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ :‬مناهجــه‬
‫وأســاليبه‪ ،‬املنظمــة اإلســامية للرتبيــة والعلــوم والثقافــة تونــس‪ ،‬الربــاط‬
‫‪1989‬م‪.‬‬
‫‪1414‬عبــده‪ ،‬داود عبــده‪ ،‬نحــو تعليــم اللغــة العربيــة وظيف ًّيــا‪ ،‬مؤسســة دار‬
‫العلــوم للطباعــة والنــر‪ ،‬الكويــت ‪1979‬م‪.‬‬
‫‪1515‬عــوض‪ ،‬أمحــد عبــده‪ ،‬مداخــل تعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬مركــز البحــوث‬
‫والدراســات الرتبويــة والنفســية‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬مكــة املكرمــة ‪1421‬ه‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪1616‬املتــوكل‪ ،‬أمحــد املتــوكل‪ ،‬املنحــى الوظيفــي يف الفكــر العــريب األصــول‬


‫واالمتــداد‪ ،‬دار األمــان‪ ،‬الربــاط‪ ،‬ط‪2006 1‬م‪.‬‬
‫‪1717‬حمجــوب‪ ،‬عبــاس حمجــوب‪ ،‬مشــكالت تعليــم اللغــة العربية‪:‬حلــول‬
‫نظريــة وتطبيقــات‪ ،‬الدوحــة‪ ،‬قطــر‪1986‬م‪.‬‬
‫‪1818‬مدكــور‪ ،‬عــي أمحــد‪ ،‬تدريــس فنــون اللغــة العربيــة‪ ،‬الكويــت‪ ،‬مكتبــة‬
‫الفــاح‪1984‬م‪.‬‬
‫‪1919‬مــراد‪ ،‬ســعيد حممــد‪ ،‬التكامليــة يف تعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬دار األمــل‬
‫للنــر والتوزيــع‪ ،‬إربــد‪ ،‬األردن‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪2020‬الناقــة‪ ،‬حممــود كامــل الناقــة‪ ،‬خطــط مقرتحــة لتأليــف كتــاب أســايس‬
‫لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وقائــع النــدوات تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول اخلليــج‪ ،‬الريــاض ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪2121‬ابــن النديــم‪ ،‬الفهرســت‪ ،‬حتقيق‪/‬يوســف عــي الطويــل‪ ،‬دار الكتــب‬
‫العلميــة‪ ،‬بــروت ط‪2002 ،2‬م‪.‬‬
‫‪2222‬اهلاشــمي‪ ،‬عابــد توفيــق‪ ،‬طرائــق تدريــس مهــارات اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪2006 1‬م – ‪1427‬هـــ‪.‬‬
‫‪2323‬املوجــه العمــي لتدريــس للغــة لعربيــة‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫لبنــان ‪1987‬م‪.‬‬
‫‪2424‬وايل‪ ،‬فاضــل فتحــي وايل‪ ،‬النحــو الوظيفــي‪ ،‬دار األندلــس للنــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬حائــل ط‪1417 2‬هـــ‪.‬‬
‫الرسائل اجلامعية واألحباث املنشورة‬
‫‪1.1‬بعيطيــش‪ ،‬حييــى بعيطيــش‪ ،‬نحــو نظريــة وظيفيــة للنحــو العريب‪ ،‬رســالة‬
‫دكتــوراة‪ ،‬جامعة منتــوري قســنطينة‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪2.2‬الزهــراين‪ ،‬حممــد ســعيد جمحــود الزهراين‪،‬مســتوى متكــن طــاب‬
‫اللغــة العربيــة يف كليــة املعلمــن بمحافظــة الطائــف مــن مهــارات النحــو‬
‫الوظيفــي‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪1429‬هـ‪.‬‬
‫‪3.3‬وداعــة‪ ،‬مرتــى فــرح وداعــة‪ ،‬اجتاهــات تدريــس النحــو يف العــر‬
‫احلديــث وطــرق التدريــس التــي تتناســب معهــا يف تدريــس الناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫كليــة اآلداب والعلــوم االجتامعيــة‪ ،‬جامعــة فطــاين تايالنــد‪2015‬م‪.‬‬
‫املواقع والروابط اإللكرتوني�ة‪:‬‬
‫‪1.1‬عبــد احلليــم حممــد وقــي عبــايس‪ ،‬مالمــح النحــو العــريب يف‬
‫برنامــج تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬شــبكة األلــوكا ‪2009‬م‪ ،‬رابــط‬

‫‪338‬‬
‫فعالية تدريس النحو‪ :‬جمال محمد سعيد‬

‫املوضــوع‪http://www.alukah.net/Literature_Language  :‬‬
‫‪2.2‬عبــد الرمحــن صالــح بحــوث ودراســات يف اللســانيات العربيــة ‪http://‬‬
‫‪takhatub.ahlamontada.com‬‬
‫‪3.3‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬الوحــدة الثامنــة‪ ،‬اجتاهــات تدريــس‬
‫قواعــد النحــو العــريب ‪https://www.google.com‬‬

‫‪339‬‬
‫كفايات متعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها لدراسة‬
‫العلوم اإلسالمية‪:‬‬
‫دراسة وصفية حتليلية‬

‫د‪ .‬خالد إبراهيم الدغيم‬

‫جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم ‪ -‬تركيا‬


‫كفايات متعلمي اللغة‪ :‬خالد الدغيم‬

‫امللخص‬
‫بســم اهلل الرمحــن الرحيــم‪ ،‬احلمــد هلل رب العاملــن‪ ،‬والصــاة والســام عــى ‬
‫خــر مــن نطــق بالضــاد‪ ،‬ســيدنا حممــد‪ ،‬وعــى آلــه وصحبــه أمجعــن وبعــد‪:‬‬
‫بــن يــدي البحــث كفايــات متعلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫لدراســة العلــوم اإلســامية؛ حيــث تتعــدد أهــداف تعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬ومنهــا‬
‫التعلــم ألغــراض خاصــة؛ كالفقــه وأصولــه والتفســر واحلديــث‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫والبــد مــن كفايــات حمــدودة عنــد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؛‬
‫ـا لدراســة العلــوم اإلســامية ‪.‬‬ ‫ليكــون الطالــب مســتعدًّ ا ومؤهـ ً‬
‫واصطالحــا‪ ،‬والفــرق بــن ‬
‫ً‬ ‫فبــدأت بتعريــف ومفهــوم الكفايــات لغــ ًة‬
‫الكفايــة والكفــاءة‪ ،‬ثــم أنــواع الكفايــات اللغويــة ومــا حتتويــه مــن مهــارات‪،‬‬
‫والتــي تضــم الكفايــة النحويــة والكفايــة الصوتيــة والكفايــة الرصفيــة والكفايــة‬
‫الدالليــة‪.‬‬
‫والكفايــة الثانيــة‪ :‬الكفايــة التواصليــة بــا حتملــه مــن مهــارات خطابيــة‬
‫وتداوليــة واتصاليــة‪ ،‬ثــم الكفايــة الثقافيــة ومهاراهتــا االجتامعيــة والدينيــة‬
‫والرتبويــة ‪ .‬وكيــف يمكــن حتقيــق احلــد األدنــى مــن هــذه الكفايــات ملتعلــم‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا إلعــداده وتأهيلــه لدراســة العلــوم اإلســامية؟‬
‫ثــم نتائــج البحــث وتوصيــات وخامتــة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الكفايات‪ ،‬الناطقني بغريها‪ ،‬العلوم اإلسالمية‪.‬‬
‫‪Research Summary‬‬
‫‪In the name of Allah most Merciful, most Gracious. Praise to Allah,‬‬
‫‪Lord of the worlds, and blessing and peace be upon the best of speaker our‬‬
‫‪master Mohammad and his family and companions. And after that, there-‬‬
‫‪fore in this research is the adequacies of the Arabic Language Learners for‬‬
‫‪non-Arabic speakers to study Islamic Sciences, where the objectives of the‬‬
‫‪Arabic Language, including learning for purposes such as Jurisprudence,‬‬
‫‪its origins, Interpretation and Hadith. It is necessary to have defined ad-‬‬
‫‪equacies in teaching Arabic to non-Arabic speakers, so that the student is‬‬
‫‪prepared and qualified to study Islamic Sciences.‬‬

‫‪I began with definition the concept of competences language terminology‬‬


‫‪and the difference between the competence and adequacy and the types‬‬
‫‪of language competences and its skills, which includes the grammatical‬‬
‫‪competence, sound competence, morphology adequacy and the adequacy‬‬
‫‪of semantic. The second adequacy is the communicative competence, in-‬‬

‫‪341‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪cluding the skills of speech, deliberation, communication and the cultural‬‬


‫‪competence and social, religious, educational skills. And how to achieve‬‬
‫‪the minimum of these competences for learner of the Arabic Language for‬‬
‫‪non-speakers to prepare and qualify for the study of Islamic Sciences and‬‬
‫‪.then the results of the research and recommendations and conclusion‬‬

‫‪Keywords: The levels, who do not speak it The Islamic sciences‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تأيت أمهية البحث من جهات عديده منها‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬أمهيــة تعلــم اللغــة العربيــة لدراســة العلــوم اإلســامية‪ ،‬وال ســيام أن‬
‫اللغــة العربيــة هــي لغــة القــرآن الكريــم ولغــة احلديــث الرشيــف‪.‬‬
‫ثان ًيــا‪ :‬أمهيــة تطويــر أســاليب تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫والذيــن يريــدون دراســة العلــوم اإلســامية‪ ،‬وخاصــة يف هــذه الفــرة الزمنيــة‬
‫ـرا مــن الطلبــة لتع ُّلــم اللغــة العربيــة‪.‬‬ ‫التــي تشــهد إقبـ ً‬
‫ـال كبـ ً‬
‫ثال ًثــا‪ :‬رضورة حتديــد احلــد األدنــى مــن الكفايــات اللغويــة للمتعلــم لكــي‬
‫يســتطيع دراســة العلــوم اإلســامية مــن غــر صعوبــات وعقبــات‪.‬‬
‫وراب ًعــا‪ :‬ربــا تفتــح هــذه الدراســة املجــال لتصميــم مناهــج تعليميــة‬
‫خاصــة بتعليــم اللغــة العربيــة لدراســة العلــوم اإلســامية‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تتلخــص يف الســؤال التــايل‪ :‬ماهــي الكفايــات اللغويــة الالزمــة للطــاب‬
‫يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ لتؤهلهــم لدراســة العلــوم اإلســامية‬
‫بفروعهــا املختلفــة‪( :‬فقــه‪ ،‬تفســر‪ ،‬علــوم القــرآن‪ ،‬علــوم احلديــث‪ ،‬الســرة‪.)...‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫تتلخــص يف مــدى حتديــد احلــد األدنــى مــن الكفايــات اللغويــة بأنواعهــا‬
‫املختلفــة‪ :‬النحويــة والصوتيــة والرصفيــة‪ ،‬والكفايــات التواصليــة ومــا تتضمنــه‬
‫مــن كفايــات خطابيــة وثقافيــة وتداوليــة‪ ،‬والتــي يكــون هلــا الــدور يف تكامــل‬
‫ً‬
‫مؤهل‬ ‫املهــارات‪ ( :‬املحادثــة‪ ،‬والكتابــة‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬واالســتامع)؛ ليكــون الطالــب‬
‫لدراســة العلــوم اإلســامية بســهولة ويــر ودون صعوبــات كثــرة متوقعــة‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫كفايات متعلمي اللغة‪ :‬خالد الدغيم‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫هو املنهج الوصفي التحلييل الذي يقوم عىل دراسة جوانب الكفايات اللغوية‬
‫وعالقتها باملهارات املطلوبة وتفسريها‪.‬‬
‫تعريف الكفاية يف اللغة‪:‬‬
‫جــاء يف لســان العــرب‪« :‬كفــى يكفــي كفايـ ًة إذا قــام باألمــر‪ .‬ويقــال‪ :‬كفاك‬
‫هــذا األمــر؛ أي حســبك وكفــاك هــذا الــيء‪ .‬ويف احلديــث‪َ « :‬مـ ْن َقـ َـر َأ اآلَ َي َتـ ْ ِ‬
‫ـن‬
‫ـر ســور ِة الب َقــر ِة ِ ف َلي َلـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـة َك َف َتــا ُه»؛ أي أغنتــاه عــن قيــام الليــل‪ .‬ويقــال‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫م ـ ْن َآخـ ِ ُ َ َ َ‬
‫كفــاه األمــر إذا قــام فيــه مقامــه» (‪.)1‬‬
‫وذهــب إىل تعريــف الكفايــة كثــر مــن الباحثــن مذاهــب شــتى حســب‬
‫طريقــة كل منهــم يف الصياغــة والتوظيــف‪ ،‬وباملجمــل فــإن اإلنســان يعــد كاف ًيــا‬
‫إذا اســتطاع القيــام بعــدة مهــام عــى أكمــل وجــه‪ ،‬فالكفاية تعــد «أفضل مســتوى‬
‫ـب»(‪ ،)2‬فالكفايــة هــي‬ ‫حيتمــل أن يصــل إليــه الفــرد إذا حصــل عــى أنســب تدريـ ٍ‬
‫أيضــا‪.‬‬‫قــدرات واســتعدادات توظــف يف مواقــف معينــة تســتدعيها مهــام معينــة ً‬
‫كبــر بــن احلاجــات اللغويــة والكفايــات‪ ،‬وإن حتديــد‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ترابــط‬ ‫وهنــاك‬
‫أساســا‬
‫احلاجــات اللغويــة‪ ،‬والتــي حتقــق احلــد األدنــى مــن الكفايــات يعــد ً‬
‫مهــا لنجــاح وتطويــر أي برنامــج تعليمــي؛ حيــث يشــعر مســتخدمو اللغــة‬ ‫ًّ‬
‫ومتعلموهــا بتلبيــة احتياجاهتــم اللغويــة‪ ،‬وعــدم ابتعــاد مــا يتعلمونــه عــا ‬
‫فــرص إجيابيــ ٌة لدهيــم للمامرســة الفعالــة ملــا‬
‫ٌ‬ ‫حيتاجــون إليــه‪ ،‬وبالتــايل تتوافــر‬
‫فحــص للســياقات‬‫ٍ‬ ‫تعلمــوه‪ ،‬كــا أن عمليــة حتليــل احلاجــات تســتخدم كأداة‬
‫واملواقــف التــي حيتاجــون فيهــا إىل اســتخدام اللغــة‪ ،‬ممــا جيعــل عمليــة التعلــم‬
‫والتدريــب ذات معنــى وأكثــر إجيابيــة بالنســبة ملســتخدمي اللغــة؛ ألن الربنامــج‬
‫التعليمــي قــد ُأعــدَّ يف ضــوء احتياجاهتــم الفعليــة‪ ،‬فــا يشــعرون بوجــود فجــوة‬
‫بــن مــا يدرســونه ومــا حيتاجــون إليــه فعل ًّيــا‪.‬‬
‫فاحلاجــات اللغويــة هــي «البواعــث والدوافــع‪ ،‬أو العوامــل التــي تولــد‬
‫ٍ‬
‫معينــة» (‪. )3‬‬ ‫عنــد الــدارس إحساســا داخليــا ورغبــة يف تعلــم ٍ‬
‫لغــة‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫((( ابن منظور مجال الدين ( ‪ 711 - 630‬هـ ) معجم لسان العرب‪ ،‬حتقيق‪ :‬عامر حيدر‪ ،‬ج‪ 15‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ط‪ 2003 ،1‬م‪ ،‬مادة (الكاف )‪.‬‬
‫((( شحاته حسن‪ ،‬والنجار زينب‪ :‬معجم املصطلحات الرتبوية والنفسية‪ ،‬الدار املرصية اللبنانية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪2003 ،1‬م ‪. 246‬‬
‫((( طعيمة رشدي‪ :‬تعليم العربية ألغراض خاصة‪ ،‬مفاهيمه‪ ،‬أسسه‪ ،‬منهجياته ندوة تعليم اللغة العربية‬
‫ألغراض خاصة‪ ،‬معهد اخلرطوم الدويل‪ ،‬اللغة العربية‪ ،‬السودان‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪.6‬‬

‫‪343‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وهــذا بــدوره يــؤدي إىل إشــباع الكفايــات اللغويــة الالزمــة لتع ُّلــم اللغــة‬
‫ـراض خاصـ ٍّة‪ ،‬والســيام دراســة العلــوم الرشعيــة بعــد تعلــم اللغــة‬ ‫ٍ‬ ‫العربيــة ألغـ‬
‫العربيــة‪ ،‬وهــذا يــؤدي إىل اكتســاب املهــارات اللغويــة املختلفــة مــن‪( :‬املحادثــة‬
‫والقــراءة والكتابــة واالســتامع)؛ ممــا يضــع العاملــن يف هــذا امليــدان يف تصــور‬
‫معــن حــول مناهــج التعليــم وتطبيقاهتــا ‪.‬‬
‫إن حتليــل احلاجــات اللغويــة ومعرفتهــا تعطينــا معلومــات موثوقــة إىل‬
‫ـة داخــل مؤسســة تعليــم اللغــة‬ ‫ـة حقيقيـ ٍ‬
‫ـر مــن خــال مواقــف تواصليـ ٍ‬ ‫حــدٍّ كبـ ٍ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬كــا أن حتليــل احلاجــات يعطينــا األســس العلميــة‬
‫التــي يســتند إليهــا تصميــم املوقــف التعليمــي القائــم عــى املدخــل التواصــي ‬
‫املرتبــط ببعــض املواقــف الرضوريــة ملتعلــم اللغــة العربيــة بــا يلبــي احتياجــات‬
‫الدارســن الفعليــة للتواصــل الفعــال يف هــذه املواقــف‪.‬‬
‫أمــا تشومســكي فإنــه يعتــر الكفايــة «القــدرة عــى إنتــاج عـ ٍ‬
‫ـدد هائـ ٍ‬
‫ـل مــن‬
‫ـدود مــن الفونيــات الصوتيــة‪ ،‬والقــدرة عــى احلكــم بصحة‬ ‫ـدد حمـ ٍ‬
‫اجلمــل مــن عـ ٍ‬
‫ـر نحويـ ٍ‬
‫ـة تركيبيــة‪ ،‬ثــم القــدرة عــى الربــط‬ ‫اجلمــل التــي يســمعها مــن وجهــة نظـ ٍ‬
‫بــن األصــوات املنتجــة‪ ،‬وجتميعهــا يف مورفيــات تنتظــم يف مجــل‪ ،‬والقــدرة عــى ‬
‫ربطهــا بمعنــى لغــوي حمـ ٍ‬
‫ـدد» (‪. )1‬‬ ‫ٍّ‬
‫والكفايــة اللغويــة يف نظــر تشومســكي هــي القــدرة عــى إنتــاج اجلديــد مــن‬
‫اجلمــل والعبــارات باالعتــاد عــى عـ ٍ‬
‫ـدد معـ ٍ‬
‫ـن مــن احلــروف وبإنتــاج الســياقات‬
‫اجلديــدة واملختلفــة‪.‬‬
‫أيضــا يف نظــر تشومســكي«ملكة ذاتيــة خاصــة بمتكلــم اللغــة الــذي‬ ‫وهــي ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ترعــرع بصــورة طبيعيــة يف البيئــة التــي يمتلكهــا‪ ،‬وهــي القــدرة عــى اســتعامل‬
‫ـة ومتجـ ٍ‬
‫ـددة‪ ،‬وإنتــاج اجلمــل وتفهمهــا وف ًقــا لنظــام مــن‬ ‫ـورة إبداعيـ ٍ‬
‫اللغــة بصـ ٍ‬
‫القواعــد يتيــح لإلنســان تك ّلــم وتفهــم اللغــة»(‪ .)2‬فلذلــك الكفايــة اللغويــة‬
‫ـد‪ ،‬وهــي‬‫ـكل جيـ ٍ‬
‫ـخص مــا متكنــه مــن اكتســاب اللغــة وحتصيــل املهــارات بشـ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لشـ‬
‫ختتلــف مــن ذلــك الشــخص إىل آخــر فهــي «قواعــد نحويــة كامنــة يف الذهــن؛‬
‫ألهنــا فطريــة فهــي موجــودة يف اإلنســان بفعــل وجــوده‪ ،‬فهــو مولــود وهــو‬
‫مربمــج عــى اللغــة تولــد معــه وتنمــو بنمــوه‪ ،‬فإهنــا فطريــة لغويــة عميقــة عنــد‬

‫((( القييس عودة اهلل‪ :‬العربية الفصحى مرونتها وعقالنيتها وأسباب خلودها‪ ،‬دار البداية عامن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.47‬‬
‫((( زكريا ميشال‪ :‬األلسنية التوليدية التحويلية وقواعد اللغة العربية‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات‬
‫والنرش والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1986 ،2‬م‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪344‬‬
‫كفايات متعلمي اللغة‪ :‬خالد الدغيم‬

‫مجيــع النــاس تظهــر عــى الســطح عنــد التكلــم» (‪ .)1‬حيــث تظهــر الكفايــات‬
‫اللغويــة «احلــد األدنــى لــأداء‪ ،‬وعندمــا يصــل أي فــرد إىل هــذا احلــد فــإن هــذا‬
‫يعنــي أن الفــرد وصــل إىل حــدٍّ يســاعده عــى أداء هــذه الكفايــة» (‪ .)2‬ويعــرف‬
‫الباحــث الكفايــات اللغويــة بأهنــا احلــد األدنــى مــن املفــردات والرتاكيــب‬
‫واجلمــل والنصــوص التــي مت ِّكــن متعلمــي اللغــة العربيــة مــن دراســة العلــوم‬
‫اإلســامية‪ ،‬والتــي تتحقــق مــن خــال املهــارات اللغويــة وتكاملهــا أثنــاء‬
‫العمليــة التعليميــة‪.‬‬
‫أنواع الكفايات اللغوية‪:‬‬
‫‪١.١‬الكفايــة الصوتي ـ�ة‪ :‬والتــي متكِّــن املتعلــم مــن بنــاء الكلــات وفــق‬
‫القواعــد الصوتيــة للغــة ليســتطيع الوصــول إىل مــا يريــد مــن اســتخدام اللغــة‬
‫وبواســطة الكفايــة الصوتيــة «يعــر الفــرد مــن خالهلــا عــن حمتواهــا املعــريف‪،‬‬
‫ٍ‬
‫كأداة لتبــادل اخلــرات واملعلومــات واألفــكار مــع اآلخريــن‪ ،‬وهــي‬ ‫ويســتعملها‬
‫أيضــا أداة ف َّعالــة يف التفاعــل مــع مثــرات البيئــة املحيطــة بشـ ٍ‬
‫ـكل عــا ٍّم» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫تعــود الطالــب املتعلــم مــن البدايــة عــى األصــوات التــي حتــوي‬


‫فــإذا ُّ‬
‫املفــردات اإلســامية التــي تتعلــق بعلــوم الرشيعــة مــن الفقــه وعلــوم القــرآن‬
‫ٍ‬
‫ودرايــة مــن‬ ‫والتفســر واحلديــث وعلومــه وغــره‪ ،‬يبقــى الطالــب عــى إملــا ٍم‬
‫البدايــة والتواصــل اللغــوي الفعــال الــذي يؤهلــه لدراســة العلــوم اإلســامية‪.‬‬
‫‪2.2‬الكفايــة النحويــة‪ :‬ال تعتــر مــن أصعــب الكفايــات اللغويــة‪ ،‬وال‬
‫يمكــن للمتعلــم أن يكتســب هــذه الكفايــة بسـ ٍ‬
‫ـهولة؛ ألن اكتســاب هــذه الكفايــة‬
‫ـرة‪ ،‬وحيــث إن معرفــة هــذه القواعــد متكــن املتعلــم مــن‬ ‫يعتمــد عــى قواعــد كثـ ٍ‬
‫«ضبــط أواخــر الكلــات‪ ،‬ونظــام تأليــف اجلمــل؛ ليســلم اللســان مــن اخلطــأ يف‬
‫النطــق ويســلم القلــم مــن اخلطــأ يف الكتابــة»(‪.)4‬‬
‫وبالتــايل يمتلــك املتعلــم القــدرة عــى اســتعامل الكلــات يف ســياقات خمتلفة‬

‫((( هنر هادي‪ :‬الكفايات التواصلية واالتصالية دراسة يف اللغة واإلعالم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2003‬م‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫((( اللقــاين أمحــد حســن وعــي اجلمــل‪ :‬معجــم املصطلحــات الرتبويــة يف املناهــج وطــرق التدريــس‬
‫القاهــرة‪ ،‬عــامل الكتــب‪ ،‬ط‪1996 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫((( مثقــال مجــال والقاســم مصطفــى‪ :‬أساســيات صعوبــات التعلــم‪ ،‬دار صفــاء للنــر والتوزيع‪،‬عــان‬
‫‪2000‬م‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫((( الصويركــي حممــد عــي حســن‪ :‬مــدى فعاليــة مقــرر (املهــارات اللغويــة) يف اكســاب الطلبــة اجلــدد‬
‫املهــارات اللغويــة ‪ -‬املجلــة الدوليــة الرتبويــة املتخصصــة‪ ،‬املجلــد‪ ،‬العــدد ‪ ،12‬جامعــه امللــك عبــد‬
‫العزيــز بجــدة‪ ،‬الســعودية‪2014 ،‬م‪ ،‬ص‪.255‬‬

‫‪345‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مــع تغيــر آخرهــا؛ ألن املعنــى خيتلــف تب ًعــا لضبــط الكلمــة بالشــكل الصحيــح‬
‫ـج األَ ْكـ َ ِ‬
‫ـر َأ َّن اهللَ‬ ‫حلـ ِّ‬
‫ـو َم ا َ‬ ‫ان ِمـ َن اهللِ َو َر ُســولِ ِه إِ َل النَّـ ِ‬
‫ـاس َيـ ْ‬ ‫﴿و َأ َذ ٌ‬
‫ـا قولــه تعــاىل‪َ :‬‬ ‫مثـ ً‬
‫ـن َو َر ُســو ُل ُه﴾[التوبة‪ . ]3 :‬إال أن القــراءة بكــر الالم ســيكون‪:‬‬ ‫ِ‬
‫شكـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـري ٌء مـ َن ا ُل ْ ِ‬‫َبـ ِ‬
‫أيضــا‪ ،‬وحــاش هلل تعــاىل‪ ،‬فاملعنــى املــراد وبضــم الــام‪:‬‬ ‫اهلل بــري ٌء مــن الرســول ً‬
‫أن اهلل ورســوله كالمهــا بريئــان مــن املرشكــن ‪.‬‬
‫‪3.3‬الكفايــة الدالليــة‪ :‬وتتمثــل يف متكــن املتعلــم مــن فهــم األلفــاظ‬
‫ودالالهتــا الظاهــرة والعميقــة‪ ،‬أي البعيــدة؛ حيــث هتتــم الكفايــة الدالليــة‬
‫بجوهــر الكلــات «يف حاالهتــا اإلفراديــة املعجميــة ويف حاالهتــا الرتكيبيــة‬
‫الســياقية وآلياهتــا الداخليــة التــي هــي أســاس عمليــة التواصــل واإلبــاغ» (‪.)1‬‬
‫فتمكــن املتعلــم مــن معرفــة مــراد الكلمــة داخــل الرتاكيــب ويف الســياق ثم‬
‫ـا‪ :‬كلمــة جمتهــد تــدل عىل‬ ‫حتــول معنــى ومــراد هــذه الكلمــة يف ســياق آخــر ‪ .‬مثـ ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫النشــاط واهلمــة ‪ .‬أقــول‪ :‬أمحــد جمتهــد‪ ،‬أي نشــيط وصاحــب مهــة عاليــة‪ ،‬ويف‬
‫ســياق آخــر أقــول‪ :‬اإلمــام أبــو حنيفــة جمتهــد‪ ،‬هنــا جمتهــد رتبــة يناهلــا العلــاء‬
‫املحققــن القادريــن عــى اســتنباط األحــكام مــن النصــوص‪ ،‬فلهــا داللــة أخــرى‬
‫حســب الســياق املوجــود‪.‬‬
‫الكفايــة اللغويــة الرصفيــة‪ :‬وهــي متكــن املتعلــم مــن بنيــة الكلمــة ليســتطيع‬
‫اإلنتــاج والتواصــل والتطبيــق اللغــوي‪ ،‬والكفايــة الرصفيــة تتمثــل «يف دراســة‬
‫وحتويــل بنيــة الكلمــة إىل أبنيــة خمتلفــة لــروب مــن املعــاين»(‪.)2‬‬
‫حيــث يســتطيع املتعلــم ترصيــف األفعــال وتقســيم األســاء‪ .‬فالكفايــة‬
‫تعــرف املتعلــم عــى األحــكام والقواعــد الرصفيــة‪ ،‬والقــدرة عــى ‬ ‫الرصفيــة ِّ‬
‫توظيفهــا‪ ،‬أو معرفــة احلــروف الزائــدة‪ ،‬والتعــرف عــى بنيــة الكلمــة ومفرداهتــا‬
‫ـج حجــج‪ ...‬إىل آخــره‪.‬‬ ‫دون الوقــوع يف اخلطــأ‪ ،‬مثـ ً‬
‫ـا‪ :‬صــام أصلهــا صــوم‪ ،‬حـ َّ‬
‫‪4.4‬الكفايــة التواصليــة‪ :‬والتــي متكــن املتعلــم مــن اســتخدام اللغــة‬
‫يف املجتمــع‪ ،‬ومراعــاة القواعــد االجتامعيــة والنفســية ‪ .‬والكفايــة التواصليــة‬
‫تعــرف بأهنــا‪« :‬ملكــة التواصــل التــي تشــمل القــدرة اللغويــة‪ ،‬ولكنهــا تتعداهــا‬
‫إىل اســتخدام اللغــة يف املجتمــع‪ ،‬وعــن القواعــد االجتامعيــة التــي حتكــم ذلــك‬

‫((( منقورعبــد اجلليــل‪ :‬علــم الداللــة أصولــه ومباحثــه يف الــراث العــريب‪ ،‬منشــورات احتــاد الكتــاب‬
‫العــرب‪ ،‬دمشــق‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫((( هنرهــادي‪ :‬الكفايــات التواصليــة واالتصاليــة‪ ،‬دراســات يف اللغــة واإلعــام‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬األردن‬
‫ط‪2003 ،1‬م‪ ،‬ص‪.109‬‬

‫‪346‬‬
‫كفايات متعلمي اللغة‪ :‬خالد الدغيم‬

‫االســتخدام» (‪.)1‬‬
‫ومفهــوم الكفايــة التواصليــة يم ِّكــن املتعلــم مــن اســتخدام اللغــة‪ ،‬والقدرة‬
‫ٍ‬
‫بوضــوح‪ ،‬والتأثــر يف اآلخــر مــع‬ ‫عــى التواصــل وتوصيــل عباراتــه وأفــكاره‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فهــم الرســالة اللغويــة يف عمليــة التواصــل ضمــن بيئــة تعليميــة مهيــأة لتعليــم‬
‫مهــم؛ حيــث يتبــادل املتعلمــون‬ ‫ٌّ‬ ‫أمــر‬
‫العربيــة اســتعدا ًدا للعلــوم اإلســامية ٌ‬
‫أفكارهــم باســتخدام املصطلحــات اإلســامية الرضوريــة لالســتخدام يف‬
‫املســتقبل واســتعدا ًدا لتلقــي املعلومــات األكثــر غــزارة يف مــا بعــد‪ ،‬حيــث إن‬
‫حتقيــق الكفايــة التواصليــة يف اللغــة يتطلــب تفاعــل بــن معرفــة النســق اللغــوي‬
‫الــذي تقــوم عليــه اللغــة والســياق االجتامعــي‪ ،‬حيــث يســتطيع املتعلــم التواصل‬
‫صحيــح‪ ،‬أي أنــه جيــب أن يعلــم متــى وكيــف يســتعمل تلــك اللغــة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬
‫ويضعهــا يف ســياقاهتا الصحيحــة؛ لذلــك الكفايــة التواصليــة هــي‪« :‬املعرفــة‬
‫بالقواعــد النفســية والثقافيــة واالجتامعيــة التــي تتحكــم يف اســتعامل الــكالم يف‬
‫إطــار جمتمــع معــن» (‪.)2‬‬
‫أي أن اســتخدام اللغــة عنــد املتعلــم ال يقتــر فقــط عــى معرفتــه للنظــام‬
‫الصــويت والــريف والنحــوي‪ ،‬بــل يتعــداه إىل املواقــف والســياقات النفســية‬
‫واالجتامعيــة والثقافيــة التــي تســتعمل فيــه اللغــة‪ .‬وحقيقــة الكفايــة االتصاليــة‬
‫ـن‪ ،‬واجلمــع بكفـ ٍ‬
‫ـاءة‬ ‫«تشــر إىل القــدرة عــى نقــل رسـ ٍ‬
‫ـالة أوتوصيــل معنــى معـ ٍ‬
‫بــن معرفــة القواعــد اللغويــة وبــن القواعــد االجتامعيــة يف عمليــة التفاعــل بــن ‬
‫ـكل مناسـ ٍ‬
‫ـب يف أثنــاء عمليــة التفاعــل‬ ‫األفــراد‪ ،‬واســتخدام اللغــة وتفســرها بشـ ٍ‬
‫ويف ضــوء الســياق االجتامعــي»(‪.)3‬‬
‫ـا ونصــوص‬ ‫‪5.5‬الكفايــة اخلطابيـ�ة‪ :‬التــي تؤهــل املتعلــم إىل تأليــف مجـ ً‬
‫صحيحــة ومنســجمة وجتعلــه يملــك «القــدرة عــى ربــط اجلمــل؛ لتكويــن‬
‫ـة‪ ،‬واخلطــاب يشــتمل‬‫ـلة متتابعـ ٍ‬
‫خطــاب‪ ،‬ولتشــكيل تراكيــب ذات معنــى يف سلسـ ٍ‬
‫عــى أي يشء يتــدرج مــن احلــوار البســيط املنطــوق إىل النصــوص الطويلــة‬
‫املكتوبــة» (‪.)4‬‬
‫((( خرمــا نايــف وحجــاج عــي‪ :‬اللغــات األجنبيــة تعليمهــا وتعلمهــا‪ ،‬عــامل املعرفــة‬
‫الكويــت‪1988 ،‬م‪،‬ص ‪.39‬‬
‫((( هنر‪ ،‬هادي‪ :‬الكفايات التواصلية واالتصالية‪ ،‬دراسة يف اللغة واإلعالم‪ ،‬ص ‪ ،88‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬
‫((( طعيمة‪ ،‬رشدي‪ :‬املهارات اللغوية‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪173-172‬‬
‫بترصف‪.‬‬
‫((( براون‪ ،‬دوجالس‪ :‬أسس تعلم اللغة وتعليمها‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪1994 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.245‬‬

‫‪347‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫دالالت ومنســجمة يف املحتــوى واألفــكار وهــذه امللكــة‬ ‫التــي تكــون ذات‬
‫تتــم مــن خــال تدريــب املتعلــم عــى التحــدث‪ ،‬واملشــاركة يف احلــوارات‬
‫ٍ‬
‫متعــددة‪ ،‬ومــن عالمــات النجــاح يف هــذه‬ ‫ٍ‬
‫ســياقات‬ ‫املختلفــة‪ ،‬والتواصــل يف‬
‫ٍ‬
‫الكفايــة أن يتمكــن املتعلــم مــن إنشــاء خطابــات متســقة مــن حيــث اختيــار‬
‫املفــردات والرتاكيــب املناســبة للســياق‪ ،‬والروابــط املعجميــة والتقديــم‬
‫والتأخــر‪ ،‬وإن الســتخدام املصطلحــات اللغويــة املتعلقــة بالعلــوم اإلســامية‬
‫وفروعهــا املختلفــة؛ مــن فقــه وتفســر وعلــوم حديــث ونحــو ورصف وغريهــا‪،‬‬
‫واســتخدامها يف تفاعــات يف ســاعات التعليــم‪ ،‬جيعــل املتعلــم يمتلــك القــدرة‬
‫عــى اقنــاع املتلقــي بمحتــوى مــادة احلديــث اللغويــة‪ ،‬وتوظيــف هــذه القــدرة يف‬
‫املهــارات اللغويــة املختلفــة‪.‬‬
‫‪6.6‬الكفايــة الثقافيــة واالجتماعيــة‪ :‬وهــذه الكفايــة مــن لــوازم طبيعــة‬
‫املتعلــم البــري‪ ،‬واحتكاكــه ببنــي جنســه مــن البــر؛ فباللغــة يتواصــل النــاس‬
‫ويتفامهــون‪ ،‬حيــث «تنتــج اللغــة مــن االحتــكاك االجتامعــي‪ ،‬ثــم تصبــح‬
‫ـا مــن أقــوى العوامــل التــي تربــط أفــراد املجتمــع اإلنســاين‪ ،‬ويــرى علــاء‬ ‫عامـ ً‬
‫االجتــاع أن الظواهــر االجتامعيــة هلــا قــوة قاهــرة آمــرة تفــرض هبــا عــى أفــراد‬
‫املجتمــع ألوا ًنــا مــن الســلوك والتفكــر والعواطــف» (‪.)1‬‬
‫فاملجتمــع هــو الوعــاء الــذي تكونــت فيــه اللغــة حلاجــة النــاس إىل التواصــل‬
‫والتفاهــم والتعبــر عــن أفكارهــم؛ حيــث إن الكفايــة الثقافيــة تتمثــل يف مراعــاة‬
‫ـد‪ ،‬ومراعــاة‬‫ـكل جيـ ٍ‬
‫القيــم االجتامعيــة لــدى األفــراد واملجتمعــات ومعرفتهــا بشـ ٍ‬
‫خمتلــف الســلوكيات االجتامعيــة التــي تقــوي العالقــات بــن األفــراد‪ ،‬والكفايــة‬
‫أيضــا باإلحاطــة بالقواعــد الثقافيــة واالجتامعيــة للغــة‪ ،‬وفهــم‬‫الثقافيــة هتتــم ً‬
‫الســياق االجتامعــي لــكل اســتخدام؛ أي معرفــة القوانــن االجتامعيــة والثقافيــة‬
‫التــي تضبــط اللغــة التــي يســتعملها األفــراد باختــاف جمتمعاهتــم ‪ .‬ولــكل جمتمع‬
‫عــادات وتقاليــد خاصــة بــه متيــزه عــن غــره ‪ .‬ففــي البيئــة اإلســامية للمتعلــم‪ :‬‬
‫الســام عليكــم ورمحــة اهلل‪ .‬ويف اجلــواب‪ :‬وعليكــم الســام ورمحــة اهلل‪ .‬وهنــا‬
‫نعــرف أن البيئــة إســامية واملجتمــع مســلم‪ ،‬أمــا بالنســبة لبعــض العبــارات‬
‫ـا‪ ،‬تشــر أن املجتمــع مســيحي‪.‬‬ ‫التــي حتــوي الصليــب أومــا شــاكل ذلــك مثـ ً‬
‫فلذلــك يكــون مــن الــرورة بمــكان عنــد تعليــم املتعلــم اللغــة العربيــة‬
‫لدراســة العلــوم اإلســامية أن حيتــك وخيتلــط باملجتمــع والبيئــة املســلمة التــي‬

‫((( عبد التواب‪ ،‬رمضان‪ :‬املدخل إىل علم اللغة ومناهج البحث اللغوي‪ ،‬مكتبه اخلانجي‬
‫للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1997 ،2‬م‪ ،‬ص‪.127 – 126‬‬

‫‪348‬‬
‫كفايات متعلمي اللغة‪ :‬خالد الدغيم‬

‫تضفــي عــى ثروتــه اللغويــة املكتســبة نو ًعــا مــن الثقافــة اإلســامية الرضوريــة‬
‫التــي تؤهلــه لتلقــي العلــوم اإلســامية يف املســتقبل‪.‬‬

‫‪7.7‬الكفايــة التداوليــة‪ :‬والقصــد بالتداوليــة عــادة الــكالم الــذي يعنيــه‬


‫املتكلــم‪ ،‬وليــس الكلــات بحــد ذاهتــا‪ ،‬أي تفســر مقاصــد املتكلــم ضمــن‬
‫الســياق الــذي يــرد فيــه الــكالم‪ ،‬وال هيتــم باملعنــى املعجمــي والــريف بحــد‬
‫ويتــم باجلــو العــام للســياق‪ ،‬وهــذا بــدوره رضوري لطالــب العربيــة‪،‬‬ ‫ذاتــه‪ُ ،‬‬
‫والــذي يعــد نفســه لدراســة العلــوم اإلســامية‪ ،‬فــا بــد مــن اســتخدام مفردات‬
‫ـة أوحديثيـ ٍ‬
‫ـة أوتتعلــق بعلــوم القــرآن‬ ‫ـة فقهيـ ٍ‬
‫وتراكيــب ومصطلحــات ذات داللـ ٍ‬
‫وتفســره‪ ،‬وغــر ذلــك مــن فنــون العلــوم الرشعيــة ً‬
‫مثــا‪ :‬الفــرض‪ ،‬الســنة‪،‬‬
‫الواجــب‪ ،‬املنــدوب‪ ،‬حديــث صحيــح‪ ،‬حديــث ضعيــف‪ ...،‬وثــم ُيؤتى بشــواهد‬
‫مناســبة ضمــن ســياقات متعــددة اســتعدا ًدا إىل تلقــي املعلومــات املتعلقــة مبارشة‬
‫بمعانيهــا الرشعيــة يف املســتقبل‪.‬‬
‫تكامل املهارات اللغوية لتحقيق الكفايات اللغوية‪:‬‬
‫ال بــد مــن أســاليب وطــرق معينــة يف مقدمــة درس كل مهــارة لغويــة ويف‬
‫فمثــا‪ :‬يف القــراءة البــدء بمقدمــة تثــر االنتبــاه وتربــط‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‬
‫أثنــاء الــدرس ً‬
‫مثــا‪ :‬يف احلديــث الرشيــف‬ ‫املتعلــم بفــ ٍّن مــن فنــون الدراســات اإلســامية‪ً ،‬‬
‫ خـ ٍ‬
‫ـس‪ »...:‬الــخ‪.‬‬ ‫ـى َ ْ‬ ‫ـي ِ‬
‫اإل ْسـ َ‬
‫ـا ُم َعـ َ‬ ‫ِ‬
‫قــال رســول اهلل صــى اهلل عليــه وســلم‪ُ « :‬بنـ َ‬
‫واالعتــاد عــى مصــادر متعــددة للحصــول عــى املفــردات والرتاكيــب اللغويــة‬
‫ـا‪( :‬الصوم‪ ،‬احلــج‪ ،‬الصــاة‪ ،‬واجب‪،‬‬ ‫البســيطة واختيارهــا مــن بيئــة املتعلــم ‪ .‬مثـ ً‬
‫حديــث صحيــح‪ ،‬األخــاق احلســنة‪ )...‬الــخ‪ .‬واإلكثــار مــن اجلمــل اخلربيــة‬
‫واالبتعــاد عــن اجلمــل اإلنشــائية مــا أمكــن‪ ،‬ويف املحادثــة جيــب حتديــد اهلــدف‬
‫مــن الــدرس التعليمــي يف هــذا اإلطــار‪ ،‬وبيــان هــدف املفــردات والرتاكيــب‬
‫املســتخدمة يف كل درس تعليمــي‪.‬‬
‫ـا‪ :‬يف درس الفقــه يتــم تــداول‪( :‬واجــب‪ ،‬مســتحب‪ ،‬حــرام‪ ،‬حــال‪،‬‬ ‫مثـ ً‬
‫مكــروه حتريـ ًـا‪ )...،‬الــخ‪ .‬ثــم نســتخدم مجلــة معــرة حتتــوي عــى هــذه املفــردات‬
‫ـا‪ :‬كــم عــدد‬‫والرتاكيــب املناســبة‪ ،‬واســتخدام احلــوار أو الســؤال واجلــواب‪ .‬مثـ ً‬
‫ركعــات صــاة الفجــر؟ اجلــواب‪ :‬عــدد ركعــات صــاة الفجــر ركعتــان‪ .‬ويف‬
‫احلديــث الرشيــف‪« :‬إنــا األعــال بالنيــات‪ .»...‬الســؤال‪ :‬ما هــي النيــة؟ اجلواب‬
‫أيضا إشــباع‬
‫مــن طالــب آخــر‪ ...:‬مــا رضورة النيــة يف العمــل؟ وهكــذا‪ .‬ويف هذا ً‬
‫اجلانــب الوجــداين أو مــا يســمى جانــب العبوديــة يف اإلنســان ‪ .‬ويف املحادثــة‬
‫يتــم تدويــن النقــاط الرئيســة التــي ســيتم التحــدث هبــا وتدريــب املتعلمــن ‬

‫‪349‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫عــى املصطلحــات واملفــردات والرتاكيــب املســتخدمة يف الســياق الصحيــح‬


‫ـي بعــد اســتخدام الطبقــة الصوتيــة التــي‬ ‫ٍ‬
‫درس تعليمـ ٍّ‬ ‫مــع الوقــت املتــاح لــكل‬
‫تالئــم الســياق اللغــوي ومتثــل املعنــى عنــد الســؤال وعنــد التعجــب والتأســف‬
‫‪...‬الــخ‪.‬‬
‫فكفايــات االتصــال اللغــوي تعــد داللــة عنــوان الــدرس التعليمــي‬
‫عــى حمتــوى املوضــوع واتســامه باجلاذبيــة وصلتــه ببيئــة املتعلــم‪ ،‬وأن تكــون‬
‫املفــردات والرتاكيــب اللغويــة ســهلة التــداول بــن املتعلمــن‪ ،‬وبعيــد عــن‬
‫التعقيــد والغمــوض‪ ،‬وجيــب أن تكــون يف البدايــة ســهلة ومعروفــة مــن ثقافــة‬
‫املجتمــع اإلســامي‪.‬‬
‫اخلاتمة والنت�اجئ‪:‬‬
‫إنــه مــن األمهيــة بمــكان أن يتعــرف الطالــب مــن الناطقــن بغــر العربيــة‬
‫عــى الكفايــات اللغويــة واالتصاليــة لدراســة العلــوم اإلســامية‪ ،‬وتوصلــت‬
‫الدراســة إىل النتائــج التاليــة‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬عــدم مراعــاة الكفايــات اللغويــة واالتصاليــة الالزمــة عنــد تصميــم‬
‫الربامــج التعليميــة لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا لدراســة العلــوم‬
‫اإلســامية‪.‬‬
‫ثان ًيــا‪ :‬الضعــف يف بنــاء املناهــج التعليميــة لتعليــم العربيــة للناطقــن بغريها‬
‫والتــي تؤهــل طالهبــا لدراســة العلوم اإلســامية ‪.‬‬
‫ثال ًثــا‪ :‬قلــة خــرة معلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف ميــدان تعليــم‬
‫العربيــة لتأهيــل الطــاب لدراســة العلــوم اإلســامية‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬

‫ـوع‬
‫أول‪ :‬تصميــم برامــج تعليميــة خاصــة حتتــوي علــى مناهــج مــن نـ ٍ‬ ‫ً‬
‫خــاص لتعليــم اللغــة العربيــة وأتهيــل املتعلــم لدراســة العلــوم اإلســامية‪.‬‬
‫اثنيًــا‪ :‬تدريــب معلمــي اللغــة العربيــة علــى اس ـراتيجيات وطرائــق حتقــق‬
‫الكفــاايت اللغويــة لــدى املتعلمــن‪.‬‬
‫ثال ًثــا‪ :‬بنــاء امل ـواد اللغويــة الــي تقــدم للمتعلمــن يف ضــوء املواقــف‬
‫التواصليــة وحتقيــق الكفايــة‪.‬‬
‫‪350‬‬
‫كفايات متعلمي اللغة‪ :‬خالد الدغيم‬

‫املصادر و املراجع‪:‬‬
‫القرآن الكريم‬
‫ ‪ 1 .‬ابن منظور‪ ،‬مجال الدين‪ 711 - 630( ،‬هـ ) معجم لسان العرب‪ ،‬حتقيق‪:‬عامر‬
‫حيدر‪ ،‬ج‪ ،15‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪،‬ط‪ 2003،1‬م‬
‫ ‪ 2 .‬خرما‪،‬نايف وحجاج‪،‬عيل‪ :‬اللغات األجنبية تعليمها وتعلمها‪،‬عامل املعرفة‬
‫الكويت‪1988،‬م‬
‫ ‪ 3 .‬زكريا‪ ،‬ميشال‪ :‬األلسنية التوليدية التحويلية وقواعد اللغة العربية‪،‬املؤسسة‬
‫اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع‪،‬بريوت‪،‬ط‪1986 ،2‬م‬
‫ ‪ 4 .‬شحاته حسن‪ ،‬والنجار‪ ،‬زينب‪:‬معجم املصطلحات الرتبوية والنفسية‪،‬الدار‬
‫املرصية اللبنانية‪،‬القاهرة‪،‬ط‪2003،1‬م الصويركي‪،‬حممد عيل حسن‪:‬مدى‬
‫فعالية مقرر ( املهارات اللغوية ) يف اكساب الطلبة اجلدد املهارات اللغوية‪-‬‬
‫املجلة الدولية الرتبوية املتخصصة‪،‬املجلد ‪،3‬العدد ‪،12‬جامعه امللك عبد‬
‫العزيز بجدة‪ ،‬السعودية‪2014،‬م‬
‫ ‪ 5 .‬طعيمة‪،‬رشدي‪،‬املهارات اللغوية‪،‬دار الفكر العريب‪،‬القاهرة‪2004،‬م‬
‫‪6.6‬طعيمة‪،‬رشدي‪:‬تعليم العربية ألغراض خاصة‪،‬مفاهيمه‪،‬أسسه‪،‬منهجياته‪،‬ندوة‬
‫تعليم اللغة العربية ألغراض خاصه‪،‬معهد اخلرطوم اللغوي‪،‬اللغة‬
‫العربية‪،‬السودان‪2003،‬م‬
‫ ‪ 7 .‬القييس‪،‬عودة اهلل‪ :‬العربية الفصحى مرونتها وعقالنيتها وأسباب خلودها‪،‬دار‬
‫البداية عامن‪،‬ط‪2008،1‬‬
‫‪8.8‬اللقاين‪،‬أمحد حسني وعيل اجلمل‪ :‬معجم املصطلحات الرتبوية يف املناهج‬
‫وطرق التدريس‪،‬القاهرة‪،‬عامل الكتب‪،‬ط‪1996،1‬م‬
‫ ‪ 9 .‬مثقال‪،‬مجال والقاسم‪،‬مصطفى‪ :‬أساسيات صعوبات التعلم‪،‬دار صفاء للنرش ‬
‫والتوزيع‪،‬عامن‪2000،‬م‬
‫‪1010‬منقور‪،‬عبد اجلليل‪ :‬علم الداللة أصوله ومباحثه يف الرتاث العريب‪،‬منشورات‬
‫احتاد الكتاب العرب‪،‬دمشق‪2001،‬م‬
‫‪1111‬هنر‪،‬هادي‪ :‬الكفايات التواصلية واالتصالية دراسة يف اللغة واإلعالم‪،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬األردن ‪,‬ط‪2003 ،1‬م‬
‫‪1212‬براون‪،‬دوجلاس‪ :‬أسـس تعلـم اللغـة وتعليمهـا‪ ،‬دار النهضـة‬
‫ا لعر بية ‪ ،‬بير و ت ‪1 9 9 4 ،‬م‬
‫‪1313‬عبد التواب‪،‬رمضان‪ :‬املدخل إىل علم اللغة ومناهج البحث اللغوي‪،‬مكتبه‬
‫اخلانجي للطباعة والنرش والتوزيع‪،‬القاهرةط‪199 ،2‬‬

‫‪351‬‬
‫برنامج العربي�ة لفهم القرآن‬
‫جتربة فريدة يف تقديم اللغة العربي�ة‬
‫لغري الناطقني بها‬

‫د‪ .‬داليا محمد حليم الديب‬

‫املديرة التنفيذية ألكاديمية أهل القرآن‬


‫وبرنامج القرآن والعربي�ة بأكاديمية بي�ان‬
‫بوالية فلوريدا األمريكية‬
‫العربية لفهم القرآن‪ :‬داليا محمد الديب‬

‫املقدمة‬
‫إذا ســألنا أنفســنا‪ِ :‬‬
‫«مــن أيــن َيأتــى املعنــى يف اللغــة العربيــة؟» بــدت لنــا‬
‫أمهيــة تدريــس النحــو والــرف لتعليــم العربيــة‪ .‬إذ كيــف ُيو َقــف عــى غــرض‬
‫املتكلــم مــن الــكالم دون فهــم داللــة حــرف اإلعــراب عــى املســند واملســند‬
‫إليــه مــن الــكالم‪ ،‬عــى مــا ختتــص بــه اللغــة العربيــة مــن الســعة يف التعبــر ‬
‫ـا عــن احلــذف؟ كذلــك البــد مــع ثــراء اللغــة باجلــذور‬ ‫والتقديــم والتأخــر فضـ ً‬
‫واملشــتقات مــن علــم بترصيــف األفعــال ومعــان األبنيــة املختلفــة‪.‬‬
‫وتــزداد أمهيــة النحــو والــرف وكذلــك البالغــة لــداريس العربيــة بقصــد‬
‫فهــم القــرآن‪ ،‬فيصبــح مــن الــروري اســتهداف «اللغــة العليــا» وتنميــة القــدرة‬
‫كأداة تفكرييـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عــى اســتيعاب نظــام اللغــة واســتعامهلا‬
‫لكــن هــل مــن املمكــن تقديــم علــوم اللغــة للناطقــن بغريهــا يف صـ ٍ‬
‫ـور‬
‫شـ ٍ‬
‫ـيقة ختاطــب ذكاء الــدارس وتســتنفر قدراتــه ليفهــم القــرآن الكريــم ويتذوقــه؟‬
‫ٍ‬
‫أصــول غــر عربيــة مــع أقراهنــم مــن‬ ‫وهــل يســتوي يف ذلــك الطــاب مــن‬
‫أصــول عربيــة؟ ومــا هــي املعايــر واملــؤرشات التــي يمكــن اســتخدامها‬ ‫ٍ‬
‫وأخــرا‪ ،‬مــا تأثــر فهــم القــرآن عــى ســلوك الدارســن؟‬
‫ً‬ ‫للتقويــم؟‬
‫يف هــذه األطروحــة‪ ،‬كيــف توظــف القاعــدة النورانيــة والوعــي‬
‫نمــو‬ ‫ٍ‬
‫وقــت‪ ،‬ويواكــب ذلــك‬ ‫ٍ‬
‫بإتقــان بــأرسع‬ ‫الصــويت لتعليــم القــراءة‬
‫ُّ‬
‫مطــر ٌد يف الوعــى الــريف والكفايــة املعجميــة للــدارس والفهــم لنســق‬
‫اللغــة‪ .‬وباســتخدام رمزيــة اللــون وجمســات أقســام الكلمــة وغــر ذلــك‬
‫مــن الطــرق اإلبداعيــة يكــون اإلنتــاج يف مراحــل مبكــرة‪ ،‬وينخــرط‬
‫ٍ‬
‫ذاخــرة بمفــردات‬ ‫ٍ‬
‫قصــص‬ ‫طــاب الروضــة إىل الصــف الثالــث يف قــراءة‬
‫القــرآن وتراكيبــه ويقــرأ طــاب الصــف الرابــع قصــص النبيــن للنــدوي‬
‫‪ ،‬ويقوم طالب الصف الثامن برشح آيات القرآن وإعراهبا‪.‬‬
‫لغة القرآن العربي�ة‬
‫اختار اهلل تبارك وتعاىل اللغة العربية لتكون الوعاء احلاوي لرسالته اخلامتة إىل‬
‫ون﴾[يوسف‪ ،]2 :‬‬ ‫بني آدم‪ ،‬فقال عز من قائل‪﴿ :‬إِنَّآ َأ َنز ْلنَـٰ ُه ُق ْر َء‌ٰنًا َع َربِ ًّيا َّل َع َّلك ُْم َت ْع ِق ُل َ‬
‫وال شك أن العربية أفصح اللغات وأبينها‪ ،‬وأوسعها‪ ،‬وأكثرها قدرة عىل تأدية املعاين‬
‫ومن باب وجوب ماال يقوم الواجب إال به‪ ،‬ن َّبه اإلمام الشافعي رمحه اهلل عىل أمهية‬
‫مسلم فقال‪« :‬فعىل‬‫ً‬ ‫أن حيرص املسلم الناطق بغري العربية عىل تعلم العربية بوصفه‬
‫كل مسلم أن يتعلم لسان العرب ما بلغه َجهدُ ه حتى يشهد أن ال إله إال اهلل وأن‬

‫‪353‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫حممدً ا عبده ورسوله‪ ،‬ويتلو به كتاب اهلل‪ ،‬وينطق بالذكر فيام افرتض عليه من التكبري‬
‫وأمر به من التسبيح والتشهد وغري ذلك»‪.‬‬
‫واقع النشأ من أبن�اء املغرتبني‬
‫هــذا يقــال يف حــق الناطقــن بغــر العربيــة مــن املســلمني عامــ ًة‪ .‬وأمــا‬
‫مــا يقــال يف حــق النشــأ خاصــة مــن أبنــاء املســلمني يف الغــرب وحاجتهــم‬
‫ـا‪ ،‬ومــن ســنة النبــي صــى ‬ ‫لتعلــم العربيــة ليقرتبــوا مــن كتــاب اهلل فهـ ًـا وعمـ ً‬
‫ـال‪ ،‬وقــد تفــرد لــه مؤلفــات‪ .‬ولكــن دعونــى‬ ‫اهلل عليــه وســلم‪ ،‬فــا حيصيــه مقـ ٌ‬
‫ـديد أننــي مــن واقــع عمــي يف املجــال الرتبــوي بالواليــات‬ ‫ـار شـ ٍ‬
‫أقــول باختصـ ٍ‬
‫املتحــدة األمريكيــة ألكثــر مــن عرشيــن عا ًمــا قــد رأيــت مــع تعاقــب الدارســن ‬
‫حتــول عــن الفطــرة الســليمة وأنــاط مــن الســلوك والفكــر تنــذر‬ ‫مــؤرشات ُّ‬
‫باخلطــر الشــديد؛ وذلــك يف كل املراحــل العمريــه‪ ،‬وإن كان التحــول يف املرحلتني‬
‫املتوســطة والثانويــة أبــدى‪ .‬وكيــف ال وجنــود الشــيطان قــد ســلوا ســيوفهم‬
‫وخرجــوا عــى أبنائنــا‪ ،‬تــار ًة بالعقاقــر التــي تذهــب باللــب واألخــاق‪ ،‬وتــار ًة‬
‫بالشــبهات واجلــدل الــذي ال يملكــون آلــة التصــدي لــه لقلــة علمهــم والوهــن‬
‫الذــى أصاــب عقيدهت��م حت��ى لريتــاد البع��ض منهـ�م دروب اإلحلــاد‪ .‬وليســت‬
‫احلــرب عــى عقيــدة الصغــار بأقــل رضاوةً‪ ،‬فمسلســات الكارتــون واألفــام‬
‫ٍ‬
‫ـى بطل‬ ‫تعطــي اآلن «قــوى خارقــة» مــن نــو ٍع جديـ ٍ‬
‫ـد‪ ،‬فلــم يعــد األمــر يقتــر عـ‬
‫ـة فائقــة‪ ،‬ولكــن جعلــوا هلــم بزعمهــم إنــزال املطــر‬ ‫يطــر وآخــر يعــدو برسعـ ٍ‬
‫وإخــراج النبــات وإعطــاء الفراشــات ألواهنــا! حتــى أن الطفلــة ابنــة خلمســة‬
‫أع��وام لتكلمهـ�ا معلمتهاــ ع�نـ اهلل القدي��ر الـ�ذي يــرف الريــح وينــزل الثلــج‬
‫واملطــر فتجيــب‪« :‬مثــل إلــزا‪ ،‬هــي تســتطيع أن تفعــل ذلــك»‪ ،‬إشــارة إىل إحــدى‬
‫أمــرات األفــام‪ .‬وال عاصــم مــن األمــواج إالمــن رحــم ريب! ‬
‫إنه القرآن‪ ،‬حبل هللا املتني‬
‫فأيــن املــاذ ؟ وكيــف نحفــظ ألبنائنــا يف الغــرب هويتهــم وفطرهتــم‬
‫وخالصــا بــل وعــزة‬ ‫ً‬ ‫وعقيدهتــم ؟ إنــه القــرآن‪ ،‬حبــل اهلل املتــن‪ ،‬جعلــه اهلل مــا ًذا‬
‫ألول هــذه األمــة‪ ،‬وال صــاح آلخرهــا إال بــه‪ .‬واهلل عــز وجــل هــو املــريب الــذي‬
‫يــريب عبــاده ويتعاهدهــم ويمدهــم بــا يصلحهــم ويشــفي أدواءهــم ويبرصهــم‬
‫بطريــق اهلــدى‪.‬‬
‫ منْ ُه ُج ُلــو ُد ٱ َّل ِذي َن‬
‫ـعر ِ‬ ‫ِ‬
‫ـى َت ْق َشـ ُّ‬
‫ِ‬ ‫﴿ٱللَُّ َنـ َّـز َل َأحسـن ْ ِ ِ ِ‬
‫ٱلَديــث ك َتـٰـ ًبا ُّمت ََشـٰــبِ ًها َّم َثانـ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك ُهــدَ ى‬ ‫ـم إ َ ٰل ذ ْكــر ٱللَِّ‪َ ۚ ‬ذ‌ٰلـ َ‬ ‫ و ُق ُل ُ ُ‬
‫وبـ ْ‬ ‫ـم َ‬ ‫ ج ُلو ُد ُهـ ْ‬ ‫ـن ُ‬ ‫ـم ُثـ َّ‬
‫ـم تَلـ ُ‬ ‫ـو َن َ‬
‫ ر َّ ُبـ ْ‬ ‫َي َْشـ ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـل ٱللَُّ َفـ َـا َلـ ُۥه مـ ْن َهاد﴾[الزمــر‪،]23 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ يــدى بــهۦ َمــن َي َشــآ ُء‪َ ۚ ‬و َمــن ُي ْضلـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٱللَّ َ ْ‬

‫‪354‬‬
‫العربية لفهم القرآن‪ :‬داليا محمد الديب‬

‫ــع ِ‬
‫ ر ْض َو‌ٰنَــ ُۥه‬ ‫ــدى بِ ِ‬
‫ــه ٱللَُّ َم ِ‬ ‫وقــال اهلل تعــاىل عــن كتابــه املبــن‪﴿ :‬ي ِ‬
‫ــن ٱ َّت َب َ‬ ‫َْ‬
‫ ص‌ٰط ٍ‬ ‫ـه وي ِدهيِــم إِ َل ِ‬ ‫ـور بِإِ ْذنِـۦِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ و ُي ِْر ُج ُهــم ِّمـ َن ٱل ُّظ ُل َمـٰــت إ َل ٱلنُّـ‬
‫َ‬ ‫ْ ٰ‬ ‫َ َْ‬ ‫ٱلس َلـٰـ ِم َ‬
‫ُسـ ُب َل َّ‬
‫ُّم ْس ـت َِقي ٍم﴾[املائدة‪.]16 :‬‬
‫وقــد ورد عــن عبــد اهلل بــن عمــر ريض اهلل عنهــا قــال‪« :‬عليكــم بالقــرآن‪،‬‬
‫ُ‬
‫وبــه تــزون‪ ،‬وكفــى بــه‬ ‫فتعلمــوه وعلمــوه أبناءكــم‪ ،‬فإنكــم عنــه تُســألون‪،‬‬
‫واع ًظــا ملــن عقــل»‪.‬‬
‫ونحــن نريــد ألبنائنــا أن ينهلــوا مــن القــرآن علـ ًـا بــاهلل واليــوم اآلخــر حيقق‬
‫هلــم األمــن يف الداريــن‪ ،‬ويولــد إرادة فعــل اخلــرات‪ ،‬ويقــي عــى الشــبهات‪.‬‬
‫ـف مــن مواقــف حياهتــم‪،‬‬ ‫نريــد هلــم أن يســتطيعوا الرجــوع إىل القــرآن يف كل موقـ ٍ‬
‫فيزودهــم باإلجابــه الفوريــة والصحيحــة‪ ،‬والتــي أشــار إليهــا الدكتــور الالحــم‬
‫حــن ذكــر نــاذج منهــا يف جــواب النبــي صــي اهلل عليــه وســلم أليب بكــر ريض‬
‫ تـ َـز ْن إِ َّن ٱللََّ َم َعنَا﴾[التوبــة‪:‬‬
‫﴿ل َ ْ‬
‫اهلل عن��ه إذ مه��ا يف الغـ�ار إذ يق�وـل لصاحب��ه‪َ :‬‬
‫‪ ،]40‬ويف جــواب موســى عليــه الســام لقومــه حــن خافــوا الــدرك‪﴿ :‬ك ََّل‪ ۖ ‬إ َّنِ‬
‫ين﴾[الشــعراء‪.]62 :‬‬ ‫ـى َر ِّبــى َس َي ْه ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫َمعـ َ‬
‫حاجة النشأ من أبن�اء املغرتبني لتعلم اللغة الغربي�ة‬
‫وقــد يقــول قائــل بامــكان النشــأ الناطــق بغــر العربيــة حفــظ شــيئ مــن‬
‫القــرآن أو قــرآن كامــا مــع االســتعانة بالرتمجــة والتفاســر باللغــة املحليــة مــن‬
‫إنجليزيةــ أو فرنس��ية أوغريه��ا‪ .‬فنقــول مــا مــن مرتجــم يزعــم أنــه أدرك مــراد اهلل‬
‫ـان عــريب مبــن‪.‬‬ ‫تعــاىل مــن اآليــات برتمجتــه‪ ،‬فالقــرآن كالم اهلل املعجــز أنزلــه بلسـ ٍ‬

‫لغــة تلــك التــي تســتطيع أن تكــون وعــا ًء ملعانــى آيــات القــرآن‪،‬‬ ‫وأي ٍ‬
‫كاآليــات أدنــاه يف تدفــق معانيهــا وتباينهــا مــع تكاملهــا وتصاعدهــا إىل الــذروة‬
‫لغــة ترتجــم هلــم مــا يف اآليــات مــن عقيــدة‬ ‫وأخذهــا باللــب والقلــب؟ أي ٍ‬
‫وتنتقــل بالوجــدان بــن دروهبــا فتأخــذ بنواصيهــم وبــكل ذرة يف كياهنــم إىل اهلل‬
‫ـا ف ٱلسمـٰـ ِ‬
‫ض‪ُ ۖ ‬قــل لَِِّّ‪ۚ ‬‬ ‫ و ْٱلَ ْر ِ‬
‫ـو‌ٰت َ‬ ‫موالهــم احلــق؟ قــال تعــاىل‪ُ ﴿ :‬قــل َِّ لــن َّمـ ِ َّ َ َ‬
‫ ل ريــب فِيـ ِ‬ ‫ح ـ َة‪َ ۚ ‬ليجمعنَّ ُكــم إِ َل يــو ِم ٱ ْل ِقيـٰـ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـه‪ۚ ‬‬ ‫ـمة َ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ٰ َ ْ‬ ‫ـى َن ْفســه َّ‬
‫ٱلر ْ َ‬ ‫ـب َعـ َ ٰ‬ ‫َك َتـ َ‬
‫ُ��ون (‪َ )12‬و َل ـ ُۥه َمــا َس ـ َك َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـل ‬ ‫ ف ٱ َّل ْيـ ِ‬ ‫ ل ُي ْؤمن َ‬ ‫��م َ‬‫��ه ْم َف ُه ْ‬ ‫ـر ٓوا۟ َأن ُف َس ُ‬ ‫ٱ َّلذي ـ َن َخـ ُ‬
‫ ولِ ًّيــا َفاطِ ِ‬
‫ــر‬ ‫ــذ َ‬‫ت ُ‬ ‫ــل َأ َغــر ٱللَِّ َأ َّ ِ‬ ‫ي��م (‪ُ )13‬ق ْ‬ ‫ِ‬
‫يع ٱ ْل َعل ُ‬
‫ِ‬
‫ٱلســم ُ‬ ‫ــو َّ‬ ‫ــار‪َ ۚ ‬و ُه َ‬ ‫َوٱلن ََّه ِ‬
‫َْ‬
‫ـى ُأ ِمـ ْـر ُت َأ ْن ‬ ‫ـم‪ُ ۗ ‬قـ ْـل إِ ِّنـ ٓ‬‫ و َل ُي ْط َعـ ُ‬ ‫ـم َ‬
‫ِ‬
‫ـو ُي ْطعـ ُ‬ ‫ و ُهـ َ‬
‫ض َ‬ ‫ و ْٱلَ ْر ِ‬
‫ـو‌ٰت َ‬
‫ٱلسمـٰـ ِ‬
‫َّ َ َ‬
‫ـى ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ـل‬‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫(‪)14‬‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫شِ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ٱ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ُو‬
‫ك‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ۖ و‬ ‫‪ ‬‬‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ ‬‫ل‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ ‬ ‫َأ ُكـ َ‬
‫ـون‬
‫ٓ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ ر ِّبــى َعـ َ‬ ‫ـاف إِ ْن َع َص ْيـ ُ‬ ‫َأ َخـ ُ‬
‫ف َعنْ ـ ُه ‬ ‫ـر ْ‬ ‫ـو ٍم َعظي ـ ٍم (‪َّ )15‬مــن ُيـ ْ َ‬ ‫اب َيـ ْ‬ ‫ـذ َ‬ ‫ـت َ‬
‫ـو ُز ٱ ُْلبِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ني﴾[األنعــام‪.]16 - 12 :‬‬ ‫ـك ٱ ْل َفـ ْ‬ ‫ح ـ ُۥه‪َ ۚ ‬و َذ‌ٰلـ َ‬ ‫َي ْو َمئــذ َف َقــدْ َ‬
‫ ر َ‬

‫‪355‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫كيف كانت البداية‬


‫منــذ عــام ‪1998‬م يــر اهلل يل املســامهة يف تعليــم وتربيــة النشــأ املســلم يف‬
‫مدينــة تامبــا بواليــة فلوريــدا األمريكيــة‪ ،‬مــن خــال عميل باملــدارس اإلســامية‬
‫يف التدريــس والتأليــف وإعــداد املناهــج‪ .‬بــدأت بتعليــم الدراســات األســامية‬
‫ٍ‬
‫بمنهجيــة‬ ‫باللغــة اإلنجليزيــة‪ .‬ومل يكــن بالســاحة أي مــن الكتــب املعــدة‬
‫ـة واملنتــرة اليــوم‪ .‬وراعنــي األخطــاء يف الكتــاب املعتمــد‪ ،‬وأحزننــي أن‬ ‫مدروسـ ٍ‬
‫ـة وأذكار‪ ،‬وحتــى القــرأن الكريــم كتبــت‬ ‫ـث وأدعيـ ٍ‬‫النصــوص الرشعيــة مــن حديـ ٍ‬
‫كلامهتــا بحــروف إنجليزيــة فاســتغنى األطفــال هبــا عــن قــراءة اآليــات بالعربيــة‪.‬‬
‫عزفــت عــن اســتخدام ذلــك الكتــاب‪ ،‬وقمــت بالتأليــف مــع فريــق مــن املعلامت‬
‫الفضليــات‪ ،‬أخــص بالذكــر األســتاذة املبدعــة ذات اخلــرة العريضــة منــى محيــد‪،‬‬
‫وبالتشــجيع مــن رفيقــة الــدرب الســيدة املربيــة الفاضلــة ماجــدة القــايض‪،‬‬
‫فوضعنــا سلســلة كتــب يف الدراســات اإلســامية للصفــوف االبتدائيــة باللغــة‬
‫اإلنجليزيــة مــع كتابــة احلديــث واألدعيــة واملصطلحــات الرشعيــة‪ ،‬والقــرآن‬
‫بالطبــع‪ ،‬باللغــة العربيــة‪.‬‬
‫وملــا راعنــي الضعــف الشــديد يف قــدرة الطــاب عــى قــراءة القــرآن‬
‫يف مدينتنــا تامبــا‪ ،‬وال أبالــغ إذا قلــت يف أغلــب املــدن األمريكيــة آنــذاك‪،‬‬
‫توجهــت إىل تعليــم القــرآن فيــر اهلل يل تأســيس أكاديميــة أهــل القــرآن إىل‬
‫جانــب عمــي باملــدارس األســامية؛ وذلــك لرفــع مســتوى الدارســن وتقديــم‬
‫دورات للمعلمــن واملعلــات‪ .‬ويف عــام ‪2009‬م انتُدبــت إلدارة برنامــج القــرآن‬
‫بمدرســة أكاديميــة الشــباب ألمريكيــة وكان البحــث عــن أفضــل الطــرق‬
‫وأقرصهــا لتعليــم قــراءة القــرآن‪.‬‬

‫القاعدة النوراني�ة‪:‬‬
‫كان التقــدم بطي ًئــا والدراســة مضنيــه اليستســيغها الطــاب‬
‫واليطيقهــا إال مــن علــت مهتــه مــن الدارســن وزاد حــرص والديــه‪.‬‬
‫حتــى فتــح اهلل لنــا با ًبــا ميمونًــا‪ ،‬أال وهو«القاعــدة النورانيــة»‪،‬‬
‫فوجدناهــا وســيل ًة تعليميــ ًة ناجحــ ًة ناجعــ ًة وممتعــ ًة لألطفــال‪ ،‬فأحدثــت‬
‫نقلــة ًنوعيــ ًة مــا كنــا لنحرزهــا لــوال فضــل اهلل ثــم هــذه الوســيلة الصوتيــة‬
‫درســا‬
‫الرائعــة‪ .‬والقاعــدة النورانيــة يف األصــل قاعــد ٌة مــن ســبعة عــر ً‬
‫علميــة متميــزةٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بمنهجيــة‬ ‫للتدريــب عــى القــراءة وقــراءة القــرآن‪ ،‬معــد ٌة‬
‫وإخــاص مــن مؤلفهــا فضيلــة الشــيخ نــور حممــد حقــاين رمحــه اهلل‬ ‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫يفــر انتشــارها يف أنحــاء العــامل لقــرن مــن الزمــان بــن الغــر ناطقــن ‬

‫‪356‬‬
‫العربية لفهم القرآن‪ :‬داليا محمد الديب‬

‫بالعربيــة‪ .‬وقــد قــام ســبط املولــف‪ ،‬الشــيخ حممــد فــاروق حممــد الراعــي‬
‫حفظــه اهلل‪ ،‬بتحقيقهــا وإعادهتــا للنــور عــام ‪1998‬م ‪ 1419 /‬هـــ‪ ،‬وقــال يف‬
‫مقدمــة الطبعــة األوىل‪« :‬وقــد مجــع املؤلــف رمحــه اهلل بغايــة الدقــة والعنايــة مــن‬
‫أمثلــة القــرآن الكريــم مــا حيتــاج إليــه الطالــب املبتــدئ‪ ،‬حيــث بــدأ بالتــدرج‬
‫فبــدأ باحلــروف املفــردة‪ ،‬ثــم احلــروف املركبــة‪ ،‬ثــم احلــروف املقطعــة ثــم‬
‫احلــروف املتحركــة (بالفتــح والكــر والضــم ) ثــم التننويــن (فتحتني‪،‬كرستــن‪،‬‬
‫ضمتــن)‪ ،‬ثــم تدريبــات عــى احلــركات والتنويــن‪ ،‬ثــم الســكون‪ ،‬ثــم الشــدة‪،‬‬
‫ثــم املــدود وأحــكام النــون وامليــم الســاكنتني وهكــذا‪.»...‬‬
‫قــد قــام الشــيخ الراعــي بتســجيل القاعــدة النورانيــة بصوتــه بــأداء منضبط ‬
‫ـج متكامـ ٍ‬
‫ـل يتنــاول مهــارات الســمع والنطــق‬ ‫ـوب قشـ ٍ‬
‫ـيب كربنامـ ٍ‬ ‫وإخراجهــا يف ثـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫والقــراءة والكتابــة‪ ،‬مــع وســائل ســمعية وبرصيــة ومطبوعــات‪ ،‬وقــدم دورات‬
‫إلعــداد املعلمــن واملعلــات يف أنحــاء العــامل‪ ،‬حتــى بلــغ عــدد الــدورات قرابــة‬
‫األربعــة أالف دورة أقيمــت يف أكثــر مــن ‪ 40‬دولــة مــن دول العــامل ومنهــا‬
‫الواليــات املتحــدة األمريكيــة‪.‬‬
‫ـق يف اختيــار األداء الصوتــى املناســب‬ ‫وقــد وفــق الشــيخ الراعــي أيــا توفيـ ٍ‬
‫درس‪ ،‬وأقــره عــى أدائــه الشــيخان د‪ .‬أيمــن رشــدي‬ ‫ٍ‬ ‫للتدريــب عــى مهــارات كل‬
‫ســويد والشــيخ إبراهيــم األخــر‪ ،‬واســتبرشا بالقاعــدة النورانيــة وســيل ًة علميةً‬
‫ٍ‬
‫بإتقان‪.‬‬ ‫ممنهجـ ًة‪ ،‬ويف ذات الوقــت ميــر ًة وحمببـ ًة لتعليــم القــراءة وتــاوة القــرآن‬
‫ـو ِج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عالجــا شــاف ًيا لعـ َ‬
‫ً‬ ‫وتعــدت فائدهتــا غــر الناطقــن بالعربيــة فكانــت كذلــك‬
‫األلســنة والوهــن الــذي تفشــى بــن الناطقــن بالعربيــة‪ .‬وانطلقــت القاعــدة‬
‫النورانيــة فعمــت الفائــدة كل مــن ابتغــى اإلتقــان يف القــراءة وتــاوة القــرآن مــن‬
‫ـرب وعج ـ ٍم‪ ،‬ومــن خــواص وعــوام‪ ،‬ومــن ريــاض األطفــال وحتــى كبــار‬ ‫عـ ٍ‬
‫السـ�ن‪ ،‬وأقبـ�ل عليهـ�ا املعلمـ�ون واملعلـمات بغيـ�ة التأهـ�ل لتعليـ�م طالهبـ�م‪.‬‬
‫وبالنســبة لنــا‪ ،‬كانــت القاعــدة النورانيــة هــي نقطــة االنطــاق‪ ،‬وكانــت‬
‫املطيــة األســطورية التــي قفــزت بأطفالنــا كل احلواجــز‪ ،‬واألســاس املتــن الــذي‬
‫ســمح لنــا برفــع البنــاء‪ .‬فالطفــل ذو اخلمســة أعــوام يف ريــاض األطفــال حــن ‬
‫ينهــي دراســة القاعــدة النورانيــة يســتطيع القــراءة عــى مســتوى الطالــب يف‬
‫الصـ�ف الثـ�اين االبتدائـ�ي‪.‬‬
‫ومــن اجلديــر بالذكــر أننــا وجدنــا مــع التقييــم القبــي والبعــدي أن تعلــم‬
‫ـان وصحــة لفـ ٍ‬
‫ـظ ال نميــز‬ ‫ـر ويف س ـن مبكـ ٍ‬
‫ـرة‪ ،‬يواكبــه إتقـ ٌ‬ ‫ـت قصـ ٍ‬ ‫القــراءة يف وقـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫�ل عـ�ريب وغـير عـ�ريب مـ�ن حيـ�ث سـلامة النطـ�ق‪.‬‬ ‫بعدهـ�ا بـين الطالـ�ب مـ�ن أصـ ٍ‬

‫‪357‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وقــد أعددنــا القصــص التــي تواكــب كلامهتــا كلــات دروس القاعــدة‬


‫النورانيــة يف مهــارات القــراءة‪ُ ،‬‬
‫وتكــن للدارســن مــن االســتمتاع بقراءهتــا بعــد‬
‫أس��ابيع فق�طـ م��ن الب��دء يف تعل��م احل��روف‪.‬‬
‫كتــب فضيلــة الشــيخ عــى بادحــدح يف تقريــظ للقاعــدة النورانيــة‪« :‬وللغــة‬
‫أصــول واشــتقاقات وقواعــد‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ســاحر‪ ،‬وهلــا‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وبيــان‬ ‫أســاليب بليغــة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫العربيــة‬
‫ـا م َّيــزة باملخــارج‪،‬‬
‫وفيهــا مــن الســعة ماليــس يف غريهــا مــن اللغــات‪ ،‬فحروفهـ ُ‬
‫وأصواهتــا متجانســة بالتناســق‪ ،‬ومعانيهــا متســعة بالكنايــات واالســتعارات‪،‬‬
‫ومواقــع اإلعــراب حمــدددة باحلــركات والعوامــل‪ ،‬ورغــم أن هــذه وجــوه إثــراء‬
‫وعطــاء إال أن بعــض اجلاهلــن واملغرضــن جيعلهــا دالالت تعقيــد‪ ،‬ويزعــم أنــه‬
‫مــن الصعــب تعلمهــا وتعليمهــا‪ ،‬وخاصــة للناشــئني والرباعــم‪ .‬حتــى اغــرب‬
‫عــن اللغــة أبناؤهــا‪ ،‬وانب ُّتــوا عــن تراثهــا‪ ،‬وهــذه مشــكلة كــرى تصيــب األمــة يف‬
‫تارخيهــا ووحدهتــا وثقافتهــا ودينهــا»‪ .‬حتــى ذكــر الطــرق اإلبداعيــة يف التعليــم‬
‫فقــال‪« :‬ومــن أحســن مــا كتــب يف ذلــك «القاعــدة النورانيــة» التــي تعتمــد عــى ‬
‫التعليــم مــن خــال نطــق احلــروف‪ ،‬ثــم احلــروف ووصلهــا‪ ،‬ثــم احلــروف مــع‬
‫احلــركات‪ ،‬ثــم املــدود بعدهــا‪ ،‬ثــم التشــديد فيهــا وهكــذا يف تــدرج علمــي‬
‫وتعليــم صــويت مــع رضب األمثلــة مــن القــرآن وبيــان الرســم القــرآين» ‪.‬‬
‫برنامج «العربي�ة لفهم القرآن»‬
‫﴿و َأنَّــ ُۥه‬
‫بــد ْأ ُت حصــة القــرآن ذات يــوم بتــاوة آيــة مــن ســورة اجلــن‪َ :‬‬
‫ـول سـ ِ‬
‫ـى اهللِ َش ـ َط ًطا﴾[اجلن‪ .]4 :‬ثــم رشعــت أســأل طــاب‬ ‫ـف ُيهنَا َعـ َ‬ ‫َان َي ُقـ ُ َ‬
‫ك َ‬
‫الصــف اخلامــس عــن الكلــات التــي يفهموهنــا مــن اآليــة‪ .‬رفعــت طفلــة متفوقة‬
‫ـفيهنا»‪.‬‬ ‫ومــن أصــل عــريب يدهــا لتســتأذن يف اإلجابــة وقالــت‪« :‬أعرف كلمـ ًة‪ :‬سـ ُ‬
‫ـفيهنا‬
‫ـاس فقالــت باإلنجليزية‪«:‬سـ ُ‬ ‫ففرحــت واســتبرشت‪ ،‬ومضــت الطفلــة بحـ ٍ‬
‫تعنــي مركــب!»‪ .‬وللمــرة األوىل أدركــت أن اخلطــر ال يكمــن فقــط يف جهــل‬
‫النشــأ املســلم بمعــاين آيــات القــرآن‪ ،‬بــل قــد يكمــن يف علمهــم املبتــور وجتــوال‬
‫ـط‪ .‬أدركــت أننــا ال نملــك أن نوقــف‬ ‫ـد وال ضابـ ٍ‬‫عقوهلــم يف اآليــات بــدون قيـ ٍ‬
‫ـل عــريب عنــد قــراءة‬ ‫التصــورات التــي ينتجهــا عقــل الناشــئ يف الغــرب مــن أصـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ـان واســتنتاجات مــن فهـ ٍم مســبق لشــتات‬ ‫القــرآن؛ حيــث تتداعــى إىل ذهنــه معـ ٍ‬
‫مــن املفــردات حــن يقــرأ القــرآن دون عل ـ ٍم يرشــده وضوابــط تصونــه‪ ،‬ومــن‬
‫ثــم يفهــم فهـ ًـا خاط ًئــا ال يدنــو مــن مــراد اهلل تعــاىل مــن اآليــات‪ .‬إذن فاخلطــب‬
‫ـرا عــى العجــم مــن النشــأ املســلم‪ ،‬بــل يتعــدي إىل العــرب منهــم‪.‬‬ ‫ليــس حـ ً‬
‫ومــن هنــا‪ ،‬رشعنــا يف إعــداد وتطبيــق برنامــج لتدريــس اللغــة العربيــة‬
‫لريــاض األطفــال واملراحــل االبتدائيــة واملتوســطة‪ ،‬يســتهدف يف املقــام األول‬

‫‪358‬‬
‫العربية لفهم القرآن‪ :‬داليا محمد الديب‬

‫فهــم القــرآن الكريــم‪ ،‬متتبعــن فــروع اللغــة التــي نجــد فيهــا مفاتيــح الفهــم‪،‬‬
‫إلكســاب الطــاب املعــارف واملهــارات املطلوبــة يف الكفايــات التاليــة‪ :‬القــراءة‬
‫الصحيحــة والفهــم‪ ،‬التعــرف عــى جــذور اللغــة ومعــان املفــردات األكثــر‬
‫تكــرارا يف القــرآن‪ ،‬كفايــات الــرف والنحــو والبالغــة‪ ،‬ومهــارات الكتابــة‬ ‫ً‬
‫املتعلقــة برموزهــا والفــرق بــن الرســم العثــاين والرســم اإلمالئــي‪ ،‬بحيــث‬
‫يكــون تعلــم اللغــة العربيــة معينًــا عــى فهــم القــرآن الكريــم والنصــوص‬
‫ٍ‬
‫إضافيــة للربنامــج‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كثمــرة‬ ‫الرشعيــة‪ ،‬وأتــت القــدرة عــى التواصــل‬
‫وكان مــن أبــرز ســات الربنامــج أن الــدارس يكتســب قاعــد ًة عريضــ ًة مــن‬
‫املفــردات القرآنيــة‪ ،‬ووع ًيــا بأنــاط اللغــة ودالالت جــذور وأبنيــة الكلــات‬
‫ٍ‬
‫بنظــرة‬ ‫وفهــا للخالصــة النحويــة‬ ‫املفــردة والكلــات عنــد تركيبهــا يف مجــل‪،‬‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫ـمولية‪ ،‬ومــن ثــم إعجا ًبــا باللغــة زاد مــن اهتــام الدارســن هبــا والرغبــة يف‬ ‫شـ‬
‫اســتعامهلا‪ .‬‬
‫من َأ َ‬
‫ين َيأىت املعىن يف اللغة العربي�ة ؟‬ ‫ِ‬
‫يف إعــداد برنامــج «العربيــة لفهــم القــرآن» تتبعنــا مصــادر املعنــى يف‬
‫اللغــة العربيــة يف الكلمــة املفــردة ويف الــكالم‪ .‬إذ نجــد أن الكلمــة املفــردة‬
‫حتمــل معنــى تــدل عليــه أحــرف اجلــذر‪ ،‬ومعـ ٍ‬
‫ـان تــدل عليهــا البنيــة أو الصيغــة‬
‫صيغــة معنــى خيتلــف عــن الصيــغ األخــرى‪ ،‬كاســم‬ ‫ٍ‬ ‫الرصفيــة‪ .‬فــإن لــكل‬
‫الفاعــل واملفعــول والصفــة املشــبهة وصيــغ املبالغــة وغــر ذلــك‪ .‬ثــم إن‬
‫ٍ‬
‫بــاب ختتلــف فيــا بينهــا يف الداللــة‪ ،‬وكذلــك أبنيــة املصــادر وأبنيــة‬ ‫أبنيــة كل‬
‫ـل‪ ،‬والفيــض خيتلــف عــن الفيضــان‬ ‫ـول خيتلــف عــن قتيـ ٍ‬
‫اجلمــوع وغريهــا‪ .‬فمقتـ ٌ‬
‫ٍ‬
‫وســنبالت غــر ســنابل‪ ،‬وهكــذا يف عمــوم األبنيــة‪ ،‬فــإن لــكل بنــاء داللتــه‪.‬‬
‫ثــم حتمــل املفــردة ذاهتــا معــان إعرابيــة لعملهــا يف غريهــا أو عمــل غريهــا مــن‬
‫الكلــات فيهــا‪ ،‬ومعــان مكتســبه مــن تقديــم أو تأخــر أوســياق بالغــي‪ ،‬إىل آخــر‬
‫ذلــك‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الشكل رقم ‪1‬‬


‫من أين يأيت املعنى يف اللغة العربية؟‬

‫(الشكل ‪)١‬‬
‫أقسام الكلمة‬
‫الكلمــة لفــظ يــدل عــى معنــى مفــرد‪ ،‬وهــي ثالثــة أقســام‪ :‬اســم وفعــل‬
‫وحــرف(((‪ .‬وقــد أولينــا مهــارة التعــرف عــى نــوع الكلمــة وتقســيم الكلــات‬
‫كبــرا‪ ،‬وباســتخدام رمزيــة اللــون يف تقديــم املفــردات‬
‫ً‬ ‫تب ًع��ا لذلـ�ك اهتام ًم��ا‬
‫وتوظيــف األنشــطة التعليميــة ونصــوص القــراءة الكســاب املفاهيــم واملهــارات‬
‫املعنيــة وتدريبــات االســتامع ألصــوات الكلــات‪ :‬االســم والفعــل (املــايض‬
‫الثالثــي الصحيــح املجــرد يف البدايــة) واحلــرف‪ ،‬تأصــل لــدى الدارســن ‬
‫مــن املراحــل األويل يف الربنامــج تنــاول املفــردات وفهــم معناهــا يف ظــل نــوع‬
‫الكلمــة ونمــى الوعــي الصوتــى عنــد الدارســن الصغــار مــن حيــث التعــرف‬
‫عــى الفعــل‪ ،‬ثــم كان بعــد ذلــك اكســاب املزيــد مــن املعــارف واملهــارات يف كل‬
‫مـ�ن أقســام الكلمـ�ة‪ .‬عــى ســبيل املثــال ال احلــر‪ :‬عالمــات االســم والفعــل‪،‬‬
‫وتعريــف االســم وتنكــره‪ ،‬ودخــول الضمــر‪ ،‬واســم اإلشــارة‪ ،‬واالســم‬
‫((( مصطفى الغالييني‪ .2015 .‬حتقيق‪ :‬عيل سليامن شبارة جامع الدروس العربية مذي ً‬
‫ل ببحثي البالغة‬
‫والعروض‪ .‬الطبعة األوىل‪ .‬ص ‪ .8‬دمشق‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ .‬بترصف‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫العربية لفهم القرآن‪ :‬داليا محمد الديب‬

‫املوصــول‪ ،‬وأســاء االســتفهام‪ ،‬حتــت االســم باســتعامل لونــه الــذي يرمــز إليــه‪،‬‬
‫وتأنيــث االســم وتذكــره‪ ،‬وإفــراده وتثنيتــه‪ ،‬إىل أن تنــاول الدارســن االســم‬
‫اجلامــد واملشــتق‪ ،‬واملصــادر‪ ،‬واملبنــي واملعــرب‪ ،‬واملنــرف واملمنــوع مــن‬
‫الــرف‪ ،‬وحــاالت اإلعــراب‪ ،‬وشــاركوا يف تصميــم األلعــاب التعليميــة التــي‬
‫تســاعدهم يف التدريــب عــى عالمــات اإلعــراب األصليــة والفرعيــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫نــواح؛ كزمنــه‪ ،‬وعــدد حروفــه‪،‬‬ ‫تنــاول الدراســون الفعــل مــن عــدة‬
‫واألصــي والزائــد منهــا‪ ،‬وداللــة الزيــادة‪ ،‬والفعــل واملعتــل‪ ،‬وأبــواب الفعــل‪،‬‬
‫ونفيــه وتوكيــده‪ ،‬واملبنــي واملعــرب منــه‪ ،‬واحلــروف التــي تعمــل فيــه‪ ،‬كــا ‬
‫ـة وغــر عاملــة‪ ،‬وحــروف تدخــل‬ ‫ـروف عاملـ ٍ‬
‫تناولــوا احلــروف مصنفــة إىل حـ ٍ‬
‫عــى االســم أو احلــرف أو كليهــا إىل آخــر ذلــك‪ .‬ســاهم يف التــدرب عــى أنــاط‬
‫اللغــة((( «قبعــة الببغــاء» (لتدريبــات املحــاكاه) و«قبعــة احلكيــم» (لتدريبــات‬
‫الترصيــف واإلبــدال وإعــادة الصياغــة)‪.‬‬
‫الكالم وتأليف اجلملة‪:‬‬
‫يتعلــم الدارســون أن اجلملــة العربيــة تتألــف مــن ركنــن أساســيني مهــا‬
‫املســند واملســند إليــه‪ ،‬ومهــا عمدتــا الــكالم‪ .‬وال يمكــن للجملــة أن تتألــف‬
‫ـند ومسـ ٍ‬
‫ـند إليــه‪ ،‬ومهــا املبتــدأ واخلــر ومــا أصلــه مبتــدأ وخــر‪،‬‬ ‫مــن غــر مسـ ٍ‬
‫والفعــل والفاعــل ونائبــه‪ ،‬ويلحــق بالفعــل اســم الفعــل‪ ((( .‬ويبســط هلــم األمــر‬
‫بنــاذج البنــاء‪ .‬ومــن خــال أنشــطة اســتعامل جمســات أنــواع الكلمــة لتكويــن‬
‫ـل يلمــس الدارســون الصغــار كيــف أن الــكالم ال يتأتــى إال مــن اســمني‪ ،‬أو‬ ‫مجـ ٍ‬
‫ـل‪ ،‬فــا يتــأيت مــن فعلــن‪ ،‬وال مــن حرفــن‪ ،‬وال اســم وحــرف‪،‬‬ ‫مــن اس ـ ٍم وفعـ ٍ‬
‫وال كلمــة واحــدة ألن الفائــدة مــن الــكالم حتــدث باإلســناد‪ .‬ومــا عــدا املســند‬
‫واملســند إليــه فهــو «الفضلــة» كاملفاعيــل واحلــال والتمييــز والتوابــع‪ .‬وعنــد‬
‫النحــاة أن املضــاف إليــه بــن الفضلــة والعمــدة‪ ،‬فإنــه قــد يلتحــق بالعمــدة؛‬
‫وذلــك إذا أضيــف إىل العمــدة يف نحــو (أقبــل عبــدُ اهلل) ويلتحــق بالفضلــة إذا‬
‫(((‬
‫ـت عبــدَ اهلل)‪.‬‬
‫أضيــف إىل الفضلــة نحــو (أكرمـ ُ‬
‫ويتعلــم الدارســون أن ليــس معنــى الفضلــة أنــه يمكــن االســتغناء عنهــا‪،‬‬
‫((( يوسف إسامعييل (‪ )2019‬خصائص اجلانب الرتكيبي النحوي يف تعليم اللغة العربية للناطقني‬
‫بغريها‪ .‬يف‪ :‬هاين إسامعيل رمضان (‪ .)2019‬معايري عنارص اللغة العربية للناطقني بغريها‪ .‬الطبعة‬
‫األوىل‪ .‬إسطنبول‪ .‬أكدم للطباعة‪.‬‬
‫((( فاضل صالح السامرائي‪ .2017 .‬اجلملة العربية تأليفها وأقسامها‪ .‬ص ‪ .12‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫بريوت‪ :‬دار بن كثري‪.‬‬
‫((( هباء الدين عبد اهلل بن عقيل‪ .1980 .‬حتقيق حممد كامل بركات‪ .‬املساعد عىل تسهيل الفوائد‪ .‬أربع‬
‫جملدات‪ .‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪361‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫فإهنــا قــد تكــون واجبــة الذكــر‪ ،‬وإن املعنــى قــد يتوقــف عليهــا كــا يف قولــه‬
‫ِ‬
‫ال﴾[النس��اء‪ ،]142 :‬فإنــه ال‬ ‫﴿وإِ َذا َقا ُمــ ٓوا۟ إِ َل َّ‬
‫ٱلص َلــو‌ٰة َقا ُمــوا۟ ك َُس َ ٰ‬ ‫تعاــىل‪َ :‬‬
‫ـال» التــي هــي فضلــة‪ ،‬حــال‪ ،‬وقــد تكــون‬ ‫يمكــن االســتغناء عــن كلمــة «ك َُسـ َ‬
‫الفضلــة واجبــة الذكــر والعمــدة حمذوفــة كــا يف حــذف عامــل املفعــول املطلــق‬
‫ـاس»((( أي‪ :‬اصــروا صــرا‪.‬‬ ‫نحــو‪« :‬ص ـرا آل يـ ِ‬
‫ً‬
‫ـي وهو‬ ‫اإلســناد ال بــد لــه مــن طرفــن‪ :‬مســند ومســند إليــه‪ .‬واإلســناد أصـ ٌّ‬
‫مــا تألــف منــه الــكالم كإســناد الفعــل إىل الفاعل‪ ،‬وإســناد اخلــر إىل املبتــدأ‪ ،‬وغري‬
‫ـي وهــو إســناد املصدر واســمي الفاعــل واملفعــول والصفة املشــبهة والظرف‪،‬‬ ‫أصـ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫فهــى مــع ما أســندت إليه ليســت بــكال ٍم وال بجملــة‪ .‬وجــاء يف كتــاب اهلل املعجز‪:‬‬
‫ِ‬
‫ون ﴾[الذاريات‪،]25 :‬‬ ‫َ��ر َ‬ ‫﴿إِ ْذ َد َخ ُلــوا۟ َع َل ْيــه َف َقا ُلــوا۟ َس َلـٰـ ًـا‪َ ۖ ‬ق َال َس َلـ ٌ‬
‫ٰ��م َق ْ‬
‫��و ٌم ُّمنك ُ‬
‫إلســناد تــا ٍّم حــذف طرفــاه‪ ،‬وتقديــره‪ :‬نســلم ســا ًما‪ .‬‬ ‫ٍ‬ ‫نجــد ســا ًما‪ :‬مفعــول‬
‫وســا ٌم إســناد تــام حــذف منــه املســند‪ ،‬والتقديــر‪ :‬ســا ٌم عليكــم‪ .‬و«قــو ٌم»‬
‫إســناد تــام حــذف منــه املســند إليــه‪ ،‬والتقديــر‪ :‬أنتــم قــو ٌم(((‪.‬‬
‫اخلالصة اإلعرابي�ة‪:‬‬
‫وجدنا أن من املفيد مع تدريس وظائف االسم يف اجلملة واحدة تلو األخرى‬
‫تصورا لكيف تكون الصورة مكتملة‬ ‫ً‬ ‫حسب املرحلة العمرية‪ ،‬أن يقدم للدارسني‬
‫ذهنية توضح املرفوعات واملنصوبات واملجرورات‪ ،‬بحيث يقوم‬ ‫ٍ‬ ‫عن طريق خرائط‬
‫الدارسون بتلوين األجزاء التي يتم تناوهلا‪ .‬وأعطينا حاالت اإلعراب الثالث ألوانًا‬
‫ترمز هلا لتسهيل التدريب‪ .‬أفاد الطالب من هذا التلخيص واإلمجال وتعاملوا‬
‫ٍ‬
‫بيرس مع إعراب األسامء‪ .‬فإما أن يكون االسم مسندً ا إليه أو مسندً ا وحقهام الرفع‬
‫ألمهيتهام يف اجلملة (إال مااستثني كخرب كان واسم إن)‪ ،‬أو فضلة ال ترقى إىل الرفع‬
‫قسم راب ًعا‬
‫جر أو جتر باإلضافة‪ .‬كام تعلم الدارسني ً‬ ‫فتنصب‪ ،‬إال أن يسبقها حرف ٍّ‬
‫وهو األدوات التي تربط بني الكلامت وتكون مبنية‪.‬‬
‫ذكر الشيخ مصطفى الغالييني يف كتابه القيم جامع الدروس العربية حتت‬
‫عنوان «اخلالصة اإلعرابية»‪« :‬الكالم أربعة أقسا ٍم‪ :‬مسندٌ ومسندٌ إليه وفضل ٌة وأداةٌ‪.‬‬
‫دائم حيث وقع‪.‬إال إن وقع‬ ‫وأما عن إعراب املسند إليه فحكمه أن يكون مرفو ًعا ً‬
‫حينئذ النصب‪ .‬أما إعراب املسند فحكمه إن كان‬ ‫ٍ‬ ‫بعد إن أو إحدى أخواهتا فحكمه‬
‫اسم أن يكون مرفو ًعا‪ .‬إال إن وقع بعد كان أو إحدى أخواهتا فحكمه النصب‪،‬‬ ‫ً‬
‫((( فاضل صالح السامرائي‪ .2017 .‬اجلملة العربية تأليفها وأقسامها‪ .‬الطبعة األوىل‪ .‬ص ‪ .13‬بريوت‪:‬‬
‫دار بن كثري‪.‬‬
‫((( فاضل صالح السامرائي‪ .2017 .‬اجلملة العربية تأليفها وأقسامها‪ .‬الطبعة األوىل‪ .‬ص ‪.27‬‬
‫بريوت‪ :‬دار بن كثري‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫العربية لفهم القرآن‪ :‬داليا محمد الديب‬

‫جر فتجر‪ ،‬أو جتر باإلضافة التي هي‬


‫والفضلة حكمها النصب إال أن يسبقها حرف ٍّ‬
‫إضافة اسم إىل اسم عىل نية حرف جر بينهام‪.‬‬
‫مبنــي عــى الفتــح إال إذا‬
‫ٌّ‬ ‫ً‬
‫فعــا‪ ،‬فــإن كان ماض ًيــا فهــو‬ ‫وإن كان املســند‬
‫حلقتــه واو اجلامعــة فيبنــى عــى الضــم‪ ،‬أو اتصــل بضمــر رف ـ ٍع متحــرك فيبنــى‬
‫ـب أو جــاز ٌم‬‫ـوع‪ ،‬إال إذا ســبقه ناصـ ٌ‬
‫عــى الســكون‪ .‬وإن كان مضار ًعــا فهــو مرفـ ٌ‬
‫فينصــب أو جيــزم‪ ،‬وإذا اتصلــت بــه إحــدى نــوين التوكيــد ُبنــي عــى الفتــح‪،‬‬
‫ـي عــى مــا جيــزم بــه‬
‫أو نــون النســوة فيبنــى عــى الســكون‪ .‬والفعــل األمــر مبنـ ٌّ‬
‫مضارعــه»(((‪.‬‬
‫معايري اللغة واملؤشرات التعليمية لربنامج العربي�ة لفهم القرآن‬
‫الكريم‪:‬‬
‫اسـ�تعنا يف ختطيـ�ط الربنامـ�ج بمعايـير هنـ�ادا طـ�ه ((( ومعايــر أكتفيــل �‪ACT‬‬
‫‪ ((( FL‬العتــاد معايــر نجملهــا يف‪:‬‬
‫‪ .١‬معيــار الوعــي الصــويت‪ :‬ومؤرشاتــه التعليميــة يف األداء الصحيــح‬
‫لــدروس القاعــدة النورانيــة ومتييــز مقاطــع‪.‬‬
‫ الكلــات وأصــوات بدايــة وهنايــة الكلــات ومتييــز الكلــات املتناغمــة مــع‬
‫الكلمــة اهلــدف‪.‬‬
‫‪ .٢‬معيــار االســتامع‪ :‬ومؤرشاتــه التعليميــة يف االســتامع وتوظيــف خمــزون‬
‫الكلــات والرتاكيــب‪ ،‬لفهــم املســموع واإلجابــة عــن األســئلة املتعلقــة باألفــكار‬
‫العامــة وتفاصيــل املســموع‪.‬‬
‫‪ .٣‬معيــار القــراءة‪ :‬ونعنــي هبــا املعطــى البــرى مــن فــك الرمــوز اللغويــة‬
‫املكتوبــه ومؤرشاهتــا بتطبيــق اســراتيجية التقطيــع الصــويت وهجــاء القاعــدة‬
‫النورانيــة للقــراءة والطالقــة وصحــة القــرءاة‪ ،‬والفهــم أو املعطــى الذهنــي‬
‫واســتخالص معنــى النصــوص (وآيــات القــرآن واحلديــث وقصــص‬
‫النبيــن) ومؤرشاتــه القــدرة عــى التلخيــص‪ ،‬ومناقشــة أفــكار النــص‬
‫العامــة وتفاصيلــه‪.‬‬
‫((( مصطفى الغالييني‪ .2015 .‬حتقيق‪ :‬عيل سليامن شبارة جامع الدروس العربية مذي ً‬
‫ل ببحثي البالغة‬
‫والعروض‪ .‬الطبعة األوىل‪ .‬ص ‪ .39‬دمشق‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ .‬بترصف‪.‬‬
‫((( هنادا طه معايري «هنادا طه» لفنون اللغة العربية طبعة منقحة‪ .‬ص ‪ 6‬السنة ‪ .2016‬لبنان‪.‬‬
‫‪(3) American Council On The Teaching Of Foreign Languages ACTFL Proficiency Guideline‬‬
‫‪2012. Retrieved from: https://www.actfl.org/sites/default/files/pdfs/public/ACTFLPro-‬‬
‫‪ficiencyGuidelines2012_FINAL.pdf‬‬

‫‪363‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ .٤‬معيــار اكتســاب املفــردات‪ :‬واألولويــة فيها للمفــردات القرآنيــة باإلضافة‬


‫إىل مفــردات التواصــل‪ ،‬ومؤرشاتــه التعليميــة يف حتصيــل املفــردات واســرجاعها‬
‫والقــدرة عــى توظيفهــا لفهــم النصــوص املقــروءة والقصــص (والقــرآن‬
‫واحلديــث) والنصــوص املســموعة والتحــدث‪ .‬‬
‫‪.٥‬معيــار التحــدث‪ :‬ومؤرشاتــه تســمية األشــياء ووصفهــا والتحــدث عنهــا‬
‫وإجابــة األســئلة شــفه ًّيا واملحادثــة‪.‬‬
‫‪ .٦‬معيــار النحــو (والســامة اللغويــة)‪ :‬ومؤرشاتــه تتفــاوت مــن التقويــم‬
‫الشــفهي والتقويــم مــن خــال األنشــطة إىل التقويــم الكتــايب واإلعــراب‬
‫واختبــارات املســتوى والســامة اللغويــة قــراء ًة وحتد ًثــا وكتابــ ًة‪.‬‬
‫معيــار الــرف (والســامة اللغويــه)‪ :‬ومؤرشاتــه التقويــم الشــفوي (لقوائــم‬
‫األفعــال) والكتــايب (ملباحــث األســاء املشــتقة ودالالت األبنيــة وترصيــف‬
‫األفعــال) ‪.‬‬
‫‪ .٨‬معيــار الكتابــة‪ :‬ومؤرشاتــه كتابــة رمــوز اللغــة واختبــارات اإلمــاء‬
‫والكتابــه التعبرييــة والســامة اللغويــة‪.‬‬
‫ـول غــر عربي ـ ٍ�ة عــن أقرانهــم‬
‫هــل خيتلــف النشــأ املســلم مــن أصـ ٍ‬
‫ـول عربي ـ ٍ�ة يف تعلــم العربي ـ�ة؟‬
‫م��ن أصـ ٍ‬
‫مــن خــال جتربــة تعليــم العربيــة لفهــم القــرآن يف أكاديميــة بيــان لقرابــة‬
‫ٍ‬
‫ودارســة مــن ريــاض األطفــال إىل املرحلــة املتوســطة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ومخســن دارس‬ ‫مائــة‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وجدنــا الدارســن مــن أصــول عربيــة أقــدر عــى اكتســاب املفــردات ويفوقــون‬
‫أقراهنــم يف كفايــة الــرف والبالغــة‪ ،‬وال نجــد ذلــك الفــرق يف كفايــات النحــو‪.‬‬
‫ومــن اجلديــر بالذكــر أن وجــود الفــارق ال يعنــي عــدم القــدرة عــى اكتســاب‬
‫الكفايــات‪ ،‬ومــع التنويــه بــأن الفــرق بــن الفئتــن يف اكتســاب املفــردات يقــل‬
‫ـرا كلــا صغــر عمــر الــدارس عنــد التحاقــه بالربنامــج‪.‬‬ ‫كثـ ً‬
‫تأثري فهم القرآن على سلوك الدارسني‬
‫يف مقابلــة مــع الســيدة ماجــدة القــايض((( مديــرة أكاديميــة بيــان بعــد تطبيق‬
‫برنامــج العربيــة لفهــم القــرآن (ضمــن برنامــج حفــظ القــرآن) للعــام الرابــع‬
‫ـق وور ٍع واســتواء الشــخصية‬ ‫ســألتها إذا كانــت تــرى مــا ملســته مــن حســن خلـ ٍ‬

‫((( ماجدة القايض‪ ،‬مديرة أكاديمية بيان‪ ،‬واملديرة السابقة ملدرستي أكاديمية الشباب األمريكية أكاديمية‬
‫فلوريدا العاملية‪ .‬تامبا والية فلوريدا األمريكية ‪. 2019‬‬

‫‪364‬‬
‫العربية لفهم القرآن‪ :‬داليا محمد الديب‬

‫ـردد أن معــدل الشــكوى‬ ‫لــدى الدارســن يف املرحلــة املتوســطة‪ .‬أفــادت بــدون تـ ٍ‬


‫مــن ســلوك الدارســن مــن ِقبــل معلمــي الفصــول هــو صفــر يف أغلــب أيــام‬
‫ـة دراسـ ٍ‬
‫ـية ســاب ًقا‪.‬‬ ‫الســنة مقابــل طالــب يوميــا لــكل معل ـ ٍم لــكل حصـ ٍ‬
‫ًّ‬
‫نت�اجئ وتوصيات‬
‫يف اخلتــام نخلــص إىل أن تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا مــن النشــأ‬
‫املســلم بغــرض فهــم القــرآن باســتخدام برنامــج «العربيــة لفهــم القــرآن» جتربــة‬
‫ـنوات وهلل احلمــد‪ .‬لوحــظ مــن خــال التجربــة‬ ‫ناجحــة آتــت ثامرهــا يف بضــع سـ ٍ‬
‫ـر‬ ‫أن اعتــاد القاعــدة النورانيــة لتأســيس الدارســن يف القــراءة كان لــه أثـ ٌـر كبـ ٌ‬
‫ـح يف س ـ ٍّن‬ ‫ـظ صحيـ ٍ‬ ‫يف تنميــة الوعــي الصــويت واكســاب مهــارات القــراءة بلفـ ٍ‬
‫مبكــرة‪.‬‬
‫كــا لوحــظ أن قــدرة الدارســن يف املراحــل املختلفــة عــى اســتيعاب‬
‫كبــر مــن املفــردات القرآنيــة مرتبطــ ٌة بتعريضهــم جلــذور الكلــات يف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عــدد‬
‫الصغــر (عــن طريــق تقديــم الفعــل الثالثــي املجــرد مــن األفعــال األكثــر‬
‫تكــرارا يف القــرآن)‪ ،‬ثــم تنميــة الوعــي الــريف الــذي يمكنهــم مــن التعــرف‬‫ً‬
‫عــى مشــتقاهتا وداللــة األبنيــة املختلفــة لتلــك املشــتقات يف املراحــل التاليــة‪.‬‬
‫وإىل جانــب إعــداد بطاقــات املفــردات املصــورة واأللعــاب التعليميــة التــي‬
‫اســتمتع هبــا الدارســون‪ ،‬كان إلعــداد النصــوص املشــوقة املناســبة ألعــار‬
‫كبــر يف‬
‫ٌ‬ ‫أثــر‬
‫الدارســن واهتامماهتــم متضمنــة املفــردات والرتاكيــب القرآنيــة ٌ‬
‫حتصيــل املفــردات وتذكرهــا‪ ،‬الســيام مــن النصــوص التــي قدمــت مســموعة إىل‬
‫جانــب القــراءة‪ .‬كــا لوحــظ أن تدريــس النحــو والــرف والبالغــة‪ ،‬ال ســيام‬
‫باســتعامل الوســائل واألنشــطة املالئمــة لعمــر الــدارس ومســتواه‪ ،‬إىل جانــب‬
‫االســتامع والتحــدث والقــراءة والكتابــة مل يعطــل الدراســن ومل يثقلهــم وكان‬
‫عــى النقيــض باع ًثــا عــى االســتمتاع والتــذوق؛ ممــا زاد مــن اهتــام الدارســن ‬
‫ومحاســهم‪ .‬كذلــك كان للتمهيــد لدراســة النحــو مــن الســن املبكــرة باألنشــطة‬
‫املتعلقــة بنــوع الكلمــة وببنــاء اجلمــل ووظائــف االســم املختلفــة يف اجلمــل‪،‬‬
‫أكــر األثــر يف متكــن الدارســن يف املرحلــة املتوســطة مــن تنــاول اإلعــراب عــى‬
‫مســتويات فاقــت توقعاتنــا‪ ،‬وأســهمت يف الفهــم الصحيــح للقــرآن‪ ،‬وعصمــة‬
‫اللســان مــن كثــر مــن اللحــن املتعلــق بأخطــاء حركــة حــرف اإلعــراب‪.‬‬
‫وجيــدر يب أن أذكــر أن حفــظ الدارســن للكثــر مــن ســور القــرآن الكريــم‬
‫ً‬
‫عامــا مســاندً ا؛ حيــث كان مــن الســهل عليهــم اســتدعاء املفــردات مــن‬ ‫كان‬
‫حفظهــم واالستشــهاد بأمثلــة اإلعــراب مــن آيــات القــرآن‪.‬‬

‫‪365‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وأخــرا‪ ،‬بعــض التوصيــات للمعلــم أن يســتنهض مهــم الدارســن ‬ ‫ً‬


‫مذكــرا هلــم باهلــدف الســامي مــن تعلــم العربيــة لفهــم القــرآن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وحيدوهــم‬
‫وينقلهــم بــن النصــوص املعــدة هلــم وبــن القــرآن؛ ليجــدوا حــاوة الفهــم‬
‫ولــذة العلــم‪ ،‬ويطيــب هلــم بــذل اجلهــد والتعلــم‪ .‬وعــى املعلــم أن يتحــن ‬
‫الفــرص التعليميــة ويبــن للدارســن ثــراء اللغــة العربيــة وقدرهتــا عــى ‬
‫التعبــر عــا جيــول يف خواطرهــم مــن معــان ويشــجعهم عــى اســتعامهلا‪،‬‬
‫خمصصــا ألن يقــوم الدارســن باســتعامل مــا درســوا‬
‫ً‬ ‫وجيعــل ختــام درســة دائـ ًـا‬
‫يف التحــدث والتعبــر الشــفوي أو الكتــايب أوحماولــة فهــم نــص مقــروء‪ .‬‬
‫وقبــل ذلــك كلــه البــد ملعلــم العربيــة مــن الدراســة والتأهيــل والتدريــب‬
‫والتطويــر املســتمر حتــي يرقــى إىل مــكان معلــم العربيــة الناجــح‪ ،‬فيكــون لديــه‬
‫إملــام بالكفايــات اللغويــة ومعرفــة بطــرق التعليــم‪ ،‬وبكيفيــة تعلــم الدارســن ‬
‫وهتيئــة بيئــة داعمــة للتعلــم النشــط‪ ،‬وهتيئــة الفــرص لتعزيــز تعلــم الدارســن ‬
‫بالصــف واســتمرار تعلمهــم خــارج الصــف‪ .‬كــا جيــب عــى املعلــم تقويــم‬
‫طالبــه وتزويدهــم بالتغذيــة الراجعــة البنــاءة‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫العربية لفهم القرآن‪ :‬داليا محمد الديب‬

‫املراجع‬
‫‪1.1‬أبــو احلســن عــي احلســني النــدوي (‪ )2012‬قصــص النبيــن لألطفــال‬
‫لتعليــم اللغــة العربيــة واألســاليب القرآنيــة‪ .‬ليســر‪.‬بريطانيا‪ .‬األكاديميــة‬
‫اإلســامية‪.‬‬
‫‪2.2‬اإلمــام الشــافعي (‪ .)1938‬حتقيــق أمحــد شــاكر‪ .‬الرســالة‪ .‬ص‪.48‬‬
‫مــر‪ :‬مطبعــة مصطفــى البــايب احللبــي‪.‬‬
‫‪3.3‬خالــد عبــد الكريــم الالحــم (‪ .)2006‬مفاتــح تدبــر القــرآن والنجــاح‬
‫يف احليــاة‪ .‬ص ‪ .45‬القاهــرة‪ :‬دار الصديــق‪.‬‬
‫‪4.4‬فاضــل صالــح الســامرائي‪ 2015 .‬م‪ .‬معــاين األبنيــة يف العربيــة‪ .‬الطبعة‬
‫األوىل بــروت‪ :‬دار ابــن كثــر‪ .‬بتــرف‪.‬‬
‫‪5.5‬فاضــل صالــح الســامرائي‪ .2017 .‬اجلملــة العربيــة تأليفهــا وأقســامها‪.‬‬
‫الطبعــة األوىل‪ .‬ص ‪ .13‬بــروت‪ :‬دار بــن كثــر‬
‫‪6.6‬فاضــل صالــح الســامرائي‪ .2017 .‬اجلملــة العربيــة تأليفهــا وأقســامها‪.‬‬
‫الطبعــة األوىل‪ .‬ص ‪ .27‬بــروت‪ :‬دار بــن كثــر‪.‬‬
‫‪7.7‬الدكتــور عــى عمــر بادحــدح‪ ،‬يف‪ :‬نــور حممــد حقــاين‪ .‬حتقيــق حممــد‬
‫فــاروق حممــد الراعــي (‪ 1419‬هـــ) القاعــدة النورانيــة‪ .‬تقريــظ الطبعــة‬
‫األوىل‪ .‬ص ‪ .34‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ :‬جمموعــة الفرقــان للتعليــم‪.‬‬
‫‪8.8‬ماجــدة القــايض مقابلــة شــخصية‪ .2019 .‬مديــرة أكاديميــة بيــان‬
‫واملديــرة الســابقة ملدرســتي أكاديميــة الشــباب األمريكيــة أكاديميــة فلوريــدا‬
‫العامليــة‪ .‬تامبــا واليــة فلوريــدا األمريكيــة ‪.‬‬
‫‪9.9‬املتقــي اهلنــدي كنــز العــال يف ســنن األقــوال واألعــال ص ‪ ،33‬يف‪:‬‬
‫خالــد عبــد الكريــم الالحــم (‪ .)2006‬مفاتــح تدبــر القــرآن والنجــاح يف‬
‫احليــاة‪ .‬ص ‪ .41‬القاهــرة‪ :‬دار الصديــق ‪.‬‬
‫‪1010‬حممــد أديــب صالــح (‪.)2014‬الكلمــة القرآنيــة وعربيــة اللســان‪.‬‬
‫الطبعــةاألوىل‪.‬ص‪.13‬اململكـ�ةالعربيـ�ةالسـ�عودية‪-‬الريـ�اض‪:‬داراأللوكـ�ة‪.‬‬
‫‪1111‬مصطفــى الغاليينــي‪ .2015 .‬حتقيــق‪ :‬عــي ســليامن شــبارة جامــع‬
‫ـا ببحثــي البالغــة والعــروض‪ .‬الطبعــة األوىل‪ .‬ص‬ ‫الــدروس العربيــة مذيـ ً‬
‫‪ .8‬دمشــق‪ :‬مؤسســة الرســالة‪ .‬بتــرف‪.‬‬
‫‪1212‬مصطفــى الغاليينــي‪ .2015 .‬حتقيــق‪ :‬عــي ســليامن شــبارة جامــع‬
‫ـا ببحثــي البالغــة والعــروض‪ .‬الطبعــة األوىل‪ .‬ص‬ ‫الــدروس العربيــة مذيـ ً‬
‫‪ .39‬دمشــق‪ :‬مؤسســة الرســالة‪ .‬بتــرف‪.‬‬
‫‪1313‬نــور حممــد حقــاين‪ .‬القاعــدة النورانيــة‪ 1925-1856.‬مدينــة لدهيانــه‬
‫واليــة بنجــاب اهلنديــة‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪1414‬نــور حممــد حقــاين‪ .‬حتقيــق حممــد فــاروق حممــد الراعــي (‪ 1419‬هـــ)‬


‫القاعــدة النورانيــة‪ .‬الطبعــة األوىل‪ .‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ :‬جمموعــة‬
‫الفرقــان للتعليــم‪.‬‬
‫‪1515‬نــور حممــد حقــاين‪ .‬حتقيــق حممــد فــاروق حممــد الراعــي (‪ 1419‬هـــ)‬
‫القاعــدة النورانيــة‪ .‬مقدمــة الطبعــة األوىل‪ .‬اململكــة العربيــة الســعودية‪:‬‬
‫جمموعــة الفرقــان للتعليــم ‪.‬‬
‫‪1616‬هنــادا طــه معايــر «هنــادا طــه» لفنــون اللغــة العربيــة طبعــة منقحــة‪.‬‬
‫ص ‪ 6‬الســنة ‪ .2016‬لبنــان‪.‬‬
‫‪1717‬يوســف إســاعييل (‪ )2019‬خصائــص اجلانــب الرتكيبــي النحــوي‬
‫يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ .‬يف‪ :‬هــاين إســاعيل رمضــان‬
‫(‪ .)2019‬معايــر عنــارص اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ .‬الطبعــة األوىل‪.‬‬
‫إســطنبول‪ .‬أكــدم للطباعــة‪.‬‬
‫املراجع األجنبي�ة‬
‫‪11. American Council On The Teaching Of Foreign Languages ACTFL‬‬
‫‪Proficiency Guideline 2012. Retrieved from: https://www.actfl.org/‬‬
‫_‪sites/default/files/pdfs/public/ACTFLProficiencyGuidelines2012‬‬
‫‪FINAL.pdf‬‬

‫)‪22. Islamic Education, The Right Path: A Step-By-Step Approach (2003‬‬


‫‪Universal Academy of Florida‬‬

‫‪368‬‬
‫كوسيلة للواقعية‬
‫ٍ‬ ‫إدارة تعليم اللغة للناطقني بغريها‬
‫السياسية‬

‫(((‬
‫د‪ .‬سيوبا سوادغو‬
‫جامعة كيبيك بمونرتيال‬

‫ٌ‬
‫مشارك يف كريس البحث عن اإلسالم املعارص والعروبة يف إفريقيا الغربية بكلية العلوم‬ ‫ٌ‬
‫* باحث‬
‫االجتامعية جامعة كيبيك بمونرتيال (‪ ،)UQÀM‬ومدرس اللغة الفرنسية للناطقني بغريها‪ ،‬حامل‬
‫دكتوراه يف الدراسات العابرة للثقافات ‪( Transcultural studies‬ختصص الوطن العريب‬
‫واإلسالمي) من فرنسا‪ ،‬واملاجستري يف اإلدارة الدولية ( ختصص االستشارة والتحليل) من كندا‪،‬‬
‫ومؤلف كتاب خطاب اهلوية العربية‪ -‬اإلفريقية (منشور باللغة الفرنسية)‪ ،‬من اهتامماته‪ :‬إدارة‬
‫املنظامت واجلمعيات اإلسالمية‪ ،‬االندماج املهني والوظيفي خلرجيي اجلامعات اإلسالمية والعربية‬
‫يف إفريقيا‪ .‬إدارة االكتساب اللغوي لدي الكبار‪.‬الثقافات اإلسالمية وحضارهتا يف إفريقيا‪ ،‬إدارة‬
‫السلم يف السياق النزاع ذي الصلة باإلسالم وضع املرأة املسلمة اإلفريقية بني الدين والتقاليد‪،‬‬
‫العروبة واإلسالم يف إفريقيا ويف العامل‪ ،‬السياسات اخلارجية للدول اإلسالمية‪ ،‬اإلسالم السيايس‪،‬‬
‫والعصور األدبية العربية وتأثريها عىل شخصية املعرب اإلفريقي‪.‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫التوطئة‬
‫هــذا العــرض حمايثــة واســتجابة ملحــوري واقــع العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫املشــكالت واحللــول‪ ،‬والطرائــق واالجتاهــات احلديثــة يف تدريــس اللغــة‪ :‬النظرية‬
‫ـة أخــرى‪ .‬وهــو تلمــس لغاياهتــا كــا يســتقى مــن جتربــة لغــات‬ ‫والتطبيــق بطريقـ ٍ‬
‫أخــرى يف تعاملهــا مــع غــر الناطقــن هبــا‪ .‬الغــرض هــو املســامهة يف التخطيــط‬
‫ـة للناطقــن بغريهــا مســتقاة مــن جدليــة‬‫ـة عربيـ ٍ‬
‫ـة لغويـ ٍ‬
‫مــن أجــل اسرتســام سياسـ ٍ‬
‫اللغــة والواقــع االجتامعــي(((‪) (((Ɨ‬هنيــة) الســيام يف بلــدان غــرب إفريقيــا‪.‬‬
‫نقصــد بــاإلدارة يف هــذا العمــل كل مــا حييــط بعمليــة تعليــم العربيــة مــن‬
‫ٍ‬
‫وتوجيهــات )‪ .(Sayouba.2012‬والواقعيــة السياســية‬ ‫ٍ‬
‫واستشــارات‬ ‫ٍ‬
‫ختطيطــات‬
‫واحــدة مــن مــدارس الفكــر يف العالقــات الدوليــة‪ ،‬وهــي تؤمــن بمخــزون‬
‫القــوة )‪ (Morgenthau.1993.pp. 316‬لفــرض الــذات عــى ســاحة العالقــات‬
‫الدوليــة‪ .‬هــذه الســاحة تفتقــد إىل النظــام العقــاين املضفــي عليــه القيــم واملثــل‬
‫الدينيــة العليــا حيــث الفــوىض تعاقــب )‪.(Mersheimer.2001.pp. 154‬‬

‫يف رأينــا‪ ،‬يمكــن للعربيــة والعروبــة )‪ (Savadogo.2014‬أن تفــرض نفســها‬


‫عــى املحيــط اجلغــرايف ملتعلميهــا غــر الناطقــن هبــا يف األصــل؛ وذلــك إذا‬
‫تتبعــت سياســ ًة لغويــ ًة طموحــ ًة‪ .‬هــذه السياســة قــد تكــون مــن قبيــل رصــد‬
‫املتعلمــن للعربيــة مــن مناطــق غــر عربيــة ومســاندة شــخصيات منهــم ليكونــوا‬
‫عنــارص فعالــة يف جمريــات األمــور يف مواطنهــم‪ ،‬فيكونــوا ممــن يســهمون يف‬
‫إجــراءات اختــاذ القــرارات لبلداهنــم وللعــامل املتعــومل ‪.146)-(David.2011.pp. 115‬‬
‫أظــن أن سياســة مــن هــذا القبيــل قــد تكــون مربحــ ًة يف ديــار إفريقيــا‬
‫الغربيــة؛ حيــث يعــاين متعلمــو اللغــة العربيــة مــن عــدم االعــراف الرســمي‬
‫هبــم‪ ،‬ومــن عــدم مســامهتهم املبــارشة يف إجــراءات اختــاذ القــرار الرســمي‬
‫ال للسياســات الوطنيــة وال للسياســات الدوليــة لبلداهنــم )‪(Onuf.1989‬‬
‫‪ 396)-(Battistella.2009.pp. 359‬و)‪.(Realisations‬‬

‫((( انظر‪ :‬الدكتور عمر أوذاينية واألستاذة حسنى هنية كالمها من جامعة بسكرة باجلزائر‪:‬‬
‫«إن السياســة اللغويــة هــي جمموعــة اخليــارات الواعيــة القائمــة بــن اللغــة والواقــع االجتامعــي‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حمــدد يف احليــاة اللغويــة بموجــب قــرارات سياســية‪ .‬تتطلــب عمليــ ًة‬ ‫ٍ‬
‫تغــر‬ ‫هتــدف إىل إحــداث‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـة موضوعيــة ووســائل علميــة مــن أجــل تغــر الواقــع اللغــوي يف املجتمــع»‪.‬‬ ‫ـة علميـ ٍ‬
‫ختطيطي ـ ًة بطريقـ ٍ‬
‫((( عبد الرمحن‪.2019 ،‬‬

‫‪370‬‬
‫إدارة تعليم اللغة‪ :‬سيوبا سوادغو‬

‫اإلطار النظري‬
‫يتعامــل هــذا البحــث مــع العربيــة للناطقــن بغريهــا عــى أن‪ :‬الناطقــن‬
‫بغريهــا (بغــر العربيــة) هــم أولئــك الذيــن ينطقــون لغــات أخــرى إىل جانــب‬
‫اللغــة العربيــة؛ أي ثنائيواللغــة‪ ،‬أو متعددوهــا‪ ،‬أو حتــى مزدوجوهــا يف بعــض‬
‫ـرب‪ ،‬فيتعلمــون العربيــة كلغـ ٍ‬
‫ـة أوىل ولغة‬ ‫االعتبــارات‪ .‬قــد يكــون هــؤالء غــر عـ ٍ‬
‫ـايف‪ ،‬كــا هــو احلــال لــدي كثــر مــن اإلفريقيــن يف جنــوب الصحــراء؛‬
‫مبكــر‪ ،‬فيــدرس كل يشءٍ‬ ‫مرجـ ٍع ثقـ ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫حيــث يلتحــق املعــرب باملدرســة العربيــة منــذ ســ ٍّن‬
‫عــر العربيــة مــن دينيــات‪ ،‬وعلــوم‪ ،‬وتاريــخ وغريهــا‪.‬‬
‫وحتــى تكــون اللغــة الرســمية لدولتــه لغــ ًة أجنبيــ ًة بالنســبة لــه‪ .‬انظــر‪:‬‬
‫ٍ‬
‫غــر عــرب‬ ‫(ســوادغو‪ ،‬ذو القعــدة ‪1423‬هـــ‪ /‬فربايــر‪ .)2003‬أو يكونــون‬
‫تعلمــوا العربيــة بعــد ســن البلــوغ‪ ،‬فتكــون العربيــة بالنســبة هلــم لغ ـ ًة أجنبي ـةً‬
‫ـل‪ .‬قــد يكــون هــؤالء مــن اجلاليــات املســلمة‬ ‫أو ثانيـ ًة أو ثالثـ ًة أو حتــى لغــة عمـ ٍ‬
‫يف خمتلــف أنحــاء العــامل ومــن الباحثــن وحتــى مــن املوظفــن الدوليــن‪ .‬وقــد‬
‫يكــون هــؤالء فــروع عــرب املهجــر؛ حيــث إن صلتهــم بالعربيــة تتــم بالتــدارس‬
‫يف املراكــز االســامية (كمــدارس هنايــات األســبوع)‪ ،‬ويف مــدارس اللغــات يف‬
‫بعــض اجلامعــات الغربيــة كمدرســة اللغــات يف جامعــة كيبيــك بمونرتيــال‪،‬‬
‫ويف أقســام اللغــات واحلضــارات األجنبيــة يف بعــض اجلامعــات األوروبيــة (‬
‫كجامعــة جــان مولــن يف ليــون)‪ .‬وملــا مل حيــو هــذا املصطلــح أولئــك العــرب‬
‫الذيــن عندهــم ازدواجيــة لغويــة ( العاميــة والفصحــى) فلــم تســتقم ألســنتهم؛‬
‫حيــث يتكلمــون اللغــات الدارجــة دون إتقــان للعربيــة الفصحــى‪.‬‬
‫وهــذا إذا كنــا نقصــد بالعربيــة العربيــة الفصحــى؛ أي لغــة القواعــد‪ .‬هــذا‬
‫كثــرا مــن اخللــط بــن مــا‬
‫ً‬ ‫الصنــف األخــر إذا أراد تعلــم العربيــة قــد يعــاين‬
‫دارج‪ .‬فوضــع كثــر مــن الناشــئة العــرب يف‬
‫ـي ٌ‬ ‫ـح ومــا هــو عامـ ٌّ‬
‫يب فصيـ ٌ‬‫هــو عــر ٌّ‬
‫ٍ‬
‫أقســام اللغــة العربيــة يف اجلامعــات خــر شــاهد‪ .‬وعــن الباحــث املتخصــص‬
‫تــدرك معانــات جــل األســاتذة الكبــار يف اســتقامة اللســان عــى الفصيــح حــن ‬
‫إلقــاء املحــارضات‪.‬‬
‫عملنــا يف هــذا البحــث‪ ،‬يركــز عــى غــر العــرب الذيــن يتعلمــون العربيــة‬
‫ســواء يف سـ ٍّن مبكـ ٍ‬
‫ـر أو بعــد البلــوغ‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اهلدف‬
‫هيــدف هــذا البحــث ‪-‬بمقاربــة عبــور الثقافــات‪ -‬إىل التوعيــة أنــه يمكــن‬
‫اســتغالل الدارســن بالعربيــة مــن غــر العــرب يف صنــع قــوة يمكــن إرشاكهــا‬
‫ـر مــن القضايــا ذات الصلــة بالوطــن‬‫)‪ (GROUPEHUMAPRISE.s.d.‬يف حــل كثـ ٍ‬
‫العــريب أو بالعروبــة بــل بالعــامل بــأرسه‪ .‬لكــن يتحتــم أن تكــون هنالــك سياســة‬
‫لغويــة حكيمــة ملســاندة هــؤالء الدارســن؛ ليكونــوا نشــطني يف إجــراءات اختــاذ‬
‫القــرار الرســمي يف احليــاة االجتامعيــة والسياســية ألوســاطهم‪.‬‬
‫إ ًذا‪ ،‬هــذا البحــث يســائل احلــارض واملســتقبل اللغــوي‪ -‬العــريب‪ .‬ويدعــو‬
‫إىل إســهام اآلخــر وأخــذه يف االعتبــار خــارج الوطــن العــريب الســيايس‪ .‬ينتهــي‬
‫إىل اقــراح ســبل حتقيــق ذلــك‪.‬‬
‫اللغة والواقعية السياسية‬
‫ـة متكن‬‫ـة لغويـ ٍ‬
‫نقــرح يف هــذا البحــث أن يــدار تعليــم اللغــة العربيــة بسياسـ ٍ‬
‫عــى املــدى البعيــد مــن حتقيــق الواقعيــة السياســية ألرسة العروبــة‪ .‬نقصــد هبــذه‬
‫العروبــة تلــك التــي ال تقــف عنــد حــدود الوطــن العــريب احلــايل‪ .‬فالوقــوف‬
‫عنــد هــذا الوطــن تقليــص ملــا مــن حظــه أن يكــون متس ـ ًعا‪ .‬بــل وإضعــاف ملــا‬
‫مــن نصيبــه أن يكــون قو ًّيــا‪.‬‬
‫نعــم‪ ،‬حتقيــق هــذه الواقعيــة بمفهــوم العالقــات الدوليــة يتطلــب قبــول‬
‫اآلخــر وتقييــم مشــاركاته بــل وتشــجيعه عليهــا‪ .‬فالعقــول الصافيــة تســتقطب ‬
‫مــن أنــى أتــى‪ .‬ولــوال هــذا االســتقطاب الــذي فــرض نفســه يف قــرون العروبــة‬
‫ـي‪ ،‬الســيام يف عصــور الرتمجــة‬ ‫األوىل مــا كان تذكــر العربيــة كمرجـ ٍع علمـ ٍّ‬
‫ـي عاملـ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫خــر دليــل‬ ‫بعــد احلــروب الصليبيــة‪ .‬فأعــال مــاري دو فرانــس يف أقزامياهتــا‬
‫املســامهة يف الرتمجــة الثقافيــة للحــب العــريب نحــو الغــرب‪ .‬أعــال ابــن عبــد‬
‫ربــه يف العقــد الفريــد بقرطبــة إســبانيا يعتــر اســتحضارا لعلــوم العروبــة‬
‫إىل إســبانيا الغربيــة خــارج الوطــن العــريب‪ .‬ولــوال هــذا مــا حصــل لــكالم‬
‫الصاحــب بــن عبــاد معنــى إذ يقــول‪« :‬هــذه بضاعتنــا ردت إلينــا» (عبــد ربــه‪،‬‬
‫‪1404‬هـــ‪1984/‬م)‪ .‬فمدينــة قرطبــة حيــث ولــد وأقــام فيهــا ابــن عبــد ربــه يف‬
‫القــرن العــارش واحلــادي عــر امليــادي (‪249‬ـ‪328‬هـــ ) حظيــت بملخــص‬
‫علــوم الــرق يف هــذا الكتــاب‪ .‬وذاع صيــت الكتــاب يف عــره انظــر‪( :‬عبــد‬
‫ربــه‪1404 ،‬هـــ‪1984/‬م)‪.‬‬
‫عــى كــون هــؤالء خــارج اجلزيــرة العربيــة إال أن القائمــن باألمــور يف‬
‫ـة هبــم وبمنتجاهتــم‪ .‬فكانــت العروبــة ببعديــه اللغــوي‬ ‫اجلزيــرة كانــوا عــى صلـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ازدهــار حــن هــذه االنتاجــات‪.‬‬ ‫الثقــايف‪ ،‬والدينــي يف‬
‫ال شــك أن عروبــة عرصنــا تعــاين مــن داء نبــذ اآلخــر واالنطــواء عــى ‬

‫‪372‬‬
‫إدارة تعليم اللغة‪ :‬سيوبا سوادغو‬

‫الــذات كحـ ٍّـل حلفــظ الــذات مــن رشور اآلخــر‪ .‬فكــم مــن مـ ٍ‬
‫ـرة ســمعنا أهنــم‬
‫ليســوا عر ًبــا‪ ،‬هــؤالء عــرب املغــرب‪ ،‬بــل ليــس عربي ـ ًّا إال مــن كان يف اجلزيــرة‬
‫العربيــة‪ .‬وعليــه قــد يعــزى ثقــل ألســنة مــن هــو خــارج اجلزيــرة بالعربيــة إىل‬
‫أهنــم مــن قبائــل وليســوا عر ًبــا‪ .‬نحــن عــى وعــي بأنــه يف هــذا الســياق يصعــب‬
‫االلتفــات إىل مثــل اقرتاحنــا القائــل بقبــول اآلخــر خــارج الوطــن العــريب‪ .‬لكــن‬
‫االقــراح يســتمد حيويتــه مــن منطــق اإلدارة الدوليــة التــي تنظــر الواقعيــة‬
‫السياســية كحـ ٍّـل الكتســاب القــوة‪ .‬وبحكــم أن العروبــة ســيمة مجاعــة حرضــت‬
‫عــى التقويــة حلفــظ بقائهــا‪ .‬‬
‫ملدارســة اقرتاحنــا‪ ،‬نعالــج هــذا البحــث عــر العناويــن التاليــة‪:‬‬
‫اإلشــكاليات‪ :‬إشــكالية لغويــة وأخــرى ذات صلــة بــاإلدارة الدوليــة‪ ،‬أمهيــة‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬تفكــر عــن وضــع الدارســن للعربيــة مــن الناطقــن بغريهــا ‬
‫ـر مجاعــي)‪ ،‬الرتكيــز عــى أمهيتــن مــن أجــل الواقعيــة السياســية‪ ،‬نصوص‬ ‫(بتفكـ ٍ‬
‫عــن وضــع الناطقــن بالعربيــة مــن غــر أهلهــا‪ ،‬مســاءلة إمكانيــة مايدعــو إليــه‬
‫هــذا البحــث‪.‬‬
‫صلة باإلدارة الدولية‬
‫اإلشكاليات‪ :‬إشكالية لغوية وأخرى ذات ٍ‬
‫ال شــك أن إدارة تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا بمقاربــة عبــور‬
‫ـول إدار ًّيــا يف خمرجــات العمــل الرتبــوي العــريب لآلخــر‪ .‬هذا‬‫الثقافــات تعتــر حتـ ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫العمــل كان يتعاطــى مــع تعلــم الوافديــن عــى العربيــة كعمليــة ترفيهيــة (رفــع‬
‫اجلهــل عــن الــذات)‪ ،‬ومل يكــن يتعامــل معهــا كاســتثامرللمتعلم وللجهــة املعلمــة‬
‫ـتثامر هلــم باملعنــى الدينــي فهــي‬
‫باملعنــى اإلنســاين (حســنة الدنيــا)‪ .‬أجــل‪ ،‬هــو اسـ ٌ‬
‫عمليـ ٌة لكســب الســلعة الربانيــة الغاليــة‪ .‬لكــن كان يتعامــل مــع الغــد الدنيــوي‬
‫كأمـ ٍ‬
‫ـر ال حيــق االعتنــاء بــه‪.‬‬
‫يالحــظ أن التعامــل مــع الناطقــن بالعربيــة مــن غــر العــرب يتــم عــن‬
‫طريق مســاءلة اإلشــكاليات املدرســية ( نظــرة سكوالســتية‪)Vision scolastique‬‬
‫ـرق إىل مرحلـ ٍ‬
‫ـة مــا بعــد السكوالســتية‪ :‬كاالندمــاج املهنــي يف‬ ‫البحتــة دونــا تطـ ٍ‬
‫ســوق العمــل‪ ،‬االعــراف الرســمي للمؤهــات‪ .‬كفــاءة املخرجــات ومواءمــة‬
‫مــا تعلمــوه للواقــع املهنــي جلهاهتــم‪.‬‬
‫فمــن التعامــل املــدريس العــودة املفرطــة إىل أخطــاء غــر العــرب يف اللغــة‬
‫والرتكيــز عــى خمــارج احلــروف لدهيــم‪ .‬واملفارقــة التهكميــة يف عمليــات‬
‫اإلســقاط املبطــن لألخطــاء‪ .‬فــا مســألة املخــارج واألخطــاء إال عربيــة بحتــة‪:‬‬
‫حتــى حــن ‪ -‬حتــى عــن)‪ ،‬ومــا أنــت عليهــم بمصيطــر ‪ -‬ومــا أنــت عليهــم‬
‫بمســيطر)‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـرا مــا يركــز عــى ‬


‫حــن التعامــل مــع غــر العــرب الناطقــن بالعربيــة‪ ،‬كثـ ً‬
‫مســائل اللغــة غــر الطبيعيــة التــي تــأيت مــن جانبهــم‪ .‬فبــدل مــا حيســبون عربيــة‬
‫غــر العــرب كلسـ ٍ‬
‫ـان عــريب مثـ ٍ‬
‫ـر للعروبــة‪ ،‬حيســبونه تصن ًعــا لغو ًّيــا‪ .‬ومــن املهم أن‬
‫يلفــت النظــر بــأن األخطــاء قاســم مشــرك بــن الناطقــن باللغــة عــى اختــاف‬
‫مشــارهبم‪ .‬ومــا مــدارس الكوفــة والبــرة النحويــة إال انعكاســات ملحــاوالت‬
‫إصــاح اخلطــأ وتصحيحــه يف الكلــم‪ .‬وهــل حمكمــة أم جنــدب والرســالة‬
‫املوضحــة بــل املــدارس النقديــة العربيــة إال حمــاوالت إلصــاح األخطــاء‬
‫الرتكيبيــة‪ .‬وهــو مــا كان اجلرجــاين حيســبه النحــو املخلــوق مــع الــكالم‪ .‬وهــذا‬
‫الــذي أحســبه نحويــات اجلرجــاين((((ت ‪471‬هـــ) ‪.‬‬
‫يف القــرن اخلامــس (‪471‬هـــ) ركــز اجلرجــاين عــى قضيــة النظــم بغيــة‬
‫معاجلــة مســألة اإلعجــاز (عبــاس‪ .)1983 ،‬عبــد القاهــر اجلرجــاين أوضــح يف‬
‫دالئــل اإلعجــاز أن رس مجــال القــرآن يف نظمــه والقــرآن هــو النمــوذج يف اجلــال‬
‫اللغــوي العــريب ‪ -‬اجلــال املثــايل‪ .‬فبــه كان إعجــازه‪ .‬يقصــد بالنظــم النحــو‪:‬‬
‫ واعلــم أن ليــس النظــم إال أن تضــع كالمــك الوضــع الــذي يقتضيــه‬
‫علــم النحــو‪ ،‬وتعمــل عــى قوانينــه وأصولــه‪ ،‬وتعــرف مناهجــه التــي هنجــت‬
‫ـد شــي ًئا يرجــع صوابــه ‪-‬إن كان‬‫فــا تزيــغ (اجلرجــاين ص‪.)63.‬فلســت بواجـ ٍ‬
‫صوا ًبــا ‪ -‬وخطــؤه ‪-‬إن كان خطــأ‪ -‬إىل النظــم ويدخــل حتــت االســم‪ ،‬إال وهــو‬
‫معنــى مــن معــاين النحــو‪ .‬قــد أصيــب بــه موضعــه ووضــع يف حقــه‪ .‬أو عومــل‬
‫بخــاف هــذه املعاملــة‪ ،‬فأزيــل عــن موضــع واســتعمل يف غــر مــا ينبغــي لــه‪.‬‬
‫(اجلرجــاين‪ ،‬ص‪(.)64.‬عبــاس‪ ،1983 ،‬صفحــة ‪. )421‬‬
‫والنحــو عنــد عبــد القاهــر اجلرجــاين يف دالئــل اإلعجــاز هــو النحــو‬
‫املخلــوق مــع الــكالم أو الرتاكيــب‪ .‬وعــرف هــذا بعــده بعلــم املعــاين (عبــاس‪،‬‬
‫‪ ،1983‬صفحــة ‪ )421‬حيــاول هــذا البحــث النظــر إىل اللغــة كمرت ـ ٍع للعمــوم‪ ،‬‬
‫فــا توضــع معايــر تنميطيــة مســبقة التــي مــن شــأهنا أن تنقــص مــن جهــود‬
‫اآلخــر غــر العــريب أو ختمــل رغبــة املشــارك املحتمــل مسـ ً‬
‫ـتقبل‪ .‬هــذا مــا يتعلــق‬
‫باإلشــكالية اللغويــة‪.‬‬
‫أما اإلشكالية اإلدارية‪:‬‬
‫ فهــي ســياق الســاحة الدوليــة التلــون بالفــوض‪ ،‬هــذه الســاحة قــد جتعــل‬
‫القائــد العــريب صاحــب القــرار يرتيــث‪ .‬ليتــه كان يرتيــث إىل حــن التمكــن‬
‫(ضــان خمــزون القــوة)‪ .‬والقــوة ليســت فقــط قــوة عســكرية قــد تكــون قــوة‬
‫لغويــة‪ )2001 ،Mersheimer( .‬و(‪.)1993 ،Morgenthau‬‬

‫((( اجلرجاين‪ :‬نسبة إىل جرجان ‪ Georgan‬بإيرن‪ .‬تبعد عن طهران بـ ‪400‬كم‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫إدارة تعليم اللغة‪ :‬سيوبا سوادغو‬

‫إشكالية اإلدارة الدولية‬ ‫اإلشكالية اللغوية‬


‫الواقعية السياسية واحدة من‬ ‫‪.1‬التصنع اللغوي‬
‫مدارس الفكر يف العالقات الدولية‪،‬‬
‫وهي تؤمن بمخزون القوة )انظر‪:‬‬
‫‪ )Morgenthau.1993.pp. 3-16‬لفرض‬
‫الذات عىل ساحة العالقات الدولية‪.‬‬
‫الساحة تفتقد إىل النظام العقالين‬ ‫‪ .2‬تفكيك املعايري وإعادة الصياغة مرة‬
‫املضفي عليه القيم واملثل الدينية‬ ‫أخرى‬
‫العليا حيث الفوىض تعاقب (انظر‪:‬‬
‫‪.)Mersheimer.2001.pp. 1-54‬‬

‫أهمية اللغة العربي�ة‪:‬‬


‫املســلمون يرتقبــون أمهيــة العربيــة يف العربيــة القرآنيــة املعجــزة‪ .‬نعــم‬
‫حيصــل خلــط عنــد عــوام املســلمني بــن العربيــة كلغــات والعربيــة القرآنيــة‬
‫كاللســان املبــن (أمهيــة دينيــة)‪ .‬ويرتقــب الباحثــون أمهيتهــا يف إســعافها للعــامل‬
‫بعــد احلــروب الصليبيــة التــي أفرغــت اللغــات الالتينيــة مــن مكتباهتــا‪ ،‬فكانــت‬
‫األندلــس العربيــة (القــرن الـــ‪ 12‬امليــادي) حمــج الوفــود لرتمجــة العلــوم مــن‬
‫ـر مــن ســاكنة األرض ينطقــون‬ ‫العربيــة إىل الالتينيــة (أمهيــة بيانيــة)‪ .‬هــذا وكثـ ٌ‬
‫بالعربيــة‪ .‬لــو أخذنــا باألمهيــة العروبــة خــارج حــدود الوطــن العــريب‪ .‬فعــى ‬
‫ســبيل املثــال جــل جامعــات كنــدا فيــه معهــد للغــة العربيــة‪ ،‬ويــكاد ال ختلــو‬
‫دولــ ٌة يف إفريقيــة شــبه الصحراويــة إال وفيهــا بطــن عــريب‪ .‬وذلــك مــن لــدن‬
‫أن دخــل عقبــة بــن نافــع بــاد موريتانيــا‪ .‬ومنهــا دخلــت العروبــة مملكــة مــايل‬
‫وغريهــا مــن املاملــك‪.‬‬
‫ـل أن معظــم مراســات نخــب هــذه البلــدان مــع املســتعمركانت‬ ‫وخــر دليـ ٍ‬
‫باللغــة العربيــة‪ .‬وهــذه املراســات ال زالــت بمثابــة خمطوطــات حتتــاج إىل فــك‬
‫شــفراهتا ( أمهيــة اســراتيجية)‪ .‬كذلــك للغــة العربيــة مكانتهــا عــى صعيــد‬
‫اإلدارة الدوليــة‪ .‬هــي مــن بــن ســت لغــات اختــرت ملهمــة إدارة شــؤون دول‬
‫العــامل املتعــومل ‪-‬إحــدى لغــات األمــم املتحــدة وإداراهتــا‪( -‬أمهيــة دوليــة)‪ .‬هــذا‬
‫ـذر يف القــدم دونــا أن ينقطــع‬‫ـخ متجـ ٍ‬‫إىل جانــب أن اللغــة العربيــة لغـ ٌة ذات تاريـ ٍ‬
‫التفاهــم بــن الالحــق والســابق‪ .‬يقــال بــأن أول مــن تكلــم بــه آدم عليه الســام‪.‬‬
‫لغــة تكتســب بالتلقــي‪.‬كل مــن لــه بــاع يمكنــه قــراءة النصــوص األوىل‪ .‬أمــا‬
‫الصحفــي فقــد جيــد صعوبـ ًة فيهــا‪ .‬وهــذا يف رأيــي يبعــث بالثقــة يف هــذه اللغــة‬
‫(أمهيــة تارخييــة) انظــر‪( :‬دعــدع‪.)2018 ،‬‬

‫‪375‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تفكري عن وضع الدارسني للعربي�ة من الناطقني بغريها (تفكري‬


‫جماعي)‬
‫يتطلــب التفكــر عــن وضــع الدارســن للعربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‬
‫ًّ‬
‫عمــا مجاع ًّيــا إلجيــاد حــل مــن أجــل االســتقرار الــدويل‪ .‬وهــذا التفكــر ‬
‫يستحســن تركيــزه عــى قيــم شــهاداهتم وعــى وضعيــة اندماجهــم املهنــي‪:‬‬
‫الدارســون بالعربيــة مــن غــر العــرب –وعــى وجــه التحديــد مــن إفريقيــا‬
‫ـرا مــن عــدم االعــراف بمؤهالهتــم العلميــة‬ ‫جنــوب الصحــراء‪ -‬يعانــون كثـ ً‬
‫(قيمــة الشــهادات)‪ ،‬ومــن االندمــاج املهنــي‪.‬‬
‫قيمــة الشــهادات‪:‬‬
‫يف جــل البلــدان اإلفريقيــة جنــوب الصحراويــة‪ ،‬املــدارس العربيــة تنتمــي‬
‫خاصــة‪ ،‬وبالتــايل متنــح شــهادات خاصــة مــن أفــراد‪ ،‬وليســت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مؤسســات‬ ‫إىل‬
‫مــن وزارة الرتبيــة والتعليــم‪ .‬كلهــا تقري ًبــا بنيــت لتلبيــة حاجــة الديــن اإلســامي‬
‫وهــي أخــوات كــرى للكتاتيــب التــي كانــت منتــرة يف هــذه البلــدان قبيــل‬
‫ٍ‬
‫بعبــارة أخــرى متثــل الوجــه املتطــور للحلقــات التــي‬ ‫جمــيء املســتعمر‪ .‬فهــي‬
‫خرجــت املناضلــن يف وجــه االســتعامر يف إفريقيــا شــبه الصحراويــة كالشــيخ‬
‫محــاه اهلل‪ ،‬والشــيخ أمحــد بمبــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قديمــا وحديثـ�ا‪:‬‬ ‫الشــهادات‬
‫الشــهادة احلديثــة قــد تكــون هــي اإلجــازات يف القديــم‪ ،‬يف العلــم الدينــي‬
‫حيــث يتجــذر التعليــم العــريب يف إفريقيــا جنــوب الصحــراء‪ ،‬كانــت الشــهادة‬
‫بمثابــة إجــازة الشــيخ لتلميــذه‪ .‬والشــيخ مــا كان ليعــرف بــه شـ ً‬
‫ـيخا إن مل يكــن‬
‫شــيخ آخــر‪ .‬وهــذه اإلجــازة ترتقــي إىل حــن اســتنان اإلجــازة‬ ‫ٍ‬ ‫جمــازا مــن‬
‫ً‬
‫ـي للشــهادة‪ .‬فننتقــل –أظــن‪ -‬إىل اعــراف القــرن كإجــازة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كمعــادل موضوعـ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫بحاجــة إىل االعــراف هبــا يف الدوائــر‬ ‫أمــا الشــهادات احلديثــة‪ ،‬فهــي‬
‫الرســمية للدولــة التــي تســتقبل الطالــب احلامــل للشــهادة بعــد خترجــه‪ .‬يف‬
‫إفريقيــا جنــوب الصحــراوي ويف ســياق رصاع للثقافــات مل يســبق مثيــل‪ ،‬ويف‬
‫كــون متعــومل بعــد االســتعامر اخلــارس األكــر هــو املعــرب اإلفريقــي خــارج‬
‫الوطــن العــريب‪ .‬هــذه اخلســارة يمكــن التعبــر عنهــا عــى املســتوى الرقمــي‪.‬‬
‫فاملنطقــة اإلفريقيــة جنــوب الصحــراء ال تســتفيد يف غالبيتهــا مــن شــهادات ‬
‫مواطنيهــا الذيــن درســوا يف الوطــن العــريب مــن الكــم اهلائــل مــن خرجيــي‬
‫جامعــات الوطــن العــريب يف املنطقــة اجلنــوب الصحراويــة‪ .‬كنــه اخلســارة يف‬
‫كــون جــل بلــدان هــذه املنطقــة مــن هــذه القــارة ال تســتفيد منطقــة بكفــاءات‬

‫‪376‬‬
‫إدارة تعليم اللغة‪ :‬سيوبا سوادغو‬

‫معينــة رغــم احلاجــة إليهــا وكأهنــا يف ســياق حــرب النخــب بالتفويــض‪ .‬عــى ‬
‫هــذا املنــوال‪ ،‬جيــد محلــة الشــهادات مــن العــامل العــريب أنفســهم‪ ،‬يعانــون مــن‬
‫االعــراف لــدى الــوزارات‪ ،‬وهــذا يقلــل مــن قيمــة مالدهيــم لــدى أنفســهم‬
‫ولــدي غريهــم حيــث قــد حتــدث ملســة يف تقديرهــم للــذات)‪. (ALPABEM.2019‬‬

‫الدوائراالعرتافيــة تنقــص قيمــة الشــهادات العربيــة يف إفريقيــا جنــوب‬


‫الصحــراء‪ .‬فــدول املنطقــة مــا بــن رافــض جهر ًّيا هلــذه الشــهادات وبــن أنصاف‬
‫رافضــن هلــا‪ .‬ســيلفي بريدلــوب (‪2014‬م) تؤكــد أن املعربــن يف بوركينــا‬
‫يلتمســون بــا أمــل االعــراف هبــم (انظــر‪ .)Sylvie Bredloup2014 :‬ويركــز‬
‫حامــد ضيــاء (‪2015‬م) عــى الصــورة النمطيــة جتــاه محلــة الشــهادات بالعربيــة‬
‫يف بلــدان إفريقيــا جنــوب الصحــراء‪ .‬وذلــك خــال تناولــه إشــكالية املعــارف‬
‫والنخــب يف البلــدان اإلفريقيــة ( انظــر‪ .)Hamidou Diao.2015 :‬أمــا يوســف بنــايت‬
‫( ‪ ،)2016‬فإنــه يركزبالتلويــح عــى رشح ظاهــرة عــدم االعــراف باملؤهــات‬
‫العربيــة يف ســاحل العــاج‪ .‬يف تلوحيــه عــى أن ذلــك يرجــع إىل أهنــا نتــاج جهـ ٍ‬
‫ـود‬
‫ٍ‬
‫فرديــة أي ليســت لــوزارة تربيــة البــاد يــد فيهــا (انظــر‪(Kaba.1976 ; :‬‬
‫)‪Binaté.Autrepart 2016.p. 123‬‬ ‫‪Triaud.1979 ; Brenner.2000 dans‬‬

‫مــن املالحــظ أن تلوحيــات بنــايت هــي ذاهتــا املالحــظ يف بقيــة بلــدان إفريقيا‬
‫ٍ‬
‫جهــود‬ ‫جنــوب الصحــراء‪ ،‬فغالبيــة املــدارس املؤهلــة باللغــة العربيــة «نتــاج‬
‫قريــب؛ حيــث بــدأت بعــض احلكومــات حماولــة اســتبدال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وقــت‬ ‫ٍ‬
‫فرديــة» إىل‬
‫برامــج هــذه املــدارس بربامــج ملــروع مــدارس قــد متكــن مــن االعــراف هبــم‪.‬‬
‫احلقيقــة أن الربامــج املقرتحــة ســتفرغ هــذه املؤسســات مــن كوهنــا مــدارس‬
‫عربيــة إىل أخــرى هجينــة ينتظــر يــوم عقيقتهــا لتســميتها‪ .‬‬
‫االندمــاج املهين‪:‬‬
‫كان املتعلــم بالعربيــة مــن غــر الناطقــن هبــا يف إفريقيــا يــدرب عــى ‬
‫االندمــاج يف اآلن نفســه عــى احليــاة العمليــة‪ .‬وحينهــا كانــت الغالبيــة العظمــى‬
‫تندمــج عــى طريقــة العامــل املســتقل ‪ -‬ريــادة األعــال‪ .‬ســاعات الــدرس‬
‫كانــت مقلصــة لفســح املــال للعمــل اليومــي‪ .‬الصبــاح الباكــر واملســاء أو‬
‫ـل‬ ‫الليــل‪ .‬فنجــد الشــيخ يســتخدم طالبــه يف فالحتــه وأعاملــه الشــخصية كمقابـ ٍ‬
‫أو ٍّيل لتعليمهــم‪ .‬وهنــا يدخــل مفهــوم الربكــة يف االعتبــار يف الثقافــة اإلفريقيــة‪ .‬‬
‫ـو‪َ  ‬أ َّن‬‫﴿و َلـ ْ‬
‫وهــذا هــو عنــر اإليــان والتقــوى الــذي تســتجلب هبــا الــركات‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫ض َو َٰلكــ ْن‬ ‫ــا ِء َو ْالَ ْر ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ُوا‪ ‬وا َّت َق ْوا‪َ  ‬ل َفت َْحنَا‪َ  ‬ع َل ْي ِه ْ‬
‫ــم َب َركَات‪ ‬مــ َن َّ‬
‫الس َ‬ ‫َأ ْه َ‬
‫ــل ا ْل ُق َ‬
‫ــر ٰى آ َمن َ‬
‫ِ‬
‫ــا كَانُــوا َيكْســ ُب َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ون﴾[األعراف‪.]96 :‬‬ ‫ــم ب َ‬ ‫ك ََّذ ُبــوا َفأ َخ ْذن ُ‬
‫َاه ْ‬
‫ملــا كان عــر الشــيخ القــادة الذيــن شــهدوا جمــيء املســتعمر ناضــل‬
‫القــدوة الشــيوخ مــن أجــل البــاد والعبــاد‪ ،‬أقصــد ناضلــوا مــن أجــل بقــاء‬

‫‪377‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ظلــا حــل هبــم فوجــب‬ ‫ً‬ ‫دولتهــم‪ ،‬وكانــوا يــرون هــذا لزا ًمــا‪ ،‬فكانــوا يرونــه‬
‫ِ‬ ‫عليهــم النضــال ونــر اهلل هلــم يف املوعــد‪ُ ﴿ ،‬أ ِذ َن لِ َّل ِذيـ َن ُي َقا َت ُلـ َ‬
‫ـون بِ َأ َّنُـ ْ‬
‫ـم ُظل ُمــوا‬
‫ــم َل َق ِد ٌير﴾]احلــج‪ .]39 :‬هنــا نفكــر يف محــاه اهلل ومجاعتــه ‬ ‫ــى ن ِ ِ‬
‫َصه ْ‬ ‫َوإِ َّن اهللَ َع َ ْ‬
‫ومجاعــات املناضلــن الذيــن شــيطنتهم اجلامعــات املوكلــة للنعــرات داخــل‬
‫الصــف اإلســامي كالوهابيــة اإلفريقيــة‪.‬‬
‫وضع الناطقني بالعربي�ة من غري العرب يف العالم‬
‫السياســات التعليميــة واملهنيــة املتعلقــة باملجــال العــريب ال تأخــذ غال ًبــا يف‬
‫االعتبــار الناطقــن بالعربيــة مــن غــر العــرب‪ .‬املؤســف أن الباحثــن و أصحــاب‬
‫القــرارات اليســتحرضون أو يتجاهلــون وزن العروبــة القاطنــة خــارج حــدود‬
‫الوطــن العــريب التقليــدي‪ ،‬يف الوطــن العــريب ال كفــاءة لغويــة بحتــة لــدى عمــوم‬
‫الناطقــن بالعربيــة معرتفــة‪ ،‬لكــن هنالــك كفــاءة لغويــة عربيــة للعــرب باملعنــى‬
‫العرقــي‪ .‬وهــذا األمــر يلتحــق بالعروبــة حتــى خــارج ســور ديــار العروبــة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫صلــة بالكفــاءة اللغويــة العربيــة يف‬ ‫إىل وقــت قريــب‪ ،‬كــم مــن وظائــف ذات‬
‫العــامل اســتحوذ عليهــا العــرب بمجــرد االدعــاء أنــه عــريب وأن غــر العــريب‬
‫ال يمكنــه إتقــان العربيــة‪ .‬هــذا الصنــع يســيئ إىل اللغــة أكثــر ممــا حيســن إليهــا‪،‬‬
‫يب‪ .‬فــإذا قالــت جهـ ٌة وظيفيـ ٌة‬
‫وكأن العربيــة تأبــى أن يتعلمهــا وحيســنها غــر عــر ٍّ‬
‫برغبتهــا يف توظيــف كفــاءة عربيــة ســعى خرجيــو الوطــن العــريب إىل هتميــش‬
‫غريهــم‪ .‬الناطقــون بالعربيــة مــن غــر العــرب يتطلعــون إىل أن تكــون اللغــة‬
‫العربيــة ‪-‬كمثيالهتــا‪ -‬لغــة كفــاءات ال لغــة عــرق لدرجــة عــى وعــي أو بغــر ‬
‫وعــي‪.‬‬
‫احلالــة املزريــة للناطقــن بالعربيــة مــن غــر العــرب يف العــامل جتعلنــا‬
‫نتســاءل‪ :‬هــل هنــاك مؤســس‪ -‬أومنظمــة عربيــة ملتابعــة أوضــاع املتعلمــن ‬
‫للعربيــة مــن غــر العــرب؟‬
‫‪1 .1‬يف أوطاهنم؟‬
‫‪2 .2‬يف الوطن العريب؟‬
‫‪3 .3‬يف املنظامت العربية ( اإلقليمية والدولية)؟‬
‫العربيــة لغ ـ ٌة قديم ـ ٌة يف إفريقيــا مــن لــدن القــرن األول اهلجــري (الســابع‬
‫امليــادي)‪ .‬جــاءت هــذه اللغــة‪ ،‬إىل إفريقيــا مــع جمــي اإلســام إليها‪ .‬واالســتعامر‬
‫ولغاهتــا دخلــت ديــار إفريقيــا جنــوب الصحــراء يف القــرن التاســع عــر‪ .‬يــرى‬
‫بشــر عبــد الواحــد بــأن إفريقيــا عمو ًمــا متثــل أكــر مســاحة لنــر التعليــم‬
‫العــريب واإلســامي (عبــد الواحــد ‪ -‬بشــر‪ ،2006 ،‬صفحــة ‪ .)91‬يبنــي بشــر ‬
‫عبــد الواحــد رؤيتــه عــى نســبة املســلمني يف إفريقيــا‪ ،‬فهــو يــرى املنطقــة قــارة‬

‫‪378‬‬
‫إدارة تعليم اللغة‪ :‬سيوبا سوادغو‬

‫اإلســام األوىل (عبــد الواحــد ‪ -‬بشــر‪ ،)2006 ،‬ولعــل ذلــك ألن العربيــة‬
‫هــي اللغــة الرســمية للدولــة اإلســامية‪ .‬ومــن األدبيــات التــي تــرد ظاهــرة‬
‫اللغــة العربيــة مقارنــة إىل اللغــات األخــرى يف هــذه املنطقــة مــن القــارة مــا‬
‫ارتــآه عــي يعقــوب ( ‪ ) 29/03/1439‬بأهنــا كانــت لغــة أعــال قبــل أن تكــون‬
‫لغــة عبــادات‪ .‬وإن كنــا نــرى بأهنــا لغــة عاشــت حتــوالت مــن لغــة عبـ ٍ‬
‫ـادة إىل‬
‫لغــة أعـ ٍ‬
‫ـال‪ ،‬فــإىل لغــة أعــال عبــادات وأعــال بــل ولغــة دولــة‪ .‬يعقــوب هيتــم‬
‫ٍ‬
‫يتيمــة يف إفريقيــا‪ .‬وفيــا يــي ‬ ‫ٍ‬
‫كلغــة‬ ‫ٍ‬
‫كمنظمــة والعربيــة‬ ‫بتنافــس الفرانكوفونيــة‬
‫مقطــع عــن تنافــس الفرانكوفونيــة والعربيــة‪( .‬يعقــوب‪)1439 ،‬‬
‫ـر مــن‬ ‫إن إفريقيــا جنــوب الصحــراء قــد عرفــت اإلســام يف وقـ ٍ‬
‫ـت مبكـ ٍ‬
‫تارخيــه‪ ،‬وذلــك مــع ظهــور األفــواج األوىل مــن معتنقــي اإلســام يف القــرن‬
‫األول (الســابع امليــادي)‪ ،‬وحتولــت اللغــة العربيــة يف غــرب إفريقيــا‬ ‫اهلجــري َ‬
‫مــن لغــة التجــارة إىل لغــة العبــادات والعلــوم والثقافــة‪ ،‬ولغــة التعبــر الرســمي‬
‫يف عهــد إمرباطوريــة غانــا اإلســامية‪ ،‬ثــم يف عهــد إمرباطوريــة مــايل اإلســامية‬
‫(فيــا بــن القرنــن احلــادي عــر والثــاين عــر امليالديــن)‪ ،‬وبلغــت ذروة‬
‫جــل أرايض‬ ‫جمدهــا يف عهــد إمرباطوريــة ســنغي اإلســامية التــي حكمــت َ‬
‫غــرب إفريقيــا‪ ،‬وكانــت متتــد مــن مدينــة أغاديــس رش ًقــا إىل مــا وراء تنبكتــو‬
‫شــال إىل‪  ‬الغابــات جنو ًبــا‪ ،‬وكانــت هــي اللغــة‬ ‫ً‬ ‫غر ًبــا‪ ،‬ومــن أزواد ‪AZWAD‬‬
‫الســائدة يف املاملــك املختلفــة التــي تعاقبــت يف اجلــزء الغــريب مــن القــارة‪ ،‬وهــي‬
‫الســائدة يف اإلدارة والقضــاء ويف املراســات الرســمية‪ ،‬ســواء كانــت حمليــة‬
‫أو خارجيــة‪ .‬ولكــن مــع دخــول االســتعامر الغــريب‪ ،‬وبخاصــة الفرنــي‪ ،‬إىل‬
‫املنطقــة‪ ،‬يف هنايــات القــرن التاســع عــر امليــادي‪ ،‬أصبحــت اللغــة الفرنســية‬
‫لغــة التعليــم واإلدارة والتواصــل الرســمي يف جــل دول غــرب إفريقيــا‪ ،‬وبذلــك‬
‫بــدأت مرحلــة عــزل اللغــة العربيــة وتنحيتهــا مــن كل املواقــع الرســمية‪ ،‬لكنهــا‬
‫مــع ذلــك وجــدت املــاذ اآلمــن عنــد الســكان املحليــن‪ ،‬ممــا حفــظ هلــا البقــاء‬
‫يف دائــرة ضيقــة يف بعــض الــدول (يعقــوب‪.)1439 ،‬‬
‫هــذا ويذهــب أدم بمبــا (‪ )2018‬إىل أن العروبــة عرفــت طريقهــا إىل إفريقيا‬
‫الغربيــة مــع قــدوم اإلســام‪ .‬وذلــك عنــده يف القــرن الثــاين اهلجــري ‪ -‬الثامــن‬
‫امليــادي‪ .‬يــرى هــذا الباحــث إىل أن نســبة انتشــارالعربية يف إفريقيــا جنــوب‬
‫الصحــراء حــوايل ‪ %17‬مقابــل انتشــار كربيــات اللغــات اإلفريقيــة بنســبة ‪%10‬‬
‫انتشــارا مــن انتشــار أكــر اللغــات‬
‫ً‬ ‫و‪ ( %5‬اهلوســا ‪ .)%5‬أي أن العربيــة أكثــر‬
‫اإلفريقيــة يف إفريقيــا جنــوب الصحــراء‪.‬‬
‫أمــا عــن انتشــارها [أي عــن انتشــار العربيــة] بإفريقيــا حتديــدً ا؛ فتفيــد‬
‫أن مــن بــن (‪ )1030‬مليــون نســمة بإفريقيــا‪ ،‬بحســب إحصــاءات‬ ‫اإلحصــاءات َ‬
‫عــام ‪2011‬م‪ ،‬تتحــدَ ث بالعرب َيــة نســبة تقــارب (‪ )%17‬مــن هــذا العــدد (‪،)20‬‬

‫‪379‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫بينــا ال يتحــدَ ث بالســواحل َية إالَ حــوايل (‪ ،)%10‬واهلوســا (‪ ،)%5‬ومهــا ال ُلغتــان‬


‫انتشــارا بالقــارة‪ ،‬فالعرب َيــة –بلغــة األرقــام‪ -‬هــي أكثــر لغــات القــارة‬
‫ً‬ ‫األكثــر‬
‫ـارا‪( .‬بمبــا‪.)2018 ،‬‬ ‫اإلفريقيــة انتشـ ً‬
‫الســؤال الــذي يطــرح نفســه مالــذي جعــل الغلبــة للغــة االســتعامر بعــد‬
‫أن كانــت اللغــة العربيــة ســيدة املوقــف؟ يواصــل عــي يعقــوب (‪1439‬هـــ)‬
‫ارتــآءه فيقــول بأنــه فــور مغــادرة املســتعمر حلــت النخبــة التــي كونتهــا موقفهــا‬
‫مرسحــا لــراع الثقافــة الغربيــة والرشقيــة‬
‫ً‬ ‫فصــارت إفريقيــا جنــوب الصحــراء‬
‫بالتنــاوب‪:‬‬
‫وبعــد اســتقالل الــدول اإلفريقيــة حــاول بعــض حكامهــا أن يعيــدوا للغــة‬
‫العربيــة مكانتهــا يف املجتمــع اإلفريقــي اإلســامي‪ ،‬ولكــن وقــف أمــام املحاولــة‬
‫الفرنكفونيــون (دارســو اللغــة الفرنســية) الذيــن تبــوؤوا املناصــب العليــا بعــد‬
‫ـارة‪ ،‬ولكــن عقوهلــم وأفكارهــم فرنســية‪،‬‬ ‫ذهــاب االســتعامر‪ ،‬وهــم مــن أبنــاء القـ َ‬
‫بــل كان بعضهــم أشــد رضاو ًة وعــداو ًة يف حماربــة اللغــة العربيــة مــن الفرنســيني‬
‫أنفســهم‪ ،‬لكــن الشــعوب مل تقــف مكتوفــة اليــد أمــام هــذه الفئــة‪ ،‬بــل قاومتهــا‬
‫بإنشــاء املــدارس العربيــة النظاميــة العرصيــة‪ ،‬ومــا زال الكــر والفــر بــن الفئتــن‪،‬‬
‫ـة حتــاول أن تثبــت لغتهــا وثقافتهــا عــى أرض الواقــع‪( .‬يعقــوب‪.)1439 ،‬‬ ‫كل فئـ ٍ‬

‫االندمــاج املهنــي ليــس مــن نصيــب الناطقــن بالعربيــة يف معظــم بلــدان‬


‫إفريقيــا إال جنــوب الصحــراء‪ .‬يف الغالــب مناصــب الدولــة بيــد النخبة املفرنســة‬
‫تتقلــب فيهــا كيفــا شــاءت ولعــل هــذا مــا أراد عــي يعقــوب (‪ )1439‬تعكيســه‬
‫يف املقطــع التــايل‪:‬‬
‫كل املجــاالت‬‫فــإن النخبــة «امل َف ْرن ََســة )‪ «(francisé‬هــي صاحبــة احلــظ يف ِ‬
‫َ‬
‫هيــم أن تعيــش هــذه النُخبــة مغرتبــ ًة وســط أهلهــا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫السياســ َية وال َثقاف َيــة‪ ،‬وال ُ‬
‫بعيــدة عــن الواقــع االجتامعــي والثقــايف واالقتصــادي ملجتمعاهتــا‪ ،‬مواليــة‬
‫بإطــاق للثقافــة الفرنسـ َية التــي ينتمــون إليهــا ولغتهــا الفرنســية‪ ،‬وهــي مقتلعــة‬
‫مــن جذورهــا ومنقطعــة عــن مهــوم شــعبها‪ ،‬متباهــن بتقاليــد فرنســا وعــادات‬
‫أهلهــا‪ ،‬بــل رســخ يف أذهاهنــم أن ال ثقافــة وال تاريــخ خــارج ثقافــة فرنســا‬
‫ولغتها‪(.‬يعقــوب‪.)1439 ،‬‬
‫تنــاول بشــر عبــد الواحــد ( ‪2006‬م) مســألة إعــداد النخــب لــدى غــر ‬
‫العــرب يف إفريقيــا‪ ،‬وإخســار العروبــة مكانتهــا دونــا مبــاالة مــن العــرب هبــذا‬
‫املوقــف‪ .‬فهــو يــرى بــأن الــدول االســتعامرية ســيطرت عــى إفريقيــا وبعــد‬
‫رحيلهــا منهــا‪ .‬ظلــت تســيطر عــى مقاليــد األمــور يف املســتعمرات القديمــة‬
‫بفضــل النخــب التــي أعدهتــا وعلمتهــا وأهلتهــا عــن «طريــق لغتهــا التــي‬

‫‪380‬‬
‫إدارة تعليم اللغة‪ :‬سيوبا سوادغو‬

‫ـا للغــات الوطنيــة»‪ .‬هــذا الكاتــب ينكــر عــى العــرب زهدهــم‬ ‫فرضتهــا بديـ ً‬
‫عــن الناطقــن بالعربيــة خــارج الوطــن العــريب‪ .‬ويؤكــد أن مســاندة هــؤالء ال‬
‫اليســر نظــرا إىل ثــراء الوطــن العــريب‪ .‬يــرى بــأن األبــواب‬
‫ً‬ ‫يكلــف إال النــزر‬
‫أمــام القضيــة العربيــة مرشعــة يف إفريقيــا والفرصــة مواتيـ ٌة والتأييــد لــدى هــذه‬
‫الشــعوب اإلفريقيــة جنــوب الصحــراء هيفــو نحــو العروبــة‪ .‬وذلــك يف سلســلة‬
‫ٍ‬
‫دولــة أن‬ ‫ٍ‬
‫ســياق دو ٍّيل ال يمكــن أليــة‬ ‫الشــعوب املقهــورة اللتــاس البدائــل يف‬
‫تعيــش يف عزلـ ٍ‬
‫ـة عــن غريهــا‪ .‬مــن هنــا كانــت املواقــف الطبيعيــة إلفريقيــا داعمــة‬
‫للقضايــا العربيــة (عبــد الواحــد ‪ -‬بشــر‪.)2006 ،‬‬
‫فــإذا كان مــن الناطقــن مــن يســهمون يف اختــاذ القــرارات الرســمية ســوف‬
‫ٍ‬
‫«ولفــرة ليســت بعيــدة‬ ‫يؤثــرون يف القضايــا العادلــة وتلــك قضايــا إنســانية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كانــت اللغــة العربيــة‪ ،‬اللغــة األكثــر اســتخدا ًما يف كثــر مــن الــدول اإلفريقيــة‪،‬‬
‫كــا أن احلــرف العــريب هــو احلــرف الــذي اعتمدتــه معظــم اللغــات أو اللهجــات‬
‫غري املكتوبة«‪( .‬القومية‪ .)2011 ،‬‬
‫منظمة العربوفوني�ة كمساهمة حلل اإلشكالية‪:‬‬
‫مــا حيصــل للعروبــة ومــا حايثهــا نحســبها إشــكالية‪ .‬وحلــل هــذا يتطلــب‬
‫ـة عربوفونيــة حتــوي كل‬ ‫األمــر بــادئ ذي بــدء العمــل مــن أجــل تأســيس منظمـ ٍ‬
‫الناطقــن بالعربيــة عــى اختــاف أعراقهــم وأوطاهنــم‪ .‬هذا ســيمكننا مــن حضن‬
‫العروبــة خــارج وداخــل الوطــن العــريب الســيايس املعتــاد‪ .‬نحــن عــى وعــي‬
‫بــأن مثــل هــذه العمليــة تتطلــب الفهــم يف مبــادي تكويــن املنظــات اإلقليميــة‬
‫( اجلهويــة) والعامليــة‪ ،‬وحيبــذ أن تكــون هــذه املنظمــة غــر حكوميــة‪(ONG).‬‬
‫احلاجــة هــي التــي تدعــو إىل مثــل هــذه املبــادرة‪ ،‬وتكــون مــن أجــل إصــاح‬
‫ـرف هبــا لــدى األمــم املتحــدة ‬
‫اإلنســان والوطــن‪ .‬املنظمــة غــر احلكوميــة معـ ٌ‬
‫مــرة ســنة ‪1945‬م يف الفصــل العــارش‬ ‫ٍ‬ ‫وتناوهلــا ميثــاق األمــم املتحــدة ألول‬
‫املــادة الواحــدة والســبعني ( فصــل‪ 10‬املــادة ‪ .)71‬وعــرف ايكوســكو ‪ECOSCO‬‬
‫مصطلــح ‪ -‬املنظمــة غــر احلكوميــة ‪ ONG‬ســنة ‪1995‬م اليــوم ‪ 25‬مــن الشــهر‬
‫الســابع‪:‬‬
‫غــر حكومــي‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬
‫كيــان‬ ‫«املنظمــة غــر احلكوميــة منظمــ ٌة مكونــ ٌة مــن‬
‫ٍّ‬
‫ـات‪ ،‬وإن كان يمكنهــا قبــول أعضــاء معينــن مــن القــوات‬ ‫ـة بــن حكومـ ٍ‬ ‫باتفاقيـ ٍ‬
‫العامــة بــرط أال يؤثــروا ]أي املعينــون مــن قبــل احلكومــات[ عــى حريــة التعبري‬
‫]داخلهــا[‪ .‬يلــزم أن يكــون مصــادر متويلهــا األساســية مــن قبــل أعضائهــا‪ ،‬يلزم‬
‫إعــان أيــة متويــل حكومــي مبــارش ( لألمــم املتحــدة)»‪.‬‬
‫)‪(BIOFORCE.2012‬‬

‫‪381‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وطأنــا هبــذا النــص األممــي لنقــول بمرشوعيــة اقرتاحنــا‪ ،‬ونحــن بذلــك‬


‫ســوف نلــم الشــمل ونســتصلح احلالــة املزريــة للناطقــن بالعربيــة مــن غــر ‬
‫ـرا يف حــل القضايــا‬
‫العــرب‪ .‬أكاد أجــزم بــأن منظمــة عربوفونيــة ستســهم كثـ ً‬
‫العداليــة واالندماجيــة؛ حيــث ســتمكن الناطقــن بالعربيــة خــارج الوطــن‬
‫أرسة لغويـ ٍ‬
‫ـة مؤثــرة ومتأثــرة يف الكــون‬ ‫ٍ‬ ‫العــريب مــن اإلحســاس بأهنــم ينتمــون إىل‬
‫كثــرا يف توطيــد األمــن‬
‫ً‬ ‫املتعــومل‪ .‬وبحــل القضايــا أوحماولــة حلهــا ستســهم‬
‫والســلم الدوليــن‪.‬‬
‫العربوفونية منظمة دولية أو إقليمية؟‬
‫احلاجــة إىل املنظمــة‪ :‬يــرى دييــز دو فيالســكو( ‪ )2002‬فيــا كتبــه عــن‬
‫القاســم املشــرك بــن املنظــات دول ًّيــا يف أن احلاجــة إىل التعــاون وعــدم اســتغناء‬
‫الــذات عــن اآلخــر هــي التــي تفــرض اللجــوء إىل تأســيس املنظــات ‪(Diez-de‬‬
‫)‪ .-Velasco.2002.p. 4‬التســاؤل العلمــي الــذي يــدور يف البــال هــو التأكــد فيــا إذا‬
‫كانــت العربوفونيــة املقرتحــة ســتكون منظمــة إقليميــة أوليــة‪ .‬حمــرك التســاؤل‬
‫هــو طبيعــة التعريــف التقليــدي للمنظــات‪.‬‬
‫املنظمــة الدوليــة‪:‬‬
‫يذهب دييز دو فيلسكو ( ‪2002‬م) إىل أن‪:‬‬
‫ٍ‬
‫الــدول باتفاقيــة‬ ‫مجعيــات طوعيــ ٌة مكونــة مــن قبــل‬
‫ٌ‬ ‫«املنظــات الدوليــة‬
‫ـة‪ .‬هــذا املنظــات متنــح أجهــزة دائمــة ومســتقلة تكلــف بــإدارة املصالــح‬ ‫دوليـ ٍ‬
‫العامــة‪ .‬هلــا قــدرة التعبريعــن رغبــة مغايــرة – قانون ًّيــا‪ -‬عــن رغبــة أعضائهــا‬
‫[الــدول]»‪(Diez-de -Velasco.2002.p. 11). .‬‬

‫نجد التعريف ذاته عند كوالس ‪1993( Colas‬م)(((‪.‬‬


‫املنظمــة اإلقليميــة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ســيادة‪ ،‬وهــي ختتــص ‬ ‫ٍ‬
‫لــدول ذات‬ ‫ٍ‬
‫تعــاون‬ ‫املنظمــة اإلقليميــة منظمــة‬
‫باالنحصــار اجلغــرايف‪ .‬يقــول بوســتييل ‪ -‬فنينــاي يف نوتايســاته‪:‬‬
‫«اإلقليميــة [اجلهويــة] يف العالقــات الدوليــة شــكل مــن أشــكال التعدديــة‬
‫ً‬
‫أول‪ .‬تفــرض مســب ًقا تنســي ًقا طوع ًّيــا بــن العديــد مــن الــدول ذات الســيادة يف‬

‫‪.(1) Quant à Colas.(1993).il définit l'organisation internationale comme une association‬‬


‫‪volontaire:‬‬
‫‪«Une organisation internationale (OI) est une association d'États.établie par accord entre ses‬‬
‫‪membres et dotée d'un appareil permanent d'organes.chargés de poursuivre la réalisation‬‬
‫‪d'objectifs d'intérêts communs par une coopération entre eux». Dit-il (Colas.1993.p.11).‬‬

‫‪382‬‬
‫إدارة تعليم اللغة‪ :‬سيوبا سوادغو‬

‫خمتلــف املجــاالت‪ :‬مــن التجــارة والتمويــل إىل األمــن والبيئــة والصحــة‪ ،‬ومــع‬
‫ـكل مــن أشــكاهلا؛ ذلــك ألن مهنتهــا ليســت‬ ‫ذلــك‪ ،‬فهــي تعدديــة أطــراف يف شـ ٍ‬
‫ـزء مــن الكوكــب‪ .‬يبــدو أن التقييــد اجلغــرايف‬ ‫عامليــة‪ ،‬وتقتــر بالــرورة عــى جـ ٍ‬
‫للتعــاون اإلقليمــي واضــح فيهــا‪- .‬إنــه عمل ًّيــا مــن الناحيــة الواقعيــة‪ -‬لكنــه مــا‬
‫جيعــل منــه معقــدً ا أسياسـ ًّيا‪ ،‬ومنفــر ًدا بخاصيتــه» ((((‪.)Postel-Vinay‬‬

‫بطبيعــة احلــال حتتــاج املنظمــة العربوفونيــة التــي ندعــو إليهــا أن تكــون‬


‫منظمــ ًة دوليــ ًة‪ .‬انظــر‪ .(Sabourin.2019) :‬فــا أكثــر الناطقــون بالعربيــة خــارج‬
‫الوطــن العــريب الســيايس‪ .‬أقصــد الوطــن العــريب حســب معطيــات جامعــة‬
‫الــدول العربيــة (انظــر‪:‬يف امللحــق الــدول األعضــاء جلامعــة الــدول العربيــة)‬
‫‪(States.2009).‬‬

‫الرتكزي على أهميتني من أجل الواقعية السياسية‬


‫تكويــن املنظمــة العربوفونيــة كــردة فعـ ٍ‬
‫ـل لكســب املكانــة الدوليــة وهيبتهــا‪،‬‬
‫يمكــن للقائمــن اســتحضار أمهيتــي االســراتيجية والدوليــة مــن بــن األمهيــات‬
‫األخــرى للغــة العربية‪.‬‬
‫‪1.1‬األهميــة االســراتيجية‪ :‬للعربيــة مكانــة اســراتيجية لــدى الناطقــن هبــا‬
‫عامل ًّيــا‪ .‬فلهــا عوامـ ٌـل أخــرى يســاعد عــى حضورهــا‪ ،‬ختتلــف تلــك العوامــل عن‬
‫تلــك العوامــل املاديــة البحتــة للغــات األخــرى ســواء كانــت اللغــات املركزيــة‬
‫‪ Langues centrales‬واللغــات ذات املركزيــة املفرطــة ‪ Langues hyper-centrales‬أو‬
‫اللغــات فــوق املركزيــة ‪ Langues super-centrales‬هــذه طريقــة تعامــل األســتاذ‬
‫لــوران غايــو مــع السياســة اللغويــة )‪ .(Laurent.juillet 2009‬لكــن العربيــة خــارج‬
‫حــدود الوطــن العــريب مشــحون ٌة بالنكهــة الروحانيــة والــراءة (بمبــا‪،)2018 ،‬‬
‫فقــد احتلــت العربيــة كل هــذه التصنيفــات للغــة يف إفريقيــا جنــوب الصحــراء‪.‬‬
‫عــى هــذا بعيــد االســتعامر‪ ،‬كانــت مــن بــن اللغــات املرشــحة لتكــون لغــ ًة‬
‫كثــر مــن بلــدان إفريقيــا جنــوب الصحــراء‪ .‬أعــال إدوارد بليــدن‬‫ٍ‬ ‫رســمي ًة يف‬

‫‪(1) L’organisation régionale est une organisation de coopération des pays souverains qui se‬‬
‫‪particularise par restriction géographique. Selon Postel-Vinay.dans sa Notice15:‬‬
‫‪Le régionalisme‬‬ ‫‪dans les relations internationales est avant tout une forme de‬‬
‫‪multilatéralisme. il suppose en effet une coordination volontaire entre plusieurs pays‬‬
‫‪souverains dans des domaines divers.allant du commerce et de la finance à la sécurité en‬‬
‫‪passant par l’environnement et la santé. c’est cependant un multilatéralisme particulier.‬‬
‫‪puisque sa vocation n’est jamais universelle se limitant nécessairement à une portion de la‬‬
‫‪planète. la restriction géographique de la coopération régionale semble être une évidence-‬‬
‫‪c’est pratiquement une lapalissade- mais c’est ce qui en fait toute la complexité politique.et in‬‬
‫‪fine la singularité.(Postel-Vinay) (Postel-Vinay.Notice15.p.117).‬‬

‫‪383‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫القيمــة تذكــر هبــذا الرتشــيح‪ ،(Bleyden.1970).‬يالحــظ أن وجهــة نظــر األفارقــة‬


‫إىل العربيــة تتبايــن مــن راء هلــا مــع أهنــا لغــة «غــر حاملـ ٍ‬
‫ـة لــأوزار التــي تنــوء‬
‫هبــا اللغــات االســتعامرية» مــن [فرقــة وقهــر] لإلنســان اإلفريقــي( (بمبــا‪،‬‬
‫‪ )2018‬ومــن راء منهــا لغــة منظــرة للترصفــات االســتعامرية جتــاه اإلنســان‬
‫األســود اإلفريقــي جنــوب الصحــراوي‪ .‬عــى ســبيل املثــال كتــاب ابــن بطــان‬
‫يف رشاء العبيــد وتقليــب املامليــك واجلــواري كان دليـ ً‬
‫ـا يف تقييــد اإلنســان حلريــة‬
‫اآلخـ�ر‪ .‬حيكـ�ي بعـ�ض املصـ�ادر بـ�أن التجـ�ارة الثالثيـ�ة التـ�ي هلكـ�ت ضحيتهـ�ا‬
‫مــا ال يقــل عــن عرشيــن مليــون إنســان أســود ‪ -‬إفريقــي اســتفادت مــن هــذا‬
‫الكتــاب املنظــر انظــر‪ .(FUTURA-SCIENCES.2019) :‬عــى الرغــم من هــذا‪ ،‬يرى‬
‫العقــل اجلامعــي اإلفريقــي أن رش العروبــة دون خــره‪ ،‬فبحكــم طغيــان اخلــر عىل‬
‫الــر وبحكــم االنتشــار حتســب هــذه اللغــة جــز ًءا مــن لغــة القــارة عــى عكــس‬
‫اللغــات االســتعامرية مــن إنجليزيــة وفرنســية وهوالنديــة وبرتغاليــة‪.‬‬
‫الســياق؛ فــإن مــن أبــرز املفكريــن يف تلــك احلقبــة املــؤرخ إدوارد‬ ‫يف هــذا ِ‬
‫بليــدن (‪1852‬م – ‪1912‬م)‪ ،,Edward W. Bleyden ‬وقــد ذهــب إىل ترشــيح اللغة العربية‬
‫بوصفهــا لغــ ًة مشــرك ًة حلركــة إفريقيــا الكــرى (‪ ،)Panafricanism‬وحركــة‬
‫ـة عــى القارة‪،‬‬ ‫النيغرتــود (‪ ،)Negritude‬ودعــا إىل تعميمهــا بوصفهــا لغــة غــر غريبـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫وغــر حاملــة لــأوزار التــي تنــوء هبــا اللغــات االســتعامرية‪ .‬يقــول‪« :‬إن ملــا‬
‫يؤســى لــه يف حــال اإلنجليزيــة‪ ،‬وغريهــا مــن ال ُلغــات األوروبيــة يف هــذا اجلــزء‬
‫مــن إفريقيــا‪ ،‬أهنــا قــد أتــت إىل شــعوب إفريقيــا‪ ،‬وهــي مقرونـ ٌة بال ُفرقــة والقهــر‪،‬‬
‫وخاليــة مــن أي حمتــوى روحـ ٍ‬
‫ـي‪ ،‬بينــا ينظــر األفارقــة إىل العربيــة بوصفهــا لغــة‬
‫ديــن وإعــار‪ ،‬وأهنــا لغــة روحيــة»‪ ،‬وتظهــر أمهيــة هــذا املوقــف مــن لــدُ ن بليــدن‬
‫لكونــه مســيح ًّيا‪ ،‬ليــس لــه يف موقفــه املنصــف مــن العربيــة واإلســام أدنــى‬
‫ـوب كان مــن أحالمــه الكبــرة‬ ‫مصلحــة شــخصية‪ ،‬كذلــك‪ ،‬فــإن شــيخ أنتــا ديـ ْ‬
‫إجيــاد لغــة إفريقيــة مشــركة غــر اســتعامرية‪ ،‬لكنــه مل ينــص عــى العربيــة حتديــدً ا‬
‫بوصفهــا لغــة مشــركة إلفريقيــا‪( .‬بمبــا‪.)2018 ،‬‬
‫‪2.2‬للغــة العربيـ�ة أهميــة دوليــة‪ :‬ففــي ســياق ترشــيح لغة إفريقيــة‪ ،‬رجحت‬
‫‪-‬كــم أســلفنا أعــاه‪ -‬فكــرة اختيــار العربيــة لــدى ســود الداخــل واخلــارج‪،‬‬
‫أي لــدى املفكريــن األفارقــة القاطنــن يف جنــوب الصحــراء أو لــدى أفارقــة‬
‫الشــتات يف الكارايــب ويف أمريــكا وغريهــا (بمبــا‪ .)2018 ،‬كذلــك ال تتجاهــل‬
‫مكانــة اللغــة العربيــة يف اإلدارة الدوليــة‪ ،‬فهــي إحــدى لغــات األمــم املتحــدة‬
‫الســت )‪ .(Nations-Unies.2019‬يقــول يف هــذا (بمبــا‪« :)2018 ،‬إن جمموعــ ًة‬
‫مــن املفكريــن األفارقــة‪ ،‬ســواء داخــل القــارة أو خارجهــا مــن أفارقــة الشــتات‬
‫يف الكاريبــي وأمريــكا‪ ،‬حــن ظهــرت احلاجــة إىل اعتــاد لغـ ٍ‬
‫ـة إفريقيــة مشــركة‬

‫‪384‬‬
‫إدارة تعليم اللغة‪ :‬سيوبا سوادغو‬

‫إبــان اســتقالل الــدول اإلفريقيــة‪ ،‬قــد رشــحوا اللغــة العربيــة ألن تكــون ال ُلغــة‬
‫املشــركة اجلامعــة للــدول اإلفريقيــة احلديثــة»‪( .‬بمبــا‪.)2018 ،‬‬
‫هل يمكن حتقيق ما يدعو إليه هذا البحث؟‬
‫ـر مــن دارســيها كلغــة‬ ‫العربيــة فرضــت ذاهتــا عــى املحيــط اجلغــرايف لكثـ ٍ‬
‫أوىل يف بلــدان إفريقيــا جنــوب الصحــراء‪ .‬هــؤالء ال حيســبون اللغــة العربيــة لغـ ًة‬
‫أجنبيـ ًة هلــم أنفســهم بــل حيســبون أنفســهم ناطقــن هلــا إىل جانــب لغــات أخرى‬
‫ـر مــن بلــدان‬‫يف املنطقــة‪ ،‬فالثنائيــة اللغويــة بــل وتعدديتهــا ســم ٌة مــن ســات كثـ ٍ‬
‫ـرا مــن معــريب إفريقيــا جنــوب‬ ‫إفريقيــا جنــوب الصحــراء‪ .‬لكــن ليعلــم أن كثـ ً‬
‫الصحــراء يتقبلــون وصــف الناطــق بغــر العربيــة ملجــرد امليــزات املتعلقــة هبــذا‬
‫الوصــف‪ .‬عــى ســبيل املثــال هنــاك مقاعــدٌ خمصصــ ٌة يف معاهــد وجامعــات‬
‫الوطــن العربيــة للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬وليســت هنالــك مقاعــد للناطقــن ‬
‫بالعربيــة خــارج الوطــن العــريب‪ .‬أعــدا ٌد خمصصـ ٌة للمعربني مــن الناطقــن بغريها‬
‫)‪ (Numerus-Closus.2019‬تتبــع سياســة لغويــة طموحــة للناطقــن بالعربيــة خارج‬
‫الوطــن العــريب‪ ،‬ســوف متكــن مــن رصــد شــخصيات للمســامهة يف دفــع عجلــة‬
‫سياســات العرويــة دول ًّيــا مثلــا تقــوم هبــا اللوبيــات الدوليــة ( مرجــع )‪ .‬هــذا‬
‫عــى الصعيــد الــدويل عــى املــدى البعيــد‪ ،‬أمــا عــى املــدى القصــر واملتوســط‬
‫ســوف متكــن تأســيس منظمــة عربوفونيــة مــن رصــد املعربــن دول ًّيــا وصناعــة‬
‫نخــب منهــم مــن أجــل املســامهة يف اختــاذ القــرارات يف أوطاهنــم ‪(David.2011.‬‬
‫‪ 396)-(Battistella.2009.pp. 359 146)-pp. 115‬و)‪.(Realisations‬‬
‫ـة للدارســن للعربيــة‬ ‫ـة إندماجيـ ٍ‬
‫ـة تعليميـ ٍ‬
‫فاحلاجــة ماس ـ ٌة إىل ختطيــط سياسـ ٍ‬
‫ـية يفيــد اإلنســانية‪ ،‬أقصــد بالواقعيــة‬ ‫ـة سياسـ ٍ‬
‫مــن غــر العــرب‪ ،‬مــن أجــل واقعيـ ٍ‬
‫السياســية مكســب القــوة‪ .‬هــذه السياســة يلــزم أن تســتغل مــن أجــل‬
‫ٍ‬
‫تربويــة ترتقــي بالعروبــة إىل الواقعيــة السياســية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وسياســة‬ ‫ٍ‬
‫لغويــة‬ ‫ٍ‬
‫اســراتيجية‬
‫وذلــك بــأن يعــاد النظــر يف النفقــات بــأن جتعــل امليزانيــة املتعلقــة بتعليــم العربيــة‬
‫لغــر العــرب تتــواءم مــع فصــول االقتصــاد الرتبــوي (انظــر‪.(Joanis.2002) :‬‬
‫يف رأينــا يمكننــا تطبيــق االقتصــاد الرتبــوي عــى هــذه امليزانيــة بــأن جيعــل‬
‫هدفــه األول أنــه اســتثامر تربــوي )‪ (OCDE.2012‬مــن أجــل الواقعيــة السياســية ‬
‫‪.16)-(Morgenthau.1993.pp. 3‬‬
‫قــد يــرى البعــض صعوبــة القيــام بــا ندعــو إليــه‪ .‬نقــول بنــاء عــى ‬
‫التجربــة والدراســات بــأن هــذا يمكــن‪ ،‬فالنظريــات النقديــة يف الدراســات‬
‫الدوليــة وإدارة العــامل تثبــت بــأن النظــام –العــامل ‪ Systeme-monde‬كــا تدارســه‬
‫والريســتني ‪ – )1974 (Wallerstein‬رابــط يف املركــز االقتصاديــة ومنبعهــا‪ .‬عليــه‬
‫ـع ال يســتهان بــه يف النظــام الــدويل‪ ،‬فيمكنــه هــذه‬
‫نعلــم بــأن العــامل العــريب منبـ ٌ‬
‫امليــزة للســعي نحــو القــوة االســتقاللية واملســامهة ح ًّقــا مــن أجــل مصلحــة‬

‫‪385‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫العبــاد والبــاد للمحفظــة عــى هــذا الكوكــب الــذي نعيــش عليــه‪.‬‬


‫هلــذا الغــرض يمكــن العكوف يف حقــل مصطلحات اقتصــاد املعرفــة ‪Économie -‬‬
‫‪ de savoir‬واالقتصــاد الرتبــوي‪ Économie éducative‬بــل واالســتثامر الرتبــوي‬
‫‪ Investissement éducatif.‬ويتعامــل بالتحديــد مــع مفــرديت البضاعــة املعرفيــة‬
‫‪ Marchandise du savoir‬والعائــدات اخلارجيــة ‪ -‬اإلجيابيــة للرتبيــة‪Externalités‬‬
‫‪ positives de l’éducation‬رابطــن كلهــا باقتصــاد املعرفــة يف جمــال تعليــم العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا‪ .‬ويكــون ذلــك يف توجــه امليزانيــة املخصصــة لتعليــم هــذا‬
‫الصنــف مــن املتعلمــن‪ ،‬وبخطــة نشــاط مكونــة مــن إداريــن متعــددي األطراف‬
‫يمكــن التنبــؤ بســبل إمكانيــة اســتفادة العروبــة مــن الناطقــن بالعربيــة مــن غــر ‬
‫العــرب كاســتثامر! ‬
‫اخلالصة‬
‫ٍ‬
‫بحاجــة إىل كل مقوماهتــا‬ ‫هــذا البحــث يســعى إىل القــول إن العروبــة‬
‫ـري لفهــم‬
‫ـب ثـ ٌّ‬ ‫مــن الداخــل واخلــارج‪ ،‬فالعروبــة خــارج الوطــن العــريب مطلـ ٌ‬
‫أنرتوبولوجيــا الشــعوب الناطقــة بالعربيــة خــارج الوطــن العــريب‪ ،‬ولتتبــع ســر ‬
‫اللغــة وهجرهتــا‪ ،‬فتتغــر ســاهتا حالــة كوهنــا لغــة أغلبيــة ورســمية أو لغــة أقلية‪،‬‬
‫بــل وحتــى عنــد حالــة كوهنــا لغــة رســمية أوىل أو ثانيــة إىل حالــة كوهنــا لغــة ال‬
‫ـر لــدى املؤسســات‬ ‫تعتــد هبــا‪ .‬مــن هنــا أتــت دراســتنا حمرضــة عــى وضــع أطـ ٍ‬
‫لغويــة هدفهــا الوصــول إىل الواقعيــة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫سياســة‬ ‫واملنظــات العربيــة مــن أجــل‬
‫السياســية‪ .‬وارتــآى لنــا أن مثــل هــذه األطــر يمكــن تصــور أدراجــه األوىل مــن‬
‫ٍ‬
‫هلــدف‬ ‫عنــد منظمــة عربوفونيــة متكــن مــن إحصــاء اللســان العــريب يف العــامل‬
‫ـد‪ ،‬وهــذا مــن أجــل حتقيــق قضيــة اإلنســان وحتقيــق الكرامــة للجميــع‪.‬‬ ‫موحـ ٍ‬

‫‪386‬‬
‫إدارة تعليم اللغة‪ :‬سيوبا سوادغو‬

‫املراجع‬
‫بالعربي�ة‪:‬‬
‫‪1.1‬القوميــةح‪ .‬ا ‪. (2011‬ينايــر ‪01).‬واقــع اللغــة العربيــة يف إفريقيــا‬
‫(جيبــويت وأريرتيــا يف القــرن اإلفريقــي نموذجــا‪. Retrieved 08‬‬
‫‪28.2019.from‬‬ ‫_‪http://www.baath-party.org/index.php?option=com‬‬
‫‪content&view=article&id=210:210&Itemid=120&lang=ar‬‬
‫‪2.2‬بمبــا‪ .‬أ‪20). . (2018.05‬اللغــة العربيــة بإفريقيــا‪ ..‬تشــخيص لواقعهــا‬
‫واســترشاف ملســتقبلها‪29.2019.from https://www. . Retrieved 08‬‬
‫‪qiraatafrican.com/home/new/‬اللغة‪-‬العربية‪-‬بإفريقيا‪-‬تشــخيص‪-‬لواقعها‪-‬‬
‫واسترشاف‪-‬ملســتقبلها‪.‬‬
‫‪3.3‬ســوادغو‪ .‬س( ‪.‬ذو القعــدة ‪1423‬هـــ‪ /‬فرباير ‪2003).‬شــهدت ســاحته‬
‫انحســار العربيــة وذيــوع الفرنســية‪ ..‬االدب يف بوركينــا فاســو‪ :‬بوصلــة‬
‫البحــث عــن الــذات ‪.‬احلــج والعمــرة‪.90-93‬‬
‫‪4.4‬عبــاس‪ .‬إ‪. (1983). 4‬ـ النقــد وفكــرة اإلعجــاز ‪. In‬إ‪ .،.‬عباس‪.‬تاريــخ‬
‫النقــد األديب عنــد مــن القــرن الثانيحتــي القــرن الثامــن اهلجــري ‪(p. 419‬ـ‪).‬‬
‫بــروت لبنــان‪ :‬دار الثقافــة‪.‬‬
‫‪5.5‬عبدالرمحــان‪.‬ب‪20). Retrieved from https://www.m-a-arabia. . (2019.7‬‬
‫‪com/site/21844.html‬‬
‫‪6.6‬عبدالواحد‪-‬بشــر‪.‬ب ‪. (2006).‬التعليــم العــريب االســامي يف إفريقيــا‬
‫الواقــع واملســتقبل( ‪.‬د‪ .‬تربويــة )‪.Ed.‬اخلرطــوم‪ :‬كليــة الرتبيــة جامعــة إفريقيا‬
‫العاملية ‪.‬‬
‫‪7.7‬عبدـــربه‪.‬أ‪ .‬ا‪. (1404‬هـــ‪1984/‬م ‪).‬العقــد الفريــد ‪.‬بــروت‪ :‬دار‬
‫الكتــب العلمبــة‪.‬‬
‫‪8.8‬هنيــة‪.‬ع‪ .‬أ ‪. (n.d.).‬السياســة اللغويــة دراســة للمفهــوم واألهــداف مــن‬
‫وجهــة نظــر سوســيولوجية ‪.‬املنهــل‪20.2019.from https:// . Retrieved 07‬‬
‫‪85466/platform.almanhal.com/Files/2‬‬
‫‪9.9‬يعقــوب‪.‬ع‪29). . (1439.3‬الفرنكفون َيــة وحتدياهتــا للغــة العربيــة‬
‫يف بــاد غــرب إفريقيــا ‪.‬اخلطبــاء‪28.2019.from https:// . Retrieved 08‬‬
‫‪khutabaa.com/media_observer/290928‬‬

‫بغري العربي�ة‪:‬‬
‫?‪1010 ALPABEM. (2019.28 09). L'estime de soi.qu'est-ce que c'est‬‬
‫‪Retrieved from https://alpabem.qc.ca/lestime-de-soi-quest-ce-que-‬‬

‫‪387‬‬
‫ الحاضر والمستقبل‬:‫العربية للناطقين بغيرها‬

cest/
1111 Battistella.D. (2009). « La politique étrangère »,. In Théories
des relations internationales (p. 694). France: Presses de Sciences
politiques.
1212 BIOFORCE. (2012.20 11). Ritimo. Retrieved janvier 20.2019.from
www.ritimo.org: https://www.ritimo.org/Les-ONG-au-travers-de-
l-histoire-du-mouvement-de-la-solidarite-leurs-principes
1313 Bleyden.E. (1970). English in Africa: After the Cold War. In A. M.
Mazrui. Clevedon: Multilingual Matters.
1414 David.C. P. (2011). « Les processus décisionnels: l’influence
des facteurs cognitifs et bureaucratique dans la formulation de la
politique étrangère américaine ». In P. Karine.La politique étrangère
des grandes puissances (pp. 146-115). Saint Foy: Les Presses de
l'Université Laval.
1515 Diez-de -Velasco.M. (2002). « Les organisations internationales:
généralités ». In Les organisations internationales. Paris:
Economica33-3.
1616 FUTURA-SCIENCES. (2019.29 09). Retrieved from Futura-
Sciences: https://www.futura-sciences.com/sciences/questions-
reponses/histoire-commence-commerce-triangulaire-5608/
1717 GROUPEHUMAPRISE. (n.d.). Retrieved 17 08.2019.from
https://www.groupehumaprise.com/comment-instaurer-une-
gestion-participative-dans-votre-pme/
1818 Joanis.M. (2002). L’économie de l’éducation: méthodologies.
constats et leçons. (CIRANO.Ed.) 18-1.
1919 Laurent.G. (juillet 2009). POLITIQUES EDUCATIVES ET
ENJEUX SOCIO-DIDACTIQUES:L’ENSEIGNEMENT BILINGUE
FRANCOPHONE ET SES MODELES. 15-1. Retrieved 30 09.2019.
from http://glottopol.univ-rouen.fr/telecharger/numero_13/
gpl02_13gajo.pdf
2020 Mersheimer.J. J. (2001). MERSHEIME«Introduction & Anarchy
and the Struggle for Power ». In Tragedy of Great Power Politics.(p.
555). États Unis: Norton.
2121 Morgenthau.H. J. (1993). «A Realist Theory of International
Politics». In Collectif.Politics Among Nations: The struggle for
Power and Peace.(p. 419). États-Unis: McGraw.
2222 Nations-Unies. (2019.28 09). Langues officielles de l'ONU.
Retrieved from https://www.un.org/fr/sections/about-un/
official-languages/
2323 Numerus-Closus. (2019.29 09). Numerus closus. Retrieved from
http://clubmedecine.fr/quest-ce-numerus-clausus-comment-il-fixe/
2424 OCDE. (2012). Retrieved from https://ei-ie.org/media_gallery/
Policybrief_03_investineducation_fre.pdf
2525 Onuf.N. (1989). «World of Our Making. Rules and Rule. In
Social Theory and International Relations. .Colombua.Universty of
SaouthCarillon Press.
2626 Postel-Vinay.K. (n.d.). Notice15. In Le régionalisme dans les

388
‫ سيوبا سوادغو‬:‫إدارة تعليم اللغة‬

relations internationales.(pp. pp. 121-117.).


2727 Realisations. (n.d.). POLITIQUE ETRANGERE AMERICAINE:
Histoire.origines.évolutions. Retrieved 20 07.2019.from http://
www.thucydide.com/realisations/comprendre/usa/usa1.htm
2828 Sabourin.L. (2019.27 9). Retrieved 28 09.2019.from http://www.
dictionnaire.enap.ca/dictionnaire/docs/definitions/defintions_
francais/organisation_internationale.pdf
2929 Savadogo.S. (2014). Discours identitaire Arabo-Africain:
Al-Faytūrī entre l'Arabité et l'Africanité. Allemagne: Presses
Académiques Francophones.
3030 Sayouba.S. (2012). Consultations et changements
organisationnels. Montréal: École nationale d'administration
publique.
3131 States.L. o.-A. (2009.27 09). ‫جامعة الدول العربية‬. Retrieved from Leag of
Arab States: http://www.lasportal.org/ar/Pages/default.aspx

389
‫األسس العلمية واإلجرائي�ة‬
‫يف نظريات تعليم القراءة والكتابة‬

‫د‪ .‬ظافر بن علي عبد هللا الشهري‬


‫(((‬

‫جامعة امللك عبد العزيز ‪ -‬السعودية‬

‫* أستاذ مساعد بمعهد اللغة العربية بجامعة امللك عبد العزيز السعودية‪ ،‬مهتم باستخدام‬
‫اسرتاتيجية التدريس التباديل يف تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى متعلمي اللغة العربية‬
‫الناطقني بغريها‪ ،‬باإلضافة إىل إقامة العديد من الدورات داخل اململكة وخارجها‪ ،‬وهيتم حال ًيا‬
‫بتوظيف التقنية احلديثة يف إعداد برامج لتعلم اللغة العربية حول العامل‪.‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫ملخص‪:‬‬

‫هيــدف البحــث إىل معرفــة النظريات التــي تناولت مهــاريت القــراءة والكتابة‬
‫وقضايامهــا التعليميــة يف خمتلــف اللغــات احليــة‪ ،‬حتــى زادت املعرفــة حــول تلــك‬
‫املهارتــن وتنوعــت واتفقــت وتناقضــت يف بعــض احلــاالت‪ ،‬ولكنهــا أضافــت‬
‫الكثــر املفيــد يف فهــم نظرياهتــا‪ ،‬وعمليــات تعليمهــا وإن اختلــف نتائجهــا مــن‬
‫ـة إىل أخــرى‪ ،‬وأصحبــت هــذه املامرســات واألســس النظريــة تصــب يف ثالث‬ ‫لغـ ٍ‬
‫اجتاهــات‪ :‬فــاألول يتبنــى مدخــل الرتكيــز عــى املهــارات واملامرســات املنبثقــة‬
‫عنــه‪ ،)Skill- Based Approach( .‬والثــاين يتبنــى النــاذج واملامرســات املنبثقــة عــن‬
‫مدخــل الرتكيــز عــى املعنــى ‪ ،Approach )Meaning- Based‬أمــا الثالــث فيتبنــى‬
‫التوفيــق بــن املنهجــن؛ حيــث إن كل طــرق وممارســات تعليــم القــراءة والكتابــة‬
‫مهم�� ٌة وجي��ب التوفي��ق بينهــا يف املوق��ف التعليمـ�ي‪ .‬وحماولــة فهــم األســس التــي‬
‫تقــوم عليهــا االجتاهــات املعــارصة يف نظريــات تعليــم القــراءة والكتابــة‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬
‫الكفايات اللغوية – اخلربة اللغوية ‪ -‬التكامل الوظيفي‪ -‬املوقف التعليمي‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The research intends to know the theories that dealt with the skills of‬‬
‫‪reading and writing and their educational issues in various living languag-‬‬
‫‪es, so that the knowledge about these two skills increased, varied, a greed's‬‬
‫‪and contradicted in some cases, but added much useful in understanding‬‬
‫‪for the their theories and teaching processes, whatever the results differed‬‬
‫‪from one language to another. These practices and theoretical foundations‬‬
‫‪have become in three directions: adopts first the Focuses the Entrance on‬‬
‫‪the skills and practices that emerge from it. (Skill-Based Approach), the‬‬
‫‪second adopts the models and practices that come from the focus is on the‬‬
‫‪meaning. (meaning-based approach) the third is to reconcile the two ap-‬‬
‫‪proaches as all methods and practices of literacy are important and must‬‬
‫‪be reconciled in the educational situation. And trying to understand the‬‬
‫‪foundations of contemporary trends in literacy theories.‬‬

‫‪391‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املقدمة‪:‬‬

‫ـد‪ .‬وال بــد أن هنــاك لغــات‬ ‫ـت واحـ ٍ‬


‫اخــرع اإلنســان القــراءة والكتابــة يف وقـ ٍ‬
‫عــدة نشــأت واندثــرت دون أن يعلــم اإلنســان احلديــث عنهــا شــي ًئا؛ ألهنــا مل تســجل‬
‫كتابــ ًة حتــى يمكننــا قراءهتــا وفهــم حمتواهــا‪ .‬وتعــد اهلريوغليفيــة القديمــة مــن‬
‫اللغــات التــي تعتمــد عــى رســو ٍم بــدأت عشــوائية أول األمــر‪ ،‬ثــم اصطلــح الكتــاب‬
‫عــى تقنينهــا بحيــث يســتطيع القــارئ أن حيــل رموزهــا دون الرجــوع إىل كاتبهــا‬
‫واســتيضاح مــا ترمــز إليــه الرســوم التــي كتبهــا‪ .‬وجــرى تبســيط اللغــة اهلريوغليفيــة‬
‫ـد‪ ،‬وارتبطــت‬ ‫ـوت لغــوي واحـ ٍ‬ ‫بعــد ذلــك بحيــث صــار كل رسـ ٍم فيهــا يرمــز إىل صـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫احلــروف باألصــوات التــي تعــر عنهــا مبــارشةً‪ ،‬ممــا ســهل عمليــة القــراءة‪ .‬ويرجــع‬
‫الفضــل يف اخــراع احلــروف األبجديــة احلديثــة إىل الفينيقيــن ثــم اإلغريــق القدمــاء‪،‬‬
‫ـدود مــن احلــروف األبجديــة‬ ‫ـدد حمـ ٍ‬
‫فقــد طــور هــؤالء ارتبــاط األصــوات اللغويــة بعـ ٍ‬
‫ســاعدت الكاتــب عــى التعبــر عــن أفــكاره‪ ،‬وأعطــت الفرصــة لــكل مــن يعــرف‬
‫هــذه احلــروف لقراءهتــا وفهــم حمتــوى الرســالة التــي يقصدهــا الكاتــب مهــا بعــدت‬
‫الشــقة بينــه وبــن القــارئ‪ .‬وقــد أصبحــت القــراءة رضوري ـ ًة لــكل متعل ـ ٍم مسـ ٍ‬
‫ـتنري‬
‫بعــد أن اخــرع (جوتنــرج)((( األملــاين عمليــة الطباعــة يف القــرن اخلامــس عــر‬
‫وأمكــن عــن طريقهــا طبــع مئــات النســخ مــن املخطــوط الواحــد يتداوهلــا القــراء‬
‫يف كل دول العــامل‪.‬‬

‫املدخل األول‪ :‬مفهوم القراءة‬


‫القــراءة عملي ـ ٌة ميكانيكي ـ ٌة تســتلزم عمليــات عقلي ـ ًة متعــدد ًة مــن الفــرد‪ ،‬كــا ‬
‫ـق لألحــرف‬ ‫تســتلزم حضــور القــارئ بــكل جوارحــه‪ ،‬فالقــراءة ليســت جمــرد نطـ ٍ‬
‫ـرف وفه ـ ٍم ونقـ ٍ‬
‫ـد‬ ‫ـق وتعـ ٍ‬ ‫والكلــات كــا كان شــائ ًعا يف الســابق؛ ولكنهــا عمليــة نطـ ٍ‬
‫ـر واســتنتاجٍ وحـ ٍّـل للمشــكالت التــي يواجههــا الفــرد‪ ،‬وهــو املفهــوم‬ ‫ـل وتفسـ ٍ‬
‫وحتليـ ٍ‬
‫الشــمويل للقــراءة(((‪.‬‬
‫ـرة ضيقـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬دورهــا اإلدراك البــري‬ ‫إذن كان مفهــوم القــراءة حمصــورا يف دائـ ٍ‬
‫ً‬

‫((( تعلم اللغات احلية وتعليمها بني النظرية والتطبيق‪ .‬صالح العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬مكتبة لبنان‪1981 .‬م‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1‬ص ‪.100 - 99‬‬
‫((( صعوبات القراءة والكتابة‪ .‬أمحد عواد وآخرون‪ .‬الرياض‪ ،‬دار النارش الدويل‪2011 ،‬م‪ ،‬ط‪ 1‬ص ‪.18‬‬

‫‪392‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫للرمــوز املكتوبــة والتعــرف إليهــا والنطــق هبــا‪ ،‬وكان القــارئ اجليــد هــو الســليم يف‬
‫األداء‪ ،‬وقــد تغــر هــذا املفهــوم نتيجــة البحــوث الرتبويــة فصــارت القــراءة عملي ـ ًة‬
‫فكريـ ًة عقليـ ًة ترمــي إىل الفهــم أي ترمجــة هــذه الرمــوز إىل مدلوالهتــا مــن األفــكار‪،‬‬
‫ـرا آخــر هــو تفاعــل القــارئ مــع‬ ‫ثــم تطــور هــذا املفهــوم بــأن أضيــف إليــه عنـ ً‬
‫ـا جيعلــه يــرىض أو يســخط أو يعجــب‪ ،‬أو يــر‪ ،‬أو نحــو ذلــك‬ ‫النــص املقــروء تفاعـ ً‬
‫ممــا يكــون نقــد املقــروء والتفاعــل معــه‪.‬‬

‫طرق تعليم القراءة‪:‬‬


‫تُقســم معظــم طــرق تدريــس القــراءة إن مل تكــن كلهــا إىل جمموعتــن كبريتــن ‬
‫عــى أســاس العمليــات الســيكولوجية املتضمنــة فيهــا وهــي(((‪« :‬الطــرق الرتكيبيــة»‬
‫ـرا مــا تضــاف ثالثــة وهــي «الطــرق التحليليــة الرتكيبيــة»‬
‫و«الطــرق التحليليــة» وكثـ ً‬
‫التــي جتمــع بــن عنــارص املجموعتــن الســابقتني‪.‬‬

‫وكثــر مــن هــذه االختالفــات هــي اختالفــات يف املصطلحــات‪ ،‬ترجــع‬ ‫ٌ‬


‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جزئ ًّيــا إىل االهتــام بجانــب حمــدد مــن جوانــب القــراءة‪ .‬فكلتــا الطريقتــن «تركيبــي»‬
‫و«حتليــي» تشــر إىل العمليــات املتضمنــة يف بعــض خطــوات القــراءة‪ .‬كــا أن‬
‫مصطلحــات «أبجــدي» و«صــويت» و«كلمــة» و«مجلــة» تشــر إىل وحــدة الــكالم‪،‬‬
‫ووحــدة اللغــة التــي نجعــل منهــا نقطــة االنطــاق يف تعليــم النــاس القــراءة‪ .‬أمــا‬
‫مصطلحــات «الكليــة» و«الســمعية البرصيــة» فهــا خيتصــان الطريقــة التــي يســتقبل‬
‫ـرا مصطلحــات «ســمعي»‬ ‫هبــا العقــل األفــكار ويتعلــم هبــا إدراك الكلــات‪ .‬وأخـ ً‬
‫و«بــري» و«حــي حركــي» تــدل عــى إحــدى قنــوات احلــواس التــي حتظــى بأكــر ‬
‫ـد عنــد تعليــم إدراك املفــردات(((‪.‬‬‫توكيـ ٍ‬

‫الطرق املتخصصة لتعليم القراءة‪:‬‬


‫الطرق القديمة‪:‬‬
‫‪١ .١‬الطرق التي هتتم من البداية بعنارص الكلامت ومنطوقاهتا‪:‬‬

‫((( تعليــم القــراءة والكتابــة‪ .‬وليــم س‪ .‬جــراي‪ .‬ترمجــة‪ :‬حممــود خاطــر وآخــرون‪ .‬دار املعرفــة ‪,‬‬
‫‪1981‬م‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫((( املرجع السابق ص ‪.118‬‬

‫‪393‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪ -‬الطريقة األبجدية‪.‬‬
‫ ‪-‬الطريقة الصوتية‪.‬‬
‫ ‪-‬الطريقة املقطعية‪.‬‬

‫‪٢.٢‬الطرق اليت تهتم باملعىن منذ البداية‪:‬‬

‫ ‪-‬طريقة الكلامت‪.‬‬
‫ ‪-‬طريقة الرتاكيب‪.‬‬
‫ ‪-‬طريقة اجلمل‪.‬‬
‫ ‪-‬طريقة القصص‪.‬‬

‫الطرق احلديث�ة‪:‬‬
‫ ‪1 .‬االجتاهات احلديث�ة يف طرق تدريس القراءة (((‪:‬‬

‫‪ -‬االجتاه االنتقائي‪.‬‬
‫‪ -‬االجتاه التمركز حول املتعلم‪:‬‬

‫ ‪ .‬أمادة مقروءة يعدها املؤلف‪.‬‬


‫ ‪.‬بمادة مقروءة يعدها املتعلم واملدرس‪.‬‬
‫ ‪.‬جاملادة التعليمية املتكاملة‪.‬‬

‫وســوف يركــز الباحــث يف هــذا املبحــث عــى النظريــات املفــرة للقــراءة يف‬
‫ضــوء االجتاهــات املعــارصة‪ .‬‬

‫‪ .2‬االجتاهات املعاصرة يف نظريات القراءة‪:‬‬

‫من أهم األسس التي تقوم عليها االجتاهات املعارصة يف نظريات القراءة‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬تبين نموذج أو أكرث من نماذج تفسري القراءة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واحــد‬ ‫هنــاك عــدة نــاذج قدمــت يف تفســر القــراءة‪ ،‬وقــد انعكــس كل‬
‫منهــا ع�لى برام��ج تعلي��م الق��راءة‪ ،‬ابتدــاء مــن أهدافهــا وانتهــاء بتقويمهــا‪ ،‬ويقصــد‬
‫ٍ‬
‫كتفســر عمليــة القــراءة‪ ،‬وكيفيــة‬ ‫بالن�ماذج التص��ورات الت��ي وضعه��ا العلمـاء‪،‬‬
‫((( املرجع السابق ‪.150 -120‬‬

‫‪394‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫وصــول القــارئ ملعنــى النــص‪.‬‬

‫وأهم هذه النامذج ما ييل(((‪:‬‬


‫ ‪ -‬أنموذج روث (‪ )Ruth‬تصورات املعلمني حول القراءة‪:‬‬
‫ي��رى أصحاــب هــذا النمــوذج‪ ،‬أن القــراءة وفهــم املقــروء‪ ،‬تتوقــف عــى ‬
‫تصــورات وفهــم املعلــم للــادة املقــروءة؛ فــإذا رأى املعلــم أن القــراءة ال تتعــدى فــك‬
‫الرم��وز املق��روءة‪ ،‬فإــن األطفاــل ســوف يســعون يف قراءهتــم لتحقيــق هــذا اهلــدف‬
‫ـم عميـ ٌـق فــإن الطالــب‬
‫فق��ط وإمه��ال مــا س��واه‪ ،‬ول��و رأى امل��درس أن القـ�راءة فهـ ٌ‬
‫ســوف يســعى لتحقيــق هــذا اهلــدف؛ حيــث إن تصــورات املعلمــن هــي التــي حتــدد‬
‫الق��راءة وإجراءاهت�اـ وأهدافه��ا ل�دـى املتعلم�ين‪ ،‬وه��ذا جيعـ�ل برام��ج الق�رـاءة قائمــة‬
‫أساس��ا بجمي��ع مكوناهت��ا لنقلــ ه��ذه التص��ورات م��ن املعلم�ين للط�لاب‪.‬‬ ‫ً‬
‫ ‪ -‬بنموذج النص‪ -‬املعىن‪:‬‬
‫يقــوم هــذا النمــوذج عــى تفســر عمليــة القــراءة وفــق خطــوات متتابعــة‪ ،‬بــدأ‬
‫مـ�ن الن��ص وتنته��ي عنـ�د املعن��ى؛ وذل��ك وف�قـ اخلط��وات التالي��ة‪ :‬اإلدراك البــري‬
‫للحــروف – معرفــة احلــروف – معرفـ�ة األصـ�وات املرتبطـ�ة باحلـ�روف – معرفــة‬
‫الكلــات – معرفــة اجلمــل – إدراك العالقــات بــن الكلــات واجلمــل – إدراك املعنى‬
‫الت��ام‪ .‬ويتمي��ز ه��ذا النموــذج بتوضيحهــ للكثــر م��ن املهــارات الالزمــة للقــراءة‪،‬‬
‫ويعــاب عليــه أنــه أمهــل شــخصية القــارئ وخاصــة الكبــار واملاهريــن الذيــن يمكــن‬
‫أن يدرك��وا معن��ى املق��روء دون االلتف��ات هل��ذه األم��ور‪ ،‬وه��ذا جيع��ل برام��ج القــراءة‬
‫قائمـ� ًة عـلى ترمجـ�ة هـ�ذه اخلطـ�وات يف مجيـ�ع مكوناهتـ�ا‪ ،‬خاصـ�ة املحتـ�وى وطريقـ�ة‬
‫التدريــس‪.‬‬

‫ ‪ -‬جنموذج املعىن ‪ -‬النص‪:‬‬


‫وي��رى هـ�ذا النم��وذج أن املعنــى يبــدأ مــن القــارئ وليــس النــص‪ ،‬خــال قيــام‬
‫القــارئ بوضــع تصــورات عــن املعــاين واألفــكار التــي يقدمهــا النــص املقــروء‪،‬‬
‫(‪ )1‬االجتاه�اـت املع��ارصة يف نظري��ات القرــاءة‪ ،‬الدكتــور وجيــه املــريس‪2011 ،‬م‪ ،‬بحــث منشــور‬
‫عــى الشــبكة‪ .‬تاريــخ االســتطالع‪ GMT+3 ) 20:30( .2019/4/10 :‬رابــط البحــث‪:‬‬
‫‪http://‬‬

‫‪wessam.allgoo.us/t14851-topic‬‬

‫‪395‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ث�مـ يتثب��ت الق��ارئ م�نـ صح��ة هذــه التص�وـرات مـ�ن خــال قراءتــه وتفاعلــه مــع‬
‫النــص‪ ،‬ويستــعني الق�اـرئ يف وض��ع هذــه التص��ورات بخرباتـ�ه الس�اـبقة‪ .‬ومــن‬
‫هناــ فالوص��ول إىل املعنـ�ى يت��م وفـ�ق اخلطـ�وات التالي��ة‪ :‬اخلــرات الســابقة – وضــع‬
‫التصــورات حــول مضمــون النــص– ق�رـاءة الرموــز والكلــات واجلمــل – الوصــول‬
‫ملعنــى النــص – التثبــت مــن صحــة التصــورات ومــدى اتفاقهــا مــع مضمــون‬
‫النــص‪ .‬ممــا جيعــل برامــج القــراءة معتمــدة يف تقديمهــا عــى املتعلمــن واالنتقــال ممــا‬
‫لدهي��م مـ�ن خــرات إىل اخلــرات اجلديــدة املقدمــة يف الربنامــج‪ ،‬وهــذا جيعــل املتعلــم‬
‫نشطـ ًـا ومشــاركًا يف التعلــم‪.‬‬

‫ ‪ -‬دالنموذج التفاعلي‪:‬‬

‫وتعتمـ�د فيــه القــراءة وفهــم املقــروء عــى تفاعــل القــارئ مــع النــص وانغامســه‬
‫فيــه م��ن خــال حــوارات داخليــة للقــارئ مــع نفســه‪ ،‬وهــي تعكــس تصوراتــه‬
‫وإحساس��اته نحـ�و املاــدة املطبوع��ة التــي يقرأهــا‪ ،‬وهــذا التفاعــل عمليــ ٌة عقليــ ٌة‬
‫فرديـ� ٌة‪ ،‬وق��د يكــون التفاعلــ م��ع الن��ص ومـ�ع اآلخريــن ممــن حييطــون بالقــارئ مــن‬
‫ٍ‬
‫كثــرة‬ ‫زمــاء الفصــل وعنــارص البيئــة املحيطــة‪ ،‬ويتوقــف التفاعــل عــى عوامــل‬
‫لــدى القــارئ‪ ،‬مثــل قيمــه وتقاليــده وعاداتــه وخرباتــه الســابقة وحالتــه املزاجيــة‬
‫وهـ�ذا التصـ�ور ينعكـ�س عـلى مجيـ�ع مكونـ�ات الربنامـ�ج مـ�ن أهدافـ�ه إىل التقويـ�م‪.‬‬
‫ وىف احلقيق��ة يمكــن الق��ول‪ :‬إن األخـ�ذ بنمــوذج واحــد مــن هــذه النــاذج وتــرك‬
‫الباقــي أمــر جيانبــه الكثــر مــن الصــواب‪ ،‬فنجــاح أي نمــوذج منهــا يتوقــف عــى ‬
‫كثــرة منهــا‪( :‬عمــر املتعلــم – طبيعـ�ة النـ�ص ‪ -‬إمكانيـ�ات املعلـ�م – عــدد‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أمــور‬
‫الطــاب)‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬تبين مدخل من مداخل تعليم اللغة‬
‫يوجــد العديــد مــن مداخــل تعليــم اللغــة‪ ،‬يعتمــد كل واحـ ٍ‬
‫ـد منهــا عــى ‬
‫ـة أو نفسـ ٍ‬
‫ـية أو مهــا م ًعــا‪ ،‬وينعكــس ذلــك يف بنــاء الربامــج التعليميــة‬ ‫ـة لغويـ ٍ‬
‫نظريـ ٍ‬
‫بجمي��ع مكوناهت��ا‪ .‬وأهــم هــذه املداخــل مــا يــي‪ :‬‬

‫‪ -1‬مدخل القراءة والكتابة التكامل الوظيفي ‪:Literacy Approach‬‬

‫أس�سـ هل��ذا املدخلــ العدي�دـ م��ن العلـماء ( فيجوتســكى‪ ،‬ولنجــرن‪ ،‬وفريــز)‬

‫‪396‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫إضافةـ ًـ إيل جهـ�ود عمـلاء األنثروبولوجي��ا الذيـ�ن وضحــوا أمهيــة اللغــة يف حتقيــق‬
‫االس��تقرار والتواص��ل بــن أف�رـاد اجلامعـ�ات واملجتمع��ات وجهــود علــاء عل��م اللغة‬
‫النفــي‪ ،‬ومــا قدمــوه مــن نظريــات بنــي عليهــا املدخــل الوظيفــي التكامــي وخاصــة‬
‫النظريـ�ة املعرفيـ�ة لبياجيـ�ه‪ ،‬وهلـ�ذا املدخـ�ل تعريفـ�ات عـ�دة‪ ،‬فقـ�د عرفـ�ه فينسـ�كى (�‪Ve‬‬

‫‪ )nesky‬بأنـ�ه‪ :‬سلسلـــة مــن املهــارات اللغويــة املتصلــة التــي يتعلمهــا املتعلــم بقصــد‬
‫اســتخدامها وتوظيفهــا داخــل املدرســة وخارجهــا‪ .‬ويعرفــه ويلــز (‪ )Wells‬بأنــه‪:‬‬
‫قدــرة الفـ�رد عـلى القــراءة والكتاب��ة والتـ�ي تتســم بفــك الرمــوز املكتوبــة وحتويلهــا‬
‫ـوق واكتس��اب املعلوم��ات وإدراك داللتهــا لتوظيفهــا فعل ًّيــا يف احليــاة‪.‬‬ ‫إىل كال ٍم منطـ ٍ‬
‫وتعرفــه باتريشــا (‪ )Patricia‬بأنــه‪ :‬امتــاك الفــرد ملهــارات القــراءة والكتابــة واملعارف‬
‫باملس��توى ال��ذي يمكن��ه م��ن التفاع��ل م��ع جمتمع��ه م��ن خالهل��ا‪.‬‬

‫ـة‪ ،‬فــإن هــذا املدخــل يقــوم عــى جانبــن‪ ،‬األول‪ :‬التكامــل بــن ‬ ‫ـة عامـ ٍ‬
‫وبصفـ ٍ‬
‫القــراءة والكتابــة‪ .‬والثــاين‪ :‬ربطهــا بمواقــف احليــاة‪ .‬فــا معنــى للغــة إذا حتولــت إىل‬
‫مهــارات منفصلــة غــر مســتخدمة‪.‬‬

‫و ُيعنــى هــذا املدخــل بتعليــم القــراءة مــن خــال تكاملهــا مــع الكتابــة‪ ،‬فنحــن‬
‫رضوري مــع االعتــاد يف‬
‫ٌّ‬ ‫نقــرأ مــا نكتــب ونكتــب مــا نقــرأ؛ فاالرتبــاط بينهــا أمـ ٌـر‬
‫تعليمهــا عــى موضوعــات ومواقــف وخــرات وظيفيــة وحياتيــة مرتبطــة باملتعلمني‪.‬‬

‫‪ -2‬مدخل القصة ‪:Story Approach‬‬

‫عمــل أد ٌّيب يصــور حادثــ ًة أو عــدة حــوادث مــع‬ ‫ٌ‬ ‫وتعــرف القصــة بأهنــا‪« :‬‬
‫ـورا مــا هبــا‬
‫االرتبــاط الزمــاين واملــكاين ووجــود تفاعــل حــادث بــن أبطاهلــا‪ ،‬مصـ ً‬
‫ـة مشـ ٍ‬ ‫ـا يف عــرض األفــكار بطريقـ ٍ‬ ‫ـي متسلسـ ً‬
‫ـوقة للوصــول‬ ‫مــن رصا ٍع مـ ٍّ‬
‫ـادي ونفـ ٍّ‬
‫إىل هنايــة وحتقيــق غايــة‪ .‬ويقــوم هــذا املدخــل عــى اســتخدام القصــة بعنارصهــا‬
‫املختلف�ةـ يف تعليـ�م القـ�راءة معتمـ�دً ا عـلى النظريـ�ة التصوريـ�ة العقليـةة (�‪Mentality The‬‬

‫‪ )ory‬كأس��اس هلــذا املدخــل‪ ،‬وهــي نظريـ ٌة معرفيـ ٌة تفــر تعلــم اللغــة عــى أنــه مهــار ٌة‬
‫معرفي ـ ٌة معقــد ٌة تتضمــن اســتخدام أســاليب متنوعــة للتعامــل مــع املعلومــات مــع‬
‫اهتاممهــا بالعمليــات الداخليــة املنظمــة والعمليــات املعرفيــة‪ ،‬فهــي توضــح العالقــة‬
‫الوثيقــة بــن اللغــة والتفكــر‪.‬‬

‫‪397‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـبكات تلخــص البنــى والرتكيبــات العقليــة‬


‫وت��رى هــذه النظريــة أن املعرفـ�ة شـ ٌ‬
‫ملــا يشــاهده الفــرد يف بيئتــه‪ ،‬وتــرى أن الفــرد يتعلــم اجلديــد مــن خــال مــا يــي‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬الربــط‪ ،‬ويتــم عندمــا يتعلــم الفــرد املعلومــات اجلديــدة وفــق الشــبكة‬
‫العقلي��ة املوج��ودة لدي��ه بالفع��ل‪.‬‬
‫ٍ‬
‫غــر قــادرة عــى ‬ ‫ثان ًيــا‪ :‬التوظيــف‪ ،‬عندمــا تكــون الشــبكة املعرفيــة لدهيــم‬
‫التعامــل مــع املعلومــات اجلديــدة فيقومــون بتعديلهــا وتوليفهــا مــع املعلومــات‬
‫اجلدي��دة‪.‬‬

‫ثال ًثــا‪ :‬إعــادة البنــاء؛ حيــث يقومــون بإعــادة بنــاء شــبكة املعــارف اخلاصــة هبــم‬
‫عندمــا ال يكــون هنــاك اتســاق بــن املعلومــات القديمــة واجلديــدة لدهيــم‪ ،‬وهــذا‬
‫ـورا لربنامــج القــراءة بــكل مكوناتــه‪ ،‬ويتعلــم الطــاب وفــق هــذا‬‫جيعــل القصــة حمــ ً‬
‫املدخ��ل ع��ن طري�قـ س�ماعهم القصـ�ة م��ن املعل��م أو األق�رـان‪ ،‬أو م��ن خــال مــواد‬
‫ســمعية ثــم يقــوم الطــاب بقراءهتــا‪.‬‬

‫‪ -3‬املدخل اللغوي الكلي ‪:Language Approach Entrance‬‬

‫ويقــوم هــذا املدخــل عــى النظــر إىل اللغــة نظــر ًة كلي ـ ًة شــامل ًة يتــم تعلمهــا‬
‫خمتلفــة‪ ،‬وبالتــايل يتــم تعليــم القــراءة مــن خــال ارتباطهــا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اجتامعيــة‬ ‫يف مواقــف‬
‫بأمريــن‪ :‬األول‪ :‬مهــارات اللغــة وخاصــة الكتابــة‪ .‬والثــاين‪ :‬مواقــف ذات طابــ ٍع‬
‫�ة‪ .‬ولتحقيــق هذيــن األمريــن‪ ،‬يتعــاون فريـ ٌـق‬ ‫اجتامعــي تستــخدم فيهــا اللغــة بواقعيـ ٍ‬
‫ـة تعتمــد عــى التواصــل اللغــوي‪.‬‬ ‫ـورة مجاعيـ ٍ‬
‫مــن املتعلمــن‪ ،‬لتحقيــق التعلــم بصـ ٍ‬

‫كــا يقــوم هــذا املدخــل عــى الفكــر (اجلشــتالطي)‪ ،‬الــذي يــرى أن التعلــم‬
‫ـورة كليـ ٍ‬
‫ـة ثــم يتــم إدراك جزئياتــه مــع االســتعانة يف حتقيــق ذاك بقوانــن ‬ ‫يتــم يف صـ ٍ‬
‫التعلــم املختلفــة التــي تناولتهــا النظريــة كالتشــابه والتكميــل‪ ،‬وغــر ذلــك مــن‬
‫جوانــب تســاعد عــى الربــط بــن العنــارص املختلفــة ملوضــوع التعلــم‪ ،‬كــا أن‬
‫الدراســات التــي أجريــت يف جمــال الذاكــرة والتذكــر يف جمــال علــم النفــس‬
‫املعــريف أثبتــت أنــه كلــا أدرك املتعلــم عالقــات املــادة املتعلمــة ســاعد ذلــك‬
‫بصــورة أفضــل؛ ألن التعلــم هــو التخزيــن اجليــد للمعلومــات‬ ‫ٍ‬ ‫عــى تذكرهــا‬
‫ٍ‬
‫ناحيــة أخــرى‪.‬‬ ‫واألداء املاهــر للمهــام التــي تتعلــق هبــذه املعلومــات مــن‬

‫‪398‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫ ولذلــك فالنظريــة التفاعليــة (‪ )Interaction Theory‬هــي النظريــة التــي يقــوم عليهــا‬


‫هذــا املدخلــ؛ والتــي ت��رى أن اجلان��ب البيئ��ي وخاصــة االجتامعــي هــو األســاس يف‬
‫تعلـ�م اللغـ�ة مـ�ع التكامـ�ل بـين مهـ�ارات اللغـ�ة واملهـ�ارات الكليـ�ة للقـ�راءة يف التعليم‪.‬‬

‫‪ -4‬مدخل الكفايات ‪:Competencies Approach‬‬


‫ٍ‬
‫‪-‬بصفــة‬ ‫ٍ‬
‫خاصــة‪ -‬واللغــة‬ ‫ٍ‬
‫‪-‬بصفــة‬ ‫وينطلــق هــذا املدخــل يف تعليــم القــراءة‬
‫ٍ‬
‫عامــة‪ -‬مــن الكفايــات اللغويــة؛ حيــث يتــم حتديــد كفايــات القــراءة الالزمــة‬
‫ٍ‬
‫ولغويــة عــى الصفــوف الدراســية‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫نفســية‬ ‫ٍ‬
‫أســس‬ ‫‍‍‍‍‍‍‍للمتعلمــن‪ ،‬ثــم تــوزع وفــق‬
‫ثــم تبنــى برامــج القــراءة جلميــع املراحــل الدراســية يف ضــوء هــذه الكفايــات كــا ‬
‫يــي‪( :‬حتديــد الكفايــات اخلاصــة بالقــراءة ‪ -‬حتديــد احتياجــات املتعلمــن يف ضــوء‬
‫الكفايــات – بنــاء الربنامــج وتقديمــه للمتعلمــن –التقويــم)‪.‬‬

‫‪:Language Experience Approach‬‬ ‫‪ - 5‬مدخل اخلربة اللغوية‬


‫يعتمــد هــذا املدخــل عــى خــرات املتعلمــن اللغويــة الســابقة يف بنــاء برامــج‬
‫القــراءة وتفســرها بقصــد تنميــة لغتهــم مــن ناحيــة وتفكريهــم مــن ناحيـ ٍ‬
‫ـة أخــرى‪،‬‬
‫فينطلــق ممــا يعرفــه املتعلمــون‪ ،‬وهــو مدخـ ٌـل يمكــن اســتخدامه يف تعليــم مهــارات‬
‫اللغــة املختلفــة‪ ،‬فرتكــز الربامــج عــى املتعلمــن والعمــل عــى اإلفــادة مــن خرباهتــم‬
‫نظــرا لالرتبــاط‬
‫ً‬ ‫الســابقة يف تعليمهــم مهــارات وموضوعــات القــراءة املختلفــة‬
‫الوثيــق بــن اخلــرة واللغــة‪.‬‬

‫ويتســم هــذا املدخــل بالتنــوع والثــراء واالبتكاريــة‪ ،‬ومراعــاة ميــول املتعلمــن ‬


‫وتلبيــة حاجاهتــم‪ ،‬كــا تتســم الربامــج التــي تبنــى يف ضــوء هــذه املدخــل باملرونــة‬
‫والتنــوع والثــراء والتطــور مــع االعتــاد يف ذلــك عــى اخلــرات املشــركة بــن ‬
‫الطــاب بصـ ٍ‬
‫ـورة أكــر‪ .‬فيتــم تعليــم القــراءة مــن خــال املــواد الدراســية املختلفــة‪،‬‬
‫وهــذا يســاعد عــى نمــو التفكــر وحتقيــق قــراءة هادفــة وحتقيــق التكامــل‪.‬‬

‫املدخل الثاين‪ :‬مفهوم الكتابة‬


‫يــرى (الناقــة وطعيمــة) أن الكتابــة ليســت مهــارة بســيطة ترتكــز يف القــدرة‬
‫صحيحــا فحســب‪ ،‬بــل إن مفهــوم الكتابــة‬
‫ً‬ ‫عــى رســم احلــروف والكلــات رسـ ًـا‬

‫‪399‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أوســع مــن هــذا وأشــمل‪ ،‬فالكتابــة تشــر إىل جمموعــة مــن األنشــطة تبــدأ بتحويــل‬
‫ـق عليــه‪ ،‬وهــذه العمليــة تتضمــن‬ ‫ـي متفـ ٍ‬ ‫الصــوت املســموع يف اللغــة إىل شـ ٍ‬
‫ـكل مرئـ ٍّ‬
‫أكثــر مــن ربــط الرمــوز الصوتيــة بالرمــوز املرئيــة أي كتابــة األصــوات باحلــروف‬
‫الدالــة عليهــا‪ ،‬يتلــو ذلــك كتابــة وحــدات هلــا معنــى الكلمــة‪ ،‬وكتابــة اجلمــل يتــم‬
‫الرتكيــز فيهــا عــى الرســم الكتــايب لرمــوز اللغــة وترتيــب هــذه الرمــوز يف تتابــع‬
‫كتــايب كتتابعهــا الصــويت‪ ،‬وهــذه العمليــة كلهــا تســمى اهلجــاء واخلــط‪ ،‬ونســتطيع‬
‫أن نطلــق عــى هــذا اجلانــب مــن النشــاط يف الكتابــة اجلانــب احلركــي أو املهــارة‬
‫احلركيــة يف الكتابــة(((‪.‬‬

‫النظريات واالجتاهات املفسرة لتعليم الكتابة وصعوباتها‪:‬‬


‫يــرى األكثريــة مــن علــاء اللغــة النفــي أن الكتابــة أســهل مــن القــراءة‪ ،‬وأنــه‬
‫ـة مبكـ ٍ‬
‫ـرة‬ ‫ـهولة أكــر مــن القــراءة ويف مراحــل عمريـ ٍ‬
‫مــن املمكــن تطويــر الكتابــة بسـ ٍ‬
‫انعكاســا ذات ًّيــا مــن الشــخص‬
‫ً‬ ‫مقارن ـ ًة بالقــراءة؛ حيــث إن عمليــة الكتابــة تتطلــب‬
‫نفســه باملقارنــة مــع القــراءة‪ ،‬وذلــك ألن معنــى الــكالم الــذي يكتبــه الشــخص يولــد‬
‫داخلــه‪ ،‬أي هــو الــذي يقــوم بتأليفــه‪ ،‬كــا أنــه يعــر عــن مــدى تقــدم الشــخص يف‬
‫الكتابــة‪ ،‬وعــى العكــس مــن ذلــك فــإن عمليــة القــراءة تتطلــب أن يكــون الشــخص‬
‫ـخص آخــر‪ ،‬وكذلــك تتطلــب القــدرة عــى اســتعامل‬ ‫ٍ‬ ‫ـادرا عــى تفســر أفــكار شـ‬‫قـ ً‬
‫ٍ‬
‫ـخص مبتــدئ بالقــراءة مقارن ـ ًة‬ ‫اللغــة‪ ،‬وهــذا مــا يعتــر مهم ـ ًة صعب ـ ًة بالنســبة لشـ‬
‫بالكتابــة‪.‬‬

‫وقــد نــادت النظريــات احلديثــة يف تدريــس الكتابــة باالنتقــال مــن الرتكيــز‬


‫عــى اإلنتــاج الكتــايب إىل الرتكيــز عــى عمليــة الكتابــة نفســها‪ .‬حيــث تركــز الطــرق‬
‫التقليديــة يف تدريــس الكتابــة عــى املــادة املكتوبــة والتــي َألِ َفهــا الطالــب‪ ،‬بينــا تركــز‬
‫الطــرق احلديثــة عــى جممــوع العمليــات التــي يســتعملها الطالــب يف كتابــة نــص‬
‫ـة يمكــن تدريســها باملدرســة مــن‬ ‫ـارات متعلمـ ٍ‬
‫مــا‪ .‬إن عمليــة الكتابــة عبــارة عــن مهـ ٍ‬
‫ُ‬
‫خــال أنشــطة تعلــم التفكــر مــع الرتكيــز عــى عمليــة الكتابــة‪ ،‬وتتطلــب عمليــة‬
‫ـرا يف الســابق والالحــق‪ ،‬وبالتــايل فــإن الكتــاب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الكتابــة مثــل أي عمليــة معرفيــة تفكـ ً‬
‫((( الكتــاب األســايس لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات أخــرى‪ .‬طعيمــة‪ ،‬رشــدي أمحــد‬
‫وحممــود الناقــة‪ ،‬ط ‪ ،1983‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬مكــة املكرمــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬معهــد‬
‫اللغــة العربيــة‪ .‬ص ‪.47‬‬

‫‪400‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫اجليديــن يتقدمــون يف عمليــة الكتابــة وفــق عــدة مراحــل وهــذه املراحــل هــي‪:‬‬
‫(التحض�ير للكتاب��ة‪ -‬كتاب��ة املس��ودة‪ -‬املراجع��ة‪ -‬املش��اركة م��ع املس��تمع)‪.‬‬

‫ونالحــظ أن جمــال صعوبــات التعلــم الكتــايب قــد اختلفــت فيــه التعريفــات‪،‬‬


‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫لذلــك كثــرت النظريــات املفــرة ملشــكلة تعليــم الكتابــة‪ .‬وســنعرضها‬
‫ٍ‬
‫موجــز((( ‪:‬‬

‫ ‪ -‬أاالجتــاه النمــايئ‪ :‬يقــوم االجتــاه النامئــي عــى أن كل فــرة مــن فــرات النمــو‬
‫هلــا مطالبهــا‪ ،‬وهــذا النمــو حمكــو ٌم بقوانــن‪ ،‬وأن أي مهــارة يمكــن أن يتعلمهــا أو‬
‫يقــوم هبــا الفــرد هــي حمكوم ـ ٌة بثوابــت الســلم النامئــي‪ ،‬وأن أي ختلــف يف النمــو أو‬
‫بــطء فيــه ســينعكس ســل ًبا عــى اكتســاب املهــارات‪ .‬واالفرتاضــات ويقــوم عليهــا‬
‫هــذا االجتــاه هــي‪ :‬‬

‫أنامط نامئي ٌة طبيعي ٌة حمدد ٌة للنمو العادي‪.‬‬


‫ ‪ -‬هناك ٌ‬

‫‪ -‬النمو ليس عشوائ ًّيا أو عفو ًّيا إنام حمكوم بقوانني التتابع واالنتظام بالتايل فإن النمو‬
‫الطبيعي يقود إىل إمكانات معينة عند الفرد‪.‬‬
‫ٍ‬
‫سلوك غري عادي أو‬ ‫ٍ‬
‫اضطراب يف النمو يقود الفرد إىل‬ ‫ٍ‬
‫تباعد أو‬ ‫ٍ‬
‫انحراف أو‬ ‫‪ -‬أن أي‬
‫طبيعي‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫غري‬
‫ٍ‬
‫سلوكية أو صعوبات‪ ،‬فإن فحص خط النمو يمكن أن‬ ‫ٍ‬
‫مشكالت‬ ‫‪ -‬يف حال وجود‬
‫يؤدي إىل حتديد موقع االنحراف‪.‬‬

‫ووف ًقــا هلــذا االجتــاه يتصــف الكثــر مــن ذوي صعوبــات التعلــم الكتــايب‬
‫بأهنــم أصغــر مــن أعامرهــم الزمنيــة يف تطورهــم الكتــايب‪ ،‬وتفــر هــذه الظاهــرة‬
‫بتخلــف بعــض جمــاالت التطــور لدهيــم بفعــل طبيعــة النظــام الــذي يتطــور بــه‬
‫اجله��از العصبيــ يف صريورت��ه نح��و النضـ�ج‪ .‬وبذلــك يكــون ذوو صعوبــات التعلــم‬

‫((( النظريــات املفــرة لتعليــم الكتابــة وصعوبتهــا‪ .‬د‪.‬عواطــف الشــديفات‪2012،‬م‪ ،‬بحــث منشــور‬
‫ع�لى الشبــكة‪ ،‬تاري��خ االســتطالع‪ 2019/04/10 :‬م الســاعة (‪ ،GMT+3 ) 20:30‬رابــط املوقــع‪:‬‬
‫‪/https://uqu.edu.sa/page/ar‬‬

‫‪401‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫بوجــه عــا ٍّم وف ًقــا هلــذه النظريــة دون املســتوى املطلــوب الــازم للعمــل‬ ‫الكتــايب‬
‫املــدريس‪ ،‬فيظهــر عليهــم ســلوك شــبيه بســلوك مــن يصغروهنــم س ـنًّا‪ ،‬لذلــك فــإن‬
‫إعطــاء املهلــة الزمنيــة واملســاعدة املناســبة كفيـ ٌـل بتحســن الكثــر منهــم يف التحصيــل‬
‫الــدرايس‪ ،‬وبالتــايل فالتخلــف يف النضــج الكتــايب مســألة وقــت وليســت مســألة‬
‫قــدرات‪.‬‬

‫ ‪ -‬باالجتــاه الســلوكي‪ :‬ينظــر هــذا االجتــاه إىل صعوبــات التعلــم الكتــايب مــن‬
‫أعــراض ســلوكي ٌة حمــدد ٌة قابلــ ٌة للقيــاس‪ ،‬بمعنــى أن هنــاك ســلوكًا‬
‫ٌ‬ ‫حيــث هــي‬
‫ـارا هــو الســلوك الطبيعــي االعتيــادي يف عمليــة التعلــم الفعــال‪ ،‬وأنه جيــب النظر‬
‫معيـ ً‬
‫إىل الشــكل الســلوكي املضطــرب دون النظــر لألســباب؛ وذلــك يف ضــوء الســلوك‬
‫الكتــايب للمتعلــم‪ ،‬لذلــك يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه أن األســباب الشــائعة لعــدم‬
‫القــدرة عــى التعلــم الكتــايب الصحيــح هــي موجــودة يف عيــوب اإلدراك‪ ،‬وعــدم‬
‫التميــز الســمعي والبــري ومــدى الذاكــرة الســمعية والبرصيــة وعــدم القــدرة عــى ‬
‫التعــرف واإلدراك‪.‬‬

‫ويقوم االجتاه السلوكي على مجموعة من املبادئ‪:‬‬

‫‪--‬أن النظــر والتوجــه إىل الســلوك الظاهــر الــذي تنطــوي عليــه الصعوبــة أكثــر أمهيـ ًة‬
‫ـكات ســلوكي ٌة معياريـ ٌة طبيعيـ ٌة قابلـ ٌة للتحديــد‪،‬‬
‫مــن البحــث يف األســباب‪ .‬هنــاك حمـ ٌ‬
‫فــإذا مــا فشــل املتعلــم أو واجــه صعوبـ ًة يف مهــارة الكتابــة فــإن املهمــة الرئيســية هــي‬
‫العــودة باملتعلــم للمحــك الرئيــي‪.‬‬

‫‪--‬إن حتديــد أســباب الصعوبــات يســاعد فقــط يف منــع حــدوث الصعوبــات‬


‫املســتقبلية وليــس يف التخطيــط أو العــاج‪.‬‬

‫‪--‬تنشــأ صعوبــات الكتابــة نتيجــة تكــرار الفشــل يف اكتســاب املهــارات الكتابيــة‬


‫ـعورا باإلخفــاق اعتقــا ًدا بأنــه يفتقــر إىل القــدرة‬
‫األساســية‪ ،‬ممــا يولــد لــدى املتعلــم شـ ً‬
‫عـلى النجـ�اح‪.‬‬

‫ـارا؛ ألن‬
‫ ‪ -‬جاالجتـ�اه النفـسي العصـبي‪ :‬هــذا االجتــاه هــو أكثــر االجتاهــات انتشـ ً‬
‫بوجــه عــا ٍّم اســتمد موضوعــه مــن أولئــك األشــخاص‬ ‫ٍ‬ ‫جمــال صعوبــات التعلــم‬
‫الذيــن يبــدون عــى طبيعتهــم مــن ناحيــة الــذكاء‪ ،‬ولكنهــم يعانــون مــن صعوبــةٍ‬

‫‪402‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫ٍ‬
‫نفســية مــا كمهــارة الكتابــة‪ ،‬واملنطلــق األســايس عنــد‬ ‫ٍ‬
‫عمليــة‬ ‫ٍ‬
‫مهــارة أو‬ ‫يف تعلــم‬
‫أصحــاب هــذا االجتــاه هــو أن حــدوث اخللــل يف بعــض مواقــع اجلهــاز العصبــي‬
‫املرك��زي ســوف ي��ؤدي إىل اخلل�لـ يف نم��و الوظائ��ف املعرفيـ�ة واإلدراكيــة أو اللغويــة‬
‫أو األكاديميــة أو املهــارات احلركيــة‪.‬‬

‫وتصنف صعوبات الكتابة حسب هذا االجتاه إىل‪:‬‬

‫‪١-١‬صعوبــات نامجــة عــن رشوط إعاقــة أوليــة‪ :‬يكــون فيهــا اخللــل املخــي‬
‫أيضــا‪ ( :‬صعوبــة القــراءة – صعوبــة الكتابــة –‬
‫واضــح‪ .‬وتضــم الصعوبــات التاليــة ً‬
‫صعوبــة الرياضيــات – صعوبــة االنتبــاه)‪.‬‬

‫‪٢-٢‬صعوب��ات نامجـ�ة ع��ن رشوط إعاقــة ثانوي��ة‪ :‬ال يكــون االضطــراب العصبي‬
‫واضحــا مبارشة‪ .‬‬
‫ً‬ ‫فيهــا‬

‫ ‪ -‬داالجتــاه املعــريف‪ :‬إن العمليــات العقليــة التــي منهــا عمليــة اإلحســاس‬


‫واإلدراك واالنتبــاه والذاكــرة‪ ،‬يمكــن النظــر إليهــا عــى إهنــا متصــل مــن النشــاط‬
‫املعــريف الــذي يامرســه األفــراد يف مواقــف احليــاة املختلفــة‪ ،‬وأنــه مــن الصعــب فصــل‬
‫هــذه العمليــات عــن بعضهــا البعــض ألهنــا متبادلــة التأثــر‪ .‬ويشــبه هــذا االجتــاه‬
‫املــخ اإلنســاين باحلاســب اآليل الــذي يقــوم بمجموعــة مــن العمليــات‪ ،‬فهــو يســتقبل‬
‫ويعالــج وحيل�لـ وينظمــ ث�مـ ينتــج املعلومـ�ات‪ .‬وبنــا ًء عــى ذلــك فــإن صعوبــات‬
‫ـراب يف إحــدى العمليــات التــي تظهــر يف‬ ‫ـل أو اضطـ ٍ‬ ‫التعلــم الكتــايب تنشــأ مــن خلـ ٍ‬
‫االس�تـقبال أو التنظي��م أو التحلي��ل أو تصني��ف املعلوماــت‪ .‬ويركــز هــذا االجتــاه عــى ‬
‫النقــاط التاليــة‪:‬‬

‫‪ ١-١‬ختتلــف خصائــص البنــاء املعــريف لــذوي صعوبــات التعلــم الكتــايب كـ ًّـا‬


‫وكي ًفــا عنهــا لــدى أقراهنــم العاديــن الذيــن يامثلوهنــم يف العمــر الزمنــي‪ ،‬والتــي يعاين‬
‫منهــا متعلــم الكتابــة تتصــل باألســاليب أو االســراتيجيات التــي يتــم اســتخدامها ال‬
‫بالقــدرات أو اإلمكانــات العقليــة لدهيــم‪.‬‬

‫‪٢-٢‬يمكــن مالحظــة الفــروق الفرديــة بــن ذوي صعوبــات التعلــم يف الكتابــة‬


‫والعاديــن يف األنشــطة العقليــة واملعرفيــة وأســاليب التجهيــز واملعاجلــة للبنــى‬
‫املعرفيـ�ة الفارقـ�ة بينهـ�م‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪٣-٣‬تنشــأ صعوبــات التعلــم الكتــايب مــن الفشــل يف االحتفــاظ باملعلومــات أو‬


‫معاجلتهــا أو ختزينهــا أو توظيفهــا أو اســتخدامها أثنــاء الــروع بالكتابــة‪ .‬‬

‫املدخل الثالث‪ :‬تطبيق األسس العلمية واإلجرائي�ة‬


‫ إن العــر احلديــث الــذي نعيشــه مــن خــال اســتخدام التقنيــة احلديثــة مــن‬
‫ـزة ذكيـ ٍ‬
‫ـة وغريهــا لــه فوائــد متنوعـ ٌة لعمليتــي القــراءة والكتابــة‪ ،‬وهــي جديــر ٌة‬ ‫أجهـ ٍ‬
‫وخصوصــا عمليتــي القــراءة والكتابــة باللغــة العربيــة‪،‬‬
‫ً‬ ‫بالدراســة ملعرفــة النتائــج‪،‬‬
‫يقــول (مــاك ليفــي) (((‪ :‬هنــاك طريقــة أخــرى أســهم هبــا احلاســب اآليل يف حتســن ‬
‫الكتابــة‪ ،‬وهــي تشــمل التواصــل مــن مثــل كتابــة الربيــد اإللكــروين والدردشــة ‪،‬‬
‫فالتواصــل عــر احلاســب اآليل يقــدم للمتعلمــن نــاذج للدخــل اللغــوي (‪)Input‬‬

‫لتطويــر الكتابــة‪ ،‬أمــا فيــا يتعلــق باســتخدام الربيــد اإللكرتوين فوجــد (فوتــوز‪Fotos،‬‬

‫‪ )2000‬أن املتعلمــن الذيــن يتبادلــون الرســائل اإللكرتونيــة مــع معلميهــم اكتســبوا‬


‫مزيــدً ا مــن الكفــاءة اللغويــة التــي قيســت باســتخدام أجــزاء القــراءة واملفــردات يف‬
‫اختبــار (التوفــل ‪.)TOEFL‬‬

‫ورأينــا كيــف أن تلــك التــو جهــات احلديثــة يف تعليــم القــراءة والكتابــة كانــت‬
‫تســتند إىل نظريــة الــذكاءات املتعــددة((( وأمهيتهــا يف رضورة االهتــام بأســس التقويم‬
‫األصيــل يف تعليــم القــراءة والكتابــة؛ إذ يعتمــد قيــاس الــذكاءات املتعــددة والقدرات‬
‫خاصــة لقيــاس القــدرات يف الــذكاءات الســبعة‬ ‫ٍ‬ ‫املرتبطــة هبــا‪ ،‬عــى اختبــارات‬
‫األساســية‪« :‬اللغويــة‪ ،‬واملنطقيــة‪ ،‬واحلركيــة‪ ،‬واملكانيــة‪ ،‬واملوســيقية‪ ،‬واالجتامعيــة‪،‬‬
‫والشــخصية»‪ ،‬بحيــث يتــم احلكــم عــى درجــة ومســتوى امتــاك املتعلــم للــذكاء؛‬
‫مــن خــال الدرجــة الكليــة التــي حيصــل عليهــا بعــد إمتامــه االختبــار املرتبــط‬
‫بالــذكاء‪.‬‬

‫فمقيــاس الــذكاءات املتعــددة يعتمــد عــى رغبــات املتعلمــن املرتبطــة بتلــك‬


‫القــدرات‪ ،‬وال حتــدد درجــة امتــاك املتعلــم للــذكاء‪ ،‬فقــد يفضــل مثـ ً‬
‫ـا أن يقــرأ أو‬

‫((( أبعاد تعلم اللغة بمساعدة احلاسب اآليل‪ .‬ماك ليفي وجيلني كويل‪ .‬ترمجة‪ :‬حممد الزهراين‪ .‬الرياض‪،‬‬
‫جامعة امللك سعود‪ ،‬النرش العلمي‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪(2) Thomas Armstrong (2000): op. cit, Pp13-16. Joyce A. McClellan (2006): Development of An‬‬
‫‪Indicator to Identify Multiple Intelligences Preferences of Adult Learners, Doctor of Educa-‬‬
‫‪tion, University of Oklahoma‬‬

‫‪404‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫يكتــب‪ ،‬ولكــن مهاراتــه يف القــراءة أو الكتابــة وقدراتــه اللغويــة ليســت باملســتوى‬


‫اهلــدف؛ لــذا نجــد بعــض الربامــج التعليميــة عنــد تعليــم القــراءة والكتابــة ال‬
‫ـد؛ ولذلــك‬‫تراعــي مســتوى التفضيــل ومســتوى القــدرة وتضعهــا يف مســتوى واحـ ٍ‬
‫فإهنــا تفتقــر إىل املوضوعيــة والصــدق إذا حكمــت عــى مســتوى الــذكاء عــن‬
‫طريــق مقيــاس التفضيــل‪ ،‬فهــذه الرغبــات يمكــن أن تنبــئ بوجــود قــدرات‪ ،‬أو أن‬
‫ٍ‬
‫ـؤرشات عــى إمكانيــة امتــاك املتعلــم ملثــل هــذه القــدرات‪ ،‬ولكــن ليــس‬ ‫تعــد مـ‬
‫بالــرورة أن تكــون متوفــرة لديــه‪.‬‬
‫ وقــد أتاحــت تلــك النظريــات احلديثــة املرونــة يف اســتعامل أســاليب خمتلفـ ٍ‬
‫ـة‬
‫ـة يف تقويــم أداءات املتعلمــن‪ ،‬عــى اختــاف قدراهتــم وثقافاهتــم وأســاليب‬ ‫ومتنوعـ ٍ‬
‫تعلمهــم‪ ،‬وعــدم االكتفــاء بأســاليب التقويــم التقليديــة واالختبــارات املقننــة‪ ،‬التــي‬
‫ترتبــط بالقيــاس وباجلانــب الكمــي أكثــر مــن اجلانــب الكيفــي يف أداء املتعلــم‪ .‬يقــول‬
‫الدكتــور رشــدي طعيمــة(((‪ :‬والتقويــم كعنــر مــن عنــارص املنهــج ينبغــي أن خيضــع‬
‫لعمليــات التطويــر بشــكل مســتمر حتــى يواكــب مســتحدثات التقويــم يف خمتلــف‬
‫تقويــا للمعلــم أو للمحتــوى‪ ،‬أو للطالــب‪ ،‬أو غــر ذلــك مــن جمــاالت‬ ‫ً‬ ‫جماالتــه‪،‬‬
‫العمليــة التعليميــة‪.‬‬

‫كمــي‬ ‫ٍ‬
‫ووصــف‬ ‫وعمليــة التقويــم متثــل عمليــة مســتمرة إلصــدار حكــ ٍم‬
‫ٍّ‬
‫ـي‪ ،‬هتــدف إىل حتديــد مــدى أثــر الربنامــج ومناهــج وطرائــق التدريــس‪ ،‬ودور‬‫وكيفـ ٍّ‬
‫كل مــن املتعلمــن واملعلــم‪ ،‬والوســائل التعليميــة املســتخدمة يف حتقيــق األهــداف‬
‫الرتبويــة‪ ،‬وحتديــد نقــاط الضعــف فيهــا ومعاجلتهــا(((‪.‬‬

‫كــا أن تلــك النظريــات احلديثــة هتتــم بامليــول((( نحــو القــراءة والكتابــة يف‬
‫اكتســاب مهاراهتــا‪.‬‬

‫ومــن هنــا جيــب مراعــاة امليــول يف الربنامــج التعليمــي والســعي إىل تنميتهــا‬
‫((( نــاذج مــن االختبــارات املوضوعيــة يف اللغــة العربيــة للمرحلــة الثانويــة‪ .‬رشــدي أمحــد طعيمــة‪،‬‬
‫دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة ‪ ٢٠٠٠‬م‪ ،‬ص ‪.٢‬‬
‫((( طرائــق التدريــس‪ ،‬منهــج‪ ،‬أســلوب‪ ،‬وســيلة‪ .‬ردينــة عثــان وحــذام عثــان يوســف‪ ،‬دار املناهــج‬
‫للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن ‪ ٢٠٠٥‬م‪ ،‬ص‪.191‬‬
‫((( فاعليــة برنامــج مقــرح لتنميــة امليــل إىل القــراءة لــدى طــاب املرحلــة الثانويــة باململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪ .‬عبــد اهلل عقيــل حممــد عقيــل‪ ،‬رســالة ماجســتري (غــر منشــورة)‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬
‫طنطــا ‪ ١٩٩٧‬م‪ .‬ص ‪.43‬‬

‫‪405‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫متنوعــة تراعــي اهتامماهتــم وتوافــق ميوهلــم‬ ‫ٍ‬
‫أنشــطة‬ ‫لــدى املتعلمــن‪ ،‬باســتخدام‬
‫ورغباهتــم‪ ،‬وهــذا مــا يمكــن أن حتققــه التشــكيلة الواســعة الســراتيجيات التدريــس‬
‫اســتنا ًدا إىل الــذكاءات والقــدرات املتعــددة لدهيــم‪ .‬والوقــوف عــى مســتوى ميــول‬
‫املتعلمــن نحــو القــراءة والكتابــة قبــل تطبيــق الربنامــج التعليمــي‪ ،‬ويتطلــب ذلــك‬
‫بنــاء مقيــاس هلــذه امليــول ليكــون مناسـ ًبا للمرحلــة العمريــة املســتهدفة يف الربنامــج؛‬
‫ويتحــدد هــدف هــذا املقيــاس بتعــرف ميــول املتعلمــن نحــو القــراءة والكتابــة‪،‬‬
‫كموضــو ٍع عــا ٍّم؛ بغــض النظــر عــن ارتباطهــا بمحتــوى أو مــادة دراســية‪ ،‬ودون‬
‫التطــرق للتفضيــات املرتبطــة بالقــراءة والكتابــة‪ ،‬أو مــا يســمى «بامليــول القرائيــة‬
‫والكتابيــة»‪.‬‬

‫ ومــن هنــا علينــا التنبــه عنــد تقديــم تلــك الربامــج التعليميــة املوجهــة نحــو‬
‫تعليــم القــراءة والكتابــة أن تتناســب مــع أهــداف النظريــات التعليميــة ورغبــات‬
‫املتعلمــن واملهــارات املســتهدفة‪ ،‬حتــى تكــون خمرجــات النظريــات صحيحــ ًة‬
‫وقابلـ ًة للتطبيــق العمــي مــن خــال تطبيــق أســلوب التقويــم الصحيــح عــى النحــو‬
‫التــايل(((‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬التقويم القبلي‬
‫جيــب معرفــة مســتويات املتعلمــن يف القــراءة والكتابــة‪ ،‬قبــل البــدء بتدريــس‬
‫الربنامــج‪ ،‬وتشــخيص نقــاط القــوة والضعــف يف املهــارات التــي يمتلكهــا املتعلــم يف‬
‫القــراءة والكتابــة‪ .‬باإلضافــة لتوظيــف اســراتيجيات الــذكاءات املتعــددة‪ ،‬ومراعــاة‬
‫التــوازن وامليــول عنــد املتعلمــن يف عــرض التطبيقــات املرتبطــة هبــا‪ ،‬والوزن النســبي‬
‫أول‪ ،‬ثــم تقويمهــا‬‫ـكل منهــا‪ .‬مــع حتديــد املهــارات القرائيــة والكتابيــة املســتهدفة ً‬
‫لـ ٍّ‬
‫والوقــوف عــى مســتوى املتعلمــن فيهــا‪ ،‬وكذلــك حتديــد رغبــات املتعلمــن املرتبطــة‬
‫بأنــواع الــذكاء‪ ،‬وتعــرف ميوهلــم نحــو القــراءة والكتابــة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬التقويم البن�ايئ‬
‫ويصاحــب تدريــس موضوعــات الربنامــج التعليمــي‪ ،‬يف مراحلــه املختلفــة‪،‬‬

‫((( كفايــات األداء التدريــي‪ .‬عــي راشــد‪ ،‬دار الفكــر العــريب للنــر والتوزيــع‪ ،‬القاهــرة‪ ٢٠٠٥ ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪ .233-١٨٥‬بتــرف‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫لتقويــم تعلــم املتعلمــن يف القــراءة والكتابــة ومــدى تقدمهــم يف مهاراهتــا‪ ،‬وتقديــم‬


‫ـة‪ ،‬كتســجيل أداء املتعلمني‬‫ـفوية أو كتابيـ ٍ‬
‫ـورة شـ ٍ‬
‫التغذيــة الراجعــة للتالميــذ‪ ،‬ويتــم بصـ ٍ‬
‫بــري ملالحظــة جوانــب‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫تســجيل صــو ٍّيت أو‬ ‫يف القــراءة اجلهريــة‪ ،‬عــى رشائــط‬
‫درس مــن الــدروس لقيــاس‬ ‫ٍ‬ ‫األداء‪ ،‬وكذلــك اســتخدام بطاقــات التقويــم‪ ،‬يف كل‬
‫مــدى اكتســاهبم للمهــارة اخلاصــة بالــدرس‪ ،‬واســتخدام (احلافظــة) أو ملفــات‬
‫اإلنجــاز؛ جلمــع األعــال الكتابيــة‪ ،‬التــي قــام هبــا املتعلمــون عــر دروس الربنامــج‪،‬‬
‫ـورة شـ ٍ‬
‫ـاملة‪ ،‬إضافــة إىل اســتخدام الصــور‬ ‫وتقويــم تقدمهــم يف مهــارات الكتابــة بصـ ٍ‬
‫الفوتوغرافيــة‪ ،‬لتوثيــق بعــض املهــام التــي كانــت متــارس داخــل الصــف وخارجــه‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬التقويم النهايئ‬
‫ٍ‬
‫مهمة يتم إنجازها يف التعلم عىل املدى القريب والبعيد‪،‬‬ ‫يرتبط التقويم النهائي بأي‬
‫فهذه املرحلة من التقويم تتم عقب االنتهاء من تطبيق الربنامج التعليمي كتقوي ٍم ٍّ‬
‫هنائي‬
‫لفاعلية الربنامج ومدى نمو املهارات العامة واخلاصة املستهدفة منه‪ ،‬وتتم كذلك عقب‬
‫االنتهاء من تنفيذ مهامت القراءة والكتابة التي يكلف هبا املتعلمني‪ ،‬كام أهنا تتم عقب‬
‫كل درس يتم تنفيذه صف ًّيا‪ ،‬للوقوف عىل مدى حتقق األهداف واملهارات اإلجرائية التي‬
‫يسعى الدرس إىل حتقيقها‪.‬‬

‫ومن أساليب التقويم التي يمكن استخدامها يف دروس الربنامج‪ ،‬كتقوي ٍم ٍّ‬
‫هنائي‬
‫ملهارات الدرس «بطاقات التقويم»‪ ،‬التي يقوم املتعلمني باإلجابة عنها فرد ًّيا أو مجاع ًّيا‬
‫بعد االنتهاء من الدرس؛ بحيث تقيس مدى حتقق األهداف التي متت معاجلتها يف‬
‫الدرس‪ .‬إضاف ًة إىل أساليب أخرى ترتبط باألنشطة‪ ،‬وتقويم تنفيذ املتعلم هلا ولألداء‬
‫املصاحب‪.‬‬

‫اخلاتمة‬

‫نجــد أن النظريــات واالجتاهــات احلديثــة وجــدت طريقهــا إىل التعليــم‬


‫والتعلــم؛ مــن أجــل النهــوض باملتعلمــن وتنميــة مســتوياهتم األدائيــة واملعرفيــة‪،‬‬
‫وكذلــك الوجدانيــة النفســية‪ ،‬كــا حاولــت هــذه النظريــات اســتنهاض قــدرات‬
‫املتعلمــن عــى اختالفهــا‪ ،‬وبــا بينهــم مــن فــروق فيهــا‪ ،‬فاملتعلمــون ليســوا عــى ‬
‫ـد مــن التفكــر‪ ،‬وال يمتلكــون القــدرات ذاهتــا‪ ،‬وعنــد هــذا اجلانــب‬‫مســتوى واحـ ٍ‬

‫‪407‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫التقــت معظــم تلــك النظريــات لتحديــد هــذه القــدرات‪.‬‬

‫وســعت تلــك النظريــات إىل تطويــر تعليــم اللغــة عمو ًمــا عــى ضــوء النظريات‬
‫احلديثــة يف التعلــم واقــراح برامــج علميــة لتنميــة مهاراهتــا‪ ،‬باإلضافــة إىل أن واقــع‬
‫تعليمهــا يظهــر ضع ًفــا عا ًّمــا لــدى معظــم املتعلمــن يف املهــارات اللغويــة وحتــى يف‬
‫امليــول واالجتاهــات نحوهــا‪ ،‬كــا يظهــر بعــدً ا عــن االجتاهــات املعــارصة يف تعليــم‬
‫هــذه املهــارات وتقويمهــا‪ ،‬ومــن هنــا كان لزا ًمــا االلتــزام بمقاييــس التقويــم يف كل‬
‫برنامــج تعليمــي لبيــان صحــة النظريــة ومــدى إمكانيــة تطبيقهــا عمل ًّيــا‪.‬‬

‫ـدة لتطبيــق مثــل تلــك النظريــات يف مناهــج‬ ‫ـة جديـ ٍ‬ ‫ لــذا ينبغــي تقديــم رؤيـ ٍ‬
‫تعليــم القــراءة والكتابــة اســتنا ًدا إىل أحــدث نظريــات الــذكاء وأشــهرها‪ ،‬وهــي رؤي ٌة‬
‫شــامل ٌة تتنــاول حتديــد مهــارات القــراءة والكتابــة وطرائــق تعليمهــا وتقويمهــا‪ ،‬كــا ‬
‫تضــع بــن يــدي معــد املناهــج واملعلــم تشــكيل ًة واســع ًة مــن الطرائــق التــي يمكــن‬
‫ـورة فاعلـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫أن يوظفهــا يف تعليــم أبنائنــا القــراءة والكتابــة بصـ ٍ‬

‫هــذا وأســأل اهلل يل ولكــم التوفيــق‪ ،‬وصــى اهلل عــى نبينــا حممــد وعــى آلــه‬
‫وصحبــه وســلم‪.‬‬

‫‪408‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫املر اجع‪:‬‬

‫املراجع العربي�ة‪:‬‬
‫ ‪-‬أبعاد تعلم اللغة بمساعدة احلاسب اآليل‪ .‬ماك ليفي وجيلني كويل‪.‬‬
‫ترمجة‪ :‬حممد الزهراين‪ .‬الرياض‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬النرش العلمي‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬الكتاب األسايس لتعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ .‬طعيمة‪ ،‬رشدي‬
‫أمحد وحممود الناقة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬مكة املكرمة‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬معهد‬
‫اللغة العربية‪ .‬ط ‪1983‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬تطوير تعلم مهاريت القراءة والكتابة يف السنوات األوىل ‪Lesley Mandel Mor� .‬‬

‫‪ . row‬ترمجة‪ :‬سناء حرب‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬العني‪ ،‬دار الكتاب اجلامعي ط‪2011 ،2‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬تعلم اللغات احلية وتعليمها بني النظرية والتطبيق‪ .‬صالح العريب‪،‬بريوت‪،‬‬
‫مكتبة لبنان ط ‪1981 ،1‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬تعليم القراءة والكتابة‪ .‬وليم س‪ .‬جراي‪ .‬ترمجة‪ :‬حممود خاطر وآخرون‪ .‬دار‬
‫املعرفة ‪1981‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬صعوبات القراءة والكتابة‪ .‬أمحد عواد وآخرون‪ .‬الرياض‪ ،‬دار النارش الدويل‪،‬‬
‫ط‪2011،1‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬طرائق التدريس‪ .‬ردينة عثامن وحذام عثامن يوسف‪ ،‬منهج أسلوب‪،‬وسيلة‪،‬‬
‫دار املناهج للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪ ،‬األردن ‪ ٢٠٠٥‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬كفايات األداء التدرييس‪ ،‬عيل راشد‪ ،‬دار الفكر العريب للنرش والتوزيع‪،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ٢٠٠٥‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬نامذج من االختبارات املوضوعية يف اللغة العربية للمرحلة الثانوية‪ .‬رشدي‬
‫أمحد طعيمة‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة ‪ ٢٠٠٠‬م‪.‬‬

‫املراجع األجنبي�ة‪:‬‬

‫‪- Thomas Armstrong (2000): op. cit, Pp16-13. Joyce A. McClellan (2006):‬‬
‫‪Development of An Indicator to Identify Multiple Intelligences Preferences‬‬
‫‪of Adult Learners, Doctor of Education, University of Oklahoma‬‬

‫‪409‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫البحوث واملقاالت العلمية‬


‫ ‪-‬االجتاهات املعارصة يف نظريات القراءة‪ .‬الدكتور وجيه املريس‪ ،2011،‬بحث‬
‫منشور عىل الشبكة‪.‬تاريخ االستطالع‪2019/04/10‬م‪ 20:30 )3+GMT( .‬رابط‬
‫البحث‪topic-http://wessam.allgoo.us/t14851 :‬‬

‫ ‪-‬النظريات املفرسة لصعوبة الكتابة‪ .‬د‪ .‬عواطف الشديفات‪.2012 ،‬بحث‬


‫منشور عىل الشبكة تاريخ االستطالع ‪ 2019/04/10‬م الساعة‪،20:30 ) 3+GMT( .‬‬
‫رابط املوقع‪/https://uqu.edu.sa/page/ar :‬‬

‫ ‪-‬فاعلية برنامج مقرتح لتنمية امليل إىل القراءة لدى طالب املرحلة الثانوية‬
‫باململكة العربية السعودية‪ ،‬عبد اهلل عقيل حممد عقيل‪ ،‬رسالة ماجستري (غري منشورة)‪،‬‬
‫كلية الرتبية‪ ،‬جامعة طنطا ‪ ١٩٩٧‬م‪.‬‬

‫‪410‬‬
‫التحديات املعرفية والربمجية للهواتف ولأللواح الذكية‬
‫(‪ )M-learning‬يف تعليم العربي�ة للناطقني بغريها‬

‫د‪ .‬عز الدين غازي‬

‫جامعة القايض عياض‪ ،‬املغرب‬


‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تــروم هــذه الورقــة تقديــم نمــوذج لتعليــم اللغــة العربيــة الوظيفيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا وذلــك يف إطــار مــا يســمى بالتعليــم باهلواتــف واأللــواح الذكيــة‬
‫(‪ )M-learning‬التــي تنــدرج ضمــن التعليــم االلكــروين (‪ ،)E-learning‬كــا ‬
‫ســركز عــى حالــة تدريــس العربيــة لألجانــب يف األوســاط اجلامعيــة باعتبارهــا‬
‫حالــة متقدمــة ومؤسســة عــى جتــارب وابتــكارات منهجيــة وتقنيــة صوتيــة‬
‫ومرئية‪،‬وبرجميــة تفاعليــة مفتوحــة املصــدر وموجهــة ملســتخدمني معينــن يف‬
‫مراحــل متدرجــة‪ .‬ســنورد هنــا جتربــة جامعــة الكويــت التــي توصلــت إىل أن‬
‫‪ % 60‬مــن الطلبــة و‪ % 14‬مــن املدرســن يســتخدمون تطبيقــات اهلواتــف يف‬
‫التعليــم وتعلــم اللغــات‪ .‬ممــا يبعــث احلاجــة إىل تطويــر مناهــج ذكيــة متقدمــة‪.‬‬
‫وإذا كان التعليــم باهلاتــف الذكــي فرصــة للمســتخدمني بمختلــف مســتوياهتم‬
‫وأهدافهــم‪ ،‬فــإن حتديــات هــذا التعليــم الــذي يتجــاوز األمكنــة والتوقيتــات‬
‫الرســمية‪ ،‬كبرية‪،‬وخاصــة منهــا طبيعــة املعطيــات اللغويــة املتداولــة يف املرجعيات‬
‫املشــركة للتعليــم اللغــوي ومالئمتهــا مــع أســاليب قواعــد املعــارف و أســاليب‬
‫تعلــم اآللــة ‪ Machine Learning‬والتعلــم العميــق ‪.Deep Learning‬‬
‫غرضنــا يف هــذه الورقــة تثمــن التجــارب الســابقة وبنــاء تطبيقــات‬
‫جديدة‪،‬ناجعــة مــن حيــث املعطيــات واملحتــوى واملعياريــة والقيــم الثقافيــة‬
‫بأبعادهــا املعرفيــة واهلندســية املختلفــة‪ ،‬وبتبنــي مقاربــة وظيفيــة هتــدف إىل وضــع‬
‫مناهــج ميــرة لتعليــم اللغــة العربيــة برسعــة وفعاليــة ويــر‪ ،‬وذلــك باإلجابــة‬
‫عــن مــا هــي اللغــة املــراد تعلمهــا وكيــف وملــاذا ؟‪.‬‬
‫الكلمــات املفتاحيــة‪ :‬التعليــم باهلواتــف واأللــواح الذكيــة ‪ ،M-Learning‬حتديــات‬
‫التعليــم اإللكــروين املفتــوح املصــدر‪ ،‬اللغــة العربيــة لألجانــب‪ ،‬التعليــم اجلامعــي‪ ،‬تطبيقــات‬
‫‪.Arabic Globe‬‬

‫‪412‬‬
‫التحديات المعرفية والبرمجية‪:‬عزالدين غازي‬

‫تقديم‪:‬‬
‫ـات عديـ ٍ‬
‫ـدة األثــر‬ ‫ـاالت ومؤسسـ ٍ‬‫كان لالنتشــار الواســع للتكنولوجيــا يف جمـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫مفعمــة بالتفاعــل‬ ‫ٍ‬
‫جديــدة‬ ‫ٍ‬
‫حيــاة‬ ‫الكبــر يف إعــادة إدمــاج اإلنســان املعــارص يف‬
‫واالنغــاس املبكــر بمختلــف التعلــات يف عــر يســوده االقتصــاد املعــريف‪ ،‬وقــد‬
‫كان إلدمــاج التكنولوجيــا واهلواتــف الذكيــة عــى وجــه اخلصــوص باملجــال‬
‫التعليمــي األثــر الكبــر إلعــادة بنــاء املناهــج البيداغوجيــة اجلديــدة؛ وذلــك‬
‫بغــرض متكــن اهلواتــف واأللــواح الذكيــة مــن اإلســهام يف تطويــر التعليــم‬
‫الذكــي واملربمــج يف املجــاالت احلياتيــة العامــة‪ ،‬وحتفيــز الباحثــن واملهندســن ‬
‫ـة تســتجيب للمســتقبل بــكل حتدياتــه‪ ،‬وقــد كان لتطــور‬ ‫ـات ذكيـ ٍ‬
‫لتطويــر تطبيقـ ٍ‬
‫التعليــم باأللــواح واهلواتــف الذكيــة األثــر الواضــح عــى التدريــس والتعليــم‪،‬‬
‫ممــا أدى إىل إعــادة النظــر يف وضــع تصــور جديــد يرمي إىل إعــادة النظــر يف مناهج‬
‫تدريــس اللغــة والتعمــق يف معرفــة االنعكاســات التــي قــد تســاعد عــى تكييــف‬
‫برامــج التعليــم مــع املحيــط‪ ،‬وخاصــة املحيــط املؤسســايت والبيداغوجــي املتعلــق‬
‫بالطالــب واملــدرس م ًعــا‪ ،‬ووضــع املؤسســات البيداغوجيــة أمــام أمــر واقــع‬
‫أيضــا إىل‬
‫انتشــار هــذه التكنولوجيــا املرنــة واملوجــودة يف كل مــكان‪ ،‬ممــا ســيقود ً‬
‫ـدة للهواتــف الذكيــة تســتجيب للفضــاء وللخصوصيــة‬ ‫ـية جديـ ٍ‬ ‫تصاميــم هندسـ ٍ‬
‫وللتفاعــل وللتعــاون وللحظــة‪ .‬بحيــث يمكــن أن تســتغل مــن قبــل الطــاب‬
‫يف كل الفضــاءات واألمكنــة‪ ،‬ويف كل األوقــات واألزمنــة خــال أنشــطتهم‬
‫التعليميــة أو اخلاصــة‪ ،‬يف الفصــل أو املنــزل أو املقهــى‪ .‬حتولــت إثرهــا الفضــاءات‬
‫التقليديــة املمثلــة يف احلجــرات واملدرجــات واملختــرات إىل فضــاءات جديــدة‬
‫بطعـ ٍم ميديولوجــي جديـ ٍ‬
‫ـد ومتنــوعٍ‪ ،‬ممــا وســع العالقــة بــن املــدرس و الطالــب‬
‫عــر التفاعــل والتعــاون‪.‬‬
‫األمــر الــذي يدفــع إىل اســتغالل هــذه العالقــات بإدمــاج التطبيقــات‬
‫تعــاوين‬ ‫ٍ‬
‫فريــق‬ ‫ٍ‬
‫جديــد؛ وذلــك بتكويــن‬ ‫يف الفضــاء اجلامعــي واملــدريس مــن‬
‫ٍّ‬
‫ـي مبــارش يف اآلن‪ ،‬وهــذا مــا يطــرح كيفيــة اســتعامل اهلواتــف‬
‫ـرايض وفيزيائـ ٍّ‬
‫ٍّ‬ ‫افـ‬
‫الذكيــة يف العــامل امليديولوجــي‪ ،‬ويف ميــدان التعليــم عــى وجــه اخلصــوص؟‬
‫ومــا هــي التحديــات املطروحــة يف توظيــف تكنولوجيــا الــذكاء االصطناعــي‬
‫يف تطوير مناهج تستجيب هلذه التطورات؟ ‬
‫بعض التجارب يف التعليم بالهواتف الذكية‬
‫لعــل الطلــب الكبــر الــذي جعــل مــن التعلــم باســتخدام جهــاز اهلاتــف‬
‫الذكــي ‪ ،‬هــو الفعاليــة والرسعــة واليــر‪ ،‬أو بتعبــر آخــر ‪ ،‬اللغــة املــراد تعلمهــا‬

‫‪413‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وملــاذا؟ ومــا هــي الطــرق الناجعــة التــي ستحســن مــن اســتيعابنا للغــة وتعلــم‬
‫عالماهتــا املجــردة ؟ وكيــف يمكــن تطوبــع مســتوباهتا اللســانية مــن أجــل‬
‫التعلــم؟‬
‫ولعــل الصــوت واملعجــم كوحــدات والنحــو كقواعــد مــن املســتويات‬
‫التــي تســتجيب وظيف ًّيــا هلــذا الغــرض؛ ألهنــا الوحــدات الوظيفيــة التــي يتــم هبــا‬
‫التــداول والتواصــل‪ ،‬أي أن مــا هتــدف إليــه املناهــج هــو حتســن تعلــم وإدراك‬
‫اللغــة‪ ،‬انطال ًقــا مــن مهــارة االســتامع ومهــارة توظيــف املعجــم ثــم مهــارة‬
‫تركيــب املفــردات‪ ،‬هــذا املســتوى الوظيفــي الــذي يمكــن اختزالــه يف الكفايــة‬
‫املعجميــة ويف القــدرة عــى تطبيــق القواعــد النحويــة‪ .‬وثمــة جتــارب ســابقة يف‬
‫العــامل العــريب يف ســياق التعليــم اإللكــروين باســتغالل املوبايــات الذكيــة إذ‬
‫ركــزت عــى حتســن التواصــل بــن الطــاب‪ ،‬ممــا طــرح مــن جديــد كيفيــة حتدي‬
‫العوائـ�ق البيداغوجيـ�ة املؤسسـ�اتية والذاتيـ�ة يف إطـ�ار التعليـ�م اإللكـترو ين �‪E-Lear‬‬
‫‪ ning‬والتعلي��م باهلواتـ�ف واأللــواح الذكيــة ‪ .M-Learning‬وقــد أدى ذلــك إىل‬
‫ـة تطــور مــن خالهلــا اجلانــب‬‫تطويــر العالقــات بــن الطــاب يف فضــاءات خمتلفـ ٍ‬
‫االجتامعــي والثقــايف والنفــي‪ .‬ذلــك مــا أعــاد النظــر يف فهــم طبيعــة اإلدراك‬
‫ـورا وإنا ًثــا‪ ،‬وفهــم درجــة قبوهلــم وتفاعلهــم هلــذا النــوع مــن‬ ‫لــدى الطلبــة ذكـ ً‬
‫التعلــم‪ ،‬وقــد نتــج عــن ذلــك أن نســب ًة عاليـ ًة جــدًّ ا مــن الطلبــة تفضــل التعليــم‬
‫باهلواتــف واأللــواح الذكيــة‪.‬‬
‫وهنــا يطــرح الســؤال حــول األدوار املعرفيــة والثقافيــة والسوســيولوجية‬
‫واحلضاريــة للمناهــج اجلديــدة املتمثلــة يف التعلــم باســتخدام اهلواتــف الذكيــة‪،‬‬
‫ـورا وإنا ًثــا‬
‫أي مــا هــي اآلثــار التــي ختلفهــا هــذه التطبيقــات عــى األفــراد ذكـ ً‬
‫ومجاعــات وجمتمعــات خمتلفــة؟ ولعــل النتائــج الواضحــة هلــذه التجــارب هــو‬
‫بنــاء مناهــج موافقــة لألنظمــة الثقافيــة والنفســية والبيئيــة لألفــراد‪ ،‬مــا بــات ‬
‫يعــرف بمعــرة األنظمــة الثقافيــة واالجتامعيــة يف التعليــم اللغــوي والتعليــم‬
‫اإللكــروين بشـ ٍ‬
‫ـكل عــا ٍّم‪.‬‬
‫‪1.1‬مفهوم التعليم اإللكرتوين‪:‬‬
‫يشــر مفهــوم «التعليــم اإللكــروين» إىل املشــهد اإلبداعــي املعتمــد عــى ‬
‫الوســائط التــي تشــارك يف حتريــك الرتاكــم املعــريف‪ ،‬أي التعليــم القائــم عــى ‬
‫جمموعــة مــن احللــول التــي متكــن مــن التعلــم باســتخدام األداة اإللكرتونيــة‪،‬‬
‫مثــل تكنولوجيــا املعلومــات والتواصــل البيداغوجــي االفــرايض املتــاح‬
‫عــى الشــبكة ويف املواقــع اإللكرتونيــة والتطبيقــات املختلفــة‪ ،‬رشيطــة‬
‫ولوجهــا‪ .‬والتعليــم كــا هــو حمــدد هــو ختطيــط وتنظيــم املناهــج البيداغوجيــة‬

‫‪414‬‬
‫التحديات المعرفية والبرمجية‪:‬عزالدين غازي‬

‫ٍ‬
‫خاصــة‪ ،‬وأمــا‬ ‫ٍ‬
‫تعليميــة‬ ‫ٍ‬
‫عمليــة‬ ‫لتحقيــق األهــداف والغايــات مــن وراء كل‬
‫تعليــم اللغــة فهــو الوصــف والضبــط والتنظيــم يف إطــار منهــج تفاعــي وتكامــي ‬
‫ـة أخــرى يف ســياقات‬ ‫ـة وبــن الطــاب مــن جهـ ٍ‬‫بــن املــدرس والطالــب مــن جهـ ٍ‬
‫وفضــاءات خمتلفــة حيــث وجــد املنهــج التكنولوجــي نفســه واق ًعــا وحالــة جيــب‬
‫تثمينهــا يف الربامــج التعليميــة‪ .‬وفــق أســاليب الــذكاء االصطناعــي املتقدمــة‬
‫أه��داف ومهــام حمد ٍ‬
‫ــدة م��ن خـلال التكی��ف املــرن‬ ‫ٍ‬ ‫التــي تعتم��د املعرف��ة لتحقی��ق‬
‫ٍّ‬
‫املبنــي ‪...‬عــى قواعــد املعــارف القائمــة عــى اخلــرة البرشيــة اخلاصــة يف جمــال‬
‫كالتعليــم باألنظمــة اخلبــرة وعــى قابليــة االســتخدام اآليل ‪ ،‬هلــذه الوقائــع‬
‫ووقائــع وأشــكال مــن التمثيــات واالســتدالالت الســتنتاج واســتنباط وقائــع‬
‫وقواعــد جديــدة‪.‬‬
‫‪ .2‬التحديات الربمجية والبي�داغوجية واملعرفية‪:‬‬
‫ٍ‬
‫كبــر لتشــجيع اإلبــداع‬ ‫ٍ‬
‫ربــح‬ ‫أكــدت الدراســات واألبحــاث أن ثمــة‬
‫والتعــاون واالبتــكار‪ ،‬ومــا خلقتــه اهلواتــف الذكيــة مــن بيئــة تواصليــة جديــدة‪،‬‬
‫وألن اهلواتــف الذكيــة خلقــت بيئــ ًة تواصليــ ًة جديــدة للتعليــم‪ ،‬ومــع عمليــة‬
‫ـات جديــدةٌ ‬
‫جتهيــز وإدمــاج خدمــات اهلاتــف بالوســائل الناجعــة تشــكلت حتديـ ٌ‬
‫نظـ ًـرا للمحيــط املعقــد الــذي تتداخــل فيــه العنــارص البيداغوجيــة والسوســيو‪-‬‬
‫ثقافيــة واملعرفيــة والفنيــة واهلندســية والتقنيــة كــا يمثــل الشــكل التــايل‪:‬‬

‫شكل ‪ :1‬يمثل حتديات التعليم باهلواتف واأللواح الذكية‬

‫‪415‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪ -‬أ التحديــات املؤسســاتي�ة وتدبــر التعليــم بالهواتــف واأللــواح‬


‫الذكيــة‪:‬‬
‫أصبــح التدبــر البيداغوجــي واملؤسســايت يتعمــق شــي ًئا فشــي ًئا‪ ،‬وأصبــح‬
‫معــه الطلــب الكبــر‪ ،‬وخاصــة مــع التنافســية التــي أحدثتهــا االســتثامرات‬
‫الدوليــة يف تكنولوجيــا التعليــم؛ حيــث بــرزت مشــاريع بيداغوجيــة تتطلــب‬
‫سياســات جديــد ًة تتامشــى مــع التقنيــات املتاحــة واملناهــج البيداغوجيــة‪ ،‬ويف‬
‫هــذا اإلطــار بــدأ النقــاش ومــا قــد تطرحــه املؤسســات بأبعادهــا السياســية‬
‫كثــرا‬
‫مــن حتديــات وعراقيــل ‪ ،‬وقــد لوحــظ أن التدبــر اجلامعــي يتخــوف ً‬
‫(((‬

‫مــن اآلثــار التــي قــد حيدثهــا هــذا النــوع مــن التعليــم الذكــي والســيام رسعــة‬
‫وقعــه التكنو‪-‬معــريف(((‪ ،technocognitive‬لذلــك تفكــر اهليئــات احلكوميــة وغــر ‬
‫احلكوميــة يف اســتثامر أوســع((( جيمــع بــن الفاعلــن احلكوميــن والــركاء‬
‫التنمويــن والــركات املتخصصــة يف هــذا املجــال‪.‬‬
‫يتأثــر التدبــر بالتطــور الرسيــع للتكنولوجيــا‪ ،‬وهــذا مــا يســتدعي احلــذر‬
‫بالنســبة للمحافظــن املامنعــن لالســتثامر يف هــذا املجــال‪ ،‬ويقــدم هــذا النهــج‬
‫اجلديــد يف التعليــم نصيحــة للمؤسســات البيداغوجيــة إلدراك أمهيــة النتائــج‬
‫املتوقعــة مــن االســتثامر يف مثــل هــذه املشــاريع‪ ،‬والتــي جيــب تدقيقهــا بالتحليــل‬
‫والتقــي(((‪ ،‬وتتســاءل املؤسســات البيداغوجيــة ً‬
‫فعال عن ملــاذا حتتــاج إىل التعليم‬
‫باهلواتــف الذكيــة؟ ومــن هــم املســتفيدون وحاملــو املشــاريع؟ ومــن املســؤول‬
‫عــن تدبــر هــذا املجــال؟ ومــا هــي األربــاح املتوقعــة؟ وهــل تلــك اهلواتــف‬
‫واأللــواح الذكيــة ملــك ألصحاهبــا أم موزعــة؟ وكيــف يمكــن هلــذه الوســائل‬
‫ـي عــن املؤسســات‬ ‫أن تطــور املحتــوى واإلنتــاج؟ وهــل هنــاك مســتفيدٌ خارجـ ٌّ‬
‫الرســمية؟ ومــن هــو املســؤول عــن الدعــم التقنــي والفنــي؟ وهــل ســتكون‬
‫مــوارد هــذا التعليــم متاحــة داخل ًّيــا أم خارج ًّيــا؟ وكيــف يمكــن معاجلــة أمــن‬
‫املعلومــات واخلصوصيــة؟ ثــم كيــف يمكــن تقييــم خمرجــات هــذه املشــاريع؟‬
‫ـة قصــد فهــم‬ ‫وهــذه مجلــة مــن األســئلة تقتــي الوقــوف عندهــا بحــز ٍم ورويـ ٍ‬
‫التحديــات احلقيقيــة للمؤسســات الرســمية‪ ،‬هــو اإلســهام واملشــاركة يف تدبــر ‬
‫هــذا التعليــم‪ ،‬وتدبــر التغــرات الطارئــة عــى األنشــطة وعــى املكونــات‬
‫املؤسســاتية بالنســبة لألشــخاص العاديــن والقيمــن وأصحــاب القــرار‬

‫‪(1) Ismail, I., Azizan, S. N. & Azman, N., 2013‬‬


‫((( يشــر هــذا املصطلــح الــذي أصبــح شــائ ًعا يف ميــدان العلــوم العصبيــة واملعرفيــة والســيكولوجية‬
‫إىل فكــرة الدقــة يف املعلومــة املتداولــة دون الوقــوع يف اخلطــأ‪ .‬‬
‫((( ويلني دوجنتي ‪2008‬‬
‫‪(4) E-learning 2013‬‬

‫‪416‬‬
‫التحديات المعرفية والبرمجية‪:‬عزالدين غازي‬

‫واملصممــن واملوظفــن واألطــر والطلبــة(((؛ حيــث يفــرض يف مبــدأ التدبــر أن‬


‫يكــون منظـ ًـا حســب احلالــة إلنجــاح العمليــة‪ ،‬بدايــة بالتدبــر العــام إىل تدبــر ‬
‫التخطيــط املتقــدم‪ ،‬واهلــدف العــام هــو تغيــر عــادات التدريــس يف املؤسســات‬
‫واملنظــات واجلامعــات واملــدارس والعائــات ولــدى املدرســن والطلبــة؛‬
‫وذلــك بإقناعهــم بتبنــي اســراتيجية جديــدة تســتخدم التدبــر ودعــم املشــاريع‬
‫املســتقبلية بــكل ثقـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬
‫ ‪-‬ب حتديات التعليم بالهواتف الذكية يف األنشطة البي�داغوجية‪:‬‬
‫هــل تســتطيع هــذه التحديــات دمــج التكنولوجيــا مــع األنشــطة‬
‫ـاق واسـعٍ؟ بحيــث أن يــوىل التعليــم اإللكــروين اعتبارات‬ ‫البيداغوجيــة عــى نطـ ٍ‬
‫جــادة‪ ،‬إذ عــى القائــد املبتكــر يف هــذا املجــال أن يطــور هــذه التكنولوجيا ويســهم ‬
‫يف دجمهــا يف ســائر األنشــطة؛ وذلــك بتطويــر تطبيقــات ومناهــج وأســاليب‬
‫جديــدة يمكــن اتباعهــا يف التعليــم يتــاءم مــع النــاذج البيداغوجيــة((( احلديثــة‪ ،‬‬
‫علـ ًـا بــأن علــاء الرتبيــة ينظــرون إىل الطالــب كمتلقــي للمعلومــة وليــس معاجلًــا‬
‫هلــا ‪ ،‬وقــد اقرتحــت يف هــذا اإلطــار اســراتيجيات وخطــط ومناهــج إلدمــاج‬
‫اهلواتــف الذكيــة يف التعليــم وجعلهــا ســندً ا قو ًّيــا الســتكامل التعليــم اللغــوي‬
‫وغــره؛ ليضطلــع بمهمتــه يف البيئــة الصحيحــة واملالئمــة وحينهــا ســيتم انتقــاء‬
‫اســراتيجية مثــى للتعليــم اإللكــروين‪.‬‬
‫هــذا وإن اعتــاد التكنولوجيــا املتقدمــة يف تطويــر اهلواتــف الذكيــة التــي‬
‫تتكيــف مــع خاصيــات التنقــل والتعــاون والتفاعــل‪ ،‬وهــي املكونــات األســاس‬
‫يف التعليــم اإللكــروين(((‪ ،‬وهــذه التكنولوجيــا قــادرة عــى االندمــاج يف جمــال‬
‫ٍ‬
‫عــى نطــاق واســعٍ‪ ،‬ممــا يقتــي خلــق مــوارد جديــدة تأخــذ بعــن ‬ ‫الرتبيــة‬
‫االعتبــار الذيــن يقبلــون مــن املتعلمــن‪ ،‬والذيــن ال يقبلــون منهــم االندمــاج مــع‬
‫هــذه التطبيقــات الذكيــة‪ ،‬ويصبــح التحــدي أكــر حينــا تغيــب اخلــرة يف بنــاء‬
‫ـة وعلميـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـات بيداغوجيــة ومهنيــة عمليـ ٍ‬
‫التطبيقــات التــي جيــب تطويرهــا بخلفيـ ٍ‬
‫خمالفــة متا ًمــا ملــا هــو تقليــدي‪.‬‬
‫ ‪-‬جالتحديات الفني�ة والتقني�ة‪:‬‬
‫ ‪-‬التحديات الفني�ة‪:‬‬
‫ـاز طــور بنــا ًء عــى وظائــف ومكونــات مثــل‬
‫إن اهلاتــف الذكــي هــو جهـ ٌ‬
‫‪(1) Al-Sharhan, S., 2016‬‬
‫‪(2) Uden, L., 1993.‬‬
‫‪(3) Hwang, G. J. & Chang, H. F., 2011.‬‬

‫‪417‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫والتسـ�جيالت بالصـ�وت والصـ�ورة واملوقعـةة�‪localisa‬‬ ‫الكامـيرا والتصويـ�ر‬


‫‪ tion‬وقــراءة امللفــات والوثائــق وجهــاز التحســس والبحــث عــن املعلومــات‬
‫واســرجاعها‪ ،‬إضافــ ًة إىل تطبيقــات أخــرى مثــل احلاســبة وامليديــا واملذكــرة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عميقــة بقــدرات اهلاتــف اهلائلــة‬ ‫ٍ‬
‫عــى درايــة‬ ‫ومصممــو هــذه الوظائــف‬
‫يف حــل املشــاكل التــي قــد يواجههــا يف جمــاالت معقــدة كمجــال التعليــم‬
‫اإللكــروين‪.‬‬
‫ويعــد تصميــم التشــغيل املجــال األول باإلضافــة إىل الواجهــة ‪interface‬‬
‫ٍ‬
‫ككيفيــة لتواصــل مســتعميل اجلهــاز الــذي يتميــز بتصميــم الشاشــة اخلــاص‬
‫باخلطــوط وشاشــة العــرض‪.‬‬
‫وقــد اقرتحــت تطبيقــات وظيفي ـ ًة تتامشــى مــع تصميــم التشــغيل هبــدف‬
‫دمــج التعليــم مــع أدوات اجلهــاز املدجمــة أو غــر املدجمــة؛ الختيــار مــا يناســب‬
‫اكتشــاف للمنهــج البيداغوجــي‬ ‫ٌ‬ ‫منهــا كتطبيقــات إلنجــاز الــدروس‪ ،‬وهــذا‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الصالــح((( للتعليــم اإللكــروين عام ـ ًة وللهواتــف الذكيــة بصفــة خاصــة‪ ،‬مــع‬
‫االختــاف يف شاشــة العــرض والتوجيــه والتثبيــت والتخزيــن‪ .‬إن تطويــر تطبيـ ٍ‬
‫ـق‬
‫ـارا للنجــاح أو اإلخفــاق‪،‬‬ ‫يتوافــق مــع بيئــة اهلواتــف الذكيــة هــو بحــد ذاتــه معيـ ً‬
‫ولذلــك بــات عــى املصممــن بنــاء تطبيقــات تكــون يف املتنــاول وفــق أســاليب‬
‫أساســا يف إنشــاء‬‫الــذكاء االصطناعــي املتاحــة‪ ،‬وتتلخــص هــذه العمليــة ً‬
‫احلســابات واحلفــاظ عــى الرمــز الــري‪ ،‬وعــى اســتغالل املســتخدم للمواقــع‬
‫ـة تأخــذ بعــن االعتبــار‬ ‫ـة ممتعـ ٍ‬
‫ـة تفاعليـ ٍ‬
‫اإللكرتونيــة وللمصــادر املفتوحــة‪ ،‬بطريقـ ٍ‬
‫ـا‪ :‬دقــة‬‫اجلانــب املعــريف يف إدراك ومعطيــات املــادة واملحتــوى عنــد املتعلــم (مثـ ً‬
‫الصــورة مــن حيــث عــدد البكســيالت واحلجــم والطــول والعــرض) بالتنســيق‬
‫مــع التخطيــط والتوجيــه‪ .‬‬
‫ ‪-‬التحديات التقني�ة والربمجية‪:‬‬
‫ تتمثــل الواجهــة التقنيــة للهواتــف يف اجلانــب الربجمــي املخصــص لالندمــاج‬
‫مــع املتطلبــات البيداغوجيــة(((‪ ،‬أي كل مــا يتعلــق بالتطبيقــات وصيانــة اهلاتــف‬
‫(الفريوســات)‪ ،‬وتدبــر التطبيقــات املمكنــة عليــه‪ ،‬وكل الربجميــات املرتبطــة‬
‫بالبنيــة التحتيــة للهاتــف‪ ،‬والتــي جيــب أن يكــون املســتخدم عــى عل ـ ٍم هبــا كــا ‬
‫بالنســبة حلامــي مشــاريع تطويــر أجهــزة اهلواتــف‪ ،‬وخاص ـ ًة مــا يتعلــق بأنظمــة‬
‫االســتغالل والتــدرب عليهــا‪ ،‬وعــى انتقــاء األجــود منهــا‪ ،‬مراعيــة معايــر ‬

‫‪(1) Goel, N., 2014.‬‬


‫‪(2) Qureshi, I., Ilyas, K., Yasmin, R. & Whitty, M., 2012.‬‬

‫‪418‬‬
‫التحديات المعرفية والبرمجية‪:‬عزالدين غازي‬

‫اجلــودة التــي تشــرطها تكنولوجيــا املعلومــات والتواصــل ‪ .NTIC‬مثــا‪.‬‬


‫ ‪ -‬دتقويم التحديات التكنولوجية‪:‬‬
‫تقتــي عمليــة تقييــم تصاميــم التعليــم التفاعــي يف إطــار االســراتيجية‬
‫ٍ‬
‫لوجــه ‪ ،face to face‬وعــى ‬ ‫وجهــا‬
‫البيداغوجيــة القائمــة عــى أســلوب التعليــم ً‬
‫التعليــم يف املختــر والفصــل‪ ،‬وكل التعقيــدات املرافقــة للعمليــة خاصــة منهــا‬
‫الثقافيــة واالجتامعيــة واملعرفيــة التــي قــد تعيــق العمليــة‪ ،‬وقــد اقرتح كوكولســكا‬
‫هــومل وثراكســلر ‪ 2005‬ومســانجر‪ ((( 2012‬اســراتيجية لتطويــر اهلاتــف الذكي‬
‫انطال ًقــا مــن التصميــم والتجهيــز والتقييــم؛ إذ حــدد التقييــم اجليــد عــى الدقــة‬
‫والرصامــة والقيــم األخالقيــة التــي جيــب أن تكــون متكافئــة مــع اســراتيجية‬
‫التعلــم املصاحبــة للتعليــم اإللكــروين‪ ،‬وهــي إجــراءات مرهقــة عنــد اســتعامل‬
‫اهلاتــف الذكــي ألغــراض تعليميــة‪.‬‬
‫ ‪ -‬هالتحديات الثقافية واالجتماعية والنفسية‪:‬‬
‫لقــد أصبحــت حلبــة التعليــم والرتبيــة حبــى بالتكنولوجيــات املتقدمــة‬
‫ٍ‬
‫بطــرق وأســاليب‬ ‫التــي أثــرت يف املنظومــة الثقافيــة؛ حيــث تفاعلــت معهــا‬
‫ـد جيعــل مــن تعليــم الطــاب موضو ًعــا‬‫ـة‪ ،‬أســهمت يف خلــق تعلي ـ ٍم جديـ ٍ‬‫ذكيـ ٍ‬
‫خص ًبــا لــه‪.‬‬
‫وتواجــد اهلواتــف الذكيــة املجهــزة بتقنيــات عاليــة يف الســوق ســهل‬
‫ٍ‬
‫تطبيقــات‬ ‫مــن اإلقبــال الكبــر عليهــا؛ ذلــك بــا تتيحــه هــذه األجهــزة مــن‬
‫ذكيـ ٍ‬
‫ـة تتــاءم مــع البنيــات الثقافيــة والعــادات واملســتويات املعرفيــة اإلدراكيــة‬
‫املختلفــة وخاصــة يف املجتمعــات املحافظــة‪ ،‬ناهيــك عــن اســتعامل املنصــات‬
‫ـارات كثــر ًة تســتجيب للطلــب االجتامعــي املعــريف وخاصــة‬ ‫التــي تتيــح اختيـ ٍ‬
‫التعليــم اللغــوي‪ ،‬والــذي ينخــرط فيــه املعلــم واملتعلــم عــى حــدٍّ ســواء عــن‬
‫طريــق املشــاركة والتعــاون يف إطــار البيئــة التكنولوجيــة اجلديــدة‪.‬‬
‫وتوظــف املســتجدات اإللكرتونيــة التــي توفرهــا الشــابكة يف إغنــاء‬
‫خــرات املعلــم والطالــب عــى حــدٍّ ســواء؛ ممــا جيعــل العمليــة التعليميــة‬
‫قائم ـ ًة عــى التعــاون االفــرايض‪ ،‬كــا جيعــل العمليــة ذاتيــة التعلــم مــن خــال‬
‫كيفيــة البحــث عــن املعلومــة واالســتفادة منهــا واختــاذ القــرار بشــأهنا؛ وذلــك‬
‫باالســتفادة املبــارشة مــن الوســائل املتنوعــة للمعــرف واملعلومــات ( أرشطــة‬
‫فيديــو وتســجيالت صوتيــة وملفــات قابلــة للتحميــل)‪ ،‬وهــذا مــا مكــن وأتــاح‬

‫‪(1) Kukulska-Hulme, A. & Traxler, J., 2005Messinger, J., 2012.‬‬

‫‪419‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ومهندســا لعمليــة التعلــم(((‪ ،‬كــا ‬


‫ً‬ ‫للمعلــم املعــارص أن يكــون أكاديم ًّيــا وتربو ًّيــا‬
‫توفــر هــذه العمليــة التعليميــة اإللكرتونيــة إمكانيــة للتثقيــف الشــخيص بواســطة‬
‫املصــادر املعرفيــة املتنوعــة واملتشــعبة ذات النصــوص الفائقــة ‪.HyperText‬‬

‫ ‪ -‬والتعليم بالهواتف الذكية يف اجلامعات العربي�ة ( جتربة دولة‬


‫الكويت)‪:‬‬
‫أســوق هنــا جتربــة مــن التجــارب الرائــدة يف العــامل العــريب‪ ،‬أال وهــي جتربــة‬
‫دولــة الكويــت؛ حيــث أعلنــت وزارة التعليــم العــايل بالكويــت مرشو ًعــا قائـ ًـا‬
‫بعــد يف ســنة ‪((( 2008‬؛ تــم توزيــع ‪80800‬‬ ‫ٍ‬ ‫عــى اســراتيجية التعلــم عــن‬
‫ـي عــى جمموعة مــن الطــاب خــال الســنة اجلامعيــة ‪-2015‬‬ ‫هاتـ ٍ‬
‫ـف ولـ ٍ‬
‫ـوح ذكـ ٍّ‬
‫‪ ،2016‬وقــد أرشف عــى الربنامــج الفريــق اجلامعــي الكويتــي ‪ MoE‬بتعــاون مــع‬
‫رشكــة دوليــة‪ ،‬وقــد لوحــظ أن تزايــد القبــول عــى هــذا الربنامــج تطــور يف ســنة‬
‫‪ 2015‬إىل أزيــد مــن ‪% 200‬؛ ممــا جعــل اهلواتــف الذكيــة نفســها تتغري يف شــكلها‬
‫وتصاميمهــا وتطبيقاهتــا‪ ،‬وقــد أثــر هــذا عــى العــادات والســلوكات واملســتويات‬
‫املعرفيــة لــدى الطــاب واملعلمــن يف دولــة الكويــت‪ ،‬ومــن هــذا املنطلــق بــدأت‬
‫جمموعــة مــن االســتجابات تنســجم وتندمــج مــع املنهجيــة اجلديــدة يف التعلــم؛‬
‫ممــا يطــرح جمموعــة كبــرة مــن األســئلة منهــا‪ :‬مــا هــي املســتويات اإلدراكيــة‬
‫اجلديــدة لــدى الطــاب واملعلمــن؟ وهــل هنــاك مــا يؤثــر عــى هــذا اإلدراك يف‬
‫املجتمــع الكويتــي كنمـ ٍ‬
‫ـوذج للمجتمعــات العربيــة؟ وملــاذا يقــاوم املعلمــون هــذا‬
‫النــوع مــن التعليــم؟‬
‫اتبعــت منهجيــة البحــث معرفــة عــادات وســلوك طــاب املرحلــة اجلامعية‬
‫اجتــاه اســتخدام اهلاتــف الذكــي‪ ،‬بحيــث أعــدت اســتامرة البحــث للطــاب‬
‫وللمعلمــن وزعــت عــى ‪ 620‬طالــب وطالبــة (مــن الذيــن ال زالــوا يتابعــون‬
‫دراســتهم)‪ ،‬منهــم ‪ 499‬أجابــوا عــن مجيــع األســئلة املطروحــة بطريقــة موفقــة‪.‬‬
‫كــا وزعــت االســتامرة عــى ‪ 125‬معل ـ ٍم‪ ،‬فأجابــوا ‪110‬عــن املطلــوب فيهــا‪.‬‬
‫وعنــد تفريــغ االســتامرة تبــن أن املســتجوبني عــى التــوايل ‪ 499‬و‪ 110‬هــم‬
‫مــن جامعــات خمتلفــة داخــل الكويــت‪ .‬هدفــت االســتامرة التكيــف مــع ســياق‬
‫الدراســة إذ قســمت إىل عنرصيــن‪ :‬عنــر يتعلــق باجلانــب الديمغــرايف للفئــة‬
‫املدروســة‪ ،‬وعنــر آخــر حــول اهلاتــف الذكــي ونســبة اســتعامالت تطبيقاتــه‪،‬‬
‫كــا ركــزت االســتامرة عــى طبيعــة العــادات والطــرق واملناهــج املطلوبــة يف‬
‫((( النوري مليكة‪ ،‬دور احلاسوب يف تدريس اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬جملة التواصل اللساين‪،‬‬
‫ص‪.124.‬‬
‫‪(2) Alhajri Rana,Prospects and Challenges of Mobile Learning Implementations : A Case study.‬‬
‫‪IJSE,pp.1-8..‬‬

‫‪420‬‬
‫التحديات المعرفية والبرمجية‪:‬عزالدين غازي‬

‫وســائل التواصــل االجتامعــي‪ ،‬ويف قسـ ٍم آخــر مــن االســتامرة قامــت باســتخراج‬
‫اآلراء حــول جــدوى التعليــم باهلواتــف واأللــواح الذكيــة بالقبــول وبالرفــض‬
‫وباحليــاد(((‪ ،‬وقــد خلصــت الدراســة إىل كيفيــة العالقــة بــن املعلمــن وطلبــة‬
‫الفصــل وفــق نتيجــة وظيفــة التحليــل الوصفــي‪.‬‬
‫‪ .3‬املنهجية املقرتحة‪ :‬املقاربة الوظيفية يف تعليم العربي�ة‪:‬‬
‫مـ�ا هـ�ي اللغـ�ة املـ�راد تعلمهـ�ا وكيـ�ف وملـ�اذا؟‪ ،‬فرضيـ�ة انطلقنـ�ا منهـ�ا لبنـ�اء‬
‫مــروع «اللغــة العربيــة للعــامل» «‪ » Arabic Globe‬إذ تبنينــا يف هــذه الدراســة‬
‫منهجيــة تقــوم عــى مقاربــة خمتلطــة (‪ )hybrid conception‬جتمــع بــن املنهــج‬
‫التفاعــي بــن الطالــب واملعلــم((( واملنهــج البنيــوي والتواصــي يف التلقــن‪ ،‬كــا ‬
‫ـة تكامليـ ٍ‬
‫ـة بــن التعليــم املربمــج والــرزم التعليميــة التفاعليــة‬ ‫اعتمدنــا عــى طريقـ ٍ‬
‫املفتوحــة املصــدر كــا يــي‪.‬‬

‫شكل ‪ :2‬تصميم التعليم باهلواتف واأللواح الذكية‬

‫يــروم هــذا التعليــم الذكــي املبنــي عــى اســتيعاب املعلومــات واملعــارف‬


‫والوصــول إليهــا إىل توظيــف االســتدال‪ ،‬وهــذه األســاليب مــن صميــم الــذكاء‬
‫االصطناعــي الــذي يســتفيد مــن آليــات االســتدالل الطبيعــي كــا لــدى البــر‪.‬‬

‫((( كام هو مبني بالنسب املئوية يف تقييم نتائج البحث املعني‪(.‬انظر املرجع السابق)‬
‫((( وليس كام يف البعد الكالسيكي الذي يعترب املعلم أساس العملية التعليمية‪.‬‬

‫‪421‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪.‬أحول اللغة العربي�ة الوظيفية‪:‬‬


‫مراحــل مــروع التعليــم باهلواتــف واأللــواح الذكيــة (‪:)Arabic Globe‬‬
‫هيــدف هــذا املــروع إىل بنــاء تطبيــق لتعليــم اللغــة العربيــة الوظيفيــة‪ ،‬والــذي‬
‫يضــم عــى األكثــر حــوايل ‪ 1600‬كلمــة‪ ،‬وحيتــوي عــى املســتوى الصــويت‬
‫ومســتوى التحويــات ومســتوى الرتاكيــب واملســتوى املعجمــي‪ ،‬وذلــك بـــ‪ :‬‬
‫ ‪-‬إع��داد امل��ادة العلمي��ة (مدونةــ امل�شروع ) ‪Autho� Educational Material‬‬
‫‪.ring‬‬

‫ ‪-‬الرشح التعليمي ‪. Instructional Design‬‬


‫ ‪-‬التصميــم اجلرافيكــي ‪ :Graphic Design‬فــن مــن الفنــون البرصيــة‬
‫(الفنــون اجلميلــة) واإلعالميــة يشــر إىل طريقــة عــرض املنتوجــات برجمــة‬
‫وإخــراج وطباعــة‪ ،‬هيــدف إىل اســتغالل أســاليب متنوعـ ٍ‬
‫ـة إلنشــاء ومجــع املالمــح‬
‫مرئــي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫متثيــل‬ ‫املتوخــاة مــن الرمــوز والصــور واخلطــوط والكلــات‪ ،‬خللــق‬
‫لألفــكار والرســائل‪ ،‬والتــي مــن خالهلــا يتــم ابتــكار تواصــل حيمــل ســات‬
‫ٍ‬
‫وأشــكال وزخــارف‪ ،‬وقــد‬ ‫ٍ‬
‫ألــوان‬ ‫هادفــ ًة تتشــكل يف عنــارص التصميــم مــن‬
‫أعــال ســابق ًة للتصميــم نفســه ثابتــة‪ ،‬تضــاف إىل الســطح اجلرافيكــي‬‫ً‬ ‫تكــون‬
‫تصميــا فن ًّيــا لفكــرة عــن كريــق‬
‫ً‬ ‫الثنائــي أو الثالثــي األبعــاد يكــون بالتــايل‬
‫وســائل االتصــال االجتامعــي وغــره‪.‬‬
‫ ‪-‬التطوبر الربجمي‪.Software Development‬‬

‫ ‪-‬إنتاج املحارضات املسجلة ‪.Lectures Production‬‬

‫ ‪-‬تنسيق ومتابعة املرشوع ‪.Cordination and Follow up of the project‬‬

‫ ‪.‬ب املراحل الوظيفية الكتساب املهارات‪:‬‬


‫تقــوم املــادة التعليمــة للمتعلمــن انطال ًقــا مــن كوهنــم ال يملكــون‬
‫ٍ‬
‫مســتويات كــرى‪ ،‬تضــم‬ ‫دروســا يف ثــاث‬ ‫معرفــة ســابقة‪ ،‬ويضــم الربنامــج‬
‫ً‬
‫املهــارات األربــع ( االســتامع والكتابــة والقــراءة والتحــدث)‪ ،‬واحتــواء هــذه‬
‫الــدروس عــى مواقــف وجتــارب مــن حيــاة املتعلــم الكونيــة‪ ،‬واســتخدام‬
‫الكلمــة والصــوت والصــورة والرمــز‪ .‬أمــا إمجــايل ســاعات التعليــم ‪ 450‬ســاعة‬
‫يف االنغــاس اللغــوي واالســتعانة بوســائل اهلاتــف املتاحــة مثــل تطبيقــات‬
‫التســجيل والصــورة‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫التحديات المعرفية والبرمجية‪:‬عزالدين غازي‬

‫‪١ -١‬مرحلة التعامل مع األشكال‪ :‬الكتابة واألرقام‬


‫‪- -‬الكتابــة العربيــة‪ :‬عــى الرغــم مــن صعوبــة قــراءة احلــروف املكتوبــة‬
‫وغــر املشــكولة باســتثناء تلــك املرفقــة باحلــركات الطويلــة يمكــن للمتعلــم‬
‫أن حيفــظ كل احلــروف اخلطيــة وعددهــا ‪ ،28‬إضافــ ًة إىل احلــركات القصــرة‬
‫والطويلــة يف ســاعات فقــط بتوظيــف البعــد املعــريف‪ -‬العصبــي مثــل التعــرف‬
‫شــكل مثــل ( ش‪/‬س‪ ،‬ح‪/‬ج‪/‬خ‪ ،‬د‪/‬ذ‪ ،‬ق‪/‬ف‪.)...‬‬ ‫ً‬ ‫عــى األحــرف املتامثلــة‬
‫‪- -‬األرقــام العربيــة‪ ) 9...،1 ،0( :‬لإلشــارة فــإن األرقــام العربيــة أكثــر‬
‫ـارا عــى مســتوى لغــات العــامل‪ ،‬ومنــذ القــرن ‪ 12‬م أصبحــت معتمــدة يف‬ ‫انتشـ ً‬
‫الغــرب األورويب‪.‬‬
‫‪- -‬أقســام الكلــم‪ :‬االســم والفعــل والصفــة والظــرف والضامئــر وحــروف‬
‫املعــاين وحــروف الربــط‪.‬‬
‫‪- -‬الرتمجــة املرافقــة‪ :‬للمعجــم املســتخدم يف األمثلــة مــع القواعــد‪ ،‬عــاوة‬
‫عــى توظيــف األلعــاب اللغويــة الذكيــة وتــرك البــاب لالقرتاحــات واالستشــارة‬
‫التعلميــة‪.‬‬
‫‪ -2‬توصيف الدروس‪:‬‬
‫‪- -‬تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا يف إطــار مكثــف ورسيــع‬
‫وفعــال‪.‬‬
‫‪- -‬تطويــر كفايــة املتعلــم التواصليــة مــن خــال مهــارات االســتامع ‬
‫والقــراءة والتحــدث والكتابــة‪.‬‬
‫‪- -‬تطوير التعلامت عن طريق التكرار والتمرن‪.‬‬
‫‪- -‬إدمــاج املتعلــم يف الثقافــة العربيــة؛ وذلــك بالتعامــل مبــارشة مــع‬
‫املتكلمــن الطبيعيــن يف األقطــار العربيــة‪.‬‬
‫‪ -3‬األهداف العامة واخلاصة‪:‬‬
‫‪- -‬تطويــر الكفايــة التواصليــة باســتخدام اللغــة اهلــدف وهــي اللغــة‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪.‬‬
‫‪- -‬تشجيع املتعلم عىل االندماج الثقايف العريب‪.‬‬
‫‪- -‬التعامــل االجيــايب حيــال اللغــات األجنبيــة األخــرى بربــط أوارص‬
‫العالقــات الثقافيــة واحلضاريــة فيــا بينهــا‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪- -‬تطوير الوعي بطبيعة تعلم اللغة‪.‬‬


‫‪ -4‬اسرتاتيجية التعلم املبت�دئ‪:‬‬
‫‪- -‬تبنــي منهجيــة متــزج بــن التعلــم املبــارش ‪ face to face‬والتعلــم االفرتايض‬
‫بتوظيــف أدوات تواصليــة مثــل التســجيالت والفيديوهــات‪ ،‬واختبــار تلــك‬
‫التجربــة بإنجــاز التامريــن وتقييــم ذايت للــدرس‪.‬‬
‫‪ -5‬اسرتاتيجية التقويم‪:‬‬
‫ثمة ٍ‬
‫طرق لتقييم العملية التعليمية االفرتاضية وتتمثل يف‪:‬‬
‫ ‪ -‬أتقييــم الــدرس‪ % 40 :‬بالنســبة للــدروس جمتمعــة و‪ %5‬بالنســبة للــدرس‬
‫ٍ‬
‫درس‬ ‫الواحــد‪ ،‬بحيــث عــى املتعلــم أن جييــب عــن األســئلة يف آخــر كل‬
‫بإنجــازه لتطبيقــات وفــروض مطلوبة‪.‬‬
‫ ‪ -‬بفــرض الطالــب املحــدد يف ‪ ،%10‬بحيــث إن الصفحــة املخصصــة‬
‫للمشــاريع ولألرشــيف (تســجيالت وفيديوهــات)‪ ،‬اهلــدف منهــا‬
‫ـردات جديـ ٍ‬
‫ـدة عــن طريــق متاريــن يطلــب فيهــا‬ ‫التمكــن مــن إدراك مفـ ٍ‬
‫مــلء الفراغــات أو اختيــار الكلــات املناســبة لرتكيــب معــن؛ وذلــك‬
‫كإجابــة عــن الكويــزات املســجلة يف الــدرس‪.‬‬
‫ ‪ -‬جالتمكــن مــن فهــم قيــم للتعبــر عــن طريــق اإلجابــة عــن األســئلة‬
‫املخصصــة ملهــارة التحــدث ومهــارة الكتابــة‪.‬‬
‫‪ -6‬االختبـ�ار النهــايئ‪ :‬يكــون االختبــار النهائــي تقويـ ًـا عا ًّمــا وشـ ً‬
‫ـامل جلميــع‬
‫ـدة‪.‬‬‫املراحــل التــي اســتوفاها الطالــب يف كل مســتوى عــى حـ ٍ‬

‫ب‪ -‬املصادر املفتوحة‪:‬‬


‫مــا هتــدف إليــه أغلــب برامــج التعليــم اإللكــروين هــو اعتــاد املصــادر‬
‫املفتوحــة واملجانيــة عــر الشــبكة‪ ،‬والتــي تتيــح تعديــل وتوزيــع ونــر املــادة‬
‫ومتــاح للجميــع‪ ،‬بحيــث يراقبــك املســتخدمون املفرتضــون‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شــفاف‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬
‫لالنضــام والتعــاون وتقديــم املقرتحــات‪.‬‬
‫ٍ‬
‫أساســية‬ ‫ٍ‬
‫بصفــة‬ ‫ويعــود هــذا مصطلــح املصــادر املفتوحــة ‪open sources‬‬
‫إىل بيئــة التطويــر املعلوماتيــة أو املنصــات التــي تشــتغل يف إطــار بنــاء مشــاريع‬
‫للمصــادر املفتوحــةأ والتــي تقتــي التعــاون بــن املصمــم واملهنــدس التقنــي‬
‫واملســتخدم م ًعــا يف تبــادل املعلومــات حــول مــرو ٍع مــا‪ ،‬بيــد أن بعــض‬

‫‪424‬‬
‫التحديات المعرفية والبرمجية‪:‬عزالدين غازي‬

‫الــركات تفضــل الدخــول إىل املــوارد بواســطة رقــ ٍم أو قــن رسي‪ ،‬وذلــك‬
‫الغتنائهــا أو تعديلهــا‪ .‬وتعتــر املصــادر يف حالــة عــدم وضعهــا التفاعــي مصــادر‬
‫مغلوقــة‪closed sources‬؛ حيــث تشــرط عــى املســتفيد توقيــع عقــد بشــأهنا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بشــكل عــا ٍّم إىل بنــاء قواعــد ضخمــة ‪ big data‬يف‬ ‫وهتــدف املصــادر املفتوحــة‬
‫جمــاالت خمتلفــة باســتخدام كشــاف الويــب ‪ web browser‬أو تطبيقــات اهلواتــف‬
‫واأللــواح الذكيــة املتاحــة عــر وظائــف‪ ،‬للمســامهة يف الربجمــة الســحابة ‪cloud‬‬
‫‪ computing‬وبنــاء تطبيقــات مماثلــة يف املنصــات والبوابــات اإللكرتونيــة‪ .‬هــذا‬
‫ويفضــل عــدد مــن املســتخدمني برجميــات املصــادر املفتوحــة لبنــاء مشــاريعهم‬
‫وفحصهــا وتتبعهــا وتوزيعهــا يف أمــان ‪ security‬ويف ثبــات‪ stability ‬تــا ٍّم‪ ،‬وخاصــة‬
‫مــع املشــاريع البعيــدة املــدى‪ ،‬كــا تفيــد الطــاب يف التدريــب عــى الربجمــة وعىل‬
‫تطويــر املهــارات التعليميــة‪ ،‬واكتشــاف األخطــاء بواســطة الكشــف الســياقي‬
‫يت‪ .‬وتعــر منصــة نــوج (((‪NooJ‬‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل ذا ٍّ‬ ‫والفهرســة اإللكرتونيــة وتصحيحهــا‬
‫عــى ســبيل املثــال ال احلــر بيئ ـ ًة للتطويــر وللمعاجلــة اآلليــة للغــة ومصـ ً‬
‫ـدرا‬
‫متاحــا عــر الشــابكة((( يف اآلن نفســه‪.‬‬
‫مفتوحــا وجمان ًّيــا ً‬
‫ً‬
‫ج ‪ -‬مناقشة النت�اجئ‪:‬‬
‫‪ -‬التقويــم النهــايئ‪ :‬تقييــم العمليــات املعرفيــة الطالــب ‪ -‬املــدرس ‪-‬‬
‫الهاتــف‪:‬‬
‫ركــز املــروع عــى آليــات ضبــط العالقــة بــن املعلــم والطالب واســتخدام‬
‫اهلاتــف الذكــي يف إطــار التعليــم اإللكــروين‪ ،‬وقــد خلصــت النتائــج إىل اإلجابــة‬
‫عــن العــادات واملســتويات اإلدراكيــة للطلبــة عنــد اســتخدامهم للهواتــف‬
‫الذكيــة يف تعلــم اللغــة كــا يــي‪:‬‬
‫يــرى الطلبــة واملعلمــون أن اجتذاهبــم الســتخدام اهلواتــف يف العمليــة‬
‫التعليميــة يرجــع إىل حريــة التعلــم يف التوقيتــات واألمكنــة املختلفــة‪ ،‬كــا يعــود‬
‫اجلــدب إىل قيمــة احلركــة واحليويــة يف التعلــم الرسيــع والفعــال والســهل‪ .‬كــا ‬

‫((( إتعتــر منصــة نــوج ‪ NooJ‬بيئــة للتطويــر وملعاجلــة اللغــات الطبيعيــة كــا تعنــى بالتطبيقــات‬
‫اللســانية البيداغوجيــة فهــي جمهــزة بوظائــف هندســية ولســانية متطــورة كاملعاجــم االلكرتونيــة‬
‫والرســوم واملحــوالت املســاعدة عــى تفاعــل املســتخدم واملتعلــم ( للمزيــد انظــر ‪WWW.NOOJ-‬‬
‫‪ .)ASSOCİATİON.ORG‬ه�ذـا إضافـ ًة إىل أن املــوارد اللســانية املعتمــدة يف املدونــة نســب ًّيا مركبــة‪ ،‬وهــي‬
‫يف طــور احللــول لــدى املختصــن‪ ،‬لكنهــا مــع ذلــك واعــدة بالنســبة للتطبيقــات البيداغوجيــة وعنــد‬
‫املدرســن‪.‬‬
‫((( للمزيــد ينظــر‪ ،‬غــازي عزالديــن‪ ،‬تعليــم ومعاجلــة اللغــة العربيــة آليــا نــاذج تطبيقيــة مقاربــة‬
‫بمنصــة نــوج كتــاب أعــال املؤمتــر الــدويل العــارش حــول مناهــج تدريــس اللغــة العربيــة ‪ 7-5‬فربايــر‬
‫‪ 2018‬قســم اللغــة العربيــة جامعــة كــرال‪ -‬اهلنــد‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫يتيــح اهلاتــف اإلمكانيــة العاليــة واملتنوعــة للتعلــم‪ ،‬وكذلــك احلصــول عــى ‬


‫أيضــا عــى ‬
‫املعرفــة وعــى النقــط وعــى الشــواهد يف نفــس اآلن‪ ،‬واحلصــول ً‬
‫ٍ‬
‫جديــدة للتعلــم عــى اهلواتــف الذكيــة‪ .‬يتيــح التعلــم باهلاتــف ربــط‬ ‫مــوارد‬
‫ٍ‬
‫بعضــا وكوســيلة للتواصــل االجتامعــي (اتفــق الطــاب‬ ‫املتعلمــن بعضهــم ً‬
‫بنســبة ‪ % 100‬واملعلمــون بنســبة ‪ ،% 120‬وإن حــوايل ‪ % 72‬مــن املعلمــن ‬
‫و‪ %67‬مــن الطلبــة يعتقــدون يف تثمــن وإثــارة التطبيقــات الذكيــة للتعليــم‬
‫اللغــوي‪ .‬كــا أشــارت الدراســة إىل نســبة ‪ % 33.87‬رفضــت هــذا التوجــه يف‬
‫التعليــم نظـ ًـرا للطبيعــة املحافظــة للمجتمــع الكويتــي‪ ،‬وبالتــايل هنــاك مقاومــة‬
‫مــن قبــل املعلمــن إلثقــال كاهلهــم املهنــي ‪ % 60.17‬وافقــوا بينــا ‪%32.79‬‬
‫مل يقبلــوا‪ .‬ويالحــظ أن نســبة كبــرة مــن الطلبــة متلــك اهلواتــف ‪ % 99.64‬يف‬
‫مقابــل ‪ % 99.16‬مــن املعلمــن‪ .‬ومــع ذلــك يبقــى هــذا النــوع مــن التعليــم‬
‫اإللكــروين غــر منتــر كــا هــي اهلواتــف واســعة االنتشــار(((‪.‬‬
‫خالصة وآفاق‪:‬‬
‫قمنــا بعــرض مــروع التعليــم باهلواتــف الذكيــة وعــن الفــرص التــي‬
‫يقرتحهــا‪ ،‬وقــد ناقشــنا التحديــات املطروحــة واملقتضيــات املرشوطــة مــن أجـل ‬
‫ٍ‬
‫ـن إلدراك أفضل‬ ‫إعــادة تطويــر هــذه األجهــزة؛ بتحفيــز الطلبــة املعنيــن واملدرسـ‬
‫بالتعامــل مــع هــذا النمــط مــن الربامــج الذكيــة‪ ،‬وذلــك بالنظــر إىل الطالــب‬
‫واملــدرس يف اجلامعــات املغربيــة والعربيــة لتبنــي التعليــم اإللكــروين القائــم‬
‫عــى اهلواتــف واأللــواح الذكيــة‪.‬‬
‫كــا بينــت الدراســة شــغف الطالــب واملــدرس م ًعــا يف اعتــاد هــذا النــوع‬
‫مــن التعليــم؛ اعتقــا ًدا منهــم أنــه مطلــوب اآلن وخاصــة أنــه يســتغل يف فضاءات‬
‫ـة بالنســبة للجنســن ‬‫ـة وتلقائيـ ٍ‬
‫ـة بــكل حريـ ٍ‬
‫ـات متنوعـ ٍ‬
‫ـة ويف توقيتـ ٍ‬
‫ـة خمتلفـ ٍ‬
‫وأمكنـ ٍ‬
‫م ًعــا بالنســبة للمؤسســات (اخلصوصيــة والعموميــة) التــي ينتمــي إليهــا هــؤالء‪.‬‬
‫أصحبــت قيمــة التعليــم باهلواتــف الذكيــة أكثــر تقديـ ًـرا وحيوي ـ ًة مــن ذي‬
‫قبــل؛ لدورهــا املــرن وقدرهتــا عــى ولــوج الربجميــات املتاحــة وعــى أســاليبها‬
‫التواصليــة بــن الطالــب واملــدرس‪ ،‬إضافـ ًة إىل النفــاذ إىل احلصــول عــى املــوارد‬
‫املمكنــة يف تعليــم اللغــة العربيــة‪ .‬وقــد الحظنــا إنــه عــى الرغــم مــن قبــول‬
‫الطالــب واملــدرس هــذا النــوع مــن وســائل التواصــل يف التعليــم‪ ،‬فــإن املجتمــع‬
‫يتقاعــس عــن ذلــك ألســباب ثقافيــة (تقاليــد) واجتامعيــة ومنهــا عــزوف البنات‬
‫قليــا عــن الولــوج هلــذه الوســائل‪ ،‬بالنظــر إىل األنظمــة الرتبويــة الســائدة‬‫ً‬
‫‪(1)Alhajri Rana, Prospects and Challenges of Mobile Learning Implementations: A Case study.‬‬
‫‪IJSE,pp.1-8..‬‬

‫‪426‬‬
‫التحديات المعرفية والبرمجية‪:‬عزالدين غازي‬

‫(منــذ الطفولــة)‪ ،‬والتــي ال تثــق يف هــذه الربامــج كاخلــوف مــن املعلومــات‬


‫غــر املراقبــة‪ ،‬وهــذا نــوع مــن التحــدي الكبــر امللقــى عــى عاتــق املؤسســات‬
‫ـة مالئمـ ٍ‬
‫ـة هلــذا النــوع مــن التعليــم يف اجلامعــة‪،‬‬ ‫األكاديميــة يف إمكانيــة توفــر بيئـ ٍ‬
‫مــع األخــذ بعــن االعتبــار اجلانــب الثقــايف والدينــي واالجتامعــي‪.‬‬
‫وكآفــاق هلــذا املــروع يمكــن القــول أنــه بالنظــر إىل التحديــات املطروحــة‬
‫البــد مــن وضــع خطــة لتدبــر مؤسســايت وبيداغوجي وفنــي يف أفــق تطويــر تقني‬
‫وتقييــم أدوار هــذه الوســيلة‪ ،‬وتكييفهــا مــع التحديــات االجتامعيــة والثقافية‪.‬‬
‫وهــذا الطلــب املتزايــد عــى التعليــم ذي املصــادر املفتوحــة جيعــل مــن‬
‫الســهل ولــوج الطالــب واملــدرس إىل املشــاركة يف بنــاء وترويــج املحتوى بالنســبة‬
‫لألجانــب وللعــرب عــى حــدٍّ ســواء؛ وذلــك بتبنيهــم مناهــج بيداغوجيــة مكيفة‬
‫مــع املحيــط الــدويل والســياق املحــي‪ .‬حاولنــا يف هــذه الدراســة أن ندقــق يف ‬
‫وهـ�ذه املقاربـ�ة أظهـ�رت نجاعتهـ�ا يف وصـ�ف البنيـ�ات بالعمـ�ل عـلى‪:‬‬
‫ ‪‬تطوير تطبيقات ذكية تشتغل باهلواتف واأللواح‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كبرية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫موارد بتغطية‬ ‫ ‪‬تستهدف الدراسة يف آفاقها إعداد وتطوير‬
‫إن منصــة تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا ويف إطــار التعليــم‬
‫باهلواتــف الذكيــة تبــدو واعــدة لتدريــس اللغــات واللغــة العربيــة عــى وجــه‬
‫اخلصــوص‪ ،‬ميزهتــا الرئيســية هــي بســاطتها؛ ألهنــا تســمح لــكل مــن املعلــم‬
‫ٍ‬
‫بســيطة‪ ،‬فتصبــح عبــارة عــن‬ ‫ببنــاء املــوارد اللغويــة‪ ،‬وباســتخدام واجهــات‬
‫مشــاريع تعليميــة للمتعلمــن لتطويــر النشــاط التعليمــي‪ ،‬وليــس مــن الرضوري‬
‫ـدة مــن املعاجلــة‪ .‬وهــذا يضمــن التنســيق بــن املعاجلــة‬ ‫ـلة معقـ ٍ‬
‫اســتخدام سلسـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫التطبيــق‪.‬‬ ‫اللغويــة وتطويــر العديــد مــن امليــزات التطبيقيــة هلــذا‬
‫يمكن للمتعلم أن يلعب دور املساعد وذلك‪:‬‬
‫‪1.1‬القيام بسلسلة من التحويالت لتصنيف املبنى الذي تم التعامل معه‪.‬‬
‫‪2.2‬بنـا ًء على مرحلـة التقييم يمكن اقرتاح مشـاريع أنشـطة التي سـيتم تدريسـها‬
‫فيما بعد‪ ،‬والتـي بدورها حتـدد التطورات الالحقـة للعمليـة التعليمية‪.‬‬
‫‪3.3‬يصبــح التطبيــق منصــ ًة لرتقيــة وظائــف التعلــات املتعــددة املســتويات‬
‫واألهــداف بالتفاعــل البيداغوجــي املبــارش‪ ،‬وبيئــة لتطويــر مهــارات‬
‫املتعلمــن يف التعامــل مــع الربامــج املحوســبة‪ ،‬وبالنفــاذ إىل برجمياهتــا الدقيقة‬
‫والناجعــة يف املعاجلــة اآلليــة والتعليــم‪.‬‬

‫‪427‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املراجع باللغة العربي�ة‪:‬‬


‫ ‪ 1.‬أروى حممــد ربيــع‪ ،‬العوامــل املؤثــرة يف تدريــس اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫كتــاب مؤمتــر مناهــج تدريــس اللغــة العربيــة العــارش قســم اللغــة العربيــة‬
‫جامعــة كــراال اهلنــد ‪ 7 - 5 -‬فربايــر ‪. . 8102‬ص ‪782 – 972 :‬‬
‫ ‪ 2.‬النــوري مليكــة‪ ،‬دور احلاســوب يف تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريها‪ ،‬جملة التواصل اللساين ‪ ،‬جملد ‪ ، 81‬العددان ‪1‬و ‪ 2‬ص‪.931 - 911 :‬‬
‫ ‪ 3.‬تيكاييــف حســن‪ ،‬تطوير منهــج تعليم اللغــة العربيــة لغريالناطقني هبا يف‬
‫جامعــة داغســتان‪ ،‬كتــاب قضايــا يف تعليم اللغــة العربيــة لغــر الناطقني هبا‪،‬‬
‫مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيزالــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪ ،‬أبحاث‬
‫خمتــارة مــن مؤمتــرات معهد ابن ســينا ‪ ،‬الريــاض ‪ 7341‬ه ‪ ،‬ص‪321 - 99 :‬‬
‫ ‪4.‬غــازي عزالديــن‪ ،‬هندســة اللغــة العربيــة‪ ،‬حتديــات جديــدة للتنميــة‬
‫املعرفيــة واللغويــة ‪ ،‬كتــاب قضايــا يف تعليــم اللغــة العربيــة لغريالناطقني هبا‪،‬‬
‫مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبد العزيــز الــدويل خلدمة اللغــة العربيــة ‪ ،‬أبحاث‬
‫خمتــارة من مؤمترات معهد ابن ســينا ‪،‬الريــاض ‪ 7341‬ه‪.‬ص‪.425 - 325 :‬‬
‫ ‪5.‬غــازي عزالديــن‪ ،‬تعليــم ومعاجلــة اللغــة العربيــة آليــا‪ :‬نــاذج‬
‫تطبيقيــة مقاربــة بمنصــة نــوج ‪ ، JooN‬كتــاب مؤمتــر مناهــج‬
‫تدريــس اللغــة العربيــة العــارش قســم اللغــة العربيــة جامعــة‬
‫كــراال اهلنــد‪ - 5- 7 .‬فربايــر ‪ . 8102‬ص‪.341 - 231 :‬‬
‫ ‪6.‬عبــد الباقــي عــي عــاد‪ ،‬تقنيــات اإلعــام املعــارصة ودورهــا‬
‫التكنولوجــي يف تطويــر مناهــج تدريــس الكلــات العربيــة‪ ،‬كتــاب‬
‫مؤمتــر مناهــج تدريــس اللغــة العربيــة العــارش قســم اللغــة العربيــة‬
‫‪-‬جامعــة كــراال اهلنــد ‪ 7 - 5 -‬فربايــر ‪ . 8102‬ص‪.232 - 422 :‬‬

‫املراجع باللغة اإلجنلزيية والفرنسية‪:‬‬


‫‪77. Alhajri Rana,Prospects and Challenges of Mobile Learning Impimen-‬‬
‫‪tations : A Case study.Information Journal &Software Engineering,‬‬
‫‪V6 Issue .7866.1000189-2165/104172.pp.8-1.‬‬
‫‪88. Alhazmi, A. K., Rahman, A. A. & Zafar, H., 2014. Conceptual model‬‬
‫‪for the academic use of Social Networking Sites from student engage-‬‬
‫‪ment perspective. Melbourne, Australia 12-10 December 2014, s.n.,‬‬
‫‪pp. 6-1.‬‬
‫‪99. Al-Sharhan, S., 2016. Smart classrooms in the context of technolo-‬‬
‫‪gy-enhanced learning (TEL) environment: A holistic Approach. In:‬‬
‫‪Transforming Education in the Gulf Region – Emerging Learning‬‬
‫‪technologies and Innovative Pedagogy for the 21st Century. London:‬‬
‫‪Taylor & Francis‬‬

‫‪428‬‬
‫عزالدين غازي‬:‫التحديات المعرفية والبرمجية‬

1010 ELearning , G., 158 .2013 Tips on mLearning: From Planning to Im-
plementation. [Online] Available at: http://www.elearningguild.
com/publications/index.cfm?id=35&from=home
1111 Pollara, P., 2011. Mobile learning in Higher Education: A glimpse and
a comparison of student and faculty readiness, attitudes and percep-
tions. s.l.:Dissertation. The Department of Educational Theory, Policy
& Practice Duquesne University.
1212 -Ismail, I., Azizan, S. N. & Azman, N., 2013. Mobile phone as peda-
gogical tools: Are teachers ready. International Education Studies,
3(6), p. 47–36.
1313 ELearning , G., 158 .2013 Tips on mLearning: From Planning to Im-
plementation. [Online] Available at: http://www.elearningguild.
com/publications/index.cfm?id=35&from=home.
1414 Messinger, J., 2012. M-learning| An exploration of the attitudes and
perceptions of high school students versus teachers regarding the
current and future use of mobile devices for learning. [Online] Avail-
able at: http://gradworks.umi.com/3487951.pdf
1515 Kukulska-Hulme, A. & Traxler, J., 2005. Mobile learning: A handbook
for educators and trainers. London: Routledge
1616 Qureshi, I., Ilyas, K., Yasmin, R. & Whitty, M., 2012. Challenges of
implementing e-learning in a Pakistani university.Knowledge Man-
agement & E-Learning: An International Journal, 3(4), p. 323.
1717 Uden, L., 1993. Improved Learning in Computer Teaching. Comput-
ers in Teaching Initiative CTI, Volume 4.

429
‫تاريخ تعليم العربي�ة للناطقني بغريها يف القرون األوىل‬

‫د‪ .‬علي يلماز‬


‫(((‬

‫* أستاذ مساعد بقسم فن وتاريخ اإلسالم ‪ -‬كلية العلوم اإلسالمية – جامعة غريسون‪.‬‬
‫تاريخ تعليم العربية‪ :‬علي يلماز‬

‫امللخص‪:‬‬
‫أمــرا ثانو ًّيــا‬
‫مل يكــن االهتــام بتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا ً‬
‫نظــرا الرتبــاط اللغــة العربيــة بالديــن‬ ‫ً‬ ‫يف القــرون األوىل للمســلمني‪ ،‬وذلــك‬
‫اإلســام‪ ،‬فقــد رفــع اإلســام مكانــة اللغــة العربيــة بنــزول القــرآن الكريــم هبــا‪،‬‬
‫ـن (‪َ )192‬نـ َـز َل بِـ ِ‬
‫ـه‬ ‫﴿وإِ َّنـ ُه َل َتن ِْزيـ ُـل َر ِّب ا ْل َعا َملـ َ‬
‫وأضفــى عليهــا قدســية قــال تعــاىل‪َ :‬‬
‫بِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ـى َق ْلبِـ َ ِ‬
‫ـن (‪َ )193‬عـ َ‬ ‫وح ْالَ ِمـ ُ‬
‫ـك ل َت ُكــون م ـ َن املنُذري ـ َن (‪ )194‬بل َســان َعـ َـر ٍّ‬ ‫الـ ُّـر ُ‬
‫�ين﴾ [الش��عراء‪.]195 – 192 :‬‬ ‫ُمبِ ٍ‬

‫أفواجــا‪ ،‬ومــع انتشــار ال ُفتوحــات‬ ‫ً‬ ‫ومــع ُدخــول األمــم يف اإلســام‬


‫الرغبــة يف َف ْهــم القــرآن الكريــم وتعاليــم اإلســام احلنيــف‪،‬‬ ‫اإلســام َّية‪ ،‬زادت َّ‬
‫ـارز يف إقبــال النَّــاس عــى تع ُّلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬ح َّتــى يقومــوا‬ ‫ور بـ ٌ‬
‫ممــا كان لــه َد ٌ‬
‫الشيعــة‪َ ،‬يدْ فعهــم‬ ‫بالشــعائر والعبــادات عــى الوجــه الصحيــح الــذي َت ْقضيــه َّ‬ ‫َّ‬
‫ــعي إىل إقامــة ديــن اهلل‪ ،‬ونــوال مرضاتــه‪ ،‬وعليــه فــإن البحــث‬ ‫الس ُ‬ ‫إىل هــذا َّ‬
‫يســعى الستكشــاف تاريــخ تعليــم العربيــة لألمــم غــر العربيــة‪ ،‬ال ســيام يف‬
‫القــرون األوىل‪ ،‬وإبــراز جهــود علــاء العربيــة‪ ،‬ودورهــم يف تعليمهــا مســتعينًا‬
‫باملنه��ج التارخي��ي‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن اللغــة العربيــة تتميــز بميــزة فريــدة مــن نوعهــا يف انتشــارها بــن ‬
‫بلغــات أخــرى‪ ،‬حيــث أصبحــت اللغــة األوىل‬ ‫ٍ‬ ‫الشــعوب اإلســامية الناطقــة‬
‫ـايس‪ ،‬فاللغــة العربيــة لغــة مقدســة عنــد‬ ‫ٍ‬
‫لعديــد مــن هــذه الشــعوب يف زمــن قيـ ٍّ‬
‫املســلمني‪ ،‬وهــي بذلــك متلــك مزيــة تفتقدهــا كثــر مــن اللغــات األخــرى‪،‬‬
‫حتــى أن العلــاء األوائــل اعتــروا مــن يتقــن العربيــة عرب ًّيــا وإن كان ذو أصــل‬
‫أعجمــي‪ ،‬يقــول ابــن تيميــة‪:‬‬
‫«مــا ذكرنــاه مــن حكــم اللســان العــريب وأخــاق العــرب يثبــت ملــن كان‬
‫كذلــك‪ ،‬وإن كان أصلــه فارس ـ ًّيا‪ ،‬وينتفــي عمــن مل يكــن كذلــك وإن كان أصلــه‬
‫(((‬
‫هاشــم ًّيا»‬
‫بذلــك «قيــض اهلل تعــاىل – بفضــل اإلســام – فرســان للعربيــة مل يكونــوا‬
‫ـا‪،‬‬‫مــن جنــس العــرب نسـ ًبا ود ًمــا‪ ،‬وإن كانــوا مــن جنــس العربيــة لســانًا وعمـ ً‬
‫حتــى صــار منهــم علــاء رواد وأعــام أفــذاذ‪ ،‬أمثــال‪ :‬ســيبويه الفــاريس األصل‪،‬‬
‫وعثــان بــن جنــي الرومــي األصــل صاحــب اخلصائــص مــن أعظــم كتــب فقــه‬
‫اللغــة‪ ،‬والفريوزوبــادي هنــدي األصــل صاحــب القامــوس املحيــط مــن أفضــل‬
‫حيصــون عــد ًدا»(((‪.‬‬
‫املعاجــم اللغويــة يف العربيــة‪ ،‬وغريهــم كُثــر ال َ‬
‫أضــف إىل ذلــك أن اللغــة العربيــة كانــت ومازلــت إحــدى اللغــات‬
‫الرئيســية يف العــامل قديـ ًـا وحدي ًثــا‪ ،‬وذلــك ملــا متثلــه اجلزيــرة العربيــة مــن أمهيــة‬
‫جتاريــة واقتصاديــة للعــامل القديــم واحلديــث عــى حــدٍّ ســواء‪ ،‬وهــو مــا يضفــي‬
‫عليهــا أمهيــة دنيويــة بجانــب أمهيتهــا الدينيــة‪ ،‬وهــو مــا يفــر انتشــار اللغــة‬
‫قديــا وحدي ًثــا يف الشــعوب اإلســامية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫العربيــة‬
‫دور املخالطة واالندماج يف تعلم العربي�ة‪:‬‬
‫إن كان الباحــث املعــارص يســتطيع أن يتلمــس الوســائل والطــرق التــي‬
‫انتــرت هبــا العربيــة حدي ًثــا بــن الشــعوب غــر الناطقــة بالعربيــة‪ ،‬فــإن ثمــة‬
‫صعوبــة يف التعــرف عــى وســائل وطــرق انتشــار العربيــة قديــا بــن الشــعوب‬
‫غــر الناطقــة بالعربيــة ال ســيام التــي فتحهــا املســلمون األوائــل‪ ،‬فاملصــادر‬
‫املتاحــة عــن القــرون األوىل مل تســتوف هــذه املســألة بالقــدر الــكايف‪ ،‬ومل تســتفض‬

‫((( اقتضــاء الــراط املســتقيم يف خمالفــة أصحــاب اجلحيــم‪ :‬تقــي الديــن ابــن تيميــة‪ ،‬حتقيــق نــارص‬
‫عبــد الكريــم عقــل‪ ،‬دار عــامل الكتــب‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪ ،‬الطبعــة الســابعة‪1419 ،‬هـــ ‪1999 -‬م‪،‬‬
‫ص‪.456‬‬
‫((( دور تعلي��م اللغ��ة العربي��ة لغ�ير الناطق�ين هب��ا يف ترسـ�يخ اهلويـ�ة العربي��ة‪ :‬رؤي��ة اســترشافية‪ ،‬هــاين‬
‫إســاعيل حممــد‪ ،‬جملــة أفــاق الثقافــة والــراث‪ ،‬ع‪ ،91‬ســبتمرب ‪2015‬م‪ ،‬ص‪46‬‬

‫‪432‬‬
‫تاريخ تعليم العربية‪ :‬علي يلماز‬

‫يف توضيــح الطريقــة التــي اتبعهــا املســلمون الفاحتــون يف تعليــم العربيــة يف البــاد‬
‫املفتوحــة‪ ،‬أكان مــن خــال االنصهــار يف املجتمــع واالختــاط الطبيعــي بــن ‬
‫العــرب الفاحتــن واملســلمني اجلــدد مــن أبنــاء الشــعوب املفتوحــة؟ أم كان مــن‬
‫ـة تعتمــد عــى احللقــات التعليميــة يف املســاجد كــا ‬ ‫ـية نظاميـ ٍ‬
‫ـة دراسـ ٍ‬‫خــال طريقـ ٍ‬
‫ـه والعلــوم اللغويــة مــن نحـ ٍ‬
‫ـو‬ ‫ـث وفقـ ٍ‬
‫كان األمــر مــع العلــوم الرشعيــة مــن حديـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ولغــة؟‬ ‫ٍ‬
‫ورصف‬
‫ـبب‬
‫نجــد إشــارات يف تاريــخ ابــن خلــدون إىل أن االختــاط واالنصهــار سـ ٌ‬
‫ـي يف اكتســاب العربيــة يف ذلــك الوقــت؛ يقــول ابـ ُن َخلــدون‪:‬‬ ‫رئيـ ٌّ‬
‫والز َّجــاج‬
‫«فــكان صاحــب صناعــة النَّحــو ســيبويه والفــاريس مــن بعــده‪َّ ،‬‬
‫فاكتســبوه‬
‫َ‬ ‫ـا ر ُّبــوا يف ال ِّلســان العريب‬
‫مــن بعدمهــا‪ ،‬وك ُّلهــم عجــم يف أنســاهبم‪ ،‬وإ َّنـ ُ‬
‫ـة العــرب‪ ،‬وصـ َّـروه قوانــن وفنًّــا ملــن بعدهــم»(((‪.‬‬ ‫ومالطـ ِ‬
‫با َمل ْر َبــى ُ‬
‫يشــر ابــن خلــدون هنــا إىل أن بعــض علــاء العربيــة الذيــن قعــدوا هلــا‬
‫وانــروا إىل التنظــر والتدريــس كانــوا ممــن اكتســبوها وتعلموهــا وليــس مــن‬
‫أبنائهــا األقحــاح‪ ،‬وبذلــك يؤكــد عــى أن املخالطــة واالندمــاج يف املجتمــع‬
‫كانــت وســيلة بــارزة يف اكتســاب العربيــة وتعلمهــا‪.‬‬
‫ويذكــر يف موضــوع آخــر أنــه مــن الــروري أن تكــون املخالطــة يف ســن‬
‫صغــرة حتــى يتمكــن اللســان العــريب مــن متعلمــه‪ ،‬إذ يقــول‪« :‬فــإذا تقدَّ َمــت‬
‫ـرا يف ال ُّلغــة العرب َّيــة؛ لِــا قدَّ منــاه مــن َّ‬
‫أن‬ ‫يف ال ِّلســان م َلك ـ ُة العجمــة‪ ،‬صـ َ‬
‫ـار مقـ ِّ ً‬
‫أن ييــد صاحبهــا م َلكــة يف صناعــةٍ‬ ‫ـة بِمحــل فقـ َّـل ُ‬ ‫امل َل َكــة إذا تقدَّ مــت يف صناعـ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مقــرا يف ال ُّلغــة العربيــة ودالالهتــا اللفظ َّيــة‬ ‫ِّ ً‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫ظاهــر‬
‫ٌ‬ ‫وهــو‬ ‫أخــرى‪،‬‬
‫ـم املعــاين منهــا كــا مـ َّـر‪ ،‬إالَّ أن تكــون م َلكــة العجمــة‬ ‫واخلَ ِّطيــة اع َتــاص عليــه َف ْهـ ُ‬
‫ِ‬
‫حــن انتقــل منهــا إىل العرب َّيــة‪ ،‬كأصاغــر أبنــاء العجــم‬ ‫َ‬ ‫ــابقة ل تســت َْح ِكم‬
‫َ‬ ‫الس‬‫َّ‬
‫ا َّلذيــن ُير َّبــون مــع العــرب قبــل أن تَســتحكم ُعجمتُهــم‪ ،‬فتكــون ال ُّلغــة العربيــة‬
‫ـر يف َف ْهــم املعــاين مــن العرب َّيــة»(((‪.‬‬ ‫كأنــا الســابقة هلــم‪ ،‬وال يكــون عندهــم تقصـ ٌ‬ ‫َّ‬
‫الكتاتيب وتعليم العربي�ة‪:‬‬
‫إن كان ابــن خلــدون يشــر إىل أمهيــة املخالطــة واالندمــاج يف تعلــم العربيــة‬
‫ألبنــاء الشــعوب اإلســامية يف القــرون األوىل‪ ،‬فــإن ذلــك ال يمنــع أن يكــون‬
‫هنــاك وســائل وطــرق أخــرى قــد ســاعدت يف تعليــم العربيــة‪ ،‬وربــا نجــد يف‬
‫ـا عــى ذلــك‪ ،‬فقــد ذكــر‬ ‫اخلــر الــذي ذكــره األصفهــاين يف األغــاين شــاهدً ا ودليـ ً‬

‫((( تاريــخ ابــن خلــدون»‪ :‬حتقيــق خليــل شــحادة‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ 1408 ،‬هـــ ‪1988 -‬‬
‫م‪ ،‬ص‪.748‬‬
‫((( السابق‪ :‬ص‪.751‬‬

‫‪433‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أن الشــاعر اجلاهــي عد ًّيــا بــن زيــد العبــادي « َّملــا حتـ َّـرك عـ ُّ‬
‫ـدي بــن زيــد‪ ،‬وأي َفــع‪،‬‬
‫حــذ َق‪ ،‬أرســ َله ا َمل ْر ُزبــان مــع ابنه‪ ‬شــاهان‬
‫طر َحــه أبــوه يف ال ُكتَّــاب‪ ،‬حتَّــى إذا َ‬ ‫َ‬
‫َمـ ْـرد‪ ‬إىل ُك َّتــاب الفارســية‪ ،‬فــكان خيتلــف مــع ابنــه‪ ،‬ويتع َّلــم الكتابــة والــكالم‬
‫أفهــ ِم النــاس هبــا وأفصحهــم بالعرب َّيــة‪ ،‬وقــال‬ ‫بالفارســ َّية‪ ،‬حتَّــى خــرج مــن َ‬
‫الرمــي بالنشــاب »‪.‬‬
‫(((‬
‫ـعر وتعلــم َّ‬‫الشـ َ‬ ‫ِّ‬
‫مبــارش عــى أن يف القــرون األوىل كانــت هنــاك‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫هــذا اخلــر يــدل‬
‫مــدارس أو كتاتيــب لتعليــم اللغــات األجنبيــة كالفارســية‪ ،‬ومــن ثــم ال يوجــد‬
‫مــا يمنــع مــن أن تكــون هنــاك كتاتيــب لتعليــم العربيــة ألبنــاء الشــعوب‬
‫اإلســامية مــن غــر العــرب‪ ،‬ال ســيام أن بعــض املرويــات التارخييــة تشــر إىل‬
‫اهتــام الصحابــة ودعوهتــم لتعليــم العربيــة‪ ،‬فقــد ورد عــن عمــر بــن اخلطــاب‬
‫أنــه أرســل كتبــه إىل األمصــار املفتوحــة يأمرهــم بتعلــم العربيــة فقــد رصح أبــو‬
‫ـأن ِكتــاب عمــر بــن اخل َّطــاب ‪-‬ريض اهلل عنــه‪ -‬أتاهــم وهــم‬ ‫عثــان النهــدي‪« :‬بـ َّ‬
‫يأمرهــم بأشــياء‪ ،‬وذكَــر فيــه‪ :‬تع َّلمــوا العرب َّيــة»(((‪ .‬كــا جــاء عــن‬ ‫بأذربيجــان ُ‬
‫‪-‬أيضــا‪ -‬كتــب إىل أيب ُموســى ‪-‬ريض‬ ‫َّ‬
‫زيــد‪ :‬أن عمــر بــن اخلطــاب ً‬ ‫َّ‬ ‫عمــر بــن ٍ‬
‫الســنة‪ ،‬وت َف َّقهــوا يف ال ُّلغــة‪ِ ،‬‬
‫وأعربــوا ال ُقــرآن؛‬ ‫اهلل عنه‪« :-‬أ َّمــا بعــد‪ :‬فت َف َّقهــوا يف ُّ‬
‫آخـ�ر عـ�ن عمـ�ر ‪-‬ريض اهلل عنـ�ه‪ -‬أنـ�ه قال‪« :‬تع َّلمــوا‬ ‫�ث َ‬‫فإ َّنـ�ه عـ�ريب»‪ .‬ويف حديـ ٍ‬
‫فإنــا مــن دينكــم»(((‪.‬‬‫فإنــا مــن دينكــم‪ ،‬وتع َّلمــوا الفرائــض؛ َّ‬ ‫العرب َّيــة؛ َّ‬
‫دور العلماء يف تعليم العربي�ة‪:‬‬
‫تنوعــت جهــود العلــاء القدامــى يف خدمــة العربيــة مج ًعــا ودراسـ ًة وتعليـ ًـا‪،‬‬
‫فانــروا يف تأصيــل قواعــد اللغــة العربيــة بعدمــا انتــر اللحــن مــع دخــول‬
‫املســلمني اجلــدد مــن أبنــاء األمــم األخــرى‪ ،‬وذلــك رغبــة يف تيســر تعليمهــم‬
‫العربيــة‪ ،‬حيــث كانــت العربيــة يف ذلــك الوقــت ســليقة لــدى أبنائهــا ممــن‬
‫ـرى علــا ُء األُ َّمــة يف تعليــم ال ُّلغــة العرب َّيــة‬ ‫كانــت العربيــة لغتهــم األم‪« ،‬وقــد انـ َ‬
‫أخــذوا هبــا‬ ‫ومــن هــذه اجلهــود العظيمــة التــي َ‬ ‫وتيســرها لغــر النَّاطقــن هبــا‪ِ ،‬‬
‫عــى عاتقهــم مــا قــام بــه أبــو األســود الــدُّ ؤيل مــن وضـ ٍع للنَّحــو العــريب؛ ح َّتــى‬
‫ِ‬
‫وإتقانــا»(((‪.‬‬ ‫الراغبــن يف تعلــم ال ُّلغــة العرب َّيــة‬ ‫َيســتقيم بــه لسـ ُ‬
‫ـان األعاجــم َّ‬
‫فــإن املصــادر التارخييــة تربــط بــن نشــأة النحــو وبــن رغبــة أيب األســود‬

‫((( األغاين أليب الفرج األصفهاين‪ :‬حتقيق‪ ،‬سمري جابر‪ ،‬دار الفكر الطبعة الثانية‪ ،‬ص‪.93/2‬‬
‫((( طبقــات النحويــن وال ُّلغويــن‪ :‬أبــو بكــر حممــد بــن احلســن الزبيــدي‪ ،‬حتقيــق حممــد أبــو الفضــل‬
‫إبراهيــم‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫((( اقتضاء الرصاط املستقيم»‪ ،‬مصدر سابق‪.470/1 ،‬‬
‫((( تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬رؤيــة اســترشافية‪ :‬هــاين إســاعيل رمضــان‪ ،‬دارة‬
‫املبــادرة‪ ،‬األردن‪ ،‬ط األوىل‪ ،‬ص ‪66‬‬

‫‪434‬‬
‫تاريخ تعليم العربية‪ :‬علي يلماز‬

‫يف تعليــم العربيــة للمســلمني اجلــدد مــن أبنــاء األمــم األخــرى‪« ،‬ف َعــن ابــن أيب‬
‫ـمعت أيب َي ْذكــر‪ ،‬قــال‪:‬‬‫اهلاشــمي قــال‪ :‬سـ ُ‬ ‫س ـعد‪ ،‬قــال‪ :‬حدَّ َثنــا عــي بــن حممــد ِ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ‬
‫ـو أنــه مـ َّـر بــه ســعدٌ ‪-‬وكان رجـ ً‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫َّح‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫يل‬
‫ُّ‬ ‫ـدؤ‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـود‬
‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫أب‬ ‫ـع‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫وض‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ء‬ ‫ـ‬
‫ـدْ‬ ‫ب‬
‫كان َ‬
‫ـك يــا ســعد؟‬ ‫ِ‬
‫فارسـ ًّيا َقــدم البــرة مــع أهلــه‪ -‬وهــو يقــود َفر َســه‪ ،‬فقــال‪ :‬مــا لـ َ‬
‫ـره‪ ،‬قــال أبــو األســود‪:‬‬ ‫أال تركــب؟ فقــال‪ :‬فــريس ضالــع‪ِ َ ،‬‬
‫فضحــك َمــن حـ َ‬
‫ودخلــوا فيــه‪ ،‬وصــاروا لنــا إخــوةً‪ ،‬فلــو‬ ‫هــؤالء ا َملــوايل قــد َر ِغبــوا يف اإلســام َ‬
‫ـز ْد عليــه‪ ،‬قــال أيب‪ :‬فــزاد‬ ‫ـول‪ ،‬ل َيـ ِ‬
‫َ‬ ‫ع َّل ْمناهــم الــكالم! فوضــع بــاب الفاعــل واملفعـ‬
‫يف ذلــك الكتــاب رجـ ٌـل مــن بنــي ليــث أبوا ًبــا‪ ،‬ثــم نظــر‪ ،‬فــإذا يف كالم العــرب‬
‫مــا ال َيدْ خــل فيــه‪ ،‬فأقــر عنــه‪ ،‬فلــا كان عيســى بــن عمــر‪ ،‬قــال‪ :‬أرى أن أضــع‬
‫ـات‪ ،‬فهــو َّأول َمــن ب َلـ َ‬
‫ـغ غاي َتــه يف‬ ‫الكتــاب عــى األكثــر‪ ،‬وأســمى األخــرى ُلغـ ٍ‬
‫ْ َ‬
‫كتــاب النَّحــو(((»‪.‬‬
‫وقــد توالــت املحــاوالت يف تأســيس علمــي النحــو والــرف لتيســر ‬
‫تعليــم العربيــة‪ ،‬وكذلــك اهتــم العلــاء األوائــل باملســتوى الصــويت‪ ،‬فاهتمــوا‬
‫صحيحــا‪ ،‬ال ســيام أن نطــق بعــض‬
‫ً‬ ‫بمخــارج احلــروف وطريقــة نطقهــا نط ًقــا‬
‫احلــروف يمثــل صعوبــة تذكــر لــدى الناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬وتشــر املصــادر‬
‫أيضــا أن الســبب يف نشــأة علــم الصوتيــات يرجــع إىل الرغبــة الصادقــة‬ ‫التارخييــة ً‬
‫يف تعليــم العربيــة للمســلمني اجلــدد مــن أبنــاء الشــعوب اإلســامية‪ ،‬كــا تشــر ‬
‫إىل أســبقية أيب األســود الــدؤيل حيــث قــام هبــذه املهمــة بتوصيــة مــن زيــاد حــن ‬
‫العجم]‪ ‬قــد كثــرت‪ ،‬وأفســدَ ْت مــن‬ ‫«إن هــذه احلَ ْمراء‪[ ‬يقصـ�د َ‬ ‫قــال لــه‪َّ :‬‬
‫وض ْعــت شــي ًئا ُيصلــح بــه النَّــاس كالمهــم‪ ،‬ويعربــون بــه‬
‫ـن العــرب‪ ،‬فلــو َ‬ ‫ألسـ ِ‬
‫ُ‬
‫كتــاب اهلل تعــاىل»(((‪.‬‬
‫فانــرى أبــو األســود الــدؤيل هلــذه املهمــة واختــار كات ًبــا ماهـ ًـرا وطلــب‬
‫منــه أن يتتبــع نطقــه للحــروف‪ ،‬وأن يضــع نقطـ ًة واحــد ًة فــوق احلــرف إذا فتــح‬
‫شــفتيه‪ ،‬ونقــط بجانــب احلــرف إذا ضمهــا‪ ،‬ونقطــة أســفله إذا كرسمهــا‪ ،‬وأن‬
‫يضــع نقطتــن إذا عــن احلــرف‪.‬‬
‫وبذلــك تــم أول حماولــة لضبــط املصحــف صوت ًّيــا‪ ،‬ثــم جــاء تلميــذه نــر‬
‫أيضــا‬
‫بــن عاصــم ووضــع النقــط للتفريــق بــن متشــابه احلــروف وكان الدافــع ً‬
‫هــو تفــي اللحــن والعجمــة‪ ،‬كــا هــو موضــح يف املصــادر التــي وردت إلينــا ‪.‬‬
‫(((‬

‫((( طبقات النحويني واللغويني‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫((( ا ُمل ْحكــم يف نقــط املصاحــف‪ :‬أبــو عمــرو الــداين‪ ،‬حتقيــق‪ :‬د‪ .‬عــزة حســن‪ ،‬دار الفكــر‬
‫بدمشــق‪ ،‬الطبعــة الثانيــة ‪ ،1997‬ص‪.3‬‬
‫((( انظــر‪« :‬و َف َيــات األعيــان وأنبــاء أبنــاء الزمــان»‪ :‬البــن َخ ِّلــكان‪ ،‬حتقيــق إحســان عبــاس‪،‬‬
‫دار الثقافــة‪ ،‬ص‪.32 /2‬‬

‫‪435‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وهكــذا تضافــرت جهــود العلــاء األوائــل يف التصنيــف والتدريــس للغــة‬


‫العربيــة‪ ،‬مــن دافــع حفــظ اللغــة وتيســرها للمســلمني اجلــدد الــذي تزايــدت‬
‫أفواجــا عــى تعلــم لغــة القــرآن‪ ،‬رغبــ ًة يف أداء‬
‫ً‬ ‫أفواجــا‬
‫ً‬ ‫أعدادهــم‪ ،‬وأقبلــوا‬
‫فرائــض دينهــم وتــاوة كتــاب اهلل احلكيــم‪.‬‬
‫النت�اجئ والتوصيات‪:‬‬
‫إن اللغــة العربيــة ترتبــط بالقــرآن الكريــم ارتبا ًطــا وثي ًقــا يكســبها مزيــة‬
‫تتفــرد هبــا عــن باقــي لغــات األمــم األخــرى‪ ،‬وهــذه املزيــة دفعــت العلــاء‬
‫األوائــل إىل التأليــف والتعليــم فيهــا رغبــة يف تيســر تعليمهــا للشــعوب‬
‫اإلســامية التــي دخلــت يف اإلســام بكثــرة يف عــر الفتوحــات‪ ،‬وهــو مــا‬
‫جعــل العلــاء ينــرون حلــل مشــكالت اكتســاب العربيــة‪ ،‬مــن تقعيــد لقواعدهــا‬
‫عــى املســتوى الكلمــة أو اجلملــة أو حتــى املســتوى الصــويت‪.‬‬
‫وإن كانــت املصــادر التــي بــن أيدينــا مل توفــر لنــا ســبل تدريــس العربيــة‬
‫ألبنــاء املســلمني مــن غــر العــرب؛ فــإن بعــض الروايــات تؤكــد عــى أن‬
‫املخالطــة واالندمــاج يف املجتمــع مهــا الوســيلة األوىل الكتســاب العربيــة‪ ،‬وهــو‬
‫مــا يســمى يف الدراســات املتخصصــة بتعليــم اللغــات لغــة ثانيــة باالنغــاس‬
‫اللغــوي‪.‬‬
‫كــا أشــارت املصــادر إىل وجــود مــدارس وكتاتيــب هتتــم بتعليــم اللغــات‬
‫ٍ‬
‫ببعيــد أنــه كانــت ثمــة‬ ‫األجنبيــة يف القــرون األوىل ومنهــا الفــارس‪ ،‬وليــس‬
‫كتاتيــب لتعليــم العربيــة ألبنــاء املســلمني مــن الناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬
‫ويف هنايــة البحــث يــويص الباحــث بإجــراء مزيــد مــن الدراســات‬
‫واألبحــاث عــن تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا يف القــرون األوىل‪ ،‬فــإن هــذا‬
‫طــري مل حيــظ بالقــدر الــكايف مــن البحــث والتنقيــب‪.‬‬‫ٌّ‬ ‫غــض‬
‫البــاب ٌّ‬

‫‪436‬‬
‫تاريخ تعليم العربية‪ :‬علي يلماز‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪1.1‬اقتضــاء الــراط املســتقيم يف خمالفــة أصحــاب اجلحيــم‪ :‬تقــي الديــن ابــن تيميــة‪،‬‬
‫حتقيــق نــارص عبــد الكريــم عقــل‪ ،‬دار عــامل الكتــب‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪ ،‬الطبعــة الســابعة‪،‬‬
‫‪1419‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫‪2.2‬دور تعليـ�م اللغـ�ة العربيـ�ة لغـير الناطقـين هبـ�ا يف ترســيخ اهلويـ�ة العربيـ�ة‪ :‬رؤيـ�ة‬
‫اســترشافية‪ ،‬هــاين إســاعيل حممــد‪ ،‬جملــة أفــاق الثقافــة والــراث‪ ،‬ع‪ ،91‬ســبتمرب‬
‫‪2015‬م‪.‬‬
‫‪3.3‬تاريــخ ابــن خلــدون ‪ :‬حتقيــق خليــل شــحادة‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪1408 ،‬‬
‫هـ ‪1988 -‬م‪.‬‬
‫‪4.4‬األغاين أليب الفرج األصفهاين‪ :‬حتقيق‪ ،‬سمري جابر‪ ،‬دار الفكر الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ 5.5‬طبقــات النحويــن وال ُّلغويــن ‪ :‬أبــو بكــر حممــد بــن احلســن الزبيــدي‪ ،‬حتقيــق حممــد‬
‫أبــو الفضــل إبراهيــم‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬الطبعــة الثانية‪.‬‬
‫‪6.6‬تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬رؤيــة اســترشافية‪ :‬هــاين إســاعيل رمضــان‪ ،‬دارة‬
‫املبــادرة‪ ،‬األردن‪ ،‬ط األوىل‪.‬‬
‫‪7.7‬ا ُمل ْحكــم يف نقــط املصاحــف‪ :‬أبــو عمــرو الــداين‪ ،‬حتقيــق‪ :‬د‪ .‬عــزة حســن‪ ،‬دار الفكــر‬
‫بدمشــق‪ ،‬الطبعــة الثانيــة ‪1997‬م‪.‬‬
‫‪8.8‬و َف َيــات األعيــان وأنبــاء أبنــاء الزمــان‪ :‬البــن َخ ِّلــكان‪ ،‬حتقيــق إحســان عبــاس‪ ،‬دار‬
‫الثقافــة‪.‬‬

‫‪437‬‬
‫جهود دول اخلليج يف تعليم العربي�ة للناطقني بغريها‬

‫(((‬
‫د‪ .‬غالب عبد العزيز الزامل‬

‫املجموعة السعودية لألحباث‬

‫* باحــث أكاديمــي يف األدب العــريب يف األندلــس‪ ،‬ومهتــم بالتاريــخ واحلضــارة اإلســامية‪،‬‬


‫ـارا يف وزارة التعليــم العــايل يف‬
‫ومتابــع جلهــود متكــن اللغــة العربيــة ونرشهــا‪ .‬عمــل مستشـ ً‬
‫اململكـ�ة العربيـ�ة السـ�عودية‪ ،‬وكان عضـ�و حتريـ�ر بعـ�ض املجـلات والنـشرات الصـ�ادرة عنهـ�ا‪.‬‬
‫مــن دراســاته وأبحاثــه‪ :‬ديــوان بنــي مــروان يف األندلــس‪ ،‬وخصائــص األســلوب يف شــعر‬
‫ابــن محديــس الصقــي‪ ،‬واللغــة العربيــة والتعليــم العــايل‪.‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫املقدمة‬
‫حظيــت اللغــة العربيــة يف دول منطقــة اخلليــج العــريب خــال العقديــن‬
‫ـر تنوعــت مظاهــره وأدواتــه‪ ،‬غــر أن غايتــه ظلــت ثابت ـ ًة‬‫األخرييــن باهتــا ٍم كبـ ٍ‬
‫نحــو متكــن اللغــة العربيــة بــن أبنائهــا ونرشهــا لــدى الناطقــن بغريهــا‪ .‬وكان‬
‫النشــاط التعليمــي واحــدً ا مــن أبــرز مظاهــر هــذا االهتــام‪ ،‬فتكاثــرت املراكــز‬
‫املختصــة بخدمــة اللغــة العربيــة والعنايــة بنرشهــا وتعليمهــا يف داخــل األقطــار‬
‫ـا‬ ‫ملموســا ال خيفــى عــى اجلمهــور فضـ ً‬
‫ً‬ ‫اخلليجيــة وخارجهــا‪ ،‬وبــات نشــاطها‬
‫عــن أهــل االختصــاص واملعرفــة‪ .‬وإذا تتنــوع جهــود الــدول اخلليجيــة وتتعــدد‪،‬‬
‫وربــا تتكــرر وتتامثــل‪ ،‬فإهنــا مســا ٍع عظيم ـ ٌة حيســن الوقــوف عليهــا‪ ،‬وإبــراز‬
‫حماســنها وتلمــس نقــاط ضعفهــا‪.‬‬
‫وحيــاول بحــث (جهــود دول اخلليــج يف تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا)‬
‫أن يقــف عــى جمملهــا فــا يدعــي اإلحاطــة هبــا أو اســتقصاءها كاملــة‪ ،‬وإنــا ‬
‫غاياتــه أن يقــدم صــور ًة واضحـ ًة هلــذا املجــال الــذي شــهد طل ًبــا عال ًيــا يف الــدول‬
‫غــر العربيــة والســيام اإلســامية منهــا؛ حيــث كان لــدول اخلليــج ومؤسســاهتا‬
‫دور فاعـ ٌـل ومؤثـ ٌـر يف بنــاء برامــج ونشــاطات ومراكــز تســهم يف نــر العربيــة‬ ‫ٌ‬
‫وتعليمهــا‪ ،‬مــع الرتكيــز عــى بعــض التجــارب الناجحــة واســتقراء آليــات هــذا‬
‫النجــاح‪.‬‬
‫ومعلــو ٌم أن اهتــام دول اخلليــج املبكــر بتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا قــد انطلــق مــن اململكــة العربيــة الســعودية قبــل أكثــر مــن مخســن عا ًمــا‪،‬‬
‫وتكرســت ريادهتــا بتوســع مراكــز التعليــم وتعددهــا يف اجلهــات الرســمية ثــم يف‬
‫مؤسســات القطــاع اخلــري‪ ،‬وتبعتهــا بقيــة الــدول يف جتــارب معــدودة‪ ،‬مــا لبثت‬
‫ـر خــال العقديــن األخرييــن‪ ،‬وغــدت املبــادرات‬ ‫أن تكاثــرت وعــى نحـ ٍ‬
‫ـو ظاهـ ٍ‬
‫والربامــج التعليميــة اخلليجيــة متميــز ًة يف أنحــاء العــامل‪ ،‬حيــث أســهمت يف‬
‫أسســا‬
‫ختريــج أفــواج متعاقبــة مــن متعلمــي العربيــة مــن غــر أهلهــا‪ ،‬وأرســت ً‬
‫علميـ ًة ومعرفيـ ًة حلــراك تعليمــي ضــم بقيــة الــدول العربيــة املهتمــة بنــر اللغــة‬
‫وتعليمهــا‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬مؤسسات تعليم العربي�ة للناطقني بغريها يف دول اخلليج‬
‫أبــرز وجــود الطــاب األجانــب الدراســن للعلــوم الرشعيــة واللغــة‬
‫العربيــة يف اجلامعــات اخلليجيــة احلاجــة إىل وجــود مراكــز ومعاهــد متخصصــة‬
‫ـي‪ ،‬وكانــت البدايــات بمحــاوالت‬‫ـي وعلمـ ٍّ‬ ‫لتعليمهــم العربيــة عــى نحـ ٍ‬
‫ـو منهجـ ٍّ‬
‫ـو مبسـ ٍ‬
‫ـط‪ ،‬مــا لبثــت أن عرفــت نــاذج متكاملــة ســواء عــى ‬ ‫معــدودة وعــى نحـ ٍ‬

‫‪439‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الصعيــد الرســمي أو األهــي‪ ،‬ومــن هــذه املؤسســات واملعاهــد يف دول اخلليــج‬


‫العــريب‪:‬‬
‫املراكز واملعاهد الرسمية‪:‬‬
‫تعــود االنطالقــة األوىل ملراكــز تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫يف دول اخلليــج العــريب إىل جتربــة اجلامعــة اإلســامية يف املدينــة املنــورة التــي‬
‫أسســت (شــعبة تعليــم اللغــة العربيــة لغــر العــرب) عــام ‪1966‬م‪ ،‬وذلــك‬
‫بالنظــر إىل كــون أكثــر طالهبــا مــن اجلنســيات غــر العربيــة‪ ،‬ثــم حتولــت الشــعبة‬
‫إىل معهــد تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا يف عــام ‪2002‬م‪.‬‬
‫وبالوقــوف عــى عــدد املعاهــد الرســمية واملراكــز املتخصصــة املهتمــة هبــذا‬
‫املجــال تبــن وجــود عرشيــن مؤسســة نصفهــا يف اململكــة العربيــة الســعودية‪،‬‬
‫وســتة مراكــز يف دولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬ومركزيــن اثنــن يف دولــة‬
‫ً‬
‫فضــا عــن املركــز‬ ‫ٍ‬
‫واحــد لــكل منهــا‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بمركــز‬ ‫قطــر‪ ،‬ثــم الكويــت وعــان‬
‫الرتبــوي للغــة العربيــة لــدول اخلليــج الــذي يعــد ذراع مكتــب الرتبيــة العــريب‬
‫لــدول اخلليــج‪ ،‬خلدمــة اللغــة العربيــة وتيســر تعليمهــا‪ ،‬وقــد تأســس عــام‬
‫‪ 2006‬يف مدينــة الشــارقة‪ ،‬ومــن خمرجاتــه املهمــة يف هــذا البــاب وثيقــة معايــر ‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬إضاف ـ ًة إىل السلســلة الشــهرية لتعليــم‬
‫ـب العربيــة» الصــادرة عــن املكتــب‪ ،‬وكــذا‬ ‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا «أحـ ُّ‬
‫األجــزاء الثالثــة لوقائــع نــدوات تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪،‬‬
‫ومرشــد املعلــم يف تدريــس اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪.‬‬
‫وتعــد التجربــة الســعودية رائــد ًة يف املنطقــة فقد عرفــت املعاهــد املتخصصة‬
‫يف منتصــف الســبعينيات امليالديــة((( بمعهــد جامعــة أم القــرى الــذي أخــرج‬
‫سلســلة تعليميــة مميــزة‪ ،‬ومعهــد اللغويــات العربيــة يف جامعــة امللــك ســعود‬
‫ً‬
‫أعــال بحثيــ ًة وفــر ًة وواكــب التقنيــة فأطلــق تطبيــق (العربيــة‬ ‫الــذي قــدم‬
‫التفاعليــة) للهواتــف الذكيــة‪ .‬وأمــا معهــد تعليــم اللغــة العربيــة يف جامعــة اإلمام‬
‫ـا‬‫حممــد بــن ســعود اإلســامية‪ ،‬فتميــز بالعمــل البحثــي والرســائل العلميــة فضـ ً‬
‫عــن منهجــه الــدرايس الــذي يعــد أكــر السالســل التعليميــة‪ ،‬وكــذا إرشافــه‬
‫عــى العديــد مــن املعاهــد التعليميــة يف الــدول األجنبيــة‪ .‬ومــن املحطــات املهمــة‬

‫((( انظــر‪ :‬الزهــراين‪ ،‬صالــح بــن ســعيد؛ جهــود اململكــة العربيــة الســعودية يف خدمــة اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫الســجل العلمــي للملتقــى التنســيقي للجامعــات واملؤسســات املعنيــة باللغــة العربيــة يف دول جملــس‬
‫التعــاون لــدول اخلليــج العربيــة‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫‪2013‬م‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪440‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫يف جهــود اململكــة العربيــة الســعودية كانــت إســهامات قســم اللغــة العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا يف اجلامعــة الســعودية اإللكرتونيــة؛ حيــث أطلقــت اجلامعــة‬
‫برناجمــي (العربيــة عــى اإلنرتنــت) و(اختبــار العربيــة املعيــاري)‪ ،‬فــاألول منهــا ‬
‫ـي «يتيــح تعلــم اللغــة العربيــة للراغبــن يف تعلمهــا مــن‬
‫ـروين تفاعـ ٌّ‬
‫ٌّ‬ ‫ـج إلكـ‬
‫برنامـ ٌ‬
‫ـدود جغرافيــة‪ٍ،‬‬
‫ـة أو حـ ٍ‬ ‫ـود زمنيـ ٍ‬
‫ـان‪ ،‬وبــا قيـ ٍ‬
‫ـكان وزمـ ٍ‬
‫غــر الناطقــن هبــا يف أي مـ ٍ‬
‫وذلــك مــن خــال التعليــم التزامنــي يف الفصــل االفــرايض الــذي يســتغرق‬
‫‪ %25‬مــن جممــل املنهــج التعليمــي‪ ،‬ويــرف عليــه أســاتذة متخصصــون يف‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬و‪ %75‬مــن املنهــج هــو تعليــم ذايت‬
‫يؤديــه الطالــب ‪ -‬الطالبــة مــن خــال التدريبــات الصوتيــة واملرئيــة والنصيــة‬
‫عــى املنصــة التعليميــة»(((‪ .‬وأمــا اختبــار العربيــة املعيــاري فيعــدُّ «األول مــن‬
‫نوعــه يف العــامل لقيــاس الكفايــة اللغويــة يف اللغــة العربيــة‪ ،‬ويغطــي املهــارات‬
‫ـار‬
‫التاليــة‪( :‬مهــارة اللغــة‪ ،‬االســتامع‪ ،‬القــراءة‪ ،‬التحــدث‪ ،‬الكتابــة) وهــو اختبـ ٌ‬
‫ـروين مدتــه ســاعتان‪ ،‬موجــه ملتعلمــي اللغــة العربيــة يف مرحلــة املســتوى‬‫ٌّ‬ ‫إلكـ‬
‫املتقــدم املرتفــع (‪ )C2-C1‬وف ًقــا لإلطــار األورويب املرجعــي املشــرك للغــات» ‪.‬‬
‫(((‬

‫ويمثــل مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة‬
‫العربيــة عالمـ ًة بــارز ًة يف هــذا البــاب‪ ،‬حيــث جعــل املركــز فتــح آفــاق التواصــل‬
‫ـارا اســراتيج ًّيا‬
‫مــع الــدول غــر الناطقــة بالعربيــة لدعــم اللغــة العربية فيهــا «خيـ ً‬
‫مهـ ًّـا يف ســياق عمــل املركــز‪ ،‬واملقصــود مــن ذلــك البدايــة بمرشوعــات دع ـ ٍم‬
‫عامليــة‪ ،‬تؤســس حلضــور قــوي للمركــز‪ ،‬وتســعى إىل تقويــة اللغــة العربيــة‬ ‫ٍ‬
‫وهويتهــا‪ ،‬واملهتمــن هبــا يف العــامل»(((‪ .‬وقــد أجــرى املركــز هلــذه الغايــة العديــد‬
‫مــن الزيــارات اخلارجيــة‪ ،‬منهــا زيــارة مجهوريــة الصــن الشــعبية‪ ،‬ومجهوريــة‬
‫أوغنــدا‪ ،‬إضافــة إىل االطــاع عــى أعــال مركــز األمــر ســلطان بــن عبــد العزيــز‬
‫للغــة العربيــة بجامعــة موســكو احلكوميــة بعــد تكليــف مركــز امللــك عبــد‬
‫معمــل للغــة العربيــة يف كليــة اآلداب بجامعــة‬‫ٍ‬ ‫اهلل بــاإلرشاف عليــه‪ ،‬وإنشــاء‬
‫إســطنبول(((‪ .‬ومــن بــن إنجازاتــه الدراســات والبحــوث التــي أخرجهــا يف هــذه‬
‫الشــأن‪ ،‬ومنهــا األدلــة للمعلــم واملتعلــم ودليــل ثقافــة اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫((( العقيــي‪ ،‬عبــد املحســن بــن ســامل‪ ،‬جتربــة اجلامعــة الســعودية اإللكرتونيــة يف تعليــم العربيــة لغــر ‬
‫ـتقبل‪ ،‬التحديــات والتطلعــات‪ ،‬إرشاف د‪ .‬إبراهيــم بــن يوســف‬ ‫ـارضا ومسـ ً‬‫الناطقــن‪ ،‬اللغــة العربيــة حـ ً‬
‫البلــوي‪ ،‬مندوبيــة اململكــة العربيــة الســعودية لــدى اليونســكو‪2017 ،‬م‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫((( العقييل‪ ،‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫((( الوشــمي‪ ،‬عبــد اهلل بــن صالــح‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة‬
‫العربيــة؛ التأســيس واملهــات والربامــج‪ ،‬جهــود اململكــة العربيــة الســعودية يف خدمــة اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫ضمــن إصــدارات مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة الريــاض‪،‬‬
‫‪2013‬م‪ ،‬ص‪.363‬‬
‫((( الوشمي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.367-363‬‬

‫‪441‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫بغريهــا‪ ،‬كــا أخــرج املركــز ثــاث قواعــد بيانــات حتــت اســم (بنــاء) كانــت‬
‫الثالثــة منهــا (قاعــدة بيانــات مصــادر تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا)‪،‬‬
‫وهتــدف إىل مجــع بيانــات املصــادر اخلاصــة بتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬ســواء عــى املســتوى املحــي أو الــدويل‪ ،‬وأ ًّيــا كان نــوع املصــدر الــذي‬
‫يتــم مــن خاللــه تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وإتاحتهــا للجميــع لإلفــادة‬
‫منهــا واســتثامرها يف كل مــا خيــدم اللغــة العربيــة(((‪ .‬فيــا كانــت القاعدتــن األوىل‬
‫والثانيــة مــن قواعــد البيانــات متعلقــة بمؤسســات اللغــة العربيــة باململكــة‬
‫العربيــة الســعودية‪ ،‬واملؤسســات املعنيــة باللغــة العربيــة يف العــامل(((‪.‬‬
‫وأمــا جتربــة اإلمــارات التــي تعــد جرب ـ ًة حديث ـ ًة نســب ًّيا‪ ،‬فبــدأت بربامــج‬
‫مخــا خــال العقــد األخــر مــع افتتــاح‬ ‫ـات خمتلفـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬ثــم اكتســبت ز ً‬ ‫ـدودة جلهـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫حمـ‬
‫معهــد تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا يف جامعــة زايــد‪ ،‬وتــاه إطــاق‬
‫مركــز تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف الشــارقة‪ ،‬ومركــز العــن ‬
‫للكفــاءة يف اللغــة العربيــة‪ ،‬إضافـ ًة إىل جهــود وزارة الرتبيــة والتعليــم اإلماراتيــة‬
‫أيضــا‪ ،‬فأخرجــت وثيقــة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬ ‫التــي قدمــت ســهمها ً‬
‫بغريهــا‪.‬‬
‫وأمــا دولــة قطــر فكانــت الالحقــة بالتجربــة الســعودية زمنًــا‪ ،‬حيــث‬
‫أنشأت مركز اللغة العربية لغري الناطقني هبا يف جامعة قطر عام ‪1 9 8 6‬م ‪،‬‬
‫وكان تاب ًعــا لقســم اللغــة العربيــة باجلامعــة‪ ،‬ثــم اســتقل عنــه بعــد عرشيــن عا ًمــا‪،‬‬
‫ومــن إنجازاتــه خدمــة أكثــر مــن ‪ 600‬طالــب يمثلــون أكثــر مــن ‪ 50‬جنســية(((‪.‬‬
‫ويف الكويــت كان املركــز الثقــايف اإلســامي لتعليــم غــر الناطقــن باللغــة‬
‫العربيــة التابــع لــوزارة األوقــاف والشــؤون اإلســامية واملنشــأ يف عــام ‪2007‬م‬
‫أبــرز اجلهــود الرســمية يف هــذا امليــدان‪.‬‬
‫وكانــت كليــة الســلطان قابــوس لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫إضاف ـ ًة مهم ـ ًة هلــذه جلهــود‪ ،‬بتخصيــص كليــة متثــل أول جهــد رسـ ٍّ‬
‫ـمي حيظــى‬
‫خــاص مــن ســلطان عــان قابــوس بــن ســعيد‪ ،‬وقــد بــارشت الكليــة‬ ‫ٍّ‬ ‫بدعــ ٍم‬
‫أعامهلا يف ‪2012‬م‪ .‬‬
‫مراكز ومؤسسات رسمية يف دول اخلليج‬
‫((( انظر‪ :‬النرشة التعريفية عن األدلة وقواعد البيانات التي أصدرها املركز‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬املوقع اإللكرتوين ‪kaica.org.sa/index.php.benaa2//:https‬‬
‫((( املوقـ�ع الرسـ�مي لكليـ�ة اآلداب والعلـ�وم بجامعـ�ة قطـ�ر ‪http://www.qu.edu.qa/artssciences/‬‬
‫‪departments/anns‬‬

‫‪442‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫النشاط‬ ‫الدولة‬ ‫التأسيس‬ ‫اجلهة‬ ‫املؤسسة‬ ‫م‬


‫ا جلا معة ‪1966‬م السعودية تعليمي‬ ‫معهد‬
‫تعليم اللغة ا إل سال مية‬
‫ا لعر بية با ملد ينة‬
‫املنورة‬ ‫لغري‬
‫ا لنا طقني‬
‫هبا (شعبة‬ ‫‪1‬‬
‫تعليم اللغة‬
‫ا لعر بية‬
‫لغري‬
‫ا لعر ب‬
‫ساب ًقا)‬
‫معهد اللغة جامعة أم ‪1975‬م السعودية تعليمي‬
‫ا لعر بية القرى‬
‫لغري‬ ‫‪2‬‬
‫ا لنا طقني‬
‫هبا‬
‫معة ‪1975‬م السعودية تعليمي‬ ‫جا‬ ‫معهد‬
‫ا للغو يا ت امللك سعود‬ ‫‪3‬‬
‫العربية‬
‫معة ‪1981‬م السعودية تعليمي‬ ‫جا‬ ‫معهد‬
‫تعليم اللغة اإلمام حممد‬
‫بن سعود‬ ‫العربية‬ ‫‪4‬‬
‫اإلسالمية‬
‫تعليمي‬ ‫مركز اللغة جامعة قطر ‪1986‬م قطر‬
‫ا لعر بية‬
‫لغري‬ ‫‪5‬‬
‫ا لنا طقني‬
‫هبا‬

‫‪443‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫معة ‪1998‬م اإلمارات تعليمي‬ ‫و حد ة جا‬


‫بر ا مج اإلمارات‬
‫للغة‬ ‫ا‬
‫‪ 6‬ا لعر بية‬
‫بمر كز‬
‫ا لتعليم‬
‫املستمر‬
‫‪1999‬م اإلمارات تعليمي‬ ‫حكومي‬ ‫مجعية‬
‫محاية اللغة‬
‫‪ 7‬ا لعر بية‬
‫بالشارقة‬
‫‪2005‬م اإلمارات تعليمي‬ ‫دار زايد حكومي‬
‫‪ 8‬للثقا فة‬
‫اإلسالمية‬
‫‪2006‬م الشارقة بحث‬ ‫ا ملر كز إقليمي‬
‫ودراسات‬ ‫ا لرت بو ي‬
‫للغة‬
‫‪ 9‬ا لعر بية‬
‫لد و ل‬
‫اخلليج‬
‫ا ملر كز و ز ا ر ة ‪2007‬م الكويت تعليمي‬
‫ا لثقا يف ا أل و قا ف‬
‫ا إل سال مي و ا لشؤ و ن‬
‫‪ 10‬لتعليم غري اإلسالمية‬
‫ا لنا طقني‬
‫للغة‬ ‫با‬
‫العربية‬
‫معة ‪2011‬م السعودية تعليمي‬ ‫معهد اللغة جا‬
‫ا لعر بية امللك عبد‬
‫‪ 11‬للنا طقني العزيز‬
‫بغريها‬

‫‪444‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫بحــث‬ ‫السعودية‬ ‫مر كــز و ز ا ر ة ‪2011‬م‬


‫ودراســات‬ ‫ا مللــك ا لتعليــم‬
‫عبــد اهلل‬
‫بــن عبــد‬
‫ا لعز يــز‬ ‫‪12‬‬
‫ا لــد و يل‬
‫خلد مــة‬
‫ا للغــة‬
‫ا لعر بيــة‬
‫تعليمي‬ ‫و ز ا ر ة ‪2012‬م ُعامن‬ ‫كليــة‬
‫الســلطان ا لتعليــم‬
‫قا بــو س‬
‫لتعليــم‬ ‫‪13‬‬
‫ا للغــة‬
‫ا لعر بيــة‬
‫للنا طقــن‬
‫تعليمي‬ ‫مر كــز جا معــة ‪2012‬م قطر‬
‫ا للغــا ت محــد بــن‬
‫بمعهــد خليفــة‬ ‫‪14‬‬
‫دراســات‬
‫ا لرت مجــة‬
‫تعليمي‬ ‫مر كــز جا معــة ‪2012‬م اإلمارات‬
‫ز ا يــد‬ ‫تعليــم‬
‫ا للغــة‬
‫ا لعر بيــة‬
‫للنا طقــن ‬
‫بغري هــا‬ ‫‪15‬‬
‫بمعهــد‬
‫دراســات‬
‫ا للغــة‬
‫ا لعر بيــة‬

‫‪445‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تعليمي‬ ‫السعودية‬ ‫جا معــة ‪2013‬م‬ ‫معهــد‬


‫ا للغــة ا أل مــر ة‬
‫ا لعر بيــة نــو ر ة‬ ‫‪16‬‬
‫للناطقــات‬
‫بغري هــا‬
‫أكاديمي‬ ‫السعودية‬ ‫ا جلمعيــة ا جلا معــة ‪2013‬م‬
‫ا لعلميــة اإلســامية‬
‫الســعودية با ملد ينــة‬ ‫‪17‬‬
‫لتعليــم ا ملنــو ر ة‬
‫ا لعر بيــة‬
‫تعليمي‬ ‫السعودية‬ ‫ا جلا معــة ‪2015‬م‬ ‫قســم‬
‫ا للغــة ا لســعو د ية‬
‫ا لعر بيــة اإللكرتونيــة‬
‫لغــر ‬ ‫‪18‬‬
‫ا لنا طقــن ‬
‫هبــا‬
‫تعليمي‬ ‫اإلمارات‬ ‫مر كــز جا معــة ‪-‬‬
‫ا لشــا ر قة‬ ‫تعليــم‬
‫ا للغــة‬
‫ا لعر بيــة‬
‫للنا طقــن ‬ ‫‪19‬‬
‫بغري هــا‬
‫بمعهــد‬
‫ا للغــا ت‬
‫تعليمي‬ ‫اإلمارات‬ ‫مر كــز جا معــة ‪-‬‬
‫ا لعــن اإلمــارات‬
‫للكفــا ء ة‬ ‫‪20‬‬
‫يف اللغــة‬
‫ا لعر بيــة‬
‫تعليمي‬ ‫السعودية‬ ‫و حــد ة جا معــة ‪2019‬م‬
‫ا للغــة بيشــة‬
‫ا لعر بيــة‬ ‫‪21‬‬
‫للنا طقــن ‬
‫بغري هــا‬

‫‪446‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫ ‪ -‬أاملعاهد اخلاصة واخلريية‬


‫انطلــق النشــاط اخلــري واألهيل يف ميــدان تعليــم العربيــة للناطقــن بغريها‬
‫ـة متأخـ ٍ‬
‫ـرة نســب ًّيا واكبــت بدايــات األلفيــة الثالثــة‪ ،‬وقــد‬ ‫يف دول اخلليــج يف مرحلـ ٍ‬
‫كانــت للمؤسســات اخلرييــة واألهليــة يف اململكــة العربيــة الســعودية الريــادة‪،‬‬
‫حيــث أطلقــت مشــاريع مهمــ ًة أســهمت بدعــم العمليــة التعليميــة ورفدهــا‬
‫ـرة‪ ،‬ومنهــا مؤسســة مناهــج العامليــة املحدثــة عــام ‪2000‬م‪،‬‬ ‫ـزة ومبتكـ ٍ‬
‫بمناهــج مميـ ٍ‬
‫وجعلــت مــن أهدافهــا نــر اللغــة العربيــة وتعليمهــا للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫والتعــاون مــع املؤسســات التعليميــة والرتبويــة لتحقيــق هــذا الغــرض(((‪ .‬ويــرى‬
‫اخلبــر حممــود إســاعيل صالــح أهنــا «أعــدت أشــمل سلســلة لتعليــم العربيــة‪،‬‬
‫بــد ًءا مــن مرحلــة الروضــة وحتــى املســتوى الثــاين عــر حتــت عنــوان‪ :‬تعلــم‬
‫العربيــة‪ ،‬وصممــت لتعليــم العربيــة للمســلمني الناطقــن باإلنجليزيــة»(((‪ .‬وقــد‬
‫اعتمــدت ‪ 63‬دولـ ًة سلســلة تعلــم العربية حتــى العــام ‪2014‬م‪ ،‬إضافـ ًة إىل ‪530‬‬
‫مؤسســة واســتفاد مــن خدماهتــا مــا يزيــد عــى ثالثــة ماليــن طالــب وطالبــة(((‪.‬‬
‫ويذكــر أن املؤسســة حــازت عــى جائــزة خليفــة الرتبويــة للعــام ‪2011‬م‪،‬‬
‫يف جمـ�ال التأليـ�ف الرتبـ�وي للطفـ�ل‪.‬‬
‫وأمــا برنامــج (العربيــة للجميــع)((( الــذي أطلقتــه مؤسســة الوقــف‬
‫اإلســامي‪ ،‬فمبــادر ٌة هتــدف إىل تأصيــل تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن ‬
‫هبــا‪ ،‬وتســخري التقانــة احلديثــة خلدمــة تعليــم اللغــة العربيــة ودعــم ومســاندة‬
‫املؤسســات التــي تعلــم اللغــة العربيــة يف العــامل‪ ،‬وهتتــم بالكتــاب املنهجــي‬
‫وبتدريــب معلمــي اللغــة العربيــة وبإنتــاج الوســائل التعليميــة املتنوعــة(((‪ .‬ولــذا‬
‫قدمــت سلســلة العربيــة بــن يديــك للبالغــن والعربيــة لألطفــال‪ ،‬واملعجــم‬
‫العـ�ريب‪ ،‬وبرامـ�ج مرئيـ�ة (فواصـ�ل مرح ًبـ�ا)‪ ،‬ومسـ�موعة (العربيـ�ة عـلى اهلـ�واء)‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬املوقع اإللكرتوين للمؤسسة ‪ar=lang?/ico-about/com.iconetwork.www//:https‬‬


‫((( صالــح‪ ،‬حممــود إســاعيل؛ اجتاهــات يف تعليــم العربيــة لغــة ثانيــة والــدور الســعودي يف تطويرهــا‪،‬‬
‫اجتاهــات حديثــة يف تعليــم العربيــة لغ ـ ًة ثاني ـ ًة‪ ،‬مركــز امللــك عبــداهلل بــن عبدالعزيــز الــدويل خلدمــة‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬الريــاض‪ 2019 ،‬م‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫((( انظــر‪ :‬احلســيني‪ ،‬خالــد حممــد عصــام طنبــوزه؛ جتربــة مؤسســة مناهــج العامليــة يف تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا مــن خــال سلســلتها‪ :‬تعلــم العربيــة‪ .‬ورقــة مقدمــة للمؤمتــر الــدويل للغــة‬
‫العربيــة الــدويل الثالــث‪( :‬ديب) ‪.٢٠١٤‬‬
‫((( انظــر‪ :‬آل الشــيخ‪ ،‬حممــد بــن عبــد الرمحــن؛ جتربــة مؤسســة الوقــف‪ ،‬الســجل العلمــي للملتقــى‬
‫التنســيقي للجامعــات واملؤسســات املعنيــة باللغــة العربيــة يف دول جملــس التعــاون لــدول اخلليــج‬
‫العربيــة‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪2013 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‬
‫‪.651‬‬
‫‪(5)https://arabicforall.net/ar/about-us‬‬

‫‪447‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وتشــر إحصــاءات الربنامــج إىل صــدور عرشيــن طبعــة مــن سلســلة (العربيــة‬
‫بــن يديــك) واعتامدهــا مــن قرابــة ‪ 1500‬جامعــة ومعهــد ومدرســة‪ ،‬ويقــدر‬
‫عــدد املســتفيدين بثالثــة ماليــن طالــب وطالبــة(((‪.‬‬
‫ـطة متعـ ٍ‬
‫ـددة يف دعــم‬ ‫وأســهمت النــدوة العامليــة للشــباب اإلســامي بأنشـ ٍ‬
‫تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ حيــث دعمــت تطويــر أقســام اللغــة العربيــة‬
‫ـة عديـ ٍ‬
‫ـدة‪ ،‬كــا تقيــم منــذ العــام ‪2004‬م‪،‬‬ ‫يف اجلامعــات احلكوميــة لــدول أفريقيـ ٍ‬
‫برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا للدبلوماســيني‪.‬‬
‫ولعــل هــذه التجربــة أهلمــت عــد ًدا مــن املراكــز اخلاصــة واألهليــة إىل‬
‫دخــول هــذا املجــال‪ ،‬فأنشــئ مركــز اللســان األم لتعليــم اللغــة العربيــة يف دولــة‬
‫اإلمــارات العربيــة املتحــدة عــام ‪2005‬م‪ ،‬ومعهــد كامــز للتدريــب األهــي ‬
‫التابــع جلمعيــة النجــاة يف الكويــت عــام ‪2007‬م‪ .‬واملعهــد العــريب للغــة العربيــة‬
‫(عـ�ريب) الـ�ذي كان مبـ�ادرة نوعيـ�ة ملؤسسـ�ة سـ�ليامن الراجحـ�ي اخلرييـ�ة‪.‬‬
‫إضافــ ًة إىل معهــد الضــاد لتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا املنشــأ يف‬
‫جيــا جلهــود اجلامعــة عــر مركــز‬
‫جامعــة نــزوى عــام ‪2014‬م‪ ،‬الــذي جــاء تتو ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫التعلــم مــدى احليــاة يف اســتقطاب طــاب مــن جامعــات أجنبيــة وفــق برنامــج‬
‫(ســام) الــذي يقــدم منــح دراســية لــدورات قصــرة مدهتــا شــهرين لتعلــم‬
‫اللغــة العربيــة يف ســلطنة عــان بــد ًءا مــن العــام ‪2010‬م(((‪.‬‬
‫مراكز ومؤسسات خاصة يف دول اخلليج‬
‫النشاط‬ ‫الدولة‬ ‫التأسيس‬ ‫اجلهة‬ ‫املؤسسة‬ ‫م‬
‫مناهج‬ ‫السعودية‬ ‫‪2001‬م‬ ‫سسة أهيل‬ ‫مؤ‬
‫مناهج العاملية‬ ‫‪1‬‬
‫مناهج‬ ‫السعودية‬ ‫‪2001‬م‬ ‫ا لعر بية أهيل‬
‫للجميع‬
‫( ا لو قف‬ ‫‪2‬‬
‫ا إل سال مي‬
‫ساب ًقا)‬

‫((( املصدر السابق‪.‬‬


‫((( املحروقــي‪ ،‬ســامل بــن محــد‪ ،‬جهــود جامعــة نــزوى يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫ورقــة مقدمــة إىل املؤمتــر األول للغــة العربيــة‪2012 ،‬م‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫تعليمي‬ ‫السعودية‬ ‫تعليم ا لنــد و ة ‪2004‬م‬ ‫برنامج‬


‫اللغة العربية ا لعا مليــة‬
‫للناطقني بغريها للشــبا ب‬ ‫‪3‬‬
‫اإلســامي‬ ‫للدبلوماسيني‬
‫تعليمي‬ ‫اإلمارات‬ ‫‪2005‬م‬ ‫كــز أهيل‬ ‫مر‬
‫اللســان األم‬
‫‪ 4‬لتعليــم اللغــة‬
‫ا لعر بيــة‬
‫تعليمي‬ ‫‪2007‬م الكويت‬ ‫معهــد كامــز أهيل‬
‫للتد ر يــب‬
‫‪ 5‬ا أل هــي ‬
‫مجعيــة‬ ‫(‬
‫ا لنجــا ة )‬
‫تعليمــي‪/‬‬ ‫السعودية‬ ‫‪2009‬م‬ ‫أهيل‬ ‫معهــد‬
‫مناهــج‬ ‫‪ ( 6‬عــر يب )‬
‫تعليمي‬ ‫السعودية‬ ‫‪2011‬م‬ ‫بر نا مــج مكتــب‬
‫الــوايف لتعليم ا لد عــو ة‬
‫اللغــة العربيــة واإلرشــاد‬
‫‪ 7‬لطــا ب و تو عيــة‬
‫ا ملــد ا ر س اجلاليــات‬
‫ا لعا مليــة‬
‫تعليمي‬ ‫‪2014‬م ُعامن‬ ‫معهــد الضــاد جا معــة‬
‫نــز و ى ‪/‬‬ ‫لتعليــم‬
‫‪ 8‬ا لعر بيــة أ هليــة‬
‫للنا طقــن ‬
‫بغري هــا‬
‫تعليمي‬ ‫قطر‬ ‫‪2014‬‬ ‫أ كا د يميــة خاص‬
‫‪ 9‬ســفراء اللغــة‬
‫ا لعر بيــة‬
‫تعليمي‬ ‫السعودية‬ ‫‪-‬‬ ‫مركــز التبادل خاص‬
‫‪ 10‬ا لثقا يف‬

‫‪449‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تعليمي‬ ‫السعودية‬ ‫‪-‬‬ ‫مركــز جبــال خاص‬


‫فــا ر ا ن‬
‫‪ 11‬لتعليــم اللغــة‬
‫العربيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا‬
‫تعليمي‬ ‫السعودية‬ ‫‪-‬‬ ‫معهــد زمــزم خاص‬
‫‪ 12‬لتعليــم اللغــة‬
‫العربيــة‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬السالسل واإلصدارات التعليمية‬
‫نشــطت حركــة التأليــف لكتــب تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا مواكب ـ ًة‬
‫للجهــد املؤســي القائــم‪ ،‬وظهــرت أوىل السالســل التعليميــة يف منتصــف‬
‫ســبعينيات القــرن املــايض‪ ،‬ثــم توالــت اجلهــود اخلليجيــة يف إصــدار السالســل‬
‫والكتــب املختصــة‪ ،‬ومــن أمههــا‪:‬‬
‫‪١ -١‬العربيــ�ة للحيــاة‪ :‬أول سلســلة خليجيــة لتعليــم العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬أصدرهــا معهــد اللغــة العربيــة بجامعــة امللــك ســعود يف العــام‬
‫‪1976‬م‪ ،‬وتتكــون مــن أربعــة أجــزاء بحســب مســتويات الدراســة يف املعهــد(((‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬سلســلة العربي ـ�ة للناشــئني‪ :‬تعــد األوىل يف الفئــة املســتهدفة‪« ،‬وهــي‬
‫ونظــرا ألقدميــة السلســلة‪،‬‬
‫ً‬ ‫موجهــة للتالميــذ مــن ســن ‪ 12‬تقري ًبــا إىل ‪.18‬‬
‫فهــي معروفــة يف مجيــع أنحــاء العــامل اإلســامي‪ ،‬حيــث بقيــت مقــررة يف كثــرٍ‬
‫ـة‪ .‬وقــد طبعــت وزارة املعــارف (التعليــم‬ ‫ـدة طويلـ ٍ‬
‫مــن مؤسســاته التعليميــة ملـ ٍ‬
‫حال ًيــا) الســعودية منــذ أكثــر مــن ثالثــن عا ًمــا مئــة ألــف نســخة منهــا نفــدت‬
‫مجيعهــا»(((‪.‬‬
‫ـب العربيـ�ة‪ :‬أصــدر مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول اخلليــج‬ ‫‪٣ -٣‬سلســلة أحـ ُّ‬
‫ٍ‬
‫متكاملــة للصغــار «صــدرت يف‬ ‫ٍ‬
‫سلســلة‬ ‫يف عــام ‪1990‬م ومــا بعدهــا أول‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬وربــا يف العــامل العــريب واألجنبــي‪ ،‬وقــد بــدأت‬
‫بأربعــة مراحــل (االبتدائيــة األوىل إىل الرابعــة)‪ ،‬ثــم تطــورت لتشــمل املراحــل‬

‫((( صالــح‪ ،‬حممــود إســاعيل؛ تعريــف شــامل بأهــم سلســات وكتــب وبرامــج تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ســجل املؤمتــر الــدويل األول‪ :‬تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا «نظــرة نحــو املســتقبل»‪ ،‬كليــة اإلهليــات بجامعــة مرمــرة‪ ،‬إســطنبول‪2017 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.13-12‬‬
‫((( صالح‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪450‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫ٍ‬
‫الحقــة»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أوقــات‬ ‫األخــرى يف‬
‫‪٤ -٤‬سلســلة تع ّلــم العربيــة‪ :‬أصدرهتــا مؤسســة مناهــج العامليــة يف عــام‬
‫‪2007‬م‪ ،‬ويبلــغ جممــوع كتــب السلســلة ‪ 52‬كتا ًبــا للطالــب واملعلم‪ ،‬و«تشــتمل‬
‫ٍ‬
‫عــى كتــب لثالثــة عــر مرحلــة‬ ‫السلســلة الكاملــة ملراحــل التعليــم العــام‬
‫(ريــاض األطفــال واملراحــل االبتدائيــة واملتوســطة والثانويــة‪ -‬املســتوى األول‬
‫حتــى الثــاين عــر)»(((‪.‬‬
‫‪٥ -٥‬سلســلة العربيــة بــن يديــك‪ :‬أصدرهتــا رشكــة العربيــة للجميــع يف عــام‬
‫‪2001‬م‪ ،‬وقســمت عــى إىل أربعــة مســتويات ( مبتــدئ‪ ،‬ومتوســط‪ ،‬ومتقــدم‪،‬‬
‫ومتميــز) والسلســة يف ‪ 12‬كتا ًبــا للطالــب واملعلــم‪ ،‬إضاف ـ ًة إىل معجــم كلــات‬
‫ـب للحــروف‪.‬‬ ‫السلســلة وكتيـ ٍ‬
‫‪٦ -٦‬سلســلة بيــان‪ :‬أصــدر السلســلة املعهــد العــريب لتعليــم اللغــة العربيــة يف‬
‫‪2015‬م‪ ،‬وخرجــت يف ســتة كتــب‪.‬‬
‫ ‪ ٧ -‬سلســلة العربيــة للعــامل‪ :‬أصدرهتــا جامعــة امللــك ســعود يف العــام‬
‫‪2012‬م‪ ،‬وهـ�ي يف مخسـ�ة كتـ�ب‪ ،‬وتسـ�تهدف الراشـ�دين الناطقـين بغـير العربيـ�ة‪.‬‬
‫وإضافــة إىل هــذه السالســل العامــة خرجــت العديــد مــن الكتــب‬
‫املتخصصــة يف تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا ألغــراض خاصــة‪ ،‬كالعربيــة‬
‫للدبلوماســيني‪ ،‬والعربيــة للعاملــن يف املجــال الطبــي(((‪.‬‬
‫وكذلــك ظهــرت الكتــب املتخصصــة‪ ،‬والتطبيقــات اإللكرتونيــة كالعربيــة‬
‫التفاعليــة التــي أخرجهــا معهــد اللغــة العربيــة يف جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬وهــي‬
‫خمتصــة بتعليــم املبتدئــن‪ .‬وكــذا العربيــة عــى اإلنرتنــت التــي أخرجتهــا اجلامعــة‬
‫الســعودية اإللكرتونيــة(((‪.‬‬

‫((( صالح‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫((( صالح‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫((( انظر اجلدول املرفق‪.‬‬
‫((( سبق ذكرها‪.‬‬

‫‪451‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫سالسل تعليمية وإصدارات‬


‫مالحظات‬ ‫السنة‬ ‫اجلهة‬ ‫املؤلف‬ ‫اإلصدار‬ ‫م‬

‫محمود إسماعيل صالح‪،‬‬


‫مكتب الرتبي�ة‬
‫مختار الطاهر حسني‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫‪ 4‬أجزاء‬ ‫‪1990‬م‬ ‫العريب لدول‬ ‫أحب العربي�ة‬ ‫‪1‬‬
‫ناصف مصطفى عبد‬
‫اخلليج‬
‫العزيز‬
‫‪8‬أجزاء‬ ‫العربي�ة للجميع‬ ‫عبد الرحمن الفوزان‪،‬‬
‫للطالب‪ ،‬و‪4‬‬ ‫العربي�ة بني‬
‫‪2001‬م‬ ‫حسني‪،‬‬ ‫ومختار الطاهر‬ ‫‪2‬‬
‫كتب للمعلم‪،‬‬ ‫(الوقف اإلساليم‬ ‫يديك‬
‫ً‬ ‫فضل‬ ‫اخلالق‬ ‫ومحمد عبد‬
‫ومعجم‬ ‫سابقا)‬
‫مركز قطر الثقايف‬ ‫الطريق إىل‬
‫سلسلة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬
‫اإلساليم (فنار)‬ ‫العربي�ة‬
‫ناصف مصطفى عبد‬
‫جامعة امللك‬
‫‪ 4‬أجزاء‬ ‫‪1977‬م‬ ‫العزيز وآخرون بإشراف‬ ‫العربي�ة للحياة‬ ‫‪4‬‬
‫سعود‬
‫محمود إسماعيل الصيين‬
‫عبدهللا اجلربوع‪ ،‬عبدهللا‬
‫‪ 6‬أجزاء‬ ‫‪2008‬‬ ‫معهد تعليم اللغة‬ ‫تعليم العربي�ة‬
‫العبادي‪ ،‬تمام حسان‬
‫وكتابني للخط‬ ‫العربي�ة‪ ،‬جامعة أم‬ ‫للناطقني‬ ‫‪5‬‬
‫عمر‪ ،‬علي الفقي‪ ،‬محمود‬
‫واملعلم‬ ‫ط‪3‬‬ ‫القرى‬ ‫بغريها‬
‫الناقة‪ ،‬رشدي طعيمة‬
‫‪ 3‬أجزاء‬ ‫محمود إسماعيل صالح‪،‬‬
‫ناصف مصطفى عبد‬
‫‪-‬‬ ‫مكتب�ة التوبة‬ ‫تكلم العربي�ة‬ ‫‪6‬‬
‫أصلها حلقات‬ ‫العزيز‪ ،‬مختار الطاهر‬
‫إذاعية‬ ‫حسني‬
‫معهد تعليم اللغة‬ ‫سلسلة تعليم‬
‫‪ً 45‬‬ ‫العربي�ة جبامعة‬ ‫فريق من الباحثني‬ ‫اللغة العربي�ة‬
‫جزءا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬
‫اإلمام محمد بن‬ ‫واملعلمني باملعهد‬ ‫للناطقني‬
‫سعود اإلسالمية‬ ‫بغريها‬
‫جامعة امللك‬ ‫عادل شعبان‪ ،‬محمود‬ ‫القراءة العربي�ة‬
‫‪ 3‬أجزاء‬ ‫‪1976‬م‬ ‫‪8‬‬
‫سعود‬ ‫إسماعيل الصيين‬ ‫امليسرة‬
‫جامعة امللك‬ ‫محمود إسماعيل صيين‬ ‫القراءة العربي�ة‬
‫‪ 3‬أجزاء‬ ‫‪1991‬م‬ ‫‪9‬‬
‫سعود‬ ‫وآخرون‬ ‫للمسلمني‬
‫محمود إسماعيل صالح‪،‬‬
‫جامعة امللك‬ ‫القواعد‬
‫‪ 3‬أجزاء‬ ‫‪-‬‬ ‫محمد الرفاعي الشيخ‪،‬‬ ‫‪10‬‬
‫سعود‬ ‫العربي�ة امليسرة‬
‫إبراهيم السيد‬
‫حسن الشمراين‪ ،‬علي‬
‫الشريدة‪ ،‬محمد عبد‬
‫معهد اللغة‬
‫اخلالق فضل‪ ،‬عطا املنان‬
‫خمسة كتب‬ ‫‪2012‬‬ ‫العربي�ة جبامعة‬ ‫العربي�ة للعالم‬ ‫‪11‬‬
‫عبد هللا‪ ،‬عبد املنعم‬
‫امللك سعود‬
‫عثمان أحمد شيخ‪ ،‬ناصر‬
‫الغايل‬

‫‪452‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫محمود إسماعيل‬
‫‪ 6‬أجزاء‬
‫الصيين‪ ،‬ناصف‬ ‫العربي�ة‬
‫للطالب و‪6‬‬ ‫‪1983‬م‬ ‫وزارة املعارف‬ ‫‪12‬‬
‫مصطفى عبد العزيز‪،‬‬ ‫للناشئني‬
‫للمعلم‬
‫مختار الطاهر حسني‬
‫محمود إسماعيل‬
‫الصيين‪ ،‬ناصف‬
‫مصطفى عبد العزيز‪،‬‬
‫مختار الطاهر حسني‪،‬‬ ‫ّ‬
‫‪ً 52‬‬ ‫مؤسسة مناهج‬
‫كتابا‬ ‫‪2007‬م‬ ‫أحمد اخلويل‪ ،‬صربي‬ ‫تعلم العربي�ة‬ ‫‪13‬‬
‫العاملية‬
‫مريزا‪ ،‬صالح السحيب�اين‪،‬‬
‫محمد عبد اخلالق فضل‪،‬‬
‫صفوان عثمان عبد‬
‫الرحيم‬
‫املعهد العريب للغة العربي�ة املعهد العريب للغة‬
‫‪ 6‬كتب‬ ‫‪2015‬م‬ ‫سلسة بي�ان‬ ‫‪14‬‬
‫العربي�ة‬ ‫(عريب)‬
‫سلسلة تواصل‬

‫خالد الدامغ‪ ،‬جمعان‬ ‫لتعيلم اللغة‬


‫‪ 7‬كتب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪15‬‬
‫القحطاين‪ ،‬صالح النصار‬ ‫العربي�ة‬
‫للناطقني‬
‫بغريها‬
‫العربي�ة‬
‫للعاملني يف‬
‫جامعة امللك‬
‫كتاب واحد‬ ‫‪1997‬م‬ ‫راشد الدويش وآخرون‬ ‫املجال الطيب‬ ‫‪16‬‬
‫سعود‬
‫من الناطقني‬
‫بلغات أخرى‬
‫العربي�ة‬
‫جامعة امللك‬
‫كتاب واحد‬ ‫‪2016‬م‬ ‫محمد عبد اخلالق فضل‬ ‫للعاملني يف‬ ‫‪17‬‬
‫عبدالعزيز‬
‫املجال الطيب‬

‫جامعة امللك‬ ‫محمد عبد اخلالق فضل‪،‬‬ ‫العربي�ة‬


‫كتاب واحد‬ ‫‪2016‬م‬ ‫‪18‬‬
‫عبدالعزيز‬ ‫مختار الطاهر حسني‬ ‫للدبلوماسيني‬

‫‪453‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪-‬دليل ثقافة‬
‫اللغة العربي�ة‬
‫للناطقني‬
‫بغريها‪.‬‬
‫محمود إسماعيل عمار‬
‫‪-‬دليل متعليم‬
‫‪2015‬‬ ‫مركز امللك عبد‬
‫محمود علي شرايب‬ ‫العربي�ة‬
‫‪ 3‬كتب‬ ‫هللا خلدمة اللغة‬ ‫‪19‬‬
‫للناطقني‬
‫العربي�ة‬ ‫علي عبداملحسن‬ ‫بغريها‬
‫احلدييب‬
‫‪-‬دليل معلم‬
‫اللغة العربي�ة‬
‫للناطقني‬
‫بغريها‬
‫محمد عبس‪ ،‬عامر‬
‫سلسة اللسان‬
‫‪ 8‬أجزاء‬ ‫‪-‬‬ ‫مركز اللسان األم‬ ‫السباعي‪ ،‬محمد سعيد‬ ‫‪20‬‬
‫األم‬
‫األبرش‪ ،‬مؤمن العنان‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬مؤسسات تعليم العربي�ة خارج دول اخلليج‬
‫انتــرت املراكــز واملعاهــد اخلليجيــة لتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا يف‬
‫أقطــار العــامل‪ ،‬بعــد مرحلــة كان فيهــا دعــم أقســام اللغــة العربيــة هــو املحــرك‬
‫األول‪ ،‬وأدى إىل تقويــة األقســام القائمــة وإنشــاء أخــرى جديــدة(((‪ ،‬ولعــل‬
‫جتربــة جامعــة اإلمــام تعــد األبــرز ضمــن القطــاع الرســمي «حيــث انتهجــت‬
‫هــذه اجلامعــة خطــة لفتــح عــدد مــن املعاهــد والكليــات املتخصصــة يف تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف عــدد مــن الــدول يف خمتلف قــارات العــامل؛‪...‬‬
‫وقــد تــم تأســيس معاهــد متثــل ‪-‬يف احلقيقة‪-‬جامعــات‪ ،‬وهــي بذلــك تعــد أكــر ‬
‫جامعــة ســعودية حتلــق يف فضــاء نــر تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫خارج ًيــا»(((‪ .‬وأمــا القطــاع اخلــري فمــن الالفــت متويــل املحســنني اإلماراتيــن ‬
‫ألكثــر مــن عرشيــن معهــدً ا لتعليــم العربيــة منتــر يف أنحــاء إندونيســيا‪ ،‬هبــدف‬
‫صحيحــا(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫نــر العربيــة ليفهــم اإلندونيســيون دينهــم فهـ ًـا‬
‫وضمــن هذيــن املنوالــن توالــت التجــارب اخلليجيــة يف القــارات اخلمــس‪،‬‬

‫((( انظر‪ :‬الزهراين‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫((( الســحيباين‪ ،‬صالــح بــن محــد‪ ،‬إســهامات اململكــة يف جمــال تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريها‪،‬‬
‫جهــود اململكــة العربيــة الســعودية يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مركــز امللــك عبــداهلل بــن‬
‫عبدالعزيــز الــدويل خلدمة اللغــة العربيــة‪ ٢٠١٨ ،‬م‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫نموذجــا)‪،‬‬
‫ً‬ ‫((( بحــر الديــن‪ ،‬أوريــل؛ جتربــة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا (إندونيســيا‬
‫الســجل العلمــي للملتقــى التنســيقي للجامعــات واملؤسســات املعنيــة باللغــة العربيــة يف دول جملــس‬
‫التعــاون لــدول اخلليــج العربيــة‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫‪2013‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.461‬‬

‫‪454‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫ويقــدم اجلــدول األيت جان ًبــا مــن تــوزع املراكــز واملعاهــد املعنيــة هبــذا الغــرض‪.‬‬

‫مراكز ومؤسسات خاصة خارج دول اخلليج‬


‫النشاط‬ ‫املقر‬ ‫التأسيس‬ ‫اجلهة‬ ‫املؤسسة‬ ‫م‬
‫تعلييم‬ ‫جاكرتا‪/‬‬ ‫‪1981‬م‬ ‫جامعة اإلمام محمد‬ ‫معهد العلوم العربي�ة‬
‫‪1‬‬
‫إندونيسيا‬ ‫بن سعود‬ ‫واإلسالمية‬
‫تعلييم‬ ‫طوكيو‪/‬‬ ‫‪1982‬م‬ ‫جامعة اإلمام محمد‬ ‫املعهد العريب اإلساليم‬
‫‪2‬‬
‫اليابان‬ ‫بن سعود‬
‫تعلييم‬ ‫‪²²‬‬ ‫‪1990‬م‬ ‫جامعة اإلمام محمد‬ ‫معهد العلوم العربي�ة‬
‫بن سعود‬ ‫واإلسالمية‬ ‫‪3‬‬
‫(متوقف)‬
‫تعلييم‬ ‫جيبويت‬ ‫‪1981‬م‬ ‫جامعة اإلمام محمد‬ ‫املعهد اإلساليم‬
‫‪4‬‬
‫بن سعود‬
‫تعلييم‬ ‫موسكو‬ ‫‪1991‬م‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫املدرسة السعودية‬ ‫‪5‬‬
‫تعلييم‬ ‫روما‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫مدرسة امللك عبد العزيز‬ ‫‪6‬‬
‫تعلييم‬ ‫جامعة‬ ‫‪-‬‬ ‫مؤسسة األمري‬ ‫مركز تعليم اللغة العربي�ة‬
‫موسكو‬ ‫سلطان اخلريية‬
‫‪7‬‬
‫للعالقات‬
‫الدولية‬
‫تعلييم‬ ‫أنقرة‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫املدرسة السعودية‬ ‫‪8‬‬
‫تعلييم‬ ‫الرباط‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫املدرسة السعودية‬ ‫‪9‬‬
‫تعلييم‬ ‫لندن‬ ‫‪1986‬م‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫أكاديمية امللك فهد‬ ‫‪10‬‬
‫تعلييم‬ ‫واشنطن‬ ‫‪1984‬م‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫أكاديمية امللك عبد هللا‬ ‫‪11‬‬
‫تعلييم‬ ‫برلني‬ ‫‪2011‬م‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫أكاديمية امللك فهد‬ ‫‪12‬‬
‫تعلييم‬ ‫كواالملبور‬ ‫‪1991‬م‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫املدرسة السعودية‬ ‫‪13‬‬
‫تعلييم‬ ‫جاكرتا‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫املدرسة السعودية‬ ‫‪14‬‬
‫تعلييم‬ ‫إسالم آباد‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫املدرسة السعودية‬ ‫‪15‬‬
‫تعلييم‬ ‫باريس‬ ‫‪1991‬م‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫املدرسة السعودية‬ ‫‪16‬‬
‫تعلييم‬ ‫جيبويت‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫املدرسة السعودية‬ ‫‪17‬‬
‫تعلييم‬ ‫كراتيش‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫املدرسة السعودية‬ ‫‪18‬‬
‫تعلييم‬ ‫تاجورة‪/‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫مركز امللك عبد العزيز‬
‫‪19‬‬
‫جيبويت‬
‫تعلييم‬ ‫بوقورا‪/‬‬ ‫‪2011‬م‬ ‫جمعية الدعوة‬ ‫معهد الدراسات اإلسالمية‬
‫جاوا‬ ‫والتعليم جباكرتا‬ ‫والعربي�ة‬
‫الغربي�ة‬ ‫‪20‬‬
‫(نشاط خريي‬
‫سعودي)‬

‫‪455‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تعلييم‬ ‫المبوجن‪/‬‬ ‫‪2001‬م‬ ‫جمعية الدعوة‬ ‫مركز دار الفتح‬


‫سومطرى‬ ‫والتعليم جباكرتا‬
‫‪21‬‬
‫(نشاط خريي‬
‫سعودي)‬
‫تعلييم‬ ‫يكمل‪/‬‬ ‫‪2002‬م‬ ‫جمعية الدعوة‬ ‫مركز دار الفالح‬
‫لومبون‬ ‫والتعليم جباكرتا‬
‫الشرقية‬ ‫‪22‬‬
‫(نشاط خريي‬
‫سعودي)‬
‫يوكياكرتا‪ /‬تعلييم‬ ‫‪2002‬م‬ ‫جمعية الدعوة‬ ‫معهد الدراسات اإلسالمية‬
‫جاوا‬ ‫والتعليم جباكرتا‬ ‫والعربي�ة‬
‫الوسطى‬ ‫‪23‬‬
‫(نشاط خريي‬
‫سعودي)‬
‫تعلييم‬ ‫جامعة‬ ‫‪-‬‬ ‫جمعية الدعوة‬ ‫مركز تعليم اللغة العربي�ة‬
‫سونان كايل‬ ‫والتعليم جباكرتا‬
‫‪24‬‬
‫(نشاط خريي‬
‫سعودي)‬
‫تعلييم‬ ‫اجلامعة‬ ‫‪-‬‬ ‫جمعية الدعوة‬ ‫مركز تعليم اللغة العربي�ة‬
‫املحمدية‬ ‫والتعليم جباكرتا‬
‫‪25‬‬
‫(نشاط خريي‬
‫سعودي)‬
‫تعلييم‬ ‫جاكرتا‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نشاط خريي إمارايت‬ ‫املعاهد اإلماراتي�ة (‪20‬‬
‫ً‬
‫سورابايا‪،‬‬ ‫معهدا) معهد عثمان بن‬
‫كارتا‪،‬‬ ‫عفان‬
‫جوكجاكارتا‪،‬‬
‫وماالنق‪،‬‬ ‫معهد عمر بن اخلطاب‬
‫‪،‬‬‫وباندونق‬
‫وماكاسار‪،‬‬ ‫معهد أيب بكر الصديق‬ ‫‪26‬‬
‫وسولو‪....‬‬
‫إلخ‬ ‫معهد علي بن أيب طالب‪...‬‬

‫تعلييم‬ ‫سومطرى‬ ‫‪-‬‬ ‫جامعة اإلمام محمد‬ ‫معهد خادم احلرمني‬


‫(بن�دا‬ ‫بن سعود‬ ‫الشريفني امللك عبد هللا‬
‫‪27‬‬
‫أتشيه)‬ ‫بن عبد العزيز للدراسات‬
‫اإلسالمية والعربي�ة‬
‫تعلييم‬ ‫ماالجن‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫جامعة اإلمام محمد‬ ‫مركز تعليم اللغة العربي�ة‬
‫‪28‬‬
‫شرق جاوه‬ ‫بن سعود‬

‫‪456‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫جز يــر ة تعلييم‬ ‫جامعــة اإلمــام محمــد ‪-‬‬ ‫معهد اللغة العربي�ة‬
‫ســاوييس‪،‬‬ ‫بــن ســعود‬ ‫‪29‬‬
‫مكا ســر‬
‫تعلييم‬ ‫واشنطن‬ ‫‪-‬‬ ‫مركــز الســلطان قابــوس حكويم‬
‫‪30‬‬
‫للثقا فــة‬
‫تعلييم‬ ‫المالديف‬ ‫معهــد تعليــم اللغــة العربي ـ�ة جامعــة اإلمــام محمــد ‪2017‬‬
‫بــن ســعود‬ ‫لغــر الناطقــن بهــا‬
‫‪31‬‬

‫اخلاتمة‪:‬‬
‫أظهــرت الورقــة جهــو ًدا كبــر ًة لــدول اخلليــج العربية خلدمــة اللغــة العربية‬
‫وتعليمهــا للناطقــن بغريهــا‪ ،‬حيــث تبــن تعددهــا بــن تعليــم ضمــن حدودهــا‬
‫الوطنيــة للطــاب والراغبــن مــن املقيمــن‪ ،‬وكــذا يف الــدول األخــرى ألبنائهــا‬
‫ســواء أكانــوا مــن املســلمني أو غريهــم‪ ،‬كــا مل تقتــر هــذه اجلهــود عــى التعليــم‬
‫وحــده‪ ،‬بــل شــملت املــواد التعليميــة واملناهــج التدريســية وتدريــب املعلمــن‪،‬‬
‫والربامــج التقنيــة واإلذاعيــة وخمتلــف الوســائط املتاحــة‪.‬‬
‫ومــا قــد يعيبــه بعــض املهتمــن مــن تكــرار التجــارب أو تزامحهــا يف مـ ٍ‬
‫ـكان‬
‫ـر برغــم‬
‫دون ســواه‪ ،‬إال أن ذلــك ال يقــدح يف هــذا التوجــه‪ ،‬بــل إن االحتيــاج كبـ ٌ‬
‫مــا يقــدم مــن أعــال ومبــادرات كبــرة‪.‬‬
‫ومــن املهــم لدعــم مســرة تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا إنشــاء امتحـ ٍ‬
‫ـان‬
‫اختبــارا دول ًّيــا‬
‫ً‬ ‫خــاص بالعربيــة حياكــي امتحــان التوفــل واأليلتــس‪ ،‬يكــون‬ ‫ٍّ‬
‫ـاوالت طيبـ ٌة تصــب‬
‫ٌ‬ ‫يقيــس الكفــاءة اللغويــة يف اللغــة العربيــة‪ ،‬وقــد ظهــرت حمـ‬
‫يف هــذا املنحــى بــإذن اهلل‪ .‬إضافـ ًة إىل رضورة وضــع معيــار أو إطــار عــام لتعليــم‬
‫العربيــة كاإلطــار األورويب ومعايــر املجلــس األمريكــي للغــات‪ ،‬ويصبــح‬
‫مرج ًعــا عا ًّمــا للمعلمــن واملتعلمــن يف هــذا امليــدان‪.‬‬

‫‪457‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املراجع‬
‫‪1.1‬بحــر الديــن‪ ،‬أوريــل؛ جتربــة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫نموذجــا)‪ ،‬الســجل العلمــي للملتقــى التنســيقي للجامعــات‬ ‫ً‬ ‫(إندونيســيا‬
‫واملؤسســات املعنيــة باللغــة العربيــة يف دول جملــس التعــاون لــدول اخلليــج‬
‫العربيــة‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة‬
‫العربيــة‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫‪2.2‬احلســيني‪ ،‬خالــد حممــد عصــام طنبــوزه؛ جتربــة مؤسســة مناهــج العامليــة‬
‫يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا مــن خــال سلســلتها‪ :‬تعلــم‬
‫العربيــة‪ .‬ورقــة مقدمــة للمؤمتــر الــدويل للغــة العربيــة الــدويل الثالــث‪:‬‬
‫(ديب) ‪.٢٠١٤‬‬
‫‪3.3‬الزهــراين‪ ،‬صالــح بــن ســعيد؛ جهــود اململكــة العربيــة الســعودية يف‬
‫خدمــة اللغــة العربيــة‪ ،‬الســجل العلمــي للملتقــى التنســيقي للجامعــات‬
‫واملؤسســات املعنيــة باللغــة العربيــة يف دول جملــس التعــاون لــدول اخلليــج‬
‫العربيــة‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة‬
‫العربيــة‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫‪4.4‬الســحيباين‪ ،‬صالــح بــن محــد‪ ،‬إســهامات اململكــة يف جمــال تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬جهــود اململكــة العربيــة الســعودية يف تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مركــز امللــك عبــداهلل بــن عبدالعزيــز‬
‫الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪ ٢٠١٨ ،‬م‪.‬‬
‫‪5.5‬آل الشــيخ‪ ،‬حممــد بــن عبــد الرمحــن؛ جتربــة مؤسســة الوقــف‪ ،‬الســجل‬
‫العلمــي للملتقــى التنســيقي للجامعــات واملؤسســات املعنيــة باللغــة العربية‬
‫يف دول جملــس التعــاون لــدول اخلليــج العربيــة‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن‬
‫عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫‪6.6‬صالــح‪ ،‬حممــود إســاعيل؛ اجتاهــات يف تعليــم العربيــة لغــة ثانيــة‬
‫والــدور الســعودي يف تطويرهــا‪ ،‬اجتاهــات حديثــة يف تعليــم العربيــة لغ ـ ًة‬
‫ثانيـ ًة‪ ،‬مركــز امللــك عبــداهلل بــن عبدالعزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫الريــاض‪2019 ،‬م‪.‬‬
‫‪7.7‬تعريــف شــامل بأهــم سلســات وكتــب وبرامــج تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ســجل املؤمتــر الــدويل‬
‫األول‪ :‬تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا «نظــرة نحــو املســتقبل»‪،‬‬
‫كليــة اإلهليــات بجامعــة مرمــرة‪ ،‬إســطنبول‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫‪8.8‬العقيــي‪ ،‬عبــد املحســن بــن ســامل‪ ،‬جتربــة اجلامعــة الســعودية اإللكرتونية‬
‫ً‬
‫ومســتقبل‪،‬‬ ‫حــارضا‬
‫ً‬ ‫يف تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن‪ ،‬اللغــة العربيــة‬

‫‪458‬‬
‫جهود دول الخليج ‪ :‬غالب الزامل‬

‫التحديــات والتطلعــات‪ ،‬إرشاف د‪ .‬إبراهيــم بــن يوســف البلــوي‪ ،‬مندوبيــة‬


‫اململكــة العربيــة الســعودية لــدى اليونســكو‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫‪9.9‬املحروقــي‪ ،‬ســامل بــن محــد‪ ،‬جهــود جامعــة نــزوى يف تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ورقــة مقدمــة إىل املؤمتــر األول للغــة العربيــة‪،‬‬
‫‪2012‬م‪.‬‬
‫ ‪ 10.‬الوشــمي‪ ،‬عبــد اهلل بــن صالــح‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن‬
‫عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة؛ التأســيس واملهــات والربامــج‪،‬‬
‫جهــود اململكــة العربيــة الســعودية يف خدمــة اللغــة العربيــة‪ ،‬ضمــن‬
‫إصــدارات مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة‬
‫العربيــة الريــاض‪2013 ،‬م‪.‬‬

‫‪459‬‬
‫َّ‬
‫العربي�ة للناطقني بغريها وتلبي�ة احتي�اجات‬ ‫جتديد مناهج تعليم‬
‫اجلامعات املختصة واألقليات بأحدث املناهج‬

‫د‪ .‬فريد محمود العمري‬


‫(((‬

‫**أســتاذ مســاعد متقاعــد‪ ،‬مهتــم بالبحــث‪ ،‬يف املجــاالت اللغويــة والنحويــة التطبيقيــة‪ ،‬أنجــز‬
‫عــد ًدا مــن البحــوث يف هــذه اجلوانــب‪ ،‬ونــر أكثــر مــن كتــاب‪ ،‬وحــر عــد ًدا مــن املؤمتــرات‬
‫ٍ‬
‫ـأوراق بحثيــة‪ ،‬وحكــم بحو ًثــا يف املجــات العلميــة املحكمــة‪.‬‬ ‫العلميــة الدوليــة بـ‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫املقدمة‬
‫يمثــل تعليــم اللغــة لغــر الناطقــن هبــا أحــد اجلوانــب الرئيســة للحفــاظ‬
‫عــى مســتوى اللغــة املتقــدم أ ًّيــا كان املجتمــع‪ ،‬وأ ًّيــا كانــت مكانــة لغتــه؛ ألن‬
‫هــذا يؤكــد ســعي هــذا املجتمــع أو ذاك لالهتــام بلغتــه‪ ،‬واحلفــاظ عليهــا‪،‬‬
‫ورغبتــه يف جعــل مكانتهــا أفضــل بــن اللغــات التــي تتعايــش إىل جوارهــا‪ ،‬أو‬
‫حتــى بعيــدً ا عنهــا؛ ذلــك أن العــامل صــار كــا يقــال قريــة صغــرة يمكــن احلــس‬
‫بلحظتــي الفــرح‪ ،‬والــرح أينــا وقعتــا‪.‬‬
‫متنــح املجتعــات اخلالقــة لغتهــا التوســع‪ ،‬واالشــتهار‪ ،‬بــل واهليمنــة عــى ‬
‫غريهــا مــن اللغــات‪ ،‬فتضــع اخلطــط والربامــج املناســبة لتعليــم لغتهــا لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا؛ لتحقيــق العامليــة‪.‬‬
‫وصــار لزا ًمــا علينــا نحــن أبنــاء اللغــة العربيــة العمــل لتحقيــق املكانــة‬
‫العامليــة للغتنــا؛ ألهنــا مــن أقــوى اللغــات‪ ،‬وأثبتهــا‪ ،‬وأدومهــا‪.‬‬
‫مــن خــال البحــث النظــري يف املصــادر واملراجــع العامليــة املتخصصــة‬
‫يف تعليــم اللغــات لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬رصــدت الورقــة جمموعــة مــن الســات‬
‫األساســية املهمــة يف هــذا اجلانــب‪ ،‬يمكــن االسرتشــاد هبــا يف وضــع مواصفــات‬
‫للمــواد التعليميــة يف كتــب تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ .‬‬
‫فمناهــج النحــو لتعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن ينبغــي أن تكــون‬
‫خمتلف ـ ًة عــن تلــك التــي تقــدم للمتعلــم العــريب‪.‬‬
‫قضيــة صعوبــة اللغــة العربيــة‪ ،‬تعــد موضــع خــاف لــدى الدارســن‪،‬‬
‫العــرب منهــم‪ ،‬وغــر العــرب‪ ،‬فمــن العــرب مــن يقــول بصعوبتهــا‪ ،‬وعــدم‬
‫مناســبتها للمتعلمــن(((‪.‬‬
‫ــزء مــن‬ ‫ويقــول حممــود كامــل الناقــة‪« :‬قبــل أن نَقــوم بت ْقديــم أي ُ‬
‫ِّ ج ْ‬
‫ِ‬
‫القواعــد‪ ،‬علينــا أن نســأل أنفســنا‪ :‬هــل مــا نقدِّ مــه مفيــدٌ ونافــع للدَّ ارســن؟ هــل‬
‫لتحقيــق أهدافهــم مــن تع ُّلــم اللغــة»(((‪.‬‬ ‫هــو ضوري ْ‬ ‫َ‬
‫وذهــب بعــض غــر العــرب مذهــب العــرب‪ ،‬فهــذا (فيــر) يقــول‪« :‬لقــد‬
‫ـاص بالقواعــد بالنِّســبة للغتهــم‪ ،‬وقــد متَّــت صياغ ٌة‬
‫بوضــع نظــا ٍم خـ ٍّ‬
‫قــام العــرب ْ‬
‫((( حسني سليامن قورة‪ ،‬تعليم اللغة العربية‪ ،‬دراسة حتليل َّية ومواقف تطبيقية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار املعارف‬
‫‪ ،1969‬ص‪.9‬‬
‫((( حممود كامل الناقة‪ ،‬تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ :‬أسسه ‪ -‬مداخله ‪ -‬طرق تدريسه‪،‬‬
‫جامعة أم القرى‪1985 ،‬م‪ ،‬ص‪.285 :‬‬

‫‪461‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الراغبــن يف تع ُّلــم العربيــة الفصيحــة‪ ،‬ولكنَّــه ال‬ ‫هلــذا النظــام مــن أجــل العــرب َّ‬
‫يناســب غــر العــرب»(((‪.‬‬
‫ـرا مــن املهتمــن باللغــة العربيــة؛ فــرزت‬ ‫شــغل تعليــم اللغــة العربيــة كثـ ً‬
‫ـر مــن املدرســن فســعوا إىل تأليــف الكتــب‪ ،‬فمنهــا‬ ‫النزعــة التعليميــة عنــد كثـ ٍ‬
‫ـر بكتــب تعليــم اللغــات األخــرى يف‬ ‫ـا‪ ،‬ومنهــا مــا تأثــر إىل حــدٍّ كبـ ٍ‬
‫مــا كان أصيـ ً‬
‫لغــات األمــم األخــرى‪ ،‬ومــن هنــا بــرزت بعــض املشــاكل التــي تتعلــق بقــدرة‬
‫اآلخريــن عــى تعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬وبطــرق التدريــس‪ ،‬ونوعيــة املناهــج‪،‬‬
‫وحمتوياهتــا‪ ،‬وغريهــا مــن القضايــا(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واصطالحا‪:‬‬ ‫مفهوم املنهج لغة‬
‫ً‬
‫لغــة‪ :‬يف القواميــس العربيــة نجــد أن مــادة (هنــج) ومشــتقاهتا تعنــي الطريــق‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجا}[املائــدة‪ ،]48 :‬وتعنــي‬ ‫الواضحــة‪ ،‬قــال تعــاىل‪{ :‬ل ـك ٍُّل َج َع ْلنَـ ْ‬
‫ـا ش َع ـ ًة َومن َْه ً‬
‫بحســب التفاســر الطريــق الواضحــة التــي ال لبــس فيهــا‪ ،‬وال غمــوض‪ ،‬وذكــر‬
‫ِ‬
‫ـى اهللُ َع َل ْيــه َو َسـ َّل َم َح َّتــى ت ََر َك ُكـ ْ‬
‫ـم‬ ‫ـت َر ُسـ ُ‬
‫ـول اهللِ َصـ َّ‬ ‫أن ابــن عبــاس قــال‪َ :‬‬
‫«ل ْ َي ُمـ ْ‬
‫ٍ (((‬ ‫َاهجـ ٍ‬
‫ـى َط ِريـ ٍ ِ‬
‫ـة»؛ أي واضحــة ‪.‬‬ ‫ـق ن َ‬ ‫َعـ َ‬
‫ويقابلهــا يف اإلنجليزيــة كلمــة‪ )curriculum( :‬التــي تعنــي مضــار الســباق‪،‬‬
‫وهــي مأخــوذ ٌة مــن اإلغريقيــة التــي تعنــي الطريقــة التــي ينهجهــا الفــرد حتــى‬
‫ـدف حمـ ٍ‬
‫ـدد(((‪.‬‬ ‫يصــل إىل هـ ٍ‬

‫اصطالحــا‪ :‬تعــدد مفهــوم املنهــج بحســب املــدارس الفكريــة الرتبويــة‬ ‫ً‬


‫التــي عاجلــت املوضــوع كل بحســب اجلانــب الــذي هيتــم بــه‪ ،‬ولكــن يمكــن‬
‫تلمــس بعــض التعريفــات التــي تصــب يف اإلطــار الــذي يعنينــا نفســه‪ ،‬فهــو‬
‫يف قــول‪ :‬جمموعــة مــن املــواد التدريســية‪ ،‬وموضوعاهتــا التــي يتطلــب تعليمهــا‬
‫ـر مــن‬
‫للمتعلمــن‪ ،‬ويمكــن تســميته (بالكتــاب املــدريس)‪ ،‬وهــو مــا يتفــق كثـ ٌ‬
‫النــاس عــى تعريفــه‪.‬‬
‫ويعــرف (جونســون) املنهــج بأنــه سلســل ٌة منظمـ ٌة ومتتابعـ ٌة مــن املهــارات‬
‫التــي ســيتعلمها املتعلــم‪ ،‬وهــو مــا يتفــق مــع مفهــوم (ســكنر) الــذي أكــد حتليــل‬
‫املهــات‪ ،‬ويتفــق مــع مــا ذكــره (جيمــس ميكدانلــد) الــذي يعــد املنهــج خطــة‬
‫((( فولد فيرش‪ ،‬معاجلة القواعد يف كتب تعليم اللغة العربية‪« ،‬ندوة تأليف كتب تعليم َّية ل ّلغة العرب َّية‬
‫للناطقني باللغات األخرى»‪ ،‬الرباط‪ 7 - 4 ،‬مارس ‪1980‬م‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫((( حممود كامل الناقة‪ ،‬تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ :‬أسسه ‪ -‬مداخله ‪ -‬طرق تدريسه‪،‬‬
‫جامعة أم القرى‪1985     ،‬م‪ ،‬ص‪.285 :‬‬
‫((( إسحاق الفرحان‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫((( صالح اهلندي‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪462‬‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫مكتوبــة جاهــزة للتنفيــذ (التدريــس)‪.‬‬


‫املنهــج ً‬
‫قديمــا‪ :‬ويطلــق عليــه املنهــج التقليــدي الــذي يركــز عــى جمموعــة‬
‫احلقائــق واملفاهيــم واألفــكار واملعلومــات التــي تــدرس عــى صــورة مــوا ٍّد‬
‫منفصلــة‪ ،‬ويقــوم املــدرس بتلقينهــا داخــل املدرســة‪ ،‬ومــن أهــم‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫دراســية‬
‫مظاهــره‪ :‬الرتكيــز عــى املــواد الدراســية املنفصلــة‪ ،‬واهتاممــه باجلانــب العقــي ‬
‫كاحلفــظ‪ ،‬وإغفالــه اجلوانــب األخــرى‪ :‬اجلســمية‪ ،‬واالنفعاليــة وغريهــا‪،‬‬
‫واعتــاده عــى التلقــن وإغفــال النشــاطات األخــرى‪ ،‬اعتــاده عــى املؤلــف‬
‫العــامل فقــط‪ ،‬وإغفالــه أركان العمليــة التعليميــة األخــرى كاملــدرس‪ ،‬والطالــب‪،‬‬
‫والبيئــة التعليميــة االجتامعيــة‪.‬‬
‫ـاط خــارج الصــف‪ ،‬وطــرق‬ ‫مــن هنــا فقــد أمهــل املنهــج القديــم كل نشـ ٍ‬
‫التفكــر العلمــي‪ ،‬وتنميــة االجتاهــات وامليــول اإلجيابيــة واعتــر النجــاح يف‬
‫االمتحانــات هــي املعيــار يف التعلــم‪ ،‬ممــا جعــل املتعلمــن يميلــون إىل اختــزال‬
‫املــادة العلميــة قــدر اإلمــكان ليتمكنــوا مــن احلفــظ والنجــاح باالمتحــان‪.‬‬
‫وكذلــك اعتــاد املعلــم عــى طريقــة التلقــن‪ ،‬واعتبــار نجــاح املتعلــم باحلفــظ‬
‫نجاحــا للمعلــم‪ ،‬حتــى لــو مل يســتعمل الوســائل التعليميــة‪ ،‬وطــرق التدريــس‬
‫املختلفــة «إن علميــة تقديــم هــذه املناهــج مل تكــن مدروســ ًة مــن قبــل‬
‫ـة سـ ٍ‬
‫ـليمة مــن حيــث‬ ‫ـس علميـ ٍ‬
‫متخصصــن ومل يتــم ترتيبهــا وتقديمهــا عــى أسـ ٍ‬
‫ِ‬
‫الشــيوع والتــدرج واألمهيــة‪ ،‬إنــا كان يتحكــم فيــه ذوق األديــب واجتهــاد‬
‫املؤلــف أو توفــر النــص‪ ،‬وهــذا كلــه بســبب النقــص يف الدراســات والبحــوث‬
‫التطبيقيــة يف اللغــة العربيــة‪ ،‬إن املشــكلة التــي تعــاين منهــا برامــج تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا يف الوقــت الراهــن هــي بقــاء هــذه املناهــج واملقــررات‬
‫والكتــب مــن غــر تعديــل يواكــب التغــرات التــي نعيشــها اليــوم‪ ،‬ال يف ميــدان‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة كلغــة أجنبيــة وحســب‪ ،‬بــل يف معظــم مياديــن احليــاة‪،‬‬
‫وبخاصــة مياديــن االتصــال واملعلومــات»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫املنهــج حديث ـ�ا‪ :‬بســبب الطفــرة التكنولوجيــة‪ ،‬وكثــرة الدراســات التــي‬
‫تناولــت إجيابيــات املنهــج القديــم‪ ،‬وســلبياته‪ ،‬وغريهــا؛ فقــد رأى املختصــون‬
‫يف اجلوانــب التعليميــة رضورة تغيــر النمــط التعليمــي القائــم عــى احلفــظ‪،‬‬
‫والتلقــن؛ ذلــك أنــه يــدرك أن هــذه البيئــة التعليميــة حتــرص عــى بناء شــخصيته‬
‫العلميــة واملعرفيــة‪.‬‬

‫ٍ‬
‫أجنبية‪ ،‬دار النرش ‪ ،‬مكتبة الرشيد‪،‬‬ ‫((( يارس مهام‪ :‬اللغة واهلوية يف تعليم اللغة العربية ٍ‬
‫كلغة‬
‫الرياض‪ ،‬املؤمتر العاملي للغة العربية لتعليم العربية للناطقني بغريها ‪ ،‬جامعة امللك سعود‪،‬‬
‫التاريخ‪2012/11/22:‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪463‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وال ننسى أمهية املشاركة التفاعلية يف املوضوعات احلياتية رمتها‪ ،‬وحتويلها‬


‫ومعريف رفي ٍع لتحصيل الفائدة التعليمية‬ ‫علمي‬ ‫جزء من مناهج ذات مستوى‬‫إىل ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬
‫املرجوة‪ ،‬فال يقترص املنهج عىل املؤلف العالمة الذي يتفرد بصناعة ما ال يعرف غريه‬
‫مساعدته فيه‪ ،‬فالطالب‪ ،‬واملعلم‪ ،‬واملجتمع املحيط املحيل‪ ،‬والعاملي كلها عنارص‬
‫رضوري ٌة يف تقديم املادة الفضىل يف التعلم‪ ،‬بحيث تتيح للمتعلم من غري العرب‬
‫إدراك أكرب ٍ‬
‫قدر من الفائدة‪ ،‬وحتصيل املعرفة احلقيقية املنبثقة من املجتمع‪ ،‬وبالتايل‬
‫ٍ‬
‫وأرحيية‪.‬‬ ‫كلغة ٍ‬
‫ثانية بكل رىض‪،‬‬ ‫حتقيق األهداف املطلوبة من تعلم اللغة العربية ٍ‬

‫ومن هنا ينبغي مراعاة بعض اجلوانب املهمة عند التخطيط للمناهج احلديثة؛‬
‫ٍ‬
‫ومفهومة‪ ،‬وقد صار‬ ‫ٍ‬
‫واضحة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫علمية‬ ‫فتنوع الوسائل بات مطلبا ملحا لتقديم ٍ‬
‫مادة‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫مشتمل عىل ٍ‬
‫عدد من العنارص التعليمية‪ ،‬ومل يعد الكتاب التعليمي فقط مادة‬ ‫ً‬ ‫املنهج‬
‫التعليم بل صار جز ًءا من نظام تعليمي متكامل ال يقل فيه عنرص عن عنرص باألمهية‪،‬‬
‫وموجه بدل أن يكون ملقنًا صاحب رأي وحيد‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ودور املعلم حتول إىل مرشد‬
‫أهمية النحو يف تدريس اللغة العربي�ة‬
‫يظهر السؤال الوجيه هل نعلم اللغة ً‬
‫أول‪ ،‬ثم نخضعها للقواعد‪ ،‬أم نبدأ بتعليم‬
‫القواعد وضبط الكلامت والرتاكيب التي يقدمها مستعمل اللغة؟‬
‫اختلفــت املــدارس التعليميــة فيــا بينهــا يف أفضــل الوســائل التــي يقــدم هبــا‬
‫تعليــم اللغــة‪ ،‬وتنوعــت االجتاهــات يف ذلــك‪ ،‬منهــا مــن ينــادي أصحابــه بتعليــم‬
‫أول؛ بحيــث يصبــح لــدى املــرء ثــروة لغويــة كافيــة بحيــث يســتطيع‬ ‫اللغــة ً‬
‫وتلقائــي‪ ،‬ثــم بعــد ذلــك يــأيت دور النحــو فيضبطهــا‪،‬‬‫ٍّ‬ ‫حــر‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل ٍّ‬ ‫اســتعامهلا‬
‫ٍ‬
‫ويقولبهــا يف القوالــب التــي تنتــج أكــر قــدر مــن الــكالم املفهــوم الصحيــح‪،‬‬
‫اخلــايل مــن العيــوب النطقيــة‪ ،‬والرتكيبيــة‪ ،‬والدالليــة‪.‬‬
‫ومنهــا مــا يلتفــت أصحاهبــا إىل النحــو باعتبــاره األســاس يف فهــم الكلــات‬
‫والرتاكيــب‪ ،‬إذ بدونــه ال يســتطاع التفريــق بــن موضوعــات النحــو املختلفــة‬
‫رف ًعــا‪ ،‬ونص ًبــا‪ ،‬وجـ ًّـرا‪ ،‬بمعنــى عــدم التفريــق بــن الفاعــل واملفعــول‪ ،‬والنعــت‬
‫واحلــال وغريهــا مــن أبــواب النحــو املختلفــة يف حــال ســوء اســتعامل القواعــد‬
‫النحويــة املتعــارف عليهــا‪ ،‬عــى أن النحــو بحــد ذاتــه يمكــن أن يقــدم ثــروة‬
‫لغويــة مناســبة للمتكلــم مــن دون عنــاء الرجــوع إىل املعاجــم‪.‬‬
‫ويــرى فريــق ثالــث أن مــن أهــم القضايــا املطروحــة جللــب الفائــدة هــو‬
‫تعليــم النحــو بالطريقــة التــي ختــدم مســتعمل اللغــة‪ ،‬وهــو مــا صــار يطلــق عليــه‬

‫‪464‬‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫مصطلــح النحــو الوظيفــي(((‪ ،‬وهــو تعليــم النحــو والتــدرب عليــه وظيف ًّيــا عــى ‬
‫وفــق القواعــد النحويــة التــي توظــف التعبــر يف االســتعامل اليومــي‪ ،‬ممــا يعنــي‬
‫االســتغناء قــدر االمــكان عــن القواعــد النحويــة التــي ال تســتعمل‪ ،‬أو تلــك‬
‫قليلــة التــداول‪ ،‬أو التــي فيهــا إشــكاالت نحويــة ال يستحســن التطــرق إليهــا يف‬
‫هــذه املرحلــة املبكــرة مــن التعليــم‪.‬‬
‫نالحــظ مــن هــذا كلــه أن االجتاهــات كاف ـ ًة تركــز عــى البعــد النحــوي يف‬
‫التعليــم‪ ،‬وأمهيتــه‪ ،‬ودوره يف تقديــم مســتوى تعليمــي جيــد للمتعلــم املبتــدئ يف‬
‫مراحــل تعلمــه األوىل عــى وجــه اخلصــوص‪.‬‬
‫ونلحــظ كذلــك اختالفهــا يف طريقــة اإلفــادة مــن النحــو يف تعليــم‬
‫املبتدئــن‪ ،‬ســواء أكان بالطريقــة املبــارشة‪ ،‬أو غــر املبــارشة‪ ،‬بمعنــى وضــع‬
‫القاعــدة النحويــة‪ ،‬ثــم وضــع األمثلــة التــي تكــون يف أغلبهــا مصنوعــة‪ ،‬وغــر ‬
‫ٍ‬
‫ـتعملة يف البيئــات اللغويــة الطبيعيــة‪ ،‬أو وضــع األمثلــة نفســها‪ ،‬واســتنباط‬ ‫مسـ‬
‫ٍ‬
‫القاعــدة منهــا‪ ،‬ثــم بعــد ذلــك مناقشــتها‪ ،‬وإبــداء كثــر مــن امللحوظــات حوهلــا‪،‬‬
‫فيــا يتعلــق باجلائــز‪ ،‬والواجــب‪ ،‬وغــر املتفــق معهــا‪.‬‬
‫وقــد اختلــف املهتمــون بتعليــم اللغــة لغــر متكلميهــا األصليــن حــول‬
‫طبيعــة املــادة التــي ينبغــي تعليمهــا‪ ،‬ومســتواها‪ ،‬فمنهــم مــن قــال بأنــه ينبغــي‬
‫تبســيطها‪ ،‬ذلــك «أن التبســيط حيقــق وجــود املــادة التعليميــة اجليــدة‪ ،‬وينقــل‬
‫الــدارس إىل أجــواء اللغــة واهتامماهتــا‪ ،‬ويقربــه مــن أســاليب التعبــر التــي‬
‫يصطنعهــا الكاتبــون يف تلــك اللغــة»(((‪ .‬هــذا غــر مــا يمكــن لألثــر النفــي‬
‫الــذي يلحظــه املتعلــم مــن قدرتــه عــى تلمــس ظــال الكلــات واجلمــل التــي‬
‫ككاتــب ٍ‬
‫ثــان‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يربزهــا مــن قــام بعمليــة التبســيط (التلخيــص)‬
‫ومنهــم مــن عــارض فكــرة التبســيط مــن حيــث كوهنــا غــر قـ ٍ‬
‫ـادرة عــى ‬
‫نقــل روح املعــاين التــي يريــد كاتــب النــص األول نقلهــا إىل املتعلمــن‪ ،‬فهــو‬
‫عاجــز عــن تقمــص روح الكاتــب‪ ،‬ونفســيته‪ ،‬ودالالتــه التــي تتضمنهــا مــادة‬
‫(((‬
‫التعليــم‪ ،‬قــال هــذا (جــون هونيفيلــد) يف مقالــه بمجلــة تعليــم االنجليزيــة‬
‫بعــد أن مجــع خمتلــف اآلراء حــول قضيــة التبســيط مؤكــدً ا عــدم جدواهــا‪ ،‬وأن‬
‫املوضوعــات األقــل شــيو ًعا‪ ،‬والتــي يســعى الكاتــب الثــاين إىل تبســيطها عــى ‬
‫ضــوء فكــرة الشــيوع‪ ،‬حتمــل مــن املعلومــات مــا ال تؤديــه تلــك املبســط هبــا‪،‬‬

‫((( حممد حسن باكال‪ ،‬السجل العلمي للندوة العاملية األوىل لتعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ج‪ ،1‬املادة‬
‫اللغوية‪ ،‬عامدة شؤون املكتبات‪ ،‬جامعة الرياض‪ ،‬الرياض‪1400 ،‬هـ ‪1980 -‬م‪ ،‬ص‪.123/122‬‬
‫((( نفسه‪ ،‬ص‪.292‬‬
‫‪(3) TESOL, Vo1. 11 December, 1977‬‬

‫‪465‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ويــرب لذلــك عــد ًدا مــن األمثلــة مــن موضوعــات أصليــة‪ ،‬وأشــكال هلــا‬
‫مبســطة»(((‪ .‬ويقــول‪« :‬إن تبســيط الرتاكيــب يــر بقــوة الرتابــط يف املــادة‪ ،‬ويــرى‬
‫أن عمليــة التبســيط ســواء أكانــت يف جمــال املفــردات ام الرتاكيــب هتيــئ الــدارس‬
‫ـليمة‪ ،‬ويركــز (هونيفيلــد) يف تذليــل صعوبــات‬ ‫ـة غــر سـ ٍ‬ ‫ـراتيجيات قرائيـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫السـ‬
‫النــص عــى تدريــب الــدارس عــى اســتنتاج معــاين املوضوعــات اللغويــة‬
‫ٍ‬
‫خاصــة»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أمهيــة‬ ‫املتضمنــة‪ ،‬أوإغفــال تلــك املوضوعــات إذا مل تكــن ذات‬
‫أمــا (مــري فينوكشــاريو) فتذهــب إىل غــر ذلــك‪ ،‬وتــرى أن هنــاك عــد ًدا‬
‫مــن الكتــب املبســطة اجليــدة التــي يمكــن أن تكــون ذات فائــدة كبــرة بالنســبة‬
‫للطــاب‪ ،‬وتســهم يف تقدمهــم نحــو قــراءة األصــول(((‪« .‬وعمليــة التبســيط التي‬
‫متــت مــا جيعلنــا نعتقــد أن تبســيط النــص بصــورة جيــدة ممكــن إذا مــا توافــرت‬
‫عوامــل معينــة»(((‪.‬‬
‫وقــد نذكــر هنــا مبلــغ االحتفــاء الــذي صادفتــه أعــال لكاتــب ثــان‬
‫(مايــكل وســت) الــذي يعتــر تبســيطه لبعــض النصــوص األدبيــة‪ ،‬مثــل‪The( :‬‬
‫ً‬
‫عمــا بالــغ اجلــودة‪،‬‬ ‫‪ )Black Tulip‬و(‪ )The Mill on the Floss‬و(‪)Robin Hood‬‬
‫ولقــد ذكــر هــذا األخــر (‪ )Robin Hood‬ماكــي (‪ ،(Macky‬يف كلمــة تأبينيــة‬
‫(وســت) ووصفــه بأنــه عمــل يبلــغ درجــة اإلعجــاز(((‪.‬‬
‫ولعــل (ويســت) حقــق هــذا النجــاح يف تبســيطه للنــص؛ ألنــه اســتطاع‬
‫أن يقيــم أقــى درجــة مــن التــوازن بــن موضــوع النــص‪ ،‬واألدوات التــي‬
‫اســتخدمها يف التعبــر عنــه‪ ،‬ومراعــاة أوضــاع طالبــه(((‪.‬‬
‫ٍ‬
‫لغويــة قــد تنســحب‬ ‫وعــاد ًة مــا تتحــدد الصعوبــات يف بضعــة مواقــف‬
‫عــى املســتويات التعليميــة األخــرى إذا مل تؤخــذ باحلســبان‪ ،‬وتتمثــل هــذه‬
‫الصعوبــات كــا يقــول (يسربســن) (‪ )Jespersen‬يف كتابــه ‪(How to Teach a‬‬
‫)‪ Foreign Language‬يف مــا يــأيت‪:‬‬
‫‪1.1‬املوضوع‪ ،‬وهذا جيب أن ال يتجاوز مدى إدراك الطالب‪.‬‬

‫((( حممد حسن باكال‪،‬السجل العلمي للندوة العاملية األوىل لتعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص‪.292‬‬
‫((( حممد حسن باكال‪،‬السجل العلمي للندوة العاملية األوىل لتعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص‪.293‬‬
‫‪(3)-english as a Second Language; Fro Theory to Practice Regents 1974.‬‬
‫((( حممد حسن باكال‪،‬السجل العلمي للندوة العاملية األوىل لتعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص‪.293‬‬
‫نقــا عــن حممــد حســن باكال‪،‬الســجل العلمــي للنــدوة العامليــة األوىل‪(5)- ELT – April, 1973‬‬
‫لتعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬ص‪.293‬‬
‫((( حممد حسن باكال‪،‬السجل العلمي للندوة العاملية األوىل لتعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص‪.293‬‬

‫‪466‬‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫ٍ‬
‫كبــر مــن‬ ‫ٍ‬
‫عــدد‬ ‫‪2.2‬املفــردات؛ حيــث إنــه يصعــب عــى الطالــب اســتعامل‬
‫املفــردات‪ ،‬ويف هــذا املجــال فــإن املبــدأ الــذي يعــم يف مجيــع املراحــل هــو‬
‫عــدد مــن الكلــات اجلديــدة‪.‬‬‫ٍ‬ ‫أقــل‬
‫‪3.3‬والنحــو الــذي تكمــن أوجــه الصعوبــة فيــه يف الكلــات املختلفــة مــن حيــث‬
‫اشــتقاقها‪ ،‬أو شــذوذها عــن القيــاس‪ ،‬وكذلــك يف الرتاكيب املعقــدة(((‪.‬‬
‫ولعــل مــن املمكــن أن نفيــد ممــا عملــه (يسربســن) بشــأن جــودة املوضــوع‪،‬‬
‫فــا معيــار اجلــودة الــذي يلزمنــا باختيــار هــذا املوضــوع دون ذاك؟ وقــد ال‬
‫ـة واحـ ٍ‬
‫ـدة تصلــح قاعــدة‪ ،‬فللنــص قـ َّـراء يفــرض‬ ‫جيــاب عــن هــذا الســؤال بكلمـ ٍ‬
‫أنــه خياطبهــم‪ ،‬ختتلــف أعامرهــم وجتارهبــم‪ ،‬وثقافاهتــم‪ ،‬بــل وختتلــف أغراضهــم‬
‫مــن تعلــم اللغــة‪ ،‬فالنــص املختــار يلــزم أن يتجــاوب مــع وضــع املتعلــم عــى أي‬
‫حــال‪ ،‬عــى أنــه يمكــن اقــراح بعــض الــروط‪:‬‬
‫‪1.1‬أن يكون النص مكتو ًبا يف أصله بنوع اللغة موضوع التعلم‪.‬‬
‫‪2.2‬أن يــرز النــص اجلوانــب احلضاريــة والثقافية للغــة املدروســة‪ ،‬ويف هذا‬
‫املجــال تثــر (ويلغــا ريفــرز) نقطــة مهمــة إذ تقــول‪« :‬هناك خــاف بني‬
‫مؤلفــي الكتــب املدرســية حــول موضــوع النــص التعليمــي‪ ،‬أيكــون‬
‫دائــرا حــول أشــياء مألوفــة للــدارس األجنبــي‪ ،‬أم يبنــى عــى مواقــف‬
‫خاصــة باللغــة املدروســة؟»(((‪.‬‬
‫ويــرى (أوليبــاري) «أن ختتلــف موضوعــات التعليــم املطروقــة يف اللغــة‬
‫األم خشــية امللــل ومضاعفــة التكليــف دون طائــل»(((‪ ،‬ووقــف بعــض الكتــاب‬
‫موق ًفــا وس ـ ًطا بــن تقديــم موضوعــات شــائعة وأخــرى خاصــة تتعلــق بثقافــة‬
‫اللغــة املدروســة‪ ،‬مــن هــؤالء (إيمفــوف) الــذي يقــول‪« :‬إن األعــال تكتســب‬
‫قيمتهــا بقدرهتــا عــى إظهــار املوضوعــات ذات الصبغــة العامــة‪ ،‬بيــد أنــه قــد‬
‫(((‬
‫يلــزم دراســة ثقافــة معينــة مــن أجــل الوقــوف عــى خصائصهــا املميــزة»‪.‬‬
‫وقد حدد (مايكل ويست) أغراض التبسيط فيام يأيت‪:‬‬
‫‪1.1‬أنه ينمي القدرة عىل القراءة‪.‬‬
‫‪2.2‬أنه يراجع املفردات التي سبق تعلمها‪.‬‬
‫‪(1) How to Teach a Foreign Language, Jespersen,translated by Bertelson,George‬‬
‫‪Allen&Unwin, London, 1967.‬‬
‫‪(2)Teaching Foreign Language W.Rivers, University of Chicago, Press 1972.‬‬
‫‪(3) ACTFL “Foreign Language Education, Vol. 1.‬‬
‫((( املصدر نفسه‪.‬‬

‫‪467‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪3.3‬ويوسع من معاين تلك املفردات‪.‬‬


‫‪4.4‬والغــرض الرابــع مــن التبســيط نفــي‪ ،‬فاملــادة املقــروءة تؤكــد للدارس‬
‫أن مــا حصــل عليــه مــن تعلم يمكــن أن يكــون ذا فائــدة ملموســة(((‪.‬‬
‫وبنــاء عــى مــا حــدده (ويســت) فليــس املقصــود مــن إعــداد النــص‬
‫القرائــي املبســط تدريــس املفــردات‪ ،‬فللمفــردات جمــال آخــر هــو جمــال‬
‫النصــوص األساســية املعــدة أصــا لذلــك‪ ،‬إنــا يقصــد مــن النــص اســتخدام‬
‫املفــردات وتثبيتهــا وتوســيع معانيهــا‪ ،‬وإشــعار املتعلــم بمتعــة املطالعــة يف النص‪،‬‬
‫وهــذا ال يعنــي حظــر تقديــم املفــردات اجلديــدة يف النــص املبســط‪ ،‬ولكــن يلــزم‬
‫أن يراعــي يف تقديمهــا أهنــا ال تشــكل عائ ًقــا بالنســبة للمتعلــم‪ ،‬وال تضطــره‬
‫للرجــوع إىل القامــوس كل حــن‪ ،‬ومــن الكتــاب مــن حيــدد نســبة املفــردات‬
‫اجلديــدة يف النــص املبســط‪ ،‬يقــول (ويســت) أهنــا جيــب أن ال تزيــد عــن ‪ %2‬مــن‬
‫جممــوع مفــردات النــص‪ ،‬ويشــر إىل ذلــك (يسربســون) بقولــه أقــل عـ ٍ‬
‫ـدد ممكـ ٍ‬
‫ـن‬
‫مــن الكلــات‪ ،‬وتتحــدث (ريفــرز) عــن العــدد املحــدود للكلــات املعجميــة‬
‫غــر املألوفــة(((‪.‬‬
‫مفهوم تصميم املنهج‪:‬‬
‫نســمع كثــرا عــن عمليــة تصميــم املناهــج‪ ،‬وتأليفهــا‪ ،‬أو تصميــم وحـ ٍ‬
‫ـدة‬ ‫ً‬
‫ـي يف اللغــة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫دراســية يف موضــوع مــا‪ ،‬فعندمــا يتعلــق األمــر بتصميــم منهــج تعليمـ ٍّ‬
‫العربيــة متخصــص لغــر الناطقــن باللغــة العربيــة‪ ،‬فــإن األمــر يتطلــب إعــادة‬
‫النظــر أكثــر مــن مــرة للتأكــد مــن حقيقــة مصطلــح التصميــم‪ ،‬أو التأليــف‬
‫ٍ‬
‫متخصــص بتعليــم‬ ‫ٍ‬
‫منهــج‬ ‫املقصــودة‪ ،‬ومــن هنــا فــإن اإلطــار العــام لتصميــم‬
‫اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا جيــب أن يراعــي معياريــن عامــن حييطــان‬
‫هبــذا املنهــج‪ ،‬والبــد مــن أخذمهــا بعــن االهتــام‪ ،‬ومهــا‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬البعــد الشــمويل للمنهــج؛ بحيــث يســتوعب كل مــا مــن شــأنه تقديــم‬
‫مــادة مفيــدة للمتعلمــن‪ ،‬بحيــث ال يســتبعد أي جزئيــة معرفيــة‪ ،‬وال يســتثني أي‬
‫متعلم ‪.‬‬
‫ثان ًيــا‪ :‬املحتــوى التكامــي بــن جزئيــات املــادة‪ ،‬أو املــواد التعليميــة يف‬
‫املوضــوع الواحــد‪ ،‬أو املوضوعــات الثقافيــة األخــرى التــي تغــذي البعــد‬

‫((( حممد حسن باكال‪،‬السجل العلمي للندوة العاملية األوىل لتعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص‪.296‬‬
‫((( حممد حسن باكال‪،‬السجل العلمي للندوة العاملية األوىل لتعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص‪.296‬‬

‫‪468‬‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫األســايس(((‪.‬‬
‫وعليــه يصبــح االهتــام باألســئلة البدهييــة املتعلقــة بــادة التعليــم‪ ،‬وكيــف؟‬
‫وملــن؟ وأيــن؟ ومتــى؟ وكيــف ُينظــم؟ وكيــف يقــوم؟ وكيــف حيســن تطويــر‬
‫عمليــة التعلــم والتعليــم؟‬
‫ٍ‬
‫مجلــة مــن‬ ‫ٍ‬
‫واضحــة عــن‬ ‫ٍ‬
‫إجابــات‬ ‫ٍ‬
‫بمــكان تكويــن‬ ‫ومــن الــروري‬
‫األســئلة التــي تطــرح قصد ًّيــا عــى مــن يريــدون تصميــم منهـ ٍ‬
‫ـج لتعليــم اللغــة‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬مــن مثــل‪:‬‬
‫‪1-1‬مــا املــادة التعليميــة التــي ســتقدم للمتعلــم‪ ،‬وكيــف ختتــار؟ وكيــف‬
‫تنظــم؟‬
‫‪2-2‬مــن هــو املســتهدف مــن التعليــم؟ مــا بيئتــه اللغويــة‪ ،‬وعمــره‪ ،‬وهدفــه‪،‬‬
‫وقدراتــه‪ ،‬وغريهــا مــن اخلصائــص املتعلقــة ببيئتــه االجتامعيــة والشــخصية‪.‬‬
‫‪3-3‬مــا املحتــوى الثقــايف العــام الــذي يــراد نقلــه إىل هــذه الفئــة مــن‬
‫ٍ‬
‫ثانيــة‬ ‫ٍ‬
‫كلغــة‬ ‫املتعلمــن‪ ،‬ومــا هــي اخلصوصيــة التــي تتمتــع هبــا العربيــة‬
‫يتطلــب املتعلــم إدراكهــا ليتســنى ضمهــا للــادة التعليميــة‪.‬‬
‫‪4-4‬مــا أهــداف هــذا املنهــج العامــة التــي يريــد مصمــم املنهــج حتقيقهــا‬
‫عــى املســتوى الشــخيص‪ ،‬والبعــد املجتمعــي‪.‬‬
‫‪5-5‬هــل هنــاك مصاحبــات تعلميــة يمكــن تقديمهــا؛ لتســهيل نقــل البعــد‬
‫القيمــي املعــريف‪ ،‬والثقــايف لألهــداف املطلوبــة‪.‬‬
‫‪6-6‬كيــف يمكــن تقديــم املعــارف التعليميــة‪ ،‬واملصاحبــات الثقافيــة لتحيــق‬
‫األهداف‪.‬‬
‫‪7-7‬كيف يمكن تقويم هذا املنهج‪ ،‬وتطويره ألداءات فضىل؟‬
‫ـة ووضـ ٍ‬
‫ـوح‬ ‫إن وضــع هــذه االفرتاضــات الرضوريــة‪ ،‬واإلجابــة عنهــا بدقـ ٍ‬
‫ـج مفيـ ٍ‬
‫ـد لتعليــم اللغــة‬ ‫جتعلنــا قادريــن عــى وضــع تصــور لتصميــم منهـ ٍ‬
‫ـال مــن الصعوبــات االفرتاضيــة يف كثــرٍ‬ ‫العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬خـ ٍ‬
‫نظــرا للبعــد‬
‫ً‬ ‫مــن األحيــان‪ ،‬وقادريــن عــى جتنبهــا يف حــال ظهورهــا‬
‫التقويمــي والتطويــري املفــرض بنــاء التصميــم عــى وفقــه‪ ،‬وأخــذه بعــن ‬
‫االعتبــار‪.‬‬

‫((( سليامن داود الوسطي ‪ ،‬إعداد مواد تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬مرص مطبعة احللبي‬
‫‪/2006‬ص ‪.113‬‬

‫‪469‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مادة منهج تعليم اللغة العربي�ة لغري الناطقني بها‪:‬‬


‫وعادة يتألف هذا املحتوى من املكونات األساسية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬األهداف التعليمية والرتبوية‪.‬‬
‫‪ -‬املوضوعات املعرفية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬أساليب التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬املصاحبات‪ ،‬أو الوسائل التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬أساليب التقويم‪.‬‬
‫ومجلــة هــذه املكونــات تؤخــذ عنــد بــدء عمليــة التعليــم وحــدة واحــدة‬
‫متكاملــة‪ ،‬ال ينفــك أحدهــا عــن اآلخــر‪ ،‬بــل يقتــي تفاعلهــا بعضهــا مــع بعـ ٍ‬
‫ـض‬
‫ـدة متحققـ ٍ‬
‫ـة مــن جــراء تفاعــل هــذه املكونــات‪.‬‬ ‫لتتيــح للمتعلــم حتقيــق أكــر فائـ ٍ‬

‫ـج يعــد منظومـ ًة مــن احلقائــق‪ ،‬واملعايــر‪ ،‬والقيــم الثابتة‪،‬‬ ‫إن حمتــوى أي منهـ ٍ‬
‫واملعــارف‪ ،‬واملهــارات‪ ،‬واخلــرات املتغــرة بتغــر الزمــان واملــكان‪ ،‬وحاجــات‬
‫النــاس التــي حيتــك هبــا املتعلــم‪ ،‬ويتفاعــل معهــا‪ ،‬مــن أجــل حتقيــق األهــداف‬
‫التــي صمــم‪ ،‬أو وضــع املنهــاج مــن أجلهــا‪ ،‬ومــن هــذا التعريــف يمكــن‬
‫اســتخالص خصائــص مــادة منهــاج تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪،‬‬
‫أو حمتــواه‪ ،‬والتــي تتمثــل فيــا يــأيت(((‪:‬‬
‫‪1-1‬يتضمــن املحتــوى حقائــق ومعايــر وقيـ ًـا إهلي ـ ًة ثابت ـ ًة‪ ،‬مثــل اآليــات‪،‬‬
‫واألحاديــث النبويــة‪ ،‬ومــا ينبثــق عنهــا‪.‬‬
‫‪2-2‬يتضمــن املحتــوى خــرات ومهــارات متغــرة‪ ،‬مــن مثــل القواعــد‪،‬‬
‫والبنــى اللغويــة‪ ،‬والنصــوص الشــعرية‪ ،‬والنثريــة‪.‬‬
‫‪3-3‬يتضمــن املحتــوى بعــض مــا يتناســب وحاجــات املتعلمــن مــن أبعــاد‬
‫ثقافيــة‪ ،‬وبيئيــة‪ ،‬اجتامعيــة وأخالقيــة‪.‬‬
‫‪4-4‬وقــد أرشنــا ســاب ًقا إىل البعــد التكامــي بــن مــواد املنهــج املعرفيــة‬
‫اخلاصــة والثقافيــة العامــة‪.‬‬
‫‪5-5‬ينبغــي أن يأخــذ املنهــج اجلانــب التطبيقــي املتمثــل يف توظيــف مــا‬
‫يتعلمــه نظر ًّيــا يف حياتــه اليوميــة‪ ،‬ويف تعامالتــه احلقيقيــة مــع معلميــه‪،‬‬
‫وأقرانــه‪.‬‬
‫‪6-6‬يعتمــد جمموعــة مــن الوســائل واألنشــطة املصاحبــة للتعليــم‪ ،‬ومــن‬
‫دوهنــا يصبــح التعليــم تقليد ًّيــا‪ ،‬وربــا عقيـ ًـا ال يصــل إىل حتقيــق األهــداف‬
‫((( تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬النظرية والتطبيق‪ ،‬عيل أمحد مدكور‪ ،‬وإيامن أمحد اهلريدي‪ ،‬دار‬
‫الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.100‬‬

‫‪470‬‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫املطلوبــة‪.‬‬
‫‪7-7‬وهــذا املحتــوى حيقــق أهــداف تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‬
‫املتفقــة مــع أهــداف تعليــم اللغــة العربيــة عمو ًمــا‪.‬‬
‫لــو نظرنــا إىل احليــاة عمو ًمــا‪ ،‬واحليــاة البرشيــة عــى وجــه اخلصــوص‬
‫لوجدنــا اجلانــب اللغــوي يطغــى عليهــا‪ ،‬فبالنظــر إىل احليــاة يتضــح أن اإلنســان‬
‫هــو الكائــن أو املخلــوق الوحيــد الــذي يتكلــم‪ ،‬ويعــر عــن نفســه باللغــة‪،‬‬
‫وبالنظــر إىل اإلنســان نفســه نجــد أن حياتــه قائمــة يف جوهرهــا عــى اللغــة‪ ،‬فــا ‬
‫طعــام‪ ،‬وال مــأوى‪ ،‬وال جمتمــع‪ ،‬أو عمــل إال بوســاطة اللغــة‪ ،‬عــى اللغــة يعتمــد‬
‫يف قضــاء حاجاتــه الشــخصية واملجتمعيــة‪ ،‬وبنــاء عــى ذلــك فينبغــي أن يراعــى‬
‫ـر‪ ،‬وبــأرسع مـ ٍ‬
‫ـدة‬ ‫يف تعليــم اللغــة هــذه القضيــة‪ ،‬ليكــون تعلمهــا بسـ ٍ‬
‫ـهولة ويـ ٍ‬
‫زمنيـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬
‫ومتعلــم اللغــة الثانيــة يدخــل جمــال تعلمهــا ولديــه الرغبــة‪ ،‬واإلرادة‪،‬‬
‫واإلمكانيــات‪ ،‬ويوجــب هــذا إتاحــة الفرصــة أمامــه ليتمكــن مــن اســتثامر‬
‫اإلمكانيــات البيئيــة املتاحــة يف بيئــة التعلــم‪ ،‬وعليــه جيــب اختيــار املفــردات‬
‫اللغويــة التــي تلبــي طموحــه التعلمــي‪ ،‬وحاجتــه اللغويــة‪ ،‬وهــو عنــد هــذا احلــد‬
‫لديــه مــن اإلدراك مــا يســتطيع فهــم بعــض الــدالالت الســياقية دون حتديــد‬
‫ـا عــن قدرتــه عــى تعلــم‬ ‫األفهــام املحــددة لــكل الكلــات التــي يســمعها‪ ،‬فضـ ً‬
‫ـورة غــر مبــارشة مــن املجتمــع اللغــوي الــذي يعيــش بــن ظهرانيــه‬ ‫اللغــة بصـ ٍ‬
‫أكثــر مــن تعلمــه يف قاعــة التدريــس(((‪.‬‬
‫إن متعلــم اللغــة الثانيــة يســتطيع أن يزيــد مــن ثروتــه اللغويــة عــن طريــق‬
‫ربطهــا بمنظومــة املفاهيــم لديــه‪ ،‬وهــذا مــا يعتمــد عليــه صغــار املتعلمــن‪ ،‬أو‬
‫طريــق معايشــة الواقــع واالندغــام فيــه لغو ًّيــا بحيــث يتحقــق لــه أكــر قــدر‬
‫ـازا مرتاب ًطــا مــا بــن اجلهــاز‬
‫مســتطاع مــن املفــردات‪ ،‬خاصــة أنــه يمتلــك جهـ ً‬
‫النطقــي لديــه‪ ،‬ومنطقــة املفاهيــم والــدالالت‪ ،‬إذ ال يمكنــه بنــاء جهــاز نطقــي‬
‫جديــد يف الوقــت الــذي يكتســب فيــه اللغــة اجلديــدة(((‪.‬‬
‫يذكــر بعــض املهتمــن أن العــدد املناســب ملتعلــم اللغــة العربيــة مــن غــر ‬
‫الناطقــن هبــا الــازم تعلمــه حتــى يســتطيع أن يكــون ثــروة لغويــة مناســبة‪،‬‬
‫ـر وفه ـ ٍم يــراوح مــا بــن ‪-2000‬‬ ‫ـاة لغويـ ٍ‬
‫ـة تســر بيـ ٍ‬ ‫يســتطيع هبــا ممارســة حيـ ٍ‬
‫‪ 2500‬كلمــة‪ ،‬لكــن بــا يتفــق مــع الرتاكيــب والقواعــد املتداولــة‪ ،‬ومعرفــة‬

‫‪(1)Susan Halli: Teaching English in the PrimaryClassroom. U.S.A. Longmam,Sixth‬‬


‫‪published,1996, P.3.‬‬
‫‪(2) Steven H,Mc Donough: Psychology in Foreign Language Teaching,Printed in Great‬‬
‫ص‪Britain,1981,P.106. .103‬‬ ‫نقال عن تعليم اللغة العربية‪ ،‬حممد مدكور‪ ،‬وإيامن هريدي‪،‬‬

‫‪471‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اســتخدام القواميــس(((‪.‬‬
‫الصعوبات اليت تواجه متعليم اللغة العربي�ة من غري الناطقني بها‪:‬‬
‫قــد تواجــه املتعلمــن مــن غــر الناطقــن باللغــة العربيــة عــى اختــاف‬
‫بيئاهتــم اللغويــة التــي قدمــوا منهــا مشــكلة تعلــم مفــردات اللغــة العربيــة لغ ـ ًة‬
‫ثانيــ ًة‪ ،‬ولكــن األنكــى مــن هــذا مشــكلة الرتاكيــب املفهومــة التــي يلزمهــم‬
‫تكوينهــا يف أثنــاء الــروع باســتعامل الثــروة اللغويــة التــي حتصلــوا عليهــا‪.‬‬
‫مشــكلة يمكــن أن تصنــف يف أكثــر‬‫ٍ‬ ‫وهــذه املشــكالت متداخلــة «فــكل‬
‫ـدة مــن هــذه املشــكالت‪ ،‬فاملشــكالت التــي تعــود إىل اللغــة‬ ‫ـة واحـ ٍ‬ ‫مــن جمموعـ ٍ‬
‫ً‬
‫–مثــا‪ -‬منهــا مــا هــو لغــوي‪ ،‬كاملشــكالت الصوتيــة‪ ،‬واملشــكالت‬ ‫العربيــة‬
‫الكتابيــة‪ ،‬واملشــكالت الرصفيــة‪ ،‬واملشــكالت النحويــة‪ ،‬واملشــكالت الدالليــة‪،‬‬
‫ومنهــا مــا هــو غــر لغــوي‪.(((»... ،‬‬
‫ومــن أهــم تلــك املشــكالت التأثــر باللغــة األم؛ إذ تنقــل بعــض اجلوانــب‬
‫فمثــا قلــب أصــوات اللغــة األم‪ ،‬أو اســتخدام‬ ‫ً‬ ‫اللغويــة إىل اللغــة العربيــة‬
‫الرتاكيــب املعروفــة يف اللغــة األم‪ ،‬ومــن أكرب املشــكالت هنــا األصــوات احللقية‪،‬‬
‫ـر من‬ ‫واحلنجريــة‪ ،‬والطبقيــة‪ ،‬واملطبقــة؛ فبعــض هــذه األصــوات ال توجــد يف كثـ ٍ‬
‫اللغــات‪ ،‬ولذلــك فــإن معظــم متعلمــي اللغــة العربيــة يواجهــون صعوبــ ًة يف‬
‫تعلــم هــذه احلــروف‪ ،‬وكذلــك فــإن جممــوع األصــوات الصائتــة وهــي‪:‬‬
‫‪ -‬احلركات القصرية‪ :‬الضمة‪ ،‬الفتحة‪ ،‬الكرسة‪.‬‬
‫‪ -‬احلـركات الطويلـة‪ :‬الـواو‪ ،‬األلف‪ ،‬الياء‪ .‬تشـكل عب ًئـا ً‬
‫ثقيل على متعلمي اللغة‬
‫ً‬
‫وطـول‪ ،‬ممـا يسـبب‬ ‫قصرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫نظـرا لعـدم قدرهتـم على ضبـط الصـوت‬ ‫العربيـة‪ً ،‬‬
‫مشـكالت كتابيـ ًة ودالليـ ًة يف الفهـم والتعبري ‪.‬‬
‫(((‬

‫ومــن أصعــب مــا يمكــن أن يواجــه املتعلمــن يف هــذا اجلانــب عــدم‬


‫ذهــب‬
‫َ‬ ‫القــدرة عــى التمييــز يف بعــض املواضــع بــن هــذه احلــركات‪ ،‬مثــل‪:‬‬
‫وذهــب اســم اجلوهــر‪ ،‬وقــس عــى ذلــك‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫الفعــل‪،‬‬
‫أيضــا عــدم قدرهتــم عــى ضبــط اســتخدام أداة التعريف‪،‬‬
‫ومــن املشــكالت ً‬

‫((( رشدي طعيمة‪ ،‬تعليم العربية لغري الناطقني هبا مناهجه وأساليبه‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫ٍ‬
‫بلغات أخرى‪ ،‬د‪ .‬عبد العزيز العصييل‪ ،‬جامعة وزارة التعليم‬ ‫((( أساسيات تعليم اللغة العربية للناطقني‬
‫العايل السعودية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مركز البحوث العلمي‪ ،‬مكة املكرمة‪1422 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.193/192‬‬
‫((( حممد قاسم أنس‪:‬اللغة العربية قدرة ومرونة وثراء‪ ،‬مقدمة يف سيكلوجية اللغة ‪ -‬مركز اإلسكندرية‬
‫للكتاب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬التاريخ ‪ ،2000‬ص ‪ .306‬وانظر‪ :‬أساسيات تعليم اللغة العربية‪ ،‬العصييل‪ ،‬ص‬
‫‪.198/193‬‬

‫‪472‬‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫أو املبالغــة يف اســتخدامها‪ ،‬فيضعــون أداة التعريــف يف املوضعــن‪ ،‬يــري‬


‫أ‪.‬د‪.‬عزالديــن مولــود البوشــيخي‪ ،‬أن املعاجلــة ملشــكلة األصــوات‪ ،‬ليســت مــن‬
‫ـة متأخـ ٍ‬
‫ـرة مــن العمــر؛ ألن‬ ‫الســهولة بمــكان‪ ،‬للناطقــن بغــر العربيــة يف مرحلـ ٍ‬
‫اجلهــاز الصــويت تشــكل‪ ،‬وأخــذ قال ًبــا مناسـ ًبا ألصــوات اللغــة األم‪ ،‬أو أصــوات‬
‫الطفولــة املكتســبة‪ ،‬مثــل اللهجــات‪ ،‬أو اللغــة الثانيــة الشــبيه باللغــة األم(((‪.‬‬
‫املشــكالت النحويــة‪:‬‬
‫تتمثــل مشــكالت الرتاكيــب اللغويــة (النحــو) يف عــدة حمــاور لعــل أبرزهــا‪ ،‬مــا‬
‫يــأيت‪:‬‬
‫‪1-1‬بنيــة اجلملــة العربيــة ختتلــف عــن بنيــة اجلملــة يف أغلــب اللغــات‬
‫األخــرى‪ ،‬ذلــك أن بعــض اللغــات تعتمــد عــى األبنيــة املقطعيــة‪ ،‬أو‬
‫تعتمــد عــى األفعــال املســاعدة‪.‬‬
‫‪2-2‬والعربيــة فيهــا مــن املرونــة مــا جيعــل املتعلــم مــن غــر الناطقــن هبــا‬
‫جيــد صعوبـ ًة يف التعامــل مــع الرتبــة الوظيفيــة احلــرة التــي جيــوز تقديمهــا‪،‬‬
‫وتأخريهــا‪ ،‬أو حذفهــا وذكرهــا‪ ،‬ووصلهــا أو فصلهــا إىل غــر ذلــك‪.‬‬
‫‪3-3‬وحــروف الكلــات العربيــة هــي مــا تظهــر عليــه عالمــات اإلعــراب‬
‫املختلفــة‪ ،‬فمنهــا مــا تظهــر عليــه العالمــة‪ ،‬ومنهــا مــا ال تظهــر عليــه‪،‬‬
‫وبالتــايل يشــكل عليــه التفريــق بــن معــاين الكلــات ً‬
‫أول‪ ،‬ويف كتابتهــا‬
‫ثان ًيــا‪ ،‬ويف نطقهــا ثال ًثــا‪.‬‬
‫‪4-4‬عــدم وضــوح األهــداف املحــددة يف موضوعــات النحــو لتعليــم غــر ‬
‫الناطقــن بالعربيــة‪ ،‬والتباســها باألهــداف العامــة لتدريــس النحــو وكأن‬
‫كثــرا مــن التفصيــات‬ ‫ً‬ ‫املتعلمــن هــم مــن أبنــاء العربيــة‪ ،‬وقــد تشــمل‬
‫غــر املهمــة‪ ،‬والقواعــد اخلالفيــة التــي ال تــدرس حتــى ألبنــاء العربيــة يف‬
‫ـس تفيــظ ال َّطالــب‬ ‫مراحــل دراســتهم األوىل «إنَّ هــدف تدريــس النَّحــو ليـ َ‬
‫جمموعـ ًة مــن القواعــد املجـ َّـردة أو التَّ اكيــب املنفــردة‪ ،‬وإ َّنــا مســاعدته عــى ‬
‫صحيحــا بعــد ذلــك‪،‬‬‫ً‬ ‫وتدربــه عــى أن ينتجــه‬‫وتذوقــه ُّ‬‫ُّ‬ ‫فهــم التَّعبــر اجل ِّيــد‬ ‫ْ‬
‫ـص فيفهمــه‪ ،‬أو‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـراءة‬‫ـ‬ ‫ـى ق‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫ال‬‫ط‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـاعد‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫مل‬ ‫إذا‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫َّح‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـدة‬
‫ـ‬ ‫فائ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وم‬
‫التَّعبــر عــن يشء فيجيــد التَّعبــر عنــه؟» ‪.‬‬
‫(((‬

‫((( عزالدين مولود البوشيخي‪ ،‬املقاربة التواصلية يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها ‪/‬د ار الرشيد ‬
‫النرشو التوزيع ‪/‬التاريخ ‪/1982 /‬رقم الصفحة ‪.15‬‬
‫((( رشدي أمحد طعيمة‪ ،‬تعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ :‬مناهجه وأساليبه‪ ،‬تونيس‪ ،‬رباط‪ :‬املنظمة‬
‫اإلسالمية للرتبية والعلوم والثقافة ‪ ،1989‬ص‪.20‬‬

‫‪473‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪5-5‬تقســيم املــادة النحويــة عــى موضوعــات‪ ،‬وقــد يأخــذ هــذا التقســيم‬


‫أوجهــا خمتلفـ ًة‪ ،‬منهــا تقســم املوضــوع النحــوي الواحــد‪ ،‬وفصــل بعضهــا‬ ‫ً‬
‫عــن بعــض بحيــث خيــرج موضــوع الــرف مــرةً‪ ،‬ومــرة الصــوت‪ ،‬ومــرة‬
‫أخــرى (املعجــم) املعنــى‪ ،‬وعــدم تواصلهــا مــع (الكتابــة) اإلمــاء‪ ،‬أو‬
‫التعبــر‪ ،‬أوالقــراءة‪ ،‬وهــذا كلــه يســبب مشــكالت تعلميــة لــدى متعلمــي‬
‫اللغــة العربيــة غــر الناطقــن هبــا‪« ،‬إن هنــاك ســببني لضعــف ال َّطلبــة يف‬
‫ـة‪،‬‬‫الــدروس النَّحويــة‪ ،‬األول‪ :‬هــو تدْ ريــس القواعــد كــاد ٍة مســتق َّل ٍة منفصلـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫املهم‬ ‫ِ‬
‫والثــاين‪ :‬هــو التَّ كيــز يف تعليــم النحــو عــى القواعــد وإغفــال اجلانــب ِّ‬
‫التــذوق اللغــوي واإلحســاس‬ ‫ُّ‬ ‫وتذوقهــا‪ ،‬وهــو جانــب‬
‫ُّ‬ ‫يف تع ُّلــم اللغــة‬
‫وطــرق اســت ْعامهلا» ؛ ذلــك أن املتعلــم غــر الناطــق باللغــة‬
‫(((‬ ‫ِ‬ ‫باللغــة‪،‬‬
‫ُ‬
‫العربيــة ليــس لديــه فكــرة ولــو بســيطة عــن منطــوق الكلمــة‪ ،‬واجلملــة‪،‬‬
‫واجلانــب الرتكيبــي والــداليل وغريهــا ممــا يتعلــق بالقاعــدة النحويــة التــي‬
‫ُيطلــب منــه تعلمهــا «إنَّ مــن الواجــب أن نــدرس قواعــد النَّحــو يف ظـ ّـل‬
‫خاصــة هبــا؛ أي‪ :‬إ َّنــه مــن‬ ‫ال ُّلغــة‪ ،‬ولكــن عــى أال يكــون ذلــك يف حصــص َّ‬
‫املستحســن أن نســتمدَّ منــه دروس القــراءة والتَّعبــر حافـ ًـزا يدفــع التالميــذ‬
‫ـو شــائع بينهــم يف القــراءة‬ ‫ننتهــز فرصــة خطــأ نحـ ٍ‬
‫إىل دراســة القواعــد‪ ،‬بــأن ِ‬
‫احلصــة‬‫فنعجــل بــرح قاعــدة ذلــك‪ ،‬والتَّطبيــق عليهــا يف َّ‬ ‫ِّ‬ ‫أو التَّعبــر‪،‬‬
‫اخلاصــة بالنَّحــو‪ ،‬وال نتقيــد برتتيــب أبــواب املنهــج املــدريس» ‪.‬‬
‫(((‬
‫َّ‬
‫‪6-6‬ويتفاجــأ متعلــم اللغــة العربيــة مــن غــر الناطقــن هبــا باألمثلــة‬
‫املصنوعــة بــا فيهــا مــن صعوبــة األلفــاظ‪ ،‬وبعدهــا عــن موضــوع القاعدة‪،‬‬
‫وانغالقهــا عــى التمثــل(((‪.‬‬
‫ـر يف توضيح مدى‬ ‫دور كبـ ٌ‬
‫ـم‪ ،‬وهلــا ٌ‬
‫ـار مهـ ٌّ‬
‫‪7-7‬مــن املعلــوم أن التدريبــات معيـ ٌ‬
‫تعلــم اللغــة العربيــة عمو ًمــا‪ ،‬والرتاكيــب اللغويــة عــى وجــه اخلصــوص‪،‬‬
‫لــذا جيــب الرتكيــز عــى التدريبــات التطبيقيــة مــن حيــث الكفايــة اللغويــة‪،‬‬
‫واإلحاطــة‪ ،‬وإثــارة الدافعيــة عنــد املتعلمــن‪ ،‬ومعلــوم أن الغايــة مــن هــذه‬
‫ـا عــن تعليــم القواعــد النحويــة التــي يســر عــى وفقهــا‬ ‫التدريبــات فضـ ً‬
‫متكلمــو اللغــة‪ ،‬اســتعامل املخــزون اللغــوي الــذي حتصــل عليــه املتعلمــون‬

‫((( عبــاس حمجــوب‪ ،‬مشــكالت تعليــم اللغــة العربيــة‪ :‬حلــول نظريــة وتطبيقــات‪ ،‬دوحــة‪ ،‬قطــر‪ ،‬دون‬
‫املطبع‪ ،1986 ،‬ص ‪ .68‬‬
‫((( حســن شــحاتة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة بــن النظريــة والتطبيــق‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار املرصيــة اللبنانيــة‪،‬‬
‫‪ ،1992‬ص ‪ .204‬‬
‫املوجــه العمــي لتدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬لبنــان‪ ،‬بــروت‪ :‬مؤسســة‬ ‫ّ‬ ‫اهلاشــمي‪،‬‬ ‫((( عابــد توفيــق‬
‫الرســالة‪ ،1987 ،‬ص ‪.204‬‬

‫‪474‬‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫مــن البيئــة اللغويــة اجلديــدة التــي وجــدوا أنفســهم فيهــا‪ ،‬وتثبيتــه يف‬
‫ـدرس يف درس القواعــد‬ ‫أعرافهــم الوجدانيــة‪ ،‬قــال الــركايب‪« :‬أال يقتــر املـ ّ‬
‫عــى مناقشــة مــا يعــرض مــن األمثلــة‪ ،‬واســتنباط القاعــدة وت ْقريرهــا يف‬
‫أذهــان التالميــذ؛ بــل عل ْيــه أن يكثــر مــن التدريبــات الشــفه َّية املرتكِّــزة‬
‫مــن أســس من َّظمــة مــن املحــاكاة والتكــرار؛ ح َّتــى تكــون العــادة اللغويــة‬
‫الصحيحــة عنــد التالميــذ»)‪.(1‬‬
‫‪8-8‬ومشــكلة املشــاكل تكــون عندمــا نقــدم مــاد ًة نحويــ ًة بعيــد ًة عــن‬
‫االســتعامل الوظيفــي‪ ،‬أو العــادي‪ ،‬وغال ًبــا مــا تقــدم األمثلــة جمــردة‪،‬‬
‫وجوفــاء‪ ،‬ال حتمــل إال مــا تتضمنــه مــن معنــى حمــدد‪ ،‬فالدراســة النَّحو َّيــة ال‬
‫ـا عــن الســياق اللغــوي‪ -‬باملواقــف احلياتيــة اليوميــة‬ ‫ب ـدَّ أن ترتبــط ‪-‬فضـ ً‬
‫ِ‬
‫املعاشــة ‪ ،‬يقــول أتــان لونــج )‪« :(Atan Long‬إ َّنــه مــن األحســن أن ُيوجــد‬
‫املــدرس املواقــف احلقيق َّيــة يف التعلــم‪ ،‬وجيــب أن يرشــد الطــاب حتــى‬ ‫ّ‬
‫يكونــوا واعــن أنَّ التعليــم والنشــاطات املدرســ َّية جــزء مــن احليــاة» ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫فالغــرض مــن تعليــم النحــو كــا يقــول حســني عبــد اهلــادي‪« :‬أن يكــون‬
‫وســيلة تُعــن الــدارس عــى تقويــم لســانه وعصمــة أســلوبه مــن اللحــن‬
‫واخلطــأ‪ ،‬وإنَّ الطريقــة لتحقيــق هــذه الغايــة هــو أن تــدرس القواعــد يف‬
‫ظـ ّـل اللغــة‪ ،‬وذلــك بــأن ختتــار أمثلتهــا ومتريناهتــا مــن النصــوص األدب َّيــة‬
‫وتوســع دائــرة‬ ‫ِ‬
‫ثقافاتــم‬ ‫الســهلة التــي تســمو بأســاليب التَّالميــذ‪ ،‬وتزيــد‬
‫ّ‬
‫معارفهــم»(((‪ .‬إنَّ تعليــم النحــو ينبغــي أن يوظــف مواقــف احليــاة اليوميــة‪،‬‬
‫ـا عــن النصــوص اللغويــة الوظيفيــة؛ فليــس بمقــدور املتعلــم غــر ‬ ‫فضـ ً‬
‫الناطــق باللغــة العربيــة أن يتعلــم قواعدهــا‪ ،‬ويســر عــى نظامهــا مــن‬
‫دون تعلــم اللغــة قبــل أو مــع تعلــم القواعــد؛ فالســياق اللغــوي االتصــايل‬
‫وســيلة لتعليــم التَّ كيــب ال ُّلغــوي أو القاعــدة‪ ،‬وهــذه الطريقــة تــرى أ َّنــه ال‬
‫ـرف كيــف نتحــدَّ ث هبــا‪ ،‬وهــي‬ ‫ينبغــي احلديــث حــول اللغــة قبــل أن نعـ ِ‬
‫الســ ْيطرة عــى اجلمــل‬ ‫تُنــادي بــأن يتع َّلــم املبتــدئ القواعــد عــن طريــق َّ‬

‫((( جــودت الــركايب‪ ،‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬الريــاض‪ :‬دار الفكــر ‪ ،1986‬ص ‪.135‬‬
‫وانظر‪ :‬حممــود كامــل الناقــة‪ ،‬خطــط مقرتحــة لتأليــف كتــاب أســايس لتعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وقائــع النــدوات تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬الريــاض‪،‬‬
‫مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول اخلليــج‪ ،1985 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.272‬‬
‫‪(2)Atan Long,, Pedagogi Kaedah Am Mengajar, Selangor: Fajar Bakti Sdn. Bhd, 1980, pg:‬‬
‫‪29  .‬‬
‫((( حســني عبداهلــادي‪ ،‬االجتاهــات احلديثــة لتدريــس اللغــة العربيــة يف املرحلتــن اإلعداديــة‬
‫والثانويــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬املكتــب العــريب احلديــث‪ ،‬دون التاريــخ‪ ،‬ص‪.220‬‬

‫‪475‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫األساســ َّية واســتِ ْخدامها وظيف ًّيــا)‪ .(1‬وعــى حســب أصحــاب نظر َّيــة‬
‫الســياق‪ ،‬فإ َّنــه مــن خــال مالحظــة اللغــة وتقليدهــا يف املواقــف احلقيقيــة‬
‫يســتطيع الــدارس أن يســيطر عــى القواعــد عــن طريــق االســتنتاج‪ ،‬ودون‬
‫احلاجــة إىل معرفــة واعيــة تفصيليــة يف شــكل قواعــد نحــو(((؛ وبنــا ًء عــى ‬
‫ــة يــب تنســي ُقها يف‬‫هــذه اآلراء نســتطيع القــول بــأنَّ الــدروس النحو َّي َ‬
‫ســياقات لغويــة هلــا عالقــة مبــارشة بِحيــاة الطلبــة‪ ،‬لفتــح جمــال املامرســة‬
‫والتَّطبيــق بشـ ٍ‬
‫ـكل واس ـ ٍع أمامهــم‪.‬‬
‫‪9-9‬عــدم قــدرة املتعلمــن عــى ضبــط قواعــد الترصيــف‪ ،‬وخاصــة تلــك‬
‫التــي ال توجــد يف لغاهتــم األم مثــل‪ :‬االشــتقاق‪ ،‬وامليــزان الــريف‪،‬‬
‫واإلفــراد والتثنيــة واجلمــع‪ ...،‬والصحيــح واملعتــل‪ ،‬واملتعــدي والــازم‬
‫وغريهــا‪ ،‬فهــذه الصعوبــات هلــا أثــر واضــح يف مقدرهتــم عــى التعلــم‪ ،‬بــل‬
‫ـرا مــا خيطــئ الدارســون‬‫جيعلهــم يعانــون كثــرا يف أدائهــم اللغــوي «فكثـ ً‬
‫يف بنــاء الفعــل‪ ،‬كبنــاء الفعــل للمجهــول بــدل املعلــوم‪ ،‬أو املعلــوم بــدل‬
‫املجهــول‪ ،‬واســتعامل صيغــة مهملــة‪ ،‬وغــر ذلــك»(((‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بعيــدة عــن احليــاة الواقعيــة مســتمدة مــن‬ ‫ٍ‬
‫املتعلمــن ألمثلــة‬ ‫‪1010‬خضــوع‬
‫املتــون‪ ،‬وكذلــك تعرضهــم لــروح تلــك املتــون الطويلــة ومــا فيهــا‬
‫مــن صعوبــة؛ لــذا جيــب أن تكــون األمثلــة ســهلة‪ ،‬وواضحــة ســواء يف‬
‫انتقائهــا‪ ،‬أو طريقــة عرضهــا‪ ،‬أو مناقشــتها‪« ،‬فلنجعــل شــعارنا يف تعليــم‬
‫ـتو َعب و ُيفهــم و ُيســتخدم‬ ‫القواعــد البســاطة والوضــوح‪ ،‬فقليـ ٌـل يفيــد و ُيسـ ْ‬
‫ـاب كثيــفٍ‬ ‫خــر مــن كثـ ٍ‬
‫ـر ُ يفــظ ويــر َّدد بــدون فهــم‪ ،‬ث ـمَّ يتالشــى كضبـ ٍ‬ ‫ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٍ (((‬
‫خانــق» ‪ ،‬وكذلــك مــن املفضــل أن تعطــي فرص ـة كافي ـة للمتعلــم كــي‬
‫يبــادر إىل االمتثــال هبــا‪ ،‬وتقليدهــا يف صياغــة أمثلتــه اخلاصــة بــه‪ ،‬إذ تعطيــه‬
‫وإحساســا رائ ًعــا‬
‫ً‬ ‫هــذه املشــاركة عــى بســاطتها درج ـ ًة عالي ـ ًة مــن الثقــة‪،‬‬
‫بالكفايــة اللغويــة التــي يســتطيع هبــا مشــاركة املتحدثــن لغتهــم‪ ،‬يقــول‬
‫عابــد اهلاشــمي‪« :‬عــدم اإليغــال يف دقائــق املوضــوع‪ ،‬والوجــوه املتعــددة‬
‫الشــواهد فيــه‪ ،‬واختــاف اآلراء‬ ‫لــه‪ ،‬والشــوا ّذ عــن القاعــدة‪ ،‬وحفــظ َّ‬
‫ِ‬
‫واملذاهــب النحو َّيــة‪ ،‬ورضورة البعــد عــن االســت ْطراد يف املوضوعــات‬

‫((( حممود كامل الناقة‪ ،‬خطط مقرتحة لتأليف كتاب أسايس لتعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‪،‬‬
‫ص‪.324 - 323‬‬
‫((( نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.324‬‬
‫((( العصييل‪ ،‬األخطاء الشائعة يف الكالم لدى طالب اللغة العربية‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫((( إلياس ديب‪ ،‬مناهج وأساليب الرتبية والتعليم لرتاكيب اللغة العربية‪ :‬دراسة اللغوية‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار‬
‫الكتب اللبنانبة‪ ،1981 ،‬ص‪  .278‬‬

‫‪476‬‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫النَّحو َّيــة التــي ال تُفيــد ال َّطالــب يف واقــع احليــاة‪ ،‬كدقائــق اإلعــراب ومــا‬
‫يتَّصــل بــه مــن بنــاء وإعــراب تقديــري وحمــي‪ ،‬وحيســن للمــدرس العنايــة‬
‫ببيــان معــاين األدوات اللغو َّيــة وطريقــة اســتِ ْعامهلا يف الــكالم‪ ،‬وبيــان ِ‬
‫أثرهــا‬
‫اإلعــرايب دون التفاصيــل»(((‪.‬‬
‫‪1111‬مــن املهــم جــدًّ ا أن يقــدم للمتعلمــن قواعــد‪ ،‬وتراكيــب لغويــة‪ ،‬بــل‬
‫ـبة أكــر‪ ،‬وينبغــي يف هــذه‬ ‫نصــوص ممــا يتداولــه املتكلمــون فيــا بينهــم بنسـ ٍ‬
‫املرحلــة جتنــب تلــك القواعــد‪ ،‬والرتاكيــب‪ ،‬واألســاليب التــي ال يتحــدث‬
‫ـا لذلــك الــرأي‪« :‬إنَّ أكثــر‬ ‫النــاس هبــا‪ ،‬ويقــول حممــود كامــل الناقــة متثيـ ً‬
‫ّ‬
‫وأقــل التَّوابــع شــيو ًعا التَّأكيــد‪ ،‬وقــال‪ :‬إنَّ ‬ ‫التَّوابــع شــيو ًعا هــو النَّعــت‪،‬‬
‫الفاعــل أكثــر املرفوعــات شــيو ًعا‪ ،‬وضمــر الغائــب أكثــر شــيو ًعا مــن‬
‫ٍ‬
‫مذكــور هــو أكثــر‬ ‫ٍ‬
‫لعامــل‬ ‫ضمــر املتك ّلــم واملخاطــب‪ ،‬واملفعــول بــه‬
‫املنصوبــات شــيو ًعا»(((‪.‬‬
‫وكثــرا مــا يواجــه املتعلمــون غــر الناطقــن بالعربيــة موضوعــات‬ ‫ً‬ ‫‪1212‬‬
‫ٍ‬
‫نحويــة صعبــة يف بدايــة تعلمهــم‪ ،‬بينــا يشــعرون بموضوعــات أكثــر‬ ‫ٍ‬
‫ـات متأخـ ٍ‬
‫ـرة‪ ،‬وهــذا ممــا ينبغــي جتنبــه يف تعليــم غــر الناطقني‬ ‫ســهول ًة يف أوقـ ٍ‬
‫بالعربيــة‪ ،‬ذلــك أن تقديــم املوضوعــات األساســية األكثــر ســهول ًة أفضــل‬
‫مــن تقديــم املوضوعــات الصعبــة‪ ،‬واملهــم قبــل األهــم‪ ،‬والــدارج قبــل‬
‫املحــدود‪ ،‬والبســيط قبــل املعقــد‪ ،‬وهكــذا والقاعــدة ذات األلفــاظ‬
‫املأنوســة قبــل غريبــة األلفــاظ‪ ...‬والتــدرج يف ذلــك رشط يف تكويــن‬
‫املهــارات اللغويــة املختلفــة‪ ،‬وســهولة اســتعامهلا يف التحــدث‪ ،‬وتطبيقهــا‬
‫ـروف «إدخــال نــواة التَّ اكيــب‬ ‫يف قاعــة التدريــس‪ ،‬فالتــدرج كــا هــو معـ ٌ‬
‫املوســع‪ ،‬ويقصــد بــه عــدم اإلدخــال يف صــورة مــن صــوره‬ ‫قبــل التَّ كيــب َّ‬
‫ـا إدخــال تركيــبٍ‬ ‫ـح مثـ ً‬
‫املوســعة قبــل إدخالــه يف أبســط صــوره‪ ،‬فــا يصـ ُّ‬
‫مثــل‪( :‬هــذا الطالــب الباكســتاين جديــدٌ ) قبــل إدخــال (هــذا الطالــب‬
‫ـدو ِره ال يدخــل قبــل‪( :‬الطالــب جديــدٌ )»(((‪ .‬وقــال داود‬ ‫جديــدٌ ) وهــذا بـ ْ‬
‫ِ‬
‫قائــم عــى اكتســاب القواعــد‬ ‫عبــده‪ :‬إنَّ اكتســاب اللغــة عنــد األجانــب‬
‫ٌ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫يتــم بتعلــم الرتاكيــب األقــل تعقيــدً ا أوَّل‪ ،‬ثــمَّ ‬
‫اللغويــة كــا الحظنــا‪ُّ ،‬‬
‫ا الصفــة‬ ‫«خـ ْ‬
‫ـذ مثـ ً‬ ‫األكثــر تعقيــدً ا بتطبيــق القواعــد اللغويــة» ‪ ،‬وأضــاف‪ُ :‬‬
‫(((‬

‫وأفعــل التَّفضيــل‪ ،‬الطفــل العــريب أو ال َّطالــب األجنبــي يتع َّلــم قاعــدة‬

‫((( عابد توفيق اهلاشمي‪ ،‬املوجه العميل لتدريس اللغة العربية‪ ،‬ص‪ .204‬‬
‫((( حممود كامل‪ ،‬تدريس القواعد يف برنامج تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪.24 - 23‬‬
‫((( حممود كامل الناقة‪ ،‬تدريس القواعد يف برنامج تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫((( داود عبده‪ ،‬دراسات يف علم اللغة النفيس‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬مطبوعة اجلامعة‪ ،1984 ،‬ص‪.83‬‬

‫‪477‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫صياغــة أفعــل التفضيــل مــن الصفــة عــى وزن أفعــل‪ ،‬يســتطيع أن يصــوغ‬
‫ـجع مــن شــجاعٍ‪ ،‬أ َّمــا إذا كان‬ ‫ـر‪ ،‬أو أشــطر مــن شـ ٍ‬
‫ـاطر‪ْ ،‬‬
‫وأشـ َ‬ ‫أكــر مــن كبـ ٍ‬
‫الطفــل أو ال َّطالــب األجنبــي قــد تع َّلــم أشــجع قبــل أن يتع َّلــم ُشــجاع‪،‬‬
‫الصفــة عــى وزن‬ ‫فإ َّنــه ال يســتطيع اســتنتاج الصفــة مــن ذلــك‪ ،‬فقــد تكــون ّ‬
‫فعيــل أو فاعــل‪ ،‬أو فعــال أو فعــل»)‪.(1‬‬
‫‪1313‬وبالنســبة ملتعلمــي اللغــة العربيــة الذيــن يتكلمــون لغــات فيهــا أصــول‪،‬‬
‫أو جــذور مــن اللغــة عربيــة فإهنــم يواجهــون مشــكلة التامثــل التــي‬
‫يظنوهنــا قائمــة بــن اللغتــن‪ ،‬ســواء أكان ذلــك يف املفــردات أو الرتاكيــب‪،‬‬
‫أو القواعــد‪ ،‬حيــث منهــم مــن يظــن أن العالقــة يف ذلــك كلــه واحــدة يف‬
‫حــن تكــون يف حقيقتهــا خمتلفــة؛ ممــا ينبنــي عليــه كثــر مــن املخالفــات‬
‫النطقيــة‪ ،‬أو الرتكيبيــة حيــث تصبــح الصعوبــة هنــا مضاعفــة؛ ذلــك أنــه‬
‫ســيكون مطلو ًبــا مــن هــؤالء املتعلمــن املراوحــة‪ ،‬أو املزاوجــة مــا بــن ‬
‫آن م ًعــا‪ ،‬وليــس ذلــك موجــو ًدا عنــد غريهــم مــن متعلمــي‬ ‫اللغتــن يف ٍ‬
‫اللغــة العربيــة غــر الناطقــن هبــا؛ ألن التخلــص مــن آثــار اللغــة األصليــة‬
‫ـذرا‪ ،‬ولذلــك ينبغــي يف هــذه احلالــة ‪-‬كــا يف‬
‫عنــد هــذه الفئــة ســيكون متعـ ً‬
‫غريهــا‪ -‬اإلكثــار مــن التدريبــات االتصاليــة الواقعيــة غــر املصنوعــة التــي‬
‫ترتفــع بالرتكيــب واللغــة إىل مســتوى التطبيــق احلقيقــي‪« ،‬وعــدم املبالغــة‬
‫يف تدريبــات األنــاط التــي يعتقــد أهنــا تقــي عــى املشــكالت الناجتــة عــن‬
‫تدخــل أنظمــة اللغــة األم يف اكتســاب اللغــة اهلــدف»(((‪.‬‬
‫النت�اجئ والتوصيات‪:‬‬
‫لعــل هــذا التطــواف يف ثنايــا املشــكالت التــي تواجــه متعلمــي العربيــة‬
‫غــر الناطقــن هبــا أظهــر أهــم مــا يمكــن أن حيتويــه منهــج النحــو املخصــص‬
‫لتعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬وأن أهــم مــا جيــب مراعاتــه يف حمتــوى‬
‫الرتاكيــب اللغويــة (النحــو) يتمثــل يف‪:‬‬
‫‪1-1‬حتديــد املوضوعــات التــي ينبغــي تعليمهــا لغــر الناطقــن بالعربيــة؛‬
‫بحيــث حتقــق األهــداف املحــددة‪.‬‬
‫‪2-2‬تعليــم غــر الناطقــن بالعربيــة مــن خــال نصــوصٍ تشــتمل عــى ‬
‫القواعــد والرتاكيــب الوظيفيــة‪.‬‬
‫‪3-3‬توزيع الرتاكيب والقواعد عىل النصوص الوظيفية‪.‬‬

‫((( املرجع نفسه‪ ،‬ص‪84.‬‬


‫((( العصييل‪ ،‬أساسيات تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬ص‪.233‬‬

‫‪478‬‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫‪4-4‬التــدرج يف تقديــم الرتاكيــب مــن البســيط إىل املركــب‪ ،‬ومــن الســهل إىل‬
‫ا لصعب ‪.‬‬
‫‪5-5‬اإلكثار من التدريبات باستخدام الرتاكيب اللغوية املستعملة‪.‬‬
‫وحيــث تبــن مــن خــال هــذا التجــوال أن املشــكالت التــي تواجــه‬
‫متعلمــي اللغــة العربيــة مــن غــر الناطقــن هبــا كثــرةٌ‪ ،‬وأكثــر مــن أن حتــى‬
‫ـث حمــدود املســاحة‪ ،‬وهــي كذلــك متداخلــة مــع غريهــا مــن‬ ‫يف وريقــات بحـ ٍ‬
‫ـة (فريــق عمــل)‬ ‫ـة متكاملـ ٍ‬
‫أبــواب التعلــم؛ فــإن الباحــث يــويص بتشــكيل جلنـ ٍ‬
‫لدراســة هــذا املوضــوع مــن كل جوانبــه‪ ،‬وحتديــد العنــارص املطلوبــة‪ ،‬وتلــك‬
‫يب متكامـ ٍ‬
‫ـل‬ ‫ـج عــر ٍّ‬‫التــي يستحســن جتنبهــا للوصــول إىل حتديــد (تصميــم) منهـ ٍ‬
‫قابــل للتطويــر والتعديــل بحســب مقتضيــات احلاجــة‪ ،‬يســهل مــن خاللــه‬ ‫ٍ‬
‫ـر‪ ،‬وحتقيــق الفائــدة املرجــوة لدهيــم خدمــة للغــة العربيــة‬ ‫تعليــم هــذه الفئــة بيـ ٍ‬
‫التــي ضمــت بــن دفتيهــا خــر الســاء اخلالــد‪.‬‬

‫‪479‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املراجع‬
‫‪1.1‬حســن ســليامن قــورة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬دراســة حتليل َّيــة ومواقــف‬
‫تطبيقيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار املعــارف ‪.1969‬‬
‫ٍ‬
‫‪2.2‬حممــود كامــل الناقــة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات أخــرى‪:‬‬
‫أسســه ‪ -‬مداخلــه ‪ -‬طــرق تدريســه‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪3.3‬فولــد فيــر‪ ،‬معاجلــة القواعــد يف كتــب تعليــم اللغــة العربيــة‪« ،‬نــدوة‬
‫تأليــف كتــب تعليم َّيــة ل ّلغــة العرب َّيــة للناطقــن باللغــات األخــرى»‪،‬‬
‫الربــاط مــن ‪ 7 - 4‬مــارس ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪4.4‬حممــد حســن بــاكال‪ ،‬الســجل العلمــي للنــدوة العامليــة األوىل لتعليــم‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬ج‪ ،1‬املــادة اللغويــة‪ ،‬عــادة شــؤون املكتبــات‪،‬‬
‫جامعــة الريــاض‪ ،‬الريــاض‪1400 ،‬هـــ ‪1980 -‬م‪.‬‬
‫‪5.5‬النحــو العــريب‪ ،‬مهــدي املخزومــي‪ ،‬منشــورات املكتبــة العرصيــة‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫‪1964‬م‪.‬‬
‫‪6.6‬ســليامن داود الوســطي‪ ،‬عنــوان الكتــاب‪ ،‬إعــداد مــواد تعليــم اللغــة العربية‬
‫للناطقيــم بغريهــا دار النــر‪ ،‬مــر مطبعة احللبــي‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪7.7‬تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬النظريــة والتطبيــق‪ ،‬عــي أمحــد‬
‫مدكــورن وإيــان أمحــد اهلريــدي‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪8.8‬عبــد العزيــز العصيــي‪ ،‬أساســيات تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات‬
‫أخــرى‪ ،‬وزارة التعليــم العــايل الســعودية‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬مركــز‬
‫البحــوث العلمــي‪ ،‬مكــة املكرمــة‪1422 ،‬هـــ‪.‬‬
‫‪9.9‬حممــد قاســم أنــس‪ :‬اللغــة العربيــة قــدرة ومرونــة وثــراء‪ ،‬مقدمــة يف‬
‫ســيكلوجية اللغــة – مركــز اإلســكندرية للكتــاب‪ ،‬الطبعــة األوىل‪،‬‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫‪1010‬عزالديــن مولــود البوشــيخي‪ ،‬املقاربــة التواصليــة يف تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬دار الرشــيد للنــر والتوزيــع‪ ،‬التاريــخ‪،‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬
‫‪1111‬رشــدي أمحــد طعيمــة‪ ،‬تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ :‬مناهجــه‬
‫وأســاليبه‪ ،‬تونيــس‪ ،‬ربــاط‪ :‬املنظمــة اإلســامية للرتبيــة والعلــوم والثقافــة‪،‬‬
‫‪1989‬م‪.‬‬
‫‪1212‬عبــاس حمجــوب‪ ،‬مشــكالت تعليــم اللغــة العربيــة‪ :‬حلــول نظريــة‬
‫وتطبيقــات‪ ،‬دوحــة‪ ،‬قطــر‪ ،‬دون املطبــع‪1986 ،‬م‪ .‬‬
‫‪1313‬حســن شــحاتة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة بــن النظريــة والتطبيــق‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫دار املرصيــة اللبنانية‪1992 ،‬م‪ .‬‬

‫‪480‬‬
‫تجديد مناهج التعليم ‪ :‬فريد محمود العمري‬

‫املوجــه العمــي لتدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬لبنــان‪،‬‬


‫‪1414‬عابــد توفيــق اهلاشــمي‪ِّ ،‬‬
‫بريوت‪ :‬مؤسســة الرســالة‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪1515‬جــودت الــركايب‪ ،‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬الريــاض‪ :‬دار الفكــر‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫‪1616‬حممــود كامــل الناقــة‪ ،‬خطــط مقرتحــة لتأليــف كتــاب أســايس لتعليــم‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وقائــع النــدوات تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬الريــاض‪ ،‬مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول اخلليــج‪،‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫‪1717‬حســني عبداهلــادي‪ ،‬االجتاهــات احلديثــة لتدريــس اللغــة العربيــة يف‬
‫املرحلتــن اإلعداديــة والثانويــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬املكتــب العــريب احلديــث‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪1818‬العصييل‪ ،‬األخطاء الشائعة يف الكالم لدى طالب اللغة العربية‪.‬‬
‫‪1919‬إليــاس ديــب‪ ،‬مناهــج وأســاليب الرتبيــة والتعليــم لرتاكيــب اللغــة‬
‫العربيــة‪ :‬دراســة اللغويــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬دار الكتــب اللبنانبــة‪1981 ،‬م‪  .‬‬
‫‪2020‬حممــود كامــل‪ ،‬تدريــس القواعــد يف برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا‪.‬‬
‫‪2121‬داود عبــده‪ ،‬دراســات يف علــم اللغــة النفــي‪ ،‬جامعــة الكويــت‪،‬‬
‫مطبوعــة اجلامعــة‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪2222‬العصييل‪ ،‬أساسيات تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪.‬‬
‫‪2323‬يــارس مهــام‪ :‬اللغــة واهلويــة يف تعليــم اللغــة العربيــة كلغــة أجنبيــة‪،‬‬
‫دار النــر‪ ،‬مكتبــة الرشــيد‪ ،‬الريــاض‪ ،‬املؤمتــر العاملــي للغــة العربيــة‬
‫لتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬جامعــة امللــك ســعود‪/‬التاريخ‪/22/‬‬
‫نوفمــر‪2012/‬م‪.‬‬
‫املراجع اإلجنلزيية‪:‬‬
‫‪11. TESOL, Vo1. 11 December, 1977‬‬
‫‪22. English as a Second Language; Fro Theory to Practice Regents 1974.‬‬
‫‪33. How to Teach a Foreign Language, Jespersen,translated byBertelson,George‬‬
‫‪Allen&Unwin, London, 1967.‬‬
‫‪44. Teaching Foreign Language W.Rivers, University of Chicago, Press 1972.‬‬
‫‪55. ACTFL "Foreign Language Education, Vol. 1.‬‬
‫‪66. Atan Long,, Pedagogi Kaedah Am Mengajar, Selangor: Fajar Bakti Sdn. Bhd,‬‬
‫‪1980, pg:   .29‬‬
‫‪77. Susan Halli: Teaching English in the PrimaryClassroom. U.S.A.‬‬
‫‪Longmam,Sixth‬‬ ‫‪published,1996,‬‬ ‫‪P.3.‬‬
‫‪88. Steven H,Mc Donough: Psychology in Foreign Language Teaching,Printed in‬‬
‫‪Great Britain,1981,P.106.‬‬

‫‪481‬‬
‫تعليم التنوعات الصوتي�ة‬
‫للفونيمات العربي�ة للناطقني بغريها‬

‫د‪ .‬مبارك باللـي‬

‫كلية اآلداب جبامعة أدرار‪-‬اجلزائر‬


‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫ملخص ‬
‫هتــدف هــذه الســطور إىل تتبــع التنوعــات الصوتيــة للفونيــات العربيــة‬
‫كفونيــات‪ :‬القــاف‪ ،‬واجليــم‪ ،‬والــام‪ ،‬والطــاء وغريهــا‪ ،‬وبيــان الوصــف الصويت‬
‫هلــا مــن ناحيــة التهجئــة الكتابيــة هلــذه الفونيــات يف الكتابــة العربيــة‪ ،‬يف حماولـ ٍ‬
‫ـة‬
‫لرصــد تلــك التنوعــات الصوتيــة للفونيــات العربيــة‪ ،‬وبيــان طرائــق متثيلهــا‬
‫كتاب ًّيــا‪ ،‬ومــن ثــم تدريــب الناطقــن بغــر العربيــة عــى إتقــان النطــق بتلــك‬
‫الفونيــات والتنوعــات‪ ،‬مــا دام أن اســتعامل الفونيــات واأللفونــات الصحيحــة‬
‫يف الــكالم هــو الــذي يميــز أهــل اللغــة األصليــن عــن األجانــب عــن تلــك‬
‫اللغــة‪ .‬وانطال ًقــا ممــا ســبق فإنــه يتوجــب عــى اللغويــن تصنيــف حقائــق اللغــة‬
‫وتيســرها وتزويــد املتعلــم األجنبــي بمالمــح الــكالم الرئيســية واملميــزة م ًعــا‪.‬‬
‫تنبنــي خطــة هــذا املوضــوع عــى تنــاول أقســام التنوعــات الفونيميــة‬
‫لألصــوات العربيــة وهــي‪ :‬التنــوع الســياقي أو االضطــراري‪ ،‬التنــوع اللهجــي‬
‫أو احلــر‪ ،‬والتنــوع اللثغــي؛ يتنــاول األول منهــا‪ :‬التحــوالت الســياقية والرتكيبيــة‬
‫ـا‪ -‬بحســب مــا جيــاوره مــن أصــوات‬ ‫لفونيــم مــا يف الــكالم كفونيــم الــام – مثـ ً‬
‫ـات نطقيـ ٌة خاصـ ٌة‪ ،‬كأصــوات اجلهــر أو اإلطبــاق أو غريهــا‪،‬‬ ‫قــد تكــون هلــا سـ ٌ‬
‫فيتأثــر ذلــك الصــوت أو الفونيــم هبــذه الصفــات القويــة (اجلهــر‪ ،‬اإلطبــاق)‬
‫فيصيبــه التنــوع أو التغيــر‪.‬‬
‫ٍِ‬
‫وحلــول يمكــن التغلــب هبــا عــى ‬ ‫وانتهــى البحــث إىل بيــان طرائــق‬
‫املشــكالت الكتابيــة يف تعليــم فونيــات العربيــة وتنوعاهتــا املختلفــة لغــر ‬
‫الناطقــن بالعربيــة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬اللغة‪ ،‬الفونيامت‪ ،‬التنوعات‪ ،‬الكتابة‪ ،‬التعليم‪.‬‬

‫‪483‬‬
‫ الحاضر والمستقبل‬:‫العربية للناطقين بغيرها‬

Summary:
This paper aims to track sound Variants of Arabic phonemes such as-(q)-
(dj)-(l)-(t) and others and also seeks to demonstrate their phonemic and phono-
logical descriptionfrom an articulatory and spelling standpoint and their writings
nowadays. It is a review of phonological Variants of Arabic phonemes and their
ways of pronunciation and their transcription with the aim of training non –na-
tive speakers to pronounce them correctly.Since the correct use of phonemes and
allophones of a language is what distinguishes native speakers from non-native
onesand given the aforementioned introduction, it is the duty of linguists to cat-
egorize and facilitate language facts and to supply the foreign learner with the
essential and pertinent traits of the language together.

The outline of this paper aims to deal with the divisions of phonemic
Variants of Arabic sounds: contextual or necessary variation, dialectical or free
variation and stuttering Variants.The first Variants deals with contextual and syn-
tactical transformation in speech of a phoneme like: (l) with neighbouring pho-
nemes that may have special pronunciation traits like emphasis and voicing. The
sound or phoneme is then affected by those strong sound features and undergoes
Variants and change.

Key words: Language , Phonemes, Variants, Pronunciation, Written, Teach-


ing

484
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫احلمــد هلل رب العاملــن والصــاة والســام عــى املبعــوث رمحــة للعاملــن ‬
‫ســيدنا حممــد وعــى آلــه وصحبــه أمجعــن‪ ،‬أمــا بعــد‬
‫بحــث يتنــاول الفونيــات العربيــة وتنوعاهتــا املختلفــة‪ ،‬مــن‬ ‫ٌ‬ ‫فــإن هــذا‬
‫حيــث تأدياهتــا النطقيــة ومتثيلهــا الكتــايب يف اللغــة العربيــة‪ ،‬وأثــر ذلــك يف عمليــة‬
‫تلقــي األصــوات العربيــة لــدى غــر الناطقــن هبــا‪.‬‬
‫ولئــن كان تعلــم الفونيــات األساســية يف العربيــة بــا متلكــه مــن خصائــص‬
‫ـرا‬ ‫ٍ‬
‫ثابتــة مــن حيــث املخــارج والصفــات وكــذا الرمــوز الكتابيــة‪ ،‬يعــد أمـ ًـرا يسـ ً‬
‫نو ًعــا مــا؛ ألن التــدرب عــى نطقهــا وطريقــة كتابتهــا يكــون عــاد ًة بتذوقهــا‬
‫وهــي خــارج الرتكيــب وكتابتهــا وهــي مفــردة‪.‬‬
‫ولكــن الــذي تكتنفــه الصعوبــة وتعــرض طريقــه بعــض املشــكالت هــو‬
‫التــدرب عــى نطــق وأداء التنوعــات الصوتيــة هلــذا الفونيــات‪ ،‬والتعــرف كتاب ًّيــا‬
‫عــى طرائــق التفريــق بــن رموزهــا‪ ،‬ســواء أكان هــذا التنــوع عائــدً ا إىل املخــارج‬
‫أم عائــدً ا إىل الصفــات‪ ...‬وغــر ذلــك‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫تشتمل خطة البحث عىل مبحثني‪:‬‬
‫أمــا املبحــث األول‪ :‬فقــد تنــاول األداء النطقــي لتنوعــات الفونيــات العربية‬
‫وتدريــب الناطقــن بغــر العربيــة عليهــا‪ .‬وتضمــن هــذا املبحــث عنرصين‪:‬‬
‫ ‪ً -‬‬
‫أول‪ :‬التنوع الرتكيبي االضطراري‪.‬‬
‫ ‪-‬ثان ًّيا‪ :‬التنوع اللهجي أو احلر‪.‬‬
‫وأمــا املبحــث الثــاين فقــد تنــاول‪ :‬التمثيــل الكتــايب للفونيــات العربيــة‬
‫وتنوعاهتــا وأثــره يف تعليــم الناطقــن بغــر العربيــة‪ .‬وتضمــن هــذا املبحــث‬
‫عنرصيــن‪:‬‬
‫ ‪ً -‬‬
‫أول‪ :‬متثيل الفونيامت كتاب ًّيا‪.‬‬
‫ ‪-‬ثان ًّيا‪ :‬متثيل التنوعات كتاب ًّيا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بخامتة تضمنت أهم النتائج املحصلة‪.‬‬ ‫وانتهى البحث‬

‫‪485‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املبحث األول‪ :‬األداء النطقي لتنوعات الفونيمات العربي�ة‬


‫وتدريب غري الناطقني بالعربي�ة عليها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫جمموعــة مــن‬ ‫تتألــف الفونيــات العربيــة ‪-‬يف الســياق الصــويت– مــن‬
‫األصــوات اجلزئيــة أو التنوعــات النطقيــة‪ ،‬التــي ختتلــف إمــا بســبب مــا حيدثــه‬
‫قانــون التجــاور بــن الفونيــات يف ســياق الرتكيــب‪ ،‬فيتأثــر بعضهــا ببعــض يف‬
‫املخــارج والصفــات‪ ...‬أو ختتلــف هــذه التنوعــات بحســب التأديــة اللهجيــة‬
‫ـة دون أخــرى يف املخــارج والصفــات‪ .‬كــا هيــدف هــذا املبحــث‬ ‫اخلاصــة بلهجـ ٍ‬
‫إىل بيــان كيفيــة تعليــم أداء ونطــق هــذه التنوعــات الصوتيــة للناطقــن بغــر ‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬التنوع السيايق أو الرتكييب (االضطراري)‪.‬‬
‫ٌ‬
‫حديــث‬ ‫إن احلديــث عــن تنوعــات الفونيــم العــريب يف الســياق الصــويت‬
‫يقودنــا إىل معاجلــة اخلصائــص الصوتيــة التشــكيلية الوثيقــة الصلــة باللغــة‬
‫العربيــة مــن وجهــة نظــر إحســاس الناطــق العــريب؛ فهنــاك جمموعــة مــن‬
‫الفونيــات العربيــة تشــتمل عــى طائفــة مــن األلوفونــات الرتكيبيــة الســياقية‪،‬‬
‫يتعــن معرفــة طريقــة أدائهــا والفــروق بينهــا‪ ،‬مــن أجــل إتقــان أداء األصــوات‬
‫الكالميــة العربيــة‪ ،‬ســواء عنــد الناطقــن األصليــن بالعربيــة أو عنــد أولئــك‬
‫املتعلمــن غــر الناطقــن هبــا‪.‬‬
‫كل منهــا ‬ ‫هــذه التنوعــات الصوتيــة للفونيــم الواحــد يتوقــف اســتعامل ٍّ‬
‫أساســا عــى األصــوات املجــاورة لــه يف الرتكيــب أو الســياق؛ فالنــون يف العربيــة‬ ‫ً‬
‫ـي معلــوم؛‬ ‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫خط‬ ‫ٍ‬
‫ـز‬‫ـ‬ ‫برم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫يف‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ويمث‬ ‫ا‬ ‫ـ‬
‫ـدً‬ ‫واح‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫أساس‬ ‫ـا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫فوني‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫يع‬ ‫‪-‬‬ ‫ً‬
‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫–مث‬
‫ـا‬‫ـا بغــره يف موقعــي البدايــة والوســط (نـــ‪ /‬ـــنـ) ويكــون منفصـ ً‬ ‫يكــون متصـ ً‬
‫يف موقــع النهايــة (ن)‪ ،‬كــا أنــه ينطــق باتصــال طــرف اللســان بأصــول الثنايــا‬
‫العليــا‪ ،‬فهــو عــى ذلــك صــوت لثــوي خيــرج مــن «طــرف اللســان مــا بينهــا‬
‫وبــن مــا يليهــا مــن احلنــك األعــى ومــا فويــق الثنايــا»(((‪.‬‬
‫غــر أن النــون َيتحقــق وجودهــا املوضوعــي عــن طريــق جمموعــة مــن‬
‫األلوفونــات املوضوعيــة أو املتغــرات الســياقية؛ فالنــون يف األمثلــة التاليــة «إن‬
‫ثــاب»‪« ،‬إن شــاء»‪« ،‬إن قــال» خمتلفــة متباينــة بتبايــن األصــوات التــي تلحقهــا‬
‫(ث)‪( ،‬ش)‪( ،‬ق)‪ ...‬وبذلــك يمكــن وصــف النــون األوىل يف «إن ثــاب» بأهنــا‬
‫أســنانية تأثـ ًـرا بمخــرج الصــوت الــذي بعدهــا‪ ،‬ويمكــن وصــف النــون الثانيــة‬
‫((( الكتــاب‪ ،‬لســيبويه‪ ،)433/4( ،‬والرعايــة لتجويــد القــراءة وحتقيــق لفــظ التــاوة‪ ،‬ملكــي بــن أيب‬
‫طالــب القيــي‪ ،‬ص (‪ ،)193‬وينظــر‪ :‬األصــوات اللغويــة‪ ،‬إلبراهيــم أنيــس‪ ،‬ص (‪ 67‬و ‪.)68‬‬

‫‪486‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫يف «إن شــاء» بأهنــا غاريــة تأثـ ًـرا بمخــرج الشــن وهــو خمــرج الغــار‪ ،‬كــا يمكــن‬
‫اعتبــار النــون الثالثــة يف «إن قــال» هلويــة‪ ،‬وذلــك تأثـ ًـرا بمخــرج القــاف وهــو‬
‫اللهــاة‪ ...‬وهكــذا‪.‬‬
‫وهــذه الظاهــرة التــي ُيلحــظ فيهــا ميــل النــون إىل خمــرج الصــوت املجــاور‬
‫هلــا هــي مــا ســاه علــاء التجويــد بظاهــرة إخفــاء النــون‪ ،‬وذكــروا أهنـ ُ‬
‫ـا تفــى‬
‫مــع مخســة عــر صو ًتــا مــن أصــوات الفــم(((؛ وعللــوا لذلــك بــأن النــون «قــد‬
‫ـرج لغنتهــا‪ ،‬فاتســعت يف املخــرج فأحاطــت‬ ‫ـرج هلــا‪ ،‬وخمـ ٌ‬
‫صــار هلــا خمرجــان خمـ ٌ‬
‫عنــد اتســاعها بحــروف الفــم فشــاركتها باإلحاطــة فخفيــت عندهــا» ‪.‬‬
‫(((‬

‫إن هــذه املشــاركة التــي حتــدث عنــد علــاء التجويــد‪ ،‬والتــي تكــون للنــون‬
‫إذا جــاورت أصــوات الفــم‪ ،‬ليســت ســوى تعبــر عــن مقتضيــات األداء النطقــي‬
‫للصــوت يف حــال الرتكيــب «ألنــه ينشــأ عــن الرتكيــب مــا مل يكــن حالــة اإلفراد؛‬
‫وذلــك ظاهــر فكــم ممــن حيســن احلــروف مفــردة وال حيســنها مركبــة بحســب مــا‬
‫ـق‪ ،‬فيجــذب‬ ‫ـف ومفخ ـ ٍم ومرقـ ٍ‬‫ـارب وقــوي وضعيـ ٍ‬ ‫ـس ومقـ ٍ‬ ‫جياورهــا مــن جمانـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫القــوي الضعيــف ويغلــب املفخــم املرقــق‪ ،‬فيصعــب عــى اللســان النطــق بذلــك‬
‫عــى حقــه إال بالرياضــة الشــديدة حالــة الرتكيــب‪ ،‬فمــن أحكــم صحــة اللفــظ‬
‫حالــة الرتكيــب حصــل حقيقــة التجويــد باإلتقــان والتدريــب»(((‪.‬‬
‫واحلــق أن هــذه األحــوال الرتكيبيــة التــي تشــغلها النــون البــد مــن معرفــة‬
‫دقائــق الفــروق بينهــا‪ ،‬وحتقيــق األداء الصحيــح هلــا عنــد متعلــم العربيــة خاصــة‬
‫إذا تعامــل مــع التــاوة القرآنيــة‪.‬‬
‫وإذا أراد متعلــم أصــوات العربيــة غــر الناطــق هبــا أن يتقــن نطــق النــون‬
‫ـات خمتلفـ ٍ‬
‫ـة ويف‬ ‫يف أحواهلــا املختلفــة‪ ،‬فالبــد مــن التــدرب عــى نطــق النــون يف بيئـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫واحــد جيــاور فيهــا صــوت‬ ‫وموســيقي‬ ‫رصيف‬ ‫أعمــدة مــن الكلــات ذات ٍ‬
‫وزن‬ ‫ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬
‫النــون أصوا ًتــا خمتلفــة مثــل‪:‬‬
‫ينظر‪ /‬ينذر‪ /‬ينبع‪ /‬ينفر‪ /‬ينقص‪ /‬ينعس‪ /‬ينمو‪ /‬يندر‪ /‬ينتج‪.‬‬
‫ويمكن أن نغري وزن الكلامت إىل اآليت‪:‬‬

‫((( الرعايــة‪ ،‬ملكــي بــن أيب طالــب القيــي‪ ،‬ص (‪ ،)267‬والتمهيــد يف علــم التجويــد‪ ،‬البــن اجلــزري‪،‬‬
‫ص (‪.)214‬‬
‫((( الرعايــة‪ ،‬ملكــي بــن أيب طالــب القيــي‪ ،‬ص (‪ ،)267‬والتمهيــد يف علــم التجويــد‪ ،‬البــن اجلــزري‪،‬‬
‫ص (‪.)215‬‬
‫((( النرش يف القراءات العرش‪ ،‬البن اجلزري‪.)170/1( ،‬‬

‫‪487‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ينكوي ‪/‬ينضوي ‪/‬ينطوي ‪/‬ينقسم ‪/‬ينمحي(((‪.‬‬


‫عــى أن تدريــب املتعلــم عــى إتقــان التنوعــات الصوتيــة لفونيــم النــون‬
‫معــريف‬
‫ٌّ‬ ‫تعليمــي‬
‫ٌّ‬ ‫وصــف‬
‫ٌ‬ ‫يف األمثلــة الســابقة أو يف غريهــا‪ ،‬جيــب أن يصاحبــه‬
‫يســتهدف بنــاء الفهــم لديــه‪ ،‬مــن خــال رشح ووصــف حركــة األعضــاء‬
‫النطقيــة وغريهــا مــن العنــارص املشــكلة لعمليــة األداء؛ كحركــة اللســان واحلنك‬
‫وجمــرى النفــس وغــر ذلــك‪.‬‬
‫أول مــن حتديــد خمــرج الفونيــم األصــي أو النون‬ ‫ويكــون ذلــك باالنطــاق ً‬
‫ـط‪ ...‬يندفــع اهلــواء معــه‬‫ـور متوسـ ٌ‬
‫ـوت جمهـ ٌ‬‫األصليــة؛ كأن حيــدد النــون بأنــه «صـ ٌ‬
‫أول‪ ،‬حتــى‬‫مــن الرئتــن حمــركًا الوتريــن الصوتــن‪ ،‬ثــم يتخــذ جمــراه يف احللــق ً‬
‫إذا وصــل إىل احللــق هبــط أقــص احلنــك األعــى‪ ،‬فيســد هببوطــه فتحــة الفــم‬
‫ويتــرب اهلــواء مــن التجويــف األنفــي حمد ًثــا يف مــروره نو ًعــا مــن احلفيــف ال‬
‫يــكاد يســمع‪ ..‬نتيجــة اللتقــاء طــرف اللســان بأصــول الثنايــا»(((‪.‬‬
‫ثــم ينتقــل املتعلــم إىل معرفــة العمليــات املختلفــة ألعضــاء النطــق يف حتقيــق‬
‫ً‬
‫–مثــا‪ -‬يعــد إخفــاء‬ ‫الصــور النطقيــة الفرعيــة للنــون؛ ففــي حالــة اإلخفــاء‬
‫ـال ملعتمــد اللســان يف الفــم إىل خمــرج الصــوت الــذي بعدهــا‪ ،‬مــع‬ ‫النــون «انتقـ ً‬
‫بقــاء جــري النفــس مــن األنــف يف أثنــاء النطــق هبــا‪ .‬ويبــدو أن الشــكل الــذي‬
‫تتخــذه آلــة النطــق عنــد إخفــاء النــون هــو ذات الشــكل الــذي تكــون عليــه عنــد‬
‫نطــق الصــوت الــذي بعــد النــون املخفــاة‪ ،‬فحــن ننطــق ( َمـ ْن كان) فــإن أقــى‬
‫اللســان يســتند إىل أقــى احلنــك عنــد النطــق بالنــون‪ ،‬متا ًمــا كــا حيــدث عنــد‬
‫نطــق الــكاف‪ ،‬وحــن ننطــق النــون يف ( َمــن ذا) فإننــا نضــع طــرف اللســان يف‬
‫موضــع نطــق الــذال‪ ،‬وكــذا يف نطــق ( َم ـ ْن شــاء) يتصعــد وســط اللســان نحــو‬
‫وســط احلنــك مــن غــر أن يســد جمــرى النفــس‪ ،‬متا ًمــا كــا حيــدث عنــد نطــق‬
‫الشــن‪ ،‬وكذلــك يمكــن القــول يف نطــق (مــن دون)‪ ،‬ويف نطــق (كنتــم) أنــك‬
‫تضــع لســانك للنــون عــى نحــو مــا تفعــل يف نطــق الــدال والتــاء‪ ،‬أي أنــك‬
‫تلصــق طــرف لســانك عــى اللثــة أو أصــول الثنايــا»(((‪.‬‬
‫ومــع كل مــا ســبق ال يمكننــا أن نغفــل أمهيــة اإلنصــات واالســتامع‬
‫اجليديــن مــن قبــل املتعلــم؛ ملــا ينطــق بــه املــدرب الصــويت مــن أنــاط و نــاذج‬
‫ٍ‬
‫واحدة‬ ‫صوتيــة لتلــك التنوعــات املختلفــة لصــوت النــون‪ ،‬ألنــه مــن وجهــة نظــر‬

‫((( ينظــر‪ :‬األصــوات العربيــة وتدريســها لغــر الناطقــن هبــا مــن الراشــدين‪ ،‬لســعد عبــد اهلل‬
‫الغريبــي‪ ،‬ص (‪ 99‬و ‪.)100‬‬
‫((( األصوات اللغوية‪ ،‬إلبراهيم أنيس‪ ،‬ص (‪ 67‬و ‪.)68‬‬
‫((( أبحاث يف علم التجويد‪ ،‬لغانم قدوري احلمد‪ ،‬ص (‪ 122‬و ‪.)123‬‬

‫‪488‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫مــن أهــم طــرق تدريــس األصــوات يف العــر احلديــث ‪-‬والتــي انبثقــت عــن‬
‫املدرســة البنيويــة األمريكيــة‪ -‬أن الطريقــة الســمعية الشــفهية هــي أنجــح الطــرق‬
‫يف تدريــس اللغــات واألصــوات عــى وجــه اخلصــوص‪.‬‬
‫ـارا مبدئ ًّيــا يف تعلــم األصــوات‪،‬‬
‫فقــد وضــع أصحــاب هــذه الطريقــة معيـ ً‬
‫وهــو أنــه ال يمكــن ملتعلــم ٍ‬
‫لغــة غــر لغتــه أن يقــرأ مــن املــواد اللغويــة مــا مل‬
‫ـات مل يســبق له ســاعها‪ ،‬فالتسلســل‬ ‫ـا أو كلـ ٍ‬ ‫يســبق لــه النطــق بــه‪ ،‬وال ينطــق مجـ ً‬
‫الزمنــي للمهــارات اللغويــة ‪-‬بحســب هــذه الطريقــة‪ -‬هــو‪ :‬الســاع فالنطــق‬
‫فالقــراءة ثــم الكتابــة(((‪.‬‬
‫وحســب هــذا املعيــار فــإن هــذه الطريقــة تــرى أن إتقــان األداء الصــويت‬
‫ألصــوات اللغــة اهلــدف‪ ،‬البــد أن ينطلــق مــن اإلصغــاء والنطــق‪ ،‬ثــم تــأيت بعــد‬
‫ذلــك القــراءة والكتابــة‪ ،‬وهــذا يف احلقيقــة ليــس باألمــر البعيــد عــا نــادى بــع‬
‫علــاء التجويــد مــن رضورة مراعــاة ضابــط املشــافهة يف تلقــي أداء األصــوات‬
‫أول كــي حتصــل لديــه القــدرة‬ ‫اللغويــة والقرآنيــة‪ ،‬فــا بــد للمتعلــم أن ينصــت ً‬
‫عــى متييــز األصــوات؛ ألن التدريــب عــى اإلصغــاء يســهل عمليــة النطــق‬
‫باألصــوات الح ًقــا‪ .‬وقــد الحــظ بعــض علــاء التجويــد أن هنــاك مــن يبالــغ‬
‫ً‬
‫إخــال‬ ‫ً‬
‫–مثــا‪ -‬يف إطالــة الغنــة يف النــون أو املبالغــة يف إخفائهــا وعــد ذلــك‬
‫هبــا قــال املرعــي‪« :‬ول ُيحــذر عــن املبالغــة يف تطويــل غنــة اإلخفــاء»(((‪ ،‬وليــس‬
‫ذلــك ‪-‬يف نظرنــا‪ -‬إال بســبب عــدم اإلنصــات اجليــد وهــو ســبيل التلقــي اجليــد‬
‫ومــن ثــم األداء الصحيــح‪.‬‬
‫واحلــق أن ابــن خلــدون قــد ســبق إىل احلديــث عــن أمهيــة الســاع يف تلقــي‬
‫اللغــة ‪-‬وهنــا احلديــث عــن العربيــة‪ -‬وحتصيــل ملكتهــا حينــا أشــار إىل أن هــذه‬
‫امللكــة «حتصــل بمامرســة كالم العــرب وتكــرره عــى الســمع والتفطــن خلــواص‬
‫تراكيبــه‪ ،‬وليســت حتصــل بمعرفــة القوانــن العلميــة يف ذلــك‪.(((»...‬‬
‫هــذا عــن تنوعــات صــوت النــون وهــي تنوعــات بحســب خمــرج الصــوت‬
‫الــذي يــي النــون الســاكنة‪ .‬وقــد تكــون للفونيــم الواحــد تنوعــات ســياقية‬
‫بحســب الصفــة كــا يف فونيــم (اخلــاء) فلــه تنوعــان‪ :‬تنــوع‪ :‬هــو اخلــاء املهموســة‬

‫((( األصوات العربية وتدريسها لغري الناطقني هبا من الراشدين‪ ،‬لسعد عبد اهلل الغريبي‪ ،‬ص (‪.)89‬‬
‫((( ُجهد املقل‪ ،‬للمرعيش‪ ،‬ص (‪)287‬‬
‫((( مقدمــة ابــن خلــدون‪ ،‬للعالمــة ابــن خلــدون‪ ،‬ص (‪ ،)756‬وينظــر‪ :‬مقــال مهــم للدكتــور رمضــان‬
‫عبــد التــواب بعنــوان‪« :‬أمهيــة الوســائل الســمعية يف حتســن األداء اللغــوي»‪ ،‬ويتحــدث فيــه عــن أمهيــة‬
‫التلقــي‪ -‬عــن طريــق الســاع‪ -‬يف تلقــي أصــوات اللغــة يف كتابــه‪« :‬دراســات وتعليقــات يف اللغــة»‪،‬‬
‫ص (‪ 221‬ومــا بعدهــا)‪.‬‬

‫‪489‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫كــا يف «خيشــى» بحيــث تنطــق اخلــاء مــن دون اهتــزاز لألوتــار الصوتيــة‪ .‬والنوع‬
‫الثــاين‪ :‬هــو اخلــاء املجهــورة كــا يف ِ‬
‫«أصـ ْ‬
‫ـخ غــر مأمــور»‪ ،‬فقــد اكتســبت اخلــاء‬
‫صفــة اجلهــر بســبب جتاورهــا مــع صــوت جمهــور هــو الغــن(((‪.‬‬
‫كــا قــد يكــون التنــوع بحســب صفــة التفخيــم والرتقيــق؛ فالــام املفخمــة‬
‫والــام املرققــة تنوعــان صوتيــان تركيبيــان لفونيــم الــام يف العربيــة‪ ،‬كــا يف‬
‫كلمتــي «صــاة» و «ســام»‪ ،‬فــا شــك أن الــام يف «صــاة» تنطــق مفخمــة‬
‫تأثــرا بصفــة التفخيــم يف صــوت الصــاد‪ ،‬وأمــا الــام يف «ســام» فهــي الم‬ ‫ً‬
‫مرققــة بســبب جماورهتــا للســن املرققــة‪.‬‬
‫ًّ‬
‫ثاني�ا‪ :‬التنوع اللهيج (احلر)‪.‬‬
‫تتاميــز اللهجــات العربيــة اليــوم يف التأديــة الصوتيــة لبعــض األصــوات‪،‬‬
‫ـة أخــرى‬ ‫وربــا كانــت الصفــات العامــة التــي تتميــز هبــا هلج ـ ٌة معين ـ ٌة عــن هلجـ ٍ‬
‫صفــات صوتيــ ٌة باألســاس؛ مــن حيــث طبيعــة األصــوات وطريقــة‬ ‫ٌ‬ ‫هــي‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫صدورهــا‪ .‬وإن اختــاف هلجــة عــن أخــرى يف كيفيــة صــدور صــوت معـ ٍ‬
‫ـن‪،‬‬
‫جيعــل تلــك الصــور النطقيــة املختلفــة لذلــك الصــوت تنوعــات نطقيــة حــرة‬
‫ـات هلجيـ ٌة ألصــوات اجليــم والقــاف‬ ‫ـا هنــاك تنوعـ ٌ‬ ‫أو هلجيــة؛ ففــي العربيــة مثـ ً‬
‫والــكاف وغريهــا‪ ،‬والتــي ُتــؤدى تأديــات خمتلفــة باختــاف اللهجــات العربيــة‬
‫اليــوم‪.‬‬
‫وفيــا يــي نتنــاول التنوعــات اللهجيــة لفونيــم اجليــم والقــاف‪ ،‬مــع بيــان‬
‫كيفيــة التــدرب عليهــا لــدى متعلــم العربيــة الناطــق بغريهــا‪.‬‬
‫‪١ -١‬التنوعات اللهجية لفونيم اجليم يف العربي�ة‪:‬‬
‫واضحــا‪ ،‬بــن مــن‬
‫ً‬ ‫خيتلــف نطــق اجليــم بــن أبنــاء الوطــن العــريب اختال ًفــا‬
‫ينطقهــا مركبــ ًة مــن دال وشــن جمهــورة أو جيــم معطشــة رخــوة‪ ،‬وبــن مــن‬
‫ينطقهــا شــينًا جمهــورة وهــي مــا يطلــق عليهــا اســم «اجليــم الشــامية»‪ ،‬وبــن مــن‬
‫خيرجهــا مــن الطبــق فيصــر صوهتــا كصــوت الــكاف الفارســية وهــو النطــق‬
‫املعــروف يف مــر العربيــة‪.‬‬
‫إن حديثنـــا عـــن هـــذه التنوعـــات املختلفـــة للجيـــم البـــد أن يســـبقه‬
‫ـاق ع ــى ش ــكل اجلي ــم األصلي ــة أو الفوني ــم األص ــي‪ ،‬وأرج ــح أن تك ــون‬ ‫اتف ـ ٌ‬
‫اجليـــم األصليـــة بـــن هـــذه التنوعـــات هـــي اجليـــم التـــي ينطـــق هبـــا القـــراء‬

‫((( ينظر‪ :‬مناهج البحث يف اللغة‪ ،‬لتامم حسان‪ ،‬ص (‪.)127‬‬

‫‪490‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫ـة يمك ــن االعت ــاد عليه ــا‬‫ـفهية موثوق ـ ٍ‬


‫ـة ش ـ ٍ‬‫الي ــوم(((‪ ،‬بالنظ ــر إىل وج ــود وثيق ـ ٍ‬
‫هـــي مدونـــة القـــراءة القرآنيـــة‪ ،‬فربـــا متثـــل لنـــا الصـــور احلقيقيـــة لنطـــق‬
‫األص ــوات يف العربي ــة القديم ــة أو ع ــى األق ــل تك ــون أق ــرب م ــن غريه ــا إىل‬
‫الواق ــع الفع ــي لنط ــق تل ــك األص ــوات يف زم ــن الرس ــالة‪ ،‬خاص ــة إذا علمن ــا‬
‫تلـــك الـــروط الصارمـــة التـــي اتُبعـــت يف روايـــة القـــراءة القرآنيـــة‪ ،‬والتـــي‬
‫اعتمـــدت منهـــج التلقـــي باملشـــافهة والضبـــط األدائـــي‪.‬‬
‫ثــم إنــه مــن الناحيــة التعليميــة يمكــن تدريــب متعلــم األصــوات العربيــة‬
‫الناطــق بغريهــا عــى هــذه اجليــم األصليــة الفصيحــة مــن خــال ســاعه لطريقــة‬
‫أداء هــذه اجليــم مــن قبــل القــراء؛ ســواء بالتلقــي املبــارش عــن القــارئ أو‬
‫باســتخدام أداة التســجيل‪ ،‬فــإذا اســتقام لــه ذلــك اســتطاع أن يتعــرف عــى تلــك‬
‫التنوعــات املختلفــة هلــذا الصــوت يف البيئــات العربيــة‪.‬‬
‫عــى أن هــذه اجليــم املســاة بالفصيحــة ال تــزال تســمع إىل اليــوم يف بعــض‬
‫هلجــات الوطــن العــريب‪ ،‬منهــا ســمعته بنفــي يف بعــض هلجــات شــال اجلزائــر‪،‬‬
‫ومنهــا مــا ســجله بعــض الباحثــن يف هلجــات أخــرى كلهجــات صعيــد مــر‬
‫وهلجــات بعــض القبائــل العربيــة الســودانية(((‪.‬‬
‫وإذا أردنــا أن نصــف اجليــم التــي نســمعها اليــوم مــن جميــدي القــراءة‬
‫ـور‪ ،‬يتكــون بــأن يندفــع اهلــواء إىل احلنجــرة فيحــرك‬
‫ـوت جمهـ ٌ‬
‫القرآنيــة فهــي‪ :‬صـ ٌ‬
‫الوتريــن الصوتــن‪ ،‬ثــم يتخــذ جمــراه يف احللــق والفــم حتــى يصــل إىل املخــرج‪،‬‬
‫وهــو عنــد التقــاء وســط اللســان بوســط احلنــك األعــى التقــاء يــكاد ينحبــس‬
‫معــه جمــرى اهلــواء‪ .‬فــإذا انفصــل العضــوان انفصـ ً‬
‫ـال بطي ًئــا ُســمع صــوت يــكاد‬
‫يكــون انفجار ًّيــا هــو اجليــم العربيــة الفصيحــة‪ .‬فانفصــال العضويــن هنــا أبطــأ‬
‫ـا منــه يف حالــة األصــوات الشــديدة األخــرى وهلــذا يمكــن أن تســمى اجليم‬ ‫قليـ ً‬
‫العربيــة الفصيحــة صو ًتــا قليــل الشــدة ‪.‬‬
‫(((‬

‫(((‬
‫وأمــا تدريــب متعلــم أصــوات العربيــة عــى التنوعــات اللهجيــة للجيــم‬

‫((( ينظــر‪ :‬األصــوات اللغويــة‪ ،‬إلبراهيــم أنيــس‪ ،‬ص (‪ .)78‬وأمــا املســترشق األملــاين برجشــرارس يف‬
‫كتابــه «التطــور النحــوي للغــة العربيــة» فــرى أن اجليــم األصليــة كانــت تنطــق مثــل الــكاف الرتكيــة‪..‬‬
‫الشــبيهة باجليــم املرصيــة إال أنــه ال تشــجري فيهــا‪ .‬ينظــر‪ :‬التطــور النحــوي للغــة العربيــة‪ ،‬ص (‪.)17‬‬
‫وينظــر‪ :‬هلجــة قبيلــة متيــم وأثرهــا يف اجلزيــرة العربيــة‪ ،‬لغالــب فاضــل املطلبــي‪ ،‬ص (‪.)98‬‬
‫((( ينظر‪ :‬األصوات اللغوية‪ ،‬إلبراهيم أنيس‪ ،‬ص (‪.)79‬‬
‫((( األصوات اللغوية‪ ،‬إلبراهيم أنيس‪ ،‬ص (‪ 78‬و ‪.)79‬‬
‫((( يقــول الدكتــور كــال بــر‪« :‬إن نطــق اجليــم العربيــة بصــورة متعــددة كاجليــم الفصيحــة [‪ ]dj‬أو‬
‫جيــا شــامية [‪ ]j‬هــذا النطــق بصــوره املتعــددة‪ ..‬كل صــورة‬ ‫ً‬ ‫اجليــم القاهريــة [‪ ]g‬وكنطقهــا ً‬
‫دال أو‬
‫منــه تنتمــي إىل مســتوى لغــوي معــن أو هلجــة معينــة‪ ،‬ومــن ثــم ينبغــي حســباهنا أصوا ًتــا هلــا مواقعهــا‬

‫‪491‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫العربيــة الفصيحــة ‪-‬أو غريهــا مــن الفونيــات‪ -‬وتثبيتهــا يف ذهنــه فهدفــه‬


‫أساســا إىل التنوعــات‬
‫معرفــة تلــك األلــوان مــن التغــرات الصوتيــة التــي ترتــد ً‬
‫االجتامعيــة‪ ...‬وليــس هبــدف تبنيهــا ومتثلهــا نطق ًّيــا عــى أهنــا األصــل‪ .‬ونحــن‬
‫هنــا ننضــم إىل العــامل اللســاين «جــورج يــول» يف رأيــه حــول أمهيــة تعلــم‬
‫التنوعــات اللهجيــة لــدى متعلــم لغــة ثانيــة‪ ،‬متا ًمــا كــا يتعلــم ويــدرس أصــوات‬
‫اللغــة الفصحــى يقــول جــورج يــول‪« :‬إننــا أمهلنــا احلقيقــة القائلــة بــأن لــكل‬
‫لغـ ٍ‬
‫ـة أكثــر مــن تنــوع ‪ Variety‬وخاصـ ًة يف طريقــة النطــق‪ ،‬ومــن ثــم فهــذا التنــوع‬
‫ـم‪ ،‬ويالحــظ يف حياتنــا اليوميــة بوصفنــا مســتعملني للغــة‬ ‫ـب مهـ ٌّ‬
‫يف الــكالم جانـ ٌ‬
‫يف خمتلــف املناطــق والتوطنــات االجتامعيــة» ‪.‬‬
‫(((‬

‫أيضــا‪« :‬عندمــا نــدرس أصــوات اإلنجليزيــة وكلامهتــا ومجلهــا‪،‬‬ ‫ويقــول ً‬


‫ٍ‬
‫فنحــن نركــز يف الواقــع عــى مالمــح تنــو ٍع واحــد ال غــر‪ ،‬يطلــق عليــه عــادة‬
‫اإلنجليزيــة الفصحــى (‪ )Standard English‬هــذا التنــوع الــذي يقــوم عليــه أســاس‬
‫ٍ‬
‫عــى نطــاق‬ ‫اإلنجليزيــة املطبوعــة يف الصحافــة والكتــب‪ ،‬والتــي تســتعمل‬
‫واس ـ ٍع وتــدرس باملــدارس‪ ،‬وهــو التنــوع الــذي نحــاول تدريســه للراغبــن يف‬
‫تعلــم اإلنجليزيــة لغــة ثانيــة‪ ،‬كــا أنــه التنــوع الــذي يعــده بعــض النــاس التنــوع‬
‫الوحيــد الصحيــح مــن اإلنجليزيــة‪ ...‬وهــذه صــورة مــن صــور املبالغــة يف النظر‬
‫إىل التنوعــات اللهجيــة للغــة الواحــدة»(((‪.‬‬
‫أيضــا أنــه «مــن الناحيــة اللغويــة ال فضــل لتنــو ٍع عــى ‬
‫ويــرى جــورج يــول ً‬
‫ـات خمتلفـ ٌة‪ ،‬ومــن الناحيــة االجتامعيــة تصبــح بعــض‬ ‫تنــوعٍ‪ ،‬فهــي ببسـ ٍ‬
‫ـاطة تنوعـ ٌ‬
‫التنوعــات بالطبــع أكثــر وجاهـ ًة‪ ،‬ويف الواقــع فــإن التنــوع الــذي يتطــور فيصبــح‬
‫ـة‪ ،‬ترتبــط يف األصــل بمركـ ٍ‬
‫ـز‬ ‫ـة اجتامعيـ ٍ‬
‫لغـ ًة فصحــى‪ ،‬بــه عــادة هلجــة ذات وجاهـ ٍ‬
‫ـايف»(((‪.‬‬
‫ـيايس أو ثقـ ٍّ‬
‫سـ ٍّ‬
‫ويؤخــذ ممــا ســبق أن دعوتنــا إىل تعليــم التنوعــات اللهجيــة ملتعلــم العربيــة‬
‫لغــ ًة ثانيــ ًة ترتكــز عــى أســاس تعلمــه جلميــع التلونــات النطقيــة اللهجيــة‬
‫يف الســياقات االجتامعيــة املختلفــة؛ ألن اســتعامل العربيــة ســوف لــن يكــون‬
‫ـب كُتبــت بالفصحــى‪،‬‬ ‫مقتــرا عــى مــا يطلــع عليــه املتعلــم مــن مطبوعـ ٍ‬
‫ـات وكتـ ٍ‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫وتدريبــات يف الصــف الــدرايس‪ ،‬وإنــا عليــه‬ ‫ٍ‬
‫دروس‬ ‫وال عــى مــا يتلقــاه مــن‬
‫أيضــا أن ينــزل إىل خمتلــف املناطــق والتوطنــات االجتامعيــة واســتعامل اللغــة مــع‬‫ً‬
‫ودورهــا يف هــذا املســتوى أو تلــك اللهجــة‪ ..‬وتــدرس يف إطــار النظــام الصــويت اخلــاص بكل مســتوى‬
‫أو هلجــة»‪ .‬علــم األصوات‪ ،‬لكــال بــر‪ ،‬ص (‪.)484‬‬
‫((( معرفة اللغة‪ ،‬جلورج يول‪ ،‬ص (‪.)229‬‬
‫((( معرفة اللغة‪ ،‬جلورج يول‪ ،‬ص (‪ 229‬و ‪.)230‬‬
‫((( معرفة اللغة‪ ،‬جلورج يول‪ ،‬ص (‪.)231‬‬

‫‪492‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫الناطقــن بالعربيــة مــن أهلهــا‪ ،‬وحتــا ســيجد أن هنــاك تنوعـ ٍ‬


‫ـات نطقيـ ًة خمتلفـ ًة‬
‫ورضوري يف تعلــم‬
‫ٌّ‬ ‫مهــم‬
‫ٌّ‬ ‫يف هــذه التوطنــات االجتامعيــة‪ ،‬وهــي برأيــي جــز ٌء‬
‫العربيــة‪ .‬مــع إعطــاء األولويــة القصــوى للغــة الفصحــى وخصائصهــا الصوتيــة‬
‫ألهنــا الضامــن الوحيــد للوحــدة الثقافيــة والسياســية بــن أبنــاء اللغــة الواحــدة‪،‬‬
‫والوســيلة األساســية لنــر هــذا املحتــوى الثقــايف والتعريــف بــه لــدى الناطقــن ‬
‫بغــر العربيــة‪.‬‬
‫وبالعــودة إىل التنوعــات اللهجيــة احلــرة للجيــم العربيــة فــإن التــدرب عــى ‬
‫ـول إليــه وبيــان الكيفيــات‬ ‫نطقهــا يكــون بوصــف األداء النطقــي للصــوت املتحـ َّ‬
‫املختلفــة التــي تتخذهــا أعضــاء النطــق معــه؛ ففــي أداء أو نطــق اجليم الشــامية ال‬
‫يعــدو أن يكــون نطــق هــذا التنــوع كنطــق الشــن العربيــة الفصيحــة مــع إضافــة‬
‫اجلهــر إليهــا وذلــك بذبذبــة األوتــار الصوتيــة معهــا(((‪ .‬وأمــا اجليــم املرصيــة‬
‫ٍ‬
‫بغــر تعطيــش مــن الطبــق أي مــن أقــى‬ ‫الشــديدة اخلالصــة الشــدة فتنطــق‬
‫احلنــك((( وهــي جمهــور الــكاف(((‪ .‬ويرتجــح يل أن يكــون هــذا التنــوع اللهجــي‬
‫للجيــم العربيــة املرصيــة مــن رواســب اخلــواص الصوتيــة للغــة الســامية األمــم‪،‬‬
‫ألن املقارنــة بــن اللغــات الســامية تشــر إىل أن نطــق هــذا الصــوت يف العربيــة‬
‫واآلراميــة ويف احلبشــية كان كاجليــم القاهريــة متا ًمــا أي مــن غــر تعطيـ ٍ‬
‫ـش(((‪.‬‬
‫وقــد يكــون حصــول هــذا التنــوع يف اجليــم مــن قبيــل مــا ســاه ماريوبــاي‬
‫بعمليــة «جتنيــس ‪»naturalzation‬؛ أي عمليــة اقــراض لغــة فونيــات لغــة أخــرى‬
‫ٍ‬
‫كلــات منهــا(((‪،‬‬ ‫أو جتمعاهتــا الصوتيــة املســموح هبــا حــن اقرتاضهــا بعــض‬
‫ـرض مــن اللغــة الفارســية وحــل حمــل‬ ‫وبذلــك ربــا يكــون هــذا الصــوت قــد اقـ ُ‬
‫اجليــم الفصيحــة بوصفــه تنو ًعــا هلج ًّيــا‪ ،‬خاص ـ ًة إذا علمنــا أن اجليــم األصليــة‬
‫الفصيحــة خمرجهــا مــن وســط اللســان بينــه وبــن وســط احلنــك وليــس مــن‬
‫الطبــق أو أقــى احلنــك‪ ،‬الــذي هــو خمــرج اجليــم املرصيــة أو القاهريــة‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬التنوعات اللهجية لفونيم القاف يف العربي�ة‪:‬‬
‫ـوس‪،‬‬
‫ـوت شــديدٌ مهمـ ٌ‬‫القــاف العربيــة كــا ينطلــق هبــا القــراء اليــوم صـ ٌ‬
‫يتــم نطــق هــذا الصــوت برفــع أقــى اللســان حتــى يلتقــي بأدنــى احللــق‬
‫واللهــاة مــع عــدم الســاح للهــواء باملــرور مــن األنــف‪ ،‬وبعــد ضغــط اهلــواء‬

‫((( التطور النحوي للغة العربية‪ ،‬لربجشرتارس‪ ،‬ص (‪.)17‬‬


‫((( التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه‪ ،‬لرمضان عبد التواب‪ ،‬ص (‪.)25‬‬
‫((( املدخل إىل علم أصوات العربية‪ ،‬للدكتور غانم قدوري احلمد‪ ،‬ص (‪.)301‬‬
‫((( ينظر‪ :‬التطور اللغوي‪ ،‬مظاهره وعلله وقوانينه‪ ،‬لرمضان عبد التواب‪ ،‬ص (‪.)25‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أسس علم اللغة‪ ،‬ملاريوباي‪ ،‬ص (‪.)98‬‬

‫‪493‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مــدة مــن الزمــن يطلــق رساح جمــرى اهلــواء بــأن خيفــض أقــى اللســان فجــأ ًة‬
‫فيندفــع اهلــواء حمد ًثــا صوتًــا انفجار ًّيــا هــو القــاف(((‪.‬‬
‫غــر أن القدمــاء مــن علــاء العربيــة وصفــوا القــاف بأهنــا هلويــة جمهــورة‬
‫يقــول ســيبويه‪« :‬ومــن أقــى اللســان ومــا فوقــه مــن احلنــك األعــى خمــرج‬
‫القــاف»(((‪.‬‬
‫وحــن يعــدد ســيبويه األصــوات املجهــورة يذكــر مــن بينهــا القــاف(((‪،‬‬
‫ووصــف القدمــاء للقــاف باجلهــر ينطبــق عــى بعــض تنوعاهتــا اللهجيــة اليــوم؛‬
‫مثــل مــا نســمعه اآلن بــن القبائــل العربيــة يف الســودان وبعــض القبائــل يف‬
‫جنــوب العــراق‪ ،‬فهــم ينطقــون هبــا نط ًقــا خيالــف نطقهــا يف معظــم اللهجــات‬
‫العربيــة احلديثــة‪ ،‬إذ تُســمع منهــم نو ًعــا مــن الغــن(((‪.‬‬
‫ويفــرض إبراهيــم أنيــس أن القــاف القديمــة األصليــة ربــا كانــت شــبه‬
‫اجليــم القاهريــة‪ (((،‬ولكنهــا أعمــق منهــا يف أقــى الفــم وأكثــر اســتعالء‪،‬‬
‫ويســتأنس هلــذا الــرأي بنطــق معظــم البــدو اآلن للقــاف عــى هــذا النحــو(((‪.‬‬
‫وأهــل صنعــاء ومــا جاورهــا ينطقوهنا قا ًفــا كالتــي وصفهــا القدماء‪ ،‬ويتمســكون‬
‫هبــذه القــاف يف كالمهــم الــدارج والفصيــح عــى الســواء بــا يف ذلــك تــاوة‬
‫القــرآن الكريــم(((‪.‬‬
‫ـات هلجي ـ ٌة أخــرى لفونيــم القــاف يف البــاد العربيــة اليــوم؛‬
‫وهنــاك تنوعـ ٌ‬
‫فهــو ينطــق صو ًتــا مزج ًّيــا (‪ )Affricate‬كاجليــم الفصيحــة يف بعــض بلــدان اخلليــج‬
‫العــريب‪ ،‬كالبحريــن‪ ...‬فأهلهــا يقولــون‪ :‬اجلبلــة بـ ً‬
‫ـدل مــن‪ :‬القبلــة‪.‬‬
‫وينطــق القــاف يف مدينــة الريــاض (باململكة العربيــة الســعودية) وضواحيها‬
‫يف اجلزيــرة العربيــة‪ ،‬صو ًتــا مزج ًّيــا كذلــك‪ ،‬غــر أنــه مكــون مــن الــدال والــزاي‬
‫(‪ )dz‬مثــل قوهلــم‪ْ « :‬د ِز ْب َلــة» يف‪« :‬قبلــة»‪ ،‬و «دزليــب» يف‪« :‬قليب»(((‪.‬‬

‫((( األصــوات اللغويــة‪ ،‬إلبراهيــم أنيــس‪ ،‬ص (‪ .)85‬وعلــم اللغــة العــام (األصــوات)‪ ،‬لكــال بــر‪،‬‬
‫ص (‪.)109‬‬
‫((( الكتاب‪ ،‬لسيبويه‪.)433/4( ،‬‬
‫((( الكتاب‪ ،‬لسيبويه‪.)434/4( ،‬‬
‫((( ينظر‪ :‬األصوات اللغوية‪ ،‬إلبراهيم أنيس‪ ،‬ص (‪.)85‬‬
‫((( يقصــد بذلــك أهنــا كانــت تشــبه صوهتــا وهــو صــوت الــكاف الفارســية‪ ،‬وعندئــذ يمكــن أن‬
‫أيضــا –مــع اجليــم القاهريــة‪ -‬مــا ســاه ماريوبــاي بالتجنيــس‪ ،‬الــذي ذكرنــاه يف‬
‫ينطبــق عــى القــاف ً‬
‫آخــر حديثنــا عــن التنوعــات اللهجيــة للجيــم يف الصفحــة الســابقة‪.‬‬
‫((( األصوات اللغوية‪ ،‬إلبراهيم أنيس‪ ،‬ص (‪.)86‬‬
‫((( ينظر‪ :‬األصوات العربية وتدريسها لغري الناطقني هبا‪ ،‬لسعد الغريبي‪ ،‬ص (‪.)37‬‬
‫((( بحوث ومقاالت يف اللغة‪ ،‬لرمضان عبد التواب‪ ،‬ص (‪.)10‬‬

‫‪494‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫ومــن تنوعــات القــاف نطقهــا كا ًفــا يف هلجــة الفلســطينيني يف املــدن؛ فهــم‬


‫مثــا‪« :‬كال»‪ ،‬يف «قــال«‪ ،‬و «برتــكان» يف‪« :‬برتقــال»‪ ...‬وغــر ذلــك‪،‬‬ ‫يقولــون ً‬
‫وانقلبــت القــاف إىل مهــزة يف هلجــة القاهــرة وبعــض اللهجــات األخــرى ‪.‬‬
‫(((‬

‫وعــى صعيــد معرفــة هــذه التنوعــات احلــرة لفونيــم القــاف وتعلمهــا‬


‫لــدى متعلــم العربيــة غــر الناطــق هبــا‪ ،‬فأعتقــد أن املتعلــم ســوف لــن جيــد عنــا ًء‬
‫ـة‬‫شــديدً ا يف النطــق بالقــاف التــي تشــبه الغــن((( فهــذا الصــوت موجــود يف مجلـ ٍ‬
‫ٌ‬
‫مــن لغــات العــامل‪ .‬كــا أن التنــوع اللهجــي اآلخــر للقــاف وهــو نطقــه صو ًتــا‬
‫ـوت موجــو ٌد يف‬‫أيضــا صـ ٌ‬
‫ـبيها بالــكاف الفارســية –أي كاجليــم القاهريــة– هــو ً‬ ‫شـ ً‬
‫كثــر مــن األنظمــة الصوتيــة للغــات العــامل اليــوم‪.‬‬
‫يضــاف إىل مــا ســبق أن التنوعــات اللهجيــة األخــرى لفونيــم القــاف‬
‫والتــي ينقلــب فيهــا القــاف إىل صــوت مــزدوج (جيــم فصيحــة أو إىل ''‪ ،)''dz‬هــي‬
‫يف الواقــع تنوعــات يفــر التحــول إليهــا وحدوثهــا قانــون يســميه ماريوبــاي‬
‫بقانــون التغويــر «‪ (((''palatalization‬أو «قانــون األصــوات احلنكيــة»‪ ،‬وهــو‬
‫قانــون يشــر إىل أن أصــوات مؤخــرة احلنــك كالــكاف والقــاف متيــل بمخرجهــا‬
‫إىل نظائرهــا مــن األصــوات األماميــة حــن تليهــا يف النطــق حركــة أماميــة‬
‫كالكــرة؛ ألن هــذه احلركــة األماميــة (الكــرة) يف مثــل هــذه احلالــة جتتــذب‬
‫ـا أصــوات أقــى احلنــك‪ ،‬فتتحــول إىل وســط احلنــك وتنطــق‬ ‫إىل األمــام قليـ ً‬
‫مزدوجــة يف الغالــب(((‪.‬‬
‫هــذا‪ ،‬ويــرى بعــض الدراســن املحدثــن((( أن بعــض األصــوات العربيــة‬
‫قــد خضعــت هلــذا القانــون مثــل‪ :‬صــوت اجليــم يف الفصحــى ملــا حتــول يف نظــره‬
‫مــن خمــرج احلنــك أو الطبــق (خمــرج اجليــم القاهريــة) إىل الغــار أو وســط احلنك‪،‬‬
‫خمرجــا للجيــم الفصيحــة‪ ،‬كــا رأينــا‪.‬‬
‫وهــو املخــرج الــذي وصفــه علــاء العربيــة ً‬
‫وأمــا يف اللهجــات العربيــة القديمــة فمثالــه مــا حــدث لصــوت الــكاف‬
‫يف الظاهرتــن املعروفتــن «بالكشكشــة» و «الكسكســة»؛ وذلــك بقلــب الــكاف‬
‫املؤنثــة إىل (تْــش) و (تْــس) –وهــي كاف مكســورة– لــدى بعــض القبائــل‬
‫كهــوازن وربيعــة وأســد‪ .‬وامتــد هــذا القلــب واطــرد حدي ًثــا بطريــق القيــاس يف‬
‫((( بحوث ومقاالت يف اللغة‪ ،‬لرمضان عبد التواب‪ ،‬ص (‪ 10‬و ‪.)11‬‬
‫((( نطــق القــاف غينــا هنــا يشــبه نطــق الــراء اللهويــة املســموعة يف لغــات أوروبيــة كاألملانيــة‬
‫والفرنســية‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أسس علم اللغة‪ ،‬ملاريوباي‪ ،‬ص (‪.)144‬‬
‫((( ينظر‪ :‬بحوث ومقاالت يف اللغة‪ ،‬لرمضان عبد التواب‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬التطــور اللغــوي مظاهــره وعللــه وقوانينــه‪ ،‬لرمضــان عبــد التــواب‪ ،‬ص (‪ 132‬ومــا‬
‫بعدهــا)‪.‬‬

‫‪495‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫كل كاف‪ ،‬مكســورة كانــت أو غــر مكســورة يف مثــل‪« :‬تْشــر» و«ت َْشــلب» يف‪:‬‬
‫«كبــر» و«كلــب»‪ ،‬وغــر ذلــك(((‪.‬‬
‫وملــا كان قانــون التغويــر أو قانــون األصــوات احلنكيــة قانونًــا يمكــن أن‬
‫يفــر عديــد التغــرات التــي حتصــل ألصــوات مؤخــرة احلنــك يف لغـ ٍ‬
‫ـات عــدة‬
‫ومنهــا العربيــة‪ ،‬فــإن االهتــداء إىل النطــق بتلــك التنوعــات اللهجيــة املشــتملة‬
‫عــى صــوت مــزدوج يف العربيــة‪ ،‬أمــر ال جيــد معــه متعلــم العربيــة عنــا ًء يذكــر‪.‬‬
‫وأمــا مــا ســيجد معــه متعلــم أصــوات العربيــة مشـ ً‬
‫ـكل حقيق ًّيــا هــو هــذا‬
‫التنــوع األصــي أو هــذا الفونيــم األصــي وهــو القــاف العربيــة كــا نســمعها‬
‫اليــوم مــن جميــدي القــراءة القرآنيــة‪ ،‬وتُســمع يف بعــض اللهجــات احلديثــة وهــي‬
‫أيضــا مــن األصــوات التــي تنفــرد العربيــة‬
‫القــاف الشــديدة املهموســة‪ ،‬وهــي ً‬
‫هبا(((‪.‬‬
‫وتفســر هــذا أنــه إذا مل يكــن الصــوت املــراد تعلمــه مــن قبــل املتعلــم ممــا‬
‫يشــتمل عليــه أساســه اللغــوي((( فإنــه يصعــب تعلمــه مــن قبــل متعلــم اللغــة‬
‫كبــرا‪ ،‬ويرجــع الســبب يف ذلــك إىل رســوخ العــادات‬ ‫ً‬ ‫الثانيــة خاصــ ًة إذا كان‬
‫عــى أصــوات معينــةٍ‬
‫ٍ‬ ‫اللغويــة للغــة األم لــدى املتعلــم‪ ،‬وقــد يتعــود اإلنســان‬
‫ـا ال يالحــظ أن العــن غــر اهلمزة‪،‬‬ ‫ويتجاهــل أخــرى‪ ،‬فغــر الناطــق بالعربيــة مثـ ً‬
‫ـرا مــن اللغــات ال تســتعمل عــدة‬ ‫وأن احلــاء غــر اهلــاء يف اللغــة العربيــة؛ ألن كثـ ً‬
‫ألوفونــات للتفريــق بــن الكلــات فيهــا عــى العكــس مــن العربيــة التي تســتخدم‬
‫فونيـ ًـا للحــاء‪ ،‬وآخــر للهــاء‪ ،‬وتفــرق بــن أزواج الكلــات مثــل‪ :‬احلالــة‪ ،‬اهلالــة‪/‬‬
‫اســتحل‪ ،‬اســتهل(((‪.‬‬
‫أيضــا باإلطبــاق متثــل‬ ‫فالقــاف العربيــة الفصيحــة املهموســة واملوصوفــة ً‬
‫مشـ ً‬
‫ـكل صوت ًّيــا يف تعلــم العربيــة لــدى الناطــق بغريهــا اليــوم‪ ،‬متا ًمــا كــا متثــل‬
‫أصــوات أخــرى ذات املشــكل مثــل أصــوات‪ :‬احلــاء‪ ،‬اهلمــزة‪ ،‬اهلــاء‪ ،‬اخلــاء‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫الغــن‪ ،‬والــام‪ ،‬ويمكــن التغلــب هــذا املشــكل العائــد إىل األســاس اللغــوي‬

‫((( ينظــر‪ :‬التطــور اللغــوي مظاهــره وعللــه وقوانينــه‪ ،‬لرمضــان عبــد التــواب‪ ،‬ص (‪ 132‬ومــا‬
‫بعدهــا)‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬األصوات العربية وتدريسها لغري الناطقني هبا‪ ،‬لسعد عبد اهلل الغريبي‪ ،‬ص (‪.)38‬‬
‫((( الحــظ األوربيــون مثــاً‪« :‬أن اللغــات الســامية ‪-‬ومنهــا العربيــة – تضــم أصواتًــا ال توجــد‬
‫يف اللغــات األوربيــة كوحــدات صوتيــة مميــزة واملقصــود هبــا أصــوات احللــق مثــل‪ :‬الغــن واحلــاء‬
‫وأيضــا أصــوات اإلطبــاق وهــي‪ :‬القــاف والصــاد والضــاد والطــاء‬ ‫والعــن واخلــاء واهلــاء واهلمــزة‪ً ،‬‬
‫والظــاء»‪ .‬ينظــر‪ :‬علــم اللغــة العربيــة‪ ،‬للدكتــور حممــود فهمــي حجــازي‪ ،‬ص (‪ 139‬ومــا بعدهــا)‪.‬‬
‫((( األصوات العربية وتدريسها لغري الناطقني هبا‪ ،‬لسعد عبد اهلل الغريبي‪ ،‬ص (‪.)68‬‬

‫‪496‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫(((‬
‫للمتعلــم وعاداتــه اللغويــة باســتخدام جمموعــة مــن التدريبــات‪.‬‬
‫ً‬
‫مشــكل نطق ًّيــا يف تعلــم العربيــة‬ ‫ويبــدو أن القــاف العربيــة كانــت متثــل‬
‫حتــى يف الزمــن املــايض‪ ،‬فقــد ســجل اجلاحــظ يف «البيــان والتبيــن» أن أبــا‬
‫مســلم اخلراســاين مل يكــن يســتطيع النطــق بالقــاف‪ ،‬فــكان يقــول ً‬
‫بــدل مــن‪:‬‬
‫قلــت‪ :‬كلــت‪ ،‬ومــن قمــر‪ :‬كمــر((( واملالحــظ هنــا أن القــاف مــن أصــوات‬
‫اإلطبــاق التــي ال تعرفهــا الفارســية‪ ،‬ولذلــك كانــت صعبــة النطــق عــى فــاريس‬
‫يتعلــم العربيــة‪.‬‬
‫عــى أن نطــق القــاف كا ًفــا يمثــل –كــا ســبق القــول– تنو ًعــا هلج ًّيــا حـ ًّـرا‬
‫ُعــرف بــه أهلنــا يف فلســطني مــن ســكان املــدن‪.‬‬
‫املبحــث االثــاين‪ :‬التمثي ـ�ل الكتــايب للفونيمــات العربي ـ�ة وتنوعاتهــا‬
‫وأثــره يف تعليــم غــر الناطقــن بالعربي ـ�ة‪.‬‬
‫إن الصــورة املكتوبــة للغــة كانــت وال تــزال ‪-‬إىل جانــب الصــور املنطوقــة‪-‬‬
‫ـة للجنــس البــري يف نقــل املعــاين مــن مـ ٍ‬
‫ـكان إىل‬ ‫ـة ضخمـ ٍ‬ ‫وســتظل ذات أمهيـ ٍ‬
‫مــكان عــر الســنني‪ ،‬عــى الرغــم مــن تضــاؤل قيمتهــا أمــام وســائل القــرن‬ ‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫آمــاد‬ ‫الواحــد والعرشيــن املختلفــة يف تســجيل الــكالم املنطــوق وحفظــه إىل‬
‫ٍ‬
‫بعيــدة يف املســتقبل‪.‬‬
‫ـرة اختفــت من‬‫ـات كثـ ٍ‬
‫وبقــدر مــا هــي مفيــد ٌة بســبب إمدادهــا لنــا بــادة لغـ ٍ‬
‫الوجــود‪ .‬هــي غــر مفيــد ٌة أحيا ًنــا أخــرى‪ ،‬ألهنــا ليســت دائـ ًـا أمينــة يف تســجيل‬
‫الصــورة املنطوقــة كــا هــي يف الواقــع‪ ،‬بــل ربــا كانــت خادعـ ًة ومضللـ ًة(((‪.‬‬
‫إنــه ال يمكــن أن يتــم تعليــم لغــة مــن اللغــات لغــر الناطقــن هبــا مــن‬
‫غــر مرافقــة الصــورة الكتابيــة للجانــب املنطــوق مــن األصــوات والكلــات‪،‬‬
‫ألن الكلــات تظهــر لنــا أمــام أذهاننــا يف اللبــاس الــذي خيلعــه عليهــا الرســم‪،‬‬
‫ومــن ثــم كانــت عنايــة العلــاء بوضــع األلفبــاء اإلمالئيــة وهــو ذلــك النظــام‬
‫الــذي يقصــد بــه تصويــر الــكالم كتابـ ًة‪ ،‬والــذي يســتعمل اآلن يف احليــاة العامــة؛‬
‫يف تأليــف الكتــب واخلطابــات واملحــارضات لــدى عمــوم األمــم‪.‬‬

‫ل تدريبات‪ :‬الثنائيات الصغرى وتدريبات الرتديد وتدريبات التمييز‪ ،‬التي يستعملها معلمو‬ ‫((( الحظ مث ً‬
‫اللغات حول العامل مما أورده الدكتور سعد الغريبي يف كتابه «األصوات العربية وتدريسها لغري الناطقني‬
‫هبا»‪ ،‬ص (‪ 94‬وما بعدها)‪.‬‬
‫((( البيان والتبيني‪ ،‬للجاحظ‪.)73/1( ،‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أسس علم اللغة‪ ،‬ملاريوباي‪ ،‬ص (‪.)60‬‬

‫‪497‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫إن نظــام اللغــة العربيــة الكتــايب أخــذ باملبــدأ األســايس القائــل بتخصيــص‬
‫ـا صاد ًقــا‪،‬‬
‫ـد للصــوت الواحــد‪ ،‬وهــو نظــام حيــاول متثيــل النطــق متثيـ ً‬ ‫ـز واحـ ٍ‬
‫رمـ ٍ‬
‫ـث وهكــذا ‪.‬‬
‫(((‬ ‫فاللبــاء رمـ ٌـز وللتــاء رمـ ٌـز آخــر وللثــاء رمـ ٌـز ثالـ ٌ‬
‫وإذا كان نظــام العربيــة الكتــايب نظا ًمــا جيــدً ا‪ ،‬وال جيــد معــه متعلــم العربيــة‬
‫مشــكل‪ ،‬وذلــك ألنــه أخــذ باملبــدأ الــذي ذكرنــاه يف‬ ‫ً‬ ‫مــن غــر الناطقــن هبــا‬
‫ٍ‬
‫الفقــرة الســابقة –وهــو ختصيــص رمــز ٍواحــد للصــوت الواحــد‪ ،-‬إذا كان هــذا‬
‫متاحــا‪ ،‬فإنــه يف مســتوى التنوعــات الســياقية‬ ‫عــى مســتوى الفونيــات األساســية ً‬
‫كاف يف واقــع تعليــم األصــوات العربيــة اليوم‪.‬‬ ‫ـو ٍ‬ ‫متاحــا عــى نحـ ٍ‬
‫أو غريهــا ليــس ً‬
‫وســواء أتعلــق األمــر باأللفبــاء اإلمالئيــة التقليديــة أم باأللفبــاء الصوتيــة‬
‫الدوليــة‪ ،‬فــإن هــذا املبحــث حيــاول أن يناقــش موضــوع التمثيــل الكتــايب‬
‫للفونيــات العربيــة وتنوعاهتــا املختلفــة‪ ،‬بــا جيــي أمهيــة التمثيــل الكتــايب بنوعيــه‬
‫يف تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪.‬‬
‫أول‪ :‬تمثي�ل الفونيمات العربي�ة ًّ‬ ‫ً‬
‫كتابي�ا‪.‬‬
‫إن علــاء العربيــة القدامــى قــد رأوا أن األصــوات العربيــة أو الفونيــات‬
‫العربيــة الرئيســية تســعة وعرشيــن صو ًتــا‪ ،‬ورمــزوا هلــا بتســعة وعرشيــن رمـ ًـزا‬
‫كتاب ًّيــا‪ ،‬نبينهــا يف اجلــدول اآليت‪:‬‬
‫الرمز‬ ‫الصوت‬ ‫الرمز‬ ‫الصوت‬ ‫الرمز‬ ‫الصوت‬ ‫الرمز‬ ‫الصوت‬ ‫الرمز‬ ‫الصوت‬
‫و‬ ‫الواو‬ ‫س‬ ‫السني‬ ‫ر‬ ‫الراء‬ ‫ك‬ ‫الكاف‬ ‫ء‬ ‫اهلمزة‬
‫ظ‬ ‫الظاء‬ ‫ن‬ ‫النون‬ ‫ق‬ ‫القاف‬ ‫ا‬ ‫األلف‬
‫ذ‬ ‫الذال‬ ‫ط‬ ‫الطاء‬ ‫ض‬ ‫الضاد‬ ‫هـ‬ ‫اهلاء‬
‫ث‬ ‫الثاء‬ ‫د‬ ‫الدال‬ ‫ج‬ ‫اجليم‬ ‫ع‬ ‫العني‬
‫ف‬ ‫الفاء‬ ‫ت‬ ‫التاء‬ ‫ش‬ ‫الشني‬ ‫ح‬ ‫احلاء‬
‫ب‬ ‫الباء‬ ‫ص‬ ‫الصاد‬ ‫ي‬ ‫الياء‬ ‫غ‬ ‫الغني‬
‫م‬ ‫امليم‬ ‫ز‬ ‫الزاي‬ ‫ل‬ ‫الالم‬ ‫خ‬ ‫اخلاء‬

‫والناظــر يف واقــع كتابــة الفونيــات العربيــة يف النظــام الكتــايب يلحــظ‬


‫وجــود عـ ٍ‬
‫ـدد مــن حــروف اهلجــاء التقليديــة مت َثــل متثيلــن خمتلفــن مثــل الــواو‬
‫واليــاء‪ ،‬فقــد تُســتعمال كصامتــن يف الكتابــة العربيــة يف مثــل‪« :‬ولــد» و«يــد»‪،‬‬
‫أيضــا كتابــة الفتحــة‬
‫أو تســتعمال كصائتــن يف مثــل «عمــود» و«قديــر»‪ .‬ومنهــا ً‬
‫الطويلــة برمــز اليــاء‪ ،‬كــا يف (رمــى)‪ ،‬فهــذا تصويــر مضلــل مــن الناحيــة الصوتية‬

‫((( علم األصوات‪ ،‬لكامل برش‪ ،‬ص (‪.)633‬‬

‫‪498‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫اخلالصــة إذ طبيعــة الصــوت توجــب كتابتــه باأللــف (أي رمــا مثــل غــزا)‪،‬‬
‫يب مثــل ألــف املــد يف كلــات مثــل‪« :‬هــذا»‬ ‫وهنــاك أصــوات ليــس هلــا متثيـ ٌـل كتــا ٌّ‬
‫و «هــذه» و«هــؤالء» حيــث مل تصــور الفتحــة الطويلــة (ألــف املــد) فيهــا مطل ًقــا‪.‬‬
‫أيضــا أصواتًــا تكتــب وال تنطــق كــا يف نحــو‪« :‬رمــوا»‪،‬‬ ‫كــا نجــد يف العربيــة ً‬
‫و«عمــرو» حيــث كتبــت األلــف يف هنايــة الكلمــة األوىل والــواو يف هنايــة الكلمــة‬
‫الثانيــة دون حاجــة صوتيــة تدعــو إىل ذلــك‪ ،‬وإنــا هــي حيــل كتابيــة ُقصــد هبــا‬
‫التفريــق بــن نوعــن أو بــن أنــواع مــن الصيــغ املتشــاهبة يف الصــور الكتابيــة‪،‬‬
‫ومــع اختالفهــا يف القيــم الرصفيــة والنحويــة ويف املعنــى كذلــك(((‪.‬‬
‫إن هــذه املشــكالت التــي تعــاين منهــا األلفبائيــة التقليديــة العربيــة هــي‬
‫مــا دفعــت بعــض الباحثــن((( املعارصيــن إىل اقــراح كتابــة صوتيــة تســتخدم‬
‫األلفبائيــة املعروفــة فرتمــز لــكل صــوت بــا يقابلــه مــن حــروف اهلجــاء املعروفة‬
‫يف العربيــة‪ ،‬مــا عــدا اهلمــزة التــي يــرى أن تكتــب «ء» بــكل صورهــا ويف مجيــع‬
‫خمتصــا كل منهــا بالصــوت‬ ‫أحواهلــا الرتكيبيــة‪ ،‬ويبقــى «الــواو» و«اليــاء» ًّ‬
‫الصامــت فقــط‪ ،‬دون متثيــل حــرف املــد أو الــواو واليــاء املديتــن‪.‬‬
‫وجيدد ذات الباحث رشو ًطا لتلك الكتابة الصوتية يذكرها فيام ييل‪:‬‬
‫ً‬
‫منفصل عن اآلخر‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫صوت‬ ‫‪١ -١‬يكتب كل‬
‫‪٢ -٢‬تكتــب احلــركات القصــرة فــوق الصــوت الصامــت أو حتتــه كــا هــي‬
‫احلــال يف الكتابــة العربيــة املألوفــة‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬الصامت الذي ال تعقبه حركة يرتك خال ًّيا‪.‬‬
‫‪٤ -٤‬يرمــز للحــركات الطويلــة برمــز احلــركات القصــرة نفســها وبعــد كل‬
‫منهــا توضــع نقطتــان عــى الســطر إحدامهــا فــوق األخــرى هكــذا (‪.):‬‬
‫‪٥ -٥‬يفصل بني كل كلمة واألخرى بعالمة (‪ )+‬أو بخط مائل (‪.)/‬‬
‫‪٦ -٦‬ال يكتب من األصوات إال ما ينطق‪.‬‬
‫(((‬
‫أيضا للكتابة الصوتية املقرتحة هبذه األمثلة‪:‬‬
‫ويمثل هذا الباحث ً‬
‫الكتابة العربية املألوفة الكتابة الصوتية املقرتحة‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬علم اللغة العام (األصوات العربية)‪ ،‬لكامل برش‪ ،‬ص (‪ 182‬و ‪.)183‬‬
‫((( علم اللغة املربمج‪ ،‬لكامل بدري‪ ،‬ص (‪ 67‬وما بعدها)‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬علم اللغة املربمج‪ ،‬لكامل بدري‪ ،‬ص (‪ 67‬وما بعدها)‪.‬‬

‫‪499‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫َ‬
‫ ⇐ ك َت َب‪.‬‬ ‫َب‬‫َكت َ‬
‫ ⇐ ع ِل َم‪.‬‬
‫َ‬ ‫َع ِل َم‬
‫َ‬
‫ ⇐ ق‪َ :‬م‪.‬‬‫َقا َم‬
‫اج َع ⇐ ت َر‪َ :‬ج َع‪.‬‬
‫ت ََر َ‬
‫بر ًدا شديدً ا ⇐ ب ر َد ْن ‪َ +‬ش ِد‪َ :‬د ن‪.‬‬
‫عىل القمر ⇐ ع َ َل ‪ +‬ل َق َم ر‪.‬‬
‫يؤوب املسافرون ⇐ ي ء‪ :‬ب ‪ +‬ل م س‪ِ :‬‬
‫ف ُر‪َ :‬ن‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫الشاي ⇐ ب ر ِر ِد ‪ +‬ش َش‪ :‬ي‪.‬‬
‫َ‬ ‫َي ِر ْد‬
‫ـا‬‫والــذي أراه أن هــذه الكتابــة الصوتيــة املقرتحــة ال يمكــن أن تكــون بديـ ً‬
‫عــن الكتابــة العربيــة املألوفــة‪ ،‬بــل بــد مــن تلقيهــا م ًعــا لــدى متعلــم العربيــة؛‬
‫ألنــه يف هنايــة املطــاف البــد لــه أن يتعلــم الكتابــة العربيــة املألوفــة كــا جيدهــا يف‬
‫املطبوعــات والكتــب وغريهــا‪ ،‬وســيكون عليــه إذا مــا أراد الكتابــة بالعربيــة أن‬
‫ـوف‪ .‬وبذلــك ال يمكــن اعتبــار هــذه الكتابــة الصوتيــة‬ ‫يكتبهــا وف ًقــا ملــا هــو مألـ ٌ‬
‫ٍ‬
‫ـة وســيطة يتعــرف فيهــا املتعلــم عــى الفونيــات العربيــة‬ ‫املقرتحــة ســوى طريقـ ٍ‬
‫مصحوبــ ًة ببعــض الرمــوز الصوتيــة للكتابــة الفونيميــة املتداولــة يف األلفبــاء‬
‫الصوتيــة‪.‬‬
‫وانطال ًقــا ممــا ذكرنــا ســاب ًقا مــن أن األلفبائيــات اإلمالئيــة –ومنهــا‬
‫ـا دقي ًقــا يمكــن االعتــاد‬
‫العربيــة– قــد ال تكــون قــادرة عــى متثيــل النطــق متثيـ ً‬
‫عليــه يف دراســة اللغــات ويف تعليمهــا‪ ،‬مــن أجــل ذلــك رأى العلــاء رضورة‬
‫ـث يف لغـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫وضــع نظــا ٍم للكتابــة يكــون عامليــا‪ ،‬بحيــث يصبــح بمقــدور كل باحـ ٍ‬
‫ًّ‬
‫مشــتغل بتعليمهــا أن يســتخدم هــذا النظــام يف عملــه‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫معينــة أو‬
‫وقــد أطلــق العلــاء عــى هــذا النظــام مصطلــح «الكتابــة الصوتيــة‬
‫الدوليــة»((( بحيــث نُظــر فيــه إىل أن يكــون لــكل رمـ ٍ‬
‫ـز قيم ـ ٌة صوتي ـ ٌة حمــدد ٌة ال‬
‫جي��وز اخل��روج عنهاــ أو جتاوزهـ�ا‪ .‬ويف اجلدــول اآليت بياــن بالفونيــات الصوتيــة‬
‫العربيــة األساســية مــع مــا يقابلهــا مــن رمــوز يف الكتابــة الصوتيــة الدوليــة(((‪.‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬حــول مفهــوم الكتابــة الصوتيــة وأنواعهــا وحتليلهــا ومميزاهتــا فصــل‪« :‬طــرق الكتابــة‬
‫الصوتيــة» يف كتــاب «دراســة الصــوت اللغــوي» ألمحــد خمتــار عمــر‪ ،‬ص (‪ 73‬ومــا بعدهــا)‪.‬‬
‫((( اجلدول املرفق «األلفباء الصوتية» اخلاص بالفونيامت العربية وتنوعاهتا يف كتاب‪ :‬علم األصوات‬
‫لكامل برش‪ ،‬ص (‪ 636‬و ‪.)637‬‬

‫‪500‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫‪501‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ثاني�ا‪ :‬تمثي�ل تنوعات الفونيمات العربي�ة ًّ‬


‫كتابي�ا‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫اعتنــى علــم اللغــة احلديــث بتقســيم األصــوات أو الفونيــات إىل أصـ ٍ‬
‫ـول‬
‫ـار عــا ٍّم –حتدثنــا عنــه يف املبحــث األول‪ -‬هــو نظريــة الفونيــم‪ ،‬كــا ‬‫وفــرو ٍع يف إطـ ٍ‬
‫ـول كانــت أم فرو ًعــا يف إطــار مــا‬‫ـوز لــكل فونيــات اللغــة أصـ ً‬ ‫عنــي بوضــع رمـ ٍ‬
‫ُعــرف لــدى علــاء اللغــة اليــوم «بالكتابــة الصوتيــة الدوليــة»‪.‬‬
‫ونحــن معنيــون ‪-‬يف هــذا املطلــب‪ -‬باحلديــث عــن التمثيــل الكتــايب لفروع‬
‫الفونيــات العربيــة أو تنوعاهتــا مــن خــال نــاذج حمــددة‪ ،‬نعــرف مــن خالهلــا إىل‬
‫أي مــدى نجحــت جهــود وضــع الرمــوز الكتابيــة لألحــداث النطقيــة يف تذليــل‬
‫الصعوبــات الدراســية البحثيــة‪ ،‬وكــذا التعليميــة لــدى الراغبــن يف تعلــم العربيــة‬
‫لغــة ثانيــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وخــر نمــوذج يمكنــه أن يصــور لنــا واقــع التمثيــل الكتــايب للتنوعــات‬
‫الصوتيــة لبعــض الفونيــات العربيــة هــو نمــوذج النــون العربيــة‪ .‬فلــا كانــت‬
‫النــون مــن أبــرز الفونيــات العربيــة التــي تتلــون خمرج ًّيــا يف السلســلة الكالميــة‪،‬‬
‫ـوز صوتيـ ٍ‬
‫ـة لتنوعاهتا‬ ‫فقــد اجتهــد بعــض الباحثني العــرب املحدثــن يف وضــع رمـ ٍ‬
‫الرتكيبيــة‪ ،‬نذكــر مــن هــؤالء الدكتــور متــام حســان يف كتابــه «مناهــج البحــث يف‬
‫اللغــة» بحيــث ذكــر ســتة رمــوز كتابيــة لتنوعــات النــون نبينهــا فيــا يــي‪:‬‬

‫‪502‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫(((‬
‫الرموز الكتابي�ة لتنوعات النون العربي�ة‬
‫ٍ‬
‫صوت من أصوات النون خيرج اللسان يف نطقه‪ ،‬حيث‬ ‫فالرمز األول‪ :‬يدل عىل‬
‫يقع قبل الظاء أو الذال أو الثاء مبارشة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫صوت آخر من أصوات النون أسناين لثوي يقع قبل‬ ‫الرمز الثاين‪ :‬ويدل عىل‬
‫(((‬
‫األصوات األسنانية اللثوية‪.‬‬
‫صوت آخر من أصوات النون لثوي يعد الرئييس ‬‫ٍ‬ ‫الرمز الثالث‪ :‬وهذا رمز عىل‬
‫بني أصواهتا‪ ،‬مثل النون كام يف كلمة (أنا)‪.‬‬
‫ٍ‬
‫صوت النون قبل اجليم والشني والياء‪.‬‬ ‫الرمز الرابع‪ :‬يدل عىل‬
‫ٍ‬
‫صوت النون قبل الكاف‪.‬‬ ‫الرمز اخلامس‪ :‬يدل عىل‬
‫ٍ‬
‫صوت النون قبل القاف‪.‬‬ ‫الرمز السادس‪ :‬يدل عىل‬
‫أيضــا مــا قــام بــه الدكتــور عبــد‬
‫ومــن املحــاوالت املهمــة يف هــذا املضــار ً‬
‫الصبــور شــاهني يف كتابــه «أثــر القــراءات يف األصــوات والنحــو العــريب» أثنــاء‬
‫وصفــه لألصــوات العربيــة؛ بحيــث أورد فونيــم النــون يف العربيــة وتنوعاتــه‬
‫املختلفــة وفيــا يــي بيــان ذلــك(((‪:‬‬
‫(((‬
‫ن‪ :n/‬صــوت النــون العربيــة‪ :‬أســناين لثوي‪-‬أنفي‪-‬جمهــور‪ -‬متوســط‬
‫وهــو العضــو األصــي يف هــذه الوحــدة‪ .‬الــذي يتكــون مــن أعضــاء كثــرة‪،‬‬
‫ـارشا بصــوت يؤثــر‬
‫وذلــك بحســب مــا إذا التقــت الوحــدة األصليــة التقــاء مبـ ً‬
‫فيهــا بنقــل خمرجهــا‪ ،‬وذلــك عــى الوجــه اآليت‪:‬‬
‫ن‪ :n1/‬أحــد تنوعــات النــون العربيــة‪ :‬أســناين‪ -‬أنفــي‪ -‬جمهــور‪ -‬ينتــج‬
‫عندمــا يلتقــي صــوت النــون األصليــة بأحــد األصــوات بــن األســنانية (الثــاء‪/‬‬
‫الــذال‪ /‬الظــاء) فينتقــل خمــرج النــون إىل خمــرج الصــوت التــايل‪ ،‬أي بــن ‬
‫األســنان‪.‬‬
‫ن‪ :n2/‬أحــد تنوعــات النــون العربيــة‪ :‬لثــوي – أنفــي‪ -‬جمهــور‪ -‬ينتــج‬
‫عندمــا يلتقــي صــوت النــون األصليــة بأحــد األصــوات األســنانية اللثويــة‬
‫(التــاء‪ /‬الــدال‪ /‬الطــاء) حيــث جــرى اعتبــار القــراء هلــا خمفــاة عنــد هــذه‬
‫((( ينظر‪ :‬مناهج البحث يف اللغة‪ ،‬لتامم حسان‪ ،‬ص (‪.)11‬‬
‫((( وهي‪ :‬ت‪/‬د‪/‬ط‪/‬ض‪/‬س‪/‬ص‪/‬ز‪ .‬انظر‪ :‬مناهج البحث يف اللغة‪ ،‬ص (‪.)124‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أثر القراءات يف األصوات والنحو العريب‪ ،‬ص (‪ 226‬و ‪.)227‬‬
‫وأيضا‪ :‬رس صناعة اإلعراب‪ ،‬البن جني‪.)75/1( ،‬‬
‫((( ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،‬لسيبويه‪)435/4( ،‬؛ ً‬

‫‪503‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫األصــوات‪ .‬كــا أنــه ينتــج عنــد التقائهــا بأحــد األصــوات اللثويــة (الســن‪/‬‬
‫الــزاي‪ /‬الصــاد) فيصبــح خمــرج النــون مــن خمــرج الصــوت التــايل هلــا‪ ،‬ويالحــظ‬
‫أن الــام مــن جمموعــة األصــوات األســنانية اللثويــة‪ ،‬وأن الــراء مــن جمموعــة‬
‫األصــوات اللثويــة‪ ،‬ومهــا خيرجــان مــن هــذه القاعــدة‪ ،‬إذ إن النــون معهــا ‬
‫وجودهــا لتصبــح ال ًمــا أو راء‪ ،‬وهــو مــا يســميه القــراء إدغا ًمــا بغــر غنــة‪.‬‬
‫ب‪ :n3/‬أحــد تنوعــات النــون العربيــة – غــاري‪ -‬أنفــي – جمهــور – ينتــج‬
‫عندمــا يلتقــي صــوت النــون األصليــة بأحــد األصــوات الغاريــة وهــي (اجليــم‪/‬‬
‫الشــن‪ /‬اليــاء)‪ ،‬فيتأخــر خمــرج النــون إىل حيــث خمــرج الصــوت التــايل هلــا‪.‬‬
‫ن‪ :n4/‬أحــد تنوعــان النــون العربيــة – طبقــي – أنفــي‪ -‬جمهــور‪ -‬ينتــج‬
‫عندمــا يلتــق صــوت النــون األصليــة بصــوت الــكاف‪ ،‬فيتأخــر خمــرج النــون إىل‬
‫حيــث خمــرج الــكاف‪.‬‬
‫ن‪ :n5/‬أحــد تنوعــات النــون العربيــة –هلوي‪-‬أنفي‪-‬جمهــور‪ -‬ينتــج عندما‬
‫يلتقــي صــوت النــون األصليــة بصــوت القــاف‪ ،‬فيتأخــر خمــرج النــون إىل حيــث‬
‫خمــرج القــاف‪ ،‬وليــس للخــاء والغــن هــذه اخلاصــة مــع النــون لشــدة شــبههام‬
‫بأصــوات احللــق‪.‬‬
‫نخلــص مــن النــاذج الســابقة إىل أن هــذه التنوعــات املخرجيــة للنــون هــي‬
‫تنوعــات يمكــن ضبطهــا وإتقاهنــا انطال ًقــا مــن إتقــان وضبــط خمــارج األصــوات‬
‫التــي تتلوهــا وتتبعهــا‪ .‬ويف نظــري أنــه إذا مــا اســتطاع متعلــم أصــوات العربيــة‬
‫إخــراج األصــوات أو الفونيــات العربيــة عــى وجههــا الصحيــح أمكنــه أن يــأيت‬
‫بتنوعــات النــون املختلفــة‪.‬‬
‫ويمكننــا أن نجمــع ملتعلــم العربيــة غــر الناطــق هبــا بــن البيــان الوصفــي‬
‫املخرجــي الــذي قدمــه الدكتــور عبــد الصبور شــاهني لــكل تنــو ٍع مــن التنوعات‬
‫كــا مــر بنــا‪ ،‬وبــن الرمــز الكتــايب املقابــل لذلــك التنــوع وهــو مــا فعلــه الدكتــور‬
‫متــام حســان حــن اقــرح ‪-‬كــا رأينــا يف الســابق‪ -‬ســتة رمــوز كتابيــة لتنوعــات‬
‫ٍ‬
‫التينيــة مــع زوائــد وذيــول‬ ‫ٍ‬
‫بحــروف‬ ‫رمــوز رســمت‬ ‫ٌ‬ ‫النــون العربيــة‪ ،‬وهــي‬
‫يمكــن توفريهــا يف لغــة احلاســب اآليل ويف جــداول الرمــوز الصوتيــة الدوليــة‪،‬‬
‫هبــدف االســتفادة منهــا يف دراســة األصــوات الكالميــة وتعليمهــا‪.‬‬
‫وأمــا عــى صعيــد التنوعــات النطقيــة املتعلقــة بالصفــات التعامليــة يف‬
‫الفونيــات العربيــة مثــل اإلطبــاق واالنفتــاح والتفخيــم والرتقيــق‪ ،‬وينتظمهــا مــا‬
‫عرفنــاه مــن قبــل وهــو التنــوع الرتكيبــي االضطــراري؛ فيمكــن تدريــب املتعلــم‬
‫عليهــا مــن خــال طريقــة نقرتحهــا يف الكتابــة الصوتيــة‪ ،‬بعضهــا مســتوحى مــن‬

‫‪504‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫الطريقــة التــي اقرتحهــا الدكتــور كــال بــدري يف كتابــه «علــم اللغــة املربمــج»‬
‫(((‬

‫وبعضهــا اآلخــر مــن جــدول الرمــوز الصوتيــة الدوليــة‪.‬‬


‫والبد يف البداية من حتديد رشوط هلذه الكتابة وهي‪:‬‬
‫‪١ -١‬تكتب الكلمة التي هبا النموذج الصويت املراد تعليمه؛ بحيث تكون منفصلة‬
‫احلروف ثم تتبع بالكلمة املتصلة احلروف‪ ،‬حتى يتعرف املتعلم عىل اخلصائص‬
‫الصوتية يف مرحلة فصل احلروف ثم ُيعطى الكلمة متصلة احلروف كام يف الكتابة‬
‫العربية املألوفة‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬تكتب احلركات القصرية كام يف الكتابة العربية املألوفة‪ ،‬وأما احلركات‬
‫الطويلة فريمز هلا بنقطتني عىل السطر إحدامها فوق األخرى هكذا (‪.):‬‬
‫‪٣ -٣‬يف الكالم املركب ُيفصل بني كل كلمة وأخرى بعالمة (‪.)+‬‬
‫‪٤ -٤‬يوضع الرمز اخلاص بالتفخيم‪-‬وهو يف الواقع الرمز الكتايب للفونيم‬
‫األصيل‪ -‬مع إضافة رشطة (‪ )-‬يف وسطه‪ ،‬ويكون بني قوسني مربعني [‪ ]-‬ويأيت‬
‫بعد احلرف مبارشة‪.‬‬
‫‪٥ -٥‬ال تكتب سوى الرموز اخلاصة باألحوال الرتكيبية الطارئة مثل التفخيم‬
‫وأما يف حال الرتقيق فيكتب احلرف كام يف الكتابة العربية املألوفة‪.‬‬
‫ويمكن أن نمثل تلك الكتابة باألمثلة التالية(((‪:‬‬
‫َد َخ َل ⇐ َد َخ َل‬
‫َظ [ (((] َل َم ⇐ َظ َل َم‬
‫ص [ ((( ] ل‪ :‬ه ⇐ صاله‬
‫َس ِل َم ⇐ َس ِل َم‬

‫((( ينظر‪ :‬صفحة (‪ 67‬وما بعدها)‪.‬‬


‫((( ينظر‪ :‬جدول الرموز الصوتية اخلاصة بالفونيامت العربية وتنوعاهتا يف‪ :‬علم األصوات لكامل برش‪،‬‬
‫ص (‪ 636‬و ‪.)637‬وقد اجتهدت يف أن أنقل صور الرموز يف مواضعها من الكتابة الصوتية املقرتحة‪،‬‬
‫فلم أعثر عىل تلك الرموز فيام توفره احلواسيب‪ ،‬وإنام توجد يف برامج خاصة ال نتوفر عليها اآلن‪..‬‬
‫فاكتفيت باإلشارة إىل مواضعها من جدول األلفباء الصوتية‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬الرمز الصويت للظاء املفخمة يف الفصحى يف جدول األلفباء الصوتية السابق‪ ،‬ص (‪ )29‬من‬
‫هذا البحث‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬الرمز الصويت للظاء املفخمة يف الفصحى يف جدول األلفباء الصوتية السابق‪ ،‬ص (‪ )29‬من‬
‫هذا البحث‪.‬‬

‫‪505‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫َراحم‬
‫َت ر [ (((]‪َ :‬ح َم ⇐ ت َ‬
‫ِر‪ :‬ح ⇐ ريح‪.‬‬
‫َأ ر [((( ] ُض ن ‪َ +‬م ْع ُم‪َ :‬ر [ ] ه‬
‫وأمــا رمــوز التنوعــات اللهجيــة فــإن األلفبــاء الصوتيــة الدوليــة قــد حوت‬
‫بعــض تلــك الرمــوز(((‪ ،‬كــا أن معظــم تلــك التنوعــات هــي عبــارة عــن إبـ ٍ‬
‫ـدال‬
‫يت داخــل النظــام اللغــوي العــريب‪.‬‬
‫صــو ٍّ‬
‫خاتمة‬
‫بعــد هــذه الرحلــة مــع فونيــات العربيــة وتنوعاهتــا املختلفــة‪ ،‬وبيــان‬
‫طرائــق أدائهــا نط ًقــا ومتثيلهــا كتابـ ًة‪ ،‬يمكننــا أن نخلــص إىل مجلــة نتائــج حمــددة‪:‬‬
‫‪١ -١‬حيتاج تعليم فونيامت اللغة وتنوعاهتا إىل الوصف الصويت املبني عىل حتديد‬
‫طبيعة األنشطة املختلفة ألعضاء النطق‪ ،‬كام حيتاج إىل مهارة االستامع ألن املتعلم‬
‫يمكنه أن يكرر النمط املسموع مرات أكثر مما يستطيع كتابته‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬إن التدرب عىل نطق التنوعات املختلفة للفونيامت األساسية ال يقل أمهي ًة‬
‫عن التدرب عىل نطق الفونيامت األساسية‪ ،‬بل إن للتدرب عىل نطق التنوعات أمهي ًة‬
‫تفوق التدرب عىل نطق الفونيامت؛ ألن التنوعات الصوتية مرتبطة بالكالم الفعيل‬
‫نظرا إىل حتكم عنارص مثل‪ :‬املوقع واملجاورة يف‬ ‫يف السياقات الصوتية املختلفة‪ً ،‬‬
‫حدوثها‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬إن رموز الكتابة الصوتية الدولية ربام ذللت بعض الصعوبات يف طريق‬
‫ٍ‬
‫رموز أكثر لتمثيل‬ ‫متثيل الفونيامت األساسية‪ ،‬ولكن ما تزال هناك حاجة إىل ابتكار‬
‫ٍ‬
‫وبخاصة التنوعات الرتكيبية أو السياقية‪.‬‬ ‫التنوعات املختلفة للفونيامت‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وسيطة يف تعليم الرموز الكتابية للتنوعات الصوتية‬ ‫ٍ‬
‫طريقة‬ ‫‪٤ -٤‬يمكن اعتامد‬
‫ٍ‬
‫–وبخاصة الرتكيبية منها‪ -‬عىل أن تصحبها الطريقة املألوفة يف الكتابة‬ ‫يف العربية‬
‫العربية‪ ،‬وذلك يف املراحل األوىل من تدريب الناطق بغري العربية عىل التفريق –‬
‫كتاب ًّيا‪ -‬بني التنوعات املختلفة للفونيم الواحد قبل أن يتقن التمييز نطق ًّيا بني القيم‬
‫واخلصائص الصوتية املختلفة التي تكون لألصوات أثناء تفاعلها يف التيار الكالمي‪.‬‬

‫((( الرمز الصويت للراء املفخمة هنا هو (‪ )r‬مع إضافة رشطة يف وسط الرمز كعالمة عىل التفخيم‪.‬‬
‫((( الرمز الصويت للراء املفخمة هنا هو (‪ )r‬مع إضافة رشطة يف وسط الرمز كعالمة عىل التفخيم‪،‬‬
‫وكذلك يف الراء يف كلمة (معمورة) يف ذات النموذج‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬جدول األلفباء الصوتية يف الصفحتني (‪28‬و‪ )29‬من هذا البحث‪.‬‬

‫‪506‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫‪٥ -٥‬إن التنوعــات املخرجيــة املختلفــة للنــون الســاكنة هــي تنوعــات يمكــن‬
‫ضبطهــا وإتقاهنــا‪ ،‬انطال ًقــا مــن إتقــان وضبــط خمــارج األصــوات األخــرى التــي‬
‫تتلوهــا وتتبعهــا‪ .‬وإذا مــا اســتطاع متعلــم أصــوات العربيــة إخــراج األصــوات‬
‫أو الفونيــات العربيــة عــى وجههــا الصحيــح أمكنــه أن يــأيت بتنوعــات النــون‬
‫املختلفــة‪ ،‬ألهنــا مــن الناحيــة العمليــة انتقــال بالنــون الســاكنة إىل خمــارج تلــك‬
‫األصــوات‪.‬‬
‫‪٦ -٦‬بخصــوص التنوعــات النطقيــة املتعلقــة بالصفــات التعامليــة يف‬
‫الفونيــات العربيــة مثــل‪ :‬اإلطبــاق‪ ،‬واالنفتــاح‪ ،‬والتفخيــم‪ ،‬والرتقيــق‪ ،‬وينتظمها‬
‫مــا تناولــه البحــث ســاب ًقا ‪-‬يف املبحــث األول منــه‪ -‬وهــو التنــوع الرتكيبــي‬
‫االضطــراري‪ .‬فيمكــن تدريــب املتعلــم عليهــا مــن خــال طريقــة نقرتحهــا يف‬
‫الكتابــة الصوتيــة‪ ،‬بعضهــا مســتوحى مــن جــدول الرمــوز الصوتيــة الدوليــة‪،‬‬
‫وبعضهــا اآلخــر ممــا اقرتحــه بعــض الباحثــن مــن مثــل مــا فعــل الدكتــور كــال‬
‫بــدري‪.‬‬
‫ ‬

‫‪507‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املصادر و املراجع‬
‫‪١.١‬أبحــاث يف علــم التجويــد‪ .‬احلمــد‪ ،‬د‪ .‬غانــم قــدوري‪ ،‬ط‪ ،1‬عــان‪ :‬دار‬
‫عامر‪1422 ،‬هـــ ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫‪٢.٢‬أثــر القــراءات يف األصــوات والنحــو العــريب‪ .‬شــاهني‪ ،‬د‪ .‬عبــد الصبور‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬القاهــرة‪ :‬مكتبة اخلانجــي‪1408 ،‬هـ ‪1987 -‬م‪.‬‬
‫‪٣.٣‬أســس علــم اللغــة‪ .‬بــاي‪ ،‬ماريــو‪ .‬ترمجــة‪ :‬دكتــور أمحــد خمتــار عمــر‪،‬‬
‫ط‪ ،8‬القاهــرة‪ :‬علــم الكتــب‪1419 ،‬هـــ ‪1989 -‬م‪.‬‬
‫‪٤.٤‬األصــوات العربيــة وتدريســها لغــر الناطقــن هبــا مــن الراشــدين‪.‬‬
‫الغريبــي‪ ،‬د‪ .‬ســعد عبــد اهلل‪ ،‬ط‪ ،1‬مكــة املكرمــة‪ :‬مكتبــة الطالــب اجلامعــي‪،‬‬
‫‪1406‬هـ ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫‪٥.٥‬األصــوات اللغويــة‪ .‬أنيــس‪ ،‬د‪ .‬إبراهيــم‪ ،‬ط‪ ،4‬القاهــرة‪ :‬مكتبــة االنجلو‬
‫املرصية‪1971 ،‬م‪.‬‬
‫‪٦.٦‬بحــوث ومقــاالت يف اللغــة‪ .‬عبــد التــواب‪ ،‬د‪ .‬رمضــان‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهــرة‪:‬‬
‫مكتبــة اخلانجي‪1415 ،‬هـــ ‪1995 -‬م‪.‬‬
‫‪٧.٧‬البيــان والتبيــن‪ .‬اجلاحــظ‪ ،‬أبــو عثــان عمــر بــن بحــر‪ .‬حتقيــق ورشح‪:‬‬
‫عبــد الســام حممــد هــارون‪ .‬د‪ .‬ط‪ ،‬بــروت‪ :‬دار اجليــل‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪٨.٨‬التطــور اللغــوي مظاهــره وعللــه وقوانينــه‪ .‬عبــد التــواب‪ ،‬د‪ .‬رمضــان‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬القاهــرة‪ :‬مكتبــة اخلانجي‪1410 ،‬هـــ‪1990 -‬م‪.‬‬
‫‪٩.٩‬التطــور النحــوي للغــة العربيــة‪ .‬برجــرارس‪ ،‬د‪ .‬جوهتلــف‪ ،‬إخــراج‬
‫وتعليــق‪ :‬د‪ .‬رمضــان عبــد التــواب‪ .‬د‪.‬ط‪ ،‬القاهــرة‪ :‬مكتبــة اخلانجــي‪/‬‬
‫الريــاض‪ :‬دار الرفاعــي‪1402 ،‬هـــ ‪1982 -‬م‪.‬‬
‫‪١٠١٠‬التمهيــد يف علــم التجويــد‪ .‬ابــن اجلــزري‪ ،‬شــمس الديــن أبــو‬
‫اخلــر حممــد بــن حممــد بــن يوســف‪ .‬حتقيــق‪ :‬فرغــي ســيد عربــاوي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بــروت‪ :‬دار الكتــب العلميــة‪1437 ،‬هـــ ‪2016 -‬م‪.‬‬
‫‪١١١١‬التنوعــات اللغويــة‪ .‬عبــد اجلليــل‪ ،‬د‪ .‬عبــد القــادر‪ ،‬ط‪ ،1‬عامن‪:‬‬
‫دار صفاء‪1431 ،‬هـ ‪2012 -‬م‪.‬‬
‫‪ُ ١٢١٢‬جهــد املقــل‪ .‬املرعــي‪ ،‬حممــد بــن أيب بكــر امللقــب بســاجقيل‬
‫زاده‪ .‬دراســة وحتقيــق‪ :‬الدكتــور ســامل قــدوري احلمــد‪ .‬ط‪ ،2‬عــان‪ :‬دار‬
‫عــار‪1429 ،‬هـــ ‪2008 -‬م‪.‬‬
‫‪١٣١٣‬دراســة الصــوت اللغــوي‪ .‬عمــر‪ ،‬د‪ .‬أمحــد خمتــار‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫القاهــرة‪ :‬عــامل الكتــب‪1427 ،‬هـــ‪2006-‬م‪.‬‬
‫‪١٤١٤‬الرعايــة لتجويــد القــراءة وحتقيــق لفــظ التــاوة‪ .‬مكــي بــن أيب‬
‫طالــب‪ ،‬أبــو حممــد مكــي بــن أيب طالــب القيــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬د‪ .‬أمحــد حســن‬

‫‪508‬‬
‫التنوعات الصوتية ‪ :‬مبارك باللي‬

‫فرحــات‪ ،‬ط‪ ،5‬عــان‪ :‬دار عامر‪1428 ،‬هـــ‪2008-‬م‪.‬‬


‫‪١٥١٥‬رس صناعــة اإلعــراب‪ .‬ابــن جنــي‪ ،‬أبــو الفتــح عثــان املوصــي‪.‬‬
‫حتقيــق‪ :‬حممــد حســن حممــد حســن إســاعيل وأمحــد رشــدي شــحاته‬
‫عامــر‪ ،‬ط‪ ،1‬بــروت‪ :‬دار الكتــب العلميــة‪1421 ،‬هـــ‪2000-‬م‪.‬‬
‫‪١٦١٦‬علــم األصــوات‪ .‬بــر‪ ،‬د‪ .‬كــال حممــد‪ .‬د‪.‬ط‪ ،‬القاهــرة‪ :‬دار‬
‫غريــب للطباعــة والنــر والتوزيــع‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪١٧١٧‬علــل اللســان وأمــراض اللغــة (رؤيــة لغويــة إكلينيكيــة‬
‫وانعكاســاهتا االجتامعيــة)‪ .‬كشــاش‪ ،‬د‪ .‬حممــد‪ ،‬ط‪ ،1‬بــروت‪ :‬املكتبــة‬
‫العرصيــة‪1419 ،‬هـــ‪1998-‬م‪.‬‬
‫‪١٨١٨‬علــم اللغــة العربيــة (مدخــل تارخيــي مقــارن يف ضــوء الــراث‬
‫واللغــات الســامية)‪ .‬حجــازي‪ ،‬د‪ .‬حممــود فهمــي‪ .‬د‪.‬ط‪ ،‬الكويــت‪ :‬وكالــة‬
‫املطبوعــات‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪١٩١٩‬علــم اللغــة العــام (األصــوات العربيــة)‪ .‬بــر‪ ،‬د‪ .‬كــال حممد‪.‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬القاهــرة‪ :‬مكتبة الشــباب‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪٢٠٢٠‬علــم اللغــة املربمــج (األصــوات والنظــام الصــويت مطب ًقــا‬
‫عــى اللغــة العربيــة)‪ .‬بــدري‪ ،‬د‪ .‬كــال إبراهيــم‪ ،‬الريــاض‪ :‬عــادة شــؤون‬
‫املكتبــات بجامعــة امللــك ســعود‪1402 ،‬هـــ‪1982-‬م‪.‬‬
‫‪٢١٢١‬علــم وظائــف األصــوات اللغوية(الفونولوجيــا)‪ .‬نــور الديــن‪،‬‬
‫د‪ .‬عصــام‪ ،‬ط‪ ،1‬بــروت‪ :‬دار الفكــر اللبنــاين‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪ ٢٢.‬يف اللهجــات العربيــة‪ .‬أنيــس‪ ،‬د‪ .‬إبراهيــم‪ .‬د‪.‬ط‪ ،‬القاهــرة‪:‬‬
‫مكتبــة األنجلــو املرصيــة‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪٢٣٢٣‬القضايــا األساســية يف علــم اللغــة‪ .‬هيشــن‪ ،‬كالوس‪ .‬ترمجــة‬
‫وتعليــق‪ :‬الدكتــور ســعيد حســن بحــري‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهــرة‪ :‬مؤسســة املختــار‬
‫للنــر والتوزيــع‪1431 ،‬هـــ‪2010-‬م‪.‬‬
‫‪٢٤٢٤‬الكتــاب‪ .‬ســيبويه‪ ،‬أبــو بــر عمــرو بــن عثــان‪ .‬حتقيــق‪ :‬عبــد‬
‫الســام حممــد هــارون‪ ،‬ط‪ ،1‬بــروت‪ :‬دار اجليــل‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪٢٥٢٥‬الكلمــة (دراســة لغويــة معجميــة)‪ .‬خليــل‪ ،‬د‪ .‬حلمــي‪ .‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫اإلســكندرية (مــر)‪ :‬دار املعرفــة اجلامعيــة للطبــع والنــر والتوزيــع‪،‬‬
‫‪2011‬م‪.‬‬
‫‪٢٦٢٦‬اللغــة‪ .‬فندريــس‪ ،‬جوزيــف‪ .‬تعريــب‪ :‬عبــد احلميــد الدواخــي ‬
‫وحممــد القصــاص‪ .‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫وتطــورا‪ .‬هــال‪ ،‬د‪ .‬عبــد الغفــار‬
‫ً‬ ‫‪٢٧٢٧‬اللهجــات العربيــة نشــأة‬
‫حامــد‪ .‬د‪.‬ط‪ ،‬القاهــرة‪ :‬دار الفكــر العــريب‪1418 ،‬هـــ‪1998-‬م‪.‬‬
‫‪٢٨٢٨‬هلجــة قبيلــة متيــم وأثرهــا يف اجلزيــرة العربيــة‪ .‬املطلبــي‪ ،‬د‪.‬‬

‫‪509‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫غالــب فاضــل‪ ،‬ط‪ ،1‬بــروت‪ :‬الــدار العربيــة للموســوعات‪1427 ،‬هـــ ‪-‬‬


‫‪2007‬م‪.‬‬
‫‪٢٩٢٩‬حمــارضات يف األلســنية العامــة‪ .‬دي ســورس‪ ،‬فردنــان‪ .‬ترمجــة‪:‬‬
‫يوســف غــازي وجميــد النــر‪ .‬د‪.‬ط‪ ،‬اجلزائــر‪ :‬املؤسســة اجلزائريــة للطباعة‪،‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫‪٣٠٣٠‬املدخــل إىل علــم أصــوات العربيــة‪ .‬احلمــد‪ ،‬د‪ .‬غانــم قــدوري‪.‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬بغــداد‪ :‬منشــورات املجمــع العلمي‪1423 ،‬هـــ‪2002-‬م‪.‬‬
‫‪٣١٣١‬مدخــل إىل علــم اللغــة‪ .‬ديرتبونتنــج‪ ،‬كارل‪ .‬ترمجــة وتعليــق‪:‬‬
‫د‪ .‬ســعيد حســن بحــري‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهــرة‪ :‬مؤسســة املختــار‪1424 ،‬هـــ ‪-‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫‪٣٢٣٢‬املدخــل إىل علــم األصــوات املقــارن‪ .‬حســنني‪ ،‬د‪ .‬صــاح‪.‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬د‪.‬ن‪( ،‬توزيــع‪ :‬مكتبــة اآلداب)‪2005 ،‬م‪2006/‬م‪.‬‬
‫‪٣٣٣٣‬معجــم املصطلحــات األلســنية‪ .‬مبــارك‪ ،‬د‪ .‬مبــارك‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بــروت‪ :‬دار الفكــر اللبنــاين‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪٣٤٣٤‬معرفــة اللغــة‪ .‬يــول‪ ،‬جــورج‪ .‬ترمجــة‪ :‬د‪ .‬حممــود فــراج عبــد‬
‫احلافــظ‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلســكندرية (مــر)‪ :‬دار الوفــاء لدنيــا الطباعــة والنــر‪،‬‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫‪٣٥٣٥‬مقدمــة ابــن خلــدون‪ .‬ابــن خلــدون‪ ،‬أبــو زيــد عبــد الرمحــان‬
‫بــن حممــد احلرضمــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬حيــي مــراد‪ ،‬اعتنــاء ومراجعــة‪ :‬حممــد عــي ‬
‫قطــب‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهــرة‪ :‬مؤسســة املختــار‪1429 ،‬هـــ ‪2008 -‬م‪.‬‬
‫‪٣٦٣٦‬مقدمــة لدراســة علــم اللغــة‪ .‬خليــل‪ ،‬د‪ .‬حلمــي‪ .‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ :‬دار املعرفــة اجلامعيــة‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪٣٧٣٧‬مناهــج البحــث يف اللغــة‪ .‬حســان‪ ،‬د‪.‬متــام‪ .‬د‪.‬ط‪ ،‬القاهــرة‪:‬‬
‫مكتبــة األنجلــو املرصيــة‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪٣٨٣٨‬مناهــج علــم اللغــة من هرمــان بــول حتى ناعــوم تشومســكي‪.‬‬
‫بارتشــت‪ ،‬برجيتــه‪ .‬ترمجــة وتعليــق‪ :‬د‪ .‬ســعيد حســن بحــري‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫القاهــرة‪ :‬مؤسســة املختــار‪1425 ،‬هـــ ‪2004-‬م‪.‬‬
‫‪٣٩٣٩‬النــر يف القــراءات العــر‪ .‬ابــن اجلــزري‪ ،‬شــمس الديــن أبــو‬
‫اخلــر حممــد بــن حممــد بــن يوســف‪ .‬تقديــم‪ :‬عــي حممــد الضبــاع‪ ،‬ختريــج‬
‫اآليــات‪ :‬زكريــاء عمــرات‪ ،‬ط‪ ،1‬بــروت‪ :‬دار الكتــب العلميــة‪1418 ،‬هـــ‬
‫‪1998 -‬م‪.‬‬

‫‪510‬‬
‫حتديات تدريس اللغة العربي�ة يف املدارس األهلية جبنوب‬
‫تايالند‬

‫د‪ .‬مرتىض فرح علي وداعة‬


‫(((‬

‫جامعة ظفار‪-‬سلطنة عمان‬

‫* أســتاذ مســاعد بجامعــة ظفــار – س��لطنة ع�مان‪ ،‬هيت��م بالبحــث يف جمــال تعليــم اللغــة‪،‬‬
‫ـرات‪ ،‬ونــر ثامنيــة أبحـ ٍ‬
‫ـاث وثالثــة‬ ‫واللغويــات‪ ،‬والنحــو والــرف‪ ،‬شــارك يف مخــس مؤمتـ ٍ‬
‫كتــب‪ ،‬وأرشف عــى العديــد مــن الرســائل‪ ،‬تــوىل جمموعــة مــن املناصــب اإلداريــة منهــا‬ ‫ٍ‬
‫عــادة الدراســات العليــا‪ ،‬ورئاســة قســم اللغــة العربيــة بجامعــة غــرب كردفــان‪ ،‬وعمــل‬
‫أيضــا مديـ ًـرا للشــئون العلميــة باملركــز القومــي للدارســات الدبلوماســية بــوزارة اخلارجيــة‬
‫ً‬
‫الســودانية‪ ،‬ودرس بعــدد مــن اجلامعــات الســودانية وجامعــة فطــاين تايالنــد‪.‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ملخص‪:‬‬
‫هتــدف هــذه الدارســة للوقــوف عــى التحديــات التــي تواجــه تدريــس‬
‫اللغــة العربيــة يف املــدارس األهليــة بجنــوب تايالنــد (املعلــم‪ ،‬الكتــاب املــدريس‪،‬‬
‫طرائــق التدريــس)‪ ،‬وتقديــم احللــول املقرتحــة مــا أمكــن؛ دف ًعــا لعمليــة تدريــس‬
‫العربيــة يف املنطقــة املذكــورة‪ .‬وقــد اعتمــدت الدارســة عــى املنهــج الوصفــي‬
‫ـب آخــر‪.‬‬‫ـب‪ ،‬واإلحصائــي مــن جانـ ٍ‬ ‫التحليــي مــن جانـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫عــدد مــن النتائــج مــن أبرزهــا‪ :‬التحديــات التــي‬ ‫توصلــت الدراســة إىل‬
‫تواجــه تدريــس اللغــة العربيــة يف جنــوب تايالنــد مــن ناحيــة املعلــم هــي تــدين‬
‫الكفايــة اللغويــة واملهنيــة‪ ،‬ومــن ناحيــة الكتــاب املــدريس كبــرة‪ ،‬وتكمــن يف‬
‫ـة‪ ،‬ومــع قــدرات‬‫عــدم وجــود الكتــاب الــذي يتناســب مــع الدارســن مــن ناحيـ ٍ‬
‫ـة أخــرى‪ ،‬أمــا مــن ناحيــة طرائــق التدريــس فتكمــن يف أن‬ ‫املدرســن مــن ناحيـ ٍ‬
‫معظــم املدرســن غــر خمتصــن يف طرائــق التدريــس للناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬
‫قــدم الباحــث بعــض التوصيــات لإلســهام يف حــل املشــكل مــن أمههــا‪:‬‬
‫تأســيس معاهــد وكليــات خمتصــة تقــوم بتخريــج املختصــن يف املجــال عــى ‬
‫شــاكلة معهــد اخلرطــوم الــدويل‪ .‬والســعي لالســتفادة مــن التجــارب الرائــدة يف‬
‫املناطــق الشــبيهة‪ ،‬واالســتعانة هبــا يف مواجهــة هــذه التحديات‪.‬وتوحيــد الكتــاب‬
‫املــدريس‪ ،‬واالســتعانة باخلــراء يف إعــداده حتــى يكــون متناس ـ ًبا مــع التالميــذ‬
‫واملدرســن م ًعــا‪.‬‬

‫‪512‬‬
‫تحديات تدريس اللغة‪ :‬مرتضى وداعة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يشــكل املســلمون أغلبي ـ ًة يف جنــوب تايالنــد؛ لذلــك أنشــأوا العديــد مــن‬
‫ٍ‬
‫بجهــود ذاتيــة أو بدعــ ٍم مــن بعــض البلــدان‪ ،‬أو اجلهــات‬ ‫املــدارس األهليــة‬
‫اخلرييــة‪ ،‬وهــذه املــدارس يــدرس التالميــذ فيهــا اللغــة العربيــة‪ ،‬لكــن هنــاك‬
‫العديــد مــن التحديــات التــي تواجــه عمليــة تدريــس اللغــة العربيــة فيهــا‪.‬‬
‫عليــه‪ ،‬فمشــكلة الدارســة تكمــن يف هــذه التحديــات‪ ،‬والتــي يمكــن‬
‫إجيازهــا يف‪ :‬املــدرس غــر املؤهــل‪ ،‬الكتــاب غــر املالئــم؛ حيــث تســتجلب‬
‫العديــد مــن املــدارس الكاتــب املــدريس مــن اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬أو‬
‫فضــا عــن طرائــق التدريــس غــر املالئمــة؛ إذ إن‬ ‫ً‬ ‫الكويــت‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬هــذا‬
‫املدرســن يركــزون عــى طريقــة القواعــد و الرتمجــة إن كانــوا مــن تايالنــد‪ ،‬وعــى ‬
‫التلقــن إن كانــوا مــن جنســيات عربيــة‪.‬‬
‫عليه‪ ،‬يلخص الباحث املشكلة يف السؤال التايل‪:‬‬
‫مــا التحديــات الــي تواجــه تدريــس اللغــة العربي ـ�ة يف املــدارس األهليــة جبنــوب‬
‫تايالنــد‪ ،‬ومــا احلــول الــي يمكــن أن تســهم يف حــل املشــكلة؟‬
‫وهذا السؤال يمكن تفريعه إىل العديد من األسئلة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ ‪-‬مــا التحديــات التــي تواجــه تعليــم اللغــة العربيــة مــن ناحيــة املعلــم‬
‫وإعــداده؟‬
‫ ‪-‬ما التحديات التي تتعلق بالكتاب املدريس؟‬
‫ ‪-‬ما التحديات املتعلقة بطرائق التدريس؟‬
‫هتــدف الدارســة للوقــوف عــى هــذه التحديــات‪ ،‬وتقديــم احللــول املقرتحة‬
‫مــا أمكــن دف ًعــا لعمليــة تدريــس العربيــة يف املنطقــة املذكورة‪.‬‬
‫وبنــا ًء عــى طبيعــة الدارســة ســيعتمد الباحــث عــى املنهــج الوصفــي‬
‫التحليــي؛ لوصــف وحتليــل مــا يتــم مجعــه مــن معلومــات‪ ،‬واملنهــج اإلحصائــي‬
‫لإلعانــة يف حتليــل البيانــات بغيــة الوصــول إىل نتائــج يمكــن أن توصــف بأهنــا‬
‫علمي ـ ٌة‪.‬‬
‫هــذا‪ ،‬وتنبــع أمهيــة هــذه الدارســة مــن الوضعيــة اخلاصــة لألقليــة املســلمة‬
‫ـب‪ ،‬ومــا يقــف‬ ‫يف تلــك املناطــق وحرصهــا عــى تعلــم اللغــة العربيــة مــن جانـ ٍ‬
‫ـة ضعيفـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫ـات تعليميـ ٍ‬
‫أمــام هــذا احلــرص مــن حتديــات تــؤدي إىل خمرجـ ٍ‬

‫‪513‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وحــدود هــذه الدراســة الزمانيــة هــي العــام الــدرايس (‪2018-2017‬م)‪،‬‬


‫أمــا حدودهــا املكانيــة فهــي إقليــم جنــوب تايالنــد الــذي يضــم واليــة فطــاين‪،‬‬
‫واليــة ناراتيــوات‪ ،‬وواليــة جــاال‪.‬‬
‫ويعتمــد الباحــث عــى املقابلــة الشــخصية‪ ،‬فضــا عــن املالحظــة بوصفهــا‬
‫أدوات مهمــة جلمــع املعلومــات‪.‬‬
‫الدراســات الســابقة‪ :‬هنــاك عــد ٌد مــن الدراســات ذات االرتبــاط الوثيــق‬
‫هبــذه الدراســة‪ ،‬ومنهــا دراســة عــى مهــا ســاموه (‪2010‬م) بعنــوان‪ :‬الكتاتيــب‬
‫يف جنــوب تايالنــد إجيابياهتــا وســليباهتا؛ حيــث تنــاول مــن خالهلــا كيفيــة تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة يف الكتاتيــب‪ ،‬والكتــب التــي يتــم االعتــاد عليهــا‪ .‬ودراســة عبــد‬
‫القــادر أمحــد ســعد وبشــر عــي مهــدي (‪2010‬م) بعنــوان‪ :‬اللغــة العربيــة يف‬
‫فطــاين حضــور ثقــايف ودواع مرحليــة‪ ،‬وقــد تــم الرتكيــز عــى دور العربيــة يف‬
‫احلفــاظ عــى اهلويــة اإلســامية‪ ،‬ومــن خالهلــا تــم الوقــوف عــى املؤسســات‬
‫التــي تقــوم بتعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬كــا قــدم عدنــان حممــد ســومي وكاســيا‬
‫جايــي‪ ،‬وإبراهيــم تــئ هــي (‪2012‬م) دراســة بعنــوان‪ :‬طرائــق تدريــس اللغــة‬
‫العربيــة يف املــدارس الدينيــة بالواليــات اجلنوبيــة الثــاث‪ ،‬واقفــن عــى الطرائــق‬
‫املســتخدمة‪ ،‬ومــا جيــب أن تكــون عليــه‪ ،‬وقــدم عدنــان حممــد ســومي (‪2013‬م)‬
‫دراســته‪ :‬تعليــم اللغــة العربيــة يف جنــوب تايالنــد‪ ،‬واق ًفــا عــى املؤسســات التــي‬
‫عارضــا بعــض اخلطــط الدراســية‬ ‫ً‬ ‫تقــوم بتعلمــي العربيــة يف جنــوب تايالنــد‪،‬‬
‫هلــا‪ ،‬كــا قــدم ســليامن تــه‪ ،‬وحممــد عــي بــون (‪2013‬م) دراســة بعنــوان‪ :‬تدريس‬
‫اللغــة العربيــة يف جنــوب تايالنــد‪ -‬حتديــات وطموحــات‪ ،‬وقــد كانــت شــبيهة‬
‫بصيصــا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫مســا‬
‫بورقــة عندنــان ســومي الســالفة‪ ،‬مــع مــس املشــكالت ًّ‬
‫هــذا‪ ،‬قــد أفــاد الباحــث مــن هــذه الدراســات يف الوقــوف عــى أنــواع‬
‫املؤسســات التــي تقــوم بتعليــم العربيــة‪ ،‬والكتــب املدرســية املســتخدمة‪ ،‬هــذا‬
‫فضــا عــن بعــض املشــكالت التــي أثارهتــا‪.‬‬
‫محاور الدراسة‪ :‬تقع هذه الدراسة يف املحاور التالية‪:‬‬
‫_ _املقدمــة‪ :‬حتــوي املشــكلة‪ ،‬األهــداف‪ ،‬املنهــج‪ ،‬األمهيــة‪ ،‬الدارســات‬
‫الســابقة‪ ،‬املحــاور‪.‬‬
‫_ _التعريــف باملــدارس األهليــة يف جنــوب تايالنــد‪ ،‬وتدريــس اللغــة‬
‫العربيــة فيهــا‬
‫_ _أساســيات تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا (املعلــم‪ ،‬الكتــاب‬

‫‪514‬‬
‫تحديات تدريس اللغة‪ :‬مرتضى وداعة‬

‫املــدريس‪ ،‬طــرق التدريــس)‪.‬‬


‫_ _التحديــات التــي تواجــه تدريــس اللغــة العربيــة يف جنــوب تايالنــد‪:‬‬
‫وســيتم حرصهــا يف‪ :‬املعلــم غــر املؤهــل‪ ،‬الكتــاب املــدريس غــر املناســب‪،‬‬
‫طــرق التدريــس غــر املناســبة‪.‬‬
‫_ _اخلاتمة‪ :‬وتشتمل عىل ملخص أبرز النتائج‪ ،‬والتوصيات‪.‬‬

‫‪515‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫التعريف باملدارس األهلية يف جنوب تايالند‪:‬‬


‫عندما ُيطلق جنوب تايالند تظهر خصوصية االسم يف ناحيتني‪ ،‬مها‪:‬‬
‫ ‪-‬خصوصيــة إداريــة‪ :‬حيــث تعنــي واليــات ثــاث‪ :‬فطــاين‪ ،‬وجــاال‪،‬‬
‫ونارتــوات‪.‬‬
‫ ‪-‬خصوصية دينية‪ :‬حيث يعني إقليم متركز املسلمني‪.‬‬
‫واملــدارس األهليــة يف هــذا اإلقليــم أربعــة أنامــط نمــط منهــا خيــص البوذيــن‪،‬‬
‫وثالثــة أنــاط ختــص املســلمني‪ ،‬وهــي(((‪:‬‬
‫‪-1‬املــدارس التقليديــة ( الفنــدق)‪ :‬وهــي تقــوم بتدريــس العلــوم الرشعيــة‬
‫باللغــة املاليويــة والتايلنديــة يف بعــض األحيــان‪ ،‬كــا تقــوم بتدريــس اللغــة‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫‪-2‬املــدارس املســجدية ( تاديــكا)‪ :‬هــي عبــارة عــن ريــاض أطفــال ملحقــة‬
‫باملــدارس تقــوم بتدريــس مبــادئ اإلســام واللغــة العربيــة مــن حيــث مهــاريت‬
‫القــراءة والكتابــة‪ ،‬وتعمــل يف أيــام العطــات (الســبت‪ ،‬األحــد‪ ،‬العطــات‬
‫الرســمية األخــرى)‪ ،‬وتاديــكا اختصــار لـــ( تامــن ديقــن كانــق لنــق) باملاليويــة‪،‬‬
‫وتعنــي‪ :‬روضــة تربيــة األطفــال‪.‬‬
‫مزدوجــا؛‬
‫ً‬ ‫منهجــا‬
‫ً‬ ‫‪-3‬املــدارس اإلســامية العصريــة‪ :‬تتبنــى هــذه املــدارس‬
‫حيــث تــدرس العلــوم الرشعيــة واللغــة العربيــة مــن أجــل احلفــاظ عــى اهلويــة‬
‫اإلســامية‪ ،‬والعلــوم العرصيــة مــن أجــل املواكبــة وااللتحــاق باجلامعــات‬
‫الوطنيــة‪ ،‬ثــم احلصــول عــى وظائــف تكفــل ألصحاهبــا العيــش الكريــم‪.‬‬
‫وهــذا‪ ،‬النــوع قــد متــت املصادقــة عليــه يف العــام ‪1975‬م‪ ،‬وبــدأ تنفيــذه يف‬
‫العــام ‪1976‬م‪ ،‬فبجانــب العلــوم العرصيــة يــدرس الطــاب‪ :‬القــرآن والتجويد‪،‬‬
‫التوحيــد‪ ،‬الفقــه‪ ،‬التاريــخ‪ ،‬األخــاق اإلســامية‪ ،‬واللغــة العربيــة(((‪.‬‬

‫((( ســليامن تــه‪ ،‬وحممــد عــي بــون‪ ،‬تدريــس اللغــة العربيــة يف جنــوب تايالنــد‪ -‬حتديــات‬
‫وطموحــات‪ ،‬ورقــة قدمــت بمؤمتــر اللغــة العربيــة الثــاين الــدويل بــديب‪ ،‬اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪.‬‬
‫يف ‪ 10-7‬مايــو ‪2013‬م املوافــق ‪ 30-27‬مجــادى اآلخــر ‪1434‬هـــ‪ .‬وعبــد القــادر أمحــد ســعد وبشــر ‬
‫مهــدي عــي‪ ،‬اللغــة العربيــة يف فطــاين حضــور ثقــايف ودواع مرحليــة ورقــة قدمــت بمؤمتــر‪ :‬دور‬
‫الدراســات اإلســامية يف املجتمــع العوملــي‪ ،‬كليــة الدراســات اإلســامية‪ ،‬جامعــة األمــر ســونكال‪،‬‬
‫فطــاين‪ 17-15 ،‬حمــرم ‪432‬هـــ املوافــق ‪ 23-21‬ديســمرب ‪2010‬م‪.‬‬
‫((( أمحــد صبيحــي‪ ،‬وفاطمــة الزهــراء عــواض‪ ،‬التعايــش اإلســامي البــوذي يف تايالنــد ( أنمــوذج‬
‫للحــوار والبنــاء وانســجام احلــوارات املختلفــة)‪ ،‬ورقــة قدمــت يف مؤمتــر‪ :‬احلــوار مــع اآلخــر يف الفكــر‬
‫اإلســامية‪ ،‬كليــة الدراســات اإلســامية‪ ،‬جامعــة الشــارقة‪ 30—28 ،‬ربيــع أول ‪1428‬هـــ املوافق ‪16‬‬

‫‪516‬‬
‫تحديات تدريس اللغة‪ :‬مرتضى وداعة‬

‫عرصية دينية املجموع‬ ‫تاديكا‬ ‫فندق‬ ‫الوالية‬


‫‪1015‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪639‬‬ ‫‪248‬‬ ‫فطاين‬
‫‪645‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪442‬‬ ‫‪111‬‬ ‫جاال‬
‫‪1218‬‬ ‫‪510‬‬ ‫‪641‬‬ ‫ناراتيوات ‪67‬‬
‫‪2878‬‬ ‫‪730 1722‬‬ ‫املجموع ‪326‬‬
‫جدول رقم (‪ )1‬يوضح عدد املدارس وأنواعها وتوزيعها اجلغرايف ‪.‬‬
‫(((‬

‫تعليــم اللغــة العربي ـ�ة يف هــذه املــدارس‪ :‬تعليــم العربيــة يف هــذه املــدارس‬
‫ـرا‪ ،‬وهــو بإجيــاز كــا يــي‪:‬‬
‫متابــن تباينًــا كبـ ً‬
‫يف الفنــدق‪ :‬يقــوم التدريــس عــى نظــام احللقــات‪ ،‬ويقــوم بالتدريــس‬
‫الشــيخ‪ ،‬ويراجــع للطــاب اجلــدد مــن الزم الشــيخ فــرة كافيــة تكفــل لــه القيــام‬
‫هبــذا الــدور‪ ،‬حيــث يــدرس الطــاب‪ :‬النحــو والــرف‪ ،‬والبالغــة مــن بعــض‬
‫كتــب الــراث‪ ،‬مثــل‪ :‬اآلجروميــة‪ ،‬وقطــر النــدى‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬وليــس هنــاك نظــام‬
‫حمــدد‪ ،‬بــل يعتمــد عــى إكــال الكتــب التــي حيددهــا الشــيخ‪ ،‬وربــا أعيــدت‬
‫أكثــر مــن مــرة‪ .‬وفــرة الدراســة مــن بعــد صــاة الفجــر حتــى الســاعة ‪11‬‬
‫صباحــا‪ ،‬ثــم بعــد صــاة العــر حتــى الســاعة ‪11‬م يف الغالــب‪ ،‬مــع مراعــاة‬
‫أوقــات الصلــوات والوجبــات(((‪.‬‬
‫يالحظ عىل تدريس اللغة العربية يف هذا النوع ما ييل‪:‬‬
‫ ‪-‬التدريــس مــن كتــب الــراث التــي هــي تصعــب عــى أبنــاء العربيــة‬
‫دعــك مــن الناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬نظــام احللقــات يقــوم عــى التقلــن واحلفــظ‪ ،‬وال ينمــي املهــارات‬
‫اللغويــة‪ ،‬وهــذا ممــا جيعــل الطــاب حيفظــون بعــض املتــون مــن غــر ‬
‫فهــم‪ ،‬أو امتــاك مهــارة التعبــر لف ًظــا أو خ ًّطــا‪.‬‬
‫ ‪-‬طــول زمــن الدراســة الــذي يمتــد مــن بعــد صــاة الفجــر وحتــى‬

‫أبريل ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪http:www.opecnara.go.th/‬‬ ‫((( استنبط هذا اجلدول من مواقع املدارس األهلية‪ :‬نارتيوت‬
‫‪ /webnew/index.php/enn‬وفطاني‪ ،‬تايالند‪ http://opep.go.th/website/publication/information:‬وجاال‪http://ya�:‬‬
‫‪ laopec.go.th/yalaopec2011/index-ok.php‬هذه المعلومات حسب آخر إحصاء‪ ،‬وهو عام ‪2018‬م‪.‬‬
‫((( عــي مهامــا ســاموه‪ ،‬الكتاتيــب يف جنــوب تايالنــد إجيابياهتــا وســلبياهتا‪ ،‬ورقــة قدمــت بمؤمتــر‪:‬‬
‫دور الدراســات اإلســامية يف املجتمــع العوملــي‪ ،‬كليــة الدراســات اإلســامية‪ ،‬جامعــة األمــر ‬
‫ســونكال‪ ،‬فطــاين‪ 17-15 ،‬حمــرم ‪432‬ه املوافــق ‪ 23-21‬ديســمرب ‪2010‬م‪.‬‬

‫‪517‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الســاعة ‪ 11‬مســاء ممــا جيعــل الطــاب يف ملــل‪ ،‬وإرهــاق‪.‬‬


‫يف التاديــكا‪ :‬أي ريــاض األطفــال‪ ،‬والعربيــة فيهــا يقــوم بتدريســها بعــض‬
‫مــن درس اللغــة العربيــة ســواء يف الفنــدق‪ ،‬أو بعــض البلــدان العربيــة‪ ،‬وغال ًبــا‬
‫مــا يــدرس كتــاب ( قــراءيت) الــذي يعتمــد عــى الطريقــة الكليــة‪ ،‬فيــدرس‬
‫التالميــذ الكلــات مــن غــر دراســة حــروف اهلجــاء‪.‬‬
‫يالحظ عىل تدريس العربية يف هذه املرحلة ما ييل‪:‬‬
‫ ‪-‬عــدم كفايــة الكتــاب املــدريس‪ ،‬فهــو كتــاب يركــز فقــط عــى بعــض‬
‫ً‬
‫مهمــا‬ ‫الكلــات التــي قــد تكــون ذات ارتبــاط بالعبــادة والقــرآن‬
‫الكلــات التداوليــة‪.‬‬
‫ ‪-‬عــدم كفايــة الوقــت؛ حيــث تــدرس اللغــة العربيــة يف العطــات‬
‫فحســب‪.‬‬
‫ ‪-‬عــدم كفايــة املعلمــن؛ فالتدريــس يف ريــاض األطفــال حيتــاج إىل تأهيـ ٍ‬
‫ـل‬
‫معـ ٍ‬
‫ـن تقــوم بــه كليــات ومعاهــد خمتصــة يف هــذا املجــال‪.‬‬
‫يف املــدارس العصريــة اإلســامية‪ :‬هنــاك كتــاب مــدريس حمــدد يعــده احتــاد‬
‫املــدارس اإلســامية بتايالنــد‪ ،‬وهــو متسلسـ ٌـل مــن بدايــة املرحلــة إىل هنايتهــا‪،‬‬
‫وهــو يف الغالــب يركــز عــى املهــارات‪ ،‬والثقافــة العربيــة اإلســامية‪.‬‬
‫ويلجــأ أصحــاب هــذه املــدارس إىل اجتــاب بعــض الكتــب مــن بعــض‬
‫البلــدان العربيــة‪ ،‬مثــل‪ :‬الســعودية‪ ،‬مــر‪ ،‬الكويــت‪ ،‬الســودان‪ ،‬وغال ًبــا يكــون‬
‫الكتــاب املــدريس‪ ،‬إمــا عــى أســاس الدولــة التــي درس فيهــا صاحــب املدرســة‪،‬‬
‫أو الدولــة التــي قامــت بدعــم هــذه املدرســة‪.‬‬
‫ويقــوم بالتدريــس عــدد مــن املعلمــن واملعلــات العــرب الوافديــن‬
‫لتايالنــد‪ ،‬أو مــن التايلنديــن الذيــن درســوا العربيــة يف جامعــات عربيــة‪ ،‬أو‬
‫ومؤخــرا ممــن ختــرج يف جامعــات بتايالنــد نفســها‪.‬‬
‫ً‬ ‫بامليزيــا‪،‬‬
‫مما يالحظ عىل تدريس اللغة العربية يف هذا النوع من املدارس ما ييل‪:‬‬
‫ ‪-‬عــدم وحــدة الكتــاب املــدريس املســتورد‪ ،‬وعــدم مناســبته للدارســن‪،‬‬
‫فهــو لــه أهــداف غــر أهــداف تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬املعلــم يف الغالــب ليــس لــه الكفايــة املهنيــة‪ ،‬فقــد يكــون مــن ٍ‬
‫بلــد‬
‫يب‪ ،‬لكنــه ختــرج يف أصــول الديــن‪ ،‬الرشيعــة‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫عــر ٍّ‬

‫‪518‬‬
‫تحديات تدريس اللغة‪ :‬مرتضى وداعة‬

‫ ‪-‬املعلــم املحــي يفتقــد امللكــة الكالميــة‪ ،‬ولذلــك غال ًبــا مــا يلجــأ إىل‬
‫طريقــة الرتمجــة‪.‬‬
‫أساسيات تدريس اللغة العربي�ة للناطقني بغريها (املعلم‪،‬‬
‫الكتاب املدريس‪ ،‬طرق التدريس)‪:‬‬
‫لتدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا أساســيات ختتلــف عــن‬
‫أساســيات تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن هبــا‪ ،‬وذلــك يف كل ٍ‬
‫يشء وال ســيام‬
‫فيــا يتعلــق بإعــداد املعلــم‪ ،‬والكتــاب املــدريس‪ ،‬وطرائــق التدريــس‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ -‬املعلم وإعداده‪:‬‬
‫يعتقــد الكثــر إن كل مــن درس اللغــة العربيــة‪ ،‬ثــم أصبــح مــن املختصــن ‬
‫فيهــا يصلــح أن يكــون معلـ ًـا للغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وبنــا ًء عــى هــذا‬
‫الفهــم انــرى عــدد ممــن ختــرج يف أقســام وكليــات اللغــة العربيــة لتدريــس اللغــة‬
‫العربيــة لغــر أبنائهــا يف مناطــق متعــددة مــن العــامل‪ ،‬وهــذا خطــأ كبــر؛ وذلــك‬
‫ألن ممــن يقــوم هبــذا الــدور حيتــاج إلعــداد خــاص يرتكــز عــى مــا يــي(((‪:‬‬
‫أ‪ -‬االختصــاص يف اللغــة العربيــة‪ ،‬واإلملـــام بتارخيهــا‪ ،‬وأســاليبها‪،‬‬
‫وقواعدهــا‪ ،‬أي مــا يكفــل لــــه مــا يسمـــــى بـ(الكفايــة اللغويــة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلعــداد العلمــي يف علــم اللغــة التطبيقــي؛ للوقــوف عــى أســاليب‬
‫ٍ‬
‫ـورات يف‬‫تعليــم اللغــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬بــل ويكــون ملـ ًّـا بــا حيــدث مــن تطـ‬
‫هــذا املجــال‪.‬‬
‫ج‪ -‬التطبيق العميل ملا درس حتت إرشاف اخلرباء يف هذا املجال‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فــرة حتــى يتابــع مــا حــدث مــن‬ ‫د‪ -‬تلقــي الــدورات التدريبيــة كل‬
‫تطــورات ومــا جــد مــن أســاليب ووســائل ومقــررات‪.‬‬
‫قــادرا عــى أداء دوره عــى الوجــه األكمــل وفــق‬
‫ً‬ ‫وعليــه‪ ،‬يكــون املعلــم‬
‫اإلعــداد اللغــوي والرتبــوي‪ ،‬ولــه مهــارة تعليــم اللغــة للناطقــن بغريهــا‬
‫ومــن بــاب أوىل أن تُطــور املؤسســات التــي تقــوم بإعــداد هــؤال املعلمــن‪ ،‬وف ًقــا‬
‫للمســتجدات يف جمــال تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ســواء كانــت‬

‫((( عبده الراجحي‪ ،‬علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية‪ ،‬د‪.‬ط‪1995 ،‬م‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪ .125-124‬أمحد حساين‪ ،‬دراسات يف اللسانيات التطبيقية – حقل تعليمية اللغات‪،‬‬
‫ط‪1995 ،2‬م‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.141‬‬

‫‪519‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫كليــات أو معاهــد‪ ،‬وهــذه املؤسســات ال بــد أن ختضــع للمعايــر التاليــة؛ حتــى‬


‫تكــون مواكبــة للتطــور‪ ،‬وهــي(((‪:‬‬
‫‪-‬االعتمــاد‪ :‬حيــث يتــم اعتــاد الربامــج التعليميــة‪ ،‬والبنيــة التحتيــة‪،‬‬
‫والتأســيس‪ ،‬والدرجــات العلميــة‪ ،‬وهــو يرمــي إىل أن تكــون املؤسســة التعليميــة‬
‫باملواصفــات التــي تؤهلهــا للقيــام بدورهــا عــى الوجــه املطلــوب‪.‬‬
‫‪ -‬اجلــودة‪ :‬املــراد هبــا جــودة الربامــج‪ ،‬املــواد التعليميــة‪ ،‬واألداء‪ ،‬وبالتــايل‬
‫جــودة املخرجــات التعليمــة‪ ،‬وكل هــذه األنــواع ما تســمى بـــ( اجلودة الشــاملة)‪.‬‬
‫‪ -‬املعايــر القياســية‪ :‬حيــث يتــم موازنــة برامــج‪ ،‬وهيئــة تدريــس‪ ،‬وطالب‬
‫املؤسســة باملؤسســات األخــرى مــن حيــث اجلــودة‪ ،‬فــا بــد للمؤسســة أن‬
‫تكــون هلــا وضعيــة مــن بــن املؤسســات التعليمــة الشــبيهة‪.‬‬
‫‪ -‬التمــز‪ :‬بنــاء عــى األســس الســالفة الذكــر تكــون املؤسســة يف مصــاف‬
‫املؤسســات املتميــزة مــن حيــث الربامــج‪ ،‬هيئــة التدريــس‪ ،‬البنيــة والبيئــة‪،‬‬
‫واملخرجــات التــي تقــوم بدورهــا املنشــود‪ ،‬وهــو تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪.‬‬
‫فاملعلــم الــذي خيضــع للدراســة يف مؤسســات تتصــف بــا ذكــر مــن‬
‫صفــات يتوقــع منــه(((‪:‬‬
‫ ‪-‬أن يكــون مربجمًــا ومشــاركًا يف صناعــة الكتــاب املــدريس؛ ملــا لــه مــن‬
‫ـة لغويـ ٍ‬
‫ـة كافيتــن‪.‬‬ ‫ـة وثقافـ ٍ‬
‫ـة ومعرفـ ٍ‬
‫ـة دقيقـ ٍ‬
‫ـرة ميدانيـ ٍ‬
‫خـ ٍ‬

‫ ‪-‬أن يكــون حاذ ًقــا يف األداء؛ ملــا لــه مــن كفايــات تعينــه عــى الفهــم‬
‫والتنفيــذ‪.‬‬
‫ ‪-‬أن يعمل عىل إجراء التصويبات التي قد تكون بالكتاب املدريس‪.‬‬

‫ثاني�ا‪ -‬الكتاب املدريس‪:‬‬


‫ً‬

‫عنــد الســعي لتصميــم مقــرر مــن املقــررات ال بــد مــن حتديــد الغايــات‬
‫بعيــدة املــدى‪ ،‬واألهــداف مــن املقــرر‪ .‬وإذا كانــت الغايــة البعيــدة املــدى لتعليــم‬
‫((( رشــدي أمحــد طعيمــة‪ ،‬معاهــد تعليــم اللغــة العربيــة‪( :‬اجتاهــات التطويــر‪ ،‬معايــر االعتــاد‪،‬‬
‫مــؤرشات اجلــودة)‪ ،‬جملــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة‪ ،‬جامعــة إفريقيــا العامليــة‪،‬‬
‫العــدد الثالــث‪ ،‬الســنة الثانيــة‪ ،‬ينايــر ‪ ،2006‬ص‪.102 -99‬‬
‫((( حممد األوراغي‪ ،‬اللسانيات النسبية وتعليم العربية‪ ،‬ط‪1431 ،1‬هـ‪2010-‬م‪ ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ص‪.54‬‬

‫‪520‬‬
‫تحديات تدريس اللغة‪ :‬مرتضى وداعة‬

‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا هــي اهلــدف اإلســامي‪ ،‬فينبغــي حتديــد أهداف‬
‫كل مقـ ٍ‬
‫ـرر‪ ،‬وأهــداف املتعلمــن مــن دراســته‪ ،‬والســعي لتالقــي هــذه األهــداف‬
‫التــي هــي أســاس إنجــاح العمليــة التعليمــة ‪.‬‬
‫(((‬

‫هــذا‪ ،‬وختتلــف املقــررات الدراســية التــي يدرســها الناطقــن بغريهــا عــن‬


‫تلــك التــي يدرســها الناطقــن باللغــة ذاهتــا‪ ،‬ومــن األخطــأ املرتكبــة يف هــذا‬
‫األمــر أن العديــد مــن املؤسســات بالبلــدان غــر العربيــة تلجــأ إىل املقــررات‬
‫املســتوردة مــن البلــدان العربيــة (الســعودية‪ ،‬الكويــت‪ ،‬الســودان‪ ،)...‬أو إىل‬
‫كتــب الــراث التــي هــي غايــة يف التعقيــد عــى الناطقــن بالعربيــة‪ ،‬دعــك عــن‬
‫الناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫حتــى يف البلــدان العربيــة فاجلهــود حمــدودة‪ ،‬مثــل‪ :‬مقــررات املعاهــد التــي‬
‫تقــوم بتدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف الســعودية‪ ،‬وجامعــة إفريقيــا‬
‫العامليــة‪ ،‬وغريمهــا‪.‬‬
‫لكــن األمــر الــذي جيــب وضعــه يف احلســبان أن الذيــن يتعلمــون اللغــة‬
‫العربيــة مــن غــر أبنائهــا هلــم ثقافــة غــر الثقافــة العربيــة اإلســامية‪ ،‬ولغاهتــم هلا‬
‫نظــم غــر نظــام اللغــة العربيــة‪ ،‬وبنــاء عــى ذلــك عنــد اختيــار حمتــوى املقــررات‬
‫الدراســية جيــب مراعــاة األســس التاليــة(((‪:‬‬
‫‪1.1‬األســاس املعجــي‪ :‬ونعنــي بــه املفــردات اجلديــدة ومعانيهــا يف الكتــاب‬
‫املقــرر؛ ففــي كل مرحلــة ال بــد أن يلــم املتعلــم بعــدد معــن مــن املفــردات‬
‫اجلديــدة التــي تكــون فيــا بعــد احلصيلــة اللغويــة لــه‪ ،‬والتــي هــي مــن أبــرز‬
‫املعينــات عــى التواصــل اللغــوي‪ ،‬وفهــم املســموع واملقــروء‪.‬‬
‫‪2.2‬األســاس الصــويت‪ :‬وهــو عبــارة عــن األداءات والتمثــات األدائيــة‬
‫لألصــوات‪ ،‬مــن حيــث املخــارج والصفــات مــن خــال أداء الــكالم؛ وألنــه‬
‫قــد تكــون هنالــك أصــوات خمالفــة ألصــوات لغتــه‪ ،‬وأخــرى مشــاهبة‪ ،‬فعليــه‬
‫ال بــد مــن مراعــاة هــذا اجلانــب‪.‬‬
‫‪3.3‬األســاس املعــريف والثقــايف‪ :‬أي املعــارف اللغويــة والثقافيــة املتعلقــة‬
‫بالثقافــة العربيــة واإلســامية التــي حيوهيــا املقــرر‪ ،‬أو يقدمهــا املــدرس مــن‬
‫خــال إجــراءات التدريــس‪.‬‬

‫((( عبد الراجحي‪ ،‬علم اللغة التطبيقي‪ ،‬ص‪.121-120‬‬


‫((( ساميةجباري‪ ،‬اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغات‪ ،‬جملة اللسانيات التطبيقة‪ ،‬جامعة أبو القاسم ‬
‫سعد اهلل‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جوان‪ ،2017 ،‬ص‪.106‬‬

‫‪521‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ولتعليــم اللغــات ال بــد مــن تعليــم ثقافاهتــا‪ ،‬والعربيــة مــن ضمنهــا؛ إذ‬
‫إنــه مــن الــروري ربــط دارس اللغــة العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا بالثقافــة‬
‫العربيــة واإلســامية مــن خــال األمثلــة والنصــوص‪ ،‬وهــي املدخــل األســايس‬
‫لفهــم أســاليب اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫‪4.4‬األســاس البنيــوي والرتكيــي‪ :‬أي مــا خيتــص بقواعــد الــرف الــذي‬
‫هيتــم ببنــاء الكلــات‪ ،‬والنحــو الــذي هيتــم ببنــاء اجلمــل‪.‬‬
‫ـادرا عــى إكســاب‬ ‫وبنــا ًء عــى هــذه األســس‪ ،‬يكــون الكتــاب املــدريس قـ ً‬
‫الطالــب الناطــق بغــر العربيــة القــدرة الكافيــة عــى التواصــل بالعربيــة خ ًّطــا‬
‫ولف ًظــا(((‪.‬‬
‫ً‬
‫فضــا عــن األســس النفســية والرتبويــة واالجتامعيــة التــي جيــب‬ ‫هــذا‬
‫ٍ‬
‫مــدريس‪ ،‬ويف أي مرحلــة مــن املراحــل املدرســية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كتــاب‬ ‫مراعاهتــا يف أي‬
‫ٍّ‬
‫زد عــى ذلــك أنــه ال بــد مــن التدريبــات الكافيــة ســواء كانــت كتابي ـ ًة‪ ،‬أو‬
‫لفظي ـ ًة؛ ألهنــا مــن أبــرز الوســائل لتنميــة املهــارات اللغويــة‪.‬‬
‫وهــذه املقــررات وحمتواهــا ال بــد أن تعــد مــن جانــب اخلــراء واملختصــن‪،‬‬
‫وتكــون موزعــ ًة حســب ســنوات الدراســة املتتاليــة‪ ،‬مــع مراعــاة التسلســل‬
‫املنطقــي والرتابــط بــن احللقــات املتتاليــة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثــا‪ -‬طرائــق التدريــس‪ :‬لــكل كتــاب مــدريس طرائــق تدريــس تتناســب‬
‫معــه‪ ،‬وال ُيســتغرب أن يــدرب املعلــم عــى تدريــس مقـ ٍ‬
‫ـرر مــا‪ ،‬ولتعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا طرائــق حمــددةٌ‪ ،‬والســيام التــي تتعلــق باملهــارات‬
‫اللغويــة (االســتامع‪ ،‬الــكالم‪ ،‬القــراءة‪ ،‬الكتابــة)‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬والطريقة التدريسية عمو ًما ال بد فيها من مراعاة طورين‪ ،‬مها(((‪:‬‬
‫األول‪ -‬طــور التعليــم‪ :‬حيــث يقــوم املعلــم مــن خاللــه بتلقــن جزئيــات‬
‫درس مــا‪ ،‬وحيــرض امللــكات املنفعلــة يف ذهــن الطالــب لكــي‬ ‫ٍ‬ ‫لغويــة مربجمــة يف‬
‫تقــوم بوظيفتهــا فتســتلم الــيء بــا لــه مــن ســات متيــزه عــن غــره‪ ،‬وحلفظــه‬
‫ـة ختصــه‪.‬‬‫يف بنيـ ٍ‬
‫ُّ‬
‫الثــاين‪ -‬طــور التعلــم‪ :‬وفيــه مطالــب املــدرس وبجانــب املقــرر الــدرايس ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـول للملكات‬ ‫اســتعامل معطيــات حمفوظــة يقــوم بصياغتهــا بطريقــة اســتداللية ُ تـ ِّ‬

‫((( حممد األوراغي‪ ،‬اللسانيات النسبية وتعليم اللغة العربية‪ ،‬ص‪.67‬‬


‫((( املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.39-38‬‬

‫‪522‬‬
‫تحديات تدريس اللغة‪ :‬مرتضى وداعة‬

‫الفعالــة يف ذهــن الطالــب حتــى يســتنبط منهــا معــارف ومهــارات لغويــة جديدة‪.‬‬
‫وختتلــف تصنيفــات طرائــق تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫بوصفهــا لغــ ًة أجنبيــ ًة؛ وهــي متعــددة‪ ،‬ومــن أبرزهــا(((‪:‬‬
‫ ‪-‬الطرائق القديمة يف مقابل احلديثة‪.‬‬
‫ ‪-‬الطرائق املبنية عىل مذاهب ونظريات يف مقابل املستقلة‪.‬‬
‫ ‪-‬البنيوية السلوكية يف مقابل املعرفية الفطرية‪.‬‬
‫ ‪-‬التقليدية يف مقابل اإلبداعية‪.‬‬
‫ ‪-‬اخلاصة بمهارة ما يف مقابل الشاملة للمهارات اللغوية‪.‬‬
‫هــذا‪ ،‬وقد قســمها بعــض اللغويــن التطبيقــن حســب أهدافهــا ومنطلقاهتا‪،‬‬
‫وهــي‪ :‬طــرق الكفايــة‪ ،‬الســمعية الشــفهية‪ ،‬الطرائــق اخلاصــة يف مقابــل طرائــق‬
‫تدريــس اللغــات لغــة ثانيــة‪ ،‬ومــن حيــث املداخــل‪ :‬املدخــل املعــريف‪ ،‬املدخــل‬
‫اإلنســاين‪ ،‬املداخــل املتعــددة‪.‬‬
‫وقد صنفها عبد العزيز العصييل إىل‪:‬‬
‫ ‪ -‬الطرائق البنائية الشكلية‪.‬‬
‫ ‪ -‬الطرق الوظيفية‪.‬‬
‫ ‪-‬طريقة املواقف‪.‬‬
‫ ‪-‬طرق املهارات‪.‬‬
‫ ‪-‬طرق املهامت‪.‬‬
‫ ‪-‬طرق املحتوى‪.‬‬
‫وحتــت هــذه التصنيفــات تنضــوي العديــد مــن الطــرق‪ ،‬وقــد تكــون‬
‫الطريقــة حتــت أكثــر مــن تصنيـ ٍ‬
‫ـف‪ ،‬فطريقــة الرتمجــة مثـ ً‬
‫ـا‪ ،‬تكــون حتــت‪ :‬الطــرق‬
‫معــريف فقــط‪ ،‬وشــكلية كذلــك‪.‬‬‫ٌّ‬ ‫القديمــة‪ ،‬والتقليديــة‪ ،‬ومدخلهــا‬
‫وقــد ظــل ممــن هيتــم بطرائــق تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يتحــدث‬
‫عــن طــرق بعينهــا مرتمجــن بعــض املصــادر التــي ختتــص بتديــس اللغــات‬
‫((( عبد العزيز بن إبراهيم العصييل‪ ،‬طرائق تدريس اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪1423‬هـ ‪2002-‬م‪ ،‬جامعة اإلمام حممد بن سعود‪ ،‬ص‪.26-25‬‬

‫‪523‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـرورا؛ فمؤلفاهتــم كلهــا إن مل تكــن معظمهــا‬


‫األجنيــة‪ ،‬ويــكاد حديثهــم يكــون مكـ ً‬
‫تتنــاول‪ :‬طريقــة النحــو والرتمجــة‪ ،‬الطريقــة املبــارشة‪ ،‬الســمعية الشــفهية‪ ،‬الطبقية‪،‬‬
‫االســتجابة اجلســدية‪ ،‬واالتصاليــة‪ ،‬ومنهــم رشــدي أمحــد طعيمــة‪ ،‬و وحممــود‬
‫كامــل الناقــة(((‪.‬‬
‫عليــه‪ ،‬فــا جمــال هنــا لتعــداد هــذه الطــرق ورسد ميزاهتــا وعيوهبــا‪ ،‬لكــن‬
‫املــدرس الكــفء هــو الــذي يســتطيع أن خيتــار الطرائــق التــي تتناســب مــع‬
‫الــدرس املعنــي ومــع نوعيــة الدارســن‪ ،‬وقــد يمــزج بــن أكثــر مــن طريقـ ٍ‬
‫ـة يف‬
‫الــدرس الواحــد عــى حســب احلاجــة‪ ،‬واألمــر املهــم الــذي جيــب التنبيــه عليــه‬
‫أن الناطقــن بغريهــا حيتاجــون للطرائــق التــي تكســبهم املهــارات أكثــر مــن‬
‫املعــارف‪ ،‬وال ســيام يف املراحــل االبتدائيــة لدراســتهم اللغــة العربيــة‪ .‬وجيــب‬
‫عــى املعلــم عنــد اختيــار طريقــة التدريــس مراعــاة مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬اللجــوء إىل طريقــة يمكــن تســميتها بالطريقــة التكامليــة‪ ،‬بحيــث تأخــذ‬
‫مــن كل طريقــة ميزاهتــا‪ ،‬مــع مراعــاة املرونــة‪.‬‬
‫ ‪-‬جتنــب طرائــق التلقــن والتحفيــظ واللجــوء إىل طرائــق إكســاب‬
‫املهــارات‪.‬‬
‫ ‪ -‬االعتــاد عــى الطرائــق التــي جتعــل الطالــب حمــور العمليــة التعليميــة‬
‫ال املعلــم؛ حيــث تكفــل لــه الطريقــة املختــارة حــق املشــاركة والتطبيــق‬
‫الدائمــن‪.‬‬
‫ ‪-‬اســتخدام طــرق متكــن الطــاب مــن االســتفادة مــن التقنيــات احلديثــة‬
‫وف ًقــا للتطــور الــذي ال يمكــن جتــاوزه بأيــة حــال مــن األحــوال‪.‬‬
‫التحديــات الــي تواجــه تدريــس اللغــة العربيـ�ة يف جنــوب تايالنــد‪ :‬يعتمــد‬
‫الباحــث هنــا عــى ثــاث عينــات‪ ،‬عينــة ختتــص باملعلــم‪ ،‬وعينــة ختتــص بالكتاب‬
‫املــدريس‪ ،‬وعينــة ختتــص بطرائــق التدريــس‪ ،‬وكل عينــة قوامهــا ‪.45‬‬
‫التحديــات الــي تواجــه املعلــم وإعــداده‪ :‬اعتمــد الباحــث عــى عينــة قوامها‬
‫‪ 45‬معلـ ًـا بواقــع ‪ 15‬مــن كل واليــة مــن الواليــات اجلنوبيــة بتايالنــد (فطــاين‪،‬‬
‫ناراتيــوات‪ ،‬جــاال) الســتقراء وضعيــة املعلــم والتحديــات التــي تواجهــه يف‬
‫إدائــه لتدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬واجلــدول التــايل يوضــح هــذه الوضعيــة‪:‬‬

‫((( رشــدي أمحــد طعيمــة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا ( مناهجــه وأســاليبه) د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪1989‬م‪ ،‬األيسســكو‪ ،‬الربــاط‪ .‬وحممــود كامــل الناقــة تعليــم اللغــة العربيىــة للناطقــن بلغــات أخــرى‬
‫( أسســه‪ ،‬ومداخلــه‪ ،‬وطــرق تدريســه)‪ ،‬د‪.‬ط‪1985 ،‬م‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬مكــة املكرمــة‪ .‬‬

‫‪524‬‬
‫تحديات تدريس اللغة‪ :‬مرتضى وداعة‬

‫املجموع‬ ‫املهنية‬ ‫الكفاية‬ ‫اللغوية‬ ‫الكفاية‬

‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬

‫‪45‬‬ ‫‪%4.44‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪%55.56‬‬ ‫‪25‬‬

‫جدول رقم (‪ )2‬يوضح الكفاية اللغوية واملهني�ة ملدريس اللغة العربي�ة‪.‬‬


‫من خالل اجلدول أعاله ُيالحظ ما ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬تــدين نســبة الكفايــة اللغويــة لــدى معلمــي اللغــة العربيــة (‪،)%55.56‬‬
‫ـل ليــس لدهيــم الكفايــة اللغويــة للقيــام‬‫وهــذا يعنــي أن أقــل مــن النصــف بقليـ ٍ‬
‫بــدور مــدرس اللغــة العربيــة الكــفء؛ وذلــك التــدين يف النســبة يرجــع ملــا يــي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بعــض املــدارس تعــن بعــض الوافديــن مــن الــدول العربيــة‪ ،‬ومل‬
‫يدرســوا اللغــة العربيــة‪ ،‬ومل يتلقــوا أي تعليــم يف جمــال العربيــة يضمــن هلــم‬
‫تدريســها‪ ،‬فمنهــم مــن ختــرج يف كليــات احلقــوق‪ ،‬ومنهــم ختــرج يف كليــات‬
‫أصــول الديــن‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬فنجــد الكثــر منهــم يفتقــر إىل أساســيات اللغــة‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬يف الغالــب تلجــأ بعــض املــدارس إىل تعيــن املولديــن (أي الذيــن‬
‫ولــدوا ونشــأوا يف البلــدان العربيــة) ملجــرد أهنــم يتحدثــون العربيــة‪ ،‬حتــى‬
‫وإن مل تكــن هلــم عالق ـ ٌة بدارســة اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫ج‪ -‬معظــم الذيــن يقومــون بتدريــس اللغــة العربيــة مــن املدرســن قــد‬
‫بــدأوا دراســة اللغــة العربيــة يف املرحلــة اجلامعيــة؛ وذلــك يعنــي أهنــم مل‬
‫بعضــا منهــا‪ ،‬وهــذا يــؤدي‬‫يكتســبوا اللغــة اكتســا ًبا‪ ،‬ولكنهــم تعلمــوا ً‬
‫ـح يف الكفايــة اللغويــة‪ ،‬وال ســيام فيــا يتعلــق بالصــوت‬ ‫ـف واضـ ٍ‬‫إىل ضعـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫صحيحــة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫والنطــق الســليم‪ ،‬والتعبــر عــن األفــكار‬
‫‪ -2‬تــدين نســبة الكفايــة املهنيــة (‪ )%44.4‬يرجــع لكثــر مــن العوامــل‪ ،‬ومــن‬
‫أبرزهــا مــا يــي‪:‬‬
‫أ‪-‬نســب ٌة كبــر ٌة مــن معلمــي اللغــة العربيــة مل يدرســوا تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ومــن كل هــذه املجموعــة نجــد (‪ )5‬فقــط تلقــوا هــذا‬
‫النــوع مــن التعليــم‪.‬‬

‫‪525‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ب‪-‬قلــة الــدورات التدريبــة املختصــة‪ ،‬فقــد تعقــد دورات مــن قبــل‬


‫األيسســكو‪ ،‬وهنــاك بعــض الــدورات تعقدهــا اجلامعــات باملنطقــة‪ ،‬ولكــن‬
‫لألســف بعــض مــن يقــوم بالتدريــب فيهــا هــو مــن خرجيــي أقســام اللغــة‬
‫العربيــة ببعــض اجلامعــات العربيــة‪ ،‬وهــو يف األصــل مل يــدرس تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا!‪.‬‬
‫ج‪ -‬ال توجــد معاهــد أو كليــات لإلعــداد املهنــي باملنطقــة إال كليــة واحــدة‬
‫بــدأت حدي ًثــا يف جامعــة فطــاين‪ ،‬ومــا دوهنــا فهــي أقســام للغــة العربيــة‬
‫فحســب‪ ،‬أو كليــات تربيــة للمــواد األخــرى‪.‬‬
‫د‪ -‬حداثــة ظهــور هــذا التخصــص (اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا)‬
‫عمو ًمــا‪ ،‬وحداثــة ممــن يــدرس هــذا التخصــص‪ ،‬ويعمــل يف هــذا اإلقليــم‬
‫مــن مــدريس اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫ممــا ســبق يتضــح أن معظــم ممــن يقــوم بتدريــس اللغــة العربيــة غــر مؤهــل‬
‫لغو ًّيــا وال مهن ًّيــا؛ وهــذا حتــد كبــر يقــف يف طريــق تعليــم اللغــة العربيــة يف‬
‫جنــوب تايالنــد حيتــاج احللــول الناجعــة للدفــع بعمليــة تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫يف هــذا األقليــم ذي اخلصوصيــة الدينيــة ( الغالبيــة مــن املســلمني) واإلثنيــة‬
‫(الغالبيــة مــن املاليــو)‪.‬‬
‫التحديــات التــي تواجــه الكتــاب املــدريس‪ :‬هنــاك نوعــان مــن الكتــب‬
‫املدرســية باملــدارس الدينيــة العرصيــة‪ ،‬مهــا‪:‬‬
‫ ‪-‬الكتــب املســتوردة مــن بعــض الــدول العربيــة (مــر‪ ،‬الســعودية‪،‬‬
‫الكويــت)‪.‬‬
‫ ‪-‬الكتــاب املــدريس مــن املوضــوع مــن قبــل احتــاد املــدارس اإلســامية‬
‫بتايالنــد‪.‬‬
‫ومــن خــال اســتقراء الواقــع الحــظ الباحــث أن بعــض املدارس تســتخدم‬
‫الكتــاب الــذي صمــم يف تايالنــد‪ ،‬وبعضهــا تســتخدم الكتــب املســتوردة‪،‬‬
‫وبعضهــا يمــزج بــن النوعــن‪ ،‬واجلــدول التــايل يوضــح نســب اســتخدام هــذه‬
‫الكتــب املدرســية لعينــة قوامهــا ‪ 45‬مدرســة مــن الواليــات الثــاث‪.‬‬

‫‪526‬‬
‫تحديات تدريس اللغة‪ :‬مرتضى وداعة‬

‫املجموع‬ ‫مدارس متزج‬ ‫مدراس تستخدم‬ ‫مدارس تستخدم‬


‫بني النوعني‬ ‫الكتاب املستورد‬ ‫الكتاب املحيل‬

‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬


‫‪45‬‬ ‫‪%55.56‬‬ ‫‪25 %26.7‬‬ ‫‪12 %17.8‬‬ ‫‪8‬‬

‫جدول رقم (‪ )3‬يوضح نسب استخدام الكتاب املدريس‪.‬‬


‫من اجلدول أعاله يالحظ ما ييل‪:‬‬
‫‪1.1‬ال يوجــد كتــاب مــدريس موحــد يف املــدارس املعنيــة‪ ،‬ممــا يســبب اخللــط‬
‫للتلميــذ‪ ،‬وال ســيام حــال انتقالــه مــن مدرســة ألخــرى لظــروف مــا‪.‬‬
‫‪2.2‬الكتــاب املحــي الذي يقــوم احتــاد معلمــي املــدارس اإلســامية بإعداده‬
‫نســبة اســتخدامه منفــردا (‪ ،)%17.8‬وهــي نســب ٌة متدنيــ ٌة‪ ،‬ولعــل ذلــك‬
‫ـة لبعــض التغيــرات مــن‬ ‫ـوالت خاضعـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫يرجــع إىل أن الكتــاب عبــارة عــن نقـ‬
‫الكتــب املســتوردة‪ ،‬فالذيــن قامــوا بإعــداد هــذه الكتــب تنقصهــم اخلــرة يف‬
‫تأليــف الكتــب املدرســية للناطقــن بغريهــا‪ ،‬فاألهــداف غــر واضحـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬هــذا‬
‫ـا عــن عــدم التسلســل املنطقــي للموضوعــات‪ ،‬وربــا عــدم الرتابــط‬ ‫فضـ ً‬
‫بينهــا‪.‬‬
‫‪3.3‬تشــكل نســبة الكتــاب املســتورد (‪ ،)%26.7‬وهــي نســب ٌة معتــرةٌ‪،‬‬
‫ولعــل الســبب يف اســتخدام هــذا النــوع مــن الكتــب يعــود لعــدم القناعــة‬
‫الكافيــة بالكتــاب املحــي مــن ناحيــة‪ ،‬وللدعــم املــادي الســخي وتوفــر ‬
‫هــذا الكتــاب مــن اجلهــة الداعمــة‪ .‬لكــن يف نظــر الباحــث أن هــذه الكتــب‬
‫ال تصلــح يف هــذا اإلقليــم؛ ألهنــا صممــت لطــاب مــن فئــة أصحــاب‬
‫اللغــة الذيــن اكتســبوا مهاراهتــا مــن البيئــة‪ ،‬ثــم أقبلــوا عــى دراســتها‪ ،‬أمــا‬
‫الطــاب يف جنــوب تايالنــد فهــم يفتقــرون إىل هــذا النــوع مــن التأســييس‪،‬‬
‫ثــم إن الغايــات واألهــداف‪ ،‬وامليــول‪ ،‬ونــوع املعلــم الــذي يمكــن أن ينفــذ‬
‫هــذا النــوع مــن املقــررات‪ ،‬كلهــا ختتلــف‪.‬‬
‫‪4.4‬نســبة االزدواج بــن الكتابــن املحــي واملســتورد هــي األعــى ‬
‫(‪ ،)%55.56‬ولعــل هــذا يعــود لســبب مــادي وهــو الدعــم املــادي وتوفــر ‬
‫الكتــاب مــن اجلهــات الداعمــة‪ ،‬والتــي تريــد تدريــس كتاهبــا‪ ،‬وتوفــر ‬
‫ـة إن مل تكــن جماني ـ ًة‪ ،‬ولســبب معنــوي‬ ‫الكتــاب املحــي بصــورة شــبه جمانيـ ٍ‬
‫وهــو التعلــق باهلويــة العربيــة عــن طريــق الكتــاب املســتورد‪ ،‬والبحــث عــن‬
‫إثبــات الــذات بالكتــاب املحــي‪.‬‬

‫‪527‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـر بتعلــم الطالــب أكثــر مــن فائدتــه‪ ،‬فاالزدواجيــة جتعلــه‬ ‫وهــذا األمــر مـ ٌّ‬
‫حيــاول املقاربــة‪ ،‬ولكــن هيهيــات فــا ملكــة لــه‪ ،‬فهــو قــد يفهــم املعلومــات مــن‬
‫خــال الــرح‪ ،‬لكــن عندمــا يــأيت التطبيــق يكــون خــايل الوفــاض‪ ،‬فيصعــب‬
‫عليــه التعبــر لف ًظــا أو خ ًّطــا‪.‬‬
‫عليــه‪ ،‬فالكتــاب املــدريس يف املــدارس اإلســامية العرصيــة‪ ،‬وغريهــا يف‬
‫جنــوب تايالنــد مــن التحديــات الكبــرة التــي تقــف ســدًّ ا مني ًعــا أمــام تدريــس‬
‫وتعليــم اللغــة العربيــة بالصــورة املطلوبــة حتــى يفيــد منهــا الدارســون‪،‬‬
‫ويتمكنــون مــن اكتســاب املهــارات األساســية‪ ،‬ثــم دراســة اللغــة العربيــة مــن‬
‫بعــد‪.‬‬
‫التحديــات التــي تواجــه طرائــق التدريــس‪ :‬مــن خــال اســتقراء واقــع‬
‫طــرق التدريــس الحــظ الباحــث مــا يــي‪:‬‬
‫‪ -‬بعــض املدرســن ال عالقــة لــه بطرائــق التدريــس إطال ًقــا‪ ،‬وال يفهــم‬
‫عنهــا أدنــى يشء‪.‬‬
‫‪ -‬البعــض لــه عالقــة ممــن ختــرج يف كليــات الرتبيــة عمو ًمــا‪ ،‬لكــن ليســت‬
‫طرائــق تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ .‬‬
‫‪ -‬األقلية هلم عالقة بطرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬وهم قسامن‪:‬‬
‫األول‪ :‬ممــن درس يف مؤسســة خمتصــة يف هــذا املجــال‪ ،‬مثــل معهــد اخلرطوم‬
‫الدويل‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬ممن تلقى دورات تدريبية يف هذا املجال‪.‬‬
‫واجلدول التايل يوضح لنا هذا األمر‪.‬‬

‫تلقوا‬ ‫خريجو‬ ‫خريجو‬ ‫غري‬

‫دورات‬ ‫مؤسسات مختصة‬ ‫الرتبي�ة‬ ‫ملمني‬


‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬

‫‪%22.2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%11.1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%22.2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%44.4‬‬ ‫‪20‬‬

‫جدول رقم (‪ )4‬يوضح نسب مدريس اللغة العربي�ة واستخدامهم‬


‫لطرق تدريس اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‪.‬‬
‫بنا ًء عىل اجلدول أعاله‪ ،‬يالحظ ما ييل‪:‬‬

‫‪528‬‬
‫تحديات تدريس اللغة‪ :‬مرتضى وداعة‬

‫‪1.1‬نســبة املدرســن غــر امللمــن بطرائــق تدريــس اللغــة العربيــة هــي‬


‫األكــر (‪ ،)%44.4‬وهــذه النســبة تشــمل ممــن ختــرج يف أقســام اللغــة العربيــة‬
‫عمومــا‪ ،‬وأو ممــن مل خيتــص يف العربيــة ويقــوم بتدريســها‪ ،‬وبعــض الوافديــن‬
‫الذيــن مل خيتصــوا يف جمــال تدريــس العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ .‬وهــذه الفئــة‬
‫متيــل إىل طريقــة القواعــد والرتمجــة والتلقــن مــن غــر علــ ٍم منهــا هبــا؛ وال‬
‫ســيام التايلدينــن‪ ،‬فعندمــا يصعــب عليــه التعبــر بالعربيــة مــا عليــه إال أن يلجــأ‬
‫للرتمجــة التــي هــي ال تكســب مهــارة وإنــا توضــح معلومــة فقــط‪.‬‬
‫‪2.2‬نســبة خرجيــي الرتبيــة نســب ٌة قــد تكــون قليلــ ًة (‪ ،)%22.2‬وهــؤالء‬
‫هلــم إملــا ٌم بطرائــق التدريــس‪ ،‬ولكــن طرائــق تدريــس العربيــة للناطقــن ‬
‫ً‬
‫حــال مــن‬ ‫بغريهــا بخــاف طرائــق تدريســها للناطقــن هبــا‪ ،‬لكنهــم أحســن‬
‫غــر امللمــن إطال ًقــا‪ ،‬وإن خضعــوا لــدورات تدريبــة يف جمــال تعليــم العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬فســيفيدون منهــا أكثــر مــن غريهــم‪ ،‬كــا أهنــم يقومــون‬
‫ٍ‬
‫جيــدة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫بالتطبيــق‬
‫‪3.3‬نســبة خرجيــي املؤسســات املختصــة أقــل النســب (‪ )%11.1‬وهــم‬
‫مــن خرجيــي معهــد اخلرطــوم الــدويل‪ ،‬ومــن بعــض اجلامعــات املاليزيــة‪،‬‬
‫وقــد درســوا طرائــق تدريــس العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وتلقــوا تدري ًبــا عــى ‬
‫ـة‪ ،‬لكــن ممــا يعــوق أداءهــم‬ ‫ـة عاليـ ٍ‬
‫ممارســتها؛ لذلــك يقومــون بالتدريــس بمهنيـ ٍ‬
‫الكتــاب غــر املتناســب مــع الطــرق التــي يســلكوهنا لألســف‪.‬‬
‫ممــا ســبق يظهــر أن حتديــات تدريــس اللغــة العربية يف جنــوب تايالنــد كبرية‪،‬‬
‫وحتتــاج جهــو ًدا جبــارة ومــن جهــات مشــركة؛ حتــى تضــع تعليــم اللغــة العربية‬
‫يف مســاره الصحيــح وتدفــع بــه إىل األمام‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫يف ختام هذ الدراسة يمكن إجياز أبرز النتائج التي توصل إليها الباحث يف‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬التحديــات التــي تواجــه تدريــس اللغــة العربيــة يف جنــوب تايالنــد مــن‬
‫ناحيــة املعلــم هــي تــدين الكفايــة اللغويــة واملهنيــة‪.‬‬
‫ ‪-‬التحديــات مــن ناحيــة الكتــاب املــدريس كبــرة‪ ،‬وهــي تكمــن يف عــدم‬
‫ٍ‬
‫ناحيــة‪ ،‬ومــع‬ ‫وجــود الكتــاب الــذي يتناســب مــع الدارســن مــن‬
‫ٍ‬
‫ناحيــة أخــرى‪.‬‬ ‫قــدرات املدرســن مــن‬
‫ ‪-‬التحديــات مــن ناحيــة طرائــق التدريــس تكمــن يف أن معظــم املدرســن ‬
‫غــر خمتصــن يف طرائــق التدريــس للناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬

‫‪529‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـورة واضحـ ٍ‬
‫ـة يف‬ ‫ ‪-‬كل هــذه التحديــات متشــابك ٌة ومتداخلـ ٌة‪ ،‬وتوجــد بصـ ٍ‬
‫كل املــدارس باإلقليــم ميــدان الدراســة‪.‬‬
‫توصيات‬
‫يقدم الباحث‪ ،‬بنا ًء عىل ما وقف عليه من حتديات لتعليم اللغة العربية يف‬
‫حلول مقرتحة تسهم يف حل املشكل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جنوب تايالند بعض التوصيات باعتبارها‬
‫وهي‪:‬‬
‫ ‪-‬ال بد من تأهيل املعلمني عن طريق الدورات املستمرة‪.‬‬
‫ ‪-‬تأســيس معاهــد وكليــات خمتصــة تقــوم بتخريــج املختصــن يف املجــال‬
‫عــى شــاكلة معهــد اخلرطــوم الــدويل‪.‬‬
‫ ‪-‬الســعي لالســتفادة مــن التجــارب الرائــدة يف املناطــق الشــبيهة‬
‫واالســتعانة هبــا يف مواجهــة هــذه التحديــات‪.‬‬
‫ ‪-‬توحيــد الكتــاب املــدريس‪ ،‬واالســتعانة باخلــراء يف إعــداده حتــى يكــون‬
‫متناس ـ ًبا مــع التالميــذ واملدرســن م ًعا‪.‬‬

‫‪530‬‬
‫تحديات تدريس اللغة‪ :‬مرتضى وداعة‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫ •الكتب املنشورة‪:‬‬
‫‪1.1‬أمحــد حســاين‪ ،‬دراســات يف اللســانيات التطبيقيــة – حقــل تعليميــة اللغــات‪،‬‬
‫ط‪1995 ،2‬م‪ ،‬ديــوان املطبوعــات اجلامعيــة‪ ،‬اجلزائــر‪.‬‬
‫‪2.2‬رشــدي أمحــد طعيمــة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا (مناهجــه‬
‫وأســاليبه) د‪.‬ط‪1989 ،‬م‪ ،‬األيسســكو‪ ،‬الربــاط‪.‬‬
‫‪3.3‬عبــده الراجحــي‪ ،‬علــم اللغــة التطبيقــي وتعليــم العربيــة‪ ،‬د‪.‬ط‪1995 ،‬م‪،‬‬
‫دار املعرفــة اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.‬‬
‫‪4.4‬عبــد العزيــز بــن إبراهيــم العصيــي‪ ،‬طرائــق تدريــس اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بلغــات أخــرى‪ ،‬د‪.‬ط‪1423 ،‬هـــ ‪2002-‬م‪ ،‬جامعــة اإلمــام حممــد‬
‫بــن ســعود‪.‬‬
‫‪5.5‬حممــد األوراغــي‪ ،‬اللســانيات النســبية وتعليــم العربيــة‪ ،‬ط‪1431 ،1‬هـــ‪-‬‬
‫‪2010‬م‪ ،‬دار األمــان‪ ،‬الربــاط‪.‬‬
‫‪6.6‬حممــود كامــل الناقــة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيىــة للناطقــن بلفــات أخــرى‬
‫(أسســه‪ ،‬ومداخلــه‪ ،‬وطــرق تدريســه)‪ ،‬د‪.‬ط‪1985 ،‬م‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪،‬‬
‫مكــة املكرمــة‪.‬‬
‫ •األحباث باملجالت والدوريات املحكمة‪:‬‬
‫‪1.1‬رشــدي أمحــد طعيمــة‪ ،‬معاهــد تعليــم اللغــة العربيــة (اجتاهــات التطويــر‪،‬‬
‫معايــر االعتــاد‪ ،‬مــؤرشات اجلــودة)‪ ،‬جملــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫معهــد اللغــة العربيــة‪ ،‬جامعــة إفريقيــا العامليــة‪ ،‬العــدد الثالــث‪ ،‬الســنة‬
‫الثانيــة‪ ،‬ينايــر ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪2.2‬ســامية جبــاري‪ ،‬اللســانيات التطبيقيــة وتعليميــة اللغــات‪ ،‬جملــة اللســانيات‬
‫التطبيقــة‪ ،‬جامعــة‬
‫ ‪ 3 .‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جوان‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫‪4.4‬عدنــان حممــد ســومي‪ ،‬وكاســيت جــاي يلء هيــم‪ ،‬وإبراهيــم يتء هــي‪ ،‬طرائق‬
‫تدريــس اللغــة العربيــة يف املــدارس الدينيــة يف الواليــات اجلنوبيــة الثــاث‪،‬‬
‫جملــة النــور‪ ،‬جامعــة جــاال اإلســامية‪ ،‬جملــد‪ 5‬العــدد ‪2012 ،8‬م‪.‬‬
‫ •األوراق العلمية املقدمة باملؤتمرات‪:‬‬
‫‪1.1‬أمحــد صبيحــي‪ ،‬وفاطمــة الزهــراء عــواض‪ ،‬التعايــش اإلســامي البــوذي‬
‫يف تايالنــد (أنمــوذج للحــوار والبنــاء وانســجام احلــوارات املختلفــة)‪،‬‬
‫ورقــة قدمــت يف مؤمتــر‪ :‬احلــوار مــع اآلخــر يف الفكــر اإلســامية‪ ،‬كليــة‬
‫الدراســات اإلســامية‪ ،‬جامعــة الشــارقة‪ 30—28 ،‬ربيــع أول ‪1428‬هـــ‬
‫املوافــق ‪ 16‬أبريــل ‪2007‬م‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪2.2‬ســليامن تــه‪ ،‬وحممــد عــي بــون‪ ،‬تدريــس اللغــة العربيــة يف جنــوب تايالنــد‪-‬‬
‫حتديــات وطموحــات‪ ،‬ورقــة قدمــت بمؤمتــر اللغــة العربيــة الثــاين الــدويل‬
‫بــديب‪ ،‬اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬يف ‪ 10-7‬مايــو‪2013‬م املوافــق ‪30-27‬‬
‫مجــادى اآلخــر ‪1434‬هـ‪ .‬‬
‫‪3.3‬عبــد القــادر أمحــد ســعد وبشــر مهــدي عــي‪ ،‬اللغــة العربيــة يف فطــاين‬
‫حضــور ثقــايف ودواع مرحليــة‪ ،‬ورقــة قدمــت بمؤمتــر‪ :‬دور الدراســات‬
‫اإلســامية يف املجتمــع العوملــي‪ ،‬كليــة الدراســات اإلســامية‪ ،‬جامعــة‬
‫األمــر ســونكال‪ ،‬فطــاين‪ 17-15 ،‬حمــرم ‪432‬هـــ املوافــق ‪ 23-21‬ديســمرب‬
‫‪2010‬م‪.‬‬
‫‪4.4‬عدنــان حممــد ســومي‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة يف جنــوب تايالنــد‪ ،‬ورقــة‬
‫قدمــت بمؤمتــر اللغــة العربيــة الثــاين الــدويل بــديب‪ ،‬اإلمــارات العربيــة‬
‫املتحــدة‪،‬يف‪10-7‬مايــو‪2013‬ماملوافــق‪30-27‬مجــادىاآلخــر‪1434‬هـــ‪.‬‬
‫‪5.5‬عــي مهامــا ســاموه‪ ،‬الكتاتيــب يف جنــوب تايالنــد إجيابياهتــا وســلبياهتا‪،‬‬
‫ورقــة قدمــت بمؤمتــر‪ :‬دور الدراســات اإلســامية يف املجتمــع العوملــي‪ ،‬‬
‫كليــة الدراســات اإلســامية‪ ،‬جامعــة األمــر ســونكال‪ ،‬فطــاين‪17-15 ،‬‬
‫حمــرم ‪432‬هـــ املوافــق ‪ 23-21‬ديســمرب ‪2010‬م‪.‬‬
‫ •املقابالت‪:‬‬
‫‪1.1‬مقابلــة مع ســليامن تــه‪ ،‬مــدرس اللغــة العربيــة بمدرســة الرتقيــة بناريتيوات‪،‬‬
‫بتاريــخ ‪10‬يوليو ‪2019‬م‪.‬‬
‫‪2.2‬مقابــة مــع د‪ .‬صاحــب البحــر بــن عثــان مونــج‪ ،‬حمــارض بجامعــة األمــر ‬
‫ســونكال‪ ،‬فطــاين بتاريــخ‪ 10‬يوليــوم ‪2019‬م‪.‬‬
‫ •املواقع اإللكرتوني�ة‪:‬‬
‫‪11. http:www.opecnara.go.th/webnew/index.php/en.‬‬
‫‪22. http://opep.go.th/website/publication/information.‬‬
‫‪33. http://yalaopec.go.th/yalaopec2011/index.ok.php.‬‬

‫‪532‬‬
‫توظيف التكنولوجيا يف تعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‪:‬‬
‫ً‬
‫نموذجا‬ ‫اجلامعة القاسمية‬

‫د‪ .‬منصور عبد الرحمن أحمد مضوي‬


‫(((‬

‫اجلامعة القاسمية ‪ -‬مركز اللغات الشارقة‬

‫* حمارض باجلامعة القاسمية‪ ،‬شارك ببحث يف مؤمتر جامعة ليل بفرنسا عام ‪2017‬م‪ ،‬كام شارك‬
‫ٍ‬
‫خاص بالناطقني بغري اللغة العربية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫لغوي‬ ‫يف إعداد معج ٍم‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ملخص‬
‫متثلــت مشــكلة البحــث يف اقتصــار كثــر مــن مؤسســات تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا عــى اســتخدام الوســائل التعليميــة التقليديــة‪،‬‬
‫وعزوفهــا عــن توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫ومــا ينتــج عنــه مــن تنظيــم للوقــت واجلهــد‪.‬‬
‫ولذلــك فقــد هــدف هــذا البحــث إىل التعــرف إىل أمهيــة توظيــف‬
‫التكنولوجيــا يف العمليــة التعليميــة؛ مــن خــال تســليط الضــوء عــى التجربــة‬
‫الرائــدة للجامعــة القاســمية يف هــذا املجــال‪ ،‬ومواكبتهــا للتطــور التكنولوجــي‬
‫اهلائــل الــذي يشــهده العــر احلــايل ومــدى اإلفــادة منــه يف تعليــم اللغــات‪.‬‬
‫وتنبــع أمهيــة هــذا البحــث مــن خــال الوقــوف عــى اجلوانــب اإلجيابيــة‬
‫لتوظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ووضــع‬
‫احللــول واخلطــط والربامــج للتغلــب عــى الصعوبــات التــي تواجــه توظيفهــا يف‬
‫هــذا املجــال‪.‬‬
‫احتوى البحث عىل مخسة حماور قسمت عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫ ‪ -‬أاملحور األول‪ :‬مفهوم التكنولوجيا‪.‬‬
‫ ‪ -‬ب املحور الثاين‪ :‬توظيف التكنولوجيا يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‬
‫يف اجلامعة القاسمية‪.‬‬
‫ ‪ -‬جاملحور الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة امليدانية‪.‬‬
‫ ‪ -‬داملحور الرابع‪ :‬عرض البيانات وحتليلها ومناقشة النتائج‪.‬‬
‫ ‪ -‬هاملحور اخلامس‪ :‬النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫مــن أهــم نتائــج البحــث أنــه أبــرز أمهيــة توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬يف كثـرٍ مــن جوانــب العمليــة التعليميــة‪ ،‬مــن‬
‫ـة واقعيـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫خــال جتربـ ٍ‬

‫كــا أوىص البحــث بتعميــم جتربــة اجلامعــة القاســمية يف توظيــف‬


‫التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا عــى املؤسســات‬
‫ٍ‬
‫فاعلــة‪ .‬‬ ‫ٍ‬
‫تعليميــة‬ ‫التعليميــة؛ ملــا أظهرتــه هــذه التجربــة مــن نتائــج‬

‫‪534‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ـي يف التكنولوجيــا‬‫ـي وتقــد ٍم علمـ ٍ‬ ‫إن مــا نشــهده اليــوم مــن تطـ ٍ‬
‫ـور تكنولوجـ ٍّ‬
‫الرقميــة بجميــع أنواعهــا وأشــكاهلا‪ ،‬يســتوجب علينــا اإلفــادة منــه يف العمليــة‬
‫التعليميــة عمومــا ويف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا خصوصــا‪ ،‬وذلــك‬
‫ألنــه يقتصــد الوقــت واجلهــد يف العمليــة التعليميــة‪.‬‬
‫ـر مــن املؤسســات التعليميــة املختصــة‬ ‫يقتــر توظيــف التكنولوجيــا يف كثـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫كثــر‬ ‫بتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا عــى الوســائل التقليديــة يف‬
‫مــن األحيــان‪ ،‬وختتلــف األســباب مــن مؤسســة إىل أخــرى‪ ،‬فبعضهــا ال تعــر ‬
‫التكنولوجيــا األمهيــة املطلوبــة‪ ،‬وبعضهــا تــرى أن توظيــف التكنولوجيــا عمليـ ٌة‬
‫معقــد ٌة ومربكـ ٌة للطالــب واملعلــم داخــل القاعــة الدراســية‪ ،‬فيــا ال تتوافــر هــذه‬
‫التكنولوجيــا يف مؤسســات أخــرى‪ ،‬وهــذا مــا أكدتــه كثــر مــن الدراســات مثل‪:‬‬
‫دراســة (الرشيــدة‪ ،((()2017 ،‬ودراســة (محــزة‪ ((()2007 ،‬ودراســة (العتيبــي‪،‬‬
‫‪.((()2006‬‬
‫كثــر مــن الدراســات الســابقة أمهيــة توظيــف‬ ‫ٍ‬ ‫لقــد أكــدت نتائــج‬
‫التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ومــن ذلــك دراســة‬
‫(بريــك‪ ((()2006 ،‬التــي خلصــت إىل أن توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا حيقــق مبــدأ التفاعــل بــن األســتاذ والطالــب باإلضافة‬
‫إىل جتــاوز مرحلــة التلقــن والطــرح اجلــاف للمعلومــة‪.‬‬
‫ودراســة (شــعيب‪ ،‬وآخريــن)((( التــي أكــدت أن توظيــف التكنولوجيــا يف‬
‫ـرا يف اجتاهــات التالميــذ نحــو التعلــم‪ ،‬كــا أوصــت‬
‫التعليــم حيــدث حتس ـنًا كبـ ً‬
‫بعقــد دورات تدريبيــة جلميــع املعلمــن وإطالعهــم عــى مــا اســتجد يف جمــال‬
‫اســتخدام تكنولوجيــا التعليــم‪.‬‬

‫((( الرشيــدة‪ ،‬ماجــد بــن عــي (‪ ،)2017‬معوقــات اســتخدام تقنيــات التعليــم يف جامعــة األمــر ســطام‬
‫بــن عبــد العزيــز‪ ،‬جملــة العلــوم الرتبويــة‪ ،‬العــدد الثالــث اجلــزء ‪.3‬‬
‫((( محــزة‪ ،‬كمليــا بنــت حممــد عــي (‪ ،)2007‬معوقــات التعليــم اإللكــروين يف اجلامعــات الســعودية‪،‬‬
‫رســالة ماجســتري (غــر منشــورة) جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪.‬‬
‫((( العتيبــي‪ ،‬نايــف (‪ ،)2006‬معوقــات التعليــم اإللكــروين يف وزارة الرتبيــة والتعليــم مــن جهــة نظــر‬
‫القــادة الرتبويــن‪ ،‬رســالة ماجســتري (غــر منشــورة) جامعــة مؤتــة‪.‬‬
‫((( بريــك‪ ،‬عقيلــة (‪ ،)2006‬أثــر التطبيقــات اإللكرتونيــة عــى اخلطــاب التعليمــي املوجــه لغــر ‬
‫الناطقــن باللغــة العربيــة‪))URL : https://aleph-alger2.edinum.org/835 ،‬‬
‫((( شــعيب‪ ،‬حممــد رمضــان‪ ،‬ومنصــور‪ ،‬هاجــر حممــد‪ ،‬األســاليب احلديثــة يف توظيــف تكنولوجيــا‬
‫التعليــم يف التدريــس‪ ،‬جملــة كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة مرصاتــة‪ ،‬العــدد احلــادي عــر‪ ،‬ص‪.104‬‬

‫‪535‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وأوصــت دراســة (شــحاده‪ ((()2010 ،‬بالعنايــة بتوظيــف التكنولوجيــا يف‬


‫التعليــم فهــي تكـ ِ‬
‫ـون عالق ـ ًة إجيابي ـ ًة بــن املعلــم والطالــب‪ ،‬وتســهم يف عمليــة‬
‫التخطيــط والقيــاس والتقويــم‪.‬‬
‫وبنــاء عــى مــا ســبق فقــد رأى الباحــث رضورة الوقــوف عــى جتربــة‬
‫اجلامعــة القاســمية يف توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫ٍ‬
‫آفــاق أوســع‪.‬‬ ‫بغريهــا؛ ً‬
‫أمــا يف نقــل هــذه التجربــة إىل‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫الحــظ الباحــث مــن خــال خربتــه يف عــدد مــن مؤسســات تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا نــدرة توظيــف التكنولوجيــا يف العمليــة التعليميــة‪،‬‬
‫ـر مــن املؤسســات املهتمــة بتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬‫لــدى كثـ ٍ‬
‫كــا الحــظ اكتفاءهــا باحلاســوب وجهــاز العــرض الضوئــي‪ ،‬بينــا اختفــت‬
‫التكنولوجيــا متا ًمــا يف بعــض املؤسســات األخــرى‪ .‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫هــدف هــذا البحــث إىل تســليط الضــوء عــى أمهيــة توظيــف التكنولوجيــا‬
‫ـة واقعيـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬وقــد‬ ‫يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــن خــال تتبــع جتربـ ٍ‬
‫متثلــت أهــم أهدافــه فيــا يــي‪ :‬‬
‫ ‪ -‬أالتعــرف إىل دور التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪.‬‬
‫ ‪ -‬بمعرفــة الصعوبــات والتحديــات التــي تواجــه توظيــف التكنولوجيــا‬
‫يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ ‪ -‬توضــع احللــول واملقرتحــات التــي تســهم يف تذليــل صعوبــات‬
‫توظيــفالتكنولوجيــا يفتعليــم اللغــة العربيــةللناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫أعــد الباحــث هــذا البحــث لوضــع احللــول املناســبة ملشــكالته مــن خــال‬
‫ـة واقعيـ ٍ‬
‫ـة لتوظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬ ‫عــرض جتربـ ٍ‬

‫((( شــحادة‪ ،‬أمــل عايــد (‪ ،)2010‬التكنولوجيــا التعليميــة‪ ،‬عــان‪ ،‬دار كنــوز املعرفــة للنــر والتوزيــع‪،‬‬
‫ط‪.2‬‬

‫‪536‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫بغريهــا‪ ،‬متكنــه مــن اإلجابــة عــن األســئلة التاليــة‪:‬‬


‫ ‪ -‬أمــا دور التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫وتعلمهــا؟‬
‫ ‪ -‬بمــا الصعوبــات التــي حتــد مــن فعاليــة توظيــف التكنولوجيــا يف‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؟‬
‫ ‪ -‬ثمــا احللــول واملقرتحــات التــي تســهم يف التغلــب عــى صعوبــات‬
‫توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؟‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫ استخدم الباحث املنهج الوصفي‪ ،‬ملالءمته ملوضوع البحث وإجراءاته‪.‬‬
‫أداة جمع املعلومات‪:‬‬
‫ اســتخدم الباحــث أدايت املالحظــة واملقابلــة جلمــع املعلومــات الالزمــة هلــذا‬
‫البحــث‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫ ‪ -‬أاحلــدود املوضوعيــة‪ :‬توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ ‪ -‬باحلدود املكاني�ة‪ :‬مركز اللغات باجلامعة القاسمية يف الشارقة‪.‬‬
‫ ‪ -‬تاحلدود الزماني�ة‪ :‬العام الدرايس اجلامعي ‪2018‬م ‪2019 -‬م‪.‬‬
‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫ ‪ -‬أالتكنولوجيــا‪ :‬أســلوب اإلنتــاج أو حصيلــة املعرفــة الفنيــة أو العلميــة‬
‫املتعلقــة بإنتــاج الســلع واخلدمــات‪ ،‬بــا يف ذلــك إنتــاج األدوات وتوليــد الطاقــة‬
‫واســتخراج املــواد األوليــة ووســائل املواصــات‪ ،‬وتُســمى أحيانًــا العلــم‬
‫التطبيقــي‪.‬‬
‫ً‬
‫وتعــرف أيضــا بأنهــا‪ :‬التطبيقــات العلميــة للعلــم واملعرفــة يف مجيــع‬
‫املجــاالت‪ ،‬وتشــمل كل الطــرق التــي يســتخدمها النــاس لتلبيــة حاجاهتــم‬
‫وإش��باع رغباهت��م‪.‬‬
‫ويقصــد بهــا يف هــذا البحــث‪ :‬العمليــة التعليميــة املنظمــة بــن كل مــن‬

‫‪537‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أعضــاء اهليئــة التدريســية واألقســام اإلداريــة وقســم تقنيــة املعلومــات باجلامعــة‬


‫القاســمية إلدارة عمليــة التعلــم؛ وذلــك مــن خــال توظيــف الربامــج والتقنيات‬
‫احلديثــة بقصــد حتقيــق األهــداف التعليميــة املنشــودة‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫بــن كل مــن العنــر البــري‬ ‫منظــم‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تفاعــل‬ ‫ ‪ -‬بتكنولوجيــا التعليــم‪:‬‬
‫املشــارك يف عمليــة التعليــم واألجهــزة واآلالت واألدوات التعليميــة واملــواد‬
‫التعليميــة لتحقيــق األهــداف التعليميــة أو حــل مشــكالت التعليــم(((‪.‬‬
‫املحور األول‪ :‬مفهوم التكنولوجيا (‪)Technology‬‬

‫‪ -1‬مفهوم التكنولوجيا‪:‬‬
‫كلمــة تكنولوجيــا كلمــة يونانيــة مركبــة مــن كلمتــن (تكنــو) وتعنــي حرفة‬
‫أو صنعــة أو تطبيــق‪ ،‬وكلمــة (لوجــي) وتعنــي فــن أو علــم‪.‬‬
‫وتعــرف التكنولوجيــا بأهنــا‪« :‬طريق ـ ٌة نظامي ـ ٌة تســر عــى وفــق املعــارف‬
‫املنظمــة وتســتخدم مجيــع اإلمكانيــات املتاحــة املاديــة وغــر املاديــة بأســلوب‬
‫ـة عاليـ ٍ‬
‫ـة مــن اإلتقــان أو الكفايــة»(((‪.‬‬ ‫فعــال إلنجــاز العمــل املرغــوب فيــه بدرجـ ٍ‬

‫كثــر مــن العلــوم هبــذه الكلمــة فظهــرت مصطلحــات‬‫ٌ‬ ‫وقــد ارتبطــت‬


‫مثــل‪ :‬تكنولوجيــا االتصــاالت‪ ،‬وتكنولوجيــا املعلومــات‪ ،‬وتكنولوجيــا التعليــم‪.‬‬
‫‪ -2‬تكنولوجيا التعليم‪:‬‬
‫ظهــر مصطلــح تكنولوجيــا التعليــم نتيجــة الثــورة العلميــة والتكنولوجيــة‬
‫التــي بــدأت عــام ‪1920‬م‪ ،‬ويعنــي هــذا املصطلــح ختطيــط وإعــداد وتطويــر‬
‫وتنفي��ذ وتقويــم كامــل للعمليــة التعليميــة مــن خمتلــف جوانبهــا ومــن خــال‬
‫ٍ‬
‫وبشــكل منســج ٍم مــع العنــارص البرشيــة‬ ‫ٍ‬
‫متنوع��ة‪ ،‬تعمـ�ل م ًعــا‬ ‫ٍ‬
‫تقنيــة‬ ‫وس��ائل‬
‫لتحقيــق أهــداف التعليــم ‪.‬‬
‫(((‬

‫ً‬
‫التفكــر فضــا عــى أهنــا‬ ‫وعرفــت تكنولوجيــا التعليــم بأهنــا طريقــ ٌة يف‬
‫منهجي‬ ‫ٍ‬
‫ـلوب يف حــل املشــكالت يعتمــد عــى اتبــاع خمطــط‬
‫ٍّ‬ ‫ـج يف العمــل وأسـ ٌ‬
‫منهـ ٌ‬

‫((( شــحاتة‪ ،‬حســن‪ ،‬والنجــار‪ ،‬زينــب (‪ ،)2003‬معجــم املصطلحــات الرتبويــة والنفســية‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫الــدار املرصيــة اللبنانيــة ط‪ ،1‬ص ‪.150‬‬
‫((( احليلة‪ ،‬حممد حممود (‪ ،)2004‬تكنولوجيا التعليم بني النظرية والتطبيق‪ ،‬عامن‪ ،‬دار املسرية للنرش ‬
‫والتوزيع ط‪ ،4‬ص ‪.21‬‬
‫((( اخلريسات‪ ،‬سمري عبد سامل‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مقدمة تكنولوجيا التعليم واالتصال – ورقة عمل‪.‬‬

‫‪538‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫ـي لتحقيــق أهدافــه(((‪ .‬وهــي التطبيــق املنظــم للمعــارف حتقي ًقــا‬ ‫أو أسـ ٍ‬
‫ـلوب نظامـ ٍّ‬
‫ألهــداف وأغــراض علميــة ‪.‬‬
‫(((‬

‫تشــمل تكنولوجيــا التعليــم عــدة عنــارص هــي‪ :‬اإلنســان واآلالت‬


‫والتجهيــزات املختلفــة واألفــكار واآلراء وأســاليب العمــل وطرائــق اإلدارة يف‬
‫حــل املشــكالت‪ ،‬وتنفيــذ وتقديــم وإدارة احللــول للمشــكالت التــي تدخــل‬
‫يف مجيــع جوانــب التعليــم اإلنســاين(((‪ .‬فالعالقــة املثلثــة للتكنولوجيــا وهــي‬
‫اإلنســان واملــادة واألداة تنطبــق عــى تكنولوجيــا التعليــم(((‪.‬‬
‫‪ -3‬أهمية توظيف التكنولوجيا يف تعليم اللغة العربي�ة للناطقني‬
‫بغريها ‪:‬‬
‫أدى التطــور التكنولوجــي اهلائــل الــذي يشــهده هــذا العــر إىل ظهــور‬
‫املداخــل التعليميــة احلديثــة التــي دعــت إىل اســتخدام التكنولوجيــا يف تعليــم‬
‫اللغــات األجنبيــة‪ ،‬كاملدخــل التقنــي‪ ،‬الــذي يدعــو إىل «إدارة تعليــم اللغــة‬
‫ـة نشـ ٍ‬
‫ـطة مــن أجــل‬ ‫ـررات إلكرتونيـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ـات تعليميـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬ومقـ‬ ‫وتعلمهــا‪ ،‬يف ضــوء برجميـ ٍ‬
‫إكســاب املتعلمــن مهــارات اللغــة؛ لتحقيــق التواصــل اللغــوي البنــاء‪ ،‬والتعامل‬
‫والعــر ومقوماتــه»(((‪.‬‬
‫وقــد أدت جتربــة واليــة إنديانــا األمريكيــة التــي اســتمرت تســع ســنوات‬
‫زودت خالهلــا (‪ )80‬مدرســة بأجهــزة كمبيوتــر وأجهــزة مــودم إىل تعلــم‬
‫الطــاب يف منازهلــم بــا يعــادل (‪ )30‬يو ًمــا دراســ ًّيا يف العــام((( ‪.‬‬
‫وتظهر أمهية توظيف التكنولوجيا يف تعليم اللغات من خالل اآليت‪:‬‬

‫((( الطوبجــي‪ ،‬حســن محــدي (‪ ،)2000‬وســائل االتصــال والتكنولوجيــا يف التعليــم‪ ،‬الكويــت‪ ،‬دار‬
‫القلــم ط‪.2‬‬
‫((( عبــد اهلل‪ ،‬إدريــس‪ ،‬والقصــري‪ ،‬موفــق (‪ ،)2004‬تكنولوجيــا الرتبيــة والقابليــة االبتكاريــة‪،‬‬
‫اجلامعــة الوطنيــة ماليزيــا‪ ،‬كليــة الدراســات اإلســامية‪.‬‬
‫((( التــودري‪ ،‬عــوض حســن (‪ ،)2009‬تكنولوجيــا التعليــم مســتحدثاهتا وتطبيقاهتــا‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار‬
‫الكتــب‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫((( اخلاجــة‪ ،‬مــي (‪ ،)2006‬تقنيــات التعليــم وتأثرياهتــا يف العمليــة التعليميــة دراســة حالة كليــة العلوم‬
‫اإلنســانية واالجتامعيــة بجامعــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬أبوظبــي‪ ،‬مركــز اإلمــارات للدراســات‬
‫والبحــوث االســراتيجية‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.6‬‬
‫((( الزهــراين‪ ،‬مــريض بــن غــرم اهلل حســن (‪ ،)2007‬املدخــل التقنــي يف تعليــم اللغــة العربيــة مفهومــه‬
‫وأسســه ومطالبــه وتطبيقاتــه‪ ،‬ورقــة عمــل مقدمــة إىل املؤمتــر العاملــي األول للغــة العربيــة وآداهبــا‪،‬‬
‫ماليزيــا‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫((( خليــل‪ ،‬ســعادة عبــد الرحيــم خليــل (‪ ،)2013‬توجيهــات معــارصة يف الرتبيــة والتعليــم‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫جمــد املؤسســة اجلامعيــة للدراســات والنــر والتوزيــع ط‪ ،1‬ص ‪.30‬‬

‫‪539‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪1.1‬أهنــا تتيــح الفرصــة اجلــادة أمــام الطــاب لتجريــب اللغــة بأســاليب‬


‫هلــا معنــى وتعــرض عليهــم مواقــف اجتامعيــة ليتفاعلــوا معهــا‪ ،‬ويكتســبوا مــن‬
‫خالهلــا املهــارات االجتامعيــة اللغويــة(((‪.‬‬
‫دورا إجياب ًّيا يف العملية التعليمية‪.‬‬
‫ ‪ 2 .‬أهنا متنح املتعلم ً‬
‫ٍ‬
‫مشــوقة‪ ،‬وطرائــق‬ ‫ٍ‬
‫تعليميــة‬ ‫ ‪ 3 .‬أهنــا تتيــح للمعلــم اســتخدام وســائل‬
‫تعليميــة متنوعــة‪ٍ.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫واســراتيجيات‬ ‫ٍ‬
‫خمتلفــة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫تدريــس‬
‫ٍ‬
‫بصورة‬ ‫ ‪ 4 .‬أهنــا توفــر بيئـ ًة تعليميـ ًة تفاعليـ ًة‪ ،‬تتيــح ممارســة اللغــة األجنبيــة‬
‫ٍ‬
‫طبيعية ‪.‬‬
‫ ‪ 5 .‬أهنــا تراعــي العوامــل النفســية للمتعلمــن‪ ،‬كالرهبــة مــن اســتخدام‬
‫اللغــة األجنبيــة يف املواقــف الطبيعيــة واخلجــل واخلــوف مــن ارتــكاب األخطــاء‬
‫عنــد ممارســة اللغــة‪.‬‬
‫ ‪ 6 .‬أهنا ترفع درجة االنتباه والرتكيز لدى متعلمي اللغة‪.‬‬
‫جوا من املتعة واأللفة والتشويق عند ممارسة اللغة‪.‬‬
‫ ‪ 7 .‬أهنا ختلق ً‬
‫‪8.8‬أهنــا تراعــي الفــروق الفرديــة بــن املتعلمــن وخصوصــا يف تعلــم‬
‫اللغــات‪.‬‬
‫املحور الثاين‪:‬توظيف التكنولوجيا يف تعليم اللغة العربي�ة‬
‫للناطقني بغريها يف اجلامعة القاسمية‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف باجلامعة القاسمية‪:‬‬
‫تأسســت اجلامعــة القاســمية بموجــب مرســوم أمــري أصــدره صاحــب‬
‫الســمو الشــيخ الدكتــور ســلطان بــن حممــد القاســمي عضــو املجلــس األعــى ‬
‫ـامية عربيـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـة إسـ ٍ‬
‫حاكــم الشــارقة برقــم (‪ )2‬لســنة ‪2013‬م‪ ،‬بشــأن إنشــاء جامعـ ٍ‬
‫يف إم��ارة الش��ارقة تس��مى اجلامع��ة القاس��مة‪.‬‬
‫وهتــدف اجلامعــة إىل إبــراز الوجــه احلقيقــي لإلســام مــن حيــث كونــه‬
‫ٍ‬
‫عمــل‪ ،‬وإعــداد طلبــة اجلامعــة وتدريبهــم وتأهيلهــم‬ ‫ٍ‬
‫حيــاة ومنهــج‬ ‫طريقــة‬
‫ً‬
‫تأهيــا متوازنًــا يف علــوم الديــن والدنيــا واإلفــادة مــن مصــادر املعرفــة‬
‫((( إســاعيل‪ ،‬الغريــب زاهــر (‪ ،)2001‬تكنولوجيــا املعلومــات وحتديــث التعليــم‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬عــامل‬
‫الكتــب‪ ،‬ص‪.313‬‬

‫‪540‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫اإلســامية واملنهــج العلمــي‪ ،‬والعنايــة بالبحــث العلمــي واإلســهام يف تطويــر‬


‫القــدرات املتخصصــة لتكــون يف خدمــة املجتمعــات اإلنســانية عمومــا وجمتمــع‬
‫العــامل اإلســامي خصوصــا‪ ،‬وإعــداد املتخصصــن والفنيــن واخلــراء يف‬
‫مراحــل الدراســات اجلامعيــة والدراســات العليــا‪ ،‬وتوثيــق الروابــط والصــات‬
‫الثقافيــة والعلميــة مــع اجلامعات األخــرى واهليئــات املحليــة والعربيــة واألجنبية‬
‫والدوليــة‪ ،‬وتوفــر اإلطــار العلمــي للتقريــب مــا بــن أتبــاع املذاهــب اإلســامية‬
‫وتعزيــز قيــم احلــوار بــن األديــان والثقافــات‪ ،‬وتنميــة وتعزيــز الشــعور باالنتــاء‬
‫إىل احلضــارة اإلســامية وقيمهــا والتعريــف برتاثهــا وإنجازاتــه(((‪.‬‬
‫وتضــم اجلامعــة عــد ًدا مــن الكليــات‪ ،‬إضافــة إىل مركــز اللغــات الــذي‬
‫يلتحــق بــه الطلبــة الذيــن ال جييــدون اللغــة العربيــة ليتعلموهــا‪ ،‬ثــم يلتحقــوا‬
‫بعــد ذلــك بكليــات اجلامعــة املختلفــة‪.‬‬
‫‪ -2‬توظيف التكنولوجيا يف تعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‬
‫يف مركز اللغات‪:‬‬
‫ُتــويل إدارة اجلامعــة اهتام ًمــا بتوظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫ـروين متكامـ ٍ‬
‫ـل‬ ‫للناطقــن بغريهــا يف مركــز اللغــات‪ ،‬فهــي تعتمــد عــى نظــا ٍم إلكـ ٍّ‬
‫ـورة مسـ ٍ‬
‫ـتمرة عــن طريــق شــبكة‬ ‫ومتعــدد الربامــج مرتبــط بشــبكة اإلنرتنــت بصـ ٍ‬
‫(‪ )Wi Fi‬زودت هبــا مجيــع القاعــات الدراســية‪ ،‬واملكتبــة اإللكرتونيــة‪ ،‬واملكاتــب‬
‫اإلداريــة‪ ،‬وســكن الطلبــة‪.‬‬
‫وتظهر أشكال هذا النظام اإللكرتوين فيام ييل‪:‬‬
‫ ‪ -‬أاملقررات التعليمية‪ :‬تعرض املقررات الدراسية املحوسبة عىل السبورة‬
‫الذكية التي زودت هبا مجيع القاعات الدراسية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫متطور يامرس فيه‬ ‫ٍ‬
‫لغات‬ ‫ ‪ -‬بمخترب اللغات‪ :‬حيتوي مركز اللغات عىل خمترب‬
‫ٍ‬
‫جو ميلء باملتعة واملرح‬
‫الطلبة مهارات األداء الشفهي من خالل برامج متطورة يف ٍّ‬
‫ً‬
‫فضل عن التعلم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تواصل إلكرتونية تعليمية‬ ‫ ‪ -‬تالربامج اإللكرتوني�ة‪ :‬تتوافر يف اجلامعة برامج‬
‫تتمثل يف‪:‬‬
‫ ‪ ١ .‬برنامــج بــاك بــورد (‪ :)Blackboard‬يمكــن هــذا الربنامــج عضــو هيئــة‬
‫التدريــس مــن الدخــول بصفــة مســتخد ٍم وإنشــاء املحتــوى التعليمــي وإرســاله‬

‫‪(1) www.alqasimia.ac.ae/ar/Pages/Home.aspx.‬‬

‫‪541‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫إىل الطلبــة املوجوديــن يف قائمتــه أو صفــه الــدرايس وبمجــرد املشــاركة؛ يشــاهد‬


‫الطالــب املوجــود يف القائمــة مــا أنشــأه املعلــم ويتفاعــل معــه‪.‬‬
‫ ‪ ٢ .‬برنامــج البانــر(‪ :)Banner‬يســتخدم يف رصــد الغيــاب واحلضــور‬
‫إلكرتون ًّيــا‪ ،‬وتوجيــه التنبيهــات واإلنــذارات للطلبــة آل ًّيــا‪ ،‬كــا ترصــد مــن‬
‫خاللــه درجــات الطلبــة يف هنايــة كل فصــل درايس ثــم ترســل إىل الطلبــة‪.‬‬
‫ ‪ ٣ .‬برنامــج كانفــاس (‪ :)Canvas‬عمـ ً‬
‫ـا بسياســة التطويــر املســتمر للربامــج‬
‫اإللكرتونيــة يف اجلامعــة القاســمية‪ ،‬تــم تفعيــل برنامــج كانفــاس ليمكــن الطلبــة‬
‫مــن تصفــح الواجبــات الدراســية‪ ،‬واإلعالنــات اخلاصــة باملســاق الــدرايس‪،‬‬
‫والتواصــل مــع معلــم املــادة‪ ،‬وحــل االختبــارات القصــرة‪ .‬‬
‫‪٤ .٤‬الربيــد اإللكــروين(‪ :)Email‬يســتخدم للتواصــل بــن اإلدارة وأعضــاء‬
‫هيئــة التدريــس والطلبــة‪ ،‬كــا يتيــح التواصــل بــن أعضــاء هيئــة التدريــس‬
‫خصيصــا للجامعــة مــن قبــل رشكــة رائــدة يف‬
‫ً‬ ‫ببعضهــم البعــض وقــد ُص ِّمــم‬
‫هــذا املجــال‪.‬‬
‫)‪ :‬تــرى مــن خاللــه مقابــات القبــول‬‫‪٥ .٥‬برنامــج ســكايب (‪ُ Skype‬‬
‫األوليــة مــع الطلبــة قبــل وصوهلــم إىل اجلامعــة‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة امليداني�ة‬
‫أدوات جمع املعلومات‪:‬‬
‫ ‪ -‬أاملالحظة‪:‬‬
‫اســتخدم الباحــث أداة املالحظــة‪ ،‬للحصــول عــى املعلومــات اخلاصــة‬
‫بتجربــة توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫يف اجلامعــة القاســمية‪ ،‬وقــد أعــدَّ ون َّفــذ هــذه األداة بنــا ًء عــى أهــداف هــذا‬
‫البحــث‪ ،‬وضمــت بطاقــة املالحظــة مهــارات توظيــف التكنولوجيــا يف مركــز‬
‫اللغــات‪ .‬وتكونــت مــن ثالثــة حمــاور أساســية هــي‪:‬‬
‫‪١-١‬املرحلة اإلعدادية‪ :‬هتيئة مركز اللغات بأجهزة التكنولوجيا وبراجمها‪.‬‬
‫‪٢-٢‬املرحلة التشغيلية‪ :‬تدريب أعضاء هيئة التدريس والطلبة عىل توظيف‬
‫التكنولوجيا يف العملية التعليمية‪.‬‬
‫‪٣-٣‬املرحلة التنفيذية‪ :‬توظيف التكنولوجيا يف العملية التعليمية يف مركز‬
‫اللغات‪.‬‬

‫‪542‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫إضافــة إىل مالحظــة صعوبــات توظيــف التكنولوجيــا يف مركــز اللغــات‪،‬‬


‫واملالحظــات العامــة التــي تطــرأ أثنــاء إجــراء املالحظــة‪ .‬وضمــت بطاقــة‬
‫املالحظــة ســامل تقديــر لقيــاس املهــارات املســتهدفة‪ ،‬تكونــت مــن ســت‬
‫درجــات ابتــدا ًء مــن صفــر وانتهــا ًء إىل مخســة‪ ،‬وقــد مثلــت الدرجــة (‪ )5‬أعــى ‬
‫تقديــر للمهــارة املســتهدفة‪ ،‬بينــا مثلــت الدرجــة (صفــر) عــدم توافــر املهــارة‪.‬‬
‫ ‪ -‬أاملقابلــة‪ :‬أجــرى الباحــث مقابل ـ ًة مــع مديــر قســم تقنيــة املعلومــات يف‬
‫اجلامعــة القاســمية جلمــع املعلومــات اخلاصــة باجلوانــب اإلعداديــة والتشــغيلية‬
‫املرتبطــة بتوظيــف التكنولوجيــا يف مركــز اللغــات باجلامعــة القاســمية‪ ،‬تكونــت‬
‫ـئلة رئيسـ ٍ‬
‫ـية‪.‬‬ ‫اســتامرة املقابلــة مــن مخســة أسـ ٍ‬

‫‪١.١‬صدق أدوات جمع املعلومات‪:‬‬


‫يقصــد بصــدق األداة‪ ،‬معرفــة مــدى قــدرة األداة عــى قيــاس اخلاصيــة‬
‫املســتهدفة‪ ،‬دون غريهــا مــن اخلــواص األخــرى‪ ،‬وينقســم صــدق أدوات مجــع‬
‫املعلومــات إىل قســمني مهــا‪:‬‬
‫ ‪ -‬أالصدق الظاهري‪:‬‬
‫عــرض الباحــث أدايت مجــع املعلومــات عــى جمموعـ ٍ‬
‫ـة مــن املحكمــن مــن‬
‫ذوي االختصــاص‪ ،‬واســتنا ًدا إىل توجيهــات املحكمــن تــم إجــراء التعديــات‬
‫الالزمــة‪ ،‬بزيــادة بعــض الفقــرات وحــذف بعــض العبــارات‪ ،‬ومــن َثــم ُوضعــت‬
‫األداتــان يف صورهتــا النهائيــة‪( .‬امللحقــان ‪ .)2 ،1‬‬
‫ ‪-‬بالصدق الداخلي للمالحظة‪:‬‬
‫قــام الباحــث بإطــاع مالح َظــن اثنــن عــى أهــداف املالحظــة وتدريبهــا ‬
‫عــى كيفيــة تنفيذهــا وف ًقــا ملــا يالحظــه كالمهــا مــن مهــارات‪.‬‬
‫بعــد الفــراغ مــن تنفيــذ املالحظتــن‪ ،‬تــم حســاب معامــل االرتبــاط بــن ‬
‫ٍ‬
‫موجــب‪« ،‬يثبــت أن‬ ‫ٍ‬
‫ارتبــاط‬ ‫املالحظتــن‪ ،‬وقــد بلــغ (‪ ،)0.74‬وهــو معامــل‬
‫(((‬ ‫ٍ‬
‫عــال مــن الصــدق والثبــات» ‪.‬‬ ‫األداة يتوفــر هبــا مقــدار‬
‫‪٢.٢‬إجراءات تطبيق أدايت جمع املعلومات‪:‬‬

‫((( خليــل‪ ،‬رشف الديــن (‪ ،)2005‬اإلحصــاء الوصفــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مكتبــة شــبكة األبحــاث‬
‫والدراســات االقتصاديــة‪ ،‬ص‪.82‬‬

‫‪543‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫عقــب إجــراء التعديــات الالزمــة عــى أدايت مجــع املعلومــات حــدد‬


‫ورصــدت املالحظات‬
‫الباحــث الزمــن املناســب لتطبيقهــا‪ ،‬ثــم أجريــت املقابلــة‪ُ ،‬‬
‫وســجلت الدرجــات يف بطاقــة املالحظــة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪٣.٣‬مجتمع البحث وعينت�ه‪:‬‬
‫تكــون جمتمــع البحــث مــن أعضــاء هيئــة التدريــس يف اجلامعــة القاســمية‪،‬‬
‫عضــوا‪ .‬ومــن الطلبــة الذيــن يدرســون يف اجلامعــة‬
‫ً‬ ‫والبالــغ عددهــم (‪)66‬‬
‫القاســمية يف العــام الــدرايس ‪2019 – 2018‬م‪ ،‬والبالــغ عددهــم (‪)1140‬‬
‫طال ًبــا وطالبــة‪.‬‬
‫أمــا عينــة البحــث فقــد تكونــت مــن أعضــاء هيئــة التدريــس يف مركــز‬
‫اللغــات البالــغ عددهــم ثامنيــة أعضــاء‪ ،‬ومــن طلبــة مركــز اللغــات البالــغ‬
‫عددهــم (‪.)102‬‬
‫املحور الرابع‪:‬عرض البي�انات وحتليلها ومناقشة النت�اجئ‬
‫بعــد تطبيــق أدوات مجــع املعلومــات فــرغ الباحــث البيانــات وحللهــا‪،‬‬
‫وف ًقــا ملراحــل التصنيــف التاليــة‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ -‬املرحلة اإلعدادية‪:‬‬
‫تهيئ�ة مركز اللغات بأجهزة التكنولوجيا وبرامجها‪.‬‬
‫شملت بيانات هذه املرحلة اجلوانب املوضحة يف اجلدول رقم (‪.)1‬‬
‫درجــة املالحظــة يف‬ ‫املهارة‬ ‫البند‬
‫ســامل التقديــر‬
‫توافــر أجهــزة التكنولوجيــا وبرجمياهتــا يف القاعــات ‪5‬‬ ‫‪1‬‬
‫الدراســية‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫صيانة أجهزة التكنولوجيا ومعداهتا يف مركز اللغات‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫جدول رقم (‪ )1‬مهارات املرحلة اإلعدادية‪.‬‬

‫بالنظر إىل اجلدول أعاله يتضح اآليت‪:‬‬


‫ ‪ 1 .‬وفــرت اجلامعــة القاســمية يف مركــز اللغــات أجهــزة التكنولوجيــا‬
‫ومعداهتــا يف مجيــع القاعــات الدراســية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫جيــد‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫ ‪ 2 .‬الحــظ الباحــث أن مجيــع األجهــزة تعمــل‬

‫‪544‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫أكدتــه إجابــة قســم تقنيــة املعلومــات عــن الســؤال املقابلــة رقــم (‪ )1‬اخلــاص‬
‫بــدور قســم تقنيــة املعلومــات يف تركيــب األجهــزة واملعــدات التكنولوجيــة يف‬
‫مركــز اللغــات‪ ،‬فقــد كانــت اإلجابــة بــأن قســم التقنيــات يــرف إرشا ًفــا كامـ ً‬
‫ـا‬
‫دوري‪ ،‬وأوضحــت اإلجابــة عــن‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫عــى تركيــب األجهــزة وحتديثهــا‬
‫ســؤال املقابلــة رقــم (‪ )5‬دور قســم تقنيــات املعلومــات يف االهتــام بالصيانــة‬
‫الدوريــة لألجهــزة واملعــدات‪ .‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ -‬املرحلة التشغيلية‪:‬‬
‫تدريب أعضاء هيئ�ة التدريس والطلبة على توظيف التكنولوجيا‬
‫يف العملية التعليمية‪.‬‬
‫شملت بيانات هذه املرحلة اجلوانب املوضحة يف اجلدول رقم (‪.)2‬‬
‫درجــة املالحظــة يف‬ ‫املهارة‬ ‫البند‬
‫ســامل التقديــر‬
‫قــدرة املعلــم عــى تشــغيل األجهــزة ‪5‬‬ ‫‪1‬‬
‫واســتخدامها يف العمليــة التعليميــة‪.‬‬
‫قــدرة الطــاب عــى اســتخدام األجهــزة ‪4‬‬ ‫‪2‬‬
‫اخلاصــة هبــم‪.‬‬
‫متكــن املعلــم مــن إدارة املحــارضة بواســطة ‪5‬‬ ‫‪3‬‬
‫أجهــزة ومعــدات التكنولوجيــا‪.‬‬
‫قــدرة املعلــم عــى تســجيل قوائــم الغيــاب ‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫واحلضــور إلكرتون ًّيــا‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )2‬مهارات املرحلة التشغيلية‪.‬‬

‫من اجلدول أعاله يتضح اآليت‪:‬‬


‫ ‪ 1 .‬اهتمــت اجلامعــة القاســمية بتدريــب أعضــاء هيئــة التدريــس يف مركــز‬
‫اللغــات عــى اســتخدام التكنولوجيــا وتوظيفهــا يف العمليــة التعليميــة يف املركــز‪،‬‬
‫وتظهــر درجــات ســامل التقديــر التــي رصدهــا الباحــث ملهــارات هــذا املحــور‬
‫ذلــك‪ ،‬وهــذا مــا أكدتــه اإلجابــة عــن ســؤال املقابلــة رقــم (‪ )2‬اخلــاص بعقــد‬
‫مســتمرة ألعضــاء اهليئــة التدريســية يف مركــز اللغــات عــى ‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تدريبيــة‬ ‫ٍ‬
‫دورات‬
‫اســتخدام األجهــزة واملعــدات‪ ،‬فقــد جــاءت إجابــة قســم تقنيــة املعلومــات‬
‫ـة ألعضــاء هيئــة التدريــس يف مركــز اللغــات‬ ‫ـة دوريـ ٍ‬
‫دورات تدريبيـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫مؤكــدة عقــد‬
‫درايس‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫فصــل‬ ‫ِّ‬
‫كل‬
‫ ‪ 2 .‬أوىل مركــز اللغــات تدريــب الطلبــة عــى اســتخدام األجهــزة احلديثــة‬

‫‪545‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أمهيــ ًة كبــرةً‪ ،‬وقــد أشــارت اإلجابــة عــن ســؤال املقابلــة رقــم (‪ )3‬اخلــاص‬
‫دورات تدريبيـ ٍ‬
‫ـة للطلبــة عــى اســتخدام األجهــزة واملعــدات‪ ،‬إىل أن القســم‬ ‫ٍ‬ ‫بعقــد‬
‫دوري عــى اســتخدام تقنيــات‬‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫يــرف عــى تدريــب الطلبــة اجلــدد‬
‫احلاســوب وأنظمــة التعليــم اإللكــروين‪.‬‬
‫ ‪ 3 .‬الحــظ الباحــث ارتبــاك بعــض الطلبــة عنــد اســتخدامهم لوحــة‬
‫مفاتيــح أجهــزة احلاســوب‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪-‬املرحلة التنفيذية‪:‬‬
‫توظيف التكنولوجيا يف العملية التعليمية يف مركز اللغات‪.‬‬
‫شملت بيانات هذه املرحلة اجلوانب املوضحة يف اجلدول رقم (‪.)3‬‬
‫درجــة املالحظــة يف‬ ‫املهارة‬ ‫البند‬
‫ســامل التقديــر‬
‫تنــوع أجهــزة التكنولوجيــا ومعداهتــا املســتخدمة يف ‪5‬‬ ‫‪1‬‬
‫مركــز اللغــات‪.‬‬
‫مالءمــة أجهــزة التكنولوجيــا ومعداهتــا املســتخدمة ‪5‬‬ ‫‪2‬‬
‫والعمليــة التعليميــة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫توظيف التكنولوجيا قبل الدرس‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫توظيف التكنولوجيا أثناء الدرس‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫توظيف التكنولوجيا بعد الدرس‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫توظيف التكنولوجيا يف تعليم املهارات اللغوية‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫توظيف التكنولوجيا يف تعليم العنارص اللغوية‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪4‬‬ ‫توظيف التكنولوجيا يف العملية التقويمية‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫جدول رقم (‪ )3‬مهارات املرحلة التنفيذية‪.‬‬

‫بالنظر إىل اجلدول رقم (‪ )3‬يتضح اآليت‪:‬‬


‫ ‪ 1 .‬وفــرت اجلامعــة القاســمية يف مركــز اللغات أجهــزة تكنولوجيــة متنوعة‬
‫كالســبورة الذكيــة يف مجيــع القاعــات الدراســية‪ ،‬وخمتــر اللغــات‪ ،‬وغرفــة حتكــم‬
‫ٍ‬
‫إلكرتونيــة وضعــت عنــد‬ ‫ٍ‬
‫عــرض‬ ‫إلكرتونيــة يف مــرح اجلامعــة‪ ،‬وشاشــات‬
‫مداخــل مركــز اللغــات مــع اتصــال مجيــع األجهــزة بشــبكة اإلنرتنــت‪.‬‬
‫ ‪ 2 .‬الحــظ الباحــث أن اســتخدام املعلــم للتكنولوجيــا املتاحــة داخــل‬
‫القاعــة يتناســب وســر الــدرس من حيــث عــرض املــادة التعليميــة‪ ،‬واالســتعانة‬
‫باإلنرتنــت يف توضيــح بعــض معــاين املفــردات‪ ،‬وعــرض بعــض املــواد التعليميــة‬

‫‪546‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫مــن اليوتيــوب‪ ،‬وهــذا مــا أكدتــه إجابــة قســم تقنيــات املعلومــات عــن ســؤال‬
‫املقابلــة رقــم (‪ )4‬اخلــاص بخططهــم املســتقبلية ملســايرة التطــور يف جمــال‬
‫تكنولوجيــا املعلومــات‪ ،‬فقــد بينــت اإلجابــة أن قســم تقنيــة املعلومــات ينفــذ‬
‫ٍ‬
‫ســنوات‬ ‫ٍ‬
‫اســراتيجية مدهتــا مخــس‬ ‫ٍ‬
‫ســنوية‪ ،‬وأخــرى‬ ‫ٍ‬
‫عــى خطــة‬ ‫أعاملــه بنــا ًء‬
‫تشــمل حتدي ًثــا دور ًّيــا لتكنولوجيــا احلاســوب وأنظمتــه يف اجلامعــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ممتــاز‪ ،‬وقــد أكــدت‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫ ‪ 3 .‬الحــظ الباحــث أن األجهــزة تعمــل‬
‫اإلجابــة عــن ســؤايل املقابلــة (‪( )5‬أ وب) بخصــوص جــودة الصيانــة‪ ،‬ورسعــة‬
‫االســتجابة لبالغــات األعطــال ذلــك‪.‬‬
‫ ‪ 4 .‬أدى ربــط األجهــزة ببعضهــا البعــض بشــبكة اتصــال إىل مســاعدة‬
‫املعلمــن عــى إعــداد املــواد التعليميــة والتدريبــات املصاحبــة هلــا قبــل بدايــة‬
‫الــدرس أثنــاء جلوســهم يف مكاتبهــم‪ ،‬وخصوصــا الــدروس التــي كانــت يف‬
‫خمتــر اللغــات‪.‬‬
‫ـوا مــن املتعــة أثنــاء الــدرس‪ ،‬وظهــر ذلــك مــن‬
‫ ‪ 5 .‬خلقــت التكنولوجيــا جـ َّ‬
‫خــال درجــة انتبــاه الطلبــة وتفاعلهــم مــع الــدرس‪.‬‬
‫ٍ‬
‫متفاوتــة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بنســب‬ ‫ ‪ 6 .‬اســتخدم املعلمــون التكنولوجيــا أثنــاء الــدرس‬
‫والحــظ الباحــث أهنــا توظــف بكثافـ ٍ‬
‫ـة يف املســتويات الدراســية املبتدئــة‪ ،‬بينــا ‬
‫يقــل توظيفهــا يف املســتويات العليــا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫منزليــة‪ ،‬ولكــن‬ ‫ٍ‬
‫بواجبــات‬ ‫ ‪ 7 .‬كلــف املعلمــون طلبــة املســتويات العليــا‬
‫غــاب عنهــا اجلانــب التكنولوجــي فقــد كانــت واجبــات ورقيــة اعتياديــة‪.‬‬
‫ـة صوتيـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـات منزليـ ٍ‬
‫ ‪ 8 .‬كلــف املعلمــون طلبــة املســتويات املبتدئــة بواجبـ ٍ‬
‫ـة بمهــاريت االســتامع والتحــدث عــن طريــق إرســاهلا واســتقباهلا بتطبي ـق ‬‫متعلقـ ٍ‬
‫واتــس أب (‪.)whatsApp‬‬

‫ ‪ 9 .‬مل تُرفــع املــادة التعليميــة عــى برنامــج (بــاك بــورد) بالرغــم مــن توافره‬
‫ـخاورقي ًة‬
‫ضمــن أنظمــة اجلامعــة‪ ،‬ويعــود الســبب يف ذلــك المتــاك الطلبــة نسـ ً‬
‫مــن املقــررات الدراســية‪.‬‬
‫ ‪ 10.‬الحــظ الباحــث أن التكنولوجيــا مل تُوظــف يف تعليــم مهــارة الكتابــة‪،‬‬
‫ـدودة اقتــرت عــى عــرض‬ ‫ٍ‬ ‫فيــا وظفــت يف تعليــم مهــارة القــراءة بصـ ٍ‬
‫ـورة حمـ‬
‫النصــوص القرائيــة‪ ،‬بينــا قــرأ الطــاب مــن كتبهــم الورقيــة‪ ،‬وأجابــوا عــن‬
‫أيضــا‪.‬‬
‫التدريبــات يف كتبهــم ً‬

‫‪547‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪ 11.‬وظفــت التكنولوجيــا بكثـ ٍ‬


‫ـرة يف مهــاريت االســتامع والــكالم‪ ،‬وخصوصا‬ ‫ُ‬
‫يف تطبيقــات وبرامــج خمتــر اللغــة‪ ،‬وتطبيقــات اهلاتــف املختلفة‪.‬‬
‫ ‪ُ 12.‬وظفــت التكنولوجيــا يف تعليــم الطلبــة وتدريبهــم عــى اســتامع‬
‫أيضــا يف رشح املفــردات وتوضيــح‬
‫كــا وظفــت ً‬
‫ُ‬ ‫األصــوات العربيــة ونطقهــا‪،‬‬
‫معانيهــا‪.‬‬
‫ ‪ 13.‬مل توظــف التكنولوجيــا يف تعليــم الرتاكيــب اللغويــة‪ ،‬فقــد اعتمــد‬
‫املعلمــون عــى الســبورة التقليديــة يف ذلــك‪.‬‬
‫ ‪ُ 14.‬وظفــت التكنولوجيــا يف العمليــة التقويميــة يف خمتــر اللغــات‪ ،‬فقــد‬
‫فوريــة‪ ،‬خصوصــا فيــا يتعلــق باألصــوات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫راجعــة‬ ‫ٍ‬
‫بتغذيــة‬ ‫زودت املعلــم‬
‫واحلــوارات والتدريبــات‪.‬‬
‫النت�اجئ والتوصيات‬
‫ً‬
‫أول‪ -‬النت�اجئ‪:‬‬
‫ـا جــع مــن بيانــات ومعلومــات‪ ،‬حــول توظيــف التكنولوجيا‬ ‫مــن خــال مـ ُ‬
‫يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا توصــل الباحــث إىل النتائــج اآلتية‪:‬‬
‫ ‪ ١ .‬يقلــل توظيــف التكنولوجيــا الوقــت واجلهــد يف العمليــة التعليميــة ومــا‬
‫يتعلــق هبــا مــن إدارة ومتابعــة وإرشاف وتوجيــه‪.‬‬
‫ ‪ ٢ .‬يــؤدي التدريــب املســتمر ألعضــاء هيئــة التدريــس عــى توظيــف‬
‫التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬إىل اإلفــادة القصــوى‬
‫مــن توظيــف التكنولوجيــا يف العمليــة التعليميــة‪.‬‬
‫ ‪ ٣ .‬ال يمكــن االســتغناء عــن دور املعلــم مــن خــال توظيــف التكنولوجيــا‬
‫يف العمليــة التعليميــة‪ ،‬فهــو الــذي ينظــم املــادة التعليميــة ويديرهــا ويقومهــا‪.‬‬
‫ ‪ ٤ .‬يــؤدي توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫إىل تنويــع االســراتيجيات التعليميــة أثنــاء الــدرس بحســب مــا يــراه املعلــم‪.‬‬
‫ ‪ ٥ .‬تــزداد حاجــة املتعلمــن املبتدئــن إىل توظيــف التكنولوجيــا‪ ،‬يف‬
‫ٍ‬
‫صحيــح‪ ،‬وتوضيــح معــاين املفــردات‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫تدريبهــم عــى نطــق األصــوات‬
‫غــر املحسوســة التــي يصعــب عليهــم فهــم معانيهــا‪.‬‬
‫ ‪ ٦ .‬يســاعد توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬

‫‪548‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫بغريهــا عــى تنميــة مهــاريت االســتامع والــكالم‪.‬‬


‫ ‪ ٧ .‬يســاعد توظيــف التكنولوجيــا املعلمــن عــى إدارة احلــوارات الثنائيــة‬
‫واجلامعيــة بــن الطلبــة يف خمتــر اللغــات‪ ،‬ويمكنهــم مــن متابعــة ســرها‬
‫ومشــاركتهم متــى اقتضــت احلاجــة ذلــك‪.‬‬
‫ـكل حمـ ٍ‬
‫ـدود يف تنميــة مهــارات الكتابــة‬ ‫ ‪ ٨ .‬يســهم توظيــف التكنولوجيــا بشـ ٍ‬
‫للناطقــن بغــر اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫ ‪ ٩ .‬ال يتســم توظيــف التكنولوجيــا يف العمليــة التعليميــة باجلمــود فللمعلم‬
‫دور فاعـ ٌـل يف ابتــكار طــرق ومهــارات ووظائــف وأســاليب مــن خــال توظيــف‬ ‫ٌ‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪١٠١٠‬أدى عــدم إجــادة بعــض الطلبــة الســتخدام التكنولوجيــا – وخصوصــا‬
‫الذيــن مل يتعرفــوا عليهــا يف دوهلــم – للحــد مــن فعاليتهــا خصوصــا فيــا يتعلــق‬
‫باســتخدام لوحــة املفاتيــح‪.‬‬
‫‪١١١١‬ييــر توظيــف التكنولوجيــا عمليــة التقويــم‪ ،‬ويــزود املعلــم بتغذيــة‬
‫راجعــة فوريــة‪.‬‬
‫‪١٢١٢‬يمكــن توظيــف التكنولوجيــا املعلــم مــن مراعــاة الفــروق الفرديــة بــن ‬
‫الطلبــة‪ ،‬ويرفــع مــن درجــة انتبــاه الطلبــة وتفاعلهــم مــع الــدرس‪.‬‬
‫ ‪ ١٣.‬يســاعد إنشــاء قســم لتقنيــة املعلومــات يف املؤسســات التعليميــة عــى ‬
‫اإلفــادة القصــوى مــن توظيــف التكنولوجيــا‪.‬‬
‫ ‪ ١٤.‬ال يقتــر توظيــف التكنولوجيــا عــى األجهــزة واملعــدات داخــل‬
‫القاعــات الدراســية‪ ،‬وإنــا توظــف يف مجيــع جوانــب العمليــة التعليميــة‪ ،‬كرصــد‬
‫درجــات هنايــة الفصــل الــدرايس‪ ،‬وتنظيــم الفعاليــات واالحتفــاالت‪ ،‬وعــرض‬
‫التعليــات والتوجيهــات واإلرشــادات عــى أجهــزة عــرض إلكرتونيــة‪.‬‬
‫ ‪ ١٥.‬نجحــت اجلامعــة القاســمية يف تفعيــل عنــارص التكنولوجيــا التــي‬
‫ضمــت أعضــاء هيئــة التدريــس والطلبــة واألجهــزة واألفــكار واآلراء واإلدارة‪،‬‬
‫ـة واحـ ٍ‬
‫ـدة لتحقيــق أهــداف مركــز اللغــات‪.‬‬ ‫فقــد عملــت مجيعهــا ضمــن منظومـ ٍ‬

‫‪549‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ً‬
‫ثاني�ا‪ -‬التوصيات‪:‬‬
‫أوىص الباحث من خالل ما توصل إليه من نتائج بام ييل‪:‬‬
‫ ‪ ١ .‬االهتــام بتوفــر املعــدات التكنولوجيــة بمختلــف أنواعهــا وتوظيفهــا‬
‫يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ ‪ ٢ .‬االهتــام بتدريــب املعلمــن عــى اســتخدام األجهــزة واملعــدات‬
‫ٍ‬
‫مســتمرة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫دوريــة‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫التكنولوجيــة‬
‫ ‪ ٣ .‬تكليــف اجلهــات املختصــة بالقيــام بأعــال املتابعــة والصيانــة الدوريــة‬
‫املنتظمــة لألجهــزة واملعــدات التعليميــة‪.‬‬
‫ ‪ ٤ .‬تدريــب الطلبــة عــى اســتخدام التكنولوجيــا‪ ،‬وخصوصــا اســتخدام‬
‫لوحــة مفاتيــح احلاســب اآليل‪ .‬‬
‫ ‪ ٥ .‬إنشــاء قســم لتقنيــة املعلومــات يف املؤسســات التعليميــة التــي تعتمــد‬
‫عــى توظيــف التكنولوجيــا يف العمليــة التعليميــة‪.‬‬
‫ ‪ ٦ .‬إتاحــة الفرصــة لألســاتذة والطلبــة املتميزيــن يف جمــال التكنولوجيــا‬
‫إلبــداء آرائهــم واملشــاركة يف تطويــر األجهــزة والربامــج(((‪.‬‬
‫ ‪ ٧ .‬تفعيــل خدمــة اإلنرتنــت املجــاين يف القاعــات الدراســية واملختــرات‬
‫اللغويــة‪.‬‬
‫ـات حديثـ ٍ‬
‫ـة مــن خــال‬ ‫ـورة وبرجميـ ٍ‬
‫ـزة متطـ ٍ‬ ‫ ‪ ٨ .‬متابعــة مــا ينتــج مــن أجهـ ٍ‬
‫ـط لتطويــر وحتديــث املؤسســات التعليميــة‪.‬‬ ‫خطـ ٍ‬

‫ ‪ ٩ .‬اعتــاد توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريها‪،‬‬


‫ٍ‬
‫فعالة‪.‬‬ ‫يف املؤسســات التعليميــة‪ ،‬ملــا أظهرتــه هــذه التجربــة مــن نتائــج تعليميـ ٍ‬
‫ـة‬

‫((( مــن خــال جتربــة الباحــث العمليــة قابــل بعــض الطلبــة الذيــن لدهيــم خــرات حاســوبية متكنهــم‬
‫مــن املشــاركة يف تطويــر الربامــج‪.‬‬

‫‪550‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫ً‬
‫أول‪ -‬الكتب العلمية‪:‬‬
‫ ‪ 1.‬إســاعيل‪ ،‬الغريــب زاهــر (‪ ،)2001‬تكنولوجيــا املعلومــات وحتديــث‬
‫التعليــم‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬عــامل الكتــب‪.‬‬
‫ ‪ 2.‬التــودري‪ ،‬عــوض حســن (‪ ،)2009‬تكنولوجيــا التعليــم مســتحدثاهتا‬
‫وتطبيقاهتــا‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار الكتــب‪.‬‬
‫ ‪ 3.‬احليلــة‪ ،‬حممــد حممــود (‪ ،)2004‬تكنولوجيــا التعليــم بــن النظريــة‬
‫والتطبيــق‪ ،‬عــان‪ ،‬دار املســرة للنــر والتوزيــع ط‪.4‬‬
‫‪4.4‬اخلاجــة‪ ،‬مــي (‪ ،)2006‬تقنيــات التعليــم وتأثرياهتــا يف العمليــة‬
‫التعليميــة دراســة حالــة كليــة العلــوم اإلنســانية واالجتامعيــة بجامعــة‬
‫اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬أبوظبــي‪ ،‬مركــز اإلمــارات للدراســات‬
‫والبحــوث االســراتيجية‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫ ‪ 5.‬خليــل‪ ،‬ســعادة عبــد الرحيــم (‪ ،)2013‬توجيهــات معــارصة يف الرتبيــة‬
‫والتعليــم‪ ،‬بــروت‪ ،‬جمــد املؤسســة اجلامعيــة للدراســات والنــر والتوزيع‪،‬‬
‫ط‪.1‬‬
‫ ‪ 6.‬خليــل‪ ،‬رشف الديــن (‪ ،)2005‬اإلحصــاء الوصفــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مكتبــة‬
‫شــبكة األبحــاث والدراســات االقتصاديــة‪.‬‬
‫‪7.7‬شــحاتة‪ ،‬حســن‪ ،‬والنجــار‪ ،‬زينــب (‪ ،)2003‬معجــم املصطلحــات‬
‫الرتبويــة والنفســية‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬الــدار املرصيــة اللبنانيــة ط‪.1‬‬
‫ ‪ 8.‬شــحادة‪ ،‬أمــل عايــد (‪ ،)2010‬التكنولوجيــا التعليميــة‪ ،‬عــان‪ ،‬دار‬
‫كنــوز املعرفــة للنــر والتوزيــع‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫ ‪ 9.‬الطوبجــي‪ ،‬حســن محــدي (‪ ،)2000‬وســائل االتصــال والتكنولوجيــا‬
‫يف التعليــم‪ ،‬الكويــت‪ ،‬دار القلــم ط‪.2‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪-‬البحوث واألوراق العلمية‪:‬‬
‫‪١٠١٠‬محــزة‪ ،‬كمليــا بنــت حممــد عــي‪ ،‬معوقــات التعليــم اإللكــروين يف‬
‫اجلامعــات الســعودية‪ ،‬رســالة ماجســتري (غــر منشــورة) جامعــة امللــك‬
‫عبــد العزيــز‪.‬‬
‫ ‪ ١١.‬اخلريســات‪ ،‬ســمري عبــد ســامل وآخــرون‪ ،‬مقدمــة تكنولوجيــا التعليــم‬
‫واالتصــال ورقــة عمــل‪.‬‬
‫‪ ١٢١٢‬الزهــراين‪ ،‬مــريض بــن غــرم اهلل حســن (‪ ،)2007‬املدخــل التقنــي يف‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة مفهومــه وأسســه ومطالبــه وتطبيقاتــه‪ ،‬ورقــة عمــل‬
‫مقدمــة إىل املؤمتــر العاملــي األول للغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬ماليزيــا‪.‬‬

‫‪551‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ ١٣١٣‬الرشيــدة‪ ،‬ماجــد بــن عــي‪ ،‬معوقــات اســتخدام تقنيــات التعليــم يف‬


‫جامعــة األمــر ســطام بــن عبــد العزيــز‪ ،‬جملــة العلــوم الرتبويــة‪ ،‬العــدد‬
‫الثالــث اجلــزء‪.3‬‬
‫‪ ١٤١٤‬شــعيب‪ ،‬حممــد رمضــان‪ ،‬ومنصــور‪ ،‬هاجــر حممــد‪ ،‬األســاليب احلديثــة‬
‫يف توظيــف تكنولوجيــا التعليــم يف التدريــس‪ ،‬جملــة كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة‬
‫مرصاتــة‪ ،‬العــدد احلــادي عــر‪.‬‬
‫‪ ١٥١٥‬عبــد اهلل‪ ،‬إدريــس‪ ،‬والقصــري‪ ،‬موفــق (‪ ،)2004‬تكنولوجيــا‬
‫الرتبيــة والقابليــة االبتكاريــة‪ ،‬اجلامعــة الوطنيــة ماليزيــا‪ ،‬كليــة الدراســات‬
‫اإلســامية‪.‬‬
‫‪ ١٦١٦‬العتيبــي‪ ،‬نايــف‪ ،‬معوقــات التعليــم اإللكــروين يف وزارة الرتبيــة‬
‫والتعليــم مــن جهــة نظــر القــادة الرتبويــن‪ ،‬رســالة ماجســتري (غــر ‬
‫منشــورة) جامعــة مؤتــة‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬املواقع اإللكرتوني�ة‪:‬‬
‫‪1717‬بريــك‪ ،‬عقيلــة‪ ،‬أثــر التطبيقــات اإللكرتونيــة عــى اخلطــاب التعليمــي‬
‫املوجــه لغــر الناطقــن باللغــة العربيــة‪edinum..URL: https://aleph- alger2 ،‬‬
‫‪.))835/org‬‬
‫‪.www.alqasimia.ac.ae/ar/Pages/Home.aspx-1818‬‬

‫‪552‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫املالحق‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫املهارة‬ ‫البند‬
‫املحــو األول‪ :‬هتيئــة مركــز اللغــات بأجهــزة‬
‫التكنولوجيــا وبراجمهــا‬
‫توافــر معــدات التكنولوجيــا يف القاعــات‬ ‫‪1‬‬
‫الدراســية‪.‬‬
‫صيانــة أجهــزة التكنولوجيــا ومعداهتــا يف‬ ‫‪2‬‬
‫مركــز اللغــات‪.‬‬
‫املحــور الثــاين‪ :‬تدريــب أعضــاء هيئــة التدريــس‬
‫والطلبــة عــى توظيــف التكنولوجيــا يف العمليــة‬
‫التعليميــة‬
‫قــدرة املعلــم عــى تشــغيل األجهــزة‬ ‫‪1‬‬
‫واســتخدامها يف العمليــة التعليميــة‪.‬‬
‫قــدرة الطــاب عــى اســتخدام األجهــزة‬ ‫‪2‬‬
‫اخلاصــة هبــم‪.‬‬
‫متكــن املعلــم مــن إدارة املحــارضة‬ ‫‪3‬‬
‫بواســطة أجهــزة ومعــدات التكنولوجيــا‪.‬‬
‫قــدرة املعلــم عــى تســجيل قوائــم‬ ‫‪4‬‬
‫الغيــاب واحلضــور إلكرتون ًّيــا‪.‬‬
‫املحــور الثالــث‪ :‬توظيــف التكنولوجيــا يف العمليــة‬
‫التعليميــة يف مركــز اللغــات‬
‫تنــوع أجهــزة التكنولوجيــا ومعداهتــا‬ ‫‪1‬‬
‫املســتخدمة يف مركــز اللغــات‪.‬‬
‫مالءمــة أجهــزة التكنولوجيــا ومعداهتــا‬ ‫‪2‬‬
‫املســتخدمة والعمليــة التعليميــة‪.‬‬
‫توظيف التكنولوجيا قبل التدريس‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫توظيف التكنولوجيا أثناء التدريس‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫توظيف التكنولوجيا بعد التدريس‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم املهــارات‬ ‫‪6‬‬
‫اللغوية‪.‬‬
‫توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم العنــارص‬ ‫‪7‬‬
‫اللغويــة‪.‬‬
‫توظيــف التكنولوجيــا يف العمليــة‬ ‫‪8‬‬
‫ا لتقو يميــة ‪.‬‬
‫ملحق رقم (‪ :)1‬بطاقة املالحظات‬

‫‪553‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املحور الثالث‪ :‬صعوبات توظيف التكنولوجيا يف مركز اللغات‪:‬‬


‫‪.............................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬
‫‪.............................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬
‫املحور الرابع‪ :‬مالحظات عامة‪:‬‬
‫‪.............................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬
‫‪.............................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬
‫ملحق رقم (‪ :)2‬استمارة املقابلة‬
‫اســتمارة املقابلــة اخلاصــة بموظفــي قســم تقنيــ�ة املعلومــات يف‬
‫اجلامعــة القاســمية‬
‫السيد املحرتم ……………………‪..‬‬
‫ هتــدف هــذه املقابلــة إىل التعــرف عــى دور قســم تقنيــة املعلومــات باجلامعــة‬
‫القاســمية فيــا خيــص تكنولوجيــا التعليــم‪ ،‬وذلــك بغــرض إعــداد بحــث‬
‫بعنــوان‪( :‬توظيــف التكنولوجيــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا)‬
‫نموذجــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫اجلامعــة القاســمية‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬املعلومات الشخصية‪:‬‬
‫‪1‬املسمى الوظيفي‪ ........................... :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪2‬التخصص‪............................................ :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪3‬الدرجة العلمية‪ ............................. :‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪4‬سنوات اخلربة‪...................................... :‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬أسئلة املقابلة‪:‬‬
‫‪1 -1‬مــا دور قســم تقنيــة املعلومــات يف تركيــب األجهــزة واملعــدات‬
‫التكنولوجيــة؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪2 -2‬مــا دور قســم تقنيــة املعلومــات يف تدريــب املعلمــن عــى اســتخدام‬
‫األجهــزة واملعــدات‪ ،‬وهــل يتعــاون القســم مــع خــراء مــن خــارج‬
‫اجلامعــة بغــرض التدريــب؟‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪554‬‬
‫توظيف التكنولوجيا ‪ :‬منصور أحمد مضوي‬

‫‪................................................................................‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪3 -3‬مــا دور قســم تقنيــة املعلومــات يف تدريــب الطلبــة عــى اســتخدام‬
‫األجهــزة واملعــدات؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪4 -4‬مــا اخلطــط املســتقبلية لقســم تقنيــة املعلومــات ملســايرة التطــور الرسيــع‬
‫يف جمــال تكنولوجيــا التعليــم؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪5 -5‬مــا دور قســم تقنيــة املعلومــات يف صيانــة األجهــزة واملعــدات؟ ومــا‬
‫تقييمكــم ملســتوى صيانــة األجهــزة يف مركــز اللغــات؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫ ‪-‬أجودة الصيانة‪ :‬ممتاز ( ) جيد ( ) ضعيف ( )‬
‫ ‪-‬أ رسعة الصيانة‪ :‬ممتاز ( ) جيد ( ) ضعيف ( )‬

‫‪555‬‬
‫حتليل العملية التقويمية ملتعليم العربي�ة‬
‫ً‬
‫أنموذجا‬ ‫الطلبة األتراك‬

‫د‪ .‬نسيمة سعيدي‬

‫مركز التعليم املكثف للغات – جامعة تلمسان باجلزائر‬


‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫املداخلة‪:‬‬
‫لقــد شــهد حقــل تعليميــة العربيــة اهتام ًمــا بال ًغــا مــن قبــل الباحثــن ‬
‫ـة كــرى‬ ‫والقائمــن عــى عمليــة تعليــم اللغــة؛ ملــا يكتســيه هــذا احلقــل مــن أمهيـ ٍ‬
‫ـال يف مجيــع املجــاالت؛ ألن القــدرة عــى اســتخدام اللغــة هــو أســاس‬ ‫ودور فعـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫واضحــة‬ ‫نجــاح البرشيــة‪ ،‬ومــن ثــم فــإن تعلمهــا ال بــد أن يتــم وف ًقــا ملبــادئ‬
‫ٍ‬
‫ناضجــة ترتقــي بإنتــاج املــواد وصناعتهــا إىل‬ ‫وخمطــط حمكــ ٍم بغيــة خلــق ٍ‬
‫بيئــة‬ ‫ٍ‬
‫مصــاف اللغــات األخــرى‪.‬‬
‫ـد عــى املســتوى العاملــي يف‬ ‫وإن ظاهــرة انتشــار اللغــة العربيــة مــن جديـ ٍ‬
‫الوقــت احلــارض ليــس إال اســتمرار ملســرة اللغــة العربيــة التارخييــة‪ ،‬وقــد عــر ‬
‫ٍ‬
‫دوليــة إذا قــال‪« :‬إن اللغــة‬ ‫ٍ‬
‫كلغــة‬ ‫أحــد املســترشقني الفرنســن عــن أمهيتهــا‬
‫العربيــة أداة خالصــة لنقــل بدائــع الفكــر يف امليــدان الــدويل‪ ،‬وإن اســتمرار حيــاة‬
‫اللغــة العربيــة دول ًّيــا هلــو العنــر اجلوهــري للســام بــن األمــم املســتقلة يف‬
‫املســتقبل»(((‪.‬‬
‫فالعامليــة التــي تتمتــع هبــا اللغــة العربيــة اليــوم‪ ،‬والتــي مكنــت مــن‬
‫اكتشــافها مــن قبــل العديــد مــن األمــم واملجتمعــات األجنبيــة؛ جعلــت اإلقبــال‬
‫عــى تعلمهــا يــزداد يومــا بعــد يــو ٍم‪ ،‬بحيــث صــارت «بــا مـ ٍ‬
‫ـراء لغــة اجلنــس‬ ‫ً‬
‫البــري احلضاريــة يف الفــرة املمتــدة مــن منتصــف القــرن الثامــن حتــى هنايــة‬
‫القــرن احلــادي عــر ميــادي‪ ،‬لدرجــة أنــه كان يتحتــم عــى الشــخص الــذي‬
‫يريــد اإلملــام بثقافــة عــره‪ ،‬وبأحــدث مــا جيــري هبــا مــن علــوم أن يتعلــم اللغــة‬
‫العربيــة»(((‪.‬‬
‫واحلقيقــة التــي ال حتجبهــا األوهــام أن اإلنســانية مل تعــرف طــوال تاريــخ‬
‫حياهتــا لغ ـ ًة خلدهــا كتــاب إال اللغــة العربيــة‪ ،‬وتلــك إحــدى مصــادر إعجــاز‬
‫القــرآن «فقــد أعطــى اللغــة إكســر احليــاة ورس البقــاء‪ ،‬واســتمدت مــن كلامتــه‬
‫روح الثبــات وشــجاعة املواجهــة‪ ،‬فــكان القــرآن الــروح التــي جعلــت العربيــة‬
‫الفصحــى لغــة كل العصــور‪ ،‬وكل مــا جاءنــا مــن تـ ٍ‬
‫ـراث هــذه اللغــة إنــا مــرده‬
‫إىل القــرآن الــذي فجــر علومهــا‪ ،‬وأطلــق عبقريــة أبنائهــا‪ ،‬فبقيــت العربيــة كــا ‬
‫كانــت راســخة القــدم مبنــى ومعنــى قــادرة عــى مواكبــة احلضــارة‪ ،‬تأخــذ مــن‬
‫غريهــا مــا يلزمهــا وتعطــي غريهــا مــا يلزمــه»(((‪.‬‬

‫((( جملة الدراسات العربية – العدد ‪ ،15‬ص ‪.43‬‬


‫((( جملة عامل الفكر – املجلد الثامن – العدد األول مايو ‪ ،1977‬الكويت ص‪.03‬‬
‫((( أمحــد ســمري‪« :‬الواقــع اللغــوي واهلويــة العربيــة»‪ ،‬دار الفكــر العــريب نــط‪ 0‬القاهــرة ‪1982‬‬
‫ص‪.117‬‬

‫‪557‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أيضــا أن انتشــار بعــض اللغــات العامليــة وتقدمهــا ال يعــود‬ ‫والقمــن بالتســجيل ً‬


‫لقوهتــا فقــط‪ ،‬بــل لقــوة أهلهــا واعتزازهــم هبــا وســعيهم إىل نرشهــا ورفعتهــا‬
‫وتذليــل الصعــاب التــي حتــول دون ذلــك‪ ،‬وقــد نــوه البشــر اإلبراهيمــي بعظمــة‬
‫اللغــة العربيــة لغــة مدنيــة وعمــران‪ ،‬ولــو مل تكــن متســعة اآلفــاق غنيــة باملفردات‬
‫والرتاكيــب ملــا اســتطاع أســافكم أن ينقلــوا إليهــا آداب اليونــان‪ ،‬وآداب فــارس‬
‫واهلنــد‪ ،‬وأللزمتكــم احلاجــة إىل تلــك العلــوم تعليــم تلــك اللغــات‪ ،‬ولــو فعلــوا‬
‫ـة‪ ،‬ولــو وقــع ذلــك لتغــر جمــرى‬‫ـة يونانيـ ٍ‬
‫ـية وأدمغـ ٍ‬
‫ـول فارسـ ٍ‬ ‫ألصبحــوا عر ًبــا بعقـ ٍ‬
‫التاريــخ اإلســامي برمتــه»(((‪.‬‬
‫وإذا كانــت اللغــة تتفــاوت يف انتشــارها وثباهتــا تب ًعــا الختــاف وســائل‬
‫ٍ‬
‫ونجــاح يف العمليــة التعليميــة ‪-‬فــإن‬ ‫ٍ‬
‫إخفــاق‬ ‫تعليمهــا‪ ،‬ومــا يعرتهيــا مــن‬
‫العربيــة كغريهــا مــن اللغــات– تأثــرت بالنجــاح واإلخفــاق يف تعليمهــا عــى ‬
‫مــدى التاريــخ‪ ،‬وهلــذا تظــل قضيــة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا مــن‬
‫ـث واحـ ٍ‬
‫ـد‪،‬‬ ‫القضايــا الشــائكة التــي ال يمكننــا أن نســتويف مجيــع جوانبهــا يف بحـ ٍ‬
‫وبــا أن التقويــم يشــكل حلق ـ ًة أساســي ًة ضمــن العمليــة التعليميــة‪ ،‬ارتأينــا أن‬
‫نخــوض يف موضــوع عمليــة تقويميــة املــواد التعليميــة املوجهــة للناطقــن بغــر ‬
‫العربيــة وأســس نجاحهــا‪.‬‬
‫وتأسيســا عــى مــا ســبق‪ ،‬ومــن أجــل اإلجابــة عــن اإلشــكالية املطروحــة‬
‫اعتمدنــا عــى املحــاور التاليــة‪:‬‬
‫واصطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ ‪-‬مفهوم التقويم الرتبوي لغ ًة‬
‫ ‪-‬آليات وفنيات تقويم املواد التعليمية (طرائق التقويم)‪.‬‬
‫ ‪-‬أهداف العملية التقويمية وأسس نجاحها‪.‬‬
‫ ‪-‬عــرض جتربتنــا يف مركــز التعليــم املكثــف للغــات جلامعــة تلمســان‬
‫أنموذجــا )‪.‬‬
‫ً‬ ‫(الــدورة الصيفيــة للطلبــة األتــراك ‪2016‬م‬
‫ ‪-‬وخامتة ذيلنا فيها أهم النتائج املتوصل إليها‪.‬‬

‫((( البشــر اإلبراهيمــي‪« :‬العربيــة فضلهــا عــى العلــم واملدنيــة وأثرهــا يف األمــم غــر العربيــة‪ ،‬آثــار‬
‫البشــر اإلبراهيمــي»‪ ،‬دار الغــرب االســامي‪ ،‬ط‪ ،1‬بــروت‪.‬‬

‫‪558‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫ ‪.‬أتعريف التقويم التربوي‪:‬‬


‫مفهوم التقويم‬
‫ً‬
‫‪ -‬لغة‪ :‬من قو َم‪ :‬أقمت اليشء وقومته‪ ،‬فقام بمعنى استقام‪.‬‬
‫(((‬
‫واالستقامة‪ :‬اعتدال اليشء واستواؤه‪.‬‬
‫تقويــا )‪ ،‬وأهــل مكــة يقولــون (اســتقام) الســلعة وهنــا‬
‫ً‬ ‫قــو َم الســلعة (‬
‫بمعنــى واحــد‪ ،‬واالســتقامة بمعنــى االعتــدال‪ ،‬يقــال اســتقام لــه األمــر‪ ،‬وقولــه‬
‫ـه﴾؛ أي يف التوجــه إليــه دون اآلهلــة‪ ،‬و( قــوم ) الــيء‬ ‫تعــاىل‪َ ﴿ :‬فاس ـت َِقيموا إِ َليـ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(تقويــا )‪ ،‬فهــو قويــم أي مســتقيم‪ ،‬وقولــه‪ :‬مــا أقومــه شــاء‪ ،‬وقولــه تعــاىل‪:‬‬ ‫ً‬
‫ــة﴾(((‪.‬‬‫ــك ِديــن ال َقيم ِ‬ ‫َ‬ ‫﴿و َذلِ‬
‫ُ ِّ َ‬ ‫َ‬
‫والتقويــم ( ‪ )Evaluation‬هــو‪ :‬الــوزن والتقديــر والتعديــل أو اإلصــاح ‬
‫ـتقيم‪ ،‬ويف هــذا يقــول‬ ‫نقــول قومتــه بمعنــى طورتــه وعدلتــه وجعلتــه قويـ ًـا ومسـ ً‬
‫اجــا‬ ‫ِ‬
‫ ف ا ْعو َج ً‬‫ِ‬ ‫اخلليفــة العــادل عمــر بــن اخلطــاب –ريض اهلل عنــه‪« :-‬إِ َذا َر َأ ْي ُتـ ُ‬
‫ـم َّ‬
‫َف َق ِّو ُمـ ِ‬
‫ـون»(((‪.‬‬
‫يتضــح مــن خــال هــذه التعاريــف أن كلمــة تقويــم يــراد هبــا االســتقامة‬
‫والتعديــل‪.‬‬
‫‪ -‬اصطالحــا‪ :‬إن التقويــم هــو العمليــة التــي يتــم هبــا اصــدار حكــم عــى ‬
‫ً‬
‫مــدى وصــول العمليــة ألهدافهــا‪ ،‬ومــدى حتقيقهــا ألغراضهــا‪ ،‬والعمــل عــى ‬
‫كشــف نواحــي النقــص يف العمليــة الرتبويــة أثنــاء ســرها(((‪.‬‬
‫ويعرفــه بلــوم (‪ ) Bloom‬بأنــه‪« :‬جمموعــة منظمــة مــن األدلــة التــي تبــن مــا‬
‫إذا جــرت بالفعــل تغــرات عــى جمموعــة املتعلمــن مــع حتديــد مقــدار أو درجــة‬
‫التغــر عــى التلميــذ»(((‪ .‬كــا عرفــه ويلبــور هاريــس (‪ )Wilbur Haris‬إذ يقــول‪:‬‬
‫قيمة»‪(((.‬ويــرى عمــر الشــيخ‬ ‫«التقويــم ســرورة نســقية إلصــدار حك ـ ٍم بشــأن ٍ‬

‫((( ابن منظور‪« :‬لسان العرب»‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت ط‪ ،4‬مج‪ ،2005-12‬ص‪.225‬‬
‫((( حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي‪« ،:‬خمتار الصحاح»‪ ،‬دار مكتبة اهلالل بريوت لبنان ‪،1988‬‬
‫باب القاف ص‪.557‬‬
‫((( رفيق ميلود‪« :‬التقويم الرتبوي وعالقته بالتحصيل الدرايس»‪ ،‬منشورات أنوار املعرفة‪.‬د‪.‬ط ‪.2012‬‬
‫ص‪.20‬‬
‫((( وهيب سمعان‪ ،‬رشدي لبيب‪« :‬دراسات يف املناهج»‪ ،‬القاهرة‪ ،‬األنجلو مرصية ‪ ،1977‬ص‪.124‬‬
‫((( فلقت مربوكة‪ ،‬صنديد يمينة‪« :‬برنامج التكوين التحضريي لفائدة األساتذة املرشحني لرتبة أستاذ‬
‫رئييس مديرية الرتبية لوالية غرداية»‪.‬‬
‫‪(6)Wilbur Haris «  the nature and function of educational evaluation »  septembre 1968-p95‬‬

‫‪559‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫يشء يف ضــوء غـ ٍ‬
‫ـرض ذي‬ ‫أن التقويــم هــو‪« :‬تقديــر مــدى صالحيــة أو مالئمــة ٍ‬
‫صلــة؛ أي أن التقويــم يســتهدف اختــاذ قــرار حــول مالئمــة أو صالحيــة العمــل‬
‫ـراض تربويـ ٍ‬
‫ـة»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الرتبــوي لتحقيــق غـ ٍ‬
‫ـرض أو أغـ‬
‫ـايس مــن أركان‬
‫يتبــن لنــا مــن خــال هــذه املفاهيــم أن التقويــم رك ـ ٌن أسـ ٌّ‬
‫العمليــة التعليميــة‪ ،‬فهــو يســبقها ويالزمهــا ويتابعهــا بغيــة دراســة واقعهــا‬
‫والبحــث عــن معوقاهتــا‪ ،‬ورســم اخلطــوط الالزمــة هبــدف تطويرهــا وحتديثهــا‬
‫ومعاجلــة جوانــب ضعفهــا‪.‬‬
‫ ‪.‬ب أنواع التقويم وأهدافه‪:‬‬
‫‪ -‬أنــواع التقويــم‪ :‬نظـ ًـرا لتعــدد القــرارات الرتبويــة‪ ،‬فقــد تعــددت أنــواع‬
‫التقويــم بحســب نشــاط املــواد التعليميــة‪ ،‬فعــن طريــق التقويــم يتخــذ املعلــم‬
‫العديــد مــن القــرارات املتعلقــة باملتعلمــن وبالربنامــج التعليمــي(((‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف أنواع التقويم إىل‪:‬‬
‫ـوع‬
‫أيضــا التمهيــدي أو القبــي‪ ،‬وهــو نـ ٌ‬ ‫‪١.١‬التقويــم التشــخييص‪ :‬ويســمى ً‬
‫مــن التقويــم حيــدث يف بدايــة العــام الــدرايس‪ ،‬ويســتعمل لتشــخيص كميــة‬
‫ٍ‬
‫جديــدة‪ ،‬حتــى يتأكــد‬ ‫ٍ‬
‫دراســة‬ ‫املعــارف واملعلومــات لــدى املتعلــم قبــل بــدء‬
‫املــدرس مــن اخللفيــة العلميــة للمتعلــم وحيددهــا‪ ،‬ومــن ثــم يســتطيع التخطيــط‬
‫اجليــد لألنشــطة التعليميــة‪ ،‬ويرتتــب عــن هــذا التقويــم النتائــج اآلتيــة‪:‬‬
‫ ‪‬حتديد املسـتوى املعـريف واملهـاري والوجـداين للمتعلمني قبـل البدء‬
‫بتطبيـق املنهـج املسـطر‪ ،‬وحتديـد الكفايـات املعرفيىـة والوجدانيـة ‬
‫واملعياريـة التـي يمتلكهـا املتعلمـون يف الوضـع الكائـن‪.‬‬
‫ ‪‬حتديــد اإلمكانــات املتاحــة واملنــاخ الســائد ومســتوى تأهيــل‬
‫املتعلمــن يف عمليــة تنفيــذ املنهــج(((‪.‬‬
‫هــذا النــوع مــن التقويــم هيــدف إىل اكتشــاف مــدى امتــاك املتعلــم‬
‫ٍ‬
‫معــن‪ ،‬كــا ‬ ‫لالســتعدادت والقــدرات واملعلومــات الرضوريــة ملتابعــة تعليــ ٍم‬

‫((( اجلميل حممد عبد السميع شعلة‪« :‬التقويم الرتبوي للمنظمة التعليمية‪ ،‬اجتاهات وتطلعات»‪ ،‬دار‬
‫الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ -‬مرص ‪ 142‬ه ‪ 2000-‬م ص‪.23‬‬
‫((( صالح الدين حممود عالم‪« :‬دليل املعلم يف تقويم الطلبة يف الدراسات االجتامعية»‪ ،‬دار الفكر العريب‬
‫القاهرة‪ ،1997 ،1417 ،‬ص‪.14‬‬
‫((( عمران جاسم اجلبوري‪ ،‬محزة هاشم السلطاين‪« :‬املناهج وطرائق تدريس اللغة العربية»‪ ،‬دار‬
‫الرضوان ‪ ،2013‬ص‪.111‬‬

‫‪560‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫أشــار كل مــن‪ ،Madans ،Hasting،Bloom :‬إىل أن وظيفــة التقويــم التشــخييص‬


‫تتعــدى الكشــف عــن الصعوبــات التــي تواجــه التالميــذ‪ ،‬كــا أنــه يســمح‬
‫بالتعــرف عــى كل مــن نقــاط القــوة ونقــاط الضعــف لــدى املتعلــم‪ ،‬باإلضافــة‬
‫درايس(((‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫إىل درجــة اســتعدادهم قبــل انطــاق أي حصــة بيداغوجيــة أو برنامـ ٍ‬
‫ـج‬
‫‪ -‬أهداف التقويم التشخييص‪ :‬هيدف التقويم التشخييص‪:‬‬
‫يف بداية الدرس‪:‬‬
‫ ‪‬يمكــن املعلــم مــن معرفــة مــدى اســتعداد املتعلــم الســتقبال معــارف‬
‫جديـ ٍ‬
‫ـدة وهــذا يســمح لــه باختيــار األهــداف ‪.‬‬
‫ ‪‬يمكــن املعلــم مــن حتديــد الفروقــات الفرديــة بــن املتعلمــن‪ ،‬مما يســهل‬
‫ٍ‬
‫جديد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫درس‬ ‫عليــه االنطــاق يف‬
‫ ‪‬يســمح للمتعلــم مــن تــدارك النقائــص واملعــارف الســابقة حتــى‬
‫يتمكــن مــن اكتســاهبا وتعديلهــا وتصحيحهــا‪.‬‬
‫يف املرحلة الدراسية‪:‬‬
‫ ‪‬يســتطيع املعلــم تشــخيص قــدرات ومهــارات املتعلمــن واكتشــاف‬
‫املواهــب منهــم قصــد تنميتهــا مــن خــال أنشــطة خاصــة‪.‬‬
‫ ‪‬الوقــوف عــى احلصيلــة النهائيــة ملعــارف التالميــذ الســابقة؛‬
‫أي مكتســباهتم القبليــة بغيــة تعزيــز نقــاط القــوة وعــاج نقــاط‬
‫الضعــف ( (( ‪.‬‬
‫ ‪‬وتتمثــل أهــم الوســائل التــي يســتعملها املعلــم إلجــراء التقويــم‬
‫التشــخييص عــن طريــق‪:‬‬
‫ٍ‬
‫وهادفــة‬ ‫ٍ‬
‫قصــرة‬ ‫ٍ‬
‫أســئلة‬ ‫ ‪‬حــوار بينــه وبــن املتعلمــن باســتخدام‬
‫لتشــخيص املكتســبات الســابقة‪.‬‬
‫ ‪‬نشــاط خيــدم املعرفــة الســابقة‪ ،‬يقــدم للمتعلــم ويطلــب منــه اإلجابــة‬
‫عنــه يف ظــرف قيــايس‪.‬‬

‫((( خطوط رمضان‪« :‬استخدام الرياضيات االسرتاجتيات التقويم‪ ،‬والصعوبات التي تواجهم أثناء‬
‫التطبيق»‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستري‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪2010:‬ص‪.21/20‬‬
‫((( خطوط رمضان‪« :‬استخدام الرياضيات االسرتاجيات التقويم والصعوبات التي تواجههم أثناء‬
‫التطبيق»‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستري‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪2010:‬ص‪.21‬‬

‫‪561‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪‬حــل بعــض التامريــن املعطــاة‪ ،‬ثــم مناقشــتها و تعديــل مــا جيــب‬


‫تعديلــه‪.‬‬
‫تقويــم‬
‫ٌ‬ ‫أيضــا بالتقويــم البنائــي‪ ،‬وهــو‬‫‪٢.٢‬التقويــم التكويــي‪ :‬ويســمى ً‬
‫ـتمر‪ ،‬مــاز ٌم لعمليــة التدريــس‪ ،‬هيــدف إىل تزويــد املعلــم واملتعلــم بنتائــج‬
‫مسـ ٌّ‬
‫األداء مــن أجــل حتســن العمليــة التعليمية‪.‬ويعتمــد هــذا النــوع مــن التقويــم عىل‬
‫املالحظــة واملناقشــة واالختبــارات القصــرة األســبوعية والشــهرية وبالتحديــد‪،‬‬
‫مســتمرا مالز ًمــا مصاح ًبــا للعمليــة التعليميــة‪ ،‬مــن بدايتهــا إىل‬
‫ًّ‬ ‫يعتــر تقويــا‬
‫ً‬
‫عمــي‪ ،‬هيــدف‬
‫ٌّ‬ ‫ٍ‬
‫هنايتها(((وبتعبــر آخــر‪ ،‬فــإن التقويــم التكوينــي هــو إجــرا ٌء‬
‫لتصحيــح مســار الفعــل التعليمــي‪ ،‬يتــم خــال التدريــس ويقيــس مســتوى‬
‫املتعلمــن والصعوبــات التــي تعرتضهــم أثنــاء العمليــة التعليميــة‪ ،‬وهــو حيــدد‬
‫رسعــة تعلمهــم وحيفزهــم لبــذل اجلهــد الــازم يف الوقــت املناســب‪.‬‬
‫ ‪-‬فوائد التقويم التكويين‪:‬‬
‫بالنسبة للمعلم‪:‬‬
‫ ‪‬يكشف نقائص طرائقه وعوائق التعلم‪.‬‬
‫ ‪‬حيفزه عىل حتسني أدائه‪.‬‬
‫ ‪‬يمكــن املعلــم مــن مــدى فهــم املتعلمــن للــدرس‪ ،‬أو أجزائه واكتشــاف‬
‫مواطــن القــوة والضعــف لدهيم‪.‬‬
‫ ‪‬يسمح للمعلم بتقويم ذاته‪.‬‬
‫بالنسبة للمتعلم‪:‬‬
‫ ‪‬يدعــوه إىل حتســن مســتواه‪ ،‬وينتــج عــن هــذا قــدرة املتعلــم عــى ‬
‫التحصيــل واإلدراك؛ ملســايرة البنــاء املعــريف وجتــاوزه للصعوبــات التــي‬
‫قــد حتــول دونــه ودون الفهــم وقــدرة االســتعامل(((‪.‬‬
‫أيضــا بالتقويــم النهائــي أو اخلتامــي‪،‬‬‫‪3.3‬التقويــم التحصيلــي‪ :‬ويعــرف ً‬
‫ـي‬ ‫وهــذا النــوع مــن التقويــم يكــون غال ًبــا يف ختــام أو يف هنايــة برنامـ ٍ‬
‫ـج تعليمـ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫معــن‪ ،‬وكذلــك ينطبــق مفهــوم التقويــم التحصيــي عــى جمموعــة مــن‬ ‫ٍ‬
‫الــدروس‪ ،‬ويكتــي طابــع احلصيلــة ملكتســبات املتعلــم وقدراتــه وينصــب يف‬

‫((( أنور عقل‪« :‬نحو تقويم أفضل»‪ ،‬دار النهضة العربية – بريوت ‪2001- 1421‬م ص‪.61‬‬
‫((( عبد املؤمن يعقويب‪« :‬أسس بناء الفعل الديداكتيكي»‪ ،‬مطبعة اجلزائر ط‪ ،2‬ص‪.313‬‬

‫‪562‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫املقاربــة اجلديــدة عــى قيــاس الكفــاءة القاعديــة‪ ،‬أو املرحليــة أو اخلتاميــة‪ ،‬وقــد‬
‫ٍ‬
‫كفــاءة مــا‪ .‬وخيتلــف هــذا النمــط مــن التقويــم عــن‬ ‫ينصــب عــى مــؤرشات‬
‫النوعــن الســابقني‪ ،‬بكونــه هيتــم ويركــز عــى النقطــة‪ ،‬بــل هــي هدفــه‪ ،‬يتخذهــا‬
‫كمقيــاس للنجــاح أو الرســوب‪ ،‬غــر أن النوعــن األولــن ال يركــزان عــى ‬ ‫ٍ‬
‫النقطــة‪ ،‬وهدفهــا هــو حتســن فعــل التعلــم وصريورتــه‪ ،‬ونظـ ًـرا لتأثــرات هــذا‬
‫ـس علميـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـم أن يبنــى عــى أسـ ٍ‬ ‫ـره يتـ ُ‬
‫النــوع مــن التقويــم يف مســار املتعلــم ومصـ ُ‬
‫ٍ‬
‫ســليمة حتــى تكــون األحــكام ســليمة تتســم باملصداقيــة والدقــة‪.‬‬
‫وبــا أن االختبــارات هــي وســائل التقويــم املعتمــدة‪ ،‬وبــا أن الســؤال هــو‬
‫ـة دقيقـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫ـداد علمــي وصياغـ ٍ‬
‫عامـ ٌـل حاســم يف تقريــر النتائــج‪ ،‬فإنــه حيتــاج إىل إعـ ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫ٌ‬
‫ومن الرشوط الواجب توافرها يف أسئلة الفحص ما يأيت‪:‬‬
‫ ‪‬الشمولية‪ :‬وذلك بأن يعطي أغلب الدروس املقررة‪.‬‬
‫ ‪‬الثبــاث‪ :‬أن يقــدم النتائــج نفســها حتــى ولــو كــرر عــى املجموعــة‬
‫نفســها‪ ،‬ويف الظــروف نفســها‪.‬‬
‫ ‪‬الصدق‪ :‬بأن يقيس ً‬
‫فعل ما وضع لقياسه‪.‬‬
‫ ‪‬املوضوعية‪ :‬أن يتسم باملصداقية والدقة وأن يبتعد عن الذاتية‪.‬‬
‫ ‪‬التاميز‪ :‬يربز الفروق الفردية واملستويات املختلفة‪.‬‬
‫ويتعلــق التقويــم التحصيــي عــاد ًة بالكفــاءات املرحليــة أو اخلتاميــة أو‬
‫االندماجيــة‪ ،‬وهيــدف إىل إعطــاء تقديــرات للمتعلمــن تــرز مــدى كفاءهتــم يف‬
‫حتصيــل مــا تتضمنــه األهــداف العامــة للمقــرر‪ ،‬وإعطائهــم شــهادات عــى ذلــك‬
‫تســمح هلــم باالنتقــال مــن مســتوى إىل آخــر‪ ،‬كــا يســتخدم يف احلكــم عــى مدى‬
‫فاعليــة املــدرس واملناهــج املســتخدمة وطــرق التدريــس والتقنيــات الرتبويــة(((‪.‬‬
‫ ‪-‬وظائف التقويم التحصيلي‪:‬‬
‫هنائــي عــى التصــورات أو‬
‫ٍّ‬ ‫ ‪‬يتيــح التقويــم التحصيــي إصــدار حكــ ٍم‬
‫التوجهــات العامــة إلنجــاز املتعلمــن خــال مرحلــة تكوينيــة‪.‬‬
‫ ‪‬يكشف عن مدى التحكم يف الكفاءة‪.‬‬
‫ ‪‬ســرورة عمليــة التعلــم والتعليــم‪ ،‬وحتديــد احلصيلــة النهائيــة للتدريــس‬

‫((( حممود مصطفى حممود اإلمام وآخرون‪« :‬التقويم والقياس»‪ ،‬دار األيام دس‪ .‬دت ص‪.28‬‬

‫‪563‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫( التحقــق مــن النتائــج النهائيــة للتعلــم)‪.‬‬


‫ ‪‬ضــان ســر النظــام التعليمــي نفســه باســتجابته حلالــة األفــراد‪ ،‬قصــد‬
‫التعــرف عــى مكتســباهتم وحاجــة املجتمــع ملراقبــة حقيقــة القــدرات ‬
‫التــي متكنــت املدرســة مــن نقلهــا إىل املتعلــم‪.‬‬
‫وخالصــة القــول‪ :‬فــإن التقويــم بأنواعــه الثالثــة يســعى إىل حتســن العمليــة‬
‫التعليميــة والنهــوض هبــا إىل األفضــل؛ لكونــه نشــا ًطا تواصل ًّيــا هيــدف إىل إثــارة‬
‫التعلــم وحتفيــزه وتســهيل حصولــه‪ ،‬بــل هــو دعامــة أساســية ترتكــز عليهــا‬
‫تعليــم‬
‫ٌ‬ ‫العمليــة التعليميــة‪ ،‬وكل تعليــ ٍم يفــرغ مــن الوظيفــة التقويميــة‪ ،‬فهــو‬
‫مفــر ٌغ مــن أهدافــه وغاياتــه املقصــودة بالتحقيــق باعتبــاره «تبــادل للرســائل عــى ‬
‫مســتوى الدالئــل اخلطابيــة بــن اثنــن أو أكثــر»(((‪.‬‬
‫ ‪.‬دآليات وفني�ات تقويم املواد التعليمية (طرائق التقويم )‪:‬‬
‫لعلنــا ال نجانــب الصــواب بقولنــا إن درجــة املــرء تقــاس بنتائــج نشــاطه‬
‫املتعــدد الــذي ينــوع حركيــة املجتمــع‪ ،‬وتصبــح هــذه احلركــة موضــوع تقويــم أو‬
‫تقييــم‪ ،‬وعليــه تصــدر األحــكام التقويميــة إجيا ًبــا أو ســل ًبا‪.‬‬
‫واجلديــر بالذكــر أن صناعــة املعرفــة مــن أهــم الصناعــات؛ لذلــك تقتــي‬
‫خاصــا لــكل منتســب إىل مهنــة التعليــم‪ ،‬وال نتصــور صعوبــة بقــدر‬ ‫ا ًّ‬ ‫تأهيــ ً‬
‫صعوبــة تكويــن املعلمــن؛ ألن أي إصــاح مرهــون بقيمــة هــذا التكويــن‪ ،‬وال‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـب فيــه مــروع تكويــن املعلــم‬ ‫ينجــح أي مــروع يف أي منظومــة تعليميــة إذا ُغيـ َ‬
‫ٍ‬
‫معرفيــة‬ ‫ٍ‬
‫بقــدرات‬ ‫تكوينًــا تســتوعب حمتوياتــه الواقــع‪ ،‬وتشــكل فكــر املتعلــم‬
‫ـد يف جمــال االبتــكار التكنولوجــي املتنــوع الــذي يتســم بــه‬ ‫تســتجيب لــكل جديـ ٍ‬
‫العــر؛ ألن «عمليــة تعلــم اللغــة تتــم كلهــا يف مواقــف حقيقيــة وال تتــم يف‬
‫ـة‪ ،‬فكلــا كانــت املواقــف التعليميــة واقعيــة وحيــة‪،‬‬ ‫فــرا ٍغ أو يف مواقــف مصطنعـ ٍ‬
‫كان أثــر التعليــم أعمــق وأثبــت»(((‪.‬‬
‫ومــا نــروم التنبيــه إليــه أنــه عــن طريــق التقويــم تعيــش املجتمعــات‬
‫ٍ‬
‫بامتيــاز‪ ،‬ويصــر التقويــم عملــة ال تتأثــر بالبورصــات النقديــة؛ ألن‬ ‫عرصهــا‬
‫الســيولة النقديــة هتزهــا الريــاح املتقلبــة يف األســواق‪ ،‬بينــا الســيولة الفكريــة‬
‫تتمتــع بحصانــة الثبــات‪ ،‬تؤثــر يف كل ٍ‬
‫يشء ألهنــا تصنعــه‪ ،‬وال تتأثــر بــأي يشء‬
‫((( عبد اجلليل مرتاض‪ :‬اللغة والتواصل –اقرتابات لسانية للتواصليني– الشهي والكتايب –دار هومة‬
‫للطباعة والنرش والتوزيع ‪ 2000‬م ص‪.42‬‬
‫((( «نظرية علم اللسانيات احلديثة وتطبيقاهتا عىل األصول العربية»‪ :‬د كونغ اجلو املنظمة العربية للرتبية‬
‫والثقافة والعلوم‪ ،‬ع‪ .1991/35‬ص‪.21‬‬

‫‪564‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫ألهنــا تنتجــه‪ ،‬وبــدون هــذا اإلســهام تعيــش املجتمعــات خــارج العــر وتقنــع‬
‫بالتبعيــة‪.‬‬
‫فالتقويــم إذن هــو عبــارة عــن عمليــة تعديــل يف الســلوك أو اخلــرة‪،‬‬
‫هبــدف التطويــر أو التغــر؛ وذلــك بمكافحــة ظــرف مــن الظــروف أو ممارســته‬
‫واالســتجابة لــه‪.‬‬
‫ـي هيــدف إىل إثــارة‬ ‫ومــن منطلــق تســلمينا بــأن التقويــم هــو نشـ ٌ‬
‫ـاط تواصـ ٌّ‬
‫ـرق ومعايــر دقيقــةٍ‬
‫التعلــم وحتفيــزه وتســهيل حصولــه‪ ،‬فإنــه يتطلــب وجــود طـ ٍ‬
‫للوصــول إىل القــدرة عــى توظيــف مــا يمتلكــه املتعلــم‪.‬‬
‫أن حيســن املعلــم اختيــار واســتعامل أجــود الوســائل التعليميــة؛ ألن ذلــك‬
‫سيســاعد عــى إثــارة الرغبــة لــدى املتعلــم األجنبــي يف التعلــم واالكتســاب‪،‬‬
‫وينتمــي فيــه عنــر التشــويق ملتابعــة الــدروس وإدراك املعنــى احلقيقــي ملــا‬
‫يكتســبه(((‪.‬‬
‫أو يســتطيع عملــه بأقــل خطــأ؛ ألنــه كلــا كان القيــاس أكثــر دقـ ًة كلــا كان‬
‫ـرا‪.‬‬
‫عمــل املعلــم أكثــر تأثـ ً‬
‫ومــن الثابــت واليقــن أن حيــاة اللغــة العربيــة وحيويتهــا رهــن اســتعاملنا‬
‫ٍ‬
‫برشيــة‬ ‫هلــا‪ ،‬وقدرتنــا عــى توســيع جماهلــا ومحلهــا هلــا وحتميلهــا لتجــارب‬
‫ـل رهــن مجعنــا لشــتات معطياهتــا وجتســيمها يف‬ ‫جديـ ٍ‬
‫ـدة‪ ،‬وإبقاؤهــا لغــة تواصـ ٍ‬
‫وســائل عمــل متجــددة وســعينا املتواصــل عــى تطويرهــا وتعهدهــا‪.‬‬
‫وإن ترشيــح الظاهــرة اللغويــة يف مســتوياهتا الصوتيــة والرصفيــة والرتكيبــة‬
‫والدالليــة يتطلــب آليــات وفنيــات تكفــل الوقــوف عــى طبيعــة اللغــة‪ ،‬ومــا‬
‫يلحقهــا مــن تغــر وتبديــل قصــد التحكــم يف قوانينهــا ونواميســها‪.‬‬
‫املعايــر املقرتحــة لتقويــم املــواد التعليميــة املوجهــة للناطقــن بغــر العربيــة‬
‫كاآليت‪:‬‬
‫ ‪‬االنتقــاء الدقيــق واملمعــن للــادة اللغويــة والتخطيــط املضبــوط لعنــارص‬
‫هذه املــادة‪.‬‬
‫ـجم‬
‫ ‪‬ترتيــب عنــارص املــادة اللغويــة ووضعهــا يف موضعهــا وض ًعــا منسـ ً‬
‫ـابق وآخــر الحـ ٍ‬
‫ـق‪.‬‬ ‫ـدرس سـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ومرتب ًطــا بـ‬

‫((( «الوسائل التعليمية‪ ،‬سلسلة من قضايا الرتبية»‪ ،‬امللف ‪ ،13‬املركز الوطني للوثائق الرتبوية‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪565‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫ناجعة لعرض عنارص املادة اللغوية عىل املتعلم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كيفية‬ ‫ ‪‬اختيار‬
‫ـة ونجاعـ ٍ‬
‫ـة عــن الســابقة لرتســيخها‬ ‫ـة ال تكــون أقــل فعاليـ ٍ‬
‫ ‪‬اختيــار كيفيـ ٍ‬
‫يف ذهــن املتعلــم‪ ،‬والتدبــر يف خلــق اآلليــات التــي تســاعد املتعلــم يف‬
‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫أحــكام تــداول واســتعامل عنــارص املــادة اللغويــة امللقنــة لــه‬
‫عفويـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬
‫ ‪‬أن حيســن املعلــم اختيــار واســتعامل أجــود الوســائل التعليميــة؛ ألن‬
‫ذلــك سيســاعده عــى إثــارة الرغبــة لــدى املتعلــم األجنبــي يف التعلــم‬
‫واالكتســاب‪ ،‬وينمــي فيــه عنــر التشــويق ملتابعــة الــدروس وإدراك‬
‫املعنــى احلقيقــي ملــا يكتســبه (((‪.‬‬
‫ ‪‬أن يمثــل (املعلــم) للفــروق الفرديــة ويراعــي جوانــب االختــاف بــن ‬
‫املتعلمــن‪ ،‬وهــذا يعنــي أن كل متعلــم خيتلــف عــن اآلخــر يف قدراتــه‬
‫العقليــة ومهاراتــه وســاته النفســية؛ لــذا فاملعلــم ملــزم أن يعامــل كل‬
‫ـد منهــم بــا يناســبه‪ ،‬وبــا جيعلــه أكثــر فاعليــة‪ ،‬فاملتعلــم الذكــي‬ ‫واحـ ٍ‬
‫حيتــاج إىل نشــاطات تتحــدى قدراتــه حتــى يســتمر يف تفوقــه بينــا ‬
‫بطــيء التعلــم يتطلــب تأن ًيــا ورف ًقــا يف التعليــم‪ ،‬كــا جيــب عــى املعلــم‬
‫أن ينتبــه إىل اجلوانــب اإلجيابيــة ونقــاط القــوة لــدى املتعلمــن حتــى‬
‫ينميهــا ويســاعدهم عــى اســتثامرها واالســتفادة منهــا‪.‬‬
‫ ‪‬التقيــد باالســتمرارية يف تقويــم اللغــة العربيــة؛ ذلــك أنــه هنــاك‬
‫مســارات إلنجــاز هــذا الفعــل‪ ،‬أوهلــا‪ :‬املســار الــدوري يف إجــراء‬
‫التقويــم‪ ،‬وثانيهــا‪ :‬املســار الظــريف املرتبــط بالظــروف واملناســبات‪ ،‬‬
‫وثالثهــا‪ :‬املســار املفضــل هــو املواكبــة للعمليــة التعليميــة والتحكــم يف‬
‫ـدر مــن املعلومــات وصــواب‬ ‫برنامــج التقويــم للحصــول عــى أكــر قـ ٍ‬
‫حتليلهــا وتفســرها‪.‬‬
‫ ‪‬االلتــزام بالصــدق واملوضوعيــة‪ ،‬وجتنــب الذاتيــة يف تعليــم العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا؛ ذلــك أن الصــدق واالتــزان عنــران رضوريــان‬
‫يعمــان عــى حتديــد األهــداف وتشــخيص املوضــوع املــراد تقويمــه‪،‬‬
‫وهــذا يتطلــب مراعــاة االختــاف بــن األطــوار واملراحــل‪ ،‬وجتنــب‬
‫التــرع يف حتديــد املعلومــات وإصــدار األحــكام حتــى يتحقــق قيــاس‬
‫«مــدى صحــة اإلجــراءات املتبعــة لتحديــد مســتوى التقــدم الــذي‬

‫((( «الوسائل التعليمية‪ ،‬سلسلة من قضايا الرتبية»‪ ،‬امللف ‪ ،13‬املركز الوطني للوثائق الرتبوية‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪566‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫حيــرزه املتعلــم نحــو حتقيــق أهــداف تعليمىــة معينــة»(((؛ ألن التقويــم‬


‫املوضوعــي يمكــن املعلــم واملتعلــم مــن الوقــوف عــى النقائــص بغيــة‬
‫عالجهــا قبــل أن يتفاقــم أمرهــا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تواصــل وليــس كأداة تدريــس قواعــد‬ ‫ ‪‬اســتخدام اللغــة العربيــة كأداة‬
‫اللغــة‪.‬‬
‫ ‪‬التــدرج يف تطويــر املوضوعــات خــال تعلــم اللغــة العربيــة وتوســيعها‬
‫مــن البســيط إىل املعقــد‪ ،‬ومــن الســهل إىل الصعــب ومــن امللمــوس إىل‬
‫املحســوس ومــن القريــب إىل البعيــد‪ ،‬وقــد تنبــه ابــن خلــدون إىل ذلــك‬
‫حيــث يقــول‪« :‬اعلــم أن تلقــن العلــوم للمتعلمــن إنام يكــون مفيــدً ا إذا‬
‫أول املســائل‬ ‫ـا‪ ،‬يلقــي عليــه ً‬‫ـا قليـ ً‬
‫كان عــى التــدرج شــي ًئا فشــي ًئا‪ ،‬وقليـ ً‬
‫بــاب مــن الفــن هــي أصــول ذلــك البــاب‪ ،‬ويقــرب لــه يف‬ ‫ٍ‬ ‫مــن كل‬
‫رشحهــا عــى ســبيل اإلمجــال‪ ،‬ويراعــي يف ذلــك قــوة عقلــه واســتعداده‬
‫لقبــول مــا يــورد عليــه حتــى ينتهــي إىل آخــر الفــن‪ ،‬وعنــد ذلــك حيصــل‬
‫لــه ملكــة يف ذلــك العلــم إال أهنــا جزئيـ ٌة وضعيفـ ٌة‪ ،‬وغايتهــا أهنــا هيأتــه‬
‫لفهــم الفــن‪ ،‬وحتصيــل مســائله‪ ،‬ثــم يرجــع بــه إىل الفــن ثانيــة‪ ،‬فريفعــه‬
‫يف التلقــن عــن تلــك الرتبــة إىل أعــى منهــا ويســتويف الــرح والبيــان‬
‫وخيــرج عــن اإلمجــال‪ ،‬ويذكــر لــه مــا هنالــك مــن اخلــاف ووجهــه إىل‬
‫أن ينتهــي إىل آخــر الفــن‪ ،‬فتجــود ملكتــه‪ ،‬ثــم يرجــع بــه وقــد شــدا‪،‬‬
‫عويصــا وال مبهـ ًـا وال منغل ًقــا إال وضحــه‪ ،‬وفتــح لــه مقفلــه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فــا يــرك‬
‫فيخلــص مــن الفــن‪ ،‬وقــد اســتوىل عــى ملكتــه‪ ،‬هــذا وجــه التعليــم‬
‫املفيــد»(((‪.‬‬
‫ ‪‬رضورة توخــي الوضــوح يف تســطري األهــداف وإدراك كل عنــارص‬
‫النشــاط التعليمــي والعالقــات التــي حتكمــه وال ســيام العالقــة القائمــة‬
‫بــن املعلــم واملتعلــم(((‪.‬‬
‫ ‪‬حتديــد ماهيــة االختبــارات املعياريــة املعتمــدة يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫ـة‪ ،‬هبــدف‬‫ـة دقيقـ ٍ‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــع رضورة وضــع مقاييــس علميـ ٍ‬
‫توحيــد االختبــارات املعياريــة اللغويــة يف تعليــم العربيــة‪ ،‬باعتبــار أن‬
‫االختبــارات تعتــر واحــد ًة مــن وســائل التقويــم املتنوعــة واملتعــددة‪،‬‬
‫بــل هــي وســيل ٌة أساســي ٌة لقيــاس مســتوى حتصيــل الطــاب وإدراك‬
‫((( س م لندفل‪« :‬أساليب االختبار والتقويم»‪ ،‬مؤسسة فرنكلني للطباعة والنرش‪1973 ،‬م‪ ،‬ص‪03‬‬
‫((( ابن خلدون‪« :‬املقدمة»‪ ،‬حتقيق أمحد جاد‪ ،‬دار الغد اجلديد‪ ،‬ط‪1428‬ه‪2007/‬م‪ ،‬ص‪.536‬‬
‫((( «تقويم االختبار الصفي»‪ :‬منى بحري‪ ،‬مركز البحوث الرتبوية والنفسية‪ ،‬بغداد‪ ،1973 ،‬ص‪.04‬‬

‫‪567‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مــدى حتقيــق املنهــج الــدرايس لألهــداف املســطرة لــه‪ ،‬ومــن ثــم‬


‫التمكــن مــن حتديــد مواطــن القــوة والضعــف يف ذلــك‪ ،‬وإبــراز مــدى‬
‫التقــدم الــذي أحرزتــه العمليــة التعليميــة‪ ،‬وبذلــك يتســنى حتســينها‬
‫واالرتقــاء هبــا إىل مصــاف اللغــات األخــرى‪.‬‬
‫ ‪‬االعتــاد عــى الرصيــد اللغــوي األكثــر اسـ ً‬
‫ـتعامل‪ ،‬واألوســع شــيو ًعا؛‬
‫ألن املتعلــم األجنبــي ال حيتــاج إىل كل مــا تكتنــزه اللغــة مــن ألفــاظٍ‬
‫ـة وجمـ ٍ‬
‫ـاز‪ ،‬بمعنــى أن اللغــة ال ختتــزن‬ ‫ـان وقواعــد وتراكيــب وحقيقـ ٍ‬
‫ومعـ ٍ‬
‫ـد‪ ،‬بــل هــي مودعـ ٌة وموزعـ ٌة يف أدمغـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـوس دماغــي بــري واحـ ٍ‬
‫يف قامـ ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مجاعيـ ٍ‬
‫ـة عــى مســتوى لغــة متداولــة مجاع ًّيــا‪.‬‬
‫ ‪‬التنســيق بــن املراكــز املــوكل إليهــا تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا واســتثامرها‪ ،‬هبــدف اإلفــادة واالســتفادة مــن خــرات اآلخريــن‬
‫وتوفــر الكثــر مــن اجلهــد والوقــت‪.‬‬
‫ونافلــة القــول‪ :‬إن عمليــة تقويــم املــواد التعليميىــة للناطقــن بغــر العربيــة‬
‫أساســا إىل قيــاس مهــارات متعلمــي اللغــة العربيــة‬ ‫رضوريــ ٌة؛ إذ إهنــا هتــدف ً‬
‫كمهــارة القــراءة والكتابــة واالســتامع واملحادثــة‪ ،‬مــن أجــل قيــاس الطالقــة‬
‫اللغويــة وملــكات التحليــل والتفكــر‪.‬‬
‫ ‪.‬هدراسة تأصيلية يف تعليم العربي�ة للطلبة األتراك‪.‬‬
‫‪١.١‬اخللفية التاريخية‪:‬‬
‫ـكل ينــدرج ضمــن اخلدمــات املشــركة‬ ‫مركــز التعليــم املكثــف للغــات‪ :‬هيـ ٌ‬
‫جلامعــة أبــو بكــر بلقايــد تلمســان؛ ألنــه يرتبــط مبــارشة مــع رئاســة اجلامعــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫دورات لتعليــم اللغــات لــكل مــن الطلبــة اجلزائريــن والطلبــة‬ ‫يقــدم املركــز عــدة‬
‫األجانــب ‪ ،‬لدعــم التدريــب املتعــدد التخصصــات واملســامهة يف نجاحهــا‪،‬‬
‫بالنســبة للمعلمــن‪ ،‬فهــم ذوو خــرة‪ ،‬يرافقــون املتعلمــن وحياولــون دائـ ًـا تلبيــة‬
‫احتياجاهتــم يف مجيــع مســتويات اللغــات التــي يقدمهــا املركــز وهي‪ :‬الفرنســية –‬
‫اإلنجليزيــة – األملانيــة – الصينيــة ‪ -‬الرتكيــة – اإلســبانية ‪ -‬الروســية – اإليطاليــة‬
‫– اللغــة العربيــة الفصحــى‪.‬‬
‫يســتضيف املركــز طلبـ ًة مــن خــارج الوطــن‪ ،‬وحتديــدً ا مــن إفريقيــا وأوربــا‬
‫وآســيا يف إطــار مشــاريع التعــاون الــدويل وبــن اجلامعــات‪ .‬كــا يســتقبل املركــز‬
‫دورة مكثفـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ســنو ًّيا طلبـ ًة مــن إفريقيــا يف‬

‫‪568‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫‪2.2‬توصيف لربنامج الدورة الصيفية‪:‬‬


‫لتحقيــق العمليــة التعليميــة هيــأ مركــز التعليــم املكثــف للغــات خريطــة عمــل‪،‬‬
‫وجنــد طاقــم تدريــس مكــون مــن أســاتذة حمارضيــن وأســاتذة مســاعدين‬
‫وطلبــة دكتــوراه‪.‬‬
‫‪ -‬أعضــاء هيئــة التدريــس باملركــز‪ :‬تتكــون هيئــة التدريــس مــن أعضــاء‬
‫هــم‪:‬‬
‫* أساتذة‪ - :‬أساتذة حمارضون‪.‬‬
‫ ‪ -‬أساتذة مساعدون‪.‬‬
‫* طلبة دكتوراه‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الدراسة‪ :‬دورة صيفية‪.‬‬
‫‪ -‬مدة الدراسة ومستوياهتا‪ :‬أربعة أسابيع‪.‬‬
‫‪ -‬الربنامــج املســطر‪ :‬إمــاء – إنشــاء – املامرســة اللغويــة ‪ -‬تقنيــة التحليــل‬
‫واملناقشــة – قــراءة ونصــوص – تعبــر شــفهي – حــوار وتواصــل‪-‬‬
‫مطالعــة موجهــة – ثقافــة عامــة ‪ -‬التقنيــة الكتابيــة والصياغــة الكتابيــة‪.‬‬
‫‪3.3‬خطوات إجراء امتحان إثب�ات املستوى للطلبة األتراك‪:‬‬
‫ارتأينــا أن يتكــئ منهجنــا يف هــذا البحــث عــى املالحظــة والتجريــب‬
‫املبــارش مــع الطلبــة‪ .‬ولعــل الدافــع األســاس الــذي كان وراء كتابــة هــذا البحــث‬
‫وصيفيــة)‪ ،‬التي‬ ‫هــو تلــك اجلهــود التــي اســتثمرت يف دورات التعليميــة (عاديــة َ‬
‫درايس حتــى يعمــم‬‫ٍّ‬ ‫دأب مركــز التعليــم املكثــف للغــات عــى عقدهــا كل فصـ ٍ‬
‫ـل‬
‫خرباتــه وإنجازاتــه‪ .‬هلــؤالء املشــاركني يف هــذا املؤمتــر عصــارة خرباتنــا وجتاربنــا‬
‫ٍ‬
‫عمليــة‪ ،‬عــدا عــن دراســاتنا النظريــة‬ ‫ٍ‬
‫أكاديميــة‬ ‫ٍ‬
‫ـى أســس‬ ‫يف املركــز القائمــة عـ‬
‫املعمقــة يف هــذا احلقــل‪ ،‬التــي اكتســبناها عــن طريــق االحتــكاك باخلــراء يف مثــل‬
‫هــذه األيــام العلميــة‪ ،‬وهــذا مــا دفعنــا إىل احلــرص عــى تقديــم جتربتنــا خــال‬
‫الـ�دورة الصيفيـ�ة تبـ�ادر إىل أذهاننـ�ا تضمينهـ�ا يف هـ�ذا البحـ�ث‪.‬‬
‫نمــوذج مــن اختب ـ�ار التقويــم‪ :‬اعتمــد فيــه عــى عنــارص التقويــم املختلفــة‬
‫درايس‪ ،‬وتــم الرتكيــز فيــه عــى طــرق حتفيــز الطــاب نحــو‬
‫ٍّ‬ ‫ـف‬
‫داخــل أي صـ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫ـكل فعــال‪ .‬ويف اختيــار األســئلة‪ ،‬وطــرق توجيههــا متــت مراعــاة‬ ‫الدراســة بشـ ٍّ‬
‫القــدرات الفرديــة لــكل متعلــ ٍم (كان لدينــا خلفيــ ٌة عامــ ٌة عــن مســتوى كل‬

‫‪569‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الطالب)‪.‬كــا تــم إخضــاع الطلبــة إىل امتحــان القــراءة والكتابــة (إمــاء)‪.‬‬


‫ ‪-‬تم توزيع االمتحان التقويمي التايل عىل الطلبة‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬ثقافة عامة‪.‬‬
‫السؤال الثاين‪ :‬مرادفات‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬لغويات‪.‬‬
‫السؤال الرابع‪ :‬نحو ورصف‪.‬‬
‫ـوص خمتـ ٍ‬
‫ـارة‪ ،‬بعــد‬ ‫ثــم إخضــاع الطلبــة إىل امتحــان القــراءة عــن طريــق نصـ ٍ‬
‫ذلــك امتحــان اإلمــاء واهلــدف منــه الوقــوف عــى نوعيــة خــط الطلبــة‪.‬‬
‫‪ -‬فئــة وحاجيــات املتعلمــن‪ :‬يضــم برنامــج تعليــم الطلبــة خــال الــدورة‬
‫الصيفيــة عــى مهــارات اللغــة‪ ،‬بالتــايل فإنــه مــن الواجــب احلــرص عــى حــر‬
‫حاجيــات الطالــب األجنبــي باملركــز؛ ذلــك ألن للمتعلــم الكبــر حاجــات‬
‫متعــددة ينبغــي أن حييــط هبــا املــدرس ويعيهــا‪ُ ،‬مفر ًقــا بــن مــا هــو فــردي منهــا‬
‫ومــا هــو مشــرك حتــى يراعيهــا حــق رعايتهــا؛ إذ إهنــا صــارت أهدا ًفــا للرتبيــة‬
‫وتتلخــص يف‪:‬‬
‫ ‪‬احلاجة إىل مواكبة التطور املعريف‪.‬‬
‫ ‪‬احلاجة إىل التحكم يف املحيط املبارش للمتعلم‪.‬‬
‫ ‪‬احلاجة إىل احلوار والتواصل‪.‬‬
‫ ‪‬احلاجة إىل اكتساب املعرفة وامتالكها واكتشاف املجهول‪.‬‬
‫ ‪‬احلاجة إىل تطوير قدراته عىل كل املستويات خاصة منها الكتابية‬
‫والشفوية‪.‬‬
‫إن وعــي املــدرس بحاجــات الكبــار هــذه ال بــد أن يصاحبــه إدراك‬
‫بمهــارات تســاعده يف إنجــاز الفعــل التعليمــي‪ ،‬ومــن هــذه املهــارات‪:‬‬
‫ ‪‬مهارة التهيئة الذهنية‪.‬‬
‫ ‪‬مهارة استخدام الوسائل التعليمية‪.‬‬
‫ ‪‬مهارة إثارة الدافعية للتعلم‪.‬‬

‫‪570‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫ ‪‬التحفيز يف التعليم وذلك عن طريق‪:‬‬


‫ ‪‬التنويع يف اسرتاتيجية التدريس‪.‬‬
‫ ‪‬ربط املوضوعات بواقع املتعلمني‪.‬‬
‫ ‪‬ربــط أهــداف الــدرس باحلاجــات الذهنيــة والنفســية ‬
‫و ا ال جتام عية للمتعلمــن ‪.‬‬
‫عــى أن الســعي وراء تعليــم ناجــح يقتــي بالــرورة تضافــر جهــود‬
‫املعلــم واملتعلــم م ًعــا‪ .‬ويف هــذا الســياق حــق لنــا أن نطــرح التســاؤل التــايل‪ :‬هــل‬
‫ٍ‬
‫حماولــة للتفكــرأو حماولــة إبــداع؟ وهــل‬ ‫آلــة تنقــل املعرفــة دون‬‫املعلــم جمــرد ٍ‬
‫التلميــذ يغلــب عليــه طابــع اآلليــة ممــا يقلــل مــن تأثــر العمليــة الرتبويــة عليــه؟‬
‫ـرا مــا توصــف العالقــة بــن املعلــم واملتعلــم باملتشــنجة يف الوقــت الذي‬
‫كثـ ً‬
‫يفــرض أن تكــون عكــس ذلــك متا ًمــا‪ .‬فاملعلــم هــو عصــب العمليــة التعليميــة‬
‫ودعامــة أساســية مــن دعامــات النهضــة والتطويــر داخــل املجتمعــات‪ ،‬فهــو‬
‫ـكل كبـ ٍ‬
‫ـر يف تقــدم‬ ‫مــن يبنــي األجيــال وينمــي فكرهــم وثقافتهــم‪ ،‬ممــا يســهم بشـ ٍ‬
‫األمــم ورســم مســتقبلها‪ .‬واملتعلــم هــو عصــب العمليــة التعليميــة ومدارهــا‪.‬‬
‫لــذا أصبــح االهتــام بجــودة التعليــم يعنــي االهتــام باملعلــم؛ وذلــك عــن‬
‫ـرا حسـنًا‬
‫ـوا يتيــح لــه سـ ً‬ ‫طريــق توفـ ّ‬
‫ـر كل الوســائل التــي مــن شــأهنا أن ختلــق جـ ًّ‬
‫لعمليــة التعليــم‪ ،‬بــا يتوافــق واملعايــر التــي تســهم يف تفعيــل دور املعلــم بصــورةٍ‬
‫ُمثــى وتصــل بــه إىل اجلــودة‪ .‬كــا تعنــى معايــر اجلــودة بــأن هيتــم املعلــم بتنميــة‬
‫ـد مكتمـ ٍ‬
‫ـل‬ ‫ـكل جيـ ٍ‬
‫اجلانــب املعــريف للمتعلــم عــن طريــق توصيــل املعلومــة بشـ ٍ‬
‫يســمح بتطويــر مهاراتــه‪.‬‬
‫‪4.4‬إنشــاء الربنامــج النمــوذيج املكثــف يف تعليــم اللغــة العربيــ�ة للطلبــة‬
‫األتــراك خــال دورة الصيفيــة‪:‬‬
‫ مــا نــود اإلشــارة إليــه هنــا بالــرورة هــو تعديــل خطــط التعليــم‬
‫ومناهجــه‪ ،‬والتجــاوز عــن كثــر مــن التفصيــات والتكــرارات التــي ال فائــدة‬
‫منهــا‪ .‬وبــا أنــه يوجــد دائـ ًـا طرفــان فهنــاك طــرف يعلــم وطــرف يتعلــم‪ ،‬فبالتايل‬
‫أصبــح لزا ًمــا تغيــر الطريقــة القديمــة يف تعليــم اللغــة العربيــة؛ أي التجديــد‬
‫ٍ‬
‫ـرا‬ ‫ـم يصبــح األســتاذ يف موقــف ال خيتلــف كثـ ً‬ ‫املســتمر ملواكبــة التطــور‪ ،‬ومــن َثـ َّ‬
‫تعليمــي‬ ‫ٍ‬
‫عــن موقــف الطالــب‪ ،‬مــن حيــث احلاجــة إىل التعلــم‪ ،‬وكل موقــف‬
‫ٍّ‬
‫ـكل مــن األســتاذ والطالــب‪ ،‬وتصبــح‬ ‫يســاير روح العــر إنــا حيمــل جديــدً ا لـ ٍّ‬

‫‪571‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫قــادرا عــى تنظيــم مثــل هــذه‬


‫ً‬ ‫املســألة يف هــذا الوقــت‪ :‬كيــف نُعــد أســتا ًذا‬
‫املواقــف‪ .‬ومهــارة الفهــم تتضمــن مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪‬القدرة عىل إعطاء املعنى‪.‬‬
‫ ‪‬القدرة عىل فهم العبارات واجلمل‪.‬‬
‫ ‪‬القدرة عىل فهم الكلامت من سياقها يف املعنى‪.‬‬
‫ ‪‬القدرة عىل فهم حمتوى املعاين للعبارات‪.‬‬
‫ ‪‬القدرة عىل فهم املحتوى الرئييس للنص‪.‬‬
‫ ‪‬القدرة عىل فهم الغرض من النص املكتوب‪.‬‬
‫كام تم‪:‬‬
‫ ‪‬اعتامد جلنة أعضاء هيئة التدريس لتقويم اخلطة الدراسية بعد‬
‫تنفيذها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مقررات تتوافق مع احتياجات الطلبة الناطقني بغري اللغة‬ ‫ ‪‬إعداد‬
‫العربية‪.‬‬
‫ ‪‬تقويم الطلبة عرب مرحلتني‪:‬‬
‫ ‪‬اختبار الطلبة اجلدد عرب املوقع اإللكرتوين قبل التحاقهم باملركز‪.‬‬
‫شفهي فور التحاقهم باملركز‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫المتحان‬ ‫ ‪‬خضوع الطلبة‬
‫ٍّ‬
‫هنائي‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫‪ -‬ثم إجراء امتحان ٍّ‬
‫دور‬
‫‪ -‬أهــداف التقويــم يف القــراءة والتعبــر الكتــايب‪ :‬إن للمطالعــة املوجهــة ٌ‬
‫ال يقــل أمهي ـ ًة عــن أنــواع القــراءات األخــرى‪ ،‬ومتثــل اهلــدف البعيــد لتعويــد‬
‫املتعلمــن عــى ممارســة املطالعــة احلــرة واالنتفــاع هبــا‪ ،‬ومــن َث َّ‬
‫ــم فهــي رافــدٌ‬
‫ـوي ال يمكــن االســتغناء عنــه ىف إثــراء نشــاط التعبــر الكتــايب‪.‬‬
‫قـ ٌّ‬
‫‪ -‬أهداف تقويم املطالعة‪:‬‬
‫ ‪‬زيادة القدرة عىل القراءة الصحيحة الواعية وتنمية املهارات‪.‬‬
‫ ‪‬تنمية مهارة االستيعاب لألفكار وصحة النطق وجودة اإللقاء‬
‫والسالمة من األخطاء‪.‬‬

‫‪572‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫ ‪‬تدريب الطالب عىل القراءة الطويلة للنص‪.‬‬


‫ٍ‬
‫كلامت‬ ‫ ‪‬زيادة ثروة الطالب اللغوية بام متدهم به قراءهتم من‬
‫ٍ‬
‫جديدة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وتعبريات وشواهد‬
‫ ‪‬توسيع معارف املتعلمني وثقافتهم العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬أهــداف التقويــم يف التعبــر‪ :‬التعبــر الكتــايب هــو األســلوب أو الطريقــة‬
‫التــي يصــوغ هبــا الفــرد أفــكاره وأحاسيســه و حاجاتــه وأرائــه‪ ،‬ومــا يطلــب‬
‫ـح ىف الشــكل واملضمــون‪.‬‬ ‫منــه صياغتــه بأسـ ٍ‬
‫ـلوب صحيـ ٍ‬
‫ ‪‬السعي إىل متكني املتعلمني من استخدام الكلامت املناسبة للمعنى‬
‫واملناسبة للسياق والكلامت التي تعرب بالفعل عام يقصدونه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫صحيحة ىف تراكيبها‪.‬‬ ‫‪1.1‬أن يتمكنوا من بناء ٍ‬
‫مجل‬
‫ٍ‬
‫متنوعة للجمل‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أنامط‬ ‫‪2.2‬استخدام‬
‫‪3.3‬استخدام ٍ‬
‫مجل تعرب عن املعاين‪.‬‬
‫‪4.4‬استثامر الرصيد املعجمي وسالمة التعبري‪.‬‬
‫‪5.5‬وسيلة يثبت من خالهلا أنه تعلم‪.‬‬
‫‪6.6‬أن حيرر املتعلمون ‪.‬‬
‫‪7.7‬ينطلق ىف تعلم املواد األخرى‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ومقروء‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫واضح‬ ‫‪8.8‬أن يكتب املتعلم ٍّ‬
‫بخط‬
‫‪ -‬أهداف التقويم يف مادة املمارسة اللغوية‪:‬‬
‫تســعى مــادة املامرســة اللغويــة املربجمــة يف برنامــج التعليــم املكثــف للغــة‬
‫العربيــة خــال الــدورة الصيفيــة إىل حتقيــق األهــداف اآلتيــة‪:‬‬
‫ ‪‬اجلمع بني املعرفة احلسية واملعرفة الذهنية‪.‬‬
‫ ‪‬تكثيف برنامج النطق واإلدراك‪.‬‬
‫ ‪‬إثراء الثروة اللفظية ومعرفة األلفاظ واجلمل‪.‬‬
‫ ‪ ‬تدريب السمع عىل اإلصغاء اجليد للنطق‪.‬‬

‫‪573‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪‬إثراء املخزون اللغوي‪ ،‬من خالل تناول النصوص املختارة‪.‬‬


‫ ‪‬االهتامم بالكتابة اخلطية‪ ،‬والتمكن من الكتابة الصحيحة بأسلوب‬
‫سهل‪.‬‬
‫ ‪‬تطوير مكتسبات التعبري الشفوي‪.‬‬
‫ ‪‬تنمية القدرة عىل القراءة والتعبري واملحادثة‪.‬‬
‫ ‪‬تنمية مهارة اإلبداع اللغوي‪.‬‬
‫ ‪‬ترمجة النصوص إىل اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬نت�اجئ الدورة الصيفية‪:‬‬
‫نجاحــا؛ وذلــك‬ ‫ٍ‬
‫حمــددة‪ ،‬إال أننــا حققنــا‬ ‫ٍ‬
‫زمنيــة‬ ‫ٍ‬
‫بفــرة‬ ‫رغــم أننــا قيدنــا‬
‫ً‬
‫مــن خــال تضافــر جهــد جــل األســاتذة‪ ،‬بحيــث توزعــت املحــارضات عــى ‬
‫مســتويني‪ ،‬مســتوى متقــدم ومســتوى متوســط‪ ،‬يف حــن اقرتحنــا مــوا ًدا هتــم‬
‫الطلبــة وحســب احتياجاهتــم‪ .‬وقــد حققــت هــذه الــدورة أهدا ًفــا متمثلــة يف‪:‬‬
‫‪ -‬حتسني مستوى الطالب يف اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬إتقان أساليب اللغة العربية املختلفة‪.‬‬
‫وافر من الكلامت والرتاكيب اللغوية‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بعدد ٍ‬ ‫‪ -‬إثراء معجم الطلبة اللغوي‬
‫لدعم تعلمهم للغة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬متكني الطلبة من نطق األصوات العربية فصيح ًة صحيح ًة؛ وذلك عن طريق‬
‫اإلمالء املنقول واإلمالء املنظور‪.‬‬
‫‪ -‬متييز الطلبة بني األصوات املتشاهبة نط ًقا وسم ًعا‪ ،‬هبدف عدم اخللط بينهام‬
‫عند التحدث أو القراءة‪ ،‬كالتمييز بني الضاد والظاء‪ ،‬ومهزة الوصل‪ ،‬ومهزة‬
‫القطع‪.‬‬
‫‪ -‬توصل الطلبة إىل النطق السليم حلرف اجليم والعني والغني والنرب والتنغيم‪.‬‬
‫‪ -‬توصل الطلبة إىل معرفة كتابة الكلامت التي يكثر فيها اللحن واخلطأ‬
‫لتقارب خمارجها الصوتية‪ ،‬مثل الكلامت املختومة بالتاء املربوطة والتاء‬
‫املفتوحة‪.‬‬
‫صحيحــا غــر منقـ ٍ‬
‫ـوص‪ ،‬ومعرفــة‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬إدراك الطلبــة احلــرف منطو ًقــا ورســمه‬
‫مــا يكــون مــن احلــروف عــى الســطر ومــا يكــون منهــا فوقــه أو حتتــه‬

‫‪574‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫ومعرفــة رســم احلــرف يف أول الكلمــة ويف وســطها ويف آخرهــا‪ ،‬مثــل كتابــة‬
‫الكلمــة التــي تتوســطها ألــف لينــة‪ ،‬أو بينهــا ألــف مقصــورة أو ممــدودة يف‬
‫األســاء واألفعــال واحلــروف‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيــم الكتابــة واخلــط باســتخدام عالمــات الوقــف كالفاصلــة‪ ،‬النقطــة‪.‬‬
‫‪ -‬تنميــة قــدرات الطلبــة عــى التــذوق والتحليــل واالســتنتاج ملــا يقــرؤون‪.‬‬
‫‪ -‬اكتساب مهارة القراءة الصحيحة اجلهرية والصامتة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتمــد يف مــادة احلــوار عــى الرتكيــز يف متثيــل حــوار يــدور بــن األب‬
‫واألم واألبنــاء داخــل البيــت‪ ،‬ثــم حــوار يف الســوق وكيفيــة املعاملــة بــن ‬
‫وأيضــا ركــز عــى احلــوار داخــل املطعــم بــن الزبــون‬
‫البائــع واملشــري‪ً ،‬‬
‫واخلــادم باللغــة العربيــة‪.‬‬
‫‪ -‬مــادة القــراءة والنصــوص تــم الرتكيــز عــى األدبــاء اجلزائريــن مثــل ‬
‫مفــدي زكريــاء شــاعر الثــورة قصيــدة «مطلــع الفجــر»؛ بحيــث تــم‬
‫ٍ‬
‫عامــة‪ .‬اعتمــد األســتاذ عــى القــراءة‬ ‫ٍ‬
‫بصفــة‬ ‫تعرفيهــم بتاريــخ اجلزائــر‬
‫املكــررة واملتناوبــة بينهــم يف كل حصــة مــع تصحيــح األخطــاء النطقيــة‬
‫والــرح كلمــ ًة كلمــ ًة‪.‬‬
‫‪ -‬مــادة التقنيــة التعبرييــة والصياغــة الكتابيــة تــم الرتكيــز فيهــا عــى كيفيــة‬
‫ـرة‪ ،‬والرتكيــب الصحيــح للجمــل؛ بحيــث قــام األســتاذ ‬ ‫ـرة بفكـ ٍ‬‫ربــط فكـ ٍ‬
‫تعبــر‪ ،‬ويطبقــون نفــس الطريقــة بتعبريهــم‬ ‫ٍ‬ ‫بإعطائهــم نمــوذج مــن‬
‫اخلــاص‪ ،‬حتــى أصبــح باســتطاعتهم التعبــر وربــط اجلمــل بمفردهــم‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ونطــق ســلي ٍم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫صحيــح‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫وقــراءة النصــوص‬
‫‪ -‬مقرتحات إلجناح دورة صيفية‪:‬‬
‫ ‪.‬أمقرتحات تتعلق باألستاذ‪:‬‬
‫ ‪-‬رضورة وعي األستاذ بتوتر الطالب يف بعض األحيان‪.‬‬
‫ ‪-‬توعية الطالب بأن ارتكاب األخطاء ال يعني الفشل‪.‬‬
‫ـو عمـ ٍ‬
‫ـل مريـ ٍ‬
‫ـح داخــل الصــف مســاعد عــى خلــق وضعيــات‬ ‫ ‪-‬خلــق جـ ِّ‬
‫تواصليــة أقــل توتـ ًـرا‪.‬‬
‫ ‪-‬االنتباه إىل االختالف الثقايف بني األستاذ والطلبة‪.‬‬
‫ ‪ .‬بمقرتحات تتعلق بالطلبة‪:‬‬

‫‪575‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪-‬تقبل النقد البناء‪.‬‬


‫ ‪ -‬التلهف إىل معرفة وتعلم اللغة العربية‪.‬‬
‫‪.5‬حتليل العملية التقويمية للطلبة األتراك‪:‬‬
‫أساســا عــى التقليــد واملحــاكاة‪ ،‬وال عجــب أن‬ ‫ٍ‬
‫إن تعلــم أي لغــة يبنــى ً‬
‫أول مــا يلقــن ويعلــم مــن اللغــة أصواهتــا‪ ،‬ثــم بقيــة الرتاكيــب واملهــارات‬
‫ـكل صحيـ ٍ‬
‫ـح بعيــدً ا‬ ‫حتــى يتمكــن املتعلــم الح ًقــا مــن فهــم وإنتــاج اللغــة بشـ ٍ‬
‫عــن اللحــن‪ ،‬ومــن ثــم كان «التعلــم البــري النشــط واالســتعامل الثقــايف للغــة‬
‫وعــدم اســتخدام الرتمجــة بــن اللغتــن األوىل والثانيــة‪ ،‬وعــدم حتليــل القواعــد‬
‫النحويــة واإلقــال منــه أفضــل الســبل لتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا»(((‪.‬‬
‫ـي لــكل أنظمــة التعليــم‪ ،‬فهــو‬ ‫وباعتبــار أن التقويــم الرتبــوي مكـ ٌ‬
‫ـون رئيـ ٌّ‬
‫أدا ٌة فعالــ ٌة يف حتســن األداء التعليمــي‪ ،‬فــا تعليــم بــدون تقويــ ٍم‪ ،‬وال تقويــم‬
‫ٍ‬
‫وفنيــات؛ إذ عــن طريقــه تقــاس قــدرة املتعلــم املعرفيــة‬ ‫ٍ‬
‫بآليــات‬ ‫ناجــح إال‬
‫واالســتيعابية والتطبيقيــة والتحليليــة والرتكيبيــة‪ ،‬ومــن ثــم يمكــن التمييــز بــن ‬
‫تعليمــي‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫برنامــج‬ ‫نقــاط الضعــف والقــوة يف أي‬
‫ويف ســبيل حتقيــق الطالقــة اللغويــة ارتكزنــا عــى املهــارات اللغويــة‬
‫األساســية‪ :‬الســاع‪ ،‬املحادثــة‪ ،‬القــراءة والكتابــة‪ ،‬بيــد أن حجــم الرتكيــز كان‬
‫منصبــا يف معظمــه عــى املهــارات الثالثــة‪ ،‬األوىل كوهنــا تضــم مهارتــن مــن أهــم‬
‫املهــارات يف تنميــة الرصيــد اللغــوي‪ ،‬أمــا املحادثــة فتشــكل املجــال التقييمــي‬
‫للكــم التحصيــي‪ ،‬يف حــن حظيــت مهــارة الكتابــة باهتــا ٍم أقــل مقارنــ ًة مــع‬
‫ـا هــي مــن‬ ‫ـة ضمنيـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬فمهــارة القــراءة مثـ ً‬ ‫ســابقاهتا‪ ،‬باعتبارهــا تكتســب بطريقـ ٍ‬
‫أكثــر املهــارات دعـ ًـا لــأداء الكتــايب‪.‬‬
‫ويف ضــوء منهــج حتليــل األخطــاء‪ ،‬وبعــد القيــام بقــراءة تصحيحــه مــن‬
‫خــال االختبــار القبــي (اختبــار إثبــات املســتوى) واالختبــار البعــدي (االختبار‬
‫النهائــي) توقفنــا عــى جمموعــة مــن األخطــاء اللغويــة‪ ،‬هــذا باإلضافــة للمنهــج‬
‫اإلحصائــي عنــد حســاب نســبة تكــرار األخطــاء اللغويــة لــدى الطلبــة األتــراك‪،‬‬
‫فقــد حتــددت األخطــاء كــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬خمالفة القاعدة اللغوية‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم تناسب املتعلمني مع ما تتطلبه القاعدة اللغوية يف بعض املواقف‪.‬‬

‫((( دوجالس براون‪« :‬أسس تعلم اللغة وتعليمها»‪ ،‬تر‪ :‬عبده الراجحي‪ ،‬عيل أمحد شعبان‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية للطباعة والنرش‪ ،‬بريوت ( لبنان) – دط ‪ ،1994‬ص ‪.80‬‬

‫‪576‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫ ‪-‬تكــرار الظاهــرة؛ حيــث مــا يصــدر مــرة ال يعــد خطــأ‪ ،‬وإنــا هــو مــن‬
‫قبيــل الزلــة أو اهلفــوة بنــا ًء عليــه‪ ،‬تــم إحصــاء األخطــاء اللغويــة التــي‬
‫وقــع فيهــا الطلبــة إحصــا ًء كم ًّيــا ونوع ًّيــا‪ ،‬كــا يــراءى يف اجلــدول اآليت‪:‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫صنف اخلطأ‬
‫‪%21‬‬ ‫‪371‬‬ ‫األخطاء اإلمالئية‬
‫‪14 %‬‬ ‫‪242‬‬ ‫األخطاء األسلوبية‬
‫‪09 %‬‬ ‫‪153‬‬ ‫األخطاء النحوية‬
‫‪05 %‬‬ ‫‪87.50‬‬ ‫األخطاء الرصفية‬
‫‪49.50 %‬‬ ‫‪853.50‬‬ ‫املجموع‬
‫مــن خــال هــذا اجلــدول نالحــظ ارتفــاع نســبة األخطــاء اإلمالئيــة‪ ،‬تــأيت‬
‫بعدهــا مبــارشة الرتاكيــب الفاســدة أو األخطــاء األســلوبية‪ ،‬تليهــا األخطــاء‬
‫النحوي��ة والرصفي��ة بمع��دل ‪ ،49.50 %‬وهــو معــدل يــرز الضعــف اللغــوي‬
‫العــام لــدى الطلبــة ســوا ًء عــى مســتوى املبنــى أو املعنــى‪.‬‬
‫إن نتائــج األخطــاء اللغويــة تؤكــد أن الصعوبــات التــي تواجــه الطلبــة ‬
‫ترتبــط بــكل مــا خيــص البنيــة اللغويــة للغــة العربيــة وخصائصهــا‪ ،‬وكل مــا‬
‫يتعلــق هبــا نط ًقــا وكتابــ ًة‪ ،‬أي كل مــا يتعلــق بطبيعــة اللغــة مــن نظــا ٍم صــو ٍّ‬
‫يت‬
‫يب؛ وذلــك الختــاف النظــام اللغــوي للغــة العربيــة‬ ‫ـوي‪ ،‬دال ٍّيل‪ ،‬كتــا ٍّ‬
‫رصيف‪ ،‬نحـ ٍّ‬
‫ٍّ‬
‫عــن باقــي اللغــات لعــل أبرزهــا يرتبــط باجلانــب الصــويت مــن اللغــة العربيــة؛‬
‫ألنــه الركيــزة األوليــة هلــا ومادهتــا اخلــام‪ ،‬فالطالــب الرتكــي عــاد ًة مــا جيــد‬
‫ـة منهــا «الضــاد» وتداخلهــا مــع «الــدال»‪،‬‬‫ـة معينـ ٍ‬
‫ـروف عربيـ ٍ‬‫صعوبـ ًة يف نطــق حـ ٍ‬
‫و«الســن» وتداخلهــا مــع «الصــاد»‪ ،‬واهلــاء وتداخلهــا مــع «احلــاء»‪ ،‬و«احلــاء»‬
‫نفســها وتداخلهــا مــع «اخلــاء»‪ ،‬وكذلــك الطــاء والتــاء‪ ،‬والقــاف والــكاف‪،‬‬
‫والــزاي‪ ،‬والظــاء والعــن والغــن‪ ،‬إضافــة إىل عــدم التفريــق بــن مهــزة القطــع‬
‫والوصــل‪ ،‬ورســم اهلمــزة يف أوهلــا ووســطها وآخرهــا‪ ،‬ويف رســم التــاء املفتوحــة‬
‫واملغلوقــة يف األســاء واألفعــال ‪.‬‬
‫فالطالــب ال يميــز بــن األصــوات العربيــة املتجــاورة يف النطــق‪ ،‬فينطــق‬
‫كلمــة «صحــراء»‪« ،‬ســهراء»‪ ،‬وكلمــة «قلــم»‪« ،‬كلــم»‪« ،‬معلــم» «مــأمل»‪ ،‬وغريهــا‬
‫مــن الكلــات‪.‬‬
‫ـي يــرز بعــض األخطــاء املرتكبــة يف األصــوات املتقاربــة‬ ‫وهــذا جـ ٌ‬
‫ـدول توضيحـ ٌّ‬
‫يف املخــرج‪:‬‬

‫‪577‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الصواب‬ ‫اخلطأ‬
‫تتساقط‬ ‫تتصاقط‬
‫مظاهرات‬ ‫مذاهرات‬
‫األعشاب الضارة‬ ‫األعشاب الذارة‬
‫بحضور‬ ‫بحدور‬
‫النظافة‬ ‫النضافة‬
‫صعود‬ ‫صعوض‬
‫اجتهد‬ ‫اشتهد‬
‫من األخطاء يف رسم الكلامت التي هبا ألف لينة تلفظ وال تكتب‪.‬‬
‫الصواب‬ ‫اخلطأ‬
‫لكن‬ ‫الكن‬
‫هذا‬ ‫هاذا‬
‫بذلك‬ ‫بذالك‬
‫من األخطاء يف رسم مهزة الوصل ومهزة القطع‪:‬‬
‫الصواب‬ ‫اخلطأ‬
‫التقت‬ ‫إلتقت‬
‫اسمه‬ ‫إسمه‬
‫احرتام‬ ‫إحرتام‬
‫هذه ابنتي‬ ‫هذه بنتي‬
‫ومــن األخطــاء يف رســم التــاء املفتوحــة والتــاء املربوطــة يف األفعــال‬
‫واألســاء‪:‬‬
‫الصواب‬ ‫اخلطأ‬
‫منظمة‬ ‫منظمت‬
‫التزمت‬ ‫التزمة‬
‫توجهت‬ ‫توجهة‬
‫الصمت‬ ‫الصمة‬
‫ابنة‬ ‫ابنت‬
‫يتضــح مــن األخطــاء املرصــودة أن معظــم األخطــاء اللغويــة تتأثــر بمــدى‬

‫‪578‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫العنايــة بمهــاريت الســمع والقــراءة‪.‬‬


‫باعتبارمهــا أهــم املهــارات يف تشــكيل احلصيلــة اللغويــة‪ ،‬وأن أصــل‬
‫األخطــاء اللغويــة يف جمملهــا ناجــم عــن التداخــل اللغــوي بــن العاميــة‬
‫والفصحــى؛ وعليــه تبــدى لنــا أن العــاج ينطلــق مــن ذات الســبب‪ ،‬أي بالرتكيز‬
‫عــى مهــاريت الســاع والقــراءة اجليــدة املرفقــة بالشــكل والوضــوح والبعــد عــن‬
‫الغمــوض والضبابيــة‪.‬‬
‫اخلاتمة‪:‬‬
‫ممــا ســبق ذكــره‪ ،‬يتبــن أن العمليــة التقويميــة أساســي ٌة يف ســر العمليــة‬
‫التعليميــة‪ ،‬باعتبارهــا املرتكــز الــذي ينهــض عليــه الفعــل التعليمــي؛ إذ أصبــح‬
‫التقويــم الرتبــوي يف املناهــج اجلديــدة مالز ًمــا للفعــل التعليمــي مــن بدايتــه إىل‬
‫هنايتــه‪ ،‬حيــث يكــون قبــل االنطــاق يف الــدرس وأثنــاء ممارســته وبعــد هنايتــه‪،‬‬
‫وغايتــه هــي تثمــن قــدرات املتعلمــن وتنميتهــا‪ ،‬وتعديــل االســراتيجيات‬
‫املالئمــة وحاجــات املتعلمــن واكتشــاف الصعوبــات قصــد عالجهــا‪.‬‬
‫ـرا جوهر ًّيــا يف‬‫أيضــا أن بيداغوجيــا الكفــاءات قــد أحدثــت تغـ ً‬ ‫واملالحــظ ً‬
‫مفهــوم التقويــم ووظيفتــه‪ ،‬فلــم يعــد يركــز عــى قيــاس مكتســبات املتعلمــن‪ ،‬‬
‫ومــدى حفظهــم للــدروس‪ ،‬واســتظهارها بقــدر اهتاممــه بمــدى حتقــق الكفــاءة‬
‫املســتهدفة‪ ،‬فاألجنبــي الراغــب يف تعلــم اللغــة العربيــة لــن يكــون بحاجـ ٍ‬
‫ـة إىل‬
‫ـة يسـ ٍ‬
‫ـرة‬ ‫ـة إىل كميـ ٍ‬
‫ـة ماسـ ٍ‬
‫حفــظ أو اســتيعاب العربيــة كلهــا؛ ألنــه ســيكون بحاجـ ٍ‬
‫مــن الكلــات الرئيســية والقواعــد البســيطة املناســبة لنشــاطه‪.‬‬
‫وعــى هــذا األســاس‪ ،‬فــإن اهلــدف مــن تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫وشــفهي يمثــل الوظيفــة‬
‫ٍّ‬ ‫حتريــري‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫عــى تواصــل‬ ‫بغريهــا يتمثــل يف احلصــول‬
‫األساســية للغــة‪ ،‬وانطال ًقــا مــن هــذه الرؤيــة‪ ،‬فإنــه بــات مــن الــروري‬
‫ـل وليــس كأداة تدريــس قواعــد اللغــة‪ ،‬وهــذا يعنــي‬‫اســتخدام اللغــة كأداة تواصـ ٍ‬
‫أن التقويــم الناجــح للمــواد التعليميــة املوجهــة للناطقــن بغــر العربيــة يتطلــب‬
‫اســتخدام الطريقــة احللزونيــة التــي هتــدف إىل تطويــر املوضوعــات خــال‬
‫تدريــس العربيــة وتوســيعها مــن البســيط إىل املعقــد‪ ،‬ومــن اليســر إىل العســر‪،‬‬
‫ومــن القريــب إىل البعيــد‪ ،‬وبذلــك يتســنى حتســن وتطويــر تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا والنهــوض هبــا إىل األفضــل‪.‬‬
‫ومــا نــروم إليــه هــو الوصــول إىل رؤيــة اســترشافية متكــن مــن تطويــر تعليم‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وجعلهــا تواكــب معايــر اجلــودة العامليــة‪ ،‬هــذا‬
‫باإلضافــة إىل تطويــر املهــارات اللغويــة التــي يكتســبها األجنبــي‪ ،‬مــع االهتــام‬
‫اخلــاص باملفاهيــم واملهــارات واملفــردات التــي حيتاجهــا يف حقــل ختصصــه مــن‬

‫‪579‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫خــال دراســة مــواد خمتــارة‪.‬‬


‫ومهــا يكــن مــن أمــر فــإن اللغــة العربيــة جديــر ٌة بــأن تنــر يف األرض‪،‬‬
‫إهنــا مــن أرقــى اللغــات وأوســعها امتــدا ًدا وأغناهــا مــاد ًة فكريـ ًة‪ ،‬وإن احلديــث‬
‫ـع ومفيــدٌ ‪ ،‬وبتدرســيها تتحقــق‬ ‫ـيق‪ ،‬وإن البحــث يف تطويرهــا ممتـ ٌ‬ ‫ـع وشـ ٌ‬
‫عنهــا رائـ ٌ‬
‫هلــا االســتمرارية فيكتــب هلــا البقــاء‪.‬‬
‫خاصــا‬
‫ـا ًّ‬ ‫وإن صناعــة املعرفــة مــن أهــم الصناعــات‪ ،‬لذلــك تقتــي تأهيـ ً‬
‫ـة تعليميــةٍ‬
‫ـب إىل مهنــة التعليــم‪ ،‬وال ينجــح أي مــرو ٍع يف أي منظومـ ٍ‬ ‫لــكل منتسـ ٍ‬
‫إذا غيــب فيــه مــروع تقويــم املــواد التعليميــة املطبوعــة والرقميــة؛ ألن أصــل‬
‫األصــول يف اإلصــاح اللغــوي أن تصلــح الطريقــة التــي تعلــم هبــا اللغــة‪ .‬وإن‬
‫الطريــق األمثــل أن تعلــم عــى أهنــا الوســيط الــذي تتمثــل فيــه األفــكار واآلراء‪،‬‬
‫ـر‪ ،‬إن الوعــي الــذي هــزم الفســاد‬ ‫ـظ‪ ،‬وال نلفــظ إال بفكـ ٍ‬‫فنحــن ال نفكــر إال بلفـ ٍ‬
‫جديــر بــأن يكفــل اإلصــاح والتقويــم للتعليــم واحلاميــة‬ ‫ٌ‬ ‫وقهــر االســتبداد‪،‬‬
‫للفصحــى‪ ،‬لتســر األمــة صحيحــة اجلســد والــروح‪ ،‬قويــة الــذات واملعنــى‪.‬‬
‫ومــا اســتخلصناه أن اللغــة العربيــة بالنســبة للمتعلــم الرتكــي ليســت‬
‫صعبــة‪ ،‬وإنــا صعوبتهــا تتمثــل يف كيفيــة تلقينهــا‪ ،‬وإن هــذه الصعوبــة املجازيــة‬
‫التــي قــد يشــكو منهــا بعــض الدارســن ليســت ناجتــة عــن طبيعتهــا‪ ،‬بــل هــي‬
‫نامجــة عــن ضعــف املناهــج األكاديميــة املطبقــة يف التعليــم‪.‬‬
‫وعــى العمــوم فقــد أثبتــت التجربــة (جتربتنــا يف مركــز التعليــم املكثــف‬
‫للغــات) عــى أن الطالــب الرتكــي يســتطيع إجــادة اللغــة العربيــة‪ ،‬والوصــول إىل‬
‫مســتوى متقــد ٍم يتيــح لــه الدخــول يف اجلامعــات العربيــة‪.‬‬

‫‪580‬‬
‫تحليل العملية التقويمية ‪ :‬نسيمة سعيدي‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪1.1‬ابــن خلــدون‪( .‬ط‪1428‬هـــ‪2007/‬م)‪ .‬املقدمــة ‪ .‬حتقيــق أمحــد جــاد‪:‬دار‬
‫الغــد اجلديــد‪.‬‬
‫‪2.2‬ابن منظور‪ .)2005( .‬لسان العرب‪ .‬بريوت‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫‪3.3‬أنــور عقــل‪2001- 1421( .‬م)‪ .‬نحــو تقويــم أفضــل‪ .‬بــروت‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪4.4‬اجلميــل حممــد عبــد الســميع شــعلة‪ 2000( .‬م)‪ .‬التقويــم الرتبــوي للمنظمة‬
‫التعليميــة –اجتاهــات وتطلعات‪.‬القاهــرة‪ :‬دار الفكــر العــريب – القاهرة ‪.‬‬
‫‪5.5‬خطــوط رمضــان‪ .)2010( .‬اســتخدام الرياضيــات االســراجيات التقويــم‬
‫والصعوبــات التــي تواجهــم أثنــاء التطبيــق‪ ،‬مذكــرة لنيــل شــهادة ماجســتري‪:‬‬
‫جامعــة منتــوري قســنطينة‪.‬‬
‫‪6.6‬رفيــق ميلــود‪ .)2012( .‬التقويــم الرتبــوي وعالقتــه بالتحصيــل الــدرايس‪:‬‬
‫منشــورات أنــوار املعرفــة‪.‬‬
‫‪7.7‬س م لندفــل‪1973( .‬م)‪ .‬أســاليب االختبــار والتقويــم‪ :‬مؤسســة فرنكلــن ‬
‫للطباعــة والنــر‪.‬‬
‫‪8.8‬صــاح الديــن حممــود عــام‪ .)1997( .‬دليــل املعلــم يف تقويــم الطلبــة يف‬
‫الدراســات االجتامعيــة‪ .‬القاهــرة‪ :‬دار الفكــر العــريب‪.‬‬
‫‪9.9‬عبــد اجلليــل مرتــاض‪( .‬م ‪ .)2000‬اللغــة والتواصــل –اقرتابــات لســانية‬
‫للتواصليــن – الشــهي والكتــايب‪ :‬دار هومــة للطباعــة والنــر والتوزيــع‪.‬‬
‫‪1010‬عبــد املؤمــن يعقــويب‪ .‬أســس بنــاء الفعــل الديداكتيكــي‪ :‬مطبعــة‬
‫اجلزائــر‪.‬‬
‫‪1111‬عمــران جاســم اجلبــوري‪ ،‬محــزة هاشــم الســلطاين‪ .)2013( .‬املناهــج‬
‫وطرائــق تدريــس اللغــة العربيــى‪ :‬دار الرضــوان‪.‬‬
‫‪1212‬فلقــت مربوكــة‪ ،‬صنديــد يمينــة‪ .‬برنامــج التكويــن التحضــري لفائــدة‬
‫األســاتذة املرشــحني لرتبــة أســتاذ رئيــي مديريــة الرتبيــة‪ .‬غردايـ�ة‪.‬‬
‫‪1313‬كونــغ اجلــو‪ .)1991( .‬نظريــة علــم اللســانيات احلديثــة وتطيبيقاهتــا‬
‫عــى األصــوال العربيــة‪ .‬املنظمــة العربيــة للرتبيــة والثقافــة والعلــوم‪.‬‬
‫‪1414‬حممــد بــن أيب بكــر بــن عبــد القــادر الــرازي‪ .)1988( .‬خمتــار الصحاح‪.‬‬
‫بــروت لبنــان‪ :‬دار مكتبــة اهلالل‪.‬‬
‫‪1515‬حممــود مصطفــى حممــود اإلمــام وآخــرون‪ .‬التقويــم والقيــاس‪ :‬دار‬
‫األيــام‪.‬‬
‫‪1616‬منــى بحــري‪ .)1973( .‬تقويــم اخلتبــار الصفــي‪ .‬بغــداد‪ :‬مركــز‬
‫البحــوث الرتبويــة والنفســية‪.‬‬

‫‪581‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪1717‬وهيــب ســمعان‪ ،‬رشــدي لبيــب‪ .)1977( .‬دراســات يف املناهــج‬


‫القاهــرة‪ :‬األنجلــو مرصيــة‪.‬‬
‫املجالت‪:‬‬
‫‪1.1‬الوســائل التعليميــة‪1997( .،‬م)‪ .‬سلســلة مــن قضايــا الرتبيــة ‪ .‬امللــف ‪13‬‬
‫املركــز الوطنــي للوثائــق الرتبويــة‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪2.2‬جملة عامل الفكر‪( .‬العدد األول مايو سنة ‪ ،)1977‬جملد الثامن‪ ،‬ص‪03‬‬
‫‪3.3‬جملة دراسات العربية‪ .‬الكويت‪ .‬العدد ‪ .15‬ص ‪.43‬‬
‫‪44. Wilbur Haris,.( septembre ,1968), the nature and function of educa-‬‬
‫‪tional evaluation. p95‬‬

‫‪582‬‬
‫أثر الدراسة التقابلية يف تعلم العربي�ة‬
‫للناطقني بغريها‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ .‬نواف احلميدي الرشيدي‬

‫* دكتوراه من اجلامعة األردنية بتاريخ ‪ ،2016 / 6 /19 :‬ويعمل بوزارة التعليم‪.‬‬


‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫امللخص‪:‬‬
‫يقــوم هــذا البحــث بتســليط الضــوء عــى دور الدراســات التقابليــة يف‬
‫تذليــل العقبــات أمــام متعلمــي اللغــة العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪ ،‬كــا يبــن ‬
‫أمهيــة تلــك الدراســات يف ختطــي أهــم العقبــات واملشــكالت التــي يواجههــا‬
‫هــؤالء املتعلمــون‪.‬‬
‫وهيــدف هــذا البحــث إىل بيــان مفهــوم الدراســة التقابليــة‪ ،‬ومركزيتهــا‬
‫بالنســبة لتعلــم اللغــات املختلفــة ضمــن ميــدان علــم اللغــة التطبيقــي‪ ،‬كــا ‬
‫هيــدف إىل تســليط الضــوء عــى أبــرز املشــكالت التــي يعــاين منهــا دارســو‬
‫العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪ ،‬والكيفيــة التــي يمكــن للــدرس التقابــي معاجلتها‬
‫هبــا‪ ،‬انطال ًقــا مــن الدراســات البحثيــة املختلفــة‪.‬‬
‫وقــد توصــل البحــث ملجموعــة مــن النتائــج؛ مــن أمههــا أن الــدرس‬
‫التقابــي واحــد مــن أبــرز األســس التــي يقــوم عليهــا علــم اللغــة التطبيقــي‪،‬‬
‫ـادرا‬
‫ويمكــن مــن خاللــه تزويــد املتعلــم للغــة بــأدوات لغويــة ســليمة جتعلــه قـ ً‬
‫ٍ‬
‫سالســة‪ ،‬كــا توصــل إىل أن الــدرس‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة أكثــر‬ ‫عــى فهــم اللغــة اهلــدف‬
‫التقابــي يتغلغــل يف كافــة مســتويات اللغــة‪ ،‬ولكــن أوىص بعــدم خلط املســتويات‬
‫ـة حمـ ٍ‬
‫ـددة‪ ،‬بــل إن مــن األفضــل تنــاول تلــك‬ ‫ـة لغويـ ٍ‬
‫مجيعهــا عنــد مناقشــة جزئيـ ٍ‬
‫ـد فحســب‪ ،‬كــي يســهل عــى الناطــق بغــر العربيــة‬ ‫اجلزئيــة ضمــن مســتوى واحـ ٍ‬
‫بصــورة أفضــل وأشــمل دون أن ختتلــط عليــه املســتويات‬ ‫ٍ‬ ‫فهــم تلــك اجلزئيــة‬
‫مجيعهــا‪.‬‬

‫‪584‬‬
‫أثر الدراسة التقابلية ‪ :‬نواف الرشيدي‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫يمثــل علــم اللغــة التطبيقــي أحــد مكونــات علــم اللغــة العــام‪ ،‬إذ يتنــاول‬
‫هــذا اجلــزء مــن علــم اللغــة احلديــث عــن اجلوانــب التطبيقيــة‪ ،‬وآليــات تطويرها‬
‫لــدى املتلقــي‪ ،‬يف حــن يعــد الــدرس التقابــي أحــد فــروع علــم اللغــة التطبيقــي‪،‬‬
‫الــذي يســعى إىل إجيــاد الفروقــات املتنوعــة بــن لغتــن مــن فصيلتــن خمتلفتــن‪،‬‬
‫ويســعى غال ًبــا إلجيــاد جوانــب االلتقــاء بــن هاتــن اللغتــن يف ســبيل تبســيط‬
‫إحدامهــا أمــام األخــرى‪.‬‬
‫ولكــون الــدرس التقابــي يبــن مــا متتــاز بــه كل لغــة دون ســواها مــن‬
‫دور فاعـ ٌـل يف مســاعدة املتعلمــن الذيــن يــودون تعلــم لغــة‬
‫اللغــات فقــد كان لــه ٌ‬
‫أخــرى‪ ،‬فالــدرس التقابــي يكفــل هلــم مقارنــة لغتهــم األم باللغــة اهلــدف التــي‬
‫يســعون لتعلمهــا‪.‬‬
‫وبالنســبة للغــة العربيــة‪ ،‬فثمــة جمموعـ ٌة كبــر ٌة مــن البحــوث والدراســات‬
‫التــي تناولــت احلديــث عــن مقابلــة بعــض أنظمــة العربيــة وآلياهتــا اللغويــة‬
‫ضمــن املســتويات املختلفــة ومقارنتهــا بســواها مــن اللغــات التــي يرغــب‬
‫أبناؤهــا بتعلــم العربيــة‪ ،‬كاإلنجليزيــة واملاليزيــة واألندونيســية وغريهــا مــن‬
‫ـم يف تذليــل تلــك‬ ‫دور مهـ ٌّ‬
‫اللغــات املختلفــة‪ ،‬فــكان للــدرس التقابــي يف ذلــك ٌ‬
‫العقبــات‪ ،‬وتبســيط القضايــا اللغويــة املتنوعــة أمــام متعلمــي العربيــة مــن‬
‫الناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫وتظهــر مشــكلة هــذا البحــث يف أنــه يتنــاول اآلليــات التــي يمكــن للدرس‬
‫التقابــي أن يقدمهــا للمتعلمــن يف ســبيل الوصــول إىل غايتهــم يف تعلــم العربيــة‪،‬‬
‫كــا تــرز يف الكيفيــة التــي يمكــن هبــا معاجلــة القضايــا اللغويــة املتنوعــة عــر ‬
‫مســار الــدرس التقابــي‪.‬‬
‫وتكمــن أمهيــة هــذا البحــث يف أنــه يســلط الضــوء عــى ميــدان مهــم يف‬
‫عرصنــا احلــارض‪ ،‬أال وهــو تعلــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬كــا تــرز أمهيتــه يف‬
‫أنــه يؤكــد الــدور الكبــر والفاعــل الــذي يضطلــع بــه الــدرس التقابــي يف ســبيل‬
‫الوصــول إىل تعليــم لغــوي – عــريب أكثــر فاعلي ـ ًة وأوســع ميدا ًنــا‪.‬‬
‫وحياول البحث اإلجابة عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫ـ ما مفهوم الدرس التقابيل واملنهج التقابيل؟‬
‫ـ ما الفرق بني املقابلة واملقارنة؟‬

‫‪585‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـ كيف برزت أمهية الدرس التقابيل يف دراسة الناطقني بغري العربية؟‬


‫ـ ما أهم املشكالت اللغوية التي يسهم الدرس التقابيل يف معاجلتها؟‬
‫وهيــدف هــذا البحــث إىل بيــان مفهــوم الــدرس التقابــي‪ ،‬واملنهــج التقابــي ‬
‫عــى حــدٍّ ســواء‪ ،‬وإيضــاح أهــم األســس التــي يقــوم عليهــا‪ ،‬كــا يبــن مظاهــر‬
‫املقابلــة بــن اللغــات املختلفــة‪ ،‬وأمهيــة ذلــك بالنســبة للدارســن عمو ًمــا‪ ،‬كــا ‬
‫هيــدف إىل بيــان الفــرق بــن الــدرس التقابــي والــدرس املقــارن‪ ،‬ويوضــح مــا‬
‫يرتكــز عليــه كل منهــج مــن هذيــن املنهجــن‪ ،‬ويبــن اآلليــات التــي يعتمــد‬
‫عليهــا املنهــج التقابــي يف معاجلــة املشــكالت التــي تواجــه متعلمــي العربيــة مــن‬
‫الناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ويعتمــد هــذا البحــث عــى خطــوات املنهــج الوصفــي التحليــي‪ ،‬باعتبــاره‬
‫هــو املنهــج األفضــل إلنجــاز هــذا البحــث‪.‬‬
‫وينقسم البحث إىل ثالثة مباحث هي‪:‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬ويتنــاول احلديــث عــن مفهــوم املنهــج التقابــي والدراســة‬
‫التقابليــة‪.‬‬
‫‪ -‬الثــاين‪ :‬ويتحــدث عــن أبــرز املشــكالت التــي يواجههــا دارســو العربيــة‬
‫ويســهم املنهــج التقابــي يف احلــد منهــا أو معاجلتهــا‪.‬‬
‫‪ -‬الثالــث‪ :‬ويتنــاول احلديــث عــن أبــرز مــا يقدمــه الــدرس التقابــي ‬
‫انطال ًقــا مــن التعليــق عــى جمموعــة مــن الدراســات التقابليــة املختلفــة‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬الدراسة التقابلية واملنهج التقابلي‬
‫يمكــن القــول قبــل كل يشء أن املنهــج التقابــي والدراســة التقابليــة كانــت‬
‫واحــدة مــن منجــزات علــم اللغــة احلديــث؛ وذلــك انطال ًقــا مــن كــون علــم‬
‫اللغــة احلديــث قــد خــرج مــن دائــرة البحــث الفــردي للغــة‪ ،‬وانتقــل إىل مرحلــة‬
‫اللغــة العامليــة‪ ،‬بمعنــى أنــه ســعى للبحــث يف أوارص االتصــال بــن لغــات العــامل‬
‫أمجــع‪ ،‬والبحــث يف طبيعــة املظاهــر املشــركة بــن مجيــع اللغــات‪ ،‬فنشــأ املنهــج‬
‫التقابــي إىل جــوار املناهــج اللغويــة األخــرى التــي اعتمــدت عــى طرائــق خمتلفــة‬
‫يف البحــث والدراســة والتنقيــب(‪.)1‬‬
‫ويســعى املنهــج التقابــي يف أساســه للوصــول إىل نقــاط االختــاف التــي‬
‫((( انظر‪ :‬ليونز‪ ،‬جون‪ :‬اللغة وعلم اللغة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة – مرص‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.44 :‬‬

‫‪586‬‬
‫أثر الدراسة التقابلية ‪ :‬نواف الرشيدي‬

‫تظهــر بــن اللغــات املختلفــة‪ ،‬يف الوقــت الــذي يســعى فيــه علــم اللغــة العــام إىل‬
‫البحــث يف مظاهــر االختــاف واالتفــاق بــن لغــات العــامل أمجــع(‪.)1‬‬
‫وثمــة بعــض مالمــح االتفــاق بــن املنهــج التقابــي الــذي نحــن بصــدد‬
‫احلديــث عنــه مــن جهــة‪ ،‬واملنهــج املقــارن مــن جهــة أخــرى‪ ،‬غــر أن ذلــك‬
‫التشــابه الشــكيل الظاهــري بــن هذيــن املنهجــن ال يصــل إىل حــد التطابــق‪ ،‬بــل‬
‫هنــاك فرو ًقــا جوهريــة بــن املنهجــن‪ ،‬ففــي الوقــت الــذي يســعى فيــه املنهــج‬
‫املقــارن للوصــول إىل مالمــح االختــاف بــن اللغــات التــي تنتمــي إىل فصيلــة‬
‫لغويــة واحــدة‪ ،‬يســعى املنهــج التقابــي للوصــول إىل نقــاط االتفــاق بــن اللغــات‬
‫التــي تنتمــي كل منهــا إىل فصيلــة لغويــة خمتلفــة‪ ،‬وإن كان ثمــة بعــض التداخــل‬
‫بــن هذيــن املنهجــن‪ ،‬إال أن هــذا الفــرق يعــد جوهر ًّيــا بينهــا(‪.)2‬‬
‫ومــع أن هنــاك مــن الباحثــن مــن حــاول التفرقــة الدقيقــة بــن املنهجــن ‬
‫ـا منهجــا واحــدً ا‪ ،‬ســاه املنهــج‬
‫ً‬ ‫–التقابــي واملقــارن– إال أن بعضهــم قــد جعلهـ‬
‫املقــارن؛ وذلــك عــى نحــو مــا نــراه عنــد الدكتــور أمحــد خمتــار عمــر‪ ،‬حيــث‬
‫أشــار إىل أن املنهــج املقــارن يــأيت للمقارنــة بــن لغتــن أو أكثــر مــن فصيلــة لغوية‬
‫واحــدة‪ ،‬أو مــن فصيلتــن خمتلفتــن‪ ،‬أو مــن لغتــن قديمتــن هبــدف الوصــول إىل‬
‫أصــول مشــركة بينهــا‪ ،‬أو لغتــن حديثتــن‪ ،‬وهيــدف هــذا املنهــج للوصــول إىل‬
‫نقــاط االلتقــاء واالختــاف بــن هاتــن اللغتــن يف مســتويات اللغــة املختلفــة(‪.)3‬‬
‫فهــذا الــكالم الــذي أتــى بــه الدكتــور أمحــد خمتــار عمــر جيعــل مــن‬
‫منهجــا واحــدً ا يمكــن أن نطلــق عليــه املنهــج‬
‫ً‬ ‫املنهجــن‪ :‬التقابــي واملقــارن‪،‬‬
‫املقــارن‪ ،‬وهــو مــا ال نقــول بــه يف هــذا البحــث‪ ،‬إذ إن املنهــج التقابــي ذو ســمتني‬
‫فارقتــن بينــه وبــن املنهــج املقــارن‪:‬‬
‫ٍ‬
‫واحدة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫لغوية‬ ‫ٍ‬
‫فصيلة‬ ‫ـ األوىل‪ :‬أنه يتناول لغتني ليستا من‬
‫ـ الثانيــة‪ :‬أنــه يبحــث يف نقــاط االلتقــاء بــن هاتــن اللغتــن وال يبحــث يف‬
‫نقــاط االختــاف‪.‬‬
‫وإن فكــرة االهتــام بالبحــث التقابــي أو الــدرس التقابــي ألجــل الوصــول‬
‫إىل تعليــم أســلم للغــة مــا لناطقــن بغريهــا ليســت غريبــة أو جديــدة عــى ‬

‫((( املرجع السابق نفسه‪.‬‬


‫((( انظر‪ :‬عبد التواب‪ ،‬رمضان‪ :‬املدخل إىل علم اللغة ومناهج البحث اللغوي‪ ،‬مكتبة‬
‫اخلانجي‪ ،‬القاهرة – مرص‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1417 ،‬ه‪1997 /‬م‪ ،‬ص‪.201 :‬‬
‫((( عمر‪ ،‬أمحد خمتار‪ :‬أسس علم اللغة‪ ،‬دار عامل الكتب‪ ،‬القاهرة – مرص‪ ،‬الطبعة الثامنة‪،‬‬
‫‪1419‬هـ‪1998 /‬م‪ ،‬ص‪.36 :‬‬

‫‪587‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫البحــث اللغــوي‪ ،‬أو عــى مناهــج تعليــم اللغــة؛ إذ يعــد الدارســون املنهــج‬
‫التقابــي واحــدً ا مــن أهــم األســس التــي جيــب االعتــاد عليهــا ألجــل الوصــول‬
‫إىل تعليــم أفضــل للغــة عنــد تقديمهــا للناطقــن بغريهــا(‪.)1‬‬
‫يقــول الدكتــور حممــود فهمــي حجــازي يف بيــان األســس التــي يعتمدهــا‬
‫املنهــج التقابــي يف الوصــول إىل تعليــم اللغــة للناطقــن بغريهــا‪« :‬أحــدث مناهــج‬
‫علــم اللغــة‪ :‬هــو املقابلــة بــن لغتــن اثنتــن أو هلجتــن اثنتــن أو لغــة وهلجــة‬
‫أي مــن مســتويني لغويــن متعارصيــن‪ .‬وهيــدف علــم اللغــة التقابــي إىل إثبــات‬
‫أساســا عــى علــم اللغــة الوصفــي‪.‬‬ ‫الفــروق بــن املســتويني؛ ولــذا فهــو يعتمــد ً‬
‫ـج لغــوي واحــدٍ‬ ‫فــإذا كان املســتويان اللغويــان قــد وص ًفــا وص ًفــا دقي ًقــا بمنهـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫أمكــن بحثهــا بعــد ذلــك باملنهــج التقابــي‪ .‬وإثبــات الفــروق بــن املســتويني‬
‫يوضــح جوانــب الصعوبــة يف تعليــم اللغــات‪ ،‬فــإذا كان أحــد أبنــاء اللغــة‬
‫اإلنجليزيــة يــود تعلــم العربيــة‪ ،‬فالصعوبــات التــي تواجهــه ترجــع يف املقــام‬
‫األول إىل اختــاف لغتــه األم‪ ،‬وهــي اإلنجليزيــة‪ ،‬عــن اللغــة التــي يريــد تعلمهــا‪،‬‬
‫وهــي العربيــة‪ .‬فهنــاك فــروق فرديــة جتعــل بعــض األفــراد قادريــن عــى تعلــم‬
‫اللغــات األجنبيــة أرسع مــن غريهــم‪ ،‬ولكــن علــم اللغــة التقابــي ال هيتــم هبــذه‬
‫الفــروق الفرديــة بــل هيتــم بالفــروق املوضوعيــة‪.‬‬
‫ولــذا فهــو يقابــل مســتويني لغويــن اثنــن هبــدف بحــث أوجــه االختــاف‬
‫بينهــا والتعــرف عــى الصعوبــات النامجــة عــن ذلــك‪ .‬فالصعوبــات التــي تواجــه‬
‫أبنــاء اللغــة اليابانيــة يف تعلمهــم للعربيــة ليســت هــي الصعوبــات التــي تواجــه‬
‫أبنــاء اللغــة األســبانية يف أثنــاء تعلمهــم للعربيــة‪ .‬وباملثــل فتعليــم اللغــات‬
‫األجنبيــة للعــرب ختتلــف صعوباتــه باختــاف اللغــة املنشــودة‪ ،‬وهــذا جمــال‬
‫علــم اللغــة التقابــي‪ ،‬أمــا حتويــل هــذا إىل برامــج تطبيقيــة مــع التوســل بــكل‬
‫الوســائل التعليميــة احلديثــة فهــو موضــوع علــم اللغــة التطبيقــي»(‪.)2‬‬
‫بمعنــى أن علــم اللغــة التقابــي يقــوم عــى أســاس مقابلــة مســتويني أو أكثر‬
‫مــن مســتويات اللغــة األصــل‪ ،‬واللغــة التــي يــود املتعلــم أن يتعلمهــا؛ وذلــك‬
‫كــي يتســنى لــه الوصــول إىل الفــروق التــي متيــز كل لغــة مــن اللغتــن‪ ،‬فيتمكــن‬
‫بذلــك مــن الوصــول إىل ختطــي تلــك الفــروق‪ ،‬والتخلــص مــن تلــك العقبــات‪،‬‬
‫ونركــز هاهنــا احلديــث عــى جانــب الفــروق بــن اللغتــن ال جانــب التشــابه‪ ،‬إذ‬
‫إن علــم اللغــة التقابــي يســعى للبحــث يف الوصــول إىل اجلوانــب املشــركة بــن ‬

‫((( حجازي‪ ،‬حممود فهمي‪ :‬علم اللغة العربية‪ ،‬دار غريب للنرش والتوزيع‪ ،‬القاهرة – مرص‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.40‬‬
‫((( حجازي‪ :‬علم اللغة العربية‪ ،‬ص‪.41 :‬‬

‫‪588‬‬
‫أثر الدراسة التقابلية ‪ :‬نواف الرشيدي‬

‫اللغــات ال إىل االختالفــات بينهــا‪ ،‬عــى الرغــم مــن كونــه قــد يتطــرق للحديــث‬
‫عــن بعــض اجلوانــب املختلفــة بــن اللغــات‪ ،‬إال أن تركيــزه األكثــر ينصــب عــى ‬
‫جوانــب االتفــاق‪.‬‬
‫وتبــدأ املقارنــة بــن اللغتــن عنــد الدراســة البحثيــة يف هــذا اجلانــب مــن‬
‫املســتوى الصــويت؛ إذ إن الوصــول إىل فروقــات واضحــة بــن اللغــات‪ ،‬أو‬
‫قواســم مشــركة ال بــد مــن أن يبــدأ مــن املســتوى الصــويت‪ ،‬إذ يتمكــن الباحــث‬
‫مــن خــال دراســته هلــذا املســتوى مــن الوصــول إىل غايتــه يف إبــراز جوانــب‬
‫االتفــاق واالختــاف بــن اللغــات ضمــن هــذا املســتوى‪ ،‬ثــم يعــر مــن خاللــه‬
‫إىل مســتويات اللغــة األخــرى(‪.)1‬‬
‫ـة جديـ ٍ‬
‫ـدة فــإن املتعلــم يقــوم باملقارنــة بــن اللغتــن اللتــن ‬ ‫وعنــد دراســة لغـ ٍ‬
‫يدرســهام‪ ،‬ومهــا اللغــة األم واللغــة اهلــدف‪ ،‬إذ ال شــك أن هنــاك جمموعــة مــن‬
‫القواســم املشــركة بــن اللغتــن‪ ،‬كــا أن هنــاك جمموعــة مــن االختالفــات بينهــا ‬
‫كذلــك‪ ،‬وإن املنهــج التقابــي أو الدراســة التقابليــة تســعى إلبــراز هــذه النقــاط‬
‫املشــركة وتلــك االختالفــات بــن اللغتــن‪ ،‬وصـ ً‬
‫ـول يف هنايــة املطــاف إىل تعلــم‬
‫أفضــل للغــة اهلــدف بالنســبة للمتعلــم(‪.)2‬‬
‫فالدراســة التقابليــة واحــدة مــن الركائــز األساســية التــي جيــب أن يعتنــي‬
‫هبــا املــدرس أو الباحــث يف شــؤون تدريــس الناطقــن بغــر العربيــة؛ إذ يمنحهــم‬
‫املنهــج التقابــي فكــرة عامــة عــن نقــاط االلتقــاء واالختــاف بــن لغتهــم األم‪،‬‬
‫واللغــة اهلــدف التــي يســعون لتعلمهــا يف ضــوء هــذا املنهــج‪ ،‬إذ ال شــك أن‬
‫خطــوات املنهــج التقابــي متنــح املتلقــي القــدرة عــى اســتيعاب بعــض عنــارص‬
‫اللغــة التــي يســعى لدراســتها(‪.)3‬‬
‫ٍ‬
‫معــن مــن مســتويات‬ ‫وال يركــز املنهــج التقابــي عــى دراســة مســتوى‬
‫اللغــة دون غــره مــن املســتويات األخــرى‪ ،‬بــل تتســع دائــرة البحــث ضمــن‬
‫هــذا املنهــج لتشــمل كافــة مســتويات اللغــة‪ :‬الصــويت‪ ،‬والــريف‪ ،‬والنحــوي‪،‬‬
‫ٍ‬
‫جهــة أخــرى فاملنهــج التقابــي قــد يتنــاول باملقارنــة بــن ‬ ‫والــداليل‪ ،‬ومــن‬
‫ـا‪ ،‬وواحــدة مــن اللهجــات املحكيــة املعــارصة‪،‬‬ ‫اللغــة الفصيحــة كالعربيــة مثـ ً‬

‫((( السعران‪ ،‬حممود‪ :‬علم اللغة مقدمة للقارئ العريب‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة – مرص‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.106 :‬‬
‫((( الديكي‪ ،‬حممود رمضان‪ :‬مركب العدد يف العربية دراسة تطبيقية عىل أخطاء الطلبة الناطقني بغري‬
‫العربية يف ضوء املنهج التقابيل‪ ،‬جملة املنارة‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬عدد ‪2005‬م‪ ،‬ص‪.100 :‬‬
‫((( انظــر‪ :‬الراجحي‪ ،‬عبده‪ :‬علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫مرص‪ ،‬الطبعة األوىل‪1996 ،‬م‪ ،‬ص‪.47-46‬‬

‫‪589‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫كاللهجــة املرصيــة عــى ســبيل املثــال‪ ،‬وللمنهــج التقابــي غاي ـ ٌة ســامي ٌة تتمثــل‬
‫بتذليــل العقبــات أمــام دارســن اللغــات املختلفــة؛ إذ تســمى اللغــة األم باللغــة‬
‫املصــدر أو اللغــة األوىل‪ ،‬يف حــن يطلــق عــى اللغــة اجلديــدة التــي يــود الــدارس‬
‫دراســتها اســم اللغــة املنشــودة أو اللغــة الثانيــة‪ ،‬وهــذا يعنــي أن املنهــج التقابــي‪،‬‬
‫أو الدراســة التقابليــة ذات هــدف تطبيقــي يتمثــل بإيصــال هــذا املتعلــم إىل مــا‬
‫ينشــده مــن تعلــم اللغــة اجلديــدة(‪.)1‬‬
‫ـم جــدًّ ا يف دراســة اللغــة العربيــة‬
‫ومــن هنــا يتضــح أن الــدرس التقابــي مهـ ٌّ‬
‫للناطقــن بغريهــا؛ إذ ســعت املناهــج احلديثــة يف علــم اللغــة للرتكيــز عــى هــذا‬
‫املنهــج عنــد تعلــم لغــة أخــرى غــر اللغــة األم‪ ،‬ملــا يمنحــه هــذا املنهــج للمتعلــم‬
‫مــن تصـ ٍ‬
‫ـور واضـ ٍ‬
‫ـح عــن طبيعــة اللغــة التــي يريــد أن يتعلمهــا يف ضــوء لغتــه األم‬
‫التــي جييدهــا ويعرفهــا متا ًمــا‪ ،‬فيتمكــن هبــذه املعرفــة مــن الوصــول إىل غايتــه‪،‬‬
‫وذلــك عــر فهــم االختالفــات والتشــاهبات بــن لغتــه األم واللغــة اهلــدف‪،‬‬
‫مــع اإلشــارة هاهنــا إىل أن املنهــج التقابــي يســعى إىل إبــراز جوانــب االتفــاق‬
‫بــن اللغــات أكثــر مــن ســعيه إلبــراز جوانــب االختــاف بينهــا‪ ،‬إذ إن جوانــب‬
‫االختــاف تكــون هد ًفــا للبحــث ضمــن مظاهــر الــدرس املقــارن‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪:‬أهم املشكالت اليت يواجهها متعلمو العربي�ة من‬
‫الناطقني بغريها‬
‫ثمــة جمموعــة مــن املشــكالت والعقبــات التــي تواجــه متعلمــي اللغــة‬
‫العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪ ،‬وذلــك انطال ًقــا مــن طبيعــة اختــاف كل مــن‬
‫اللغتــن اللغــة األم‪ ،‬واللغــة اهلــدف –اللغــة العربيــة– إذ إن تلــك العقبــات‬
‫مــن شــأهنا أن حتــول دون تعلــم ســليم للناطقــن بالعربيــة‪ ،‬أو جتعــل مــن تعلــم‬
‫العربيــة أكــر صعوبــ ًة‪ ،‬مــن هنــا فــإن مــن بــن أهــم مــا تقدمــه الدراســات‬
‫التقابليــة تذليــل تلــك العقبــات‪ ،‬والنــأي باملتعلمــن عــن تلــك املشــكالت التــي‬
‫حتــول بينهــم وبــن اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫تشــكل اللغــة العربيــة برمتهــا عقبــة أمــام الدارســن هلــا مــن غــر الناطقــن ‬
‫هبــا؛ وذلــك انطال ًقــا مــن طبيعتهــا املتشــعبة يف كافــة جوانــب املهــارات اللغويــة‪،‬‬
‫لغــ ًة‪ ،‬ورص ًفــا‪ ،‬وإعرا ًبــا‪ ،‬وصوتًــا‪ ،‬وداللــ ًة‪ ،‬بــل وتتســع دائــرة هــذه املشــكلة‬
‫أيضــا ببعــض اجلوانــب‬ ‫التــي حتيــط باللغــة العربيــة ذاهتــا عندمــا ترتبــط ً‬
‫االجتامعيــة والثقافيــة التــي حتيــط باللغــة‪ ،‬فــا يمكــن فصــل العربيــة عــن‬

‫((( انظر‪ :‬البع‪ ،‬حممد رمضان‪ ،‬والنبيه‪ ،‬حسن أمحد‪ :‬أسامء اإلشارة يف اللغتني العربية واإلنجليزية دراسة‬
‫تقابلية‪ ،‬ص‪.2 :‬‬

‫‪590‬‬
‫أثر الدراسة التقابلية ‪ :‬نواف الرشيدي‬

‫حميطهــا االجتامعــي‪ ،‬وهــو مــا يؤثــر ســل ًبا يف متعلــم العربيــة مــن غــر الناطقــن ‬
‫هبــا‪ ،‬إذ يتوجــب عليــه قبــل كل يشء اإلملــام بكافــة هــذه العقبــات التــي ترتبــط‬
‫باللغــة العربيــة(‪.)1‬‬
‫وبمعنــى أن املشــكالت التــي حتيــط بطالــب العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‬
‫إمــا أن تنتمــي إىل اللغــة نفســها‪ ،‬أو أن تنتمــي ألشــياء خــارج جســم هــذه اللغــة‪،‬‬
‫ومــا هيمنــا مــن بــن هــذه املشــكالت والعقبــات تلــك التــي تنتمــي للغة نفســها‪،‬‬
‫إذ يواجــه الطالــب جمموعــة مــن العقبــات التــي تتعلــق باجلانــب الصــويت للغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬فهــو غــر قـ ٍ‬
‫ـادر عــى نطــق بعــض األصــوات التــي متتــاز هبــا العربيــة يف‬
‫مقابــل لغتــه األم التــي ال تشــتمل عــى مثــل هــذه األصــوات‪ ،‬ويف الوقــت نفســه‬
‫يعــاين كذلــك مــن جمموعــة مــن المشــكالت الصرفيــة والتركيبيــة والدالليــة التــي‬
‫ال شــك أن هلــا ارتبــاط وثيــق باللغــة العربيــة مــن جهــة‪ ،‬وهــي يف الوقــت نفســه‬
‫ال تنتمــي إىل طبيعــة اللغــات األخــرى التــي ينطــق هبــا هــذا املتكلــم بلغــة غــر ‬
‫العربيــة(‪.)2‬‬
‫فمشــكلة تعلــم اللغــة العربيــة ال تقــف عنــد حــدِّ املســتوى الصــويت‬
‫فحســب‪ ،‬بــل عــى الناطــق بغــر العربيــة أن يفهــم طبيعــة اللغــة الرصفيــة‬
‫والرتكيبيــة والدالليــة وغريهــا مــن أســاليب اللغــة املختلفــة وصـ ً‬
‫ـول إىل تعلــم‬
‫ً‬
‫ووصــول إىل تذليــل تلــك العقبــات التــي تقــف أمــام‬ ‫أفضــل للغــة العربيــة‪،‬‬
‫ســليمة وإجيابيــة‪ٍ.‬‬
‫ٍ‬ ‫تعلــم العربيــة بصــورةٍ‬

‫ويــرى علــاء اللغــة التطبيقيــة‪ ،‬مثــل الدكتــور عبــده الراجحــي يف كتابــه‬


‫التطبي��ق النح��وي وال�صريف‪ ،‬أن وقــوع املتعلــم األجنبــي هبــذه األخطاء يعــود إىل‬
‫اختــاف اللغتــن يف خمــارج األصــوات‪ ،‬والتجمعــات الصوتيــة‪ ،‬ومواضــع النرب‪،‬‬
‫والتنظيــم واإليقــاع‪ ،‬والعــادات النطقيــة‪ ،‬وبنــاء عــى ذلــك فإنــه تب ًعــا لطبيعــة‬
‫اللغــة األم التــي يتحــدث هبــا املتعلــم‪ ،‬نالحــظ أن هــذه األخطــاء غــر مطــردة‬
‫يف مجيــع األشــخاص‪ ،‬فهــي ختتلــف مــن شــخص إىل آخــر‪ ،‬وعليــه فــإذا كانــت‬
‫هنــاك أحــرف يف لغــة املتعلــم األم تشــابه أحر ًفــا يف اللغــة الثانيــة‪ ،‬فإنــه ال جيــد‬
‫صعوبــة يف أثنــاء نطقهــا‪ ،‬فمثــا املتحــدث باللغــة اإلنجليزيــة ال يواجــه الصعوبــة‬
‫يف تعلــم أصــوات‪ ( :‬البــاء‪ ،‬والتــاء‪ ،‬والثــاء‪ ،‬واجليــم‪ ،‬والــدال‪ ،‬والــذال‪ ،‬والــراء‪،‬‬
‫والســن‪ ،‬والشــن‪ ،‬والــزاي‪ ،‬والــكاف‪ ،‬وامليــم‪ ،‬والنــون‪ ،‬والــام )‪ ،‬غــر أنــه‬

‫((( انظر‪ :‬حمجوب‪ ،‬عباس‪ :‬مشكالت اللغة العربية حلول نظرية وتطبيقية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدوحة‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬ص‪.8 :‬‬
‫((( انظر‪ :‬شاهني‪ ،‬توفيق حممد‪ :‬عوامل تنمية اللغة العربية‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.12‬‬

‫‪591‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫يشــق عليــه أن يتعلــم بعــض األصــوات احللقيــة‪ ،‬كالعــن واحلــاء‪ ،‬واألصــوات‬


‫املطبقــة‪ ،‬كالصــاد‪ ،‬والضــاد‪ ،‬والطــاء‪ ،‬والظــاء ؛ ألن هــذه األصــوات ال تســتعمل‬
‫خمارجهــا يف لغتــه األم(‪.)1‬‬
‫ويواجــه متحدثــو لغــات آســيا بوجــه عــام بعــض املعوقــات عنــد نطقهــم‬
‫احلــركات الطويلــة‪( :‬الــواو‪ ،‬واأللــف‪ ،‬واليــاء)‪ ،‬ال ســيام إذا كانت هــذه احلركات‬
‫يف كلمــة مثــل كلمــة (مطــار) فإنــه ســينطقها (مطــر)‪ ،‬كــا يقــع يف ذلــك ناطقــو‬
‫اللغــات األخــرى يف أفريقيــا وأروبــا؛ وذلــك ملــدى التشــابه يف األصــوات ؛‬
‫ففــي اللغــة الفارســية صــوت ( القــاف )‪ ،‬ويف اللغــة األملانيــة صــوت ( اخلــاء )‪،‬‬
‫وهكــذا‪ .‬وتصبــح املشــكلة أكثــر تعقيــدً ا حينــا يبــدل املتعلــم بعــض احلــروف‪،‬‬
‫وذلــك تب ًعــا لعــادة النطقــي واختالفهــا يف اللغــة األصليــة‪ ،‬وعــى ســبيل املثــال‬
‫جيــد متعلــم العربيــة مــن الناطقــن باللغــة اإلنجليزيــة يبــدل حــرف «الضــاد ً‬
‫دال‬
‫عنــد نطــق كلمــة ضاهــر فيقــول‪ :‬دامــر»‪ ،‬كذلــك متعلــم العربيــة مــن الناطقــن ‬
‫باللغــة الرتكيــة يبــدل حــرف «الضــاد بـــ زا ًيــا فيقــول يف ريض‪ :‬رزي»‪ ،‬وهكــذا‪.‬‬
‫واملعــروف أن معلمــي اللغــة الثانيــة ممــن جتــاوزا مراحــل الطفولــة والكبــار‪،‬‬
‫فإهنــم يف الغالــب جيــدون صعوبــة يف التعامــل مــع بعــض األصــوات املعينــة يف‬
‫اللغــة املســتهدفة‪ ،‬بســبب انعــدام هــذه احلــروف يف لغتــه األم‪ ،‬ولربــا تكــون‬
‫ـة غــر الــذي عليــه يف‬‫ـة خمتلفـ ٍ‬
‫هــذه األحــرف يف لغتــه األم لكنهــا تنطــق بطريقـ ٍ‬
‫اللغــة املســتهدفة‪.‬‬
‫وكــا أن هنــاك جمموعــة مــن املعوقــات الصوتيــة التــي تواجــه متعلمــي‬
‫أيضــا جمموعــة مــن املشــكالت‬ ‫اللغــة العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪ ،‬فهنــاك ً‬
‫رصيف‬ ‫ٍ‬
‫ـارشا بــا لــدى هــذا املتعلــم مــن خمــزون‬
‫ٍّ‬ ‫الرصفيــة‪ ،‬التــي تتأثــر تأثـ ًـرا مبـ ً‬
‫رصيف قــد ال يكــون‬
‫ٍّ‬ ‫ربــا اســتعان بــه مــن لغتــه األم‪ ،‬فالعربيــة تشــتمل عــى نظــا ٍم‬
‫موجــو ًدا يف غريهــا مــن اللغــات األخــرى‪ ،‬خاصـ ًة بــا يتعلــق باإلفــراد والتثنيــة‬
‫مثــا ليــس فيهــا مثنــى‪ ،‬يف حــن أن العربيــة تشــتمل‬ ‫واجلمــع‪ ،‬فاإلنجليزيــة ً‬
‫عــى التثنيــة‪ ،‬وكذلــك احلــال بالنســبة للتذكــر والتأنيــث‪ ،‬فكثــر مــن اللغــات‬
‫ـد‬ ‫ـس موحـ ٍ‬
‫ال هتتــم بجانــب التذكــر والتأنيــث‪ ،‬وتتعامــل مــع الشــخصية بجنـ ٍ‬
‫للمذكــر واملؤنــث‪ ،‬عــاوة عــى النظــام الــريف الــذي تتبنــاه العربيــة‪ ،‬فهــو مــن‬
‫ـا‪ ،‬انطال ًقــا مــن وجــود املشــتقات‬ ‫بــن أكثــر األنظمــة الرصفيــة تشــابكًا وتداخـ ً‬
‫املختلفــة‪ ،‬واملصــادر‪ ،‬وغريهــا مــن التفريعــات الرصفيــة التــي تتداخــل يف بعــض‬
‫األحيــان مــع مســتويات اللغــة األخــرى(‪.)2‬‬
‫((( الراجحي‪ ،‬عبده‪ :‬التطبيق النحوي‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة – مرص‪ ،‬الطبعة األوىل‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.18‬‬
‫((( انظ��ر‪ :‬العـ�ويف‪ ،‬حممـ�د‪ ،‬واخلثــران ‪ ،‬عبــد اهلل‪ :‬األهــداف العامــة واخلاصــة التدريــس اللغــة العربيــة‪،‬‬

‫‪592‬‬
‫أثر الدراسة التقابلية ‪ :‬نواف الرشيدي‬

‫أمــا املعوقــات النحويــة‪ :‬فــإن علــم النحــو يعنــى بالصلــة والعالقــة‬


‫واالرتبــاط الكائــن بــن عنــارص اجلملــة ؛ فهــو ينظــم العالقــة بــن مكونــات‬
‫الرتكيــب وأجزائــه ومكوناتــه‪ ،‬وال يســتقل الــرف بنفســه عــن النحــو‪ ،‬وال‬
‫النحــو عــن الــرف‪ ،‬فهــا شــقيقان ال يســتغني أحدمهــا عــن اآلخــر‪ ،‬وال‬
‫نســتطيع فهــم أحدمهــا مــن دون اآلخــر‪ ،‬وعــى مــا تقــدم ذكــره مــن هــذه العالقة‬
‫بــن علــم النحــو والــريف؛ فإننــا نقــر بــأن املشــكالت النحويــة ال ختتلــف كثــرا‬
‫عــن املشــكالت األخــرى التــي يعانيهــا متعلمــو العربيــة الناطقــن بغريهــا(‪.)1‬‬
‫وثمــة جمموعــ ٌة مــن العقبــات واملشــكالت التــي تواجــه الناطــق بغــر ‬
‫العربيــة عنــد تعلــم العربيــة تتصــل بجانــب املعجــم والداللــة‪ ،‬وهــي ال تقــل‬
‫أمهيــة وخطــورة عــن املشــكالت النحويــة والرصفيــة والصوتيــة التــي يواجههــا‬
‫متعلــم العربيــة؛ وذلــك أن هنــاك جمموعــة مــن التحــوالت الدالليــة التــي تلجــأ‬
‫هلــا اللغــة جتعــل املتعلــم واق ًفــا يف حــرة مــن أمــره أمــام هــذه العقبــات الدالليــة‪،‬‬
‫مــن بينهــا انتقــال اللفظــة مــن احلقيقــة إىل املجــاز‪ ،‬وقضايــا الــرادف املختلفــة‪،‬‬
‫واملشــرك اللفظــي‪ ،‬وانتقــال الداللــة توســي ًعا وتضيي ًقــا‪ ،‬وغريهــا مــن جوانــب‬
‫الداللــة املختلفــة‪ ،‬كــا يواجــه متعلــم اللغــة العربيــة مشــكل ًة أخــرى تتمثــل‬
‫باملعجــم العــريب ذاتــه؛ إذ هــو معجــم صعــب املعاملــة يف كثــر مــن األحيــان‪ ،‬مع‬
‫اختــاف املدرســة التصنيفيــة التــي ينتمــي إليهــا كل معجــم مــن هــذه املعاجــم‪،‬‬
‫وتنــوع طريقــة التأليــف‪ ،‬كل ذلــك يســهم يف عرقلــة فهــم متعلــم العربيــة للغــة‬
‫ٍ‬
‫غــر قــادر عــى التعامــل البســيط والســهل مــع هــذه املعاجــم‬ ‫نفســها‪ ،‬فهــو‬
‫ـادر عــى فهــم املفــردات الصعبــة‪ ،‬وغــر قــادرٍ‬‫املتنوعــة واملتعــددة‪ ،‬وهــو غــر قـ ٍ‬
‫عــى التمييــز بــن املفــردة ومــا حتولــت إليــه نتيجــة لظــرف داليل مــا‪ ،‬كل ذلــك‬
‫جيعــل مــن اإلملــام باجلانــب الــداليل أمـ ًـرا غايــة يف الصعوبــة بالنســبة للمتعلــم‬
‫مــن غــر الناطقــن بالعربيــة(‪.)2‬‬
‫ومــن هنــا فثمــة جمموع ـ ٌة مــن العقبــات التــي ال يمكــن إحصاؤهــا‪ ،‬وإنــا ‬
‫أرشنــا إىل أمههــا بــا يناســب هــذا البحــث‪ ،‬ويمكــن أن تقــدم الدراســة التقابليــة‬
‫ـول جذري ـ ًة ملثــل هــذه املشــكالت‪ ،‬إذ إن الوقــوف عــى املشــكلة‪ ،‬وحماولــة‬ ‫حلـ ً‬
‫ربطهــا باللغــة األم التــي ترســخت يف ذهــن املتعلــم مــن شــأنه أن جيعــل تذليــل‬
‫ـهل‪ ،‬إذ ال تقــف حــدود‬ ‫هــذه العقبــة‪ ،‬والتخلــص مــن نتائجهــا الســلبية أمـ ًـرا سـ ً‬
‫ورقــة عمــل أعــدَّ ت لنــدوة (مناهــج اللغــة العربيــة يف التعليــم مــا قبــل اجلامعــي) بجامعــة اإلمــام‬
‫حممــد بــن ســعود اإلســامية‪ ،‬الريــاض – الســعودية‪1985 ،‬م‪ ،‬ص‪.106 :‬‬
‫((( انظر‪ :‬حمجوب‪ :‬مشكالت اللغة العربية‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫((( انظر‪ :‬إسامعيل‪ ،‬زكريا‪ :‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية – مرص‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.92 :‬‬

‫‪593‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـص مــن مســتويات اللغــة‪ ،‬بــل‬ ‫ـدد أو خمصـ ٍ‬ ‫الدراســة التقابليــة عنــد مســتوى حمـ ٍ‬
‫تتســع دائرهتــا لتشــمل ســائر مســتويات اللغــة‪ ،‬األمــر الــذي يفتــح البــاب أمــام‬
‫املتعلــم للتخلــص مــن هــذه املشــكالت‪ ،‬والوصــول إىل تعل ـ ٍم ســلي ٍم للعربيــة‪،‬‬
‫انطال ًقــا مــن البدايــة معــه مــن النقطــة التــي بــدأ هــو هبــا يف لغتــه األم‪ ،‬فيســهل‬
‫عليــه أن يســتوعب تلــك الســات اللغويــة التــي تتســم هبــا العربيــة انطال ًقــا مــن‬
‫ـة يف املبحــث‬ ‫ـورة تطبيقيـ ٍ‬
‫طبيعــة معرفتــه بلغتــه األم‪ ،‬وهــو مــا سنشــر إليــه بصـ ٍ‬
‫التــايل‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬ما تقدمه الدراسة التقابلية يف سبي�ل تعلم‬
‫العربي�ة‬
‫ال شك أن الدراسة التقابلية واحدة من الركائز األساسية التي ُيبنى عليها‬
‫تعليم اللغة األخرى غري اللغة األم‪ ،‬فإهنا –أي‪ :‬الدراسة التقابلية– قادرة عىل رصد‬
‫جمموعة االختالفات وااللتقاءات التي جتمع بني اللغتني‪ :‬اللغة األم‪ ،‬واللغة اهلدف‪،‬‬
‫فيتمكن املتعلم من فهم اللغة اهلدف انطال ًقا من اللغة األم التي يتكلم هو هبا‪.‬‬
‫ـرا‬
‫ـدرا كبـ ً‬
‫يعنــي ذلــك أن الدراســة التقابليــة قــادر ٌة عــى أن متنــح املتعلــم قـ ً‬
‫مــن املعرفــة حــول اللغــة التــي يــراد تعلمهــا انطال ًقــا مــن لغتــه نفســها‪ ،‬وفيــا ‬
‫يــي ســنتعرض ملجموعــة مــن الدراســات التــي تناولــت احلديــث عــن جزئيــة‬
‫ـة أخــرى‪ ،‬ونبـ ِّـن مــن خــال احلديــث‬ ‫حمــددة مــن اللغــة العربيــة ومقابلتهــا بلغـ ٍ‬
‫ـة ٍ‬
‫عامة‪.‬‬ ‫عــن هــذه الدراســة الفائــدة التــي يقدمــه الــدرس التقابــي للمتعلــم بصفـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫جزئيــة كثــرة االســتعامل يف‬ ‫تعمــد بعــض الدراســات للحديــث عــن‬
‫فتبــن بعــض مالمــح مقابلتهــا بغريهــا مــن‬ ‫َّ‬ ‫احليــاة اليوميــة بالنســبة للعــريب‪،‬‬
‫ـا عــن مركبــات األعــداد املختلفــة‪ ،‬فــإن مــن‬ ‫اللغــات األخــرى‪ ،‬كاحلديــث مثـ ً‬
‫املعــروف أن العــدد كثــر االســتعامل يف حياتنــا اليوميــة‪ ،‬مــن بينهــا األوقــات‪،‬‬
‫وأعــداد النقــود املختلفــة عنــد الــراء والبيــع‪ ،‬وحجــوزات الطــران‪ ،‬ومواعيــد‬
‫املحــارضات أو اللقــاءات املختلفــة وغريهــا مــن جوانــب احليــاة اليوميــة التــي‬
‫ـارشة‪ ،‬األمــر الــذي جيعــل فكــرة التخلــص مــن‬‫ـورة مبـ ٍ‬‫يدخــل فيهــا العــدد بصـ ٍ‬
‫ملحــا بالنســبة‬
‫كافــة العقبــات التــي ترتبــط ببنيــة هــذا العــدد ومركباتــه أمـ ًـرا ًّ‬
‫ملتعلــم العربيــة‪ ،‬فجــاءت دراســة حممــود الديكــي لتبــن أهــم تلــك األخطــاء‬
‫التــي يقــع فيهــا طلبــة العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا للتخلــص مــن هــذه‬
‫املشــكلة اللغويــة(‪.)1‬‬

‫((( انظر‪ :‬الديكي‪ :‬مركب العدد يف العربية‪ ،‬ص‪ 97 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪594‬‬
‫أثر الدراسة التقابلية ‪ :‬نواف الرشيدي‬

‫تعالــج هــذه الدراســة التقابليــة قضايــا متشــعبة ضمــن مســتويات اللغــة‬


‫برمتهــا‪ ،‬بــد ًءا مــن املســتوى الصــويت وانتهــا ًء باملســتوى الــداليل‪ ،‬غــر أهنــا‬
‫ترتبــط باجلانــب الــداليل االســتعاميل ارتبا ًطــا وثي ًقــا‪ ،‬انطال ًقــا مــن الطبيعــة‬
‫االســتعاملية التــي ركــزت عليهــا هــذه الدراســة‪ ،‬وســعت للتخلــص مــن كافــة‬
‫األخطــاء والعقبــات التــي تواجــه املتعلــم يف ذلــك‪.‬‬
‫كــا اهتمــت بعــض الدراســات التقابليــة ببعــض عنــارص امللفــوظ اللغــوي‬
‫ذي االســتعامل الشــائع مــن جهــة الرتاكيــب اللغويــة‪ ،‬كــا حتمــل معهــا قــوة‬
‫ـا‪ ،‬إذ ختتلــف هــذه األســاء‬ ‫الربــط بــن عنــارص امللفــوظ‪ ،‬كأســاء اإلشــارة مثـ ً‬
‫بــن اللغــات املتعــددة‪ ،‬فــرأى الباحثــون أن البحــث يف أســاء اإلشــارة بمنظــور‬
‫املســتويات اللغويــة بأكملهــا يفــي باملتعلــم إىل فهــ ٍم أوســع الســم اإلشــارة‬
‫يف العربيــة‪ ،‬انطال ًقــا مــن كــون هــذه األســاء حتمــل دالالت حتتهــا‪ ،‬إمــا عــى ‬
‫اجلنــس‪ ،‬أو العــدد‪ ،‬أو القــرب والبعــد كــا هــو احلــال يف العربيــة‪ ،‬فــكان لدراســة‬
‫ـم يف بيــان طبيعــة هــذه العنــارص امللفوظــة يف اللغــة العربية‬
‫دور مهـ ٌّ‬
‫اســم اإلشــارة ٌ‬
‫ً (‪)1‬‬
‫قياســا باللغــات األخــرى كاإلنجليزيــة مثــا ‪.‬‬‫ً‬
‫أيضــا مــا هيتــم بجانــب التفريــق بــن املذكــر‬‫ومــن الدراســات التقابليــة ً‬
‫واملؤنــث باعتبــار أن هــذه الفكــرة قــد ال توجــد يف لغــات كثــرة حــول العــامل‪،‬‬
‫يف الوقــت الــذي توجــد فيــه يف العربيــة؛ إذ تفــرق العربيــة بــن املذكــر واملؤنــث‬
‫عنــد إســناد األفعــال املختلفــة‪ ،‬وعنــد اســتعامل املشــتقات الرصفيــة املتعــددة‪،‬‬
‫وعنــد الوصــف‪ ،‬وغــر ذلــك مــن املواضــع اللغويــة املختلفــة واالســتعامالت‬
‫ٍ‬
‫بمــكان أن يميــز املتعلــم للغــة العربيــة بــن ‬ ‫املتنوعــة‪ ،‬فــكان مــن الــرورة‬
‫مواضــع الــكالم التــي يكــون فيهــا اللفــظ للمؤنــث‪ ،‬واملواضــع يكــون فيهــا‬
‫اللفــظ للمذكــر‪ ،‬وهــو مــا رأينــاه يف دراســة تناولــت موضــوع اجلنــس اللغــوي‬
‫بمنهجيــة تقابليــة بــن العربيــة واألندونيســية(‪.)2‬‬
‫وقــد تناولــت الباحثــة يف هــذا البحــث احلديــث عــن اجلنــس اللغــوي يف‬
‫العربيــة وقابلتــه بنظــام اجلنــس يف اللغــة األندونيســية‪ ،‬وقــد كان هــدف هــذا‬
‫البحــث متمثـ ً‬
‫ـا بتنبيــه الطلبــة األندونيســيني عــى أبــرز األخطــاء التــي يقعــون‬
‫فيهــا عنــد الكتابــة أو الــكالم بالعربيــة‪ ،‬األمــر الــذي جيعلهــم خيلطــون بــن ‬
‫اجلنــس املذكــر واجلنــس املؤنــث‪ ،‬فــا كان منهــا إال أن م َّيــزت بــن اللغتــن يف‬

‫((( انظر‪ :‬البع والنبيه‪ :‬أسامء اإلشارة يف اللغتني العربية واإلنجليزية‪ ،‬ص‪ 4 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( رمحان‪ ،‬أمينة‪ :‬اجلنس اللغوي يف العربية واألندونيسية دراسة حتليلية تقابلية‪ ،‬نادي األدب‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.15‬‬

‫‪595‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اســتعامل اجلنــس اللغــوي ســع ًيا ملســاعدة الطلبــة عــى ختطــي هــذه العقبــة(‪.)1‬‬
‫وتســعى الدراســات اللغويــة التقابليــة كذلــك حلــل بعــض مشــكالت‬
‫املتعلمــن مــن الناطقــن بغــر العربيــة التــي ترتبــط بجانــب الرتاكيــب اللغويــة‬
‫املختلفــة‪ ،‬وعالقــة األلفــاظ ببعضهــا‪ ،‬كــا هــو احلــال بالنســبة للمركــب‬
‫اإلضــايف يف العربيــة؛ إذ خيتلــف نظــام املضــاف واملضــاف إليــه يف العربيــة عنــه‬
‫يف اإلنجليزيــة ً‬
‫مثــا؛ لــذا يواجــه املتعلــم مــن اللغــة اإلنجليزيــة صعوبــة يف‬
‫فهــم هــذا النظــام اللغــوي العــريب‪ ،‬فجــاءت دراســة تقابليــة لتبــن أهــم نقــاط‬
‫االتفــاق واالختــاف بــن النظــام اللغــوي العــريب يف املركــب اإلضــايف‪ ،‬والنظــام‬
‫اللغــوي اإلنجليــزي ســع ًيا للخــاص مــن هــذه اإلشــكالية اللغويــة التــي تواجه‬
‫متعلمــي العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا(‪.)2‬‬
‫وإذا أردنــا أن نعــدد ســائر الدراســات اللغويــة التقابليــة التــي أرادت أن‬
‫تذلــل العقبــات أمــام متعلمــي العربيــة ممــن ينطقــون بغريهــا فهــي كثــرة‪ ،‬غــر ‬
‫أننــا نكتفــي بطــرح هــذه النــاذج يف إشـ ٍ‬
‫ـارة إىل دور الدراســة التقابليــة يف مســاعدة‬
‫الناطقــن بغــر العربيــة عــى ختطــي بعــض املشــكالت اللغويــة‪ ،‬التــي تنبــع مــن‬
‫ـورة مغايـ ٍ‬
‫ـرة ملــا عليــه التلقــن التقليــدي‪،‬‬ ‫طريقــة طــرح املحتــوى اللغــوي بصـ ٍ‬
‫فالدراســة التقابليــة جتعــل املتعلــم يفهــم اللغــة اهلــدف عــر لغتــه األم‪ ،‬وذلــك‬
‫بعــد أن يســتوعب ســائر جوانــب االلتقــاء واالختــاف بــن اللغتــن يف املوضوع‬
‫املخصــوص‪.‬‬
‫اخلاتمة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫بإجيــاز عــن دور الــدرس التقابــي يف مســاعدة متعلمــي‬ ‫وبعــد أن حتدثنــا‬
‫العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪ ،‬نتوصــل إىل نتائــج مــن بينهــا‪:‬‬
‫ ـ يعــد الــدرس التقابــي واحــدً ا مــن أبــرز األســس التــي يقــوم عليهــا تعليم‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬فــإن الــدرس التقابــي يســمح للمتعلــم بالولــوج إىل‬
‫اللغــة اهلــدف – اللغــة العربيــة – عــر لغتــه األم‪.‬‬
‫ ـ تتنــوع املشــكالت اللغويــة التــي تقــف حائـ ً‬
‫ـا أمــام متعلمــي العربيــة مــن‬
‫الناطقــن بغريهــا‪ ،‬إذ تنتمــي كلهــا جلســم اللغــة بمســتوياهتا الصوتيــة والرصفيــة‬
‫والنحويــة والدالليــة‪ ،‬ولــكل منهــا مســبباته وآليــات معاجلتــه‪.‬‬

‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص‪.17 :‬‬


‫((( انظر‪ :‬حممود‪ ،‬عائد عبد الرمحن‪ :‬املركب اإلضايف يف العربية واإلنجليزية دراسة تقابلية يف ضوء علم‬
‫اللغة التطبيقي‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬اجلامعة األردنية‪ ،‬عامن – األردن‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.4 :‬‬

‫‪596‬‬
‫أثر الدراسة التقابلية ‪ :‬نواف الرشيدي‬

‫ ـ ال يقــف دور الــدرس التقابــي يف مواجهــة هــذه العقبــات أمــام متعلمــي‬


‫العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا عنــد أحــد هــذه املســتويات فحســب‪ ،‬بــل تتســع‬
‫ـا‪،‬‬‫دائرتــه ليشــمل ســائر املســتويات اللغويــة‪ ،‬فــا خيتــص باملســتوى الصــويت مثـ ً‬
‫بــل يتعــداه إىل ســائر املســتويات اللغويــة األخــرى‪.‬‬
‫ ـ هنــاك جمموعــة مــن الدراســات والبحــوث التــي تناولــت احلديــث عــن‬
‫مشــكالت متعلمــي العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪ ،‬وســلطت الضــوء عــى ‬
‫الــدور الــذي يؤديــه الــدرس التقابــي يف مواجهــة تلــك املشــكالت‪ ،‬يضــاف‬
‫إىل ذلــك انتهــاج بعــض الباحثــن هــذا املنهــج لتمكــن متعلمــي العربيــة مــن‬
‫الوصــول إىل غايتهــم عــر معرفتهــم باللغــة األم التــي ينطقوهنــا‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫يويص الباحث بام ييل‪:‬‬
‫ـة غزيـ ٍ‬
‫ـرة تســاعد متعلمــي العربيــة مــن الناطقــن ‬ ‫ـات تقابليـ ٍ‬
‫ـ إعــداد دراسـ ٍ‬
‫بغريهــا‪ ،‬ورضورة تبنــي جمامــع اللغــة العربيــة هــذه الفكــرة‪.‬‬
‫ـ رضورة مشــاركة الباحثــن مــن غــر العــرب يف إعــداد مثل هذه الدراســات‬
‫التقابليــة نظـ ًـرا ملعرفتهــم بلغتهــم األم‪ ،‬وقدرهتــم عــى التواصــل بصــورة أفضــل‬
‫مــع أبنــاء لغتهــم هــم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫قضيــة‬ ‫ـ الرتكيــز يف البحــوث وأوراق العمــل التــي تتنــاول احلديــث عــن‬
‫ـد مــن املســتويات اللغوية فحســب‪،‬‬‫ـة عــى واحـ ٍ‬
‫ـر تقابليـ ٍ‬ ‫لغويـ ٍ‬
‫ـة مــا مــن وجهــة نظـ ٍ‬
‫ـلبي جيــده الدارســون مــن‬ ‫وعــدم اخللــط بــن املســتويات ملــا يف ذلــك مــن أثـ ٍ‬
‫ـر سـ ٍّ‬
‫الناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬

‫‪597‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪1.1‬إســاعيل‪ ،‬زكريــا‪ :‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬دار املعرفــة اجلامعيــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية – مــر‪ ،‬الطبعــة األوىل‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪2.2‬البــع‪ ،‬حممــد رمضــان‪ ،‬والنبيــه‪ ،‬حســن أمحــد‪ :‬أســاء اإلشــارة يف اللغتني‬
‫العربيــة واإلنجليزيــة دراســة تقابلية‪.‬‬
‫‪3.3‬حجــازي‪ ،‬حممــود فهمــي‪ :‬علــم اللغــة العربيــة‪ ،‬دار غريــب للنــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬القاهــرة – مــر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪4.4‬الديكــي‪ ،‬حممــود رمضــان‪ :‬مركــب العــدد يف العربيــة دراســة تطبيقيــة‬
‫عــى أخطــاء الطلبــة الناطقــن بغــر العربيــة يف ضــوء املنهــج التقابــي‪ ،‬جملــة‬
‫املنــارة‪ ،‬جامعــة آل البيــت‪ ،‬عــدد ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪5.5‬الراجحــي‪ ،‬عبــده‪ :‬التطبيــق النحــوي‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة – مــر‪،‬‬
‫الطبعــة األوىل‪1999 ،‬م‪،‬‬
‫‪6.6‬علــم اللغــة التطبيقــي وتعليــم العربيــة‪ ،‬دار املعرفــة اجلامعيــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية – مــر‪ ،‬الطبعــة األوىل‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫‪7.7‬رمحــان‪ ،‬أمينــة‪ :‬اجلنــس اللغــوي يف العربيــة واألندونيســية دراســة‬
‫حتليليــة تقابليــة‪ ،‬نــادي األدب‪.‬‬
‫‪8.8‬الســعران‪ ،‬حممــود‪ :‬علــم اللغــة مقدمــة للقــارئ العــريب‪ ،‬دار الفكــر‬
‫العــريب‪ ،‬القاهــرة – مــر‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪9.9‬شــاهني‪ ،‬توفيــق حممــد‪ :‬عوامــل تنميــة اللغــة العربيــة‪ ،‬مكتبــة وهبــة‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪.‬‬
‫‪1010‬عبــد التــواب‪ ،‬رمضــان‪ :‬املدخــل إىل علــم اللغــة ومناهــج البحــث‬
‫اللغــوي‪ ،‬مكتبــة اخلانجــي‪ ،‬القاهــرة – مــر‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‪1417 ،‬ه‪/‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫‪1111‬عمــر‪ ،‬أمحــد خمتــار‪ :‬أســس علــم اللغــة‪ ،‬دار عــامل الكتــب‪ ،‬القاهــرة –‬
‫مــر‪ ،‬الطبعــة الثامنــة‪1419 ،‬هـــ‪1998 /‬م‪.‬‬
‫‪1212‬العــويف‪ ،‬حممــد‪ ،‬واخلثــران‪ ،‬عبــد اهلل‪ :‬األهــداف العامــة واخلاصــة‬
‫التدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬ورقــة عمــل أعــدّ ت لنــدوة (مناهــج اللغــة العربية‬
‫يف التعليــم مــا قبــل اجلامعــي) بجامعــة اإلمــام حممــد بــن ســعود اإلســامية‪،‬‬
‫الريــاض – الســعودية‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪1313‬ليونــز‪ ،‬جــون‪ :‬اللغــة وعلــم اللغــة‪ ،‬دار النهضــة العربيــة‪ ،‬القاهــرة –‬
‫مــر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪1414‬حمجــوب‪ ،‬عبــاس‪ :‬مشــكالت اللغــة العربيــة حلــول نظريــة وتطبيقيــة‪،‬‬
‫دار الثقافــة‪ ،‬الدوحــة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪.‬‬

‫‪598‬‬
‫أثر الدراسة التقابلية ‪ :‬نواف الرشيدي‬

‫‪1515‬حممــود‪ ،‬عائــد عبــد الرمحــن‪ :‬املركــب اإلضــايف يف العربيــة واإلنجليزيــة‬


‫دراســة تقابليــة يف ضــوء علــم اللغــة التطبيقــي‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬اجلامعــة‬
‫األردنيــة‪ ،‬عــان – األردن‪2007 ،‬م‪.‬‬

‫‪599‬‬
‫تنمية مهارة اخلط العريب للطالب األتراك‬
‫ً (((‬
‫يوتيوب نموذجا‬

‫د‪ .‬هاين إسماعيل رمضان‬


‫(((‬

‫جامعة غريسون‪-‬تركيا‬

‫((( هذه الدراسة مدعومة من مركز األبحاث واملشاريع العلمية بجامعة غريسون برقم ‪SOS-‬‬
‫‪BAP-A-150219-53‬‬
‫‪Bu çalışma Giresun Üniversitesi Bilimsel Araştırma Projeleri Koordinasyon Birimi Tarafın-‬‬
‫‪dan -Desteklenmiştir. Proje numarası: SOS-BAP-A-150219-53.‬‬
‫((( أســتاذ مســاعد يف جامعــة غريســون برتكيــا‪ ،‬حاصــل عــى الدكتــوراه يف ‪ 2013‬م‪ ،‬شــارك‬
‫يف العديــد مــن املؤمتــرات واللقــاءات الدوليــة حــول تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫والدراســات النقديــة واألدب املقــارن‪ ،‬ونــر عــرات األبحــاث والدراســات يف املجــات‬
‫املحكمــة‪ ،‬وهــو عضــو اهليئــة التحريريــة للعديــد مــن املجــات الدوليــة‪ ،‬يتــوىل حال ًيــا منصب‬
‫مديــر املنتــدى العــريب الرتكــي للتبــادل اللغــوي بجامعــة غريســون‪.‬‬
‫مــن أهــم مؤلفاتــه‪ :‬األدب العــريب املعــارص للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬تعليــم العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا رؤيــة اســترشافية‪ ،‬معايــر مهــارات اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫(باإلشــراك) برنامــج تعليــم العربيــة عــن بعــد للطــاب األتــراك‪ ،‬إدجــار آالن بــو يف األدب‬
‫العــريب احلديــث‪ ،‬نظريــة احلداثــة الشــعرية بــن صــاح عبــد الصبــور وت‪ .‬س‪ .‬إليــوت‪.‬‬
‫ هاني إسماعيل رمضان‬:‫تنمية مهارة الخط‬

‫امللخص‬
‫يعــاين الطــاب األتــراك مــن مشــكلة رســم احلــروف العربيــة؛ وذلــك‬
‫ فمــن‬،‫نظــرا الختــاف طريقــة رســمها عــن طريقــة رســم احلــروف الرتكيــة‬ ً
‫بعضــا‬
ً ‫ وأن‬،‫خصائــص احلــروف العربيــة أهنــا تُكتــب مــن اليمــن إىل اليســار‬
‫ وباإلضافــة إىل أن‬،‫منهــا يرســم حتــت الســطر واآلخــر يرســم فــوق الســطر‬
‫ ســواء أكانــت يف بدايــة الكلمــة‬،‫شــكلها يتغــر عــى حســب موقعهــا يف الكلمــة‬
.‫أم وســطها أم آخرهــا‬
‫ومــن ثــم كان هــذا الربنامــج املقــرح لتنميــة مهــارة اخلــط العــريب للطــاب‬
‫ التــي تســتحوذ عــى ميوهلــم‬،‫األتــراك مــن خــال توظيــف التكنولوجيــا احلديثــة‬
‫ وعليــه فــإن الربنامــج هيــدف إىل تقديــم جمموعــة مــن الفيديوهــات‬،‫ورغباهتــم‬
‫ والتــي تراعــي‬،‫خصيصــا لرشحيــة الشــباب مــن الطــاب األتــراك‬ ً ‫املصممــة‬
‫ والتــي يتوقــع منهــا‬،‫احتياجاهتــم ومشــكالهتم يف اكتســاب مهــارة اخلــط العــريب‬
ٍ
‫ملحــوظ يف تنميــة مهــارة اخلــط العــريب ورســم احلــروف‬ ٍ
‫بشــكل‬ ‫أن تســهم‬
ٍ
‫ وذلــك مــن خــال املنهــج‬،‫ومجيــل يف آن‬ٍ ٍ
‫وواضــح‬ ٍ
‫صحيــح‬ ٍ
‫بشــكل‬ ‫العربيــة‬
.‫الوصفــي التجريبــي‬

ÖZET
Arapça Yazma Becerilerinin Desteklenmesi: Youtube ÖrneğiTürk
öğrenciler Arapça harflerini yazmada zorluk yaşıyor. Bu zorluk Türk
harflerinin yazımı ile Arapça harflerin yazımı arasındaki yöntem
farklılığından dolayıdır. Arapça harfler sağdan sola doğru yazılır. Buna
ek olarak bazıları satır altında bazıları ise satır üstünde yazılır. Başka bir
yönden Arapça harflerin şekli kelimede bulunduğu yere göre değişir.
Bir harf dört şekilde yazılır: tekil olarak, kelimenin başında, kelimenin
ortasında ve kelimenin sonunda.

Bu projede web 2.0 teknolojilerde biri olarak Youtube ortamını


kullanarak Türk öğrencilerin Arapça yazı becerisini desteklenmesi
amaçlanmaktadır. Bilişim teknoloji genç gruplar tarafından büyük rağbet
görüyor. Bu genç grubun çoğunluğunu öğrenciler oluşturur. Bunun için bu
projede Türk öğrencilerden oluşan gençleri hedef kitle olarak belirlenmiş,
Arapça yazı becerisi kazanmada onların sorun ve ihtiyaçlarını göz önünde
bulundurarak bir takım video sunmayı hedefliyor. Bu videoların güzel,
açık ve doğru bir şekilde Arapça harfleri yazma ve Arapça yazı becerisini
desteklemede büyük bir rol oynaması bekleniyor. Genç grupların bilişim
teknolojisine gösterdikleri ilgiden dolayı onlara bu hizmeti sağlayacağız.

601
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬خلفية الدراسة‬
‫‪1.1‬املقدمة‪:‬‬
‫بــات مــن نافلــة القــول تأكيــد دور التقنيــة احلديثــة يف تعلــم اللغــات‬
‫وتعليمهــا‪ ،‬فقــد أضحــى توظيــف التقنيــة احلديثــة يف تعليــم اللغــات واكتســاهبا‬
‫مســلمة مــن املســلامت يف العمليــة التعليميــة‪ ،‬وهــذا التوظيــف ليــس وليــد‬
‫اللحظــة‪ ،‬فقــد بــدأت االســتعانة بالتكنولوجيــا يف احلقــل التعليمــي يف النصــف‬
‫الثــاين مــن القــرن العرشيــن(((؛ حيــث كان مواك ًبــا للثــورة التكنولوجيــة التــي‬
‫شــملت كافــة مناحــي احليــاة بــا يف ذلــك املنظومــة التعليميــة‪ ،‬وأدى هــذا إىل‬
‫ظهــور مفاهيــم جديــدة يف عــامل التعليــم مثــل‪ :‬التعلــم اإللكــروين‪ ،‬والتعليــم‬
‫عــن بعــد‪ ،‬والكتــاب اإللكــروين‪ ،‬واجلامعــة االفرتاضيــة‪ ،‬واملكتبــة اإللكرتونيــة‪.‬‬
‫وقــد أثبــت العديــد مــن الدراســات العلميــة واألكاديميــة‪ ،‬إقبــال رشحيــة‬
‫الشــباب واملراهقــن عــى اســتخدام التقنيــة احلديثــة ال ســيام اإلنرتنــت التــي‬
‫بــات «االحتيــاج إليهــا مهــا كاالحتيــاج إىل املــاء واهلــواء»((( وصــارت جــز ًءا ال‬
‫يتجــزأ مــن حيــاة الفــرد واملجتمــع‪ ،‬ال ســيام عنــد رشحيــة الشــباب واملراهقــن‪،‬‬
‫وقــد أشــارت إحــدى الدراســات إىل أن نســبة املراهقــن الذيــن يتصفحــون‬
‫اإلنرتنــت بدرجــة منتظمــة بلغــت ‪. ((( %91‬‬
‫حيتــل موقــع يوتيــوب الرتتيــب الثــاين بــن مواقــع اإلنرتنــت األكثــر زيــار ًة‬
‫طب ًقــا إلحصائيــات موقــع ألكســا املتخصــص يف ترتيــب وإحصائيــات مواقــع‬
‫ـر اهلاممــي أن أكثــر مــن ‪ 6‬مليــار ســاعة تشــاهد‬ ‫اإلنرتنــت‪ .‬وتشــر دراســة ُمنـ َّ‬
‫شــخص عــى وجــه األرض‪ ،‬وأنــه‬ ‫ٍ‬ ‫شــهر ًّيا عــى يوتيــوب بواقــع ســاعة لــكل‬
‫ٍ‬
‫ُيمــل ‪ 100‬ســاعة مــن الفيديوهــات عــى املوقــع كل دقيقــة وهــو مــا يفــر ‬
‫اهتــام الباحثــن وتســليطهم الضــوء عــى أمهيــة توظيــف يوتيــوب يف األنشــطة‬
‫الصفيــة والالصفيــة((( ‪.‬‬

‫((( حممد حممود احليلة‪ :‬تكنولوجيا التعليم بني النظرية والتطبيق‪ ،‬دار املسرية‪ ،‬عامن‪ ،‬ط‪ ،2004 ،4‬ص‪50‬‬
‫‪(2) Devkan Kaleci, YouTube Sitesindeki Videoların Eğitim Materyali Olarak Kullanımına‬‬
‫‪İlişkin Öğrenci Görüşleri, International Journal of Active Learning, 3 (1),2018, 57-68, P 58‬‬
‫((( الصحافة اإللكرتونية االلتزام واالنفالت يف اخلطاب والطرح‪ ،‬د‪ .‬خالد حممد غازي‪ ،‬وكالة‬
‫الصحافة العربية‪ ،‬ص‪ ،2016‬ص‪.316‬‬
‫((( من هذه الدراسات عىل سبيل املثال ال احلرص دراسة كل من‪:‬‬
‫‪١.١‬دوي عفيفــة لطفيــا‪ :‬تأثــر وســيلة فيديــو يوتيــوب ‪ youtube‬عــى نتائــج تعلــم النحــو لــدى‬
‫تالميــذ املدرســة املتوســطة اإلســامية دار احلكمــة‪ ،‬كليــة الرتبيــة والعلــوم التعليميــة لقســم‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية احلكوميــة تولونــج أجونــج‪ ،‬مايــو ‪.2018‬‬
‫‪٢.٢‬فــراس إســاعيل مخيــس‪ :‬اســتخدامات الشــباب اجلامعــي ملواقــع التواصــل االجتامعــي عــى ‬

‫‪602‬‬
‫تنمية مهارة الخط‪ :‬هاني إسماعيل رمضان‬

‫مصــدرا مــن مصــادر املعرفــة والتعلــم ال ســيام‬


‫ً‬ ‫فقــد أصبــح يوتيــوب‬
‫ـدرا مــن املصــادر الداعمــة للعمليــة التعليميــة‬
‫التعلــم الــذايت‪ ،‬كــا أصبــح مصـ ً‬
‫مــن خــال دجمــه يف اســراتيجيات التعليــم‪ ،‬كــا يف اســراتيجية الصــف املقلــوب‬
‫ٍ‬
‫صوتيــة يدرســها‬ ‫ٍ‬
‫مرئيــة أو‬ ‫ٍ‬
‫تعليميــة‬ ‫التــي تقــوم عــى إنتــاج املعلــم لوســائط‬
‫الطــاب خــارج الصــف وقبــل الــدرس ممــا يتيــح اســتمرارية عمليــة التعلــم‬
‫(((‬

‫يف األوقــات املتاحــة‪ ،‬وممــا يضمــن للمعلــم والطالــب اإلفــادة القصــوى مــن‬
‫وقــت الــدرس‪.‬‬

‫‪2.2‬مشكلة البحث‪:‬‬

‫تنتــر لــدى الطــاب األتــراك مجلــة مــن األخطــاء الشــائعة يف كتابــة‬


‫احلــروف العربيــة؛ مــن أمههــا رســم بعــض احلــروف مثــل الطــاء والظــاء بطريقـ ٍ‬
‫ـة‬
‫ـة‪ ،‬حيــث تكتــب ألــف الطــاء والظــاء بعيــدً ا عــن موضعهــا‪ ،‬ممــا يوحــى‬ ‫خاطئـ ٍ‬
‫فضــا عــن عــدم التــزام الطــاب باالجتــاه‬ ‫ً‬ ‫بأهنــا الم وليســت ألــف احلــرف‪،‬‬
‫الصحيــح يف طريقــة كتابــة احلــروف‪ ،‬ال ســيام الصــاد والضــاد والطــاء والظــاء‪،‬‬
‫وكذلــك عــدم مراعــاة حجــم احلــروف والتناســب بينهــا‪ ،‬وعــدم مراعــاة‬
‫املســافات بــن احلــروف املنفصلــة يف الكلمــة الواحــدة‪ ،‬ممــا يوحــي بأهنــا كلمتــن ‬
‫وليســت كلمــة واحــدة‪ ،‬وعــدم رســم احلــروف النازلــة عــن الســطر ال ســيام‬
‫يف هنايــة الكلمــة‪ ،‬وهــذه املالحظــات تتطابــق مــع انتهــت إليــه دراســة برهــان‬
‫يوســف حبيبــي حــول األخطــاء الشــائعة يف كتابــة احلــروف العربيــة لــدى‬
‫الطــاب بجامعــة ســاتيجا األندونيســية(((‪.‬‬
‫ولعــل الســبب يف ذلــك يرجــع إىل طبيعــة اللغــة العربيــة حيــث ختتلــف‬
‫مــع اللغــة األم‪ ،‬فــإن اخلــط العــريب تتشــابه حروفــه ويتميــز باختــاف صــورة‬
‫احلــرف الواحــد باختــاف موضعــه يف الكلمــة‪ ،‬وباختــاف حالتــه يف الوصــل‬

‫أنموذجا)‪ ،‬جملة آداب املستنرصية‪ ،‬ع ‪ ،75‬لسنة ‪.‬‬


‫ً‬ ‫شبكة اإلنرتنت (موقع يوتيوب‬
‫‪3. Munassir Alhamami: Attitudes and Self-Efficacy of Language Students on YouTube 2016‬‬
‫‪, n the Proceedings of the National Symposium on Present and Future of English in Saudi‬‬
‫‪Arabia: Research Concerns. Abha, Saudi Arabia, King Khalid University At: Abha, Saudi‬‬
‫‪Arabia, King Khalid University‬‬
‫‪4. Devkan Kaleci, YouTube Sitesindeki Videoların Eğitim Materyali Olarak Kullanımına‬‬
‫‪İlişkin Öğrenci Görüşleri, International Journal of Active Learning, 3 (1),2018‬‬
‫‪٥.٥‬أحــام فليــح حســن العطيــات‪ :‬أثــر اســتخدام اليوتيــوب يف تعليــم مهــارة النطــق الصحيــح‬
‫للغــة اإلنجليزيــة لــدى أطفــال الروضــة يف املــدارس اخلاصــة بمحافظــة العاصمــة عــان‪ ،‬كليــة‬
‫العلــوم الرتبويــة‪ ،‬جامعــة الــرق األوســط‪ ،‬أيــار ‪.2018‬‬
‫‪(1) Natalie B. Milman: The Flipped Calssroom Strategy, Distance Learning, Vol: 9 No: 3, P 85‬‬
‫((( برهان يوسف حبيبي‪ :‬األخطاء الشائعة يف كتابة احلروف العربية لدى الطالب يف قسم تعليم اللغة‬
‫العربية بجامعة سالتيجا اإلسالمية احلكومية‪ ،‬جملة التعريب‪2018 ،1 )6( ،‬م‪.‬‬

‫‪603‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫والفصــل بــا قبلــه أو بعــده‪ ،‬أضــف إىل ذلــك أن التنقيــط يمثــل فار ًقــا جوهر ًّيــا‬
‫لنصــف احلــروف العربيــة تقري ًبــا‪ ،‬عــاوة عــى أن اخلــط العــريب يعتمــد عــى ‬
‫اجلانــب املهــاري الــذي حيتــاج إىل املامرســة والتدريــب املســتمرين‪ ،‬وال يقتــر‬
‫عــى اجلانــب املعــريف فحســب‪.‬‬
‫‪3.3‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫هتــدف هــذه الدراســة إىل املســامهة يف عــاج مشــكالت تعلــم مهــارة اخلــط‬
‫ـة‪ ،‬وداريس العربيــة مــن الناطقــن ‬ ‫ـة خاصـ ٍ‬ ‫العــريب لــدى الطــاب األتــراك بصفـ ٍ‬
‫عامــة؛ وذلــك مــن خــال إنتــاج جمموعــة مــن التســجيالت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بصفــة‬ ‫بغريهــا‬
‫املرئيــة لتعليــم اخلــط العــريب‪ ،‬ورشح طريقــة الكتابــة بخطــي النســخ والرقعــة‪،‬‬
‫عــى أن يكــون الــرح وكتابــة النــاذج بالقلــم العــادي املســتخدم يف الكتابــات‬
‫واملامرســات اليوميــة‪ ،‬وأال تكــون بقلــم اخلــط العــريب اخلــاص بفــن اخلــط العريب‬
‫الــذي يتســم بصفــات خاصــة هلــذا الفــن‪ ،‬ومــن ثــم إتاحتهــا عــى يوتيــوب‪،‬‬
‫مصــدرا مــن مصــادر التعلــم الــذايت للطــاب لتحســن ‬ ‫ً‬ ‫هبــدف أن تكــون‬
‫مصــدرا‬
‫ً‬ ‫–أيضــا–‬
‫خطوطهــم وإضفــاء الوضــوح واجلــال عليهــا‪ ،‬وأن تكــون ً‬
‫داعـ ًـا للمعلمــن‪ ،‬ممــا يمكنهــم مــن توظيفهــا أثنــاء العمليــة التعلميــة باســتخدام‬
‫اســراتيجيات التعليــم املتنوعــة مثــل اســراتيجية الصــف املقلــوب‪.‬‬
‫‪4.4‬أهمية الدارسة‪:‬‬
‫ممــا ال شــك فيــه أن اخلــط العــريب يرتبــط ارتبا ًطــا وثي ًقــا باكتســاب اللغــة‪،‬‬
‫إذ إن اخلــط «وإن كان يف ظاهــره قيــد للــكالم؛ إال أنــه يف حقيقتــه ومبــدأ ظهــوره‪،‬‬
‫وســيلة مــن وســائل البيــان اعتمدهــا اإلنســان لإلفصــاح عــن مكنوناته النفســية‪،‬‬
‫وكشــف تومهاتــه الذهنيــة»((( ولذلــك قالــوا‪« :‬اخلــط لســان اليــد»(((‪.‬‬
‫وعليــه فــإن العالقــة بــن اللغــة واخلــط عالق ـ ٌة وثيق ـ ٌة‪ ،‬ال ينفــك أحدمهــا‬
‫عــن اآلخــر‪ ،‬فــإن كان الــكالم هــو الصــورة اللفظيــة للغــة‪ ،‬فــإن اخلــط الصــورة‬
‫البرصيــة هلــا‪ ،‬وبالتــايل فــإن األمهيــة بوضــوح اخلــط وصحتــه اهتــام نابــع مــن‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة يف ذاهتــا‪ ،‬وتيســرها للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وال خيفــى أن مهــارة‬
‫الكتابــة بــا تشــمله مــن كفايــات‪ :‬النســخ واإلمــاء والتعبــر؛ إحــدى املهــارات‬
‫اللغويــة األساســية‪ ،‬التــي ينبغــي أن تتوفــر لــدى متعلــم اللغــة‪.‬‬

‫((( عبد القادر عاكول رحيمه‪ ،‬اخلط العريب مفهومه التارخيي واجلاميل‪ ،‬دار املناهج‪ ،‬األدرن‪2018 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.36‬‬
‫((( حممود عباس محودة‪ :‬دراسات يف علم الكتابة العربية‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪604‬‬
‫تنمية مهارة الخط‪ :‬هاني إسماعيل رمضان‬

‫‪5.5‬أسئلة الدراسة‪:‬‬
‫طرحــت الدراســة ثالثــة أســئلة أساســية‪ ،‬لتكــون منطل ًقا رئيسـ ًّيا للدراســة‪،‬‬
‫وهــذه األســئلة شــملت مراحــل ثــاث‪ ،‬تضمنــت كل مرحلــة سـ ً‬
‫ـؤال أساس ـ ًّيا‬
‫عــى النحــو التــايل‪:‬‬
‫ ‪-‬ســؤال مرحلــة مــا قبــل إعــداد التســجيالت املرئيــة‪ :‬مــا مشــكالت‬
‫اخلــط العــريب لــدى الطــاب األتــراك؟‬
‫ ‪-‬ســؤال مرحلــة إعــداد التســجيالت املرئيــة‪ :‬مــا معايــر املحتــوى املقــدم‬
‫يف التســجيالت املرئيــة لتعليــم اخلــط العــريب؟‬
‫ ‪-‬ســؤال مــا بعــد إعــداد التســجيالت املرئيــة‪ :‬مــا مــدى فاعليــة‬
‫التســجيالت املرئيــة يف تعليــم اخلــط العــريب؟‬
‫‪6.6‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫عــى جمموعــة مــن الدراســات الســابقة ذات الصلــة‬ ‫اطلــع الباحــث‬
‫بموضــوع الدراســة منهــا عــى ســبيل املثــال ال احلــر دراســة (حبيبــي‪،‬‬
‫‪ ((()2018‬التــي بعنــوان األخطــاء الشــائعة يف كتابــة احلــروف العربيــة لــدى‬
‫الطالــب يف قســم تعليــم اللغــة العربيــة بجامعــة ســاتيجا اإلســامية‪ ،‬وهــي‬
‫إحــدى اجلامعــات األندونيســية‪ ،‬وقــد أجــرى الباحــث دراســته عــى عــر‬
‫عينيــات هــم جممــوع طــاب املرحلــة األوىل يف قســم تعليــم اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫ومــن أهــم النتائــج التــي توصلــت إليهــا الدراســة أن هنــاك أخطــاء يف عــدم‬
‫مراعــاة حجــم احلــرف وطولــه وقــره‪ ،‬وعــدم مراعــاة التناســب بــن احلــروف‬
‫طــوال واتســاعا‪ ،‬وال يراعــى البعــد بــن الكلــات يف مســافات ثابتــة‪ ،‬وال يتبــع‬
‫قواعــد رســم احلــروف‪ ،‬وأن احلــروف ذوات الكاســات ال ترســم عــى حاهلــا‬
‫الطبيعــي‪.‬‬
‫ودراســة (عــي‪ ،‬هشــام ‪ ((()2018‬فاعليــة برنامــج حتســن اخلــط العــريب‬

‫((( برهــان يوســف حبيبــي‪ :‬األخطــاء الشــائعة يف كتابــة احلــروف العربيــة لــدى الطــاب يف قســم‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة بجامعــة ســاتيجا اإلســامية احلكوميــة‪ ،‬جملــة التعريــب‪2018 ،1 )6( ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪. 40 – 26‬‬
‫((( هشــام إبراهيــم عــز الديــن حممــد عــي‪ :‬فاعليــة برنامــج حتســن اخلــط العــريب لــدى الناطقــن ‬
‫بغريهــا تطبيقــا عــى خــط النســخ‪ ،‬جملــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة بجامعــة‬
‫أفريقيــا العامليــة – الســودان‪ ،‬ع‪ ،22‬ينايــر ‪ ،2018‬ص ‪. 247 – 302‬‬

‫‪605‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫لــدى الناطقــن بغريهــا تطبي ًقــا عــى خــط النســخ‪ ،‬وقــد أجــرى الباحث دراســته‬
‫عــى ثامنيــة عــر طال ًبــا صين ًّيــا ممــن يدرســون يف اجلامعــة اإلفريقيــة العامليــة‪،‬‬
‫واقرتحــت الدراســة برنامــج تدريبــي لتحســن اخلــط العــريب (خــط النســخ)‪،‬‬
‫وانتهــت الدراســة إىل فاعليــة هــذا الربنامــج‪ ،‬ودعــت إىل اســتخدام الواســائل‬
‫واملعينــات اخلاصــة بترشيــح احلــروف وجتزأهتــا وحتديــد اجتاهــات حركــة القلــم‬
‫يف رســمها‪ ،‬وإعــداد كراســات خاصــة بتعليــم اخلــط العــريب يراعــى يف تصميمهــا‬
‫الفــروق الفرديــة بــن خطــوط الطــاب‪.‬‬
‫‪7.7‬مصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫تنميــة‪ :‬تعــرف التنميــة لغة مــن النامء بمعنــى الزيــادة‪ ،‬جاء يف لســان العرب‪:‬‬
‫ــوا»(((‪ .‬أمــا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«ن ََمى‪َ  ‬ينْمــي ن َْم ًيــا ونُم ًّيــا ونَــا َء ‪ :‬زاد وكثــر‪ ،‬وربــا ‪ ،‬قالوا‪َ  ‬ين ُْمو‪ ‬ن ُُم ًّ‬
‫اصطالحــا فالتنميــة‪« :‬هــي رفــع مســتوى أداء الطــاب يف مواقــف تعليميــة ‪/‬‬ ‫ً‬
‫تعلميــة خمتلفــة‪ ،‬وتتحــدد التنميــة عــى ســبيل املثــال بزيــادة متوســط الدرجــات‪،‬‬
‫التــي حيصلــون عليهــا بعــد تدريبهــم عــى برنامــج حمــدد»(((‪.‬‬
‫التعريــف اإلجــرايئ‪ :‬رفــع مســتوى أداء الطــاب يف الكتابــة العربيــة بخطــي‬
‫النســخ والرقعــة‪.‬‬
‫احلــذق يف الــيء‪ ،‬واملاهــر‬‫مهـ�ارة‪ :‬ورد يف لســان العــرب أن املهــارة لغ ـ ًة‪ِ :‬‬
‫ٍ (((‬
‫وعرفهــا معجــم علــم النفــس والطــب النفــي بأهنــا‪:‬‬
‫ـل ‪َّ .‬‬ ‫احلــاذق بــكل عمـ‬
‫«قــدرة عاليــة مكتســبة عــى أداء أفعــال حركيــة مركبــة بســهولة ودقــة لتحقيــق‬
‫هــدف»(((‪.‬‬
‫التعريــف اإلجــرايئ‪ :‬القــدرة عــى الكتابــة العربيــة بخطــي النســخ والرقعــة‬
‫ـة وسـ ٍ‬
‫ـهولة‪.‬‬ ‫بدقـ ٍ‬

‫اخلــط العــريب‪ :‬جــاء يف املعجــم الوســيط((( أن‪َ :‬‬


‫«اخل ُّط‪ ‬الكتابــ ُة ونحوهــا‬
‫ ي ُّطــه َخ ًّطــا‪ :‬كتبــه بقلــم‬ ‫«خ َّ‬
‫ــط الــي َء َ ُ‬ ‫ممــا ي ُّ‬
‫َــط باليــد»‪ ،‬ويف لســان العــرب‪َ :‬‬ ‫ُ‬

‫((( ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مادة (ن م ي)‪ ،‬دار صادر‪.340/15 ،‬‬
‫((( حسن شحاته‪ ،‬زينب النجار‪ :‬معجم املصطلحات الرتبوية والنفسية‪ ،‬الدار املرصية اللبنانية‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،2003 ،‬ص‪ .157‬‬
‫((( ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مادة (ح ذ ق)‪.184/5 ،‬‬
‫((( جابــر عب��د احلمي�دـ جاب��ر‪ ،‬وع�لاء الدي��ن كف��اين‪ :‬معجــم علــم النفــس والطــب النفــي‪ ،‬دار‬
‫النهضــة العربيــة‪1995 ،‬م‪.3566/7 ،‬‬
‫((( إبراهي��م مصطفىــ‪ ،‬وآخ��رون‪ :‬املعجــم الوســيط‪ ،‬مــادة (خ ط ط)‪ ،‬دار الــروق الدوليــة‪ ،‬الطبعــة‬
‫الرابعــة‪ ،‬ص‪.245‬‬

‫‪606‬‬
‫تنمية مهارة الخط‪ :‬هاني إسماعيل رمضان‬

‫َأو غــره»(((‪ .‬ويشــر املعنــى االصطالحــي للخــط عــى‪« :‬رســم احلــروف التــي‬
‫ختضــع للقواعــد الفنيــة الدقيقــة‪ ،‬التــي متيــز بــن اخلطــوط وتعطيهــا شــكلها‬
‫النهائــي؛ مثــل‪ :‬خــط الثلــث‪ ،‬والنســخ‪ ،‬والتعليــق‪ ،‬والديــواين‪ ،‬والرقعــة‪،‬‬
‫وغريهــا ممــا هــو معــروف لــدى أهــل هــذا الفــن»(((‪.‬‬
‫التعريف اإلجرائي‪ :‬ما يدونه الطالب بيده مستخد ًما القلم العادي‪.‬‬

‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬منهجية الدراسة‬
‫‪1.1‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫اتبــع البحــث املنهــج الوصفــي التحليــي مــع االســتعانة باملنهــج التجريبي‪،‬‬
‫حيــث اقتضــت طبيعــة البحــث الدمــج بينهــا؛ وذلــك بغــرض توصيــف‬
‫مشــكالت اخلــط العــريب لــدى الطــاب األتــراك وحتليلهــا ً‬
‫أول‪ ،‬وتقديــم‬
‫احللــول العمليــة والتطبيقيــة ثان ًيــا‪ ،‬وإلنجــاز ذلــك اســتخدام الباحــث املنهــج‬
‫الوصفــي التحليــي للوقــوف عــى هــذه املشــكالت وحتليــل عينــة الدراســة‪،‬‬
‫والختبــار مــدى فاعليــة التســجيالت املرئيــة وتلبيتهــا حلاجــات الطــاب اعتمــد‬
‫منهجــا مســاعدً ا‪.‬‬
‫ً‬ ‫البحــث املنهــج التجريبــي‬
‫‪2.2‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫تنوعــت األدوات املســتخدمة – حســبام اقتضــت طبيعــة البحــث – بــن ‬
‫املالحظــة واالســتبانة‪ ،‬واملقابــات واالختبــارات القبليــة والبعديــة باإلضافــة إىل‬
‫التجربــة‪ ،‬وذلــك رغبــة يف حتقيــق نتائــج دقيقـ ٍ‬
‫ـة قــدر اإلمــكان‪.‬‬
‫‪3.3‬مجتمع الدراسة‪:‬‬
‫تكونــت عينــة الدارســة مــن طــاب الصــف التحضــري يف كليــة العلــوم‬
‫اإلســامية بجامعــة جريســون للعــام الــدرايس ‪ 2020/2019‬وبلــغ عددهــم‬
‫‪ 289‬طال ًبــا وطالبــة‪ ،‬بلــغ عــدد الطــاب ‪ 113‬طال ًبــا وبلــغ عــدد الطالبــات‬
‫‪ 176‬طالبــة‪ ،‬يدرســون ‪ 154‬منهــم يف الفــرة الصباحيــة‪ ،‬بينــا يــدرس ‪135‬‬
‫منهــم يف الفــرة املســائية‪.‬‬
‫‪4.4‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫ ‪-‬احلدود الزمانية‪ :‬العام الداريس ‪2020/2019‬م‪.‬‬
‫((( ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مادة (خ ط ط)‪ ،‬ص‪.287‬‬
‫تارخيا وتطبي ًقا‪ ،‬دار النوادر‪ ،‬الطبعة األوىل‪2012 ،‬م‪،‬‬
‫((( يوسف ذنون‪ :‬تعليم اخلط العريب والكتابة ً‬
‫ص‪.12‬‬

‫‪607‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪-‬احلــدود املكانيــة‪ :‬طــاب الصــف التحضــري بكليــة العلوم اإلســامية‬


‫بجامعــة جريســون الرتكية‪.‬‬

‫‪5.5‬إجراءات الدراسة‪:‬‬
‫اختبــارا‬
‫ً‬ ‫لتوصيــف مشــكالت الكتابــة لــدى الطــاب أجــرى الباحــث‬
‫قبل ًّيــا‪ ،‬شــخص مــن خاللــه هــذه املشــكالت‪ ،‬وحــدد مواطــن الضعــف ‪ ،‬وقــد‬
‫الحــظ الباحــث حاجــة الطــاب إىل التدريــب املســتمر املبنــي عــى التقليــد‬
‫واملحــاكاة لتــايش األخطــاء التــي يقعــون فيهــا‪ ،‬ومــن ثــم كانــت احلاجــة إىل‬
‫مصــادر تعلــم تــرح وتقــدم نــاذج عمليــة للخــط العــريب‪ ،‬واملصــدر التعليمــي‬
‫ـحا عــى اإلنرتنــت‬
‫املالئــم هلــذا هــو التســجيالت املرئيــة‪ ،‬فأجــرى الباحــث مسـ ً‬
‫ـة‪ ،‬ســعيا للحصــول عىل تســجيالتٍ‬ ‫ـة خاصـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬وموقــع يوتيــوب بصفـ ٍ‬
‫ـة عامـ ٍ‬
‫بصفـ ٍ‬
‫ً‬
‫ـة‪ ،‬فوجــد نوعــن مــن التســجيالت املرئيــة‪:‬‬ ‫مرئيـ ٍ‬

‫النــوع األول‪ :‬يعلــم فــن اخلــط العــريب قواعــده وأصولــه‪ ،‬ويســتهدف‬


‫الراغبــن يف إجــادة هــذه الفــن والتخصــص فيــه‪ ،‬وبالتــايل فــإن هــذا النــوع مــن‬
‫التســجيالت ال يتوافــق مــع احتياجــات الطــاب وال يتالئــم مــع األهــداف‬
‫التعليميــة لــدروس اخلــط العــريب للطــاب األتــراك‪.‬‬
‫النــوع الثــاين‪ :‬يعلــم حتســن اخلــط العــريب باســتخدام القلــم العــادي‪ ،‬وال‬
‫يســتهدف املتخصصــن‪ ،‬بــل يســتهدف عمــوم الطــاب‪ ،‬وبالرغــم مــن أن‬
‫هــذا النــوع مــن الفيديوهــات يتالقــى مــع األهــداف التعليميــة لــدروس اخلــط‬
‫العــريب للطــاب بيــد أنــه مســجل بلغــة عاميــة ال يســتطيع الطــاب فهمهــا‪ ،‬وقد‬
‫تؤثــر ســل ًبا عــى اكتســاهبم للغــة العربيــة الفصحــى‪ ،‬ومــن ثــم تولــدت احلاجــة‬
‫ٍ‬
‫مرئيــة لتعليــم اخلــط العــريب للطــاب األتــراك تكــون‬ ‫ٍ‬
‫تســجيالت‬ ‫إىل إعــداد‬
‫ـدرا داعـ ًـا ويمكــن توظيفهــا داخــل الصــف وخارجــه‪.‬‬ ‫مصـ ً‬
‫فريق العمل‪:‬‬
‫تكون فريق عمل من ثالثة باحثني‪ ،‬هم‪:‬‬
‫وإلعداد هذه التسجيالت َّ‬
‫‪١.١‬د‪ .‬هــاين إســاعيل رمضــان أســتاذ اللغــة العربيــة املســاعد بكليــة العلــوم‬
‫اإلســامية بجامعــة جريســون باح ًثا رئيسـ ًّيا‪.‬‬
‫‪٢.٢‬د‪ .‬مصطفــى رسكان عبــد الســام األســتاذ املســاعد يف قســم تعليــم‬
‫احلاســوب والتكنولوجيــا يف كليــة الرتبيــة بجامعــة جريســون‪ ،‬باح ًثــا مشــاركًا‪.‬‬
‫‪٣.٣‬اخلطــاط فــاروق ناريمــي الباحــث يف قســم تاريــخ الفنــون اجلميلــة‬
‫بكليــة العلــوم اإلســامية بجامعــة جريســون‪.‬‬

‫‪608‬‬
‫تنمية مهارة الخط‪ :‬هاني إسماعيل رمضان‬

‫اتفــق الفريــق عــى إعــداد جمموعــة مــن التســجيالت املرئيــة لتعليــم‬


‫خطــي النســخ والرقعــة باســتخدام القلــم العــادي؛ حيــث املســتهدف الوصــول‬
‫بمســتوى أداء الطــاب األتــراك يف اخلــط العــريب إىل مســتوى أداء الطــاب‬
‫العــرب‪ ،‬وليــس الوصــول هبــم إىل مســتوى املتخصصــن يف فــن اخلــط العــريب‪،‬‬
‫إذ إن هــذا الفــن لــه أصولــه وأدواتــه اخلاصــة‪.‬‬
‫لغة التسجيالت املرئي�ة‪:‬‬
‫وحول لغة التسجيالت املرئية عرض الفريق وجهتي نظر خمتلفتني‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬ترجــح التســجيل باللغــة الرتكيــة‪ ،‬بــا إن املســتهدفني طــاب‬
‫أتــراك‪ ،‬ممــا يمكنهــم مــن فهــم حمتــوى التســجيالت‪.‬‬
‫نظــرا ألن‬
‫ً‬ ‫الثانيــة‪ :‬ترجــح التســجيل باللغــة العربيــة الفصحــى‪ ،‬وذلــك‬
‫الطــاب يتعلمــون اللغــة العربيــة‪ ،‬فــإن تعرضهــم إىل اللغــة اهلــدف ســيكون‬
‫ً‬
‫عامــا مســاعدً ا عــى حتســن مســتوى وانغامســهم يف اللغــة‪.‬‬
‫قــرر الفريــق أن يســجل تسـ ً‬
‫ـجيل مرئ ًّيــا إلحــدى الــدروس باللغــة العربيــة‬
‫وآخــر باللغــة الرتكيــة(((‪ ،‬واســتطالع آراء الطــاب األتــراك حوهلــا‪ ،‬وقــد رجــح‬
‫معظــم الطــاب أن تكــون التســجيالت باللغــة العربيــة‪ ،‬حيــث أبــدوا رغبتهــم‬
‫ـة‪ ،‬ولفهــم القــدر األكــر مــن الــرح ال‬ ‫ـدث أصــي مــن جهـ ٍ‬
‫يف التعلــم مــن متحـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫ســيام أن التســجيالت تعتمــد عــى التدريــب العمــي‪ ،‬وليــس الــرح النظــري‪.‬‬
‫وأوىص بعــض الطــاب أن ُيضــاف بأســفل التســجيالت املرئيــة ترمجــة‬
‫تركيــة حتــى يتمكــن مــن اســتيعاب مــا ال يفهمــون مــن الــرح‪ ،‬كــا فضــل‬
‫الكثــر مــن الطــاب أن يكــون الــرح عــى الســبورة بــدال مــن األوراق‪.‬‬
‫ــجلت بعــض الــروح و ُعرضــت عــى ‬ ‫املعايــر س ِّ‬
‫ُ‬ ‫وبنــاء عــى مصفوفــة‬
‫اخلــراء والطــاب‪ ،‬وطب ًقــا لتوصيــات اخلــراء ومالحظــات الطــاب ســجلت‬
‫رشوحــات احلــروف مجيعهــا‪ ،‬وبثــت عــر قنــاة عــى يوتيــوب(((‪.‬‬

‫((( رابط التسجيل باللغة الرتكية‪E-uN_hV3WK6/be.youtu//:https :‬‬


‫رابط التسجيل باللغة العربية‪qg1nE0wRdxc/be.youtu//:https :‬‬
‫‪(2) https//:www.youtube.com/playlist?list=PLCne0YXNj-Rn2ApUK5Ur--khw_q0U3K4U‬‬

‫‪609‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬العرض واملناقشة‬
‫طرحــت الدراســة ثالثــة أســئلة أساســية –كــا هــو موضــح آن ًفــا–‬
‫ولإلجابــة عــن الســؤال األول‪ :‬مــا مشــكالت اخلــط العــريب لــدى الطــاب‬
‫اختبــارا قبل ًّيــا‪ ،‬وبفحــص نتائــج االختبــار الحــظ‬
‫ً‬ ‫األتــراك؟ أجــرى الباحــث‬
‫الباحــث الظواهــر التاليــة يف خطــوط الطــاب وكتاباهتــم‪:‬‬
‫ ‪-‬زيــادة نــرة بعــد بعــض احلــروف أو قبلهــا‪ ،‬مثــل زيــادة نــرة بعــد الطــاء‬
‫والظــاء‪ ،‬وزيادهتــا قبــل اليــاء يف هنايــة الكلمــة‪.‬‬
‫ ‪-‬كتابة الغني مثل حرف الفاء مع طمسه‪.‬‬
‫ ‪-‬كتابة حرف الدال والذال مثل الراء والزاي أو العكس‪.‬‬
‫ ‪-‬كتابة حرف النون والالم عىل السطر وعدم النزول بكاساهتام‪.‬‬
‫ ‪-‬االلتزام بوضع احلركات يف مجيع الكلامت بال استثناء‪.‬‬
‫ ‪-‬شطر الكلمة الواردة يف هناية السطر إىل نصفني‪ ،‬إذا كان السطر ال يكفي‪،‬‬
‫والبدء بالشطر األخري يف سطر جديد‪.‬‬
‫ ‪-‬وضع ألف الطاء والظاء بجوارمها وليس فوق منهام‪.‬‬
‫ ‪-‬كــا الحــظ الباحــث مــن خــال املشــاهدة املبــارشة لطريقــة كتابــة‬
‫الطــاب للخــط العــريب أهنــم يبــدأون بكتابــة احلــروف مــن اليســار إىل اليمــن‪.‬‬
‫ولإلجابــة عــن الســؤال الثــاين‪ :‬مــا معايــر املحتــوى املقــدم يف التســجيالت‬
‫املرئيــة لتعليــم اخلــط العــريب؟ اســتعان الباحــث بخربتــه الشــخصية وآراء‬
‫اخلــراء واســتطالع آراء الطــاب‪ ،‬وبنــا ًء عــى ذلــك قســمت احلــروف العربيــة‬
‫إىل ثــاين عــرة جمموعــة‪ ،‬هــي‪( :‬أ) و(ب ت ث) و(ج ح خ) و(د ذ) و(رز) و(س‬
‫ش) و(ص ض) و(ط ظ) و( ع غ) و(ف ق) و(ك) و(ل) و(م) و(ن) و(هـــ) و(و)‬
‫و(ي) و(ال)‪ ،‬واعتمــد يف التقســيم عــى تشــابه طريقــة كتابــة احلــروف إىل حــدٍّ‬
‫مــا‪ ،‬ومــن حيــث املحتــوى وضعــت مصفوفــة معايــر للتســجيل عــى النحــو‬
‫التــايل‪:‬‬
‫ ‪-‬توضيــح طريقــة كتابــة احلــرف يف املواضــع املختلفــة‪ :‬مفــردا ويف بدايــة‬
‫الكلمــة ووســطها ويف هنايتهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬تقديــم أمثلــة مــن كلــات تتضمــن احلــرف املســتهدف رشحــه‪ ،‬يف‬
‫املواضــع املختلفــة‪.‬‬

‫‪610‬‬
‫تنمية مهارة الخط‪ :‬هاني إسماعيل رمضان‬

‫ ‪-‬عــرض بعــض األخطــاء الشــائعة لــدى الطــاب األتــراك يف رســم‬


‫احلــرف‪.‬‬
‫ ‪-‬حــث الطــاب عــى التدريــب وتقليــد النــاذج وإرســاهلا بالربيــد‬
‫اإللكــروين‪.‬‬
‫ولإلجابــة عــن الســؤال الثالــث مــا مــدى فاعليــة التســجيالت املرئيــة يف‬
‫تعليــم اخلــط العــريب؟‬
‫ـارا بعد ًّيــا‪ ،‬وبعــد مقارنتــه باالختبــار القبــي وفحــص‬
‫أجــرى الباحــث اختبـ ً‬
‫ٍ‬
‫ـكل ملحــوظ حتســن مســتوى أداء الطــاب يف رســم احلــروف‬ ‫النتائــج اتضــح بشـ ٍ‬
‫بخطــي النســخ والرقعــة‪ ،‬وانخفــض تكــرار األخطــاء الشــائعة ولتأكــد مــن‬
‫مصداقيــة النتائــج‪ ،‬أعــد الباحــث اســتبانة الســتطالع آراء الطــاب حــول‬
‫إفادهتــم مــن التســجيالت املرئيــة‪.‬‬
‫مفحوصــا‪ ،‬بلــغ عــدد الطالبــات ‪ 99‬طالبة بنســبة‬
‫ً‬ ‫وقــد مــأ االســتبانة ‪140‬‬
‫‪ %71‬وبلــغ عــدد الطــاب‪ 41‬طال ًبــا بنســبة ‪ ،%29‬نســبة خرجيــي ثانويــة األئمــة‬
‫واخلطبــاء ‪ %70‬أي ‪ 98‬طال ًبــا وطالبــة‪ ،‬ونســبة خرجيــي الثانويــات األخــرى ‪%30‬‬
‫أي ‪ 42‬طال ًبــا وطالبــة‪.‬‬
‫وبنيــت االســتبانة مــن مقــاس متــدرج مــن مخــس درجــات‪ )1( ،‬يعــر عــن‬
‫أدنــى مســتوى و(‪ )5‬يعــر عــن أعــى مســتوى وطرحــت االســتبانة األســئلة‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫ ‪-‬األول‪ :‬مــا مســتواك يف كتابــة احلــروف العربيــة قبــل مشــاهدة‬
‫التســجيالت عــى يوتيــوب؟‬
‫ ‪-‬الثــاين‪ :‬مــا مســتوى تطــورك يف كتابــة احلــروف العربيــة بعــد مشــاهدة‬
‫التســجيالت عــى يوتيــوب؟‬
‫ ‪ -‬هــل تــويص أصدقــاءك الذيــن يرغبــون يف تعلــم العربيــة بمشــاهدة‬
‫هــذه التســجيالت؟‬

‫‪611‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وكانت النتيجة كالتايل‪:‬‬


‫بعد املشاهدة‬ ‫قبل املشاهدة‬ ‫املستوى‬
‫النسبة املئوية‬ ‫عدد الطالب‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫عدد‬
‫الطالب‬
‫‪%1.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%10.7‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪%8.6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%19.3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪%25.7‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪%32.1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪%25.7‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪%32.1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪5‬‬

‫مــن املالحــظ مــن اجلــدول أن مســتوى الطــاب حتســن فانخفضــت‬


‫املســتويات الدنيــا بنســبة ‪ %67‬تقري ًبــا؛ حيــث انخفــض املســتوى (‪ )1‬انخفــض‬
‫مــن ‪ %10.7‬إىل ‪ ،%1.4‬وكذلــك املســتوى (‪ )2‬مــن ‪ %19.3‬إىل ‪. %8.6‬‬
‫وكذلــك انخــض املســتوى املتوســط بنســبة ‪ %27‬تقري ًبــا‪ ،‬حيــث كان قبــل‬
‫املشــاهدة ‪ %35‬وأصبــح ‪. %25.7‬‬
‫يف حــن أن املســتويات العليــا حتســنت بنســبة ‪%54‬؛ حيــث ارتفــع املســتوى‬
‫(‪ )4‬مــن ‪ %25.7‬إىل ‪ ،%32.1‬وارتفــع املســتوى (‪ )5‬مــن ‪ %9.3‬إىل ‪.%32.1‬‬
‫تؤكــد هــذه األرقــام والنســب عــى مــدى فاعليــة الربنامــج وفائدتــه مــن‬
‫وجهــة نظــر الطــاب‪ ،‬كــا يشــر إىل مــدى إقباهلــم عليــه وإحساســهم بأنــه يلبــي‬
‫احتياجاهتــم‪ ،‬فقــد أبــدى ‪%96.4‬مــن الطــاب اســتعدادهم بتوصيــة زمالئهــم‬
‫بمشــاهدة التســجيالت‪ ،‬وذلــك لقناعتهــم بجــدواه وفائدتــه‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬خاتمة الدراسة‬
‫عرضــت الدراســة لتجربــة إعــداد سلســة مــن التســجيالت املرئيــة لتعليــم‬
‫اخلــط العــريب للطــاب األتــراك‪ ،‬وذلــك هبــدف تنميــة مهــارة اخلــط العــريب‬
‫لدهيــم‪ ،‬ورفــع كفاءهتــم فيهــا‪ ،‬وقــد أســفرت الدراســة عــن جمموعــة مــن‬
‫النتائــج منهــا‪:‬‬
‫ ‪-‬أمهيــة تعليــم اخلــط العــريب للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬إذ هــو املــرآة التــي‬
‫تعكــس مســتواهم اللغــوي‪ ،‬وإمهالــه قــد ينعكــس بالســلب عــى حتصيلهــم‬
‫الــدرايس‪ ،‬واكتســاهبم للغــة‪.‬‬
‫ـة ويف تنميــة مهــارة اخلــط‬ ‫ـة عامـ ٍ‬
‫ ‪-‬توظيــف التقنيــة احلديثــة يف التعلــم بصفـ ٍ‬
‫العــريب لــه فاعليـ ٌة وأثـ ٌـر واضـ ٌ‬
‫ـح عــى الطــاب‪ ،‬ســواء أكان االســتخدام خــال‬

‫‪612‬‬
‫تنمية مهارة الخط‪ :‬هاني إسماعيل رمضان‬

‫اســراتيجية الصــف املقلــوب‪ ،‬أو اســراتيجيات التعلــم الــذايت‪ ،‬فقــد أكــدت‬


‫ـكل ملحـ ٍ‬
‫ـوظ‪.‬‬ ‫النتائــج حتســن مســتوى الطــاب بشـ ٍ‬
‫ ‪-‬رغبــة الطــاب يف التعلــم باللغــة اهلــدف (اللغــة العربيــة) وتفضيلهــم‬
‫أن تكــون الــروح باللغــة العربيــة الفصيحــة بـ ً‬
‫ـدل مــن اللغــة الرتكيــة‪ ،‬وهــو‬
‫مــا يدعــو إىل اســتخدام اللغــة العربيــة يف الصــف وخارجــه‪ ،‬لالرتقــاء بمســتوى‬
‫الطــاب وحتقيــق االنغــاس اللغــوي هلــم‪.‬‬
‫وبنــاء عــى هــذه النتائــج فــإن الباحــث يــويص الباحثــن واملهتمــن بإجــراء‬
‫املزيــد مــن الدراســات التطبيقيــة واألبحــاث العلميــة‪ ،‬التــي تعتمــد عــى إنتــاج‬
‫مــواد تعليميــة حديثــة‪ ،‬تقــوم عــى توظيــف التقنيــة‪ ،‬وتتوافــق مــع احتياجــات‬
‫الطــاب وميوهلــم‪.‬‬
‫كــا يــويص الباحــث باالهتــام باخلــط العــريب وتعليمــه للناطقــن بغــر ‬
‫العربيــة‪ ،‬مــع الرتكيــز عــى األخطــاء الشــائعة‪ ،‬وعــدم التســاهل مــع هــذه‬
‫األخطــاء لــدى الطــاب حتــى ال ترتســخ لدهيــم‪ ،‬ويصعــب جتاوزهــا فيــا بعــد‪.‬‬

‫‪613‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املراجع‬

‫‪١.١‬إبراهي��م مصطفــى‪ ،‬وآخ��رون‪ :‬املعجــم الوســيط‪ ،‬دار الــروق الدولية‪،‬‬


‫الطبعــة الرابعة‪.‬‬
‫‪ ٢.٢‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪٣.٣‬أحــام فليــح حســن العطيــات‪ :‬أثــر اســتخدام اليوتيــوب يف تعليــم‬
‫مهــارة النطــق الصحيــح للغــة اإلنجليزيــة لــدى أطفــال الروضــة يف‬
‫املــدارس اخلاصــة بمحافظــة العاصمــة عــان‪ ،‬كليــة العلــوم الرتبويــة‪،‬‬
‫جامعــة الــرق األوســط‪ ،‬أيــار ‪2018‬م‪.‬‬
‫‪٤.٤‬برهــان يوســف حبيبــي‪ :‬األخطــاء الشــائعة يف كتابــة احلــروف العربيــة‬
‫لــدى الطــاب يف قســم تعليــم اللغــة العربيــة بجامعــة ســاتيجا اإلســامية‬
‫احلكوميــة‪ ،‬جملــة التعريــب‪2018 ،1 )6( ،‬م‪.‬‬
‫ ‪ ٥ .‬جابـ�ر عبــد احلميدــ جابــر‪ ،‬وع�لاء الديــن كف�اـين‪ :‬معجــم علــم النفــس‬
‫والطــب النفــي‪ ،‬دار النهضــة العربيــة‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪٦.٦‬حســن شــحاته‪ ،‬زينــب النجــار‪ :‬معجــم املصطلحــات الرتبويــة‬
‫والنفســية‪ ،‬الــدار املرصيــة اللبنانيــة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪٧.٧‬دوي عفيفــة لطفيــا‪ :‬تأثــر وســيلة فيديــو يوتيــوب ‪ youtube‬عــل‬
‫نتائــج تعلــم النحــو لــدى تالميــذ املدرســة املتوســطة اإلســامية دار‬
‫احلكمــة‪ ،‬كليــة الرتبيــة والعلــوم التعليميــة لقســم اللغــة العربيــة‪ ،‬اجلامعــة‬
‫اإلســامية احلكوميــة تولونــج أجونــج‪ ،‬مايــو ‪2018‬م‪.‬‬
‫‪٨.٨‬الصحافــة اإللكرتونيــة االلتــزام واالنفــات يف اخلطــاب والطــرح‪ ،‬د‪.‬‬
‫خالــد حممــد غــازي‪ ،‬وكالــة الصحافــة العربيــة‪ ،‬ص‪2016‬م‪.‬‬
‫‪٩.٩‬عبــد القــادر عاكــول رحيمــه‪ ،‬اخلــط العــريب مفهومــه التارخيــي واجلاميل‪،‬‬
‫دار املناهج‪ ،‬األدرن‪2018 ،‬م‪.‬‬
‫‪١٠١٠‬فــراس إســاعيل مخيــس‪ :‬اســتخدامات الشــباب اجلامعــي ملواقــع‬
‫أنموذجــا) ‪،‬‬
‫ً‬ ‫التواصــل االمجعــي عــى شــبكة اإلنرتنــت (موقــع يوتيــوب‬
‫جملــة آداب املســتنرصية‪ ،‬ع ‪ ،75‬ســنة ‪2016‬م‪.‬‬
‫‪١١١١‬حممــد حممــود احليلــة‪ :‬تكنولوجيــا التعليــم بــن النظريــة والتطبيــق‪ ،‬دار‬
‫املســرة‪ ،‬عــان‪ ،‬ط‪2004 ،4‬م‪.‬‬
‫‪١٢١٢‬حممــود عبــاس محــودة‪ :‬دراســات يف علــم الكتابــة العربيــة‪ ،‬مكتبــة‬
‫غريــب‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪١٣١٣‬هشــام إبراهيــم عــز الديــن حممــد عــي‪ :‬فاعليــة برنامــج حتســن اخلــط‬
‫العــريب لــدى الناطقــن بغريهــا تطبيقــا عــى خــط النســخ‪ ،‬جملــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة بجامعــة أفريقيــا العامليــة –‬

‫‪614‬‬
‫ هاني إسماعيل رمضان‬:‫تنمية مهارة الخط‬

.‫م‬2018 ‫ ينايــر‬،22‫ ع‬،‫الســودان‬


‫ دار‬،‫ تعليــم اخلــط العــريب والكتابــة تارخيًــا وتطبي ًقــا‬:‫يوســف ذنــون‬١٤١٤
. ‫م‬2012 ،‫ الطبعــة األوىل‬،‫النــوادر‬

1515 Devkan Kaleci, YouTube Sitesindeki Videoların


Eğitim Materyali Olarak Kullanımına İlişkin Öğrenci Gö-
rüşleri, International Journal of Active Learning, ,)1( 3
2018
1616 Munassir Alhamami: Attitudes and Self-Efficacy
of Language Students on YouTube, in the Proceedings of
the National Symposium on Present and Future of Eng-
lish in Saudi Arabia: Research Concerns. Abha, Saudi
Arabia, King Khalid University At: Abha, Saudi Arabia,
King Khalid University, ,2016
1717 Natalie B. Milman: The Flipped Calssroom Strate-
gy, Distance Learning, Vol: 9 No: 3

615
‫جتربة برنامج تعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها جبامعة‬
‫الريان ‪ -‬حضرموت‪ -‬اليمن‬ ‫َّ‬

‫د ‪.‬جمال رمضان حيمد حدجيان‬


‫املشرف على برنامج تعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‬
‫جامعة َّ‬
‫الريان‬
‫تجربة تعليم اللغة‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫امللخص‬
‫هيــدف هــذا البحــث إىل إعطــاء فكـ ٍ‬
‫ـرة عــن جتربــة جامعــة الر َّيــان ـ اليمــن‬
‫ـ حرضمــوت يف تعليــم اللغــة العرب َّيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــن خــال برنامــج‬
‫يــرف عليــه مركــز خدمــة‬ ‫ُ‬ ‫تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا الــذي‬
‫املجتمــع باجلامعــة‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن جتربــة جامعــة الر َّيــان يف إنشــاء هــذا النمــط مــن التعليــم ُت َعــدُّ متم ِّيــز ًة‬
‫بــن اجلامعــات اليمنيــة؛ إ ْذ خــا مــن اجلامعــات احلكوم َّيــة‪ ،‬وجــا َء يف بعــض‬
‫ـة‪،‬‬‫ـة‪ ،‬غــر مدروسـ ٍ‬ ‫ـة عفويـ ٍ‬
‫ـة مرجتلـ ٍ‬
‫اجلامعــات األهليــة‪ ،‬لكنَّــه يــؤدى فيهــا بطريقـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫ممنهجــة‪.‬‬ ‫وال‬
‫اشــتمل البحـ ُ‬
‫ـث لبيــان جتربــة جامعــة الر َّيــان يف تعليــم العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا عــى مقدمــة وســتة حمــاور‪ :‬التعريــف بالربنامــج‪ ،‬واإلطــار النظــري‬
‫الـــم َقدَّ مة‪ ،‬واملقــررات واخلطــة الدراســية‪ ،‬وأســاليب‬ ‫ُ‬ ‫للربنامــج‪ ،‬والربامــج‬
‫التعليــم‪ ،‬واتفاقيــات الربنامــج‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The aim of this research is to give an idea of the‬‬
‫‪​​ experience of Al-‬‬
‫‪Rayyan University in Yemen Hadramout in the teaching of Arabic lan-‬‬
‫‪guage to non-Arabic speakers, through the program of teaching Arabic‬‬
‫‪language to non-Arabic speakers, which is supervised by the community‬‬
‫‪service center at the university.‬‬

‫‪The experience of Al-Rayyan University in establishing this type‬‬


‫‪of education is distinguished among the Yemeni universities as it is free‬‬
‫‪of public universities and came in some private universities, but it is‬‬
‫‪performed in an improvised, spontaneous, unthought, and systematic‬‬
‫‪manner.‬‬

‫‪The research included a presentation of the program, the theoretical‬‬


‫‪framework of the program, the programs offered, the courses and the‬‬
‫‪curriculum, the methods of education, and the program agreements.‬‬

‫‪617‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬
‫ِّ‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫تــأيت أمه َّيــة برنامــج تعليــم اللغــة العرب َّيــة للناطقــن بغريهــا يف جامعــة‬
‫الر ّيــان ـ اليمــن ـ حرضمــوت مــ ْن تلــك العالقــة احلميم َّيــة بــن حرضمــوت‬
‫وبــن دول جنــوب رشق آســيا ودول أفريقيــا‪ ،‬بعــدَ اهلجــرات التــي قــام هبــا‬
‫ـارا ودعــا ًة‬ ‫احلضارمــة يف فــرة مــا بعــد احلــرب العامل َّيــة الثانيــة؛ فقــد هاجـ ُـر ْو ُ َّ‬
‫ا تـ ً‬
‫ـاس‬ ‫إىل اإلســام بأخالقهــم وأمانتهــم‪ ،‬ففتــح اهللُ هلــم قلــوب النَّــاس‪ ،‬ودخــل النَّـ ُ‬
‫ـن أهــل تلــك‬ ‫ـرات‪ ،‬وبقيــت العالقــة بـ َ‬ ‫يف اإلســام راغبــن فيــه‪ .‬بقــي أ َثــر اهلجـ ِ‬
‫ُ‬
‫البــاد وبــن أهــل حرضمــوت مبن َّيـ ًة عــى التقديــر واإلجــال حتــى يومنــا هــذا‪،‬‬
‫ـب‬ ‫ـت آثــار العائــات احلرضم َّيــة هنــاك يف تلــك األصقــاع ماثلـ ًة‪ ،‬فرغـ َ‬ ‫بــل وبقيـ ْ‬
‫ـظ هلــم‬ ‫ـر م ـ ْن أهــل تلــك البــاد يف تعليــم أبنائهــم يف حماض ـ َن تعليم َّيــة حتفـ ُ‬ ‫كثـ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـامي‪ ،‬ومـ ْن ذلــك تع ُّلــم اللغــة العرب َّيــة لغــة القــرآن الكريـ ِم‪،‬‬ ‫معــامل َ دينهــم اإلسـ ّ‬
‫ـت فكــر ُة إنشــاء هــذا الربنامــج يف جامعــة‬ ‫يف بيئــة األجــداد حرضمــوت‪ ،‬فانبثقـ ْ‬
‫الر َّيــان بحرضمــوت‪.‬‬
‫ـت عــى دراســة‬ ‫ـت جامعــة الر َّيــان أمه َّيــة هــذا الربنامــج‪ ،‬فعملـ ْ‬ ‫لقــد أدركـ ْ‬
‫هــذا النمــط مــن التعليــم مــن خــال النظــر يف جتــارب اجلامعــات واملراكــز‬
‫ٍ‬
‫كبــرة‬ ‫ٍ‬
‫جهــود‬ ‫فضــا عــ ْن مــا نــا إليهــا مــ ْن‬ ‫ً‬ ‫العلم َّيــة والتعليميــة والبحثيــة‪،‬‬
‫ـذ ُل‪ ،‬ومؤمتــرات ُت ْع َقــد‪ ،‬وورش عمــل تقــام مــن أجــل االهتــام هبــذا النمــط‬ ‫ُت ْبـ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مــن التعليــم‪ ،‬الــذي ُي َعــدُّ اليــو َم َذا أمه َّيــة عامل َّيــة؛ بوصــف العرب َّيــة اليــو َم لغ ـ ًة‬
‫ات‬ ‫األرض املختلفــة‪ ،‬فلــم ترتك القــار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـعت رقعـ ُة تعليمهــا يف جهـ ِ‬
‫ـات‬ ‫عامل َّيــة‪ ،‬اتسـ ْ‬
‫َّ‬
‫ودخلــت مراكزهــا التعليم َّيــة‪ ،‬ومعاهدهــا العلم َّيــة‪ ،‬ومؤسســاهتا البحثيــة؛‬ ‫ْ‬ ‫َّإل‬
‫ٍ‬
‫ـت وجو َدهــا كلغــة ‪-‬ال تقـ ُّـل شــأنًا عــن غريهــا مــن‬ ‫ِ‬
‫ـم لغــات العــامل‪ ،‬وت ْثبِـ َ‬‫لتزاحـ َ‬
‫مههــا‪ -‬ت َُصــا ُغ هبــا شــخص َّية اإلنســان‪.‬‬ ‫لغــات العــامل ْ‬
‫إن مل تك ـ ْن أ َّ‬
‫حرضمــوت يعــدُّ بع ًثــا نوعيــا؛ إ ْذ مل ُتعــن ِ‬
‫بــه‬ ‫بعــث هــذا الربنامــج يف‬ ‫َ‬ ‫إن‬‫َّ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫ًّ‬ ‫َ َُ‬
‫تــأ ُل ُج ْهــدً ا إلنشــائه‪،‬‬ ‫قبــل ومل ْ‬
‫َ‬
‫لتكــون‬ ‫فســعت جامعــ ُة الر َّيــان‬
‫ْ‬ ‫جامعــة مــ ْن ُ ْ‬
‫خاصــا هبــا للــرو ِع يف‬ ‫ـو ًرا ًّ‬‫ـت تصـ ُّ‬ ‫ـوت‪ ،‬ف َبنَـ ْ‬ ‫الس ـ ْب ِق يف حرضمـ َ‬ ‫ـب َّ‬‫صاحب ـ َة قصـ ِ‬
‫ـم اليــو َم َأل وهــو تعليــم العربيــة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العمــل هبــذا النمــط م ـ ْن أنــاط التعليــم املهـ ِّ‬
‫ــي عــى املحــاور اآلتيــة‪ :‬‬ ‫ِ‬
‫التصــو ُر قــدْ ُبن َ‬
‫ُّ‬ ‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬هــذا‬
‫والر َســالة‪ ،‬واألهــداف‪،‬‬
‫‪1.1‬املحــور األول‪ :‬التعريــف بالربنامــج‪ ،‬والرؤيــة‪ِّ ،‬‬
‫واملم َّيــزات‪ ،‬واملخرجــات‪.‬‬
‫‪2.2‬املحــور الثــاين‪ :‬اإلطــار النظــري الــذي يقــو ُم عليــه الربنامــج‪ ،‬الــذي هــو‬
‫بمثابــة فلســفة التعليــم هلــذا الربنامــج‪.‬‬

‫‪618‬‬
‫تجربة تعليم اللغة‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫‪3.3‬املحــور الثالــث‪ :‬الربامــج التــي يقدِّ مهــا الربنامــج‪ :‬ومهــا برناجمــان مم َّث ِ‬
‫الن‬
‫يف‪( :‬تعليــم اللغــة العربيــة) ( ُمدَّ تــه عــا ٌم درايس)‪ ،‬واآلخــر يف‪( :‬تأهيــل‬
‫ِ‬
‫عامــان دراســ َّيان)‪.‬‬ ‫مع ِّلمــي اللغــة العربيــة) (و ُمدَّ تُــه‬
‫‪4.4‬املحــور الرابــع‪ :‬املقــررات واخل َّطة الدراســية‪ :‬فلـ ِّ‬
‫ـكل برنامج خ َّطة دراسـ َّية‬
‫كل‬ ‫ِ‬
‫ـب فص َلـ ْـن‪ ،‬يف ِّ‬ ‫كل عــا ٍم يـ ُ‬
‫ـدرس الطالـ ُ‬ ‫بمقرراهتــا الدراسـ َّية ُم َو َّص َفـ ًة‪ .‬ويف ِّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫ـه يـ َـرى اختبــاران شــهر َّيان‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫درايس‪ :‬أربعــة عــر أســبو ًعا‪ ،‬وخاللـ ُ ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫فصــل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ـي شــامل ملــا َّدة مقـ َّـررات الفصــل املدروســة‪.‬‬ ‫ويف هنايتــه امتحـ ٌ‬
‫ـان فصـ ٌّ‬
‫بــن‬
‫متنوعــة‪ ،‬مــا َ‬ ‫‪5.5‬املحــور اخلامــس‪ :‬أســاليب التعليــم يف الربنامــج ِّ‬
‫يت‬‫ـذا ّ‬‫ـن الـ َّ‬
‫ـن التأ ُّمــي التحليــي‪ ،‬ومــا بـ َ‬‫ـي‪ ،‬ومــا بـ َ‬
‫ـن العمـ ّ‬ ‫ـري‪ ،‬ومــا بـ َ‬
‫النظـ ّ‬
‫ـب مــن خاللــه معرفــة نفســه وبنــاء شــخص َّيته التعليم َّيــة‬ ‫الــذي يقــو ُم الطالـ ُ‬
‫َّ‬
‫ـب ُم َتنَف ًســا بعيــدً ا عــن‬
‫ـي الــذي جيــدُ فيــه الطالـ ُ‬
‫ـن التنفيـ ّ‬ ‫وثقافتــه‪ ،‬ومــا بـ َ‬
‫ـن املجتم ـ ِع‬ ‫ِ‬
‫ـن ربــط الطالــب بالبيئــة التعليم َّيــة وبـ َ‬
‫ـد الــدَّ رس‪ ،‬ومــا بـ َ‬ ‫مقاعـ ِ‬
‫فيــه لتحصــل التوأمــ ُة بينهــا وبنــاء جســور التواصــل‬ ‫يعيــش ِ‬‫ُ‬ ‫الــذي‬
‫ِ‬
‫عــى الربنامــج باإلثــراء‪.‬‬ ‫والــراكات املجتمع َّيــة التــي تعــود‬
‫ـم برنامــج تعليم العرب َّيــة للناطقني بغريهــا بجامعة‬ ‫‪6.6‬املحــور الســادس‪ :‬اهتـ َّ‬
‫ــاب‪ ،‬مــن خــال تســهيل‬ ‫وبــن ال ُّط َّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بجانــب اال ِّت َفاقيــات بينَــه‬ ‫الر َّيــان‬
‫التســجيل بالربنامــج والقبــول فيــه ُثــم بعــد ذلــك الدراســة‪ ،‬عــر قنــواتٍ‬
‫َّ‬
‫ـاب مــع اجلهـ ِ‬
‫ـات ذات‬ ‫ـات الطـ َّ‬‫ـة‪ .‬وراعــت اجلامعـ ُة أمــر تيســر معامـ ِ‬ ‫م ِر َنـ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العالقــة لتســهيل اســتصدار الترصيــح باإلقامــة يف بيئــة الربنامــج لتســهيل‬
‫ـر فيهــا (نــاذج مــن ذلــك)‪.‬‬ ‫ـق التعليــم‪ ،‬والتن ُّقــل بسـ ٍ‬
‫ـهولة و ُيـ ْ ٍ‬ ‫ممارســة حـ ِّ‬
‫املحور َّ‬
‫األول‪ :‬التعريف بالربنامج‬
‫ ‪.‬أفكرة اإلنشاء‪:‬‬
‫ــة العربي ِ‬
‫ــة بجامعــة الر َّيــان مــ ْن‬ ‫برنامــج تعليــ ِم ال ُّل َغ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إنشــاء‬ ‫أتــت فكــر ُة‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ـن ُد َول جنــوب رشق آســيا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـذ القــدَ ِم بـ َ‬ ‫ـت بأطناهبــا منـ ُ‬ ‫ِ‬
‫تلــك العالقــة التــي رض َبـ ْ‬
‫وأفريقيــا وبــن حرضمــوت‪ ،‬إ َّبــان اهلجــرة التــي قــام هبــا احلضارمــ ُة إىل ُد َولِ‬
‫َ‬
‫ـف‬‫رشق آســيا ودول قــارة أفريقيــا‪ ،‬ومــا أفرز ْتـه تلــك اهلجــر ُة مـن تعريـ ِ‬ ‫ـوب ِ‬ ‫جنـ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ح َلتــه وآداهبــم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك األصقــا ِع بحقيقــة اإلســا ِم وســاحته‪ ،‬مبن ًّيــا عــى أخــاق َ َ‬ ‫تلـ َ‬
‫جامعــة الر َّيــان إحــدى اجلامعــات األهل َّيــة يف اليمــن ـ حرضمــوت التــي‬
‫ختر َج‬
‫ب األندونيسـ ِّيني واملاليز ِّيــن‪ ،‬الذيــن َّ‬‫ـا ِ‬
‫ـن جنباهتــا مجلـ ًة مـ ْن ال ُطـ َّ‬‫ـت بـ َ‬
‫ضمـ ْ‬
‫َّ‬
‫ـاب األندونيس ـ ِّيني‬ ‫ـض الطـ َّ‬ ‫َ‬
‫وكان بعـ ُ‬ ‫ـل يف كل َّيــة الرشيعــة‪.‬‬ ‫ـر قليـ ٍ‬
‫ٌ ُ‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫د‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫منه‬

‫‪619‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـة للناطقــن بغريها؛‬ ‫ـج عمــي لتعليــم العربيـ ِ‬ ‫ـرح فكــر َة إنشــاء برنامـ ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫واملاليز ِّيــن يطـ ُ‬
‫ـن أبنــاء هــذه‬ ‫ِ‬
‫ـج واحــدً ا مـ ْن معـ ِّـززات العالقــة احلميم َّيــة بـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ليكـ َ‬
‫ـون هــذا الربنامـ ُ‬
‫ـن لنــر اإلســام‬ ‫األصقــاع وحرضمــوت‪ ،‬التــي هاجـ َـر أبناؤهــا إىل تلــك األماكـ ِ‬
‫ــوا قاعــد ًة قو َّيــ ًة مــن األخــاق واآلداب‪ ،‬ولكــ ْن‬ ‫فأس ُس ْ‬
‫باألخــاق واآلداب‪َّ ،‬‬
‫ــو َد االتصــالِ‬ ‫وأرادت َع ْ‬
‫ْ‬ ‫الزمــن ضعفــت لغــ ُة األجيــال الالحقــة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫مــع مــرور‬ ‫َ‬
‫ـت بأجدادهــم وآبائهــم إليهــم‪ ،‬فجــا َء‬ ‫ِ‬
‫األرض التــي بع َثـ ْ‬ ‫ـن‬
‫ـل بينَهــا وبـ َ‬ ‫والتواصـ ِ‬
‫ُ‬
‫ـق‬ ‫ـج املهــم مــن برامــج التواصــل املجتمعــي عـ ْن طريـ ِ‬ ‫ـب إنشــاء هــذا الربنامـ ِ‬ ‫طلـ ُ‬
‫ـم م ـ ْن حرضمــوت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ـن َم ـ ْن أت َْو ُهـ ْ‬
‫اللغــة‪ ،‬التــي هــي القاســم املشــرك بينَهــم وبـ َ‬
‫توافــد الطــاَّب الناطقــن بغــر ‬ ‫ِ‬ ‫كــا انبثقــت فكــرة هــذا املــروع مــ ْن‬ ‫ْ‬
‫ظاهر‬
‫ٌ‬ ‫ـف‬
‫العربيــة للدراســة بكل َّيــة الرشيعــة بجامعــة الر َّيــان ولــدى بعضهــم ضعـ ٌ‬
‫يف املحادثــة والقــراءة والكتابــة والفهــم للغــة العربيــة التــي هــي لغ ـ ُة التع ُّلــم يف‬
‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫ـب‬
‫ـك صعـ َ‬ ‫ـاج إىل مــا يفـ ُّ‬ ‫بعضهــم صعوبـ ًة يف ذلــك‪ ،‬فيحتـ ُ‬ ‫الكل َّيــة؛ إ ْذ جيــدُ ُ‬
‫ٍ‬
‫والقــراءة والكتابــة والفهــم مــن خــال دراســة ســابقة ملجمــل قواعــد العربيــة؛‬
‫وم ْس ـ َك ًة إلدراك مــا يتع َّلمــه يف‬ ‫ـور ِ‬
‫ـون لــه آل ـ ًة للــكالم والفهــم‪ ،‬وقنطــر َة عبـ ٍ‬ ‫لتكـ َ‬
‫كل َّيــة الرشيعــة‪.‬‬
‫ ‪.‬ب الرؤية‪:‬‬
‫الريادة يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها يف حرضموت‪.‬‬
‫ ‪.‬جالرسالة‪:‬‬
‫توفــر بيئــة تعليميــة حم ِّفــزة لتع ُّلــم اللغــة العربيــة مــن خــال برامــج تعليميــة‬
‫مم َّيــزة يف جمــال تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪.‬‬
‫ ‪.‬داألهداف‪:‬‬
‫‪١.١‬اإلجادة يف الدراسات اللغو َّية والتطبيق َّية‪.‬‬
‫‪٢.٢‬جــودة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا لتكــون مرجع َّيــة لغريهــا‬
‫يف هــذا النمــط مــن التعليــم‪.‬‬
‫‪٣.٣‬تطويــر اخلطــط التدريســية‪ ،‬واملناهــج التعليميــة‪ ،‬واملقـ َّـررات الدراســية‪،‬‬
‫والــكادر التدريــي‪ ،‬والطالــب‪.‬‬
‫‪٤.٤‬االرتقــاء بمســتوى املتع ِّلــم وتأهيلــه مــن خــال اخل َّطــة الدراســ َّية‬
‫والربامــج التعليم َّيــة املصاحبــة‪.‬‬

‫‪620‬‬
‫تجربة تعليم اللغة‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫‪٥.٥‬التواصل مع املجتمع داخل اجلامعة وخارجها‪.‬‬


‫‪٦.٦‬إجيــاد رشاكات فاعلــة بــن الربنامــج وغــره مــن مؤسســات ومعاهــد‬
‫ٍ‬
‫جســور مــن التواصــل‬ ‫ومراكــز تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا لبنــاء‬
‫والتكامــل يف مــروع تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ ‪.‬ز ّ‬
‫مميات الربنامج‪:‬‬
‫ ‪.‬حمخرجات الربنامج‪:‬‬
‫‪ 1.1‬تأهيل متع ِّل ٍم ٍ‬
‫قادر عىل تعليم اللغة العربية يف بالده‪.‬‬
‫ــر وضبــط القــراءة والكتابــة‬ ‫ٍ‬
‫بســهولة و ُي ْ ٍ‬ ‫‪ 2.2‬إتقــان املحادثــة والــكالم‬
‫وفــق قواعــد اإلعــراب واإلمــاء‪.‬‬ ‫َ‬
‫املحور الثاين ‪ :‬اإلطار النظري للربنامج‬
‫ُّ‬
‫التحول التربوي‪:‬‬ ‫ ‪.‬أ‬
‫ـات التعليــم‬ ‫ إن املقصــود م ـن هــذا التحــو ِل الرتبــوي هــو التحــرر مــن تبعـ ِ‬ ‫َّ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫التقليــدي‪ ،‬القائــ ِم عــى حمور َّيــة املع ِّلــم َو ْحــدَ ُه يف التعليــم مــن غــر إرشاك‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـوي‬
‫ـول برناجمنــا الرتبـ ُّ‬ ‫ـم‪ .‬فتحـ ُّ‬ ‫َب فيــه العلـ ُ‬ ‫املتع ِّلــم؛ بوصفــه وعــا ًء ‪-‬فقــط– ُي ْسـك ُ‬
‫األو ُل‬ ‫ألن الطالــب هــو الــ ِ‬ ‫يقــوم عــى حموريـ ِ‬
‫ـة املع ِّلــم واملتع ِّلــم (ال َّطالــب)؛ َّ‬
‫ـم ْعن ُّي َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ـاب تع ُّلــم العربيــةِ‬ ‫ـه الكتسـ ِ‬ ‫ـط مــن التعليــم‪ ،‬فيجــب انغامس ـه فيـ ِ‬ ‫مــن هــذا النمـ ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ـم‪،‬‬ ‫ـم‪ ،‬واملتع ِّلـ ُ‬
‫ـج‪ ،‬واملع ِّلـ ُ‬ ‫ـو ِل الرتبـ ِّ‬
‫ـوي ُك ِّلــه‪ :‬املنهـ ُ‬ ‫ـه ُم يف هــذا التحـ ُّ‬ ‫وإجادتــه‪ُ .‬ي ْسـ ِ‬
‫ـائل التعليــم‪ ،‬والتقويــم‪.‬‬ ‫والبيئــة‪ ،‬ووسـ ُ‬
‫ ‪.‬ب َّ‬
‫نمطية التعليم‪:‬‬
‫ ‪-‬مراحــل الــدَّ ْر ِ‬
‫س‪ :‬كتابــة موضــوع الــدرس عــى الســبورة‪ ،‬وأجزائــه‪،‬‬
‫وأهدافــه ونتائجــه‪.‬‬
‫ ‪-‬تلخيص فكرة املوضوع املراد تدريسه يف البداية‪.‬‬
‫وإرشاك الطالـ ِ‬
‫ـب يف املحادثــة واحلــوار والقــراءة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ـدرس‪ ،‬وبيانــه‪،‬‬
‫رشح الـ‬
‫ ‪ُ -‬‬
‫واإلجابــة عــن بعــض األســئلة‪.‬‬
‫َ‬
‫لتكــون‬ ‫ِ‬
‫الــدرس وبعــدَ ه؛‬ ‫ ‪-‬ممارســة املهــارات املتل َّقــاة يف الــدرس أثنــاء‬
‫ِّ‬
‫بــكل‬ ‫اخلــاص‬
‫ِّ‬ ‫عــاد ًة مــن عــادات التع ُّلــم لــدى ال َّطالــب‪ .‬كالتعبــر الشــفهي‬

‫‪621‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـب‪ ،‬وحمــاكاة احلــوارات واملحادثــات‪ ،‬وكتابــة اجلمــل والرتاكيــب‪ ،‬ورضب‬ ‫طالـ ٍ‬


‫كانــت أو ً‬
‫فعــا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫اســا‬
‫وفــق ُبنَــى الكلــات املختلفــة‪ً :‬‬ ‫َ‬ ‫األمثلــة‬
‫ِ‬
‫تظهــر يف‬
‫ُ‬ ‫ ‪-‬إقامــة عــوامل مص َّغــرة أثنــاء التعلــم وبعــدَ ه‪ ،‬هــذه العــوامل ُ‬
‫ـر‬ ‫ـا إنشــاء سـ ٍ‬
‫ـوق مص َّغـ ٍ‬ ‫التعليــم القائــم عــى احلــوار واملحادثــة‪ ،‬مــن ذلــك مثـ ً‬
‫لبيــع املالبــس‪ ،‬وآخــر لبيــ ِع اخلــروات والفواكــه‪ ،‬وآخــر لبيــع اللحــوم‬
‫واألســاك‪ ،‬وعيــادة طبيــب‪ ... ،‬إلــخ‪ .‬‬
‫ٍ‬
‫درس ومتابعتهــا وتصحيحهــا‬ ‫بحــل التامريــن املنزل َّيــة وراء ِّ‬
‫كل‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪-‬القيــام‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كل درس الحــق‪.‬‬ ‫عنــد بدايــة ِّ‬
‫مقرر االســتامع بزيــادة قابل َّيــة االســتامع؛ ل َف ْه ِم املســموع‪،‬‬
‫ ‪-‬االســتفادة مــن َّ‬
‫ومعرفــة الفكــرة أو املوضــوع الــذي يــدور حولــه املقطــع املســموع؛ للخــروج‬
‫ـر كل طالــب‪.‬‬ ‫ـة مــن األفــكار املتباينــة عــى وفــق نمطيــة تفكـ ِّ‬ ‫بجملـ ٍ‬
‫ ‪.‬جمنهــج برنامــج تعليــم اللغــة العربيـ�ة للناطقــن بغريهــا َّ‬
‫وخطتــه‬
‫َّ‬
‫الدراسية‪:‬‬
‫يتبلــور منهــج برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة وخ َّطتــه الدراســية بجامعــة‬
‫َّان عنهــا وهــي‪ :‬التعليــم املشــرك‪ ،‬التعليــم‬‫الريــان يف عنــارص أربعــة ال ينفــك ِ‬
‫َّ‬
‫املنهجــي‪ ،‬والتعليــم َّ‬
‫الــذايت‪ ،‬والتقويــم‪.‬‬

‫‪622‬‬
‫تجربة تعليم اللغة‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫العنصر األول‪ :‬التعليم املشرتك‬


‫جتتمــع يف هــذا النمــط مــن التعليــم املع ِّلــم والكتــاب الــدرايس‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيــث‬
‫املقــررات التاليــة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫جيتمــع هــؤالء الثالثــ ُة يف‬
‫ُ‬ ‫والطالــب املتل ِّقــي‪ ،‬وأكثــر مــا‬
‫(القــراءة واملطالعــة‪ ،‬املحادثــة‪ ،‬اإلمــاء والكتابــة‪ ،‬وقواعــد النحــو العــريب)‪.‬‬
‫العنصر الثاين‪ :‬التعليم املنهيج‬
‫حيــث يقــوم هــذا العنــر عــى املنهــج (الكتــاب الــدرايس)؛ إذ اختــار‬ ‫ُ‬
‫ـج مجلـ ًة مــن الكتــب‪ ،‬ففــي مقـ َّـرر املحادثــة اختــار برنامــج تعليــم العربيــة‬ ‫الربنامـ ُ‬
‫للناطقــن بغريهــا يف جامعــة الر َّيــان كتــاب (العربيــة بــن يديــك)‪ ،‬مســتفيدً ا مــن‬
‫احلــوارات ومــا يتع َّلــق هبــا يف مواقــف التعليــم واحليــاة ك ِّلهــا؛ ليصــو َغ شــخص َّي ًة‬
‫ـارج بيئــة التعليــم يف املواقــف املختلفــة التــي يقفهــا‬ ‫قــادر ًة عــى إنشــاء حـ ٍ‬
‫ـوار خـ َ‬
‫الطالــب‪.‬‬
‫ـة مــن‬ ‫ـة غــر قليلـ ٍ‬
‫ويف مقــرر القــراءة واملطالعــة اســتفاد الربنامــج مــن مجلـ ٍ‬
‫َّ‬
‫ـاص‪ ،‬هــذه النصــوص تعمــل‬ ‫ٍ‬
‫النصــوص التــي عمــل عــى مجعهــا يف كتــاب خـ ٍّ‬
‫عــى إثــراء ثقافــة الطالــب املعرفيــة‪ ،‬واملعجميــة‪.‬‬
‫ـدرج مــع الطالــب‬ ‫ويف مقـ َّـرر اإلمــاء والكتابــة عمــل الربنامــج عــى التـ ُّ‬
‫وفــق قواعــد الكتابــة واإلمــاء‪ ،‬ابتــداء برســ ِم احلــرفِ‬ ‫الرســم والكتابــة‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫يف َّ‬
‫يب حر ًفــا حر ًفــا‪ ،‬وانتهــا ًء بضبــط مجلــة مــن القواعــد اإلمالئيــة عنــد الكتابــة‬
‫العــر ِّ‬
‫والرســم‪.‬‬
‫َّ‬
‫خاصــا بــه‪ ،‬فيــه‬
‫مجــع الربنامــج كتا ًبــا ًّ‬
‫َ‬ ‫مقــرر قواعــد النحــو العــريب‬
‫ويف َّ‬
‫ـط قواعــد‬ ‫ٍ‬
‫مجلـ ٌة مــن قواعــد اإلعــراب األول َّيــة يف صورهتــا األول َّيــة‪ ،‬بطريقــة تضبـ ُ‬
‫األويل بــن مســائل‬
‫ـب مــن خالهلــا التفريــق َّ‬ ‫ـتطيع ال َّطالـ ُ‬
‫النحــو العــريب ضب ًطــا يسـ ُ‬

‫‪623‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫األبــواب النحويــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مجلــة مــن املقاطــع‬ ‫مقــرر االســتامع عمــل الربنامــج عــى اختيــار‬ ‫ويف‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫املســموعة‪ ،‬التــي تنمــي مهــرة االســتامع لــدى الطالــب‪ ،‬وتعمــل عــى إجيــاد‬
‫ـط مــن التفكــر يف موضوعــات املقاطــع املســموعة‪ ،‬وتوظيفهــا يف اجلوانــب‬ ‫نمـ ٍ‬
‫املعرفيــة واملواقــف احليــاة األخــرى‪.‬‬
‫كــا عمــل الربنامــج عــى إثــراء اجلانــب املعــريف والثقــايف باعتــاد بعــض‬
‫املقــررات املســاندة‪ ،‬وهــي‪ :‬القــرآن الكريــم‪ ،‬والعقيــدة اإلســام َّية‪ ،‬والفقــه‬ ‫َّ‬
‫اإلســامي؛ بوصــف هــذه الثالثــة مــن عوامــل صياغــة الطالــب‪ .‬ففــي القــرآن‬ ‫ِ‬

‫ـاج م ـ ْن برنامــج تعليــم‬ ‫ـا ِ‬ ‫ـض ال ُّطـ َّ‬ ‫ماس ـ ٌة‪ ،‬فبعـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫حاج ـ ُة ال َّطالـ ِ‬
‫ب حيتـ ُ‬ ‫ـب إليــه َّ‬
‫ـوي لديه القــدرة عــى الكتابــة والقراءة‬ ‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا إىل مــا يقـ ِّ‬
‫ـدرس‬ ‫ٍ‬ ‫والــكالم‪ ،‬وفهــم مــا يســم ُعه ومــا يقــر ُأه‪ ،‬ليكـ َ‬
‫دارســا يف كل َّيــة رشع َّيــة يـ ُ‬
‫ـون ً‬
‫ـج لــه‪( :‬تعليــم اللغــة العرب َّيــة)‪،‬‬ ‫فيهــا علــوم الرشيعــة اإلســامية فاعتمــدَ الربنامـ ُ‬
‫درايس‬ ‫ٍ‬
‫فصــل‬ ‫كل‬ ‫ِ‬
‫فصــان دراســ َّيان‪ُ ،‬مــدَّ ُة ِّ‬ ‫ِ‬ ‫جامعــي واحــدٌ ‪ ،‬ولــه‬ ‫و ُمدَّ تُــ ُه عــا ٌم‬
‫ٍّ‬ ‫ٌّ‬
‫ا‪ ،‬تـ َـرى فيــه اختبــاران شــهر َّيان‪،‬‬ ‫ـر أســبو ًع ُ ْ‬ ‫أربعــة أشــهر‪ ،‬مشــتمل ًة عــى سـ َّت َة عـ َ‬
‫ـن‬
‫جتمــع االختبــارات واالمتحــان النهائــي بـ َ‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ـي هنائـ ٍّ‬
‫ـم بامتحــان فصـ ٍّ‬ ‫وخيتتـ ُ‬
‫ـي‪.‬‬‫النظــري والتطبيقـ ّ‬
‫ـادرا عــى ‬‫ـون مع ِّلـ ًـا قـ ً‬
‫أن يكـ َ‬ ‫ـل يم ِّكنُــه ِم ـ ْن ْ‬‫ـاج إىل تأهيـ ِ‬ ‫ـاب حيتـ ُ‬ ‫ـض الطـ َّ‬‫ وبعـ ُ‬
‫ـج لذلــك‪( :‬إعــداد مع ِّلمــي اللغــة‬ ‫تعليــم اللغــة العرب َّيــة يف بلــده فاعتمــد الربنامـ ُ‬
‫ـج‬ ‫ِ‬
‫العربيــة) يقــوم عــى تأهيــل مع ِّل ـ ِم اللغــة العرب َّيــة‪ ،‬مــن خــال اعتــاد الربنامـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـص بــــ‬ ‫األو ُل منهــا هــو العــام املختـ ُّ‬ ‫نظــام الدبلــوم‪ ،‬ومدَّ تُــ ُه عا َمــان جامع َّيــان‪َّ ،‬‬
‫ــاف ِ‬
‫إليــه عــا ٌم‬ ‫ــم ُي َض ُ‬ ‫مقرراتــه‪ ،‬وخ َّطتــه الدراســ َّية‪ُ .‬ث َّ‬ ‫(تعليــم اللغــة العرب َّيــة)‪َّ :‬‬
‫رات جديــدة كــا تراهــا يف خ َّطتــه الدراســية‪.‬‬ ‫ـاف إليـ ِ‬
‫ـه مقـ َّـر ٌ‬ ‫جامعــي ثـ ٍ‬
‫ـان‪ ،‬ت َُضـ ُ‬ ‫ٌّ‬
‫ورغــب يف‬ ‫التأهيــي (تعليــم اللغــة العرب َّيــة)‬ ‫درس يف العــا ِم‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ وبإمــكان َمــ ْن َ‬
‫ـدرس فيــه عا ًمــا جامع ًّيــا؛ ليحصــل‬ ‫ـق ويـ َ‬ ‫أن يلتحـ َ‬ ‫ـاق بربنامــج الدبلــوم‪ْ ،‬‬ ‫االلتحـ ِ‬
‫عــى شــهادة الدبلــوم‪.‬‬

‫‪624‬‬
‫تجربة تعليم اللغة‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫َّ‬
‫واخلطة الدراسية‬ ‫املحور الرابع‪َّ :‬‬
‫املقررات‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫العربي�ة‪:‬‬ ‫ • َّأول‪ :‬تعليم اللغة‬
‫املقرر‬
‫نوع َّ‬ ‫كتاب املقرر‬ ‫املقرر الدرايس‬
‫َّ‬ ‫م‬
‫أساس‬ ‫مقاطع مسموعة خمتارة‬ ‫‪ 1‬االستامع‬
‫أساس‬ ‫كتاب العربية بني يديك (‪)1‬‬ ‫‪ 2‬املحادثة‬
‫أساس‬ ‫كتاب القراءة واملطالعة إعداد‬ ‫‪ 3‬القراءة‬
‫الربنامج‬
‫أساس‬ ‫كتاب قواعد الرسم والكتابة‬ ‫الكتابة والرسم واإلمالء‬
‫َّ‬ ‫‪4‬‬
‫واإلمالء‬
‫أساس‬ ‫امليسة‬
‫كتاب قواعد النحو العريب َّ‬ ‫قواعد النحو العريب‬ ‫‪5‬‬
‫أساس‬ ‫عم وتبارك‬
‫جزء َّ‬ ‫القرآن الكريم (تلقينًا‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫وقراءةً‪ ،‬وحف ًظا)‬
‫مساند‬ ‫كتاب العقيدة اإلسالمية للميداين‬ ‫العقيدة اإلسالمية‬ ‫‪7‬‬
‫مساند‬ ‫امليس لنخبة من العلامء‬
‫كتاب الفقه َّ‬ ‫الفقه اإلسالمي‬ ‫‪8‬‬
‫أ ـ َّ‬
‫املقررات الدراسية‪:‬‬
‫ب ـ اخلطة الدراسية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫العربي�ة‪:‬‬ ‫ثاني�ا‪ :‬إعداد معليم اللغة‬
‫َّ‬
‫أ ـ املقررات الدراسية‪ ( :‬تضاف إىل مقررات تعليم اللغة العربية )‬
‫الفصل الدرايس الثاين‬ ‫الفصل الدرايس األول‬
‫الساعات‬ ‫املقرر الدرايس‬ ‫الساعات‬ ‫م املقرر الدرايس‬
‫الساعات املعتمدة‬

‫الساعات املعتمدة‬

‫الفعلية‬ ‫الفعلية‬
‫العميل‬

‫النظري‬

‫العميل‬

‫النظري‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫القرآن الكريم (‪)4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القرآن الكريم (‪2 )3‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫فقه احلديث النبوي‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫املحادثة (‪)3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫عرص اخللفاء‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫القراءة (‪)3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫عصور األدب‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الكتابة (‪)3‬‬ ‫‪4‬‬
‫العريب‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البالغة العربية‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قواعد النحو العريب ‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪625‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مناهج وطرائق‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الرصف العريب‬ ‫‪6‬‬
‫تدريس‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫املعجم العريب (‪)2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫املعجم العريب (‪)1‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التطبيق العميل‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫السرية النبوية‬ ‫‪8‬‬

‫املقرر‬
‫نوع َّ‬ ‫كتاب املقرر‬ ‫املقرر الدرايس‬
‫َّ‬ ‫م‬
‫أساس‬ ‫دروس خمتارة يف ترصيف‬ ‫الرصف العريب‬ ‫‪1‬‬
‫األفعال واألسامء‬
‫أساس‬ ‫امليسة للحريب‬
‫البالغة َّ‬ ‫البالغة العربية‬ ‫‪2‬‬
‫أساس‬ ‫الوجيز يف األدب العريب وتارخيه‬ ‫عصور األدب العريب‬ ‫‪3‬‬
‫أساس‬ ‫معجم العربية بني يديك‬ ‫املعجم العريب‬ ‫‪4‬‬
‫أساس‬ ‫مناهج وطرائق تدريس مذكرة يف وصف مناهج وطرائق‬ ‫‪5‬‬
‫تدريس العربية‬ ‫اللغة العربية‬
‫مساند‬ ‫روضة األنوار يف سرية املختار‬ ‫السرية النبوية‬ ‫‪6‬‬
‫للمباركفوري‬
‫مساند‬ ‫عصور اخللفاء الراشدين اخللفاء الراشدون دراسات‬ ‫‪7‬‬
‫تارخيية‬
‫مساند‬ ‫رشح عمدة األحكام للبسام‬ ‫فقه احلديث النبوي‬ ‫‪8‬‬
‫الرشيف‬
‫أساس‬ ‫من قبل الطالب‬ ‫التطبيق العميل‬ ‫‪9‬‬

‫ب ـ اخلطة الدراسية‪:‬‬

‫‪1‬ـ السنة األوىل‪( :‬هي سنة تعليم اللغة العربية نفسها)‬


‫‪2‬ـ السنة الثاني�ة‪:‬‬
‫ج ـ برنامج املحاضرات األسبوعي‪:‬‬
‫‪1‬ـ السنة األوىل‪:‬‬

‫‪626‬‬
‫تجربة تعليم اللغة‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫املحارضة‬ ‫املحارضة‬ ‫املحارضة األوىل املحارضة الثانية االسرتاحة‬ ‫اليوم‬


‫الرابعة‬ ‫الثالثة‬ ‫‪ 9‬ــ‪9.50‬‬ ‫‪ 8‬ــ ‪8.50‬‬
‫‪ 10.15‬ــ ‪ 11.15‬ــ‬
‫‪12.5‬‬ ‫‪11.5‬‬
‫قواعد‬ ‫العقيدة‬ ‫الكتابة واإلمالء القراءة‬ ‫األحد‬
‫النحو‬ ‫اإلسالمية‬ ‫تناول‬
‫العريب‬ ‫وجبة‬
‫القرآن‬ ‫الفقه‬ ‫اإلفطار‬ ‫املحادثة‬ ‫االستامع‬ ‫االثنني‬
‫الكريم‬ ‫اإلسالمي‬
‫قواعد النحو الكتابة‬ ‫القراءة‬ ‫املحادثة‬ ‫الثالثاء‬
‫واإلمالء‬ ‫العريب‬
‫ساعة‬ ‫العقيدة‬ ‫املحادثة‬ ‫القراءة‬ ‫األربعاء‬
‫مكتبية‬ ‫اإلسالمية‬
‫نشاط‬ ‫االستامع‬ ‫الفقه اإلسالمي‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫اخلميس‬
‫مفتوح‬
‫‪2‬ـ السنة الثاني�ة‪:‬‬
‫املحارضة‬ ‫املحارضة األوىل املحارضة الثانية االسرتاحة املحارضة الثالثة‬ ‫اليوم‬
‫‪ 10.15‬ــ ‪ 11.5‬الرابعة‬ ‫‪ 9‬ــ‪9.50‬‬ ‫‪ 8‬ــ ‪8.50‬‬
‫‪11.15‬‬
‫ــ ‪12.5‬‬
‫العقيدة اإلسالمية قواعد‬ ‫األحد الكتابة واإلمالء القراءة‬
‫النحو‬ ‫تناول‬
‫العريب‬ ‫وجبة‬
‫القرآن‬ ‫اإلفطار الفقه اإلسالمي‬ ‫املحادثة‬ ‫االثنني االستامع‬
‫الكريم‬
‫قواعد النحو العريب الكتابة‬ ‫القراءة‬ ‫الثالثاء املحادثة‬
‫واإلمالء‬
‫العقيدة اإلسالمية ساعة‬ ‫املحادثة‬ ‫األربعاء القراءة‬
‫مكتبية‬
‫نشاط‬ ‫االستامع‬ ‫اخلميس القرآن الكريم الفقه اإلسالمي‬
‫مفتوح‬

‫‪627‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املحور اخلامس‪ :‬أساليب التعليم يف الربنامج‬


‫اختــذت أســاليب التعليــم يف برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة يف جامعــة‬ ‫ْ‬
‫ـن العمــي‪،‬‬‫ـن النظــري‪ ،‬ومــا بـ َ‬ ‫ـكال متباينــة‪ ،‬مــا بـ َ‬‫متنوعــة وأشـ ً‬ ‫الر َّيــان أســاليب ِّ‬
‫ـب مــن خاللــه‬ ‫ـذايت الــذي يقــو ُم الطالـ ُ‬ ‫ـن الـ َّ‬
‫ـن التأ ُّمــي التحليــي‪ ،‬ومــا بـ َ‬
‫ومــا بـ َ‬
‫بــن التنفيــي الــذي‬ ‫معرفــة نفســه وبنــاء شــخص َّيته التعليم َّيــة وثقافتــه‪ ،‬ومــا َ‬
‫ِ‬
‫ـن ربــط الطالــب‬ ‫ـد الــدَّ رس‪ ،‬ومــا بـ َ‬‫جيــدُ فيــه الطالــب م َتنَ َّفســا بعيــدً ا عــن مقاعـ ِ‬
‫ُ ُ ً‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ـش فيــه لتحصــل التوأمـة بينهــا وبناء‬ ‫ـن املجتمـ ِع الــذي يعيـ ُ‬‫بالبيئــة التعليم َّيــة وبـ َ‬
‫ـج باإلثــراء‪.‬‬‫جســور التواصــل والــراكات املجتمع َّيــة التــي تعــود عــى الربنامـ ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اتفاقيات الربنامج مع الطلب‬ ‫املحور السادس‪:‬‬
‫ـب‬‫ـم برنامــج تعليــم العرب َّيــة للناطقــن بغريهــا بجامعــة الر َّيــان بجانـ ِ‬ ‫اهتـ َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ـاب عــر قنــوات اتَّســمت باملرونــة والتيســر؛ مــن أجــل‬ ‫ـات مــع ال ُّطـ َّ‬ ‫اال ِّت َفاقيـ ِ‬
‫َ‬
‫ضــان سالســة التعليــم وســهولته وتيســره‪ ،‬بــد ًءا مــن حلظــة التســجيل والقبــول‬
‫مــرورا بتوجيــه‬
‫ً‬ ‫يف الربنامــج مــن خــال تعبئــة اســتامرة القبــول والتســجيل‪،‬‬
‫الطــاب إىل إدارة اجلــوازات مــن أجــل ترتيــب إقامــة الطــاب عــى كفالــة‬
‫أي‬ ‫ٍ‬
‫اجلامعــة مــن أجــل تســهيل معامالهتــم يف أي دائــرة‪ ،‬وليتجنّــب الطــاب ّ‬
‫أن إدارة اجلامعــة مل تـ ُ‬
‫ـأل جهــدً ا‬ ‫مســاءلة قانون َّيــة مــن جـ َّـراء خمالفــات اإلقامــة‪ .‬مــا َّ‬
‫يف تســهيل معامــات الطــاب املقبولــن يف الربنامــج مــن حيــث حصوهلــم عــى ‬
‫اخلاصــة بالربنامــج‪ ،‬وقامــة قنــوات تواصــل مــع اجلهــات ذات‬ ‫َّ‬ ‫البطاقــة اجلامع َّيــة‬
‫العالقــة مــن أجــل ترتيــب ســكن وإعاشــة الطــاب‪.‬‬

‫‪628‬‬
‫تجربة تعليم اللغة‪ :‬جمال رمضان حديجان‬

‫املالحق‬

‫‪629‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫نموذج شهادة إتمام برنامج تعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‬


‫نظام السنة الواحدة ـ تعليم اللغة العربي�ة‬

‫‪630‬‬
‫إمكانات لساني�ات اخلطاب يف تعليم اللغة العربي�ة للناطقني‬
‫بغريها‪ :‬مداخله ووجه استثماره‬

‫إدريس عمراين‬
‫(‪)1‬‬

‫مركز املوىل إسماعيل للدراسات واألحباث يف اللغة واآلداب والفنون ‪ -‬املغرب‬

‫ ‬

‫* أستاذ التعليم الثانوي التأهييل باألكاديمية اجلهوية للرتبية والتكوين جلهة فاس مكناس‪ ،‬وعضو‬
‫مؤسس ملركز املوىل إسامعيل للدراسات واألبحاث يف اللغة واآلداب والفنون‪.‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مدخـــل ‬
‫ ‬
‫إن االرتقــاء بتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬يتطلــب مــن الفاعــل‬
‫الرتبــوي «االســتفادة ممــا جـدَّ يف جمــال تعليــم اللغــات األجنبيــة‪ ،‬وإقامــة منهــاج‬
‫يأخــذ بالنتائــج النظريــة والتجريبيــة املحــرزة»(‪ ،)1‬وتســخري هــذه النتائــج‬
‫واالرتقــاء بتعليــم اللغــات عامــة واللغــة العربيــة خاصــ ًة حيتــاج إىل اســتثامر‬
‫الكثــر مــن مفاهيــم اللســانيات الرتبويــة لتجديــد املناهــج وطــرق التدريــس‪،‬‬
‫واألهــداف واملواقــف التعليميــة‪ ،‬بــا يضمــن متكُّــن املتعلــم مــن القــدرة‬
‫التواصليــة بــكل مكوناهتــا االجتامعيــة والثقافيــة‪.‬‬
‫واس�تـقصاء هــذه اجلوانــب يطــرح أمامنــا ســبحة مــن األســئلة‪ :‬مــا الــذي‬
‫حتقــق للدارســن مــن تعلــم اللغــة؟ مــا جوانــب القصــور يف عمليــة تعلــم‬
‫اللغــة؟ هــل هنــاك ختطيــط لغــوي لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؟ ومــا‬
‫جــدوى حتويــل اخلطــاب الرتبــوي مــن مرحلــة التعلــم إىل مرحلــة االســتثامر؟‬
‫‪1.1‬قيمة اللساني�ات التربوية‪:‬‬
‫تعــد اللســانيات الرتبويــة فر ًعــا مــن فــروع اللســانيات التطبيقيــة‪ ،‬غايتهــا‬
‫َمــدُّ املــدرس بــاألدوات النظريــة لفهــم الكثــر مــن الظواهــر اللغويــة‪ ،‬ومتكــن ‬
‫ومتــوازن عــى مجيــع األصعــدة اجلســدية‬ ‫ٍ‬ ‫ســوي‬ ‫نمــو‬ ‫املتعلــم مــن حتقيــق‬
‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫والنفســية والعقليــة واملعرفيــة‪ ،‬وذلــك ضمــن قيــود عامــة تســر عليهــا وفــق‬
‫مثمــرا‬
‫ً‬ ‫فلســفة الرتبيــة‪ ،‬وقــد كان التفاعــل بــن اللســانيات وعلــوم الرتبيــة‬
‫وجمد ًيــا‪ ،‬وكان ذلــك يف صالــح اللســانيات التطبيقيــة‪ ،‬وفتــح هلــا با ًبــا واســ ًعا‬
‫يف أهــم ميادينهــا وهــو تعليــم اللغــات‪ .‬وتســخري هــذا التوجــه الرتبــوي خلدمــة‬
‫تعليــم اللغــات البــد أن يســتند إىل األســس التاليــة‪:‬‬
‫ ‪ .‬أعــدم االعتــاد عــى التجــارب الســابقة التــي أجريــت للغــات أخــرى؛‬
‫ٍ‬
‫لغــة خصوصيتهــا الثقافيــة والتارخييــة التــي ختتلــف عــن‬ ‫وذلــك ألن لــكل‬
‫بعضهــا البعــض‪.‬‬
‫ ‪ .‬بالتكامــل‪ :‬أن يشــتمل هــذا التوجــه عــى مجيــع املتغــرات املتعلقــة‬
‫باملتعلــم وطريقــة التدريــس للــادة اللغويــة‪.‬‬
‫ ‪ .‬جترابــط البحــث الرتبــوي يف املســتويات املختلفــة للتعليــم‪ ،‬أي أن تكــون‬

‫((( انظر‪ :‬البوشيخي (‪.)2011‬‬

‫‪632‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫املســتويات متدرجـ ًة ومرتابطـ ًة مــن املبتــدئ إىل املتقــدم‪.‬‬


‫ ‪ .‬دأولويات البحث الرتبوية واللسانية‪.‬‬
‫ ‪ .‬هاقــران البحــث بالتطويــر‪ ،‬فالغايــة النهائيــة مــن البحــث يف تعليــم‬
‫العربيــة لغــر أبنائهــا‪ ،‬تطويــر املامرســات احلاليــة ســواء أكان ذلــك يف األهــداف‪،‬‬
‫أم يف املناهــج‪ ،‬أم يف املــواد التعليميــة أم يف طــرق التعليم‪ ،‬أم يف وســائل التقويم(‪.)1‬‬
‫وعــى الرغــم مــن قيمــة هــذا التصــور‪ ،‬فــإن االجتاهــات املعــارصة يف ميدان‬
‫تعليــم اللغــة األجنبيــة أقــرت مجلــة مــن األســس يف عمليــة التعلــم تؤخــذ بعــن ‬
‫االعتبار‪:‬‬
‫ ‪−‬الــدور الــذي ســيقوم بــه املتعلــم بعــد تعلمــه للغــة‪ ،‬وذلــك عنــد وضــع‬
‫املقــررات وحتديــد املوضوعــات واملجــاالت التــي ســيتعامل معهــا املتعلــم بعــد‬
‫ذلــك‪.‬‬
‫ ‪−‬املعرفة بأهداف الدارسني وأغراضهم من تعلم اللغة األجنبية(‪.)2‬‬
‫إن تبنــي هــذه األســس يســتند إىل مــا يزودنــا بــه علــم النفــس الرتبــوي مــن‬
‫مبــادئ نفســية وتربويــة لتعلــم اللغــات األجنبية‪.‬‬
‫‪2.2‬مبادئ التعلم يف عملية تعليم وتعلم اللغات‬
‫ٍ‬
‫وشــاملة‪ ،‬تســتدعي‬ ‫ٍ‬
‫موضوعيــة‬ ‫ٍ‬
‫رؤيــة‬ ‫إن معاجلــة تعليــم اللغــات وفــق‬
‫العــودة إىل املصــادر التــي تتنــاول املبــادئ النفســية والرتبويــة لتعلــم اللغــات‬
‫األجنبيــة‪ ،‬وللكفايــات التــي ختــدم عمليــة اكتســاب اللغــة؛ ألهنــا الكفيلــة‬
‫عامــة عــن مبــادئ تعليــم وتعلــم اللغــات يتوجــب علينــا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مالمــح‬ ‫بتقديــم‬
‫مراعاهتــا‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫ ‪ .‬أنوعيــة اخلــرات اللغويــة ومواقــف تعلــم اللغــة هــي التــي حتــدد نوعيــة‬
‫ـح‪.‬‬
‫التعلــم املطلــوب والعكــس صحيـ ٌ‬
‫ ‪ .‬باملواقــف واخلــرات اللغويــة ال تكــون ذات فعاليـ ٍ‬
‫ـة يف مســاعدة املتعلــم‬
‫ـة ووظيفيـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫عــى اكتســاب اللغــة‪ ،‬إال إذا كانــت يف جمموعهــا ذات معنــى وداللـ ٍ‬
‫بالنســبة للمتعلــم ومرتبطــة بأغراضــه مــن تعلــم اللغــة‪.‬‬
‫ ‪ .‬جمواقــف تعليــم اللغــة جيــب أن تعتمــد عــى اســتغالل نشــاط الــدارس‬

‫((( انظر‪ :‬أمحد املهدي عبد احلليم ‪.1985‬‬


‫((( انظر‪ :‬وجيه مريس أبو لبن ‪.2011‬‬

‫‪633‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ومشــاركته يف املامرســات اللغويــة‪ ،‬وفعاليتــه يف التجــرؤ عــى اســتعامل اللغــة دون‬


‫ـف‪ ،‬أو قصـ ٍ‬
‫ـور مــن األداء اللغــوي‪.‬‬ ‫ـل مــن ضعـ ٍ‬ ‫ـوف مــن خطــأ‪ ،‬أو خجـ ٍ‬‫خـ ٍ‬

‫د‪ -‬املوقــف اجليــد لتعليــم اللغــة وتعلمهــا يعتمــد عــى شــمول وتنــوع‬
‫اخلــرات اللغويــة؛ إذ جيــب أن يتضمــن املوقــف اســتام ًعا وكال ًمــا وقــراء ًة‬
‫وكتاب ـ ًة‪ ،‬كــا يتضمــن أنشــط ًة مرئي ـ ًة وصوتي ـ ًة‪ ،‬وحــوارات ومناقشــات ولعــب‬
‫أدوار وتدريبــات‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫هـــ تنظيــم خــرات تعلــم اللغــة‪ ،‬جيــب أن يكــون يف صــورة قابلــة‬
‫للتعلــم مــن وجهــة نظــر الدارســن‪ ،‬فقــد نبــدأ مــن البســيط إىل املعقــد‪ ،‬أو مــن‬
‫الســهل إىل الصعــب‪ ،‬أو مــن اجلــزء إىل الــكل‪ ،‬أو مــن الــكل إىل اجلــزء‪ ،‬أو قــد‬
‫نبــدأ باألصــوات ثــم أشــكال احلــروف‪ ،‬ثــم الكلــات ثــم اجلمــل‪ .‬وقــد نبــدأ‬
‫باجلمــل ونتجــه إىل الكلــات ثــم احلــروف‪ .‬املهــم أن يتفــق تنظيــم املــادة وتتابعهــا‬
‫مــع طبيعــة الدارســن بحيــث تكــون قابلــة للتعلــم لدهيــم‪.‬‬
‫و‪ -‬تعلــم اللغــة يكــون أكثــر فاعليــة وحتقي ًقــا الكتســاب اللغــة‬
‫وممارســتها‪ ،‬حــن يوجــه املعلــم الدارســن ويثــر اهتاممهــم وينمــي ميوهلــم‪،‬‬
‫ويوقــظ حاجاهتــم وأغراضهــم‪ ،‬ويوجــه تدريســه نحــو مــا يشــعرهم أهنــم‬
‫يتعلمــون مــا يشــبع حاجاهتــم وحيقــق أغراضهــم مــن تعلــم اللغــة(‪ .)1‬واســتمداد‬
‫املــدرس أدواتــه النظريــة مــن تعليــم اللغــة العربيــة –بمراعــاة هــذه املبــادئ‪-‬‬
‫ٍ‬
‫التفكــر بجديــة يف اســراتيجيات أخــرى‬ ‫مفروضــا‪ ،‬ممــا يســوغ‬ ‫أمــرا‬
‫ً‬ ‫أصبــح ً‬
‫تعتمــد احلاســوبيات الرقميــة‪ ،‬والوســائط الســمعية البرصيــة حتبــب اللغــة‬
‫العربيــة للمتعلــم(‪ ،)2‬وأفــرض أن تعليــم اللغــة العربيــة مــن منظــور لســاين‬
‫وظيفــي كفيــل بتحقيــق هــذه التوجهــات‪.‬‬
‫‪٤.٤‬املنىح اخلطايب وتعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‬
‫عــى ضــوء املقاربــة الوظيفيــة اخلطابيــة ومســتجداهتا يف ميــدان تعليــم‬
‫اللغــات‪ ،‬نقــوم بوضــع تصــور مقــرح لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫ٍ‬
‫مهمــة يف املجــال‬ ‫ٍ (‪)3‬‬ ‫ٍ‬
‫دراســات بحثيــة‬ ‫تطبيقــي‪ ،‬مســتندين يف ذلــك إىل‬ ‫ٍ‬
‫كمثــال‬
‫ٍّ‬
‫املبحــوث فيــه‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬حممود الناقة ورشدي طعيمة (‪.)2008‬‬


‫((( انظر‪ :‬صديقي (‪.)123 :2013‬‬
‫((( انظــر‪ :‬أبحــاث حممــود كامــل الناقــة ورشــدي طعيمــة (‪ ،)2008‬وأوصــاف عــي ديــب (‪،)2012‬‬
‫حممــد بخــر احلــاج عبــد اهلل (‪.)2009‬‬

‫‪634‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫ ‪.‬أحدود التصور‬
‫أعتقد أن هذا التصور املقرتح ينبني عىل املحددات التالية‪:‬‬
‫ـوي لعمليــة تعليــم العربيــة‬ ‫ٍ‬
‫‪1.1‬أن التصــور املعتمــد يقــوم عــى ختطيــط لغـ ٍّ‬
‫للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫‪2.2‬يعمــد هــذا التصــور إىل بحــث دوافــع املتعلمــن ورغباهتــم وأغراضهــم‬
‫لتعلــم اللغــة األجنبيــة‪.‬‬
‫‪3.3‬صياغــة إطـ ٍ‬
‫ـار عــا ٍّم هلــذا التصــور يعالــج املوضوعــات اآلتيــة‪ :‬املنهــاج‪،‬‬
‫املقــررات‪ ،‬األهــداف‪ ،‬طــرق التدريــس‪ ،‬املهــارات‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تصــور لعمليــة تعليــم‬ ‫وحتــى تكتمــل معرفــة الفاعــل الرتبــوي بوضــع‬
‫اللغــة واملنهــج املناســب لــه‪ ،‬وكيفيــة بنائــه‪ ،‬البــد أن يعــرف أن العمليــة الرتبويــة‬
‫توضيحــا رسي ًعــا ملتغــرات التعلــم اللغــوي‬
‫ً‬ ‫ال تنتهــي بالتدريــس بــل تســتوجب‬
‫عــى أساســه يمكــن أن نخطــط لتعلــم اللغــة العربيــة يراعــي متغــرات الوضــع‬
‫اللغــوي الــذي يشــمل‪:‬‬
‫‪1.1‬املتعلــم‪ :‬البــد مــن اإلجابــة عــن األســئلة املتعلقــة بــه‪ :‬هــل املتعلــم ابــن‬
‫اللغــة أم أجنبــي؟ كــم عمــره؟ مــا خلفيتــه الثقافيــة واحلضاريــة؟‬
‫‪2.2‬الكفاية اللغوية‪.‬‬
‫‪3.3‬اللغة اهلدف من حيث كوهنا فصيح ًة أم عامي ًة‪.‬‬
‫‪4.4‬بيئة املتعلم املراد استعامل اللغة فيها‪.‬‬
‫‪5.5‬أغــراض تعلــم اللغــة‪ :‬هــل اللغــة العربيــة لغــة التعلــم الرســمي؟ هــل‬
‫ٍ‬
‫ـياحية؟‬ ‫ـة أم سياسـ ٍ‬
‫ـية أم سـ‬ ‫ـراض جتاريـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫يتعلمهــا األجنبــي ألغـ‬
‫إن اإلملــام هبــذه العنــارص واإلجابــة عنهــا يشــكل قاعــد ًة أساســي ًة لوضــع‬
‫ـي ســلي ٍم(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫ـوي تعليمـ ٍّ‬
‫ختطيــط لغـ ٍّ‬
‫ ‪.‬ووضع ختطيط لغوي لتعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‬
‫هيتــم علــم التخطيــط اللغــوي بدراســة وختطيــط مكانــة اللغــة وتطويرهــا‬
‫وتعليمهــا‪ ،‬ومــن اجلوانــب التــي يشــملها هــذا التخطيــط‪ ،‬نجــد‪:‬‬

‫((( انظر‪ :‬الصامدي وفواز (‪.)2009‬‬

‫‪635‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪1.1‬متغــرات املدخــل اللغــوي‪ :‬حيــث تؤثــر القــرارات الرســمية الختيــار لغــة‬


‫التعلــم يف املؤسســات التعليميــة عــى طــرق اكتســاهبا و تعليمهــا وتعلمهــا‪،‬‬
‫وهــذا يتطلــب االهتــام باملنهــاج وإعــداد املعلــم واملتعلــم وطــرق التدريــس‬
‫يف ضــوء معطيــات نظريــات التعلــم‪.‬‬
‫‪2.2‬متغــرات املتعلــم‪ :‬وتشــمل دافعيــة املتعلــم وشــخصيته‪ ،‬وعمــره واجتاهاتــه‪،‬‬
‫ومــن أســاليب إثــارة الدافعيــة‪ ،‬تنميــة شــخصية املتعلــم وتطويــر مفهومــه‬
‫لذاتــه يعــود بالنفــع عــى إتقــان املتعلــم للغــة‪ ،‬حيــث إن الفــرد الواثق بنفســه‬
‫غــر املنطــوي واملنفتــح اجتامع ًّيــا‪ ،‬أ ْقــدر عــى إتقــان اللغــة مــن غــره‪.‬‬
‫‪3.3‬متغــرات التعلــم‪ :‬وتشــمل اســراتيجيات التعلــم املختلفــة‪ ،‬إذ البــد من بناء‬
‫املناهــج عــى أساســها؛ ألن التعلــم الواعــي يشــجع اســتعامل املعلمــن هلــذه‬
‫االســراتيجيات‪ ،‬وتوظيفهــا داخــل الفصــل وخارجــه‪.‬‬
‫‪4.4‬متغــرات املخــرج اللغــوي‪ :‬حيــث ثبــت تأثــر التخطيــط اللغــوي بعنــارصه‬
‫املختلفــة عــى نوعيــة مــا يتعلــم مــن اللغــة وكميتــه(‪.)1‬‬
‫إن دراســتنا لطبيعــة متعلــم اللغــة العربيــة مــن غــر الناطقــن هبــا‪ ،‬حيتــاج‬
‫وتربويــة حتــدد الدوافــع واحلاجــات واألغــراض‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ونفســية‬ ‫ٍ‬
‫لغويــة‬ ‫ٍ‬
‫أبحــاث‬ ‫إىل‬
‫وامليــول واالهتاممــات‪ ،‬باعتبــار أن كل هــذه األمــور متثــل دوافــع للتعلــم‪ ،‬وحتفــز‬
‫املتعلمــن لإلقبــال والتفاعــل مــع مواقــف تعلــم اللغــة‪.‬‬
‫ ‪.‬هتعلم اللغة العربي�ة‪ ،‬الدوافع واألغراض‬
‫إن أمهيــة التعــرف عــى دوافــع(‪ )2‬وأغــراض الدارســن لتعلــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬يســهم يف حتقيــق أهــداف تعليــم وتعلــم هــذه اللغــة‪،‬‬
‫بمعنــى أن معرفــة أغــراض الدارســن وحاجاهتــم ودوافعهــم يفيــد يف معرفــة‪:‬‬
‫مــن هــم الدارســون؟ أي املياديــن الدراســية أو الوظيفيــة التــي حيتاجــون فيهــا‬
‫للغــة العربيــة؟ وعنــد أي مســتوى؟ وأي األنشــطة التواصليــة حيتاجــون فيهــا‬
‫للغــة العربيــة؟‬
‫واندماجــا يف‬
‫ً‬ ‫أشــارت وجلارفــرز إىل أن «املتعلــم يصبــح أكثــر انخرا ًطــا‬
‫تعلــم اللغــة عندمــا تقــدم لــه الربامــج املبنيــة عــى اهتامماتــه وأغراضــه وحاجاته‪،‬‬
‫كــا أن ذلــك جيعــل عمليــة تعليــم اللغــة هلــا معنــى‪ ،‬كــا ختلــق لــدى املتعلــم‬

‫((( انظر‪ :‬الصامدي وفواز ‪.2009‬‬


‫((( هنــاك مــن ينظــر إىل دوافــع الدارســن لتعلــم اللغــة األجنبيــة مــن منظوريــن‪ :‬دوافــع تكامليــة‬
‫ودوافــع وســيلية‪ ،‬للتوســع انظــر‪ :‬حممــود الناقــة ورشــدي طعيمــة (‪.)36 :2008‬‬

‫‪636‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫الرغبــة يف الســيطرة عليهــا»(‪ .)1‬ويدعــم هــذا التوجــه مــا أشــارت إليــه دراســة‬
‫حديثــة «تزعــم أن النجــاح الــذي حيققــه هــؤالء الطــاب يو ًمــا بعــد آخــر يعــود‬
‫بالدرجــة األوىل إىل التحفيــز أو الدافعيــة‪ ،‬فهــي مفتــاح التعلــم‪ ،‬وبدوهنــا يتعاظــم‬
‫ـراض نفعيـ ٍ‬
‫ـة (دينيــة‪ ،‬علميــة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫خطــر الفشــل‪ ،‬فالرغبــة يف التعلــم مــن أجــل أغـ‬
‫وظيفيــة‪ )...‬جتعــل املتعلمــن حيققــون نتائــج باقيــة مهــا كانــت الطريقــة‪ .‬بــل‬
‫مهــا بلغــت صعوبــة املــادة»(‪ .)2‬لــذا ينبغــي حتليــل احلاجــات اللغويــة للدارســن ‬
‫يف مواقــف التواصــل اللغــوي التــي يتعرضــون هلــا يف‪ :‬املطعــم‪ ،‬الســوق‪...‬‬
‫والعنايــة هبــا‪ ،‬ثــم بيــان الفــرق بــن اســتجابات الدارســن مــن جهــة‪ ،‬واملعلمــن ‬
‫املتخصصــن مــن جهــة أخــرى جتــاه هــذه احلاجــات(‪.)3‬‬
‫كثــرة لتحليــل حاجــات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عــى أطــر‬ ‫وقــد اشــتملت األدبيــات الرتبويــة‬
‫الدارســن‪ ،‬ولعــل اإلطــار الــذي قدمــه روبــرت جــوردن مــن أحدثهــا وأكثرهــا‬
‫ـمول(‪ ،)4‬ويقــول فرانــك مــديل‪« :‬إن معرفــة احلاجــات والعوامــل التــي تدفــع‬ ‫شـ ً‬
‫املتعلــم لتعلــم اللغــة يمكــن أن حتــدد لنــا أغــراض تعليــم اللغــة‪ ،‬كــا حتــدد لنــا‬
‫وســائل حتقيقهــا‪ )5(،‬ويــرر هــذا الطــرح أنــه عــادة مــا يعــر الــدارس عــن غرضه‬
‫أو حاجاتــه مــن تعلــم اللغــة يف تصــوره اإلجرائــي هلــذا الغــرض أو احلاجــة‪،‬‬
‫وعندمــا نقــدم لــه تعليــم اللغــة يف تصــوره اإلجرائــي هلــا‪ ،‬فإنــه ســيحاول‬
‫الوصــول إىل هــذا املســتوى اإلجرائــي مــن تعلــم اللغــة»(‪.)6‬‬
‫وعمو ًمــا‪ ،‬فــإن تبنــي نتائــج هــذه الدراســات وتفعيلهــا‪ ،‬يلبــي حاجــات‬
‫املتعلمــن‪ ،‬ويســهم يف تطويــر تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ ‪.‬واملنهاج والتطبيقات البي�داغوجية‬
‫يشــغل مفهــوم «املنهــج» أو «املنهــاج الــدرايس» حيـ ًـزا مهـ ًّـا مــن حديــث‬
‫املختصــن يف الدراســات الرتبويــة‪ ،‬ويعنــي «اخلطــة الشــاملة املتكاملــة التــي‬
‫يتــم مــن خالهلــا تزويــد املتعلمــن بمجموعــة مــن الفــرص التعليميــة التــي‬
‫ـة مفصلـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـداف خاصـ ٍ‬
‫ـة مرتبطــة بأهـ ٍ‬ ‫ـة عريضيـ ٍ‬ ‫ـداف عامـ ٍ‬
‫تعمــل عــى حتقيــق أهـ ٍ‬
‫ـة معينــة»(‪ )7‬ويمثــل يف بعــض التوجهــات «وثيقــة بيداغوجيــة‬ ‫ـة تعليميـ ٍ‬
‫يف مؤسسـ ٍ‬
‫رســمية إجباريــة‪ ،‬تعــرض جمموعـ ًة مهيكلـ ًة مــن املقاصــد واملفاهيــم التعليميــة»‬
‫((( انظر‪ :‬حممود الناقة ورشدي طعيمة (‪.)2008‬‬
‫((( انظر‪ :‬حممد صاري (‪.)17 :2009‬‬
‫((( انظر‪ :‬هداية هداية إبراهيم (‪.)56 :2009‬‬
‫((( انظر‪ :‬حممود الناقة ورشدي طعيمة (‪.)43 :2003‬‬
‫((( انظر‪ :‬حممود الناقة ورشدي طعيمة (‪.)29 :2008‬‬
‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫((( رشدي طعيمة (‪.)28/7 :1998‬‬

‫‪637‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أو هــو «بنــاء هنــديس يشــكل ك ًُّل مــن العنــارص اآلتيــة‪ :‬األهــداف واملحتــوى‬
‫والطريقــة والتقويــم»(‪.)1‬‬
‫وتب ًعــا هلــذا الرهــان‪ ،‬يتضــح تــازم املنهــاج ببنــاء وجــودة العمليــة‬
‫الرتبويــة‪ ،‬بحيــث «يثــوي خلــف كل منهــاج درايس تصــور ضمنــي أو رصيــح‬
‫للعمليــة التعليميــة‪ ،‬وحينــا يســتند املنهــاج والتصــور الــذي يثــوي خلفــه‬
‫إىل اخلــرة الشــخصية وحدهــا‪ ،‬وإىل الرغبــات والتمنيــات بعيــدً ا عــن النتائــج‬
‫العلميــة املحــرزة يف املجــال وتطبيقاهتــا البيداغوجيــة‪ ،‬فــإن الفشــل ســيكون هــو‬
‫وحــده النتيجــة الطبيعيــة واملتوقعــة»(‪ ،)2‬واملتأمــل يف صلــب املنهــاج ينبغــي أن‬
‫ٍ‬
‫قــادر عــى ‬ ‫يراعــي فيــه «مواصفــات املتعلــم املــراد إعــداده‪ ،‬يف متعلــم إجيــايب‬
‫اختــاذ القــرار املناســب بحســب الســياقات املحيطــة بــه‪ ،‬وقــادر عــى تدبــر ‬
‫الزمــن‪ ،‬ومكتســب لقــدرات تواصليــة وثقافيــة ومنهجيــة متكنــه مــن التواصــل‬
‫باللغــة العربيــة شــفاهيا وكتابيــا»(‪.)3‬‬
‫لذلــك مل يعــد منهــج تعليــم اللغــة العربيــة يقتــر عــى حفــظ النصــوص‬
‫قــارص‪ ،‬بــل اجتــه‬ ‫منهــج‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫كبــر مــن املفــردات ألنــه‬ ‫َــم‬
‫وترمجتهــا وحتصيــل ك ٍّ‬
‫ٌ‬
‫العاملــون يف هــذا امليــدان إىل التفكــر يف مفهــوم واســع وف َعــال يــرى أن تعلــم‬
‫ـة يــارس‬ ‫ـة تواصليـ ٍ‬ ‫ـة حياتيـ ٍ‬‫ـة طبيعيـ ٍ‬
‫اللغــة ال يتــم إال مــن خــال مواقــف لغويـ ٍ‬
‫املتعلــم مــن خالهلــا اللغــة ممارس ـ ًة طبيعي ـ ًة؛ لــذا رأوا أن املنهــج يعنــي جمموعــة‬
‫مــن املواقــف واخلــرات اللغويــة واألنشــطة التواصليــة التــي هتيــأ وتعــد وختتــار‬
‫وختطــط وتنظــم لكــي يعايشــها متعلــم اللغــة ودارســها‪ ،‬ويتمــرس هبــا ليصبــح‬
‫قــادرا عــى اســتخدام اللغــة اســتام ًعا وكال ًمــا وقــراء ًة وكتاب ـ ًة(‪.)4‬‬
‫ويقصــد املنهــاج بنــاء عــى التطبيقــات البيداغوجيــة إىل تنميــة وترســيخ‬
‫القــدرة التواصليــة للمتعلــم؛ أي «قــدرة املتعلــم عــى التواصــل بلغــة عربيــة‬
‫ســليمة مــن األخطــاء‪ ،‬قــادر عــى إنتــاج خطابــات حســب الوضعيــات‬
‫املشــكالت التــي يصادفهــا املتعلــم يف الســياق املحيــط»(‪.)5‬‬
‫صفــوة القــول إن املنهــاج يســتحرض البعــد الوظيفــي والبعــد املعــريف‬
‫للمتعلــم‪ ...‬عــاوة عــى أنــه يتأســس عــى أبعــاد أخــرى «فلســفية منبثقــة مــن‬
‫الفكــر الرتبــوي‪ ،‬ونفســية تراعــي خصائــص املتعلــم‪ ،‬واجتامعيــة ترمــي إىل إعداد‬

‫((( انظر‪ :‬حممد صاري (‪.)18 :2009‬‬


‫((( انظر‪ :‬البوشيخي (‪.)2011‬‬
‫((( انظر‪ :‬التوجيهات الرتبوية (‪.)4 :2009‬‬
‫((( انظر‪ :‬حممود الناقة ورشدي طعيمة (‪.)2 :2008‬‬
‫((( انظر‪ :‬صديقي (‪.)122 :2013‬‬

‫‪638‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫الكفــاءات والقــدرات‪ ،‬ومعرفيــة نابعــة مــن طبيعــة املــادة املدرســة وخصائصهــا‬


‫مقارنــة باملــواد األخــرى»(‪ .)1‬ونتيجـ ًة لزيــادة االهتــام بالبحــث العلمــي الرتبوي‬
‫ـات جديــد ٌة يف بنــاء املناهــج‬
‫يف ميــدان تعليــم اللغــات وتعلمهــا‪ ،‬ظهــرت اجتاهـ ٌ‬
‫والربامــج مثــل الربجمــة والنمذجــة‪ ،‬والكفــاءات‪ ،‬واألداء‪ ...‬إلــخ وهبــذا‬
‫(‪)2‬‬

‫املعنــى‪ ،‬أمكــن القــول أن االرتقــاء باللغــات عامــ ًة‪ ،‬واللغــة العربيــة خاصــ ًة‬
‫حيتــاج إىل اســتثامر الكثــر مــن املفاهيــم اللســانية يف تدريــس اللغــة العربيــة مــن‬
‫ـد يركــز عــى اخلطــاب املوســط‪ )3(،‬وســبل تعلــم اللغــات‪،‬‬ ‫ـور خطــايب جديـ ٍ‬‫منظـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫وقضايــا الرتمجــة‪ ،‬ونمــوذج نحــو اخلطــاب الوظيفــي املوســع‪ ،‬وكيــف يمكــن‬
‫للخطابــات(‪ )4‬أن حتقــق وظيفيــة التواصــل‪.‬‬
‫‪ .4‬استثمار النموذج اخلطايب يف تدريس اللغة العربي�ة للناطقني بها‬
‫نعتــزم يف هــذا املبحــث التطبيقــي رصــد واســتجالء إمكانــات النحــو‬
‫الوظيفــي اخلطــايب يف تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن هبــا‪ ،‬وهــي مقاربــة‬
‫تــروم تفســر «قــدرة» مســتعمل اللغــة عــى إنتــاج وتأويــل اخلطــاب‪ ،‬قــوام هــذه‬
‫املقاربــة مبــدآن‪:‬‬
‫‪1.1‬أن مــا يعــرض عــى املتعلــم ليــس بنيــات رصفيــة – تركيبيــة جمــردة بــل‬
‫وظائــف (كاملحــور والتبئــر والتقويــة واإلحالــة‪ ،...‬وغريهــا)‪.‬‬
‫‪2.2‬أن تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن هبــا يتــم عــر الوظيفــة مــرورا باللغــة‬
‫األوىل التــي اكتســبها (الدرجــة املغربيــة‪ ،‬اللهجــة األمازيغيــة‪ ...‬إلــخ)‪،‬‬
‫وســنتخذ م ْتنًــا أساسـ ًّيا هلــذه الدراســة وبحــث إشــكاالت اخلطــاب‪ ،‬القيــام‬
‫رسدي يعــد عينــة متثــل هلــذا النــوع مــن اخلطابــات يف اللغــة‬
‫ٍّ‬ ‫ـص‬‫بتحليــل نـ ٍّ‬
‫العربيــة احلديثــة‪.‬‬
‫ ‪.‬أنموذج النحو الوظيفي يف اخلطاب السردي‬
‫ •تعريف اخلطاب السردي‪:‬‬
‫ُيميــز اخلطــاب الــردي عــن كل أنــواع اخلطابــات األخــرى‪ ،‬بكونــه‬

‫((( انظر‪ :‬حممد صاري (‪.)19/18 :2009‬‬


‫((( انظر‪ :‬حممود الناقة ورشدي طعيمة (‪.)6 :2008‬‬
‫((( انظر‪ :‬املتوكل (‪.)2011‬‬
‫((( يف أنــاط اخلطابــات‪ ،‬ينظــر املتــوكل (‪ )1996‬الــذي اقــرح إضافــة قالــب يتكفــل بتفســر ‬
‫اخلطــاب الشــعري‪ ،‬وإســهام الدكتــور البوشــيخي (‪ )1998‬املتمثــل يف إضافــة «القالــب‬
‫التخيــي» الــذي يتكفــل بتفســر اخلطــاب الــردي والفنــي عمو ًمــا‪.‬‬

‫‪639‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اخلطــاب الــذي «يتضمــن سلســلة مــن الوقائــع (أعــال‪ ،‬أحــداث‪ ،‬أوضــاع‪)...‬‬


‫ال (أو تزامــن)»(‪ ، )1‬ومــن مواصفــات اخلطــاب الرسدي‬ ‫ـو ٍ‬
‫تربــط بينهــا عالقــات تـ َ‬
‫عمومــا أنــه يتشــكل مــن ذوات تكــون حمــط احلديــث أو حمــوره‪ ،‬ومــن موضــو ٍع‬
‫ٍ‬
‫وأحــداث جتســد يف تواليهــا الزمنــي سلســل ًة حديثــ ًة‬ ‫يشــكل جمــال اخلطــاب‬
‫واســتمرار وهنايــ ٌة‪ ،‬ويعــرف ديــك (ديــك ‪ )1989‬حمــور اخلطــاب‬ ‫ٌ‬ ‫هلــا بدايــ ٌة‬
‫بقولــه‪« :‬إن «حمــاور اخلطــاب» هــي تلــك الــذوات التــي يســند إليهــا خطــاب‬
‫مــا معلومــات مــا»(‪ )2‬عمو ًمــا‪ ،‬إن النــص الــردي «ال يكــون مميـ ًـزا فقــط بامدتــه‪،‬‬
‫أيضــا بواســطة هــذه اخلاصيــة األساســية املتمثلــة يف أن يكــون لــه شــكل‬ ‫ولكــن ً‬
‫مــا‪ ،‬بمعنــى أن يكــون لــه بدايــة ووســط وهنايــة» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫مكونات اخلطاب السردي املدروس‪:‬‬


‫قبــل اســتعراض مكونــات هــذا اخلطــاب والعالقــات القائمــة بــن ‬
‫عنــارصه‪ ،‬مــن املهــم جــدًّ ا أن يعــرض هــذا النــص(‪ )4‬كــا هــو وارد يف درس‬
‫النصــوص مــن كتــاب التلميــذ يف مــادة اللغــة العربيــة‪:‬‬
‫وخ ِيــل إليــه أنــه يســمع وجيــب قلبــه يــرب يف جســده‬ ‫«تقلــب يف فراشــه ُ‬
‫كلــه كالوتــر املشــدود‪ ،‬ســوف يبــدأ مــن البــدء‪ ،‬منــذ غــادر يافــا إىل عــكا لــرى‬
‫الفتــاة التــي كانــت أمــه تزمــع أن ختطبهــا لــه‪ ،‬إنــه يــدرك تلــك اللحظــة بــكل‬
‫دقائقهــا‪ ،‬كيــف وقفــت أمــه عــى الســلم تدعــو لــه باخلــر والتوفيــق‪ ،‬وخالتــه إىل‬
‫جانبهــا تشــر إليــه مطمئنــة‪ ،‬هــو يعــرف أهنــا ســتالزمها طيلــة فــرة غيابــه‪ ،‬وكان‬
‫يشــد عــى ذراع أختــه دالل التــي رغبــت يف مرافقتــه‪ :‬فتــاة غضــة يف العــارشة مــن‬
‫عمرهــا تغــادر الــدار مــع أخيهــا ألول مــرة يف حياهتــا‪.‬‬
‫ـرا‬
‫بعــد أن غــادر يافــا انقطــع الطريــق واســتحالت العــودة‪ ،‬لقــد عانــى كثـ ً‬
‫مــن القلــق يف تلــك األيــام الســوداء بســبب دالل التــي تعنــي ألمــه كل يشء يف‬
‫البيــت‪ ،‬هــي التــي تعطــي للمــرأة العجــوز نكهــة احليــاة حــن يكــون املــوت يف‬
‫اجلــوار‪ ،‬وهــي التــي تعنــي احليــاة كلهــا حــن تعنــي األشــياء كلهــا املــوت‪.‬‬
‫كان اللقــاء يف ظــل البوابــة الكبــرة باكـ ًـرا صبــاح اليــوم التــايل‪ ،‬مل يــر عــي ‬
‫أمــه حينــا كان يتفــرس يف الوجــوه‪ ،‬خالتــه فقــط كانــت هنــاك‪ ،‬مل يعرفهــا بــادئ‬
‫األمــر لكنهــا عرفتــه واســتطاعت أن تدلــه عــى مكاهنــا بــن اجلمــوع‪ .‬ويف غمــرة‬

‫((( انظر‪ :‬املتوكل (‪.)225 :2003‬‬


‫((( املتوكل (‪.)134 :1993‬‬
‫((( محيد حلميداين (‪.)46 :1991‬‬
‫((( غسان كنفاين «األفق وراء البوابة»‪.‬‬

‫‪640‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫خصيصــا ليجيــب عنــه‪ :‬أيــن دالل؟‪.‬‬


‫ً‬ ‫اللقــاء ســألته الســؤال الــذي أتــى‬
‫ويف العينــن الصغريتــن املرتقبتــن ذاب كل اإلرصار الــذي محلــه معــه‪ ،‬كأن‬
‫قــوة خفيــة متســكت بحلقــه وأخــذت هتــزه بــا هــوادة‪ :‬ولكنــك مل تقــويل يل أيــن‬
‫أ مي ؟‬
‫وتالقــت العيــون مــرة أخــرى‪ .‬حــاول أن يقــول شــي ًئا‪ ،‬ولكــن حلقــه كان‬
‫نصـ ٌـل معقـ ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـوف‪ ،‬مــدت خالتــه يدهــا ووضعهــا‬ ‫مســدو ًدا ب ُغصــة عريضــة كأهنــا ْ‬
‫فــوق ذراعــه‪ ،‬وأتــاه صوهتــا مشــحونًا بأســى ال يصــدق‪ :‬أيــن دالل؟ ومــرة‬
‫إحساســا‬
‫ً‬ ‫أخــرى أحــس بالضعــف يــأكل ركبتيــه وبــدا كأنــه يدفــع عــن نفســه‬
‫باإلغــاء‪ ،‬رفــع يــده ومــد الســلة باجتــاه خالتــه‪ :‬خــذي هــذه الســلة ألمــي‪ ،‬فيهــا‬
‫بعــض اللــوز األخــر‪.‬‬
‫ويف فــرة الصمــت الواســعة التــي انفتحــت بينهــا كالقــر أحــس برغبـ ٍ‬
‫ـة‬
‫ـة تدفعــه إىل الفــرار‪ ،‬وكانــت خالتــه تــدور أصابعهــا يف احلقيبــة الصغــرة‬ ‫هائلـ ٍ‬
‫التــي وضعــت فيهــا رداء دالل األخــر‪ .‬كان إحســاس مبــارش يصــل بــن ‬
‫صدرهيــا‪ ،‬وهــي واقفــة هنــاك تأتلــق عيناهــا بدمــع صامــت وهــو حيــس النصــل‬
‫الالمــع جيــرح حلقــه مــد يــده ورفــع إليهــا وجههــا ثــم انتشــل نفســه بســؤال‬
‫خافــت‪ :‬كيــف تركــت يافــا؟‬
‫حاولــت خالتــه أن تقــول شــي ًئا ولكنهــا مل تســتطع‪ ،‬تزامحــت ســيول مــن‬
‫الكلــات يف حنجرهتــا‪ ،‬ســكتت وابتســمت ابتســام ًة باهتــ ًة‪ ،‬ثــم مــدت يدهــا‬
‫الراجفــة متســح عــى كتفــه بحنــو كســيح‪ ،‬بينــا أخــذ هــو ينظــر هبــدوء إىل األفــق‬
‫الــذي يقــع خلــف البوابــة «مندلبــوم»‪.».‬‬
‫إن مقارباتنــا هلــذا النــص تعتمــد عــى املزاوجــة بــن القــراءة التحليليــة‬
‫مدرجــا‬
‫ً‬ ‫املعتمــدة يف التعليــم الثانــوي‪ ،‬والقــراءة الوظيفيــة يف أحــدث نامذجهــا‪،‬‬
‫مفاهيــم وظيفيــة وكيفيــة تأثيثهــا لفضــاء النــص الــردي‪.‬‬
‫نقتــر يف إطــار القــراءة التحليليــة عــى اســتجالء احلــدث الرئيــس يف‬
‫النــص ورصــد الشــخصيات احلاملــة للحــدث وطريقــة تفاعلهــا مــع األحــداث‪،‬‬
‫يف حــن نعمــد يف إطــار القــراءة الوظيفيــة لرصــد بنيــة اخلطــاب الطبيعــي‪ ،‬وهــي‬
‫ٍ‬
‫أربعــة هــي املســتوى العالقــي (أو التــداويل)‬ ‫ٍ‬
‫مســتويات‬ ‫يف عمومــه بنيــ ٌة ذات‬
‫واملســتوى التمثيــي (أو الــداليل) واملســتوى الــريف – الرتكيبــي‪ ،‬واملســتوى‬
‫الفونولوجــي‪ ،‬وأن وحــدات كل مــن هــذه املســتويات تنــدرج يف طبقتــن ‬
‫تتعالــق تعال ًقــا ُسـ َّل ِم ًّيا فيــا بينهــا‪ ،‬لكــن ســينصب حتليلنــا بالــذات عــى املســتوى‬
‫العالقــي الــذي يتضمــن طبقتــن مهــا‪« :‬النقلــة» و«الفعــل اخلطــايب» اللــذان هلــا ‬

‫‪641‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫عالقــة وطيــدة بطــريف اخلطــاب (املتكلــم واملخاطــب) وفحــواه‪.‬‬


‫ •احلدث الرئيس يف النص‪:‬‬
‫يعــد «احلــدث» ِقــوام النــص الــردي والفعــل الــذي تــدور حولــه‬
‫احلكايــة‪ ،‬مثــال ذلــك‪ :‬مــا يــرده الكاتــب غســان كنفــاين عــى لســان الســارد‪،‬‬
‫وهــو يســتحرض تفاصيــل مغادرتــه ليافــا يف اجتــاه عــكا مــع أختــه التــي ودعــت‬
‫أمهــا وخالتهــا قبــل أن تنقطــع وتســتحيل العــودة‪ ،‬وهــذا النــص يف جوهــره‬
‫رسدي يعكــس‬
‫ٍّ‬ ‫يقــدم جتربـ ًة إنســاني ًة ختتــزل معانــاة الشــعب الفلســطيني يف قالـ ٍ‬
‫ـب‬
‫األحاســيس الذاتيــة لشــخصيات فرقــت بينهــا ظــروف االحتــال والتــرد‬
‫والتهجــر‪ .‬إىل جانــب ذلــك ينقســم احلــدث املــروي إىل أحــداث فرعيــة تتجســد‬
‫يف وقائــع هلــا بدايــة ووســط وهنايــة نمثــل هلــا كاآليت‪:‬‬
‫‪1.1‬مغادرة السارد يافا يف اجتاه عكا‪.‬‬
‫‪2.2‬معاناة السارد واستحضاره للمعاناة وهو يف فراشه‪.‬‬
‫‪3.3‬نظرة األم العجوز لدالل ومكانتها عندها‪.‬‬
‫ ‪ 4 .‬فراق دالل احلياة‪.‬‬
‫ ‪ 5 .‬اإلحساس الذي خلفه موت دالل يف نفس السارد‪.‬‬
‫أعقبت هذه األحداث وقائع منها‪:‬‬
‫‪− −‬تردد السارد يف إخبار أمه بنبأ وفاة أخته‪.‬‬
‫‪ − −‬اللقاء بني عيل وخالته يف ظل البوابة الكبرية‪.‬‬
‫‪ − −‬سؤال اخلالة لعيل عن دالل‪.‬‬
‫وقــد ختلــل الــرد قطــع غــر رسديــة كالقطــع الوصفيــة القائمــة عــى ‬
‫التصويــر والتقــاط املشــاهد‪ ،‬وقطــع يتدخــل فيهــا الكاتــب وذلــك باملزاوجــة بني‬
‫رسد الوقائــع والتعبــر عــن أحاســيس الشــخصيات ومواقفهــا بألفــاظ وعبــارات‬
‫جتمــع بــن التقريــر واإلحيــاء‪.‬‬
‫ •شخصيات النص املسرود‪:‬‬
‫ينظــر إىل «الشــخصيات» يف اخلطــاب الــردي بمنظور «املحــاور» يف النحو‬
‫الوظيفــي والــذي حيــدده الدكتــور املتــوكل وف ًقــا ملــا أورده ديــك (‪ )1989‬كــا ‬
‫يــي‪« :‬حمــاور اخلطــاب تلــك الــذوات التــي يســند إليهــا خطــاب مــا معلومــات‬

‫‪642‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫مــا»(‪ ،)1‬بحيــث إن هــذه املحــاور ليســت مجيعهــا متســاوية يف األمهيــة بالنســبة‬


‫للحــدث املــرود ٍّ‬
‫ككل‪ ،‬وتنقســم إىل قســمني‪:‬‬
‫‪1.1‬محــور رئيــي‪ :‬يمثلــه «عــي» وتقــاس أمهيــة مــدى اســتمراريته كمحــط‬
‫حديــث مــن بدايــة اخلطــاب إىل هنايتــه‪ ،‬وبالــدور الــذي يلعبــه يف فحــوى‬
‫الــرد‪ ،‬ويعــد «عــي» البطــل يف احلــدث‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حمــدودة ومتثلــه دالل واألم‬ ‫ٍ‬
‫اســتمرارية‬ ‫‪2.2‬محــاور مؤقتــة‪ :‬وهــي ذات‬
‫واخلالــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وجدانيــة‬ ‫ٍ‬
‫عالقــات‬ ‫يف إطــار هــذا التصنيــف‪ ،‬عمــد الكاتــب إىل رصــد‬
‫تربــط بــن الشــخصيات الــواردة يف النــص (دالل واألم)‪( ،‬األم واخلالــة)‪( ،‬عــي ‬
‫واخلالــة)‪( ،‬عــي ودالل) الستكشــاف احلالــة النفســية للشــخصيات‪ ،‬يبــدو وكأن‬
‫الســارد يف النــص ُم َّطلــع عــى العــوامل الداخليــة للشــخصيات املحكــي عنهــا‪.‬‬
‫ •املستوى العاليق يف اخلطاب السردي‪:‬‬
‫يتضمــن املســتوى العالقــي يف نحــو اخلطــاب الوظيفــي طبقتــن كبريتــن‪:‬‬
‫«نقلــة» و«فعــل خطــايب»‪ ،‬ويتكــون الفعــل اخلطــايب مــن قــوة إنجازيــة (خــر‪،‬‬
‫اســتفهام‪ ،‬أمــر‪ )...‬ومــؤرشي املتكلــم واملخاطــب وفحــوى خطــايب‪.‬‬
‫يعــرف هنخفلــد وماكنــزي النَ ْق َلــة بأهنــا‪« :‬الفعــل اخلطــايب أو األفعــال‬
‫اخلطابيــة التــي تشــكل مداخلــة أحــد املشــاركني يف احلــوار»(‪ )2‬وقــد تنحــر‬
‫واحــد كــا يف طــريف احلــوار (‪1‬أ‪-‬ب)‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫يب‬ ‫ٍ‬
‫فعــل خطــا ٍّ‬ ‫النقلــة يف‬
‫(‪ )1‬أ‪ -‬أين دالل؟‬
‫ ب‪ -‬لكنك مل ختربين أين أمي؟‬
‫ـل خطــايب واحـ ٍ‬
‫ـد كــا هــو‬ ‫ كــا يمكــن أن تتضمــن النقلــة أكثــر مــن فعـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫الشــأن يف طــريف احلــوار (‪2‬أ‪-‬ب‪-‬ج) و(‪3‬أ‪-‬ب)‪.‬‬
‫(‪ )2‬أ‪ -‬أين دالل؟‬
‫ ب‪ -‬دالل؟‬
‫ ج‪ -‬خذي هذه السلة ألمي فيها بعض اللوز األخرض‪.‬‬

‫((( املتوكل (‪.)134 :1993‬‬


‫((( انظر‪ :‬املتوكل (‪.)33 :2010‬‬

‫‪643‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫(‪ )3‬أ‪ -‬كانت دالل ترتعش وعندما شدها إىل صدره‪.‬‬


‫ ب‪ -‬حدقت إليها ثم رفعت حاجبيها لتقول شي ًئا‪.‬‬
‫ •وظائف املستوى العاليق‪:‬‬
‫يشــر الدكتــور املتــوكل إىل «أن وظائــف املســتوى العالقــي فئتــان‪ :‬وظائف‬
‫بالغيــة تســند إىل األفعــال اخلطابيــة التــي تتضمنهــا النقلــة الواحــدة‪ ،‬ووظائــف‬
‫تداوليــة تســتند إىل الفحــوى اخلطــايب برمتــه أو إىل أحــد عنــارصه»(‪.)1‬‬
‫بالنظــر إىل فحــوى اخلطــاب وعنــارصه املشـ ِ‬
‫ـكلة لــه‪ ،‬عمــد رائــد نمــوذج‬
‫النحــو الوظيفــي اخلطــايب إىل إعــادة النظــر يف قائمــة الظواهــر اللغويــة (القــوى‬
‫اإلنجازيــة‪ ،‬التبئــر‪ ،‬التقويــة‪ ،‬التقليــل‪ )...‬ويف قيمهــا ومســطرة التمثيــل هلــا‬
‫داخــل النمــوذج‪.‬‬
‫‪1.1‬القوى اإلجنازية‬
‫مــن املعلــوم أن ديــك (ديــك ‪ )1997‬حــر القــوى اإلنجازيــة األصــول‬
‫يف أربعــة‪ :‬اخلــر واالســتفهام واألمــر والتعجــب‪ ،‬غــر أن هنخفلــد ومــا كنــزي‬
‫(‪ )2008‬حذفــا التعجــب مــن قائمــة القــوى اإلنجازيــة واقرتحــا رصــده عــى ‬
‫أســاس أنــه خمصص مــن خمصصــات الفعــل اخلطــايب املمكنــة(‪ .)2‬يعــرف هنخفلد‬
‫وماكنــزي القــوة اإلنجازيــة كالتــايل‪« :‬تــؤرش القــوة اإلنجازيــة لفعــل خطــايب مــا‬
‫إىل اخلصائــص املعجميــة والصوريــة لذلــك الفعــل اخلطــايب التــي حتــدد اســتعامله‬
‫ـي مــا»(‪ ،)3‬ويقرتحــان أن ترصــد القــوة اإلنجازيــة‬ ‫ٍ‬
‫عالق ًّيــا لتحقيــق قصــد تواصـ ٍّ‬
‫ـة‪ .‬ومــا‬ ‫ـة ضمنيـ ٍ‬
‫ـوة إنجازيـ ٍ‬
‫ـة أو قـ ٍ‬
‫ـة رصحيـ ٍ‬ ‫ـوة إنجازيـ ٍ‬
‫اعتبــارا لوســائل حتققهــا كقـ ٍ‬
‫ً‬
‫يالحــظ يف اخلطــاب الــردي املوجــه تداول ًّيــا هــو ضمــور واضــح فيــا خيــص‬
‫ـاذرا‪ ،‬إذ أن حضورهــا ال يضيــف لعمليــة الــرد يف‬ ‫هــذه القــوى اإلنجازيــة إال نـ ً‬
‫اخلطــاب أي يشء‪ ،‬فالقــوة اإلنجازيــة الرصحيــة واملســتعملة اســتعامال إنجاز ًّيــا‬
‫تــم التعبــر عنهــا بسـ ٍ‬
‫ـؤال رصيـ ٍ‬
‫ـح كــا يف البنيــة‪:‬‬
‫(‪ )4‬سألته‪ ،‬أين دالل؟‬
‫ورصــدت القــوة اإلنجازيــة الضمنيــة غــر املعــر عنهــا بفعـ ٍ‬
‫ـل مــن أفعــال‬
‫القــول كــا هــو الشــأن يف اجلملــة يف النــص‪:‬‬

‫((( انظر‪ :‬املتوكل (‪.)42 :2010‬‬


‫((( انظــر‪ :‬اســتدالالت الدكتــور املتــوكل لطبيعيــة التعجــب ونمطــه يف املتــوكل (‪ )1995‬و(‪)1999‬‬
‫و(‪ )2004‬والزهــري (‪.)2009‬‬
‫((( هنخفلد و ماكنزي (‪ )71 :2008‬واملتوكل (‪.)56 :2010‬‬

‫‪644‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫(‪ )5‬كيف تركت يافا؟‬


‫‪ 2.2‬التبئري‬
‫ينظــر إىل البــؤرة يف نظريــة النحــو الوظيفــي (ديــك ‪ )1978‬باعتبارهــا‬
‫وظيفــة تداوليــة تســند إىل املكــون «األبــرز» يف اجلملــة(‪ ،)1‬يف مقابــل وظيفــة‬
‫املحــور‪ ،‬لكــن تبــن أن االقتصــار عــى هــذه الوظيفــة الوحيــدة «خمـ ٌّـل ْ‬
‫وص ًفــا‬
‫وتفســرا؛ مــن حيــث إنــه ال يمكــن مــن الرصــد الــكايف واملالئــم خلصائــص‬ ‫ً‬
‫العبــارات اللغويــة البؤريــة يف خمتلــف اللغــات» ‪ ،‬ممــا اســتدعى يف النحــو‬
‫(‪)2‬‬

‫الوظيفــي اخلطــايب أن يمثــل للوظائــف التداوليــة يف البنيــة العالقيــة املنفصلــة‬


‫عــن البنيــة التمثيليــة التــي يتــم فيهــا رصــد الوظائــف الدالليــة‪ ،‬بحيــث تنتظــم‬
‫الوظائــف التداوليــة يف نمــوذج نحــو اخلطــاب الوظيفــي يف ثــاث ثنائيــات هــي‪:‬‬
‫«املحور‪/‬التعليــق»‪« ،‬والبؤرة‪/‬اهلامــش»‪ ،‬و«املقابلة‪/‬التســاوي»‪.‬‬
‫‪3.3‬املحور‪/‬التعليق‬
‫تســند الوظيفــة املحــور إىل فعــل إحايل‪/‬فعــل محــي داخــل طبقــة الفحــوى‬
‫يب للتأشــر إىل كيفيــة تعالــق الفحــوى اخلطــايب املتــدرج‬
‫ـل خطــا ٍّ‬‫اخلطــايب مــن فعـ ٍ‬
‫باملكــون الســياقي» بنــا ًء عــى هــذا التحديــد‪ ،‬فــإن اخلطــاب الــردي يتضمــن‬
‫(‪)3‬‬
‫ـدور رئيــي وحيظــى بديمومـ ٍ‬
‫ـة عــر ‬ ‫ـور يقــوم بـ ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫حمــاور متعــددة‪ ،‬لكــن يوجــد حمـ ٌ‬
‫النــص الــردي ال حتظــى هبــا املحــاور األخــرى‪ ،‬مثــل (عــي ودالل) يف النــص‬
‫الــردي املعــروض‪.‬‬
‫‪4.4‬البؤرة‪/‬الهامش‬
‫«تــؤرش الوظيفــة البــؤرة إىل اســراتيجية انتقــاء املعلومــة اجلديــدة قصــد‪:‬‬
‫(أ) ملــئ فــراغ خمــزون املخاطــب أو(ب) تصحيــح معلومــة مــن معلومــات‬
‫خمــزون املخاطــب(‪.»)4‬‬
‫مــا يالحــظ يف اخلطــاب الــردي املوجــه تداول ًّيــا هــو ظهــور هــذه الثنائيــة‬
‫يف البنيــة العالقيــة لشــد انتبــاه القــارئ‪ ،‬ففــي البــؤرة يتوســل املتعلــم بالســؤال‬
‫للبحــث عــن املعلومــة التــي تشــكل حمــط اســتفهامه مــن املخاطــب‪ ،‬وملــئ‬
‫الفــراغ يف خمــزون املخاطــب كــا يتبــن يف املحــاورة اآلتيــة‪:‬‬

‫((( انظر‪ :‬املتوكل (‪ )29 :1985‬واملتوكل (‪.)126 :2010‬‬


‫((( انظر‪ :‬املتوكل (‪.)126 :2010‬‬
‫((( املرجع السابق‪.129 :‬‬
‫((( انظر‪ :‬املتوكل (‪.)129 :2010‬‬

‫‪645‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫خصيصــا ليجيــب‬
‫ً‬ ‫(‪...« )8‬ويف غمــرة اللقــاء ســألته الســؤال الــذي أتــى‬
‫عنــه‪ :‬أيــن دالل؟»‪.‬‬
‫(‪« )9‬ولكنك مل تقول يل أين أمي؟»‪.‬‬
‫ـؤال خافـ ٍ‬
‫ـت‪:‬‬ ‫(‪« )10‬مــد يديــه ورفــع إليــه وجههــا ثــم انتشــل نفســه بسـ ٍ‬
‫كيــف تركــت يافــا؟»‪.‬‬

‫‪646‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫قائمة املراجع‬
‫اللغة العربي�ة‪:‬‬
‫‪ .1‬أمحــد املهــدي‪ ،‬عبــد احلليــم‪ )1985( ،‬البحــث الرتبــوي يف تعليــم‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن هبــا وقائــع نــدوات تعليــم اللغــة العربيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا ‪ ،‬مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول اخلليــج (املدينــة املنــورة ‪ ،‬‬
‫الكويــت ‪ -‬الدوحــة)‪.‬‬

‫‪ .2‬أوصــاف عــي‪ ،‬ديــب (‪ )2012‬واقــع توظيــف التعليــم يف ماجســتري‬


‫تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا ‪ ،‬تصــور مقــرح ملفــردات مقــرر‬
‫تقني��ات التعليمــ جملــة جامعــة دمشــق املجلــد ‪ ،28‬العــدد الثــاين‪ ،‬كليــة‬
‫الرتبيــة‪.‬‬

‫‪ .3‬البوشــيخي‪ ،‬عــز الديــن (‪ )1990‬النحــو الوظيفــي وإشــكال الكفايــة‪،‬‬


‫رســالة جامعيــة مرقونــة‪ ،‬جامعــة مــوالي إســاعيل‪ ،‬مكنــاس‪.‬‬

‫ ‪ )1998(٥.‬قــدرة املتكلــم التواصليــة وإشــكال بنــاء األنحــاء‪ .‬أطروحــة‬


‫دكتــوراه‪ ،‬مكنــاس‪ ،‬كليــة اآلداب‪.‬‬

‫‪ )2007(٦.٦‬النحــو الوظيفــي وتعليــم اللغــات‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬مكنــاس‪،‬‬


‫سلســلة النــدوات‪.15‬‬

‫ ‪ )2009(٧.‬أعــال نــدوة «املنحــى الوظيفــي يف اللســانيات العربيــة وآفاقه»‬


‫منشــورات جامعــة مــوالي إســاعيل كليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية‪.‬‬
‫مكنــاس‪ .‬سلســلة النــدوات ‪ .20‬ط‪( .1‬تنســيق)‪.‬‬

‫‪ )2011( ٨‬املعجــم وتنميــة امللكــة اللغويــة‪ ،‬ضمــن أعــال يــوم درايس‬ ‫ ‪.‬‬
‫يف موضــوع «دور املعجــم يف تعليــم اللغــة العربيــة وتعلمهــا» كليــة‬
‫اآلداب والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬مكنــاس‪.2005 ،‬‬
‫ ‪ 2011( ٩ .‬ب) لســانيات أعــال النــص يف ضــوء نظريــة النحــو الوظيفــي‬

‫‪647‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ne.vioceofarabic.www‬‬ ‫اخلطــايب عــى املوقــع اإللكــروين‪ :‬‬


‫ ‪ 2011( ١٠.‬ج) تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا وســبل‬
‫تطويــره‪ ،‬ضمــن أعــال مؤمتــر الدوحــة‪ ،‬عــى املوقــع اإللكــروين‪:‬‬
‫‪www.vioceofarabic.net‬‬

‫ ‪ )2012(١١.‬التواصــل اللغــوي‪ .‬مقاربــة لســانية وظيفية‪.‬مكتبــة‬


‫لبنــان‪ .‬نــارشون‪.‬‬

‫الزهري‪ ،‬نعيمة‪.‬‬
‫ ‪ )2006(١٢.‬النحــو الوظيفــي واللغــة العربية‪.‬الــدار البيضــاء‪،‬‬
‫كليــة اآلداب عــن الشــق‪.‬‬
‫ ‪ )2009(١٣.‬التعجــب يف اللغــة العربيــة‪ :‬طبيعتــه ووظائفــه‬
‫وبنياتــه‪ ،‬دار الفرقــان للنــر احلديــث‪ ،‬الــدار البيضــاء ‪.‬‬
‫ ‪ )2011(١٤.‬التعجــب يف اللغــة العربيــة‪ :‬شــواهد مــن القــرآن‬
‫االكريــم‪ ،‬حوليــات كليــة اللغــة العربيــة‪ ،‬مراكــش‪ ،‬العــدد الثامــن‬
‫والعــرون‪.‬‬
‫ ‪ )2014(١٥.‬التعجــب يف اللغــة العربيــة‪ :‬مــن الفكــر اللغــوي‬
‫العــريب القديــم إىل النحــو الوظيفــي‪ .‬ضفــاف‪ .‬بــروت‪.‬‬
‫ ‪ )2014(١٦.‬حتليــل اخلطــاب يف نظريــة النحــو الوظيفــي‪.‬‬
‫منشــورات ضفــاف‪ .‬بــروت‪.‬‬

‫صاري‪ ،‬حممد ‪.‬‬


‫ ‪ )2009(١٧.‬األســس العلميــة واللغويــة لبنــاء مناهــج النحــو‬
‫لغــر الناطقــن بالعربيــة ســجل املؤمتــر العاملــي لتعليــم اللغــة العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن بغريهــا ص ‪ 49 -13‬جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬معهــد‬
‫اللغــة العربيــة‪.‬‬

‫ ‪ -18.‬صديقي‪ ،‬عبد الوهاب ‪.‬‬


‫ ‪ )2013(١٩.‬اللســانيات وتدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬نحــو منظـ ٍ‬
‫ـور‬
‫وظيفــي جديـ ٍ‬
‫ـد‪.‬‬ ‫ٍّ‬
‫يف جملة علوم الرتبية‪ ،‬العدد ‪ ، 54‬يناير عام ‪ 2013‬مطبعة النجاح اجلديدة‬

‫‪648‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫‪ -‬الصامدي‪ ،‬عقلة حممود وفواز‪ ،‬حممد العبد احلق‪.‬‬


‫ ‪)2009(٢٠.‬نظريــات تعلــم اللغــة واكتســاهبا تضمينــات لتعلــم‬
‫العربيــة وتعليمهــا جامعــة الريمــوك‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -‬طعيمــة‪ ،‬رشــدي أمحــد (‪ )1998‬األســس العامــة ملناهــج تعليــم اللغــة العربية‪،‬‬
‫إعدادهــا‪ ،‬تطويرهــا تقويمهــا الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬غســان‪ ،‬كنفــاين (‪ )1980‬أرض الربتقــال احلزيــن (قصــص) ‪.‬مؤسســة‬
‫األبحــاث العربيــة‪ ،‬الطبعــة ‪ ،2‬س ‪.1980‬‬
‫‪ -‬حلميداين‪ ،‬محيد‪.‬‬
‫ ‪ )1991(٢١.‬بنيــة النــص الــردي املركــز الثقــايف العــريب‪ ،‬الــدار‬
‫البيضــاء‪ ،‬ط ‪.1991 ،1‬‬

‫ ‪ ٢٢.‬املتـ�وكل أمح��د (‪ )1977‬قــراءة جديــدة لنظريــة النظــم عنــد‬


‫اجلرجاين‪.‬جملــة كليــة اآلداب‪ ،‬الربــاط‪ ،‬عــدد ‪.1‬‬

‫ ‪ )1981(٢٣.‬اقرتاحــات مــن الفكــر اللغــوي العــريب القديــم‬


‫بوصــف ظاهــرة االســتلزام احلــواري‪ .‬كليــة اآلداب‪ ،‬الربــاط‪ ،‬البحــث‬
‫اللسـ�اين والسـ�يميائي‪.‬‬

‫ ‪ )1985(٢٤.‬الوظائــف التداوليــة يف اللغــة العربيــة‪ .‬الــدار‬


‫البيضـ�اء‪ :‬دار الثقافـ�ة‪.‬‬

‫ ‪ )1986(٢٥.‬دراســات يف نحــو اللغــة العربيــة الوظيفــي‪ .‬الــدار‬


‫البيضــاء‪ :‬دار الثقافــة‪.‬‬

‫ ‪ )1987(٢٦.‬مــن البنيــة احلمليــة إىل البنيــة املكونيــة‪ :‬الوظيفــة‬


‫املفعـ�ول يف اللغـ�ة العربيـ�ة‪ .‬الـ�دار البيضـ�اء‪ :‬دار الثقافـ�ة‪.‬‬

‫ ‪ )1988(٢٧.‬قضايــا معجميــة‪ :‬املحمــوالت الفعليــة املشــتقة يف‬


‫اللغـ�ة العربيـ�ة‪ .‬الربـ�اط‪ :‬احتـ�اد النارشيـ�ن املغاربـ�ة‪.‬‬

‫ ‪ )1988(٢٨.‬اجلملــة املركبــة يف اللغــة العربيــة‪ .‬الرباط‪ :‬منشــورات‬

‫‪649‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫عكا ظ ‪.‬‬

‫ ‪ )1989(٢٩.‬اللســانيات الوظيفيــة‪ :‬مدخــل نظــري‪ .‬الربــاط‪:‬‬


‫منشــورات عــكاظ‪.‬‬

‫ ‪ )1992(٣٠.‬مبــدأ الوظيفيــة وصياغــة األنحــاء‪ .‬جملــة املناظــرة‬


‫جملــد ‪.5‬‬

‫ ‪ )1993(٣١.‬آفــاق جديــدة يف نظريــة النحــو الوظيفــي‪ .‬الربــاط‪:‬‬


‫منشـ�ورات كليـ�ة اآلداب‪.‬‬

‫ ‪ )1995(٣٢.‬قضايــا اللغــة العربيــة يف اللســانيات الوظيفيــة‪ :‬البنيــة‬


‫التحتيـ�ة أو التمثيـ�ل الداليل‪-‬التـ�داويل‪ .‬الربـ�اط‪ :‬دار األمـ�ان‪.‬‬

‫ ‪ )1996(٣٣.‬قضايــا اللغــة العربيــة يف اللســانيات الوظيفيــة‪ :‬بنيــة‬


‫املكون��ات أو التمثيــل الرصيف‪-‬الرتكيب��ي‪ .‬الربـ�اط‪ :‬دار األمـ�ان‪.‬‬

‫ ‪ )2001(٣٤.‬قضايــا اللغــة العربيــة يف اللســانيات الوظيفيــة‪ :‬بنيــة‬


‫اخلطـ�اب مـ�ن اجلملـ�ة إىل النـ�ص‪ ،‬الربـ�اط‪ :‬دار األمـ�ان‪.‬‬

‫ ‪ )2003(٣٥.‬الوظيفيــة بــن الكليــة والنمطيــة‪ .‬الربــاط‪ :‬دار‬


‫األمـ�ان‪.‬‬

‫ ‪ )2005(٣٦.‬الرتكيبيــات الوظيفيــة‪ :‬قضايــا ومقاربــات‪ .‬الربــاط‪:‬‬


‫دار األمـ�ان‪.‬‬

‫ ‪ )2005(٣٧.‬مفه��وم الكفاي�ةـ وتعلي��م اللغ��ات‪ :  .‬كليــة اآلداب‬


‫بمكنــاس ‪ ،‬سلســلة النــدوات ‪.15‬‬

‫ ‪ )2005(٣٨.‬اللغ��ة يف املجتمــع‪ : ‬الــدور و الوظيفــة‪ .‬جملــة فكــر‬


‫جملــد ‪.1‬‬

‫‪650‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫ ‪ )2006(٣٩.‬املنحــى الوظيفــي يف الفكــر اللغــوي العــريب‪:‬‬


‫األصـ�ول واالمتـ�داد‪ .‬الربـ�اط‪ :‬دار األمـ�ان‪.‬‬

‫ ‪ )2009(٤٠.‬مس��ائل النح��و الع��ريب يف قضاي��ا النح��و الوظيف��ي‪.‬‬


‫بيـروت‪ : ‬دار الكتــاب اجلديــد ‪.‬‬

‫ ‪ )2010(٤١.‬اخلط��اب وخصائ��ص اللغ��ة العربي��ة‪ : ‬دراســة يف‬


‫الوظيف��ة والبنيـ�ة والنم��ط‪ .‬ب�يروت‪ : ‬الــدار العربيــة للعلــوم نــارشون‪.‬‬

‫ ‪ )2011(٤٢.‬املنحــى اللســاين الوظيفــي يف الثقافــة العربيــة‪.‬‬


‫تكريــا لألســتاذ هنــاد‬
‫ً‬ ‫آفــاق اللســانيات‪ :‬دراسات‪-‬مراجعات‪-‬شــهادات‬
‫املوســى‪ ،‬إبراهيــم أبــو هشــهش ضمــن آخريــن‪ ،‬إرشاف وحتريــر هيثــم‬
‫رسحــان‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مركــز دراســات الوحــدة العربيــة‪.‬‬

‫املوسـ�ط‪ .‬نحــو مقاربــة وظيفيــة موحــدة‬


‫ ‪ )2011(٤٣.‬اخلطـ�اب َّ‬
‫لتحليــل النصــوص والرتمجــة وتعليــم اللغــات‪ .‬بــروت‪ :‬الــدار العربيــة‪.‬‬
‫للعلــوم نــارشون‪.‬‬

‫ ‪ )2011(٤٤.‬االســتلزام التخاطبــي بــن البالغــة العربيــة‬


‫والتداولي��ات احلديث��ة‪ .‬التداولي��ات‪ : ‬علمــ اس��تعامل اللع��ة‪ .‬تنســيق وتقديم‬
‫د‪.‬حاف��ظ إسمـاعييل علــوي إربــد‪ : ‬عــامل الكتــب اجلديــد‪.‬‬

‫ ‪ )2012(٤٥.‬اللســانيات الوظيفيــة املقارنــة دراســة يف التنميــط‬


‫والتطـ�ور‪ .‬ب�يروت‪ :‬الــدار العربيــة للعلــوم نــارشون‪.‬‬

‫‪651‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪ )2013(٤٦.‬الســياق‪ :‬مــوارده ومــواده وأنامطه‪.‬توطئــة ملكــون ســياقي‬


‫مندم�جـ‪ .‬التداوليـ�ات وحتليـ�ل اخلط��اب‪ ،‬تنســيق وتقديــم د‪.‬حافــظ إســاعييل‬
‫علــوي دار كنــوز املعرفــة ‪.‬‬
‫ ‪ )2013(٤٧.‬قضاي��ا اللغ��ة العربي��ة يف اللس��انيات الوظيفي��ة ‪ .‬ب�يروت‪:‬‬
‫منشــورات ضفــاف‪.‬‬
‫ ‪ )2013(٤٨.‬الرتمجــة‪ :‬توطئــة ملقاربــة وظيفيــة للتواصــل غــر املبــارش‪.‬‬
‫ممارس��ة الرتمج��ة‪ .‬تنس��يق وتقدي�مـ د‪.‬حمم��د جدي��ر‪ .‬‬
‫ ‪ )2013( ٤٩.‬اللســانيات الوظيفيــة وحتليــل اخلطــاب‪ ،‬املؤمتــر األول‬
‫للســانيات النــص وحتليــل اخلطــاب‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار كنــوز املعرفــة‬
‫للتوزيــع والنــر‪.‬‬
‫ ‪ )2014(٥٠.‬املكــون الســياقي يف نحــو اخلطــاب الوظيفــي‪ ،‬جملــة بيــان‪،‬‬
‫‪،‬الســنة األوىل‪ ،‬العــدد األول‪ ،‬ليبيــا‪ ،‬طرابلــس‪.‬‬
‫ ‪ )2016( ٥١.‬املنهــج الوظيفــي يف البحــث اللســاين ‪ ،‬دار النــر‪ :‬كلمة للنرش ‬
‫والتوزيــع( دار األمــان‪ ،‬منشــورات االختالف‪ ،‬منشــورات ضفاف)‪.‬‬
‫ ‪ )2017(٥٢.‬الوظيفيــة وهندســة األنحــاء‪ ،‬جملــة أنســاق‪ ،‬العــدد األول‪،‬‬
‫جامعــة قطــر‪.‬‬
‫ ‪ -53.‬حممد بخري‪ ،‬احلاج عبد اهلل‪.‬‬
‫ ‪ )2009(٥٤.‬إشــكاالت نظريــة وتطبيقيــة يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا جملــة اإلســام يف آســيا‪ ،‬املجلــد ‪ ،6‬العــدد ‪ ،1‬يوليــوز لســنة ‪،2009‬‬
‫اجلامعــة اإلســامية العامليــة ماليزيــا‪.‬‬
‫ ‪ -55.‬حممود‪ ،‬كامل الناقة وطعيمة‪ ،‬رشدي أمحد‪.‬‬
‫ ‪2003(٥٦.‬أ) طرائـ�ق التدريـ�س اخلاصـ�ة للغـ�ة العربيـ�ة لغـير الناطقـين هبـ�ا‬
‫املنظمــة اإلســامية للرتبيــة والعلــوم والثقافــة (إيسيســكو)‪ ،‬الربــاط‪.‬‬
‫ ‪ -57.‬حممود‪ ،‬كامل الناقة وطعيمة‪ ،‬رشدي أمحد‪.‬‬

‫‪652‬‬
‫إمكانات لسانيات الخطاب‪ :‬إدريس عمراني‬

‫ ‪2003( ٥٨.‬ب) تعليــم اللغــة ألغــراض خاصــة‪ :‬مفاهيمــه ومنهجياتــه‪،‬‬


‫املشــكلة ومســوغات احلركــة نــدوة تعليــم العربيــة ألغــراض خاصــة‪،‬‬
‫اخلرطــوم‪ ،‬معهــد اخلرطــوم الــدويل‪.‬‬
‫ ‪ -59.‬حممود‪ ،‬كامل الناقة وطعيمة‪ ،‬رشدي أمحد‪.‬‬
‫ ‪ )2008(60.‬مفهــوم املنهــج وأمهيــة دراســته املركــز املتعــدد الوســائط‪ ،‬عــى ‬
‫املوقع اإللكــروين ‪org.isesco.www//:http‬‬
‫ ‪ -61.‬اململكة املغربية‪ ،‬مديرية املناهج واحلياة املدرسية‪.‬‬
‫ ‪ )2009( 62.‬الربامــج والتوجيهــات الرتبويــة اخلاصــة بــادة اللغــة العربيــة‬
‫بالســلك الثانــوي اإلعــدادي‪ ،‬والثانــوي التأهيــي‪ ،‬غشــت ‪.2009‬‬
‫ ‪ -63.‬هداية هداية‪ ،‬إبراهيم‪.‬‬
‫ ‪ )2009(٦٤.‬حتليــل احلاجــات اللغويــة يف مواقــف االتصــال اللغــوي لــدى‬
‫داريس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا ص‪. 176-50‬‬
‫‪٦٥٦٥‬ســجل املؤمتــر العاملــي لتعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪،‬‬
‫جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫ ‪ -66.‬وجيه مريس أبو لني‪.‬‬
‫ ‪ )2011(٦٧.‬فلســفة تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا عــى املوقــع‬
‫اإللكــروين‪:‬‬
‫‪http://kenanaonline.com/uset/wageheelmorssi/posts‬‬

‫اللغة األجنبي�ة‪:‬‬
‫‪.Dik, SimonC‬‬

‫‪.Functional Grummar Amsterdam: North-Holland Dordrccht; Furis .1978‬‬


‫‪the Síructure of the .the theory of Functional Grammar Part1 1989‬‬
‫‪.Clause. Dordrecht: Foris‬‬
‫(‪the structure of the :1 The theory of Functional Grammar. Part,1997‬‬
‫‪clause.Berlin: Mouton de Gruyter‬‬

‫‪)2008-1997( Functional Discourse Grammar: A typologically based theory‬‬


‫‪of language structure. Oxford: Oxford University Press.‬‬

‫‪653‬‬
‫واقع العربي�ة للناطقني بغريها‬
‫املشكالت واحللول‬

‫أمين�ة زمويل‬
‫(((‬

‫سهري بن مداين‬

‫جامعة اجلزائر‬

‫* حاصلــة عــى شــهادة املاســر يف األدب العــريب احلديــث واملعــارص‪ -‬جامعــة معســكر‪،‬‬
‫وشــهادة الدراســات اجلامعيــة التطبيقيــة ختصــص قانــون األعــال‪ -‬جامعــة التكويــن‬
‫املتواصــل ‪ -UFC‬جامعـ�ة معســكر‪ ،‬وشــهادة يف مبــادئ اإلعــام اآليل‪ -‬التكويــن املهنــي‬
‫والتمهـين‪ -‬تيغنيـ�ف‪ -‬معسـ�كر‪.‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬

‫امللخص‪:‬‬
‫مــن املعــروف أن اللغــة العربيــة هــي لغــة اإلســام واملســلمني منــذ بــزوغ‬
‫فجــر اإلســام‪ ،‬فيهــا نــزل القــرآن الكريــم دســتور املســلمني‪ ،‬وهبــا حتــدث‬
‫خاتــم النبيــن واملرســلني‪ ،‬ثــم إهنــا أقــدم لغــة حيــة يف العــامل مل يعرتهــا التغيــر ‬
‫والتبديــل‪ ،‬فكانــت طــوال أربعــة عــر قرنًــا مــن الزمــان وعــاء للحضــارة‬
‫اإلســامية العامليــة يف مشــارق األرض ومغارهبــا‪ ،‬فقــد اكتســبت اللغــة العربيــة‬
‫ٍ‬
‫وحضارة فحســب‪،‬‬ ‫مكانـ ًة عامليـ ًة بــن اللغــات املعروفــة‪ ،‬فهــي ليســت لغــة ديـ ٍ‬
‫ـن‬
‫ـي‪ ،‬ومــن املمكــن تعليــم العربيــة للناطقــن هبــا مــن‬ ‫ٍ‬
‫بــل هــي لغــة اتصــال عاملـ ٍّ‬
‫املحيــط غر ًبــا إىل اخلليــج رش ًقــا مــن خــال مناهــج موحــدة‪ ،‬لكــن األمــر‬
‫خيتلــف متا ًمــا يف تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬فهنــاك مــن يتعلــم العربيــة من‬
‫غــر الناطقــن هبــا لفهــم القــرآن الكريــم‪ ،‬وهنــاك مــن يتعلمهــا لدراســة الثقافــة‬
‫ـراض أخــرى‪ ،‬هــذا وعــى ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلســامية (االســترشاق)‪ ،‬وهنــاك مــن يتعلمهــا ألغـ‬
‫الرغــم مــن كل الصفــات التــي متيــزت هبــا اللغــة العربيــة‪ ،‬واإلقبــال املتزايــد عىل‬
‫دراســتها يف شــتى أقطــار األرض مــن املســلمني وللناطقــن بغريهــا‪ ،‬فقــد ُو ِجــد‬
‫أن الكتــب واملــواد التعليميــة التــي أعــدت لتدريــس العربيــة لغــر أهلهــا ال‬
‫تــزال قليلــة‪ ،‬ومــا زال املاليــن مــن أبنــاء املســلمني وغريهــم مــن غــر الناطقــن ‬
‫ـرا مــن املشــقة واجلهــد يف دراســة هــذه اللغــة‪.‬‬ ‫بالعربيــة جيــدون كثـ ً‬
‫الكلــات املفتاحيــة‪ :‬اللغــة العربيــة‪ ،‬للناطقــن بغريهــا‪ ،‬التعليــم والتعلــم‪،‬‬
‫املشــكالت‪ ،‬احللــول‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫روح األمــة‪ ،‬وعنوــان هويتهــا‪ ،‬ووعــاء ثقافتهــا‪ ،‬ورمـ�ز‬ ‫اللغـ�ة هـ�ي ُ‬
‫وجودهـ�ا‪ ،‬ومصــدر إش��عاعها‪ ،‬إذا تعهدهـ�ا أهلهـ�ا باحلفــاظ عليهـ�ا وبصوهنـ�ا‬
‫وبالنه��وض هب��ا‪ ،‬أوف��وا بحقه��ا عليه��م‪ ،‬وقام��وا بواجبه��م نحوه��ا‪ ،‬فظفـ�روا‬
‫بـشرف الــذود عنه��ا ونالـ�وا فضـ�ل محايتهـ�ا‪ ،‬واس�تـحقوا أن يكونـ�وا م��ن ال ُبنـ�اة‬
‫لنهضته��ا والرافع�ين ألعالمه��ا بـين لغ��ات األم��م والشــعوب‪ ،‬فيعل��و شـ�أهنا‬
‫وتس��مو منزلته��ا وينت�شر إش�عـاعها‪ ،‬فتك��ون لغ�� ًة حي�� ًة نابض�� ًة باحليـ�اة‪ ،‬ومزدهـ�ر ًة‬
‫بازده��ار احلض��ارة الت��ي تنتم��ي إليه��ا‪ ،‬ملاــ متتلك��ه م��ن مقوم��ات النم��و‪ ،‬ورشوط‬
‫التط��ور‪ ،‬وموجب��ات إثب��ات احلض��ور الناف��ذ واملش��ع‪ ،‬وب�ما هل��ا م��ن القـ�درات‬
‫الذاتيـ�ة لإلبدــاع يف شــتى حقــول املعرف�ةـ اإلنس��انية‪ ،‬بحيـ�ث تساــير العـصر‬
‫فتك��ون لغ��ة احل��ارض ال��ذي يؤس��س للمسـ�تقبل‪.‬‬
‫فالنهـ�وض باللغ��ة م��ن هنض��ة األم��ة الناطق��ة هباــ‪ ،‬وقابلي��ة اللغ��ة للتطــور‬

‫‪655‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وملواكب��ة التق��دم ال��ذي تعرف��ه اإلنســانية يف مجي��ع حق��ول العل��وم واملعــارف‬


‫والفنــون واآلداب‪ ،‬مـ�ن خصائصهـ�ا التـ�ي تنطــوي عليهــا‪ ،‬ومـ�ن مقوماهتـ�ا التــي‬
‫ــدرة ع�لى النم��و املواك��ب للتق��دم اإلنســاين‪،‬‬ ‫لغ��ة بقا ٍ‬
‫تسـ�تند إليه��ا‪ ،‬فليس��ت كل ٍ‬
‫خاــص هبــا‪ ،‬وطبيعــ ٌة تنفــرد هبـ�ا‬‫ٌّ‬ ‫وإنـما اللغــات مقاماــت‪ ،‬لــكل منهاــ مقاــ ٌم‬
‫إن صعوــ ًدا أو هبو ًطـ�ا‪ ،‬قــو ًة أو ضع ًفـ�ا‪،‬‬ ‫ومتيزه��ا ع��ن غريه��ا م��ن اللغــات‪ْ ،‬‬
‫قدــر ًة أو عجز ًــا‪ ،‬وهـ�ذا التفــاوت يف الدرجـ�ات ب�ين اللغــات‪ ،‬ه��و املعيـ�ار الـ�ذي‬
‫حيك��م بالتفوــق وبالتمي��ز وبالســبق‪ ،‬أو بالنقي��ض م��ن ذل��ك كل��ه‪ ،‬ولق��د رشف‬
‫اهلل تباــرك وتعــاىل‪ ،‬اللغـ�ة العربيـ�ة ترشي ًفـ�ا مل تنلـ�ه لغـ�ة أخــرى‪ ،‬حـين أنــزل جـ�ل‬
‫وعـلا كتابـ�ه العزيـ�ز عـلى قلـ�ب رسوــله ونبيـ�ه حممـ�د ب��ن عبـ�د اهلل صـلى اهلل عليـ�ه‬
‫وســلم‪ ،‬فــكان هــذا الترشي��ف اإلهل��ي مصـ�در احلفــظ واملناع��ة واملتان��ة والقـ�وة‬
‫للغ��ة العربي��ة ال��ذي رف��ع قدره��ا وأكس��بها م��ن عن�اـرص القدرة ع�لى النم��و الذي‬
‫ال يتوق��ف‪ ،‬م��ا جعله��ا متمي��زة؛ ألهن��ا لغ��ة الوح��ي الرب��اين والرس��ول اخلات��م‪ ،‬هبا‬
‫تق��ام الص�لاة رك��ن الدي��ن املت�ين الت��ي يؤدهي��ا املسـ�لمون م��ن ش��تى األجن��اس يف‬
‫مجي��ع أقط��ار األرض ع�لى م��دار اللي��ل والنه��ار‪ ،‬فأصبح��ت لغ�� ًة إنســاني ًة ولسـ�انًا‬
‫عامل ًّيـ�ا منـ�ذ ظهــور اإلسلـام‪ ،‬أبدع��ت حضاــرة راقيـ�ة أشعــلت األنوــار التـ�ي‬
‫بدــدت ظلــات العصــور الوســطى يف العــامل حتـ�ى انبثـ�ق فجـ�ر النهضـ�ة وعـصر‬
‫التنوي��ر يف أوروب��ا ال��ذي ق��ام ع�لى أس��اس م��ن الـتراث الع��ريب اإلسـلامي‬
‫نق�لا�ع��ن املؤلف��ات العربي��ة‪ ،‬أو‬ ‫امل��دون باللغ��ة العربي��ة‪ ،‬س��واء بطريق��ة مب��ارشة ً‬
‫اعت�ما ًدا ع�لى الرتمج��ة العربيــة‪ ،‬فــإن تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا علم‬
‫مــا ينبغــي ألحــد أن يــاري يف هــذا وال أن ينكــره‪ ،‬ولقــد شــهد هــذا املجــال يف‬
‫ـال عظيـ ًـا عــى تعليــم هــذه‬ ‫الســنوات الثالثــن األخــرة اهتام ًمــا متزايــدً ا وإقبـ ً‬
‫اللغــة الرشيفــة ممــا أدى إىل اتســاع رقعــة املناطــق التــي تقــوم بتعليمهــا وتزايــد‬
‫عــدد الدارســن هبــا وتنوعــت أهدافهــم وميوهلــم مــن تعلمهــا‪ ،‬فانفتحــت آفــاق‬
‫يف البحــث مل يكــن لنــا هبــا عهــد مــن قبــل‪ ،‬وظهــرت مناهــج وأســاليب وأدوات‪،‬‬
‫ـح‪ ،‬وعــى الرغــم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـوي ناجـ ٌ‬
‫ـم لغـ ٌّ‬ ‫وكل ذلــك مــن أجــل هــدف واحــد وهــو تعليـ ٌ‬
‫مــن كل هــذا مــازال املاليــن مــن أبنــاء املســلمني وغريهــم مــن غــر الناطقــن ‬
‫بالعربيــة جيــدون كثــرا مــن املشــقة واجلهــد يف تعلــم وتعليــم هــذه اللغــة‬
‫الرشيفــة‪ ،‬ومــن هنــا نطــرح التســاؤالت التاليــة‪:‬‬
‫ ‪-‬مــا هــي أبــرز املشــكالت التــي تواجــه تعلــم وتعليــم العربيــة لغــر‬
‫الناطقــن هبــا؟‬
‫ ‪-‬وما هي احللول العلمية املناسبة لتلك املشكالت؟‬

‫‪656‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫والســبب يف اختيــار موضــوع مداخلتنــا املوســومة بـــ «واقــع العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ :‬املشــكالت واحللــول» هــو تزويــد املعلمــن واملختصــن ‬
‫بتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا بمجوعــة مــن التوجيهــات واألســاليب‬
‫ٍ‬
‫فعالــة‪ ،‬ووضــع‬ ‫ٍ‬
‫بطريقــة‬ ‫التــي تســاعدهم عــى تدريــس هــذه اللغــة املقدســة‬
‫احللــول للمشــكالت التــي اعرتضــت طريقهــم‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫وطبيعــة املداخلــة اقتضــت منــا أن نتبــع املنهــج الوصفــي املدعــم بالوســائل‬
‫ا لتحليلية ‪.‬‬
‫هدف الدراسة‪:‬‬
‫ـية عــى صعوبــات‬ ‫ـة رئيسـ ٍ‬
‫وصفــوة القــول أن هــذه املداخلــة اهتمــت بصفـ ٍ‬
‫ومشــكالت تعليــم وتعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬وســرى القــارئ أن املعلومــات‬
‫القيمــة التــي تتضمنهــا هــذه املداخلــة ال غنــى عنهــا ملــدريس اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬منهــا مــا هــو لغــوي يتصــل بمفهــوم اللغــة‪ ،‬ومنهــا مــا هــو‬
‫تربــوي يتصــل بتدريــس املهــارات اللغويــة‪ ،‬وأملنــا أن حتقــق هــذه املداخلــة‬
‫الغايـ�ة املرجـ�وة يف جماهلـ�ا‪.‬‬
‫خطة الدراسة‪:‬‬
‫وقــد جــاء املداخلــة يف مقدمــة وثالثــة مباحــث وخامتــة‪ ،‬فاملبحــث األول‬
‫تناولنــا فيــه ماهيــة اللغــة واللغــة العربيــة‪ ،‬أمــا املبحــث الثــاين تناولنــا فيــه تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة (مفهومــه‪ ،‬أمهيتــه وأهدافــه)‪ ،‬واملبحــث الثالــث تناولنــا فيــه تعليــم‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا املشــكالت واحللــول‪.‬‬
‫ـتخالصا للنتائــج املهمــة‬
‫ً‬ ‫جيــا هلــا واسـ‬
‫ويف هنايــة املداخلــة كانــت اخلامتــة تتو ً‬
‫التــي توصلنــا إليهــا‪ ،‬مــع اقــراح بعــض التوصيــات‪.‬‬
‫أهم املصادر واملراجع‪:‬‬
‫لق��د تطل��ب إعـ�داد ه��ذه الدراس��ة الرج��وع إىل العدي��د م��ن املصـ�ادر‬
‫العلمي��ة املتنوعــة‪ ،‬الت��ي استــفدنا منه��ا قــدر اإلمــكان‪ ،‬نذكــر منهــا عــى ســبيل‬
‫املثــال‪:‬‬
‫‪- -‬املصدر الرشعي القرآن الكريم برواية ورش عن نافع‪.‬‬

‫‪657‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪- -‬هــاين إســاعيل رمضــان وجمموعــة مؤلفــن‪« ،‬كتــاب معايــر مهــارات‬


‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا»‪.‬‬
‫‪- -‬عبده الراجحي«كتاب علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية»‪.‬‬
‫‪- -‬رشــدى أمحــد طعيمــة «كتــاب املهــارات اللغويــة مســتوياهتا‪ ،‬تدريســها‬
‫صعوباهتــا»‪.‬‬
‫الصعوبات والعوائق‪:‬‬
‫ـادة تعرتهي��ا جمموع��ة م��ن الصعوبـ�ات‪،‬‬‫علمي��ة جـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫دراس��ة‬ ‫ال ش��ك أن كل‬
‫ٍ‬
‫وإن اختلفـ�ت درجتهـ�ا ونس��بتها مـ�ن باحــث إىل آخـ�ر حسـ�ب إمكانياتـ�ه املاديـ�ة‬
‫والتكويـ�ن العلمـ�ي والبيداغوجــي‪ ،‬ويمكـ�ن حـصر الصعوبــات التــي اعرتضتنــا‬
‫يف إعدــاد هــذا املداخلـ�ة فيـما يـلي‪:‬‬
‫تف�رـق امل�اـدة العلميــة؛ حيثــ مل تكـ�ن متوفرــ ًة بالقــدر الكــايف يف بعـ�ض‬
‫عنـ�ارص املوضــوع‪ ،‬وع�لى العك��س م��ن ذل��ك وجدناه��ا غزيــر ًة يف عنـ�ارص‬
‫أخــرى‪.‬‬
‫صعوبــة مجــع املــادة العلميــة مــن كل هــذه املصــادر واملراجــع التــي وقعــت‬
‫بــن يدينــا‪ ،‬مــن جهــة الشــح يف عامــل الوقــت‪ ،‬وصعوبــة اســتخراج املــادة‬
‫العلميــة املتعلقــة باملوضــوع‪.‬‬
‫ومه�ما يك��ن م��ن ش��أن الصعوب��ات الت��ي ذكرهت��ا فه��ي يف احلقيق��ة تنـ�درج‬
‫ضمـ�ن وساــئل البحـ�ث وأدواتــه‪.‬‬
‫ومـ�ع ش��عورنا أن املوضــوع مل ينـ�ل حقـ�ه مـ�ن البحـ�ث ومـ�ن التحليـ�ل‬
‫والدراسـ�ة الكافيــة‪ ،‬إال أننـ�ا نتمنـ�ى أ َنـ�ه قـ�د حقـ�ق عـلى األقـ�ل املعايـير املنهجيـ�ة‬
‫جديرــ بدراســات علميــة‪.‬‬‫ٍ‬ ‫واجلديـ�ة العلميـ�ة ملوض�وـ ٍع‬
‫ويف اخلت��ام ال يفوتن��ا أن نع��رب ع��ن جزي��ل الش�كـر ل��كل م��ن سـ�اعدنا‬
‫م��ن قري��ب أو م��ن بعي��د ع�لى إنج��از ه��ذه املداخلــة‪ ،‬ونخــص بالذكــر أســتاذنا‬
‫الفاضــل «بالطــر تــاج»‪ ،‬وإىل رواد املكتبــة املركزيــة بجامعــة معســكر‪.‬‬
‫ونسأل اهلل أن يوفقنا إىل اخلري والسداد و هييئ لنا من أمرنا رشدً ا‪.‬‬

‫‪658‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬

‫املبحث األول‪ :‬ماهية اللغة واللغة العربي�ة‬


‫ً‬
‫أول‪:‬مفهوم علم اللغة‪:‬‬
‫ه��و العل��م الـ�ذي يــدرس اللغ��ة م��ن اجلان��ب الصـ�ويت والرتكيب��ي‬
‫والدــاليل‪ ،‬دون أن هيت��م بالس�يـاقات االجتامعيــة ‪ contexte sociale‬التـ�ي تعتـبر‬
‫مه��د اكتسـ�اب و اس�تـخدام اللغ��ة‪ :‬بحي��ث يض��م كل فــروع البح��ث اللغـ�وي‬
‫الت��ي تتعل��ق باملفاهي��م والنظريـ�ات واملناه��ج واملقارنـ�ة‪ ،‬واللهجـ�ات والتطبيـ�ق‪،‬‬
‫ك�ما أن موضوع��ه ه��و دراس��ة اللغ��ة باعتباره��ا وســيلة اتصـ�ال مجاعيـ�ة‪ ،‬وكـ�ذا‬
‫إجابت��ه ع�لى السؤــالني التالييـن‪ :‬ملــاذا نــدرس اللغـ�ة؟ ملــاذا تــدرس اللغـ�ة هبـ�ذه‬
‫الطريقــة؟ بحيـ�ث يعتمـ�د عـلى مـ�ا جــاء بــه دي سوســر يف اللس��انيات البدائيـ�ة‬
‫واملدرسـ�ة التوليديـ�ة والتحويليـ�ة لتشومســكي يف الق�دـرة اللغويــة(((‪.‬‬
‫منهجــا جديــدً ا يــدرس‬
‫ً‬ ‫ففــي بدايــة األمــر ظهــر «علــم اللغــة» باعتبــاره‬
‫اللغــة عــى أســاس علمــي‪ ،‬حيــث أصبــح هــذا العلــم نموذجــا لكثــر مــن‬
‫العلــوم التــي تنتمــي إىل مــا كان يعــرف مــن قبــل الدراســات اإلنســانية‪،‬‬
‫ولقــد شــغل علــم اللغــة هــذه املكانــة ألنــه نجــح‪ -‬ح ًّقــا‪ -‬يف تطويــر نظريــات‬
‫متامســكة‪ ،‬ويف اســتثامر مناهــج العلــم التجريبــي يف دراســة الظواهــر اللغويــة‪،‬‬
‫ومــن املهــم أن نشــر هنــا إىل أن «علــم اللغــة» ينهــض عــى دعامتــن مهــا‪ :‬نظريــة‬
‫لغويــة ‪ Linguistic theory‬ووصــف لغــوي ‪ ، Linguistic description‬تقــدم النظرية‬
‫(((‬
‫اإلطــار املعــريف العــام عــن اللغــة وطبيعتهــا‪.‬‬
‫ولق��د اختل��ف العل�ماء يف تعري��ف اللغ��ة ومفهومه��ا‪ ،‬ولي��س هن��اك اتفـ ٌ‬
‫�اق‬
‫ٍ‬
‫حم��دد للغ��ة‪ ،‬ويرج��ع س��بب كث��رة التعريف��ات وتعدده��ا إىل‬ ‫شـ ٌ‬
‫�امل ع�لى مفه��و ٍم‬
‫ارتبـ�اط اللغ��ة بكثـ ٍ‬
‫ير م��ن العلـ�وم‪.‬‬
‫فتعريــف ابــن جنــي* للغــة يعتــر مــن التعريفــات الدقيقــة التــي يعرفهــا‬
‫ـا‪« :‬حــد اللغــة أصــوات يعــر هبــا كل قــوم عــن أغراضهــم»(((‪.‬‬ ‫قائـ ً‬

‫((( ينظ��ر‪ :‬صال��ح بلعيـ�د‪ ،‬دروس يف اللس�اـنيات التطبيقـ�ي‪ ،‬دار هوم��ة للطباع��ة والن�شر والتوزيـ�ع‪،‬‬
‫اجلزائــر‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬عبــده الراجحــي‪ ،‬علــم اللغــة التطبيقــي وتعليــم العربيــة‪ ،‬دار املعرفــة اجلامعيــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬مــر‪1995 ،‬م‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫* ابــن جنــي (‪392-320‬ه‪1001-932 ،‬م) أبــو الفتــح عثــان بــن جنــي‪ ،‬عــامل نحــوي كبــر‪ ،‬ولــد‬
‫باملوصــل‪ ،‬ونشــأ وتعلــم النحــو فيهــا عــى يــد أمحــد بــن حممــد املوصــي األخفــش‪ ،‬وقــد أظهــر اهتاممــه‬
‫بالدراســات النحويــة منــذ ســني نشــأته األوىل‪ ،‬لــه مصنفــات كثــرة ورســائل ورشوح اختلــف فيهــا‬
‫املؤرخــون يف عددهــا‪ ،‬ومــن أشــهر اخلصائــص يف اللغــة (‪)1956-1952‬م‪.‬‬
‫((( ابن جني‪ ،‬اخلصائص يف اللغة‪ ،‬حتقيق حممد عيل النجار‪ ،‬دار الكتب املرصية‪ ،‬مرص‪1913 ،‬م‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪659‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫واهتــم ابــن خلــدون باللغــة ألهنــا هــي الوســيلة التــي متيــز اإلنســان عــن‬
‫غــره مــن الكائنــات‪ ،‬ومل ختتلــف نظرتــه عــا ســبقه‪ ،‬فقــد عرفهــا يف بدايــة فصــل‬
‫ـا‪« :‬اعلــم أن اللغــة يف املتعــارف عليــه‪ ،‬هــي عبــارة املتكلــم‬‫– علــم النحــو‪ -‬قائـ ً‬
‫ـئ عــن القصــد بإفــادة الــكالم‪،‬‬ ‫عــن مقصــوده‪ ،‬وتلــك العبــارة فعـ ٌـل لسـ ٌّ‬
‫ـاين ناشـ ٌ‬
‫فــا بــد أن تصــر ملكــة مقــررة يف العضــو الفاعــل هلــا‪ ،‬وهــو اللســان‪ ،‬وهــي يف‬
‫كل أمــة بحســب اصطالحاهتــا»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬تعريف اللغة العربي�ة‬
‫أ‪ .‬تعريف العربي�ة لغة‪:‬‬
‫ماــدة العربيـ�ة مشتــقة مـ�ن عــرب يعــرب َع َربـ�ا‪ :‬أي فصـ�ح بعـ�د ُلكنـ�ة‪.‬‬
‫فص��ح‪ .‬ويق��ال‪َ :‬ع ُرب لسـ�انه‪.‬‬ ‫وعراب��ة‪ ،‬و ُع ُروبي��ة‪ :‬أي ُ‬
‫وع��رب ُع ُروب��ا‪ ،‬و ُع ُروب��ة‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫فصيح��ا يف العربي��ة وإن مل يك��ن م��ن الع��رب‪ .‬وال��كالم‪َ :‬ب َينَ ُه‪.‬‬
‫ً‬ ‫كان‬ ‫ف�لان‪:‬‬ ‫��رب‬
‫وأ ْع َ‬
‫وأتـ�ى بـ�ه َو ْف�قـ قواعـ�د النحـ�و وطبـ�ق عليـ�ه قواعـ�د النحــو‪ ،‬وبم�رـاده‪ :‬أفصـ�ح بـ�ه‬
‫ومل ي�وـارب‪ ،‬وعـ�ن حاجت��ه‪ :‬أبــان‪ ،‬واالس��م األعجم��ي‪ :‬نط��ق ب��ه ع�لى منهـ�اج‬
‫ال َعـ َـرب وع��ن صاحبه‪:‬تكل��م عن��ه واحت��ج‪ .‬ويقـ�ال‪ :‬عـ�رب عن��ه لســانه‪ :‬أبـ�ان‬
‫وأفصـ�ح‪ ،‬والــكالم‪ :‬أوضح��ه‪ .‬وفالنً��ا‪ :‬ع َلم��ه العربي��ة‪ .‬واالس��م األعجم��ي‪:‬‬
‫هذبـ�ه مـ�ن اللحـ�ن‪َ .‬ت َعــرب‪ :‬تشــبه بالعرــب‪ ،‬وأقــام بالباديـ�ة‬ ‫أعربـ�ه‪ .‬ومنط َقـ�ه‪َ :‬‬
‫اس�� َت ْعرب‪ :‬صـ�ار‬ ‫وصـ�ار أعراب ًّيـ�ا‪ ،‬وكان يقـ�ال‪ :‬تعـ�رب فـلان بع��د اهلجرــة‪ْ ،‬‬
‫دخي�لا�يف العرــب وجعــل نفســه منهــم(((‪.‬‬ ‫ً‬
‫ب‪.‬تعريف اللغة العربية‪:‬‬
‫اللغـ�ة العربيـ�ة‪ :‬هـ�ي إحــدى اللغــات القديمـ�ه التـ�ي عرفـ�ت باسـ�م جمموعـ�ة‬
‫اللغ�اـت الساــمية؛ وذل��ك نس��بة إىل س��ام ب��ن ن��وح علي��ه السـلام‪ ،‬ال��ذي اسـ�تقر‬
‫ه��و وذريتــه يف غـ�رب آسـ�يا وجنــوﻬﺑا حي��ث شـ�به اجلزيـ�زة العربي��ة‪ .‬وم��ن هـ�ذه‬
‫اللغــات الس�اـمية‪ :‬الكنعانيــة‪ ،‬النبطيــة‪ ،‬البابليــة‪ ،‬احلبشــية‪ .‬واس��تطاعت اللغـ�ة‬
‫العربيـ�ة أن تبقــى‪ ،‬يف حـين مل يبـ�ق مـ�ن تلـ�ك اللغــات إال بعـ�ض اآلثــار املنحوتـ�ة‬
‫عـلى الصخــور هنـ�ا وهنــاك(((‪ ،‬حيـ�ث حتــوي العربي��ة مـ�ن األصوــات مـ�ا ليـ�س‬
‫يف غريهـ�ا مـ�ن اللغاــت‪ ،‬وفيهـ�ا ظاهــرة اإلعرــاب ونظامـ�ه الكامــل‪ ،‬وفيهـ�ا‬
‫((( عبد الرمحان ابن خلدون‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬حتقيق أمحد جاد‪ ،‬دار اللغة اجلديد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪،‬‬
‫ط‪2014 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.548‬‬
‫((( إبراهيم مصطفى وآخرون‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬املكتبة اإلسالمية للطباعة والنرش‪ ،‬إستنبول‪1972 ،‬م‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص ‪.195‬‬
‫((( ينظر‪ :‬غنيم كارم السيد‪ ،‬اللغة العربية والصحوة العلمية احلديثة‪ ،‬مكتبة ابن سينا للنرش والتوزيع‪،‬‬
‫مرص اجلديدة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪660‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬

‫ـغ كثيـر ٌة جلمــوع التكســر‪ ،‬وغـير ذلـ�ك مـ�ن ظواهـ�ر لغويـ ٍ‬


‫�ة‪ ،‬حيـ�ث يؤكـ�د‬ ‫صيـ ٌ‬
‫لن��ا الدارس��ون أﻬﻧا كان��ت سـ�ائدة يف السـ�امية األوىل الت��ي انح��درت منه��ا كل‬
‫اللغ��ات السـ�امية املعروف��ة لن��ا اآلن(((‪.‬‬
‫واللغ��ة العربي��ة أك�بر لغ��ات اﻤﻟﺠموع��ة الس��امية من حي��ث ع��دد املتحدثني‪،‬‬
‫انتش�اـرا يف العاــمل‪ ،‬يتحدثهـ�ا أكثـ�ر مـ�ن أربعامئـ�ة واثنـين‬ ‫ً‬ ‫وإحــدى أكثـ�ر اللغــات‬
‫وعرشيـ�ن مليــون نسمــة‪ ،‬ويتوــزع متحدثوهـ�ا يف املنطقـ�ة املعروفـ�ة باسـ�م الوطـ�ن‬
‫العرــيب‪ ،‬باإلضاف�ةـ إىل العديـ�د مـ�ن املناطـ�ق األخــرى اﻤﻟﺠاورة كاألحوــاز وتركيـ�ا‬
‫وتشــاد ومــايل ونيجريـ�ا وماليزيـ�ا وإندونســيا وغريهـ�ا مـ�ن الدــول اإلسـلام‪ ،‬هـ�ي‬
‫اللغـ�ة الس�اـمية الوحيــدة التـ�ي قــدر هلـ�ا أن حتافـ�ظ عـلى وجوده��ا وأن تصبـ�ح‬
‫عاملي�� ًة‪ ،‬وم��ا كان ليتحق��ق هل��ا ذل��ك ل��وال ن��زول الق��رآن الكري��م ﻬﺑا قــال اهلل‬
‫ون﴾[يوســف‪ ،]2 :‬وقولــه تعــاىل‪:‬‬ ‫ـم َت ْع ِق ُل َ‬
‫تعــاىل‪﴿ :‬إِ َّنــا َأ َنز ْلنَــا ُه ُق ْرآ ًنــا َع َربِ ًّيــا َل َع َل ُكـ ْ‬
‫ون﴾[الزخـ�رف‪]3 :‬؛ إذ اليمكـ�ن فهـ�م‬ ‫ُ��م َت ْع ِق ُل َ‬
‫﴿ إِنَّ��ا َج َع ْلنَ��ا ُه ُق ْرآنً��ا َع َربِ ًّي��ا َل َع َلك ْ‬
‫كتـ�اب اهلل تعـ�اىل الفه��م الصحي��ح والدقي��ق وتــذوق إعجــازه اللغــوي والبيــاين‬
‫إال بقراءت��ه باللغ��ة العربي�ةـ‪ ،‬ك�ما أن ال�تراث الغن��ي م��ن العل��وم اإلسـلامية‬
‫وأمهــات الكتـ�ب مكتوبـ�ة باللغـ�ة العربي��ة‪ ،‬ومـ�ن هنـ�ا كان تعلـ�م العربيـ�ة هد ًفـ�ا‬
‫لـ�كل املســلمني(((‪.‬‬
‫وحتتـ�وي اللغـ�ة العربيـ�ة عـلى ‪ 28‬حر ًفــا مكتو ًبــا‪ ،‬و ُت ْكتَ��ب م��ن اليم�ين إىل‬
‫اليس��ار ‪-‬بعك��س الكث�ير م��ن لغ��ات الع��امل‪ -‬وم��ن أع�لى الصفح��ة إىل أســفلها‪،‬‬
‫ويطلـ�ق العــرب عـلى اللغـ�ة العربيـ�ة لقــب (لغـ�ة الضاد)؛ألهنـ�ا الوحيــدة بـين‬
‫لغــات العــامل ‪-‬تقري ًبـ�ا‪ -‬التـ�ي حتتــوي عـلى حــرف الضــاد(((‪.‬‬
‫فيقوــل املس�تـرشق األمريكــي كوهتيـ�ل مش�يـدً ا بقدــرة اللغـ�ة العربيـ�ة عـلى‬
‫التطــور واالرتقاء‪«:‬قـ َّـل منـ�ا ‪-‬نحـ�ن الغربيـين‪ -‬مـ�ن يقــدر اللغ��ة العربيـ�ة حـ�ق‬
‫قدرهــا‪ ،‬مـ�ن حيـ�ث أمهيتهـ�ا وغناهــا‪ ،‬فهـ�ي بفضـ�ل تاريخــ األقوــام التـ�ي نطقـ�ت‬
‫كثـيرة‪ ،‬واحتكاكهـ�ا بمدنيــات خمتلفــة؛ قـ�د‬ ‫ٍ‬ ‫هبــا‪ ،‬وبداعـ�ي انتش�اـرها يف أقاليـ�م‬
‫نم��ت إىل أن أصبح��ت لغ�� ًة مدن َي�� ًة بأرسه��ا بع��د أن كان��ت لغ��ة قبل َي�� ًة‪ ،‬لق��د كان‬
‫ٌ‬
‫مس��تقبل باهـ ٌـر»(((‪.‬‬ ‫للعربيـ�ة مــاض جميــد‪ ،‬ويف تقديــري س�يـكون هلـ�ا‬

‫((( ينظر‪ :‬أنيس إبراهيم‪ ،‬يف اللهجات العربية‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1965 ،3‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.33‬‬
‫((( ينظر‪ :‬عكاشة حممود‪ ،‬علم اللغة‪ :‬مدخل نظري يف اللغة العربية‪ ،‬دار النرش للجامعات‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪2006 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫((( ينظر‪ :‬حممود عيل رشايب‪ ،‬دليل متعلمي العربية الناطقني بغريها‪ ،‬دار وجوه للنرش والتوزيع‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط‪1436 ( ،1‬هـ‪2015 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫((( ينظر‪ :‬حممود السيد‪ ،‬النهوض باللغة العربية بني التوصيات واملامرسات‪ ،‬حقوق النرش للمؤلف‪،‬‬

‫‪661‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ويوضـ�ح املستــرشق األمريكـ�ي ولي��م ورل قدــرة اللغـ�ة العربيـ�ة عــى ‬


‫مس�اـيرة عرصهـ�ا بقولـ�ه‪« :‬إن للغـ�ة العربيـ�ة مـ�ن ِ‬
‫اللـين واملرونـ�ة مـ�ا يمكِّناهنــا‬
‫م��ن التَكي��ف وف��ق مقتضي��ات الع�صر‪ ،‬وه��ي مل تتقهق��ر في�ما م�ضى أم��ام ِ‬
‫أي‬
‫لغ��ة أخ��رى م��ن اللغ��ات الت��ي احتك��ت هب��ا‪ ،‬وه��ي ستــحافظ ع�لى كياهن��ا يف‬
‫املس�تـقبل كـما حافظـ�ت عليـ�ه يف املــايض»(((‪.‬‬
‫ويشــيد املستــرشق الفرنـسي لوي��س ماسـ�ينيون باللغ��ة العربيـ�ة وسـماهتا‬
‫الت��ي متن��ح متحدثيه��ا ح��ق االفتخ��ار هب��ا‪ ،‬فيق��ول‪« :‬باس��تطاعة الع��رب أن‬
‫يفاخرــوا غريهـ�م مـ�ن األمـ�م بـما يف أيدهيـ�م مـ�ن جوام�عـ الكلـ�م التـ�ي حتمـ�ل مـ�ن‬
‫سمــو الفكــر وأم��ارات الفتوــة وامل��روءة مــا ال مثيــل لــه»(((‪.‬‬
‫ويثـير تاريـ�خ اللغـ�ة العربيـ�ة العريـ�ق دهشـ�ة املؤــرخ الفرنـسي آرنســت‬
‫رينــان وإعجابـ�ه هبــا‪ ،‬فيقــول‪« :‬مـ�ن أغــرب املدهشــات أن تنبـ�ت تلـ�ك اللغـ�ة‬
‫الر َّح��ل‪.‬‬‫القوميـ�ة‪ ،‬وتص��ل إىل درج��ة الكـمال وس��ط الصحــارى عن��د أم��ة م��ن ُّ‬
‫تل��ك اللغ��ة الت��ي فاق��ت أخواهت��ا بكثـ�رة مفرداهت��ا ودق��ة معانيهـ�ا‪ ،‬وحس��ن نظـ�ام‬
‫مبانيهـ�ا‪ ،‬وكان��ت هـ�ذه اللغ��ة جمهول��ة عن��د األمـ�م‪ ،‬وم��ن يـ�وم ُع ِل َم��ت ظهـ�رت‬
‫لن��ا يف حل��ل الك�مال لدرج��ة أهن��ا مل تتغ�ير أي تغ�ير يذك��ر‪ ،‬حت��ى إهن��ا مل ُي ْعـ َ�رف‬
‫كل أطـ�وار حياهت��ا ال طفول��ة وال ش�يـخوخة‪ ،‬وال نـ�كاد نعل��م م��ن شـ�أهنا‬ ‫هل��ا يف ِ‬
‫ش��بيها هلــذه اللغـ�ة التـ�ي‬
‫ً‬ ‫إال فتوحاهتـ�ا وانتصاراهتـ�ا التيــ ال ُت َب�اـرى‪ ،‬وال نعلـ�م‬
‫�درج‪ ،‬وبقي��ت حمافظ�� ًة ع�لى كياهن��ا م��ن ِ‬
‫كل‬ ‫ظه��رت للباحث�ين كاملةـ ًـ م��ن غ�ير تـ ُ‬
‫شــائبة»(((‪.‬‬
‫ أم��ا العـ�امل األملــاين فريننبــاغ فيع�لي م��ن شـ�أن العلـماء الذي��ن خدمــوا‬
‫أن هــذه اجلهــود أماــرة ب�اـرزة عـلى عبقريــة‬‫العربيـ�ة وألفــوا فيهــا‪ ،‬وهـ�و يــرى َ‬
‫العربيــة‪ ،‬فيقــول‪« :‬ليسـ�ت لغـ�ة العــرب أغنـ�ى لغــات العــامل فحســب‪ ،‬بــل‬
‫الذي��ن نبغـ�وا يف التألي��ف هب��ا ال يمك��ن حرصهـ�م‪ ،‬وإن اختالفه��م عن��ا يف الزمـ�ان‬
‫والسجــايا واألخـلاق أقـ�ام بينن��ا نح��ن الغربـ�اء ع��ن العربي��ة وب�ين مـ�ا ألفـ�وه‬
‫نتب�ين مــا وراءه إال بصعوبــة»(((‪.‬‬
‫حجا ًبــا ال َ ُ‬
‫املبحث الثاين‪ :‬تعليم اللغة العربي�ة‬

‫دمشق‪ ،‬د‪.‬ط‪1428( ،‬هـ‪2008 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.174‬‬


‫((( املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫((( ينظر‪ :‬عيل عبد الواحد وايف‪ ،‬فقه اللغة‪ ،‬دار هنضة مرص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫((( ينظر‪ :‬حممود السيد‪ ،‬النهوض باللغة العربية بني التوصيات واملامرسات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫((( املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪662‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬مفهوم تعليم اللغة العربي�ة‬
‫إن تعليــم اللغــة وتعلمهــا هــو اجلانــب األول واألهــم مــن بــن جوانــب‬
‫علــم اللغــة التطبيقــي‪ ،‬بــل قــد يــرى بعــض الباحثــن أن علــم اللغــة التطبيقــي‬
‫ـة واحـ ٍ‬
‫ـدة‪.‬‬ ‫وتعليــم اللغــة وجهــان لعملـ ٍ‬

‫ويعــرف حممــد عــي الســان أن‪« :‬التعليـ�م هـ�و إيصــال املعلـ�م العلـ�م‬
‫واملعرفـ�ة إىل أذهــان التالميـ�ذ بطريقـ�ة قويمـ�ة وهـ�ي طريقـ�ة االقتصاديـ�ة التـ�ي‬
‫توفـ�ر لــكل مـ�ن املعلمــ واملتعلـ�م الوقـ�ت واجلهـ�د يف سبــيل احلصــول عـلى العلـ�م‬
‫واملعرفــة»((( ‪.‬‬
‫فتعليــم اللغــة العربي ـ�ة‪ :‬هــي عمليــة تربويــة هتــدف إىل الدفــع واإلرشــاد‬
‫والتطويــر يف بنــاء قــدرة اللغــة العربيــة الصحيحــة إجيابيــة كانــت أو ســلبية‪،‬‬
‫الغــرض مــن تعليمهــا هــو تطويــر املهــارات األربعــة هــي مهــارة االســتامع‬
‫ومهــارة الــكالم ومهــارة القــراءة ومهــارة الكتابــة‪ ،‬وهــذه املهــارات أعــال مرتبة‬
‫أو منظمــة يف عمليــة تعليــم اللغــة العربيــة(((‪.‬‬
‫فاللغــة العربيــة هــي لغــة عامليــة وخصبــة يف مفرداهتــا‪ ،‬وهلــا قــدرة عجيبــة‬
‫عــى التجــدد التصافهــا بظاهــريت التوليــد واالشــتقاق ال تضاهيهــا فيهــا أي لغـ ٍ‬
‫ـة‬
‫أخــرى‪ ،‬ورغــم مكانتهــا الدوليــة وثقــل وزهنــا بــن اللغــات العامليــة األخــرى‪،‬‬
‫إال أهنــا تعــاين مــن إجحــاف أبنائهــا يف حقهــا‪ ،‬بدعــوة االنفتــاح عــى اآلخــر‬
‫واالنبهــار بــكل مــا هــو آت مــن الغــرب‪ ،‬حيــث حــادوا عنهــا واســتخدموا‬
‫لغــات أخــرى متناســن أن تلــك اللغــات أقــل مرونــة واســتيعابا للمصطلحــات‬
‫احلضاريــة مــن لغتهــم األم(((‪.‬‬
‫لذلــك وجبــت العنايــة هبــا كــادة تدريــس مــن حيــث حتديدهــا وبيــان‬
‫نوعهــا ومفراداهتــا هلــا وارتبــاط بنوعيــة الطالــب الــذي ســيتعلمها‪ ،‬فهــو طالــب‬
‫يقصــد الســياحة واإلقامــة مــع العــرب حينًــا‪ ،‬أو التحصيــل الــدرايس حينًــا‬
‫آخــر‪ ،‬لذلــك جيــب أن ختــدم املــادة هــذا الطالــب وتيــر لــه االتصــال بالعــرب‬
‫والتعايــش معهــم((( ‪.‬‬

‫((( حممد عىل السامن‪ ،‬التوجيه يف تعليم اللغة العربية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫((( حممد عىل السامن‪ ،‬التوجيه يف تعليم اللغة العربية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫((( ينظر‪ :‬عيل سامي احلالق‪ ،‬يف تدريس مهارات اللغة العربية وعلومها‪ ،‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬لبنان‪ ،‬د‪.‬ط‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫((( ينظر‪ :‬تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬قضايا وجتارب‪ ،‬املنظمة العربية للرتبية والثقافة‬
‫والتعليم‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬تونس‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪663‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ثاني�ا‪ :‬أهمية تعليم اللغة العربي�ة‪:‬‬


‫ً‬

‫هنــاك رابط ـ ٌة قوي ـ ٌة تربــط اإلنســان باللغــة‪ ،‬فكلــا كان قو ًّيــا عــى احليــاة‪،‬‬
‫عار ًفــا بنفســه وبظــروف بيئتــه وعاملــه‪ ،‬رأينــاه قــادرا عــى اإلفصــاح بلغتــه‪،‬‬
‫ـرة بحيــث إذا تكلــم ال خيطــئ‪ ،‬وإذا قصــد إىل‬ ‫ـول اللغــة عنــده إىل فطـ ٍ‬ ‫وعــى أن حيـ ِ‬
‫يشء عــر عنــه بوضــوح‪ ،‬بــل إنــه يتخطــى مرحلــة الوضــوح إىل مرحلــة أخــرى‬
‫ـان﴾‬‫ـق َا ِإلن َْٰسـ َن (‪َ )3‬ع َّل َمـ ُه ا ْل َب َيـ َ‬ ‫تعاىل‪﴿:‬خ َلـ َ‬
‫َ‬ ‫ـر عنهــا القــرآن الكريــم(((‪ ،‬بقــول‬ ‫عـ َ‬
‫[الرمحــن‪ ،]4 ،3:‬فاللغــة أعظــم القــوى جتعــل مــن الفــرد كائنًــا اجتامع ًّيــا‪ ،‬وجتعل‬
‫نظرتــه للكــون مضبوط ـ ًة باللغــة ا َلتــي يتكلمهــا‪ ،‬ألهنــا الرابطــة احلقيقيــة بــن ‬
‫ـب عنهــم هــذا‪ ،‬فابــن تيميــة‬ ‫عــامل األحيــاء واألذهــان‪ ،‬ثــم إن علــاء العربيــة مل يغـ ْ‬
‫ِ‬
‫ يس ـ ُن‬‫وهــو يعلــق عــى احلديــث الرشيــف قولــه صــى اهلل عليــه وســلم‪َ « :‬م ـ ْن ُ ْ‬
‫ـاق»‪ ،‬واالعتيــاد‬ ‫ث النِ َفـ َ‬‫ـو ِر ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم بِا ْل َع َربِ َيــة َفــا َي َت َك َل َم ـ َن بِا ْل َع َجم َيــة؛ َفإِ َن ـ ُه ُيـ َ‬
‫َأ ْن َي َت َك َلـ َ‬
‫عــى اللغــة العربيــة يؤثــر يف العقــل واخللــق والديــن‪ ،‬كــا يؤثــر يف مشــاهبة َصــدْ ر‬
‫هــذه األمــة مــن الصحابــة والتابعــن‪ ،‬ومشــاهبتهم تزيــد العقــل واخللــق والدين‪،‬‬
‫ِ‬
‫ـإن فهــم الكتــاب‬ ‫ـب‪ ،‬فـ َ‬ ‫فتع ُلــم اللغــة العربيــة مــن الديــن‪ ،‬ومعرفتهــا فــرض واجـ ٌ‬
‫ـرض‪ ،‬وال ُي ْفهــم إال بفهــم اللغــة العربيــة(((‪.‬‬ ‫والســنة فـ ٌ‬ ‫ُ‬
‫واســتطاعت أن تبقــى اللغــة العربيــة عــى أصالتهــا‪ ،‬نقيــة ذات فصاحــة‬
‫وبيــان بحفــظ مــن اهلل‪ ،‬فيقــول مصطفــى صــادق الرافعــي‪« :‬إن اللغــة مظهــر مــن‬
‫مظاهــر التاريــخ‪ ،‬والتاريــخ صفــة األمــة‪ ،‬كيفــا قبلــت أمــر اللغــة مــن حيــث‬
‫اتصاهلــا بتاريــخ األمــة واتصــال األمــة هبــا‪ ،‬وجدهتــا الصفــة الثانيــة الثابتــة التــي‬
‫ال تــزول إال بــزوال اجلنســية وانســاخ األمــة مــن تارخيهــا»(((‪.‬‬
‫بـ�ل إن محاي��ة العربي��ة والدفــاع عنهــا؛ محايـ�ة للعــامل كلــه‪ ،‬ودفــاع عـ�ن‬
‫إح��دى أدوات تفك�يره أو ع�لى ح��د ق��ول عب��اس العق��اد‪« :‬م��ن واج��ب القـ�ارئ‬
‫الع��ريب إىل جان��ب غريت�هـ ع�لى لغت��ه‪ ،‬أن يذك��ر أن��ه ال ُيطالِ��ب بحامي��ة لسـ�انه‬
‫فحســب‪ ،‬ولكنـ�ه يطالِـ�ب بحاميـ�ة الع��امل مـ�ن خساــرة فادحـ�ة تصيبــه‪ ،‬بـما يصيـ�ب‬
‫هــذه األداة العامليـ�ة مـ�ن أدوات املنطـ�ق اإلنس��اين‪ ،‬بعـ�د أن بلغـ�ت مبلغهـ�ا الرفيـ�ع‬
‫م��ن التط��ور والك�مال‪ .‬وإن بي��ت القصي��د هن��ا أعظ��م م��ن القصي��د كل��ه‪َ ،‬‬
‫ألن‬
‫الســهم يف هــذه الرميـ�ة يســدد إىل القلـ�ب وال يقـ�ف عنـ�د الفـ�م واللسـ�ان‪ ،‬ومـ�ا‬
‫ينط��ق ب��ه يف كال ٍم منظـ�و ٍم أو منثـ ٍ‬
‫ـور»(((‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬عبده حممد بدوي‪،‬أمهية تعلم اللغة العربية‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪1996 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫((( ينظر‪ :‬عبده حممد بدوي‪ ،‬أمهية تعلم اللغة العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫((( صالح نصريات‪ ،‬طرق تدريس العربية‪ ،‬دار الرشوق للنرش والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫((( حممد عبد الشايف ال ُقويص‪ ،‬عبقرية اللغة العربية‪ ،‬منشورات املنظمة اإلسالمية للرتبية والعلوم‬
‫والثقافة‪ ،‬إيسيسكو‪1437( ،‬هـ‪2016،‬م)‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪664‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف تعليم اللغة العربي�ة‬
‫يمكــن تلخيــص أهــداف اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات أخــرى عنــد‬
‫ـداف رئيسـ ٍ‬
‫ـية هــي(((‪:‬‬ ‫رشــدى أمحــد طعيمــة يف ثالثــة أهـ ٍ‬

‫‪ .1‬أن يــارس الطـلاب اللغ��ة العربي��ة بالطريق��ة الت��ى يامرسـ�ها الناطقـ�ون‬


‫هل��ذه اللغ��ة‪ ،‬أو بص��ورة تعلي��م اللغ��ة العربي��ة م��ن ذل��ك‪ ،‬وىف ض��وء املهـ�ارات‬
‫اللغوي��ة األرب��ع يمك��ن الق��ول ب��أن تعلي��م اللغ��ة العربي��ة كلغ��ة الثاني��ة تسـ�تهدف‬
‫مايـلى‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬تنمية قدرة الطالب عىل فهم اللغة العربية عندما يستمع إليها‪.‬‬
‫ثان ًيــا‪ :‬تنميـ�ة قدــرة الطالـ�ب عـلى النطـ�ق الصحيـ�ح باللغـ�ة العربيـ�ة والتكلـ�م‬
‫س��ليم�يف األداء‪.‬‬
‫ً‬ ‫م��ع الناطقـين بالعربي��ة حدي ًث��ا مع ً‬
‫�برا يف املعن��ى‬
‫ثال ًثا‪ :‬تنمية قدرة الطالب عىل قراءة الكتب اللغة العربية دق ًة ً‬
‫وفهم‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬تنمية قدرة الطالب عىل الكتابة باللغة العربية دق ًة وطالق ًة‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يعــرف الطــاب خصائـ�ص اللغـ�ة العربيــة‪ ،‬ويميزهـ�ا عـ�ن غريهـ�ا مـ�ن‬
‫اللغ��ات األصوــات واملف�رـدات والرتاكيـ�ب واملفاهيــم‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يتعـ�رف الطـلاب ع�لى الثقاف��ة العربيـ�ة‪ ،‬وأن يل��م بخصائ��ص اإلنسـ�ان‬
‫العــريب والبيئــة التـ�ي يعيـ�ش فيهـ�ا واملجتمـ�ع الــذي يتعامـ�ل معــه‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬تعليم العربي�ة للناطقني بغريها املشكالت‬
‫واحللول‬
‫يشــيع يف ميــدان تعليــم العربيــة كلغــة ثانيــة جمموعــة مــن املصطلحــات‬
‫التــي ينبغــي أن نبــن الفــرق بينهــا(((‪:‬‬
‫‪ .1‬تعليم العربية ألجانب‪.‬‬
‫‪ .2‬تعليم العربية لغري العرب‪.‬‬
‫‪ .3‬تعليم العربية لألعاجم‪.‬‬

‫((( رشدى أمحد طعيمة‪ ،‬تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا مناهجه وأساليبه‪ ،‬منشورات املنظمة‬
‫اإلسالمية للرتبية والعلوم والثقافة‪ ،‬مرص‪1989 ،‬م‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫((( رشدي أمحد طعيمة‪ ،‬املرجع يف تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬معهد اللغة العربية‬
‫وحدة البحوث واملناهج‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.15‬‬

‫‪665‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ .4‬تعليم العربية لغري الناطقني هبا‪.‬‬


‫‪ .5‬تعليم العربية للناطقني بلغات أخرى‪.‬‬
‫‪ .6‬تعليم العربية للناطقني بغريها‪.‬‬
‫ـال منقطــع النظــر ‬‫ال ريــب أن تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا يشــهد إقبـ ً‬
‫مــن خمتلــف اجلنســيات والشــعوب‪ ،‬الســيام اإلســامية منهــا‪ ،‬هــذا اإلقبــال دفــع‬
‫بالعربيــة إىل أن حتتــل املرتبــة الرابعــة بــن اللغــات‪ ،‬فقــد قيــض اهلل تعــاىل هلــذه‬
‫اللغــة مــن األســباب مــا جعلهــا تصمــد أمــام أرشس الرصاعــات اللغويــة‪،‬‬
‫وتتجــاوز أقســى سياســات اإلقصــاء والتهميــش‪ ،‬حتــى صــار عدوهــا نفســه‬
‫خيدمهــا‪ ،‬ويســخر جهــوده وقدراتــه لتيســر تعليمهــا‪ ،‬وقــد رفــع القــرآن مــن‬
‫منزلــة اللغــة العربيــة حتــى صــارت جــز ًءا ال يتجــزأ مــن عقيــدة كل مســل ٍم‪،‬‬
‫وفرضــا مــن فرائــض دينــه‪ ،‬الــذي يســع املســلم التقصــر فيــه‪ ،‬وهــو مــا أدركــه‬ ‫ً‬
‫وعجــا– عــى مــر العصــور‪ ،‬وتعاقــب األجيــال‪ ،‬ممــا حــدا‬ ‫ً‬ ‫املســلمون –عر ًبــا‬
‫باملســلمني مــن غــر العــرب إىل اإلقبــال عــى تعلمهــا‪ ،‬كــي يفهمــوا كالم اهلل‬
‫تعــاىل‪ ،‬ويقفــوا عــى حــدوده وأوامــره(((‪.‬‬
‫ولقــد حــاول املســترشقون وغريهــم يف نــر تعليــم العربيــة لغــر أبنائهــا‬
‫عــن طريــق تعلــم العاميــة‪ ،‬واعتبــار أن هــذا هــو الطريــق األمثــل والواقعــي‬
‫ــم أدخلــوا تدريــس اللهجــات العاميــة يف مدارســهم‬ ‫لتعليــم العربيــة‪ ،‬ومــن َث َّ‬
‫وجامعاهتــم‪ ،‬وأنشــأوا مــدارس خاصــة لدراســة اللهجــات العاميــة العربيــة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫كبــر بالتأليــف فيهــا وهبــا‪ ،‬ولقــد َظــل بعضهــم وإىل اليــوم‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫واهتمــوا‬
‫وخاصــ ًة يف إفريقيــة يركــز اهتاممــه عــى اللهجــات العاميــة أكثــر مــن اللغــة‬
‫الفصحــى إال أن حماوالهتــم ســتبوء بالفشــل‪ ،‬وســتظل العربيــة األصليــة لغــة‬
‫التعليــم يف بالدهــا ولغــة تعلــم أبنائهــا وخــارج نطــاق موطنهــا األصــي(((‪.‬‬
‫وللغــات وتعلمهــا بعــد ذلــك فوائــد مج ـ ٌة أخــرى‪ ،‬فمــن تكلــم لغــة قــو ٍم‬
‫وقــف عــى خريهــم ورشهــم وعــرف أخالقهــم وســرهم‪ ...‬وإن تعلــم اللغــة‬
‫تعلــا دقي ًقــا ال يتأتــى لإلنســان األجنبــي الناطــق بغريهــا إال بعــد‬
‫ً‬ ‫العربيــة‬
‫اجتيــازه مرحلــة مــن التحصيــل تســتوضح لــه فيهــا احلــروف والكلــات واجلمل‬
‫والعالئــق الناظمــة بينهــم‪ ،‬وبعــد تولــه يف كليــات وجزيئــات هــذه اللغــة‪،‬‬
‫((( ينظر‪ :‬هاين إسامعيل رمضان وجمموعة مؤلفني‪ ،‬معايري مهارات اللغة العربية للناطقني بغريها‪،‬‬
‫منشورات املنتدى العريب الرتكي‪،‬جامعة غريسون‪ ،‬تركيا‪ ،‬ط‪8102 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫((( ينظر‪ :‬حممود كامل الناقة‪ ،‬تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى أسسه‪-‬مداخله‪ -‬طرق‬
‫تدريسه‪ ،‬معهد اللغة العربية وحدة البحوث واملناهج‪ ،‬مكة املكرمة‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬ط‪1405 ( ،9‬هـ‪-‬‬
‫‪1985‬م)‪ ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪666‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬

‫واســتبانة حقائــق املقدمــات املفضليــة حتـ ًـا إىل النتائــج الطيبــة التــي ســيجنيها‬
‫هــذا الطالــب‪ ،‬وبالتــايل بعــد هضمــه لتلــك األمــور وتوصلــه إىل إســتعاب أرسار‬
‫اللغــة نفســها ليفصــح يف هنايــة املطــاف عــن قضايــاه بأيــر ســبيل(((‪.‬‬
‫وللوصــول إىل نجــاح يف اكتســاب اللغــة لغــر الناطقــن بالعربيــة البــد مــن‬
‫أن يســتويف العمــل التعليمــي أركانــه‪ ،‬وأن يراعــي اجلوانــب النفســية واالجتامعية‬
‫واللغويــة املختلفــة التــي اهتمــت هبــا طوائــف الدارســن‪ ،‬وأركان العمــل‬
‫ٍ‬
‫واحــد‬ ‫التعليمــي هــي التلميــذ واملعلــم والكتــاب‪ ،‬وال ســبيل االســتغناء عــن‬
‫ـح‪ ،‬وإن مل‬ ‫ـذ فــا تعليــم‪ ،‬وهــذا واضـ ٌ‬‫مــن هــذه األركان‪ ،‬فــإن مل يكــن هنــاك تلميـ ٌ‬
‫يكــن كتــاب فلــن تفلــح الســاعات القليلــة التــي يلتقــي فيهــا املعلــم واملتعلــم‪،‬‬
‫تعليمــي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫عمــل‬ ‫واالعتــاد عــى ذاكــرة التلميــذ دون صحبــة الكتــاب يف بنــاء‬
‫ـح‪ ،‬وإذا مل يكــن هنــاك معلــم انفتحــت طــرق الضــال يف الفهــم‪ ،‬واخلطــأ‬ ‫ناجـ ٍ‬
‫يف احلكــم أمــام التلميــذ‪ ،‬وقديــا قالــوا‪« :‬مــن الشــيخ لــه فالشــيطان شــيخه»‪.‬‬
‫ومــع االعــراف بأمهيــة تعليــم اللغــة العربيــة للمســلمني نــرى أن تعليمهــا لغــر ‬
‫املســلمني اليقــل يف األمهيــة عــن تعليمهــا للمســلمني(((‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬من مشكالت تعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‪:‬‬
‫نــود هنــا أن نســتعرض بعــض العوامــل التــي تشــكل حجــر عثـ ٍ‬
‫ـرة أمــام‬
‫انتشــار اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا ومــن ذلــك‪:‬‬
‫‪ .1‬املشكالت العامة‪:‬‬
‫‪ -‬ازدحام الفصول بالطالب‪.‬‬
‫ٍ‬
‫متعددة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وثقافية‬ ‫ٍ‬
‫لغوية‬ ‫ٍ‬
‫خلفيات‬ ‫‪ -‬انتامء طالب الفصل إىل‬
‫‪ -‬اختالف مستوى الطالب اللغوي يف الصف الواحد‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة الفروق الفردية بني الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف جتاوب الطالب مع املدرس‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مشاركة الطالب يف األنشطة التعليمية‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬عيل عمران‪ ،‬اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪،‬الدار املنهجية للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(‪1437‬هـ‪2016 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫((( ينظر‪ :‬رشدي أمحد طعيمة وحممود كامل الناقة وآخرون‪ ،‬تعليم العربية للناطقني بغريها ( الكتاب‬
‫األسايس)‪ ،‬معهد اللغة العربية للناطقني بغريها وحدة البحوث واملناهج‪ ،‬جامعة أم القرى‪،‬ط‪،3‬‬
‫(‪1429‬هـ‪2008 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.50‬‬

‫‪667‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ -‬عدم وجود كتب ومواد تعليمية مناسبة‪.‬‬


‫‪ -‬ضعف دافعية الطالب نحو تعلم اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف املدرس يف بعض مهارات اللغة وعنارصها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفر الوسائل التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬قلة إملام املدرس باجلوانب الرتبوية احلديثة(((‪.‬‬
‫‪.2‬مشكالت خاصة‪:‬‬
‫‪ .1‬صعوبــة القــراءة‪ :‬إن أول كلمــة أنزهلــا اهلل ســبحانه وتعــاىل يف القــرآن‬
‫ــك ا َ َّل ِ‬
‫ــذي َخ َل َق﴾[العلــق‪:‬‬ ‫ــر ْأ بِ ْ‬
‫اســ ِم َر ِّب َ‬ ‫الكريــم (اقــرأ)؛ لقولــه تعــاىل‪﴿ :‬ا َ ْق َ‬
‫ـارش‪ ،‬عــن طريقهــا يتعــرف‬ ‫ٍ‬
‫‪ ،]1‬فهــي عــاد العلــم واملعرفــة ووســيلة اتصــال مبـ ٍ‬
‫اإلنســان عــى تاريــخ أمتــه املخــرزون‪ ،‬وتعــد مــن املهــارات األساســية التــي‬
‫حيتــاج إليهــا املــرء يف معرفــة الثــراث اإلنســاين وفهــم املعلومــات املكتوبــة(((‪،‬‬
‫فالقــراءة ليســت عمليــة بســيطة كــا يظهــر للوهلــة األوىل‪ ،‬بــل هــي عمليــة‬
‫معقــدة تدخــل فيهــا قــوى وحــواس ومهــارات خمتلفــة‪ ،‬فقــراءة مجلــة بســيطة‬
‫تســتلزم مــن الطالــب القيــام بالعمليــات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬رؤيــة الكلــات املكتوبــة‪ ،‬وهنــا تظهــر أمهيــة البــر والــدور الــذي يقــوم‬
‫فيــه مــع اجلهــاز العصبــي يف عمليــة القــراءة‪.‬‬
‫‪ -‬النطــق هبــذه الرمــوز املكتوبــة‪ ،‬وتشــرك يف هــذه العمليــة أداة النطــق‬
‫أيضــا‪.‬‬
‫وحاســة الســمع ً‬
‫‪ -‬إدراك الطالب ملعنى الكلامت املنطوقة‪.‬‬
‫‪ -‬انفعال الطالب ومدى تأثره بام يقرأ»(((‪.‬‬
‫فحينــا يقــرؤون اللغــة العربيــة يعــرون عــن أصواهتــا بأقــرب األصــوات‬
‫إليهــم يف اللغــة األم‪ ،‬ألن بعــض األصــوات العربيــة ال توجــد يف الكثــر مــن‬
‫اللغــات مثــل‪ :‬احلــاء واخلــاء والــذال والثــاء والــزاي‪ ،‬والشــن‪ ،‬والصــاد‬

‫((( حامد أرشف مهداين‪ ،‬صعوبات تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها التجربة الباكستانية‪ ،‬منشورات‬
‫جامعة بنجاب‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫((( ينظر‪ :‬ابراهيم حممد عيل‪ ،‬املهارات القرائية وطرق تدريسها بني النظرية والتطبيق‪ ،‬دار اخلزامى للنرش ‬
‫والتوزيع‪ ،‬عامن‪ ،‬ط‪2008 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫((( راتب قاسم عاشور وحممد فؤاد احلوامدة‪ ،‬أساليب تدريس اللغة العربية‪ ،‬بني النظرية والتطبيق‪ ،‬دار‬
‫املسرية للنرش والتوزيع والطباعة‪ ،‬عامن‪ ،‬ط‪2003 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.64‬‬

‫‪668‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬

‫والضــاد‪ ،‬والطــاء والظــاء‪ ،‬والعــن والغــن والقــاف‪ ،‬فاحلــروف العربيــة التــي‬


‫يصعــب أداؤهــا عنــد العديــد ممــن يتخصــص يف اللغــة العربيــة هــي الــذال‬
‫(((‬
‫والظــاء والصــاد والضــاد‪ ،‬والغــن والقــاف والثــاء‪...‬‬
‫‪ .2‬صعوبــة يف فهــم املســموع واملقــروء‪ :‬فاالســتامع مــن أهــم فنــون اللغــة‬
‫إن مل يكــن أمههــا عــى اإلطــاق‪ ،‬فالنــاس يســتخدمون االســتامع والــكالم أكثــر‬
‫مــن اســتخدامهم للقــراءة والكتابــة‪ ،‬وهــو الوســيلة التــي ينفــذ مــن خالهلــا إىل‬
‫مســتويات اللغــة كافــة‪ ،‬فعــن طريقــه يكتســب املفــردات‪ ،‬ويتعلــم أنــاط اجلمــل‬
‫والرتاكيــب‪ ،‬ويتلقــى األفــكار واملفاهيــم‪ ،‬ويكتســب أيضــا املهــارات األخــرى‬
‫للغــة كالمــا وقــراءة وكتابــة(((‪.‬‬
‫ـة وعقليـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـواح عضويـ ٍ‬
‫ونظـ ًـرا لعــدم ســهولة عمليــة االســتامع وارتباطهــا بنـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫وبيئيــة حتتــاج إىل تركيــز االنتبــاه والفهــم والتعامــل مــع‬ ‫ٍ‬
‫ومعرفيــة‬ ‫ٍ‬
‫ونفســية‬
‫املســموع بنفــس رسعــة احلديــث‪ ،‬فــإن عــدة عقبــات يمكــن أن تعــرض طريــق‬
‫االســتامع‪ ،‬وتصبــح معو ًقــا لــه‪ ،‬ســواء مــن ناحيــة املــادة املســموعة أو التلميــذ‬
‫املســتمع أو املعلــم املتكلــم أو طريقتــي االســتامع والــكالم ثــم مــن ناحيــة‬
‫الظــروف املحيطــة باملوقــف(((‪.‬‬
‫‪ .3‬صعوبــة يف الكتابــة‪ :‬تتحــدد صعوبــات الكتابــة التــي تواجــه املتعلمــن ‬
‫واملبتدئــن يف احلــرف العــريب مــن حيــث شــكله ومكانــه‪ ،‬وضبطــه ومصوتاتــه‪،‬‬
‫فاللغــة العربيــة متتــاز بحــروف ال توجــد يف غريهــا مــن اللغــات األخــرى‪،‬‬
‫فيقــول أبوحاتــم الــرازي‪« :‬وســائر اللغــات نقصــت وزادت مثــل الفارســية‪،‬‬
‫فإهنــا قــرت عــن العــن والغــن واحلــاء والقــاف والطــاء والظــاء والصــاد‬
‫والــذال والثــاء‪ ،‬حيــث ال توجــد يف لغتهــم األصليــة كالم بــه هــذه احلــروف»‪،‬‬
‫يب‬ ‫ـرف لفظــي بسـ ٍ‬ ‫وللحــروف العربيــة خــواص منهــا أن كل حـ ٍ‬
‫ـرف كتــا ٌّ‬
‫ـيط لــه حـ ٌ‬ ‫ٍّ‬
‫ـدة مهــا ‬‫ـورة واحـ ٍ‬
‫ـرف صــويت يصــور بصـ ٍ‬ ‫ـا حــرف ‪ ،ch‬وكل حـ ٍ‬ ‫وال يوجــد مثـ ً‬
‫ٍّ‬
‫كانــت حركتــه ومتيــزه بالشــكل بخــاف مــا نجــده يف اللغــات األجنبيــة‪ ،‬فالفــاء‬
‫قــد تكــون ‪ F‬أو ‪ ،ph‬وحــرف ‪ c‬ينطــق تــارة ســينًا وتــارة كا ًفــا‪ ...‬ومشــكلة ضبـط ‬
‫نطــق الكلــات كثــرة احلــروف (حــروف العلــة)(((‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬حامد أرشف مهداين‪ ،‬صعوبات تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها التجربة الباكستانية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫((( ينظر‪ :‬هاين إسامعيل رمضان وجمموعة مؤلفني‪ ،‬معايري مهارات اللغة العربية للناطقني بغريها‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.14-13‬‬
‫((( ينظر‪ :‬حممد رجب فضل اهلل‪ ،‬االجتاهات الرتبوية املعارصة يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬عامل الكتب‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪1423 ( ،2‬هـ‪2003 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫((( ينظر‪ :‬حممد رجب فضل اهلل‪ ،‬االجتاهات الرتبوية املعارصة يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬

‫‪669‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ .4‬مشــكلة التحــدث‪ :‬ومــن صعوبــات تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬


‫بغريهــا انعــدام مهــارة التحــدث‪ ،‬وذلــك أن الطالــب يف املــدارس اإلســامية يف‬
‫الــدول األجنبيــة ال يتقــن النطــق العــريب‪ ،‬لــذا يتــكأكأ ويتلعثــم‪ ،‬ويضيــق صــدره‬
‫وال ينطــق لســانه أثنــاء التكلــم‪ ،‬وحينــا يكــون مضطـ ًّـرا إىل التكلــم فــا خيــرج‬
‫مــن فيــه إال التحيــة واحلمــد هلل فقــط‪ ،‬وال يقــدر عــى يشء مــن الــكالم بعــده‪،‬‬
‫وذلــك لعــدم ممارســته عــى التكلــم أو اخلــوف يغشــى قلبــه وهــو الوقــوع عــى ‬
‫خطــإ‪ ،‬أو لقلــة مفــردات اللغــة عنــده‪ ،‬أو لعــدم الرغبــة يف التكلــم أو انعــدام بيئــة‬
‫عربيــة مالئمــة للتكلــم‪ ،‬أو وجــود مشــاكل يف املقــرر الــدرايس حتــول دون تكلــم‬
‫اللغــة العربيــة ومــا إىل ذلــك مــن األســباب الكثــرة(((‪.‬‬
‫‪ .5‬صعوبة يف استخدام املعاجم اللغوية‪:‬‬
‫حيتــاج دارســو العربيــة للناطقــن بغريهــا وحتــى الناطقــن هبــا إىل معج ـ ٍم‬
‫حيتــوي عــى معلومــات ليســت متوافــرة يف املعاجــم العربيــة املعروفــة‪ ،‬فالكلــات‬
‫تــرد يف تلــك املعاجــم يف صورهــا املنفصلــة‪ ،‬وال حتتــوي عــى صورهــا املتصلــة‬
‫ـر مــن املشــتقات التــي يمكــن‬ ‫بالســوابق واللواحــق‪ ،‬وكذلــك ال حتتــوي عــى كثـ ٍ‬
‫ـية‪ ،‬كاشــتقاق الفعــل املبنــي للمجهــول مــن‬ ‫ـة قياسـ ٍ‬
‫التوصــل إليهــا بقواعــد رصفيـ ٍ‬
‫الفعــل املبنــي للمعلــوم‪ ،‬واشــتقاق فعــل األمــر مــن الفعــل املضــارع املجــزوم‪،‬‬
‫واشــتقاق اســم الفاعــل واســم املفعــول والتصغــر وأفعــال التفضيــل‪ ...‬ه ُلــم‬
‫جــرا‪ ،‬فــا يمكــن التوصــل إليــه بقواعــد قياســية ال يذكــر يف املعجــم‪ ،‬وهــذا‬
‫هــو الوضــع الطبيعــي للقلــة التــي تتقــن قواعــد الكلمــة (الــرف) والقواعــد‬
‫الصوتيــة‪ ،‬فاملعجــم العــريب حيتــوي مثــا عــى «عصفــور» ولكنــه ال حيتــوي عــى ‬
‫ـر»‪ ،‬وحيتــوى عــى «عزيــز» ولكنَــه ال حيتــوي عـ َ‬
‫ـى «أ َعــز»‪ ،‬وحيتــوى عــى ‬ ‫« ُع َص ْيفـ ِ‬
‫«أقــام» ولكنَــه ال حيتــوي عــى «أقمــت» أو ُ‬
‫«أقيم»‪...‬هلــم جـرَّا(((‪.‬‬
‫‪ .6‬مشكالت يف املنهج الدرايس‪:‬‬
‫مــن املؤســف أن نقــول أن واضعــي الربامــج يفتقــرون إىل فلســفة تعليــم‬
‫ـارة أخــرى هــم غربــاء‬ ‫قواعــد العربيــة وإىل رؤيــة معرفيــة عامــة يف اللغــة‪ ،‬أو بعبـ ٍ‬
‫عــن اللغــة العربيــة وواقعهــا‪ ،‬فرتاهــم خيبطــون أحيا ًنــا خب ًطــا عشــوائ ًّيا باعتــاد‬
‫القــوال اللغويــة يف مجيــع مياديــن املعرفــة بغيــة الوقــوف عــى املوضوعــات‬

‫ص‪.126‬‬
‫((( ينظر‪ :‬حممد يعقوب اهلندي األعظمي‪ ،‬صعوبات تعلم اللغة العربية للناطقني بغريها‪ :‬األسباب‬
‫وطرق ووسائل العالج‪ ،‬شبكة األلوكة‪ ،‬قسم الكتب‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫((( ينظر‪ :‬داود عبده‪ ،‬يف تدريس اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬دار جرير للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬ط‪1435 ( ،1‬هـ‪2015 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪670‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬

‫النحويــة الوظيفيــة‪ ،‬وأحيانًــا ختوهنــم اجتهاداهتــم التــي ال تــأيت مــن الواقــع‬


‫ٍ‬
‫غــر مبنيــة عــى مــا يلبــي حاجــات املتعلــم األساســية وال‬ ‫فتصبــح املناهــج‬
‫املطالــب اللغويــة للمتعلــم‪ ،‬وال تتشــابك فيــا بينهــا‪ ،‬وجديـ ٌـر بالتنبيــه أنــه تبنــى‬
‫املناهــج وفــق األهــداف املرســومة لتعليــم القواعــد النحويــة التــي تعصــم‬
‫اللســان والعلــم مــن اللحــن‪ ،‬والتــي مــن خالهلــا يســهل التعــرف عــى اخلطــأ‬
‫معاجلتهــا(((‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬احللول املقرتحة لتعليم العربي�ة للناطقني بغريها‬
‫‪ -‬تدريــب الطــاب عــى نطــق أصــوات احلــروف العربيــة مــن خمارجهــا‪،‬‬
‫وحفــظ مــا تيــر مــن القــرآن مــع مراعــاة التجويــد‪ ،‬والتدريــب املســتمر عــى ‬
‫التمييــز بــن أشــكال احلــروف وأصواهتــا‪ ،‬واالســتعانة بالرســوم التخطيطيــة‬
‫واألرشطــة املصــورة خلــروج األصــوات‪ ،‬واالســتفادة مــن الربامــج اإلذاعيــة‬
‫ٍ‬
‫ـموعة عــى ‬ ‫ـار مسـ‬ ‫ـب ومقـ ٍ‬
‫ـاالت وأخبـ ٍ‬ ‫والتلفزيونيــة العربيــة‪ ،‬واالســتامع إىل كتـ ٍ‬
‫اإلنرتنــت‪ ،‬التمريــن املســتمر عــى تراكيــب العربيــة‪ ،‬والتدريــب عــى القواعــد‬
‫ٍ‬
‫مفيــدة‪ ،‬مــع تطبيقهــا يف املحادثــة‬ ‫ٍ‬
‫مجــل‬ ‫النحويــة والرصفيــة باســتخدامها يف‬
‫اليوميــة‪ ،‬واإلكثــار مــن قــراءة النصــوص العربيــة‪ ،‬ويراجــع املعاجــم والقواميــس‬
‫الثنائيــة اللغــة حلــل مشــكلة فهــو املفــردات اللغويــة‪ ،‬مــع الرتكيــز عــى التمييــز‬
‫بــن الفــروق اللهجيــة للناطقــن بلغــة الضــاد‪ ،‬وتوفــر بيئــة عربيــة وذلــك‬
‫مــن خــال االختــاط بأهــل اللغــة‪ ،‬أو املحادثــة معهــم باملكاملــات الصوتيــة‬
‫باســتخدام برامــج الدردشــة ومواقــع التواصــل عــر اإلنرتنــت(((‪.‬‬
‫ـة‪ ،‬وأن يســتوعب‬ ‫ـة عاديـ ٍ‬
‫ـكول قــراء ًة صحيحـ ًة برسعـ ٍ‬
‫‪ -‬قــراءة أي كال ٍم مشـ ٍ‬
‫مــا يقــرأ يف حــدود ثروتــه اللغويــة‪ ،‬وكتابــة احلــروف العربيــة متصلـ ًة ومنفصلـ ًة‬
‫مــن اليمــن إىل اليســار آل ًّيــا كتاب ـ ًة صحيح ـ ًة يف حــدود الرتكيــب التــي تــدرب‬
‫نصــا بخـ ٍّ‬
‫ـط ُيقــرأ‪ ،‬باإلضافــة إىل اإلكثــار مــن التعبــر كتابــة‬ ‫عليهــا‪ ،‬وأن ينقــل ًّ‬
‫ـرة يف املحيــط الــدرايس واحليــاة اليوميــة‪ ،‬والتحــدث عــن حاجاتــه‬ ‫ـل قصـ ٍ‬ ‫بجمـ ٍ‬
‫الرضوريــة اليوميــة (التحيــة والتعــارف والبقالــة والســوق والربيــد واملطــار‬
‫ووســائل املواصــات‪ ،‬مــع اإلجابــة عــن األســئلة االتصاليــة يف املحيــط الدرايس‬
‫يف جمــال احلــواس(((‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬صالح نصريات‪ ،‬طرق تدريس العربية‪ ،‬دار الرشوق للنرش والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.90‬‬
‫((( ينظر‪ :‬حممد يعقوب اهلندي األعظمي‪ ،‬صعوبات تعلم اللغة العربية للناطقني بغريها‪ :‬األسباب‬
‫وطرق ووسائل العالج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫((( ينظر‪ :‬عبد اهلل حامد‪ ،‬سلسلة تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬معهد تعليم اللغة العربية‪،‬‬
‫السعودية‪ ،‬ط‪1425 ( ،3.‬هـ‪2003 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.07‬‬

‫‪671‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ -‬تشــويق الطالــب إىل اســتخدام العربيــة يف جــواب مــا وجــه إليــه املعلــم‬
‫مــن األســئلة يف العربيــة‪ ،‬وعــى املعلــم أن ال يســخر مــن الطالــب وأن كان خمط ًئــا‬
‫يف التعبــر‪ ،‬وأن ال حيــاول تصحيــح األخطــاء بــل حيرضــه عــى إجــراء املحادثــة‬
‫مهــا أخطــأ الطالــب‪ ،‬وجيــب إعــادة تنظيــم املــواد الدراســية(((‪ ،‬وال بــد مــن‬
‫تطويــر املناهــج املتبعــة حال ًيــا حتــى تتامشــى مــع االجتاهــات املعــارصة لتعليــم‬
‫اللغــة العربيــة بوصفهــا لغ ـ ًة أجنبي ـ ًة‪ ،‬وينبغــي أن تنبنــي عمليــة تطويــر املناهــج‬
‫عــى حتليلهــا وتقويمهــا الكتشــاف مــا فيهــا مــن قصــور‪ ،‬والعمــل عــى تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا مــن خــال تدريــس الفنــون األدبيــة كتدريــس‬
‫ـعرا ونثـ ًـرا‪ ،‬وتدريــس البالغــة‪،‬‬
‫األناشــيد واملحفوظــات والنصــوص األدبيــة شـ ً‬
‫وتدريــس تاريــخ األدب العــريب والرتاجــم باإلضافــة إىل التــذوق األديب ‪.‬‬
‫(((‬

‫ـوذج أن يتنــوع أداؤه يف الفصــل بــن الدارســن‪،‬‬‫‪ -‬ينبغــي عــى املعلــم كنمـ ٍ‬
‫وأن يركــز عــى األصــوات الرئيســية ‪ Key sounds‬التــي تعتــر أساســي ًة لفهــم‬
‫الكلمــة ومتيزهــا عــن غريهــا‪ ،‬وقــد حيتــاج املعلــم إىل متثيــل طريقــة إخــراج‬
‫الصــوت كأن خيــرج لســانه قليــاً‪ ،‬وهــو ينطــق الثــاء أو الــذال‪ ،‬وكأن يبتســم‬
‫ابتســام ًة واســع ًة‪ ،‬وهــو خيــرج صــوت العــن‪ ...‬وهكــذا‪ ،‬كــا ينبغــي عــى املعلــم‬
‫مراعــاة الفــروق الفرديــة بــن الدارســن ويوظــف هــذه املالحظــة يف اخلدمــة‬
‫وأخــرا ينبغــي عنــد‬
‫ً‬ ‫العمليــة التعليميــة‪ ،‬وهــو يــدرس األصــوات العربيــة‪،‬‬
‫تدريــس التنغيــم ‪ ،intonation‬أن يســتعني املعلــم بأســاليب خمتلفــة لــأداء اجليــد‬
‫مــع اســتخدام اإلشــارات اليدويــة (مثــل رفــع اليــد وخفضهــا عنــد ارتفــاع‬
‫التنغيــم وانخفاضــه‪ ،‬واإلشــارات اخلطيــة كأن يرســم خ ًّطــا بــن حركــة اإليقــاع‬
‫وانخفاضــا)(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫ارتفا ًعــا‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫إذا كان مــن الطبيعــي أن تتكامــل الشــخصية وتزدهــر كلــا أضافــت لغــة‬
‫إىل رصيدهــا‪ ،‬فــإن شــخصية املســلم حتتــاج ليصــح إســامها‪ ،‬ويــرق تارخيهــا‬
‫إىل تعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬وقــد وجدنــا مــن قبــل اهتاممــا هبــذة اللغــة يف آســيا‪،‬‬
‫ـكار ناصعـ ٌة ومرشقـ ٌة‬
‫ووجدنــا أفــكارا تنمــو فــوق أشــجارها‪ ،‬ويعلــم اهلل أهنــا أفـ ٌ‬
‫كأمجــل مــا تكــون أزهــار الفكــر يف حدائــق اهلل‪ ،‬لكــن املــد االســتعامري عــرف‬

‫((( ينظر‪ :‬حممد يعقوب اهلندي األعظمي‪ ،‬صعوبات تعلم اللغة العربية للناطقني بغريها‪ :‬األسباب‬
‫وطرق ووسائل العالج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫((( ينظر‪ :‬حممد رجب فضل اهلل‪ ،‬االجتاهات الرتبوية املعارصة يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.197‬‬
‫((( ينظر‪ :‬رشدى أمحد طعيمة‪ ،‬املهارات اللغوية‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ص ‪-264‬‬
‫‪.266‬‬

‫‪672‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬

‫كيــف يصــادر هــذا املــد العــريب املعطــر بكتــاب اهلل‪ ،‬وقــد بــدأ بنــزع اللغــة مــن‬
‫األلســنة وانتهــى بنــزع احلريــة‪ ،‬ولقمــة العيــش مــن النــاس‪ ،‬فــاهلل جعــل أداة‬
‫التوصيــل األوىل عربيــة القــرآن‪ ،‬والرســول صــى اهلل عليــه وســلم حــن أراد‬
‫خماطبــة العــامل كتــب رســائله بالعربيــة إىل هرقــل إمرباطــور الــروم‪ ،‬وإىل كــرى‬
‫ملــك الفــرس‪ ،‬وإىل املقوقــس يف مــر‪ ،‬والنجــايش باحلبشــة‪ ...‬وحــن امتنــع‬
‫هــؤالء احلــكام عــن توصيــل الرســالة إىل شــعوهبم راحــوا يتآمــرون عــى أداء‬
‫الرســالة كان البــد مــن املواجهــة‪ ،‬ومتــت املواجهــة وأرشقــت شــمس اهلل عــى ‬
‫العــامل‪ ،‬وهكــذا كان النــاس يرتكــون لغاهتــم األصليــة مــن أجــل العربيــة مــع أن‬
‫ـليم بــأن اللغــة التــي نــزل هبــا القــرآن ليســت لغــة العــر الــذي نــزل‬ ‫هنــاك تسـ ً‬
‫فيــه‪ ،‬بدليــل االنبهــار والدهشــة والتحــدي‪ ،‬وإنــا هــي لغــة فيهــا مرونــة واقتــدار‬
‫عــى التجــول يف كل العصــور‪ ،‬فلتكــن لــكل شــعب لغتــه اخلاصــة‪ ،‬ولكــن ليبــق‬
‫معهــا هــذا الربــاط الــذي اختــاره الوحــي األعــى ترمجانًــا لــه وعنوانًــا وهــو‬
‫ـدة مــن خــال احلــرف‬ ‫ـة جديـ ٍ‬ ‫لســان العــرب‪ ،‬وإنــه مــن الــروري األخــذ بلغـ ٍ‬
‫العــريب عــى أن تكــون مشــحون ًة بالتصويــر القــرآين‪ ،‬والنســق البيــاين والتحليــل‬
‫الربهــاين‪ ،‬لنقــف مجي ًعــا باللغــة العربيــة يف وجــه مــن يعمــل عــى التحــدي‬
‫ـورا واحــدً ا وال‬
‫وجهــا واحــدً ا‪ ،‬وتصـ ً‬ ‫والتشــويه والتنحــي‪ ،‬ولكــي نبــدو يف املــرآة ً‬
‫منــاص مــن هــذا‪ ،‬ألنــه إمــا هــذا‪ ...‬وإمــا الطوفــان‪.‬‬
‫ـق وهــي مــن أعظــم الصفــات‬ ‫‪ .4‬أن يتحــى املعلــم بالدما َثـ ِ‬
‫ـة وحســن اخلُ ُلـ ِ‬ ‫َ‬
‫التــي امتــدح اهلل هبــا نبيــه ‪-‬صــى اهلل عليــه وســلم‪ -‬وهــي اخللــق القويــم لقولــه‬
‫ـق َعظِي ٍم﴾[القلــم‪ ،]4:‬فمعلــم اللغــة العربيــة هــو الــذي‬ ‫ـي ُخ ُلـ ٍ‬ ‫تعــاىل‪ِ َ :‬‬
‫﴿وإ ََّن َل َعـ َ ٰ‬
‫يتــوىل محــل الــراث اإلســامي واإلنســاين بلغتــه العربيــة‪ ،‬وأن يكــون الوعــاء‬
‫اللغــوي يناســب مقــام اإلســام وســمو قــدره وع ُلــو منزلتــه‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلكثــار مــن املطالعــة عــى تاريــخ احلضــارة اإلســامية‪ ،‬وحفــظ القــرآن‬
‫الكريــم وتالوتــه بكثــرة‪ ،‬فاملطالعــة تُعــد جمـ ً‬
‫ـال خص ًبــا للتدريــب عــى التعبــر ‬
‫والقــراءة واإلمــاء والكتابــة والتــذوق البالغــي‪ ،‬وكذلــك تعلــم النحــو‬
‫ـال للتدريــب عــى املهــارات اللغويــة واالســتعامل اللغــوي‬ ‫والــرف تعــد جمـ ً‬
‫الصحيــح‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عم��ل مهمته‬ ‫‪ .6‬عــى الباحث�ين واملتخصصيـن يف ه��ذا املجاــل تش��كيل فري��ق‬
‫تألي��ف معاج�مـ لغوي�ةـ تك��ون بس��يطة وس�هـلة االس��تعامل يف احلي��اة العملية‪.‬‬
‫‪ .7‬االســتفادة م��ن حتلي��ل اخلطــاب والتداوليــة‪ ،‬واللســانيات احلاســوبية‬
‫ِ‬
‫املتعلقـ�ة بتعليـ�م اللغـ�ة العربيـ�ة وتعلمهـ�ا‬ ‫وعلـ�م اللغةــ التطبيقــي‪ ،‬يف الدراســات‬
‫للناطقــن بغريهــا‪.‬‬

‫‪673‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ .8‬االهتــام بتنميــة املهــارات اللغوية االســتامع والتحــدث والقــراءة والكتابة‬


‫لــدى متعلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــن خــال إثــراء املحتــوى‬
‫املقــدم هلــم وهتيئــة البيئــة التعليميــة التــي تتوافــق رشوطهــا مــع هــدف تنميــة‬
‫مهــارات احلــوار لــدى هــؤالء املتعلمــن‪.‬‬
‫‪ .9‬بنـ�اء مناه��ج تعتم��د ع�لى األنشــطة كرتتيــل القــرآن الكريــم وتالوتــه‪،‬‬
‫وحفــظ األدعيــة الدينيــة وتدريــس املحفوظــات وتدريــس تاريــخ احلضــارة‬
‫اإلس�لامية واألدب الع��ريب والرتاجــم‪ ،‬واأللعــاب اللغويــة‪ ،‬وتعليـ�م الطبـ�خ‬
‫العــريب يف تعليـ�م اللغ��ة العربيـ�ة وتعلمهـ�ا يف املس��تويات كلهــا‪.‬‬
‫‪ .10‬تنميــة وتطويــر كفــاءات معلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــن‬
‫خــال عقــد ورشــات ودورات إعــداد معلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫تســاعدهم عــى االطــاع عــى الطرائــق والوســائل احلديثــة التــي تغنــي عملهــم‪.‬‬
‫‪ .11‬بنــاء برامــج مقرتحــة لتنميــة مهــارات اللغويــة األربعــة وتطويــر‬
‫اختبــارات لقياســها يف تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫‪ .12‬تطويــر أســاليب التقويــم الــذايت متكــن املتعلمــن مــن تقويــم مــدى‬
‫تقدمهــم يف إتقــان مهــارات االســتامع والتحــدث بأنفســهم‪.‬‬

‫‪674‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫‪1.1‬إبراهيــم حممــد عــي‪ ،‬املهــارات القرائيــة وطــرق تدريســها بــن النظريــة‬
‫والتطبيــق‪ ،‬دار اخلزامــى للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪ ،‬ط‪2008 ،1‬م‪.‬‬
‫‪2.2‬إبراهيــم مصطفــى وآخــرون‪ ،‬املعجــم الوســيط‪ ،‬املكتبــة اإلســامية‬
‫للطباعــة والنــر‪ ،‬إســطنبول‪ ،‬ج‪1972 ،2‬م‪.‬‬
‫‪3.3‬ابــن جنــي‪ ،‬اخلصائــص يف اللغــة‪ ،‬حتقيــق حممــد عــي النجــار‪ ،‬دار‬
‫الكتــب املرصيــة‪ ،‬مــر‪1913 ،‬م‪.‬‬
‫‪4.4‬أنيــس إبراهيــم‪ ،‬يف اللهجــات العربيــة‪ ،‬مكتبــة األنجلــو املرصيــة‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪1965 ،3‬م‪.‬‬
‫‪5.5‬تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬قضايــا وجتــارب‪ ،‬املنظمــة‬
‫العربيــة للرتبيــة والثقافــة والتعليــم‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬تونــس‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪6.6‬حامــد أرشف مهــداين‪ ،‬صعوبــات تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا التجربــة الباكســتانية‪ ،‬منشــورات جامعــة بنجــاب‪.‬‬
‫‪7.7‬داود عبــده‪ ،‬يف تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬دار جريــر‬
‫للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪1435 ( ،1‬هـــ‪2015 ،‬م)‪.‬‬
‫‪8.8‬راتــب قاســم عاشــور وحممــد فــؤاد احلوامــدة‪ ،‬أســاليب تدريــس اللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬بــن النظريــة والتطبيــق‪ ،‬دار املســرة للنــر والتوزيــع والطباعــة‪،‬‬
‫عــان‪ ،‬ط‪2003 ،1‬م‪.‬‬
‫‪9.9‬رشــدى أمحــد طعيمــة وحممــود كامــل الناقــة وآخــرون‪ ،‬تعليــم العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا ( الكتــاب األســايس)‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا وحدة البحــوث واملناهــج‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪،‬ط‪ ،3‬ج‪1429( ،1‬هـ‪،‬‬
‫‪2008‬م)‪.‬‬
‫‪1010‬رشــدى أمحــد طعيمــة‪ ،‬املهــارات اللغويــة مســتوياهتا‪ -‬تدرســها‪-‬‬
‫صعوباهتــا‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪1111‬رشــدى أمحــد طعيمــة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا مناهجه‬
‫وأســاليبه‪ ،‬منشــورات املنظمــة اإلســامية للرتبيــة والعلــوم والثقافــة‪ ،‬مــر‪،‬‬
‫‪1989‬م‪.‬‬
‫‪1212‬رشــدي أمحــد طعيمــة‪ ،‬املرجــع يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬

‫‪675‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫بلغــات أخــرى‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة وحــدة البحــوث واملناهــج‪ ،‬ج‪،1‬‬


‫جامعــة أم القــرى‪.‬‬
‫‪1313‬صالـ�ح بلعيــد‪ ،‬دروس يف اللس��انيات التطبيقــي‪ ،‬دار هومـ�ة للطباعـ�ة‬
‫والن�شر والتوزي��ع‪ ،‬اجلزائــر‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‪.‬‬
‫‪1414‬صالــح نصــرات‪ ،‬طــرق تدريــس العربيــة‪ ،‬دار الــروق للنــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬اجلزائــر‪ ،‬ط‪2006 ،1‬م‪.‬‬
‫‪1515‬عبــد احلميــد عبــد اهلل ونــارص عبــداهلل الغــايل‪ ،‬أســس إعــداد الكتــب‬
‫التعليميــة لغــر الناطقــن بالعربيــة‪ ،‬دار الغــايل‪ ،‬الريــاض‪1991 ،‬م‬
‫‪1616‬عبــد الرمحــان ابــن خلــدون‪ ،‬مقدمــة ابــن خلــدون‪ ،‬حتقيــق أمحــد جــاد‪،‬‬
‫دار اللغــة اجلديــد‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪ ،‬ط‪2014 ،1‬م‪.‬‬
‫‪1717‬عبــد اهلل حامــد‪ ،‬سلســلة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬معهــد‬
‫تعليــم اللغــة العربية‪ ،‬الســعودية‪ ،‬ط‪1425 ( ،3.‬هـــ‪2003 ،‬م)‪.‬‬
‫‪1818‬عبــده الراجحــي‪ ،‬علــم اللغــة التطبيقــي وتعليــم العربيــة‪ ،‬دار املعرفــة‬
‫اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬مــر‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪1919‬عب�دـه حمم��د بــدوي‪ ،‬أمهيــة تعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬الكويــت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫‪2020‬عكاشــة حممــود‪ ،‬علــم اللغــة‪ :‬مدخــل نظــري يف اللغــة العربيــة‪ ،‬دار‬
‫النــر للجامعــات‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪2006 ،1‬م‪.‬‬
‫‪2121‬عــي ســامي احلــاق‪ ،‬يف تدريــس مهــارات اللغــة العربيــة وعلومهــا‪،‬‬
‫املؤسســة احلديثــة للكتــاب‪ ،‬طرابلــس‪ ،‬لبنــان‪ ،‬د‪.‬ط‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪2222‬عيل عبد الواحد وايف‪ ،‬فقه اللغة‪ ،‬دار هنضة مرص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪2323‬علـي عمرــان‪ ،‬اللغــة العربي�ةـ لغ�ير الناطق�ين هبــا‪ ،‬الــدار املنهجيــة للنــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬عــان‪ ،‬ط‪1437( ،1‬هـ‪2016 ،‬م)‪.‬‬
‫‪2424‬غنيــم كارم الســيد‪ ،‬اللغــة العربيــة والصحــوة العلميــة احلديثــة‪ ،‬مكتبــة‬
‫ابــن ســينا للنــر والتوزيــع‪ ،‬مــر اجلديــدة‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫‪2525‬حممــد رجــب فضــل اهلل‪ ،‬االجتاهــات الرتبويــة املعــارصة يف تدريــس‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬عــامل الكتــب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪1423 ( ،2‬هـــ‪2003 ،‬م)‪.‬‬

‫‪676‬‬
‫واقع العربية‪ :‬زمولي أمينة‪-‬سهير بن مداني‬

‫‪2626‬حمم��د عبـ�د الشــايف ال ُق��ويص‪ ،‬عبقريــة اللغــة العربيــة‪ ،‬منشــورات املنظمة‬


‫اإلســامية للرتبية والعلــوم والثقافة‪ ،‬إيسيســكو‪1437( ،‬هـ‪2016،‬م)‪.‬‬
‫‪2727‬حمم��د ع�لى الس�مان‪ ،‬التوجي��ه يف تعلي��م اللغ��ة العربيــة‪ ،‬دار املعــارف‪،‬‬
‫القاهــرة‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪2828‬حممــد يعقــوب اهلنــدي األعظمــي‪ ،‬صعوبــات تعلــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ :‬األســباب وطــرق ووســائل العــاج‪ ،‬شــبكة األلوكــة‪،‬‬
‫قســم الكتــب‪.‬‬
‫‪2929‬حممــود الســيد‪ ،‬النهــوض باللغــة العربيــة بــن التوصيــات واملامرســات‪،‬‬
‫حقوق النـشر للمؤلف‪،‬دمشــق‪ ،‬د‪.‬ط‪1428( ،‬هـــ‪2008 ،‬م)‪.‬‬
‫‪3030‬حممـ�ود عـلي رشايب‪ ،‬دليـ�ل متعلمـ�ي العربيـ�ة الناطقـين بغريهـ�ا‪ ،‬دار‬
‫وجــوه للنــر والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ط‪143 ( ،1‬هـــ‪2015 ،‬م)‪.‬‬
‫‪3131‬حممــود كامــل الناقــة‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات أخــرى‬
‫أسســه‪-‬مداخله‪ -‬طــرق تدريســه‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة وحــدة البحــوث‬
‫واملناهــج‪ ،‬مكــة املكرمــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬ط‪1405 ( ،9‬هـــ‪1985 -‬م)‪.‬‬
‫‪3232‬هــاين إســاعيل رمضــان وجمموعــة مؤلفــن‪ ،‬معايــر مهــارات اللغــة‬
‫العربيةــ للناطقـين بغريهـ�ا‪ ،‬منش�وـرات املنتـ�دى العــريب الرتكــي‪ ،‬جامعــة‬
‫غريســون‪ ،‬تركيــا‪ ،‬ط‪2018 ،1‬م‪.‬‬

‫‪677‬‬
‫اسرتاتيجيات تدريس اللغة العربي�ة لغري الناطقني بها وحتدي‬
‫املقوم الثقايف‬

‫(((‬
‫جواد الباقيلي‬

‫ميدلربي املغرب‪-‬جامعة محمد اخلامس‬

‫* باحــث مهتــم باملقاربــات والنظريــات الفعالــة التــي تعنــي بتدريــس اللغــة والثقافــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وهــو يشــتغل عــى تقييــم الكتــب املســتعملة يف تدريــس اللغــة العربيــة‬
‫باجلامعــات األمريكيــة وكذلــك املــادة الثقافيــة التــي يتــم تضمينهــا هبــذه املناهــج‪ .‬الباقيــي ‬
‫عمــل عــى تطويــر جمموعــة مــن الربامــج اخلاصــة بالطلبــة األجانــب وشــارك يف العديــد مــن‬
‫اللجــان اخلاصــة بتطويــر وإنتــاج املناهــج ودروس املحتــوى‪ .‬وجــواد الباقيــي يعمــل أيضــا يف‬
‫الصحافــة االســتقصائية وخمــرج ميــداين لألفــام الوثائقيــة‪.‬‬
‫استراتيجيات تدريس اللغة‪ :‬جواد الباقيلي‬

‫املقدمة‬
‫تتنــاول هــذه املقالــة موضــوع اســراتيجيات تدريــس اللغــة العربيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا‪ ،‬وســبل تضمــن املكــون الثقــايف العــريب بمختلــف تنويعاتــه وفــق‬
‫ســياق وجمــال التدريــس‪ ،‬مــع الرتكيــز عــى أهــم التجــارب الرائــدة يف هــذا‬
‫املجــال‪ ،‬والتــي فطنــت إىل أمهيــة اســتدماج مقومــات الثقافــة املســتقبلة يف برامــج‬
‫التدريــس هبــدف جتويــد العمليــة التعليميــة التعلميــة‪.‬‬
‫وقــد جــاء ذلــك بعــد مالحظــة الصعوبــات التــي يواجههــا الطلبــة يف‬
‫اســتثامر املهــارات اللغويــة والتواصليــة داخــل الوضعيــات التفاعليــة يف احليــاة‬
‫اليوميــة‪ ،‬ومــا متثلــه املســتويات الدالليــة واالســتعارية التــي تزخــر هبــا اللغــة‬
‫الفصحــى والعاميــة‪ ،‬ويف بعــض األحيــان دجمهــا‪ ،‬مــن حتديــات يف حتقيــق‬
‫التواصــل‪ .‬هلــذا‪ ،‬ارتأينــا املقارنــة بــن برنامــج تدريــس اللغــة العربيــة والعاميــة‬
‫ٍ‬
‫جهــة‪،‬‬ ‫وثقافاهتــا خــارج بيئتهــا األصــل باجلامعــات واملعاهــد األمريكيــة مــن‬
‫ـة أخــرى‪ ،‬برامــج التدريــس املعمــول هبــا يف جامعــات ومعاهــد الــدول‬ ‫ومــن جهـ ٍ‬
‫العربيــة‪ ،‬وكالمهــا يوظفــان البعــد الثقــايف يف فعــل تلقــن اللغــة العربيــة‪ .‬‬
‫لكــن يبقــى اإلشــكال األســايس هــو صعوبــة التوفيــق بــن اللغــة املعياريــة‬
‫التــي يتــم اكتســاهبا مؤسســات ًّيا مــن خــال قوالــب ديداكتيكيــة جاهــزة‪ ،‬وبــن ‬
‫واقــع املامرســة والتطبيــق يف الواقــع الفعــي‪ .‬مــا يزيــد مــن تعقيــد الوضــع‪،‬‬
‫وعــدم حتقيــق مبتغــى الطلبــة مــن برامــج تدريــس اللغــة‪ ،‬هــو أن الدافــع‬
‫األســايس وراء اإلقبــال عــى اللغــة العربيــة هــو التمكــن مــن اكتســاهبا يف‬
‫ـز‪ ،‬وتوظيفهــا يف التواصــل مــع الناطقــن هبــا أو خــال تواجدهــم‬ ‫ـت وجيـ ٍ‬‫وقـ ٍ‬
‫يف الــدول العربيــة‪ ،‬كل حســب أهدافــه اخلاصــة‪ .‬ضمــن هــذا املعنــى‪ ،‬ســنحاول‬
‫رصــد وتقييــم بعــض هــذه التجــارب التلقينيــة للوقــوف عــى االســراتيجيات‬
‫املســتعملة‪ ،‬وذلــك لتجــاوز هــذا التحــدي يف الدمــج بــن البعــد اللغــوي‬
‫ٍ‬
‫بشــدة عــى حمــدد‬ ‫والثقــايف‪ ،‬وكــذا اســتحضار أمهيــة العاميــات‪ ،‬مــع الرتكيــز‬
‫الزمــن والنجاعــة يف االكتســاب والتواصــل‪.‬‬
‫ً‬
‫جمــال لتعميــق التفكــر يف مناهــج‬ ‫ســنحاول يف هنايــة املقــال أن نفتــح‬
‫بديلــة‪ ،‬وكفيلــة بدمــج مناســب ملكونــات األنســاق الثقافيــة داخــل برامــج‬
‫التدريــس يف الــدول العربيــة أو خارجهــا‪ ،‬بــا حيقــق اكتســاب اللغــة وحتقيــق‬
‫التواصــل وتســهيل الســبيل لالنغــاس الثقــايف‪.‬‬

‫‪679‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫عالقة الثقافة باللغة‪:‬‬


‫إن احلديــث عــن جدليــة ارتبــاط اللغــة بالثقافــة أو حضورمهــا م ًعــا هــو‬
‫احلديــث عــن أهــم املقومــات األساســية التــي تشــكل اهلويــة الذاتيــة الثقافيــة‬
‫للمجتمعــات‪ ،‬ويرتكــز عليهــا صنــع الواقــع املعــاش‪ ،‬وبالتــايل فــإن «ثقافــة‬
‫املجتمعــات كامنــة يف اللغــة ومعجمهــا ودالالهتــا اللفظيــة وعلومهــا املعرفيــة‬
‫حتــى غــدت اللغــة مــن أبــرز ســات املجتمــع الثقافيــة»(((‪ .‬ولغتنــا العربيــة‬
‫ـامي يف الفكــر واألدب والثقافــة غــدت تشــكل‬ ‫ٍ‬
‫يب إسـ ٍّ‬ ‫بــا محلتــه مــن إرث عــر ٍّ‬
‫بــارزا مــن مظاهــر احلضــارة اإلنســانية عــر مســرهتا الطويلــة يف‬ ‫ً‬ ‫مظهــرا‬
‫ً‬
‫عصورهــا التارخييــة‪ .‬ويصــف إبراهيــم عمــر يف كتابــه «ســلطة الثقافــة الغالبــة»‬
‫اللغــة باحلافــظ األمــن ألهنــا «حفظــت لنــا منظومــة القيــم والتقاليــد والعــادات‬
‫الثقافيــة املختلفــة التــي تناقلتهــا األجيــال وتوارثتهــا باملشــافهة والروايــة‬
‫والكتابــة‪ ،‬فكانــت حلقــة الوصــل بــن البيئــة االجتامعيــة والناحيــة الفكريــة‪،‬‬
‫والوعــاء الــذي محلــت فيــه الثقافــة املختلفــة‪ ،‬فكانــت مــن أبــرز األساســيات‬
‫الداعمــة للتعبــر عــن الثقافــة»(((‪.‬‬
‫اللغــة وســيلة االتصــال احلضــاري اإلنســاين وأداة التعايــش االجتامعــي‪.‬‬
‫وتعتــر نظا ًمــا تواصل ًّيــا يشــمل جمموعــة مــن الرمــوز اللغويــة التــي توافــق أهــل‬
‫اللغــة عــى اســتخدامها فيــا بينهــم بحســب نظرهتــم اخلاصــة ملــا فيــه مصلحــة‬
‫ومنفعــة ألهلهــا‪ .‬واللغــة عــر العصــور تنمــو وتتطــور بحســب حاجــة أهلهــا‬
‫واســتعامهلم هلــا‪ .‬ويف الوقــت نفســه تقــوى وتضعــف نتيجــة لقــوة أهلهــا أو‬
‫ضعفهــم‪.‬‬
‫و يؤثــر ارتبــاط اللغــة بالثقافــة يف األنظمــة الســلوكية واإلشــارة املرتبطــة‬
‫باإلفــادات املجتمعيــة الناجتــة عــن تقديــرات جمتمعيــة ســابقة تواضــع املجتمــع‬
‫عــى االعــراف هبــا وقبوهلــا يف ظــل رشوط وضعهــا(((‪ .‬ومنــه فاللغــة تعــد واق ًعــا‬
‫للفكــر الثقــايف‪ ،‬ومهــا وجهــان للفاعليــة العقليــة التــي تصــدر عــن الشــعوب‬
‫مظهــرا مــن مظاهــر الســلوك اإلنســاين املتمثــل‬
‫ً‬ ‫واألمــم‪ .‬إضافــة إىل كوهنــا‬
‫يف اســتخدام األصــوات اللغويــة املعــرة عــن املشــاعر والعواطــف‪ ،‬املوصلــة‬
‫(((‬
‫لألفــكار بطريقــة إنســانية تقليديــة‬
‫((( فاطمــة العمــري‪ ،‬حممــد القضــاة‪« ،‬دور املهــارات اللغويــة يف تعليــم اللغــة»‪ ،‬ص ‪ ٨٩‬الطبعــة األوىل‬
‫‪.2015‬‬
‫((( إبراهيم عمر السكران‪« .‬سلطة الثقافة الغاربة»‪ .‬مطبعة ردمك الطبعة األوىل ‪.2014‬‬
‫((( فاطمة العمري‪ ،‬حممد القضاة‪« ،‬دور املهارات اللغوية يف تعليم اللغة»‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2015‬م‪ ،‬ص‬
‫‪٩١‬‬
‫((( السابق ص ‪.١٢٢‬‬

‫‪680‬‬
‫استراتيجيات تدريس اللغة‪ :‬جواد الباقيلي‬

‫تدريس اللغة‪ :‬إشكالية السياق واملضمون‬


‫إن التفكــر يف الفعــل التلقينــي العمــي الــذي ُيعنــى بتدريســية اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا أصبــح يفــرض عــى الباحــث واملهتــم أن يبحــث يف‬
‫جمموعــة مــن التســاؤالت اإلشــكالية املرتبطــة بواقــع تدريــس اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫ولعــل مــن أهــم تلــك التســاؤالت التــي تُطــرح نجــد جدليــة ارتبــاط اللغــة‬
‫بالثقافــة وصعوبــة الفصــل بــن ســياق ومضمــون التدريــس‪ .‬باإلضافــة إىل‬
‫حتديــات تفعيــل املهــارات اللغويــة خاصــة اإلنتاجيــة منهــا واملــراد اســتعامهلا يف‬
‫ســياقات التفاعــل باملجــال الثقــايف املســتقبل‪.‬‬
‫ٍ‬
‫لغويــة‬ ‫ٍ‬
‫عــى ترســانة‬ ‫ولتحقيــق التفاعــل اللغــوي جيــب توفــر الطلبــة‬
‫ـعاري يســاعده عــى التنبــه للتنــاوب اللغــوي بــن الفصحــى‬ ‫ٍّ‬ ‫وميكانيــزم استشـ‬
‫والعاميــة يف التواصــل اليومــي‪ ،‬وهــذا مــا نالحــظ غيابــه يف برامــج تدريــس‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ .‬حيــث إن الطالــب األجنبــي رغــم متكنــه‬
‫مــن اللغــة العربيــة الفصحــى أو العاميــة ال يســتطيع عكــس معرفتــه اللغويــة‬
‫والثقافيــة خاصــة يف الســياقات واملواقــف اللغويــة لــدى املجتمــع العــريب‪ ،‬نتيجــة‬
‫لغيــاب فهــم الدالليــة املعرفيــة والثقافيــة واختالفهــا مــن جمــال إىل جمــال داخــل‬
‫املجتمعــات العربيــة‪.‬‬
‫ويف مقابلتنــا لبعــض الطــاب وجدنــا أن أغلبهــم درس اللغــة وأصبــح‬
‫أيضــا إال أهنــم مل يتمكنــوا مــن معرفــة‬ ‫ٍ‬
‫ودقــة ً‬ ‫ٍ‬
‫بطالقــة‬ ‫متحد ًثــا باللغــة العربيــة‬
‫األنــاط اللغويــة التــي يســتخدمها أفــراد املجتمــع ذوو اخللفيــات التعليميــة‬
‫واالجتامعيــة املختلفــة‪ .‬وهــذا نتيجــة الربامــج التــي تقــدم لغـ ًة معياريـ ًة يف قوالب‬
‫ـزة ختتلــف عــن الســياقات االجتامعيــة والثقافيــة يف الواقــع املعــاش‪ .‬كــا أن‬ ‫جاهـ ٍ‬
‫مضمــون هــذه اللغــة يتــم تنميطــه وصقلــه واختزالــه إىل حــدٍّ يتامشــى مــع ثقافــة‬
‫ولغــة الطالــب األجنبــي حيــث يصبــح الطالــب يتكلــم لغـ ًة ذات داللـ ٍ‬
‫ـة لثقافتــه‬
‫األصــل‪.‬‬
‫أيضــا تغييــب‬
‫نجــد أن عمليــة اختــزال اللغــة ومضموهنــا ينتــج عنهــا ً‬
‫وظيفيــة اللغــة واســتعامالهتا‪ .‬حيــث إن التنــاوب اللغــوي (الفصحــى‪ -‬العاميــة)‬
‫بــن املســتويات لــه تأثــر عــى اجلمهــور‪ ،‬فأحيانًــا املتحــدث يلجــأ إىل هــذه‬
‫ٍ‬
‫ممكــن‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫جهــد‬ ‫العمليــة اللســانية لــرك األثــر األرسع عــى اجلمهــور وبأقــل‬
‫والتنــاوب اللغــوي ووجوديتــه ال يمكــن إنكارهــا ألن املجتمعــات العربيــة‬
‫ثنائيــة اللغــة‪.‬‬

‫‪681‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وظيفيــة اســتعامل التنــاوب اللغــوي حتيلنــا إىل رضورة الرتكيــز عــى ‬


‫املضمــون واملكــون الثقــايف يف برامــج تدريــس اللغــة‪ .‬ألن اللغــة العربيــة هــي‬
‫عمليــة إنتــاج ومتثيــل الواقــع بطريقــة تشــمل مراحــل ٔاو مســتويات عديــدة‬
‫ـرك الثقافــة عــن طريــق ٔافعالــه ؤاعاملــه‬‫ـمل ٔاول فــر ًدا مشـ ِ‬
‫ً‬ ‫ضمــن الثقافــة‪ .‬فتشـ‬
‫ٔاو «ممارســاتِ ِه» وهــذه األشــياء يمكــن ٔان تكــون فعــل كالم ٔاو حركــة ٔاو كتابــة‬
‫ـم ٔاي‪ :‬طريقــة‬ ‫مــا‪ .‬وكل مــن هــذه األفعــال يمكــن ٔان تعتــر مثـ ً‬
‫ـال ملامرســة ٔاعـ َّ‬
‫التــرف يف موقــف مــا‪ٔ ،‬او كيفيــة الــكالم يف ســياق مــا ٔاو كيفيــة الكتابــة يف‬
‫موض��و ٍع م�اـ ‪ ...‬إلــخ‪ .‬‬
‫ويضيف(((ســعيد بــدوى «ٔان عنــد كل ابــن لغــة القــدرة عــى اســتخدام‬
‫مســتويني عــى األقــل كــا يســتطيع االنتقــال بينهــا يف نفــس املحادثــة‪ .‬وعــى ‬
‫الرغــم مــن ذلــك‪ ،‬جيــد ٔابنــاء اللغــة مــن األميــن ٔاو األقــل تعليـ ًـا صعوب ـ ًة يف‬
‫ـة يف مســتوى‬ ‫االنتقــال بــن هــذه املســتويات ألهنــم ال يســتطيعون التحكــم بثقـ ٍ‬
‫ـد ٔاو مســتويني فقــط»‪ٔ .‬امــا بالنســبة للمواقــف اللغويــة‪ ،‬فقــد عــرف ٕاجيــى ‬ ‫واحـ ٍ‬
‫وتشــايكن ‪ Chaicken((( and Eagly 1988: 269‬املوقــف عــى ٔانــه «ميـ ٌـل نف ـيٌّ ‬
‫ـة مــن االستحســان ٔاو البغــض»‪ .‬ويضيفــان‬ ‫مع ـر عنــه بتقيي ـ ٍم لـ ٍ‬
‫ـيء مــا بدرجـ ٍ‬
‫ٌ‬
‫مبــارشة ونســتطيع فقــط‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بطريقــة‬ ‫ٔاننــا ال نســتطيع اســتنتاج هــذه املواقــف‬
‫اســتنتاجها عــن طريــق مالحظــة الســلوك وردود األفعــال هلــا‪ ،‬حيــث صنفهــا‬
‫ـة‪ .‬ؤاثبتــت‬‫ـة عاطفيـ ٍ‬ ‫ـة ومزاجيـ ٍ‬
‫ـة ٕادراكيـ ٍ‬
‫ـلوكية ومعرفيـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الباحثــون ٕاىل اســتجابات سـ‬
‫بعــض الدراســات باملغــرب) ( ‪ٔ )Lawson,Chakrani‬ان الدارجــة املغربيــة تزيــد‬
‫(((‬

‫ـة‪ ،‬لكـ ََّن الباحثــن قالــوا‪ٔ :‬ان هــذا قــد اليعنــي‬ ‫ـة ذات مكانـ ٍ‬
‫نســبة اعتبارهــا كلهجـ ٍ‬
‫بالــرورة ارتفــاع مكانــة الدارجــة‪ ،‬وٕانــا قــد يشــر ٕاىل انخفــاض مكانــة اللغــة‬
‫الفصحــى‪.‬‬
‫وهــذا مــا يوضــح أكثــر صعوبــة متكــن الطالــب األجنبــي مــن الــدالالت‬
‫الثقافيــة للغــة والعاميــة وصعوبــة التنــاوب بينهــا‪ .‬فــإذا كان ابــن اللغــة ونخــص‬
‫بالذكــر األقــل متكنًــا مــن الفصحــى غــر قــادر عــى االنتقــال مــن العاميــة إىل‬
‫ـر إكراهــا بالنســبة هلــم نظـ ًـرا لكــون املجتمع‬
‫ً‬ ‫ـكل ســلس‪ .‬ويعتـ‬‫هــذه األخــرة بشـ ٍ‬
‫ً‬
‫اســتعامل للعاميــة‪ ،‬مــن هنــا يتضــح بشــكل أكثــر أن املجتمــع‬ ‫املحــي أكثــر‬
‫أو احلقــل االجتامعــي الــذي يتواجــد بــه الفــرد هــو مــا يمكِّنــه أكثــر مــن‬
‫(((‬

‫‪(1) Badawi, El – Said. M. 1973. Mustaway¢at al-ôarabiyya al-muô¢aâira f3 Miâr. Cairo: D¢ar‬‬
‫‪al-Maô¢arif.‬‬
‫‪(2)Eagly Alice and Shelly,Chaicken, The psychology of Attitudes p 269, 1988‬‬
‫‪(3) Chakrani, B. (2011). Covert language attitudes: A new outlook on the sociolinguistic‬‬
‫‪space of Morocco. In Selected Proceedings of the 40th Annual Conference on African Lin-‬‬
‫‪guistics, 11, 168-177.‬‬
‫((( بمفهوم «بري بورديو»‬

‫‪682‬‬
‫استراتيجيات تدريس اللغة‪ :‬جواد الباقيلي‬

‫تفعيــل املهــارات اللغويــة ســواء كانــت عاميــة أو فصحــى ومضموهنــا الثقــايف‬


‫ـح أن تعلــم اللغــة‬ ‫ـكل واضـ ٍ‬ ‫واســتعامالهتا حســب املواقــف‪ .‬وهــذا مايــرز بشـ ٍ‬
‫جيــب أن يكــون باملامرســة داخــل احلاضنــة املجتمعيــة‪ .‬الــيء الــذي يتنــاىف مــع‬
‫التنميــط الصفــي وبرامــج اللغــة التــي تعتمــد يف ديداكتيــك تدريــس اللغــة مــن‬
‫ـكان‪ ،‬إال أنــه بالرغــم مــن إجيابياهتــا‬ ‫ـان ومـ ٍ‬‫خــال مناهــج جاهــزة قابلــة لــكل زمـ ٍ‬
‫يف تدريــس الطلبــة خــارج املجتمــع العــريب‪ ،‬فهــي تصبــح إكراهــا لتدريــس‬
‫طلبــة أجانــب يف جمتمــع عــريب ختتلــف عاميتــه عــن العاميــة املوجــودة يف هــذا‬
‫املنهــج وحتــى املضمــون‪ .‬حيــث جيــد الطالــب نفســه يــدرس عربيــة وعاميــة‬
‫موجــودة يف الكتــاب منعدمــة يف واقعــه املعيــش أي يف املجتمــع الــذي يــدرس‬
‫فيــه‪ .‬وهــذا التناقــض يمكــن أن يشــتت تركيــز الطالــب وخيلــق جتاذ ًبــا ورصا ًعــا‬
‫داخــل العمليــة التعليميــة التعلميــة بــن الصــف واملامرســة‪ .‬وهــذا مــا يمكــن‬
‫ـة بتنويعاهتــا وتعبرياهتــا الشــفهية توجــد‬ ‫ـة معينـ ٍ‬
‫أن نوضحــه اعتبــارا أن لــكل ثقافـ ٍ‬
‫ً‬
‫ـه عــا ٍّم» متعــددة تــراوح مــن املامرســات غــر الرســمية وغــر ‬ ‫«ممارســات بوجـ ٍ‬
‫املعــرف هبــا ٕاىل املامرســات الرســمية واملعــرف هبــا داخــل املٔوسســات»(((‪ .‬وكل‬
‫ـرا ثقاف ًّيــا معينًــا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫املامرســات بوجــه عــا ٍّم تعكــس وجهــة نظــر وتعبـ ً‬
‫ولكــي يســتوعب الطالــب األجنبــي هــذه التنويعــات مــن خــال امتالكــه‬
‫مليكانــرم االســتعداد اللغــوي والتمييــز بــن خمتلــف التعبــرات الثقافيــة‬
‫ذات املــوارد املختلفــة ســواء كانــت عربيــة أو أمازيغيــة أو عاميــة‪ ...‬و«فكــرة‬
‫ٍ‬
‫ويشء‬ ‫يشء مســيطِ ٍر‬‫االســتعدادية كـــ «ٔايديولوجيــا ثقافيــة» تســتدعي وجــود ٍ‬
‫أيضــا أو فصحــى غالبــة‬ ‫مســي َطر عليــه»(((‪ .‬يعنــي أن هنــاك ثقافــة غالبــة وعاميــة ً‬
‫حســب الرتاتبيــة االجتامعيــة؛ أي أنــه داخــل املجتمــع نجــد لغــة معينــة أو عاميــة‬
‫أو تعبــرات معينــة جتمــع بينهــا وختتلــف حســب هــذه الطبقــة االجتامعيــة‬
‫ورقيهــا أو العكــس داخــل املجتمــع‪ .‬فــإن إدراج مــا ذكرنــاه ســال ًفا يف املنهــاج لــه‬
‫أمهيــة للطالــب األجنبــي‪ .‬ومــن املفــروض أن خيتلــف املنهــاج حســب خصوصية‬
‫املجتمــع الــذي يــدرس بــه الطالــب وحســب أهدافــه التعلميــة‪ ،‬أي مــا الغايــة‬
‫ـة أخــرى مــا املجتمــع املســتهدف لــدى‬ ‫لــدى الطالــب مــن تعلــم اللغــة؟ وبصيغـ ٍ‬
‫الطالــب لتعلــم لغتــه‪.‬‬
‫نماذج تدريس اللغة بمقاربة النسق الثقايف‪:‬‬
‫باعتــاد أحــد آليــات البحــث امليــداين املالحظــة باملشــاركة‪ ،‬واملقابــات‬
‫الشــفوية مــع الطــاب‪ ،‬اســتطعنا جــرد بعــض األنشــطة الصفيــة واملوازيــة التــي‬

‫‪(1) Eisele 2001 representations of arabic in egypt summary in Arabic 10pp.pdf‬‬


‫‪(2) Eisele 2001 representations of arabic in egypt summary in Arabic 10pp.pdf‬‬

‫‪683‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫يتعــرض هلــا الطالــب أثنــاء فعــل تعلــم اللغــة بعيــدً ا عــن حميطهــا الثقــايف‪.‬‬
‫وجدنــا أن برامــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا ســواء يف‬
‫اجلامعــات األمريكيــة‪ ،‬أو اجلامعــات واملراكــز بالــدول العربيــة يلجــؤون إىل‬
‫اســراتيجيات بديلــة‪ ،‬تســهم يف تعزيــز املهــارة الثقافيــة لــدى الطالــب‪ .‬إضافــة‬
‫إىل املهــارات اللغويــة األخــرى التــي يكتســبها بالصــف‪ .‬ويوفــرون الســياقات‬
‫واملواقــف االجتامعيــة التــي يمكــن أن يســتثمر فيهــا الطالــب األجنبــي املفــردات‬
‫والعبــارات التــي اكتســبها يف الصــف‪ .‬لكــن الســؤال األســايس الــذي يشــكل‬
‫حتد ًيــا واملتمثــل يف تعلــم واكتســاب اللغــة خــارج بيئتهــا األصليــة يف صيغــة‬
‫حتاكــي الواقــع العــريب جيعــل اكتســاب اللغــة حــارض بقـ ٍ‬
‫ـوة أكثــر مــن اكتســاب‬
‫املكــون الثقــايف‪ ،‬ألنــه دائـ ًـا يكــون مــن الســهل احلصــول عــى مــواد تعليميــة‬
‫خاصــة باملفــردات والبنيــات الرتكيبيــة النحويــة التــي يتــم تفعيلهــا يف الصــف‬
‫ـبات قليلـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫واتقاهنــا بطالقــة‪ ،‬يف حــن تدريــس املكــون الثقــايف يكــون يف مناسـ ٍ‬
‫عــر خلــق جمموعــة مــن األنشــطة الثقافيــة التــي حيــاول فيهــا األســتاذ توفــر ‬
‫مواقــف ثقافيــة تســمح للطالــب التعــرف عــى اخلصوصيــات الثقافيــة للمجتمع‪.‬‬
‫إال أن فهــم الثقافــة والعنــارص الثقافيــة يبقــى نســب ًّيا‪ ،‬خاصــة‪ ،‬إذا كان‬
‫الطالــب يــدرس خــارج البلــدان العربيــة‪ ،‬بخــاف الطالــب الــذي اختــار‬
‫أن يســافر ويــدرس باخلــارج ويأخــذ فرصــة االحتــكاك باملجتمــع العــريب‪،‬‬
‫وحتقيــق فهــ ٍم أعمــق للثقافــة نتيجــة للمواقــف االجتامعيــة والثقافيــة التــي‬
‫ســيخوض جتربتهــا أثنــاء تواجــده بالثقافــة املســتقبلة‪ .‬وبنــاء عــى هــذا ســوف‬
‫نحــاول تقديــم جــرد لبعــض األنشــطة الثقافيــة إلحــدى اجلامعــات األمريكيــة‬
‫واجلامعــات العربيــة‪.‬‬
‫‪١.١‬االسرتاجتيات البديلة لتدريس املكون الثقايف‪:‬‬
‫تعتمــد الربامــج اخلاصــة بتدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا عــى ‬
‫جمموعــة مــن االســراجتيات البديلــة واألنشــطة الثقافيــة التــي غايتهــا تدريــس‬
‫اللغــة والثقافــة م ًعــا‪.‬‬
‫ ‪-‬مركز قلم ولوح بمدينة الرباط‪.‬‬
‫ ‪-‬مركز أميديست بمدينة الرباط‪.‬‬
‫ ‪-‬مركز ‪ IES‬بمدينة الرباط‪.‬‬
‫ ‪-‬املركــز اجلامعــي «عــن» لتدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬جامعــة حممــد اخلامــس‪.‬‬
‫ ‪-‬برنامج ميدلربي املغرب بمدينة الرباط‪.‬‬

‫‪684‬‬
‫استراتيجيات تدريس اللغة‪ :‬جواد الباقيلي‬

‫ ‪-‬مركز ‪ CIEE‬بمدينة الرباط‪.‬‬


‫ ‪-‬الربنامج العريب بجامعة إنديانا‪ ،‬أمريكا‪.‬‬
‫ ‪-‬الربنامج العريب بجامعة ويس كانسن‪ ،‬أمريكا‪.‬‬
‫‪٢.٢‬اسرتاتيجية التوجيه اللغوي الثقايف‪:‬‬
‫ـا‬‫وهــي اســراتيجية تعتمدهــا أغلــب املؤسســات واملراكــز يف املغــرب مثـ ً‬
‫الربنامــج العــريب اخلــاص بمركــز ‪ IES‬يف الربــاط قبــل أن يبــدأ الطــاب صفــوف‬
‫اللغــة يأخذهــم املركــز إىل مدينــة مكنــاس‪ ،‬وهــي مدينــة عتيقــة هلــا تاريــخ‬
‫ومالمــح ثقافيــة يمكــن مالحظتهــا يف احليــاة اليوميــة‪ .‬ويف هــذه األيــام األوىل‬
‫يســتفيد الطلبــة األجانــب مــن دورات توجيهيــة وورشــات تســلط الضــوء عــى ‬
‫اخلصوصيــة الثقافيــة باملغــرب‪ ،‬حيــث يتــم تقديــم جمموعــة مــن املواضيــع جتيــب‬
‫عــن أســئلة الطــاب اخلاصــة بالســكن والعيــش يف املغــرب مــع العائــات‬
‫املســتضيفة‪ .‬ودائـ ًـا يتــم تقديــم مفاتيــح ثقافيــة ختــدم الطالــب أثنــاء تواجــده يف‬
‫ـا التعــرف عــى البيــت املغــريب‪ ،‬عــى العائلــة املغربيــة‪ ،‬واللباس‬ ‫املغــرب فيتــم مثـ ً‬
‫ـن‪ ،‬وطريقــة‬ ‫ٍ‬
‫داخــل البيــت املغــريب وخارجــه‪ ،‬وطريقــة الســؤال‪ ،‬طلــب يشء معـ ٍ‬
‫األكل مــع اجلامعــة‪ ،‬واحــرام اخلصوصيــة والديــن ‪ ...‬وعالقتــه باآلخــر‪.‬‬
‫‪٣.٣‬اســراتيجية تلقــن وتدريــس العبــارات الثقافيــة واالجتماعية‬
‫اخلاصة باحليــاة اليوميــة‪)survival darija( :‬‬

‫بعدمــا يتــم تقديــم العنــارص الثقافيــة يف ورشــات توجيهيــة للطلبــة يف‬


‫ٍ‬
‫خمتــزل مــن خــال كلــات‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫أيامهــم األوىل يتــم تقديــم اللغــة العاميــة‬
‫ـكل بســيط‪ٍ،‬‬
‫مفتاحيــة وعبــارات مســاعدة للطالــب يف التواصــل اليومــي ولــو بشـ ٍ‬
‫وأيضــا التفاعــل مــع اآلخــر يف املجتمــع املســتضيف لــه‪ ،‬وهــذه األيــام تكــون‬‫ً‬
‫جــد مهمــة وتبقــى راســخة يف ذاكــرة الطالــب‪ ،‬ألهنــا تكــون بمثابــة املفاتيــح‬
‫اللغويــة والثقافيــة ألول احتــكاك لغــوي ثقــايف حضــاري للطالــب‪.‬‬
‫‪٤ .٤‬اســراتيجية الســكن والعيــش مــع العائــات املســتضيفة‪:‬‬
‫(‪)Host families‬‬
‫يتم تقسيم الطلبة عىل جمموعة من العائالت املغربية التي تم اختيارها بعناية‬
‫ورشوط ختدم الغاية التي جاء من أجلها الطالب‪ ،‬وهذه االسرتاتيجية يتم اعتامدها‬
‫كثريا يف برامج الدراسة باخلارج ألهنا آلية ذات فعالية‪ ،‬فالعائالت املستضيفة ال‬
‫ً‬
‫تقترص وظيفتها يف توفري السكن واألكل للطالب‪ ،‬بل إهنا تقدم له جوا مناسبا لتفعيل‬
‫لغته واالنغامس يف مواقف اجتامعية نابعة من الواقع بخالف التجارب الثقافية‬

‫‪685‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫االجتامعية املعيارية التي يتم تنميطها واختزاهلا وتقديمها للطالب يف اجلامعات‬


‫األمريكية‪ .‬فالسكن مع العائلة يوفر للطالب فرصة تفعيل اللغة ومضموهنا املعريف‬
‫والثقايف مع أفراد العائلة باعتبارهم أبناء اللغة‪ .‬وهذه العملية تساعد عىل تطوير‬
‫وأيضا اكتساب مفرادات وعبارات جديدة‬ ‫ً‬ ‫الطالقة والدقة اللغوية والثقافية‬
‫خارج املنهاج الدرايس وغرفة الصف‪ .‬وتعد اسرتاتيجية مهمة يف اكتساب اللغة‬
‫والثقافة‪ ،‬فالطالب يبدأ التعلم عندما يطرق باب هذه العائلة وجيلس معهم يف غرفة‬
‫اجللوس ويشاركهم األكل‪ ،‬ويتعرف عىل لباسهم‪ ،‬والعادات اليومية طوال األسبوع‬
‫ٍ‬
‫رسمية قد يتصادف معها الطالب أثناء تواجده مثل‬ ‫ٍ‬
‫بمناسبات‬ ‫وعاداهتم اخلاصة‬
‫االحتفال باألعياد‪ ،‬واستقبال الضيوف أو صيام رمضان الخ‪...‬هذا باإلضافة إىل‬
‫شعور الطالب بالقدرة عىل إنتاج اللغة والكالم خالل املحادثات يف أي موضو ٍع‬
‫ٍ‬
‫ومناسبة ‪.‬‬
‫فالســكن مــع العائلــة يف بعــض الربامــج أصبــح رش ًطــا أساسـ ًّيا وإجبار ًّيــا‪.‬‬
‫نظــرا لفعاليتــه مــن حيــث توفــر األمــن والــدفء العائــي واجلــو املناســب‬ ‫ً‬
‫الكتســاب اللغــة وخــوض جتــارب حياتيــة ومواقــف إجتامعيــة ثقافيــة‪ ،‬ونجــد‬
‫أيضــا أن يف تقييــات الطلبــة هنــاك ثنــاء ورضــا‪ ،‬والــكل حيــب ويفضــل الســكن‬ ‫ً‬
‫مــع العائلــة ويصفهــا بأحســن جتربــة ليــس فقــط ألهنــا وفــرت لــه فرصــة‬
‫تعلــم وفهــم ثقافــة املجتمــع وممارســة اللغــة‪ ،‬بــل ألهنــا جتربــة إنســانية اســتطاع‬
‫الطالــب مــن خالهلــا أن حيقــق االندمــاج والتواصــل والتعــرف عــى الثقافــة‪،‬‬
‫وهــذه الفرصــة التــي ال يســتطيع املتعلــم يف بلــده األصــي أن يعيشــها أو حيظــى‬
‫هبــا‪.‬‬
‫‪5.5‬اســراتيجية اعتمــاد الشــريك اللغــوي الثقــايف ‪speaking( :‬‬
‫‪)partner‬‬

‫وهــذه االســراتيجية تــم اعتامدهــا مؤخـ ًـرا يف جــل املراكــز املغربيــة‪ ،‬وهــي‬
‫عمليــة توظيــف متكلمــن مــن أبنــاء اللغــة يرافقــون الطلبــة األجانــب أثنــاء‬
‫تواجدهــم بالربنامــج‪ .‬وعــادة مــا يكــون الرشيــك اللغــوي قريــب أو يف نفــس‬
‫العمــر‪ ،‬ويرافــق الطالــب خــارج أوقــات الدراســة املقــررة حســب الربنامــج‬
‫الزمنــي املحــدد‪ ،‬ويتــم إعطــاء تعليــات وتوجيهــات للرشيــك اللغــوي‬
‫أيضــا مرشــده‬
‫بخصــوص املســتوى اللغــوي ليتحــدث معــه العربيــة‪ ،‬ويكــون ً‬
‫يف عــدة مرافــق ثقافيــة واجتامعيــة الــيء الــذي خيــول للطالــب فرصــة ممارســة‬
‫اللغــة يف كثــر مــن املواقــف االجتامعيــة خــارج الصــف‪ ،‬ويمنحــه فرصــة‬
‫التعــرف عــى بعــض املظاهــر االجتامعيــة واملعلومــات التــي يريدهــا عــن طريــق‬
‫رشيكــه اللغــوي‪ .‬وهــو مرافــق يســهل عمليــة الفهــم واالنغــاس يف املجتمــع‪،‬‬

‫‪686‬‬
‫استراتيجيات تدريس اللغة‪ :‬جواد الباقيلي‬

‫ودوره تكميــي خيــذم غايــة الربنامــج وأهــداف األســتاذ التــي غال ًبــا مــا يناقشــها‬
‫مــع الرشيــك اللغــوي يف اجتامعــات أســبوعية تتــم داخــل املركــز‪.‬‬
‫‪6.6‬اسرتاتيجية الرحالت والزيارات التعليمية الثقافية‪:‬‬
‫هــي اســراتيجية فعالــة يفضلهــا كل مــن الطلبــة واألســاتذة ألهنــا فرصــة‬
‫لتغيــر فضــاء عمليــة التعلــم‪ ،‬حيــث يكتســب الطالــب معلومــات وأفــكار‬
‫ومفــردات وعبــارات يف فضــاءات جديــدة يزورهــا الطالــب مــع مرافقيــه‬
‫وبعــض أســاتذة الربنامــج‪ .‬وهــذا يســاعده يف التعــرف عــى اجلوانــب اجلغرافيــة‬
‫والتارخييــة واحلضاريــة والســياحية التــي تقــدم لنــا ســياقات ومواقــف لســانية‬
‫ثقافيــة ذات محولــة دالليــة تســاعد تعزيــز املهــارات اإلنتاجيــة للطالــب‪ ،‬ونجــد‬
‫جـ َّـل الربامــج تقــوم بــإدراج سلســلة مــن الزيــارات الثقافيــة والتعليميــة نظـ ًـرا‬
‫ألمهيتهــا‪.‬‬
‫وآليــة املالحظــة باملشــاركة ســاعدت يف اســتجالء أمهيــة هــذه الرحــات‬
‫التــي تنظمهــا معظــم مراكــز اللغــة العربيــة‪ ،‬حيــث إن كل رحلــة يتــم التخطيـط ‬
‫ألهدافهــا والغايــة منهــا‪ ،‬واألنشــطة التــي ســيقوم هبــا الطالــب‪ .‬وبعــد ذلــك‬
‫يكــون هنــاك اجتــاع مــع الطلبــة هدفــه تقديــم برنامــج هــذه الرحلــة واألهداف‬
‫املســطرة‪ ،‬والتعــرف عــى األنشــطة املخطــط هلــا واألســاتذة املرافقــن‪ ،‬مــع‬
‫منــح كل طالـ ٍ‬
‫ـب الئحــة مــن املفــردات والعبــارات املــراد تداوهلــا خــال هــذه‬
‫العمليــة‪ .‬كــا يطلــب مــن الطالــب حتضــر واجــب الرحلــة الــذي يكــون عبــارة‬
‫عــن أســئلة موجهــة‪ ،‬صــور مــع تعليــق‪ ،‬كتابــة تقاريــر‪ ،‬ملخــص عــن الرحلــة‬
‫ومالحظاهتــم اخلاصــة وهــذا الواجــب يتــم تصنيفــه حســب مســتويات الطلبــة‪.‬‬
‫‪7.7‬اسرتاتيجية البحث امليداين‪:‬‬
‫يف هنايــة الفصــل الــدرايس يطلــب مــن الطلبــة اختيــار موضــو ٍع يتعلــق‬
‫باجلانــب الثقــايف أو االجتامعــي أو الســيايس للمجتمــع املســتقبِل‪ ،‬يــرزون فيــه‬
‫أهــم املظاهــر التــي أثــارت فضوهلــم‪ .‬ويكــون عبــارة عــن أوراق بحثيــة يعتمــد‬
‫ٍ‬
‫مجاعيــة ‬ ‫ٍ‬
‫فرديــة أو‬ ‫ٍ‬
‫بصيغــة‬ ‫فيهــا منهجيــة البحــث امليــداين‪ ،‬وهــو عمــل يكــون‬
‫حســب اختيــار الطالــب‪ .‬وهــذه االســراتيجية متكــن الطالــب مــن قيــاس قدرتــه‬
‫اللغويــة واإلنتــاج اللغــوي كتاب ـ ًة وحمادث ـ ًة‪.‬‬
‫‪8.8‬اسرتاتيجية األندية الثقافية‪:‬‬
‫إن األنشــطة الثقافيــة واألنديــة الثقافيــة تشــرك فيهــا كل املراكــز حتــى‬
‫أصبحــت تتشــابه يف األنشــطة التــي يتــم تقديمهــا‪.‬‬

‫‪687‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪.‬أنادي اخلط العريب‪:‬‬


‫ويعــرف اقبــال الكثــر مــن الطلبــة؛ ألنــه يســاعدهم عــى حتســن اخلــط‬
‫والكتابــة ولــه رمزيــة ثقافيــة مرتبطــة بأصالــة اللغــة العربيــة الفصحــى‪،‬‬
‫أيضــا عــى التعــرف عــى أنــواع اخلــط العــريب‪ ،‬وفيــه ملســة فنيــة‬
‫ويســاعدهم ً‬
‫تســجل بذاكــرة الطــاب حيــث يمكــن اعتبــار اخلــط العــريب أيقونــة الثقافــة‬
‫واهلويــة العربيــة‪.‬‬
‫ ‪.‬بنادي القرآن الكريم‪:‬‬
‫ـم جــدًّ ا بالنســبة لصفــوف املبتدئــن؛ ألنــه يســاعدهم عىل صقــل وجتويد‬ ‫مهـ ٌّّ‬
‫خمــارج األصــوات‪ ،‬وفيــه حتفــظ بعــض الســور واأليــات‪ ،‬ويتعــرف الطالــب عىل‬
‫بعــض معــاين القــرآن الكريــم‪ ،‬ويلقــى هــذا النــادي إقبــال الكثــر مــن الطلبــة‬
‫ســواء الطــاب ذوو األصــول املســلمة وغــر املســلمة‪.‬‬
‫ ‪.‬جنادي الفن‪:‬‬
‫يقــدم أنشــطة ذات أهــداف مســطرة تعـ َّـرف بالدرامــا العربيــة واملسلســات‬
‫العربيــة واملــرح العــريب‪ ،‬وتطــور الفــن يف املجتمــع العــريب‪ ،‬ثــم املواضيــع التــي‬
‫يتــم تقديمهــا يف قوالــب فنيــة خمتلفــة ومتنوعــة‪ ،‬واإلكراهــات التــي يعــاين منهــا‬
‫الفــن يف الوقــت احلــارض‪ .‬ويســاعد الطلبــة التعــرف عــى بعــض الشــخصيات‬
‫العربيــة البــارزة يف مياديــن فنيــة خمتلفــة‪.‬‬
‫ ‪.‬دنادي املوسيقى العربي�ة‪:‬‬
‫ـايس عــى التنــوع يف املوســيقى العربيــة‪،‬‬ ‫يف هــذا النــادي يتــم الرتكيــز بشـ ٍ‬
‫ـكل أسـ ٍّ‬
‫حيــث يتــم تدريــب الطلبــة عــى أشــكال خمتلفــة مــن أنــواع املوســيقى العربيــة‬
‫املرتبطــة بالوطــن العــريب‪.‬‬
‫ ‪.‬هنادي الصحافة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫بشــكل عــا ٍّم يف التعريــف بأهــم القضايــا واألحــداث‬ ‫يســهم اإلعــام‬
‫املرتبطــة بالتغــرات االجتامعيــة والثقافيــة والديمقراطيــة للمجتمــع العــريب‪.‬‬
‫فرصــا لتطويــر مهارهتــم اللغويــة يف املحادثــة‬
‫فنــادي الصحافــة يمنــح للطلبــة ً‬
‫والكتابيــة مــن خــال إبــداء آرائهــم يف املواضيــع الراهنــة التــي حتــدث يف‬
‫العــامل والعــامل العــريب خاصــة‪ .‬ويكــون أغلــب طالبــه متخصصــون يف العلــوم‬
‫السياســية أو اإلعــام‪ ،‬حيــث إنــه يتــم تقديــم أخبــار لقنــوات إخباريــة مشــهورة‬

‫‪688‬‬
‫استراتيجيات تدريس اللغة‪ :‬جواد الباقيلي‬

‫وصحــف وجمــات عربيــة حمليــة ودوليــة‪.‬‬


‫ ‪.‬ونادي الطبخ‪:‬‬
‫وهــو مــن بــن األنديــة املفضلــة لــدى الطــاب؛ ألنــه يمنحهــم فرصــة‬
‫املشــاركة يف إعــداد أطبــاق حمليــة مشــهورة‪ ،‬والتعــرف عــى أنــواع األكل وأســاء‬
‫املقادير‪،‬اخلــر‪ ،‬الفواكــه والتوابــل باللغــة العربيــة الفصحــى‪ ،‬وطريقــة إعــداد‬
‫األطبــاق الشــهرية التــي يفتخــرون باملشــاركة يف إعدادهــا ومعرفــة أصلهــا‪.‬‬
‫‪٧.٧‬اسرتاتيجية العمل التطوعي‪:‬‬
‫يتــم فيــه التنســيق مــع منظــات املجتمــع املــدين الســتقبال جمموعــة مــن‬
‫الطلبــة وإدماجهــم يف األنشــطة التطوعيــة‪ ،‬وتقديــم خدمــات للمجتمــع يف‬
‫دائــا عــى حتديــد برنامــج تدريبــي ينظــم مهــام‬
‫ً‬ ‫ســياقات جديــدة‪ ،‬ويعمــل‬
‫الطالــب‪.‬‬
‫‪٨.٨‬اسرتاتيجية تقديم املحاضرات‪( :‬حديث األربعاء)‬
‫نجــد مركــز قلــم ولــوح لتدريــس اللغــة العربيــة حيــرص بشــدة عــى ‬
‫تقديــم حمــارضة ثقافيــة اجتامعيــة ترتبــط بقضايــا املجتمــع العــريب كل يــوم‬
‫أربعــاء‪ ،‬وهــذا مــا يتقاســمه مــع بعــض الربامــج األمريكيــة التــي ختصــص يــوم‬
‫ٍ‬
‫زائــر مهتــم ومتخصــص‬ ‫ٍ‬
‫أســتاذ‬ ‫أيضــا لتقديــم حمــارضة مــن طــرف‬ ‫األربعــاء ً‬
‫بالثقافــة واللغــة العربيــة‪.‬‬
‫‪٩.٩‬اســراتيجية محــاكاة العــادات والتقاليــد يف املناســبات‬
‫الثقافيــة‪( :‬حفــل زفــاف)‬
‫درايس يقــوم معهــد ‪ IES‬باســتئجار ريــاض وهــو بيــت‬ ‫ٍّ‬ ‫يف هنايــة كل فصـ ٍ‬
‫ـل‬
‫قديــم لــه خلفيــة ثقافيــة واجتامعيــة يف املجتمــع املغــريب‪ .‬خيتــاره املعهــد ليكــون‬
‫مقــرا لالحتفــال بحفــل الزفــاف املغــريب (‪ )Fake wedding‬الــذي يشــارك فيــه‬
‫كل الطلبــة بلبــاس تقليــدي مغــريب‪ ،‬ويتــم حتضــر هــذا النشــاط بشـ ٍ‬
‫ـكل منظ ـ ٍم‬
‫حيــرم كل مراحــل حفــل الزفــاف احلقيقــي مــن البدايــة إىل النهايــة حيــث حيــر‬
‫مــع الطلبــة جمموعــة مــن الــركاء اللغويــن والعائــات املســتضيفة الذيــن‬
‫يتولــون مهــام املشــاركة يف بعــض املواقــف والتعبــرات الثقافيــة‪.‬‬
‫‪١٠١٠‬اسرتاتيجية التعاهد اللغوي‪:‬‬
‫نجاحــا نجــد برنامــج‬
‫ً‬ ‫ويف بعــض أهــم الربامــج املنتــرة يف العــامل األكثــر‬

‫‪689‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ MDB‬الــذي حتــدث عنــه غــازي أبــو حكمــة يف مــروع أطروحتــه الدكتــوراه‪،‬‬


‫حيــث أشــار لالســراتيجيات املعتمــدة يف تدريــس اللغــة والثقافــة ووصــف‬
‫الربنامــج باجلــزر الثقافيــة ((( ‪ .‬ويف هــذا الربنامــج يعتمــدون اســراتيجية التعاهــد‬
‫اللغــوي التــي تنــص عــى كل مــن الطالــب واألســتاذ بعــدم اســتعامل أي لغــة‬
‫أخــرى إال اللغــة العربيــة الفصحــى‪.‬‬
‫ووصــف الربنامــج باجلــزر الثقافيــة؛ ألن الربنامــج يســتضيف أســاتذة‬
‫اللغــة العربيــة مــن مجيــع الــدول العربيــة‪ ،‬الــيء الــذي يوفــر للطالــب فرصــة‬
‫التعــرف عــى أكثــر مــن عاميــة وخلفيــة ثقافيــة‪ ،‬وكل أســتاذ يعكــس عنــارص ‬
‫ثقافتــه اخلاصــة يف مــواده التعليميــة واألنشــطة الثقافيــة «وفلســفة الربنامــج‬
‫تكمــن يف إعــداد طــاب يســتطيعون التواصــل فعل ًّيــا وممارســة اللغــة»(((‪.‬‬

‫‪(1) Ghazi Abuhakema, “the cultural Component of the Arabic Summer Program at middle‬‬
‫‪bury college: fulfillment of students’ Needs and Expectations, page 53, 2004‬‬
‫‪(2) Ghazi Abuhakema, page 150‬‬

‫‪690‬‬
‫ جواد الباقيلي‬:‫استراتيجيات تدريس اللغة‬

:‫املراجع واملصادر‬
٨٩ ‫ ص‬،»‫ «دور املهارات اللغوية يف تعليم اللغة‬،‫ حممد القضاة‬،‫فاطمة العمري‬1.1
2015 ‫الطبعة األوىل‬
‫ مطبعة ردمك الطبعة األوىل‬.»‫ «سلطة الثقافة الغاربة‬.‫إبراهيم عمر السكران‬2.2
.2014

11. Badawi, El – Said. M. 1973. Mustaway¢at al-ôarabiyya al-muô¢aâira f3


Miâr. Cairo: D¢ar al-Maô¢arif.
22. Eagly Alice and Shelly,Chaicken, The psychology of Attitudes p 1988 ,269
33. Chakrani, B. (2011). Covert language attitudes: A new outlook on the soci-
olinguistic space of Morocco. In Selected Proceedings of the 40th Annual
Conference on African Linguistics, 177-168 ,11.
44. Eisele 2001 representations of arabic in egypt summary in Arabic 10pp.pdf

691
‫اسرتاتيجيات ومناهج تعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‬
‫جتارب مغربي�ة أنموذجا‬

‫(((‬
‫حسناء لكبري‬

‫* باحثــة يف ســلك الدكتــوراه بمعهــد الدراســات واألبحــاث للتعريب‪-‬كليــة علــوم الرتبيــة‪-‬‬


‫بالربــاط‪ ،‬حاصلــة عــى شــهاديت النظــري والتطبيقــي يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريها‬
‫بمؤسســة قلــم ولــوح‪ ،‬وحاصلــة عــى شــواهد املشــاركة يف بعــض النــدوات الدوليــة‪ ،‬عضــوة‬
‫أيضــا عــى شــواهد أكاديميــة يف مهــن‬ ‫يف االئتــاف الوطنــي للغــة العربيــة بالربــاط وحاصلــة ً‬
‫التدريــس واللســانيات باملغــرب‪.‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫توطئة‬

‫تعتــر اللســانيات النظريــة جمــاال هيتــم بصياغــة نظريــة للغــة وحتديــد‬


‫وظائفهــا يف املقابــل‪ ،‬نجــد اللســانيات التطبيقيــة التــي هتتــم بتطبيــق مفاهيــم‬
‫ـدد من املهــام العمليــة‪ ،‬كالتخطيــط اللغوي‬‫اللســانيات النظريــة ونتائجهــا عــى عـ ٍ‬
‫(‪ ،)language planing‬وتعلــم اللغــة باحلاســوب (‪computer- assisted languge‬‬

‫‪ ،)learningg‬وعالقــة اللغــة بالرتبيــة و الرتمجــة ثــم الرتمجــة اآلليــة (�‪machine aid‬‬

‫‪ ،)ed transiation‬واللســانيات احلاســوبية (‪ ،)computiational linguistics‬والــذكاء‬


‫ـرا مــا تنــرف أذهــان الكثرييــن عند‬ ‫االصطناعــي(‪ ،)artificial intellegence‬وكثـ ً‬
‫إطــاق مصطلــح اللســانيات التطبيقيــة إىل تعليــم اللغــات وتعلمهــا‪ ،‬وأبــرز ٍّ‬
‫جتل‬
‫هلــذه املجــاالت التطبيقيــة هــو تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف خمتلــف‬
‫صورهــا‪.‬‬

‫لقــد انتــر تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف بقــاع العــامل مــن‬
‫خمتلــف املعاهــد واجلامعــات واملؤسســات الرتبويــة؛ ألننــا نعيــش يف جمتمــع‬
‫العوملــة واملعرفــة‪ ،‬باإلضافــة إىل أن اللغــة العربيــة حاولــت أن تفــرض نفســها يف‬
‫اآلونــة األخــرة؛ بحيــث اســتلهمت العديــد مــن الناطقــن بغريهــا مــن خمتلــف‬
‫دول العــامل مــن أجــل فتــح جســور التواصــل وحتقيــق أغــراض أخــرى‪.‬‬

‫ضخــم‪ ،‬يطــرح عــدة‬


‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫جمــال‬ ‫فتعليــم اللغــة العربيــة لناطقــن بغريهــا‬
‫ٍ‬
‫منهجيــة وغريهــا؛ ألنــه ال يقتــر يف متكــن الفئــة املســتهدفة مــن‬ ‫ٍ‬
‫إشــكاالت‬
‫إتقــان مهــارات االســتامع والتحــدت والقــراءة والكتابــة‪ ،‬إنــا الغايــة األســمى‬
‫منــه هــو التعــرف عــى خصائــص هــذه اللغــة‪ ،‬ومــا يميزهــا عــن غريهــا مــن‬
‫ـة وتـ ٍ‬
‫ـداول‪ ،‬فــإذا اســتطعنا أن نلمــح‬ ‫ـة ومعجــم وداللـ ٍ‬‫ورصف وصواتـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫أصـ ٍ‬
‫ـوات‬
‫النظــر يف هــذه اجلوانــب وإلقــاء الضــوء عليهــا‪ ،‬بالتــايل سنســتطيع أن هنيــكل‬
‫ٍ‬
‫رصينــة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫جيــدة‬ ‫ونمهــد ملناهــج‬

‫هــذا هــو أملنــا وســعينا يف املشــاركة هبــذه الورقــة؛ ألنــه مــا دام أن هــذه‬
‫ـم لألجانــب لتعلمهــا‪ ،‬فــا يمكــن أن‬ ‫ـدر ملهـ ٌ‬
‫املعاهــد واملؤسســات الرتبويــة مصـ ٌ‬
‫ـوي قائــم الــذات مــع‬ ‫ٍ‬ ‫تــؤدي هــذه الوظيفــة دون اتبــاع منهـ ٍ‬
‫ـي موحــد تربـ ٍّ‬‫ـج علمـ ٍّ‬
‫البحــث عــن إمكانيــات متاحــة لتطبيقــه وتنزيلــه إىل ميــدان الدراســة‪.‬‬

‫‪693‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وهــذا ال يتأتــى إال بعــد ختطيـ ٍ‬


‫ـط مــن قبــل كبــار املختصــن يف اللغــة العربيــة‬
‫ٍ‬
‫جديــدة تســاير العــر وجتمــع بــن ‬ ‫ٍ‬
‫آليــات‬ ‫وعلــاء اللغــة‪ ،‬مــع البحــث عــن‬
‫احلديــث والقديــم‪ ،‬ثــم االســتفادة مــن خمرجــات النــدوات العلميــة وامللتقيــات‬
‫الفكريــة التــي ختــدم هــذا املجــال‪.‬‬

‫إن التجربــة املغربيــة عــى غريهــا مــن جتــارب العمــل يف جمــال تدريــس‬
‫نجاحــا‬
‫ً‬ ‫اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا ســامهت بالكثــر‪ ،‬واســتطاعت أن حتقــق‬
‫يف هــذا املجــال‪ ،‬بالرغــم مــن الكثــر مــن التحديــات واملعيقــات‪ ،‬ولقــد بــدأت‬
‫ٍ‬
‫أعــداد مــن املباحــث والنــدوات الدوليــة التــي تعقدهــا يف‬ ‫معاملهــا تتضــح يف‬
‫هــذه الســنوات األخــرة‪ ،‬كذلــك فتــح أكثــر مــن مركــز يف املغــرب يف تدريــس‬
‫ـداد كبـ ٍ‬
‫ـرة مــن الوافديــن ومــن بــن هــذه‬ ‫اللغــة العربيــة لألجانــب مــع تزايــد أعـ ٍ‬
‫نجاحــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫املراكــز التــي حققــت‬

‫نذكــر عــى ســبيل االختصــار؛ ألن املقــام ال يســعنا لذكــر كل مراكــز تعليــم‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا منهــا يف الربــاط نجــد‪ :‬كليــة علــوم الرتبيــة التابعــة‬
‫جلامعــة حممــد اخلامــس‪ ،‬و مركــز «اميديســت»‪ ،‬و«هــا مروكــو»‪ ،‬باإلضافــة إىل‬
‫مركــز «قلــم ولــوح» ثــم «جامعــة األخويــن» بإفــران ومركــز «عــامل بمكنــاس»‪..‬‬
‫نجاحــا مــع تزايــد أعــداد الوافديــن إليهــا ســنو ًّيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وغريهــا وكلهــا لقيــت‬

‫لذلــك يســتوقفنا ســؤال املناهــج يف هــذه الدراســة؛ أي مــا هــي الضوابــط‬


‫األساســية لتحديــد املنهــج؟ ثــم مــا هــي بعــض االســراتيجيات الديداكتيكيــة‬
‫التــي تســاهم يف إنجــاح العمليــة التعليميــة التعلميــة؟ وكيــف يتــم إعــداد معلــم‬
‫هــذه اللغــة؟ ثــم مــا هــي معايــر التصنيــف والتقييــم؟ ولإلجابــة عــن هــذه‬
‫اإلشــكاالت ارتأينــا إىل اســتقصاء بعــض أراء اخلــراء‪ ،‬وكذلــك االعتــاد عــى ‬
‫ـة بمركــز تعليمــي للناطقــن بغريهــا «قلــم ولــوح»‪.‬‬ ‫ـة ميدانيـ ٍ‬
‫جتربـ ٍ‬

‫والفرضيــة التــي بنينــا عليهــا تصورنــا هــو أن ســؤال املناهــج ســؤال يطــرح‬
‫منهجــا وصف ًّيــا‬ ‫ٍ‬
‫واحــد‪ ،‬كــا اتبعنــا‬ ‫ٍ‬
‫منهــج‬ ‫نفســه ومــن الصعوبــة احلســم يف‬
‫ً‬
‫حتليل ًّيــا يف هــذه الورقــة البحثيــة‪ ،‬أمــا تصميمهــا فهــو مــوزع كالتــايل‪:‬‬

‫•التحديد املفاهيمي للموضوع‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪694‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫•الضوابط األساسية لبناء املنهج مقرتحات و نامذج‪.‬‬ ‫ ‬

‫•االســراتيجيات الديداكتيكيــة يف تعليــم العربيــة للناطقــن ‬ ‫ ‬


‫بغريهــا‪.‬‬

‫•الدراســة امليدانيــة يف «قلــم ولــوح» (كيفيــة إعــداد معلــم اللغة‪،‬‬ ‫ ‬


‫املناهــج والربامــج املتبعة‪،‬األنشــطة االنغامســية املوازية)‪.‬‬

‫•خمرجات واقرتاحات‪.‬‬ ‫ ‬

‫التحديد املفاهييم للموضوع‪:‬‬

‫�‪ACT‬‬ ‫‪-1‬الكفــاءة اللغويــة‪ :‬تتجــى الكفــاءة اللغويــة يف األكتفــل‬


‫‪ FL‬يف املهــارات األربــع‪ ،‬االســتامع و املحادثــة والقــراءة والكتابــة‪ ،‬وتتبايــن‬
‫ٍ‬
‫مهــارة‪ ،‬ودرجــة املحتــوى‬ ‫مســتوى الكفــاءة بحســب درجــة التحكــم يف كل‬
‫اللغــوي املنجــز‪ ،‬إذن نلخــص مضمــون الكفــاءة يف الرتســيمة التاليــة(((‪.‬‬
‫(‪ )2‬الكفاءة اللغوية يف االستماع‬ ‫ ‬

‫استيفاء‬ ‫درجة‬ ‫املؤرشات‬ ‫وسيط‬ ‫وسيط‬ ‫املستوى‬


‫الكفاءة‬ ‫الكفاءة‬ ‫املضمون‬ ‫الشكل‬

‫متوسط طول العبارات نوعية املجاالت الفهم مستجيبة متاما إجراءات‬


‫التقويم‬ ‫التحليل للمعايري‬ ‫املواضيع‬ ‫متقــدم بساطة ‪ /‬تعقد‬
‫‪ /‬البنيات حمسوسة جمردة االستنتاج متوسطة والدعــم‬ ‫إلخ‬
‫ضعيفة إلخ‬ ‫إلخ‬ ‫املفردات إلخ‬

‫((( ماجدولني النهيبي‪ ،‬دليل تدريس اللغة العربية للناطقني بغريها ص‪.37- 35‬‬

‫‪695‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫(‪ ) 3‬الكفاءة اللغوية يف املحادثة‬

‫استيفاء‬ ‫درجة‬ ‫املؤرشات‬ ‫وسيط‬ ‫وسيط‬ ‫املستوى‬


‫الكفاءة‬ ‫الكفاءة‬ ‫املضمون‬ ‫الشكل‬

‫مبتدئ طول العبارات نوعية املجاالت الفهم مستجيبة متاما إجراءات‬


‫التقويم‬ ‫للمعايري‬ ‫متوسط‪ ،‬بساطة ‪ /‬تعقد املواضيع مألوفة التفاعل‬
‫متوسطة والدعــم‬ ‫‪ /‬البنيات حمسوسة جمردة الدقة‬ ‫متقدم‬
‫الطالقة ضعيفة إلخ‬ ‫إلخ‬ ‫إلخ املفردات إلخ‬

‫( ‪ ) 4‬الكفاءة اللغوية يف القراءة‬ ‫ ‬

‫استيفاء‬ ‫درجة‬ ‫املؤرشات‬ ‫وسيط‬ ‫وسيط‬ ‫املستوى‬


‫الكفاءة‬ ‫الكفاءة‬ ‫املضمون‬ ‫الشكل‬

‫مستجيب به إجراءات‬ ‫نوعية املجاالت القدرة‬ ‫طول‬ ‫مبتدئ‬


‫التقويم‬ ‫متاما للمعايري‬ ‫املواضيع البرصية ‪/‬‬ ‫العبارات‪،‬‬ ‫متوسط‪،‬‬
‫متوسط والدعــم‬ ‫حمسوسة جمردة التحليلية‬ ‫البنيات‪،‬‬ ‫متقدم‬
‫ضعيفة إلخ‬ ‫القدرة‬ ‫إلخ‬ ‫املفردات‬ ‫إلخ‬
‫النطقية‬ ‫إلخ‬
‫التتبع‬
‫الفهم‪،‬‬
‫االستنتاج‬

‫‪696‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫( ‪ ) 5‬الكفاءة اللغوية يف الكتابة‬ ‫ ‬

‫استيفاء‬ ‫درجة‬ ‫املؤرشات‬ ‫وسيط‬ ‫وسيط‬ ‫املستوى‬


‫الكفاءة‬ ‫الكفاءة‬ ‫املضمون‬ ‫الشكل‬

‫مستجيبة متاما إجراءات‬ ‫مبتدئ طول العبارات نوعية املجاالت القدرة‬


‫التقويم‬ ‫للمعايري‬ ‫البرصية‬ ‫املواضيع‬ ‫متوسط‪ ،‬بساطة ‪ /‬تعقد‬
‫متوسطة والدعــم‬ ‫متقدم ‪ / ،‬البنيات حمسوسة جمردة ‪ /‬احلسية‬
‫ضعيفة إلخ‬ ‫الذاكرة‬ ‫إلخ‬ ‫إلخ املفردات إلخ‬
‫اإلبداع ‪،‬‬
‫إلخ‬
‫‪1-2‬املنهج‪:‬‬
‫قبــل أن نــرع يف احلديــث عــن مناهــج تعليــم اللغــة العربيــة لناطقــن ‬
‫ـكل مقتضـ ٍ‬
‫ـب؛ قــال‬ ‫واصطالحــا بشـ ٍ‬
‫ً‬ ‫بغريهــا‪ ،‬البــد مــن حتديــد هــذا املفهــوم لغـ ًة‬
‫ِ‬ ‫اهلل تعــاىل‪﴿ :‬لِــك ٍُّل جع ْلنَــا ِمنْك ِ‬
‫اجا﴾[املائــدة‪.]48 :‬‬‫ ش َعــ ًة َومن َْه ً‬
‫ُــم ْ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ولغو ًّيــا‪ :‬فهــو الطريــق الواضــح ومعنــاه البــن الواضــح(((‪ .‬أمــا املنهــج‬
‫اصطالحــا‪ :‬فهــو «اخلطــة املؤديــة إىل حتقيــق غايــة مــا مــن غايــات الرتبيــة‬
‫ً‬
‫والتعليــم‪ ،‬فاملنهــج (بالفرنســية‪ )curriculum‬يعنــي اخلطــة الشــاملة (‪)ouverlt‬‬
‫ـة مــن اخلــرات املقدمــة بأســلوب علمــي جلمهــور‬ ‫التــي تشــتمل عــى جمموعـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫حمــددة ســل ًفا وحتــت إرشاف‬ ‫ٍ‬
‫أهــداف‬ ‫معــن مــن الدارســن يف ســبيل حتقيــق‬
‫مؤسســة تعليميــة معينــة»(((‪.‬‬

‫معــن‪ ،‬يتــم عــن‬


‫ٌ‬ ‫تنظيــم‬ ‫ٍ‬
‫ثانيــة‬ ‫ٍ‬
‫كلغــة‬ ‫ويقصــد بمنهــج تعليــم العربيــة‬ ‫ ‬
‫ٌ‬
‫طريقــه تزويــد الطــاب بمجموعــة مــن اخلــرات املعرفيــة والوجدانيــة والنفــس‬

‫((( ابن منظور لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،2 ،‬ص ‪ 383‬مادة هنج‪.‬‬


‫((( تعليم اللغة العربية والتعليم املتعدد إرشاف‪ :‬عبد القادر الفايس الفهري إعداد كنزة بنعمر فاطمة‬
‫اخللويف‪ ،‬منشورات معهد الدراسات واألبحاث للتعريب بالرباط اجلزء األول ماي ‪ 2002‬مقتطف عن‬
‫أبحاث الطعيمة ‪ 996‬ص ‪.6‬‬

‫‪697‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫حركيــة متكنهــم مــن االتصــال باللغــة العربيــة التــي ختتلــف عــن لغاهتــم‪،‬‬
‫ومتكنهــم مــن فهــم ثقافتهــا وممارســة أوجــه النشــاط الالزمــة داخــل املعهــد‬
‫التعليمــي أو خارجــه‪ ،‬وذلــك حتــت إرشاف هــذا املعهــد‪ ،‬ويســعى إىل تزويــد‬
‫ٍ‬
‫بمجموعــة مــن املعــارف واملعلومــات واملهــارات حــول العربيــة‪،‬‬ ‫الطــاب‬
‫ويعتــر وظيفــة اللغــة وســيل ًة للتواصــل بــن الناطقــن هبــا وبــن الناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ .‬بينــا يعتــر املنهــاج العــام وســيل ًة وليســت غاي ـ ًة‪ ،‬وأن املعهــد مســؤول‬
‫عــن تنفيــذه(((‪.‬‬
‫ومــادام املنهــج يرتبــط باخلطــة الشــاملة لتحقيــق هـ ٍ‬
‫ـدف مــا‪ ،‬فالبــد مــن‬ ‫ ‬
‫ـة لــه‪ ،‬وضوابــط تؤطــر صياغ ـ ًة حمــدد ًة مــادام األمــر يتعلــق بتعليــم‬ ‫ـة حمكمـ ٍ‬
‫رؤيـ ٍ‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ لذلــك ســنوجز القــول يف بعــض الضوابــط‬
‫والتــي مــن بينهــا مــا يــي‪:‬‬

‫‪ .1‬الضوابط األساسية لتحديد املنهج‪:‬‬


‫إن حتديــد املنهــج ليــس باألمــر اهلــن‪ ،‬مــادام األمــر يتعلــق بالعمليــة‬
‫التعليميــة التع ُّلميــة‪ ،‬التــي تشــتمل عــى العديــد مــن التخصصــات واملجــاالت‬
‫املعرفيــة؛ لذلــك ســنوجز القــول يف املعايــر التاليــة التــي تؤطــر املنهــج‪:‬‬

‫ٍ‬
‫وواضح‪.‬‬ ‫دقيق‬ ‫‪- 1‬حتديد اهلدف بكال ٍم ٍ‬
‫حمدد ٍ‬

‫‪-2‬وضوح الرؤية يف بلوغ ذلك اهلدف‪.‬‬

‫‪- 3‬إحــكام خطــة التنفيــذ بوضــع مراحلهــا‪ ،‬وحتديــد اســراتيجياهتا زمن ًّيــا‬
‫وبيئ ًّيــا‪.‬‬

‫‪- 4‬مراعــاة قــدرات الدارســن‪ ،‬وانســجام اخلطــة مــع املســتوى العمــري‬


‫واإلدراكــي هلــم‪.‬‬

‫‪- 5‬االبتعــاد عــن األســاليب اخلياليــة‪ ،‬واألحــكام الورديــة يف وضــع‬

‫((( أبو بكر حسني أرشاف د‪:‬ميلود أحبدو‪ ،‬منهاج الرتبية اإلسالمية واللغة العربية باملرحلة االبتدائية‬
‫ونقل عن رشدي أمحد طعيمة‪ ،‬تعليم‬ ‫يف املدارس اإلسالمية بالنيجر دراسة حتليلية‪ ،‬تقويمية ص ‪ً 127‬‬
‫العربية للناطقني بغريها مناهجه وأساليبه ‪ 14989‬ص ‪.60‬‬

‫‪698‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫اخلطــط واملناهــج‪.‬‬

‫‪- 6‬النظــرة البعيــدة نحــو مســتقبل الناشــئة‪ ،‬وربطــه وحتصيلهــم بغيــة‬


‫ٍ‬
‫برشيــة مماثلــة األصــل القائــم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫نســخ‬ ‫إعدادهــم للحيــاة‪ ،‬ال ختريــج‬

‫‪- 7‬األخــذ يف االعتبــار بســنة التطــور واالرتقــاء الدائبــة والنظــرة الواعيــة‬


‫نحــو املســتقبل‪ ،‬يف ضــوء مــا حلظنــاه مــن تســار ٍع معـ ٍّ‬
‫ـريف نتيجــة التفجــر العلمــي‬
‫املتجــدد‪.‬‬
‫ٍ‬
‫قــادر عــى التحليــل‬ ‫واقعــي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫جيــل‬ ‫‪- 8‬أن هيــدف املنهــج إىل إعــداد‬
‫واالســتنتاج‪ ،‬ال جيــل احلفــظ الببغائــي‪ ،‬واحلفــظ اآليل جيــل يصــل إىل احلقيق ـة ‬
‫ٍ‬
‫مناقشــة‪.‬‬ ‫بنفســه ال أن يلقــن فيحفــظ دون‬

‫‪- 9‬أن تكــون اخلطــة هادفــة إىل بنــاء الشــخصية الباحثــة‪ ،‬املســتقلة يف‬
‫التفكــر واحلــرص عــى توســيع مــدى التفكــر لــدى املتعلــم‪.‬‬

‫‪ -10‬وضوح اخلطة يف ذهن املعلم الذي يضطلع بتنفيذها‪.‬‬


‫ـد مفيـ ٍ‬
‫ـد‪ .‬قـ ٍ‬
‫ـادر‬ ‫‪ -11‬املرونــة يف التطبيــق؛ بحيــث تســع اخلطــة لــكل جديـ ٍ‬
‫عــى التخلــص مــن كل مــا كانــت نتائجــه ضعيفــة أو ســيئة‪.‬‬

‫‪ -12‬أن تراعــي تلــك اخلطــة حاجــات املتعلمــن‪ ،‬ونأخــذ باالعتبــار حاجة‬


‫املجتمــع‪ ،‬فتكــون خمرجــات التعليــم متجاوبـ ًة مــع حاجــات املجتمع‪.‬‬

‫‪- 13‬االهتــام باملعلم‪-‬إعــدا ًدا ورعايــ ًة ومتابعــ ًة‪ -‬فإنــه املنفــذ للخطــة‬
‫املتحمــل تبعاهتــا‪ ،‬املؤمتــن عليهــا وعــى الناشــئة‪.‬‬

‫‪ -14‬مقــر الدراســة‪ ،‬واملدرســة ينبغــي أن تواكــب احليــاة املعــارصة‪ ،‬فتكون‬


‫مليئـ ًة ألســباب الســامة ملســتخدميها طال ًبــا وأســاتذ ًة وموظفــن‪ ،‬مرحيــة مــزودة‬
‫ـي‬
‫ـو نفـ ٍّ‬
‫بــا يكفــل هلــم الراحــة‪ ،‬ويــر تنفيــذ العمليــة التعليميــة والرتبويــة يف جـ ٍّ‬
‫مر ٍ‬
‫يح ‪.‬‬

‫‪- 15‬الربــط املحكــم بــن عنــارص اخلطــة‪ ،‬بحيــث يكمــل كل عنــر بقيــة‬
‫ـدف واحـ ٍ‬
‫ـد‪ ،‬هــو إعــداد املتعلــم إعــدا ًدا‬ ‫العنــارص؛ ألهنــا ترمــي جمتمع ـ ًة إىل هـ ٍ‬

‫‪699‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫حلــا ليكــون مواطــن الغــد ورجــل املســتقبل»((( ‪.‬‬


‫صا ً‬
‫باإلضافــة إىل هــذه املعايــر نجــد أن «اللســانيات احلديثــة تعــد األداة‬
‫الرضوريــة لتحديــد هــدف تعليــم اللغــة وتوضيحــه؛ ألهنــا أداة وصفيــة حتليليــة‬
‫يف متنــاول معلــم اللغــة‪ ،‬إذ تقــوم بوصــف اللغــة وص ًفــا موضوع ًّيــا وبتحليلهــا‬
‫ً‬
‫حتليــا علم ًّيــا‪ ،‬وهــي يف احلقيقــة تنظــر إىل معرفتنــا بطبيعــة اللغــة اإلنســانية‪،‬‬
‫وبعمليــة اســتعامل اإلنســان للغتــه يف ظــروف تكلمــه املختلفــة‪ ،‬وبالعالقــات‬
‫القائمــة بــن متكلميهــا‪ ،‬ووضــع مناهــج لتعليــم هــذه اللغــة حيتــاج إىل تضافــر‬
‫ـم لطبيعــة اللغــة وطبيعــة املتعلــم‪ ،‬واختيــار مــا يناســب‪ ،‬وابتعــاد‬
‫يف اجلهــود‪ ،‬وفهـ ٌ‬
‫عــا ال يناســب‪ ،‬يف ضــوء التجــارب العلميــة وفهمهــا لتكويــن املهــارات‬
‫اللغويــة‪ ،‬ومعرفــة اهلــدف مــن كل مهــارة‪،‬‬
‫ً‬
‫قابــا لتعديــل يف‬ ‫كذلــك برنامــج تعليــم اللغــة‪ ،‬ينبغــي أن يكــون مرنًــا‬
‫ضــوء الظــروف واإلمكانــات‪ ،‬وعنــد حتديــد األهــداف واملســتويات التــي يــود‬
‫الوصــول إليهــا يأخــذ يف احلســبان األدوات والوســائل التــي حتقــق األهــداف‬
‫دور هــا ٌّم يف جعــل‬
‫والطرائــق التــي يســتخدمها املعلــم‪ ،‬والوســائل التعليميــة هلــا ٌ‬
‫عمليــة تعليــم اللغــة أكثــر قبـ ً‬
‫ـول وأقــرب إىل النفــس»(((‪.‬‬

‫لذلــك فتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا ليــس باألمــر اهلــن‪ ،‬بــل‬
‫ـات منهجي ـ ٌة كثــرةٌ‪ ،‬فهــو تعليــم معقــدٌ حيتــاج لتخطيـ ٍ‬
‫ـط حمك ـ ٍم‬ ‫تعرتيــه صعوبـ ٌ‬
‫ٌ‬
‫ومــرن يف اآلن نفســه؛ بســبب اشــتامهلا عــى العديــد مــن املهــارات‪ ،‬وبحكــم‬ ‫ٍ‬
‫ـة أخــرى‪ ،‬والتــي‬‫املــادة املتعلمــة باإلضافــة إىل نــوع الفئــة املســتهدفة احلاملــة لثقافـ ٍ‬
‫متتلــك نســقها اللغــوي األم اخلــاص هبــا‪.‬‬

‫(‪ )1‬مقرتحات منهجية‬


‫يذهــب الباحــث املغــريب «عبــد القــادر الفــايس الفهــري» إىل القــول بــأن‬ ‫ ‬
‫مــن بــن مقرتحــات طرائــق التدريــس ومناهجــه مــا يــي‪:‬‬

‫((( تعليم اللغة العربية والتعليم املتعدد‪ ،‬إرشاف «عبد القادر الفايس الفهري ورقة عوض بن محدة‬
‫القوزي» ص ‪.51‬‬
‫((( املرجع نفسه مقال إبراهيم اخلطايب ص ‪.127‬‬

‫‪700‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫‪«- -‬طريقــة تدريــس العربيــة ينبغــي تطويعهــا لتســاير طــرق ومناهــج‬


‫البحــث يف باقــي اللغــات‪.‬‬

‫‪- -‬يلــزم مســايرة األمــم األخــرى يف وضــع برامــج لتعليــم اللغــات لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا باعتبارهــا لغــات ثاني ـ ًة وثالث ـ ًة‪.‬‬

‫‪- -‬البــد مــن توحيــد مناهــج تدريــس يف العــامل العــريب‪ ،‬وهــذا يقلــص مــن‬
‫الكلفــة االجتامعيــة واالقتصاديــة ويوحــد اجلهــود كــا يســهم يف معرفــة األعــال‬
‫املنشــودة واجلهــود املبذولــة‪.‬‬

‫‪- -‬البــد مــن مراجعــة وتصحيــح عيــوب برامــج الــدول واملعاهــد‬


‫والبعثــات الغربيــة يف تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬

‫‪- -‬مــن الــروري االهتــام باجلانــب الثقــايف وربطــه باجلانــب اللغــوي يف‬
‫مجيــع مراحــل التعلــم»(((‪.‬‬

‫أيضــا نذكــر مــا يــي‪:‬‬


‫ومــن املناهــج واألساســيات التــي تــم اقرتاحهــا ً‬
‫ينبغــي ملــدرس اللغــة العربيــة أن يأخــذ بعــن االعتبــار أساســيات يف تدريــس‬
‫العربيــة منهــا‪:‬‬

‫األســاس األول‪ :‬احــرام خصوصيــات املتعلــم الدينيــة والثقافية والسياســية‬


‫واالجتامعيــة‪ ،‬إن األســتاذ الــذي ال حيــرم خصوصيــات متعلميه الثقافيــة والدينية‬
‫والسياســية وغريهــا لــن ينجــح أبــدً ا يف تعليــم العربيــة بالشــكل املطلــوب‪ .‬هلذا‪،‬‬
‫ينبغــي أن نأخــذ عــدة أشــياء بعــن االعتبــار منهــا‪ :‬الديــن والثقافــة والعــادات‬
‫والتوجهــات الفكريــة والسياســية واحلضاريــة للمتعلمــن‪ ،‬تفاد ًيــا لســوء‬
‫الفهــم احلصــة أو خارجهــا‪ .‬كــا عليــه أن يراعــي طبيعــة املوضوعــات املدرســة‬
‫واألهــداف التعليميــة املــراد حتقيقهــا‪.‬‬

‫األســاس الثــاين‪ :‬حتصيــل معرفــة علميــة وأكاديميــة قويــة يف اللغــة العربيــة‬


‫وخصوصياهتــا الصوتيــة والنحويــة واألســلوبية؛ إذ كيــف يمكــن لألســتاذ أن‬
‫ناجحــا يف تدريســه وهــو ال يملــك معرفــ ًة علميــ ًة ومعرفيــ ًة جيــد ًة يف‬
‫ً‬ ‫يكــون‬

‫((( أبحاث لسانية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬منشورات معهد الدراسات واألبحاث للتعريب‪ ،‬ص ‪.268‬‬

‫‪701‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫نحــو العربيــة وخصوصياهتــا الرتكيبيــة واألســلوبية والبالغيــة املختلفــة‪« .‬إن‬


‫مــدرس اللغــة األجنبيــة حســب «بــراون» حيتــاج أن يعــرف شــي ًئا مــا عــن‬
‫هــذا النظــام مــن االتصــال الــذي نســميه اللغــة‪ ،‬ال يمكنــه أن يعلــم لغتــه وهــو‬
‫جيهــل العالقــة بــن اللغــة واملعرفــة وأنظمــة الكتابــة‪ ،‬واالتصــال غــر الكالمــي‪،‬‬
‫وعلــم اللغــة االجتامعــي‪ ،‬واكتســاب اللغــة األوىل‪ ،‬وغــر ذلــك مــن مســائل‪،‬‬
‫لكــن البــد مــن توافــر أدواتــه حتــى ينهــض بتعليــم اللغــة فالــذي الشــك فيــه‬
‫أن فهمــه ملكونــات اللغــة حيــدد إىل درجــة كبــرة طريقــة تعليمــه إياهــا»(((‪ .‬هــذا‬
‫ـا عــن رضورة األســتاذ إىل اللســانيات التطبيقيــة‪ ،‬بغــرض حماولــة التفســر ‬ ‫فضـ ً‬
‫العلمــي لبعــض العوائــق التــي تعــرض ســبيل املتعلــم األجنبــي للغــة العربيــة‬
‫وتذليلهــا‪ ،‬كــا ينبغــي أن تكــون لــه معرفــة باللغــات احليــة‪ ،‬وحســن اســتعامل‬
‫التقنيــات واألســاليب احلديثــة لرتمجــة األهــداف إىل واقــع‪.‬‬

‫وينبغــي التنبيــه يف هــذا املقــام إىل «أن تعليــم اللغــة مــن حيــث هــي أداة‬
‫ـرا عــن تقديــم معلومــات عــن اللغــة؛ وبيــان ذلــك أن عــى ‬ ‫تواصـ ٍ‬
‫ـل‪ ،‬يفــرق كثـ ً‬
‫املعلــم أن يفــرق بــن تعليــم اللغــة وتعليــم نظــام اللغــة وتارخيهــا؛ فغايــة القصــد‬
‫أن يتمكــن املتعلــم مــن اســتثامر كفايتــه اللغويــة ومعرفتــه بمهارهتــا وطرائــق‬
‫اســتعامهلا لتحقيــق أهدافــه العمليــة النفعيــة‪ ،‬حمق ًقــا عنــارص املناســبة بــن املقــام‬
‫واملقــال‪ .‬أمــا التعليــم عــن «اللغــة» وتقديــم معلومــات عــن تارخيهــا وتطورهــا‬
‫ـرا للمتعلــم‪ ،‬الســيام‬‫وبنيتهــا املعقــدة وقضاياهــا اخلاصــة‪ ،‬فإهنــا ال حتقــق نف ًعــا كثـ ً‬
‫يف االســتعامل»‪.‬‬

‫األســاس الثالــث‪ :‬القــدرة عــى التأقلــم مــع أهــداف املتعلمــن وتغيــر ‬


‫أســاليب التدريــس واســراتيجياته وأهدافــه‪.‬‬

‫إن العمليــة التعليميــة ليســت عمليــة ثابتــة وال جامــدة‪ ،‬وإنــا هــي عمليــة‬
‫ٍ‬
‫كبــرة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بمرونــة‬ ‫تفاعليــة باألســاس‪ .‬وهــذا يتطلــب مــن املــدرس أن يتمتــع‬
‫متكنــه مــن التأقلــم مــع حاجــات املتعلمــن واهتامماهتــم وأهدافهــم مــن التعلــم‪.‬‬
‫صحيــح إن الكتــاب التعليمــي يعتــر املرجــع األســاس يف التدريــس‪ ،‬ولكــن‬ ‫ٌ‬

‫((( خالد أبو عمشة‪ ،‬خالد حسني‪ .‬تعليم العربية لناطقني بغريها يف ضوء لسانية تطبيقية‪ .‬ص ‪ 42‬نق ً‬
‫ل‬
‫عن حممد إسامعييل علوي‪.‬‬

‫‪702‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫حبيســا لتوجهاتــه ومضمونــه‪ ،‬وإنــا عليــه أن‬‫ً‬ ‫هــذا ال يعنــي أن يبقــى املــدرس‬
‫ـة إضافيـ ٍ‬
‫ـة تغطــي نقصــه حينًــا‪ ،‬وتؤكــده حينًــا آخــر‪ .‬هلــذا‬ ‫يعــززه بمــواد تربويـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫يتدخــل املــدرس فيعــدل مــا حيتــاج إىل التعديــل‪ ،‬وينــوع مــن أســاليب التدريــس‬
‫ـتمر‪ .‬كــا ينبغــي أن جيــدد طــرق التدريــس واســراتيجياته وتقنياتــه؛‬ ‫بشـ ٍ‬
‫ـكل مسـ ٍّ‬
‫فــا توجــد طريقــ ٌة واحــد ٌة مثــى تصلــح جلميــع الطــاب يف مجيــع املراحــل‬
‫وحتــت نفــس الظــروف‪ .‬وهــذا يفــرض «تعــدد املــواد التعليميــة املطروحــة حتــى‬
‫يتناســب كل منهــا مــع مجهــور معــن ذي خصائــص معينــة»(((‪.‬‬

‫أيضــا نــاذج مناهــج تعليــم العربيــة‬


‫باإلضافــة إىل هــذه املقرتحــات نجــد ً‬
‫للناطقــن بغريهــا والتــي تتجــى فيــا يــي‪:‬‬

‫املنهــج القواعــدي‪ :‬وهــو املنهــج الــذي يعنــى بالقواعــد اللغويــة الــذي‬


‫اشــتهر يف ســبعينيات القــرن املــايض‪.‬‬

‫املنهــج احللــزوين‪ :‬وهــو منهــج يقــوم عــى تدويــل مكونــات اللغــة لضــان‬
‫حصــول املتعلمــن عــى فــرص متكــررة ليتعلموهــا‪.‬‬

‫املنهــج الوظيفــي‪ :‬وهــو منهــج منظــم حــول الوظائــف االتصاليــة مثــل‪:‬‬


‫الطلــب والشــكوى واالقــراح‪ ،‬واالتفــاق‪ ...‬ونحــو ذلــك‪.‬‬

‫املنهــج املوقفــي‪ :‬وهــو املنهــج املنظــم حــول اللغــة املســتخدمة يف مواقــف‬


‫خمتلفــة مثــل املطــار أو الفنــدق‪ ،‬واملطعــم‪ ،‬واجلامعــة‪ ...‬الــخ‪.‬‬

‫املنهــج املوضوعــي‪ :‬وهــو املنهــج املنظــم حــول أفــكار رئيســية أو‬


‫موضوعــات أو وحــدات أخــرى مــن املحتــوى‪.‬‬

‫منهــج الكفايــات‪ :‬وهــو املنهــج الــذي يعتمــد عــى حتديــد الكفايــات‬


‫(الكفايــات احلياتيــة) التــي يتوقــع مــن املتعلمــن إتقاهنــا‪.‬‬

‫منهــج املهــارات‪ :‬وهــو املنهــج املنظــم حــول القــدرات أو املهــارات املختلفة‬


‫األساســية التــي يتضمنهــا اســتخدام اللغــة ألغــراض مثــل‪ ،‬القــراءة‪ ،‬والكتابــة‪،‬‬

‫((( املرجــع نفســه‪ ،‬ص ‪ .158‬نق ـ ً‬


‫ا عــن مقــال دكتــور حممــد إســاعييل العلــوي يف موضــوع بعــض‬
‫املبــادئ واملرتكــزات األساســية يف تعليــم العربيــة لناطقــن بغريهــا‪ .‬ص ‪. 25‬‬

‫‪703‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫واالســتامع‪ ،‬والــكالم‪.‬‬

‫منهــج املهــام‪ :‬وهــو املنهــج املنظــم حــول املهــات التــي ســوف يؤدهيــا‬
‫ـدف ينفــذ باســتخدام اللغــة‬ ‫الطــاب يف اللغــة اهلــدف‪ ،‬واملهمــة هــي نشـ ٌ‬
‫ـاط أو هـ ٌ‬
‫مثــل إجيــاد حـ ٍّـل ملعضلـ ٍ‬
‫ـة مــا‪.‬‬

‫منهــج النــص‪ :‬وهــو املنهــج املبنــي عــى النصــوص وعــى عينــات مــن‬
‫اخلطــاب املطــول‪.‬‬

‫املنهــج التكاملــي أو املنهــج التوليفــي‪ :‬وهــو القائــم عــى كل مــا ذكــر‪ .‬وهذا‬
‫أوجــه أخــرى حيــاول الربــط بــن النظريــات واألفــكار‬ ‫ٍ‬ ‫املنهــج التكامــي يف‬
‫واآلراء واملبــادئ الرتبويــة بالعمليــة التعليميــة التعلميــة‪ ،‬وهــذا املنهــج يتــم‬
‫مراعــاة فيــه العوامــل واملؤثــرات الثقافيــة والسياســية واألكاديميــة‪ ،‬مســتفيدة‬
‫أيضــا بــن املهــارات الدراســية‬ ‫مــن النظريــات الرتبويــة الســابقة‪ ،‬والربــط ً‬
‫ـي‪ ،‬وكذلــك هــذا املنهــج‬
‫ـي نامئـ ٌّ‬
‫ـي اجتامعـ ٌّ‬
‫بحاجــات املتعلــم بــا فيــه مــا هــو نفـ ٌّ‬
‫أيضــا بــن الوســائل التقليديــة والوســائل احلديثــة يف التدريــس‬ ‫التكامــي يوفــق ً‬
‫بــا فيهــا التكنولوجيــا ‪.‬‬
‫(((‬

‫ـم يف جمــال تعليــم اللغــة‬


‫ لذلــك فاملنهــج التكامــي والتســلح بــه أمـ ٌـر مهـ ٌّ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ ألنــه يشــتمل حتــى عــى العنــارص الثقافيــة هلــذه‬
‫أيضــا بثقافــات الغــر انطال ًقــا مــن معرفــة النســق والنحــو‬ ‫اللغــة‪ ،‬ثــم االهتــام ً‬
‫ً‬
‫وصــول إىل حتليــل بنيــة هــذه اللغــة يف خمتلــف مســتوياهتا اللســانية‪.‬‬ ‫الــكيل‪،‬‬

‫‪ .2‬الدراسة امليداني�ة يف قلم ولوح‬


‫مركــزا لتعليــم‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬التعريــف باملؤسســة‪ :‬تعــد مؤسســة «قلــم ولــوح»‪،‬‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ومــن بــن التجــارب الناجحــة يف هــذا املجــال‪،‬‬
‫والتــي تــم تأسيســها ســنة ‪ 2007‬بالربــاط‪ ،‬ولقــد كان هــذا املــروع يف البدايــة‬
‫بســي ًطا‪ ،‬كــا رصح بذلــك مديــر املركــز‪« ،‬عــادل اخليــاري» بقولــه‪« :‬أتذكــر دائـ ًـا‬
‫ـية باملركــز‪ ،‬كان يومهــا ال يتجــاوز ســتة طــاب‪ ،‬وأول طالــب‬ ‫ـنة دراسـ ٍ‬
‫أول سـ ٍ‬
‫يشء تغــر ‬‫كان سوســري اجلنســية‪ ،‬لكــن بعــد ســنة فقــط مــن االفتتــاح كل ٍ‬

‫((( عوض بن محد القوزي‪ ،‬مناهج تعليم اللغة العربية ص ‪.56‬‬

‫‪704‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫بفضــل عمليــة اإلشــهار والتواصــل مــع مؤسســات أخــرى تشــتغل يف نفــس‬


‫املجــال»(((‪.‬‬

‫وهذا مبيان يوضح ما تم اإلشارة إليه‪:‬‬

‫ـن يف هــذا املبيــان‪ ،‬فقــد وصــل عــدد إقبــال ‬


‫أمــا يف ســنة ‪ ،2019‬كــا هــو مبـ ٌ‬
‫الطــاب األجانــب إىل مخســة آالف طالــب‪.‬‬

‫أما نسبة الدول الوافدة يف هذا املركز‪ ،‬فنمثل هلا عىل الشكل التايل‪:‬‬

‫يوضــح هــذا املبيــان أن اجلنســيات األكثــر وفــو ًدا هــم مــن الواليــات‬

‫((( موقع جريدة اليوم اإللكرتوين‪.https//m.alyaoum24.com :‬‬

‫‪705‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املتحــدة األمريكيــة بنســبة ‪ %40‬ومــا تبقــى بنســبة ‪ %60‬متثلهــا باقــي اجلنســيات‬


‫مــن خمتلــف دول العــامل؛ كإطاليــا‪ ،‬أملانيــا‪ ،‬بريطانيــا‪ ،‬إســبانيا‪ .‬باإلضافــة إىل الدول‬
‫األســيوية‪ ،‬بــا فيهــا كوريــا اجلنوبيــة واليابــان‪ ،‬ثــم إندونســيا وماليزيــا‪ ،‬وهنــاك‬
‫منحــا هلــؤالء الطــاب تــراوح مدهتــا مــن شــهر إىل ســنة‪ .‬أمــا املركــز‬ ‫دول تقــدم ً‬
‫فهــو يوفــر الســكن داخــل إقامــة املركــز أو الســكن رفقــة عائلــة مســتضيفة‪ ،‬وتقع‬
‫يف شــارع عمــر بــن اخلطــاب بحــي أكــدال بالربــاط‪ ،‬املغــرب‪.‬‬

‫‪- 2‬معلــم العربيـ�ة للناطقــن بغريهــا‪ :‬يعــد معلــم العربيــة مــن الركائــز‬
‫األساســية التــي ال بــد مــن إيالئهــا الكثــر مــن األمهيــة؛ ألنــه القنــاة الرئيســية‬
‫التــي عربهــا يتــم نقــل اللغــة‪ ،‬إذ البــد مــن تأطــره وتكوينــه وتعلمــه إيواليــات‬
‫االشــتغال يف هــذا امليــدان كــا جيــب «االطــاع عــى معايــر ملعلمــي العربيــة‬
‫وملعلمــي لغــات األجنبيــة يف العديــد مــن الربامــج واملؤسســات مــن بينهــا‪:‬‬

‫‪١ .١‬معايــر املجلــس الوطنــي األمريكــي العتــاد مؤسســات إعــداد‬


‫املعلمــن ‪.NCATE‬‬

‫‪٢ .٢‬معايري االحتاد العاملي لتعليم اإلنجليزية لغري الناطقني هبا‪.TESOL :‬‬

‫‪٣ .٣‬معايري املجلس األمريكي لتعليم اللغات األجنبية ‪.ACTFL‬‬

‫‪٤ .٤‬املعايــر املهنيــة لتدريــس اللغــات والثقافــات بحســب املعايــر ‬


‫األســرالية ‪.AFMLTA‬‬

‫‪٥ .٥‬معايــر املــدرس اجليــد بحســب اإلطــار األورويب املشــرك لتعليــم‬


‫اللغــات األجنبيــة ‪.CEFR‬‬

‫‪٦ .٦‬املعايري املهنية للمدرس اجليد يف السعودية‪.‬‬

‫‪٧ .٧‬املعايري املهنية للمدرس يف مجهورية مرص العربية‪.‬‬

‫‪٨ .٨‬املعايري املهنية للمعلم يف اململكة األردنية اهلاشمية(((‪.‬‬

‫((( خالد حسني أبو عمشة‪ ،‬ونزار راسم اللبدي‪ :‬من يصلح أن يكون معل ًم للعربية للناطقني بغريها؟ ‬
‫مجاعي‪ :‬تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬الرؤى والتجارب‪.‬ص‪ .105-98 :‬مأخوذة‬ ‫ٍ‬
‫مؤلف‬ ‫ضمن‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫عن مقال «حسن بدوح» يف موضوع تعليم اللغة العربية لناطقني بغريها من منظور تداو ٍّيل ضمن دراسات‬

‫‪706‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫لذلــك فمركــز «قلــم ولــوح» يعتمــد معايــر األكتفــل يف إعــداد املعلــم‪،‬‬


‫شــخصية باستشــارة املتخصصــن يف اللســانيات ويف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اجتهــادات‬ ‫باإلضافــة إىل‬
‫علــوم الرتبيــة باملغــرب‪ ،‬فهيئــة التدريــس اخلاصــة هبــذه املركــز مــن رشوط‬
‫أول أن تكــون متخصصــة يف املجــال ســواء داخــل املغــرب أو خارجــه‪،‬‬ ‫انتقائهــا ً‬
‫ويتــم انتقاؤهــا بعــد التســجيل عــر الرابــط اإللكــروين اخلــاص باملؤسســة‪،‬‬
‫ـفوية يف هــذا املجــال يتــم اختبارهــم يف مهاراهتــم‬‫ـاراة شـ ٍ‬
‫بعدهــا يتــم اجتيــاز مبـ ٍ‬
‫املعرفيــة والتواصليــة واللغويــة ومــدى خرباهــم يف املجــال‪ ،‬بعدهــا خيضــع‬
‫ـي تصــل مدتــه ملائــة وعرشيــن ســاعة‪ ،‬وهــي‬ ‫ـري وتطبيقـ ٍّ‬ ‫الناجحــون لتكويـ ٍ‬
‫ـن نظـ ٍّ‬
‫ـة أخــرى‪ ،‬وهــي اختبــار شــفوي ثـ ٍ‬
‫ـان بعــد‬ ‫جمانيـ ٌة‪ ،‬بعدهــا يتــم االنتقــال إىل مرحلـ ٍ‬
‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫اســتفاء التكوينــي النظــري والتطبيقــي‪ ،‬قصــد تكويـ ٍ‬
‫ـن آخــر ملــدة ثالثــة أشــهر‬
‫مســتمر‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫يتقاضــون فيهــا ثمنًــا رمز ًّيــا‪ ،‬وبعــد التأهيــل يتــم توظيفهــم‬
‫بحســب العقــد املــرم بــن الطرفــن‪ .‬وهــذه جدولـ ٌة ملكونــات التكويــن النظــري‬
‫الــذي يغطــي ســتني ســاعة‪ .‬اجلدولــة الزمنيــة للتكويــن النظــري‪:‬‬

‫وحدة التكوين‬ ‫املحور‬


‫مهنة التدريس وكفاءة املدرس‬ ‫التمهني يف‬
‫ورشة تعارف وتطلعات التكوين‬ ‫التدريس‬
‫طبيعة وخصوصية خصوصيات متعلمي اللغة العربية للناطقني بغريها‬
‫ورشة‪ :-1‬تدبري االختالفات العقائدية والثقافية (تفادي‬ ‫املتعلم‬
‫الصدمات)‬
‫ورشة ‪ :2‬أليات تدبري آفاق توقعات املتعلمني‬

‫وأبحاث علمية‪.‬‬

‫‪707‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اسرتاجتيات ومناهج تدريس اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‬


‫ورشة‪ :1‬اسرتاجتيات تدريس املستوى املبت�دئ‬ ‫االسرتاجتيات‬
‫ورشة ‪ :2‬تفعيل بي�داغوجيا اإلدماج للمستويات املتوسطة‬
‫واملناهج‬

‫تدريس مهارة الكتابة‪ :‬األسس واملبادئ مع ورشة يف مناهج‬ ‫املهارات‬


‫تدريس احلروف‬
‫تدريس مهارة املحادثة وبن�اء الكفاية التواصلية‬
‫ورشة‪ :2‬إعداد حوار للمحادثة (للمستوى املبت�دئ (فصىح‪/‬‬
‫دارجة)‬
‫املهــارات األربــع وأهميتهــا وتفاعلهــا ‪ -‬تدريــس مهــاريت االســتماع‬ ‫املهارات‬
‫والقراءة‬
‫ورشة‪ :‬تدريس مهارة االستماع (املستوى املبت�دئ)‬
‫بن�اء الكفايات النحوية لدى متعلم اللغة العربي�ة يف املستويات‬ ‫القواعد واملفردات‬
‫األوىل‬
‫ًّ‬
‫ورشة‪ :1‬تدريس القواعد ضمني�ا باملوازاة مع املهارات األخرى‬ ‫القواعد واملفردات‬
‫ورشــة ‪ :2‬اســراتيجيات تدريــس املفــردات وإنتــ�اج شــبكة‬
‫مفرداتيــ�ة وتماريــن يف املعجــم‬
‫إدماج األنشطة الثقافية وحتقيق االنغماس اللغوي‬ ‫األنشطة الثقافية‬
‫ورشة ‪ :1‬إعداد نشاط ثقايف (املستوى املبت�دئ)‬
‫ورشة‪ :2‬كيفية تفعيل األنشطة الثقافية يف الربنامج الصفي‬
‫مبادئ وتقني�ات إنت�اج الدروس املستوى املبت�دئ واملتوسط‬
‫ورشة‪ :1‬إنت�اج درس لغوي متكامل يف العربي�ة املعاصرة‬ ‫بن�اء الدروس‬
‫ورشة ‪ :2‬إعداد برنامج لتدريس الدارجة املغربي�ة (املستوى‬
‫والربامج‬
‫)املبت�دئ‬
‫ً‬
‫أشغال تطبيقية‪ :‬مبادئ التقييم ووسائله انطالقا من اإلطار‬ ‫التقييم والتصنيف‬
‫املرجعي ‪ACTFL‬‬
‫ورشة‪ :1‬معايري تقييم الكفاءة اللغوية ‪ ACTFL‬وتوزيع‬
‫املستويات‬
‫حصة تركيبي�ة ختامية‬ ‫اإلنت�اج‬
‫توزيع الشهادات‬

‫‪708‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫أاملناهج والربامج واالسرتاتيجيات املعتمدة يف قلم ولوح‪:‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫ االســراتيجية يعــود أصــول اســتخدامها إىل املجــال العســكري‪ ،‬وهــي‬


‫جمموعــة مــن اإلجــراءات العامــة التــي يتــم اســتثامرها لبنــاء الــدرس‪ ،‬انطال ًقــا‬
‫ـة التــي تراعــي مكونــات املثلــث الديداكتيكــي مــن‬ ‫ـورات ورؤى واضحـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫مــن تصـ‬
‫ـي ناجـ ٍ‬
‫ـح‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أجــل بلــوغ هــدف تعليمـ ٍّ‬
‫ إذن االســراتيجية «خطــ ٌة يف املقــام األول للوصــول إىل الغــرض‬
‫املنشــود‪ ،‬وبــا أهنــا كذلك‪،‬فهــي إذن ذات بعديــن‪ ،‬أوهلــا‪ :‬البعــد التخطيطــي‪،‬‬
‫وهــذا البعــد يتحقــق يف املســتوى الذهنــي‪ ،‬وثانيهــا‪ :‬البعــد املــادي الــذي جيســد‬
‫ـا‪ ،‬ويرتكــز العمــل يف كال البعديــن عــى الفاعــل‬ ‫االســراتيجية لتتبلــور فيــه فعـ ً‬
‫الرئيــس‪ ،‬فهــو الــذي حيلــل الســياق‪ ،‬وخيطــط لفعلــه‪ ،‬ليختــار مــن اإلمكانــات‬
‫مــا يفــي بــا يريــد فعلــه ح ًّقــا‪ ،‬ويضمــن لــه حتقيــق أهذافــه»(((‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واحــدة‪ ،‬بــل اســراتيجيات‬ ‫ٍ‬
‫اســراتيجية‬ ‫فنحــن هنــا ال نتحــدث عــن‬
‫داخــل العمليــة التعليميــة التعلميــة‪ ،‬وســنقترص عــى ذكــر بعـ ٍ‬
‫ـض منهــا‪ ،‬مثــال‪:‬‬

‫‪-1‬اســراتيجية احلــوار واملناقشــة‪ :‬تعتــر مــن االســراتيجيات البــارزة‬


‫داخــل الفصــول الدراســية؛ ملــا هلــا مــن أثــر فعــال يف تعزيــز التواصــل باللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬وتفعيــل املهــارات األربــع‪ ،‬خاصـ ًة املحادثــة واالســتامع‪ ،‬ممــا جيعــل هلــا‬
‫أثـ ًـرا يف تعزيــز الثقــة بالنفــس وتدريــب اللســان عــى اللغــة‪.‬‬

‫‪-2‬اســراتيجية العصــف الذهــي‪ :‬هــي اســراتيجية تعنــي اســتخدام العقل‬


‫يف التصــدي النشــط للمشــكلة ‪ ،((( Brain Storming‬وتســتهدف إقــدار الطالــب‬
‫عــى التعبــر‪ ،‬كــا تتميــز هــذه االســراتيجية باإلبداعيــة والرسعــة يف التفكــر‪،‬‬
‫و بالســؤال املفتــوح الــذي حيتمــل عــدة إجابــات‪ ،‬وغال ًبــا يتــم تطبيقهــا يف بدايــة‬
‫احلصــة‪.‬‬

‫ كام تتلخص قواعد العصف الذهني يف أربع هي‪:‬‬


‫((( عبد اهلادي بن ظافر الشهري‪ ،‬اسرتاتيجيات اخلطاب مقاربة لغوية تداولية‪ ،‬دار الكتاب اجلديد‬
‫املتحدة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2004‬ص ‪.53‬‬
‫((( عبد العظيم صربي اسرتاتيجيات التدريس واألنشطة الرتبوية يف املؤسسات التعليمية احلديثة‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬املجموعة العربية للتدريب والنرش القاهرةص ‪.47‬‬

‫‪709‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫•جتنب النقد لألفكار املتولدة‪.‬‬ ‫ ‬

‫•حرية التفكري والرتحيب بكل األفكار مهام يكن نوعها‪.‬‬ ‫ ‬

‫•التأكد من زيادة كمية األفكار املطروحة‪.‬‬ ‫ ‬

‫•تعميق أفكار اآلخرين وتطويرها‪.‬‬ ‫ ‬

‫أما مراحل العصف الذهني فهي‪:‬‬

‫•حتديد املشكلة‪.‬‬ ‫ ‬

‫• إجياد األفكار‪ ،‬أو توليدها‪.‬‬ ‫ ‬

‫• إجياد احلل(((‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪-3‬االســراتيجية اللغويــة و الســميائي�ة‪ :‬يف تدريــس املفــردات‪،‬‬


‫فــاألوىل ترتبــط بالســنن اللغــوي‪ ،‬فيتــم تدريــس املفــردات باعتــاد التقابــات‬
‫اللغويــة كل مــن التعريــف‪ ،‬االشــتقاق‪ ،‬الــرادف‪ ،‬التقطيــع الصــويت‪ ،‬والــرح‬
‫باألمثلــة واســتعامل الســياق والداللــة‪ .‬أمــا االســراتيجية الســميائية فهــي‬
‫مرتبطــة باســتعامل الصــور‪ ،‬أو اإلشــارات‪ ،‬أو الرســم عــى الســبورة وغريهــا‪.‬‬

‫‪-4‬اســراتيجية التضمــن يف تدريــس القواعــد‪ :‬نعلــم جيــدً ا أن اللغة‬


‫العربيــة غني ـ ٌة بقواعدهــا‪ ،‬متفرع ـ ٌة يف تصاريفهــا‪ ،‬وال يمكــن اإلحاطــة بعلومهــا‬
‫تدرجــا يف تعليمهــا مــع مراعــاة‬ ‫ـز‪ ،‬إنــا يتطلــب ذلــك‬ ‫وقواعدهــا يف وقـ ٍ‬
‫ـت وجيـ ٍ‬
‫ً‬
‫الفئــة املســتهدفة والقواعــد التــي تناســب ذاك املســتوى‪.‬‬
‫ومــن جتليــات هــذه االســراتيجية مثـ ً‬
‫ـا يف النــص القرائــي‪ ،‬يتــم اســتخراج‬
‫املفــردات والعبــارات الصعبــة‪ ،‬فيكــون دور األســتاذ تبســيطها ورشحهــا ومــن‬
‫خــال الــرح فيتــم التعــرف عــى االســتعامالت املتعــددة للعبــارة بتضمــن ‬
‫ٍ‬
‫ـتهدفة‪ ،‬فيقــوم الطــاب بالنســج عــى منــوال العبــارة‪ ،‬حتــى ترتســخ‬ ‫قاعـ ٍ‬
‫ـدة مسـ‬
‫ـي وممت ـعٍ‪.‬‬ ‫القاعــدة بشـ ٍ‬
‫ـكل ضمنـ ٍّ‬
‫‪-5‬اســراتيجية التثبيــت والدعــم مــن خــال األنشــطة املوازيــة‪:‬‬
‫((( املرجع نفسه ص ‪48‬‬

‫‪710‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫وتســتهدف هــذه االســراتيجية دمــج املهــارات األربــع مــن خــال نشــاط‬


‫يقــوم بــه األســتاذ خــارج الصــف‪ ،‬ويتــم هيكلــة النشــاط باســتثامر املكتســبات‬
‫الســابقة‪ ،‬فيأخــذ تيمــة مــن تيــات الوحــدة بمفرداهتــا وقواعدهــا واســتعامالهتا‬
‫ـايس‪.‬‬
‫ـي انغـ ٍّ‬ ‫بشـ ٍ‬
‫ـكل ترفيهـ ًّ‬
‫مثــال‪ :‬يف «قلــم ولــوح» يتــم التعــرف عــى موضــوع الســوق ومكوناتــه‪،‬‬
‫بعدهــا يتــم إعــداد خرجــة إىل أحــد األســواق املغربيــة التقليديــة بالتعــرف عــى ‬
‫أنــواع اخلــر واأللــوان واملفــردات‪ ،‬وأن يســتعمل الطــاب العبــارات التــي‬
‫تتضمــن القاعــدة مــن أجــل التواصــل مــع البائــع‪ ،‬وكذلــك املحادثــة مــع‬
‫املرافقــن اللغويــن‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مبســط ملــا تــم اســتفادته يف هــذه‬ ‫ٍ‬
‫تقريــر‬ ‫ويف آخــر اخلرجــة يتــم كتابــة‬
‫تطبيقــي هلــذه العمليــة(((‪:‬‬
‫ٌّ‬ ‫نمــوذج‬
‫ٌ‬ ‫اخلرجــة‪ .‬وهــذا‬
‫أمثلة‬ ‫تعريفها‬ ‫املفردة أو التعبري‬
‫يذهب القرويني كل أسبوع‬ ‫مكان التجارة والبيع والرشاء‬ ‫سوق‪ ،‬أسواق‬
‫يقام السوق كل اثنني‬ ‫تبنى خيامه وتنظم سلعه‬ ‫يقام السوق‪ ،‬أقام‪ ،‬يقيم‬
‫رضب التجار خيامهم‬ ‫تبنى اخليام‬ ‫ترضب اخليام‪ ،‬رضب‪،‬‬
‫استعدادا للسوق األسبوعي‬ ‫يرضب‬
‫توجد يف السوق األسبوعي‬ ‫بضائع‪ ،‬مواد للبيع‬ ‫سلعة‪ ،‬سلع‬
‫سلع متنوعة‬
‫حلم طر ًّيا من السوق‬
‫اشرتيت ً‬ ‫حلوم‪ ،‬جديدة‬ ‫حلوم طرية‪.‬‬
‫أحب أكل القطاين‬ ‫حبوب جافة تطبخ‪،‬‬ ‫قطاين‬
‫كالفاصوليا والعدس‬

‫إذن‪ ،‬هــذا اجلــدول املبــن أعــاه يوضــح أن هــذه االســراتيجية تكســب الطالــب‬
‫رصيــدً ا لغو ًّيــا مهـ ًّـا يف الــرف والنحــو واملعجــم والتــداول‪.‬‬

‫‪-6‬اســراتيجية لعــب األدوار‪« :‬إحــدى اســراتيجيات التدريــس ‬


‫ٍ‬
‫معــن‪ ،‬يفــرض فيــه مــن‬ ‫ٍ‬
‫ملوقــف‬ ‫احلديثــة؛ التــي تقــوم عــى نظــام املحــاكاة‬
‫((( ماجدولني النهيبي‪ ،‬دليل تدريس اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬ختطيط‪ ،‬إنتاج‪ ،‬تقييم مطبعة شمس‬
‫برينت ‪ 2018‬جامعة حممد اخلامس بالرباط‪ ،‬وخبرية مرشفة عىل جمموعة من الربامج بمؤسسة «قلم‬
‫ولوح»‪-‬ص ‪.175‬‬

‫‪711‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الطــاب القيــام بــاألدوار املختلفــة لألفــراد أو اجلامعــات أو حمــاكاة أشــياء‬


‫ـة‪ ،‬ممــا يــؤدي إىل تكويــن خــرة تعل ـ ٍم ممتعـ ٍ‬
‫ـة ‪،‬يســتمر أثرهــا يف بنــاء ثقافــة‬ ‫رمزيـ ٍ‬
‫املتعلــم وشــخصيته»((( وتتميــز هــذه االســراتيجية بالتفاعــل بــن الطــاب‬
‫ـي يصقــل مواهــب الطــاب‪ ،‬كــا يســاعد عــى ممارســة اللغــة‬ ‫وهــو نشـ ٌ‬
‫ـاط مجاعـ ٌّ‬
‫ـي بنــو ٍع مــن املــرح واإلبــداع‪ ،‬ومتثيــل األدوار يقــوم عــى ‬
‫ـوي تلقائـ ٍّ‬ ‫بشـ ٍ‬
‫ـكل عفـ ٍّ‬
‫ـط منظـ ٍم مــوز ٍع عــى مراحــل‪ ،‬ويكــون دور معلــم اللغــة الــرح والتدبــر ‬ ‫ختطيـ ٍ‬
‫والتخطيــط‪.‬‬

‫كــا تتجــى أمهيــة هــذه االســراتيجية يف تفعيــل املهــارات التواصليــة‬


‫ـكل تفاعــي مــع حتقيــق أهـ ٍ‬
‫ـداف‬ ‫واالندمــاج داخــل الفصــل‪ ،‬وممارســة اللغــة بشـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫واضحــة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫تعليميــة‬

‫‪ -7‬اســراتيجية التعلــم بالشــريك‪ :‬تــؤدي هــذه االســراتيجية ً‬


‫دورا‬
‫ها ًّمــا يف تعزيــز العمــل اجلامعــي بــن الطــاب األجانــب‪ ،‬وحتقيــق أكــر قـ ٍ‬
‫ـدر‬
‫مــن بلــوغ اهلــدف التعليمــي بحســب العمــل املتبــادل بــن الطــاب‪ .‬كــا هيــدف‬
‫التعلــم بالرشيــك بزيــادة الدافعيــة يف التعليــم‪ ،‬عــن طريــق التنافــس اإلجيــايب مــع‬
‫خلــق االنســجام بــن جمموعــة الفصــل؛ كالعمــل باملجموعــات كــا يكــون دور‬
‫األســتاذ تصويــب األخطــاء والتوجيــه والتنظيــم‪.‬‬

‫‪-8‬األلعــاب التعليميــة‪ :‬تعــد اســراتيجي ًة تفاعليــ ًة جتمــع بــن عــدة‬


‫ألعــاب مــن بينهــا‪ :‬األلعــاب الثقافيــة‪ ،‬ثــم ألعــاب الــذكاء واحلركــة‪ .‬كــا ال جيــب‬
‫أن تتســم هــذه األلعــاب بالعشــوائية؛ إنــا تتــم بتنظيـ ٍم حمكـ ٍم ملختلــف مراحــل‬
‫اللعبــة بتحديــد الكفايــات املســتهدفة مــع تقويــم أداء الطــاب‪.‬‬

‫‪-9‬اســراتيجية الشــبكة املفاهيميــة املرتبطــة ببنــ�اء املفهــوم‪:‬‬


‫يعتــر بنــاء املفهــوم مــن األمــور املعقــدة التــي يصعــب الوصــول إىل متثلهــا‬
‫لــدى الطالــب نظـ ًـرا لتعقيــده‪ ،‬لكــن يتــم تســهيل تعلمــه واســتيعابه عــن طريــق‬
‫اســتعامل الشــبكة املفاهيميــة‪ ،‬كمثــال «املنــزل» الــذي يوضــع يف دائــرة تتفــرع‬
‫إىل خطــوط تتضمــن مفاهيــم البيــت مصحوب ـ ًة بصـ ٍ‬
‫ـور فيقــوم الطالــب بتعلــم‬

‫((( اسرتاتيجيات التدريس واألنشطة الرتبوية يف املؤسسة التعليمية احلديثة‪ ،‬إعداد عبد العظيم صربي‬
‫عبد العظيم‪ ،‬نارش‪ :‬املجموعة العربية للتدريب والنرش ‪2016‬م ص‪.69‬‬

‫‪712‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫ـة مــن املصطلحــات واملفاهيــم؛ عــن طريــق توزيــع األســتاذ هلــذه الشــبكة‬ ‫جمموعـ ٍ‬
‫أيضــا بعــض املصطلحــات‬ ‫عــى الطــاب مــن أجــل اكتشــاف املفــردة‪ ،‬وهنــاك ً‬
‫التــي يتــم التعــرف إليهــا عــن قــرب عــن طريــق املعاينــة املبــارشة هلــا مــن خــال‬
‫اخلرجــات االستكشــافية التــي يقــوم هبــا مركــز «قلــم ولــوح»‪.‬‬

‫‪-10‬اســراتيجية التكويــن الــذايت‪ :‬القائمــة عــى جعــل املتعلــم قــادر‬


‫عــى اســتخدام مــوارده الســابقة مــن أجــل حــل وضعيــات مشــكلة‪.‬‬

‫‪-11‬اســراتيجية املشــروع‪ :‬يعــد املــروع مــن الركائــز األساســية يف‬


‫بلــورة االســتخدام الفعــي للغــة‪ ،‬إهنــا عمليــة تقويــم ودعــم التعثــرات ضمن ًّيــا‬
‫للطالــب‪ ،‬فمــن خــال املــروع يتــم تصويــب األخطــاء والتعــرف عــى ‬
‫املصطلحــات اجلديــدة وتوســيع الرصيــد املعــريف والثقــايف والتشــجيع عــى ‬
‫البحــث واملثابــرة‪.‬‬

‫‪ -12‬اســراتيجية احلكايــة‪ :‬تســتهدف احلكايــة الوضعيــات التواصليــة‬


‫التاليــة‪ :‬املالحظــة‪ ،‬االكتشــاف‪ ،‬التعبــر‪ ،‬ثــم االســتامع‪ ،‬والتشــخيص‪ ،‬اإلنتــاج‪،‬‬
‫التقويــم‪ ،‬مثــال‪« :‬حكايــة عــودة احلــروف»((( مــن خــال اخلطــوات التــي ذكرهنا‬
‫ســاب ًقا‪ ،‬بحيــث يتــم التعــرف عــى عنــارص احلكايــة بتتبــع اخلطــوات‪ ،‬وبالتــايل‬
‫إنتــاج احلكايــة باالســتعانة بالصــور‪ ،‬ويف هنايــة اخلطــوات يتمكــن الطالــب مــن‬
‫إنشــاء اجلمــل واحلــوارات القائمــة بــن شــخصيات احلكايــة املرفقــة بالصــور‪،‬‬
‫ـة أخــرى يتــم حمــاكاة الشــخصيات بلعــب األدوار‪.‬‬ ‫وبالتــايل يف حصـ ٍ‬

‫‪ -13‬اســراتيجية التعليــم اإللكــروين‪ :‬وتتجــى أمهيــة هــذه‬


‫االســراتيجية يف اإليضــاح وتقريــب بعــض املفاهيــم للطــاب مــع تقديــم‬
‫العــروض بمعاجلتهــا حاســوب ًّيا‪ ،‬وتتجــى هــذه االســراتيجية يف «قلــم ولــوح»‬
‫مــن خــال تقديــم العــروض باســتعامل احلاســوب‪.‬‬

‫‪ -14‬اســراتيجية طــرح الســؤال‪ :‬طــرح الســؤال ليــس باألمر الســهل‪،‬‬


‫واإلجابــة عنــه يتطلــب الكثــر مــن احلنكــة‪ ،‬كــي ال يربــك املتعلــم األجنبــي يف‬
‫هــذه العمليــة التعليميــة التعلميــة لــدى جيــب مراعــاة الفئــة املســتهدفة وثقافاهتــم‬

‫((( عودة احلروف‪ ،‬من بني الورشات التي قدمت يف الدورة التكوينية لـ«قلم ولوح» لسنة ‪ 2019‬م‪.‬‬

‫‪713‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـايف بينهــم‪.‬‬
‫ومعتقداهتــم كــي ال حيصــل صــدا ٌم ثقـ ٌّ‬
‫‪ -15‬اســراتيجية بطاقــة املفــردات‪ :‬التــي تســاهم يف تنميــة القــدرة‬
‫املعجميــة لــدى الطــاب بحيــث يتــم يف هــذا املركــز اســتعامل بطاقـ ٍ‬
‫ـات تتضمــن‬
‫ـردات تــم التعــرف إليهــا ســاب ًقا يف بطاقـ ٍ‬
‫ـات مــن غــر أن تظهــر؛ بحيــث يقــوم‬ ‫مفـ ٍ‬
‫الطلبــة األجانــب باختيــار املفــردة ضمــن املفــردات الــواردة‪ ،‬ثــم يقــوم الطالــب‬
‫بعــد اختيــار املفــردة باحلديــث عنهــا يف موضــو ٍع يتضمــن معناهــا ويتمحــور‬
‫حوهلــا‪.‬‬

‫تساهم هذه االسرتاتيجية يف تنمية املهارات اللغوية والتواصلية للطالب مع‬


‫تفعيل املهارات األربع خاصة مهارة املحادثة‪.‬‬

‫ب‪ -‬مناهج تعليم العربي�ة للناطقني بغريها ب«قلم ولوح»‪:‬‬

‫يعتمــد مركــز «قلــم ولــوح» عــى اإلطــار املرجعــي األكتفــل وعــى مناهــج‬
‫حديثــة‪ ،‬كــا أهنــم حياولــون أن تســتجيب هــذه املناهــج ملتطلبــات الطــاب‬ ‫ٍ‬
‫األجانــب وتســاير العــر‪ ،‬باإلضافــة إىل عنــر اإلبــداع والتجديــد الــذي يميــز‬
‫هــذا املركــز‪ ،‬باإلضافــة إىل اســتعانتهم يف برجمــة بعــض الــدروس عــى خــراء‬
‫أكاديمــن لســانيني؛ لــإرشاف عــى بعــض األنشــطة التعليميــة التعلميــة وبعــض‬
‫املهــام التدريبيــة‪ .‬لذلــك نجــد أن براجمهــم ومناهجهــم طيلــة الســنة تتــوزع يف مــا‬
‫يــي‪:‬‬

‫الســنة األوىل‪ :‬يتــم االعتــاد فيــه عــى برنامــج «مدخــل إىل حــروف‬
‫العربيــة وأصواهتــا»‪ ،‬لكرســتن بوســتاد وحممــود البطــل وعبــاس التــي‪ ،‬الطبعــة‬
‫الثالثــة‪ ،‬ففــي األســبوع األول‪ ،‬ويســتهدف فيــه مســتوى مبتــدئ أول‪ ،‬الــذي‬
‫يرمــز لــه بـــ العربيــة ‪ ،101‬بحســب تقســيم هــذه املؤسســة‪ ،‬وهــو مــا يســمى‬
‫باملبتــدئ األدنــى حســب توزيــع األكتفــل‪ ،‬ويغطــي هــذا الربنامــج عرشيــن‬
‫ســاعة للتدريــس‪ ،‬وتتضمــن هــذه العمليــة التعليميــة التعلميــة أنشــط ًة صفي ـ ًة‬
‫ـة‪ ،‬وكل أســبوع يشــتمل عــى أربــع ســاعات يوم ًّيــا‪.‬‬‫وغــر صفيـ ٍ‬

‫أمــا األســبوع الثــاين‪ :‬فيتــم فيــه اعتــاد منهــج اجلــزء األول مــن «الكتــاب‬
‫يف تعليــم العربيــة» الــذي أســس عــى معايــر األكتفــل‪ ،‬الطبعــة الثالثــة ومؤلفيــه‬

‫‪714‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫أيضــا‪ ،‬كرســتن بروســتاد وحممــود البطــل وعبــاس التونــي بالنســبة‬ ‫هــم ً‬


‫للمســتويات االبتدائيــة أول وثــان‪ ،‬هــذا األخــر يرمــز لــه بالعربيــة ‪ ،102‬كــا ‬
‫حيتــوي عــى ثالثــة عــر وحــدة‪ ،‬أمــا اجلــزء الثــاين فهــو يتضمــن عــر وحــدات‬
‫ويوجــه للمســتوى املتوســط‪.‬‬

‫ويف الســنة الثانيــة‪ :‬نفــس املنهــج املعتمــد اجلــزء الثــاين يســتهدف فيــه‬
‫املســتوى‪ ،‬متوســط أول الــذي يرمــز لــه بالعربيــة ‪ ،201‬واملتوســط الثــاين العربيــة‬
‫‪.202‬‬

‫أمــا الســنة الثالثــة‪ :‬يســتهدف فيــه مســتوى متقــدم أي العربيــة ‪،301‬‬


‫واملتقــدم الثــاين ‪ ،302‬ويتبــع فيــه منهــج «الكتــاب يف تعلــم العربيــة» اجلــزء‬
‫الثــاين‪.‬‬

‫والســنة الرابعــة‪ :‬يتــم احلديــث عــن العربيــة يف املجتمــع بديــل عــن‬


‫ٍ‬
‫ومتدرجــة يلتحــق‬ ‫ٍ‬
‫متعــددة‬ ‫ٍ‬
‫عــى مســتويات‬ ‫املتميــز‪ ،‬وهــذا املســتوى حيتــوي‬
‫ـن أيضــا‪ ،‬ومــا يميــز هــذا املســتوى عــن‬
‫ً‬ ‫إليــه الذيــن اجتــازوا املتقــدم واملتفوقـ‬
‫اندماجــا‬
‫ً‬ ‫باقــي املســتويات األخــرى هــو أن الطالــب األجنبــي يصبــح أكثــر‬
‫انغامســا لغو ًّيــا مكث ًفــا مــن خــال زيــارات ولقــاءات‬
‫ً‬ ‫داخــل املجتمــع؛ ممــا حيقــق‬
‫مــع خــراء وخمتصــن‪ ،‬أمــا بالنســبة للموضوعــات املتداولــة يف هــذا املســتوى‬
‫فهــو احلديــث عــن «الظواهــر االجتامعيــة عــن طريــق تأطريهــا مــن طــرف‬
‫األســتاذ‪ ،‬والعمــل عــى تدريــب الطــاب غــر الناطقــن بالعربيــة عــى البحــث‬
‫واالســتطالع واالكتشــاف‪ ،‬واعتــاد آليــات البحــث امليــداين من خالل اســتطالع‬
‫الــرأي العــام أو املجتمــع املــدين وغريهــا مــن املؤسســات االجتامعيــة»‪ .‬وبعدهــا‬
‫يتــم هيكلــة موضــوع البحــث وترقيمــه وعرضــه أمــام الطــاب اآلخريــن‬
‫بتوظيــف آليــات التواصــل واملحادثــة باســتثامر املهــارات التواصليــة األربــع‪،‬‬
‫وتكــون مهمــة األســتاذ ومعلــم العربيــة هنــا هــي التوجيــه وتصويــب األخطــاء‬
‫اللغويــة وخلــق جــو تفاعــي مــع التحفيــز والتشــجيع‪.‬‬

‫أمــا احلديــث عــن كيفيــة االنتقــال مــن مســتوى ملســتوى يف العربيــة يف‬
‫ـق بتغيــر الظواهــر االجتامعيــة‪ ،‬فيتــم هيكلــة هــذه الظواهــر‬
‫املجتمــع؛ فهــو متعلـ ٌ‬
‫عــن طريــق توزيعهــا عــر أســابيع؛ فمــن خــال األســبوع الواحــد يتــم فيهــا‬

‫‪715‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مناقشــة أربــع ظواهــر‪ ،‬ويف هنايــة األســبوع يقــوم أحــد الطــاب بعــرض ظاهــرة‬
‫ـطة صفيـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫أمــام زمالئــه‪ .‬كــا يتــم تدريــس الظواهــر االجتامعيــة عــن طريــق أنشـ ٍ‬
‫ـي فيشــتمل عــى لقــاءات وزيــارات‪ ،‬ويتــم‬ ‫ٍ‬
‫وغــر صفيــة‪ ،‬فأمــا مــا هــو غــر صفـ ٍّ‬
‫مناقشــة الظاهــرة يف املجتمــع‪.‬‬
‫ً‬
‫وســهل ملهــدي العــش‪ ،‬فقــد وضعــه وفــق معايــر ‬ ‫أمــا يف منهــج ً‬
‫أهــا‬
‫أكتفــل‪ ،‬وعربيــة النــاس ملنــذر يونــس‪ ،‬فيتــم توجيــه هذيــن املنهجــن لطــاب‬
‫أكاديمــن بنــاء عــى املنهــج الــذي يعتمدونــه يف دراســتهم األكاديميــة‪.‬‬

‫أيضا هي‪:‬‬
‫أما الربامج األخرى التي يتم تدريسها يف املركز ً‬
‫ ‪-‬برامج الدبلوماسيني‪.‬‬

‫ ‪-‬برامج العربية يف اإلعالم‪.‬‬

‫ ‪-‬برامج العربية يف األعامل (التجارة‪ ،‬اخلدمات‪.)...،‬‬

‫ ‪-‬برنامج العربية الكالسيكية (القرآن‪ ،‬السنة‪.)...،‬‬

‫ ‪-‬برنامج أدب الناطقني بغريها‪.‬‬

‫ ‪-‬برنامج األطفال‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مســائية مرتــن ‬ ‫ٍ‬
‫صفــوف‬ ‫ ‪-‬برامــج الــدروس املســائية (يتيــح فيهــا فتــح‬
‫يف األســبوع للطــاب الذيــن مل تســنح هلــم الظــروف للدراســة يف الفــرات‬
‫الصباحيــة)‪.‬‬

‫األنشطة الثقافية املوازية االنغماسية‪:‬‬

‫دورا ها ًّمــا يف حتقيــق‬


‫أمــا النســبة لألنشــطة الثقافيــة املوازيــة التــي تلعــب ً‬
‫االنغــاس اللغــوي بمركــز «قلــم ولــوح» تصنــف إىل صنفــن كبرييــن‪:‬‬

‫األول‪ :‬األنشــطة الصفيــة‪ ،‬وهــي التــي يقــوم هبــا األســتاذ بمعيــة الطــاب‬
‫األجانــب وهــي التــي تســمى باأللعــاب اللغويــة مثــال‪:‬‬
‫ٍ‬
‫طالــب مــن الصــف إىل‬ ‫لعبــة املفــردات‪ :‬التــي تتــم عــن طريــق تقــدم‬

‫‪716‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫الســبورة باحلديــث عــن املفــردة دون ذكرهــا؛ إمــا باســتعامل ســياقات اســتعملها‬
‫مجــل أو رســم هلــا صــور ًة عــى الســبورة‪ ،‬أو القيــام بتمثيــل موضوعهــا‬‫ٍ‬ ‫يف‬
‫باســتعامل اإليــاءات واإلشــارات‪ ،‬فيقــوم الطــاب عــن طريــق التتبــع والســمع ‬
‫وفهــم الســياق باكتشــاف املفــردة‪ .‬والغــرض مــن هــذه اللعبــة تدريــب الطــاب‬
‫عــى املحادثــة واإلبــداع وتثبيــت املفــردة وكل هــذا حيقــق نشــاط تفاعــي بــن ‬
‫الطــاب‪.‬‬

‫لعبــة املشــنقة‪ :‬تتــم هــذه اللعبــة مــن خــال كتابــة كلمتــن مــن طــرف‬
‫األســتاذ؛ بحيــث أن تتضمــن احلــروف التــي تــم اكتســاهبا مــن قبــل‪ ،‬فيتــم طــرح‬
‫ـئلة‪ ،‬ويقــوم طالــب مــا إىل الســبورة‪ ،‬فيقــوم الطــاب بطــرح أسـ ٍ‬
‫ـئلة عليــه؛‬ ‫أسـ ٍ‬
‫ٌ‬
‫ـط‪ ،‬يعنــي‬‫ليحــدد احلــروف املتكــررة يف الكلمتــن‪ ،‬وكلــا أخطــأ يتــم رســم خـ ٍّ‬
‫ـط‪ ،‬حتــى يتــم بنــاء مشــنقة خطـ ٍ‬
‫ـوط‪ ،‬عندمــا ينتهــي إغالقهــا يكــون‬ ‫كل خطــأ بخـ ٍّ‬
‫ـب آخــر وهكــذا‪،‬‬ ‫الطالــب قــد أخفــق يف اجلــواب‪ ،‬ويرجــع ملكانــه‪ ،‬فيقــوم طالـ ٌ‬
‫حتــى يتــم احلصــول عــى الطالــب الرابــح للعبــة فيتــم حتفيــزه والتصفيــق لــه‪.‬‬

‫باإلضافــة إىل العمــل باملجموعــات‪ ،‬ولعــب األدوار أو مائــدة مســتديرة‬


‫وغريهــا‪ ،‬التــي تــم ذكرهــا مــن قبــل يف االســراتيجيات‪.‬‬

‫األنشطة غري الصفية (املوازية أو املكملة)‪:‬‬

‫ ‪-‬الزيــارات االستكشــافية (األماكــن األثريــة‪ ،‬اجلامعــات املغربيــة‪،‬‬


‫ٌ‬
‫رشوط‬ ‫املعاهــد‪ ،‬مكتبــات‪ ،‬مراكــز علميــة‪ )...‬وهــذه الزيــارات تؤطرهــا‬
‫ـط مــن بينهــا؛ وضــع الطــاب مــن قبــل يف ســياق النشــاط مــن طــرف‬ ‫وضوابـ ٌ‬
‫املــدرس‪ ،‬ثــم يــرف عــى هــذه الزيــارة منســق اللجنــة الثقافيــة ومرافقــن ‬
‫لغويــن‪ ،‬يتجــى دورهــم يف التأطــر العــام وتيســر التواصــل باللغــة العربيــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تطبيقيــة مثــل الطبــخ‪ ،‬احلنــاء املغــريب‪ ،‬الفخــار‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ورشــات‬ ‫ ‪-‬العمــل يف‬
‫الرســم‪ ،‬اخلــط العــريب‪.‬‬

‫حمــارضات أســبوعي ٌة بحضــور األجانــب‪ ،‬والفئــة املســتهذفة التــي‬


‫ٌ‬ ‫ ‪-‬‬
‫ٍ‬
‫أوراق لتدويــن‬ ‫حتــر هــذا النشــاط هــي مــن املتوســط فــا فــوق‪ ،‬ويتــم اســتعامل‬
‫األفــكار وطــرح تســاؤالت‪ ،‬كــا يــرف عــى هــذه املحــارضة أســتا ٌذ جامعـ ٌّ‬
‫ـي‬

‫‪717‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـن إمــا السياســة أو التجــارة أو‬ ‫ـص يف جمـ ٍ‬


‫ـال معـ ٍ‬ ‫ـي خــارج املركــز‪ ،‬وخمتـ ٌّ‬
‫أكاديمـ ٌّ‬
‫ـي‪.‬‬
‫الطــب أو ماهــو اجتامعـ ٌّ‬
‫ـاب أجانــب بحســب‬ ‫أيضــا ينخــرط فيهــا طـ ٌ‬‫ ‪-‬أنشــطة األنديــة الثقافيــة‪ً :‬‬
‫رغباهتــم واختياراهتــم‪ ،‬كــا تتــوزع هــذه األنديــة ضمــن أنــوا ٍع شــتى حيتضنهــا‬
‫املركــز ويــرف عليهــا أســاتذة مؤطريــن بحســب ميوالهتــم واختياراهتــم ومــن‬
‫بــن هــذه األنديــة نجــد‪:‬‬

‫تطوعــي يف خمتلــف‬
‫ٌّ‬ ‫خــاص بــكل مــا هــو‬
‫ٌّ‬ ‫ ‪-‬نــادي التطــوع‪ :‬وهــو‬
‫املجــاالت إمــا البيئــة أو التدريــس أو املجتمــع‪ .‬ويتــم فيــه تقديــم اخلدمــات‬
‫االجتامعيــة اإلنســانية‪.‬‬

‫ ‪-‬نــادي الفنــي‪ :‬يشــمل الفنــون الســبعة‪ :‬املــرح والســينام ثــم الرســم‪،‬‬


‫الشــعر‪ ،‬املوســيقى‪.‬‬

‫ ‪-‬نــادي الطبــخ‪ :‬يضــم الطبــخ املغــريب واألجنبــي والغايــة منــه هــو‬


‫التواصــل الثقــايف والتعــرف عــى ثقافــة اآلخــر‪ ،‬بحيــث يــرف املنســق عــى ‬
‫تســجيل األطبــاق التــي ســيتم عرضهــا يــوم اخلميــس يف مقهــى اللغــة العربيــة‬
‫مــع اختيــار األعضــاء التــي ستنشــط ذلــك اليــوم‪ ،‬والتــي ســتقوم باختيــار‬
‫األطبــاق املقرتحــة مــن طــرف األجانــب وتقديمهــا بالعربيــة يــوم اخلميــس‪.‬‬

‫ ‪-‬نــادي اإلعــام‪ :‬يقــوم األعضــاء املنخرطــون األجانــب بالتعامــل مــع‬


‫أصنــاف وســائل اإلعــام املتعــددة؛ كالصحافــة‪ ،‬واملجــات‪ ،‬ومواقــع التواصــل‬
‫ٍ‬
‫ميدانيــة أو عــرض أحســن‬ ‫ٍ‬
‫صحفيــة أو تقاريــر‬ ‫ٍ‬
‫مقالــة‬ ‫االجتامعــي‪ .‬وإنجــاز‬
‫ٍ‬ ‫صـ ٍ‬
‫ـورة مــن خــال مســابقة وغريهــا مــن املهــام اإلعالميــة‪.‬‬

‫ ‪-‬مقهــى اللغــة العربيــة‪ :‬يعتــر هــذا النشــاط مــن أبــرز األنشــطة غــر ‬
‫ـر مــن الطــاب األجانب‪،‬‬ ‫ـا‪ ،‬بحيــث حيــر فيهــا عــد ٌد كبـ ٌ‬‫الصفيــة األكثــر تفاعـ ً‬
‫كل طــاب املركــز‪ ،‬ويتــرف املركــز يف هــذا اليــوم بحضــور ٍ‬
‫زوار‬ ‫أو باألحــرى ُّ‬
‫مــن خمتلــف اجلامعــات‪ ،‬مــن طــاب ناطقــن باللغــة العربيــة وغــر الناطقــن ‬
‫هبــا‪ ،‬ويتــم مناقشــة موضــوعٍ‪ ،‬ثــم اإلعــداد لــه مســب ًقا مــن طــرف معلــم الصــف‬
‫وهتيئهــم للنشــاط؛ بحيــث يتــم تــداول جمموعـ ٍ‬
‫ـة مــن القضايــا املرتبطــة باملوضوع‬

‫‪718‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫مــن طــرف الطــاب األجانــب والناطقــن بالعربيــة‪ ،‬بعدهــا يتــم إنجــاز ملخص‬
‫ٍ‬
‫جمموعــة يتقــدم فيهــا‬ ‫املوضــوع املقــرح‪ ،‬ويكــون العمــل باملجموعــات‪ ،‬وكل‬
‫ٍ‬
‫انغــاس‬ ‫أجنبــي لتقديــم ملخــص املوضــوع أمامهــم‪ ،‬هــذا لتحقيــق‬
‫ٌّ‬ ‫طالــب‬
‫ٌ‬
‫ـق بالعربيــة فيوجــه ويصحــح‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـوي فعــال؛ ألن كل جمموعــة يــرف عليهــا ناطـ ٌ‬
‫لغـ ٍّ‬
‫ويفعــل النقــاش‪.‬‬

‫وتكــون مــدة هــذا النشــاط ســاعة ونصــف مــع تقديــم وجبــة نــادي الطبخ‬
‫والتحــدث عــن الطبــق باللغــة العربية‪.‬‬

‫دورا ها ًّمــا يف تثبيــت وتفعيــل املهــارات التواصليــة‪،‬‬


‫تــؤدي هــذه األنشــطة ً‬
‫ـح لعمليــة االنغــاس اللغــوي‪ ،‬إال أن االنغــاس هــو يف حــد‬ ‫ـوذج واضـ ٌ‬
‫وهــي نمـ ٌ‬
‫ٍ‬
‫ذاتــه يطــرح عــدة تســاؤالت حــول اســراتيجياته ومناهجــه وأسســه وضوابطــه‪،‬‬
‫هــي نفــس األســئلة التــي طرحهــا إليزابيــت برهنــارد يف كتابــه يف قولــه‪:‬‬

‫«مــن هــم أســاتذة االنغــاس الذيــن يســامهون يف إنجــاح االنغــاس؟ ومــا‬


‫هــي قدرهتــم وفهمهــم للتدريــس باالنغــاس؟ كيــف يتخــذون القــرارات؟‬
‫كلهــا أســئل ٌة تطــرح نفســها‪ ،‬باإلضافــة إىل دعوتــه إىل رضورة تدريــب أســاتذة‬
‫االنغــاس عــى آلياتــه وضوابطــه؛ ألن الشــائع اليــوم يف جمــال االنغــاس هــو‬
‫ٍ‬
‫مناســبة؛ لذلــك جيــب إدمــاج أســاتذة‬ ‫ٍ‬
‫بيداغوجيــة‬ ‫ٍ‬
‫لغويــة‬ ‫ٍ‬
‫اســراتيجية‬ ‫غيــاب‬
‫االنغــاس للتدريــس اللغــوي واألكاديمــي مــع االســتعانة بأخصائيــن يف اللغــة‬
‫الثانيــة»(((‪.‬‬

‫االستنت�اجات‪:‬‬

‫و مــن بــن االســتنتاجات واملخرجــات التــي توصلنــا إليهــا مــن خــال‬


‫البحــث النظــري والتطبيقــي مــا يــي‪:‬‬
‫ـج موحـ ٍ‬
‫ـد واضــح الرؤيــة‪ ،‬ويســتجيب لتطلعــات‬ ‫‪١ .١‬وجــوب صياغــة منهـ ٍ‬
‫العــر احلديــث ويوافــق الفئــة املســتهدفة‪ ،‬كــا يراعــي خصوصيــة اللغــة‬
‫املتعلمــة‪.‬‬

‫‪(1) Life in Language Immersion Classroom,Bernhardt ,Elizabeth Buchter,1992,publischer,-‬‬


‫‪Multilingual.Matters.‬‬

‫‪719‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٌ‬
‫فعــال يف‬ ‫دور‬
‫‪٢ .٢‬تنويــع األنشــطة الثقافيــة املوازيــة االنغامســية التــي هلــا ٌ‬
‫تنميــة املهــارات التواصليــة اللغويــة لألجانــب‪.‬‬
‫‪٣ .٣‬الدقــة يف التصنيــف والتقييــم واعتــاد املوضوعيــة واحليــاد؛ ممــا ســيدفع‬
‫الطــاب نحــو املثابــرة والبحــث يف اللغــة‪.‬‬
‫‪٤ .٤‬تدريــب وتكويــن مســتمر ملعلــم اللغــة العربيــة يف هــذا امليــدان‪ ،‬مــع‬
‫رضورة إتقانــه للغــة العربيــة يف مجيــع مســتوياهتا اللســانية‪ ،‬أصواتًــا ورص ًفــا‬
‫ً‬
‫وتــداول‪.‬‬ ‫ومعجــا وداللــ ًة‬
‫ً‬ ‫وصواتــ ًة وتركي ًبــا‬
‫ـات إديولوجيـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫‪٥ .٥‬خلــق فضــاء مريــح للطــاب‪ ،‬وأال يعتمــد عــى ملصقـ ٍ‬
‫سياســية‪ ،‬بــل فضــاء يمــزج بــن ثقافــة البلــد وثقافــة الغــر وأن‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عنرصيــة‬ ‫أو‬
‫يتســم بالتســامح الفكــري‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عربيــة‬ ‫ٍ‬
‫لغويــة‬ ‫ٍ‬
‫بكفايــة‬ ‫‪٦ .٦‬حتقيــق االنغــاس اللغــوي لتزويــد الطــاب‬
‫ٍ‬
‫رصينــة‪.‬‬
‫تعاونيــة بــن املختصــن الرتبويــن وخــراء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بحــث‬ ‫‪٧ .٧‬خلــق مراكــز‬
‫الدراســات اللغويــة اللســانية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫موحــدة‪ ،‬وفتــح جســور التواصــل بــن ‬ ‫ٍ‬
‫دوليــة‬ ‫ٍ‬
‫معايــر عربيــة‬ ‫‪٨ .٨‬إنشــاء‬
‫املؤسســات واملراكــز مــع تبــادل اخلــرات‪ ،‬وفتــح قنــوات التواصــل واالتصــال‬
‫وتكثيــف املؤمتــرات الدوليــة يف هــذا املجــال‪.‬‬
‫‪٩ .٩‬مــدرس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا عليــه ً‬
‫أول‪ ،‬أن يكــون مطل ًعــا‬
‫عــى جديــد الدراســات يف اللســانيات التطبيقيــة و البيداغوجيــات احلديثــة‪،‬‬
‫وطــرق التقويــم املختلفــة يف تدريــس العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬كــا جيــب أن‬
‫يكــون املــدرس ملـ ًّـا بثقافــة املتعلــم األجنبــي إىل جانــب تعلــم اللغــة اإلنجليزية‪.‬‬

‫عــر مصــاف‬
‫ٍّ‬ ‫‪١٠١٠‬كــا جيــب أن متــر هــذه العمليــة التعليميــة التعلميــة‬
‫ٍ‬
‫مرحلــة إىل أخــرى‪ ،‬أضــف‬ ‫ٍ‬
‫وواضحــة‪ ،‬جتيــز للمتعلــم االنتقــال مــن‬ ‫ٍ‬
‫حمــدودة‬
‫واضحــا‪ ،‬وأن يراعــي خصوصيــات الفئــة‬ ‫ً‬ ‫عــى هــذا جيــب أن يكــون املنهــج‬
‫ٍ‬
‫طــاب قادريــن عــى الفهــم والقــراءة‬ ‫املســتهدفة؛ لتحقيــق اجلــودة وتكويــن‬
‫والكتابة واستثامر معارفهم‪ ،‬والتواصل هبا عرب العامل الرقمي‪ .‬‬

‫‪720‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫اخلاتمة‬
‫لقــد حظــي تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا باهتــا ٍم كبـ ٍ‬
‫ـر مــن‬
‫ـدل ونقاشــا يف وقتنــا‬‫لــدن الباحثــن‪ ،‬وهــي مــن بــن املوضوعــات األكثــر جـ ً‬
‫نظــرا ألمهيــة هــذا املوضــوع وخلطورتــه املنهجيــة واملعرفيــة‪ .‬إذ جيــب‬ ‫احلــايل؛ ً‬
‫عــى الباحثــن واملهتمــن واملختصــن توحيــد الــرؤى واالســراتيجيات واملعايري‬
‫ـح يتــم اســتثامره واعتــاده يف خمتلــف‬ ‫ـج حمـ ٍ‬
‫ـدد وواضـ ٍ‬ ‫الســاعية نحــو حتديــد منهـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫دســتور يعتمــد عــى بنــود وعــى ‬ ‫املؤسســات واجلمعيــات الدوليــة‪ ،‬ال رصــد‬
‫أساســيات االشــتغال بــه‪ ،‬وأن يكــون خط ـ ًة أساســي ًة يبنــي عليــه كل املدرســن ‬
‫ـة لألجانــب‪ ،‬ومتكينهــم‬ ‫ـورة واضحـ ٍ‬
‫منهــاج تعليــم هــذه اللغــة؛ ألجــل وضــع صـ ٍ‬
‫مــن االســتفادة واالســتثامر يف مجيــع مناحــي احليــاة‪.‬‬

‫لكــن البــد مــن تضافــر اجلهــود وتبــادل اخلــرات بــن املختصــن ‬


‫أيضــا مــن تعــاون بــن اخلــراء الرتبويــن ‬
‫واملشــتغلني يف هــذا املجــال‪ ،‬والبــد ً‬
‫ـة حمكمـ ٍ‬
‫ـة مــن أجــل‬ ‫واللســانيني مــن أجــل توحيــد الرؤيــة وإنشــاء معايــر دوليـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ورصــن‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ممنهــج‬ ‫توافقــي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫تعلــم العربيــة‬

‫‪721‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املصادر العربي�ة‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪١١١١‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب اجلزء الثاين‪.‬‬
‫ ‪ ١٢.‬أمحــد بريســول وعبــد الــرزاق تــورايب‪ ،‬اللغــة والتواصــل‪ ،‬منشــورات‬
‫معهــد الدراســات وأبحــاث للتعريــب‪ ،‬جامعــة حممــد اخلامــس الســوييس ‬
‫الربــاط املغــرب‪ .‬يوليــوز ‪ 2011‬م‪.‬‬
‫ ‪ ١٣.‬بلقاســم اليــويب‪ ،‬مــوالي ســليامين‪ ،‬خالــد أبــو عمشــة‪ ،‬حممــد إســاعييل‬
‫علــوي تعليــم اللغــة العربيــة لناطقــن بغريهــا‪ ،‬دراســات وأبحــاث علميـة ‬
‫حمكمــة‪ :‬الطبعــة األوىل ‪ 2018‬م‪ ،‬دار كنــوز املعرفــة للنــر والتوزيــع‪.‬‬
‫‪١٤١٤‬البهنســاوي‪ :‬عبــد احلميــد‪ :‬نحــو أســاليب جديــدة يف تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬املؤمتــر اخلامــس جلمعيــة لســان العــرب‪.1998 ،‬‬
‫‪١٥١٥‬بونجمــة‪ ،‬حممــد تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا مهــارة‬
‫نموذجــا الطبعــة األوىل‪ ،‬مطبعــة أنفــو برنــت‪ ،‬فــاس املغــرب ‬ ‫ً‬ ‫االســتامع‬
‫‪.2013‬‬
‫‪١٦١٦‬حجــازي حممــود فهمــي‪ ،‬التخطيــط اللغــوي وآفــاق املشــتغل بحـ ٌ‬
‫ـث‬
‫مقــد ٌم إىل املؤثمــر اخلامــس جلمعيــة لســان العــرب بالقاهــرة‪.1998 ،‬‬
‫‪١٧١٧‬مجعــة‪ ،‬حاميــد أدينــوي‪ .‬وأديتنجــي‪ ،‬عــز الديــن‪ .‬أســاليب تعليــم‬
‫العربيــة‪ ،‬اجلــزء األول مركــز اللغــات‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة مــن ‪ 22‬إىل ‪24‬‬
‫أبريــل‪.2014‬‬
‫‪١٨١٨‬دكتوريــات التدريــس يف دفاتــر البحــث عــدد ‪ ،1‬جامعــة حممــد اخلامـس ‬
‫بالربــاط كلية علــوم الرتبيــة املغــرب‪2017 .‬م‪.‬‬
‫‪١٩١٩‬رائــد مصطفــى عبــد الرحيــم‪ ،‬هدايــة هدايــة الشــيخ عــي‪ ،‬خالــد أبــو‬
‫عمشــة‪ ،‬حممــد إســاعييل علــوي‪ ،‬االنغــاس اللغــوي يف تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا (النظريــة‪ ،‬التطبيــق) مباحــث لغويــة عــدد ‪-42‬‬
‫‪2019‬م‪.‬‬
‫‪ ٢٠٢٠‬رشــدي أمحــد‪ ،‬طعيمــة‪ 1426 :‬ه ‪ 2005/‬م‪ ،‬تعليــم العربيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا يف املجتمــع املعــارص‪ :‬اجتاهــات جديــدة وتطبيقــات إســامية‬
‫ضمــن أبحــاث نــدوة‪ :‬اللغــة العربيــة إىل أيــن؟ بالربــاط اململكــة املغربيــة‬

‫‪722‬‬
‫األسس العلمية واإلجرائية‪ :‬ظافر الشهري‬

‫مــن ‪ 25-27‬شــعبان ‪ 1428‬ه ‪ 3-1‬نوفمــر ‪.2000‬‬


‫ ‪ ٢١.‬تعليــم اللغــة العربيــة للعــال األجانــب بالوطــن العــريب‪ .‬املشــكلة‬
‫واملنهــج‪ ،‬دراس ـ ٌة مقدم ـ ٌة إىل نــدوة تعلــم اللغــة العربيــة للعاملــة واملنهــج‪،‬‬
‫دراسـ ٌة مقدمـ ٌة إىل نــدوة تعلــم اللغــة العربيــة للعاملــة األجنبيــة يف الوطــن‬
‫العــريب الدوحة‪.1996‬مبــارك ‪ ،1999‬مقــاالت يف اللغــة العربيــة‪ ،‬دار‬
‫البشــائر‪ ،‬دمشــق ســوريا‪ ،‬الطبعــة األوىل‪.‬‬
‫‪٢٢٢٢‬رشــدي أمحــد طعيمــة والناقــة‪ ،‬حممــود عامــل تعليــم اللغــة إيطاليــا بــن ‬
‫املناهــج واالســراتيجيات منشــورات املنظمــة اإلســامية للرتبيــة والثقافــة‬
‫(إيسيكو) ‪.2006‬‬
‫‪٢٣٢٣‬زايــر ســعيد عــي و عايــزة‪ ،‬إيــان إســاعييل مناهــج اللغــة العربيــة‬
‫وطرائــق تدريبهــا الطبعــة األوىل‪ ،‬دار صفــاء للطبــع والنــر والتوزيــع‬
‫عــان األردن‪.2014 ،‬‬
‫‪٢٤٢٤‬زكــي أســامة اليــد عــي‪ ،‬االختيــارات اللغويــة‪ ،‬مقاربــة منهجيــة تطبيقية‬
‫ملعلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬بمركــز امللــك عبــد اهلل خلدم ـة ‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬الريــاض ط ‪.2012 ،1‬‬
‫‪ ٢٥٢٥‬عبــد التــواب عبــد اهلل التــواب‪ 1416 :‬ه ‪ 1996 /‬م‪ ،‬إعــداد معلمــي‬
‫اللغــة العربيــة يف اجلامعــات اإلندونيســية‪ :‬الواقــع واملســتقبل ‪ 8-6‬مجــادى‬
‫الثــاين – ‪ 1413‬ه الريــاض‪ :‬اإلدارة العامــة للثقافــة والنــر بجامعــة اإلمــام‬
‫حممــد بــن ســعود اإلســامية‪.‬‬
‫‪٢٦٢٦‬عبــد الــرزاق تــورايب‪ ،‬تطويــر احلــرف العــريب وحتديــات العوملــة‬
‫ٍ‬
‫كدراســات‬ ‫منشــورات معهــد الدراســات وأبحــاث للتعريــب سلســلة‬
‫لغويــة‪ ،‬رقــم‪ 2‬الطبعــة األوىل ‪ 2015‬جامعــة حممــد اخلامــس‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وبحــوث‬
‫الســوييس الربــاط املغــرب‪.‬‬
‫ ‪ ٢٧.‬عبــد الصبــور شــاهني‪ ،‬املنهــج الصــويت للبنيــة العربيــة رؤيــة جديــدة يف‬
‫الرصف العريب‪،‬مؤسســة الرســالة‪1980،‬م‬
‫‪ ٢٨٢٨‬عبــد القــادر الفــايس الفهــري‪ ،‬كنــزة بنعمــر‪ ،‬فاطمــة اخللــويف اجلــزء‬
‫الثــاين تعليــم اللغــة العربيــة والتعليــم املتعــدد منشــورات معهد الدراســات‬
‫واألبحــاث للتعريــب بالربــاط املغــرب مــاي‪2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪723‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ ٢٩٢٩‬عبــد اهلل بــن صالــح الوشــمي‪ ،‬رئيــس التحريــر ابراهيــم بن عبــد العزيز‬
‫أبــو محيــد ومديــر التحريــر فهــد صالــح العليــان‪ ،‬جملــة علميــة حمكمــة‪،‬‬
‫إصــدارات مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬فربايــر ‪2019‬م‪.‬‬
‫‪ ٣٠٣٠‬غانــم قــدوري احلمــد املدخــل إىل علــم أصــوات العربيــة‪ ،‬تأليــف‬
‫الدكتــور‪ ،‬منشــورات املجمــع العلمــي ‪ 1433‬ه ‪ 2002‬م ‪.‬‬
‫‪ ٣١٣١‬لطــوف العبــد اهلل وآخــرون‪ ،‬اإلطــار العــريب املوحــد لقيــاس الكفــاءة‬
‫اللغويــة يف اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬املنظمــة العربيــة للرتبيــة‬
‫والثقافــة والعلــوم‪ ،‬تونــس ‪.2013‬‬
‫‪ ٣٢٣٢‬جمدولــن النهيبــي تدريــس اللغــة العربيــة وجديــد النقــل الديداكتيكــي‪،‬‬
‫صــوت‪ ،‬رصف معجــم جامعــة حممــد اخلامــس الربــاط كليــة علــوم الرتبيــة‬
‫الربــاط املغرب‪.‬‬
‫‪ ٣٣٣٣‬دليــل تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ختطيــط‪ ،‬إنتــاج‪،‬‬
‫تقييــم‪ .‬جامعــة حممــد اخلامــس الربــاط كليــة علــوم الرتبيــة الربــاط املطبعــة‬
‫شــمس برينــت‪ ،‬املغــرب‪.2018 .‬‬
‫‪ ٣٤٣٤‬املنظمــة العربيــة للرتبيــة والثقافــة والعلــوم‪ :‬تطويــر مناهــج تعليــم‬
‫القــراءة يف مراحــل التعليــم العــام يف الوطــن العــريب‪ ،‬تونــس ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫‪ ٣٥٣٥‬املنظمــة العربيــة لرتبيــة والثقافــة والعلــوم‪ :‬اإلطــار العــريب املوحــد‬
‫لقيــاس الكفايــة اللغويــة يف اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ .‬املنظمــة‬
‫العربيــة لرتبيــة والثقافــة والعلــوم الســنة ‪.2013‬‬
‫‪ ٣٦٣٦‬الناقــة‪ ،‬حممــود كامــل وقائــع يف نــدوة اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن ‬
‫هبــا اجلــزء ‪ ،2‬مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول اخلليــج‪.‬‬
‫املصادر األجنبي�ة‬
‫‪11. Alain Bouvrier et philipDuklall’ecole entreévalutionry contrôle ,‬‬
‫‪un Revie internationale d’éducation de sécres , n° 48, sept , 2008‬‬
‫‪22. Conseil de l’eorope, cadre Europpien commun de Référence pour‬‬
‫‪les langues édition Didies paris 2001.‬‬
‫‪33. Franc, Marchand 1971 , le francais tel qu’on l’enseigne libraire‬‬
‫‪Larousse paris.‬‬

‫‪724‬‬
‫تدريسية مهارة املحادثة وفق الطريقة احلوارية لدى‬
‫الناطقني بغري العربي�ة‬
‫املستويات اللغوية االبت�دائي�ة‬

‫سكين�ة الغماري‬
‫(((‬

‫جامعة محمد اخلامس‪ -‬املغرب‪.‬‬

‫* باحثة دكتوراه يف معهد الدراسات واألبحاث للتعليم بجامعة حممد اخلامس ‪ -‬الرباط‪ ،‬املغرب‪،‬‬
‫خمترب اللسانيات والتهيئة اللغوية واالصطالح‪ ،‬األستاذ املرشف‪ :‬عز الدين زيايت‪ ،‬وحممد الفران‪.‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫امللخص‬
‫تعــد تدريسيــة اللغ�اـت‪ً ،‬‬
‫جم��ال�لغو ًّيــا تتفاعـ�ل فيـ�ه املعاــرف وفـ�ق طرائـ�ق‬
‫�ة عامـ�ة‪ٍ،‬‬
‫وكيفي��ات حت��دد م��ن خ�لال أعم��دة العملي��ة التعليمي��ة التعلمي��ة بصفـ ٍ‬
‫واملالح��ظ يف الس��نوات األخ�يرة اجت��اه الباحث�ين والدارس�ين يف ميدان اللسـ�انيات‬
‫التطبيقي��ة وتعلمي��ة اللغـ�ات نح��و الدراسـ�ات اللس��انية‪ ،‬الت��ي أحدث��ت قفـ�زة‬
‫نوعي��ة يف تدريسـ�ية اللغـ�ات بجمي��ع أقطاهبـ�ا‪.‬‬
‫تنطل��ق هـ�ذه الورق��ة البحثي��ة م��ن إشــكال مركــزي يتمثــل يف‪ :‬م��ا مـ�دى‬
‫فعاليـ�ة الطريقـ�ة احلواريـ�ة يف تدريـ�س مهاــرة املحادثـ�ة يف اللغـ�ة العربيـ�ة للناطقـين‬
‫بغريهـ�ا؟ ك�ما نح��اول مــن خالهل��ا اق�تراح نــاذج عمليــة يف تدريــس هــذه املهارة‪،‬‬
‫باعتبــار اللغـ�ة العربيـ�ة ظاهــرة سوسـ�يو تربويـ�ة تلتقـ�ي يف دراسـ�ة إش��كاالهتا مجلــة‬
‫كب�يرا يف كل‬
‫ً‬ ‫مــن احلق��ول املعرفيةــ ‪،‬مماــ جعل م��ن اللغ��ة لغ��ة تعلم‪ ،‬تلق��ى اهتام ًم��ا‬
‫كب�يرا م��ن امل��دارس واملراك��ز التعليمية؛‬ ‫ً‬ ‫بل��دان الع��امل؛ إذ أصبحن��ا نالح��ظ ع��د ًدا‬
‫هتت��م بتدري��س اللغ��ة العربي��ة للناطق�ين بغريهـ�ا‪ ،‬وكـ�ذا عـ�دد م��ن اجلامعـ�ات‬
‫والكليــات التـ�ي تعتـبر اللغـ�ة العربيـ�ة م�اـد ًة أساسيــ ًة فيهـ�ا‪.‬‬
‫وع�لى الرغ��م م��ن اجله��ود املبذول��ة‪ ،‬إال أهن��ا مل حتق��ق النتائ��ج املرج��وة يف‬
‫تعليـ�م اللغـ�ة العربيـ�ة للناطقـين بغريهــا؛ بسـ�ب العديـ�د مـ�ن املشاــكل بعضهـ�ا‬
‫يتعل��ق بقصـ�ور املناه��ج التعليمي��ة يف االهتـمام بتدري��س بع��ض املهاــرات مثــل‪:‬‬
‫مهاــرة املحادثـ�ة وطــرق تدريسهــا‪ ،‬وإدراجهـ�ا يف املنهــاج عـلى شــكل تقويـ�م‬
‫هنائـ�ي للوحــدة أو ال�دـرس‪ ،‬والبعـ�ض يتعلـ�ق بصـ�ب اهتــام املدرسـين عـلى‬
‫تدريـ�س امله�اـرات األخــرى (الق��راءة‪ ،‬الكتابةــ)‪ ،‬دون االهت�مام بمهاــرة املحادثــة‬
‫بالش��كل الكــايف كهــدف أســاس يف تعليـ�م اللغـ�ة العربيــة‪ ،‬والوصــول إىل كفايـ�ة‬
‫تواصلي��ة وامتـلاك املتعل��م اللغ��ة العربي��ة يف عموميتهـ�ا‪.‬‬
‫الكلمــات املفتاحيـ�ة‪ :‬التدريســية(((‪ ،‬مهــارة املحادثـ�ة‪ ،‬الطريق��ة احلواريـ�ة‪،‬‬
‫املس��تويات اللغويــة‪.‬‬

‫((( يــراد بالتدريســية‪ :‬الديداكتيــك أو علــم التدريــس‪ ،‬وهــو الدراســة العلميــة التطبيقيــة املعياريــة‬
‫املتعلقــة باألهــداف الرتبويــة‪ ،‬والعالقــة بــن املتعلــم واملــدرس واملــادة الدراســية‪ ،‬وطــرق التدريــس‪،‬‬
‫والوســائل البيداغوجيــة‪ ،‬وطــرق التقويــم والدعــم‪ .‬انظــر كتــاب ســعيد حليــم‪ :‬عالقــة املتعلــم‬
‫باألســتاذ يف ظــل املســتجدات الرتبويــة‪ ،‬ص‪21-20‬‬

‫‪726‬‬
‫تدريسية مهارة المحادثة‪ :‬سكينة الغماري‬

‫مقدمة‬
‫يتفـ�ق الكثـير مـ�ن الباحثـين يف اللس��انيات التطبيقيــة‪ ،‬بــأن املقاربـ�ة‬
‫التواصليـ�ة هـ�ي أنجـ�ع املقاربــات يف جمــال تعليـ�م اللغــات وتعلمهــا‪ ،‬وأفضلهـ�ا‬
‫يف خل��ق تفاع��ل داخ��ل الص��ف ال�دـرايس‪ ،‬والرف��ع م��ن كفاي��ة الطلب��ة خـلال‬
‫عمليـ�ة التدريــس؛ ففـ�ي ظـ�ل املدخـ�ل التواصـلي يكــون الرتكيـ�ز يف تعليـ�م اللغـ�ة‬
‫عـلى متكـين املتعلمـين مـ�ن التواصـ�ل الفعاــل؛ باعتباــره أداة التدريـ�س يف مجيـ�ع‬
‫مراح��ل العملي��ة التعليمي��ة التعلمي��ة‪ ،‬والتحك��م فيه��ا ه��و املح��ور األس��ايس يف‬
‫اكتســاب اللغــة؛ التـ�ي متكـ�ن املتعلمـين مـ�ن التواصـ�ل مش�اـفهة وكتابـ�ة يف خمتلـ�ف‬
‫الوضعيـ�ات الت��ي تعرتضه��م‪.‬‬
‫وتعـ�د الطريقـ�ة احلواريـ�ة مـ�ن أهـ�م وساــئل تطويـ�ر القدــرة عـلى التواصـ�ل‬
‫الشفــوي‪ ،‬والتدري��ب عليه��ا يكـ�ون ع��ن طري��ق املامرس��ة اللغوي��ة الفعليـ�ة‪،‬‬
‫لذل��ك يعتم��د عليه��ا امل��درس يف العملي��ة التعليمي��ة التعلمي��ة إليص��ال املعلومات‬
‫واخلبـرات للمتعلمــن‪ ،‬مـ�ن أجـ�ل ذلـ�ك كانـ�ت الرغبـ�ة يف حماولـ�ة جعـ�ل تدريـ�س‬
‫اللغ��ة العربي��ة للناطق�ين بغريه��ا‪ ،‬ه��و احلــوار الـ�ذي يس�تـخدمه متعل��م اللغــة‪،‬‬
‫لتحقي��ق اهلـ�دف التعليم��ي لـ�دى املتعلـ�م‪ ،‬لك��ن يبق��ى اإلشــكال املركـ�زي‬
‫يتجس��د يف‪ :‬‬
‫م��ا مـ�دى فاعلي��ة الطريق��ة احلواري��ة يف تدري��س مهــارة املحادثـ�ة‪ ،‬لـ�دى‬
‫متعل�مي اللغ��ة العربيـ��ة الناطق�ين بغريه��ا يف املس�تـويات اللغوي��ة االبت�دائي ـ�ة؟‬
‫كي��ف يمك��ن تنزي��ل مبــادئ هـ�ذه الطريق��ة عملي��ا داخ��ل الصفـ�وف‬
‫الدراسيــة؟ وكيـ�ف يمكـ�ن تطبيقهـ�ا يف تدريـ�س امله�اـرات اللغويـ�ة األربــع‬
‫(االســتامع‪ ،‬املحادث��ة‪ ،‬القرــاءة‪ ،‬والكتابـ�ة)؟‬
‫بناــ ًء عـلى مـ�ا تقدــم‪ ،‬فــإن البحـ�ث يركـ�ز عـلى تقديـ�م أهـ�م طــرق تدريـ�س‬
‫خصوص��ا يف‬
‫ً‬ ‫مهـ�ارة املحادث��ة ل��دى متعل��م اللغ��ة العربي��ة الناط��ق بغريه��ا‪،‬‬
‫املس��تويات اللغويـ�ة االبتدائيــة‪ ،‬التـ�ي يمكـ�ن ألس�اـتذة اللغـ�ة العربيـ�ة تنزيلهـ�ا‬
‫فعل ًّي��ا داخ��ل الصفـ�وف‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :Ɨ‬مهارة املحادثة والعالقة بينها وبني املهارات األخرى‬
‫إن م��ن أساسـ�يات تعلي��م مهـ�ارة املحادث��ة‪ ،‬الوقوف ع�لى مراحل تدريسـ�ها؛‬
‫لتمكـين املتعلـ�م مـ�ن تنميـ�ة جمموعـ�ة مـ�ن امله�اـرات والق�دـرات التواصليــة‪ ،‬التـ�ي‬
‫س��ليم َ�تدُّ ًثـ�ا وكتابـ�ة‬
‫ً‬ ‫متكنـ�ه مـ�ن القدــرة عـلى اكتســاب اللغـ�ة وتوظيفهـ�ا توظي ًفـ�ا‬
‫يف كل املجـ�االت‪.‬‬

‫‪727‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تشــكل مهاــرة املحادثـ�ة يف اللس��انيات التطبيقيـ�ة مه�اـر ًة إنتاجيةـ ًـ‪ ،‬ونجاحهـ�ا‬


‫وفاعليته��ا ره�ين بجــودة املهاــرات األخــرى‪ .‬لذلـ�ك‪« ،‬ينص��ح أن تكـ�ون هـ�ذه‬
‫�ارة خ�لال كل درس حت��ى يراك��م املتعل��م املفـ�ردات والعبـ�ارات‬ ‫امله��ارة آخ��ر مهـ ٍ‬
‫والقواع��د الت��ي تساــعده ع�لى الــكالم(((»‪ .‬إذن‪ ،‬م��ا ه��ي مكان��ة املحادث��ة يف‬
‫جه��ة؟ وعالقته��ا م��ع املهـ�ارات األخ��رى‪( :‬االسـ�تامع‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫اخلطاب��ات اللغوي��ة م��ن‬
‫الق�رـاءة‪ ،‬الكتابـ�ة) م��ن جهـ ٍ‬
‫�ة ثانيــة؟ٍ‬

‫حتت��ل املحادث��ة مكان��ة هام��ة يف تاري��خ اللغ��ات‪ ،‬فه��ي يف احلقيق��ة م��رآة اللغة‬
‫واملك��ون األس��اس هل��ا‪ ،‬بحي��ث جيم��ع اللغوي��ون ع�لى أن املحادث��ة ه��ي املهـ�ارة‬
‫ً‬
‫قلي�لا�نج��د أن‬ ‫ٍ‬
‫بش��كل عـ�ا ٍّم‪ ،‬وإذا رجعن��ا إىل الـ�وراء‬ ‫األه��م يف منظوم��ة اللغ��ات‬
‫ٍ‬
‫بش��كل ع��ا ٍّم لغ��ات تواصلي��ة؛ أي‬ ‫قب��ل عملي��ة الق��راءة والكتاب��ة؛ كان��ت اللغ��ات‬
‫تق��وم ع�لى مه��ارة املحادث��ة‪ ،‬لتليه��ا بع��د ذل��ك املهـ�ارات األخ��رى‪ :‬االسـ�تامع‪،‬‬
‫القــراءة‪ ،‬الكتابة‪،‬ك�ما أن ه��ذه املهـ�ارات الس��الفة تقودنــا مله�اـرة املحادثــة‪ .‬ويـ�رى‬
‫شـ�فوي أساس��ه املحادث��ة واالسـ�تامع‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫عل�ماء النف��س املع��ريف أن اللغ��ة نظ��ا ٌم‬
‫ٍ‬
‫وهاتــان املهارتــان أول مــا يتعلمـ�ه الطفـ�ل يف ســ ٍّن مبكرــ‪ ،‬كـما أهنـما األكثـ�ر‬
‫اس�تـخداما يف مرحل��ة الطفول��ة‪ ،‬يف ح�ين يك��ون استــخدام اللغ��ة املكتوب��ة أق��ل يف‬
‫هذــه املرحلــة(((‪ ،‬ويقصـ�د باللغـ�ة املكتوبـ�ة هنـ�ا مهاــرة القــراءة والكتابــة‪.‬‬
‫ولتوضي��ح العالق��ة ب�ين مهاــرات اللغ��ة األربع��ة أو مهاــرات االتصـ�ال‬
‫اللغوــي‪ ،‬يــرى طعيمــة((( «بــأن االستــامع والكــالم جيمعهـما الصوــت؛ حيـ�ث‬
‫متثـ�ل هاتـين املهارتـين امله�اـرات الصوتيـ�ة التـ�ي حيتاجهـ�ا الفــرد عنـ�د اتصالـ�ه‬
‫ٍ‬
‫مب�اـرش‪ ،‬أمـ�ا مهارتـ�ا الق�رـاءة والكتابـ�ة فتجمعهـما الصفحـ�ة‬ ‫باآلخريـ�ن بشك ٍ‬
‫ــل‬
‫املكتوبــة‪ ،‬ويس�تـعان هبـما لتخطـ�ي حدــود الزمــان وأبعــاد املكــان عنـ�د التواصـ�ل‬
‫م��ع اآلخري��ن»‪ .‬وب�ين مه��ارة االس��تامع والق��راءة عالق��ة‪ ،‬تأث�ير وتأث��ر باعتبارمها‪:‬‬
‫مصـ�در للخبـرات‪ ،‬ال خيـ�ار للفـ�رد أمامه�ما يف بنـ�اء املــادة اللغوي��ة أو االتصـ�ال‬
‫هبـ�ا‪ ،‬كوهن�ما مهارت��ا اس��تقبال‪ ،‬ويتمث��ل دور الفـ�رد فيه�ما يف ف��ك الرمــوز؛ ولـ�ذا‬
‫ف��إن بع��ض الباحث�ين يصف��ون االس��تامع والق��راءة بأهن�ما مهارت��ان سـ�لبيتان‪.‬‬
‫أم��ا إذا انتقلن��ا إىل مهـ�ارة املحادث��ة والكتاب��ة؛ ف��إن الف��رد يرك��ب الرمـ�وز‪،‬‬
‫ٍ‬
‫إنت��اج‪ ،‬كـما أن الفــرد يف هاتـين‬ ‫ويبعـ�ث رس�اـلة؛ لــذا فإهنـما تس�مـيان مهارت��ا‬
‫املهارت�ين مؤث��ر ع�لى غ�يره س��واء أكان الغ�ير مس��تم ًعا أم قارئًــا؛ لــذا فإهنـما‬
‫((( حممــد‪ ،‬إســاعيل علــوي(‪ :)2018‬بعــض املبــادئ واملرتكــزات األساســية يف تعليــم العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫((( عبــد اهلــادي‪ ،‬نبيــل ويســندي‪ ،‬خالــد وأبــو حشــيش‪ ،‬عبــد العزيــز(‪ :)2003‬مهــارات يف اللغــة‬
‫والتفكــر ‪ ،‬ص ‪( .43‬بتــرف)‪.‬‬
‫((( طعيمة‪ ،‬رشدى أمحد(‪ :)1989‬تعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ :‬أساليبه ومناهجه‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪728‬‬
‫تدريسية مهارة المحادثة‪ :‬سكينة الغماري‬

‫تس�مـيان مهارتـين إجيابيتــن‪ ،‬إال أن الرصيـ�د اللغــوي للفــرد يف مهاــرة املحادثـ�ة‬


‫والكتابـ�ة أقـ�ل مـ�ن رصيــده يف مه�اـرايت االستــامع والقــراءة؛ لكوهنــا مهارتــن ‬
‫إدخاريتــن تكمــن وظيفتهــا يف احلفــاظ عــى املعلومــات فقــط‪.‬‬
‫يـ�رى ديبوي��س وآخــرون((( ‪« Dupuis et al‬بــأن عمليـ�ة التعلـ�م تعـ�د‬
‫معاجل��ة للغـ�ة؛ إذ تت��م عملي��ة التعل��م باس�تـخدام هذي��ن الشــكلني للغـ�ة‪ ،‬ومه��ا‪:‬‬
‫(االس��تقبال) االس�تـامع والق��راءة (والتعبيـر) املحادثــة والكتابــة‪ .‬ويؤكــد ‪Dupuis‬‬
‫هن��ا أن عملي��ة التعل��م يف خمتل��ف العل��وم تعتم��د ع�لى اللغ��ة‪ ،‬ولي��س فق��ط يف‬
‫درس اللغــة‪ ،‬فمدرســو املـ�واد األخ��رى يعتمـ�دون يف دروس��هم ع�لى مهـ�ارة‬
‫اللغــة‪ ،‬ممـ�ا يعنـ�ي أن حتصيـ�ل املتعلـ�م يف املواضيـ�ع الدراســية كلهـ�ا يتوقـ�ف عـلى‬
‫اللغـ�ة ومــدى إتقــان املتعلـ�م ملهاراهت��ا‪ ،‬كـما أن اللغـ�ة تكــون ذات فائــدة عندمـ�ا‬
‫حتقـ�ق االتصــال والتواصـ�ل مـ�ع اآلخريــن‪ ،‬إذ قـ�د يكــون هــذا االتصــال حدي ًثـ�ا‬
‫ملستــمع أو كتابـ�ة لقــارئ»(((‪.‬‬
‫يتض��ح مم��ا ســبق‪ :‬بـ�أن اللغ��ة نســق مــن الكلــات واجلمــل املتســقة‬
‫واملنسـ�جمة املفهومــة‪ ،‬ويؤكـ�د ذلـ�ك شنســكي ‪1981( Schinsky‬م)؛ «إذ يـ�رى‬
‫بــأن اللغـ�ة بمهاراهتـ�ا املتعدــدة القرائيــة‪ ،‬والكتابيــة‪ ،‬واملحادثـ�ة مرتابطـ�ة ممـ�ا‬
‫يــؤدي يف النهاي��ة إىل التفاه��م املشـترك ب�ين النـ�اس»(((‪.‬‬
‫قائ��م ع�لى تعل��م مهاراهت��ا‪ ،‬ك�ما أن‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫بش��كل ع��ا ٍّم‬ ‫وعلي��ه؛ ف��إن تعل��م اللغ��ة‬
‫عمليـ�ة تقس�يـمها إىل مه�اـرات أو فرــوع أمـ�ر يقصـ�د منـ�ه مرحلـ�ة عمليـ�ة تعليـ�م‬
‫اللغ��ة وتبس��يط تعلمه��ا ل��دى الطلب��ة‪ ،‬ولي��س التجزئ��ة بح��د ذاهت��ا‪ ،‬فه��ي وسـ�يل ٌة‬
‫ال ه��دف‪ ،‬والس��يام يف تعلي��م اللغ��ة للفئــة املســتهدفة؛ وهبــذا فمهاــرة املحادثـ�ة‬
‫ليس��ت مهــارة منفصل��ة ع��ن باق��ي املهاــرات األخـ�رى‪ ،‬وإن�ما هنـ�اك عالقـ�ات‬
‫�ل‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫نح��و متكامـ ٍ‬ ‫وثيق��ة تربطه�ما ع�لى‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬املحادثة ومقياس الكفاءة اللغوية‬
‫يع�ين معيــار التصنيــف األمريكــي (‪ )ACTFL‬عــى حتديــد الكف��اءة اللغوية‬
‫للمحادث��ة لــدى املتعلم�ين يف املستــويات التالي��ة‪ :‬املتفـ�وق‪ ،‬املتمي��ز‪ ،‬املتقـ�دم‪،‬‬
‫ً‬
‫جم�اـلـحم�دـ ًدا مـ�ن‬ ‫املتوســط‪ ،‬واملبتــدئ‪ .‬ومتثـ�ل توصيفــات كل مستــوى رئيـسي‬
‫املقدــرات‪ .‬وتكـ�ون هـ�ذه التوصيفـ�ات جمتمعــة يف تسلس��ل هرم��ي يتضمـ�ن‬
‫في��ه كل مســتوى ع�لى املس�تـويات األدن��ى من��ه‪ .‬وتنقس��م املس�تـويات الرئيسـ�ية‬
‫‪(1) Badiali,B-J.and ASKov,E.N.Teaching Reaching anad &lee,J.W.Dupis,M.M.&.Writngin in‬‬
‫‪the.content Areas.‬‬
‫((( طعيمة‪ ،‬رشدى أمحد‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫((( عبد اهلادي‪ ،‬نبيل ويسندي‪ ،‬خالد وأبو حشيش‪ ،‬عبد العزيز‪ ،‬ص‪.42‬‬

‫‪729‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫للمتقــدم واملتوسـ�ط واملبتــدئ إىل مس��تويات ثانويـ�ة هـ�ي األعـلى واألوسـ�ط‬


‫واألدنـ�ى‪.‬‬
‫توصي��ف مه��ارة املحادث��ة يف معاي�ير املجل��س األمريكـ�ي الــ�أكتفل‬
‫ً‬
‫نموذجــا‬ ‫« ‪ ،ACTFL‬املس�تـوى املبت�دــئ‬
‫إن تدري��س مه��ارة املحادث��ة خيتل��ف يف كل مس��توى م��ن مسـ�تويات‬
‫تدريـ�س اللغـ�ة العربيـ�ة للناطقـين بغريهــا‪ ،‬حسـ�ب معايـير الـ��أكتفل؛ فإــذا نظرنـ�ا‬
‫إىل املتعلـ�م يف املستــوى املبتدــئ؛ نجــده يس�تـطيع نقـ�ل رساــئل يف مواضيـ�ع يوميـ�ة‬
‫أساس��ا م��ن خ�لال اسـ�تخدام‬ ‫متوقع��ة ج��دًّ ا تؤث��ر مب��ارش ًة في��ه‪ .‬ويفع��ل ذل��ك ً‬
‫كلــات منفرــدة وعب�اـرات تعــرض هلـ�ا وحفظهـ�ا وتذكرهــا‪ ،‬وقـ�د يكــون مـ�ن‬
‫الصعـ�ب فهـ�م املتعلـ�م املبتــدئ حتـ�ى مـ�ن قبـ�ل أكثـ�ر املتحاوريـ�ن معـ�ه تعاط ًفـ�ا‬
‫ومـ�ن املعتاديـ�ن عـلى كالم غـير الناطقـين باللغـ�ة‪.‬‬
‫وقد وصف الـأكتفل((( مهارة املحادثة يف املستويات االبتدائية التالية‪:‬‬
‫‪1.1‬املبت�ــدئ األعلـ�ى‪ :‬بإمكــان املتعلـ�م أن يؤــدي ع�دـ ًدا مـ�ن املهــام اخلاصـ�ة‬
‫باملســتوى املتوسـ�ط‪ ،‬إال أن��ه ال يستــطيع مواصل��ة هـ�ذا األداء بثبـ�ات يف هـ�ذا‬
‫املس��توى‪ .‬ويمكن��ه أن يتعام��ل م��ع بع��ض امله��ام التواصلي��ة غ�ير املعق��دة يف‬
‫مواقـ�ف اجتامعيـ�ة بس�يـطة‪ ،‬ويقتـصر حديثـ�ه عـلى بعـ�ض املواضيـ�ع املألوفـ�ة‬
‫والرضوري��ة للعي��ش يف املجتم��ع‪ ،‬الت��ي تتعل��ق بمعلومات شـ�خصية وبمسـ�ميات‬
‫ــود م��ن األنشـ�طة واألمـ�ور املفضل��ة واحلاجـ�ات‬ ‫ـدد حمد ٍ‬
‫األشــياء األساسـ�ية وبعـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫مباــرشة أو طلبـ�ات‬ ‫ٍ‬
‫بسيــطة‬ ‫ٍ‬
‫أسئــلة‬ ‫الرضوري��ة‪ ،‬وجيي��ب املبتـ�دئ األع�لى ع��ن‬
‫للمعلومــات‪ ،‬كــا يس��تطيع أن يســأل بضعـ�ة أسئــلة مصاغـ�ة كعب�اـرات حمفوظـ�ة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ش��خصية‪ ،‬باالعتامد ع�لى العبارات‬ ‫ٍ‬
‫مع��ان‬ ‫يس��تطيع املبت��دئ األع�لى التعب�ير ع��ن‬
‫�ة‪ ،‬وع�لى م��ا سـ�معه م��ن تعاب�ير لغوي��ة‪ٍ.‬‬ ‫املحفوظ��ة أو املركب��ة م��ن كلـ ٍ‬
‫مات مألوفـ ٍ‬
‫قصــرة يف املضاــرع‪ ،‬ويف بع��ض األحيـ�ان‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مجـ�ل‬ ‫ويتأل��ف معظ��م كالم��ه م��ن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫�ق لغو ًّي��ا م��ن جهـ�ة‪ .‬وم��ن جهـ�ة أخـ�رى‬ ‫تكـ�ون غ�ير كاملـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬فيه��ا تــردد غ�ير دقيـ ٍ‬
‫ق��د يك��ون املتعل��م طلي ًق��ا ودقي ًق��ا ع�لى غ�ير م��ا نتوق��ع؛ ألن الـ�كالم يوس��ع املـ�ادة‬
‫املحفوظـ�ة والعب�اـرات الثابتـ�ة‪ .‬وقـ�د تؤثـ�ر لغتـ�ه األوىل عـلى نطقـ�ه ومفرداتـ�ه‬
‫كب�يرا‪ ،‬لك��ن م��ع التك��رار وإع��ادة صياغ��ة العبــارات؛ يسـ�تطيع‬ ‫ً‬ ‫تأث�يرا‬
‫ً‬ ‫وتراكيب��ه‬
‫املح��اور املتعاط��ف املعت��اد ع�لى التعام��ل م��ع الناطق�ين بغ�ير لغت��ه فه��م كالم‬
‫املبت��دئ األع�لى‪ .‬وح�ين يطل��ب من��ه أن يتعام��ل م��ع ع��دد م��ن املواضي��ع‪ ،‬وأن‬
‫يؤــدي وظائـ�ف املستــوى املتوســط‪ ،‬فإنـ�ه يتمكـ�ن أحيا ًنـ�ا مـ�ن اإلجابـ�ة بجمـ�ل‬
‫‪(1) ACTF L,proficiency .Guidelnes-Arabic languages.2012.‬‬

‫‪730‬‬
‫تدريسية مهارة المحادثة‪ :‬سكينة الغماري‬

‫مفهومــة‪ ،‬إال أنـ�ه ال يس�تـطيع املثابــرة عـلى األداء يف مستــوى اجلملـ�ة‪.‬‬


‫‪٢.٢‬املبت�ــدئ األوسـ�ط‪ :‬يتواص��ل املبتـ�دئ األوس��ط بأدن��ى حــدود التواصـ�ل‪،‬‬
‫مس��تخد ًما ع�دـ ًدا مـ�ن الكلــات املتفرقـ�ة والعب�اـرات املحفوظـ�ة مقتــرة عـلى‬
‫السيــاق الــذي اكتســبت فيــه‪ ،‬وحـين يس�تـجيب ألسئــلة مب�اـرشة؛ قـ�د ينطـ�ق‬
‫مــرارا‬ ‫ٍ‬
‫حمفوظــة‪ ،‬ويصم��ت‬ ‫ٍ‬
‫بإجاب��ة‬ ‫ٍ‬
‫واح��د وأحيانً��ا‬ ‫كلمت�ين أو ث�لاث يف ٍ‬
‫آن‬
‫ً‬
‫ليبح��ث ع��ن املفـ�ردات البس��يطة أو يعي��د اســتخدام كلامت��ه أو كل�مات حمـ�اوره‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فائقــة حتـ�ى لـ�و كانـ�ت‬ ‫ٍ‬
‫بصعوبــة‬ ‫إن املبتــدئ األوسـ�ط قـ�د ال يفهـ�م إال‬
‫ـف معتــاد عـلى التعامـ�ل مـ�ع غـير الناطقـين باللغـ�ة‪ ،‬وحـين‬‫متح�اـور متعاطـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫مـ�ن‬
‫يطلـ�ب منـ�ه التعامـ�ل مـ�ع مواضيـ�ع مـ�ن خــال أداء وظائـ�ف لغويـ�ة ختـ�ص‬
‫ـرارا إىل التك��رار أو اســتخدام كل�مات م��ن لغت��ه أو‬
‫املس��توى املتوس��ط يلج��أ مـ ً‬
‫الصم��ت التـ�ام‪.‬‬
‫‪٣.٣‬املبت���دئ األدىن‪ :‬لي��س للمتعل��م يف املسـ�توى املبت��دئ األدن��ى القـ�درة‬
‫ع�لى استــعامل اللغ��ة وتوظيفه��ا يف خمتل��ف الس��ياقات بسـ�بب النط��ق الـ�ذي‬
‫وتلميح��ا‪ ،‬ق��د يســتطيع تبـ�ادل‬
‫ً‬ ‫حيدث��ه أثن��اء املحادث��ة‪ ،‬لك��ن إذا م��ا أعط��ي وقتً��ا‬
‫التحي��ة والتعري��ف بنفس��ه وتس��مية ع��دد م��ن األش��ياء املألوف��ة يف بيئت��ه املبــارشة‪.‬‬
‫ول��ن يك��ون باس�تـطاعته أداء وظائ��ف لغوي��ة أو معاجل��ة مواضي��ع ختص املسـ�توى‬
‫املتوس��ط؛ لذل��ك ل��ن يستــطيع املشاــركة يف حو ٍ‬
‫ــار حقيقـ ٍّ‬
‫�ي‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالث��ا‪ :‬برنام��ج تعلي��م مهــارة املحادث��ة ملســتوى املبتـ�دئ م��ن املعـيرة‬
‫إىل التنفيـ�ذ‬
‫إن إعــداد برنام��ج لتدري��س مهــارة املحادث��ة يف الصفـ�وف االبتدائيـ�ة‪،‬‬
‫حيتــاج ملجموعـ�ة مـ�ن املعايـير والضوابـ�ط والشـروط واملواصفــات التـ�ي بدوهنـ�ا‬
‫لـ�ن تستــقر عمليـ�ة التدريـ�س بالشــكل املطلوــب‪ .‬فاحلديـ�ث عـ�ن إعدــاد برنامـ�ج‬
‫لتعليـ�م اللغـ�ة العربيـ�ة للناطقـين بغريهـ�ا بشك ٍ‬
‫ــل ع�اـ ٍّم‪ ،‬مسأــلة معقدــة؛ ألن األمـ�ر‬
‫حيتـ�اج إىل ضب��ط كل املكونـ�ات اللغوي��ة م��ن املفرــدات واألصــوات والـصرف‬
‫والرتاكيــب‪ ،‬إضاف��ة‪ ،‬إىل ضبـ�ط مه�اـرات تدريـ�س اللغـ�ة الثانيـ�ة بمختلـ�ف‬
‫مســتوياهتا التعليمي��ة ومعرف��ة طبيع��ة اللغ��ة يف كل مس��توى م��ن املسـ�تويات‬
‫اللغويــة‪ ،‬واعتبــار أن اهلــدف مـ�ن تدريـ�س اللغـ�ة العربيـ�ة للناطقـين بغريهـ�ا‬
‫هـ�و جعـ�ل املتعلـ�م يمتلـ�ك نسقـ ًـا لغو ًّيـ�ا عرب ًّيــا‪ ،‬يتـ�م الرتكيـ�ز يف وظيفتيـ�ه عـلى‬
‫الكفاي��ة التواصلي��ة والثقافيـ�ة‪ ،‬ونجـ�اح هـ�ذا مرتب��ط باالس�تراتيجيات املعتمـ�دة‬
‫يف تدريــس املــادة اللغويــة ملهــارة املحادثــة‪ .‬لكـ�ن السؤــال املطرــوح هـ�و‪ :‬كيـ�ف‬
‫يت��م بنـ�اء برنام��ج لتدري��س مهــارة املحادث��ة يف الصفـ�وف االبتدائيـ�ة؟‬

‫‪731‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫�ب وخمطـ ٍ‬
‫�ط‬ ‫�ج مناسـ ٍ‬
‫إن تنمي��ة املحادث��ة أو احلوــار‪ ،‬يستــلزم إعــداد برنامـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫مستــمدة م��ن أس��س احلـ�وار الفعـ�ال‪ ،‬وم��ن أهـ�داف‬ ‫ٍ‬
‫حمــددة‬ ‫ٍ‬
‫أهــداف‬ ‫لتحقي��ق‬
‫تعليـ�م اللغـ�ة العربيـ�ة يف مرحلـ�ة تعليميـ�ة معينــة‪ ،‬بحيـ�ث يشــمل الربنامـ�ج‬
‫صياغـ�ة أه�دـاف‪ ،‬واختيــار املحتــوى وتنظيمــه‪ ،‬وحتديـ�د طــرق التدريـ�س‬
‫واألنشــطة والوساــئل التعليميــة‪ ،‬وأس�اـليب التقويـ�م املناســبة(((‪ .‬ولتحديـ�د‬
‫برنامـ�ج تدريـ�س مهاــرة املحادثـ�ة يف املستــوى املبتدــئ‪ ،‬البـ�د مـ�ن اإلجابـ�ة عـ�ن‬
‫ســؤال مركـ�زي مفــاده مــاذا نــدرس(((؟‬
‫‪1.1‬املس��توى املبت���دئ األدىن‪ :‬يبنىــ في��ه برنام��ج‪ُ ،‬ي َقـ ِّ‬
‫�وم مهـ�ارة املحادث��ة يف‬
‫ق��ادرا عـلى املحادثـ�ة الذاتيـ�ة (االسـ�م‬
‫ً‬ ‫املستــوى املبتــدئ األدنــى‪ ،‬جيعـ�ل املتعلـ�م‬
‫الشخــيص‪ ،‬النســب‪ ،‬الدولــة‪ ،‬املدينةــ‪ ،) ...‬ومـ�ن املواضيـ�ع الت��ي تعلــم يف هــذا‬
‫املســتوى‪ ،‬خاصــة يف األســابيع األوىل؛ تركـ�ز عـلى مــدى متكـ�ن املتعلـ�م مـ�ن‬
‫أش��كال احل��روف األلفبائي��ة (ب‪ -‬ت‪-‬ث ‪ /‬ج‪-‬ح‪-‬خ‪ /‬أ‪ -‬د‪-‬ذ‪-‬ر‪-‬ز‪ /‬ك‪-‬ل‪-‬‬
‫ق��ادرا عـلى‬
‫ً‬ ‫ال‪ /‬م‪-‬ن‪-‬ه‪ .) ...‬أمـ�ا يف األس�اـبيع األخــرة فيجع��ل مــن املتعلـ�م‬
‫املحادثـ�ة يف خمتلـ�ف املواضيــع السوســيو تربويــة (األرسة الكبـيرة‪ ،‬الدراس��ة يف‬
‫اجلامع��ة‪ ،‬اإلجاب��ة ع��ن م��اذا تفع��ل م��ع األصدقــاء‪.)...‬‬
‫‪2.2‬املســتوى املبتــ�دئ املتوس��ط‪ :‬ينتقـ�ل املتعلـ�م ليتحــدث بالعربي��ة يف‬
‫مواقـ�ف خمتلفة ٍ‬
‫ــ‪ ،‬مـ�ع اس�تـعامل خمتلـ�ف املف�رـدات والعب�اـرات واألس�اـليب التـ�ي‬
‫امتلكهــا داخ��ل الص��ف وخارج��ه‪ ،‬وذل��ك بالقـ�درة ع�لى احلدي��ث ع��ن أفـ�راد‬
‫العائل��ة‪ ،‬عائل��ة وال��دي كبـيرة‪ ،‬حـ�وار عنـ�د اخلضــار‪ ،‬يف أي فص��ل حت��ب السـ�فر؟‬
‫يف متجـ�ر املالبـ�س‪ .‬والتحــدث عـ�ن الربنامـ�ج اليومــي‪ ،‬هواياــت‪ ،‬مواقـ�ف عنـ�د‬
‫الطبيـ�ب‪ ،‬وب�ين رشط��ي وســائق (التاكـسي)‪ ...‬أم��ا يف األساــبيع األخـيرة تتطـ�ور‬
‫املحادث��ة عن��د املتعلــم‪ ،‬مماــ يكســبه القـ�درة علـى ال��كالم عــن موضوعــات أخرى‬
‫مث��ل‪ :‬عب�اـرات التع�اـزي‪ ،‬فقدــان شــخص عزيــز‪ ،‬مراســيم اجلناــزة‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫‪3.3‬املستــوى املبت�ــدئ األعلــى‪ :‬يتــدرج املتعل��م يف هـ�ذا املســتوى ليتحـ�دث‬
‫ـورا ع��ن باق��ي املستــويات االبتدائي��ة األخـ�رى‪،‬‬ ‫ً‬
‫قليـلاـع��ن مواضي��ع أكث��ر تطـ ً‬
‫فف��ي األساــبيع األوىل يتســاءل معــه امل�دـرس عــن السياس��ة وموقف��ه منهـ�ا‪،‬‬
‫وع��ن برناجم��ه اليوم��ي‪ .‬أم��ا يف األســابيع األخـيرة‪ ،‬فيدخــل معــه يف احلديـ�ث‬
‫عنــ كيفيــة اختــاذ الق��رارات الصعبــة؛ ملاــذا قرــرت البقــاء يف أمريكــا مثل ً‬
‫ـا؟ مــا‬
‫((( أبــو يــارس‪ ،‬مبــورايل كامــي(‪ :)2014‬الصعوبــات التــي تواجــه الناطقــن بغريهــا يف مهــارة الــكالم‬
‫مــن اســتعامل اللغــة الوســيطة يف التدريــس‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫((( نقصــد بالســؤال مــاذا نــدرس؟ املواضيــع التــي تنــدرج يف كتــاب حممــود البطــل يف املســتوى‬
‫املبتــدئ‪ ،‬باإلضافــة إىل املــواد التــي يعتمدهــا مركــز قلــم ولــوح لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ .‬واألنشــطة املعتمــدة يف كل برنامــج التــي تراعــي الفئــة املســتهدفة‪.‬‬

‫‪732‬‬
‫تدريسية مهارة المحادثة‪ :‬سكينة الغماري‬

‫أصع��ب قــرار يف حياتـ�ك؟ ملــاذا قــررت الدراس��ة يف املغــرب؟‬


‫ً‬
‫رابع��ا‪ :‬إنت���اج م��واد تدري��س مه��ارة املحادث��ة يف املس��تويات اللغوية‬
‫االبت�دائي�ة‬
‫نقص��د بإنتـ�اج مــواد تدري��س مهــارة املحادثـ�ة‪ ،‬وض��ع الربنامـ�ج التدريـسي‪،‬‬
‫وبلـ�ورة هندس��ة تدري��س ه��ذه املهـ�ارة داخ��ل املهــارات اللغوي��ة األخـ�رى‪،‬‬
‫وحمتوياهت��ا م��ن نصـ�وص قصـيرة وعباــرات تعليميـ�ة‪ ،‬وتطبيقـ�ات ع�لى شـ�كل‬
‫حوــارات ومتاري��ن ودعام��ات ورواب��ط استــامعية ووسـ�ائل للتقيي��م‪ .‬ومعلـ�و ٌم‬
‫أن إنتـ�اج مــواد التدري��س بشـ ٍ‬
‫ـكل عــا ٍّم يكت�سي أمهيـ� ًة كـبرى باعتبــاره يشـ�كل‬
‫الوسيــلة املباــرشة التـ�ي يستــقي منهـ�ا املدــرس مادتـ�ه األســاس يف العمليـ�ة‬
‫التعليميـ�ة التعلميـ�ة‪.‬‬
‫وإذا كان إنتاــج م�وـاد التدريــس يعنــى بصياغــة الــدروس فــإن تفعيلــه بـما‬
‫يتضمنـ�ه مـ�ن نصــوص وتطبيقــات ومتاريـ�ن وأنشــطة وتقييمـات‪َ ،‬وفـ�ق برنامـ�ج‬
‫تدريـسي دقيــق‪ ،‬يراعـ�ي خصوصيــات الفئـ�ة املس��تهدفة‪ ،‬وأهدــاف التدريـ�س‬
‫حاس�ما�وحيو ًّيا‬
‫ً‬ ‫وس��ياقاته‪ ،‬وك��ذا امل��دة الزمني��ة املخصص��ة ل��ه‪ ،‬يغدو ه��ذا املج��ال‬
‫بالنسبــة لبناــء امله��ارات وتطويــر الكف��اءات لدــى الطلـاب واملتعلمــن ‪،‬‬
‫(((‬

‫لذلـ�ك ينصـ�ب حمورنـ�ا هــذا عـلى معايـير إنتــاج املوــاد لتدريـ�س مهاــرة املحادثـ�ة‬
‫ــح لتعليـ�م‬ ‫يف الصفــوف االبتدائيــة‪َ ،‬وفـ�ق الربنامـ�ج املعتمـ�د يف مركـ�ز قل ـ ٍم ولو ٍ‬
‫اللغ��ة العربي��ة للناطق�ين بغريهـ�ا‪ ،‬منطلق�ين م��ن مس�تـويات الكفــاءة اللغويـ�ة‪،‬‬
‫ك�ما حتدده��ا األط��ر املرجعي��ة‪ .‬ونرك��ز هن��ا ع�لى اإلطـ�ار األمريكـ�ي ‪،ACTFL‬‬
‫رابطـين بـين هــذه املس��تويات املهاريــة‪ ،‬وبـين تنفيـ�ذ برامـ�ج تراعـ�ي املعايـير‬
‫املؤطرــة‪ ،‬وتس�تـجيب ألهدــاف التدريـ�س وس��ياقاته وخصوصياتـ�ه‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬اسرتاتيجيات تنمية مهارة املحادثة‬
‫توصل��ت هــارون وآخــرون ((( إىل عــدد مـ�ن االسـتراتيجيات التـ�ي يمكـ�ن‬
‫م��ن خالهل��ا تنمي��ة مه��ارة املحادث��ة وتطويره��ا وم��ن ه��ذه االسـتراتيجيات‪:‬‬
‫‪1.1‬استكش��اف مفـ�ردات وعبـ�ارات جدي��دة أثن���اء ال��كالم أو االسـ�تماع‬
‫لآلخريــن‪ ،‬ويشــمل حتديـ�د األخطــاء النحويـ�ة وتصويـ�ب األخطــاء النطقيـ�ة‬
‫م��ن ط��رف املـ�درس‪.‬‬

‫((( ماجدولني‪ ،‬النهيبي(‪ :)2018‬دليل تدريس اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪(2) haron,s.che.&namat.A.& Ahmad.Isheikh and Mohamed.I.h.A.Strategiesto Develop.‬‬
‫‪speaking Skills.among malay leamers of Arabic( International journal of Humanities.and.‬‬
‫‪social.scial.science September.2012)vol.2No.1.‬‬

‫‪733‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪2.2‬جمـ�ع مف�رـدات وتراكيـ�ب جديــدة‪ ،‬واس��تخدامها يف مج��ل مفيــدة‪ ،‬أثنـ�اء‬


‫احلديـ�ث مـ�ع اآلخريـ�ن مـ�ع االنتبــاه إىل صحـ�ة اجلمـ�ل نحو ًّيـ�ا َوف ًقـ�ا لقواعـ�د‬
‫اللغـ�ة العربيـ�ة‪.‬‬
‫‪3.3‬املش�اـركة التوضحيــة‪ :‬وتك��ون بتوضي��ح األفـ�كار املطروح��ة ومناقشـ�تها‬
‫وإبـ�داء الـ�رأي يف القضاي��ا املطروح��ة‪ ،‬وق��د تك��ون املشــاركة مجاعي��ة يف‬
‫جمموع��ات نق��اش‪ .‬وجي��ب إع�لام الطال��ب بموض��وع املناقش��ة مسـ�ب ًقا؛‬
‫مـ�ع مراعــاة مستــوى الطالــب‪ .‬وامتــاك مهاــرة طــرح األســئلة وحســن‬
‫توجيهيهاــ للطلبــة بالنســبة للمدــرس أمـ�ر يف غايـ�ة األمهيـ�ة‪.‬‬
‫‪4.4‬التمثيـ�ل‪ :‬يعت�بر التمثي��ل م��ن أه��م اس�تراجتيات تدري��س مه��ارة املحادثة‬
‫خصوص��ا يف الصف��وف االبتدائي��ة‪ ،‬ألن��ه يق��رب احلدي��ث م��ن السـ�ياق‬ ‫ً‬
‫الطبيع��ي للكــالم؛ وذل��ك م��ن خـلال اختيـ�ار املــدرس قص��ة معني��ة هبـ�دف‬
‫تدري��ب الطـلاب ع�لى املحادثـ�ة‪ ،‬ث��م يــوزع األدوار لش�خـصيات القصـ�ة‪،‬‬
‫بع��د ذل��ك يق��وم الط�لاب بـ�أداء األدوار بحي��ث يتقم��ص الطال��ب شـ�خصية‬
‫مـ�ا ويتفاعـ�ل مـ�ع ال��دور‪ ،‬ويف مرحلـ�ة التنفيـ�ذ يعمـ�ل املدــرس عـلى التوجيـ�ه‬
‫واإلرشـ�اد‪.‬‬
‫‪5.5‬ط��رح األســئلة‪ :‬يطل��ب املـ�درس م��ن الطال��ب الوق��وف أم��ام الطـلاب‪،‬‬
‫ثـ�م يطلـ�ب مـ�ن اآلخريـ�ن أن يس�أـلوه أسئــلة تتعلـ�ق بعنوــان الدــرس مـ�ع‬
‫اس�تـخدام مفرــدات وعباــرات الدــرس‪ .‬وهلـ�ذه االس�تراتيجية أهــداف عـ�دة‬
‫ع�لى س��بيل املث��ال ال احل�صر‪ ،‬أن الطال��ب يتعل��م ف��ن ط��رح الس��ؤال ويف‬
‫نفـ�س الوقـ�ت يتعلـ�م اإلجابـ�ة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كاس�تراتيجية لتطويـ�ر‬ ‫‪6.6‬اس�تـخدام القصـ�ص‪ :‬يمكـ�ن اس��تخدام القصـ�ص‬
‫بطريق��ة مشـ ٍ‬
‫�وقة م��ن ط��رف املـ�درس‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مه��ارة املحادث��ة؛ ع�بر قـ�راءة قص��ة‬
‫م��ع طـ�رح أســئلة حـ�ول األفــكار األساسـ�ية الت��ي تـ�دور حوهل��ا القصـ�ة‪،‬‬
‫ويف هنايـ�ة رسد األفكــار يطلـ�ب املدــرس مـ�ن املتعلـ�م إعاــدة رسد القصـ�ة‬
‫للطــاب‪.‬‬
‫ً‬
‫سادس��ا‪ :‬طرائ��ق تدري��س مه��ارة املحادث��ة للمس��توى املبتـ��دئ‪،‬‬
‫ً‬
‫نموذجــا‬ ‫الطريقــة احلواريــة‬
‫يس�تـوجب منـ�ا الرتكيـ�ز ‪-‬أثنـ�اء التخطي��ط لتدري��س مهــارة املحادث��ة‪-‬‬
‫عـلى اجلانـ�ب املنهجــي‪ ،‬ويتجـلى يف كيفيـ�ة اختيــار الطرائـ�ق املناســبة لتدريـ�س‬
‫املحادثــة‪ ،‬قصـ�د تنميتيهـ�ا وجعلهـ�ا نقطـ�ة انط�لاق الكتساــب املتعلـ�م جمموعـ�ة‬

‫‪734‬‬
‫تدريسية مهارة المحادثة‪ :‬سكينة الغماري‬

‫س��ليم�يف‬
‫ً‬ ‫م��ن امله��ارات والق��درات‪ ،‬الت��ي متكن��ه م��ن اس��تعامل اللغ��ة اسـ ً‬
‫�تعامل�‬
‫مقامــات تواصليـ�ة ووضعيــات تعليميـ�ة خمتلفـ�ة‪.‬‬
‫تعـ�د الطريقـ�ة احلواريـ�ة مـ�ن أهـ�م الطــرق التفاعليـ�ة احلديثـ�ة يف تدريـ�س‬
‫وتعلي��م اللغ��ة‪ ،‬إذ ترتك��ز ع�لى مشـ�اركة املتعلمني اإلجيابي��ة يف الدرس واکتشـ�افهم‬
‫احلقائ��ق واملعــارف بأنفسـ�هم بتوجي��ه املــدرس و إرشافـ�ه‪ ،‬فاملعل��م يف الطريق��ة‬
‫احلواريـ�ة رشيـ�ك يف احل�وـار‪ ،‬حيـ�ث هيــدف إىل تنشــيط عمليـ�ة التفكـير والربـ�ط‬
‫ب�ين املعطيــات‪ ،‬وتعم��ل الطريق��ة احلواري��ة ع�لى تبــادل األفــكار واملعلومـ�ات‬
‫بعضـ�ا للوصــول إىل ترابطــات جديدــة‪ ،‬ويتصـ�ف التعلـ�م‬ ‫ومقارنتهـ�ا مـ�ع بعضهـ�ا ً‬
‫الناج��م ع��ن الطريق��ة احلواري��ة والتفاعلي��ة بأن��ه أكث��ر ثباتً��ا وديمومـ�ة‪ ،‬ول��ه تأثـ ٌ‬
‫ير‬
‫ــل عـلى تفكـير الطلبــة‪ ،‬ممـ�ا يقوــده إىل فهـ�م وحتصيـ�ل أفض��ل املكون��ات املـ�ادة‬ ‫فعا ٌ‬
‫الدراســية‪( :‬املفــرادات‪ ،‬العبــارات‪ ،‬القواعــد‪. )...‬‬
‫(((‬

‫وتكم��ن أمهي��ة استــخدام ه��ذه الطريق��ة يف إش��باع حاج��ة املتعل��م لالندماج‬


‫�ة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫لغوي��ة خمتلفـ ٍ‬ ‫يف اجلامع��ة‪ ،‬والتواص��ل والتح��دث م��ع اآلخري��ن يف وضعيـ ٍ‬
‫�ات‬
‫ك�ما أن الطريق��ة احلواري��ة تـ�درب الطال��ب ع�لى التفك�ير‪ ،‬فيتعل��م كيفي��ة السـ�ؤال‬
‫واإلجابــة‪ ،‬موظ ًفـ�ا مكتس�بـاته اللغويـ�ة التـ�ي تعلمهـ�ا يف س��ياقات ذات داللـ�ة‬
‫فضــاـع��ن تدري��ب الطال��ب ع�لى إعــادة تنظي��م أف�كـاره‪ ،‬واختيـ�ار‬ ‫ً‬ ‫ومعنـ�ى‪،‬‬
‫الصي��غ املناس��بة للتعب�ير والتحـ�دث عنه��ا‪ .‬وللح��وار أمهي��ة يف تنمي��ة مهـ�ارات‬
‫التفك�ير العلي��ا ل��دى الطلب��ة؛ مل��ا تتطلب��ه م��ن فه��م وحتلي��ل وتقوي��م واسـ�تنتاج‪،‬‬
‫وتركيـ�ب لألف�كـار‪ ،‬كـما تُعنـ�ى (الطريقـ�ة احلواريـ�ة) بتنميـ�ة قدــرة الطلبـ�ة عـلى‬
‫االستــامع لآلخريــن‪ ،‬وفهـ�م مـ�ا يقولــون وحتليلــه‪ ،‬وتقويمـ�ه يف ضــوء مـ�ا يتوافـ�ر‬
‫لدهيـ�م مـ�ن خبـرات أو معلوماــت‪ ،‬وإصدــار أح�كـام‪ ،‬وصنـ�ع ق��رارات تتصـ�ل‬
‫باملوضــوع(((‪ .‬والطريق��ة احلواري��ة تسـ�اعد يف تعمي��ق الفكـ�رة‪ ،‬وتأصيله��ا يف‬
‫نفــوس املتحاوريــن‪ ،‬رشيطـ�ة أن يراعـ�ي املعلـ�م املباــدئ والقواعـ�د التـ�ي تكفـ�ل‬
‫فعاليته��ا مث��ل‪ :‬اس��تخدام األس��ئلة يف التوقي��ت املناس��ب للتعلي��م‪ ،‬واحل��وار اجليد‬
‫ــ‪ ،‬ويتوفـ�ر فيـ�ه‬ ‫يكــون قص�يرا‪ ،‬ويشــرك فيـ�ه عدــد مـ�ن التالميـ�ذ يف وقـ ٍ‬
‫ـت واحد ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫ـو مـ�ن املــرح والتآلـ�ف بـين املعلـ�م وتالميذــه‪ ،‬واس��تخدام الوساــئل املعينـ�ة‬ ‫جـ ٌّ‬
‫يس��اعد يف إغن��اء احل��وار وإنجاح��ه‪ ،‬وم��ادة اللغ��ة العربي��ة تق��در أس��لوب احلوار‪،‬‬
‫وتـ�رى في��ه إثــارة للنشـ�اط وحتد ًي��ا للفك��ر يبع��ث ع�لى املحاول��ة وتكرارهـ�ا‪،‬‬
‫ومعل��م اللغ��ة العربي��ة يســتطيع أن يتخ��ذ احلـ�وار طريق��ة ل��ه يف تدري��س مـ�ادة‬
‫اللغ��ة العربي��ة‪ .‬ويمك��ن للمعل��م عن��د اســتخدام الطريق��ة احلواري��ة أن يسـ�تخدم‬
‫األســئلة املتنوعـ�ة‪ ،‬بإعــادة توجيـ�ه السؤــال إىل التالميـ�ذ مــرة أخرــى‪ ،‬ليحقـ�ق‬
‫((( احلرصي‪ ،‬عيل (‪ )2003‬تدريس اللغة‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫((( احليلة‪ ،‬حممد حممود (‪ :)2001‬تكنولوجيا التعليم بني القول واملامرسة‪ ،‬ص‪. 44‬‬

‫‪735‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املزي��د م��ن املشاــركة‪ ،‬وحف��ز الط�لاب غ�ير املشــاركني ع�لى التح��دث وتبـ�ادل‬
‫اآلراء‪ ،‬ممـ�ا يقــوي يف املتعلـ�م القدــرة عـلى التحــدث يف مواقـ�ف تواصليـ�ة‬
‫خمتلفـ�ة‪ ،‬وتنمي��ة كفايته��م التواصلي��ة الت��ي يقص��د هب��ا إقــدار الطلب��ة ع�لى امتـلاك‬
‫امله�اـرات اللغويـ�ة املناســبة التـ�ي متكنهــم م��ن التواص��ل املس��تمر بغريه��م‪ ،‬إذ إن‬
‫اللغـ�ة ظاهــرة إنس�اـنية توصـ�ل إليهـ�ا البـشر لتحقيـ�ق التواصـ�ل فيـما بينهــم‪ ،‬األمـ�ر‬
‫ال��ذي دع��ا إىل توظي��ف اللغ��ة يف مواق��ف اتصالي��ة حي��ة‪ ،‬ولي��س بقص��د تزويدهم‬
‫بمع�اـرف وحقائــق لغويــة دون توظيفهــا(((‪.‬‬
‫ويف جمــال الرتبيـ�ة والتعليــم‪ ،‬فقـ�د تناــول الباحثــون والدارســون الطريقـ�ة‬
‫احلواري��ة بالتعري��ف والتوضي��ح للدالل��ة ع�لى ذل��ك األســلوب التدريـسي‪،‬‬
‫الــذي يتبـ�ع إج��راءات منظمـ�ة وحمدــدة يتبعهـ�ا املعلـ�م ليضمـ�ن تفاعـ�ل الطالـ�ب‬
‫(((‬
‫مـ�ع اخلبـرات الرتبويـ�ة املقدمــة‪ ،‬ومـ�ن تلـ�ك التعريفــات مـ�ا أشــار إليـ�ه اللقــاين‬
‫بأن��ه ذل��ك األســلوب الـ�ذي يقـ�وم ع�لى احلــوار والنقـ�اش اللفظ��ي ب�ين املعل��م‬
‫وطالبــه‪ ،‬باس��تخدام السؤــال واجلوــاب مـ�ن جانـ�ب املعلــم‪ ،‬أو مـ�ن جانـ�ب‬
‫(((‬
‫الطــاب‪ ،‬وه��و يرم��ي إىل إثــارة التفك�ير أكث��ر م��ن التذك��ر‪ .‬وتـ�رى اللبــودي‬
‫أن الطريق��ة احلواري��ة ه��ي حمادث��ة ب�ين طرف�ين أو أكث��ر يتضم��ن تبـ ً‬
‫ـادلـلـلآراء‬
‫ــر أكـبر مـ�ن الفهـ�م والتفاهـ�م بـين‬ ‫واألفكــار واملش�اـعر‪ ،‬ويس�تـهدف حتقيـ�ق قد ٍ‬
‫األط��راف املش��اركة؛ لتحق��ق أهدا ًف��ا معين�� ًة يس��عى املش��اركون يف احل��وار إىل‬
‫إنجازهــا‪ .‬كــا أشاــر الصيفــي((( إىل أن احلــوار أســلوب تدري�سي يعتمـ�د عـلى‬
‫ــوي خـلال املوق��ف التدريـسي‪ ،‬هبـ�دف الوصـ�ول‬ ‫قيـ�ام املعل��م ب�إـدارة حو ٍ‬
‫ــار شف ٍّ‬
‫ٍ‬
‫جدي��دة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫معلوم��ات‬ ‫ٍ‬
‫بيان��ات أو‬ ‫إىل‬
‫يف ضــوء مـ�ا ســبق مـ�ن تعريفــات للطريقـ�ة احلواريــة يف تعليــم اللغــة‪،‬‬
‫يظهـ�ر أهنـ�ا متتــاز بمجموعـ�ة مـ�ن اخلصائــص‪ ،‬متيــزه عـ�ن غــره م��ن الطـ�رق‬
‫التدريسـ�ية األخــرى‪ ،‬وم��ن هـ�ذه اخلصائ��ص‪ :‬أهن��ا تع��د م��ن الطـ�رق اللفظيـ�ة‪،‬‬
‫ــا مـ�ن‬
‫إذ يغلــب عليهــا احلديــث س�وـاء مــن املعلــم أو مــن الطالــب‪ ،‬وتتيــح جو ًّ‬
‫النشــاط أثنــاء ال��درس‪ ،‬كـما تتيـ�ح للطلبـ�ة مش�اـركة فعالـ�ة يف عمليـ�ة التعلـ�م‪.‬‬
‫وعلي��ه ف��إن الطريق��ة احلواري��ة استـراتيجية للنق��اش م��ن أج��ل الوص��ول إىل‬
‫حقيق��ة م��ن احلقائـ�ق‪ ،‬تعتم��د ع�لى النجـ�اح يف صياغ��ة األســئلة املتسلسـ�لة‬
‫املرتابطـ�ة عـلى الطلـاب‪ ،‬وإجرــاء املناقشـ�ة اهلادفـ�ة املس�تـندة إىل املش�اـركة الفاعلـ�ة‬

‫((( اللبودي‪ ،‬منى إبراهيم (‪ :)2003‬احلوار فنياته واسرتاتيجيته وأساليب تعليمه‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫((( طعيمــة رشــدي (‪ :)2000‬تدريــس اللغــة العربيــة يف التعليــم العــام‪ ،‬نظريــات وجتــارب القاهــرة‪،‬‬
‫ص ‪.69‬‬
‫((( اللقائي‪ ،‬أمحد (‪ :)2007‬أساليب تدريس الدراسات االجتامعية‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫((( اللبودي‪ ،‬منى إبراهيم (‪ :)2003‬احلوار فنياته واسرتاتيجيته وأساليب تعليمه‪ ،‬ص ‪. 140‬‬

‫‪736‬‬
‫تدريسية مهارة المحادثة‪ :‬سكينة الغماري‬

‫للطلبـ�ة‪ ،‬بحي��ث نوس��ع أفاقه��م ونجعله��م يكتشــفون أخطائه��م بأنفسـ�هم‬


‫ويمك��ن تعريفه��ا بأهن��ا‪ :‬طريق��ة تعليمي��ة تعتم��د احلـ�وار واملناقش��ة ب�ين املـ�درس‬
‫والتالمي��ذ أو ب�ين التالمي��ذ أنفس��هم قص��د حتفيزه��م ع�لى املشــاركة أو تشـ�خيص‬
‫مكتسـ�باهتم أو جل��ب معلوم��ات‪ ،‬أو جعله��م يكتش��فون حقائ��ق ومعـ�ارف‪،‬‬
‫وإث�اـرة التفاعــل بينهــم(((‪.‬‬
‫أيضــا‪ ،‬أنشــطة تعليميـ�ة تقــوم عـلى املحادثـ�ة التـ�ي يتبعهـ�ا املعلـ�م‬
‫وهـ�ي ً‬
‫م��ع طالب��ه حول��ه الدــرس؛ حي��ث يكـ�ون األول فيه��ا املعل��م الـ�ذي حيـ�رص‬
‫ع�لى إيص��ال املعلوم��ات لطلبت��ة بطريق��ة ال�شرح والتلق�ين وط��رح األسـ�ئلة‬
‫وحماول��ة رب��ط املـ�ادة التعليمي��ة ق��در اإلمـ�كان اخلـ�روج بخالص��ة وتعمي��م للـمادة‬
‫التعليميــة وتطبيقهــا(((‪.‬‬
‫وم��ن خ�لال التعريف��ات الس��ابقة يتب�ين أن الطريقة احلواري��ة وس��يلة التبليغ‬
‫والتواصـ�ل بـين املعلـ�م واملتعلــم‪ ،‬وهـ�ي السبــيل إىل حـ�ل املشكــالت بطريقـ�ة‬
‫املش�اـركة اجلامعيــة‪ ،‬حيـ�ث تتفاعـ�ل خبـرات كل فرــ ٍّد بتباــدل اآلراء املختلفـ�ة‬
‫ـب‪ ،‬م��ن أج��ل الوص��ول إىل‬ ‫بينهـ�م‪ ،‬ثـ�م يعقـ�ب املعلـ�م عـلى ذلـ�ك بـما هـ�و صائـ ٌ‬
‫ح��ل للمش��كلة‪ ،‬وتصحي��ح بع��ض املفاهي��م اخلاطئ��ة لدهي��م‪ .‬ومن��ه يتمث��ل دور‬
‫املعلــم ‪-‬عنـ�د حت�اـوره مـ�ع متعلميـ�ه‪ -‬يف تصویـ�ب وتعقیـ�ب إجيابياهتــم‪ ،‬ولـ�و عـ�ن‬
‫طري��ق مالم��ح الوجـ�ه‪ ،‬ألن املتعل��م بحاج��ة إىل معرف��ة رد فعـ ٍ‬
‫�ل حـ�ول م��ا قـ�ام‬
‫بهــ‪ ،‬وهــل هــو موفــق فيــا قــام بـ�ه أم ال ؟ وهــذا مـ�ا يزيــده ثقـ�ة يف نفسـ�ه‪.‬‬
‫وخالصة القول‪ :‬إن الطريقة احلوارية هي من أنجع طرائق التدريس؛ حيث‬
‫أثر ٍ‬
‫كبري يف فهم املوضوع‬ ‫اعتربها املر ُّبون الطريقة املفضلة واملجدية‪ ،‬ملا هلا من ٍ‬
‫واالقتناع به‪ ،‬ودور أسايس يف الرتبية والتعليم من تطوير يف النمو املعريف ونضج‬
‫لشخصية املتعلم؛ حيث تشري بعض الدراسات إىل أن اإلنسان يتذكر بعد شهر ‪%13‬‬
‫من املعلومات التي تلقاها عن طريق السامع‪ ،‬و‪ %75‬من املعلومات التي تلقاها عن‬
‫طريق السامع والرؤية‪ ،‬و‪ %95‬من املعلومات التي تلقاها عن طريق احلوار والنقاش‪،‬‬
‫حيث يقول ابن خلدون يف هذا املجال‪ :‬ومن أهم ما يلزم املعلم فتق اللسان باملحاورة‬
‫واملناظرة‪ ،‬أو العمل عىل حتصيل امللكة التي هي صناعة التعليم‪ ،‬فهو الذي يقرب‬
‫شأهنا وحيصل مراميها(((‪ .‬ويقصد من قوله تعويد اللسان عىل النطق الصحيح‬
‫ٍ‬
‫خمتلفة‪ ،‬وهذا‬ ‫ٍ‬
‫لغوية‬ ‫ٍ‬
‫سياقات‬ ‫للكلامت واجلمل‪ ،‬عن طريق املحادثة والتحدث يف‬
‫((( الصيفي‪ ،‬عاطف (‪ :)2009‬املعلم واسرتاتيجيات التعليم احلديث‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬طــه عــي حســن الدليمــي‪ :‬تدريــس اللغة العربيــة بــن الطرائــق التقليدية واالســراتيجيات‬
‫التجديدية‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫((( عبــد اللطيــف الفــاريب وآخــرون(‪ :)1994‬معجــم علــوم الرتبيــة‪ ،‬مصطلحــات البيداغوجيــة‬
‫والديداكتي��ك ‪ ،‬ص ‪.202‬‬

‫‪737‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫مبارشة‪ ،‬حيفزهم عىل‬ ‫ٍ‬
‫بطريقة غري‬ ‫ما يساعد املتعلمني عىل تلقي آداب احلوار ولو‬
‫مهارة‪ ،‬وذلك من خالل إثارة تفكريهم وتفعيله عن طريق‬ ‫ٍ‬ ‫استخدام عقوهلم بكل‬
‫طرح أسئلة (حماورة ) معينة‪ ،‬تؤدي إىل حتقيق الكفايات واملهارات املستهدفة‪ ،‬والتي‬
‫من أبرزها التواصل باللغة والتحدث هبا‪ ،‬باعتبار اللغة أداة للتواصل مع الذات‬
‫واملجتمع‪.‬‬
‫ً‬
‫سابعا‪ :‬نماذج حوارية ملهارة املحادثة يف املستوى املبت�دئ‬
‫منهجـ�ا ينسـ�جم‬
‫ً‬ ‫هنجنـ�ا يف هــذه النصــوص احلواريـ�ة للمستــوى املبتدــئ‪،‬‬
‫مـ�ع املعايـير واألهدــاف التـ�ي نتوخـ�ى حتقيقهـ�ا يف مهاــرة املحادثــة؛ ففـ�ي هنايـ�ة‬
‫ٍ‬
‫بس��هولة‪ ،‬ويس�تـخدم عب�اـرات مـ�ن‬ ‫هــذه املرحلـ�ة يمكـ�ن للمتعلـ�م أن يفهـ�م‬
‫احلي��اة اليومي��ة واجلم��ل البســيطة‪ ،‬الت��ي تســتهدف قض��اء حاجات��ه األساسـ�ية‪،‬‬
‫حي��ث يمكن��ه أن يق��دم نفس��ه واآلخري��ن‪ ،‬وكذل��ك ح��ث اآلخري��ن ع�لى تعريف‬
‫أنفس��هم بســؤاهلم ع��ن حم��ل ســكنهم واألشـ�خاص الذي��ن يعرفوهن��م واألشـ�ياء‬
‫الت��ي يملكوهن��ا‪ ،‬ك�ما يمكن��ه اإلجاب��ة ع��ن مث��ل ه��ذه األسـ�ئلة؛ باإلضاف��ة إىل‬
‫ذلـ�ك يس�تـطيع التفاهـ�م مـ�ع مـ�ن يتحــدث إليـ�ه ببــطء مس��تخد ًما لغـ�ة واضحـ�ة‬
‫ويرغ��ب يف مســاعدة‪.‬‬
‫الت ُ‬ ‫َّ‬
‫ــعــارف‬
‫مليسيا‪َ :‬مساء ْ‬
‫الَ ْي‪.‬‬
‫سيبستيان‪ :‬مساء اخلري‪.‬‬
‫ف حا ُل َك؟‬
‫مليسيا‪َ :‬ك ْي َ‬
‫سيبستيان‪ :‬بِ َخي‪ ،‬و َأن ِ‬
‫ْت؟‬ ‫ْ َ‬
‫مليسيا‪ :‬أنا َأ ْي ًضا بِ َخ ْي‪.‬‬
‫ْت؟‬ ‫سيبستيان‪ِ :‬من َأين َأن ِ‬
‫ْ ْ َ‬
‫ْت؟‬ ‫مليسيا‪ :‬أنا ِم ْن إِنْج َل ِتا َو َأن َ‬
‫سيبستيان‪َ :‬أنا ِم ْن َأ ْمريكا‪.‬‬
‫مليسيا‪ِ :‬م ْن َأ ِّي َمدينَة يف أمريكا؟‬
‫ْت ِم ْن َأ ِّي َمدينَة؟‬
‫سيبستيان‪ِ :‬من مدينَة أوبني‪ .‬و َأن ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬

‫‪738‬‬
‫تدريسية مهارة المحادثة‪ :‬سكينة الغماري‬

‫مليسيا‪ِ :‬م ْن َمدينَة ُلندُ ن‪.‬‬


‫سيبستيان‪ :‬ك َْم ُع ْم ُر ِك؟‬
‫ْت؟‬
‫مليسيا‪ُ :‬ع ْمري ‪ 24‬سنة‪ .‬وأن َ‬
‫سيبستيان‪ 29 :‬سنة‪.‬‬
‫ستِ َك؟‬
‫مليسيا‪َ :‬ه ْل ت َْس ُك ُن َم َع ُأ ْ َ‬
‫سيبستيان‪َ :‬أس ُكن بمفردي يف شقة‪ .‬و َأن ِ‬
‫ْت؟‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ُ َ‬
‫فردي‪.‬‬ ‫مليسيا‪َ :‬أنا َأ ْي ًضا َأ ْس ُك ُن ُ‬
‫بم َ‬
‫لني؟‬
‫سيبستيان‪ :‬ماذا َت ْع َم َ‬
‫مليسيا‪َ :‬أ ْع َم ُل ُأ ْستا َذة‪َ .‬و َأن َ‬
‫ْت؟‬
‫سيبستيان‪ :‬أشتغل ُم َهن ِْد ًسا معامر ًّيا‪.‬‬
‫َش ْفنا‪.‬‬
‫مليسيا‪ :‬ت َ َّ‬
‫َش ْفنا‪.‬‬
‫سيبستيان‪ :‬ت َ َّ‬
‫حوار يف القطار‬
‫جاك‪ :‬السالم عليكم‪.‬‬
‫بيرت‪ :‬وعليكم السالم‪.‬‬
‫جاك‪ :‬هل يمكنني أن أجلس معك يف هذه املقصورة؟‬
‫ٌ‬
‫مشــغول‪ ،‬اجلــس يف ذلــك‬ ‫بيــر‪ :‬نعــم‪ ،‬تفضــل ولكــن املقعــد بجانبــي‬
‫املقعــد‪.‬‬
‫جاك‪ :‬هل نحن يف الدرجة األوىل؟‬
‫بيرت‪ :‬ال نحن يف الثانية‪ ،‬الدرجة األوىل يف مقدمة القطار‪.‬‬
‫مزدحــم‬
‫ٌ‬ ‫جــاك‪ :‬آه ! أريــد أن أذهــب إىل الدرجــة األوىل و لكــن القطــار‬
‫جــدًّ ا‪ ،‬ال يمكننــي!‬
‫بيرت‪ :‬مرح ًبا بك يف مقصورتنا‪ ،‬اسمي بيرت‪ .‬و أنت؟‬

‫‪739‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫جاك‪ :‬أنا اسمي جاك وأنا فرنيس‪ ،‬وأنت ما جنسيتك؟‬


‫بيرت‪ :‬أنا من أمريكا‪ ،‬أنا أمريكي‪.‬‬
‫جاك‪ :‬من أي مدينة؟‬
‫بيرت‪ :‬من مدينة «منهاتن» يف والية نيويورك‪ ،‬وأنت من أي مدينة؟‬
‫جاك‪ :‬أنا من مدينة باريس شامل فرنسا‪ .‬ماذا تفعل؟‬
‫مهندسا يف رشكة‪ ،‬وأنت؟‬
‫ً‬ ‫بيرت‪ :‬أنا أعمل‬
‫ٍ‬
‫ولــوح يف الربــاط‪،‬‬ ‫طالــب للغــة العربيــة يف مركــز قلــ ٍم‬
‫ٌ‬ ‫جــاك‪ :‬أنــا اآلن‬
‫ومــاذا تفعــل يف املغــرب؟‬
‫بيــر‪ :‬أريــد أن أزور مدينــة مراكــش ألهنــا مجيلــة جــدًّ ا‪ .‬ومــاذا ســتفعل يف‬
‫مراكــش؟‬
‫جاك‪ :‬أنا أريد أن أزور صديقي املراكيش واسمه هشام‪.‬‬
‫محــا‪ ،‬أنــا تعبــان‬
‫بيــر‪ :‬جيــد! ولكــن القطــار يف املغــرب بطــي ٌء جــدًّ ا و مزد ً‬
‫جــدًّ ا وجوعــان‪.‬‬
‫أيضا‪.‬‬
‫جاك‪ :‬نعم أنا ً‬
‫يف املطعم‬
‫الزبون‪ :‬يا نادل‪ ،‬من فضلك‪.‬‬
‫َّادل‪ :‬نعم‪ ،‬كيف ِ‬
‫أخد ُمك؟‬ ‫الن ِ‬
‫الزبون‪ :‬أريد ِ‬
‫قائمة الطعام‪.‬‬
‫تفضل‪.‬‬
‫النادل‪ :‬حسنًا‪َّ ،‬‬
‫ولم َم ْش ِوي‪.‬‬ ‫الزبون‪ِ :‬من ِ‬
‫فضلك أريد َس َل َطة ُخضار َ‬
‫ُِ‬
‫ماذا تب َأن ترشب؟‬ ‫النادل‪ِ :‬‬
‫حاض‪ ،‬و‬
‫الزبون‪ :‬أريد عصري برتقال و ِقنِّينَة ماء‪.‬‬
‫كل يشء بعد ٍ‬
‫قليل‪.‬‬ ‫حض َّ‬ ‫سأ ِ‬
‫النادل‪َ :‬ج ِّيد‪ُ ،‬‬

‫‪740‬‬
‫تدريسية مهارة المحادثة‪ :‬سكينة الغماري‬

‫شكرا‪.‬‬
‫الزبون‪ً :‬‬
‫خاتمة‬
‫ً‬
‫جمــال خص ًبــا حيتــاج إىل‬ ‫مــازال تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫ـددة باســتمرار؛ مــن أجــل تقديــم مبــادئ وأفــكار أكثــر‬‫ـة ومتجـ ٍ‬ ‫ـود متنوعـ ٍ‬
‫جهـ ٍ‬
‫فاعليــة وقــوة يف التدريس‪.‬كــا أن الباحثــن املتخصصــن واملهتمــن مدعــوون‬
‫ـة قـ ٍ‬
‫ـادرة عــى تعليــم اللغــة العربيــة‪.‬‬ ‫ـرق فعالـ ٍ‬
‫لتقديــم طـ ٍ‬

‫ويتضــح مــن خــال هــذه الورقــة أن تدريســية مهــارة املحادثــة وفــق‬


‫ٍ‬
‫دقيقــة يف معظــم تفاصيــل تدريســيتها‬ ‫ٍ‬
‫برجمــة‬ ‫الطريقــة احلواريــة‪ ،‬حتتــاج إىل‬
‫ـر أساســا يف امتــاك اللغــة ســا ًعا‬
‫ً‬ ‫خصوصــا يف الصفــوف االبتدائيــة التــي تعتـ‬
‫ً‬
‫وحتد ًثــا‪.‬‬

‫‪741‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مراجع البحث‬
‫‪ .1‬املراجع العربي�ة‬
‫‪1.1‬عبــد الرمحــن‪ ،‬ابــن خلــدون‪ )2009(:‬املقدمــة‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار صــادر‪،‬‬
‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬
‫ ‪ 2 .‬احل�صري‪ ،‬ع�لي (‪ :)2003‬تدري��س اللغــة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬منشــورات‬
‫جامعــة‪ ،‬دمشــق‪.‬‬
‫ ‪ 3 .‬احليل��ة‪ .‬حمم��د حممـ�ود (‪ :)2001‬تكنولوجي��ا التعلي��م ب�ين القول واملامرســة‪،‬‬
‫الطبع��ة األوىل‪ ،‬عامن دار املسـيرة‪.‬‬
‫ ‪ 4 .‬سعــيد‪ ،‬حلي��م (‪ )2012‬عالق��ة املتعل��م باألس��تاذ يف ظ��ل املسـ�تجدات‬
‫الرتبويـ�ة‪.‬‬
‫ ‪ 5 .‬الصيف��ي‪ ،‬عاط��ف (‪ )2009‬املعل��م واستـراتيجيات التعلي��م احلدي��ث عامن‪،‬‬
‫درار أس��امة للن�شر والتوزيع‪.‬‬
‫‪6.6‬طعيم��ة رشـ�دى أمح��د (‪ :)1919‬تعليمــ اللغ��ة العربي��ة لغ�ير الناطق�ين هبـ�ا‪:‬‬
‫أس�اـليبه ومناهجـ�ه‪ ،‬الربـ�اط املغـ�رب املنظم��ة اإلسلـامية للرتبي��ة والعلـ�وم‬
‫والثقاف��ة اإلسيسـ�كو‪.‬‬
‫ ‪ 7 .‬طعيم��ة رش��دي (‪ :)2000‬تدري��س اللغ��ة العربي��ة يف التعلي��م الع��ام‪:‬‬
‫نظريـ�ات وجتــارب القاهــرة‪ ،‬دار الفك��ر العـ�ريب‪.‬‬
‫ ‪ 8 .‬طـ�ه ع�لي حسـين الدليمـ�ي‪ :‬تدريـ�س اللغـ�ة العربيـ�ة بـين الطرائـ�ق التقليديـ�ة‬
‫واالس�تراجتيات التجديديــة‪.‬‬
‫ ‪ 9 .‬عب��د اللطي��ف الف��اريب وآخ��رون (‪ :)1994‬معجـ�م علــوم الرتبيـ�ة‬
‫مصطلح��ات البيداغوجي��ة والديداكتي��ك ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اخلطــاب‪ ،‬املغ��رب‪.‬‬
‫‪1010‬عب��د اهلاــدي‪ ،‬نبي��ل وسيــدي‪ ،‬خال��د وأب��و حشــيش‪ ،‬عب��د العزي��ز‪:‬‬
‫(‪ )2003‬مه��ارات يف اللغ��ة والتفك�ير‪ .‬الطبع��ة األوىل‪ ،‬ع�مان األردن دار‬
‫املســرة للنـشر والتوزيـ�ع والطباعـ�ة‪.‬‬
‫ ‪ 11.‬اللبوــدي‪ ،‬م�ين إبراهي��م (‪ :)2003‬احل��وار فنيات��ه واسـتراتيجيته‬
‫وأســاليب تعليمي��ة‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهــرة مكتبـ�ة وهبـ�ة للنـشر والتوزيـ�ع‪.‬‬
‫‪1212‬اللقائـ�ي‪ ،‬أمح��د (‪ :)2007‬أساــليب تدري��س الدراسـ�ات االجتامعيـ�ة‪،‬‬
‫عــان‪ ،‬مكتب��ة دار الثقاف��ة للن�شر والتوزي��ع ‪.‬‬
‫ ‪ 13.‬جمدول�ين النهيب��ي (‪ :)2019‬دليـ�ل تدريـ�س اللغـ�ة العربيـ�ة للناطقـين‬
‫بغريهـ�ا ختطيـ�ط‪ -‬إنتــاج‪ -‬تقييــم‪ ،‬مطبعـ�ة‪ :‬شــمس برنيـ�ت‪.‬‬
‫‪1414‬حمم��د إس�ماعيل (‪ :)2018‬بع��ض املب��ادئ واملرتك��زات األساس��ية يف‬
‫تعليـ�م العربيـ�ة للناطقـين بغريهــا‪ ،‬الطبعةــ األوىل‪،‬كنــوز املعرفـ�ة‪.‬‬

‫‪742‬‬
‫ سكينة الغماري‬:‫تدريسية مهارة المحادثة‬

‫ املراجع األجنبي�ة‬.2
11. ACTFL Proficiency.Guidelnes, Arabic languages 2012
22. Badiali,B-J.and ASKov,E.N.Teaching Reaching anad &lee,J.W.Dup-
is,M.M.&.Writngin in the.content Areas.
33. haron,s.che.&namat.A.& Ahmad.Isheikh and Mohamed.I.h.A.Strat-
egiesto Develop.speaking Skills.among malay leamers of Arabic(
International journal of Humanities.and.social.scial.science Septem-
ber.2012)vol.2No.1.

743
‫الطرائق واالجتاهات احلديث�ة يف تدريس اللغة النظرية‬
‫والتطبيق‬

‫(((‬
‫سماح سهام‬

‫جامعة عبد الرحمان مرية – اجلزائر‬

‫* باحثــة بجامعــة عبــد الرمحــان مــرة‪ ،‬شــاركت الباحثــة يف امللتقــى الوطنــي املنعقــد يف اجلزائر‬
‫يــوم‪14 - 13 :‬نوفمــر‪ 2017‬بعنــوان‪ :‬الكتابــة اللســانية العربيــة وإشــكاالهتا‪ ،‬بمداخلــة حتــت‬
‫عنــوان‪ :‬الرتمجــة اللســانية يف الوطــن العــريب ‪ -‬الراهــن واملأمــول‪ ،‬كــا شــاركت يف امللتقــى‬
‫الوطنــي حــول واقــع الصــورة يف كتــب اللغــة العربيــة للجيــل الثــاين مــن التعليــم االبتدائــي‪،‬‬
‫بمداخلــة حتــت عنــوان‪ :‬أمهيــة الصــورة وبعدهــا العالمــايت‪ ،‬املنعقــد يف اجلزائــر يــوم‪5 :‬‬
‫مــارس ‪.2018‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫ملخص‪:‬‬
‫الشــك يف أن االهتــام بتعليــم وتعلــم اللغــة العربيــة لغــر أبنائهــا أضحــى‬
‫أمــرا جل ًيــا يف الســنوات األخــرة‪ ،‬وهــذا بدليــل كثــرة املؤمتــرات والنــدوات‬ ‫ً‬
‫الســنوية التــي تقــام ألجــل االرتقــاء بطرائــق تعليمها هلــم‪ ،‬وهــو اهتام ٌم اســتدعته‬
‫أصعــد ٌة خمتلفـ ٌة‪ :‬دينيـ ٌة‪ ،‬وثقافيـ ٌة‪ ،‬واقتصاديـ ٌة‪ ،‬وسياســي ٌة‪ ،‬ومــع أن اجلهــود التــي‬
‫بذلــت يف ســبيل تذليــل الصعوبــات التــي يواجههــا متعلمــي اللغــة العربيــة‬
‫الناطقــن يغريهــا‪ ،‬إال أن الشــكوى مــن صعوبــة تعليــم وتعلــم هــذه اللغــة‬
‫ال تــزال تــردد عــى ثغــور معلميهــا‪ ،‬ومتعلميهــا مــن غــر أبنائهــا‪ ،‬والدليــل‬
‫عــى هــذا العــر كثــرة األخطــاء التــي يقــع فيهــا متعلموهــا خــال حماولتهــم‬
‫ـع تشــهد عليــه الكثــر مــن الدراســات التــي‬ ‫احلديــث والكتابــة هبــا‪ ،‬وهــو واقـ ٌ‬
‫هدفــت اختبــار األداء اللغــوي الكتــايب والشــفوي ملتعلمــي العربيــة الناطقــن ‬
‫بغريهــا‪.‬‬
‫حتليــا مقارنًــا لبعــض األخطــاء اللغويــة‬‫ً‬ ‫ورقتنــا البحثيــة هــذه تتنــاول‬
‫التــي يقــع فيهــا متعلمــي اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا خــال حماولتهــم‬
‫التحــدث والكتابــة هبــا‪ ،‬كــا تتنــاول تفســر هــذه األخطــاء يف ضــوء إحــدى‬
‫املقاربــات اهلامــة املطروحــة يف حقــل تعليميــة اللغــات واملعروفــة بــــ «مقاربــة‬
‫التحليــل األخطــاء»‪ ،‬وهدفنــا مــن ذلــك اختبــار مــا إذا كانــت أســباب األخطــاء‬
‫اختالفــات بــن نظامــي لغتــي املتعلــم (اللغــة األم واللغــة العربيــة)‪ ،‬أم أســباب‬
‫ٍ‬
‫كدراســة‬ ‫داخــل اللغــة العربيــة نفســها‪ ،‬فجــاء حتليلنــا لبعــض هــذه األخطــاء‬
‫ٍ‬
‫مصغــرة َد َع ْمنَــا هبــا مــا خلصنــاه مــن أمهيــة منهــج حتليــل األخطــاء‬ ‫ٍ‬
‫تطبيقيــة‬
‫يف تدريــس اللغة‪ ،‬ومســاعدة املعلــم يف بنــاء النشــاطات والتدريبــات اللغويــة‬
‫ـأ‪ ،‬مًهديــن لذلــك كلــه بــكالم عــن‬ ‫التــي تســاعد يف القضــاء عــى ســبب اخلطـ ُ‬
‫ِ‬ ‫نشــأة هــذا املنهــج وبيــان مفهومــه‪ ،‬وصـ ً‬
‫ـول إىل تعــدَ اد فوائــده للمعلــم واملتعلــم‪،‬‬
‫والعمليــة التعليميــة التعلميــة برمتهــا‪.‬‬

‫‪745‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعــود اجلــذور التارخييــة للســانيات التقابليــة إىل اخلمســينيات مــن القــرن‬
‫املــايض‪ ،‬ومــن العوامــل التــي ســامهت يف نشــأهتا وتطورهــا احلاجــة املاســة إىل‬
‫تعليــم وتعلــم اللغــات األجنبيــة‪« ،‬فبعــد احلــرب العامليــة الثانيــة شــعر النــاس‬
‫بــرورة تعليــم وتعلــم اللغــات األجنبيــة للناطقــن بغريهــا إلشــاعة التفاهــم‬
‫بينهــم‪ ،‬وهــو مــا دعــا إىل البحــث عــن طرائــق جديــدة لتعليــم اللغــة‪ ،‬بربطهــا‬
‫بالدراســات اللســانية احلديثــة»(((‪.‬‬
‫وقــد كانــت للســانيات التقابليــة عالقــة وثيقــة ببعــض العلــوم التــي‬
‫ســامهت يف نشــأهتا وتطورهــا كعلــم النفــس الســلوكي والنظريــة اللســانية‬
‫البنيويــة‪ ،‬فقــد ظهــرت عــى أســاس املدرســة الســلوكية يف علــم النفــس الطريقــة‬
‫الســمعية الشــفوية يف تعليــم اللغــة‪ ،‬وكان مــن مبادئهــا املقابلــة بــن اللغــة األم‬
‫ٍ‬
‫جتريبي��ة‪ ،‬وهــذه املقابلــة ســامهت يف‬ ‫ٍ‬
‫علمي�ةـ‬ ‫واللغ��ة اهل��دف (الثاني��ة) ع�لى أسـ ٍ‬
‫ـس‬
‫ظهــور الدراســات اللغويــة التقابليــة التــي اعتمدهتــا املدرســة البنويــة الســلوكية‬
‫يف التحليــل اللغــوي‪ ،‬ويف معاجلــة صعوبــات متعلمــي اللغــات األخــرى التــي‬
‫أ ُع ِزيــت إىل االختــاف املوجــودة بــن لغتــي املتعلــم(((‪.‬‬
‫وملــا كانــت نظــرة الســلوكيون إىل اللغــة بوصفهــا عــادةً‪ ،‬اعتــروا تعلــم‬
‫ـدة مــن العــادات‪ ،‬وهــو مــا جعلهــم‬ ‫ـة جديـ ٍ‬ ‫ـر ملجموعـ ٍ‬ ‫لغـ ٍ‬
‫ـة أخــرى جمــرد تطويـ ٍ‬
‫ـة ثانيـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫يف الوقــت نفســه يربطــون نقــص نجــاح املتعلــم يف متكنــه مــن نظــام لغـ ٍ‬
‫بالتدخــات التــي تنشــأ مــن لغتــه األصليــة‪.‬‬
‫أمــا فيــا خيــص ارتبــاط علــم اللغــة التقابــي (التحليــل التقابــي) بالنظريــة‬
‫ـع إىل كــون هــذه األخــرة قــد انطلقــت مــن أحــد‬ ‫اللســانية البنيويــة‪ ،‬فذلــك راجـ ٌ‬
‫أهــم مبــادئ وأســس البنيويــة‪ ،‬وهــو (مبــدأ التبايــن)؛ فانطال ًقــا مــن مبــدأ التباين‬
‫أو االختــاف‪ ،‬بــدأت الدراســات التقابليــة تركيزهــا عــى الوصــف اللســاين بح ًثا‬
‫ـول‬ ‫عــن نقــاط االختــاف بــن اللغــة األصليــة للمتعلــم واللغــة اهلــدف‪ ،‬وصـ ً‬
‫ـة حمـ ٍ‬
‫ـددة يمكــن اإلفــادة منهــا يف‬ ‫ـاط لغويـ ٍ‬
‫إىل حــر هــذه االختالفــات ضمــن أنـ ٍ‬
‫وضـ�ع مناهـ�ج لتعليـ�م اللغـ�ات األجنبيـ�ة‪.‬‬
‫يف إطــار النظريتــن الســابقتني أي (البنوية والســلوكية) نشــأ منهــج التحليل‬
‫ـة أخــرى‪ ،‬واألخطــاء‬‫التقابــي الــذي افــرض أصحابــه أن صعوبــات تعلــم لغـ ٍ‬

‫((( متــام حســان‪ ،‬جــدوى اســتعامل التقابــل يف تعليــم اللغــة العربيــة لغــر أبنائهــا‪ ،‬بحــث منشــور يف‬
‫وقائــع نــدوات تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬ج‪ ،2‬مكتبــة الرتبيــة العــريب لــدول اخلليــج‪،‬‬
‫‪ ،1995‬ص ‪.75‬‬
‫((( ينظر‪ :‬كونغ إجلو الكوري‪ ،‬نظرية علم اللسانيات احلديث وتطبيقاهتا عىل أصوات العربية‪ ،‬جملة‬
‫اللسان العريب‪ ،1991-1990 35 – 34 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪746‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫املقرتفــة فيهــا مــن طــرف املتعلمــن‪ ،‬يعــود ســببها إىل تدخــل أنظمــة اللغــة األم يف‬
‫أنظمــة اللغــة الثانيــة‪ ،‬وبنــاء عــى افرتاضهــم ذلــك تبــن هلــم أن إجــراء وصـ ٍ‬
‫ـف‬ ‫ً‬
‫ـف لتقابــات‬ ‫ـي لنظامــي اللغتــن (األم والثانيــة) ينتــج عنــه تصنيـ ٌ‬
‫ـي تقابـ ٍّ‬
‫حتليـ ٍّ‬
‫لغويــة تســاعد يف التنبــؤ باملشــكالت والصعوبــات التــي يواجههــا متعلــم اللغــة‬
‫الثانيــة‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬مفهوم التحليل التقابلي‬
‫نــود أن ننــوه قبــل تطرقنــا إىل مفهــوم التحليــل التقابــي إىل أن اهلــدف‬
‫ـكان آلخــر‪ :‬ففــي العــرف األمريكــي الشــايل كان‬‫منــه اختلــف يف بدايتــه مــن مـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫هنائــي يقصــد منــه حتســن املــواد التعليميــة‬ ‫ٍ‬
‫هبــدف‬ ‫التقابــي موجهــا‬ ‫التحليــل‬
‫َّ‬
‫داخــل الفصــل الــدرايس‪ ،‬وقــد الحــظ (فيســياك‪ )/Fisiak‬أنــه مــن األفضــل‬
‫تســمية هــذا النــوع « بالتحليــل التقابــي التطبيقــي»(((‪ ،‬أمــا يف العــرف التقليــدي‬
‫ـي تدريســا‪ ،‬بــل كان اهلــدف‬
‫ً‬ ‫األورويب‪ ،‬فلــم يكــن اهلــدف مــن التحليــل التقابـ‬
‫منــه الوصــول إىل فه ـ ٍم أكــر للغــة‪.‬‬
‫ورغــم االختالفــات التــي نشــأت حــول تاريــخ ومــكان نشــأة منهــج‬
‫التحليــل التقابــي‪ ،‬إال أن األمــر الــذي ال شــك فيــه هــو أن هــذا املنهــج بلــغ‬
‫ذروتــه ونضجــه‪ ،‬وصــار يتبنــاه الباحثــون يف دراســاهتم يف ســتينيات القــرن‬
‫ٍ‬
‫فعالــة يف‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫ُخدم‬‫املــايض يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة عندمــا ُأ ْســت ْ‬
‫تفســر املشــكالت النامجــة عــن عمليــة تعلــم وتعليــم اللغــات األخــرى‪ ،‬ويف‬
‫مســاعدة املتعلــم جتنــب الوقــوع يف األخطــاء املصاحبــة لتلــك العمليــة‪ ،‬والتــي‬
‫الحــظ أصحــاب هــذا املنهــج أن مصدرهــا هــو تأثــر اللغــة األوىل يف اللغــة‬
‫الثانيــة‪ ،‬وهــو مــا ُأطلــق عليــه فيــا بعــد «التداخــل» (‪ )Interférence‬وهــذا األخــر ‬
‫عرفــه (وليــام مــاكاي‪ )william makey/‬هــو‪« :‬اســتعامل عنــارص أو وحــدات‬ ‫كــا ُي ِّ‬
‫تنتمــي إىل لغــة مــا أثنــاء حديثنــا أو كتابتنــا بلغــة أخــرى» ‪.‬‬
‫(((‬

‫ويف معــرض اطالعنــا عــى مفهــوم التحليــل التقابــي ومبادئــه‪ ،‬صادفنــا يف‬
‫اصطالحــا آخــر لــه هــو «علــم اللغــة التقابــي»‪ ،‬ونظـ ًـرا لكونــه‬
‫ً‬ ‫بعــض املراجــع‬
‫يقــوم عــى املقارنــة بــن اللغــات شــأنه يف ذلــك شــأن علــم اللغــة املقــارن‪ ،‬كان‬
‫البــد مــن التمييــز بينهـ ً‬
‫ـا أول ثــم التمييــز بــن أنــواع املقارنــة اللغويــة ثان ًيــا‪.‬‬
‫ خيتلــف علــم اللغــة التقابــي أو (التحليــل التقابــي) وهــو املصطلــح الــذي‬
‫فضلــه علــم اللغــة التطبيقــي عــن علــم اللغــة املقــارن مــن حيــث اهلــدف‬

‫((( سوزان جاس والري سلينكر‪ ،‬اكتساب اللغة الثانية‪ :‬مقدمة عامة‪ ،‬ترمجة‪ :‬ماجد احلمد‪ ،‬النرش العلمي‬
‫واملطابع جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪ ،2009،‬ج‪ ،1‬ص‪.118‬‬
‫‪(2) William makey, Bilinguisme et contacts New york publications of the linguistics cyr-‬‬
‫‪cle,1953, p149‬‬

‫‪747‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـي؛‬
‫ـدف تارخيـ ٌّ‬
‫كل منهــا لتحقيقــه‪ :‬فهــدف علــم اللغــة املقــارن هـ ٌ‬ ‫الــذي يســعى ٌّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فهــو يقــارن لغتــن أو أكثــر مــن عائلــة لغويــة واحــدة مــن أجــل الوصــول‬
‫إىل اخلصائــص الوراثيــة املشــركة كاملقارنــة بــن العربيــة واحلبشــية أو العربيــة‬
‫ـي يف تعليميــة‬‫ـي تطبيقـ ٌّ‬‫ـدف تعليمـ ٌّ‬
‫ـا‪ ،‬أمــا هــدف التحليــل التقابــي فهــو هـ ٌ‬ ‫مثـ ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اللغــات؛ إذ ال يكتفــي باملقارنــة بــن لغــات مــن عائلــة لغويــة واحــدة فحســب‪،‬‬
‫ـح إذن مــن حيــث‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بــل مــن عائــات لغويــة خمتلفــة(((‪ .‬فاالختــاف بينهــا واضـ ٌ‬
‫اهلــدف ً‬
‫أول‪ ،‬ثــم اللغــات التــي تــري عليهــا املقارنــة ثان ًيــا‪ ،‬هــذا فيــا يتعلــق‬
‫باالختــاف بــن املفهومــن‪.‬‬
‫أمــا مــا يتعلــق بأنــواع املقارنــة فيشــر الدكتــور «عبــده الراجحــي» إىل‬
‫نوعــن مــن املقارنــة اللغويــة(((‪:‬‬
‫‪ -‬املقارنــة األوىل‪ :‬هــي مقارنــ ٌة جتــري داخــل اللغــة الواحــدة مــن أجــل‬
‫اختيــار األنــواع اللغويــة التــي تقــدَّ م يف التعليــم‪ ،‬وهــذه املقارنــة جوهريــ ٌة يف‬
‫تعليــم اللغــة ألبنائهــا ولغــر أبنائهــا عــى الســواء‪.‬‬
‫‪ -‬املقارنــة الثانيـ�ة‪ :‬تســمى أحيا ًنــا املقارنــة «اخلارجيــة»‪ ،‬وهــي جتــري بــن ‬
‫لغتــن أو أكثــر‪ ،‬وهــي مطلوبـ ٌة يف تعليــم اللغــة لغــر أبنائهــا‪ ،‬واملصطلــح العلمي‬
‫هلــذه املقارنــة هــو التحليــل التقابــي(‪.)contrastive analyses‬‬

‫والتحليــل التقابــي عبــارة عــن‪ :‬حتليــل لغــوي جيــرى عــى نظامــن لغويني‪،‬‬
‫يــراد بــه حتديــد أوجــه االختــاف والشــبه بينهــا لغــرض تعليمــي‪« ،‬وقــد انبثقت‬
‫ـة ثانيـ ٍ‬
‫ـة ال يبــدأ تعلمــه ذلــك من فــراغٍ‪،‬‬ ‫ـة ت ُِقــر أن أي متعلــم للغـ ٍ‬
‫فكرتــه مــن مقولـ ٍ‬
‫ُّ‬
‫وإنــا يبــدأ تعلمــه هلــا وهــو يعــرف شــي ًئا مــا عــن هــذه اللغــة‪ ،‬وهــذا الــيء‪،‬‬
‫ـيلة مسـ ٍ‬
‫ـاعدة يف‬ ‫ـذ هــذا املنهــج كوسـ ٍ‬ ‫هــو مــا يشــبه شــي ًئا مــا يف لغتــه»(((‪ .‬وهلــذا ا ِ ُّ‬
‫تـ َ‬
‫ميــدان تعليــم اللغــات؛ لتذليــل الصعوبــات التــي يواجههــا املتعلــم‪ ،‬وذلــك مــن‬
‫خــال تنبئــه املســبق باملشــكالت واألخطــاء التــي يمكــن أن يقــع فيهــا‪.‬‬
‫ويــرى حممــد أبــو الــرب أن التحليــل التقابــي عبــارة عــن «مقابلــة منظمــة‬
‫لقواعــد وعنــارص لغتــن أو هلجتــن‪ ،‬أو لغــة فصيحــة وهلجــة دوهنــا لوصــف‬
‫(((‬
‫أوجــه التشــابه أو االختــاف بينهــا يف الشــكل والتوزيــع والوظيفــة واملعنــى»‪.‬‬

‫((( حممد أبو الرب‪ ،‬األخطاء اللغوية يف ضوء علم اللغة التطبيقي‪ ،‬دار وائل للنرش‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫األردن‪ ،2005 ،‬ص‪.164‬‬
‫((( عب��ده الراجح��ي‪ ،‬علــم اللغــة التطبيقــي وتعليــم العربيــة‪ ،‬دار املعرفــة اجلامعيــة‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،1990 ،‬ص‪.45‬‬
‫((( املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫((( حممد أبو الرب‪ ،‬األخطاء اللغوية يف ضوء علم اللغة التطبيقي‪ ،‬ص ‪.164‬‬

‫‪748‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫كــا ُي َع ِّرفــه أمحــد عاميــرة بقولــه‪« :‬هــو أحــد مياديــن علــم اللغــة التطبيقــي الــذي‬
‫ُيعــدُّ اجلانــب العمــي التطبيقــي للدراســات التطبيقيــة؛ إذ إهنــا متثــل جانبــه‬
‫ـة معينـ ٍ‬
‫ـة يف لغتــن ‬ ‫ـرة لغويـ ٍ‬
‫النظــري‪ ،‬فيــه يقــوم الباحــث بدراســة مقابِلــة لظاهـ ٍ‬
‫أو هلجتــن؛ إلثبــات أوجــه الشــبه واالختــاف بينهــا‪ ،‬لوضــع حــل للصعوبــات‬
‫التــي تعــرض مــن يريــد أن يتعلــم لغــة غــر لغتــه»(((‪.‬‬
‫يتبــن مــن خــال املفاهيــم التــي قدمــت للتحليــل التقابــي أنــه ال يتعــدى‬
‫كونــه طريقـ ًة ملقارنــة اللغــات‪ ،‬يقصــد منهــا حتديــد األخطــاء املبدئيــة مــن أجــل‬
‫الوصــول إىل اهلــدف النهائــي‪ ،‬أال وهــو فصــل مــا نحتــاج أن نعلمــه عــا ال‬
‫ـا فصــل (‪ à‬الدو‪)R. Lado‬‬
‫نحتــاج أن نعلمــه يف موقــف تعلــم اللغــة الثانيــة‪ .‬وكـ َّ‬
‫ٍ‬
‫برتكيــب للنظــام الصــويت وللنظــام‬ ‫ٍ‬
‫تركيــب‬ ‫ٍ‬
‫بحاجــة إىل عمــل مقارنــة‬ ‫«فإننــا‬
‫الــريف وللنظــام النحــوي‪ ،‬وحتــى للنظــام الثقــايف بــن لغتــن اثنتــن‪ ،‬بقصــد‬
‫اكتشــاف التشــابه واالختــاف بينهــا‪ ،‬واهلــدف النهائــي هلــذه العمليــة هــو‬
‫التنبــؤ بمواطــن الســهولة والصعوبــة يف تعلــم اللغــة»(((‪.‬‬
‫يــرى أصحــاب منهــج التحليــل التقابــي‪ ،‬وعــى رأســهم روبــرت الدو‪ ،‬أن‬
‫ـة أخــرى تتوقــف عــى درجــة التشــابه واالختــاف‬ ‫ســهولة أو صعوبــة تعلــم لغـ ٍ‬
‫ـرا‬
‫بــن اللغــة األم واللغــة اهلــدف املــراد تعلمهــا؛ فكلــا كان التشــابه بينهــا كبـ ً‬
‫ســهل تعلــم هــذه اللغــة‪ ،‬وكلــا قــل التشــابه وكثــر االختــاف صعــب تعلمهــا‪.‬‬
‫يقــول الدو‪« :‬ويمكــن تيســر تعلــم اللغــة األجنبيــة أو تعســره يف مقارنــة اللغــة‬
‫األم باللغــة اهلــدف‪ ،‬فالعنــارص املتامثلــة مــع لغــة الــدارس ســتكون يســرة عليــه‬
‫أمــا املختلفــة فســيعرس عليــه تعلمهــا»(((‪.‬‬
‫فالصعوبــات التــي يواجههــا متعلــم اللغــة الثانيــة‪ ،‬واألخطــاء التــي يقرتفها‬
‫ـد‪ ،‬وســبب رئيــس‬ ‫ـدر واحـ ٍ‬ ‫تعــزى حســب أصحــاب التحليــل التقابــي إىل مصـ ٍ‬
‫هــو التأثــر الســلبي للغــة األم‪ ،‬أو مــا يســمى التداخــل (‪« ،)Interférence‬وألن‬
‫التلميــذ اعتــاد أن ينقــل عــادات تركيــب لغتــه األصليــة إىل اللغــة األجنبيــة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫تركيــب‬ ‫ســيكون لدينــا هنــا املصــدر األســاس للصعوبــة والســهولة يف تعلــم‬
‫ـة‪ ،‬وســتكون تلــك الرتاكيــب املتشــاهبة ســهل ًة يف التعلــم؛ ألهنــا‬ ‫ـة أجنبيـ ٍ‬
‫مــا يف لغـ ٍ‬
‫منقول ـ ٌة مــن اللغــة األوىل‪ ،‬أمــا الرتاكيــب املختلفــة فســتكون صعب ـ ًة؛ ألهنــا لــن‬
‫ـكل ُمـ ْـر ٍ‬
‫ض يف اللغــة األجنبيــة عندمــا ُتنْ َقـ ُـل إليهــا»(((‪.‬‬ ‫ت َُو َّظــف بشـ ٍ‬

‫((( خليــل أمحــد عاميــرة‪ ،‬دراســات وآراء يف ضــوء علــم اللغــة املعــارص يف نحــو اللغــة وتراكيبهــا‬
‫(منهــج وتطبيــق) دار عــامل املعرفــة‪ ،‬ط‪ ،1‬جــدة‪ ،1984 ،‬ص‪.20‬‬
‫((( سوزان جاس والري سلينكر‪ ،‬اكتساب اللغة الثانية‪ :‬مقدمة عامة‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫((( دوجــاس بــراون‪ ،‬أســس تعلــم اللغــة وتعلميهــا‪ ،‬ترمجــة‪ :‬عبــده الراجحــي وعــي أمحــد شــعبان‪،‬‬
‫دار النهضــة العربيــة‪ ،‬بــروت‪ ،1994 ،‬ص‪.184‬‬
‫((( سوزان جاس والري سلينكر‪ ،‬اكتساب اللغة الثانية‪ :‬مقدمة عامة‪.147 ،‬‬

‫‪749‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫إن متعلمــي اللغــة الثانيــة‪ ،‬خاصــ ًة املبتدئــن منهــم‪ ،‬يميلــون بالدرجــة‬


‫األوىل إىل اللغــة األم عندمــا تكــون معرفتهــم باللغــة الثانيــة ناقصــة بصـ ٍ‬
‫ـورة ال‬
‫متكنهــم مــن االعتــاد عليهــا يف األداء‪ ،‬لكــن كلــا تقدمــوا يف التعلــم وارتقــى‬
‫نظــام اللغــة الثانيــة لدهيــم‪ ،‬ازداد ميلهــم إىل االعتــاد أكثــر عــى مــا تعلمــوه مــن‬
‫اللغــة الثانيــة‪ ،‬وبذلــك تتناقــص أخطــاء التداخــل لدهيــم‪ ،‬ولكــن قــد حيــدث يف‬
‫ـر مــن األحيــان أن يتحجــر اخلطــأ وتتأصــل جــذوره يف ذهــن التلميــذ منــذ‬ ‫كثـ ٍ‬
‫املراحــل األوىل مــن تعلمــه‪ ،‬ويظــل مقرت ًفــا لنفــس اخلطــأ حتــى مــع بلوغــه‬
‫مســتويات عليــا مــن الدراســة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬التحليل التقابلي بني النظرية البنوية والنظرية التوليدية‬
‫التحويلية‬
‫وعيــوب تؤاخــذ عليهــا‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫نظريــة مزايــا حتســب هلــا‪،‬‬ ‫ال ريــب يف أن لــكل‬
‫ٌ‬
‫ـدرا يســتلهم منهــا علــم اللغــة التطبيقــي مــا يــراه‬
‫وهــذه النظريــات بوصفهــا مصـ ً‬
‫مثــا‪ ،‬فهــو بذلــك ال يرتبــط‬ ‫أكثــر نف ًعــا يف جمــاالت اهتاممــه كتعليــم اللغــات ً‬
‫ـة لسـ ٍ‬
‫ـانية بذاهتــا‪.‬‬ ‫بنظريـ ٍ‬

‫ـل عــى علــم اللغــة التطبيقــي ‪-‬إذ مل‬‫والتحليــل التقابــي بوصفــه أبــرز دليـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫يشــكل لــه الربــط بــن النظريــة والتطبيــق أيــة مشــكلة‪ -‬البــد أن جيــري يف حقيقة‬
‫ـد مــن الوصــف اللغــوي‪ ،‬ســواء كان هــذا النمــوذج‬ ‫ـوذج واحـ ٍ‬
‫األمــر عــى نمـ ٍ‬
‫اجتاهــا يفضــل إجــراء التحليــل التقابيل‬
‫بنائ ًّيــا أو حتويل ًّيــا‪« ،‬ولكــن يبــدو أن هنــاك ً‬
‫بــن اللغــات يف ضــوء مبــادئ ومنطلقــات النظريــة التوليديــة التحويليــة عــى ‬
‫وجــه اخلصــوص؛ ألهنــا تعــن عــى اختصــار االختالفــات بإرجاعهــا إىل (بنيــة‬
‫عميقــة) متشــاهبة يف كل اللغــات»(((‪ ،‬كــا أهنــا تــرز قيمــة الكليــات اللغويــة يف‬
‫تعليــم اللغــات التــي طاملــا كانــت موضــوع اهتــام اخلطــاب التوليــدي التحوييل‪.‬‬
‫ـم اخلطــاب التوليــدي التحويــي البحــث يف النحــو الكــوين‪ ،‬أي‬ ‫لقــد كان هـ ُّ‬
‫العنــارص التــي جتمــع بــن اللغــات مجي ًعــا‪ ،‬بمعنــى آخــر البحــث عــن املتشــابه‬
‫بــن اللغاــت‪ ،‬وهــذا مــا جعــل التوليديــة التحويليــة تفــارق البنيويــة يف وجهــة‬
‫النظــر التقابليــة؛ ففــي الوقــت الــذي انطلقــت فيــه البنيويــة مــن مبــدأ التبايــن‬
‫بحثــا عــن االختالفــات انطلقــت التوليديــة التحويليــة مــن مبــدأ العامليــات‬
‫ـة جديـ ٍ‬
‫ـدة لتعليــم اللغــات‬ ‫اللغويــة بح ًثــا عــن املتشــاهبات يف حماولــة لبنــاء منهجيـ ٍ‬
‫والختيــار املحتــوى اللغــوي والثقــايف الــذي تقــدم يف إطــاره(((‪.‬‬

‫((( عبده الراجحي‪ ،‬علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬وليــد العنــايت‪ ،‬اللســانيات التطبيقيــة وتعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬دار‬
‫اجلوهــرة‪ ،‬ط‪ ،1‬عــان‪ ،2003 ،‬ص ‪.108‬‬

‫‪750‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫إن اللســاين البنيــوي بعــد أن ينهــي عمليــة املقابلــة بــن لغتــي املتعلــم وبعــد‬
‫أن يتســنى لــه حــر أوجــه التشــابه واالختــاف‪ ،‬ال يلتفــت إىل املتشــاهبات‬
‫التزامــا بمنهجــه اللســاين‪ ،‬بــل يــرف كل اهتاممــه إىل االختالفــات‪ ،‬ومــن ثمــة‬
‫يبــدأ املهمــة األساســية للتحليــل التقابــي‪ ،‬وهــي التنبــؤ باألخطــاء التــي يمكــن‬
‫أن يقــع فيهــا متعلــم اللغــة الثانيــة‪ ،‬وبنــا ًء عــى هــذا التنبــؤ يبنــي املنهــاج وخيتــار‬
‫مادتــه اللغويــة‪.‬‬
‫أمــا اللســاين التوليــدي التحويــي‪ ،‬ففــي حماولتــه لبنــاء منهجيــة جديــدة‬
‫لتعلــم وتعليــم اللغــات‪ ،‬نجــده ينطلــق مــن العامليــات اللغويــة بح ًثــا عــن‬
‫املتشــاهبات‪ ،‬فهــو يركــز عــى مــا يســمى (البنيــة العميقــة) «التــي تبــدو يف مجيــع‬
‫اللغــات واحــدةً‪ ،‬أمــا االختــاف فيظهــر يف البنيــة الســطحية»(((‪ ،‬وهلــذا يــرى‬
‫التوليديــون أن مــا ينبغــي دراســته يف التحليــل التقابــي هــو البنيــة العميقــة‪،‬‬
‫ـة تســمح‬ ‫ـدل مــن البنيــة الســطحية التــي ينتجهــا املتكلــم وفــق قواعــد حتويليـ ٍ‬
‫بـ ً‬
‫ٍ‬
‫ـل عديــدة مل يســمعها مــن قبــل‪،‬‬ ‫لــه بالتعبــر عــن املعنــى الكامــن يف نفســه بجمـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫وذلــك بفضــل ملكــة تولــد معــه‪ ،‬ومتكنــه مــن تعلــم أيــة لغــة يف العــامل‪.‬‬
‫يتبــن ممــا ســبق أن النظريــة التوليديــة التحويليــة هتتــم بأوجــه التشــابه ال‬
‫االختــاف أثنــاء إجــراء املقابلــة؛ كاخلطــوات الالشــعورية التــي متــر هبــا عمليــة‬
‫إنجــاز أو فهــم اجلمــل‪ ،‬ومــن أبــرز االختالفــات التــي يمكــن مالحظتهــا بــن ‬
‫النظريتــن البنيويــة والتوليديــة يف جمــال درايــة اخلطــأ اللغــوي وفــق التحليــل‬
‫التقابــي مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬يــدل اخلطــأ عــى التطــور لــدى أصحــاب النظريــة التحويليــة‪ ،‬بينــا ‬
‫يــدل عــى الصعوبــات التــي تواجــه متعلــم اللغــة الثانيــة لــدى أصحــاب‬
‫املدرســة البنيويــة‪ ،‬مــع أنــه ال يوجــد تناقــض بــن األمريــن «إذ التطــور ال ينفــي‬
‫الصعوبــات الواقعــة‪ ،‬كــا أن الصعوبــات ال متنــع حــدوث التطــور‪ ،‬فبإزالتهــا‬
‫حيــدث التطــور»(((‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واضحــة عنــد أصحــاب املدرســة‬ ‫ٍ‬
‫بطريقــة‬ ‫ ‪-‬تتــم معاجلــة األخطــاء‬
‫البنيويــة؛ وذلــك باإلكثــار مــن التدريبــات يف مواطــن الصعوبــة‪ ،‬بينــا مل هيتــم‬
‫أصحــاب املدرســة التوليديــة التحويليــة بالتدريبــات‪ ،‬فلــم يكــن عالجهــم‬
‫واضحــا‪ ،‬بــل اكتفــوا باالهتــام بــاألداء اللغــوي واملقارنــة بــن كيفيــة‬
‫ً‬ ‫لألخطــاء‬
‫تعلــم اللغــة األوىل والثانيــة‪.‬‬

‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬


‫((( نايــف خرمــا وعــي حجــاج‪ ،‬اللغــات األجنبيــة تعليمهــا وتعلمهــا‪ ،‬سلســلة عــامل املعرفــة‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫املجلــس الوطنــي للثقافــة والفنــون واآلداب الكويــت‪1988 ،‬م‪ ،‬ص‪.92- 91‬‬

‫‪751‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية التحليل التقابلي وفوائده‪:‬‬
‫لقــد أدرك املشــتغلون يف ميــدان تعليــم اللغــات أمهيــة التحليــل التقابــي ‬
‫وقيمتــه ابتــداء مــن نــر الدو كتابــه(‪ )linguistique Across cultures‬وقبلــه اآلراء‬
‫التــي طرحهــا (فــريز‪ )Fries‬عــن املــواد التعليميــة الفاعلة‪ ،‬فقــد كتــب فريــز‬
‫قائــا‪« :‬إن أكثــر املــواد فاعليــة هــي تلــك التــي تعــد بنــاء عــى وصــف علمــي‬
‫للغــة املــراد تعلمهــا مــع وصــف مــواز لــه يف اللغــة األصليــة للــدارس»(((‪ .‬وذكر‬
‫روبــرت الدو أن مــن أهــم فوائــد التحليــل التقابــي االنتفــاع بــه يف جمــال إعــداد‬
‫املــواد التعليميــة‪ ،‬وقــد أدت دعوتــه إىل رضورة التحليــل التقابــي إلعــداد املــواد‬
‫التعليميــة وتدريــس اللغــات األجنبيــة إىل عــدد ال ُي ْس ـت ََهان بــه مــن الدراســات‬
‫التقابليــة بــن اللغــات املختلفــة‪.‬‬
‫ويف حقـ�ل تعليمي��ة اللغ��ات أشـ�ارت دراسـ�ات (بلومفيلــد‪ ،‬كراشـ�ن‪،‬‬
‫وانرايــخ)((( إىل أن تعلـ�م اللغـ�ة الثانيـ�ة يف املدرسـ�ة يتأثـ�ر كثي ًـرا بمكتسبــات اللغـ�ة‬
‫األوىل‪ ،‬وجيعـ�ل املتعلـ�م دائـ�م الوقــوع يف أخطــاء قــد ترتاكــم عليــه فتتحــول فيــا ‬
‫بعــد إىل صعوبــات يف تعلــم اللغــة الثانيــة؛ فالفــرد ‪-‬كــا نعلــم‪ -‬يملــك رصيــدً ا‬
‫معرف ًّيــا ولغو ًّيــا وعــادات تعبرييــة اكتســبها واســتوعبها طيلــة ســنواته األوىل‬
‫مــن حميطــه األرسي واالجتامعــي‪ ،‬وهــذه املكتســبات القبليــة مــن البدهيــي أن‬
‫ـة داخــل املدرســة‪ ،‬ويف الوقــت نفســه قــد‬ ‫ـة ثانيـ ٍ‬
‫ـاق لتعلــم لغـ ٍ‬
‫تشــكل قاعــدة انطـ ٍ‬
‫ـة تظهــر يف شــكل تداخــات بفعــل‬ ‫تســبب يف الكثــر مــن األحيــان أخطــاء لغويـ ٍ‬
‫االحتــكاك‪ ،‬فالتداخــل كــا يــرى (جيــورج مونــن‪ )George Mounin/‬أصبــح‬
‫يعنــي «اخلطــأ أو اخللــل اللغــوي الناجــم عــن عــدم تطابــق وتوافــق لغتــن عنــد‬
‫احتــكاك الواحــدة باألخــرى»(((‪.‬‬
‫وفيــا يــي ســنعرض بعــض أخطــاء يف املنتــوج اللغــوي الشــفوي والكتــايب‬
‫لــدى الطلبــة األتــراك‪ ،‬ونحــاول التأكــد ممــا إذا كان مصدرهــا اختالفــات‬
‫كائنــة بــن اللغــة األم واللغــة اهلــدف كــا افــرض ذلــك أصحــاب هــذا‬
‫ـة مصغـ ٍ‬
‫ـرة تدعــم مــا نلخصــه‬ ‫ـة تطبيقيـ ٍ‬
‫املنهــج‪ ،‬وســيكون هــذا العــرض كدراسـ ٍ‬
‫بخصــوص أمهيــة التحليــل التقابــي وفوائــده يف العمليــة التعليميــة التعلميــة‪.‬‬
‫‪1.1‬أخطــاء املســتوى الصــويت‪ :‬لقــد تبــن للباحثــة مــن املحادثــات‬

‫((( حممــد إســاعيل صينــي وإســحاق حممــد األمــن‪ ،‬التقابــل اللغــوي وحتليــل األخطــاء‪ ،‬عــادة‬
‫شــؤون املكتبــات‪ ،‬ط‪ 1‬جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬الريــاض‪ 1986 ،‬ص‪.06‬‬
‫‪(2)Jeanine Treffers-Daller, “Marques des difficultés rencontrées par des migrants arabo-‬‬
‫‪phones dans l’organisation discursive et moyens employés pour les contourner, Revue‬‬
‫‪Plurilinguisme n° 10,1995/9 p.145-101‬‬
‫‪(3) Voir: George Mounin,les problémes théoriques de la traduction,Tel galimard,‬‬
‫‪France :1963,p1-6.‬‬

‫‪752‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫ٍ‬
‫عينــة مــن متعلمــي اللغــة العربيــة مــن‬ ‫الشــفوية والكتابيــة التــي أجرهتــا مــع‬
‫األتــراك‪ ،‬أهنــم خيطــؤون نطــق وكتابــة بعــض أصــوات اللغــة العربيــة حــن ‬
‫هيمــون بتلفــظ أو كتابــة بعــض الكلــات العربيــة التــي حتــوي أحــد هــذه‬
‫األصــوات‪ ،‬وقــد وجــدت الباحثــة أن األخطــاء الصوتيــة يف األداءات الكتابيــة‬
‫والشــفوية للمتعلمــن األتــراك انحــرت يف‪:‬‬
‫•االستبدال اخلاطئ بني األصوات‪.‬‬ ‫ ‬
‫•خطــأ إطالــة الصوائــت القصــار أو مــا يســمى اإلشــباع اخلاطــئ‬ ‫ ‬
‫للحركــة‪.‬‬
‫•خطأ تقصري احلركات (الصوائت)‪.‬‬ ‫ ‬
‫ويف اجلــدول التــايل بعــض األمثلــة عــن كل نــوع مــن األخطــاء الصوتيــة التــي‬
‫وقــع فيهــا املتعلمــون‪:‬‬
‫تقصري احلركات‬ ‫إطالة احلركات‬ ‫االستب�دال بني األصوات‬

‫الصواب‬ ‫الصواب اخلطأ ‬ ‫اخلطأ‬ ‫الصواب‬ ‫اخلطأ‬

‫يأيت‬ ‫يأت‬ ‫إطار‬ ‫إيطار‬ ‫‪-‬لها طرقات واسعة‬ ‫‪-‬لها ترقات واسعة‬
‫املقاييس‬ ‫املقايس‬ ‫إسطنبول‬ ‫إيسطنبول‬ ‫‪ -‬وتن�اولنا أطعمة‬ ‫‪ -‬وتن�اولنا أتعمة‬
‫األيدي‬ ‫األيد‬ ‫الطريق‬ ‫الطاريق‬ ‫لذيذة‬ ‫لذيذة‬
‫البد‬ ‫لبد‬ ‫السماء‬ ‫الساماء‬ ‫‪-‬ما معىن الصراط؟‬ ‫‪-‬ما معىن السراط؟‬
‫قابلنا‬ ‫قبلنا‬ ‫تقع‬ ‫تقعو‬ ‫‪-‬سافرت إليها مرتني‬ ‫‪ -‬صافرت اليها‬
‫‪-‬ولما وصلنا إىل‬ ‫مرتني‬
‫سافرت‬ ‫سفرت‬ ‫دوره‬ ‫دورهو‬
‫إسطنبول أضعنا‬ ‫‪-‬ولما وصلنا إىل‬
‫االستقبال‬ ‫االستقبل‬ ‫لم يستطع‬ ‫لم يستطيع‬
‫الطريق‬ ‫إسطنبول‬
‫تقسيمات‬ ‫تقسمات‬ ‫لم يعط‬ ‫لم يعطي‬
‫‪-‬وانزترنا يف ذلك‬ ‫أدعنا الطريق‬
‫ينتهي‬ ‫ينت�ه‬ ‫لكن‬ ‫الكن‬
‫املكان‬ ‫‪ -‬وانزترنا يف ذلك‬
‫حتكي‬ ‫حتك‬ ‫هؤوالء‬ ‫هاؤواليئ‬ ‫ً‬ ‫املكان‬
‫طويل‬
‫هذا‬ ‫هذا‬ ‫ً‬
‫طويل‬
‫لذلك‬ ‫لذالك‬

‫وصف وتفسري األخطاء‪:‬‬


‫يظهــر مــن األمثلــة املســاقة عــن األخطــاء الصوتيــة للمتعلمــن أهنــا‬
‫ٍ‬
‫صامــت آخــر؛‬ ‫ٍ‬
‫بحــرف‬ ‫ٍ‬
‫صامــت‬ ‫ٍ‬
‫حــرف‬ ‫تــراوح بــن أخطــاء اســتبدال‬
‫كاســتبداهلم صــوت الطــاء (ط) بالتــاء (ت)‪ ،‬واســتبداهلم الصــاد (ص) بالســن ‬
‫(س)‪ ،‬والضــاد (ض) بالــدال (د)‪ ،‬والظــاء (ظ) بالزيــن (ز)‪ ،‬وأخطــاء إطالــة‬

‫‪753‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫خاطئــة حلــروف املــد‪ ،‬وأخطــاء تقصــر احلــركات بحــذف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫بزيــادة‬ ‫احلــركات‬
‫حــرف مــد تقتضيــه الكلمــة‪ ،‬والســبب الــذي جيعــل املتعلمــن يقعــون يف هــذه‬
‫األخطــاء هــو االختالفــات الصوتيــة املوجــودة بــن لغتــي املتعلــم‪ :‬اللغــة األم‬
‫واللغــة العربيــة التــي يــروم تعلمهــا‪ ،‬وهــو الســبب األرجــح لتفســر هــذا النــوع‬
‫مــن األخطــاء؛ فعنــد إجــراء حتليــل تقابــي بــن العربيــة الفصحــى واللغــة الرتكية‬
‫عــى املســتوى الصــويت‪ ،‬نالحــظ جمموعــة مــن االختالفــات الصوتيــة بينهــا ‬
‫خاصــة يف مســتوى النطــق ببعــض الفونيــات التــي تــكاد تنعــدم يف التخاطــب‬
‫ـرا مــا توقــع املتعلــم‬
‫اليومــي يف لغــة منشــأ املتعلمــن‪ ،‬وهــذه االختالفــات كثـ ً‬
‫ـا تقابل ًّيــا بــن اللغــة العربيــة واللغــة‬‫يف أخطــاء فونولوجيــة‪ ،‬فــإذا أجرينــا حتليـ ً‬
‫الرتكيــة عــى املســتوى الصــويت‪ ،‬وجدنــا اختال ًفــا بينهــا يف العديــد مــن املســائل‬
‫الصوتيــة؛ فف��ي الرتكيــة يوجــد ثامنيــة صوائــت‪ ،‬بينــا يوجــد يف العربيــة ســتة‬
‫صوائــت ختتلــف عــن صوائــت اللغــة الرتكيــة‪ ،‬فالصوائــت العربيــة ثالثــة‪،‬‬
‫ثالثــة صوائــت قصــرة ومتثلهــا احلــركات‪ ،‬وثالثــة طويلــة متثلهــا حــروف املــد‪،‬‬
‫والتشــابه يقــع مــع الصوائــت القصــرة ممــا خيتــر التشــابه إىل ثالثــة فقــط‪،‬‬
‫فالفتحــة القصــرة تقابــل ( ‪ )a/e‬وتقابــل الضمــة القصــرة (‪ ،)u‬وتقابــل الكــرة‬
‫القصــرة (‪ ،((( )i‬وهلــذا ال نجــد يف اللغــة الرتكيــة صوائــت طويلــة‪ ،‬وباملقابــل‬
‫ال نعثــر عــى مقابــل لبعــض احلــروف الصائتــة يف اللغــة الرتكيــة كجــرف (‪)U‬‬
‫وحــرف (‪ )O‬وحــرف (‪ ،)o‬ويضــاف إىل ذلــك أن احلــروف الصائتــة يف الرتكيــة‬
‫ـا احلــرف (‪ )U‬وحــرف (‪ ،)O‬واحلــرف (‪ )u‬يشــبه‬ ‫قريبــة اللفــظ مــن بعضهــا‪ ،‬فمثـ ً‬
‫احلــرف (‪ ،)o‬واحلــرف (‪ )i‬يشــبه احلــرف (‪ ،)I‬وهــذا االختــاف يف عــدد الصوائــت‬
‫بــن اللغتــن وتشــاهبها يف اللغــة الرتكيــة أدى إىل ختبــط يف لفــظ بعــض احلــروف‬
‫فحــرف الــواو يف اللغــة العربيــة ينطقونــه أحيا ًنــا (‪ ،)U‬وأحيا ًنــا أخــرى (‪ ،)O‬وتــار ًة‬
‫ينقونــه (‪ ،)o‬وأحيا ًنــا(‪ ،)u‬فعندمــا يلفظــون كلمــة (يعملــون) نجــد اللفــظ بنحــو‬
‫إىل تفخيــم الــواو (‪ ،)o‬ومــر ًة بنحــو إىل فــرش الشــفتني ف ُيلفــظ (‪ )U‬وإذا جــاء حر ًفــا‬
‫ـتقل يلفظونــه (‪ ((()v‬فهــذه االختالفــات الصوتيــة الكائنــة بــن اللغتــن هــي‬ ‫مسـ ًّ‬
‫التــي توقــع املتعلمــن يف اخلطــأ‪.‬‬
‫ومــن األســباب التــي جتعــل املتعلمــن يقــرون احلــركات القصــار‬
‫وحيذفــون حر ًفــا أصل ًّيــا مــن الكلمــة؛ فذلــك عائــدٌ إىل عــدم إيفــاء املتعلــم حــق‬
‫احلركــة مــن الطــول خــال نطقــه وكتابتــه هلــا‪ .‬كــا أننــا ال نعلــم ســبب حــذف‬
‫الطالــب حــرف العلــة مــن الفعــل [ينتــه‪ ،‬حتــك‪]...‬؛ إذ األفعــال يف ســياقاهتا مل‬
‫تســبق بــأداة جــز ٍم توجــب حــذف حــرف العلــة منهــا‪ ،‬لذلــك قــد يكــون ســبب‬
‫((( أمــر اهلل إيشــكر‪ ،‬األصــوات اللغويــة يف الرتكيــة والعربيــة « دراســة تقابليــة « ص‪ ،75‬وحممــد هنكر‬
‫تعلبــم قواعــد اللغــة الرتكيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬ترمجــة حممــد حقــي صوتشــن دار أنكــن‪،2003 ،‬‬
‫ص‪.40‬‬
‫((( أمحد دياب‪ ،‬املشاكل التي تواجه األتراك يف تعليم اللغة العربية واملقرتحات ص‪.24‬‬

‫‪754‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫تقصــر املتعلمــن للحــركات وحذفهــم حر ًفــا مــن الكلمــة‪ ،‬هــو «عــدم متثلهــم‬
‫الطــول املناســب للحــركات الطــوال»(((‪ .‬وقــد يكــون للقــراءة والكتابــة الرسيعة‬
‫عالقـ ٌة بإفقــاد احلــركات حقهــا مــن التصويــت‪ ،‬ومــن ثمــة عــدم حتقيــق اإلشــباع‬
‫الــذي تقتضيــه احلركــة‪ ،‬فهــذا مــا جيعــل الطالــب يقــع يف خطــأ حــذف املــد مــن‬
‫الكلمــة‪.‬‬
‫وحــروف املــد ملــا كانــت تابعـ ًة للحــركات‪ ،‬أي تصنــف ضمــن مصوتــات‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬يعمــد بعــض الطلبــة إىل إمهــال كتابتهــا كــا هيملــون احلــركات‬
‫يف الشــكل‪ ،‬وخاصــة أن نظــام الكتابــة العربيــة يعتمــد عــى الصوامــت‪ ،‬لذلــك‬
‫يكتفــي الطالــب بكتابــة الصوامــت‪ ،‬أمــا املــد فيعتــره مــن احلــركات التــي هتمــل‬
‫غال ًبــا يف الكتابــة‪.‬‬
‫ـة‪ ،‬كالتــرع‪،‬‬ ‫وقــد يكــون وراء األخطــاء نفســها أســباب أخــرى غــر لغويـ ٍ‬
‫ٌ‬
‫والقلــق‪ ،‬واحلديــث أثنــاء الكتابــة أو اعتيــاد املتعلــم كتابتهــا بالشــكل اخلطــأ منــذ‬
‫املراحــل األوىل مــن تعلمــه دون أن ُينَ َّب ـ َه إىل خطئــه ودون أن تقــدم لــه التغذيــة‬
‫الراجعــة والتصحيــح اآلين الــازم‪ ،‬فينمــو اخلطــأ معــه وختتــزن ذاكرتــه الصــورة‬
‫ـح‪ ،‬يتحجــر‬ ‫الكتابيــة اخلاطئــة‪ ،‬ومــع مــرور الوقــت وتكــرر اخلطــأ دون تصحيـ ٍ‬
‫اخلطــأ يف ذهنــه‪.‬‬
‫ويســتطيع املتعلــم أن يتفــادى الوقــوع يف مثــل هــذا النــوع مــن اخلطــأ إذا‬
‫بينــا لــه أن احلــرف يســتعمل بمعنــى الوحــدة اخلطيــة‪ ،‬فقــد يكــون ًّ‬
‫دال عــى ‬
‫دال عــى مــد مثــل األلــف يف (قــال)‪ ،‬أو ال‬‫صــوت مثــل القــاف‪ ،‬يف (قــل)‪ ،‬أو ًّ‬
‫ٍ‬
‫صــوت مثــل األلــف واالم يف (الــدار) ‪.‬‬
‫(((‬
‫دال عــى أي‬ ‫يكــون ًّ‬
‫أمــا ســبب خطــأ إطالــة احلــركات بزيــادة مــد ال حاجــة للكلمــة إليــه؛‬
‫راجــع إىل إشــباع املتعلمــن للصوائــت‪ ،‬إذ يشــبعون حركــة الكــرة‬ ‫ٌ‬ ‫فذلــك‬
‫بزيــادة يــاء مــد‪ ،‬كــا يف كلمــة‪[ :‬إيطــار‪ ،‬إيســطنبول]‪ ،‬ويشــبعون حركــة الضمــة‬
‫بزيــادة واو مــد كــا فعــل الطلبــة يف كلمــة‪ [ :‬تقعــو‪ ،‬هلــو‪ ،‬دورهــو‪ ،‬توفيــد]‪،‬‬
‫وكذلــك يشــبعون حركــة الفتحــة بزيــادة ألــف مــد كــا يف كلمــة‪[ :‬الســاماء‪،‬‬
‫الطاريــق‪ ،‬الســناوات‪ ،‬دعــاوات‪ .]،‬فهــذه الزيــادات تعــد أخطــاء صوتي ـ ًة‪ ،‬مــا‬
‫كانــت الكلــات بحاجـ ٍ‬
‫ـة إليهــا وال وجــود ملــرر جييــز إضافتهــا‪ ،‬وزيــادة الطالــب‬
‫للمــد ناتــج عــن إشــبا ٍع خاطــئ للحركــة‪ ،‬والكتابــة الصحيحــة للكلــات تكــون‬
‫هبــذا الشــكل‪:‬‬
‫والســبب الــذي نفــر بــه زيــادة الطالــب للمــد يف مثــل الكلــات الســابقة‪،‬‬
‫((( ينظر املرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫((( حــركات مصطفــى‪ ،‬الكتابــة والقــراءة وقضايــا اخلــط العــريب‪ ،‬ط‪ ،1‬املكتبــة العرصيــة صيــدا‪،‬‬
‫بــروت‪1988 ،‬م ص ‪.12‬‬

‫‪755‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫هــو عــدم متييــزه بــن احلــروف واحلــركات‪ ،‬وبــن احلــركات الطويلــة واحلــركات‬
‫ـرة مــن جنســها‪.‬‬ ‫ـة وأخــرى قصـ ٍ‬ ‫ـة طويلـ ٍ‬
‫القصــرة‪ ،‬هلــذا نجــده خيلــط بــن حركـ ٍ‬
‫وقــد يعــزى ســبب اخلطــأ نفســه إىل نــرة احلــرف يف غــر موضعــه‪ ،‬حيــث خيطــئ‬
‫الطالــب فيزيــد مــن طــول احلركــة حــن النطــق هبــا حتــى تبــدو لــه تلــك الزيــادة‬
‫مــدًّ ا البــد مــن حتقيقــه كتاب ًّيــا‪ ،‬كــا قــد يوعــز اخلطــأ نفســه إىل اختــاف النــر ‬
‫ـر مــن أخطــاء هــذا‬ ‫واملقاطــع بــن اللغــة العربيــة املتعلمــة ولغــة أم الطلبــة‪ .‬وكثـ ٌ‬
‫النــوع تعــود إىل مراحــل التعلــم األوىل للطالــب وتنمــو معــه دون أن ينبــه إليــه‪،‬‬
‫ودون أن تقــدم لــه التغذيــة الراجعــة‪ ،‬فيشــكل ذلــك مــا يســمى باخلطــأ املتحجر‪.‬‬
‫والســبب الــذي جيعــل الطلبــة يزيــدون حر ًفــا يف مثــل الفعــل‪[ :‬مل يســتطيع‪،‬‬
‫مل يعطــي] هــو عــدم انتباههــم إىل احلالــة اإلعرابيــة لتلــك األفعــال؛ فاألفعــال يف‬
‫أمثلــة الطلبــة وردت يف ســياقاهتا جمزوم ـ ًة بحــرف اجلــزم (مل)‪ ،‬وذلــك يســتدعي‬
‫حذف(اليــاء) منهــا من ًعــا اللتقــاء ســاكنني‪ .‬فتكتــب عــى هــذا النحــو‪[ :‬مل‬
‫يســتطع‪ ،‬مل يعــط]‪ .‬وهــذا النــوع مــن األخطــاء ســببه عــدم انتبــاه الطالــب يف‬
‫معظــم األحيــان إىل مثــل ســياقات تلــك األفعــال مــن حيــث حاالهتــا اإلعرابيــة؛‬
‫ولذلــك يعامــل الفعــل املعتــل معاملــة الصحيــح‪ .‬وقــد يكــون الطالــب عــى ‬
‫درايــة بلــزوم حــذف حــرف العلــة يف لفعــل املضــارع املجــزوم‪ ،‬ومــع ذلــك‬ ‫ٍ‬
‫يبقــي عليــه‪ ،‬ألنــه اعتــاد أن يطبــق القاعــدة عــى الفعــل املعتــل اآلخــر الــذي‬
‫يظهــر يف آخــره حــرف العلــة فقــط‪ ،‬فــإن مل يظهــر حــرف العلــة يف هنايــة الفعــل‬
‫ـا‪ ،‬ومل يطبــق القاعــد عليــه‪ ،‬وذلــك مــا فعــل‬ ‫كآخــر حــرف‪ ،‬مل يعتــر الفعــل معتـ ًّ‬
‫الطالــب مــع الفعــل (يســتطيع‪ ،‬يريــد)‪ ،‬ومــع الفعــل املعتــل الــذي يتصــل بــه‬
‫ضمــر كحــال الفعــل (يعطيــه يعرتهيــا)‪.‬‬
‫بينــا يعــود ســبب خطــأ زيــاد الطلبــة املــد يف مثــل كلمــة‪[ :‬هــاذا‪،‬‬
‫فذلكــ راجــع إىل اعتامدهـ�م الــكيل عــى حاســة‬
‫ٌ‬ ‫هاؤوالئ��ي‪ ،‬ذال��ك‪ ،‬الك��ن]؛‬
‫الســمع أثنــاء كتابتهــا؛ فعنــد التلفــظ هبــا يلتقــط األذن صــوت مــدٍّ واضــح بعــد‬
‫حــرف «اهلــاء» «وبعــد « الــذال» و»االم» يف مثــل كلمــة‪( :‬هــذا هــؤالء‪ ،‬لكــن)‪،‬‬
‫وهــو مــا جيعــل املتعلــم حيقــق هــذا املــد كتابــة يف صــورة ألــف (ا)‪ .‬واحلقيقــة‬
‫أن هــذه الكلــات ال يعتمــد يف كتابتهــا عــى النطــق والســاع‪ ،‬وال عــى قاعـ ٍ‬
‫ـدة‬
‫ـة حمـ ٍ‬
‫ـددة‪ ،‬وإنــا يعتمــد يف كتابتهــا عــى التذكــر البــري لصورهتــا املخزنــة‬ ‫إمالئيـ ٍ‬
‫يف ذهــن الطالــب بعــد تكــرر مالحظتهــا وتــدرب العــن عــى صورهتــا الكتابيــة‬
‫الصحيحــة؛ ألن صورهتــا اخلطيــة ختتلــف عــن صورهتــا الســمعية‪ .‬وقــد أشــار‬
‫دي سيســور إىل هــذه الظاهــرة‪ ،‬عندمــا حتــدث عــن تشــويه املكتــوب للمنطــوق‬
‫واضحــا‪ (((.‬ونحــن نشــبه ذلــك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متثيــا‬ ‫وقصــور الكتابــة عــن متثيــل املنطــوق‬

‫((( ينظــر‪ :‬كتــاب الطيــب دبــة‪ ،‬مبــادئ اللســانيات البنويــة (دراســة حتليليــة ابســتمولوجية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫القصبــة للنــر‪ ،‬اجلزائــر‪ 2001 ،‬ص‪.25‬‬

‫‪756‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫باحلــاالت الشــاذة عــن النظــام الصــويت يف الكتابــة العربيــة‪ ،‬أيــن زيــدت إىل‬
‫بعــض الكلــات العربيــة حــروف تنطــق وال تكتــب‪ .‬وهــي احلــاالت التــي‬
‫شــذت فيهــا كتابــة الكلــات الســابقة عــن النظــام الصــويت للغــة العربيــة الــذي‬
‫جيعــل لــكل صـ ٍ‬
‫ـوت مســمو ٍع صــور ًة خطي ـ ًة‪ .‬وهــذا النــوع مــن الكلــات التــي‬
‫ختتلــف كتابتهــا عــن نطقهــا ُعــدَّ ْت مــن مشــكالت الكتابــة العربيــة(((‪.‬‬
‫ومــن األســباب التــي توقــع املتعلمــن يف األخطــاء الصوتيــة‪ ،‬عــدم‬
‫التدريــب الــكايف للمتعلمــن عــى حتقيــق املخــرج الصحيــح لألصــوات العربية‪،‬‬
‫فذلــك يشــكل صعوبــة حتكــم املتعلمــن األتــراك يف بعــض األصــوات العربيــة‬
‫وهــو مــا يفــر ميلهــم الدائــم إىل اســتبدال صــوت بآخــر‪ ،‬أو إطالــة حركــة‪ ،‬أو‬
‫تقصريهــا‪ .‬‬

‫‪- 2‬أخطاء املستوى الصريف‪:‬‬


‫ـص‪،‬‬ ‫ـادة أو نقـ ٍ‬‫وهــي األخطــاء التــي متــس بنيــة الكلمــة العربيــة ســواء بزيـ ٍ‬
‫ممــا يؤثــر يف مبناهــا ومعناهــا‪ .‬لقــد اتبــع بعــض مــدريس األتــراك ســاب ًقا طر ًقــا‬
‫عجيب ـ ًة يف حفــظ بعــض التصاريــف‪ ،‬فكانــت عمليــة احلفــظ أشــبه بحاسـ ٍ‬
‫ـوب‬
‫وخصوصــا عندمــا تتــرف األفعــال مــع ضمــر ‬ ‫ً‬ ‫ـاز إلكــروين ناطـ ٍ‬
‫ـق‪،‬‬ ‫آ ٍّيل‪ ،‬أو جهـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫النســاء الغــر موجــود يف اللغــة الرتكيــة‪ ،‬وخاصــة يف حالتــي املثنــى واجلمــع‪،‬‬
‫وتكــر املشــكلة عندمــا يبــدأ الطالــب باخللــط بــن ترصيــف الفعــل يف حالــة‬
‫ـة أخــرى تنــوع‬ ‫ـة ومــن جهـ ٍ‬‫املــايض وترصيفــه ويف حالــة املضــارع‪ ،‬هــذا مــن جهـ ٍ‬
‫ـذف‬‫الفعــل املضــارع يف حالــة الرفــع والنصــب واجلــزم‪ ،‬ومــا يلــزم عليــه مــن حـ ٍ‬
‫ألحــرف العلــة ونــون األفعــال اخلمســة‪ ،‬وتــزداد مســألة تصاريــف األفعــال‬
‫ـا الفعــل (قــال) يف املــايض‬ ‫صعوبـ ًة يف حــال وجــود حــرف علــة يف الفعــل‪ ،‬فمثـ ً‬
‫يســقط حــرف العلــة فيصبــح (قلــت)‪ ،‬ويف املضــارع تتحــول األلــف إىل واو‬
‫فيصبــح (يقــول)‪ ،‬وليــس هــذا فحســب‪ ،‬بــل إن الفعــل املضــارع ال خيضــع‬
‫ـة عنــد صياغتــه مــن الفعــل املــايض‪ ،‬فكثــرة شــواذ الفعــل املضــارع‬ ‫لقواعــد ثابتـ ٍ‬
‫تشــتت عقــل الطالــب وتقــف عثــرة يف وجــه املعلــم (‪.)1‬‬
‫وقــد عاجلــت الدراســة حتليــل األخطــاء الرصفيــة بعــد تصنيفهــا إىل أخطــاء‬
‫يف بنيــة الكلمــة‪ ،‬ومنهــا‪:‬‬
‫ ‪-‬التذكري والتأنيث‪:‬‬
‫ظاهــرة التذكــر والتأنيــث يف اللغــة العربيــة حتكــم جــل مفرداهتــا‪ ،‬فالتذكري‬
‫ـي؛ فهنــاك اجلانــب اللفظــي‪ ،‬واجلانــب املعنــوي‪،‬‬ ‫رصيف جـ ٌّ‬
‫ٌّ‬ ‫ـوع‬
‫والتأنيــث موضـ ٌ‬

‫((( ينظر‪ :‬حسن شحاتة‪ ،‬تعليم اإلمالء يف الوطن العريب (أسسه وتقويمه وتطويره)‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪757‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ويصعــب إدراك اخلــط الفاصــل بــن املذكــر واملؤنــث يف التســميات‪ ،‬وربــا ‬


‫ُأحلقــت عالمــة التأنيــث باملذكــر‪ ،‬وهبــذا يكــون االلتبــاس اللفظــي‪ ،‬وممــا يزيــد‬
‫الصعوبــة يف هــذا املنحــى أنــه يتقاطــع مــع أبــواب رصفيــة ونحويــة أخــرى(((‪.‬‬
‫ويف احلقيقــة إن قواعــد املذكــر واملؤنــث غــر آمنـ ٍ‬
‫ـة للســر عليهــا‪ ،‬فاملعلــم‬
‫منــذ البدايــة يوضــح للطــاب أن األســاء املنتهيــة بالتــاء املربوطــة وباأللــف‬
‫مــن األســاء املؤنثــة‪ ،‬لكــن املســألة يصعــب توضيحهــا يف األســاء التــي تكــون‬
‫مؤنثــة وال يوجــد فيهــا تــاء وال ألــف‪ ،‬فهنــا يبــدأ اخلبــط والتداخــل والــذي‬
‫يزيــد املســألة تعقيــدً ا كثــرة أقســام املؤنــث(‪ .)2‬فهنــاك املؤنــث احلقيقــي واملؤنــث‬
‫املعنــوي واملؤنــث املجــازي واملؤنــث اللفظــي‪ .‬والطلبــة األتــراك ليســوا متعودين‬
‫عــى املذكــر واملؤنــث يف لغتهــم فــكل األســاء تُعامــل معامل ـ ًة واحــدةً‪ .‬وتــرز‬
‫صعوبــة هــذه املســألة يف نقــاط‪:‬‬
‫‪ -‬عدم مطابقة اسم اإلشارة لالسم املشار إليه‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم املطابقــة يف املبتــدأ واخلــر والصفــة واملوصــوف‪ ،‬وتذكــر الفعــل‬
‫مــع االســم املؤنــث‪ ،‬وتأنيــث الفعــل مــع االســم املذكــر‪.‬‬
‫‪ -‬إرجاع الضمري املذكر إىل املؤنث‪ ،‬وإرجاع الضمري املؤنث إىل املذكر‪.‬‬
‫‪ -‬مسألة العدد حيث نجد التخبط قد وصل إىل الذروة‪.‬‬
‫ـرا‪ ،‬فاالســم يف املفــرد مذكــر‬
‫‪ -‬يف األســاء املذكــورة التــي جتمــع مج ًعــا مكـ ً‬
‫لكــن حــن جيمــع يتحــول إىل مؤنــث‪.‬‬
‫إن الطالــب الرتكــي ال يســتطيع أن جيمــع يف رأســه أشــتات هــذه املســألة‪،‬‬
‫ويف نفــس الوقــت املعلــم ال يوجــد يف يــده يش ٌء‪ ،‬فاملســألة منــذ القديــم ُألــف‬
‫فيهــا جمموعــة مــن الكتــب؛ ألن أصحاهبــا علمــوا صعوبتهــا وإشــكاهلا‪ .‬وهكــذا‬
‫فــإن املســألة تقــف عقبــة يف طريــق العمليــة التدريســية(((‪.‬‬

‫((( حممــد حســن‪ ،‬تعليــم التذكــر والتأنيــث للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة‬
‫الدراســات العليــا‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أمحد دياب‪ ،‬املشاكل التي تواجه األتراك يف تعليم اللغة العربية واملقرتحات‪ .‬ص ‪.36‬‬

‫‪758‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫جاءت أمي معنا إىل إسطنبول‬ ‫جاء أمي معنا إىل إسطنبول‬ ‫‪-‬تذكري الفعل وتأنيثه‬
‫‪-‬تذكري الفعل حيث‬
‫شــاهد أصدقائــي األســواق‬ ‫شاهدت أصدقائي‬ ‫يقتيض السياق‬
‫اجلميلــة‬ ‫األسواق اجلميلة‬ ‫‪-‬تأنيثه أي إسقاط‬
‫عالمات التأنيث‬
‫نزلت الطيارة يف املدينة‬ ‫نزل الطيارة يف املدينة‬

‫كانت املطاعم نظيفة‬ ‫كان املطاعم نظيقة‬

‫إسطنبول بعيدة من أديامان‬ ‫إسطنبول بعيد من أديامان‬ ‫تذكري االسم حيث يقتيض ‬
‫السياق تأنيثه‪ ،‬أي إسقاط‬
‫مساجد مجيلة جدًّ ا‬ ‫مساجد مجيل جدًّ ا‬ ‫عالمات التأنيث‬

‫إسطنبول مدينة مجيلة‬ ‫إسطنبول مدينة مجيل‬


‫قمنا برحلة مجيلة‬ ‫قمنا برحلة مجيل‬
‫بعد عرشة أيا ٍم‬ ‫بعد عرش أيا ٍم‬ ‫اخلطأ رصيف‬ ‫تذكري العدد‪ ،‬حيث‬
‫ذهبنا مخسة أصدقاءٍ‬ ‫ذهبنا مخس اصدقاء‬ ‫يقتيض السياق تأنيثه‬

‫هذه مدينة إسطنبول‬ ‫هذا مدينة إسطنبول‬ ‫تذكري اسم اإلشارة حيث‬
‫جتولنا يف هذه األسواق‬ ‫جتولنا يف هذا األسواق‬ ‫يقتيض السياق تأنيثه‬
‫رأيت هذا النجاح‬ ‫رأيت هذه النجاح‬ ‫تأنيث اسم اإلشارة حيث‬
‫يقتيض السياق تذكريه‬
‫هذا البحر كبري‬ ‫هذه البحر كبرية‬
‫االزدحام مشكلة كبرية‬ ‫االزدحام مشكلة كبري‬ ‫تذكري الصفة التي يقتيض ‬
‫السياق تأنيثه‬

‫يف األسواق الوطنية لرتكيا‬ ‫يف األسواق الوطني لرتكيا‬

‫تعمل احلكومة عىل التقدم‬ ‫يعمل احلكومة عىل التقدم‬ ‫تأنيث الفعل املذكر‬
‫وتأنيثه‬

‫‪759‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وصف وتفسري األخطاء‪:‬‬


‫التعريف والتنكري‪:‬‬
‫تعــد هاتــان الظاهرتــان حمــور االتســاق يف النــص واجلملــة‪ ،‬ملــا هلــا مــن ٍ‬
‫أثر‬
‫ـكل أخــص‪ ،‬فاللفــظ حيــدد املعنــى واهلــدف‬ ‫يف الرتاكيــب اللغويــة‪ ،‬واللفــظ بشـ ٍ‬
‫املتبقــي‪« .‬أل» يف العربيــة حــرف‪ ،‬وهــي مــن العالمــات التــي خيتــص هبــا االســم‬
‫دون الفعــل‪ ،‬وتدخــل عــى النكــرة فتفيــده التعريــف‪.‬‬
‫نجــد حــذف أل التعريــف مــن الصفــة التــي يقتــي الســياق تعريفهــا‬
‫أو االســم املوصــوف بــأل‪ ،‬عــاوة عــى ذلــك إضافــة أل التعريــف إىل الصفــة‬
‫أساســا يف اللغــة العربيــة أن املضــاف جيــب أن‬
‫الواجــب تنكريهــا‪ ،‬فمــا يشــكل ً‬
‫يكــون نكــرة واملضــاف إليــه معرفــة‪ ،‬وقــد خيــرج املتعلــم الرتكــي القاعــدة يف‬
‫تعريفــه للمضــاف الواجــب تنكــره‪ ،‬وتنكــر املضــاف إليــه الواجــب تعريفــه‪،‬‬
‫وتعــزى هــذه األخطــاء إىل التداخــل اللغــوي بــن اللغتــن‪ ،‬فالرتكيــة ال توجــد‬
‫فيهــا أل التعريــف‪ ،‬لذلــك قــد يســقطها املتعلــم الرتكــي نط ًقــا وكتابــة حيــث‬
‫يقتضيهــا الســياق‪.‬‬
‫اجلدول (‪ )2‬توصيف اخلطأ الرصيف وتوصيفه‬

‫الصواب‬ ‫اخلطأ‬ ‫تصنيف اخلطأ‬ ‫توصيف اخلطأ‬


‫اجلامع الكبري‬ ‫اجلامع كبري‬ ‫حذف أل من الصفة‬
‫مــن أهــم املــدن‬ ‫من أهم مدن كربى‬ ‫التي يقتيض السياق‬
‫ا لكــر ى‬ ‫تعريفه‬
‫نــأكل الســمك‬ ‫يأكل سمك اللذيذ‬ ‫حذف أل من االسم‬
‫ا للذ يــذ‬ ‫املوصوف الذي يقتيض ‬
‫األصدقاء األوفياء‬ ‫أصدقاء األوفياء‬ ‫السياق تعريفه‬
‫يف إســطنبول موقــع يف إســطنبول املواقــع‬
‫ا لسيا حية‬ ‫ا لســيا حية‬
‫اخلطأ رصيف‬

‫األغلــب الطــاب حيبــون أغلــب الطــاب‬ ‫تعريف املضاف الواجب‬


‫حيبــون إســطنبول‬ ‫إســطنبول‬ ‫تنكريه‬
‫املــدن‬ ‫أمجــل‬ ‫األمجل املدن إسطنبول‬
‫إ ســطنبو ل‬
‫أرسيت السعيدة‬ ‫األرسيت السعيدة‬
‫رشبنــا الشــاي وعصــر رشبنــا الشــاي‬ ‫حذف أل من االسم‬
‫و ا لعصــر ‬ ‫و مثلجــة‬ ‫املعطوف الذي يقتيض ‬
‫و ا ملثلجــا ت‬ ‫السياق تعريفه‬

‫‪760‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫ ‪-‬التب�دالت الصوتي�ة‪:‬‬
‫ـة مــن األصــوات‪ ،‬وكل صـ ٍ‬
‫ـوت‬ ‫تتكــون اللغــات يف أساســها مــن جمموعـ ٍ‬
‫مــن األصــوات صفاتــه‪ ،‬مــن حيــث اهلمــس واجلهــر‪ ،‬وهنــاك بعــض الظواهــر يف‬
‫اللغــة العربيــة التــي تقــع يف بــاب التبــدالت الصوتيــة‪ ،‬منهــا اإلبــدال وهــو جعل‬
‫ـرف آخــر‪ ،‬ويقــع اإلبــدال يف احلــروف الصامتــة والصائتــة‪.‬‬ ‫ـرف مــكان حـ ٍ‬ ‫حـ ٍ‬

‫يقــع اإلبــدال القيــايس يف صيغــة (افتعــل) ومشــتقاهتا‪َ ( :‬ي ْفت َِعـ ُـل‪ ،‬مفتعـ ٌـل‪،‬‬
‫افتعــال‪ ...‬إلــخ)‪ .‬ولإلبــدال طرائــق شــتى‪ ،‬ومــا هيمنــا يف هــذه الدراســة‬
‫احلــاالت التــي تتمثــل مــن خالهلــا أخطــاء داريس اللغــة العربيــة مــن غــر أهلهــا‬
‫يف صيغة(ا ْف َت َع َ‬
‫ــل)(((‪.‬‬
‫اجلدول (‪ )3‬التبدالت الصوتية‬

‫الصواب‬ ‫اخلطأ‬ ‫توصيف اخلطأ‬


‫مــع‬ ‫مــع اجتمعــت‬ ‫اوجتمعــت‬ ‫عدم إبدال الواو يف صيغة افتعل تاء حيث‬
‫صد يقــا يت‬ ‫صد يقــا يت‬ ‫يقتيض ذلك‬
‫اشرتاك العمل‬ ‫اوشرتاك العمل‬
‫ازدهــرت تركيــا‬ ‫ازهترت تركيا جدًّ ا‬ ‫عدم إبدال تاء افتعل ً‬
‫دال حيث تقتيض البنية‬
‫جــدًّ ا‬ ‫الرصفية ذلك‪.‬‬
‫اتــأت عــى أثــار اطلعــت عــى األثــار‬‫ُ‬ ‫عدم إبدال تاء افتعل طاء‪.‬‬
‫ا لعثام نية‬ ‫عثــا ين‬

‫ـرف آخــر مــن جنســه‪ ،‬بحيــث يصريان‬ ‫ـرف يف حـ ٍ‬‫اإلدغــام‪ :‬وهــو إدخــال حـ ٍ‬
‫حر ًفــا مشــد ًدا َّ‬
‫ســاه ســيبويه اإلدغــام حينًــا واإلخفــاء حينًــا آخــر(((‪ ،‬ومــن‬
‫أخطــاء الطــاب يف هــذا البــاب الــريف عــدم فــك اإلدغــام عنــد اســناد الفعــل‬
‫املــايض الثالثــي املضعــف إىل ضامئــر الرفــع املتحركــة‪.‬‬

‫((( النجــران‪ ،‬وجاســم‪ ،‬حتليــل األخطــاء الكتابيــة يف بعــض الظواهــر النحويــة يف كتابــات الطــاب‬
‫غــر الناطقــن بالعربيــة‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية املدينــة املنــورة‪2013 ،‬م‪ ،‬وينظــر‪ :‬العجرمــي‪ ،‬وبيــدس‪،‬‬
‫حتليــل األخطــاء اللغويــة لــداريس اللغــة العربيــة للمســتوى الرابــع مــن الطلبــة الكوريــن يف مركــز‬
‫اللغــات ‪ -‬اجلامعــة األردنيــة‪.‬‬
‫((( النجــران‪ ،‬وجاســم‪ ،‬حتليــل األخطــاء الكتابيــة يف بعــض الظواهــر النحويــة يف كتابــات الطــاب‬
‫غــر الناطقــن بالعربيــة‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية املدينــة املنــورة‪2013 ،‬م‪ ،‬وينظــر‪ :‬العجرمــي‪ ،‬وبيــدس‪،‬‬
‫حتليــل األخطــاء اللغويــة لــداريس اللغــة العربيــة للمســتوى الرابــع مــن الطلبــة الكوريــن يف مركــز‬
‫اللغــات ‪ -‬اجلامعــة األردنيــة‪.‬‬

‫‪761‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اجلدول (‪ )4‬اإلدغام‬

‫الصواب‬ ‫اخلطأ‬ ‫توصيف اخلطأ‬


‫مررت عىل والدي‬
‫ُ‬ ‫مر ُت عىل ولدي‬
‫عــدم إبــدال الــواو يف صيغــة افتعــل تــاء َ‬
‫حيــث يقتــي ذلــك‬
‫مددت له يد املساعدة‬
‫ُ‬ ‫مدت له يدي املسعدة‬
‫ُ‬
‫دت احلساب‬
‫سدَ ُ‬ ‫سدَ ُت احلساب‬

‫‪ - 3‬أخطاء املستوى النحوي‪:‬‬


‫ً‬
‫متداخــا باملشــكالت‬ ‫إن الــكالم عــن املشــكالت النحويــة ســيكون‬
‫ألن الــرف هــو جــزء مــن علــم النحــو‪ ،‬وهــو يف كثــرٍ‬ ‫الرصفيــة إىل حــدٍّ كبــر؛ َ‬
‫مــن القضايــا متداخـ ٌـل معــه حتــى إن بعــض املســائل ال يمكــن أن نضعهــا حتــت‬
‫أي مــن العلمــن‪ .‬كــا أنــه علــم خيتــص بتنظيــم الكلــات يف الرتكيــب الواحــد‬
‫ـم بالعالقــة بــن عنــارص اجلملــة‪ ،‬أي أنــه ينظــم‬ ‫ودراســة تركيــب اجلملــة وهيتـ ُّ‬
‫العالقــة بــن أجــزاء الرتكيــب ومكوناتــه‪ .‬ومــن املهــم أن نقــف وقفــة للتفريــق‬
‫بــن بنــاء اجلملــة الرتكيــة والعربيــة لوجدنــا حينهــا أن للغــة الرتكيــة نظا ًمــا‬
‫متفــر ًدا وخمتل ًفــا عــن اللغــة العربيــة‪ ،‬حيــث يكــون الفعــل يف النهايــة والفاعــل‬
‫يف البدايــة‪ ،‬أمــا اجلملــة يف اللغــة العربيــة فإهنــا يف البدايــة تتبــع لنظــام‪ ،‬لكــن‬
‫هــذا النظــام ال يبقــى عــى حالــه؛ ألن اجلملــة العربيــة حمكومــة بقوانــن البالغــة‬
‫ـر مــن‬ ‫العربيــة‪ ،‬مــن تأخــر وتقديــم وحــذف وإضافــة وغــر ذلــك(((‪ ،‬ففــي كثـ ٍ‬
‫األحيــان نــرى الفعــل يف غــر مكانــه‪ ،‬وكذلــك الفاعــل وبقيــة عنــارص اجلملــة‪،‬‬
‫ففــي حــن يقــول الرتكــي‪ Muhammed okula gıttı:‬يســتطيع العــريب أن يقــول‪:‬‬
‫ذهــب حممــد إىل املدرســة‪ ،‬إىل املدرســة ذهــب حممــد‪ ،‬إىل املدرســة حممــد ذهب(((‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬عبد القاهر اجلرجاين‪ ،‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬مكتبة اخلانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص ‪109‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬العجرمــي‪ ،‬وبيــدس‪ ،‬حتليــل األخطــاء اللغويــة لــداريس اللغــة العربيــة للمســتوى الرابــع‬
‫مــن الطلبــة الكوريــن يف مركــز اللغــات ‪ -‬اجلامعــة األردنيــة‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪762‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫اجلدول رقم (‪ )5‬توصيف اخلطأ وتصنيفه ـ املستوى النحوي‬

‫الصواب‬ ‫اخلطأ‬ ‫تصنيف اخلطأ‬ ‫توصيف اخلطأ‬

‫كانت املرأة الرتكية‬ ‫كان الرتكية املرأة‬ ‫تقديم الصفة على املوصوف‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫جاء رجل من العرب‬ ‫من العريب جاء رجل‬
‫وهما طالبان جيدان‬ ‫وهما جيدان طالبني‬
‫جاءت اخلالفة العثماني�ة‬ ‫جاأت العثماين خلفت‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سلمت على أخيه‬ ‫سلمت‬ ‫إلزام األسماء اخلمسة الرفع‬
‫على أخوه‬ ‫ً‬
‫جميعا‬
‫جاء معنا صاحب أبي�ه‬ ‫صاحب أبوه جاء معنا‬
‫يف عشرة ٍ‬
‫أيام‬ ‫يف أيام عشر‬ ‫اخلطأ النحوي‬ ‫تقديم املعدود على العدد‬
‫بقين�ا ثالثة شهور‬ ‫بقين�ا ثالث شهر‬ ‫إلزام العدد هيئ�ة واحدة مهما‬
‫تغري املعدود‪ ،‬وهذه الهيئ�ة‬
‫أخذنا أربع غرف‬ ‫أخذنه أربع غرفة‬
‫هي املذكر‬
‫جاء الرجالن معنا‬ ‫جاء الرجلني معنا‬ ‫إلزام املثىن جمع املذكر‬
‫السالم الياء‬
‫حضر األبوان يف سفرنا‬ ‫حضر األبوين يف سفرنا‬
‫يف حالة الرفع‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫األصدقاء يف‬ ‫األصدقاء يف شارك‬ ‫شاركو‬ ‫«أكلوين‬ ‫لغة‬ ‫استعمال‬
‫الطعام‬ ‫الطعام‬ ‫الرباغيث»‬
‫ً‬
‫كثريا‬

‫تُعــدُّ تلــك األخطــاء نتيجــة تأثــر التداخــل اللغــوي بــن اللغــة العربيــة‬
‫واللغــة الرتكيــة‪ ،‬فاملتعلــم يقابــل نظــام العربيــة وقواعدهــا عــى اللغــة الرتكيــة‪،‬‬
‫ـح يف اجلــدول‪.‬‬ ‫فيقــع يف أخطــاء كــا هــو واضـ ٌ‬
‫كانــت هــذه إذن بعــض األمثلــة عــن أخطــاء الطلبــة األتــراك‪ ،‬وهــي‬
‫ـرة‪ ،‬كشــفت عــن مصــدر مهــم مــن مصــادر اخلطــأ‬ ‫ـة مصغـ ٍ‬ ‫ـة تطبيقـ ٍ‬
‫بمثابــة دراسـ ٍ‬
‫اللغــوي لــدى الطلبــة‪ ،‬وهــو تداخــل نظــام لغــة أم الطلبــة يف نظــام اللغــة العربيــة‬
‫املتعلمــة‪ ،‬ويضــاف إىل هــذا املصــدر‪ ،‬أســباب أخــرى تكــون هــي األخــرى ســب ًبا‬
‫للخطــأ‪ ،‬فيتغــر ســبب خطــأ الطالــب مــن ســبب التداخــل اللغــوي إىل أســباب‬
‫ـدرا كاف ًيــا‬
‫داخــل اللغــة املتعلمــة نفســها‪ ،‬وحيــدث ذلــك حــن ينــال الطالــب قـ ً‬
‫مــن تعليــم اللغــة‪ ،‬وهــذه األســباب هــي عــدم التدريــب الــكايف عــى قواعــد‬
‫ـكل جيعــل الطالــب عار ًفــا ملواضــع تطبيــق القواعــد‪ ،‬وعار ًفــا‬ ‫اللغــة العربيــة‪ ،‬بشـ ٍ‬
‫لقيــود القاعــدة‪ ،‬واســتثناءاهتا‪.‬‬

‫‪763‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫واســتنا ًدا إىل الدراســة التطبيقيــة الســابقة تتجــى لنــا أمهيــة التحليــل التقابيل‬
‫وفوائــده فيــا ييل‪:‬‬
‫‪‬يوضــح لنــا التحليــل التقابــي الطريقــة التــي يمكــن هبــا للغــة األم أن‬
‫تســهل أو تعيــق تعلــم عنــارص معينــة يف اللغــة الثانيــة‪ ،‬ويمكنــه أن يفــر الكثــر ‬
‫مــن األخطــاء اللغويــة التــي يرتكبهــا متعلــم اللغــة الثانيــة أثنــاء حماولتــه أداء‬
‫مــا تعلمــه أو االتصــال فــوق كفايتــه اللغويــة‪ ،‬ولعــل هــذا مــن أهــم جوانــب‬
‫التحليــل التقابــي الــذي ظهــرت فيــه فائدتــه العمليــة يف حقــل تعليميــة اللغــات‪،‬‬
‫يقــول (بوليتــزر‪« :)politzer‬ممــا ال شــك فيــه أن مــن أهــم جمــاالت تطبيــق علــم‬
‫اللغــة مــا نجــده يف مســامهة التحليــل التقابــي‪ ،‬حيــث أنــه يســاعد يف التنبــؤ‬
‫بمشــكالت الدارســن‪ ،‬والرتكيــز عليهــا خصوصــا عنــد تعلــم اللغــات التــي مل‬
‫متــر بتجــارب كبــرة ومنتظمــة يف تدريســها»(((‪.‬‬
‫‪‬يســاعدنا التحليــل التقابــي يف تفســر الكثــر مــن املشــكالت التــي تنشــأ‬
‫عنــد تعلــم لغــات أخــرى‪ ،‬وهــذا مــا أكــده روبــرت الدو‪ R.Lado/‬أحــد زعــاء‬
‫هــذا االجتــاه يف كتابــه (اللســانيات عــر الثقافــات) بقولــه‪« :‬يقــدم هــذا الكتــاب‬
‫حقـ ً‬
‫ـا جديــدً ا متا ًمــا مــن اللســانيات التطبيقيــة وحتليــل الثقافــات يســمى التقابــل‬
‫اللغــوي والثقــايف؛ ليكشــف عــن املشــكالت التــي يواجههــا متعلــم اللغــة‬
‫ـي‬ ‫ٍ‬
‫ـراض علمـ ٍّ‬ ‫األخــرى‪ ،‬ووصــف هــذه املشــكالت»(((‪ ،‬وينطلــق يف ذلــك مــن افـ‬
‫ـة تتوافــق مــع حجــم االختالفــات بــن لغــة‬ ‫ـة ثانيـ ٍ‬
‫أن مشــكالت تعلــم لغـ ٍ‬ ‫مفــاده َ‬
‫ـرا‪،‬‬‫منشــأ املتعلــم واللغــة الثانيــة التــي يريــد تعلمهــا؛ فكلــا كان االختــاف كبـ ً‬
‫كانــت املشــكالت واألخطــاء كثــرةً‪ ،‬وحــن نفهــم طبيعــة هــذا االختــاف‬
‫يتســنى لنــا التنبــؤ باملشــكالت التــي ســتنجم عنــد التطبيــق العمــي يف عمليــة‬
‫التعليــم‪ ،‬ويف الوقــت نفســه يمكننــا أن نفهــم طبيعــة هــذه املشــكالت‪.‬‬
‫‪‬يســاعد التحليــل التقابــي املعلــم ومؤلــف املــواد واملقــررات الدراســية‬
‫يف تقويــم املحتــوى اللغــوي والثقــايف للمقــرر الــدرايس وإعــداد مــواد تعليميــة‬
‫ٍ‬
‫جديــدة‪ ،‬أو متاريــن‬ ‫ٍ‬
‫تعليميــة‬ ‫جديــدة‪ ،‬فاملعلــم حيتــاج أحيانًــا إىل إعــداد مــوا ٍّد‬
‫ـة تســاهم يف تيســر عمليــة التعلــم‪ ،‬ومــن أجــل ذلــك يتعــن عليــه إجــراء‬ ‫إضافيـ ٍ‬
‫دقيــق للصعوبــات التــي تواجــه متعلميــه(((‪ ،‬فاملعلــم يمكنــه عــن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تشــخيص‬
‫ـي بــن لغتــي متعلميــه أن يتعــرف عــى الصعوبــات‬ ‫طريــق إجــراء حتليـ ٍ‬
‫ـل تقابـ ٍّ‬
‫ـو أفضــل‪ ،‬فــا يتفاجــأ هبــا ألنــه أصبــح مــن املمكــن حينهــا‬ ‫التعليميــة عــى نحـ ٍ‬
‫أن يتخــذ مــن الوســائل مــا هــو كفيـ ٌـل بعالجهــا‪.‬‬

‫((( حممد أبو الرب‪ ،‬األخطاء اللغوية يف ضوء علم اللغة التطبيقي‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫((( وليد العنايت‪ ،‬اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص ‪.109-108‬‬
‫((( حممد أبو الرب‪ ،‬األخطاء اللغوية يف ضوء علم اللغة التطبيقي‪ ،‬ص‪.167‬‬

‫‪764‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫ـكل أفضــل‬ ‫ويمكــن للمعلــم أن ينظــم خربتــه التعليميــة ويســتخدمها بشـ ٍ‬


‫مــن خــال اســتثامر نتائــج التحليــل التقابــي‪ ،‬فيتخذهــا كتا ًبــا مرجع ًّيــا لــه‬
‫ولغــره مــن املعلمــن الذيــن ال يعرفــون اللغــات األم للمتعلمــن‪ ،‬ممــا يســاعدهم‬
‫ٍ‬
‫بطريقــة‬ ‫يف توضيــح أكثــر االختالفــات البنيويــة أمهيــة بــن اللغتــن للطلبــة‬
‫ٍ‬
‫واضحــة ومنظمــة(((‪.‬‬
‫وكــا يبــدو فــإن اهلــدف الثــاين للتحليــل التقابــي ‪-‬وهــو اإلســهام يف‬
‫ٍ‬
‫جديــدة‪ -‬هــو يف احلقيقــة ثمــر طبيعيــة للهــدف األول‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫تعليميــة‬ ‫تطويــر مــوا ٍّد‬
‫«فــإذا متكننــا مــن حتديــد مــا نتوقعــه مــن مشــكالت يف ضــوء املقابلــة اللغويــة‬
‫ٍ‬
‫دراســية تواجــه هــذه‬ ‫بــن لغتــي املتعلــم‪ ،‬أمكننــا ذلــك مــن تطويــر مــوا ٍّد‬
‫املشــكالت ابتــداء»(((‪.‬‬
‫قــد ال يقتنــع املعلمــن أحيا ًنــا بكتــاب مقــرر للدراســة‪ ،‬فــرى أنــه بحاجــة‬
‫ـورة تفــي وتلبــي حاجيــات طالبــه‪ ،‬فــإذا‬ ‫ـة ومتطـ ٍ‬ ‫ـة إضافيـ ٍ‬
‫إىل إعــداد مــواد تعليمـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫كان هــذا املعلــم قــد أ َعــد مقارنــة حتليليــة تقابليــة بــن لغتــي متعلميــه‪ ،‬فــإن ذلك‬
‫يســمح لــه بالوقــوف عــى العقبــات التــي جيــب أن تذلــل يف عمليــة التعليــم‪،‬‬
‫وســيكون باســتطاعته أن يضيــف ويكثــف التمرينــات عــى األنــاط التــي مل‬
‫يتطــرق إليــه الكتــاب‪ ،‬أو عــى تلــك التــي مل تعالــج فيــه معاجلـ ًة وافيـ ًة‪ ،‬أو تلــك‬
‫التــي تنبــأ التحليــل التقابــي بوقــوع الطلبــة يف أخطــاء فيهــا مســب ًقا‪.‬‬
‫‪‬أمهيــة التحليــل التقابــي يف ميــدان الرتمجــة‪ :‬يمكــن لــدارس علــم الرتمجة‬
‫واملرتمجــن اإلفــادة مــن التحليــل التقابــي إفــاد ًة كبــرةً؛ فإملامهــم بأوجــه التشــابه‬
‫واالختــاف بــن اللغــة املنقــول منهــا واللغــة املنقــول إليهــا جيعلهــم قادريــن‬
‫عــى جتنــب الكثــر مــن األخطــاء مــن قبيــل الرتمجــة احلرفيــة للرتاكيــب والصيــغ‬
‫والــدالالت‪ ،‬باإلضافــة إىل ذلــك فــإن اإلملــام هبــذا النــوع مــن التحليــل جيعــل‬
‫قــادرا عــى اإلحاطــة بجوانــب النــص املــراد ترمجتــه إحاطــ ًة شــامل ًة‬ ‫ً‬ ‫املرتجــم‬
‫ودقيقــ ًة ال تســتوعب املســتوى النحــوي واملفــردايت فحســب‪ ،‬بــل تتعداهــا إىل‬
‫مســتوى اخلطــاب ونوعــه وظروفــه‪.‬‬
‫كــا يمكــن لناقــد الرتمجــة اإلفــادة هــو اآلخــر مــن التحليــل التقابــي يف‬
‫عمليــة نقــد وحتليــل وتقييــم النصــوص املنقولــة مــن لغــات أخــرى‪ ،‬ويســاعدهم‬
‫يف اكتشــاف مواطــن الضعــف والقــوة يف النصــوص املرتمجــة‪ ،‬واحلكــم عــى ‬
‫ترمجتهــا باجلــودة أو الــرداءة وعــى مرتمجيهــا بالكفــاءة أو عدمهــا‪.‬‬

‫((( وليد العنايت‪ ،‬اللسانيات التطبيقية وتعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص‪.114-113‬‬
‫((( عبده الراجحي‪ ،‬علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪765‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫أن التحليــل التقابــي لــه أمهيـ ًة‬
‫ـم عرضــه ســاب ًقا َ‬‫يتبــن لنــا مــن خــال مــا َتـ َّ‬
‫كثــرا يف معرفــة‬
‫ً‬ ‫كبــر ًة يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬إذ يســاعد‬
‫أســباب الكثــر مــن أخطــاء متعلمــي اللغــة العربيــة الفصحــى‪ ،‬وهــذا بدليــل‬
‫الدراســة التطبيقيــة املصغــرة التــي بينــت لنــا أن بعــض األخطــاء املقرتفــة مــن‬
‫طــرف املتعلمــن تعــزى إىل اختالفــات ظاهــرة بــن نظــام اللغــة العربيــة واللغــة‬
‫الرتكيــة‪ ،‬وقــد يكــون األســتاذ ومؤلــف املــواد واملقــررات الدراســية أكثــر مــن‬
‫يســتفيد مــن هــذا املنهــج‪ ،‬وذلــك عندمــا يســتثمر نتائجــه يف الكشــف عــن‬
‫صعوبــات ومشــاكل تعلــم اللغــة والقضــاء عليهــا مــع بدايتهــا قبــل أن تتحجــر‬
‫يف ذهــن املتعلــم‪ ،‬ذلــك أن الكثــر مــن الظواهــر اللغويــة يف العربيــة تكــون أكثــر‬
‫وضوحــا حــن تعــرض عــى الــدرس التقابــي ومــن ثمــة يصبــح إدراك طبيعــة‬ ‫ً‬
‫الظاهــرة إدراكًا أكثــر علميــة مــن فهمنــا لبعــض اجلوانــب املشــركة يف قــدرة‬
‫التعليــم حــن ُتتًلقــى هــذه الظاهــرة‪ ،‬ويثمــر ذلــك ‪-‬بــا شــك‪ -‬رؤيــة أفضــل‬
‫نحــو تطويــر املــواد الدراســية لتعليــم اللغــة العربيــة‪.‬‬

‫‪766‬‬
‫الطرائق و اإلتجاهات الحديثة‪ :‬سماح سهام‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪1.1‬ابــن اجلــوزي‪ ،‬تقويــم اللســان‪ ،‬تــح‪ :‬عبــد العزيــز مطــر‪ ،‬دار املعــارف‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬دت‪.‬‬
‫‪2.2‬أمحــد ديــاب‪ ،‬املشــاكل التــي تواجــه األتــراك يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫واملقرتحــات‪.‬‬
‫‪3.3‬الطيــب دبــة‪ ،‬مبــادئ اللســانيات البنويــة (دراســة حتليلية ابســتمولوجية‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار القصبــة للنــر‪ ،‬اجلزائر‪. 2001 ،‬‬
‫‪4.4‬العجرمــي‪ ،‬وبيــدس‪ ،‬حتليــل األخطــاء اللغويــة لــداريس اللغــة العربيــة‬
‫للمســتوى الرابــع مــن الطلبــة الكوريــن يف مركــز اللغــات ‪ -‬اجلامعــة‬
‫األردنيــة‪.‬‬
‫‪5.5‬ناجلــران‪ ،‬وجاســم‪ ،‬حتليــل األخطــاء الكتابيــة يف بعــض الظواهــر‬
‫النحويــة يف كتابــات الطــاب غــر الناطقــن بالعربيــة‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية‬
‫املدينــة املنــورة‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫‪6.6‬أمــر اهلل إيشــكر‪ ،‬األصــوات اللغويــة يف الرتكيــة والعربيــة « دراســة‬
‫تقابليــة» ص‪،75‬‬
‫‪7.7‬متــام حســان‪ ،‬جــدوى اســتعامل التقابــل يف تعليــم اللغــة العربيــة لغــر ‬
‫أبنائهــا‪ ،‬بحــث منشــور يف وقائــع نــدوات تعليــم اللغــة العربيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا‪ ،‬ج‪ ،2‬مكتبــة الرتبيــة العربيــة لــدول اخلليــج‪.1995 ،‬‬
‫‪8.8‬حــركات مصطفــى‪ ،‬الكتابــة والقــراءة وقضايــا اخلــط العــريب‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫املكتبــة العرصيــة صيــدا‪ ،‬بــروت‪1988 ،‬م ص ‪.12‬‬
‫‪9.9‬حســن شــحاتة‪ ،‬تعليــم اإلمــاء يف الوطــن العــريب (أسســه وتقويمــه‬
‫وتطويــره)‪ ،‬ط‪ ،2‬الــدار املرصيــة اللبنانيــة مــر‪.1992 ،‬‬
‫‪1010‬خليــل أمحــد عاميــرة‪ ،‬يف نحــو اللغــة وتراكيبهــا‪ ،‬دار عــامل‬
‫املعرفــة‪ ،‬وجــدة‪ ،‬ط‪.1984 ،1‬‬
‫‪1111‬دوجــاس بــراون‪ ،‬أســس تعلــم اللغــة وتعلميهــا‪ ،‬ترمجــة‪:‬‬
‫عبــده الراجحــي وعــي أمحــد شــعبان‪ ،‬دار النهضــة العربيــة‪ ،‬بــروت‬
‫‪.1994‬‬
‫‪1212‬ســوزان جــاس والري ســلينكر‪ ،‬اكتســاب اللغــة الثانيــة‪:‬‬
‫مقدمــة عامــة‪ ،‬ج‪ ،1‬ترمجــة‪ :‬ماجــد احلمــد‪ ،‬النــر العلمــي واملطابــع‪،‬‬
‫جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬الريــاض‪.2009 ،‬‬
‫‪1313‬عبــده الراجحــي‪ ،‬علــم اللغــة التطبيقــي وتعليــم العربيــة‪ ،‬دار‬
‫املعرفــة اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.1990 ،‬‬
‫‪1414‬كونــغ إجلــو الكــوري‪ ،‬نظريــة علــم اللســانيات احلديــث‬
‫وتطبيقاهتــا عــى أصــوات العربيــة‪ ،‬جملــة اللســان العــريب‪35 – 34 ،‬‬
‫‪.1991 -1990‬‬

‫‪767‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪1515‬حممــد أبــو الــرب‪ ،‬األخطــاء اللغويــة يف ضــوء علــم اللغــة‬


‫التطبيقــي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائــل للنــر‪ ،‬عــان‪.2005 ،‬‬
‫‪1616‬حممــد هنكــر مــن‪ ،‬قواعــد اللغــة الرتكيــة لغــر الناطقــن هبــا‪،‬‬
‫ترمجــة حممــد حقــي صوتشــن دار أنكــن‪.2003 ،‬‬
‫‪1717‬وليــد العنــايت‪ ،‬اللســانيات التطبيقيــة وتعليــم اللغــة العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اجلوهــرة‪ ،‬عــان‪.2003 ،‬‬
‫‪1818‬نايــف خرمــا وعــي حجــاج‪ ،‬اللغــات األجنبيــة تعليمهــا‬
‫وتعلمهــا‪ ،‬عــامل املعرفــة‪ ،‬مطابــع الرســالة‪ ،‬الكويــت‪.1988 ،‬‬
‫‪1919‬حممــد اســاعيل صينــي وإســحاق حممــد أمــن‪ ،‬التقابــل‬
‫اللغــوي وحتليــل األخطــاء‪ ،‬ط‪ ،1‬عــادة شــؤون املكتبــات‪ ،‬جامعــة امللــك‬
‫ســعود‪ ،‬الريــاض‪.1986 ،‬‬
‫ ‪ .20.‬حممــد حســن‪ ،‬تعليــم التذكــر والتأنيــث للناطقــن بغــر العربيــة‪،‬‬
‫رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الدراســات العليــا‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪.2013 ،‬‬

‫‪2121 Jeanine Treffers-Daller, «Marques des difficultés rencontrées par des mi-‬‬
‫‪grants arabophones dans l’organisation discursive et moyens employés pour‬‬
‫‪les contourner, Revue Plurilinguisme n° 10,1995/9‬‬
‫‪2222 George Mounin,les problémes théoriques de la traduction,Tel‬‬
‫‪galimard, France :1963‬‬
‫‪2323 William makey, Bilinguisme et contacts New york publications‬‬
‫‪of the linguistics cyrcle,1953‬‬

‫‪768‬‬
‫االنغماس اللغوي السمعي ودوره يف تعليم اللغة العربي�ة‬
‫للناطقني بغريها‬

‫عبد الرحمان بوشقفى‬


‫(((‬

‫جامعة محمد اخلامس‪ -‬املغرب‪.‬‬

‫* باحــث يف ســلك دكتــوراه بمعهــد الدراســات واألبحــاث للتعريــب‪ ،‬حاصــل عــى شــهادة‬
‫يف تدريــس اللغــة العربيــة وعلــوم الرتبيــة‪ ،‬وحاصــل عــى شــهادة تدريــس اللغــة العربيــة‬
‫ألبنائهــا ملــدة ســنة‪ ،‬حاصلــة عــى شــهادة التدريــب يف دورة تكوينيــة يف جمــال تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا بمركــز قلــم ولــوح الربــاط‪ ،‬ولــدي مشــاركة بمقــال يف معهــد‬
‫التعري��ب بالرب��اط‪.‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ملخص‬
‫تعالــج هــذه الورقــة البحثيــة االنغــاس اللغــوي الســمعي ودوره يف‬
‫ترســيخ امللكــة اللغويــة لــدى الناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬بحيــث يعــد الســاع‬
‫مــن أهــم أنــواع االنغــاس اللغــوي وأقواهــا يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬ويتأكــد هــذا الــدور مــن خــال جــودة األصــوات اللغويــة املســموعة‬
‫باســتعامل التســجيالت الصوتيــة واســتعامل الوســائل الســمعية البرصيــة‬
‫واملؤثــرات الصوتيــة‪ ،‬وهــذا يشــجع املتعلــم الناطــق بغــر العربيــة ويدفعــه إىل‬
‫كثــرة التعــرض للســاع‪ ،‬ومــن ثمــة ترســخ لديــه املهــارات اللغويــة ويمتلــك‬
‫ٍ‬
‫درجــة تقــرب مــن املتحــدث األصــي الكبــر‪.‬‬ ‫اللغــة إىل‬
‫مركزي يتجسد يف‪ :‬ما‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫إشكال‬ ‫اإلشكالية‪ :‬تنطلق هذه الورقة البحثية من‬
‫دور املسموعات يف تعليم اللغة العربية للناطق بغريها؟ وكيف تسهم الوسائل‬
‫التكنولوجية يف حتقيق هذا اهلدف؟‬
‫األهداف‪ :‬يمكن إمجال هذه األهداف فيام ييل‪:‬‬
‫ ‪ -‬إبــراز دور الوســائل الســمعية يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريها‬
‫وحتقيــق االنغــاس اللغوي الســمعي‪.‬‬
‫ ‪ -‬اســتثامر تنــوع املــادة املســموعة حــوارات‪ ،‬أشــعار‪ ،...،‬مــع زيــادة‬
‫حجــم املســموعات وتنويــع الوســائل وتوفريهــا‪ ،‬وكيفيــة اســتثامرها‪.‬‬
‫ـودة عاليـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬تكــون فيهــا اللغــة‬ ‫ـة ذات جـ ٍ‬
‫ـجيالت صوتيـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ ‪-‬التعــرض لتسـ‬
‫العربيــة بســيط ًة وســليم ًة حتاكــي الواقــع احلقيقــي للغــة‪.‬‬
‫ ‪-‬حتفيــز املعلــم عــى اســتعامل الوســائل الســمعية البرصيــة أثنــاء تدريســه‬
‫للغــة‪ ،‬وحســن اختيــاره هلــا وفــق ســياقات تعليميــة‪.‬‬
‫ ‪ -‬إكســاب املتعلــم املهــارات الســاعية مثــل‪ :‬اإلدراك الســمعي ومتييــز‬
‫ٍ‬
‫ـجيالت‬ ‫األصــوات ومعرفــة التباينــات التــي تقــع بينهــا‪ ،‬ذلك باســتعامل تسـ‬
‫ـة كاحلــوارات مثـ ً‬
‫ـا؛ التــي تظهــر فيهــا جمموعــة‬ ‫ـوص خاصـ ٍ‬‫ـة لنصـ ٍ‬ ‫نموذجيـ ٍ‬
‫مــن الظواهــر الصوتيــة كالنــر والتنغيــم‪.‬‬
‫الكلمــات املفاتيــح‪( :‬االنغــاس اللغــوي‪ ،‬الســاع واالســتامع‪ ،‬الطريقــة‪،‬‬
‫الطريقــة الســمعية النطقيــة‪.)...‬‬

‫‪770‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫توطئة‬
‫كبــر بطرائــق التدريــس يف تعليــم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫اهتــم التدريــس احلديــث‬
‫اللغــات‪ ،‬وتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا خاصــة‪ ،‬حيــث واســتعملت‬
‫يف مناهــج تدريســهم طرائــق تســاير مــا اســتجد يف املجــال التكنولوجــي‪ ،‬ممــا‬
‫ســاهم يف جتــاوز الطرائــق الكالســيكية‪ ،‬ومــن تــم بــروز طرائــق تعليــم اللغــات‬
‫جديــدة‪ ،‬انطال ًقــا مــن االســتفادة مــن الوســائل الســمعية والبرصيــة‪ .‬هبــدف‬
‫ـوي؛ الــذي يعــد اليــوم أســلو ًبا تدريسـ ًّيا متكامـ ً‬
‫ـا قائـ ًـا عــى ‬ ‫حتقيــق انغـ ٍ‬
‫ـاس لغـ ٍّ‬
‫املعايشــة اللغويــة الكتســاب املهــارات اللغويــة وعنارصهــا‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬
‫توفــر جــو لغــوي يتخــذ اللغــة اهلــدف لغــة التواصــل داخــل الصــف الــدرايس‬
‫وخارجــه‪ ،‬فيتــاح للمتعلمــن اكتســاب اللغــة بالفطــرة واملامرســة عــر التواصــل‬
‫يف بيئــة لغويــة متكاملــة تقــرب مــن البيئــة احلقيقيــة؛ تؤهلهــم المتــاك مســتوى‬
‫عــال مــن الكفايــة اللغويــة والقــدرة الوظيفيــة يف اللغــة‪ ،‬فيســتمعون إليهــا‬ ‫ٍ‬
‫ويتواصلــون هبــا حتدثــا وكتابــة يف بيئــات جديــدة وخمتلفــة(((‪.‬‬
‫وتعمــل هــذه الورقــة البحثيــة عــى اســتظهار أنــواع االنغــاس اللغــوي‬
‫الســمعي يف طرائــق التدريــس مثــل‪ :‬الســمعية‪ ،‬البرصيــة‪ ،‬ودورهــا يف امتــاك‬
‫الناطــق بغــر العربيــة اللغة العربيــة الفصيحــة املعــارصة‪ ،‬ودور بعــض التدريبات‬
‫الســاعية يف بنــاء املهــارات مثــل‪ :‬مهــارة اإلدراك الســمعي‪ ،‬والتمييــز الصــويت‪،‬‬
‫والتصنيــف الســمعي‪ ،‬واحلكــم عــى مــا صدقيــة املحتــوى وتقويمــه‪ .‬كــا هتــدف‬
‫إىل حفــز وتثمــن ثقافــة اســتعامل هــذه الوســائل لــدى معلــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطــق بغريهــا‪ ،‬مــن خــال توظيــف الربجميــات التعليميــة‪ ،‬والتســجيالت‬
‫الصوتيــة‪ ،‬واملؤثــرات الصوتيــة‪ ،‬قصــد متكــن املتعلمــن مــن اللغــة اهلــدف‪،‬‬
‫وذلــك بتشــييد مؤسســات خاصــة تتبنــى االنغــاس اللغــوي ســبيال هلــا يف تعليــم‬
‫وتعلــم اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫اإلطار املفاهييم ملصطلحات البحث الرئيسية‬
‫ ‪ ١ .‬مفهوم االنغماس اللغوي‪ ‬‬
‫يــراد بــه معايشــة املتعلــم للغــة التــي يريــد تعلمهــا وحدهــا ملــدة زمنيــة‬
‫معينــة‪ ،‬فــا يســمع غريهــا وال ينطــق بغريهــا‪ ،‬وأن ينغمــس يف بحــر أصواهتــا‬
‫كــا يقولــون ملــد كافيــة لتظهــر فيــه امللكــة‪ ،‬وهــذه امللــك كــا تقــدم إنــا حتصــل‬
‫بمامرســة كالم العــرب وتكــراره عــى الســمع والتفطــن خلــواص تراكيبيــة‪،‬‬

‫((( رائد مصطفى عبد الرحيم وآخرون‪.82 :2019 ،‬‬

‫‪771‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وليســت حتصــل بمعرفــة القوانــن العلميــة كتلــك التــي اســتنبطها أهــل صناعــة‬
‫اللســان‪ ،‬فــإن هــذه القوانــن إنــا تفيــد علــا باللســان وال تفيــد حصــول امللكــة‬
‫بالفعــل حملهــا(((‪ .‬ممــا حيتــم عــى املتعلــم الناطــق بغــر العربيــة أخــذ اللغــة مــن‬
‫أبنائهــا وجمتمعهــا احلقيقــي؛ ألن أهلهــا هــم أعلــم النــاس هبــا‪ ،‬وهــذا يقتــي‬
‫التعايــش معهــم واالنغــاس هبــم‪.‬‬
‫ومســموع‪ ،‬وهــو مــا يكــون‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫منطــوق‬ ‫وقــد لوحــظ أن الصــوت اللغــوي‬
‫املــادة العضويــة أليــة لغــة‪ ٍ،‬كــا أنــه أول مــا يتعامــل معــه املتعلــم‪ ،‬وتعتــر مهــارة‬
‫الســاع مــن منطلقــات تعلــم اللغــة العربيــة لغـ ًة ثانيـ ًة أو أجنبيـ ًة؛ لكوهنــا مهــار ًة‬
‫إدراكي ـ ًة حتليلي ـ ًة تتعامــل مــع األصــوات اللغويــة بطريقــة االســتامع والتســجيل‬
‫ـرا مــن اســتعامل النــاس للغــة؛‬ ‫والتقليــد‪ ،‬وتعتــر اخلطابــات اليوميــة جــز ًءا كبـ ً‬
‫وذلــك لتلبيــة حاجاهتــم التعليميــة وغريهــا‪ .‬ويف نفــس الصــدد نجــد مــن‬
‫الباحثــن مــن يصــل بــن مــا يســمعه ومــا يبــره مــع إدراك العالقــة املوجــودة‬
‫بــن اللفــظ ومعنــاه‪ ،‬كــا نجــد بعــض الباحثــن يف هــذا املجــال‪ ،‬يعتقــدون أن‬
‫أعظــم مــا أتبثــه العلــاء يف تعلــم اللغــات‪ ،‬هــو أن املهــارات ال تنمــو وال تتطــور‬
‫لغــو إال‬
‫صــوت أو ٌ‬
‫ٌ‬ ‫إال يف بيئتهــا الطبيعيــة‪ ،‬وهــي البيئــة التــي ال ُيســمع فيهــا‬
‫بتلــك اللغــة التــي يــراد تعلمهــا‪ .‬أمــا خــارج هــذا اجلــو الــذي ال يســمع فيــه‬
‫ـب جــدًّ ا أن تنمــو فيــه امللكــة اللغويــة فمــن أراد أن يتعلــم‬ ‫غــر هــذه اللغــة فصعـ ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫لغــ ًة مــن اللغــات فــا بــد أن يعيشــها هــي وحدهــا ملــدة زمنيــة معينــة‪ ،‬فــا ‬
‫يســمع وال ينطــق بغريهــا‪ ،‬وأن ينغمــس يف بحــر أصواهتــا ملــدة كافيــة‪ ،‬تســمح‬
‫لــه بامتــاك اللغــة املتعلمــة(((‪.‬‬
‫وهبــذه الطريقــة املبــارشة‪ ،‬يتعــرض املتعلــم للغــة املســموعة املتعلمــة‬
‫ٍ‬
‫مبــارش وال يعتمــد لغتــه األوىل‪ ،‬مــع االبتعــاد عــن طريقــة الرتمجــة إىل‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬
‫أن يمتلــك املتعلــم اللغــة‪ ،‬وتكــون األولويــة يف املســتويات األوىل للمشــافهة‬
‫والتحــدث عــى الكتابــة والقــراءة‪ ،‬وهــذه الطريقــة تكســب املتعلــم املفــردات‬
‫ـة‪ .‬وهــي نفســها التــي ابتكرهــا‬ ‫ـة واقعيـ ٍ‬
‫ـياقات تواصليـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫واجلمــل والعبــارات يف سـ‬
‫الباحثــان األملــاين ‪ berlitz‬والفرنــي ‪ ،Gouin‬ومنطــق هــذه الطريقــة أن التعليــم‬
‫الصحيــح ال يتــم إال باالتصــال املبــارش مــع اللغــة اهلــدف والتفاعــل معهــا‬
‫ملموســة‪ ،‬ومــن أسســها‪ ،‬أن يرفــض‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ماديــة‬ ‫ٍ‬
‫لغويــة‬ ‫وهــي ممثلــ ٌة يف مواقــف‬
‫عنــد تعلــم اللغــة الفصحــى‪ ،‬عــى ســبيل املثــال‪ ،‬اســتعامل الدارجــة أو أيــة لغــةٍ‬
‫ـيطة أخــرى‪ ،‬لذلــك تكــون الفصــول خاصــة للغــة املــراد تعلمهــا‪ ،‬مــع توفــر ‬ ‫وسـ ٍ‬
‫الوســائل الالزمــة‪ .‬أمــا بالنســبة لقواعــد النحــو فقــد عملــت هــذه الطريقــة‬
‫((( عبد الرمحن ابن خلدون‪.455 :2009 ،‬‬
‫((( عبد الرمحن حاج صالح‪.642 :2012 ،‬‬

‫‪772‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫ـكل مضمـ ٍ‬
‫ـر يف‬ ‫عــى اســتبدال حفظهــا‪ ،‬باالتصــال مبــارش ًة باللغــة شــفاه ًة أو بشـ ٍ‬
‫اللغــة‪ ،‬والعمــل عــى اســتعامهلا بالنطــق واملامرســة وتنشــيط عمليــة التواصــل ‪.‬‬
‫(((‬
‫ـمعية برصيـ ٍ‬
‫ـة تتيــح للمتعلــم الســاع‬ ‫وقــد تــم تزويــد هــذه الطريقــة بوســائل سـ ٍ‬
‫واملحــاكاة للحــوارات واملحادثــات‪ ،‬املتضمنــة للغــة اهلــدف‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬تعريف السماع واالستماع والفرق بينهما‪:‬‬
‫ـة وهي‪( :‬الســاع‪،‬‬ ‫ـارات لغويـ ٍ‬
‫فاملتأمــل يف اللغــة جيدهــا مبنيـ ًة عــى أربــع مهـ ٍ‬
‫التحــدث‪ ،‬القــراءة‪ ،‬الكتابــة)‪ ،‬ويعتــر الســاع الــذي هــو مــدار هــذه الورقــة‬
‫ـري‪ ،‬والتــي ينبغــي التمــرس عليهــا‬ ‫البحثيــة املهــارة األوىل املكتســبة بشـ ٍ‬
‫ـكل فطـ ٍّ‬
‫منــذ البدايــة‪ ،‬ولكــن الالفــت للنظــر أن برامــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا ال هتتــم هبــذا الفــن بالشــكل الــكايف‪ ،‬عــى الرغــم مــن أن علــاء اللغــة‬
‫العربيــة القدمــاء تنبهــوا إىل أمهيــة الســاع ومــن هــؤالء ابــن خلــدون الــذي‬
‫اعتــر الســمع أبــا للملــكات اللســانية(((‪ ،‬لكونــه أول مــا يكتســب بــه الصبــي‬
‫لغتــه النشــوئية‪ ،‬لذلــك نجــده يقــول‪« :‬ويســمع الصبــي اســتعامل املفــردات يف‬
‫أول‪ ،‬ثــم يســمع الرتاكيــب بعدهــا فيلقفهــا كذلــك‪ ،‬ثــم ال‬ ‫معانيهــا‪ ،‬فيلقفهــا ً‬
‫ٍ‬
‫يــزال ســاعه لذلــك يتجــدد يف كل حلظــة‪ ،‬ومــن كل متكل ـ ٍم‪ ،‬واســتعامله يتكــرر‬
‫إىل أن يصــر ذلــك ملكــة وصفــة راســخة((( لديــه»‪ ،‬ومــا قالــه العالمــة ابــن‬
‫خلــدون حــول أمهيــة الســاع يف اكتســاب الصبــي للغتــه‪ ،‬لــه أن ينطبــق عــى ‬
‫متعلــم اللغــة العربيــة الناطــق بغريهــا‪ ،‬وجيعلــه يكتســب اللغــة العربيــة عــن‬
‫طريــق االنغــاس اللغــوي الســمعي املخطــط لــه‪.‬‬
‫ ‪.‬أتعريف السماع‬
‫إرادي‪ ،‬وال‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل ال‬ ‫الســماع‪ :‬مهــار ٌة يتــم بموجبهــا اكتســاب اللغــة‬
‫تدبــر أو فهــ ٍم بالــرورة‪ ،‬كــا قــال تعــاىل‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تركيــز أو‬ ‫ٍ‬
‫انتبــاه أو‬ ‫حيتــاج فيــه إىل‬
‫ون﴾[فصلــت‪.]25 :‬‬ ‫ـم َت ْغ ِل ُب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـذا ال ُقـ ْـر َآن َوا ْل َغــوا فيــه َل َع َّل ُكـ ْ‬
‫ـم ُعوا لَـ َ‬ ‫﴿و َقا ُلـ َ‬
‫ـوا ل ت َْسـ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫انتبــاه أو تركيــز‪ٍ.‬‬ ‫لذلــك فالســاع هــو إدراك للصــوت بحاســة األذن دون‬
‫ ‪.‬بتعريف االستماع‬
‫إرادي‪ ،‬وحيتــاج فيــه‬
‫ٍّ‬ ‫االســتماع‪ :‬عملي ـ ٌة يتــم فيهــا اكتســاب اللغــة بشـ ٍ‬
‫ـكل‬
‫إىل الرتكيــز واالنتبــاه إىل مــا يقــال‪ ،‬كــا أن االســتامع هــو نفســه الســاع إال إذا‬

‫((( مصطفى بن عبد اهلل بشوك‪.47 :2000 ،‬‬


‫((( عبد الرمحن ابن خلدون‪.129 :11984 ،‬‬
‫((( عبد الرمحن ابن خلدون‪.1389 :1984 ،‬‬

‫‪773‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـب؛ لذلــك جيعــل اإلنصــات مــن‬ ‫اقــرن باإلنصــات فهــو حيتــاج إىل تعلـ ٍم وتدريـ ٍ‬
‫وتدبــر للمســموع مــن الــكالم‪ ،‬ويف ذات الــكالم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫إدراك وفهــ ٍم‬ ‫االســتامع آليــة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اسـتَم ُعوا َلـ ُه َو َأنْصتُوا﴾[األعــراف‪،]203 :‬‬ ‫﴿وإِ َذا ُقـ ِ‬
‫ـر َئ ال ُقـ ْـر َآ ُن َف ْ‬ ‫قــال اهلل تعــاىل‪َ :‬‬
‫وهبــذه الكيفيــة فقيمــة االســتامع يف اقرتانــه باإلنصــات تتجــى يف الرتكيــز واالنتباه‬
‫واإلدراك والفهــم والتدبــر‪ ،‬وكــذا يف اعتبــاره عمليــة متعلمــة‪.‬‬
‫ ‪.‬جالفرق بني السماع واالستماع‬
‫ويمكــن التفريــق بــن الســاع واالســتامع مــن خــال األســاليب املمثلــة يف‬
‫اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫أســاليب االســتامع يف اقرتانــه‬ ‫أساليب السامع‬
‫با إل نصــا ت‬
‫االستامع غري متصل‬ ‫السامع متصل‬
‫مهارة أو عملية متعلمة‬ ‫مهارة مكتسبة‬
‫إجيايب‬ ‫إجيايب ‪-‬سلبي‬
‫يتضمن الرسالة املستقبلة‬ ‫يتضمــن الرســالة‬
‫ا ملســتقبلة‬

‫حتليل اجلدول‬
‫ ‪.‬دأساليب السماع(((‪:‬‬
‫ـتمر بشـ ٍ‬ ‫ٌ‬
‫ـي‪ ،‬ال يســتهلك‬ ‫ـكل طبيعـ ٍّ‬ ‫ـاط متصـ ٌـل ومسـ ٌ‬
‫ـل‪ :‬نشـ ٌ‬ ‫‪ -‬الســماع متصـ‬
‫كثــرا مــن الطاقــة واجلهــد‪ ،‬وال حيتــاج فيــه إىل‬
‫ً‬ ‫فيــه املتعلــم أو املعــرض لــه‬
‫تركيــز وانتبــاه بالــرورة‪ .‬وتؤكــد صفــة متصــل أن املتعلــم يســمع طــوال‬
‫اليــوم ملجموعــة مــن املثــرات اللغويــة‪ ،‬ولألفــكار التــي هتمــه والتــي ال هتمــه‬
‫أيضــا‪ ،‬وهــذا مــا جعــل مــن جمــال مهــارة الســاع واسـ ًعا يتجســد يف كل املواقــف‬
‫اللغويــة أثنــاء تعلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ودربــة‬ ‫متريــن‬ ‫‪ -‬الســماع مهــارة مكتســبة‪ :‬فهــي طبيعيــ ٌة ال حتتــاج إىل‬
‫ٍ‬
‫خمطــط لــه‪ ،‬ألهنــا تنشــأ بنشــوء اإلنســان املكتســب للغــة مــا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬
‫ٍ‬
‫اســتقبال‬ ‫ٍ‬
‫ببســاطة عبــارة عــن عمليــة‬ ‫‪-‬الســماع إجيـ ٌّ‬
‫ـايب وسـ ٌّ‬
‫ـليب‪ :‬الســاع‬
‫ـة معينـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬إنســانًا كان مصدرهــا أم غــره‪ ،‬حيــث‬ ‫ـفهية مــن جهـ ٍ‬
‫ـة شـ ٍ‬ ‫ـرات صوتيـ ٍ‬
‫ملثـ ٍ‬

‫((( انظر‪ :‬سمري جعفر‪.46 - 45 :2013 ،‬‬

‫‪774‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫جهــد‪ ،‬إذ يف أي حــن يمكــن‬‫ٍ‬ ‫ال يتطلــب مــن املتعلــم الســامع القيــام بأدنــى‬
‫لــأذن أن تســمع‪ ،‬بــل األبعــد مــن ذلــك أهنــا تســتقبل األصــوات واإلنســان يف‬
‫حالــة نــو ٍم عميـ ٍ‬
‫ـق‪ ،‬وهــذا مــا جيعــل منهــا ســلبي ًة وإجيابي ـ ًة‪.‬‬
‫يتضمــن الســاع الرســالة املســتقبلة‪ ،‬فالســاع ال حيتــاج بالــرورة اســتعامل‬
‫الرســالة اللغويــة املســتقبلة‪ ،‬لكــون بعضهــا ليــس يف غايــة األمهيــة بالنســبة‬
‫للســامع‪ ،‬حيــث قــد تكــون أصوا ًتــا ال معنــى هلــا‪.‬‬
‫ ‪.‬هأساليب االستماع إذا اقرتن باإلنصات(((‪:‬‬
‫ـتمرا‪ ،‬بــل‬
‫ـا أو مسـ ًّ‬ ‫‪ -‬االســتماع غــر متصـ ٍـل‪ :‬االســتامع ليــس نشــا ًطا متصـ ً‬
‫ـت آلخــر عندمــا خيتــار متعلــم اللغــة‬‫ـاط متقطــع؛ حيــث يتــم مــن وقـ ٍ‬ ‫هــو نشـ ٌ‬
‫ٌ‬
‫الرتكيــز واالنتبــاه‪ ،‬قصــد اإلدراك والفهــم والتجــاوب مــع املثــرات الصوتيــة‬
‫كثــرا مــن الرتكيــز‬
‫ً‬ ‫مــن حولــه‪ ،‬لذلــك فهــو مهــار ٌة مكلفــ ٌة ومرهقــ ٌة تتطلــب‬
‫والدقــة وبــذل اجلهــد‪ ،‬هبــدف ختزيــن قــدر ممكــن مــن املعلومــات واألفــكار‪،‬‬
‫خاصــا وضي ًقــا‪ ،‬وتكــون‬
‫وهــذا كلــه جيعــل مــن جمــال اشــتغال مهــارة االســتامع ًّ‬
‫يف املواقــف اللغويــة املــراد تعلمهــا مــن داخــل اللغــة اهلــدف‪.‬‬
‫‪ -‬االســتماع مهــارة أو عمليــة متعلمــة‪ :‬ويكــون بالدربــة والتعلــم‪ ،‬وتعــد‬
‫هــذه الفكــرة مهم ـ ًة جــدًّ ا؛ ألهنــا ســتدفعنا إىل إعــادة النظــر يف طريقــة تعاملنــا‬
‫ـي‪،‬‬ ‫ـوي مــا‪ ،‬أو ممارســة الفعــل اللغــوي بشـ ٍ‬
‫ـكل مهنـ ٍّ‬ ‫ـب لغـ ٍّ‬‫معــه أثنــاء القيــام بتدريـ ٍ‬
‫ســواء داخــل الصــف أو خارجــه‪.‬‬
‫‪ -‬االســتماع إجيــايب‪ :‬لكونــه مهــار ًة تتطلــب مــن املتعلــم الرتكيــز واالنتبــاه‬
‫للــادة اللغويــة املســموعة امللقــاة عليــه‪ ،‬ورضورة اســتيعاهبا ومعاجلتهــا مــع‬
‫ـاء عليهــا أو التفاعــل معهــا‪ ،‬مــع إمكانيــة جتويــد فاعليتــه‬ ‫ـل بنـ ٍ‬
‫القيــام بــرد فعـ ٍ‬
‫وقوتــه مــع املامرســة العمليــة املســتمرة يف ســياقات وفضــاءات لغويــة خمتلفــة‪.‬‬
‫‪ -‬االســتماع يتضمــن الرســالة املســتقبلة‪ :‬ومــن رشوط عمليــة االســتامع‬
‫هــذه العمــل عــى اســتعامل الرســالة اللغويــة املســتقبلة‪ ،‬وذلــك لزيــادة ختزيــن‬
‫ـور جديـ ٍ‬
‫ـدة مثــل‪ :‬حتيــة شــخص مــا أو االحتفــاء‬ ‫معلومــات جديــدة أو تعلــم أمـ ٍ‬
‫ـن أو للتســلية فحســب‪.‬‬ ‫ـال معـ ٍ‬‫ـن يف جمـ ٍ‬ ‫بــه‪ ،‬أو مناقشــة فكـ ٍ‬
‫ـرة أو موضــو ٍع معـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫تفاعــل بــن املتكلــم واملخاطــب أو املســتمع؛‬ ‫ويفيــد هــذا االســتعامل وجــود‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حيــث يســتمع هــذا األخــر إىل الرســالة املســموعة بتدبــر وتركيــز لفــك شــفراهتا‬
‫ٍ‬
‫جــواب أو رد‬ ‫وفهــم معانيهــا الســطحية واملتواريــة‪ ،‬ثــم العمــل عــى صياغــة‬

‫((( انظر‪ :‬سمري جعفر‪.46 – 45 :2013 ،‬‬

‫‪775‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫فعـ ٍ‬
‫ـل مــن خالهلــا يتناســب مــع الســياق التواصــي الــذي هــو فيــه‪.‬‬
‫وممــا وجــب التنبيــه إليــه‪ ،‬يف إطــار هــذه املقارنــة بــن الســاع واالســتامع‪،‬‬
‫أن هــذا األخــر ال حيقــق الغايــة املنشــودة منــه يف بعــض األوقــات؛ حيــث قــد‬
‫يــيء املســتمع فهــم الرســالة املســتقبلة‪ ،‬وذلــك بضعــف هــذه املهــارة لديــه‪.‬‬
‫ـالة لغويـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ـن بســيط‪ ،‬يتجســد يف إلقــاء رسـ ٍ‬ ‫وللتأكــد مــن هــذا يمكــن القيــام بتمريـ ٍ‬
‫ـة عــى املتعلــم الناطــق بغــر العربيــة‪ ،‬ومــا عليــه إال‬ ‫ـرة معينـ ٍ‬‫ـة أو فكـ ٍ‬
‫أو معلومـ ٍ‬
‫أن يقدمهــا ملتعلــم آخــر‪ ،‬وهكــذا دواليــك‪ ،‬إىل أن تبلــغ آخــر متعل ـ ٍم مشـ ٍ‬
‫ـارك يف‬
‫هــذه العمليــة‪ ،‬ثــم لنســمع مــن هــذا األخــر الفكــرة ذاهتــا‪ ،‬ســنجد أهنــا تغــرت‬
‫ـكل كبـ ٍ‬
‫ـر إىل حــدِّ أهنــا‪ ،‬أحيا ًنــا ال تطابــق الفكــرة األوىل(((‪.‬‬ ‫بشـ ٍ‬
‫وعليــه‪ ،‬يمكــن القــول أن االســتامع رغــم مــا حيظــى بــه مــن أمهيــة وقيمــة‬
‫يف إنجــاح التواصــل وحتقيــق االنغــاس اللغــوي بــن املتعلمــن باســتعامهلم‬
‫(((‬ ‫ـز‪ ،‬إال أنــه حيتــاج إىل دع ـ ٍم وتقويـ ٍ‬
‫ـة عــن طريــق التعليــم‬ ‫اللغــة اهلــدف برتكيـ ٍ‬
‫املخطــط لــه‪ ،‬وال ننســى أن اســتعاملنا للســاع دون االســتامع املقــرون باإلنصــات‬
‫ـج لــه‪ ،‬وليــس عشــوائ ًّيا‪،‬‬‫ـط أو مربمـ ٌ‬ ‫كان بشـ ٍ‬
‫ـكل واعٍ؛ لكونــه يبتلعهــا ألنــه خمطـ ٌ‬
‫ٍ‬
‫ـاص ومغلق‪،‬‬ ‫لذلــك اهلــدف منــه هــو تدريــس لغــة مــن اللغــات داخــل مركــز خـ ٍّ‬
‫كــا أنــه أســاس املهــارات األخــرى‪ ،‬الســيام مهــارة التحــدث؛ فالــذي يســمع‬
‫جيــدا يتكلــم جيــدا‪ (((،‬إذا كان ال يعــاين مــن عــر يف الــكالم‪.‬‬
‫‪٣ .٣‬أهمية السماع‬
‫ـكل مــن أشــكال االتصــال واالســتقبال اللغــوي‪،‬‬ ‫وتكمــن أمهيتــه يف أنــه شـ ٌ‬
‫وفهــم املســموع وحتليــل شــفرات رمــوزه‪ ،‬واســتدخال املفــردات وختزيــن‬
‫املعلومــات واألفــكار‪ ،‬والقــدرة عــى اســرجاعها وتوظيفهــا عنــد احلاجــة‪ ،‬وهــو‬
‫مــن املهــارات الوظيفيــة‪ ،‬حيتــاج فيــه إىل الرتكيــز واالنتبــاه وحضــور الذهــن‪،‬‬
‫لكونــه خمطــط لــه بيداغوجيــا‪ .‬وبالتــايل فهــو يتضمــن الكثــر مــن املهــارات‬
‫اللغويــة الرضوريــة للنمــو اللغوي(((عنــد الناطــق بغــر العربيــة‪ ،‬كــا تتبــدى‬
‫أيضــا‪ ،‬يف ازديــاد مــا يــذاع يف الوســائل التكنولوجيــة‬
‫أمهيتــه يف تعليــم اللغــة‪ً ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫احلديثــة املتنوعــة مــن مســموعات لغويــة هادفــة‪ ،‬متكــن املتعلمــن مــن معرفــة‬
‫األصــوات واإليقاعــات والنــر‪ ،‬وكــذا فهــم حديــث املتكلمــن األصليــن ‬
‫للغــة املتعلمــة‪ ،‬ومــن ذلــك فهــم خطــاب املــدرس يف الصــف‪ ،‬وفهــم عـ ٍ‬
‫ـدد مــن‬
‫((( انظر‪ :‬سمري جعفر‪.47 : 2013 ،‬‬
‫((( انظر‪ :‬املرجع نفسه‪.47 :‬‬
‫((( حممد إسامعييل علوي‪.41 :2009 ،‬‬
‫((( فيصل حسن عيل‪.126 :1989 ،‬‬

‫‪776‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫التســجيالت الصوتيــة واألرشطــة واألفــام‪ ،‬والربامــج التعليميــة والرتفيهيــة‬


‫واإلذاعيــة‪ ...،‬إلــخ(((‪.‬‬
‫طرائق تعليم اللغة العربي�ة للناطق بغريها‬
‫ال شــك أن اعتــاد املســموعات يف الصــف يتحقــق مــن خــال الوســائل‬
‫الســمعية البرصيــة‪ ،‬حيــث تشــرك حاســة الســمع والبــر يف بنــاء املعرفــة‬
‫اللغويــة لــدى املتعلــم‪ ،‬لذلــك فبقــدر مــا تكــون هــذه الوســائل مســهلة للعمليــة‬
‫التعليميــة التعلميــة‪ ،‬فإهنــا تتحــول إىل مشوشــات أحيانًــا تعرقــل األهــداف‬
‫املنشــودة؛ لذلــك جيتهــد يف اختيــار مســموعات تقــل فيهــا املؤثــرات البرصيــة‬
‫عــى املتعلمــن‪ ،‬مــع رضورة تكيــف موضوعــات املســموعات املنتقــاة مــع‬
‫حاجاهتم(((التعليميــة‪ ،‬وتفعــل هــذه املــواد املســموعة املصاحبــة للصــورة يف‬
‫ســمعي‬
‫ٍّ‬ ‫لغــوي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫انغــاس‬ ‫بعــض األحيــان بطرائــق تعليميــة‪ ،‬هتــدف إىل حتقيــق‬
‫لــدى املتعلــم وبلوغــه درجــة املتكلــم األصــي للغــة اهلــدف‪.‬‬
‫وقبــل احلديــث عــن هــذه الطرائــق نشــر إىل تعريــف للطريقــة؛ التــي تعنــي‬
‫مجلــة مــن اخلطــوات واإلجــراءات املنظمــة التــي تعــن معلــم اللغــة العربيــة‬
‫ـادرا عــى ‬
‫للناطقــن بغريهــا عــى حتقيــق األهــداف املنشــودة‪ ،‬وجتعــل املتعلــم قـ ً‬
‫الفهــم الســليم واالســتيعاب الســهل للغــة املتعلمــة وتطويــر خمتلــف قدراتــه‬
‫ومهاراتــه التعليميــة‪ ،‬وأبــرز هــذه الطرائــق يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطــق‬
‫بغريهــا الطريقــة الســمعية الشــفوية أو النطقيــة والطريقــة الســمعية البرصيــة؛‬
‫اللتــان مــن شــأهنام أن حتققــا االنغــاس اللغــوي الســمعي لــدى املتعلــم‪ ،‬ومــن‬
‫ثمــة امتالكــه ناصيــة اللغــة ســا ًعا وحتد ًثــا‪.‬‬
‫‪١ .١‬الطريقة السمعية الشفوية أو النطقية‬
‫وقــد اعتمــدت هــذه الطريقــة لتنظيــم دروس تتســم بالكثافــة للمتعلمــن ‬
‫ـوي حمكـ ٍم ورسيـ ٍع يف التحــدث باللغــات األجنبيــة‬ ‫ٍ‬
‫اجلنــود‪ ،‬وذلــك بغيــة بنــاء لغـ ٍّ‬
‫يف الواليــات املتحــدة‪ ،‬التــي اكتشــفت أن جنودهــا ال جيــدون التواصــل بأيــة لغـ ٍ‬
‫ـة‬
‫واضحــا أن طريقــة القواعــد والرتمجــة مل تؤهــل أ ًّيــا مــن‬ ‫ٍ‬
‫أجنبيــة‪ ،‬كــا أصبــح‬
‫ً‬
‫املتعلمــن اجلنــود عــى التحــدث باللغــات األجنبيــة التــي تعلموهــا‪ ،‬لذلــك‬
‫طلبــت احلكومــة األمريكيــة مــن اجلامعــات تطويــر برامــج لتعليــم اللغــات‬
‫األجنبيــة تكــون قــادر ًة عــى تأهيــل املتعلمــن ومتكنهــم مــن االتصــال الفعــال‬
‫بتلــك اللغــات‪.‬‬
‫((( ماجدولني النهيبي‪.55 :2018 ،‬‬
‫((( تأليف جمموعة من الباحثني‪.283 :2018 ،‬‬

‫‪777‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ وبنــا ًء عــى ذلــك‪ ،‬تــم إنشــاء معهــد خــاص بــوزارة الدفــاع لتعليــم اللغــات‬
‫األجنبيــة‪ ،‬أطلــق عليــه اســم معهــد وزارة الدفــاع للغــات‪ ،‬وتــم االســتعانة‬
‫بالناطقــن األصليــن مــن اللغــات املســتهدفة لتعليــم أفــراد القــوات العســكرية‬
‫األمريكيــة‪ .‬وبعــد نجــاح هــذه التجربة تــم تبنيهــا يف املراكــز األكاديميــة يف أمريكا‬
‫وأوروبــا والــرق األوســط(((‪ ،‬يف تعليــم اللغــات مثــل‪ :‬العربيــة‪ ،‬ومعظم أنشــطة‬
‫هــذه الطريقــة الســمعية الشــفهية أو النطقيــة‪ ،‬تعــود املتعلــم عــى الســاع اجليــد‬
‫وســامة النطــق‪ ،‬وتشــجعه عــى االنطــاق يف ممارســة اللغــة فعل ًّيــا‪ .‬وتعتمــد‬
‫هــذه الطريقــة عــى املبــادئ التاليــة‪ :‬‬
‫ •اللغة هي التكلم أو التعود عىل النطق‪.‬‬
‫ •السمع قبل الكالم‪ ،‬والكالم قبل القراءة‪ ،‬والقراءة قبل الكتابة‪.‬‬
‫ •اللغة هو ما يتكلم به الناطق األصيل‪.‬‬
‫ •اللغــة هــي عــادات يكتســبها املتعلــم عــن طريــق املامرســة والتمريــن‬
‫املســتمر‪.‬‬
‫لغة هي نظام خيتلف عن غريه‪.‬‬ ‫ •كل ٍ‬

‫وهبــذه الكيفيــة فــإن الطريقــة الســمعية النطقيــة هــي وليــدة املدرســة‬


‫الســلوكية‪ ،‬التــي تــرى أن اللغــة سلســلة مــن االســتجابات للحوافــز(((‪ ،‬أي أن‬
‫ٍ‬
‫جمموعــة مــن املثــرات التــي تنتــج عنهــا‬ ‫املتعلــم يكتســب اللغــة عــن طريــق‬
‫اســتجابات‪ ،‬وكــذا احلوافــز التــي تزيــد مــن هــذه االســتجابات وتطفــئ مــا عــدا‬
‫ذلــك مــن االســتجابات اخلاطئــة‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬طريقة التعليم بالوسائل السمعية البصرية‬
‫يكمــن عمل هــذه الطريقــة يف االســتفادة من خمتلــف الوســائل التكنولوجية‬
‫احلديثــة‪ ،‬التــي هلــا أن تســهم يف تعلــم اللغــة العربيــة وحتقيــق االنغــاس اللغــوي‬
‫الســمعي لــد املتعلــم الناطــق بغــر العربيــة‪ ،‬مثــل‪ :‬التســجيالت الصوتيــة‪،‬‬
‫املخــرات اللغويــة‪ ،‬التلفــاز التعليمــي‪ ،‬وآلــة عــرض الصــور الثابتــة وغريهــا‪،‬‬
‫وآلــة تصحيــح النطــق‪ ،‬وآلــة إنجــاز التامريــن وتصحيحهــا يف نفــس الوقــت‪،‬‬
‫والتدريــب عــى التواصــل بــإرشاف متخصــص‪ ،‬والعمــل عــى حــل معظــم‬
‫املشــكالت عــن طريــق التمييــز الســمعي ونطــق خمــارج األصــوات حمملــة‬

‫((( ينظر‪ :‬عبد العزيز العصييل‪ 90 :2002 ،‬وما بعدها‪.‬‬


‫((( مصطفى بن عبد اهلل بشوك‪.49 :2000 ،‬‬

‫‪778‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫معيــار‪ ،‬هبــدف متريــن املتعلــم عــى التميــز بــن األصــوات‬ ‫ٍ‬ ‫بســاهتا بشــكل‬
‫اللغويــة‪ ،‬املعطــاة لــه يف بنيــات لغويــة‪ ،‬والعمــل عــى إخضــاع هــذه األخــرة‬
‫لــروط ســياقية اعتــادا عــى الصــوت والصــورة(((‪ ،‬لكــون الســياق املشــار إليــه‬
‫هــو الــذي يعطــي البنيــات اللغويــة املســموعة دالالهتــا احلقيقيــة‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬فإحاطــة املتعلــم الناطــق بغــر العربيــة بالقواعــد اللغويــة‬
‫يســرة‪ ،‬يتحقــق بســاعها ورؤيتهــا مشــخصة أمامــه يف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بكيفيــة‬ ‫املســموعة‬
‫ـور وجــداول‪ ،‬تتضــح فيهــا العالقــات املنطقيــة بــن البنيــات اللغويــة‬ ‫شــكل صـ ٍ‬
‫املتعلمــة ومتثيالهتــا‪ ،‬فالــذي يثبــت مــن املعلومــات لــدى املتعلــم هــي تلــك‬
‫ٍ‬
‫ودالليــة‪ .‬لذلــك فاألرشطــة‬ ‫ٍ‬
‫منطقيــة‬ ‫ٍ‬
‫بعالقــات‬ ‫املنظمــة املرتابطــة واملحكومــة‬
‫املرئيــة املســموعة هــي أنســب وســيلة لتعليــم اللغــة للناطقــن بغــر العربيــة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وآداءات لغويــ ًة خمتلفــ ًة‬ ‫وأشــعارا‬ ‫ٍ‬
‫حــوارات‬ ‫لكــون هــذه األرشطــة تتضمــن‬
‫ً‬
‫باللغــة العربيــة الفصحــى‪ ،‬هلــا أن ختــرج اللغــة العربيــة مــن داخــل الكتــب‬
‫واملكتبــات‪ ،‬بــل والفصــول الدراســية داخــل مراكــز تعلــم اللغــات إىل فضــاء‬
‫واســع هــو احليــاة اليوميــة الــذي حتيــى فيــه اللغــة باالســتعامل‪ .‬ومــن الواضــح‬
‫دورا ها ًّمــا يف برامــج‬
‫أن الوســائل الســمعية البرصيــة التعليميــة يمكــن أن تــؤدي ً‬
‫ـر عــى اســتثارة‬ ‫ـكل كبـ ٍ‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة للناطــق بغريهــا‪ ،‬ألهنــا تســاعد بشـ ٍ‬
‫اهتــام املتعلمــن وإشــباع حاجاهتــم للتعليــم‪ ،‬كــا تســاعد عــى زيــادة خرباهتــم‪،‬‬
‫ممــا جيعلهــم أكثــر اســتعدادا وأوفــق مزاجــا للتعلــم(((‪.‬‬
‫املنهج البنيوي أو الرتكييب الكلي والسمعية البصرية‬
‫وقــد ظهــر هــذا املنهــج نتيجــة تزايــد احلاجــة إىل تعلــم اللغــات التــي مل‬
‫تســتطع الطريقــة الكالســيكية ســدها‪ ،‬وهــو منهــج علمــي عمــي لتعليــم‬
‫اللغــات باعتــاد مــا توصلــت إليهــا اللســانيات النظريــة والتطبيقيــة مــن نتائــج‬
‫وفرضيــات‪ ،‬التــي تؤكــد أن اإلنســان ال يــدرك البنيــات اللغويــة جمــزأةً‪ ،‬وإنــا ‬
‫ـة‪ ،‬ويقــوم هــذا املنهــج عــى حتديــد الوحــدات اللغويــة األكثــر‬‫ـة كليـ ٍ‬
‫تــدرك بصفـ ٍ‬
‫ـرارا يف اللغــة املتعلمــة يف شــكلها الوظيفــي‪ ،‬لتمكــن املتعلــم مــن‬ ‫تـ ً‬
‫ـداول وتكـ ً‬
‫لغــة التــداول اليومــي ‪.‬‬
‫(((‬

‫‪١ .١‬أهداف هذا املنهج يف تعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‪ ‬‬


‫ويمكن إمجال أهداف هذا النوع من املنهج التعليمي فيام ييل‪:‬‬

‫((( ينظر‪ :‬املرجع نفسه ‪.49 :2000‬‬


‫((( عبد الرمحن كدوك‪.67 :2000 ،‬‬
‫((( عبد الرمحن حاج صالح‪.197 :2012 ،‬‬

‫‪779‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـز مــع االحتفــاظ بأكــر قـ ٍ‬


‫ـدر مــن املعلومــات واألفــكار‬ ‫ ‪−‬الســاع برتكيـ ٍ‬
‫واملفاهيــم‪.‬‬
‫ ‪−‬القــدرة عــى إدراك الكلــات املســموعة‪ ،‬وعــى االســتجابة لإليقاعــات‬
‫اللغويــة املســموعة‪.‬‬
‫ ‪−‬تنميــة القــدرة عــى تتمــة األصــوات الناقصــة يف الكلــات املســموعة‪،‬‬
‫والكلــات الناقصــة يف اجلمــل‪.‬‬
‫ ‪−‬القدرة عىل توقع ما سيقوله املتكلم‪ ،‬وتتمة الكالم ما إن سكت‪.‬‬
‫ ‪−‬القدرة عىل تقويم املحتوى املسموع(((‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬مبادئ تدريب املتعلم على السماع للغة العربي�ة‬
‫‪−−‬تدريــب اجلهــاز الســمعي لــدى املتعلــم عــى إدراك األصــوات اللغويــة‬
‫العربيــة والتباينــات احلاصلــة فيــا بينهــا‪.‬‬
‫‪−−‬الرتكيــز عــى األداء التواصــي‪ ،‬وتشــجيع النشــاط التواصــي واللغــة‬
‫مواقــف لغويــ ًة حياتيــ ًة‪ ،‬مــع تدريــب املتعلــم عــى ‬
‫َ‬ ‫الوظيفيــة التــي تشــخص‬
‫ً‬
‫اســتعامل ســياق ًّيا مناســ ًبا‪.‬‬ ‫اســتعامل رصيــده اللغــوي‬
‫‪−−‬فرز الشخصيات وإدراك أصواهتا‪ ،‬والتكرار املصحوب بالصورة‪.‬‬
‫‪−−‬قيــاس عمليــة التذكــر واالســرجاع للنــص اللغــوي املرافــق للصــورة‪،‬‬
‫دون الســاع للتســجيل الصــويت‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حوارية‬ ‫‪−−‬اســتثامر املســموع‪ ،‬وذلــك بالتشــخيص لــه يف مواقــف تواصليـ ٍ‬
‫ـة‬
‫ـات نطقيـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬وفــق املــادة اللغويــة املســموعة‬ ‫ـة‪ ،‬مــع إنجــاز متاريــن وتدريبـ ٍ‬
‫واقعيـ ٍ‬
‫املســتثمر فيهــا‪.‬‬
‫‪−−‬إعطــاء األولويــة للتعبــر الشــفوي والتحــدث‪ ،‬أمــا الكتابــة فتنجــز يف‬
‫التامريــن الكتابيــة مــع تصحيحهــا مــن قبــل املعلــم مــع متعلميــه(((‪.‬‬
‫‪−−‬العمــل عــى تقويــم وتقويــة فــن الســاع لــدى املتعلــم يف خمتلــف‬
‫ٍ‬
‫بشــكل دائــ ٍم‪.‬‬ ‫مســتوياته التعليميــة‬

‫((( عيل أمحد مدكور‪.67 :2000 ،‬‬


‫((( ينظر‪ :‬مصطفى بشوك‪.57 ،56 :2000،‬‬

‫‪780‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫دور الوســائل الســمعية التكنولوجيــة يف تعليــم اللغــة العربيــ�ة‬


‫للناطقــن بغريهــا‬
‫عديــد ٌة ومتنوعــ ٌة هــي وأنــواع االنغــاس اللغــوي الســمعي‪ ،‬بتنــوع‬
‫الوســائل التكنولوجيــة واملجــاالت االنغامســية واإللقــاءات اجليــدة‪ ،‬وذلــك‬
‫بالتعــرض للتســجيالت الصوتيــة للمتخصصــن يف اللغــة والشــعراء واخلطبــاء‬
‫والناطقــن األصليــن هبــا‪ ،‬ممــا يفتــح أمــام املتعلــم غــر العــريب فــرص للتعلــم‬
‫ـرار ممنهـ ٍ‬
‫ـج لتلــك املــادة اللغويــة املســموعة ومؤثراهتا‪،‬‬ ‫عــر التعــرض بكثـ ٍ‬
‫ـرة وتكـ ٍ‬
‫ـكل مبـ ٍ‬
‫ـارش يف اإلنتــاج املنطــوق مــن خــال‬ ‫مــع العلــم‪ ،‬أن هــذه املــادة تؤثــر بشـ ٍ‬
‫الســاع إىل القوالــب التــي تأخــذ بعــن االعتبــار احلــركات النحويــة وغريهــا مــن‬
‫الظواهــر اللغويــة األخــرى‪ ،‬ومنهــا‪:‬‬
‫‪١.١‬التسجيالت الصوتي�ة‬
‫ويقصــد هبــا تســجيالت املتخصصــن يف اللغــة ومعلمــي اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وذاك بإخضــاع املتعلمــن للســاع هلــؤالء وآداءاهتــم الصوتيــة‬
‫املتميــزة‪ ،‬وتدريباهتــم عــى اإليقاعــات واملقامــات الصوتيــة‪ ،‬التــي يمكــن‬
‫االســتفادة منهــا يف اإلدراك الســمعي والتعــرف عــى األصــوات والفــرز بينهــا‪،‬‬
‫مــن حيــث الســات التــي ختصــص كل صـ ٍ‬
‫ـوت‪ .‬لذلــك فالســاع املتكــرر هلــذه‬
‫اآلداءات الصوتيــة مــن املتخصــص يف اللغــة العربيــة مــن قبــل املتعلــم‪ ،‬يرســخ‬
‫لديــه امللــكات وينمــي الــذوق ويعلمــه اللغــة العربيــة الفصيحــة‪ ،‬وتكــون‬
‫ٍ‬
‫بمؤثــرات صوتيــة‪ ٍ،‬والوســائل‬ ‫ٍ‬
‫فاعليــة إن عــززت‬ ‫هــذه املــادة الصوتيــة أكثــر‬
‫التكنولوجيــة التــي تعمــل عــى جتويــد األصــوات املســموعة‪.‬‬
‫باإلضافــة إىل إمكانيــة اســتثامر املعاجــم التعليميــة الناطقــة يف تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬واســتعامل املنظومــات العلميــة لغايــة تعليميــة وفــق حاجــات املتعلمني‪،‬‬
‫صوتيــة عــى األقــراص‪ ،‬واهلواتــف‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تســجيالت‬ ‫مثــل‪ :‬املنظومــات املحملــة يف‬
‫الذكيــة‪ ،‬والشــبكات احلاســوبية‪ ،‬التــي تتضمــن املــواد اللغويــة مثــل‪ :‬األشــعار‬
‫واملحادثــات واحلــوارات‪ ،‬والقواعــد اللغويــة النحويــة والرصفيــة والدالليــة‪،‬‬
‫مصحوبــة بموســيقى تناســبها‪ ،‬التــي هلــا أن تكســب املتعلــم املهــارات الغويــة‬
‫املتعــددة وفــق مســتواه وحاجاتــه‪.‬‬
‫‪٢.٢‬إلقاءات شعرية‬
‫ومضــات لغويــ ٌة تقحــم يف برنامــج االنغــاس اللغــوي الســمعي‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وهــي‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بحيــث تعــرض األشــعار العربيــة بلغــة عربيــة معــارصة تتســم بنــوع مــن‬

‫‪781‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـة‪ ،‬مثــل‪ :‬اهلواتــف الذكية؛‬‫ـات متقدمـ ٍ‬


‫البســاطة والوضــوح‪ ،‬وذلــك بتوظيــف تقنيـ ٍ‬
‫التــي توفــر الوقــت ومتنــح للمتعلــم االســتامع اجليــد واملســتمر للمقطوعــات‬
‫الشــعرية التــي تنــدرج ضمــن مــواد هــذا الربنامــج‪ ،‬وكــذا اســتعامل املؤثــرات‬
‫الصوتيــة‪ ،‬وموســيقى مصاحبــة؛ التــي جتعــل املتعلــم يركــز عــى املــادة اللغويــة‬
‫املســموعة التــي يســمعها بصــوت أهلــا‪ ،‬بغيــة اســتيعاهبا وفهمهــا وبنــاء رد فعــل‬
‫مــن خالهلــا‪.‬‬
‫‪٣.٣‬الربامج التعليمية واألفالم الناطقة واملتحركة‬
‫دورا ها ًّمــا يف‬
‫تــؤدي الربامــج التعليمية‪ ‬واألفــام الناطقــة واملتحركــة ً‬
‫توســيع معجــم املتعلــم الناطــق بغــر العربيــة‪ ،‬وذلــك برتكيزهــا عــى اســتعامل‬
‫اللغــة العربيــة الفصيحــة واملعــارصة‪ ،‬ومــن هــذه الربامــج التعليميــة نجــد‬
‫«برنامــج مدينــة القواعــد واملناهــل»؛ الــذي كان يقــدم لألطفــال؛ والــذي يمكــن‬
‫ٍ‬
‫تربويــة‬ ‫ٍ‬
‫أســس‬ ‫أن يســتغل لتعليــم الناطــق بغــر العربيــة‪ ،‬لكونــه معــدًّ ا وفــق‬
‫ٍ‬
‫واضحــة وتصــاغ صياغــ ًة متقنــ ًة لغو ًّيــا وتربو ًّيــا‪ ،‬وتكمــن أمهيــة مثــل هــذه‬
‫ـة معينـ ٍ‬
‫ـة‪،‬‬ ‫ـدة زمنيـ ٍ‬
‫الربامــج يف تقويــم لســان املتعلــم وتكســبه ملك ـ ًة لغوي ـ ًة يف مـ ٍ‬
‫عــن طريــق حمــاكاة مــا يســمعه‪.‬‬
‫‪٤.٤‬احلصص الرتفيهية التعليمية‬
‫تعتــر الربامــج التعليميــة والرتفيهيــة نو ًعــا مــن أنــواع االنغــاس اللغــوي‬
‫الســمعي التعليمــي‪ ،‬التــي تعتمــد يف املســتويات التعليمــة‪ ،‬ومــن بــن هــذه‬
‫يعتــر برناجمــا متكامــ ً‬
‫ا‬ ‫ً‬ ‫الربامــج نجــد «برنامــج افتــح يــا سمســم»(((؛ الــذي‬
‫مهيــأ للتعلــم العربيــة‪ ،‬والــذي يمكــن اســتثامره يف تعليــم غــر الناطقــن بالعربية‪.‬‬
‫وقــد اســتعملت فيــه الوســائل اجلذابــة‪ ،‬وخياطــب هــذا الربنامــج فئــة املبتدئــن ‬
‫يف تعلــم اللغــة العربيــة الفصيحــة‪ ،‬ويعمــل عــى تطويــر قدراهتــم اللغويــة‪،‬‬
‫وذلــك بإغرائهــم بمحــاكاة أبطالــه بأصواهتــم وأغانيهــم وألعاهبــم وأفكارهــم‪،‬‬
‫وعمــل عــى حتســن نطــق احلــروف والكلــات‪ ،‬والتعــرف عــى مواطــن التنغيــم‬
‫والنــر‪ ،‬واإلحســاس بــاألوزان الرصفيــة وغريهــا‪ ،‬وعمــل عــى تشــجيع ترمجــة‬
‫انفعاالهتــم باألشــياء واملواقــف لغو ًّيــا‪ ،‬وحتســن طــرق تعبريهــم‪ ،‬وزيــادة ثروهتم‬
‫اللغويــة مــن املفــردات والتعابــر والنــوادر واألمثــال‪ ،‬والتعــرف عــى الرمــوز‬
‫اللغويــة‪ ،‬كاحلــروف واألرقــام والكلــات واألشــكال اهلندســية‪ ،‬كــا عمــل عــى ‬
‫تنظيــم إدراك املتعلــم هلــذه الرمــوز اللغويــة‪ ،‬واملفاهيــم العالئقيــة فيهــا‪.‬‬
‫وقــد شــارك يف تعــداده مجلــ ٌة مــن االختصاصيــن يف اللغــة العربيــة‪ ،‬ممــا‬
‫((( انظر‪ :‬وردية قالز‪.60 ،55 ،2016 ،‬‬

‫‪782‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫ـول واسـ ًعا عــى صعيــد كافــة الــدول العربيــة‪ ،‬والنجــاح يف عــرض‬ ‫جعــل لــه قبـ ً‬
‫املــادة التعليميــة باللغــة العربيــة الفصيحــة‪ .‬ويأخــذ هــذا الربنامــج االنغــاس‬
‫الســمعي يف جانبــه الصــويت أســلوب التكــرار واملحــاكاة يف نطــق الصوامــت‬
‫ٍ‬
‫كلمــة بغيــة ترســيخها‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫مــرات لــكل‬ ‫والصوائــت والكلــات بحــوايل ســت‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة دالــة عليهــا‪ ،‬للتأثــر يف املســتوى اللغــوي‬ ‫ٍ‬
‫مــرة حتــال الكلمــة‬ ‫ويف كل‬
‫للمتعلــم‪ ،‬فتكــون لــه ثــروة لغويــة جــدٌّ هامــة‪ ،‬تظهــر يف جوانــب شــخصيته‬
‫ولغتــه‪ .‬باإلضافــة‪ ،‬إىل أن مثــل هــذه الربامــج االنغامســية الســمعية البرصيــة‬
‫تســاعد يف حتقيــق مــا يــي‪:‬‬
‫‪− −‬جتويد نطق املتعلم بالصوامت والصوائت من خمارجها‪.‬‬
‫‪− −‬تدريبهم عىل جودة األداء اللغوي واإللقاء ومتثيل املعنى يف أذهاهنم‬
‫‪− −‬متكني املتعلمني من كيفية استعامل أصواهتم منغم ًة ومنبورةً‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بشكل أيرس‪.‬‬ ‫‪− −‬تدريبهم عىل احلفظ‬
‫‪− −‬تســاعد عــى تنميــة حصيلتهــم اللغويــة وتكســبهم لغــة عربيــة فصيحــة‬
‫ســهلة االســتعامل‪.‬‬
‫‪− −‬تعــزز اســتعامل اللغــة الفصيحــة لدهيــم ممــا يؤثــر يف ترســيخ ملكــة‬
‫الفصاحــة يف اللغــة املتعلمــة‪.‬‬
‫‪٥.٥‬اإلعالم املسموع‬
‫تكمــن وظيفــة اإلعــام املســموع أو مســؤولية املذيعــون اإلعالميــون‬
‫العاملــون يف هــذا املجــال‪ ،‬يف تطويــر اللغــة العربيــة وقــوة تأثريهــم يف االســتعامل‬
‫اللغــوي للعربيــة الفصحــى طب ًقــا لقوانــن اللغــة‪ ،‬لكــي يســتأنس هبــم متعلــم‬
‫اللغــة العربيــة وخيتــار مذي ًعــا يتقــن اللغــة العربيــة ويعكــس ثقافتهــا ليتعلــم منــه‬
‫مــا يفيــده‪ ،‬وليــس العكــس‪.‬‬
‫دور يف‬
‫وهبــذه الكيفيــة يكــون لوســائل األعالم الناطقــة بالعربيــة الفصحــى ٌ‬
‫تنميــة اللغــة لــدى الناطــق بغريهــا‪ ،‬وذلــك بتوســيع دالالت األلفــاظ وحتميلهــا‬
‫معــاين جديــدة‪ ،‬عــن طريــق الرتمجــة مــن اللغــات األخــرى‪ ،‬أو بالوضــع اجلــاري‬
‫الــذي يكــون اعتباط ًّيــا؛ الــذي يواكــب قواعــد وأحــكام اللغــة العربيــة مــن‬
‫اشــتقاق وتعريــب ونحــث‪ ...،‬إلــخ‪.‬‬

‫‪783‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪٦.٦‬الوقفة اإلشهارية‬
‫تعــد الوقفــة اإلشــهارية املتكــررة نو ًعــا مــن االنغــاس الســمعي‪ ،‬يتعلــم‬
‫مــن خاللــه املتعلــم املفــردات واجلمــل والعبــارات ومعانيهــا‪ ،‬لكثــرة تكرارهــا يف‬
‫أوقــات متقاربــة‪ ،‬ومــن تــم ترســخ لديــه الكفايــة اللغويــة بالظواهــر الســياقية‬
‫للغــة الإلشــهارية‪.‬‬
‫‪٧.٧‬الفنون األدائي�ة‬
‫تعتــر الفنــون األدائيــة بــا فيهــا الدرامــا واملــرح مــن أنــواع االنغــاس‬
‫اللغــوي الســمعي البــري‪ ،‬ومــن األســاليب احلديثــة التــي يمكــن اتبعاهــا يف‬
‫ـال يوظــف نشــاط املتعلــم‪،‬‬‫ـلوب فعـ ٌ‬
‫تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ إذ إهنــا أسـ ٌ‬
‫ويســاعده يف التعلــم مــن خــال لعــب األدوار يف املواقــف احلياتيــة واخلياليــة‬
‫املتنوعــة‪ ،‬فيــؤدي إىل تعميــق الوعــي عنــد املتعلــم‪ ،‬ويعمــل عــى تنميــة قدراتــه يف‬
‫التعبــر‪ ،‬وتعزيــز ثقتــه يف االعتــاد عــى النفــس‪ ،‬فمــن خــال تفاعلــه مــع الــدور‬
‫يســتعمل أحاسيســه‪ ،‬وطاقاتــه كلهــا‪ ،‬ليكتشــف املعلومــات بنفســه أو بمســاعدة‬
‫زمالئــه بعيــدً ا عــن التلقــن املبــارش‪.‬‬
‫فالدرامــا تســاعد عــى تنميــة مهــارات الســاع والــكالم لــدى املتعلــم؛ إذ‬
‫إن مجاليــات التمثيــل التــي تعتمــد عليــه فنيــة اإللقــاء‪ ،‬جتعــل الــكالم املســموع‬
‫واضحــا يف املبنــى واملعنــى‪ ،‬ممــا يســاعد الناطــق بغــر العربيــة عــى التــذوق‬ ‫ً‬
‫اللغــوي‪ ،‬ويكتســب عــد ًدا مــن املفــردات اجلديــدة‪ ،‬التــي تثــري قاموســه‬
‫ـة بالــكالم‪ ،‬يكتســب‬ ‫ـاهدة مصحوبـ ٍ‬
‫اللغــوي‪ .‬أمــا املــرح فهــو عبــارة عــن مشـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫مهــارات عــدةً‪ ،‬حيــث يتابــع فيهــا حــوارات‪،‬‬ ‫مــن خاللــه املتعلــم املســتمع‬
‫ويتعــرف مــن خالهلــا عــن طريقــة الســؤال والــرد‪ ،‬والتفاعــل مــع املحتويــات‪،‬‬
‫ومنهــا كذلــك حيقــق اكتســاب امللــكات بواســطة الفرجــة املثــرة واملشــوقة؛ التــي‬
‫ـة مــن األصــوات الكالميــة املتصلــة‬ ‫آداءات لغويـ ٌة مــن خــال تتابــع مجلـ ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ترافقهــا‬
‫يف نفــس اآلن‪ ،‬والتــي تتخلــل هــذا األداء املرسحــي‪ ،‬وقــد تكــون هــذه األصوات‬
‫كلــات أو مجــل أو عبــارات أو نصــوص‪ ،...‬هلــا معنــى‪ ،‬مــع العلــم‪ ،‬أن املرسحــي‬
‫يســتعمل لغــة متقطعــة لتــدل عــى املشــهد الــذي يؤديــه فــوق اخلشــبة‪ ،‬وذلــك‬
‫وفــق مــا هــو يف نــص اإلخــراج‪.‬‬
‫وممــا وجــب التنبيــه إليــه‪ ،‬هــو أن الرتكيــز عــى هــذا اجلانــب لــه أن ينجــح‬
‫احلديــث أو اإللقــاء‪ ،‬ويعلــم الســامع كيــف يتكلــم ويــردد املقاطــع الكالميــة‬
‫وكيــف جيــزئ الــكالم مــن خــال انغامســه يف هــذا النــوع مــن املســموعات‬
‫املتوفــرة يف الربجميــات والشــبكات‪ ،‬أو العــروض املبــارش عــى خشــبة املــرح‪.‬‬

‫‪784‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫وبالتــايل تــرز شــخصية املتكلــم‪ ،‬وحتــدد ميولــه‪ ،‬كــا يكســب حديثــه طــاوة‬
‫بالصــوت املنغــم املعــر املنتقــل بــن املناطــق الصوتيــة واإليقاعــات املوســيقية‬
‫العربيــة(((‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬يمكــن توظيــف فــن درامــا واملــرح وغريهــا مــن الفنــون‬
‫األخــرى يف تعليــم قواعــد اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ملــا هلــا مــن ٍ‬
‫أثــر‬
‫ـة‪ ،‬وذلــك عــن طريــق‬ ‫ـود وصعوبـ ٍ‬
‫بلي ـ ٍغ يف التغليــب عــى مــا يف النحــو مــن مجـ ٍ‬
‫الربــط بــن اللغــة الفصيحــة الســهلة األقــرب إىل لغــة احليــاة اليوميــة يف فضــاء‬
‫يت‬ ‫ٍ‬
‫أوســع‪ ،‬فعنــد ممارســة الناطــق بغــر العربيــة اللغــة الفصحــى يف موقــف حيــا ٍّ‬
‫معــن‪ ،‬يــدرك أمهيــة قواعــد اللغــة العربيــة يف صــون لســانه مــن الوقــوع يف‬ ‫ٍ‬
‫األخطــاء‪ ،‬ممــا يزيــد دافعيتــه لفهــم قواعــد اللغــة العربيــة وتعلمهــا‪ ،‬ويــؤدي إىل‬
‫رفــع مســتوى حتصيلــه اللغــوي‪.‬‬
‫‪٨.٨‬التعابري االنفعالية يف الفنون الدرامية‬
‫ـة يعملــون عــى التدريــب عــى الظواهر‬ ‫ـة عامـ ٍ‬
‫فاملرسحيــون والفنانــون بصفـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫دالــة‬ ‫ٍ‬
‫تعابــر انفعاليــة‬ ‫التطريزيــة مثــل‪ :‬اإليقــاع والتنغيــم والنــر‪ ،‬وإنجــاز‬
‫ـة؛ لذلــك فــإن جمــال تعليــم اللغــات واللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬ ‫وهادفـ ٍ‬
‫ـة إىل تكويــن املعلمــن وتدريــب املتعلمــن عــى القــراءة‬ ‫ـة ماسـ ٍ‬
‫خاصــة‪ ،‬بحاجـ ٍ‬
‫املعــرة واإللقــاء االنفعــايل‪ ،‬وتفكيــك اجلمــل يف دروس اللغــة املتعلمــة أو يف‬
‫األنشــطة الرتفيهيــة اخلــارج صفيــة التــي تقــام يف املراكــز اخلاصــة هبــا‪ .‬فاملرسحــي‬
‫ـد‪ ،‬ومعرفــة‬ ‫ـق ســلي ٍم‪ ،‬وإلقـ ٍ‬
‫ـاء جيـ ٍ‬ ‫يف أدائــه يركــز عــى القوانــن اللغويــة مــن نطـ ٍ‬
‫أماكــن الوقــف‪ ،‬والوصــل والفصــل‪ ،‬والتفكيــك اجليــد للجمــل‪ ،‬وعــى النــر ‬
‫والتنغيــم‪ ،‬وعــى اللغــة العربيــة الفصيحــة البســيطة والواضحــة التــي حتاكــي‬
‫الواقــع احلقيقــي للغــة‪.‬‬
‫وبالتــايل إن التعلــم عــن طريــق هــذه الوســائل الســمعية املرئيــة‪ ،‬ينمــي‬
‫لــدى املتعلــم الناطــق بغــر العربيــة مهــارة التقويــم وإصــدار األحــكام باللغــة‬
‫املتعلمــة؛ وذلــك ألنــه بالــرورة سيســمعها ويشــاهدها يف العــامل اخلارجــي‪،‬‬
‫وهكــذا تبقــى احلقيقــة األساســية هنــا أنــه قــد تعلــم‪ ،‬ومــن الــرورة‪ ،‬أن يقارب‬
‫بنفســه وأن حيكــم بنفســه ولنفســه‪ .‬لــذا فالصــورة والكلمــة تتناوبــان األمهيــة‬
‫واحلضــور احلــي بحســب طبيعــة كل حاسـ ٍ‬
‫ـة وعالقتهــا بنــوع الســامع ودرجتــه‪،‬‬
‫ألن ســيكولوجية الســامع يف اخلطــاب الدرامــي واملرسحــي والتعليمــي يقــوم‬
‫عــى أســاس املشــاهدة والصــوت املســموع‪ ،‬بمعنــى أن الســامع يعــد بالدرجــة‬

‫((( رياض زكي قاسم‪.120 :2000 ،‬‬

‫‪785‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫األوىل قــواه البرصيــة للدخــول إىل عــامل الرشيــط‪ ،‬ومتابعــة أفــكاره واســتيعاب‬
‫حافــزا يف اســتعامل‬
‫ً‬ ‫رؤاه‪ ،‬لذلــك يشــكل تنــاوب الصــورة والكلمــة املســموعة‬
‫اللغــة يف حــال تعــرض هلــا املتعلــم باســتمرار‪.‬‬
‫‪٩.٩‬اإلمالء‬
‫يعتــر اإلمــاء مــن أنــواع االنغــاس اللغــوي الســمعي؛ إذ يســهم يف رسعة‬
‫حتصيــل اللغــة‪ ،‬ويف حتقيــق مهــارة الكتابــة الصحيحــة لــدى املتعلــم‪ ،‬كــا يســهم‬
‫يف تدريــب املتعلــم عــى فهــم وإدراك الروابــط الصوتيــة وأنــاط النــر والتنغيــم‪،‬‬
‫والفصــل والوصــل‪ ،‬وتثبيــت أدوات الرتقيــم يف اللغــة اهلــدف‪ .‬ممــا يعنــي أن‬
‫الســاع اجليــد يكــون باإلمــاء اجليــد‪ ،‬وكــذا الكتابــة اجليــدة تتحقــق باإلمــاء‬
‫أيضــا‪ ،‬لذلــك فبوســيلة اإلمــاء التــي يقــوم هبــا املعلــم يكتســب املتعلــم مجلــة‬
‫مــن املهــارات الســاعية التــي يمكــن إمجاهلــا فيــا يــي‪:‬‬
‫‪− −‬السمع اجليد‪.‬‬
‫‪− −‬فهم املسموع‪.‬‬
‫‪− −‬االحتفاظ باملسموع‪.‬‬
‫‪− −‬اسرتجاع املسموع ‪.‬‬
‫‪− −‬التفاعل اإليقاعي مع املسموع‪.‬‬
‫‪− −‬التمييز بني األصوات ‪.‬‬
‫‪− −‬تقويم املسموع‪.‬‬
‫ـكال أخــرى مــن املهــارات‬‫وإىل جانــب هــذه املهــارات الســاعية هنــاك أشـ ٌ‬
‫التــي يمكــن حتقيقهــا عــر االنغــاس اللغــوي الســمعي اإلمالئــي‪ ،‬مثــل الكيفيــة‬
‫املســتعملة يف حفــظ املســموع مــن املــادة اللغويــة؛ حيــث يقــوم معلــم العربيــة‬
‫للناطــق بغريهــا بإلقــاء املــادة املســموعة يف شــكل سلسـ ٍ‬
‫ـلة مــن اجلمــل املتتاليــة‬
‫يســمعها املتعلــم ويدوهنــا يف دفــره‪ ،‬وبالتكــرار املتســمر هلــذه اجلمــل عــر ‬
‫اإلمــاء يتمكــن املتعلــم مــن حفظهــا وختزينهــا واســرجاعها وتوظيفهــا يف‬
‫ـدة وخمتلفـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫ـياقات جديـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫سـ‬
‫‪ .10‬األنشطة الثقافية واألندية اإلجبارية واالختي�ارية‪:‬‬
‫تعتــر األنشــطة الثقافيــة واألنديــة اإلجباريــة واالختياريــة نو ًعــا مــن‬

‫‪786‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫أنــواع االنغــاس اللغــوي الســمعي‪ ،‬الــذي تعتمــده برامــج تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬الــذي يتعــرض فيــه املتعلــم للغــة عــر الوســائل الســمعية‬
‫البرصيــة واملتكلمــن األصليــن للغــة اهلــدف‪ ،‬والعمــل عــى توظيفهــا يف‬
‫ـة‪ ،‬ومــن هــذه األنديــة التــي تضــم مجلــة مــن األنشــطة‬‫ـة حيـ ٍ‬
‫ـياقات تواصليـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫سـ‬
‫الثقافيــة باللغــة العربيــة‪ ،‬نجــد نــادي القــرآن‪ ،‬نــادي املوســيقى العربيــة‪ ،‬نــادي‬
‫اخلطــاب العــريب‪ ،‬نــادي الصحافــة واإلعــام‪ ،‬نــادي املقهــى اللغــوي‪،...‬‬
‫وهتــدف هــذه األنشــطة إىل تقويــة مهــارة الســاع والتحــدث لــدى املتعلمــن‪.‬‬
‫ومــن خــال مــا تقــدم‪ ،‬يكــون االنغــاس الســمعي بالســامع والتقليــد‬
‫عــر الوســائل الســمعية وغريهــا‪ ،‬ممــا يعنــي أنــه جممــوع الربامــج اللغويــة‬
‫واألنشــطة الثقافيــة والتواصليــة التدريبيــة التــي يقــوم هبــا املعلــم مــع‬
‫ٍ‬
‫تواصليــة‬ ‫املتعلمــن داخــل الصــف مــن أجــل هتيئــة املتعلمــن لوقائــع‬
‫لغويــة خمتلفــةٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وأنشــطة‬ ‫ٍ‬
‫حــوارات‬ ‫ٍ‬
‫حقيقيــة خارجــه‪ .‬وعليــه‪ ،‬يتــم إعــداد‬
‫بحســب املجــاالت أو املواقــف التواصليــة التــي يمكــن للمتعلمــن أن جيــدوا‬
‫ٍ‬
‫ماســة إىل اســتعامل اللغــة والتواصــل هبــا‬ ‫ٍ‬
‫بحاجــة‬ ‫أنفســهم فيهــا‪ ،‬فيكونــوا‬
‫للتعبــر عــن رغباهتــم وأفكارهــم‪ ،‬أو التجــاوب مــع مــن حوهلــم‪ .‬وهكــذا‪،‬‬
‫يقــوم املعلــم بتدريــب املتعلمــن عــى اســتعامل اللغــة بــا يناســب تلــك املواقــف‬
‫والسياقات (((‪.‬‬
‫حفــز معلــم اللغــة العربيــ�ة للناطــق بغريهــا علــى اســتعمال‬
‫الوســائل التكنولوجيــة واالســتفادة منهــا يف تدريــس اللغــة‬
‫العربيــ�ة‬
‫ويتــم حفــز ثقافــة معلــم اللغــة العربيــة يف هــذا اجلانــب بحثــه عــى كثــرة‬
‫الســاع جلملــة مــن الربامــج واألداءات الصوتيــة املنتقــاة واملخطــط هلــا بشـ ٍ‬
‫ـكل‬
‫مســتمر‪ ،‬والتعــرف عــى الوســائل املعتمــدة يف برامــج تعليــم اللغــة العربيــة‪،‬‬‫ٍّ‬
‫مثــل‪ :‬التســجيالت الصوتيــة والربجميــات اللغويــة املتضمنــة للنصــوص النثريــة‬
‫والشــعرية واحلــوارات لتعليــم اللغــة وأســاليبها‪ ،‬التــي متكــن املتعلــم مــن الربــط‬
‫الصــويت ومــن مهــارة النــر والتنغيــم‪ ،‬لكوهنــا مــن الظواهــر التطريزيــة الســياقية‬
‫املتصلــة بالــكالم املنطــوق واملســموع‪ ،‬التــي تعتــر مــن موضوعــات اللســانيات‬
‫احلديثــة‪ ،‬مــع أن معظــم مناهــج تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا ال تويل‬
‫أمهيــة هلــذا اجلانــب رغــم أمهيتــه يف إكســاب املتعلمــن مجلــة مــن األســاليب‬
‫والقواعــد والقوانــن اللغويــة‪.‬‬

‫((( رائد مصطفى عبد الرحيم وآخرون‪.127 :2009 ،‬‬

‫‪787‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪.‬أاملهارات السماعية اليت حيققها االنغماس اللغوي السمعي‬


‫ونقــدم هنــا املهــارات الســاعية وبعــض تدريباهتــا التــي حيققهــا االنغــاس‬
‫اللغــوي الســمعي لــدى املتعلــم الناطــق بغــر العربيــة‪ ،‬وذلــك باعتــاد الوســائل‬
‫الســمعية البرصيــة‪ ،‬عــى الشــكل التــايل‪:‬‬
‫‪١ .١‬مهارة النرب‬
‫يعتــر النــر مــن املهــارات الســاعية التــي حيققهــا االنغــاس اللغــوي‬
‫الســمعي‪ ،‬وهــو ظاهــر ٌة تطريزيـ ٌة ســياقي ٌة متصلـ ٌة بالــكالم املنطــوق واملســموع‪،‬‬
‫يســاعد املتعلمــن الناطقــن بغــر العربيــة يف تعلــم مجلــة مــن الكلــات واحلروف‬
‫مــن داخــل هــذه الكلــات‪ ،‬وذلــك حيــدد مــن خــال الســياق اللغــوي الــذي‬
‫تســتعمل فيــه الكلمــة‪ ،‬باإلضافــة إىل نــوع اآلداءات االنفعاليــة املســتعملة فيهــا‪،‬‬
‫ـروز للصــوت أو احلــرف‬ ‫وتشــر الدراســات اللســانية احلديثــة إىل أن النــر هــو بـ ٌ‬
‫ـط داخــل الكلمــة أو للكلمــة داخــل اجلملــة‪ ،‬مــع العلــم‪ ،‬أن درجــة‬ ‫ـوة أو ضغـ ٍ‬
‫بقـ ٍ‬
‫قــوة وضعــف احلــروف ختتلــف مــن داخــل الكلــات املنطوقــة واملســموعة‪.‬‬
‫ ‪-‬تمرين يف النرب‬
‫ـا مــن‬ ‫ـواري قصـ ٍ‬
‫ـر‪ ،‬يتضمــن عــد ًدا قليـ ً‬ ‫ـص حـ ٍّ‬ ‫يقــرح إســاع املتعلمــن نـ ٍّ‬
‫الكلــات املتسلســلة واملتوفــرة عــى احلــروف املنبــورة املــراد تعليمهــا مصاحبــة‬
‫بإثــارة أقــوى لألوتــار الصوتيــة‪ ،‬تــم تطــرح أســئلة مبــارش ًة عليهــم‪ ،‬تســتهدف‬
‫مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬تذكر الكلامت‪.‬‬
‫ ‪-‬حتديد الكلامت التي تتضمن احلروف املنبورة‪.‬‬
‫ ‪-‬حتديد احلروف املنبورة يف الكلامت‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلتيان بكلامت جديدة تتضمن احلروف املنبورة املتعلمة‪.‬‬
‫وعــن طريــق النــر يكتســب املتعلــم الناطــق بغــر العربيــة احلــروف أو‬
‫األصــوات اللغويــة العربيــة يف نطقهــا الصحيحــة‪ ،‬وكــذا الكلــات واجلمــل يف‬
‫حــوارات ســاعية قصــرة وهادفــة تثــري حصيلتــه اللغويــة‪.‬‬

‫‪788‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫‪٢ .٢‬مهارة التنغيم‪ ‬‬


‫تعتــر مهــارة التنغيــم مــن بــن املهــارات الســاعية التــي تكتســب مــن‬
‫خــال االنغــاس اللغــوي الســمعي‪ ،‬والتنغيــم هــو ارتفــاع للصــوت أو‬
‫انخفاضــه أثنــاء الــكالم املنطوقــة واملســموعة‪ ،‬مــع أن األصــوات يف الكلــات‬
‫تتبايــن مــن حيــث قوهتــا وضعفهــا بحســب موقــع ورودهــا‪ ،‬ويتخــذ التنغيــم‬
‫شــكال وظيفيــا يف الــكالم‪ ،‬حيــث يســاعد املتعلــم عــى األداء اجليــد واإللقــاء‬
‫املعــر‪ ،‬ويعينــه عــى معرفــة أنــواع اجلمــل يف اللغــة العربيــة انطال ًقــا مــن نــوع‬
‫ـخ أم دهشـ ٌة‬
‫ـب أم تقريـ ٌـر أم توبيـ ٌ‬
‫النغــم الــذي يســمعه‪ :‬هــل هــو اســتفها ٌم أم تعجـ ٌ‬
‫احتقــار‪ ،‬أم هتديــدٌ ‪...‬؟‬
‫ٌ‬ ‫أم‬
‫ ‪-‬تمرين يف التنغيم‬
‫ـل مسـ ٍ‬
‫ـجلة‪ ،‬تتضمــن ألوا ًنــا مــن أنغــام اجلمل‬ ‫يقــرح تقديــم للمتعلمــن مجـ ٍ‬
‫يف اللغــة العربيــة‪ ،‬مثــال‪ :‬يســتمع املتعلــم إىل اجلمــل املســجلة ويطلــب منــه أن‬
‫حيــدد نــوع نغمهــا بحســب قــوة ارتفاعهــا أو انخفاضهــا‪:‬‬
‫نــوع نغمهــا بحســب ارتفــاع الصــوت‬ ‫اجلملة املسموعة‬
‫و ا نخفا ضــه‬
‫نغم التقرير ‪ -‬انخفاض يف الصوت‬ ‫جاء حممد اليوم‬
‫نغم االستفهام ‪ -‬ارتفاع يف الصوت‬ ‫جاء حممد اليوم‬
‫نغــم االندهــاش ‪ -‬مــع نــر قــوي يف كلمــة‬ ‫جاء حممد اليوم‬
‫اليــوم‬
‫نغم االستفهام ‪ -‬ارتفاع يف الصوت‬ ‫أما جاء حممد اليوم‬
‫جــاء حممــد اليــوم الويــل نغم التهديد ‪ -‬من االنخفاض إىل ارتفاع‬
‫لــك‬
‫وهــذه بعــض األمثلــة عــى أنغــام اجلمــل يف اللغــة العربيــة‪ ،‬عــى ســبيل التمثيــل‬
‫ال احلــر‪ ،‬التــي يمكــن أن يتعلمهــا املتعلــم‪ ،‬وبعــد حتديــده هــذه األنغــام يطلــب‬
‫منــه اإلتيــان بجملــة أو مجــل جديــدة فينطقهــا عــى أنغــام اجلملــة املحددة ســل ًفا‪،‬‬
‫كــا يســاعد التنغيــم أيضــا املتعلــم عــى معرفــة حــدود الوصــل والفصــل بــن ‬
‫ٍ‬
‫ـياقات‬ ‫الكلــات ومواضــع الوقــف يف الــكالم العــريب والتعابــر االنفعاليــة يف سـ‬
‫ـة هلــا أنغامهــا اخلاصــة‪ ،‬لذلــك فاملتعلم‬‫ـة‪ .‬باإلضافــة‪ ،‬إىل أن كل لغـ ٍ‬
‫ـة خمتلفـ ٍ‬
‫تواصليـ ٍ‬
‫ـي بأنغــام لغتــه تســاعده عــى حتديــد أنغــام اللغــة‬ ‫األجنبــي املســتهدف لــه وعـ ٌ‬
‫اهلــدف‪ .‬‬

‫‪789‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪٣ .٣‬مهارة اإلدراك السمعي‬


‫إن أول مــا يتحقــق لــدى متعلــم اللغــة الناطــق بغريهــا هــو اإلدراك الصويت‬
‫باللغــة العربيــة‪ ،‬فــإذا كانــت اللغــة أصوا ًتــا يعــر هبــا كل قــوم عــن أغراضهــم‪،‬‬
‫ـة أخــرى‬ ‫بتعبــر ابــن جنــي‪ ،‬فــا يمكــن تصــور تعلــم اللغــة العربيــة أو أيــة لغـ ٍ‬
‫دون إدراك ألصواهتــا‪ ،‬لذلــك تقــرح متاريــن ســاعي ًة‪ ،‬تدفــع املتعلــم إىل اســتعامل‬
‫مهــارات الســاع التــي تعلمهــا مــن خــال انغامســه يف بحــر هــذه املســموعات‬
‫ٍ‬
‫نصية‬ ‫ـة‪ ،‬حيــث يتــم العمــل عــى إســاعه مقاطــع‬ ‫ـة متقدمـ ٍ‬
‫عــر وســائل تكنولوجيـ ٍ‬
‫ـرة‪ ،‬ختــدم مســتواه وحتقــق األهــداف املنشــودة مــن تدريســها‪ .‬ثــم‬ ‫ـيطة وقصـ ٍ‬‫بسـ ٍ‬
‫تطــرح عليــه أســئلة مبــارشة‪ ،‬تســتهدف مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬التعــرف عــى األصــوات املشــركة نط ًقــا بــن أغلــب اللغــات‪ ،‬ثــم ‬
‫التــدرجيفالتعــرفعــى األصــواتاألخــرىاخلاصــةباللغــةاملتعلمــة‪.‬‬
‫ً‬
‫وشكل‪.‬‬ ‫ ‪-‬الفرز بني األصوات املتقاربة نط ًقا‬
‫ ‪-‬حتديــد أوزان الكلــات املتقاربــة‪ ،‬مــن خــال الكلــات املنطوقــة املعطــاة‬
‫لــه‪ ،‬أو بالتعبــر عــن حاجاتــه باســتعامل هــذه الكلــات‪ ،‬هبــدف إنتــاج‬
‫ـات أخــرى جديـ ٍ‬
‫ـدة‪ ،‬وعــن طريــق الســاع واملعاينــة املســتمرة يميــز‬ ‫كلـ ٍ‬
‫املتعلــم بــن الكلــات املســموعة مثــل‪ :‬آل ‪ -‬وقــال‪ ،‬وأمل ‪ -‬وعلــم‪ ،‬وأمل‬
‫‪ -‬وقلــم‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫‪٤ .٤‬مهارة التميز الصويت‬
‫حيقــق االنغــاس الســمعي‪ ،‬الــذي يتعــرض فيــه املتعلــم إىل سلســة مــن‬
‫األصــوات املتكــررة امتالكــه ملــكات صوتيــة متعــددة منهــا‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ومتــدرج مــن‬ ‫ٍ‬
‫ومتسلســل‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل منظــ ٍم‬ ‫ ‪-‬الســاع املتكــرر لألصــوات‬
‫الســهل إىل البســيط إىل املعقــد‪.‬‬
‫ ‪-‬الفــرز بــن األصــوات ملعرفــة دالالت الكلــات واجلمــل املتضمنــة‬
‫هلــذه الكلــات‪.‬‬
‫ ‪-‬القدرة عىل املزج بني األصوات لتكوين املقاطع أو الكلامت‪.‬‬
‫وال ننســى أن خصائــص اللغــة العربيــة جتعــل مــن متعلميهــا أمــام‬
‫ـرا عــن النطــق‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫صعوبــات نطقيــة‪ ،‬خاصــة الذيــن ختتلــف عاداهتــم النطقيــة كثـ ً‬

‫‪790‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫العــريب(((؛ لذلــك يرجــى اعتــاد املشــرك مــن األصــوات املســموعة بــن اللغات‬
‫يف البدايــة‪ ،‬تــم التــدرج يف تعليمهــم األصــوات الصعبــة يف اللغــة اهلــدف‪.‬‬
‫ ‪-‬مترين يف التميز الصويت‪.‬‬
‫ـة بسـ ٍ‬
‫ـيطة‪ ،‬ال تتجــاوز دقيقــة ونصــف‪،‬‬ ‫اقــراح إســاع املتعلــم مقاطــع نصيـ ٍ‬
‫ختــدم مســتواه وتتضمــن األصــوات اللغويــة املــراد تعلمهــا‪ .‬ثــم تطــرح عليــه‬
‫أســئلة مبــارشة‪ ،‬تســتهدف مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬حتديد األصوات‪.‬‬
‫ ‪-‬حتديد خمارج األصوات‪.‬‬
‫ ‪-‬متيز سامت األصوات (جمهور‪ ،‬مهموس‪ ،‬شديد‪ ،‬رخو‪.)...‬‬
‫ ‪-‬حتديد معنى الصوت من خالل نغمه‪.‬‬
‫ ‪-‬تتمــة األصــوات الناقصــة يف الكلــات املســموعة‪ ،‬والكلــات الناقصــة‬
‫يف اجلمــل وفــق ســياق ورودهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلتيان بكلامت تبتدئ باحلرف أو الصوت املراد تعليمه‪.‬‬
‫ ‪-‬التميز بني األصوات املتقاربة نطق ًّيا‪.‬‬
‫ ‪-‬حماكاة األصوات املسموعة‪.‬‬
‫ ‪-‬حتديد أوزان الكلامت املسموعة‪ ،‬والكلامت املتقاربة‪.‬‬
‫ ‪-‬اســتعامل هــذه األصــوات يف كلـ ٍ‬
‫ـات ومجـ ٍ‬
‫ـل‪ ،‬أثنــاء التعبــر عــن حاجاتــه‬
‫وفق مســتواه‪.‬‬
‫ ‪-‬التفاعل مع املادة املسموعة‪ ،‬وذلك بمناقشتها حتد ًثا‪.‬‬
‫مــن امللحــوظ أن املتعلــم الــذي يتفاعــل مــع اآلخريــن باســتعامله املــادة‬
‫ٍ‬
‫فــرص ملامرســة مهــارة‬ ‫ٍ‬
‫صعوبــة‪ ،‬ويبحــث عــن‬ ‫الصوتيــة التــي يســمعها دون‬
‫املتعلمــن نجاحــا واكتســا ًبا للمهــارات اللغويــة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بكثــرة هــو أكثــر‬ ‫التحــدث‬
‫ً‬
‫‪٥ .٥‬مهارة التصنيف‬
‫تعتــر مهــارة التصنيــف مــن املهــارات التــي تكســب املتعلــم التعــرف عــى ‬

‫((( ماجدولني النهيبي‪.19 :2018 ،‬‬

‫‪791‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫العالقــات املعنويــة أو املنطقيــة بــن الكلــات واملفاهيــم واألفــكار‪ ،‬ملــا بينهــا مــن‬
‫ـات مشـ ٍ‬
‫ـركة‪ ،‬ومــن بــن مــا حتققــه هــذه املهــارة لــدى املتعلــم مــا‬ ‫ـات وسـ ٍ‬‫عالقـ ٍ‬
‫ييل ‪:‬‬
‫ ‪-‬ربط الصوت بالصورة الدالة عليه‪.‬‬
‫ ‪-‬ذكر كلامت تدل عىل أصوات‪ ،‬مثل‪( :‬الضحك‪ ،‬األنني‪.)...‬‬
‫ ‪-‬اعتامد اإلشارات السياقية لفهم دالالت الكلامت‪.‬‬
‫ ‪-‬الوصل بني الكلامت املنطوقة والصور التي تبتدئ بنفس احلروف‪.‬‬
‫ ‪-‬إقصاء الكلمة غري املالئمة داخل جمموعة من الكلامت املسموعة‪.‬‬
‫‪٦ .٦‬احلكم على ما صدقية املحتوى اللغوي املسموع‬
‫يعتــر احلكــم عــى مــا صدقيــة املحتــوى اللغــوي املســموع مــن قبــل‬
‫شــكل مــن أشــكال التقويــم؛ الــذي جيعــل مــن املتعلــم يتجــاوز‬‫ً‬ ‫املتعلــم‪،‬‬
‫اســتقباهلا وفهــا إىل العمــل عــى نقدهــا‪ ،‬قصــد الكشــف عــن مكامــن القــوة‬
‫ـي‪ ،‬ومــن أهــم هــذه‬ ‫والضعــف فيهــا‪ ،‬ليتســنى لــه احلكــم عليهــا بشـ ٍ‬
‫ـكل موضوعـ ٍّ‬
‫املهــارات هــي أن الســاع يقــوم مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪-‬يقــوم الــكالم املســموع عــن طريــق (األســلوب‪ ،‬جــودة اإللقاء‪،‬الدقــة‪،‬‬
‫الوضــوح‪ ،‬البســاطة‪ ،‬قــوة التدليــل‪.)...،‬‬
‫ ‪-‬يكشــف األخطــاء اللغويــة واألخطــال املعرفيــة والتناقضــات يف‬
‫املوضــوع إن وجــدت يف النــص املســموع‪.‬‬
‫خاتمة واستنت�اجات‪:‬‬
‫بنــا ًء عــى مــا تــدول يف هــذه الورقــة البحثيــة‪ ،‬يتبــن أن االنغــاس اللغــوي‬
‫الســمعي لــه دور يف جعــل املتعلــم الناطــق بغــر العربيــة يتعــرض للغــة العربيــة‬
‫ٍ‬
‫انغامســية خمطــط هلــا حتاكــي بيئتهــا احلقيقيــة‪ ،‬يتــم فيــه االعتــاد عــى ‬ ‫يف ٍ‬
‫بيئــة‬
‫املهــارات الســاعية‪ ،‬التــي جتعلــه يمتلــك اللغــة عــر االتصــال احلقيقــي هبــا‪.‬‬
‫وقــد لوحــظ أن دور االنغــاس اللغــوي الســمعي يكمــن يف إكســاب اللغــة‬
‫العربيــة ومهاراهتــا عــر الســاع لألصــوات اللغويــة الطبيعيــة مــن فــم الناطــق‬
‫األصــي هبــا أو الســاع لألصــوات عــر الوســائل الســمعية البرصيــة‪ ،‬ملــا هلــا‬
‫ـر رسي ـ ٍع وملحـ ٍ‬
‫ـوظ يف نمــو املــدارك اللغويــة‪ ،‬لذلــك فربامــج‬ ‫مــن وق ـ ٍع وتأثـ ٍ‬

‫‪792‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫تعليــم اللغــة للناطقــن بغريهــا تتبنــى هــذا النــوع مــن االنغــاس‪ ،‬الــذي يســهم‬
‫يف االرتقــاء باملســتوى التعليمــي للمتعلمــن‪ .‬زد عــى ذلــك أنــه يمــزج يف هــذه‬
‫الربامــج بــن التعليــم اللغــوي والرتفيــه والفرجــة ‪ ،...‬وكل مــا لــه أن ييــر ‬
‫تعليــم اللغــة‪.‬‬
‫ـر‪ ،‬مــن حيــث موادهــا‬ ‫ـة ماسـ ٍ‬
‫ـة إىل تطويـ ٍ‬ ‫بالتــايل‪ ،‬إن هــذه الربامــج بحاجـ ٍ‬
‫ـكل ومضمو ًنــا لتســاير املســتجدات احلضارية والثقافيــة‪ .‬باإلضافــة إىل احلاجة‬‫شـ ً‬
‫إىل إحــداث وابتــكار وســائل وبرامــج جديــدة غنيــة أكثــر إثــارة وترسـ ً‬
‫ـيخا للغــة‬
‫املتعلمــة وثقافتهــا املتجــددة‪.‬‬
‫استنت�اجات‪:‬‬
‫ويمكن إمجال ما خلصت إليه هذه الورقة من نتائج فيام ييل‪:‬‬
‫ ‪-‬احلــرص عــى اختيــار البيئــة أو املؤسســة املناســبة لتفعيــل االنغــاس‬
‫ٍ‬
‫جيــد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫اللغــوي الســمعي‬
‫ ‪-‬إعطــاء األمهيــة لالنغــاس اللغــوي الســمعي يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا بالشــكل املناســب‪.‬‬
‫ ‪-‬احلــرص عــى اختيــار املــواد اللغويــة املســموعة التــي تضمــر القواعــد‬
‫والبنيــات اللغويــة العربيــة الســليمة‪ ،‬وفــق ســياقاهتا التعليميــة‪.‬‬
‫ ‪-‬احلــرص عــى أن تكــون هــذه املــواد الصوتيــة املســموعة ذات معنــى‬
‫ٍ‬
‫وهــدف‪.‬‬
‫ ‪-‬رضورة مراعــاة رغبــات وقــدرات املتعلمــن عنــد اختيــار هــذه املــواد‬
‫املســموعة‪ ،‬مــع قابليتهــا للتقويــم‪.‬‬
‫ ‪-‬العمــل عــى جتويــد الوســائل الســمعية البرصيــة واخــراع طرائــق‬
‫الســتثامرها وتفعيلهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬العمــل عــى تنويــع املســموعات والزيــادة فيهــا وفــق مســتويات‬
‫املتعلمــن‪ ،‬وتنويــع الوســائل والطــرق‪.‬‬
‫ ‪-‬احلــرص عــى اشــتامل املســموعات ملكونــات اللغــة من صــوت ورصف‬
‫ومعجــم‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ ‪-‬تقويــم املهــارات الســاعية واختبارهــا للكشــف عــا فيهــا مــن نقــص‬
‫بغيــة تقويتهــا‪.‬‬

‫‪793‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪-‬جتويــد لغــة اإلعــام املســموع واملرئــي وتشــذيبه مــن األخطــاء اللغويــة‬


‫واألخطــاء املعرفيــة‪.‬‬
‫ ‪ -‬التكويــن الــذايت واملســتمر للمعلــم يف جمــال تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ويف جمــال اســتثامر الوســائل التكنولوجيــة عنــد‬
‫تدريــس اللغــة‪.‬‬

‫‪794‬‬
‫اإلنغماس اللغوي السمعي‪ :‬عبد الرحمان بوشقفي‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫•القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪1.1‬تأليــف جمموعــة مــن الباحثــن‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫دراســة وأبحــاث علميــة حمكمــة‪ ،‬دار كنــوز املعرفيــة للنــر والتوزيــع‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪2.2‬رائــد مصطفــى عبــد الرحيــم وآخــرون‪ ،‬االنغــاس اللغــوي يف تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا (النظريــة والتطبيــق) مباحــث لغويــة‪ ،‬ع ‪،42‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪3.3‬ريــاض زكــي قاســم‪ ،‬تقنيــات التعبــر العــريب‪ ،..‬دار املعرفــة للطباعــة‬
‫والنــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪4.4‬عبــد الرمحــان كــدوك‪ ،‬تكنولوجيــا التعليــم‪ :‬املاهيــة واألســس والتطبيقــات‬
‫العمليــة‪ :‬املفــردات‪ ،‬الريــاض ‪.2000‬‬
‫‪5.5‬عبــد الرمحــن ابــن خلــدون‪ ،‬املقدمــة‪ ،‬دار صــادر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪6.6‬عبــد الرمحــن حــاج صالــح‪ ،‬بحــوث ودراســات يف اللســانيات العربيــة‪،‬‬
‫اجلزائــر‪.2012 ،‬‬
‫‪7.7‬عبــد العزيــز العصيــي‪ ،‬طرائــق تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات‬
‫أخــر‪ ،‬الريــاض‪.2002 ،‬‬
‫‪8.8‬عــي أمحــد مدكــور‪ ،‬تدريــس فنــون اللغــة‪ .‬دار الفكــر العــريب القاهــرة‬
‫‪.2000‬‬
‫‪9.9‬فيصــل حســن عــي‪ ،‬املرشــد الفنــي لتدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬دار الثقافــة‬
‫للنــر‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.1989 ،1‬‬
‫‪1010‬مصطفــى بــن عبــد اهلل بشــوك‪ ،‬تعلي��م وتعل��م اللغ��ة العربي��ة وثقافتهـ�ا‪،‬‬
‫مطبع��ة النج��اح اجلدي��دة‪ ،‬ط‪..2000 ،3‬‬
‫‪1111‬رودينــة قــاز‪ ،‬ترســيخ امللكــة اللغويــة مــن خــال برنامــج خمتــر افتــح‬
‫يــا سمســم‪ ،‬املامرســة اللغويــة‪ ،‬جامعــة تــزي وزو‪.2016 ،‬‬
‫‪1212‬ماجدولــن النهيبــي‪ ،‬تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬ختطيط‪،‬‬
‫إنتــاج‪ ،‬تقييــم‪ ،‬طبعة شــمس‪ ،‬بــروت‪.2018،‬‬
‫‪1313‬احممــد اســاعييل علــوي‪ ،‬التواصــل اإلنســاين‪ :‬مفاهيــم ومبــادئ‬
‫وأساســيات‪،‬مطبعــةسجلامســةللطبــعوالتوزيــعمكنــاس‪،‬ط‪.2009،1‬‬

‫‪795‬‬
‫جهود تعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها يف اململكة العربي�ة‬
‫السعودية‪ :‬حقائق وتطلعات‬

‫عبري عبد احلكيم راتب‬


‫(((‬

‫جامعة األمري سطام بن عبد العزيز ‪ -‬السعودية‬

‫* حمــارض اللغويــات بجامعــة األمــر ســطام بــن عبــد العزيــز‪ ،‬شــاركت يف املؤمتــر الــدويل‬
‫الثــاين بامليزيــا ‪ ،2016‬منس�قـة التطوي��ر واجلوــدة لكليـ�ة العلــوم بحوط��ة بن��ي متيــم‪ ،‬أقامــت‬
‫ٍ‬
‫مقدم��ة للمؤمت��رات الطالبية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ع�لى بح��وث‬ ‫ورش��ا تدريبي�� ًة داخ��ل الكلي��ة وخارجه��ا‪ ،‬أرشف��ت‬
‫ً‬
‫مهتمــة بالتعلــم اإللكــروين‪ ،‬وجــودة التعليــم‪ ،‬وتطويــر الــذات‪ ،‬حاصلــة عــى شــهادة تدريب‬
‫املدربـين باعتـماد البـ�ورد األمريكـ�ي واملؤسسـ�ة السـ�عودية للتدريـ�ب‪.‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫ـورة عامـةٍ وســيلة األفــراد واجلامعــات للتواصــل والتفاهــم‬ ‫متثــل اللغــة بصـ ٍ‬
‫والتعبــر؛ وهــي عنــوان اهلويــة والذاتيــة الثقافيــة‪ ،‬ورمــز الكيــان القومــي‪،‬‬
‫وتبقــى األمــم وهويتهــا ببقــاء لغتهــا قوي ـ ًة حصين ـ ًة‪ ،‬ولغتنــا العربيــة إضاف ـ ًة إىل‬
‫ذلــك كلــه تتمتــع بأهنــا لغــة القــرآن الكريــم وشــعائر الديــن اإلســامي‪ ،‬وليــس‬
‫بوســعنا احلفــاظ عليهــا بغــض النظــر عــن حاجــة غــر الناطقــن هبــا إىل تعلمهــا‬
‫والتواصــل هبــا؛ لــذا فقــد أنشــئت املعاهــد واملراكــز للحفــاظ عليهــا والنهــوض‬
‫هبــا ليــس بمعنــى االنكفــاء عــى أبنــاء العربيــة والنهــوض بتواصلهــم اللغــوي‬
‫يف شــتى املجــاالت‪ ،‬بــل بمعنــى املحافظــة عليهــا يف صورهتــا املثاليــة اخلاليــة‬
‫مــن دخائــل األلفــاظ وركاكــة األســاليب األعجميــة؛ لــذا فمــن الــروري‬
‫مواكبــة تطــورات الواقــع اللغــوي املعــارص والتحــوالت احلضاريــة الكبــرة‪،‬‬
‫التــي اســتدعت تفاعـ ً‬
‫ـا بــن شــعوب العــامل ثقاف ًّيــا وفكر ًّيــا واجتامع ًّيــا وسياسـ ًّيا‬
‫واقتصاد ًّيــا‪.‬‬
‫ـورا ملحو ًظــا‬
‫وقــد شــهد ميــدان تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا تطـ ً‬
‫يف العقــود األخــرة‪ ،‬وبمــرور الزمــن ومــع التطــورات احلضاريــة الكبــرة‬
‫التــي يشــهدها العــامل؛ فــإن مــن الــروري تكافــؤ اجلهــود املبذولــة مــن قبــل‬
‫املؤسســات واهليئــات مــع مــا يتطلبــه هــذا امليــدان؛ ويف هــذا البحــث ســيتم‬
‫الرتكيــز عــى بيــان أهــداف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وتســليط‬
‫الضــوء عــى اجلهــود املبذولــة يف هــذا امليــدان‪ ،‬ورصــد القصــور فيهــا‪ ،‬وتقديــم‬
‫مقرتحــات تصــل هبــذه اجلهــود إىل حتقيــق األهــداف والنتائــج املرجــوة‪ ،‬مــن‬
‫خــال االطــاع عــى البحــوث املهتمــة هبــذا اجلانــب وعــرض ألبــرز النتائــج‬
‫التــي تــم التوصــل إليهــا‪ ،‬وكذلــك مــن خــال املالحظــة املبــارشة ملجتمـ ٍع عــر ٍّ‬
‫يب‬
‫زاخـ ٍ‬
‫ـر بالناطقــن بغــر العربيــة وهــو اململكــة العربيــة‪.‬‬
‫اإلطار النظري‪ :‬أهمية تعليم اللغة العربي�ة للناطقني والناطقات بغريها‬
‫ترتبــط أمهيــة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن والناطقــات بغريهــا بانتشــار‬
‫اإلســام‪ ،‬ورضورة متكــن املســلمني غــر الناطقــن بالعربيــة مــن فهــم حمتــوى‬
‫دينهــم وفهــم كتابــه الكريــم وســنته املطهــرة‪ ،‬واالطــاع عــى الثقافــة العربيــة‬
‫واإلســامية‪ ،‬وتقويــة الروابــط والصــات بينهــم وبــن املســلمني يف العــامل‬
‫العــريب؛ فاللغــة العربيــة مــن أســس وحدهتــم‪ ،‬أكــدَّ ت ذلــك دراســات لعـ ٍ‬
‫ـدد‬
‫مــن الباحثــن يف جمــال تعليــم العربيــة مــن الناطقــن بلغــات أخــرى غريهــا‪،‬‬
‫مثــل‪:‬‬

‫‪797‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫دراســة (نــوح شــيخ جافــو)؛ حيــث يــرى الباحــث أن يف أوســاط املســلمني‬


‫الناطقــن بغــر العربيــة ال يمكــن تعليــم القــرآن الكريــم للطلبــة فيهــا إال أن‬
‫يكــون لدهيــم قــدر مــن اإلملــام بالكتابــة والقــراءة باللغــة العربيــة ولــو بأدنــى‬
‫مســتوى هلــا يف مرحلــة التهجــي األساســية(((‪.‬‬
‫كــا توضــح الدراســة أن تعليــم العربيــة يرتقــي إىل كونــه رضورة ملحــة‬
‫لفهــم بعــض املــواد التــي يدرســها الطــاب‪ ،‬مثــل‪ :‬العلــوم الرشعيــة‪ ،‬كالقــرآن‬
‫الكريــم‪ ،‬والتفســر‪ ،‬واحلديــث‪ ،‬والفقــه‪ ،‬بجانــب أمهيتهــا يف تدريــس بعــض‬
‫مــواد العلــوم االجتامعيــة كالتاريــخ واملــواد اللغويــة وعــى رأســها فنــون اللغــة‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫دراســة (عبــد الوهــاب صــاح الديــن)؛ حيــث أوضــح الباحــث‪ :‬أن مبــدأ‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة والدراســات اإلســامية يف نيجرييــا يرجــع إىل وقــت دخول‬
‫اإلســام يف ربوعهــا يف القــرن احلــادي عــر امليــادي‪ ،‬فأينــا دخــل اإلســام‬
‫دخلــت معــه اللغــة العربيــة التــي هــي لغــة كتابــه العظيــم القــرآن الكريــم‪ ،‬ولغــة‬
‫نبيــه –صــى اهلل عليــه وســلم‪ ،-‬ولغــة عباداتــه‪ ،‬مثــل‪ :‬الصــاة واحلــج؛ فــا يتــم‬
‫تعليــم الدراســات اإلســامية بدوهنــا(((‪.‬‬
‫ويقــول (د‪ .‬صهيــب عــامل)‪ :‬أن اللغــة العربيــة يف اهلنــد هلــا تاريــخ قديــم‬
‫يرجــع إىل مــا قبــل اإلســام‪ ،‬وجــاءت لغــة الضــاد إىل هــذه األرايض مــع قــدوم‬
‫التجــار العــرب‪ ،‬وانتــرت مــع انتشــار اإلســام يف أرجائهــا وبفضــل القــرآن‬
‫الكريــم واحلديــث النبــوي الرشيــف؛ لقيــت هــذه اللغــة إقبـ ً‬
‫ـال هائـ ً‬
‫ـا يف هــذه‬
‫البــاد(((‪.‬‬
‫ومــع االعــراف بأمهيــة تعليــم العربيــة للمســلمني الناطقــن بغريهــا أرى‬
‫أن تعليمهــا لغــر املســلمني ال يقــل أمهيــة عــن تعليمهــا للمســلمني‪ ،‬ويدخــل‬
‫ضمــن تأليــف النفــوس وكســب األصدقــاء الــذي أشــار لــه (عبــد اهلل اجلربــوع‪،‬‬
‫وآخــرون )(((‪.‬‬
‫كــا يؤكــد (د‪ .‬عــز الديــن البوشــيخي) أنــه إذا كانــت التســمية الشــائعة‬

‫((( نوح شيخ عبدو جافو (‪ .)2015‬البحوث النظرية والتجارب املجتمعية املنجزة جلعل اللغة العربية‬
‫لغة وظيفية‪ ،‬وآفاقها املستقبلية يف املجتمع اإلثيويب‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫((( عبد الوهاب صالح الدين األوىف (‪ .)2015‬تعليم اللغة العربية والدراسات اإلسالمية باللغة‬
‫اإلنجليزية يف نيجرييا‪ ،‬مواقف وأسباب‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫((( صهيب عامل (‪ )2015‬تعليم اللغة العربية يف اجلامعات واملدارس اهلندية‪ :‬دراسة حتليلية ونقدية‪ ،‬ص‪1‬‬
‫((( عبــد اهلل اجلربــوع‪ ،‬وآخــرون‪ .‬الكتــاب األســايس يف تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪،‬‬
‫املنظمــة العربيــة للرتبيــة والثقافــة والعلــوم‪ ،‬ص‪.3‬‬

‫‪798‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫(تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا) تركــز عــى «املتعلمــن غــر الناطقــن ‬
‫هبــا»‪ ،‬باعتبارهــم وافديــن عــى احلضــارة العربيــة اإلســامية‪ ،‬وتوحــي باالهتــام‬
‫البالــغ باملضامــن الدينيــة والثقافيــة التــي تشــكل اللغــ ُة املتع َلمــة؛ فــإن ذلــك‬
‫جيــب أال حيجــب عنــا الوجــه الثــاين املتمثــل يف الرتكيــز عــى تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة باعتبارهــا «لغــة ثانيــة أو أجنبيــة»‪ ،‬وهبــذا االعتبــار يدخــل (تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا) يف جمــال تعليــم اللغــات األجنبيــة؛ ولذلــك‬
‫مقتضياتــه بوجــوب اعتــاد أكفــى املناهــج وأحــدث النتائــج العلميــة املحــرزة‬
‫يف جمــال تعليــم اللغــات عمو ًمــا‪ ،‬ويعنــي ذلــك رضورة التخــي عــن النظــر إىل‬
‫اللغــة العربيــة كأهنــا حالــة خاصــة‪ُ ،‬يقبــل عــى تعلمهــا (غــر الناطقــن هبــا)‬
‫ليطلعــوا عــى حضارهتــا وثقافتهــا فقــط‪ ،‬ورضورة التخــي عــن التعامــل مــع‬
‫تعليمهــا كأنــه تعليــم فريــد يف نوعــه ال يمــت بصلــة إىل غــره(((‪.‬‬
‫وأرى أن لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا أمهيــة قصــوى للغــة‬
‫العربيــة نفســها؛ حيــث حيفــظ هلــا كياهنــا اللغــوي مــن األســاليب والرتاكيــب‬
‫واملفــردات الدخيلــة عليهــا مــن اللغــات األخــرى‪ ،‬وتعــد «اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية» ميدا ًنــا خص ًبــا لذلــك بفعــل التفاعــل والتواصــل اليومــي بــن أبنــاء‬
‫العربيــة والناطقــن بغريهــا املقيمــن عــى أرضهــا‪.‬‬
‫اإلطار العملي‪ :‬أسباب اختي�ار املوضوع‬
‫رغــم جهــود الــدول العربيــة املوجهــة داخــل الوطــن العــريب وخارجــه‬
‫لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ إال أن الوقائــع امللموســة يف هــذا امليدان‬
‫تشــر إىل أن أصحــاب اللغــة العربيــة مل يبذلــوا جهودهــم املســتطاعة‪ ،‬والتــي‬
‫جيــب أن تكــون مناســب ًة ومتوافقـ ًة مــع ظــروف وأوضــاع الناطقــن بغــر العربيــة‬
‫واملتواجديــن بالفعــل عــى أراضيهــا وبــن أبنائهــا؛ فمــن خــال تواجــدي‬
‫ٍ‬
‫فئــات‬ ‫يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ومــن خــال التعامــل اليومــي مــع‬
‫متنوعــة مــن الناطقــن والناطقــات بغــر العربيــة داخــل اجلامعــة وخارجهــا؛‬ ‫ٍ‬
‫لكــوين عضــوة هيئــة التدريــس بجامعــة األمــر ســطام بــن عبــد العزيــز؛ فقــد‬
‫تب َّينــت احلاجــة إيل مضاعفــة اجلهــود‪ ،‬واختــاذ اإلجــراءات الالزمــة لتحقيــق‬
‫أهــداف وتطلعــات تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن والناطقــات بغريهــا؛ لــذا‬
‫فقــد ظهــرت احلاجــة إىل إجــراء دراســة تتنــاول أهــداف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وإبــراز اجلهــود التــي تبذهلــا «اململكــة العربيــة الســعودية» يف‬
‫هــذا امليــدان ورصــد القصــور فيهــا‪ ،‬وحماولــة تقديــم املقرتحــات لدعمهــا؛ ومــن‬

‫((( البوشيخي‪ ،‬عز الدين (‪2011‬م )‪ .‬تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها وسبل تطويره‪ ،‬مؤمتر‪« :‬اللغة‬
‫العربية بني أجماد املايض وحتديات املستقبل»‪.‬‬

‫‪799‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ثــم تفعيلهــا واســتثامر واقــع اململكــة العربيــة الســعودية يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫الناطقــن بغريهــا االســتثامر األمثــل‪.‬‬
‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫مهم‪:‬‬ ‫ً‬
‫تساؤل ًّ‬ ‫يطرح البحث‬
‫هــل اجلهــود املبذولــة يف ميــدان تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫تكافــئ األهــداف والغايــات املرجــوة منــه؟‬
‫هــل املتحقــق عــى أرض الواقــع اآلن يف جمــال تعليــم العربيــة هــو املســتوى‬
‫املرجــو منــه‪ ،‬أو اهلــدف الــذي ســعت إىل حتقيقــه املؤسســات العربيــة داخــل‬
‫الوطــن العــريب وخارجــه؟‬
‫ويتفرع منه التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬مــا األهــداف والغايــات املرجــوة مــن تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا؟‬
‫ ‪-‬مــا التطلعــات والنظــرة املســتقبلية لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا داخل ًّيــا يف الــدول العربيــة‪ ،‬وخارج ًّيــا يف الــدول الناطقــة بغــر ‬
‫العربيــة؟‬
‫ ‪-‬هــل اجلهــود التــي تقدمهــا املؤسســات املعنيــة واملتخصصــة يف تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة تــكايفء مــا نتطلــع لــه يف هــذا امليــدان؟‬
‫ ‪ -‬هــل شــمل تعليــم العربيــة «يف اململكــة العربيــة الســعودية» مجيــع‬
‫فئــات الناطقــن بغــر العربيــة ؟‬
‫ ‪-‬هــل تــم اســتثامر واقــع اململكــة العربيــة الســعودية وخصوصيتهــا يف‬
‫تعليــم الناطقــن بغــر العربيــة املقيمــن فيهــا؟‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫ ‪-‬بيان أمهية تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‪.‬‬
‫ ‪-‬إبراز أهداف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‪.‬‬
‫ ‪-‬تسليط الضوء عىل اجلهود املبذولة يف هذا امليدان‪.‬‬
‫ ‪-‬رصــد قصــور اجلهــود املبذولــة يف تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا «يف‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية»‪.‬‬
‫ ‪-‬تقديــم مقرتحــات تصــل هبــذه اجلهــود إىل حتقيــق األهــداف والنتائــج‬
‫املأمولــة منهــا يف هــذا امليــدان‪.‬‬

‫‪800‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمية البحث يف عدة محاور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪١ -١‬أمهيــة تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا للمتعلمــن‪ ،‬وللغــة العربيــة‬
‫نفســها‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬رضورة إعــداد خطــة عمــل مناســبة لتحقيــق أهــداف تعليــم العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا داخل ًّيــا وخارج ًّيــا‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬رضورة مكافــأة اجلهــود املبذولــة يف تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫لألهــداف املرجــوة منــه‪.‬‬
‫‪٤ -٤‬رضورة اإلفــادة مــن واقــع اململكــة العربيــة الســعودية وخصوصيتــه يف‬
‫جمــال تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫‪٥ -٥‬اعتبــار البحــث نــوا ًة ألبحــاث وتطبيقــات أخــرى لتعليــم اللغــة العربية‬
‫للناطقــن بغريهــا لألغــراض التواصلية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫‪٦ -٦‬فتــح املجــال أمــام الباحثــن إلجــراء بحــوث مشــاهبة؛ لرصــد قصــور‬
‫اجلهــود احلاليــة يف جمــال تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وتقديــم‬
‫مقرتحــات الســتثامر اللغــة العربيــة االســتثامر األمثــل‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫حــددت الباحثــة موضــوع هــذا البحــث يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫نموذجــا قو ًّيــا؛‬
‫ً‬ ‫بغريهــا‪ ،‬وخيــص «اململكــة العربيــة الســعودية» بالدراســة لكوهنــا‬
‫حيــث يقيــم فيهــا أعــداد ٌكبــر ٌة مــن الناطقــن بغــر العربيــة إقامـ ًة شــبه دائمــة‪ٍ،‬‬
‫وتظهــر فيهــا جهــود تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا جلي ـ ًة كــا يتضــح‬
‫فيهــا قصــور هــذه اجلهــود عــن التطلعــات واألهــداف‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫املنهج املتبع يف البحث هو املنهج الوصفي املسحي‪.‬‬
‫أهداف تعليم اللغة العربي�ة للناطقني والناطقات بغريها‪:‬‬
‫إن تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا حيقــق عــد ًدا مــن الغايــات‬
‫واألهــداف‪ ،‬جتتمــع يف أربــع غايــات‪ :‬دينيــة‪ ،‬ومهنيــة‪ ،‬وعلميــة‪ ،‬وثقافيــة‪،‬‬
‫ـاص بالــدول‬ ‫وتتســع هــذه الغايــات تفصيـ ً‬
‫ـا عــى النحــو اآليت‪ :‬فمنهــا مــا هــو خـ ٌّ‬
‫ـاص بالــدول الناطقــة بغــر العربيــة‪ ،‬ومنهــا مــا هــو‬ ‫العربيــة‪ ،‬ومنهــا ماهــو خـ ٌّ‬
‫ٌ‬
‫مشــرك بينهــا‪.‬‬

‫‪801‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬أهداف خاصة بالدول العربي�ة‬
‫‪1.1‬هدف ثقايف‪:‬‬
‫يتمثــل يف نــر الثقافــة العربيــة اإلســامية؛ ابتغــاء تأليــف النفــوس‬
‫وكســب األصدقــاء مــن غــر الناطقــن هبــذه اللغــة‪ ،‬وهــي غاي ـ ٌة يســعى إليهــا‬
‫كل جمتم ـ ٍع خيطــط لتعليــم لغتــه؛ وإذا كان النــاس أعــداء مــا جهلــوا –فالبــد أن‬
‫يكونــوا (عنــد تســاوي املتغــرات يف احلالتــن)– أصدقــاء مــا عرفــوا(((‪ .‬وذلــك‬
‫مجــل‪ ،‬بــل فكــر ٍ‬
‫أمــة ونبــض ثقافتهــا؛‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كلــات أو‬ ‫ألن اللغــة ليســت جمموعــة‬
‫فاملفــردة ولــدت وترعــرت يف ســياقات ثقافيــة خمتلفــة تلبســتها عــر مســرهتا‬
‫التارخييــة؛ ولذلــك فــإن تعليمهــا للناطقــن بغريهــا إســهام يف نــر ثقافــة العــرب‬
‫ـي‪ ،‬ولغتــه العربيــة هــي وعــاء‬‫ـاين عاملـ ٌّ‬ ‫واملســلمني فالــراث العــريب تـ ٌ‬
‫ـراث إنسـ ٌّ‬
‫هــذا الــراث(((‪.‬‬
‫‪2.2‬هدف ديين‪:‬‬
‫وأرى أنــه ينــدرج يف تأليــف النفــوس ومتكــن الديــن لــدى املســلمني اجلدد‬
‫مــن املقيمــن داخــل الــدول العربيــة‪ ،‬أو يف بالدهــم الناطقــة بغــر العربيــة‪،‬‬
‫وذلــك مــن خــال املالحظــة املبــارشة لعينــة مــن الناطقــات بغــر العربيــة‬
‫«مــن العامــات يف كليــة العلــوم والدراســات اإلنســانية»؛ حيــث أســلم عــدد‬
‫منهــن ثــم َرج ْع ـ َن عــن اإلســام إىل دياناهتــن األصليــة‪ ،‬حيــث ال رابــط قــوي‬
‫رت َنــه‪ ،‬وال لغــة تواصـ ٍ‬
‫ـل َي ْف َه ْمــن هبــا تعاليمــه‬ ‫يربطهــن بالديــن اجلديــد الــذي اخ ْ‬
‫ـر منهــم ليــس لديــه مــن اللغــة‬ ‫أو يتواصلــن هبــا تواصــا ف َّعــاال مــع أبنائــه؛ فكثـ ٌ‬
‫مفــردات قليلــ ٌة تســعفه يف التعامــل اليومــي‪ ،‬وال شــك يف أن تعليمهــم‬ ‫ٌ‬ ‫ســوى‬
‫اللغــة ســوف يرافقــه تعليمهــم قيــم اإلســام‪ ،‬وســوف يتمكنــون تلقائ ًّيــا مــن‬
‫فهــم تعاليــم اإلســام بمجــرد اســتيعاهبم للغــة(((‪.‬‬
‫‪٣.٣‬هدف وقايئ‪:‬‬
‫اللغــة صفــة مكتســبة تــرد إىل اإلنســان مــن حميطــه االجتامعــي‪ ،‬حيــث‬
‫يولــد مــزودا بأجهــزة النطــق التــي جتعلــه قــادرا عــى اكتســاهبا‪ ،‬وتنمــو بنمــو‬
‫امللكــة العقليــة لديــه‪ ،‬وأول لغــة يتعلمهــا اإلنســان تســمى (اللغــة األم) أو (اللغة‬
‫الوطنيــة)‪ ،‬وهــي متثــل وطنًــا روح ًّيــا لــه حيثــا حــل‪ ،‬وهــي منــاط احلريــة والفكر‬

‫((( عبد اهلل اجلربوع‪ ،‬الكتاب األسايس يف تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫((( عبــد احلميــد احلســامي‪ ،‬االســتثامر يف اللغــة العربيــة مــن خــال تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا يف دول اخلليــج ص‪ ،38‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل ‪1436‬هـــ‪2015 ،‬م‪.‬‬
‫((( املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪802‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫واإلبــداع‪ ،‬وهــي كذلــك رأس مــال يعــن الفــرد عــى التعايــش والتكيــف(((‪،‬‬
‫وهــي هويتــه وقوميتــه‪ ،...‬وقــد أكــد مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز‬
‫الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة بــأن املهمــة الســامية املنوطــة بــه يف النهــوض باللغة‬
‫العربيــة تتأســس عــى متكــن العربيــة واملحافظــة عليهــا يف صورهتــا اخلاليــة مــن‬
‫اهلجنــة والرطانــة‪ ،‬مــع مواكبــة الواقــع اللغــوي يف العــر احلديــث‪ ،‬الــذي شــهد‬
‫حتــوالت حضاريــة كبــرة‪ ،‬اســتدعت تقار ًبــا بــن شــعوب العــامل ثقاف ًّيــا؛ وفكر ًّيــا‬
‫واجتامع ًّيــا‪ ،‬وسياسـ ًّيا واقتصاد ًّيــا(((‪ ،‬فــإذا نظرنــا إىل الواقــع اللغــوي املعــارص يف‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية وغريهــا مــن دول اخلليــج العــريب ‪-‬ومــن خــال‬
‫إقامتــي يف اململكــة العربيــة الســعودية ثــاين ســنوات‪ -‬وجدنــا مســايرة مــن‬
‫العــرب للوافديــن األجانــب يف لغاهتــم وهلجاهتــم‪ ،‬وهــذه مالحظــة عــارصين‬
‫فيهــا وســبقني إىل تســجيلها د‪.‬عبــد احلميــد احلســامي(((‪ ،‬وهــي أن األجانــب‬
‫املقيمــن يف اململكــة وغريهــا مــن دول اخلليــج العــريب متكنــوا مــن جــر املجتمــع‬
‫املحــي إيل لغتهــم اخلاصــة‪ ،‬لغــة األجانــب املحطمــة يف تراكيبهــا‪ ،‬الفقــرة يف‬
‫مفرداهتــا؛ فتمكنــوا مــن نــر مفــردات تلــك اللغــة التــي يســتعملوهنا بكيفياهتــا‬
‫ـايف يف مســايرة األجانــب‬ ‫إرساف ثقـ ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫التــي تواطــؤ عليهــا يف تعامالهتــم‪ ،‬فهنــاك‬
‫املشــتغلني بالوطــن العــريب والتــرع بمخاطبتهــم بلغاهتــم‪ ،‬ولــو حصــل االعتــزاز‬
‫املطلــوب بلغتنــا العربيــة أمــام كل أجنبــي لتغــر الوضــع (((‪ ،‬وفــرق هائــل بــن ‬
‫حــال العــرب قديــ ًا‪ ،‬وحاهلــم حدي ًثــا؛ فقــد كانــوا قديــا يســتوعبون األمــم‬
‫األجنبيــة (األعجميــة) ويمزجوهنــم يف املجتمــع ثقاف ًّيــا ولغو ًّيــا؛ فيتكلمــون‬
‫بالعربيــة‪ ،‬ويكتبــون هبــا بــل ويؤلفــون يف علومهــا الدينيــة واللغويــة واألدبيــة‬
‫كــا فعــل البخــاري يف احلديــث‪ ،‬وســيبويه يف النحــو‪ ،‬والزخمــري يف التفســر‪...‬‬
‫أمــا جمتمعاتنــا العربيــة اليــوم فإهنــا تتنــازل عــن لغتهــا‪ ،‬ومــن ثــم يفــرض‬
‫علينــا العاملــة القادمــة مــن دول غــر ناطقــة بالعربيــة لغتهــم فيتكلمهــا الكبــار‬
‫والصغــار‪.‬‬
‫ وهــذا يعنــي أن غــر الناطقــن بالعربيــة يفرضــون لغتهــم يف املجتمعــات‬
‫العربيــة التــي كانــت يو ًمــا مهــدً ا للنقــاء اللغــوي؛ ممــا جيعلنــا أمــام مســؤولية‬
‫ٍ‬
‫واضحــة تعــي‬ ‫ٍ‬
‫اســراتيجية‬ ‫ٍ‬
‫ٍكبــرة وفــق رؤيــة‬ ‫قوميــة تقتــي بــذل جهــود‬

‫((( دليــل ثقافــة اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا ص‪ ،8-7‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز‬
‫خلدمــة اللغــة العربيــة ‪2015‬م‪.‬‬
‫((( دليــل معلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬ودليــل متعلمــي اللغــة العربيــة‪ ،‬ودليــل ثقافــة اللغــة العربيــة للناطقني‬
‫بغريهــا ص ‪ ،5‬مركــز امللــك عبــد بــن عبــد العزيز خلدمــة اللغــة العربيــة ‪2015‬م‪.‬‬
‫((( عبد احلميد احلسامي‪ ،‬االستثامر يف اللغة العربية ص‪39‬‬
‫((( رشــدي طعيمــة ‪ .1986‬املرجــع يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات أخــرى‪ ،‬اجلــزء‬
‫األول‪،‬ص‪ ،23‬جامعـ�ة أم الق��رى‪ ،‬معه��د اللغ��ة العربي��ة‪ ،‬سلســلة دراساــت يف تعليــم العربيــة (‪.)18‬‬

‫‪803‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫األبعــاد احلضاريــة والدينيــة واللغويــة هلــذه الظاهــرة(((‪.‬‬


‫أيضــا أن الوضــع احلــايل للغــة العربيــة يف بيئتهــا وأوطاهنــا‬ ‫ ومــن املالحــظ ً‬
‫عكــس قيمتهــا ومقوماهتــا؛ ذلــك أن اللغــة واملــكان يفرضــان رشوطهــا عــى ‬
‫مستشــعرا‬
‫ً‬ ‫الوافــد‪ ،‬فيســعى جاهــدً ا إىل تعلــم لغــة البيئــة التــي يعيــش فيهــا‬
‫عوامــل حاجتــه هلــا التــي ال تســمح لــه بفــرض رشوطــه اللغويــة‪ ،‬إال أننــا يف‬
‫بيئاتنــا العربيــة نستســلم للغــة الوافــد وللهجتــه أحيا ًنــا‪ ،‬ومــا هــذا االستســام‬
‫إال دليــل االهنــزام الداخــي‪ ،‬والشــعور بالضعــف؛ فبتنــا جمــرد حماكــن ألضعــف‬
‫فضــا عــن أمههــا‪ ،‬ولذلــك ال حاجــة للوافديــن أن يتعلمــوا لغــة‬ ‫ً‬ ‫اللغــات‬
‫املهــزوم نفســيا ووجدانيــا‪ .‬إن العربيــة بحاجــة إىل قانــون محايــة حيفــظ هلــا قيمتهــا‬
‫وكرامتهــا‪ ،‬وال يرتكهــا وحيــدة تتعــرض كل يــوم للقتــل البطــيء يف بلداهنــا(((‪.‬‬
‫ثاني�ا‪ :‬أهداف خاصة بالدول الناطقة بغري العربي�ة‬ ‫ً‬

‫مــن أهــم الدواعــي التــي تدفــع بغــر العــرب لتعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬والتــي‬
‫يمكــن رصدهــا يف اجلوانــب اآلتيــة‪:‬‬
‫ ‪-‬معرفة الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫ ‪-‬معرفــة الشــؤون السياســية‪ ،‬االجتامعيــة‪ ،‬االقتصاديــة‪ ،‬والثقافيــة لألمــة‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫ ‪-‬االطالع عن كثب عىل الرتاث والثقافة العربية اإلسالمية‪.‬‬
‫ ‪-‬دوافــع اندماجي ـ ٌة تكاملي ـ ٌة (تواصلي ـ ٌة)؛ يكــون فيهــا الدافــع إىل تعلــم‬
‫اللغــة الثانيــة اهلــدف منــه االندمــاج مــع أصحــاب اللغــة‪ ،‬وكذلــك‬
‫احلــرص عــى احليــاة معهــم‪ .‬ويف الغالــب فــإن هــذه الدوافــع تكــون‬
‫أكثــر مــن متعلمــي العربيــة الناطقــن بغريهــا املســلمني‪.‬‬
‫ ‪-‬دوافع نفعي ٌة مادي ٌة (اقتصادي ٌة)(((‪.‬‬
‫ونســتعرض فيــا يــي أهــداف تعلــم اللغــة العربيــة مــن وجهــة نظــر‬
‫الناطقــن بغــر العربيــة أنفســهم‪ ،‬وهــي متنوع ـ ٌة بتنــوع دوافعهــم وحاجاهتــم‪:‬‬
‫حيــث ذكــر (د‪ .‬إبراهيــم إســحاق أوال يــووال) أن الغــرض األســايس‬
‫((( عبد احلميد احلسامي‪ ،‬االستثامر يف اللغة العربية ص‪.39‬‬
‫((( املرجع نفسه صـ‪.40‬‬
‫((( قاســم قــادة بــن طيــب‪ .‬فعــل التقويــم بــن إثبــات خلــل البنــاء عــن طريــق الرتمجــة ص‪.76‬‬
‫أبحــاث املؤمتــر الســنوي العارش(القيــاس والتقييــم يف جمــال تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا)‪ .1437،2016‬و أمحــد لقــم‪ .‬اكتســاب العربيــة‪ :‬التجــارب‪ ،‬املعوقــات‪ ،‬اآلفــاق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫أبحــاث املؤمتــر الســنوي العارش(معوقــات تعليــم العربيــة يف اجلامعــات العامليــة)‪.1437،2016‬‬

‫‪804‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫مــن تعلــم وتعليــم اللغــة العربيــة يف نيجرييــا هــو الغــرض الدينــي‪ ،‬وبــأدق‬
‫العبــارة‪ :‬إن اإلملــام بالعربيــة رضوري كــي يســاعدهم عــى تعمــق فهــم الديــن‬
‫اإلســامي(((‪.‬‬
‫ويوضــح (د‪.‬تشــانغ هونــج) أن الغــرض مــن التعليــم هــو خدمــة الوطــن‬
‫واملجتمــع؛ فمــن أجــل ذلــك حتــاول الكليــة (مــن خــال منهــج تعليــم اللغــة‬
‫ٍ‬
‫وختصصيــة‬ ‫ٍ‬
‫لغويــة‬ ‫ٍ‬
‫معلومــات‬ ‫العربيــة يف اجلامعــات الصينيــة) تعليــم الطلبــة‬
‫ـدة وتدريبهــم عــى اســتخدامها‪ ،‬وتوســيع دائــرة معارفهــم ليكونــوا أقويــاء‬ ‫مفيـ ٍ‬
‫يف اللغــة العربيــة ومتســلحني باملعلومــات املتخصصــة(((‪.‬‬
‫ويؤكــد (د‪ .‬صهيــب عــامل) يف بحثــه عــن تعليــم اللغــة العربيــة يف اهلنــد‪ :‬أن‬
‫اللغــة العربيــة مدروس ـ ٌة ومتعلم ـ ٌة ومســتخدم ٌة يف هــذه البــاد؛ حيــث يتعلمهــا‬
‫املســلمون لفهــم القــرآن الكريــم وســنة رســوله –عليــه الصــاة والتســليم‪ ،-‬وال‬
‫يســمحون ألطفاهلــم ببدايــة دراســتهم االبتدائيــة مــا مل يتمكنــوا يف تــاوة القــرآن‬
‫الكريــم وحفــظ الســور واألدعيــة املأثــورة باللغــة العربيــة مــع معرفتهــم بمبادئــه‬
‫الرشعيــة واألحــكام اإلســامية(((‪.‬‬
‫ويقــرر (نــوح جافــو) أن تعليــم اللغــة العربيــة يف املعاهــد اإلســامية‬
‫ـف‪ ،‬واهلــدف األســايس مــن تعليــم اللغــة العربيــة يف املعاهــد‬ ‫ـكل مكثـ ٍ‬
‫يتــم بشـ ٍ‬
‫دينــي يف املقــام األول؛ حيــث يتــم تعليــم اللغــة‬
‫ٌّ‬ ‫هــدف‬
‫ٌ‬ ‫اإلســامية يف إثيوبيــا‬
‫العربيــة مــن أجــل متكــن الطــاب مــن تــاوة القــرآن الكريــم وفهــم النصــوص‬
‫الدينيــة األخــرى املكتوبــة بالعربيــة(((‪.‬‬
‫وأ َّكــدت عــدد مــن الدراســات حــول دوافــع الطــاب لتعلــم لغــة أجنبيــة‬
‫يف ماليزيــا‪ ،‬أن الطــاب املســلمني الذيــن اختــاروا العربيــة يدرســوهنا مــن أجــل‬

‫((( إبراهيــم إســحاق أوال يــووال‪ ،‬واقــع وآفــاق التعليــم العــريب يف نيجرييــا وســبل النهــوض‬
‫بــه‪ ،‬ص‪ 60‬املجلــد األول مــن أبحــاث مؤمتــر جامعــة الدينــة العامليــة‪ ،‬ماليزيــا ‪2016‬م‪.‬‬
‫((( تشــانغ هونــج‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة يف جامعة الدراســات األجنبية ببكــن‪ ،‬نظريــة وتطبيق‪ ،‬ص‪،1‬‬
‫مؤمتــر اللغــة العربيــة والدراســات البينيــة اآلفــاق املعرفيــة والرهانــات املجتمعية‪1436 ،‬هـــ‪2015/‬م‪،‬‬
‫مركــز دراســات اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬جامعــة اإلمــام حممــد بــن ســعود‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة‬
‫السعودية‪.‬‬
‫((( صهيــب عــامل‪ .‬تعليــم اللغــة العربيــة يف اجلامعــات واملــدارس اهلنديــة‪ :‬دراســة حتليليــة‬
‫ونقديــة ص‪ ،1‬مؤمتــر اللغــة العربيــة والدراســات البينيــة اآلفــاق املعرفيــة والرهانــات‬
‫املجتمعيــة‪1436 ،‬هـــ‪2015/‬م‬
‫((( نــوح شــيخ عبــدو جافــو‪ .‬البحــوث النظريــة والتجــارب املجتمعيــة املنجــزة جلعــل اللغــة العربيــة‬
‫لغــة وظيفيــة‪ ،‬وآفاقهــا املســتقبلية يف املجتمــع اإلثيــويب صـــ‪ ،24‬مؤمتــر اللغــة العربيــة والدراســات‬
‫البينيــة اآلفــاق املعرفيــة والرهانــات املجتمعيــة‪1436 ،‬هـــ‪2015/‬م‪.‬‬

‫‪805‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫فهــم القــرآن الكريــم‪ ،‬والعمــل يف الــركات العربيــة(((‪.‬‬


‫وأوضــح الباحثــون الناطقــون بغــر العربيــة أن مــن أهــداف تعلــم اللغــة‬
‫أيضــا‪ :‬أن يصبحــوا مؤهلــن ملتطلبــات اقتصــاد الســوق‬ ‫العربيــة عندهــم ً‬
‫واملعامــات الدوليــة‪ ،‬ومتحلــن بالقــدرة عــى املنافســة يف ســوق األكفــاء‬
‫والقــدرة عــى التكيــف مــع األعــال املســتقبلية املختلفــة‪ ،‬كــا أهنــم يتعلمــون‬
‫للحصــول عــى املنافــع والفــرص الوظيفيــة وحتســن العالقــات التجاريــة‪،‬‬
‫وفتــح قنــوات التواصــل الثقــايف والعلمــي مــع األقطــار العربيــة(((‪.‬‬
‫ويتضــح لنــا مــن اســتعراض األهــداف أن الدافــع الدينــي مــن أقــوى‬
‫الدوافــع لتعلــم اللغــة العربيــة‪ ،‬وهــو مــن األهــداف املشــركة للــدول العربيــة‬
‫والــدول الناطقــة بغــر العربيــة‪ ،‬يليــه اهلــدف االقتصــادي‪ :‬غــر أن املالحــظ أن‬
‫الــدول العربيــة مل تـ ِ‬
‫ـول اهتام ًمــا للجانــب االقتصــادي يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫ـة مــن ورائــه واســتحوذت‬ ‫ـداف ماديـ ٍ‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ومل يســعوا إىل حتقيــق أهـ ٍ‬
‫النظــرة الدينيــة والثقافيــة عــى اهتاممهــم‪ ،‬وســيتضح ذلــك الح ًقــا مــن أهــداف‬
‫معاهــد ومراكــز تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ أال تســتحق كل هــذه األهــداف وتلــك التطلعــات أن ينهــض هلــا أبنــاء العروبــة‬
‫ـبل؟ فهــي لغتهــم‬ ‫وج ْهــد وكل مــا أتيــح هلــم مــن سـ ٍ‬‫بــكل مــا أوتــوا مــن قــوة ُ‬
‫املعطــاءة التــي كلــا أقبلــوا عليهــا‪ ،‬وبذلــوا هلــا جهدهــم فتحــت هلــم وجــه‬
‫التقــرب إىل اهلل بحراســة لغــة قرآنــه وصيانتهــا خاليــة مــن شــائبة أو دخيــل‪،‬‬
‫وأغدقــت هلــم مــن أوجــه اســتثامرها اخلــر والعــزة واملنعــة‪.‬‬
‫جهود اململكة العربي�ة السعودية يف تعليم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‪:‬‬
‫ أولــت اململكــة العربيــة الســعودية عنايــة خاصــة باللغــة العربيــة؛ فهــي مبعــث‬
‫أفصــح النــاس ‪-‬عليــه الصــاة والســام‪ ،-‬ومنــزل القــرآن الكريــم‪ ،‬ومــرى‬
‫نــور اإلســام‪ ،‬وقــد بــدأت عنايتهــا داخل ًّيــا يف عنايتهــا بتدريــس مقــررات اللغــة‬
‫العربيــة يف مجيــع مراحــل التعليــم‪ ،‬وإنشــاء كليــات ومعاهــد تعنــي بالعربيــة‬
‫وعلومهــا يف مجيــع مناطــق اململكــة‪ ،‬واســتقطبت هلــا كفـ ٍ‬
‫ـاءات متميــز ًة مــن ذوي‬

‫((( عبــد اهلل آدم خــر‪ ،‬وزكريــا عمــر‪ .‬ملــاذا يــدرس املاليزيــون الكبــار اللغــة العربيــة؟‪ :‬دراســة‬
‫حتليليــة الحتياجــات الدارســن ص‪ .124‬اجلامعــة اإلســامية العامليــة‪ .،‬املجلــد األول مــن‬
‫أبحــاث مؤمتــر جامعــة الدينــة العامليــة‪ ،‬ماليزيــا ‪2016‬م‪.‬‬
‫((( تشــانغ هونــج ‪2015‬م‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة يف جامعــة الدراســات األجنبيــة ببكــن ص‪،1‬‬
‫وصهيــب عــامل ‪ ،2015‬تعليــم اللغــة العربيــة يف اجلامعــات واملــدارس اهلنديــة صـــ‪ ،1‬وحممــد بخــر ‬
‫احلــاج ‪ .2009‬إشــكاالت نظريــة وتطبيقيــة يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬صـــ‪ ،64‬جملــة‬
‫اإلســام يف آســيا‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية العامليــة ‪ -‬ماليزيــا‪ ،‬العــدد (‪ ،)1‬املجلــد (‪.)6‬‬

‫‪806‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫اخلــرة والعلــم‪.‬‬
‫ وتبــذل اململكــة العربيــة الســعودية جهــو ًدا كبــر ًة يف جمــال تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة ونرشهــا عــى املســتوى العاملــي داخل ًّيــا وخارج ًّيــا «تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫وتدريســا‪ ،‬وتقييـ ًـا(((‪،‬‬
‫ً‬ ‫ـا‪ ،‬وإعــدا ًدا‪،‬‬ ‫للناطقــن بغريهــا» يف خمتلــف حمــاوره متويـ ً‬
‫ٍ‬
‫ويف هــذا اإلطــار أشــر إىل جهودهــا بغــر إحصــاء هلــا؛ لوفرهتــا و زخرهــا؛‬
‫عرفا ًنــا وتقديـ ًـرا هلــا‪ ،‬ورغب ـ ًة يف اســتثامرها بالطــرق املثــى‪ ،‬ومــن هــذه اجلهــود‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬معاهد ومراكز تعليم اللغة العربي�ة داخل اململكة العربي�ة السعودية‪:‬‬
‫من تلك املعاهد املنترشة يف جامعات اململكة‪:‬‬
‫ ‪ .‬أمعهــد تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا باجلامعــة اإلســامية‬
‫باملدينــة املنــورة ‪1386‬هـــ‪:‬‬
‫أنشــئ معهــد تعليــم اللغــة العربيــة يف العــام ‪1387 / 1386‬هـــ‪ ،‬حتــت‬
‫مســمى (شــعبة تعليــم اللغــة لغــر العــرب)‪ ،‬والدراســة فيهــا خاص ـ ٌة للطــاب‬
‫غــر العــرب الذيــن ال جييــدون اللغــة العربيــة؛ وذلــك للوصــول هبــم إىل‬
‫املســتوى الــذي يمكنهــم مــن متابعــة الدراســة يف كليــات اجلامعــة أو املعاهــد‬
‫والــدور التابعــة هلــا حســب مؤهالهتــم العلميــة‪ .‬ويف عــام ‪1422‬هـــ صــدر قرار‬
‫جملــس التعليــم العــايل بتعديــل مســمى الشــعبة ليصبــح (معهــد تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن هبــا)‪.‬‬
‫األهداف‪:‬‬
‫‪1.1‬الريــادة يف تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا لنــر اللغــة العربيــة‬
‫والثقافــة اإلســامية يف العــامل‪ ،‬وتزويــد الدارســن بالكفايــات الالزمــة التــي‬
‫متكنه��م يف اللغ��ة العربي��ة‪.‬‬
‫‪2.2‬التميز يف إعداد البحوث العلمية اللغوية وترمجتها و نرشها‪.‬‬
‫‪3.3‬تنفيــذ الربامــج العلميــة وبرامــج الدراســات العليــا وتنظيــم املؤمتــرات‬
‫العامليـ�ة واملحليـ�ة‪.‬‬
‫‪4.4‬تدريــب معلمــي اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا وتطويــر خرباهتــم‬

‫((( أيمــن حامــد موســى‪ ،‬اختبــارات الكفــاءة اللغويــة‪ .‬اختبــارات الكفــاءة اللغويــة للغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا بــن الواقــع واملأمــول‪ ،‬ص‪ ،127‬أبحــاث املؤمتــر الســنوي العــارش( القيــاس‬
‫والتقييــم يف جمــال تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا)‪ ،‬باريــس‪.1437،2016‬‬

‫‪807‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫العلميـ�ة والعمليـ�ة أثنـ�اء اخلدمـ�ة‪.‬‬


‫ ‪ 5.‬اإلعداد اللغوي لطالب املعهد لاللتحاق بالكليات يف اجلامعة‪.‬‬
‫‪6.6‬إعــداد وتطويــر مناهــج تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‬
‫وأســاليب تعلمهــا وتعليمهــا وإجــراء وتشــجيع البحــوث والدراســات‬
‫املتخصصــة يف هــذا املجــال(((‪.‬‬
‫ب‪.‬معهــد تعليــم اللغــة العربيــة بجامعــة امللــك ســعود ( معهــد اللغويــات‬
‫العربيــة ) ‪1394‬هـ‪:‬‬
‫جــاء إنشــاء معهــد اللغويــات العربيــة يف عهــد امللــك فيصــل –رمحــه اهلل–‬
‫بموجــب املرســوم امللكــي الكريــم الصــادر بتاريــخ ‪1394 /6 /25‬هـــ؛ ليحقــق‬
‫أهدا ًفــا نبيلـ ًة عــى رأســها نــر اللغــة العربيــة وتعليمهــا لغــر العــرب‪.‬‬
‫أهداف املعهد‪:‬‬
‫ ‪-‬تعليــم اللغــة العربيــة لغــر العــرب مــن طــاب اجلامعــة وغريهــم الذيــن‬
‫يقدمــون إىل اململكــة مــن األقطــار اإلســامية وغريهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬إجــراء البحــوث يف ميــدان دراســة مفــردات اللغــة العربيــة وتراكيبهــا‬
‫وغــر ذلــك ممــا يتطلبــه نــر اللغــة‪.‬‬
‫(((‬
‫ ‪-‬إعداد مدرسني متخصصني يف تدريس اللغة العربية لغري العرب‪.‬‬
‫ج‪.‬معهد تعليم اللغة العربية بجامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ‪1397‬هـ‪:‬‬
‫تأســس املعهــد ‪1397/69‬هـــ انطال ًقــا مــن رســالة اململكــة الســامية يف‬
‫العنايــة بالعلــوم اإلســامية والعربيــة ونرشمهــا‪ ،‬وحتقي ًقــا ألهــداف اجلامعــة‬
‫ٍ‬
‫طائفــة مــن أبنائهــا‬ ‫املتعلقــة بتلبيــة حاجــات البــاد اإلســامية إىل ختصــص‬
‫يف تلــك العلــوم‪ ،‬وقــد بــدأ الربنامــج بفصلــن دراســيني‪ ،‬ثــم توســع املركــز‬
‫ليســتوعب مجيــع الطــاب الوافديــن عــى اجلامعــة مــن البــاد اإلســامية‪،‬‬
‫وازداد عــدد امللتحقــن‪ ،‬فصــدر القرار رقــم ‪ 19‬للعــام اجلامعــي ‪1401 /1400‬‬
‫ه بافتتــاح « معهــد تعليــم اللغــة العربيــة لغــر العــرب بالريــاض‪.‬‬
‫ومن أهدافه‪:‬‬
‫ ‪ ١.‬إعــداد الدارســن إعــدا ًدا لغو ًّيــا يتيــح هلــم اكتســاب قــدر مــن املهارات‬

‫‪//:https‬‬ ‫((( موقع معهد تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا باجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‬
‫‪33812/Page_site/sa.edu.iu.www‬‬
‫((( دليل معهد اللغويات‪ ،‬جامعة امللك سعود‪.‬‬

‫‪808‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫األساســية يف اللغــة العربيــة متكنهــم مــن التعامــل هبا‪.‬‬


‫‪ .3‬االلتحــاق بكليتــي الرشيعــة اإلســامية واللغــة العربيــة‪ ،‬أو غريهــا مــن‬
‫كليــات اجلامعــة‪.‬‬
‫‪ .4‬إعــداد معلمــي اللغــة العربيــة و العلــوم الدينيــة‪ ،‬وتأهيلهــم لغو ًّيــا‬
‫وتربو ًّيــا‪.‬‬
‫‪ .5‬تنظيــم دورات تدريبيــة ملعلمــي العلــوم الدينيــة و اللغــة العربيــة‬
‫ونحوهــم؛ للنهــوض بمســتواهم‪.‬‬
‫‪ .6‬التأهيــل الــذايت خلرجيــي املــدارس اإلســامية والعربيــة يف اخلــارج‪:‬‬
‫لرفــع مســتواهم العلمــي والــو ظيفــي‪.‬‬
‫‪ .7‬إجراء البحوث اللغوية و الرتبوية يف هذا امليدان؛ لإلفادة منها‪.‬‬
‫‪ .8‬اإلســهام يف تطويــر املناهــج وطــرق تدريــس اللغــة العربيــة يف املــدارس‬
‫العربية اإلســامية(((‪.‬‬
‫د‪ .‬معهد اللغة العربية للناطقني بغريها بجامعة أم القرى ‪1399‬هـ‪:‬‬
‫انطلــق املعهــد جهــة تعليميــة ذات اســتقاللية عــام ‪1399‬هـــ‪ ،‬باســم معهــد‬
‫ـول إىل «معهــد تعليــم اللغــة لغــر ‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة لغــر العــرب‪ ،‬ثــم ُحـ ِّ‬
‫الناطقــن هبــا»‪.‬‬
‫وكان املعهــد قبـ ُـل مركـ ًـزا تاب ًعــا لكليــة الرشيعــة والدراســات اإلســامية‬
‫عــام ‪1395‬هـــ‪ ،‬إىل حــن صــدور قــرار نائــب رئيــس جملــس الــوزراء آنــذاك‬
‫خــادم احلرمــن الرشيفــن امللــك فهــد بــن عبدالعزيــز –يرمحــه اهلل‪ -‬بتحويلــه إىل‬
‫عــادة مســتقلة‪.‬‬
‫األهداف‪ :‬‬
‫يسعى املعهد إىل حتقيق مجلة من األهداف‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ ‪-‬تعليــم اللغــة العربيــة وآداهبــا لغــر الناطقــن هبــا مــن املســلمني‪،‬‬
‫كاف مــن الدراســات اإلســامية خلدمــة اإلســام‬ ‫بقــدر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫وتزويدهــم‬
‫ونــره‪ ،‬وتأهيلهــم لاللتحــاق بإحــدى كليــات اجلامعــة‪.‬‬
‫ ‪-‬إعــداد معلمــن متخصصــن يقومــون بتدريــس العربيــة لغــر الناطقــن ‬
‫هبــا‪.‬‬

‫((( صالــح بــن أمحــد العليــوي‪ .‬جهــود اململكــة يف خدمــة اللغــة العربيــة‪ ،‬ويف أقســام اللغــة العربيــة‬
‫يف جامعــة شــقراء حتديــدً ا‪ ،‬صـ‪.91‬النــدوة الدوليــة( اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ :‬الــراث واالمتــداد ) ‪/ 23‬‬
‫‪1436 /1‬هـ املوافــق ‪2013/11/26‬م‪.‬‬

‫‪809‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪-‬إجــراء البحــوث والتجــارب امليدانيــة؛ لتطويــر مناهــج وأســاليب تع ُّلــم‬


‫وتعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪.‬‬
‫ ‪-‬التعــاون مــع املؤسســات واهليئــات اإلســامية يف جمــال تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة ونــر الدعــوة اإلســامية‪.‬‬
‫ ‪-‬إقامــة دورات تدريبيــة ملعلمــي اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا يف‬
‫البــاد اإلســامية(((‪.‬‬
‫هـ‪ .‬معهد اللغة العربية للناطقني بغريها بجامعة امللك عبد العزيز ‪1431‬هـ‪:‬‬
‫يف ســبيل خدمــة لغــة القــرآن والنهــوض بتبعـ ٍ‬
‫ـة رشف االنتــاء إىل اللســان‬
‫الــذي حفظــه اهلل بحفــظ كتابــه ومهمــة نــر اللغــة العربيــة‪ ،‬وتيســر تعليمهــا‪،‬‬
‫ودعــم قضاياهــا‪ ،‬احتضنــت هــذه الرســالة العامليــة معاهــدُ اللغــة العربيــة يف‬
‫اجلامعــات الســعودية‪ ،‬وبــن هــذه املنــارات العلميــة الســامقة‪ ،‬تــأيت جامعــة‬
‫امللــك عبــد العزيــز‪ ،‬بصــدور املوافقــة عــى إنشــاء معهــد اللغــة العربيــة للناطقني‬
‫بغريهــا‪ ،‬باجلامعــة يف‪1431 /9/28‬هـــ‪.‬‬
‫ومن أهدافه‪:‬‬
‫ٍ‬
‫تعليمية مالئمةٍ‪.‬‬ ‫‪١ -١‬توفري ٍ‬
‫بيئة‬
‫‪٢‬استقطاب وتدريب واستبقاء الكوادر البرشية املؤهلة‪.‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫ٍ‬
‫نوعية‪ .‬‬ ‫‪٣‬تصميم وتنفيذ برامج‬ ‫‪-٣‬‬
‫دراسية متطورة‪ٍ.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مقررات‬ ‫‪٤‬إعداد وتنفيذ‬ ‫‪-٤‬‬
‫ٍ‬
‫‪٥‬إقامة وتنفيذ مشاريع بحثية متخصصةٍ‪.‬‬ ‫‪-٥‬‬
‫‪٦‬بناء رشاكات فاعلة مع اجلهات ذات العالقة‪.‬‬ ‫‪-٦‬‬
‫‪٧‬حتديد وتلبية احتياجات املستفيدين(((‪.‬‬ ‫‪-٧‬‬
‫و‪ .‬معهــد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــات بغريهــا بجامعــة األمــرة نــورة‬
‫بنــت عبــد الرمحــن ‪1433‬هـ‪:‬‬
‫بــدأ معهــد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــات بغريهــا برناجمًــا ملح ًقــا بقســم‬
‫اللغــة العربيــة بكليــة الرتبيــة عــام ‪1399‬هـــ ‪ 1400 -‬هـ؛‪ ‬هيــدف إىل تعليــم‬
‫ٍ‬
‫دراســية تقدمهــا اململكــة‬ ‫ٍ‬
‫عــى منــح‬ ‫اللغــة العربيــة للطالبــات احلاصــات‬

‫((( موقع معهد اللغة العربية لغري الناطقني بغريها بجامعة أو القرى ‪https://uqu.edu.sa/instarab/‬‬
‫‪AboutUs‬‬
‫((( موقــع معهــد اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا بجامعــة امللــك عبــد العزيــز ‪.edu.kau.ali//:https‬‬
‫‪AR-973-Default/sa‬‬

‫‪810‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫العربيــة الســعودية‪ .‬ويف عــام ‪1433 /12 /19‬هـــ تــم إنشــاء‪ ‬معهد تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــات بغريهــا ‪-‬يف رحــاب أكــر جامعــة نســائية يف العــامل‪ -‬يف‬
‫جامعــة األمــرة نــورة بنــت عبــد الرمحــن‪ ،‬فاســتقبل منــذ إنشــائه طالبــات مــن‬
‫(‪ )63‬جنســية مــن أنحــاء العــامل وقاراتــه املختلفــة‪.‬‬
‫ومن أهدافه‪ :‬‬
‫‪ -1‬إكساب الطالبات مستوى عال ًّيا من مهارات اللغة‪.‬‬
‫‪ -2‬تزويــد الطالبــات بالثقافــة العربيــة الســعودية‪ ،‬والثقافــة اإلســامية ملــن‬
‫حيتا جها ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقديــم الدعــم املــادي واملعنــوي للطالبــات إلنجــاز مشــاريع ختــدم‬
‫اللغــة العربيــة واملعهــد‪.‬‬
‫‪ -4‬خدمــة املجتمــع العاملــي بتقديــم برامــج ختصصيــة تلبــي احتياجــات‬
‫أفــراده مــن الناطقــات بغــر العربيــة يف جمــال تعليــم اللغــة العربيــة ألغــراض‬
‫ـة وخاصـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫عامـ ٍ‬
‫‪ -5‬تشجيع األبحاث والدراسات العلمية يف جمال التخصص‪ .‬‬
‫ز‪ .‬مركز امللك عبد اهلل بن عبد العزيز الدويل خلدمة اللغة العربية‪:‬‬
‫جــاء القــرار رقــم ‪ 7231‬بإنشــاء مركــز امللــك عبــداهلل بــن عبدالعزيــز‬
‫الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة يف ‪1429/7/23‬هـــ يف مدينــة الريــاض‪ ،‬وهومــن‬
‫املراكــز املعنيــة باللغــة العربيــة عــى املســتوى العاملــي بــل لعلــه أمههــا‪ ،‬و هيــدف‬
‫املركــز إىل اآليت‪:‬‬
‫‪ - 1‬املحافظة عىل سالمة اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -2‬إجياد البيئة املالئمة لتطوير وترسيخ اللغة العربية ونرشها‪.‬‬
‫‪ - 3‬اإلسهام يف دعم اللغة العربية وتعلمها‪.‬‬
‫‪ - 4‬العناية بتحقيق ونرش الدراسات واألبحاث واملراجع اللغوية‪.‬‬
‫‪ - 5‬وضــع املصطلحــات العلميــة واللغويــة واألدبيــة والعمــل عــى ‬
‫توحيدهــا ونرشهــا‪.‬‬
‫‪ - 6‬تكريم العلامء والباحثني واملختصني يف اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ - 7‬تقديــم اخلدمــات ذات العالقــة باللغــة العربيــة لألفــراد واملؤسســات‬

‫‪811‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫واهليئــات احلكوميــة(((‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني ـ�ا‪ :‬املعاهــد واملؤسســات الســعودية لتعليــم اللغــة العربي ـ�ة للناطقــن‬
‫بغريهــا خــارج اململكــة العربي ـ�ة السعـــودية‪:‬‬
‫تبــذل اململكــة العربيــة الســعودية أيضــا جهــو ًدا كبــر ًة يف جمــال تعليــم اللغة‬
‫العربيــة ونرشهــا عــى املســتوى العاملــي‪ ،‬وال يقتــر الدعــم عــى احلكومــة بــل‬
‫يمتــد إىل كثـ ٍ‬
‫ـر مــن املؤسســات اخلاصــة‪ .‬‬
‫ وأوهلا‪:‬‬
‫ ‪.‬أاملعاهــد التابعــة جلامعــة اإلمــام محمــد بــن ســعود اإلســامية اململكــة‬
‫العربي ـ�ة الســعودية ومنهــا‪:‬‬
‫ـة‪ ،‬وظيفتهــا التعليــم‪ ،‬والبحــث العلمــي تكــرس‬ ‫فهــي أول معاهــد علميـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫واحــد ليــس غــر‪ ،‬وهــو نــر اللغــة العربيــة وتعليــم‬ ‫ٍ‬
‫هلــدف‬ ‫جهودهــا كلهــا‬
‫اإلســام‪.‬‬
‫ويشــمل اهليــكل التنظيمــي جلامعــة اإلمــام حممــد بــن ســعود اإلســامية‬
‫عــادة خاصــة هــي «عــادة شــؤون املعاهــد يف اخلــارج»‪ ،‬مهمتهــا التخطيــط هلــذه‬
‫املعاهــد واإلرشاف عليهــا ومتابعــة العمــل فيهــا‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬معهد العلوم اإلسالمية والعربي�ة يف إندونيسيا‪:‬‬
‫ـارزا للجهــود التــي تبذهلــا اململكــة يف نــر اللغــة‬ ‫نموذجــا بـ ً‬
‫ً‬ ‫يعــد هــذا املعهــد‬
‫كبــر‪ ،‬بجــزره الكثــرة‪ ،‬وموقعــه املهــم‬ ‫ٌ‬ ‫العربيــة يف العــامل؛ فإندونيســيا بلــدٌ‬
‫يف رشق آســيا‪ ،‬ومكانــة اإلســام يف حيــاة أبنائــه؛ األمــر الــذي جعــل جامعــة‬
‫اإلمــام حممــد بــن ســعود اإلســامية تــويل هــذا املعهــد عنايــ ًة خاصــ ًة‪ .‬‬
‫وقــد أنشــئ هــذا املعهــد عــام ‪ 1401‬هـــ ( ‪ 1981‬م )‪ ،‬ويف هــذه األعــوام‬
‫الثالثــن التــي مــرت عليــه توافــدت عليــه أعــدا ٌد غفــر ٌة مــن الراغبني يف دراســة‬
‫العربيــة والعلــوم الرشعيــة‪ ،‬وأســهم املعهــد يف معظــم أوجــه النشــاط الدعــوي‬
‫والتعليمــي يف أرجــاء هــذه البــاد املرتاميــة األطــراف‪ .‬‬
‫ٍ‬
‫صباحية‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫نظامية‬ ‫ويضم املعهد أربعة أقسا ٍم‬

‫‪./sa.org.kaica.www//:https‬‬ ‫((( موقع مركز امللك عبد اهلل خلدمة اللغة العربية‬

‫‪812‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫‪ - 1‬قسم اإلعداد اللغوي‪ .‬‬


‫‪ - 2‬قسم الرشيعة‪.‬‬
‫‪ - 3‬قسم تأهيل املعلمني‪.‬‬
‫‪ - 4‬قسم التعليم التكمييل‪.‬‬
‫ـات كثــرةٌ‪ :‬حكوميـ ٌة وأهليـ ٌة؛ ملعاونتهــا يف التدريب‬
‫وتتوجــه إىل املعهــد جهـ ٌ‬
‫أو يف عقــد النــدوات أو الــدورات التدريبيــة أو غريهــا مــن أوجــه النشــاط‪،‬‬
‫ويســعى املعهــد إىل افتتــاح فــروع ومراكــز يف أنحــاء إندونيســيا‪.‬‬
‫ًّ‬
‫ثاني�ا‪ :‬املعهد العريب اإلساليم يف طوكيو‪:‬‬
‫يــأيت إنشــاء املعهــد العــريب اإلســامي بطوكيــو التابــع جلامعــة اإلمــام حممد‬
‫بــن ســعود اإلســامية يف قمــة اهتاممــات اململكــة العربيــة الســعودية بدعــم‬
‫العالقــات بــن الســعودية واليابــان‪ ،‬وخدمــة املســلمني واجلاليــات اإلســامية‬
‫ودعــم البحــوث والدراســات اإلســامية والعربيــة باليابــان‪.‬‬
‫وقــد صــدر القــرار ذو الرقــم ( ‪ / 5‬م ‪ ) 1751 /‬والتاريــخ ‪/ 5 / 1398‬‬
‫ـة ٍ‬
‫قوية‬ ‫ـة ثقافيـ ٍ‬
‫ـة علميـ ٍ‬
‫‪ 17‬هـــ بإنشــاء املعهــد ليكــون بدايـ ًة حقيقـ ًة لوجــود مؤسسـ ٍ‬
‫ـداف سـ ٍ‬
‫ـامية‪ ،‬أمههــا‪ :‬‬ ‫تقــوم بتنفيــذ أهـ ٍ‬

‫‪١ -١‬التعريــف باإلســام ومســاعدة الراغبــن يف االطــاع عــى الثقافــة‬


‫العربيــة اإلســامية‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬نرش اللغة العربية وتعليمها لغري الناطقني هبا‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬مساعدة املسلمني اليابانيني وغريهم للتعرف عىل أمور دينهم‪.‬‬
‫‪٤ -٤‬ترمجــة األبحــاث العربيــة واإلســامية املناســبة مــن اللغــة اليابانيــة‬
‫وإليهــا‪.‬‬
‫‪٥ -٥‬العنايــة بأبنــاء العاملــن يف الســلك الدبلومــايس العربيــة واإلســامي‬
‫واجلاليــات اإلســامية‪ ،‬وذلــك بتعليمهــم اللغــة العربيــة والديــن اإلســامي‬
‫وربطهــم هبويتهــم الثقافيــة‪.‬‬
‫وقد توسع املعهد يف نشاطاته‪ ،‬ومن تلك النشاطات‪:‬‬
‫مستقل للمعهد يتناسب مع خلفية الشعب الياباين وبينتهم‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫منهج‬ ‫‪١ -١‬إعداد‬
‫وأغراضهم اخلاصة؛ ولذلك تم إصدار سلسلة (طوكيو لتعليم العربية)‪ .‬‬
‫‪٢ -٢‬إعداد اختبار قياس القدرات اللغوية‪.‬‬

‫‪813‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫دورات لتعليم اللغة العربية‪ .‬‬ ‫‪٣ -٣‬إقامة‬
‫ٍ‬
‫دروس لتعليم اللغة العربية ألبناء املسلمني يف اليابان‪.‬‬ ‫‪٤ -٤‬إقامة‬
‫‪٥ -٥‬زيارة املدارس واجلامعات اليابانية وإلقاء حمارضات عن الثقافة العربية‬
‫واإلسالمية ‪ .‬‬
‫‪٦ -٦‬التوسع يف إقامة الدورات خارج املعهد وبخاصة يف اجلامعات اليابانية‪ .‬‬
‫‪٧ -٧‬إنشاء موقع متطور للمعهد عىل شبكة اإلنرتنت من أهم حمتوياته «برنامج‬
‫تعليم القرآن الكريم وبرنامج تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬والرحلة‬
‫إىل السعودية‪ ،‬ومدخل إىل اإلسالم‪ ،‬ورمضان‪ ،‬والتعريف باململكة‪ ،‬والتعريف‬
‫باإلسالم» ‪ .‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬معهد العلوم اإلسالمية والعربي�ة يف أمريكا‪:‬‬
‫يعــد معهــد العلــوم اإلســامية والعربيــة يف أمريــكا‪ ،‬املعهــد الســادس‬
‫الــذي أنشــأته اململكــة العربيــة الســعودية خــارج حدودهــا‪ ،‬ممثلــ ًة يف جامعــة‬
‫اإلمــام حممــد بــن ســعود‪.‬‬
‫وتــم افتتــاح هــذا املعهــد يف عــام ‪ 1410‬هـــ ‪ 1990‬م‪ ،‬وقــد اختــرت مدينة‬
‫واشــنطن عاصمــة الواليــات املتحــدة األمريكيــة لتكــون مقـ ًّـرا للمعهــد‪ ،‬هــذا‬
‫ـة مــن املراكــز العلميــة واجلامعــات التــي تتســابق‬‫ـداد هائلـ ٍ‬
‫املحيــط يزخــر بأعـ ٍ‬
‫تنافســا حممو ًمــا نحــو التقــدم مــن أجــل اكتســاب اآلخريــن‪.‬‬
‫وتتنافــس ً‬
‫ومــع األســف فقــد توقــف املعهــد عــن نشــاطه وأغلقــت أبوابــه بعــد‬
‫العواصــف اهلوجــاء بعــد أحــداث احلــادي عــر مــن ســبتمرب‪ ،‬فخــرت‬
‫اللغــة العربيــة معهــدً ا مــن أهــم املؤسســات التــي تقــدم اللغــة العربيــة والثقافــة‬
‫اإلســامية يف العــامل اجلديــد‪.‬‬
‫وبعــد تلــك املعاهــد احلكوميــة الرســمية هنــاك جهــود ســعودي ٌة ملؤسسـ ٍ‬
‫ـات‬ ‫ٌ‬
‫ـة تســهم يف تعليــم اللغــة العربيــة خــارج الوطــن‬ ‫ـرة غــر حكوميـ ٍ‬ ‫ـات كثـ ٍ‬‫ومجعيـ ٍ‬
‫العــريب‪ ،‬منهــا‪ :‬‬
‫‪ - 1‬جهود مؤسسة األمري سلطان اخلريية يف خدمة اللغة العربي�ة‪:‬‬
‫أنشــا صاحــب الســمو امللكــي األمــر ســلطان بــن عبدالعزيــز ‪-‬رمحــه‬
‫اهلل‪ ،-‬مؤسســة خرييــة كــرى تقــدم الدعــم واملســاعدة يف املجــاالت الصحيــة‬
‫واإلغاثيــة والتعليميــة واخلدمــات اإلنســانية والثقافيــة‪.‬‬

‫‪814‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫ـب وافـ ٌـر مــن اهتــام املؤسســة‬


‫وكان للغــة العربيــة ونرشهــا يف اخلــارج نصيـ ٌ‬
‫ودعمهــا‪ ،‬ومــن ذلــك‪:‬‬
‫‪ -1‬إنشــاء مراكــز للغــة العربيــة يف عــدد مــن اجلامعــات العامليــة مثــل مركــز‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة بجامعــة موســكو للعالقــات الدوليــة‪ ،‬ومراكــز يف الــدول‬
‫اإلســامية مثــل إندونيســيا وجيبــويت‪ ،‬ودعــم املركــز اإلســامي يف اليابــان‬
‫واملؤسســة الثقافيــة يف جنيــف‪.‬‬
‫‪ -2‬دعــم املؤسســات واملراكــز واملــدارس واألقســام املعنيــة باللغــة العربيــة‬
‫يف عــدد مــن اجلامعــات العامليــة مثــل‪ :‬املنتــدى األورويب للنهــوض بتدريــس‬
‫العربيــة بباريــس‪ ،‬وبرنامــج الدراســات العربيــة واإلســامية بجامعــة كاليفورنيــا‬
‫وجامعــة بــركيل‪ ،‬ومركــز تعليــم اللغــة العربيــة بجامعــة موســكو للعالقــات‬
‫الدوليــة‪ ،‬وبرنامــج األمــر ســلطان بــن عبدالعزيــز للتعــاون األكاديمــي والثقــايف‬
‫مــع جامعــة أكســفورد‪.‬‬
‫‪ - 3‬كــا دعمــت املنظمــة اإلســامية للرتبيــة و العلــوم والثقافــة يف جهودها‬
‫ـة خاصــة يف أفريقيا‪.‬‬ ‫يف جمــال تعليــم العربيــة يف البــاد اإلســامية وبصفـ ٍ‬

‫نموذجــا حيتــذى يف إدخــال االهتــام باللغــة العربيــة‬


‫ً‬ ‫وتقــدم املؤسســة‬
‫ضمــن نشــاطاهتا اخلرييــة‪.‬‬
‫‪ - 2‬مؤسسة الوقف اإلساليم العربي�ة للجميع‪:‬‬
‫تقــوم املؤسســات اخلرييــة اإلســامية بنشــاط ملحــوظ يف جمــال اللغــة‬
‫ٍ‬
‫وبخاصــة يف األقطــار اإلســامية‪ ،‬ومــن أنشــط تلــك‬ ‫العربيــة لغــر العــرب‪،‬‬
‫املؤسســات (العربيــة للجميــع) التــي أنشــئت يف مدينــة الريــاض عــام ‪1421‬‬
‫هـــ‪ ،‬والتــي تســعى إىل نــر اللغــة العربيــة يف العــامل وملــروع العربيــة للجميــع‬
‫أهــداف‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫ٍ‬
‫شاملة تسد احلاجة القائمة اليوم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫علمية‬ ‫‪ - 1‬تأليف مناهج‬
‫ٍ‬
‫تدريبية ملعلمي اللغة العربية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫دورات‬ ‫‪ - 2‬عقد‬
‫‪ - 3‬إنتاج الربامج التلفازية واإلذاعية‪.‬‬
‫‪ - 4‬إنتاج الربامج احلاسوبية عىل الشبكة الدولية‪.‬‬
‫‪ - 5‬اختبارات الكفاية اللغوية‪.‬‬
‫‪ - 6‬التقويم واملتابعة للمؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫‪815‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ومن أهم املشاريع والربامج التي تنفذها العربية للجميع‪:‬‬


‫ٍ‬
‫متكامل لتعليم اللغة العربية وفق نظريات علم اللغة‬ ‫علمي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫منهج‬ ‫‪ - 1‬تأليف‬
‫التطبيقي‪.‬‬
‫‪ - 2‬تصميم موق ٍع عىل الشبكة الدولية (اإلنرتنت) لتعليم اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ - 3‬إنتاج برامج بتقنية األقراص املدجمة لتعليم العربية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫متخصصة لتأهيل معلمي اللغة العربية والرقي بمستوياهتم‬ ‫ٍ‬
‫دورات‬ ‫‪-4‬عقد‬
‫يف بلداهنم‪.‬‬
‫وقــد أنتجــت العربيــة للجميــع سلســلة متكاملــة لتعليــم العربيــة لغــر ‬
‫الناطقــن هبــا حتــت عنــوان «سلســلة العربيــة بــن يديــك»‪ ،‬وتتكــون مــن‪:‬‬
‫‪ - 1‬ثالثة ٍ‬
‫كتب للطالب (املبتدئ‪ ،‬املتوسط‪ ،‬املتقدم)‪.‬‬
‫‪ - 2‬ثالثة ٍ‬
‫كتب للمعلم‪.‬‬
‫‪ - 3‬معجم (عريب عريب مصور) حيتوي عىل أكثر من ( ‪ ) 7000‬سبعة آالف‬
‫مفردة‪.‬‬
‫‪ - 3‬جمعية الدعوة والتعليم‪:‬‬
‫تعد مجعية الدعوة والتعليم من اجلمعيات اخلريية النشطة يف إندونيسيا‬
‫ٍ‬
‫بعامة‪ ،‬وترشف اجلمعية عىل معاهد ومراكز‬ ‫بخاصة‪ ،‬ويف منطقة جنوب رشقي آسيا‬‫ٍ‬
‫لتعليم اللغة العربية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬وقد تأسست رسم ًّيا يف ‪ 1421 /10/9‬هـ‬
‫نموذجا آخر للنشاط اخلريي السعودي‪ ،‬فإذا‬‫ً‬ ‫‪ 2000 /12/6 -‬م‪ ،‬ومتثل اجلمعية‬
‫كانت (العربية للجميع) تنطلق من الرياض ليشع نورها يف مجيع أنحاء العامل‪ ،‬فإن‬
‫مؤسسة (الدعوة والتعليم) تنطلق من (جاكرتا) عاصمة إندونيسيا‪ ،‬ولكنها متول‬
‫وتدعم من أهل اخلري يف السعودية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عــدد مــن اجلامعــات واملــدارس اإلســامية‬ ‫وتقــوم اجلمعيــة بمســاعدة‬
‫األندونيســية باملعلمــن والكتــب الدراســية واملعامــل‪ ،‬كــا تنظــم نــدواتٍ‬
‫ٍ‬
‫كثــرة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫علميــة‬ ‫ٍ‬
‫ومؤمتــرات‬ ‫ٍ‬
‫تدريبيــة‬ ‫ٍ‬
‫ودورات‬
‫‪ - 4‬سالسل تعليم اللغة العربي�ة لغري العرب‪:‬‬
‫قــوي يف جمــال تأليــف سالســل‬
‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫نشــاط‬ ‫يف اململكــة العربيــة الســعودية‬
‫ٍ‬
‫عــى أســس‬ ‫ٍ‬
‫دراســية لتعليــم العربيــة لغــر العــرب‪ ،‬وتقــوم تلــك السالســل‬

‫‪816‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫ٍ‬
‫وتربويــة‪ ،‬وتســتفيد مــن معطيــات (علــم اللغــة التطبيقــي)‪ ،‬كــا أن‬ ‫ٍ‬
‫علميــة‬
‫أغلبهــا يســتخدم التقنيــات احلديثــة والوســائل املعينــة عــى تدريســها‪ ،‬ومــن‬
‫أهــم تلــك السالســل‪:‬‬
‫‪ - 1‬سلسلة تعليم اللغة العربية التي أصدرها (معهد تعليم اللغة العربية‬
‫بجامعة اإلمام)‪ ،‬وهي سلسل ٌة ضخم ٌة تشتمل عىل سبعة وثالثني كتا ًبا‪ ،‬وتدرس‬
‫السلسلة يف املعهد وتستفيد منها جهات تعليمية يف خمتلف أنحاء العامل‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بلغات أخرى (العربية للعامل) من‬ ‫‪ - 2‬سلسلة تعليم اللغة العربية للناطقني‬
‫ٍ‬
‫إعداد معهد اللغة العربية بجامعة امللك سعود وتتكون من مخسة كتب‪.‬‬
‫‪ - 3‬سلسلة (أحب العربية) للطالب الصغار من إصدار مكتب الرتبية العريب‬
‫لدول اخلليج‪.‬‬
‫‪ - 4‬سلسلة العربية للناشئني من إصدار وزارة الرتبية والتعليم بالتعاون مع‬
‫جامعة امللك سعود‪.‬‬
‫‪ - 5‬سلسلة العربية بني يديك من إصدار مؤسسة الوقف اإلسالمي‪ ،‬العربية‬
‫للجميع‪.‬‬
‫‪ - 6‬سلسلة تعليم اللغة العربية من إصدار املعهد العريب اإلسالمي(((‪.‬‬
‫أوجه القصور يف اجلهود املبذولة‪:‬‬
‫بعـد اإلشـارة إىل جهـود اململكـة العربيـة السـعودية يف جمـال تعليـم اللغـة‬
‫العربيـة للناطقين بغريهـا –وهـي جهـو ٌد عظيمـ ٌة مشـكورةٌ– ِّ‬
‫أبين فيام يـأيت وجه‬
‫القصـور يف هـذه اجلهـود‪:‬‬
‫ يتمثـل وجـه قصـور هـذه اجلهود احلثيثـة يف إغفـال فئة تعتبر هي النسـبة األكرب‬
‫مـن الناطقين بغير العربيـة املتواجديـن داخـل اململكـة العربيـة السـعودية؛ وهي‬
‫العاملـة الوافـدة‪ ،‬فالعاملـة الوافدة من غير العـرب «يف اململكة العربية السـعودية»‬
‫رصدت ذلك من خلال عدد مـن اإلحصائيات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫هائلا؛‬ ‫متثـل نسـب ًة كبري ًة وعـد ًدا‬
‫منهـا إحصائيـة (اهليئـة السـعودية العامـة لإلحصـاء) للسـكان يف اململكة حسـب‬
‫تقديـرات أولي ٌة‬
‫ٌ‬ ‫اجلنـس وفئـات العمـر واجلنسـية‪ ،‬منتصـف عـام ‪2018‬م‪ ،‬وهـي‬
‫مبنيـ ٌة من واقـع نتائـج املسـح الديموغـرايف‪2016‬م؛ للتدليل عىل وجـود األعداد‬
‫الكبيرة مـن الناطقين بغري العربيـة يف اململكـة العربية السـعودية‪.‬‬
‫حيــث أظهــرت اإلحصائيــة أن عــدد الســكان يف اململكــة العربية الســعودية‬
‫‪ ،33.413.660‬الســعوديني منهــم ‪ 20.768.627‬بنســبة ‪ ،%62.2‬وغــر ‬
‫((( الربيــع‪ ،‬حممــد بــن عبــد الرمحــن‪ .‬اجلهــود الســعودية لتعليــم اللغــة العربيــة ونرشهــا خــارج العــامل‬

‫‪817‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الســعوديني ‪ 12.645.033‬بنســبة ‪ %37.8‬مــن إمجــايل عــدد الســكان املقيمــن ‬


‫يف اململكــة‪.‬‬
‫فقـد كشـفت هـذه اإلحصائية وغريهـا من اإلحصائيـات أن اململكـة العربية‬
‫مفضلة للعاملة يف الرشق األوسـط‪ ،‬حسـب اسـتطال ٍع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وجهة‬ ‫السـعودية تعترب أكثر‬
‫أجـراه بنـك إتـش إس يب يس‪ ،‬وتعترب السـعودية الرابعـة عامل ًّيا يف اسـتقدام العاملة‪،‬‬
‫وقـد أثبتـت اإلحصائيات السـابقة أن نسـبة الناطقني بغير العربية تصـل إىل ‪%56‬‬
‫مـن مجلـة الوافديـن إىل اململكـة(((‪ ،‬أي أن الناطقني بغير العربية يمثلـون ‪7.081‬‬
‫سـبعة مليـون تقري ًبا بنسـبة ‪ %21.2‬مـن إمجايل عدد السـكان على أرض اململكة‪.‬‬
‫وأظهـرت مقارن ٌة إحصائيـ ٌة عام ‪ 2016‬باإلحصائيات الرسـمية لعام ‪2010‬‬
‫أن العاملـة الوافـدة يف السـعودية زادت أعدادهـم مليـوين شـخص تقري ًبـا يف هـذه‬
‫الفترة ممـا يعني ارتفـاع نسـبتهم ‪ %2.5‬تقري ًبـا من عدد السـكان(((‪.‬‬
‫فكــم تســتوعب مراكــز ومعاهــد تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا يف‬
‫ٍ‬
‫دائمــة عــى ‬ ‫الســعودية مــن إمجــايل أعــداد غــر العــرب املقيمــن إقامــ ًة شــبه‬
‫أراضيهــا؟ وهــل نُظِـ َـر هلــذه األعــداد بعــن االعتبــار؛ ومــن ثــم تــم االســتعداد‬
‫هلــا بوضــع املناهــج‪ ،‬واخلطــط‪ ،‬وطرائــق التدريــس املناســبة؟ هــل تــم تدريــب‬
‫وإعــداد معلمــي العربيــة للناطقــن بغريهــا بــا يواكــب متطلبــات هــذه الفئــة‬
‫مــن الناطقــن والناطقــات بغــر العربيــة؟‬
‫وبعــد عــرض نتائــج اإلحصائيــات واالطــاع عــى اإلحصائيــات املشــاهبة‬
‫هلــا‪ ،‬أوضــح أوجــه القصــور التــي نتجــت مــن إغفــال هــذه الفئــة مــن الناطقــن ‬
‫بغــر العربيــة‪ ،‬والتــي أفضــل أن أطلــق عليهــا (املتعلمــن غــر النظاميــن)‪:‬‬
‫‪ -‬ضعــف أو انعــدام االهتــام باملتعلمــن غــر النظاميــن مــن الناطقــن ‬
‫والناطقــات بغــر العربيــة‪.‬‬
‫‪ -‬مل يتــم التخطيــط للعاملــة الوافــدة (مــن الناطقــن بغــر العربيــة) قبــل‬
‫وصوهلــا إىل اململكــة‪ ،‬وأثنــاء التعاقــد معهــا يف بلداهنــا‪ ،‬ومل توضــع هلــم‬
‫الربامــج لتعليــم املتقدمــن منهــم قبــل وصوهلــم إىل العــامل العــريب‪.‬‬
‫ ‪-‬املؤسســات واملراكــز التــي هتتــم بتدريــب معلمــي العربيــة للناطقــن ‬
‫العريب‪.‬‬

‫((( عبــر عبــد احلكيــم راتــب‪ .‬تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا ومــا يواجهــه مــن حتديــات واحللــول‬
‫ـعودية أنموذجــا» ص‪ ،425‬جملــة اللســان الدوليــة يوليــو‪2017‬م‬
‫ً‬ ‫املقرتحــة « اململكــة العربيــة السـ‬
‫((( املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪818‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫‪819‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫بغريهــا قليل ـ ٌة جــدًّ ا‪ ،‬ومــا هــو موجــو ٌد فعـ ً‬


‫ـا داخــل اململكــة مل خيطــط‬
‫الســتهداف فئــة الدارســن غــر النظاميــن؛ لــذا مل تصمــم الربامــج‬
‫واملناهــج املناســبة هلــم‪.‬‬
‫ ‪-‬مؤسســات ومراكــز ومعاهــد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن والناطقــات‬
‫بغريهــا يف اململكــة العربيــة الســعودية ال تســتوعب إال أعــدا ًدا قليلــة‬
‫جــدًّ ا‪ ،‬مقارنـ ًة بمتعلمــي اللغــات األخــرى‪ ،‬بــل مقارنـ ًة بأعــداد الناطقني‬
‫والناطقــات بغــر العربيــة املقيمــن عــى أرضهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬قلــة املراجــع املتخصصــة يف وضــع مناهــج لتعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ونــدرة املتخصصــة منهــا لألغــراض التواصليــة وغــر ‬
‫األكاديميــة‪.‬‬
‫ ‪-‬نــدرة األبحــاث التطبيقيــة التــي هتتــم بتعليــم العربيــة لألغــراض‬
‫التواصليــة‪.‬‬
‫ ‪-‬عــدم وجــود الدعــم اإلجيــايب مــن ِق َبــل البيئــة املحيطــة بمتعلــم اللغــة‬
‫العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا ‪-‬مــن الدارســن غــر النظاميــن‪ -‬أو‬
‫املؤسســة التــي ينتمــي إليهــا‪( .‬الفــوزان ‪ ،2011‬صـــ‪ ،)295‬و(بخــر ‬
‫احلــاج‪ ،2009‬صـــ‪.((()70‬‬
‫ ‪-‬نــدرة الكتــب املالئمــة للمســتوى اللغــوي‪ ،‬والثقــايف‪ ،‬واالجتامعــي هلــذه‬
‫الفئــة‪.‬‬
‫وبعــد فالعربيــة وســيل ٌة بيــد أصحاهبــا تطلعهــم عــى املــراد بقــدر عقدهــم‬
‫العــزم‪ ،‬وبذهلــم للجهــد يف ســبيل تنميتهــا لتســتجيب ملتطلبــات العــر الراهــن‪،‬‬
‫والبــد مــن املحافظــة عليهــا وحســن اســتثامرها؛ فــإن فــرت عزيمتهــم وقــل‬
‫ســعيهم هلــا؛ ال يمكــن لعربيتهــم واحلــال كذلــك أن تتقــدم وتزدهــر(((؛‬
‫ـط بتقصـ ٍ‬
‫ـر يف ذاتنــا‪ ،‬ويف ختلفنــا عــن الــدور الريــادي املنــوط بنــا؛‬ ‫فالتخلــف مرتبـ ٌ‬
‫اســتجابة لــرورات العــر‪ ،‬ووفــاء حلضارتنــا و مكانــة لغتنــا‪.‬‬
‫املقرتحات و التوصيات‪:‬‬
‫وبنــا ًء عــى مــا تــم رصــده مــن أوجــه القصــور التــي تواجــه تعليــم العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬والتــي تعيــق اجلهــود الكبــرة املبذولــة فيــه يف «اململكــة‬
‫((( د‪.‬عبــد الرمحــن الفــوزان ‪1431‬هـــ ‪2011 -‬م‪ .‬إضــاءات ملعلمــي اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن ‬
‫ِبــا‪ ،‬صـــ‪ ،295‬الطبعــة األوىل‪ ،.‬و( بخــر احلــاج‪ ،2009‬صـــ‪.)70‬‬
‫((( حكيم دهيمي صـ‪.73‬‬

‫‪820‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫ـة مــن املقرتحــات والتوصيــات التــي‬ ‫العربيــة الســعودية»؛ توصلــت إىل جمموعـ ٍ‬
‫أطمــح أن تأخــذ نصيبهــا مــن االهتــام‪ ،‬وحيزهــا مــن التنفيــذ والتطبيــق عــى ‬
‫أرض الواقــع؛ لنصــل مــن خالهلــا إىل مســتوى التطلعــات املرجــوة يف جمــال‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وهــي عــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫‪1.1‬النظــر إىل اللغــة باعتبارهــا لغــة حضــارة وثقافــة وقــوة اقتصاديــة وليــس‬
‫ـات لغويـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫باعتبارهــا لغ ـ ًة ديني ـ ًة فقــط‪ ،‬والتخطيــط اجليــد هلــا وفــق سياسـ ٍ‬
‫ـة تســتثمر إمكاناهتــا ومقوماهتــا‪ :‬بــأن تشــرط اململكــة وغريهــا مــن‬ ‫واضحـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫مناســب مــن اللغــة العربيــة عــى الوافديــن‬ ‫ٍ‬
‫قــدر‬ ‫الــدول العربيــة إتقــان‬
‫اســتثامر ملقوماهتــا فاململكــة العربيــة الســعودية‬
‫ٌ‬ ‫القادمــن إليهــا؛ وهــذا‬
‫ٌ‬
‫ورشيــك‬ ‫وغريهــا مــن دول اخلليــج وجهــات مفضلــة للعاملــة الوافــدة‪،‬‬
‫ـوي يف االســتثامر العاملــي‪ ،‬وهــي بذلــك تنتهــج هنــج أمريــكا وكنــدا ودول‬ ‫قـ ٌّ‬
‫أوربــا‪ ،‬بــل واهلنــد واليابــان‪ ،‬فهــذه الــدول هلــا سياســ ٌة لغويــ ٌة واضحــ ٌة‬
‫وقوي ـ ٌة؛ فهنــاك مئــات اآلالف الذيــن يطرقــون أبواهبــا‪ ،‬لكنهــا ال تفتــح إال‬
‫ملــن يقــدم وثيقــة تؤكــد إجــادة لغتهــا‪.‬‬
‫‪2.2‬يتــم التخطيــط للعاملــة الوافــدة (مــن الناطقــن بغــر العربيــة) قبــل وصوهلــا‬
‫إىل اململكــة‪ ،‬وأثنــاء التعاقــد معهــا يف بلداهنــا‪ ،‬وذلــك بوضــع برامــج تنهــض‬
‫ـات يف الــدول التــي يتــم اســتقدام العاملــة منها‪ ،‬مثــل‪ :‬إندونيســيا‪،‬‬‫هبــا مؤسسـ ٌ‬
‫بنجالديــش‪ ،‬ماليزيــا‪ ،‬احلبشــة‪ ...،‬وغريهــا‪ ،‬عــر عــدة وســائل منهــا املعاهــد‬
‫واملراكــز املتخصصــة تقــدم عــد ًدا مــن الربامــج لتعليــم املتقدمــن منهــم قبــل‬
‫وصوهلــم إىل العــامل العــريب‪.‬‬
‫‪3.3‬تطويــر مراكــز تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ لتأهيــل املوجوديــن‬
‫ممــن وصلــوا إىل اململكــة ولغتهــم العربيــة ضعيفــة أو منعدمــة‪ ،‬لتالئــم‬
‫فئاهتــم ومســتوياهتم وأغراضهــم وختصصاهتــم املختلفــة‪.‬‬
‫ـم مــن حمــاور‬ ‫‪4.4‬تفعيــل ســبل اســتثامر اللغــة العربيــة‪ ،‬وإدراجهــا كمحـ ٍ‬
‫ـور مهـ ٍّ‬
‫ـا عــن كونــه حفظــا ووقاية‬ ‫التخطيــط اللغــوي؛ وتعليــم اللغــة العربيــة فضـ ً‬
‫للغــة هــو جمــال خصــب لالســتثامر؛ فــا دامــت اللغــة رشطــا لقبــول التعاقــد‬
‫والعمــل فــإن تعلمهــا يكــون بتمويــل املنتفعــن منهــا‪.‬‬
‫‪5.5‬افتتــاح مراكــز ثقافيــة يف الســفارات العربيــة تقــدم دورات تعليميــة باللغــة‬
‫العربيــة للخــراء واملتخصصــن القادمــن أو الراغبــن يف العمــل يف الوطــن‬
‫العــريب مدفوعــة األجــر‪.‬‬
‫ٍ‬
‫جيــش مــن العاملــن واملدربــن ‬ ‫‪6.6‬هــذه املرشوعــات اللغويــة حتتــاج إىل‬

‫‪821‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫لتشــغيل مراكــز تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا مدفوعــة األجــر‬


‫ـجيع مــن احلكومــات عــى ‬
‫داخــل الوطــن العــريب وخارجــه؛ ويف هــذا تشـ ٌ‬
‫تعلــم اللغــة العربيــة والتحــاق الطــاب بأقســامها يف اجلامعــات؛ برسعــة‬
‫اســتيعاهبم كخــراء للغــة ومدرســيها يف ســوق العمــل((( بعــد تأهيلهــم‬
‫وتدريبهــم التدريــب الــازم؛ ويف هــذا زيــادة فــرص العمــل والقضــاء عــى ‬
‫البطالــة‪.‬‬
‫نت�اجئ الدراسة‪:‬‬
‫فيام يأيت عرض ملا توصلت له الدراسة‪:‬‬
‫ ‪-‬أبــرزت الدراســة دوافــع وأهــداف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا لــدى الــدول الناطقــة بغــر العربيــة‪ ،‬والعربيــة العربيــة‪،‬‬
‫والدوافــع واألهــداف املشــركة بينهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬ســلطت الضــوء وركــزت عــى اجلهــود التــي قامــت هبــا اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية لنــر وتعليــم اللغــة العربيــة داخل ًّيــا وخارج ًّيــا‪.‬‬
‫ ‪-‬رصــدت واقــع تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن هبــا داخــل اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية‪.‬‬
‫ ‪-‬ب َّينــت الدراســة مــن خــال اإلحصــاءات أن الناطقــن بغــر العربيــة‬
‫املقيمــن يف «اململكــة العربيــة الســعودية» يبلــغ عددهــم ســبعة مليــون‬
‫تقريبــا بنســبة ‪ %21.2‬مــن إمجــايل عــدد الســكان فيهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬كشــفت القصــور الواقــع يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف‬
‫«اململكــة العربيــة الســعودية» رغــم اجلهــود املبذولــة فيــه‪.‬‬
‫ ‪-‬كشــفت ضعــف أو انعــدام االهتــام باملتعلمــن غــر النظاميــن مــن‬
‫الناطقــن والناطقــات بغــر العربيــة‪ ،‬رغــم أهنــم يمثلــون الرشحيــة‬
‫األكــر مــن الناطقــن بغــر العربيــة املقيمــن يف اململكــة‪.‬‬
‫ ‪-‬ب َّينــت أن مراكــز ومعاهــد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن والناطقــات‬
‫بغريهــا يف «اململكــة العربيــة الســعودية» ال تســتوعب إال أعــدا ًدا قليل ـ ًة‬
‫((( عبد احلميد احلسامي ‪2015‬م‪ ،‬االستثامر يف اللغة العربية من خالل تعليم اللغة العربية للناطقني‬
‫بغريها يف دول اخلليج‪ ،‬صـ‪.41‬‬
‫حسني بن عيل الزارعي ‪2015‬م‪.‬االستثامر يف اللغة العربية من خالل اقتصاديات اللغة‪ ،‬مباحث لغوية(‪)3‬‬
‫صـ‪ ،22‬إصدارات مركز امللك عبد اهلل بن عبد العزيز الدويل خلدمة اللغة العربية‪.‬‬

‫‪822‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫جــدًّ ا مقارنـ ًة بأعــداد الناطقــن والناطقــات بغــر العربيــة املقيمــن عــى ‬


‫أراضيهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬ب َّينــت أن املؤسســات واملراكــز التــي هتتــم بتدريــب معلمــي العربيــة‬
‫ً‬
‫فعــا مل خيطــط‬ ‫للناطقــن بغريهــا قليلــ ٌة جــدًّ ا‪ ،‬ومــا هــو موجــود‬
‫الســتهداف فئــة الدارســن غــر النظاميــن؛ لــذا مل تصمــم الربامــج‬
‫واملناهــج املناســبة هلــم‪.‬‬
‫ ‪-‬أظهــرت الدراســة إمكانيــة تعليــم اللغــة العربيــة للطــاب غــر ‬
‫النظاميــن؛ إذا مــا توافــر هلــم قــدر مناســب مــن اهتــام مؤسســات‬
‫الدولــة‪ ،‬ووضعــت هلــم املناهــج واملحتويــات والقياســات املناســبة‬
‫هلــم‪.‬‬
‫ـاوز ملشــكلة ختــص العاملــة‬
‫ ‪-‬التهــاون بأمــر اللغــة العربيــة وإمهاهلــا متجـ ٌ‬
‫الوافــدة؛ ويصــل إىل مســتوى اإلرضار باللغــة العربيــة‪ ،‬واإلرضار بأدائنا‬
‫اللغــوي وبــأداء أبنائنــا وأرسنــا العربيــة‪.‬‬
‫ـرا مــا يالحــظ تعبــد إخواننا‬
‫ ‪-‬أمهيــة تفعيــل دور املؤسســات الدينيــة؛ فكثـ ً‬
‫الناطقــن بغــر العربيــة يف املســاجد يتعبــدون بلغاهتــم ال حيســنون نطــق‬
‫ـة‪ ،‬منرصفــن عــن خطبــة اجلمعــة لعــدم فهمهــم مــا يقولــه‬ ‫ـة عربيـ ٍ‬
‫مجلـ ٍ‬
‫اخلطيــب‪.‬‬
‫ ‪-‬رضورة إحيــاء مســؤولية رشكات االســتقدام؛ للمشــاركة يف تأهيــل‬
‫املســتقدمني يف بلداهنــم قبــل وصوهلــم‪.‬‬
‫ ‪-‬أمهيــة تفعيــل ســبل اســتثامر اللغــة العربيــة‪ ،‬وواقــع الــدول العربيــة بعــد‬
‫التحــوالت االقتصاديــة املعارصة‪.‬‬
‫اخلاتمة‪:‬‬
‫وختا ًمــا أمحــد اهلل محــد الشــاكرين الذاكريــن‪ ،‬محــدً ا يــدوم بدوامــه‪ ،‬ويســمو‬
‫بعظمتــه‪ ،‬و ُيقبــل بكرمــه‪ ،‬وأصــي وأســلم عــى أفصــح العــرب لســانًا وأبلغهــم‬
‫بيا ًنــا‪ ،‬وبعــد‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بمــكان‪ ،‬وتعلــم العربيــة يف غايــة‬ ‫فــإن تعلــم اللغــات مــن األمهيــة‬
‫فرضــا واج ًبــا‪ ،‬فهــي‬
‫األمهية؛‪،‬فهــي وإن كانــت للمســلم مــن الناطقــن هبــا ً‬
‫للمســلم مــن الناطقــن بغريهــا أكثــر أمهيــ ًة؛ إذ ال تتــم أركان اإلســام إال‬
‫بالصــاة؛ وال جتــوز الصــاة إال بقــراءة القــرآن‪ ،‬والقــرآن بالعربيــة‪ ،‬كــا أن‬

‫‪823‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫إتقــان العربيــة هــو طريــق فهــم العبــادات‪ ،‬وإدراك معــاين الديــن‪ ،‬وهــي للناطــق‬
‫ـل وثقافـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬وقيمــة اقتصاديــة تفتــح‬ ‫بغــر العربيــة مــن غــر املســلمني لغــة تواصـ ٍ‬
‫لــه آفــاق العمــل‪.‬‬
‫وقــد بذلــت اململكــة العربيــة الســعودية جهــو ًدا ثريــ ًة خملصــة يف خدمــة‬
‫اللغــة العربيــة وجمــال تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬واهلــدف األســاس مــن‬
‫هــذه الدراســة تتمــة هــذه اجلهــود املباركــة‪ ،‬وســد الثغــرات التــي قــد تــؤدي‬
‫إىل إهدارهــا أو التقليــل مــن منجزاهتــا‪ ،‬والوقايــة ممــا يمكــن أن يمتــد إىل لغتنــا‬
‫بإضعافهــا أو إنزاهلــا منزلــة غــر منزلتهــا‪.‬‬

‫‪824‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫املراجع‪:‬‬
‫‪1.1‬إبراهيــم إســحاق أوال يــووال‪ ،‬واقــع وآفــاق التعليــم العــريب يف نيجرييــا‬
‫وســبل النهــوض بــه‪ .‬املجلــد األول مــن أبحــاث مؤمتــر جامعــة الدينــة العامليــة‪،‬‬
‫ماليزيــا ‪2016‬م‪.‬‬
‫ ‪ 2 .‬بخــر احلــاج‪ ،‬حممــد ‪2009‬م‪ .‬إشــكاالت نظريــة وتطبيقيــة يف تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬جملــة اإلســام يف آســيا‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية العامليــة‬
‫‪ -‬ماليزيــا‪ ،‬العــدد (‪ ،)1‬املجلــد (‪.)6‬‬
‫‪3.3‬البوشــيخي‪ ،‬عــز الديــن (‪2011‬م )‪ .‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫وســبل تطويــره‪ ،‬مؤمتــر‪« :‬اللغــة العربيــة بــن أجمــاد املــايض وحتديــات املســتقبل»‬
‫كليــة الدراســات اإلســامية – مركــز اللغــات ـ الدوحــة ‪ /‬قطر ‪ -‬فربايــر ‪.2011‬‬
‫‪4.4‬تشــانغ هونــج (عــار) (‪ .)2015‬تعليــم اللغــة العربيــة يف جامعة الدراســات‬
‫األجنبيــة ببكــن‪ ،‬نظريــة وتطبيــق‪ ،‬مؤمتــر اللغــة العربيــة والدراســات البينيــة‬
‫اآلفــاق املعرفيــة والرهانــات املجتمعيــة‪1436 ،‬هـــ‪2015/‬م‪ ،‬مركــز دراســات‬
‫اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬جامعــة اإلمــام حممــد بــن ســعود‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية‪.‬‬
‫‪5.5‬احلديبــي‪ ،‬عــي عبــد املحســن‪2015‬م‪ ،‬دليــل معلمــي اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة‬
‫اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫‪6.6‬احلســامي‪ ،‬عبــد احلميــد ‪2015‬م‪ ،‬االســتثامر يف اللغــة العربيــة مــن خــال‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف دول اخلليــج‪ ،‬مباحــث لغويــة (‪)3‬‬
‫مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة ‪1436‬هـــ‬
‫‪7.7‬الدليــل التعريفــي ملعهــد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــات بغريهــا بجامعــة‬
‫األمــرة نــورة بنــت عبــد الرمحــن‪.‬‬
‫‪8.8‬دليل معهد اللغويات‪ ،‬جامعة امللك سعود‪.‬‬
‫‪9.9‬دهيمــي‪ ،‬حكيــم ‪2016‬م‪ .‬معيقــات تعليــم العربيــة لناشــئة اجلامعــات‬
‫يف املجتمعــات األوروبيــة‪ ،‬أبحــاث املؤمتــر الســنوي العارش(معوقــات تعليــم‬
‫العربيــة يف اجلامعــات العامليــة)‪ ،‬معهــد بــن ســينا للعلــوم اإلنســانية بالتعــاون‬
‫مــع مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫باريــس‪.1437،2016‬‬
‫‪1010‬راتــب‪ ،‬عبــر عبــد احلكيــم‪ .‬تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،...‬ومــا‬
‫أنموذجا»‪،‬‬
‫ً‬ ‫يواجهــه مــن حتديــات واحللــول املقرتحــة «اململكــة العربيــة الســعودية‬
‫جملــة اللســان الدوليــة يوليــو‪2017‬م‪1438 -‬هـــ‪.‬‬
‫‪1111‬الربيــع‪ ،‬حممــد بــن عبــد الرمحــن‪ .‬اجلهــود الســعودية لتعليــم اللغــة العربيــة‬

‫‪825‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ونرشهــا خــارج العــامل العــريب‪.‬‬


‫‪1212‬الزارعــي‪ ،‬حســن بــن عــي ‪2015‬م‪.‬االســتثامر يف اللغــة العربيــة مــن خــال‬
‫اقتصاديــات اللغــة‪ ،‬مباحــث لغويــة(‪ ،)3‬إصــدارات مركــز امللــك عبــد اهلل بــن‬
‫عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫‪1313‬رشايب‪ ،‬حممــود عــي‪2015‬م‪ ،‬دليــل متعلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن بغــر ‬
‫العربيــة‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫‪1414‬صالــح بــن أمحــد العليــوي (‪ .)2013‬جهــود اململكــة يف خدمــة اللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬ويف أقســام اللغــة العربيــة يف جامعــة شــقراء حتديــدً ا‪ ،‬النــدوة الدوليــة‬
‫(اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ :‬الــراث واالمتــداد ) ‪1436 /1 / 23‬هـــ املوافــق‬
‫‪2013/11/26‬م‪ ،‬كليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬ظهــر املهــزار‪ ،‬جامعــة‬
‫ســيدي حممــد بــن عبــد اهلل‪ ،‬فــاس‪.‬‬
‫‪1515‬صهيــب عــامل (‪ .)2015‬تعليــم اللغــة العربيــة يف اجلامعــات واملــدارس‬
‫اهلنديــة‪ :‬دراســة حتليليــة ونقديــة‪ ،‬مؤمتــر اللغــة العربيــة والدراســات البينيــة‬
‫اآلفــاق املعرفيــة والرهانــات املجتمعيــة‪1436 ،‬هـــ‪2015/‬م‪ ،‬مركــز دراســات‬
‫اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬جامعــة اإلمــام حممــد بــن ســعود‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية‪.‬‬
‫‪1616‬طعيمــة‪ ،‬رشــدي أمحــد ‪ .1986‬املرجــع يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بلغــات أخــرى‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة‪ ،‬سلســلة دراســات يف‬
‫تعليــم العربيــة (‪.)18‬‬
‫‪1717‬طيــب‪ ،‬قاســم قــادة‪ .‬فعــل التقويــم بــن إثبــات خلــل البنــاء عــن طريــق‬
‫الرتمجــة وكيفيــة تعديله‪ :‬دراســة حتليليــة‪ .‬أبحاث املؤمتــر الســنوي العارش(القياس‬
‫والتقييــم يف جمــال تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا)‪.1437،2016‬‬
‫‪1818‬عبــد اهلل آدم خــر‪ ،‬وزكريــا عمــر‪ .‬ملــاذا يــدرس املاليزيــون الكبــار اللغــة‬
‫العربيــة؟‪ :‬دراســة حتليليــة الحتياجــات الدارســن‪ .‬اجلامعــة اإلســامية العامليــة‪.‬‬
‫املجلــد األول مــن أبحــاث مؤمتــر جامعــة املدينــة العامليــة‪ ،‬ماليزيــا ‪2016‬م‪.‬‬
‫‪1919‬عبــد اهلل اجلربــوع‪ ،‬وآخريــن‪ .‬الكتــاب األســايس يف تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬املنظمــة العربيــة للرتبيــة والثقافــة والعلــوم‪.‬‬
‫‪2020‬عبــد الوهــاب صــاح الديــن األوىف (‪ .)2015‬تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫والدراســات اإلســامية باللغــة اإلنجليزيــة يف نيجرييــا‪ ،‬مواقــف وأســباب‪،‬‬
‫مؤمتــر اللغــة العربيــة والدراســات البينيــة اآلفــاق املعرفيــة والرهانــات‬
‫املجتمعيــة‪1436 ،‬هـــ‪2015/‬م‪ ،‬مركــز دراســات اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬جامعة‬
‫اإلمــام حممــد بــن ســعود‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬
‫‪2121‬عــار‪ ،‬حممــود إســاعيل‪2015‬م‪ .‬دليــل ثقافــة اللغــة العربيــة للناطقــن بغــر ‬
‫العربيــة‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪.‬‬

‫‪826‬‬
‫جهود تعليم العربية‪:‬عبير عبد الحكيم راتب‬

‫‪2222‬عــوين الفاعــوري‪ ،‬وخالــد أبــو عمشــة ‪2005‬م‪ .‬تعليــم العربيــة للناطقــن ‬


‫نموذجــا‪ ،‬جملــة دراســات‬ ‫ً‬ ‫بغريهــا‪ :‬مشــكالت وحلــول‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‬
‫العلــوم اإلنســانية واالجتامعيــة‪ ،‬املجلــد (‪ ،)32‬العــدد(‪2005 ،)3‬م‪.‬‬
‫‪2323‬الفــوزان‪ ،‬عبــد الرمحــن ‪1431‬هـــ ‪2011 -‬م‪ .‬إضــاءات ملعلمــي اللغــة‬
‫ِ‬
‫لغــر الناطقــن بــا‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ :‬الريــاض‪ ،‬مطابــع‬ ‫العربيــة‬
‫احلميــي‪ ،‬الطبعــة األوىل‪.‬‬
‫‪2424‬مفتــاح اهلــدى فتــح الرمحــن‪ ،‬وديــوي محيــدة‪ ،‬وزكيــة عارفــه(‪.)2015‬‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبا يف الــدول غــر العربيــة‪ « ،‬دراســة مقارنة‬
‫بــن معهــد الدراســات الرشقيــة جامعــة اليبــزغ أملانيــا‪ ،‬ومعهــد اللغــة العربيــة‬
‫جامعــة موالنــا مالــك إبراهيــم اإلســامية احلكوميــة ماالنــق إندونيســيا»‪ ،‬مؤمتــر‬
‫اللغــة العربيــة والدراســات البينيــة اآلفــاق املعرفيــة والرهانــات املجتمعيــة‪،‬‬
‫‪1436‬هـــ‪2015/‬م‪ ،‬مركــز دراســات اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬جامعــة اإلمــام‬
‫حممــد بــن ســعود‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬
‫‪2525‬موســى‪ ،‬أيمــن حامــد أمحــد ‪ .2016‬اختبــارات الكفــاءة اللغويــة للغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا بــن الواقــع واملأمــول‪ ،‬أبحــاث املؤمتــر الســنوي‬
‫العــارش( القيــاس والتقييــم يف جمــال تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا)‪ ،‬معهــد‬
‫بــن ســينا للعلــوم اإلنســانية بالتعــاون مــع مركــز امللــك عبــد اهلل بــن عبــد العزيــز‬
‫الــدويل خلدمــة اللغــة العربيــة‪ ،‬باريــس‪.1437،2016‬‬
‫‪2626‬نــوح شــيخ عبــدو جافــو(‪ .)2015‬البحــوث النظريــة والتجــارب املجتمعية‬
‫املنجــزة جلعــل اللغــة العربيــة لغــة وظيفيــة‪ ،‬وآفاقهــا املســتقبلية يف املجتمــع‬
‫اإلثيــويب‪ ،‬مؤمتــر اللغــة العربيــة والدراســات البينيــة اآلفــاق املعرفيــة والرهانــات‬
‫املجتمعيــة‪1436 ،‬هـــ‪2015/‬م‪ ،‬مركــز دراســات اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬جامعة‬
‫اإلمــام حممــد بــن ســعود‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬
‫‪2727‬موقــع مركــز امللــك عبــد اهلل خلدمــة اللغــة العربيــة ‪.org.kaica.www//:https‬‬
‫‪/sa‬‬
‫‪2828‬موقــع معهــد اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا بجامعــة امللــك عبــد العزيــز‬
‫‪AR-973-Default/sa.edu.kau.ali//:https‬‬
‫‪٢٩٢٩‬موقــع معهــد اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن بغريهــا بجامعــة أو القــرى‬
‫‪AboutUs/instarab/sa.edu.uqu//:https‬‬
‫‪٣٠٣٠‬موقــع معهــد تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا باجلامعــة اإلســامية‬
‫باملدينــة املنــورة ‪33812/Page_site/sa.edu.iu.www//:https‬‬

‫‪827‬‬
‫دراسة نوعية ملحتويات املقررات الدراسية لمادة اللغة‬
‫العربي�ة املعتمدة باملدارس الفرنسية باملغرب يف بعديها الثقايف‬
‫الديداكتيكي‪.‬‬

‫(((‬
‫عماد قابل‬

‫جامعة ابن طفيل ‪ -‬املغرب‬

‫ ‬

‫* حاصل عىل اإلجازة يف األدب الفرنيس بشعبة اللسانيات سنة ‪ ٢٠٠٦‬ثم املاسرت يف مهن الثقافة‬
‫سنة ‪ ٢٠١٦‬ويعمل حال ًيا باح ًثا بالسنة الثانية دكتوراه‪ ،‬ويدرس اللغة العربية‪ ‬باملوازاة‪ ،‬بالسلك‬
‫االبتدائي بالبعثة الفرنسية يف املغرب‪ ،‬كام يدرس اللغة الفرنسية باملعهد الفرنيس بمراكش وحاصل‬
‫عىل عدة شهادات ودبلومات‪ ‬من املركز العاملي للدراسات البيداغوجية بفرنسا‪.‬‬
‫دراسة نوعية للمقررات ‪ :‬عماد قابل‬

‫إن عمــي أســتا ًذا للغــة العربيــة ملحــق للعمــل باملدرســة الفرنســية رونــوار‬
‫مدرســا للغــة الفرنســية باملركــز الفرنــي بمراكــش‪،‬‬‫ً‬ ‫بمراكــش‪ ،‬وكذلــك كــوين‬
‫مكننــي مــن تتبــع ومعايشــة باهتــا ٍم كبـ ٍ‬
‫ـر للمشــاكل التــي يعــاين منهــا تعليــم‬
‫ـة كــا مكننــي مــن مقارنــة مــا تقدمــت بــه كل مــن‬ ‫كلغ�ةـ أجنبيـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫اللغةــ العربي��ة‬
‫الســيدة املفتشــة‪ Anne Simone :‬والســيدة املنســقة الوطنيــة‪Claire Radouane :‬‬
‫والســيدة املديــرة‪ Amélie Libre :‬مــع أرض الواقــع ‪.‬‬
‫ـة إليكــم حمتــوى املقابــات التــي أجريتهــا مــع املســؤوالت الثالثــة‪،‬‬ ‫وكبدايـ ٍ‬
‫ثــم ســيليها قــراءة حتليليــة ترمــي إىل مقارنــة هــذا املحتــوى مــع مــا هــو معيــش‬
‫يف واقــع احليــاة املدرســية اليوميــة باملؤسســة الفرنســية رونــوار مــن زاويتنــا‬
‫أســتاذ ممــارس‪ .‬‬
‫مفتشــة وزارة الرتبيــ�ة الوطنيــ�ة‬ ‫‪ANNE SIMON‬‬ ‫الســيدة‬
‫ا لفرنســية‪:‬‬
‫موضوعــة رهــن اشــارة الســفارة الفرنســية باملغــرب‪ ،‬وحتــت تــرف‬
‫ٍ‬
‫برشاكــة مــع مكتــب التعــاون‬ ‫وكالــة التدري��س الفرنســية باملغـ�رب‪ ،‬وتعمــل‬
‫والنشــاط الثقــايف بالســفارة الفرنســية وتــرف عــى ‪ 38‬مدرســة فرنســية‬
‫باملغــرب‪.‬‬
‫املعطيات‪:‬‬
‫‪١-١‬املغــرب يضــم أكثــر مــن نصــف التالميــذ الذيــن يدرســون باملــدارس‬
‫التابع��ة لوكال��ة التدري��س الفرنس��ية باخل��ارج‪ .‬واملقــدر عددهــم بعرشيــن ألــف‬
‫تلميـ ٍ‬
‫ـذ‪.‬‬
‫‪٢-٢‬سياســة وكالــة التدريــس الفرنســية باخلــارج تتمثــل يف أبعــاد تعاونيــة‬
‫ودبلوماســية؛ حيــث تســتقطب تالميــذ اجلنســية الفرنســية واملغربيــة وجنســيات‬
‫أخــرى‪.‬‬
‫‪٣-٣‬إجباريــة تعليــم لغــة البلــد الــذي تتواجــد بــه الوكالــة (تعليــم اللغــة‬
‫العربي��ة باملغ��رب)‪.‬‬
‫‪٤-٤‬املؤسســات الداخليــة بمعيــة وكالــة التدريــس الفرنســية باخلــارج يف‬
‫املغــرب‪:‬‬
‫ ‪-‬مكتـ�ب التعـ�اون والنشـ�اط الثقـ�ايف‪ )SCAC( .‬الــذي لــه ســلطة مطلقــة ‬
‫للحــرص عــى أن حيــرم التعليــم الفرنــي باملغــرب نفــس املعايــر املعمــول هبــا‬

‫‪833‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫يف فرنســا مــن جهــة وضــان رشوط البلــد املســتقبل فيــا خيــص تدريــس لغتــه‪.‬‬
‫كــا جــاء ذلــك يف االتفاقيــة املربمــة بــن فرنســا واملغــرب يف ســنة ‪2003‬؛ حيــث‬
‫تــم ختصيــص غــاف زمنــي ‪ 3‬ســاعات أو ‪ 5‬ســاعات أســبوع ًّيا لتدريــس اللغــة‬
‫العربيــة ‪.‬‬
‫ ‪-‬وزارة الرتبيــة الوطنيــة املغربيــة مــن خــال وضــع أســاتذة اللغــة العربيــة‬
‫رهــن إشــارة وكالــة التدريــس الفرنســية‪.‬‬
‫‪٥-٥‬احلــرص عــى التعــدد اللغــوي والثقــايف مــن خــال تدريــس اللغــة العربية‬
‫لتالميــذ مــدارس البعثــة الفرنســية باملغــرب إضافــة إىل الفرنســية واإلنجليزية‪.‬‬
‫تعمــل كل مــن املفتشــية ومكتــب الدراســات العربيــة ‪ CEA‬عــى الرفــع‬
‫مـ�ن جـ�ودة تدريـ�س اللغـ�ة العربيـ�ة مـ�ن خـلال إقـ�رار التعليـ�م املشـتر ك �‪Co-en‬‬
‫‪ seignement‬داخــل األقســام وذلــك منــذ ســنة ‪.2016‬‬
‫اإلكراهــات املرتبطــة بت�دريــس اللغــة العربيــ�ة بمــدارس البعثــة‬
‫الفرنســية باملغــرب‪:‬‬
‫‪١-١‬يــكاد يكــون التواصــل منعد ًمــا لــدى التالميــذ باللغــة بالعربيــة خــارج‬
‫أســوار املدرســة‪.‬‬
‫‪٢-٢‬التالميــذ تائهــون بــن تعلــم لغــة أم متعلقــة بجنســية آبائهــم مــن جهــة‬
‫ولغــة عربيــة ينتظــر اكتســاهبا يف املدرســة‪.‬‬
‫‪٣-٣‬غيــاب التواصــل بالدارجــة املغربيــة يف الوســط األرسي للمتعلمني يشــكل‬
‫عائ ًقــا لتســهيل تعلــم اللغــة العربيــة يف مــدارس البعثــة الفرنســية يف املغرب‪.‬‬
‫‪٤-٤‬كيفيــة توزيــع الغــاف الزمنــي اخلــاص باللغــة العربيــة حال ًيــا يشــكل عب ًئا‬
‫عــى التالميــذ (انظــر اســتعامل الزمــن أســفله) فاملغــرب يعــد اســتثناء باملقارنــة‬
‫مــع دول عربيــة أخــرى كمــرأو تونــس أو لبنــان؛ حيــث يشــرط ‪ 3‬ســاعات أو‬
‫‪ 5‬ســاعات أســبوع ًّيا عــوض ســاعة ونصــف‪.‬‬
‫االقرتاحات واحللول‪:‬‬
‫برنامجــ إميــل ‪ :EMILE‬أي تدريــس مــادة بواســطة لغــة أجنبيــة‪ً :‬‬
‫مثــا‬
‫تدريــس مــادة التاريــخ أو اجلغرافيــة أو الرتبيــة عــى املواطنــة أو الرياضيــات أو‬
‫الرتبيــة البدنيــة باللغــة العربيــة‪.‬‬

‫‪834‬‬
‫دراسة نوعية للمقررات ‪ :‬عماد قابل‬

‫السيدة كلري رضوان ‪:Claire Redouane‬‬


‫ ‪-‬أستاذة مربزة يف اللغة العربية‪.‬‬
‫ ‪-‬املنســقة الوطنيــة واملستشــارة البيداغوجيــة بمركــز الدراســات العربيــة‬
‫بالربــاط‪.‬‬
‫ ‪-‬املســؤولة عــن صياغــة ونــر مقــررات تدريــس اللغــة العربيــة بمــدارس‬
‫البعثــة الفرنســية باملغــرب‪.‬‬
‫املعطيات‪:‬‬
‫‪١-١‬مركــز الدراســات العربيــة التابــع إدار ًّيــا ملكتــب التعــاون والنشــاط الثقايف‬
‫بالســفارة الفرنســية بالربــاط‪ ،‬ومال ًّيــا لوكالــة التدريــس الفرنســية باخلارج‪.‬‬
‫‪٢-٢‬مركــز الدراســات العربيــة هــو الرشيــك املبــارش لــوزارة الرتبيــة الوطنيــة‬
‫املغربيــة مــن خــال‪:‬‬
‫انتقــاء املفتشــن وأســاتذة اللغــة العربيــة الذيــن يوضعــون رهــن إشــارة كل‬
‫مـ�ن وكالـ�ة التدريـ�س الفرنسـ�ية بالغـ�رب واملكتـ�ب الـ�درايس اجلامعـ�ي الـ�دويل‬
‫‪)OSOUI (.‬هــذا األخــر لديــه احلــق يف توظيــف أســاتذة اللغــة العربيــة غــر ‬
‫موظفــن يف أســاك وزارة الرتبيــة الوطنيــة املغربيــة‪.‬‬
‫‪٣-٣‬مركــز الدراســات العربيــة ومــن خــال موقعــه يعمــل عــى تطبيــق‬
‫األهــداف والسياســات املســطرة مــن طــرف كل مــن وزارة الرتبيــة الوطنيــة‬
‫املغربيــة ووكالــة التدريــس الفرنســية باخلــارج‪.‬‬
‫‪ %70٤-٤‬إىل ‪ 80 %‬مــن تالميــذ مــدارس البعثــة الفرنســية حيملــون جنســية‬
‫مغربيةــ م�نـ زواج خمتلـ�ط‪( .‬أح��د األبوي��ن مغ��ريب اجلنس��ية)‪.‬‬
‫‪٥-٥‬يعــد املغــرب اســتثناء بفرضــه غال ًفــا زمن ًّيا مــن ‪ 3‬إىل ‪ 5‬ســاعات أســبوع ًّيا‪،‬‬
‫خال ًفــا لباقــي الــدول العربيــة األخــرى التــي تتواجــد هبــا وكالــة التدريــس‬
‫الفرنســية‪.‬‬
‫‪٦-٦‬يراعــي مكتــب الدراســات العربيــة اخلصوصيــة الثقافيــة والديداكتيكيــة‬
‫خــال صياغــة مضامــن املقــررات؛ وذلــك بــإرشاك مفتــي وزارة الرتبيــة‬
‫الوطنيــة املوضوعــن رهــن إشــارة وكالــة التدريــس الفرنســية وعددهــم اثنــان‪:‬‬
‫مفتــش للتعليــم االبتدائــي وآخــر للتعليــم الثانــوي‪.‬‬

‫‪835‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫اإلكراهــات املرتبطــة بت�دريــس اللغــة العربيــ�ة بمــدارس البعثــة‬


‫الفرنســية باملغــرب‪:‬‬
‫ـوغ بعضا‬
‫ً‬ ‫ ‪-‬أبالنســبة لإلكراهــات فقــد ارتــأت الســيدة كلــر رضــوان أن تصـ‬
‫منهــا عــى شــاكلة تســاؤالت يف جــزء منها‪:‬‬
‫ ‪-‬أين يتموقع متعلمونا بني الدارجة املغربية واللغة العربية؟‬
‫ ‪-‬أيــة مقاربــة ومنهجيــة جيــب وضعهــا بــن يــدي األســاتذة لتدريــس اللغــة‬
‫العربية؟‬
‫ ‪-‬أيــة مواضيــع أو مضامــن جيــب اعتامدهــا يف املقــررات املخصصــة لتدريس‬
‫اللغــة العربية؟‬
‫ ‪-‬هــل يمكــن اعتــاد الدارجــة املغربيــة يف املقــررات املوجهــة ملــدارس البعثــة‬
‫الفرنسية؟‬
‫كاف حسب ما استقته من أساتذة اللغة العربية‪.‬‬ ‫ ‪-‬بالغالف الزمني غري ٍ‬

‫ ‪-‬جمــا تصــور وقيمــة اللغــة العربيــة لــدى أرس املتعلمــن خاصــة واملجتمــع‬
‫املغــريب بصفــة عامــة؟ كيــف يعقــل أن أرس املتعلمــن تطالــب بتحســن تدريــس‬
‫اللغــة العربيــة والتقــوم بــأي جمهـ ٍ‬
‫ـود جتــاه أبنائهــا خــارج أســوار املدرســة؟‬
‫السيدة أميلي ليرب‪AMELIE LIBRE :‬‬

‫ ‪-‬مديــرة مدرســة أوكوســت رونــوار باملنطقــة املدرســية فيكتــور هوكــو‬


‫بمدين�ةـ مراكــش من��ذ‪.2017 :‬‬
‫ ‪-‬أستاذة سابقة بمجموعة من املدارس االبتدائية بفرنسا‪.‬‬
‫املعطيات‪:‬‬
‫البنية املدرسية وحصص تدريس اللغة العربية‪:‬‬

‫‪836‬‬
‫دراسة نوعية للمقررات ‪ :‬عماد قابل‬

‫عدد‬
‫التالميذ‬
‫اإلمجايل‬
‫املستويات‬

‫عدد‬ ‫عدد الساعات‬ ‫املقرر‬ ‫القسم‪5 :‬‬

‫‪ 807‬تلميد ملوسم ‪2019 / 2018‬‬


‫التالميذ‬ ‫األسبوعية‬ ‫أقسام لكل‬
‫مستوى‬
‫‪119‬‬ ‫‪ 3‬ساعات‬ ‫مفتاح القراءة ‪1‬‬ ‫التحضريي‬

‫‪111‬‬ ‫‪ 5‬ساعات‬ ‫مفتاح القراءة‬ ‫االبتدائي‬


‫‪ :2‬ابتداء من‬ ‫األول‬
‫‪2019/2018‬‬

‫التالميذ املعربون‬
‫‪ 5‬ساعات‬ ‫مفتاح القراءة ‪:3‬‬ ‫االبتدائي‬
‫ابتداء من موسم‬ ‫الثاين‬
‫‪/2020/2019‬‬
‫شبيك لبيك‬
‫‪ 5‬ساعات‬ ‫رياض اللغة ‪1‬‬ ‫املتوسط‬
‫األول‬
‫‪ 5‬ساعات‬ ‫رياض اللغة ‪2‬‬ ‫املتوسط‬
‫الثاين‬
‫‪ 3‬ساعات‬ ‫مفتاح القراءة ‪1‬‬ ‫التحضريي‬
‫‪ 3‬ساعات‬ ‫مفتاح القراءة ‪2‬‬ ‫االبتدائي‬
‫ابتداء من املوسم‬ ‫األول‬
‫‪2020/2019‬‬
‫‪ 3‬ساعات‬ ‫رحلة سليامن واثري‬ ‫االبتدائي‬
‫(من الوحدة ‪ 1‬إىل‬ ‫الثاين‬
‫غري املعربني‬

‫الوحدة ‪)4‬‬
‫‪ 3‬ساعات‬ ‫رحلة سليامن واثري‬ ‫املتوسط‬
‫(من الوحدة ‪ 5‬إىل‬ ‫األول‬
‫الوحدة ‪) 8‬‬
‫‪ 3‬ساعات‬ ‫رحلة سليامن‬ ‫املتوسط‬
‫واثري( من الوحدة‬ ‫الثاين‬
‫‪ 9‬إىل الوحدة ‪)12‬‬

‫‪837‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫مالحظــة‪ :‬املســتويات التاليــة‪ :‬احلضانــة الصغــرى‪ ،‬احلضانــة الكــرى‬


‫والتحضــري غــر معنيــن بالتصنيــف‪ :‬املعــرب وغــر املعــرب‪.‬‬
‫ ‪-‬العــدد اإلمجــايل لتالميــذ املنطقــة املدرســية فكتــور هوكــو‪ :‬االبتدائــي‬
‫حــوايل ‪ 800‬تلميــذ أمــا بالنســبة لإلعــدادي والثانــوي حــوايل ‪ 1200‬تلميــذ‪.‬‬
‫التالميذ مصنفون إىل‪:‬‬
‫ ‪-‬معربني‪ :‬منحدرين من أبوين من جنسية مغربية أو أحدمها‪.‬‬
‫ ‪-‬غري معربني‪ :‬كال األبوين من جنسية غري مغربية‪.‬‬
‫ ‪-‬مدرســة اوكوســت رونــوار تابعــة لوكالــة التدريــس الفرنســية باخلــارج أي‬
‫أهنــا تعتــر تابعــة للقطــاع احلكومــي‪ ،‬وبالتــايل مجيــع أســاتذة اللغــة العربيــة هــم‬
‫موضوعــون رهــن إشــارة الوكالــة مــن لــدن وزارة الرتبيــة الوطنيــة املغربيــة‪.‬‬
‫اإلكراهــات املرتبطــة بت�دريــس اللغــة العربيــ�ة بمــدارس البعثــة‬
‫الفرنســية باملغــرب‪:‬‬
‫ ‪-‬يغلــب عــى مضمــون املقــررات املخصصــة لتدريــس اللغــة العربيــة طابــع‬
‫الكــم وليــس الكيــف‪.‬‬
‫ ‪-‬إكراهــات ذات طابــع بيداغوجــي متمثلــة مــن جهــة يف عــدم اســتجابة‬
‫مضمــون املقــررات لتوجهــات اإلطــار األورويب املوحــد املشــرك لتعليــم‬
‫اللغــات ‪.CECRL‬‬
‫ ‪-‬ومــن جهــة أخــرى صعوبــة تأقلــم أســاتذة اللغــة العربيــة اجلــدد مــع‬
‫ٍ‬
‫أجنبيــة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كلغــة‬ ‫مقتضيــات تدريــس اللغــة العربيــة‬
‫ ‪-‬إشــكالية جتانــس األقســام بالرغــم مــن التصنيــف املســبق لتالميذهــا إىل‬
‫معربــن وغــر معربــن‪.‬‬
‫االقرتاحات واحللول‪:‬‬
‫ ‪-‬اقـتراح التعليـ�م املشـترك ‪ le Co enseignement‬مــن طــرف مكتــب ‬
‫الدراســات العربيــة ومفتشــية وزارة الرتبيــة الوطنيــة الفرنســية باملغــرب‪.‬‬
‫ ‪-‬إدراج بعــض احلكايــات باللغــة العربيــة والدارجــة املغربيــة بالتعليــم‬
‫األويل (احلضان��ة الك�برى والصغ��رى)‪.‬‬

‫‪838‬‬
‫دراسة نوعية للمقررات ‪ :‬عماد قابل‬

‫ ‪-‬العمــل عــى إشــعاع اللغــة العربيــة داخــل املؤسســة مــن خــال متديــد‬
‫مــدة االحتفــال باليــوم العاملــي للغــة العربيــة مــن يــو ٍم واحـ ٍ‬
‫ـد إىل أســبوع مــع مــا‬
‫يصاحــب ذلــك مــن ورشــات‪.‬‬
‫ـبقة حتــدد جمموعــة مــن اللقــاءات بــن آبــاء التالميــذ‬ ‫ـدة مسـ ٍ‬‫ ‪-‬ختصيــص أجنـ ٍ‬
‫وأســاتذة اللغــة العربيــة‬
‫قراءة حتليلية للمقابالت‪:‬‬
‫لقــد أوجــد تعليــم اللغــة العربيــة لنفســه مكانــة داخــل النظــام التعليمــي‬
‫الفرنــي باملغــرب‪ ،‬وقــد تــم دعــم هــذه املكانــة مــن خــال اتفــاق التعــاون‬
‫الــذي وقــع بــن الســلطات الفرنســية واملغربيــة ســنة ‪ ،2003‬ويطبــق هــذا‬
‫االتفــاق يف مؤسســات وكالــة التعليــم الفرنــي باخلــارج (‪ )AEFE‬أي القطــاع‬
‫الع��ام‪ ،‬ويف مؤسساــت التابعــة للمكتــب الــدرايس اجلامعــي والعاملــي (‪)OSUI‬‬
‫أي القطــاع اخلــاص؛ حيــث صــار تعليــم مــادة اللغــة العربيــة إلزام ًّيــا جلميــع‬
‫التالميــذ بمؤسســات البعثــة الفرنســية باملغــرب‪.‬‬
‫وبذلــك أصبحــت لغــة معــرف هبــا‪ ،‬ضمــن النظــام التعليمــي الفرنــي‬
‫بصفتهــا لغــة أجنبيــة ‪.‬‬
‫ إن حتليــل ودراســة حمتويــات املقــررات الدراســية العربيــة املعتمــدة‬
‫اختيــارا عشــوائ ًّيا‪ ،‬ولكنــه نابــع مــن‬
‫ً‬ ‫باملــدارس الفرنســية باملغــرب‪ ،‬مل يكــن‬
‫جمموعــة مــن املالحظــات التــي ســجلتها مــن خــال مــدة اشــتغايل لثــاث‬
‫ســنوات بمدرســة «رونــوار» بمراكــش‪ ،‬حيــث الحظنــا أن إحــدى اإلشــكاليات‬
‫التــي تغــذي هــذا النقــاش الديداكتيكــي داخــل املدرســة الفرنســية هــي كاآليت‪:‬‬
‫«رغــم أن تدريــس اللغــة العربيــة بمــدارس البعثــة الفرنســية باملغــرب يعتمــد‬
‫إمكانــات برشيــة وماديــة ضخمــة (رشاكــة بــن مكتــب التعــاون والنشــاط‬
‫الثقــايف التابــع للســفارة الفرنســية باملغــرب ووزارة الرتبيــة الوطنيــة) فــإن النتائــج‬
‫تبقــى دون املســتوى»‪.‬‬
‫ونفرتض أن هذه اإلشكالية مرتبطة بعدد من املعطيات منها‪:‬‬
‫أول‪ :‬نجــد أنفســنا كأســاتذة اللغــة العربيــة ال نملــك أيــة منهجيــة‬ ‫ ‪ً -‬‬
‫ٍ‬ ‫بيداغوجيــة متكننــا مــن التدخــل بشـ ٍ‬
‫ـكل مناســب أثنــاء تعليــم هــذه اللغــة هلــذه‬
‫الرشحيــة مــن التالميــذ‪ .‬زد عــى ذلــك غيــاب أي تكويــن أو متكــن مــن اإلطــار‬
‫األورويب‪ ،‬يســتفيد منــه مــدريس اللغــة العربيــة‪ ،‬ممــا يعمــق املشــكل أكثــر فأكثــر‪.‬‬

‫‪839‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪-‬املعطــى الثــاين‪ :‬الحظنــا أن حمتــوى املقــررات الــذي مــن املفــروض أن‬


‫حيمــل ثقافــة عربيــة مغربيــة عــر تعليــم اللغــة العربيــة بعيــدٌ عــن حتقيــق هــذا‬
‫اهلــدف؛ ألن املواضيــع املعاجلــة يف هــذه الدعامــات‪ ،‬منــد التعليــم األويل وحتــى‬
‫ونــادرا مــا نجــد الثقافــة‬
‫ً‬ ‫اخلامــس ابتدائــي‪ ،‬تعكــس ثقافــة لبنانيــة ومرصيــة‬
‫املغربيــة‪.‬‬
‫فحس��ب «‪ Rémy Porquier‬و‪ Bernard PY‬توجــد عالقــات وروابــط بــن تعليــم‬
‫اللغــة األجنبيــة أو الثانويــة واألوســاط االجتامعيــة أو املؤسســاتية أو اخلطابيــة‬
‫التــي يتــم فيهــا هــذا التعلــم»(((‪.‬‬
‫ ‪-‬وكثالــث معطــى‪ :‬ســجلنا عــدم تناســق أو تفــاوت بــن تعليــات مركــز‬
‫مقــررا ملصــر اللغــة العربيــة باملــدارس‬
‫ً‬ ‫الدراســات العربيــة (‪ )CEA‬باعتبــاره‬
‫الفرنســية‪ ،‬والــذي حيــاول تطبيــق مبــادئ اإلطــار األورويب املوحــد املشــرك‬
‫لتدريــس اللغــات (‪ )CECRL‬اخلــاص بتعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬وغيــاب تــام أليــة‬
‫إشــارة للمســتويات الســتة لإلطــار األورويب‪ )C2-C1-B2-B1-A2-A1( ،‬ضمــن‬
‫مقــررات اللغــة العربيــة بمــدارس البعثــة الفرنســية باملغــرب‪.‬‬
‫و مــن خــال هــذه املعطيــات األوليــة‪ ،‬ســنحاول اإلجابــة عــن األســئلة‬
‫اآلتيــة‪:‬‬
‫‪- -‬السؤال األول‪:‬‬
‫مــا النقائــص والصعوبــات التــي يعــاين منهــا تعليــم اللغــة العربيــة األساســية‬
‫بمــدارس البعثــة الفرنســية باملغــرب؟‬
‫‪- -‬السؤال الثاين‪:‬‬
‫ـاص يأخــذ بعــن االعتبــار معايــر ‬ ‫أيــن تكمــن أمهيــة البحــث عــن منهـ ٍ‬
‫ـاج خـ ٍّ‬
‫أخــرى ليــس بالــرورة فرنســية وال مغربيــة؟‬
‫‪- -‬السؤال الثالث‪:‬‬
‫كيــف تســتطيع مقاربــة اللغــة التقنيــة حتســن تعليــم اللغــة العربيــة بمــدارس‬
‫البعثــة الفرنســية؟‬
‫وانطال ًقــا مــن هــذه التســاؤالت‪ ،‬ســنحاول التحقــق مــن هــذه الفرضيــات‬

‫‪(1)Rémy Porquier et Bernard Py «Apprentissage d’une langue étrangère : contexte et‬‬


‫‪discours Plurilinguisme et Apprentissages ». Ecole Normale Supérieure Lettres et sciences‬‬
‫‪Humaines Didier Collection Essais C.R.E.D.I.F. Juin 2013.p ‬‬

‫‪840‬‬
‫دراسة نوعية للمقررات ‪ :‬عماد قابل‬

‫الثــاث‪:‬‬
‫‪- -‬الفرضية األوىل‪:‬‬
‫النقائــص والصعوبــات التــي يعــاين منهــا تعليــم اللغــة العربيــة األساســية‬
‫بمــدارس البعثــة الفرنســية قــد تكــون ناجت ـ ًة عــن تفاعــل عـ ٍ‬
‫ـدد مــن العوامــل‬
‫التــي يبقــى مــن أمههــا تكويــن األســاتذة املوضوعــن رهــن اإلشــارة (‪،)EMAD‬‬
‫حمتــوى املقــررات‪ ،‬واملقاربــات البيداغوجيــة التعليميــة املعتمــدة لتعليــم اللغــة‬
‫ـة بمؤسســات البعثــة الفرنســية باملغــرب؟‬ ‫ـة أجنبيـ ٍ‬
‫العربيــة كلغـ ٍ‬

‫‪- -‬الفرضية الثاني�ة‪:‬‬


‫ٍ‬
‫مقاربــة تتجــاوز يف مضموهنــا‬ ‫منهــاج جديــدٌ لتعليــم اللغــة العربيــة ذو‬
‫ٌ‬
‫املاهيــة الفرنســية فقــط أو املغربيــة فقــط أو مهــا م ًعــا‪.‬‬
‫‪- -‬الفرضية الثالثة‪:‬‬
‫قــد تكوــن مقاربـ�ة اللغ��ة التقنيــة األمثــل لتحقيــق تعليـ ٍم جيـ ٍ‬
‫ـد للغــة العربية‬
‫بمــدارس البعثــة الفرنســية باملغرب ‪.‬‬
‫هذه الفرضيات سيتم التحقق منها ميدان ًّيا بمدرسة رونوار‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مبــارش ملــا ورد عــن ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫إن قراءتنــا التحليليــة للمقابــات حتيلنــا‬
‫الديداكتيكــي ‪« :Pierre MARTINEZ‬يدخــل كل مــن الفــرد واملجتمــع واللغــة‬
‫ـاص يف عالقــة»(((‪ .‬وهــذا مــا نتوخــاه‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬واللغــة األجنبيــة بشـ ٍ‬
‫ـكل خـ ٍّ‬
‫مــن دراســتنا التــي نطمــح يف أوهلــا إىل إبــراز وحتليــل املحتويــن الديداكتيكــي‬
‫ـة أجنبيـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬ثــم التحقــق‬ ‫والثقــايف للمقــررات املوجهــة لتعليــم اللغــة العربيــة كلغـ ٍ‬
‫مــن مــدى درجــة مســايرة وتطابــق مضامــن املقــررات لتوجهــات وتوجيهــات‬
‫وأخــرا إبــراز أمهيــة‬
‫ً‬ ‫اإلطــار األورويب املوحــد املشــرك لتدريــس اللغــات‪،‬‬
‫متكــن أســاتذة اللغــة العربيــة باملدرســة الفرنســية مــن وســائل وأدوات كفيلــة‬
‫بتحقيقــ األهدــاف املنتظـ�رة مــن خــال تدريــس اللغــة العربيــة بشـ ٍ‬
‫ـكل ناج ـ ٍع‬
‫لتالميــذ مــدارس البعثــة الفرنســية باملغــرب‪.‬‬
‫نــدرك أن اختيــار هــذا البحــث ال يبــدو موضو ًعــا ســهل املنــال‪ ،‬حيــث‬
‫نعــي متا ًمــا أن هــذه الدراســة النوعيــة ملحتويــات املقــررات املدرســية للغــة‬

‫‪(1) Pierre Martinez, La didactiques des langues étrangères, Presses universitaires de‬‬
‫‪France ,1996 P :92‬‬

‫‪841‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫العربيــة املعتمــدة يف املــدارس الفرنســية باملغــرب تتطلــب توق ًفــا عنــد جمموعــة‬
‫مــن املجــاالت‪ ،‬فمقاربتنــا متعــددة املجــاالت كديداكتيــك اللغــات األجنبيــة‬
‫ملارتينــز(‪ ،)Martinez 1996‬البيداغوجيــا ‪،‬التعــدد اللغــوي‪ ،‬منهجيــات التدريــس‬
‫والسوســولوجيا وتكنولوجيــا املعلوميــات والتواصــل‪ .‬كــا أننــا سنســتعني‬
‫بنم��وذج عالق��ة اإلط��ار األورويب املوح��د املش�ترك لتدري��س اللغــات بمنهجيــة‬
‫ـة أجنبيـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬ ‫تدريــس اللغــة الفرنســية كلغـ ٍ‬

‫‪842‬‬
‫ عماد قابل‬: ‫دراسة نوعية للمقررات‬

:‫املراجع‬
1. Bronckart, J.-P. & al. (éds.) (2005). Repenser l’enseignement des lan-
gues : comment identifier et exploiter les compétences. Villeneuve
d’Ascq : Presses Universitaires du Septentrion.
2. Bourguignon, C. et al. (2007). Evaluer dans une perspective action-
nelle : L’exemple du diplôme de compétence en Langue. Le Havre :
Editions Delbopur.
3. Figari, G. (1994). Evaluer : quel référentiel ? Bruxelles : De Boeck
4. Figari, G. & L.M. Lopez (éds.) (2006). Recherche sur l’évaluation en
éducation – Problématiques, méthodologies et épistémologie. Paris :
L’Harmattan.
5. Huver, E. &  Springer, C.(2011) L'évaluation en langues, Paris : Di-
dier
6. Lussier, D. (1992). Evaluer les apprentissages. Paris : Hachette.
7. Lussier, D. & C.E. Turner (1995). Le point sur l’évaluation en didac-
tique des langues. Québec : Centre Educatif et Culturel.
8. Noël-Jthy, F. & B. Sampsonis (2006). Certification et outils d’évalua-
tion en FLE. Paris : Hachette.
9. Veltcheff, C. & S. Hilton (2003). L’évaluation en FLE. Paris : Hachette.
10. Beacco, J.-C. (2007), L’approche par compétence dans l’enseigne-
ment des langues, Paris : Didier.
11. Blanchet, Ph. (1998), Introduction à la complexité de l’enseigne-
ment du français langue étrangère, Série pédagogique de l’Institut de
linguistique de Louvain, Leuven, Peeters.
12. Challe, O. (2002). Enseigner Le Français De Spécialité. Economica.
13. Courtillon, J. (2003). Elaborer Un Cours De FLE. Paris : Hachette.
14. Gaonac’h, D., & al. (1990). Acquisition Et Utilisation D’une Langue
Étrangère. Paris : Hachette, 1990.
15. Ganoac’h, D. (2004). Théories D’apprentissage Et Acquisition
D’une Langue Étrangère. Paris : Didier.
16. Lehmann, D. 1993. Objectifs Spécifiques en langues étrangères,
Paris, Hachette, 223 pages.
17. Mangiante, J-M & Parpette, C. 2004. Le français sur objectif spéci-
fique, Paris, Hachette, 160 pages.
18. Puren. C. (1996). Histoire Des Méthodologies De L’enseignement
Des Langues. Paris : Nathan Clé International.
19. Quc (J.-P.) &Gruca (I.) (2002), Cours de didactique du français
langue étrangère et seconde, Grenoble : Presses universitaires de Gre-
noble.
20. Beacco, J.-C. & al. (2004). Niveau B2 pour le français (utilisateur/
apprenant indépendant) : Un référentiel. Paris : Didier.
21. CECR, Conseil de l’Europe (2001). Cadre européen commun de ré-
férence pour les langues : apprendre, enseigner, évaluer. Strasbourg :
Didier.
22. Rosen, E. (2007). Le point sur le Cadre européen commun de réfé-

843
‫ الحاضر والمستقبل‬:‫العربية للناطقين بغيرها‬

rence pour les langues. Paris : CLE International.


23. Tagliante, C. (2005). L’évaluation et le Cadre européen commun.
Paris : CLE international.
24. HUMBERT (S.), Nouvelles technologies et enseignement des lan-
gues, CIEP, Sèvres, avril 1996.
25. JANITZA (J.), Enseignement assisté par ordinateur des langues
étrangères, Paris, Hatier, 1985.
26. Lamailloux, Pierre, Marie-Hélène Arnaud, and Robert Jeannard.
Fabriquer Des Exercices De Français. Hachette, 2004.
27. LANCIEN (T.), Le Multimédia, Paris, CLÉ International, 2001.
28. LEBRUN (M.), Des technologies pour enseigner et apprendre, 2e
édition, Bruxelles, De Boeck Université, 2002.
29. LEBRUN (M.), Théories et méthodes pédagogiques pour enseigner
et apprendre, Quelle place pour les TIC dans l’éducation ?, Bruxelles,
De Boeck Université, 2002.
30. LEBRUN (N.) et BERTHELOT (S.), Pour une approche multimé-
diatique de l'enseignement, Montréal, Éditions Nouvelles, 1996.
31. PERRIAULT (J.), Education et nouvelles technologies, Théories et
pratiques, Paris, Nathan Université, 2002 (coll. « 128 »).
3232 « Évaluation et certifications en langue étrangère », n° spécial, Le
français dans le monde, Paris, Edicef, août-sept. 1993.
3333 « Histoire international de l’enseignement du français langue
étrangère ou seconde : problème, bilan et perspectives », n° spécial 52,
Le français dans le monde, Paris, Juillet 2012. Clé internationale.
3434 « Evaluer en didactique des langues/cultures : continuités,
tensions, ruptures. », n° spécial 53, Le français dans le monde, Paris,
Janvier 2013, Clé international.

844
‫واقع تعليم العربي�ة للناطقني بغريها‪:‬‬
‫مشكالت وحلول‬

‫المية حمـزة‬

‫جامعة أبو القاسم سعد هللا ـــ اجلزائر‬


‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ملخص‬
‫ال خيفــى علينــا أن عمليــة تعليــم اللغــة العربيــة يف بلداننــا العربيــة تواجــه‬
‫مشــكالت كثــرة وصعوبــات مجــة‪ ،‬والتــي تــزداد أكثــر صعوبــة وتعقيــدا‬
‫عنــد متعلمــي العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪ ،‬وإن اختلفــت طبيعتُهــا ودرجــة‬
‫صعوبتِهــا‪.‬‬
‫و ال يتيــر تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا إال بمنهجيــة خاصــة ومجلــة‬
‫مــن التدابــر البيداغوجيــة ـــــ التــي مــن شــأهنا النهــوض بمســتوى االكتســاب‬
‫واألداء عنــد املتعلــم وتنميــة كفاءاتــه ال ســيام مــا تعلــق بكفــاءة التعبــر الكتــايب‬
‫والشــفهي ـــــ وإن عــدم مراعاهتــا ينتــج عنــه صعوبــات عديــدة بالنســبة للمتعلم‬
‫واملعلــم معــا‪.‬‬
‫و إن هدفنــا مــن هــذه املداخلــة تســليط الضــوء عــى أمهيــة تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬أهــم صعوبــات تعليمهــا لغــر الناطقــن هبــا‬
‫باعتبارهــا لغــة ثانيــة بالنســبة هلــم‪ ،‬مــع اقــراح بعــض احللــول لتيســر تعليمهــا‬
‫هلــؤالء‪.‬‬
‫الكلمــات املفتاحيــة‪ :‬اللغــة العربيــة – التعليــم – الناطقــن بغــر العربيــة –‬
‫الصعوبــات – احللــول‪.‬‬
‫‪Summary‬‬
‫‪We are aware that the process of teaching the Arabic language‬‬
‫‪in our Arab countries faces many problems and difficulties, which are‬‬
‫‪becoming more difficult and complicated for the learners of the Arabic‬‬
‫‪speakers of the other, although their nature and the degree of difficulty.‬‬

‫‪It is not possible to teach Arabic to non-native speakers except with‬‬


‫‪a special methodology and a number of pedagogical measures that will‬‬
‫‪improve the level of acquisition and performance of the learner and the‬‬
‫‪development of his competencies, especially with regard to the efficiency‬‬
‫‪of written and oral expression, and that failure to observe it results in‬‬
‫‪many difficulties for the Educated and the teacher together.‬‬

‫‪Our aim in this intervention is to highlight the importance of‬‬


‫‪teaching the Arabic language to non-native speakers, the most important‬‬
‫‪difficulties of educating non-native speakers as a second language for‬‬
‫‪them, and proposing some solutions to facilitate their education.‬‬

‫– ‪Keywords: Arabic – Education – non-Arabic speakers‬‬


‫‪Difficulties – solutions‬‬

‫‪846‬‬
‫واقع تعليم العربية ‪ :‬المية حمزة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تعــد اللغــة وســيلة تواصــل بــن اإلنســان‪ ،‬وقــد ســاعدته يف التعبــر عــن‬
‫أفــكاره وعواطفــه وانشــغاالته‪ ،‬ويف التواصــل مــع اآلخريــن‪..‬‬
‫لقــد متكنــت اللغــة العربيــة بفضــل الديــن اإلســامي مــن توســيع رقعتهــا‬
‫انتشــارا يف‬
‫ً‬ ‫اجلغرافيــة‪ ،‬والتأثــر يف احلضــارات األخــرى‪ ،‬فهــي أكثــر اللغــات‬
‫العــامل‪ ،‬كــا أهنــا لغ ـ ٌة خالــد ٌة بخــاف اللغــات السنســكريتية والالتينيــة‪ ،‬ومــا‬
‫يميزهــا أهنــا لغــة الديــن احلنيــف والســنة النبويــة الرشيفــة‪ ،‬ولفهــم شــعائر‬
‫الديــن كأداء الصــاة وقــراءة القــرآن والدعــاء‪ ...‬إلــخ‪ ،‬ال بــد مــن معرفــة اللغــة‪،‬‬
‫ـب‪،‬‬‫ـرض واجـ ٌ‬ ‫فقــد قــال ابــن تيميــة‪« :‬اللغــة العربيــة مــن الديــن‪ ،‬ومعرفتهــا فـ ٌ‬
‫ـب»‪.‬‬
‫ومــا ال يتــم الواجــب إال بــه‪ ،‬فهــو واجـ ٌ‬
‫ـة واضحـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫إن تعليــم العربيــة للشــعوب غــر الناطقــة هبــا حيتــاج إىل منهجيـ ٍ‬
‫تتحــدد بتحــدد اهلــدف مــن تعلمهــا‪ ،‬ال ســيام وأن الكثــر مــن متعلمــي هــذه‬
‫ـات ال تعــد وال حتــى‪ ،‬بســبب‬ ‫اللغــة مــن الناطقــن بغريهــا يواجهــون صعوبـ ٍ‬
‫تأثــر اللغــة األم يف التعلــم‪ ،‬كــا نــرى ﺃﻥ املتعلــم األجنبــي يصعــب ﻋﻠﻴﻪ إجيــاد‬
‫ذلــك ﺍحلــام اللغــوي الــذي ُيكســبه ممارســة يــوﻣﻴﺔ للعربيــة الفصحــى‪ ،‬ومــن‬
‫املعلــوم أن اللغــة ُتتَعلــم باملامرســة‪ ،‬وعليــه ال بــد مــن إعــداد مــدريس اللغــة‬
‫العربيــة إعــدا ًدا علم ًّيــا حتــى يتمكنــوا مــن تقديــم هــذه اللغــة اجلليلــة‪ ،‬ونــر‬
‫ثقافتهــا اإلســامية يف كل األقطــار وف ًقــا ألحــدث تقنيــات تعليــم اللغــات ‬
‫‪ 1.1‬أهداف تعلم اللغة العربي�ة للناطقني بغريها‬
‫لغــة هــي حتقيــق التواصــل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مــن املعلــوم أن الغايــة مــن تدريــس أيــة‬
‫فاهلــدف الرئيــس أن نصــل باملتعلــم إىل التمكــن مــن اللغــة باعتبارهــا وســيل ًة‬
‫للتعليــم والتواصــل والتبليــغ‪ ،‬غــر أن هنــاك أهدا ًفــا أخــرى لتعلــم العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا تكــون نابعــ ًة مــن إرادة الطــاب أنفســهم‬
‫‪ .2‬إشكالية تعليم اللغة العربي�ة لغري الناطقني بها‬
‫ـة متــس تعليــم‬‫ـة حقيقيـ ٍ‬
‫يــكاد جيمــع أهــل االختصــاص عــى وجــود أزمـ ٍ‬
‫اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬وبخاصــة ببلــدان الغــرب األورويب(((‪،‬‬
‫ـرا يف واقــع تعلــم اللغــة العربيــة ال ســيام يف‬
‫ـورا كبـ ً‬
‫وبالرغــم مــن أن هنــاك تطـ ًَ‬
‫((( ينظــر‪ :‬البشــر مناعــي ودالل وشــن‪ ،‬تدريــس اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبا‪...‬الواقــع‬
‫واملأمــول‪ ،‬جملــة البحــوث والدراســات‪ ،‬العــدد‪ ،24‬صيــف‪ ،2017‬ص‪ 432‬ومــا بعدهــا‪.‬‬

‫‪847‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫الغــرب‪ ،‬كــا نشــهد هلفــة اجلاليــة العربيــة يف الغــرب وســعيهم لتعلــم لغتهــم عن‬
‫طريــق مزاولــة املعاهــد اخلاصــة واجلمعيــات واملســاجد‪ ...‬إلــخ‪ ،‬والتــي عرفــت‬
‫نشــا ًطا وتغطيــ ًة واســع ًة لتدريــس اللغــة العربيــة ألبنائهــا املهاجريــن وأبنــاء‬
‫أيضــا‪ ،‬إال أن هاتــه القضيــة ال زالــت تطــرح عوائــق ت ِ‬
‫ُعــر‬ ‫البلــدان الغربيــة ً‬
‫تَع ُّل َمهــا عــى النحــو الصحيــح‪.‬‬
‫‪ .3‬معىن صعوﺑﺎﺕ تعليمية ﺍﻟﻌﺮﺑﻴ�ﺔ لغري ﺍﻟﻨﺎﻃقني بها‬
‫تعنــي صعوبــات تعلــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬جممــوع األســباب‬
‫ٍ‬
‫جيــد‪ ،‬والتــي قــد تكــون راجعــ ًة‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫التــي حتــول دون إتقــان هاتــه اللغــة‬
‫إىل اللغــة يف حــدِّ ذاهتــا‪ ،‬بــا تتوافــر عليــه مــن قــوة أصواهتــا‪ ،‬ورصانــة كلامهتــا‬
‫وأصالتهــا‪ ،‬ووفــرة معانيهــا‪ ،‬كــا أنــه قــد تتعــدد األســباب بتعــدد األطــراف‬
‫املشــاركني يف العمليــة التعليميــة التعلميــة‪ ،‬بــد ًءا بالســندات التعليميــة (املنهــاج‬
‫والكتــاب)‪ ،‬ومــن ثمــة أداء املــدرس واملتمــدرس وخمتلــف الظــروف االجتامعيــة‬
‫والنفســية والثقافيــة‪ ...‬إلــخ‪ ،‬املحيطــة هبــذا األخــر‪ ،‬وســوف نتحــدث فيــا يــأيت‬
‫عــن أهــم هاتــه الصعوبــات‪ ،‬والتــي أمجلناهــا هبــذا املخطــط‪:‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫‪848‬‬
‫واقع تعليم العربية ‪ :‬المية حمزة‬

‫ ‬
‫الصعوبات اللغويــــة‬
‫ـات عــاد ًة مــا تكــون نامج ـ ًة عــن التداخــل ‪ interférence‬بــن ‬
‫و هــي صعوبـ ٌ‬
‫اللغــة العربيــة ولغــة املتعلــم األصليــة يف اجلوانــب الصوتيــة والنحويــة والكتابيــة‬
‫والداللية‪...‬إلــخ‪ ،‬وســنجملها يف اآليت‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬الصعوبات الصوتي�ة‬
‫ﺇﻥ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻖ ﻣﺘﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﺎﺩﺓً ﻫـﻮ اجلانــب الصــويت ﻟﻠﻐﺔ‪،‬‬
‫ﺎﺩ ﰲ ﻧﻄـﻖ بعــض األصــوات واﻟﻜﻠﺎﻤﺕ‪ ،‬مــا قــد يدفعــه إىل‬ ‫ٍ‬
‫ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺴـﺮ ﺣـ ٍّ‬
‫التخــي عــن ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻌﻠﻢ هاتــه اللغــة هنائ ًّيــا‪.‬‬
‫ـة إىل أخــرى‪ ،‬ﻭهــذا ﺍالختــاف يؤثــر ﻋﻰﻠ ‬ ‫خيتلــف اجلهــاز الصــويت مــن لغـ ٍ‬
‫ﻃﺮﻳﻘﺔ نطــق املفــردات والرتاكيــب املختلفــة يف ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪ ،‬ولعلنــا نالحــظ‬
‫هــذا أكثــر يف لكنــة املتعلــم الناطــق هباتــه األصــوات واملفــردات غــر املألوفــة‬
‫عنــده‪.‬‬
‫و يصبــح األداء الصــويت أكثــر صعوبـ ًة لغــر الناطقــن ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ يف حــاالت‬
‫كثــرة منهــا(((‪:‬‬
‫‪-‬وجــود تشـ ٍ‬
‫ـابه بــن بعــض احلــروف ﻣﺜﻞ‪ :‬ﺍلــراء ﻭالغــن‪ ،‬الصــاد والســن‪،‬‬
‫ ﻣﻔﺨﻢ (ﻟﺜﻮي ﻣﻄﺒﻖ)‬
‫ٌ‬ ‫(ص) ﺻﻮت‬
‫ٌ‬ ‫بالرغــم من أهنــا صوتــان مســتقالن‪ ،‬ﻓﺼﻮت‬
‫أﻣﺎ (س) ﻓﻬﻮ ﻟﺜﻮي فحســب‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪-‬صعوبـ ٌة يف إخــراج بعــض احلــروف احللقيــة مثــل‪ :‬احلــاء واخلــاء‪ ...‬إلــخ‪،‬‬
‫ـا‪ :‬كلمــة صحــراء ســهراء‪ ،‬وكلمــة حــوت أوت‪ ...‬إلــخ‪.‬‬ ‫فينطــق مثـ ً‬
‫‪-‬عــدم التمييــز بــن احلــركات الطويلــة واحلــركات القصــرة‪ ،‬وﻣﻌﻠـﻮم أنﱠ ‬
‫ﺎ مميــزا؛ إذ إنــه يمثــل مشــكل ًة كبــر ًة‬
‫ً‬ ‫وأﻧﻪ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﻠﻤﺤ‬
‫ً‬ ‫ﻫـﺬا اﻟﻔـﺮق ﺟـﻮﻫﺮي‪،‬‬
‫للطلبــة الناطقــن باإلنجليزيــة حتديــدً ا‪ ،‬ألن الطــول يف هاتــه اللغــة غــر مميــز‪ٍ،‬‬
‫فيجعلــون الكــرة يــاء‪ ،‬مثــال‪ :‬طالــب ‪ -‬تاليــب(((‪.‬‬
‫‪ -‬تعرس نطق احلروف املشددة‪.‬‬

‫((( دكوري ماسريي وسمية دفع اهلل أمحد أمني‪ ،‬املشكالت الصوتية يف ت ّعلم اللغة العربية للناطقني‬
‫بغريها جامعة املدينة العاملية أنموذجا‪ ،‬دولة ماليزيا‪ ،‬جملة املجمع‪ ،2012 ،‬ص‪ 23‬و‪.24‬‬
‫((( وليد العنايت‪ ،‬كتاب « نون والقلم» لتعليم العربية للناطقني بغريها‪ -‬دراسة لسانية تربوية‪ ،-‬جملة‬
‫جامعة أم القرى لعلوم اللغات وآداهبا‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬يوليو‪ ،2009‬ص‪.118‬‬

‫‪849‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪ -‬وجــود أصــوات تنطــق وال تكتــب‪ ،‬وحــروف تكتــب وال تنطــق‪ ،‬مثــل‬
‫أل الشمســية (التلميــذ‪ ،‬الرجــل‪ ،‬الذهــب‪ ...‬إلــخ)‪ ،‬وأل القمريــة (اإلبريــق‪،‬‬
‫البيــت‪ ،‬العصــر‪ ...‬إلــخ) ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التمييز بني األلف املقصورة واأللف املمدودة‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التفريق بني اهلاء والتاء املربوطة‪.‬‬
‫‪ -‬اخللط بني مهزة القطع ومهزة الوصل‪.‬‬
‫ـر يف تشــكل الكلمــة صوت ًّيــا‪ ،‬ﻭبالتــايل‬
‫دور كبـ ٌ‬
‫للجانــب الــداليل وﺍﻟﻨﺤﻮي ٌ‬
‫يف ﻧﻄﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻭهــذا مــا قــد يســبب شــي ًئا مــن الصعوبــة عنــد ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬وإن‬
‫ٍ‬
‫غــر متاحــة إال يف ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؛ ﻓﻤﻦ الصعــب قــراءة ﻛﻠﻤﺔ ‬ ‫هــذه اإلمكانيــة‬
‫ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﺫا مل ﻧﻌﺮف معناهــا مســب ًقا‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬الصعوبات النحوية والصرفية‬
‫وتتضمــن اﻷﺧطﺎء اﻟﺻرفيــة‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﺎ ﻳﻌﺗري ﺑﻧيــة اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌربيــة‬
‫ﻣن ﺗﻐﻳﻳر‪ ،‬ﺳواء ﻲﻓ ﻣﺑﻧﺎﻫﺎ وﻣﻌﻧﺎﻫﺎ‪ ،‬ﻛﺗﺣدﻳد اﻟزﻣن املــايض أو األمــر أو املضــارع‪،‬‬
‫اإلفــراد والتثنيــة واجلمــع‪ ،‬ظاهــرة االشــتقاق يف اللغــة العربيــة‪ ،‬وكذلــك ظاهــرة‬
‫اإلعــراب‪ ،‬واإلعــراب مشــكل ٌة عنــد جــل الدارســن‪ ،‬وال تقتــر عــى الناطقــن ‬
‫بغــر العربيــة وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻣﻳﻳز بــن اﻟﻣﺻدر‪ ،‬واﺳم اﻟﻔﺎﻋﻝ‪ ،‬واﺳم اﻟﻣﻔﻌوﻝ‪ ،‬واﻟﺻﻔﺔ ‬
‫اﻟﻣﺷﻬﺑﺔ‪ ،‬وﺻﻳﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪ ،‬واﺳم اﻟﺗﻔﺿﻳﻝ‪ ...‬إلــخ‪ ،‬وهــي كلهــا موضوعــات‬
‫يتجاذهبــا كل مــن علــم النحــو وعلــم الــرف‪.‬‬
‫ـظ‪ ،‬والتــي رصدها‬ ‫ـكل مالحـ ٍ‬
‫ـات نحويـ ٌة ورصفيـ ٌة تتكــرر بشـ ٍ‬
‫هنــاك صعوبـ ٌ‬
‫ـر مــن الدارســن‪ ،‬فرأينــا أن نجمعهــا ونلخصهــا يف التــايل‪:‬‬
‫كثـ ٌ‬
‫‪ 1.1‬ظاهرة التذكري والتأنيث‬
‫ ال تفــرق أكثــر اللغــات بــن املذكــر واملؤنــث يف (األســاء‪ ،‬واألفعــال‪،‬‬
‫والصفــات‪ ،‬واملوصــوالت‪ ...‬إلــخ)‪ ،‬أمــا اللغــة العربيــة فإهنــا تــويل اهتام ًمــا‬
‫بال ًغــا هباتــه الظاهــرة‪ ،‬فهنــاك أســاء تؤنــث تأني ًثــا جماز ًّيــا مثــل‪ :‬الشــمس‪ ،‬وهنــاك‬
‫أســاء جيــوز فيهــا التذكــر والتأنيــث‪ ،‬فنقــول‪ :‬هــذه الطريــق وهــذا الطريــق‪،‬‬
‫هــذا الســوق وهاتــه الســوق‪ ...‬إلــخ‪ ،‬وهنــاك أســاء تؤنــث تأني ًثــا معنو ًّيــا‬
‫مثــل‪ :‬ســعاد‪ ،‬مريــم‪ ...‬إلــخ‪ ،‬ﺗذﻛﻳر اﻟﻔﻌﻝ ﺣﻳث ﻳﻘﺗﻲﺿ اﻟﺳﻳﺎق ﺗﺄﻧﻳﺛﻪ‪ ،‬أي إﺳﻘﺎط‬
‫ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺗﺄﻧﻳث مثــال‪ :‬حتــب الفتــاة أن يبحــث‪ ،‬ﺗذﻛﻳر اﺳم اﻹﺷﺎرة ﺣﻳث ﻳﻘﺗﻲﺿ ‬
‫الســياق ﺗﺄﻧﻳﺛﻪ مثــال‪ :‬ﻫذا الغابــات‪ ،‬وﺗذﻛﻳرﻩ ﺣﻳث ﻳﻘﺗﻲﺿ الســياق تأنيثــه مثــال‪:‬‬

‫‪850‬‬
‫واقع تعليم العربية ‪ :‬المية حمزة‬

‫ـب‪ ،‬تذكــر الصفــة حيــث ﻳﻘﺗﻲﺿ اﻟﺳيــاق تأنيثهــا‪ ،‬مثــال‪ :‬البطالــة‬


‫إن هــذه واجـ ٌ‬
‫مشــكل ٌة كبــر ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ ودور املــدرس هنــا هــو متييــز نــوع هــذه األســاء مــن حيــث التذكــر ‬
‫والتأنيــث مــن خــال احلــوار وقــراءة نصــوص املطالعــة واالســتامع والكتابــة‬
‫والتدريبات‪...‬إلــخ‪.‬‬
‫‪ 2.2‬ظاهرة التعريف والتنكري‬
‫كثــر مــن املتعلمــن غريالناطقــن باللغــة العربيــة إىل زيــادة (أل)‬
‫ٌ‬ ‫يلجــأ‬
‫ـا مــع املضــاف يقــول‪ :‬الكتــاب حممــد‪ ،‬عــوض‬ ‫التعريــف يف موضــع التنكــر‪ ،‬مثـ ً‬
‫قولــه‪ :‬كتــاب حممــد‪ ،‬فيزيــد(أل) حيــث ال يقتضيهــا الســياق‪ ،‬وقــد ينتزعهــا‬
‫مــن مواضعهــا كأن يقــول‪ :‬وصــل أمحــد إىل بيــت‪ ،‬عــوض أن يقــول إىل البيــت‬
‫وهــو يقصــد بيتــه‪ ...‬إلــخ )‪ .(2‬ولعــل مــرد ذلــك أن أكثــر الكلــات التــي حيفظهــا‬
‫املتعلــم تكــون منعزلــ ًة عــن اجلمــل أو الرتاكيــب املختلفــة وعــى املــدرس أن‬
‫يكثــر يف هاتــه احلالــة مــن املحادثــات الشــفوية‪ ،‬وكذلــك التمرينــات الكتابيــة‬
‫والواجبــات‪ ،‬وتصويــب املتعلــم بشــكل مســتمر كلــا ســمع منــه خطــأ يف مثــل‬
‫هــذا النــوع‪.‬‬
‫‪ 3.3‬ظاهرة اإلفراد واجلمع‬
‫أيضــا أن أكثــر الطــاب يعزفــون عــن اســتعامل اجلمــع ويميلــون إىل‬ ‫نجــد ً‬
‫اإلفــراد‪ ،‬وذلــك لثقــل اجلمــع بلواحقــه (مجــع قلــة‪ ،‬مجــع كثــرة‪ ،‬مجــع التكســر‪،‬‬
‫مجــع املؤنــث الســامل‪ ...‬إلــخ)‪ ،‬فاتســاع دائــرة اجلمــوع يف العربيــة يعــد مــن‬
‫املشــاكل العويصــة التــي تواجــه الناطــق بالعربيــة‪ ،‬فــا بالــك بالناطــق بغريهــا‪.‬‬
‫و لعــل حــل هــذه املشــكلة يكــون بتكثيــف اجلمــل والرتاكيــب التــي حتتوي‬
‫عــى مجــوع خمتلفـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬وعــى املتعلــم أن يوظفهــا بشـ ٍ‬
‫ـكل ســلي ٍم يف حمادثاته الشــفهية‪،‬‬
‫وحيــرص املعلــم عــى تصويــب أخطائه‪.‬‬
‫‪ .4‬حروف اجلر‬
‫ويكثــر وقــوع الطالــب يف هــذا النــوع مــن األخطــاء املتعلقــة بحــروف‬
‫اجلــر‪ ،‬والســيام تلــك املصاحبــة لألفعــال‪ ،‬وتنحــر األخطــاء يف املظاهــر اآلتيــة‪:‬‬
‫فمثــا قــد يســتعمل املتعلــم حــرف اجلــر (يف) بــدل اســتعامله احلــرف (عــى)‬‫ً‬
‫فيقــول‪ :‬وضعــت الكتــاب يف املكتــب‪ ،‬عــوض قولــه‪ :‬وضعــت الكتــاب عــى ‬
‫((( ينظــر‪ :‬مصطفــى شــعبان‪« ،‬تدريــس قواعــد النحــو للناطقــن بغــر العربية‪...‬املشــكالت‬
‫والصعوبــات والــرؤى»‪ ،‬دليــل العربيــة‪ ،‬الــدورة الدوليــة لـــتأهيل معلمــي العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫الــدورة األوىل‪ ،2017‬ص‪.6‬‬
‫((( ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪851‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ـح‪.‬‬
‫ـب صحيـ ٌ‬
‫املكتــب‪ ،‬أو يســقطه كل ًّيــا ويظــن أنــه تركيـ ٌ‬
‫وقــد تنتهــي هــذه املشــكلة مــع كثــرة اســتعامل هاتــه احلــروف يف الــدروس‬
‫املقــررة عليــه يف املهــارات اللغويــة األربــع‪ ،‬حتــت تصويــب مــن املــدرس بشـ ٍ‬
‫ـكل‬
‫مستمر ‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫‪ .5‬ﺗﻣﻳﻳز زﻣن اﻟﻔﻌــــﻝ‬
‫ﻳﻧﻘﺳم اﻟزﻣن إﻰﻟ اﻟﻣﺎﻲﺿ واﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻝ‪ ،‬وﻳﻌﺗﻣد زﻣن اﻟﻔﻌﻝ ﻲﻓ اﻟﻌرﺑيــة‬
‫كبــر يف اﺳﺗﺧدام الزمــن املناســب للحــدث‪،‬‬‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫خلــط‬ ‫ﻋﻰﻠ اﻟﻣﻌﻧﻰ‪ ،‬وهنــا حيــدث‬
‫كاســتعامل اﻟﻔﻌﻝ اﻟﻣﺿﺎرع ﺑﻳﻧﻣﺎ يقتــي الســياق اﻟﻔﻌﻝ اﻟﻣﺎﻲﺿ‪ ،‬مثــال‪ :‬ســنة‬
‫‪ 1954‬تندلــع الثــورة التحريريــة‪ ،‬وكــذا اﺳﺗﺧدام اﻟﻔﻌﻝ اﻟﻣﺎﻲﺿ ﺑﻳﻧﻣﺎ ﻳﻘﺗﻲﺿ ‬
‫اﻟﺳﻳﺎق اﻟﻔﻌﻝ اﻟﻣﺿﺎرع‪ ،‬مثــال‪ :‬ذهبــوا رحلــة غــدً ا‪.‬‬
‫‪ .6‬صوغ األفعال واألسماء اﻟﺧﻣﺳﺔ‬
‫كثــر مــن الطــاب يثبتــون ﻧون إﻋراب اﻷﻓﻌﺎﻝ اﻟﺧﻣﺳﺔ إذا ﺳﺑﻘﻬﺎ ﺣرف‬
‫ﻧﺻب أو ﺟز ٍم‪ ،‬مثــال‪ :‬مل يلعبــون‪ ،‬ولــن حيفظــون‪ ،‬ﻓﻬذا اخلطــأ الــريف يف عــدم‬ ‫ٍ‬
‫ـوي؛ ألن حــذف النــون‬
‫حــذف النــون أيــن يســتلزم األمــر ينجــم عنــه خطــأ نحـ ٌّ‬
‫يت يف لفــظ النــون‪ ،‬وخطــأ‬
‫وإثباهتــا عالمــة إعرابيــة‪ ،‬كــا يرتتــب عنــه خطــأ صــو ٌّ‬
‫إمالئــي يف إثبــات النــون أو حذفهــا‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬الصعوبات املعجمية والداللية‬
‫ٍ‬
‫صلــة باجلانــب الــداليل‪،‬‬ ‫إن معظــم اإلشــكاالت املعجميــة تكــون ذات‬
‫الســيام وأن املزيــة ال تكــون يف اللفظــة يف حــدِّ ذاهتــا‪ ،‬وإنــا يف ترتيبهــا يف الســياق‪،‬‬
‫ـل مــن املفــردات تراكمــت فيهــا منــذ أقــدم‬ ‫ـم هائـ ٍ‬
‫حتتــوي اللغــة العربيــة عــى كـ ٍّ‬
‫العصــور‪ ،‬ومعــاين هــذه الكلــات تعــددت وتغــرت مــع مــرور الزمــن‪ ،‬وإن‬
‫هــذا ليعــد مــن الصعوبــات التــي يواجههــا متعلمــو اللغــة العربيــة مــن غــر ‬
‫الناطقــن هبــا‪.‬‬
‫ من أهم املشكالت املعجمية والداللية ما ييل(((‪:‬‬
‫‪ -‬كثــرة كلــات اللغــة العربيــة؛ ممــا جيعــل مــن العســر عــى متعلميهــا‬
‫الســيطرة عــى كلامهتــا‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة املرتادفات يؤدي إىل االضطراب لدهيم‪.‬‬
‫‪ -‬انتقال الكلمة يف اللغة العربية من املعنى احلقيقي إىل املعنى املجازي‪.‬‬

‫((( مصطفى شعبان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 8‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪852‬‬
‫واقع تعليم العربية ‪ :‬المية حمزة‬

‫‪ -‬صعوبــة البحــث يف املعاجــم؛ ألن ذلــك يســتلزم أن حيــدد مــادة الكلمــة‬


‫وجذرهــا‪ ،‬وهــذا األمــر ليــس باليســر خاصــة يف املراحــل األوىل مــن التعلــم‪.‬‬
‫‪ -‬خضــوع الكثــر مــن الكلــات للقواعــد الرصفيــة مــن حيــث الشــكل أو‬
‫البنيــة والــوزن الــريف‪ ،‬وهــذا يشــكل صعوبـ ًة عــى املتعلم‪ .‬‬
‫‪ -‬يواجــه متعلمــو اللغــة العربيــة مشــكالت يف فهــم بعــض الكلــات‬
‫وخيطئــون يف اســتعامهلا‪ ،‬بســبب طريقــة التدريــس التــي تُقـ ِ‬
‫ـدم لــه الكلــات جمتثـ ًة‬
‫مــن ســياقاهتا‪ .‬‬
‫‪ -‬اعتقــاد الــدارس أن كل كلمــة يف اللغــة اهلــدف هلــا مــا يقابلهــا يف لغتــه‬
‫ـر مــن احلــاالت‪ ،‬مثــال‪( :‬عــم وخــال) كلمتــان‬ ‫ـح يف كثـ ٍ‬
‫األم‪ ،‬وهــذا غــر صحيـ ٍ‬
‫تقابلهــا يف اإلنجليزيــة كلمــة واحــدة هــي (‪.)Uncle‬‬
‫الصعوبات غري اللغوية‬
‫و ليســت هلاتــه الصعوبــات عالقــة بطبيعــة اللغــة‪ ،‬إال أهنــا تؤثــر يف تعليــم‬
‫ـات عامـ ٌة‪ ،‬منهــا مــا يتعلــق باملــدرس‪ ،‬ومنهــا‬ ‫ـكل مبـ ٍ‬
‫ـارش‪ ،‬وهــي صعوبـ ٌ‬ ‫اللغــة بشـ ٍ‬
‫مــا يرجــع إىل الدارســن يف حــدِّ ذاهتــم‪ ،‬أو إىل الســندات التعليميــة‪ ،‬وســنلخصها‬
‫يف النقــاط اآلتيــة‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬صعوبات متعلقة بالدارس‬
‫هناك ﺼﻌوﺑﺎت ﺗﺮﺟﻊ إىل الدارسني أنفسهم‪ ،‬وذلك ﻟﻸﺳﺒﺎب اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ(((‪:‬‬
‫‪ -‬عــدم رغبــة الدارســن يف تعلــم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ويظهــر هــذا مــن عــدم‬
‫جديتهــم ‪.‬‬
‫‪ -‬عجز بعض الطالب ﻋﻦ اﺳﺘﻴﻌﺎب ما يقدم هلم‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة مشاغل الدارسني وعدم تفرغهم للدراسة‪.‬‬
‫‪-‬عدم حرص ٍ‬
‫كثري من الدارسني عىل حفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪-‬عــدم قــدرة بعــض الدارســن ﻋﻰﻠ نطــق بعــض األصــوات لوجــود‬
‫مشــكالت عندهــم‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبــة نطــق بعــض األفعــال وبعــض األســاء‪ ،‬ال ســيام التــي تبتــدأ‬
‫‪(1) Karim Farouk el-KHOLİ- Arap Dili ve Belağatı Anabilim Dalı Öğretim Üyesi- Selçuk‬‬
‫‪Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 32, 2011,P187.‬‬

‫‪853‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫باحلــروف احللقيــة‪.‬‬
‫‪ -‬ازدواجية اللغة التي يواجهها الدارس‪.‬‬
‫‪ -‬ﻀﻌﻒ دراﻳﺔ الطــاب باملــوروث اﻟﺜﻘﺎﻲﻓ اﻟﻌﺮﻲﺑ‪ ،‬فــاﻟﻠﻐﺔ ليســت جمــرد‬
‫ٌ‬
‫ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ‬ ‫ٌ‬
‫ﻟﻠﻐﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬إهنــا‬ ‫أﻟﻔﺎظ يتداوهلــا اﻟﻨﺎس‪ ،‬وإنــا ا‬
‫واﻷﻋﺮاف اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬وﻓﻬﻢ اﻟﻠﻐﺔ وتذوقهــا يعنــي فهــم املــوروث الثقــايف هلــا‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ الوجــه اﻵﺧﺮ ﻟﻠﻐﺔ؛ ﻓﺈن أمهــل اجلانــب الثقــايف ﺿﻌﻒ اجلانــب‬
‫ـان كثــر اﻟﺮﻣﺎد»‪ ،‬ﻓﻬﺬا ﻣﻦ املوروث‬ ‫اﻟﻠﻐﻮي‪ ،‬ونذكــر عــى ســبيل املثــال‪ :‬مجلــة «فـ ٌ‬
‫ـرا دل ﻋﻰﻠ ﻛﺮمــه وﺟﻮده‪ ،‬وهــذه الكناية‬ ‫الثقــايف لــدى اﻟﻌﺮب‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻛﺎن رﻣﺎدﻩ كثـ ً‬
‫ال يمكــن أن ﻳﻔﻬﻤهــا اﻟﻨﺎﻃﻖ بغــر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ دون فهــم موروثهــا الثقــايف‪ ،‬واألمثلــة‬
‫يف ذلــك كثــرة‪.‬‬
‫‪ -‬مشكلة التأقلم مع املجتمع العريب من حيث العادات والتقاليد‪.‬‬
‫‪-‬اســتخدام بعــض العبــارات واملصطلحــات يف غــر ســياقها‪ ،‬لذلــك عليــه‬
‫أن يتعلــم املواقــف الفعليــة لتلــك التعابــر‪.‬‬
‫بالمدرس‬‫ثاني�ا‪ :‬صعوبات متعلقة ُ‬ ‫ً‬

‫بعــض اﻟﺼﻌوبــات التــي ﺗﺮﺟﻊ إىل تعلــم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺗﺘﻌﻠﻖ باملدرســن‪،‬‬
‫وﻣﻦ أﺳﺒﺎهبــا ﻣﺎ ﻳﻲﻠ(((‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام بعض املدرسني العرب للغة العامية‪.‬‬
‫‪ -‬نــدرة املتخصصــن ﰲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ يف جمــال تعليــم العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪.‬‬
‫‪-‬حتكم اﻷﻫﻮاء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وعدم املوضوعية لدى بعض املعلمني‪.‬‬
‫ٍ‬
‫نطقية عند ﺑﻌض املدرسني‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وﺟﻮد ﻣﺸﻜﻼت‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬عــدم معرفــة الكثــر مــن املعلمــن لكيفيــة تنغيــم اﻟﻜــــﻼم ليدُ لــوا عــى ‬
‫أســاليب ﻣﺘﺒﺎﻳﻨــــﺔ‪ ،‬واﻻﺳــــﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻌﻼﻣــــﺎت الرتقيــم للداللــة عىل املعنــى املراد‪،‬‬
‫وكذلــك عــدم مراعاهتــم لظاهــرة التســكني عنــد الوقــف‪ ،‬وحتويــل التــاء املربوطة‬

‫((( لقــد أســهب د‪.‬طعيمــة احلديــث عــن املهــارات التــي ينبغــي أن تتوفــر يف مــدرس العربيــة للناطقني‬
‫بغريهــا‪ .‬ينظــر‪ :‬رشــدي أمحــد طعيمــة وحممــود كامــل الناقــة‪ ،‬تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‬
‫الكتــاب األســاس‪ ،‬اجلــزء األول‪ :‬مرشــد املعلــم‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬مكــة املكرمــة‪ ،‬دط‪ ،1984 ،‬ص‬
‫‪ 75‬ومــا بعدهــا‪.‬‬

‫‪854‬‬
‫واقع تعليم العربية ‪ :‬المية حمزة‬

‫إىل هــاء عنــد الوقــف عليهــا‪ ،‬كــا هــو احلــال يف كلمــة‪ :‬مدرســة‪ ،‬فإنــه يوقــف‬
‫عليهــا باهلــاء الســاكنة‪ :‬مدرس ـ ْه‪ ،‬مــع بيــان ذلــك يف النطــق والكتابــة‪.‬‬
‫‪-‬عــدم ﻛﻔﺎءة بعــض املدرســن واســتخدامهم ً‬
‫ ﻃﺮﻗﺎ تقليديــة يف تعليــم‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛـﻠﻐﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪-‬عــدم الكفــاءة يف اســتخدام اللغــة الوســيطة‪ ،‬ﻓﺄﺣﻴﺎﻧًﺎ تســتخدم بكثـ ٍ‬
‫ـرة ﻻ ‬
‫حيتــاج إﻟﻴﻬﺎ وﻻ تســتخدم حــن حيتــاج إﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬غياب التدرج يف عرض املعلومة اللغوية‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم ربــط قواعــد النحــو بالقــراءة والتعبــر‪ ،‬ودروس اللغــة األخــرى‬
‫وكأن هــذه األنشــطة منفصل ـ ٌة عــن بعضهــا البعــض‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬صعوبات تعود إىل طبيعة املنهاج والكتاب‬
‫ـة ﺻﻌﻮﺑﺎت تتشــكل مــن الكتــاب واملنهــاج املقــرر ﻋﻰﻠ الطلبــة‪ ،‬حيــث‬
‫ٌ‬ ‫ثمـ‬
‫يعمــد واضعــوا املناهــج عــى تبنــي أســس وطرائــق ووســائل تناســب الطلبــة‬
‫الناطقــن بالعربيــة وليــس غريهــم‪ ،‬وتب ًعــا لذلــك نجــد مصممــي الكتــب‬
‫يؤلفــون كت ًبــا ضخمــة‪ ،‬ويقحمــون فيهــا املوضوعــات البعيــدة عــن اهتاممــات‬
‫هــؤالء الطــاب‪ ،‬ويعبئوهنــا باألمثلــة الكالســيكية التــي أكل عليهــا الدهــر‬
‫ـب ليســت مبنيـ ًة ﻋﻰﻠ أســس ﻋﻠﻤﻴﺔ يف ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻨاطقني‬‫ورشب‪ ،‬وهــي يف النهايــة كتـ ٌ‬
‫بغــر العربيــة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﻫﻨﺎ تتولــد الصعوبــات التــي تنعكــس بدورهــا عــى ‬
‫الطالــب‪ ،‬ﻛﺎﻤ تــأيت هــذه الصعوبــات ﻣﻦ ﺧﻼل(((‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ ﺟﺎﻓﺔ‪ ،‬مــع ﺻﻌﻮﺑﺔ األمثلــة‬ ‫ٍ‬
‫الكتــب ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ‬ ‫‪ -‬ﻋﺮض ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت حمتــوى‬
‫والنصــوص املختــارة‪ ،‬وكــذا اﺗﺒﺎع أســاليب قديمــة يف التدريــس‪.‬‬
‫‪ -‬إقحــام الكثــر ﻣﻦ اﻟﻜﻠﺎﻤت اﻟﺼﻌﺒﺔ يف الكتــب اخلاصــة بتعليــم العربيــة‬
‫لغــر الناطقــن هبــا‪.‬‬
‫ـوي ســلي ٍم‪ ،‬يراعــي األســس‬
‫ـوي تربـ ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻰﻠ ﻣﻨﻬﺞ لغـ ٍّ‬ ‫‪-‬عــدم اﻻﺗﻔﺎق‬
‫املنهجيــة لوضــع هــذه الكتــب‪.‬‬
‫‪ -‬توحيد طريقة التدريس بني تعلم أهل اللغة والوافدين إليها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كافية هلؤالء الدارسني‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بصورة‬ ‫ٍ‬
‫تعليمية‬ ‫ٍ‬
‫مؤسسات‬ ‫‪ -‬عدم وجود‬

‫((( ينظــر‪ :‬وليــد العنــايت‪ ،‬اللســانيات التطبيقيــة وتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬دار اجلوهــرة‪،‬‬
‫عــان‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬

‫‪855‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪-‬إمهال مستوى وسن وميول الدارسني عند إعداد املناهج‪.‬‬


‫ٍ‬
‫يف ﻣﻮاﻗﻒ ﺣﻴﺔ‬ ‫‪-‬عــدم اﺷﺘﺎﻤل املنــاﻫﺞ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻋﻰﻠ ﻧﻈﺎم ممــارﺳﺔ اﻟﻠﻐﺔ ‬
‫واملتــاﺑﻌﺔ والتقويــم‪.‬‬
‫ويف هــذا الصــدد ينبــه د‪ .‬طعيمــة عــى أن عمليــة تقديــم املناهــج والكتــب‬
‫ينبغــي أن تكــون مدروســة مــن قبــل خمتصــن‪ ،‬حيــث يتــم ترتيبهــا وتقديمهــا‬
‫مــن حيــث الشــيوع والتــدرج واألمهيــة‪ ،‬وإن املشــكلة التــي تعــاين منهــا برامــج‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا يف الوقــت الراهــن هــي بقــاء هــذه‬
‫املناهــج واملقــررات والكتــب مــن غــر تعديــل وال تطويــر يواكــب التغــرات‬
‫التــي نعيشــها اليــوم‪ ،‬ال يف ميــدان تعليــم اللغــات األجنبيــة وحســب‪ ،‬بــل ىف‬
‫معظــم مياديــن احليــاة‪ ،‬وبخاصــة مياديــن االتصــال(((‪.‬‬
‫خــاتمــــة‬
‫و ختا ًمــا يمكــن القــول أن التعــرض ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ اللغــة ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ لغــر ‬
‫ﺍﻟﻨاطقــن هبــا‪ ،‬يعنــي مواجهــة هــذه الصعوبــات عــى اختــاف أنواعهــا‪،‬‬
‫نجاحــا بــأن يمتلــك كفــاءة التعبــر الشــفهي والكتــايب‬
‫ً‬ ‫وعــى املتعلــم أن حيقــق‬
‫يف خمتلــف املواقــف التواصليــة‪ ،‬وهــذا ال يتحقــق إال بكفــاءة املــدرس َ‬
‫وتَكُنــه‬
‫مــن بنيــة اللغــة مــن مجيــع مســتوياهتا‪ ،‬والــذي ينبغــي أن خيلــق البيئــة املالئمــة‬
‫للتعلــم‪ ،‬وأن ﻳﺮاﻋﻲ أن ﻫﺬﻩ اﻟﻔﺌﺔ املســتهدفة ﻫﻲ غــر ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬
‫كــا أن اللغــة العربيــة لغـ ٌة اشــتقاقي ٌة‪ ،‬وينبغــي االســتفادة مــن هاتــه اخلاصية‬
‫يف تعليمهــا‪ ،‬فمــن شــأن ذلــك أن ُيســهل عــى املتعلــم عمليــة التلقــي وأن يقــدم‬
‫لــه مــا يشــجعه عــى التحــدث هبــا‪ ،‬كــا أن يف العربيــة خصائــص كثــر ٌة تســاعد‬
‫عــى التعلــم إذا أحســن اســتثامرها‪ ،‬فكثــر مــن املفــردات واجلمــل تقــرب مــن‬
‫لغــة احلديــث اليومــي‪.‬‬
‫هــذا‪ ،‬وقــد أدرجنــا سـ ً‬
‫ـبل عــد ًة للتغلــب عــى صعوبــات تعليــم العربيــة‬
‫لغــر أبنائهــا‪ ،‬ونشــر بدايــ ًة إىل اإلفــادة ممــا اﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ مــن اللغويــن ‬
‫والرتبويــن‪ ،‬ومــن أمههــا مــا يــي‪:‬‬
‫ـداين يســتهدف اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻰﻠ احلاجــات وامليــول اللغويــة‬ ‫‪ -‬إعــداد مسـ ٍ‬
‫ـح ميـ ٍّ‬
‫للدارســن‪.‬‬
‫‪ -‬حماولــة تقديــم كل مــا يســاهم يف بنــاء شــخصية املتعلــم يف املجــال النفيس ‬
‫واملعــريف والوجــداين واحلركــي‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬رشدي أمحد طعيمة وحممود كامل الناقة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 34‬و‪.35‬‬

‫‪856‬‬
‫واقع تعليم العربية ‪ :‬المية حمزة‬

‫‪ -‬ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اللغــوي بــن املهــارات اﻷرﺑﻊ (االســتامع والتحــدث‬


‫وتقويــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫واﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ) أدا ًء‬
‫‪ -‬اﻻﻋﺘﺎﻤد ﻋﻰﻠ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ يف التعليم واﻟﺘﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺧﺘﻴﺎر املفردات الشائعة واجلمل البسيطة اخلالية من التعقيد‪.‬‬
‫‪ -‬مراعــاة التــدرج يف عــرض املــادة اللغويــة‪ ،‬فينبغــي أن يراعــى البــدء‬
‫باألصــوات الســهلة‪ ،‬ثــم بالتدريــج تقــدم لــه األصــوات الصعبــة نو ًعــا مــا مثــل‪:‬‬
‫ـا ثالث‬ ‫ص‪ ،‬ظ‪ ،‬ح‪ ،‬خ‪ ...،‬إلــخ‪ ،‬وكذلــك التــدرج يف تقديــم عــدد املفــردات‪ ،‬مثـ ً‬
‫مفــردات يف الــدرس األول‪ ،‬ثــم أربــع يف الــدرس ا ُملــوايل وهكــذا‪ ،‬واألمــر ســيان‬
‫بالنســبة للقواعــد النحويــة والرصفيــة‪ ،‬فنبــدأ باملذكــر قبــل املؤنــث واجلمــع‪،‬‬
‫وباملــايض قبــل املضــارع‪ ،‬وباإلثبــات قبــل النفــي‪ ،‬وباملعلــوم قبــل املجهــول‪،‬‬
‫وباألصــل قبــل الفــرع‪ ،‬وهكــذا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫املقــرر ﻟﻜﻞ ﻛﺘﺎب‬ ‫‪ -‬ينبغــي أن ﻳﺮاﻋﻰ يف تقديــم املفــردات اﻻﻟﺘﺰام بالعــدد‬
‫(ﻳﺘﻔﻖ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﺎﻤء اﻟﻠﻐﺔ وعلــاء الرتبيــة عــى عــدد ال يتجــاوز ‪200- 150‬‬
‫ٍ‬
‫كلمــة)‪.‬‬
‫‪-‬ﻳﺮاﻋﻰ يف اجلمــل والرتاكيــب املختلفــة أن تكــون بســيط ًة وواضحـ ًة‪ ،‬وأن‬
‫ـد ﺳﺒﻖ التعــرف عــى مفرداهتــا‪ ،‬حتــى ال تكــون هاتــه العبــارات غريبـ ًة‬‫يكــون قـ ُ‬
‫مســتهجن ًة‪ ،‬وكان د‪ .‬داوود عبــده قــد وﺿﻊ تســع ﻣﺒﺎدئ ﻳﻨﺒﻐﻲ اتباعهــا يف اﻧﺘﻘـﺎء‬
‫الرتاكيــب املقدمــة يف ﻛﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬وأهــم هــذه املبــادئ‪:‬‬
‫‪ -‬اﺧﺘﻴﺎر اﻟتراكيب اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ‪ .‬‬
‫‪ -‬عدد حمدود من الرتاكيب‪.‬‬
‫‪ -‬استعامل الرتاكيب اجلديدة من مفردات غري جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تشــجيع الطــاب عــى فهــم الكلمــة يف ســياقها الــذي وردت فيــه‪،‬‬
‫كتوظيــف اﻟﻔﺮﻭﻕ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ بــن الكلــات يف ﺳﻴﺎﻗﺎت خمتلفــة‪.‬‬
‫‪-‬االعتامد عىل معجم عريب ‪ -‬عريب‪ ،‬لزيادة احلصيلة اللغوية للطالب‪.‬‬
‫مــؤﻫﻼ ويملــك مــن الطرائــق واملهــارات ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ‬
‫ً‬ ‫‪ -‬أن ﻳﻜﻮن املــدرس‬
‫‪.‬‬
‫ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ للناطقــن بغريهــا‬
‫‪ -‬أن ﻳﺘَﻨﺒﻪ املــدرس أن تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا خيتلــف عــن‬
‫تدريســها ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬

‫‪857‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ٍ‬
‫حرف حقه‪.‬‬ ‫واضحا ويعطي كل‬ ‫‪-‬أن ينطق املعلم نط ًقا‬
‫ً‬
‫‪ -‬تقديــم التدريبــات اﻟﺴﻤﻌﻴﺔ واﻟنطقيــة اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻹﻛﺴاب الدارســن اﻟﺼﺤﺔ ‬
‫واﻟﺮﺴﻋﺔ يف النطــق(((‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقتــر يف معاجلــة الظواهــر النحويــة عــى مــا حيقــق اهلــدف املنشــود‬
‫وهــو عصمــة اللســان‪.‬‬
‫‪ -‬جتنــب طريقــة الرتمجــة‪ ،‬والعمل عــى زﻳﺎدة اﻟﺴﺎﻋﺎت املخصصــة ﻟﻠﻤﺤﺎدﺛﺔ ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ(((‪ .‬‬
‫‪ -‬اإلحاطــة الشــاملة بجميــع الوســائط التعليميــة «مــن كتــب وبرامــج‬
‫إذاعيــة‪ ،‬وتلفازيــة‪ ،‬وحاســوبية‪ ،‬وعــن طريــق الشــبكة الدوليــة «اإلنرتنــت»‬
‫ٍ‬
‫دارس‬ ‫حتــى يتحقــق تعليــم العربيــة بأفضــل األســاليب وأحدثهــا‪ ،‬وليجــد كل‬
‫مــا حيقــق رغبتــه‪ ،‬ويلبــي حاجتــه»(((‪.‬‬
‫‪ -‬اخلضــوع للــدورات اخلاصــة ﺑﺘﺄﻫﻴﻞ ﻣﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‬
‫لغــر الناطقــن ﺑـﻬﺎ‪.‬‬
‫ملموســا يف ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‬ ‫ِ‬
‫اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اخلــرات التــي حققــت تقد ًمــا‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫لغــر اﻟﻨﺎﻃقــن ﺑـﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ذلــك ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ عقد الؤمتــرات والنــدوات‪ ،‬أﻭ اﻟـﻤﻘﺎﺑﻼت‬
‫اﻟﻔﺮدﻳﺔ‪ ،‬حتــى تكــون للمــدرس القــدرة عــى ﺗﻮﺻﻴﻞ اللغــة عــى الوجــه‬
‫الالئــق(((‪.‬‬
‫‪ -‬إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﺮﻭض اﻷدﺑﻴﺔ ﻭاملرسحيــة ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ عــى مــدار اﻟســنة‪،‬‬
‫واحلــرص عــى إدﺧﺎﻝ املحطــات التلفزيويــة الناطقــة ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ إىل ﺣﺠﺮة‬
‫ـايس للمبتدئــن يف تعليــم العربيــة لغــر أبنائهــا‪ ،‬وتــم انتقــاء مادتــه‬
‫ـاب أسـ ٍّ‬‫((( لقــد تــم تصميــم كتـ ٍ‬
‫العلميــة مــن قبــل عــدة مؤلفــن مــن عــدة ختصصــات ضمنــوه أنوا ًعــا خمتلفــة مــن التدريبــات متبوعــة‬
‫بالتقويــم‪ ،‬وقــد مثــل هــذا الكتــاب مــادة دســمة يســتعني هبــا الطــاب يف تنميــة املهــارات اللغويــة‬
‫املختلفــة مــن كالم وفهــم وقــراءة وكتابــة‪ .‬ينظــر‪ :‬جمموعــة مؤلفــن‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ -‬الكتــاب األســايس‪ ،-‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪.3،2008‬‬
‫((( يعــد مــروع العربيــة للجميــع مــن أنجــح املشــاريع التــي عنيــت بخدمــة اللغــة العربيــة‪ ،‬ونــر‬
‫ثقافتهــا مــن خــال توفــر األنشــطة التعليميــة الوجيهــة واملناهــج املتطــورة واملواكبــة ملســتجدات‬
‫العــر‪ ،‬وقــد ركــز املــروع عــى طريقــة احلــوار التــي جتســد احليــاة اليوميــة بــكل مالبســاهتا‪.‬‬
‫لالطــاع ينظــر‪ :‬جمموعــة مؤلفــن‪ ،‬العربيــة بــن يديــك‪ ،‬املكتــب الرئيــس‪ :‬العربيــة للجميع‪ ،‬سلســلة يف‬
‫تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬الريــاض‪ ،‬مــج‪ ،3،2،1‬ط‪.2007 ،3‬‬
‫((( املرجع نفسه‪ ،‬مقدمة املجلد األول‪.‬‬
‫((( يعــد د‪.‬أمحــد رشــدي طعيمــة مــن خــراء تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وقــد قــدم عــدة‬
‫مؤمتــرات ونــدوات لرتقيــة تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وقــد أبــدع بأفــكاره الواســعة مركــزً ا يف‬
‫ذلــك عــى الثقافــة اإلســامية وثقافــة اللغــة العربيــة يف برامــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهـا ‬

‫‪858‬‬
‫واقع تعليم العربية ‪ :‬المية حمزة‬

‫اســراحة الطــاب أﻭ املكتبــة‪ ،‬ﻟتتعــود آذاهنــم عــى اســتعامل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ تنميــة‬


‫اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷﻟﻔﺔ اجتاههــا‪.‬‬
‫‪ -‬تصميــم بعــض األلعــاب اللغويــة ‪ language games‬فــي تعليــم اللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬إذ «عــن طريــق هــذه األلعــاب يتــدرب الدارســون عــى اســتخدام‬
‫اللغــة التــي يتعلموهنــا يف مواقــف طبيعيــة أو شــبه»(((‪ ،‬فهــي جتعــل املتعلمــن ‬
‫أكثــر فاعليــ ًة ومشــارك ًة يف املوقــف التعليمــي‪ ،‬وتضعهــم يف مواقــف تشــبه‬
‫ـا‪ :‬تنظيــم عــدد مــن الكلــات‬‫مواقــف احليــاة اليوميــة‪ ،‬مــن هــذه األلعــاب مثـ ً‬
‫ـول دالليـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬أفــراد العائلــة‪ :‬األب‪ ،‬األم‪ ،‬األخــت‪ ،‬األخ‪ ...‬إلــخ‪ ،‬الفواك ـه ‬ ‫يف حقـ ٍ‬
‫أيضــا تقديــم كلــات وحماولــة إجيــاد‬
‫واخلــراوات‪ ،‬وســائل النقل‪...‬إلــخ‪ً ،‬‬
‫مرادفاهتــا أو أضدادهــا‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫‪ -‬إعــداد مناهــج خاصــة بتعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬تكــون مبنيـ ًة‬
‫ٍ‬
‫ ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬وأن تكــون‬ ‫ٍ‬
‫وعــى أســس‬ ‫ٍ‬
‫جــادة وجتــارب اآلخريــن‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫عــى دراســات‬
‫مناســبة ملســتوى الطلبــة وحاجياهتــم وميوهلــم‪.‬‬
‫‪-‬تزويــد الكتــاب بالصــور التوضيحيــة الالزمــة‪ ،‬رشط أن تكــون واضحـ ًة‬
‫ورضوريـ ًة‪ ،‬وأن توضــع يف مكاهنــا املناســب‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﺎلطباعة‪ ،‬ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ يف الكتب ﻋﺎﻣﻞ اجلذب واﻹﺛﺎرة‪.‬‬
‫‪ -‬االســتفادة قــدر اإلمــكان مــن الوســائل التوضيحيــة‪ ،‬ومــن وســائل‬
‫التكنولوجيــا احلديثــة يف التعليــم‪.‬‬
‫ ونختــم بالقــول بــرورة مراعــاة إشــكاليات تعلــم اللغــة لغــر الناطقــن ‬
‫هبــا لتحقيــق النجاعــة للعمليــة التعليميــة هلاتــه الفئــة مــن املتمدرســن‪ ،‬وينبغــي‬
‫أن ت َُضا َعــف اجلهــود املبذولــة يف ســبيل حتقيــق ذلــك مــن املدرســن والطــاب‬
‫والقائمــن عــى وضــع املناهــج والكتــب اخلاصــة هبــؤالء‪ ،‬والعمــل عــى رفــع‬
‫التحــدي لبيــان أمهيــة اللغــة العربيــة وتعلمهــا‪ ،‬حتــى تأخــذ اللغــة العربيــة‬
‫حالــا حــال باقــي اللغــات األخــرى‪.‬‬ ‫مكا َنتَهــا ُ‬

‫باعتبــار أن أهــم جانــب يف تعليــم اللغــة هــو تبيــان ثقافتهــا وثقافــة الناطقــن هبــا‪ ،‬للمزيــد ينظــر‪ :‬عــز‬
‫الديــن وظيــف عــي بشــر‪ ،‬مــن رواد تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا الدكتــور أمحــد رشــدي‬
‫طعيمــة‪ ،‬جملــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة‪ ،‬جامعــة إفريقيــا العامليــة‪ ،‬الســودان‬
‫العــدد‪ ،8‬يونيــو‪.2009‬‬
‫((( يؤكــد د‪ .‬ناصــف مصطفــى عبــد العزيــز عــى أمهيــة التعلــم باللعــب للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬إذ‬
‫ال يعــده وســيلة إلضفــاء جــو مــن املــرح والتســلية عــى الــدروس فقــط‪ ،‬وإنــا هــو أدا ٌة مهمـ ٌة ً‬
‫أيضــا‬
‫لتحقيــق النمــو املعــريف لــدى املتعلــم‪.‬‬
‫ينظــر‪ :‬ناصــف مصطفــى عبــد العزيــز‪ ،‬األلعــاب اللغويــة يف تعليــم اللغــات األجنبيــة مــع أمثلــة‬
‫لتعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬دار املريــخ‪ ،‬الريــاض‪،‬ط‪ ،1983،1‬ص‪.5،6‬‬

‫‪859‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫‪1.1‬شــعبان مصطفــى‪ ،‬تدريــس قواعــد النحــو للناطقــن بغــر العربيــة‪:‬‬
‫املشــكالت والصعوبــات والــرؤى‪ ،‬دليــل العربيــة‪ ،‬الــدورة الدولية لـــتأهيل‬
‫معلمــي العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬الــدورة األوىل‪.2017‬‬
‫‪2.2‬طعيمــة رشــدي أمحــد والناقــة حممــود كامــل‪ ،‬تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن ‬
‫هبــا الكتــاب األســاس‪ ،‬اجلــزء األول‪ :‬مرشــد املعلــم‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪،‬‬
‫الســعودية‪ ،‬دط‪.1984 ،‬‬
‫‪3.3‬العنــايت وليــد‪ ،‬اللســانيات التطبيقيــة وتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬دار‬
‫اجلوهــرة‪ ،‬عــان‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫‪4.4‬العنــايت وليــد‪ ،‬كتــاب «نــون والقلــم» لتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪-‬‬
‫دراســة لســانية تربويــة‪ ،-‬جملــة جامعــة أم القــرى لعلــوم اللغــات وآداهبــا‪،‬‬
‫العــدد الثــاين‪ ،‬يوليــو‪.2009‬‬
‫‪5.5‬عبــد العزيــز ناصــف مصطفــى‪ ،‬األلعــاب اللغويــة يف تعليــم اللغــات‬
‫األجنبيــة مــع أمثلــة لتعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬دار املريــخ‪،‬‬
‫الريــاض‪ ،‬ط‪.1،1983‬‬
‫‪6.6‬مناعــي البشــر ووشــن دالل‪ ،‬تدريــس اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪:‬‬
‫الواقــع واملأمــول‪ ،‬جملــة البحــوث والدراســات‪ ،‬العــدد‪ ،24‬صيــف‪.2017‬‬
‫‪7.7‬ماســري دكــوري ودفــع اهلل أمحــد أمــن ســمية‪ ،‬املشــكالت الصوتيــة يف‬
‫تعلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا جامعــة املدينــة العامليــة أنموذجــا‪،‬‬
‫دولــة ماليزيــا‪ ،‬جملــة املجمــع‪.2012 ،‬‬
‫‪8.8‬جمموعــة مؤلفــن‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ -‬الكتــاب‬
‫األســايس‪ ،-‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ط ‪.3،2008‬‬
‫‪9.9‬جمموعــة مؤلفــن‪ ،‬العربيــة بــن يديــك‪ ،‬املكتــب الرئيــس‪ :‬العربيــة للجميــع‪،‬‬
‫سلســلة يف تعليــم العربيــة لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ج‪ ،3،2،1‬ط‪،3‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪1010‬وظيــف عــي بشــر عــز الديــن‪ ،‬مــن رواد تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا الدكتــور أمحــد رشــدي طعيمــة‪ ،‬جملــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة‪ ،‬جامعــة إفريقيــا العامليــة‪ ،‬الســودان العــدد‪،8‬‬
‫يونيــو‪.2009‬‬
‫‪1111 Karim Farouk el-KHOLİ- Arap Dili ve Belağatı Anabilim Dalı‬‬
‫‪Öğretim Üyesi- Selçuk Üniversitesi İlahiyat FakültesiDergisi, 32,‬‬
‫‪2011.‬‬

‫‪860‬‬
‫اإلطار األورويب املوحد املشرتك لتدريس اللغات مقاربات‬
‫إدماجية حتليلية حنو حتديث مناهج تعليم اللغة العربي�ة‬
‫للناطقني بغريها‬

‫محمد حمادي‬
‫(((‬

‫اجلامعة اللبن�اني�ة‬

‫* طالب دكتوراه‪ ،‬ومدرب يف مكتب تنسيق اللغات اجلامعة اللبنانية‪ -‬اللغة العربية‪.‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ملخص‪:‬‬
‫منهجــا مــن مناهــج‬‫ً‬ ‫يعــد (اإلطــار األورويب املوحــد لتدريــس اللغــات)‬
‫ـات تربويــةٍ‬
‫ـات أو مقاربـ ٍ‬
‫تدريــس اللغــات للناطقــن بغريهــا عــى أســاس تقنيـ ٍ‬
‫ـية تربويـ ٍ‬
‫ـة تــارةً‪،‬‬ ‫ـة‪ ،‬وقــد عمــل هــذا اإلطــار عــى مفاهيــم وكفايــات قياسـ ٍ‬ ‫حديثـ ٍ‬
‫وتقنيــات أو مقاربــات يف فهــم اللغــة وحتليلهــا تــار ًة أخــرى‪ .‬وقــد نســق العمــل‬
‫اللغــوي عــى أســاس مســتويات حيصلهــا املتعلــم مــن البدايــة (مبتــدئ) وصـ ً‬
‫ـول‬
‫إىل اإلجــادة (يعــرف‪ -‬يطــرح األفــكار‪ -‬يناقشــها وحياجــج وجيــادل)‪ ،‬ويتضــح‬
‫يف هــذه املقاربــة أن (اإلطــار األورويب) ينظــم الفــرد ليصبــح متمكنًــا مــن لغتــه‪،‬‬
‫ـديس‪ ،‬مــن دون أن يشــعر باحلــرج أو أن يعرقــل عجــزه‬ ‫فيتمــرس هبــا بشـ ٍ‬
‫ـكل حـ ٍّ‬
‫اللغــوي مســرته التواصليــة‪ ،‬فالعــامل اليــوم ينحــو نحــو العلميــة ولغــة املصالــح‬
‫واملقاربــات؛ لذلــك تــرى اإلطــار قــد دعــم آراءه بمصطلحــات متعــددة تصــب‬
‫يف خدمــة املســار التواصــي اللغــوي‪ ،‬ومــن ضمــن هــذه املصطلحــات األساســية‬
‫نذكــر‪( :‬التداوليــة‪ -‬االتصاليــة‪ -‬احلواريــة‪ -‬الســياقية‪ -‬األدائيــة‪ -‬اإلبداعيــة)‪.‬‬
‫ويف ورقتنــا هــذه مســعى إىل التعريــف والتمهيــد ألبــرز املصطلحــات‬
‫املســتخدمة لــدى هــذا اإلطــار‪ ،‬بغيــة مقاربتهــا مــع لغتنــا العربيــة وطموحنــا يف‬
‫ـة جتعــل اللغــة العربيــة تســتفيد مــن معطيــات هــذا اإلطــار‪ ،‬عــى ‬ ‫إجيــاد مقاربـ ٍ‬
‫ـا يــؤدي إىل مقاربــة تقنيــات (اإلطــار األورويب)‬ ‫أمــل أن تكــون هــذه الورقــة دليـ ً‬
‫مــع مناهــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬يف ظــل احلاجــة إىل حتديــث‬
‫املناهــج وتبســيطها مــن خــال إفــادات علــم اللغــة احلديث املوســوم باأللســنية‪ .‬‬
‫ويف خضــم البحــث انبثقــت اإلشــكالية اآلتيــة‪ ،‬واإلشــكالية هــي اهلاجــس‬
‫البحثــي وا ُمل َحــرك الــذي هبداتــه جتــري عمليــة البحــث عــن املعرفــة‪ ،‬واإلطــار‬
‫األورويب املوحــد يتميــز بكثــرة الكيفيــات واملقاربــات والتحليــات التــي تبتغــي‬
‫تكويــن رؤيــة منهجيــة وتربويــة بالنســبة إىل تعلميــة اللغــات‪ ،‬وبالتــايل فإنــه ال‬
‫أساســا‬
‫جمــال لذكــر الكيفيــات برمتهــا‪ ،‬لذلــك تســعى اإلشــكالية إىل أن تتمحــور ً‬
‫حــول كفايــة التواصــل أو التعليــم االتصــايل الــذي يطمــح اإلطــار تأمينــه عنــد‬
‫تعليــم اللغــات‪ .‬واإلشــكالية موســومة بــاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬كيف يرى املتعلم السياق اخلارجي والتواصل مع اآلخرين؟‬
‫ـة خاصـ ٍ‬
‫ـة معــه مؤثــرة وصوغهــا‬ ‫‪ -‬هــل يمكــن لــه إعــادة التفكــر بتجربـ ٍ‬
‫لغو ًّيــا؟‬
‫‪ -‬هــل ثمــة قيــود تضعهــا العمليــة االتصاليــة بحســب الســياق اخلارجــي؟‬
‫ـة انتقائيـ ٍ‬
‫ـة لتفــادي هــذا األمــر؟‬ ‫وهــل مــن طريقـ ٍ‬

‫‪862‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫ ومــن أجــل إيفــاء هــذه اإلشــكالية حقهــا يف التحليــل عمدنــا إىل أقســام‬
‫تنظــم ســبل املعاجلــة بالتــوازي واالتفــاق مــا بــن تعلميــة اللغــة العربيــة واملقدرة‬
‫عــى اإلفــادة مــن معطيــات اإلطــار األورويب املشــرك؛ هــذه األقســام تدرجــت‬
‫مي بــن املســتويات؛ بحيــث يــؤدي كل قسـ ٍم مســتحصل أو مســتوى‬ ‫بشـ ٍ‬
‫ـكل ُسـ َّل ٍّ‬
‫ـي لــدى املتعلــم الــذي نــروم أن‬ ‫ـب تكوينـ ٌّ‬
‫مســتجدى إىل اآلخــر‪ ،‬ويف هــذا جانـ ٌ‬
‫نكونــه‪ ،‬هــذه املــرة‪ ،‬هبــداة هــذا اإلطــار احلديــث يف تعلميــة اللغــات‪.‬‬
‫ ويف األقسام اآلتية مالمح ومقاربات تطبيقية لطبيعة املبحث‪:‬‬
‫‪ -1‬السلوك‪.‬‬
‫‪ -2‬الكفاءة اللغوية‬
‫‪ -3‬قياس األداء ونامذج التقويم‪.‬‬
‫‪ -4‬املقدرة االتصالية‬
‫يــويل اإلطــار املرجعــي أمهيــ ًة كبــر ًة هلــذه املقــدرة‪ ،‬بحســبان أن اهلــدف‬
‫عنــده مــن تدريــس اللغــات يكمــن يف حتقيــق هــذه املقــدرة‪ ،‬واملقــدرة االتصاليــة‬
‫ـا مــن خــال اللغــة داخــل املجتمــع؛ أي‬ ‫تقــوم عــى جتهيــز الفــرد ليصبــح فاعـ ً‬
‫أن ُي َفعــل اللغــة عندمــا تســتدعي احلاجــة إليهــا يف جمتمعــه‪ ،‬هنــا يدعــو اإلطــار‬
‫إىل تأمــن إخــراج اللغــة مــن الــذات (الذاتيــة يف اللغــة) قبــل أن ننقــل الطالــب‬
‫إىل البعــد االجتامعــي‪ ،‬ويدعــو إىل بعــض األفــكار أو الطروحــات التــي يمكــن أن‬
‫ـق بغريهــا‪.‬‬
‫تقــارب الوضــع مــع متعلــم اللغــة العربيــة وهــو ناطـ ٌ‬
‫وعــى مجيــع األحــوال‪ ،‬فــإن األكثــر أمهيــة لــدى اإلطــار املرجعــي‪ ،‬أن نــأيت‬
‫بخطابــات اجتامعيــة تداوليــة تواصليــة حيتــاج إليهــا املتعلــم يف اتصاالتــه اليوميــة‬
‫ــر لإلطــار األورويب‬ ‫ٍ‬
‫بتعريــف ُم َي ٍ‬ ‫املحتاجــة إىل اللغــة‪ .‬ومــن املمكــن املبــارشة‬
‫املشــرك يف تعليــم اللغــات‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬اإلطار األورويب املوحد املشرتك لتدريس اللغات‬
‫‪ -‬املواد واملمارسات التعليمية‪:‬‬
‫اإلطــار األورويب املشــرك يعــدو كونــه رؤيــ ًة أو فلســف ًة تربويــ ًة‪ ،‬فهــو‬
‫منهــاج لــه حيثيتــه ووجــوده املبــارش يف العمليــة الرتبويــة؛ حيــث حيــل ويعتمــد‬
‫كاســراتيجية تبتغــي النجــاح يف إيصــال اللغــات الثانيــة إىل مــن يطلبهــا‪ ،‬وهكــذا‬
‫حيــاول هــذا اإلطــار املرجعــي تيســر العمــل الرتبــوي وتبســيطه؛ ويتوخــى مــن‬

‫‪863‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫أجــل هــذه الغايــة الطرائــق واملــواد التعليميــة واألســاليب التقييميــة عــاوة عــى ‬
‫املامرســات التطبيقيــة امليدانيــة‪ ،‬أي كل مــا حييــط بالطالــب وحيتــاج إليــه بغيــة‬
‫الوصــول إىل املعــارف وإتقــان الكفايــات وتأمــن األهــداف‪ ،‬فيســد اإلطــار‬
‫حاجاتــه اللغويــة التــي تتيــح لــه التــرف والتــداول اللغــوي بــا يناســب شــأنه‬
‫الشــخيص اخلــاص ويتــاءم مــع أمــره املجتمعــي العــام املحيــط بــه‪.‬‬
‫فاإلطــار ذو رؤيــة هنضويــة إنســانية تعطــي الزخــم التواصــي واالنفتاحــي‬
‫بــن الشــعوب واحلضــارات حقــه‪ ،‬عــى أســاس أن اللغــة هــي الرابــط الشــعبوي‬
‫ـة‬‫ا ُمليــر هلــذا املبــدأ‪ « .‬وال يتــم ختزيــن هــذه اللغــات والثقافــات يف جمــاالت عقليـ ٍ‬
‫ـة وحــز ٍم عــن بعضهــا البعــض‪ ،‬ولكنهــا تكــون يف جمموعهــا كفــاء ًة‬ ‫ـة بدقـ ٍ‬‫منفصلـ ٍ‬
‫اتصاليـ ًة تســهم فيهــا كافــة املعــارف والتجــارب اللغويــة‪ ،‬وتكــون اللغــات فيهــا‬
‫متداخلــة ومتشــابكة‪ (((».‬القصــد مــن خــال عمليــة تعلــم اللغــات إذن‪ ،‬ومــن‬
‫وجهــة نظــر هــذا اإلطــار‪ ،‬أن تتســم اللغــة بــروح املثاقفــة والتالقــح احلضــاري‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بوتقــة تتحــاور‬ ‫يف مســعى إلدمــاج املعــارف البرشيــة والرتاثيــة لتنصهــر يف‬
‫وتتآلــف فيــا بينهــا عــى أســاس لغــة املصالــح اإلنســانية العليــا املشــركة‪ ،‬وقــد‬
‫يكــون يف هــذا االنصهــار اللغــوي إرقــاء للســام العاملــي املنشــود‪.‬‬
‫هــذا مــن الناحيــة الثقافيــة أو الرؤيــة السياســية التــي ينتهجهــا اإلطــار يف‬
‫حيــزه الثقــايف‪ ،‬أمــا عــن اخلطــوات الرتبويــة التــي يرتئيهــا مــن أجــل إيصــال‬
‫الكفايــات وإكســاهبا الطــاب‪ ،‬فمــن املمكــن اســتنباط اخليــوط العريضــة أو‬
‫األساســية التــي ارتآهــا مــن أجــل هــذا الســبيل البيداغوجــي(((‪ ،‬والتــي تتجــى ‬
‫بــاآليت‪:‬‬
‫أ‪ -‬املنىح املرتكز على السلوك(((‪:‬‬
‫إنســاين يفــرض أن يتكــون‬
‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫نشــاط‬ ‫يؤمــن اإلطــار األورويب بــأن اللغــة‬
‫كتــرف أو عمــل حمايــث يف املجتمعــات‪ ،‬وانطال ًقــا مــن هــذه الرؤيــة آمــن‬
‫اإلطــار بــأن العمــل اللغــوي ميــداين واقعــي‪ ،‬عــى أســاس أن تُســتمد معارفه من‬
‫األرضيــة االجتامعيــة للنــاس‪ ،‬وأن يذهــب املتعلــم بنفســه للبحــث عــن معــارف‬
‫اللغــة بعــد أن تتيــح لــه مفاهيــم اإلطــار البوصلــة التــي هيتــدي هبداهتــا إىل ســبيل‬
‫املعــارف والكفايــات اللغويــة؛ «وبوجــه عــام فــإن املبــدأ املختــار هنــا عمــي أو‬
‫موجــه بحســب الفعــل‪ ،‬حيــث إنــه يعتــر مســتخدمي اللغــة ودارســيها يف املقــام‬
‫((( جملس التعاون الثقايف األورويب‪ ،‬اإلطار املرجعي العام للغات‪ ،‬تر‪ :‬عال عادل عبد اجلواد وآخرين‪،‬‬
‫دار إلياس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص‪.17:‬‬
‫((( ‪ ،Pedagogie‬نظرية تطبيقية للرتبية تستمد مفاهيمها من علم النفس وعلم االجتامع‪.‬‬
‫((( جعل العمل الرتبوي ينتمي إىل بيئة حمددة يف الترصفات والتعامل‪.‬‬

‫‪864‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫األول أشــخاص فاعلــة يف املجتمــع‪ ،‬أي أهنــم أعضــاء يف املجتمــع وجيــب عليهــم‬
‫طب ًقــا لظــروف حمــددة ويف نواحــي وجــاالت عمليــة خاصــة القيــام بمهــام‬
‫اتصاليــة وليــس فقــط وظائــف لغويــة»(((‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكفاءة اللغوية االتصالية‪:‬‬
‫يــويل اإلطــار األورويب األمهيــة القصــوى للكفــاءة االتصاليــة معــدًّ ا إياهــا‬
‫كاهلــدف الــذي ُأ ْخــرج أو ُأبــرم اإلطــار مــن أجلــه؛ ومــن أجــل ذلــك يتوخــى يف‬
‫معايــره كافــة هــذا املبــدأ‪ ،‬وينطلــق منهــا يف أعاملــه التدريســية‪ ،‬فاملبــدأ االتصــايل‬
‫حــارض مــن ضمــن املنهجيــة األســاس لإلطــار؛ هــذه الكفــاءة تقــوم عىل أسـ ٍ‬
‫ـاس‬
‫ـي‪ ،‬أي إجــادة مــا يتلقفــه املتعلــم ويكتســبه مــن خمرجــات معرفيــة يف اإلطار‬ ‫وظيفـ ٍّ‬
‫التــداويل‪ -‬املجتمعــي العــام‪ ،‬فالكلــات ُو ِجــدت ل ُت َط َبــق و ُيعمــل هبــا يف حيــزٍ‬
‫ـارش حمكــوم بالعالقــات التــي تتآلــف حتــت عنــوان اللغــة اجلديــدة؛‬ ‫ـي مبـ ٍ‬‫اجتامعـ ٍّ‬
‫«ويمكــن كذلــك أن نفــرض أن التنظيــم اإلدراكــي حلصيلــة الكلــات وحفــظ‬
‫األقــوال املأثــورة وخالفــه يتعلــق بالســات واخلصائــص الثقافيــة للمجتمــع أو‬
‫للمجتمعــات اللغويــة التــي نشــأ هبــا املــرء وتك َيــف عليهــا وتعلــم هبــا»(((‪.‬‬
‫‪)language activities(:‬‬ ‫ج‪ -‬األنشطة اللغوية االتصالية‬
‫مــن أجــل تكامــل الكفــاءة اللغويــة االتصاليــة وابتغــاء جتليهــا تطبيق ًّيــا يف‬
‫مواضــع ملموســة مــن لــدن املتعلمــن؛ نجــد أن األنشــطة اللغويــة قــد احتلــت‬
‫حيـ ًـزا مهـ ًّـا لــدى اإلطــار‪ ،‬الــذي ارتــأى نظــرة جتديديــة خاصــة مــن أجــل هــذا‬
‫املوضــوع حتديــدً ا؛ ولألنشــطة مهــام ال تقــف عنــد تثبيــت املعــارف املكتســبة‬
‫والكفايــات فحســب‪ ،‬بــل تؤهــل متلقيهــا ليصــل إىل احليــز التطبيقــي امليــداين‪،‬‬
‫فهــي تطبيقــات تدخــل يف صلــب االهتاممــات واحلاجــات وتنقــل املــرح‬
‫التواصــي –حيــث ســيجري اســتخدام اللغــة‪ -‬إىل متنــاول الطالــب بغيــة‬
‫االعتيــاد عــى نمطيتــه والعمــل بروحيتــه‪ .‬وحــري بالذكــر أن هــذه النشــاطات‬
‫تؤســس لشــبكة تواصليــة بــن املتلقــن؛ «(‪ )،‬ويتمتــع هــذا التفاعــل بأمهيــة‬
‫ُكــرى ســواء يف االســتخدام العــام للغــة أو دراســتها؛ وذلــك ألنــه يــؤدي ً‬
‫دورا‬
‫رئيســا يف االتصــال بــن األفــراد»(((‪ .‬مــن املالحــظ أن الكفــاءة االتصاليــة‪-‬‬ ‫ً‬
‫الوظيفيــة بالنســبة إىل اللغــة مبــدأ منتهــج ومســار عــام يمــي اإلطــار يف تأمينــه‬
‫للمتعلمــن‪ ،‬فهــو حاجــة أساســية مرومــة لذلــك ال يتأخــر اإلطــار يف تأمــن هذه‬
‫وإن كانــت عــر الطــرق التقنيــة أو اإللكرتونيــة؛ «إن الــرورة ملحــة‬ ‫املســائل ْ‬
‫((( اإلطار األورويب‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫((( م‪.‬ن‪ ،‬ص‪.25 :‬‬
‫((( م‪.‬ن‪ ،‬ص‪.26 :‬‬

‫‪865‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫لتوظيــف تقنيــات التعليــم واملســتحدثات التقنيــة‪ ،‬وبنــاء شــبكات معلوماتيــة‬


‫متخصصــة يف جمــال تدريــس اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن هبــا»(((‪.‬‬
‫د‪ -‬املهام االتصالية‪ ،‬االسرتاتيجيات والنصوص‪:‬‬
‫كل مشــركًا‪ ،‬بحيــث تكــون‬ ‫يعــد اإلطــار األورويب لتدريــس اللغــات ًّ‬
‫مجيــع موضوعاتــه وحلقاتــه متصلــة ومتناســقة فيــا بينهــا؛ فهــو يعتمــد يف توزيــع‬
‫ـدف إكســايب للغــة باآلخــر‪ ،‬لــذا‬ ‫أهدافــه عــى التــدرج الســليم‪ ،‬ويوحــي كل هـ ٍ‬
‫نالحــظ أنــه يربــط املســألة االتصاليــة باســتحصال الكفــاءة اللغويــة‪ ،‬ويقــول‬
‫بــأن العالقــة توافقيــة بــن األمر ْيــن‪ ،‬فكلــا زادت الكفــاءة أصبــح التواصــل‬
‫أكثــر نجع ـ ًة وإثـ ً‬
‫ـارا‪ ،‬وفائدتــه تتجــى يف مزيــد مــن التطبيــق امليــداين‪.‬‬
‫مــن هنــا كانــت االســراتيجيات الرتبويــة التــي ختطــط لعمليــة اإلكســاب‬
‫اكتناهــي مــن لــدن املتعلــم؛ هــذه‬
‫ٍّ‬ ‫واســتنباطي‬
‫ٍّ‬ ‫تطبيقــي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫اللغــوي‬
‫االســراتيجيات تتوخــى بعــدً ا يف النظــر يقــوم عــى ترقيــة املتعلــم بالتــدرج‬
‫ٍ‬
‫جزئيــة مــن جزئيــات املعرفــة اللغويــة‪ ،‬متهيــدً ا‬ ‫ٍ‬
‫وبشــكل يراعــي كل‬ ‫الســليم‬
‫ـداة ســليمةٍ‬
‫لتحصيلهــا‪ ،‬وهكــذا تنطلــق األمــور مــن األدنــى إىل األعــى عــى هـ ٍ‬
‫واضــح‪ .‬واألهــم يف كل هــذه املســألة التخططيــة هــي النصــوص‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وســبيل‬
‫معايــر انتقائهــا وكيفيــة تقديمهــا وطرائــق تفكيكهــا لفهمهــا‪ ،‬واإلطــار ينتهــج‬
‫هنــج التخصــص يف اختيــار نصوصــه لتؤمــن احلاجــة التداوليــة بالنســبة إىل مــن‬
‫حيتــاج إليهــا‪ ،‬واملالحــظ أن النهــج االتصــايل للكفــاءة اللغويــة هــو األهــم؛‬
‫«وهــو مــا ينســحب بــدوره عــى النصــوص األصليــة والنصــوص التعليميــة‬
‫ألغــراض التدريــس‪ ،‬وكذلــك النصــوص املوجــودة يف الكتــب التعليميــة‪ ،‬أو‬
‫النصــوص التــي يكوهنــا الدارســون بأنفســهم‪ ،‬حيــث أهنــا هــي األخــرى جمــرد‬
‫نصــوص مــن بــن نصــوص أخــرى»(((‪ .‬ومــن املفيــد أن يكــون املتلقــي ملــ ًّا‬
‫بنصــه ومقتن ًعــا بجــدواه‪ ،‬عــى أســاس أن يكــون التواصــل بينــه وبــن النــص‬
‫أول لينطلــق الح ًقــا مــن خاللــه إىل فضــاءات تواصليــة أخــرى»‪ .‬وكانــت‬ ‫ً‬
‫مهمــة القــارئ االقــراب قــدر اإلمــكان مــن املغــزى‪ ،‬عــى وفــق ثقافتــه وذوقــه‬
‫ومــا يتمتــع بــه مــن قــدرة عــى الفهــم والتأويــل‪ ،‬اعتــا ًدا عــى ســياق اخلطــاب‬
‫اللغــوي مــن جهــة ودرجــة الوضــوح أو الغمــوض التــي يتســم هبــا اخلطــاب يف‬
‫إطــار ســياقه اللغــوي ومرجعياتــه»(((‪.‬‬
‫((( املصطفى بو عزاوي‪ ،‬دور التقنيات احلديثة يف تطوير تعلم اللغة العربية وتعليمها لغري الناطقني هبا‪،‬‬
‫أعامل مؤمتر‪( :‬التقنية يف تعليم العربية للناطقني بغريه‪ ،‬مركز عبداهلل بن عبد العزيز‪ ،‬باريس‪ ،‬مكتبة امللك‬
‫عبداهلل‪ ،‬ط‪ ،2016 ،1‬ص‪.47 :‬‬
‫((( اإلطار األورويب‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫((( مسلم حسب حسني‪ ،‬مجاليات النص األديب‪ ،‬دار السياب‪ ،‬لندن‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1‬ص‪.172 :‬‬

‫‪866‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫هــذا متهيــد م َيــر وتعريــف بأبــرز مبــادئ اإلطــار األورويب املشــرك‬


‫لتدريــس اللغــات‪ ،‬ويف القســم اآليت مبــادئ تطبيقيــة ننفــذ مــن خالهلــا إىل صميم‬
‫البحــث وال ســيام اإلجابــة عــن إشــكاليتنا املوســومة بمــدى إمكانيــة إجيــاد البعــد‬
‫املرجعــي لتدريــس اللغــة العربيــة ‪-‬لغ ـ ًة ثاني ـ ًة‪ -‬هبــداة اإلطــار األورويب‪.‬‬
‫ـورا تعريف ًّيــا حــول اإلطــار األورويب وأبــرز األجــزاء التــي‬
‫بعــد أن قدمنــا حمـ ً‬
‫ســتتناوهلا ورقتنــا هــذه‪ ،‬وهــي مــن صلــب فلســفة اإلطــار يف النظــر إىل الشــأن‬
‫ـي كيفيــة انضــواء لغتنــا العربيــة إىل هــذه‬ ‫اللغــوي‪ ،‬نقــارب اآلن وبشـ ٍ‬
‫ـكل منهجـ ٍّ‬
‫العنــارص الرتبويــة‪ -‬اللغويــة‪ ،‬ونالحــظ مــن خــال التطبيــق املبــارش عــى دروس‬
‫وكفايــات لغويــة إمكانيــة حتديــث ومنهجــة أســاليب تقديــم اللغــة العربيــة‬
‫بالنســبة إىل الناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــع العلــم أننــا نتوخــى يف هــذه املقاربــة متعلـ ًـا‬
‫مــن املســتوى املتقــدم‪ ،‬املســتوى الرابــع حتديــدً ا‪ ،‬ليجــري العمــل بروحيــة املنهــج‬
‫الوصفــي‪ .‬وســينصب العمــل هــا هنــا عــى النقــاط التــي نبــارش بأوالهــا‪:‬‬
‫‪ -1‬السلوك‪:‬‬
‫كنــا قــد أثبتنــا أن الســلوك هــو التــرف اللغــوي‪ ،‬أي كيــف تصبــح اللغــة‬
‫ـارش‪ ،‬عــى قاعدة‬ ‫وحيثي مبـ ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫ـي‬ ‫ســلوكًا وطريقــة حيــاة ينتهجهــا املتعلــم بشـ ٍ‬
‫ـكل حـ ٍّ‬
‫أن اللغــة بنــت احلاجــة‪ ،‬والســلوك ليــس غري ًبــا عــن املباحــث اللغويــة‪ ،‬وقــد‬
‫تناولتــه النظريــات بحــز ٍم وجديــة تــي بأمهيتــه انطال ًقــا مــن تشومســكي وغريه‪،‬‬
‫حتــى أفــرد مــن أجــل هــذه احلالــة اللغويــة مدرســة تدمــج بــن الرتبيــة واللغــة‬
‫وهــي املدرســة الســلوكية‪ .‬ونظـ ًـرا إىل ضيــق املقــام يف هــذه الورقــة عــاوة عــن‬
‫التعريــف الــذي ذكرنــاه آن ًفــا‪ ،‬مــن املمكــن البــدء بالعمــل التحليــي – التطبيقــي‬
‫ـة ثانيـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫عــى كفايــة مــن كفايــات اللغــة العربيــة يقــوم املتعلــم هلــذه اللغــة كلغـ ٍ‬
‫بالتعامــل معهــا واالحتيــاج إليهــا عىل الــدوام‪ ،‬فالكفاية ترتســخ ســلوكًا بحســب‬
‫مــدى احتيــاج متعلــم اللغــة إليهــا وعــى أســاس ســعة اكتســاهبا؛ «وذلــك حــن ‬
‫نضــع املتغــرات يف أوضــاع مســموح هبــا ونبــن خصائــص التغيــرات اللغويــة‬
‫التــي تنبــع مــن وضــع هــذه املتغريات»(((‪.‬والتغيــرات هنــا تســتجدى يف ســلوك‬
‫ــلق عــى ‬ ‫ٍ‬
‫ٍجديــدة عــى عاداتــه التــي س ِ‬ ‫املتعلــم‪ ،‬الــذي يبــدأ بإضافــة عــادة‬
‫ُ‬
‫هنجــا فكر ًّيــا‬
‫أساســها لغو ًّيــا‪ ،‬فيدخــل هــذه اللغــة يف خضــم الترصفــات لتكســبه ً‬
‫ثقاف ًّيــا متجــد ًدا بموجبــه يتســنى لــه التعامــل اللغــوي الســليم مــع املواقــف كافة‪.‬‬
‫وأمامنــا اآلن درس مــن دروس اللغــة العربيــة‪ ،‬عــى أن جتــري املقاربــة بروحيــة‬
‫العمــل الســلوكي وغــرس التــرف اللغــوي يف كيــان املتعلــم‪ .‬والــدرس هــو‬

‫((( نعوم تشومسكي‪ ،‬اللغة ومشكالت املعرفة‪ ،‬تر‪ :‬محزة بن قبالن املزيني‪ ،‬دار توبقال‪ ،‬املغرب‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،1990‬ص‪.101:‬‬

‫‪867‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫التلخيــص والتفصيــل (اإلجيــاز واإلطنــاب وعالقتــه باخلــر التواصــي)‪ .‬كيــف‬


‫ينجــز متعلــم اللغــة العربيــة لغــة ثانيــة مواقفــه التواصليــة ضمــن سـ ٍ‬
‫ـلوك عــا ٍّم‬
‫ـخ فيــه؟ ومــا الســبيل للموازنــة التلفظيــة بحســب حاجــة املتعلــم أو مــا‬ ‫مرتسـ ٍ‬
‫يعــرف يف الــراث اللغــوي األصــويل بـ(مقتــى احلــال)؟ وإىل أي مــدى تكــون‬
‫اللغــة العربيــة مطواعــة يف جمــاالت تلبيــة رغبــات املتعلــم واحتياجاتــه كافــة؛‬
‫ســواء أكانــت ماديــة أم شــعورية بــن فلســفتَي اإلجيــاز واإلطنــاب يف اللغــة؟‬
‫ـعة وتنتمــي إىل تنظــر تارخيــي تصــدت لــه غــر ‬ ‫ـألة واسـ ٍ‬
‫نحــن أمــام مسـ ٍ‬
‫مدونــة عربيــة أصوليــة‪ ،‬ولعــل أبــرز هــذه املدونــات األصوليــة وجدناهــا عنــد‬
‫(عبــد القاهــر اجلرجــاين)‪ ،‬والســيام يف كتابــه (دالئــل اإلعجــاز)‪ ،‬عنــد تناولــه‬
‫القضيــة ‪-‬أي اإلجيــاز واإلطنــاب‪ -‬مــن بــاب تيســر احلــدث التواصــي وإيفــاء‬
‫الــكالم غرضــه مــن التلفــظ‪ .‬ومــا يعنينــا مــن كالم اجلرجــاين بضعــة مالمــح‬
‫ركــزت عــى هــذه القضيــة مــن حيــث تلبيــة أغــراض املتكلمــن فحســب؛‬
‫وذلــك مــن أجــل ربطهــا بالقضيــة التلفظيــة((( الح ًقــا؛ وصــولً إىل إفــادة متعلــم‬
‫العربيــة لغــة ثانيــة منهــا‪ .‬أمــا اإلجيــاز بحســب اجلرجــاين‪« :‬هــو بــاب دقيــق‬
‫املســلك‪ ،‬لطيــف املأخــذ‪ ،‬عجيــب األمــر‪ ،‬شــبيه بالســحر‪ ،‬فإنــك تــرى بــه تــرك‬
‫الذكــر أفصــح مــن الذكــر‪ ،‬والصمــت عــن اإلفــادة أزيــد لإلفــادة‪ ،‬وجتــدك أنطق‬
‫مــا تكــون بيا ًنــا إذا مل تبــن»(((‪ .‬مــن األمهيــة يف مــكان بالنســبة إىل ناطــق العربيــة‬
‫أن يســتثمر هــذه اخلاصيــة الديناميــة‪ ،‬نقــول بأهنــا ديناميــة بالعــودة إىل حســن‬
‫التــرف وحــل مشــكلة التواصــل التــي قــد تنشــأ يف مواقــف معينــة ال حتتــاج إىل‬
‫ـد مــن الدعــم‬‫كثــر مــن الــكالم‪ ،‬فيكــون االختصــار عندهــا ســيد الــكالم‪ .‬وملزيـ ٍ‬
‫األصــويل نلجــأ إىل كالم ابــن األثــر حــول قضيــة االختصــار أو اإلجيــاز؛ « هــو‬
‫مــا حيــذف منــه املفــرد واجلملــة لداللــة فحــوى الــكالم عــى املحــذوف‪ ،‬وال‬
‫يكــون إال فيــا زاد معنــاه عــى لفظــه»(((‪ .‬للحــذف واالختصــار بعــد معنــوي إ ًذا‬
‫يف بــال املتكلــم يبتغــي اإلفصــاح عنــه‪ ،‬لكــن بــأداة التواصــل الســيميائي‪ ،‬بحيــث‬
‫تكتنــف املحذوفــات شــيفرات تواصليــة يتواضــع عليهــا بالتــداول بــن جمموعــة‬
‫متلقــن‪.‬‬
‫ال يســتغرب متعلــم اللغــة العربيــة لغــة ثانيــة هــذا األمــر‪ ،‬بــل رسعــان مــا‬
‫ـم قليـ ٍ‬
‫ـل مــن‬ ‫ينتهجــه‪ ،‬وقــد يشــعر بالفــرق املمتــع عــن لغتــه األم‪ ،‬فهــو اآلن‪ ،‬وبكـ ٍّ‬

‫وهو املصطلح الفرنيس الذي أشار إليه األلسني السويرسي شارل بايل (‪-1865‬‬ ‫‪Enonciation‬‬ ‫(((‬
‫‪.)1947‬‬
‫((( عبد القاهر اجلرجاين‪ ،‬دالئل اإلعجاز يف علم املعاين‪ ،‬تح‪ :‬حممد شاكر‪ ،‬مطبعة املدين‪ ،‬مرص‪ ،‬ط‪ ،1992 ،3‬ص‪:‬‬
‫‪.106‬‬
‫((( ضياء الدين بن األثري‪ ،‬املثل السائر‪ ،‬تح‪ :‬أمحد احلويف‪ ،‬دار هنضة مرص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.211 :‬‬

‫‪868‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫الــكالم‪ ،‬يعــر عــن كثـ ٍ‬


‫ـر مــن املعــاين‪ ،‬هــذا األمــر ســريح املتعلــم ويتعــرف عــى ‬
‫ســاحة اللغــة ومكانتهــا االنرساحيــة والســيام عنــد سياســة امللفوظــات وتفاعــل‬
‫ـوي مــرو ٍم بحســب‬ ‫احلــاالت التلفظيــة بــن ثنايــا الــكالم لإلتيــان بغـ ٍ‬
‫ـرض معنـ ٍّ‬
‫احلاجــة‪ .‬وهنــا يــأيت لعلــم التلفــظ الــدور األكــر إلدخــال هــذه التقنيــة يف فهــم‬
‫املتعلــم وتوضيحهــا‪.‬‬
‫قامــت التلفظيــة مــع ازدهــار علــم اللغــة احلديــث (األلســنية)‪ ،‬وأول مــا‬
‫ـي؛‬ ‫اهتمــت بــه قضيــة تآلــف احلــاالت التلفظيــة مــن أجــل ســد غـ ٍ‬
‫ـرض تواصـ ٍّ‬
‫ومــا أوجــه الــكالم املعتمــدة واملتناســبة مــع كل مقــام مــن املقامــات القوليــة‪،‬‬
‫وتبنــي منواهلــا عــى أســس ثالثــة موضحــة يف الرســم اآليت‪:‬‬
‫حاجة استهالكية‪ -‬حاجة طبابية‪ -‬حاجة استداللية‪.‬‬
‫الغرض التواصيل‬
‫اسم منتج‪ -‬اسم دواء‪ -‬اسم شارع‪.‬‬ ‫(املقام)‬
‫أريد‪ -‬أشعر‪ -‬أين‪ -‬هل‪.‬‬
‫احلاجة التلفظية‬
‫(الكم اللغوي املروم) موسوم تلفظي متعارف عليه‪ -‬تداول لفظي‪ -‬تبديل صويت‪.‬‬
‫الفهم‪ -‬اإلجابة‪ -‬التلبية‪ -‬التحقق‪.‬‬
‫التناسب‬
‫(مقام القول التداويل) الفرض‪ -‬اهلدف‪ -‬املنفعة القولية (وسم احلاجة الوظيفية امللموسة‬
‫بالكالم)‪.‬‬

‫ويقــوم التلفــظ عــى مراعاة احلــاالت املرجعيــة بالنســبة إىل عمليــة التواصل‬
‫اللغــوي‪ ،‬أي رد كالم ِ‬
‫املرســل إىل معــان يتوخاهــا وقــد يومــئ هبــا إيــا ًء‪ ،‬وهنــا‬
‫ـرا للجهــد التلفظــي‬ ‫وواضحــا يف غرضــه املــراد‪ ،‬توفـ ً‬
‫ً‬ ‫ـارشا‬
‫حيتــاج إىل أن يكــون مبـ ً‬
‫وتيســرا للمعنــى‪ ،‬لكنــا التيســر يف هــذه احلالــة مــن الــكالم يقتــي الفــن‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫اإلجيــازي؛ ويف هــذا تطابــق مــع مبــدأ مــن مبــادئ اللغــة العربية املشــار إليــه آنفا‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬متعلــم العربيــة لغـ ًة ثانيـ ًة أمــام مفعولـ ْـن مندجمـ ْـن بــن األصالــة واحلداثــة؛‬
‫هــذان املفعــوالن يشــكالن فلســفة اســتعاملية للغتــه اجلديــدة‪ ،‬العربيــة‪ ،‬والســيام‬
‫بعــد أن يقيســها ويوازهنــا بحــد العبــارات مــع لغتــه األم‪ ،‬فيالحــظ عــى اإلثــر‬
‫الفــارق التيســري يف التواصــل‪ ،‬وهــو مــا تقدمــه العربيــة دو ًنــا عــن بقيــة اللغات‬
‫التــي يرفــد منهــا املتعلــم‪ .‬إىل جانــب هــذا التيســر تتســاوق العنــارص التلفظيــة‬
‫التحاوريــة‪ ،‬عــاوة عــى وجــود املحــددات الزمكانيــة؛ واحلالــة النفســية التــي‬
‫ــريف التلفــظ‪ ،‬فمــن أوجــز يف كالمــه ود إرســال إشــارة إىل املتلقــي‪،‬‬ ‫تعــري َط َ‬
‫لكــن هــذه اإلشــارة وردت مقوننــة يف ســياق واضــح غرضــه املوضوعــي؛‬
‫«الحظــوا أننــي حينــا أحــدد رشوط حقيقــة اجلملــة هبــذه العبــارات فإننــي ‬
‫بذلــك أســمي املســتعملني (متحدثــن وخماطبــن) الذيــن تصبــح اجلملــة ملفو ًظا‬
‫بوســاطتهم‪ ،‬وأملــح إىل الزمــان واملــكان اللذ ْيــن أنتــج امللفــوظ فيهــا‪ ،‬باإلضافــة‬

‫‪869‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫إىل أننــي أقــول شــي ًئا عــا قــد يفعلــه املتحــدث حــن يلفــظ اجلملــة»(((‪.‬‬
‫إن لفوائــد اإلجيــاز والنظريــة التلفظيــة بالنســبة إىل مبــدأ الســلوك الــذي‬
‫أرســاه اإلطــار األورويب‪ ،‬ثــرو ًة لغويــة مــن صلــب علــوم لغتنــا العربيــة‪ ،‬ومبــدأ‬
‫تقــوم عليــه يف تعلميتهــا‪ ،‬وهكــذا يــزرع املتعلــم التيســر اللغــوي يف ســلوكه‬
‫وترصفــه عندمــا يتعاطــى هبــذه اللغــة‪ ،‬فيســهل عليــه االســتحصال عــى أغراضــه‬
‫ومــا يبتغيــه دون تكلفــة احلــرج‪ ،‬أو االرتبــاك أو اإلحســاس بالقصــور اللغــوي‪،‬‬
‫فيبــدأ بنشــاط لغــوي أويل‪ ،‬ويكــون هــذا األمــر أشــبه بالــوالدة اللغويــة لديــه‪،‬‬
‫وهــو يف طــور مــن الرتاكــم املعــريف‪ ،‬الــذي ســيدعم كفاءتــه الح ًقــا‪ ،‬فيبقــى عــى ‬
‫ديــدن التلفــظ التيســري لكــن بمزيــد مــن األرحييــة يف اســتخدام العبــارات‬
‫وامللفوظــات‪ ،‬وعليــه فــإن اللغــة بكياهنــا التلفظــي احلــواري‪ -‬املقامــي‪ ،‬وفهــم‬
‫املوضــوع أو احلاجــة اللغويــة‪ ،‬تصــدر مقامــات تواصليــة تفــي بغــرض متعلمهــا‬
‫بيــر‪ ،‬مــا يســاعده عــى غــرس الســلوك بعــد تســهيل أمــر التعاطــي‪ ،‬والح ًقــا‬
‫يــأيت دور الرتاكــم‪ ،‬وهكــذا نلتمــس منهجيــة اإلطــار األورويب يف تعلميــة اللغات‬
‫مــن الوحــدة الصغــرى التواصليــة إىل الكــرى؛ وهــذا املبــدأ موجــود يف لغتنــا‬
‫العربيــة وهــي التــي تعتمــد فلســفة (خــر الــكالم مــا قــل ودل)‪ .‬‬
‫‪ -2‬الكفاءة اللغوية‪:‬‬
‫نــرد اآلن إىل مبــدأ جديــد مــن مبــادئ اإلطــار األورويب يف تعلميــة اللغات‪،‬‬
‫وهــو مبــدأ الكفــاءة اللغويــة‪ .‬فمــن بعــد غــرس الســلوك اللغــوي يف حــدس‬
‫املتعلــم اللغــوي‪ ،‬عــى أن يقــوم هــذا الســلوك عــى التــرف اللغــوي احلــديس‬
‫ـول إىل األغــراض‪ ،‬ال بــد هلــذا الســلوك أن يرتاكم‬‫امليــر مــن ناحيــة التلفــظ وصـ ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل مطــرد ومتســار ٍع بعــد‬ ‫مــع املتعلــم وأن يزيــد الزخــم اللغــوي لديــه‬
‫ـتعمل أو متـ ً‬
‫ـداول؛ وهنــا ينبغــي التنويــه بــأن التنظــر املكتســب‬ ‫أن يصبــح مسـ ً‬
‫يتســاوق مــع التطبيــق امليــداين‪ ،‬فيحصــل أمــام متعلــم العربيــة أن تشــهد مهاراتــه‬
‫وغرســا قوامــه االعتيــاد والتطبيــق املبارش ْيــن؛ فالكفــاءة عنــد‬
‫ً‬ ‫مخــا‬
‫اللغويــة ز ً‬
‫اإلطــار األورويب بنــت املجتمــع والتطبيــق وال بــد هلــا مــن ســلوك يرفــد هــذه‬
‫العلــوم وخيرجهــا مــن ملكــة املتعلــم‪.‬‬
‫مســألة الكفــاءة اللغويــة ليســت غريبــة عــن علــوم اللغــة العربيــة‪ ،‬بــل إهنــا‬
‫مــن األكثــر أمهيــة يف اجلوانــب البيداغوجيــة والرتبويــة التــي تتوخاهــا هــذه اللغة‬
‫يف إكســاهبا الفــرد العلــوم العربيــة مــن أصــول وبالغــة ورصف ونحــو‪ ،‬بــا معناه‬
‫أن األصوليــن مل يغفلــوا هــذا اجلانــب بــل خاضــوا فيــه الكثــر مــن التجــارب‬

‫((( جان سريفوين‪ ،‬امللفوظية‪ ،‬تح‪ :‬قاسم املقداد‪ ،‬احتاد الكتاب العرب‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.17 :‬‬

‫‪870‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫واملباحــث‪ ،‬وهــذا مــا تلقفــه الح ًقــا باحثــو الرتبيــة اللغويــة احلديثــن مــن مثــل‬
‫بياجيــه وتشومســكي وبنفينيســت‪ ،‬هــؤالء عــادوا إىل حقــول التغذيــة اللغويــة‬
‫وهنلــوا منهــا جتارهبــم‪ ،‬ليثبتــوا أن العــرة ليســت يف حشــو املعلومــات فحســب؛‬
‫بــل يف تشــكيلها قــوة لغويــة ختــدم الغــرض التواصــي لــدى املتلقــي‪ ،‬وهــا هــو‬
‫اإلطــار األورويب يقــر بــأن اللغــة بمعارفهــا ُو ِجــدت للتطبيــق واالســتعامل‬
‫عندئــذ تواصليــة‪ ،‬لذلــك عــى مــن يتعلــم اللغــات‬ ‫ٍ‬ ‫والتواصــل‪ ،‬والكفــاءة‬
‫الثانويــة عــن لغتــه األم‪ ،‬أن يــدرك هــذا املبــدأ ويســتجديه‪ ،‬وعــى املناهــج التــي‬
‫تقــدم لــه خدمــة هــذا املبــدأ مــن الكفــاءة ومراعاتــه باملطلــق‪ ،‬فكيــف يقــوم‬
‫متعلــم اللغــة العربيــة لغــ ًة ثانيــة بتطبيــق كفاءاتــه اللغويــة املعرفيــة؟ وإىل أي‬
‫مــدى يبــدو هــذا املبــدأ التطبيقــي بالنســبة إىل الكفايــات واملعــارف املجــردة قائـ ًـا‬
‫وموجــو ًدا يف فلســفة اللغــة العربيــة البيداغوجيــة بــا يتوافــق مــع رؤى اإلطــار‬
‫األورويب لتعليــم اللغــات؟‬
‫مــن أجــل اإلجابــة عــن هــذه التســاؤالت نرجــع إىل روافــد أصوليــة‪،‬‬
‫ومــن بعــد ذلــك إىل احلداثيــن‪ ،‬ومــن َثــم جيــري نو ًعــا مــن التطبيــق امليــر عــى ‬
‫كفايــة لغويــة‪ ،‬أمــا عــى صعيــد الرافــد األصــويل فمــن املمكــن الركــن إىل مــا‬
‫قالــه (ابــن جنــي) يف معــرض الوصــف لتــرف العــريب فيــا حيــوزه يف جعبتــه‬
‫اللغوي��ة أو حصيلتهــ م��ن مـ�واد معـ�دة لالس�تـخدام بحك��م االس��تعامل‪« :‬وهــذا‬
‫ـى أنــم قــد يســتعملون مــن الــكالم مــا غــره آثــر يف نفوســهم منــه؛‬‫يد ُلــك عـ َ‬
‫ــحا عــى مــا جشــموه فتواضعــوه أن‬ ‫وش ًّ‬‫ســع ًة يف التَفســح وإرخــا ًء للتنفــس‪ُ ،‬‬
‫يتكارهــوه‪ ،‬فيلغــوه ويطرحــوه‪ ،‬فاعــرف ذلــك مذه ًبــا هلــم وال تطعــن عليهــم‪،‬‬
‫متــى ورد عنهــم يشء منــه بــاب يف مجــع األشــباه مــن حيــث يغمــض االشــتباه‪،‬‬
‫ـاج متابــه إىل فقاهــة يف النفــس ونصاعــة مــن‬‫ـن؛ حيتـ ُ‬ ‫ـور مــن اللغــة بطـ ٌ‬
‫هــذا غـ ٌ‬
‫الفكـ�ر‪ ،‬ومسـ�اءلة خاصيـ�ة ليسـ�ت بمبتذلـ�ة وال ذات هجنـ�ة» ‪.‬‬
‫(((‬

‫يــدور كالم ابــن جنــي حــول متعلــم جييــد التأمــل والتفكــر اللغــوي‪،‬‬
‫وبــات يتقــن كـ ًّـا معينًــا لــه مــن أصــول اللغــة ومعارفهــا ليصــار بــه الوضــع‬
‫التواصــي –عنــد احلاجــة‪ -‬إىل حســن التــرف ورياضــة النفــس عــى إلبــاس‬
‫احلاجــة زهيــا اللغــوي املتناســب؛ إذ إن ابــن جنــي كان يتوجــه يف خطابــه نحــو‬
‫املتأمــل العاكــف عــى العلــوم اللغويــة‪ .‬واملتأمــل يف مقامنــا هــذا هــو (أعجمــي)‬
‫بالنظــر إىل ثقافــة األصوليــن‪ ،‬أي فــرد ال يملــك خلفيــة لغويــة وقــد ورد لتعلــم‬
‫العربيــة‪ ،‬ومــن وحــي فلســفة اإلطــار األورويب نســتنتج أن هــذا الوضــع طبيعــي‬
‫بالنســبة إىل املتعلــم‪ ،‬أن يعمــل العقــل وتشــغله حاجــة التواصــل ورياضــة النفس‬
‫((( أبو الفتح عثامن ابن جني‪ ،‬اخلصائص‪ ،‬تح‪ :‬حممد عيل النجار‪ ،‬اهليئة املرصية العامة للكتاب‪ ،‬مرص‪،‬‬
‫ط‪ ،3‬ج‪ ،3:‬ص‪.319 :‬‬

‫‪871‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫وتدريبهــا عــى تلبيــة احلاجــة واألشــياء بوســاطة لغويــة تداوليــة يأنفهــا فيجــود‬
‫هبــا‪.‬‬
‫ـد عــن هــذه األجــواء األصوليــة انطلــق احلداثيــون مســتغلني‬ ‫وليــس ببعيـ ٍ‬
‫ســاحة اللغــة العربيــة ومكاناهتــا الواســعة يف هــذا اإلطــار‪ .‬ولــو شــئنا التفصيــل‬
‫احلداثــي لــكان لنــا مــن أنمــوذج اللســاين (تسومســكي)((( دليــل عــى هــذا‬
‫الــكالم‪ .‬وحــري أنــه قــد اســتفاد مــن الرافــد العــريب األصــويل يف إرســاء فلســفته‬
‫اللســانية؛ وهــو قــد كان متقار ًبــا ومتقاط ًعــا يف العديــد مــن أعاملــه ووصفياتــه‬
‫بالنســبة إىل اللغــة مــع (ابــن خلــدون)((( صاحــب كتــاب (املقدمــة)؛ وقــد عمــل‬
‫عــى هــذه املقاربــة بــن الطرفـ ْـن غــر باحــث عــريب حديــث‪ ،‬لعــل أمههــم هــو‬
‫(ميشــال زكريــا)(((‪.‬‬
‫وبمزيــد مــن التعمــق يف هــذه الدراســة‪ ،‬مــن املمكــن اســتطالع كالم‬ ‫ٍ‬
‫تشومســكي حــول مســألة الكفــاءة اللغويــة‪ ،‬إذ يقــول‪« :‬إن كل مــن يمتلــك لغــة‬
‫ـورة مــا‪ ،‬تنظيــم قواعــد حتــدد الشــكل الصــويت‬ ‫معينــة قــد اكتســب يف ذاتــه وبصـ ٍ‬
‫للجملــة وحمتواهــا الــداليل اخلــاص‪ .‬فهــذا اإلنســان قــد طــور يف ذاتــه مــا نســميه‬
‫بالكفايــة اللغويــة‪ (((».‬ثمــة أصــول إ ًذا ال بــد للمتعلــم أن حيوزهــا بموجــب‬
‫االكتســاب املبدئــي للقواعــد األصوليــة‪ ،‬وال تتفعــل هــذه القواعــد أو تتطــور‬
‫إال بموجــب العمــل امليــداين‪ ،‬حيــث حتتكــم إىل الصوابيــة وجيــري تقويمهــا‬
‫مــن خــال االســتخدام العمومــي‪ .‬وهــذا الــكالم يبــدو متقار ًبــا مــع رؤيــة‬
‫(ابــن خلــدون) اللغويــة‪ ،‬وهــو الواصــف امليــداين املراقــب للغــة مــن خــال‬
‫ـات للنفــس‬‫ـكات صفـ ٌ‬ ‫جتوالــه املجتمعــي‪ -‬امليــداين؛ «والســبب يف ذلــك أن امللـ ِ‬
‫ـوان؛ فــا تزدحــم دفعــة‪ .‬ومــن كان عــى الفطــرة كان أســهل لقبــول امللــكات‬ ‫وألـ ٌ‬
‫وأحســن اســتعدا ًدا حلصوهلــا‪ .‬فــإذا تلونــت النفــس بامللكــة األخــرى وخرجــت‬
‫عــن الفطــرة ض ُعــف فيهــا االســتعداد باللــون احلاصــل مــن هــذه امللكــة‪ ،‬فــكان‬
‫قبوهلــا للملكــة األخــرى أضعــف‪ .‬وهــذا بـ ِـن يشــهد لــه الوجــود»(((‪ .‬يقيــس‬
‫ابــن خلــدون الكفــاءة اللغويــة بأولويــة‪ ،‬مــا يعنــي بــأن الــذي يــود تعلــم اللغــة‬

‫((( ‪ ،Avram Noam Chomsky‬عامل لساين أمريكي وهو رائد النظرية التوليدية والتحويلية‪.‬‬
‫((( ‪ ‬عبد الرمحن بن حممد‪ ،‬ابن خلدون‪ ‬أبو زيد‪ ،‬ويل الدين احلرضمي اإلشبييل ((‪ ،1406 – 1332‬عامل‬
‫تاريخ ولغة واجتامع وتربية‪ ،‬وهو صاحب كتاب (املقدمة) املشهور‪.‬‬
‫((( عــامل وأكاديمــي لســاين لبنــاين‪ ،‬اشــت ُِهر بدراســته لنظريــة تشومســكي التوليديــة والتحويليــة‪،‬‬
‫والكتــاب املقصــود هبــذا املبحــث هــو (امللكــة اللســانية يف مقدمــة ابــن خلــدون) الصــادر عــن دار جمــد‬
‫يف لبنــان‪ ،‬عــام ‪ 1986‬يف طبعتــه األوىل‪.‬‬
‫((( نوام تشومسكي‪ ،‬البنى النحوية‪ ،‬تر‪ :‬يوسف يوئيل‪ ،‬دار جمد‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1967 ،1‬ص‪.126 :‬‬
‫((( ابن خلدون‪ ،‬املقدمة‪ ،‬تح‪ :‬عيل عبد الرمحن وايف‪ ،‬دار هنضة مرص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2014 ،7‬ج‪ ،3‬ص‪:‬‬
‫‪.322‬‬

‫‪872‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫العربيــة لغــة ثانيــة بالتأكيــد ســيصادف فجــوة ســليقية يف ملكتــه اللغويــة‪ ،‬تعرقــل‬
‫أو َتؤخــر انبثــاق اللغــة اجلديــدة‪ ،‬لذلــك ينبغــي البــدء مــن القواســم املشــركة‬
‫بــن اللغــات ومراعاهتــا قبــل املبــارشة بعمليــات التغذيــة؛ وعليــه يؤمــن اإلطــار‬
‫ـا ز ِرع‬
‫األورويب بالفلســفة التقريبيــة االجتامعيــة والثقافيــة بــن لغــات العــامل‪ ،‬فـ ُ‬
‫ســليق ًّيا يف كفــاءة املتكلــم اللغويــة قــد يســتحرض بالتامثــل أو املقارنــة أو التامهــي‬
‫وهكــذا دواليــك‪« ،‬إن مســألة كيفيــة اكتســاب الكفايــة اللغويــة مســألة مهمــة‬
‫جــدًّ ا يف إطــار النظريــة التوليديــة والتحويليــة التــي تســعى إىل وضــع نظريــة‬
‫اكتســاب اللغــة بحيــث حتــدد‪ ،‬ضمــن الكفايــة اللغويــة اخلاصــة بمتكلــم اللغــة‪،‬‬
‫القضايــا الفطريــة والقضايــا املكتســبة‪ ،‬وتــدرس كيفيــة اكتســاب اللغــة وعالقــة‬
‫االكتســاب بالقواعــد الكليــة»(((‪.‬‬
‫ وعــى ســبيل املقاربــة التطبيقيــة املمكنــة‪ ،‬نضــع هــذه العينــة مــن الكفايــات‬
‫األصوليــة يف قواعــد اللغــة العربيــة‪ ،‬والتــي يســتوجب أخــذ العلــم هبــا مــن لــدن‬
‫املتعلــم‪ .‬والعينــة حتــت عنــوان‪:‬‬
‫اإلســناد واالســتبدال اللغــوي (اســتثامرات التوليــد والتحويــل يف‬
‫درس الــكالم وتأليفــه)‪.‬‬
‫النشاطات واملطالب‪:‬‬ ‫األهداف والكفايات‪:‬‬
‫‪ -‬فلســفة الركــن اإلســنادي وماهيــة ‪ -‬مجــل تفــي بالغــرض التمثيــي ‬
‫الكفاءة األوىل‪ :‬ركن اإلسناد وركن التكملة‪.‬‬

‫ومالحظــة متوضعــات الضمــة واإلتيــان‬ ‫ركــن التكملــة‪ .‬‬


‫برســومات تعــن الطالــب‪.‬‬
‫‪ -‬ركــن واحــد= الفعــل والفاعــل‬
‫َخــب مــن احلافظــة‬‫واملفعــول بــه واجلــار واملجــرور ‪ -‬نــص تعليمــي منت َ‬
‫األدبيــة العريضــة‪ ،‬عــى أن جيــري‬ ‫العائدَ ْيــن إىل الفعــل‪ .‬‬
‫العمــل عــى مطالــب احلصــة ضمــن‬
‫‪ -‬العالقات القائمة بني‪ :‬الفعل والفاعل‪ -‬أســئلة متدرجــة مــن تصحيــح اخلطــأ‬
‫إىل التشــكيل‪ ،‬املالحظــة فالتطبيــق ومــن‬ ‫الفعل واملجرورات من بعده أو قبله‪.‬‬
‫‪ -‬ركــن التكملــة (املجــرورات أو َثــم اجلانــب التعبــري‪.‬‬
‫الظرفيــات وعــدم جــواز تعدهيــا عــى ‪ -‬اللجــوء إىل فلســفة ا ُمل َشــجر واعتامدهــا‬
‫ركــن اإلســناد الفعــل فهــي منبثقــة ضمــن هندســية تيســرية يف متنــاول‬
‫املتعلــم‪ .‬‬ ‫عنــه)‪.‬‬

‫((( ميشال زكريا‪ ،‬امللكة اللسانية يف مقدمة ابن خلدون‪ ،‬دار جمد‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪ ،1986 ،1‬ص‪.73 -72 :‬‬

‫‪873‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫النشاطات والتطبيقات‪:‬‬ ‫األهداف والكفايات‪:‬‬

‫الكفــاءة الثانيــة‪ :‬حتويــل الركــن االســمي الكفــاءة الثالثــة‪ :‬حتويــل الركــن االســمي إىل ضمــر (نفــس الكفــاءة الرابعــة‪ :‬اجلملــة االســمية بــن ‬
‫‪ -‬الضامئــر وعالقتهــا بالنســق النــي أو ‪ -‬التعامــل بشــكل وظيفــي مــن خــال‬
‫نــص حيتــوي عــى اإلضــارات‪ ،‬األهــم‬ ‫الرتابــط الســياقي‪.‬‬
‫أن يركــن املتعلــم إىل الســياق فيفهــم‬

‫إىل ضمــر‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفيــة الضامئــر املنفصلــة بــن متكلــم املســائل التــي أودت إىل اســتخدام‬
‫الضمــر ســواء عــى األفعــال أو‬ ‫وخماطــب وغائب‪.‬‬
‫‪ -‬وضعيــة الضمــر املتصــل واكتنــاه األســاء‪ ،‬متهيــدً ا لفهــم العامــل املعنــوي‬
‫املــؤدي إىل عامــل إعــرايب‪ ،‬ومــن‬ ‫ا ُمل َركــب االســمي يف خاللــه‪.‬‬
‫بعــد ذلــك ال بــأس يف التعبــر‪ً :‬‬
‫مجــا‬
‫ونصوصــا‪.‬‬
‫ً‬
‫النشاطات والتطبيقات‪:‬‬ ‫األهداف والكفايات‪:‬‬

‫وأخواهتــا)‪.‬‬
‫‪ -‬شــكل (نفــس) والعــودة إىل ضمــر االتــكال عــى نصــوص يــزاد عليهــا‬
‫واحــد أو التشــعب إىل ضامئــر متعــددة نشــا ًطا يف إدخــال العوامــل االســمية‬
‫بحســب اجلنــس والنــوع والكــم‪ :‬التــي تســتقطب نفــس وأخواهتــا‬
‫بحســب طبيعــة ا ُمل َركَــب‪.‬‬ ‫(نفســه‪ -‬نفســهام‪ -‬نفســهم)‪.‬‬
‫‪ -‬الركــن االســمي وتأمــن وضعيــة‬
‫(نفــس)‪ ،‬مــن مثــل‪ :‬أريــد الرجــل نفســه‪:‬‬
‫الرجــل= نفــس يف هــذه احلالــة‪ .‬‬

‫النشاطات والتطبيقات‪:‬‬ ‫األهداف والكفايات‪:‬‬


‫االبتــداء‪ -‬اإلخبــار‪ -‬النعــت والتوصيــف‪ .‬‬

‫‪ -‬بــن املامهــاة واملحــاكاة والطائفــة نشــاطات حتويليــة عامــة حــول وظيفيــة‬


‫املعجميــة‪ ،‬التمييــز الوظيفــي بــن النعــت النحــو‪ ،‬حتويــل مــن مرفــوع إىل جمــرور‬
‫ومراعــاة الوجــود واحلاليــات (احلــال)‪.‬‬ ‫واخلــر‪.‬‬
‫‪ -‬فلســفة (موجــود) وجعــل الصفــة‬
‫متمحــورة يف الركــن احلــريف‪ ،‬الــكالم‬
‫الوظيفــي بــن متوضــع ووضعيــة نفــس‪-‬‬
‫حركــة؛ مثــال‪:‬‬
‫الرجل يف الدار (موجود)‪.‬‬
‫القلب يف حرية (موجود يف حالة؟)‪ .‬‬

‫‪874‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫النشاطات والتطبيقات‪:‬‬ ‫األهداف والكفايات‪:‬‬

‫ســلمها الرتتيبــي وموقعيــة عنارصهــا‪ ،‬التحويــل‬


‫الكفــاءة اخلامســة‪ :‬أصوليــة اجلملــة وحلنهــا بقيــاس‬

‫والتوليــد نحــو تيســر التأليــف العــريب‪.‬‬


‫‪ -‬االشــتقاق العــريب بــن االســتقامة اللجــوء إىل نصــوص معــدة للتجذيــر‬
‫واالعوجــاج مرايــا يف حتديــد الســليقة واالشــتقاق واحلــر اجلــدويل‪ ،‬مــع‬
‫وإنامئهــا بحســب املعطــى الــداليل‪ ،‬نحــو مراعــاة حــاالت اللحــن والتأصيــل‬
‫وتعبــرا ضمــن أعــال فــرق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حتليــا‬ ‫جعــل الــكالم أكثــر داللــة‪ .‬‬
‫(النــزول إىل العمــل امليــداين)‪ .‬‬

‫يؤمــن اإلطــار األورويب بالتــدرج املعــريف للمكتســب اللغــوي‪ ،‬فيبنــي الكفــاءة‬


‫ـق وخطـ ٍ‬
‫ـوات شــديدة التالحــم والتقــارب فيــا بينهــا‪ ،‬ويبــدأ مــن‬ ‫ـيق دقيـ ٍ‬‫بتنسـ ٍ‬
‫أصغــر اجلزيئــات إىل أكربهــا‪ ،‬عــى أن يتيــح املشــاركة االجتامعيــة للغــة‪ ،‬أي‬
‫النــزول هبــا إىل امليــدان؛ لكــن هــذه احليثيــة امليدانيــة تكــون مدعوم ـ ًة بمنظومـ ٍ‬
‫ـة‬
‫معرفيــة تســاعدها‪ ،‬واللغــة العربيــة ‪-‬وعــى ضــوء مقاربــة تشومســكي وابــن‬ ‫ٍ‬
‫خلــدون‪ -‬حتظــى هبــذه الديناميــة‪ ،‬وحتقــق عنــر االكتســاب امليــداين لطالــب‬
‫اللغــة العربيــة لغـ ًة ثانيــة كــا يــرى منهــاج اإلطــار األورويب يف تعلميــة اللغــات‪.‬‬
‫‪ -3‬قياس األداء ونماذج التقويم‪:‬‬
‫ـول إىل قيــاس‬‫يتابــع اإلطــار األورويب سياســته يف تعلميــة اللغــات‪ ،‬وصـ ً‬
‫األداء ومســتويات التقويــم‪ ،‬فمــن البدهيــي أن يعــرف املتعلــم مســتواه ويقيــس‬
‫كيفيــة تبلــور آدائــه‪ ،‬ويتحــرى عــن وضعــه اللغــوي إىل أي مــدى يشــهد تقد ًمــا‬
‫ملموســا يقيســه يف جتربتــه وتلبيــة حاجاتــه‪ .‬وعــى الرغــم مــن أن هــذه اللغــة لغة‬
‫ً‬
‫ثانويــة لــدى الطالــب إال أن هــذا ال يمنــع حاجتــه أن يعــرف ويعــي كيفية تشــكل‬
‫هــذه التجربــة اجلديــدة وتبينهــا‪ ،‬وإىل أي مــدى غــرت يف ســلوكه وحســنت‬
‫كفاءاتــه وجعلتــه ذا مقــدرة اتصاليــة مــع غــره مــن األقــران املتكلمــن‪ ،‬فاللغــة‬
‫ـل تقــاس بمــدى تلبيتهــا حلاجــة الفــرد‪.‬‬‫أداة تواصـ ٍ‬
‫والتقويــم املنشــود لــدى اإلطــار األورويب ينطلــق مــن دواعــي االســتعامل‬
‫اللغــوي‪ ،‬أو النشــاط الــذي بموجبــه وعــى أساســه تســتخدم اللغــة؛ ويف حــر‬
‫للنشــاطات اللغويــة‪ ،‬نجــد أن اســتعامل اللغــة –بنــا ًء عــى احلاجــة إليهــا‪ -‬لــدى‬
‫متعلــم العربيــة لغـ ًة ثانيــة متمحــورة يف خانــة االســتامع‪ -‬املحادثــة‪ -‬املحــاورة‪-‬‬
‫الكتابــة وال ســيام الكتابــة التقريريــة أو الرتاســلية‪ .‬هــذه املســتويات تنظــم شــبكة‬

‫‪875‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫تقويميــة قياســية مرتابطــة بــن عنارصهــا؛ فالتقويــم عــى أســاس االســتامع لديــه‬
‫أســاليبه‪ ،‬ثــم تكــون املحادثــة بتقنياهتــا‪ ،‬ومــن بعــد ذلــك يــأيت قيــاس املحــاورة‪،‬‬
‫وصــول إىل حمــور النشــاط الكتــايب‪ ،‬وهنــا تدخــل املناحــي‬‫ً‬ ‫وهكــذا دوال ْيــك‬
‫الرصفيــة واإلمالئيــة ويصبــح التقويــم بنــاء عــى الرمــوز وذلــك ألن الكتابــة‬
‫نظــام رمــزي ســيميائي للتعبــر عــن األغــراض بغــر وســيلة النطــق‪.‬‬
‫وهــذا جــدول((( موضــح لألســاليب التقويميــة التــي يعتمــد عليهــا يف‬
‫اللغــة العربيــة والتــي تبــدو متوافقــة إىل حــدٍّ بعيـ ٍ‬
‫ـد مــع فلســفة اإلطــار األورويب‪:‬‬

‫قــد ال حيتــاج قيــاس األداء إىل هــذه املســتويات أو االعتبــارات مجي ًعــا‪ ،‬عــى ‬
‫أســاس أن متعلــم العربيــة لغـ ًة ثانيــة ال يطلــب منــه‪ ،‬عــى األقــل يف أوىل مراحــل‬
‫تلقيــه اللغــوي‪ ،‬أن يــدرك هــذه املســتويات جمتمعــة وال ســيام التعبــر اإلبداعــي‬
‫ـس تعبرييـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬ســواء‬ ‫واألديب ومــا خالمهــا‪ ،‬لكنــه حكـ ًـا ينبغــي أن يتعــرف عــى أسـ ٍ‬
‫أكانــت شــفوية أم كتابيــة‪ ،‬ليتســنى لــه املــي قد ًمــا يف عمليــة التحصيــل وإجــادة‬
‫ٍ‬
‫وجــداين‬
‫ٍّ‬ ‫وبوصــف‬ ‫االســتخدام وبالتــايل مراقبــة هــذه الكفايــات بدافــ ٍع ذا ٍّ‬
‫يت‬
‫يقــوم بــه‪ ،‬حــول مقيــاس التطــور أو التحــول اللغــوي لديــه؛ أيــن مكامــن القــوة‬
‫ليزيــد عليهــا؟ وأيــن مواضــع الضعــف ليدعــم نفســه أو يعــوض أو يغــر طرائــق‬

‫((( خالد حسني أبو عمشة‪ ،‬التعبري الشفهي والكتايب يف ضوء علم اللغة التدرييس‪ ،‬شبكة األلوكة‪ ،‬تاريخ‬
‫الزيارة‪ ،7:23 ،2019/6/28 :‬ص‪.12:‬‬

‫‪876‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫اإلكســاب؟ وهكــذا دواليــك‪.‬‬


‫ومــن ضمــن املقاييــس املعياريــة التــي حيتــاج إليهــا املتعلــم والتــي تبــدو‬
‫عــى نحــو مــن األمهيــة ليتعلمهــا ويتقــن مهارهتــا‪ ،‬وهــي مهــارة املحادثــة‪ ،‬هــذه‬
‫ـد متوافقــة مــع حاجــات الفــرد‪ ،‬فكثــر ممــن يقدمــون‬ ‫املهــارة تبــدو إىل حــدٍّ بعيـ ٍ‬
‫عــى تعلــم اللغــة العربيــة لغــة ثانيــة‪ ،‬يتعلموهنــا ألغــراض وظيفيــة يف حياهتــم‪،‬‬
‫ولعــل وظيفــة التالقــي باآلخريــن واحلــوار معهــم‪ ،‬وال ســيام ألغــراض نفعيــة‪،‬‬
‫هــو األطغــى‪ ،‬مــن مثــل العالقــات الدبلوماســية أو التجاريــة أو الثقافيــة أو مــا‬
‫شــابه‪ ،‬وقــد حــددت املناهــج احلديثــة مقاييــس ومعايــر يقيــس املتعلــم بموجبها‬
‫مــدى إجادتــه ملهــارة التحــادث وحيــدد بموجبهــا مياديــن هــذا األمــر ومفاعيلــه‬
‫يف حياتــه الوظيفيــة العامــة‪« .‬فالتقويــم يتطلــب االســتناد إىل مســتويات تربويــة‬
‫متميــزة‪ ،‬حيــث يســاعد عــى حتديــد مســتويات األشــخاص يف ســات معينــة‬
‫ـكل منهــم مــا يســاعد عــى التعــرف عىل‬ ‫وتصنيفهــم‪ ،‬وف ًقــا للتصنيــف املناســب لـ ٍّّ ٍ‬
‫املســتوى العلمــي للطــاب يف املهــارات والقــدرات األساســية ومــا يعرتهيــا مــن‬
‫تغــر أو حتــول ممــا يــؤدي إىل تصنيــف الدراســن وف ًقــا لقدراهتــم»(((‪.‬‬
‫ـددات؛ ومــن بــاب االقــراح‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـاطات وحمـ‬ ‫والقــدرات ال تــأيت مــن دون نشـ‬
‫للنشــاطات مــن املمكــن أن جتــري عمليــة مراقبــة الهتاممــات الطالــب أو احلقــل‬
‫التخصــي‪ ،‬ثــم رفــد املفــردات الالزمــة مــن أجــل إغنــاء خمزونــه اللغــوي‪،‬‬
‫الســيام تلــك املشــركة مــع إحــدى اللغــات األجنبيــة‪ ،‬مــن بعــد ذلــك يــأيت دور‬
‫ـات سـ ٍ‬
‫ـاعية‬ ‫التغذيــة الراجعــة واملعاملــة باملثيــل احليــوي‪ ،‬وهــذا يقــوم عــى ملفـ ٍ‬
‫مرئيــة مســموعة‪ ،‬كيــف يصنــع املتعلــم الصــوت مــن خــال مــا يــرى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أو‬
‫وبالتــايل يكتشــف شــبكة معجميــة تلفظيــة هائلــة ختولــه حيــازة احلافظــة اللغويــة‬
‫أو احلصيلــة املســاعدة‪ ،‬مــن بعــد هــذه املراحــل جمتمعــة ثمــة حلقــات حواريــة‬
‫وأســاليب تناظريــة ومواضــع حجاجيــة‪ ،‬ينبغــي عــى املتعلــم أن يتلقفهــا ويعتــاد‬
‫عليهــا؛ مــع مــا حييــط هبــا مــن لغــة جســد وحســن متهيــد واختتــام للــكالم‪ ،‬هــذا‬
‫كلــه منــوط باســراتيجية املحادثــة وتأمينهــا؛ وهكــذا حيــوز املتعلــم ملــف عمـ ٍ‬
‫ـل‬
‫حــول وضعــه يف املحادثــة ويعــرف إىل أيــن يمــي يف تقويمــه العــام‪.‬‬
‫ً‬
‫وصــول إىل التقويــم بوجهــه الكتــايب؛‬ ‫وتســتكمل املســارات التقويميــة‬
‫والوجــه الكتــايب هــذا أســاس وحاجــة بــارزة مــن صلــب حاجــات املتعلــم‬
‫يف شــؤونه التواصليــة كافــة‪ ،‬ولــه مناهجــه وأســاليبه مــن إمــاء وتظــام رصيف‬
‫ودرس صــويت عميــق‪ ،‬قــد يؤخــذ باملحــاكاة أو الرتمجــة‪ ،‬عــاوة عــى مــا‬

‫((( حممد عبد الرؤوف الشيخ‪ ،‬معايري تقويم مهارة املحادثة‪ ،‬ندوة‪ :‬معايري مهارات اللغة العربية للناطقني‬
‫بغريها‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.84 :‬‬

‫‪877‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫للســيمياء مــن أثــر يف هــذا النظــام التخطيطــي إذا جــازت العبــارة؛ لكــن ومــع‬
‫ـرا يف غــرس الكفايــة‬ ‫تطــور وســائل العــر والتقانــة‪ ،‬باتــت األمــور أكثــر تيسـ ً‬
‫الكتابيــة‪ ،‬مــن مثــل الطباعــة أو التنضيــد واأللــواح اإللكرتونيــة التفاعليــة‪،‬‬
‫والتــي تثبــت جدواهــا مــع تقــدم العــر‪ .‬زد عــى ذلــك أن للمبــدأ الشــفاهي‬
‫ـا يف إرســاء املبــادئ الكتابيــة‪ ،‬لذلــك متــر عمليــة‬‫بحيثيتــه التعليميــة مكانــة وثقـ ً‬
‫التقويــم الكتــايب بمحطــات تنطلــق مــن اجلــزء إىل الــكل‪ ،‬ومتــي بنظــم مقطعــي‬
‫ـول إىل الوحــدة ال ُكــرى‪،‬‬‫مــن الوحــدة الصغــرى إىل الوحــدات الوســطى وصـ ً‬
‫وقــد جيــوز لنــا وســمها بالرقعــة‪ ،‬هــذه مباحــث وكيفيــات تقويميــة بالنســبة إىل‬
‫الوضــع الكتــايب يضيــق هبــا هــذا املبحــث؛ ووجدنــا أنــه مــن املستحســن املــرور‬
‫ـال قادمــة؛ ومهــا يكــن مــن أمــر فــإن التقويــم‬ ‫عليهــا عســى توســيعها يف أعـ ٍ‬
‫الكتــايب مســألة ال مفــر منهــا أمــام املتعلــم ليتمكــن مــن اســتكامل أهليتــه اللغويــة‬
‫ويقــي حاجاتــه الوظيفيــة كافــة؛ وعــى أي حــال فقــد قــام إســاعيل رمضــان‬
‫بتفنيــد موضــح ألســاليب التقويــم الكتابيــة بنــا ًء عــى هنــج اإلطــار األورويب‬
‫املشــرك؛ وهــو تقســيم مفصــل ومســاعد إىل حــدٍّ بعيـ ٍ‬
‫ـد(((‪.‬‬
‫ً‬
‫اســتكامل للحلقــة التقويميــة بنــا ًء عــى ‬ ‫وهكــذا يشــكل البعــد الكتــايب‬
‫النســق املنتهــج مــن لــدن اإلطــار األورويب؛ مــع احلفــاظ عــى خصوصيــة اللغــة‬
‫العربيــة والســيام بنظامهــا املكتــوب يف هــذا املجــال‪« .‬وبعــد هــذا االســتدراك‬
‫يمكــن القــول –باطمئنــان‪ -‬بــأن الواصفــات الشــارحة لإلطــار األورويب‬
‫مــع اإلضافــة املدرجــة عليــه تشــكل معايــر ضابطــة ملهــارة الكتابــة للناطقــن ‬
‫بغــر العربيــة‪ ،‬وذلــك ألهنــا مجعــت بــن املعايــر العامليــة وخصوصيــة اللغــة‬
‫العربيــة»(((‪.‬‬
‫‪ -4‬املقدرة االتصالية‪:‬‬
‫تســتكمل حلقــات اإلطــار األورويب ومبادئــه بالنســبة إىل تعلميــة اللغــات‬
‫مــع هــذا املقيــاس‪ ،‬ولعــل هــذا املقيــاس لــب اإلطــار وأســاس فلســفته الرتبويــة‬
‫ومنطلقهــا‪ .‬فالتواصــل واالتصــال مبــدأ يتوخــاه اإلطــار املرجعــي لــدى متعلميــه‬
‫كــي يتمكنــوا مــن االرتقــاء باحلــوار اإلنســاين وانفتاح احلضــارات نحــو درجات‬
‫تصــون الســلم العاملــي‪ .‬واالتصــال نمــوذج حديــث مــن األكثــر أمهيــة يف النظــام‬
‫الرتبــوي‪ -‬التعليمــي احلديــث؛ والســيام يف تعلميــة اللغــات‪ ،‬التــي تقــوم عــى ‬
‫قنــوات مقطعيــة‪ :‬صوتيــة‪ -‬تركيبيــة يف إيصــال أفكارهــا ومكتســباهتا وكفاياهتــا؛‬

‫((( ملزيد من االطالع‪ :‬بحث إسامعيل رمضان‪ ،‬املنشور يف ندوة معايري مهارات اللغة العربية للناطقني‬
‫بغريها‪.2018 ،‬‬
‫((( إسامعيل رمضان‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.242 :‬‬

‫‪878‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫وعندئــذ مــن املمكــن احلديــث عــن اســتثامر التكنولوجيــا وعلــوم العــر احلديثة‬
‫يف هــذا املجــال‪ ،‬فعرصنــا اليــوم هــو عــر التكنولوجيــا والوســائل التقنيــة أو‬
‫(التقانــة) واســتثامرها يف التعليــم‪ ،‬ومــن ميــزات اللغــة العربيــة أهنــا تقبــل املناظرة‬
‫واحلجــاج واملحــاورة مــا ينــم عــن مقــدرة اتصاليــة كــرى مــن رحــم أجناســها‬
‫وأنواعهــا األدبيــة جتعــل املتلقــن يتواصلــون بعامدهــا حــول شــتى أغراضهــم‬
‫وموضوعاهتــم‪.‬‬
‫ـكل مــن أشــكال االتصــال منهــا اللفظــي وغــر اللفظــي‬ ‫وهنــاك غــر شـ ٍ‬
‫ويبــذ الباحثــون أن يكــون هــذا‬ ‫(احلركــي) وكذلــك قــد ينضــم إليهــا الكتــايب ُ َ‬
‫الشــكل أي الكتــايب خلي ًطــا بــن اللفظــي واحلركــي ؛ أمــا عــن االتصــال فإنــه‬
‫(((‬

‫حيــاول اخــراق املنظومــة التواصليــة ببعــض الشــؤون التداوليــة التي تلبــي املعنى‬
‫بغــر كيفيــة أو تقنيــة تعــن متعلــم اللغــة العربيــة لغـ ًة ثانيــة‪ ،‬وهــذه مــن مبــادئ‬
‫اإلطــار األورويب‪ ،‬والــذي‪ ،‬كــا أســلفنا الذكــر‪ ،‬يــويل أمهيــة كــرى إىل املعيــار‬
‫االتصــايل‪ ،‬بغــض النظــر عــن حتقــق التلفــظ فيــه مــن عدمــه‪« .‬بيــد أننــا نالحــظ‬
‫أن وظيفــة االتصــال‪ ،‬ليســت دائـ ًـا نقــل املعلومــة أو صناعــة اخلــر ونحومهــا؛‬
‫فربــا اقتــرت وظيفــة االتصــال عــى عمــل جــو مــن املؤالفــة االجتامعيــة التــي‬
‫ـادل للتســليم احلــار أو االحتضــان»(((‪.‬‬ ‫تعــد مؤثـ ًـرا عاطف ًيــا‪ ،‬يبــدو معـ ً‬
‫ُيالحــظ يف هــذا املجــال أن االتصــال رضورة خللــق اجلــو أو املناســبة‬
‫ً‬
‫مدخــا جيــدً ا ومستســا ًغا بالنســبة إىل‬ ‫املؤهلــة للتواصــل؛ وهــذه الوظيفــة‬
‫متعلمــي العربيــة لغــة ثانيــة‪ ،‬ناهيــك عــن خلــق األدوات احلديثــة أو القنــوات‬
‫التــي جتعــل مــن عمليــة بدايــة التــداول اللغــوي ممكنــة إىل حــد بعيــد؛ «وأي‬
‫لغــة مل تدخــل جمــال التقنيــات اإللكرتونيــة‪ ،‬ومل تســتوعب التطــور احلاصــل يف‬
‫تدهــورا وانحطا ًطــا‪ .‬إن مــا‬
‫ً‬ ‫جمــال اإلعالميــات‪ ،‬فــإن مصــر أهلهــا ســيعرف‬
‫يميــز عرصنــا هــو تطــور املعلومــات‪ ،‬ورضورة اإلحاطــة هبــا ملعاجلتهــا وحتليلهــا‬
‫وتنظيمهــا وفهرســتها‪ ،‬األمــر الــذي مل يعــد بإمــكان الطاقــات البرشيــة القيــام‬
‫بــه»(((‪.‬‬
‫ـا يف ظــل‬‫وحــري بالذكــر أن أشــكال االتصــال غــر اللفظــي قــد تكــون حـ ًّ‬
‫االزدواجيــة اللغويــة‪ ،‬أي التــداول بمســتويي العامــي والفصيــح يف جمتمعاتنــا‬

‫((( للمزيد من االطالع واملراجعة؛ كتاب العبارة واإلشارة (دراسة يف نظرية االتصال)‪ ،‬ملحمد العبد‪،‬‬
‫الصادر عن مكتبة اآلداب يف القاهرة‪.‬‬
‫((( حممد العبد‪ ،‬العبارة واإلشارة‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1‬ص‪.10:‬‬
‫((( املصطفى بو عزاوي‪ ،‬دور التقنيات احلديثة يف تطوير تعلم اللغة العربية وتعليمها لغري الناطقني هبا‪،‬‬
‫أعامل مؤمتر‪( :‬التقنية يف تعليم العربية للناطقني بغريه‪ ،‬مركز عبداهلل بن عبد العزيز‪ ،‬باريس‪ ،‬مكتبة امللك‬
‫عبداهلل‪ ،‬ط‪ ،2016 ،1‬ص‪.42 :‬‬

‫‪879‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫خمرجــا مقن ًعــا أمــام‬


‫حــا أو ً‬ ‫العربيــة‪ ،‬والتقانــة اإللكرتونيــة هنــا قــد تؤمــن ًّ‬
‫احللقتــن بــن مــا اكتســبه مــن مســتوى‬
‫ْ‬ ‫متعلــم اللغــة للحفــاظ عــى تآلــف‬
‫اللســان الفصيــح‪ ،‬ومــا قــد يضطــر إىل التعامــل معــه مــن مســتوى اللســان‬
‫ـذ يبــدأ التفكــر بحــل تقريبــي وتكــون االتصــاالت التقانيــة غــر ‬ ‫العامــي؛ عندئـ ٍ‬
‫اللفظيــة جــز ًءا ال يتجــزأ مــن احلــل؛ «وذلــك يف إطــار أن اللغــة حــدث اتصــايل‬
‫شــديد الصلــة باحليــاة العلميــة‪ ،‬ولذلــك ينبغــي أن يظهــر املتصــل غــر الناطــق يف‬
‫حــدث طبيعــي يتــواءم مــع ظروفــه وحاجاتــه إىل التواصــل باللغــة الفصيحــة‪،‬‬
‫بعيــدً ا عــن الفروقــات اللفظيــة يف اللهجــات العربيــة»(((‪ .‬يــدل هــذا الــكالم‬
‫عــى أن التطويــر أمــر واقــع ال ُبــد منــه مــن أجــل تيســر تعلميــة اللغــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا وحتديثهــا ومواكبتهــا ملعطيــات العــر ومتطلباتــه‪ .‬ومــن املمكــن إرفــاق‬
‫أنمــوذج حــول تكويــن املقــدرة االتصاليــة باعتــاد لغــة اجلســد‪.‬‬
‫لغــة اجلســد وتبلوراهتــا يف اللغــة العربيــة وكيفيــة توظيفهــا لتحليــل الغــر ‬
‫والتأثــر بــه‪.‬‬
‫النشاطات واملطالب‪:‬‬ ‫االتصاليــة األهداف والكفايات‪:‬‬ ‫النقطــة‬
‫ا أل و ىل ‪ :‬حتد يــد ا ت‬
‫‪ -‬اللجــوء إىل فيديوهــات‬ ‫منهجيــة عامــة‪ :‬مفهــوم ‪ -‬اللغــة تعريفــات وظيفيــة تفــي‬
‫(رابورتــاج) حيتــوي عــى ‬ ‫اللغــة وحدهــا‪ -‬اجلســد بالغــرض التقييمــي مــع ورشــة‬
‫واملطالــب‬ ‫الكفايــات‬ ‫واســتخداماته اإليامئيــة‪ -‬عمــل حــول تآلــف اللغــات‪ .‬‬
‫وتعويــد املتعلــم عــى اللغــة‬ ‫التواصــل اإلنســاين‬
‫التوثيقيــة عندمــا يريــد أن‬ ‫‪ -‬اجلســد بــن الوســيلة واملطلــب‬
‫واملبــادئ التــي يقــوم‬
‫يســتهل كالمــه التقريــري‪ .‬‬ ‫ومظهــر الفــرد يف انطبــاع أويل‬
‫عليهــا ‪.‬‬
‫ــر‪ .‬‬
‫ُم َي َ‬
‫‪ -‬التواصــل مفهومــه ومرجعياتــه‬
‫ومعايــره التقنيــة وأثــر اإلعــام‬
‫أو قيامــه عليــه‪.‬‬

‫((( مريم إبراهيم غبان‪ ،‬تقويم االستامع يف اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬ندوة‪ :‬معايري مهارات اللغة‬
‫العربية للناطقني بغريها‪ ،‬منشورات املنتدى العريب الرتكي‪ ،2018 ،‬ص‪.57 :‬‬

‫‪880‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫النشاطات والتطبيقات‪:‬‬ ‫االتصاليــة األهداف والكفايات‪:‬‬ ‫النقطــة‬


‫التواصــل‬ ‫الثانيــة‪:‬‬
‫‪ -‬ورش عمــل وأعــال‬ ‫اإلنســاين‪ :‬عنــارصه‪ - ،‬عنــارص العمليــة التواصليــة‪.‬‬
‫فريقيــة تفاعليــة بــن ‬ ‫أهدافــه وأشــكاله‪( .‬دارة التواصــل‪ -‬ملحــة عــى ‬
‫املتعلمــن بغيــة الوصــول‬ ‫فلســفة «جاكبســون» يف هــذا‬
‫إىل الغــرض املوضوعــي‪.‬‬ ‫املوضــوع)‪.‬‬
‫‪ -‬االتــكال عــى نصــوص‬ ‫‪ -‬أهــداف التواصــل وعوامــل‬
‫جيــري اســتالل األغــراض‬ ‫نجاحــه وفشــله‪ :‬عطــب‬
‫املوضوعيــة مــن خالهلــا‪،‬‬ ‫التواصــل بــن الســبب‬
‫باإلضافــة إىل فيديــو حيتــوي‬ ‫اللوجســتي أو الســبب السياقي‪-‬‬
‫عــى حلقــات حواريــة‬ ‫املقامــي (هــوة املوضــوع بــن ‬
‫شــهدَ ت ســجاالت حــادة‬ ‫ِ‬ ‫الطرفــن )‪.‬‬
‫ْ‬
‫أدت إىل فشــلها‪ .‬‬
‫‪ -‬أنــواع وأشــكال التواصــل‪:‬‬
‫بــن لغويــة‪ -‬ســيميائية‪-‬‬
‫جســد ية ‪ .‬‬
‫النشاطات والتطبيقات‪:‬‬ ‫االتصاليــة األهداف والكفايات‪:‬‬ ‫النقطــة‬
‫الثالثــة‪ :‬لغــة اجلســد‪،‬‬
‫تاريــخ ظهورهــا‪ ،‬أمهيتها ‪ -‬لغــة اجلســد وتاريــخ نشــأهتا‪ :‬شــهادات جتميعيــة عامــة‪،‬‬
‫ودورهــا يف التواصــل ملحــة توثيقيــة‪ -‬املناظــرات مناظــرة بــن التاريــخ‬
‫واحلــارض‪ ،‬كيــف يتعاطــى‬ ‫خصوصــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫السياســية‬ ‫اإلنســاين‪.‬‬
‫العــامل اليــوم مــع مســألة‬
‫‪ -‬أمهيــة دراســة لغــة اجلســد يف اللغــة اجلســدية والرمــوز؟‬
‫التواصــل اإلنســاين‪.‬‬
‫الثقــايف‬ ‫االختــاف‬ ‫‪-‬‬
‫العامليــة‪.‬‬ ‫واإلشــارات‬

‫النشاطات والتطبيقات‪:‬‬ ‫االتصاليــة األهداف والكفايات‪:‬‬ ‫النقطــة‬


‫الرابعــة‪ :‬لغــة اجلســد‪:‬‬
‫نشــاطات وورش عمــل‬ ‫‪ -‬دراسة ِ‬
‫احليز واملسافة‪.‬‬ ‫أساســياته وقضايــاه‪.‬‬
‫فريقيــة تعــن عــى ‬
‫‪ -‬لغــة اجلســد وهندســة التل ُفــظ ابتــكار األفــكار مــن‬
‫لــدن املتعلمــن وتبنيهــا‬ ‫املناســب للســياق األنســب‪.‬‬
‫وتنفيذهــا حتــت إرشاف‬
‫‪ -‬لغــة االبتســامة والضحــك‬
‫األســتاذ واالنتقــال هبــا إىل‬
‫واملوقــف الكالمــي عنــد‬
‫امليــدان التطبيقــي‪ .‬‬
‫اســتدعائها الســيام يف تقديــم‬
‫املقابلــة أو اللقــاء‪.‬‬

‫‪881‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫النشاطات والتطبيقات‪:‬‬ ‫االتصاليــة األهداف والكفايات‪:‬‬ ‫النقطــة‬


‫اخلامســة‪ :‬إشــارات‬
‫حتضــر عمــل توثيقــي‬ ‫(دراســة ‪ -‬إيامءات الوجه ولغة العيون‪.‬‬ ‫اجلســد‬
‫ــور أو مطبــوع مــن‬ ‫ُم َص َ‬ ‫تطبيقيــة ) ‪.‬‬
‫ِ‬
‫جانــب املتعلمــن وفرقهــم‬ ‫‪ -‬إشارات اليد ْين واملصاحفة‪.‬‬
‫عــى أســاس تلبيــة نشــاط‬
‫بحثــي وإجــراء مقابــات‬ ‫‪ -‬حركة ال َقدَ ْ‬
‫مي والوقوف‪ .‬‬
‫ولقــاءات تفــي بالغــرض‬
‫التحليــي للغــة اجلســد‪ .‬‬
‫هبــذه الفلســفة التجديديــة لتعلميــة اللغــات ينطلــق اإلطــار األورويب يف حتديــد‬
‫أهدافــه‪ ،‬وهبــذا املبــدأ التواصــي وتلبيــة املقــدرة االتصاليــة يشــهد قطــاع تعلميــة‬
‫اللغــات حتديثــه املــروم‪ ،‬والالفــت يف املوضــوع أن اللغــة العربيــة حتــوز خمتلــف‬
‫هــذه املهــارات وهــي كامنــة يف طبيعتهــا وروحيتهــا الفيزيائيــة والنفــس حركيــة‪،‬‬
‫إذا جــاز التعبــر‪ ،‬مــا يــي باملقــدرة والقبــول والتطويــر‪.‬‬
‫اخلاتمة‪:‬‬
‫يوســع اإلطــار األورويب لتعليــم اللغــات مــن الــرؤى الرتبويــة – اللغويــة‪،‬‬
‫ويتيــح لنــا التأطــر لنظــم وأســس ومناهــج لغويــة حيثيــة جديــدة‪ ،‬وعــى العموم‬
‫فمــن املمكــن اســتنتاج التوصيــات واالقرتاحــات اآلتيــة‪:‬‬
‫‪ -1‬جعــل اإلطــار األورويب منضو ًيــا إىل مناهــج التعليــم العــايل‪ ،‬وخلــق‬
‫مســارات مــن وحيــه يف تعلميــة العربيــة لغ ـ ًة ثانيــة‪.‬‬
‫‪ -2‬اســتثامر التجــارب املطبقــة عــى أســاس اإلطــار األورويب بغيــة‬
‫االســتفادة منهــا وتعميمهــا عــى خمتلــف القواعــد التــي ترعــى شــأن تعليــم‬
‫العربيــة لغــ ًة ثانيــة‪.‬‬
‫‪ -3‬الرتكيــز عــى املهــارات االتصاليــة ووســمها بمزيــد مــن الت ْقنيــات‬
‫واألمــور ا ُمل َيــرة كاســتغالل الثــورة التكنولوجيــة وأدوات التواصــل بجوانبهــا‬
‫كافــة‪.‬‬
‫‪ -4‬ابتــكار نظــا ٍم إلكــروين يعــن يف التقويــم وانتقائيــة النصــوص‪ .‬عــى ‬
‫أن يتخللــه ملفــات مرئيــة مســموعة وابتــكارات تتيــح للمتعلــم أن يقيــس مــدى‬
‫حمايثــة مــا يكتســبه لغو ًّيــا عــى أرض الواقــع‪.‬‬
‫ هــذه بعــض األســس املقرتحــة التــي نســتنتجها يف ختــام هــذه الورقــة‬
‫البحثيــة‪ ،‬عــى أمــل أن تســتمر اجلهــود واملؤمتــرات يف ســبيل إرقــاء اللغــة العربيــة‬
‫ونرشهــا وتعليمهــا كلغــة ثانيــة‪ ،‬مــع اســتغالل تطويــرات العــر الرؤيويــة‬
‫تنظ�يرا وتطبي ًقـ�ا لدع�مـ مناهجن��ا التدريس��ية وتأطريه��ا‪ .‬‬ ‫ً‬

‫‪882‬‬
‫اإلطار األوروبي الموحد‪ :‬محمد حمادي‬

‫قائمة باملصادر واملراجع املعتمدة‪:‬‬


‫املصادر واملراجع العربي�ة واملعربة‪:‬‬
‫‪1.1‬ابــن خلــدون‪ ،‬املقدمــة‪ ،‬تــح‪ :‬عــي عبــد الرمحــن وايف‪ ،‬دار هنضــة مــر‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪.2014 ،7‬‬
‫‪2.2‬أبــو الفتــح عثــان ابــن جنــي‪ ،‬اخلصائــص‪ ،‬تــح‪ :‬حممــد عــي النجــار‪ ،‬اهليئــة‬
‫املرصيــة العامــة للكتــاب‪ ،‬مــر‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫‪3.3‬ضيــاء الديــن بــن األثــر‪ ،‬املثــل الســائر‪ ،‬تــح‪ :‬أمحــد احلــويف‪ ،‬دار هنضــة‬
‫مــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪4.4‬جــان ســرفوين‪ ،‬امللفوظيــة‪ ،‬تــح‪ :‬قاســم املقــداد‪ ،‬احتــاد الكتــاب العــرب‪،‬‬
‫ســوريا‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪5.5‬عبــد القاهــر اجلرجــاين‪ ،‬دالئــل اإلعجــاز يف علــم املعــاين‪ ،‬تــح‪ :‬حممــد‬
‫شــاكر‪ ،‬مطبعــة املــدين‪ ،‬مــر‪ ،‬ط‪.1992 ،3‬‬
‫‪6.6‬جملــس التعــاون الثقــايف األورويب‪ ،‬اإلطــار املرجعــي العــام للغــات‪ ،‬تــر‪:‬‬
‫عــا عــادل عبــد اجلــواد وآخريــن‪ ،‬دار إليــاس‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬
‫ ‪ 7 .‬مســلم حســب حســن‪ ،‬مجاليــات النــص األديب‪ ،‬دار الســياب‪ ،‬لنــدن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪8.8‬حممــد العبــد‪ ،‬كتــاب العبــارة واإلشــارة (دراســة يف نظريــة االتصــال)‪،‬‬
‫الصــادر عــن مكتبــة اآلداب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪9.9‬ميشــال زكريــا‪ ،‬امللكــة اللســانية يف مقدمــة ابــن خلــدون‪ ،‬دار جمــد‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫ط‪.1986 ،1‬‬
‫‪1010‬نــوام تشومســكي‪ ،‬البنــى النحويــة‪ ،‬تــر‪ :‬يوســف يوئيــل‪ ،‬دار جمــد‪،‬‬
‫لبنــان‪ ،‬ط‪.1967 ،1‬‬
‫ ‪ 11.‬نــوام تشومســكي‪ ،‬اللغــة ومشــكالت املعرفــة‪ ،‬تــر‪ :‬محــزة بــن قبــان‬
‫املزينــي‪ ،‬دار توبقــال‪ ،‬املغــرب‪ ،‬ط‪.1990 ،1‬‬
‫املؤتمرات والندوات‪:‬‬
‫ ‪ 1 .‬إســاعيل رمضــان‪ ،‬املنشــور يف نــدوة معايــر مهــارات اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪.2018 ،‬‬
‫‪2.2‬حممــد عبــد الــرؤوف الشــيخ‪ ،‬معايــر تقويــم مهــارة املحادثــة‪ ،‬نــدوة‪ :‬معايري‬
‫مهــارات اللغــة العربيــة للناطقــن بغريها‪.‬‬
‫‪3.3‬مريــم إبراهيــم غبــان‪ ،‬تقويــم االســتامع يف اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫نــدوة‪ :‬معايــر مهــارات اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬منشــورات‬

‫‪883‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املنتــدى العــريب الرتكــي‪.2018 ،‬‬


‫ ‪ 4 .‬املصطفــى بــو عــزاوي‪ ،‬دور التقنيــات احلديثــة يف تطويــر تعلــم اللغــة‬
‫العربيــة وتعليمهــا لغــر الناطقــن هبــا‪ ،‬أعــال مؤمتــر‪( :‬التقنيــة يف تعليــم‬
‫العربيــة للناطقــن بغــره)‪ ،‬مركــز عبــداهلل بــن عبــد العزيــز‪ ،‬باريــس‪ ،‬مكتبــة‬
‫امللــك عبــداهلل‪ ،‬ط‪.2016 ،1‬‬
‫املواقع اإللكرتوني�ة‪:‬‬
‫‪1.1‬خالــد حســن أبــو عمشــة‪ ،‬التعبــر الشــفهي والكتــايب يف ضــوء علــم اللغــة‬
‫التدريــي‪ ،‬شــبكة األلوكــة‪ ،‬تاريــخ الزيــارة‪.2019/6/28 :‬‬

‫‪884‬‬
‫اكتساب الوظائف النحوية باستخدام تطبيقات احلاسوب‬
‫التعليمية لدى الناطقني بغري اللغة العربي�ة يف املستوى‬
‫املتقدم‬
‫دراسة تطبيقية إجرائي�ة‬

‫محمد رمضان‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ملخص‬
‫تقــوم هــذه الدراســة يف األســاس بالبحــث عــن أهــم الطــرق والوســائل‬
‫ـاب أفضــل‬ ‫التــي تســاعد الطــاب الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة؛ لتحقيــق اكتسـ ٍ‬
‫وتعلــم أرقــى للوظائــف النحويــة يف اللغــة العربيــة‪ ،‬وتســعى إىل دعمهــم وحماولة‬
‫التغلــب عــى الصعوبــات التــي تطــرأ أثنــاء تعلمهــم اللغــة العربيــة بوصفهــا لغـ ًة‬
‫ثا ني ًة ‪.‬‬
‫كــا تقــوم الدراســة عــى تقديــم الدعــم ملعلمــي اللغــة العربيــة بوصفهــا‬
‫لغــ ًة ثانيــ ًة؛ مــن خــال عــرض االســراتيجيات والتطبيقــات احلاســوبية‬
‫التعليميــة –جمــال البحــث يف الدراســة‪ -‬ملحاولــة إعــادة النظــر يف كيفيــة تنــاول‬
‫املعلمــن دروس الوظائــف النحويــة داخــل صفــوف اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغريهــا؛ مــن أجــل النهــوض بتلــك الصفــوف ودعمهــا الكامــل لتحقــق أعــى ‬
‫ـوة ٍمنهــا مــع الطــاب الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة‪ ،‬والنــأي هبــم‬ ‫ٍ‬
‫فائــدة مرجـ َّ‬
‫ـر منهــم‪ ،‬يف الكثــر مــن األحيــان‪.‬‬ ‫عــن امللــل والضجــر اللذيــن خييــان عــى كثـ ٍ‬

‫تلمــح يف طياهتــا لكيفيــة تعديــل نظــرة واضعــي‬ ‫ومل تتناســى الدراســة أن ِّ‬
‫املناهــج التعليميــة التــي تقــدم للطــاب الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة لكيفيــة‬
‫تنــاول الوظائــف النحويــة ودروس النحــو عنــد تدريــس اللغــة العربيــة لغــة‬
‫ثانيــة لتحقــق املنشــود منهــا‪ ،‬وهــو تعليــم النحــو للناطقــن بغــر اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫وليــس التعليــم عــن النحــو كام هــو احلــال يف بعــض مناهــج تعليــم اللغــة العربية‬
‫بوصفهــا لغــة ثانيــة‪ ،‬وهــي خطــو ٌة عمليـ ٌة مــن الدراســة يف طريــق تطويــر تدريس‬
‫الوظائــف النحويــة يف صفــوف ومناهــج اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫الكلمات الدالة ومصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫املقدمة والدراسات السابقة‪:‬‬
‫عــى الرغــم مــن اجلهــود البحثيــة اهلائلــة التــي جــرت يف العقــود األخــرة‬
‫يف علــم تدريــس اللغــات إال أنــه مل يســتقر بعــد‪ ،‬واخلــراء مــا زالــوا يف مرحلــة‬
‫ٍ‬
‫حاســمة لألســئلة التــي تطــرح حــول‬ ‫ٍ‬
‫إجابــات‬ ‫بنــاء النظريــة‪ ،‬يبحثــون عــن‬
‫أســس تعلــم اللغــة الثانيــة وتعليمهــا‪ .‬ولعــل أبرزهــا – أي األســئلة – تعقيــدً ا‬
‫رئيســا مــن مناهــج تعلــم‬
‫وتذبذ ًبــا مســألة القواعــد النحويــة؛ إذ تشــكل جــز ًءا ً‬
‫اللغــات بشـ ٍ‬
‫ـكل عــا ٍّم‪ ،‬ويعــد هــذا اجلــزء مــن أعقــد العنــارص اللغويــة يف مناهــج‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن هبــا وللناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫وقــد تنامــت يف الســنوات األخــرة ظاهــرة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬

‫‪886‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫ـعة‪ ،‬وكان البــد مــن اســتحداث‬ ‫ـة واسـ ٍ‬ ‫ـة ودينيـ ٍ‬


‫ـية وثقافيـ ٍ‬
‫بغريهــا؛ بدوافــع سياسـ ٍ‬
‫وســائل وطرائــق تعليميــة جديــدة‪ ،‬ترمــي إىل الوصــول لتحقيــق خمرجــات‬
‫ـن أقــل‪ ،‬حيــث يشــاع أن تعلــم اللغــة العربيــة ليــس أمـ ًـرا‬ ‫تعليميــة كثــرة يف زمـ ٍ‬
‫ســهل بالنســبة إىل الناطقــن بغريهــا؛ وذلــك ألن «اللغــة العربيــة هلــا ميــزات‬ ‫ً‬
‫خاصــة ختتلــف عــن اللغــات األخــرى يف العــامل‪ ،‬وهــذا مــا يثبتــه الواقــع العمــي ‬
‫والتجريبــي يف تدريــس اللغــة العربيــة لغــة ثانيــة‪( .‬حممــد الســهول‪2016 ،‬م‪،‬‬
‫‪.)10‬‬
‫ال خــاف بــن املشــتغلني يف حقــل اللســانيات التطبيقيــة عــى أن طريقــة‬
‫كبــرا عــن الطريقــة التــي تكتســب‬‫ً‬ ‫اكتســاب اللغــة الثانيــة ختتلــف اختال ًفــا‬
‫هبــا اللغــة األوىل؛ فاكتســاب اللغــة األوىل حســب اللســانيات التوليديــة عمليــة‬
‫فطريــة تقــوم هبــا أداة خاصــة يف عقــل اإلنســان‪ ،‬وتبــدأ هــذه األداة يف ممارســة‬
‫عملهــا ربــا –كــا جــاء يف بعــض دراســات علــم اللغــة النفــي‪ -‬قبــل الــوالدة‪،‬‬
‫ســني حياهتــم األوىل‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫فالبــر الطبيعيــون يكتســبون لغتهــم األصليــة خــال‬
‫ـكل ال واعٍ‪ ،‬ويصــل األطفــال يف‬ ‫ويكتســبون لغتهــم واملعلومــات املرتبطــة هبــا بشـ ٍ‬
‫معرفــة لغتهــم األصليــة يف الظــروف الطبيعيــة إىل حــدٍّ كبــر‪« ،‬وليــس هنــاك لغــة‬
‫هــي أســهل يف التعلــم مــن أخــرى‪ ،‬فــكل اللغــات قابلــة للتعلــم بالتســاوي عنــد‬
‫أن الطفــل يمكنــه اكتســاب وتعلــم أكثــر مــن لغــة واحــدة يف‬ ‫كل األطفــال‪ ،‬حتــى َّ‬
‫مرحلــة الطفولــة بنفــس القــدرة واإلجــادة‪( .‬صالــح الشــويرخ‪2009 ،‬م‪ .)20 ،‬‬
‫إن مــن املداخــل احلديثــة التــي بــرزت وانتــر اســتخدامها يف تدريــس‬
‫ٍ‬
‫بصفــة‬ ‫ٍ‬
‫عامــة‪ ،‬وتدريــس اللغــات األجنبيــة –اللغــة الثانيــة‪-‬‬ ‫ٍ‬
‫بصفــة‬ ‫اللغــات‬
‫خاصــة؛ مدخــل اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة؛ وذلــك لكونــه‬ ‫ٍ‬
‫فرصــا‬
‫يوفــر للمتعلمــن يف املســتوى املتقــدم مــن الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة ً‬
‫متعــددة ملامرســة اللغــة بشـ ٍ‬
‫ـكل طبيعــي‪ ،‬كــا أنــه يســاعد عــى التواصــل الف ّعـ َال‬
‫باللغــة يف مواقــف حقيقيــة تواصليــة مــن خــال تكليفــه بتنفيــذ مهــام لغويــةٍ‬
‫ٍّ‬
‫ـة باســتخدام تطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‪ ،‬لكــن هــذا املدخــل حيتــاج إىل‬ ‫معينـ ٍ‬
‫معلـ ٍم وا ٍعٍ‪ ،‬يــدرك األســس العلميــة الســتخدامه يف التعليــم والتعلــم‪ ،‬ويف إثــراء‬
‫املدخــل اللغــوي لــدى املتعلمــن‪ ،‬وحتويلــه إىل خمــرج لغــوي يصــل إىل مســتوى‬
‫الطالقــة والتطويــر الدائــم لــأداء‪.‬‬
‫ـة وهــي أن تعليــم اللغــة القائــم‬ ‫ـة مهمـ ٍ‬
‫تتوقــع الدراســة أن تصــل إىل نتيجـ ٍ‬
‫عــى اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة يعطــي فرص ـ ًة مهم ـ ًة الكتســاب‬
‫اللغــة وتعلمهــا؛ مــا جيعــل قيمــة كــرى لتعلــم اللغــة عنــد املتعلمــن مــن‬
‫الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة‪ ،‬كــا أن املهــارات اللغويــة والوظائــف النحويــة‬

‫‪887‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املكتســبة هبــا تكــون أكثــر ثبا ًتــا وفائــدة لدهيــم؛ ومــن ثــم يســتطيعون توظيــف‬
‫مــا تعلمــوه يف مواقــف احليــاة اليوميــة املختلفــة‪ ،‬واملتعلمــون هبــذا األســلوب‬
‫يكونــون أكثــر إجيابيــة ومشــاركة يف بنــاء الدخــل اللغــوي لدهيــم؛ إذ إهنــم‬
‫يمثلــون ركنًــا أساسـ ًّيا يف عمليــة التعليــم والتعلــم‪ ،‬فهــم يوظفــون مــا يكتســبونه‬
‫ـة جديــدة‬ ‫مــن دخــل لغــوي مــن خــال التواصــل باللغــة يف بنــاء تراكيــب لغويـ ٍ‬
‫ـف منهــم‪ ،‬كــا أهنــم حياولــون‬ ‫ـكل عفــوي دونــا تكلـ ٍ‬
‫ـة‪ ،‬وصــادرة بشـ ٍ‬ ‫ٍغــر تقليديـ ٍ‬
‫ٍّ‬
‫حقيقــي‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫لغــوي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫تواصــل‬ ‫اســتخدام مهــارات اللغــة وعنارصهــا يف إحــداث‬
‫يناســب الســياق االجتامعــي واللغــوي والثقــايف أثنــا َء تنفيــذ املهمــة اللغويــة‬
‫أن ذلــك‬‫املطلــوب منهــم أداؤهــا واملشــاركة يف تنفيذهــا بفعاليــة؛ وال شــك يف َّ‬
‫هــو اهلــدف األســمى الــذي تســعى كل نظريــات تعلــم اللغــات األجنبيــة –لغــة‬
‫ثانيــة– إىل بلوغــه والظفــر بــه‪.‬‬
‫إن مــن أهــم ســات تصميــم التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة وتنفيذهــا‬
‫التنــوع يف التواصــل بمهــارات اللغويــة وعنارصهــا‪ ،‬وهــذا بــدوره يســهم يف‬
‫بقــاء املتعلــم مندجمًــا يف أداء املهمــة املطلوبــة منــه‪ ،‬بحيــث تكــون شــائق ًة وجاذبـ ًة‪،‬‬
‫وبعيــد ًة عــن الرتابــة وامللــل كــا جيــب أن تُبنــى املهمــة التعليميــة يف أشــكال‬
‫متنوعــة‪ ،‬تســاعد عــى زيــادة دافعيــة متعلمــي اللغــة نحــو التعلــم والبعــد بــه‬
‫عــن الشــعور بامللــل يف مرحلــة التنفيــذ واألداء‪.‬‬
‫تعــد الرتاكيــب النحويــة مــن أهــم العنــارص اللغويــة التــي تســاعد عــى ‬
‫حتقيــق الصحــة النحويــة‪ ،‬ودقــة املعنــى ووضوحــه‪ ،‬وانطــاق املتعلــم يف‬
‫التحــدث أو الكتابــة‪ ،‬وذلــك بــرط إتقــان املتعلــم القوانــن والقواعــد الضابطــة‬
‫هلــذه الرتاكيــب‪ ،‬فــأي لغــة ال بــد هلــا مــن نظــام حيكمهــا وحيــدد طريقــة التواصل‬
‫أيضــا أن يكــون متعلــم‬
‫هبــا‪« ،‬وإال أصبحــت بــا هــدف أو معنــى‪ ،‬ويشــرط ً‬
‫اللغــة مســتعدًّ ا ولديــه دافعيــة مرتفعــة الكتســاب هــذه الرتاكيــب وتعلمهــا»‪.‬‬
‫(اليتبــون‪2000 ،‬م‪.)413 ،‬‬
‫إن ثمــة مالحظــة بســيطة حلــال الكثــر مــن متعلمــي العربيــة لغــة ثانيــة‪:‬‬
‫جتدهــم حيفظــون القواعــد والرتاكيــب النحويــة ويفهموهنــا‪ ،‬لكنهــم عنــد‬
‫تطبيــق هــذه القواعــد وتوظيفهــا يف التواصــل اللغــوي‪ ،‬فإهنــم يعانــون مــن‬
‫ـط واضطـ ٍ‬
‫ـراب يف االســتخدام التواصــي هلــا‪ ،‬فأحيا ًنــا يســتخدمون تراكيــب‬ ‫خلـ ٍ‬
‫ال تناســب الســياق اللغــوي أو املوقــف التواصــي‪ ،‬أو يســتخدمون الرتاكيــب‬
‫ـة ال تتامشــى مــع قوانــن الصحــة اللغويــة‪ ،‬وربــا يرجــع‬ ‫ـورة غــر صحيحـ ٍ‬
‫بصـ ٍ‬
‫ذلــك إىل الطريقــة التقليديــة التــي تركــز عــى تقديــم النحــو كقواعــد وليــس‬
‫ـة مؤثـ ٍ‬
‫ـرة يف نجــاح العمليــة التواصليــة‪ ،‬األمــر الــذي يــؤدي إىل‬ ‫كوظائــف نحويـ ٍ‬

‫‪888‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫عــزوف الكثــر مــن الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة عــن اكتســاب هــذه الوظائــف‬
‫النحويــة وتعلمهــا‪« ،‬أو أهنــم يكتفــون فقــط بحفظهــا وتردادهــا دونــا توظيــف‬
‫هلــا يف التواصــل اللغــوي يف الســياقات االجتامعيــة املختلفة»‪(.‬صالــح الشــويرخ‪،‬‬
‫‪2009‬م‪.)31 ،‬‬
‫إن التعلــم القائــم عــى اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة يتميــز‬
‫بطريقــة تقديمــه الرتاكيــب النحويــة بربطهــا باملعنــى واملوقــف التواصــي‪،‬‬
‫فالطــاب يكتســبون مهــارات اللغــة وعنارصهــا مــن خــال مواقــف حقيقيــة‬
‫تواصليــة‪ ،‬يامرســوهنا ويتفاعلــون معهــا‪ ،‬كــا أن الرتاكيــب والوظائــف النحويــة‬
‫التــي يكتســبوهنا مــن خــال املامرســة والتفاعــل يصبــح هلــا معنــى وقيمــة؛‬
‫حيــث تســاعدهم عــى التواصــل اجليــد واملالئــم للســياق اللغــوي االجتامعــي‬
‫ألهــل اللغــة األم املتعلمــة‪ ،‬مــع ارتفــاع يف الدافعيــة واإلقبــال نحــو تعلــم اللغــة؛‬
‫ألن متعلمــي اللغــة يصبحــون أكثــر إجيابيــة ومشــاركة يف املوقــف التعليمــي‬
‫التعلمــي‪ ،‬كــا أهنــم يشــكلون جــز ًءا أساســ ًّيا يف املوقــف التعليمــي التعلمــي‬
‫الــذي يســاعدهم يف بنــاء الرصيــد اللغــوي لدهيــم وتطويــره باســتمرار‪.‬‬
‫وبالرغــم مــن هــذا فــإن مدخــل اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة‬
‫واكتســاب الوظائــف النحويــة يف ضوئــه‪ ،‬مل يلــق حظــه مــن االهتــام حتــى اليــوم‬
‫يف فصــول تعليــم اللغــة العربيــة ‪-‬لغــة ثانيــة‪ :-‬وهلــذا فــإن الدراســة احلاليــة‬
‫ـد لتعليــم النحــو عــى ‬‫ـوذج جديـ ٍ‬
‫هتتــم هبــذا املوضــوع‪ ،‬وتســعى إىل تقديــم نمـ ٍ‬
‫أنــه وظائــف هلــا قيمتهــا وأمهيتهــا يف املوقــف اللغــوي التواصــي‪ ،‬حيث يكتســب‬
‫الطــاب هــذه الوظائــف النحويــة مــن خــال انغامســهم واشــراكهم يف تنفيــذ‬
‫جمموعــة مــن املهــام اللغويــة؛ بــا يســاعدهم عــى اكتســاب الوظائــف النحويــة‬
‫املناســبة هلــذه املهــام‪ ،‬وكيفيــة تنفيذهــا داخــل الصــف التعليمــي بطريقــة إجرائيــة‬
‫تطبيقيــة‪ ،‬متكــن املعلــم مــن تنفيذهــا داخــل فصــول اللغــة العربيــة ‪-‬لغــة ثانيــة‪-‬‬
‫للناطقــن بغــر اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫وتعمــل الدراســة عــى حتقيــق ذلــك مــن خــال عــدد مــن التطبيقــات‬
‫احلاســوبية التعليميــة املســتخدمة يف الدراســة‪ ،‬والتــي تتوقــع الدراســة أهنــا‬
‫ســتعمل عــى زيــادة الدخــل اللغــوي لــدى الطــاب الناطقــن بغــر اللغــة‬
‫العربيــة يف املســتوى املتقــدم‪ ،‬وكذلــك معاونتهــم عــى اكتســاب الوظائــف‬
‫النحويــة املختلفــة‪ ،‬ومــن تلــك التطبيقــات احلاســوبية التــي ســتتواجد يف التطبيق‬
‫اإلجرائــي عــى عينــة البحــث مــن الطــاب الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة يف‬
‫املســتوى املتقــدم التطبيقــات اآلتيــة‪:‬‬

‫‪889‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫جدول (‪ )1‬التطبيقات احلاسوبية التعليمية املستخدمة يف الدراسة‬

‫تقييــم‬ ‫تطبيقــات زيــادة تطبيقــات اكتســاب تطبيقــات‬


‫وتعلــم‬ ‫الدخــل اللغــوي وتعلــم الوظائــف اكتســاب‬
‫الوظائــف النحويــة‬ ‫النحويــة‬ ‫و ا ملفــر د ا ت‬
‫‪screen‬‬ ‫‪recording‬‬ ‫‪ Mindshow‬ميندشو ‪ Edpuzzle‬إد بزل‬
‫ســكرين ريكوردينــج‬
‫‪ Word wall screen‬ورد وول ‪ Word wall‬ورد وول‬ ‫‪recording‬‬
‫ســكرين ريكوردينــج‬
‫‪ Word screen‬ورد ‪ Book creator‬بــوك ‪ Book creator‬بــوك‬
‫كر يــر‬ ‫كريــر‬ ‫ســكر ين‬
‫‪ Pic collage‬بيــج ‪ Quizezz‬كويزيز‬ ‫‪ Imovie‬أي مويف‬
‫كــو ال ج‬
‫‪ Quizlet‬كويزلت‬ ‫‪ Sway‬إسواي‬ ‫‪ Quizezz‬كويزيز‬
‫‪ Kahoot Explain everything‬كاهوت‬ ‫‪ Quizlet‬كويزلت‬
‫إكســبلني إفريثينــج‬
‫‪ Word mover‬ورد ‪ Edpuzzle‬إد بزل‬ ‫‪ Kahoot‬كاهوت‬
‫مو فــر‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ومل تعثــر الدراســة عــى دراســات ذات صلــة مبــارشة ووطيــدة باملوضــوع‬
‫جهــة‪ ،‬وقلــة الدراســات‬‫ٍ‬ ‫املــدروس؛ وذلــك حلداثــة موضــوع البحــث مــن‬
‫ٍ‬
‫املبــارشة التــي تتنــاول موضــوع البحــث بالدراســة والبحــث مــن جهــة أخــرى‪،‬‬
‫ولكــن هــذا ال يعنــي عــدم إفــادة الدراســة مــن الدراســات الســابقة التــي‬
‫تناولــت عنــارص الدراســة‪ ،‬والتــي اقرتبــت مــن املوضــوع املــراد دراســته‪ ،‬والتــي‬
‫ٍ‬
‫كبــر يف إثــراء الدراســة‪ .‬والتــي نعرضهــا كــا يــأيت‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫بشــكل‬ ‫ستســهم‬
‫‪1.1‬دراســة جــوجن باســون وآخــرون املوســومة بـــ (نمــوذج لتقويــم مواقــع‬
‫الشــبكة العامليــة لتعليــم اللغــة اإلجنلزييــة)‪.‬‬
‫وهــو عبــارة عــن مــرو ٍع بحثــي يف جامعــة جنــوب کيونزالنــد بأســراليا‪،‬‬
‫ـارا لتقييــم مواقــع تعليــم اللغــة اإلنجليزيــة‬
‫وقــد وضــع البحــث ثامنيــة عــر معيـ ً‬
‫لغــة أجنبيــة‪ ،‬وهيــدف لتقديــم خدمــة ملعلمــي اللغــة اإلنجليزيــة؛ ملعرفــة أبــرز‬
‫مواقــع تعليــم اللغــة اإلنجليزيــة لغــة أجنبيــة‪ ،‬وإعــان نتائــج التقييــم يف موق ـ ٍع‬
‫ـاص عــى الشــبكة ليتمكــن املتعلــم مــن التمييــز بــن هــذه املواقــع‪ ،‬وذلــك من‬ ‫خـ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫رشح مبســط عــن كل موقـ ٍع وإجيابياتــه‪ ،‬واســتخدام الرمــوز التوضيحيــة‬ ‫خــال ٍ‬
‫للتعريــف باملهــارات التــي يقدمهــا‪ ،‬لكــي يتعــرف املعلــم بســهولة عــا تقدمــه‬

‫‪890‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫تلــك املواقــع مــن مهــارات وجوانــب لغويــة هتــم املتعلــم‪ .‬وقــد وصــل البحــث‬
‫لتقييــم ثامنيــة مواقــع‪ ،‬وهــو قابــل للتحديــث‪ .‬ومــع اختصــاص املوقــع باللغــة‬
‫اإلنجليزيــة إال أن البحــث احلــايل يســتفيد مــن هــذه الدراســة مــن خــال معايــر ‬
‫التقييــم واملفاضلــة بــن مواقــع وتطبيقــات تعليــم اللغــة‪.‬‬
‫‪2.2‬دراســة ممــدوح نــور الديــن املوســومة بـــ (برامــج احلاســوب يف تعليــم‬
‫العربيــ�ة)‪.‬‬
‫هدفــت الدراســة إىل تقديــم بعــض الربامــج احلاســوبية لتعليــم اللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬وأبرزهــا أربعــة برامــج حاســوبية وهــي‪ :‬حجــر رشــيد‪ ،‬والعربيــة‬
‫امليــرة‪ ،‬وعلمنــي املزيــد‪ ،‬وحتــدث العربيــة خطــوة خطــوة‪ .‬ومــن خــال آراء‬
‫الباحثــن وضــع الباحــث عــد ًدا مــن املعايــر لتقييــم الربامــج احلاســوبية مــن‬
‫حيــث حمتــوى الربنامــج العلمــي واملواصفــات التعليميــة والفنيــة التــي جيــب‬
‫اتباعهــا‪ ،‬ثــم قــام بــرح كل برنامــج مــن عينــة الدراســة مــع تقييــم خــاص‬
‫لــه يف ضــوء عـ ٍ‬
‫ـدد مــن املعايــر‪ ،‬ثــم عقــد مقارنــة بــن هــذه الربامــج يف ضــوء‬
‫املعايــر‪ .‬وقــد أوصــت الدراســة باالهتــام بتقنيــات التعليــم والربجميــات‬
‫احلاســوبية يف جمــال تعليــم اللغــة العربيــة ألبنائهــا وللناطقــن بغريهــا‪ ،‬وبإجــراء‬
‫ـة يف جمــال تقويــم الربجميــات احلاســوبية‪ .‬وهــذه الدراســة تعــد مــن‬‫ـوث علميـ ٍ‬
‫بحـ ٍ‬
‫أقــرب الدراســات الســابقة للبحــث احلــايل؛ حيــث هدفــت لتقييــم برامــج اللغــة‬
‫واهتمــت بمجــال تعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬ولكــن يف جمــال التقنيــات احلاســوبية‪،‬‬
‫وقــد اســتفاد البحــث احلــايل مــن هــذه الدراســة مــن خــال معايــر التقييــم‪،‬‬
‫وإجــراءات البحــث‪.‬‬
‫‪3.3‬دراســة أيمــن عيــد بكــري محمــد عيــد املوســومة بـــ (تقویــم برمجيــات‬
‫تعليــم اللغــة العربيــ�ة لغــر الناطقــن بهــا وتصــور مقــرح لهــا يف ضــوء‬
‫معايــر اجلــودة التكنولوجيــة)‪.‬‬
‫هدفـت الدراسـة إىل وضـع تصـور مقترح لربجميـات تعليـم اللغـة العربيـة‬
‫للناطقين بغريهـا يف ضوء معايير اجلـودة التكنولوجية‪ ،‬واسـتخدم الباحث املنهج‬
‫الوصفـي التحليلي‪ ،‬واتبـع عـد ًدا مـن اإلجـراءات وهـي‪ :‬إعـداد معايير اجلـودة‬
‫التكنولوجيـة إلعـداد برجميـات اللغـة العربية للناطقين بغريها‪ ،‬والبحـث يف واقع‬
‫هـذه الربجميـات يف ضـوء معايير اجلـودة التكنولوجيـة مـن خلال تقييـم إحـدى‬
‫الربجميـات املختـارة‪ ،‬ثـم وضـع تصـور مقرتح هلـذه الربجميـات من خلال معايري‬
‫اجلـودة التكنولوجيـة‪ .‬وقـد متيزت هـذه الدراسـة التقويميـة من خلال إجراءاهتا‬
‫التـي اسـتفاد منهـا البحـث احلـايل يف كيفيـة إعـداد معايير التقييـم واختبارهـا‪،‬‬
‫ووصـف واقـع هـذه الربامـج التعليميـة وتقييمها‪.‬‬

‫‪891‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫‪4.4‬دراســة هدايــة هدايــة إبراهيــم وصالــح الســحيب�اين املوســومة بـــ (مواقــع‬


‫تعليــم اللغــة العربيـ�ة لغــر الناطقــن بهــا علــى الشــبكة العامليــة)‪.‬‬
‫وهــي دراســة مســحية وصفيــة هدفــت إىل مســح هــذه املواقــع‪ ،‬ووضــع‬
‫ٍ‬
‫تصــور‬ ‫معايــر لتقييمهــا‪ ،‬والقيــام بتقييــم عينــة مــن هــذه املواقــع‪ ،‬ووضــع‬
‫ٍ‬
‫مقــرح هلــا‪ .‬وقــد بلــغ عــدد املواقــع يف العينــة مخســة وثالثــن موق ًعــا‪ ،‬وتــم‬
‫حتليــل ثامنيــة مواقــع وف ًقــا ملعايــر التقييــم التــي توصلــت هلــا الدراســة‪ ،‬حيــث‬
‫ومخســن معیــارا مقســمة عــى تســعة حمــاور‪ .‬وقــد توصلــت‬
‫ً‬ ‫بلغــت أربعــة‬
‫الدراســة لعــدة نتائــج‪ ،‬أمههــا‪ :‬أن مواقــع تعلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‬
‫عــى الشــبكة العامليــة مل تــرق للمســتوى املطلــوب‪ ،‬وبلغــت نتائــج تقييمهــا‬
‫بعضــا مــن أســباب ذلــك‪ ،‬ووضعــت‬ ‫ـال‪ ،‬وقــد بينــت الدراســة ً‬ ‫ملســتوى غــر عـ ٍ‬
‫مقرتحــا لنمــوذج مــن هــذه املواقــع‪ .‬ويســتفيد البحــث احلــايل مــن هــذه‬
‫ً‬ ‫ـورا‬
‫تصـ ً‬
‫الدراســة الســابقة يف إجراءاهتــا البحثيــة يف طرائــق حتليــل املواقــع باإلضافــة‬
‫أيضــا مــن‬
‫للجانــب املســحي والوصفــي ملــا يف هــذه املواقــع‪ ،‬واالســتفادة ً‬
‫نتائجهــا التــي توصلــت هلــا‪.‬‬
‫وقــد أكــدت مجيــع الدراســات الســابقة عــى أمهيــة تطبيــق مدخــل‬
‫اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة يف تعليــم اللغــات األجنبيــة ومنهــا‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬ورضورة االســتفادة مــن ذلــك يف تصميــم الربامــج التعليميــة‬
‫عــى مســتوى‪ :‬املــواد التعليميــة‪ ،‬واملداخــل والطرائــق التدريســية املســتخدمة‪،‬‬
‫واألنشــطة اللغويــة‪ ،‬والوســائل املســتخدمة‪ ،‬وأســاليب التقويــم‪ ،‬وتطبيقــات‬
‫احلاســوب التعليميــة‪ ،‬بــا يراعــي الســياق االجتامعــي والتواصــي للغــة اهلــدف‪.‬‬
‫وكان عملهــم البحثــي ذلــك هــو امللهــم بالــروع يف هــذه الدراســة إلكــال مــا‬
‫ـي كبـ ٍ‬
‫ـر يف هــذا الشــأن‪.‬‬ ‫بــدأه الباحثــون الســابقون مــن عمـ ٍ‬
‫ـل بحثـ ٍّ‬
‫ ‪-‬هدف الدراسة‪:‬‬
‫ً‬
‫مستقبل يف خدمة املجاالت التالية‪:‬‬ ‫تتوقع الدراسة أن تسهم‬
‫‪1.1‬املجــال اخلــاص بمتعلــي العربي ـ�ة لغــة ثاني ـ�ة‪ :‬بتوفــر فــرص املامرســة‬
‫والتطبيــق العمــي للغــة وجعــل املتعلمــن مشــاركني فاعلــن يف بنــاء‬
‫الدخــل اللغــوي لدهيــم؛ وذلــك يزيــد رغبتهــم يف تعلمهــا‪ ،‬والتــدرب عــى ‬
‫إتقـ�ان مهاراهتـ�ا وعنارصهـ�ا‪.‬‬
‫ ‪ 2.‬املجـ�ال اخلـ�اص بمعل�مي العربيـ�ة لغــة ثانيـ�ة‪ :‬إن تقديــم نــاذج تطبيقيــة‬
‫الســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة يف البحــث احلــايل يســاعد‬

‫‪892‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫املعلمــن عــى االهتــداء هبــا وإنتــاج مهــام ووظائــف لغويــة أخــرى عــى‬
‫غرارهــا يف املســتقبل‪.‬‬
‫‪3.3‬مجــال تصميــم مناهــج تعليــم اللغــة العربيــ�ة واحلقائــب التدريبيــ�ة‪:‬‬
‫ـا حدي ًثا يف إعــداد املناهــج‪ ،‬واملــواد التعليمية‪،‬‬ ‫تقــدم الدراســة احلاليــة مدخـ ً‬
‫واحلقائــب التدريبيــة؛ وهــو مدخــل تطبيــق اســتخدام التطبيقات احلاســوبية‬
‫التعليميــة؛ إذ يســاعد مصممــي املناهــج‪ ،‬واحلقائــب التدريبيــة عــى توظيف‬
‫هــذا املدخــل يف ميــدان عملهــم يف تعليــم اللغــة العربيــة لغــة ثانيــة‪.‬‬
‫ ‪-‬مشكلة وتساؤالت الدراسة‪:‬‬
‫إن مشــكلة الدراســة تكمــن يف ميــل متعلمــي اللغــة العربيــة لغــة ثانيــة إىل‬
‫حفــظ القواعــد والرتاكيــب النحويــة دون االهتــام بتوظيــف مــا اكتســبوه أو‬
‫تعلمــوه مــن هــذه الرتاكيــب يف التواصــل اللغــوي اجليــد مــع الناطقــن باللغــة‬
‫ـة تركــز عىل‬ ‫ـة نمطيـ ٍ‬
‫ـة تقليديـ ٍ‬
‫العربيــة؛ وذلــك يعــود إىل تدريــس النحــو هلــم بطريقـ ٍ‬
‫حفــظ القواعــد وفهمهــا مــن خــال نــاذج لغويــة غــر تواصليــة‪ ،‬دون تدريبهــم‬
‫عــى اكتســاهبا وتعلمهــا وتوظيفهــا يف التواصــل املجتمعــي اجليــد مــن خــال‬
‫أســاليب ومداخــل حديثــة تســاعد عــى ذلــك‪.‬‬
‫ويمكــن التعبــر عــن إشــكالية البحــث مــن خــال تســاؤالت مهمــة تــرز‬
‫جوهرهــا وغايتهــا‪ ،‬نعرضهــا فيــا يــي‪:‬‬
‫‪ – 1‬مــا التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة املناســبة ملتعلمــي اللغــة العربيــة‬
‫بوصفهــا لغــة ثانيــة؟‬
‫‪ - 2‬مــا خطــوات واجــراءات تصميــم التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‬
‫وتنفيذهــا بــا يســاعد عــى اكتســاب اللغــة الثانيــة؟‬
‫‪ – 3‬مــا أثــر اســتخدام مدخــل تطبيــق اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية‬
‫التعليميــة يف اكتســاب متعلمــي اللغــة العربيــة ‪-‬لغــة ثانيــة‪ -‬الوظائــف‬
‫النحويـ�ة يف مسـ�تويي التحصيـ�ل النحـ�وي والتوظيـ�ف النحـ�وي؟‬
‫‪ -‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تتمثل أمهية الدراسة يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪١ -١‬خدمــة تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا مــن خــال هــذه‬
‫الوســيلة التعليميــة املهمــة –التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‪ -‬وتطويــر عمليــة‬

‫‪893‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫كمدخــل مــن املداخــل احلديثــة يف تعلــم واكتســاب اللغــات‬‫ٍ‬ ‫االســتفادة منهــا‬


‫األجنبيــة ومنهــا اللغــة العربيــة؛ ملــا متيــزت بــه مــن ميــزات عــدة‪ ،‬مثــل‪ :‬التغلــب‬
‫عــى عنــري‪ :‬الزمــان واملــكان‪ ،‬واســتثارة الدارســن ودافعيتهــم‪ ،‬وتوافــر‬
‫وســائل اإليضــاح التفاعليــة فيهــا (الســمعية والبرصيــة)‪.‬‬
‫‪٢ -٢‬إرشــاد معلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا الذيــن يســتعينون‬
‫هبــذه التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة يف عمليتهــم التعليميــة إىل أفضــل هــذه‬
‫التطبيقــات حتقي ًقــا للكفايــة يف املهــارات اللغويــة‪ ،‬وهــذا يــؤدي لتيســر عملهــم‬
‫وجتويــده‪.‬‬
‫‪٣ -٣‬إفــادة مصممــي مناهــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا باملعايري‬
‫ٍ‬
‫صــورة الســتخدام التطبيقــات‬ ‫التــي يمكــن مــن خالهلــا التوصــل إىل أفضــل‬
‫احلاســوبية التعليميــة التــي تســهم يف حتقيــق الكفايــة اللغويــة يف مناهجهــم‪.‬‬
‫‪٤ -٤‬فتــح املجــال أمــام الباحثــن يف حمــال اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية‬
‫التعليميــة يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫‪٥ -٥‬حتديــد الوظائــف النحويــة واختيارهــا يف ضــوء معايــر علميــة حمــددة؛‬
‫جيعــل للنحــو معنــى لــدى الطــاب الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة‪ ،‬وجيعلــه‬
‫وســيلة للتواصــل اللغــوي الصحيــح بينهــم وبــن أهــل اللغــة‪ ،‬وليــس غايــة يف‬
‫حــد ذاتــه‪.‬‬
‫‪ -‬فروض الدراسة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫إحصائيــة عنــد مســتوى (‪ )0.05‬بــن ‬ ‫ٍ‬
‫داللــة‬ ‫‪1.1‬توجــد فــروق ذات‬
‫متوســطي درجــات املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس‬
‫البعــدي الفــوري يف مســتوى التحصيــل النحــوي الختبــارات الوظائــف‬
‫النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة لصالــح‬
‫املجموعــة التجريبيــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫إحصائيــة عنــد مســتوى (‪ )0.05‬بــن ‬ ‫ٍ‬
‫داللــة‬ ‫‪2.2‬توجــد فــروق ذات‬
‫متوســطي درجــات املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس‬
‫البعــدي املرجــأ يف مســتوى التحصيــل النحــوي الختبــارات الوظائــف‬
‫النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة لصالــح‬
‫املجموعــة التجريبيــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫إحصائيــة عنــد مســتوى (‪ )0.05‬بــن ‬ ‫ٍ‬
‫داللــة‬ ‫‪3.3‬توجــد فــروق ذات‬

‫‪894‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫متوســطي درجــات املجموعــة التجريبيــة يف القياســن‪ :‬الفــوري‪ ،‬واملرجــأ‬


‫يف مســتوى التحصيــل النحــوي بتطبيــق مدخــل اســتخدام تطبيقــات‬
‫احلاســوب التعليميــة لصالــح القيــاس الفــوري‪.‬‬
‫ٍ‬
‫إحصائيــة عنــد مســتوى (‪ )0.05‬بــن ‬ ‫ٍ‬
‫داللــة‬ ‫‪4.4‬توجــد فــروق ذات‬
‫متوســطي درجــات املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس‬
‫البعــدي الفــوري يف مســتوى التوظيــف النحــوي الختبــارات الوظائــف‬
‫النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة لصالــح‬
‫املجموعــة التجريبيــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫إحصائيــة عنــد مســتوى (‪ )0.05‬بــن ‬ ‫ٍ‬
‫داللــة‬ ‫‪5.5‬توجــد فــروق ذات‬
‫متوســطي درجــات املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس‬
‫البعــدي املرجــأ يف مســتوى التوظيــف النحــوي الختبــارات الوظائــف‬
‫النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة لصالــح‬
‫املجموعــة التجريبيــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫إحصائيــة عنــد مســتوى (‪ )0.05‬بــن ‬ ‫ٍ‬
‫داللــة‬ ‫‪6.6‬توجــد فــروق ذات‬
‫متوســطي درجــات املجموعــة التجريبيــة يف القياســن‪ :‬الفــوري‪ ،‬واملرجــأ‬
‫يف مســتوى التوظيــف النحــوي بتطبيــق مدخــل اســتخدام تطبيقــات‬
‫احلاســوب التعليميــة لصالــح القيــاس الفــوري‪.‬‬
‫‪ -‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫اســتخدمت الدراســة املنهــج الوصفــي يف تصميــم وبنــاء التطبيقــات‬
‫احلاســوبية التعليميــة‪ ،‬واملنهــج التجريبــي يف أثنــاء تطبيــق اســتخدام التطبيقــات‬
‫احلاســوبية التعليميــة‪ ،‬أثنــاء تطبيــق اختبــارات الوظائــف النحويــة مــن خــال‬
‫التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة املســتخدمة بالبحــث‪.‬‬
‫‪ -‬اجلانب واإلطار العملي للدراسة‪:‬‬
‫ ‪ 1.‬حتديــد التطبيقــات احلاســوبي�ة التعليميــة املناســبة ملتعلــي اللغــة‬
‫ً‬
‫العربيــ�ة لغــة ثانيــ�ة يف املســتوى املتقــدم‪ ،‬وذلــك باإلجــراءات التاليــة‪:‬‬
‫ ‪ -‬أاالطــاع عــى األدبيــات والدراســات الســابقة التــي اهتمت باســتخدام‬
‫تطبيقــات احلاســوب يف تعليــم اللغــات الثانية‪.‬‬
‫باستطالع آراء اخلرباء واملختصني يف هذا امليدان‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫‪895‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املصــادر التــي اعتمدهــا البحــث يف إعــداد املــواد التعليميــة بتطبيــق مدخــل‬


‫اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‪:‬‬
‫‪ - 1‬البحــوث والدراســات التــي اهتمــت باســتخدام التطبيقــات احلاســوبية‬
‫التعليميــة يف جمــال تعليــم اللغــات الثانيــة‪.‬‬
‫‪ - 2‬اخلــرة العمليــة للباحــث يف جمــال تصميــم وإعــداد التطبيقــات‬
‫احلاســوبية التعليميــة‪.‬‬
‫‪ - 3‬اخلــرة الشــخصية للباحــث‪ ،‬وذلــك باعتبــاره أحــد العاملــن يف ميــدان‬
‫تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغــر اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫استطالعية تضمنت ما ييل‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫بدراسة‬ ‫قامت الدراسة‬
‫واملختصــن يف ميــدان تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫ِّ‬ ‫‪١ .١‬اســتطالع آراء اخلــراء‬
‫للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬إجــراء مقابــات شــخصية ‪-‬غــر مقننــة‪ -‬مــع الناطقــن بغــر اللغــة‬
‫العربيــة يف املســتوى املتقــدم‪.‬‬
‫‪٣ .٣‬حتليــل الســيناريوهات املتوقعــة للوظائــف النحويــة التــي تــم حتديدهــا‬
‫بالدراســة (قاعــدة التذكــر والتأنيــث – قاعــدة أركان اجلملــة االســمية‬
‫وتوابعهــا – قاعــدة أركان اجلملــة الفعليــة وتوابعهــا)‪.‬‬
‫‪٤ .٤‬حتليــل بعــض النصــوص املتضمنــة للوظائــف النحويــة الداخلــة يف‬
‫نطــاق البحــث‪.‬‬
‫‪٥ .٥‬وضــع املعايــر اخلاصــة باحلكــم عــى اكتســاب وتعلــم الوظائــف‬
‫النحويــة الداخلــة يف نطــاق البحــث‪.‬‬
‫ً‬
‫(‪ )2‬حتديد الوظائف النحوية األكرث بروزا وأهمية لدى الطالب الناطقني‬
‫بغري اللغة العربي�ة‪ ،‬واألكرث مناسبة للتطبيقات احلاسوبي�ة التعليمية‪ ،‬وتم ذلك‬
‫باإلجراءات التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬االطــاع عــى األدبيــات والدراســات الســابقة التــي اهتمــت‬
‫بالرتاكيــب النحويــة وتعليمهــا وظيف ًّيــا أو تواصل ًّيــا يف اللغــات‬
‫الثانيــة‪.‬‬
‫واملختصني يف هذا امليدان‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ب‪ -‬استطالع آراء اخلرباء‬

‫‪896‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫جيــب اإلشــارة هنــا إىل أنــه قــد خولــف الرتتيــب املعــروف ألبــواب النحــو‬
‫يف تنــاول الوظائــف النحويــة يف الدراســة احلاليــة‪ ،‬حيــث تناولــت الدراســة‬
‫قاعــدة التذكــر والتأنيــث‪ ،‬وبعدهــا أركان اجلملــة اإلســمية وتوابعهــا‪ ،‬ثــم‬
‫قضيــة أركان اجلملــة الفعليــة وتوابعهــا؛ وذلــك ملناســبة كثــرة االســتخدام‬
‫والشــائع بــن فئــة الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة‪ ،‬ومــا يكثــر بينهــم مــن تواتــر‬
‫األخطــاء اللغويــة الشــائعة يف حديثهــم باللغــة العربيــة‪ ،‬ومــن هنــا جــاء اختيــار‬
‫تلــك الوظائــف النحويــة لتكــون اهلــدف يف الدراســة احلاليــة‪.‬‬
‫ ‪-‬اختب�ارات الوظائف والرتاكيب النحوية ‪:‬‬
‫اســتهدفت االختبــارات قيــاس مــدى متكــن متعلمــي اللغــة العربيــة لغ ـ ًة‬
‫ثانيــة يف املســتوى املتقــدم مــن اكتســاب الوظائــف النحويــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬
‫حتديــد الوظائــف النحويــة حمــل البحــث يف الدراســة احلاليــة (قاعــدة التذكــر ‬
‫والتأنيــث – قاعــدة أركان اجلملــة االســمية وتوابعهــا – قاعــدة أركان اجلملــة‬
‫الفعليــة وتوابعهــا)‪ ،‬ومــن ثــم االعتــاد بتضمــن هــذه الوظائــف يف االختبــارات‬
‫بتطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة وســؤال الطــاب‬
‫عنهــا يف مســتويي‪( :‬التحصيــل النحــوي ‪ -‬التوظيــف النحــوي)؛ وقــد اعتُمــدت‬
‫أســئلة (االختيــار مــن متعــدد – كتابــة مهمــة) يف تدريــب الطــاب عــى تعلــم‬
‫ـح‪ ،‬بحيــث يدفــع كل نــوع مــن تلك‬ ‫الوظائــف النحويــة وتوظيفهــا بشـ ٍ‬
‫ـكل صحيـ ٍ‬
‫األســئلة الطالــب الختبــار اكتســابه وظيفــة نحويــة مــن الوظائــف املســتهدفة يف‬
‫هــذا البحــث‪.‬‬
‫(‪ )3‬حتديــد خطــوات وإجــراءات تصميــم وبنــ�اء التطبيقــات احلاســوبي�ة‬
‫التعليميــة وتنفيذهــا بمــا يســاعد علــى اكتســاب الوظائــف النحويــة لــدى‬
‫املتعلمــن‪ ،‬وتــم ذلــك باإلجــراءات التاليــة‪:‬‬
‫أ‪ -‬االطــاع عــى النــاذج واألُ ُطــر الســابقة يف إعــداد التطبيقــات احلاســوبية‬
‫التعليميــة يف تعليــم اللغــات الثانيــة واالســتفادة منهــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬إعــداد إطــار خــاص بالبحــث احلــايل يوضــح خطــوات وإجــراءات‬
‫تصميــم التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة وتنفيذهــا مــع الطــاب‬
‫الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة‪ ،‬وقــد شــمل‪ :‬إجــراءات مــا قبــل‬
‫التصميــم ‪ -‬إجــراءات مرحلــة التصميــم ‪ -‬إجــراءات مرحلــة التنفيــذ‬
‫مــع تفصيــل اخلطــوات الفرعيــة لــكل مرحلــة مــن هــذه املراحــل‪.‬‬

‫‪897‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫(‪ )4‬حتديــد أثــر تطبيــق اســتخدام التطبيقــات احلاســوبي�ة التعليميــة يف‬


‫اكتســاب الوظائــف النحويــة‪ ،‬وذلــك باإلجــراءات التاليــة‪:‬‬
‫أ‪ -‬بنــاء اختبــارات يف الوظائــف النحويــة (قاعــدة التذكــر والتأنيــث –‬
‫قاعــدة أركان اجلملــة االســمية وتوابعهــا – قاعــدة أركان اجلملــة‬
‫الفعليــة وتوابعهــا) يف مســتويي‪ :‬التحصيــل النحــوي‪ ،‬والتوظيــف‬
‫النحــوي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تطبيق االختبارات قبل ًّيا عىل املجموعتني‪ :‬الضابطة‪ ،‬والتجريبية‪.‬‬
‫ت‪ -‬تطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة عــى ‬
‫الطــاب الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة يف املســتوى املتقــدم‪.‬‬
‫ث‪ -‬تطبيــق االختبــارات بعديــا بصـ ٍ‬
‫ـورة (فوريــة ومرجأة) عــى املجموعتني‪:‬‬ ‫ًّ‬
‫الضابطــة‪ ،‬والتجريبية‪.‬‬
‫ج‪ -‬مقارنــة درجــات الطــاب يف االختبــارات قبــل التطبيــق‪ ،‬وبعــده (فورية‬
‫ومرجــأة)؛ ملعرفــة أثــر تطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية‬
‫التعليميــة يف اكتســاب الوظائــف النحويــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال حتديــد‬
‫التغــر الــذي حــدث يف درجــات الطــاب يف التطبيقــن‪ :‬القبــي‪،‬‬
‫والبعــدي‪.‬‬
‫ ‪-‬صياغة تعليمات اإلجابة‪:‬‬
‫ُوضعــت جمموعــة مــن التعليــات توضــح للطــاب إجــراءات اإلجابــة‬
‫عــن االختبــارات‪ ،‬روعــي فيهــا الوضــوح‪ ،‬والتنظيــم‪.‬‬
‫(‪ )5‬املعاجلة اإلحصائي�ة‪ ،‬والتوصل إىل النت�اجئ‪ ،‬وحتليلها‪ ،‬وتفسريها‪.‬‬
‫ ‪-‬حساب معامل السهولة والصعوبة‪:‬‬
‫قامــت الدراســة بحســاب معامــل الصعوبــة والســهولة لــكل اختبــار مــن‬
‫االختبــارات باســتخدام املعادلــة التاليــة‪:‬‬
‫«معامــل الصعوبــة = عــدد األفــراد الذيــن أجابــوا االختبار إجابــة صحيحة‬
‫÷ العــدد الكيل لالختبــارات» (صــاح الدين عــام‪2000 ،‬م‪.)269 ،‬‬
‫العالقــة بــن معامــي الســهولة والصعوبــة عالقــة عكســية مبــارشة‪ ،‬فــإذا‬
‫ـا‪ ،-‬فــإن معامل الصعوبة يســاوي‬ ‫كان معامــل الســهولة مســاو ًيا لـــ (‪ -)0.4‬مثـ ً‬

‫‪898‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫(‪)0.6‬؛ ولذلــك يميــل كثــر مــن الباحثــن إىل حســاب معامــات ســهولة‬
‫االختبــارات عــن طريــق حســاب معامــل صعوبتهــا‪ ،‬وهــذا مــا اســتخدمه‬
‫البحــث احلــايل‪ ،‬حيــث قــام بتحديــد معامــل الســهولة والصعوبــة لــكل سـ ٍ‬
‫ـؤال‬
‫مــن أســئلة االختبــارات‪ ،‬واجلــدول التــايل يوضــح معامــل الســهولة والصعوبــة‬
‫بالتفصيــل‪:‬‬
‫ جدول (‪ )2‬معامل السهولة والصعوبة الختبارات الوظائف والرتاكيب النحوية‬

‫معامل الصعوبة‬ ‫معامل السهولة‬ ‫االختبارات‬


‫‪0.36‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.65‬‬ ‫‪0.44‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.36‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.48‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.44‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.40‬‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0.44‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪0.52‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪0.60‬‬ ‫‪0.40‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪0.66‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪0.63‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪0.64‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪0.62‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪0.61‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪0.5875‬‬ ‫‪0.4125‬‬ ‫ املعامل الكيل‬
‫ويتضــح مــن اجلــدول الســابق أن معامــل الســهولة (‪)0.4125‬؛ وذلــك‬
‫يعنــي توســط مســتوى الســهولة لالختبــارات‪ ،‬وكذلــك بلــغ معامــل الصعوبــة‬
‫أيضــا توســط مســتوى الصعوبــة ملفــردات‬ ‫(‪)0.5875‬؛ وذلــك يعنــي ً‬
‫لالختبــارات‪« ،‬وعندمــا يــدور مســتوى معامــل الســهولة والصعوبــة حــول‬
‫( ‪ )0.50‬فــإن ذلــك يعــد املســتوى األمثــل للســهولة والصعوبــة»‪( .‬صــاح‬
‫الديــن عــام‪2000 ،‬م‪ .)287 ،‬وعــى هــذا تــم التثبــت مــن مســتوى الســهولة‬
‫والصعوبــة لالختبــارات‪.‬‬

‫‪899‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫ ‪-‬التجربة االستطالعية لالختب�ارات‪:‬‬


‫بعــد إعــداد الصــورة املبدئيــة لالختبــارات‪ ،‬قامــت الدراســة بتطبيــق هــذه‬
‫االختبــارات عــى عينــة اســتطالعية قوامهــا ثامنيــة دارســن مــن الناطقــن بغــر ‬
‫اللغــة العربيــة يف املســتوى املتقــدم‪ ،‬وكان ذلــك هبــدف ضبــط بعــض اجلوانــب‬
‫املرتبطــة هبــذه االختبــارات‪ ،‬وقــد أســفرت هــذه التجربــة االســتطالعية عــا ييل‪:‬‬
‫‪1.1‬اســتبدال بعــض املفــردات الصعبــة ببعــض املفــردات املناســبة؛ لئــا ‬
‫يؤثــر ذلــك يف فهــم الــدارس ملضمــون الســؤال‪.‬‬
‫‪2.2‬التأكــد مــن فهــم الدارســن هلــدف االختبــارات‪ ،‬واســتيعاهبم‬
‫إلجــراءات تطبيقهــا‪ ،‬ومناســبتها هلــم‪.‬‬
‫‪3.3‬تعديل بعض التعليامت والبدائل لعدم وضوحها للدارسني‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلطار الزمين لتطبيق االختب�ارات‪:‬‬
‫اإلطــار الزمنــي لتطبيــق االختبــارات عــى الطــاب عينــة البحــث مــن‬
‫الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة يف املســتوى املتقــدم كان بواقــع (‪ )60‬ســاعة‬
‫دراســية‪.‬‬
‫ ‪ -‬مواد املعاجلة التجريبي�ة‪:‬‬
‫إلمتــام اإلجــراءات التجريبيــة أعــد البحــث املــواد التعليميــة الكتســاب‬
‫الوظائــف النحويــة حمــل الدراســة بالبحــث (قاعــدة التذكــر والتأنيــث – قاعــدة‬
‫أركان اجلملــة االســمية وتوابعهــا – قاعــدة أركان اجلملــة الفعليــة وتوابعهــا)‬
‫مــن خــال التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‪ ،‬التــي تعــد مــواد أساســية للمعاجلة‬
‫التدريبيــة‪ ،‬وقــد ُأعــدَّ ت وف ًقــا لالطــاع عــى العديــد مــن الدراســات واألدبيات‬
‫املرتبطــة بذلــك‪ ،‬وقــد أفــادت منهــا الدراســة يف حتديــد بعــض اخلطــوات‬
‫واإلجــراءات التدريســية الالزمــة لتدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغــر اللغــة‬
‫العربيــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‪.‬‬
‫التصميم التجرييب للبحث‪:‬‬
‫‪ -‬اســتخدم البحــث أســلوب املجموعتــن املتكافئتــن‪( :‬ضابطــة ‪-‬‬
‫جتريبيــة) ذات القياســن‪ :‬القبــي‪ ،‬والبعــدي‪ ،‬حيــث تضمــن هــذا التصميــم‬
‫اختيــارا عشــوائ ًّيا ملجموعتــن مــن الطــاب‪ :‬إحدامهــا جتريبيــة تتعــرض‬
‫ً‬
‫للمعاجلــة التجريبيــة (تــدرس الرتاكيــب النحويــة بوصفهــا وظائــف مــن خــال‬

‫‪900‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫تطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة)‪ ،‬واألخــرى ضابطــة‬


‫ال تتعــرض للمعاجلــة التجريبيــة‪ ،‬وقــد درســت هــذه املجموعــة الوظائــف‬
‫النحويــة بالطريقــة التقليديــة املتبعــة يف الكثــر مــن معاهــد وأماكــن تدريــس‬
‫اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وباألســلوب املتبــع هنــاك‪ ،‬الــذي يمكــن‬
‫توصيفــه يف اخلطــوات التاليــة‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـي‪ ،‬يتضمــن الرتكيــب النحــوي‬ ‫ـص َص ِّفـ ٍّ‬
‫(أ) عــرض أمثلــة منفصلــة‪ ،‬أو نـ ٍّ‬
‫نصوصــا أصيلــة‪ ،‬ولكــن‬
‫ً‬ ‫املســتهدف‪ ،‬وغال ًبــا ال تكــون هــذه النصــوص واألمثلــة‬
‫يغلــب عليهــا الصناعــة والتكلــف؛ إليــراد هــذه الرتاكيــب فيهــا بأشــكاهلا‬
‫املختلفــة‪.‬‬
‫كثــرا عــى املعنــى‪ ،‬وإنــا يركــز عــى رشح هــذه‬
‫ً‬ ‫(ب) ال يركــز املعلــم‬
‫األمثلــة بــا تتضمــن مــن تراكيــب وقواعــد‪.‬‬
‫(ج) إعطــاء بعــض تدريبــات األنــاط للطــاب؛ ليتدربــوا عــى هــذه‬
‫القاعــدة أو هــذا الرتكيــب النحــوي‪ ،‬دون مراعــاة للمســتوى التواصــي أو‬
‫الســياق االجتامعــي الــذي ورد فيــه هــذا الرتكيــب (النحــو غايــة ال وســيلة)‪.‬‬
‫(ت) عــدم تركيــز املعلــم عــى الوظيفــة التــي أ َّداهــا هــذا الرتكيــب يف‬
‫املعنــي‪ ،‬فهــو يركــز عــى الشــكل أو الصحــة النحويــة أكثــر مــن تركيــزه عــى ‬
‫املعنــى والطالقــة‪.‬‬
‫(ث) إعطــاء املعلــم طالبــه بعــض االختبــارات القصــرة والواجبــات‬
‫التــي تقيــس مــدى فهمهــم القاعــدة أو الرتكيــب النحــوي‪ ،‬أو مــدى قدرهتــم‬
‫ـة مبتـ ٍ‬
‫ـورة ومنزوعــة الســياق أو نــص‬ ‫عــى تطبيــق هــذه القاعــدة مــن خــال أمثلـ ٍ‬
‫قصــر متكلــف‪ ،‬دون االهتــام بتدريــب الطــاب عــى توظيــف هــذه الرتاكيــب‬
‫النحويــة يف التواصــل اللغــوي اجليــد بشــكليه‪ :‬الشــفهي‪ ،‬والكتــايب‪.‬‬
‫وقــد ُأجــري عــى املجموعتــن االختبــار القبــي والبعــدي‪ ،‬ثــم قــورن‬
‫بــن املجموعتــن يف القياســن‪ :‬القبــي‪ ،‬والبعــدي؛ ملعرفــة تأثــر املتغــر املســتقل‬
‫(التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة) عــى املتغــر التابــع (اكتســاب وتعلــم‬
‫الوظائــف النحويــة)‪ ،‬وقــد اختــارت الدراســة هــذا التصميــم التجريبــي لدقتــه‬
‫يف عــزل أثــر املتغــرات الدخيلــة‪ ،‬وبيــان أثــر املتغــر املســتقل عــى املتغــر التابــع‬
‫مــن خــال املقارنــة بــن نتائــج املجموعتــن‪.‬‬
‫قــام الباحــث بتدريــس الطــاب املهــام اللغويــة مــع تعريفهــم بالتطبيقــات‬
‫التعليميــة احلاســوبية املســتخدمة يف البحــث‪ ،‬وقــد اســتغرق التطبيــق التجريبــي‬

‫‪901‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫للبحــث احلــايل (‪ )31‬لقــا ًءا تدريسـ ًّيا‪ ،‬موزعــة عــى ســتة أســابيع‪ ،‬بواقــع مخــس‬
‫ســاعات أســبوعية‪ ،‬وقــد كانــت مــدة اللقــاء الواحــد (ســاعتني تدريســيتني)‪،‬‬
‫وكان املجمــوع الــكيل لعــدد الســاعات التدريســية (‪ 60‬ســاعة تدريســية)‪ ،‬وقــد‬
‫اســتغرق تنفيــذ كل مهمــة مــع الطــاب (‪ )10‬ســاعات شــاملة لــكل املراحــل‬
‫التــي يمــر هبــا تدريــس الوظيفــة النحويــة مــن‪( :‬عصــف ذهنــي واســتنطاق ‪-‬‬
‫تثبيــت وإثــراء ‪ -‬حمــاكاة‪ -‬تعزيــز وتطويــر األداء‪ -‬توســع واســتثامر)‪.‬‬
‫ ‪-‬نت�اجئ الدراسة‪:‬‬
‫عنــد اإلجابــة عــن التســاؤل الرئيــس يف البحــث‪ ،‬وهــو‪ :‬مــا أثــر‬
‫تطبيــق مدخــل اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة ‪ -‬الفــوري‬
‫واملرجــأ ‪ -‬يف اكتســاب متعلمــي العربيــة لغــة ثانيــة يف املســتوى املتقــدم‬
‫للوظائــف النحويــة يف مســتويي‪( :‬التحصيــل النحــوي‪ ،‬والتوظيــف‬
‫النحــوي)؟ تتبــدى لنــا اإلجــراءات التــي قــام البحــث هبــا‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫(أ) التطبيــق القبــي الختبــار الوظائــف النحويــة عــى املجموعتني‪:‬‬
‫التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة؛ ومــن ثــم قــام بحســاب معامــل التكافــؤ بــن ‬
‫املجموعتــن يف جزئــي االختبــار‪( :‬التحصيــل النحــوي ‪ -‬التوظيــف‬
‫النحــوي)‪ ،‬واجلــدول اآليت يوضــح ذلــك‪:‬‬
‫جدول (‪ )3‬حساب معامل االتفاق بني املجموعتني‪ :‬التجريبية‪ ،‬والضابطة‬

‫املجموعة املتوسط االنحــراف قيمــة درجــة الداللة‬ ‫جمال‬


‫احلريــة‬ ‫املعيــاري ت‬ ‫القياس‬
‫غــر ‬ ‫‪48 0.687‬‬ ‫ضا بطــة ‪1.29486 6.5200‬‬ ‫التحصيل‬
‫د ا لــة‬ ‫قبــي‬ ‫النحوي‬
‫جتر يبيــة ‪1.17331 6.2800‬‬
‫قبــي‬
‫غــر ‬ ‫‪48‬‬ ‫‪0.927‬‬ ‫‪1.20682‬‬ ‫‪1.9600‬‬ ‫ضا بطــة‬ ‫التوظيف‬
‫د ا لــة‬ ‫قبــي‬ ‫النحوي‬
‫جتر يبيــة ‪1.15470 2.0000‬‬
‫قبــي‬
‫ـة إحصائيـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫ويتضــح مــن اجلــدول الســابق عــدم وجــود فــروق ذات داللـ ٍ‬
‫بــن متوســطي درجــات املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة‪ ،‬ســواء أكان ذلــك‬
‫يف مســتوى التحصيــل النحــوي أم يف مســتوى التوظيــف النحــوي‪ ،‬وبالتــايل فــإن‬

‫‪902‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫الفــروق غــر دالـ ٍ‬


‫ـة إحصائ ًّيــا؛ وذلــك يــدل عــى تكافــؤ املجموعتــن‪.‬‬
‫(ب) إعــداد وتصميــم تطبيقــات احلاســوب التعليميــة‪ُ ،‬درســت الوظائــف‬
‫النحويــة املســتهدفة (قاعــدة التذكــر والتأنيــث – قاعــدة أركان اجلملــة االســمية‬
‫وتوابعهــا – قاعــدة أركان اجلملــة الفعليــة وتوابعهــا) مــن خالهلــا للمجموعــة‬
‫التجريبيــة‪ ،‬أمــا املجموعــة الضابطــة فقــد درســت هــذه الوظائــف النحويــة‬
‫بالطريقــة التقليديــة املعتــادة يف معظــم مراكــز ومعاهــد تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬والــذي ســبق عرضــه وتوصيفــه يف أثنــاء احلديــث عــن‬
‫تطبيــق البحــث وتصميمــه التجريبــي‪.‬‬
‫(ج) التطبيــق البعــدي الفــوري الختبــارات الوظائــف النحويــة عــى ‬
‫املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة‪.‬‬
‫(د) التطبيــق البعــدي املرجــأ الختبــارات الوظائــف النحويــة عــى ‬
‫املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة‪ ،‬وذلــك بعــد مــرور شــهر مــن التطبيــق‬
‫الفــوري؛ ملعرفــة بقــاء أثــر التعلــم وحتديــد مــدى اهلــدر أو الثبــات ملــا اكتســبه‬
‫وتعلمــه الطــاب مــن وظائــف نحويــة‪ ،‬وقــد أســفر هــذان التطبيقــان‪( :‬الفوري‪،‬‬
‫واملرجــأ) عــن النتائــج اآلتيــة‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬النت�اجئ اخلاصة بمستوى التحصيل النحوي‬
‫(أ) قــام البحــث بحســاب الفــروق بــن متوســطي درجــات املجموعتــن‪:‬‬
‫التجريبيــة والضابطــة يف القيــاس البعــدي الفــوري يف مســتوى التحصيــل‬
‫النحــوي الختبــارات الوظائــف النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات‬
‫احلاســوبية التعليميــة‪ ،‬واجلــدول التــايل يوضــح ذلــك‪:‬‬
‫جدول (‪ )4‬الفروق بني املجموعتني‪ :‬التجريبية‪ ،‬والضابطة يف القياس البعدي الفوري يف‬
‫مستوى التحصيل النحوي‬

‫الداللة‬ ‫درجة احلرية‬ ‫ا ال نحــر ا ف قيمــة‬ ‫املتوسط‬ ‫املجموعة‬


‫ت‬ ‫ا ملعيــا ر ي‬
‫دالــة عنــد‬ ‫‪48‬‬ ‫‪17.88‬‬ ‫‪0.78102‬‬ ‫‪11.880‬‬ ‫ضابطة‬
‫مســتو ى‬ ‫بعدي‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪0.54160‬‬ ‫‪15.280‬‬ ‫جتريبية بعدي‬
‫ويتضــح مــن اجلــدول الســابق أن الفــروق بــن املجموعتــن يف القيــاس‬
‫الفــوري يف مســتوى التحصيــل النحــوي دالــة إحصائ ًّيــا‪ ،‬حيــث بلــغ متوســط‬
‫درجــات املجموعــة الضابطــة (‪ ،)11.880‬بينــا بلــغ متوســط درجــات‬

‫‪903‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املجموعــة التجريبيــة (‪ ،)15.280‬وقــد بلغــت قيمــة ت (‪)17.88‬؛ وذلــك‬


‫يعنـ�ي وجـ�ود فـ�روق دالـ�ة عنـ�د مسـ�توى (‪ )0.01‬بــن املجموعتــن لصالــح‬
‫املجموعــة التجريبيــة‪.‬‬
‫يفــر البحــث هــذه النتيجــة بــا قــدم لطــاب املجموعــة التجريبيــة‬
‫مــن مــواد وأنشــطة متنوعــة يف أثنــاء املعاجلــة التجريبيــة مل تتوافــر للمجموعــة‬
‫الضابطــة‪ ،‬فطــاب املجموعــة التجريبيــة يتعرضــون إىل الوظيفــة النحويــة يف‬
‫ســياقات متنوعــة‪ :‬التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة ‪ -‬فيديوهــات ‪ -‬مقــاالت‬
‫أصيلــة ‪ -‬مــواد ســمعية‪ ،‬كــا أهنــم يســتخدمون هــذه الوظيفــة النحويــة يف‬
‫مواقــف تواصليــة طبعيــة باإلضافــة إىل مــا قدمــه البحــث هلــم مــن تدريبــات‬
‫تســاعدهم عــى اكتســاب هــذه الوظيفــة النحويــة بصــورة جيــدة‪ ،‬فــإذا كانــت‬
‫ـا التذكــر والتأنيــث‪ ،‬فــإن الطالــب يتعــرض هلــا‬ ‫الوظيفــة النحويــة املســتهدفة مثـ ً‬
‫عــن طريــق نصــوص مســموعة أو مشــاهدة أو مقــروءة تتضمــن هــذه الوظيفــة‬
‫وتــرز فيهــا‪ ،‬ثــم يعطيهــم البحــث فرصــة الســتنطاق هــذه الوظيفــة وتثبيتهــا‬
‫مــن خــال تدريبــات متنوعــة؛ ليصبحــوا عــى وعــي هبــا‪ ،‬ويســتطيعوا حماكاهتــا‬
‫ـول إىل تطويرهــا واســتثامرها‬ ‫واســتخدامها يف ســياقات ومواقــف متنوعــة؛ وصـ ً‬
‫بعــد ذلــك يف مواقــف أكثــر اتســا ًعا ورحاب ـ ًة وتنو ًعــا‪.‬‬
‫(ب) قــام البحــث بحســاب الفــروق بــن متوســطي درجــات املجموعتني‪:‬‬
‫التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس البعــدي املرجــأ يف مســتوى التحصيــل النحوي‬
‫الختبــارات الوظائــف النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام تطبيقــات احلاســوب‬
‫التعليميــة‪ ،‬واجلــدول التــايل يوضــح ذلك‪:‬‬
‫جــدول (‪ )5‬الفــروق بــن املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس البعــدي‬
‫املرجــأ يف مســتوى التحصيــل النحــوي‬

‫الداللة‬ ‫قيمة ت درجة احلرية‬ ‫االنحراف املعياري‬ ‫املتوسط‬ ‫املجموعة‬


‫عند‬ ‫دالة‬ ‫‪48‬‬ ‫‪19.85‬‬ ‫‪1.25433‬‬ ‫ضابطة مرجأ ‪9.36‬‬
‫ى‬ ‫مستو‬ ‫‪0.6‬‬ ‫جتريبية مرجأ ‪14.88‬‬
‫‪0.01‬‬
‫ويتضــح مــن اجلــدول الســابق أن الفــروق بــن املجموعتــن يف القيــاس‬
‫البعــدي املرجــأ يف مســتوى التحصيــل النحــوي دالــة إحصائ ًّيــا‪ ،‬حيــث بلــغ‬
‫متوســط درجــات املجموعــة الضابطــة ( ‪ ،)9.36‬بينــا بلــغ متوســط درجــات‬
‫املجموعــة التجريبيــة ( ‪ ،)14.88‬وقــد بلغــت قيمــة ت (‪)19.85‬؛ وذلــك‬
‫يعنــي وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى ( ‪ )0.01‬بــن املجموعتــن ‬

‫‪904‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫لصالــح املجموعــة التجريبيــة‪ ،‬وهــذا يعنــي أن املجموعــة التجريبيــة كانــت أكثــر‬


‫قــدرة عــى بقــاء أثــر التعلــم لدهيــا‪ ،‬وأن مــا اكتســبه الطــاب مــن وظائــف‬
‫نحويــة مــن خــال تطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‬
‫كان أكثــر ثبا ًتــا وديمومــة مقارنــة باملجموعــة الضابطــة‪.‬‬
‫ويعــزو البحــث هــذه النتيجــة إىل أن تدريــس النحــو بوصفــه وظائــف‬
‫نحويــة مــن خــال تطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‬
‫ومهــات ومواقــف تواصليــة وليــس قواعــد مســتقلة منزوعــة الســياق؛ جيعــل‬
‫للنحــو قيمــة ومعنــى لــدى الطــاب؛ ألنــه هبــذه الطريقــة حيقــق هلــم وظيفــة‬
‫تواصليــة مهمــة‪ ،‬تســاعدهم عــى التعامــل مــع املواقــف اللغويــة املختلفــة بصورة‬
‫جيــدة تتســم بالطالقــة مــن جانــب‪ ،‬والصحــة اللغويــة مــن جانــب آخــر؛ وذلــك‬
‫يزيــد دافعيتهــم الكتســاب النحــو وتعلمــه‪ ،‬واســتخدامه وتوظيفــه يف املواقــف‬
‫التــي يتعــرض هلــا الطــاب ضمــن ســياقات متعــددة ومتنوعــة‪ ،‬ويصبــح جــز ًءا‬
‫مــن نســيجهم املعــريف؛ وهــذا بــدوره جيعلــه أكثــر ثبا ًتــا وديموم ـ ًة لدهيــم‪.‬‬
‫لذلـ�ك ف��إن الدع�وـة الت��ي يتبناه�اـ البحــث احلــايل ه��ي التأكيـ�د ع�لى رضورة‬
‫تعليــم النحــو بوصفــه وظائــف نحويــة وليــس قواعــد‪ ،‬وهــذا يعنــي أن النحــو‬
‫ال ُيــدّ رس لغايتــه‪ ،‬وإنــا يرتبــط بمــدى وظيفيتــه يف التعبــر داخــل املوقــف‬
‫التواصــي‪ ،‬كــا أن املوقــف التواصــي هــو الــذي يفــرض الوظائــف النحويــة‬
‫التــي ينبغــي تقديمهــا‪ ،‬فالقواعــد ال تعــد مســب ًقا ثــم يؤلــف أو خيتــار هلــا مواقــف‬
‫تتضمنهــا ‪-‬كــا هــو احلــال يف املناهــج التقليديــة لتعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن ‬
‫بغــر اللغــة العربيــة‪ -‬ولكــن املوقــف التواصــي الــذي يــراد تدريــب متعلمــي‬
‫العربيــة لغــة ثانيــة عليــه هــو الــذي حيــدد الوظائــف النحويــة التــي تــأيت لزا ًمــا‬
‫ـروزا فيــه‪ .‬وبالتــايل وممــا ســبق يمكــن التأكيــد‬
‫يف هــذا املوقــف وتكــون أكثــر بـ ً‬
‫ٍ‬
‫ـة إحصائيــة عنــد مســتوى ( ‪ )0.05‬بــن متوســطي‬ ‫بأنــه توجــد فــروق ذات داللـ ٍ‬
‫درجــات املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس البعــدي املرجــا يف‬
‫مســتوى التحصيــل النحــوي الختبــارات الوظائــف النحويــة بتطبيــق مدخــل‬
‫اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة لصالــح املجموعــة التجريبيــة‪.‬‬
‫(ج) قــام البحــث بحســاب الفــروق بــن متوســطي درجــات القياســن‪:‬‬
‫الف�وـري‪ ،‬واملرج��ا للمجموعــة التجريبيــة يف مســتوى التحصيــل النحــوي‬
‫الختبــارات الوظائــف النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقات احلاســوبية‬
‫التعليميــة‪ ،‬واجلــدول التــايل يوضــح ذلــك‪:‬‬
‫جدول (‪ )6‬الفروق بني متوسطي درجات القياسني‪ :‬الفوري‪ ،‬واملرجأ للمجموعة‬
‫التجريبية يف مستوى التحصيل النحوي‬

‫‪905‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫درجة احلرية الداللة‬ ‫قيمــة‬ ‫االنحراف املعياري‬ ‫املتوسط‬ ‫املجموعة‬


‫ت‬
‫دالــة عنــد‬ ‫‪24‬‬ ‫‪2.747‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫جتر يبيــة ‪15.28‬‬
‫مســتو ى‬ ‫فــو ر ي‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫جتر يبيــة ‪14.88‬‬
‫مر جــأ‬

‫ويتضــح مــن اجلــدول الســابق أن الفروق بــن القياســن‪ :‬الفــوري‪ ،‬واملرجأ‬


‫ٍ‬
‫غــر دالــة إحصائ ًّيــا‪،‬‬ ‫للمجموعةــ التجريبي��ة يف مســتوى التحصيــل النحــوي‬
‫حيــث بلــغ متوســط درجــات القيــاس الفــوري ( ‪ ،) 15.28‬بينــا بلــغ متوســط‬
‫درجــات القيــاس املرجــأ ( ‪ ،) 14.88‬وقــد بلغــت قيمــة ت ( ‪)2.747‬؛ وذلــك‬
‫ـة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى ( ‪ )0.05‬بــن ‬ ‫يعنــي عــدم وجــود فــروق ذات داللـ ٍ‬
‫القياســن‪ :‬الفــوري‪ ،‬واملرجــأ‪ ،‬وهــذا يعنــي أن اكتســاب الوظائــف والرتاكيــب‬
‫النحويــة مــن خــال تطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‬
‫يســاعد عــى تثبيتهــا وعــدم نســيان املتعلمــن هلــا بســهولة‪ ،‬فقــد احتفــظ الطالب‬
‫بــا اكتســبوه مــن تراكيــب ووظائــف نحويــة يف التطبيــق املرجــأ‪ ،‬ومل حيــدث مــا‬
‫ٍّ‬
‫ـر دال إحصائ ًّيــا‪.‬‬
‫ـل غـ‬ ‫يســمى باهلــدر التعليمــي إال بمقـ ٍ‬
‫ـدار ضئيـ ٍ‬
‫يفــر البحــث ذلــك بــأن املتعلــم –وفــق تطبيــق مدخــل اســتخدام‬
‫التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‪ -‬يكتســب الوظائــف والرتاكيــب النحويــة‬
‫مــن خــال ســياقاهتا الطبعيــة دون نزعهــا مــن ســياقها‪ ،‬أو تدريســها كقوالــب‬
‫تــدرس بوصفهــا غايــ ًة ال وســيلة ختــدم االتصــال اللغــوي؛‬ ‫جامــدة‪ ،‬وكأهنــا َّ‬
‫ولــذا فــإن اكتســاهبا مــن خــال ســياقاهتا املتنوعــة جيعلهــا مدخـ ً‬
‫ـا قا ًبــا للفهــم‪،‬‬
‫كــا أن املتعلــم يكــون لديــه أرحييــة ودافعيــة أعــى عنــد التعلــم؛ ألنــه رشيـ ٌ‬
‫ـك‬
‫أســايس أثنــاء تنفيــذ املهمــة؛ وذلــك يزيــد ثقتــه يف نفســه‪ ،‬ويصبــح لديــه قابليــة‬
‫واســتعداد نفــي‪ ،‬يســمح بمــرور هــذا الدخــل اللغــوي‪ ،‬وثباتــه لــدى املتعلــم‪،‬‬
‫ويصبــح املتعلــم عــى وعــي هبــذا الدخــل اللغــوي الــذي يصعــب نســيانه‬
‫وفقــده‪.‬‬
‫وبالتــايل وعــى هــذا األســاس توصــل البحــث إىل رفــض الفرضيــة التــي‬
‫ٍ‬
‫إحصائيــة عنــد مســتوی ( ‪)0.05‬‬ ‫ٍ‬
‫داللــة‬ ‫تنــص عــى أنــه توجــد فــروق ذات‬
‫بــن متوســطي درجــات املجموعــة التجريبيــة يف القياســن‪ :‬الفــوري‪ ،‬واملرجــأ يف‬
‫مســتوى التحصيــل النحــوي لصالــح القيــاس الفــوري؛ ألن الفــروق غــر دالـ ٍ‬
‫ـة‪.‬‬

‫‪906‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫ً‬
‫ثاني�ا ‪ -‬النت�اجئ اخلاصة بمستوى التوظيف النحوي‬
‫(أ) قــام البحــث بحســاب الفــروق بــن متوســطي درجــات املجموعتــن‪:‬‬
‫التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس البعــدي الفــوري يف مســتوى التوظيــف‬
‫النحــوي الختبــارات الوظائــف النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات‬
‫احلاســوبية التعليميــة‪ ،‬واجلــدول التــايل يوضــح ذلــك‪:‬‬
‫جــدول (‪ )7‬الفــروق بــن املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس البعــدي‬
‫الفــوري يف مســتوى التوظيــف النحــوي‬

‫االنحراف املعياري قيمة ت درجة احلرية الداللة‬ ‫املتوسط‬ ‫املجموعة‬


‫دالة عند‬ ‫‪48‬‬ ‫‪37.29‬‬ ‫‪0.860‬‬ ‫ضابطة بعدي ‪6‬‬
‫مستو ى‬ ‫‪0.55‬‬ ‫جتريبية بعدي ‪13.68‬‬
‫‪0.01‬‬

‫ويتضــح مــن اجلــدول الســابق أن الفــروق بــن املجموعتــن يف القيــاس‬


‫الفــوري يف مســتوى التوظيــف النحــوي دالــة إحصائ ًّيــا‪ ،‬حيــث بلــغ متوســط‬
‫درجــات املجموعــة الضابطــة (‪ ،)6‬بينــا بلــغ متوســط درجــات املجموعــة‬
‫التجريبيــة (‪ ،)13.68‬وقــد بلغــت قيمــة ت ( ‪) 37.29‬؛ وذلــك يعنــي وجــود‬
‫فــروق دالــة عنــد مســتوى ( ‪ )0.01‬بــن املجموعتــن لصالــح املجموعــة‬
‫التجريبيــة‪ ،‬وهــذا يــدل عــى ارتفــاع مســتوى املجموعــة التجريبيــة يف القــدرة‬
‫عــى توظيــف الوظائــف النحويــة يف تنفيــذ املهــام اللغويــة بتطبيــق مدخــل‬
‫اســتخدام تطبيقــات احلاســوب التعليميــة مقارنــة باملجموعــة الضابطــة‪.‬‬
‫يمكــن عــزو هــذه النتيجــة إىل أن الطــاب يف املجموعــة التجريبيــة أتيحــت‬
‫هلــم فــرص متعــددة ومتنوعــة للمامرســة احلقيقيــة للغــة‪ ،‬وتوظيــف مــا اكتســبوه‬
‫وتعلمــوه مــن تراكيــب ووظائــف نحويــة يف إبــداع منتوجــات لغويــة يف ســياقات‬
‫وخصوصــا يف أثنــاء تنفيــذ املهــام اللغويــة يف مرحلــة املحــاكاة‪ ،‬فهــم بعد‬
‫ً‬ ‫خمتلفــة‪،‬‬
‫ـورة بــارزةٍ‬
‫تعرضهــم للمنظــم التمهيــدي الــذي يتضمــن الوظيفــة النحويــة بصـ ٍ‬
‫ســياق طبعــي؛ يقومــون بعمليــات العصــف الذهنــي الكتســاب الوظيفــة‬ ‫ٍ‬ ‫ويف‬
‫النحويــة‪ ،‬ثــم حماكاهتــا وابــداع نصــوص مشــاهبة للنــص املنظــم الــذي تعرضــوا‬
‫لــه‪ ،‬كــا أن تدريــس الوظائــف النحويــة للطــاب الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة‬
‫يتضمــن يف كل مراحلــه أنشــطة وتدريبــات تواصليــة‪ ،‬متكــن الطــاب مــن‬
‫ـة للغــة‪ ،‬وكل هــذا بدوره‬ ‫ـة إنتاجيـ ٍ‬
‫ـورة حقيقيـ ٍ‬
‫توظيــف مــا اكتســبوه وتعلمــوه بصـ ٍ‬
‫يكــر احلاجــز ويقــرب الفجــوة بــن الوعــي بالوظيفــة النحويــة واســتخدامها‬
‫وتوظيفهــا يف مواقــف تواصليــة طبعيــة؛ وقــد كان ذلــك ســب ًبا يف ارتفــاع قــدرة‬

‫‪907‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫طــاب املجموعــة التجريبيــة عــى توظيــف مــا اكتســبوه مــن وظائــف نحويــة يف‬
‫ـورة جيـ ٍ‬
‫ـدة مقارنــة باملجموعــة الضابطــة التــي ال يتوفــر‬ ‫ـة بصـ ٍ‬
‫ـات كتابيـ ٍ‬
‫تنفيــذ مهـ ٍ‬
‫هلــا معظــم هــذه الفــرص احلقيقيــة ملامرســة اللغــة والوظائــف النحويــة التــي‬
‫تقــدم بشــكل تواصــي ووظيفــي‪ .‬ويتفــق ذلــك مــع مــا تؤكــده دراســة دوجتــي‬
‫(دوجتــي‪2001 ،‬م‪ )206 ،‬ودراســة براهبو(براهيــو‪1987 ،‬م‪ )15 ،‬بــأن متعلــم‬
‫ـة إىل فــرص االهنــاك يف اســتعامل لغــوي قائــم عــى املعنــى؛ حتــى‬ ‫اللغــة بحاجـ ٍ‬
‫يكتســب الصيــغ والرتاكيــب اللغويــة والنحويــة اجلديــدة تواصل ًّيــا‪ ،‬لذلــك ال بــد‬
‫مــن تدريــس هــذه الصيــغ والوظائــف النحويــة ضمــن األنشــطة والســياقات‬
‫التواصليــة التــي ينصــب فيهــا االهتــام عــى املعنــى بالدرجــة األوىل ال عــى ‬
‫القاعــدة اللغويــة وحدهــا‪ .‬كــا أكــدت دراســة (صالــح الشــويرخ) « وجــوب‬
‫تقديــم الرتاكيــب النحويــة ضمــن الدخــل اللغــوي املســتقبِل‪ ،‬أي ضمن ســياقاهتا‬
‫الطبعيــة‪ ،‬وبذلــك يــرز الرتكيــب النحــوي يف ســياقه الطبعــي الــذي يمكــن أن‬
‫يواجــه املتعلم»؛(صالــح الشــويرخ‪2009 ،‬م‪ )222 ،‬مــا يقلــص الفجــوة بــن‪:‬‬
‫الــدرس اللغــوي‪ ،‬واالســتعامل الطبعــي للغــة‪ ،‬وبذلــك ختتلــف هــذه الطريقــة‬
‫عــن الطريقــة التقليديــة التــي تــدرس القواعــد اللغويــة بمعـ ٍ‬
‫ـزل عــن ســياقاهتا‬
‫ـا مصطنعـ ًة غــر طبعيــة لعــرض القاعــدة‬ ‫الطبعيــة‪ ،‬والتــي تســتخدم أحيا ًنــا مجـ ً‬
‫اللغويــة وتبســيطها وتقريبهــا إىل أذهــان الطــاب‪ ،‬وهــي هبــذه اإلجــراءات تبعــد‬
‫الرتكيــب النحــوي عــن اســتعامله احلقيقــي التواصــي‪.‬‬
‫بالتــايل يمكــن قبــول الفرضيــة التــي تنــص عــى وجــود فــروق ذات‬
‫ـة عنــد مســتوی ( ‪ )0.05‬بــن متوســطي درجــات املجموعتــن‪:‬‬ ‫ـة إحصائيـ ٍ‬‫داللـ ٍ‬
‫التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس البعــدي الفــوري يف مســتوى التوظيــف‬
‫النحــوي الختبــارات الوظائــف النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات‬
‫احلاســوبية التعليميــة لصالــح املجموعــة التجريبيــة‪.‬‬
‫(ب) قــام البحــث بحســاب الفــروق بــن متوســطي درجــات املجموعتني‪:‬‬
‫التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس البعــدي املرجــأ يف مســتوى التوظيــف النحوي‬
‫الختبــارات الوظائــف النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقات احلاســوبية‬
‫التعليميــة‪ ،‬واجلــدول التــايل يوضــح ذلك‪:‬‬
‫جــدول (‪ )8‬الفــروق بــن املجموعتــن‪ :‬التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس البعــدي‬
‫املرجــأ يف مســتوى التوظيــف النحــوي‬

‫الداللة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة ت‬ ‫االنحراف املعياري‬ ‫املتوسط‬ ‫املجموعة‬


‫احلرية‬

‫‪908‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫عند‬ ‫دالة‬ ‫‪48‬‬ ‫‪53.003‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪4.49‬‬ ‫ضابطة مرجأ‬


‫ى‬ ‫مستو‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪13.20‬‬ ‫جتريبية مرجأ‬
‫‪0.01‬‬

‫ويتضــح مــن اجلــدول الســابق أن الفــروق بــن املجموعتــن يف القيــاس‬


‫البعــدي املرجــأ يف مســتوى التوظيــف النحــوي دالــة إحصائ ًّيــا‪ ،‬حيــث بلــغ‬
‫متوســط درجــات املجموعــة الضابطــة ( ‪ ،)4.49‬بينــا بلــغ متوســط درجــات‬
‫املجموعــة التجريبيــة (‪ ،)13.20‬وقــد بلغــت قيمــة ت ( ‪) 53.003‬؛ وذلــك‬
‫يعنــي وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى ( ‪ )0.01‬بــن املجموعتــن ‬
‫لصالــح املجموعــة التجريبيــة‪ ،‬وهــذا يعنــي أن املجموعــة التجريبيــة كانــت‬
‫أكثــر احتفا ًظــا بمهــارات التوظيــف النحــوي التــي اكتســبتها مــن خــال تطبيــق‬
‫مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة مقارنــة باملجموعــة الضابطة‪.‬‬
‫يمكــن تفســر ذلــك بــأن املامرســات واألنشــطة والتدريبــات التــي ُقدمــت‬
‫للمجموعــة التجريبيــة متحــورت حــول املتعلــم‪ ،‬وكانــت يف ضــوء حاجاتــه‬
‫أيضــا‪ ،‬فالدخــل‬ ‫ومنتجــا هلــا ً‬
‫ً‬ ‫اللغويــة‪ ،‬كــا أن املتعلــم كان مشــاركًا فعـ ً‬
‫ـال فيهــا‬
‫اللغــوي الــذي ُقــدم للمتعلمــن قــد ُخطــط لــه بعنايــة قبــل تنفيــذ املهــام‬
‫اللغويــة‪ ،‬وقــد ُاختــر يف ضــوء حتليــل احتياجــات املتعلمــن‪ ،‬كــا وعــى اختيــار‬
‫ـروزا عنــد الناطقــن بغــر اللغــة العربيــة يف املســتوى‬
‫الوظائــف النحويــة األكثــر بـ ً‬
‫املتقــدم‪ ،‬التــي تلبــي احتياجــات املتعلمــن يف حتقيــق اتصــال جيــد عنــد تنفيــذ‬
‫هــذه الوظائــف النحويــة‪ ،‬بالتــايل فقــد شــعر املتعلمــون أن هــذه املهــام اللغويــة‬
‫واالختبــارات بــا تتضمنهــا مــن وظائــف نحويــة هلــا معنــى وقيمــة ووظيفــة‬
‫لدهيــم؛ فــازدادت دافعيتهــم نحــو اكتســاهبا وتعلمهــا‪ ،‬وجعلهــا جــز ًءا متناغـ ًـا‬
‫مــن نســيج خرباهتــم اللغويــة التــي يمكــن االحتفــاظ هبــا لفــرات طويلــة‪ ،‬فقــد‬
‫ـف تواصــي حيتاجــون‬ ‫صــار هــذا الدخــل اللغــوي عــادة لغويــة تظهــر يف أي موقـ ٍ‬
‫ـرة مــن الزمــن كــا حــدث يف االختبــار املرجــأ‪.‬‬ ‫فيــه إليــه حتــى بعــد مــرور فـ ٍ‬

‫وبالتــايل يمكــن قبــول الفرضيــة التــي تنــص عــى وجــود فــروق ذات‬
‫ـة عنــد مســتوى ( ‪ )0.05‬بــن متوســطي درجــات املجموعتــن‪:‬‬ ‫ـة إحصائيـ ٍ‬‫داللـ ٍ‬
‫التجريبيــة‪ ،‬والضابطــة يف القيــاس البعــدي املرجــأ يف مســتوى التوظيــف النحوي‬
‫الختبــارات الوظائــف النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقات احلاســوبية‬
‫التعليميــة لصالــح املجموعــة التجريبيــة‪.‬‬
‫(ج) قــام البحــث بحســاب الفــروق بــن متوســطي درجــات القياســن‪:‬‬
‫الفــوري‪ ،‬واملرجــأ للمجموعــة التجريبيــة يف مســتوى التحصيــل النحــوي‬
‫الختبــارات الوظائــف النحويــة بتطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقات احلاســوبية‬

‫‪909‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫التعليميــة‪ ،‬واجلــدول التــايل يوضــح ذلــك‪:‬‬


‫جــدول (‪ )9‬الفــروق بــن متوســطي درجــات القياســن‪ :‬الفــوري‪،‬‬
‫واملرجــأ للمجموعــة التجريبيـ�ة يف مســتوى التوظيــف النحــوي‬
‫الداللة‬ ‫قيمة ت درجة احلرية‬ ‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬ ‫املجموعة‬
‫املعياري‬
‫دالة عند‬ ‫‪24‬‬ ‫‪2.815‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪13.68‬‬ ‫جتريبية فوري‬
‫مستوى‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪13.20‬‬ ‫جتريبية مرجأ‬
‫‪0.05‬‬
‫ويتضــح مــن اجلــدول الســابق أن الفروق بــن القياســن‪ :‬الفــوري‪ ،‬واملرجأ‬
‫للمجموعــة التجريبيــة يف مســتوى التحصيــل النحــوي غــر دالــة إحصائ ًّيــا‪،‬‬
‫حيــث بلــغ متوســط درجــات القيــاس الفــوري (‪ ،)13.68‬بينــا بلــغ متوســط‬
‫درجــات القيــاس املرجــأ (‪ ،)13.20‬وقــد بلغــت قيمــة ت (‪)2.815‬؛ ويعنــي‬
‫ـة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى ( ‪ )0.05‬بــن ‬ ‫ذلــك عــدم وجــود فــروق ذات داللـ ٍ‬
‫القياســن‪ :‬الفــوري‪ ،‬واملرجــأ‪ ،‬وهــذا يعنــي أن اكتســاب الوظائــف والرتاكيــب‬
‫النحويــة مــن خــال تطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‬
‫ـة‪ ،‬فقــد‬ ‫ـورة فعالـ ٍ‬
‫يســاعد عــى تثبيتهــا وعــدم نســياهنا والقــدرة عــى توظيفهــا بصـ ٍ‬
‫احتفــظ الطــاب بــا اكتســبوه مــن تراكيــب ووظائــف يف التطبيــق املرجــأ‪ ،‬ومل‬
‫ٍّ‬
‫ـر دال إحصائ ًّيــا‪.‬‬
‫ـل غـ‬ ‫حيــدث مــا يســمى باهلــدر التعليمــي إال بمقـ ٍ‬
‫ـدار ضئيـ ٍ‬
‫ويعزو البحث هذه النتيجة إىل األسباب التالية‪:‬‬
‫(أ) التطبيــق الســياقي‪ :‬قــام البحــث بإعــداد التطبيقــات احلاســوبية‬
‫التعليميــة التــي ُقدمــت للمجموعــة التجريبيــة الكتســاب وتعلــم الوظائــف‬
‫النحويــة‪ ،‬حيــث أكثــر مــن التدريبــات والتطبيقــات الســياقية املتنوعــة‪ ،‬فتــار ًة‬
‫تقــدم الوظيفــة النحويــة مــرة يف منظــم متهيــدي‪« :‬نــص مســموع‪ -‬نــص‬
‫ٍ‬
‫مبــارشة يف تدريبــات لتثبيتهــا‬ ‫ٍ‬
‫بصــورة‬ ‫مشــاهد ‪ -‬نــص مقــروء»‪ ،‬وتــار ًة تقــدم‬
‫لــدى الطــاب‪ ،‬وتــار ًة ُيطلــب مــن املتعلمــن توظيفهــا واســتثارها يف ســياقات‬
‫لغويــة تواصليــة جديــدة مشــاهبة ملــا ســبق اکتســابه وتعلمــه‪ ،‬وتــار ًة ُيطلــب منهم‬
‫ـة جديـ ٍ‬
‫ـدة أكثــر رحاب ـ ًة واتســا ًعا‪ ،‬وهــذا‬ ‫ـياقات لغويـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫توظيفهــا واســتثامرها يف سـ‬
‫بــدوره يــؤدي إىل ثبــات وديمومــة مــا اكتســبه الطــاب وتعلمــوه‪.‬‬
‫كــا أكــدت الدراســة عــى رضورة أن تعنــى القواعــد التعليميــة باللغــة‬
‫التــي هــي املــادة األوليــة للتعلــم‪ ،‬كــا تعنــى كذلــك باملتعلــم؛ وهلــذا تنتقــي‬

‫‪910‬‬
‫إكتساب الوظائف النحوية‪ :‬محمد رمضان‬

‫املواقــف والوظائــف التعليميــة يف ضــوء حاجاتــه –املتعلــم مــن الناطقــن بغــر ‬


‫اللغــة العربيــة‪ -‬االتصاليــة واللغويــة‪ ،‬وينبنــي هــذا التوجــه عــى االعتقــاد بــأن‬
‫الرتاكيــب ذات العالقــة بحاجــات املتعلمــن تســاعد أكثــر مــن غريهــا عــى ‬
‫تيســر التعلــم وتقويتــه‪ ،‬فالــذي يتعلــم لغــة ثانيــة يطمــح إىل االنخــراط يف عــدد‬
‫مــن النشــاطات التــي يمكــن ترتيبهــا وفــق درجــة االحتيــاج إليهــا؛ فالتعــارف‬
‫وتقديــم املعلومــات الشــخصية والبيــع والــراء ومــا إىل ذلــك مــن النشــاطات‬
‫تعــد (مثـ ً‬
‫ـا) مــن أولويــات احلاجــات االتصاليــة ملتعلمــي اللغــات الثانيــة ومنهــا‬
‫اللغــة العربيــة بــا شــك‪.‬‬
‫وبالتــايل يمكــن رفــض الفــرض مــن جانــب الدراســة والــذي ينــص عــى ‬
‫إحصائيــة عنــد مســتوى ( ‪ )0.05‬بــن متوســطي‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫داللــة‬ ‫ٍ‬
‫فــروق ذات‬ ‫وجــود‬
‫درجــات املجموعــة التجريبيــة يف القياســن‪ :‬الفــوري‪ ،‬واملرجــأ يف مســتوى‬
‫التوظيــف النحــوي بتطبيــق مدخــل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليميــة‬
‫ٍ‬
‫غــر دالــة إحصائ ًّيــا‪.‬‬ ‫لصالــح القيــاس الفــوري؛ ألن الفــروق‬
‫توصيات‬
‫تويص الدراسة احلالية بام ييل‪:‬‬
‫‪1 )1‬االســتفادة مــن تطبيــق مدخــل اســتخدام تطبيقــات احلاســوب‬
‫التعليميــة يف تصميــم النشــاطات واملــواد التعليميــة التــي تقــدم ملتعلمــي‬
‫اللغــة العربيــة لغــة ثانيــة‪.‬‬
‫‪2 )2‬االســتفادة مــن تطبيــق مدخل اســتخدام التطبيقــات احلاســوبية التعليمية‬
‫كاســراتيجية تدريســية‪ ،‬يتــم مــن خالهلــا اكتســاب اللغــة وتعلمهــا‪ ،‬وزيادة‬
‫الدخــل اللغــوي للطــاب مــن خــال املامرســة والتفاعــل يف أثنــاء تنفيــذ‬
‫املهــام اللغويــة‪.‬‬
‫‪3 )3‬عقــد دورات تدريبيــة ملعلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا عــى ‬
‫تصميــم املقــررات واملــواد التعليميــة واســراتيجيات وطرائــق التدريــس‬
‫املرتبطــة هبــا يف ضــوء تطبيــق مدخــل اســتخدام تطبيقــات احلاســوب‬
‫التعليميــة‪.‬‬
‫‪4 )4‬تدريــس القواعــد والرتاكيــب كوظائــف نحويــة تــرز يف الســياق‬
‫ُــدرس لذاهتــا‪.‬‬
‫واملوقــف التواصــي‪ ،‬وليــس قواعــد منفصلــة ت َ‬

‫‪911‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫املراجع‬
‫ ‪ 1 .‬براهيــو‪ ،‬ن‪ ،)1987( ،‬اســراتيجيات اللغــة الثانيــة‪ ،‬اململكــة املتحــدة‪،‬‬
‫لنــدن‪ ،‬جامعــة إكســفورد‪.‬‬
‫ ‪ 2 .‬دوجتــي‪ ،‬س‪ ،)2001( ،‬اإلثــراء يف تعلــم اللغــة الثانيــة‪ ،‬اململكــة‬
‫املتحــدة‪ ،‬لنــدن‪ ،‬جامعــة كامــردج‪.‬‬
‫ ‪ 3 .‬الســهول‪ ،‬حممــد‪ ،)2016( ،‬دور اللســانيات يف تطويــر مناهــج تعليــم‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬الســعودية‪ ،‬الريــاض‪ ،‬جامعــة امللــك ســعود‪.‬‬
‫ ‪ 4 .‬الشــويرخ‪ ،‬صالــح‪ ،)2009( ،‬املذاهــب احلديثــة يف تدريــس القواعــد‬
‫اللغويــة‪ ،‬مــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬جملــة علــوم اللغــة‪ ،‬مــج ‪ ،12‬ع ‪.2‬‬
‫ ‪ 5 .‬عــام‪ ،‬صــاح الديــن حممــود‪ ،)2000( ،‬القيــاس والتقويــم الرتبــوي‬
‫والنفــي أساســياته وتطبيقاتــه وتوجهاتــه املعــارصة‪ ،‬مــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار‬
‫الفكــر العــريب‪.‬‬
‫‪6.6‬اليتبــون‪ ،‬ب‪ ،)2000( ،‬البحــث يف أساســيات تعليــم اللغــة الثانيــة‪،‬‬
‫إنجلــرا‪ ،‬لنــدن‪ ،‬لونجــان‪.‬‬

‫‪912‬‬
‫توصيات املؤتمر‬
‫بفضــل اهلل وتوفيقــه اختتمــت فعاليــات املؤمتــر الــدوىل األول «العربيــة‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ :‬احلــارض واملســتقبل»‪ ،‬الــذي نظمــه املنتــدى العــريب الرتكــي‬
‫للتبــادل اللغــوي بجامعــة جريســون الرتكيــة يف ‪ 2-1‬أغســطس ‪2019‬م‪،‬‬
‫وبحضــور أكثــر مــن ‪ 80‬أكاديم ًّيــا وباح ًّثــا مــن ‪ 12‬دولــة عربيــة وأجنبيــة‪ ،‬عقــد‬
‫عــى مــدار يومــن تســع جلســات عرضــت فيهــا مــا يزيــد عــن أربعــن ورقــة؛‬
‫بحثيــة شــملت حمــاور املؤمتــر‪ ،‬كــا عقــد عــى هامــش املؤمتــر دورة تدريبيــة يف‬
‫تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وبعــد جلســات احلــوار والنقــاش حــول مــا‬
‫تــم طرحــه مــن بحــوث‪ ،‬خــرج املؤمتــر بمجموعــة مــن املقرتحــات والتوصيــات‬
‫أمههـ�ا‪:‬‬
‫‪ -‬النظــر إىل اللغــة باعتبارهــا لغــة حضــارة وثقافــة وقــوة اقتصاديــة‪ ،‬وليــس‬
‫باعتبارهــا لغــة دينيــة فقــط‪ ،‬والتخطيــط اجليــد هلــا وفــق سياســات لغويــة‬
‫واضحــة تســتثمر إمكاناهتــا ومقوماهتــا‪.‬‬

‫‪ -‬تنميــة وتطويــر كفــاءات معلمــي اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــن خــال‬
‫عقــد ورشــات ودورات إعــداد معلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬بصفـ ٍ‬
‫ـة‬
‫ـة‪ ،‬تســاعدهم عــى االطــاع عــى الطرائــق‬ ‫ـة خاصـ ٍ‬
‫ـة وللعاملــن برتكيــا بصفـ ٍ‬
‫عامـ ٍ‬
‫والوســائل احلديثــة التــي تغنــي عملهــم‪.‬‬
‫‪ -‬دعــوة املجامــع اللغويــة إلعــداد معاجــم لغويــة متخصصــة‪ ،‬أحاديــة اللغــة‬
‫وثنائيــة للناطقــن بغــر العربيــة‪ ،‬تعتمــد عــى مدونــات الكلــات الشــائعة‪،‬‬
‫ً‬
‫تــداول‪ ،‬وإتاحتهــا ورق ًّيــا وإلكرتون ًّيــا‪.‬‬ ‫واألكثــر‬
‫‪ -‬تصميــم مناهــج عربيــة خاصــة للطــاب األتــراك‪ ،‬تكــون متكاملــة وقابلــة‬
‫للتطويــر والتعديــل بحســب مقتضيــات احلاجــة‪ ،‬تراعــي الفــروق الفرديــة‪،‬‬
‫واملشــرك الثقــايف واحلضــاري بــن تركيــا والبــاد العربيــة‪.‬‬

‫‪ -‬دعــوة املؤسســات العامــة واخلاصــة لالســتثامر يف اللغــة العربيــة يف تركيــا عــى ‬


‫كل املســتويات‪ ،‬ســواء أكان االســتثامر يف إنتــاج املناهــج التعليميــة أم الربامــج‬
‫والتطبيقــات التكنولوجيــة‪ ،‬أم يف تأســيس مراكــز اللغــات‪.‬‬

‫‪ -‬التكامــل بــن اللغــة والتكنولوجيــا احلديثــة‪ ،‬واســتغالل إمكانــات التقنيــات‬


‫احلديثــة يف تدريــس اللغــة العربيــة مثــل‪ :‬خمتــرات اللغــة‪ ،‬الربامــج اإلذاعيــة‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫والتلفزيونيــة‪ ،‬والربامــج احلاســوبية ومواقــع التواصــل املتعــارف عليهــا‪،‬‬


‫ورضورة توفرهــا يف املؤسســات التعليميــة‪ ،‬ملــا أظهرتــه هــذه التجربــة مــن نتائــج‬
‫تعليميــة فعالــة يف تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬

‫‪ -‬رضورة االســتفادة مــن أنظمــة التواصــل االجتامعــي عمومــا لكوهنــا تتيــح‬


‫فــرص لتوظيــف طرائــق التعلــم بــا يتناســب مــع األجيــال الصاعــدة‪.‬‬

‫‪ -‬تأســيس اجلمعيــات والروابــط لتبــادل اخلــرات بــن أهــل العربيــة‪ ،‬وتشــجيع‬


‫اإلبــداع الفكــري واجلــايل‪ ،‬باإلضافــة إىل االرتقــاء بمســتواهم العلمــي والعميل‪،‬‬
‫وبحــث التحديــات واملنعطفــات التــي قــد تواجههــم‪ ،‬وذلــك هبــدف التفــرغ‬
‫لرســالتهم الســامية‪.‬‬

‫‪ -‬العمــل عــى اعتــاد امتحــان لتحديــد مســتوى الدارســن يف اللغــة العربيــة‪،‬‬


‫مبن ًّيــا عــى األســس واملعايــر الدوليــة‪ ،‬ومعرت ًفــا بــه عرب ًّيــا ودول ًّيــا‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫حــث الــدول العربيــة عــى اشــراط إتقــان اللغــة العربيــة عــى الوافديــن للعمــل‬
‫والدراســة‪ ،‬قبــل منحهــم تأشــرات الدخــول أو تصاريــح العمــل‪.‬‬

‫‪ -‬االس��تفادة مـ�ن حتليـ�ل اخلطــاب والتداوليــة‪ ،‬واللســانيات احلاســوبية وعلــم‬


‫اللغ�ةـ التطبيقيــ يف الدراســات املتع ِّلقـ�ة بتعليـ�م اللغـ�ة العربيـ�ة وتع ُّلمهـ�ا للناطقــن ‬
‫بغريهــا‪.‬‬

‫‪ -‬تدريــس قواعــد النحــو للناطقــن بغــر العربيــة وظيف ًّيــا‪ ،‬مــع االهتــام باملدخل‬
‫التشــخييص يف تدريــس النحــو؛ أل َّنــه هيتــم باألخطــاء الشــائعة التــي تــدور عــى ‬
‫األلســنة وتنتــر يف الصحــف واملجــات والكتــب‪ ،‬والوقــوف عــى أســباهبا‬
‫ومعاجلتهــا‪.‬‬

‫‪ -‬تطويــر اختبــارات معياريــة لتقييــم وقيــاس مســتوى الدارســن للعربيــة مــن‬


‫الناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــع الرتكيــز عــى تطويــر أســاليب التقويــم الــذايت‪ ،‬التــي‬
‫متكنهــم مــن تقويــم مــدى تقدمهــم يف اكتســاب اللغــة ومهاراهتــا‪.‬‬

‫‪ -‬تشــجيع برامــج تبــادل اخلــرات والطــاب بــن اجلامعــات الرتكيــة والعربيــة‬

‫‪914‬‬
‫العربية للناطقين بغيرها‪ :‬الحاضر والمستقبل‬

‫للمامرســة والتدريــب؛ ســواء عــى مســتوى الطــاب ممــا حيقــق االنغــاس‬


‫اللغــوي املبــارش بالدراســة يف الــدول العربيــة‪ ،‬أو عــى مســتوى املعلمــن ‬
‫لتأهيلهــم وتدريبهــم‪.‬‬

‫‪ -‬أثنــى املشــاركون عــى اقتصــار حمــاور املؤمتــر عــى العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫وأوصــوا بعقــده دور ًّيــا ليكــون تظاهــرة علميــة يمكــن مــن خالهلــا مواكبــة‬
‫املســتجدات يف املجــال وتبــادل اخلــرات بــن املختصــن واملهتمــن‪.‬‬

‫‪915‬‬

You might also like