You are on page 1of 6

‫فن تحديد األهداف وتحقيقها‬

‫إذا كنا سنختار شيئ ًا واحدًا فقط نعُدُّه أه َّم أسباب النجاح‪ ،‬فال شك عندي أنه تحدي ُد أهداف ذات‬
‫سبُل الموصلة إليها‪ ،‬وهذا ما أثبتَتْه دراسات عدة في هذا المجال؛ فقد تبيَّن‬ ‫ِقيمة‪ ،‬ومعرفة ال ُّ‬
‫بهدف معيَّن‪ ،‬وقد لوحظ أنه بمجرد‬ ‫ٍ‬ ‫صبُون إليه عندهم تعلُّ ٌ‬
‫ق شديد‬ ‫تحقيق ما ي ْ‬
‫ِ‬ ‫أن النَّاجحين في‬
‫وتتحرك‬
‫َّ‬ ‫تبيُّ ِن الهدف واتِضاحه‪ ،‬فإن إمكانات المرء تتضاعف‪ ،‬ويزداد نشا ُ‬
‫طه‪ ،‬ويتيقَّظ عقلُه‪،‬‬
‫األفكار التي تخ ُد ُم غرضه‬
‫ُ‬ ‫‪.‬دوافعه‪ ،‬وتتولَّد لديه‬

‫في منتصف القرن الماضي أ َخذ فريق لألبحاث السلوكية من كلية إدارة األعمال بجامعة‬
‫عينةً عشوائية‪ ،‬عددُها مائة من طالَّب السنة النهائية‪ ،‬وسألوهم‪ :‬ماذا يريد ك ُّل‬
‫هارفارد ‪ِ -‬‬
‫تخرجه‪ ،‬فأجابوا جميعًا‪ :‬إنهم يريدون أن يكونوا‬ ‫عشر سنوات من ُّ‬ ‫ِ‬ ‫واحد منهم أن يكون بعد‬
‫‪.‬قوى مؤثِرة في دنيا المال واألعمال‬
‫ً‬

‫صلة‪ ،‬مكتوبة‪،‬‬‫ضعوا أهدافًا محددة‪ ،‬مف َّ‬


‫وال َحظ الباحثون أن عشرةَ طالَّب فقط من المائة و َ‬
‫ضعوا خط ً‬
‫طا لتحقيقها‬ ‫‪.‬وو َ‬

‫سه بزيارات متابعة لكامل أفرا ِد العينة‪ ،‬فو َجدوا‬


‫ق األبحاث نف ُ‬
‫وبعد مرور عشر سنوات قام فري ُ‬
‫األشخاص العشَرة الذي حدَّدوا أهدافهم كتابةً ‪ -‬يعاد ُل (‪ )96%‬من إجمالي‬
‫ُ‬ ‫أن ما يم ِلكه هؤالء‬
‫‪[1].‬الثروة التي يم ِلكها اآل َخرون‬

‫أضعاف‬
‫َ‬ ‫نجز في وقت قصير‬ ‫َ‬
‫يتجاوز العقبات والعراقيل‪ ،‬ويُ ِ‬ ‫إن األهداف الواضحة تتيح للفرد أن‬
‫نتصور قائد طائرة‬
‫َّ‬ ‫غيره في وقت أطو َل؛ ذلك أن المر َء بال هدف إنسا ٌن ضائع‪ ،‬فهل‬‫ما ينجزه ُ‬
‫يُق ِلع وليس عنده مكا ٌن يريد الوصول إليه‪ ،‬وال خارطة توصله إلى ذلك المكان؟ أين ينتهي به‬
‫الطيران؟ ربما ينفَ ُد َوقودُه‪ ،‬وتَه ِوي طائرته‪ ،‬وهو يفكر‪ :‬إلى أين سيذهب‪ ،‬وأين المخطط الذي‬
‫!يوصله إلى وجهته‬

‫هدف معين هو العام ُل الحاسم في ‪:‬يقول أح ُد ِكبار رجال األعمال‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫التركيز الشديد على‬ ‫إن‬
‫المتألق‪ :‬أن‬
‫ِ‬ ‫شرطان للنجاح‬
‫ِ‬ ‫النجاح‪ ،‬سوا ٌء في أمور المال أم في سواه‪ ،‬ويُ ِضيف قائالً‪ :‬هناك‬
‫يجب دفعه‪ ،‬وتكونُ مستعدًّا لد َْفعه‬
‫ُ‬ ‫من الذي‬‫‪.‬تحد َد لنفسِك ما تريدُه بالضبط‪ ،‬وأن تعلَ َم الث َّ َ‬
‫ِ‬

‫يعرفون‬‫يحققون نجا ًحا ذا بال‪ ،‬والذين ِ‬ ‫ق بال هدف؛ لذلك ال ِ‬ ‫أغلب الناس يتركون حياتَهم تنسا ُ‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫ربيًا فاضالً‪ ،‬أو أستاذا يدركُ‬ ‫ُ‬
‫قيمة تحدِي األهداف‪ ،‬تعلَّموا ذلك؛ إما من أ َ‬
‫س ِرهم‪ ،‬وإما صادَفوا ُم ِ‬
‫األمر ال يُعلَّم في المدارس أو الجامعات؛‬
‫َ‬ ‫سف أن هذا‬ ‫قيمةَ ذلك‪ ،‬ففتَح عيونَهم عليه‪ ،‬والمؤ ِ‬
‫صصة‬ ‫فقد يمت ُّد تعلي ُم المرء إلى ما يزيد على (‪ )16‬عا ًما دون أن يتلقَّى فيها ساعةً واحدة مخ َّ‬
‫سبُل تحقيقها( للحديث عن‬ ‫ضع األهداف و ُ‬ ‫‪).‬و ْ‬
‫َ‬
‫الوالدان لهم أهدافًا‬
‫ِ‬ ‫مبكرة‪ ،‬فيضع‬
‫سن ِ‬ ‫(فن تحديد األهداف) في ٍ‬
‫تدريب الصغار على ِ‬
‫ُ‬ ‫ويمكن‬
‫كاالستيقاظ في ساعة معينة‪ ،‬أو حفظ بعض‬
‫ِ‬ ‫ويشجعانهم على تحقيقها؛‬
‫ِ‬ ‫سهلة من واقعهم‪،‬‬
‫السور من القرآن الكريم‪ ،‬أو عدد من األحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬أو حفظ بعض القصائد‪ ،‬أو‬
‫قراءة بعض الكتب‪ ،‬أو إتقان بعض أنواع الرياضة المفيدة؛ كالسِباحة‪ ،‬والجري‪ ،‬وما إلى‬
‫‪.‬ذلك‬

‫احترام‬
‫ِ‬ ‫الخوف ِمن عدم‬
‫َ‬ ‫ب اإلعراض عن تحدي ِد األهداف ‪ -‬بعد الجه ِل بأهميتِها ‪-‬‬ ‫ولع َّل من أسبا ِ‬
‫َ‬
‫استعينوا على إنجاح " ‪:‬اآلخرين ألهدافِنا ونقدِهم لها‪ ،‬وهنا يمكننا أن نأخذ بالحكمة القائلة‬
‫"حوائجكم بالكتمان‬
‫ِ‬ ‫ويشجعُنا على ال ُمضي قُد ًما‬
‫ِ‬ ‫يدركُ قيمتَها‪،‬‬
‫‪ ،‬فال نحدِث عن أهدافنا إال من ِ‬
‫‪.‬في سبي ِل تحقي ِقها‬

‫ومن أسباب اإلعراض عن تحديد األهداف أيضًا‪ :‬خوف اإلخفاق‬


‫‪ِ .‬‬

‫يدركون أهمية اإلخفاق في التمهي ِد للنجاح‪ ،‬إن النجا َح الكبير يس ِبقُه ‪ -‬في‬
‫أكثر الناس ال ِ‬
‫إن َ‬
‫أكثر من (‪ )500‬شخص حقَّقوا‬ ‫ق كبير‪ ،‬وقد قام الباحث (نابليون هل) بمقابلة َ‬ ‫الغالب ‪ -‬إخفا ٌ‬
‫درجات عالية من النجاح‪ ،‬فو َجدهم جميعًا ‪ -‬بال استثناء ‪ -‬قد حقَّقوا النجا َح بع َد مواجهة‬
‫اإلخفاق‪ ،‬فنالوا ما يُريدون‬
‫ِ‬ ‫قرروا أن يمشُوا خطوةً أخرى بعد‬ ‫‪.‬اإلخفاق‪ ،‬ولكنهم َّ‬

‫تجاربِه‬
‫ِ‬ ‫ظ َم مخترعٍ في العصر الحديث‪ ،‬توماس إديسون‪( ،‬أخفق عشرة آالف مرة) في‬ ‫إن أع َ‬
‫المصباح الكهربائي قبل أن ينج َح في اختراعه! سأَله أحد الصحفيين قائالً‪ :‬يا سيد‬‫على ِ‬
‫المصباح الكهربائي‪ ،‬فلماذا ت ُ ُّ‬
‫صر‬ ‫إديسون‪ ،‬لقد أخفقتَ حتى اآلن خمسة آالف مرة في اختراعِ ِ‬
‫تجاربِك؟ فأجابه‪ :‬لقد أخطأتَ أيها الشاب‪ ،‬لقد نجحتُ في اكتشاف خمسة‬
‫على المضي ِ قد ًما في ِ‬
‫!آالف طريقة ال توصلُني إلى ما أريد‬

‫الحالي وال‬
‫َّ‬ ‫ض َعهم‬‫يفضلون البقا َء في (منطقة األمان)‪ ،‬ومن أجل ذلك يق َبلون َو ْ‬ ‫أغلب الناس ِ‬ ‫ُ‬
‫المنطقة‪ ،‬ويق َبلون‬
‫يخرجون من هذه ِ‬ ‫يحققون نجا ًحا ذا بال ُ‬
‫أغلب الذين ِ‬
‫ُ‬ ‫يفكرون بالتغيير‪ ،‬بينما‬ ‫ِ‬
‫لكن أكثر الناس يخافون منه‪ ،‬وفي‬ ‫مفر منه‪َّ ،‬‬
‫أمر ال َّ‬
‫التغيير ٌ‬
‫َ‬ ‫بحد معقو ٍل من المجازفة‪ ،‬إن‬ ‫ٍ‬
‫الوقت نفسه يتمنَّ ْون أن يتحقق لهم ما يريدون‪ ،‬والحكمة تقتضي منا أن نقبَل بالتغيير ما دام‬
‫أهداف‬
‫ٌ‬ ‫يجب أن تكون عندنا‬‫ُ‬ ‫أمرا الز ًما‪ ،‬وأن نجعَلَه تحت سيطرتِنا قَد َْر المستطاعِ‪ ،‬وألجل ذلك‬
‫ً‬
‫‪.‬واضحة‬

‫‪:‬هناك أمور ثالثة لها أهميةٌ خاصة فيما يتَّصل بموضوعِ األهداف‬
‫التفوق)‬
‫ُّ‬ ‫‪:‬األول‪ :‬ما يعرف بـ‪( :‬منطقة‬
‫يكتشف هذه الناحية‬
‫َ‬ ‫يتفوقَ فيها‪ ،‬وواجبه نحو نفسِه أن‬
‫لكل إنسان ناحية معيَّنة يستطيع أن َّ‬
‫َ‬
‫أحسن استغالل‬ ‫‪.‬ويستغلَّها‬

‫متواضع‪ ،‬قانعون‬
‫ٍ‬ ‫كبيرا من حياتِهم وهم في مجال‬
‫شطرا ً‬‫ً‬ ‫سا يُمضون‬ ‫سف أن ترى أنا ً‬ ‫من المؤ ِ‬
‫ق في المجا ِل الصحيح الذي‬
‫للتفو ِ‬
‫ُّ‬ ‫بالدونية‪ ،‬ال يبذُلون جهدَهم للرقي ِ والتقدُّم‪ ،‬إن الذي يسعى‬
‫نان أيضًا‪َّ ،‬‬
‫لكن َمن‬ ‫س ِ‬ ‫ق فحسب‪ ،‬بل إن طاقتَه اإلنتاجية‪ ،‬وص َّحتَه النفسية تتح َّ‬ ‫يتفو ُ‬
‫يناسبه‪ ،‬ال َّ‬
‫صا عاديًّا في كل شيء‪ ،‬ليست له أدنى مزيَّة‪ ،‬كيف يشعُ ُر‬ ‫ظ ُر في المرآة فيرى أمامه شخ ً‬‫ين ُ‬
‫التفوقَ فيه‪ ،‬فال‬
‫ُّ‬ ‫بتقدير ذاته؟ إنني ما لَم أعلَ ْم أن هناك مجاالً واحدًا ‪ -‬على األقل ‪ -‬أستطي ُع‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫‪.‬يمكن أن أحتر َم نفسي وأعطيَها حقها الالز َم من التقدير‬

‫‪:‬الثاني‪ :‬ما يس َّمى بـ‪( :‬حقل األلماس)‬


‫سبب هذه التسمية قصةٌ مشهورة عن مزارع إفريقي عادي‪ِ ،‬‬
‫عمل في مزرعتِه إلى أن تقدَّم‬ ‫ُ‬
‫بعض الناس يسافرون بحثًا عن األلماس‪ ،‬والذي‬ ‫َ‬ ‫ع أن‬ ‫سمع هذا المزار ُ‬ ‫به العُمر‪ ،‬وذات يوم ِ‬
‫‪.‬يجدُه منهم يصبح غنيًّا جدًّا؛ فتح َّمس للفكرة‪ ،‬وباع َح ْقلَه‪ ،‬وانطلق باحثًا عن األلماس‬

‫البحر‬
‫ِ‬ ‫سه في‬ ‫اليأس ولم يحقِقْ ُحلمه‪ ،‬فألقى نف َ‬
‫ُ‬ ‫أدركه‬
‫ظل الرج ُل ثالثة عشر عا ًما يبحث حتى َ‬
‫ع الجديد الذي كان قد اشترى حق َل صاحبنا بينما كان‬ ‫ليكون طعا ًما لألسماك‪ ،‬غير أن المزار َ‬
‫يع َم ُل في الحق ِل و َجد شيئ ًا يلمع‪ ،‬ولما التقطه و َجده قطعةً صغيرة من األلماس‪ ،‬فتح َّمس‪ ،‬وبدأ‬
‫ب بجد واجتهاد‪ ،‬فو َجد ثانية وثالثة! يا للمفاجأة‪ ،‬فقد كان تحت حق ِله منج ُم ألماس‬ ‫نق ُ‬
‫!يح ِف ُر ويُ ِ‬

‫لق‬‫كل مكان ولم يب َح ْث في حق ِله‪ ،‬ولعله وجد ألماسة فلم يُ ِ‬ ‫العجوز ب َحث عن األلماس في ِ‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫لها باالً؛ ألن األلماسةَ ال تصبح جميلةً إال بعد القطع والتشكيل والصقل‪ ،‬ومغزى القصة‪ :‬أن‬
‫َ‬
‫الموهبة‬ ‫ب إلى أحدِنا من موضع قدميه‪ ،‬لكننا ال ننتبهُ إليه‪ ،‬ثم إن‬ ‫ق قد يكو ُن َ‬
‫أقر َ‬ ‫التفو ِ‬
‫ُّ‬ ‫سر‬
‫ضع أهداف‬ ‫تخلب النَّظر إال بعد القطع وال َّ‬
‫صقل؛ لذا فحينما يري ُد المرء َو ْ‬ ‫ُ‬ ‫كقطعة األلماس‪ ،‬ال‬
‫هدف‬‫ٍ‬ ‫ظ َر فيما عنده‪ ،‬وال يرحل إلى آخر الدنيا بحثًا عن‬ ‫له كي يسعى إلى تحقي ِقها‪ ،‬عليه أن ين ُ‬
‫‪.‬جدير بالتحقيق‬‫ٍ‬

‫‪:‬الثالث‪ :‬توازن األهداف الالزم لتوازن الشخصية‬


‫َ‬
‫يكون‬ ‫ج المر ُء إلى أن‬‫لكي يكون هناك تواز ٌن في األهداف ناج ٌم عن شخصي ٍة متوازنة‪ ،‬يحتا ُ‬
‫كل من اللياقات الست‪ ،‬فإذا حقَّقه انتقل إلى سواه‬
‫‪.‬له هدف واح ٌد ‪ -‬على األقل ‪ -‬يندرج تحت ٍ‬

‫يكون هدفي قضا َء نصف وقتي‬ ‫َ‬ ‫األهداف متناقضة‪ ،‬فال يجوز ‪ -‬مثالً ‪ -‬أن‬
‫ُ‬ ‫المهم أال تكون‬
‫ِ‬ ‫ومن‬
‫ً‬
‫قابلة‬ ‫تكون أهدافُنا‬
‫َ‬ ‫والتفوقَ في العمل في الوقت نفسِه‪ ،‬كذلك يجب أن‬
‫ُّ‬ ‫في التسلية واللعب‪،‬‬
‫‪.‬للتحقيق؛ فال نضع هدفًا خياليًّا مستحي َل التحقيق‪ ،‬نقضي العمر في الجري ِ وراءه‪ ،‬وال نُ ِ‬
‫دركه‬

‫‪:‬وفيما يلي عد ٌد من األسئلة تساعد المر َء على تحديد أهدافه‬


‫‪.‬اذكر خمسة أشياء تعُدُّها أه َّم ما تريد الحصول عليه‪ ،‬وتكون مستعدًّا للبذل من أجلها •‬

‫في ثالثين ثانية‪ ،‬اكتب أه َّم ثالثة أهداف تريد الحصو َل عليها في الوقت الحاضر‪ ،‬وقد •‬
‫أعطينا مدة قصيرة جدًّا؛ ألن ما تكتُبُه دون رويَّة وتفكير يكون هدفًا حقيقيًّا بعيدًا عن تزيين‬
‫‪.‬الخيال وتجميله‬

‫لو أُعطيت مبلغًا ً‬


‫كبيرا من المال‪ ،‬ما أو ُل شيء تفعلُه؟ وما ثاني شيء؟ •‬
‫لو علمتَ أنك ستعيش ستةَ أشهر فقط ماذا تفع ُل؟ •‬

‫تخاف وتتراجع عن السعي له‪ ،‬إن خوفَك هذا قد ال يكون له •‬


‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫تحن إليه‪ ،‬لكنك‬ ‫اذك ُْر هدفًا‬
‫خوف يقترن عادةً بالنجاح‬
‫ٌ‬ ‫‪.‬رصي ٌد من الواقع‪ ،‬لكنه‬

‫ظروف التي تُعطيك أعلى درجات تحقيق الذات؛ أي‪ :‬الشعور بال ِقيمة •‬ ‫ما األحوال وال ُّ‬
‫يحد ُد لك مجا َل التفوق لديك‪ ،‬ويساعدُك في توجي ِه حياتِك‬
‫واألهمية؟ الجواب عن هذا السؤال ِ‬
‫‪.‬نحوه‬

‫وبعد االستعانة بهذه األسئلة‪ ،‬اخت َ ْر لنفسك هدفًا واحدًا واض ًحا تَعُدُّه أه َّم مما عداه‪ ،‬وال ِ‬
‫تز ْد‬
‫بأهداف متعددة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫يريدون أن يبدؤوا‬‫َ‬ ‫خطئون عندما‬‫فكثير من الناس يُ ِ‬
‫ٌ‬ ‫هدف واحد تبدأ به؛‬‫ٍ‬ ‫على‬
‫أهداف أخرى ثانوية يمكن تحقيقُها في‬ ‫ٍ‬ ‫بأس بتحديد‬
‫َ‬ ‫الهدف األساسي ال‬
‫ِ‬ ‫وبعد تحدي ِد هذا‬
‫‪.‬الطريق إليه‬

‫‪:‬طريقة مقت َ َرحة لتحقيق األهداف‬


‫هناك طريقة ناجحة في تحقيق األهداف‪ ،‬ت َّم التأك ُد من نجاحها في مئات الحاالت‪ ،‬طريقة إذا‬
‫سنة واحدة ما ال يحققه غيرها في سنوات‪ ،‬بفضل هللا و ُحسن توفيقه‪.‬‬ ‫تحقق لك في َ‬
‫اتبعتها ِ‬
‫ت التالية‬
‫‪:‬وتتكون هذه الطريقة من الخطوا ِ‬
‫َّ‬
‫‪:‬الرغبة ‪1-‬‬
‫ابدأ برغب ٍة قوية صادقة‪ ،‬يجب أن يكون هدفُك مرغوبًا جدًّا عندك‪ ،‬ونابعًا من داخلك‪ ،‬ال أن‬
‫َ‬
‫‪.‬يكون رغبة يريدها غيرك لك‬

‫‪:‬الثقة ‪2-‬‬
‫ول ْد في نفسك الثقةَ الكاملة بأنك ستحصل على هدفِك إن شاء هللا‪ ،‬دون شك أو ريب؛ ألن‬ ‫ِ‬
‫ق تلك‬
‫سيصد ُ‬
‫ِ‬ ‫عقلَك الواعي إذا صدَّق أهدافك تصديقًا كامالً‪ ،‬فإن عقلك الباطن (أو الشعورك)‬
‫يوجه سلوكك نحو تحقيقها‪ ،‬ولتكن أهدافك واقعية‪ ،‬فمثالً‪ :‬إذا كان وزنك‬ ‫األهداف‪ ،‬وبالتالي ِ‬
‫(‪ )100‬كغ‪ ،‬فال يك ُْن هدفك األول إنقاص (‪ )30‬كغ منها‪ ،‬ابدأ بـ‪ )5( :‬كغ‪ ،‬ثم انتقل إلى الخمسة‬
‫الدافع لبذل الجهد‬
‫ِ‬ ‫التحدي ضروري إليجاد‬
‫َ‬ ‫‪.‬األخرى‪ ،‬ولكن ال تجعل هدفك سهالً جدًّا؛ ألن‬

‫‪:‬اكتب أهدافَك ‪3-‬‬


‫أمر كبير األهمية؛ فهو مثل كتابة برنامج (الكومبيوتر) يدخل العقل‬
‫كتابة األهداف على ورقة ٌ‬
‫الباطن‪ ،‬اكتب الهدف بكل تفصيالته الممكنة؛ فإذا كنتَ تريد الحصول على بيت جميل‪ ،‬فال‬
‫راق‪ ،‬له حديقة‪،‬‬
‫غ َرف‪ ،‬في حي ٍ‬ ‫تكتب‪ :‬أريد بيتًا جميالً‪ ،‬ولكن اكتب ‪ -‬مثالً ‪ :-‬أريد بيتًا فيه ست ُ‬
‫‪...‬وشرفة واسعة‪ ،‬وإطاللته جديدة‪ ،‬و‬
‫الهدف إذا لم يُكتَب هو رغبة وليس‬
‫َ‬ ‫لقد قال المتخصصون في "علم نفس األهداف"‪ :‬إن‬
‫‪".‬هدفًا‬
‫‪:‬حدِد منفعتك من تحقيق هدفك ‪4-‬‬
‫اكتب ك َّل المنافع التي ستحصل عليها إذا تحقق هدفك‪ ،‬فإذا ظهر أن المناف َع قليلة‪ ،‬فإن سعيك‬
‫الهدف يُصبِح ذا جاذبية ال‬
‫َ‬ ‫لتحقيق الهدف سيكون ضعيفًا‪ ،‬أما إذا كانت كثيرةً مهمة‪ ،‬فإن‬
‫‪.‬ت ُ َ‬
‫قاوم‬

‫‪:‬حدِد أين أنت اآلن وأين تريد الوصول ‪5-‬‬


‫تصب في‬
‫َّ‬ ‫تخفض من وز ِنك‪ ،‬فتأكَّد من وزنك الحالي‪ ،‬وحدِد كم تريد أن‬
‫فإذا كنتَ تريد أن ِ‬
‫‪.‬المرحلة التالية‬

‫‪:‬حدِد موعدًا لبلوغ الهدف ‪6-‬‬


‫تعرف عد َد‬
‫َ‬ ‫يكون هدفُك قابالً للقياس؛ فأنت لن تحقق نجا ًحا يُذكَر حتى‬
‫َ‬ ‫فهذا يساعدُك على أن‬
‫يجب عليك اتخاذها‪ ،‬وكم قطعت منها‪ ،‬وكم بقي عليك‬ ‫ُ‬ ‫‪.‬الخطوات التي‬

‫َ‬
‫تجتازها ‪7-‬‬ ‫‪:‬حدِد العقبات التي عليك أن‬
‫إذا لم يكن هناك عقبات‪ ،‬فليس ما تبحث عنه هدفًا‪ ،‬بل مجرد نشاط وحركة‪ ،‬وستالحظ أن‬
‫أصغر بعد أن تكتبَها‬
‫َ‬ ‫ت التي كانت تبدو كبيرة ستبدو‬
‫‪.‬العقبا ِ‬

‫‪:‬حدِد المعلومات الالزمة للوصول إلى الهدف ‪8-‬‬


‫أغلب األهداف ‪ -‬في عصرنا الحاضر ‪ -‬يحتاج تحقيقُها إلى معرفة جيدة‪ ،‬قد تكو ُن المعرفة‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫بعض األشخاص‪ ،‬أو تستطيع الحصو َل‬ ‫ِ‬ ‫الالزمة موجودةً في الكتب‪ ،‬أو في السوق‪ ،‬أو لدى‬
‫‪.‬عليها من (اإلنترنت)‬

‫‪:‬حدِد الناس الذين تحتاج إلى مساعدتهم لتحقيق الهدف ‪9-‬‬


‫ربما تستطي ُع االستعانة بأح ٍد للوصول إلى هدفك‪ ،‬فلماذا ال تطلب مساعدته؟ قد يكون فردًا‪،‬‬
‫‪.‬أو هيئة‪ ،‬أو جمعية‪ ،‬أو شركة‬

‫وفي هذا الصد ِد تذكَّر أن الحياة أخذٌ وعطا ٌء‪ ،‬فإذا كان بإمكانك أن تقدِم شيئ ًا لمن تطلب‬
‫أعطي اآلخرين قبل أن يعطوني؟ إن العظما َء‬ ‫َ‬ ‫مساعدته فافعل‪ ،‬اسأل نفسك‪ :‬ماذا أستطيع أن‬
‫أكثر مما يأخذون‪ ،‬لكن أغلب الناس ‪ -‬مع األسف ‪ -‬يريدون أن‬ ‫على مدار التاريخ يعطون َ‬
‫قدر ممكن من البذل والعطاء‪ ،‬وقد صح عن رسو ِل هللا صلى هللا‬ ‫صلوا على ما ينفَعُهم بأقل ٍ‬
‫يح ُ‬
‫‪ ،‬فك ُْن في حاجة ]‪[2‬عليه وسلم أنه قال‪(( :‬من كان في حاج ِة أخيه‪ ،‬كان هللاُ في حاجته))‬
‫أمورك‪ ،‬ويك ُْن في حاجتك‬
‫َ‬ ‫‪.‬الناس ييس ِِر هللاُ عليك‬

‫س ْم خطة عمل ‪10-‬‬


‫‪:‬ار ُ‬
‫ب النشاطات التي ستقوم بها‪ ،‬ورتِب‬
‫ِكرها‪ ،‬اكت ِ‬‫ض ْع خطة عمل مستفيدًا من النقاط التي سبق ذ ُ‬‫َ‬
‫َ‬
‫الخطة كلما تقدمتَ في التنفيذ‪ ،‬أو حصلتَ على‬ ‫وحد ِد الوقت الالزم‪ ،‬ثم عدِل‬
‫ِ‬ ‫األولوياتِ‪،‬‬
‫يحققون‬
‫وجهك عقباتٌ جديدة‪ ،‬إن الذين ِ‬‫ِ‬ ‫ظهرتْ لك أخطاء‪ ،‬أو قامت في‬ ‫َ‬ ‫معلومات جديدة‪ ،‬أو‬
‫ٌ‬
‫‪.‬أعلى درجات النجاح لديهم دائ ًما خطة تحدِد العم َل على مدى األيام واألسابيع والشهور‬
‫‪:‬تصور أن هدفَك قد تحقَّق ‪11-‬‬
‫َّ‬
‫كثيرا‪ ،‬فمقدار‬ ‫تخيَّل بوضوحٍ أن هدفك قد تحقَّق فعالً وكأنك تراه على شاشة التلفاز‪ِ ،‬‬
‫كرر ذلك ً‬
‫‪.‬تحقُّق الهدف يكون بمقدار وضوحِ صورته في ذهنِك‬

‫التخطيط أول خطوات النجاح‪ ،‬جيمس شرمان‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد طه علي‪ ،‬دار المعرفة ]‪[1‬‬
‫‪.‬للتنمية البشرية‪32 - 31 ،‬‬
‫‪.‬البخاري ومسلم وغيرهما ]‪[2‬‬

You might also like