You are on page 1of 3

‫وسائل دعم ومساعدة جهاز المناعة‬

‫محمد لكزولي‪ ،‬لحسين القانت‬


‫مدخــــــل ‪:‬‬
‫في غالب الحيان ينجح الجهاز المناعتي في الحفاظ على تمامية الجسم‪ ،‬إل أنه في بعض الحالت قد يقع في اضطرا بات يحتمل أن تكون‬
‫عواقبها وخيمة نتيجة ضعف وتقصير في الستجابة المناعتية‪ ،‬كما قد يتعرض في حالت أخرى لتعفنات أو أخماج ل تنفع معها وسائل الدفاع‬
‫الذاتية مما حدا بأبحاث الطب الحديث إيجاد وسائل وطرق يكون الهدف منها ‪:‬‬
‫مساعدة جهاز المناعة المضطرب للقيام بوظيفته كاملة وفي أحسن الحوال ضد مولدات مضاد مهاجمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دعم جهاز المناعة السليم قصد وقايته ضد أمراض يحتمل الصابة بها في أي وقت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن مظاهر مساعدة ودعم جهاز المناعة نورد ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬زرع النخاع العضمي ‪.‬‬
‫‪ ‬التلقيح ‪.‬‬
‫‪ ‬الستمصال ‪.‬‬
‫‪ ‬استعمال المضادات الحيوية ‪.‬‬

‫‪ – I‬زرع النخاع العضمي ‪:‬‬


‫توظف هذه التقنية لعلج الشأخاص الذين يعانون من قصور مناعتي والذي يرجع في غالب الحيان إلى أسباب وراثية ‪ ،‬وتكمن فائدة زرع‬
‫النخاع العضمي لهؤلءا الشأخاص في تجديد الخليا المناعتية لديهم كون هذا الخير يحتوي على الخليا الصلية لجميع الخليا المناعتية وهذه‬
‫الخليا الصلية تتعرض لعمليات النضج والتكاثر والتفريق داخل جسم الخذ لتجدد بالتالي جهازا مناعتيا متكامل ووظيفيا ‪.‬‬

‫‪ – II‬التلقيح ‪:‬‬
‫‪ )1‬التعريف ‪:‬‬
‫يعتبر التلقيح إجراءاا طبيا وقائيا ضد مرض أو أمراض معينة يحتمل أن يصاب بها الجسم‪ ،‬ويرتكز على مبدأ التمنيع المحدث والمسبق بواسطة‬
‫مستحضرات منتجة انطلقا من مولدات المضاد المسببة للمرض ذاته‪ ،‬وهذه المستحضرات المكسبة للمناعة هي ما تسمى ب " اللقاحات "‬

‫‪ )2‬معطيات إحصائية ‪:‬‬


‫ل تكمن أهمية التلقيح في الوقاية من المرض فحسب بل في الحد من انتشأاره‪ ،‬ففي حرب ‪ 1870‬بينما‬
‫يتكون الجيش الفرنسي من ‪ 600 000‬رجل لكن بدون تلقيح بدون تلقيح ظهرت بين الجنود ‪175 000‬‬
‫حالة مرض بالجذري وتوفي منهم ‪ 23 000‬جندي في حين توفي فقط ‪ 256‬جندي في صفوف الجيسش‬
‫اللماني الملقحين أفراده ‪ .‬لكن بعد اعتماد التلقيح بالجيش الفرنسي والذي بلغ أفراده ‪ 8‬مليين جندي إبان‬
‫الحرب العالمية الولى أصيب ‪ 12‬جنديا فقط باللجذري مات منهم جندي واحد‪.‬‬
‫وبعد تعميم التلقيح بالجذري بالعالم بأسره تراجه هذا المرض بشأكل ملحوظ وأعلن عن آخر حالة لهذا‬
‫المرض يوم ‪ 02‬أكتوبر ‪ 1977‬بالصومال ‪ ،‬نقل آنذاك المريض إلى جنيف ليتم علجه ‪.‬‬
‫سنة ‪ 1980‬أعلنت منظمة الصحة العالمية بالقضاءا نهائيا على مرض الجذري على وجه الرض ‪.‬‬

‫‪ )3‬معطيات علمية تاريخية ‪:‬‬


‫أ‪ -‬مرحلة ما قبل العالم ‪Edouard JENEER‬‬
‫‪ ‬قبل ‪ 1000‬عام من الحقبة المسيحية كان الصينيون يحتمون من طرف الجذري وذلك بزرع طفيحات قشأرية أشأخاص معالجين من المرض‬
‫لخرين سليمين وهو ما يسمى ب " عملية التجذير " ‪. Variolisation‬‬
‫‪ ‬خلل القرن الثامن عشأر لوحظ أن الشأخاص الذين تعافوا من مرض لمرة أولى ‪ ،‬ل يصابون به أثناءا مصادفتهم لنفس المرض لمرة ثانية (‬
‫حالة مرض الحصبة مثل ) ‪ ،‬ومن هنا ساد العتقاد بأن الحتكاك بالمرض لول مرة يعطي للجسم نوعا من الحصانة ضده‪.‬‬
‫ب‪ -‬أعمال ) ‪JENEER (1749-1823‬‬
‫مارس هذا العالم النجليزي مهنة الطب في منطقة مزدهرة بتربية البقار‪ ،‬ولحظ أن الشأخاص الذين يحلبون هذه البقار ناذرا ما يصابون‬
‫بالجذري ‪ ،‬وبعد معاينتهم تبين أنهم يصابون بجذري البقري وهو نوع من الجذري يظهر على شأكل طفيحات جلدية على أجسامهم ول يسبب‬
‫‪1‬‬
‫للنسان أية اضطرابات خطيرة بل يحمي من الجذري البشأري ‪ .‬استثمر ‪ JENNER‬هذه الملحظات فعمل على نقل جذري البقر إلى النسان‬
‫لحمايته من جذري البشأر والخطير ‪ .‬لكن جميع هذه الممارسات لم تتجاوز مستواها البدائي أو الجنيني لعلمية الحقيقية للتلقيح إل مع العالم الفرنسي‬
‫‪. PASTEUR Louis‬‬
‫ج‪ -‬أعمال )‪PASTEUR . (1822-1895‬‬
‫قام ‪ PASTEUR‬بمناولت حول مرض يسمى كوليرا الدجاج والذي تسببه نوع‬
‫من البكتريا‪ .‬لحظ أن حقن بكتريات بقيت في محم بضعة أسابيع ل تسبب عند‬
‫الدجاج إل اضطرابات طفيفة يتعافى منها بسرعة ‪ ،‬كما لحظ في حالة أخرى أن‬
‫الدجاج المحقون ببكتريا مضعفة بالتقادم ل يصاب حتى بالضطرابات البسيطة‬
‫الملحظة سابقا ‪.‬‬
‫وانطلقا من هذه الملحظات صمم ‪ PASTEUR‬تجربته الشأهيرة التالية ‪:‬‬

‫استنتج ‪ PASTEUR‬أن المجموعة ‪ C‬من الدجاج لم تتأثر بحقن الزرع الطري‬


‫والحاد لنها ملقحة ضد المرض وذلك بتلقيها بكتريات وهنة بفعل القدم أكسبتها‬
‫مناعة ضد الزرع الحاد ‪.‬‬
‫سارع ‪ PASTEUR‬إلى تطبيق معطيات هذه التجارب على أمراض أخرى فقام‬
‫بأول عملية تلقيح حقيقية عند النسان ضد مرض " سعار الكلب " حيث قام بتلقيح‬
‫راع من اللزاس مصاب بهذا المرض وذلك بحقنه بالحمة الوهنة والمضعفة‬
‫المسؤولة عن المرض ذاته‪.‬‬
‫ملحظة ‪ :‬يفضل حاليا اعتماد كلمة التطعيم أو التمنيع عوض التلقيح ‪.‬‬
‫‪ )4‬أصناف اللقاحات وكيفية تحضيرها‬

‫أمثلة لبعض الساتعمالتا‬ ‫كيفية التحضير‬ ‫أصناف اللقاح‬


‫ضد السعار – السل – الجذري –‬ ‫انطلقا من مولدات مضاد حية لكنها‬
‫لقاحات حية‬
‫الحصبة ‪....‬‬ ‫وهنة وضعيفة‬
‫انطلقا من مولدات مضاد ميتة بفعل‬
‫ضد السعال – التيفويد‪ -‬كوليرا الدجاج‬
‫عوامل فيزيائية أو كيميائية – حرارة‪-‬‬ ‫لقاحات ميتة‬
‫‪....‬‬
‫تشأعيع ‪..‬‬
‫عبارة عن أجزاءا أو مشأتقات الجراتيم‬
‫ضد الكباد – الكزاز – الدفتريا –‬
‫تسمى المحددات المستضادية كالسمين‬ ‫لقاحات ذات محددات مستضادية‬
‫اللتهاب الرئوي – الكباد من نوع ‪B‬‬
‫– بروتينات الغشأية ‪...‬‬

‫‪ )5‬التأويل المناعتي للتلقيح ‪:‬‬


‫‪ -1‬المبادئ التي يرتكز عليها التلقيح ‪:‬‬
‫يرتكز التلقيح على مبدأين أساسيين ‪:‬‬
‫‪ ‬فصل القدرة الممرضة لمولد المضاد مع الحفاظ على قدرته الممنعة بحيث يتم إبطال الولى وتنشأيط الثانية ‪.‬‬
‫‪ ‬توظيف الذاكرة المناعتية للجسم بعد حقن أول لمولد مضاد وهن وضعيف أو عدة حقن متباعدة في الزمن حسب الظروف ‪.‬‬
‫ويمثل المنحنى استجابة الجسم أثناءا حقنه بدوفان الكزاز خلل فترتين متتاليتين ومتباعدتين‪.‬‬
‫تحليل المنحنى ‪:‬‬
‫الستجابة الولية متأخرة وضعيفة وغير مستقرة‪ ،‬تتميز بفترة كمون وبإنتاج كمية‬
‫ضعيفة من مضادات الجسام‪ .‬أما الستجابة الثانوية فهي فورية وقوية ومستقرة‬
‫نسبيا‪.‬‬
‫التفساير ‪:‬‬
‫الستجابة الولية متأخرة وضعيفة لن الخليا المناعتية تحتاج إلى مهلة زمنية‬
‫للتعرف على الدوفان ليتم بعد ذلك تكاثر وتفريق اللمفاويات ‪ B‬إلى لمفاويات ‪ B‬ذات‬
‫ذاكرة و بلزميات منمتجة لمضادات أجسام ‪ ،‬غير أن عدد اللمفاويات التي يتم‬
‫تحريضها خلل التصال الول بمولد المضاد قليل‪ .‬أما خلل الستجابة الثانوية فإن‬
‫اللمفاويات ‪ B‬ذات ذاكرة والتي تم تكوينها سابقا خلل الستجابة الولية تتكاثر‬
‫بسرعة وبأعداد هائلة لتتحول في ظرف وجيز إلى بلزميات تنتج كميات كبيرة من‬
‫مضادات الجسام ‪.‬‬
‫ب‪ -‬دراسة حالة تلقيح ملموسة ‪.‬‬
‫تختلف مولدات المضاد فيما بينها مما يفسر استجابة الجسم تبعا لنوعيتها ففي‬
‫الوقت الذي تكفي فيه حقنتين متباعدتين من اللقاح لتمنيع الجسم ضد مرض معين‬
‫فإن أمراضا أخرى تحتاج لبرمجة خاصة لتمنيع الجسم بواسطة اللقاح بكيفية جيدة‬
‫ويتم ذلك باعتماد عدة حقن متتالية ومجدولة زمنيا لضمان إنتاج كمية مناسبة من‬
‫مضادات الجسام لضمان حماية الجسم من المرض والكمية الدنيا من هذه المضادات‬
‫هي التي تحدد ما يسمى ب " منطقة الحماية "‬
‫‪2‬‬
‫‪ -III‬الستمصال‬
‫‪ -1‬ملحظات‬
‫أثبتت التجارب والبحاث أن دم الحيوانات المحقونة مسبقا بدوفان الكزاز يحتوي على مضادات أجسام قادرة على إبطال مفعول‬
‫سمين الكزاز‪ ،‬كما لوحظ كذلك أن الحيوان غير الممنع من هذا السمين ل يصاب هو الخر عندما يتلقى مصل مصدره حيوان ممنع‬
‫– أنظر الوثيقة السابقة‪-‬‬
‫استنتاج ‪ :‬من هذا المنطلق يمكن استعمال تقنية حقن المصال لنقل المناعة من كائن ممنع إلى آخر غير ممنع‪ ،‬وهذه التقنية‬
‫توظف ضد كل السمينات والمراض الجرثومية وتسمى ‪ :‬الستمصال ‪La serothérapie‬‬
‫‪ -2‬طرق تحضير المصال ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحضير مصل من أصل حيواني‬
‫تستعمل حيوانات عديدة مثل الكوباي والرنب ‪ ...‬لكن يفضل تحضير المصل من الحصان حيث يلقح هذا الخير عدة مرات‬
‫بسمين وهن ليكسب مناعة خلطية فورية ثم بسمين حاد ‪ ،‬وبعد ذلك يستخلص منه المصل ليستعمل لغراض علجية ضد‬
‫السمينات الحادة‪.‬‬
‫‪ -2‬التحضير من مصدر بشأري‬
‫حيث يكون المعطي إما ‪:‬‬
‫شأخص متبرع تم تلقيحه بمولدات مضاد متنوعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إمرأة حامل أثناءا الوضع حيث يستخلص المصل من المشأيمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شأخص في فترة نقاهة بعد مرض جرثومي معين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حاليا توظف تقنية غير مضرة بالمتبرع حيث يتم ترشأيح دم المعطي مباشأرة وبشأكل سريع لعزل المصل دون الخليا الدموية وتسمى‬
‫هذه التقنية ب " البلزمافيريز" ‪. " Plasmaphérèse‬‬
‫ج‪ -‬عن طريق الهندسة الوراثية ‪:‬‬
‫يتم عزل المورثات المتحكمة في إنتاج مضادات الجسام انطلقا من الصبغيات ‪ 14 ، 2‬و ‪ 22‬ليتم دمجها في المادة الوراثية‬
‫لبكتريا ‪ E coli‬لتستنسخ وتعبر لنتاج مضادات الجسام ‪.‬‬

‫‪ -3‬مقارنة مميزاتا المصلين الحيواني والبشري‬


‫يتضح أن المصل من مصدر بشأري أكثر فعالية من المصل من مصدر حيواني حيث يتميز باستقراره النسبي وبالتالي يمكن من‬
‫وقاية الجسم لمدة طويلة في حين يبقى مفعول المصل من مصدر حيواني دو تأثير محدود ‪.‬‬

‫الساتمصال‬ ‫التلقيح‬ ‫الجراءا‬ ‫المميزات‬


‫نقل المناعة بواسطة مضادات أجسام جاهزة‬ ‫تمنيع الجسم ضد مرض وذلك بحقن مولد‬ ‫المبدأ‬
‫ونوعية للمرض‪.‬‬ ‫مضاد وهن ونوعي للمرض ذاته‬
‫مضادات أجسام نوعية وجاهزة‬ ‫مولد مضاد وهن وضعيف‬ ‫العامل النشيط‬
‫نوعية‬ ‫نوعية‬ ‫نمط المناعة المكتسابة‬
‫منقولة وجاهزة دون تحريض الجهاز‬ ‫مكتسبة بتحريض الجهاز المناعتي‬ ‫كيفية إكساابها‬
‫المناعتي‬
‫سريعة وفورية دون استقرار‬ ‫بطيئة لمن لكن فعالة ومستقرة‬ ‫سارعة المفعول‬
‫العـــــــــــــــــــــــــــــــلجا‬ ‫الوقايـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬ ‫الهدف من الساتعمال‬
‫‪ - 3‬تكمن فائدة وأهمية الستمصال اللقاحي بتوفير علج فوري ووقاية مستقرة للجسم‪ ،‬حيث يعوض الستمصال الفترة الولى من عدم كفاية‬
‫التلقيح بعد الحقنة الولى في حين يصبح التلقيح الدعامة الساسية لحماية الجسم في الوقت الذي يتلشأى مفعول الستمصال‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like